قراءات في مآلات الحرب الأهلية في دارفور

لعادل عبد العاطي حفوظةالحقوق م كل – 2004أغسطس -لطبعة االلكترونية ا–رفور قراءات في مآالت الحرب األهلية في دا: عبد العاطي ادل ع Web: http://abdelaati.net Email: [email protected]

2

عبد العاطيادل ع رفورقراءات في مآالت الحرب األهلية في دا

2004أغسطس -لطبعة االلكترونية ا

لعادل عبد العاطي حفوظةالحقوق مكل Web: http://abdelaati.net

Email: [email protected]


3

المحتويات

3............................................................................................المحتويات 4....................................................................................................إهداء 5.....................................................................................بالكتا هذا قصة 7.............................السودان في المسلح الصراع ومآالت دارفور تحرير جيش هي، ما :دارفور في المسلحة المعارضة :العام الوطني الي الخاص المحلي من 13.....................................................................................هتتج اين والي 17......................السودان في السياسي الصراع ومآالت والهامش المركز جدل في المسلح الصراع ومآالت جذور :االهلية الحرب الي السياسية المعارضة من

26...............................................................................................دارفور 31...............ومستقبلها؟ دورها هو وما هي، ما :دارفور في الجنجويد مليشيات 37...............................................دارفور في األزمة وجذور النخبة صراعات 45...........................................دارفور في الصراع سيرورةل تاريخية قراءة


4

إهداء

:حايا الضىلإ !!فا بالتقصير ورغبة في التكفيرعتراإ


5

ا الكتابقصة هذ

في فترة تتصاعد فيها وتيرة النزاع ، عن الحرب األهلية في دارفور، المتواضعبيالكتخرج هذا ي

حاصدة الرواح ، وتصل فيها األزمة السياسية واالنسانية فيه الي الذروة،المسلح في ذلك االقليموضنكا في وذلك بالموت جوعا ، االالف منهم ومئات ومهددة لحياة عشرات،الف من المواطنيناآل

.في ساحات القتال الشرسةاو سحال وتصفية ،معسكرات الالجئين البائسة لقطات انما هي مجرد ،دارفورالمأساة االنسانية في ان الصور التي تتناقلها وسائل االعالم اليوم عن

العشرين عاما طوال ،لما ظل يمارس في هذا االقليم البائس ،دي الحلقات المتأخرةخاطفة في أحيتصاعد سيناريو في، للمدنيين وحصده ،في دارفورمسلسل النزاعات المسلحة إن . الماضيةمت المحلي واالقليمي وخصوصا في ظل الص،االنفجارالذروة وكان ال بد ان يصل الي ،تعقيدهة الموت البطئ علي قص ، ما كان يحدث في جنوب السودان وجبال النوبة والشرقان وطغي،والعالمي .في دارفور

بما في ذلك الذين عملوا علي ، بدأ وكانها ادهشت الجميع،ان تصاعد وتيرة الحرب في دارفور قد ،كما يبدو ان وتائر العنف والوحشية التي صاحبتها. اشعال نارها طوال عقدين من الزمان

يستطيعوا ، ممن ظنوا انهم بدخولهم ساحة الحرب الشاملة والملتهبة، حتي العبيها االساسيينفأجات ، ما كان قائما من نزاعات محدودة وحروب باردة وساخنة وشبه ساخنة،ان يحسموا وينهوا بسرعة

.وهيهات ، البداية وتابعها من،قدم رؤية مواطن سوداني انفعل باالزمة في دارفورفي الصفحات التالية ا

في اطفاء نارها ، وان يساهم بالقلم والدعوة والفعل،وحاول بقدر جهده ان يرصد جذورها ومآالتها بمختلف قومياتهم وتكويناتهم ،واطني دارفورلمصالح مفي المقام األول علي اسس عادلة تستجيب

.مواطني السودان علي وجه العمومكما تستجيب لمصالح ،االثنية والعرقية لم ، خالل العام ونصف العام الفائتان،ي في القراءات التي قمت بها لسيرورة االزمة في دارفورإنن

وليس كذلك من موقع الصحفي المنعزل ،ازعم انني اقوم بها من موقع الخبير المتخصص ، وانما حاولت جهدي ان اقرأها من منطلق الناشط السياسي والمدني السوداني،والمغترب عن الحدث

،ثن االزمات المتراكمةخرجنا من برا ويحاول ان يصل لدرب ي،ي ينفعل بقضايا اهله وبالدهوالذ . والتي اصبح شكل تجليها االساس هو الدم والعنف والدمار

كما انا مدرك ألني لو ،نا مدرك لكل اوجه القصور التي تكمن في هذه القراءاتأمن هذا المنطلق ف ، ونتيجته النهائية بالمقابل، لكان شكل العمل عليه، دارفوركتابة كتيب عناالصل عن فكرت في كتبت وسط ،المقاالت الرئيسية المنشورة في هذا الكتابإن . تماما عما اعرضه اليومانمختلف وقد فرضت ظروف نشرها ، وكانت تعبر عن تطور اهتمام كاتبها بهذا االقليم واهله،االحداث

من ناحية الشكل ،عليهامميزا طابعا ،واقع االلكترونية او المكمقاالت في الصحف السيارة .والمضمونأ

في هذا ، وبكل ما فيها من قصور، فانني اغامر بنشر هذه المقاالت بشكلها هذا،رغما عن ذلك كله وحل جميع ، المستفحلةافعل ذلك النني اري ضرورة اعمال كل الجهد لحل هذه االزمة. الكتاب

والذي ارجو ان ، الحوار السياسي والصراع الفكري االجتماعي السلمي عن طريق،ازمات السودان . في زمن ارتفع فيه صوت البندقية وحامليها،يكون هذا الكتاب واحدا من ادواته


6

عن ، شهرا18 والتي كتبت علي مدي ،التي تحدثت عنها اعالهمقاالت ال قمت بنشر في هذا الكتاب

ولم ادخل فيها اي تعديالت فيما يتصل ،تسلسلها التاريخيحسب ،تطور الصراع المسلح في دارفور ، رغم التحول الملحوظ في طريقة تناولي والذي تم خالل دراسة االزمة،بافكارها وصياغتها

انني اذ احتفظ . 2003وخصوصا بعد استقالتي من تنظيم قوات التحالف السودانية في ديسمبر وفتحا للحوار ،اظا علي الطابع التوثيقي للكتاب حف فذلك،بتلك المقاالت كلها علي هيئتها تلك والذي ال يمكن مالحظته ورصده دون ايراد النصوص ،حولها وحول التطور في مواقف الكاتب

.االصلية للمقاالت حالما تتوفر ، فانني اعد بالرجوع الي قضية دارفور بدراسات اكثر علمية وتوفرا،من ناحية اخري

يعيش فيها مواطني االقليم ،واتمني ان يتم ذلك في ظل ظروف افضل ،لذلك الظروف المناسبة . تتوفر بعد وقف الحرب وتصفية الدكتاتورية،ومواطني السودان

وفي كامل ، في دارفورستبقي مهمة التوثيق الكامل لمجريات الصراع في كل االحوال اؤمن انه ، ومن بنات وابناء بقية السودان،قليمهذا اال متروكة للمؤرخين والناشطين من ابناء وبنات ،الوطن

. ما لمسناه نحن هنا في عجالة وعمومية،لينجزوا في تروي وتفصيل ليس أن يؤرخ لصيرورة الصراع ،إن الهدف االساسي لهذا الكتاب ،يتضح من الشرح اعاله اذن

ن ان مك فهذا جهد كبير ال ي، والذي نعتقد انه وصل مصاف الحرب االهلية،المسلح في دارفور فهذه لن،حلول ناجزة وشاملة لألزمةان غرضه ليس تقديم كما. يتوفر ونحن في قلب األزمة

اذا ما اريد ،دات والقدرات المحلية واالقليمية والعالميةاجهد جمعي تتوفر له مختلف األربإال تأتي ت . وليس تهدئته بالمسكنات والحلول الفوقية،حل الصراع بصورة جذرية

اذن؟الكتابرض هذا فما هو غالعناصر بين مختلف ، هو استشراف شكل من اشكال الحوار السياسي والفكريهذا الكتابان غرض

وتدخل بها ، عسي ان تصوغ بدائلها،القوي الحريصة علي مواطن دارفور والمواطن السودانيو .ىعل الدم هو األرشاشالبندقية وصوت مزيحة بذلك من يريد ان يجعل ،الساحة بقوة

عدم سيعذروني عن والقارئات واؤمن ان القراء،في سبيل هذا الهدف اقدم هذا الجهد المتواضعمن اجل ان نصل معا الي قرابين يقبلوها ك،وانهم سينظروا الي اي تقصيرات محتملة ،ال فيهمالك

وما ، الناس واالنطالق من بعد الي العمل فيما ينفع،ايقاف نزيف الدمان نستشرف و،ابواب الحوار .يحفظ حياتهم ومصالحهم وكرامتهم

عادل عبدالعاطي

2004ول اغسطس أ


7

ومآالت الصراع المسلح في السودان تحرير دارفورجيش

فى اقليم ،نقلت االنباء في االسبوع المنصرم قيام هجمات فعالة من قبل المعارضة المسلحة

فى منطقة جبل مرة وما ،رير دارفور تحت قيادة جيش تح،دارفور باقصى غرب السودان بما فيها تنفيذ هجمات ناجحة وكمائن ، على قوات النظام الحاكم فى الخرطوم ،يجاوره

وكذلك على اهداف وسيارات ومؤسسات ،ضد قوات الجيش وقوات الشرطة ومراكزه جديد فى تصعيد جديد لمسارات الحرب االهلية فى السودان ودخول العب،النظام المدنية

فى جبهة جديدة ضد النظام تضاف الى جبهات الجنوب وجبال النوبة وشرق السودان ،اليها .وجنوب النيل االزرق وتشكل حدوده الغربية حدود السودان الخارجية ،قصى غرب السودان أويقع اقليم دارفور فى

سكانه ويدين ، جمهورية افريقيا الوسطى، تشاد، ليبيا، ومن بينها مصر،مع عدة دول متخذا طابعا شعبيا ، المختلط فى مناطق كثيرة بدارفور مع االعراف المحلية،باالسالم من اهمها الفور والتى اخذ االقليم ، مجموعات قبلية وعرقية متعددة االقليم وتسكن. محليا

وقبائل الزغاوة ،مثل الرزيقات والبني هلبه والمعاليا وقبائل البقارة العربية ،اسمه منها ويتقاطع العديد من هذه المجموعات مع ،الخوالتنجر والداجو والقمر الحامية لمساليت وا

.تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى دولة وخصوصا ،امتدادات لها فى الدول المجاورة والتى استمرت ،اهمها سلطنة الفور من ،ى اقليم دافور قديما ممالك مستقلةوقد قامت ف

حيث ،1917 حتى العام ، بسيطةاندثار بفترات ،الدامس عشر الميفى الوجود منذ القرن الخالمستقل نتيجة للتنافس وخسرت وجودها ، مت نتيجة للتفوق الحربى االنجليزانهز

تحت االحتالل االنجليزى للسودان خر اقليم يضم آكان اقليم دارفور وقد . االستعماري .1898 فى العام اجزاء السودانالذى سيطر على اغلب

والذي يتوزع مناخه ما بين المناح الصحراوي وشبه الصحراوي في ويتميز افليم دارفور تضاريس سهلية باحتوائه ، والسافنا الغنبة في الجنوب، والسافنا الفقيرة في الوسط،الشمال

وهي الهضبة التي تسمى ،فيهاعلى هضبة فى السودان ومن بينها وجود ،وجبلية مختلفة .لتى يصل ارتفاعها الى ثالثة االف متر وا،بجبل مرة

وتكاد االنشطة االنتاجية تتوزع مناطقيا وقبليا ، ويعمل اهل دارفور عموما بالرعي والزراعة حيث يعمل سكان الجزء الشمالي من االقليم من قبائل سامية ، اثنية–في وحدات ايكلوجية

ع االوسط من الفور والقبائل بينما يعمل سكان القطا،)االبالة(وحامية في رعي االبل بينما يعمل سكان المناطق الجنوبية من القبائل العربية في ،الزنجية المستقرة في الزراعة

كما نجد وجودا مميزا للفئات التجارية القادمة من وسط وشمال ). البقارة(رعي االبقار وقد دخلت ،م في المدن الرئيسية باالقلي،)الجالبة(السودان والتي تعمل في التجارة

. وغيرهم من ابناء االقليم النشاطات التجارية قطاعات متزايدة من افراد قبيلة الزغاوةقبل على ان اقليم دارفور قد عاني تهميشا واضحا من ،ويكاد معظم المحللون يتفقون

حيث ان نصيبه من المشاريع الحديثة الصناعية ،الحكومات المركزية فى الخرطوم ويالقي ، كما ان مستوي التعليم والخدمات الصحية متدنى للغاية،وى صفراوالزراعية يسا


8

رغم ،مواطنو دارفور كذلك االضطهاد والتعامل العنصرى تجاههم فى وسط السودان

وقد رصدت هذا العديد من الدراسات ،لواقع سحنتهم االفريقية وثقافتهم وذلك ،اسالمهمقليم االعديد من الكوارث الطبيعية ومن اهمها كما ضربت اال،والبحوث واالعمال االدبية

.التصحر والجفاف الذى يمسك بخناق االقليم منذ سنين ابتدات منذ العام ،وقد شهد اقليم دارفور اضطرابات وصراعات مستمرة فى العقود االخيرة

ثم شهدت دارفور، حيث قامت انتفاضة دارفور الشهيرة ضد حكم السفاح نميرى،1981دعومة من ليبيا فيه ووجود قوات الفيلق االسالمى الم، الصراع التشادى المريرةمالبسات

والتى اججها وجود ،لصراعات القبلية على مناطق الرعي ووجود ظاهرة ا،لسنوات عديدة وقد قامت طوال التسعينات العديد .رة النهب المسلح كما انتعشت ايضا ظاه،السالح الحديث

كانت تقمع ،بل مجموعات سياسية وقبلية متعددةنظام من قمن محاوالت الثورة ضد ال ،الرسمية إاما بانها عصابات للنهب المسلح وتصور فى وسائل االعالم ،بعنف من قبل النظام

.او كجزء من الصراعات القبليةتقليديا لحزب االمة حيث هو موال ،ويبدو اقليم دارفور معاديا فى مجمله للنظام الراهن

قد انحسرت بعد انضمام عناصر ، كما ان جيوب الجبهة االسالمية التى قامت فيه،المعارض وفاروق ، مثل الشهيد يحي بوالد ، بما فيها المعارضة المسلحة،مهمة منها الى المعارضة

اما العناصر االخرى فقد انضمت فى غالبيتها الى تنظيم الترابى . وأمين بناني نيو ،احمد ادم وقد لعبت دارفور دورا مركزيا فى ، بقيادة القيادى على الحاج،ومةالمنشق عن الحك

حينما حاول اطالق انتفاضة جماهيرية ضد النظام لم ،استراتيجية الترابى قبل عدة سنوات .يكتب لها النجاح

وهو وثيقة معادية ،كما ظهرت بوادر الثورة فى دارفور باصدار ما يسمى بالكتاب االسود

وقد وزع الكتاب ، وموثقة لمظالم اهل دارفور وغرب السودان عموما،يةللحكومة المركزورغم ان . واصبح مدار حوار سياسى ساخن ابان ظهوره فى اواخر التسعينات،بشكل واسع

حيث ان الكتاب ، اال ان االصابع قد اشارت الى عناصر الترابى،الكتاب قد اتى غفال عن التوقيع ومن الواضح ان كاتبيه لهم دراية تامة بدارفور ، سلبياتهاينطلق من ثوابت االنقاذ لنقد

وهو ،وعلى معرفة بتوازن القوى فيها وبتفاصيل العمل السياسى واالدارى واالتنفيذى فيهاوقد اعلنت حركة العدالة . امر ال يتوفر ولم يتوفر لمجموعات المعارضة االخرى

. الكتابوالمساواة فيما بعد مسؤوليتها عن تأليف ونشر هذا فقد ، وتضعضع نفوذ االسالميين فيها،وفى ظل انحسار النفوذ التقليدى لحزب االمة بدارفور

فبدات مجموعات موالية ،بدات فى الظهور تيارات جديدة اكثر ثورية ومعارضة للنظام ودعايتها ، استجابة لدعوتها فى حلف المناطق المهمشة،للحركة الشعبية لتحرير السودان

كما نظم . كانت منها مجموعة الشهيد بوالد،فى السودان" االفريقية" العناصر الستنهاض وفى العام ،احمد ابراهيم دريج حزبا اعتمد بصورة رئيسية على ابناء دارفور وكردفان من ابرزها الم ،الماضى تأسس فى الخرطوم حزب العدالة من عناصر منشقة عن الحكومة

ومكي باليل من ،امين بناني من ابناء دارفور و، باليلاكول وامين بنانى نيو ومكى على


9

القوى فى المجلس الوطنى سابقا وفى مؤسسات " الغرب"من تيار وكالهما،جبال النوبة

وان لم ،ظهر اسم جيش الخالص الوطني لسنوات خلتقد كما . النظام قبل خروجهم عنه .يقم بعمليات عسكرية ذات شأن

وقد جاء في تقرير .دارفوراسم جيش تحرير آخيرا الى السطح فقد برز ،فى هذا السياقسياسي قدمه الفريق فى جيش النظام إبراهيم سليمان رئيس ما يسمى بآلية بسط -امنى

قدمه للملتقى ،األمن واستعادة هيبة الدولة بدارفور و وزير دفاع النظام السابق فبراير الجاري ان هناك 26و25مي المنعقد فى يو،التشاوري البناء دارفور بالفاشر

وقد رفع هذا ،ا وان لها علما خاصا به،معارضة سياسية مسلحة مقرها جبل مرة بدارفور وقد تم طرد المحافظ السابق ،العلم بعد االستيالء على مقر المحافظة فى مركز قولو

ة ما يحدث خطور" وقد حذر الفريق من ،افظ جديد من قبل الثوار للمنطقةوتعيين مح . "في دارفور ووصفه بأنه يمكن أن يكون نقطة تحول في دارفور والسودان بصورة أشمل

كما ورد ايضا ،وقد نقلت االنباء ان المجموعة المسلحة تعمل باسم جيش تحرير دارفور له ، ويبدو ان االسمان هما فى الحقيقة اسم مذدوج لتنظيم واحد،اسم جبهة تحرير دارفور

جيش تحرير / فيكون بذلك اسم التنظيم جبهة تحرير دارفور،ياسى وجناح عسكرىجناح س فقد قامت وحدات من ،مات االخيرة قد سبقها تحضير طويل ومن الواضح ان الهج. دارفور

جبهة تحرير دارفور فى يوليو من العام الماضى بتوزيع منشورات و أشرطة كاسيت تحث كما بدات المناوشات ، تهميرفور من الظلم والفيها المواطنين للثورة وتحرير دا

.والعمليات العسكرية منذ نوفمبر الماضيكما اشار تقرير حكومي آخر الى ان جيش تحرير دارفور والمجموعات المرتبطة به

وانها ، جندى300 وان عدد مقاتليها حوالى ، معسكرات للتدريب فى المنطقة6تملك صاالات متقدمة وسيارات وناقالت وموارد مالية فى العمالت تمتلك اسلحة حديثة ووسائل ات

اما الحديث ،ويبدو لنا ان جيش تحرير دارفور يملك عددا اكبر من المقاتلين. الصعبةعن امتالكه للعمالت الصعبة ووسائل اتصال متقدمة تعمل عن طريق االقمار الصناعية فال

االمر ،رك بدعم خارجي وتدخالت اجنبيةيعدو ان يكون دعاية من قبل النظام لربط التح .الذى لمح اليه تقرير رئيس ما يسمى بآلية بسط األمن واستعادة هيبة الدولة بدارفور

وفى تصريحات اخرى فقد زعمت مصادر النظام ان قائد جيش تحرير دارفور هو المحامي فى محاولة لصرف ، وزعمت بانتمائه الى الحزب الشيوعي السوداني ،عبد الواحد محمد نور

ومن الواضح عدم صحة . مواطني دارفور عن االنضمام الى حركة المعارضة الجديدة حيث نفاها الناطق الرسمى باسم الحزب الشيوعي يوسف ، اإلنتماء الشيوعي هذهمعلومة

وقال أن الخط السياسي ،صحيفة الوان التى تصدر فى الخرطومحسين فى تصريح له فكرة الحتالل جبل مرة خط اتصال سياسي جماهيري وال يوجد فيوالتكتيكي لحزبهم هو

واكد عدم اتنماء قائد ،مسلح ينافي توجهات الحزب الشيوعي وأن العمل ال،أو غيره .للحزب" التمرد"

أسيسه رغم ت، ومن المعروف ان الحزب الشيوعي السودانى من معارضى العمل المسلحهة اسماه مقاتلى الجب،سودان له معسكرا بشرق ال كون،1997لتنظيم صغير فى العام


10

،ى العمل العسكرى بعمليات ذات شأن والذى لم يشارك ف،"مجد"الديمقراطية السودانية

ادت ان وكان محاولة من الحزب للحاق بنشاطات المعارضة المسلحة بالشرق والتى ك ب الى مجموعات بانضمام اعضاء عديدين ومؤيدين للحز،تسحب البساط من تحت قدميه ،اولة للحفاظ على العضوية الثوريةمح" مجد" فكان تاسيس ،المعارضة المسلحة االخرى

وقد جاء برنامج مجد ونشاطها العملى مصدقا لهذه ، منه اقتناعا بمبدأ العمل المسلحاكثر . التصورات

كانت تصر قد ،ن قبله الجبهة االسالمية للترابىمن الجهة االخرى فان دعاية النظام وم بالماركسية والشيوعية على ربط كل معارضة مسلحة للدولة المركزية السودانية

فكان ان اتهم الجيش الشعبى . فى محاولة منها لعزلها وابعاد جماهير الريف منها،وااللحاد كما تم اتهام العميد عبد ،اعالم النظام بانه منظمة ماركسيةلتحرير السودان وال يزال فى

دانية بانه خالد عثمان رئيس التحالف الوطنى السودانى وقائد قوات التحالف السوالعزيز بل لقد ، لم ينضم يوما الى الحزب الشيوعي وهو الرجل الذى،عضو فى الحزب الشيوعي

بانه ذو ميول الثمانيناتالسبعينات واتهم الشيوعيين والبعثيين تنظيمه فى الجيش فى االن على قائد جيش تحرير دارفور لنسب عضوية مزيفة له وها قد اتي الدور ،امريكية

.بالحزب الشيوعيويبدو ان جيش تحرير دارفور هو استمرار لمحاوالت سابقة للمعارضة العسكرية فى

تحت لواء ،1991بهة جديدة بدارفور فى العام فقد حاول الشهيد يحي بوالد فتح ج،االقليم وتمت تصفية الشهيد ، ان المحاولة قد قمعت بعنف اال،الجيش الشعبى لتحرير السودان

فى عملية استخدمت فيها الطائرات ، من قبل قوات النظام التى اسرتهمبوالد ومجموعته وهو تنظيم فيدرالى ،ف الفيدرالي الديمقراطى السودانى كما حاول التحال. والمروحيات

المحافظ االسبق لدارفور احمد ويعمل تحت قيادة،فى غالبيته ابناء دارفور وكردفانيضم وقد اسست ،له حاول بناء وحدات مسلحة ،ابراهيم دريج والبروفسور شريف حرير

ولظروف االنزاعات القبلية بدارفور الفيدرالي اال ان التحالف . معسكرات تدريب بدافور بينما شاركت وحداته، لم ينجح فى اشعال الثورة بدارفور وكردفان ،واسباب اخرى

. فى العمل العسكرى المشترك لقوات المعارضة فى شرق السودانمسلحةال ،خرى يبدو ان جيش تحرير دارفور قد تجاوز نقطة الصراعات القبلية فى دارفورأمن جهة

بائل الزنجية والصراع المرير الذى خلقته الجبهة االسالمية والنظام الحاكم ما بين الق وذلك بتركيزه على ضرب مؤسسات ،لعرب والزرقة او ما يسمى با،والعربية فى دارفور

. ودعوته لكل ابناء دارفور للثورة ، وعدم انخراطه فى اى هجومات قبلية،االنظام وقواته حيث صرح المهندس الحاج عطا المنان امين ،وقد اعترف بذلك اقطاب النظام الحاكم

" التمرد" ي الملتقى ان أمانة الحزب الحاكم بالخرطوم والوالي االسبق لجنوب دارفور فبجبل مرة تمرد حقيقي له أهدافه الواضحة وال يمكن مدارته وأكد انه ليس صراعا قبليا

تت كما فى ذات السياق ا. بل هو عمل موجه ضد الدولة وال عالقة له بصراع العرب والفوران قوات حيث اوضح ، فى تقريره الذى قدمه للملتقى،تصريحات اللواء ابراهيم سلمان

.النظام ومؤسساته هى المستهدف االول فى نشاطات جيش تحرير دارفور


11

،ومن الواضح ان حكومة الخرطوم قد ركبها الرعب والذعر من هذا التحول فى دارفوروذلك بعد ثالثة عشر عاما من سياسة القبضة الحديدية وتاجيج الصراعات القبلية التى

فتح واستمرار جبهة جديدة بدارفور بمثابة خطر وتبدو امكانية،مارستها فى دارفور و ستتوزع قواته على جبهات ، حيث سيحاصر من كل الجهات،محدق بنظام الخرطوم

سياسة نقل الحرب بين الجبهات السابقة المسلحة من قبل وقد مارست المعارضة .متعددة ،رك جبهة الشرق كانت قوات المعارضة تح، فحينما كان النظام يهجم فى الجنوب ،ببراعة

واالن اضيفت جبهة جديدة ، كانت تنشط جبهة الجنوب،وحينما كان يركز على الشرق .تزيد عبئا ثقيال على استراتيجي النظام وقادته

،ديمة المؤثرة عنه فى هذا االقليم وانفضاض كوادره الق،وفى ظل ضعف النظام فى دارفورعن طريق القيادات ف الى اسلوب الوساطات فان النظام يلجأ فى استراتيجته لمواجهة الموق

الى تشديد االرهاب و، كما دعا الى ذلك ملتقى قيادات النظام بدارفور ،القبلية من جهة ،ت والطائرات فى قصف مواقع الثوار وذلك عن طريق استخدام المروحيا،من جهة ثانية

وفى ، وشرق السوداناالمر الذى مارسه النظام من قبل ببربرية فى مناطق جبال النوبة وهى سالح النظام المجرب فى تفتيت وحدة اهل ،نزاعات القبلية من الجهة الثالثةتاجيج ال .دارفور ،ير المسؤولية عما يحدث فى دارفور حكومة البش،ملت حتى القيادات الموالية النظاموقد ح

ع القبلي وانتشار ان تأجيج الصرا،التشاورى الذى عقد برعاية النظامحيث راى الملتقى ضعف المقدرة اإلدارية لبعض أجهزة الدولة وتباطؤها "إلى النهب المسلح في دارفور يرجع

للتصدي لالنفالت األمني إلى جانب عدم التزام وتنفيذ الحكومة واألطراف المحلية لما يتم امال التوصيل اليه من اتفاقيات ومقررات لمؤتمرات الصلح السابقة، األمر الذي يشكل ع

من أسباب تأجيج الصراع "وأمن الملتقى أن . "إضافيا في تأجيج الصراع القبلي في دارفورالقبلي انتشار النهب وخلق كيانات إدارية جديدة واالستغالل السياسي للقبيلة مع اتخاذ ج الموازنات القبلية أساسا في التعيينات السياسية األمر الذي شكل عامال أساسيا في تأجي

".لصراعا قديم قد طرح فى فتبدو االحداث الجديدة بمثابة استجابة لتكتيك،اما من جهة المعارضة

،ليه من االقاليم من جبهات متعددة يقوم على محاصرة النظام والضغط ع،اوائل التسعينات فى ممارسة شبيهة ،مل المعارض الجماهيرى فى الخرطوموفى نفس الوقت ممارسة الع

حيث تحالفت ضده قوات ،1991ر منقستو فى اثيوبيا فى عام ظام الدكتاتوبعملية اسقاط ن. فادت الى نهايته المحتومة،راى من الشمال واالرومو من الغرباالرينريين من الشرق والتق

وخصوصا بعد تحرك طالب دارفور فى العاصمة ،ذا التكتيك اقرب الى التحقق االنويبدو ه وبوادر ،ن المدنى السقاط النظام الفاشستىى الى العصياودعوتهم جماهير الشعب السودان

. من التنظيمات الطالبية المعارضةاالستجابةلعسكرى العاجل لجيش تحرير متمثال فى الدعم السياسي واويبقى دور المعارضة المنظمة

مصلحة وتبدو الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان اكثر القوى،دارفور. رغم انها قد وقعت اتفاقا لوقف اطالق النار يعم كل السودان، تقديم هذا الدعموقدره فى


12

،قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجة لم يوقعا اتفاقا كهذا من الناحية االخرى فإن

،ويمكنهما تقديم الدعم بتحريك جبهة الشرق وتشتيت مجهودات النظام وقدراته العسكرية ام ، وبقية القوى المسلحة االخرى بهذا الدور،ية والجيش الشعبىحركة الشعبفهل تقوم ال

مصير الشهيد بوالد فى اوائل التسعينات؟يواجهون تتشاغل عنه تاركه ثوار دارفور 2003فبراير 28

نشرت بجريدة اخبار العرب االماراتية


13

ما : سلحة في دارفورالمعارضة الم: المحلي الخاص الي الوطني العاممن

تتجه والي اين ،هي

والذي اعلن عن نفسه ، منذ بداية العمل المسلح السياسي في دارفور،اتالحقت االحداث تباع في ، رصدتها الصحف ووكاالت االنباء العالمية والمحلية، في عمليات عنيفة وجرئية،بقوة

جيش / فورتحرير دارجبهة وقد كان اعالن . خالل شهري فبراير المنصرم ومارس الجاري واسترعي ، حدثا اذهل الجميع، وعن مسؤوليتها عن هذه العمليات،تحرير دارفر عن نفسهاكانه صاعقة قد اتت و،أ اعالن حركة مسلحة معارضة جديدةوبد. اهتمام السودان والعالم

، حتمية انفجار االوضاع في دارفور رغم ان كل المؤشرات كانت تدل علي،من سماء صافية . من حكومة ومعارضة وراي عام،ذي لم يقرأه الجميع في السوداناالمر ال

من طرف الحكومة واطراف المعارضة ، متسارعة ومتتابعة،وقد اتت التعليقات وردود الفعل

قد اخذت علي حين ،ذه االطرافبان هيوضح فيما، متناقضة ومتضاربة ولكنها ،المختلفةتحرير دارفور وجيش جبهة قد جاء في اعالن ،اال ان التطور المهم. بهذه االحداث،غرة

،جيش تحرير السودان / الي حركة تحرير السودان،تحرير دارفور عن تغيير اسمها . مع جملة من التطورات االخري ،واصدار االعالن السياسي لها

بوجود معارضة ، اعترف ممثلوها في الشهر الفائتفقد ،فعلي صعيد الحكومة السودانية ووصفتها بانها تمرد حقيقي ال عالقة له ، مركزها في جبل مرة،اسية في دارفورمسلحة سي

وعدد الحركة عن معسكراتمصادر النظام وتحدثت . او النهب المسلح،الصراع القبليب كما جاء في تقارير الفريق فى جيش النظام إبراهيم سليمان رئيس ما ،حنودها واسلحتها

،رفور و وزير دفاع النظام السابقة هيبة الدولة بدايسمى بآلية بسط األمن واستعادوالمهندس الحاج عطا المنان امين أمانة الحزب الحاكم بالخرطوم والوالي االسبق لجنوب

الذي انعقد فى يومي ، والتى قدماها للملتقى التشاوري البناء دارفور بالفاشر،دارفورانكار وجود هذه النظام تميل اآلن الى ان تصريحات اقطابإال . فبراير المنصرم26و25

كتفسير لما ،ة الحديث عن عصابات النهب المسلح وترجع الى نغم،المقاومة المسلحة . يحدث في دارفور

إن ما "ب ،حزب النظام الحاكم فقد صرح البروفيسور ابراهيم احمد عمر االمين العام ل ،"ه من الصحة في ارض الواقعيثار عن وجود جيش لتحرير السودان بدارفور ال اساس ل

ي بحزب االمة جناح وزير اعالم النظام والعضو القياد،بينما ذهب الزهاوي ابراهيم مالكاألحداث األخيرة التي شهدتها منطقة جبل مرة في غرب البالد هي " الي ان،الفاضل المهدي

". لسلب والنهببها مجموعة من العصابات المسلحة التي دأبت علي ا قامت" عادية"أحداث المحلي والفضائيات العربية صورت تلك األحداث كأنها االعالم"ان نفس الوزير وقال

كما ذهب الى ان ان حكومته ".اطالقا الي معطيات تمرد عسكري وذكرت وقائع ال تستندوعادت لم تلتزم" القبائل"قد دخلت في مفاوضات لاللتزام بمقررات مؤتمر الصلح لكن "

." السلب والنهبالي أعمال


14

بكري حسن فقد كشف اللواء الركن ، وفي تصريحات متناقضة تماما،من الجهة الثانية

األولوية للمعالجة السياسية ان حكومة الخرطوم تعطى،صالح وزير حربية النظامالتى تسعى الى تحقيقها على صعيد ألحداث دارفور االخيرة اقتناعا منها بمشروعية المطالب

حذر صالح من أن الحكومة السودانية قد تلجأ وفى الوقت نفسه،الخدمات والتنميةتوفير دارفور ما أسماه بالحدود أو هددت أمن المواطنين اساليب اخرى فى حال تجاوز حركة الى

.المدنيين المسالمين عن الحلول توضح انه في الوقت الذي يتحدث فيه،والتناقضات في خطاب النظامالتحوالت

في ، فانه يعد كل العدة للحرب،التزاما بقرارات الملتقي المذكور ،سلمية لثورة دارفورال و ، زعماء قبائل دارفورم بما فيه،ية عسكرية نهاه عنها كل المهتمينتصعيد جديد ورؤ

وممثلي روابط وابناء ، وقيادات االنصار وحزب االمة، بدارفورقيادات الحزب الحاكموقد نقلت االنباء بالفعل قيام مروحيات النظام وطائراته باجراء . ارجدارفور بالداخل والخ

تسبب في مقتل وجرح ،في مناطق جبل مرة وفي مناطق اخريقصف عشوائي وبربري وال يؤثر علي ،كس اساسا علي المدنيين في اسلوب عقيم ينع،العشرات من المواطنين .م المتعددة ويضاف الي سجل جرائم االنظا،المعارضين المسلحينلف االنتفاضة العسكرية في ولعدم تبين القوي الحقيقية التي تقف خ،علي صعيد المعارضة

وفي هذا . ونسبته الي نفسها، المسلح هناك فقد سارعت اطراف عديدة لتبني العمل،دارفور ، زعيم حركة العدل والمساواة السودانية،الصدد فقد نسب االستاذ خليل ابراهيم من لندن وصرح بان ، العمل العسكري الي حركته،وهي حركة غير معروفة علي نطاق واسع

قيادة الجناح الســــياسي هو يتولى، من جناحين سيــــاسي وعســــكريتتألف حركتهالعسكري العمــــيد التيجاني سالم درو الموجود حاليا فيما يقود الجناح ،في الحــركة

. غــــرب دارفور ةفي منطقة العمليات في والي نائب رئيس التحالف الفيدرالي الديمقراطي ،من جانب آخر فان البروفسور شريف حرير

لمسلحة الي عن نسبة المعارضة ا،اعلن في تصريحات صحفية في اسمرا قد ،السوداني ثم عاد بعد ايام ليصرح بان هذه الحركة المسلحة هي جزء من االطار ،تنظيمه حصرا

عارض مع حركة المعارضة وجزء اصيل ال يت،ركة الفيدرالية السودانيةعام للحال . وقال ان التحالف الفيدرالي جزء رئيسي وفاعل في حركة جبل مرة،السودانية

واسعة عن تاتي من عدم قدرته علي تقديم اي بيانات ،ل ابراهيمضعف تصريحات االستاذ خلي ،السياسي والعسكري" حركته" جناحي القة بين وذهابه الي ان الع،العمل المسلح في دارفور

والرجل علي . االمر الذى ينفي التواصل التنظيمي بينهما،"االهدافاتفاق على "هي عالقة حيث كان مستشارا لحكومة والية بحر الحبل في ،نقاذكل حال وزير سابق في نظام اال

في المؤتمر الوطني و سابق كما هو عض،1999ودان ومقرها جوبا الي العام جنوب الس كما ظهرت اتهامات بان الرجل ،- المؤتمر الشعبي –بحزب الترابي ويتهم بعالقته ،الحاكم

وهو حزب كانت لدارفور اسبقية ،يحاول احتواء الحركة الجديدة لصالح حزب الترابي .في استراتيجته المعارضة


15

قد ،ح في دارفور لتنظيمه العمل المسل فالتحالف الفيدرالي الذي نسب،من الجهة االخري

ويتحدث ،ية تسعي الي بناء السودان الجديدتراجع الحقا ليصفها بانها حركة مقاومة شعب ويبدو ان للتحالف . ا كلية الي نفسه هذه المرة دون ان ينسبه،عن دور لنفسه في الحركة

ت الي له قد انضم او ان كوادر، ما مع قادة الحركة وبعض كوادرهاالفيدرالي عالقات تبدو لنا بعيدة، اال ان تبعية الحركة المسلحة للتحالف الفيدرالي كلية ،الحركة المسلحة

تي االن في من كون التحالف الفيدرالي قد فشل ح،ننطلق في تحليلنا هذا. عن االحتمالالف ومعظم قيادات وكوادر التح، وكون ان النشاط المسلح قد بدأ،نقل نشاطه الي دارفور

البعيدة عن مسرح العمليات ،رالي متواجدة في الجبهة الشرقية على الحدود االرتريةالفيد .في دارفور

عن ، يكتب في مقال له بجريدة البيان، كمال الجزولي،الكاتب والمحامي والناشط اليساري ويصل ،نتيجة لسياسات النظام في الخرطوم و،تتعرض لها بعض قبائل دارفورالمظالم التي

": حيث يقول، ما لبث ان تسيس،بان تمرد دارفور عفوي في البداية ،لنتيجة التاليةالى ااوكان طبيعيا أن يحفر ذلك كله أخاديد عميقة من المرارات في النفوس، ومن الشعور بالظلم والغبن والضغينة والبغضاء، مما أفضى بالفور للتسلح، بدورهم، والتمترس في سفح

لكن . البداية، لمقتل ذويهم وحرق قراهم ونهب ممتلكاتهم الشحيحةجبل مرة، لالنتقام، في حركتهم، تماما كما في الحكاية األفريقية المأثورة من بيافرا إلى جنوب السودان، سرعان ما تسيست تحت قيادة نفر من أبنائهم أعلنوا عن بعض االجراءات، على رأسها تكوين حركة

!"وجيش تحرير دارفور والتي ظهرت بياناتها قبل واثناء ،جيش تحرير دارفور / فجبهة تحرير دارفور ،من جهتها

، اصدرت في مارس مجموعة من البيانات السياسية والعسكرية المتالحقة،المعارك االخيرة االمر ، مارس8 في ،من بينها االعالن عن اسقاط مروحية تابعة للنظام في شمال دارفور

اجبرها علي الهبوط ،ن الطائرة قد تعرضت لعطل فني وزعمت با،الذى نفته السلطات مركز المحافظة ،وعن اعادة سيطرتها علي بلدة قولالحركة كما اعلنت ،االضطراري

وذهبت ،من جهتها فقد نفت السلطات هذه االنباء . مارس14 في ،االقليمية في جبل مرة وقوي المعارضة ،دية تحظي بدعم فلول المعارضة التشا،الي ان المجموعات المسلحة

بين قيادة جبهة وجيش تحرير ،ات ماء بقيام لقا، كما انتشرت الشائعات .السودانية االخري . بغرض التنسيق والتعارف، وقيادات الحركة والجيش الشعبي لتحريرالسودان،ردارفو

يان في ب، قد جاء في اعالن جبهة تحرير دارفور وجيش تحرير دارفور،اال ان التطور االهم

من مكان نشاطه ، وقعه السكرتير العام للجبهة ميني اركو ميناوي، مارس14لهما بتاريح / وهو حركة تحرير السودان ، عن تبني اسم جديد لتنظيمهم،في جبل مره في دارفوروالذى يحمل ، باسمه الجديد،صدر االعالن السياسي للتنظيما كما . جيش تحرير السودان

والذي ارسله السكرتير العام للحركة الي وكاالت االنباء ،2003 مارس 13تاريخ . التي تداولته ووصل منها الي وسائل االعالم المحلية واالقليمية ،العالمية


16

،مة كل1794 من ،جيش تحرير السودان/ يتكون االعالن السياسي لحركة تحرير السودان

ساسية تتناول المحاور اال ، وموزعة علي عدة فقرات،مصاغة بلغة انجليزية متمكنة تحكي عن تاريخها والظالمات التي ،يبدا البيان بمقدمة عن دارفور. الهتمامات التنظيم

جيش تحرير / حركة تحرير السودان تنظيم والتي ادت في المحصلة الي تكوين،تعانيها تعرض لها نسبة لظروف االبادة الجماعية التى ي، والذي رغم انطالقه من دارفور،السودان

علي ، التنظيمات المتقاربه معه سياسيا يعمل مع، اال انه يشكل تنظيما وطنيا،م ذلك االقليدها والتي يسر،ينتقل االعالن الي اهداف التنظيمثم . حل المشاكل المصيرية لكل السودان ، من العدالة واعادة توزيع الثروة علي قواعد جديدة،في بناء سودان ديمقراطي موحد

. لتعددية الثقافية والسياسية والرخاء المادي والمعنوي لكل السودانيينوا ،التي يربطها باالعتراف بالتعددية و، ذلك ليناقش مسالة وحدة السودانيمضي االعالن بعد

علي تنمية ورفع المناطق تقومالتي و،بحق تقرير المصير واالختيار الحروباالعتراف جائت حترام حقوق االنسان والحريات االساسية كما كما يدعو االعالن ال،المهمشة

ثم . والي الحكم الالمركزي في شكل نظام فيدرالي او كونفدرالي،بالمواثيق الدولية وبناء الهوية ، فيدعو الي االعتراف بالتعددية،قضايا الهوية والثقافة والثروةاإلعالن يناقش

.ة والثروة في كل محاورها وعلي اعادة توزيع السلط،علي مفهوم السودانية ، يطرح االعالن ان الدين محفز روحي للسودانيين،في مسالة العالقة بين الدولة والدين وان ال يتحول الي عامل صراع بين ابناء الوطن ،ولكنه يدعو الي فصل الدين عن السياسة

وبذلك تطرح الحركة الجديدة وقوفها بصورة واضحة مع التيار المدني،الواحداما في مسالة الكفاح المسلح فيطرح . في الحياة الفكرية والسياسية السودانية،)العلماني(

ويسجل عزم الحركة ، مع غيرها من الوسائل السياسية،االعالن انها احدي وسائل النضالوالجيش علي الحوار والعمل السياسي والعسكري المشترك مع المجموعات المتقاربة معها

وخلق قاعدة لتقريب ،نها التجمع الوطني الديمقراطي وقواه العسكرية ومن ضم،سياسيا .الرؤي والتعاون من اجل اسقاط النظام الحاكم

ويتحدث عن القبائل العربية ،تناول االعالن ايضا مسالة الصراع القبلي في دارفوري ،لنظام وان مصلحتها في توحيد الجهود ضد ا،باعتبارها متعرضة للتهميش ايضا في دارفور

في الوقت الذي يوضح ،ويدعوها لالنخراط في صفوف حركة وجيش تحرير السودان كما يدعو . معارضته للتجمعات العنصرية الموالية للحكومية مثل التجمع العربي وقريش

، وخصوصا تلك التي تحد دارفور، صداقة وتعاون مع الدول المجاورةلق عالقاتخالي ما خربته سياسات النظام وهادفة الي اصالح ،ية علي السلموالي خلق عالقات خارجية مبن

.الخارجيةشرط ان تؤدي الي سالم ،ع الحل السلمي للمشكلة السودانيةيسجل االعالن كذلك موقفه م

وينتهي البيان بدعوة البناء دارفور ولعموم السودانيين بدعم الحركة الوليدة .عادل وشاملانساني والي تقديم دعم ، دعم المجتمع الدولي لقضييتهمالي كما يدعو ،واالنخراط فيها ارتباطا مع ظاهرة الهجرة والتهجير التي افرزتها سياسات النظام في ،عاجل لدارفور

.دارفور


17

والتي عبرت عنها ،جا واضحا من حدود المحلية الضيقة خرو،يشكل البيان في تقديرنا الي رحاب الوطنية ،-جيش تحرير دارفور/ جبهة تحرير دارفور–التسمية االولي للتنظيم

وقد تكون تجربة الحركة الشعبية والجيش الشعبي . واالرتباط بالهم السوداني في اتساعه وقد ، كحركة بدات محلية وتوجهت قوميا،لتحرير السودان قد شكلت عامال تحريضيا

ير التقراي في مثل تجربة الجبهة الشعبية لتحر، شجعتها تجارب مماثلة في افريقياتكون ثم ما لبثت مع تطور االوضاع ومالئمة الظروف ان اسست مع ، والتي انطلقت محلية،اثيوبيا

، الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب اثيوبيا،بعض التنظيمات الصفيرة المتحالفة معها .ن وال تزال بها الي اآل، ووصلت الي السلطة في اديس اببا،والتي هزمت دكتاتور اثيوبيا

ي ن كمشروع لبناء سودان مد،كما يقف البيان بصورة واضحة مع مشروع السودان الجديد وبذلك فان الحركة ، تلعب في بنائه واعادة صياغته القوي المهمشة دورا اساسيا،ديمقراطي

بل ، صاحب النفوذ القوي في دارفور، مثل حزب االمة،الجديدة تتنائي عن القوي التقليدية وشرائح ، وربما لغرب السودان كله، ممثلة القليم دارفور،كبديلة عنهوتطرح نفسها

لشك بنفي تبعيتها او تاثرها بحزب لحركة اكما تقطع ا. ومناطق اخري في المستقبل وتلحق نفسها بذلك بقوي الثورة ، او ايدلوجية االسالم السياسي، المؤتمر الشعبي،الترابي

.والتغيير في االطراف والمركز الذي يكتنف االحداث ،زال هناك الكثير من الغموضي وال ،اليام ال تزال حبلي باالحداثان ا

واطراف ، من تيارات المعارضة المختلفة،اال ان حركة االطراف المختلفة. ورففي دار ،عيال مستمرا في تقديرنا في خالل االسابيع القادمةف سوف تشهد ت، والقوي االقليمية،النظام

،الدارفورييناتفاضة هل ستشكل : ويبقي السؤال في النهاية مطروحا. ة لهسنظل في متابع اضافة نوعية لصيرورات الصراع السياسي والعسكري ،في حركة وجيش تحرير السودان

ال تلبث ان تنهزم بتاثير االعداء ، ام انها ستكون محاولة مبتسرة،والثقافي في السودان ! وابعد ما يكون من الحل،في مرحلة اكثر تعقيدا وتترك المشكل السوداني ،والحلفاء

2003 مارس 18

نشرت بصحيفة سودانايل بالشبكة العالمية

جدل المركز والهامش ومآالت الصراع السياسي في السودان

-أبكر آدم اسماعيل : مقاربة الطروحات الدكتور-

:مدخلجدلية المركز والهامش واشكال <<م والموسو،يشكل مقال االستاذ ابكر آدم اسماعيل

والذي نشر ،1999 في ديسمبر من العام ، والمكتوب في القاهرة،>>الهوية في السودان


18

،واحدا من اهم المقاالت التي كتبت عن موضوع الهوية ،في جريدة الصحافة السودانية

لشافي وفي المقال فوق التحليل ا .واشكاالت الصرع االجتماعي الثقافي السودانياشارات عبقرية لمآالت االصراع ،لصيرورة االشكال وصراع المفاهيم حول هذه الثيمة

. بما فيه الثورة الحالية في دارفور،السياسي واالحتماعي في السودان مدعم بالكثير من المراجع ،يذهب استاذ ابكر في تحليل تاريخي سياسي فكري عميق ومبتكر

الدولة السودانية متحيزة لكيان إثني الي أن ،السوسيولوجيوالوقائع التاريخية والرصد ويقول .ثقافي يقوم باستثمارها إقصائيا ويفرض توجهاته ضد كيانات إثنية ثقافية أخرى

قد بني لنفسه هوية ايدلوجية هي - المتمركز والمسيطر في المركز –ان هذا الكيان انها قائمة علي نزعتي يذهب الي،يدلوجية وبعد ان يحلل مكونات هذه اال،االسالموعروبيةاالمر الذي ادي الي ، المناطق والكيانات االخري تجاه هويات ومصالح،الهيمنة واالقصاء والمتجلي في صورة الحرب االهلية الدائرة حاليا في مناطق مختلفة من ،الصدام القومي

. المركز- علي محور الهامش،السودان فليرجع ، وال تقديم االختصار الكافي لها، افكار استاذ ابكر وتحليلهاال مجال هنا لعرض كل ، حيث ان غرضي من هذا المقال ليس عرضها او الحوار حولها،لها من يود في مصدرها

انطلق من افتراضات ،في المقاربة الحالية اذن . وانما الخروج منها بتحليالت سياسية والمتعلق بالمآالت ،ل ما اجمله في نهاية مقاله الدرس بالتفصي،وتحليالت االستاذ ابكر

. المحتملة للصراع وافاق الحلول ، وآفاق حله ،في مقاله يطرح استاذ ابكر ثالثة مآالت رئيسية للصراع ولالشكال القائم

: حيث يقول كما ذكرنا، أن جدلية المركز والهامش، هذه الوضعية التاريخية المأزومة قد وصلت "

ومنهجيا، ليس بمقدورها . إلى قمة تجلياتها بتفشي الحروب األهلية) السودانفي (أزمتها " إعادة إنتاج نفسها واستمرارها مرة أخرى، وتبقى مآالتها في االحتماالت التالية

. واالنهيار، والمساومة التاريخية، وهي الثورة،ثم يسرد استاذ ابكر االحتماالت

: الثورة : المآل االول : تاذ ابكر في سيرورة االحتماالت والمآالت بكتب اس

عبر تحالف الكيانات Historical Massوذلك بتشكل كتلة تاريخية : قيام الثورة"لإلطاحة بهذه الوضعية التاريخية التي باتت ) المركز(المهمشة مع قوى الوعي والتقدم في

. اء المركز أنفسهمتضر بغالبية الناس في السودان بمن فيهم السواد األعظم من أبنوبالتالي تأسيس األوضاع بشروط جديدة تستند على حقيقة التعددية وتلتزم بتوجهات العدالة والمساواة والتعايش السلمي، واالرتفاع بقضية الهوية المشتركة ـ هوية الدولة ـ

حتى يحكم التاريخ في مسألة ) أي لكل هويته والدولة للجميع(من الظرفية إلى التاريخ ".جيال بعد جيل) الذاتية السودانية(

– السياسي –توسع رقعة الصراع االجتماعي قتقف مع احتماليته ظروف ،اما هذا المآل فمنذ منتصف التسعينات انتقل ، الي رقعات جديدة، الهامش– علي مستوي المركز ،العسكري


19

،لنيل االزرق وتوسع في الجنوب وجبال النوبة وجنوب ا،هذا الصراع الي شرق السودان

. وانتقل مؤخرا الي دارفور ورغم انخراط قوي مدينية ثحسب ضمن القوي الثورية مثل ،اما في شرق السودان

مقاتلي – الحزب الشيوعي السوداني ، قوات التحالف السودانية-التحالف الوطني السوداني جيش -مة حزب اال( وقوي تميل فكريا وسياسيا للمركز ،)مجد(الجبهة الديمقراطية

القيادة – التجمع الوطني الديمقراطي ،قوات الفتح - االتحادي الديمقراطي،تحرير االمة واشتراك قوي من ،)اريتريا( والدعم االقليمي له ،الصراع اال ان جغرافية موقع ،)الشرعية

رق تجعل الثورة في الش، التحالف الفيدرالي،لواء السودان الجديد: الهامش في هذه الجبهة والكيان الذي يعبر ، وترفع من اسهم التنظيم االساس هناك ،ثورة للهامش في ذلك االقليم

. واعني هنا مؤتمر البجة وجماهير البجة–عنه ويثير االهتمام كيف ان دهاقنة المشروع االسالموعروبي قد استعدوا حتي بعض الجيوب

والتي انضمت ،قبيلة الرشايدة كما فعلوا مع ،الثقافية االسالمية العربية في الهامش ورفعت شعار السودان ،االسود الحرة: وكونت تنظيمها السياسي العسكري،لمشروع الثورة

. الجديد باذدياد الدور السياسي ،فمشروع ثورة الهامش يكتسب دفعا جديدا ،من الجهة االخري

، في جنوب السودان والتي ربطت نفسها بالثورة،لمناطق جبال النوبة وجنوب النيل االزرق مالك ،القادة عبد العزيز الحلو ،يوسف كوة مكي القائد الراحل : وخلقت قياداتها المحلية

– بالتضامن مع الثوار في الجنوب او بمعزل عنهم ، القدرة وهي قيادات اثبتت الخ ،حقارة ان تقود كفاحا مسلحا وسياسيا فعاال ضد السلط،-1991/1997كما تم في االعوام

للحركة الشعبية لتحرير ان تفويض موتمر النوبة االخير في كادوبا . المركزية ، ترابط التيار الثوري في الهامش انما هو داللة جديدة علي،السودان للتفاوض باسمهم

علي تفكيك سيطرة المركز ،وعمله الدؤوب عن طريق اآلليات العسكرية والتفاوضية . عن طريق ربط قضايا الهامش مع بعضها البعضالثوري وتوحيد الخطاب والموقف

رغم ان دارفور كانت تعيش حالة ، والتي بدات كمفاجاة للجميع،اما الثورة في دارفوروالتي استطاع ، كانت حركة بوالد بعض ارهاصاتها،ثورية مستمرة منذ اوائل التسعينات

السلطة والتاثير االيدولوجي عن ان يحيدها بالصراع القبلي واالجتذاب الي مواقع " االنقاذ" يشكل دفعة جديدة للمآل ، فان انطالقها العارم اليوم– االسالم –طريق القاسم المشترك

. الثوري و نرصد ذلك في ،الثورة في دارفور تبدو مدركة لدورها واتجاهها ومكامن ضعفها وقواها

- التحالف الفيدرالي،ة العدل والمساوا، حركة تحرير السودان –سعي قواها المختلفة ويناء التحالف علي مستوي ،الحثيث للوحدة او علي االقل التنسيق السياسي فيما بينها

كما تبدي في ، التنسيق العسكري وكذلك في، القبائل العربية واالفريقية–الكيانات الفور والزغاوة –انطالقة الثورة بثالثة مناطق وبمشاركة ثالثة مجموعات عرقية

للتنسيق مع قوي من الجهة االخري نرصد سعيها ،ميليشيات الجينجويد العربية الخ الخ و


20

وقوي الهامش والقوي - الحركة الشعبية لتحرير السودان حاليا –الهامش االخري

. الثورية في المركز مستقبالقوات وقد كانت . تبدو في الوسط، فان اضعف حلقات المشروع الثوري،من طرف أخر

هي طليعة القوي المدينية التي يمكن ان تبني حلفا ثوريا ، عند الكثيرين،لتحالف السودانيةا يساهم بالقضاء علي السلطة المركزية بمشروعها ، مع كيانات المهمشين،تاريخيا

، عبدالبي جديد- بتحالف فونجي،الجديد" السودان" ويبني ، الثقافي القديم –االجتماعي اال انه يبدو ان قوات التحالف قد عجزت عن . العزيز خالد وجون قرنقيكون قائداه هم عبد رغم محاولتها المتفردة في توحيد خطابها واشكال نضالها مع خطاب ،االقيام بهذا الدور ونضال قوي الهامش

علي ذلك والدليل ، هي في حالة ضعف وتفكك، ان القوي الثورية في الوسط،الواضح االن والذي هو بحيثياته ،بين الحركة الشعبية وقوات التحالف السودانيةمشروع الوحدة هو

كما . وسطي جديد– اكثر منه بناء لحلف جنوبي ،مشروع لتكبير كوم الحركة الشغبية مثل الحزب ،ان االطراف االخري التي يمكن ان تنخرط في مشروع الحلف المقترح

بحيث انها ال تشكل رفيقا ،لتشتت الخ لهي من الضعف وا، حركة جاد ، حركة حق،الشيوعيمؤتمنا وقويا يمكن ان تعول عليه كيانات الهامش في سعيها الختراق الوسط وهزيمة قواه

. المسيطرة

: المساومة التاريخية: المأل الثاني :يكتب االستاذ ابكر

إن لم يتيسر قيام كتلة تاريخية ناضجة وقادرة على إنجاز فعل الثورة ألي أسباب أو "تداخالت أخرى، فتبقى المسألة مرهونة بمقدار التنازالت التي يمكن أن تقدمها النخبة

واستعداد قوى الوعي والمهمشين للتضحية لالتفاق على ) يمينها ويسارها(االسالموعروبية وااللتزام به مما قد يؤدي ـ على ) ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية(برنامج حد أدنى مثل

." إلى التحوالت الضرورية، وإنجاز ما كان يمكن أن ينجزه فعل الثورةالمدى الطويل ـ وخصوصا اذا ما علمنا بان احتمال الثورة قد يؤدي الي ،يحتل هذا المآل اهمية فائقة

والي تمترس مختلف القوي التي تنتمي الي النخبة االسالموعروبية ضد ،احترابات حادةجييشها للجماهير في الوسط والمتاثرة بااليدولوجية وت،القوي الثورية القادمة من الهامش

ولكيال يشرب جون ،"هويتها"واسلوب معيشتها و " حرائرها"االسالموعروبية دفاعا عن . بل علي االكثر في ملكال، كما يزعمون عن حلمه،قرنق القهوة في المتمة

وكان ،يا وفرنسا في ايطال،والمساومة التاريخية مفهوم نحت في وقت الحرب الباردة - والسياسية– العمال واصحاب العمل –المقصود به احداث اتفاق يكفل للقوي االجتماعية

، الوصول الي تعاهد - الليبرالية والماركسية – والتيارات االيدلوجية ،اليمين واليسار قوي وضرورة استيعاب واقع وجود ،يمكنها من تجاوز حالة االستقطاب الحادة في المجتمع

. خارج االسلطة وخارج دائرة التاثير،اليسار خصوصا من ،اجتماعية وسياسية مؤثرة


21

او ما ، فان المساومة التاريخية تتجاوز كونها مجرد اتفاق علي اقتسام السلطة،بهذا المعني

او قل عقد اجتماعي ، ارساء اتفاق تاريخي لتصل الي حدود،يعرف بالمساومة االنتهازية لقوي متضادة ومتناقضة ومتصارعة ان تصل التفاقات ال تؤدي الي تدميرها معا يكفل،جديد

. كل ذلك في ظل تنازالت متبادلة تقدمها االطراف المتنازعة،واهدار طاقات المجتمع وما هي القوي التي ستنجز تلك ،ما هي احتماالت المساومة التاريخية في السودان

واي القوي قد تعمل علي افشال ،ي تلك المساومة وما هي القوي الحريصة عل،المساومة هذه المساومة؟

وكذلك بعض القوي المنتمية ،يبدو لنا ان قوي الهامش راغبة في انجاز مساومة تاريخية او تلك التي تتنائي عنه ، والمستندة علي المشروع االسالموعروبي،للمركز تاريخيا ان محاولة النجاز تلك . ة علي مجابهته ولكتها تظل محسوبة عليه او غير قادر،نظريا

في مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي 1995قد تمت في عام المساومة بين تلك القوي جمع ذلك المؤتمر وقتها القوي التقليدية . المعروف بمؤتمر القضايا المصيرية،في اسمرا

،التحادي الديمقراطي مثل حزبي االمة وا،التي تنتمي للمشروع االسالموعروبي في السودان والقوي المدينية ، مثل الحركة الشعبية ومؤتمر البجة،والقوي المعبرة عن مناطق الهامش والقوي المدينية ، مثل الحزب الشيوعي والقيادة الشرعية،المراوحة بين المركز والهامش

. مثل قوات التحالف السودانية،الجديدة المرتبطة والمتحالفة مع قوي الهامش ، عندما اجاز مبدأ قيام الدولة علي اساس المواطنة،جز المؤتمر محاولة لتلك المساومةان

وفي ، واقر مبدأ حق تقرير المصير للمناطق المهمشة،ودعا ال فصل الدين عن السياسية واقر صيغة الفيدرالية حال ، كما دعا الي التوزيع العادل للثروة،راسها االقليم الجنوبي

. سلطات والعالافة بين محتلف التكوينات االدارية واالقليمية في السودانلمشكلة توزيع ال وهو كتلة ، هو غياب احد االطراف الرئيسية فيها،ما يقلل من وزن تلك المحاولة

وهي القوي االكثر تطرفا في التعبير عن المشروع ، االنقاذ–الحركة االصولية من الجهة . مة تفقد احد العبيها االساسيين وبذلك فان المساو،االسالموعروبي في البالد

هو ، يجمع بينها هم واحد، انها جرت بين قوي معارضة،االخري يقلل من قيمة المساومة حالما تتغير ، ومن ثم ال ضمانة هناك علي التزامها بنص ما اتفقت عليه،القضاء علي النظام والتي لها ،وقف القوي الطائفيةويسترعي االنتباه هنا م. وموازين القوي،الظروف السياسية

وقد بدات بعض اطرافها فعال في التنصل من اتفاقات ،تاريخ طويل في نقض العهود ). حزب االمة(اسمرا

في وقوفهما مع وضد المشروع فان اكثر طرفين وضوحا وجذرية ،من الجهة االخريكة الشعبية لتحرير والحر، االنقاذ – اي الحركة االسالمية ،االسالموعوبي في السودان

بغرض الوصول الي شكل من ، عاما االخيرة14 قد خاضا مفاوضات مباشرة طيلة ال،السودان وبما يفتح ، اي الحرب االهلية، بما يوقف الصراع في صورته االكثر حدة،اشكال المساومة

. من باب آخر،الطريق امام شكل من اشكال المساومة ومفاوضات ميشاكوس ، ومفاوضات ابوجا،مفوضات االيقادفي هذا الصدد يمكن ان ننظر الي

وايقاف ، باعتبارها محطات علي طريق الوصول الي هذه المساومة في حدها االدني،الحالية


22

في جدل المركزالهامش وفي ،حالة الحرب بين الطرفين الذين يقفان علي مستوي النقيض . السوداناشكال الهوية وفي مجمل الصراع االجتماعي السياسي في

وذلك الن ،اننا ننظر الي مفوضات االيقاد باعتبارها االكثر تقدما في كل هذه المحطات ، باعتبارها مشكلة العالقة بين الدين والدولة،اعالن مبادئها قد نظر الي المشكلة في عمومها

ر قدان االيقاد بهذا المعيا. اطية لحلها وضرورة وجود الديمقر،وبين المركز والهامش الذين يختصران الصراع في صورته ،كانت اكثر تقدما من مفاوضات ابوجا ومشاكوس

ويبدو ان الهدف منهما هو الوصول الي ايقاف الحرب ، جنوب– اي محور شمال ،التقليدية . وليس مساومة تاريخية، والوصول الي مساومة انتهازية بين الطرفين،فقط

وان كال منهما قد بني ،ن الطرفين جد عميقة ان الشقة بي،معضلة المفاوضات القائمة في ازاحة متعمدة لقضايا الصراع ، علي ثيمة الهوية،االساسية وجوده السياسي ودعايته

مائدة بهذا المعني فان جلوس هذين الطرفين الي . االجتماعية والسياسية االخري الي قناعات حقيقية ال يرجع، وامكانية وصولها الي شكل من اشكال المساومة،المفاوضات

بقدر ما ، توضح ان هذه القيادات قد نضجت للوصول الي مساومة تاريخية،وسط قادتهما واستجابة ، والضعف عن احراز نصر نهائي،يعبر عن حالة العجز علي القضاء علي الخصم

يظل،ان اي اتفاق يتم التوصل اليه في هذه الحالة. للضغوط االقليمية والدولية المتزايدةدرته علي حسم ق وشعور اي من الطرفين ب، في حالة تغير ميزان القوي،مهددا بالخطر

. الصراع عسكريا لمصلحتهرائدة قوي ، فان االنقسام في وسط الحركة الشعبية لتحرير السودان،من الجانب االخر

ي راس رمح المشروع االسالموعروب، االنقاذ– واالنقسام وسط الحركة االسالمية ،الهامش وبروز العبين ، والتصدع الذي اصاب التجمع الوطني الديمقراطي،وفصيلته االكثر صدامية والعالقات المتبدلة والمتغيرة ما ،حركات دارفور المسلحة مثل جدد علي ساحة الصراع

تؤدي الي ابعاد احتمال الوصول الي ،بين القوي المختلفة في فسيفساء الصراع السوداني يضمنان االلتزام بها ، والتي يكتب لها النجاح اذا ما تمت بين طرفين قويين،مساومة تاريخية

وطبيعة المنافسة القائمة بين القوي ،ان تعدد اطراف الصراع السوداني. والزام قواعدهما بها تجعل اي ، والرغبة في اجهاض وضرب ما ينجزه الخصم السياسي،التي تكون كل معسكر

والتي ،جهاض من مختلف القوي التي تقف خارج دائرة االتفاقمساومة تاريخية مهددة باال . ستعمل الثبات وجودها بكل جهدها علي اجهاضه

: االنهيار: المآل الثالث

:يكتب االستاذ ابكر فإذا استمرت المساومات السياسية التي ال تعنى بجوهر المشكلة، واستمر العجز عن تشكيل "

وعجزت المركزية عن تقدير الواقع حق قدره ) قوةوعيا و(كتلة تاريخية ناضجة وأصرت على مشروعها، فيبقى احتمال االنهيار على شاكلة الصوملة أو تفتت الدولة

. وال تستبعد التدخالت الخارجية كنتيجة طبيعية لذلك. السودانية إلى أقاليم متحاربةك في إعادة اإلنتاج لألزمة وقد يكون انفصال الجنوب البداية لهذا االنهيار، وربما ساعد ذل


23

في السودان الشمالي واستمرار الوضعية فيه إلى حين اكتمال نهوض قوميات األخرى

مع احتمال نشوء نفس األزمة في الجنوب إن لم يستفد . والدخول في مأزق جديد ." الجنوبيون من الدرس التاريخي بشكل اكثر ،لمركز هناك وبداية الحرب االهلية ضد ا،ان االحداث االخيرة في دارفور

ورد الفعل ، او لعقد خلي في الشرق،شراسة وتطورا عن بدايتها لعقدين خليا في الحنوب وبمحاولتها ، بتعويلها علي الحل العسكري، االنقاذ-العيي الذي انتهجته الحركة االسالمية

او ، او تحريفه لصراع قبلي، وتصويره وكانه نهب مسلح،نزع الطابع السياسي للنزاع . وهو مآل خطير، انما تشير الي امكانية هذا المآل، قبلي-فوق

–يرة وسط التيار االنقاذي خ نجدها في االتجاهات اال،مآللاالشارة الثانية الي هذا ا وسط الكيان ، ومحاولة خلق اتجاه انفصالي، بالحديث عن االنفصال كحل لالزمة،االسالمي

،التي تتهدد المشروع االسالموعروبي في السودان ردا علي المخاطر ،االسالموعروبي علي مقاليد السلطة والثروة في ،وامكانية انهاء سيطرة هذا الكيان والنخبة المتحدثة باسمه

. السودان االنقاذية – نجد جذورا له في مسلكيات الحركة االسالمية ،االتجاه االنفصالي آنف الذكر

، بين نظام االنقاذ من جهة،اقية فرانكفورت وخصوصا بعد توقيعها التف،طول الوقت والذي وقعه عن الطرفان ، االنفصاليين عن الحركة الشعبية من الجهة االخري–والمنشقين

هذا االتفاق الذي مهد واسس التفاقية الخرطوم . 1991الم اكول وعلي الحاج في عام وطرح ، المصير الول مرة االنقاذ بحق تقرير– والتي سجلت اعتراف االسالميين ،"للسالم"

. فكرة االنفصال علي اجندة الحوار والبحثاالول هو : يستخدم سالح االنفصال لهدفين،االتجاه االنفصالي وسط النخبة االسالموعروبية

اذا كنتم : وكان لسان حاله يقول، واضعاف موقفها التفاوضي،الضغط علي كيانات الهامش وال داعي للثورة او المساومة ،نا نحن ايضا نطلبه فان، وتهددوا باالنفصال،متعنتين سيتيح له ، ان قسم السودان وانفصال الجنوب،السبب الثاني ظن هذا التيار. التاريخية

وتكريس سيطرتة علي المركز والهامش الموجود في االقاليم ،التخلص من هم ثقيلالي مشروعه بمساومة او جرها ، وتصفية واضعاف القوي التقليدية الطائفية،الشمالية بعد ، مع قوي الحداثة والتغيير المدينية الضعيفة، وتصفية الحساب مرة والي االبد،انتهازية

. عزلها باالنفصال عن حليفها الموضوعي في الجنوب فثورة الشرق التي ، يتبدي في ان الهامش ما عاد نشطا فقط في الحنوب،خطل هذا التفكير

لسكان هذه ، توضحان ان االتفاق في المعتقد الديني،ر اليوم وثورة دارفو،تحدثنا عنهاللمشروع الهوامش ه ال يكفي لكيما تنضم وتستسلم هذ، مع نخبة المركز،المناطق

بضربها الحد اسلحته ، بل ان تحركها يهدد هذا المشروع في اصله،االسالموعروبي . ي وهي استخدام الدين في الصراع السياس،االيدلوجية الهامة واستمراها في جبال النوبة ، فان تطورالثورة قي الشرق وفي دارفور،من الجهة االخري ما بين ، ستنقل الصراع الي االقاليم الشمالية، حتي لو تم انفصال الجنوب،والنيل االزرق

كونه كان ،وستاكل من القاعدة االجتماعية والعسكرية للمركز ،هامشها والمركز


24

ان المعركة ستنتقل اذن الي قلب . اسا علي جماهير تلك المناطقيعتمد في القتال اس

مع النخبة ،عسكرية بما يقارن وبقوي تتفوق عدديا وتحمسا ثوريا وروحا ،المركز وفي ظل ، رغم تفوق االخيرة في التسليح والسيطرة علي الموارد،المدينية االسالموعروبية

. والصوملة جد قريب فان الطريق الي التفتت واللبننة،توازن كهذا الطائفية داخل المشروع – وهي القوي التقليدية ، موقف قوتين،من المهم هنافالقوي التقليدية . وموقف قوي الحداثة والتغيير المدينية في الوسط ،االسالموعروبي

الي التيار ، اذا ما انحازت بصورة واضحة، او تطول من مداه،يمكن ان تحسم الصراع والتي كانت مصدرا لدعمها ، او الي قوي الهامش، االنقاذي المتطرف الحاكم–ي االسالمو

وان ،لتيار االقرب منها ايدلوجيالان انحياز هذه القوي . وقاعدة لنفوذها السياسي عبر عقود يمكن ان ،االنقاذ– اي تيار االسالميين ، والتمترس خلف ثوابت المشروع،كان اكثر تطرفا لكنها تخاطر بهذا ، ويقوي ويوحد من نخبة الكيان االسالموعروبي،عيطيل من امد الصرا

، وان تفقد نفوذها القديم في تلك المناطق،الشكل بان تنعزل كلية عن جماهير الهامش حيث القطاعات المدينية المتاثرة بااليدلوجية ،وان تفقد تاثيرها في المركز ذاته

منها الي ،ذيون بايدلوجيتهم الواضحة والحديثة ستبدو اقرب الي دعم االنقا،االسالموعوبية . دعم التقليديين باهتزازاتهم ومواقفهم المائعة

يمكن ، واذدياد دورها في المركز، فان تبلورها في معسكر واضح،اما قوي الحداثة والتغيير وهو تيار ،ان يحسم االمر لصالح هزيمة التيار االكثر تطرفا في المشروع االسالموعروبي

، الثورة او المساومة التاريخية، واالنطالق من بعد الي احد المآليين، االنقاذ–سالميين اال االمر ،1995اقرب الي قوي مؤتمر اسمرا والتي ستتوفر لها حينذاك شروط واطراف .. الذي يمكن معه الوصول اليها بصعوبات اقل

: الت االخريالمآ

: ر المساومة االنتهازية او محلك س،التفسخ وهي مآالت تبدو ، لم يتطرق اليها االستااذ ابكر آدم اسماعيل،في راينا ان هناك مآالت اخري

ومحلك ، والمساومة االنتهازية،وهي التفسخ: نذكر منها هنا ثالثة،لنا اقرب الي التحقق . عسي ان نعود اليها بالتفصيل في القريب، نناقشها هنا باختصار،سر

واستمرار سياسات ،استمرار الدولة السودانية علي ماهي عليه اي حالة ،اما التفسخ واستمرار الحروب االهلية بمنطق ال هازم وال ،المساومات االنتهازية والترتيق والتلفيق

وتفريغ البالد تدريجيا من سكانها عن طريق الهجرة والتهجير الي معسكرات ،مهزوم ويرجع ذلك الي القوة ،فهو احتمال وارد. الالجئين واعادة التوطين واالغتراب الخ الخ

وقدرته الفائقة علي اللعب حول التناقضات الداخلية ،النسبية التي يتمتع بها النظام االمر الذي ، واالزمات االجتماعية العميقة التي يعاني منها المحتمع السوداني،والخارجية

وممارسة مهمتي ،سيؤدي في النهاية الي تفسخ الدولة وسيطرتها علي المركز فقط ووقوع االطراف في حاالت من االقتتال الداخلي ،الجباية والقمع دون غيرهما من المهام

. وهي حالة كاالنهيار او اشد سؤا،العرقي والديني


25

وفي اللحظة ، فهي اتفاقات سياسية بين اكثر االطراف تاثيرا وقوة،اما المساومة االنتهازية

ويتم ، االنقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان–الميين الحالية هذه االطراف هي االس ، وادماج القوي االخري في هذه المساومة،االتفاق بينهما علي تقاسم السلطة االستراتيجي

ومن الطبيعي ان النظام الناتج من ، سواء كانت من القوي المدينية او قوي الهامش،اوقمعها ويحمل من بوادر المرض والفناء ما يهدد ،ضات سيكون مليئا بالتناق،مثل هكذا مساومة

والنظام التدريجي تحت وطأة تناقضاتهما او تفسخ الدولة ،بعودة الصراع من جديد . الداخلية

وقطع ، اي مآل محلك سر، فهو ان يستمر الحال علي ما هو عليه،اما االحتمال الثالث ،الت سياسية وعسكرية حاسمة وذلك عن طريق تدخ ،طريق الثورة والمساومة التاريخية

النقاذ المشروع االسالموعروبي في السودان ، وخصوصا مصر وليبيا،من قبل دول الجوار وفقدان اهتمام العالم الخارجي بما ،واستمرار ضغط الهامش دون ان يحقق اي انتصارات

ي وهي االولي منذ مج،وتشكل زيارة حسني مبارك االخيرة للخرطوم. يدور في السودان مؤشرات ، ودعوة العقيد القذافي الي وحدة ثالثية سودانية مصرية لبيية،االنقاذ الي الحكم

. واضحة علي امكانية هذا المآل

2003 مايو 10 نشرت بموقع الحوار المتمدن بالشبكة العالمية


26

جذور ومآالت الصراع المسلح في : من المعارضة السياسية الي الحرب االهلية

ارفورد :ةمقدم

الي مراحل ،وصلت االزمة السياسية واالنسانية في إقليم دارفور في اقصي غرب السودان ، واستهدافه اساسا للمدنيين، والتي تبدت في ارتفاع وتائر العمل المسلح،خطيرة من تطورها

مما ادي فيما ادي الي نزوح اكثر من مليون مواطن من سكان االقليم الي دولة شاد دهم في معسكرات الالجئين البائسة التي مالت صورها وسائط االعالم وووجو،المجاورة حيبث يعيشوا تحت ظل ظروف قاسية من انعدام ،وتبدو معاناة الالجئين مفزعة. المختلفة

خطر المجاعة وسؤء ، بل يواجه العديد منهم وخصوص االطفال والعجزة،ابسط الضروريات الي موت آخر بطئ ،ن خطر الموت بالسيف وكانهم كانوا يهربوا م،التغذية والمرض

. بانعدام ما يسد الرمق والتي تنسب للحكومة ،كما تتحدث االخبار عن ممارسات التطهير العرقي وحرب االبادة

وعلي خلفية كل . ضد بعض اإلثنيات من سكان االقليم،وحلفاؤها من مليشيات الجنجويد او ، سعيا لحل المشكلة من قبل بعض اطرافه، يبدو التدخل االجنبي يطل براسه،هذه المأساة

فيما تبدو النخبة السياسية واالجتماعية ،استغاللها لمصلحة بعض المتدخلين اآلخرين والتي انفجرت بقوة لم تكن في ،لألقليم والسودان عاجزة عن التعامل مع هذه االزمة

.الحسبان

بين ،سياسيا–يزال صراعا عسكريا وهل الصراع فيه ال ،فما حقيقة ما يدور باقليم دارفور أم تحول الي حرب اهلية ، كما كان في مبتداه،اطراف معارضة والحكومة المركزية

بالنزاع حول هوية السودان وتوجهه ، يختلط فيها الصراع حول الموارد المحدودة،طاحنة وترسبات ، وتنفجر فيه مكبوتات العالقات المتخلفة،القومي ومستقبل العالقات االثنية فيه

تتراجع امامها اهوال رواندا ، بحيث تؤدي الي محرقة عرقية،الصراعات القديمة والمتجددة وبوروندي؟

: جذور االزمة واركيولوجيا الصراع

على ان اقليم دارفور قد عاني تهميشا واضحا من قبل ،يكاد معظم المحللون يتفقون رغم اسهامه الكبير ،لسودان المستقل علي مدار تاريخ ا،الحكومات المركزية فى الخرطوم

حيث ،ويبدو نمو دارفور معتقال. بثرواته الحيوانية والنقدية،في الدخل القومي السوداني وما يدخله ،ان حصة االقليم من المشاريع الحديثة الصناعية والزراعية تكاد تساوى صفرا

كما ان مستوي التعليم والخدمات . ال يتناسب مع اسهام االقليم فيها،من الميزانية العامة . الصحية واالجتماعية في دارفور متدنية للغاية

ويشكو العديد من مواطني دارفور من تعرضهم للتمييز السلبي تجاههم من بعض المواطنين وتعزي االطراف المختلفة ذلك . وذلك رغم اشتراكهم في االسالم،فى وسط السودان

ولكونهم يؤدوا في الغالب اعماال ،ية وثقافتهم المتميزةالتمييز لواقع سحنتهم االفريق


27

ويجد الكثيرون مثاال علي هذا . مما يتعالي عليها ابناء الوسط،يدوية وخدمية بسيطة

البجي من : "االستعالء في المقولة الدارجة المنتشرة في وسط السودان والتي تقول ". ما بسر القلب،الغرب

، مع اهل دارفور،ب التوتر في عالقة بعض نخب ومواطني الوسطويمكن ان تكمن بعض اسبا والتي ناضلت وحكمت في ،في كون األخيرين كانوا السند االساسي للثورة والدولة المهدية

وقد شهدت العالقة بين الدولة المهدية بقيادة الخليفة عبداهللا . اواحر القرن التاسع عشر ، توترا حادا، وبعض تكوينات الوسط القبلية،دان والذي ترجع اصوله لغرب السو،التعايشي

" أوالد البحر" المسمون ب،القي بظالله علي حساسية العالقة بين بعض مجموعات الوسط ".أوالد الغرب" والمسمون ب، وابناء دارفور وكردفان،اي النيل

رض جود ظاهرة الصراعات القبلية على موارد اال، وقد شهد االقليم في تاريخه الحديث وانعدام اي شكل من ، في ظل االنفجار السكاني وتزايد اعداد المواشي،والماء المحدودة

،وقد اكتسب صراع الموارد هذا. اشكال تنمية الموارد وتحقيق الخدمات ورفع الوعي العام والقبائل ، ذات االصول العربية في اغلبها،شكل النزاع بين القبائل الرعوية المترحلة

مما سيسميه البعض ، متخذا بذلك شكال عرقيا،مستقرة من ذات االصل االفريقيالزراعية ال .الحقا بصراع الهوية واشاعة ثقافة ، أدت الي تأزيم االوضاع االجتماعية والسياسية في دارفور،كل هذه العوامل ، والتي وإن كانت جزءا من الثقافة السائدة في المجتمعات التقليدية القبلية،العنف والحرب

والرجوع ، انما يعلن سقوط مختلف المشاريع التنويرية،فان انفجارها بهذا الشكل اليوم . عاما من استقالل البالد60 بعد حوالي ،القهقري الي جيوش وحروب القبائل

:الخريطة العامة للقوي الحزبية وااليدلوجية في دارفور

وذلك النتماء الغالبية الطلقة من اهله ،لقد كان اقليم دارفور موال تقليديا لحزب االمةوقد كان االقليم بمثابة منطقة مغلقة لنفوذ . والتي تقودها اسرة المهدي،لطائفة االنصار

رغم محاوالت اختراقه من القوي واالحزاب العقائدية ،ذلك الحزب حتي منتصف السبعينات ،كزية وقيادة حزب االمة والتي ركزت في دعايتها علي اهمال الحكومات المر،واالصالحية

فكانت ان قامت فيه جبهة نهضة دارفور كتنظيم جبهوي نهض به ،لقضايا تطوير االقليم واهتم بابناء االقليم كذلك الشيوعيون واالخوان المسلمون من جناح ،المثقفين اساسا .حسن الترابي

وخصوصا ،قليمويبدو ان الحركة االسالمية قد استطاعت ان تحقق اختراقات مميزة لال

وذلك بعد نشاطهم المشترك في اطار الجبهة الوطنية المعارضة ،وسط الشباب والمتعلمينوقد سجل االسالميون . مع حزب االمة وشباب االنصار من ابناء دارفور،لنظام نميري

،1986 بادخال ثالثة نواب لهم للبرلمان من دارفور في انتخابات العام ،انتصارا كبيرا لهم . من قبل القوي العقائدية الجديدة،اول كسر الحتكار حزب االمة لدوائر االقليمفي


28

وانخرطوا في ، االسالمي1989 يونيو 30 انقالب ،وقد دعم االسالميون من ابناء دارفور

واسلوب القبضة الحديدية ،ولكن عدم وجود اي مشروع تنموي للحكم لدارفور. مؤسساته ، والصراعات بين اطراف النظام، التعامل مع مشاكل االقليمالذي استخدمته الحكومة في

قد أدي الي ابتعاد اغلب ،وتبلورالصراع بين االسالميين كصراع بين اوالد البحر والغرب بينما إنفض الشارع ، بينما انضم من تبقي منهم لجناح الترابي،الدارفوريون عن الحكم .الدارفوري عن الجانبين

فقد ، وتضعضع نفوذ االسالميين فيها،فوذ التقليدى لحزب االمة بدارفوروفى ظل انحسار الن

فبدات مجموعة موالية للحركة الشعبية ،بدات فى الظهور تيارات جديدة اكثر ثورية والتي انهزمت في ، بقيادة المهندس داؤود يحي بوالد،لتحرير السودان بالنشاط في دارفور

حزب التحالف ،ما نظم احمد ابراهيم دريج وشريف حريرك. اوائل التسعينات واعدم قائدها ، والذي اعتمد بصورة رئيسية على ابناء دارفور وكردفان،الفيدرالي الديمقراطي السوداني

.وانضم للتجمع الوطني المعارض في منتصف التسعينات

ين بالمقابل فقد كانت تختمر تحت السطح نزعات عرقية تقوم علي اساس الصراع القديم ب وقد اسفرت تلك النزعات عن تكوين تنظيم ، او العرب والزرقة،القبائل الرعوية والزراعية

من الناحية االخري . وتنظيم قريش الغامض في التسعينات،التجمع العربي في الثمانيناتفقد أدت تلك الصراعات القبلية والتحيز الحكومي ودعاية الحركة الشعبية الرامية الي

الي تمترس مقابل وسط بعض ابناء القبائل الزنجية في ،شين واالفارقةمخاطبة المهم . فتهيات بذلك كل الظروف النفجار االوضاع،دارفور

: القوي االساسية في التمرد المسلح في دارفور

باستيالء مجموعات ، في فبراير من العام الماضي،انطلقت العمليات العسكرية في دارفور ، وانطالق العمليات العسكرية بسرعة فائقة،امية قولو في جبل مرة علي ح،مسلحة مجهولة

بما فيهم الحكومة ، بصورة اذهلت كل المراقبين والالعبين،الي مدن كتم والفاشر وغيرها . طوال شهور العام السابق، والتي تعرضت قواتها لهزائم ماحقة علي يد المتمردين،السودانية

حسب موقعهم ،ومحاوالت العديدين لتصنيف القوي المسلحة ،ورغما عن التكهنات المختلفة ظهر من بينهم ، فقد اتضح ان المجموعات المقاتلة متعددة وذات قيادات مختلفة،من الصراع

ورئيسها عبدالواحد محمد ،حركة تحرير السودان بقيادة أمينها العام مني اركوي ميناوي ومجموعة متمردة من ابناء القبائل ،راهيم وحركة العدالة والمساواة بقيادة خليل اب،نور

وانضموا الحقا للحكومة لكيما يشكلوا ، ممن لم يتفقوا مع قادة التمرد اآلخرين،العربية ".الجنجويد" النواة لما عرف الحقا بمليشيات

ويبدو ان تنظيمه ،وقد كان التمرد معزوال في البداية عن القيادات الدارفورية القديمة قد اسس من قبل شباب لهم تجربة سياسية ضعيفة ،هو حركة تحرير السودان و،األساسي

بينما اتجهت اصابع . ولكن خبرة عسكرية وموارد مالية قوية،وعالقات عالمية محدودة


29

بينما ، بالوقوف خلف حركة العدالة والمساواة،االتهام للمؤتمر الشعبي وحسن الترابي . وجرهم الي صفوفها،ن القبائل العربيةافلحت الحكومة في تحييد المتمردين م

واصرت علي انه هجمات من ، تعاملت مع التمرد باستخفاف في البداية،الحكومة من جانبهافي . وهي بهذا قد اغلقت االبواب امام اي حل سياسي في بداية الصراع،قبل قطاع الطرق

ة من قبل المراحل الالحقة ركزت الحكومة علي ان حركة تحرير السودان مدعوم ذكرت منها بعض ، واطراف خارجية اخري، واريتريا،الحركة الشعبية لتحرير السودان

وان حركة العدالة والمساوة انما هي من ،عناصر الجيش والمخابرات الليبية والتشادية .بنات افكار وتنفيذ خصمها العنيد حسن الترابي

:االهليةالصراع في دارفور من المعارضة المسلحة الي الحرب

تدهور الوضع في هذا ،بعد حوالي عام ونصف منذ اندالع العمليات المسلحة في دارفور حيث تكاد العمليات العسكرية بين قوات الحكومة والمتمردين تكون ،االقليم تدهورا مريعا

. والقائمة علي اسس عرقية وقبلية، بينما اذدادت وتوسعت العمليات ضد المدنيين،توقفت وهي مليشيات تضم عناصرا ،وتنسب معظم العمليات ضد المدنيين الي مليشيات الجنجويد

وقد دعمت ، وتتحرك علي ظهور الخيل والجمال،من القبائل العربية الدارفورية والوافدة وان كان يبدو انها تتحرك وفق حسابات ، لمحاربة التمرد،من قبل دوائر نافذة في الحكم

.خاصة بها بطرد العناصر الزنجية من ،ض المحللين اهداف هجمات الجنجويد المريعةو يفسر بع مما يذكرنا باهداف التجمع العربي ، واحالل قبائل وافدة من خارج السودان مكانها،اراضيها

،بينما نسبت بعض االنتهاكات لحركات التمرد. الغامض وتنظيم قريش االكثر غموضا .مش بعض عملياتها العسكرية علي ها،وخصوصا حركة تحرير السودان في الصراع الدائر في ، انخراط عناصر اقليمية مختلفة،ويبدو واضحا في خالل ذلك

تتهم فيه عناصر من المخابرات ، حيث نسبت اقوال لمسؤولين بالحكومة السودانية،دارفور التشادية بينما تتهم حركات التمرد الحكومة،التشادية وااليبية ودولة ارتريا بدعم التمرد

وتتردد مختلف االقوال عن مشاركة عناصر من دول افريقية شتي في ،بمحاباة الخرطوم . ومن بينها عناصر من مالي والنيجر وبوركينا فاسو واوغندا،الصراع المسلح في دارفور

قد أدت الي تحويل الصراع من طابعه كمعارضة مسلحة لحركات ،ان كل هذه العوامل الي كونه حرب اهلية يتصارع فيها في المقام االول ابناء ، المركزيةسياسية ضد الحكومة

ويدفع ثمنها الفادح المواطن ، وتلعب فيها اياد اجنبية دورا خفيا، من عرب وافارقة،دارفور .الدارفوري البسيط

وذلك بعد فشل االطراف ،ويبدو المجتمع الدولي متحركا في اتجاه حل االزمة في دارفور ومواجهة الالجئين لظروف حياة ،في وقف االقتتال واالنتهاكات تجاه المدنيينالسودانية في ايصال ،وبعد فشل االطراف االقليمية ومن اهمها تشاد. حركت ضمير العالم،قاسية

.االطراف المتقاتلة لالتقاق


30

لي والضغط ع،وقد دخلت اإلدارة االمريكية بكل ثقلها لدفع االطراف المتقاتلة للتفاوض

، والوصول الي حل شبيه بما تم التوصل اليه في نيفاشا،الحكومة لحل الجنجويد وتقييدهم في مقابل فشلها ،آملة ان تقدم هذا الجهد كنجاح عالمي يحسب لها في االنتخابات القادمة

حينما عجزت عن تقديم ،بينما دخلت االمم المتحدة من باب المساعدة االنسانية. في العراق . تلتزم به كل االطراف، وناجع لإلزمةحل عادل

1/7/2004

نت التابع لقناة الجزيرة الفضائية.نشرت بموقع الجزيرة


31

وما هو دورها ومستقبلها؟ ،ما هي: مليشيات الجنجويد في دارفور

:مقدمة

دون شرح تام ،صفحات االعالم السودانية واالقليمية والعالمية" الجنجويد" احتل اسم ويتم الحديث عن مليشيات . وفي ظل غموض كبير حول هذا التعبير، يعنيهلالسم وما

موالية ،باعتبارها مليشيات لعناصر من اصول عربية في اقليم دارفور السوداني" الجنجويد"وينسب لهذه . ومعادية للتمرد المسلح وللقبائل الزنجية هناك،للحكومة في الخرطوم

مما يصفه بعض ،نيين وحرق القري ونهب ممتلكاتهمالمليشيات القيام باعمال قتل المد . )Genocide ( او االبادة الجماعية،.المحللين بالتطهيرالعرقي او حمالت االبادة

وقد اصبحت المطالبة العالمية بحل مليشيات الجنجويد وايقاف عملياتها التي يفترض بانها قد شكلت مأساة المواطنين و،مسؤولة عن هجرة وهرب ما يقارب المليون مواطن مندارفور

بندا اساسيا ، تشادةتكدسهم في معسكرات الالجئين في االقليم ودول ،المهجرين من دارفوروقد ترددت . في ذلك االقليمالزمة لوماسي العالمي من اجل ايجاد حل لفي الضغط الدب

سوداني وكذلك ردد رئيس الحكم ال،"الجنجويد"االنباء عن الدعوة لفرض عقوبات علي .عمر البشير دعوات مختلفة بحل تلك المليشيات

وما هو مستقبلها ، وما هو دورها في الحرب القائمة في دارفور،فما هي مليشيات الجنجويد راع الضاري في دارفور والسودان والمنطقة؟ص ضمن فسيفساء ال،السياسي والعسكري

":الجنجويد" في اصل اسم

محددا والذي ال يعني شيئا ، هو اسمها الغامض،ل هذه المليشياتاول ما يسترعى االهتمام حو ،"جنجويد" وينطق االسم مرات بالدال . في اللغة العربية او اللغات المحلية في دارفور

فما ". جانجويد"كما ينطق ايضا بتحويل فتحة الجيم الي ألف ،"جنجويت "ومرات بالتاء وفي سيكلوجية ،المليشياتهذه ه في تحديد طبيعة داللتهي وما ، الغريبهو اصل هذا االسم

؟الحرب القائمة وثقافتهااو بالدارجية ،"ن علي جوادج" هو انها اختصار لجملة ،"جنجويد"التفسير االرجح لكلمة

الجواد كلمة وقد صغر . اي شخص مجنون علي ظهر جواد ،"جن فوق جواد" السودانية ،كلمة فوق او علي لضرورة االختصارتان ياالستغناء عن ودغمت الكلم،"جويد"تحبيبا الي

. او شخص مجنون علي جواد، اي جنون علي جواد،"جنجويد"لتصبح ، وهو حامد جنجويت،كما يذهب البعض الي إن الكلمة ترجع السم احد مؤسسي المجموعة

ظهر وقد،هو من قيادات حركة النهب المسلح في دارفور ،المنحدر من قبيلة الشطيهو وقتل من بعد في معارك مع الشرطة في جبل كرقو في ،1988ومجموعته في عام

بينما استمرت مجموعات من اتباعه محتمية بالجبل تمارس النهب ،1991 في دارفور وموالية له ، وانخراطها فيه معارضة للحكم في البداية، حتي قيام التمرد في دارفور،المسلح .يا الجنجويد القائمة ومكونة نواة لمليش،من بعد


32

يعتز بها " جيمات" هو اشارة الي ثالثة ،كما يقال ان تكرار حرف الجيم في االسم

–لي اي السالح اآل،3 والجيم،اد والجويد اي الجو، وهي الجن او الجنون،"الجنجويد"تصارا لتسمية قريبة مما خفي المحصلة االتسمية اي تصبح ، الذي يحملونه-الكالشنكوف

".جنجويد" اي اختصارا ،3 وهي جن علي جواد يحمل جيم ،اه اعالهاوردن ، فان تعبير الجنجويد في دارفور،وغض النظر عن االصل التاريخي او اللغوي للتسمية

وقد رمز به طوال ، قد كان له معني سلبي،وخصوصا وسط قبائل الرعاة العربية هناك ، والعناصر الالمسؤولة عموما، قبائلها للعناصر الخارجة عن السلطة وعن،فترة التسعينات

مما يعزز ،بالتاء" جنجويت"ومن المعروف ان القبائل البدوية في دارفور تنطق االسم ك .حامد جنجويت" الهمباتي"الراي بان التسمية ترجع لقاطع الطرق

شخص مجنون –ويهدف االسم بغموضه والتفسيرات المفزعة التي تحملها بعض مضامينه واذا كان . الي احداث حالة من الفزع والرعب في نفوس االعداء المحتملين-دعلي جوا

غرض الجنجويد كما يفترض هو احداث نوع من التطهير العرقي ضد القبائل االفريقية ، واذا كان المستهدفين هم المدنيين، واجبارها علي الهرب والنزوح من اراضيها،في دارفور

وشلها للخصم ، للفزع قبل المعاركا باحداثه،را محوريافان مجرد التسمية تلعب هنا دو . واجباره علي الهزيمة والهرب قبل ان يري الجنجويد،بالخوف

دورا مهما فيما يسمي بالحروب ،لعب مثل هذه العوامل السيكلوجية المشار اليها اعالهت ووقد ..ا م وخصوصا الهدافة الي احداث نوع من التغيير الديمغرافي في منطقة،القذرة

كما في ،استخدم المغول مثل هذه الحرب النفسية بمهارة في هزيمة الشعوب التي هاجموها في اثناء الحرب العالمية ،االلمانية مماثلة" SS"العهد الحديث كانت شهرة كتائب ال

كان ، ومن بعد في كوسوفو،الحرب في البوسنة والهرسككما في غمار . الثانية نفس الدور في اجبار ، والمشهورة بقسوتها ووحشيتها،"اركان"ربي صلمليشيات القائد ال

. وقبل بدء المعارك، لمجرد سماع االسم،المواطنين المدنيين علي الهرب التي تتفاعل بها ، كواحد من االسماء الشعبية،ويأتي اسم الجنجويد او الجنجويت

وقد . يتجاوز وعيها البسيط مع واقع إعالمي وسياسي يحاصرها و،المجموعات االقل ثقافة بما فيها تلك التي ،تم تبني تسميات شعبية مختلفة لوصف المجموعات المسلحة في دارفور

وتقتبس هذه التسميات من تعبيرات اعالمية . تحمل مسميات رسمية كحركتي التمرد ومن ذلك مثال اطالق اسم تورابورا علي عناصر ، دون فهمها بصور كافية،مشهورة او ،و الجنجويد علي العناصر الموالية للحكومةأ ،-المحتمية بالجبال–ارضة المسلحة المع

. ومرات علي الجانبين،ب المعارضعلي الجانمرات تعبير البشمركة المطلق

":دالجنجوي"في تاريخ تكون مليشيات عناصر النهب: ثالثة افرع رئيسيةتدل الوقائع علي ان قوات الجنجويد قد تكونت عبر

، وعناصر قبلية موالية للحكم في الخرطوم ،من المنحدرين من القبائل العربيةالمسلح ترجع اصولها ، وعناصر اجنبية من خارج السودان،او الدفاع الشعبي" الفرسان"من مليشيات


33

سنوات االخيرة واستقرت فيها او عقود وال هاجرت الي دارفور في ال، دول افريقية شتيالي

.ار فيهاتنوي االستقر فقد تكونت هذه المجموعات وانتشرت طوال فترة الثمانينات ،ناصر النهب المسلحعاما

وفقدان العديد من القبائل ، وذلك بعد ضرب موجة الجفاف القليم دارفور،والتسعينات فكان ان اتجه عدد كبير من افرادها، المتنقلة وخصوصا القبائل الرعوية،لمواردها

بعد ان فقدوا مصدر ثروتهم االساسي والمتمثل في قطعان ،في المدنلالستقرار والعمل .الماشية او االبل

او تنجح في ايجاد اعمال ، من بين هؤالء وجدت عناصر لم تستطع ان تتأقلم مع جو المدينةوفي ظل . وتعودها علي الحياة البدوية، وذلك لضعف تأهيلها وتجربتها، فيهاشريفة

وتوفر السالح ، في دارفورم بوتائر حثيثة في الثمانينات والتسعيناتالتفكك القبلي الذي ت فقد ، والمرتبطة بالحرب االهلية في تشاد،السياسية واالمنية في االقليموتوتر االوضاع

واحتمت بجبال دارفور ،لجأت هذه العناصر الي تكوين عصابات النهب المسلح وقطع الطرق محدثة ازمة انسانية وامنية حقيقية في ،رق والمواطنين لتهاجم منطلقة منها الط،المنيعة

.الثمانينات والتسعيناتعقدي اقليم دارفور طوال ، وقد احتمت بجبل كرقو كما اسلفنا،وتعد مجموعة حامد جنجويت من اهم هذه العناصر

او عناصر دفعها الفقر خارج ،وانضمت اليها مع الزمن عناصر متمردة علي القيادات القبلية ،وقد تميزت هذه المجموعة بصراعاتها المتعددة مع الشرطة. شتي اخريسباب أل او،قبائلها

قد انضموا الي هذه ، وهم اكثر تجربة وتأهيال، من العائدين من ليبيا والعراقثلةوقيل ان . بعد ان كانت مجرد عصابات للنهب،ولعبوا دورا في تسييسها ،المجموعة

اتهذه المجموعاحدي اعلنت ،2003ح في دارفور في فبراير الع التمرد المسلاندوعند وحاولت التنسيق مع المجموعات ، وبدأت في مهاجمة المواقع الحكومية،انضمامها له

حيث تم ،ولكن يبدو ان عناصر الحكم كانت اقرب. المسلحة في جبل مرة وفي كرنويع العناصر الخارجة عن وتم العفو عن جمي،فتح معسكرات التائبين في الفاشر ونياال

كما تم اغراء . شرط االنضمام لتلك المعسكرات ، بما فيها المتهمة بجرائم القتل،القانون وخمسمائه الف ، وبندقية حديثة،باعطائهم مبلغ مليون جنيه سوداني" التائبة"العناصر

. جنيه كمرتب شهري وفي ،لية والمرارات القديمة واالستفادة من حساسية العالقات القب،وفي ظل ضبابية الموقف

، الي وضع الشريك،ظل العفو العام وامكانية الخروح من وضع المطارد من قوي االمن فان اغلب ،وفي ظل التخوف من مستقبل ونيات المجموعات المسلحة في جبل مرة وكرنوي

اور قبلية نافذة للتح والذي استغل قيادات،لمعسكر الحكوميلي اا العناصر قد انضمت هذه . وبذلك تكونت النواة االولي لقوات الجنجويد، وجذبها لهمعه

فهي جزء من مليشيات متعددة كونتها الحكومة ، او الدفاع الشعبي"الفرسان"اما قوات وقد . واستغلتها لمحاربة التمرد في جبال النوبة وفي جنوب السودان،السودانية في دارفور

من عربية وافريقية ، من جميع القبائل في دارفوركانت هذه القوات شبه النظامية تنحدر والذي ، وقد لعبت دور محوريا في القضاء علي تمرد المهندس داؤود يحي بوالد،وخليطة


34

الشعال التمرد في ،انتدبته الحركة الشعبية علي راس فصيل مسلح في اوائل التسعينات

وتم تسليمه ،اؤود بوالد ويعتقد ان قوات الفرسان هي من اعتقلت المهندس د. دارفور مما يعده المراقبون ، من بعد ثم لم تلبث ان اعلنت موته، والتي وعدت بمحاكمته،للحكومة

. اشارة واضحة الي اعدامه في وقد انضمت بعض القيادات القبلية للصف الحكومي بعد بدء التمرد المسلح في دارفور

،ان التابعة لقبائلها بمحاربة التمرد ولعبت دورا محوريا في اقناع قوات الفرس،2003عام ،باقناع متمردي وخارجي جبل كرقوا باالنضمام للجانب الحكوميمهما كما لعبت دورا

ويعتبره ،موسي هالل شخصية مركزية وسط هذه القياداتومن هذه العناصر يعتبر الشيخ تحدث الرسمي باسم العديدين الزعيم السياسي االول واحد القيادات العسكرية الفاعلة والم

.عناصر الجنجويدال وبوركينا عربية مهاجرة من تشاد ومالي والسنغاما العناصر االجنبية فتنسب لقبائل

الموالي لليبيا في " الفيلق االسالمي" وقد نشطت بعض هذه العناصر في ،فاسو والنيجرصادق المهدي في والذي تلقي قبوال صامتا لوجوده بدارفور من قبل حكومة ال،الثمانينات

ومجموعات اخري من ،"ابن عمر" كما بينها بقايا جيوش القائد التشادي . ذلك الوقت .هاجرة لظروف الجفاف او الصراع السياسي في بلدانهامالعناصر ال

حصلت عليها بالنهب او الشراء ، فوق ما تملكه من اسلحة ومعدات،ويبدو ان قوات الجنجويد قد تلقت دعما مكثفا من قبل بعض االطراف النافذة في ،ياو من قوات الدفاع الشعب

كما ضمت الحكومة عناصرا . تمثل بتزيدها بالسالح والمال والعتاد،الحكومة السودانيةهم مالبس ي ووزعت عل،واسعة من الجنجويد للقوات المسلحة و الشرطة وحرس الحدود

ومخصصات وامتيازات ،سوداني ومنحت قادتهم رتبا عسكرية عالية في الجيش ال،عسكرية .مقابلة لوضع تلك الرتب

500 الي 50 في صورة مجموعات تتكون من ،وتعمل قوات الجنجويد بشكل غير مركزي وتشن هجماتها علي ظهور الجياد والجمال في ، حسب نوع الهدف المطلوب مهاجمته،عنصرا تنسق المليشيات كم. وتستخدم بعض وحداتها السيارات العسكرية الحديثة ،الغالب

وتهاجم غالبا بعد التمهيد لها بالقصف المدفعي او عن طريق ،هجماتها مع الجيش الحكومي او بعد معارك الجيش الحكومي وانسحابه ،الطيران لمواقع المتمردين او قري المدنييين

. كما تم في مدينة كتم مثال،واتاحة الفرصة للجنجويد من بعد

: دارفورب سيرورة األزمةفي الجنجويد ومستقبل دور ن تلقت أ وذلك بعد،لعبت عناصر الجنجويد دورا رئيسيا في الصراع المسلح في دارفور

من حركتي تحرير السودان ،القوات الحكومية هزائم ساحقة علي يد المتمردين هناكميره تدوعلي مطار الفاشر وواحتاللها والمتمثلة في الهجوم علي قولو ،والعدل والمساواة

. واالستيالء علي الطينة وغيرها من المعارككتم دخول و وذلك لخبرتهم العسكرية العالية ،وقد انتبهت الحكومة السودانية الهمية الجنجويد

االمر الذي يقتقده الجيش ،الممتازة بتضاريس دارفور وجبالها ووديانها ومعرفتهم


35

من الناحية االخري . اتية ضاربة وبذلك فقد شكلوا لها قوة عسكرية واستخبار،الحكومي

فقد قلصت الحكومة بتكوين ودعم الجنجويد من احتمال انتقال التمرد المسلح ضدها وان تحول الصراع من كونه ، وحاولت ان تجيش تلك القبائل في صفها،للقبائل العربية . الي صراع بين الدارفوريين انفسهم،دارفور ضدهاهل صراعا سياسيا ال ولكن اسهامهم االكبر كان في ،نجويد دورا في المعارك ضد المتمردينوقد لعب الج

وخصوصا قبائل ، والتي يشتبه في دعمها للتمرد،ترويع المدنيين من القبائل االفريقية ، والتي تنحدر منها معظم قيادات حركتي التمرد في دارفور،الفور والمساليت والزغاوة

.ييير التوازن الديمغرافي للسكان في دارفور وتغ،وفي تنفيذ سياسة االرض المحروقة وهو شق الجانب ،ويبدو الهدف السياسي للحكومة واضحا في تعاملها مع الجنجويد

وفق برنامج ، بين القبائل العربية واالفريقيةهناك وعدم السماح بقيام تحالف ،الدارفوريوتمتد آثاره الي ، يمكن ان يشكل تهديدا خطيرا للحكم في الخرطوم،دارفوري موحد

واالقليم الشمالي في ،شرقا وكردفان، وهي بحر الغزال جنوبا،االقاليم المجاورة لدارفور وخصوصا بعد محاوالت حركة تحرير السودان نقل نشاطاتها وتكوين ،الشمال الشرقي

.مجموعات موالية لها في كل من كردفان واالقليم الشمالي تتبناه ، العناصر تستغل الجنجويد لتنفيذ مخطط قديم الي ان بعض،ويذهب بعض المراقبين

وتنظيم ، والذي تأسس في الثمانينات، من بينها التجمع العربي في دارفور،تنظيمات غامضةقوميا "وتنسب لهذه التنظيمات ايدلوجية وبرنامجا . قريش الذي يزعم بقيامه في التسعينات

وابعاد ،طرة العنصر العربي علي االقليم يقوم علي ضرورة سي،شوفينيا في دارفور" عربيا ،وقد جاء في الوثيقة االستراتيجية المنسوبة لتنظيم قريش. وتهميش القبائل االفريقية فيه

، وانه سيستغل سياسات الحكومة في االقليم،ان التنظيم له قيادات نافذة بالحكم السوداني .لتحقيق مخططاته االستراتيجية طويلة األمد

وانما هم عناصر متمردة ،لجنجويد ال يعبروا عن كل القبائل العربية في دارفورواذا كان ا وذلك في وجود عناصر ، او شرائح من بعض القبائل العربية هناك،علي قبائلها في الغالب

، حالة من تغيير طبيعة الصراعدث فان نشاطهم قد اح،عربية اخري وسط قوات التمرد وانكفأت معظم القوي ،ما يشبه الحرب االهلية في دارفور الي ،وتحوله من معارضة مسلحة

عبرت عنها الحرب الكالمية ، متضادةقبليةالسياسية والنخبة الدارفورية الي مواقع اثنية و االمر الذي يوضح ،بينهم علي صفحات الصحف وفي شبكة االنترنت وفي مختلف المنابر

.ينجاح استراتيجية الحكومة في شق الصف الدارفور وانفالتهم عن ، فان فظائع ممارسات الجنجويد تجاه المدنيين،إال انه من الناحية االخري

وردود الفعل ، ودخولهم الي حدود دولة تشاد وشنها للهجمات داخلها،قبضة الحكومة والخوف من انفالت ،الواسعة المحلية واالقليمية والعالمية علي نشاطاتهم وممارساتهم

، قد جعل من وضع الجنجويد وضعا محرجا للحكومة السودانية، دارفوراالثني في" الجن" .وللقبائل العربية في دارفور

، انها عازمة علي حل قوات الجنجويد، وقد اعلنت الحكومة السودانية علي لسان رئيسها ،ي هذا في ظل ضغط عالمي خطير علي الحكم السودانيتويأ. ودعتهم الي القاء السالح


36

والتي تدعومجتمعة الي ،رف الواليات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانياوخصوصا من ط

الي ضرورة االمريكية هب بعضها مثل الواليات المتحدةذ وي،حل الجنجويد ونزع سالحهم .الجرائم ضد االنسانيةجرائم الحرب وبتهم ،محاكمة قادتهم

باشرة بصلة الحكومة بتلك اشارة م،لبشير بحل الجنجويدا قرار الرئيس السوداني قدمويمن ناحية . خضع لهامليشيات ال تاذ ان الحكومة ال تستطيع حل ،بعد طول إنكار ،المليشيات

فيما لو ، حيث يمكن ان ينقلب الجنجويد ضد الحكومة،اخري فان تنفيذ القرار يبدو صعبامر تتخوف أ وهو،يمكنهم االنضمام الي التمرد المسلح ضدها و،وةقحاولت نزع سالحهم بال

. وتبدو مدركة له جيدا،منه الحكومة تماما سواء كانت اطرافا ، ان الجنجويد والقوي السياسية التي تقف خلفهم،كما يبدو واضحا سيعملوا علي االستفادة من ، او تنظيمات التجمع العربي وقريش الغامضة،نافذة في الحكم

سالحهم وانهم لن يتنازلوا عن، اليجاد موطئ قدم سياسي لهم،وضعهم العسكري القوي مثلهم مثل ، وسيحاولوا الدخول كطرف في اي محاورات لحل االزمة في دارفور،بسهولة

.الطرف الحكومي او حركتا التمردرفع دعم و، والضغط العالمي ضدهم،اال ان استمرار الجنجويد في ممارساتهم الفظيعة

،هدد الجنجويد بخطر االنتقام واالبادةقد ي ، حماية لمواقعها، وتحولها ضدهم،همعنالحكومة التي فجروها في نفوس ضحاياهم ،وذلك نتيجة لشحنات الغضب والثار العالية

واالنخراط المتزايد فيه علي اسس ،وفي ظل تعقد العالقات السياسية والقبلية. ومناهضيهمتصفية عرقية او نواجه بتطهير عرقييمكن ان و ،لبتنقمكن ان ي فإن اآلية،اثنية وقبلية

وفي تجارب ،ليمةكما قد رأينا في تجربة كوسوفو األ ، وحرب اهلية طويلة المدي،مضادة . تداعياتها الي اليومبورندي ورواندا المستمرة

2004 يوليو 5


37

صراعات النخبة وجذور األزمة في دارفور

: صراعات النخبة وازمة السودان السياسية

صراعا مريرا بين النخبة االجتماعية السياسية القديمة التي تضعف ،يشهد السودان منذ عقود وان لم تحتل بعد مواقع الصدارة ، ونخبة سياسة جديدة تتكون وتزحف الي االمام،تدريجيا وابعاد ،واذا كان الصراع بين هذين النخبتين يحسم تدريحيا لصالح النخبة الجديدة. تماما

اعا اكثر مرارة يدور بين مختلف شرائح وتكوينات هذه فان صر،وتهميش النخبة القديمة من أجل تأمين وضع ، يتجلي في سباق شرائحها المختلفة للوصول للسلطة،النخبة الجديدة

. في البلد المسمي بالسودان،افضل لنفسها والقوي االجتماعية التي تدعمهاوزعماء القبائل والعشائر من قادة الطوائف الدينية ،وتتكون النخبة السودانية القديمة

وبعض المخضرمين من الموظفين ورجال الجيش ،- الجالبة–والتجار الشماليين التقليديين والذي تعبر عنهم علي المستوي السياسي االحزاب التقليدية الرئيسية في ،ورجال الدين

. وهي حزبا االمة واالتحادي الديمقراطي،السودان وعلي ،تعتمد علي قئة المثقفين والمتعلمين من ابناء المدن فهي ،اما النخبة الجديدة

وتدعمها فئات واسعة من الموظفين ،العناصر المتعلمة والعصرية وسط المجتمعات الريفية واعدادا مضطردة من العناصر التجارية ،وسكان المدن وضباط الجيش الصغار والوسطيين

وقد . استمرار من المغتربين السودانيين وجماهيرا تتزايد ب،الصغيرة العاملة في السوق ،وجدت مختلف االحزاب العقائدية واالصالحية مرتعا خصبا لنشاطها وسط هذه الفئات

.مجندة من بينها ومكونة من خاللها النخبة الجديدةيساري : متوزعة ما بين توجهين، وقد كانت هذه النخب الجديدة حتي نهاية الستينات

واتجاه يميني ،وعي ومختلف تيارات القوميين واالشتراكيين العربعير عنه الحزب الشي نتيجة لضعف الجناح اليميني ،ولم يكن غريبا وقتها. عبرت عنه حركة االخوان المسلمين

والتي ،وراء مواقع النخب القديمة– االخوان – ان يقف ممثلوه ،وسط النخب الجديدةفي ) االعداء–اخوانهم ( قد كانت اقرب اليهم من ،بيمنيتها ومحافظتها وايدلوجيتها الدينية

وان باعدت بينهم ، ممن تجمعهم بهم الحداثة ومواقع الدراسة ومشترك التجارب،اليسار . االيدلوجية

فان ضربة عنيفة قد ، بقيادة جعفر نميري الي الحكم1969 مايو 25اال انه بمجئ نظام واذا كان نظام الفريق ابراهيم عبود . ن لم تستفق منها حتي اال،وجهت للنخبة القديمة

قد نقل السلطة السياسية من يد الشريحة 1964- 1958العسكري الحاكم في السنوات وهي ، الي يد شريحة اخري، وهي قيادات االحزاب الطائفية،التقليدية من النخبة القديمة

ية وال نفوذها الفكري فانه لم يمس مواقع مجمل النخبة القديمة االقتصاد،كبار الجنراالت ، ولذلك فقد عادت بعد اكتوبر وهي مستقرة المواقع نوعا ما،واالجتماعي بصورة كبيرة

وما تعرضت ،1985-1969عكس ما جري لها ابان وبعد نظام مايو الحاكم في الفترة وضرب شديد لمواقعها االقتصادية والسياسية والفكرية ،له من صراع عنيف معها

.واالجتماعية


38

فانه قد ، - اليسارية العلمانية-واذا كان النظام المايوي قد بدأ من مواقع النخبة الجديدة

ومن بينها ، من فئات النخبة الجديدة، الدراج شرائح جديدة في تكوينه،تطور مع االيام وبعدها االتجاه اليميني لنخبة ،1977-1971االتجاه اليميني البيروقراطي في السنوات

بنك فيصل واموال االغتراب والدعم – والذي بمختلف الموارد المالية ، المسلميناالخوان قد اخذ موقعا متقدما في السيطرة علي ما اسماه الترابي ، وبفضل جهاز الدولة،االجنبي

وتسنم موقع القيادة في التحالف ، اي السيطرة علي المال والسلطة،"سبل البنوك والملوك" .االسالموي" اإلشتراكي"ي البروقراط،المايوي

وسيكون كامنا وقويا طوال سنوات ، سيكون له دوره فيما بعد،هذا التحالف الجديد ، دون حماية نميري هذه المرة، لياتي الي السلطة،1989-1985الديمقراطية الثالثة بالمقابل فان االتجاه اليساري وسط النخبة . 1989 يونيو 30 في ،وباالصالة ال بالوكالة

، سيتراجع القهقري، ونتيجة لضعفه وسيطرة التيارات اليمنية علي قيادته،الجديدة تكتيكا ، والي االن1985 وبصورة اكثر وضوحا بعد العام ،1977وسيمارس منذ العام

وهواالحتماء تحت عباءة القوي التقليدية ،طالما مارسه االخوان المسلمين في الستينات .انهم يحتموا بقوي تخرج تدريجيا من الميدان وما دري هؤالء ،والطائفية: علي شي واحد، رغم اختالفاتها، فقد اتفقت كل هذه الشرائح من النخبة الجديدة،مع ذلك

. وموقعا العادة توزيع السلطة والثروة،وهو ان يكون جهاز الدولة مصدرا للسلطة والثروة حيث عملوا كلهم علي ،يونوفي هذا فقد استوي الماركسيون واالسالميون والبروقراط

وعلي التمسك بجهاز الدولة بما يوفره من امتيازات وبما ،محاربة آليات السوق الحرومن هنا فان كل التنظير اليساري والتدجيل البروقراطي والتدليس . يتيحه من سيطرة

عن لم يخرج،االسالموي عن التنمية المتوازنة والتطور المستقلفي السودان وفي المنطقة أو عن بناء طبقة طفيلية تعيش علي حساب المجتمع ،بناء راسمالية الدولة في افضل االحيان

.في اسؤاها

: النخب الجديدة الحاكمة نخب شمالية وسطية امدرمانيةاالشتراكية او (وبالرغم من ادعائها الوطنية السودانية او القومية العربية او االممية

من يسارية متمركسة وبيروقراطية متعلمنة ،ل هذه النخب الجديدة اال ان ك،)االسالمية بل وجاء اغلب ،"الشمالي" قد كانت نخبا تنحدر من سودان الوسط النيلي ،ويمينية متأسلمة

المعبر النموذجي عن ثقافة ، وهي مدينة امدرمان،قادتها من مدينة واحدة بذلك الوسط رغما ،النخب فشال ذريعا في ان تستوعب في قوامهاوقد فشلت هذه . ونخبة الوسط النيلية من مناطق الشرق او ، ايا من ممثلي النخبة الجديدة من االطراف،عن ايدلوجياتها الكونية

والن الطابع الحاكم لالقتصاد السوداني قد ،وألن جهاز الدولة محدود. الغرب او الجنوب فقد ادي ذلك الي تقلص ما ،وير االنتاج دون تط، متوجها نحو االستهالك،كان طابعا ريعيا

. من خالل ذلك الجهاز،يمكن السيطرة عليه وتوزيعه واحتالبه وابعادها عن جهاز الدولة ، مع بروز النخب الجديدة لمناطق االطراف،تزامن هذا كلهجدلية المركز : رصدها الدكتور ابكر آدم اسماعيل في مقاله الموسوم،بآليات مختلفة


39

وقد تم هذا االقصاء اساسا الن هذا الجهاز ال يكفي . واشكالية الهوية في السودانوالهامش

فكان ان سعت النخبة الجديدة لعناصر الوسط والشمال ،الشباع حاجات كل تلك الشرائح وتم ابعاد واقصاء الشرائح االخرى من ،ان تحافظ علي مواقعها في جهاز الدولة بالقوة

شكل هذا العنف . ة ن اقاليم السودان المختلفة عن ذلك الجهازالنخبة الجديدة المنحدر حيث كانت النخب القديمة تحافظ على ،واالقصاء نقلة نوعية جديدة في الصراع السياسي

زعماء العشائر – وباشراك شركاؤها من االقاليم ،مواقعها المهيمنة بشكل من التراضي . والقبائل في بعض كعكة السلطة

وبالتالي محدودية الفائض ، والتدهور في موارد البالد،كوين النخبة الجديدةالتوسع في ت والتي عملت في ظل ظروف ، كون قوي النخب القديمة، هو ما يفسر لنا،الصالح لالبتالع ،للسيطرة علي جهاز الدولة واالدارة) الرضائي( قد فضلت الشكل البرلماني ،اكثر استقرارا

بينما . لمانية بدرجة فيها الكثير من التشويه وتغييب الجماهيروان كانت قد مارست البرمالت شرائح النخبة الجديدة من يمينية ويسارية وبيروقراطية الي الشكل العسكري

سبيال لحكمها ، واتخذت نظام الحزب الواحد المهيمن علي الدولة والمجتمع،االنقالبي .وسيطرتها

فقد حققت بعض ،نمط الريعي واالستهالكي لالقتصادبالمقابل فانه في سيادة مثل هذا ال ،نخب االطراف تراكمات نقدية عن طريق عملها في التجارة وتجارة الحدود وعبر االغتراب

والتي وان اكتسبت نخبتها ،وفي ذلك يتم ضرب المثال بتجار مجموعة الزغاوة االثنيةة ومهمشة عن دائرة القرار فانها ظلت مبعد،متقدمة) نقدية اساسيا(مواقعا اقتصادية

. والذي ظل محتكرا في دائرة الوسط،السياسي واالنفتاح علي العالم من طرق مختلفة ، في التعليم- العشوائي–هذا كله مربوطا بالتوسع

و اهل الغرب عن طريق ليبيا وتشاد وافريقيا ، اهل الجنوب عن طريق كينيا واوغندا– لم تجد لها مكانا ،ا اضافية للنخبة الجديدة في االقاليم قد ساهم في بناء شرائح،-الوسطي

وفي نفس الوقت اقصتها شرائح النخبة ،لالستيعاب في منظومات واحزاب النخبة القديمة وذلك لعدم وجود اي برنامج ومشروع وطني ،عن قوامها" االمدرمانية"الجديدة النيلية واقتصارها بدال عن ذلك ،سودان يستوعب مصالح جماهير ونخب كل ال،تنموي لالخيرة

. وابعاد االخرين عنه، واحتالب الفائض منه،الي الوصول لكعكة الحكم وجهاز الدولة

: نخبة دارفور الجديدة والمراوحة بين اليمين واليسار كانت ،شرائح النخبة الدارفورية القديمة من رجال االدارة االهلية وزعماء العشائر

وكانت ، قد ربطت نفسها بقيادات النخبة القديمة في المركز حيث،توجهاتها واضحة تعمل في تنسيق تام مع ، وفي ذلك فقد كانت هي وفئة الجالبة،حليفتها االستراتيجية

وهي المناطق ، بل كانوا هم قيادات تلك االحزاب في االطراف،قيادات احزابهم الطائفية والقوي المحاربة اذا ، العاملة الرخيصة واليد،التي كانت مصدر الدعم السياسي المضمون

. لقيادات االحزاب الطائفية،"الحرابة"استدعي االمر


40

. ولم تحسم موقفها تماما، فقد راوحت بين اليمين واليسار،اما النخب الدارفورية الجديدة

، وغير الميالة للعقائدية من جهة،كان هذا لطبيعتها المتاثرة بالريف واإلسالم الشعبيهذه . من الجهة االخري"النيلية االمدرمانية"صائها المتعمد من جانب القوي العقائدية واق

ذلك ،"جبهة نهضة دارفور" فكانت ،المراوحة جعلت بعضها يبحث عن خيارات جديدة في فترة ، من اليمين واليسار،التنظيم الجبهوي الذي ضم النخبة الدارفورية الجديدة

في بزوغ ونشاط االجيال الالحقة من النخبة الدارفورية وكان له دور كبير،الستينات .الجديدة

وتميزها الثقافي عن بقية ، فان تاريخ دارفور وتراث سلطاناتها العظيم،من جهة اخري ، قد جعل هناك امكانية لبروز تيار قومي دارفوري، وارتباطها بغرب افريقيا،اقاليم السودان

" سوني" وقد كانت منظمة ،دارفورية الجديدةيمكن ان تتحلق حوله بعض النخبة ال وذلك للشكل الفطير ، وان كان هذا التيار قد تعرض للهزيمة سريعا،المسلحة بذرة له

اال في ،وفي المستقبل لم يجد هذا التيار التعبير السياسي عن نفسه". سوني"الذي قامت به ".جبهة تحرير دارفور" هي فترة ،فترة قصيرة

فانه حاول خداع النخب ، مايو بعضا من النخب الجديدة في الوسطوكما خدع نظام والء ، والتي كسب بها لمدة، وفي ذلك كانت اتفاقية اديس ابابا،الجديدة في االطراف

ورغم ،اال ان عالقة النظام بالنخبة الدارفورية كانت اسؤا حظا. النخبة الجنوبية الجديدة الممثل التقليدي للنخبة الدارفورية -دريج نجاحه في جذب رجال مثل احمد ابراهيم

حيث وقفت ، فانه قد فشل في المحصلة، ليعمل حاكما لدارفور،-الجديدة من جيل الستينات وذلك عندما هجره ، ودفعت النخبة ضده،1981دارفور الشعبية ضده في انتفاضة يناير .دريج وذهب الي المعارضة في الخارج

قد صاحبه ، فان التمدد االخواني في السلطة والمجتمع،تعرف الفراغولكن والن الطبيعة ال

فكان ان شهدت السبعينات ،تمدد لهم وسط النخبة الدارفورية الجديدة االصغر سناوربما كان للخلفية . تجاه االصولية،والثمانينات تحوال كبيرا وسط متعلمي دارفور

او لالختراق الذي قامت به الحركة ، -ة وهي حركة دينية جهادي–االنصارية للدارفوريين دورا في ان اتجهت ، او غيرها من االسباب،االسالمية لالحزاب الطائفية في الجبهة الوطنية

.1989 يونيو 30 حتي تم انقالب ، وظل هذا حال معظمها،هذه النخبة اسالميا ما صدمت ولكنها سرعان،1989وقد دعمت النخبة الدارفورية المشروع االسالموي في

كفاروق ،وقد تجلي هذا في انفضاض ممثلين بارزين لها عن الحركة االسالمية . فيه ، وكداؤود يحي بوالد الذي تحول الي معارضتها بالسالح، النائب االخواني السابق،احمد ادم

بعد صراع ، وخروج امين بناني نيو، عضو مجلس االنقالب عن الحكم،وابتعاد ابراهيم ايدامبالمقابل فان الحركة .. وتكوينه لحزب معارض،ع بعض اطراف السلطة عنهاحافل م

حينما القت ،ليس له حدود" شماليا" ضيق افق ،االسالمية قد ابدت بعد ان وصلت للسلطة وابعدت وهمشت عناصرها من نخب ،بثقلها كله وراء النموذح الوسطي االمدرماني

و انعدام وجود اي مشروع تنموي ،لطة وكل ذلك في ظل صغر حجم كعكة الس،االطراف


41

–االجتماعية – االمر الذي انكشف في تعاملها العسكري مع االزمة االقتصادية ،وتحديثي لها

،الطيب ابراهيم محمد خير. والتي عالجتها بان ارسلت لهم د،البيئيية العميقة في دارفور . حاكما علي االقليم،والمعروف بالطيب سيخة لعنفه الشديد

وكون الصراع في ، مترابطا بالتصدع الكبير الذي مرت به الحركة االسالمية،دي كل هذاأ الي ان ، قد اخذ الوجه القبيح لصراع اوالد البحر واوالد الغرب التاريخي،حزب االسالميين

وان يبتعد عنها المواطن الدارفوري ،تنفض اغلبية النخبة الدارفورية عن الحركة االسالمية ، فقد مال لصالح جناح الترابي،اما من بقي منهم في الحركة االسالمية. ةبصورة عام

. وان قلبه مع اوالد الغرب ضد اوالد البحر، انه معهم– الي حين –والذي اقنعهم فكان ، بدأت بعض الرموز القديمة في النخبة الدارفورية الجديدة في الحركة،في ظل هذا

وكما كانت جبهة نهضة دارفور . الفيدرالي السودانيان كون احمد ابراهيم دريج التحالف ، فان التحالف الفيدرالي كان مائعا وغير محدد االتجاه،في الستينات غير محددة االتجاه

وحينما طلب بعض ابناء دارفور من االستاذ دريج تزعم تنظيم يجمع الدارفوريين كلهم في التحالف الفيدرالي موزعا من جديد وكان ، رفض بحجة انه رجل قومي سوداني،التسعينات دارفور – ام تنظيما لغرب السودان ، ما بين كونه تنظيما دارفوريا محضا،في هويته ما بين كونه ،كما كان موزعا في نشاطه. ام تنظيما قوميا سودانيا جامعا،-وكردفان

ر ونائب البروفسور الثائ، كما اراده شريف حرير،تنظيم ثوري راديكالي يناضل بالسالح ،احمد ابراهيم دريج" الليبرالي" كما يريده ، ام تنظيما اصالحيا تدريجيا،رئيس الحزب .رئيس الحزب

وفي ظل ابتعاد النخبة الدارفورية الجديدة من جيل الستينات والسبعينات ، في خالل ذلك فقد برزت ، وعن جيلها الشاب، وعن ازماتها العميقة، عن واقع دارفور المرير ،والثمانينات

واعلنت عن نفسها بانطالق العمل ، بمعزل عن هذه النخب،قيادات جديدة في التسعينات وذلك بعد ان يئست من خالص وقيادة ، كاعنف شكل من اشكال االشهار،المسلح في دارفور

" او تلك النهضوية " علي الحاج. د" "اإلسالمية"يمكن ان تأتيها من النخبة الدارفورية ".راهيم دريجأحمد إب

جبهة تحرير دارفور أم حركة تحرير السودان؟

نشاطها العلني في ،بدأت الحركة األكبر وسط تنظيمات المعارضة المسلحة في دارفور ثم ما لبثت ، باسم جبهة تحرير دارفور، بتوزيع بعض البيانات والكاسيتات،2002اكتوبر

وبعد ،شهر علي بدء نشاطها العلني ا6 اي بعد اقل من ،2003ان غيرت اسمها في مارس . الي إسم حركة تحرير السودان،انطالق نشاطها المسلح الكبير

وسط شرائح ، جيال شابا وجديدا،حركة تحرير السودان/ تشكل قيادة جبهة تحرير دارفور ،فالمعلومات المتوفرة تقول ان المحامي عبدالواحد محمد نور. النخبة الدارفورية الجديدة

االمين العام ، بينما القائد مني اركوي ميناوي، عاما36 يبلغ من العمر ،التنظيمرئيس وهذه اعمار جد شابة في ، عاما32 وهو بذلك يبلغ االن ،1972 من مواليد عام ،للتنظيم

.السياسة السودانية التي يسيطر عليها الديناصورات


42

تعبير عن الحراك الفكري وهو ، االنتقال السريع من اسم الي اسم،هذا ما قد يفسر

وانعدام او ضعف ، وربما يرجع الي ضعف التجربة السياسية،والسياسي للمؤسسين والقادة ،فاالسم االول جري التخلي عنه بسرعة غريبة. االطر لنظرية للحركة في مجموعها

السم تنظيم عامل علي الساحة ، في تطابق يكاد يكون شامال،واالسم الثاني جري اختياره .لسودانيةا

وها هنا ،"جبهة نهضة دارفور" مع االسم التاريخي ل، تتماهي من جهة،جبهة تحرير دارفور ، وطابعة التوحيدي للدارفوريين، تعبيرا عن الطبيعة العامة للتنظيم،قد ظلت كلمة الجبهة بينما ، باعتبارها الهدف االساسي للنشاط والمحور الرئيسي للعمل،وظلت صيغة دارفور

في شبه يأس من ان تتم النهضة في ،رت المهمة المطروحة من النهضة الي التحريرتغي او ، او هو بديال عن نهضتها، فكأن تحرير دارفور هو طريقها الي نهضتها،تفاهم مع االخرين

.هو نهضتها في ظروف جديدةبعة بتراث والمش، يعيد الي االذهان افكار القومية الدارفورية،تحرير دارفور من جهة اخري

. في صورة مني اركوي ميناوي، وعودة السلطان علي دينار مرة اخري،السلطنة المستقلة بديال ايضا عن نهضة ، والتي رفعت السالح،ومن جهة اخري هي استمرار لتجربة سوني

الجناح العسكري للجبهة ، حيث اعتبر الكثيرون سوني في وقتها، او طريقا لنهضتها،دارفور . من بعدالتي ستعمل

وهو امر ، هواعالن انفصالي ال يقبل الشك،"جبهة تحرير دارفور" فان اسم ،من جهة اخريكما هو مدخل . وسط مؤيدي القومية الدارفورية،لم تنضج له حتي اكثر العناصر تطرفا

وهل هي قومية ، حول ما هي هذه القومية الدارفورية، جدلي طويل- او قل نزاع–لحوار ام هي قومية كل ساكني دارفور؟ واذا ، اي القبائل االفريقية،فقط" رقةالز"الفور و

فما اختالفها اذن عن القومية السودانية العامة؟ وهب بعيدا عن ،كانت االجابة بانها االخيرة هل يتقبل العالم والمنطقة طرحا ،الصراع الذي يمكن انيدور بين الدارفوريين انفسهم

لحساس من السودان؟ في هذا الجزء ا،انفصاليا طالما بدأ التنظيم يخرج من مرحلة ،لذلك كان التخلي عن اسم جبهة تحرير دارفور

والتي كان يمكن فيها ان تلعب افكار القومية الدارفورية دورا محرضا ،السرية االولي بينما عندما ،"الحرابة" في ظل رغبتهم في ، او اليعيرها البعض االخر اهتماما،للبعض فانه ينبغي تفكيك المحاور التي ،التنظيم واصبح هدفا للنقاش والتأييد والهجوماشتهر

"تحرير دارفور" ومن بينها محور ،يمكن ان تستغل ضدهلماذا تم . السم حركة تحرير السودان وجيش تحرير السودان،كان االختيار بالمقابل

) الشعبي(السودان والجيش لتحرير ) الشعبية( والذي يذكرنا بالحركة ،اختيار هذا االسم التي صيغ بها االعالن التاسيسي لحركة تحرير – وباللغة االنجليزية ،لتحرير السودان

فان تقارب االسماء يكون اكثر وضوحا وسطوعا؟،السودان والذي اراد ان يأتي ، - نسبة الي داؤود بوالد–ذهب البعض الي تاثير التجربة البوالدية

واذا كانت الحركة الشعبية . ولكنه فشل،رير السودان الي دارفوربالحركة الشعبية لتح واذا كانت جبهة تحرير دارفور ال يمكن ان ، لظروف عدة،لتحرير السودان ال يمكن ان تأتي


43

، يسجل التقارب واالختالف في آن، فلماذا ال يكون الحل في تماه جديد، لظروف اخري،تمر

فتسمي الحركة باسم حركة ،لتنظيم الحليف المحتمل وا،مع التجربة البوالدية المعتالة تحرير السودان؟

لهذا الجيل الثوري ،في هذا االسم يمكن ان نري نموذج النخبة الجنوبية الجديدة الجاذب بعد ، من اجل اشراكها ليس فقط في ادارة اقليمها، وهي النخبة التي ناضلت بالسالح،الشاب

، والدولة المعبرة عنهم– فئة التجار الشماليين –البة ان كان مسيطرا عليه من قبل الجكما يبدو جاذبا االنتصارات التي حققتها النخبة الجنوبية . وانما في ادارة كل السودان

والمواطن ، رغم فداحة الثمن الذي دفعه المواطن الجنوبي البسيط،الجديدة بهذا الصدد .صراعات النخب وهو المتضرر دائما من ،السوداني البسيط عموما

خصوصا في ظل مناخات نيفاشا التي انطلق فيها التمرد ، ربما كان هذا النموذج مؤثرا في انتزاع ،ويبدو مهما هنا قوة المثال وما حققته النخبة الجنوبية. المسلح في دارفور

اي ، الي اختراط نفس الطريق، في دفع نخب االطراف االخري،جزء من السلطة السياسية وهما في واقع – عسي به ان تاخذ حصتها من السلطة السياسية واالقتصادية ،مل المسلحالع

. اذا فاتها ذاك، او علي االقل ان تسيطر علي مقدرات اقليمها الخاص، -الدولة الريعية صنوان ومدلول السودان الجديد الذي تطرحه ،يبقي في النهاية معرفة مدلول تحرير السودان

السياسية – وهل هو طرح العادة تفكيك وتشكيل البنية االجتماعية ،ودانحركة تحرير الس للحصول علي موقع في ،من قبل بعض النخب الجديدة" مدافرة" ام هو مجرد ،في السودان

قد فشلت ،لتحرير السودان) الشعبية(واذا كانت الحركة .. عالقات السلطة واالمتيازات؟ وفق قسمة ضيزي القتسام الحكم مع من " جديدالسودان ال" وبنت ،في ذلك التحرير

، فما هي الضمانات لنا، وفي غياب المواطن السوداني، من شريحة النخبة االسالمية،اليملك يختلف ، وكذلك مفهوم السودان الجديد،ان مفهوم التحرير عند حركة تحرير السودان

عن شي اكثر من صراع وانها تبحث من ورائه ،واختها الكبيرة" سميتها"عن ما مارسته النخب علي االمتيازات والريع؟

:تنظيمات المعارضة في دارفور واشكاليات النخبة

تعمل في دارفور مجموعة من الحركات السياسية والعسكرية ،فوق حركة تحرير السودان ، وحركة العدل والمساواة، والتحالف الفيدرالي السوداني، ومن بينها حزب االمة،االخري

والناشطة ، ومجموعة من التنظيمات الفئوية والقبلية والتجمعات المدنية،لمؤتمر الشعبيوا .في دارفور او في الخرطوم او بخارج البالد

،ما عالقة كل هذه التنظيمات وقياداتها وقواعدها ومؤيديها ياشكاليات النخبة وصراعاتها ام ، اوحد للنخبة الجديدةوهل فرضت قيادات التمرد المسلح في دارفور نفسها كممثل

حركة تحرير السودان والعدل – وكيف ستحسم اكبر تنظيماتها ،ستخضع للشرائح االقدم ، وما عالقة القيادات العسكرية للتمرد، الخالفات الفكرية والسياسية فيما بينها-والمساواة

الخ الخ من ،ا والنخبة التجارية التي اشرنا اليها آنف،بالعناصر المدنية التي تدعمها .التساؤالت


44

والجيل ،نقول ان التمرد المسلح في دارفور قد قام بمعزل عن النخب الدارفورية القديمة

مثل قيادة التجمع ،وقد حاولت بعض النخب الدارفورية. االقدم من النخب الجديدة. لسياسية وجبرها لمصلحتها ا، التاثير في مجري االحداث، وقيادة حزب االمة ،الفيدرالي

فكان أن انضم اغلب اعضاء التحالف ،اال ان تبلور الصراع واشتداده قد دفعها للخلف ، وكذلك بعض كوارد التحالف الخارجية،الفيدرالي بغرب البالد لحركة تحرير السودان ، وبدأ كأن نائب رئيس التحالف الفيدرالي،مما دعا التنظيمين لتوقيع اتفاق وحدوي بينهما

بينما يتنائي عن ،شريف حرير يقف وراء التماهي مع الحركة او االندماج بها" الثوري" علي ، والذي التقي نائب رئيس الحكم السوداني،احمد ابراهيم دريج" الليبرالي"ذلك رئيسه

. في تصرف جلب عليه سخط كل الشباب الدارفوري المعارض،عثمان محمد طه بدعم حركة العدالة ،لمؤتمر الشعبيمن جهة اخري فان تكرار اتهام كوادر حزب ا

وفي ظل . يشير من جانب الحكومة الي الحبل السري الذي يربط بين التنظيمين،والمساواة والطابع القومي السوداني ،الخطاب الغامض الصادر من هذين التنظيمين حول تلك النقطة

فاننا نتسائل هل ، في طرح حركة العدالة والمساواة- ولكن االكثر ديماجوحية–االوضح ام هي جزء من الشريحة االسالموية ،تعبر هذه الحركة عن نهوض نخبة دارفورية مستقلة

، تحاول في دارفور ان تنفذ جزءا من الصراع الدائر علي نطاق السودان كله،الترابية . والمدار من قبل هذه الشريحة المهزومة والمغامرة

بمثابة الخاسر ،عه من النخبة الدارفورية القديمة يبدو حزب االمة ومن يتب،من جانب آخرفقد فشل الحزب في احتواء التمرد او التاثير . االكبر والمهمش االول بعد اندالع التمرد

كما اعترف الصادق . او في التأثير علي الموالين للحكومة من الجنجويد،علي عناصرهبهذا الشكل فان التمرد المسلح . بين ان اعضاء حزبه يقاتلوا في الجان،المهدي زعيم الحزب

ممثلة في ، المركزية والدارفورية، يدق جرس النهاية لنفوذ النخبة القديمة،في دارفور .حزب االمة وقياداته المركزية والمحلية

اننا نرصد مع تردي الصراع في دارفور الي حالة حرب اهلية ،جديد بالذكر في المنتهي ارتفاع ،بدال من كونه مواجهة مسلحة ضد الحكومة المركزية ،بين الدارفوريين انفسهم

من العناصر ،صوت الخطاب العنصري والعرقي من جانب ممثلي النخبة الدارفوية األحدث ووسط ،ان ارتفاع هذا الصوت وانتصاره وسط الحركات المعارضة. العربية او الزنجية

او قل ،ن النخبة الدارفورية الجديدة ويوضح ا، انما ينبئ عن خراب عظيم ينتظرنا،مناهضيها وال تزال تعلك اساليب ، لم ترتق الي مستوي المسؤولية التاريخية،شرائحها الناشطة االن

في ، وتعمل فقط للبحث عن مصالحها، في اسؤا تجلياتها،"السودان القديم"ورؤي وعقلية . ويتعرض له السودان،غمرة االنهيار العام الذي تتعرض له دارفور

2004 يوليو 10


45

سيرورة الصراع في دارفورلقراءة تاريخية

:لمحة عامة عن اقليم دارفور

درجة شمال 16 -10 ما بين خطي العرض ،يقع اقليم دارفور فى أقصى غرب السوداناي ، الف ميل مربع160 وتصل مساحته االجمالية الي ، درجة شرق27-22وخطي الطول

ومن ،كل حدوده الغربية حدود السودان الخارجية مع عدة دول وتش،ما يساوي مساحة فرنسا . جمهورية افريقيا الوسطى، تشاد، ليبيا،)قبل الترسيم لحدود االقليم(بينها مصر

وتسكن االقليم مجموعات قبلية وعرقية وإثنية . ويدين سكان اقليم دارفور باالسالماهمها الفور والتى اخذ االقليم من ، مجموعة اثنية170 تصل عند البعض الي ،مختلفة

وقبائل الزغاوة ، وقبائل البقارة العربية مثل الرزيقات والبني هلبه والمعاليا،اسمه منهاوكذلك قبائل االبالة العربية ،والميدوب والمساليت والتنجر والداجو والقمر الحامية الخ

المجموعات مع امتدادات لها ويتقاطع العديد من هذه ،مثل المهرية والزيادية والمحاميد الخ . وخصوصا دولة تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى ،فى الدول المجاورة

والتى استمرت ، من اهمها سلطنة الفور،وقد قامت فى اقليم دافور قديما ممالك مستقلة واندثرت في النصف الثاني من القرن التاسع ،فى الوجود منذ القرن الخامس عشر الميالد

علي يد السلطان علي 1898 ثم انبعثت في العام ،ضغط التركية والمهدية تحت ،عشر ، حيث انهزمت نتيجة للتفوق الحربى االنجليزي،1917 وواصلت الوجود حتى العام ،دينار

وقد كان اقليم دارفور بذلك آخر اقليم يضم للسودان تحت االحتالل االنجليزى الذى .1898 سيطر على اغلب اجزاء البالد فى العام

ويتميز افليم دارفور والذي يتوزع مناخه ما بين المناح الصحراوي وشبه الصحراوي في باحتوائه علي وديان ، والسافنا الغنبة في الجنوب، والسافنا الفقيرة في الوسط،الشمال

ومن بينها اعلى هضبة فى ، وتضاريس سهلية وجبلية مختلفة،ومجاري مائية متعددة . والتى يصل ارتفاعها الى ثالثة االف متر، الهضبة التي تسمى بجبل مرة وهي،السودان

وتكاد االنشطة االنتاجية تتوزع مناطقيا وقبليا ، ويعمل اهل دارفور عموما بالرعي والزراعة حيث يعمل سكان الجزء الشمالي من االقليم من قبائل سامية ، اثنية–في وحدات ايكلوجية

بينما يعمل سكان القطاع االوسط من الفور والقبائل ،)البالةا(وحامية في رعي االبل بينما يعمل سكان المناطق الجنوبية من القبائل العربية في ،الزنجية المستقرة في الزراعة

). البقارة(رعي االبقار

:دارفور تحت الحكم االنجليزي وفي العهد الوطني عبرت عنها الدولة الفيدرالية ،سية ميزتهتميز اقليم دارفور عبر التاريخ بوجود وحدة سيا

، كما تشكلت في االقليم بيئة ثقافية اجتماعية ميزته عن باقي اجزاء السودان،لسلطنة الفور وحركات الهجرات الكبيرة داخل وخارج ،رغما عن االصول العرقية المختلفة لسكانه

. واختالف نمط النشاطات االقتصادية فيه،االقليم


46

ومارس في ، وهمشه بصورة كبيرة،ستعمار االنجليزي بحذر مع افليم دارفوروقد تعامل اال

وذلك خوفا من الروح الثورية واالستقاللية الكامنة ،اجزاء منه سياسة المناطق المقفولة واالنتفاضات التي ،1921 والتي عبرت عنها ثورة الفكي عبداهللا السحيني في ،في دارفور

هذه الروح الثورية عبرت عنها دارفور باعالن . المهدوي المناضل ووالء دارفور لالرث ،تلتها عبر شخص المناضل الوطني السيد ،)عد الفرسان(استقالل السودان من مدينة عد الغنم

.عبدالرحمن دبكة ، فقد تميز باهمال وتهميش مماثل لالقليم ومواطنيه وقضاياهم،أما العهد بعد الكولونياليالمتعاقبة بانشاء البنية التحتية في دارفور من بناء الطرق وتوفير حيث لم تهتم الحكومات

كما لم تهتم بتوسيع التعليم او توفير الخدمات ..الطاقة الكهربية وحفر آبار المياه الخ بما فيها ، وفي ذلك لم تختلف الحكومات العسكرية عن المدنية،الصحية والبيطرية الخ

والذي ظلت دارفور ،االغلبية الكاسحة في االقليم صاحب ،حكومات حزب االمة المختلفة .تقدم له الدعم السياسي والعسكري عبر العقود عن طريق نشاطاتهم االنتاجية التقليدية في ،في كل هذا اعتمد مواطنو دارفور علي انفسهم

بكل ، واداروا شؤونهم وخالفاتهم عن طريق االدارات االهلية،مجالي الرعي والزراعة فيما رفعت ، وعلموا بعض ابناؤهم عن طريق مدخراتهم وبالجهد الذاتي،ومساؤيهامحاسنها

.الدولة يدها عن واجباتها نحوهم تماما حيث ،بالمقابل فقد اسهم مواطني دارفور ايجابيا في كل النشاط الوطني واالجتماعي

االقليم مثل ديكتاتورية عبود والتي قاومها اهل ،شاركوا في النضال ضد الدكتاتوريات او دكتاتورية مايو ، او عبر منظمة سوني وجبهة نهضة دارفور،سواء بدعم حزب االمة

مرورا بمشاركة ابناؤهم في ،والتي سجل اهل دارفور انصع السطور في مقاومتها منذ البدء-1980 وانخراط كامل االقليم في انتفاضة دارفور في ،حركة الشهيد محمد نور سعد

. المساهمات او غيرها من،1981كما كان لدارفور اسهام كبير في الدخل القومي السوداني والناتج القومي وعائدات

ترجع عوائدها وفوائضها الي الخزينة ، حيث االقليم يسهم بمحاصيل نقدية مهمة،الصادر اضافة الي اسهامه الهام ، وحب البطيخ، والكركدي، والصمغ العربي،المركزية مثل السمسم

. وكذلك االسهام بمنتجات البترول المستخرج في االقليم،لحيوانيةبالثروة ا والذى انعكس ،ان واقع التخلف والتهميش الذي عانت منه دارفور في خالل العهد الوطني انما تتحمل ،سلبا علي مواطنيها من مختلف االصول القبلية وفي جميع مناطق دارفور

،والمدنية الفاشلة واالنانية التي حكمت السودانمسؤوليته في المقام االول النخب العسكرية ، والتي هيمنت علي الحكومات المركزية،والمنحدرة غالبا من مناطق الوسط النيلي

، واستخدمته مصدرا لتراكم الثروة واحتكار السلطة لها،وسيطرت علي جهاز الدولة . وافقار واقصاء بقية المواطنين

والتي ،ة مباشرة قيادة حزب االمة االسرية الطائفيةمن ضمن هذه النخب تتحمل مسؤولي وارتباط اهل االقليم التاريخي بطائفة ،يفترض لكل تاريخ دارفور النضالي والداعم لهم

فكان جزاؤهم منه ، ان يجدوا اهتماما افضل بهم من قيادة ذلك الحزب،االنصار وحزب االمة


47

ادات الدارفورية ممن وضعت نفسها كما تتحمل المسؤولية ايضا بعض القي. جزاء سنمار

، تستخدمهم كمخلب قط،مطية لمختلف االحزاب الطائفية والعقائدية واالنظمة العسكرية .في سياساتها المعادية لمواطني دارفور

:التدهور البيئي في دارفور وتصاعد الصراعات القبلية

،وجود اي تصور تنموي لها وعدم ،أدي االهمال الواضح للحكومات المتعاقبة لقضايا االقليم والذي هو جزء من التدهور البيئي ،والتعامل العدمي مع واقع التدهور البيئي في دارفور

مرتبطا بالزيادة المطردة في عدد السكان ورؤوس المواشي ،العام في منطقة الساحلبعينات بدءا من اول الس، الي كارثة بئيية وسياسية خطيرة ضربت اقليم دارفور،والحيوانات

. وال تزال مستمرة الي اليوم،في القرن الماضي والتي لم ، والذي سببته ظواهر طبيعية مثل الجفاف والتصحر،أدي هذه التدهور البيئي

وكذلك انعدام االدارة الجيدة للموارد المتوفرة ،تجد اي برامج لتجاوزها والحد منهالمعنية بحماية البئية وتطوير واهمال وتآكل او انعدام وجود المؤسسات ا،الشحيحة ومؤسسات االرصاد ، كبرامج حماية الغابات والغطاء النباتي وحماية التربة الخ،الموارد

الي ان يواجه مواطن دارفور ،الجوي واستغالل المياة الجوفية واستصالح االراضي الخ . فكان ال بد له من االنهزام،الطبيعة منعزال وفي ظل ادوات ضعيفة

الي مناطق وسط ، من القبائل الرعوية،ا الي هجرات واسعة من مناطق شمال دارفورأدي هذ في منطقة ذات امكانيات بئيية ، االمر الذي ادي الي تكدس سكاني كبير،وجنوب دارفور نتج عن االجهاد ، فأدي هذا الي تدهور مماثل في الموارد بتلك المناطق،وانتاجية محدودة . الخ،ي الجائر وقطع االخشاب وتدمير الغطاء النباتي والرع،الرعوي والزراعي

طوال ،في ظل هذا الوضع انفجرت الصراعات االثنية والقبلية بين المجموعات المختلفة والتي لم يمض عام دون ان ،اعوام السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي

يتم التماس والصراع علي موارد من مناطق دارفور حيث،تنفجر في تلك المنطقة او تلك . بين مجموعات تبحث عن الماء والكال واالرض الفرادها وقطعانها،محدودة

وانما كانت تتم اما بين المجموعات ،في كل هذا لم تتتخذ هذه الصراعات طابعا عنصريا وكانت بنفس القدر ، او بين مختلف المجموعات الرعوية،الرعوية والمجموعات الزراعية

تدور ايضا بين المجموعات العربية فيما ،ذي تدور به بين المجموعات الزنجية والعربيةال . او بين مجموعات زنجية مختلفة،بينها

وكما لم تقم باي مجهودات للتنمية ، فقد لعبت الدولة المركزية دورا سلبيا،في كل هذا فاناها لم تتدخل لتطويق ،وتطوير البني التحتية وحماية االقليم من اثار الكارثة البيئية

والتي كانت تبذل ، وانما تركت امر حلها للقيادات القبلية والمحلية،الصراعات القبلية لكن استمرار التدهور البئيي وضعف ،وسعها لحل تلك الصراعات وفق العرف المحلي

ية حله مما لم تكن تلك القيادات االهلية تملك امكان،الموارد كانا السبب الرئيسي للصراع .جذريا


48

:حكومات المركز تقدم دارفور قربانا لمصالحها االقليمية والعالمية

فقد ادخلت الحكومات المركزية دارفور في معمعة ،وكأن كل هذا لم يكن كافيا لمختلف القوي المسهمة ، وجعلت منها معبرا وحديقة خلفية،الصراعات االقليمية والعالمية

اي في الجماهيرية الليبية ودولة تشاد وجمهورية ،قليمفي الصراعات في الغرب من اال .افريقيا الوسطي

التشادي والتشادي –فقد قامت حكومة المشير نميري بالتدخل المباشر في النزاع التشادي ، تنفيذا لمخططات عالمية ليس للمواطن الدارفوري او السوداني عموما مصلحة فيها،الليبي

وفي الحرب ، وساعدته في الوصول الي السلطة في تشاد،ريقدعمت قوات القائد حسين هب وادخلت دارفور الي محرقة ، ووضعت نفسها بذلك كاحد اطراف النزاع،ضد ليبيا من بعد

.الصراعات التشادية المريرة واتجهت لتاييد ، غيرت حكومة الصادق المهدي تحالفاتها،وبعد انهيار نظام المشير نميري

ومن ضمنها دعمه لحزب ، ديونها القديمة والجديدة للعقيد القذافي وذلك لرد بعض،ليبيا ففتحت اقليم دارفور ،1986 ودعمه لحملة حزب االمة االنتخابية في ،االمة في السبعينات

وكذلك امام قوات القائد ،امام قوات الفيلق االسالمي المتعددة الجنسيات والموالية لليبيا .وي والجيوش والمليشيات وغيرها من الق،التشادي بن عمر

وساهم بدور كبير في دعمه ،أما نظام االنقاذ فقد قام بدعم قوات القائد ادريس دبي ، حتي استطاع االطاحة بالرئيس حسين هبري،وتوفير الحماية والعمق له في اقليم دارفور

.واعتالء سدة الحكم في تشاد في اوائل التسعينات والسماح للجيوش االجنبية بدخول االقليم والتحرك فيه ،أدت هذه التدخالت غير المسؤولة

كانت ، الي ان تتوفر باالقليم كميات هائلة من االسلحة الحديثة،والضرب منه والهرب اليه ، والي تقوية نزعات ثقافة الحرب والقتال في دارفور،تتوفر من فلول كل جيش مهزوم

. دعما لهذا الطرف او ذاك،ع في تشادوالي الدفع بقبائل كاملة من دارفور لمحرقة الصرا وان تتخذ موقفا ، بدال عن ان تغلق الحدود الغربية وتحميها بقوة،ان الحكومات المركزية

وان تنائي بنفسها عن التدخل في شؤون الدول ،متوازنا من اطراف الصراعات التشادية في حروبها ،مية قد ارتضت لنفسها ان تصبح مخلب قط للقوي االقليمية والعال،االخري

وتقدمه قربانا لمصالحها ، وان تستخدم اقليم دارفور في كل ذلك،الباردة والساخنة وال تنسجم مع ، وان تدفع بمواطنيه الي خيارات لم يختاروها،الضيقة وغير الوطنية

.مصالحهم الحقيقية وال رغباتهم :لنهب المسلح واالنفراط األمني بين التجاهل والقبضة الحديديةا

والتفكك ، وهجرة العديد من القبائل من مناطقها التقليدية،ادي االنهيار البئييي المتصاعد وتوفر ، وخصوصا بعد انتقال قبائل كاملة للعيش في المدن،الذي تم في مؤسسة القبيلة

ودخول عناصر اجنبية علي االقليم من فلول القوات التشادية ،السالح بصورة واسعة كوسيلة لكسب العيش ، الي بروز ظاهرة النهب المسلح،لفة لدارفورواالفريقية المخت

.واسلوبا جديدا للحياة


49

ولكنها خالية ، والتي تعتمد علي ارث نظام الهمبتة القديم،وقد انتشرت ظاهرة النهب المسلح

تدعمها ، لتمارس من عناصر ناشذة عن مجموعاتها القبلية،من كل اخالقيات الهمباتة لتمارس بقسوة وعنف ضد المواطن الدارفوري المغلوب علي ، االقليمعناصر من خارج

.امره وضمت عناصرا من مختلف التكوينات االثنية في ،وقد تكونت عصابات النهب المسلح

ومن القبائل ، فكانت هناك عناصرا من القبائل العربية والزنجية والمختلطة،دارفور ولم تكن باي حال ظاهرة مرتبطة ، والمحلية ومن العناصر الوافدة،الزراعية والرعوية

. كما اراد بعض العنصريون والمتحيزون ان يذهبوا من بعد،بقبيلة معينة وةضعف ، وتمرس اعضاؤها علي فنون القتال،وامام التسليح الجيد لعصابات النهب المسلحصابات النهب فان ع، واهمالها لقوات الشرطة،اهتمام الحكومة المركزية باالمن في االقليم وكانت تكسب العديد من معاركها امام ،المسلح قد كانت تزذاد قوة كل يوم جديد

وتحولت الي كارثة امنية خطيرة تهدد كل االقليم وطرقه وحركة البضائع ،الشرطة .والمسافرين فيه

نظرت لها بمعزل ، وحتي عندما تناولتها،قامت حكومة الصادق المهدي بتجاهل هذه الظاهرة ولم تقدم اي برامج شاملة الستعادة االمن في دارفور ، االزمة الشاملة في دارفورعن

استجابة لمصالحها االقليمية ،ومحاربة الظاهرة وجذورها وتجفيف منابع السالح في دارفور .ودفعها الثمن لما قدم لها قديما وحديثا

فارسلت رجلها المشهور ، رأت ان تلجأ السلوب القبضة الحديدية،سلطة االنقاذ من جانبها وذلك باستخدام القوة الغاشمة ، لكيما يحل المشكلة االمنية في دارفور،بالطيب سيخة

، دون اي برامج اجتماعية وثقافية او تعاون مع القوي االهلية والمدنية في االقليم،العمياءني سائدا في وان يظل النهب المسلح واالنفراط االم،فكان لزاما ان تنتهي سياسته بالفشل

.دارفور استجابة ، بممارسة النهب المسلح،من الجهة الثانية فقد عمدت االنقاذ الي اتهام قبائل بعينها

كما ان االنقاذ . وكان قبيلة كاملة يمكن ان تكون عصابة،لدعاويها وتحيزاتها العنصريةسية لها وكل بذور المعارضة السيا،قد وصفت كل محاوالت االنتفاض ضدها في دارفور

فميعت بذلك الحدود ما بين الصراع السياسي والصراع ، بانها عصابات نهب مسلح،هناك . وافسدت من حيث زعمت االصالح،االمني

:نظام االنقاذ واستفحال االزمة في دارفور

وواجهت دارفور علي يديه ،ساهم نظام االنقاذ لقسط وافر في استفحال االزمة في دارفور مما اليشبهه اال الخراب المتحقق بعد هزيمة ،عااناة واالضطراب والدماراقسي اشكال الم

والدمار الذي يحق ، وانهيار السلطنة1874السلطان إبراهيم قرض علي يد الزبير باشا في وغيرها من ، والحروبات والتفريغ الذي تم لدارفور وسكانها آنذاك،بدارفور ايام المهدية

فترات


50

قبل ان يصل للحكم بانقالبه العسكري في ،ميين فاعال في دارفوروقد كان تنظيم االسال

، من موقع المعارضة والحكم، حيث شارك بدور كبير في االحداث في دارفور،1989 ، وداعما للتجمع العربي هناك،متدخال في الصراعات القبلية بانحياز واضح للقبائل العربية

قدم له هناك وخلق موطئ،في سبيل توسيع نفوذه في دارفور وان كانت كلها مضرة باالقليم ،وقد تميزت استراتيجيات االنقاذ في دارفور بالتناقض

فكان ان عمدت الي اقتطاع الجزء ، فقد عمدت االنقاذ الي اضعاف االقليم وسكانه،ومواطنيه كما قسمت دارفور الي ثالثة واليات ،الشمالي من االقليم وضمه الي االقليم الشمالي

ام تراع فيها االرث االداري لالقليم ، ما لبثت ان قسمتها هي االخري الي محاقظات،)ليمأقا( .عبر التاريخ

،كما عمدت االنقاذ الي تكسير واضعاف القيادات التقليدية واالدارة االهلية في دارفورلحزب باعتبار ان القيادات التقليدية تابعة ،واحلت محلها قيادات وسيطة وجديدة وتابعة لها

من كوادرها المشهورة بالعنف ، كما أتت بالعديد من القيادات العليا من خارج االقليم،االمة . وفي ظل انعدام اي اهتمام لها بتنمية دارفور او قضايا مواطن دارفور،والصلف

وذلك ، الي استيعاب دارفور في مشروعها الحربي التوسعي،كما سعت االنقاذ من جهة ثانية فكان ان كونت قوات الدفاع ،غالل ابناء االقليم في حربها في جنوب السودانعن طريق است

الشعبي ومليشيات الفرسان ودعمت قبائل جنوب دارفور العربية ومليشيات المراحيل . في استمرار لسياسة الصادق المهدي الفاشلة،لتقاتل لها الحرك الشعبية في مناطق التماس

دارفور دورا قذرا في تأسيس هذه المشروع الحربي وقياداته وقد لعب االسالميون من ابناء .واستخدام اهليهم فيه

وفي بعض االحيان اتخذت جانب قبيلة ،من جهة اخري فقد تجاهلت االنقاذ الصراعات القبلية وسكتت عن سياسة القتل الجماعي والتهجير الي تمت ضد ،او مجموعة قبائل ضد اخري واضعاف ، وذلك في سعيها لتكسير البنية التقليدية في دارفور،خ قبائل الفور والمساليت ال

لكيال يطالبوا بحقوقهم المشروعة في التنمية ، وشغل اهل دارفور بانفسهم،حزب االمة .والتطور وحكم انفسهم وبالدهم

وحاولت القائها علي ،كما تعاملت االنقاذ بصورة عسكرية بحتة تجاه قضية النهب المسلح لم توفر االنقاذ النية ، وحتي في هذا المجال، في استعداء واضح لها،عات بعينهاعاتق مجمو

رغم جعجتعها عن ،الكافية واالمكانيات الوافرة لمحاربة الظاهرة وتحقيق االمن في دارفور . وذلك الن كل هذا ال يدخل ضمن برامجها لدارفور،االمن واستعادة هيبة الدولة الخ

قد قامت علي رفع يد ، ان استراتيجية االنقاذ تجاه دارفور،ن نقوليمكننا االن ببساطة ا ،الدولة تماما عن مهامها في بناء وتأهيل البنية التحتية ومعالجة االزمة البيئية في االقليم

ضد ، وعلي التمترس وراء قيادات وقبائل بعينها،وعلي تكسير العالقات التقليدية في دارفور واستغالل ابناء ، وعلي اشاعة ثقافة الحرب والعنف في دارفور،رفورالقسم اآلخر من سكان دا

ضد خصومها من الحركة ،دارفور ونوازعهم الدينية احتياطيا عسكريا وامنيا وسياسيا لها .الشعبية وقوي المعارضة االخري


51

:المعارضة المسلحة في دارفور وخطر الحرب األهلية

بعد ان بلغ تسليح القبائل والصراعات ، النظاماندلعت المعارضة المسلحة في دارفور ضد وبعد ان افتضح ، وعندما استمرت سياسات التصفية العرقية لقبائل بعينها،بيتها حدها االعلي

وبتأثير من تجربة المعارضة المسلحة في ،لدارفور" االنقاذي"بؤس ولؤم وخطل البرنامج . جر دارفور الي الصراع مع النظام ونشاط عدد من القوي السياسية التي ارادت،الجنوب

وان ،كانت حركة داؤود يحي بوالد في اوائل التسعينات محاولة مبكرة لهذه المعارضة وقيامها في وقت لم ينكشف ،ضرها ارتباطها المباشر بالحركة الشعبية لتحرير السودان

،النقاذية الحاكمة كما لم يتم فيه االنقسام في السلطة ا،فيه البرنامج االنقاذي ضد دارفور – علي عثمان ومع جناح الترابي –والذي وقف فيه معظم اسالميي دارفور ضد جناح البشير

.علؤ الحاج قادته ثالثة قوي ، اندلع القتال في صورة تمرد سياسي ضد النظام2003في مطلع عام

،-ر وادي هو– وقد توحدت قوات جبل مرة وكرنوي ،وكرنوي وارقواساسية في جبل مرة بينما نجحت الحكومة في ضم قوات الجنجويد المتمردة ،في اطارحركة تحرير السودان

.في ارقو الي صفها فقد تأسست ،عاب علي المعارضة المسلحة تشتتها وسعي جميع االطراف للكسب الحزبي منها

وتسابقتا في الميدان العسكري ونسبة ،حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة كما ، بينما حاول الحزب الفيدرالي طويال كسب المعارضة الي صفه،تصارات لهمااالن

فخلقت حالة من البلبلة ،تدخلت اطراف من حزب االمة والمؤتمر الشعبي في الصراع .السياسية والتشويش منعت من وحدة البندقية الدارفورية ضد النظام

حيث شنوا هجوما سياسيا ،المضادبالمقابل فقد انتقل االنقاذيون مباشرة الي الهجوم ثم بداؤا ،- الجنجويد–المهمة وجذبوا الي صفهم احد شرائحه ،كاسحا علي التمرد وقادته

في اتجاه تحويل ،في استمالة بعض القيادات والمليشيات العربية لضمهم لصف النظامين ضدهم بدال عن ان يكون صراعا لمجمل الدارفوري،الصراع الي حرب اهلية في دارفور

وضد سياساتهم ، واالنكفاء االثني والقبلي لبعضها،ان ضعف الخطاب السياسي لحركات المعارضة الدارفورية ووقوف حزب الترابي يلعب من ،ووقوع بعض حركات المعارضة في تجاوزات ضد المدنيين

ب وعدم التنسيق مع اي قوي معارضة مسلحة اخري في الشرق او الجنو،الخلف وراء احداها قد اعطي الفرصة والوقت والمبررات لحكومة االنقاذ لتبني وتنفذ ،عند انطالق القتال

والهادفة الي قطع الوشائج التاريخية بين القبائل في ،سياستها القائمة علي مبدأ فرق تسد . والرامية الي اغراق دارفور في بحر من الدم،دارفور

قد حولتها االنظمة الحاكمة ،في دارفوران الصراعات القبلية علي الموارد المحدودة كما ان ،ودعاية الحركة الشعبية ومختلف القوي المغامرة الي صراع اثني ثقافي

قد تحولت نتيجة الستراتيجية النظام الكريهة ،المعارضة المسلحة التي انطلقت ضد النظامهلية واثنية شاملة فاتحة الباب امام اندالع حرب ا،واخطاء الثوار الي تمترس قبلي وعرقي

.في دارفور


52

فقد قتل . ان حصيلة النزاع المسلح في دارفور في خالل عام ونصف مروعة الي حد كبير

وتشرد في داخل دارفور ، واحرقت مئات القري والحالل،عشرات االالف من المواطنينلبساتين ودمرت عشرات آبار المياة واالراضي الزراعية وا،وخارجها ما يفوق المليون مواطن

، وتسلح الجميع وانطلقت المليشيات تعيث فسادا،ونهبت المحصوالت والمواشي والممتلكاتفي ظل المشاركة الفاعلة واالساسية في مسلسل الدمار والتخريب هذا من قبل حكومة

.الخرطوم

:صراع علي الموارد ال صراع هوية: الصراع في دارفور هذه الموارد التي ،اع علي الموارد الشحيحةإن الصراع في دارفور في مجمله هو صر

في ظل الزيادة الكبيرة في عدد السكانات وعدد حيوانات الرعي منت ابل ،تتناقص باستمرار قد تجاوز مرحلة التوازن البيئي في نهاية ،إن االقليم حسب مختلف الدراسات. ومن ماشية وخصوصا في ظل واقع الجفاف ، وما عادت االشكال التقليدية للزراعة والرعي،السبعينات

بقادرة علي ان تمارس دون تدمير كامل للبئية وصراعات ال حد لها ،والتصحر المتزايد .علي موارد الماء واالرض المفقرة باستمرار

بدئا من حكومة المشير نميري ومرورا ،لقد تجاهلت الحكومات المركزية المختلفة التدهور البيئي المتصاعد في ،االنقاذ الحاليةبحكومات الصادق المهدي وانتهاء بحكومة

وبدال من حل المشكلة في اطار برامج ،- وفي مناطق اخري من اقاليم السودان–االقليم لمجابهة التدهور البيئي ولتطوير الموارد وادخال انشطة اقتصادية جديدة وتقنيات جديدة

ا النهب المسلح واالحتراب وهي قضاي، عمدن الي التركيز علي مظاهر االزمة،لالنتاج . الديمغرافية في دارفور– االقتصادية – والتي هي نتائج الزمة لالزمة البيئية ،القبلي

ولكنها في ظل ظروف التوازن البيئي ،لقد كانت الصراعات في دارفور موجودة منذ القدم وكانت ،كانت محدودة وتحل عبر االدوات والقيادات التقليدية وبنظم التعويض والديات

تدعمت بالزواج المختلط والعالقات المتشابكة ،العالقات جيدة بين مختلف اثنيات دارفور . في ممارسات من التسامح االثني ال يعرفها بقية اقاليم السودان،بين القيادات والمواطنين

او صراع ،ان محاوالت تحوير الصراع االن الي صراع اثني بين القبائل الزنجية والعربية والذي يحاول ، هذا الصراع البائس والمزيف،لي الهوية بين افريقانية السودان او عروبتهع

انما تعبر عن قصر نظر سياسي ،البعض أن يحله عسكريا وفي دارفور وبايادي الدارفوريين وال يقدم اي مساهمة في الحل الجذري ،لي االرضع وتجاهل للوقائع الموجودة ،ومعرفي .ي تطوير الموارد واعمار االقليم والكامن ف،لالزمة

وتنظيم ، مما يسمي بالتجمع العربي في دارفور،ان مختلف التنظيمات المتطرفة والمتخلفة انما تسجل قراءات خاطئة ،االفريقي– والتنظيمات التي تدعي للتمترس الزنجي ،قريشر ما حدث علي غرا، وستعمل علي تصعيدها وتحويلها الي محرقة وتصفية عرقية،لالزمة

جدير بالذكر ان معظم هذه التنظيمات المتطرفة انما اتت فكرتها من خارج . في رواندا سواء كانت بعض اجنحة الحركة ، وتجد الدعم اسسا من قوي غير دارفورية،دارفور

. او الجناح العنصري الفاشي من نخبة الشمال المتعربنة،الشعبية لتحرير السودان


53

والنضال المشترك بين مواطنيها من اجل ، وحدة اهالي دارفوران الحل الصحيح يمكن في

وحفز ، ومواجهة التدهور البيئي المتصاعد،تطوير موارد االقليم وحسن ادارتها وتنويعها كما في تحقيق السلم ،مبادرة سكان االقليم من اجل العمل واالنتاج واالدخار واالستثمار

ي المستوي السياسي يبدو من االهمية بمكان عل. االجتماعي والذي يجعل كل ذلك ممكنا وفي المساهمة العادلة في ادارة كامل ،انتزاع حق مواطني االقاليم في ادارة اقليمهم بنفسهم

. علي قدم المساواة مع غيرهم من المواطنين من مختلف االقاليم،الوطن السوداني

31/07/2004 نشرت بموقع اركماني بالشبكة العالمية

قراءات في مآلات الحرب الأهلية في دارفور

Documents