( ﺓﺪﻳﺪﺠﻟﺍ ﺕﺎﻴﻄﻌﻤﻟﺍ ﻞﻇ ﻲﻓ ﺔﻳﻮﻬﻟﺍ … ·...

39
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻠﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ) ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ( .

Upload: others

Post on 11-Feb-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء: الفصل السادس

) كيفية الحفاظ على الهوية في ظل المعطيات الجديدة (

.

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٠٩

:المقدمة  ١-٦

وتأثيرها على العمارة المحلية بصنعاء خامسبعد دراسة المواد والتقنيات الجديدة في الفصل التبين جليا أن تأثيرها قد ظهر بصورة كبيرة ومركزة على التشكيل الخارجي للواجهات

. المعاصرة تاج للمواد كن - من خالل ما سبق سيتم التركيز في هذا الفصل على التشكيل المعاصر

لرصد مظاهر ، وكيف تعاملت معه وذلك بدراسة االتجاهات التي ظهرت –والتقنيات الجديدة التحول أو التغيير السلبية في التشكيل الخارجي نتيجة ظهور عدة اتجاهات للتعامل مع المواد

فية االستفادة مع التركيز على االتجاه اإليجابي في التعامل معها لتوضيح كي، والتقنيات الجديدة ضاربة -من المواد والتقنيات الجديدة لخلق عمارة معاصرة تعبرعن عصرها وعن جيلها

لتحقيق التواصل الحضاري ورسم الهوية اليمنية في المباني - بجذورها في عمق التاريخ ومن ثم مناقشة األسس التي يمكن االستناد . المعاصرة كبصمة إثبات لهوية المجتمع اليمني

وفي نهاية الفصل سيتم عرض أعمال بعض المعماريين العرب والمحليين . ها لتحقيق ذلك علي .كأمثلة لتوضيح هذا االتجاه

:التشكيل المعاصر  كنتاج لدخول المواد والتقنيات الجديدة   ٢- ٦

يدة وخلقت فرصا عد، أتاحت مواد البناء التقليدية والجديدة إمكانات واسعة للعمارة المعاصرة إن كان نعمة في تحقيقه آلفاق واسعة من المتعة البصرية ، هذا التعدد ، لعمل تكوينات متنوعة

ويؤكد الدكتور علي . (١) إال أنه قد يكون نقمة في وصوله للفوضى واالضطراب، و الحسية ، ) لكل مادة أغنية : ( رأفت أن لفرانك لويد رايت مقولة شهيرة أرتبطت بها أعماله وهي

فهو يعزف بمواده لحنا موحدا ، المعماري في تعامله مع المواد واألسطح يكون كالمايسترو فحيث ينعكس تأثيرها ، واألنغام المعمارية بصرية التأثير ، أو قد يكون نشازا مفككا ، كامال

وتعد . (٢) أو الفوضى واالضطراب واالنزعاج، البصري على األحاسيس بالراحة والهدوء شكال المبتكرة والتطور في إمكانيات التشكيل في عمارة القرن العشرين نتيجة طبيعية األ

إلى جانب تطور أسلوب الحياة وما يتطلبه من منشآت ، لتطور مواد البناء والنظم اإلنشائية وأماكن للوظائف الجديدة التي ظهرت مع التطور الصناعي واالقتصادي لمجتمعات القرن

سواء من ناحية المواد أو نظم ، كال هذه نتيجة واضحة للتكنولوجيا المستعملة فاألش. العشرين -بطريقة مباشرة - ويجب أن تتوافق هذه األشكال .(٣)لتخدم الوظائف المناطة بها ، اإلنشاء

م ١٩٩٧، الطبعة االولى، القاهرة ، أبحاث إنتركونسلت مركز، اإلبداع االفني في العمارة ، علي رأفت . د) ١(

.٢٧٢ص، .٢٧٤ص، المرجع السابق ) ٢( . ١٣٢,١٣١ص ،مرجع سابق ، دراسات في الشكل والتطور المعماري ، الرحيم سالم عبد . د) ٣(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٠

أما ما يحدث . مع نظام اإلنشاء كما يجب أن تظهر المواد المستخدمة بوضوح وبشكل متوافق جة مباشرة للموهبة اإلبداعية للمصمم الذي يجب أن يجد طريقه لتصميم شكل بعد ذلك فهو نتي

ويرى القاضي ، (١)نهائي للمبنى متفوق على كل االعتبارات األخرى ليصبح قطعة فنية حقيقية ، م ان الناس لم يراعوا الطابع المميز للمدينة ١٩٦٢إسماعيل األكوع أنه بعد قيام الثورة سنة

ولم يكن هناك ، ء يزداد ويخرج عن حدود األسوار ويمتد في جميع الجهات حينما أخذ البنافقامت ، فكان كل من يريد البناء يبني حسب رغبته وباالسلوب والمواد التي تروق له ، رقابة

وقد استتبع التكيف مع ذلك . (٢)مباني شوهت جمال العاصمة وأساءت إلى الطراز التقليدي ونقل لتخطيطات عمرانية وألشكال معمارية غير ، نولوجيا المستوردة استخدام غير مناسب للتك

مما أدى إلى ظهور هندسة معمارية جديدة تتميز بعناصر زخرفية نوعية تتركز ، (٣) مالئمةونالحظ أن أشكال . )٤( استعماالت الحجر ، الزخرفة الخارجية ، العقد : حول ثالثة عناصر

دو مترددة بين العادات المتوارثة والمتأصلة وبين الهموم الجديدة العمارة الحالية والتقاليد تبوفي هذه المرحلة تفاوتت أنماط عمارتها بين الحفاظ على فن . (٥)والحاجيات المستحدثة

فظهرت أشكال معمارية لم تعرف من ، )٦(المعمار اليمني القديم واألنماط المستوردة الجديدة وجديدة في فكرتها التي تتماشى مع الوظائف ، ليب الماضي متحررة من التقيد بأسا، قبل

وتنظيم ، تغير البناء : إن التطور الجديد للعقد يجد أصوله في محورين أساسيين . (٧) الجديدة، بينما أصبح اليوم مجرد شكل هندسي ، لقد كان للعقد وظيفة بنائية في المعمار القديم ، العمل

، فتحات الواجهةفقد سمح استخدام الخرسانة بتوسيع ، لمسلحة وذلك بسبب تعميم الخرسانة اوقد يحدث العكس حيث يكلل عدد من العقود ، وإمكان أن يعلو عقد واحد أكثر من نافذة

. ) ٨( الصغيرة فتحة واحدة كبيرةفقد تعددت أشكالها وتنوعت بحسب تنوع مواد البناء وتقنياتها اما النواحي الزخرفية الخارجية التي تخضع إلى انفعاالت فردية أثناء التصميم وال تمت بصلة إلى الموروث الثقافي وال توجد و

. لها دالالت رمزية أو تعبيرية لقد تطورت تحوالت العقد والزخرفة الزجاجية واستخدام األحجار على امتداد الخمسة

.٢٢٢ص، مرجع سابق ، ايرنست بوردين )١( ، ، صنعاء ، ندوة الحداثة والتراث األغاخان للعمارة جائزة، كلمات افتتاحية ، القاضي إسماعيل األكوع )٢(

. ١٣، ص م١٩٨٣ . ١٤، صمرجع سابق ، جاك سيرفان )٣( .٢٣٤ص ،مرجع سابق ، جان لوك أرنو ) ٤( .١٢٠، صمرجع سابق ، هوبير رينيو )٥( .٨٩ ص، مرجع سابق ، عباس فاضل السعدي. د) ٦( . ٨٩ ص ،مرجع سابق ، الرحيم سالم عبد . د) ٧( . ٢٣٦ص ،مرجع سابق ، جان لوك أرنو) ٨(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١١

وكانت ، زخرفي فتحولت من كونها عنصرا بنائيا إلى عنصر، والعشرين عاما الماضية ، تستخدم في المبنى التقليدي والبيت الصنعاني الشاهق ذي الحيز التراتبي والوظائف المحددة

اظهرت التجربة التي وقد . )١( بينما غدت في المباني العامة المعاصرة عنصرا رتيبا متكررافي التعبير - فج ال –تصاحب إدخال مادة جديدة أو نظام إنشائي جديد محل آخر قديم النقص

.) ٢(المعماري الذي ينشأ عند بداية كل طور جديد ولذلك تحدد السلطات الخطوط الرئيسية للهيئة العامة للمباني وتترك للمعماري بعد ذلك الحرية في استنباط التشكيالت المعمارية على السطح الخارجي للمبنى مستعمال في ذلك مجموعات من

حد لها عما تقدمه له المصادر والمراجع األجنبية أوما تمليه عليه األشكال واأللوان التي الوالتي تظهر ، رغبات أصحاب العقارات من انفعاالت شخصية بعيدة عن القيم الحضارية

فظهرت المباني ، (٣) الفردية المطلقة في التشكيل وتفقد المدينة طابعها المعماري العريقالكامل بالمزايا المناخية للجهات األصلية وتحقيق الفردية المعاصرة فردية بحجة االستمتاع

المعمارية لكل مبنى على حدة كتعبير عن ظاهرة الفردية وهو ما يتعارض مع الترابط . (٤) والتراحم في اإلسالم

بل أصبحت قوالب من ، إن العمارة المعاصرة لم تعد جزءا من الكيان الثقافي للمجتمع ومن ، (٥) البياض تؤدي وظيفتها المادية دون مراعاة للجوانب الحضاريةالخرسانة والطوب و

ولقد كانت تجربتها . ثم فقد بدأت الجمهورية اليمنية تشعر بكل آالم النمو العمراني العشوائي ومع كل ذلك فأن الشعب اليمني . للصعوبات المقترنة بالتنمية السريعة حديثة ولكن مركزة

، فاستمرار زخرفة الواجهات على المباني الخرسانية مثال . ثقافي الغني يدرك ويعتز بتراثه الفهل يستطيع تعلقهم العميق بالتراث أن يعدل . دليل واضح على تعلقهم بالتعبيرات التقليدية

. (٦)في قوى التغيير . اتجاهات التشكيل المعاصر ٣-٦

و تنوعت الحلول ، نيات الجديدة ظهرت في صنعاء عدة اتجاهات للتعامل مع المواد والتقوالمعالجات وأساليب التعامل مع تلك المواد والتقنيات كنتيجة حتمية لالنفتاح على العالم

.٢٣٩ص ، مرجع سابق ،جان لوك أرنو) ١(، الثاني ، العدد انتربيلد ، مجلة العوامل االجتماعية و النفسية تساهم في اختيار مواد البناء ، ممدوح الولي ) ٢(

.٣٤ص ،م ٢٠٠٠، سبتمبر ،السنة األولى مركز الدراسات ، ل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة تأصي، الباقي إبراهيمعبد . د) ٣(

. ٧٨ص ،م ١٩٨٢، القاهرة ، التخطيطية والمعمارية .٧٩ص ،المرجع السابق )٤(، مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، في الشئون العمرانية ...كلمات صحفية ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٥(

. ٨١ص ،م ١٩٨٦، القاهرة . ٢٣، ص م١٩٨٣ ، ، صنعاء ، ندوة الحداثة والتراث جائزة األغاخان للعمارة ،احمد أيفين )٦(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٢

واالتجاه الرافض ، االتجاه السائد : هذه االتجاهات تتمثل في ، الخارجي بعد العزلة الطويلة االتجاهات بقدر من التفصيل على وسنتحدث عن هذه ، واالتجاه التوظيفي ، المتمسك بالتقليدي

- :النحو اآلتي

.في توظيف المواد والتقنيات الجديدة ) العام(االتجاه السائد ١-٣-٦حيث وجد ، م ١٩٦٢ظهر هذا االتجاه نتيجة دخول المواد والتقنيات الجديدة بعد قيام الثورة

ن بعد العزلة الطويلة عن المجتمع اليمني نفسه أمام معطيات النصف الثاني من القرن العشريفي ذلك الوقت لم يدرك المجتمع أن لديه ثروة أو موروثا حضاريا فشرع ، العالم الخارجي

في استخدام المواد والتقنيات الجديدة وما صاحبها من نظريات وأفكار رغبة في التطور مع الموروث يتم كما أن التعامل ، ولكن دون مراعاة الطابع المحلي للبلد ، ومسايرة العصر

بشكل سطحي نتيجة لغياب الفنيين والعمال التقليديين الذين هاجر أغلبهم إلى الخارج لطلب مما أدى إلى ظهور . ولم يبق إال القليل ممن ال يستطيعون القيام بأعمال البناء الكثيرة ، العمل

هتم بالطابع المحلي باإلضافة إلى تدفق شركات أجنبية ال ت، عمالة غير مدربة تنقصها الخبرة . والجيل الجديد من المهندسين المحليين الذين يفتقروا إلى العمارة التقليدية وخصائصها ، للبلد

تعبر عن الفوضى في ، فنتجت مباني متعددة ومتنوعة األنماط والطرز في التشكيل الخارجي أو المزج بينهما بطريقة ، أو التعامل السطحي مع الموروث، استخدام المواد والتقنيات الجديدة

وفي هذا االتجاه ظهرت ثالثة تيارات تعبر عن الفوضى واالضطراب الذي أصاب . سيئة المجتمع في استخدام المواد الجديدة وتوظيفها بدون تعمق أو دراسة جادة لالستفادة منها في

تؤكد على الرغبة لذلك نشأت عدة تيارات، صياغة عمارة محلية تلبي متطلبات الحياة الجديدة :الفردية المطلقة في التعامل مع المواد الجديدة وتقنياتها وهذه التيارات هي

.تيار االنبهار بالعمارة المستوردة والتطور الجديد -أ

، ظهر هذا التيار نتيجة دخول المواد والتقنيات الجديدة وما صاحبها من نظريات وأفكار وساعد ، م الثقافية التي وجدت لها أسواقا حرة تروج أفكارها باإلضافة إلى دور وسائل اإلعال

على ظهور هذا التيار اإلنعزال عن العالم الخارجي واالنفتاح المفاجئ بعد قيام الثورة عام م والذي جعل بعض أفراد المجتمع ينظرون إلى المواد والتقنيات الجديدة على أنها ١٩٦٢

وأن العمارة التقليدية ، ع متطلبات الحياة العصرية األنسب لقيام عمارة معاصرة تتالئم ملذلك ، بموادها وتقنياتها أصبحت ال تتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة وما واكبها من تطور

وتم إلصاقها بالمباني الجديدة ، تم توظيف عناصر مستعارة ال تمت بصلة إلى الطابع المحلي عبر عن الرغبة في التطور مع إهمال الطابع المحلي فإذا كانت هذه العناصر ت، كرغبة شكلية

مما أدى إلى ، فإنها أيضا تعبر عن الفوضى واالنفصال الحضاري الذي أصاب المجتمع ،

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٣

فكانت النتيجة عدم صدق التعبير في ، ظهور مباني ال تعبر عن مجتمعها وال عن بيئتها . ) ٢ – ٦( ، ) ١ – ٦( شكل توظيف أالشكال المستوردة

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٤

أمثلة توضح  تيار االنبهار بالعمارة المستوردة في استخدام المواد  )۱ – ٦( شكل دة  وتوظيف عناصر مستوردة بدون مراعاة الطابع المحلي للمنطقة  والنتيجة الجدي

 مباني ال تعبر عن بيئتها وال عن مجتمعها وبذلك تفقد العمارة أهم مقوماتها الحضارية.

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٥

نبهار بالعمارة المستوردة وما أمثلة توضح تيار اال ) ۲ – ٦(شكل فظهرت المباني غريبة وغير متجذرة ٬ واكبها من نظريات  جديدة 

لعدم توافقها مع البيئة والمجتمع  الذي انشئت من اجله  وبذلك تفقد  .العمارة صدق التعبير 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٦

.تيار الفهم السطحي للعمارة التقليدية ومحاولة تثبيتها -ب

، في هذا التيار نجد الميل الملموس في الرغبة لتأكيد الهوية المحلية في التشكيل الخارجي إال أن هذا التأكيد لم يتعمق في ، نتيجة العتزاز المجتمع اليمني بتراثه ومخزونه الحضاري

حيث يتم التعامل معها بشكل سطحي فمثال يتم ، التشكيل التقليدي دراسة عناصر وخصائص توظيف العناصر التقليدية عند تشكيل الواجهات الجديدة في غير مواقعها مما يفقدها طابعها

أضف إلى ذلك ضياع النسب على مستوى ، مع عدم االهتمام بخصائص التشكيل ، الوظيفي .بعضها البعض على المستوى الكلي للواجهة العنصر الواحد وعدم تناسب العناصر مع

والنتيجة ظهور ، ي هذا التيار تثبيت جذورها في بيئتها ولكن بأسلوب ضعيف فتحاول المباني مباني بطراز تقليدي تم تشكيلها بعناصر مشوهة نتيجة التعامل السطحي مع عناصر

) .٤ –٦( ،)٣ – ٦(شكل وخصائص العمارة التقليدية ) .الدولية(والعالمية ) المحلية(لمزج بين العمارة التقليدية تيار ا -ج

تيار الفهم السطحي للموروث وتيار االنبهار بالعمارة –مزج هذا التيار بين التيارين السابقين وهو تيار يعبرعن عدم االستقرار والفوضى والعشوائية في اتخاذ القرار لمحاولة –الغربية

بطريقة سيئة تمثلت في توظيف الموروث بشكل ، ) العالمي(يد بالجد) المحلي(مزج القديم فكانت النتيجة ترقيع ، سطحي ومحاولة تثبيت بعض العناصر المستوردة بطريقة اللصق

). ٦ – ٦( ، ) ٥ – ٦( شكل للمباني في محاولة لجمع وتثبيت اإلطار المحلي واإلطار العالمي

.دي االتجاه الرافض المتمسك بالتقلي ٢-٣-٦

نتيجة لضياع الهوية المحلية في التشكيل بسبب -في منتصف السبعينات –ظهر هذا االتجاه مبكرا دخول مواد وتقنيات البناء الجديدة وما صاحبها من نظريات وأفكار ال تتناسب مع الظروف البيئية

عها وبيئتها وال فظهرت مباني غريبة ال تعبر عن مجتم -واالقتصادية والثقافية للمجتمع اليمني لذلك ظهر هذا االتجاه الذي ينادي بالعودة إلى العمارة التقليدية وإلى -تراعي الطابع المحلي للبلد

شكل االلتزام بنفس العناصر والمفردات عند صياغة المباني باستخدام المواد والتقنيات التقليدية أيضاإال أن اآلخذ بهذا االتجاه .نة وقليل بداخلها وتتركز مباني هذا االتجاه في ضواحي المدي ) ٧ – ٦(

اليمنية عموما –وبالتالي تفقد العمارة ، يؤدي إلى ظهور عمارة ال تعبر عن عصرها وال عن جيلها ألن ، االستمرارية الحضارية في القدرة على التعامل مع المتطلبات الجديدة - والصنعانية خصوصا

.فهي تعبر عن نظرة المجتمع وأسلوب تعامله مع ما حوله، العمارة انعكاس لعدة متغيرات

:االتجاه التوظيفي للمواد والتقنيات الجديدة ٣-٣-٦عندما أدرك المجتمع مقدار االنفصال –في منتصف الثمانينات –وهذا االتجاه ظهر متأخرا

، قنيات الجديدة الحضاري الذي أصاب العمارة اليمنية نتيجة االستخدام العشوائي للمواد والت

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٧

فقد أدرك المهندسون المهتمون بقضية االستمرارية الحضارية أنه ، وإهمال الطابع المحلي للبلد

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٨ أمثلة توضح تيار الفهم السطحي للعمارة التقليدية عند ) ۳ ­  ٦(شكل  .في العمارة المعاصرة  وظيف عناصرها وخصائصهات

 ال  غريبة  وبأشكال  جدية  غير  بطريقة  الزخرفية  الرأسية  العناصر  أو  توظيف  معاني  أية تحمل األفقية من جهة وبقية عناصر   مع العناصر الزخرفية  تناسقها  إلى عدم  باإلضافة   دالالت رمزية

.الواجهة من جهة أخرى 

 غير   في  المشربية توظيف أفقدها   الصحيح مكانها

.طابعها الوظيفي 

 أسالك   باستخدام  المشربية صياغة طابعها   أفقدها  متباعدة حديدية توفير   في  المتمثل الوظيفي   البيت  لسكان ٬ الخصوصية

.وظهورها بشكل سيء 

 الرأسية   الزخارف استخدام أعطى   الواجهة  في بكثرةإحساس بالملل والرتابة وبذلك تفقد العناصر طابعها الوظيفي 

.  والجمالي

توظيف الفتحات  و تنويعها بطريقة  .غير موفقة 

التنويع في استخدام األلوان لكساء  .الواجهة بطريقة غير موفقة  

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١١٩ أمثلة توضح تيار الفهم السطحي للموروث في توظيف عناصر تقليدية في )٤ ­ ٦( شكل 

لعدم اإللمام  ةت مشوهغير أماكنها الصحيحة  وبنسب غير مدروسة وأشكال غريبة فظهر . بالعمارة التقليدية وخصائصها 

   األفقي  العنصر  توظيف )   الحزام    طابعه )  أفقده  الطابق  نفس  في مرتين الجمالي  الوظيفي باإلضافة إلى صياغته بأسلوب غير جيد وبذلك يفقد دوره

. أيضا في الواجهة 

بطريقة غير جيدة أفقده طابعه )  الحزام ( توظيف العنصر األفقي  . الجمالي 

صياغة العنصر التقليدي المشربية بشكل مبسط وغير وظيفي ووضعها في غير مكانها   ٬ الصحيح 

.طريقة مبسطة وغير موفقة  ب) الحزام ( باإلضافة إلى صياغة العنصر األفقي 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٠

طابع التقليدي والمباني اسلوب تيار المزج بين المباني ذات ال ) ٥ – ٦( شكل المعاصرة المتأثرة بالعمارة المستوردة ويالحظ عدم توافقهما مع بعضها البعض   

.فظهرت المباني غير متجانسة ومتنافرة  

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

مزج في توظيف عناصر محلية بطريقة أمثلة توضح  اسلوب تيار ال )٦ – ٦( شكل  ١٢١ .غير مدروسة مع عناصر غربية مستوردة ال تمت بصلة للعمارة المحلية

 بعض   مع  مفتعلة  بطريقة  البلكونات استخدام سيء   إنطباع  أعطى    التقليدية العناصر

.للواجهة 

 غير   بطريقة  الكبيرة  الفتحات استخدام األفقية   الزخارف  توظيف  مع   مدروسة

.التقليدية بشكل غير جيد 

 مكان   في  وتوظيفه    الجديد  األحمر  القرميد استخدام   األفقية  )الحزام(الزخارف  ا٬  توظيف لفتحات  مع

.التقليدية بنسب غير مدروسة

 في استخد  وتوظيفه  الجديد  األحمر  القرميد ام التقليدية  األفقية  الزخارف  الحزام(مكان في )

 األخير  الطابق  في ٬  الحزام  توظيف معالطوابق السفلى بطريقة مبسطة جدا مما أفقده 

.طابعه الجمالي 

   الجديدة  األشكال  ذات  الفتحات  توظيف  التأثر ٬  على  يدل  مما  الفتحات  بين  األعمدة ويالحظ   مع  الخارجية  بالحضارات  التقليدية  األفقية  الزخارف  استخدام )   الحزام  في )  متقطعة بطريقة

.الواجهة أفقدها طابعها الوظيفي 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٢

 بنفس عناصر وخصائص العمارة  )۷ ­ ٦(شكل   في صنعاء مباني معاصرة التقليدية  توضح عملية استنساخ العناصر والمفردات التقليدية فنشأت المباني ٬ 

 عصرها  عن  تعبر  ال  والتقنيات ٬  المواد  مع  التكيف  على  المقدرة  عدم وتؤكد .على التعامل مع تلك المواد الجديدة   أو عدم القدرة٬ الجديدة 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٣

فكان البد من خلق ، ألن المجتمع يتطلع إلى كل ما هو جديد ، ال يمكن تجاهل التطور القائم ضرورة احترام الطابع ولكن مع ، عمارة تلبي جميع االحتياجات الضرورية للمجتمع

.المعماري المحلي وهذا االتجاه ينادي بتوظيف المواد والتقنيات الجديدة بعقالنية عند صياغة التشكيل المعماري

وضرورة تطوير العناصر والمفردات ، للواجهات الخارجية مع االحتفاظ بالهوية المحلية وأن ، التقني إلثبات عصرها وجيلها لتعبر عن التطور، التقليدية وتوظيفها توظيفا سليما

تستخدم المواد والتقنيات الجديدة كوسيلة وليست لغاية عند صياغة التشكيل المعاصر مع مراعاة جميع المتطلبات الضرورية لقيام عمارة معاصرة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ

) . ٩ – ٦( ، ) ٨ – ٦(شكل المعماري اليمني   ):إثبات الهوية في التشكيل المعاصر (على الهوية المحلية كيفية الحفاظ  ٤-٦

هناك العديد من الوسائل واألساليب المعمارية التي يمكن بواسطتها الحفاظ على الهوية المحلية - :في التشكيل والتي سنتناولها بقدر من التفصيل على النحو اآلتي

) :المخزون الفكري زيادة( توثيق أسرار ورموز العمارة التقليدية ١-٤-٦

إن إهمال الخلفية التاريخية للعمارة المحلية سيؤدي إلى ظهور عمارة غريبة عن البيئة العربية ويعني ذلك أن على . (١) واإلسالمية سواء في الروح أو التخطيط أو حتى في الشكل

خالل سواء من ، أن يزيد من مخزونه الفكري من العمارة المحلية ، المعماري العربي استيعاب التراث المحلي أو من خالل التعايش مع العمارة الشعبية التلقائية مع التعرف على

ومن هنا يمكن إدراك الفجوة الفكرية ألتي يعاني منها المعماري ، مالمحها اإلنسانية والتشكيلية ة العربي بمخزونه الفكري غربي المصدر الذي يحاول إفرازه كعمارة في البيئة الحضاري

لذا فإن التحصيل الذاتي للمعماري العربي يبقى هو الوسيلة األساسية . (٢)المحلية المختلفة ، لزيادة هذا المخزون الفكري وذلك بالتعايش المستمر مع العمارة المحلية التراثية أو الشعبية

، الموجزة بالتأمل ثم بالرسم الحر مع االستيعاب والمقارنة والمفاضلة والمناقصة ثم بالكلمة أن ينظر إلى العمارة التراثية أو المحلية ، ويبقى أمام المعماري ، التي تؤمن المخزون الفكري

. (٣)كمصدر رئيسي من مصادر المعرفة المعمارية

.مزج الفكر المعماري     ٢-٤-٦

يجب أن نعترف ونحن نتداول في مسائل التراث والحداثة بأن اهتمامنا ينطوي على نظام

. ٢٤ص ،مرجع سابق ، أبراهيم ماجد ) ١(مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٢(

. ٨٥ص ،م ١٩٨٧، القاهرة ، . ٨٦ص ،المرجع السابق )٣(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٤

مبنى سكني معاصر معبر عن بيئته المحلية بما يتناسب مع ) ۸ – ٦ (شكل  .متطلبات الحياة الجديدة للدكتور حاتم الصباحي 

مبنى سكني معاصر يالحظ  فيه تطوير العناصر التقليدية ) ۹ – ٦( شكل  .لتثبيت الهوية المحلية في العمارة المعاصرة بصنعاء

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٥

أراء وقيم المعماري -في مجال العمارة -ويعني ذلك . عين للقيم مرتبط بالصفوة المثقفة مألن - ويجب أن يعتبر ذلك أمرا هاما للمعنيين بنوعية العمارة في العالم اإلسالمي ) المهني(

)شرعيون(أو ) مهنيون(ال يقوم بتصميمها معماريون ، إن لم يكن أغلبها - كثيرا من المباني يجب أن يبحث المثقفون عن ، وللقيام بتقويم أفضل للعمارة المعاصرة في الدول العربية .

السبل التي يمكن بها االستجابة آلراء اآلخرين الذين يعملون فعال في تشكيل بيئتنا من الحرفيين . (١)) الفني(والمعماري المتوسط ، والمقاولين ، والساسة ، والبيروقراطيين ، التقليديين

ويجب تشجيع العاملين في مهنة البناء الذين تتوافر لديهم حاسة ثقافية ومنحهم الحوافز المناسبة : وإعادة تثقيف العاملين الحاليين في مهنة البناء ويشمل تعبير العاملون في مهنة البناء ،

فرانك لويد (اقترح وقد .)٢(المصممين والحرفيين و القائمين على تنمية المشروعات واإلداريين بأن على المصممين المعاصرين تعلم بعض المهارات من العاملين القدامى في مجال ) رايت وال التضحية أيضا ، ولكن ليس من الضروري على اإلطالق محاكاتهم وتقليدهم ، البناء

. (٣)بوسائل الراحة والرفاهية الحديثة سيولد أفكارا جديدة ، واد والتقنيات الجديدة فالبناء مثال عندما يتعرف على خصائص الم

سيتولد ، والمعماري إذا تعرف على خصائص المواد والتقنيات التقليدية . متجذرة في الماضي عنده الرغبة في استخدامها وبالتالي تطويرها وتوظيفها بشكل جديد يتالءم مع متطلبات العصر

) .استنباط أساليب جديدة (

:البناء التقليدية وتطويرها إنتاج مواد ٣-٤-٦

إن االهتمام بالبحوث المتعلقة بمواد البناء المحلية وإنتاجها بجانب تدريب القوى العاملة لالستفادة منها بشكل مالئم أمر ضروري فيما يختص بأغراض حفظ الطاقة في بلد مستورد

التقليدية وهي ذات كفاءة حيث أن المباني التي تم تشييدها باستخدام المواد المحلية . كاليمن عالية من حيث استهالك الطاقة وتؤمن سبل الراحة لساكنيها دون اللجوء إلى وسائل التكييف

وإن نهضة التخطيط الحضري السليم في األقطار العربية ومن بينها اليمن . )٤( االصطناعيةحلية بدال من النقل مرتبطة بالقدرة على تطوير نمط من البناء مالئم الحتياجات البيئة الم

، ندوة الحداثة والتراث ، جائزة األغاخان للعمارةأصوات وصور من التراث والحداثة ، كامل خان ممتاز )١(

. ١٥٢ ص ، م١٩٨٣، ، صنعاءة ، ندوة الحداث ، جائزة األغاخان للعمارة) الدروس المستفادة (مالحظات ختامية ، بورتر . وليم ك ) ٢(

. ١٦٥، ص م١٩٨٣، ، صنعاء والتراثكيف تؤثر االحتماالت البيئية والصحية (ثورة في عالم البناء ، دافيد مالين رودمان و نيكوالس لينسين )٣(

.٣٣ص ، م ١٩٩٧، القاهرة ، الدار الدولية للنشر والتوزيع ، ترجمة شويكار ذكي ، ) على اإلنشاءات ، ، ندوة الحداثة والتراث ، جائزة األغاخان للعمارةمجتمع والتعبير العمراني التنمية وال، محمد العطار ) ٤(

.٣٠، ص م١٩٨٣صنعاء،

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٦

األعمى لنماذج من البناء التي نشأت في ظروف مناخية واجتماعية مغايرة لتلك التي تسود في فينبغي القيام بمبادرات عديدة على صعيد صنع مواد البناء التقليدية من أجل تطوير . )١( اليمن

قد أجريت دراسة لردود و . (٢)إنتاجها وتخفيض نفقاتها وتسيير أمور بضائعها وضبط نوعيتها توصلت إلى أن الناس يحبون رؤية مواد البناء القديمة ، تجاه المواد - بصنعاء -فعل الناس

ونعتقد أن المهم في الحفاظ على طرق البناء التقليدية ليس فقط النطاق . مستخدمة في البناء وية لتحسين نوعية فيجب إيجاد حوافز واتخاذ خطوات ق، بل أيضا مواد البناء ، المعماري

ذلك أنه إذا توفرت كميات كافية من هذه المواد للقائمين . وزيادة كمية مواد البناء المحلية فإن المحافظة على ، بالمباني الخاصة والذين تزيد جهودهم في اإلسكان عن جهود الحكومة

ع وتطوير مواد البناء وهو ما يؤدي إلى تشجي، (٣)التقاليد وهوية التشكيل ستتم بطريقة تلقائية . (٤) التقليدية وإنتاجها لتتناسب مع المتطلبات الحديثة

ال شك أن الفكر المعماري العربي كي ينتج عمارة أصيلة البد أن يجاريه دور مماثل في فنون األرابسك والزخرفة والتلوين : الت تطوير الحرف التقليدية اآليلة للزوال مثل امج

قش على اآلجر والنسيج وكلها مفردات تسهم في إضفاء خصوصية محلية على والتزجيج والنوتشجيع التطوير المتعقل األكثر مالئمة والذي يشمل على اللون ، (٥) العمارة المعاصرة

ويرى . (٦)والنمط والديكور والملمس ومواد البناء والتقنية واإلبداع لتكوين مبان وتطوير ممتع ويضة ان هناك اتجاه ينادي بأن المواد التقليدية المعروفة والمستخدمة لم ويرى الدكتور محمد ع

لذلك البد ، يصل بعد إلى التطبيق األمثل واالستفادة القصوى من إمكانياتها الفيزيائية الطبيعية من البحث عن تطبيقات جديدة لتلك المواد بحيث يمكن االستفادة من طاقاتها الكامنة غير

ما ، فيجب أن ال نتردد في ابتكار أساليب جديدة الستخدام الحجر والطوب . (٧) المستغلة بعدخصوصا أن هناك إجماع على أنه يتعين المحافظة على التقاليد اليمنية في . )٨(أمكن ذلك

.٣٠، صمرجع سابق ، محمد العطار ) ١(، معهد العالم نعاء مسار مدينة عربيةص، مشكالت المحافظة على المدينة القديمة ، باسكال ماريشو ) ٢(

. ١٢٤ص ، م١٩٨٧ ، باريس ، العربي، جائزة ) تعقيب على كامل خان ممتاز( أصوات وصور من التراث والحداثة ، بهالشندار كولكارني ) ٣(

.١٦٠، ص م١٩٨٣، ، صنعاء ، ندوة الحداثة والتراث األغاخان للعمارة .١٥ص ،م ١٩٨٥، فبراير ، ٥٤العدد ، مجلة عالم البناء ، شخصية العدد ، عبد الواحد الوكيل )٤( ،م ١٩٩٠، ١١٣العدد ،مجلة عالم البناء ، العمارة العربية اإلسالمية ماضيها ومستقبلها ، ب الطلب طال. م) ٥(

.١٣صترجمة ، تحسين بيئة األماكن العامة في البلدان والمدن (جعل المدن مالئمة للناس، فرانسيس تيبالدز) ٦( .١٢٦ ص، م ٢٠٠٠، الرياض ،جامعة الملك سعود - النشر العلمي والمطابع، عمر باهمام . د ،بيروت ، دار النهضة العربية للطباعة و النشر ، التكنولوجيا الحديثة في البناء ، محمد عويضة . د) ٧(

. ٣٢، ٣١ص .٢٨، ص مرجع سابق، فرانسيس تيبالدز) ٨(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٧

وقد نستطيع الحصول أيضا على بعض ، (١) ولكن مع دمجها باألساليب الفنية الجديدة، العمارة امل التي يقوم الباحثون فيها بالتطوير المستمر لمواد أكثر منفعة لصحة األجوبة من المع

وسوف يزداد استخدام األساليب القديمة في ، اإلنسان وموارد وتقنيات أكثر كفاءة لالستخدام األبنية الجديدة والتي أهملها حاليا المصممون وربطها ببعض التقنيات الحديثة لخلق تركيبة

. (٢)ة البشرية أفضل للبيئة والحيابتحديث ) E.N.T.P.E(قامت المدرسة الوطنية لألشغال العامة الحكومية ، على سبيل المثال

بمساعدة المكتب التنفيذي لحماية المدينة القديمة ) الطين المجفف موقعيا (طريقة البناء بالزابور اإلسمنت كمادة مثبتة من خالل إدخال - إلعادة بناء جدار مدينة صنعاء القديمة - في صنعاء

وقد توصلت التجارب إلى تحسين . لتهيئة الطين لالستخدام ، واستعمال خالط ميكانيكي ، الخواص للمواد األصلية حيث أن الخلط الميكانيكي لم يحسن على مستوى التحضير فقط وإنما

. )٣(التي أجريت في اليمن وفرنسا ، حسن في نتائج التجارب أيضا

.توظيف المواد والتقنيات الجديدة في صياغة التشكيل مع الحفاظ على الهوية المحلية  ٤-٤-٦

علينا أن نحتفظ بصالتنا بهذا التراث التاريخي وفي نفس الوقت ال نحرم أنفسنا من تلك ألن مجتمع اليوم . (٤) المساهمات التي تقدمها التكنولوجيا الجديدة لتحسين نوعية حياة الناس

وعلى المعماري استخدام مواد ، لحصول على مستويات أعلى من الراحة واألمان يتوقع اوال يعني ذلك نقل ما . (٥)وطرق جديدة للتشييد لمواجة هذه التوقعات ضمن تكاليف محدودة

بقدر ما ، طبقته الدول األخرى من نظريات اجتماعية وثقافية وحضارية في بناء المدن الجديدة فينبغي أن تستغل إمكانيات الخرسانة المسلحة . (٦)اإلنشائية المتطورة طبقته في الجوانب

،(٧)والحديد والزجاج والسيراميك والبالستيك وهي مواد لم تكن متوفرة لبنائي المدن القديمة وأن ال تكون تقليد سطحي لذلك ، وينبغي أن تكون المشاريع الجديدة استمرارية لما قبلها

أن توفر المشاريع الجديدة االحتياجات المعاصرة وتكون متالئمة مع الوسط التراث كما يجبفإن المعنى الحقيقي ، وعلى ضوء ذلك . (٨)الذي تنشأ فيه ال أن تكون غريبة و مختلفة عنه

. ١٥٢ ص ،مرجع سابق ، اصوات وصور من التراث والحداثة ، كامل خان ممتاز)١( .٤٠ص ، مرجع سابق ، ثورة في عالم البناء ، مالين رودمان ونيكوالس لينسين دافيد )٢(مركز الدراسات ، مجلة دراسات يمنية ، تحديث تقنيات صيانة وبناء المساكن في اليمن ، مريم أوليفية . د) ٣(

.٢٨٩، ٢٨٧، ٢٨٦ص ، مارس -يناير ، ٤٥العدد، صنعاء ، والبحوث اليمني .٢٠ص، م١٩٨٣، ندوة الحداثة والتراث، صنعاء، ، جائزة األغاخان للعمارةلمات افتتاحية ك ،األغا خان )٤( .٢٠ص، . ٥٣ص ،مرجع سا بق ، ك، و، سميثيز) ٥( . ٢٦ص ،مرجع سابق ، في الشئون العمرانية...كلمات صحفية ،الباقي إبراهيمعبد . د) ٦( .٢٨ص ، مرجع سابق ،فرانسيس تيبالدز) ٧( .٢٧ص ، سابق المرجع ال )٨(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٨

لتأكيد الشخصية الثقافية للشعوب في العالم اإلسالمي هو أن يكون باالستفادة من الخبرة لتي ال حصر لها من المعماريين التقليديين واعتبارها مصدر إلهام المكتسبة من األجيال ا

التي لم . (١) وتطوير للنماذج التي يتم تصميمها عند تطبيق التقنيات المالئمة للعمارة الجديدةتعد تعتمد على قواعد تحدد كيانها أو تقيد حريتها فهي و إن استمدت مالمحها من التراث ال

مع أحدث الطرق اإلنشائية و مع آخر ما يتوصل إليه العلم من المواد تفقد حريتها وتجاوبها إن التداعيات المعمارية الناتجة عن تطبيقات تكنولوجيا جديدة تكمن في . (٢) الجديدة في البناء

عدم توفر الوقت الكافي الكتساب الخبرة والتقنية المناسبة للتفاعل والتعايش مع مواد البناء حيث عدم توفر ، ه التداعيات تظهر غالبا عند بداية كل نظام تكنولوجي جديد وأن هذ، الجديدة

المعلومات الكافية عن خواص المادة وخضوع تطبيقاتها في البداية للتجربة والخطأ أو القياسات . )٣(النظرية دون وجود سابق تجربة علمية

إال ، مدنا بها االكتشافات الحديثة حقا إنه ليس من المعقول أن نرفض المزايا والتسهيالت التي تأنه يجب علينا أن نعترف أيضا بأنها تعرض علينا مواجهة مشكالت أخرى بخالف مجرد

فإنها ، فإنه إذا ما أمكن للتقنية الجديدة أن توجد حلول للنواحي اإلنشائية واالقتصادية ، اإلنشاء إن . (٤)ية من المشكالت التي تنشأ عنها ال تحل بالتبعية ما يتعلق بالنواحي الجمالية واالجتماع

بإمكان المعماري المسلم اليوم أن يستفيد من المميزات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة ليبرز . (٥)فنه في عصر مختلف عن العصور السالفة وليعادل وينافس الفنان والصانع القديم

.تطوير العناصر التقليدية كنتيجة للتطور ٥-٤-٦

كما أن ، يهيا ليس كل قديم وال كل ما بناه اإلنسان في الماضي يؤخذ على أنه يحتذى به بدإذ إن أهمالها قد ينسي معها اإلنتماء و بالتالي تضيع ، إهمال الخلفية التاريخية أمر خطير

وعليه فإنه من الواجب تقديم التجارب السابقة علميا وتطوير ما ، شخصية المجتمع وهويته وهذا ال يمنع من إدخال التكنولوجيا ، ن االستفادة منها والتأكد من استمراريتها الحضارية يمك

ولذلك فإننا ننظر باهتمام بالغ . (٦) كوسيلة ال كهدف كما حدث في ما يسمى بالعمارة العالمية

.١١ ص ، م١٩٨٣، صنعاء ، ، ندوة الحداثة والتراث ، جائزة األغاخان للعمارةتمهيد ، سعيد ذو الفقار)١(مركز الدراسات التخطيطية ، مشوار البحث عن أصول العمارة في اإلسالم ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٢(

.١٠ص ،م ٢٠٠٠، القاهرة ، والمعمارية ، الثاني ، العدد انتربيلد ، مجلة العوامل االجتماعية و النفسية تساهم في اختيار مواد البناء ،ممدوح الولي ) ٣(

. ٣٤ص ،م ٢٠٠٠، سبتمبر ،السنة األولى ، ، مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، ) حسن فتحي(المعماريون العرب ، الباقي إبراهيم بد ع. د) ٤(

.١٢٧ص، م ١٩٨٧، القاهرة عدد سنوي خاص ،مجلة عالم البناء ، المتغيرات في عمارة المسلمين المعاصرة و ثوابتها ، راهيم ماجد اب) ٥(

.٢٥ص ،م ١٩٨٥،اغسطس –يوليو ، خاص .٢٥، ٢٤ص ،المرجع السابق ) ٦(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٢٩

ة إلى مشاكل الحفاظ على تراثنا الثقافي ونهتم بصفة خاصة باستمرار بقاء الذاتية المعماريوستعاود الظهور الرغبة في المحافظة على األشكال التقليدية . (١)اليمنية في المباني الجديدة

ترقيع ( على أنه ما لم توجه هذه الرغبة مقترنة بالفهم العميق فستكون النتيجة ، في البناء ة لتحديد ما على التشكيل التقليدي يتطلب دراسة جادة ومتعمق إن الحفاظولذا ف) . للجديد بالقديم

طالما أن الناس ، يشكل جوهر التراث وإلى أي مدى يمكن استخدامه في األعمال الجديدة بورتر أنه يجب النظر إلى . ويرى وليم ك. )٢(يحتفظون بأساليبهم االجتماعية وثقافتهم القديمة

أبعد من مجرد محاكاة أشكال قديمة عند البحث عن تعبيرات شكلية جديدة في التصميم ولذلك يجب إصدار كتيبات تتضمن شروح توضيحية مبسطة للخصائص . )٣(المعماري

التخطيطية والمعمارية والبيئية السائدة في كل مدينة بحيث تكون مرجعا للدراسات أو منبعا للتطوير والتأصيل وهنا تدخل الخصائص المميزة لكل مدينة عامال هاما لتأكيد الشخصية

في العمارة التراثية يجد عديدا من المفردات ، فالمتأمل مثال .(٤) هاالحضارية المميزة للتساعد على إفراز تشابهات ، المعمارية ألتي يمكن استيعابها في ذاكرة العمل المعماري

وحتى ال يطغى الشكل على المضمون عند استيعاب القيم التصميمية في . (٥)معمارية جديدة لمتأمل البصري مع الرسم البد وأن تصحبه التساؤالت المتعلقة بالجوانب فإن ا، العمارة المحلية

وهي الجوانب التي تبنى منها العمارة المحلية ، اإلنسانية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية أو الشعبية مع ضرورة البحث عن القيم األساسية التي حكمت المجتمعات التي أفرزت ، التراثية

. (٦) سيما المجتمعات اإلسالمية التي ارتبطت بالعديد من القيم العقائديةهذه العمارة الوإيجاد التوافق ، تتطلب ابتكار قواعد جديدة للجمال ، إن العناصر الجديدة واإلنشاءات الحديثة

بين صدق أشكال هذه العناصر بالنسبة لإلنشاء ولمتطلبات التصميم المعماري والجمع بينها في . (٧) يم المعماري وتخطيط المدينةصعيد التصم

أعمال بعض المعماريين المحليين والعرب في كيفية الحفاظ على الهوية في ٦-٤-٦

، ، صنعاء ، ندوة الحداثة والتراث ، جائزة األغاخان للعمارةكلمات افتتاحية ، عبد الكريم اإلرياني . د )١(

.١٨ ص م،١٩٨٣، ، ندوة الحداثة والتراث ، جائزة األغاخان للعمارةصناعة البناء في المرحلة االنتقالية ، كولكارني.ف.ب ) ٢(

.١١٨ص ، م١٩٨٣، صنعاء، ندوة الحداثة ، جائزة األغاخان للعمارة) الدروس المستفادة (مالحظات ختامية ، بورتر . وليم ك ) ٣(

. ١٦٥، ص م١٩٨٣والتراث، صنعاء، مركز الدراسات ، تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٤(

. ٨٧ص ،١٩٨٢، القاهرة ، التخطيطية والمعمارية . ٨٦ص ،مرجع سابق ، بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٥( . ٨٧ص ،ع السابق المرج) ٦( .١٢٧ص ،مرجع سابق ، ) حسن فتحي(المعماريون العرب ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٧(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٠

:التشكيل

:المعماريون المحليون  ١-٦-٤-٦بضرورة الحفاظ على الشخصية المحلية في ، ظهرت توجهات لبعض المعماريين المحليين

وقد ظهرت توجهاتهم من خالل ، لعصرية للحياة الجديدة العمارة مع توفير جميع المتطلبات اأعمالهم التي صاغوا فيها عمارة معاصرة ثابتة الجذور في بيئتها تؤكد أن قضية التعامل مع

وقد أثبتوا أن العمارة التقليدية تحتوي ، الموروث بحاجة إلى دراسة عميقة وحس فني عالي الحياة الجديدة وكيف يمكن رسم الشخصية على عناصر ومفردات يمكن تطويرها لمسايرة

وقد استخدموا المواد والتقنيات الجديدة في صياغة أعمالهم ، المحلية في المباني المعاصرة وهؤالء الرواد هم المهتمون بالعمارة المحلية من خالل ،) ١٠- ٦( شكل للوصول إلى األفضل

. الدكتور،عبد العزيز الكباب .الدكتورين ومن هؤالء المعماري، نشر أفكارهم في الجامعات اليمنية .حاتم الصباحي.الدكتور ، عبد الرقيب طاهر. الدكتور، عبد اهللا العابد . الدكتور ، عبد اهللا زيد عيسى

  :المعماريون العرب  ٢-٦-٤-٦شهدت فترة السبعينات من القرن الماضي ظهور العديد من رواد العمارة في العالم العربي

مما تخطى الحدود ، بصماتهم الواضحة على خريطة العمارة العربية المعاصرة الذين تركوا هذه االسهامات الفاعلة راوحت بين الفكر النظري الذي شمل ، األقليمية لمواقعهم الجغرافية

ومن هؤالء . (١)وبين تصميم العديد من المشاريع المختلفة ، الندوات والمحاضرات .المعماريين البارزين

  .عبد الباقي إبراهيم . د  -أ ظهرت توجهات الدكتور عبد الباقي إبراهيم بتأصيل المباني المعاصرة في العمارة اإلسالمية

وإضافة ، التي تجلت بتصميم العديد من المنشأت محليا وعربيا ، من خالل ممارسته المهنية مهتمين بقضايا العمارة الذي أثرت ال، العديد من المؤلفات التي توضح طروحاته الفكرية

للخروج بمباني معاصرة تلبي جميع متطلبات الحياة العصرية مع وكيفية تأصيلها، المعاصرة .االحتفاظ بالهوية المحلية في التشكيل

، قد نشأت في أماكن محددة من العالم اإلسالمي إال أن قيمتها التراثية . مع أن العمارة التراثية بالرغم من الغزوة الحضارية التي تعرضت لها ، تمعات اإلسالمية قد ثبتت في وجدان المج

في ، األمر الذي أدى إلى ظهور الدعوة إلى الربط بين األصالة والمعاصرة ، العمارة بعد ذلك ومع أن هذه الدعوة ال تزال في حيزها النظري ، محاولة لبناء الشخصية المعمارية المحلية

:منشورة في . مقاالت علمية، شبكة المهندسين العرب، رواد العمارة العربية المعاصرة، وليد أحمد السيد ) ١(

http://www.arab-

eng.net/writeupnocomments.asp?id=74

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣١

رة بالعديد من المقومات التي يمكن استثمارها في العمارة المعاصرة إال أن العمارة التراثية زاخوما يهمنا هنا هو الجوانب التشكيلية فيها والزاخرة بالتشكيالت الهندسية والفراغية فالتكوينات ،

التي يمكن اتخاذها مادة للتشكيل ، الهندسية والزخرفية ينتج عنها العديد من األشكال المتداخلة و إن زيادة ذاكرة العمل المعماري من القيم التصميمية والتشكيلية للعمارة . (١) المسطحيساعد أيضا على استنباط اتجاهات تصميمية وتعبيرية جديدة ترتبط بالقيم الحضارية ، المحلية

. ٤٧ص ،مرجع سابق ، بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية ، الباقي إبراهيم بد ع. د) ١(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٢

 نادر   تقليدي  عنصر تطوير أسلوب جديدب

 مع   التقليدية  النافذة تطويرالدكتور عبد اهللا   .الشاقوص 

  زيد

   شكل )٦   االحتفاظ  )۱۰ ­   مع  التقليدية  العناصر  تطوير  توضح  محلية أمثلة .بالهوية 

 مع   التقليدية  النافذة تطوير الرفارف الخشبية

الدكتور حاتم الصباحي . تطوير فتحات دروة السقف  ونهاية المبنى 

 النصف   القمرية  ذات    النافذة  مع  الزخارف تطوير  .دائرية

  الدكتور عبد اهللا العابد

تطوير الزخارف  األفقية   الدكتور عبد اهللا زيد  .

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٣

امله مع المحلية فالعمارة التي بنيت بدون معماريين تعبرعن نظرة المجتمع وأسلوب تع الظروف الطبيعية واالجتماعية واالقتصادية والفنية المحلية ويمكن أن تكون مصدرا إلفراز قيم

. (١)تصميمية وفنية جديدة بعيدة عن األفكار المستوردة من العمارة الغربية وعليه فقد أصبحت عمارة التراث اإلسالمي والمتعارف عليها بالعمارة اإلسالمية مرجعا

األمر الذي يمكن تطبيقه ، (٢)درا لإللهام عند بعض المعماريين لربط األصالة بالمعاصرة ومصكذلك على كافة المناطق الحديثة إلضفاء التجانس والتكامل المعماري بين القديم والحديث حتى

ترجع للمدينة اإلسالمية شخصيتها الحضارية وطابعها المميز والمعبر عن القيم اإلسالمية والمتمثل في الوسطية والتواضع والتجانس والبساطة والصراحة والصدق في التعبير مع عدم

وهنا يصبح االتجاه إلى التأصيل شامال لكل مراحل التطور . (٣)اإلسراف أو المغاالة في البناء محلية المعماري وملتزما بالمتطلبات االجتماعية ومعبرا عن القيم الثقافية ومرتبطا بالبيئة ال

أن الدعوة إلى : ويرى الدكتور عبد الباقي إبراهيم . (٤)ومعتمدا على القدرة العلمية والفنية تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة المعاصرة ال يجب أن يفهم منها فقط تأصيل القيم الفنية

ساسي للمجتمع نفسه و لكن البد وأن يوازي ذلك البناء األ، والمعمارية في البناء المادي للمدن ويرى البعض أن . (٥)على النهج اإلسالمي الصحيح حتى تتكامل الصورتين المادية والمعنوية

والبعض يدعو إلى استعمال الحجر في البناء ، العمارة المعاصرة تبسيطا للعمارة القديمة ا يراها تأكيدا للقيم والبعض يراها في الزخارف والعقود والمشربيات بينما البعض األكثر وعي

الحضارية للعمارة اإلسالمية شكال وموضوعا وتقدما علميا وفي ذلك إدراك لتطبيق المبادئ وأن مفهوم العمارة اإلسالمية لم يعد صالحا ، الشرعية والقيم اإلسالمية في أعمال البناء

ولما كان . (٦)معمارية للتداول دون وجود اإلسالم كحقيقة في البناء العمراني والنظرية الاإلسالم هو منهاج حياة ينظم حياة الفرد والمجتمع بقيمه وسلوكياته ومعامالته وشعائره

وعباداته فإن ما يفرزه الفرد أو المجتمع اإلسالمي من عمارة تعبر بالضرورة عن هذه القيم العقائدي أمر ويعني ذلك أن ارتباط الشكل المعماري بالمضمون ، والسلوكيات والشعائر

وأن تشييد المباني الجديدة ليس بنفس األسلوب ، (٧) أساسي في بناء عمارة المجتمع اإلسالميالقديم ولكن بما يتطلبه العصر من أساليب عملية و تكنولوجية في البناء وما تتطلبه الحياة

. ٨٦ص، مرجع سابق ، بناء الفكر المعماري والعملية التصميمية ، الباقي إبراهيم عبد . د)١( .٣٢ص ،مرجع سابق ، مشوار البحث عن أصول العمارة في االسالم ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٢( . ٣٣ص، المرجع السابق )٣(-يوليو، عدد سنوي خاص ، مجلة عالم البناء ، العمارة العربية في القرن العشرين ، الباقي إبراهيم عبد .د) ٤(

.٥ص ،م ١٩٨٥، القاهرة ، اغسطس . ٦١ص ،مرجع سابق،تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة، الباقي إبراهيمعبد . د) ٥( . ١٤، ١٣ص ،مرجع سابق ، مشوار البحث عن أصول العمارة في االسالم ، الباقي إبراهيم عبد . د) ٦( .١٤ص ، المرجع السابق ) ٧(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٤

ينة دون أي المعاصرة من احتياجات مادية ومعنوية تأكيدا الستمرار الحياة في أعصاب المدعبد الباقي إبراهيم : لذلك قام الدكتور . (١)انفصال قد يقطع االستمرار الحضاري فيها

نعرض منها على ، بتطبيق منهجه على العديد من المشاريع التي عكست طروحاته الفكرية ) . ١١ – ٦( شكل مسكنه ومكتبه الخاص بمصر الجديدة ، سبيل المثال

.ج الدين اسماعيل سرا. د -ب كما يقتضي ، إن اإلبداع المعماري يقتضي فهما عميقا للجذور الحضارية للمجتمع المعني فال مفر من ، قراءة واعية للتراث الحضاري حتى يتمكن المعماري من تأصيل عمله المتجدد

هاالتجديد استجابة للحاجات المتغيرة والمتجددة للمجتمعات الحية في مسيرتها الحضارية ونمو - لذلك يجب التوصل إلى التوازن المناسب بين طلب الحداثة وبين احتياجات التراث ، (٢)

وإعادة تنظيم رموز الماضي لتوحيدها والمحافظة على -قراءة التراث بعين المعاصرة وذلك بتعبير معماري معاصر يفي ، (٣)عناصر القيم الدائمة ونبذ القيم المزيفة المشكوك فيها

ات الحياة العصرية في نفس الوقت الذي يحافظ فيه على األصالة الحضارية للبيئة بمتطلبوهو يتطلب خياال وإبداعا وفهما كامال للوسائل واألساليب المتاحة ، اإلسالمية المتطورة

لمتطلبات الحاضر والمستقبل ) أو عدم مالئمتها(واستيعابا وتقديرا لقيم الماضي ومدى مالئمتها سواء المحلية ام المستحدثة (ميز األعمال الناجحة بجودة التصميم وتطويع الوسائل التقنية وتت.

وأن أية عمارة متميزة يجب أن تتوفر فيها . (٤) والمالئمة البيئية والحضارية، ) المتطورة دام النواحي الجمالية واالستخدام الماهر لألشكال والفراغات والمعالجة المتميزة للمكان واالستخ

الجيد للضوء والظل واألداء الوظيفي والتفاصيل الممتازة واالستخدام المالئم للمواد وأساليب والتي تعطي تفسيرا جديدا لألشكال التقليدية وتطوير ، البناء سواء كانت محلية أو مستحدثة

. (٥)استعماالتها في الحياة العصرية .محمد مكية . د –ج

مكية من خالل ممارسة مهنية لمدة أربعين عاما في البيئة العربية ترتكز استنتاجات محمد العراقية والخليج بتأكيد أهمية وضرورة االستمرارية للتراث العربي اإلسالمي في المنطقة من أجل التفوق ألعلى مستوى للمعاصرة المقبلة وبالمنزلة المطلوبة لتحقيق مستقبل البيئة العربية

. ٦٤ص،مرجع سابق، تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة، الباقي إبراهيمعبد . د) ١(دراسة لتجربة جائزة ، و التأصيل في عمارة المجتمعات اإلسالمية التجديد ، إسماعيل سراج الدين . د) ٢(

.٧٧ص، م ١٩٨٩جنيف ، األغاخان . ١٣٩ص،المرجع السابق )٣( . ١٤٥ص، مرجع السابق ، إسماعيل سراج الدين. د )٤( . ١٥٥ص، المرجع السابق )٥(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٥

. (١) يدوالكيان الحضاري الجد شكل إن المعاصرة في عزها وجودة معطياتها لم تتخلى عن القيم التراثية الخاصة بها

وحين أمكنها التخلي وإعطاء المغريات الشكلية الجديدة كان الثمن باهظا في هذه ، ) ١٢ - ٦(بعد أن والمعاصرة اليوم تدخل مرحلة جديدة في تاريخها. األحوال وكان المستوى دون التفوق

وتتميز هذه المرحلة بالعالقة الوطيدة لتأكيد ، دفعت األثمان الباهظة في كثير من تجاربها استمرارية التراث في المعطيات الجديدة وبنطاق البيئة وليس بنطاق انفرادية العمائر

. (٢) وجذابيتها  .راسم بدران  المعماري    –د 

وعكست طروحاته ، لطرح مسألة الهوية والتجديد تبنى المعماري راسم بدران التراث كإطارسعيا حثيثا لطرح إشكالية األصالة والمعاصرة ضمن -من خالل مشاريعه المختلفة - الفكرية

. (٣) إطار العمارة العربية اإلسالميةوتجلت قدرة راسم بدران المعمارية محليا باألردن من خالل العديد من المباني السكنية التي

ت طفرة فكرية معمارية متميزة في طرح مفهوم المسكن بما يجمع خصوصية الحياة عكس . (٤) األجتماعية التي سادت في البيئة التقليدية وأناقة عمارة البيت المعاصر

وقد شهد تبلور فكره النظري المعماري وإعادة االنفتاح الفكري مع منابر العلم المعماري اب المعماري وكان حافزا للكثير من طالب العلم المعماري العالمي مما أثرى الحوار والخط

محليا وعربيا وعالميا إلعادة التفكير في مفاهيم طرحها راسم بدران في مشاريعه المختلفة وما عكسته مشاريعه من قدرة متجددة على إثراء البدائل دون ) العمارة المحلية ( كمفاهيم قوة مسألة إعادة قراءة مفردات العمارة التراثية بأسلوب كذلك فقد طرح راسم بدران ب. تكرار

مما يفتح الباب أمام االجتهاد والتفكير ، وكان طرحه لها منهجيا ال لغاية أو مبتغى ، معاصر (٥) المتجدد وهو ما تتميز به مدرسته المعمارية

. سالمي بمدينة الدوحة تميز مشروع راسم بدران في المسابقة المعمارية الدولية لمتحف الفن اإل

فكان نقطة إنطالق أثرت المشروع فأنتج عمال معماريا ، وذلك بدراسة البيئة المعمارية المحلية له جذور عميقة من التراث اإلسالمي ويعكس تأريخ هذه المدينة مع أستخدامه اللغة المعمارية

جائزة األغاخان للعمارة، ،والحديث البيئة العربية والتخطيط العمراني بين االصالة ، محمد مكية . د )١(

. ٤٦، ص م١٩٨٣ ، ، صنعاء ندوة الحداثة والتراث . ٤٩ص، المرجع السابق )٢(مدرسة معمارية فكرية رائدة تعالج مسألة : راسم بدران ( رواد العمارة المعاصرة ، د وليد أحمد السيد )٣(

:منشور في . م ١١/٥/٢٠٠٢، ١٠٨١٧عددال، ) صحيفة الجزيرة السعودية ، االصالة والمعاصرة

http://www.suhuf.net.sa/2002jaz/may/11/am1.htm. . المرجع السابق نفس )٤( .نفس المرجع السابق )٥(

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٦

٬ عبد الباقي إبراهيم . د (  منظور خارجي  )   ۱۳٦ص٬   ... تأصيل القيم الحضارية 

٬ عبد الباقي إبراهيم . د (  الواجهة الرئيسية للمبنى ص ٬ مشوار البحث عن أصول العمارة في اإلسالم  

۳۸   (

٬ مشروع المكتبة المركزية للدكتور محمد مكية  )٦ ­۱۲(شكل  .  يوضح انتماء المشروع إلى بيئته  

           البوابة  تطوير  مكية ( محمد  ) ٤۹ص 

 بوابة المكتبة المركزية الجامعية في ابو ظبي و البوابة التقليدية عالقتها الوطيدة ببيئتها

مشروع المسكن الخاص والمكتب للدكتور عبد  )۱۱ ­ ٦(شكل الحفاظ على يوضح إمكانية االستفادة من التطور مع ٬ الباقي إبراهيم 

.  الهوية المحلية

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٧ أمثلة عربية تبين إمكانية الحفاظ  ) ٦­ ۱٤( شكل 

.على الهوية المحلية باستخدام المواد الجديدة  

  السعودية٬ قصر األفراح 

    ملكون  قاعة  العربية ٬ اإلمارات  المتحدة 

)إبراهيم ماجد( ­الكشتيل  ­تطوير برج الهواء

 من  مسقط أفقي البرج قطاع األعلى

  برج الهواء التقليديص ٬ إبراهيم ماجد  (

۲۲(

تطوير برج الهواء في مشروع   معاصر 

)۲۳ص ٬ إبراهيم ماجد ( 

 العلوم  متحف  السعودي 

   جابر(  تامي ص ٬٥۷(

  منظور للمتحف)   جابر  تامي ص ٬

٥٦ (

 (المسقط والبرج من األعلى والقطاع   ماجد ٬ إبراهيم ) ۲٤ص 

عبد .تصميم د٬ متحف العلوم السعودي  ) ٦­۱۳( شكل ربط المشروع بالمجتمع المحلي ٬ الحليم وراسم بدران 

وعادات وتقاليد المنطقة 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٨

) . ١٣- ٦(شكل (١) المعاصرة، االستفادة من التطور مع بقاء الهوية المحلية في المباني وهناك أعمال آخرى توضح إمكانية

  ) . ١٤ – ٦( كمحاوالت جادة لتثبيت جذور المباني في بيئتها شكل :الخالصة  ٥-٦

وقد تنوعت الحلول ، ظهرت عدة اتجاهات للتعامل مع المواد والتقنيات الجديدة في صنعاء التقنيات كنتيجة حتمية لالنفتاح على العالم والمعالجات وأسلوب التعامل مع تلك المواد و

- :هذه االتجاهات تمثلت في ، الخارجي بعد العزلة الطويلة وعند تحليل هذا االتجاه . وهو االتجاه األول الذي ظهر مباشرة بعد قيام الثورة : االتجاه السائد

التوظيف العشوائي تيار، تيار االنبهار بالعمارة الغربية ( يالحظ وجود ثالث تيارات فيه ) .وتيار مختلط أو متخبط بين العمارة الغربية والعمارة المحلية ، للموروث

آخرين اتجاهينوعندما أدرك المجتمع مشاكل العمارة المعاصرة واندثار أو ضياع الهوية ظهر ذا االتجاه الرافض المتمسك بالعمارة التقليدية دون أي تطوير وه: األول . كرد على لذلك

في (االتجاه التوظيفي ظهر متأخرا : الثاني ) . في منتصف السبعينات ( االتجاه ظهر مبكرا .وينادي بضرورة إثبات الهوية المحلية في ظل متطلبات الحياة العصرية ) منتصف الثمانينات تاج مباني إمكانية استخدام المواد والتقنيات الجديدة بعقالنية وبتعمق إلن يأثبت االتجاه التوظيف

تنتمي إلى أرضها وتعبر عن جيلها وتعكس ، معاصرة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ عصرها وبأن المواد مجرد وسيلة وليست غاية وأن مسألة ارتباط العمارة بالكيان الثقافي للبلد

س يعود إلي المصمم وتحصيله العلمي إلثبات هويتها ومدى معرفته بالعمارة المحلية وهي انعكافالمواد والتقنيات هي مجرد وسيلة . لذوقه وحسه الفني ومدى اهتمامه وتعلقه بالطابع المحلي

وليست غاية وفي حالة العجز عند تطوير عناصر وخصائص التشكيل التقليدية فإن االتهام والقضية هي عدم اإللمام بعناصر وخصائص التشكيل ، يوجه إلى المواد والتقنيات الجديدة

. ة وغياب اإلبداع والحس الفني واالنجراف نحو تيار العولمة وطمس هويات الشعوب التقليديالعمارة التقليدية غنية بالعناصر والخصائص التصميمية التي يمكن إستثمارها في المباني

.المعاصرة

، ٢العدد ، )medina ( مجلة ، ) قطر( المسابقة المعمارية الدولية لمتحف الفن اإلسالمي بمدينة الدوحة )١(

.١١١ص . م ١٩٩٨يونيو - ابريل

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٣٩

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٠

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤١

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٢

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٣

اسلوب تيار المزج بين المباني ذات الطابع التقليدي والمباني )  ٥ – ٦( شكل ارجية ويالحظ عدم توافقهمامع بعض  فظهرت المعاصرة المتأثرة بالعمارة الخ

.المباني غير متجانسة ومتنافرة  

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٤

أمثلة توضح  اسلوب تيار المزج في توظيف عناصر محلية بطريقة ) ٦ – ٦( شكل  .غير مدروسة مع عناصر غربية مستوردة ال تمت بصلة للعمارة المحلية

 البلك  بعض استخدام  مع  مفتعلة  بطريقة ونات سيء   إنطباع  أعطى    التقليدية العناصر

.للواجهة 

 غير   بطريقة  الكبيرة  الفتحات استخدام االفقية   الزخارف  توظيف  مع   مدروسة

.التقليدية بشكل غير جيد 

 مكان   في  توظيفه  و  الجديد  األحمر  القرميد استخدام   االفقية  )الحزام(الزخارف  الفتحات  ٬  توظيف مع

.التقليدية بنسب غير مدروسة

استخدام القرميد األحمر الجديد و توظيفه في  التقليدية  االفقية  الزخارف  الحزام(مكان في )

 االخير  الطابق  في ٬  الحزام  توظيف معمما أفقده الطوابق السفلى بطريقة مبسطة جدا 

.طابعه الجمالي 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٥

أمثلة توضح تيار الفهم السطحي للموروث في توظيف عناصر تقليدية في )٤ ­  ٦( شكل لعدم اإللمام  هغير أماكنها الصحيحة  وبنسب غير مدروسة وأشكال غريبة فظهرت مشوه

. بالعمارة التقليدية وخصائصها 

 األفقي   توظيف العنصر )   الحزام    طابعة )  أفقده    الصحيح في غير مكانة . الوظيفي 

صياغة العنصر التقليدي المشربية بشكل مبسط وغير وظيفي ووضعها في غير مكانها  .بطريقة مبسطة وغير جيدة    )الحزام ( الصحيح باإلضافة إلى صياغة العنصر األفقي 

 سادسالفصل ال                                                       

  التشكيل المعاصر للعمارة في صنعاء

١٤٦