لم اكن اعلم يوما ان مجرد فكرة مغادرة اسوار القسم االعدادى

لقد احببت حقا ذلك , ستكون بهذا األلم النفسى الذى اشعر به اآلن

..طلبــــــــة و مدرسين و ادارة , القسم بكـــل ما فيه

, فهو فصل ال يمكن ان انساه امضيته داخل معشوقتى دى السال

احببته , نجاحاته التى حصدتها و بكل اخفاقاته ايضا احببته بكل

بكل الشخصيات التى كان لى الشرف ان القاها و بكل المواقف

.الطريفة و المواقف الصعبة التى عشتها هناك

احببت ذلك النشاط الذى صرت مسؤال عنه بالقسم طيلة ثالث

شاهدا حيا علىالنشاط االذاعى الذى كان . سنوات

انجازاتنا

ك الميكروفون الذى منحنى الفرصة ان التقى بشخصيات عظيمة ذل

فعلى مدار آخر سنة لى بالقسم قمت بادارة العديد من الحوارات ,

التى تمكنا منها التعرف و لو بايجاز على الكثير من الناس الذين

لم اشعر , كان مشوارا جميال حقا بكل ما فيه ... نحبهم و نقدرهم

و قد قررت ان اكتب كواليس , رب من نهايته بجماله اال حينما اقت

تلك الحوارات التى ادرتها و ما وراء هذا النشاط الذى عشقته من

مواقف طريفة حدثت لى داخل هذات القسم الذى سيظل محفورا فى

...قلبى

مارك كاسترو

!!وزير داخلية المرسة

الفصل كنا فى بداية , كان آخر لقاء اذاعى قمت به فى القسم

لم . و كنت ابحث عن بداية قوية لجذب االنتباه ىــالدراسى الثان

!رامى فوزى ليفتتح لنا اذاعة الترم الجديد /اجد افضل من ا

حيث ان هذا الرجل استطاع بمهارة ان , لقد كانت حقا بداية قوية

يدل فى رأيى يكون شعبية جارفة فى فترة زمنية بسيطة جدا و هذا

ى حبه الشديد لمهنته و اهتمامه بجميع الطلبة و هذا ما بالفعل عل

.تابعته انا شخصيا عن قرب فى اول عام كان معنا فيه

لقد فوجئت حينما قام جميع طلبة القسم بالتصفيق له منذ ظهوره

: للتأمل و هذا حقا ما دعانى ! بجوارى قبل حتى ان نبدأ الحوار

يضع هذا الحب فى و يترك بصمته الهذا الحد يمكن للمعلم ان

و انما يبدأون قلوب الجميع بحيث ال ينتظر احد حتى يبدأ حديثه

طار التقليدى تبتعد بنا عن اال انها حقا كاريزما!! هم بتحيته

للمدرس و الطالب و انما ترسم عالقة اكثر ودا و قربا و هى عالقة

.و القدوة و الصديق األخ االكبر

سؤاال عادة من جميع طلبة القسم حتى سألتهمرت تلك الدقائق فى س

ما "فقلت له , فى منتصف حديثنا و قد ظننت بأنى سأفاجئه به

و لكن المفاجأة كانت فى " رأيك فى مسيو ميشيل فى كلمة واحدة ؟

فقال لى فى سرعة بديهة , اجابته هو التى لم تخطر لى على بال

" !!!وزير داخلية المدرسة"غير مسبوقة

لم يكف احد عن الضحك , ! " بصراحة كده كان رد ف الجون و "

فهذا االخير , من هذه االجابة السريعة و الصحيحة فى نفس الوقت

ميشيل جبره قد ضرب لى / ان ا. اراه افضل من اى وزير داخلية

كيف يكون الشخص على المستوى , مثاال جيدا فى فن القيادة

ينسج شخصية ع بمهارة ان االنسانى طيب القلب و مع ذلك يستطي

.النظام داخل القسم حازمة قادرة على ضبط

الحوارات التى قمت بها فى هذه السنة و فى النهاية كان من اجمل

مع شخصية كاريزمية من الدرجة األولى , كان آخرها على االطالق

استطاع بخفة ظله ان يجذب انتباه جميع من كان واقفا فى هذا

.اليوم

!شكرا يا كابتن

, لم ألتقى فى حياتى بشخصيات كثيرة على نفس طراز كابتن رأفت

هكذا كنت , !! حتى الموت االلتزام: الذى يقدس الجدية ذلك الرجل

فهو من القليلين الذين يتمتعون بتلك السمة و ذلك . أراه دوما

ربما يخشى البعض . الطابع الجاد و العسكرى اذا اردنا وصفه

ل مع تلك الشخصيات التى ال تعرف معنا للهزار اثناء العمل و التعام

.لكنى قد استطعت ان ارى جانبا جديدا فى شخصية هذا الرجل

كانت بداية هذا العام الدراسى حينما كنت ابحث عن مدرس القوم

و بما انى لست من , مجدى بطرس مدير القسم / بعد ابمحاورته

قتى بمكتب التربية الرياضية المداومين على الرياضة فكانت عال

و لكنى قد قررت حينها ان ! كعالقتى باللغة الصينية كده بالظبط

و الحق انى لم اكن , اقتحم هذا العالم الذى ال اعرف عنه الكثير

بالشجاعة الكافية ألن اذهب الى كابتن رأفت ذلك الرجل الحاسم

. ل لقاء بيننااو هذا الذى ال يتهاون ابدا فى عمله السيما و ان كان

عادل حسب اهلل ان نذهب سويا لنعرض عليه األمر / لقد طلبت من ا

لقد جلسنا نحن الثالث فى مكتبه و قد , و بالفعل تم هذا اللقاء ,.

كلف فى كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى ان اجده مرحا جدا ال يت

و قد فسرت ذلك حينها ان الشخص . حديثه و ال يصطنع الحسم

السوى يستطيع ان يكون حازما حينما يحتاج األمر الى الحزم و ان

لقد . يضحك و يكون على طبيعته حينما ال يستلزم األمر الشدة

ال يود التكلم عن نفسه امام الطلبة , وجدته فى غاية التواضع حقا

عد الحوار االذاعى ظهر انضباطه الشديد فى و حينما اتى مو,

لقد كانت حقا , مواعيده حيث وجدته من اول الواقفين امام الطابور

احد الجنود ى و لكل القسم ان نتعرف علىفرصة رائعة بالنسبة ل

المجهولين بالمدرسة الذى ال يشاء ابدا ان يتباهى بانجازاته و هى

حوار عشقه الشديد للقسم لقد ظهر ايضا فى هذا ال. عديدة جدا

.االعدادى

و اذكر فى موقف طريف انه بعد ان انتهى حوارنا و بدأ الجميع

, مع الجميع ان اقدم له الشكر كعادتى حاولت, التوجه الى الفصول

فقد اسرع فى , و لكنه لم يسمعنى " شكرا يا كابتن" فقلت له

ع دقائق خطواته دون ان يستمع ألحد و كأنه كان فى اجازة لبض

فرصة للتراخى او ليعود مرة اخرى الى عمله دون ان يترك اى

!!اضاعة الوقت

. فهو حقا مثال من الرجال الذين نقتاد بهم و هم ال يتكررون كثيرا

هذا حقا ما " ان تكون قدوة فى افعالك قبل ان تنطقها بلسانك"

.رأفت نتعلمته من كابت

!ست الكل

نبيلة / كنت فى الصف الثانى االعدادى حينما تعالت الشكاوى على ا

بدو ان ظروفها بالمدرسة و ي و كان آخر عام لها معنا , تيناوى

, الصحية وقتها قد جعلتها اكثر توترا و عصبية خالل هذا العام

و بصراحة احنا كنا مزودينها "فكانت كثيرا ما تفقد اعصابها

و . بالمرة القة بينها و بين الفصل ال تطاقفباتت الع, " شوية

من هذا –نبيلة /فلتسامحنى ا –الحق يقال انى قد سأمت حقا

, االسلوب التى اتبعته هى وقتها و هو ما عجز فكرى عن بلوغه

فقد كان امامها كما ظننت الكثير من الطرق و األساليب للتخلص

" !! و نفضها سيرة بقى "من الطلبة المشاغبين

ن صراعات مع الكثير من باختصار اصبحت كل حصصها عبارة ع

و ال اكذب انى فى بعض األحيان كانت تأخذنى , طلبة الفصل

المصادمات و الشفقة بهذه السيدة التى ال يسمح لها سنها بكل هذه

و لكنى اعترف ان فى كثير من األحيان كنت اتمنى ان ,العصبية

او ان تنسحب من ( فى البداية كما ظننت ) تغير اسلوبها العقيم

!ان كانت ستظل بهذا األسلوب القديم تدريس الفصل

مجدى جمال الدين اللذان بذال / عماد يسرى و ا/ و فى هذا اشكر ا

و مؤثرا كل حسب طاقته فى سبيل التوفيق بينها و مجهودا كبيرا

.بين طلبة الفصل

ما رأيته متجليا ان كل هذا ربما يحدث فى كثير من الفصول و لكن

امامى هو ما حدث فى احتفالية القديس دى السال و كانت قد قاربت

ل الذين فجلست معها انا و بعض طلبة الفص, السنة من نهايتها

فحتى هذا الوقت كنت ارى , ضحوا بالفسحة حتى يستمعوا اليها

.اسلوبها غير منطقى

و المفاهيم و لقد غير الحوار الذى دار بيننا الكثير من األفكار

و قد سقطت كل التهم المنسوبة لها بمجرد , المبادىء بداخلى

لقد تخلت و ألول مرة عن الحديث , سماعى لتلك النبرات الحانية

التزال كلماتها فى ... بالفرنسية و كأنها تلجأ ألخر خيار عندها

: لقد قالت لى , اذنى حتى بعد مرور عام على هذه الحوار الفريد

من الطلبة قالتلى ابنى لو مضايقك اطرديه حتى و لو ( س) والدة"

سكتت – و كملى حصتك من غير ما تضايقى نفسك طول السنة

بس –قليال وهى تنظر لى مندهشة من هول ما ترويه ثم تستكمل

انا طبعا صعب على انى اعاقب الولد طول السنة و مايحضرش و ال

فأنا , مه هى الى عايزة كدهحتى لو ا, كده يبقى انا باظلمه, حصة

" !!!قلت خليه جوه يمكن يتغير

كان اثر هذه الكلمات قويا بل مدويا بداخلى و لقد زال الستار و

اصبحت ال ارى امامى سوى األم الحنون التى تشفق على بنيها

انها حقا من الناس الذين ال ! حتى و لو على حساب راحتها

تضحى , أنها من كوكب آخر يتكررون كثيرا فى هذا الزمن و ك

كل الشكر و التقدير لتلك ...حتى ال يقع الضرر على احد براحتها

.األم الفاضلة

!!ال واهلل مش فاكر دلوقتى

ا فى بداية الفصل و كن , كان ثالث حوار اذاعى اقوم به فى القسم

مجدى جمال الدين ان يكون / حينما طلبت من ا الدراسى األول

و , ضيفى فى لقاء يوم السبت األسبوعى كما اعتدنا ان نفعله

الحقيقة ان الرجل لم يصطنع الرفض ابدا بل بالعكس قد وافق على

صحيح هو اجل المعاد كذا مرة بس فى النهاية قدرنا نظبط "الفور

".المواعيد و استضيفه فى االذاعة

ضحك فى الموضوع انى ذهبت له قبل ميعاد الحوار بحصة و من الم

, الطلبة ماو حصتين ألعرض عليه االسئلة التى سأوجهها له اما

ايه يابنى ده ماتزود شوية فى : قام مسك األسئلة كده و قالى"

االسئلة التى و طلبت منه ان يذكر و بالطبع وافقت !! "سئلة األ

, يعنى شوف انت بقى : اح قالى ر", يود الرد عليها امام الجميع

" حكة التى حدثت معك بالقسم اسألنى مثال ايه اكتر المواقف المض

.قمت بتدوين السؤال استعدادا للحوار و بالفعل

يتسم دق جرس الفسحة و انتظمت الصفوف و قد كان حوارا

فلم , بالطابع السريع و هو لنقص الخبرة منى فى هذا المجال وقتها

مرت االسئلة حتى , ا ادارة الحوار كالمرات الالحقة استطع حينه

استاذ : "فقلت له , وصلنا الى هذا السؤال الذى طلب ان ادونه

ايه اكتر المواقف المضحكة الى حصلتلك فى القسم ؟ و , مجدى

ال واهلل مش فاكر "كان المفاجأة حينما وجدته يجيب بسرعة

" !!!!!!دلوقتى

!!!.طب ما انت الى طلبت

قا حوارا مميزا بسبب خفة ظله التى اضافت جماال كان ح و مع ذلك

فهو حقا و فى رأيى بارع جدا فى الوصول الى , الى الحوار ككل

.جميع الطلبة على اختالف فكرهم و مستوياتهم

Arcade Game !

كان يوم خميس على ما أتذكر حينما دق جرس الحصة الثامنة

محمود / الدراسات االجتماعية و قد خرجت انا و التنتهى حصة

لنضع الالب توب , و هو هشام كامل عبد الغنى و احد طلبة الفصل

كثيرا ما يدور الكان سؤ... و البروجيكتور فى مكانهما المخصص

و لكن هذه المرة سنحت لى و لكنى لم ابحث فيه من قبل فى ذهنى

دور المحاور و لكن بالفرصة بعيدا عن ضوضاء الفصل ان ألع

و قد سألته لماذا , فقط نحن الثالث , هذه المرة بدون مشاهدين

يهتم بكل هذه التكنولوجيا و التحضير االلكترونى و هو بعيد كل

فما الذى يدفعه الى هذا العالم االفتراضى , البعد عن هذا المجال

.ألن يبذل فيه كل هذا المجهود

عبارة عن محاضرة لم نشعر بنهايتها اال لقد كان رده على سؤالى

لقد كنت و كأنى امام عالم فى ! مع جرس انتهاء الحصة التاسعة

لم اصدق , رادة و الدوافع التنمية البشرية حينما يتكلم عن قوة اال

فى ايضا حينما سرد لنا كل هذا الكم من الدراسات ما سمعت

لة و فى كورسات الجغرافيا و فى الخط العربى و فى الفنون الجمي

المجاالت التى اتقنها السيما الجزء المتعلق اللغات كما تكلمنا عن

و هو ما , لقد وقفت انا و هشام مذهولين من كالمه . بالتكنولوجيا

ال كيف يكون االنسان ب: فى حياة هذا الرجل جذبنى للتأمل كثيرا

كيف للمرء أال ييأس, ال يعرف حدودا ألحالمه, سقف للطموحات

لقد , لم نستمع الى مجرد مدرس بالمدرسة . و ال يتوانى البتة ابدا

لقد تتوجت . كنا امام شخص تتجلى فيه العزيمة فى اجمل صورها

هذه العبقرية و تلك المحاضرة التى تبث االمل و االشراق بآخر

كانت التزال دهشتى و انا استمع , مشروعاته التى ينوى القيام بها

الذى ( االركيد جيم ) و هو يتكلم عن لعظيمالى هذا الرجل ا

لقد اصطفاد , سيقوم بتصنيعها معتمدا على ذاته و بأقل التكاليف

فى شرح هذا االختراع و نحن منبهرون بما نسمع غير مصدقين ان

و نحن ال نشعر ربما يكون العباقرة اقرب الينا مما نتصور

! بوجودهم

حن نستمع الى تلك الكنوز التى قضينا حصة من امتع ما يمكن و ن

تحصيله و هذه االبتكاراتو ذلك العلم الذى استطاع يرويها علينا

لتى قال لى انه لن يهدأ التى قرأ عنها و سوف يعيدها فى مصر و ا

...اال بعد تحقيقها

هى كلمته اآلخيرة لنا بعد هذا الدرس آخر ما يزال عالقا فى ذهنى

فيه حاجات كتير لسه .. و لسه " فقد قال لى قبل ان نغادر , الرائع

" !!! متعلمتهاش

ان ما علمه لى هذا الرجل فى حصة واحدة سأظل اتذكره طوال

و الى , يتعلم فى كل وقت , فهو حقا مثال ال يتكرر كثيرا , حياتى

... بة حولهالنهاية و بدون ان يحدث جل

...انه استاذ محمود عبد الغنى كما لم يعرفه الكثيرون

اسحق نيوتن

هذه اللقاء الذى سارويه ربما يكون افضل حوار دار بينى و بين

عدادى ان لم يكن فى اال بقائى فى القسم شخص آخر طوال فترة

!!حياتى كلها

فهو يجوبها ,تلمح ظله فى كل ارجاء المدرسة .. نراه دائما حولنا

يوما الن ربما لم يحالفك الحظ , مرارا كثيرة خالل اليوم الواحد

. تسمع صوته و لكن من المؤكد انك رأيته كثيرا ما يمر بجانبك

...الخادم الصامت دوما ... انه رجل يخدم بال مقابل

اع ألكثر من شهر عن عمل الحوار األسبوعى مع احد طبعد انق

, عن عودة قوية و مختلفة بعض الشىء كنت ابحث , المدرسين

ظللت ابحث الى ان , كنت اود شخصا ال يعرف تاريخه الكثيرون

, ته و هناك رأي, كنت يوما اذهب لتصوير بعض األوراق بالمطبعة

...على كتفه وحده تراه يسير و كأنه يحمل كل اعباء المدرسة

من تاريخ ان مسيو روبير يمثل فى رأيى جزءا ال يمكن ان نتغافله

تخدم بكل ما , ان تخدم فى صمت دون ان يشعر بك احد ...المدرسة

انه حقا ليذكرنى . أوتيت من اخالص دون ان تنتظر اى مكافأة

هوذا عبدى ال يصيح و ال :" بكلمات الكتاب المقدس حينما قال

" و ال يسمع احد فى الشوارع صوته, يرفع صوته

ن يكون ضيفى فى اذاعة يوم حينما رأيته صممت على ان ادعوه أل

, و لكنه و فى لمح البصر قد ختفى من امامى . السبت كالمعتاد

فهو مشغول , فهذا الرجل ال يعرف معنا للراحة او مراعاة للسن

حقا انه شخص ...بكل جهده فيها عملدائما ال يترك فرصة اال و ي

.يندر ان نقابله كثيرا

دائما على التنقل من يه القدرةفهو لد, لقد بحثت عنه طيلة يومين

. مكان آلخر دون ان تظهر عليه معالم االرهاق ابدا

, يسير بالقرب من قسم االبتدائى الصغير فى النهاية وجدته

اسرعت اليه و انا اعرض عليه موضوع الظهور معى عبر االذاعة

...لكى يتحدث عن ذكرياته داخل اسوار المدرسة

فقد اخبرنى الكثيرون انه ال يحب , فى الحقيقة لم اتفاجأ برفضه

اصل بصراحة كمان ممكن يلبخ فى اى حد من غير " الظهور كثيرا

لقد وقفت معه ألكثر من عشر دقائق فى محاوالت . "ما يحس

لقد قال لى انه من الممكن ان . مستميتة القناعه لكن دون جدوى

اود معرفته خالل النصف قرن الذى و يحكى لى كل ما نجلس سويا

.قضاه داخل اسوار المدرسة

, ع هذه الفرصة هباءا يبالطبع فضول المذيع لم يسمح لى ان اض

فقط وقفت , الحصص و اليوم الدراسى و كل شىء لقد نسيت

, كانت كلماته تخرج فى براءة كاالطفال ...استمع لقديس المدرسة

ال , فهو صريح الى اقصى حد " لف و دوران"يتكلم بدون تكلف او

...يعيش كمالئكة اهلل على األرض, يعرف المكر او الخبث

يقال دائما ان اقسى عقاب لالنسان ان يتواجد مع العظماء و يجعلهم

لذلك تجنبت انا هذا العقاب و تركته يتكلم و نحن , يغلقون افواههم

يعمل , ت انه يجيد اكثر من سبع لغا عرفت منه, نسير الى المطبعة

بالمدرسة منذ سبع و خمسون عاما و له العديد من الدراسات فى

.. لقد وقفت مذهوال امام هذا الكم من الثقافة الملم بها ...الكيمياء

فهو كالكنز الذى اذا , لقد تواعدت معه على اللقاء مرة اخرى

...وجدته ربما تتغير حياتك الى األفضل دائما

( 2 )اسحق نيوتن

لم استطع , منذ لقائى األول بهذا االسطورة المسماه مسيو روبير

تناسى هذا اللقاء و قد قررت ان استكمل معه حوارنا الرائع الذى

, يحكى فيه ذكريات نصف قرن من الزمان داخل اسوار المدرسة

: كان لقاؤنا هذه المرة داخل القصر الذى يقضى فيه معظم وقته

تشعر , لمكان الذى يحمل طابعا خاصا ال مثيل له ا... انها المطبعة

كل ركن من اركانه , فى موقع يختزن ذكريات التاريخ و كأنك

يحتوى على ما استطاع من لقطات الماضى و تدرجات المدرسة

اشار الى فدخلت وراءه . الزمان او يزيد على مدى نصف قرن من

المعلقة المطبعة و بدأ يقص على ذكريات كل صورة من الصور

اغلب الصور كانت لألخوة الفرير الذين عاشوا و , على الجدران

بدأ يحكى لى الكثير مما ال يعرفه احد عن , خدموا فى المدرسة

لقد شعرت حقا بأننى . النوادر و الذكريات التى مرت بالمدرسة

فعلى مدى الربع ساعة التى , امام اسطورة و ليس شخص عادى

الخدمة من ...ال يقل عن خمسة مكالمات قضيناها هناك جاءه ما

لقد خص ايضا بالمدح اول مدير . دون اى مقابل ...اجل الخدمة

كما , مصرى تولى ادارة المدرسة و هو دكتور موريس انطاكى

سرد لى الكثير من القصص مع األخ بوالد الذى كان له معزة

.خاصة فى قلبه

لمنصب مدير لقد استعجبت حقا حينما قال لى انه قد ترشح

المدرسة و لكن منذ ما يقرب من الثالثين عاما و لكنه رفض األمر

و قد , لقد استوقفنى كثيرا هذا الموقف الغريب و الغير المألوف ...

شعر هو بتعجبى و اجابنى اجابة بسيطة فى شكلها و لكنها تحمل

"لقد قال لى بالفرنسية , فلسفة غاية فى العمق و السمو

“Puisque tu es directeur , tu es un esclave sans

sentir”

" !!!فأنت اسير لهذا المنصب دون ان تشعر , ان تكون مديرا "

لن اخوض فى , انها حقا حكمة تستحق منا التأمل فيها كثيرا

تفسيرها كثيرا بل سأتركها للقارىء العزيز كفلسفة عاشها احد

!العظماء فى دى السال

فضل ان يعيش طليقا دون ان يقيده منصب او نمط ان هذا الرجل قد

يعيش مع معشوقته , يخدم دون ان يراه احد , او اطار معين

... الوحيدة دى السال فى بعد تام عن اى تسليط للضوء

حد يضيع كل !! انت مجنون ؟: بصراحة كان على لسانى اقوله "

!!! "ده و يدفن نفسه ف المطبعة

كل دهر من الدهور ينعتهم من حولهم ان حكماء : و لكن حقا

...بالجنون

و اشياء اخرى كثيرة قالها لى مسيو روبير ليس لدى متسع من

لست فى " و على بالطة كده "الوقت ألذكرها واحدة واحدة كما انى

فبالرغم من النقاء , فهو تركيبة غريبة من البشر .. مثل جرأته

فهو , ن الروح الثورجية و مع ذلك فهو ال يخلو م المنقطع النظير

و هذا ما بدا واضحا لكثرة , دون خوف او قيد .. ينتقد بكل حرية

!!صور جيفارا و نيلسون مانديال الملصقة فى كل جدران قصره

و انى اتقدم بكل الشكر لهذا القديس الذى يعيش معنا و الذى منحنى

هذه الفرصة العظيمة ان اتعرف و لو على بعض قطرات من انهار

كها عن محبوبتنا جميعا دى السالالذكريات التى يمتل

زيارة مفاجئة

هو ليس موقفا بعينه هذه المرة و انما هو من طقوسنا االسبوعية

يوم السبت من كل اسبوع فعند اقتراب , عادل حسب اهلل / انا و ا

الى كثير لقد ذهبنا سويا, نبدأ البحث عن ضيف حوارى االسبوعى

منهم من رفض الفكرة و منهم من , عدادىمن مدرسى القسم اال

كنا " , لقد كان حقا مجهودا شاقا و انا اشكره عليه , رحب بها

" !! انا من ناحية و هو من ناحية لغاية اما يقتنع , نستلم المدرس

عادل فى / فعلى مدى ثالث سنوات داخل القسم كنت اقوم بمساعدة ا

لنشاط االذاعة من تحضير المقاالت الى اختيار االنسب منها االعداد

...حتى تخرج الى النور

فمن ابرز ما قدمنا , لقد كان حقا مجهودا مميزا خالل هذه الفترة

الزميل فقد قام , هو تقليد لشخصية القذافى عقب الثورة مباشرة

على كساب بتقليد ساخر و رائع لتلك الشخصية فى يوم اعتبره و

فقد كان ... وجهة نظرى تتويجا للعمل االذاعى بالمدرسة ككل من

و اذكر انه قبل العرض ببضع دقائق , اعدادا شاقا لهذا العرض

فقد كانت , من احد الفراشين ليرتديها " ستارة قديمة "استلفنا

عادل / كما ال انسى اصرار ا" !! مجنون ليبيا "افضل تقليد لمالبس

و لوال , " عشان نحبك التمثيلية "توك على الخروج لتأجير توك

ضيق الوقت لوجدنا القذافى يدخل على التوك توك الخاص به داخل

!!!!ملعب المدرسة

!!احتفالية يوحنا دى السال للمعاقين

كانت آخر ايام من السنة الدراسية لهذا العام و التى اختتم بها بقائى

لقد احببت ... داخل القسم االعدادى متدرجا بين فصوله و مراحله

.. انشطة و دراسة .. ادارة و طلبة و عاملين .. حقا كل من فيه

. كل شىء به

ازدادت فرحتى حينما علمت بقدوم فرير الفارو رودريجز الرئيس

ذلك الرجل الذى كان آخر لقاء له بمدرستنا , العام لرهبانية الفرير

لقد كانت األجواء صاخبة للغاية و قد قمت !! منذ سبع سنوات

بالتقاط الكثير من الصور لتلك البروفات التى تمت للمدرسة كلها

كما حرصت و بشدة على . استعدادا لحضور ذلك الشخص الجليل

باكر ألشاهد مراسم االحتفال و الطابور التواجد منذ الصباح ال

لقد اعجبت بشدة بهذا . الجماعى فى هذه االحتفالية المهيبة

و لكن يجب علينا اذا تطلب , االنضباط و كم االستعدادات التى تمت

...األمر النقد البناء اال نتوانى عن تقديم النصح دائما

كن و دقت فى طابور من اجمل ما يم اجتمعت كل اقسام المدرسة

مدحت / طبول الكشافة و صعد الرجل على المنصة و بجواره ا

لقد اعدت المدرسة كل شىء لالستقبال و لكنهم و لألسف .. نصيف

كيف نتجرأ و نعاقب اخواتنا من ذوى : قد تغافلوا عن اهم شىء

االحتياجات الخاصة و نجعلهم يقفون كل هذه المدة اثناء الطابور و

و هل يليق انت يكون احتفالهم بعيد " !! ال قوة ال حول لهم و" هم

واقفين لما يزيد عن , قديس المدرسة بهذا االسلوب المهين

!! الثالثين دقيقة و منهم من تتعثر رجاله فى السير بطريقة طبيعية

لقد وجهنا اهتمامنا و لألسف الى الشكل الخارجى و هو مصمت و

عيفة التى ال تعرف حتى قد تغافلنا عن تلك النفس البشرية الض

انها حقا سقطة البد ! المخزى من هذا العقاب الذى وجهناه اليها

.من التفكير فيها

كلمتى األخيرة الى ذلك المربع الذى احاطنى داخل القسم االعدادى

ها و انا اختم ثالثة سنوات من اجمل ايامى بمعشوقتى دى السال

ادارة و طالب : ثالثة سنوات تالمست فيها مع احبائى من القسم ...

عرفت فيها الكثير عن حكمة القيادة و حزم اآلباء و حنو االمهات ,

كل الشكر لألستاذ مجدى بطرس الذى منحنى الكثير من الفرص ..

حبيب "ال انسى ايضا , رر لالذاعة بالقسم ألتدرج فى عملى كمق

ميشيل جبره الذى حظيت دوما باكتشاف تلك الكاريزما / ا" قلبى

وسيم الذى /الى ا... الذى يمتلكها مع الطلبة بين الشدة و الحنو

" امسك عليه اى تأخير فى المواعيد"حاولت على مدار السنين ان

!!!و لكن بالقطع لم استطع

ك اربعة اشخاص ال يجب ان اختم هذا الكتيب دون و فى الختام هنا

كانوا لى عونا بفكرهم و مواقفهم و , ان اوجه انظار القراء اليهم

.حكمتهم التى رأيتها كل يوم داخل القسم

,عماد يسرى : الى صديقى المقرب مع حفظ األلقاب

, الشخص الذى تعلمت منه كثيرا و افادنى بفكره الى ابعد الحدود

تعلمت منه, الفكر كيف تكون متسع اآلفاق طليق منه تعلمتالذى

عن افيه على مدار اشهر هذا العام التى غاب, و الزلت اتعلم

تجلس كنت يوميا اذهب القف امام مكتبك حيث كنت, المدرسة

دائما و انا استعيد تلك الذكريات التى امضيناها داخل الفصل و

لقد علمتنى فن الحوار و , تناقشت فيها مع الطالبالحصص التى

لألسف لم يمتد الوقت بك ...كنت لى ملهما فى كثير من المواقف

و لكنى على يقين ان !! لتكون ضيفى يوما ما فى اذاعة يوم السبت

...معزتك فى قلوب الطلبة ستظل باقية ال يعكر صفوها اى شىء

اى عن ذلك الصرح العظيم و لكن ليس لدى ربما تكون قد افترقت

فأنت حقا السالى حتى ... شك بأن روح األخوة تسبح فى اعماقك

...النخاع

... كيف افكر : فسأظل اتذكر ان صديقا عزيزا علمنى فى يوما ما "

"

الشخص الذى عايشت كيف يخدمك , عماد فرج / الى اخى األكبر ا

و كم و كم , كل التقدير لك دائما , دون اى غرض , دون اى مقابل

مواقف ان لم تساندنى فيها و تدعمنى لما اكتملت الصورة ابدا من ال

لقد بذلت حقا مجهودا كبيرا فى . اآلن و لما اصبحت على ما انا فيه

محاولة اقناعى فى الكثير من المواضيع التى كانت غائبة عن ذهنى

و مع , و لألسف ليس لدى متسع من الوقت ألن اخوض فيها اآلن

ت بجانبى فى السنتين الماضيتين بكل اخالص ذلك لقد ساندتنى و كن

....فيعجز لسانى حقا عن تقديم الشكر لك ...و محبة

اختى الكبيرة فى بعض األحيان او الى امى و ديقتى المقربةالى ص

!!كما اشيع فى بداية هذا العام فى احيان اخرى و العزيزة

يعجز لسانى عن على مدار ستة سنوات ... امانى حلمى / الى م

وى الشخصى و على المستالكثير تعلمت منك , مدى سعادتى بهم

بعد الحدود ن االنسان نقيا الى اتعلمت منك كيف يكو... المهنى معا

و مع ذلك ال يخلو من الحكمة ابدا بحيث ال تطغى صفة منهم على

حبا فى العمل , على مدار السنوات عايشت اجتهادك معنا. االخرى

افهم علمتينى دائما ان ... و ليس سعيا وراء اى مقابل آخرذاته

علما للحياة و للتفكير و تنمية الرياضة و ان , قبل ان احفظ

لالدراك و ليست مجاال للتحفيظ او السير على نمط واحد دون فهم

كنتى األقرب الى فى كثير من الواقف التى احتجت فيها ...

نساهم هم من ال يتخلون عنا فى فاألشخاص الذين ال ن... لنصيحتك

كانت هذه السنة ...الصعبة منها قبل السهلة , جميع الظروف

األصعب فى رأيى و لكنى كنت دائما ما اراهن على حكمتك و ثباتك

.كل الشكر و التقدير لك ...

فمن , هذا العام ان لم نلتقى يكفى القول اننا, رزق اسكندر /الى ا

فنصائحك لى سأظل ... المؤكد ان اشياء كثيرة كانت ستنقصنى

اعمل بها دائما و مواعظك التى اعتدنا عليها طوال العام ستظل

احببت كثيرا ذلك , محفورة فى ذاكرتى ال تشوبها اى شائبة

ان تنظر الى الداخل و ليس : " األسلوب الذى يتعامل به مع الطلبة

فأكاد اجزم ان حبى للغة الفرنسية و لألدب " ... طح فقط الى الس

الفرنسى الذى تلقيته على يديك قد ازداد اضعافا منذ لقائى بك هذا

...اتمنى لك التوفيق دائما ...العام

...سأفتقدكم كثيرا ...اصدقائى األربعة: و فى النهاية

مارك كاسترو