ناََ̫̂رَ ˳̷ِْ˻َ لُاَبِْ̞̓ت˸ْا ̒ - abdur razzaq al-abbad...

Shaykh Abdur Razzaq al-Abbad www.al-badr.net

Germantownmasjid.com @GtownMasjid

تقـبال شهر رمضان - اس

ن من نعم هللا العظمية عىل عباده أ ن جعل هلم موامس متعددة للعبادات ؛ تكث فهيا الطاعات ، وتقال فهيا العثات ، وتغفر ا

ن من أ جل هذه املوامس فهيا اذلنوب والسيئات ، وتضاعف فهيا احلس نات ، وتـتزنل فهيا الرحامت ، وتعظم فهيا الهبات ، وا

ي أنزل فيه القرأ ن هدى للناس وبي نات من الهدى وأ كرهما عىل هللا شهر رمضان املبارك ، قال تعاىل : } شهر رمضان اذل

الصيام والقيام ، شهر الرمحة [ ، فيا هل من شهر كرمي ومومس عظمي !! شهر الرباكت واخلريات ، شهر185{ ]البقرة: والفرقان

. واملغفرة والعتق من النار ، شهر اجلود والكرم والبذل والعطاء واملعروف وال حسان

لقد اكن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يبشـر أ حصابه مبقدم هذا الشهر العظمي ويس تحهثم فيه عىل الاجهتاد ابل عامل

حسان ، وصرب عىل طاعة هللا ، وعامرة هناره ابلصيام الصاحلة من فرائض ونوافل من صلوات وصدق ات ، وبذل معروف وا

. وليهل ابلقيام ، وشغل أ وقاته املباركة ابذلكر والشكر والتسبيح والهتليل وتالوة القرأ ن

ا رمضان روى ال مام أ محد يف مس نده عن أ نس بن ماكل ريض هللا عنه قال : قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل: ))هذ

ياطني(( .(1)قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الش

ل ليل ذا اكن أووروى الرتمذي وابن ماجة عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال : قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) ا

قت أبواب النار فمل يفتح منا اب ياطني ومردة الجن ، وغل ب ، وفتحت أبواب الجنة فمل يغلق من شهر رمضان صفدت الش

عتقاء من النار وذكل ك ليل ((منا ابب ، وينادي مناد ي ابغي الخري أقبل وي ابغ أقص ، ولل .(2)ي الش

: قد جاءك عليه وسمل صىل الل ا حض رمضان قال رسول الل رمضان شهر مبارك وروى أ محد عن أ يب هريرة قال : ))لم

ياطني ، فيه ليل خري من ألف عليك صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحمي ، وتغل فيه ال افرتض الل ش

ها قد حرم(() مل شهر رمضان بأ نه شهر مبارك ، فهو شهر (. ؛ لقد وصف رسول هللا صىل هللا عليه وس3شهر من حرم خري

مبارك حقا ، ك حلظة من حلظات هذا الشهر تتصف ابلربكة ؛ بركة يف الوقت ، وبركة يف العمل ، وبركة يف اجلزاء والثواب

ن من بركة هذا الشهر كام تقدم أ ن احلس نات فيه تضاعف ، ، وفيه ليل القدر املباركة اليت يه خري من أ لف شهر ، وا

.وأ بواب اجلنان تفتح ، وأ بواب النريان تغلق ، والش ياطني ومردة اجلن تصفد، ويكث فيه عتقاء هللا من النار

ميان وثبت يف الصحيحني عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) من صام رمضان ا

م من ذنبه (()واحتسااب غفر هل ما تق ميان واحتسااب غفر هل ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليل القدر ا ( ، وقال صىل هللا 4د

م من ذنبه (( ميان واحتسااب غفر هل ما تقد .(5)عليه وسمل )) من قام رمضان ا

ن م ن أ عظم اخلرسان وأ كرب احلرمان أ ن يدرك املرء هذا الشهر الكرمي املبارك شهر املغفرة فال تغفر هل فيه ذنوبه ول هذا ؛ وا

حتط عنه خطايه لكثة ا رسافه وعدم توبته وتركه يف هذه ال وقات العطرة وال يم الفاضل ال قبال عىل هللا ابل نبة والرجوع



فار ، بل يدخل عليه هذا الشهر الكرمي وخيرج وهو ابق عىل ذنوبه مص عىل خطايه واخلضوع واخلشوع والتوبة والاس تغ

ه . سادر يف غي

روى الطرباين يف معجمه عن جابر بن مسرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) أتين جربيل عليه

د من الم ، فقال : ي محم ؛ قل أ مني ، فقلت أ مني ، قال : ي م الس يه فمات ، فدخل النار فأبعده الل د أدرك أحد وال حم

؛ قل أ مني ، فق لت أ مني ، قال : ومن ذكرت عنده فمل من أدرك شهر رمضان ، فمات فمل يغفر هل فأدخل النار فأبعده الل

؛ قل أ مني ، فقلت أ مني (( .(6)يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الل

ل ذكرت عنده فمل وروى الرتمذي عن أ يب هريرة ريض هللا عنه أ يضا عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))رغ أنف رج

رجل أدرك عنده أبواه الكرب فمل يصل عل ، ورغ أنف رجل دخل عليه رمضان ث انسلخ قبل أن يغفر هل ، ورغ أنف

. (7)يدخاله الجنة ((

ن شهر رمضان شهر -رحب وغنمية ، ولقد اكن النيب صىل هللا عليه وسمل جيهتد فيه أ كث مما جيهتد يف غريه ، واكن السلف ا

هيمتون هبذا الشهر غاية الاهامتم ويتفرغون فيه للتقرب ا ىل هللا ابل عامل الصاحلة، واكنوا جيهتدون -رضوان هللا علهيم ورمحته

طعام الطعام(( -رمحه هللا -ل الزهري يف قيام ليهل وعامرة أ وقاته ابلطاعة ، قا منا هو تالوة القرأ ن وا ذا دخل رمضان ا : )) ا

: جد واجهتاد ، صيام وقيام ، عبادة وتالوة قرأ ن ، هتليل وتسبيح وبر -رمحهم هللا -هذا هو شأ ن رمضان عند السلف

طعام حسان ، عطف ومواساة وا . وا

ن شهر رمضان ضيف عزيز عىل املس كرام ، ا نوا اس تقباهل مبا يس تحقه من حفاوة وا لمني ووافد كرمي علهيم ؛ حفري هبم أ ن حيس

نه يفرح مبقدمه ويرس مبجيئه ويبذل هل ك غال ونفيس، وشهر رمضان هو أ كرم ضيف ذا نزل ابل نسان ضيف كرمي فا نه ا فا

يه ، دراكه وبأ ن بلغنا هللا ا فك من قريب وصديق وجار شهد معنا رمضان املايض ث اخرتمته وأ نبهل وأ زاكه وأ طهره فلنفرح اب

دراك هذا الشهر وليكن ذكل ابس تغالل أ وقاته املباركة املنية فمل يدرك هذا الشهر ، فلنشكر هللا عىل ما أ نعم به علينا من ا

حسان . قال تعاىل: ته فبذكل فامي يقرب ا ىل هللا من طاعات نفعة وأ عامل مربورة وتوبة نصوح وا وبرمح } قل بفضل الل

معون ا جي . [58{ ]يونس: فليفرحوا هو خري مم

وصيام رمضان من دعامئ ال سالم ومن مبانيه وأ راكنه العظام ، ويف هذا الشهر نزلت رمحة هللا عىل عباده اليت يه القرأ ن ؛

وأ ن نشكر هللا عليه ونغتمنه فامي رشع هللا وأ راد من عامرة هناره ابلصيام واملنافسة يف مجيع أ بواب حفق لنا أ ن نفرح هبذا الشهر

. اخلريات ، وليهل ابلصالة وتالوة القرأ ن واذلكر والرب وال حسان

ن لليرسى ، وأ ت علينا النعمة قنا لطاعتك ، وأ عنا عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، ويرس ابلقيام حبق هذا اللهم وف

.الضيف الكرمي ، وأ عنا عىل صيامه وقيامه وحسن ال دب فيه ي رب العاملني

*****



----------------------------

س ناده حصيح13408مس ند ال مام أ محد ) (1) . ( ، قال حمققه: ا

. (، واللفظ للرتمذي1642(، وابن ماجه )682الرتمذي ) (2)

(9497) :املس ند (3)

(760) ( ، مسمل2014متفق عليه ؛ البخاري) (4)

(759) ( ، مسمل37متفق عليه ؛ البخاري) (5)

(2022) املعجم الكبري للطرباين(6)

. (3545) رواه الرتمذي (7)

شهـر رمضان منة عظمى -

وا نعمت لقد أ نعم هللا عىل عباده بنعم كثرية ل حتىص ول تعد } ن تعدنسان لظلوم كفار { وا

ن ال

صوها ا ل حت الل

براهمي: 34]ا ىل دار السالم }والل لهيا ودعامه ا [ ، نعم مطلقة ونعم مقيدة ، نعم دينية ونعم دنيوية ، دل العباد علهيا وهدامه ا

ىل الم وهيدي من يشاء ا ىل دار الس

تقمي{ ]يونس:يدعو ا اط مس [ ، وعافامه يف عقوهلم وأ بداهنم ورزقهم من الطيبات 25 ص

نعام منه س بحانه ليشكره العباد ويعبدوه وحده ل رشيك هل ، ، وخسر هلم ما يف السموات وما يف ال رض ؛ وك هذا ال

. لينالوا مرضاته ويفوزوا مبننه ورحامته

ن من عظمي هباته وجزيل ن عامئه عىل عباده املؤمنني أ ن رشع هلم صيام شهر رمضان املبارك وجعهل أ حد أ راكن الين العظام وا

ومبانيه اليت علهيا يقوم ، وملا اكن صيام رمضان من النعم العظمية اليت من هللا هبا عىل عباده خمت هللا ال يت اليت أ مر فهيا

. [ ؛ ل ن الشكر هو الغاية من خلقه للخلق وتنويعه للنعم185تشكرون { ]البقرة:بصيام شهر رمضان بقوهل تعاىل : } ولعلك

نعام املنعم عىل وجه اخلضوع هل واذلل واحملبة ، مفن مل يعرف النعمة بل اكن جاهال هبا وأ صل الشكر وحقيقته : " الاعرتاف اب

ضا ، ومن عرف النعمة واملنعم لكن حجدها كام جيحد املنكر لنعمة مل يشكرها ، ومن عرفها ومل يعرف املنعم هبا مل يشكرها أ ي

املنعم عليه هبا فقد كفرها ، ومن عرف النعمة واملنعم وأ قر هبا ومل جيحدها ولكن مل خيضع هل وحيبه ويرض به وعنه مل يشكرها

( 1لها يف حمابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها ")أ يضا ، ومن عرفها وعرف املنعم هبا وخضع هل وأ حبه وريض به وعنه واس تعم

. اهـ



وهبذا يتبني أ ن " الشكر مبين عىل مخس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه هل ، واعرتافه بنعمته ، وثناؤه عليه هبا ،

واحدة اختل من قواعد وأ ن ل يس تعملها فامي يكره ؛ فهذه القواعد امخلس يه أ ساس الشكر وبناؤه علهيا ، مفىت عدم منا

لهيا يرجع وعلهيا يدور .(2)" الشكر قاعدة ، وك من تلكم يف الشكر وحده فالكمه ا

والناس متفاوتون تفاوت عظامي يف حتقيق الشكر لتفاوهتم يف العمل مبوجباته مبعرفة اخلالق اجلليل والرب العظمي واملنعم الكرمي ،

وصفاته وأ فعاهل وبديع خملوقاته ومفعولته ومجيل أ لئه وهباته؛ فامتل قلبه حبا هل ، ولهج مفنم من عرف هللا بتفاصيل أ سامئه

لسانه ابلثناء عليه ، ولنت جوارحه قياما مبا يرضيه ، واعرتف هل بلك نعمه اليت أ نعم هبا عليه وخسرها يف ما حيبه ويرضاه ،

ناكره ، أ و ابعرتافه به وعدم الانصياع ومنم من دس نفسه ابلغفل عن هللا واجلهل به فمل يزد ل بعدا جبحوده وا د من هللا ا

. ل مره والانقياد لشعه

ا، ولقد اختص هللا ميان وليتوب من اكن مفرطا ومقص لهية وهبة رابنية للعباد لزيداد اذلين أ منوا ا وشهر رمضان املبارك منحة ا

ه مبزاي انفرد هب ا عن سائر الشهور ، ولنقف عىل بعضها لندرك عظمة هذه النعمة اليت أ نعم هللا هبا هذا الشهر خبصائص ومزي

:علينا لنشكره حق الشكر ونعبده حق العبادة

ن لشهر رمضان الكرمي · خصوصية ابلقرأ ن ؛ فهو الشهر اذلي أنزل فيه القرأ ن الكرمي هدى للناس -شهر الصوم -ا

نات من الهدى والفرقان{ ]البقرة: قال تعاىل: }شهر رمضان ي أنزل فيه القرأ ن هدى للناس وبي [ ، فقد امتدح هللا 185 اذل

تعاىل يف هذه ال ية الكرمية شهر الصيام من بني سائر الشهور بأ ن اختاره ل نزال القرأ ن العظمي ، بل قد ورد يف احلديث بأ نه

مام أ محد واملعجم الكبري للطرباين من حديث واثل بن الشهر اذلي اكن لهية تزنل فيه عىل ال نبياء، ففي املس ند لال ت الكتب ال

ل ليل من رم الم يف أو براهمي عليه السف ا ضان ، وأنزلت ال سقع أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال: ))أنزلت حص

ة خلت من رمضان ، وأنزل الفرقان ل التو يل لثالث عش نربع وعشين خلت من رمضان راة لست مضني من رمضان، وال

لهية عىل ا3(( ) لرسل علهيم السالم، ( ؛ فهذا احلديث يدل عىل أ ن شهر رمضان هو الشهر اذلي اكنت تزنل فيه الكتب ال

منا نزل مجل ل أ هنا اكنت تزنل عىل النيب اذلي أ نزلت عليه مجل واحدة ، وأ ما القرأ ن الكرمي فلمزيد رشفه وعظمي فضهل فا ا

ن أنزلناه يف ىل بيت العزة من السامء النيا ، واكن ذكل يف ليل القدر من شهر رمضان املبارك كام قال تعاىل: }ا ليل واحدة ا

ن كنا منذرين{ ]الخان: 1القدر{ ]القدر:ن أنزلناه يف ليل مباركة ا

قا عىل 3[ ، وقال س بحانه : }ا [ ، ث بعد ذكل نزل مفر

وأ ن هل خصوصية ابلقرأ ن -شهر رمضان املبارك -مواقع النجوم يتلو بعضه بعضا . ويف هذا دلةل عىل عظم شأ ن شهر الصوم

مة من هللا هذا الفضل الكبري، نزول وحيه العظمي، والكمه الكرمي املش متل عىل الهداية }هدى ذ فيه حصل لل الكرمي ؛ ا

نات من الهدى والفرقان{ الهداية ملصاحل الين والنيا ، وفيه تبيان احلق بأ وحض بيان ، وفيه ال فرقان بني الهدى للناس وبي

. والضالل ، واحلق والباطل ، والظلامت والنور

ن شهر رمضان فيه ليل القدر اليت قال هللا عنا: }وما أدراك ما ليل القدر ) · ( ليل القدر خري من ألف 2ث ا

. أ لف شهر سواها ، وكذا ال جر[ ، أ ي العمل فهيا خري من العمل يف 3-2]القدر: شهر{



وصيام هذا الشهر سبب ملغفرة اذلنوب ؛ أ خرج الش يخان عن أ يب هريرة ريض هللا عنه أ ن النيب صىل هللا عليه ·

م من ذنبه (( ) ميان واحتسااب غفر هل ما تقدميان 4وسمل قال: )) من صام رمضان ا ابهلل ورضا بفرضية الصوم عليه ( أ ي : ا

واحتسااب لثوابه وأ جره ، ومل يكن اكرها لفرضه ول شأاك يف ثوابه وأ جره ؛ فا ن هللا يغفر هل ما تقدم من ذنبه . ويف مسمل عن

ىل الجمعة لوات الخمس والجمعة ا ىل رمضان مكفرات أ يب هريرة أ يضا أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))الص

ورمضان ا

ذا اجتنب الكبائر(( . (5) ما بينن ا

ميان واحتسااب غفر هل ما تقدم من ذنبه ، وأ نه تصفد فيه الش ياطني ، · ىل ما تقدم ذكره ؛ فا ن من قام رمضان ا ضافة ا ا

. ، وهلل يف هذا الشهر عتقاء من النار وذكل ك ليلوتفتح أ بواب اجلنة وتغلق أ بواب النار

ويف هذا الشهر املبارك نص هللا املسلمني عىل أ عداهئم املشكني يف غزوة بدر الكربى ، واكن عدد املشكني يف تكل ·

هللا عليه وسمل وطهرها من الغزوة ثالثة أ ضعاف املسلمني ، وفيه فتح هللا مكة املكرمة البدل ال من عىل يد رسول هللا صىل

ال صنام ، واكن عدد ال صنام يف البيت وحوهل ثالمثائة وس تون صامن ، جفعل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل حيطم هذه

ن الباطل اكن زهوقا{ ]ال رساء:والنشاط والعمل ، [ ، فهو شهر اجلد 81ال صنام ويقول: }وقل جاء الحق وزهق الباطل ا

مه العباد ، وأ ن يكون شهر العبادة واجلهاد يف سبيل هللا ؛ حفقيق بشهر هذا فضهل وهذا ا حسان هللا عىل عباده فيه أ ن يعظ

. موسام هلم للعبادة وزادا ليوم املعاد

قنا للقيام فيه مبا ي نك مسيع العاءاللهم اجعلنا ممن يعرف لهذا الشهر ماكنته وحرمته ، ووف . رضيك ا

ن لليرسى ، وأ ت علينا النعمة ابلقيام حبق هذا قنا لطاعتك ، وأ عنا عىل ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، ويرس اللهم وف

.الضيف الكرمي ، وأ عنا عىل صيامه وقيامه وحسن ال دب فيه ي رب العاملني

*****

---------------------------------

.(175يق الهجرتني لبن القمي )ص: طر (1)

.(2/244) مدارج السالكني لبن القمي (2)

مام أ محد17646(. والطرباين )16921رمق: 4/107مس ند أ محد ) (3) .( ، واللفظ لال

(760) ( ، مسمل2014متفق عليه ؛ البخاري ) (4)

.(233) مسمل (5)



يام - فـضل الص

ن الصوم من أ فضل العبادات . وأ جل الطاعات ، جاءت بفضهل وعظمي شأ نه نصوص عديدة ا

يام مك ك ين أ منوا كتب عليك الص ا اذل ين من مفن فضائل الصوم: أ ن هللا كتبه عىل مجيع ال مم وفرضه علهيم }ي أهي تب عىل اذل

ل أ نه عبادة عظمية ل غىن للخلق عن التعبد هبا هلل ومعا يرتتب علهيا من ثواب ما [ ، ولو183قبلك لعلك تتقون{ ]البقرة:

فرضه هللا عىل مجيع ال مم ، والغاية املرجوة من الصيام حتقق التقوى اليت أ مر هللا ووص هبا مجيع ال مم قال تعاىل: }ولقد

ين أوتوا الكتاب من قبلك ينا اذل { ]النساء: وص قوا الل ك أن ات ي . [131وا

ومن فضائل الصوم : أ ن ثوابه ل يتقيد بعدد معني بل يعطى الصامئ أ جره بغري حساب ، أ خرج الش يخان يف حصيحهيام عن

ل اب : ك مع ه ل وأن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))قال الل نيام فا ل الص

ن أ دم هل ا

ه أ ن سابذا اكن يوم صوم أحدك فال يرفث ول يصخب فا

يام جنة ، وا ين امرؤ صامئ ، أجزي به ، والص

حد أو قاتهل فليقل ا

ي نفس مح م واذل امئ فرحتان يفرح من رحي المسك ، للص امئ أطيب عند الل د بيده لخلوف فم الص ذا لقي مذا أفطر فرح وا

ا ا

ه فرح بصومه(() ل ابن أ دم يضاعف ؛ ال 1رب بعمائة ضعف ، قال ( ، ويف رواية ملسمل : ))ك مع ىل س نة عش أمثالها ا حس

ه ل وأن أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجل(( نوم فا ل الص

عز وجل ا . (2)الل

لها العال : مة الش يخ محمد بن صاحل العثميني رمحه هللاوهذا احلديث اجلليل يدل عىل فضيل الصوم من وجوه عديدة فص

ال ول : أ ن هللا اختص لنفسه الصوم من بني سائر ال عامل وذكل لشفه عنده وحمبته هل وظهور ال خالص هل س بحانه فيه ؛

ن الصامئ يكون يف املوضع اخلال من الناس ممتك ل هللا ، فا م ل نه رس بني العبد وبني ربه ل يطلع عليه ا نا من تناول ما حر

م عليه ذكل فيرتكه هلل خوفا من عقابه ورغبة هللا عليه ابلصيام فال يتناوهل ل نه يعمل أ ن هل راب يطلع عليه يف خلوته ، وقد حر

يف ثوابه ؛ مفن أ جل ذكل شكر هللا هل هذا ال خالص واختص صيامه لنفسه من بني سائر أ عامهل ، ولهذا قال : ))يدع

ذا اكن ش يوم هوته وطعامه من أجل(( ، وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كام قال سفيان بن عيينة رمحه هللا : ))ا

هل حىت ل ي ما عليه من المظالم من سائر مع ل هللا عز القيامة حياسب هللا عز وجل عبده ويؤد وم ، فيتحم ل الص يبقى ا

وم الجنة(( .(3)وجل ما بقي عليه من المظالم ويدخهل ابلص

ىل نفسه الكرمية ل ن ال عامل الصاحلة يضا عف أ جرها الثاين : أ ن هللا قال يف الصوم : )) وأن أجزي به (( ؛ فأ ضاف اجلزاء ا

ىل نفسه من ىل أ ضعاف كثرية ، أ ما الصوم فا ن هللا أ ضاف اجلزاء عليه ا ىل س بعامئة ضعف ا ابلعدد ، احلس نة بعش أ مثالها ا

غري اعتبار عدد ، وهو س بحانه أ كرم ال كرمني وأ جود ال جودين ، والعطية بقدر معطهيا فيكون أ جر الصامئ عظامي كثريا بال

ع الصرب بأ نواعه لكها فهو صرب عىل طاعة هللا، وصرب عن حمارم هللا، وصرب عىل أ قدار هللا املؤملة حساب ، ويف الصيام اجمت

من اجلوع والعطش وضعف البدن والنفس، فاجمتعت فيه أ نواع الصرب الثالثة وحتقق أ ن يكون الصامئ من الصابرين ، وقد

ابرون أجرمه ما يوف الص ن . [10 بغري حساب{ ]الزمر:قال هللا تعاىل: }ا



ذا اكن يوم صوم أحدك فال يرفث الثالث: أ ن الصوم جنة ؛ أ ي وقاية وسرت يقي الصامئ من اللغو والرفث ، وذلكل قال: ))وا

ريض هللا عنه أ ن النيب صىل ول يصخب(( ، ويقيه أ يضا من النار ، أ خرج ال مام أ محد يف مس نده عن جابر بن عبد هللا

تجن هبا العبد من النار(( يام جنة يس .(4)هللا عليه وسمل قال: ))الص

بة عند هللا س بحانه وحمبوبة هل الرابع : أ ن خلوف مف الصامئ أ طيب عند هللا من رحي املسك ل هنا من أ اثر الصيام ، فاكنت طي

با ، وهذا دليل عىل عظمي شأ ن اليشء املكروه املس تخبث عند الناس يكون حمبواب عند هللا وطي ن الصيام عند هللا حىت ا

.لكونه نشأ عن طاعته ابلصيام

اخلامس : أ ن للصامئ فرحتني : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ؛ أ ما فرحه عند فطره : فيفرح مبا أ نعم هللا عليه من

هو من أ فضل ال عامل الصاحلة ، وك من أ نس حرموه فمل يصوموا ، ويفرح مبا أ ابح هللا هل من القيام بعبادة الصيام اذلي

الطعام والشاب والناكح اذلي اكن حمرما عليه حال الصوم . وأ ما فرحه عند لقاء ربه : فيفرح بصومه حني جيد جزاءه عند

ليه حني ي قال : أ ين الصامئون ليدخلوا اجلنة من ابب الرين اذلي ل هللا تعاىل موفورا اكمال يف وقت هو أ حوج ما يكون ا

. يدخهل أ حد غريمه

ومن فضائل الصيام : أ نه يشفع لصاحبه يوم القيامة ، روى أ محد والطرباين واحلاك وقال حصيح عىل رشط مسمل عن عبد هللا

يام يام أي بن معرو ريض هللا عنه أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))الص والقرأ ن يشفعان للعبد يوم القيامة ؛ يقول الص

ار فشفعين فيه ، ويقول القرأ ن منعته النوم ابلل هوات ابلن عام والش .(5)يل فشفعين فيه ، قال فيشفعان((رب منعته الط

ل الصامئون روى البخاري ومسمل عن سهل بن سعد ريض ومنا : أ ن للصامئني اباب يف اجلنة يقال هل الرين ل يدخل منه ا

ائمون ن يدخل منه الص ي ن يف الجنة اباب يقال هل الرامة ل يدخل منه يوم القي هللا عنه أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))ا

ذا دخلوا أغلق ف مه فا ائمون فيقومون ل يدخل منه أحد غري مه يقال أين الص .(6)مل يدخل منه أحد((أحد غري

ذا قام به عىل الوجه املشوع وأ داه متحري فيه ال خالص هلل واملتابعة لرسوهل صىل هللا عليه ومن فضائل الصيام أ ن العبد ا

نه يؤيت كثريا من المثرات اليانعة ؛ من الثبات عىل احلق ، وزيدة ال ميان ، وقوة اليقني ، والتحل ابل خالق امجليل ، وسمل فا

رمحه هللا تعاىل : "واملقصود : وانكسار الشهوة ، وانبعاث ال عامل القلبية من خوف ورجاء وحمبة وحنو ذكل . قال ابن القمي

لهيم، ومحي حسان ا لعباده رمحة هبم ، وا ا اكنت مشهودة ابلعقول السلمية والفطر املس تقمية رشعه الل ة هلم أ ن مصاحل الصوم مل

. ( اهـ7وجنة")

قنا ملا حتب وترىض ، وخذ بنواصينا للرب والتقوى ، وعلمنا ما هجلن ا ، وانفعنا مبا علمتنا ، واجعلنا من العاملني بفضل اللهم وف

تقان الصيام وتمكيهل عىل الوجه اذلي يرضيك . الصيام والعاملني مبقتىض ذكل من ال خالص وا

*****

------------------------------



.( ، واللفظ للبخاري1150( ، مسمل )1904متفق عليه ؛ البخاري) (1)

.(1150) مسمل (2)

. (4/274) واه البهيقي يف السنن الكربىر (3)

.(15200، رمق: 3/396رواه ال مام أ محد يف املس ند ) (4)

. (1/740) (، مس تدرك احلاك6626، رمق 2/174مس ند ال مام أ محد ) (5)

. ( واللفظ للبخاري1152( ، ومسمل )1896حصيح البخاري ) (6)

.(2/28) زاد املعاد لبن القمي (7)

يام م هللا الص ا حر عـم

ام لزومه والعناية به حفظهم لصياهمم من نواقص قدره ومذهبات أ جره ن من أ كد ما ينبغي عىل الصو . ا

يت يأيت يوم القيامة بصالة و ن المفلس من أمزاكة ويأيت صيام و روى مسمل يف حصيحه أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))ا

ناته و ب هذا ؛ فيعطى هذا من حس مت هذا وقذف هذا وأك مال هذا وسفك دم هذا وض ن قد ش ناته ، فا هذا من حس

ناته قبل أن يقىض ما عليه أخذ من خطايمه ف .(1)طرحت عليه ث طرح يف النار((فنيت حس

ل أ نه قد فقد أ جرها وخرس ثواهبا مبا اقرتفت جوارحه من الظمل والعدوان ومبا مفع قيام هذا العبد ابلصالة والصيام والزاكة ا

. اكتسب لسانه من الش مت والهبتان فاكن من املفلسني

من صيامه وجينيه من طاعته العظمية هذه أ ن يعمل أ ن وجوب الصيام عن الطعام ولهذا ؛ فا ن مما ينبغي أ ن يفيده املسمل

والشاب وسائر املفطرات حمهل شهر رمضان من طلوع جفره ا ىل غروب مشسه ، أ ما الصيام عن احلرام مفحهل طيل أ يم

م ، ويصوم طيل حياته الس نة بل طيل معر ال نسان ، فاملسمل يصوم يف أ يم شهر رمضان عام أ حل هللا هل يف غريه ومعا حر

مساك وامتناع ، فا مساك وامتناع العني واللسان وال ذن واليد والرجل والفرج عام عن احلرام ، وذكل أ ن الصوم يف اللغة : ا

. منعت عنه من احلرام هو صيام من حيث اللغة ، وهو واجب عىل ال نسان مدة حياته وطول معره

ل عىل عباده هبذه النعم العظمية وهللا س بحانه ملا أ وجب علهيم -العني واللسان وال ذن واليد والرجل والفرج وغريها -تفض

م علهيم اس تعاملها فامي يسخطه ، ومن متام شكر هللا عىل هذه النعم اس تعاملها فامي أ مر هللا أ ن اس تعاملها فامي يرضيه ، وحر

م ل هبا وهو هللا س بحانه تس تعمل فيه ، وكفها ومنعها عام حر مساكها عن الوقوع يف معصية من تفض . هللا ، وا



ىل ال جنبيات ، أ و -مثال -فالعني ىل احلرام اكلنظر ا ىل ما أ حل هللا ، ومنع اس تعاملها يف النظر ا رشع اس تعاملها يف النظر ا

ىل ما تبثه كثري من الفضائيات واملرئيات من متثيليات فاحض ة وأ فالم ساقطة ومناظر هابطة ا ىل غري ذكل، وامتناعها النظر ا

. عن هذا النظر هو صيام لها ، وحمكه مس متر دامئ

و وال ذن رشع اس تعاملها يف اس امتع ما أ مر هللا به وما أ ابح لها ، وحرم اس تعاملها فامي ل جيوز سامعه من لغو أ و لهو أ و غناء أ

م هللا ، وامتناعها عن ذكل هو صيام لها ، وحمكه مس متر دامئكذب أ و غيبة أ و غري ذكل مم . ا حر

م هللا ، وامتناعها عن ذكل صيام لها ، واليد رشع اس تعاملها فامي أ مر هللا به ويف تعاطي ما هو مباح ، ومنع اس تعاملها فامي حر

.وحمكه مس متر دامئ

، ومنع من اس تعامهل يف احلرام اكلزن واللواط وغريهام ، وامتناعه عن ذكل وكذكل الفرج فقد رشع هللا اس تعامهل يف احلالل

. صيام هل ، وحمكه مس متر دامئ

وقد وعد هللا من شكر هذه النعم واس تعملها فامي يرضيه ابلثواب اجلزيل وال جر العظمي واخلري الكثري يف النيا وال خرة ،

مل يراع احلمكة من خلقها وما أ ريد اس تعاملها فيه بل أ طلقها فامي يسخط هللا ويغضبه وتوعد س بحانه من مل حيافظ علهيا و

ابلعذاب والعقاب ، وأ خرب س بحانه أ ن هذه اجلوارح مسؤوةل يوم القيامة عن صاحهبا وهو مسؤول عنا ، قال تعاىل: }ول

مع والبص و ن السئول{تقف ما ليس كل به عمل ا مت 36]ال رساء: الفؤاد ك أولئك اكن عنه مس [ ، وقال س بحانه: }اليوم ن

بون{ ]يس: منا أيدهيم وتشهد أرجلهم بما اكنوا يكس 65عىل أفواههم وتلك ش أعداء الل ىل [ ، وقال عز وجل: }ويوم حي ا

عهم وأبصارمه وجلودمه بما اكنوا يعملون )19النار فهم يوزعون ) م مس ذا ما جاءوها شهد علهي( وقالوا لجلودمه لم 20( حىت ا

ي أنطق ك اذل ليه ترجعون{ شهدت علينا قالوا أنطقنا اللة وا ل مر ء وهو خلقك أو . [21-19]فصلت: ش

ن لمؤاخذ ! وا ون ويف احلديث أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل أ وص معاذ بن جبل حبفظ لسانه فقال هل معاذ : ))ي نيب الل

ك ي معاذ وهل يكب الناس يف النار عىل وجوههم أو عىل مناخرمه - عليه وسمل صىل هللا -بما نتلكم به ؟ فقال ثلكتك أم

م(() ل حصائد ألسنهتن هل الجنة(() ( ، وقال صىل هللا عليه وسمل : ))من يضمن ل ما بني لحييه وما بني رجليه 2ا (، 3أض

رش ما بني لحييه ورش ما ب نه من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه ولفظه : ))من وقاه الل ني رجليه ورواه الرتمذي وحس

عليه وسمل قال: ))من اكن يؤمن (، ويف الصحيحني من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه أ ن النيب صىل هللا4دخل الجنة(()

ا أو ليصمت(() واليوم ال خر فليقل خري (، ويف الصحيحني أ يضا من حديث أ يب موىس ال شعري ريض هللا عنه : 5ابلل

سالم أفضل ؟ قال من سمل المس أي ال (6) لمون من لسانه ويده(())قالوا ي رسول الل

فهذه النصوص وما جاء يف معناها قد دلت عىل أ ن الواجب عىل العبد أ ن يصون لسانه وفرجه ومسعه وبصه ويده ورجهل

عن احلرام ، وهو صيام من حيث اللغة ، وهذا الصيام ل خيتص بوقت دون أ خر ، بل جيب الاس مترار عليه حىت املامت

ذا أ درك املسمل أ نه يف شهر الصيام امتنع عام أ حل هللا طاعة هلل عز وجل ليفوز برضا هللا وثوابه ويسمل من خسطه وعقابه ؛ فا



م عليه احلرام مدة حياته وطوال معره ، وعليه م عليه ذكل يف أ يم شهر رمضان فليدرك أ يضا أ ن هللا قد حر هل ل ن هللا حر

م والامتناع ه ملن خالف أ مره وفعل ما هنىى عنه الكف عام حر . عنه دامئا خوفا من عقاب هللا اذلي أ عد

م هللا عليه ، ويده من تعاطي ما ل حيل تعاطيه ، ورجهل عن ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور ، وفرجه معا حر

م ل فامي يرضيه ، ومسعه عن سامع ما حيرم سامعه ، وبصه عام حر ليه ، واس تعمل هذه اجلوارح يف طاعة امليش ا هللا النظر ا

ه هللا ملن أ طاعه من النعمي املقمي نه يفطر بعد صيامه هذا عىل ما أ عد هللا وما أ حل هل وحفظها وحافظ علهيا حىت توفاه هللا فا

رسول هللا صىل هللا عليه وسمل والفضل العظمي مما ل خيطر عىل ابل ول حييط به مقال ، وأ ول ما يالقيه من ذكل : ما بينه

ىل الار ال خرة حيث يأ تيه عند املوت ويف أ خر حلظاته من النيا مالئكة ك ن مما جيري للمؤمن عند الانتقال من هذه الار ا

بة اخر ي هتا النفس الط ىل مغفرة وجوههم الشمس معهم كفن من اجلنة وحنوط من اجلنة يتقدهمم مكل املوت فيقول : ))أيج ا

ذا أخذها ل قاء فيأخذها فا يل القطرة من يف الس يل مك تس ورضوان ، فتخرج تس م يدعوها يف يده طرفة عني حىت من الل

رج منا كطيب نفحة مسك وجدت عىل وجه الرض ، قال يأخذوها فيجعلوها يف ذكل الكفن ويف ذكل الحنوط وخي

ي وح الط ل قالوا ما هذا الر من المالئكة ا

ون يعين هبا عىل مال فالن بأحسن ب ؟! فيقولون فالن بن فيصعدون هبا فال يمر

تف نيا ، فيس ماء ال ىل السنيا حىت ينهتوا هبا ا ونه هبا يف ال يت اكنوا يسم ائه ال اء أمس عه من ك مس ي تحون هل فيفتح لهم فيش

يت تلهي ماء ال ىل السبوها ا ي مقر عز وجل اكتبوا كتاب عبدي يف عل ابعة ، فيقول الل ماء الس ىل الس

ني وأعيدوه ا حىت ينهتىى به ا

م ترة أخرى ، قال ين منا خلقهتم وفهيا أعيدمه ومنا أخرهجىل الرض فا

فتعاد روحه يف جسده فيأتيه ملاكن فيجلسانه ا

سالم ، ، فيقولن هل ما دينك ؟ فيقول ديين ال الل ك ؟ فيقول ريب ي بعث فيقولن هل من رب جل اذل فيقولن هل ما هذا الر

، فيقولن هل وما علمك ؟ فيقول قرأت ك فيك عليه وسمل صىل الل قت ؟ فيقول هو رسول الل فأ منت به وصد تاب الل

ماء : أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وأ ىل الجنة ، قال فيأتيه من فينادي مناد يف السلبسوه من الجنة وافتحوا هل اباب ا

ياب ا وطيهبا ويفسح هل يف قربه مد بصه ، قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الث حي فيقول : أبش روح ب الر ي طي ابذل

يء ابلخري ، ف ك الوجه جي ي كنت توعد ، فيقول هل من أنت ؟! فوهج ك هذا يومك اذل الح ، فيقول يرس كل الص يقول أن مع

ىل أهل ومال((اعة حىت أرجع ا .(7)رب أقم الس

يك منم هذا هو ثواب الصامئني عام حرم هللا ، املالزمني لطاعة هللا ، احملافظني عىل أ وامره ، اجملتنبني لنواهيه . جعلنا هللا وا

. ، وهدان سلوك سبيلهم

*****

---------------------

.(2581) مسمل (1)



. ( ، واللفظ للرتمذي3973( ، وابن ماجه )2616رواه الرتمذي ) (2)

.(6474) رواه البخاري (3)

.(2409) سنن الرتمذي (4)

. (47) ( ، مسمل6135متفق عليه ؛ البخاري ) (5)

.(42) ( ، مسمل11متفق عليه ؛ البخاري ) (6)

. (18534) رواه ال مام أ محد يف املس ند (7)

سالمة القلوب واللسن - 5

ما روى احلاك وغريه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه نب ، ا يام من الك والش أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))ليس الص

ين صامئ (()ل عليك فقل : ا ك أحد، وهج ن ساب

فث ، فا غو والر يام من الل 1الص ( ، وأ خرج ال مام أ محد عن يزيد بن عبد الل

يقول وذكر احلديث أ ن عليه وسمل صىل الل عت رسول الل ري عن العرايب قال مس خ النيب صىل هللا عليه وسمل قال: بن الش

در(( م من ك شهر يذهب وحر الص رب وثالثة أي .(2)))صوم شهر الص

ميان الصامئني اخملبتني ونبل أ خالقهم سالمة صدورمه وأ لسنهتم جتاه ا ن من السامت العظمية والصفات الكرمية الاةل عىل كامل ا

خواهنم املؤمنني ، فليس يف قلوهبم غل أ و حسد أ و ضغينة ، وليس يف أ لسنهتم غيبة أ و منمية أ و كذب أ و وقيعة ، بل ل ا

ل احمل ل اللكامت النافعة وال قوال املفيدة حيملون يف قلوهبم ا بة واخلري والرمحة والعطف وال كرام ، ول جتري عىل أ لسنهتم ا

ين جاءوا من بعدمه يقولون رب مه بقوهل تعاىل : }واذل نا اغفر لنا والعوات الصادقة ، فهم يف زمرة من أ ثىن هللا علهيم وزاك

خواننا ك رءوف رحمي{ ول ن

نا ا ين أ منوا رب عل يف قلوبنا غالا لل ميان ول جت

بقون ابل ين س [ ، فنعهتم رهبم 10]احلش:اذل

ل النصح خواهنم املؤمنني ا حداهام تتعلق ابللسان ؛ فليس يف أ لسنهتم جتاه ا والعاء خبصلتني عظميتني وخلتني كرميتني : ا

ميان{ ، واخلصل الثانية تتعلق ابلقلب ؛ فقلو بقون ابل ين س خواننا اذل

نا اغفر لنا ول خواهنم املؤمنني }يقولون رب هبم سلمية جتاه ا

.ليس فهيا غل أ و حسد أ و حقد أ و ضغينة أ و حنو ذكل

أ صدق الرباهني عىل متام الصيام وكامهل، وقد اكن السلف رمحهم هللا يعدون وسالمة الصدر واللسان هام من أ وحض اللئل و

أ سلمهم صدورا -أ ي السلف -ال فضل فهيم أ سلمهم صدرا ولسان ، قال ا يس بن معاوية بن قرة : ))اكن أ فضلهم عندمه

: أ خربين عن أ عامل من اكن قبلنا - واكن من أ حصاب عل -( ، وقال سفيان بن دينار : ))قلت ل يب بشري 3وأ قلهم غيبة(()

(4 )، قال : اكنوا يعملون يسريا ويؤجرون كثريا ، قال قلت : ومل ذكل ؟ قال : لسالمة صدورمه((



لهية لتسمل الصدور وال لسن من ك الكدورات وال دواء ؛ فليست العربة من صيامك أ ن متتنع ورمضان فرصة ذهبية وهبة ا

يفطر قلبك عىل احلقد واحلسد والبغض لعباد هللا ، أ و يفطر لسانك عىل الغيبة والمنمية والغش عن الطعام والشاب و

ل اجلوع والعطش، ويف احلديث: ))رب صامئ والكذب والس باب والش مت ؛ ل ن من اكن هذا حاهل مفا اس تفاد من صيامه ا

ه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قامئ هر(()حظ ه من قيامه الس ( رواه أ محد من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه 5 حظ

ىل النيب صىل هللا عليه وسمل . مرفوعا ا

ولقد اكن السبب ال عظم لسالمة صدور أ ولئك ال خيار وأ لسنهتم هو قوة صلهتم ابهلل وشدة رضامه عنه ، قال ابن القمي رمحه

ل من أ ىت هللا : ))الرضا يفتح هل ابب السالمة ؛ فيجعل قلبه سلامي نقيا من الغش والغل والغل ، ول ينجو من عذاب هللا ا

هللا بقلب سلمي ، كذكل وتس تحيل سالمة القلب مع السخط وعدم الرضا ، ولكام اكن العبد أ شد رضا اكن قلبه أ سمل ،

قرين الرضا ، وكذكل احلسد هو من مثرات السخط ، فاخلبث والغل والغش قرين السخط ، وسالمة القلب وبره ونصحه

(6)وسالمة القلب منه من مثرات الرضا((

ومثرات سالمة القلب اليت يه مثرة من مثرات الرضا ل تعد ول حتىص ؛ فسالمة الصدر راحة يف النيا وأ نس وطمأ نينة ،

ذ ذاك أ كرب غنمي ة . ويف اخلرب قال زيد بن أسمل : ))دخل عىل أيب دجانة وثوابه يف ال خرة من أ حسن الثواب ، وغنميته ا

ل -ريض هللا عنه وهو مريض ه يهتل ء أوثق عندي من اثنتني -واكن وهج ل ش ل؟ فقال: ما من مع ك يهتل : ما لوهج فقيل هل

.(7 ) أتلكم فميا ل يعنيين ، والخرى فاكن قليب للمسلمني سلميا((: كنت ل

خالص ، والنظر خوانه : اللجوء ا ىل هللا عز وجل وسؤاهل ذكل بصدق وا ومما يعني املسمل عىل سالمة صدره ولسانه جتاه ا

ا وال خرة املرتتبة عىل ذكل ، وكذكل النظر يف العواقب السيئة والنتاجئ الوخمية يف العواقب امحليدة والنتاجئ املباركة يف الني

لها من اكن يف قلبه غل أ و حقد أ و حسد أ و حنو ذكل . اليت جينهيا وحيص

وقد ثبت عن النيب صىل هللا عليه وسمل يف أ دعية كثرية أثرت عنه سؤال هللا هداية القلب وسالمته وثباته ؛ كقوهل صىل

ها(() ها أنت خري من زاك هم أ ت نفس تقواها وزك ين أعوذ بك من قلب ل 8هللا عليه وسمل : ))اللهم ا (، وقوهل : ))الل

شع(() ت قليب عىل دينك(()9خي ب القلوب ثب .(11)هم اجعل ل يف قليب نورا(((، وقوهل: ))الل 10(، وقوهل: ))ي مقل

أ ل فلنغتمن هذا الشهر املبارك لعالج أ مراض القلوب وال لسن ولنحرص ك احلرص عىل طهارهتا وسالمهتا ؛ ل ن بسالمهتا

عاء عظامي يقوهل تسمل للمرء نفسه ودينه ودنياه ، وبفسادها يفسد الين والنيا ، ولقد علمنا رسولنا صىل هللا عليه وسمل د

ىل فراشه ، يس تعيذ فيه املرء ابهلل من مصدري الش اللين يصدر عنام ومن الغايتني ذا أ وى ا املسمل يف صباحه ومسائه وا

لهيام أ حد هذين املصدرين أ و الكهام ؛ روى الرتمذي وأ بو داود من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه ))أن أاب اللتني يؤدي ا

ذا أمسيت بكر الص ذا أصبحت وا

مات أقولهن ا مرين بلك عنه قال ي رسول الل يق ريض الل ؟ قال : قل اللهم فاطر د

ء ومليكه أشهد هادة رب ك ش موات والرض عالم الغيب والش الس نفس ورش ل أنت أعوذ بك من رشهل ا أن ل ا



ذا أخذت مضجعك(()ذا أمسيت وا

ذا أصبحت وا

كه قال قلها ا يطان ورش ( ، ويف رواية أ خرى: ))وأن أقرتف عىل 12الش

ه ا ((نفس سوءا أو أجر .(13) ىل مسمل

ما أ ن يصدر من النفس أ و من فتضمن هذا احلديث العظمي الاس تعاذة ابهلل من الش وأ س بابه وغايته ؛ فا ن الش لكه ا

ما كه(( ، وغاية الش ا يطان ورش الش نفس ورش ود أ ن تعالش يطان ، فاس تعاذ ابهلل منام يف قوهل : ))أعوذ بك من رش

ىل ه ا (( ، عىل العامل نفسه أ و عىل أ خيه املسمل فاس تعاذ ابهلل من ذكل بقوهل: ))وأن أقرتف عىل نفس سوءا أو أجر مسمل

فلهل ما أ مكهل من دعاء وما أ عظم مقاصده وأ روع دللته ، وما أ مجل أ ن يوظفه الصامئ يف أ ذاكر صباحه ومسائه وعند نومه يف

. ذا الشهر املبارك ويف سائر أ يم معرهه

ن نسأ كل قلواب خاشعة ، وأ لس نا ذاكرة ، ونفوسا طائعة مطمئنة ، ونعوذ بك اللهم من رشور أ نفس نا وسيئات أ عاملنا ، اللهم ا

ىل أ حد من املسلمني ه ا .ونعوذ بك من رش الش يطان ورشكه وأ ن نقرتف عىل أ نفس نا سوء أ و نر

*****

-------------------------

. (1570، رمق 1/595املس تدرك للحاك ) (1)

.(23070) مس ند ال مام أ محد (2)

. رواه الطرباين يف ماكرم ال خالق (3)

. رواه ابن الرسي يف كتابه الزهد (4)

.(8842، رمق 2/374مس ند ال مام أ محد ) (5)

يك (6) يك نعبد وا .نس تعني مزنةل الرضا(مدارج السالكني )فصل ومن منازل ا

.(70 /3) (، ترخي ال سالم للهيب1/205(، سري أ عالم النبالء )3/557الطبقات الكربى لبن سعد ) (7)

.(19204 ) ( ، وأ محد5460( ، والنسايئ )2722رواه مسمل ) (8)

.(5460) ( ، والنسايئ3482رواه الرتمذي ) (9)

.(2140) رواه الرتمذي (10)

.(763) ( مسمل6316ري )رواه البخا (11)

.(5067) ( ، وأ بو داود3529رواه الرتمذي ) (12)



. ( من حديث عبد هللا بن معرو بن العاص3529رواها الرتمذي ) (13)

حفـظ الوقت يف رمضان -

ن وقت ال نسان هو معره يف احلقيقة وهو مادة حياته ال بدية يف النعمي املقمي أ و العذاب ال لمي، وهو مير مر السحاب، مل يزل ا

الليل والنار رسيعني يف نقص ال عامر، وتقريب ال جال، حصبا قبلنا نوحا وعادا ومثود وقرون بني ذكل كثريا فأ قدم امجليع عىل

ي جعل رهبم ووردوا عىل أ عامهلم وتصمت أ عامرمه، وبقي الليل والنار غضني جديدين يف أ مم بعدمه قال تعاىل: }وهو اذل

كر أو أراد شكورا{ ار خلفة لمن أراد أن يذ يل والن .[62]الفرقان: الل

فينبغي عىل املسمل لس امي يف هذا الشهر املبارك واملومس العظمي والوقت المثني أ ن يتخذ من مرور الليال وال يم عربة وعظة ،

ومىض رسيعا ، فالليل والنار يبليان ك جديد، ويقرابن ك بعيد، ويطوين ال عامر، ويش بان فك من رمضان حتريناه فدخل

قبالها، قال عل بن أ يب طالب ريض هللا عنه دابرها وجميء ال خرة وا الصغار، ويفنيان الكبار، وهذا لكه مشعر بتول النيا وا

نيا مدبرة وارحتلت ا نيا ل خرة مقبل وللك واحدة منما بنون ؛ فكونوا من أبناء ال خرة ول تكونوا من أبنا: ))ارحتلت ال ء ال

ل ول حساب وغدا حساب ول معل(() ن اليوم معن 1فا

نيا ليست بدار ( ، وقال معر بن عبد العزيز رمحه هللا : ))ا ال

عن رب ، وك -أ ي الارحتال -قرارك ، دار كتب هللا علهيا الفناء ، وكتب عىل أهلها منا الظ ، فك عامر موثق معا قليل خي

نوا رمح اد مقمي مغتبط معا قليل يظعن ، فأحس ن خري الزدوا فا تك من النقل ، وتزو ك هللا منا الرحل بأحسن ما حبض

.(2) التقوى((

ن ال نسان يف هدم لعمره منذ خرج من بطن أ مه بل هو أ يم مجموعة ؛ فلكام ذهب يوم ذهب -كام قال احلسن البصي -ا

وجزء منه، اليوم منه هيدم الشهر، والشهر هيدم الس نة، والس نة هتدم العمر، وك ساعة متيض من العبد فهىي بعض ال نسان

مدنية هل من ال جل ، وقال ابن مسعود ريض هللا عنه : " ما ندمت عىل شء نديم عىل يوم غربت مشسه نقص فيه أ جل

قال احلسن رمحه هللا : "أ دركت أ قواما اكنوا عىل أ وقاهتم أ شد منك ومل يزدد فيه معل " وهذا من شدة حرصه عىل الوقت ،

. " حرصا عىل درامهك ودننريك

هل د حص هل أو مح اه ، أو مجد أث ن من أمىض يومه يف غري حق قضاه ، أو فرض أد سه أو عمل ولهذا فا اقتبسه ، ، أو خري أس

. فقد عق يومه وظمل نفسه وظمل يومه

ن الليال وال يم يه رأ س مال ال نسان يف هذه احلياة ؛ رحبها اجلنة ، وخرساهنا النار ، الس نة جشرة ، والشهور فروعها ، ا

يف طاعة هللا فمثرته طيبة مباركة حلو مذاقها ، وال يم أ غصاهنا ، والساعات أ وراقها ، وال نفاس مثارها ؛ مفن اكنت أ نفاسه

. ومن اكنت أ نفاسه يف معصية هللا فمثرته خبيثة مذاقها مر وحنظل

ضاعته وبيان أ ن العبد لقد تاكثرت النصوص عن النيب صىل هللا عليه وسمل يف بيان أ مهية الوقت واحلث عىل اغتنامه وعدم ا

س مسؤول عنه يوم القيامة ، فعن ابن عباس سا قبل مخ ريض هللا عنام عن النيب صىل هللا عليه وسمل أ نه قال: ))اغتمن مخ



تك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغكل ، وحيا بابك قبل هرمك ، وحص (، وعن 3تك قبل موتك((): ش

أب برز ره فميا أفناه -صىل هللا عليه وسمل-ة السلمى قال قال رسول الل ))ل تزول قدما عبد يوم القيامة حىت يسأل عن مع

به وفميا أنفقه وع وثبت يف الصحيح عنه صىل هللا (،4ن جسمه فميا أباله(()وعن علمه فميا فعل وعن ماهل من أين اكتس

ة والفراغ(( عليه وسمل ح .(5)أ نه قال: ))نعمتان مغبون فهيما كثري من الناس ؛ الص

يف ال قبال عىل هللا ، ولنغمت حياتنا فلنغتمن يف هذا الشهر املبارك واملومس العظمي ك ما ميكننا اغتنامه من الطاعات ولنسخره

لكها قبل أ ن يباغتنا املوت ، وليغتمن ال حصاء اذلين عافامه هللا من ال مراض وال دواء عافيهتم وحصهتم قبل أ ن يبتلهيم هللا

هم ال شغال بأ مراض تعوقهم وتضعف نشاطهم ، وليغتمن اذلين حبامه هللا بنعمة الوقت والفراغ وقهتم وفراغهم قبل أ ن تدامه

واهلموم والصوارف ، وليغتمن الش باب ش باهبم وقوهتم قبل أ ن يصيهبم داء الكرب والهرم اذلي هو مظنة الضعف والفتور

ع هللا هلم يف أ رزاقهم ونلوا حظا من هذه ال موال اليت يه من حطام النيا والعاهات وال مراض ، وليغتمن ال غنياء اذلين وس

أ ن يزنل علهيم الفقر وتمل هبم احلاجات ، وليغتمن ك أ ولئك وهؤلء هذا املومس العظمي لزيدادوا فيه قراب من الفانية أ مواهلم قبل

جحام عن اقرتاف القباحئ واملنيات كثار من فعل اخلريات وا . هللا ويتعرضوا فيه لنفحاته وبراكته ورحامته بتوبة نصوح وا

ليه، قال ابن رجب رمحه هللا : ))وما من ه ل وهلل تعاىل فيه وظيفة من وظائف طاعته يتقرب هبا ا ذه املوامس الفاضل مومس ا

وهلل لطيفة من لطائف نفحاته يصيب هبا من يشاء بفضهل ورمحته عليه ، فالسعيد من اغتمن موامس الشهور وال يم والساعات

فحة من تكل النفحات فيسعد هبا سعادة يأ من بعدها وتقرب فهيا ا ىل موله مبا فهيا من وظائف الطاعات ، فعىس أ ن تصيبه ن

.( اهـ6من النار وما فهيا من اللفحات(()

ومن ضيع فراغه يف مثل هذا املومس العظمي ومل ينتفع من حصته يف مثل هذا الشهر الكرمي مفىت عساه أ ن ينتفع ويس تقمي !!

تعمل فراغه وحصته يف تعملهما يف معصية الل فهو المغبون ، قال ابن اجلوزي : ))من اس طاعة الل فهو المغبوط ، ومن اس

قم(( ة يعقهبا الس ح غل والص .(7)لن الفراغ يعقبه الش

ضاعة الوقت(( ، قال ابن القمي ر ضاعة الوقت أ شد من ومما يؤثر عن بعض السلف قوهلم: ))من عالمة املقت ا محه هللا : ))ا

ضاعة الوقت تقطعك عن هللا والار ال خرة ، واملوت يقطعك عن النيا وأ هلها(( .(8)املوت ؛ ل ن ا

والواجب عىل املسمل أ ن ل يغرت ابلنيا ؛ فا ن حصيحها يسقم ، وجديدها يبىل ، ونعميها يفىن ، وش باهبا هيرم ، وهو فهيا يف

ىل الار ال خرة ، ال جال منقوصة ، وال عامل حمفوظة ، واملوت يأ يت بغتة ؛ مفن زرع خريا فيوشك أ ن حيصد ثوابه سري ا

.وأ جره ، ومن زرع رشا فيوشك أ ن حيصد ندامة وحرسة ، وللك زارع ما زرع

قنا لغتنام ال وقات يف الباقيات الصاحلات ، اللهم ابرك لنا يف أ وقاتنا وأ عامرن وأ عاملنا ، وهئي لنا من أ مرن رشدا ، ووف

. وحبب لنا فعل اخلريات وبغض املنكرات ، واجعلنا ممن صام هذا الشهر صياما يكون سببا لنيل رضاك والفوز جبنانك

*****



-------------------

. رواه البخاري يف حصيحه معلقا يف كتاب الرقاق ، ابب يف ال مل وطوهل (1)

.(5/292) ة ال ولياءرواه أ بو نعمي يف حلي (2)

.(7846) رواه احلاك يف املس تدرك (3)

.(2602) رواه الرتمذي (4)

.(6412) حصيح البخاري (5)

.(6كتاب لطائف املعارف لبن رجب )ص: (6)

.(230 / 11) نقهل ابن جحر يف فتح الباري (7)

.(44الفوائد لبن القمي )ص: (8)

أمهية ذكر هللا -

ن مام أ محد وجامع الرتمذي -جل وعال -ذكر هللا ا هو أ زىك ال عامل وخريها وأ فضلها عند هللا تبارك وتعاىل ، ففي املس ند لال

وسنن ابن ماجة ومس تدرك احلاك وغريها من حديث أ يب الرداء ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل :

ئك خبري أ هب و ))أل أنب نفاق اذلالك ، وأزاكها عند مليكك ، وأرفعها يف درجاتك ، وخري لك من ا الورق، وخري لك من أن مع

ك فتضبوا أعناقهم ويضبوا أعناقك ؟ قالوا بىل ، تعاىل((تلقوا عدو .(1)قال ذكر الل

فهذا احلديث العظمي أ فاد أ فضلية اذلكر ، وأ نه يعدل عتق الرقاب ، ونفقة ال موال ، وامحلل عىل اخليل يف سبيل هللا عز

وجل ، ويعدل الضب ابلس يف يف سبيل هللا تعاىل ، قال ابن رجب رمحه هللا : " وقد تاكثرت النصوص بتفضيل اذلكر

( ث أ ورد حديث أ يب الرداء املتقدم ، ومجل من ال حاديث ال خرى الاةل عىل 2لصدقة ابملال وغريه من ال عامل ")عىل ا

. املعىن نفسه

س ناده حسن -وقد روى ابن أ يب النيا عن ال معش عن سامل بن أ يب اجلعد قال -كام يف الرتغيب والرتهيب للمنذري وقال ا

ن رجال ميان ملزوم ابلليل : قيل ل يب الرداء ا ن مائة نسمة من مال رجل كثري، وأ فضل من ذكل ا أ عتق مائة نسمة قال : " ا

( ، فبني ريض هللا عنه فضل عتق الرقاب وأ نه مع عظم فضهل ل 3والنار وأ ن ل يزال لسان أ حدك رطبا من ذكر هللا ")

ذلكر عىل غريه من ال عامل عن غري واحد من الصحابة والتابعني كعبد يعدل مالزمة اذلكر واملداومة عليه ، وورد بيان تفضيل ا

.هللا بن مسعود وعبد هللا بن معرو بن العاص، أ ورد بعض هذه ال قوال ابن رجب رمحه هللا يف جامع العلوم واحلك



وسمل ))أن رجال سأهل روى ال مام أ محد والطرباين عن سهل بن معاذ بن أ نس اجلهين عن أ بيه عن رسول هللا صىل هللا عليه

تعاىل ذكرا ، قال فأي مه لل فقال أي المجاهدين أعظم أجرا ي رسول الل ؟ قال أكث مه لل ائمني أعظم أجرا ؟ قال أكث الص

الة مه ذكرا ، ث ذكر هل الص يقول : أكث عليه وسمل صىل الل دقة ك ذكل رسول الل اكة والحج والص ذكرا ، فقال أبو والز لل

اكرون بلك خري عنه : ذهب اذل عنه لعمر ريض الل : أجل((بكر ريض الل عليه وسمل صىل الل .(4)!! ، فقال رسول الل

قامة ذكر هللا ، ل ل وهذا الشهر الكرمي هو شهر اذلكر والثناء عىل هللا رب العاملني، بل ما رشع الصيام ول صام الصامئون ا

جرا حني اشرتاكهم يف قياهمم بطاعة من الطاعات أ و قربة أ ن أ عىل الناس درجة وأ عظمهم أ -كام تقدم - r وذلكل أ خرب النيب

من القرابت لرب ال رض والسموات أ كثمه هلل ذكرا ؛ فدل ذكل عىل أ مهية اذلكر وأ نه هو الغاية املقصودة من القيام جبميع

. الطاعات والعبادات ، فأ كث الصامئني أ جرا أ كثمه هلل ذكرا

الة تنىى وذكر هللا أ كرب من ك شء و ن الصالة ا ليك من الكتاب وأقم الص

أ فضل ك شء ، قال تعاىل: }اتل ما أوح ا

{ ]العنكبوت: أكرب كر الل [ " أ ي: ذكر هللا لك ابلثواب والثناء عليك أ كرب من ذكرك هل يف 45عن الفحشاء والمنكر وذل

ة وسلامن واحلسن وهو عباد اتك وصلواتك ، وهو ذاكر من ذكره ، قال معناه ابن مسعود وابن عباس وأ بو الرداء وأ بو قر

ن ذكر هللا أ كرب مع اختيار الطربي ، وقيل: ذكرك هللا يف صالتك ويف قراءة القرأ ن أ فضل من ك شء ، وقيل املعىن: ا

شاء واملنكر ، قال ابن زيد وقتادة: وذلكر هللا أ كرب من ك شء أ ي أ فضل من املداومة من الصالة يف النىي عن الفح

.(5)" العبادات لكها بغري ذكر

قال ش يخ ال سالم ابن تميية رمحه هللا : الصحيح أ ن معىن ال ية : أ ن الصالة فهيا مقصودان عظامين، وأ حدهام أ عظم من "

هنا تنىى عن الفحشاء واملنكر، ويه م ش متل عىل ذكر هللا تعاىل، وملا فهيا من ذكر هللا تعاىل أ عظم من هنهيا عن ال خر ؛ فا

الفحشاء واملنكر(( ، وقد س ئل سلامن الفاريس ريض هللا عنه : ))أ ي ال عامل أ فضل؟ فقال: أ ما تقرأ القرأ ن! وذلكر هللا

ئل: أ ي 6أ كرب(() .(7العمل أ فضل ؟ قال: ))ذكر هللا أ كرب(( ")(، وذكر ابن أ يب النيا عن ابن عباس ريض هللا عنام أ نه س

وقد أ مر هللا يف كتابه عباده املؤمنني ابل كثار من ذكره قياما وقعودا وعىل اجلنوب ، ابلليل والنار ، ويف الرب والبحر ، ويف

عىل ذكل جزيل السفر واحلض ، ويف الغىن والفقر ، ويف الصحة والسقم ، ويف الرس والعلن ، ويف ك حال ، ورتب هلم

ذكرا كثريا ) ين أ منوا اذكروا الل ا اذل حوه بكرة وأصيال 41ال جر وعظمي الثواب ومجيل املأ ب ، قال هللا تعاىل : }ي أهي ب ( وس

لمات 42) ي يصل عليك ومالئكته ليخرجك من الظ ىل النور واكن ابلمؤمنني رحميا )( هو اذليهتم يوم يلقونه سالم 43ا ( حت

.[44-41وأعد لهم أجرا كرميا{ ]ال حزاب:

ي ففي هذه ال ية احلث عىل ال كثار من ذكر هللا تعاىل وبيان ما يرتتب عىل ذكل من أ جر عظمي وخري معمي ، وقوهل : }هو اذل

ه يصل عليك ومالئكته{ فيه أ عظم الرتغيب يف ال كثار من ذكر هللا وأ حسن حض عىل ذكل ، أ ي أ نه س بحانه يذكرك فاذكرو

مك الكتاب أ نمت ، ونظائر هذه ال ية يف القرأ ن كثرية كقوهل تعاىل: }مك أرسلنا فيك رسول منك يتلو عليك أ ي يك ويعل تنا ويزك

مك ما لم تكونوا تعلمون ) [ ، فاجلزاء من 152ـ151( فاذكروين أذكرك واشكروا ل ول تكفرون{ ]البقرة:151والحمكة ويعل



فسه ، ومن ذكر هللا يف مل ذكره هللا يف مل خري منم ، ومن نس هللا جنس العمل ؛ مفن ذكر هللا يف نفسه ذكره هللا يف ن

. نس يه هللا

ىل اخلريات احملظوظون بأ رفع الرجات وأ عىل املقامات، روى مسمل يف واذلاكرون هللا كثريا واذلاكرات مه املفردون السابقون ا

يسري يف طريق مكة فمر عىل جبل يقال حصيحه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: ))اكن رسول الل عليه وسمل صىل الل

بق المفردون ، قالوا وما المفردون ي رسول الل دان ، س دان فقال : سريوا هذا مج كث هل مج اكرون الل ريا ؟ قال اذل

اكرات(( .(8)واذل

ولكن ؛ ب ينال العبد ذكل ؟

وهذا سؤال عظمي جيدر بلك مسمل أ ن يقف عنده ويعرف جوابه ، ومن أ حسن ما روي عن السلف يف معىن اذلاكرين هللا

صلوات ، وغدوا وعش يا كثريا واذلاكرات : ما جاء عن ابن عباس ريض هللا عنام أ نه قال : )) املراد : يذكرون هللا يف أ دابر ال

.(9)، ويف املضاجع ، ولكام استيقظ من نومه ، ولكام غدا أ و راح من مزنهل ذكر هللا تعاىل((

ويف هذا املعىن قول الش يخ العالمة عبد الرمحن بن سعدي رمحه هللا : " وأ قل ذكل أ ن يالزم ال نسان أ وراد الصباح

ال س باب ، وينبغي مداومة ذكل يف مجيع ال وقات عىل مجيع ال حوال، فا ن واملساء وأ دابر الصلوات امخلس وعند العوارض و

ذكل عبادة يس بق هبا العامل ، وهو مسرتحي ، وداع ا ىل حمبة هللا ومعرفته، وعون عىل اخلري وكف اللسان عن الالكم

.(10)" القبيح

يك من اذلاكرين هللا كثري ا واذلاكرات ، من اذلين أ عد هللا هلم مغفرة وأ جرا وأ سأ ل هللا س بحانه بأ سامئه احلس ىن أ ن جيعلين وا

نه عىل ذكل قدير وابل جابة جدير .عظامي ، ا

*****

----------------------

. ( واللفظ هل3377( ، سنن الرتمذي )21601، 21599مس ند ال مام أ محد ) (1)

.(66جامع العلوم واحلك )احلديث اخلامس والعشون، ص: (2)

" ال لباين يف ضعيف الرتغيب والرتهيب " ضعيف موقوفقال (3)

. ( واللفظ هل 1887( والطرباين يف العاء )15553رواه ال مام أ محد يف املس ند ) (4)

. (45تفسري القرطيب )سورة العنكبوت ، أ ية (5)

.(20/183) رواه الطربي يف تفسريه (6)



.(152-151انظر الوابل الصيب لبن القمي ) ص (7)

.(2676) حصيح مسمل (8)

.(10ال ذاكر للنووي )ص (9)

.(667، ص: 41تفسري السعدي )ال حزاب أ ية (10)

كر وعوائده - فوائد اذل

لقد تقدم معنا بيان أ ن ذكر هللا هو أ جل ال عامل وأ فضلها، وأ ن العمل اذلي يقوم به العبد لكام اكن ذكره هلل فيه أ كث اكن أ جره

.كثفيه أ

وذكل ملا رواه ال مام أ محد والطرباين عن سهل بن معاذ بن أ نس اجلهين عن أ بيه عن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل )) أن

تعاىل ذك مه لل ائمني أعظم أجرا ؟ را ، قال رجال سأهل فقال أي المجاهدين أعظم أجرا ي رسول الل ؟ قال أكث فأي الص

دقة ك ذكل رسول اكة والحج والص الة والز ذكرا ، ث ذكر هل الص مه لل قال أكث مه لل يقول : أكث عليه وسمل صىل الل الل

اكرون بلك خري !! ، فقال رسول ذكرا ، فقال عنه : ذهب اذل عنه لعمر ريض الل عليه أبو بكر ريض الل صىل الل الل

: أجل (( . (1) وسمل

ام أ كثمه ذكرا هلل عز وجل قال ابن القمي رمحه هللا : )) أ ن أ فضل أ هل ك معل أ كثمه فيه ذكرا هلل عز وجل ؛ فأ فضل الصو

عز وجل، وهكذا سائر يف صوهمم ، وأ فضل املتصدقني أ كثمه ذكرا هلل عز وجل ، وأ فضل احلجاج أ كثمه ذكرا هلل

.(2)ال عامل((

ل ل مهيته وعظمي قدره وكثة عوائده وفوائده اليت حي لها العبد اذلاكر، واذلكر هل وهللا س بحانه ل يأ مر ابل كثار من شء ا ص

: فوائد ل حتىص ومثرات وعوائد ل تس تقىص ، ولعل من املناسب يف هذا املقام تذكري الصامئني بيشء من فوائد اذلكر

يطان محن نقيض هل ش فهو هل قرين { مفنا: أ نه يطرد الش يطان ويقمعه ويكرسه قال تعاىل: } ومن يعش عن ذكر الر

ون {36]الزخرف: ذا مه مبصيطان تذكروا فا هم طائف من الش ذا مس

قوا ا ين ات ن اذل

[ 201]ال عراف: [ ، وقال س بحانه: } ا

فيه أ ول ابلتوحيد ث ابلصالة ، وثبت يف وصية حيىي بن زكري عليه السالم لبين ا رسائيل كام يف احلديث الطويل اذلي أ مرمه

ن مثل ذكل مكثل رجل خرج العدو يف ، فا ذا أىت عىل والصيام والصدقة ث قال : ))وأ مرك أن تذكروا الل

اعا حىت ا أثره رس

((حصن حصني فأحرز نفسه منم ؛ كذكل ا ل بذكر الليطان ا رز نفسه من الش .(3)لعبد ل حي

ين أ منوا وتطمئ قلوهبم أل ومن فوائده : أ نه جيلب لقلب اذلاكر الفرح والرسور والراحة والطمأ نينة قال تعاىل: } اذل بذكر الل

تطمئ ل بذكر هللا ل بيشء 28القلوب { ]الرعد: بذكر الل [ ، وحقيق بقلوب املؤمنني وحري هبا أ ن ل تطمئ ول ترتح ا



ل به يقول ش يخ ال سالم ابن تميية: )) اذلكر للقلب مثل سواه ، واذلكر هو حياة القلب وقوته فال حتيا القلوب ول تتغذى ا

ذا فار .(4)ق املاء!! ((املاء للسمك، فكيف يكون حال السمك ا

[ ، ويف الصحيحني من حديث 152ومن فوائده : أ ن صاحبه حيظى بذكر هللا هل ، قال تعاىل: } فاذكروين أذكرك { ]البقرة:

ن ذكرين يف نف سه أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل فامي يرويه عن ربه تبارك وتعاىل: ))فا

خري منه(( ذكرته يف مال

ن ذكرين يف مال

.(5)ذكرته يف نفس ، وا

ومن فوائد اذلكر : أ نه حيط اخلطاي ويذههبا ، وينجي اذلاكر من عذاب هللا ، ففي املس ند عن معاذ بن جبل ريض هللا

((صىل هللا عليه وسمل: ) قال : قال رسول هللا عنه من ذكر الل ال قط أنى هل من عذاب الل .(6))ما معل أ دمي مع

ومن فوائده : أ نه يرتتب عليه من العطاء والثواب والفضل ما ل يرتتب عىل غريه من ال عامل ، مع أ نه أ يرس العبادات ، ففي

وحده ل رشيك الصحيحني عن أ يب هريرة ريض هللا عنه أ ن رسول هللا ل اللهل اصىل هللا عليه وسمل قال : )) من قال ل ا

ة اكنت هل عدل عش ء قدير يف يوم مائة مر نة ،هل هل المكل وهل الحمد وهو عىل ك ش رقاب ، وكتبت هل مائة حس

يطان يومه ذكل حىت يمس ، ولم يأت ئة ، واكنت هل حرزا من الش ل أحد ومحيت عنه مائة سيا جاء به ا أحد بأفضل مم

.اء والثواب( وهذا مثال واحد ملا يرتتب عىل اذلكر من العط7معل أكث من ذكل (( )

ومن فوائد اذلكر: أ نه غراس اجلنة ، روى الرتمذي من حديث عبد هللا بن مسعود ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل

الم وأ تك مين الس د أقرئ أم براهمي ليل أرسي يب فقال ي محممه هللا عليه وسمل : )) لقيت ا بة عذبة خرب بة الرت : أن الجنة طي

والل ل اللهل ا ول ا والحمد لل بحان الل ا قيعان ، وأن غراسها : س .(8) أكرب ((الماء وأهن

ومن فوائده : أ نه نور لصاحبه يسعى به يف النيا ، وييضء هل قرب ه ، وييضء أ مامه عىل الصاط يوم القيامة ؛ } هيدي الل

ء علمي ) بلك ش المثال للناس والل ح هل 35لنوره من يشاء ويضب الل ب ه يس أن ترفع ويذكر فهيا امس ( يف بيوت أذن الل

اكة { ]النور: 36غدو وال صال )فهيا ابل يتاء الزالة وا قام الص

وا ارة ول بيع عن ذكر الل [ ، وقال 37ـ35( رجال ل تلههيم جت

لمات ليس خبارج منا س بحانه: } أومن اكن ميتا فأحييناه وجعلنا هل نورا يميش به يف الناس مكن مثهل يف الظ

[ ، فاملؤمن يس تنري ابل ميان ابهلل ومبحبته وذكره ، والغافل عن ذكل يف ظلامت بعضها فوق بعض ، فالفالح 122]ال نعام: {

النيب صىل هللا عليه وسمل يكث ك الفالح يف احلصول عىل هذا النور ، والشقاء ك الشقاء يف فواته وحرمانه ، ولهذا اكن

من سؤال هللا تبارك وتعاىل هذا النور بأ ن جيعهل يف مجيع أ عضائه وذراته الظاهرة والباطنة ، وأ ن جيعهل حميطا به من مجيع

. هجاته

ين ومالئكته عىل اذلاكر ، وهذا هو الفالح والظفر بعينه قال تعاىل: U ومن فوائد اذلكر : أ نه يوجب صالة هللا ا اذل } ي أهي

ذكرا كثريا ) حوه بكرة وأصيال )41أ منوا اذكروا الل ب ىل 42( وس لمات ا ي يصل عليك ومالئكته ليخرجك من الظ ( هو اذل

.[43-41النور واكن ابلمؤمنني رحميا { ]ال حزاب:



ين أ منوا ل تلهك أموالك ول ا اذل ومن فوائده : أ نه شفاء للقلب وأ مان من النفاق ، قال تعاىل: } ي أهي أولدك عن ذكر الل

ون { ل قليال { [ ، وقال عن املنافقني9]املنافقون: ومن يفعل ذكل فأولئك مه الخارس ا [ 142]النساء: : } ول يذكرون الل

ل ئل عن أ هل امجلل : أ منافقون مه؟ فقال: ))املنافقون ل يذكرون هللا ا ، قال عل بن أ يب طالب ريض هللا عنه وقد س

ن ذكر الناس9قليال(( ) ن ذكر هللا شفاء، وا .(10) داء(( ( ، وقال مكحول بن عبد هللا رمحه هللا : ))ا

دامته تنوب عن الطاعات وتقوم مقاهما سواء اكنت بدنية أ و مالية، أ و مالية بدنية كحج التطوع وقد ومن فوائد اذلكر : أ ن ا

جاء ذكل صحيا فامي رواه الش يخان عن أ يب هريرة ريض هللا عنه يف حديث شكوى الفقراء للنيب صىل هللا عليه وسمل أ ن

بقون ب أ هل الثور قد ذهبوا اب بقك وتس مك شيئا تدركون به من س ه ل جور فقال هلم النيب صىل هللا عليه وسمل : )) أفال أعل

ل من صنع مثل ما صنعمت ؟ قالوا بىل ي رسول ا من بعدك ول يكون أحد أفضل منك ا ون لل حون وتكرب ب ، قال تس

ة (( ) مدون دبر ك صالة ثالاث وثالثني مر ( ، جفعل اذلكر عوضا هلم عام فاهتم من احلج والعمرة واجلهاد ، ويف حديث 11وحت

ء عبد هللا بن برس اذلي خرجه الرتمذي ))أن رجال قال : ي رسول الل ين بيش سالم قد كثت عل فأخرب ائع ال ن رش

ا

( )) ( ، فدهل صىل هللا عليه وسمل وهو الناحص عىل ما يمتكن به من 12أتشبث به ؟ قال ل يزال لسانك رطبا من ذكر الل

ذا أ حبه وتعلق به . شعائر ال سالم ا

ض من فيض وقليل من كثري من عوائد اذلكر املباركة ومثاره اليانعة ونتاجئه العظمية ؛ حفري بعباد هللا املؤمنني أ ن فهذا غي

يكثوا من ذكر هللا لينالوا هذه ال جور العظمية وال فضال الكرمية والامثر املباركة ولس امي وحنن نعيش هذا الشهر الكرمي

ن ومومس الطاعة وال حسان ، ونسأ ل هللا الكرمي أ ن ينري قلوبنا بذكره ، وأ ن يس تعمل أ وقاتنا واملومس العظمي شهر اذلكر والقرأ

.يف طاعته ، وأ ن جيعل أ لس نتنا دامئا رطبة بذكره وشكره وحسن عبادته

*****

----------------------

. هل ( واللفظ 1887( والطرباين يف العاء )15553رواه ال مام أ محد يف املس ند ) (1)

السادسة وامخلسون من فوائد اذلكر( 152الوابل الصيب لبن القمي )ص: (2)

. ( وقال: حسن حصيح2863رواه الرتمذي ) (3)

. ( 85( . ونقهل ابن القمي عنه يف الوابل الصيب)ص: 10/85مجموع الفتاوى لش يخ ال سالم ابن تميية ) (4)

.(2675) (، ومسمل7405حصيح البخاري ) (5)

. (21978) مس ند ال مام أ محد (6)





. (16499) رواه البهيقي يف سنن الكربى (9)

. (717) رواه البهيقي يف شعب ال ميان (10)

. ( واللفظ هل595( ، ومسمل )843متفق عليه ؛ البخاري ) (11)

. (3375) سنن الرتمذي (12)

فضل القرأ ن الكرمي وماكنته -

ي أنزل فيه القرأ ن هدى للناس و ن شهر رمضان املبارك هو شهر القرأ ن فيه نزل قال تعاىل: } شهر رمضان اذل نات من ا بي

- ما ينبغي للعبد أ ن يذكر هللا به يف هذا الشهر الكرمي هو الكمه [ ، وهو شهر اذلكر وخري185الهدى والفرقان { ]البقرة:

اذلي هو خري الالكم وأ حس نه وأ صدقه وأ نفعه ، وهو وح هللا وتزنيهل اذلي ل يأ تيه الباطل من بني يديه ول -تبارك وتعاىل

فاه وخريته من خلقه محمد بن عبد من خلفه ، وهو أ فضل كتاب أ نزهل هللا تبارك وتعاىل عىل أ فضل رسول ؛ عىل عبده ومصط

هللا صىل هللا عليه وسمل ، وك هو مجيل بنا أ ن نستشعر فضل القران وفضهل وعظم ماكنته ، ل س امي وحنن يف الشهر اذلي

. فيه أ نزل

ل جئناك ابلح [ 33ق وأحسن تفسريا { ]الفرقان:يقول هللا تعاىل يف بيان رشف القرأ ن الكرمي وفضهل : } ول يأتونك بمثل ا

قال ابن كثري رمحه هللا : )) يف هذا اعتناء كبري لشف الرسول صلوات هللا وسالمه عليه ، حيث اكن يأ تيه الوح من هللا

نزال كتاب مما قبهل من الكتب ابلقرأ ن صباحا ومساء ، ليال وهنارا ، سفرا وحضا ، فلك مرة اكن يأ تيه املكل ابلقرأ ن اك

خوانه من ال نبياء صلوات هللا وسالمه علهيم أ مجعني. فالقرأ ن املتقدمة ، فهذا املقام أ عىل وأ جل وأ عظم ماكنة من سائر ا

.( اهـ1أ رشف كتاب أ نزهل هللا ، ومحمد صلوات هلل وسالمه عليه، أ عظم نيب أ رسهل هللا (( )

ن فضل القرأ ن الكرمي ورشفه ورفيع قدره وعلو ماكنته أ مر ل خيفى عىل املسلمني ، فهو كتاب هللا رب العاملني ، والكم ا

خالق اخللق أ مجعني ، فيه نبأ ما قبلنا ، وخرب ما بعدن ، وحك ما بيننا ، هو الفصل ليس ابلهزل ، من تركه من جبار قصمه

كر احلكمي ، وهو الصاط املس تقمي ، هو اذلي هللا ، ومن ابتغى الهدى يف غريه أ ضهل هللا ، وهو حبل هللا املتني ، وهو اذل

لق عىل كثة الرد ، ول تنقيض جعائبه، من قال به ل تزيغ به ال هواء ، ول تلتبس به ال لسن ، ول يش بع منه العلامء ، ول خي

ليه هدي ا ىل صاط مس تقمي ، وقدر القرأ ن وفض هل هو بقدر صدق، ومن معل به أجر، ومن حك به عدل، ومن دعا ا



املوصوف به وفضهل ، فالقرأ ن الكم هللا وصفته ، وكام أ نه تبارك وتعاىل ل مسي هل ول شبيه يف أ سامئه وصفاته فال مسي هل ول

شبيه هل يف الكمه ، فهل تبارك وتعاىل الكامل املطلق يف ذاته وأ سامئه وصفاته ، ل يش هبه شء من خلقه ، ول يش به هو

ميع البصري { ]الشورى:تبارك وتعاىل ء وهو الس س عن الشبيه والنظري } ليس مكثهل ش [ . 11شيئا من خلقه، تعاىل وتقد

والفرق بني الكم هللا والكم اخمللوقني هو اكلفرق بني اخلالق واخمللوقني ، قال أ بو عبد الرمحن السلمي رمحه هللا : ))فضل

ىل النيب صىل هللا 2كفضل الرب عىل خلقه، وذاك أ نه منه(( ) القرأ ن عىل سائر الالكم ( . وقد روي هذا اللفظ مرفوعا ا

ل أ ن رفعه ل يثبت كام أ وحض ذكل ال مام البخاري رمحه هللا يف كتابه )خلق أ فعال العباد( وغريه من أ مئة عليه وسمل ، ا

وته واس تقامته وجامل مدلوهل ، وقد استشهد أ هل العمل (، وأ ما معناه حفق ل ريب فيه ، ول ريب يف حس نه وق3العمل)

ن ال مام البخاري رمحه هللا جعهل عنوان ل حد ترامج أ بواب كتاب فضائل القرأ ن من لصحة معناه بنصوص عديدة ، بل ا

. " حصيحه فقال يف الباب السابع عش منه : " ابب فضل القرأ ن عىل سائر الالكم

منني أ ن نعظم القرأ ن الكرمي اذلي هو الكم ربنا ومصدر عزن وسبيل سعادتنا ، وحنفظ هل مزنلته والواجب علينا معارش املؤ

وماكنته ، ونقدره حق قدره ، وحنسن فهمه ، ونعمل به . يقول ابن مسعود ريض هللا عنه : ))من اكن حيب أ ن يعمل أ نه

ن أ حب القرأ ن فهو حي منا القرأ ن الكم هللا عز حيب هللا عز وجل فليعرض نفسه عىل القرأ ن ؛ فا ب هللا عز وجل ، فا

منا يرد عىل هللا عز وجل((4وجل(() .(5)(، ويقول ريض هللا عنه : ))القرأ ن الكم هللا عز وجل ، مفن رد منه شيئا فا

سوهتم يف ذكل هذا وقد اكن للسلف رمحهم هللا عناية فائقة واهامتم ابلغ ابلقرأ ن العظمي يف شهر القرأ ن شهر رمضان املبارك، وأ

رسول هللا صىل هللا عليه وسمل اذلي اكن يلقاه جربيل ك ليل من رمضان يدارسه القرأ ن، روى البخاري ومسمل عن ابن

أجود الناس ، واكن أجود ما ي عليه وسمل صىل الل رمضان حني يلقاه كون يف عباس ريض هللا عنام قال: ))اكن رسول الل

صىل الل حي جربيل ، واكن يلقاه يف ك ليل من رمضان فيدارسه القرأ ن ، فلرسول الل أجود ابلخري من الر عليه وسمل

. (6)المرسل ((

يطيل القراءة يف قيام رمضان ابلليل أ كث من غريه ، وهذا أ مر يشع للك من أ راد أ ن يزيد يف وقد اكن صىل هللا عليه وسمل

القراءة ويطيل واكن يصل لنفسه فليطول ما شاء ، وكذكل من صىل جبامعة يرضون بصالته ، أ ما ما سوى ذكل فاملشوع

ن هؤلء قوم ضعفى اقرأ مخسا س تا س بعا، قال التخفيف ، قال ال مام أ محد لبعض أ حصابه واكن يصل هبم يف رمضان : ))ا

ىل أ ن يراعي حال املأ مومني فال يشق علهيم7فقرأ ت خفمتت يف ليل س بع وعشين(( ) . ( ، فأ رشده رمحه هللا ا



ليلتني يف رمضان واكن السلف رمحهم هللا يتلون القرأ ن يف شهر رمضان يف الصالة وغريها ، فاكن ال سود يقرأ القرأ ن يف ك

، واكن النخعي رمحه هللا يفعل ذكل يف العش ال واخر منه خاصة ويف بقية الشهر يف ثالث ، واكن قتادة رمحه هللا خيمت يف

منا ذا دخل رمضان قال: ))فا ك س بع دامئا ويف رمضان يف ك ثالث ويف العش ال واخر ك ليل ، واكن الزهري رمحه هللا ا

ذا دخل رمضان يفر من قراءة احلديث وجمالسة أ هل العمل ويقبل هو تالوة ا طعام الطعام(( ، واكن ماكل رمحه هللا ا لقرأ ن وا

ذا دخل عىل تالوة القرأ ن من املصحف ، واكن قتادة رمحه هللا يدرس القرأ ن يف شهر رمضان ، واكن سفيان الثوري ا

.(8) وال اثر عنم يف هذا املعىن كثرية رمضان ترك مجيع العبادة وأ قبل عىل تالوة القرأ ن .

يك حسن اتباعهم والسري عىل أ اثرمه ، ونسأ هل تبارك وتعاىل بأ سامئه احلس ىن وصفاته العليا أ ن يعمر قلوبنا حبب رزقنا هللا وا

.القرأ ن وتعظميه وتوقريه والعمل به ، وأ ن جيعلنا من أ هل القرأ ن اذلين مه أ هل هللا وخاصته

*****

---------------

. تفسري ابن كثري )تفسري سورة الفرقان( (1)

. (2137) رواه البهيقي يف شعب ال ميان (2)

لباين (3) .(1334) انظر الضعيفة لل

.(125، رمق1/148الس نة لعبد هللا بن أ محد ) (4)

.(119، رمق1/144)الس نة لعبد هللا بن أ محد (5)

. ( واللفظ للبخاري2308(، ومسمل )6البخاري ) (6)

. 180ذكره ابن رجب يف لطائف املعارف ص (7)

. 181( انظر لطائف املعارف لبن رجب ص8)

أمهية فهم القرأ ن والعمل به -



ي أنزل فيه القر نات من الهدى والفرقان{ ]البقرة:قال تعاىل: }شهر رمضان اذل [ ، وقال تعاىل: }كتاب 185أ ن هدى للناس وبي

روا أ يته وليتذكر أولواللباب{ ]ص: ب ليك مبارك ليد . [29أنزلناه ا

ن تالوة القرأ ن وتدبره يه أ عظم أ بواب الهداية ؛ ل نه هي ىل فعل الصاحلات وترك املنكرات ا دي لليت يه أ قوم ، ويدل ويقود ا

ر من اخلسارة واحلرمان يف دار ب يف الفوز والظفر بدار الكرامة ، وخيوف وحيذ ميان ومعرفة ابهلل ، ويرغ ، وميل القلب ا

ل العاملون ، والتال للقرأ ن بتدبر اخلزي والندامة ، وهو مش متل عىل كثري من العرب وال مثال اليت يضهبا للناس وما ي عقلها ا

ي صالته وزاكته وحيج فرضه ده ويؤد م هللا ويوح وتعقل يدفعه ذكل لالس تجابة ل مر هللا ورسوهل صىل هللا عليه وسمل فيعظ

ن ضافة ا ىل مسابقته ومنافس ته ابلنوافل والقرابت يرجو رمحة هللا ورضوانه قال تعاىل: }ا هذا القرأ ن هيدي ويصوم شهره ا

الحات أن لهم أجرا كبريا{ ]ال رساء ين يعملون الص المؤمنني اذل ين 9:لليت يه أقوم ويبش ن اذل[ ، وقال س بحانه وتعاىل: }ا

الة وأنفقوا وأقاموا الص ا وعالنية يرجون جتارة لن تبور ) يتلون كتاب الل ا رزقنامه رسا هيم أجورمه ويزيدمه من 29مم ( ليوف

ه غفور شكور{ ن . [30-29]فاطر: فضهل ا

بب هداية هللا لعباده املقربني، وترك وتالوة القرأ ن وتدبره والعمل به هو ديدن املؤمنني ووصف أ ولياء هللا الصاحلني وس

تدبره والعمل به هو وصف العصاة املعرضني وسبب ضالل الضالني واملس تكربين ؛ قال تعاىل منكرا علهيم ذكل: }أفال

رون القرأ ن أم عىل قلوب أقفالها{]محمد: رون ال 24يتدب لوجدوا [ ، وقال س بحانه: }أفال يتدب قرأ ن ولو اكن من عند غري الل

تكربين به 66[ ، وقال تعاىل: }قد اكنت أ ييت تتىل عليك فكنمت عىل أعقابك تنكصون )82فيه اختالفا كثريا{ ]النساء: ( مس

لني{ ]املؤمنون: ( أفمل 67سامرا هتجرون ) روا القول أم جاءمه ما لم يأت أ ابءمه الو ب أ ي: أ هنم لو تدبروا القرأ ن [68-66 يد

. ل وجب هلم ال ميان ولمنعهم من الكفر والعصيان، فدل ذكل عىل أ ن تدبر القرأ ن يدعو ا ىل ك خري ويعصم من ك رش

نه أ حسن احلديث ، وأ نه تعاىل ثىن فيه من ال يت وردد القول فيه ليفهم ، وأ ن جلود ال برار عند ووصف هللا القرأ ن بأ

ل أحسن الحديث كتااب متشاهبا مثاين تقشعر منه نز م سامعه تقشعر خش ية وخوفا فقال تعاىل : }الل شون رهب ين خي جلود اذل

ث هيدي به من يشاء ومن يضلل الل ذكل هدى الل ىل ذكر الل . [23 فما هل من هاد { ]الزمر: تلني جلودمه وقلوهبم ا

رمه من مشاهبة الكفار يف ذكل فق ال س بحانه }ألم يأن وعاتب س بحانه املؤمنني عىل عدم خشوعهم عند سامع القرأ ن وحذ

ين أوتوا وما نزل من الحق ول يكونوا اكذل كر الل شع قلوهبم ذل ين أ منوا أن ت م المد فقست لل الكتاب من قبل فطال علهي

. [16حلديد:قلوهبم وكثري منم فاسقون{ ]ا

ذ ين ا ما المؤمنون اذل ن

ذا قرءوه وتدبروا أ يته فقال س بحانه: }ا ميان ا وأ خرب س بحانه عن القرأ ن أ نه يزيد املؤمنني ا ا ذكر الل

م يت ميان وعىل رهبم أ يته زادهتم ا ذا تليت علهي

ون{ ]ال نفال: وجلت قلوهبم وا . [2ولك



ميان وتسلامي ، فقال ذا تل علهيم خيرون لل ذقان جسدا يبكون ويزيدمه خشوعا وا وأ خرب عن صاحل أ هل الكتاب أ ن القرأ ن ا

ذا يتىل علهي ين أوتوا العمل من قبهل ا ن اذل

ذقان جسدا )س بحانه: }قل أ منوا به أو ل تؤمنوا ا ون لل ر ( ويقولون 107م خي

نا لمفعول ) ن اكن وعد ربنا ا بحان رب ذقان يبكون ويزيدمه خشوعا{ ]ال رساء: 108س ون لل ر . [109-107( وخي

ر عباده من ال عراض عن القرأ ن الكرمي أ شد التحذير ، وبني هلم خطورة ذكل وما جينيه من ث مع هذا فا ن هللا تعاىل قد حذ

عراضه عن القرأ ن وعدم تلقيه ابلقبول والتسلمي ، يقول هللا فعل ذكل من ال ث والوزر اذلي حيمهل معه يوم القيامة بسبب ا

ن ذكرا ) مل يوم القيامة وزرا )( من أعرض عنه ف 99تعاىل : }وقد أ تيناك من ل ه حي نين فيه وساء لهم يوم القيامة 100ا ( خال

ال{ ]طه: ذا اكن القرأ ن ذكرا للرسول صىل هللا عليه وسمل ول مته فيجب علينا تلقيه ابلقبول والتسلمي 101ـ 99مح [ ، فا

ىل الصاط املس تقمي ، وأ ن نقبل عليه ابلتعمل والتعلمي والعمل بتوجهياته لننعم بطيب والانقياد والتعظمي ، وأ ن هنتدي بنوره ا

العيش يف هذه احلياة ولنحظى بشفاعته بعد املامت ويف املعاد ، وأ ن مقابلته ابل عراض والصدود أ و مبا هو أ خطر من ذكل

نه زيغ وضالل وكفر وطغيان يس تحق فاعهل العقوبة يف النيا بضنك العيش والشقاوة واحلرمان ، ويوم من ال ناكر واجلحود فا

بع هداي فال يض ك مين هدى فمن ات ا يأتين م( 123ل ول يشقى )القيامة ينىس وحيش يف النار مع العميان ، قال تعاىل: }فا

ن هل معيشة ضناك ه يوم القيامة أمعى )ومن أعرض عن ذكري فا ش تين أمعى وقد كنت بصريا 124وحن ( قال رب لم حش

. [126ـ 123( قال كذكل أتتك أ يتنا فنسيهتا وكذكل اليوم تنىس{ ]طه: 125)

ومس العظمي أ ن يعظم القرأ ن الكرمي ويقدره حق قدره ويتلوه حق تالوته ؛ حفري بلك مسمل ولس امي يف هذا الشهر املبارك وامل

بتدبر أ يته والتفكر والتعقل ملعانيه وابلعمل مبا يقتضيه . يقول العالمة ابن القمي رمحه هللا : ))فال شء أ نفع للقلب من قراءة

نه جامع مجليع منازل السائرين وأ حوال العام لني ومقامات العارفني، وهو اذلي يورث احملبة والشوق القرأ ن ابلتدبر والتفكر فا

واخلوف والرجاء وال نبة والتوك والرضا والتفويض والشكر والصرب وسائر ال حوال اليت هبا حياة القلب وكامهل ، وكذكل

قرأ ن ابلتدبر لش تغلوا يزجر عن مجيع الصفات وال فعال املذمومة اليت هبا فساد القلب وهالكه ، فلو عمل الناس ما يف قراءة ال

لهيا يف شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليل ، فقراءة أ ية ذا قرأ ه بتفكر حىت مر بأ ية وهو حمتاج ا هبا عن ك ما سواها ، فا

.(1)بتفكر وتفهم خري من قراءة خمتة بغري تدبر وتفهم ، وأ نفع للقلب وأ دعى ا ىل حصول ال ميان وذوق حالوة القرأ ن((

رمحه هللا وايف اللةل عظمي الفائدة ، ومن اكن يف قراءته للقرأ ن عىل هذا الوصف أ ثر فيه القرأ ن غاية التأ ثري وانتفع والكمه

بتالوته متام الانتفاع واكن بذكل من أ هل العمل وال ميان الراخسني ؛ وهذا هو مقصود القرأ ن وغاية مطلوبه ، وذلا يقول ش يخ

ن لم تكن هذه مهة حافظه لم ال سالم ابن تميية رمحه هللايكن من : ))والمطلوب من القرأ ن هو فهم معانيه والعمل به ، فا

ين(( .(2)أهل العمل وال

منا منه ما هجلنا وانفعنا مبا اللهم اجعل القرأ ن الكرمي ربيع قلوبنا ونور صدورن وجالء أ حزاننا وذهاب مهومنا ومغومنا ، وعل

متنا ، وارزقنا حسن تالوته وتدبره ووفقنا للعمل به واتباع أ مره واجتناب هنيه ، وارفع به درجاتنا يوم العرض عليك ، عل

.وأ عذن اللهم من الغفل وال عراض عنه



*****

------------

.(1/187) مفتاح دار السعادة (1)

(.5/262الفتاوى لبن تميية )( مجموع 2)

رمضان شهر التقوى -

لون السعادة يف هذه احلياة النيا ويوم يقوم ال شهاد ن هللا تبارك وتعاىل الرمحن الرحمي أ وص عباده بتقواه اليت هبا حيص ا

ولني وال خرين من خلقه قال تعاىل: } وينالون رضاه والفوز بدار كرامته والسالمة من نره وعذابه ، ويه وصيته س بحانه لل

{ ]النساء: قوا الل ك أن ات يين أوتوا الكتاب من قبلك وا ينا اذل [ ، وقد رشع س بحانه لعباده صيام شهر رمضان 131ولقد وص

ين أ منوا ا اذل ين من قبلك لعلك تتقون{ يعين املبارك لتحقيق تقواه ، قال تعاىل : } ي أهي يام مك كتب عىل اذل كتب عليك الص

ل لتحقيق ىل التقوى ملا فيه من قهر النفس وكرس الشهوات ، مفا رشع صيام هذا الشهر الكرمي ا ابلصوم ل ن الصوم وصل ا

نه من أ كث ما يعني عىل حتقيق ها ، قال ابن القمي رمحه هللا : )) وللصوم تأ ثري جعيب ف حفظ اجلوارح الظاهرة التقوى ؛ بل ا

ذا اس تولت علهيا أ فسدهتا ، واس تفراغ املواد الرديئة والقوى الباطنة ومحيهتا عن التخليط اجلالب لها املواد الفاسدة اليت ا

لهيا ما اس تلبته منا أ يدى الشهوات، فهو من أ كرب املانعة لها من حصهتا ؛ فالصوم حيفظ عىل القلب واجلوارح حصهتا ، ويعيد ا

ين م يام مك كتب عىل اذل ين أ منوا كتب عليك الص ا اذل ن قبلك لعلك تتقون { العون عىل التقوى كام قال تعاىل: } ي أهي

. ( اهـ1[ (()183]البقرة:

ن الصيام من أ كرب أ س باب وقال العالم ة الش يخ عبد الرمحن بن سعدي رمحه هللا يف تفسريه لقوهل} لعلك تتقون {: )) فا

:التقوى، ل ن فيه امتثال أ مر هللا واجتناب هنيه ، مفام اش متل عليه من التقوى

لهيا نفسه ؛ متقراب بذكل ا ىل هللاأ ن الصامئ يرتك ما حرم هللا عليه من ال ك والشب وامجلاع وحنوها اليت متي * راجيا ل ا

.برتكها ثوابه ، فهذا من التقوى

.ومنا: أ ن الصامئ يدرب نفسه عىل مراقبة هللا تعاىل ، فيرتك ما هتوى نفسه مع قدرته عليه، لعلمه ابطالع هللا عليه *

نه جيري من ابن أ دم جمرى * الم ، فبالصيام يضعف نفوذه ، وتقل منه ومنا: أ ن الصيام يضيق جماري الش يطان ، فا

.املعايص

.ومنا: أ ن الصامئ يف الغالب تكث طاعته ، والطاعات من خصال التقوى *



ذا ذاق أ مل اجلوع أ وجب هل ذكل مواساة الفقراء املعدمني، وهذا من خصال التقوى(( اهـ * .ومنا: أ ن الغين ا

جتناب نواهيه ، ومعىن التقوى: أ ن جيعل العبد بينه وبني ما خيافه وقاية، وتقوى العبد وتقوى هللا يه طاعته ابمتثال أ وامره وا

ل بفعل طاعته واجتناب معصيته . لربه: أ ن جيعل بينه وبني ما خيشاه من غضبه وخسطه وعقابه وقاية تقيه ، وذكل ل يكون ا

حيصل للعباد فهو منه س بحانه ، وترة يأ مر ابتقاء النار اليت وهللا عز وجل ترة يأ مر بتقواه فهو اذلي خيىش ويرىج وك خري

يت وقودها الناس والحجارة { ]البقرة: قوا النار ال [ ، وكقوهل 24يه مأ ل من خالف تقواه واتبع هواه كام قال تعاىل :} فات

ين أ منوا قوا أنفسك و ا اذل [ ، وترة يأ مر ابتقاء يوم القيامة 6أهليك نرا وقودها الناس والحجارة { ]التحرمي:س بحانه: } ي أهي

يوم احلساب واجلزاء والسعادة أ و الشقاء ؛ اليوم اذلي ينال فيه املتقون ثواهبم واجملرمون اخملالفون للتقوى عذاهبم وعقاهبم كام

قوا يوما ت ث توف ك نفس ما كسبت ومه ل يظلمون { ]البقرة:قال تعاىل: } وات ىل الل . [281رجعون فيه ا

ة يويص أ مريها يف خاصة نفسه بتقوى هللا ومبن ذا أ رسل رسي واكن الرسول صىل هللا عليه وسمل يويص أ حصابه بتقوى هللا وا

يف جحة الوداع أ وص الناس بتقوى هللا حلاجة الناس ا ىل هذه الوصية ولعظمي أ مهيهتا معه خريا ، وملا خطب يوم النحر

. وفائدهتا

ولقد اعتىن السلف الصاحل بتحقيق التقوى يف نفوسهم وتوضيح معناها ومبناها ومل يزالوا يتواصون هبا ؛ قال ابن عباس ريض

ذرون م ين حي ته يف التصديق بما جاء هللا عنام : " المتقون : اذل ن هللا عقوبته يف ترك ما يعرفون من الهدى ، ويرجون رمح

وا ما افرتض علهيم م ، وأد قوا ما حرم علهي بن عبد العزيز " . وقال معر به " . وقال احلسن البصي رمحه هللا : " المتقون ات

يل والتخليط فميا بني ذكل ، ولك ار ول بقيام الل م هللا ، رمحه هللا : " ليس تقوى هللا بصيام الن ن تقوى هللا: ترك ما حر

حق تقاته {]أ ل معران:وأداء ما افرتض هللا " . وقال ابن مسعود ريض هللا عنه يف قوهل ت قوا الل [ قال : " أن 102عاىل} ات

مل بطاعة هللا عىل يطاع فال يعىص ، ويذكر فال ينىس ، وأن يشكر فال يكفر " ، وقال طلق بن حبيب: " التقوى أن تع

ك معصية هللا عىل نور من هللا تاف عقاب هللا ")نور من هللا ترجو ثواب هللا ( ، وملا قال رجل لعمر بن 2 ، وأن ترت

ذا لم نن لم تقولوها، ول خري فينا ا

. " قبلهااخلطاب ريض هللا عنه : اتق هللا، أ جابه معر بقوهل: " ل خري فيك ا

وى حملها القلب ، روى مسمل يف حصيحه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه يف حديث طويل وفيه أ نه صىل هللا عليه وسمل والتق

ات (() ىل صدره ثالث مرذا اكن أ صل التقوى يف 3قال: ))التقوى هاهنا ويشري ا ( ، يقول ابن رجب رمحه هللا : " وا

لع أ ح ىل صورك القلوب ، فال يط ل ينظر ا ن الل

ل هللا عز وجل ، كام قال صىل هللا عليه وسمل : ))ا د عىل حقيقهتا ا

)) الك ىل قلوبك وأمع ل ينظ أ خرجه مسمل عن أ يب هريرة ريض هللا عنه-وأموالك ، ولكن ينظر ا ن الل

ىل ، ويف رواية ))ا

ر ا

ىل صورك(( )وحينئذ فقد يكون كثري ممن هل صورة حس نة أ و مال أ و جاه أ و ريسة يف النيا قلبه خرااب -( 4أجسادك ول ا

من التقوى ، ويكون من ليس هل شء من ذكل قلبه مملوءا من التقوى، فيكون أ كرم عند هللا عز وجل ، بل ذكل هو

.( اهـ5" ) ال كث وقوعا

:وللتقوى عوائد عديدة ومثار كثرية جينهيا املتقون يف النيا وال خرة مفن مثراهتا يف النيا



{ ]البقرة: - مك الل ويعل قوا الل عل لك فرقان 282حصول العمل النافع قال تعاىل: } وات جي ن تتقوا الل { [، وقال س بحانه: } ا

.[29]ال نفال:

عل هل مخرجا ] - جي [ 2اخلروج من احملن ، وحصول الرزق الطيب للعبد من حيث ل حيتسب قال تعاىل: } ومن يتق الل

تسب { ]الطالق: . [3-2ويرزقه من حيث ل حي

ب المتقني { أ هنم ينالوا حمبة هللا ، ومعيته ، ومغفرته ؛ وبذكل يتح - حي ن اللقق هلم الفوز والفالح ، قال تعاىل: } ا

مع المتقني { ]البقرة:4]التوبة: غفور رحمي [194[ ، وقال س بحانه: } واعلموا أن الل ن الل ا قوا الل ، وقال عز وجل: } وات

لعلك تفلحون { ]البقرة:[ ، وقال تعاىل69{ ]ال نفال: قوا الل . [189: } وات

: وأ ما مثرات التقوى يف ال خرة فهىي كثرية وعديدة منا

م جنات النعمي - ن للمتقني عند رهب[ ، 34 { ]القمل:الفوز جبنات النعمي ، وحصول الرفعة هلم والعاقبة امحليدة ، قال تعاىل: } ا

قوا فوقهم يوم القيامة { ]البقرة: ين ات . [128[ ، وقال س بحانه: } والعاقبة للمتقني { ]ال عراف: 212وقال س بحانه: } واذل

ن المتقني يف جنات و -[ يف مقعد صدق عند 54هنر ]ومن أ عظم مثرات التقوى لقاء هللا ورؤيته يوم القيامة قال تعاىل: } ا

. [55-54مليك مقتدر {]القمر:

فنسأ ل الكرمي رب العرش العظمي وحنن يف هذا املومس العظمي والشهر الكرمي أ ن يزين قلوبنا بزينة التقوى وأ ن جيعلها لنا زادا

.يف هذه النيا ويوم نلقاه

*****

-----------------

.(201املعاد يف هدي خري العباد )فصل: ف هديه صىل هللا عليه وسمل يف الصيام ، ص: زاد (1)

-296أ ورد ابن رجب رمحه هللا هذه ال اثر عن السلف رمحهم هللا يف جامع العلوم واحلك )احلديث الثامن عش/ ص: (2)

297).

.(2564) حصيح مسمل (3)

.(2564) الك الروايتني أ خرهجا مسمل برمق (4)

(.626( جامع العلوم واحلك لبن رجب )احلديث اخلامس والثالثون / ص: 5)

رب - رمضان شهر الص



ن الصرب هو ال ساس ال كرب للك خلق مجيل ، والتزنه من ك خلق رذيل ، وهو حبس النفس عىل ما تكره ، وعىل خالف ا

الصرب عىل طاعة هللا ، وعن معصيته ، وعىل أ قدار هللا املؤملة ، فال تمت هذه مرادها طلبا لرضا هللا وثوابه ، ويدخل فيه

ل ابلصرب : الثالثة اليت جتمع الين لكه ا

خصوصا الطاعات الشاقة اكجلهاد يف سبيل هللا ، والعبادات املس مترة كطلب العمل واملداومة عىل ال قوال -فالطاعات *

ذا ضعف الصرب ل ت -النافعة وال فعال النافعة ل ابلصرب علهيا ، ومترين النفس عىل الاس مترار علهيا ومالزمهتا ومرابطهتا ، وا مت ا

. ضعفت هذه ال فعال ورمبا انقطعت

لهيا -وكذكل كف النفس عن املعايص * ل ابلصرب واملصابرة عىل -وخصوصا املعايص اليت يف النفس داع قوي ا ل يمت الرتك ا

. وحتمل مرارتهخمالفة الهوى

ل ابلصرب واحتساب * وكذكل املصائب حني تزنل ابلعبد ويريد أ ن يقابلها ابلرضا والشكر وامحلد هلل عىل ذكل ل يمت ذكل ا

ال جر . ومىت مرن العبد نفسه عىل الصرب ووطنا عىل حتمل املشاق واملصاعب وجد واجهتد يف تمكيل ذكل صار عاقبته

ل فاز ابلظفر الفالح والنجاح ، . وقل من جد يف أ مر يطلبه واس تصحب الصرب ا

هما ن شهر رمضان مدرسة عظمية وصح شامخ يس تلهم منه العباد كثريا من العرب والروس النافعة اليت تريب النفوس وتقو وا

ن مما جينيه الصامئون يف هذا الشهر العظمي واملومس املبارك تعويد النفس ومحلها عىل الصرب ؛ يف شهرها هذا وبقية معرها ، وا

وذلا وصف النيب الكرمي صىل هللا عليه وسمل شهر رمضان بشهر الصرب يف أ كث من حديث ، منا ما رواه ال مام أ محد

م م رب وثالثة أي ن ك شهر ومسمل من حديث أ يب قتادة ريض هللا عنه أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))صوم شهر الص

هر(() ص 1صوم ال عت رسول الل ري عن العرايب قال مس خ بن الش عليه ( ، وأ خرج ال مام أ محد عن يزيد بن عبد الل ىل الل

يقول وذكر احلديث أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: )) صوم م من ك شهر يذهب وحر وسمل رب وثالثة أي شهر الص

در (() ( ، وروى النسايئ عن الباهل ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))مص شهر الصرب 2الص

. (3)وثالثة أ يم من ك شهر...((



نيب صىل هللا عليه وسمل شهر رمضان بأ نه شهر الصرب وذكل ل ن رمضان جيمتع فيه أ نواع ففي هذه ال حاديث الثالثة وصف ال

: الصرب لكها ؛ الصرب عىل طاعة هللا ، والصرب عن معصيته ، والصرب عىل أ قدار هللا املؤملة

ط - عام الطعام واذلكر والعاء فرمضان فيه الصيام، وفيه القيام، وفيه تالوة القرأ ن ، وفيه الرب وال حسان واجلود والكرم وا

. والتوبة والاس تغفار وغري ذكل من أ نواع الطاعات ، ويه حتتاج ا ىل صرب ليقوم هبا ال نسان عىل أ مكل الوجوه وأ فضلها

وفيه كف اللسان عن الكذب والغش واللغو والسب والش مت والصخب واجلدال والغيبة والمنمية ومنع بقية اجلوارح عن -

عايص ، وهذا يكون يف رمضان ويف غريه ، والبعد عن هذه املعايص حيتاج ا ىل صرب حىت يس تطيع العبد اقرتاف مجيع امل

. حفظ نفسه عن الوقوع فهيا

ورمضان فيه ترك الطعام والشاب وما يتعلق هبا ونفسه تتوق ذلكل وكذكل حبس النفس عام أ ابحه هللا من الشهوات -

ل ابلصرب وامللات اكمجلاع ومقدماته، وهذا ل . تس تطيع النفس ا

فاش متل رمضان عىل أ نواع الصرب لكها ، قال ابن القمي رمحه هللا : )) والنفس فهيا قوتن : قوة ال قدام ، وقوة ال جحام ؛ حفقيقة

مسأاك عام يضه ، ومن الناس من تكون قوة صربه ىل ما ينفعه ، وقوة ال جحام ا عىل الصرب أ ن جيعل قوة ال قدام مصوفة ا

ىل ارتاكب ما فعل ما ينتفع به وثباته عليه أ قوى من صربه عام يضه فيصرب عىل مشقة الطاعة ول صرب هل عن داعي هواه ا

هنىي عنه ، ومنم من تكون قوة صربه عن اخملالفات أ قوى من صربه عىل مشقة الطاعات ، ومنم من ل صرب هل عىل هذا ول

نوعني ، فكثري من الناس يصرب عىل ماكبدة قيام الليل يف احلر والربد وعىل مشقة الصيام ذاك ، وأ فضل الناس أ صربمه عىل ال

ىل الصور ول صرب هل عىل ال مر ابملعروف ول يصرب عن نظرة حمرمة ، وكثري من الناس يصرب عن النظر وعن الالتفات ا

زه ، وأ كثمه ل صرب هل عىل واحد من ال مرين ، والنىى عن املنكر وهجاد الكفار واملنافقني بل هو أ ضعف شء عن هذا وأ جع

.( اهـ4وأ قلهم أ صربمه يف املوضعني (()

ن غلب ابعث الهوى والشهوة صربه ذا غلب صربه ابعث الهوى والشهوة التحق ابملالئكة ، وا وقال أ يضا : ))فال نسان منا ا

ن غلب ابعث طبعه من ال ك والشب .(5)وامجلاع صربه التحق ابلهبامئ((التحق ابلش ياطني ، وا



وقد أ مر هللا ابلصرب وأ ثىن عىل الصابرين، وأ خرب أ ن هلم املنازل العالية والكرامات الغالية يف أ يت كثرية من القرأ ن وأ خرب أ هنم

وا وصابروا ورابطو ين أ منوا اصرب ا اذل لعلك تفلحون { ]أ ل يوفون أ جرمه بغري حساب قال تعاىل: } ي أهي قوا الل ا وات

الة { ]البقرة:200معران: رب والص تعينوا ابلص ابرين ]45[ ، وقال تعاىل: } واس الص ذا 155[ ، وقال س بحانه: } وبشين ا [ اذل

لي ن ا وا ن لل

ة وأولئك مه المهتدون { 156ه راجعون ]أصابهتم مصيبة قالوا ا م ورمح م صلوات من رهب [ أولئك علهي

ين صدقوا وأولئك مه 157ـ 155]البقرة: اء وحني البأس أولئك اذل ابرين يف البأساء والض المتقون { [، وقال تعاىل: } والص

ابرين { ]البقرة:177]البقرة: مع الص ن اللما يوف 153[ ، وقال عز وجل:} ا ن

[ ، وقال تعاىل يف جزاء الصابرين وأ جرمه : } ا

ابرون أجرمه بغري حساب { ]الزمر: ي 10الص (()[ ، وقال صىل هللا عليه وسمل: ))ومن يتصرب ه الل (، وقال صىل هللا 6صرب

)) رب .(7)عليه وسمل : ))وأن النص مع الص

ن عليه ترك ما هتواه النفوس من اخملالفات ، ويسليه عن وحس بك من خلق يسهل عىل العبد مشقة الطاعات ، وهيو

اس للبنيان ، ومىت عمل العبد ما يف الطاعات من اخلريات العاجل املصيبات ، ويمد ال خالق امجليل لكها ويكون لها اكل س

وال جل ، وما يف املعايص من ال ضار العاجل وال جل ، وما يف الصرب عىل املصائب من الثواب اجلزيل وال جر العظمي ؛

ذا اكن أ هل النيا هي ن علهيم الصرب عىل املشقات سهل الصرب عىل النفس ، ورمبا أ تت به منقادة مس تحلية لمثراته ، وا و

العظمية لتحصيل حطاهما ، فكيف ل هيون عىل املؤمن املوفق الصرب عىل ما حيبه هللا حلصول مثراته !! ومىت صرب العبد هلل

. خملصا يف صربه اكن هللا معه ؛ فا ن هللا مع الصابرين ابلعون والتوفيق والتأ ييد والتسديد

قنا للقيام حبق ه . ذا الشهر ، وطهرن من وحر الصدر ، وأ لبس نا فيه حلل اليقني والصرباللهم وف

*****

------------



مام أ محد1162(، ومسمل )8965، 7567مس ند أ محد ) (1) . ( واللفظ لال


.(3794) ( ، انظر حصيح اجلامع2756سنن النسايئ ) (3)

.(37ذخرية الشاكرين )ص: عدة الصابرين و (4)

.(44نفس املرجع )ص: (5)


(.6304( واحلاك يف املس تدرك )2666( رواه ال مام أ محد يف املس ند )7)

تغـفار - رمضان شهر الاس

فوا عىل أنفسهم ل ين أرس حمي قال تعاىل: } قل ي عبادي اذل ه هو الغفور الر نيعا ا نوب مج يغفر اذل ن الل

ا ة الل تقنطوا من رمح

ن هذا ال ية الكرمية تبني سعة رمحة هللا ولطفه بعباده ، وفهيا نداء من الرمحن الرحمي للمرسفني واملذنبني 53{]الزمر: [ ، ا

أ ن يقلعوا من ذنوهبم هذه ويس تغفروا -ويدخل يف ذكل الشك والكفر وكبائر اذلنوب -نعها اذلين ارتكبوا أ عظم اذلنوب وأ ش

نه يغفر اذلنوب مجيعا ول يتعاظم ذنبا أ بدا همام كرب وعظم طاملا اس تغفر صاحبه وتب ، روى الرتمذي رهبم الغفور الرحمي ؛ فا

تبارك وتعاىل : ي ابن أ دم عن أ نس بن ماكل ريض هللا عنه قال: مسعت رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يقول: ))قال الل

ك ما دعوتين ورجوتين غفرت كل عىل ما اكن فيك ول أابل ، ي ابن أ دم لو بلغت ذن نتغفرتين ا ماء ث اس وبك عنان الس

ك لو أتيتين بقراب الرض خطاي ث لقيتين ل تشك يب غفرت ن .(1) شيئا لتيتك بقراهبا مغفرة(( كل ول أابل ، ي ابن أ دم ا



تغفروا الل غفور رحمي { ]املزمل:وقد أ مر هللا عباده يف القرأ ن ابلس تغفار قال تعاىل: }واس ن الل[ ، وقال تعاىل }وأن 20ا

ليه{ ]هود:ك ث توبوا ا تغفروا رب تغفر 3اس [، وبني س بحانه أ نه يغفر ملن اس تغفره فقال: }ومن يعمل سوءا أو يظمل نفسه ث يس

غف د الل جي تغفرين ابلسار{ ]أ ل معران: 110ورا رحميا { ]النساء: الل [ 17[ ، ومدح هللا عباده املس تغفرين فقال: }والمس

تغفرون { ]اذلاريت: [، واكن من هديه صىل هللا عليه وسمل كثة الاس تغفار قال 18، وقال س بحانه: }وابلسار مه يس

ة(()صىل هللا عليه و يف اليوم مائة مر تغفر الل ين لس ة((2سمل : ))ا بعني مر .(3)( ، ويف حديث أ خر: ))أكث من س

ن شهر رمضان هل مزيد خصوصية يف مغفرة اذلنوب وحمو السيئات ؛ فالسعيد من أ درك رمضان وقىض أ يمه ولياليه يف وا

س تحق بذكل املغفرة والرضوان من املكل الين ، والشقي احملروم ذاك اذلي دخل عليه هذا الشهر طاعة هللا وما يرضيه فا

العظمي ومل يعمل صاحلا يرقيه ، ومل يتب من ذنوبه اليت هتلكه وتزيه ، وأ ضاع شهره بأ يمه ولياليه فامي يغضب ربه ويرديه ،

ىل ربه طالبا غفران ذنوبه ومساويه ، حىت خ . رج شهر الغفران وهو ابق عىل صدوده وجتنيهومل يتوجه ا

روى الطرباين يف معجمه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل: ))أتين جربيل عليه

يه فمات فدخل النار ف د من أدرك أحد وال الم ، فقال : ي محم د من الس قل أ مني ، فقلت أ مني ، قال : ي محم أبعده الل

، قل أ مني ، فقلت أ مني ، قال : ومن ذكرت عنده فمل يصل أدرك شهر رمضان فمات فمل يغفر هل فأدخل النار فأبعده الل

، قل أ مني ، فقلت أ مني (() (. وروى الرتمذي وغريه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه 4عليك فمات فدخل النار فأبعده الل

نف رجل دخل عليه رمضان أ يضا عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))رغ أنف رجل ذكرت عنده فمل يصل عل ، ورغ أ

.(5)لجنة ((ث انسلخ قبل أن يغفر هل ، ورغ أنف رجل أدرك عنده أبواه الكرب فمل يدخاله ا

كث منه ليغمن عوائده املبارك وفوائده اجلليل واحلري ابلعبد املؤمن أ ن يغمن خريات هذا الشهر وبراكته وأ ن يالزم الاس تغفار وي

. ، ويه كثرية ل حتىص ؛ يف النيا وال خرة

ه اكن غفارا ] نك ا تغفروا رب ماء عليك مدرارا ]10مفن فوائده النيوية ما ورد يف قوهل تعاىل: }فقلت اس [ 11[ يرسل الس

عل لك أهنارا { ]نوح: ويمددك ب عل لك جنات وجي رمحه هللا -[ ، وجاء يف ال ثر عن احلسن البصي 12-10أموال وبنني وجي

ليه أ خر جفاف بس تانه - ليه أ خر الفقر فقال : اس تغفر هللا ، وشاك ا ليه اجلدب فقال : اس تغفر هللا ، وشاك ا أ ن رجال شاك ا

ليه أ خر عدم الول فقال: اس تغفر هللا ، ث تال علهيم قول هللا تعاىل عن نوح عيه السالم فقال : اس تغفر هللا ، وشاك ا

ه اكن غفارا ] نك ا تغفروا رب ماء عليك مدرارا ]10:}فقلت اس عل [ ويمددك بأموال وبنني و 11[ يرسل الس عل لك جنات وجي جي

ذا تبمت ا ىل هللا واس تغفرمتوه وأ طعمتوه ؛ كث الرزق عليك ، وأ سقاك من براكت السامء، وأ نبت لك م ن لك أهنارا { ؛ " أ ي: ا

ل وال ولد، وجعل لك جنات براكت ال رض ، وأ نبت لك الزرع ، وأدر لك الضع ، وأ مدك بأ موال وبنني ، أ ي: أ عطاك ال موا



( ، فهذه المثرات املذكورة هنا يه مما يناهل العبد يف دنياه جزاء اس تغفاره من 6فهيا أ نواع الامثر، وخللها ابل هنار اجلارية بينا " )

. اخلريات العممية والعطاي الكرمية والمثرات املتنوعة

زيل وال جر العظمي والرمحة واملغفرة والعتق من النار والسالمة من وأ ما ما يناهل املس تغفرون يوم القيامة من الثواب اجل

ل هللا تعاىل ، روى ابن ماجه يف سننه عن عبد هللا بن برس ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا العذاب فأ مر ل حيصيه ا

تغفارا كثري يفته اس ( وس نده حصيح ، وروى الطرباين يف ال وسط 7ا(()صىل هللا عليه وسمل : ))طوب لمن وجد يف حص

والضياء املقديس يف ال حاديث اخملتارة عن الزبري بن العوام ريض هللا عنه قال : قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))

تغفار (( يفته فليكث فهيا من الاس ه حص .(8)من أحب أن ترس

ينبغي أ ن يعمل هنا أ ن املراد ابلس تغفار ما اقرتن به ترك ال صار ؛ فهو حينئذ يعد توبة نصوحا جتب ما قبلها ، وهذا لكن مما

ذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنف ين ا ليه واكفأ أ حصابه ابملغفرة ، قال تعاىل: }واذل سهم ذكر هو الاس تغفار اذلي ندب هللا ا وا الل

وا عىل ما فعلوا ومه يعلمون ولم يص ل اللنوب ا م ومن يغفر اذل نوهب تغفروا ذل م 135 ]فاس [ أولئك جزاؤمه مغفرة من رهب

ين فهيا هتا الهنار خال ري من حت [136-135ونعم أجر العاملني{ ]أ ل معران: وجنات جت

:وللمغفرة ثالثة أ س باب عظمية اجمتعت يف حديث أ نس املتقدم

ذا أ ذنب ذنبا مل يرج مغفرته من غري ربه ، ويعمل أ نه ل يغفر اذلنوب ويأ خذ هبا غريه ، ففي الصحيح عن النيب ال ول: أ ن العبد ا

هم اغفر ل ذنيب فقال تبارك وتعاىل أذنب عبدي ذنبا فعمل صىل هللا عليه وسمل قال: ))أ أن هل رابا يغفر ذنب عبد ذنبا فقال الل

نب ث عاد فأذنب فقال أي رب اغفر ل ذنيب فقال ت نب ويأخذ ابذل بارك وتعاىل عبدي أذنب ذنبا فعمل أن هل رابا يغفر اذل

نب ث عاد فأذنب فقال أي رب اغفر ل ذنيب فقال تبارك وتعاىل أ نب ويأخذ ابذل يغفر ذنب عبدي ذنبا فعمل أن هل رابا اذل

ل ما شئت فقد غفرت كل قال عبد العىل ل أدري أقال يف الث نب امع نب ويأخذ ابذل ل ما شئت ويف اذل ابعة امع الثة أو الر

.(9)رواية قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء((

ليه البص منا ، ويف الثاين : الا س تغفار ؛ ولو عظمت اذلنوب وبلغت الكثة عنان السامء : وهو السحاب ، وقيل ما انهتىى ا

ماء و د بيده لو أخطأت حىت تمل خطايك ما بني الس ي نفس محم تغفرت الرواية ال خرى : ))واذل عز وجل الرض ث اس الل

( )) ذا قرن الاس تغفار ابلتوبة 10لغفر لك ( ، والاس تغفار: طلب املغفرة ، واملغفرة: يه وقاية رش اذلنوب مع سرتها . وا

. فيكون الاس تغفار حينئذ عبارة عن طلب املغفرة ابللسان ، والتوبة عبارة عن ال قالع عن اذلنوب ابلقلوب واجلوارح

ن الثالث: التوحيد ؛ وهو السبب ال عظم ، مفن فقده فقد املغفرة ، ومن جاء به فقد أ ىت بأ عظم أ س باب املغفرة، قال تعاىل: }ا

ك به ويغفر ما دون ذكل لمن يشاء { ]النساء: ل يغفر أن يش .[48الل



.ها ما علمنا منا وما مل نعمل ، واخمت ابلصاحلات أ عاملنااللهم اغفر لنا ذنوبنا لكها صغريها وكبري

*****

--------------

. (3540) سنن الرتمذي (1)

. (2702) رواه مسمل (2)


. (2023) املعجم الكبري (4)

. (2016) (، ومس تدرك احلاك3545جامع الرتمذي ) (5)

.(8/233، تفسري ابن كثري )سورة نوح (6)

. (3818) سنن ابن ماجه (7)

.(639) (، شعب ال ميان للبهيقي839املعجم ال وسط للطرباين ) (8)

.(2758) رواه مسمل (9)

(.13427( مس ند ال مام أ محد )10)

هر التوبة والغفرانرمضان ش - 14 -

ن هذا املومس العظمي والشهر الكرمي مومس رمحة همداة من رب العاملني للعباد ل قاةل العثات ومغفرة الزلت والتوبة عن ا

ليه ؛ فأ مر عباده املؤمنني أ مرا مطلقا اخلطيئات والسيئات، مفا أ رمحه س بحانه وأ حلمه هيأ لعباده ك ما يقرهبم منه ويردمه ا

قاةل العثات ورفع الرجات والفوز ابجلنات، فقال ابلتوبة النصوح يف ك حني وزمان وماكن ليحصل هلم تكفري السيئات وا

توبة نصوحا عىس ربك أن يكفر عنك سي ىل اللين أ منوا توبوا ا ا اذل هتا س بحانه: } ي أهي ري من حت ئاتك ويدخلك جنات جت

ه المؤمنون لعلك تفلحون { ]النور:[ ، وقال س بحا8الهنار { ]التحرمي: يعا أي مج ىل الل[ ، وروى مسمل يف 31نه: } وتوبوا ا

لي ين أتوب يف اليوم ا

فا ىل الل

ا الناس توبوا ا ة(( ويف رواية ه مائة مر حصيحه أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال: ))ي أهي

ة (( يف اليوم مائة مر تغفر الل ين لس (1) هل ))ا



ليه ، روى مسمل يف حصيحه عن أ نس بن ماكل ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل بل هللا يش تد فرحه بتوبة عبده ا

أشد فرحا بتوبة عبده ح ليه من أحدك اكن عىل راحلته بأرض فالة فانفلتت منه وعلهيا هللا عليه وسمل : ))للني يتوب ا

ابه فأيس منا فأىت جشرة فاضطجع يف ظلها قد أيس من راحلته ، فبينا هو ذا ه طعامه ورشو هبا قائمة عنده فأخذ كذكل ا

ة الفرح ك ، أخطأ من شد هم أنت عبدي وأن رب ة الفرح : الل طامها ث قال من شد .(2)((خب

لهيا وأ ن يدرك كذكل خطر اذلنوب وش دة ضرها عىل أ هلها يف والواجب عىل املسمل أ ن يدرك أ مهية التوبة وشدة احتياجه ا

يديك النيا وال خرة ؛ فهىي سبب لزنول املصائب والعقوابت والقوارع ، قال تعاىل: } وما أصابك من مصيبة فبما كسبت أ

ين خيالفون عن أم 30ويعفو عن كثري { ]الشورى: ره أن تصيهبم فتنة أو يصيهبم عذاب ألمي { [ ، وقال س بحانه: } فليحذر اذل

ين كفروا تصيهبم بما صنعوا قارعة أو حتل قريبا من دارمه 63]النور: ن [ ، وقال س بحانه: } ول يزال اذل ا حىت يأيت وعد الل

ل خي . [31لف الميعاد { ]الرعد:الل

ل وسببه اذلنوب واملعايص ؟! مفا اذلي أ غرق أ هل ال رض مجيعا حىت عال املاء رؤوس وهل يف النيا وال خرة رش وداء ا

اجلبال ؟ وما اذلي سلط الرحي عىل قوم هود حىت أ لقهتم موىت ك هنم أ جعاز نل خاوية ؟ وما اذلي أ رسل عىل قوم مثود

ىت قطعت قلوهبم يف أ جوافهم ؟ وما اذلي قلب قرية قوم لوط جفعل عالهيا سافلها ث أ تبعهم جحارة فأ ابدهتم ؟ وما الصيحة ح

اذلي أ غرق فرعون وقومه ؟ وما اذلي خسف بقارون وماهل وأ ههل ؟ وما اذلي بعث عىل بين ا رسائيل قوما أ ول بأ س شديد

منا هو جفاسوا خالل الير ث بعهثم علهيم مرة اثنية ف ن السبب لهذا لكه ا أ هلكوا ما قدروا عليه وتربوا ما علوا تتبريا ؟ ؛ ا

يحة ومنم من خسفنا اذلنوب واملعايص ، قال تعاىل: } فالكا أخذن بذنبه فمنم من أرسلنا عليه حاصبا ومنم من أ خذته الص

ليظلمهم ولكن اكنوا أنفسهم يظلمون { ]العنكبوت:به ال ا 40رض ومنم من أغرقنا وما اكن الل [ ، وقال س بحانه: } مم

أنصارا { دوا لهم من دون الل م أغرقوا فأدخلوا نرا فمل جي .[25: ]نوح خطيئاهت

قال ابن القمي رمحه هللا يف الكم عظمي هل يوحض فيه شيئا من أ اثر اذلنوب اخلطرية وأ ضارها العظمية وعواقهبا الوخمية : ))

اقشعرت ال رض وأ ظلمت السامء وظهر الفساد يف الرب والبحر من ظمل الفجرة , وذهبت الرباكت وقلت اخلريات وهزلت

الظلمة , بىك ضوء النار وظلمة الليل من ال عامل اخلبيثة وال فعال الفظيعة , وشاك الكرام الوحوش وتكدرت احلياة من فسق

الاكتبون واملعقبات ا ىل رهبم من كثة الفواحش وغلبة املنكرات والقباحئ . وهذا وهللا منذر بس يل عذاب قد انعقد غاممه ,

ذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وابهبا مفتوح ، وك نك ومؤذن بليل بالء قد ادهلم ظالمه ، فاعزلوا عن طريق ه

ين ظلموا أي منقلب ينقلبون{ ]الشعرا يعمل اذل [ . اشرت 227ء: ابلباب وقد أ غلق وابلرهن وقد غلق وابجلناح وقد علق }وس

ىل قليل نفسك اليوم فا ن السوق قامئة والمثن موجود والبضائع رخيصة , وس يأ يت عىل تكل السوق والبضايع يوم ل تصل فهيا ا

الم عىل يديه{]الفرقان:9ول كثري } ذكل يوم التغابن{]التغابن: .( اهـ3[ (()27[ , }ويوم يعض الظ

ن كثريا من الناس غلبته الشواغل واملغريت وامللهيات وأ صبحت عائقا وجحر عثة هل عن التوبة والرجوع ا ىل هللا ؛ هذا وا

رساف وتبذير، ولعب وسهر، ونوم وكسل، وظمل وجفور وطغيان ؛ فشهر رمضان يصبح وميس وهو يف ترف وبذخ ، وا



ذا مل تتحرك النفس يف هذا املومس العظمي للتوبة مف ىت فرصة ل مثال هؤلء الغافلني للتوبة النصوح وال قبال عىل هللا ، وا

ذا مل يقبل العبد عىل هللا يف هذا الشهر املبارك مفىت يقبل!! . وهللا عز وجل قد فتح ابب التوبة لعباده ووعد تتحرك !! وا

يئات{ ]الشورى: ي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن الس ه وسمل : [ ، وقال صىل هللا علي25ابلقبول ، قال تعاىل: } وهو اذل

ار ليت ار ، ويبسط يده ابلن يل ليتوب مسء الن عز وجل يبسط يده ابلل ن اللمس من ))ا يل حىت تطلع الش وب مسء الل

ن فقد (، فليغمن املفرطون املقصون شهر الغفران ابلتوبة النص4مغرهبا(( ) وح مس توفني رشوطها ، ويه ثالثة رشوط ا

:أ حدها مل تصح التوبة

قالعا تما ، وعالمته مفارقة اذلنب فورا . أ ولها : أ ن يقلع عن املعصية ا

. الثاين: الندم عىل فعلها ، وعالمته طول احلزن عىل ما فات

ىل املعصية أ بدا ، وعالمته التدارك مل صالح ما هو أ تالثالث: العزم أ ن ل يعود ا .ا فات وا

ه ا ىل صاحبه أ و اس تحالهل فا ن اكنت املعصية تتعلق حبق أ ديم زاد رشط رابع وهو : أ ن يربأ ا ىل هللا من هذا احلق وذكل برد

. منه

نك أ نت التواب ا ل أ نت فاغفر لنا مغفرة من عندك وتب علينا ا ن ظلمنا أ نفس نا ظلام كثريا ول يغفر اذلنوب ا . لرحمياللهم ا

*****

----------------

.(2702) رواه مسمل (1)

.(2747) حصيح مسمل (2)

.(66-65الفوائد )ص (3)

(.2759( حصيح مسمل )4)

الة يف رمضان - شأن الص

سالم ثبت يف الصحيحني عن عبد هللا بن معر ريض هللا عنام قال: مسعت رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يقول: ))بين ال

الة ، وا قام الص

دا عبده ورسوهل ، وا وأن محم ل الل

هل اس : شهادة أن ل ا اكة ، وحج البيت ، وصوم رمضان عىل مخ يتاء الز

))(1).

نه يتقدم عىل الصيام يف لبد لنا وحنن يف شهر الصيام أ ن نتحدث عن موضوع همم وعظمي وهو ل يقل أ مهية عن الصيام بل ا

املرتبة واملاكنة أ ل وهو الصالة ؛ فا ن الصالة من أ عظم الواجبات اليت أ وجهبا هللا عىل عباده وأ جل الفرائض اليت افرتضها ،



ذا فهىي عامد الين وأ كد أ راكنه بعد الشهادتني ، ويه الصل بني العبد وربه ، وأ ول ما حياسب عليه العبد يوم القيامة ، فا

ضاعهتا كفر ميان وا قامهتا ا ذا فسدت فسد سائر معهل ، ويه الفارقة بني الكفر وال سالم ؛ فا صلحت صلح سائر معهل ، وا

ن ترك الصالة ، من حافظ علهيا اكنت هل نورا يف قلبه وضالل وعصيان ، فال دين ملن ل صالة هل ، ول حظ يف ال سالم مل

ووهجه وقربه وحشه ، واكنت هل ناة يوم القيامة، وحش مع اذلين أ نعم هللا علهيم من النبيني والصديقني والشهداء

وحش مع فرعون والصاحلني وحسن أ ولئك رفيقا ، ومن مل حيافظ علهيا مل يكن هل نور ول برهان ول ناة يوم القيامة ،

.وهامان وقارون وأ يب بن خلف

ىل )) قال ال مام أ محد رمحه هللا : جاء يف احلديث ) ل حظ يف ال سالم ملن ترك الصالة( ، واكن معر بن اخلطاب يكتب ا

ن أ مه أ مورك عندي الصالة ؛ مفن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو ملا سواها أ ضيع، ول حظ يف ا ل سالم ملن ال فاق: " ا

منا حظهم يف ال سالم عىل ترك الصالة " . قال: فلك مس تخف ابلصالة مس هتني هبا فهو مس تخف ابل سالم مس هتني به ، وا

قدر حظهم من الصالة ، ورغبهتم يف ال سالم عىل قدر رغبهتم يف الصالة ، فاعرف نفسك ي عبد هللا واحذر أ ن تلقى هللا

فا ن قدر ال سالم يف قلبك كقدر الصالة يف قلبك ، وقد جاء احلديث عن النيب صىل هللا عليه ول قدر لال سالم عندك ،

ذا سقط معوده سقط الفسطاط ومل ينتفع ابلطنب ول وسمل أ نه قال: ) الصالة معود الين ( ، أ لست تعمل أ ن الفسطاط ا

ذا قام معود الفسطاط انتفع ابلطنب وال وتد ! وكذكل ن أ ول ما ابل وتد ، وا الصالة من ال سالم ، وجاء يف احلديث: )ا

ن ردت عليه صالته رد عليه ن تقبلت منه صالته تقبل منه سائر معهل ، وا يسأ ل عنه العبد يوم القيامة من معهل صالته ، فا

ب الصالة ا سالم ول سائر معهل(، فصالتنا أ خر ديننا ويه أ ول ما نسأ ل عنه غدا من أ عاملنا يوم القيامة ، فليس بعد ذها

ذا صارت الصالة أ خر ما يذهب من ال سالم(() .( اهـ2دين ا

هاملها أ مر جد خطري وليس ابلهني ، ومفا يل وقفة مع بعض النصوص بشأ ن الصالة : فتضييع الصالة وا

اب اليمني )38قال هللا تعاىل: } ك نفس بما كسبت رهينة ) ل أحص( 41( عن المجرمني )40( يف جنات يتساءلون )39( ا

[ ، فأ خرب س بحانه بأ ن ترك الصالة من اجملرمني 43-38( قالوا لم نك من المصلني { ]املدثر: 42ما سلكك يف سقر )

هوات فسوف السالكني يف سقر ؛ وهو واد يف هجمن ، وقال تعاىل: } فخلف من ب بعوا الش الة وات عدمه خلف أضاعوا الص

[ ، وجاء عن ابن مسعود أ ن )غيا( هنر يف هجمن خبيث الطعم بعيد القعر ، فيا عظم مصيبة من لقيه 59يلقون غياا { ]مرمي:

ن تبوا وأقاموا ين { ]التوبة:وي شدة حرسة من دخهل . وقال تعاىل: } فا خوانك يف ال

اكة فا الة وأ توا الز [ ، فعلق 11الص

خوان هلم . وقال ن مل يفعلوها فليسوا اب هتم بفعل الصالة ، فدل عىل أ هنم ا ذا قيل لهم اركعوا ل يركعون { :U أ خو} وا

ك مجرمون { ]املرسالت: [ ، ذكر ذكل بعد قوهل: } لكوا 48]املرسالت: ن . [46وتمتعوا قليال ا

وأ ما ال حاديث يف هذا الشأ ن فهىي كثرية منا: ما رواه مسمل يف حصيحه عن جابر ريض هللا عنه قال : قال رسول هللا صىل

الة(() ك والكفر ترك الص جل وبني الش س ناد حصيح عن يزيد بن 3هللا عليه وسمل )) بني الر ( ، وروى أ محد وأ هل السنن اب

الة فمن حبيب ال سلم ي بيننا وبينم الص ي ريض هللا عنه قال: مسعت رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يقول : ))العهد اذل



س ناد جيد من حديث عبد هللا بن معرو بن العاص عن النيب4تركها فقد كفر(() صىل هللا عليه (، وروى ال مام أ محد اب

ه ذك الة يوما فقال : من حافظ علهيا اكنت هل نورا وبرهان وناة يوم القيامة ، وم وسمل ))أن ن لم حيافظ علهيا لم يكن هل ر الص

(، وروى البخاري عن أ نس بن 5عون وهامان وأيب بن خلف(()نور ول برهان ول ناة ، واكن يوم القيامة مع قارون وفر

تقبل قبلت واس ل اللهل انا وصىل صالتنا ماكل ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))من شهد أن ل ا

س ناد حصيح عن حمجن 6 هل ما للمسمل وعليه ما عىل المسمل (()وأك ذبيحتنا فهو المسمل ( ، وروى أ محد وماكل والنسايئ اب

ال ن ابلص فأذ عليه وسمل صىل الل ه اكن يف مجلس مع رسول الل ة فقام رسول ال سلمي ريض هللا عنه )) أن صىل الل الل

ما عليه وسمل صىل الل ث رجع ومحجن يف مجلسه فقال هل رسول الل ألست برجل مسمل ؟ عليه وسمل منعك أن تصل

يت يف أهل ن كنت قد قال بىل ولكين كنت قد صلذا جئت فصل مع الناس وا

ا عليه وسمل صىل الل ، فقال هل رسول الل

يت (( . (7) صل

أ نه قال: وقد جاء عن الصحابة ريض هللا عنم يف هذا املعىن أ اثر كثرية منا: ما جاء عن معر بن اخلطاب ريض هللا عنه

الة(() ))ل سالم لمن ترك الص( ، وقال: )) ل ا سالم ملن ترك الصالة(( قاهل مبحض من الصحابة ومل ينكر عليه 8حظ يف ال

أ حد منم، بل قال مثل قوهل هذا غري واحد من الصحابة منم معاذ بن جبل وعبد الرمحن بن عوف وأ بو هريرة وعبد هللا بن

غدا مسلما فليحافظ عىل هؤلء مسعود وغريمه ه أن يلقى الل . وروى مسمل عن ابن مسعود ريض هللا عنه قال: ))من رس

سنن الهدى عليه وسمل ك صىل الل رشع لنبي ن الللوات حيث ينادى هبن ، فا الص

يمت وا ك صل ن من سنن الهدى ، ولو أن هن

نة ك ، ولو تركمت س نة نبي كمت س ك لضللمت ، وما من رجل يتطهر فيحسن يف بيوتك مك يصل هذا المتخلف يف بيته لرت نبي

ن ا طوها حس هل بلك خطوة خي ل كتب اللىل مسجد من هذه المساجد ا

هور ث يعمد ا ة ويرفعه هبا درجة وحيط عنه هبا لط

ل منافق ئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنا ا جلني حىت يقام يف سي جل يؤىت به هيادى بني الر معلوم النفاق ، ولقد اكن الر

ف (( . (9)الص

ذن ابلتارك لها !! ذا اكن هذا شأ ن من ل يشهد الصالة مع امجلاعة يعده الصحابة منافقا معلوم النفاق فكيف ا نسأ ل هللا -فا

وقد ورد يف فضل احملافظة عىل الصالة وشدة عقوبة من هتاون فهيا غري ما تقدم نصوص كثرية ل يسع املقام ، -السالمة

. لبسطها

ما بتأ خريها عن وقهتا ، أ و ابلتفريط ببعض هامهلم للصالة وعدم عنايهتم هبا ؛ ا ن مما يالحظ عىل بعض الصامئني ا ومع ذكل فا

صيام ، أ مل يعقل هؤلء ماكنة الصالة وعظم شأ هنا !! أ مل يكن هلم يف مدرسة الصيام ما الصلوات مع اهامتم وعناية بأ مر ال

ىل احملافظة عىل الصالة وحتقيق تقوى هللا س بحانه !! ، بل بعضهم أ ساء الفهم وأ بعد النجعة يف فهم مدلول قول النيب يقودمه ا

ميان واحت م من ذنبه (( حيث تومه أ ن هذا الصيام يكفيه لنيل صىل هللا عليه وسمل )) من صام رمضان ا سااب غفر هل ما تقد

الغفران ، فركن ا ىل ذكل وضيع الصلوات ، وما أ سوأ ه من فهم وأ بعده عن احلق والهدى ، وأ ين هذا من النصوص الواردة يف

الصالة ترغيبا وترهيبا ويه كثرية ، وقد تقدم شء منا ، ويف حصيح صىل هللا عليه -مسمل عن أب هريرة أن رسول الل

ىل رمضان مكفرات ما بين -وسملىل الجمعة ورمضان ا

لوات الخمس والجمعة ا ذا اجتنب الكبائر (( اكن يقول )) الص

ن ا



بائر ، بل دلت النصوص املتقدمة عىل أ نه كفر ، وأ ن أ ول ما يسأ ل عنه العبد يوم القيامة من معهل وترك الصالة كبرية من الك

ن ردت رد عليه سائر معهل ن تقبلت تقبل منه سائر معهل ، وا . صالته ، فا

قام الصالة وأ داهئا كام بينا رسولنا صىل هللا عليه وسمل يف املساجد مع ا مجلاعة ، وأ ن هيدي ضال نسأ ل هللا أ ن يوفقنا مجيعا ل

نه مسيع قريب جميب لينا الصالة وسائر العبادات ا . املسلمني ، وحيبب ا

*****

------------

. ( واللفظ هل16(، ومسمل )8حصيح البخاري ) (1)

.(9حك ترك الصالة لبن القمي )ص: (2)

.(82) مسمل (3)

(، وابن ماجه463وقال: حديث حسن حصيح ، النسايئ )( 2621(، سنن الرتمذي )22833مس ند ال مام أ محد ) (4)

(1079).

س ناده أ محد شاكر6576، رمق 2/169مس ند ال مام أ محد ) (5) . ( وحصح ا

.(393) حصيح البخاري (6)

.(857) ( ، سنن النسايئ293( ، موطأ ال مام ماكل )16347مس ند ال مام أ محد )(7)

.(8/581) (، مصنف ابن أ يب شيبة3/125(، مصنف عبد الرزاق )6291)( ، سنن البهيقي 74موطأ ال مام ماكل ) (8)

(.654( مسمل )9)

عاء - رمضان شهر ال

عاء هو العبادة ث قر أ : ثبت يف السنن عن النعامن بن بشري ريض هللا عنه أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال : )) ال

ك داخرين{]غافر:}وقال رب يدخلون هجمن ون عن عباديت س تكرب ين يس ن اذلتجب لك ا . (1)[((60ادعوين أس

فالعاء من أ جل العبادات وأ عظمها وهو حق هلل س بحانه وتعاىل ل جيوز أ ن يصف لغريه اكئنا من اكن ، وهل ماكنة عظمية يف

ظهار الضعف واحلاجة هلل ، ول ن العبادة لكام اكن القلب فهيا الين ومزنةل رفيعة فيه ، وذكل ملا يف العاء من التضع وا

حاضا وأ خشع فهىي أ فضل وأ مكل ، والعاء أ قرب العبادات ا ىل حصول هذا املقصود، والعاء فيه مالزمة للتوك والاس تعانة



ته به يف حصول احملبوابت واندفاع املكروهات ؛ والنصوص يف فضل العاء ابهلل ، والتوك هو اعامتد القلب عىل هللا وثق

ذا ن الصامئ ممن ل ترد دعوته ا وعظمي شأ نه كثرية ل حتص ، ولشهر الصيام شهر رمضان املبارك خصوصية يف العاء ، فا

تج امئ ، ودعوة أ خلص يف صيامه ونصح يف عبادته وصدق مع هللا ففي احلديث ))ثالث دعوات مس اابت : دعوة الص

امئ، 2المظلوم، ودعوة المسافر(() ه، ودعوة الص : دعوة الوال لول (، وقال صىل هللا عليه وسمل : ))ثالث دعوات ل ترد

.(3)ودعوة المسافر((

ين قريب أجيب ومما يبني ماكنة العاء وعلذا سأكل عبادي عين فا

و شأ نه يف شهر الصيام أ ن قوهل تعاىل يف سورة البقرة : }وا

تجيبوا ل وليؤمنوا يب لعلهم يرشدون ) ذا دعان فليس اع ا فقبل ({ قد جاء متخلال ل يت الصيام ويف أ ثناهئا ؛186دعوة ال

ي أنزل فيه القرأ ن { وبعدها قوهل تعاىل: } أحل لك ليل ال ىل نسائك { هذه ال ية قوهل تعاىل : } شهر رمضان اذلفث ا يام الر ص

ما يدل عىل عظم قدر ، جفاءت هذه ال ية الكرمية ويه خمتصة ابلعاء متوسطة ل يت الصيام وحمفوفة هبا ولعل يف ذكل

العاء وأ مهيته يف هذا الشهر ؛ ل ن العبد يف هذا الشهر املبارك ميلؤه الرجاء أ ن يوفقه هللا للقيام حبق هللا يف هذا الشهر عىل

ل بسؤال هللا ودعائه ، وهو كذكل يكث يف هذا الشهر من الطاعات والعبادات أ ت الوجوه وأ مكلها ؛ ول سبيل هل ا ىل ذكل ا

ل بدعائه والانكسار بني يديه والتضع هل ، وكذكل والقرابت وهو يرغب ويطمع أ ن يتقبلها هللا منه ؛ ول سبيل ا ىل ذكل ا

قد يكون العبد مرتكبا لبعض ال اثم قبل رمضان أ و صدر عنه نقص أ و تقصري أ و تفريط أ ثناء رمضان وهو يرغب يف توبة هللا

ىل ليه وبه جتاب رغباهتم عليه ومغفرة ذنوبه ؛ ول سبيل ا ىل ما يلوذون به وهيربون ا ل ابلعاء ، فك ن هللا يلفت عباده ا ذكل ا

.وتقىض حاجاهتم وتقال عثاهتم وتغفر زلهتم

قال ابن القمي رمحه هللا : )) أ ساس ك خري أ ن تعمل أ ن ما شاء هللا اكن وما مل يشأ مل يكن ؛ فتتيقن حينئذ أ ن احلس نات من

ليه أ ن حيول بينك وبينا، نعمه ؛ فت ليه أ ن ل يقطعها عنك ، وأ ن السيئات من خذلنه وعقوبته؛ فتبهتل ا شكره علهيا وتتضع ا

ىل نفسك . وقد أ مجع العارفون عىل أ ن ك خري فأ صهل بتوفيق هللا للعبد، وك ول يلكك يف فعل احلس نات وترك السيئات ا

ىل نفسك، وأ ن اخلذلن : هو أ ن خيل بينك وبني نفسك، رش فأ صهل خذلنه لعبده ، وأ مجعوا أ ن التوفيق أ ن ل يلكك هللا ا

ليه ، مف ذا اكن ك خري فأ صهل التوفيق وهو بيد هللا ل بيد العبد؛ مففتاحه العاء والافتقار وصدق اللجا والرغبة والرهبة ا ىت فا

ل من أ عطى العبد هذا املفتاح فقد أ راد أ ن يفتح هل ، ومىت أ ضهل عن املفتاح بقي ابب اخلري مرجتا دونه ... وما أيت من أيت ا

هامل الافتقار والعاء ، ول ظفر من ظفر ضاعة الشكر وا ل بقيامه ابلشكر وصدق الافتقار -مبشيئة هللا وعونه -قبل ا ا

.( اهـ4والعاء(()

ذ هو أ جل العبادات وأ عظم الطاعات وأ نفع والعاء شأ نه يف ال سالم عظمي، وماكنته فيه سامية، ومزنلته منه عالية؛ ا

هة مباكنته نة لفضهل واملنو القرابت، ولهذا جاءت النصوص الكثرية يف كتاب هللا تعاىل وس نة رسوهل صىل هللا عليه وسمل املبي

ة عليه، وقد بة فيه واحلاث نة لفضل العاء، جفاء يف بعضها ال مر به وعظم شأ نه، واملرغ عت دللت هذه النصوص املبي تنو

واحلث عليه، ويف بعضها التحذير من تركه والاس تكبار عنه، ويف بعضها ذكر عظم ثوابه وكرب أ جره عند هللا، ويف بعضها

.الللت يف القرأ ن الكرمي عىل عظم فضل العاءمدح املؤمنني لقياهمم به، والثناء علهيم بتمكيهل، وغري ذكل من أ نواع



ن هللا س بحانه قد افتتح كتابه الكرمي ابلعاء واخمتمه به، فسورة اليت يه فاحتة القرأ ن الكرمي مش متل عىل دعاء « امحلد»بل ا

ىل الصاط امل س تقمي وال عانة عىل عبادته، والقيام هللا بأ جل املطالب وأ مكل املقاصد، أل وهو سؤال هللا عز وجل الهداية ا

اليت يه خامتة القرأ ن الكرمي مش متل عىل دعاء هللا س بحانه، وذكل ابلس تعاذة به س بحانه « الناس»بطاعته س بحانه، وسورة

ن الكرمي من رش الوسواس اخلناس، اذلي يوسوس يف صدور الناس، من اجلنة والناس، وما من ريب أ ن افتتاح القرأ

ا ه روح العبادات ولهب .ابلعاء واختتامه به دليل عىل عظم شأ ن العاء وأ ن

ا يدل عىل عظم ماكنته، كقوهل س بحانه: }وقال ر ن هللا جل وعال مسى العاء يف القرأ ن عبادة يف أ كث من أ ية، مم ك بل ا ب

ن اذلتجب لك ا داخرين{]غافر: ادعوين أس يدخلون هجمن ون عن عباديت س تكرب [، وكقوهل فامي حاكه عن نبيه 60ين يس

وأدعو ريب عىس أل أكون بدعاء ريب براهمي عليه السالم: }وأعتلك وما تدعون من دون الل لهم وما ( ف 48 شقياا )ا ا اعت لم

ساق ويعقوب والك جعلنا نبياا وهبنا هل ا وحنـوها من ال يت، ومسى س بحانه [،49 – 48{ ]مرمي: يعبدون من دون الل

ين{ ]غافر: العاء دينا مكـا يف قوهل: .وحنوها من ال يت[، 65}فادعوه مخلصني هل ال

، ل واخلضوع والانكسار بني يدي الرب ه أ ساس العبودية وروحا، وعنوان التذل وهذا لكه يبني لنا عظم شأ ن العاء، وأ ن

ليه، ولهذا حث هللا عباده عليه، ورغهبم فيه يف أ ي كثرية من القرأ ن الكرمي، يقول هللا تعاىل: } ظهار الافتقار ا ك وا ادعوا رب

ب المعتدين ) ه ل حي ن قريب من 55تضعا وخفية ا ة الل ن رمح

ا وادعوه خوفا وطمعا ا صالح

( ول تفسدوا يف ال رض بعد ا

نني{]ال عراف: رب العالمني{ [، وقال تعاىل: } هو الحي ل56 – 55المحس ين الحمد لل ل هو فادعوه مخلصني هل الهل اا

.[65]غافر:

ه قريب منم جييب دعاءمه، وحيقق رجاءمه، ويعطهيم سؤهلم، قال تعاىل: }و با عباده يف العاء ـ بأ ن ذا وأ خرب س بحانه ـ مرغا

هم يرشد سأكل عبادي تجيبوا ل وليؤمنوا يب لعل ذا دعان فليس اع ا ين قريب أجيب دعوة ال

[ ، 186ون{ ]البقرة: عين فا

علك خلفاء ال رض{ وء وجي ذا دعاه ويكشف السيب المضطر ا ن جي .[62]المنل: وقال تعاىل: }أم

، ولهذا اكن أ نبيا ن العبد لكمـا عظمت معرفته ابهلل وقويت صلته به اكن دعاؤه هل أ عظم، وانكساره بني يديه أ شد ء ولهذا فا

ها وشؤوهنم مجيعها، وقد أ ثىن هللا علهيم بذكل يف القرأ ن الكرمي، هللا ورسهل أ عظم الناس حتقيقا لدلعاء وقياما به يف أ حواهلم لك

م اكنوا يسارعون يف الخ هنعة، قال تعالـى يف وصفهم: }ا دة ومناس بات متنو ات وذكر مجل من أ دعيهتم يف أ حوال متعد ري

.[90ويدعوننا رغبا ورهبا واكنوا لنا خاشعني{ ]ال نبياء:

العبادة ، وأ ن يغمن أ وقات هذا الشهر الشيف ابل قبال عىل هللا ابلعاء والسؤال وال حلاح فينبغي عىل املؤمن أ ن يعىن هبذه

راغبا راهبا ، مع العناية بشوط العاء وأ دابه ، راجيا أ ن يكون من الفائزين بثواب هللا الناجني من النار ، فا ن هلل عتقاء

. من النار وذكل ك ليل من ليال رمضان

. يامنا وقيامنا ودعاءن ، ومن علينا ابلعتق من النار ي ح ي قيوماللهم تقبل ص



*****

--------------

. (3828) ( وقال: هذا حديث حسن حصيح ، سنن ابن ماجه3247(، سنن الرتمذي )1479سنن أ يب داود ) (1)

. (7513) ( ، والبهيقي يف شعب ال ميان1215رواه الطرباين يف العاء ) (2)

. (6185، 3/345) رواه البهيقي يف السنن الكربى (3)

( 128 -127الفوائد لبن القمي )ص: (4)

ي ابغي الخري أقبل -

ل ليل من ذا اكن أوروى الرتمذي وابن ماجه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) ا

قت أبواب النار فمل يفتح منا ابب ، وفتحت شهر رمض ياطني ومردة الجن ، وغل أبواب الجنة فمل يغلق منا ان صفدت الش

أقص (()ابب ، وينادي مناد ي ابغي الخري أقبل وي ابغي الش عتقاء من النار وذكل ك ليل (. وقد جاء التصحي 1 ، ولل

يف حديث رواه ال مام أ محد يف مس نده بأ ن هذا املنادي مكل من مالئكة هللا وأ نه يتكرر ك ليل حىت ينقيض الشهر ؛ قال

أقص حىت ينقيض رمضان(()رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )).. وينادي فيه مكل (. 2 ي ابغي الخري أبش ي ابغي الش

ل أ هنم من ندائه عىل يقني ؛ ل ن اذلي أ خرب بذكل الصادق املصدوق ولئ اكن أ هل ال ميان ل يسمعون صوت هذا املنادي ا

ن ه ل وح يوىحصلوات هللا وسالمه عليه اذلي ل ينطق عن الهوى ا . و ا

ل هذا النداء يف حياتنا ، ولنتأ مل يف فلنستشعر يف ليال رمضان املباراكت هذا النداء املبارك ، هذا النداء العظمي ، ولنفع

أ حوالنا وسلوكنا ، ولننظر يف حالنا من أ ي أ هل النداءين ؟ فا هنام نداءان وك منام مقصود به فئة من الناس " ي ابغي اخلري

ابغي الش " ؛ ويف هذا دلةل أ ن قلوب الناس عىل قلبني : قلب يبغي اخلري ويطلبه ويبحث عنه ويتحراه ، وقلب أ خر .. ي

يبحث عن الش ويتحرك يف طلبه وينبعث يف البحث عنه ، فليسوا سواء ؛ ليس من اكن قلبه قلبا صاحلا -والعياذ ابهلل -

. قلبا رشيرا لئامي يبحث عن الش ويتحراه -والعياذ ابهلل-مس تقامي يطلب اخلري ويتحراه مكن قلبه

مفن اكن قلبه ذكل القلب الكرمي اذلي يتحرى اخلري ويطلبه فليغمن شهر اخلريات : ابل قبال عىل هللا ، وابملزيد من الطاعات

ويف احلديث القديس يقول هللا ، وابلس تكثار من العبادات ، وابغتنام مومس اخلريات ابل كثار من الرغائب واملس تحبات ،

ا افرتضت عليه وما يزال عبدي يتق ل مم ء أحب ا ل عبدي بيش

ب ا ذا جل وعال : ))وما تقرل ابلنوافل حىت أحبه فا

ب ا ر

ي يسمع به عه اذل ن سألين لعط أحببته كنت مسيت يميش هبا وا يت يبطش هبا ورجهل ال ي يبص به ويده ال ه اذل ينه ولئ وبص



ه(() تعاذين لعيذن لهيا ومزيد اهامتم هبا وسعي3اس ا يف تمتميها وتمكيلها ، ث ( فاملقبل عىل اخلريات جيهتد يف الفرائض أ ول تبكريا ا

. بعد ذكل يوسع يف ابب الرغائب واملس تحبات اغتناما واس تكثارا

وما من شك أ ن هذا النداء العظمي املتكرر ك ليل من ليال رمضان يعد حافزا عظامي للهمم والعزامئ يف شهر اخلريات ؛

هم لستباق اخلريات ؛ سواء اكنت متعلقة ابلنفس اكحملافظة عىل الواجبات ينادي املقبلني عىل اخلريات حتفزيا هلم وحشذا هلمم

وأ داء الصالة والصيام وغريها من الواجبات عىل أ ت الوجوه وأ فضلها واملنافسة يف أ داء النوافل والسنن واجتناب احملرمات

ىل اجلريان وسائر الناس ، واملكروهات ، أ و اكنت متعلقة ابلغري كبذل النصيحة هلم وبر الوالين وصل ال رح ام وال حسان ا

نفاق يف سبيل هللا ومساعدة الفقراء واحملتاجني ، وكف ال ذى عن الناس ومساعدهتم ابملال والبدن واجلاه . واكل

نا هديه صىل هللا واكن هدي النيب صىل هللا عليه وسمل يف ذكل أ مكل هدي وأ حسن هدي ، يقول ابن القمي رمحه هللا مبي

ىل الناس : )) اكن صىل الل عليه وسمل أ عظم الناس صدقة مبا ملكت يده ، واكن ل ع ليه وسمل يف الصدقة وال حسان ا

ل أ عطاه قليال اكن أ و كثريا ، واكن عطاؤه عطاء ، واكن ل يسأ هل أ حد شيئا عنده ا يس تكث شيئا أ عطاه هلل تعاىل ول يس تقهل

ليه، واكن رسوره وفرحه مبا يعطيه أ عظم من رسور ال خذ مبا من ل خياف الفقر ، واكن العطاء والصدقة أ حب شء ا

ذا عرض هل حمتاج أ ثره عىل نفسه، ترة بطعامه، وترة بلباسه . يأ خذه، واكن أ جود الناس ابخلري، ميينه اكلرحي املرسل ، واكن ا

ة، وترة ابلصدقة ، وترة ابلهدية، وترة بشاء اليشء ث يعطي البائع المثن واكن ينوع يف أ صناف عطائه وصدقته، فتارة ابلهب

والسلعة مجيعا كام فعل ببعري جابر، وترة اكن يقرتض اليشء فريد أ كث منه وأ فضل وأ كرب، ويشرتي اليشء فيعطي أ كث من

فا وتنو عا يف ضوب الصدقة وال حسان بلك ممكن ، واكنت مثنه، ويقبل الهدية وياكئف علهيا بأ كث منا أ و بأ ضعافها، تلط

ذا رأ ه لهيا حباهل وقوهل ، فا حسانه مبا ميلكه وحباهل وبقوهل ، فيخرج ما عنده، ويأ مر ابلصدقة وحيض علهيا ويدعو ا صدقته وا

ىل البذل والعطاء، واكن من خالطه وحصبه ورأ ى هديه ل ميكل ن فسه من السامحة والندى، البخيل الشحيح دعاه حاهل ا

ىل ال حسان والصدقة واملعروف، وذلكل اكن صىل الل عليه وسمل أ رشح الناس واكن هديه صىل الل عليه وسمل يدعو ا

ن للصدقة وفعل املعروف تأ ثريا جعيبا يف رشح الصدر(() .(اهـ4صدرا ، وأ طيهبم نفسا ، وأ نعمهم قلبا ، فا

أجود ومن شواهد ذكل ما عليه وسمل صىل الل رواه البخاري ومسمل عن ابن عباس ريض هللا عنام قال: ))اكن رسول الل

دارسه القرأ ن ، فلرسول مضان في الناس ، واكن أجود ما يكون يف رمضان حني يلقاه جربيل ، واكن يلقاه يف ك ليل من ر

حي المرسل (( أجود ابلخري من الر عليه وسمل صىل الل .(5)الل

ر صائما ومن أ بواب اخلري اليت رغب فهيا الرسول صىل هللا عليه وسمل تفطري الصامئ وجتهزي الغازي يف سبيل هللا ))من فط

.(6)و هجز غازي فهل مثل أجره((أ

رة وحث عىل الاعامتر يف رمضان روى البخاري عن جابر ريض هللا عنه قال : قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل: ))مع

ة معي(() رة يف رمضان تعدل ( ، وروى ابن ماجة عن جابر أن النيب صىل هللا 7يف رمضان تقيض حج قال : ))مع عليه وسمل

ة(( .(8)حج



ات{ فالثواب يف هذا الشهر عظمي وال جر كبري وأ بواب اخلري واسعة فليضب ك بسهم فهيا وهللا تعاىل يقول: }فاستبقوا الخري

ذا فعل ذكل فليخلص هلل النية وليحتسب ال ج148]البقرة: ر عنده وليداوم عىل ذكل ما اس تطاع ، وليحرص عىل [ ، وا

اتباع النيب صىل هللا عليه وسمل وموافقة هديه يف ك أ مر ، وليطلب العون من هللا وحده عىل فعل اخلريات واملسابقة يف

به ولها نفع عظمي يف أ داء الطاعات وال كثار من احلس نات ، ومن العوات العظمية اليت علمها النيب صىل هللا عليه وسمل أ حصا

مها هذا عل عليه وسمل صىل الل ين هذا الباب ما رواه ابن ماجه عن عائشة ريض هللا عنا ))أن رسول اللهم ا عاء : الل ال

ه ؛ عاجهل وأ جهل ، ما علمت منه و ه ؛ عاجهل وأ جهل ما علمت منه وما أسأكل من الخري لك لك ما لم أعمل ، وأعوذ بك من الش

ما ع ين أسأكل من خري ما سأكل عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من رشهم ا ين أسأكل اذ به عبدك ونبي لم أعمل ، الل

هم ا ك ، الل

لهيا من قول ب ا ل ، وأعوذ بك من النار وما قر لهيا من قول أو مع

ب ا عل ك قضاء الجنة وما قر ل ، وأسأكل أن جت أو مع

ا(( .(9)قضيته ل خري

.هللا مجيعا لفعل اخلريات واغتنام ال جور ورفيع الرجاتوفقنا

*****

----------------

. (، واللفظ للرتمذي1642(، وابن ماجه )682سنن الرتمذي ) (1)


. (6502) رواه البخاري (3)

.(22-2/21) زاد املعاد لبن القمي(4)


. (7927) سنن البهيقي (6)

. (1863) البخاري (7)



أقص - ي ابغي الش



ن داعي هللا يف ك ليل من ليال رمضان منادي عباد هللا الصامئني ))ي ابغي الخري أقبل وي (()ا أقص ( يعد 1 ابغي الش

ن مل ىل املنافسة يف اخلريات والانكفاف عن الشور واحملرمات ، وأ هل ال ميان وا حافزا عظامي ودافعا قوي ل هل ال ميان ا

ل أ هنم من وقوعه عىل يقني ؛ ل ن اخملرب هلم بذكل هو الصادق املصدوق يسمعوا هذا النداء بأ ذاهنم يف ليال رمضان املباركة ا

. اذلي ل ينطق عن الهوى صلوات هللا وسالمه عليه

ىل الطاعات يف هذا الشهر الفضيل واملومس املبارك حيث ىل اخلريات واملبادرة ا وقد مىض معنا حديث عن أ مهية الاستباق ا

ال اثم ملا يرتتب عىل فعلها من تكث فيه أ بواب اخلري وس بهل ، وهو أ يضا مومس عظمي لالنكفاف عن املعايص والبعد عن

الهلكة ، وملا جينيه مقرتفها من اذلنوب وال وزار اليت يس تحق هبا املقت والعقوبة من العزيز اجلبار ولس امي يف هذا الشهر

نه شهر لتصحيح املسكل واملسار اذلي اكن يسري عليه ال نسان ، وهو شهر للتوب ة الكرمي واملومس العظمي شهر الطاعات ؛ فا

وال نبة ، ومومس لالستادة من فعل الطاعات والاس مترار علهيا ملن اكن عىل اس تقامة قبل دخوهل ، فكيف مع ذكل يص

بعض الناس عىل الامتدي يف العصيان والاهنامك يف الطغيان حىت يف هذا الشهر العظمي شهر الطاعة والغفران !! وهؤلء

(( ؛ أ ي تب ا ىل هللا ودع ما أ نت عليه من رش وطغيان لئال وأ مثاهلم مه املعنيون ابلنداء يف احلديث: أقص ))ي ابغي الش

نه قد خيمت كل مبا أ نت عليه ال ن، أ و تصيبك دعوة تندم عىل فعكل الش يف هذا الشهر وتدارك ال مر قبل فوات ال وان ، فا

ك يف الارين ، أ و ينسلخ هذا الشهر وخيرج وأ نت مل تزدد من مؤمن أ صابه رشك ونهل ضرك فتكون سببا لهالكك وشقائ

ل بعدا ، وي خيبة من يكون هذا مصريه وخمرجه من هذا الشهر املبارك . من هللا ا

والش لكه حمرم يف ك وقت وأ وان وسواء اكن ضره متعلقا ابلنفس أ و ابلغري من خلق هللا ، وسواء اكن قول ابللسان أ و

م فعال ابجلوارح ما حر نأ و أ مرا منكرا انطوى عليه القلب ، وسواء اكن هذا الش مقروءا أ و مرئيا أ و مسموعا قال تعاىل: }قل ا

م ث والبغي بغري الحق وأن تشكوا ابلل الفواحش ما ظهر منا وما بطن وال ما ا لم يزن ريب ل به سلطان وأن تقولوا عىل الل

.[33ل تعلمون{ ]ال عراف:

قال ابن القمي رمحه هللا: )) أ صول املعايص لكها كبارها وصغارها ثالثة: تعلق القلب بغري هللا، وطاعة القوة الغضبية، والقوة

هل أ خر. وغاية طاعة القوة الغضبية الشهوانية، ويه الشك، والظمل والفواحش، فغاية التعل يق بغري هللا رشك وأ ن يدعى معه ا

ين ل يدعون مع الل لها أ خر ول القتل. وغاية طاعة القوة الشهوانية الزن. ولهذا مجع هللا س بحانه بني الثالثة يف قوهل : }واذلا

م الل يت حر ل ابلحق ول يزنون{ ]الفرقان:يقتلون النفس الىل بعض؛ فالشك يدعو ا ىل 68ا [ وهذه الثالثة يدعو بعضها ا

نوء والفحشاء ا ه من الظمل والفواحش، كام أ ن ال خالص والتوحيد يصفهام عن صاحبه، قال تعاىل: } كذكل لنصف عنه الس

ىل الشك والفاحشة؛ فا ن [24 { ]يوسف:عبادن المخلصني ؛ فالسوء: العشق، والفحشاء: الزن . وكذكل الظمل يدعو ا

الشك أ ظمل الظمل، كام أ ن أ عدل العدل التوحيد . فالعدل قرين التوحيد ، والظمل قرين الشك؛ ولهذا جيمع س بحانه بينام. أ ما

ه ل ا أن ل هو والمالئكة وأولو العمل قائما ابلقسط { ]أ ل معران:ال ول ففي قوهل : } شهد الل

[ . وأ ما الثاين فكقوهل 18هل ا



ك لظمل عظمي { ]لقامن: ن الشل بنوع 13تعاىل: } ا رادهتا ومل حتصل ا ذا قويت ا ىل الشك والظمل ولس امي ا [. والفاحشة تدعو ا

ل زانية أو مشكة من الظمل والاس تاين ل ينكح ا عانة ابلسحر والش يطان. وقد مجع س بحانه بني الزن والشك يف قوهل: } الز

ل زان أو مشك وحرم ذكل عىل المؤمنني { ]النور:انية ل ينكحها ا بعض، ويأ مر بعضها [ ، فهذه الثالثة جير بعضها ا ىل3والز

ببعض. ولهذا لكام اكن القلب أ ضعف توحيدا وأ عظم رشاك اكن أ كث فاحشة وأ عظم تعلقا ابلصور وعشقا لها. ونظري هذا قوهل

ين خري وأبقى لل نيا وما عند الل ء فمتاع الحياة ال ون )تعاىل: } فما أوتيمت من ش م يتولك تنبون 36 أ منوا وعىل رهب ين جي ( واذل

ذا ما غضبوا مه يغفرون { ]الشورى:ث والفواحش وا

[. فأ خرب أ ن ما عنده خري ملن أ من به وتوك عليه، 37-36كبائر ال

تن ين جي ذا ما وهذا هو التوحيد ، ث قال: } واذلث والفواحش { فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية. ث قال: } وا

بون كبائر ال

.( اهـ2غضبوا مه يغفرون { ، فهذا خمالفة القوة الغضبية؛ جفمع بني التوحيد والعفة والعدل اليت يه جامع اخلري لكه(( )

ا ما يس تعيذ ابهلل من الشور وال اثم ويرشد ا ىل ذكل ، وذكل كقوهل صىل هللا عليه واكن الرسول صىل هللا عليه وسمل كثري

نا وس ور أنفس من رش تغفره ونعوذ ابلل تعينه ونس نس ن الحمد للالنا(()وسمل يف خطبة احلاجة )) ا ئات أمع ( ، وكام مر 3ي

يف تعلمي النيب ذا أ مىس : ))أعوذ بك من رش ذا أ صبح وا صىل هللا عليه وسمل ل يب بكر الصديق ريض هللا عنه أ ن يقول ا

كه(( يطان ورش الش (4)نفس ومن رش

نسان ول يعرب عنه لسان ، وينبغي للمسمل أ ن يعمل أ ن تركه للش واذلنوب واملعايص فيه من المثرات والفوائد ما ل حيصيه ا

قامة املروءة، وصون ل ا قال ابن القمي رمحه هللا : )) س بحان هللا رب العاملني ! لو مل يكن يف ترك اذلنوب واملعايص ا

العرض، وحفظ اجلاه، وصيانة املال اذلي جعهل هللا قواما ملصاحل النيا وال خرة ، وحمبة اخللق وجواز القول بينم، وصالح

راحة البدن، وقوة القلب، وطيب النفس، ونعمي القلب، وانشاح الصدر، وال من من خماوف الفجار والفساق، املعاش، و

وقل اهلم والغم واحلزن، وعز النفس عن احامتل اذلل، وصون نور القلب أ ن تطفئه ظلمة املعصية، وحصول اخملرج هل مما

حيث ل حيتسب ، وتيسري ما عرس عىل أ رابب الفسوق واملعايص ، ضاق عىل الفساق والفجار وتيرس الرزق عليه من

وتسهيل الطاعات عليه ، وتيسري العمل ، والثناء احلسن يف الناس ، وكثة العاء هل واحلالوة اليت يكتس هبا وهجه ، واملهابة

ذ ذا أ وذي وظمل ، وذهبم عن عرضه ا جابة اليت تلقي هل يف قلوب الناس ، وانتصارمه ومحيهتم هل ا ا اغتابه مغتاب ، ورسعة ا

دعائه ، وزوال الوحشة اليت بينه وبني هللا ، وقرب املالئكة منه ، وبعد ش ياطني ال نس واجلن منه ، وتنافس الناس عىل

ليه ، خدمته وقضاء حواجئه ، وخطبهتم ملودته وحصبته وعدم خوفه من املوت بل يفرح به لقدومه عىل ربه ولقائه هل ومصريه ا

النيا يف قلبه وكرب ال خرة عنده ، وحرصه عىل املكل الكبري والفوز العظمي فهيا ، وذوق حالوة الطاعة ، ووجد حالوة وصغر

ميانه ال ميان ودعاء محل العرش ومن حوهل من املالئكة هل ، وفرح الاكتبني به ودعاهئم هل ك وقت ، والزيدة يف عقهل وفهمه وا

ىل فرحه ورسوره ومعرفته ، وحصول حمبة هللا هل قباهل عليه وفرحه بتوبته ، وهكذا جيازيه بفرح ورسور ل نس بة هل ا وا

ذا مات تلقته املالئكة ابلبشى من ربه ابجلنة ، وبأ نه ابملعصية بوجه من الوجوه . فهذه بعض أ اثر ترك املعايص يف النيا ، فا

ذا اكن يوم ل خوف عليه ول حزن ، وينتقل من جسن النيا وضيقها ا ىل ر ىل يوم القيامة ، فا وضة من ريض اجلنة ينعم فهيا ا



ذا انصفوا من بني يدي هللا أخذ به ذات الميني مع أ وليائه املتقني القيامة اكن الناس يف احلر والعرق وهو يف ظل العرش ، فا

يؤتيه من يشاء والل . ( اهـ5[ (( )21 ذو الفضل العظمي { ]احلديد:وحزبه املفلحني، و } ذكل فضل الل

اللهم احفظنا ابل سالم قامئني واحفظنا ابل سالم قاعدين واحفظنا ابل سالم راقدين ول تشمت بنا ال عداء ول احلاسدين ،

ن نسأ كل من ك خري خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من ك رش خزائنه بيدك .اللهم ا

*****

-------------------

. (1642) (، وابن ماجه682رواه الرتمذي ) (1)

.(118-116الفوائد لبن القمي )ص: (2)


. تقدم ترجيه (4)

.(225ـ 224الفوائد )ص: (5)

حور - 19 تعجيل الفطور وتأخري الس

لقد تعددت النصوص عن النيب صىل هللا عليه وسمل يف ال مر بتعجيل الفطور وتأ خري السحور وتنوعت هذه النصوص يف

دللهتا عىل أ مهية ذكل ؛ فتارة ابل مر به ، وترة ببيان فضهل وعظمي ثوابه ، وترة ببيان بعض احلك العظمية املرتتبة عليه، وترة

من أ نواع اللةل ، ومن هذه النصوص : ما ثبت يف الصحيحني أ نه صىل هللا عليه وسمل ابلنىي عن تركه ، ا ىل غري ذكل

مس فقد أفطر ار من ها هنا ، وغربت الش يل من ها هنا ، وأدبر الن ذا أقبل الل(()قال: ))ا امئ ( ، وجاء يف سنن أ يب 1الص

داود والرتمذي عن يفطر عىل رطبات قبل أن يصل عليه وسمل صىل الل ن أ نس ريض هللا عنه قال: ))اكن رسول الل ، فا

ن لم تكن حسا حسوات من ماء(()مل أ نه ))اكن ل ( ، وثبت عنه صىل هللا عليه وس2لم تكن رطبات فعىل تمرات ، فا

بة من ماء (() يت خبري ما جعلوا 3يصل المغرب حىت يفطر ، ولو عىل رش ( ، وقال صىل هللا عليه وسمل : )) ل تزال أم

فطار (()لوا الفطر ((4ال ت العروق ، 5)(، وقال: ))ل يزال الناس خبري ما جع مأ ، وابتل ذا أفطر قال ذهب الظ

(، واكن ))ا

()) ن شاء اللحور (( )6وثبت الجر ا ىل الغداء المبارك يعين الس

( ، وقال: 7(، وقال صىل هللا عليه وسمل : ))همل ا

حور ه هو الغداء المبارك(() ))عليك بغداء الس نرع أحدك جرعة من 8فا حور ألكه بركة فال تدعوه ولو أن جي ( ، وقال : ))الس

رين(() عز وجل ومالئكته يصلون عىل المتسح ن اللن ال 9ماء فا

عز وجل فال (، وقال: ))ا حور بركة أعطامكوها الل س

روا ولو جبرعة من ماء (()10تدعوها(() ء(()11(، وقال: ))تسح ر بيش (، وقال 12(، وقال: ))من أراد أن يصوم فليتسح

فطار، و حور (()صىل هللا عليه وسمل : ))جعلوا ال روا الس حور(()13أخ ( ، 14(، وقال: ))بكروا ابل فطار، وأ خروا الس



(، وقال: 15وقال: )) ثالث من أ خالق النبوة: تعجيل ال فطار، وتأ خري السحور، ووضع الميني عىل الشامل يف الصالة(()

فطارن ل ا ن معش النبياء أمرن أن نعج

الة(())ا ر سورن ، ونضع أ مياننا عىل شامئلنا يف الص .(16)ونؤخ

وهذه ال حاديث املتعددة واملتنوعة يف ال مر بتعجيل الفطور وتأ خري السحور تدل دلةل واحضة عىل أ مهية هذا ال مر العظمي

اش متل علهيا وال اثر امحليدة اليت ترتتب عليه ، بل لو مل يكن اذلي غفل عنه كثري من الناس هجال بأ مهيته وابحلك العظمية اليت

ل حمض املتابعة لرسول هللا صىل هللا عليه وسمل والاس تجابة ل مره وكونه عبادة عظمية يف تعجيل الفطر وتأ خري السحور ا

هامهل ، فا ن حمبة هللا منا تنال بذكل كام قال تعاىل: } قل يتقرب فهيا ا ىل هللا س بحانه لكفى به سببا يف احملافظة عليه وعدم ا ا

{ ]أ ل معران: ببك الل بعوين حي فات بون الل ن كنمت حت[ ، وقد ثبت يف سنن الرتمذي عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: 31ا

عز وجل أحب عبا لهم فطرا(()قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل: ))قال الل ل أجع ( ، وذكل حلسن متابعهتم 17دي ا

. ورسعة اس تجابهتم

ن النيب صىل هللا عليه وسمل قد أ خرب عن أ لكة السحور أ هنا أ لكة مباركة وأ ن السحور غداء مبارك وأ ن فيه بركة ، وهذا ث ا

جوانهبا ؛ بركة يف الطعام، وبركة يف الفعل نفسه، فيه دلةل واحضة عىل عظمي قدر هذه الطاعة ، فالربكة تكتنفها من ك

ن مل جيد شيئا وبركة يف الوقت ، حفري ابلصامئ أ ن يتحرى هذه الربكة بأ ن يتسحر ويؤخر السحور ولو عىل رشبة ماء ا

. يطعمه سواها

لهىي عىل اليشء ، وزيدته ، ومعوم نفعه ، وزيدة ال جر والثواب فيه ، مفا أ عظم السحور وأ جل والربكة : يه تزنل اخلري ال

يثارا لل جل عىل ال جل ، فيفضل النوم عليه ما هجال بفضهل وماكنته ، أ و ا قدره !! ومع ذكل يتغافل عنه كثري من الناس ؛ ا

م نسأ ل هللا العافية والسالمة ن اكن يف أ مر حمر .وغالبا ما يكون سبب ذكل السهر ، واملصيبة يف ذكل تعظم ا

ن وقت السحر من أ فضل ال وقات وأ وفرها بركة ؛ أ ثىن هللا عىل املس تغفرين فيه ، وهو وقت نزول الرب ا ىل سامء النيا ث ا

ليغفر للمس تغفرين وجييب الاعني ويعطي السائلني ويثيب العابدين بأ فضل اجلزاء يف النيا ويوم الين، فكيف حيرم ال نسان

ر الطاعة والاس تغفار وشهر العتق من النار!! . وهللا ومالئكته يصلون عىل نفسه من هذا اخلري يف هذا الشهر العظمي شه

املتسحرين وصالة هللا : ثناؤه عىل عبده يف املل ال عىل ، وصالة املالئكة : دعاؤمه للعبد ، مفا أ جهل من رشف وفضل يناهل

. املتسحرون

ىل ما فيه من تقوية ويف احملافظة عىل تعجيل الفطور وتأ خري السحور حمافظة عىل اخل ضافة ا نه من أ س باهبا ، ا ريية يف الناس فا

اجلسد وتنش يطه وطرد الضعف والكسل عنه فرتة الصيام . وجاء يف بعض النصوص تصحي حبمكة عظمية من حك تعجيل

ظل هذه ال مة حمافظة الفطور وتأ خري السحور وتنبيه عىل أ مر ينبغي احملافظة عليه أ بدا حىت يكون هذا الين ظاهرا وحىت ت

أهل عىل خرييهتا أ ل وهو : خمالفة أ هل الكتاب من الهيود والنصارى قال صىل هللا عليه وسمل : ))فصل ما بني صيامنا وصيام

حر (() رون(()(، وقال صىل هللا عليه وسمل : ))ل يزال الناس خبري ما جع 18الكتاب ألكة الس ن الهيود يؤخ(، 19لوا الفطر فا

ين ظاهرا ما جعل الناس الفطر ، لن الهيود والنصارى ي رون(()وقال صىل هللا عليه وسمل : ))ل يزال ال ذا 20ؤخ ( ، فا



نا ، مفا ابكل ابل مور العظام اليت بل كثري أ وص الشارع مبخالفة الهيود النصارى يف هذا ال مر واذل ي قد يعده بعض الناس هي

من الناس فهيا ابلتش به هبم والسري عىل منجهم ومنواهلم مكشاهبهتم يف لباسهم وعاداهتم والافتخار مبحأاكهتم حىت يف الكهمم

ىل قباحئهم من الكم ساقط وعقائد ف اسدة وصور خليعة فاحضة ، ول شك أ ن ومأ لكهم ورشاهبم والفرح والتلذ ابلنظر ا

ين أ منوا ل تتخذوا الهيود ا اذل والنصارى أولياء بعضهم املشاهبة الظاهرة تول توافقا وميال قلبيا يف الباطن وهللا يقول: }ي أهي

ه م نهم منك فا المني { ]املائدة:أولياء بعض ومن يتول ل هيدي القوم الظ ن الل

[، وأ كث الناس تأ ثرا يف هذا التش به 51نم ا

الش باب والنساء ؛ أ ل فلينتبه الصامئون وليعتربوا هبذا الشهر العظمي وليصدقوا مع هللا ويعقدوا العزم عىل ترك هذا التش به

. فرد وابجملمتع وابل مة مجعاء ويؤثر عىل الين لكهبأ هل الكتاب فا ن ذكل يض ابل

قال ش يخ ال سالم يف الكم هل عن هذا احلديث : ))وهذا نص يف أ ن ظهور الين احلاصل بتعجيل الفطر ل جل خمالفة الهيود

رسال الرسل أ ن يظهر دين هللا عىل ا منا املقصود اب ذا اكن خمالفهتم سببا لظهور الين فا لين لكه ، فيكون نفس والنصارى ، وا

. (21)خمالفهتم من أ كرب مقاصد البعثة ((

قنا لتباع رشعك ، وأ عذن من منكرات ال خالق وال هواء وال دواء . اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا عىل دينك ، ووف

*****

---------------


. (، واللفظ ل يب داود696(، والرتمذي )2356اود )رواه أ بو د (2)

. (1577) رواه احلاك يف املس تدرك (3)

.(21399، 21209) رواه ال مام أ محد يف املس ند (4)

. (1098) ( ، ومسمل1957رواه البخاري ) (5)

. (1536) (، واحلاك2357رواه أ بو داود ) (6)

. (2167) رواه النسايئ (7)

. (17126) ( ، وال مام أ محد2166) رواه النسايئ(8)

. (11334) رواه ال مام أ محد (9)

. (23036) رواه ال مام أ محد يف املس ند(10)



. (3476) رواه ابن حبان (11)

. (14991) رواه ال مام أ محد يف املس ند (12)

. (21513) رواه الطرباين يف املعجم الكبري (13)

.(2835) (، حصيح اجلامع1773السلسل الصحيحة )(، 6/323الاكمل لبن عدي ) (14)

. ( وعزاه للطرباين يف الكبري2/105أ ورده الهيمثي يف مجمع الزوائد ) (15)

.( واللفظ للطيالس1770(، وابن حبان )11323( ، والطرباين يف املعجم الكبري )2654رواه الطيالس ) (16)

. (700) الرتمذي (17)

.(1096) رواه مسمل (18)

. (1698) رواه ابن ماجه (19)

. (1573) ( ، واحلاك2353رواه أ بو داود ) (20)

.(1/209) اقتضاء الصاط املس تقمي (21)

العش الواخر من رمضان -

ن شهر رمضان املبارك شهر لكه بركة ورمحة أ يمه ولياليه ، وتتص عشه ال واخر مبزيد مزية عىل بقية أ يمه ولياليه ا

خبصائص عظمية وفضائل جليل اختصت هبا عن غريها ، وذلكل اكن النيب صىل هللا عليه وسمل وحصابته ريض هللا عنم من

مون هذه العش ال واخر وجيهتدون فهيا أ كث مما جيهتدون يف غريها ، روى ال مام أ محد يف مس نده ومسمل يف بعده يعظ

د يف حصيحه عن عائشة ريض هللا عنا قالت : ))اك هت د يف العش الواخر ما ل جي هت جي عليه وسمل صىل الل ن رسول الل

ذا دخل العش ش 1غريه(() ا عليه وسمل د ( ، وروى الش يخان عن عائشة ريض هللا عنا قالت : ))اكن النيب صىل الل

ره ، وأحيا ليهل ، وأيقظ أههل (( . (2)مئ

ليه ، ل مبناجاة ربه والتقرب ا ره(( : أ ي جد واجهتد يف العبادة واعتل النساء ؛ فال يلتذ يف تكل الليال ا مفا ومعىن ))شد مئ

من العبادة والطاعة طمعا يف أ ن ينال ثواب هذه العش أ ابحه هللا هل من امجلاع يف ليال رمضان يكون منشغال عنه مبا سواه

. ويوفق ل دراك ليل القدر



ن ومعىن )) أحيا ليهل (( : أ ي سهره منشغال فيه ابلطاعة فأ حياه بذكل ، وأ حيا نفسه بسهره فيه تقراب وتضعا وتعبدا هلل ؛ ل

ل بطاعة هللا وهذه يه احلياة احلقيقية قال تعاىل: } النوم أ خو املوت ، ول حتيا ال رواح ول ال بدان ول ال وقات ول ال عامر ا

لمات لي [ فسمى 122س خبارج منا { ]ال نعام:أومن اكن ميتا فأحييناه وجعلنا هل نورا يميش به يف الناس مكن مثهل يف الظ

أ هنا تدب يف ال رض وتأ ك وتشب ميتة وذكل لـبعدها عن ال ميان والطاعة للرمحن وانشغالها ابلغي هذه ال جساد مع

. والفسوق والطغيان

ومعىن )) أيقظ أههل (( : أ ي أ قاهمم للصالة وللعبادة يف هذه الليال ، وهذا من متام حرصه عىل أ ههل وعنايته هبم أ داء

ىل أ جره اذلي لواجب الرعاية اليت اسرتع ضافة ا يها ، وحرصا منه يف اللةل عىل اخلري والال عىل اخلري كفاعهل ، ا اه هللا ا

يكتس به ابجهتاده بنفسه ، ويف ذكل أ يضا تشيع ل مته أ ن حتذو حذوه وتتأ ىس به يف ذكل ، وفيه توجيه لل ابء وال همات

صة يف هذا الشهر الكرمي وتعهدمه ومراقبهتم يف عبادهتم وشدة احملافظة وحث هلم عىل العناية برتبية أ بناهئم والاهامتم هبم خا

.علهيم ، وتشجيعهم عىل املسابقة لفعل الطاعات واجتناب املنيات ، والاس تعانة بوسائل الرتغيب والرتهيب

لنا قال ابن جحر: ))ويف الحديث الحرص عىل مداومة القيام يف العش الخري ا ويد الخاتمة ، خمت الل ىل الحث عىل جت

شارة ا

.(3)خبري أ مني ((

ومما متزيت به هذه العش أ ن النيب صىل هللا عليه وسمل اكن يعتكف فهيا ، واعتكف أ حصابه من بعده ؛ والاعتاكف : لزوم

وهن وأنمت عاكفون يف المساجد املسجد للتفرغ لطاعة هللا ، وهو من السنن الثابتة ابلك تاب والس نة ، قال تعاىل: } ول تبارش

يعتكف العش 187{ ]البقرة: عليه وسمل [ ، ويف الصحيحني عن عائشة ريض هللا عنا قالت: ))اكن النيب صىل الل

عز وجل ، ث اعتكف أزواجه من بعده((الواخر من رمضان حىت ت .(4)وفاه الل

وقد أ وحض بعض أ حاكم الاعتاكف العالمة الش يخ محمد بن صاحل العثميني رمحه هللا يف جمالسه املشهورة اخملتصة بشهر

ا ، وتغمده بواسع رمحته ، وكتب هل يف هذا الشهر جفزاه هللا عن ال سالم واملسلمني خري -رمضان اليت نفع هللا هبا كثريا

: ومما جاء فيه -املبارك مثل أ جور ك من اس تفاد من هذا الكتاب وانتفع به وغريه من كتبه

قوهل : " واملقصود ابلعتاكف : انقطاع ال نسان عن الناس ليتفرغ لطاعة هللا يف مسجد من مساجده طلبا لفضهل وثوابه

دراك ليل القد ر ، وذلكل ينبغي للمعتكف أ ن يش تغل ابذلكر والقراءة والصالة والعبادة ، وأ ن يتجنب ما ل يعنيه من وا

حديث النيا ، ول بأ س أ ن يتحدث قليال حبديث مباح مع أ ههل أ و غريمه ملصلحة ، حلديث صفية أ م املؤمنني ريض هللا

عليه » عنا قالت : ثته ث قمت لنقلب اكن النيب صىل الل معتكفا فأتيته أزوره ليال فحد ىل بييت - وسمل -أ ي : ل نصف ا

. (5)احلديث« معي... –النيب صىل هللا عليه وسمل -فقام

وهن وأنمت عاكفون يف المساجد { ، وحيرم عىل املعتكف امجلاع ومقدماته من التقبيل واللمس لشهوة لقوهل تعاىل : } و ل تبارش

عليه وأ ما خروجه من املسجد فا ن اكن ببعض بدنه فال بأ س به حلديث عائشة ريض هللا عنا قالت: ))اكن النيب صىل الل



رج رأسه من المسجد وهو معتكف فأ خي 6غسهل وأن حائض(()وسمل عليه وسمل ل النيب صىل الل (، ويف رواية: ))اكنت ترج

. (7)ويه حائض وهو معتكف يف المسجد ويه يف حجرهتا يناولها رأسه ((

ن اكن خروجه جبميع بدنه فهو ثالثة أ قسام :وا

: اخلروج ل مر لبد منه طبعا أ و رشعا ؛ كقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل الواجب جلنابة أ و ال ول

ن أ مكن فعهل يف املسجد فال ، مثل أ ن يكون يف ذا مل ميكن فعهل يف املسجد ، فا غريها وال ك والشب ، فهذا جائز ا

فيه أ و يكون هل من يأ تيه ابل ك والشب فال خيرج حينئذ لعدم احلاجة املسجد حامم ميكنه أ ن يقيض حاجته فيه وأ ن يغتسل

ليه . ا

ل أ ن يشرتط ذكل ابتداء الثاين: اخلروج ل مر طاعة ل جتب عليه ؛ كعيادة مريض وشهود جنازة وحنو ذكل فال يفعهل ا

اعتاكفه خروجه ذلكل فال بأ س اعتاكفه ، مثل أ ن يكون عنده مريض جيب أ ن يعوده أ و خيىش من موته فيشرتط يف ابتداء

. به

الثالث: اخلروج ل مر ينايف الاعتاكف ؛ اكخلروج للبيع والشاء وجامع أ ههل ومبارشهتم وحنو ذكل ، فال يفعهل ل بشط ول

.(8بغري رشط ؛ ل نه يناقض الاعتاكف وينايف املقصود منه( اهـ)

وا ليل القدر يف الوتر من العش ومما متزيت به هذه العش واختصت به أ ن فهيا ليل القد ر، قال صىل هللا عليه وسمل : ))حتر

ضاعهتا يف احلديث 9الواخر من رمضان(() (، وس يأ يت احلديث عن هذه الليل املباركة وعن فضائلها وأ مهية اغتناهما وعدم ا

ن شاء هللا . القادم ا

قنا للقيام مبا . يرضيك عنا يف هذه العش ، واخمت لنا شهرن بصاحل ال عامل ، وتقبلها منا ي أ كرم ال كرمني اللهم وف

*****

------------------

. (24409) ( ، وال مام أ محد1175رواه مسمل ) (1)

. ( واللفظ للبخاري1174( ، ومسمل )2024رواه البخاري ) (2)

.(2024، حتت حديث رمق 4/270فتح الباري ) (3)


. (2175) ( ، مسمل3281متفق عليه ؛ البخاري ) (5)

. ( واللفظ للبخاري297( ، ومسمل )2031رواه البخاري ) (6)



. (2046) رواه البخاري (7)

.(119ـ 118جمالس شهر رمضان )ص: (8)


ليل القدر -

تار { ]القصص: لق ما يشاء وخي ك خي ن هللا تعاىل هو املتفرد ابخللق والاختيار كام قال تعاىل: }ورب [ ، واملراد ابلختيار 68ا

حاطته خيتار من خلقه ما يشاء من -جل وعال -هنا هو الاجتباء والاصطفاء ، فاهلل لكامل حمكته وقدرته ولامتم علمه وا

كرامه ، وهذا بال ريب من أ عظم ال وقات وا نعامه وا ل مكنة وال شخاص فيخصهم س بحانه مبزيد فضهل وجزيل عنايته ووافر ا

أ يت ربوبيته وأ كرب شواهد وحدانيته وكامل صفاته ، وهو من أ بني ال دةل عىل كامل قدرته وحمكته وأ نه خيلق ما يشاء وخيتار

ة ال مور بيده ؛ فلهل ال مر من قبل الحمد رب وأ ن أ زم ومن بعد ، يقيض يف خلقه ما يشاء وحيك فهيم مبا يريد } فلهل

ماوات ورب الرض رب العالمني ] ماوات والرض وهو العزيز الحكمي {36الس يء يف الس . [37-36]اجلاثية: [ وهل الكرب

ن مما خص هللا هل س بحانه عىل سائر الشهور ، وا عز وجل من ال وقات مبزيد تفضيهل ووافر تكرميه شهر رمضان حيث فض

والعش ال واخر من لياليه حيث فضلها عىل سائر الليال ، وليل القدر حيث جعلها ملزيد فضلها عنده وعظمي ماكنهتا ليه

نهتا عندما أ نزل فهيا وحيه املبني والكمه الكرمي وتزنيهل احلكمي هدى خريا من أ لف شهر ، وخفم أ مرها وأ عىل شأ هنا ورفع ماك

ن كن ن أنزلناه يف ليل مباركة ا

[ فهيا يفرق ك 3ا منذرين ]للمتقني وفرقان للمؤمنني وضياء ونورا ورمحة للعاملني ، قال تعاىل: }ا

ن كنا مرسلني ][ أم 4أمر حكمي ]ميع العلمي ]5را من عندن ا ه هو الس ن

ك ا ة من رب ماوات والرض وما بينما 6[ رمح [ رب الس

ن كنمت موقنني ]ك ورب أ ابئك 7ا ي ويميت رب ل هو حي

هل الني{ ]الخان: [ ل ا ن أنزلناه يف ليل 8-3 الو

[ ، وقال س بحانه: }ا

م من ك 3[ ليل القدر خري من ألف شهر ]2[ وما أدراك ما ليل القدر ]1القدر ] ذن رهبوح فهيا اب أمر [ تزنل المالئكة والر

ها وأ كرمها، وما أ وفر بركهتا4] : [ سالم يه حىت مطلع الفجر{ ]سورة القدر[ . فلهل ما أ عظمها من ليل وما أ جل

ليل واحدة خري من أ لف شهر !! ومعىن ذكل أ هنا خري من ثالثني أ لف ليل ، وأ لف شهر تزيد عىل ثالثة ومثانني عاما فهو -

ر طويل لو قضاه املسمل لكه يف طاعة هللا عز وجل ، فليل القدر ويه ليل واحدة خري منه وهذا فضل عظمي . قال مع

. جماهد: ))ليل القدر خري من أ لف شهر ليس يف تكل الشهور ليل القدر((، وهكذا قال قتادة والشافعي وغري واحد

الئكة لكثة بركهتا ، فاملالئكة يتزنلون مع تزنل الربكة والرمحة كام يتزنلون عند ويف هذه الليل الكرمية املباركة يكث تزنل امل -

. تالوة القرأ ن ويف حلق اذلكر

. ويه سالم حىت مطلع الفجر يعين أ هنا خري لكها ليس فهيا رش ا ىل مطلع الفجر -



ر فهيا م - ذن هللا العزيز احلكمي ، واملراد ويف هذه الليل الكرمية املباركة يفرق ك أ مر حكمي أ ي يقد ا يكون يف تكل الس نة اب

م عىل خلق الساموات وال رض خبمسني أ لف ابلتقدير أ ي التقدير الس نوي ، أ ما التقدير العام يف اللوح احملفوظ فهو متقد

))من قام ليل القدر س نة كام حصت بذكل ال حاديث ، وقد ثبت عن النيب صىل هللا عليه وسمل يف فضل ليل القدر أ نه قال:

م من ذنبه(( ميان واحتسااب غفر هل ما تقد .(1)ا

ي أنزل فيه القرأ ن هدى للناس و نات من وليل القدر يه قطعا يف شهر رمضان املبارك لقوهل تعاىل : }شهر رمضان اذل بي

ن أنزلناه يف ليل القدر {185لفرقان{ ]البقرة:الهدى واويه أ رىج ما تكون فيه يف العش ال واخر منه [ مع قوهل تعاىل: }ا

وا ليل القدر يف العش الواخر من رمضان(() العش أ كد لقول ( ، وطلهبا يف أ وتر 2لقوهل صىل هللا عليه وسمل : )) حتر

يف سابعة تبقى يف خامسة النيب صىل هللا عليه وسمل : ))التمسوها يف العش الواخر من رمضان ليل القدر يف تسعة تبقى

. (3)تبقى ((

ىل رجحان قال ابن جحر يف الفتح : حتت )ابب حتري ليل القدر يف شارة ا

مجة ا الوتر من العش الواخر( : " يف هذه الرت

ة يف رمضان ، ث يف العش الخري منه ، ث يف أوتره ل يف لي ي يدل عليه ل منه بعينا ، وهذا ه كون ليل القدر منحص و اذل

. ( اهـ4مجموع الخبار الواردة فهيا ")

خفاهئا وعدم تعيينا يف النصوص : أ ن جيهتد املسلمون يف مجيع العش بطاعة هللا تعاىل ابلهتجد وقد ذكر العلامء أ ن من حمكة ا

خلريات من اخلامل الكسالن، ول ن الناس لو علموا عينا وقراءة القرأ ن وال حسان ، وليتبني بذكل النش يط واجملد يف طلب ا

.لقتص أ كثمه عىل قياهما دون سواها ، ولو علموا عينا ما حصل كامل الامتحان

ل من ن الواجب علينا مجيعا أ ن حنرص متام احلرص عىل طلب هذه الليل املباركة لنفوز بثواهبا ولنغمن من خريها ولنحص ا

عراضه وعدم مبالته ؛ أ جورها ، فا ن احمل روم من حرم الثواب ومن متر عليه موامس املغفرة ويبقى محمال بذنوبه بسبب غفلته وا

فطوب ملن نل فهيا س بق الفائزين ، وسكل فهيا ابلقيام وحسن العمل سبيل الصاحلني، وويل ملن طرد يف هذه الليل عن

ع ال بواب وأ غلق فهيا دونه احلجاب وانصفت عنه هذه الليل وهو مشغول ابملعايص وال اثم خمدوع ابل ماين وال حالم مضي

. خلري الليال وأ فضل ال يم ؛ فيا عظم حرسته وي شدة ندامته

من مل يرحب يف هذه الليل الكرمية ففي أ ي وقت يرحب !! ومن مل ينب ا ىل هللا يف هذا الوقت الشيف مفىت ينيب!! ومن مل يزل

ك وفيه ليل خري متقاع هر قد حض ن هذا الش من سا فهيا عن اخلريات ففي أ ي وقت يعمل !! قال صىل هللا عليه وسمل : ))ا

ل محروم ((ها ا رم خري .(5)ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخري لكه ، ول حي

مسمل أ ن يكث فهيا من العاء ل ن العاء فهيا مس تجاب ، وليتخري من العاء أ مجعه ، روى ابن ماجه عن عائشة ويس تحب لل

ن وافقت ليل القدر ما أدعو ؟ قال : تقولني الل أرأيت ا ب ريض هللا عنا قالت : ))ي رسول الل ك عفو حت ن

العفو هم ا

()) ( ، فا ن هذا العاء عظمي املعىن معيق اللةل وهو مناسب لهذه الليل غاية املناس بة ، فهىي الليل اليت يفرق 6فاعف عين

ر فهيا أ عامل العباد لس نة اكمل حىت ليل القدر ال خرى ، مفن أ عطي يف تكل الليل العافية وعفا عنه فهيا ك أ مر حكمي وتقد



د أ فلح غاية الفالح، ومن أ عطي العافية يف النيا وأ عطهيا يف ال خرة فقد أ فلح ، والعافية ل يعدلها شء ؛ فلنتحر خري ربه فق

هذه الليل وبركهتا ابحملافظة عىل الصلوات املفروضة ، وكثة القيام ، وأ داء الزاكة ، وبذل الصدقات ، وحفظ الصيام ، وكثة

.السيئات ، والندم والتوبة من اذلنوب واخلطيئات ، وال كثار من ذكر هللا وقراءة القرأ نالطاعات ، واجتناب املعايص و

نك عفو كرمي ميان واحتسااب واعف عنا ا .اللهم وفقنا لقيام ليل القدر واجعلنا ممن يقوهما ا

*****

-------------------

. (2195) (، والنسايئ1901رواه البخاري ) (1)

. (1169) (، ومسمل2020البخاري )رواه (2)

. (1165) ( ، ومسمل2021رواه البخاري ) (3)

.(2017، حديث رمق 4/259فتح الباري ) (4)

. (1644) رواه ابن ماجه (5)


ياطني يف رمضان - تصفيد الش

ن مما متزي به شهر رمضان املبارك تصفيد الش ياطني ومردة اجلن فيه ، روى البخاري ومسمل عن أ يب هريرة ريض هللا عنه ا

قت أبواب هجمن ذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغل وسلسلت قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))ا

ياطني(() ن ماكل ، أن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال : ))هذا رمضان قد ( ، وروى أ محد والنسايئ عن أنس ب 1الش

ياطني (( ) ق فيه أبواب النار ، وتسلسل فيه الش ( ، روى الرتمذي وابن ماجه عن أ يب 2جاءك تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغل

ياطني هريرة ريض هللا ل ليل من شهر رمضان صفدت الش ذا اكن أو عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) ا

قت أبواب النار فمل يفتح منا ابب ، وفتحت أبواب الجنة فمل .(3) منا ابب ((يغلق ومردة الجن ، وغل

تطيع لهم بتصفيدمه فمل يس هتم ومع ياطني فضعفت قو وا أن يفعلوا يف شهر قال ش يخ ال سالم ابن تميية: )) وصفدت الش

م قت هن ياطني قد يؤذي لكن رمضان ما اكنوا يفعلونه يف غريه ، ولم يقل ا لوا ول ماتوا بل قال : " صفدت " والمصفد من الش

وم ونقصه ، فمن اكن ص ل الص ا يكون يف غري رمضان ؛ فهو حبسب مك ي هذا أقل وأضعف مم طان دفعا ل ومه اكمال دفع الش

وم الناقص (( ) .( اهـ4يدفعه دفع الص



خراهجم من رمحة وكثري من الناس اليوم هجلوا أ و جتاهلوا أ مر الش يطان فمل يدركوا مدى كيده وعداوته لبين أ دم وحرصه عىل ا

يط ن الش يقاعهم يف خسطه وغضبه ونريانه ، قال تعاىل: }ا ما يدعو حزبه ليكونوا هللا ورضوانه وا ن

ا ا ذوه عدوا ان لك عدو فات

عري { ]فاطر: اب الس ىل يوم القيامة وك من انشغل يف هذا الشهر الكرمي بغري طاعة هللا 6من أحص [ ، ويه عداوة مس مترة ا

والنظر يف الفضائيات وما فهيا من مسوم فقد خلص الش يطان من املعايص واذلنوب واللهو واللعب والسهر ويف القيل والقال

ن كيده ل ياكد ينحص ليه ونل منه بغيته ؛ وا . ا

نسان : أ نه غاثة اللهفان مجل كبرية من ماكئده اليت اكد هبا عباد هللا : )) ومن كيده لال وقد ذكر ابن القمي رمحه هللا يف كتابه ا

ليه أ ن فهيا منفعته ، ث يصدره املصادر اليت فهيا عطبه، ويتخىل عنه ويسلمه ويقف يشمت به يورده املوارد اليت خييل ا

الهم وقال يطان أمع ذ زين لهم الش ل غالب لك ويضحك منه ، فيأ مره ابلرسقة والزن والقتل ويدل عليه ويفضحه قال تعاىل: }وا

ين أر اليوم من الن ين بريء منك ا

ا تراءت الفئتان نكص عىل عقبيه وقال ا ين جار لك فلم

اس وا ين أخاف الل

ى ما ل ترون ا

شديد العقاب { ]ال نفال: ىل بدر يف 48والل نه تراءى للمشكني عند خروهجم ا صورة رساقة بن ماكل وقال : أ ن جار [ ؛ فا

لك من بين كنانة أ ن يقصدوا أ هلك وذراريك بسوء ، فلام رأ ى عدو هللا جنود هللا تعاىل من املالئكة نزلت لنص رسوهل فر

مه بغرور ث أسلمهم عنم وأ سلمهم كام قال حسان: ن الخبيث ملن وا دلار ا له غر

وكذكل فعل ابلراهب اذلي قتل املرأ ة وولها ؛ أ مره ابلزن ث بقتلها ث دل أ هلها عليه وكشف أ مره هلم ، ث أ مره ابلسجود هل

ا كفر ق نسان اكفر فلمذ قال لال

يطان ا ين فلما فعل فر عنه وتركه وفيه أ نزل هللا س بحانه: }مكثل الش

ين بريء منك ا

ال ا

رب العالمني { ]احلش: ، وهذا الس ياق ل خيتص ابذلي ذكرت عنه هذه القصة، بل هو عام يف ك من [16أخاف الل

نه يتربأ منه ويسلمه كام يتربأ من أ وليائه مجل يف الن ار ويقول هلم: أ طاع الش يطان يف أ مره هل ابلكفر لينصه ويقيض حاجته، فا

براهمي: كتمون من قبل { ]ا ين كفرت بما أرش . [ ، فأ وردمه رش املوارد وتربأ منم ك الرباءة22}ا

ومن كيد عدو هللا تعاىل : أ نه خيوف املؤمنني من جنده وأ وليائه ؛ فال جياهدوهنم ، ول يأ مروهنم ابملعروف، ول ينوهنم عن

ف أولياءه فال املنكر، وهذا م يطان خيو ما ذلك الش ن ن أ عظم كيده بأ هل ال ميان، وقد أ خربن هللا س بحانه عنه هبذا فقال: }ا

ن كنمت مؤمنني { ]أ ل معران:هم يف ، املعىن عند مجيع املفرسين: خيوفك بأ وليائه. قال قتادة: ) يعظم [175تافومه وخافون ا

ميان العبد زال من قلبه خوف أ وليا ن كنمت مؤمنني { ، فلكام قوي ا ء الش يطان، صدورك، ولهذا قال: } فال تافومه وخافون ا

ميان العبد قوي خوفه منم ( . ولكام ضعف ا

ل من شاء هللا ، فزيين هل الفعل اذلي يضه حىت خييل ومن ماكيده أ نه يسحر العقل دامئا حىت يكيده ، ول يسمل من سره ا

ل هللا !! ك فنت هبذا هل ا ليه أ نه من أ نفع ال ش ياء ، وينفر من الفعل اذلي هو أ نفع ال ش ياء هل حىت خييل هل أ نه يضه ، فال ا ا

نسان ، وك حال بني القلب وبني ال سالم وال ميان وال حسان! وك جال الباطل وأ برزه يف صورة مس تحس نة، السحر من ا

يوف عىل الناقدين، وك روج من الزغل عىل العارفني ! فهو اذلي وش نع احلق وأ خرجه يف صورة مس هتجنة ! وك هبرج من الز

سر العقول حىت أ لقى أ رابهبا يف ال هواء اخملتلفة وال راء املتشعبة، وسكل هبم يف س بل الضالل ك مسكل ، وأ لقامه من



همكل ، وزين هلم من عبادة ال صنام وقطيعة ال رحام ووأ د البنات وناكح ال همات ووعدمه الفوز املهاكل يف همكل بعد

ابجلنات مع الكفر والفسوق والعصيان ، وأ برز هلم الشك يف صورة التعظمي ، والكفر بصفات الرب تعاىل وعلوه عىل عرشه

ىل الناس وحسن اخللق معهم وتلكمه بكتبه يف قالب التزنيه، وترك ال مر ابملعروف والنىي عن املنكر يف قالب التودد ا

[ ، وال عراض عام جاء به الرسول صىل هللا عليه وسمل يف قالب التقليد 105والعمل بقوهل: }عليك أنفسك { ]املائدة:

ي يندرج به العبد بني الناس . والاكتفاء بقول من هو أ عمل منم ، والنفاق وال دهان يف دين هللا يف قالب العقل املعييش اذل

فهو صاحب ال بوين حني أ خرهجام من اجلنة ، وصاحب قابيل حني قتل أ خاه ، وصاحب قوم نوح حني أغرقوا ، وقوم عاد

حني أ هلكوا ابلرحي العقمي ، وصاحب قوم صاحل حني أ هلكوا ابلصيحة ، وصاحب ال مة اللوطية حني خسف هبم وأ تبعوا

، وصاحب فرعون وقومه حني أ خذوا ال خذة الرابية ، وصاحب عباد العجل حني جرى علهيم ما جرى، ابلرمج ابحلجارة

.( اهـ5وصاحب قريش حني دعوا يوم بدر، وصاحب ك هاكل ومفتون(( )

فهذا هو العدو قد ظهرت أ وصافه وبدت عالماته ومالحمه ، يدعو حزبه ليكونوا من أ حصاب السعري ويأ خذ بأ ي طريق

ما يتحقق ما تقصري وتفريط ، وا ل وللش يطان فيه نزغتان: ا هل به ذكل . قال بعض السلف : )) وما أ مر هللا عز وجل بأ مر ا

فراط وغلو ، فال يبال مبا ظفر من العبد من اخلطيئتني(() ىل نفسه وأ فعاهل هل فهيا اس تجابة 6ا (، فلينظر ك واحد ا

ة ا ىل هللا وال قالع عام هو فيه من ضالل ورش ويعلن العداوة لهذا العدو الدلود ، للش يطان وحبائهل ؛ فيتدارك نفسه ابلتوب

أ م أ نه يف حامية هللا وحفظه ؛ فيشكر هللا عىل ذكل ويسأ هل الثبات ويسعى يف الاستادة من فعل الصاحلات ، واكن النيب

ياطني ]صىل هللا عليه وسمل يس تعيذ كثريا ابهلل من الش يطان ويعمل أ حصابه ذكل [ 97 }وقل رب أعوذ بك من مهزات الش

ون{ ]املؤمنون: ن نعوذ بك من الش يطان الرجمي من مهزه ونفثه ونفخه98-97وأعوذ بك رب أن حيض .[ ؛ اللهم ا

*****

-----------------


. (13408) ( ، املس ند2105نن النسايئ )س(2)

. (، واللفظ للرتمذي1642(، وابن ماجه )682الرتمذي ) (3)

.(25/246) مجموع الفتاوى لبن تميية (4)

غاثة اللهفان لبن القمي ) (5) .(128ـ 1/125ا

.(29الوابل الصيب )ص: (6)



دقات - أداء الزاكة وبذل الص

ن رمضان هو فهو شهر الصيام ، وشهر الصالة والقيام ، وشهر اذلكر وتالوة القرأ ن ، شهر اخلريات والرباكت والطاعات ؛ا

وشهر اجلود وال كرام والزاكة والصدقة والرب وال حسان ، ولقد اكن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل أ جود الناس واكن أ جود ما

ن ال غنياء عندما ميتنعون يف فرتة زمنية حمددة يكون يف رمضان ، وذكل أ ن الصيام هل ارتباط و نفاق والصدقة ، فا ثيق ابل

خوان هلم من املسلمني يقاسون عن الطعام والشاب طاعة هلل ويقاسون حر اجلوع وأ مل العطش فا ن هذا جيعلهم يتذكرون ا

خواهنم فتجود نفوسهم ببذل ال موال هذه ال لم طيل أ يم الس نة أ و معظمها فيقذف هللا بسبب ذكل الرمحة يف قلوهبم جت اه ا

خراهجا ؛ سواء اكنت من قبيل الزاكة الفرض ، أ و الصدقات والنفقات املس تحبة يف أ وجه اخلري لكها . وا

وفامي يتعلق ابلزاكة ؛ فقد فرض هللا عىل املؤمنني ذوي ال موال الزكوية زاكة تدفع للمحتاجني منم وللمصاحل العامة النفع كام قال

فة قلوهبم ويف الر دقات للفقراء والمساكني والعاملني علهيا والمؤل ما الص نبيل تعاىل: }ا وابن الس قاب والغارمني ويف سبيل الل

علمي حكمي{ والل .[60]التوبة: فريضة من الل

يتاء الزاكة والنفقة مما رزق هللا ، والثناء عىل املنفقني واملتصدقني وذكر ثواهبم، وتواترت ويف القرأ ن أ يت كثرية يف ال مر اب

بذكل لكه ال حاديث عن النيب صىل هللا عليه وسمل ، وبني ما جتب فيه الزاكة من املواش واحلبوب والامثر والنقود وال موال

ميان املعدة للتجارة ، وذك ر أ نصبهتا ومقدار الواجب منا ، وذكر الوعيد الشديد عىل مانعها ؛ واتفق املسلمون عىل نقصان ا

منا اختلفوا هل يكفر تركها أ م ل ؟ ويف الزاكة والصدقة وال حسان عدد من الفوائد الضورية سالمه ، وا تركها ودينه وا

: والكاملية والينية والنيوية

دقة برهان(()منا : أ هنا من أ عظ نه صىل هللا عليه وسمل قال : ))والص ( أ ي عىل 1م شعائر الين وأ كرب براهني ال ميان ؛ فا

ذ خسى هلل مباهل احملبوب للنفوس ميان صاحهبا ودينه وحمبته هلل ا . ا

ي املعطي واملعطى واملال اذلي أ خرجت منه ؛ أ ما تزكيهتا للمعطي هنا تزك أ خالقه وتطهره من الشح ومنا : أ هنا تزك وتمن : فا

هنا من أ عظم الشكر هلل ، والبخل وال خالق الرذيل ، وتمني أ خالقه فيتصف بأ وصاف الكرماء احملس نني الشاكرين ، فا

خ ميان صاحهبا وا ن الزاكة والنفقة تضاعف أ ضعافا كثرية حبسب ا الصه والشكر معه املزيد دامئا ، وتمني أ يضا أ جره وثوابه ؛ فا

ونفعها ووقوعها موقعها ، ويه تشح الصدر وتفرح النفس وتدفع عن العبد من البالي وال سقام شيئا كثريا ، فك جلبت من

نعمة دينية ودنيوية ، وك دفعت من نقم وماكره وأ سقام ، وك خففت ال لم ، وك أ زالت من عداوات وجلبت من مودة

. جابة من قلوب صادقاتوصداقات ، وك تس ببت ل دعية مس ت

لهية ، قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل: ))ما هنا تقيه ال فات وحتل فيه الربكة ال ي املال اخملرج منه ؛ فا ويه أ يضا تمن

لفه وهو 2نقصت صدقة من مال(() ء فهو خي ازقني {]س بأ : ( بل تزيده ، وقال تعاىل: }وما أنفقمت من ش [ ويف 39خري الر

لن فيقول ل ملاكن يزنهم أعط الصحيحني عنه صىل هللا عليه وسمل أ نه قال : ))ما من يوم يصبح العباد فيه ا أحدمها : الل

هم أعط ممس (، والواقع يشهد بذكل ؛ فال تاكد جتد مؤمنا خيرج الزاكة وينفق النفقات 3اك تلفا(()منفقا خلفا ، ويقول ال خر الل



ل وقد أ نزل هللا هل الربكة يف ماهل ويرس هل أ س باب الرزق ، جاء يف حصيح مسمل من حديث أ يب هريرة ريض هللا يف حملها ا

الة من الرض ؛ فسمع صوت يف سابة : اسق حديقة فالن ، عنه عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال : ))بينا رجل بف

توعبت ذكل اج قد اس جة من تكل الش ذا رشة ، فا حاب فأفرغ ماءه يف حر ى ذكل الس ذ فتنح

ا رجل الماء لكه ، فتتبع الماء فا

ك قال فالن لالمس ما امس ل الماء بمسحاته فقال هل : ي عبد الل حابة ، فقال هل ي عبد قامئ يف حديقته حيو ع يف الس ي مس اذل

عت ين مس لم تسألين عن امسي ؟ فقال ا ك فما تصنع الل ي هذا ماؤه يقول : اسق حديقة فالن لمس حاب اذل صوت يف الس

ق بثلثه وأ ك أن و رج منا فأتصد ىل ما خيين أنظر ا

ذ قلت هذا فا

ا ا فهيا ثلثه (( ، ويف رواية هل عيال ثلثا وأرد فهيا ؟ قال أم

بيل (( ائلني وابن الس .(4) ))وأجعل ثلثه يف المساكني والس

وأ ما نفعها للمعطى فا ن هللا تعاىل قد أ مر بدفعها للمحتاجني من الفقراء واملساكني والغارمني ويف الرقاب وللمصاحل اليت حيتاج

لهيا يف ضوء ال ية املتقدمة ، مفىت وضعت يف حملها اندفعت احلاجات والضورات واس تغىن الفقراء أ و خف فقرمه املسلمون ا

وقامت املصاحل النافعة العمومية ، فأ ي فائدة أ عظم من ذكل وأ جل !! فلو أ ن ال غنياء أ خرجوا زاكة أ مواهلم ووضعت يف حملها

ات واندفعت رشور الفقراء واكن أ عظم حاجز وسد مينع عبث املفسدين ، لقامت املصاحل الينية والنيوية وزالت الضور

. ولهذا اكنت الزاكة من أ عظم حماسن ال سالم ملا اش متلت عليه من جلب املصاحل واملنافع ودفع املضار

ة ول ي هب والفض ون اذل ين يكزن مه بعذاب ألمي ومما جاء يف عقوبة ترك الزاكة قوهل تعاىل: } واذل فبش نفقوهنا يف سبيل الل

ت ل [ 34] فتكوى هبا جباههم وجنوهبم وظهورمه هذا ما كزن مى علهيا يف نر هجمن ون{ يوم حي نفسك فذوقوا ما كنمت تكزن

35-34]التوبة: [ ، وروى البخاري عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))من أ ته الل

قه يو ل هل ماهل يوم القيامة جشاعا أقرع هل زبيبتان يطو مال فمل يؤد زاكته مث ث يقول : -يعين بشدقيه -أخذ بلهزمتيه م القيامة ث ي

من فضهل ه ين يبخلون بما أ تمه الل سب اذل ك ث تال : }ول حي قون ما أن ماكل ، أن كزن يطو ا لهم بل هو رش لهم س و خري

لوا . (5) [ ((180به يوم القيامة { ال ية ]أ ل معران : خب

ذا وفق هللا العبد ل خراج زاكته أ و تصدق يف سبيل هللا فليحذر الريء والسمعة واملن وال ذى ل هنا تبطل ال جر وقد تعقبه وا

ين أ منوا ل تبطلوا صدقاتك ا اذل .[264ابلمن والذى{ ]البقرة: ابلوزر قال تعاىل: }ي أهي

ليك ، ونسأ كل طهارة نفوس نا وقلوبنا من الشح والبخل ومجيع أ مراض القلوب ، ونسأ كل ن نعوذ بك من مال ل يقربنا ا اللهم ا

. أ ن تكتب للمنفقني واملتصدقني أ جرمه وجتزل هلم املثوبة

*****

-----------------

.(223) رواه مسمل (1)

.(2588) مسمل (2)



.(1010) (، ومسمل1442البخاري ) (3)

.(2984) مسمل (4)

.(1403) البخاري (5)

ور والعمل بـه - خطورة قـول الز

ور روى البخاري يف حصيحه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))من لم يدع قول الز

ابه((و حاجة يف أن يدع طعامه ورش .(1)العمل به فليس لل

منا رشعه هللا لعباده لتهتذب نفوسهم وتس تقمي أ خالقهم وتتحقق هلم التقوى وتطيب القلوب واجلوارح وال لسن ، ن الصيام ا ا

سخط الرب ويغضبه ؛ فيسأ ل هللا ويبذل ال س باب اليت واملؤمن ابهلل يسعى وحيرص عىل حفظ قلبه ولسانه وجوارحه مما ي

ىل الطاعات أ و جتعل قلبه ينطوي عىل ال ميان والتوحيد وال خالص وغري ذكل من أ عامل القلوب الصاحلة، وجوارحه متجهة ا

أ و غري ذكل املباحات فامي تسمعه أ و تبصه أ و تأ خذه أ و تسعى فيه وفامي تس تخدمه وتتناوهل من مأ كول أ و مشوب أ و ملبوس

ل مبا يريض هللا من ذكر واس تغفار وتالوة للقرأ ن وحديث مباح ، ولسانه اذلي هو ترجامن القلب واخملرب عام يكنه ل ينشغل ا

ل اخلري ، أ ما ل اخلري وتسمل اجلوارح فال تأ يت ا ، والقلب هو قائد اللسان ومجيع اجلوارح فبسالمته يسمل اللسان فال يقول ا

هللا من سائر املعايص ومن الكذب وقول الزور والغيبة والمنمية والس باب والش مت وغري ذكل مما تقرتفه ال لسن ما يغضب

نه يفر منا فرارا وخيىش الوقوع فهيا أ شد اخلش ية ملا يعمل من خطورهتا وسوء عاقبهتا . وبقية اجلوارح فا

ن اللسان مبا يقرتف من أ اثم هو سبب هالك كثري من النا س وحرماهنم من اجلنة ووقوعهم يف النار ؛ ومن هذه ال اثم ث ا

اليت تكون سببا للهالك : قول الزور والعمل به ، والغيبة ، والمنمية ، والس باب ، والفسوق وحنوها مما هو مناهض متام

صيامه عن املباحات الصيام املناهضة للمصاحل اليت من أ جلها رشع الصوم ، مفن مل يصم لسانه عن هذه القباحئ ومل يس تفد من

عن احملرمات من الكذب وقول الزور والغيبة والمنمية والغش والسب والش مت مفىت يس تفيد !! وحصائد ال لسن يه اليت تورد

صاحهبا املوارد وهتلكه وتوبقه ، ففي أ خر حديث وصية النيب صىل هللا عليه وسمل ملعاذ قال صىل هللا عليه وسمل : ))أل

، فأخذ بلسانه قال : كف عليك هذا ، فقلت أخرب ه ؟ قلت بىل ي نيب الل ن لمؤاخذون بما ك بمالك ذكل لك وا ي نيب الل

ك ي معاذ وهل يكب النا م(()نتلكم به ؟ فقال ثلكتك أم ل حصائد ألسنهت(، 2س يف النار عىل وجوههم أو عىل مناخرمه ا

ن ال نسان يزرع بقوهل ومعهل قال ابن رجب رمحه هللا : )) واملراد حبصائد ال لس نة: جزاء الالكم احملرم وعقوابته ، فا

زرع خريا من قول أ و معل حصد الكرامة، ومن زرع رشا من قول احلس نات والسيئات ث حيصد يوم القيامة ما زرع، مفن

أ و معل حصد غدا الندامة ، وظاهر حديث معاذ يدل عىل أ ن أ كث ما يدخل به الناس النار النطق بأ لسنهتم ، فا ن معصية

ري عمل وهو قرين الشك ، النطق يدخل فهيا الشك وهو أ عظم اذلنوب عند هللا عز وجل ، ويدخل فهيا القول عىل هللا بغ



، ويدخل فهيا السحر والقذف، وغري ذكل من الكبائر ويدخل فيه شهادة الزور اليت عدلت ال رشاك ابهلل عز وجل

. (3)والصغائر اكلكذب والغيبة والمنمية وسائر املعايص الفعلية ل خيلو غالبا من قول يقرتن هبا يكون معينا علهيا((

ا أ ن حنذر يف شهرن هذا ويف سائر أ وقاتنا قول الزور وشهادة الزور والغيبة والمنمية وأ ن حنفظ أ لس نتنا والواجب علينا مجيع

. من ك قول حمرم وقبيح ؛ ل ن حصائد ال لسن وخمية وعقوبهتا عند هللا عظمية

ور{ أ ما قول الزور فقد قرنه هللا س بحانه ابلشك ابهلل يف قوهل تعاىل : }فاجتنبوا الرجس من الواثن واجتنبوا قول الز

ا الناس عدلت 30]احلج: [ ، روى ال مام أ محد والرتمذي أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قام خطيبا فقال : ))ي أهي

ثالاث ث قرأ : }فاجتنبو أاك ابلل رشور ا ور{(( )شهادة الز ويف الصحيحني عن أ يب (4ا الرجس من الواثن واجتنبوا قول الز

ئك بأكرب الكبائر ثالاث قالوا بىل قال بكرة ريض هللا عنه أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال : ))أل أنب ي رسول الل

اك ابلل رشرها حىت ال ور قال فما زال يكر ين وجلس واكن متكئا فقال أل وقول الز .(5) قلنا ليته سكت(( وعقوق الوال

ب أحدك أن [ ، 12يأك لحم أخيه ميتا فكرهتموه {]احلجرات: وأ ما الغيبة فقد قال هللا عنا : }ول يغتب بعضك بعضا أحي

. ( أ ي: منام6وأ ما المنمية فقد قال صىل هللا عليه وسمل : ))ل يدخل الجنة قتات(()

ىل الف ن الكذب هيدي ا

نه أ ساس ك جفور قال النيب صىل هللا عليه وسمل : )) ا ىل وأ ما الكذب فا

ن الفجور هيدي ا

جور ، وا

-ظاهر أ و ابطن -( ؛ ل نه جير ا ىل ك املعايص اليت يقرتفها اللسان وتقرتفها اجلوارح ال خرى ، فلك معل صاحل 7النار(()

ويثبطه عن مفنشؤه الكذب ، وهللا تعاىل يعاقب الكذاب بأ ن يقعده -ظاهر أ و ابطن -مفنشؤه الصدق ، وك معل فاسد

مصاحله ومنافعه ، ويثيب الصادق بأ ن يوفقه للقيام مبصاحل دنياه وأ خرته مفا اس تجلبت مصاحل النيا وال خرة مبثل الصدق ،

ادق وكونوا مع الص قوا الل ين أ منوا ات ا اذل .[119التوبة: ني { ]ول مفاسدهام ومضارهام مبثل الكذب وذلكل قال تعاىل: }ي أهي

ميانه وليصون دينه ولينال دخول اجلنة والنجاة فالواجب عىل املسمل أ ن يصون لسانه من ذكل لكه ليحقق ا سالمه وليمكل ا

من النار ؛ فعن عبد هللا بن معرو ريض هللا عنام عن النيب صىل هللا عليه وسمل قال: ))المسمل من سمل المسلمون من

ا أو ليصمت (()8ه ويده(()لسان واليوم ال خر فليقل خري (، وروى 9( ، وقال صىل هللا عليه وسمل : ))من اكن يؤمن ابلل

وما بني البخاري يف حصيحه عن سهل بن سعد عن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال: ))من يضمن ل ما بني لحييه

ن هل الجنة (() ( واملراد بذكل اللسان والفرج ، ويف الصحيحني واللفظ ملسمل من حديث أ يب هريرة ريض هللا 10رجليه أض

ما فهيا هي مة ما يتبني ن العبد ليتلكم ابللكوي هبا يف النار أبعد ما بني عنه أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال : ))ا

ق والمغرب(() (، وروى مسمل يف حصيحه عن أ يب هريرة ريض هللا عنه أ ن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال : 11المش

يت يأيت يوم القيامة بصالة وصيام ))أتدرون ما المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من ل درمه هل ول متاع ن المفلس من أم, فقال ا

ب هذا ؛ فيعطى هذ مت هذا وقذف هذا وأك مال هذا وسفك دم هذا وض ناته وهذا من وزاكة ويأيت قد ش ا من حس

نات ناته قبل أن يقىض ما عليه أخذ من خطايمه فطرحت عليه ث طرح يف حس ن فنيت حس .(12) النار ((ه، فا

ليه صاطا مس تقامي . نسأ ل هللا العافية والسالمة ، ونسأ هل س بحانه أ ن حيفظ علينا أ لس نتنا وسائر جوارحنا وأ ن هيدينا ا



*****

------------------

.(1903) البخاري (1)

.( ، وقال: حديث حسن حصيح2616رواه الرتمذي ) (2)

.(147جامع العلوم واحلك )احلديث التاسع والعشون ، ص: (3)

. (2299) ( ، والرتمذي16943املس ند ) (4)

.(87) (، ومسمل5976، 2654البخاري ) (5)

.(105) سمل(، وم 6056رواه البخاري ) (6)

.(2607) (، ومسمل6094رواه البخاري ) (7)

. ( من حديث جابر41(، ومسمل )10رواه البخاري ) (8)

.(47) (، ومسمل6018رواه البخاري ) (9)

.(6474) البخاري (10)

.(2988) (، ومسمل6477البخاري ) (11)

.(2581) مسمل (12)

الجنة دار المتقني -

ذا دخل رمضان فتحت روى البخاريومسمل عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))ا

ياطني(( وسلسلت الش قت أبواب هجمن (1)أبواب الجنة وغل

ن اجلنة يه رمحة هللا اليت يرمح هبا من يشاء من عباده ، ويه دار السالم دار اذلين أ نعم هللا علهيم من النبيني والصديقني ا

والشهداء والصاحلني ، جتري من حتهتا ال هنار ، قصورها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، ومالطها املسك ال ذفر ،

ل ، ورحيانة هتت ، وهنر مطرد ، وفاكهة وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربهتا ال زعفران وخياهما اللؤلؤ اجملوف ، ويه نور يتل

وخضة ، وزوجات حسان ، فهيا السدر اخملضود ، والطلح املنضود ، والظل املمدود واملاء املسكوب ، أ هلها يأ لكون فهيا

يون ول ميوتون ، ويش بون ول هيرمون ، ويتنعمون ، ول ميتخطون ، ول يتغوطون ول يبولون بل مسك يرحش ، حي



وجوههم مسفرة ضاحكة مس تبشة فهيا امجلال املبني ، فهيا ال زواج من احلور العني ، ك نعميها دامئ ، وك شء فهيا ابمس ،

ونعميها ما اس تطاعوا فهيا يرفع احلجاب وينظرون ا ىل وجه العزيز الوهاب ، وهمام أ راد الواصفون املبدعون أ ن يصفوا كنه اجلنة

ا ىل ذكل سبيال فهىي فوق ما يتخيهل اخليال وأ عىل مما خيطر ابلبال ، روى البخاري ومسمل عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال

الحني ما ل عني رأت ول عز وجل : أعددت لعبادي الص عت ول : قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))قال الل أذن مس

ة أعني {]الس ن شئمت :} فال تعمل نفس ما أخفي لهم من قر . (2) [ ((17جدة:خطر عىل قلب بش فاقرءوا ا

ىل م ا قوا رهب ين ات يق اذل ن أ هل اجلنة يدخلوهنا زمرا زمرا قال تعاىل: } وس [ ، وثبت يف الصحيحني 73 الجنة زمرا { ]الزمر: وا

ل زمرة يدخلون الجنة عىل صورة من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))أو

ين يلوهنم عىل أشد كوك طون ول يمتخطون ول القمر ليل البدر ، واذل ضاءة ، ل يبولون ول يتغوماء ا ب دري يف الس

م الحور العني ة ، وأزواهج هب ، ورحشهم المسك ومجامرمه اللو رجل واحد ، ، أخالقهم عىل خلق يتفلون ، أمشاطهم اذل

ماء (( تون ذراعا يف الس . (3)عىل صورة أبهيم أ دم س

ىل وقد ثبت يف الس نة أ ن للجنة مثانية أ بواب ؛ روى ال مام أ محد يف مس نده من حديث لقيط بن عامر عندما خرج وافدا ا

ن للجنة لث بعني عاما(()النيب صىل هللا عليه وسمل وفيه : ))وا اكب بينما س ل يسري الر

ومن ( 4مانية أبواب ما منما ابابن ا

ل الصامئون وقد تقدم يف حلقات ماضية احلديث عنه وذكر ال دةل عليه ، وأ ما هذه ال بواب ابب الرين اذلي ل يدخل منه ا

حني عن أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))من بقية أ بواهبا فقد مسي بعضها ففي الصحي

هذا خري ، فمن اكن من نودي من أبواب الجنة ي عبد الل الة ، أنفق زوجني يف سبيل الل الة دعي من ابب الص أهل الص

ي وم يام دعي من ابب الر ن ، ومن اكن من أهل ن اكن من أهل الجهاد دعي من ابب الجهاد ، ومن اكن من أهل الص

عنه بأيب أنت دقة ، فقال أبو بكر ريض الل دقة دعي من ابب الص ما عىل من دعي من تكل الص ي ي رسول الل وأم

ها ؟ قال نعم وأرجو أن تكون من ورة فهل يدعى أحد من تكل البواب لك .(5) م((البواب من ض

يق ا د ىل تمكيل مراتب ال ميان وطمعت نفسه أ ن يدعى من تكل ال بواب لكها قال ابن القمي رمحه هللا : )) ملا مست مهة الص

فسأ ل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل هل حيصل ذكل ل حد من الناس ليسعى يف العمل اذلي ينال به ذكل ، خفربه حبصوهل

ها ؟ فلهل ما أ عىل هذه اهلمة وبشه بأ نه من أ ههل وك نه قال: هل تمكل ل حد هذه املراتب فيدعى يوم القيامة من أ بواهبا لك

.(6)وأ كرب هذه النفس((

ىل شارة ا

من يدعى من تكل البواب لكها ، وفيه ا شعار بقل

أن المراد ما يتطوع به وقال احلافظ ابن جحر : )) يف الحديث ا

ال المذكورة ل واجب تمع هل من المع عات فقل من جي الف التطو تمع هل العمل ابلواجبات لكها ، خب ة من جي العمل جبميع اهتا لكث

يع البواب عىل سبيل ما يدعى من مج نتمع هل ذكل ا عات ، ث من جي ما يكون من ابب أنواع التطو ن

ل فدخوهل ا

التكرمي هل ، وا

()) أعمل ي يكون أغلب عليه . والل ابب العمل اذل .( اهـ7واحد ، ولعهل



ن 35وأ هل اجلنة ذلاهتم ل تنفد ونعميهم ل ينقطع } ألكها دامئ وظلها {]الرعد: أ عىل ما يتنعم به أ هل اجلنة وأ ذله عىل [ ، وا

ىن وزيدة { ]يونس: نوا الحس ين أحس ليه يف اجلنة قال تعاىل: } لل [، وقال 26ال طالق رؤيمه هللا تبارك وتعاىل ونظرمه ا

ينا مزيد { ]ق: ت الزيدة واملزيد برؤيته س بحانه يف اجل 35تعاىل: } ول نة ، ففي حصيح مسمل عن صهيب قال: [، وقد فرس

تبارك وتعاىل تر ذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الليدون شيئا أزيدك ؟ قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : ))ا

م من فيقولون : ألم تبيض وجوهنا !! ألم تدخلنا ال لهينا من النار !! قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب ا جنة وتنج

ىن وزيدة { (( نوا الحس ين أحس م عز وجل ث تال هذه ال ية: } لل ىل رهب . (8)النظر ا

منا تنال بتوحيد هللا وال ميان وال عامل الصاحلة ؛ وهذا ما دل عليه القرأ ن والس نة واجلنة يه سلعة هللا الغالية ل تنال ابلمتين وا

ل أهل ا ميان والتقوى ، ومعل أهل الجنة : ال لنار : الكفر الصحيحة وأ عامهلم كثرية ، قال ش يخ ال سالم ابن تميية: ))مع

ومالئكته وكتبه ورسهل وال و ميان ابللال أهل الجنة ال ه الفسوق والعصيان ، فأمع ميان ابلقدر خريه ورش

يوم ال خر وال

وأن مح ل الل هل ا هادتن : شهادة أن ل ا اكة وصوم رمضان وحج البيت ، وأن والش يتاء الزالة وا قام الص

وا دا رسول الل م

ال أهل الجنة : صدق ا ه يراك . ومن أمع نن لم تكن تراه فا

ك تراه فا كن المانة والوفاء ابلعهد وبر لحديث وأداء تعبد الل

ىل الجار واليتمي والمسكني والمملوك من ال دمي حسان ا ين وصل الرحام وال ال أهل الجنة : ني والهبامئ . ومن الوال أمع

وا خالص للليه والص ال نبة ا

ته وال ورجاء رمح ية الل عليه والمحبة هل ولرسوهل وخش كر لنعمه . لتوك رب عىل حمكه والش

ودعاؤه ال أهل الجنة : قراءة القرأ ن وذكر الل ال أهل الجنة : المر ابلمعروف ومن أمع ليه . ومن أمع غبة ا ومسألته والر

ال أهل الجن للكفار والمنافقني . ومن أمع ىي عن المنكر والجهاد يف سبيل الل ك وتعطي من ة : أن تصل من قطع والن

اء ين ينفقون يف الرس أعد الجنة للمتقني اذل ن اللاء والاكظمني الغيظ والعافني عن حرمك وتعفو معن ظلمك ؛ فا والض

نني . ومن أ ب المحس حي يع الخلق حىت الكفار . وأمثال هذ الناس والل يع المور وعىل مج ال أهل الجنة : العدل يف مج ه مع

ال (( ) .( اهـ9المع

ىل املسابقة واملنافسة لتحصيلها والفوز هبا ؛ فأ بواهبا مشعة ومناراهتا واحضة وس بلها بينة . فليبادر ك من عرف اجلنة ونعميها ا

لهيا من قول ومعل وسبيلها ب ا ن نسأ كل اجلنة وما قر .اللهم ا

*****

-------------------



.(2834) (، ومسمل3327البخاري ) (3)



. (16155) املس ند (4)

.(1027) (، ومسمل3666البخاري ) (5)

.(222حادي ال رواح )ص: (6)

.(3666، كتاب فضائل الصحابة، ابب لو كنت متخذا خليال، حديث 7/35فتح الباري ) (7)

.(181) مسمل (8)

.(10/422 ) مجموع الفتاوى (9)

ار - 26 النار دار الفج

يام جنة ، وحصن حصني من النار(( )روى ال مام أ محد عن أيب هري قال : )) الص عليه وسمل ( ، 1رة ، عن النيب صىل الل

يقول : ))ا عليه وسمل عت رسول هللا صىل الل قفي قال : مس يام جنة من النار ، كجنة لص وعن عثمان بن أيب العاص الث

يام 2أحدك من القتال (( ) نا عز وجل : الص قال : )) قال رب عليه وسمل تجن ( ، وعن جابر أن رسول هللا صىل الل جنة يس

: )) من 3 ل وأن أجزي به (( )هبا العبد من النار ، وهو عليه وسمل ( ، وعن أيب هريرة قال : قال رسول هللا صىل الل

بعني خريفا(( ) مسرية س من هجمن يدة ، وقد مر معنا أ ن ( وال حاديث يف هذا الباب عد4صام يوما يف سبيل هللا ابعده الل

. أ بواب النار يف شهر رمضان تغلق

يه دار اذلل والهوان والعذاب واخلذلن ، صوهتا الشهيق والزفري ، وصوت أ هلها الصاخ -أ جارن هللا منا –والنار

سل جتمع بني أ يدهيم والعويل ، أ نينم وعرباهتم ل تنقطع ، مه يف بؤس دامئ وشقاء مس متر وندامة وباكء ، ال غالل والسال

وأ عناقهم ، يسحبون عىل وجوههم يف امحلمي ث يف النار يسجرون ، لها ظلل من النار تضطرم من حتهتم ومن فوقهم ، هواها

م والجلود{ ]احلج: يف البطون [ ، وطعاهمم الزقوم }اكلمهل يغل 20السموم ، ورشاب أ هلها امحلمي } يصهر به ما يف بطوهن

[ ، يدعون فهيا ابملوت فال جيابون ، ويسأ لون هللا أ ن خيرهجم منا ويعدون بعدم العود 46-45[ كغل الحممي { ]الخان:45]

مون{ ]املؤمنون: ئوا فهيا ول تلك ىل ما اكنوا فيه من غي وضالل فيقول هلم: }اخس الشفاعة ، ويطلبون من املالئكة [108ا

ل يف ضالل { ]غافر:[ ، أ خف أ هلها 50أ ن خيفف هللا عنم العذاب ولو يوما منه فيقولون هلم: } فادعوا وما دعاء الاكفرين ا

عذااب رجل توضع مجرتن يف أ مخص قدميه يغل منام دماغه ، أ هلها يف دراكت نزةل حبسب قبح أ عامهلم ؛ ففهيا الكفار

ة لعنت وامل ل اللوم والعتاب واللعن } لكما دخلت أم شكون واملنافقون وفهيا العصاة والزنة والفاسقون ، ليس بني أ هلها ا

ماهمم [38أخهتا{ ]ال عراف: نقاذ أ تباعهم ، ا نقاذ أ نفسهم من العذاب ول ا تباع ول للمتبوعني ، ل يس تطيعون ا ، ل ناة لل

بل يس خيطهبم ويتربأ منم ما هلم فهيا من شافعني ول صديق محمي ، فيا ندامة من اكن من أ هلها وي خسارة من دخلها ، فهيا ا



ذلل وحتقري ، ويردوهنا عطاشا ، وحيشون فهيا صام وبكام ومعيا ، لها س بعة أ بواب للك ابب لهيا سوقا عنيفا اب يساق أ هلها ا

م نر منم جزء مقسوم من أ هل النا ر يدخلون منه ، وهذه ال بواب تغلق عىل أ حصاهبا فال يس تطيعون اخلروج منا } علهي

." ، قال ابن عباس ريض هللا عنام : "مغلقة ال بواب [20مؤصدة{ ]البدل:

ل هللا صىل هللا والنار حرها شديد وقعرها بعيد ، روى البخاري ومسمل من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسو

ا فقالت رب أك بعيض بعضا ؛ فأذن لها بنفسني : نفس ىل رهبتكت النار ا يف ، عليه وسمل : ))اش تاء ونفس يف الص يف الش

دون من الز دون من الحر ، وأشد ما جت (، وروى البخاري ومسمل واللفظ هل من حديث أ يب هريرة 5مهرير(()فأشد ما جت

بعني جزء يت يوقد ابن أ دم جزء من س ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ))نرك هذه ال ا من حر هجمن

ن اكنت لاكفي ا تني جزءا لكها مثل حرها((، قالوا : والل لت علهيا بتسعة وس ا فض هن

! قال فا .(6)ة ي رسول الل

ومن يدخل اجلنة ل يشعر مبا مر به من بؤس وشقاء ، ومن يدخل النار ل يشعر مبا مر به من نعمي وهناء ، روى مسمل يف

قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل صىل هللا عليه وسمل: ))يؤىت ريض هللا عنهحصيحه من حديث أ نس بن ماكل

نيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ يف النار صبغة ث يقال : ي اب ا قط ؟ هل م بأنعم أهل ال ر بك نعمي ن أ دم هل رأيت خري

نيا من أهل الجنة في ي رب ، ويؤىت بأشد الناس بؤسا يف ال صبغ صبغة يف الجنة فيقال هل : ي ابن قط ؟ فيقول : ل والل

ة قط((أ دم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شد ي رب ما مر يب بؤس قط ول رأيت شد .(7)ة قط ؟ فيقول : ل والل

ت للاك يت وقودها الناس والحجارة أعد قوا النار ال [ ، 24فرين { ]البقرة: وأ ما وقود هجمن فهو الناس واحلجارة قال تعاىل: } فات

هنا جحارة ت احلجارة فقرنت ابلناس حىت جعلت لنار هجمن حطبا ؟ قيل : ا قال ابن جرير : " فا ن قال قائل: وكيف خص

ىل ابن مسعود ريض هللا عنه يف قوهل : } وقودها س ناده ا ذا أ محيت .. وروى اب ا ا الكربيت ويه أ شد احلجارة فامي بلغنا حرا

ها للاكفرينالناس والحجار . (8)" ة { قال : يه جحارة من كربيت خلقها هللا يوم خلق السموات وال رض يف السامء النيا يعد

ت بذكل ل هنا تزيد عىل مجيع ال جحار خبمسة أ نواع من العذاب : ـ رسعة 1قال القرطيب يف شأ ن هذه احلجارة : ))وخص

يت((5شدة الالتصاق ابل بدان ـ 4ـ كثة الخان 3ـ ننت الراحئة 2التقاد ذا مح .(9)ـ قوة حرها ا

منا يكتفي مبا أ خرب هللا به ورسوهل صىل هللا عليه وسمل عنا ، فعذاهبا النار ل يس تطيع ال نسان وصفها ول وصف عذاهبا وا

. فوق ما خيطر ابلبال وأ عظم مما يتخيهل اخليال

ل بسبب أ عامهلم اليت معلوها والنار يه عذاب هللا يعذب هبا من يشاء ممن يس تحق العذاب من عباده ، ول يدخلها أ هلها ا

د ش يخ ال سالم ابن تميية رمحه هللا مجل من أ عظم أ س باهبا فقال : ))وأ ما وبذنوهبم وأ اثهمم اليت ارتكبوها ويه كثرية ، وقد عد

لكذب واخليانة والظمل والفواحش والغدر وقطيعة معل أ هل النار : مفثل ال رشاك ابهلل والتكذيب ابلرسل والكفر واحلسد وا

الرمح واجلب عن اجلهاد والبخل واختالف الرس والعالنية واليأ س من روح هللا وال من من مكر هللا واجلزع عند املصائب

لوق دون والفخر والبطر عند النعم وترك فرائض هللا واعتداء حدوده وانهتاك حرماته وخوف اخمللوق دون اخلالق ورجاء اخمل

اخلالق والتوك عىل اخمللوق دون اخلالق والعمل ريء ومسعة وخمالفة الكتاب والس نة وطاعة اخمللوق يف معصية اخلالق



ظهاره من عمل وشهادة . ومن " معل أ هل النار " والتعصب ابلباطل والاس هتزاء بأ يت هللا وحجد احلق والكامتن ملا جيب ا

فس اليت حرم هللا بغري احلق وأ ك مال اليتمي وأ ك الراب والفرار من الزحف وقذف السحر وعقوق الوالين وقتل الن

.( اهـ10احملصنات الغافالت املؤمنات(( )

لهيا من قول أ و معل ، اللهم أ عتق رقابنا من النار يف هذا الشهر ي رب العاملني ب ا ن نعوذ بك من النار وما قر . اللهم ا

***

--------------

. (9197) املس ند (1)

. (1639) ( ، وسنن ابن ماجه15687املس ند ) (2)

.(14669 ) املس ند (3)

. (8336 ) املس ند (4)

.(617) (، ومسمل3260البخاري ) (5)

.(2843) (، ومسمل3265البخاري ) (6)

.(2807) مسمل (7)

( 24تفسري الطربي ) سورة البقرة ، أ ية (8)

.(24، البقرة: 1/235للقرطيب )اجلامع ل حاكم القرأ ن (9)

.(424ـ 423 /10مجموع الفتاوى ) (10)

الصيام وتعظمي هللا -

عز أ خرج البخاري ومسمل من حديث أ يب هريرة ريض هللا عنه قال: قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل : )) قال الل

يام ل الصل ابن أ دم هل ا ذا اكن يوم صوم أحدك فال يرفث يومئذ و وجل :ك مع

يام جنة فا ه ل وأن أجزي به ، والص ن

ل فا

د بيده لخلوف ي نفس محم ين امرؤ صامئ واذله أحد أو قاتهل فليقل ا ن ساب

يوم القيامة يسخب فا امئ أطيب عند الل فم الص

ه فرح ب ذا لقي ربذا أفطر فرح بفطره وا

ما ا امئ فرحتان يفرح ( ، ويف رواية ملسمل )) ك 1صومه (( )من رحي المسك وللص



ل ابن أ دم يضاع ه ل ، مع نوم فا ل الص

عز وجل ا بعمائة ضعف ، قال الل ىل س

نة عش أمثالها ا يدع شهوته ف ؛ الحس

.(2)وطعامه من أجل ((

كراما لعباده يضاعف هلم احلس نات أ ضعافا مضاعفة ؛ احلس نة بعش ن هللا تفضال منه وا أ مثالها ا ىل س بعامئة ضعف عىل ما ا

يفعلونه ويقومون به من الطاعات من أ داء للواجبات وترك للمحرمات وترفع عن املكروهات ومنافسة ومسابقة يف النوافل

ليه تشيفا لشأ نه ورفعا لقدره ومزنلته عنده ومل خيرب بثوابه وأ جره واكتفى ب قوهل : واملس تحبات ، أ ما الصوم فا ن هللا قد نس به ا

د هذا اجلزاء )) وأن أجزي به (( مفا ظنك جبزاء هللا وعظمي تفضهل لعباده الصامئني !! وليس أ حد من الناس ميكنه أ ن حيد

ذا عرفوا هذا ال هل املتفضل والرب املكرم عرفوا عظم أ جره وثوابه اذلي يفرح بسببه العبد فرحتني ، فاهلل س بحانه هو ولكن ا

، الكبري املتعال ، ذو الكربيء والعظمة ، وهو القوي العزيز ، الغين امحليد ، ذو اجلالل وال كرام ، ل يعجزه شء احلي القيوم

، ول شء يثقهل أ و يكرثه ، ول حيتاج ل حد لريفعه أ و يزيده ، ول خيىش أ حدا يضه أ و ينقصه ، هل القوة مجيعا وهل الغىن

عني ول تضه معصية العاصني ، ول ينقص خزائنه نفقاته اليت أ عطاها ويعطهيا السائلني وغري املطلق ، ل تنفعه طاعة الطائ

م ، حيواهنم ونباهتم ، جحرمه ومدرمه ، نسهم وجن ليه ا ىل يوم لقائه ، اللك فقري ا السائلني منذ خلق السموات وال رض وا

ة والمالئكة حهيم وميهتم ، من يف ال رض ومن يف السامء وما بينام : } و ماوات وما يف الرض من داب يسجد ما يف الس لل

ون ] تكرب م من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون { ]النحل: [ 49ومه ل يس 50-49خيافون رهب [ وقال تعاىل: } ألم تر أن الل

واب يسجد جر وال مس والقمر والنجوم والجبال والش ماوات ومن يف الرض والش وكثري من الناس وكثري حق هل من يف الس

يفعل ن الل فما هل من مكرم ا ن الل . [18ما يشاء { ]احلج: عليه العذاب ومن هي

ء خلقه ث هدى { ]طه: ي أعطى ك ش [ تفضل عىل عباده ابلهداية ا ىل 50وهللا ذو املن والعطاء والهبات العظمية } اذل

نزال القرأ ن يف شهر رمضان هدى للناس وبينات من الهدى هذا الين وأ كرهمم ببعثة محمد صىل هللا عليه وسمل ورشفهم اب

ىل النور ، وكتب هلم ال جور العظمية جزاء ملا يقومون به من واجبات وجيتنبونه من منيات والفرقان ليخرهجم من الظلامت ا

كرامه لعباده ؛ ذا قوبلت بنعمه عىل خلقه ؛ ولكنه حمض تفضهل س بحانه وا وحمرمات ، وأ فعاهلم اليت يقومون هبا ل تعدل شيئا ا

اذلي هدى ووفق وهو اذلي يعني ويلك ، وهو اذلي يثيب ويكرم بأ فضل اجلزاء وأ مكهل ، مفا أ عظمه فهو اذلي خلق وهو

ليه وما أ جهل وأ كرمه وما أ رمحه وأ حلمه ، يأ مر ابلقليل وجيازي ابلكثري ، والصامئ تقرب ا ىل هللا بطاعة عظمية عنده حمبوبة ا

ا كامل ال خالص واخلش ية واملراقبة وجاملها ، فالصامئ مجع بني جامل الرس فهيا بينه وبني عبده أ كث من العلن ، يظهر فهي

خالصا ، وهللا مجيل حيب امجلال؛ فيحب الظاهر والباطن فسكنت مجيع جوارحه هلل والتمت أ مره وامتل قلبه حبا هلل وا

ل لسانه ابلصدق ، وقلبه ابل خالص واحملبة وال نبة والتوك ، وجوار ظهار نعمه عليه من عبده أ ن جيم حه ابلطاعة ، وبدنه اب

يف لباسه وتطهريه هل من ال ناس وال حداث وال وساخ والشعور املكروهة واخلتان وتقلمي ال ظافر ، فيعرفه بصفات امجلال ،

ليه ابل فعال وال قوال وال خالق امجليل فيعرفه ابمجلال اذلي هو وصفه ويعبده ابمجلال اذلي هو رشعه ودين .(3)هويتعرف ا

ليه وامتل قلبه طمعا ورغبة ورجاء يف رضاه والعبد لكام عظمت معرفته ابهلل وعلمه به يف نفسه ازداد تعلقه بربه وشوقه ا

وثوابه وجنته ، وخش ية وخوفا من غضبه وعقابه ، والناس يتفاوتون يف هذه املعرفة وهذا العمل ، قال ابن القمي رمحه هللا : "



ابجلود وال فضال وال حسان ، ومنم من يعرفه ابلعفو واحلمل والتجاوز ، ومنم من يعرفه ابلبطش من الناس من يعرف هللا

واللطف ، ومنم والانتقام ، ومنم من يعرفه ابلعمل واحلمكة، ومنم من يعرفه ابلعزة والكربيء ، ومنم من يعرفه ابلرمحة والرب

غاثة لهفته وقضاء حاجته. وأ مع هؤلء معرفة: من عرفه من الكمه ؛ من يعرفه ابلقهر واملكل، ومنم من يعرفه اب جابة دعوته وا

نه يعرف راب قد اجمتعت هل صفات الكامل ونعوت اجلالل ، مزنه عن املثال ، بريء من النقائص والعيوب ، هل ك امس فا

شء ، ومقمي للك شء ، أ مر نه حسن وك وصف كامل ، فعال ملا يريد، فوق ك شء ، ومع ك شء ، وقادر عىل ك

متلكم بلكامته الينية والكونية ، أ كرب من ك شء ، وأ مجل من ك شء ، أ رمح الرامحني ، وأ قدر القادرين، وأ حك احلامكني.

ليه " ) ليه، وحبال السالكني بعد الوصول ا .( اهـ4فالقرأ ن أ نزل لتعريف عباده به، وبصاطه املوصل ا

أ حق الناس مبعرفة هللا وتوقريه لينالوا وافر العطاء وعظمي اجلزاء يوم القيامة ، والصامئ لكام ازداد معرفة ابهلل والصامئون مه

ازداد قراب منه وعظم هللا أ جره ملا اجمتع هل من فضل الصيام اذلي جيزي هللا به ، وهذه املعرفة اليت جعلته يتقن صيامه

فرياقبه يف رسه وخلوته مكراقبته هل يف عالنيته ؛ فاس توى رسه وعلنه لكامل علمه واعتقاده وحيسن أ عامهل ويعبد هللا ك نه يراه

. برؤية هللا هل ، وهذا يمثر هل تعظامي لربه ، وحياء منه ، وصالحا يف مجيع أ عامهل ، وتوبة وخشوعا هلل يف ك أ وقاته

قنا لال خالص . يف مجيع أ عاملنا ، وجنبنا الريء والنفاق وس ئي ال خالق اللهم تقبل صيامنا واجعهل خالصا لوهجك ، ووف

***

---------------

. ( واللفظ هل1151(، ومسمل )1904البخاري ) (1)

.(1151) مسمل (2)

.(268ـ 267انظر الفوائد )ص: (3)

.(258الفوائد )ص: (4)

هـر - الواجب يف ختام الش

الكرمي معمورة ابلصيام واذلكر وتالوة القرأ ن ، ولياليه منرية مضيئة ابلصالة والقيام ، لقد مضت لقد اكنت أ يم هذا الشهر

تكل ال يم الغرر وانهتت تكل الليال الرر وك منا يه ساعة من هنار ، فنسأ ل هللا أ ن خيلف علينا ما مىض منا ابلربكة فامي بقي

ة والعتق من النار ، وأ ن يعيده علينا أ عواما عديدة وحنن نمتتع ابليمن وال ميان ، وأ ن يمت لنا شهرن الكرمي ابلرمحة واملغفر

. والسالمة وال سالم



مياهنم وتقرهبم ا ىل رهبم وتمكل هبا عبادهتم وتمت هبا نعمة رهبم ن هللا رشع لعباده يف ختام هذا الشهر عبادات جليل يزداد هبا ا ا

كامل عدة الصيام ، وصالة العيدعلهيم من أ مهها : زاكة الفطر ، و . التكبري عند ا

أ ما زاكة الفطر : فقد فرضها رسول هللا صىل هللا عليه وسمل صاعا من طعام ففي الصحيحني عن عبد هللا بن معر ريض -

زاكة الفطر صاعا عليه وسمل صىل الل من تمر أو صاعا من شعري عىل العبد والحر هللا عنام قال : ))فرض رسول الل

غري والكبري من المسلمني ، وأمر هبا أن تؤدى قبل خروج الناس كر والنث والص الة(() واذل ىل الص(، ويف الصحيحني 1ا

يوم الفطر صاعا من أ يضا عن أ يب سعيد اخلدري ريض عليه وسمل صىل الل رج يف عهد رسول الل هللا عنه قال : ))كنا ن

بيب والقط والتمر(() عري والز وقال ابن عباس ريض هللا عنام : )) فرض رسول ا (2طعام ، واكن طعامنا الش صىل الل لل

فث وطعمة للمساكني ، فمن أد امئ من اللغو والر زاكة الفطر طهرة للص الة فهىي زاكة مقبوةل ، ومن عليه وسمل اها قبل الص

الة فهىي صدقة من ا اها بعد الص دقات((أد .(3)لص

خراهجا عن امحلل وجيب أ ن خيرهجا املسمل عن نفسه ومعن تلزمه نفقته من زوجة وأ ولد وسائر من ينفق علهيم ، ول جيب ا

ن اكن من يلزمه أ ن اذلي يف البطن ولكن خيرهجا عنه من ابب الاس تحباب ، وخيرهجا يف البدل اذلي وافاه متام الشهر فيه، وا

نه خيرج فطرهتم مع فطرته يف البدل اذلي هو فيه ، وجيوز أ ن يفوضهم يف خيرج عنم زاكة ا لفطر يف بدل وهو يف بدل أ خر فا

خراهجا عنه وعنم يف بدلمه . ا

خراهجا يبدأ بغروب الشمس من ليل العيد ويس متر ا ىل صالة العيد ، وجيوز تعجيلها قبل العيد بيوم أ و يومني أ ي: -ووقت ا

خراهجا ا ىل صباح العيد قبل الصالة -لعشين ، واليوم التاسع والعشين يف اليوم الثامن وا وقبل ذكل ل جيوز . وتأ خري ا

خراهجا ولو تأ خرت عن يوم العيد ويكون ذكل قضاء خراهجا عن صالة العيد من غري عذر أ ث ، ويلزمه ا ر ا ن أ خ .أ فضل ، وا

ىل وكيهل يف وقت ال خراجواملس تحق لزاكة الفطر هو املس تحق لزاكة املال ؛ فيدف ليه أ و ا .عها ا

ومقدار صدقة الفطر عن الشخص الواحد : صاع من الرب أ و الشعري أ و المتر أ و الزبيب أ و ال قط ، فيخرج من هذه

ال صناف ما اكن معتادا أ لكه يف البدل ، وكذكل خيرج من غريها مما يغلب اس تعامهل يف البدل اكل رز واذلرة والخن وغريها ،

ول جيزئ دفع القمية بأ ن خيرج النقود بدل عن الزاكة ، ل ن ذكل خمالف ملا أ مر به رسول هللا صىل هللا عليه وسمل وخمالف

لعمل الصحابة ريض هللا عنم ، فمل يكونوا خيرجون النقود يف عص النيب صىل هللا عليه وسمل ول يف عص الصحابة من

((بعده مع أ ن النقود اكنت موجودة عن ال ليس عليه أمرن فهو رد .(4)دمه ، وقد قال صىل هللا عليه وسمل : ))من معل مع

عىل ما هداك - وا الل نه يشع من غروب الشمس ليل العيد ا ىل صالة العيد ، قال هللا تعاىل: } ولتكرب وأ ما التكبري : فا

ظهارا لعبادته 185ون { ]البقرة: ولعلك تشكر عالن لتعظمي هللا وا [ ، ويسن هجر الرجال به يف املساجد وال سواق والبيوت ا

حىت يأيت رج يوم الفطر فيكرب اكن خي الة المصىل وحىت وشكره ، وقد ثبت ))أن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل يقيض الص

الة قطع التكبري (( ذا قىض الص .(5)، فا



أ والل ل اللهل ا أكرب ل ا أكرب الل أ ما صفة التكبري : فقد ورد عن بعض الصحابة أ هنم يقولون : ))الل أكرب ولل كرب ، الل

ك مسمل مبفرده ، أ ما التكبري امجلاعي بصوت واحد يتفق يف البدء والانهتاء فليس من الس نة ومل يفعهل الحمد(( يقول ذكل

. أ حد من سلف ال مة ، واخلري ك اخلري يف اتباعهم

. والس نة يف حق النساء أ ن يكربن رسا ل هنن مأ مورات بغض الصوت والسرت

متام ما أ مجل حال الناس ومه ميلئون ال فاق بتكبريمه عالن لنهتاء شهرمه ، وشكرا هلل عىل توفيقه هلم اب جالل ؛ ا تعظامي هلل وا

الصيام ، واتباعا لرسوهلم ، وتعبدا هلل هبذه ال ذاكر العظمية اليت تعلن هلل العظمة والكربيء واجملد والثناء حبا ورجاء وخوفا

. وطمعا

الاغتسال للعيد ، وأ ن يلبس املسمل أ حسن ثيابه ، ول جيوز هل أ ن يتجمل ل يف وأ ما ال حاكم املتعلقة ابلعيد : فيس تحب -

العيد ول يف غريه بثياب من حرير أ و ثياب مرخاة مس بل ، أ و بلباس يصف العورة وحيجمها ، أ و بأ لبسة خمتصة ابلكفار ،

ليس من امجلال يف شء وفيه تش به ابلكفار ول جيوز هل أ ن يتجمل ل يف العيد ول يف غريه حبلق حليته ل ن حلقها حمرم و

مام ال مة منا امجلال حقا والتين صدقا ابتباع الس نة ولزوم هدي ا . صىل هللا عليه وسمل وابلنساء ؛ وا

ىل املصىل بدون تربج ول تطيب ، وجيب علهيا أ ن تربأ بنفسها من أ ن تذهب لطاعة هللا ويه واملرأ ة يشع لها اخلروج ا

صية التربج والسفور والتطيب أ مام الرجال ال جانب ، فقد اكن من هديه صىل هللا عليه وسمل أ مر النساء متلبسة مبع

أن ن عليه وسمل صىل الل رهجن يف الفطر ابخلروج ا ىل صالة العيد فعن أ م عطية ريض هللا عنا قالت : ))أمرن رسول الل

الة ويشهدن الخري والحض ا الحيض فيعتلن الص ودعوة المسلمني ، قلت ي ى ؛ العواتق والحيض وذوات الخدور ، فأم

حدان ل يكون لها جلباب ، قال : لتلبسها أخهتا من ا .(6) جلباهبا((رسول الل

ذا ىل املصىل لفعل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ، ويسن هل ا ويسن للمسمل أ ن يأ ك مترات يف عيد الفطر قبل أ ن يغدو ا

. خرج أ ن خيالف الطريق فيذهب يف طريق ويرجع يف أ خر ، وليس قبل صالة العيد ول بعدها صالة

. احل ال عامل وال قوال ، واجعل خري أ عاملنا خوامتها وخري أ يمنا يوم نلقاكاللهم اخمت لنا شهرن مبا يرضيك عنا من ص

***

---------

. (2325) (، ومسمل1503البخاري ) (1)

. (2331) (، ومسمل1510البخاري ) (2)



. (1827) (، وابن ماجه1609رواه أ بو داود ) (3)

. (1718) رواه مسمل (4)

. (5667رمق ، 2/71مصنف ابن أ يب شيبة ) (5)

.(890) رواه مسمل (6)

ماذا بعـد رمضان -

ن مما ل شك فيه أ ن ك صامئ صام شهر رمضان وك قامئ قام لياليه لريجو أ ن يكون صيامه وقيامه صاحلا مقبول وأ ن يكون ا

ليه سعيه مشكورا ، ويبهتل ا ىل هللا ابلعاء ليحقق هل هذا املطلوب ويمتم هل هذا املرغوب ، وللقبول عالمات تشري ا

ودللت تدل عليه وصفات يرىج معها حصول هذا املأ مول ومن ذكل : أ ن جيد ال نسان نفسه يف اخلري والاس تقامة والطاعة

ملساجد مع بعد رمضان خريا منا قبهل ؛ مقبال عىل العبادة برغبة وهنم ، حمافظا عىل الفرائض والواجبات ومؤدي للصلوات يف ا

. وأ ما من اكن حاهل بعد رمضان كحاهل قبهل أ و امجلاعة ، حمبا للمعروف عامال به وأ مرا ، ومبغضا للمنكر وجمتنبا هل وحمذرا

عا ، منغمسا يف احملرمات وحمرضا ، فهذه من عالمات ه وضالهل، متاكسال عن أ داء الواجبات ومضي أ سوأ منه ؛ سادرا يف غي

ان ودللت عدم الرحب ؛ فهو مل يغتمن ال وقات يف مومس الطاعات ، ومل يتعرض للنفحات يف مومس الهبات ، ومل يسأ ل اخلرس

. هللا املغفرة ويبذل أ س باهبا يف شهر املغفرة والرضوان ، فيا عظم خسارته ، وي فداحة مصيبته ، وي هول عاقبته وعقوبته

نه لقبيح لقد اكن شهر رمضان املبارك موسام عظ د عىل الطاعة والاجهتاد يف العبادة والتنافس يف فعل اخلريات ، وا امي للتعو

ل يف ابملسمل أ ن يتخىل عن العبادة بعد انقضاء هذا الشهر الكرمي كام هو احلال من بعض الناس ل يعرفون هللا وعبادته ا

طيعه وتشاه وترجوه كيف نسيته بعد رمضان !! وي من رمضان ، ولهؤلء يقال: ي من عرفت يف رمضان أ ن كل راب تعبده وت

عرفت يف رمضان أ ن هللا قد أ وجب عليك الصلوات امخلس يف املساجد كيف هجلت ذكل أ و جتاهلته بعد رمضان !! وي من

م عليك املعايص كيف نسيت ذكل بعد رمضان !! وي من عرفت يف رمضان أ ن أ مامك جنة عرفت يف رمضان أ ن هللا حر

را وثوااب وعقااب كيف غفلت عن ذكل بعد رمضان!! وي من كنمت متلؤون املساجد يف رمضان وتتلون القرأ ن كيف خلت ون

ل يف رمضان ، وقد س ئل ل يف رمضان ول خيافون هللا ا منك املساجد وجهرت القرأ ن بعد رمضان!! جعبا لقوم ل يعرفون هللا ا

ل يف رمضان بعض السلف عن حال مثل هؤلء فقال .": "بئس القوم ل يعرفون هللا ا

ن رب الشهور واحد ؛ فرب رمضان هو رب شوال وشعبان وسائر الشهور ، والواجب عىل املسمل أ ن يعبد هللا ويبتعد ا

ك حىت يأتيك اليقني { ]احلجر: م عىل عبادة هللا [ أ ي داو 99عن معصيته يف ك وقت وحني كام قال س بحانه: } واعبد رب

تك وينهتىي معرك يف هذه احلياة ، ل ن حياة ال نسان مكل هلل ، وهللا يريد من العبد ليه حياتك لكها حىت تأ تيك منيـ وال نبة ا

رب ال ن صاليت ونسك ومحياي وممايت للعالمني { ]ال نعام: أ ن يعمرها بطاعته وعبادته ل بيشء أ خر قال تعاىل: } قل ا



[ ، مفن شغل وقته ومعره وحصته وفراغه وقوته وش بابه وعقهل وفكره وقلبه ولسانه وسائر جوارحه بيشء مل يأ مر به هللا 162

أ و مل يشعه رسوهل صىل هللا عليه وسمل من واجب أ و مس تحب أ و مباح ينوي به التقرب هلل فقد أ ساء لنفسه وظلمها ظلام

عليه حرسة وندامة يوم القيامة بقدر تفريطه وتضييعه ، ومن حافظ عىل شء وداوم عليه ميوت عليه ويبعث عظامي وس تكون

عليه. وهذه س نة هللا يف خلقه وذلكل طلب من عباده وأ وليائه الاس مترار عىل ال سالم واملداومة عىل أ حاكمه وشعائره حىت

ين ا اذل ل وأنمت مسلمون { ]أ ل معران:ميوت عليه ، قال تعاىل : } ي أهي حق تقاته ول تموتن ا قوا الل . [102أ منوا ات

ن الكرمي قد أ جرى عادته قال ابن كثري رمحه هللا : " أ ي: حافظوا عىل ال سالم يف حال حصتك وسالمتك لمتوتوا عليه ، فا

.( اهـ1) ومن مات عىل شء بعث عليه ، فعياذا ابهلل من خالف ذكل " بكرمه أ نه من عاش عىل شء مات عليه ،

معه محجن وروى ال مام أ محد والرتمذي وابن ماجه وغريمه عن جماهد : أن الناس اكنوا يطوفون ابلبيت وابن عباس جالس

ع صىل الل ل وأنمت مس فقال : قال رسول الل حق تقاته ول تموتن ا قوا الل ين أ منوا ات ا اذل )) } ي أهي لمون { ولو أن ليه وسمل

ت عىل أهل الرض عيشهم فكيف من ليس لهم قوم قطرت لمر قوم ((قطرة من الز ل الز . (2) طعام ا

نيا وال خرة توفين مسلما وألحقين اب الحني { ومن العوات اجلامعة قول يوسف عليه السالم: } أنت ولي يف ال لص

ل ابلمتسك 101]يوسف: هبذا الين والالتام بلك تعالميه ورشائعه [ ، ول صالح يف النيا ول سعادة فهيا ول أ من ول أ مان ا

هم أصلح وتوجهياته ، بل صالح النيا مرتبط بصالح الين وذلكل مجع النيب صىل هللا عليه وسمل يف دعائه بينم فقال : ))الل

يت فهيا معاش ي هو عصمة أمري ، وأصلح ل دنياي ال يت فهيا معادي ، واجعل الحياة ل ديين اذل ، وأصلح ل أ خريت ال

)) . (3)زيدة ل يف ك خري ، واجعل الموت راحة ل من ك رش

هم أه ميان واكن صىل هللا عليه وسمل يس تفتح شهره ابلعاء املعروف عند رؤية الهالل وهو قوهل: ))الللهل علينا ابليمن وال

()) ك الل سالم ، ريب وربالمة وال ىل التالزم والارتباط بني ال من وال ميان 4والس ( تنبهيا منه صىل هللا عليه وسمل ا

ذا أ راد ال نسان أ ن يعيش أ منا ساملا يف شهره و يف سائر معره فليمتسك ابل سالم وليحيا والسالمة وال سالم ، فك نه يقول : ا

ىل نبيه صىل هللا عليه وسمل ومل يعكر ذكل بيشء من الشك أ و عىل ال ميان ، فا ن من أ من ابهلل ومتسك بشعه اذلي أ وحاه ا

ين الكفر أ و البدعة أ و املعايص فا ن هللا قد ضن هل ال من والسالمة والهداية يف هذه النيا ويوم القيامة ، قال تعاىل : } اذل

مياهنم بظمل أولئك لهم المن ومه مهتدون { ]ال نعام: ث 82أ منوا ولم يلبسوا ا نا الل ين قالوا رب ن اذل

[ ، وقال س بحانه : }ا

م المالئكة أل تافوا تقاموا تتزنل علهي يت كنمت توعدون ] اس وا ابلجنة ال زنوا وأبش نيا ويف 30ول حت ن أولياؤك يف الحياة ال [ حن

عون ] ىي أنفسك ولك فهيا ما تد هت [ 32[ نزل من غفور رحمي ]31ال خرة ولك فهيا ما تش ىل اللن دعا ا ومن أحسن قول مم

ين من المسلمني { نتقاموا فال 33-30]فصلت: ومعل صالحا وقال ا ث اس نا الل ين قالوا رب ن اذل

[ ، وقال س بحانه: } ا

زنون ] م ول مه حي ين فهيا جزاء بما اكنوا يعملون { ]ال حقاف: [ أو 13خوف علهي اب الجنة خال [ . وروى 14-13لئك أحص

صىل هللا عليه وسمل: ))فمن أحب أن يزحزح عن النار مسمل عن عبد هللا بن معرو ريض هللا عنام قال : قال رسول هللا

ب أن يؤىت ويدخل الجنة ي حي ىل الناس اذل واليوم ال خر وليأت ا ليه((فلتأته منيته وهو يؤمن ابلل

.(5) ا



ىل أ ن نلقاه س بحانه . نسأ ل هللا أ ن حييينا عىل ال سالم ، وأ ن مييتنا عىل ال ميان ، وأ ن يثبتا عىل احلق والهدى ا

***

-----------

.( 87ص: 2، ج 102تفسري ابن كثري ) تفسري أ ل معران: (1)

مام أ محد4325(، وابن ماجه )2585( ، والرتمذي )2735املس ند ) (2) .(، واللفظ لال

.(2720) رواه مسمل (3)


. (1844) مسمل (5)

در بنا تـذكرهـا يوم الـعـيدأمور جي

ىل بيته احلرام ، وجيزل فيه ن يوم عيد الفطر املبارك هو اليوم اذلي يتوج هللا به شهر الصيام ، ويفتتح به أ شهر احلج ا ا

نه عيد متتلئ به قلوب املؤمنني فرحا ورسورا ، وتنشح به صدورمه ذلة وحبورا للصامئني والقامئني ال جر واجلزاء وال كرام ، ا

متام الصيام والقيام مغتبطني وشاكرين ، وخلريه وثوابه وأ جره ، خيرج ال ناس فيه لرهبم حامدين ومعظمني ومكربين ، ولنعمته اب

لني وراجني ، يسأ لون رهبم الكرمي أ ن يتقبل أ عامهلم ، وأ ن يتجاوز عن سيئاهتم، وأ ن يعيد علهيم هذا العيد أ عواما عديدة مؤم

. الكرميوأ زمنة مديدة عىل خري وطاعة هلل

: ومثة أ مور جيدر بنا أ ن تكون منا عىل ابل وأ ن نتذكرها يوم العيد

خوان لنا اخرتمهتم املنية وأ دركهم املوت ؛ فمل يشهدوا مجع العيد، فهم يف قبورمه - فينبغي أ ن نتذكر وحنن نعيش فرحة العيد ا

مت أ يدهيم يف هذه احلياة ليه صائرون فهم حمتجزون ، وبأ عامهلم مرهتنون ، ومبا قد ىل ما صاروا ا جمزيون ، وتيقنوا أ نك ا

السابقون وأ نمت الالحقون ، فال تنسومه من دعوة صاحلة بأ ن يقل هللا عثاهتم ويغفر زلهتم ويعل درجاهتم وجيعل قبورمه

ع مدخلهم ريضا من ريض اجلنة ، اللهم اغفر ملوتن وموىت املسلمني ، اللهم اغفر هلم وارمحهم وأ كرم . نزهلم ووس

خوان لك أ قعدمه املرض وأ عاقهم عن شهود مجع العيد ، فهم يف - وتذكروا وأ نمت تعيشون فرحة العيد بصحة وعافية ا

دون ، منم من أ مىض الشهور الطويل ، ومنم من أ مىض ال سابيع العديدة ، ومنم من املستشفيات راقدون وعىل ال رسة ممد

خواهنم فرحهتم ، فامحدوا هللا عىل ما ل يغمض هل جفن ول هيدأ هل ابل يف أ لم متعبة وأ وجاع مؤملة ومه يودون لو شاركوا ا

أ نمت عليه من حصة وعافية وسالمة ول تنسومه من دعوة صاحلة أ ن يشفي مرضهم ويزيل بأ سهم ويفرج مههم ويكشف كرهبم ،



ل شفاؤك اللهم اشف مرضان ومرىض املسلمني ، اللهم رب الناس أ ذهب ما هبم من ابس واشفهم أ نت الشايف ل شفاء ا

. شفاء ل يغادر سقام

ن من أ فضل ال عامل يف يوم العيد وأ كثها نفعا زيرهتم يف أ ماكنم ومواساهتم والعاء هلم ، روى ال مام أ محد وأ بو داود عن وا

عت رسول جل أخاه المسمل مىش يف خرافة الجنة عل ريض هللا عنه قال: )) مس ذا عاد الر يقول : ا عليه وسمل صىل الل الل

بعون ألف مكل حىت ن اكن غدوة صىل عليه س ة ، فا مح رته الر ذا جلس مغ

لس ، فا ن اكن مساء صىل يم حىت جي

س ، وا

بعون ألف مكل حىت يصبح (( .(1)عليه س

خوان لك أ هلكهتم احلروب وأ رقهتم اخلطوب - وتذكروا وأ نمت تعيشون فرحة العيد السعيد بأ من وأ مان وراحة واطمئنان ا

ـبت ال موال ، فامحدوا هللا وأ قلقهتم الفنت وسلط علهيم العدو ؛ فأ ريقت منم الماء ، لت النساء ، ويمت ال طفال ، وهن ورم

خوانك أ ولئك من دعوة صاحلة أ ن ينفس هللا كرهبم ويفرج مههم ويكبت عدومه عىل ما أ نمت فيه من أ من وأ مان ول تنسوا ا

ر أ عداء وينصمه عليه ، اللهم أ عز ال سالم وأ ههل يف ك ماكن ، اللهم أ عز ال سال م واملسلمني وأ ذل الشك واملشكني ودم

. الين ، واجعل بدلن هذا أ منا مطمئنا وسائر بالد املسلمني

خوان لك أ رقهم الفقر وعظمت فهيم احلاجة ؛ مفنم - وتذكروا وأ نمت تعيشون فرحة العيد السعيد ابحللل الهبية واملالبس امجليل ا

مسكنا يؤويه أ و طعاما يغذيه أ و رشااب يرويه ، بل منم من مات يف جماعات هملكة وحقط مفجع ، من ل جيد لباسا يواريه أ و

خوانك هؤلء من دعوات صاحلة أ ن يغين هللا فقريمه ويش بع جائعهم ويسد فامحدوا هللا عىل ما أ نمت فيه من نعمة ول تنسوا ا

ل فليس قبكل شء ، وأ نت ال خر فليس بعدك شء ، وأ نت الظاهر حاجهتم ويكشف فاقهتم ويقيض دينم . اللهم أ نت ال و

فليس فوقك شء ، وأ نت الباطن فليس دونك شء ، اللهم اقض عنم الين وأ غنم من الفقر ، اللهم اكفهم حبالكل عن

و حلاف أ و حنو ذكل } وما حرامك وأ غنم بفضكل معن سواك . ول تنسومه من مد يد املساعدة هلم مبال أ و لباس أ و طعام أ

ا وأعظم أجرا { ]املزمل: هو خري دوه عند الل موا لنفسك من خري جت به علمي { 20تقد ن الل[ ، } وما تفعلوا من خري فا

. [215]البقرة:

خوان لك قيدهتم اذلنوب وكبلهتم وتذكروا وأ نمت تعيشون فرحة العيد - متام القيام والصيام ا كامل الطاعة يف رمضان وا السعيد اب

م ليه ، وهؤلء يف لهومه وغهي ون يف طاعة هللا وتنافس الصاحلون الناحصون يف التقرب ا اخلطاي ؛ مفىض املؤمنون اجملد

ليه متقاعسون ، وعىل امل عايص واخلطاي وال اثم مقميون ، متر علهيم موامس العبادة سادرون ، وعن طاعة هللا والتقرب ا

ليه من تقرب ا ىل مرضاته ، وسلوه واملنافسة يف فعل اخلري فال يتحركون ، فامحدوا هللا عىل ما أ مدك به من طاعة وما هداك ا

خوانك أ ولئك من دعوة صاحلة بأ ن هيدهي ىل الثبات عىل ال مر والعزمية عىل الرشد ، ول تنسوا ا ىل اخلري وأ ن يردمه ا م هللا ا

ىل احلق ردا مجيال ، اللهم وعايف املبتلني ، وتب عىل احلق ردا مجيال . اللهم اهد ضال املسلمني وأ رشد احلائرين وردمه ا

. العصاة واملذنبني



أ ي بسلسلهتا -لش ياطني وتذكروا وأ نمت تعيشون فرحة العيد السعيد أ ن هللا قد أ كرمك يف شهر رمضان املبارك بتصفيد ا -

ليه قبل رمضان ، وك ين هبم بعد انهتاء شهر رمضان قد انطلقوا من قيودمه -وتقييدها ىل ما اكنت تلص ا فمل تكن تلص ا

يطان لك عدو ن الش ضالهلم يف شهر رمضان } ا غواء الناس وا وقاموا من أ صفادمه بعزمية وحقد حماوةل لتعويض ما فاهتم من ا

عري { ]فاطر: اب الس ما يدعو حزبه ليكونوا من أحص نا ا ذوه عدوا ل 6فات [ ، ول ميكن ل حد أ ن حيرز نفسه من الش يطان ا

[ 97ياطني ]بذكر هللا واحملافظة عىل طاعته وجتنب معاصيه والاس تعاذة ابهلل منه } وقل رب أعوذ بك من مهزات الش

ون { ]املؤمنون: . [98-97وأعوذ بك رب أن حيض

وتذكروا ابجامتعك يوم العيد يوم امجلع ال كرب حني تقومون يوم القيامة لرب العاملني حافية أ قدامك عارية أ جسامك شاخصة -

ه وأبيه ]34 المرء من أخيه ]أ بصارك ، يوم تنش الواوين وتنصب املوازيني } يوم يفر [ للك 36[ وصاحبته وبنيه ]35[ وأم

ته وتزودوا ما دممت يف دار العمل فا ن خري الزاد 37-34امرئ منم يومئذ شأن يغنيه { ]عبس: [ ، فأ عدوا ذلكل اليوم عد

. التقوى

وزكها أ نت خري من زاكها أ نت ولهيا ومولها ، ووفقنا لصاحل ال عامل وال قوال ، واخمت لنا خبري . اللهم أ ت نفوس نا تقواها ،

. وصىل هللا وسمل عىل نبينا محمد وعىل أ هل وحصبه أ مجعني

***

----------

مام أ محد1442(، وابن ماجه )3098(، وأ بو داود )22273، 612املس ند ) (1) . ( واللفظ لال

ناََ̫̂رَ ˳̷ِْ˻َ لُاَبِْ̞̓ت˸ْا ̒ - abdur razzaq al-abbad...

Documents