(1) الحديث مادة بحث

"التوبة أحاديث شرح"

إعداد – بوقرين محمد أحمد

دين- أصول ماجستيرالمفتوحة األمريكية بالجامعة

1

" الرحيم الرحمن الله " بسم

نستغفره و نستهديه و نشكره و نحمده لله الحمد إن أعمالنا سيئات من و أنفسنا شرور من بالله نعوذ و

و له هادي فال يضلل من و له مضل فال الله يهده منرسوله. و عبده محمدا أن أشهد و الله إال إله أال اشهد و فيك إال األمل من و بك إال الثقة من أبرأ إني اللهم

من و إليك إال التفويض من و لك إال التسليم من إال الطلب من و عنك إال الرضا من و عليك إال التوكل

على إال الصبر من و طاعتك في إال الذل من و منك من و الكريمتين يديك في إال الرجاء من و بابك

العظيم. بجاللك إال الرهبة عمت و عطاؤك وكمل خيرك اتصل و برك تتابع اللهم

و وعدك صدق و قسمك وبر نوافلك تمت و فواضلك لك هي حاجة لي يبقى ولم وعيدك أعدائك على حق يا قضائها على أعنتني و قضيتها إال صالح لي و رضا

. الراحمين أرحم

:- وبعد

شرح عن تعالى الله بإذن سيكون البحث فهذا الله صلى المصطفي سنة في الورادة التوبة أحاديث

المتواضع بجهدي استطعت والتي ، وسلم عليه على اقتصرت وقد السنة كتب بعض من جمعها هذا في سأعرض حيث ، التوبة أحاديث من عشرة موضوع في الورادة األحاديث من حديث كل البحث علماءنا قاله بما مستعينا بشرحها أقوم ثم التوبةاألحاديث. لهذه شرحهم في اإلجالء

2

األول الحديث

رسول أن عنه، الله يرض مسعود ابن عن قال: "لله وسلم وآله عليه الله صلى الله أشد في رجل من المؤمن عبده بتوبة فرحا

ية أرض عليها راحلته، معه " مهلكة، دو ذهبت، وقد فاستيقظ فنام وشرابه، طعامه

قال: أرجع ثم العطش، أدركه حتى فطلبها أموت، حتى فأنام فيه، كنت الذي مكاني إلى

فاستيقظ ليموت، ساعده على رأسه فوضع وشرابه، وطعامه زاده عليها راحلته، وعنده أشد فالله هذا من المؤمن العبد بتوبة فرحــا

(1)براحلته".

: الحديث شرح سبحانه الله فرح لنا يوضح الحديث هذا

من مثل خالل من يالعاص عبده بتوبة وتعالى نزل رجل قصة يحكي النبوة أمثلة منزال

إال الحياة وسائل من معه وليس موحشا، ما كل يفه وشرابه، طعامه عليها دابته

هذا قطع في األمل ويعطيه بالحياة يربطه يقيل الرجل نزل ثم الموحش، المكان فنام سفر، وعناء ،شاقة رحلة أن بعد لحظات

هزه يالذ الفزع على استيقظ ثم نومة المسكين فانطلق راحلته، فقد لقد ،وأخافهعا هدى، غير على اتجاه كل في يعدو مرو

قدماه، كلت حتى الضائعة، راحلته عن بحثا مبلغا، والعطش الحر به وبلغ التعب، وأنهكه ينام كان يالذ المكان إلى أقدامه فجرجر

3

محترقة الوجدان مكسورة نومة فنام فيه، تقلب ثم الموت، انتظار في وهو األنفاس

يفكف.. عنده راحلته فإذا رأسه ورفع لنا .. يبين براحلته الرجل ذلك فرح يكونس

تعالى الله أن وسلم عليه الله صلى يالنب أشد براحلته الرجل ذلك من العبد بتوبة فرحا أنت )اللهم فقال فرحه شدة من أخطأ يالذ

ربك( .. وأنا يعبد دعوة يعتبر العظيم الحديث هذا أن والحقيقة

بالحب تفيض دعوة ،الكريم الله رحاب إلى له أن يعلم خطاء مذنب لكل والحنان يغفر ربا حتى مفتوح توبته باب وأن يبالى، وال الذنوب

"يا: تعالى قال ،مغربها من الشمس تطلع تقنطوا ال أنفسهم على أسرفوا الذين يعباد الذنوب يغفر الله إن الله رحمة من إنه جميعا(2)الرحيم" الغفور هو

السياق هذا في الله رحمه القيم ابن ويسوق السالكين مدارج في الحديث هذا يشرح وهو

الحكاية موضع : " وهذا قال حيث(3) في رأى أنه العارفين بعض عن المشهورة

صبي منه وخرج فتح قد باب السكك بعض حتى تطرده خلفه وأمه ويبكي، يستغيث

ودخلت وجهه في الباب فأغلقت خرج، فلم متفكرا، وقف ثم بعيد غير الصبي فذهب

وال منه، أخرج الذي البيت غير مأوى له يجد القلب مكسور فرجع والدته، غير يؤويه من

ووضع فتوسده مرتجا الباب فوجد ،حزينا فلما أمه، وخرجت ونام، الباب عتبة على خده نفسها رمت أن تملك لم الحال تلك على رأته

4

: يا وتقول وتبكي تقبله والتزمته عليه، ؟ سواي يؤويك ومن ؟ عني تذهب أين ولدي،

تحملني وال تخالفني، ال لك اقل ألم من عليه جبلت ما خالف على لي بمعصيتك

الخير وإرادتيعليك. والشفقة بك الرحمةودخلت. أخذته ثم ؟ لك

5

الثاني الحديث

: قال قال عنه الله رضي المزني األغر عن أيها وسلم: " يا عليه الله صلى الله رسول الله إلى أتوب فإني ربكم، إلى توبوا الناس

ة". مائة اليوم في (4) مر

: الحديث شرح على الناس وسلم عليه الله صلى النبي يحث

ويقول ، وتعالى سبحانه ربهم إلى التوبة وفي مرة مائة اليوم في الله إلى أتوب فإني المصطفى كان فإذا ، مرة سبعين رواية وجل عز الله يستغفر وسلم عليه الله صلى

أيضا عنه ورده بل ، كله العدد هذا اليوم في ، مرة سبعين الواحد المجلس في قال أنه

صلى النبي منزلة دون هو من حال هو فكيف المقصرين حال هو كيف بل ، وسلم عليه الله

من نكثر أن لنا فحق ، أمثالنا من المذنبين أحوالنا جميع في وجل عز الله إلى التوبة الذي وسلم عليه الله صلى بالنبي إقتداء

تأخر. وما ذنبه من تقدم ما له الله غفر هذا يشرح وهو الباري فتح في حجر ابن قال

:(5) الحديث عمرو بن محمد رواية من أيضا النسائي خرجأ

الله الستغفر إني" بلفظ سلمة بيأ عن " واخرج مرة مائة يوم كل إليه وأتوب

بيأ عن عطاء طريق من أيضا النسائي وسلم عليه الله صلى الله رسول أن" هريرة

إلى توبوا الناس أيها فقال: يا الناس جمع

6

" مرة مائة اليوم في إليه أتوب فاني الله، وهو مثله، رفعه المزني األغر حديث في وله

على ليغان نهإ" بلفظ مسلم وعند عنده " مرة مائة يوم كل الله الستغفر واني قلبي الذكر عن فترات بالغين عياض: المراد قال ألمر عنه فتر فإذا عليه، يداوم أن شانه الذي

عنه. فاستغفر ذنبا ذلك عد ما من يقع مما القلب يعتري شيء هو وقيل تغشى التي السكينة هو وقيل النفس، حديث والشكر لله العبودية إلظهار واالستغفار قلبه وإعظام خشية حالة هي وقيل ،أواله لما

المحاسبي: قال ثم ومن شكرها، واالستغفار. وإعظام إجالل خوف المتقربين خوف السهروردي: ال الدين شهاب الشيخ وقال كمال هو بل نقص، حالة في الغين أن يعتقد

كمال. تتمة أو ليدفع يسبل حين العين بجفن ذلك مثل ثم

من العين يمنع فانه مثال العين عن القذى وفي نقص، الحيثية هذه من فهو الرؤية،

كمال. هو الحقيقة قال: فهكذا طويلة، بعبارة كالمه محصل هذا

متعرضة وسلم عليه الله صلى النبي بصيرة فدعت األغيار أنفاس من الثائرة لالغيرة صيانة بصيرته حدقة على الستر إلى الحاجة

انتهى. ذلك عن ووقاية لها النبي من االستغفار وقوع استشكل وقد

معصوم، وهو وسلم عليه الله صلىمعصية. وقوع يستدعي واالستغفار

7

تفسير في تقدم ما : منها أجوبة بعدة جيبأو الجوزي: هفوات ابن قول ومنها الغين، واألنبياء احد، منها يسلم ال البشرية الطباع

من يعصموا فلم الكبائر من عصموا وانالصغائر.

المختار، خالف على مفرع وهو قال، كذا. أيضا الصغائر من عصمتهم والراجح

الناس اشد األنبياءبطال: ابن قول ومنها تعالى الله أعطاهم لما العبادة في اجتهادا

شكره في دائبون فهم المعرفة، منانتهى. بالتقصير له معترفون التقصير من االستغفار أن جوابه ومحصل

ويحتمل تعالى، لله يجب الذي الحق أداء في أو أكل من المباحة باألمور الشتغاله يكون أن

لمخاطبة أو راحة، أو نوم أو جماع أو شرب ومحاربة مصالحهم، في والنظر الناس

المؤلفة وتأليف ،أخرى ومداراته تارة عدوهم الله بذكر االشتغال عن يحجبه مما ذلك وغير

فيرى ومراقبته، ومشاهدته إليه والتضرع وهو العلى المقام إلى بالنسبة ذنبا ذلك

القدس. حظيرة في الحضور من أو المته، تشريع استغفاره أن ومنهالهم. كالشفاعة فهو األمة ذنوب الله صلى " كان اإلحياء" في الغزالي وقال إلى ارتقى فإذا الترقي، دائم وسلم عليه الحالة من فاستغفر دونها قبلها ما رأى حال

المذكور العدد أن على مفرع وهذا السابقة، تعدد بحسب مفرقا كان استغفاره في

ذلك. يخالف الحديث ألفاظ وظاهر ،األحوال

8

النبي روح كان السهروردي: لما الشيخ وقال الترقي في يزل لم وسلم عليه الله صلى والقلب القلب، يستتبع القرب مقامات إلى

الروح حركة أن ريب وال النفس، يستتبع خطا فكانت النفس نهضة من أسرع والقلب العروج، في مداهما عن تقصر النفس

لئال القلب حركة إبطاء الحكمة فاقتضت العباد فيبقى عنه النفس عالقة تنقطع

يفزع وسلم عليه الله صلى فكان محرومين، ترقي شاو عن النفس لقصور االستغفار إلى

(6)اعلم. والله القلب،

9

الثالث الحديث

: " إن قال وسلم وآله عليه الله صلى قال(7) يغرغر" . لم ما العبد توبة يقبل الله

: الحديث شرح

: الله رحمه السندي يقول :)توبة( قوله أجزائها لبقية ومستلزم معظمها أنه معناه الحال في الذنب من ينقلع النادم فإن عادة في إليه العود عدم على ويعزم عادة

في إال التوبة تتم القدر وبهذا االستقبال التوبة فتحتاج قضاؤها يجب التي الفرائض

العباد حقوق في وإال القضاء إلى فيها والندم الرد أي االستحالل إلى فيها فتحتاج

الزوائد وفي يخفى ال كما ذلك كل على يعني بن عمر بن الله عبد ماجه ابن عند وقع قلت

كما أي ذلك بعد وقال المنذري قاله الخطاب صحيحه في ماجه وابن الترمذي رواه

المستدرك في والحاكم:يغرغر( لم )ما قوله

بمنزلة فيكون حلقومه روحه تبلغ لم ما أي يجعل أن والغرغرة المريض به يتغرغر القيء

فال الحلق أصل إلى ويرد الفم في المشروب يعاين لم ما والمقصود النهاية في كذا يبلغ

قوله الحديث هذا شواهد منو اآلخرة أحوال يعملون للذين التوبة }وليست تعالى

10

قال الموت أحدهم حضر إذا حتى السيئات (8) { . اآلن تبت إني

11

الرابع الحديث

الله " إن : وسلم وآله عليه الله صلى قول (9). التواب" المفتن المؤمن يحب

: الحديث شرح طبقات نعرض أن البد الحيث هذا لشرح وشرحه ذلك بين كما للتوبة بالنسبة الناس

منهاج مختصر في المقدسي قدامة ابن: القاصدين

: األولى الطبقة عمره، آخر إلى التوبة على يستقيم تائب

نفسه يحدث وال أمره، من فرط ما ويتدارك ينفك ال التي الزالت إال ذنوبه، إلى بالعودة

هي فهذه العادات، في البشر عنها السابق هو وصاحبها التوبة، في االستقامة

التوبة: النصوح، هذه بالخيرات.وتسمى وهؤالء النفس: المطمئنة، هذه وتسمى

قهر تحت شهوته سكنت من منهم يختلفون تنازعه من ومنهم نزاعها، ففتر المعرفة

بمجاهدتها. ملئ وهو نفسه : الثانية الطبقة

أمهات في االستقامة طريق سلك قد تائب ينفك ال أنه إال الفواحش، وكبائر الطاعات

بها يبتلى ولكنه عمد، عن ال تعتريه، ذنوب عن يقدم أن غير من أحواله مجارى في عزما

أتى وكلما عليها، اإلقدام على الم منها شيئا من االحتراز على وعزم وندم نفسه،

12

تلوم ألنها اللوامة النفس هي فهذه أسبابها، األحوال من له يستهدف ما على صاحبها

كانت وإن أيضا، عالية رتبة فهذه الذميمة، أحوال أغلب وهى األولى، الطبقة عن نازلة

،اآلدمي بطينة معجون الشر ألن التائبين، يغلب أن سعيه غاية وإنما عنه، ينفك فقلما فترجح ميزانه، يثقل حتى شره، خيره

السيئات، كفة تخلو إن فأما حسناته، الله من الوعد حسن لهم فبعيد.وهؤالء

يجتنبون :}الذين قال إذ وتعالى، سبحانه ربك إن اللمم إال والفواحش اإلثم كبائر الرتبة هذه والى (10)المغفرة{ واسع

:" وسلم وآله عليه الله صلى بقوله اإلشارةالتواب" المفتن المؤمن يحب الله إن

: الثالثة الطبقة ثم مدة، االستقامة على ويستمر يتوب أن

عليها فيقدم الذنوب، بعض في شهوته تغلبه ذلك مع أنه إال الشهوة، قهر عن لعجزه

من جملة وترك الطاعات، على مواظب وإنما لها، والشهوة عليها القدرة مع الذنوب لو يود وهو شهوتان، أو واحدة شهوة قهرته فإذا شرها، وكفاه قمعها، على الله أقدره ذلك عن بالتوبة نفسه يعد لكنه ندم، انتهت المسؤولة، النفس هي فهذه الذنب،

: فيهم تعالى الله قال الذين من وصاحبها خلطوا بذنوبهم اعترفوا }وآخرون عمال

حيث من هذا سيئا{ فأمر وآخر صالحا لما وكراهيته الطاعات على مواظبته أن الله :}عسى تعالى لقوله مرجو يتعاطاه

13

حيث من خطرة وعاقبته (11)عليهم{ يتوب التوبة، قبل يختطف فربما وتسويفه، تأخيره

يكون هذا فعلى بالخواتيم، األعمال فإن أن يمكن نفس وكل الخاتمة، من الخوف فليراقب الخاتمة، فتكون الموت، به يتصل

المحذور. وقوع وليحذر األنفاس،

: الرابعة الطبقة ثم االستقامة، على مدة ويجرى يتوب أن

الذنوب إلى يعود يحدث أن غير من منهمكا على يتأسف أن غير ومن بالتوبة، نفسه هي النفس وهذه المصرين، من فهذا فعله،

سوء هذا على ويخاف بالسوء، األمارة فإنه التوحيد، على هذا مات الخاتمة.فإن

وال حين، بعد ولو النار، من الخالص له يرجى خفي بسبب العفو عموم يشمله أن يستحيل

ال هذا على التعويل أن إال عليه، يطلع ال كريم، تعالى الله قال: إن من فإن يصلح،

تراه ثم تضره، ال ومعصيتي واسعة، وخزائنه له: قيل فلو الدينار، طلب في البحار يركب

الحق كان فإذا لعله بيتك في فاجلس كريما وقال: إنما هذا قائل استجهل يرزقك، النجاة له: هكذا فيقال بالكسب األرزاق

بالتقوى. هو عرضه أسلفت الذي الحديث معنى إذن طريق سلك الذي التائب ذلك حال

تعتريه، ذنوب عن ينفك ال أنه إال ،االستقامة من أحواله بعض بها يبتلى ولكنه عمد، عن ال

يقدم أن غير وكلما عليها، اإلقدام على عزما

14

أتى على وعزم وندم نفسه، الم منها شيئا النفس هي فهذه أسبابها، من االحتراز يستهدف ما على صاحبها تلوم ألنها اللوامة

الحقيقة في هذهو الذميمة، األحوال من له التائبين، أحوال أغلب وهى أيضا، عالية رتبة ينفك فقلما ،اآلدمي بطينة معجون الشر ألن

شره، خيره يغلب أن سعيه غاية وإنما عنه،(12). حسناته فترجح ميزانه، يثقل حتى

15

الخامس الحديث

قال قال، عنه الله رضي هريرة أبي وعن تاب وسلم: " من عليه الله صلى الله رسول

الله تاب مغربها من الشمس تطلع أن قبل(13) ." عليه

: الحديث شرح لهذا شرحه في عثيمين ابن الشيخ يقول

: الحديث مقبولة تكون لن وجل عز الله إلى التوبة إن

ما وهو قبولها زمن في العبد من تكون حتى من الشمس وطلوع األجل حضور قبل

األجل حضور بعد التوبة كانت فإن مغربها الله ألن مقبولة غير فإنها الموت ومعاينة

يئات يعملون للذين التوبة )وليست يقول الس تبت إني قال الموت أحدهم حضر إذا حتى طلوع بعد التوبة كانت وإذا و ، (14) اآلن(

تعالى لقوله تقبل لم مغربها من الشمس ينفع ال ربك آيات بعض يأتي )يوم نفسا

في كسبت أو قبل من آمنت تكن لم إيمانها إيمانها طلوع بذلك والمراد(15) ( خيرا

تسير اآلن الشمس فإن مغربها من الشمس من تطلع األرض على وتدور الله بأمر

ربها بإذن المغرب من بوتغر المشرق الساعة قيام قرب كان فإذا وبارئها وخالقها

ارجعي لها يقال حين مغربها من تطلع فإنها منه طالعة الناس رآها فإذا شئت حيث من

ينفع فال أجمعون آمنوا تكن لم إيمانها نفسا

16

خيرا إيمانها في كسبت أو قبل من آمنت النبي أن العاص بن عمرو بن الله عبد وعن التوبة تزال ) ال قال وسلم عليه الله صلى فإذا مغربها من الشمس تطلع حتى تقبل

أبي وعن فيه بما قلب كل على طبع طلعت الله ىصل النبي أن عنه الله رضي هريرة

تطلع أن قبل تاب ) من: قال وسلم عليه( عليه الله تاب مغربها من الشمس

طلوع قبل التوبة فإن العلماء يقول وكما شروط من شرط هو مغربها من الشمس

: يلي فيما نجملها التي التوبة قبول

: األول الشرط يكون بأن وجل عز لله خالصة تكون أن

ثوابه ورجاء وتعظيمه الله حب لها الباعث بتوبته اإلنسان يريد فال عقابه من والخوف

وال مخلوق إلى تزلفا .الدنيا من عرضا

: الثاني الشرط اإلنسان يكون أن من فعل ما على نادما

المعصية يفعل لم أنه يتمنى بحيث المعصية الله يدي بين االنكسار يوجب الندم هذا ألن ربه على يقبل وحينئذ إليه واإلنابة وجل عز

.ذنوبه من ويتوب

: الثالث الشرط المعصية عن العاصي اإلنسان يقلع أن البد في تركه محرم بفعل المعصية كانت فإن

الحال في فعله واجب بترك كانت وإن الحال

17

مما كانت وإن قضاؤه يمكن مما كان إن إلى وأداها منها تخلص الخلق بحقوق يتعلق .منها استحلهم أو واستحل أهلها

: الرابع الشرط المستقبل في للذنب العودة عدم على العزم

يعزم حتى مقبولة تكون لن التوبة فإن للمعصية المستقبل في يعود ال أن التائب

ذلك على يعزم لم إن ألنه اقترفها التي ،اتيةوالم الفرص فيها يتحين قتةؤم فتوبته

إلى يعود ال أن على يعزم لم إذا اإلنسانف كراهته على تدل ال توبته فإن الذنب

.للمعصية

: الخامس الشرط حتى مقبولة تكون لن التوبة فإن أسلفت كما

قبل ما وهو قبولها زمن في العبد من تكون مغربها من الشمس وطلوع األجل حضور

.مقبولة غير فإنها ذلك بعد التوبة كانت فإن

18

السادس الحديث

صلى الله نبي أن الخدري سعيد أبي عن قبلكم كان فيمن كان قال وسلم عليه الله

عن فسأل نفسا وتسعين تسعة قتل رجل فأتاه راهب على فدل األرض أهل أعلم

له فهل نفسا وتسعين تسعة قتل إنه فقال ثم مائة به فكمل فقتله ال فقال توبة من

رجل على فدل األرض أهل أعلم عن سأل من له فهل نفس مائة قتل إنه فقال عالم التوبة وبين بينه يحول ومن نعم فقال توبة

أناسا بها فإن وكذا كذا أرض إلى انطلق إلى ترجع وال معهم الله فاعبد الله يعبدون إذا حتى فانطلق سوء أرض فإنها أرضك فيه فاختصمت الموت أتاه الطريق نصف

مالئكة فقالت العذاب ومالئكة الرحمة مالئكة وقالت الله إلى بقلبه مقبال تائبا جاء الرحمة فأتاهم قط خيرا يعمل لم إنه العذاب مالئكة

فقال بينهم فجعلوه آدمي صورة في ملك أدنى كان أيتهما فإلى األرضين بين ما قيسوا

األرض إلى أدنى فوجدوه فقاسوه له فهو قتادة قال الرحمة مالئكة فقبضته أراد التي

نأى الموت أتاه لما أنه لنا ذكر الحسن فقال (16). بصدره

: الحديث شرح قتل رجال : ) إن وسلم عليه الله صلى قوله ، المائة تمام قتل ثم ، نفسا وتسعين تسعا

اإلمام قال ،( توبة له بأن العالم أفتاه ثم

19

: " مسلم لصحيح شرحه في( 17) النووي صحة على وإجماعهم ، العلم أهل مذهب هذا

إال منهم أحد يخالف ولم ، عمدا القاتل توبة السلف بعض عن نقل ما . وأما عباس ابن سبب عن الزجر قائله فمراد ، هذا خالف من

. وهذا توبته بطالن يعتقد أنه ال ، التوبة لمن شرعا كان إن وهو ، فيه ظاهر الحديث

موضع فليس خالف به االحتجاج وفي ، قبلنا شرعنا يرد لم إذا موضعه وإنما ، الخالف

لنا شرعا كان ورد فإن ، وتقريره بموافقته قوله وهو به شرعنا ورد قد وهذا ، شك بال

آخر إلها الله مع يدعون ال : } والذين تعالى { تاب من : } إال قوله { إلى يقتلون وال

مؤمنا يقتل : } ومن تعالى قوله وأما اآلية { فالصواب فيها خالدا جهنم فجزاؤه متعمدا

به يجازى وقد ، جهنم جزاءه : أن معناها في يعفى بل يجازى ال وقد بغيره يجازى وقد ،

وال حق بغير له مستحال عمدا قتل فإن ، عنه جهنم في به يخلد ، مرتد كافر فهو ، تأويل

معتقدا بل مستحل غير كان وإن ، باإلجماع ، كبيرة مرتكب عاص فاسق فهو تحريمه الله بفضل لكن ، فيها خالدا جهنم جزاؤه موحدا مات من يخلد ال أنه أخبر ثم تعالى فال ، عنه يعفى قد ولكن ، هذا يخلد فال ، فيها

يعذب بل ، عنه يعفى ال وقد ، أصال النار يدخل معهم يخرج ثم ، الموحدين العصاة كسائر

هو فهذا ، النار في يخلد وال ، الجنة إلى كونه من يلزم وال ، اآلية معنى في الصواب أن مخصوصة بعقوبة يجازى أن يستحق

20

بأنه إخبار اآلية في وليس ، الجزاء ذلك يتحتم : أي جزاؤه أنها فيها وإنما ، جهنم في يخلد

المراد : إن وقيل ، بذلك يجازى أن يستحق رجل في اآلية : وردت قيل ، مستحال قتل من

ال المدة طول بالخلود : المراد وقيل ، بعينه ، جازاه إن جزاؤه هذا : معناها وقيل ، الدوام فاسدة أو ضعيفة كلها األقوال وهذه

القول هذا وأما ، اآلية لفظ حقيقة لمخالفتها وهو ، الناس من كثير ألسنة على شائع فهو

عن خرج عنه عفي إذا أنه يقتضي ألنه فاسد ترك لكن ، له جزاء وهي ، جزاء كانت كونها

ما فالصواب ، وكرما عنه عفوا مجازاته الله. "قدمناه

فيها فإن وكذا كذا أرض إلى : ) انطلق قوله وال ، معهم الله فاعبد الله يعبدون أناسا ( قال سوء أرض فإنها أرضك إلى ترجع

التائب مفارقة استحباب هذا : في العلماء واألخدان ، الذنوب بها أصاب التي المواضع

ما ومقاطعتهم ذلك على له المساعدين صحبة بهم يستبدل وأن ، حالهم على داموا والمتعبدين والعلماء والصالح الخير أهل

بصحبتهم وينتفع ، بهم يقتدي ومن الورعين. توبته بذلك وتتأكد ،

21

السابع الحديث

األشعري قيس بن الله عبد موسى أبي وعن عليه الله صلى النبي عن عنه الله رضي بالليل يده يبسط تعالى الله قال: " إن وسلم بالنهار يده ويبسط النهار، مسيء ليتوب من الشمس تطلع حتى الليل مسيء ليتوب

(18) مغربها

: الحديث شرح: الحديث هذا شرح في النووي اإلمام قال

عز الله : ) إن وسلم عليه الله صلى قوله ، النهار مسيء ليتوب بالليل يده يبسط وجل

حتى الليل مسيء ليتوب بالنهار يده ويبسط( مغربها من الشمس تطلع

استعارة اليد فبسط بوقت، قبولها يختص وال به : المراد المازري قال التوبة، قبول في

اليد( ألن سطب) لفظ ورد وإنما التوبة، قبول يده بسط الشيء أحدهم رضي إذا العرب

فخوطبوا عنه، قبضها كرهه وإذا لقبوله، يد فإن مجاز، وهو يفهمونه، حسي بأمر

(19)تعالى. الله حق في مستحيلة الجارحة عز الله إلى التوبة في ترغيب فيه والحديث

فإن بعباده، ورحمته الله لطف وبيان وجل، كما بالليل، تاب إذا للعبد يغفر تعالى الله

في تاب إذا له ويغفر ، بالنهار تاب إذا له يغفر العباد على الله كرم من وهذا ، األحيان جميع

بهم. لطفه وعظيم

22

الثامن الحديث

المرأة توبة عن وسلم عليه الله صلى قال على قسمت لو توبة تابت لقد : ) الغامدية وهل ، لوسعتهم المدينة أهل من سبعين عز لله بنفسها جادت أن من أفضل وجدت(20)( ؟ وجل

: الحديث شرح التي الغامدية المرأة قصة يحكي الحديث هذا

عليه الله صلى الله رسول عهد على زنت النبي لها شهد عظيمة توبة تابت ثم ، وسلم القصة وملخص ، بذلك وسلم عليه الله صلى

وسلم عليه الله صلى الرسول كان بينما أنه جالسا من حوله وأصحابه ، المسجد في يوما

.األنصار.. وباألولياء ..وسادات الصحابة كبار وصلت حتى ، المسجد باب تدخل بامرأة وإذا ، أمامه وقفت ثم ، والسالم الصالة عليه إليه

الله رسول !!! وقالت: )يا زنت أنها وأخبرته النبي وجه احمرف ،فطهرني( حدا أصبت يقطر كاد حتى وسلم عليه الله صلى ثم ، دما لم كأنه وسكت ، الميمنة إلى وجهه حول

يسمع الله صلى الرسول حاول فقد ، شيئا ، كالمها عن المرأة ترجع أن وسلم عليه

في اإليمان رسخ مؤمنة حرة امرأة ولكنها ذرات من ذرة كل في جرى حتى قلبها

أن تريد الله رسول يا : أراك فقالت جسمها، إني الله فوا ، مالك بن ماعز رددت كما تردني الله صلى النبي لها ..!! فقال الزنا من حبلى

23

: الزنا من حبلى أنها علم بعدما وسلم عليهتضعيه( حتى )اذهبي

ته وقد به أتت يوم أول وفي وضعتهف في لف من طهرني الله رسول : يا وقالت ، خرقة إلى وسلم عليه الله صلى النبي فنظر ، الزنا

من ،وحزنا ألما عليه يتفطر وقلبه ،طفلها ؟! من الحد عليها أقمنا إذا الطفل يرضع وأرضعيه : ارجعي لها ؟! فقال بشئونه يقوم بيت إلى فذهبت ، إلي فعودي فطمتيه فإذا

وما ، فطمته حتى طفلها فأرضعت ، أهلها به وتأتي رسوخا، إال قلبها في اإليمان يزداد

الله رسول يا: فقالت ، يأكلها خبزا يده في عليه الله صلى فأخذ فطهرني فطمته قد

وهو هذا يكفل : " من قالو طفلها وسلم". كهاتين الجنة في رفيقي ، ترجم ثم صدرها إلى فتدفن بها ويؤمر

، الوليد بن خالد على رأسها من دم فيطيش عليه الله صلى النبي من مسمع على فسبها يا : مهال والسالم الصالة عليه فقال ، وسلم

صاحب تابها لو توبة تابت لقد " والله خالد – النبي أن رواية وفي ،" منه لقبلت مكس ، فرجمت بها " أمر – وسلم عليه الله صلى

: عنه الله رضي عمر له فقال عليها، صلى ثم زنت!! فقال وقد الله نبي يا عليها تصلي ، توبة تابت لقد: وسلم عليه الله صلى النبي

المدينة أهل من سبعين بين قسمت لو أن من أفضل توبة وجدت وهل ، لوسعتهم

تعالى" !!. لله بنفسها جادت

24

التاسع الحديث

عبد على أبي مع دخلت قال معقل ابن عن صلى الله رسول قال يقول فسمعته الله أنت أبي له فقال توبة الندم وسلم عليه الله

يقول وسلم عليه الله صلى النبي سمعت(21). نعم قال توبة الندم

: الحديث شرح من للتوبة البد أنه لنا يوضح الحديث هذا إن

من سلف ما على المرء يندم أن أي ، ندم تصور يمكن ال فإنه ، والمعاصي الذنوب بدر ما على آسف حزين نادم من إال التوبة

يعد ال لذا ، المعاصي من منه يتحدث من نادما ، بها ويتباهى بذلك ويفتخر السابقة بمعاصيه

على يندم ولم يتوب من نادما يعد ال أنه كما ، واألخطاء المعاصي من يداه اقترفت ما

: )الندم وسلم عليه الله صلى قال ولهذا الموجز الحديث هذا العلماء فسر وقد ،توبة( أي ، علم دون من ندم ال بأنه المانع الجامع

. أوجبه سلوك ومن سببه علم من للندم البد

25

العاشر الحديث

عليه الله صلى النبي أن مالك بن أنس عن وخير خطاء آدم ابن : » كل قال وسلم

(22)« . التوابون الخطاءين

: الحديث شرح

خالل من وسلم عليه الله صلى النبي لنا يبين ، مخطئون كلنا ، مذنبون كلنا أننا الحديث هذا

الله نراقب ، أخرى وندبر تارة الله على نقبل أحيانا الغفلة علينا وتسيطر ، مرة وجل عز

يقع أن بد وال ، المعصية من نخلو ال ، أخرى فليس ، الزلل منا يقع أن والبد ، الخطأ منا

إذ ، الخطأ عن ينفك أن شأنه عال مهما ألحد والتقصير السهوف ، البشر طبيعة هي هذه بهذا الله رحمة ومن ، اإلنسان طبع من

، التوبة باب له فتح أن الضعيف اإلنسان كلما ، عليه واإلقبال ، إليه باإلنابة وأمره هذه ولوال ، المعاصي ولوثته الذنوب غلبته

حرج في اإلنسان لوقع العظيمة الرحمة من التقرب طلب عن همته وقصرت ، شديد

ومغفرته. عفوه من رجاؤه وانقطع ، ربه

26

خاتمــة

وعليه الصالحات، تتم بنعمته الذي لله الحمد إال إله ال أن وأشهد واآلخرة، الدنيا أمر يصلح

أن وأشهد له، شريك ال وحده الله محمدا الخلق وصفوة النبيين خاتم ورسوله، عبده

وصحبه آله وعلى عليه الله صلى أجمعين، وسلم والتابعين، كثيرا. تسليما

: بعد أما "، التوبة أحاديث شرح" بحثي خاتمة فهذه

الورادة التوبة أحاديث شرحب فيه قمت حيث ، وسلم عليه الله صلى المصطفي سنة في

أجمعها أن المتواضع بجهدي استطعت والتي على اقتصرت وقد ، السنة كتب بعض من

في عرضت حيث ، التوبة أحاديث من عشرة الورادة األحاديث من حديث كل البحث هذا مستعينا بشرحها قمت ثم التوبة موضوع في

لهذه شرحهم في اإلجالء علماؤنا بعض بكالم.األحاديث

فمن أصبت فإن ، هذا بحثي من أردت ما هذا نفسي فمن أخطأت وإن ، وحده الله توفيق

بالله إال قوة وال حول وال الشيطان ومنالعظيم. العلي العالمين رب لله الحمد أن دعوانا وآخر

وسيد األنبياء أشرف على وسلم الله وصلى وصحبه آله وعلى محمد نبينا المرسلين،

أجمعين.

27

: الفهرس

كتاب التوبة. ومسلم باب الدعوات كتاب البخاري(1)ا.به والفرح التوبة على الحض في .باب التوبة

.53 آية الزمر سورة(2)القيم. ألبن السالكين مدارج(3).صحيحه في البخاري أخرجه(4).البخاري صحيح شرح الباري فتح(5).البخاري صحيح شرح الباري فتح(6)) ماجة وابن ( ،3537) ( والترمذي2/153) أحمد رواه(7)

4253.).للسندي ماجة ابن سنن شرح(8).مسنده في أحد رواه(9)(.32النجم: )(10)(.103التوبة: )(11).المقدسي قدامى البن القاصدين منهاج مختصر(12). (2703) مسلم رواه(13).(18اآلية )النساء: من(14).(158اآلية )األنعام: من(15).صحيحه( في مسلم ) رواه(16)النووي. لإلمام مسلم صحيح شرح(17).(7165) مسلم رواه(18)النووي. لإلمام مسلم صحيح شرح(19).صحيحه في مسلم رواه(20) الكبير في الطبراني ورواه ماجة وابن أحمد أخرجه(21)

.3429 ماجة ابنو.(4251) ماجة ( وابن2499) الترمذي أخرجه (22)

28