سينا ابن

سينا ابن

تأليفالعقاد عباسمحمود

سينا ابن

العقاد محمود عباس

٢٠١٣/١٤٢٤٨ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٧١٩ ٣٤٦ ٧ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للناشر محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم المشهرة

وأفكاره المؤلف آراء عن مسئولة غير والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعبر وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نصر مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مصر جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:hindawi@hindawi.org الإلكتروني: البريد

http://www.hindawi.org الإلكتروني: الموقع

سالم. إيهاب الغلاف: تصميم

هنداوي لمؤسسة محفوظة الغلاف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات الأخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2013 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

المحتويات

7 والفلسفة الدولة55 الفيلسوف عقيدة71 تعقيب

والفلسفة الدولة

بخراسان. السامانية الدولة ظل في سينا ابن نشأالعباسي الخليفة عن مستقلة العصر ذلك في جميعا فارس وأقاليم خراسان وكانتالخطبة بغير العباس بني لخليفة يدينون ولا عليها المتغلبون الأمراء يحكمها ببغداد

والأعياد. الجمع صلوات في المنابر على باسمهأكثرهم كان أو — كانوا لأنهم الأمر ولاية في بحقه إيمان عن له خطبتهم تكن ولملخلفاء يخطبون وإنما المستورين، لأئمتهم ويتشيعون العلويين بحق يؤمنون — الأقل علىالخلافة سلطان إلى الفعلي الحكم سلطان يجمعوا أن من شأنا أضعف لأنهم العباسيين

الأقاليم. جميع في بالحكم الأمراء تفرد أن بعد الإسمية،فيعترف بينهما، الأمر تقسيم على المستكفي عاهد بويه بن أحمد أن ذلك أمثلة ومنعلى الخلافة استكثر ثم السلطان. بلقب له المستكفي ويعترف الخلافة بلقب للمستكفيالدهاة بعض له فقال العلويين، إلى وإسنادها العباسيين من بانتزاعها فهم المستكفيولو الخلافة، أهل من ليس أنه وأصحابك أنت تعتقد خليفة مع «إنك صحبه: خاصة منتعتقد من معك كان الخلافة في علويا أقمت إذا ولكنك دمه، مستحلين لقتلوه بقتله أمرتهم

«… وقتلوك دمك لاستحلوا بقتلك أمرهم فلو خلافته، صحة وأصحابك أنتالعباسية الدولة مجد إبان في المأمون قبل من خراسان أمر الطاهريون تولى ولمابن الله عبد بن سليمان فعل كما العلويين، مع وقلوبهم العباسيين مع مصالحهم كانتالفاطميين. دماء ليحتسب اختيارا فانهزم طبرستان، في زيد بن الحسن حارب حين طاهرالذي هو الحسين بن طاهر لأن الطاهرية، الدولة ظل في السامانية الدولة نشأت وقدالعباسي المعتمد له عقد ثم سمرقند، ولاية على سامان بن أسعد بن أحمد بن نصر ثبت

سينا ابن

ومائة نيف بعد ظلها في سينا ابن ولد التي السامانية الإمارة به ابتدأت النهر، وراء ما علىنشأتها. من سنة

كان كما جاورها، وما طبرستان في العلويين يقاتلون السامانيون الأمراء كان وقدمن عاصرهم ومن ولكنهم السياسية، المواقف بعض في بويه وأبناء طاهر أبناء يقاتلهمالعلوية بالدعوة ويرحبون للعلويين بالولاء يدينون رعاياهم أن يعلمون كانوا فارس أمراءأن الباطنية من الغلاة كراهة تمنعهم ولا وخراسان، النهر وراء سيما ولا مكان، كل في

الولاء. ذلك على يصمدواالفلسفة ومذاهب النظر مباحث معها ذكرت فقد العلوية الدعوة ذكرت ومتىوتعزيز المكشوف الظاهر إنكار على بها يستعان دراسة وكل والتصوف الحكمة ومدارسالقائم السلطان خصوم لأنهم التجديد أنصار من العلويون كان إذ المستور. الباطنعلى واشتبكت بالسياسة امتزجت قد المختلفة بفروعها الفلسفة وكانت الواقعة، والحالةالغاصب والسلطان شيئا الحق الإمام فأصبح والإمامة، والملك الخلافة بمسألة الخصوصوالقرن الثاني القرن بين فيما كتب الفارابي أن المصادفات محض من وليس آخر. شيئاالمادة عن المعرضين الأتقياء من فيجعله الفلاسفة سنة على الصالح الإمام يصف الثالثالفطنة ونفاذ العارضة قوة من له ينبغي بما ذلك ويقرن الأرواح، لذات على المقبلينالنهر وراء فيما نشأ قد الفارابي فإن والفضيلة. والعفة العدل ومناقب العزيمة ومضاءبالزوال. يؤذن هزيل شبح وهي العباسية وحضرالخلافة العلوية، الدعوة استفحلت حيثالصفاء، إخوان رسائل فصلته قد الأئمة فضلاء على كلامه في الفارابي أجمله والذي

والنبات. والحيوان المعادن في الطبيعة نواميس إلى به ورجعتقد بأنا أخي يا «اعلم تقول: حيث البيت آل إلى الدعوة في صريحة الإخوان ورسائلواحدة كل الحكم وطرائف العلوم وغرائب الآداب فنون في رسالة وخمسين إحدى عملناأهل قراءتها وسمع إخواننا فيها نظر إذا لكيما والأنموذج والمقدمات المدخل شبه منهابيت أهل تفضيل من بها مقرون هو ما حقيقة وعرفوا معانيها بعض وفهموا شيعتنامن فيهم يعتقدون ما تصديق لهم تبين النبوات علم ووارثو الله علم خزان لأنهم النبي

والمعرفة.» العلموراء وفيما سينا ابن عصر الخصوصفي على يستغرب لا الفلسفية المباحث فانتشارالفلسفة ولأن النائية، الأطراف تلك في أقواها على كانت العلوية الدعوة لأن وخراسان. النهرمطلبا الزمن ذلك في كانت فقد النائية الأطراف تلك في أما زمان. أو مكان كل في عقلية لذة

8

والفلسفة الدولة

وهي بالدين، الإيمان وقوة السياسية المساعي وقوة العقلية الأشواق قوة من القوة يستمدفي الإلهي الروح بحلول قديما الناس آمن حيث المانوية ومهد الهند من مقربة على هناكينسب ما يستغربون فلا والزهاد، النساك وقداسة الأرواح بتناسخ وآمنوا البشر أجساد

والكرامات. الأسرار من أو الصفات من ذلك دون الإمام إلى

جميعا المشرقيين الفلاسفة كبار أن الصدد هذا في المؤرخ تفوت لا التي الملاحظات ومن— الكندي جد كان فقد سينا. وابن والفارابي الكندي وهم الشيعة، أنصار من كانواكلها كندة وكانت صفين، معركة معه وشهدوا علي مع قاتلوا ممن — قيس بن الأشعثالأموية الدولة على خرجوا ممن الكندي آباء وكان الهاشميين، وشيعة الأمويين خصوم منالتشيع بين جمع فقد الفارابي أما زمانها. في عليهم مغضوبا ولبثوا مناصبها من وجردواسينا ابن تشيع من وحسبك البيت، لآل المتعصبة حمدان بني دولة إلى وآوى والتصوفعلي أبو وهو: علي آل نصرة في عريق نسب على يدل الذي واسمه الإسماعيليين بين نشأته

… علي بن الحسن بن الله عبد بن الحسينوالمباحث الإسماعيلية الدعوة مراكز من مركزا سينا ابن فيه ولد الذي البيت كان بلتلميذه عنه رواه فيما قال وكفى. بها الإيمان منها قصاراهم يكن ولم الفلسفية،سمعت وقد الإسماعيلية، من ويعد المصريين داعي أجاب ممن أبي «وكان الجوزجاني:

«… أخي وكذلك هم، ويعرفونه يقولونه الذي الوجه على والعقل النفس ذكر منهمشأنه من ذكر إلا شأن صاحب أو وزير أو أمير سينا ابن ترجمة في ذكر أن وقلالعلوم، هذه محبي من كان أنه أو والحكمة، العلم بأسفار عامرة مكتبة يقتني كان أنهكان أنه أو الطبيعة، وراء فيما الفكرية والدراسات والنظر المنطق علوم بها ويعنونعلى فيها يتوفر لمن داره يفتح كان أنه أو والمساجلة، للمناظرة الأيام من يوم في يجلس

والتصنيف. التأليفيحيى عن الأفروديسيرواية الإسكندر ترجمة في الحكماء تاريخ صاحب القفطي قالرأيتهما البرهان ولكتاب كله الطبيعي للسماع الإسكندر شرح «إن الفيلسوف: عدي بنلأحتال فمضيت دينارا، وعشرين دينار بمائة وعرضا … الله عبد علي بن إبراهيم تركة فيبثلاثة خراساني رجل على كتب جملة في الشرحين باعوا قد القوم وأصبت وعدت بالدنانير

«… الكم في تحمل الكتب هذه وكانت … دينار آلافشروح لأنها الضخم الثمن بهذا الورق من لفافة يشتري خراساني» «رجل كان فإذاخراسان. في الإعلام عن فضلا النكرات بين الفلسفة شأن كان كيف إذن علمنا فقد فلسفية،

9

سينا ابن

نبوغهم فيستغرب العصور، من عصر في أو الأوطان من وطن في ينبغون العباقرة بعضأن الغريب بل بيته، في ولا وطنه في ولا عصره في نبوغه يستغرب فلا سينا ابن أما فيه.

فيلسوف. نابغ فيه يظهر لا ثم الحالة تلك على والبيت والموطن العصر يكون

سينا ابن سيرة (1)

السامانية، للدولة عاملا الأفغان بلاد في بلخ أهل من علي بن الحسين بن الله عبد كانإلى وكانت بخارى، ضياع من «خرمتين» قرية بأعمال التصرف قبلها من يتولى وكانتزوج ومنها أهلها، بعض إلى ويتعرف يزورها فكان أفشنة، قرية عمله في مركزه جواراشتهر الذي «الحسين» ابنهما لهما ولد وفيها خلكان، ابن في جاء كما ستارة تسمى فتاةثم وأطبائه، الشرق فلاسفة بين الأسماء أشهر اسمه وأصبح سينا» «ابن العليا بكنيته

سواه. إلى ينصرف لا عليه علما الرئيس الشيخ لقب أصبحبخارى، إلى عمره من الخامسة السنة في آله مع وانتقل ٣٧٠ه/٩٨٠م، سنة في ولدوتفسير والوجود الخلق في مذهب صاحبة يومئذ وهي الإسماعيلية طائفة من أبوه وكانيستمع وهو الصغير الحسين فنشأ معانيها، من والباطن ألفاظها من بالظاهر الشرائعوالنبوة، الربوبية وأسرار و«العقل» «النفس» في الدينية والتأويلات الفلسفية المناقشات إلىمحمد بن أحمد بكر أبي على اللغة وتعلم عمره، من العاشرة دون وهو القرآن وحفظالناتلي الله عبد أبو ببخارى ومر الزاهد. إسماعيل على الفقه وتعلم الخوارزمي، البرقيعسى منزله في الوالد فاستنزله والرياضة، بالمنطق لاشتغاله بالمتفلسف يعرف كان الذيلصاحبه المنطق في «ايساغوجي» كتاب الحسين عليه فقرأ بعلمه، النجيب الناشئ ينتفع أنلبطليموس والجغرافية الهيئة علم في المجسطي وكتاب بفرفريوس، المشهور الصوري ملكحد في أستاذه يناقش هو فإذا صباه أوائل في الفيلسوف باكورة وظهرت الجغرافي،رأي فيها له وكان الفلسفي مذهبه عليها دار التي الحدود من وهو خاصة «الجنس»على قادر هو ما كل عنه تلقى قد تلميذه أن الأستاذ وعلم وأرسطو، أفلاطون بين فاصلالزمان. ذلك في المتفلسفين الدراويش سنة على بالبلاد مطافه إلى منصرفا فاستأذن إعطائهوالرياضة، والمنطق الحكمة علوم من يديه بين وجده ما كل الصغير الفيلسوف واستتمبطولها ليلة ينام لا طلبه أيام في وكان عمره، من عشرة الثامنة في وهو الغاية فيها فبلغبتلك يحلم هو فإذا النوم غلبه وربما والتحصيل، القراءة غير عمل إلى بالنهار يلتفت ولاتستغرب ولا الدارسون يعرفها حالة وهي منامه، في وجوهها له وتتضح بأعيانها المسائل

10

والفلسفة الدولة

ينفرد ولا العقلان فيتعاون الحالة هذه في يتنبه الباطن الوعي لأن الحديث؛ العلم رأي فيبالتفكير. الظاهر العقل

«قرأت فقال: الإلهية، المعارف تحصيل في كبير بفضل للفارابي سينا ابن ويعترفأعدت حتى واضعه غرض علي والتبس فيه، ما أفهم كنت فما الطبيعة بعد ما كتابمن وأيست به، المقصود ولا أفهمه لا ذلك مع وأنا محفوظا، لي وصار مرة أربعين قراءتهالعصرفي وقت حضرت الأيام من يوم في أنا وإذا فهمه، إلى سبيل لا كتاب هذا وقلت نفسيفائدة لا أن معتقد متبرم رد فرددته علي فعرضه عليه، ينادي مجلد دلال وبيد الوراقين،محتاج وصاحبه دراهم بثلاثة أبيعكه رخيص فإنه مني هذا اشتر لي: فقال العلم، هذا منالطبيعة، بعد ما كتاب أغراض في الفارابي نصر أبي كتاب هو فإذا فاشتريته ثمنه. إلىأنه بسبب الكتاب، ذلك أغراض الوقت في علي فانفتح قراءته وأسرعت بيتي إلى ورجعتعلى كثير بشيء يوم ثاني في وتصدقت بذلك، وفرحت قلب، ظهر على محفوظا لي كانفي والحكمة الفلسفة مراجع على اطلع سينا ابن أن يبعد ولا «… تعالى لله شكرا الفقراء،الظن هذا يبلغ لم وإن الدعاة، بعض من صباه في اللغة هذه تعلم وأنه اليونانية، اللغة

اليقين. الخبر مبلغ«مبدع إلى ويبتهل ويصلي الجامع إلى يتردد أن مسألة في تحير إذا عادته من وكانالمسائل من بمسألة ضاق أنه منه يعهد ولم ويتيسرعسيرها. مغلقها له ينفتح حتى الكل»ويزيد يجيدها فكان الأخرى العلوم أما الطبيعة. بعد ما مباحث أو الإلهية الفلسفة غير فياطلع أنه عشرة الخامسة دون وهو له واتفق منها، التنقيح إلى احتاج ما وينقح عليهامن ليس الطب علم «إن وقال: قراءتها، على وعكف بها فتعلق الطب مراجع بعض علىوأبا المسيحي سهل أبا ويراجع تارة درسه في نفسه على يعتمد فكان الصعبة» العلومالسابعة يبلغ فلم أخرى. تارة الروايات بعض في جاء ما على نوح بن الحسن منصورلهذا المنقطعون وجاءه الشرقية، الآفاق في والتعليم بالتطبيب شهرته ترامت حتى عشرةبالعلم والاستفادة للخير المرضىحبا ويعالج يعلمهم وكان عليه، ويقرأون يسألونه العلمفشفاه عشرة السابعة في وهو منصور بن نوح الأمير وعالج الحطام، وجمع للتكسب لاكتبه دار على الاطلاع في له وأذن الأمير فاستدناه الأطباء، مشاهير أخطأ حيث وأصابفرأى بعض»، على بعضها منضدة كتب صناديق بيت كل في كثيرة، بيوت ذات «وكانترجل كل مرتبة وعرف بفوائدها وظفر قط الناس من كثير إلى اسمه يقع لم ما الكتب من

علمه. في

11

سينا ابن

حتى يتتبع ولا يتصفح أن — العلم من تمكن أن بعد — الاطلاع في طريقته وكانتالكتاب. في الموضوعات بأصعب المؤلف قدرة يمتحن

عشرة الثامنة ففي التدوين، في سرعته غير التحصيل في سرعته من أعجب يكن ولمعدا ما عصره علوم خلاصة وأودعه مريديه، بعض لرجاء إجابة «المجموع» كتاب ألفوإلا أنضج، معي اليوم ولكنه أحفظ، للعلم يومذاك «كنت كهولته: في وقال الرياضيات،

شيء.» بعده لي يتجدد لم واحد فالعلمالجوزجاني — الأمين تلميذه روى كما أمثلتها فمن والتأليف التدوين في سرعته أمامنه طلب «أنه عنه أثر ما أصدق للخلف ونقل كتبه تأليف على واستحثه لازمه الذي —الشيخ وكتب فأحضرهما، والمحبرة الكاغد وطلب غالب، فاستحضرأبا الشفاء، كتاب إتمامكتب حتى يومين. فيه وبقي المسائل، رءوس بخطه الثمن على جزءا عشرين من قريب فيظهر وعن حفظه من بل إليه، يرجع أصل ولا يحضره كتاب بلا كلها المسائل رءوسويكتب مسألة كل في ينظر فكان الكاغد وأخذ يديه، بين الأجزاء تلك الشيخ ترك ثم قلبه،ما والإلهيات الطبيعيات جميع على أتى حتى ورقة خمسين يوم كل يكتب فكان شرحها،

والنبات.» الحيوان كتابي خلابعض تأليف في صنع كما مسافر، وهو الفلسفة معضلات في الكتب ألف ربما بل

النجاة. فصولأو التحصيل في مألوفه من شيء عن تشغله فلم الشرقية الدول في جليلة أعمالا وتولىوالكتابة للتدريس ويجلس بالنهار، الدولة أعمال يصرف فكان والسماع. اللهو أو الكتابة«… بآلاته مجلسالشراب وهيئ اختلافطبقاتهم على حضرالمغنون فرغنا «فإذا … بالليلقواه في المجامعة قوة وكانت كلها، القوى قوي الشيخ «وكان الجوزجاني: قالحتى مزاجه قوة على يعتمد الشيخ وكان مزاجه، في فأثرت … وأغلب أقوى الشهوانيةأخذه أن إلى الكرخ باب على فراش تاش الدولة علاء فيها حارب التي السنة في أمره صارإليها يدفع هزيمة من إشفاقا برئه على ولحرصه — الغلاظ الأمعاء مرضفي أي — قولنجبعض فتقرح كرات، ثماني واحد يوم في نفسه حقن المرض مع فيها المسير له يتأتى ولا

«… أمعائهطويلة! ضيقة يحبها ولا قصيرة عريضة الحياة يحب إنه فقال: ذلك في خوطب وقدالسادسة نحو في مات لأنه — أمنية تسمى أن صح إن — الأمنية هذه سينا لابن وتمتوالخطر. باللهو حفلت كما والعمل، بالحركة حياته وحفلت الشمسية، بالسنين والخمسين

12

والفلسفة الدولة

عاشفي لأنه الأحوال، جميع في مرامه ويوافق يسره مما الحافلة العريضة الحياة تكن فلمالعباسية، الدولة من الشرقية الرقعة في الأقاليم أمراء بين الملك على والتنازع عصرالانقسامباسمه مجالسهم وتزيين بتقريبه الأمراء تغريان بالعلم وشهرته بالطب شهرته وكانتيريدوه لم وما وتعمدوه أرادوه ما أحوالهم تقلب من ولحقه منازعاتهم في فدخل وفضله،زي وفي تارة الفقهاء زي في مرة غير بنفسه ونجا والسجن للقتل فتعرض يتعمدوه. ولموجرجان، والري وهمدان وأصفهان خراسان بين رحلاته وكثرت أخرى، تارة الدراويشفي وبعضها للقتال، يزحفون وهم والجند الأمراء صحبة في الرحلات هذه بعض وكانوثيقة صلة له وانعقدت وهؤلاء، هؤلاء به يقصده مما هربا والجند الأمراء عن خفيةوبغضه دعوتهم عن أعرض لأنه الغزنوية؛ الدولة أمراء عدا ما الأمراء هؤلاء بجميعسيما ولا الأخرى المذاهب بأصحاب البطش إلى ذريعة السنة إلى الدعوة جعلوا أنهم فيهممن أصدقائه على قسوتهم لهم يغفر لم ولعله والرياضيات، بالفلسفة والمشتغلين الشيعةالخدم من ذلك قبل لهم كانوا وقد وعذبوهم بهم غدروا فإنهم السامانية، الدولة أمراءوالأدب الفن على لعطفهم سامان آل أمراء من والحكماء الأدباء إلى أحب يكن ولم والأتباع،والفردوسيوأصحاب الرازي رعاة أنهم عندهم وحسبهم والتحصيل، للتأليف وتشجيعهم

المسلمين. بلاد في الورق صناعة نشرت التي سمرقندالثانية في وهو أبوه ومات عشرة، الثامنة في سينا وابن هذه السامانية الدولة دالتالوزارة له وتقلد همدان في البويهي الدولة بشمس ولحق البلاد في فتقلب والعشرين،واعتقلوه عليه فثاروا والترك، الديلم من الجند أغضب أنه لولا جواره في يستقر أن وأوشكطلب في مستخفيا بالديار يلوذ الطبيب الوزير وراح منهم الأمير فأنقذه بقتله، وهموالمداواة واستبقاه إليه واعتذر عنه فبحث الأمير المرض وعاود الفتنة هدأت حتى الأمان

وإيناسه. وعلمه بطبه ونفسه جسدهبن الدولة بعلاء اللحاق إلى وتاق همدان في بالمقام الشيخ برم الدولة شمس مات ولماأربعة القلاع بعض في فاعتقله الدولة علاء بمراسلة الملك تاج واتهمه أصفهان، في كاكويه

معتقله: إلى يدخل وهو الشيخ يقول ذلك وفي … أشهر

ال��خ��روج أم��ر ف��ي ال��ش��ك وك��ل ت��راه ك��م��ا ب��ال��ي��ق��ي��ن دخ��ول��ي

الخروج وسائل يدبر طليقا الشيخ فبقي عنها رجع ثم همدان الدولة علاء وفتحالصوفية، زي في له وغلامان وتلميذه وأخوه فخرج مؤاتية فرصة له سنحت حتى منها،

13

سينا ابن

إليه، المقربين أقرب فكان مجلسه في مقامه ورفع ترحيب أجمل الدولة علاء به ورحبإليه. وإصغائه الفيلسوف لتقريبه بالزندقة إياه الناس اتهام على صحبته في يفرط ولمبالطبيعة خبرته واستوفى الأربعين جاوز وقد الدولة بعلاء سينا ابن لحاق وكانكتبه بعض وأتم السكون وسعه ما العمل إلى فسكن الإنسانية، وبالمعرفة الإنسانيةعن غاب ما وأسرارها غوامضها من علم حتى اللغة دراسة على وتوفر الناقصة،مجلس في الجبائي منصور أبي من سمعها كلمة ذلك إلى وحفزه زمانه، في أساطينهاوأما وحكيم، فيلسوف «إنك الجبائي: له فقال اللغة حديث في معه خاض إذ الدولة علاءواجه حتى العربية أسرار في النادرة الكتب يدرس يزل فلم نرضاه.» فلا اللغة في كلامك

عليه. واستغلق أفحمه بما سنوات بعد الجبائيعشرات في ومريدوه الشيخ تلاميذ فطمع والشتات، الفزع طول بعد المقام له وطابعليهم ليمليها والفراغ الطمأنينة أوقات يتحين الشيخ كان التي والموسوعات المراجع منتوالي من عنتا جسمه في لقي قد كان ولكنه عليهم. استعجم ما موضوعاتها من ويفسرالنفس عن التفريج والتماس الإجهاد وفرط الحساد ومنازعة الأخطار ومواجهة المحنواعتمد حينا، والصداع حينا الصرع واعتراه القولنج علة به فاشتدت والشراب، بالمتعة

العلاج. طول على يصبر يكن لم لأنه بالمرض أحس كلما السريع الحاسم العلاجحتى نفسه يعالج يزل ولم أصفهان، إلى فنقل رحلة في وهو الداء أزمة أصابته وقدفي التخليط ويكثر يتحفظ لا ذلك مع «لكنه الدولة علاء مجلس وحضر المشي على قدرفسار همدان الدولة علاء قصد ثم … وقت كل ويبرأ ينتكس فكان … المجامعة أمرتفي لا وأنها سقطت قد قوته أن وعلم … العلة تلك الطريق في فعاودته الشيخ معهعن عجز قد بدني يدبر كان الذي المدبر يقول: وأخذ نفسه مداواة فأهمل المرض، بدفع

المعالجة.» تنفع فلا والآن التدبير،شيء من أشده على لنا يبدو حياته في الفيلسوف يلاحق كان الذي الخطر ولعلالوشاية مخافة نفسه ينازع وهو الأمير مجلس شهود على الحرص هذا هو واحد:لا أنه فلولا إليه. والاطمئنان ظنه بحسن الأمراء أولى لعند يومئذ وإنه غيابه، في والمكيدة

أيام. أو يوم غياب من حياته على نقل لم إن مكانته، على خشي لما كان حيث أمانوتاب «واغتسل الدنيا من يديه فنفض والحذر الخوف المرضعلى غلبه أن يلبث ولمكل يختم وجعل مماليكه وأعتق عرفه من على المظالم ورد الفقراء على معه بما وتصدقأنه صح إن وفاته مرض في الوشاية من يسلم لم ولعله «… مات ثم ختمة. أيام ثلاثة

الروايات. بعض في جاء كما محبوسا مات

14

والفلسفة الدولة

ولم وأربعمائة، وعشرين ثمان سنة رمضان شهر من الجمعة يوم وفاته وكانتوخمسين. ثماني الهجرية السنين بحساب يجاوز

الذين العبقريين أفذاذ من أمثاله سير على طرأ ما سيرته على طرأ أن يلبث ولموأصبح والكرامات، الأعاجيب عنه ورويت القداسة فجللته حياتهم. في شهرتهم ذاعتأن إليهم وخيل المتوسلون، المتبركون به يطيف مزارا عقيدته في المتهم الفيلسوف ضريحفقيل مكان. كل في جسده يتنازعون الناس أن أو واحد جسد غير له الضريح صاحبفي بالمغرب دفن أنه الأوروبيين بعض وزعم بأصفهان، دفن إنه وقيل بهمدان، دفن إنهعن بمصر طبعت قصة في ورد ما ذلك من وأعجب وتدبيره، رشد ابن بسعي الأندلسإحدى عمر قد الفيلسوف أن فيها وجاء الحارث» أبي وأخيه سينا ابن علي «أبي سيرةالمرمر من قالب في استنحت الموت باقتراب شعر لما وأنه بسمرقند، ودفن سنة وثمانينما وليفعل مات إذا أمره يخفي أن الحكيم جاماس تلميذه وأعلم صورته شكل علىالرخام من جرن في ووضعها سينا ابن جثة وأخذ بالوصية جاماس وفعل … به يأمرهفي شهير وهو القيامة إلى دام الحياة إلى عاد إذا سينا ابن أن تفكر تلميذه ولكن …جاماس كسر ثم الحالة، هذه على تركه فالأولى رسم، ولا اسم لتلميذه يبق فلم العلومأما … سبيله إلى وانطلق تلك حالته على سينا ابن وترك الحمام وأخفى السابقة الزجاجةميزار المسمى الحمام «إن الراوي: قال … يتعجبون والناس يسمع فكان سينا ابن صوتفي الحمام إلى وأتيت سمرقند إلى سياحتي حين توجهت كنت وقد هذا، وقتنا إلى معمورطويلا زمنا فاستمعت قليلا قليلا خلوة داخل من صوته فسمعت وأصغيت التجميد وقت

«… الصوت قل الناس تزاحمت فإذاعلمه على وأدلها فلسفته في للباحث وألزمها فأشهرها الصحيحة الرجل معجزات أماإنه ويقال الشفاء، مختصر وهو النجاة وكتاب والطبيعيات، الإلهيات في الشفاء كتابالمشرقيين، منطق وكتاب إليه، الإشارة سبقت الذي الجوزجاني تلميذه فأتمه ناقصا تركهطفيل وابن الجوزجاني وأثبته المشرقية، بالحكمة المسمى الكتاب من جزء أنه ويرجحالشيخ وكان المشرقية، الفلسفة باسم وتارة المشرقية الحكمة باسم تارة رشيد وابنلأنفسنا إلا لنظهره جمعناه ما «إننا عنه: ويقول العلية به يختص أن يريد الرئيس«متعلمو ألفها التي المشائين آراء بعض به وينقض أنفسنا.» مقام منا يقومون والذينبمصر منه طبع وما ا. تام يوجد لا الكتاب ولكن فهم» وقلة غفلة عن ألفا اليونانيين كتب

منحاه. على الدلالة في كاف وهو المنطق على مقصور

15

سينا ابن

في قسم قسمان: وهو «الإشارات»، كتاب سينا ابن يدرس لمن الكتب ألزم ومنالتطويل. دون الإلمام يطلب من به يستغني وقد الإلهيات، في وقسم المنطق

والفقه الحكمة من شتى أغراض في كثيرة ورسائل وقصص عجالات ذلك غير ولهالمكتبات في مخطوطا بعضها يزال ولا منها الكثير طبع والأدب، والتصوف والرياضياتالنفس وقصيدة يقظان، بن حي وقصة الطير قصة جميعا وأشهرها والأوروبية، الشرقيةوإدراكاتها، الإنسانية القوى وفي الأخلاق، وفي والمعاد، المبدأ وفي والقدر، القضاء في ورسالةوفي العشق، وفي الرموز، وتأويل النبوات إثبات وفي الحدود، وفي العلوية، الأجرام وفيهذه من المطبوع على الحصول العسير من وليس بالفضاء، الأرض وقوف وفي الزيارة،

والعجالات. والقصص الرسائل

لمريديه، سينا ابن علمها التي الطبية المعارف عمدة هو القانون فكتاب الطب في أمامن ضاع فيما فضاعت فيه يثبتها أن نوى ومعالجاته تجاربه في ملحقات له وكانتالمبالغة سنة على الكتاب هذا أمر جرى وقد الفرار. ورحلات الجيوش غارات بين أوراقهابن في القدرة اعتقدوا كيف رأينا فقد الدهماء فأما السواء. على والخاصة الدهماء بينقرون أربعة الطب مرجع جعلوه فقد الخاصة وأما موتها، بعد الجسوم إحياء على سيناالأبيض الورق يساوي لا إنه الأندلسي الطبيب زهر ابن فيه وقال الأوروبية، الجامعات فيخير هو ما زمان في يكن لم كتاب أنه المبالغات هذه بين الحق ومقطع عليه. كتب الذي

والعلاج. الطب شئون في وأجدى منه

البيروني به فاتصل والتصنيف، بالتأليف أفاد كما الشخصية بصلاته سينا ابن أفاد وقدوكان الإنسان، بني تاريخ في ظهر عقل أكبر إنه الألماني: «ساخاو» الأستاذ فيه قال الذيالشأن ذلك وله سنا منه أكبر وهو — بعد فيما له تنكر وإن — المستفيد سؤال يسألهأمام الخير أبي بن سعيد أبو به واتصل المتأخرين. من الشهادة تلك عليه تدل الذيلاختلاف الجفوة بينهما تقع أن قبل المستفيد سؤال كذلك وسأله زمانه في المتصوفةعبيد أبو له وتتلمذ المشهور، الأخلاقي الفيلسوف مسكويه ابن ولقيه والمزاج، النزعةبن طاهر بن الحسن وأبو المعصومي الله عبد وأبو الكرماني القاسم وأبو الجوزجانياللاحق الجيل أبناء من وهو أساتذته من الخيام عمر وعده المرزبان، بن وبهمنيار زيلةمنهم وبقي والرياضيات، والطبيعيات الحكمة في النظر أصحاب من وكلهم … بجيله

محسود. مناضل متفوق كل يبتلى كما أكثرهم في ابتلي ولكنه ولائه على بقي من

16

والفلسفة الدولة

جميع من الحسد أسباب رزق لأنه محبيه، من أكثر الجملة على به المعجبون وكانالنشاط، عظيم بالنفس الاعتداد عظيم الشهرة عظيم الذكاء عظيم رجلا فكان نواحيه،وفيلسوف مشهور طبيب لأنه الرفعة مراتب اجتناب في له حيلة لا بالحياة، ممتلئاالمنازعات عصور في شأنه هذا كان ومن تركوه. لما والرؤساء الأمراء ترك فلو مشهور،للمغالبة زمانه وجبلة جبلته أعدته فقد وينازعوه، الناس ينازع أن من له مناص فلالا حيث ومن يشعرون حيث من الناس نفوس في الصفة هذه له فوقرت والمصاولة،واحترقت فيها، غلبه حتى يهدأ فلم باللغة عليه يتعالى نظير من كلمة سمع يشعرون:يدانيه ولا منها علمه بما لينفرد أحرقها أنه بخارى أهل روع في فوقع السامانية المكتبةبقول يعاملوهم أن المغالبة منهم يحسون من مع الناس ديدن زال وما علومه، بمثل أحدوقع جرم فلا … عشاءه» يجعلك أن قبل به «تغد أو يصرعك» أن قبل «اصرعه القائل:

خانوه! لأنهم يهلكهم، أن قبل يهلكوه أن غلمانه خاطر فيوفاته: بعد به يشمت حاسديه بعض قال

ال��م��م��ات أخ��س م��ات وب��ال��ح��ب��س ل ال��رج��ا ي��ع��ادي س��ي��ن��ا اب��ن رأي��تب��ال��ن��ج��اة م��وت��ه م��ن ي��ن��ج ول��م ب��ال��ش��ف��اء ن��ال��ه م��ا ي��ش��ف ف��ل��م

في قيل كما محبوسا مات أنه يريد أو القولنج، يعني الحبس» «بداء مات أنه يريدنسي ولو لحاربوه، سالمهم لو فإنه الرجال معاداة في سينا لابن حيلة ولا الروايات، بعضالشيخ به امتحن ما ببعض امتحن غربي ناقد قال كما كلاب، أنهم نسوا لما أسد أنه

الرئيس.

الفلسفة مشكلات (2)

المشكلات بتلك نلم أن المقام يستدعينا الفلسفة مشكلات في سينا ابن بآراء نلم أن قبلعليه. المتقدمين مذاهب في بها حلت التي بالتفسيرات نلم ثم

موضوعاته مثل إلى سينا ابن سبقوا الذين أولئك بهم ونعني عليه» «المتقدمين ونقولبها يحيط أن من أكثر جميعا الفلاسفة مذاهب لأن واعتقاده؛ تفكيره في أثر لهم وكان

الإجمال. قبيل من ولو واحدة، عجالة في الإحصاءعادة تنقسم ولكنها … الفلاسفة من نبغ ما بقدر الفلسفية المذاهب من العالم ففيالعالم مادة أن أصحابها يرى التي وهي المادية؛ الفلسفة قسم وهما: شاملين قسمين إلى

17

سينا ابن

أن أصحابها يرى التي وهي الإلهية؛ الفلسفة وقسم خارجها، من يدبرها عمن غنى فيحركتها. منها تستمد مادية» «غير عاقلة قدرة عن تستغني لا المادة

الثنائية المادية مذهب هو الإلهية الفلسفة مناقضة في إمعانا المادية المذاهب وأشدعلى مشتملة بذاتها متحركة قديمة المادة أن في يتلخص الذي Dialectical Materialismقوانينها ومن … فيها المستكينة الطبيعة حسب والعقل الحياة منها تنشئ التي العناصرالدائمة، المغالبة لهذه انقطاع بغير ضده على منها ضد يتغلب ريثما فيها الأضداد اجتماعالعقل ينشأ كما الحياة فتنشأ «الكيفية» الصفة إلى تتحول فيها «الكمية» الصفة وأنالأنواع من النبات أنواع بعض تظهر كما طفرة وإما التدريج على إما التحول، هذا منوهي إلا قط حالة توجد ولا الكمية، في التغير نتيجة وهي إلا «كيفية» توجد فلا الأخرى،وهذا عليه. تنطوي الذي النقيض منها ظهر إلا تمامها تبلغ فلا يناقضها، ما على تنطويتفسير كذلك وهو تشبهها، لا التي العمياء المادة من الحياة ظهور تفسير هو عندهمنحو أي المتقدم. النحو على والكيفيات الكميات فيها تطورت كلما الحياة في العقل ظهورتعبيراتهم ومن الكيفية. صفات إلى الكمية صفات من والتحول والضد الضد بين الانتقالتقترن التي والمعنوية العقلية الخصائص هذه في يتجلى «عمقا» المادية للقوة أن المجازيةأساطين من Engels إنجلز فيقول الأولية، المادة في الدائم بالدور يؤمنون وهم بالحياة.من دهر في مداها منها دورة كل تستتم أبدية دورات في تتحرك المادة «إن المذهب: هذاالأعلى التطور فترة فيها تلوح دورة عدم: كأنها جانبه إلى الأرضية السنة تلوح الزمانإلى بالقياس صغيرا شيئا الذاتي الوعي يتوجها التي العضوية الحياة فترة بها ونعنيالمادة هيئات من خاصة هيئة كل فيها تكون دورة نفسه: الوعي وتاريخ الحياة تاريختركيبا كانت أو الحيوان، أنواع من نوعا أو حيوانا كانت أو سديما أو شمسا كانت سواءأبدا المتغيرة المادة إلا فيها يدوم لا دورة وانتقال: تحول في أبدا — كيميا انحلالا أو كيمياقسوة من ويبلغ الدورة هذه تتكرر ومهما … الأبدية والحركة الأبدي التغير ناموس وإلاحين، بعد تغرب ثم وأرضين شموس من فيها تطلع مهما أو والمكان، الزمان في تكرارهاعليه تتهيأ كوكب أو شمسية منظومة هناك أو هنا تبرز أن قبل الانتظار يطل مهما أوأحياء بينها تنجم أن قبل الخلائق من ينقرض أو ينشأ ومهما العضوية، للحياة البيئةهذا مع فإننا وجيزة، فترة إلى ولو بالحياة لها يسمح ملاذا لها وتجد بأدمغتها تفكرصفة تفقد لن وأنها هي، كما وأبدا واحدة أبدا تظل تغيراتها كل في المادة أن يقين لعلىوهي — المادة زهرات أرفع بزوال تقضي التي الحديدية الضرورة تلك وأن صفاتها، من

«… آخر زمان في أخرى كرة بميلادها تقضي بعينها هي — المفكرة القوة

18

والفلسفة الدولة

نتكلم ولكننا اختلافها، على المادية المذاهب أو الثنائية المادية على الرد صدد في هنا ولسناأمثال من الإلهية الفلسفة موقف نجمل أن فعلينا الماديين، غير من «إلهي» فيلسوف عن

الآراء. هذهالانتقال هي الحركة لأن مستحيلة؛ الأزلية الحركة بأن يقولون الأقدمون فالإلهيونالمكان. يوجد أو الحالة توجد الحركة فقبل حالة، إلى حالة من أو مكان إلى مكان منللحركة سابق المكان إن قيل وإذا الزمان. أو المكان في يسبقه سابق الأزل قبل وليس

الزمان. قبل زمان المكان إن نقول فكأنما الأولىعلى وسكتت حلا المشكلة جعلت قد بأنها الأضداد مسألة في الثنائية المادية على ويردالتعليلات وفي العقل رأي في المشكلة هي ما إذ عليه. السكوت يعقل لا خلف وهو ذلك،الحل هو التناقض كان إذا المشكلة هي وأين الأضداد! وقيام التناقض هي الفلسفية؟

المقبول؟والمادة. الروح تتقابل أو والمادة العقل يتقابل حين مفهومة الثنائية بأن عليهم ويردالتفسير. موضع لا العجب موضع هو فهذا طبيعتها، في لمادة ومضادة مادة تكون أن أماالحياة أن قدروا لماذا وهو: جواب من له بد لا سؤالا ينتظروا أن الثنائيين الماديين وعلى

فيه؟ ظهرتا الذي الوقت في تظهران الفكرية والقوةآلاف عشرة إن مثلا يقال الدورات. أو السنين من مقدار بمسألة ليست المسألة إنضعفها من بد فلا تكفي لا ألفا عشرين إن أو سنة، ألف عشرون فتكفي تكفي لا سنةمن أكثر أو مليونين أو سنة مليون من بد فلا تكفي لا سنة ألف مائة أن أو ضعفيها، أوالحياة ظهور وقت إلى الأزل منذ والدورات السنين عدد فإن يقاس. لا أو يقاس بما ذلك

الإحصاء. يقبل ولا إحصاء في يدخل لافي خاصة مسألة ولكنها والدورات، السنين من مقدار مسألة ليست إذن فالمسألةلا التي الخاصة هذه نسمي فكيف الآزال. أزل من كانت منذ فيها متأصلة المادة طبيعة

الميلاد؟ قبل ألف كذا سنة في إلا مثلا العقل أو الحياة بظهور تسمحالمادة وجود تقرير كان إذا المادة؛ قبل العقل وجود تقرير من الهروب هذا كل ولماذا

بالأضداد؟ التسليم إلى خطوة أول في ويلجئنا الإحالات هذه إلى بنا يصل العقل قبلالحركة هذه من فيها التقدم يطرد ثم الأزل منذ عمياء قوة المادة تكون وكيفمرتبة بلوغه عند الحيوان في العقل حركة ثم الحيوان حركة ثم النبات حركة إلى العمياءمطرد تقدم أنه ننكر أم سابق؟ عقل في هداية بغير مطردا تقدما هذا أيسمى الإنسان؟

والحياة؟ العقل بسبق القول من لنهرب

19

سينا ابن

الثنائيين الماديين شفاعة كانت وقد الأولون. قال كما يعطيه لا الشيء فاقد إنيحلها لا التي المشكلات يحلوا وأن المحسوسات عند يقفوا أن الخالق العقل أنكروا إذامجاوزة لأنفسهم يستبيحوا وأن حلا المشكلة يجعلوا أن أما والإلهيون، العقليونوجه على إلا مفهوم غير فذلك المستغربة والفروض الأبدية بالدورات ليقولوا المحسوساتبالعقل القول من أهبط بالمادة والقول الهبوط. أمكن كلما الهبوط الغرض أن وهو واحد،الحل وبدأنا دليل عليها يقوم لا التي المغيبات في تطوحنا ولو بالمادة إذن فلنقل …

الأشكال. نهاية هي التي بالأضداد

على الفلاسفة بين الخلاف يكثر التي العويصة المشكلات من تخلو لا الإلهية والفلسفةالمادية والفلسفة الإلهية الفلسفة بين الفرق ولكن وتأويلاتها. حلولها وتفصيل عرضهاوتركت الأشكال، بإقرار الأشكال تختم ولم الباب تغلق لم الإلهية الفلسفة أن هذا فيطريق أو الروحية الرياضة طريق أو التأمل طريق من الوصول يبتغي لمن مفتوحا الباب

والإلهام. للكشف الاستشرافوهي: الأربع المسائل هذه في تلخيصها فيمكن المشكلات هذه أما

العالم. وجود (١)النفس. وجود (٢)الشر. وجود (٣)

الإنسان. حرية (٤)

هو هل أخرى: وبعبارة يكن؟ لم أن بعد وجد هل العالم؟ وجد كيف فيسألون:العدم؟ من حادث

كلي وهو وعلا جل الله وجود مع العدم محل فأين العدم من حادثا كان فإذاالوجود؟

يتغير، لا قديم الله إن قديمة؟ أو حادثة بأحداثه قضت التي الإلهية الإرادة وهلهو لما أو أفضل هو لما يكون إنما حدوثها لأن الإرادة؛ حدوث حقه في يجوز فليس

الله. إلى بالنسبة ممتنع وكلاهما مفضول،فهل … شيء كل على بالقادر الله اتصاف ومعنى الإلهية القدرة في يبحثون ثمشيئا والممكن المستحيل يكون إذن المستحيل؟ على القدرة معناها شيء كل على القدرة

20

والفلسفة الدولة

يسأل إذن بالمستحيل؟ متعلقة غير القدرة تكون أم … مختلفان وهما العقل في واحدامن كانت فإن الشيء؟ طبيعة من أم الله مشيئة أمن الاستحالة؟ جاءت أين من السائل:فكيف آخر سبب من كانت وإن شاء، إذا يمحوها الاستحالة يثبت فالذي الله مشيئة

والموجودات؟ المعقولات في ويجيز يمنع الله إرادة غير شيئا العقل يتصوروتعالى سبحانه واتصافه الله بإرادة وحدوثه العالم لمسألة وجيزة خلاصة تلك

والمخلوقات. الخلق في تتجلى التي بالصفاتالأجساد؟ من جسد أم مجرد جوهر أهي عنها يسألون فهم «النفس» أما

هي الذي بالعرض فيه تحل وأين الجسد تدبر فكيف مجردا جوهرا كانت فإذاتفنى وهل فيه؟ تحل الذي الجسد وبين بينها الفرق فما جسدا كانت وإن عنه؟ منزهةالجماد؟ وأجرام الأحياء تتعرضأجساد كما والفساد وتتعرضللتحلل الأجساد تفنى كمامصيره أين وإلى الجنين؟ جسم يدخل متى المجرد: الجوهر عن السؤال إلى ويعودونوجدت مستقلة كلتاهما أو الوالد نفس من قطعة الولد نفس وهل جثمانه؟ مفارقة بعد

تأخير؟ ولا تقديم بلا القدم منذيسمى ما العالم في يوجد كيف يسألون: فهم العالم في ووجوده الشر مسألة أما

معانيه؟ اختلاف على ا شروجود إن قيل وإذا يأباه، عما منزه الله فوجود الله وجود من العالم وجود إن قيل إذاالمريد؟ بإرادة إلا كان إذا يكون ولا السواء على والشر الخير فيه فالعدم العدم من العالم

موجود؟ غير أو موجود الشر فهلغير أو صحيح الشر هل فيسألون: آخر وجه على المسألة يعرضون آخرون وأناسإذا كالأشرار الأخيار وهل يتفقان؟ لا نقيضان هما أو الخير يوافق هو وهل صحيح؟

يتناقضان؟ لا الشر وسر الخير سر إن قلناتعضل التي الفلسفية المسائل محض من هي فليست الإنسانية الحرية مسألة أماولكنها وراءه، ما إلى يتجاوزونه ولا موضوعها على البحث يقصرون الذين المفكرين علىأعماله على الإنسان حساب وبين بينها تربط لأنها الكبرى؛ الدينية الفلسفة مسائل من

والعقاب. الثواب من الدنيا الحياة في أو الأخرى الحياة في يستحقه وماما الدينيون: الفلاسفة يسأل ولهذا الأديان. جميع في مقرران والعقاب فالثوابوهل يريد؟ كما والشر الخير عمل في حر هو هل أعماله؟ في الحرية من الإنسان نصيبمسير هو كما أعماله في ا مسير كان وإذا الحياة؟ له خلقت من الحياة أعمال في حرا يكون

الثواب؟ له يحق كيف أو العقاب به يحيق فكيف وجوده في

21

سينا ابن

مذاهب في الإنسانية الحرية ومسألة وتعالى. سبحانه الله صفات من صفة العدل إنالدار في والعقاب الثواب وبين الإلهي العدل بين التوفيق مسألة هي الدينية الفلسفة

الدارين. كلتا في أو الآخرة

وعرض حياته في سينا لابن عرضت كما الإلهية الفلسفة لمشكلات سريعة خلاصة تلكعنهم مستقل رأي فيها له وكان تقدموه الذين الفلاسفة حلها وقد وأقواله. كتبه في لهاسينا ابن لفلسفة التقديم في كلها حلولهم تناولنا لو الشرح بنا ويطول الحلول. بعض فيبينهم كانت الذين الفلاسفة بحلول هنا نجتزئ فإنما الآراء، من عنهم به استقل وماوالفارابي وأفلوطين وأرسطو أفلاطون وهم والتعليم، التمهيد من وثيقة صلة وبينهالفصل هذا وسنتبع وفارس، الهند قدماء من المتفلسفة وبعض الإسماعيلية فرق وبعض

المشكلات. هذه في الفلاسفة هؤلاء حلول بإجمال

الفلسفة حلول (3)

مذهبا بينهم وضع من أول لأنه اليونان؛ بين «الإلهيين» الفلاسفة أكبر أفلاطون يعدالزمان. وفي المرتبة في لها سابقة المادة، على مقدمة «الفكرة» يجعل مفصلا

والمادة؛ الفكرة مسألة في البحث عالجوا الذين الفلاسفة بأول ليس هذا على ولكنهوبارمنيدس وفيثاغورس طاليس آراء فيه تقررت أن بعد الفلسفة عالم في نبغ لأنهعنهم وورثها الإلهية الحكمة محصول في بحصته منهم كل ساهم أن وبعد وهيرقليطس،المادة وأن موجود «الروح» أن يعرفون الفلسفة وطلاب أفلاطون فولد وتابعوه، أفلاطونعلى يبقى ولا يتغير «المركب» وأن ثابتة، حقيقة على تستقر ولا تتغير لأنها باطل غشاءالجسد وأن مختلفان، عنصران والروح المادة وأن … البسيط» «الجوهر غير واحدة حالةالدنيا وأن الروح، عالم وهو الكمال عالم إلى الخلوص وبين العقل بين يحول حجاب

انتهاء. بغير دورات تتبعها دورات في وتزول توجد بأسرهاوهو ومحاوراته، كتبه في عنه ورواه سقراط أستاذه من استفاده عما فضلا وهذا

والتلميذ. الأستاذ جيل في إليه وصلت كما الإلهية الفلسفة لنا تمثل واحدة طبقةولكنهم والاجتهاد، بالرأي الإلهية الحكمة في الأسبقون الفلاسفة هؤلاء تصرف وقدومصر النهرين بين من مباشرة اليونان تلقاها التي القديمة الديانات من جميعا أخذوامزيج وهي الصغرى، آسيا في «الأورفية» الديانة طريق من بها اتصلوا أو والهند! وفارس

22

والفلسفة الدولة

عناصر عنصرمن كل على تشتمل الأورفية الديانة لأن والمجوس؛ ومصر الهند ديانات منالمادة وبطلان الروحية الرياضة سيما ولا السابقة، الأسطر في لخصناها التي العقائدوهيرقليطس، وبارميندس طاليس به قال رأي لكل حية جرثومة ففيها الأرواح، وتناسخ

وأفلاطون. سقراط بعدهم به قال ثمنتيجتين من الصدد هذا في بالتنويه أحق هو ما كله المحصول زبدة في نرى ولاحركة كل ونسبة بالحركة الاستقلال عن وعجزها المادة بقصور الاعتقاد أولاهما، اثنتين:يحرك لأنه المغناطيس في روح بوجود «طاليس» قال حتى مصدرها، غير مصدر إلى فيها… والسماء الأرض وفي الإنسان في والمادية الروحية بالثنوية الاعتقاد وثانيتهما، الحديد.إلى العصر ذلك من يونانية، غير أو يونانية فلسفة كل في داخلتان النتيجتين هاتين فإن

العصور. أحدثللمشكلات الحكماء حلول من حل كل من يلي فيما النتيجتين هاتين موضع وسنرى

أفلاطون. حلول مقدمتها وفي بعد، نلخصها كما الفلسفية

أفلاطون (1-3)

والله العالم

الآن نعرفها كما التوحيد فكرة أن والعالم الله في أفلاطون أقوال نلخص ونحن ننسى ولاهو كان وحده العالم وأن الفيلسوف، ذلك عهد على معروفة تكن لم الأديان عقائد فييجتهد وتفسير استخلاص فهو عداه ما وكل والخيال، والعقل الحس أمام الماثل الواقعالخرافية والكهانات الوثنية العقائد أثر من اجتهاده في يسلم ولا يراه، بما مجتهد كل فيه

المفكرين. وغير بالمفكرين يومئذ تحدق كانت التي العلمية والتقديراتوصفته كما الله توحيد عن واضحة فكرة أفلاطون من ننتظر أن إذن لنا فليسولا أخرى. تارة الآلهة وعن تارة الله عن يتكلم كان وإنما عصره، بعد الكتابية الأديانيقضي الذي العقلي، القياس قبيل من إلا جميعا الآلهة هذه يفوق واحد إله وجود يفرضالآلهة إله وهو يتعدد، لا واحد في العليا الفضيلة اجتماع ثم فالأفضل الأفضل بتفضيل

الأرباب. وربالأوروبية اللغات في شاع كما زيوس أو Theos ثيوس هو اليونانية في الله واسمأنها يزعم فهو الأصيل. أصلها في الله لفكرة إدراكه على يدل للكلمة أفلاطون وتفسير …

23

سينا ابن

بحاجة فالمادة اليونانية. اللغة في أتحرك» أو أجري «أنا بمعنى Theo ثيو من مأخوذةوهي أفلاطون، نظر في يخلقها من إلى بحاجة وليست الحياة ويعطيها يحركها من إلى

الله. إلى بحاجة ثم منوالأرضين. السماوات في نراه الذي النظام هذا إلى ومخرجها المادة محرك هو فاللهوالإدراك الحركة المادة منه تستمد عقلا يوجد بل مادة يوجد لا — عقل لأنه — والله

الكمال. معارج في به وتندفعالذي الشر وإنما الخير، إلا يخلق ولا الخير، إلا منه يصدر فلا محض خير واللهوهي المادة نقص ومن المخلوقة، بالأرباب تسمى التي الأرباب خلق من الكون في يقعمنحها جواد منعم الله لأن المجرد؛ العقل مرتبة إلى أو الكمال، مرتبة إلى الارتفاع تحاولمن اتجهت كلما متسامية صاعدة أبدا وهي إليه، اشتياق في أبدا فهي الكمال. إلى الشوق

التجريد. إلى التجسدمتغيرة. باطلة بظواهرها وهيخالدة. صحيحة بحقيقتها وهي

طريقته على بها يميز لأنه الأفلاطونية، الفلسفة لباب لب هي «الحقيقة» وهذهتتمثل ولا للعقل تتمثل التي «المعقولة» والموجودات الحس موجودات بين الخاصة

للإحساس.للحقيقة محاكاة أو باطل وهم أفلاطون رأي في فهو الحس عليه يقع ما فكل

المستورة. المعاني من معنى لإبراز محاولة أو الخفية،وهذه ذابلة، الشجرة وهذه مثمرة، الشجرة فهذه نراه: الذي الشجر هذا ذلك ومثالنقص فيه منها وكل قاصرة، وهذه سامقة، وهذه يابسة، الشجرة وهذه خضراء، الشجرةعالم في هي المثالية؟ الشجرة هذه هي فأين فيها، نقص لا التي المثالية الشجرة عنتصيبه ولا التبدل يعتريه لا صحيح وجود لها التي وحدها وهي العقل. عالم في أو المعنىوتزول وتتبدل المحسوسة الأشجار تحكيه الإلهي العلم في قائما يزال ولا الزمان عوارض

والزوال. التبديل عن منزه وهوتعرف وقد المثل، أو بالصحائح أفلاطون يسميها التي هي المعنوية الحقائق وهذهالموجودات هذه وهي Particularsالجزئيات وتقابلها Universalsبالكليات المناطقة عند

أفلاطون. رأي في الباطلةتلاميذه، إلى تقربها التي والأساطير بالأمثلة آراءه يعزز أن أفلاطون عادة ومنمقيدون وهم الناس فيه يقيم بكهف وموجوداتها وحقائقها للدنيا المثل يضرب فهو

24

والفلسفة الدولة

الكهف خارج من الظلال تعكس نار ووراءهم عنه، يتحولون لا جدارا فيه يستقبلونالجزئيات هذه أو الموجودات هذه هي الجدار على يرونها التي فالأشباح الجدار. ذلك علىفلن الصحيحة الصور أما … تحكيها كانت وإن بها، هي وليست الحقيقة تحكي التيومعنى النور. إلى منه وخرج الكهف ذلك قيود من نفسه أطلق إذا إلا الناظر يراهافإذا لها، المحاكية أشباحها إلا الحقائق من نرى لا الجسد كهف في محبوسون أننا ذلكتتوقف لا التي الخالدة الحقائق فهناك المجرد» «العقل عالم إلى الحبس ذلك من خلصناالأشباح يصيب كما والتبديل النقص يصيبها ولا الزمان، عوارض تمسها ولا المكان على

الظلمات. في المطوي الجدار على المتراقصةالمعلومات يدرك الذي الفهم من قدرا أرفع الحقائق هذه يدرك الذي المجرد والعقلأقرب إحداهما نفسان هما أو الإنسان، في واحد عقل لا عقلان فهما للأجساد، الملابسة

التجسيم. إلى أقرب والأخرى التجريد إلىالصحائح بوجود القول ومفارقات الرأي هذا نقائض أفلاطون على تخف ولمتقل لا مناقضات محاوراته بعض في إليها وجه فقد المادية، الأجسام عن بمعزل المجردةفي الفكرة أن يري ولكنه رأيه. خصوم بها هاجمه التي المناقضات عن وإقناعها قوتها فيتطبيقها تعذر وإن المادة، وعالم العقل عالم بين العلاقة لتفسير كافية صحيحة أساسها

المحسوسات. فيه تنحصر كما وعينا في تنحصر لا المجردات لأن الأحوال، جميع فيتتفاوت التي المادية المحاولات هذه جميع خلق الله أن أفلاطون مذهب في وليسالملائكة كأنها والإنسان الله بين وسطى بأرواح يؤمن ولكنه والجمال، الخير مراتب فيبالإله التشبه إليها وينسب Demiurges الصانعة الأرواح ويسميها الكتابية الأديان فيالسيارة الكواكب تعمر الأرواح أن يرى وهو والجمال، الخير خلق في الصمد الواحدكان وإنما مستدير، كله الكون لأن الدوران تتوخى وأنها المنتظمة، أفلاكها في وتحركهاهي المستديرة والكرة أجزاؤه. تتشابه لا الذي أو المتنافر من خير المتشابه لأن مستديرا

الأجزاء. بتشابه الأشكال أوفىهو أو للأبدية، محاكاة هو «الزمان، بأن يقول فأفلاطون حدوثه أو العالم قدم أمالا المحدود، والأجل التحيز عن منزه سرمد فالله المخلوقات، منزلة إليها تسمو التي الأبديةللمخلوقات شاء قد — وإنعامه بكرمه — وهو زمان. ولا له مكان ولا آخر، ولا له أولوالفناء، الدثور من يعصمها أن وأحب الدوام لها فأراد الكمال، صفات في به تتشبه أنيخلعها لا فهو وعلا، جل صفته الأبدية دوام لأن «الأبدية» دوام عليها يخلع لا ولكنه

25

سينا ابن

ترتقي دوام أكمل لأنه الزمان دوام فأعطاها عليه. المنعم إلى بها المنعم من تنتقل لا وهييظهر هذا ومن مخلوقاته. جميع بهما فشمل معا، والزمان الفلك وأبدع المخلوقات. إليه

الزمان.» من وأقدم الفلك من أقدم الفلاسفة يسميها كما الهيولى أو الأولى المادة أن

النفس وجود

في أو المعنى أو العقل عالم في وجدت تقدم: كما أفلاطون رأي في موجودة فهي النفس أمايحجبها ولا بالتذكر الحقائق تعرف فهي فيه. القول أجملنا الذي والمثل الصحائح عالمبسيط جوهر لأنها تموت لا خالدة وهي والشهوة، الحس وضلال الحسد حجاب إلا عنهاتفارقها ثم الجسدية حياتها في المادة تلابس ولكنها المركب، الجسد يتحلل كما يتحلل لاالتي المادة بمصير مقدور ومصيرها والأرواح، والملائكة الأرباب بين لتعيش عليين إلىحقير، مخلوق أو حشرة أو حيوان جسم إلى صارت الجسد مادة مع هبطت فإن تلابسها،والكمال. الخلد عالم إلى وعادت الأعلى، الرفيق إلى صعدت الجسد مادة عن ترفعت وإنالموجودات من ثالث طراز أنها الروح عن أو النفس عن أفلاطون كلام من ويبدوفتعقل الجسدية. حياتها في كليهما مع تشترك لأنها المحسوسة؛ والموجودات المعقولةالرفيعة والأحاسيس العليا كالخوالج الحيوية الوظائف أداء في الجسم مع تعمل ثممن مختلفة أماكن المختلفة الوظائف لهذه أفلاطون يجعل وقد الجثمانية. والشهواتالمشتهية والنفس الصدر، في الحاسة والنفس الدماغ، في العاقلة فالنفس الإنسان. بنيةثلاثة، عناصر إلى منقسمة أنها أو ثلاث نفوس النفس أن هذا من يفهم ولا الأحشاء. فيالمحسوسات عالم في تعمل كما المعقولات عالم في تعمل لا النفس أن منه يستخلص وإنمافي اختلاف فهو الآخر. بعضها في بها تلتقي لا بقيود بعضها في تلتقي لأنها والمشتهيات،النفس في الرأي هذا بين وليس صغير، أو كبير بعائق أو عائق بغير التجرد على القدرة

كبير. فرق فيها البراهمة رأي وبين

الشر وجود

تشرئب التي ومحاولتها قصورها في المادة ضرورات من ولكنه موجود الدنيا في والشروكأنما الخير، إلا عنه يصدر ولا الخير إلا يخلق فلم الله أما وأعلى. أكمل هو ما إلى بها

26

والفلسفة الدولة

ويسمو يحركها لما معارضة بذاتها قاصرة لأنها أفلاطون عند فيها طبيعة المادة قصورالضرورات تبطل لا الله إرادة أن الموضوع هذا في أقواله من يبدو وهنا طبيعتها. على بهافإذا والتنزيه. والعدل الحق عالم من عليها تضفي بما والكمال الخير إلى تقربها ولكنهاالأمر سبب كان وإذا وحيه، عنه فيتلقى إليه يوحي فالله العقل عالم من الأمر سبب كان

والفساد. والشر العناد ومنه للعقل، معارض فهو المادة عالم أو الضرورة عالم من

الإنسان حرية

ومسألة الإلهي العدل مسألة بين يقرن لا أفلاطون أن الآراء هذه فحوى من وواضحبالأديان المؤمنين من والقدر القضاء مسألة في الباحثون يفعل كما الإنسانية الحريةونقائض المادة ضرورات من يصيبه بما الإنسان يظلم الله أن يرى لا لأنه الكتابية؛على بالغلبة ويطهره الغليظة المادة على ويعينه والجمال الخير يعطيه بل الأجساد،المتلبسة النوازع على بها لينتصر المجردة النفس له ويهب وضروراتها، ونزواتها شهواتها

الجسوم. ونقائض بالتجسيم

أرسطو (2-3)

وفلاسفة اليونان فلاسفة وأكبر تلاميذه أكبر بل أفلاطون، تلميذ أنه أرسطو عن والمعروفالأفلاطوني التفكير لنمط مقابل نمط أنه المحدثين بعض ويرى مدافع. غير القديم الزمنجملة بين التفرقة به أردنا إذا صحيح رأي وهو أخرى. تارة به ويتم تارة يتممهإذا ولكنه والموضوعات. المباحث جميع في الأفلاطونية الأفكار وجملة الأرسطية الأفكارالقطبين بين التقابل سيما ولا التقابل من المبلغ هذا يبلغ لا الإلهية الفلسفة على قصرناهموحدة أستاذه وعند أرسطو عند الإلهية الفلسفة إن نقول أن نستطيع لأننا المتعارضين؛التلميذ جانب في والاعتقاد الخيال في ونقص المنطق في زيادة مع الآفاق موحدة الأساسالشر ومسألة والروح العالم في رأييهما بين المقارنة من المشابهة هذه لنا وتثبت الكبير،

الإنسانية. الحرية ومسألة

27

سينا ابن

العالم

محرك إلى تحتاج ولكنها موحد إلى تحتاج لا الهيولى أن أفلاطون يرى كما يرى فأرسطوغير بالبرهان قدمها إثبات كان وإن قديمة وأنها حركاتها، جميع أسباب إليه ترجع

مستطاع.إلى وهكذا غيره، محرك من المحرك لهذا بد ولا محرك، من لها بد لا والمتحركاتالماضية. الأسباب في والتسلسل الدور إلى يستقر لا العقل لأن العقل لديها يستقر نهاية

الاستقرار؟ لديها يحسن التي النهاية هذه هي فمافهي تقدم. كما قبلها حركة تستلزم الأخرى الحركة لأن أخرى، حركة ليست إنهاتحول أو بالكمية تحول أو بالكيفية تحول الحركة لأن يتحرك، ولا غيره يحرك شيء إذنأو الأول الكائن حق في يجوز الذي بالأمر الحركات هذه من حركة وليست … بالمكان

الأولى. العلةالكل تسبق الأجزاء لأن متجزئ؛ غير واحدا يكون أن عقلا ينبغي الأول فالكائنلأن مادة تشوبه لا محضا يستوفيه، خارجه من شيئا ينتظر لا لأنه كاملا منها، المتجمعأن بد لا جميعا البدايات لأن نهاية أو بداية بغير قديما يحركها، من إلى تفتقر المادة

إليه. تنتهيالكائن أن يزعم حتى الإلهية الحقيقة تصور في النحو هذا على أرسطو ويستطردالعلم بعد يأتي بالكلية العلم لأن والجزئيات. بالكليات عالم غير — الله أو — الأولعقله هو الله علم ولكن متفرقات، أوقات على أجزاء يقع بالجزئيات العلم ولأن بالجزئيةشيء إلى حاجة بغير المطلق الكمال إلا إذن يعقل لا لأنه العليا السعادة وهو لنفسه،غير الله أن أرسطو عند النحو هذا على التفكير تسلسل ويقتضي المعلومات. من يستوفيه

… وافتقار فاقة والطلب تردد الاختيار ولأن وطلب، اختيار الإرادة لأن مريدمن أقدم أنه هذا من يفهم لا ولكن الهيولى، لحركة الأولى العلة هو الأول الكائن وهذاالعقلية فالنتيجة المعقولات. بين السبق يكون كما بالذات منها أقدم بل بالزمان الهيولىالزمان لأن زمان في يخلق لا كله والعالم الزمان. في بعدها تخلق لا ولكنها المقدمة تليوإنما الزمان، قبل زمان أنه ذلك معنى لكان العالم قبل وجد ولو العالم، قبل يوجد لا

مقترنان. والحركة فهو العالم حركة مقياس الزمانشرح يقتضينا وهذا إليها، يسعى التي وقبلته العالم غاية لأنه العالم يحرك واللهفاعل و(٢) الكتاب، في كالورق الشيء مادة (١) أربعة: وهي أرسطو مذهب في الأسباب

28

والفلسفة الدولة

كتابا تجعله التي الكتاب ماهية وهي الشيء صورة و(٣) الكتاب، مؤلف وهو الشيءالكتاب يوضع أجلها من التي وهي الشيء غاية و(٤) الكتاب، اسم عليه يطلق لا وبغيرها

والاطلاع. والتعليم القراءة هي أوعلة هو والله النهاية، في جاءت وإن الأسباب هذه أهم هي أرسطو عند والغايةهذا في وتتحرك وتشتاقها، وتنشدها إليها تسعى التي غايتها هو لأنه الأولى الموجودات

الكمال. درجات في المترقية الصور إلى الهيولى من السبيلحركة. فهو وجود فكل

الله. إلى حركة فهي حركة وكلذلك من يفهم ولا الصورة، إلى الهيولى من المادة انتقال هي أرسطو عند الحركة لأنالصورة أن منه يفهم بل الهيولى، بغير توجد الصورة أن أو صورة بغير توجد الهيولى أنصورة لا أنها إلينا يخيل التي الخسيسة الجمادات مرتبة إلى تنزل حتى المادة في تسفليخيل التي الكائنات مرتبة إلى ترتقي حتى بالهيولى تعلو الصورة وإن الإطلاق، على لهاله فالخشب آخر. لشيء مادة شيء صورة كانت وربما الإطلاق على لها مادة لا أنها إلينا

التمثال. لصورة مادة نفسه هو ولكنه الأخرى، الجمادات صور من تميزه صورةالتي «المحض» الصورة هو الله لأن الله؛ من اقتربت الصورة في المادة ارتقت وكلما

بحال. الهيولى بها تمتزج لاالعالم. يريد لا فالله

منه. اقترب كلما الكمال إلى ويرتفع إليه، يحتاج لأنه الله يريد الذي هو العالم بلإليه ويرتفع الأول العقل إلى فينجذب «عاقل» فهو الكمال طلب إلى متحرك وكل

عقول. لها تكون أن الكواكب في لزم ولهذا فيه، المكنون بالشوقصورة فليست الصحيح. معناها على أرسطو يريدها كما الصورة نفهم أن ويجبيعرضه الذي الشكل هي ولا الشمسية الصورة لنا تعرضه الذي الشكل هي مثلا الإنسانمن يميزه أو المادة من يميزه الذي الإنسان تركيب كل هي ولكنها المنحوت، التمثال لناوصف عنه يزول وبغيرها إنسانا بها يصبح التي «ماهيته» هي أو الأخرى، الموجودات

الإنسان.بأقوى ليست إنكارها في براهينه كانت وإن الأفلاطونية «المثل» أرسطو أنكر وقدهذا في لأرسطو برهان أقوى كان وربما وشارحها، الفكرة صاحب أفلاطون براهين منمثل إلى لا متعددة عليا أمثلة إلى يحتاج وتقسيماته أجناسه باختلاف الشيء أن الصدد

29

سينا ابن

مثاليا إنسانا أو مثاليا حيوانا أيكون يكون؟ ماذا الفيلسوف للإنسان الأعلى فالمثل واحد.المثال يكون وكيف يحكيها؟ التي المثاليات آخر إلى مثالية، مادة أو مثاليا فيلسوفا أوهذا أن ومع بكيانه؟ مستقلا يجعله بما يخصص لا عام أنه مع للتعيين قابلا أو معينامشابه وهو مستقلا شيئا يكون كيف بالكيان، المستقل الخاص وبين بينه الفرق هو

الأشياء؟ لجميععن تستقل التي «الصور» في ووقع الأفلاطونية «المثل» من هرب أرسطو أن علىعنده كلاهما بل الصورة، تخلق لا والهيولى الهيولى تخلق لا «الصورة» فإن … الهيولىالمشكلة من يخرجه وليس الالتقاء، هذا بعد العقل فيتصورهما بغيره يلتقي موجودبأنها المصورة الهيولى ووصفه بالقوة موجودة بأنها لها، صورة لا التي «الهيولى» وصفه

معدومين. غير موجودان حال كل على فإنهما بالفعل. موجودةفاستفادت الحركة، «الهيولى» أعطى الله أن أرسطو عند العالم مسألة وخلاصةبرزت كلما الهيولى فتختفي الكمال معارج في بالصورة ترتقي الحركة تزال ولا الصورة،يوشك حتى الأولى، المادة أو الهيولى فوضى فيها توارت كلما الصور وترتقي الصورة.المتفرد الواحد الله هي المحض الصورة لأن تكونها؛ لا ولكنها محضا، صورة تكون أنيطلب لا لأنه يتحرك؛ لا الذي المحرك إنه فيه ويقال الحركة عن يستغني ولهذا بالكمال.

الأعلى. المثل له فإن أعلى، صورة بالحركةالله غير أخرى «جواهر» وجود يستلزم أرسطو أن هنا نذكر أن اللازم ومنننتهي أن بد فلا المتحركة، الأجسام من أكثر الحركات لأن تتحرك؛ ولا غيرها تحركفي يعتمد وهو الأعلى، الفلك في ثابتة محركات إلى يفهمونه كانوا كما الفلك بحسابإذ الفلسفة. إلى العلوم أقرب الفلك علم لأن زمانه في المعتبرين الفلكيين على القول هذاالحساب كعلماء الرياضيون أما تفنى. لا ولكنها الحس يتناولها جواهر في يبحث كانوهو الفلكيين بعض أقوال ومن عنها. يبحثون جواهر علومهم في فليست والهندسةقول في تنقص ولكنها وخمسين، خمسة الفلك في الثوابت تبلغ Eudoxuis يودكسسالجواهر تلك بعض إلى الأفلاك بعض يضم لأنه … وأربعين سبعة إلى Callipusكاليباس

السماوية.

30

والفلسفة الدولة

النفس

«ماهيته» للجسم تجعل التي هي الصورة لأن صورة، أو جوهر أرسطو عند والنفسصورة هي أو الإنسان جوهر هي فالنفس … الناطقة النفس بغير للإنسان ماهية ولا

الأخرى. الصور ذوات الأجسام من أو الهيولى من بغيرها يحسب التي الإنسانالقوة بها يعني إنه قلنا إذا أرسطو عند الصحيح باسمها النفس نسمي ولعلناوجسده الإنسان نفس بين ويقرن نفسا، وللحيوان نفسا، للنبات يجعل لأنه الحيوية؛من كسؤال عبث، واحد؟ هما هل والجسد النفس عن السؤال إن الروح: كتاب في فيقولالكتاب هذا في سخر وقد … واحد القالب فيه يطبعه الذي والشكل الشمع هل يسأل:جزء الأقل على أو منفصلان. رأيه في والجسد النفس لأن الأرواح وتناسخ فيثاغورس منالقوة ومعنى النفس معنى بين الترادف ويبدو … بهلاكه يهلك للجسد ملازم النفس منالقوة إلى الغذائية القوة من أرسطو: يرتبها التي الأربع النفس وظائف من الحيوية

التجريد. إلى وأقربها أرقاها وهي الذهنية القوة إلى الإرادية القوة إلى الحسيةالذهن إلى يتبادر الذي المعنى هو «فالعقل» الإنسان في الخالد الجوهر عن تكلم وإذاهالك محسوس جوهر ثلاثة: الجواهر أن مثلا فعنده الروح. أو النفس قبل كلامه منغيرها دون بالحركة إلا يتغير لا لأنه هالك غير محسوس وجوهر والحيوان، كالنباتأو الإنسان في الناطقة كالنفس بهالك ولا بمحسوس ليس وجوهر السماوية، كالأجسام

فيه. العاقل الجوهرالعقلاء، جميع في عام لأنه «الفردية» به تناط لا الإنسان في العاقل الجوهر هذا لكنويحب الخضر غيره ويحب الفاكهة هذا فيحب الجسدية بالميول أفرادا يختلفون فالناسالمجردة العلم وحقائق الحساب حقائق على يتفقون ولكنهم البقول، أو اللحم غيرهمابسيط، مجرد لأنه يزول لا باق جوهر فالعقل والزمان. بالمكان متباعدين فيها فكروا وإنأفرادا بعقلك ولا بعقلي ليس لأنه للعموم؛ إلا يكون ولا الناس، بآحاد يناط لا بقاء ولكنه

سواء. العقلاء جميع في العقل أحكام كانت إذ منفصلين،لأن الفعال؛ العقل من بقبس إلا المرتقى هذا الإنسان في العقل يرتقي لا هذا ومعإلى ذلك من يترقى وإنما منفعل أو قابل عقل الخارجي الوجود يدرك الذي الإنسان عقل

المعقولات. جميع مرجع وهو الفعال، العقل نحو بحركة الكليات أو المجردات إدراك

31

سينا ابن

الشر

بوجود إذن عليه اعتراض فلا الله ووجود العالم لوجود أرسطو تفسير هو هذا كان وإذاالعالم لحركة علة كان وإنما العالم، في الشر يضع لم الله لأن الله؛ لحكمة بمنافاته أو الشرصاحب وهو لقائه، إلى وتحركه المحب لاشتياق علة المحبوب يكون كما إليه بالشوقفهو الغاية، هو لأنه الكمال؛ إلى الصور وارتقاء الصورة، إلى الهيولى ارتقاء في الفضل

الموجودات. لارتقاء الأولى العلة

الإنسان حرية

التوفيق إلى تحتاج مشكلة أرسطو رأي في تصبح لا الإنسانية الإرادة أن الواضح ومنيقع ما يريد أن عن منزها أرسطو مذهب في نفسه الله كان إذ الإلهية. العدالة وبين بينهاالإرادة لأن أو شيء إلى يحتاج لا لأنه شيئا يريد لا فهو الإنسان، من يقع ما أو للإنسان

بالمكان. ولا بالكم ولا بالكيف لله حركة ولا وحركة، تغير

أفلوطين (3-3)

الأفلاطونية إمام أفلوطين هو سينا ابن مذهب في الأكبر الشأن لهم كان الذين الثلاثة وثالثأسيوط. بإقليم (٢٠٤م) للمسيح الثالث القرن أوائل في ولد الذي الحديثة،

المنطق ملكات أو الفلسفية العبقرية في وأرسطو أفلاطون طبقة من أفلوطين وليسبالفلسفة المشغولين بين واتساعه الأثر بعد في يفوقهما أو يضارعهما ولكنه والتفكير،مذهب في دخلت العناصرالتي جميع من فى أو مذهبه في أدخلها العناصرالتي لأن الإلهية؛يوم الدينية المباحث واحتدمت الفلسفية المباحث ختمت فقد أفلاطون. مذهب أو أرسطوالأديان. وفقهاء الفلاسفة لطوائف عرضت التي المختلفة المشكلات لحل أفلوطين تصدىوالأبيقوريين، الرواقيين فلسفة قبله ونمت أرسطو، ودرسمنطق أفلاطون، مع طمحفي وتعلم المسيحيين، الآباء مجادلات وسمع «العارفين».1 فلسفة عصره في وشاعتالضمائر تقلق حالة على وهي برومة وأقام الفارسية، البلاد إلى ورحل الإسكندرية

.Gnostics 1

32

والفلسفة الدولة

عناصر من حسبانه في فدخل الإيمان. عالم في القرار طلب إلى وتستفزها الإنسانيةلم ما الفكرية المقلقات من ولاحظ قبله، فيلسوف حسبان في يدخل لم ما الإلهية الفلسفةبين الشأن هذا لمذهبه فكان تقدمته. التي العصور في الروحانيون أو المناطقة يلاحظهالمسيحيون أو الإسرائيليون منهم سواء الأديان، جميع من الإلهية المسائل بتلك المشغولينطريق في به يلتقون لأنهم المفكرين؛ هؤلاء جميع بين الاتصال حلقة وأصبح المسلمون، أو

والفروض. الآراء بهم اتجهت حيثما واحدالتخصيص. على والعالم الله في مذهبه الجامع الملتقى هذا أمثلة ومن

العالم

ولكنه الأولى، والعلة المجرد العقل إلى به انتهت التي مقدماته في أرسطو مع يتمشى فهوالوجود وراء من — الأحد أو — الله أن فيرى والتجريد. التنزيه في بعيدة أشواطا يتجاوزهوكماله مكان، منه يخلو ولا مكان في يوجد ولا يوصف، ولا يعرف لا الصفات، وراء ومنصفة بإثبات نفهمه أن وهيهات عنه. النقص بنفي الفهم بعض نفهمه الذي الكمال هوإنه نقول أن نستطيع لا ولكننا هكذا، يكون لا إنه نقول أن نستطيع لأننا الصفات؛ من

يكون». «هكذاكما جسدها الروح تتجاوز حين والتجلي الكشف حالة في الإنسان به يتصل وقدإلى بعدها الإنسان يثوب فقد انقضت فإذا والتفكير، التأمل تقبل لا حالة ولكنها يقول،دونه، هو الذي «العقل» مقام إلى «الأحد» مقام من بذلك وينحدر ويفكر، فيتأمل عقله

المعقول. وفوق العقل فوق الأحد لأنمستغن لأنه ذاته؛ بغير يشغل لا أو«الأحد» الله إن أرسطو يقول كما أفلوطين ويقول

الاستغناء. كل بذاتهالعقل، عن النفس وصدور «الأحد» عن العقل صدور من نشأ فقد العالم أما

الأولى. المادة أو بالهيولى اتصالها في النفس عن المحسوسات وصدوروإن التأمل، هذا من «العقل» فكان وتأملها، ذاته عرف «الأحد» أن ذلك وتفصيلذاته يعقل ثم الوحدانية، مرتبة في دونه كان وإن مثله، أحد فهو الأحد يعقل العقلهذه أبدعت التي الخالقة القوة هو أو … «النفس» وهو دونه عقل لذاته عقله من فينشأ

المحسوسات.

33

سينا ابن

من ينتقل منه شيئا ويخرج ينقصه الجسم من الجسم صدور أن البديه ومنتجرده ولا تنقصه فلا العقل من الفكرة صدور أما بانتقاله. فينقص الآخذ إلى المعطيبحال نقص يعتريه لا الذي «الأحد» عن العقل صدور نفهم المثال هذا وعلى فيه، شيء من

الأحوال. منفتنسجم العقل إلى تتجه — أفلوطين عند الوجود في الثالثة المرتبة وهي — والنفسولهذا والتنزيه؛ التجريد عن فتبتعد «الهيولى» إلى وتتجه والتنزيه، التجريد مقام في معهعالم في وهي تتأمله، كانت لما التذكر سبيل على الصور عليها وتضفي الأجسام تخلققبل للمعقولات كالظلال وهي المحسوسات، فهذه المجردة. الصور عالم أو الكاملة القدرةما بالرؤيا يستعيد وهو الحالم كأطياف هي أو المحسوسات، عالم في النفس تبرزها أن

بالعيان. يبصره كانكلما الحقيقة من بعدا يزداد باطل غشاء وكلها وأحلام، أوهام كلها فالمحسوسات«الأحد» دون العقل فإن طبقة، دون طبقة بالهيولى اتصاله في وانحدر العقل من ابتعدطبقة بعد طبقة الموجودات تهبط وهكذا النفس، دون والمحسوسات العقل، دون والنفسسلب لأنها العالم؛ في الشر معدن وهي معها، نفس لا التي «الهيولى» إلى تنحدر حتى

الإيجاب. أو الإيجاد وهو الخلق: إلى أبدا يحتاج محض

النفس

منها صدرت التي الكلية كالنفس ولها الكلية، النفس من الفردية النفس صدرت وقدالمحسوسات إلى وباتجاهها صافية، إلهية الكلية النفس إلى باتجاهها فهي اتجاهات.يقول كما للجسد ملازمة أفلوطين عند النفس وليست شهوية. حيوانية والأجسادولا الفناء، تقبل فلا الأفلاطونية، كالمثل له سابق عنه منفصل جوهر هي بل أرسطو،النفس صدرت كما اضطرارا الكلية النفس من تصدر وهي المكان، أو الزمان يحصرهاالذي الهيولاني وللشوق العقل، ذلك في الإصدار لطبيعة مستجيبة الأول. العقل من الكلية

فالمعقولات. المحسوسات منزلة إلى بالهيولى يترفع

الشر

ولا تلابسها. التي والروحيات بالمعقولات تنزل سالبة لأنها «الهيولى» هو العالم في والشروالنفس العقل وبين بينها الملابسة وضرورة وقدمها الهيولى وجود مع الشر عن محيد

34

والفلسفة الدولة

أفلحت فإن شهواتها، وعلى عليها وتنتصر تجاهدها أن النفس وعلى أدوارها. من دور فيأخرى، مرة الجسد إلى عادت تفلح لم وإن مخلصة، خالصة الكلية النفس إلى عادتويجري الماضية. الجسدية حياتها في اقترفتها التي الذنوب على جزاءها مرة كل في ولقيتأمه قتل فمن قصاص. والجروح بالسن والسن بالعين العين سنة على بدقة دقة الجزاءوصمته من له وإبراء ذنبه عن تكفيرا ابنه ويقتله امرأة الجسدية الحياة إلى يعود مثلا

منها. يتطهر حتى الهيولى ملابسة تلزمه التي

الإنسانية الحرية

الهيولى. وملابسة الصدور يستلزمها ضرورة وجوده لأن رأيت؛ كما للإنسان حرية ولاالكشف، مرتبة إلى التأمل مرتبة من فيترقى الشهوات، بجهاد الضرورة تلك يقاوم ولكنهفتجزيه الكمال، ورضوان «الأحد» وحدة إلى العقل استجماع إلى الحس شتات من وينتقلبه قال وإن الاختيار، من لشيء بينهما محل ولا الانحدار. ضرورة عن الارتقاء ضرورة

الأحيان. بعض في أفلوطين

مواضعها في أفلوطين فلسفة راجع من كل يعرفها حقيقة إلى هنا التنبيه من لنا بد ولاالتي العناصر لكثرة التلخيص؛ على الفلسفية المذاهب أعصى مذهبه أن وهي المتفرقة،كتبا بعده يترك لم ولأنه التوفيق، على عصية وهي بينها التوفيق وحاول فيه دخلتعلى الأكبر تعويله كان إذ آرائه، من الغموض ومواطن نقائضه للناس تشرح مفصلةالأثر هذا قوة من بلغ فقد مريديه. وسير سيرته من يظهر ما على البالغ الشخصي أثرهوحطامهم وجواهرهم قصورهم باعوا إليه يستمعون كانوا الذين السراة من أناسا أنالسلطان هذا يجرب أن له وخطر والشهوات، المال غواية على وينتصروا به ليلحقواالجمهورية قواعد على فاضلة جمهورية وإقامة الحكم إصلاح في الساحر الشخصي

الإصلاح. في رجاء كل تخطى قد عصره في الحكم فساد أن لولا الأفلاطونية،مريديه لأن آرائه؛ وتفصيلات مذهبه للناس أبقى الذي هو الشخصي الأثر وهذامكتفيا تسميته عن يتورع كان من ومنهم ويذكرونه، أنفسهم ينسون كانوا وأتباعهلما الخصوص على منهم اثنان ولولا الأسماء، عن المنزه المعبود إلى يشار كما إليه بالإشارةوالإسكندر فرفريوس بهما ونعني العربية، قراء سيما ولا عنه كثيرا شيئا الخلف عرف

الأفروديسي.

35

سينا ابن

رمزا ملكا وسمي فتحرر، عبدا كان الذي الصوري» «ملك لقب فهو فرفريوس أمالأنه الأرجوان أو بورفيري باسم يداعبه الأول معلمه وكان … الاستعباد بعد للحريةوألف بالتاسوعات المسمى الكتاب في أفلوطين مذهب لخص الذي وهو الملوك، لباسأرسطو منطق دراسة في المشارقة عليه اعتمد الذي المرجع وهو المنطق في «ايساغوجي»آثاره من يعنينا فالذي الأفروديسي إسكندر وأما أفلوطين. أقوال وبين بينه التوفيق بعدالتاسوعات موجز وهو المسلمين، فلاسفة بين عرف كما «الثاؤلوجيا» كتاب المقام هذا فيوقد الإلهيات. في أرسطو كتب من أنه المسلمين فلاسفة بين المعتقد وكان الأخيرة، الثلاثخروجه في يتوقف بأنه وقال الإنسان، في الهيولاني العقل عن تكلم من أول إسكندر كانالقمر تحت ما على المشرف العقل وهو الفعال، العقل من مدد على الفعل إلى القوة منمن الصور تقبل التي بالهيولى له تشبيها بالهيولاني وسمي فيه، الإنسان عالم وعلىأن حتما منه يلزم لا النظام لأن قديم العالم انتظام أن الإسكندر رأي من وكان غيرها.

بالزمان. لا بالذات الله يسبقه وإنما نظام». «عدم يسبقه

الفارابي (4-3)

كما التلمذة من نوعا سينا ابن لهم تتلمذ الذين المسلمين الفلاسفة أول هو والفارابيالثاني» «المعلم وكان اليونانية. الفلسفة مضامين فهم في قرأ بما وانتفع له فقرأ تقدم،الدينية الحكمة مسائل أضاف لأنه بجملتها؛ الإلهية الفلسفة معضلات في له كاملا معلماوقد حسابه، في والوحي العقل بين التوفيق مسألة وأدخل المنطقية، الحكمة مسائل إلىفيها أحد جاوز ولا الفارابي بلاء أحد فيها يبل فلم الإسلام، في الحديثة المسائل من كانتالعقل سمى أنه توفيقاته ومن … كثيرون المجال هذا في اتبعه وإن إليه انتهى الذي مداهبالملأ العقول فيها التي الأفلاك وسمى بالملائكة، العقول وسمى الأمين، بالروح الفعال

الأولى. المثل هي الأزلية الله صفات إن وقال الأعلى،فلم عليها، غبار لا إسلامية فلسفة الفارابي فلسفة أن الثقات جلة عليه اتفق والذينخالها ولا ريبة، موضع ولا حرجا الفكري بالبحث المعنيين المسلمين جمهرة فيها ير

الأديان. من بغيره أو بالإسلام متدينا تغضب

36

والفلسفة الدولة

العالم

آراءه ويفسر العالم، خلق إنكار من — أرسطو وهو — الأول المعلم يبرئ الثاني فالمعلموالنبوات. بالله المؤمنون يرضاه وجه على قبل من لخصناها التي

وجوده يستلزم العقل لأن الوجود واجب الأول والسبب الأول» «السبب هو عنده فاللهبحال. ينفيه أن يستطيع ولا

الذي الأول السبب إلى وهكذا عليه، متقدم سبب له سبب وكل سبب، له شيء فكلباطلان. وهما والتسلسل الدور في وقعنا وإلا الأسباب. من سبب يتقدمه لا

لاختلف تغير أو تكرر لو لأنه يتغير؛ لا بسيط يتكرر، لا «واحد» الأول السبب وهذاالأسباب. جميع إليه انتهت وقد لاختلافه، سبب عن البحث ووجب

موجود. كل وجود علة هو الأول السبب هذامن له بد فلا متغير، متكرر لأنه الأول؛ السبب هو «العالم» يكون أن يمكن ولا

عليه. متقدم سببوجوده العقل يستلزم الوجود» «واجب قسم قسمين: إلى الموجودات تنقسم ثم ومنصفات بكل ويوصف وتعالى، سبحانه الله هو هذا أو الأول، السبب هو وهذا محالة، لاهو بل التعدد، يقتضي لا المتعددة النقائص نفي لأن التعدد؛ ذلك يقتضي أن دون الكمال

الكمال. معناها واحدة صفةالوجود إلى بالقوة الوجود من ينتقل ولكنه ممكن، ووجوده سبب، إلى مفتقر وقسم

الاعتبار. هذا على مخلوق فهو واجب، بسبب بالفعلدعاهم «ومما العالم: بخلق القول إنكار في أرسطو عن الظنة ينفي الفارابي قالزماني، بدء له ليس «الكل» أن والعالم السماء كتاب في يذكره ما أيضا الظن ذلك إلىذلك في فبين تقدم قد إذ كذلك؛ الأمر وليس العالم، بقدم يقول أنه ذلك عند فيظنونوعنه الفلك حركة عدد هو إنما الزمان أن والإلهية الطبيعية الكتب من وغيره الكتاببدء له ليس العالم إن قوله ومعنى الشيء. ذلك يشتمل لا الشيء عن يحدث وما يحدث،يتكون الذي الحيوان أو مثلا البيت يتكون كما بأجزائه فأولا أولا يتكون لم أنه زمانيحركة عن حادث والزمان بالزمان، بعضا بعضها يتقدم أجزاءه فإن بأجزائه؛ فأولا أولاالباري إبداع عن يكون إنما أنه بذلك ويصح زماني، بدء لحدوثه يكون أن فمحال الفلك،

الزمان.» حدث حركته وعن زمان، بلا واحدة دفعة إياه جلاله جل

37

سينا ابن

الفعل، إلى الإمكان من الإخراج هو الثاني المعلم رأي في الخلق يكون هذا وعلىزمان لا الذي الله علم في فهو بالقوة الوجود أما للزمان. مصاحبا بالفعل الوجود ويكونوالمتحركات. بالموجودات الزمان يقترن وإنما آخر، ولا له أول لا أبدي الله لأن مكان؛ ولااستحسن ولكنه الأول، المعلم كلام تفسير في الثاني المعلم من اجتهاد ريب ولا وهذاأرسطو تواليف من وظنه سماه كما الربوبية أو «الثاؤلوجيا» كتاب قرأ لأنه الاجتهاد هذاالأفروديسي. وإسكندر الصوري ملك وتفسير أفلوطين آراء من تقدم ما على وهو …في الربوبية في أقاويله في نظر «ومن قائلا: السابق الكلام بعد الفارابي استطرد ولهذافإن العالم. لهذا المبدع الصانع إثباته في أمره عليه يشتبه لم بأثولوجيا المعروف الكتابجل الباري أبدعها الهيولى أن تبين وهناك يخفى، أن من أظهر الأقاويل تلك في الأمر

«… ترتبت ثم سبحانه الباري عن تجسمت وأنها شيء عن لا ثناؤهجاء ثم الأفروديسي، إسكندر فيه وتوسع أفلوطين كلام من مستمد الحقيقة في وهذاسيما ولا — الدين وبين بينه يوفق ما عليه وزاد الأفروديسي كلام في فتوسع الثاني المعلمشرح من ويؤخذ الله. ملائكة من الفارابي عند هي التي والأفلاك «العقول» مسألة فيمسألة في اعتماد أكبر عليه اعتمد أنه الرواقي الفيلسوف «زينون» كلام لبعض الفارابي

العقول.أفلوطين ومذهب الحركة عن أرسطو مذهب بين جامعا الفارابي مذهب كان ولهذاالعاقلة النفس في الرواقيين ومذهب الأبدية «المثل» عن أفلاطون ومذهب الصدور عنوجودها، علة هو وهذا الله علم في الأشياء وجدت الأزل فمنذ … الأجسام في وانبثاثهاهو الأول العقل وهذا وجوده، من فائض عنه صادر الأول» «فالعقل يعقل وعلا جل واللهيعقد الذي العاشر العقل إلى المتوالية الأفلاك عقول بعده وتأتي الأكبر الفلك يحرك الذي

السفلية. والموجودات العلوية الموجودات بين الصلةالعقول هذه وجود وثانيتها الإلهي، الوجود أولاها مراتب: ثلاث إذن فالوجودالواحد عن الكثرة تعددت كيف نفهم هنا ومن الفعال. العقل وجود وثالثتها المتدرجة،

والمحسوسات. المجردة المعاني بين الصلة جاءت وكيف يتعدد، لا الذيوهي «الصورة» وتأتي الرابعة، بالمرتبة فهي الفعال العقل من النفس تصدر ثمالعالم في المادة جميعا وتتلوها الخامسة، بالمرتبة فهي المادة من وأشرف النفس من أقل

بالفعل. معدومة لكانت للصورة قبولها ولولا الموجودات، أخس فهي الأسفل

38

والفلسفة الدولة

الإنسانية النفس

هذه ومن بالأجسام، تتلبس جواهر وهي الفعال، العقل فيض من الجزئية فالنفوسيتلبس ما ومنها الملائكة، من وتحسب السماوية بالأجرام يتلبس ما النفسية الجواهرالمعادن، ودونها النبات، بأجسام ثم الحيوان، بجسم يتلبس وما الإنسان، بجسمالمركبة الأجسام مبادئ وهي والتراب، والماء والهواء النار وهي الأربعة والاسطقسات

والتراكيب. المواليد صنوف منها تتولد التيحياة ذي آلي طبيعي لجسم أول استكمال النفس «أن أرسطو مع الفارابي ويرى

عليه. العقل فيض من بالفعل حياة ذا يكون وإنما بالقوة»،الجسد. تمام فالنفسالنفس. تمام والعقل

العقل إلى الهيولاني العقل من يترقى الجسدية بالحياة العقل اتصال حسب وعلىالعقل من المجردة المعارف يتلقى الذي وهو بالفعل العقل إلى المستفاد، العقل إلى بالملكة

الفعال.يتساويان والحيوان الإنسان ويكاد والإحساس، الغريزة عقل هو الهيولاني والعقل

فيه.والمعارف الحسية التجارب من تحصل التي المعلومات عقل هو بالملكة والعقل

بالماديات. المتلبسةوفيض الفعال، العقل من نفحة وهو المجردة، الكليات عقل هو بالفعل والعقل

الله. من أو الأول، الوجود من متسلسلالمعرفة درجات في الارتقاء على والمثابرة له بالاستعداد العقل هذا إلى الإنسان ويترقىبالوحي المرتبة هذه إلى العقل يصل وقد الإلهيات. إلى الرياضيات إلى الطبيعيات منوتلك بالتعليم هذه الله: إلى طريقان والحكمة فالنبوة والأنبياء. الأولياء يصل كما والإلهام

بالإلهام.طلب إلى يحفزها الشوق لأن السفلية؛ العوالم هذه في سدى تترك لا والنفوسمن وبجاذب منها بدافع فترتفع إليها يجذبها العليا الكائنات جانب من واللطف الكمال،إلى الارتقاء يحب لأنه الصور جمع إلى ميالا الإنساني العقل كان وإنما العليا. العقولفي المفرقة الصور يعيد أن يحب الفعال العقل ولأن الفعال؛ العقل وهو الصور مصدر

فيه. وينبوعها منه مصدرها إلى الأجسام

39

سينا ابن

الموعود، والخلود المقيم النعيم هو فذلك الفعال العقل إلى بالفعل العقل رجع ومتىالصور بتجمع الواحدة النفس لذة تزداد كما مصدرها في بالتجمع النفوس لذة وتزداد… المرتقى هذا ترتقي فلا أبدا تنحط التي النفس أما معقولاتها. في المعاني وائتلافوالاعتلال. للبتر الإنسان يتألم كما يؤلمها بالانفصال دائم وشعور واصب عذاب في فهينزول بعده ليس الذي الأسفل الدرك إلى فتهوي الأجساد مع الإسفاف بها ينحدر وقدالذي هو بالقوة الوجود لأن متساويان؛ وهما بالقوة، الوجود أو بالقوة العدم نزول غيرهو قلت شئت وإن بالقوة معدوم هو قلت شئت فإن يوجد، ألا ويمكن يوجد أن يمكن

ويتساويان. موجود بالقوة

والشر الخير

الممكنات. فلك وهو — القمر فلك — الأدنى الفلك هذا تجاوز فيما شر العالم في وليسمن هي العليا والعقول الخير، غير ضرورة منها يصدر لا الواجبة فالموجوداتخير عنها يصدر ما فكل الوجود. بواجب متفاوت اتصال على لأنها الوجوبية الموجوداتفي النجوميين أقوال الفارابي ينكر وبهذا الرذيلة. تخالطه ولا الشر يشوبه لا محض

سوء. كل من ويبرئها ونحوسها، الكواكب سعودالموجودات هذه وهي فيها، وجوب لا التي الممكنات عالم في يكون فإنما السوء أمامن نقص في تزال فلا بعضا بعضها ويحد فيها، وتنغمس بالهيولى تتلبس التي السفلية

الحدود. هذهالقائلين فسبق المخلوقات، بين العدل تفسير في عجيبا منزعا الفارابي نزع وقد«فينبغي … تمايزوا إذا الناس إن فقال السنين، بمئات البقاء في الأصلح وحق بالتطوروالكرامة السلامة هي التغالب عليها يكون التي والأشياء ويتهارجوا، يتغالبوا أن ذلك بعدجميع تسلب أن طائفة كل يروم أن وينبغي هذه، إلى به يوصل ما وكل واللذات، واليسارالحال. بهذه واحد كل من واحد كل ويكون لنفسها ذلك وتجعل ذلك من للأخرى ماالأشياء وهذه السعيدة، وهي المغبوطة وهي الفائزة هي هذه على للأخرى منها فالقاهرةطبائع عليه لما تابعة وهي طائفة، كل طبع في أو الإنسان طبع في إما الطبع في التي هييقهر أن هو والعدل التغالب. إذن فالعدل العدل. هو الطبع في فما الطبيعية. الموجوداتبالوجود، القاهر وانفرد تلف أو هلك بدنه سلامة على قهر أن إما والمقهور منها، اتفق ماالأنفع هو ما وينفع القاهرة الطائفة تستعبده ومستعبدا ذليلا وبقي كرامته على قهر أو

40

والفلسفة الدولة

للمقهور القاهر فاستعباد به. ويستديم الغالب عليه الذي الخير به ينال أن في للقاهركلها فهذه عدل. أيضا هو للقاهر أنفع هو ما المقهور يفعل وأن العدل، من أيضا هو

«… الفضيلة وهي الطبيعي العدل هيالوجوب. عالم من لا الإمكان عالم من فالشر

يكون هذا ومع الحدود. فيه وتتزاحم النقص فيه يكثر الإمكان عالم لأن كذلك وهوإلى بالخير، أولى هو لمن الخير منه ويأتي والصلاح، للعدل سببا التغالب أو التزاحمالعارض الشر فينتفي المحض، العقل عالم أو «الوجوب» عالم إلى النفوس تخلص أن

الأصيل. الخير ويصمد

الإنسانية الحرية

مستلزماتها من لنا وتبين الفارابية، الفلسفة هذه في الحرية من الإنسان نصيب وضح وقدعلى وجوده من تنبثق التي والفيوض وبالصدورات الوجود بواجب مقترن الوجوب أن

اللزوم. وجهالعقل إلى يوحي الله بأن يؤمن لأنه والصلاة؛ بالدعاء يؤمن هذا على الفارابي ولكنفعسى مقدور. بقدر إليه تتجه التي العقول يصطفي وأن الصور يستجمع أن الفعالدعوات له حفظت وقد المقدور. القدر ذلك توجيه من والصلوات الرياضات تكون أنوعلوم الأغنياء وسعادة الأنبياء وكرامات البهاء حلل ألبسني اللهم …» بعضها: في يقولإخوان من واجعلني والفناء الشقاء عالم من أنقذني اللهم الأتقياء. وخشوع الحكماءإلا إله لا الذي الله أنت والشهداء، الصديقين مع السماء وسكان الوفاء وأصحاب الصفاءالجلال ذا يا الفعال العقل من فيضا امنحني والسماء. الأرض ونور الأشياء علة أنت.الحق أرني نعمة. من أوليتني ما شكر وأوزعني الحكمة بأنوار نفسي هذب والإفضال،طينة من نفسي هذب واستماعه. اعتقاده واحرمني باطلا والباطل اتباعه، وألهمني ا حق

«… الأولى العلة أنت إنك الهيولى

على نقصرها فنحن والمقابلات، الملخصات هذه من نتوخاه ما إلى التنبيه عن غنى في ولعلنااستقصاء شأنها من وليس غيرها، دون الإلهية الفلسفة مشكلات يتناول الذي الجانبالمجال بنا لضاق وإلا دراساته جميع في بصاحبه التعريف ولا أطرافه جميع من المذهبوالطبيعيات المنطق في كتب لأنه الصفحات؛ هذه في ودراساته الفارابي تلخيص دون

41

سينا ابن

العلم. في برع كما الفن في وبرع والسياسة، والأخلاق الطب في كتب كما والرياضياتأبكى، شاء وإن أضحك شاء إن كان وإنه القانون، واضع إنه للموسيقى إتقانه عن فقيلعلوم في الباع بطول الناس وبهر المتيقظين، أنام شاء وإن الهاجعين أيقظ شاء وإنابن عنهم الزعم هذا ونقل الأمم، ألسنة من لسانا بسبعين يتكلم زعموه حتى زمانهتحول يمنع ولا أصلا الكيمياء ينكر لا كان أنه العلمية نظراته عجائب ومن خلكان.

بالتركيب. تختلف واحدة مبادئ من كلها لأنها المعادن

وأبو الأشعري الحسن أبو وهم المسلمين بين الكلام علماء أكبر الفارابي عاصر وقدوالثالث سمرقند في والثاني العراق في الأول نشأة وكانت والطحاوي، الماتريدي منصورالقرن أوائل في جميعا المسلمين عم قد المنطقي بالبحث الاشتغال أن ذلك ومعنى بمصر،كان وربما والأقوام. الأقطار جميع بين وفقهاء، وفلاسفة ومتكلمين معتزلة من الثالث،وممكنة ضرورية إلى الموجودات تقسيم في المعتزلة تابعوا قد معا والمتكلمون الفارابي

الأشعرية. وقبل قبله به قالوا لأنهمأقوال لخصنا التي الفلسفية المشكلات تلك هو بينهم البحث موضع كان وقدسيما ولا الله صفات وهما منها: مشكلتين في البحث أكثر وكان فيها، المتقدمين الفلاسفةالأديان. أصحاب اصطلاح في والقدر القضاء مشكلة وهي الإنسانية الحرية ثم الكلام

بوجود القول وأن التركيب، تقبل لا الوحدة أن ويرون الصفات يؤولون فالمعتزلةوتعليق القدم، في وتعالى سبحانه له إشراك هو الأزل منذ الإلهية بالذات قائمة صفاتبين اختلاف على الصفات تلك أفعال تتجلى حيث والمكان الزمان بعالم الصفات لتلكبآثارها تتعدد إنها الصفات تأويل في ويقولون وحال، منها حال وبين وصفة منها صفة

التعديد. يقبل لا واحد لأنه بمصدرها تتعدد ولاعالم الله إن يقولون — المتكلمين بين يعرفون كما الصفاتية أو — الكلام وعلماءإلا للمريد ولا قدرة ذو أنه إلا للقادر ولا علم ذو أنه إلا للعالم معنى ولا مريد، قادرتعريف تقتضي ولكنها للذات شركاء العلم أو القدرة أو الإرادة فليست إرادة، ذو أنهبالذات، الأزل منذ وقيامها الصفات بتعدد يقولون إنهم ثم ومريد. وقادر عالم بأنه اللهصفة لا صفتان إذن والقدرة فالعلم بعالميته؟ يقدر أو بقادريته الله يعلم هل ويتساءلون:ليست بقدرة ويقدر ذاته، عن متميزا ليس علما الله يعلم وإنما المعتزلة يقول كما واحدةمجهولة والكيفية «معلومة صفات أنس بن مالك قول حد على وهي ذاته، عن متميزة

42

والفلسفة الدولة

«ليس وعلا جل لأنه الخالق وصفات الخلق صفات بين تشابه لا واجب» بها والإيمانمخالفته بينها تذكر أن فيجب صفاته ذكرت ومتى ملكه. في له شريك ولا شيء» كمثلهفي نعهدها التي الصفات على الإلهية الصفات هذه بقياس الاعتراض فيبطل للحوادث،

الموصوفات. سائرفي وقدر الأعمال، وخلق الاختيار له وخلق الإنسان خلق الله بأن المتكلمون ويؤمنفهو عليه. اعتراض لا وعدل نعلمها لا لحكمة والشر الخير من يكون ما علمه سابقالفرائضسمعي من الشرائع في ما وكل الأشياء. من شيء عليه يجب ولا شيء لكل الموجب

الأشياء. موجب صنع من نفسه العقل لأن العقل يوجبه ولا الله إرادة توجبهيجيزون المتكلمين ولكن لمحسوس، إلا تكون لا الرؤية لأن الله يرى أن المعتزلة ويمنعاتصال بغير يحصل العلم وأن العلم، من نوع الرؤية أن اعتبار على موجود كل رؤيةأنه المعتزلة فيرى الله، كلام في الطائفتان تختلف وكذلك والمرئيات. الرائي بين النوراللفظ بين فرقوا وإن الله، في الكلام كصفة قديم أنه المتكلمون ويرى بالألفاظ، مخلوق

الإلهية. الصفة تلك وبينبعض في — الأصح على — أو الأحكام، بعض في والماتريدي الأشعري ويختلفإلى أقرب كان الأشعري إن يقال: أن جاز مجملا فرقا بينهما التمسنا فإذا التعبيرات.السؤال: هذا جواب بينهما الفارق على ويدل التأويل. إلى أقرب كان الماتريدي وأن النصالإلهي، بالأمر يقولون وأصحابه والأشعري بالعقل، تقول فالمعتزلة الدين؟ وجب بماذا

العقول. تفهمه أمر وهو الإلهي، بالأمر يقولون وأصحابه والماتريديابن موطن إلى المتكلمين الأئمة أقرب كان الماتريدي أن نلاحظ أن هنا يفوتنا ولا

سنة. ثلاثين بنحو سينا ابن مولد قبل وتوفي سمرقند في مذهبه نشر لأنه سينا؛المعتزلة رأي إلى أقرب الصفات في رأيه فكان المباحث هذه في الفارابي اشترك وقدقدمنا كما لأنه الأشعرية؛ رأي إلى أقرب الإنسانية الحرية في رأيه وكان والفلاسفة،يقع الذي السفلي العالم عدا ما الموجودات، سائر إلى الأول الموجود من بالوجوب يقولعند الفعال العقل وليس الفعال، بالعقل صلة على ذلك مع وهو بالإمكان، الوجود فيه

الأمين. الروح أو القدس الروح غير الفارابيذلك وليس ذاته، عليه يخفى لا الأول «فالحق الفارابي يمنعها فلا الله رؤية أماالاستدلال، عن مغنيا لغيره تجلى فإذا ذاته، من كماله مشاهدة ذاته على فجائز باستدلال.عنها تعالى المباشرة جازت لو حتى الغير، لذلك مرئيا كان مماسة ولا مباشرة بلا وكان

43

سينا ابن

الإدراك هذا قوة يجعل أن الصانع قدرة في كان وإذا ذلك. غير أو مذوقا أو ملموسا لكانالقيامة يوم مرئيا تعالى يكون أن عن يبعد لم البحث بعد يكون الذي البصر عضو في

يشركون.» عما تعالى محاداة، ولا مسامتة ولا تكييف ولا تشبيه غير من

في أقوالها يسمع وهو بيته في نشأ لأنه سينا ابن نشأة في خطرها لها دينية فرقة وبقيتالباطنية أو الإسماعيلية فرقة وهي وأخيه، أبيه عن رواه فيما تقدم كما والنفس العقلرواها كما والعقل والنفس والعالم الله في أقوالها هي وهذه الفاطميين، إلى تنتمي التيفقالوا المنهاج، ذلك على كتبهم وصنفوا …» قال: حيث والنحل الملل كتابه في الشهرستانيولا قادر ولا جاهل، ولا عالم ولا موجود، لا أو موجود هو نقول لا إنا تعالى الباري فيسائر وبين بينه شركة يقتضي الحقيقي الإثبات فإن الصفات، جميع في وكذلك عاجز،المطلق بالإثبات الحكم يكن فلم تشبيه، وذلك عليه. أطلقنا التي الجهة في الموجوداتويقولون المتضادين. بين والحاكم الخصمين، وخالق المتقابلين إله هو بل المطلق، والنفيولما عالم هو قيل للعالمين العلم وهب لما قال: أنه الباقر علي بن محمد عن أيضا هذا فيوالقدرة العلم وهب أنه بمعنى وقادر عالم فهو قادر، هو قيل للقادرين القدرة وهبفي نقول وكذلك قالوا: … والقدرة بالعلم وصف أو والقدرة العلم به قام أنه بمعنى لاأبدع وفطرته: خلقه والمحدث وكلمته أمره القديم بل محدث، ولا بقديم ليس إنه القدمغير هو الذي الثاني النفس أبدع بتوسطه ثم بالفعل تام هو الذي الأول العقل بالأمروإما الطير، إلى والبيض الخلقة تمام إلى النطفة بنسبة إما العقل إلى النفس ونسبة تام،الزوج إلى والزوج الذكر، إلى الأنثى نسبة وإما المنتج، إلى والنتيجة الوالد، إلى الولد نسبةالكمال، إلى النقص من حركة إلى احتاجت العقل كمال إلى النفس اشتاقت ولما قالوا: …بتدبير دورية حركة وتحركت السماوية الأفلاك فحدثت الحركة، آلة إلى الحركة واحتاجتالنفوس واتصلت والإنسان، والحيوان والنبات المعادن من المركبات فتركبت أيضا، النفسالخاص بالاستعداد الموجودات سائر عن متميزا الإنسان نوع وكان بالأبدان، الجزئيةكلي ونفس عقل العلوي العالم وفي كله، العالم مقابلة في عالمه وكان الأنوار، تلك لفيضالبالغ الكامل الشخص حكم وحكمه كل، وهو شخص عقل العالم هذا في يكون أن وجبالناقص الطفل حكم وحكمها أيضا كل هو مشخصة ونفس النبي، وهو الناطق ويسمونهبالذكر المزدوج الأنثى حكم أو التمام إلى المتوجهة النطفة حكم أو الكمال إلى المتوجهوالعقل النفس بتحريك الأفلاك تحركت وكما قالوا: … الوصي وهو الأساس ويسمونه

44

والفلسفة الدولة

كل في والوصي النبي، بتحريك بالشرائع والأشخاص النفوس تحركت كذلك والطبائعوترتفع القيامة زمان ويدخل الأخير الدور إلى ينتهي حتى سبعة سبعة على دائر زمانلتبلغ الشرعية والسنن الفلكية الحركات هذه وإنما والشرائع، السنن وتضمحل التكاليفمرتبته إلى ووصولها به واتحادها العقل درجة إلى بلوغها وكمالها كمالها، حال إلى النفسمن والمطيع الشر من الخير ويتميز الخلق ويحاسب … الكبرى القيامة هو وذلك فعلا،فمن المبطل، بالشيطان الباطل وجزئيات الكلي بالنفس الحق جزئيات وتتصل العاصي،«… الكمال هو له نهاية لا ما إلى السكون وقت ومن المبدأ، هو السكون إلى الحركة وقت

أرسطو مذاهب ومن الدينية العقائد من آثار نرى كما الإسماعيلي المذهب هذا وفيفيثاغوراس، آراء بعض في قديما تمثلت كما الهند حكمة ومن وأفلوطين، وأفلاطونودليل المتكلمين، من وشيء المعتزلة من شيء وفيه أفلوطين، آراء بعض في حديثا وتمثلتتنسم التي البيئة وفي الرئيس، الشيخ فيه نبغ الذي الزمن في والعقائد الأفكار حالة على

الحياة. نسمات أول لديها

سينا ابن مذهب (5-3)

الإجمال. وجه على الفكريون سينا ابن أسلاف هم أولئكبعض في منهم واحد كل وبين بينه ملحوظة مقاربة مذهبه ملخص من وسنرىفي والأفروديسي فرفريوس ويقارب الدينية، التوفيقات في الفارابي يقارب فهو الأمور:الفنية. النزعة في أفلاطون ويقارب المنطقي، التفكير في أرسطو ويقارب الصوفية، الرموزما لتوضيح الرمزية الأساطير أسلوب مثله يصطنع أنه لأفلاطون مقاربته ومنالطير، ورسالة يقظان بن حي رسالة في صنع كما إليه. يرمي عما الكناية أو يريدوالرياضة بالعمل للتطهر العالم هذا بشهوات واشتباكها الإنسانية النفس إلى يرمز وهوطائفة برزت …» الشرك في وقوعه قصة يروي طائر لسان على منها نموذج وهذا …في وأنا الحشيش، في وتواروا الأطعمة وهيئوا الشرك ورتبوا الحبائل فنصبوا تقتنصفي تخالج ما وأصحاب. بخصب فأحسسنا مستدعين، فصفروا لحظونا إذ طير سربةخلال في وسقطنا مقبلين، إليهم فابتدرنا تهمة، قصدنا عن زعزعتنا ولا ريبة، صدورناوالحبائل بأجنحتنا، يتشبث والشرك أعناقنا على ينضم الحلق فإذا أجمعين، الحبائلكل وشغل للهلاك فاستسلمنا تعسيرا، إلا زادتنا فما الحركة إلى ففزعنا بأرجلنا، تتعلق

45

سينا ابن

التخلص سبيل في الحيل نتبين وأقبلنا لأخيه، الاهتمام عن الكرب من خصه ما منا واحدذات فاطلعت الأقفاص، إلى واطمأننا بالشرك واستأنسنا أمرنا، صورة أنسينا حتى زماناالشرك عن وأجنحتها رءوسها أخرجت الطير من رفقة فلحظت الشبك خلال من يومولا النجاة فتعصمها تؤدها هي لا الحبائل بقايا أرجلها وفي تطير أقفاصها عن وبرزتأنحل فكدت ألفته، ما علي ونغصت أنسيت كنت ما فذكرتني الحياة، لها فتصفوا تبينهاعلى فوقفوني مني اقربوا أن القفص وراء من فناديتهم تلهفا، روحي ينسل أو تأسفاإلى «… نفارا إلا زادوا فما المقتنصين خدع فتذكروا المقام. طول أعنتني فقد الراحة، حيلةالخلاص سبيل في النفس مجاهدات إلى والإيماء الرمز من النسق هذا على الأسطورة آخر

الشهوات. أوهاق منعنه المشهور كان وإن الرئيس الشيخ تنشئة في بالقليل أفلاطون نصيب يكن فلمقريب ذلك مع وأنه كذلك، أنه فالواقع والمغرب. المشرق في المناطقة بين أرسطو خليفة أنهحتى فيه قوية كانت التي الخيال وملكة الفني مزاجه إحداهما قرابتين: أفلاطون إلىالمعظمين من وهو للفارابي قراءته والأخرى ومخيلات، نفوس لها الكواكب أن اعتقد

الحديثة. بالأفلاطونية والمؤمنين لأفلاطونهؤلاء من أستاذ من أكثر أو أستاذ بمذهب متقيدا كان أنه على هذا يدل ولاوكانت ويوافقهم، يجاريهم كان كما يعارضهم كان لأنه والروحيين؛ الفكريين الأسلافمن الفلسفي لمذهبه يكن فلم خلاف، من الدين وبين بينهم فيما لهم معارضاته أكثروبين بينها خلاف لا الأصيل جوهرها في عنده صحيحة وهي الدينية، العقيدة غير حدود

… والعروض الظواهر غير في العقلية القضاياكما الإلهية الفلسفة لمشكلات سينا ابن ارتآها التي الحلول خلاصة هي وهذه

تقدم. فيما أجملناها

العالم

الأصول هي والعدم والصورة الأولية المادية أن — أرسطو عند كما — سينا ابن عندزمان. في يحدث لم مخلوق والعالم الطبيعية، الأجسام كل عنها تصدر التي الثلاثة

أن وإما جميعا» الوجود «ممكنة تكون أن إما الكائنات هذه إن فحواه: ما يقولالوجود. واجبة جميعها تكون

حيز من تخرجه علة إلى يحتاج الممكن لأن جميعا؛ الوجود ممكنة تكون أن ومحالالفعل. حيز إلى الإمكان

46

والفلسفة الدولة

وبين محرك، إلى تحتاج متحركة بين لأنها جميعا؛ الوجود واجبة تكون أن ومحالأجزاؤها. تسبقها أن بد ولا لتركيبها، علة إلى تحتاج مركبة

الوجود. ممكن بعض إذن فهيالوجود. واجب وبعض

المحال. في يوقعنا عدمه لأن عدمه؛ نتصور لا الذي هو الوجود وواجبأولى إذن يكون يسبقه الذي لأن مسبوقا؛ الوجود واجب يكون أن المحال ومن

بالوجوب.للتركيب فاعل إلى وتحتاج تسبقه المركب أجزاء لأن مركبا يكون أن المحال ومن

والإيجاد.التركيب. عن منزه بسيط جوهر وهو أول، فهو

الفارابي لأن الوجود، ممكن أو الوجود، واجب عن كلامه في مبدعا سينا ابن يكن ولمالمتكلمين. وبعض المعتزلة سبقه كما إليه، سبقه قد

واجب ولكنه بذاته وممكن بذاته، واجب إلى الوجود تقسيم أبدع قد سينا ابن ولكنلغيره.

واجب ولكنه بذاته، ممكن العالم فإن وخلقه. العالم بقدم القائلين بين وفق وبذلكيكون. أن بد لا الله علم في كان وما الله. علم في كان لأنه بغيره؛

الزمان فوجد العالم تحرك العالم: مع وجد الزمان لأن زمان في حادثا العالم وليسبالقوة الوجود من الله فأخرجه الله علم في وجد لأنه وجوده كان وإنما الحركة، هذه معكما فالعالم محل. ولا وقت به يحيط لا سرمد بالذات، قديم والله بالفعل، الوجود إلىيحده لا سرمدي سبق وهو الله، بذات مسبوق بالحركة كان وكما قديم، الله إرادة في كان

الزمان.فالمحرك الأولى: بالعلة أو بها أرسطو قال كما الأولى بالحركة سينا ابن يقول وهنا

الحركة. علة هو الأولالزمان. علة هي والحركة

السواء. على مخلوقان إذن والفلك والزمانالطبيعية فالحركة ونفسانية، طبيعية إلى الحركة يقسم — كأرسطو — سينا وابنالكرة مركز أو العالم مركز إلى بالطبيعة الأجسام تجذب التي وهي التنقل حركة مثالهاالحركة وليست شيء، من وتهرب شيئا تطلب أنها الحركة هذه لوازم ومن الأرضية،

47

سينا ابن

منها، ومهروب مطلوبة نقطة كل فإن القبيل، هذا من — الفلك حركة أي — المستديرةعقول حركات الفلكية الحركات أن على ويدل عقول، حركة هي أو نفسانية حركة فهيجسم من حركة فكل نهاية فله جسم كل وإن تتناهى لا أنها — المتقدم الدليل غير —

نهاية. من لها بد فلاخيال، وذات إدراك، ذات وأنها عقول أنها العلوية الكائنات في سينا ابن ومذهببتخيل منوط الخيال أن يرى الإسكندر لأن الأفروديسي؛ الإسكندر يخالف بهذا وهوإلى به حاجة ولا والفساد، العطب يقبل لا خالد الفلك وأن منها، السلامة لطلب الأشياء

الخيال.الإسكندر مذهب في العقول ترتيب من قريبة سينا ابن مذهب في العلوية العقول لكنلا الذي الواحد من الكثرة وجود لتفسير إليها يلجئون وهم أفلوطين، واتباع الأفروديسي

الله. وهو يتعدد:الأول. العقل وهو الأعظم، الفلك محرك عنه صدر قد الأول فالمحرك

الثاني. والعقل الأعظم الفلك عنه صدر الأول والعقلعلى يسيطر الذي العاشر العقل وهو الفعال العقل ثم التاسع، العقل إلى وهكذا

الإنسان. عالم في والأجسام النفوس تصدر وعنه القمر، فلك تحت وما الأرضي العالمالمحسوسات. عن والتنزه الشرف في تناسبه نفس عنه تصدر عقل وكل

في تؤثر والنفوس النفوس، إلى توحي والعقول العقول، إلى يوحي الأول فالواجبالقمر. فلك تحت فيما أو الأرض في تؤثر وهذه العلوية، الأجرام

الأول. مصدره إلى يشتاق عقل حركة الفلك حركة تكون وهكذاوعلا جل الله وهو الأول المصدر إلى وصعودا مصدرها إلى شوقا حركة كل تكون بل

والأنداد. الشركاء عن وتنزهوالقدرة المحض، والعلم المحض، والخير المحض، والحق المحض، الوجود فهوتستلزم الصفات هذه لأن حدة؛ على صفة على مفرد معنى كل يدل أن غير من المحضة،فإنما واحد قلنا فإذا يتعدد. لا واحد وهو الكمال، في توجد لا النقص من ألوان سلبالوجود نعني فإنما «جوهر» قلنا وإذا والشريك، القسمة عنه مسلوبا الوجود نعني

والمغايرة. للكثرة موجب أمثاله في ولا هذا في وليس موضوع، في الكون عنه مسلوباغيره وجود أن ذلك فمعنى قادر الله إن قلنا فإذا الإيجابية، أو الثبوتية الصفات أمامبدأ الوجود واجب أن نعني فإنما مريد الله إن قلنا وإذا المتقدم، النحو على عنه يصدر

الإرادة. مسلوب غير وأنه ذلك، يعقل وهو كله الخير لنظام

48

والفلسفة الدولة

يوجب شيء فيها يوجد لم الجهة هذه على الحق الأول صفات عقلت «فإذا قال:الوجوه.» من بوجه كثرة أو أجزاء لذاته

الله إن فقالوا دونه بما يشغل لا الله إن أرسطو قول عند الفلاسفة بعض وقف وقدبالعقل خاص بها العلم لأن الجزئيات يعلم لا وإنه وعاقل، ومعقول عقل فهو ذاته يعقلالعلم لأن الكليات يعلم لا وإنه وقوعها، بعد والمعلومات بالحوادث يتأثر الذي المحدودملكه، في يقع أو وقع ما كل الله يعلم بل سينا ابن فقال بالجزئيات. العلم من منتزع بهاعلمه فكان الأزل منذ بها علم لأنه حصلت قد هي بل حصلت لأنها بالأشياء علمه ليس إذالمحدود. وغير المحدود يختلف كما الإنسان علم يخالف علم ولكنه لحصولها. سببا بها

وأفلوطين. أرسطو من بعيد الفارابي أستاذه من قريب هذا رأيه في سينا وابن

النفس

حياة». ذي طبيعي جسم أو آلي طبيعي لجسم أول كمال «أنها سينا ابن عند النفس وحدماهية أو له صورة إذن فالنفس ببدنه، لا بنفسه الحي غير يمايز الحي فالجسمقسمين: إلى منقسم فهو كمال وكل الذات. به تتحقق الذي الكمال هي الماهية أو والصورةالمؤثر الكمال هو والأول الأفاعيل، ذات هو الذي والكمال الأفاعيل، مبدأ هو الذي الكمال

المتأثر. الكمال هو والثانيتمييزا آلي» «جسم وقال: الصناعي، الجسم من له تمييزا طبيعي» «جسم قال: وقدوليست تؤثر التي هي لأنها أول» «كمال إنها وقال الآلات، بغير يعمل الذي الجسم من له

التأثير. من الآتية الحركة هيتقوم التي النباتية النفس من تتفاوت «قوى» أرسطو عند هي كما عنده والنفسالنفس إلى معها، وبالإرادة بهذه تقوم التي الحيوانية النفس إلى والتوالد، والنمو بالتغذيةوالشم والذوق والسمع كالبصر ظاهرة مشاعر ولها الناطقة، النفس وهي الإنسانيةهي الحواس وهذه والملامسة، والخشونة واللين الصلابة به تحس مما إليها وما واللمس

الخارجية. الأشياء صور النفس إلى تنقل التيالذاكرة، أو والحافظة والوهم والمفكرة المصورة هي باطنة ملكات وللنفستفرق ما ويجمع المختلفة، الحواس آثار بين يؤلف الذي المشترك الحس هي والمتصورة

والصفات. المعاني منالذي هو وحده الإنسان ولكن بالحواس، الجزئيات يدركان والحيوان والإنسان

والأعضاء. الجسد إلى حاجة بغير الناطقة بالنفس الكليات يدرك

49

سينا ابن

كونها «فأولها مراتب: ولها وعاقلة البدن، تدبر عاملة قوتان، لها الإنسانية فالنفستحصل أن وثانيها الهيولاني، بالعقل مسماة المرتبة وهذه العقلية الصور لقبول مستعدةبحسب مختلفة الملكة وهذه بالملكة، العقل وهي البديهية والتصديقات التصورات فيهاوثالثها المطالب، إلى منها الانتقال على النفس قوة كيفية وبحسب البديهيات تلك كميةلا الصور تلك أن إلا البرهانية، الفكرية المطالب إلى المبادئ تلك من الانتقال يحصل أنوهذه ذلك. فعل يستحضرها أن الإنسان شاء إذا بحيث تكون بل بالفعل حاضرة تكونينظر بالفعل حاضرة العقلية الصورة تلك تكون أن ورابعها بالفعل، العقل مرتبة هي

المستفاد.» بالعقل المسماة وهي صاحبها إليهابالعقل التام الاتصال أما شاء. متى الفعال العقل إلى يتجه بالفعل والعقلالعارفين منزلة إلى ترتقي التي القدسية النفس عقل وهو المستفاد، العقل فهو الفعال

والصديقين.ولا الجسم بانقسام تنقسم لا لأنها المتحيز؛ في حالة ولا متحيزة النفس وليستأو نموها في سواء كلها الجسد أحوال في باق «أنا» بقولي: إليه فالمشار عليه. تتوقفجميع عن غافلا يكون حالما «أنا» بقولي: إليه للمشار مدركا الإنسان يكون وقد ذبولها،الجسدية، بالأعضاء شعور على ولا خارجية حقيقة على تتوقف لا و«الآنية» أعضائه.ديكارت الفرنسي للفيلسوف سابق الصورة هذه على النفس وجود إثبات في سينا فابنأولى الحقيقة هذه ويعتبر موجود»، أنا أفكر «أنا بقوله: الوجود في الشك يبطل الذيالله. قدرة من دائم فيض الإيجاد بأن بالقول له سابق وهو الإثبات، عن الغنية الحقائقالدوام. وعلى التجدد على يكسبها بل إيجاده، بمجرد الوجود صفة للموجود تدوم فلا

عندما الجنين في وتدخل الفعال العقل عن تصدر الإنسان نفس أن سينا ابن ويرىالنفس مرتبة بلغت متى الجسد مبارحة بعد إليه تعود وأنها لقبولها، الجسد يتهيأالعقل من تخلق النفوس تزال ولا الرياضة، طريق من أو الدراسة طريق من القدسيةالمجردات في سينا ابن عند ممتنع غير التناهي عدم لأن انتهاء، بغير إليه وتعود الفعالإلى مجيئنا «إن المعاد: رسالة في قال وكما المكان. في وضع بذات وليست تتحيز لا التيوإنما نخرج وبالقهر نمكث وبالقهر جئنا ولكن وإرادتنا باختيارنا يكن لم العالم هذاالنفس وطهارة الكافرين، ويمحق آمنوا الذين ليمحصالله والتطهير للتمحيص بها جئناإنما النجاسة من الجسد طهارة أن كما … الإلهي والعلم الشرعي بالعمل تكون إنما

بالتراب.» أو بالماء تكون

50

والفلسفة الدولة

فهي النار وأما البروج، من فوقه وما الفعال العقل فلك هي سينا ابن عند والجنةالعقول تبلغه الذي الصفاء الأرضوتقصرعن بأوشاب النفس تختلط حيث ذلك دون ما

المستفاد. العقل إلى الهيولاني العقل من بالترقيمطلعها: في يقول التي العينية قصيدته في المعاني هذه بعض سينا ابن نظم وقد

وت��م��ن��ع ت��ع��زز ذات ورق��اء الأرف��ع ال��م��ح��ل م��ن إل��ي��ك ه��ب��ط��تت��ت��ب��رق��ع ول��م س��ف��رت ال��ت��ي وه��ي ع��ارف م��ق��ل��ة ك��ل ع��ن م��ح��ج��وب��ةت��ف��ج��ع ذات وه��ي ف��راق��ك ك��ره��ت ورب��م��ا إل��ي��ك ك��ره ع��ل��ى وص��ل��ت

على الجسد فراق بعد وبقائها الفردية بالنفس يقول سينا ابن إن القول وجملةللنفس يعرفون لا الذين أرسطو لأتباع خلافا الفارابي، أستاذه به يقول مما نحولها التي الإنسانية للنفس إلا الموت بعد بعث ولا الحياة، بعد مستقلا وجودا الإنسانيةفحكمها الشهوانية والقوة الغضبية القوة ملكتها التي النفوس أما للخطاب. استعدادوسعادته ماتت قد فكينونته مات فإذا الموت بعد بعث فلا فيضه عدم «ومن الحيوان حكم

الأعلى.» العالم في له ثواب ولا آماله، حصول الأدنى العالم في وثوابه فاتت، قد

والشر الخير

وهو كان» مما أبدع الإمكان في «ليس بأنه والشر الخير في مذهبه نلخص أن لنا ويجوزالموضوع. هذا في الفارابي كلام من قريب كذلك

لو لأنه محضا، وكمالا محضا خيرا فيه نحن الذي العالم نتصور أن وسعنا في فليسالأشياء. بين للفوارق ولا الوجود لممكنات محل فيه كان ولا هذا عالمنا كان لما كذلك كانلكان كذلك كان لو لأنه محضا، ونقصا محضا ا شر نتصوره أن وسعنا في وليس

فساد. على كون يقوم ولا الفساد، على قائما أو عدماعرضا الشر فيه ويأتي وأصلا قصدا الخير فيه يراد عالما نتصوره أن إلا يبق فلم

الخير. يقتضيها لضرورةفيه. نحن الذي العالم وهكذا

السحاب يكون ولا بالإحراق، منها الضرر حصول أمكن إذا إلا نافعة النار تكون فلاوقد الحالة. هذه جراء من أو الحالة هذه غير في لتنفعنا إلا عنا الشمس بحجبه ضارا

51

سينا ابن

إصابة من ا وغم ألما يكون وقد الخلقة، في والتشويه والضعف كالجهل نقصا الشر يكونالذي الشيء لأن للممكنات، يتسع عالم في اجتنابه يتأتى لا هذا وكل مطلوب، فوات أوبالقوة الوجود بين مترددا للعدم قابلا كان إذا محالة. لا ناقص الوجود» «ممكن هو

الامتناع. كل وجوده يمتنع أو هكذا يوجد أن فإما بالفعل. والوجودللممكنات. المتاح الخير لوازم من عارض والشر العالم في أصيل فالخير

الشر «فإن قوام للعالم كان لما ذلك ولولا جملته، في الخير من أقل هذا على وهوأكثر يعم الحقيقي الشر وليس محفوظة، والأنواع أوقات، وفي أشخاصا، يصيب إنما

الشر.» من نوعا إلا الأشخاصالقمر تحت ما وجملة القمر فلك تحت فيما يوجد إنما الشر «إن سينا: ابن ويقول

الوجود.» سائر إلى بالقياس طفيففليس بذاته الوجود الممكن «أما … لذاته» الوجود الواجب إلا المحض الخير «وليساحتمل وما العدم، تحتمل بذاته فذاته الوجود. لها يجب لا بذاته ذاته لأنه محضا خيرا

«… والنقص الشر من بريئا جهاته جميع في فليس ما بوجه العدمالاعتبار. هذا على العوالم أفضل هذا فعالمنا

فيه. الممكنات بقاء مع عليه هو مما خيرا يكون أن يمكن لافيه ما وانحل نظام، من فيه ما ولاختل عليه، هو مما ا شر لكان به الله عناية ولولا

مساك. منعلى وإنه الخير، لاستكمال ضرورة العرض هذا وأن عرض، الشر أن ذلك ومؤدىوأن الموجودات، تماسك عليه يدل الذي الكثير الخير جانب إلى الأرضي العالم في قليل هذاالغيبية. والعوالم العلوية الأفلاك في الشاسع الوجود جانب إلى طفيف كله الأرضي العالم

كان. مما أبدع الإمكان في وليس

الإنسانية الحرية

أوحى الذي هو والقدر القضاء مسألة في أو الإنسانية الحرية في البحث أن نظن أننا إلايقول: أن سينا ابن إلى

ال��م��ع��ال��م ت��ل��ك ب��ي��ن ط��رف��ي وس��ي��رت ك��ل��ه��ا ال��م��ع��اه��د ت��ل��ك ف��ي ط��ف��ت ل��ق��دن��ادم س��ن ق��ارع��ا أو ذق��ن، ع��ل��ى ح��ائ��ر ك��ف واض��ع��ا إلا أر ف��ل��م

52

والفلسفة الدولة

تخلق لم وإنها فراقه، على مكرهة الجسد، دخول على مكرهة النفس أن يرى فإنهلا النفوس مقادير بين التفاوت وإن الكمال، معارج في الترقي عن تصدها التي العوائقكما مقسوم لأنه رزقها في لها حيلة ولا تقديره، في الإنسانية للنفس حيلة فلا فيه، شك

شعره: بعض في قال

ق��س��ط��ه س��وى ك��ل ال��رزق م��ن ي��ن��ال إن ف��م��ا ت��ج��ش��ع��ن ف��لا

المهين. القرار في تزال فلا نفس وتشقى عليين، إلى فترقى نفس تسعد فكيفلأنه التسليم؛ غير نتيجة إلى والعقاب الثواب على كلامه كل في سينا ابن ينته لمظلم الدنيا في يقع فلا الوجود، واجب من المحض وبالخير الوجود، نظام في بالعدل يؤمنتنتهي ولا الخير، مجرى في إلا الشر يجري ولا العدل، من باطن وجه له كان إلا ظاهر

النهايات. أفضل إلى إلا الأمورالإيمان. هو وذلك

53

الفيلسوف عقيدة

وبالنبوءات بالله المؤمنين من كان أنه في نشك لم سينا» «ابن عقيدة عن رأينا سئلنا وإذامراء. لا

في الدينية العقيدة يناقض واحد جانب على يشتمل لا وموجده العالم في مذهبه لأنضرورة في قال أحدا أن نعلم ولا إليها، ويدعو الدينية العقيدة يوافق مما هو بل أصولها،وقرر الإنساني، المجتمع بنية في حيوية» «وظيفة جعلها حيث سينا ابن قاله ما النبوءاتالحاجبين وعلى الأشفار على الشعر إنبات إلى الحاجة من «أشد النبي إلى الحاجة أنبل البقاء، في لها ضرورة لا التي المنافع من أخرى وأشياء القدمين من الأخمص وتقعيركما ممكن ويعدل يسن لأن الصالح الإنسان ووجود البقاء. في تنفع أنها فيها ما أكثرتقتضي ولا المنافع تلك تقتضي الأولى العناية تكون أن يجوز فلا ذكره. منا سلف كانأن وواجب إنسانا، يكون أن وواجب نبي، يوجد أن إذن فواجب … أسها هي التي هذهلهم يوجد لا أمرا فيه الناس يستشعر حتى الناس لسائر ليست خصوصية له تكونيسن أن وجب وجد إذا الإنسان فهذا بها. أخبرنا التي المعجزات له فتكون عنهم؛ فيتميز

عليه.» القدس الروح وإنزاله ووحيه وإذنه تعالى الله بأمر سننا أمورهم في للناسيشغلهم وألا عقولهم قدر على الناس يخاطب أن سينا ابن رأي في النبي واجب ومنالأشياء من وأمثلة برموز وعظمته تعالى الله جلالة يعرفهم أن «ويجب عليهم يختلط بماشبه ولا له نظير لا أنه أعني القدر، هذا منه إليهم ويلقي وجليلة عظيمة عندهم هي التيوتسكن كيفيته، يتصورون وجه على المعاد أمر عندهم يقرر أن يجب وكذلك شريك. ولاالحق وأما ويتصورونه، يفهمونه مما أمثالا والشقاوة للسعادة ويضرب نفوسهم. إليهسمعته، أذن ولا رأته عين لا شيء ذلك أن وهو مجملا، أمرا إلا منه لهم يلوح فلا ذلك فيأوجزه ما آخر إلى مقيم» عذاب هو ما الألم ومن عظيم ملك هو ما اللذة من هناك وأن

سينا ابن

يرى بل الناس، عامة يعتقده بما النبوءات ينقض لا أنه يتبين ومنه النجاة، كتاب فيطبائعهم. وتهذيب لإقناعهم النبوءات أصحاب على وواجبا منهم للأكثرين مصلحة ذلكالفلسفة معضلات إلى يهديه أن بالصلاة ويستلهمه الله، ويدعو يصلي سينا ابن كان وقدوالإنسان الله بين الصلة يقطع لا فهو مستعصية، قضية أو مغلق أمر عليه أشكل كلماختام في قال كما يستبعد فلا المادة، في النفس تأثير يمنع ولا والجسد، النفس بين ولاالسفلية الأجرام لأن وذلك السفلية، الأمور في العادة يخرق بما العارف «إتيان الإشاراتيبعد لم فإذا الجسم، في حالة ولا بجسم ليست الناطقة والنفس الصفات، لهذه قابلةالتصرف على تقوى بحيث وقوعها يبعد لا البدن هذا في التأثير على تقدر بحيث وقوعهافلا بالماهية، مختلفة الناطقة النفوس إن قولنا على سيما لا العنصري العالم هذا مادة فيالنفس وصاحب … القدرة تلك تقتضي لنفسه التي المخصوصة الماهية تكون أن يبعديصير وقد الأولياء، من وكرامة الأنبياء من معجزة ذو فهو رشيدا خيرا كان إن القويةشريرا كان وإن الأقصى، الأمر يبلغ حتى القوة تلك لازدياد سببا والصفاء الذكاء ذلك

«… الخبيث الساحر فهو الشر في القوة تلك واستعملعن يبلغك «قد فقال: التكذيب إلى يعجلوا أن الإشارات ختام في أتباعه حذر وقدعارفا إن يقال ما مثل وذلك التكذيب، إلى فتبادر العادة بقلب تأتي تكاد أخبار العارفينهلكوا أو وزلزلوا بهم فخسف عليهم ودعا فشفوا لهم واستشفى فسقوا للناس استسقىسبع، لبعضهم خضع أو والطوفان والسيل والموتان الوباء فصرف لهم ودعا آخر بوجهتعجل، ولا فتوقف الصريح. الممتنع طريق في يأخذ لا مما ذلك ومثل طير، عنه ينفر ولم

«… الطبيعة أسرار في أسبابا هذه لأمثال فإنخوفا والتقية المداراة باب من ويقول ذلك يكتب كان أنه المرتابين لبعض ويخطرله موجب لا واهم خاطر وهو المتشددين، الفقهاء ومعارضة العامة ثورة من حياته علىمذهبه لمقتضى مخالفة الآراء هذه كانت إذا البال على يخطر أن يصح وإنما الإطلاق، علىكثير في تناقضها ولا تخالفها لا ولكنها تقديره، في الطبيعة لقوانين مخالفة أو الفلسفي

قليل. ولامستحيل، مجاريها عن بالتغيير الفلكية الأجرام في التصرف أن يعتقد كان سينا فابنيسيطر الذي الفعال العقل إلى العقول من دونها فيما تؤثر عقولها أن يعتقد كان ولكنه

الموجودات. من القمر تحت وما الأرضي العالم علىالذي العالم هو أنه أو الإمكان وعالم الفساد عالم أنه الأرضي العالم في واعتقادهعلى الصور يسبغ الذي العقل إلى ذلك في المرجع وأن والانحراف، التغيير فيه يجوز

56

الفيلسوف عقيدة

سفلا تهبط أو صعدا وتعلو الفعل، إلى القوة من فتخرج الوجود بذلك ويعطيها الهيولىوالهيولى. المادة غلبة أو العقل غلبة من يعتريها ما حسب على

يملك فهو الفعال، بالعقل تامة صلة على الإنسان في المستفاد العقل أن أسلفنا وقدمثل صورة إلى صورة من الموجودات تحويل أو وخلعها الصور إسباغ على القدرة منمن غيرها وفي أجسادها في تؤثر النفوس أن سينا ابن ويرى الفعال، العقل يملكه مافي تؤثر كانت إذا الأخرى الأجساد في تأثيرها من مانع لا لأنه واحدة؛ بقوة الأجساد

بانقسامها. تنقسم ولا فيها متحيزة غير وهي أجسادهاالعادات تغيير يقبل أن عقلا عليه يمتنع لا الفهم هذا الأرضية المؤثرات يفهم فالذي

الكرامات. أصحاب إلى ينسب الذي النحو علىلأنه نستبعدها ولا عطارد، واستلهام الكواكب مناجاة في أشعار إليه نسبت وقد

الفيلسوف. من بمستغرب هو وليس للعقول استلهامكقوله:

ف��أغ��ن��م��ا أراك ك��ي وص��ب��ح��ا م��س��اء ت��رددي ط��ال وال��ل��ه ق��د ع��ط��اردت��ك��رم��ا ال��غ��ام��ض��ات وال��ع��ل��وم ب��ه��ا ال��م��ن��ى أدرك ق��وى ف��ام��ددن��ي أن��ت ف��ه��اوال��س��م��ا الأرض خ��ال��ق م��ل��ي��ك ب��أم��ر ك��ل��ه وال��ش��ر ال��م��ح��ذور ووق��ن��ي

تنبئ رائية قصيدة إليه نسبوا حتى الكواكب برصد تعلقه في غلوا قد القوم أن إلامطلعها: كنعان، أرض في عليهم المظفر الملك وغلبة التتر بغارة

ال��ن��اف��ر ن��ف��ر ق��ب��ل ب��ن��ف��س��ك وان��ف��ر ال��ع��اش��ر ال��ق��رن م��ن ب��ن��ي اح��ذر

ومنها:

ال��غ��اب��ر ال��زم��ان ف��ي ث��م��ود ف��ن��ي��ت م��ا م��ث��ل ال��م��ظ��ف��ر ال��م��ل��ك ي��ف��ن��ي��ه��مال��ب��ات��ر ال��ج��زار ال��م��اض��ي ب��ح��س��ام��ه م��ح��م��د الإم��ام ن��ج��ل وي��ب��ي��ده��مال��ن��اص��ر ح��س��ام ف��ي��ه��ل��ك��ه��م م��ن��ه��م ع��ص��اب��ة ال��زم��ان أب��ق��ى ول��رب��م��ا

57

سينا ابن

هذه في بما الاعتماد «وكان وقال: تاريخه في الأثير ابن أثبتها التي القصيدة آخر إلىأن أعلم والله السلام، عليه طالب أبي بن علي المؤمنين أمير عن الجفر كتاب من القصيدة

غيره.» أو القصيدة هذه قال الرئيس الشيخ يكونسينا ابن لأن تثريب؛ من عليه كان لما سينا لابن منحولة بأنها الأثير ابن جزم ولوهذه خلال كتابه في أحد يثبتها ولم سنة، مائتي من بأكثر الحوادث هذه وقوع قبل مات

السنين.طريق من الغيب كشف فيه حاول الفيلسوف إلى نسبته صحت كلاما نعرف ولاالتي الرياضية بالألغاز الولع قبيل من الحسابية الحروف لقوة يعرض وإنما التنجيم،الأبجدية الأحرف بين فقابل للملكة. وتحريضا للخاطر شحذا الرياضيين كبار بها يولعوبين الدلالات هذه بين وفق ثم دلالة حرف لكل وجعل والسفلية، العلوية الموجودات وبينمن واعتمد مقبولة فكرة له فاستقامت القرآنية، السور أوائل في وردت التي الحروفللحروف الطبيعية القوى لتسخير أو للتنجيم يعتمده ولم العجيب التوفيق ذلك أجلهاأصواتا باعتبارها الحروف عن خاصة رسالة ألف وقد والمشعوذون، السحرة يفعل كماالحركات تلك وتأثير والفم والحلق الصدر في العضلات حركات باختلاف تختلف طبيعية

الهواء. فيرمز الباء وأن وعلا، جل للباري رمز فهو الواحد، يساوي الألف أن ذلك أمثلة ومنوهي الموجودات سلسلة نهاية إلى وهكذا للطبيعة، رمز والدال للنفس، رمز والجيم للعقل،من وغيرها والقاف والصاد والهاء والعين الكاف أن ذلك من واستخلص العنصرية. المادةبعضها الموجودات تلك على الدالة الحروف ضرب حاصل هي السور أوائل في الحروفبعض بها بدئت التي الأقسام قبيل من أقسام وإنها تحراه، الذي الحساب على بعض في

بالأسماء. مذكورة السوروالإخبار الغيب علم بإمكان الإيمان عنه ننفي ولا سينا ابن عن التنجيم ننفي ونحنيقول لأنه وتسليم؛ تصديق بمسألة وليست فلسفية قضية عنده المسألة فإن بالمغيبات،العقول بصدور ويقول الزمان، في وجودها سبب هو الأزل في بالأشياء الله علم بأنالعقل مرتبة بلغ والصفاء الكمال مراتب في ترقى إذا الإنسان عقل وأن الله، من العلويةويكون وقوعها قبل الأمور بعلم جرم فلا الفعال، بالعقل دائم اتصال على وهو المستفادهذا الفيلسوف اعتقاد يكون ولا الفعل، إلى القوة من وإخراجها إيجادها على سلطان لهمنطقية قضية هو فإنما بالمفكرين، يليق لا الذي التصديق قبيل من كأنه غريبا الرأي

التصديق. طريق من لا الفلسفة طريق من النتيجة هذه إلى تنتهي

58

الفيلسوف عقيدة

واحد. طريق من لا سينا ابن رأي في طريقين من الفعال بالعقل الإنسان يتصل وقدالنسك طريق من به ويتصل الصحيح، والفكر الصادق التأمل طريق من به يتصل

الروحية. والرياضةالنساك طريق الثانية والطريق والحكماء، الفلاسفة طريق الأولى والطريق

والصالحين.وأنه أيامه، بعض في التصوف على نفسه راض أنه منها يفهم سبحات سينا ولابنله وكانت الشهوات، عن والكف والزكاة بالصلاة متوسلا الحقائق عن الكشف حاولخلافات على يتعالى رجل وهو الخير»، أبي بن سعيد «أبي زمانه في المتصوفة بأكبر علاقةأبو وكان العبادات، ضروب بين التسوية في البعيد الشطح ذلك ويشطح الدينية الشعائرالواصلين من كأنه نفسه ذات على ويطلعه الفلسفة معضلات في ويستفسره يسأله سعيد

الأسرار. هذه عنهم تحجب لا الذينلزحام خلق ولكنه الخلوات، وطمأنينة التصوف، لعزلة يخلق لم الرجل أن إلاالروح، سلطان على العقل سلطان فيه وغلب الرجال، ومكافحة الحوادث ومجاذبة الدنياالملكوت إلى «بالعقل» السفر يذكر المتصوفين إمام إلى يكتبها التي وصيته في حتى فتراهسعيد أبي وبين بينه المودة تنقطع عجب فلا اللاهوت، إلى الوصول لطالب مرقاة ويتخذه

فيه: فيقول سعيد أبو ويعود

«ال��ش��ف��ا» ك��ت��اب م��ن م��رض ب��ه��م م��ع��ش��ر ع��ن الأخ��وة ق��ط��ع��ن��اال��م��ص��ط��ف��ى س��ن��ة ع��ل��ى وع��ش��ت رس��ط��ال��س دي��ن ع��ل��ى ف��م��ات��وا

ينمان لا البيتين هذين لأن سعيد، أبي طريق على طريقه يؤثر أن سينا لابن وحقالفيلسوف. على المتصوف به يرجح خلق على

أو قدره عن موجزة بكلمة وعقيدته سينا ابن مذهب عن الكلام نختم أن الواجب ومنالطبيعية. والعلوم المنطق عالم أو الفلسفة عالم في سواء الإنسانية، الثقافة في أثره عن«إنه متحفظ: ولا متحرج غير سبعين ابن قال كما يقولون لسمعته فالحاسدون

لشيء.» يصلح لا التآليف من له وما الفائدة، قليل الطنطنة كثير مسفسطإثباته فإن دينه. بغير يدينون ممن كانوا ولو عليه يعتمدون بفضله والعارفونكالقديسين اللاهوت علماء أكبر إليها استند التي الدعائم من كان وخلودها الفردية للنفس

59

سينا ابن

موضوع في رشد ابن عن الإعراض بقدر عليه الإقبال وكان الكبير، وألبرت الأكويني توماالتعميم. على «النفسيات»

وعلاقته قزح قوس على ملاحظاته قبيل من — الطبيعية ملاحظاته كانت وقدطبيعياته وكانت التجريبية. المدرسة إمام باكون من إعجاب محل — السحاب بأحوالللدرس موضعا أوروبة جامعات في ظلت لأنها الحديثة؛ العلمية الفتوح أسباب من

قرون. عدة الطبية بحوثه مع والمراجعةهذه في نشأ حين وجدها كما الإنسان بني ثقافة يترك لم إنه الرجل في يقال ما وأقلالمعرفة تراث من قليل غير شيء معه لزال زال لو شأن العقول توجيه له فكان الدنيا.

والتفكير.

أخرى مسائل

يقال أن ويمكن والروحية، الذهنية المسائل من كثيرا والفلسفة بالمنطق سينا ابن تناولالخطأ، اجتناب على وتساعد الزلل من تعصم سلبية آلة سينا ابن عرف في كان المنطق إن

ميزان. والمنطق مصباح فهي البصيرة، ونور الحكمة بهداية الحقائق تدرك وإنماكمسألة سينا، ابن مذهب في خاص شأن لها مسائل الإلهية، والفلسفة المنطق، وفيفيها الكلام سبق مع المباحث هذه كتب في باسمه تقترنان لأنهما المعرفة؛ ومسألة الكليات

غيره. بملامح تلتبس لا التي الشخصية لمحاته من عليهما ألقى لما قبله، منالجزئيات لوجود سابقة — مجردة أو — مفارقة موجودات هي قدمنا كما فالكليات

أفلاطون. مذهب فيالجزئيات. تصور من منتزعة لأنها الذهن خارج في لها وجود لا أرسطو عند وهييرى لأنه الكبيرين؛ الحكيمين رأي بين وسط المسألة هذه في فرأيه سينا ابن أماقبل فوجودها بعدها. وموجودة فيها، وموجودة الجزئيات، قبل موجودة الكليات أنالسماء في مما ذرة مثقال عنه يغرب لا الذي الإلهي العقل في أو الله علم في الجزئياتوالكوكبية الأشجار جميع في موجودة «الشجرية» لأن الجزئيات في ووجودها والأرض،بعد وجودها أما الناس. جميع في موجودة والإنسانية الكواكب جميع في موجودةتدخل التي المفردات معرفة من ونعرفها نشاهدها الذين نحن عقولنا ففي الجزئياتالمناطقة. يقول كما والآحاد والفضول والأنواع الأخبار معرفة من أو واحد، عنوان تحتوأسبابها. المعرفة في سينا ابن رأي والجزئيات الكليات في الرأي هذا على ويترتب

60

الفيلسوف عقيدة

الخالدة الحقائق هذه شهدت قد النفس لأن «تذكر» المعرفة أن أفلاطون فعندالعقل بعالم واتصلت المادة غاشية من أفاقت كلما تذكرها فهي الجسد، في حلولها قبل

والروح.والقياس. المشاهدة على مبني وتفكير واستقراء مشاهدة المعرفة أن أرسطو وعندمسألة في بينهما وسط هو كما المسألة هذه في الرأيين بين وسط سينا ابن ورأيالمشاهدة من الفكر فمعرفة حدس. ومعرفة فكر معرفة قسمان: عنده فالمعرفة الكليات،الوحي سبيل على الإنساني العقل في الفعال العقل فيض من الحدس ومعرفة والقياس،

والإلهام.

الطبيب

يقول فكان وتحصيله، تلمذته أيام عن تلاميذه إلى يتحدث أن يحب الرئيس الشيخ كانفيه. المصنفة الكتب أقرأ وصرت الطب علم في رغبت «ثم الطب: لعلم تحصيله عن لهمفضلاء بدأ حتى مدة أقل في فيه برزت أني جرم فلا الصعبة، العلوم من ليس الطب وعلمالمقتبسة المعالجات أبواب من علي فانفتح المرضى وتعهدت الطب، علم علي يقرأون الطبالوقت هذا في وأنا فيه، وأناظر الفقه إلى أختلف ذلك مع وأنا يوصف، لا ما التجربة من

«… سنة عشرة ست أبناء منالأولى بالمنزلة الرئيس الشيخ عند كانت والرياضيات الفلسفة أن هذا من ويؤخذالإلهيات تقديم في لرأيه موافق ترتيب وهو الطبيعية، والعلوم الطب على تتقدم التييظهر ما على المسألة أن إلا بالأجسام. الملتبسة أو النفعية المعارف على المجردة والمعارفلأنه والرياضيات الفلسفة يفضل فهو العلوم، ترتيب في رأي مسألة لا استعداد مسألةمنها ويستمتع مراسها له فيلذ ملكاته، جهد بها ويستغرق قواه بكل دراستها في يشعرفيه؛ كله جهده يستغرق فلا بالطب ويشتغل غيرها، من بها يستمتع لا ذهنية برياضةوليس ذلك أجل من ويستسهله تفكيره، من الذاكرة وجانب الملاحظة جانب له يفرغ لأنه

سواه. على بالسهل هويكون ألا به وحري زمانه، في سواه على بالسهل الواسع العلم هذا يكن لم نعمفي والعمل بالنظر مطالبا الأمراض لجميع طبيبا فيه الطبيب كان الذي الزمن في سهلاالعلم ذلك تحصيل في سعيهم وقصارى جهدهم غاية أناس بذل هذا ومع واحد، وقتمدافع غير العصر طبيب كان لأنه شأوه؛ من اقتربوا ولا سينا ابن شأو فيه يبلغوا ولم

61

سينا ابن

أربعة زهاء بأسره العالم طبيب فأصبح الغرب إلى تواليفه انتقلت ثم كله، الشرق فيمن أحد استثناء بغير العالمية الشهرة تلك مثل الصناعة بهذه أحد يشتهر ولم قرون،

وجالينوس. بقراط أيامفي «القانون» كتابه ترجم ثم عمره، من عشرة السابعة في وهو بخارى أمير عالجفي الطبية للدراسات مرجعا فأصبح اللاتينية اللغة إلى للميلاد عشر الثاني القرن أواخرإلى ولوفان مونبلييه جامعتي في يدرس فكان أقصاها. إلى أقصاها من أوروبة جامعاتالأساتذة عمدة للرازي المنصوري وكتاب الكتاب هذا وكان عشر، السابع القرن منتصفالعبرية إلى وترجم عشر، السادس القرن طوال فرنكفورت وجامعة فينا جامعة فيحتى طبعاته وتكررت بأسره، العالم أرجاء بين بالطب المشتغلون الإسرائيليون فتداولهوتعدد عشر، السادس القرن وبداية الطباعة فن ظهور بين ما طبعة أربعين قاربتالنسخة وكانت حساب، في تدخل فلم الكاملة طبعاته غير منه المقتبسة الكراسات طبعالنظر فأعيد الترجمة، رديئة ١١٨٧ سنة في الكريموني جيرارد ترجمها التي اللاتينيةبالصبر جديرا الكتاب يرون لأنهم وتنقيحها؛ لمراجعتها مشقة كل العلماء وتجشم فيها

السماء. من وحي إلى ينظرون كما إليه وينظرون سبيله، في الجسام المشقات علىينظرون كانوا «إنهم الطب: تاريخ عن المطول كتابه في Neuburger نوبرجر قاليعاب لا الذي المنطقي تنسيقه له إكبارا ويزيدهم معصوم، وحي كأنه القانون كتاب إلىالبديهية.» والمقررات المسلمة القضايا كأنها العصور تلك لأبناء تبدو كانت التي ومقدماتهفيه؛ نزاع لا بحق العالمية، المراجع بين الرفيعة، المكانة هذه سينا ابن كتاب تبوأ وإنماالعصرية الموسوعات عهد إلى كذلك وظل القديم، الطب مراجع من مرجع أوفى كان لأنهوالاستقصاء والتحري الإحاطة مزايا له واجتمعت بقليل، عشر التاسع القرن قبيلالأعراض شرح من وفروعه الطب أصول في الحضارة أمم تراث على فاشتمل والتنسيق،الجراحة، وأدوات الجراحات ومواطن والأدوية، العقاقير أسماء سرد إلى العلاج وصف إلىعهد مطالع إلى المقتدون بها واقتدى زمانه في نظيره قل الموسوعي الترتيب على قدرة مع

الحديث. العلموالسحر وبالشعوذة ناحية، من بالكهانة مشوبا الوسطى القرون طب كان وقدجميع علاج في والعقاقير بالأدوية مقرونة والتعاويذ الأبخرة وكانت أخرى، ناحية منفي مذهبه بحكم الأوهام، هذه إلى سينا ابن يستدرج أن العجيب من يكن ولم الأمراض.هذا على عجب فلا الأحياء، بأجسام الموت وبعد الموت قبل واتصالها والأرواح النفوس

62

الفيلسوف عقيدة

ولكنه والأولياء، السحرة عند العلاج لها يلتمس وأن للأمراض، عللا تكون أن المذهبالطب موضوع في دقيقا، علميا فصلا وطبه فلسفته بين يفصل أن عقله بقدرة استطاعتأثير ينكر فلم والعقول. بالنفوس تعلق ما أو بالأجسام تعلق ما منه سواء والعلاج،إلا الأمراض يعرف لا الطبيب أن قرر ولكنه الحي. الجسم في السفلية أو العلوية الأرواح«المالنخوليا» أعراض شرح فلما المزاج، أحوال من وحالة جسدية، عوارض هي حيث مننتعلم حيث من نبالي لا ونحن …» قال: ثم الجن. إلى ينسبونها الأطباء بعض إن قال:فيقع الجن من يقع كان إن إنه نقول: أن بعد يقع لا أو الجن عن يقع ذلك أن الطبالسوداء تلك سبب ليكن ثم السوداء، القريب سببه فيكون السوداء، إلى المزاج يحيل بأن

«… جن غير أو جنايصف ثم الجسدية، الأعراض من له بما الأمراض عداد في «العشق» يسلك هو بليذكر أن ذلك في «والحيلة فيقول: — بها وأفاد جربها أنه روى وقد — علاجه في الحيلةوصار عظيما، اختلافا بذلك اختلف فإذا نبضه، على اليد وتكون مرارا، تعاد كثيرة أسماءالسكك، كذلك يذكر ثم المعشوق، اسم أنه علمت مرارا ذلك وجربت عاود ثم المنقطع شبهالمعشوق اسم إلى منها كلا ويضيف والبلدان. والنسب، والصناعات، والحرف، والمساكن،خواص ذلك من جمعت مرارا واحد شيء ذكر عند يتغير كان إذا حتى النبض ويحفظكان ما به واستخرجنا هذا جربنا قد فإنا وعرفته، والحرفة والحيلة الاسم من معشوقه

منفعة.» عليه الوقوف فيفيها ضرر لا التي والمنومات الصالحة، التغذية فيه يذكر هو فإذا العلاج، يصف ثم

اختلافها. على النفسية العوامل معحسنة نفسية طريقة الأربع مقالاته في النظامي، علي بن عمر بن أحمد ذكر وقدفصار سائمة، بقرة أنه وتوهم عقله، في خولط بويه آل من فتى علاج في سينا ابن اتبعهاواطبخوا اقتلوني، اقتلوني، حوله: بمن ويصيح الأبقار خوار ويخور أربع على يمشيالمريض الفتى من مسمع على يقف أن له تلميذا سينا ابن فأوصى لحمي! من لذيذة أكلةيقول: وهو كبيرة، مدية يده وفي سينا، ابن دخل ثم إليك، مقبل الجزار ذا هو ها فينادي:ووضعت بالحبال وأوثق الأرض على فألقي بالفتى أمر ثم لأذبحها؟ البقرة هذه أينمؤونة تساوي لا عجفاء، بقرة إنها كلا، يقول: وهو الطبيب، نهض ثم عنقه، على المديةقد كان المخبول الفتى لأن المطلوب؛ العلاج هو هذا وكان … وتسمن تعلف حتى الذبحخبال. على وخبالا هزال على هزالا التغذية نقص فزاده نفسه، وأهمل الطعام عن صدف

والاعتدال. الصحة مع العقل إليه عاد ويغذيه ينفعه ما أكل فلما

63

سينا ابن

نستعظم فلا وعلاجه. طبه في سينا ابن منهج عن الشيء بعض نعرف الأمثلة: هذه ومنالأوهام من بعيد طبيعي، علم أنه على الطب يباشر طبيب على العالمية المكانة تلكويحيط الوحية الفطنة وتلك الصائب النظر بذلك علاجه في ويستعين والخرافات،

الأجسام. تصحيح في النفس مداخل ينسى ولا الأعضاء، بعوارضالقرن إلى الفراعنة عهد من الطب (تاريخ كتابه في Cumston كمستون الأستاذ قال

عشر): الثاني

الفارق ليرى سينا ابن إلى منه ينتقل ثم جالينوس، يقرأ أن إلا الإنسان على ماالمنتظم والمنهج والتنسيق الوضوح، كل واضح والثاني غامض، فالأول بينهما.

جالينوس. كتابة في عبثا عنهما نبحث ونحن سينا ابن كتابة في سائدان

في الأقدمين: طب على سينا ابن أدخلها التي التصحيحات من جملة الأستاذ تناول ثمالأمراض بعض وعلاقة والجراحات، والصدر، الكبد، وأمراض والفالج، الجنون، عوارضيقول جرم فلا … النظير قليل واحد رجل خطاها أجيال خطوات هي فإذا بالخمر،السهولة وهذه الباكر، النضج لهذا نظير بعده ولا قبله يظهر لم «لعله كمستون: الأستاذالفسيح.» الأفق هذا مثل في المثابرة هذه بمثل مقرونة الواسعة، الفطنة وهذه الممتنعة،

الأديب

الرئيس: الشيخ تلميذ الجوزجاني قال

منصور وأبو الدولة، علاء الأمير يدي بين الأيام من يوما جالسا الشيخ كان …فالتفت حضره، بما فيها الشيخ تكلم مسألة اللغة في فجرى حاضر، الجبائيما اللغة من تقرأ لم ولكن وحكيم، فيلسوف إنك يقول: الشيخ، إلى منصور أبوكتب درس على وتوفر الكلام، هذا من الشيخ فاستنكف فيها. بكلامك يرضيناتصنيف من خراسان: من اللغة تهذيب كتاب واستهدى سنين، ثلاث اللغةوأنشأ مثلها، يتفق قلما طبقة اللغة في الشيخ فبلغ الأزهري، منصور أبيعلى أحدها كتب: ثلاثة وكتب اللغة، من غريبة ألفاظا ضمنها قصائد ثلاثالصاحب، طريقة على والآخر الصابي، طريقة على والآخر العميد، ابن طريقةعلى المجلدة تلك فعرض الأمير إلى أوعز ثم جلدها. وإخلاق بتجليدها وأمر

64

الفيلسوف عقيدة

الصيد، وقت الصحراء في المجلدة بهذه ظفرنا أنا وذكر الجبائي، منصور أبيعليه وأشكل منصور أبو فيها فنظر فيها، ما لنا وتقول تتفقدها أن فيجبفي مذكور فهو الكتاب هذا من تجهله ما إن الشيخ: له فقال فيها، مما كثيراللغة في المعروفة الكتب من كثيرا له وذكر اللغة. كتب من الفلاني الموضعمن يورده فيما مجزفا منصور أبو وكان منها. الألفاظ تلك حفظ الشيخ كانالشيخ، تصنيف من الرسائل تلك أن منصور: أبو ففطن فيها، ثقة غير اللغةصنف ثم إليه، واعتذر فتنصل اليوم، ذلك في به جبهه ما عليه حمله الذي وأنولم مثله، اللغة في يصنف لم العرب)، (لسان سماه: اللغة في كتابا الشيخ

ترتيبه. إلى أحد يهتدي لا مسودته على فبقي توفي، حتى البياض إلى ينقله

طلب في همته ووثبات أعماله، ومعهود الرئيس، الشيخ بأخلاق شبيه كله وذلكليتوفر عهده على العلم مطالب من مطلب كان وما النظراء، على فيها والتفوق المعرفةجرم فلا وثقاته. أساطينه بين ويتمكن الغاية على فيه يوفي أن دون سنوات، ثلاث عليه

شعره: بعض في بالبلاغة مفتخرا يقول

ف��م وال��زم��ان ق��دي��م��ا ال��ل��س��ان أن��ا ب��ه��ا ال��خ��ب��ي��ر ب��ي ف��اس��أل ال��ب��لاغ��ة أم��ا

وتقوم زمانه أبناء يزكيها شهادة لأنها لنفسه؛ بالشهادة فيه ينفرد لا فخر وهومن العاشرة قبل القرآن حفظ أنه لاستحقاقها ويرشحه ونثره، شعره من عليها الأدلةمحصول من أضاف ما إليه أضاف ثم صباه، باكر من فصاحته على لسانه وانطبع عمره،كان وإن الأديب، بالفيلسوف الفلاسفة بين يلقب أن له فحق والفارسية، العربية الآداب

الحكماء. زمرة في مكانه مثل إلى به يرتفع لا وحده الأدبلعله له تفرغ ولو الشعراء أوساط بين به لحسب سينا لابن وحده الشعر حسب فلوالمشرق أدباء بين الأول الرعيل في معدودا أو الوسطى المرتبة هذه فوق منه بالغا كانالذي النصيب في يخطئ فلم نرى، ما على للشعر يخلق لم ولكنه الفارسية، الأرومة منالحكيم وتفكهة المتسلي تسلية بمقدار إلا وقته من يعطيه يكن ولم وقته، من إياه أعطاه

المشغول. وبطالةأو به التكسب عن استغنى أنه وهي مقصودة: غير مزية شعره في جاءته هنا ومنشعره وكان حياته، أحوال من يحسه فيما ينظمه فكان المفتعلة، الأغراض في نظمه عن

65

سينا ابن

بأسلوب متصلا شعوره، ودخيلة مزاجه بطابع مطبوعا حالاته، مختلف في عليه دالا كلهالأمور. إلى النظر في وطريقته تفكيره

الحاسدين حسد شكا فإذا والطموح، الغلبة ميدان في مزاحما محسودا الرجل فكانقال:

ع��ذال��ي إل��ى ع��ي��اب��ي ب��ي��ن م��ا ف��ض��ائ��ل��ي ي��ح��س��دون ل��ق��وم ع��ج��بوك��م��ال��ي ن��ق��ص��ه��م م��ن واس��ت��وح��ش��وا ح��ك��م��ت��ي وذم��وا ف��ض��ل��ي ع��ل��ي ع��ت��ب��واالأوع��ال ن��ط��ح��ة ي��ح��ق��ر ك��ال��ط��ود ب��ه ع��ب��ث��وا وم��ا وك��ي��ده��م إن��يال��ج��ه��ال م��لام��ة ع��ل��ي��ه ه��ان��ت ل��ن��ف��س��ه ال��رش��اد ع��رف ال��ف��ت��ى وإذا

قال: الحياة حظوظ في سبقوه الذين إلى نظر وإذا

ع��ص��م ل��ه م��ا ول��ك��ن ي��ج��دي، ف��ال��ج��د ج��ده��م ج��د إن ت��ح��س��دن��ه��م لاال��ن��ع��م ع��ي��ش��ه��ا ف��ي ن��ع��م��ت ورب��م��ا ن��ع��م س��وى ع��ي��ش��ا ن��ع��م��وا وإن ل��ي��س��واع��دم��وا ال��ذي م��ث��ل وج��دوا ال��ذي ل��ي��س ن��ه��ى ال��ع��ادم��ون غ��ن��ى، ال��واج��دون

ذلك صفوة السن تحرمه بمن خليقا بالشيب شعوره فكان الجسد لمتعة محبا وكانكقوله: شعره أفضل من أبياتا المعنى هذا في فنظم المتاع.

ال��ت��ص��اب��ي؟ ف��ك��م ل��ي��ل��ه، وع��س��ع��س ش��ي��ب ص��ب��ح ع��ذارك ف��ي ت��ن��ف��سب��ال��ش��ه��اب م��ش��ي��ب��ك م��ن ف��رج��م م��ري��دا ش��ي��ط��ان��ا ك��ان ش��ب��اب��ك

كقوله: أو

ت��ن��ص��رم والأي��ام ي��ف��ت��ر، وال��م��رء واع��دة والأي��ام ي��وع��د ال��ش��ي��ب

كقوله: أو

غ��ط��ه أو وأخ��ض��ب��ه، ف��ع��رض��ه، وخ��ط��ه م��ن ب��د لا ال��ش��ي��ب ه��وش��ط��ه! ف��ي ال��ب��ح��ر م��ن ج��زع��ت وب��ل��ه؟ م��ن ال��ط��ل أأق��ل��ق��ك

66

الفيلسوف عقيدة

منها: أبيات في الفخر فأحسن فخورا وكان

ال��خ��ذم ال��ص��ارم ك��ف��ى ي��خ��دم ك��ذاك ت��خ��دم��ن��ي الأق��م ك��ان��ت وإن إن��ي

ومنها:

ال��م��ش��ت��ري ع��دم��ت ث��م��ن��ي غ��لا ل��م��ا واس��ع��ي م��ص��ر ف��ل��ي��س ع��ظ��م��ت إن��ي

ومنها:

الأم��م ت��ح��ك��ي��ن��ي م��ك��رم��ة ب��أي أح��د؟ ب��ي ي��ن��ق��اس م��أث��رة ب��أي

فيها: قوله فمن الخمر، وأحب

ال��س��راج ض��وء غ��ل��ب��ت ص��رف��ا ال��ك��أس ف��ي ص��ب��ه��اب��ال��م��زاج ف��ط��ف��اه��ا ن��ارا ال��ك��أس ف��ي ظ��ن��ه��ا

فقال: الفيلسوف مدح ومدحها

أول وه��ي أول، ق��دي��م ل��ك��ل ق��دي��م��ة ال��ق��دي��م ال��ص��وت ع��ل��ى ش��رب��ن��ات��ع��ل��ل لا ال��ت��ي الأول��ى ال��ع��ل��ة ه��ي إن��ه��ا ق��ل��ت ح��ي��ز ف��ي ت��ك��ن ل��م ول��و

الخمر: يحب كما يحبها كان التي المرأة وفي فيها وقال

ال��رح��ي��ق م��ن اس��ت��ع��رن س��ج��اي��اه��ا خ��ود أك��ل ال��ج��ف��ون، أس��اج��ي��ةص��دي��ق ع��ن ت��ن��اغ��ي ك��ان��ت وإن ع��دو م��خ��ب��ره��ا ال��ص��ه��ب��اء ه��ي

قال: كما شعره في ينساها فلا بالطبيعيات، عالم وهو

ج��دي��د وه��و ق��واي ج��دي��د أب��ل��ى ف��ص��رف��ه ال��زم��ان ال��ل��ه إل��ى أش��ك��وح��دي��د وه��ي م��غ��ن��اط��ي��س ص��رت ق��د ف��ك��أن��ن��ي ت��وج��ه��ت إل��ي م��ح��ن

67

سينا ابن

يقول: فهو المعرفة بغير معنى للحياة يرى لا حكيم وهو

ب��ي��ت ل��ل��ك��ل ف��ه��ي ال��ك��ل وذر ل��ت��رق��ى ب��ال��ع��ل��وم ال��ن��ف��س ه��ذبزي��ت ال��ل��ه وح��ك��م��ة س��راج وال��ع��ل��م ك��ال��زج��اج��ة ال��ن��ف��س إن��م��ام��ي��ت ف��إن��ك أظ��ل��م��ت وإذا ح��ي ف��إن��ك أش��رق��ت ف��إذا

نظمه بيت في ينساها فلا والمحسنات، الجناس حب من الفرس جميع عند ما وعندهقال: كما

ح��س��ام��ي ك��لام أو ك��لام��ي ح��س��ام ب��غ��ت��ة ي��ن��ال��ك أن وح��اذر ت��ن��ب��ه

لأمراء. سينا ابن شعر فهي الشعر، خيرة من تكن لمن إن وأمثالها الأبيات وهذهفيلسوف! غير من يستحسن وقد فيلسوف، من يستحسن شعر وهي

وأسلوب فلسفي، وأسلوب مرسل، أسلوب أساليب: ثلاثة على كان فقد نثره أماالمنشئين. احتفال به يحتفل منتقى

مؤلفاته. معظم في أسلوبه وهو سائغ فصيح المرسل وأسلوبهقديما الفلسفة قراء أن إلا ضرورة لغير العسلطة فيه تكثر الفلسفي وأسلوبه

المتكلمين. سائر فيه يشبههم لا بنمط تخصصهم لأنها يشجعونهامحتفلا متأنقا تقرأه وأنت لك يخطر فلا بأسلوبه ويحتفل إنشائه، في يتأنق ولكنهرسالة في قوله: البليغ، إنشائه أمثلة ومن … الفلسفية العسلطة تلك صاحب بعينه هو أنه

والقدر: القضاء

زمر أراك عرفته. الذي الإلف ذي وغير عهدته، الذي العهد ذي غير أراك لي ماواجم النفس رائب الأسلة3 معقول النقى2 ممصوص الورق ذابل النشاط1وشفرة تعصف، وإعصارا تموج ونبعا تلتهب ضرمة بك عهدي بعد السحنة،

… الجماح مكبوح غير وجوادا الغرب، هذاذة

ضعيفه. أي 1المخ. فيها التي العظام 2طرفه. اللسان أسلة 3

68

الفيلسوف عقيدة

ويخلع ينضو، ثم ليكسو، فإنه … أخياف ضربات للدهر كذلك فقلت …… هجيراه والتبديل ديدنه، والتغيير يخلع، ثم

سابق يسبقه فلم الفلسفية مقاماته في توخاه كلما الأسلوب هذا له استقام وقدجزالة في شأوه عن بعضهم أقصر وربما والإنشاء التنميق حلبة في المقامات أصحاب من

كمعناه. والفخامة الجزالة وراء معنى على ينطو ولم العبارة. وفخامة اللفظالثقافة تاريخ في وحده بالأدب أسماؤهم عاشت كثيرين أناسا أن فيه ريب لا ومما

المحصول. هذا من أنفس محصول الشعر في ولا النثر في لهم يكن ولم العربية.

شتى مشاركات

فرع زمانه في يكن فلم عصره، علوم جميع في شارك قد سينا ابن إن يقال أن ويصحمعدود. رأي فيه له يذكر ولم وافر بقسط فيه يساهم لم الإنسانية الثقافة فروع من

العلوم، في موجزة موسوعة الطلاب لبعض يؤلف أن والعشرين الحادية في وهو سئلالرياضيات. عدا ما يومئذ معروف علم بكل فيه وألم «المجموع» كتاب فألف

اختلافها. على والرياضيات الهيئة علم الثقات مساهمة فيها ساهم التي العلوم ومنالشبهات، بعض إقليدس على وأورد إليها، يسبق لم ومسائل أشكالا المجسطي على فزادفي مراكزها واتحاد أبعادها وتساوي الثوابت تشابه من أرسطو إليه ذهب فيما وشكفي الثابتة الكواكب أن واضحا بيانا لي يتبين لم أني «على الشفاء: في فقال واحدة. كرةذلك يكون أن وعسى بإقناعات، إلا بعض، على بعضها ينطبق كرات في أو واحدة كرة

«… لغيري واضحالا لأنه الفضاء في جسم وقوف من مانع لا وأنه متحركة، الأرض أن مقرراته ومنالأشياء انجذاب وهو سبب، من لذلك بد فلا وقوفه امتنع فإذا كان. حيث مكان من له بد

الأرضية. الكرة مركز أو العالم مركز إلىفذلك انتقال له كان «وإن … جسم في كيفية ولكنه بجسم ليس النور أن وقررفي العصريين مذهب إلى الأقوال أقرب وهو … ينتقله» بعينه واحدا شيئا أن لا بالتجدد،

خلاء. غير في النور حركةالأرصاد بحسب عملت التي التقاويم في الخلل تصحيح الدولة علاء إليه وكل وقدالأسفار تلو بالأسفار العمل انقطاع لولا تصحيحها من يفرغ أن فأوشك القديمة،

الأزمات. أثر في والأزمات

69

سينا ابن

تحقيقاته أمثلة ومن إليه. الأرضوما طبقات وعلم الجوية كالظواهر بالطبيعيات واشتغلتعرض حركة فإنها الزلزلة «أما يقول: حيث الشفاء في الزلازل على الأغراضكلامه هذه فييتحرك أن له يعرض السبب ذلك أن محالة ولا تحته، ما بسبب الأرض أجزاء من لجزءجسم إما الأرض ويحرك الأرض تحت يتحرك أن يمكن الذي والجسم فوقه. ما يحرك ثمجسم وإما العصير، في تولد إذا الخوابي يشق كما كالريح الاندفاع قوي دخاني بخاريالناري الجسم وأما أرضي. جسم وإما ناري، جسم وإما هوائي، جسم وإما سيال، مائيوفي القوي الدخان حكم في محالة لا يكون بل صرفة، نار وهو الأرض تحت يحدث لاالذي مثل بسبب إلا أيضا الحركة له تعرض لا الأرضي والجسم المشتعلة، الريح حكمالريحي الجسم وأما ذلك. للزلزلة الفاعل الأول السبب فيكون الأرضي الجسم لهذا عرضلتموج الموجب الأرض تحت المنبعث هو يكون أن يجب فإنه ناري غير أو كان ناريا

الأمر.» أكثر في الأرضعن قيمة فوائد — الشفاء سيما ولا — كتبه في تقررت التحري من النحو هذا وعلىكالرياح الجوية الظواهر عن ملاحظات له واجتمعت والحجارة، والمعادن الجبال تكوينباب في واحدا حرفا عليها يزيد أن له معاصر وسع في له يكن لم قزح وقوس والسحب

والتسجيل. المراقبةيحسبون الأقدمين بعض كان وقد الإبصار، زاوية على وتكلم النظر حقيقة وعرف

المنظورات. على يقع العين من شيء بخروج يكون إنما النظر أن

والملاحظات الرياضة قواعد على فأقامها نظرية، دراسة بها وعني سماعا، بالموسيقى وعنيقليل. غير فيها وأصلح النفسية،

ليستخرج القرآن يفسر كان ولكنه الكريم، القرآن سور وتفسير الفقه إلى زمنا وانصرفوعبقرية حية موسوعة الرجل كان جرم فلا لخصناها. التي الفلسفية لآرائه مصاديق منهبالعقل يسمى بأن جديرا العقل ذلك يزال ولا والمعارف، العلوم تغيرت جرم ولا ملهمة،

العقول. تفعله ما قصارى الإنسانية الثقافة مجال في فعل لأنه … الفعال

70

تعقيب

وهما: عليهما، اختلاف لا بنتيجتين المتقدمة الصفحات من القارئ يخرجالمتأخرة، العصور في تغيرت قد القديمة بالفلسفة اقترنت التي العلمية المقررات إنكما تزال لا الفلسفة مشكلات وأن الطبيعية، والعلوم الفلك علم في مقرراتهم سيما ولا

الجهود. تلك إليها انتهت التي الحلول من وأضخم الفلاسفة جهود من أكبر كانتالقديم العلم أخطاء أن التعقيب هذا في النتيجتين هاتين إلى نضيفه أن نحب والذيهو الفلسفة موضوع لأن الأقدمين؛ الفلاسفة ولا القديمة الفلسفة شأن من تغض لاشيء المتعددة الموجودات عن الناس ومعارف شيء وهذه الأبدية، ومسائله «الوجود»على الحديث العلم ومسائل القديم العلم مسائل بعد باقية الأبدية، الوجود فمسائل آخر.المتجدد، الخالد الموضوع هذا في الأمس فلاسفة كان حيث اليوم فلاسفة يزال ولا السواء،

عليها. والقياس بها للاستنارة القديمة الفلسفة حلول من كثير إلى يرجعون وهمالفلاسفة فهمه بما اقترنت التي الفلسفية الآراء تسخيف في نبالغ ألا الواجب ومنإلى الفكر سريان لتفسير بالعقول القول استنبطوا فإنهم والطبيعة؛ الفلسفة في الأقدمونإلى الأفلاك من النور سريان به لنفسر بالأثير القول استنبطنا قد ونحن الجسدية، المادةالأجسام إن نقول كنا قريب عهد إلى ونحن الماء، من كلها الأجسام أن وزعموا الفضاء.الأرسطية، وبالصور الأفلاطونية بالمثل الكثيرون منا سخر وقد الهدروجين. من كلها

للأعضاء. السابقة كالمثل فهي العضو تخلق الوظيفة إن بحق نقول ولكنناوهو الأصيل الفلسفة موضوع في ولا المنطق أحكام في يؤخر ولا يقدم لا هذا وكل

الموجودات. في الآراء تغير يغيره لا الذي (الوجود)

سينا ابن

منهم فاستنفدت منها مسألة في كثيرا بالغوا الأقدمين أن فنعتقد الفلسفية المشكلات أماوالمادة. العقل بين الاتصال مسألة وهي الجهود: أعظم

أين من ندري لا ونحن واسطة. بغير مستحيل الاتصال هذا بأن جزموا فإنهمعلى المادة ماهية ولا التحقيق على العقل ماهية نعرف لا كنا إذا الاستحالة هذه جاءتفي الكائنات بأن القول من ا جد أيسر المادة في يؤثر العقل بأن القول أن وعندنا التحقق؟

معدوم. بينهما التأثير وأن منعزلين، أو متناقضين أصلين من تتألف واحد وجودأخذها التي الثنائية العقيدة هو إنما كلها الفكرة هذه مصدر أن ظننا على ويغلبوإله الظلام، وإله النور إله الإلهين: عقيدة وهي الأقدمين، المجوس عن وغيرهم اليونان

الإفساد. وإله الإيجاد إله أو الشر، الخيروإلهمن هي وليست معقولة وجهة على المشكلة حلت أنها بعضهم يتوهم عقيدة وهيمحدود غير الوجود واجب كلاهما سرمديين إلهين وجود لأن شيء؛ في الصحيح العقلالوجود. سرمدي يكون لا محدود وكل الآخر، يحد فأحدهما مستحيل. النهاية ولا البدايةفهو الأبدي الشر وجود أما منطقية. استحالة عليه تترتب لا الأبدي الخير ووجودأو التعديم، يستطيع عدم لأنه العدم، وجود من أسخف هو بما بل العدم، بوجود قولواجب فهو … وجوده في بذاته مستغنيا ويكون وعمل، إيجاب له يكون «سالب» شيء

ينصفونه! لو العدم واجب أو الوجود!إليه ينسب أن عن فضلا يكون لا والعدم عدم، المطلق والشر وجود، المطلق فالخيرإله في الشر أما نقص. من فيه بد لا المحدود لأن المحدودات في الشر يوجد وقد التكوين:

الأذهان. في يخطر ما أعجب فذلك محدود غير سرمديفي البحث ظهر ثم الصغرى، آسيا في «الأورفية» النحلة إلى سرت العقيدة هذه لكنوالهيولى الشر بين فجمعا اليونان. عقول على غالبة وهي والشر، الخير وفي والمادة، العقلالجهود تلك كل إلى واحتاجوا سرمديا فصلا الطبيعتين بين وفصلوا والعقل، الخير وبينهذه إلا مفيد، قرار إلى منها ينتهوا ولم الأجسام، في العقول لتأثير واسطة عن للكشف

تفسير. إلى الأشياء أحوج وهي الأشياء، من شيئا تفسر لا التي الثنائيةأثبت لأنه الأجزاء، وتقسيم المادة عن نقائضه في ا حق حكيما الأيلي «زينون» كان لقد

فيه. شك لا ضلال للمادة تصورنا أن وهي واحدة؛ حقيقةفي ومضينا نصفين إلى النصف قسمنا ثم نصفين إلى جسما قسمنا لو إننا قال:لا جزء إلى نصل أن بد لا أو مستحيل، وهو نهاية غير إلى نمضي أن بد فلا هكذا القسمة

جدال. بلا باطل فهو محال تصور وكل مستحيل، كذلك وهو يتجزأ

72

تعقيب

يتجزأ صغير جزء إلى تنتهي المادة أجزاء لأن حق، على كان الرجل أن ظهر وقدفيه. كانت الذي الجسم يحدها لا إشعاع حركة إلى ينقلب ولكنه

فيها يؤثر لا وما فيها يؤثر ما نعلم فكيف باطلة، صورة أذهاننا في المادة فصورةالتحقيق؟ وجه على

بينها فرق ولا «الوحدانية» حول يدور واحد خلق الكائنات أن روعنا في يثبت والذيوالتخصيص. التعميم بين الفرق غير

والحياة. العقل مظهر والتخصيص المادة، مظهر فالتعميمالفضاء. من ومكان مكان بين فيه فرق لا «عام» شعاع صورها أبسط في فالمادةللتركيب. تبعا «الفردية» فيها ودخلت التركيب فيها دخل العقل من اقتربت وكلمادرجات في أو «الفردية» درجات في الفرق هو وأعلاها الأحياء أدنى بين والفرق

والاستيعاب. بالإدراك كله الوجود يقابل الذي الفردي الوعيوالحيوان نوعها، شجرات من التميز قليلة فيه الشجرة لأن الفردية قليل فالنباتلأن والحيوان النبات من أرقى والإنسان التخصيص، من أقل فيه التعميم لأن منها أرقىجميع عن بالاستقلال مميز وعي له يكون حتى بعقله ارتفع كلما يتخصص فيه الفرد

العموميات. جميع عن أو الأخرى، العوارضليس الذي الأحد الواحد من أو الوحدانية، من الاقتراب هو الفردية في الارتقاء هذاالله. صورة على مخلوق الإنسان إن نقول أن لنا يسوغ الذي المعنى هو وهذا شريك، لهالتي الاتصال مرتبة وتليها الكمال مرتبة هي فتلك الأوج هذا إلى الوعي ارتفع ومتى

الله. في بالفناء المتصوفة يسميهاشعاع ومن التخصيص، أعلى إلى التعميم مصدر من فيه فجوة لا مطرد ارتقاء وهذانور إلى محدود نور ومن الغايات، غاية وهي شريك لها ليس التي الوحدانية إلى النور

انتهاء. له ليسعلى الفردية» «الحرية فيها ترتقي التي التاريخ خطوات الرأي هذا لنا يفسر وقدإلا تكون لا لأنها الجمال هي الحرية أن من اعتقدناه ما لنا ويفسر فيه، نكوص لا اطرادالتعديد من الحرية بارتقاء العبادات ارتقاء لنا ويفسر الأشياء، بين والتميز النظام مع

التوحيد. إلىتنعزل ولماذا الماديات؟ في المعقولات من التأثير يمتنع لماذا نفهم لا المعنى هذا وعلى

منفصلين؟ كونين في كأنهما أو متناقضين إلهين خلق من كأنهما والعقل المادة

73

سينا ابن

هنا إلى ونقول: عندها نقف النهاية، في واحدة وقفة من الأبدية المسائل في بد ولاالعقول. سبح انتهى

إحاطة تكون إنما الإحاطة لأن الموضوع؛ هذا في العقل به يؤمن ما أول وذلكفلن آخر ولا له أول لا الذي السرمد أما والتفريقات. الحدود إقامة يقبل الذي بالمحدود

لديه. النهاية في وقفة من بد ولا عليه، شيء يقاس ولن شيء على يقاسوأنها عقول ذوات الأفلاك إن قال حين الوقفة هذه تجاوز أنه يخال أرسطو إن

العقول. مصدر إلى تشتاق لأنها المريد حركة تتحركذات الأفلاك أصبحت كيف إذ التعليل. بهذا واحدة خطوة الوقفة يتجاوز لم ولكنهفعقلت تحركت إنها قيل إن وتحركت؟ عقلت قد هي أو وعقلت تحركت هل عقول؟مصدر له وليس فيها فالعقل فتحركت عقلت قد كانت وإذا العقل، غير من إذن فالحركة

بالمعقولات. المحسوسات تأثرت فقد الله من العقل تلقت قد كانت وإن غيرها، منإن يقال أن منها وأيسر وراءها، ما إلى أرسطو يتجاوزها لا التي الوقفة وهناابتداء لها ليس قدرة لأنها الحدود تقبل لا قدرته وإن عليه يقاس لا الإلهي» «الوجودللإنسان تخلق أن عليها يمتنع لا قدرة هي بل الاستطاعة. في قصوى غاية ولا انتهاء ولا

الآن. يجيزه لا ما يجيز عقله غير عقلاقصارى وليس المعقول، إلى الفلسفات أقرب هي الدينية» «العقيدة أن نتبين ثم ومن

وإيمان. تصديق أمر أنه فيها الأمرللوجود. تفسير كل في وقفة من بد لا

يحيط فقد محدود هو ما كل النهاية: في الفلاسفة وقفات من أصح المؤمن فوقفةولا الزمان يحده لا سرمد قديم و«الباري» حدود له ليست بما إحاطة ولا القياس، به

الوقوف. يحسن وهنا شيء. كمثله ليس المكان.وكفى؟ عقيدة ألأنه

العقول. شوط نهاية ولأنه سليم، منطق لأنه بل كلا،

74