قال أبو أنس بالمسكي:

منهج اإلمام أحمد بن حنبل في مسنده ، ترجمة اإلمامأحمد بن حنبل

اسمه ونسبه ونشأته:

هو :أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباني،أبو عبد الله المروزي، ثم البغدادي.

6، وولد ببغداد، ونشأ بها، ومات بها، خرج به من مرو حم7ال وطاف البالد في طلب العلم، ودخل الكوفة، والبصرة،

ومكة، والمدينة، واليمن، الشام، الجزيرة.

قال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ولدتفي سنة أربع وستين ومائة في أولها في ربيع األول.

قال: وجيء به حمال من مرو، وتوفي أبوه محمد بن حنبل وله ثالثون سنة، فوليته أمه يعني كان سن أبيه حين توفي6 حين توفي أبوه، ولذلك ثالثين سنة وأما أحمد، فكان طفال

وليته أمه.

شيوخه:

بشر بن المفضل, وإسماعيل بن علية, وسفيان ابن عيينة, وجرير بن عبدالحميد, ويحيى بن سعيد القطان, وأبي داود الطيالسي, وعبد الله ابن نمير, وعبد الرزاق

الصنعاني, وعلي بن عياش الحمصي, والشافعي, وغندر,ومعتمر بن سليمان, وجماعة كثيرين.

تالميذه:

البخاري, ومسلم, وأبو داود, وأسود ابن عامر شاذان, وابن مهدي, والشافعي, وأبو الوليد, وعبد الرزاق, ووكيع,

ويحيى بن آدم, ويزيد بن هاورن - وهم من شيوخه -, وقتيبة, وداود بن عمرو, وخلف بن هشام - وهم أكبر منه

-, وأحمد بن أبي الحواري, ويحيى بن معين, وعلي بن المديني, والحسين منصور, وزياد ابن أيوب, ودحيم, وأبو

قدامة السرخسي محمد بن رافع, ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة - وهؤالء من أقرانه - وابناه: عبدالله, وصالح,

وتالمذته: أبو بكر األثرم, وحرب الكرماني, وبقي بن مخلد, وحنبل بن اسحاق, وشاهين بن السميدع,

والميموني, وغيرهم, وآخر من حدث عنه أبو القاسمالبغوي.

مناقبه وصفاته وثناء العلماء عليه:

fقال أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن محمد بن حنبل ألسأله عن مسألة، فجلست

على باب الدار حتى جاء، فقمت فسلمت عليه، فردg علي6 أسمر، شديد السمرة. 6 طواال السالم، وكان شيخا مخضوبا

وقال محمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبيبعة من iيقول: رأيت أحمد بن حنبل رجال حسن الوجه، ر 6 ليس بالقاني، في لحيته الرجال، يخضب بالحناء خضابا

6 إال أنها بيض، ورأيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غالظا6 وعليه إزار. معتمgا

قال عبدالله: وخضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابنثالث وستين سنة.

قال إسحاق بن راهويه: سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمدبن حنبل إمامنا.

وقال أبو يعقوب يوسف بن عبدالله الخوارزمي: سمعت حرملة ابن يحيى يقول: سمعت الشافعي، يقول: خرجت من بغداد وما خلgفت بها أفقه وال أزهد، وال أورع، وال أعلم

من أحمد بن حنبل.

وقال محمد بن عبدوس بن كامل عن شجاع بن مخلد:دi عليه كتاب أحمد بن iكنت عند أبي الوليد الطيالسي فور

ين - يعني البصرة iص7رlحنبل، فسمعته يقول: ما بالم والكوفة - أحد أحب إلي من أحمد ابن حنبل، وال أرفع

6 في نفسي منه. قدرا

وقال أبو بكر الجارودي، عن أحمد بن الحسن الترمذي:gهت أحمد بن حنبل سمعت الحسن بن الربيع يقول: ما شب

إال بابن المبارك في سمته وهيئته.

6 قال الحارث بن عباس: قلت ألبي مسهر: هل تعرف أحداgيحفظ على هذه األمة أمر دينها ؟ قال: ال أعلمه إال شاب

في ناحية المشرق يعني: أحمد بن حنبل.

وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: كنت ألتقي بالعراق مع يحيى بن معين

gا نتذاكر الحديث من وخلف يعني ابن سالم وأصحابنا، وكن طريقين وثالثة، ثم يقول يحيى بن معين: وطريق كذا،gا ؟ وطريق كذا ، فأقول لهم: أليس قد صح بإجماعs من

فيقولون: نعم، فأقول: ما تفسيره ؟ ما مرادfه ؟ ما فقهه ؟ فيبقiون كلهم إال أحمد بن حنبل، فإنه يتكلgم بكالم

.gله قوي

وقال عبدالله سمعت أبي يقول:... وحججتf خمس حجج6 أنفقت في إحدى هذه الحجج ثالثين منها ثالث حجج راجال

.6 درهما

قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلgي في كل يوم وليلة ثالث مائة ركعة، فلما مرض من تلك األسواط، أضعفته، فكان يصلي في كل يوم وليلة مئة وخمسين ركعة، وقد

6 يختم كان قرب من الثمانين، وكان يقرأ في كل يوم سبعا في كل سبعة أيام، وكانت له ختمة في كلg سبع ليال

سوى صالة النهار، وكان ساعة يصلي العشاء اآلخرة ينامنومة خفيفة، ثم يقوم إلى الصباح يصلgي ويدعو.

مؤلفاته:

لإلمام أحمد رحمه الله العديد من المؤلفات منها:

تفسير القرآن. طاعة الرسول. كتاب األشربة الصغير. كتاب األيمان. كتاب الرد على الجهمية. كتاب الزهد.

كتاب العلل في الحديث. كتاب الفرائض. كتاب فضائل الصحابة. كتاب المسند. كتاب المناسك. كتاب مناقب

اإلمام علي ابن أبي طالب. كتاب الناسخ والمنسوخ منالقرآن.

محنته:

ودfعي إلى القول بخلق القرآن أيام المعتصم, فقال6 ولم أعلم فيه بهذا، فأحضر له أحمد: أنا رجل علمتf علما

الفقهاء والقضاة فناظروه... فلم يجب، فضfرب وحبس وهو مصر~ على االمتناع، وكان ضربه في العشر األخير من شهر رمضان، سنة عشرين ومائتين, وكانت مدة

6, وبقي إلى حبسه إلى أن خل�ي عنه ثمانية وعشرين يوماiعiه من الخروج من أن مات المعتصم, فلما ولي الواثق من

iع عليه وأكرمه, ورفع gل, وخل داره إلى أن أخرجiه المتوكالمحنة في خلق القرآن.

قال أبو عوانة االسفراييني، عن أبي الحسن الميموني:,gقال لي علي بن المديني بالبصرة قبل أن يمتحن علي fخرج: يا fحن أحمد بن حنبل وضرب وحبس وأ وبعد ما امت

ميموني، ما قام أحد� في اإلسالم ما قام به أحمد بن6، وأبو بكر الصديق حنبل, فتعجبت من هذا عجبا شديدا

رضي الله عنه, وقد قام في الردgة وأمر اإلسالم ما قام به، قال الميموني: فأتيت أبا عبيد القاسم بن سالم، فتعجبت إليه من قول عليg، قال: فقال لي أبو عبيد

6 يخصمك ! قلت: بأي شيء يا أبا عبيد، وذكرت 6: إذا مجيبا6, وإن له أمر أبي بكر، قال: إنg أبا بكر وجد أنصارا وأعوانا

fطري أبا 6، وأقبل أبو عبيد ي أحمد بن حنبل لم يجد ناصراiه. عبدالله ويقول: لستf أعلم في اإلسالم مثل

وفاته:

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: توفي أبي رحمه الله يومgاه بعد العصر الثنتي عشرة ليلة من الجمعة ضحوة ودفن

ربيع اآلخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وصلى عليه محمد بن عبدالله بن طاهر غلبنا على الصالة عليه، وقد

gا صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار، وكان له كنثمان وسبعون سنة.

وقال أبو محمد عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن بنان ابن أحمد بن أبي خالد القصباني: حضرت الصالة

على جنازة أحمد ابن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان اإلمام عليه محمد بن عبدالله بن

طاهر، فأخرجت جنازة أحمد بن حنبل، فوضعت في صحراء أبي قيراط، وكان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق، فلما انقضت الصالة، قال محمد بن عبدالله بن

طاهر: انظروا كم صلى عليه ورائي، قال: فنظروا فكانوا ثمان مئة ألف رجل، وستين ألف امرأة، ونظروا من

صلى في مسجد الرصافة العصر فكانوا نيفا وعشرينألف رجل.

وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم الرازي: حدثني أبو بكر محمد ابن عباس المكي، قال: سمعت الوركاني جار

أحمد بن حنبل قال: أسلمi يوم مات أحمد بن حنبلعشرون ألفا من اليهود والنصاري والمجوس.

(, الوافي بالوفيات1/427مراجع الفقرة: تهذيب الكمال )(, هدية العارفين في أسماء المؤلفين )5/162-165)

( دار العلوم الحديثة.1/48

مسند اإلمام أحمد بن حنبل وترتيبه:

6: "مسند اإلمام 6 وأكثرها نفعا إن من أعظم المسانيد قدرا6 بأنه أجمع 6 وحديثا أحمد"، فقد شهد له المحدثون قديما كتب السنة، وأوعاها، لما يحتاج إليه المسلم في دينه

ودنياه، قال ابن كثير: ال يوازي "مسند أحمد" كتاب مسندفي كثرته وحسن سياقاته.

شرع اإلمام أحمد بتصنيف المسند منصرفه من عند عبد (هـ, وهو في السادسة200الرزاق, أي نحو سنة )

والثالثين من عمره, انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف6 من شيوخه. قال حديث, يرويها عن مائتين وثمانين شيخا

حنبل: جمعنا أبي أنا، وصالح، وعبد الله، فقرأ علينا

المسند وما سمعه غيرنا، وقال: هذا الكتاب جمعته من6، فما اختلف أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفا

فيه المسلمون من حديث رسول الله صلgى الله عليه وسلgم فارجعوا إليه، فإن وجدتموه وإال فليس بحجة. اهـ.

لكن قال الذهبي: هذا القول منه على غالب األمر وإال فلنا أحاديث قوية في "الصحيحين" و"السنن" واألجزاء ما

هي في المسند. اهـ.

قه في gوكان قد كتبه -أي المسند- في أوراق مفردة, وفر أجزاء منفردة على نحو ما تكون الموgدة, ورواه لولده عبد

6 وأجزاء6, وكان يأمره: أن ضع هذا في مسند الله نسخا فالن, وهذا في مسند فالن, وظلg ينظر فيه إلى آخر

حياته.

وكان يقول البنه: احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس.6 إماما

وكان ابنه عبد الله هو الذي انفرد برواية المسند عن أبيه وزاد فيه أحاديث, ولكنه لم يحرر ترتيب المسند وال سهgله

وال هذgبه, بل أبقاه على حاله, ثم روى المسند عنه أبوبكر القطيعي.

)قلت: - درويش – مجلس أحمد كان مكتظا بالطلبة فعبارة "انفرد ... ولم يحرر ترتيب المسند" فيها نظر والfلف فيه" ومن ينظر تناسب عبارته بأسفله " وأعظم ما أ

فيه اليوم يجده في غاية الضبط والنظام وقد أتحناه % ضعيف10% منه صحيح و90بإكسالت عجيبة تثبت أن

يعمل به. اهـ(

المسند : وجمعه " المسانيد " وهو الكتاب الذي جمع فيه مؤلفه مرويات كل صحابي على حدة ، كأن يجمع مثال

أحاديث أبي بكر تحت اسمه ، وأحاديث أبي هريرة كلها تحت عنوان اسمه وهكذا ، من غير تفريق بين صحيح

وضعيف.

وأول من ألgف على هذا المنهج هو اإلمام أبو داوودfلف فيه هو مسند اإلمام أحمد بن الطيالسي ، وأعظم ما أ

حنبل رحمهم الله أجمعين.

:6 وهذا الكتاب المستطاب يشتمل على ثمانية عشر مسندا

المسند األول: مسند العشرة المبشرين بالجنة, الثاني: مسند أهل البيت, الثالث: مسند ابن مسعود, الرابع:

مسند ابن عمر, الخامس: مسند عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي رمثة, السادس: مسند العباس وأبنائه

الكرام, السابع: مسند عبد الله بن عباس, الثامن: مسند أبي هريرة, التاسع: مسند أنس بن مالك خادم رسول

, العاشر: مسند أبي سعيد الخدري, الحادي عشر:rالله مسند جابر بن عبد الله األنصاري, الثاني عشر: مسند المكيين, الثالث عشر: مسند المدنيين, الرابع عشر:

مسند الكوفيين, الخامس عشر: مسند البصريين, السادس عشر: مسند الشاميين, السابع عشر: مسنداألنصار, الثامن عشر: مسند عائشة مع مسند النساء.

مراجع الفقرة: مقدمة تحقيق المسند لشعيب األرنؤوط )(.49-48(, بستان المحدثين للدهلوي ص )1/56-59

منهجه:

6ا فيه مرويات أراد المؤلف رحمه الله تعالى أن يجمع كتاب الصحابة بحيث يذكر تحت كل صحابي أحاديثه التي رواها

عن النبي, فانتقى مادة هذا الكتاب من سبع مائة ألف حديث سمعها من شيوخه، فبلغت النصوص التي انتقاها

نحو من ثالثين ألف حديث، وقد انتهج في صياغتها المنهجالتالي:

- جمع مرويات الصحابة المخرج لهم في المسند،1ورتبها كاآلتي:

- يخرج النص الواحد بعدة أسانيد في أماكن متفرقة2من مرويات صاحب الباب.

- ربما أدخل مرويات صحابي في مرويات صحابي آخر.3

- ال يوجد ترتيب معين للنصوص المذكورة تحت كل4 صحابي، وال يوجد ترابط من أي نوع بين هذه النصوص،

بل كل نص يعتبر وحدة بذاته.

عدد أحاديث المسند:

قال الحافظ عبد القادر الرهاوي في أربعينه " فيه أربعون ألف حديث إال أربعين أو ثالثين " قال أبو عبد الله األسدي

" هكذا سمعته من القطيعي لما سمعته منه " وعن ابنالمنادي " أن فيه ثالثين ألف حديث "

ولعله أراد بإسقاط المكرر أو خاليا عن زيادة ابنه وقد ذكر ابن دحية في كالمه على أحاديث المعراج أن فيهأربعين ألفا بزيادات ابنه عبد الله وهو يجمع األقوال.

قال في الرسالة المستطرفة: وقد اشتهر عند كثير منالناس أنه أربعون ألف حديث.

قال ) أبو موسى المديني ( : لم أزل أسمع ذلك منالناس حتى قرأته على ) أبي منصور بن زريق ( . اه

وكذا صرح بذلك الحافظ ) شمس الدين محمد بن علي الحسيني ( في ) التذكرة ( فقال : عدة أحاديثه أربعون

ألفا بالمكرر.

مراجع الفقرة: النـكت على ابن الصالح الزركشي )(, الرسالة المستطرفة دار البشائر ص )1/365-366

13)

آراء العلماء في أحاديث المسند:

للعلماء في أحاديث المسند ثالثة آراء:

األول - أن جميع ما فيه من األحاديث حجة.

الثاني - أن فيه الصحيح والضعيف والموضوع، وقد ذكر6 ابن الجوزي في "الموضوعات" تسعة وعشرين حديثا

منه، وزاد العراقي عليها تسعة أحاديث، وجمعها في جزء.

على شرط11000 حديثا منها 30000)كتاب فيه نحو % من المسند صحيح90البخاري ومسلم أو أحدهما و

% ضعيف( وصاحبه كان يمزق ويحرق10وحسن و

الحديث المكذوب ال يعقل أن يقال فيه الحديث حديثا فهي ربما من باب خطأ18الموضوع، أما ال

الناسخ مما ضرب عليها أحمد لتحذف، وقال شيخ اإلسالم ابن حجر في كتابه »تعجيل المنفعة في رجال األربعة«:

� ثالثة أحاديث أو ليس في »المسند« حديث ال أصل له, إال�ة �ه يدخل الجن حمن ابن عوف أن أربعة, منها: حديث عبد الر�

�ه مlم�ا أمر أحمد بالض�رب زحف6ا. قال: واالعتذار عنهf, أنfركi سهو6ا, أو ضfرب وكتب من تحت الض�رب.( عليه, فت

الثالث - أن فيه الصحيح والضعيف الذي يقرب من الحسن، وليس فيه موضوع، وقد ذهب إلى هذا القول

شيخ اإلسالم ابن تيمية والذهبي والحافظ ابن حجر والسيوطي، وقال شيخ اإلسالم: شرط أحمد في

"المسند" أقوى من شرط أبي داود في "سننه"، وقد روى أبو داود عن رجال أعرض عنهم في "المسند"، وقد

شرط أحمد في "المسند" أن ال يروي عن المعروفين بالكذب عنده، وإن كان في ذلك ما هو ضعيف، ثم زاد

عليه ابنه عبد الله وأبو بكر القطيعي زيادات، ضمت إليه، وفيها كثير من األحاديث الموضوعة فظن من ال علم

عنده أن ذلك من رواية أحمد في مسنده . اهـ

وبما ذكره شيخ اإلسالم رحمه الله يتبين أنه يمكن التوفيق بين اآلراء الثالثة، فمن قال: إن فيه الصحيح

والضعيف، ال ينافي القول بأن جميع ما فيه حجة؛ ألن6 لغيره يكون حجة، ومن قال: إن الضعيف إذا صار حسنا

فيه الموضوع حمل على ما في زيادات عبد الله وأبي بكرالقطيعي.

6 سماه: "القول المسدد وقد صنف الحافظ ابن حجر كتابا في الذب عن المسند" ذكر فيه األحاديث التي حكم

،6 العراقي عليها بالوضع، وأضاف إليها خمسة عشر حديثا6، وعقب 6 حديثا مما ذكره ابن الجوزي ثم أجاب عنها حديثا

السيوطي عليه بما فاته مما ذكره ابن الجوزي، وهي6 في جزء سماه: "الذيل الممهد. أربعة عشر حديثا

fرض على التمثيل »بمسند« أحمد وقال السيوطي: اع7ت�ه شرط في »مسنده« الص�حيح. بأن

ل�م ذلك, وال�ذي رواه عنه أبو موسى iسf اقي: وال ن iرlقال الع وه, فإن كان fعن حديث فقال: انظر iئل fه س� المiديني: أن� فليسi بحج�ة, فهذا ليس بصريح في في »المسند« وإال أن� كل ما فيه حfج�ة, بل ما ليس فيه ليس بحج�ة... قال:

وأم�ا وجfود الض�عيف فيه فهو مfحقق, بل فيه أحاديثfها في جfزء, ولعبد الله ابنه فيه زيادات, موضfوعة جمعت

فيها الض�عيف والموضfوع. انتهى...

وقال شيخ اإلسالم ابن حجر في كتابه »تعجيل المنفعة في رجال األربعة«: ليس في »المسند« حديث ال أصلحمن � ثالثة أحاديث أو أربعة, منها: حديث عبد الر� له, إال

�ة زحف6ا. �ه يدخل الجن ابن عوف أن

�ه مlم�ا أمر أحمد بالض�رب عليه, قال: واالعتذار عنهf, أنfركi سهو6ا, أو ضfرب وكتب من تحت الض�رب. فت

ار«: إذا كان وقال في كتابه »تجريد زوائد مfسند البز�ه إلى غيره من fع7زi الحديث في »مسند« أحمد لم ن

المسانيد.

وقال الهيثمي في »زوائد المسند«: »مسند« أحمد أصحصحيح6ا من غيره.

fوازي »مسند« أحمد كتاب مسند في وقال ابن كثير: ال ي كثرته وحfس7ن سياقاته, وقد فاتهf أحاديث كثيرة جد�ا, بل

�ه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في قيل: إناقي�: وال يلزم iرl6ا من مئتين.... قال الع »الص�حيحين« قريب

من ذلك أن يكون جميع ما فيه صحيح6ا, بل هو أمثلهبالنسبة لما تركه, وفيه الض�عيف.

مراجع الفقرة: تدريب الراوي للسيوطي طبعة عبد(.173-1/172الوهاب عبد اللطيف )

زيادات عبد الله بن أحمد والقطيعي:

يقول الدكتور: عامر حسن صبري في كتابه )زوائد عبدالله بن أحمد في المسند(:

)) ذكرتf فيه ما انفرد عبد الله عن أبيه من حديث بتمامه أو من حديث شاركه فيه, وفيه زيادة عنده, أو من طريق صحابي آخر غير الصحابي الذي روى له اإلمام أحمد, وإن

.6 كان المتن واحدا

فعلى هذا االعتبار لم أجعل األحاديث التي يرويها عبد الله عن أبيه وغيره من الزوائد, فإن هذه األحاديث إنما يرويها

عبد الله لفائدة: كعلوg السند وغيره.. وهذا الذي تقرر عندي بعد البحث واالستقراء, وعليه كان عمل األئمة

جين... المخر�

6 ر عندي هو الذي ذهب إليه أيضا gثم يقول: وهذا الذي تقر األستاذ: أحمد عبد الرحمن البنا -رحمه الله- فقد قال في

( ما فحواه:1/19مقدمة الفتح الرباني )

بتتبعي ألحاديث المسند وجدتها تنقسم إلى ستة أقسام:

- قسم رواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن اإلمام أحمد1•6 منه وهو المسمgى بمسند اإلمام أحمد, عن أبيه سماعا

6 يزيد على ثالثة أرباع الكتاب, وهو الذي وهو كبير جدايقال في أول سنده: حدثنا عبد الله, حدثنا أبي...

- وقسم سمعه عبد الله من أبيه وغيره, وهو قليل2•.6 جدا

- وقسم رواه عبد الله عن غير أبيه, وهو المسمى عند3• المحدثين: بزوائد عبد الله. وهو كثير بالنسبة لألقسام

كلها عدا القسم األول.

- وقسم قرأه عبد الله على أبيه, ولم يسمعه منه, وهو4•قليل.

- وقسم لم يقرأه عبد الله على أبيه ولم يسمعه منه,5•.6 ولكنه وجده في كتاب أبيه بخط يده, وهو قليل جدا

- وقسم رواه الحافظ أبو بكر القطيعي عن غير عبد6•الله وأبيه, وهو أقل الجميع.

قال الشيخ أحمد البنا: وكل هذه األقسام من المسند إال الثالث فإنه من زوائد عبد الله, والسادس فإنه من زوائد

القطيعي, والله أعلم.

قلت-والكالم للدكتور عامر صبري-: ولي ثالث مالحظاتعلى ما قال الشيخ:

المالحظة األولى: قوله في القسم الثاني الذي سمعه6؛ غير مسلgم, فإن هذه عبد الله من أبيه وغيره: قليل جدا

األحاديث تزيد على تسعمائة حديث.. فهي تزيد علىاألحاديث التي انفرد بها عبد الله في زوائده.

المالحظة الثانية: قوله في القسم السادس: وقسم رواهالحافظ أبو بكر القطيعي..

قلت: قد أثبت كثير من العلماء والحفاظ كابن تيمية والعراقي واللكنوي وغيرهم, وتبعهم صاحب الفتح

الرباني: أن القطيعي زاد في المسند زيادات عن غير عبدgع gن للعبد الفقير بعد تتب الله, وهو غير مسلgم؛ فإنه قد تبي

دقيق في المسند, وفي المسند المعتلي أنه ال يوجد للقطيعي أحاديث عن غير عبد الله سوى حديث واحد

رواه في مسند أبي مسعود عقبة بن عامر األنصاري...

fضاف إلى األقسام الستةالتي ذكرها: المالحظة الثالثة: ي قسم سابع, وهو في األحاديث التي رواها لإلمام أحمد

في غير مسنده, ثم نقلها عبد الله إلى المسند, وهو قليل6..((اهـ كالم الدكتور عامر صبري. جدا

قلت: والقطيعي هو: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شعيب البغدادي القiطlيعي أبو بكر، واشتهر

"بالقiطlيعي" و " بأبي بكر ابن مالك"، وربما نسبه بعضهم

إلى جده فقال: أحمد بن شبيب، وحمدان لقب جده، (368( وتوفي سنة )274واسمه: أحمد. ولد سنة )

6 من قبر اإلمام ببغداد، ودفن في مقابر باب حرب قريباأحمد، رحمة الله عليهما.

وفي مصنف مستقلg للعالمة المحدgث األلباني رحمه الله سماه: الذب األحمد عن مسند اإلمام أحمد. انتهى فيه

إلى عدم وجود زيادات للقطيعي البتة في المسندالمطبوع.

قال الشيخ األلباني في كتاب الذب األحمد عن مسند( :75اإلمام أحمد ص )

- )) تذييل واستدراك (:

وبعد انتهائي من تآليف هذه الرسالة بأكثر من عشرين سنة صدرت كتب علمية حديثية كثيرة والحمد لله لم تكن مطبوعة من قبل ، وقد تأكدت من بعضها صحة ما انتهيت

إليه فيها من سالمة المسند المطبوع من األحاديثالموضوعة من رواية القطيعي ....

وإن من تلك الكتب جامع المسانيد والسنن للحافظ ابن كثير بتعليق الدكتور القلعجي وإتحاف المهرة ... بتحقيق

الدكتور زهير بن ناصر الناصر وغيره وأطراف مسند

6 تحقيق الدكتور زهير اإلمام أحمد للحافظ ابن حجر أيضا... 6 أيضا

وأهم من هذا كله أن هذا الدكتور الفاضل قال في :62-1/61مقدمته

)) وقد وقفت في أطراف المسند على أربعة أحاديث من زيادات القطيعي أنقلها هنا ثم ساقها وهي أربعة : من

حديث أنس ، وأبي برزة األسلمي ، وأبي مسعود األنصاري ، وقد صدرها كلها بقوله لم أجده إال الثالث منها وهو عن أبي مسعود األنصاري بلفظ إن مما أدرك الناسمن كالم النبوة األولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ...

ثم يقول الشيخ األلباني: والخالصة أن في هذا التذييل فائدة كبرى تؤيد ما سبق تحقيقه من أنه ال يوجد في

مسند اإلمام أحمد غير حديث واحد من زياداتد به كما سبق .... ((اهـ. القطيعي ، وأنه لم يتفر�

قلت: وهذا الحديث هو نفسه الحديث الذي أثبته الدكتورصبري في دراسته السابقة.

وانتهى الدكتور: دخيل بن صالح اللحيدان في بحث له في زوائد القطيعي إلى وجود أربعة أحاديث من زيادات

القطيعي في المسند.

وقال: ويتبين من خالل دراسة هذه الزيادات أن إسناد الحديث األول واه، فشيخ القiطlيعي فيه رموه بالكذب.

6 رموه وكذا إسناد الحديث الثاني حيث إن فيه راويا بالكذب، مع أن في إسناده اضطراب، والحديث الثالث صحيح، وأما الرابع فالذي يظهر أن القiطlيعي أخطأ في

متنه فقلب المعنى...

قلت: وهذه األحاديث على الترتيب هي:

•- عن أنس رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني المدينة- فلم يكن في

iم iت �فfها بالحlناء والك fغiل مط غير أبي بكر، وكان ي iش7 أصحابه أ."

•- عن أبي برزة األسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليس من البر الصيام في

السفر".

•- عن أبي مسعود رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مما أدرك الناس من كالم النبوة

األولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

•- عن عائشة رضي الله عنها قالت : فتلتf القالئد لهديرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ".

مراجع الفقرة: )زوائد عبد الله بن أحمد في المسند( (, الذب األحمد عن مسند120-115عامر صبري ص )

اإلمام أحمد. للشيخ األلباني. مجلة الجامعة اإلسالمية ( بحث بعنوان: زيادات القiطlيعي على مسند114العدد )

6. تأليف اإلمام أحمد برواية ابنه عبد الله دراسة6 وتخريجاالدكتور: دخيل بن صالح اللحيدان

األستاذ المساعد في قسم السنة وعلومها -كلية أصولالدين بالرياض/ جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية.

شروحه وما لحقه من أعمال:

6: تقريبه وتيسير االستفادة منه: أوال

- ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن1•(.571حنبل في المسند, للحافظ ابن عساكر ت )

- ترتيب المسند, للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله2•(. وهو مرتب على معجم الصحابة.789الصامت ت )

- ترتيب مسند أحمد على حروف المعجم, ألبي بكر3•(.820محمد بن عبد الله بن عمر المقدسي الحنبلي ت )

- الكواكب الدراري, لعلي بن الحسين بن عروة4• ( وقد رتب مسند اإلمام أحمد على837الحنبلي ت )

أبواب صحيح البخاري.

- تهذيب المسند وترتيبه على األبواب, للشيخ المحدث5• القاضي: شهاب الدين أحمد بن محمد الحنبلي الشهير

(.841بابن زريق ت )

- إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي,6• ( وهو أطراف األحاديث التي852للحافظ ابن حجر ت )اشتمل عليها المسند.

- الفتح الرباني لترتيب مسند اإلمام أحمد بن حنبل7• الشيباني, أحمد بن عبدالرحمن البنا، الشهير بالساعاتي,6، وأتمه بوضع شرح عليه 6 حسنا ورتبه على األبواب ترتيبا

سماه: بلوغ األماني من أسرار الفتح الرباني.

gدان :8• - وله فهرسان جي

األول :المسمى بـ)مfرشد المحتار( من صنع وإعدادالشيخ: حمدي السلفي.

والثاني :)المنهج األسعد في ترتيب أحاديث مسند اإلمام أحمد( لعبدالله ناصر الرحماني ، وهو في أربعة مجلدات ، وميزة هذا الكتاب أنه فهرس فيه ثالث طبعات للمسند : الطبعة القديمة التي طبعت في ست مجلدات المطبوعة

هـ ، والطبعة التي حققها الشيخ أحمد شاكر ،1313عام والطبعة التي بترتيب الساعاتي )الفتح الرباني بترتيب

مسند أحمد ن حنبل الشيباني(.

6: في التأليف حوله: ثانيا

ومن مظاهر عناية العلماء بالمسند واالحتفاء به كثرةالمؤلفات التي ألفها أهل العلم حوله, ومنها:

- غريب الحديث, ألبي عمر محمد بن عبد الواحد1(, واختصره:345المعروف بغالم ثعلب ت )

الشيخ اإلمام سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن (, وعليه تعليقة:805الملقن الشافعي ت )

للسيوطي في إعرابه سماها ) عقود الزبرجد (.

- خصائص المسند, للحافظ أبي موسى المديني ت )2581.)

- المصعد األحمد في ختم مسند اإلمام أحمد, البن36 في خصائص المسند.833الجزري ت ) (, وهو أيضا

- تجريد ثالثيات المسند, لإلمام محمد الدين إسماعيل4 (, وشرحها محمد بن أحمد613بن عمر المقدسي ت )

(, وسمgاه:1188بن سالم بن سليمان السفاريني ت )ة عين المسعد بشرح ثالثيات gنفثات صدر المكمد وقر

مسند اإلمام أحمد.

- اإلكمال في تراجم من له رواية في مسند اإلمام أحمد5 ممن ممن ليس لهم ذكر في تهذيب الكمال, محمد بن السيد علي بن الحسين بن حمزة بن محمد الحسيني الشريف شمس لدين أبو المحاسن الدمشقي تلميذ

(.765الذهبي ت )

- غاية المقصد في زوائد المسند, للحافظ نور الدين6 (, وهي زوائد المسند على الستة, وقد807الهيثمي ت )

رتبه على األبواب.

- الدفاع عن األحاديث القليلة التي انتقدها الحفاظ7 وحكموا عليها بالوضع, وألف في ذلك الحافظ ابن حجر

(: القول المسدد في الذب عن مسند اإلمام852ت )أحمد.

وعقب عليه السيوطي بـ: الذيل الممهgد.

وألف العالمة محمد صبغة الله المدراسي الهندي: ذيلالقول المسدgد.

- وقد شرح المسند: أبو الحسن بن عبد الهادي السندي8 (, وهي حاشية لطيفة نفيسة. واختصره:1139ت )

الشيخ زين الدين : عمر بن أحمد الشماع الحلبي, وسماه: الدر المنتقد من مسند أحمد.

مراجع الفقرة: مقدمة تحقيق المسند لشعيب األرنؤوط ) ( دار2/1680(, كشف الظنون حاجي خليفة )1/86-91

العلوم الحديثة.

أهم طبعات الكتاب:

هـ، ثم1307 - طبع بالمطبعة الميمنية بالقاهرة، سنة 1 هـ، وعلى هامشه منتخب كنز العمال،1313أعيد طبعه

وقد أصبحت هذه الطبعة بعد ذلك، بمثابة األصل الذي ترجع إليه كل الطبعات، وعليها إحاالت أهل العلم في

كتبهم وتخاريجهم، وقد صورها المكتب اإلسالمي ببيروت،

هـ بعدما أضاف إلي أولها فهرس للصحابة1385سنة المخرج لهم في المسند، صنعه الشيخ األلباني، كما صورتها أيض6ا مؤسسة قرطبة بالقاهرة، ودار الراية

هـ.1410بالرياض، سنة

6ا من ثلث2 - طبع بتحقيق العالمة أحمد شاكر قريب الكتاب، وأكمله الحسيني عبد المجيد هاشم، وصدر عن

هـ.1394دار المعارف بالقاهرة، سنة

- طبع بتحقيق شعيب األرناؤوط، وعادل مرشد، وصدر3هـ1420عن مؤسسة الرسالة، سنة

وأيضا: )إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي( البن،6 حجر، و)القول المسدد في الذب عن المسند( له أيضا

و)عقود الزبرجد على مسند اإلمام أحمد( للسيوطي، و)المنهج األحمد في تراجم أصحاب اإلمام أحمد( ألبي

اليمن العليمي، و)ثالثيات مسند اإلمام أحمد( للسفاريني الحنبلي، و)الفتح الرباني( للبنا، و )شرح المسند( للبنا، و

)الموسوعة الحديثية( لجماعة من المحققين، بإشراف شعيب األرناؤوط، و )طبعة مرقمة للمسند( من داب

الفكر، ومن المكتب اإلسالمي، و )فهرس المنهج األسعد في ترتيب أحاديث مسند اإلمام أحمد( لعبد الله رحماني، وثلة من طلبة جامعة اإلمام في مشروع أحاديث العقيدة

في مسند اإلمام أحمد

وقال أبو تراب:

نبذة بسيطة من حياة ابن حنبلالمسند البن حنبل

كتاب »المسند البن حنبل« هو موسوعة جامعة الحاديث الرسول »صلى الله عليه وسلم« وما أثر عنه من أفعال،

والسنن المأثورة عن اصحابه وفتاواهم، وقد استغرقجمعه وتنقيحه، حياة االمام »أحمد بن حنبل«.

هـ وتوفي سنة164ولد االمام »أحمد بن حنبل« سنة ه، فعمر نحو سبع وسبعين سنة، وكان ينتمي الى241

اسرة عربية من جهة ابيه ومن جهة امه، إذ ينتميان إلى قبيلة »شيبان« وهي قبيلة »عدنانية«، وقد نالت اسرته

6 وواليا مجدا في الدولة االموية والعباسية، فجده كان قائدا6 عربيا من في احدى الواليات »بخراسان« وابوه كان قائدا

قواد الجيش العربي العباسي، قبل ان يتغلب العنصرالفارسي على العنصر العربي في الجيش االسالمي.

ولد االمام »أحمد بن حنبل« في بغداد عاصمة الحكم االسالمي آنذاك، ولكنه لم يكد يرى النور، حتى فقد أباه

الذي لم يكن قد تجاوز الثالثين من العمر، وقامت امهعلى تربيته برعاية عمه.

واذا كانت هذه االسرة قد فقدت سلطانها فقد ارادت االم ان تستبدل البنها بسلطان المادة والوالية، سلطان

العلم، فوجهته إليه، وكان له نزوع نحوه، وسهل ذلك اقامته بمدينة بغداد التي زخرت بأنواع المعارف والفنون

االسالمية ففيها القراء والمحدثون والفقهاء والمتصوفة والفالسفة الحكماء وعلماء اللغة وكبار الشعراء. بدأ

االمام احمد بن حنبل حياته الفكرية بحفظ القرآن الكريم،ثم طلب الفقه، ثم اتجه الى الحديث الشريف.

ه،179ويذكر المؤرخون أن أول طلبه للحديث كان سنة أي وهو في نحو الخامسة عشرة من عمره، حتى إذا

أحس بأن المحدثين في عصره كانوا متفرقين باالمصار.

إتجه الى الرحلة ليتلقى العلم عنهم من افواههم، وال ه،186يكتفي بالروايات المنقولة، وقد بدأ رحالته سنة

فرحل الى البصرة.. ثم الى الحجاز في العام التالي، حيث كان أول لقاء له بشيخه الشافعي رضي الله عنه،

ثم توالت رحالته لطلب الحديث الشريف، حتى قالقولته: مع »المحبرة الى المقبرة«.

وهذه المحبرة التي يحملها كان يدون بها ما يسمع من االحاديث الشريفة الن العصر كان عصر جمع وتدوين وكان االمام احمد يعمل أوال على سماع الحديث من

راويه ثم يدونه ويحفظه في صدره. وكتاب »المسند« هو مجموعة من االحاديث التي رواها االمام احمد بن حنبل وضرب في بقاع االرض ساعيا جاهدا في جمعها وكان

يكره كتابة العلوم االسالمية ماعدا الحديث حتى ال يكونشيء من المصادر االسالمية مدونا غير الكتاب والسنة.

وقد كان يضع نصب عينيه جمع احاديث رسول الله »صلى الله عليه وسلم« عن الثقات الذين عاصروه ومن كانوا على كثب منه، ومن بعدوا عنه، مهما تكن المشقة

شديدة واستمر في جمع »سنده« هذا مدى حياته ولم تكن همته متجهة الى ترتيب ما يجمع وتبويبه بل كانت

متجهة الى الجمع والتدوين، وقد استمر في الجمع وتنقيح ما يجمع، وتحقيق رواياته والموازنة فيها، من حيث قوة

.6 الرواة وضعفهم، فلم يكن تنقيحه ترتيبا

وعندما احس بدنو األجل جمع بنيه وخاصته، وأملى عليهم ما كتب وأسمعهم اياه مجموعا وان لم يكن مرتبا فكان

حرصه في هذه الحال أال يضيع شيء مما جمعه.

ويظهر من أخبار كتاب »المسند« ان عبدالله بن احمد بن حنبل هو الذي رتب المسند بالوضع الذي نراه اآلن، وقد حاول من بعده محدثون وحفاظ ان يغيروا ذلك الترتيب

ويجعلوه مرتبا على نسق كتب السنة الصحاح المشهورة كالبخاري ومسلم وسنن ابي داوود، فإنها مرتبة على

حسب الموضوعات بحيث يرجع الى االحاديث المروية.6 في كل موضوع وبذلك تكون الفائدة اسهل متناوال

اما ترتيب المسند كما رتبه عبدالله بن احمد فهو ان يجمع احاديث كل صحابي في مكان واحد، من غير نظر الى الموضوع فيجمع كل ما روي عن ابي بكر ويسمى

»مسند ابي بكر« وكل ماروي عن عمر ويسمى »مسند عمر« وهكذا بقية الخلفاء الراشدين والفقهاء من

الصحابة كزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وعبدالله بنعمر.. وغيرهم.

ولم يسلك في ترتيب الصحابة ترتيب الحروف بل ابتدأ باالفضل فاألفضل من الصحابة فابتدأ بالعشرة المبشرين

بالجنة »أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن مالك والزبير بن العوام وطلحة بن عبدالله وابي عبيدة

وغيرهم..« ثم من يليهم وهكذا حتى إذا وصل الىالتابعين رتبهم هكذا.

وقد ضبط المحدثون بعد االمام »أحمد بن حنبل« أقسام الحديث فقسموه الى حديث صحيح، وحديث حسن

6 في عصر وحديث ضعيف، وهذا التقسيم لم يكن معروفا االمام أحمد، الذي قدم خدمة كبيرة في عمله الرائع

لالسالم والمسلمين.