10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 1/19

  #1  

 

ملتقى أهل الحديث > منتدى السيرة والتاريخ واألنساب  هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟

حفظ البيانات؟اسم العضواسم العضو

تسجيل الدخولكلمة المرور

English forum ­ إتصل بناإستعادة كلمة المرورالقسم االنجليزي

 المالحظات

 

أدوات الموضوع  

AM 12:43 ,08­02­12 

السنارى وفقه هللا

 تاريخ التسجيل: 11­01­18

المشاركات: 254

 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟

هل أسس ابن خلدون علم االجتماعد. محمد عبد الوهاب جالل

اإلجابة عندي هي: ال٬ فهو لم يؤسس علم االجتماع٬ وما كان ينبغي له. وهذا ليس انتقاصا منقدره٬ وهو المؤرخ والفقيه المشهود له بعلو المكان. وليس محاولة للسباحة ضد التيار للفت

األنظار. إنما هي محاولة متواضعة لجذب االهتمام إلى المأزق الحالي لتاريخ العلوم في مصر (وفيغيرها من الدول اإلسالمية األخرى).

المدخل الذي اخترته لتفنيد ادعاء تأسيس ابن خلدون لعلم االجتماع هو تاريخ العلوم. ولنبدأباستعراض سريع لثالث من أكبر مشكالت تاريخ العلوم العربية في مصر (وغيرها). وهذه المشكالت

هي:

- هاجس السبق.

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 2/19

- األمثـلة.

- اعتبار علوم السلف تراثا.

أما هاجس السبق فهو ذلك الهاجس الذي يسيطر على أكثر المشتغلين بتاريخ العلوم العربية٬ ومؤداهالسعي إلى العثور على ما يفيد بأن عالما من علماء المسلمين قد سبق عالما أوروبي數楰ا في الكشف عنحقيقة علمية. وكثيرا ما يتم ذلك عن طريق االعتساف في التعامل مع المصطلحات. وقد طغى هذا

التوجه على كل األسئلة األخرى الهامة التي ينبغي أن يطرحها المؤرخ مثل ظروف ومراحل تكوناألفكار٬ العقبات التي اعترضت مسارها٬ ارتباطها بالسياقات الداخلية للمعرفة والخارجية في

المجتمع.... وباسم هذا التوجه يـرتكب خطأ منهجي فادح هو المفارقة التاريخية(anachronisme)٬ وهي إسقاط مفهوم أو فكرة أو مصطلح من سياق تال على سياق سابقيختلف عنه في المكونات والعناصر والخلفيات. وهذا المسلك يفضي إلى خلط المفاهيم وإغفالحقيقة تطور العلم والسياقات اإلبستمولوجية واالجتماعية والخلفيات الفلسفية التي تشكل األرضية

التي تنبت فيها األفكار والمفاهيم والنظريات.

وينطوي توجيه الحرص على إثبات السبق على فكرتين ضمنيتين٬ ال تظهران على السطح٬ لكنهماتوجهان البحث. األولى هي التسليم بأن الفكر الغربي هو المقياس والمرجعية والمركز الذي ينبغي أنينسب إليه كل فكر آخر لينال شهادة بقيمته٬ صك數楰ا بأصالته. والثانية هي أن مساق التطور في الشرق

والغرب واحد٬ وكل ما مر به الغرب البد أن يمر به الشرق. وال أحسب أنني بحاجة إلى توضيح

تهافت هاتين الفكرتين.

والمشكلة الثانية التي تواجه تاريخ العلوم العربية هي األمثـلة. وهي إضفاء طابع المثالية على إنتاجرموز ذلك التاريخ. ويتم ذلك بمحاولة الباحث التأكيد على أن اإلنتاج العلمي للعالم الذي يدرسه٬

يتصف بالكمال والشمول واألصالة. وكأن فكر ذلك العالم لم يتطور٬ وكأنه لم يخطئ ذات مرة٬ ولميحتر٬ ولم يشك٬ ولم تعترضه عقبة! فيتكرس بذلك غياب النقد التاريخي٬ ويصبح العمل في تاريخ

العلوم العربية أشبه ما يكون بصناعة األيقونات٬ وليس بالبحث لعلها العلمي.

أما المشكلة الثالثة في اعتبار علوم السلف تراثا٬ والتعامل معها على هذا األساس حتى داخل دائرة

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 3/19

أما المشكلة الثالثة في اعتبار علوم السلف تراثا٬ والتعامل معها على هذا األساس حتى داخل دائرةتاريخ العلوم. العلم والتراث مقولتان ال تلتقيان. وتاريخ العلوم علم يعنى بالنقد ودارسة العقبات

واإلخفاقات الني اعترضت سبيل العلم. أما التراث فيحمل معنى التبجيل واالحترام والمحافظة.ولسنا نعترض على أن يكون لكل أمة تراث تفتخر به٬ وتؤكد من خالله هويتها وتستثير به حماسة

شبابها٬ وتعلي به من قدرها وتجلي به صورتها أمام ذاتها وأمام اآلخرين. فهذا أمر طبعي ومحمود –ضمن ضوابط ومحاذير محددة. لكن ما هو غير طبعي ومذموم هو أن توكل هذه المهمة إلى تاريخالعلوم ومؤرخي العلوم. فهم بذلك يمنـعون عن القيام بدورهم األصلي الذي هو الكشف عن حقيقة

مسار العلم بإخفاقاته ونجاحاته. ونحن أميل إلى االعتقاد بأن مسؤولية هذا الخلط وااللتباس تقعبالدرجة األولى على عاتق المشتغلين بتاريخ العلوم٬. ألنهم بتزكية هذا االلتباس وبمده بعناصر

االستمرار يصبحون رموزا للمحافظة على التراث٬ مما يزيد من نفوذهم االجتماعي ظهورهم اإلعالمي

نظرا لمكانة التراث لدى الدولة٬ وعند الخاصة والعامة.

إعادة اكتشاف ابن خلدون وصورته

عرف العثمانيون ابن خلدون في نطاق ضيق. لكن إعادة اكتشاف أعماله على نطاق واسع قد تمتعلى يد المستشرق الفرنسي سلفستر دو ساسى٬ الذي قام بنشر فصلين من كتاب (المقدمة) فيسنة 1806م. وفي سنة 1712م لفت المستشرق النمساوي هامار بروقستال٬ األنظار إلى أهمية

أعمال ابن خلدون في كتابه (انحسار اإلسالم بعد القرن الثالث الهجري)٬ وأطلق عليه لقب(مونتسكيو الشرق). وفي سنة 1825م٬ نشر فردريك شولتز مقاال مهما انتقد فيه المستشرقين

األوروبيين بسبب حصر اهتمامهم في جمال الشعر الشرقي وإهمالهم لألعمال التاريخية والفلسفية

للشرق. ودعا إلى ضرورة ترجمة أعمال ابن خلدون٬ ووصف "المقدمة" بأنها بحث فلسفي.

وفي موسوعة (كشف الظنون) التي استمر نشرها من سنة 1835م٬ أورد حاجي خليفة ترجمة مطولة

البن خلدون.

وفي سنة 1840م٬ أمر وزير الحربية الفرنسي بترجمة األجزاء التي تتعلق بتاريخ المغرب في كتاب(العبر) البن خلدون. وعهد بذلك إلى دوسالن أحد تالميذ سلفستر دو ساسى٬ والذي عين كبير

مترجمي الجيش الفرنسي في الجزائر. وقد قامت وزارة الحربية الفرنسية بدور مهم في تجميعمخطوطات كتب ابن خلدون من اآلستانة ومن الجزائر٬ وكذلك في ترجمتها. والهدف من وراء ذلك

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 4/19

مخطوطات كتب ابن خلدون من اآلستانة ومن الجزائر٬ وكذلك في ترجمتها. والهدف من وراء ذلكاالهتمام ليس خافيا على أحد٬ فتلك فترة احتالل الجزائر التي أعقبت الثورة الفرنسية حيث كان

توظيف الدولة للعلم والعلماء في خدمة مشاريعها طابع ذلك العصر.

أما في مصر فقد أورد رفاعة الطهطاوي في كتابه (تخليص اإلبريز)٬ مقولة (ابن خلدون مونتسكيوالشرق). ومعروف أن الطهطاوي كان على صلة وثيقة بسلفستر دو ساسى مكتشف ابن خلدون. وقد

طبعت (المقدمة) بمطبعة بوالق في سنة 1857م٬ تحت إشراف الشيخ نصر الهوريني.

ومعروف أن محمد عبده قد اقترح تدريس (المقدمة) لطالب األزهر٬ لكن الشيخ اإلنبابي٬ شيخاألزهر آنذاك٬ اعترض بدعوى أن العادة لم تجر بذلك. فقام محمد عبده بشرحها لطالب دار

العلوم. وقد أشار بعض الباحثين إلى تأثر محمد عبده بأفكار ابن خلدون في تفسيره للقرآن٬ وخاصة

في تأكيده على فكرة السنن الكونية.

وفي عام 1917م ناقش طه حسين رسالة دكتوراه في جامعة السوربون بباريس عن الفلسفةاالجتماعية البن خلدون. وجادل طه حسين بأن أفكار المقدمة وضعية ال صلة لها باإلطار الدينيعلى أساس أن العلوم واآلداب عند المسلمين منفصلة عن منظومة الفكر الديني. كما حاول أن

يقارب بين أفكار ابن خلدون وأفكار رواد علم االجتماع مثل كونت ودوركايم.

وهنا ترتسم بوادر مشروع طه حسين الثقافي المتمثل في البحث عن القواسم المشتركة مع الثقافةاألوروبية. وبغض النظر عن االتفاق أو االختالف مع طه حسين فيما ذهب إليه٬ ينبغي التنويه بأنه

كان منسجما مع قناعاته٬ واعيا بأبعاد أحكامه ونتائجها.

ومنذ ذلك الحين صارت مقولة تأسيس ابن خلدون لعلم االجتماع تتردد كلما ورد اسم ابن خلدون.

وال أحسب أن مرددي هذه المقولة على دراية باألبعاد والتبعات التي تنطوي عليها هذه المقولة.

علم االجتماع

ظهر مسمى علم االجتماع في النصف األول من القرن التاسع عشر في كتابات الفرنسي أوغستكونت (1798 – 1857م)٬ الذي استبدل به مسمى آخر هو الفيزياء االجتماعية الذي أطلقه

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 5/19

كونت (1798 – 1857م)٬ الذي استبدل به مسمى آخر هو الفيزياء االجتماعية الذي أطلقه

البلجيكي كتليه (1796 – 1874م).

أما التكوين والتشكل فقد تم في بوتقة فكر الحداثة٬ وأسهم فيه الكثيرون مثل فيكو ومونتسكيو

وروسو وكانت وسان سيمون ولوك وسبنسر وغيرهم.

والحداثة هذه أوضاع وأفكار وقيم انتظمت في أوروبا الغربية ابتداء من القرن السابع عشر (أو ربماقبل ذلك). وأهم مظاهرها المكانة الفريدة لعلم الفيزياء وتطور الصناعة وتعاظم دور التقنية واستواء

الرأسمالية والمجتمع الجديد الذي يتسم بالصراع والتشظي٬ والدولة الحديثة التي قامت على مفاهيمجديدة للسلطة وللحقوق وللقانون. أما فكر الحداثة فأهم سماته استبعاد الدين من الشأن العام

والتخلص من النظرة الدينية للعالم طرح القداسة التي كانت تكتنف التصورات, وكان من أثر ذلكتحرر الفرد من الذوبان في الجماعة ليصبح محورا للوجود مما أكسبه وعيا جديدا بذاته وبتفرده.

وأصبح العقل وحده هو المصدر والفيصل للمعرفة وللعمل. فكان البد من استبدال الوعي بالجماعة-الذي مصدره الدين- بوعي جديد على أسس العقالنية الجديدة التي ال ترى من حاكم في الوجودسوى قوانين الطبيعة. ومع اكتشاف الشعوب (البدائية) من قبل الرحالة والتجار والمبشرين تولد لدىالغربيين وعي بذاتهم وبتفردهم. فتوجه االهتمام لدراسة المجتمع وقيمه ومؤسساته. وعضد من هذاالتوجه تزايد متطلبات الدولة الحديثة من المعلومات واألرقام والمعطيات حول األفراد ونشاطاتهم٬للقيام بدورها في الضبط االجتماعي. كما شجع نجاح العلوم الطبعية في تحقيق مشروع السيطرة

على الطبيعة بالكشف عن أسرارها والتنبؤ بأحداثها ولجمها بسطوة التقنية على الشروع فياستحداث أدوات معرفية تقوم بالدور نفسه في المجتمع٬ على أن تكون لها صدقية مماثلة لتلك التيتتمتع بها العلوم الطبيعية وفعالية مشابهة. وعلى غرار انفصال العلوم الطبيعية عن الفلسفة٬ كان البد

أن تنأى المعرفة االجتماعية هي األخرى بعيدا عن الفلسفة.

إنه إذا لمن الخطأ االعتقاد بأن علم االجتماع هو محاولة لفهم الواقع االجتماعي على أسس عقالنيةباستنباط عالقات السببية بين المتغيرات االجتماعية. فمثل هذه المحاوالت موجودة في كتباألقدمين٬ مثل كتاب (السياسة) ألرسطو. مسمى علم االجتماع ال ينطبق إال على معرفة الواقع

االجتماعي بوصفه مصدرا للحقائق ثم العمل على تغييره. فهو إذا أداة ومقياس للتغيير٬ تشكلتعندما أخذت الدولة على عاتقها مهمة الضبط االجتماعي. وهذا لم يتأت إال على أثر القطيعة معغائية الدين ومع حقائق الوجود المتعالية (الوحي)٬ في الشأن االجتماعي على األقل٬ وبعد تنصيب

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 6/19

غائية الدين ومع حقائق الوجود المتعالية (الوحي)٬ في الشأن االجتماعي على األقل٬ وبعد تنصيبميكانيكا نيوتن نموذجا للمعرفة٬ وعقب التحول األنطولوجي لإلنسان الذي جعله كائنا تاريخي數楰ا

منخرطا في عملية التغيير والتقدم الني تتم وفقا لمبادئ العقل وعلى خطا العلم.

خالصة القول أنه علم االجتماع (كغيره من العلوم) لم ينشأ إال عند توافر ظروف موضوعية٬ وفيسياق معرفي معين٬ واستجابة لطلب اجتماعي. ولو طبقنا ذلك على حالة ابن خلدون٬ فإننا لن نجدشروط اإلمكان المعرفي متوافرة. فهي لو كانت متوافرة لتأثر بها غيره من معاصريه أو من التالين له.

لكن ذلك لم يحدث كما يعلم الجميع. أما القول (بالطفرة الخلدونية) و(بالتدفق الفجائي) بعد(حدث باطني) لتفسير توصل ابن خلدون ألفكار المقدمة كما قال ساطع الحصري٬ أو (بالسر

الخفي) كما قال علي الوردي٬ فليس من تاريخ العلوم في شيء٬ فمثل هذه األقوال أقرب ما تكون

إلى المجال الصوفي٬ وأبعد ما تكون عن مجال تاريخ العلوم.

ولنترك جانبا علم االجتماع وعالم اإللهام ونحاول قراءة مقدمة ابن خلدون داخل سياقها وفي إطار

المنظومة المعرفية التي تنتمي إليها ومن خالل الشخصية الفكرية للمؤلف.

مقدمة ابن خلدون في سياقها

مثل سقوط بغداد في أيدي التتار عام 656هـ خطأ فارقا في التاريخ الفكري (والسياسي) للمسلمينوفي تشكيل مجالهم المعرفي. إذ أحدثت سيطرة التتار على معظم الشرق اإلسالمي حالة فرز

واستقطاب وفصل بين العرب والعجم لقيام ما يشبه المنطقة العازلة بينهم٬ وبين السنة والشيعة السيمابعد القضاء على نفوذ اإلسماعيلية في مصر٬ وبين الثقافة العربية والمؤثرات الدخيلة عليها من

الثقافات األخرى٬ وتحديدا اليونانية والفارسية. وأفضى ذلك الفصل إلى بلورة الثقافة العربية السنيةوإلى تحديد مالمحها ومحيطها الجغرافي٬ وتحقيق حالة التفاف واجتماع حول تيارها الرئيس. وأهممعالم التحول الفكري الذي أفضى إلى استواء الفكر العربي السني هو معاداة الفلسفة. والمقصود

بالفلسفة هنا الميتافزيقيا أو اإللهيات سواء أكانت فلسفة المشائين أم األفالطونية المحدثة٬ بدرجاتمختلفة. وكذلك التحفظ تجاه المنطق األرسطي ومحاوالت تجاوزه. وأخيرا انحسار االهتمام

بالجوانب التطبيقية التي يحتاجها الناس في شعائرهم الدينية (الميقات واتجاه القبلة والفرائض...)٬

وفي معاشهم (الطب والحساب والمساحة...).

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 7/19

وهذه التحوالت لم تظهر فجأة لكنها كانت تختمر وسط تيارات متصارعة٬ قبل ذلك بكثير. أماالجديد فهو حسم األمر لصالحها وإقصاء التيارات األخرى٬ داخل المحيط العربي السني. وما مؤلف

الغزالي الشهير "تهافت الفالسفة" الذي كفر فيه الفالسفة إال شهادة وفاة لفلسفة المشائين فيالمحيط اإلسالمي السني. وما رد ابن رشد الذي ال يقل شهرة (تهافت التهافت) إال محاولة يائسة

لإلبقاء على األرسطية بغرض التأسيس لعقالنية إسالمية تمتد بجذورها في فلسفة المشائين٬ وتطمحلرسم دائرة مستقلة للعقل إلى جانب دائرة الشريعة. وهذا المصير الذي آلت إليه المنظومة المعرفية

جاء منسجما مع تنامي االعتقاد بأن الميتافزيقية األرسطية والمنطق األرسطي وعلوم األوائل كلهاأجزاء من منظومة واحدة٬ إذا قبل منها جزء تداعت له بقية األجزاء التي ستصطدم ال محالة مع

العقيدة اإلسالمية.

كان نقد المسلمين للمنطق األرسطي تيارا متصاعدا٬ أسهم فيه األصوليون والمتكلمون وأهله إلية من انتقادات ما قال به ابن تيميه الذي جمع الحديث والمتصوفة واإلشراقيون. ومن أهم ما وج

الموقف السني كله. وعلى الجانب اآلخر تـوج نقد اإلشراقيين بتقديم منطق بديل على يد

السهروردي.

أما العلوم الطبيعية والرياضية فقد تزايدت حالة الريبة تجاهها٬ وتعددت حاالت اتهام المشتغلين بهافي دينهم. وقد عبر الغزالي في (إحياء علوم الدين) عن حالة الريبة هذه مع إقراره بأن ليس فيها ما

يتعارض مع الدين. ومع ذلك فقد حذر من االنجرار وراءها خوفا من االفتتان ببراهينها المشابهة

لبراهين اإللهيات فيعتقد بصحة اإللهيات بالقياس على صحة براهين الطبعيات والرياضيات.

هكذا ارتسمت مالمح العقالنية الجديدة في المحيط العربي السني بعد القطيعة مع اإلرث اليوناني.وأصبح موضوع المعرفة هو التجربة المعيشة وليس التأمل النظري وال التهويم الميتافزيقي وال العلومالنظرية. وتوجه البحث نحو عقلنة الواقع المعيش عن طريق الحصر والتصنيف والتبويب للتجارب

اإلنسانية في الزمان والمكان. ومن الطبعي في هذه الحالة أن يحتل التاريخ موقعا مميزا بوصفهمستودع التجارب اإلنسانية. فحدثت نقلة نوعية وكمية في مؤلفات التاريخ التي تنوعت بين المعاجم

التاريخية (الطبقات والتراجم) والتاريخ العام٬ مع اهتمام واضح بالترجيح بين الروايات. ومن أمثلةذلك (وفيات األعيان) البن خلكان (ت 681هـ)٬ و(طبقات األطباء) البن أبي أصيبعة (ت 668هـ)٬ و(الوافي بالوفيات) لصالح الدين الصفدي (ت 764هـ). صحيح أن هذا التوجه ليس جديدا

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 8/19

ذلك (وفيات األعيان) البن خلكان (ت 681هـ)٬ و(طبقات األطباء) البن أبي أصيبعة (ت 668هـ)٬ و(الوافي بالوفيات) لصالح الدين الصفدي (ت 764هـ). صحيح أن هذا التوجه ليس جديدا

في الفكر اإلسالمي٬ إنما الجديد هو كثرة المؤلفات وجودتها واتساع دائرة تغطيتها.

وتحول االهتمام في مؤلفات السياسية واإلدارة٬ وهو ما كان يعرف باآلداب السلطانية٬ من المنظور

المعياري (ما ينبغي أن يكون) إلى المنظور الوضعي (ما هو كائن فعال).

وتعددت كتب الرحالت التي زخرت بالجغرافية الوصفية وعادات الشعوب٬ إلى جانب االهتمام

المعرفي بالجغرافية اإلدارية٬ أو ما كان يعرف بالمسالك والممالك.

هنالك بال شك العلوم الدينية أيضا٬ التي لم يظهر فيها جديد سوى تراجع علم الكالم.

وفي علوم اللغة لم يضف جديد٬ واستمرت الشروح والتلخيصات. وفي الوقت ذاته كان الجمعوالتصنيف والتبويب٬ فظهرت ألفية ابن مالك (ت 672). وفي األدب تمكن السجع والمحسنات

اللفظية في النثر٬ وظهرت تحوالت عميقة في الشعرية العربية.

وهنالك أيضا الممارسات مثل تعبير الرؤيا والطلسمات وأسرار الحروف والسيمياء والتنجيم٬ التيكانت تسمى علوما آنذاك. ومصدر أهميتها أنها كانت متداخلة ومختلطة بعلوم أخرى مثل

الرياضيات والفلك والكيمياء٬ وأنها كانت تقوم بدور اجتماعي ال يمكن االستهانة به.

لم تعد هنالك متطلبات اجتماعية جديدة وال تواصل مع منظومات معرفية مختلفة وال مؤثرات من أينوع٬ من شأنها أن تقود إلى تحول في المنظومة العربية السنية في القرن الثامن الهجري. ولم تعد

الزيادة األفقية ممكنة؛ فبدأت عمليات التوليف والتركيب بين مكونات المنظومة أفقي數楰ا بظهورالموسوعات الجامعة مثل موسوعة (نهاية األرب في فنون األدب) للنويري (ت 732هـ)٬ التي حوت

كم數楰ا هائال من المعلومات عن السماء واآلثار العلوية والعوالم السفلية واإلنسان وطبائعه والحيوانوالنبات والتاريخ. وموسوعة (مسالك األبصار في ممالك األمصار) البن فضل اهللا العمري

(ت748هـ) التي بلغت عشرين مجلدا٬ واحتوت على قسم عن األرض وما يلحقها٬ وقسم آخر فيسكان األرض من إنسان وحيوان. وفي هذا القسم خصص المؤلف جزءا كبيرا لتراجم األطباء

والعلماء والفقهاء وآخر في تاريخ األمم.

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 9/19

وفي هذا المناخ المعرفي في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري٬ الذي اتسم بتراجع الفكرالفلسفي وتناقص االهتمام بالمنطق وانحسار السجال الكالمي وغياب التكوين الرياضي لدى الكثير

من األعالم الموسوعيين٬ أتيح البن خلدون تكوين علمي數楰 فريد قياسا على المعتاد في ذلك الزمان.هذا إلى جانب التكوين التقليدي: علوم الدين وعلوم اللغة والشعر. وذلك لما حظيت به تونس-

موطن ابن خلدون – من رخاء واستقرار أتاح لحاكمها أن يجمع في بالطه كوكبة من العلماء. وأفادابن خلدون طيلة سنوات تكوينه من هذا الحضور الفريد. ومن أهم من تتلمذ عليهم أستاذه محمد بن

إبراهيم األبلي (681 – 757هـ) الذي أخذ عنه األصلين (أصول الدين وأصول الفقه)٬ والتعاليم

(الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى) والفلسفة والمنطق.

وقد قام ابن خلدون في مطلع شبابه بتلخيص كتاب "محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين" لفخرالدين الرازي (ت 606هـ). وقد أتاح له هذا العمل الوقوف على واحد من أهم السجاالت في الفكر

اإلسالمي بين فخر الدين الرازي ونصير الدين الطوسي حول فلسفة ابن سينا بموقفها المزدوج منفلسفة أرسطو. وأتيح له التعرف على الخالفات المحورية بين الفلسفتين المشائية واإلشراقية٬ وبينالمنطق األرسطي والمنطق اإلشراقي٬ بين الكالم السني والكالم الشيعي. وقد مال ابن خلدون إلى

آراء الطوسي بتأثير من أستاذه األبلي الذي كان معجبا بالطوسي. وفي هذا إشارة إلى تحرر ابنخلدون من األثر األرسطي وإلى وقوفه منذ بداية حياته العلمية على القطعية اإلبستمولوجية التي

شهدها الفكر اإلسالمي. ولربما يبدو القول بتحرر ابن خلدون من األثر األرسطي من قبيل المفارقةعلى ضوء مالحظات كل من روزنتال ومحسن مهدي عن تأثر ابن خلدون بفلسفة ابن رشد. لكنا النرى في األمر أية مفارقة٬ إال إذا اعتبرنا ابن رشد مجرد متحدث باسم أرسطو! والحقيقة عندنا غير

ذلك٬ ففلسفة ابن رشد في التحليل األخير محاولة لتأسيس عقالنية إسالمية اعتمادا على تقويةاالتجاه العقالني عند أرسطو. وبهذا الفهم يكون تأثر ابن خلدون بابن رشد غير منكور٬ السيما أنه

قد قام بتلخيص بعض مؤلفاته.

أما عن ثقافة ابن خلدون الرياضية٬ فقد جاء في كتاب ابن الخطيب (اإلحاطة في أخبار غرناطة) أنابن خلدون ألف كتابا في الحساب٬ لكن هذا الكتاب لم يصلنا. ومن المرجح أن يكون في ظل

أعمال الرياضي ابن البناء المراكشي الذي كان أستاذا للآلبلي شيخ ومعلم ابن خلدون. ومن خاللعرضه للعلوم العددية في (المقدمة) نستشف معرفة تقنية (باألرتماطيقي) وبصناعة الحساب تفوق

معرفته بالفروع األخرى من الرياضيات. وفي معرض ذكره لكتاب (الحساب الصغير) الذي اعتبره من

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 10/19

معرفته بالفروع األخرى من الرياضيات. وفي معرض ذكره لكتاب (الحساب الصغير) الذي اعتبره منأحسن التآليف المبسوطة في صناعة الحساب٬ يقول ابن خلدون: إن البن البناء تلخيصا لهذاالكتاب: (ضابطا لقوانين أعماله مفيدا). وضبط قوانين األعمال هو أهم ما يميز الفكر الرياضيوالمنطقي. وهذا ما سيكون مميزا لعمل ابن خلدون في (المقدمة). والمالحظ أن طريقة تأليف

(المقدمة) تشابه بدرجة ما طريقة التأليف الرياضي٬ فهو يبدأ الفصل بعنوان أشبه ما يكون بنظرية

عامة٬ ثم يتبعه ببرهان عقلي٬ ثم برهان وضعي من الوقائع الحادثة.

يظهر اهتمام ابن خلدون بالمنطق في (المقدمة) في أكثر من موضع. فهو على الرغم من انتقادهلمنطق أرسطو إال أنه لم ينكر مطابقته للفكر. أما تحفظاته فقد كانت على التوسع في البحث فيالمنطق٬ وهو من علوم الوسائل ال المقاصد. ووجه انتقاده إلى إهمال منطق المادة لصالح منطق

الشكل والصورة٬ باعتبار أن األقيسة الذهنية المجردة ال يمكنها أن تحيط بالوجود األوسع نطاقا من

العقل.

أما انتقاده للميتافريقا فقد كان نقد هدم٬ مشى فيه على خطا الغزالي. وكذلك للطبعيات بدعوى أنالمشتغلين بها يزعمون أن براهينهم تطابق الموجودات الخارجية. وقطع بأن مسائل الطبيعيات ال تهم

المسلمين في دينهم وال في معاشهم٬ فوجب عليهم إذا تركها.

أما عن بقية العلوم األخرى فقدم تاريخا موجزا بناء على المعلومات المتوافرة لديه في المغرب٬ الذيلم تكن علومه مزدهرة في ذلك الوقت. ومع ذلك فهناك مالحظات إبستمولوجية ذات دالالت

مهمة.

فهو يقول: إن العلوم الدينية قد بلغت غايتها ولم تعد هناك زيادة لمستزيد. كما لم تعد هنالك حاجةلعلم الكالم بعد أن ألجم علماء السنة أهل البدع. ويورد في هذا السياق مراحل تطور علم الكالم:مرحلة ما قبل المنطق تم المرحلة المنطقية٬ وأخيرا المرحلة الفلسفية. وعن الفقه يقول: إن األمر قد

استقر على المذاهب األربعة٬ ولم يعد هنالك اجتهاد.

يقول عن الرياضيات: إن البراهين قد هجرت وبقيت األمور العملية. كذلك األمر في الفلك. وفي

الطب يقدم انتقادا حاد數楰ا لما يعرف بالطب النبوي٬ فهو يرى أن الرسول لم يبعث ليعلمنا الطب.

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 11/19

كما يرسم ابن خلدون في (المقدمة) خريطة لمراكز الثقل العلمي في عصره٬ ويقر بأن العلوم مزدهرة

في إقليم ما وراء النهر (فارس)٬ وكذلك في مصر بسبب اهتمام المماليك باألوقاف.

ومن قراءة المقدمة يتكشف لنا أن المنظومة المعرفية قد لفظت الميتافريقا٬ وتحفظت على المنطق٬وأبقت على الجوانب التطبيقية للعلوم الطبعية والرياضية. هذا إضافة إلى جانب العلوم الدينية وعلوم

اللغة وعلوم األسرار. ويظهر جلي數楰ا أن قلب هذه المنظومة هو علم التاريخ٬ وأن جل االهتمام موجه

لعلم التاريخ٬ وأن (المقدمة) جزء من هذا االهتمام.

المقدمة وإصالح التاريخ

لكن ما هي حقيقة إسهام (المقدمة) في علم التاريخ؟

سعى ابن خلدون إلى ثالثة إصالحات لعلم التاريخ: األول هو تتويج التاريخ أبا للعلوم الحيويةلعصره٬ وهي التاريخ بمعنى أخبار الدول٬ والمسالك والممالك٬ واآلداب السلطانية. ويقول عن هذا

المنحى: إنه سائر على خطا المسعودي الذي كتب تاريخا عام數楰ا أتى فيه على ذكر الممالك والشعوبوالجغرافيا والعادات... ويقول: إن كتابه احتوى على الكثير مما جاء به ابن المقفع والطرطوشي.

وهذا اإلصالح اقتضته طبيعة المنظومة المعرفية وبنيتها.

أما اإلصالح الثاني فهو البحث وراء أسباب وعلل ظاهرة التحول العميق الذي يشهده العالماإلسالمي في القرن الثامن الهجري. فقد كان يرى في تلك المائة الثامنة زوال عالم بضعف الدولوالقبائل وزوال العمران. فهو بذلك يؤرخ لظاهرة جديدة في التاريخ اإلسالمي: ظاهرة االنحطاط.

وهذا إصالح فرضته ظروف عصره.

واإلصالح الثالث٬ وهو األهم٬ هو جعل التاريخ علما بالمعنى المتعارف عليه لدى المناطقة. والعلملديهم (الفارابي٬ ابن سينا٬ الغزالي....) مكون من تصورات وتصديقات. والتصور هو إدراك معنى

مفرد يتم الوصول إليه بالتعريف. والتصديق هو إدراك العالقة بين تصورين٬ بحيث يمكن وصف هذااالرتباط بالصدق أو بالكذب. لكنه ال يصبح علما نظري數楰ا إال إذا انتظمت التصورات والتصديقات

(انتظاما خاص數楰ا على شروط خاصة٬ فتفيد معلوما آخر من جنسها في التصور أو التصديق٬ ثم ينتظم

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 12/19

(انتظاما خاص數楰ا على شروط خاصة٬ فتفيد معلوما آخر من جنسها في التصور أو التصديق٬ ثم ينتظممع غيره٬ فيفيد علوما أخر كذلك). وهذا االنتظام في التصورات والتصديقات وهذه الشروط

الخاصة هي المعيار أو المنطق الخاص بالعلم٬ الذي يتيح قبول المزيد من التصورات والمزيد منالتصديقات بعد فحصها٬ فيتمدد بذلك العلم ويتسع٬ ويكتسب صدقية. وهو أيضا الذي يتيح

االلتقاء مع علوم أخرى مما قد يتولد عنه علوم جديدة. وعلم التاريخ كان يفتقر إلى هذا المعيارالذي تقاس به األخبار والروايات, وكان التأليف التاريخي مقصورا على ظاهر التاريخ الذي هو (أخبار

األيام والدول)٬ متجاهال لباطنه الذي هو (نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومباديها دقيق وعلمبكيفيات الوقائق وأسبابها عميق). وما قام به ابن خلدون هو كشف المعيار الذي تقاس به الروايات٬

الذي أطلق عليه (طبائع العمران) التي ترجع إليها الحوادث والوقائع لمعرفة اإلمكان أو عدماإلمكان. وهو بذلك يضع نفسه في زمرة المناطقة العرب. ويقدم الدليل العملي على قصور منطقأرسطو من خالل تقديمه لمنطق خاص بالحوادث التاريخية٬ تأكيدا على فلسفته بأن الوجود أوسع

من األشكال الذهنية المجردة. وهذا اإلصالح أملته نظرية المعرفة.

(فالمقدمة) إذا إصالح إبستمولوجي لعلم التاريخ٬ بتوليف وتركيب المعارف الحيوية لذلك العصر٬تحت رايته بوصفه قلب العقالنية العربية السنية آنذاك٬ وبجعله علما برهانيا٬ وبإضافة دور جديد له

وهو التفسير. وهذا الدور الجديد أملته خصوصية المائة الثامنة التي رأى فيها ابن خلدون تغييرا

جوهري數楰ا وعالما محدثا يحل محل عالم في طريقه إلى الزوال.

****************************

الحواشي

*)باحث وأكاديمي من مصر.

مؤلفات عن ابن خلدون:

1- ابن خلدون٬ المقدمة٬ تحقيق علي عبد الواحد وافي٬ لجنة البيان العربي٬ القاهرة٬ 1965م.

2- ابن خلدون٬ التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا٬ تحقيق محمد بن تاويت الطنجي٬ لجنة

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 13/19

2- ابن خلدون٬ التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا٬ تحقيق محمد بن تاويت الطنجي٬ لجنة

التأليف والترجمة والنشر٬ القاهرة٬ 1951م.

3- ابن خلدون٬ شفاء السائل لتهذيب المسائل٬ تحقيق محمد تاويت الطنجي٬ اسطنبول٬

1958م.

مؤلفات عن ابن خلدون بالعربية

1- حسن الساعاتي٬ ابن خلدون مؤسس علم االجتماع٬ بيروت٬ 1972م.

2- ساطع الحصري٬ دراسات عن مقدمة ابن خلدون٬ دار الكتاب العربي٬ بيروت 1967م٬ ط3.

3- سفتيالنا باتسييفا٬ العمران البشري في مقدمة ابن خلدون٬ ترجمة عن الروسية رضوان إبراهيم٬

القاهرة٬ 1986م.

4- طه حسين٬ دراسة تحليلية نقدية لفلسفة ابن خلدون االجتماعية٬ باريس٬ 1917م٬ ترجمة

محمد عبد اهللا عنان٬ القاهرة٬ 1925م.

5- عبد الرحمن بدوي٬ مؤلفات ابن خلدون٬ المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية٬ القاهرة٬

1962م.

6- علي الوردي٬ منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته٬ معهد الدراسات العربية العالية٬

القاهرة٬ 1962م.

7- محمد الفاضل بن عاشور٬ ابن خلدون أول مؤسس لعلم االجتماع٬ أعمال مهرجان ابن خلدون٬

المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية٬ القاهرة٬ 1962م.

8- محمد عبد عنان٬ ابن خلدون٬ حياته وتراثه الفكري٬ القاهرة٬ 1953م٬ ط2.

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 14/19

مؤلفات عن ابن خلدون بلغات أجنبية:

1BOUTHOUL, Gaston, Ibn khaldun, Sa philosophie-Sociale, Paris م1930.

,LACOSTE, Yves 2 مIbn khaldun, Paris1966-

3MAHDI, Muhsin , Ibn khaldun s philosophy of History ,-

London, م1957

4ROSENTHAL, E. I. J, Ibn Khaldun, a North African-Muslim Thinker of the 14th century, Bulletin of the John

P 307-320 ,1940م ,Rylands Library, txxiv

Ibn Khaldun” in Encyclopedie de L’ Islam, 2ed t III , “5-

Paris-Leyde, م1968

Ibn Khaldun” in Encyclopedie Philosophique Universelle,“6-

Les Ceurres , t I , PUF, Paris, م1992

كتب أخرى

ابن تيمية٬ الرد على المنطقيين٬ شرف الدين الكتبي وأوالده٬ بمباي٬ 1949م.

ابن الخطيب٬ اإلحاطة في تاريخ غرناطة٬ القاهرة٬ 1319ه.

ابن رشد٬ تهافت التهافت٬ تحقيق سليمان دنيا٬ دار المعارف٬ 1969م٬ ط2.

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 15/19

  #2  

ابن سينا٬ منطق المشرقيين٬ دار الحداثة٬ بيروت٬ 1982م.

السهروردي٬ حكمة اإلشراق٬ تصحيح هـ. كربين٬ جـ٬1 إيران٬ 1952م.

علي سامي النشار٬ مناهج البحث عند مفكري اإلسالم ونقد المسلمين للمنطق األرسطي٬ دار الفكر

العربي٬ القاهرة٬ 1947م.

المسعودي٬ مروج الذهب ومعادن الجوهر٬ المطبعة البهية٬ القاهرة٬ 1346ه.

المقري٬ نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب٬ القاهرة٬ 1949م.

نيقوال ريشر٬ تاريخ علم المنطق عند العرب٬ ترجمة محمد مهران٬ 1985م.

AM 01:02 ,08­02­12 

عمرو بسيوني وفقه هللا

 تاريخ التسجيل: 05­07­16

المشاركات: 2,852

 رد: هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟

قلت في تحليل جزئي لظاهرة تعظيم دور ابن خلدون في التأسيس لعلم االجتماع في خاطرة فيالفيسبوك ٬ تحت عنوان :

( مدني بطبعه ! ـ تحليل تراثي )

من آثار المدرسة الحداثية المتأسلمة المغاربية التي بدأت منذ أواخر السبعينيات تعظيم شأن ابنخلدون ٬ وابن خلدون شخص كبير ٬ ولكنه أكثر مناسبة لتمرير مشروع حداثي عمراني مدني ـ

حسب االصطالح الفائق إلبراهيم السكران ـ من غيره من المصلحين اإلسالميين كابن تيمية مثال .وباستثناء أبي يعرب المرزوقي الذي يتعامل مع ابن تيمية في برجماتية مذهلة ٬ حين يصفه بالعظمة

10/2/2016 هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟ ­ ملتقى أهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275134 16/19

  #3  

والعبقرية ليستمد منه مشروعه النهضوي العظيم في إبطال منطق أرسطو والتمهيد لمنطق تجريبي ٬ التجد نظرا لمشروع كامل البن تيمية ٬ يقوم على الرجوع ألصل اإلسالم ٬ وتعظيم الدور القيادي

للرسل .

تطبيق :

اإلنسان مدني بالطبع ٬ واالجتماع اإلنساني ضرورة ٬ ذلك السبق المذهل الذي لم يدع ابن خلدوننفسه أنه اكتشفه ٬ أو له الفضل في صياغته ٬ ليس في قوة وال تكامل المثال التيمي الشهير علىاجتماعية اإلنسان وأنه كأسراب القطا ٬ بما في ذلك من عمق تحليلي لمعنى اجتماعية اإلنسان

ومدنيته ٬ قبل ابن خلدون بمائة سنة تقريبا .

نسان مدنيا ال جرم ٬ ابن العربي المعافري المالكي ـ اإلشبيلي ـ ٬ قال في المحصول : ( لما كان اإلبالجبلة مفتقرا إلى الصحبة بالضرورة ألنه خلق خلقا ال ستقل بمعاشه وال يستبد بمنافعه بل هو مفتقر

ها إما فعة التي يفتقر إليـ في ذلك إلى غيره وكان ذلك الغير إما مجتمعنا معه وإما مباينا عنه والمنـحاضرة وإما غائبة ) ٬ ثم واصل في كالم مهم عن عالقة اإلنسانية بالظاهرة اللغوية ٬ في إرهاص

غريب بعلم االجتماع اللغوي الحديث .

وهو قبل ابن خلدون بنحو ثالثمائة سنة !__________________

ليس العجب لمن هلك كيف هلك ٬ ولكن العجب لمن نجا كيف نجا.

صفحتي عل الفيسبوك

BasionyAmr@ حسابي على تويتر

AM 01:30 ,08­02­12 

أبو زيد بن عبادة الزرجاشي وفقه هللا

 تاريخ التسجيل: 12­01­04

المشاركات: 47

 رد: هل أسس ابن خلدون علم االجتماع؟

جزاكما اهللا خيرا وبارك فيكما مبحث طيب مبارك انتفعت منه كثيرا