ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

������ ��� � ������

������ ������ ��

���� ���� � ��� ��� ���� ��� ���

����� ����� ����� ���� ���!

"#�� $�%! & �'–(�)����

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

� سيدنا محمد ، والصالة والسالم على أشرف المرسلين ، الحمد هللا رب العالمين :عدوب، وعلى آله وصحبه أجمعين

فيه بعون اهللا تعالى وتوفيقه – حاولت التفسير اإلشاري للقرآن :فهذا البحث عن، وبيان موقف العلماء منه ، إلقاء الضوء على هذا النوع من تفسير الكتاب العزيز–

كما تناولت ،والشروط التي يجب أن تتوفر لقبوله ،والفرق بينه وبين تفسير الباطنيةوقد ،وأهم الكتب التي عنيت به ،بجوازه وذكرت نماذج منهبالدراسة أدلة القائلين

-:جاء الحديث عن ذلك كله على النحو التالي . معني التفسير اإلشاري :أوال . موقف العلماء من التفسير اإلشاري :ثانيا . وتفسير الباطنية الفرق بين التفسير اإلشاري :ثالثا

. ري أدلة القائلين بجواز التفسير اإلشا:رابعا . شروط قبول التفسير اإلشاري: خامسا .نماذج من التفسير اإلشاري: سادسا .أهم كتب التفسير اإلشاري: سابعا . وقد ذكرت فيها أهم نتائج البحث: الخاتمة:ثامنافإن ،فهذا البحث ما هو إال مساهمة مني في خدمة القرآن الكريم وعلومه :وبعد

،وإن كانت األخرى فمني ،اهللا تعالي وحدهفذلك من فضل ،كنت قد وفقت فيهعليه توكلت وإليه ،وما توفيقي إال باهللا ، والخير قصدت،وحسبي أنني اجتهدت

وصلى اهللا وسلم على سيدنا محمد ،وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب العالمين ،أنيب وعلي آله وصحبه أجمعين

دكتور سالم عبد الخالق السكري

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

اإلشاريمعنى التفسير :أوالهو تأويل آيات القرآن الكريم على خالف ما يظهر منها :التفسير اإلشاري

بمقتضي إشارات خفية تظهر ألرباب العلم والسلوك ويمكن التطبيق بينها وبين )١(.الظواهر المرادة من اآليات الكريمة

غير ،وعلي هذا فحقيقة التفسير اإلشاري هي أن يرى المفسر معني آخر لآليةويمكن الجمع بينه وبين ،هذا المعني تحتمله اآلية الكريمة ،عني الظاهر المتبادرالم

إنما يظهر لبعض أولي ، ال يظهر لكل أحد– أيضا –وهذا المعني ،المعني الظاهروسلكه في ضمن عباده الصالحين الذين منحهم ،العلم ممن أنار اهللا تعالي بصيرتهفوجد عبداً من ": في قصة موسى مع الخضر– اهللا الفهم واإلدراك كما قال تعالي

هذا النوع من العلم ليس )٢("عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً الوهبى "اللدني " وإنما هو من العلم ،من العلم الكسبي الذي ينال بالدرس والمذاكرة واتقوا اهللا ويعلمكم ": كما قال تعالي،الذى يكون ثمرة التقوى والصالح واالستقامة

)٣("اهللا واهللا بكل شيء عليمهذا وال يفوتنا ونحن نتحدث عن التفسير اإلشاري أن ننبه إلى أنه أحد نوعي

والفرق بينهما يظهر فيما ،واآلخر هو التفسير الصوفي النظري ،التفسير الصوفي :يلي

ح فـي ذهـن أن التفسير الصوفي النظري ينبني على مقدمات علمية تنقد :أوال أما التفسير اإلشاري فال يرتكز علي ،ثم ينزل عليها القرآن بعد ذلك ،أوال الصوفي

حتي يصل ،يأخذ بها الصوفي نفسه ،بل يرتكز علي رياضة روحية ،مقدمات علمية

، مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ ٣٨١ ص١التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي ج : انظر) ١( القرآن ، مباحث في علوم١٦٩، والتبيان في علوم القرآن للشيخ محمد على الصابوني ص٧٨ ص٢الزرقاني ج

.٢٩٦، مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح ص٣٤٧للدكتور مناع القطان ص

.سورة الكهف) ٦٥(اآلية ) ٢(

.سورة البقرة) ٢٨٢(اآلية ) ٣(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

. إلى درجة تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه اإلشارات القدسيةحبه أنه كل ما تحتملـه اآليـة مـن أن التفسير الصوفي النظري يرى صا :ثانيابل يرى ،أما التفسير اإلشاري فال يرى الصوفي أنه كل ما يراد من اآلية ،المعاني

وذلك هو المعني ،وهو المراد أوال وقبل كل شيء ،هناك معني آخر تحتمله اآلية أن . الظاهربينما ،وصلته بالفلسفة وثيقة ، أن التفسير الصوفي النظري ال ضابط له:ثالثا

التفسير ، وال صلة له بالفلسفة–اإلشاري له شروط وضوابط سوف نبينها في هذا البحث

.إنما صلته األصلية بالخواطر واإللهامات

موقف العلماء من التفسير اإلشاري–ثانيا ،فمنهم من أجازه ،وتباينت فيه آراؤهم ،اختلف العلماء في التفسير اإلشاري

:شيئا من أقوالهم لتعرف وجه الحق في ذلكوإليك ،ومنهم من منعهإنه ليس :قيل ،كالم الصوفية في تفسير القرآن :)١(قال الزركشى في البرهان

كقول بعضهم في قولة ،وإنما هو معان ومواجيد يجدونها عند التالوة ،بتفسيريريدون أن علة ) النفس( إن المراد )٢("قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " :تعالي

٠"وأقرب شيء إلى اإلنسان نفسه ،األمر بقتال من يلينا هي القربوجدت عن اإلمام أبي الحسن الواحدي المفسر :)٣(وقال ابن الصالح في فتاواه

فإن كان قد اعتقد أن ذلك ) حقائق التفسير( صنف أبو عبد الرحمن السلمي :أنه قال . تفسير فقد كفر

من يوثق به منهم إذا قال شيئا من ذلك أنه لم الظن ب:وأنا أقول :قال ابن الصالحفإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا ،وال ذهب به مذهب الشرح للكلمة ،يذكره تفسيرا

.٤٢٩البرهان في علوم القرآن ص) ١(

.سورة التوبة) ١٢٣(جزء من اآلية ) ٢(

.٤٢٩قرآن ص، البرهان في علوم ال١٩٧، ١٩٦فتاوي ابن الصالح ص) ٣(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

.فإن النظير يذكر بالنظير ،وإنما ذلك منهم تنظير لما ورد به القرآن ،مسلك الباطنيةما فيه من االيهام ومع ذلك فاليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك ل: اهللاه رحم–ثم قال

ـه. وااللتباس أوالعدول عنها إلى معان ،النصوص على ظواهرها :)١(وقال النسفي في العقائد

.. يدعيها أهل الباطن إلحاد سميت المالحدة :وقد علق على قوله التفتازاني في شرحه على العقائد بقوله

يعرفها إال بل لها معان ال ،باطنية الدعائهم أن النصوص ليست على ظاهرهاوأما ما يذهب إليه بعض :قال ،وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية ،المعلم

ومع ذلك ففيها إشارات خفية إلى دقائق ،المحققين من أن النصوص على ظواهرهافهو من كمال ،تنكشف ألرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة

٠اإليمان ومحض العرفان يعني –أعلم أن تفسير هذه الطائفة :)٢()لطائف المنن(ن عطاء اهللا في وقال اب

. بالمعاني القريبة) صلي اهللا عليه وسلم( لكالم اهللا وكالم رسوله –التفسير اإلشاري ،ولكن ظاهر اآلية مفهوم منه ما جلبت اآلية له ،ليس إحالة للظاهر عن ظاهره

ة تفهم عند اآلية والحديث لمن فتح اهللا وثم أفهام باطن ،ودلت عليه في عرف اللسانفال يصدنك عن تلقي هذه المعاني ، لكل آية ظهر وبطن:وقد جاء في الحديث ،قلبه

صلي اهللا (هذا إحالة لكالم اهللا وكالم رسوله :منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة ، اال هذاال معني لآلية: وإنما يكون إحالة لو قالوا ،فليس ذلك بإحالة.. )عليه وسلم

بل يقرون الظواهر علي ظواهرها مرادا بها موضوعاتها ،وهم لم يقولوا ذلك .اهـ. مون عن اهللا تعالي ما أفهمهمويفه

اقتصرت عليها خشية االطالة في ،هذه بعض أقوال العلماء في التفسير اإلشاري

، ٢٠٤، وأنظر مجموعة الحواشي البهية علي شرح العقائد النسفية ص١٤٣شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص) ١( .٢٣٦ ص٢االتقان في علوم القرآن للسيوطي ج

.٢٣٧ ص٢، االتقان في علوم القرآن ج٢٤٨لطائف المنن البن عطاء اهللا السكندري ص) ٢(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

من بل ويعتبره ،وهي تبين موقفهم من التفسير اإلشاري ما بين مجوز له ،البحث ،من الزيغ والضالل وبين رافض له ويعتبره ،كمال اإليمان ومحض العرفان . واإللحاد في آيات اهللا عز وجل

الفرق بين التفسير اإلشاري وتفسير الباطنية–ثالثا نود هنا أن نذكر الفرق بينه ،بعد أن ذكرنا موقف العلماء من التفسير اإلشاري

:ويتمثل في ، علي التأويل الباطنيوبين تفسير الباطنية الذين يعتمدون ال يغفلون المعني الظاهري – الذين يقولون بالتفسير اإلشاري–أن الصوفية

اذ من ادعى فهم " ،بل يقولون بالظاهر إلى جانب قولهم بالباطن ،للنص القرآنيكمن ادعى بلوغ سطح البيت قبل أن يجاوز ،أسرار القرآن ولم يحكم الظاهر

. ")١(البابويحملون النصوص القرآنية علي ،أما الباطنية فإنهم يهملون الظاهر إهماال كليا

. معان باطنية ال تمت إلى القرآن بصلةوفي ،وهدم الدين من أساسه ،من وراء هذا المسلك إبطال الشريعة وقد أرادوا

الباطنية سموا بذلك ألنهم يدعون أن : رحمه اهللا– )٢(ذلك يقول ابن الجوزيوأنها ،ر القرآن واألحاديث بواطن تجرى من الظاهر مجرى اللب من القشرلظواه

وهي عند العقالء رموز وإشارات إلى حقائق ،بصورتها توهم الجهال صورا جلية. والبواطن واألغوار ،عقله عن الغوص على الخفايا واألسرار وأن من تقاعد ،خفيه

ومن ارتقي إلى علم ،الشرعوقنع بظواهرها كان تحت األغالل التي هي تكليفات وهو المرادون بقوله – قالوا –واستراح من أعبائه ،الباطن انحط عنه التكليف

ومرادهم أن ينزعوا )٣("ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي كانت عليهم ":تعالي

مباحث في علوم القرآن ٢٨١ ص١، واحياء علوم الدين لإلمام الغزالي ج ٣٧ ص٢ج االتقان في علوم القرآن ) ١( .٢٩٧للدكتور صبحي الصالح ص

.١٨٧، *()' ا�& �%�$ �# ا��"!� ����ذ�� ا��آ��ر �� ا��ه�ب ���� ص١٠٢���� إ���� ص) ٢(

.سورة األعراف) ١٥٧(جزء من اآلية ) ٣(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

. ليقدروا بالتحكم بدعوى الباطن علي إبطال الشرائع،من العقائد موجب الظواهر هـأ

وهو بصدد – )١( يقول االمام الغزالي– أيضا – مسلك الباطنية وفي بطالنهذا األنموذج وطريق ضرب ال تظن من :التعليق على مثال ذكرة للتفسير اإلشاري

لم يكن :حتي أقول مثال ،األمثال رخصة مني في رفع الظواهر واعتقادا في إبطالها ، )٢()اخلع نعليك (: نعالن ولم يسمع الخطاب بقوله– عليه السالم –مع موسى

حاشا هللا فإن إبطال الظواهر رأى الباطنية الذين نظروا بالعين العوراء إلى أحد كما أن إبطال األسرار ،فلم يفهموا وجهه ،وجهلوا جهال بالموازنة بينهما ،العالمين

الذى ،والذي يجرد الباطن باطني ،فالذي يجرد الظاهر حشوي ،مذهب الحشوية. للقرآن ظاهر وباطن وحد ومطلع :عليه السالم -ولذلك قال ،ليجمع بينهما كام

فهم األمر – عليه السالم –موسى :بل أقول ،وربما نقل هذا عن على موقوفا عليه .وباطنا بخلع العالمين .فأمتثل األمر ظاهرا بخلع نعليه ،بخلع النعلين إطراح الكونين

–فالصوفية . الباطنية في التأويلوبهذا يتبين لنا الفرق بين منهج الصوفية ومنهج ،البد منه أوال : ويقولون،بل يحضون عليه ، ال يمنعون إرادة الظاهر–كما ذكرنا

ومن ثم حرفوا ،إنه غير مراد أصال :أما الباطنية فإنهم يهملون الظاهر ويقولون ،وجاءوا ببهتان من القول وزور ،وألحدوا في آيات اهللا تعالي ،الكلم عن مواضعه

وفي قوله ،هما أبو بكر وعمر )٣(" أبي لهب تبت يدا " :فمثال يقولون في قوله تعاليوبين علي في ،أي بين أبي بكر وعمر )٤( "لئن أشركت ليحبطن عملك " :تعالي

وفي ، هي عائشة)٥( "إن اهللا يأمركم أن تذبحوا بقرة" وفي قوله تعالي ،الخالفة

.١٨٨ة في تفسير القرآن ألستاذنا الدكتور عبد الوهاب فايد ص، منهج ابن عطي٣٥مشكاة األنوار ص) ١(

.سورة طه) ١٢(من اآلية ) ٢(

.سورة المسد) ١(من اآلية ) ٣(

.سورة الزمر) ٦٥(من اآلية ) ٤(

.سورة البقرة) ٦٧(من اآلية ) ٥(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

يخرج منهما " وفي قوله ، هما علي وفاطمة)١("مرج البحرين يلتقيان " قوله تعالي إلى غير ذلك من التراهات ،)٣( هما الحسن والحسين)٢( "اللؤلؤ والمرجان

. واألباطيل

أدلة القائلين بجواز التفسير اإلشاري :رابعاللتفسير اإلشاري عند القائلين به أصل شرعي يقوم عليه ويستند إليه من كتاب

رضوان اهللا عليهم – وأقوال الصحابة –هللا عليه وسلم اهللا وسنة رسوله صلي ا . وعملهم ،أجمعين

فمال هؤالء القوم ال ": في قوله تعاليهفقد أشار إلي :فأما األدلة من القرآنفال يتدبرون القرآن ولو كان من أ " :وقوله عز شأنه. )٤("يكادون يفقهون حديثا

أفال يتدبرون القرآن أم على " : وقوله،)٥( "عند غير اهللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا (٦)قلوب أقفالها

–سبحانه -وذلك ألن اهللا ،فهذه اآليات كلها تشير إلى أن القرآن له ظهر وبطنحيث ينعي علي الكفار أنهم ال يكادون يفقهون حديثا ويحضهم على التدبر في آيات

،و حضهم على فهم ظاهرةأ ،القرآن الكريم ال يريد بذلك أنهم ال يفهمون نفس الكالموإنما ، فهم يفهمون ظاهره وال شك–والقرآن لم يخرج عن لغتهم ،ألن القوم عرب

وحضهم علي أن يتدبروا ،أراد بذلك أنهم ال يفهمون عن اهللا مراده من الخطاب وذلك هو الباطن الذى جهلوه ولم يصلوا –آياته حتي يقفوا علي مقصود اهللا ومراده

. )٧(إليه بعقلهم

.سورة الرحمن) ١٩(اآلية ) ١(

.سورة الرحمن) ٢٢(اآلية ) ٢(

.٨٧ص ٢طاش كبرى زادة جمفتاح السعادة لألستاذ ) ٣(

.سورة النساء) ٧٨(من اآلية ) ٤(

.سورة النساء) ٨٢(اآلية ) ٥(

.سورة محمد) ٢٤(اآلية ) ٦(

.٣٨٢ص ٢ التفسير والمفسرون ج٢٥٤،٢٥٥ ص٣انظر الموافقات للشاطبي ج ) ٧(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

فتلك األحاديث التي تبين أن للقرآن ظاهرا :وأما األدلة من السنة المطهرة :ومنها ،وحدا ومطلعا ،وباطنا إن للقرآن ظاهرا : ابن حيان في صحيحه عن ابن مسعود قالهما أخرج )١

. )١(وحدا ومطلعا ،وباطنا

والبزار عن ابن مسعود رفعه إلى رسول ،وأبو يعلي ،وما أخرجه الطبراني )٢لكل آية ظهر ،أنزل القرآن على سبعة أحرف :قال) صلى اهللا عليه وسلم( اهللا

. )٢(ولكل حد مطلع ،وبطن

:قال) ص(وما أخرجه القريابي من رواية الحسن مرسال عن رسول اهللا )٣ إلى غير ذلك من )٣(ولكل حد مطلع ، ولكل حرف حد،لكل آية ظهر وبطن

. وحد مطلع ،ن له ظهر وبطناالحاديث التي جاء فيها التصريح بأن القرآ

:معني الظهر والبطن والحد والمطلع -

:وباطنها ، لفظها– اي اآلية – ظاهرها :فقيل :اختلف العلماء في بيان ذلك ٠تأويلها

إن القصص التي قصها اهللا تعالي عن األمم الماضية وما عاقبهم :وقال ابو عبيدةوباطنها وعظ ،به عن قوموحديث حدث ،ظاهرها اإلخبار بهالك األولين به

ولكن هذا ٠٠٠فيحل بهم مثل ما حل بهم ،اآلخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم . والحديث يعم كل آية من آيات القرآن الكريم ،خاص بالقصص

، وهو أن ظاهرها ما ظهر من معانيها ألهل العلم:وحكي ابن النقيب قوال آخرهذا هو أشهر ما ،ع اهللا عليها أهل الحقائقأطل"وبطنها ما تضمنته من األسرار التي

١٥٢ ص٧د ج ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائ)٧٤(حديث ابن مسعود أخرجه ابن حيان في صحيحه برقم ) ١(

١ ابن جرير في تفسيره جهونسبه للبزار وأبي يعلي والطبراني في األوسط وقال رجال أحدهما ثقات، وذكر .٤١ ص١، الماوردي في تفسيره ج ٩ص

.المصدر السابق) ٢(

. ونسبه الي الفريابي عن الحسن بلفظه٢٣٦ ص٢ السيوطي في اإلتقان جهذكر) ٣(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

. قيل في معني الظهر والبطن ،لكل حرف حد :فمعناه على ما قيل " ولكل حرف حد" :أما قوله في الحديث

واألول ،أو لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب ،منتهي فيما أراد اهللا من معناه :أي . أظهر

لكل غامض من المعاني واألحكام : قيلمعناه علي ما "ولكل حد مطلع " :وقوله كل ما يستحقه من :وقيل ،مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به

.)١(الثواب والعقاب يطلع عليه في اآلخرة عند المجازاةفقد جاء عنهم ما يدل علي أنهم عرفوا التفـسير :وأما األدلة من أقوال الصحابة

ما أخرجه ابن :ايات الدالة علي أنهم يعرفون ذلك فمنها أما الرو ،اإلشاري وقالوا به إن القـرآن ذو شـجون ":أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس أنه قـال

فمن أوغل فيه برفـق ،وال تبلغ غايته ،ال تنقضي عجائبه ،وظهور وبطون ،وفنون ،وناسخ ومنـسوخ ،أخبار وأمثال وحالل وحرام ،ومن اخبر فيه بعنف هوى ،نجا

،فجالسوا به العلماء ،وبطنه التأويل ،فظهرة التالوة ،وظهر وبطن ،ومحكم ومتشابه . "وجانبوا به السفهاء

." ال يفقه الرجل كل الفقه حتي يجعل للقرآن وجوها" :وعن أبي الدرداء قال ."ألولين واآلخرين فليثور القرآن من أراد علم ا" :وعن ابن مسعود أنه قال

. )٢( ال يحصل بمجرد تفسير الظاهروهذا الذى قالوهمـا رواه :فمنهـا وأما الروايات الدالة على أنهم فسروا القرآن تفسيرا إشـاريا،

كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد : البخاري عن ابن عباس أنه قال إنه من حيـث علمـتم، :فقال عمر .لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله :في نفسه فقال

ما تقولـون :قال فما رأيت أنه دعاني يومئذ إال ليريهم، دعاه ذات يوم فأدخله معهم، ف

٢، مناهل العرفان في علوم القرآن ج ٤٢٩، البرهان في علوم القرآن ص٢٣٦ ص٢االتقان في علوم القرآن ج ) ١( .٩ ص١، جامع البيان البن جرير ج٤٢، ٤١ ص١، تفسير الماوردي ج٣٨٣ ص٢، التفسير والمفسرون ج٨٠ص

. ونسبة البن أبي حاتم عن ابن عباس بلفظه٢٣٦ ص٢ذكره السيوطي في االتقان ج) ٢(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

أمرنـا أن نحمـد اهللا :فقال بعضهم . )١( "إذا جاء نصر اهللا والفتح " : في قوله تعالي أكذاك تقول :وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا،

صـلى اهللا عليـه (هو أجل رسول اهللا : فما تقول؟ قلت :لقا ،فقلت ال يا ابن عباس؟ بحمـد فسبح " :وذلك عالمة أجلك "إذا جاء نصر اهللا والفتح : " قال أعلمه له، ) وسلم

٠)٢("ما أعلم منها إال ما تقول :فقال عمر "ربك واستغفره إنه كان توابا من السورة قد فهما– رضي اهللا عنهما –فهذا الحديث يبين أن ابن عباس وعمر

معني آخر وراء الظاهر، هو المعني الباطن الذى تدل عليه السورة بطريق وفيه جواز تأويل : لهذا الحديثهولهذا قال الحافظ ابن حجر عند شرح ،االشارة

،وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم ،القرآن بما يفهم من اإلشارات . )٣( في القرآنأوفهما يؤتيه اهللا رجال :ولهذا قال علي

شروط قبول التفسير اإلشاري :خامسانذكرها أهم الشروط التي ،بعد ان ذكرنا أدلة القائلين بجواز التفسير اإلشاري

:وتتمثل فيما يلي ،يجب أن تتوفر لقبوله . أن ال يتنافى وما يظهر من معني النظم الكريم )١

مع في الوصول إلى ألنه ال يط ،أن ال يدعي أنه المراد وحده دون الظاهر )٢ . الباطن قبل تحقيق الظاهر

في سورة –أن ال يكون تأويال بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالي )٣وكلمة ،فعال ماضيا) لمع(بجعل كلمة )٤("وإن اهللا لمع المحسنين " :العنكبوت

. مفعوله) المحسنين(

.رسورة النص) ١(اآلية ) ١(

كتاب التفسير، باب اقوال ٦٠٦ ص٨فتح البارى بشرح صحيح البخارى ج: أخرجه البخارى في صحيحه، انظر) ٢( ).فسبح بحمد ربك(

.٦٠٩، ٦٠٨ ص٨المرجع السابق ج ) ٣(

).٦٩(من اآلية ) ٤(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

. أن ال يكون له معارض شرعي أو عقلي )٤

. يؤيدهأن يكون له شاهد شرعي )٥بعضها متداخل مع ،)١(هذه خمسة شروط ذكرها العلماء لقبول التفسير اإلشاري

:وقد زاد عليها بعضهم شرطين آخرين ،فمثال الرابع متداخل مع الخامس ،بعض . بيان المعني الموضوع له اللفظ الكريم أوال :أحدهما

)٢(ي المفسر لهأن ال يكون من وراء هذا التفسير اإلشاري تشويش عل :وثانيهما ،هوقبوله بمعني عدم رفض ،فإذا اجتمعت هذه الشروط في التفسير اإلشاري قبل

. واألخذ بههال وجوب اتباعوألنه ليس له ما يعارضه من ،أما عدم رفضه فألنه ال يتنافى وظاهر القرآن

. األدلة الشرعيةوهي ال تقوم ،توأما عدم وجوب االخذ به فألنه من قبيل اإللهامات والوجدانيا

وسر بينه ،وإنما هي أمر يجده الصوفي من نفسه ،علي دليل وال تستند إلى برهاندون أن يلزم به أحدا من الناس ،فله أن يأخذ به ويعمل على مقتضاه ،وبين ربه

. سواههذا وال يفوتنا ونحن نتحدث عن شروط قبول التفسير اإلشاري أن نذكر كالم

– رحمه اهللا –فقد بين ،ا الموضوع فإنه كالم طيب ونفيسالعالمة الشاطبي في هذوأن المراد بالظاهر هو المفهوم العربي والباطن هو مراد ،أن للقرآن ظاهرا وباطنا

فكل ما كان من المعاني العربية التي ال ينبني فهم القرآن إال –اهللا تعالي من كالمه وكل ما كان من ،المنازع البالغيةعليها فهو داخل تحت الظاهر فالمسائل البيانية و

، واإلقرار هللا بالربوبية،المعاني التي تقتضي تحقيق المخاطب بوصف العبودية . والمقصود الذى أنزل القرآن ألجله ،فذلك هو الباطن المراد

في علوم ، التبيان ٤٠٩، ٤٠٨ ص٢، التفسير والمفسرون ج ٨١ ص٢مناهل العرفان في علوم القرآن ج : انظر) ١(

.١٧٥القرآن للشيخ الصابوني ص

.٨١ ص٢مناهل العرفان ج ) ٢(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

ذلك ذكر شرطين لقبول المعني الباطن في التفسير – رحمه اهللا –وبعد ان قرر : وهما هادة الشرع وش )٢ موافقة اللغة )١

وكون الباطن هو المراد من الخطاب قد ظهر أيضا مما :وفي ذلك يقول الشاطبي :تقدم في المسألة قبلها ولكن يشترط فيه شرطان

ويجرى علي ،ن يصح علي مقتضي الظاهر المقرر في لسان العربأ :أحدهما . المقاصد العربية

ر يشهد بصحته من غير أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخ :ثانيهما . معارض

فإنه لو كان له فهم ال يقتضيه فظاهر من قاعدة كون القرآن عربيا، :فأما األولليس في وألنه مفهوم يلصق بالقرآن، العرب لم يوصف بكونه عربيا بإطالق، كالم

اذ ال يصح ان ينسب اليه أصال، وما كان كذلك ألفاظه وال في معانيه ما يدل عليه،وال مرجح يدل علي ،من نسبة ضده إليهسبته اليه علي أنه مدلوله أولي ليست ن . فإثبات أحدهما تحكم وتقول علي القرآن ظاهر ،أحدهما

أو كان له معارض صار ،فألنه ان لم يكن له شاهد في محل آخر :وأما الثاني والدعوي المجردة غير مقبولة باتفاق ،جملة الدعاوى التي تدعي علي القرآن من

اهـ. )١(العلماءموافقة اللغة وشهادة :وعلي هذا فال بد لقبول التفسير اإلشاري أيضا من شرطين

وذلك ،فإن اختل أحد الشرطين أو كالهما كان هذا التفسير مردودا وباطال. الشرعوألحدوا في ،فقد حرفوا الكلم عن مواضعه ،مثلما فسر به الباطنية كتاب اهللا تعالي

. وجاءوا ببهتان من القول وزور كما سبق أن بينا ،آيات اهللا تعالي

، ٣٨٧ ص٢ التفسير والمفسرون ج ٦٣، ٦٢ ص١ محاسن التأويل للقاسمي ج٢٥٥، ٢٥٤ ص٣الموافقات ج ) ١( و تأويالت الباطنية ألستاذنا الدكتور عبد الوهاب فايد، مجلة كلية أصول الدين بالقاهرة، العدد االول ٣٨٨ .٤٦ ،٤٥ص

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− � −

نماذج من التفسير اإلشاري:سادساوهو ما استوفي تلك الشروط التي ذكرها ،التفسير اإلشاري منه ما هو مقبول

وهو ما لم يستوف ،ومنه ما ليس بمقبول. العلماء ومنها موافقة اللغة وشهادة الشرعوفيما يلي بعض النماذج من التفسير ،رعأو كان مخالفا للغة والش ،شروطه

:اإلشاري بنوعيه المقبول منه وغير المقبولفمنه ما ذكرة العالمة القرطبي عن أهل المعاني عند تفسير :أما التفسير المقبول

األقوال في هبعد ذكر -قال )١( "في قلوبهم مرض فزادهم اهللا مرضا ":قوله تعاليأي بسكونهم إلى الدنيا "في قلوبهم مرض" :معاني وقال أرباب ال–تفسير اآلية

أي " فزادهم اهللا مرضا" : وقوله،وغفلتهم عن اآلخرة وإعراضهم عنها ،وحبهم لها "وكلهم الي أنفسهم وجمع عليهم هموم الدنيا فلم يتفرعوا من ذلك إلى اهتمام الدين

،لوب من اتباع الهوىعلل الق :وقال الجنيد ،بما يفني عما يبقي "ولهم عذاب أليم )٢(كما أن علل الجوارح من مرض البدن

:يقول القرطبي )٣( "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي ":وفي تفسير قوله تعاليفإن ،وحثهم على تزود التقوي ،ذكرهم اهللا تعالي سفر اآلخرة :وقال أهل اإلشارات . )٤(التقوي زاد اآلخرة

عن بعض الصوفية في معني الشكر –ه اهللا رحم– ما نقله – أيضا –ومن ذلك حيث يقول )٥( "ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون " :عند تفسير قوله تعالي

االجتهاد في بذل الطاعة مع " الشكر :قال سهل بن عبد اهللا :في المسألة الرابعةراف في الشكر هو االعت:وقالت فرقة أخرى ،االجتناب للمعصية في السر والعالنية

.سورة البقرة) ١٠(اآلية ) ١(

.١٧٢ص ١الجامع ألحكام القرآن للقرطبي ج ) ٢(

.سورة البقرة) ١٩٢(اآلية ) ٣(

.٧٨٥ ص٢الجامع ألحكام القرآن ج) ٤(

.سورة البقرة) ٥٢(اآلية ) ٥(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

:وقال الجنيد )١( "اعملوا آل داود شكرا " :ولذلك قال تعالي ،تقصير الشكر للمنعم الشكر التواضع والمحافظة علي :وقال الشبلي ،حقيقة الشكر العجز عن الشكر

وقال ،الحسنات ومخالفة الشهوات وبذل الطاعات ومراقبة جبار األرض والسماواتولمن . ولنظيرك بالمكافأة ،ر لمن فوقك بالطاعة الشك:ذو النون المصري أبو الفيض

)٢(دونك باإلحسان واألفضال فهذا التفسير وأمثاله في رأينا مقبول ألنه ال يتناقض مع الشرع واللغة

" :فمنه ما جاء عن بعض الصوفية في قوله تعالي :وأما التفسير غير المقبولمن أن المساجد القلوب )٣( "ومن أظلم ممن منع مساجد اهللا أن يذكر فيها اسمه

أن باطن )٤("فاخلع نعليك " :وفي قوله تعالي ،تمنع بالمعاصي من من ذكر اهللااخلع الكل ) اخلع نعليك(وعن الشبلي أن معني ، الدنيا واألخرة:النعلين هما الكونان

اخلع نعليك عن الكون فال تنظر إليه بعد : وعن ابن عطاء،منك تصل إلينا بالكليةأي حان وقت ، دين المرء:والوادي المقدس ، النفس: النعل:وقال ،الخطابهذا

. وقيل غير ذلك ،والقيام معنا بدينك ،خلوك من نفسك خارج عما – اهللاه رحم–)٥( كما قال الشاطبي–فهذا التفسير وأمثاله مردود ألنه

يق رضي وقد قال الصد. ودعوى ما ال دليل عليه في مراد اهللا بكالمه–تفهمه العرب )٦(إذا قلت في كتاب اهللا ما ال أعلم: وأي أرض تقلني -أي سماء تظلني" اهللا عنه

.سورة سبأ) ١٣(اآلية ) ١(

عند ٣١٢محمود زلط ص تاذنا الدكتور القرطبي ومنهجه في التفسير ألس– ٣٤١ ص٢الجامع ألحكام القرآن ج) ٢( .بيانه لموقف القرطبي من التفسير الرمزي

.سورة البقرة) ١١٤(اآلية ) ٣(

.سورة طه) ١٢(اآلية ) ٤(

.٦٨ ص١، محاسن التأويل للقاسمي ج٤٠٢ ص٣الموافقات ج ) ٥(

، ٢٧ ص١سيره ج ، وذكرة ابن جرير في تف٢٢٧، وأبو عبيد في فضائله ص١٧٩ ص٧رواه ابن أبي شيبة ج) ٦( وذكرة الهيثمي في ٢٩٦ ص٦ ونسبة البي عبيد، وابن حجر في فتح الباري ج ٥ ص١ابن كثير في تفسيره ج

.٦٨ ص١محاسن التأويل ج ، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح : وقال٢٤٠ ص٩مجمع الزوائد ج

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− � −

. )١( من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ:وفي الخبر

أهم كتب التفسير اإلشاري :سابعاوفي الكتب التي عنيت بما يسمي بالتفسير ،الناظر في كتب التفسير عموما

:مريناإلشاري خصوصا يالحظ أ من األنواع هندرة التفسير اإلشاري في هذه الكتب بالنسبة إلى غير :أحدهما . األخرى

منها ما أقتصر علي ذكر ،أن الكتب التي عنيت بهذا اللون من التفسير :والثانيحقائق (كما فعل أبو عبد الرحمن السلمي في ،ولم يذكر فيه غيره ،التفسير اإلشاري

. )تفسير القرآن العظيم(والتستري في ) لطائف االشارات (والقشيري في ،)التفسيركما فعل ، من التفسير الظاهرهومنها ما ذكر فيه التفسير اإلشاري مع غير

. )روح المعاني(واأللوسي في ،)غرائب القرآن ورغائب الفرقان(النيسابورى في كالتفسير والتفسير اإلشاري ،ومنها ما جمع فيه بين التفسير الصوفي النظري

. المنسوب البن عربيبإعتباره ،وسأكتفي بالحديث هنا عن كتاب لطائف اإلشارات لألمام القشيري

. واهللا الموفق والهادي الي سواء السبيل ،نموذجاً فريداً في هذا الباب لطائف االشارات للقشيري

بن هو اإلمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة :مؤلفة . محمد القشيري النيسابوري

وكان سكانها من العرب الذين ،)استوا( سنة في بلدة ـه ٣٧٦ولد رحمه اهللا عالمة في - رحمه اهللا–وكان . فربي يتيما ،توفي أبوه وهو صغير ،قدموا خراسان

وفي التصوف ال ، واألدب،والشعر ، واألصول،والفقه الشافعي والحديث، ،التفسير . مع بين الشريعة والحقيقةقد ج ،يجارى

ر باب ما جاء في الذي يفسر التفسي٢٠٠ ص٥، الترمذي في سننه ج ٣١٣ ص٢رواه أبو داود في سننه ج ) ١(

.٢٧ ص١ والترمذي والنسائي، وابن جرير في تفسيره ج ٣٤ ص١القرآن برأيه، وذكرة الماوردي في تفسيره ج

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

، وضمة الشيخ اليه وزوجه ابنته ،حضر علي أبي علي الدقاق فأعجبه والزمه ،والحجاز وغيرهما عن خلق كثير من المحدثين ،وسمع القشيري الحديث ببغدادقال الخطيب في ،وله مجالس وعظ وإمالء حديث ،منهم أبو عبد الرحمن السلمي

٠وحدث ببغداد وكان ثقه ،ان وأربعين وأربعمائة قدم علينا سنه ثم:تاريخهوالتيسر في علم ،الرسالة القشيرية :وقد صنف رحمه اهللا الكثير من الكتب منها

. وغير ذلك ،ولطائف اإلشارات. التفسيررحمهما ،ودفن بجوار شيخه أبي علي الدقاق ، بنيسابورـ ه٤٦٥وقد توفي سنه . اهللا رحمه واسعه

وهو تفسير صوفي كامل للقرآن ،أسمه لطائف اإلشارات :هالتعريف بتفسير –وقد اعتمد فيه القشيري . طبع بمصر بتحقيق الدكتور ابراهيم بسيوني ،الكريم

دون الوقوف عند – مفردة ومركبه – علي استبطان خفايا األلفاظ –رحمه اهللا أهم اعمال ويعتبر لطائف اإلشارات ،ومعانيها اللغويه ،حدود ظواهرها المألوفة

رغم – )١( علي حد تعبير الدكتور ابراهيم بسيوني في دراسته للقشيري–القشيري . اشتهاره بالرسالة القشيرية

والمأثور عن ،ودالالتها ، في اشاراته علوم اللغة– رحمه اهللا –وقد استعمل كما اهتم ،والصحابة والسلف من التفسير والفهم) صلي اهللا عليه وسلم(الرسول

مع التزامه الشريعة والعقيدة ،لنقل عن شيوخ التصوف وكبار أهله في ذلكبا وألف فيه ،ومما ساعده في ذلك أنه أحكم التفسير الظاهر ،ومألوف كالم العرب

ويخلو تفسير . قبل خوضه غمار التفسير اإلشاري) التيسير في علم التفسير(كتابه والرمز البعيد والغور في ، من الحشو والتعقيد–لطائف اإلشارات -القشيري

هذا ومما تميز به أنه . مما جعله مقبوال عند الخاص والعام ،المصطلحات الخاصة ،ويختلف تفسيره لكل بسملة عن األخرى ،وحرفا حرفا ،فسر البسملة لفظة لفظة

في كل – يعني البسملة – هذه اآلية – تعالي – فلما أعاد اهللا :وقد علل ذلك بقول

بتحقيق فضيلة ١٢، ١١، مقدمة الرسالة القشيرية ص٣٧٥ ص٢، وفيات األعيان ج٨٣ ص١١تاريخ بغداد ج ) ١( .٥٠ ص١ف االشارات ج االمام الدكتور عبد الحليم محمود، مقدمة لطائ

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

إشارات هذه اآلية كلمات نها منها أردنا أن نذكر في كل سورة منوثبت أ ،سورة . )١(وإشارات غير معادة ،غير مكرره

:أمثلة من لطائف اإلشارات .هذه أمثلة من لطائف اإلشارات للقشيري توضح لنا منهجه في التفسير اإلشاري

في من الحروف المقطعة – رحمه اهللا –يوضح موقف القشيري :المثال األول :"الم " : في أول سورة البقرة– عند تفسير قوله تعالي –يقول ،أوائل بعض السور

هذه الحروف المقطعة في أوائل السور من المتشابه الذى ال يعلم تأويله إال اهللا عند وعند قوم أنها ،وسر اهللا في القرآن هذه الحروف المقطعة ،ولكل كتاب سر. قوم

والميم يدل ،)اللطيف(والالم يدل علي اسم ) اهللا(سم فاأللف من ا ،مفاتيح أسمائه . )المجيد(علي اسم

والالم علي اسم ) اهللا( األلف تدل علي اسم :وقيل ،إنها أسماء السور :وقيل فهذا الكتاب نزل من –صلي اهللا عليه وسلم ) محمد(والميم تدل علي اسم ) جبريل(

. وسلماهللا علي لسان جبريل إلى محمد صلي اهللا عليه واأللف من بين سائر الحروف انفردت عن أشكالها بأنها ال تتصل بحرف في

فلينتبه العبد عند تأمل هذه ،وسائر الحروف يتصل بها إال أحرف يسيرة ،الخط . الصفة ال حتياج الخلق بجملتهم إليه واستغنائه عن الجميع

عن ٠ه وتعالي سبحان–الحق ويقال بتذكر العبد المخلص من حالة األلف تقدسذلك أن سائر الحروف لها محل من الحلق والشفه واللسان إلى غيرها ،التخصص

. غير االلف فإنها هويته ال تضاف الي محل ،من المخارج ،فيكون كاأللف ال يتصل بحرف. ويقال االشارة منها إلى انفراد العبد هللا سبحانه . وال يزول عن حالة االستقامة واالنتصاب بين يديه

،ويقال يطالب العبد في سره عند مخاطبته باأللف بانفراد القلب إلى اهللا تعاليوعند سماع الميم بموافقة أمره فيما ،وعند مخاطبته بالالم بلين الجانب

.٥٦ ص١المرجع السابق ج ) ١(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

. ما قاله رحمه اهللا)١(الخ ..........يكلفه :اليفنراه مثال عند قوله تع ،ويوضح موقفه من االحكام التشريعية :المثال الثاني

الغنيمة ما :يقول )٢( " اآلية–واعلموا انما غنمتم من شيء فأن هللا خمسه " يحصل عليه المؤمنون من أموال الكفار إذا ظفروا عند الجهاد والقتال ولما كان

وكما . وجهاد الباطن مع النفس والشيطان ،جهاد الظاهر مع الكفار" الجهاد قسمين ر كذلك للجهاد األكبر غنيمة وهو أن يملك نفسه أن للجهاد األصغر غنيمة عند الظف

وبعد أن كانت ظواهره مقرا لألعمال ، الهوى والشيطان:التي كانت في يد عدويهومقر ،الذميمة وباطنه مستقرا لألحوال الدنيئة يعير محل الهوى مسكن الرضا

من وتصير النفس مستلبة ،الشهوات والمني محال لما يرد عليه من مطالبات المولىوالروح منزوعة من أيدي ،والقلب مختطفا من وصف الغفالت ،إضرار الشهوات

وكما أن من جملة الغنيمة سهما هللا ،العالقات والسر مصونا من المالحظات سهم خالص هللا وهو – علي لسان اإلشارة –فما هو غنيمة ،وللرسول وهو الخمس

من ثمرات التقريب وال من ما ال يكون للعبد فيه نصيب ال من كرائم العقبي وال ،فيكون العبد عند ذلك محررا عن رق كل نصيب خالصا هللا باهللا ،خصائص االقبال . )٣(يمحو ما سوي اهللا

ويطابق فيه القشيري بين ما يحدث من نسخ لبعض األحكام وبين :المثال الثالث الذين يا أيها" ما يحدث من نسخ في السلوك الصوفي حيث يقول عند قوله تعالي

٠٠٠آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية أثنان ذوا عدل منكم ،والنسخ هو االزالة ، ولكنه نسخ بعده،حكم هذه اآلية كان ثابتا في الشرع :)٤("اآلية

ومعني النسخ في سلوك المريدين أنهم في االبتداء فرضهم القيام بالظاهر من حيث ،م من أحوال القلوب شيء آلت أحوالهم الي مراعاة القلوبفإذا الح له ،المجاهدات

.٦٦، ٦٥ ص١لطائف االشارات ج ) ١(

.سورة االنفال) ٤١(آلية ) ٢(

.٤٣، ٤٢ ص١لطائف االشارات ج ) ٣(

.سورة المائدة) ١٠٦(اآلية ) ٤(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

)١(فتسقط عنهم أوراد الظاهرأردنا بذكرها هنا بيان ،فهذه أمثلة من لطائف االشارات للقشيري رحمه اهللا :وبعد

وهذه االشارات التي ذكرها ما هي إال موقف القشيري من التفسير اإلشاري ني بصيرة ذوى البصائر فيترجمونها إلى فيض رباني وإشراق إلهي ينعكس عل

. وهي في مضمونها ال تتعارض مع ما يهدف اليه النص الكريم الظاهر ،إشارات ،أذكر هنا أهم نتائجه ، من كتابة هذا البحث– بفضل اهللا تعالى –بعد أن انتهيت

ر يحذر فيها من اإلنسياق وراء التفاسي– رحمه اهللا –مع كلمة قيمة للشيخ الزرقاني . الهدامة :نتائج البحث وتتمثل فيما يلي :أوال كما –فهما ،أن هناك صلة قوية بين التفسير اإلشاري والتفسير الظاهر )١

. يتوافقان وبحيث يمكن الجمع بينهما– سبق أن بينا

فهو يقوم علي الكتاب ،أن التفسير اإلشاري له أصل شرعي يستند إليه )٢ . وان اهللا عليهم أجمعين رض–والسنة وأقوال السلف الصالح

إنما منه ما ،أن كالم الصوفية في تفسير القرآن ليس مقبوال علي إطالقه )٣فيكون مقبوال إذا استوفي الشروط التي وضعها ،ومنه ما ليس بمقبول ،هو مقبول

. وإال كان تفسيرا مردودا وباطال ،العلماء لقبوله

لمخلصين من أهل التصوف ندرة ا ،ندرة التفسير اإلشاري بالنسبة إلى غيرة )٤ومن ثم كانت أهم الكتب التي عنيت به قليلة جدا ال تتجاوز أصابع ،وأرباب الحقائق

. اليد

ومن النتائج ما رأيناه من الفرق الكبير بين منهج الصوفيه ومنهج الباطنيه )٥ يختلفان في المنهج وفي الهدف أيضا – كما سبق أن بينا – فهما ،في تفسير القرآن

ا أن تأويالت الباطنية آليات القرآن فاسدة ومردودة ألنها مخالفة للغة ومنه )٦ ، بأنها ليست من علم الباطن– كما رأينا –وقد حكم عليها اإلمام الشاطبي ،والشرع

.٤٣ ص١لطائف االشارات ج ) ١(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

ضرب من ضروب – في حقيقة األمر – وإنما هي –وال من علم الظاهر في شيء . الهذيان

يقول ) نصيحة خالصة (: تحت عنوان كلمة الشيخ الزرقاني وقد جاءت:ثانيا ولعلك تالحظ معي أن بعض الناس قد فتنوا باإلقبال علي دراسة تلك :)١(فيها

فدخل في روعهم أن الكتاب والسنة بل واالسالم كله ما هي . اإلشارات والخواطرعلي هذا النحو من التأويالت والتوجيهات وزعموا أن األمر ،إال سوانح وواردات

فلم ،وأن المطلوب منهم هو الشطح مع الخيال أينما شطح ،تخييالتما هو إال في فهم أبلغ النصوص ،ولم يحترموا قوانين اللغة العربية ،يتقيدوا بتكاليف الشريعة

. صلي اهللا عليه وسلم. كتاب اهللا وسنة رسوله ،العربيةين أدركوا أنهم هم أهل الحقيقة الذ ،واألدهى من ذلك أنهم يتخيلون ويخيلون للناس

وسما بهم عن حقيقة االخذ ،واتصلوا باهللا اتصاال أسقط عنهم التكليف ،الغاية هو المصاب – لعمر اهللا –وهذا ،ما داموا في زعمهم مع رب األرباب ،باألسباب

ويأتوا بنيانه من ،الذى عمل له الباطنية كيما يهدموا التشريع من أصوله ،العظيم . قواعده

، ننا المسلمين يقتضينا أن نحذرهم الوقوع في هذه الشباك فواجب النصح إلخواألنها كلها ،ونشير عليهم أن ينفضوا ايديهم من أمثال تلك التفاسير اإلشارية الملتوية

أذواق ومواجيد ، وكثيرا ما يختلط فيها الخيال بالحقيقة–خارجة عن حدود الضبط والتقييد

وأن يفر ،أن ينأى بنفسه عن هذه المزالقفاألحرى بالفطن العاقل ، والحق بالباطلوشروحهما علي قوانين الشريعة ،وأمامه في الكتاب والسنة ،بدينه من هذه الشبهات

.كالمه ـ ه.أ "أتستبدلون الذى هو أدني بالذي هو خير " رياض وجنات ،واللغةي وصلي اهللا وسلم عل ،وآخر دعوانا أن الحمد هللا رب العالمين ،وباهللا التوفيق

. سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

.١٧٦، ١٧٥بوني ص، التبيان في علوم القرآن للشيخ الصا٨٩ ص٢مناهل العرفان ج) ١(

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

أهم مراجع البحث القرآن الكريم •

ـ ه٩١١اإلتقان في علوم القرآن لإلمام جالل الدين السيوطي المتوفي سنه • ٠ بيروت لبنان /طبعة دار المعرفة

. نشر مؤسسة الحلبي ،إحياء علوم الدين لألمام أبي حامد الغزالي •

مام بدر الدين بن عبد اهللا الزركش طبعة دار البرهان في علوم القرآن لأل • . الحديث بالقاهرة بتحقيق أبي الفضل الدمياطي

التبيان في علوم القرآن للشيخ محمد علي الصابوني نشر مؤسسة مناهل • م ١٩٨١بيروت الطبعة الثانية ،العرفان

طبعة ،التبيان في علوم القرآن لألستاذ الدكتور محمد سعيد عطيه عرام • . م١٩٩٧الطبعة االولي ، آيات للطباعةمركز

. تفسير القرآن العظيم للحافظ عماد الدين بن كثير طبعة دار الفكر العربي •

تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل للعالمة محمد جمال الدين القاسمي • . حمدي صبح،طبعة دار الحديث بالقاهرة بتحقيق أحمد بن علي

ى طبعة مطبعة المدني ب محمد حسين الذهالتفسير والمفسرون للدكتور • . الطبعة السادسة١٩٩٥

شر إدارة الطباعة ن ،تلبيس إبليس لإلمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي • م ١٩٥٧المنيرية سنة

جامع البيان في تفسير القرآن لإلمام محمد بن جرير الطبري طبعة دار • م ١٩٨٧الريان للتراث سنة

ن ألبي عبد اهللا محمد بن أحمد األنصاري القرطبي الجامع ألحكام القرآ • . طبعة دار الريان للتراث

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

الرسالة القشيرية لإلمام القشيرى طبعة دار التوفيقية بتحقيق الدكتور عبد • . الحليم محمود

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لإلمام شهاب الدين • . الطبعة الثانية ،ة المنيريةطبعة إدارة الطباع ،محمود األلوسي

سنن أبي داود للحافظ أبي داود سليمان بن االشعث طبعة الحلبي الطبعة • م ١٩٨٣الثانية

طبعة الحلبي بتحقيق ،سنن الترمذي ألبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي • االستاذ أحمد محمد شاكر

. ه١٣٢١مطبعة الحلبي ،شرح العقائد النسفية لسعد الدين التفتازاني •

فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقالني طبعة دار • . الريان بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي

القرطبي ومنهجه في التفسير لألستاذ الدكتور القصبي محمود زلط طبعة • . م١٩٧٩دار االنصار

لطائف اإلشارات لإلمام القشيري طبعة دار الكاتب العربي بتحقيق الدكتور • . إبراهيم بسيوني

،مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح طبعة دار العلم للماليين • م ٢٠٠٧الطبعة السابعة والعشرون

مطبعة المدني الطبعة الرابعة ،مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان • م ٢٠٠٧عشر

. دية طبعة دار الطباعة المحم١٩٨١العدد األول ،مجلة كلية أصول الدين •

طبعة الصدق بالجمالية سنة –مشكاة األنوار لإلمام أبي حامد الغزالي • ـ ه١٣٢٢

المغني عن حمل االسفار في االسفار في تخريج ما في اإلحياء من األخبار • ٠نشر مؤسسة الحلبي ) مطبوع علي هامش االحياء(للحافظ العراقي

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− �� −

دار الكتب طبع ، طاش كيرى زاده بتحقيق كامل بكرى:مفتاح السعادة • . الحديثة

مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني طبعة • . الحلبي الطبعة الثالثة

طبعة الهيئة ،منهج ابن عطية في تفسير القرآن للدكتور عبد الوهاب فايد • ١٩٧٣العامة لشئون المطابع األميرية

. عة السلفية بدون تاريخطب ،موارد الظمآن إلى زوائد ابن حيان للهيثمي •

. الموافقات في أصول الشريعة لإلمام أبي اسحاق الشاطبي •

النكت والعيون ألبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي طبعة دار • . م بتعليق السيد بن عبد المقصود١٩٩٢الطبعة األولي ، بيروت/الكتب العلمية

. إلى غير ذلك من المراجع •

* * *

ا�فس� اإلرشادي للقرآن

− ��� −

فهرس البحث ٢٨٦.................................................معنى التفسير اإلشاري: الأو

٢٨٧................................... موقف العلماء من التفسير اإلشاري–ثانيا ٢٨٩........................... الفرق بين التفسير اإلشاري وتفسير الباطنية–ثالثا ٢٩١...................................أدلة القائلين بجواز التفسير اإلشاري: رابعا

٢٩٤........................................شروط قبول التفسير اإلشاري: خامسا ٢٩٧..........................................نماذج من التفسير اإلشاري: سادسا ٢٩٩............................................م كتب التفسير اإلشاريأه: سابعا

٣٠٥...........................................................أهم مراجع البحث ٣٠٨................................................................فهرس البحث

* * *