التاسعة : المحاضرة

الخصائصالفنية الفنية للرؤية

) الرؤية) بالرومانتيكية .

للواقع الرومانتيكية الروية منهج يتفقدخول عدم في الكالسيكية الرؤية منهج مع

أي , موضوعه مع جدلية عالقة في الفنانواستكشاف . , معه والتفاعل به االلتحام عدم

ثم , التفاعل هذا خالل من المختلفة أبعادهمنهج , أن وذلك وتختلفعنه األمر آخر تملكه

كما الظاهر اليسجل الرومانتيكية الرؤيةيضع , بل الطرق أقرب ومن نفسه عن يعلن

تصورا , يكون أن إما البديل وهذا بديال لهمعا . هما أو خياليا تصورا أو مثاليا

رفض على الرومانتيكية الرؤية تقوم , على تقوم إنها أي مسبقا الواقع

, يعايش ال فيها والشاعر الواقع رفض , لذلك موضوعه مع الجدلية التجربة , وتستنبت نفسها إلى الذات تتجه , رؤية يشكل شعرا وتنتج موضوعهاموضوعا , , فيا الذات تكون رومانتيكية , وهذا الواقعي للموضوع بديال يشكل

الرؤية بين الخالف جوهر هوالكالسيكية . والرؤية الرومانتيكية

من كبير قدر اليمني الشعر وفيالرؤية , وتتمثل الرومانتيكي الشعر

؛ متعددة ألوان في فيه الرومانتيكيةفي , وتتمثل وطنية قصائد في تتمثل

الغربة , وقصائد الحب قصائدوالوحدة , المدينة في والضياع

واالنهزام . والخيبة

المناضلين فئة إن قيلمثاليينفي كانوا األوائل األحرارومستقبلها , البالد لواقع رؤيتهم

عن يصدرون ال كانوا أنهم أيعن , بل لألشياء عميق إدراك

منه , بديال جعلوها براقة تصوراتالمثالية تلك بهم وقفت لذلكالتصور . من ضيقة حدود عند

المثالية النظرة هذهرومانتيكية رؤية هي الضيقة , عن بحثها في ولكنها للواقعالسلوك في تتطور قد المثال

إرهاص حركة إلى العملي , مهمة عاتقها على تأخذ ثوريمن الموضوعي بالواقع اإلطاحةالنموذج لحلول تمهيدا جذوره

. محله المثالي

التي الوطنية القصائد إنلهدم اليمنيون الشعراء قالهاللبالد السياسي الواقع صورةوأوائل الخمسينات فترة في , قصائد هي الستينات

نزعة ذات مثالية رومانتيكيةثورية .

تكون , تقوم حين الثورات إنتحله أن تريد الذي البديل عرفت قد , بديال يظل ولكنه الواقع مكانمالمحه تتحدد أن إلى مثالياالممارسة خالل من الواقعية

. قالها التي فالقصائد العمليةفي الثورة استقبال في الشعراء

تتغنى كانت األولى شهورهاللمثال تحقيقا بوصفها بالثورة

من أكثر به حلم الذي الرومانتيكي. عاما عشرين

فور البردوني الله عبد الشاعر قاليوم , ” ” ذات قصيدة وهي الثورة قيام

بسطناه . الذي المعنى لنا يتضح لكيالقصيدة : تقول

فيا صبي يوم فجر على أفقناأطربي المنى ضحوات

سلبنا جرى؟ ياشمسماذا أتدرينالمختبي فجرنا الدجى

يوسوس مقلتيك النعاسعلى وكاناألزغب كالطائر

نبشر الربيع سبقنا أنا أتدرينالطيب؟ بالموسم

في تزنبق حاجبيك على سؤالك وماذا؟المذهب همسك

بأفواج الدروب تطير حشودا وسرنااألنجب ميالدها

مهودي المعجزات هي يدوي وشعباأبي المثنى وسيف

يقود وعدت النهار غروب زمانا غربتموكبي الضحى

نستشفرؤى أن قبل المدى أضأناالكوكب , أخيلة الفجر

وأشرق كعرضالبغي زمان فولىالنبي كقلب عهد

ونهتف يوم ذات الضحى ندلي طلعناتغربي ياشمسال

بوصفها الثورة عن الشاعر يتحدثالتي المثالية الثورة تحقيق إلى طريقا

ت , عبر وقد الشاعر بها حلم طالماولكنها , مختلفة بصور ذلك عن القصيدةمشرقا جديدا واقعا أن في جميعا تتفق

. بغيض مظلم قديم واقع محل حل قدلتحقق بالبهجة الشاعر كلمات وتتفجر

مثالية صورة قبال وكان به حلم مارومانتيكية .

جوانب في الرومانتيكية الرؤية وتتمثلولعل , الحياتية الشاعر تجربة من مختلفة

جانبا , تشكل الشاعر حياة الحبفي تجربة. حياته تجارب مجموع من وزنه له

الحب تجربة عن اليمني الشاعر عبر لقد , , مثاال المرأة فصور متخيلة بوصفهاالمرأة النقيض الصورة في وصورها

يكشف , الصورتين كلتا وفي المبتذلةمع تتعامل لم رومانتيكية رؤية عن الشاعر

تعرفهذا , لم ألنها معه تتفاعل ولم الواقعوتعاملت , خياليا بديال وضعت ولكنها الواقع

معه.

الرحمن عبد للشاعر اآلتية األبيات نقفعندالحب , : عرف عندما القاضي محمد بن

الرؤى من حسن فردوس فالحبالمعسولة

بطولة في وذلة شموخ في ورقةخليله الخليل يلقى ورؤاه ظله فيتجربة ال خيالية حلوة علوية رؤى فالحب

هذه , خالل ومن وامرأة رجل بين حية إنسانية , والمرأة الرجل بين اللقاء يتحقق الرؤى

الواقعية التجربة محل تحل الخيالية فالرؤيةالحية .

هذه البردونيعن الشاعر عبر وقدقال : حين المتخيلة الرؤية

يحلم الخلد ربوة على شاعر حبناهذا , وفي الحب معنى الشاعر يجسم

الرؤية مقومات كل تتبدى التجسيدالحب . لتجربة الرومانتيكية

اآلتية ” المقطوعة عند اآلن ولنقفبعنوان ” وهي للبردوني

: “ نجوى ” يناجي كما روحي ياأخت أناجيك

الحمى خيال الغريبيرتمي كما األمنيات مع إليك وأهفو

السما نحو الفكرخيالي , المنى فتروي إليك وأظما

روحيظما ويزداديباكي نشيدا معي خيالي ويبكي وأبكي

األبكما الدجالحونا حبها ذبتفي كم قلب أيا

بالدما مضرجةهز وكم الدجى في هزنيطيفها وكم

الملهما قيتاري

ساجل كما خياالتها ساجلتني وكمالمغرما المغرم

آخ – فكرت وال رحمة قلبها عطفت فماترحما– أن

التيال محبوبته إلى الشاعر يتحدثفيصورة , يناجيطيفها فهو لذا يراها

السماء إلى األرضبل إلى تنتمي ال مثاليةيعني , الطيف ولقاء إليها يتحدث وال

واهنة , بدت التي الخيال بأجنحة التحليقعاد , لذلك كلها أمانيه تحقيق أخفقتفي

الروح . معذب خائبا الخيال رحلة منمرارا , زاره الطيفقد أن له خيل لقد

بحب . حبا وبادله فناجاه

الخيالية رؤيته عن الشاعر يتحدثبعيد , ساميا يتصوره وهمي لمحبوب

أن , يعني هذا الخيال في حتى المنالحقيقية حب تجربة عن يحدثنا ال الشاعر

.) موضوعه, ) أي معها تفاعلالمبتذلة المتخيلة الحب تجارب ونماذج

اليمني الشعر من كثير في نلقاهاغلبة , إلى ومردها النظر يلفت بشكل

اليمني . المجتمع على التدين ظاهرة

مالمح ) أو الرومانتيكي االتجاه تمثل نماذج ) الرومانتيكية الرؤية

درجة : إلى تتشابه النماذج هذه مالحظةالتطابق.

المسماة ” أمان جعفر لطفي الشاعر يقولخلسة “ :

الظنون حيران الليل تحتستار خلسةوأخشاها الحي في األشباح أتقي

عيونتطوي سيارة الدجى في بي فانبرت

الحزونظنون عجالتمن تدوي للريح خفقت

قريب من ذنوبي الحت إذا حتى ومضتكثيب قرب واستغفرت أنفاسها أخمدت

الرهيب بإحساسي تاهت رعشة بي فسرتالمريب والبيت العريان والجسد الدجى

- - - - - - - - - - - - - الظالل بين كالطيفيخفيشخصه وأتى

, كالل , من دبتخطاه محدودبا راجفاقال , , ثم وحي فارتاح المصباح أشعلالضالل عبر الهوى أسوار واجتاز هنا؟ من

المهد في الفل بعقود وترامتالوثير

الهمس أحمر نداء عينيها بينمثير

ورد المشبوب مبسمها وعلىوسعير

وجحيما , , روضا الحب علمتنيوسرير

- - - - - - - - - - - - - - نفيق , ال زمانا وتمنينا وغفونا

فيصمت بالكون غرقت دنيا أيعميق

بنيران الولهى أنفاسنا سعرتالرحيق

حريق مافيه كل عناق في ودفنا

غرامية مغامرة تحكي القصيدة هذه إنقصيرة . قصة إطار في مبتذلة

الحديثعن خالل من يتبدى االبتذال إنواالستجابة , المريب والبيت والعري الجسد

الجسد . لنداءشعراء ” ” من أمان جعفر لطفي فالشاعر

ما إذا حقيقية تكون قد الجنوبقصمغامرةأماكن من كثيرا هيأ قد االستعمار أن عرفناولكن , حولها وما عدن في والخطيئة اللهو

لم الشاعر

هذه , فإنصحت ولذلك واحد اتجاهعليها , وقفنا التي الصورة فإن التجربة

رومانتيكية رؤية تعكسمالمح ماتزال

من للتجربة حية تفصيالت قصيدته في يقدمرؤيته , قدم بل المختلفة وأبعادها زواياها

في , تجربته فجعل واحد اتجاه في

ذات أن توضح ذكرناها التي التجارب إن

فتخلق , ذاتها من موضوعها تخلق الشاعرألن , فيه تستغرق معاناة موضوع لنفسهاتتحقق . لم الواقعية الموضوعية المعاناةمن أساسيا مشخصا تمثل العملية وهذه

. الرومانتيكية الرؤية مشخصات

نورد , موضوعها خلق الذاتفي دور ولبيانالشاعر قصيدة

رؤية ” ” من ينطلق الذي الحضراني إبراهيمرومانتيكية :

الناس كسائر طينة من صاغك قد اللهأكثر وال

خلق من خاطري يامنى فحدثينييبهر الذي الحسن

مsن والثغر فتاكة األلحاظ جعل مsنيسكر صيره

خالقك , أنا أنا أنا غيري الفتنة خلق مsناألكبر

أما , طين من البشر مثل خلقت فالمرأةصنع من فهو وتفصيالته الباهر حنها

الشاعر .

الصور تلك الشاعر صنع أيشيء من ولكنالمثالية :

يضنى خافق من الحسن هذا خلقتيسهر الدجى وطرففي

ما كل من المنى همسات من ته uخلقأكبر وما أهوى

من والليل الدجى عند النور ومضات منيعكر إذ حولي

فيكل الضنى يقاسي قلب من أواهينغر جرحه يوم

قد , , بكفه الذي ألست أدري ال أشكوكالخنجر؟ نع vص

سهر الشاعر على أمالها الصور فهذهالتي , للمرأة خيالية صورة فيها رسم الليلغدت , , الذات ولدتها الصورة أن بمعنى يريدمعاناة , ومصدر نفسها للذات تأمل موضوع

وليس , , بذاتها معذبة فالذات لها وعذابوهي , حقيقته على األصلي الموضوع من

طين . خلقتمن التي المرأة

ملخص: في للواقع الرومانتيكية الرؤية تمثلتالحب , تجربة في اليمني العربي الشعراالجتماعية الظروف طبيعة مع منسجمة

بشعراء , تأثروا وقد إطارها في عاشوا التيالعربية . الرومانتيكية

اليمني المجتمع وبتغير الشاعر ولكننفسه عن يطرح أخذ واجتماعيا سياسيا

ورؤيته المحدودة الكالسيكية رؤيتهالمتعالية الواقع عن المنعزلة الرومانتيكية

التجربة , في يستغرق أن ويحاول عليه. التغيير , حركة ويقود الواقعية