النمر الرابض على الشاطئ
DESCRIPTION
قصة قصيرة من الخيال العلمي كانت منشورة في مجلة نيتشرTRANSCRIPT
![Page 1: النمر الرابض على الشاطئ](https://reader035.vdocuments.net/reader035/viewer/2022072001/563db7de550346aa9a8eb858/html5/thumbnails/1.jpg)
النمر الرابض على الشاطئأيام للذكرى.
بول كوريون
أجلس قبالة رجل مطوي، وكأنه صحيفة. تصدر أنفاسه حفيفا في مالءات سريره. وسوائل جسده مرئية تحت التي الأوردة أقوى من البالستيكية جلده، والأنابيب بما في إلى مسامعي أصوات كثيرة، تتناهى تغذيها. ذلك صوت عيني وهما تغمضان. إنني أنظر إلى ابني.
ليس لدى أحدنا شيء يقوله الأقل، ليس لدي لالآخر. على شيء أقوله له، وهو ل يستطيع المرة شفة. ببنت ينبس أن الأخيرة التي رأيته فيها كان في الرابعة عشرة من عمره، جالسا لوح من الآخر الجانب على البريسبكس )بالستيك شفاف(، كان يجهش بالبكاء، لأنني كنت على وشك أن يلقى بي في القاع
د. المتجمالرابعة في الآن هو واللوح عمره، من والتسعين الفاصل الوحيد البريسبكس بيننا هو ممر الزمن. في غضون حراس سيأتي دقائق، عشر السجن، ويعيدونني إلى غرفتي. إنها مريحة بالقدر الكافيـ أكثر الحجيرة هذه من حتى راحة الطبية ـ لكنني لن أمضي وقتا
طويال هنا على أي حال.من الثاني اليوم هو هذا الأول، اليوم مدة سجني. في أيقظني حارس، واصطحبني إلى
عرس زوجي. راقبته وهو يمضي قدما في حياته بنجاح من دوني. وفي اليوم الثالث من مدة سجني، سيكون
كل من أعرفهم قد ماتوا، وسيطلق سراحي.القتل غير المسؤولية.. فجريمة ل تحم لقد قبلت د جريمة على أي حال. أجرت عائلة الرجل الذي المتعما، وقال الناس كلمتهم. العامة الآن قتلته استفتاء عامحساسون تجاه أي شيء مناف لالأخالق، أوـ على الأقل ـ كانوا كذلك حينئذ طوال تلك السنين، ولذلك.. كانت
عقوبتي إنسانية.يمس ل يكاد جحيم جحيم.. فهذا ذلك.. مع الأنظار، بعيدا عن يلقي بي الجلد. صحيح، جحيم لكنه جحيم رحيم في وسائله وأدواته. الآن، حل اليوم
الثاني من مدة سجني، وتكاد عقوبتي لم تبدأ بعد.يخطر ببالي لوهلة، ما إذا كان يتعين علي أن أخاطر رجال أيدي على الموت لكن الحراس؛ يرجع عندما في ظل خاصة بعد، متاحا خيارا يعد لم الشرطة أعلم القاتلة. وهللا الأسلحة غير الجديد من الجيل غياهب بي في زج أن منذ التي حققوها بالطفرات
السجن! من الأفضل عدم المجازفة.
من ناحية أخرى، أي عقوبة أخرى يمكن أن ينزلوها الحراس، التغلب على تمكنت من أنني لنتخيل بي؟ والهروب من السجن، والضياع في الشوارع بشكل ما. ليست لدي أدنى فكرة عن شكل الشوارع الآن، وليست لدي فكرة عن اللغة التي يتكلمونها الآن، أو أي شيء
آخر صار شائعا.النوم، إلى وأخلد مهجعي، إلى سأرجع ل..
وأستيقظ صباح الغد بعد مئة عام من الآن. وسأستلم اللفافة التي تحصل عليها السجينات، وسيطلق سراحي مثلي.. منفيات مثلي.. مجرمات إنهن قريناتي. بين
وسيتوفر لنا المسكن، والمأكل، والرعاية.نكبل أو سوارات، نرتدي أن الأمر يستدعي لن الموارد بأصفاد. سنعيش حياتنا في منتجع محدود من المجتمع الذي كبتنا وحجرنا بعيدا عن أي مجتمع نشأنا في كنفه. وقد ينبذنا هذا المجتمع المستقبلي،
لكنني آمل أن يكون مجتمعا... إنسانيا.عندما أعلنت نتيجة التصويت على مصيري، حاول زوجي ـ الذي شرع بنجاح في المضي قدما في حياته في تلك اللحظة تحديدا ـ أن يفسر لبني أن الأوضاع ا، وأنها كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير، ليست سيئة جد
عدام. وأنه كان يمكن أن يحكم علي بالإيكن لم يرها زوجي. لم التي الحقيقة ابني رأى
لضعاف مصيرا الموت كذلك يكن لم القلوب. كان البديل لكن حينئذ، الليلة في بكثير. أسوأ
الثانية، الليلة وفي الزمان، من لعقد نمت الأولى، الثالثة ليلتي النعاس لسبعين سنة؛ وقد تمتد غلبني ثانية في بكل إلى مئة سنة أخرى؛ وسأحس والأخيرة
هذا القرن.تثاقل بفعل سأكون مستيقظة، حيث إن جسدي وكأنه الزمن، بامتداد سيمتد عقلي لكن العقاقير، عرضة لضغوط شديدة. سيكون لدي مئة سنة للتأمل أفعالي، فيما فعلت، وتبعات شيء في ذكرياتي وستنحصر
واحد.. ابني وهو يحتضر. ل من وضعيته، ويتخذ يعدوضعية جديدة. كل ورقة من بهتت خاصته اللعب أوراق يتحرك فمه وصار وتجعدت، غضبان صغير حيوان كفم صار الأرض؛ تحت يعيش نحيال، وشاحب اللون، وأجعد هنا، أنني يعرف إنه البشرة.
ويحاول أن يتكلم.أميل إلى الأمام، كي يمكنني الستماع إليه. لعل ما سينطق به كلماته الأخيرة. ستكون كلماته يشرع لي. بالنسبة الأخيرة »وجدت قائال: الحديث في عن يتوقف ثم عائلة...«، الذي الكالم، ويتابع: »الرجل عينيه؛ يفتح عندما قتلتيه«. الذي الضوء منهما لي يشع
انبعث منذ ثمانين عاما.قلت له برفق: »ل فرق الآن. إنهم يعتقدون أن هذه عقوبة، لكنني كنت أريد أن أراك قبل وفاتك«. أمد إليه يدي بع ـ فيحك بأصابعه ظهر ـ في انتهاك للبروتوكول المت
يدي.قال لي: »لقد حاولوا إبطال القرار«، وضحكنا معا. فكرة العودة بالزمن نفسها تبعث على السخرية! فكرة الموتى المصباح مرة أخرى، وإعادة إلى الجن إعادة أمامه، ويزحف النهر يمر مرور الوقت من قبورهم! كنهر جليدي أمام عيني، لكنه، على أي حال، يتحرك
في اتجاه واحد فحسب.الكل يعرف أن الماضي كبلد غريب، لكن المستقبل أرسلت إلى الماضي السحيق، دون كذلك أيضا. لقد نفسي لأجد سأستيقظ؛ وغدا العودة. في آمل أن مزجاة على شاطئ عالم جديد جريء، حيث سأترنح قدما نحو للوقوف على قدمي، وأمضي في محاولة
الغابة، لأواجه النمور التي تترقب حضوري. ■
بول كوريون هو أسوأ اسم مستعار للكاتب. )لمزيد : من المعلومات الموثوقة، يرجى زيارة الموقع التالي
)www.currion.net
JACEY
NATURE.COM تابع المستقبليات: @NatureFutures
go.nature.com/mtoodm
خيال علمي مستقبليات
تطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية 2 | الطبعة العربية 0 1 4 88 | نوفمبر © 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved