اصل المقالة (2096 k)

23
ﻃﺮﻓﺔ ﻘﺔ ﳌﻌﻠ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺻﻒ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﯽ ﻭﺍﻧﺰﻳﺎﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﯽ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺩﻭﺭ ٭ ﮐﺮﻣﯽ ﺑﻴﮋﻥ ٭٭ ﻣﺮﺍﻣﯽ ﺟﻼﻝ ٭٭٭ﻗﺎﻣﺖ ﺧﻮﺵ ﳏﺴﻦ ﺍﳌﻠﺨﺺ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻳﻨﺪﺭﺝ. ﺃﺧﺮﯼ ﻣﻦ ﮐﻠﻤﺔ ﲤﻴﺰ ﻓﯽ ﺗﺴــﻬﻢ ﺻﻮﺗﻴ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﲔ ﺍﳉﺪﻝ ﻓﺎﺳــﺘﻤﺮ ﻭﺍﳌﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺇﻃﺎﺭ ﻓﯽ ﻭﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺩﻭﺭﴽ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳــﺮﯼ. ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻫﺬﻩ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻵﻥ ﺣﺘﯽ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﻨــﺬ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﳐﺮﺟﻪ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﯽ ﺍﻟﻨﺺ ﻓﯽ ﺩﻻﻟﻴﻘﺔ ﻣﻌﻠ ﻓﯽ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻤﺎﺕ ﺑﺈﺣﺼﺎﺀ ﻟﴼ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳــﺔ ﻫﺬﻩ ﻓﯽ ﻧﻬﺘﻢ. ﻭﺍﳌﻌﻨﯽ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺑﲔ ﻋﻼﻗﺔ ﻳﺸــﮑﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺻﻒ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﯽ ﻭﺍﻟﻐﻴﺎﰊ ﺍﳊﻀﻮﺭﻱ ﺍﻧﺰﻳﺎﺣﻬﺎ ﻧﺴــﺒﺔ ﻭﺫﮐﺮ ﻃﺮﻓﺔ ﺑﺪﺭﺍﺳــﺔ ﻧﻘﻮﻡ ﺃﻥ ﻧﺴــﻌﯽ ﻭﺛﺎﻧﻴﴼ. ﻣﻨﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻻﲣﻠﻮ ﺗﮑﺎﺩ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﺰﺀﴽ. ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺻﻒ ﻣﻘﻄﻊ ﻓــﯽ ﺍﳌﻌﻨﯽ ﻣﻊ ﻟﻠﻔﻮﻧﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻐﻴــﺎﰊ ﺍﳊﻀﻮﺭﻱ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻼﻗــﺔ ﻭﺻﻒ ﻭﻓﯽ، ﺍﻟﺸــﻌﺮﯼ ﺍﻟﻨﺺ ﻓﯽ ﺩﻻﻟﻴﴼ ﺩﻭﺭﴽ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ ﺃﻥ ﺇﻟــﯽ ﻧﺘﻮﺻ ﻭﺃﺧــﲑﴽ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﻭﳐﺎﺭﺟﻬﺎ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﺩﻻﻻﺕ ﺗﻼﺋــﻢ ﺍﻟﺘﯽ ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻤﺎﺕ ﲢﺘــﻞ ﻃﺮﻓﺔﻘﺔ ﳌﻌﻠ ﺍﻟﻨﺎﻗــﺔ ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﺗﺘﻨﺎﺳــﻖ ﻓﻮﻧﻴﻤﺎﺕ ﺣﻀﻮﺭ ﻗﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻔﴼ ﻣﮑﺜ ﺣﻀــﻮﺭﴽﻘﺔ، ﺍﳌﻌﻠ ﻣﻦ ﺍﳌﺸــﻬﺪ. ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﺻﻒ. ﻃﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ، ﻭﺻﻒ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ، ﺍﻟﻔﻮﻧﻴﻢ،: ﺍﻟﺪﻟﻴﻠﻴ ﺍﻟﮑﻠﻤﺎﺕ.[email protected] . ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻃﺒﺎﺋﯽ، ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ. ٭[email protected] . ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻃﺒﺎﺋﯽ، ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺃﺳﺘﺎﺫ. ٭٭[email protected] . ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﻄﺒﺎﻃﺒﺎﻳﯽ، ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﮐﺘﻮﺭﺍﻩ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻃﺎﻟﺐ. ٭٭٭ ﻧﺎﺻﺮﻱ ﻣﻬﺪﻱ.: ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺢ١٣٩٣/٣/١٨ : ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺗﺎﺭﯾﺦ١٣٩٢/٩/٤ : ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺗﺎﺭﯾﺦ( ﻤﺔ ﳏﻜﻓﺼﻠﻴﺔ) ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺇﺿﺎﺀﺍﺕ٢٠١٤ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ ١٣٩٣ ﺻﻴﻒ- ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻌﺪﺩ- ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ١٣٧ ـ١٥٩ ﺻﺺ

Upload: nguyenanh

Post on 29-Jan-2017

231 views

Category:

Documents


2 download

TRANSCRIPT

Page 1: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة

بيژن کرمی٭جالل مرامی٭٭حمسن خوش قامت٭٭٭

امللخصــهم فی متيز کلمة من أخری. يندرج موضوع العالقة بني إن الفونيم وحدة صوتية تســتمر اجلدل بني علماء اللغة الفونيم والداللة فی إطار العالقة بني الدال واملدلول فاســری البعض أن الفونيم يلعب دورا ــذ القدمي حتی اآلن حول طبيعة هذه العالقة. ي مندالليا فی النص اإلبداعی من خالل صفاته وخمرجه بينما يعتقد اآلخرون بعدم وجود ــة أولا بإحصاء الفونيمات فی معلقة عالقة بني الفونيم واملعنی. نهتم فی هذه الدراســکل ــبة انزياحها احلضوري والغيايب فی مقطع وصف الناقة وهو يش طرفة وذکر نســة ــعی أن نقوم بدراس جزءا من القصيدة اجلاهلية تکاد الختلو قصيدة منه. وثانيا نســی مقطع وصف الناقة. ــايب للفونيمات مع املعنی ف ــة االنزياح احلضوري والغي عالقــعری، وفی وصف ــی أن الفونيم يلعب دورا دالليا فی النص الش ــريا نتوصل إل وأخــم دالالت صفاتها وخمارجها مع هذا ــل الفونيمات التی تالئ ــة ملعلقة طرفة حتت الناقــق مع مقطع ــورا مکثفا بينما قل حضور فونيمات ال تتناس ــهد من املعلقة، حض املش

وصف الناقة.

الکلمات الدليلية: الفونيم، االنزياح، وصف الناقة، طرفة.

[email protected] ٭. أستاذ مساعد جبامعة العالمة الطباطبائی، إيران. [email protected] ٭٭. أستاذ مساعد جبامعة العالمة الطباطبائی، إيران. [email protected] ٭٭٭. طالب مرحلة الدکتوراه جبامعة العالمة الطباطبايی، إيران.

التنقيح واملراجعة اللغوية: د. مهدي ناصريتاریخ القبول: ١٣٩٣/٣/١٨ش تاریخ الوصول: ١٣٩٢/٩/٤ش

إضاءات نقدية (فصلية حمكمة)

السنة الرابعة - العدد الرابع عشر - صيف ١٣٩٣ش / حزيران ٢٠١٤م

صص ١٥٩ ـ ١٣٧

Page 2: اصل المقالة (2096 K)

١٣٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

املقدمةــبيل إلی التأتی إليها إال من جهة اللغة ــعر ظاهرة لغوية فی وجودها وال س «إن الشالتی تتمثل بها عبقرية اإلنسان وتقوم بها ماهية الشعر.» (عبد البديع، ١٩٧٠م: ٥) ولعل ــعر هو أنها لغة النفس بکل ما فی النفس من توتر أکثر ما ميکن أن ينطبق علی لغة الشوانفعال. مبا أن الفونيمات هی ذرات اللغة فإن وجودها املتسق فی النص الشعری، هو ــعری حياول بوعی أو ــعاعه اجلمالی وما ذلک إال ألن اخلطاب الش أول ما ينبع منه إش

بدونه احلد من االعتباطية من خالل تنمية تردد األصوات املالئمة للمضمون.«تطرأ علی الفونيمات حني تدخل فضاء النص وتهيمن فيه الوظيفة الشعرية، حتوالت ــحنها ــة، ومتکنها من لفت النظر إلی ذاتها، کما تش ــا أداء تلک الوظيف هل ــة ختو ضروريــوالت: التکرار واالنزياح.» ــددة، ومن أهم هذه التح ــدرة علی حتمل دالالت متع بالقــبة کل واحد منها (حملو، ٢٠٠٦: ٢٧) ويتمثل االنزياح فی الفونيمات فی أن حتصی نســبتها فی کل من الوحدات النصية التی يقسم إليها النص فی النص عموما مث تقارن بنســرب القدامی باألغراض. ــارف عليه النقاد الع ــاس املضامني أو تقريبا ما تع ــی أس علــاء وتلک املقارنة نوعان ومها: االنزياح احلضوري: ويعنی أن وينتج عن ذلک اإلحصــبة حضور الفونيم فی الوحدة النصية أعلی من نسبته العامة فی کل القصيدة. تکون نســبة حضور الفونيم فی النص أقل من نسبته العامة واالنزياح الغيايب: وهو أن تکون نس

فی کل القصيدة.ــتوجب التوقف عند بنی الصوتية التی إن البحث عن مکامن اإلبداع فی النص يســدة صوتية «تتضافر أحيانا مع املتغريات ــل جزءا من هيکلية القصيدة. والفونيم وح متثــلوبية الداخلية لتمنح النص بعدا دالليا وإحيائيا يعرب عن حرکة الذات فی النص األسالشعری.» (فياض، ٢٠٠٩: ٣٥٢) إن دراسة دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع ــاعر عن أحاسيسه بواسطة اللغة وصف الناقة ملعلقة طرفه تکشــف لنا کيفية تعبري الشويساعدنا لفهم النص ومقاصد الشاعر. أی أن الفونيم بسماته ميثل حالة انعکاس ملا مير ــية. وأما فی ما يتعلق بوصف الناقة فکان ذا أثر کبري فی ــاعر من متغريات نفس به الشاألدب العربی، فقد تناول الرواة أخبارها فی أشعارهم وأقواهلم وأمثاهلم، السيما کانت

Page 3: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٣٩

حمط عناية الطبقة األولی من الشعراء العرب، فلقد أعطانا هؤالء الشعراء، أمجل الصور ــاعرا جاهليا مل يتناول ــدث عن عالقة العريب بناقته وقل أن جند ش ــعرية التی تتح الشــة وصــف الناقة کجزء من بنية القصيدة هذا الغرض. لقد اهتم النقاد منذ القدمي بدارســة األسلوبية توجد جهود شتی فی االهتمام بوصف الناقة، اجلاهلية، وفی جمال الدراســتوی الرتکيبی أو املستوی الصوتی. وأما ــتوی الداللی أو املس منها االعتماد علی املســبة للنظرية التی سأقوم بتطبيقها فی وصف الناقة وهی نظرية االنزياح احلضوري بالنســن هذا املنظر إال ما قام ــايب، ليســت عندنا کتاب أو مقالة تتناول وصف الناقة م والغيــاح الصوتی فی قصيدة من قصائد ــب فی بالد اجلزائر وهو تطبيق نظرية االنزي به طال

الشنفری وهی تائيته.ــة: ما هی العالقة بني ــئلة التالي ــعی من خالل هذه املقالة إلی اإلجابة عن األس نســتطيع الفونيم أن يؤدی دورا دالليا ذا بعد مجالی فی الفونيم والداللة؟ إلی أی مدی يســدور الداللی ذی البعد ــة التی يتم بها أداء هذا ال ــدة وصــف الناقة؟ وما هی اآللي وح

اجلمالی؟ــی واجلمالی، عماد ــون املنهجان اإلحصائ ــبق، من الطبيعي أن يک ــاء علی ما س بنهذا البحث. فاإلحصاء مناســب جدا للمستوی الصوتی ومتعلق بشکل أساس بتحديد النسب العامة ونسب االنزياحات. وأما املنهج اجلمالی فهو األجدر بإضفاء الروح علی

حتليل اإلحصاءات رابطا بني الفونيمات والداللة فی وحدة وصف الناقة.

الفونيم والداللةــو وحدة صوتية قادرة علی التفريق بني الکلمات من الفونيم عند علماء الصوت هالنواحی الصوتية، والصرفية، والنحوية، والداللية. احلق أن العالقة بني الصوت واملعنی ــاؤالت عدة نالت اهتمام اللغويني وأصبحت حجر الزاوية فی علم الداللة، وثارت تســا داللة األلفاظ علی معانيها ذاتية، ــول طبيعة هذه العالقة، أهی طبيعية؟ فتکون معه حمبعنی أن کل صوت يرمز إلی معنی فتکتسب األلفاظ داللتها من خالل جرس أصواتها، ــبة الطبيعية بني األصوات والدالالت. وهذا اجتاه وجد کثريا ــأ ما يسمی باملناس وينش

Page 4: اصل المقالة (2096 K)

١٤٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــن اللغويني يؤيدونه وحياولون إثباته بکل ما أتيح هلم من تصورات عقلية. أم أن هذه مــان مبحض إرادته، باختياره امسا لکل مسمی العالقة اصطالحية مصطنعة يفرضها اإلنستواضعا واتفاقا ؟ فتکون األلفاظ رموزا لغوية اصطالحية تنفی التالزم الدائم والطبيعی ــظ وداللته. وهذا اإلجتاه نظرا لقربه من الطبيعة اللغوية ــني الصوت واملعنی أو بني اللف بــر له من األنصار واملؤيدين ما کتب له الغلبة حتی العلمية التی تأبی الغموض، قد تيســح من املتفق عليه فی الدرس اللغوی احلديث أن العالقة بني اللفظ واملعنی عالقة أصب

اعتباطية.

التکرار واالنزياح الفونيمی فی الشعرــة تکرار الفونيمات واملستوی الصوتی عموما فی الشعر العريب القدمي، تعترب دراســان العريب رکز بشدة علی عمل الصوت، إذ ترکز علی ــة مثمرة للغاية ألن اإلنس دراسعمل الصوت طاقة احلضارة بأسرها فی احلضارات التی ال متتلک فنونا بصرية کما هو

الشأن عند العرب. والقول بالتکرار فی الشعر ال يعنی القصدية، أی أن يقصد الشاعر واعيا إلی تکثيف استعمال فونيمات معينة فی نصه لتبنی عالقة جلية مع الدالالت «فالعالقة التی نتحدث ــابقة علی التشکيل بل هی حادثة حبدوثه، وناجتة عن تفاعل األصوات، عنها ليست ســيقها بصورة خاصة متيز احملتوی وتتميز به فی آن واحد.» (عبداجلليل، وجتاورها، وتنس

١٩٩٨م: ٥)ــرة غري دقيقة، ألن اخلاصية األخری ــا اعتقاد أن يؤدی التکرار إلی رتابة فنظ «أمــر الرتابة. ويتمثل االنزياح فی الفونيمات فی أن ــعرية: "االنزياح" تکفل کس للغة الشــبتها فی کل من الوحدات ــبة کل واحد منها فی النص عموما مث تقارن بنس حتصی نســاس املضامني أو تقريبا ما تعارف عليه النقاد ــم إليها النص علی أس النصية التی يقس

العرب القدامی باألغراض.» (حملو، ٢٠٠٢م: ٣٣)وينتج عن ذلک اإلحصاء وتلک املقارنة نوعان من انزياح نسبة الفونيم فی الوحدة

النصية عن نسقه العام فی کل النص.

Page 5: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٤١

وصف الناقة فی معلقة طرفة استهل طرفة بن العبد معلقته مبا استهل به غريه من أصحاب املعلقات خاصة وشعراء ــر اجلاهلی عامة، بذکر األطالل والوقوف علی الديار، ولکن الذی يهمنا من هذه العصــم الذی تعرض فيه إلی وصف ناقته. فظهر وصف الناقة فی معلقة طرفة املعلقة هو القسعلی أنه احملور الرئيس حلياته، وعول علی ناقته فی نقل أحاسيسه ومواجعه وتصوراته، ــی جوهر طبائعها، وخصائص ــمية، بل تعدی ذلك إل وهلذا مل يقف عند حدودها اجلســلوك، وتداخلا واحتادا فی اخلصائص واألحاسيس، واشرتاكا فی سلوكها، تبادلا للســاعره. وحق له أن يزهو بوصفها ــف واالنفعاالت، وكأنها حتس به وبآالمه ومبش العواطــائر أنواع احليوان الوحشی والصحراوی، ــبيهه هلا بس ويطيل فی تصويرها ويفخر بتشويتخري من كل حيوان، الصفة املالئمة لإلعجاب حتی يسقطها علی ناقته، فأعطته فرصة

لتقصی أجزائها، ووصف جوانبها١.يقول الدکتور "وهب رومية" فی کتابه "الرحلة فی القصيدة اجلاهلية": «مل يرفع أحد ــعراء "علی کثرتهم" هذا التمثال الضخم الذی شيده طرفة بن العبد ورجح لدينا من الشأن وصفه لناقته کان موقفا أصيلا من الشعر جيرب موهبته فيه وحياول تطويعها فی هذا ــة، ١٩٩٦م: ٢٠) «وتعرب الناقة عن مظهر النمو العقلی الغرض البدوی العريق.» (روميــعر اجلاهلی عموما وعند طرفة خصوصا، فما هی إال تعبري عن فكرة والروحی فی الشــوادی الزمن والطبيعة. ولقد ــبب قوتها وصربها وحتديها لع الثبات والقهر والصمود بسألبس طرفة ناقته شتی األفكار التی جالت خباطره، واستمد من أوصافها معانيا عديدة ــريه من اجلاهليني ومل يغادر فيها صغرية وال كبرية. وال نبعد كثريا إذا قلنا: إن الناقة كغــعاره ذكرها، ألنها مركبة رحلته، ــتحوذت علی وجدان طرفة، فوصفها وخلد بأش قد اســلية عن مهه، وهی ــی وحدته، ومفرجة كربه، ومزيلة غمه، ومس ــه ف ومطية أهله، وأنيس

غذاؤه وطعامه ولباسه.» (الشمشاطی، ١٩٧٧م، ج١: ٣٧١)١. االنزياح احلضوري ودالالته: تتوزع فونيمات هذه الوحدة حسب نسب انزياحها

ــعر اجلاهلی بتصرف د. حممد صادق حســن عبد اهللا. القاهرة: مكتبة ١. انظر: املعانی املتجددة فی الشالنهضة املصرية.

Page 6: اصل المقالة (2096 K)

١٤٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

کما يلی:االنزياحالفاروقنسبته فی الوحدةنسبته فی النصالفونيمالرقم

٨٢/٨٢ ٪ +٠/٨٢٪١/٨١٪٠/٩٩ ٪ص١

٣٦/٨٠ ٪ +٠/٦ ٪٢/٢٣ ٪١/٦٣ ٪ج٢

٣٤/٠٦ ٪ +٠/٦ ٪٠/٦٣ ٪٠/٤٧ ٪ز٣

٣١/٧١ ٪ +٢/٢٨ ٪٩/٤٧ ٪٧/١٩ ٪ت٤

٣١/٠٣ ٪ +٠/٦٣ ٪٢/٦٦ ٪٢/٠٣ ٪ح٥

٢٦/٦٨ ٪ +٠/٨٣ ٪٣/٩٤ ٪٣/١١ ٪ف٦

٢١/٨٣ ٪ +٠/١٩ ٪١/٠٦ ٪٠/٨٧ ٪ض٧

١٣/٠٧ ٪ +٠/٤٨ ٪٤/١٥ ٪٣/٦٧ ٪ع٨

١٠/٤٣ ٪ +٠/١٢ ٪١/٢٧ ٪١/١٥ ٪خ٩

٨/٨٩ ٪ +٠/٣٣ ٪٤/٠٤ ٪٣/٧١ ٪ه١٠

٨/١٣ ٪ +٠/٢٤ ٪٣/١٩ ٪٢/٩٥ ٪ق١١

٧/٣١ ٪ +٠/٢١ ٪٣/٠٨ ٪٢/٨٧ ٪ک١٢

٦/٩٥ ٪ +٠/٤٥ ٪٦/٩٢ ٪٦/٤٧ ٪ر١٣

٦/٨٤ ٪ +٠/١٥ ٪٢/٣٤ ٪٢/١٩ ٪س١٤

٤/٠١ ٪ +٠/٣ ٪٧/٧٧ ٪٧/٤٧ ٪ن١٥

٠/٢٢ ٪ +٠/٥١ ٪٤/٣٦ ٪٤/٣٥ ٪ی١٦

ــدول االنزياح احلضوري فی وحدة وصف الناقة بفونيم الصاد الذی حيقق «يبدأ جنسبة: ٨٢/٨٢ ٪، والصاد فونيم أسنانی لثوی، رخو، مهموس، مفخم، أی مؤخرة اللسان

Page 7: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٤٣

ــوراء فی اجتاه احلائط اخللفی ــان إلی ال ترتفع حنو الطبق وتتقعر قليلا مع رجوع اللســوی، ١٩٩٨م: ٦٨) تدل صفات التفخيم واإلطباق فی للحلق، فيحدث التفخيم.» (املوســذه املالمح فی الناقة، وهی حيوان ــاد علی حضور مالمح القوة والصالبة، وجند ه الصــدة بنيانها وهی ــع علی القوة «إذن أصلح مرکب للصحراء لصربها علی العطش وش طب

احليوان األصيل لبالد العرب قبل اخليل.» (معروف، ٢٠٠٥م: ١٠٤)ــت النظر هو فرق االنزياح احلضوري للصاد مع تاليه وهو فونيم «واألمر الذی يلفــی صفات التفخيم واإلطباق فی ــبته: ٣٦/٨٠ ٪، نظرا إل اجليم الذی حيقق حضورا نســر هذا احلضور امللفت للنظر يکمن فی الصاد –وهی تدل علی القوة- ميکن القول: ســية، وهی: إبراز قوة الناقة واتساق بنيانها؛ ليصل من ــاعر علی فكرة أساس إصرار الشــاعر التی عزم علی إنفاذها؛ خالل ذلك إلی أن هذه الناقة قادرة علی تنفيذ إرادة الشــرة، حيث خيص عدة أبيات ــاليب حول هذه الفك ــذا تركزت كل الصور الفنية واألس وللوصف أعضاءها التی تتمتع بالقوة ونشهد حضورا مکثفا أللفاظ تندرج فی إطار معنی ــديدان/ متشدد: قوی صلب/ أمرت: اإلمرار هو إحکام الفتل/ القوة: أفتالن: قويان شاملسند: الذی شد بعضه إلی بعض فأصبح قويا/ امللملم: الصلب القوی/ الصفيح: احلجر ــيطة ملعانی الصلب/ املصمد: احملکم املوثق.» (مکارم، ١٩٨٠م: ٢٢٢- ٢٢٣) فنظرة بســذه األلفاظ التی تعج بالقوة والصالبة، تربر هذا احلضور الوافر لفونيم الصاد فی هذه ه

الوحدة.ــمات القوة نفس ــاک أصوات أخری فی جدول االنزياح احلضوري تؤدی بس «هنــذه األصوات هی الضاد واخلاء والقاف. تعد کل هذه األصوات من ما أداه الصاد، وهــک.» (الربکوبی، التا: ــان عند النطق بها حنو احلن ــتعالء، أی يرتفع اللس أصوات االســهد، إال أن الضاد إضافة إلی ــتعالء من صفات القوة ومناســب هلذا املش ١٩٤) فاالســتعالء يتميز باإلطباق وهو مشــرتک بينه وبني الصاد، ومن هنا يکون الضاد أقرب االس

إلی الصاد فی جدول االنزياح احلضوري، مقارنة باخلاء والقاف.ــفلی خالل نطق ــنان الفک العلوی من الفک الس ومن جهة أخری إن مواجهة األســهد وصف الناقة، حيث تواجه فونيم الصاد يدل علی مواجهة الطرفان الصلبان فی مش

Page 8: اصل المقالة (2096 K)

١٤٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــب ومعاناة الرحلة فی الصحراء. ــة -وهی تتمتع بصفات القوة واملقاومة– مصاع الناقــبق، بل هناک داللة أخری تعود "صلب/ صلب" «وال تقتصر دالالت الصاد علی ما ســنانيا لثويا.» (عمر، ١٩٩٧م: ٣١٦) «أی عند نطقه ــمی الصاد صوتا أس إلی خمرجه: يسيوضع طرف اللسان ضد األسنان السفلی ومقدمته ضد اللثة.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٦٨) ــنان الصلبة/ اللثة املرنة"، مرآة اجتماع عضوی متناقضی الطبيعة فی نطق الصاد "األستعکس ما فی طبيعة الناقة من املالمح املتناقضة وهو اجتماع اخلشونة والنعومة فی هذا

احليوان (سواء کان فی اجلسم أو فی الطبع).اجتماع املتناقضني فی اجلسم: وهو ما جنده فی أوصاف الناقة فی معلقة طرفة حيث ــة بالعالة فی بيت ٣٠/ ــبيه اجلمجم ــرتاوح األبيات بني صفات الصالبة واملرونة: تش تــفر جبلد البقر املدبوغة فی بيت ٣١. تشبيه القلب باملرداة ــبيه اخلد بالقرطاس واملش تش

فی بيت ٣٦/ وصف أنف الناقة ومشفرها فی بيت ٣٧. "+ الصالبة / - الصالبة"ــبته ٣٦/٨٠ ٪، نظرا «وبعد الصاد جاء فونيم اجليم الذی حقق انزياحا حضوريا نســم اجليم هو الفونيم ــبا هلذه الوحدة. فوني ــی خمرج اجليم وصفاته يأتی حضوره مناس إلــه: ٧٨) «إنه مرکب ألن طريقة نطقه الوحيد املرکب فی العربية الفصحی.» (املصدر نفسمتکونة من مرحلتني: انسداد تام ملجری اهلوی فانفصال بطیء لعضوی النطق.» (حسان، ــة. يتمثل حبس اهلواء ــية لطرف ــذه الطريقة متثل مراحل نفس ١٩٨٦م: ١٣١-١٣٢) فهوانسداد جمراه فی املرحلة األولی من نطق فونيم اجليم فی الوقوف علی األطالل، کأن طرفة فی البداية عندما يذکر خولة حيبس احلزن واألمل فی قلبه، وهذا الوقوف واحلبس يأتيان تزامنا مع وقوف جسم الشاعر أمام األطالل، والوقوف علی األطالل مبا فيه من

السکون وعدم احلرکة يناسب هذه املرحلة من نطق فونيم اجليم.«وبعد ذکر احلبيبة واألطالل ينتقل الشاعر إلی وصف الناقة ويبدأ رحلته، والرحلة مهيأة الستقبال صورة الناقة.» (اجلادر، ١٤٢٣ :١٥٥) ألن الناقة وسيلة انطالق الشاعر ويأتی وصفها فی القصيدة القدمية –من حيث ترتيب أجزاء القصيدة– بعد الوقوف علی الديار والبکاء عليها، وفی الکالم عن الرحلة أول شیء خيطر ببالنا هو السري أو احلرکة. ــر حبيبته وترک األطالل ــل إلی انفصال طرفة من ذک ــال بطیء لعضوی نطق حيي انفص

Page 9: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٤٥

ــکون وتناســب خروج اهلواء وحرکته حنو اخلارج بعد ووصفها. وهذه احلرکة، بعد السحبسه فی الفم، ويأتی ذلک فی املرحلة الثانية من نطق اجليم.

السکون وعدم الحرکةحبس الهواء فی الفم

وقوف علی األطالل"حبس الحزن واأللم"

السير والحرکةخروج الهواء من الفم

الحرکة مع الناقة"انفصال عن ذکر الحبيبة"

ــمح ــا قلنا انفصال عضوی النطق ال يکون مفاجئا، بل هذا االنفصال بطیء ويس کمــن األطالل إلی الناقة ليس ــدوء وذلک يدل علی أن االنتقال م ــواء من اخلروج به للهــيئا فشيئا فی وصف مشهد متحرک، حيث يتذکر ــريعا بل خيوض الشاعر ش مفاجئا وسبعد ذکر األطالل، يوم الفراق ورحلة حبيبته "احلرکة" ويصفها، مث هذه احلرکة تصل إلی

ذروتها فی وصف الناقة ورحلة الشاعر.ــنانی ــوري قدره: ٣٤/٠٦ ٪ وهو صوت أس ــیء الزاء بانزياح حض ــد اجليم جي «بعــان بالثنايا حبيث يکون ــی نطقه يلتقی طرف اللس ــوی.» (عمر، ١٩٩٧م: ٣١٦) «وف لثــان ــوی، ١٩٩٨م: ٦٦) وعند خروج اهلواء من بني اللس ــری ضيق.» (املوس ــا جم بينهموالثنايا «ينحصر الصوت ويصفر به.» (ابن يعيش، التا: ١٣٠/١٠) ولذلک يسمی الزاء ــرعة الناقة فی سريها ــرعة اندفاع هواء الصفري فی الزاء س صوت الصفري. تعکس س

وهی ما يؤکد عليها طرفة فی معلقته:ــا كأنه ــردی ت ــاء وجن ــة ــدمجالي أرب ــر ألزع ــربی ت ــفنجة ســت ــات وأتبع ــا ناجي ــاری عتاق ــدتب ــور معب ــوق م ــا ف ــا وظيف وظيف

(طرفة، ٢٠٠٠م: ٢٠)ــه واجلمل فی قوة ــوی بني ناقت ــبه، ليس وواضــح أن طرفة حذف األداة ووجه الشــاط، والسرعة، كما سوی بينها وبني النعامة وقد عرضت لظليم البنيان، واحليوية، والنشــد سرعة من حالتها العادية، وهو بذلك ــتدت تبغی اإلفالت منه، فهی أش فطاردها فاشيريد أن يثبت لناقته شدة السرعة. إذ يرغب فی إبراز ما متتع به ناقته من قوة، ونشاط،

وسرعة.ــاء املرتبة الرابعة بانزياح قدره: ٣١/٧١ ٪، وهو صوت ــد الزاء حيتل فونيم الت «وبع

Page 10: اصل المقالة (2096 K)

١٤٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــنانی لثوی، شديد مهموس، مرقق.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٦٦) «عدم اهتزاز الوترين أســفة ــاعر علی فلس ــني وثباتهما عند نطق التاء املهموس مرآة تعکس إحلاح الش الصوتيــاء والتبذير– وعدم مباالته بتعيري الناس له. عاش ــرب اخلمر والتمتع بالنس حياته –شــة هلو وعبث.» (شيخو، ١٤٢٧، ج١: ٥٥) «ألن فلسفته قاعدة حياته وصورة طرفة عيشتنبض فيها عقيدته الشخصية وتنفخ فيها أهواءها القوية.» (الفاخوری، ١٣٨٥م: ١٠٨) ــتمد عظمتها من کينونتها ــعی طرفة إلی أن مينح ذاته هوية البطولة الفردية التی تس «يســاءه إلی القبيلة.» (اجلادر، ١٤٢٣م: ١٦٥) «لذلک ثار علی أعمامه اخلاصة ال من إنتموذوی قرباه.» (الشريقی، التا: ١١٤٥) «وخرج علی الضوابط االجتماعية ووقف أمام ــردا.» (التطاوی، ١٩٨١م: ٧٤) «وهو ما يدل عليه ــات احلياة القبلية رافضا ومتم مقومــد املجری األنفی عند نطق التاء.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٦١) ارتفاع احلنک األعلی لسوالشاعر حينما يتمرد علی القبيلة، کأنه يرفع قامته أمامها ويدافع عن معتقداته وأهواءه. ــراد قبيلته له أو الظلم الذی وقع ــل تصعيد الذات عند طرفة جاء ردة فعل علی إف ولع

فيه صغريا من أعمامه.ــان األسنان العليا والتصاقهما، مواجهة الطرف الضعيف تعکس مواجهة طرف اللسواللني الطرف الصعب والقوی وهی مواجهة طرفة قبيلته، القبيلة تفرض علی الشاعر أن ــاعر يرفض. وهذا االجتماع بني املتناقضني ال يؤدی يلتزم بقوانني املجتمع وقيمه والشــنان" ــان واألس إال إلی انفصاهلما، کما ينفصل العضوين امللتصقني عند نطق التاء"اللس

بشکل مفاجیء فيخرج اهلواء بشدة. ــجل الفاء حضورا ــبته: ٣١/٠٧ ٪ وبعده س «بعيد التاء جاء فونيم احلاء بانزياح نســابق، مبا فی نطقهم من ميزات مشرتکة: قدره: ٢٦/٦٨ ٪ للتأکيد علی دالالت التاء السعدم اهتزاز األوتار الصوتية.» (بشر، ٢٠٠٠م: ٣٠٣) «"مهس" وارتفاع احلنک األعلی

ليسد جمری األنفی.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٨٥)ــاز الصوتی، ألن التاء ــرب الفونيمات خمرجا فی اجله ــا التاء والفاء من أق «فونيمصوت أسنانی لثوی والفاء أسنانی شفوی.» (عمر، ١٩٩٧م: ٣١٥-٣١٦) «قرب املخرج ــعة احليز املکانی"، جاء مناسبا خلصائص الناقة التی رمسها طرفة من الفم وخارجه "س

Page 11: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٤٧

للتعبري عن سرعة الناقة ونشاطها. حيث يقول إن ناقته عوجاء أی ال تستقيم فی سريها ــاطها. و"يقول ناقته مرقال" واملرقال مبالغة مرقل من اإلرقال وهو بني السري لفرط نشــوارة اليد واملور مبعنا الذهاب واملجیء واملوارة مبالغة املائرة. ويقول ناقته والعدو، ومجنوح أی متيل فی أحد الشقني لنشاطها فی السري. ودفاق أی مسرعة غاية اإلسراع.» (الزوزنی، التا: ٩٥– ١٠٢) وظهور کل هذه الصفات فی الناقة حيتاج إلی مکان واسع، ومن الواضح إذا کان الطريق ضيقا ال تستطيع الناقة أن تسري بسرعة أو متيل إلی اليمني ــکون وعدم ــمال خالل عدوها. وعلی عکس ذلک إذا کانت الناقة فی حالة الس والشــع" ــع. تنطلق الناقة فی الصحراء "احليز املکانی الواس احلرکة ال حتتاج إلی مکان واس

کما ينطلق اهلواء من داخل الفم "احليز املکانی الضيق" إلی اخلارج.ــدة وخمرجه ــبب تقدم التاء إلی وجود مسات حتيل إلی القوة وهی صفة الش ويعود ســبا مع ما سبق ذکره من إصرار الشاعر ــنانی. وهذه امليزات جتعل التاء أکثر تناس األســة. بينما احلاء والفاء ــاالة إزاء قوانني املجتمع ومترده علی القبيل ــی طريقته والالمب علــن القوة التی يدل عليه عدم ــيئا م يتميزان بصفة الرخوة عن التاء والرخوة تفقدمها شاهتزاز األوتار الصوتية وارتفاع احلنک األعلی "القوة والتمرد" وذلک يؤدی إلی تأخر

احلاء والفاء عن التاء.ــاک ميزة أخری فی خمرج الفاء تعضد دالالت التاء وجتعل الفاء قريبا منه فی «وهنــنانی شفوی.» (املوسوی، ١٩٩٨م: جدول االنزياح احلضوري، وهو أن الفاء فونيم أســفة ٥٥) «ويتفرد بهذا املخرج فی اللغة العربية، وعند نطقه يضغظ الثنايا العليا علی الشــاعر لکی ينصرف من ــر، ١٩٩٧م: ٣١٥) «کما تضغظ القبيلة علی الش ــفلی.» (عم الســمح ــط يرتفع احلنک األعلی حنو جدار احللق وال يس ــلوکه وطريقته. وخالل الضغ ســر، ٢٠٠٠م: ٢٩٧) والفم هو املسري املعتاد خلروج اهلواء للهواء أن مير من األنف.» (بشفی نطق أغلب الفونيمات إال أصوات الغنة١. يشري انفالت اهلواء من األنف إلی خروج

١. و الغنة صوت خيرج من اخليشوم من داخل األنف، وهی صفة فی حرفني مها امليم والنون وکالمها ــد. درر اليتيم فی التجويد. حتقيق وتعليق: حممد عبد- ــان من األنف: بن بري علی الربکوبی، حمم خيرج

القادر خلف بغداد: آفاق الثقافة والرتاث.

Page 12: اصل المقالة (2096 K)

١٤٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

اهلواء من الطريق غري املألوف وذلک ميثل حالة طرفة، ولکن انسداد جمری األنف وهو مســري غري معتاد، يعکس إعاقة القبيلة طريق طرفة فی اخلروج علی املألوف وهی قيم

القبيلة.ــر، ــق االعتدال کما ينحرف اهلواء إلی جانبی الفم.» (بش ــرف طرفة من طري «ينح٢٠٠٠م: ٢٥٦) «عند نطق الضاد الذی حقق حضورا نسبته: ٢١/٨٣ ٪. کما قلنا سابقا ــخ دالالت الصاد ومناســب لوصف الناقة، غري إن الضاد مبا فيه من صفات القوة يرســذا التأخر يکمن فی وجود ــبب ه ــابعة وس أنه جاء متأخرا عن الصاد فی املرتبة الســتطالة، فی أثناء النطق بالضاد ينطلق اهلواء صفة فی الضاد متيزه عن الصاد وهی االســاحة کبرية.» (املصدر نفسه: ٢٥٥) «وهو ما من أحد جانبی الفم أو منهما معا علی مســتطالة فی الضاد مياثلها التفشی فی الشني.» (شاهني، ــتطالة، واالس مساه القدامی باالســع ناقته عالقة ــاعر م ــهد ألن عالقة الش ١٩٨٧م: ٢٠٩) «وهو غري مناســب هلذا املشــک، والتوحد، وال التفشــی والتبعثر، ولکن التفشــی فی الضاد قليل.» (ناصف، التماسالتا: ٢٤) وتغلبه من مسات الضاد ما تناسب املشهد، وذلک أدی إلی حضور الضاد فی

جدول االنزياح احلضوري.بعد الضاد جيیء فونيم العني ثامنا بانزياح قدره: ١٣/٠٧ ٪ وهو فونيم حلقی واحللق من أبعد املخارج فی اجلهاز الصوتی، بعد املخرج فی العني جاء مناسبا لدالالت مشهد ــتمد من ــتی األفکار التی جالت خباطره واس وصــف الناقة. "وقد ألبس طرفة ناقته شــعة ــا معانی عديدة" ألنه مبعنی البعد عن الفم وخارجه، واخلارج مبا فيه من س أوصافهــن هنا بعد املخرج فی العني ــدل علی مکان التعامل والعالقة مع اآلخرين، م املکان يحييل إلی بعد الشاعر من املجتمع واغرتابه. کما يشري طرفة إلی هذا االغرتاب والتفرد

فی وصف الناقة حيث يقول: فيهما العتق ــرف تع ــاة حبومل مفردمؤللتان کسامعتی ش

(طرفة، ٢٠٠٠م: ٢٣)ــبه أذنی ناقته بأذنی ثور وحشــی منفرد بعيد عن اآلخرين فی املوضع املعني.» «يش

( الزوزنی، التا: ١٠٥)

Page 13: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٤٩

ــابا دفعه إلی التغرب فی ــرافه فی اللهو ش ــاعر مع أهله صغريا وإس ــکلة الش «مشالبلدان هائما علی وجهه متنقلا بني أحياء العرب أو قاصدا امللوک وال أنيس إال ناقته. ــاؤوا تربيته وضيقوا عليه فهضموا ــات أبوه وهو بعد حدث فکفله أعمامه إال أنهم أس م

حقوق أمه البعيدة عن قومها.» (الفاخوری، ١٣٨٥م: ٩٨)ــرة بانزياح حضوري ــل املرتبة العاش ــني فونيم اهلاء الذی حي ــم دالالت الع «يدعــدره: ٨/٨٩ ٪، وهو فونيم حنجری، واحلنجرة تلی احللق الذی خمرج العني، وهو أبعد قــبا جدا ــاز الصوتی.» (عمر، ١٩٩٧م: ٣١٩) «إذن يکون اهلاء مناس ــارج فی اجله املخــه بالغربة، إال أنه جاء متأخرا ــاعر عن املجتمع وإحساس لدالالت العني علی بعد الشــه وهی الرخوة واهلمس والرتقيق.» ــبب اجتماع مسات الضعف في عن العني وذلک بســوی، ١٩٩٨م: ٨٨) وهذه السمات غري مناســب ملا يسيطر علی فکرة طرفة من (املوس

تصوير أوصاف القوة والصالبة فی ناقته.ــروف اللغوية اخلاصة، فهو يهمــس إذا وليه صوت ــر به فی بعض الظ ــاء جيه «واهلــان، ١٩٧٩م: ١٣١) ومن أجل ذلک يبدو مهموس وجيهر إذا وليه صوت جمهور.» (حساهلاء مناسبا لتجسيد حالتی عالقة الشاعر بالقبيلة، «وإنه اجنرف فی تيار القبيلة راضيا ــا وکارها حينا.» (نافع، التا: ١٥٩) «اجلهر صفة القوة.» (حرکات، التا: ٩٣) «وال حينيکون اهلاء جمهورا إال إذا اقرتن بفونيم جمهور "قوی/ قوی" کما ال يرفض طرفة عادات ــاته ــاعره وإحساس القبيلة وتقاليدها إال إذا تعارضت مع حياته احلرة التی ترضی مشــة، فإذا ما حدث عدم التوافق غلب موقفه اخلــاص علی موقف القبيلة وانتصر اخلاص

لذاته علی ذات اجلماعة.» (التطاوی، ١٩٨١م: ٧٤)«لو مددنا خيط وصل بني مهوم الشاعر "حرم احلبيبة والديار اخلراب" وبني الصفات ــاعر نزوعا ــان" لوجدنا أن لدی الش ــها طرفة لناقته "وهی تنطبق علی اإلنس التی ألبســر تقدما ومدنية، ــتقر حنو حضارية أکث ــا من املجتمع اجلاهلی الرعوی غري املس هروبيــاعر لعملية النزوع هذه فقد محلها فی وصفها احلســی ــا أن الناقة هی مرکبة الش وطاملعملية التمدن احلضاری هذه فهی کقرطاس الشامی وهی کسبت اليمانی، وبذلک يکون ــبغ عليها من صلب احلضارة اجلديدة ما حتويه من صفات التمدن "سبت اليمانی قد أس

Page 14: اصل المقالة (2096 K)

١٥٠ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

– قرطاس الشامی".» (مکارم، ١٩٨٠م: ١٨٥)ولو نظرنا فی البيت:

ــول ترتعی ــدربعت القفني فی الش ــرة أغي ــی األس ــق مول حدائ

(طرفة، ٢٠٠٠م: ٢١)ــع: هو رعی الربيع واإلقامة باملکان واختاذه ربعا أو ملکا دائما، ومنه معنی «فالرتباملجازی "الرتبع علی األرض" أی اجللوس عليها بثبات واستقرار.» (مکارم، ١٩٨٠م: ــر، ٢٠٠٠م: ــد النطق باخلاء.» (بش ــتقرارها عن ــات األوتار الصوتية واس ١٨٦) «کثبــبته: ١٠/٤٣ ٪.کما سبق ذکره أن عدم تذبذب ــجل حضورا إجيابيا نس ٣٠٣) «الذی ســاعر علی مواقفه وإصراره علی معتقداته األوتار الصوتية فی اهلاء يدل علی ثبات الشــخصية، وذلک أدی إلی اغرتابه، والذی يدعم هذه الداللة فی اهلاء هو بعد املخرج الشــاعر عن احليز املکانی الواسع "املجتمع". ولکن عن الفم وخارجه وهو يعکس بعد الشعدم تذبذب األوتار الصوتية فی اخلاء جاء ليدل علی ميل الشاعر حنو احلياة املستقرة ــتفيد من عدم ــی حياة حضارية. قرب املخرج فی اخلاء هو الذی يدفعنا إلی أن نس وهــذب األوتار الصوتية معنی خيتلف عما يدل عليه فی اهلاء، ألن اخلاء فونيم طبقی.» تذبــر، ١٩٩٧م: ٣١٨) «والطبق ليس من خمارج البعيدة، بل هو اجلزء اللني الرخو من (عمــقف احلنک.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٣٥) لذلک قرب املخرج فی اخلاء حييل إلی قرب سالشاعر من املجتمع احلضاری ورغبته فيه، کما يدل بعده فی اهلاء علی بعد الشاعر عن

املجتمع الرعوی غري املستقر.ــم الذی يلی اهلاء هو القاف بانزياح حضوري قدره: ٨/١٣ ٪، وهو صوت «والفونيهلوی ويعد من أصوات الشدة واالستعالء.» (املصدر نفسه: ٨٣) «وأدنی األصوات إلی ــد دالالت العني علی االغرتاب. يقع ــق.» (ابن يعيش، التا، ١٣٨/١٠) لذلک يؤک احللــی اجلهاز الصوتی، أی احللق أبعد من ــرج العني "احللق" قبل خمرج القاف "اللهو" ف خمــو، وذلک أدی إلی تأخر ــه علی االغرتاب أقوی من الله ــم وخارجه ولذلک داللت الف

القاف عن العني فی جدول االنزياح احلضوري.ــبته: ٧/٣١ ٪، وهو صوت ــکاف بانزياح حضوري نس ــد القاف جيیء فونيم ال «بع

Page 15: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٥١

طبقی، شديد، مهموس، وعند نطقه يرتفع مؤخر اللسان جتاه الطبق فيحبس اهلواء خلفه ــان بأقصی احلنک األعلی.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٨٠) ــا تاما التصال أقصی اللس حبســان وإعاقة طريقه إلی اخلارج جيسد إعاقة طريق طرفة فی إن حبس اهلواء خلف اللســاء، إن اللسان عضو لني فی الفم ولکنه يقوم بعملية توحی بالقوة، وهی عالقته مع النســني فحل متلبد الوبر ــا وجتعل ذنبها حاجزا بينها وب ــع کما تقوم الناقة به ــة واملن اإلعاق

يضرب محرته إلی السواد، حتی ال حتمل منه وتظل خفيفة سريعة مکتنزة اللحم.ــدره: ٦/٩٥ ٪، يتم نطق الراء عن ــجل انزياح حضوريا ق ــی الکاف الراء ويس «يلــر، ١٩٩٧م: ٣١٧) «متکررة، ــة.» (عم ــی اللثة ضربات متتالي ــان ف طريق ضرب اللســر، ٢٠٠٠م: ٣٤٥) «مسة التکرار فی ــمية الراء بالصوت املکرر.» (بش ومن مث کانت تســهد وصف الناقة، تتکرر ضربات اللسان کما الراء تندرج فی إطار داللی يناســب مشــم الناقة وما فی حکمها إحدی عشرة مرة علی األقل فی معلقته.» (مرتاض، يتکرر اســريعا، وهو حييل إلی ــان عند النطق بالراء يکون س ١٩٩٨م: ٢٩٨) تکرار ضربات اللسسرعة حرکة الناقة، حيث يصفها الشاعر بأنها تتبع وظيف رجلها بوظيف يدها، أی تضع

الناقة رجليها موضع يديها وتتکرر هذه العملية خالل عدوها.ــان عند نطقها، أی تندرج فی جدول االنزياح احلضوري ثالثة أصوات يتقعر اللســطه، وهی الصاد والضاد والراء، هذا التقعر ــان وطرفه مع تقصري وس يرتفع أقصاء اللســکل حفرة فی اللسان" حيث يشبه ــاعر فی جسمها. "تتش يذکرنا بعض مسات ناقة الشإبطيها بکناسني حمفورين فی أصل شجرة سدر وملا وصف ما بني مرفقيها باالنبساط أراد ــبهان دلوين حيملهما ــد املعنی إيضاحا فقال إن مرفقيها املفتولني املتباعدين يش أن يزيــقاء قوی، إحداها فی ميناه واألخری فی يسراه.کما يشبه عينيها مبرآتني من الصفاء، ســا نقرتان فی جبل ينبع منه أصفی ــاء، والربيق ويقول : کأنهما لغورمها وصالبتهم والنق

املاء.ــبته: ٦/٨٤ ٪، ينطق هذا الصوت بأن «حيقق الســني بعد الراء انزياحا حضوريا نســان خلف األسنان العليا، مع التقاء مقدمته باللثة العليا مع وجود منفذ يعتمد طرف الســر، ٢٠٠٠م: ٣٠١) «فيحصل احلفيف بسبب احتکاک اهلواء الضيق ضيق للهواء.» (بش

Page 16: اصل المقالة (2096 K)

١٥٢ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــمع الصفري.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٦٧) «يؤکد السني بصفة الصفري داللة الزاء علی فيسالسرعة، إذا کانت صفة الصفري مشرتکا بني الزاء والسني فی الداللة علی السرعة ملاذا ــبب حيل الزاء فی املرتبة الثالثة بينما يقع الســني فی املراتب األخرية من اجلدول؟ ســة "اجلهر" عند النطق باألول وعدم ــذا البعد بينهما يکمن فی اهتزاز األوتار الصوتي هــه: ٦٦-٦٧) حييل االهتزاز إلی ــا "اهلمس" عند النطق بالثانی.» (املصدر نفس اهتزازهاحلرکة والسرعة، وعدم االهتزاز يناسب السکون وعدم احلرکة، بسبب اجتماع اهتزاز ــزاء تکون داللته علی ــواء "اجلهر والصفري" فی ال ــدة اندفاع اهل ــار الصوتية وش األوتالسرعة أقوی ولذلک يتقدم علی السني. وصفة اهلمس فی السني يفقده شيئا من داللته

علی السرعة ولذلک يتأخر فی جدول االنزياح احلضوري.ــجل النون بعد الســني انزياحا حضوريا قدره: ٤/٠١ ٪ وهو صوت لثوی أنفی «يسجمهور يتم نطقها باتصال طرف اللسان باللثة اتصالا حمکما مع خفض الطبق لفتح املجری ــه: ٧٤) «اتصال األنفی فاهلواء اخلارج من الرئتني يتخذ جمراه فی احللق.» (املصدر نفســاعر بناقته. "اللسان واللثة يتصفان بالليونة والليونة ــان باللثة يدل علی اتصال الش اللستالئم العالقة احلميمة الودية" إن طرفة کان شديد احلساسية بفضل ناقته عليه.» (قناوی، ــعراء صحبة للناقة وقد أعطانا أمجل ــا: ٧٣) وال أنيس له إال ناقته، وهو من أكثر الش التــذی تعلق بناقته تعلق الصديق ــی تتحدث عن عالقته بناقته، وهو ال ــعرية الت الصور الشوالرفيق وولدت بينهما العشرة تآلفا متبادلا شدت أواصره طبيعة احلياة وظروفها آنذاك. ــر ــادس عش «بقی فی قائمة االنزياح احلضوري فونيم واحد هو الياء الذی جاء سحبضور: ٠/٢٢ ٪، وهو صوت غاری رخو جمهور.» (املوسوی، ١٩٩٨م: ٧٩) «ويتم نطقه ــاط اللسان بوسط احلنک وهو الغار، مث تنفرج الشفتان وخيرج اهلواء من باتصال أوســان بالغار يؤکد دالالت النون علی اتصال ــر، ٢٠٠٠م: ٣٦٩) «اتصال اللس الفم.» (بشــاعر بناقته، إال أن هناک تقابل بني اللني "اللسان" والصلب "الغار"، ألن الغار جزء الشــاعر وناقته "وهی ــوی، ١٩٩٨م: ٤٣) طبيعة العالقة بني الش ــب يلی اللثة.» (املوس صلــة محيمة ودية" تقتضی أن يکون کل من الطرفني منفعلا متنازلا أمام اآلخر. ولکن عالقــة فی الغار تنافی االنفعال والتنازل وهی موحية باملقاومة وعدم التخلی، لذلک الصالب

Page 17: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٥٣

جاء الياء فی اجلدول بعد النون.١. االنزياح الغيايب ودالالته، تتوزع فونيمات هذه الوحدة حســب نسب انزياحها

کما يلی:االنزياحالفاروقنسبته فی الوحدةنسبته فی النصالفونيمالرقم

٦٠/٧٥ ٪ -٠/٤٨ ٪٠/٣١ ٪٠/٧٩ ٪غ١٥٦/٣٣ ٪ -٠/٤ ٪٠/٣١ ٪٠/٧١ ٪ث٢٣٢/٢٥ ٪ -٠/١ ٪٠/٢١ ٪٠/٣١ ٪ظ٣٣٢/٠٦ ٪ -٣/٨٧ ٪٨/٢٠ ٪١٢/٠٧ ٪ل٤٢٥/٢٥ ٪ -٠/٢٥ ٪٠/٧٤ ٪٠/٩٩ ٪ذ٥٢٤/٠٩ ٪ -٠/٢ ٪٠/٦٣ ٪٠/٨٣ ٪ط٦٢٠/٠٣ ٪ -١/٠٤ ٪٤/١٥ ٪٥/١٩ ٪ب٧١٥/٣٩ ٪ -٠/٩١ ٪٥/٠٠ ٪٥/٩١ ٪و٨٨/٦٣ ٪ -٠/١٢ ٪١/٢٧ ٪١/٣٩ ٪ش٩٢/٣٣ ٪ -٠/١٥ ٪٦/٢٨ ٪٦/٤٣ ٪د١٠٢/١٧ ٪ -٠/١٨ ٪٨/٠٩ ٪٨/٢٧ ٪م١١٠/٦٩ ٪ -٠/٠٤ ٪٥/٧٥ ٪٥/٧٩ ٪ ء١٢

«ينطلق جدول االنزياح الغيايب بفونيم الغني الذی حيقق انزياحا غيابيا قدره: ٦٠/٧٥، ــعور ــيفيد الش ــوی، ١٩٩٨م: ٨١) ألن جهره س ــا لنظريه املهموس: اخلاء.» (املوس خالفباالضطرار عند حضور اهلم، فالشاعر مل يکن جيهر بآالمه وال تظهر فی مالحمه أو حرکاته بل تظل خفية تتفاعل داخل أسوار ذاته. کما أن اجلهر ال يالئم حکمة الشاعر، وهدوئه،

وصموده الذی يتغلب به علی معاناته. فهی صفات تناسب اهلمس أکثر من اجلهر. «عند النطق بالغني يرتفع مؤخر اللسان جتاه الطبق فيلتصق به التصاقا يسمح للهواء ــا تاما، خالفا ملا ــه: ٨١) أی ليس التصاق ــن الرئتني باملرور.» (املصدر نفس اخلارج مــوري وهو دل علی االتصال ــاه فی نطق النون والياء فی جدول االنزياح احلض وجدنــی الغني يفقده هذه ــن وجود فجوة بني عضوی النطق ف ــاعر وناقته، ولک التام بني الشــا ينطلق طرفة مع ناقته حنو ــة ومن هنا حيل فی جدول االنزياح الغيايب. «عندم الدالل

Page 18: اصل المقالة (2096 K)

١٥٤ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــعر بأنه ختلص من قيود القبيلة وهو ما ال يناسبه ــعا ويش الصحراء جيد أمامه أفقا واسضيق املخرج فی الغني حيث يتم نطقه بتضييق جمری اهلواء.» (عمر، ١٩٩٧م: ٣١٨)

«بعد الغني جيیء الثاء بانزياح غيايب نسبته: ٥٦/٣٣ ٪،خمرج الثاء بني طرف اللسان ــا العليا.» (قدوری، ٢٠٠٩م: ٤٩) وهو نفس خمرج الذال الذی جاء فی وأطراف الثنايــة. هناک فرق بني الســني الذی يندرج فی جدول االنزياح احلضوري املرتبة اخلامسوالثاء: الســني خيرج من خمرج الزای ويتصف بالصفري الذی ميثل بسرعة اندفاع اهلواء فی نطقه سرعة حرکة الناقة. ولکن عند نطق الثاء خيرج اهلواء من بني الثنايا ببطئ وال حيدث الصفري. إذن ال تتوفر مسات الداللة علی السرعة والنشاط فی الثاء ولذلک يبدو

تسجيله انزياحا غيابيا، مناسبا هلذا املشهد.ــز الظاء بقوة اندفاع ــاء انزياحا غيابيا قدره: ٣٢/٢٥ ٪، يتمي ــد الثاء حقق الظ «بعاهلواء فيه مقارنة بالثاء، ألن نقطة تسرب اهلواء فی الظاء أکثر ضيقا.» (شاهني، ١٩٨٧م: ــواء عند نطقه دون ــرعة اندفاع اهل ــاء ال يعد من أصوات الصفري وس ــن الظ ٢١٠) لکــرعة فی أصوات الصفري ولذلک ال يالئم مشهد وصف سرعة الناقة وأصبح غياب الس

هذا الفونيم أکثر فائدة.ــرب تکوينه غرفة رنني ــه يوحی لنا ع ــد مسة مميزة للظاء فإن ــاق الذی يع ــا اإلطب أمــان واحلنک ومؤخر الفم حبالة العجز، کأن الشاعر يقف عاجزا أمام منحصرة بني اللســة متنازلا ألنه ال ميلک حيلة لتغيري الواقع فکأمنا هو مقيد حماصر کما ذلک اهلواء القبيلــة إزاء القبيلة وهو مترد ــذی يبطیء حرکته احنصاره. وهذا ال يناســب ما قام به طرف ال

عليها ومل تستطع القبيلة أن ختضع الشاعر أو تقوم حبصره بالقوانني والقيود.«غري بعيد عن الظاء جند الالم رابعا بنسبة: ٣٢/٠٦ ٪، فهو ليس شديدا حيث يسمع ــذی تتميز به األصوات ــمع هلا ذلک احلفيف ال ــا انفجار وليس رخوة فاليکاد يس معهــوی، ة والرخوة.» (املوس ــد ــطة بني الش الرخوة، هلذا عده القدماء من األصوات املتوســمة فی الالم جيعله غري مناســب للمشهد ألن التوسط يعکس ١٩٩٨م: ٦٩) «وهذه الســدال وعدم اإلفراط والتفريط فی احلياة، وال يســري طرفة فی حياته علی طريق االعتاالعتدال بل ما کاد يفتح عينيه للحياة حتی قذف بذاته فی أخضاها يستمتع مبلذاتها من

Page 19: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٥٥

ــراف، مکابرا ال يريد اإلرعواء، وإذ ــکر ولعب مبذرا حتی اإلس غري ما حرج، فلها وسظل مکابرا ال يرعوی عن تبذيره وطيشه أضطر قومه إلی طرده.» (الفاخوری، ١٣٨٥م: ــاعر باالعتدال وال تقبل التعايش ــی أن القبيلة أيضا ال تتعامل مع الش ــذا مبعن ٩٨) وه

والتسوية معه، بل تقف فی وجهه وتستنکر سلوکه.ــايب قدره: ٢٥/٢٥ ٪، وهو فونيم رخو جمهور مرقق.» ــی الالم الذال بانزياح غي «يلــهد ألنهما من ــوة والرتقيق کما قلنا ال يالئمان املش ــوی، ١٩٩٨م: ٥٧) «الرخ (املوســدية للناقة علی ــيطرة صفات القوة اجلس ــجم مع س ــات الضعف، والضعف لن ينس صفاملشهد. شبه طرفة عينی ناقته بعينی بقرة وحشية وقد أفزعها صائد أو غريه.» (الزوزنی،

التا: ١٠٤) وهی ختاف علی ولدها:فرتامها القذی ــوار ع ــدطحوران ــورة أم فرق ــی مذع کمکحولت

(طرفه، ٢٠٠٠م: ٢٣)يدل اخلوف علی االنسحاب، والتنازل، والتخلی عن املوقف وال تناسبه صفة اجلهر

فی الذال وهو يوحی جبهر الصوت واجلرأة والشجاعة.«بعد الذال جيیء الطاء الذی حقق انزياحا غيابيا نسبته: ٢٤/٠٩ ٪، وهو من أصوات ــة، تندرج فی قائمة االنزياح الغيايب ثالثة أصوات تعد من أصوات القلقلة وهی: القلقلالطاء والباء "٢٠/٠٣ ٪ -"والدال "٢/٣٣ ٪ -"، إن السمات املشرتکة التی سوغت مجع هذه األصوات وضمها بعضها إلی بعض فی فئة واحدة هو کونها شديدة جمهورة، وهو ما ــل التعبري احلديث املصطلح "الوقفات االنفجارية" ومسيت هذه األصوات بأصوات يقابــا أی حتريکها حتريکا خفيفا "الصوت فی حرکة واضطراب".» ــة ألنه جتب قلقلته القلقل(بشر، ٢٠٠٠م: ٣٧٨) «احلرکة واالضطراب يناسبان جدا حلالة طرفة وناقته، ألنه أعدم ــه وعندما کرب طرفة فقد ــن اإلرث من أعمامه، ظلمت أم ــال وأعدم العدل وحرم م املــالد هائما يبحث عن اجلاه والرتف وما کان ــتقرار فرحل فی الب معنی الطمأنينة واالسحيقق شيئا حتی أهدر عمرو بن هند ملک العراق دمه بعد أن هجاه طرفة. ولکن تکون ــتقرار مقرونة بالقوة والصمود، ألن الشاعر وناقته هذه احلرکة واالضطراب وعدم االســی الباء والدال وهی ــتفال ف ــان لألمر الواقع وذلک أمر ال يالئمه صفة االس ال يرضخ

Page 20: اصل المقالة (2096 K)

١٥٦ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

ــتعالء فی القاف "من ــی، التا: ٣٥٥) وتقابله صفة االس من صفات الضعف.» (األندلســبب يعود إلی أن احلرکة أصوات القلقلة" الذجياء فی جدول االنزياح احلضوري، والس

االضطراب فی القاف مقرونان بالقوة.ــارة ألنها مرآة ــة داللة علی الضعف واحلق ــری فی نفس هذه احلرک ــن جهة أخ ومــذه األصوات باألصوات ــی دالالت اخلاء، کما مسی ه تعکــس عدم الثبات وهو يناف

احملقورة، ألنها حتقر فی الوقف وتضغط عن مواضعها (فريوز آبادی، التا: مادة حقر)ــبة للطاء تدل صفة اإلطباق فيه علی نفس الدالالت التی کانت فی الظاء أما بالنس

ومن هنا جاء فی قائمة االنزياح الغيايب.«وفی الرتبة الثامنة يسجل الواو انزياحا غيابيا قيمته: ١٥/٣٩ ٪، وهو فونيم شفوی ــوی، ١٩٩٨م: ٥٤) املخرج الشفوی فی ــط بني الشدة والرخاوة.» (املوس جمهور متوســفة قريبة من اخلارج وتدل علی العالقة مع الواو خيالف دالالت اهلاء والعني، ألن الشالقبيلة واملجتمع، کما حيمل بعد املخرج فی العني واهلاء "احللق واحلنجرة" دالالت علی

االنطواء والبعد عن املجتمع.ــبق ــفوی: الباء والواو الذين س ــی جدول االنزياح الغيايب ثالثة أصوات ش جند فــفوی فی الباء ــبة: ٢/١٧ ٪، املخرج الش ذکرمها وامليم الذی حقق انزياحا غيابيا بنس

وامليم حيمل نفس الداللة التی جاء فی الواو.ــو اجلهر، واجلهر فی هذه ــرتکة أخری بني هذه األصوات الثالثة وه هناک مسة مشاألصوات خيدم دالالت الذال علی اجلرأة والشجاعة، وهذه الصفات تنافی حالة الناقة

التی وصفها الشاعر.«خيتلف الواو وامليم عن الباء بالتوسط بني الشدة والرخاوة، ألن الباء صوت يتميز ــر، ٢٠٠٠م: ٤١٤) التوسط بني الشدة والرخاوة يؤکد دالالت الالم علی بالشدة.» (بش

االعتدال وعدم التفريط واإلفراط، وهذه املعانی ال تالئم حياة طرفة.«وأما سبب تقدم الباء علی الواو وامليم فی الغياب يعود إلی انفراج الشفتني بشکل ــوی، ١٩٩٨م: ٥٢) عند النطق بالباء وهو ــئ بعد انطباقهما انطباقا تاما.» (املوس مفاجــجل انزياحا حضوريا، ــان والغار فی اجليم الذی س يناقض االنفصال البطیء بني اللس

Page 21: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٥٧

کما قلنا ليس انفصال الشاعر عن ذکر حبيبته ووصف األطالل انفصالا مفاجئا بل ينتقل الشاعر إلی وصف الناقة والکالم عن الرحلة ببطء.

ــجل الشني انزياحا غيابيا نسبته: ٨/٦٣ ٪، نوع من الصفري فی الشني «بعد الواو ســن صفري الســني ألن الفراغ املجری مع الســني أضيق من الفراغ مع الشــني.» ــل م أق(املصدر نفسه: ٧٧) ومن هنا سرعة خروج اهلواء فی الشني أقل من سرعة خروجه فی السني ويکون غيابه أکثر فائدة ألن عدم السرعة فی اندفاع اهلواء ال يالئم مع دالالت

السني علی سرعة حرکة الناقة.ــبته: ٠/٦٩ ٪، وهو ــرة بانزياح غيايب نس «وأخريا حيل اهلمزة فی املرتبة الثانية عشــر، ٢٠٠٠م: ٤١٤) «ولکن خيتلف ــرج "کالمها حنجری".» (بش مشــرتک مع اهلاء فی املخــمح للهواء باملرور من احلنجرة، بينما عنه فی انطباق الوترين انطباقا تاما حيث ال يســع الناتج عن تباعد الوترين.» (املصدر مير اهلواء عند النطق باهلاء خالل االنفراج الواســه: ٣٠٤) وهذا االنفراج يعکس انفصال الشاعر عن قبيلته والقيام بالرحلة. ومن هنا نفس

انطباق الوترين عند النطق باهلمزة يدل علی ما ال يناسب حياة الشاعر، حيث ال يوجد توافق بني القبيلة وطرفة.

ــا: ٣٧) وجهره وانفجاره دالالت ــن اهلمزة حيمل حبنجريته.» (عبدالفتاح، الت «ولکالقوة ولذلک يکون أقرب الفونيمات فی هذا اجلدول من احلضور بتسجيله نسبة ضئيلة

من االنزياح الغيايب. ــذا أدت الفونيمات بانزياحها احلضوري والغيايب، دورا دالليا فی وصف الناقة هکملعلقة طرفة، حيث يقوم هذا املشهد باختاذ الناقة رمزا ميثل حالة الشاعر ومشاعره، کما يقوم املشهد برتسيم صفات القوة والسرعة فی الناقة ووصفها باالنطواء واإلنفراد. وهذه املعانی تدل علی متيز طرفة عن أعضاء القبيلة ومترده علی قوانني املجتمع وأخريا شعور

بالغربة واالنفصال عن القبيلة.

النتيجةمما سبق، وصلنا إلی أن الفونيمات تدل مبخارجها عرب آليات خمتلفة:

Page 22: اصل المقالة (2096 K)

١٥٨ / فصلية إضاءات نقدية، السنة ٤، العدد ١٤، صيف ١٣٩٣ش

- من خالل سعة املخرج وضيقه، کمخرج الصاد والسني.- أو من خالل قرب املخرج وبعده، کمخرج الفاء والعني.

- أو من خالل الطبيعة الفسيولوجية لألعضاء املسهمة فی تشکيله.کما تقوم الصفات بدورها من خالل:

الصفات العامة: کالشدة والرخوة، اجلهر واهلمس.صفات املجموعات: کاالستعالء، والقلقة، والصفري.

هکذا أدت الفونيمات من خالل صفاتها وخمارجها دورا دالليا فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة، کما الحظنا أن الفونيمات التی تالئم مع هذا املشهد من املعلقة حتقق انزياحا حضوريا أی تکون نسبة حضور فونيم ما فی مقطع وصف الناقة أکثر من نسبة حضوره فی کل القصيدة، بينما حتقق الفونيمات التی ال تتناسق دالالتها مع املشهد انزياحا غيابيا، وفی ــا عن اآلخر فی قوة دالالته أو ضعفه، ولذلک ــس االنزياح احلضوري خيتلف فونيم م نفــن جهة ومن جهة أخری قد ــات فی اجلدول ويتأخر اآلخر. هذا م ــدم بعض الفونيم يتقکشف التحليل الصوتی عن وجود أنساق صوتية فی مقطع وصف الناقة، مبعنی أن هناک ــرتکة، ومن هنا تکون هلذه الفونيمات دالالت مشرتکة، فونيمات هلا صفات وخمارج مشووجود فونيمات من نسق واحد فی جدول االنزياح احلضوري أو الغيايب مرتبط بالداللة،

کنسق الصفريی"ص، س، ز" أو الشفوی"ب، م، و".

املصادر واملراجعإبراهيم، عبدالفتاح. (التا). مدخل فی الصوتيات. تونس: دار اجلنوب.

ابن بري علی الربکوبی، حممد. (التا). در اليتيم فی التجويد. حتقيق وتعليق: حممد عبد القادر خلف. بغداد: آفاق الثقافة والرتاث.

ــرحه وقدم له: حممد مهدی ناصر الدين. بريوت:دار الکتب ابن عبد، طرفه. (٢٠٠٢م). ديوان. شالعلمية.

ابن يعيش. (التا). شرح املفصل. ج ١٠. القاهرة: إدارة الطباعة املنريية.ــی، ابن وثيق. (التا). کتاب فی جتويد القراءات وخمارج احلروف. التحقيق: غامن قدوری األندلس

احلمد. المک: کلية الرتبية، جامعة تکريت.بشر، کمال. (٢٠٠م). علم األصوات. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر.

Page 23: اصل المقالة (2096 K)

دور الفونيم الوظيفی وانزياحاته فی مقطع وصف الناقة ملعلقة طرفة / ١٥٩

بهنساوی، حسام. (٢٠٠٤م). علم األصوات. القاهرة: مکتبة الثقافة الدينية.التطاوی، عبداهللا. (١٩٨١م). فی القصيدة اجلاهلية. القاهرة: دارغريب.

اجلادر، حممد عبداهللا. (١٤٢٣). «طرفة بني االنتماء واالغرتاب فی نصه الشعری». الرتاث العربی. العدد ٨٥. صص ١٥٥.

حرکات، مصطفی. (التا). الصوتيات والفونولوجيا. اجلزائر: دار اآلفاق.حسان، متام. (١٩٩٠م). مناهج البحث فی اللغة. المک: مکتبة األجنلو املصرية.

الزوزنی، أمحد. (التا). شرح املعلقات السبع. بريوت:منشورات دار مکتبة احلياة.ــی. القاهرة: مکتبة ــی األصوات والنحو العرب ــور. (١٩٨٧م). أثر القراءات ف ــاهني، عبد الصب ش

اخلاجنی.الشريقی، بشري. (التا) «شعراء اجلاهلية». نشرية الرسالة. السنة الثانية. العدد ٥٣. صص٢٧-٣٥.

الشمشاطی، ابو احلسن. (١٩٧٧م). األنوار وحماسن األشعار. الكويت: النا.علی قناوی، عبد العظيم. (١٩٤٩م). الوصف فی الشعر اجلاهلی. القاهرة: النا.

عمر، أمحد خمتار. (١٩٩٧م). دراسة الصوت اللغوی. القاهرة: عامل الکتب.عبد البديع، لطفی. (١٩٧٠م). الرتکيب اللغوی لألدب. القاهرة: دار النهضة.

الفاخوری، حنا. (١٣٨٥ه ). تاريخ األدب العربی. طهران: طوس.ــر. (٢٠٠٩ م). «البنی األسلوبية فی شعر النابغة اجلعدی». جملة جامعة األنبار. العدد فياض، ياس

٤. صص٨٧-٩٨.فريوزآبادی، حممد بن يعقوب. (التا). القاموس احمليط. بريوت: دار إحياء الرتاث العريب. حملو، عادل. (٢٠٠٦م). الصوت والداللة فی شعر صعاليک. اجلزيرة: جامعة احلاج خلضر.

معروف، حييی. (٢٠٠٥). «اإلبل فی القرآن واألدب العربی، العصر اجلاهلی منوذجا». جملة العلوم اإلنسانية. العدد ١٢. صص٧٦-٨٩.

ــة آب و ايلول. ــی القصيدة اجلاهلية». جملة املعرف ــان. (١٩٨٠م). «رمزية الناقة ف ــکارم، عدن مالعددان ٢٢٢ و ٢٢٣. صص١٢٧-١٣٩.

املوسوی، مناف مهدی حممد. (١٩٩٨م). علم األصوات اللغوية. بريوت: عامل الکتب.ناصف، مصطفی. (١٩٨١م). «قراءة ثانية لشعرنا القدمي». التعريب. المک: دار األندلس.

ــعر طرفة بن العبد». جملة املورد. العدد٢. نافع، عبد الفتاح. (١٤٢١ق). «ظاهرة االغرتاب فی شصص٩٨-١١٤.

وهب، رومية. (١٩٩٦م). شعرنا القدمي والنقد اجلديد. الکويت: النا.