1

الواقع و التحدیات –ان صناعة البرمجیات في السود

عبد المجید نمر ، شركة االنظمة المالیة و المصرفیة/ مھندس: إعداد

:مقدمة

اھم مقومات تطویر االقتصاد في الدول من ال شك أن تطویر رأس المال البشري ھواخري فإن تطویر قدرات التي تعاني من شح الموارد و الثروات الطبیعیة و من ناحیة النامیة

.و تقلیلھ البشر ھو انجع وصفة لمكافحة الفقر

یھمنا ھنا التركیز علي استخدام التقنیات الحدیثة لبناء ثروات اخري للسودان تكون مستدامة و متنامیة عبر تراكم الخبرات و المعرفة لبناء صناعة متینة للبرمجیات في السودان تلبي الحاجات

و توفر وظائف عدیدة لالسھام في حل مشكلة شباب علي االسواق العالمیة المحلیة و تنفتح .الخریجین الذي یعاني من العطالة

محترف في تطویر البرمجیات وفق 1500لتحقیق ھذا الھدف فالبد من تأھیل ما ال یقل عن . انلتطویر صناعة البرمجیات في السود عریضة اعداد محددة لكل فئة من المحترفین كقاعدة

ھذه القاعدة من المحترفین و بإعانة الجھات المعنیة في الدولة سوف تتمكن من تحقیق عائد كبیر لتساھم للتصدیر لتلبیة حاجة السوق المحلي و بتطویرھا من ھذه البرمجیات التي سوف یقومون .في الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ُمعتبرة

2

: تطور و نشوء صناعة البرمجیات في السودان .1

1ع ح ع(1967ُأدخل الحاسوب في السودان الول مرة في جامعة الخرطوم في العام( و تم تطویر كل التطبیقات التي تم استخدامھا علیھ داخلیًا باالستعانة بخبراء أجانب و تم

.عمل تدریب خارجي للرعیل االول من مبرمجي الحاسوب و كان كل 1977ا تسعة في العام توالي بعد ذلك استیراد الحواسیب حتي بلغ عددھ ،

.الحواسیب من النوع الكبیر تم تطویر البرامج و التطبیقات لالستخدام في ھذه الحواسیب داخلیًا عبر منسوبي

المؤسسات المالكة للحواسیب ، ما عدا الھیئة المركزیة للكھرباء و المیاه و التي استعانت ركین و تسجیل قراءة العدادات و عمل اتطویر نظام خدمات المشت ببیت خبرة اجنبي

). 1م د س(الفوترة و تسجیل التحصیالت تلي ذلك إدخال الحواسیب في كبرس مؤسسات القطاع التجاري و القطاع الخاص و لكن

ظل تطویر البرمجیات امرًا داخلیًا تقوم بھ كل مؤسسة عبر إختیار الكوادر المناسبة و .و التأھیل المناسبإبتعاثھا للخارج لتلقي التدریب

حوالي نصف ملیون دوالر ( نسبة لالرتفاع الشدید لكلفة شراء الحواسیب و تجھیزاتھافي تلك الحقبة الزمنیة و ندرة الكوادر البشریة المؤھلة و الُمدربة ) امریكي علي االقل

و غیاب وعي القطاع الخاص بأھمیة صناعة البرمجیات، فلم یجرؤ أٍي من رجال .ال لولوج ھذا المجالاالعم

في اوآخر حقبة السبعینیات من القرن المنصرم ، أدخلت شركة الوقیع التجاریة حواسیبالشركات االخري بالحواسیب من الزھیدة التكلفة مقارنة ) WANG(وانغ االمریكیة

.)ICL(و الشركة اإلنجلیزیة ) IBM(و ) NCR(مثل حلیة تقوم بتطویر و إنتاج برمجیات لعمالئھا شركة الوقیع التجاریة كأول شركة م بدأت

تم عمل تطبیقات مختلفة منھا اظمة مصرفیة لكٍل من بنك . علي اسس تجاریة بحتةو بنك النیلین و البنك العالمي ) تم دمجھ في بنك الخرطوم الحقًا(الشعب التعاوني

جامعة و مجموعة شركات الروبي و) حالیًا البنك الفرنسي السوداني (السوداني و لكن سرعان ما إنھارت التجربة الرائدة نتیجة لتدھور شركة الوقیع .الخرطوم

التجاریة و االزمات المالیة التي ألمت بشركة وانغ االمریكیة حتي بلغت أن تطلب . الشركة من الحكومة االمریكیة حمایتھا من االفالس

حاسوب ال يمھندس من ثالثة درة منابقامت شركة النظم الحدیثة بم 1982عام فيإستقطاب عدد أربعة وقاموا ب ،عة البرمجیاتالي صنإلولوج اب ال عماالرجال بعض و

في أنتاج برمجیات تجاریة ت الشركة الولیدة بدأثم . رة المبرمجین في ذلك الوقتمن خی إال أن . نذاكآ منعمل في أجھزة دیجتل مایكرو فاكس الزھیدة الثللشركات والمصارف ت

.بینھم وئدت التجربة مبكرًا واالختالفات ل الشركاءشاكم ون مع ادارة انتاج لتعاالسودان باأر االمریكیة ب.سي.شركة ان بدأ فرع 1982 في العام

الشركة االمریكیة بمصر بتسویق البرمجیات خاصة للمصارف البرمجیات بفرعتم . المعرفة التقنیھ معھمیة علیھ وتم عمل اتفاق نقل كوادر سودانو تم تدریب )مودبانك(

الرؤیة امتلكت الجرأة وثاقبالمصارف التي ال بأس بھ من تركیب النظام في عدالنیل االزرق ،بنك بنك الشرق االوسط وبنك:ضمت تلك المجموعة كٍل من . للمستقبل

و في السودان نسحاب االمریكي لكل شركاتھاال الحقا ومع.السودان وبنك الخرطوم قام الخبراء العاملین في نظام . املین في تطویر النظام إلي سوق العملتسرب العمبیوتر ألي أجھزة الحاسوب یني كار م.سي.ان اجھزةبتھجیر النظام من مودبانك

لكل النظم التي وأساسًا نك مھیمنًااظل نظام مودبر اضافي فمما منح النظام عمالشخصیة

3

التحول من تقنیة ب یًاارف تفكر جدصمبدأت ال حیث ،1999عام تم تطویرھا محلیًا حتي العالئقیة لالستفادة من الطفرة التي حدثت البرمجة بلغة الكوبول الي تقنیة قواعد البیانات

. .في االتصاالت في السودان عزالدین محمد عثمان بعد عودتھ في الوالیات المتحدة .د.اقاد ات الثمانی ففي منتص

محوسبة تطویر أنظمة ) نارس(مع الشركة الوطنیة لخدمات الحدیثةالمعلومات لتعاوناوبوج ھذا التعاون و الجھد المخلص ُت. الئقیة من أوركل باستخدام تقنیة قواعد البیانات الع

لبنك و تم توقیع عقد لترخیصھ لغة العربیة ایعمل ب بإنتاج أول نظام مصرفي شامل ةقا تطویر ھذه االصدارتم الح. موذجي بشارع البرلمان لیعمل في فرعھ النالخرطوم البنك العقاري والبنك ،السوداني السعودي من المصارف منھا البنك ھا لعددوترخیص

حتي تأریخة في ھذه المصارف و إن تعمل اإلصدارةالزراعي السوداني والزالت ھذه ارسومیة من أوركل ال ھاتتستخدم الواج تم عمل بعض التعدیالت و تھجیرھا لبیئة تطویر

. وتدني اسعاراسعار الحواسیب الشخصیة من حقبة الثمانیات في آواخر النصف الثاني

جامعة الخرطوم: وزیادة عدد خریحي علوم الحاسوب من العدید من الجامعات الرائدة قامت، التكنلوجیا و علوم ل،جامعة الجزیرة ،جامعة السودان لكلیة العلوم الریاضیة

.المبادرات النشاء شركات متخصصة تعمل في مجال البرمجیات كثیر من ال أنظمة حوسبة العدید من الكثیر من النجاحات في مجاالتحققت ھذه الشركات

انظمةادارة /انظمة المخزون/انظمة شؤون االفراد/انظمةالمبیعات/الحسابات المالیةجظ ان ھذه الشركات تبدأ ، إال أن المالالمدارس وانظمة أدارة السوبر ماركت

عملیات تطویر المنتج البرمجي بمجموعة شركاء یعملون كفریق واحد یقوم بكل مع توسع اعمال ھذه النوعیة من الشركات و . وتسویقھ وتركیبھ والتدریب علیھ وصیانتھ

نتیجة لتقاطع المصالح و الطموحات الفردیة لمؤسسیھا و إحساس البعض بأنھ ھو الذي تدھور اعمال الشركة وسرعان مایدب الخالف بینھم بالدور االعظم في الشركة فیقوم

من مؤسسي فراد اال تم تطویرھا ل البرمجیات التي ووتؤإلي أن یتم تصفیتھا و بالتالیالشركة لتوفر لھم موارد ال بأس بھا تضمن للعمالء الشركة االستمراریة في استخدام

لمبرمجین روح المبادرة لتطویر المنتج المستقر لضمان ھذا الوضع یفقد ا. البرمجیات تدریجیاً أما السباب تقنیة بعدم االیرادات المالیة منھ حتي یجدوا انفسھم خارج السوق

.و تقادم التقنیات التي یجیدونھا لتطلعات العمالء مواكبتھم ثة في ا التقنیات الحدیدین ال یطورا أنفسھم لیواكبوھنا أن المبرمجین الجّیالمشكلة الكبري

قادمة ، فیجدوا متبر التقنیات العلدیھم مةكترامعرفة الملالبرمجة ویرتقوا مھنیًا مستغلین ل .معرفتھم التقنیة نسبة إلنتھاء صالحیة سوق العمل فجأًة خارج أنفسھم

برمجیال علي اسس الشركات التي قامت لتطویر فًا إلي أن معظم نا آننخلص مما ذكر :لم یكتب لھا النجاح والستمرار لالسباب التالیة تجاریة

مما یعرضھا لإلنھیار عرفة والزمالة معلي اساس الصداقة وال اتتكوین الشرك - 1 .شخصیة بین أي من اصحابھا أو اختالف وجھات النظر بینھمبمجرد حدوث مشكلة

الصحاب بسبب القناعات الشخصیة عالمالیة في تقنعدم مواكبة الشركات لمستجدات ال- 2بول الكونجد شركات مبرمجي فمثًال . الشركة و معرفتھم الممتازة بالتقنیات المتقادمة

)COBOL( لغة البیسك ثم اختفت ھذه لتظھر ر شركات مبرمجي تدریجیًا لتظھ أختفت و أوركل معتمدة علي تقنیات قواعد البیانات و بیئات التطویر المدمجة من شركات

نع تواصل االجیال واالستفادة في الخبرات والمعارف المتراكمة مما یممایكروسوفت، . ةالسابق االجیال من

4

مؤسسي مبرمجین بما فیھم 10أقل من أيمعظم الشركات كانت شركات صغیرة جدا - 3الشركة الصغیرة جدا ھي التي یعمل بھا اقل من فإنالعالمي الشركة وحسب التصنیف

برمجین ھذه ُتعرض الشركة للخطر بمجرد ، و قلة عدد الم)RIW01(مبرمج 25مغادرة أي فرد من المبرمجین المھمین فیھا و بالتالي تفقد ثقة العمالء و تبدأ العد نحو

. التصفیة إلتباعحال دون تحولھا ، من ناحیة الموارد المالیة و البشریة ، صغر حجم الشركات- 4

ي الذبرمج الجوكر مي ظھور الاالسالیب التخصصیة في تطویر البرمجات مما أدي إلمواصفات اعدادالعمیل ، من مقابلة ، بدًء البرنامج حیاة دورةیقوم بكل االدوار في

المستخدمین بیتدرالمتطلبات ، عمل التحلیل و التصمیم ، كتابة شفرة البرنامج والقیام بر جمة في ھنالك مخاط .الالحقةنات یحستیالت والعدالصیانة وعمل الت إضافة العمال

استخدام مثل ھذا المبرمج الجوكر قد یعرض الشركة لمخاطر حسیمة تؤدي لفقدان الشركة لحصتھا السوقیة بمجرد استقطاب ھذا المبرمج لدي شركة منافسة أم للعمل مع

.احد العمالء الكبارسبب في عمالھا وتضعف رأس المال العامل في ھذه الشركات حال دون التوسع في ا- 5

اختیاریًا بعضھا التوقفات النقدیة عرضھا إلي ھزات مالیة قادت لتصفیة ات فيخلق فجو . أو إجباریًا

كانت في أكثر العقبات التي واجھت نحو الحوسبة یر یللتغ المقاومة المستمیة - 6اكسات وتأخیر دفع المستحقات المالیة عموتسببت لھا في الكثیر في الالصغیرة الشركات

و التحول تطویر البرمجیات عنلتخلي التدریجي لبعض الشركات ات مما حدي بلھم .أجھزة الحاسوب وملحقاتھا لبیع

ھا بالسودان فرامات صناعة البرمجیات وتومقو .2

نشوئھا و النھوض بھا و حث تساعد علي مقومات ك أن اي صناعة البد لھا من الشأس بھا مع تراجع الفوائد أرباح ال ب حقیقلت المقوماتالل ھذه غال ست المستثمرون

.االستثماریة من االنشطة التقلیدیة و تزاید شراسة المنافسة فیھا

:اآلتیة المقوماتصناعة البرمجیات علي تعتمد .بصورة ممتازة و ُمدربة مھنیًا لي ھیل عاعناصر بشریة ذات تأ- 1 مي أو عالمي أقلیلى ،حالطلب م كان سواء أن البرمجیة علي المنتجات اوجود طلب - 2واالجھزة والمعدات الالزمة من بیئة العمل ال األدني لتوفیر الموارد توافر رأس الم- 3

ات الفنیة الالزمة مع توافر رأس مال تشغیلي یكفي لتسییر اعمال الشركة في والتجھیز .التطویر حتي تبدأ مرحلة تحقیق إیرادات ذاتیة تغطي المصروفات الجاریة

Domain Knowledge(معرفة عمل النظم خبراء مع جیدة عالقات عملجودو- 4Experts( إن توفروا في السوق المحلي.

تحدید مواصفات المتطلبات حلة من مرمنھجیة متكاملة لتطویر البرمجیاتوجود - 5)Requirements Specification , RS( التغییر إلي مرحلة طلبات )Change

Request CR(دورة المنتج حتي مرحلة التخلي عنھ بكل مراحل مرورًا)Phase Out( .السوق ونیل حصة منھ إختراقعلي تواجد منافذ للتسویق و الترویج قادرة - 6 .تطویر البرمجیات عملمتفھمة لطبیعة الیةتوافر ادارة ع- 7 .وجود سیاسة و إرادة عمل للمحافظة علي العاملین المتمییزن و إبقائھم داخل الشركة - 8 متوافرة بالسودان بكثرة 4 -1مراجعة العناصر الثمانیة اعاله ، یمك القول أن العناصر من ب

و إن كان ھنالك بعض التحفظ علي نوعیة العنصر األول ، حیث التوافر من الناحیة الكمیة

5

كافي جدًا و لكن من الناحیة النوعیة بمعظم الخریجین یحتاج لدورات مكثفة لمدة ثالثة اشھر قل لیكون جاھزًا لإللتحاق بسوق العمل في البرمجیات و ذلك للفارق الكبیر بین علي اال

.المقررات التي یتم تدریسھا بالجامعات و الكلیات و متطلبات سوق العمل حتي تتمكن الشركات من تبني واحد أو اكثر من نماذج العنصر الخامس یحتاج لجھود كثیرة

ثبت نجاحھا في الشركات الضغیرة جدًا في العالم حولنا و منھجیات تطویر البرمجیات التيھنالك عدد من نماذج التطویر المناسبة لوضع السودان یمكن . مثل الھند ، االردن و مصر

IDEAL, Integrated Design, Evaluation and( أن نذكر منھا نموذج Assessment of Loadings ( أو نموذج سكرم)Scrum( ر المشترك أو نموذج التطوی

و كل ھذه النماذج یمكن ) JAD, Joint Application Development(مع العمیل تفصیلھا حسب خصائص الشركة التي سوف تعمل بھا من ناحیة الموارد ، الرؤیة و أھداف

.الشركة) CMMi/CMM(أي حدیث ھنا عن تبني المعاییر الدولیة مثل نموذج نضوج المقدرات

ل الن ھذا النموذج تم تصمیمھ لالستخدام في الشركات الكبیرة جدًا و ُیعتبر من ضرب الخیامثل انظمة ) Mission Critical Applications(التي تقوم بإنتاج البرمجیات الحرجة

مكافحة غسیل االموال و االنظمة المصرفیة للبنوك التي تدیر وزارة الدفاع االمریكیة و نظمأضف إلي ذلك أن ھذا النموذج سوف تكلفة عالیة . ل العالم عملیاتھا مركزیًا لكل فروعھا حو

من الناحیة المالیة و البشریة و آلیات القیاس فیھ تتطلب موارد متفرغة و ھذا غیر متاح و أي مؤسسة تقل إیراداتھا السنویة من . غیر اقتصادي للموسسات الصغیرة و الصغیرة جدًا

.یر تطبیق ھذا النموذجعشرین ملیون دوالر امریكي یصعب علیھا تبرھي عناصر ُیحددھا المساھمین في الشركة ، ألنھا تتعلق بنجاح 8إلي 6العناصر من

ھذه العناصر الثالثة . الشركة و تحقیق عوائد مجزیة من االستثمار تضمن استمراریتھاأو مترابطة كاضالع المثلث أي تغییر في احد االضالع یوثر علي بقیة االضالع إما إیجابًا

.سلبًا :الفرص الُمتاحة - 3 یوجد عدد كبیر جدًا من خریجي علوم الحاسوب ، تقنیة المعلومات و الكثیر منھم تلقي

دورات متخصصة علي نفقتھ الشخصیة بغرض تعظیم فرصة حصولھ علي وظیفة ذات . عائد ُمجزي تحقق لھ طموحاتھ

ال تفي بطموحات الدولة معظم المؤسسات الحكومیة و الخاصة توجد بھا حوسبة جزئیةو اإلدارات العلیا مما یعني أن جانب الطلب في السوق متوافر بكثرة و السوق جاھز لتلقي البرمجیات التي تساعد علي تقلیل التكلفة و تقدیم الخدمة السریعة لجمھور

.المتعاملین صحاب ُیجد عدد ال بأس بھ من خبراء المعرفة في التخصصات المختلفة و معظمھم من ا

.الخبرات الطویلة أو العائدین من الخارج وجود فرص وافرة للتمویل الصغیر للشباب الخریجین وجود أعداد متزایدة من شباب الخریجین الذین یؤمنون بالعمل الخاص و لكن ینقصھم

.التوجیھ السلیم لالستغالل االمثل لمقدراتھم 25راسات رسمیة بحوالي ُیقدر حجم سوق البرمجیات وفق تقدیرات غیر مدعمة بد

ملیون دوالر امریكي لترخیص النظم و الحلول و حوالي تسعة ملیون دوالر للخدمات .المھنیة ، االستشاریة و خدمات الصیانة و التدریب

6

:وضع صناعة البرمجیات الحالي - 4

:التعرف على اربعة اصناف من جھات تطویر البرمجیات المتواجدة بالسودان یمكن نما توجد فقط شركتان من الحجم الصغیر اقل من إال توجد شركات كبیرة اآلن في السوق و . 1

عمالء محددین یشكال النصیب االكبر من تخدما مبرمج و 25ج واكثر من مبرم 50قامت شركتا ن بتصدیر برمجیات وخدمات مھنیة للخارج خالل العشرة اعوام . ایرادتھما

. ي ملیون دوالر من ھذه الصادراتالمنصرمة وحققت ایرادات حوال

ھنالك العدید من الشركات الصغیرة جدًا والتي یلمع نجمھا لبعض الوقت ثم یأفل بعد حین. 2

ن یعملون لحسابھم الخاص ومعظمھم شرع في اعمالھ الشخصیة بعد یوجد افراد نشطو. 3 ه ھو الذي تقوم علیھ الشركة وال یوازي تصفیة الشركة التي بدأ منھا العمل أو لقناعتھ أن جھد

معظم ھؤالء المبرمجین االفراد یتمیز عملھم بتأھیلھم العالي . العائد الذي یحصل علیھ منھا وخبراتھم المتراكمة التي تؤھلھم للنجاح في مشروعات برمجیة بعینھا مما یجعلھم ُیركزون على

ان یقدم لھا الدعم الالزم الذي یحصلون بھ نوعیة محددة من المنتجات البرمجیة التي یستطیعونیعاب على المبرمجین . على رضاء عمالئھم بغرض الحصول علي ایرادات ُمجزیة منھم

االفراد أنھم ال یبادرون بتطویر نظم جدیدة وال یعملوا على تحسین النظم التي یدعموھا اال تحت ھمة في تطویر كوادر بشریة مؤھلة ضغط العمالء وھذا السلوك یجعلھم بعیدین جدًا من المسا

خوفًا من تسرب اسرار المھنة وفقدان االیرادات و عدم وجود حمایة قانونیة للبرمجیات في حین .أن كل المصنفات الفنیة محمیة بموجب القانون

الكثیر من المؤسسات العامة والخاصة لھم ادارات متخصصة في تطویر البرمجیات داخلیًا . 4ؤسسة ویتسم ھذا النمط باستقرار البرمجیات المطورة ذاتیًا ولكن بطول فترة عمل الغراض الم

النظام یفقد المبرمجون في داخل المؤسسة روح المبادرة للتطویر والتغییر لنظم افضل واحسن على وظائفھم وذات تكلفة حیازة كلیة وتشغیلیة ادنى بكثیر من النظام الحالي وذلك خوفًا

.یجنونھا منھا والعوائد التي

- :منھجیة تطویر البرمجیات ولكن الثابت المشاھد ھو أن معظم في ھذا المنحي بھا دادتعیمكن اال علمیة ال توجد دراسات

المطورین للبرمجیات یفتقروا لمناھج محددة لتطویر النظم والبرمجیات وفق افضل ممارسات لخجولة التي تظھر من حین الى آخر ، وان كانت ھنالك بعض المحاوالت ا، ھندسة البرمجیات

رمجیات ال یھتمون كثیرًا بكیفیة تطویر البرمجیات المقدمة لھم باضف الى ذلك ان مستخدمي الوتطمئن قلوبھم بمجرد زیارة مواقع الشركات والوقوف على عدد المبرمجین المتواجدین في

.الشركة ویعملون بجدیة على شاشاتھم رة یمكن االعتماد علیھم لوضع منھجیات لتطویر البرمجیات وفق عدم وجود خبراء ذوي خب

افضل الممارسات الناجحة والتي تالئم وضع السودان الحالي ، ربما كان العائق االساسي .في التطویر العلمیة للشركات التي لھا رغبة صادقة في استخدام االسالیب

-: سوق البرمجیات جانب الطلب

سوق كبیر للبرمجیات في السودان ولكن البرمجیات للمؤسسات الكبیرة كما اسلفنا یوجد والمقتدرة غالبًا ما تفضل مؤسساتھا ان تسند تطویر البرمجیات لھا لجھات خارجیة وبتكلفة

رغم عدم صحة ھذا االعتقاد السائد . باھظة جدًا وذلك بغرض ضمان نجاح تطبیق البرمجیات

7

ض المصارف والمؤسسات عالبرمجیة الضخمة في بریع لبعض المشروعات ذوالفشل ال .الحكومیة والخاصة ، اال ان الممارسة ال زالت مستمرة

- :الموارد البشریة

رغم االعداد الكبیرة للخریجین من كلیات وجامعات تخصص حاسوب وتقنیة المعلومات صیة في المجاالت اآلتیة وھندسة البرمجیات ، اال ان السوق یفتقر للكوادر عالیة التأھیل والتخص

: - تحلیل االعمال Business analysis

البرمجیات ومھندس Software engineer النظم يمعماریSystems architect خبراء جودة البرمجیاتSoftware Quality Experts التحریر الفني Technical editing

في المجاالت المذكورة اعاله یصعب ان تكون لنا وبدون كوادر متخصصة وعالیة الكفاءة صناعة برمجیات ذات جودة عالیة ومستدامة وقابلة للتطویر ویمكن اعادة استخدامھا أو اجزاء

.ة یلبمنھا في برمجیات مستقھنالك فجوة كبیرة بین التأھیل الذي یحصل علیھ كوادر تقنیة المعلومات والتأھیل المطلوب في

ویقلل من الفرص الُمتاحة ما یرفع تكلفة التطویر وبالتالي تكلفة الترخیص للعمالءسوق العمل م .لتشغیل الخریجین الُجدد

:دعم ورعایة الدولة لصناعة البرمجیات

الیوجد حتي اآلن اي دور واضح للدولة بكل مستویات الحكم فیھا اتحادي والئي ومحلي لدعم العالیة واھا األدني لھا من المنافسة الخارجیة ذات القدرات ھذه الصناعة وتوفیر الحمایة في مست

الحمایة المطلقة مضرة جدًا بأي صناعة ولكن الحمایة المحدودة یمكن ان .رات الطویلة والخبتفرض شروط علي الشركات الخارجیة بخلق شراكة فنیة لنقل التقنیة وتسكینھا بالداخل عبر

تجربة ھنا ویحضرنا الخارجیة لتحل محل الكوادر الفنیةتدریب الكوادر السودانیة تدریجیًا جالت النظام المصرفي الشامل المعروف تساشركة الخدمات المصرفیة االلكترونیة عندما كانت ب

الھند ووفق اتفاق نقل المعرفة التقنیة للسودان وكانت تجربة ناجحة اتاحت لعدد منببنتابانك علي نظام مصرفي حدیث بتكلفة زھیدة جدًا تراوحت عشرة من المصارف السودانیة الحصول

مجموعة من لألف دوالر وقد تم نقل المعرفة التقنیة الخاصة بھذا النظام 210ألف دوالر و90بین وھكذا تم لمن یأتي بعدھم الشباب السودانیین واستمرت الجھود لنقل المعرفة بصورة متواصلة

6،5الي االصدار 2001من األصدار االول في عام سودنة النظام بالكامل وتم عمل تطویر لھوھذه تجربة جدیرة بالدراسة الدقیقة للوقوف علي نجاحاتھا وسلبیاتھا لالستفادة 2010في العام

.منھا مستقبلیًا

: التحدیات والحلول المقترحة - 5جاه نحو البرمجیات لتغطي كل السوق المحلي واالت منفي االكتفاء الذاتي تتمثل التحدیات

.التصدیر :الحلول المقترحة إلنفاذ التحدیات

طلع بتطویر تع انشاء شركات للبرمجیات في الحجم الكبیر مائة مبرمج فأكثر لیتشجو األنظمة الكبیرة والضخمة للمؤسسات الكبري في القطاع الخاص والقطاع العام

8

نماذج تطویر النظم ذات جودة عالیة وقابلة للتطویر المستقبلي باستخدام احدثتكون . تشجیع شركات االفراد والشركات الصغیرة جدًا لتطلع بتطویر البرمجیات للقطاعات

التي ال تري الشركات الكبیرة جدوي في انتاجھا نسبة لقلة العائد فیھا ومحدودیة .سوقھا

توفیر كوادر مؤھلة فنیًا ومھنیًا لتقود تطویر النظم والبرمجیات التي تحتاج كلھا .لمؤسسات والشركات في القطاعین العام والخاص ل 10 / ردم الجھود بین المناھج التي تدرس في الجامعات والكلیات وممطلوبات سوق

.العمل بغرض تخریج خریجین جاھزین للعمل فورًا في سوق العمل علي ید الوحدات الحكومیة وھي اكبر مشتري للمبرمجیات في السودان عند التعاقد

ت من الخارج أال وفق اتفاقات نقل للتقنیة للداخل وعدم اللجوء للخارج عل برمجیا أال اذا تعذر وجود حل في الداخل

العمل علي حمایة المنتجات البرمجیة كملكیة فكریة ومراعاة خصوصیة البرمجیاتومسألة ایداع مصادر البرامج لدي سجل الملكیة الفكریة لیمنع تسربھا واألضرار

بصاحب الحق ناء جسم تنظیمي لتنظیم صناعة البرمجیات ویضع لھا اسس واعراف مؤسسة ب

لحمایة المؤسسات العاملة في تطویر البرمجیات كنقل المبرمجین واختصاص التطویرمن شركة الي شركة وضیاع كل االستثمار الذي تم لتطویر مكانیات ھؤالء

المتنقلین د من الجزء االكادیمي تطویر نموذج بسیط لتطویر البرمجیات بواسطة عد

المتخصص في مجاالت ھندسة البرمجیات واتاحتھ للشركات المصرفیة مجانًا وتدریب كوادر الشركة علیھ وانزالھ ألرض الواقع

:الملخص - 6

الورقة استعرضت تطور صناعة البرمجیات في السودان بإیجاز شدید بغرض الوقوف رات السابقة ، ثم دلفت علي التعرف علي المشاكل التي أعاقت ھذه الصناعة في الفت

علي مقومات صناعة البرمجیات و ما یملكھ السودان منھا و الفرص الُمتاحة لتطویر برمجیات تلبي حاجات السوق المحلي و وضع صناعة البرمجیات الحالي و المشاكل

م وجود التي تواجھھا من نقص الكوادر العالیة التأھیل و التدریب و غیاب المعاییر و عداجسام لتنظیم عمل الصناعة و غیاب تام الي سیاسات للدولة في ھذا المجال من الصناعة و غزو البرمجیات المطورة بالخارج و الممارسات غیر الرشیدة في المشروعات الكبري و التي ال ُتزكي روح التنافس الحر و تحرم المؤسسات المحلیة من

ثلة امام ھذه الصناعة في السودان و سبل تطویرھا و تطرقت الورقة للتحدیات الما. النمورسم خارطة طریق لإلنطالق بخطي واسعة و مستدامة باإلعتماد التام علي الشركات

. الصغیرة و المتوسطة

9

:المراجع - 7 )تطویر صناعة المعلوماتیة في السودان(د عوض حاج علي .ا: ع ح ع أ .1 )1989عدد األول المجلد السابع اغسطس مجلة الدراسات السودانیة ال: (م د س ا .23. RIW01:1.RICHARDSON &G.G Wangenheim

Why Are small Software Organization Different IEEE software 24.1.2007

4. http:// en.wikipedia.orgwihi/smallbussiness