النمر الرابض على الشاطئ

لشاطئرابض على ا النمر اللذكرى. أيام ل بول كوريون ر أنفاسهِ دْ صُ ، وكأنه صحيفة. تّ ة رجل مطوي قبالُ سِ أجلحتوائل جسده مرئية ت ءات سريره. وس ا في مً حفيف وردة التي أستيكية أقوى من ال البيب ناب أده، وال جلرة، بما في أصوات كثيتناهى إلى مسامعي تغذيها. تظر إلى ابني.ي أنن. إن وهما تغمضانّ يَ ذلك صوت عينء يقوله ى أحدنا شيَ دَ ليس ل س لدي، لي قل أى ال خر. عل آ لستطيع هو ل ي له له، و شيء أقو. المرةبنت شفةس ب ينب أنها كان فيته في رأيرة التي خي أ ال اً ن عمره، جالس عشرة م الرابعة خر من لوح آنب ال لجا على ا،)افستيك شفب( بكس البريسني كنت ن أبكاء، ل كان يجهش باللقاع ى بي في اَ لقُ على وشك أن ي د. المتجم الرابعة في ن آ ال هولوحن عمره، وال والتسعين مفاصلبكس الوحيد ال البريس. في غضونر الزمنم بيننا هو م حراسأتي سيائق، دق عشرني إلى غرفتي. يدونِ عُ السجن، ويافي ـ أكثرلقدر الك إنها مريحة باذه الحجيرة حتى من هً راحة اً ي لن أمضي وقت الطبية ـ لكنن حال.ّ هنا على أيً طويي منلثان هذا هو اليوم ا ول، أيوم ال مدة سجني. في ال ، واصطحبني إلىٌ قظني حارس أيياته بنجاح ا في حً مُ دُ مضي ق هو ي س زوجي. راقبته و رُ ع، سيكون مدة سجنيالث من اليوم الث دوني. وفي منق سراحي.َ طلُ ا، وسي قد ماتو أعرفهمْ نَ كل مقتل غيرة.. فجريمة ال المسؤولي ل مَ حَ تُ د قبلت لق الذيرجلة ال ت عائلَ رْ جَ حال. أّ مة على أي د جري المتعم ن آ ة الّ لعامتهم. اناس كلم ال ا، وقال عامً ستفتاء قتلته ا قل أى الق، أو ـ عل خ أ لٍ شيء مناف اسون تجاه أيّ حس.. كانتين، ولذلكك السن تلك حينئذ طوالنوا كذل ـ كا إنسانية. عقوبتي يكاد ل يمسلك.. فهذا جحيم.. جحيم مع ذ نظار، أ ا عن الً بعيد ي بيِ قْ لُ م ي، جحييحجلد. صح ال اليوم ن، حل آه وأدواته. الم في وسائليم رحي لكنه جحدأ بعد.ي لم تبكاد عقوبت مدة سجني، وتي منلثان ا رِ أن أخاطّ ن علي تعي كان ي إذاوهلة، مابالي ل يخطر بدي رجالموت على أي يرجع الحراس؛ لكن ال عندما في ظلً ا بعد، خاصةً متاح اً د خيارُ عَ الشرطة لم ي أعلمقاتلة. وحة غير ال سل أجديد من ال الجيل ال غياهب بي فيّ جُ ذ أن زلتي حققوها منلطفرات ا بالمجازفة. فضل عدم ا أسجن! من ال ال لوهاِ زْ نُ أن ي عقوبة أخرى يمكنة أخرى، أي ناحي من اس،ّ رُ ى الحتغلب عل من الُ مكنتني تتخيل أن بي؟ لنرع بشكل ما.ع في الشوالضيا والهروب من السجن، وا ن، وليست آشوارع ال الرة عن شكل أدنى فك ست لدي لي شيء ن، أو أي آ ال يتكلمونهاغة التيل فكرة عن ال لدي ا.ً صار شائع آخرد إلى النوم،ى مهجعي، وأخل .. سأرجع إل ل ن. وسأستلم آ من الئة عامح الغد بعد م وأستيقظ صبا طلق سراحيُ جينات، وسي الس عليهاي تحصلفة التلفا ال ات مثلي..ّ يِ نفَ هن مجرمات مثلي.. ماتي. إن قرين بينلرعاية.مأكل، وا المسكن، وال سيتوفر لنا و ل بَ كُ ارات، أو ن وِ نرتدي س مر أن أ ستدعي الَ لن ي د المواردنا في منتجع محدو بأصفاد. سنعيش حياتجتمع ا عن أي مً نا بعيدَ رَ جَ نا وحَ تَ بَ ن المجتمع الذي ك ممستقبلي، هذا المجتمع البذنا ه. وقد ينِ فَ نَ نشأنا في ك ا.ً ا... إنسانيً جتمع آمل أن يكون م لكننيري، حاولت على مصيجة التصوي نتي نتِ لْ عُ عندما أ حياته ا فيً دمُ قّ يِ ضُ ح في الملذي شرع بنجا زوجي ـ ا وضاع أي أن ال يفسر لبن ا ـ أنً لحظة تحديدك ال في تلون أسوأ بكثير، أن تك يمكنها كان ا، وأن ت سيئة جد ليسلإعدام. باّ م عليَ حكُ أن ي يمكنه كان وأن. لم يكنرها زوجي لم يقة التي الحقي رأى ابني لضعاف اً مصير الموتذلكن كوب. لم يكقل البديل كانئذ، لكن ال حينليلة ال في بكثير. أسوألثانية،ليلة ان، وفي اللزما من اٍ لعقدُ تْ مِ ولى، ن أ اللثالثةلتي امتد لي سنة؛ وقد ت لسبعينلنعاس غلبني اة فيأحس بكل ثاني مئة سنة أخرى؛ وس خيرة إلى أ وال هذا القرن. ل بفعلَ اقَ ثَ ث إن جسدي تأكون مستيقظة، حي س، وكأنهاد الزمنتد بامتد سيمكن عقلياقير، ل العقتأملل مئة سنة ل كون لديدة. سية لضغوط شدي عرض ات أفعالي،َ عِ بَ ، وتُ فيما فعلتاتي في شيء وستنحصر ذكري هو يحتضر. واحد.. ابني و ته، ويتخذّ ل من وضعي عدُ ي. كل ورقة من جديدة ةّ وضعيت بهت تهّ لعب خاص أوراق ال فمه يتحرك دت، وصارّ وتجع غضبان صغير حيوان كفم صار رض؛ أ الحت تعيش ين، وأجعدلوحب ال ، وشاً نحيني هنا، البشرة. إنه يعرف أن أن يتكلم. ويحاولمكنني يام، كي م أى ال إل يلِ مَ أعل ما سينطقستماع إليه. ل الون كلماته خيرة. ستك أته ال به كلما يشرع لي.النسبة ب خيرة أ الوجدت« : ً لحديث قائ في ا عن يتوقف ثم، »... عائلة الذيرجلال« :م، ويتابع الكفتح عينيه؛. عندما ي» قتلتيه الضوء الذينهماشع لي م ي ا.ً ين عامذ ثمانبعث من ان ن. آ ق الْ رَ ل ف« :ت له برفق قلذه عقوبة،م يعتقدون أن ه إنهديه ي إليّ . أمد» قبل وفاتكت أريد أن أراكنني كن لك ظهر بأصابعهّ كُ حَ ع ـ فيَ ب المت توكوللبرونتهاك ل ـ في ادي. ي ا.ً ، وضحكنا مع» ار القر إبطال لوالقد حاو« : لي قال! فكرةى السخريةث عل نفسها تبعلعودة بالزمن كرة اِ فدة الموتىصباح مرة أخرى، وإعادة الجن إلى الم إعار أمامه، ويزحف ور النهر مر! الوقت يمن قبورهم مال، يتحرك حّ كنه، على أي ، لّ يَ ام عيندي أم كنهر جليد فحسب.ه واحتجا في امستقبل الّ غريب، لكنٍ ماضي كبلد يعرف أن الكل ال السحيق، دونلماضي إلى اُ تْ لِ سْ رُ ا. لقد أً ذلك أيض ك جد نفسي أ ا سأستيقظ؛ لً ة. وغد في العود لُ أن آميث سأترنحد جريء، حم جديَ ى شاطئ عال اة علَ جْ زُ م ا نحوً دمُ ، وأمضي قّ يَ لوقوف على قدم لٍ في محاولةقب حضوري.تري ت اجه النمور الت و أغابة، ل اللمزيد( .لكاتب مستعار ل هو أسوأ اسم بول كوريون: يتالرة الموقع اللموثوقة، يرجى زيات اعلومان الم م)www.currion.net JACEY NATURE.COM قبليات:بع المست تا@NatureFutures go.nature.com/mtoodm علمي خيالقبليات مستم والتقنيةلعلوبد العزيز لملك ع مدينة ال منجلة بدعمطبع المُ تعة العربية الطب| 2014 نوفمبر| 88 © 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved

Upload: yasser-abu-elhassab

Post on 03-Dec-2015

212 views

Category:

Documents


0 download

DESCRIPTION

قصة قصيرة من الخيال العلمي كانت منشورة في مجلة نيتشر

TRANSCRIPT

Page 1: النمر الرابض على الشاطئ

النمر الرابض على الشاطئأيام للذكرى.

بول كوريون

أجلس قبالة رجل مطوي، وكأنه صحيفة. تصدر أنفاسه حفيفا في مالءات سريره. وسوائل جسده مرئية تحت التي الأوردة أقوى من البالستيكية جلده، والأنابيب بما في إلى مسامعي أصوات كثيرة، تتناهى تغذيها. ذلك صوت عيني وهما تغمضان. إنني أنظر إلى ابني.

ليس لدى أحدنا شيء يقوله الأقل، ليس لدي لالآخر. على شيء أقوله له، وهو ل يستطيع المرة شفة. ببنت ينبس أن الأخيرة التي رأيته فيها كان في الرابعة عشرة من عمره، جالسا لوح من الآخر الجانب على البريسبكس )بالستيك شفاف(، كان يجهش بالبكاء، لأنني كنت على وشك أن يلقى بي في القاع

د. المتجمالرابعة في الآن هو واللوح عمره، من والتسعين الفاصل الوحيد البريسبكس بيننا هو ممر الزمن. في غضون حراس سيأتي دقائق، عشر السجن، ويعيدونني إلى غرفتي. إنها مريحة بالقدر الكافيـ أكثر الحجيرة هذه من حتى راحة الطبية ـ لكنني لن أمضي وقتا

طويال هنا على أي حال.من الثاني اليوم هو هذا الأول، اليوم مدة سجني. في أيقظني حارس، واصطحبني إلى

عرس زوجي. راقبته وهو يمضي قدما في حياته بنجاح من دوني. وفي اليوم الثالث من مدة سجني، سيكون

كل من أعرفهم قد ماتوا، وسيطلق سراحي.القتل غير المسؤولية.. فجريمة ل تحم لقد قبلت د جريمة على أي حال. أجرت عائلة الرجل الذي المتعما، وقال الناس كلمتهم. العامة الآن قتلته استفتاء عامحساسون تجاه أي شيء مناف لالأخالق، أوـ على الأقل ـ كانوا كذلك حينئذ طوال تلك السنين، ولذلك.. كانت

عقوبتي إنسانية.يمس ل يكاد جحيم جحيم.. فهذا ذلك.. مع الأنظار، بعيدا عن يلقي بي الجلد. صحيح، جحيم لكنه جحيم رحيم في وسائله وأدواته. الآن، حل اليوم

الثاني من مدة سجني، وتكاد عقوبتي لم تبدأ بعد.يخطر ببالي لوهلة، ما إذا كان يتعين علي أن أخاطر رجال أيدي على الموت لكن الحراس؛ يرجع عندما في ظل خاصة بعد، متاحا خيارا يعد لم الشرطة أعلم القاتلة. وهللا الأسلحة غير الجديد من الجيل غياهب بي في زج أن منذ التي حققوها بالطفرات

السجن! من الأفضل عدم المجازفة.

من ناحية أخرى، أي عقوبة أخرى يمكن أن ينزلوها الحراس، التغلب على تمكنت من أنني لنتخيل بي؟ والهروب من السجن، والضياع في الشوارع بشكل ما. ليست لدي أدنى فكرة عن شكل الشوارع الآن، وليست لدي فكرة عن اللغة التي يتكلمونها الآن، أو أي شيء

آخر صار شائعا.النوم، إلى وأخلد مهجعي، إلى سأرجع ل..

وأستيقظ صباح الغد بعد مئة عام من الآن. وسأستلم اللفافة التي تحصل عليها السجينات، وسيطلق سراحي مثلي.. منفيات مثلي.. مجرمات إنهن قريناتي. بين

وسيتوفر لنا المسكن، والمأكل، والرعاية.نكبل أو سوارات، نرتدي أن الأمر يستدعي لن الموارد بأصفاد. سنعيش حياتنا في منتجع محدود من المجتمع الذي كبتنا وحجرنا بعيدا عن أي مجتمع نشأنا في كنفه. وقد ينبذنا هذا المجتمع المستقبلي،

لكنني آمل أن يكون مجتمعا... إنسانيا.عندما أعلنت نتيجة التصويت على مصيري، حاول زوجي ـ الذي شرع بنجاح في المضي قدما في حياته في تلك اللحظة تحديدا ـ أن يفسر لبني أن الأوضاع ا، وأنها كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير، ليست سيئة جد

عدام. وأنه كان يمكن أن يحكم علي بالإيكن لم يرها زوجي. لم التي الحقيقة ابني رأى

لضعاف مصيرا الموت كذلك يكن لم القلوب. كان البديل لكن حينئذ، الليلة في بكثير. أسوأ

الثانية، الليلة وفي الزمان، من لعقد نمت الأولى، الثالثة ليلتي النعاس لسبعين سنة؛ وقد تمتد غلبني ثانية في بكل إلى مئة سنة أخرى؛ وسأحس والأخيرة

هذا القرن.تثاقل بفعل سأكون مستيقظة، حيث إن جسدي وكأنه الزمن، بامتداد سيمتد عقلي لكن العقاقير، عرضة لضغوط شديدة. سيكون لدي مئة سنة للتأمل أفعالي، فيما فعلت، وتبعات شيء في ذكرياتي وستنحصر

واحد.. ابني وهو يحتضر. ل من وضعيته، ويتخذ يعدوضعية جديدة. كل ورقة من بهتت خاصته اللعب أوراق يتحرك فمه وصار وتجعدت، غضبان صغير حيوان كفم صار الأرض؛ تحت يعيش نحيال، وشاحب اللون، وأجعد هنا، أنني يعرف إنه البشرة.

ويحاول أن يتكلم.أميل إلى الأمام، كي يمكنني الستماع إليه. لعل ما سينطق به كلماته الأخيرة. ستكون كلماته يشرع لي. بالنسبة الأخيرة »وجدت قائال: الحديث في عن يتوقف ثم عائلة...«، الذي الكالم، ويتابع: »الرجل عينيه؛ يفتح عندما قتلتيه«. الذي الضوء منهما لي يشع

انبعث منذ ثمانين عاما.قلت له برفق: »ل فرق الآن. إنهم يعتقدون أن هذه عقوبة، لكنني كنت أريد أن أراك قبل وفاتك«. أمد إليه يدي بع ـ فيحك بأصابعه ظهر ـ في انتهاك للبروتوكول المت

يدي.قال لي: »لقد حاولوا إبطال القرار«، وضحكنا معا. فكرة العودة بالزمن نفسها تبعث على السخرية! فكرة الموتى المصباح مرة أخرى، وإعادة إلى الجن إعادة أمامه، ويزحف النهر يمر مرور الوقت من قبورهم! كنهر جليدي أمام عيني، لكنه، على أي حال، يتحرك

في اتجاه واحد فحسب.الكل يعرف أن الماضي كبلد غريب، لكن المستقبل أرسلت إلى الماضي السحيق، دون كذلك أيضا. لقد نفسي لأجد سأستيقظ؛ وغدا العودة. في آمل أن مزجاة على شاطئ عالم جديد جريء، حيث سأترنح قدما نحو للوقوف على قدمي، وأمضي في محاولة

الغابة، لأواجه النمور التي تترقب حضوري. ■

بول كوريون هو أسوأ اسم مستعار للكاتب. )لمزيد : من المعلومات الموثوقة، يرجى زيارة الموقع التالي

)www.currion.net

JACEY

NATURE.COM تابع المستقبليات: @NatureFutures

go.nature.com/mtoodm

خيال علمي مستقبليات

تطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية 2 | الطبعة العربية 0 1 4 88 | نوفمبر © 2014 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved