إصدار والبحــث للدعـــــــوة الخــــير شــــعاع مركـــــز

العلـــــــمي الكــــتاب دار بجمعــــية العلمـــــية : اللجـــــنة إشــــراف

والســـنة4: . ب ص السنة أهل شارع يونس خان محافظة – فلسطين

0097082053013: ناسوخ 0097082053150: هــاتفdaralsunna@hotmail.com www.daralsunna.com

ليتفقهوا إصدارات سلسلةالدعوية

(1) رقم إصدار

م2009هـ - 1430

$#"!

$#"!

الم على رسوله ه حق حمده، والصالة والس الحمد للوعبده، وعلى آله وصحبه ووفده، أما بعد:

فهذه رسالة فريدة، في غاية أكيدة، ضمن مشروعناهـوا"الدعوي المبارك–إن شاء الله- ، وهي"ليتفق

رسالة في بيان أهم المهمات، وأجل الطاعات، وأعظمجها وحيد لرب األرض والسماوات، دب القربات، أال وهي الت

يخ: مة الش يراع فضيلة العال

د بن حميد - أعلى الله في مدارجعبد الله بن محمضا مرقاه-. الر

افع-، إدراج هذه ولقد رأينا -ومن باب نشر الخير والعلم النة سالة المفيدة ضمن سلسلة نشراتنا وإصداراتنا العلمي الر

الدعوية.

سائلين المولى -تبارك وتعالى- أن تكون خالصة لوجههه نعم مسئول الكريم، وأن ينفع بها قارئها وناشرها إن

وخير مأمول .

توطئةة أهل عقيدة صفوة على تشتمل ن وخالصتها الس

ة الكتاب من المستمدة ن والس

بقلم

حمن بن ناصر السعدي يخ عبد الر الش

نة1 )*(قال رحمه الله مبينا عقيدة أهل السلفية النقية(: والجماعة ) العقيدة الس

: يؤمنون بالله ومالئكته وكتبه ورسله* وذلك أنهمه. واليوم اآلخر، والقدر خيره وشر

د* فيشهدون: ب اإلله المعبود، المتفر أن الله هو الربكل كمال فيعبدونه وحده، مخلصين له الدين.

اق* فيقولون: ز إن الله هو الخالق البارئ المصور الرر لجميع األمور. المعطي المانع المدب

)*( كتبها بين يدي شرحه اللطيف على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن1عبد الوهاب رحمه الله والمسمى: "القول السديد في مقاصد التوحيد " .

حمدان محمد بن محمود الدعوي المشروع على العام المشرف

"ليتفقهوا" .

ذي ه األول ال ه المألوه المعبود الموحد المقصود، وأن وأن ليس قبله شيء، اآلخر الذي ليس بعده شيء، الظاهر

الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء.

ه العلي األعلى بكل معنى واعتبار، علو الذات ،وعلو وأنالقدر، وعلو القهر.

ه على العرش استوى، استواء يليق بعظمته وجالله، وأن ومع علوه المطلق وفوقيته، فعلمه محيط بالظواهر

والبواطن والعالم العلوي والسفلي، وهو مع العباد بعلمه،يعلم جميع أحوالهم، وهو القريب المجيب.

ه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، والكل إليه مفتقرون وأن في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع األوقات،

حيم، الذي ءوف الر وال غنى ألحد عنه طرفة عين، وهو الرة، وال دفع نقمة إال من ة وال دنيوي ما بالعباد من نعمة ديني

قم. عم، الدافع للن الله، فهو الجالب للن

ماء الدنيا يستعرض ه ينزل كل ليلة إلى الس ومن رحمته أن الحاجات العباد حين يبقى ثلث الليل اآلخر، فيقول:

أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من

، حتى يطلع الفجر. فهوذا الذي يستغفرني فأغفر له ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ﴿ينزل كما يشاء، ويفعل كما يريد

. [11]الشورى: ﴾ٹ

امة في* ويعتقدون ذي له الحكمة الت ه الحكيم، ال أنرائع إال شرعه وقدره، فما خلق شيئا عبثا، وال شرع الش

للمصالح والحكم.

وبة من عباده ويعفو واب العفو الغفور، يقبل الت ه الت وأنائبين عن السيئات، ويغفر الذنوب العظيمة للت

والمستغفرين والمنيبين.

ذي يشكر القليل من العمل، ويزيد كور ال وهو الشاكرين من فضله . الش

بما وصف به نفسه، ووصفه به رسول الله* ويصفونهملسو هيلع هللا ىلص .

من الصفات الذاتية، كالحياة الكاملة، والسمع والبصر، رة والعظمة والكبرياء، والمجد والجاللوكمال القد

والجمال، والحمد المطلق.

حمة ومن صفات األفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته كالره يتكلم بما يشاء كيف خط والكالم، وأن ضا، والس والر

يشاء، وكلماته ال تنفد، وال تبيد.

وإن القرآن كالم الله غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود.

م ه لم يزل وال يزال موصوفا بأنه يفعل ما يريد، ويتكل وأنة، وأحكامه بما شاء، ويحكم على عباده بأحكامه القدريرعية، وأحكامه الجزائية، فهو الحاكم المالك، ومن الش

سواه مملوك محكوم عليه، فال خروج للعباد عن ملكه والعن حكمه.

ة: أن* ويؤمنون ن بما جاء به الكتاب وتواترت به السهم تعالى عيانا جهرة، وأن نعيم رؤيته، المؤمنين يرون رب

ذة. عيم والل والفوز برضوانه أكبر الن

د في نار وحيد فهو مخل وأن من مات على غير اإليمان والت جهنم أبدا، وأن أرباب الكبائر إذا ماتوا على غير توبة، وال

هم وإن دخلوا حصل لهم مكفر لذنوبهم، وال شفاعة فإندون فيها، وال يبقى في النار أحد في قلبه ار ال يخل الن

ة خردل من إيمان إال خرج منها. مثقال حب

وأن اإليمان يشمل عقائد القلوب وأعمالها، وأعمال الجوارح، وأقوال اللسان، فمن قام بها على الوجه األكملواب وسلم من العقاب، فهو المؤمن حقا، الذي استحق الث ومن انتقص منها شيئا نقص من إيمانه بقدر ذلك. ولذلك كان اإليمان يزيد بالطاعة وفعل الخير، وينقص بالمعصية

والشر .

عي والجد فيما ينفع من أمور الدين* ومن أصولهم الس والدنيا مع االستعانة بالله، فهم حريصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله. وكذلك يحققون اإلخالص لله في جميع

حركاتهم، ويتبعون رسول الله في اإلخالص للمعبود،صيحة للمؤمنين أتباع طريقهم. والمتابعة للرسول، والن

أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله* ويشهدونه أولى ه، وأن بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلبيين، أرسل إلى بالمؤمنين من أنفسهم، وهو خاتم الن

اإلنس والجن بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أرسله بصالح الدين وصالح الدنيا، وليقوم الخلق

بعبادة الله، ويستعينوا برزقه على ذلك.

أنه أعلم الخلق وأصدقهم، وأنصحهم* ويعلمون وأعظمهم بيانا، فيعظمونه ويحبونه، ويقدمون محبته على

هم، ويتبعونه في أصول دينهم وفروعه. محبة الخلق كل

قوله وهديه على قول كل أحد وهديه. * ويقدمون

أن الله جمع له من الفضائل والخصائص* ويعتقدون والكماالت ما لم يجمعه ألحد، فهو أعلى الخلق مقاما،

وأعظمهم جاها، وأكملهم في كل فضيلة، لم يبق خير إال دل أمته عليه، وال شر إال حذرهم منه.

وكذلك يؤمنون بكل كتاب أنزله الله، وكل رسول أرسلهقون بين أحد من رسله. الله، ال يفر

ه، وأن جميع أعمال العباد خيرها*ويؤمنون بالقدر كلها قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه، ونفذت وشر

قت بها حكمته، حيث خلق للعباد قدرة فيها مشيئته، وتعل وإرادة، تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم، لم

يجبرهم على شيء منها، بل مختارين لها، وخصه نه في قلوبهم، وكر ب إليهم اإليمان وزي المؤمنين بأن حب

إليهم الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته.

نة: صيحة لله* ومن أصول أهل الس أنهم يدينون بالن ولكتابه ورسوله، وألئمة المسلمين وعامتهم، ويأمرون

ريعة، بالمعروف، وينهون عن المنكر على ما توجبه الش ويأمرون ببر الوالدين وصلة األرحام، واإلحسان إلى

الجيران والمماليك والمعاملين، ومن له حق، وباإلحسانإلى الخلق أجمعين.

إلى مكارم األخالق ومحاسنها، وينهون عن* ويدعون:مساوئ األخالق وأرذلها.

أن أكمل المؤمنين إيمانا ويقينا، أحسنهم* ويعتقدون: أعماال وأخالقا، وأصدقهم أقواال، وأهداهم إلى كل خير

وفضيلة، وأبعدهم من كل رذيلة.

هم* ويأمرون بالقيام بشرائع الدين، على ما جاء عن نبيحذير عن مفسداتها فيها، وفي صفاتها ومكمالتها. والت

ومنقصاتها. ويرون الجهاد في سبيل الله ماضيا مع البر والفاجر، وأنه

ذروة سنام الدين. جهاد العلم والحجة. وجهاد السالح، وأنه فرض على كل مسلم أن يدافع عن الدين بكل

ممكن ومستطاع.

الحث على جمع كلمة المسلمين.* ومن أصولهم:فرق حذير من الت عي في تقريب قلوبهم وتأليفها. والت والس

باغض والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا. عادي والت والت

ة الخلق في دمائهم* ومن أصولهم هي عن أذي : الن وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم، واألمر بالعدل

دب إلى اإلحسان واإلنصاف في جميع المعامالت. والنوالفضل فيها.

،* ويؤمنون: ملسو هيلع هللا ىلص بأن أفضل األمم أمة محمد ملسو هيلع هللا ىلصوأفضلهم أصحاب رسول الله . خصوصا الخلفاء

ة، وأهل بدر، الراشدون، والعشرة المشهود لهم بالجنابقون األولون من المهاجرين ضوان والس وبيعة الر

ون الصحابة، ويدينون لله بذلك. واألنصار. فيحب

: باحترام العلماء الهداة وأئمة العدل،* ويدينون لله المقامات العالية في الدين والفضل المتنوعومن لهم

كعلى المسلمين، ويسألون الله أن يعيذهم من الشتهم فاق، وسوء األخالق، وأن يثب قاق والن رك، والش والش

هم إلى الممات . على دين نبي

محاسنهم، ويسكتون عما قيل عن* وينشرونمساوئهم.

هذه األصول الكلية بها يؤمنون، ولها يعتقدون، وإليهايدعون.

حيم حمن الر بسم الله الر

ذي خلق العباد لعبادته، وأمرهم بتوحيده الحمد لله ال

وطاعته، وأشهد أن ال إله إال الله وحده، ال شريك له في، ته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ملسو هيلع هللا ىلصربوبيته، وإالهيم وعلى آله وأصحابه، ومن اتبع سبيله ودعا بدعوته، وسل

تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

ن وبعد للمسلم العقيدة:- فهذه نبذه يسيرة تبيلفية النقية عن كل ما يشوبها من خرافة وبدعة،الس

نة والجماعة من سلف هذه األمة، من عقيدة أهل السذين ابعين، ومن بعدهم من محققي العلماء ال الصحابة والت

ابقين أجمع المسلمون على هدايتهم، ودرايتهم من السبعوهم بإحسان. ذين ات األولين من المهاجرين واألنصار، وال

* * **

ة ، وأجمعاعلم ن ذي دل عليه القرآن و الس وحيد ال أن التعليه سلف األمة، ثالثة أقسام:

بوبية. 1 - توحيد الر

- توحيد األلوهية. 2

- توحيد األسماء والصفات. 3

* * **

فصلة توحيد بيان في بوبي الر

ذين ة، فقد اعترف به المشركون ال بوبي أما توحيد الر ملسو هيلع هللا ىلصبعث فيهم رسول الله ، ولم يدخلهم في اإلسالم،

ازق، المحيي المميت، ون بأن الله هو الخالق الر فهم مقرف في هذا العالم بما تقتضيه حكمته وإرادته، المتصر

ومجرد االعتراف بهذا ال يكون به اإلنسان مسلما، قالۉۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ې ې ې ې﴿تعالى: ۉ ۅ ۅ ٴۇ

ېئى ى ۈئ ۈئ ۆئۆئ ۇئ وئۇئ وئ ەئ ەئ ائ ﴾ائ

. [31]يونس:

أي: أفال تفردونه بالعبادة، وتتركون عبادة ما سواه.

، أي: من[31]يونس: ﴾ ٴۇۆ ۈ ۈ ۋ ۋ﴿فقوله تعالى: ماء ماء المطر، فيشق األرض شقا ذي ينزل من الس ذا الا، وعنبا وقضبا، وزيتونا بقدرته، ومشيئته، فيخرج منها حب

ونخال، وحدائق غلبا، وفاكهة وأبا، أإله مع الله؟ فسيقولونالله.

ۉ ﴿وقوله: ۉ ۅ ، أي: الذي وهبكم هذه[31]يونس: ﴾ ۅامعة، والقوة الباصرة، ولو شاء لذهب بها، القوة الس

اها، كقوله تعالى: ىئ ﴿ ولسلبكم إي ىئ ېئ ېئ ېئمئ ی ی یی حئ جئ . [23]الملك: ﴾ ىئ

. [46]األنعام: ﴾ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ﴿وقال:

ەئې ې ې ې ى ى ﴿وقوله: ائ بقدرته[31]يونس: ﴾ ائته العميمة. العظيمة، ومن

وئۇئ ﴿وقوله: وئ ، أي: من بيده[31]يونس: ﴾ ەئ ملكوت كل شيء، وهو يجير وال يجار عليه، وهو

ف الحاكم الذي ال معقب لحكمه، وال يسأل عما المتصر ک ک گ گ گگ ڳڳ ڳ ڳ ڱ﴿ يفعل وهم يسألون

ه العلوي والسفلي، وما فيهما من[29]الرحمن: ﴾ فالملك كل، فقيرون إليه عبيد له، خاضعون لديه مالئكة وإنس وجان

ۆئۆئ ﴿ أي: وهم يعلمون ذلك، ويعترفون[31]يونس: ﴾ ۇئېئ ﴿به، ۈئ أي: أفال تخافون منه أن تعبدوا[31]يونس: ﴾ ۈئ

معه غيره بآرائكم وجهلكم، فكثيرا مما يحتج سبحانه وتعالى على المشركين، بما اعترفوا به من توحيد

ة، واآليات في ة على ما أنكروه من توحيد األلوهي بوبي الر ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇۇ ۆۆ ۈ﴿هذا المعنى كثيرة جدا:

وئۈ ۋ ۋ ې ې ې ې ى ى ەئەئ ائ ائ ۉ ۉ ۅۅ ٴۇىئ ی ىئ ىئ ېئ ېئ ېئ ۈئ ۈئ ۆئ ۇئۇئۆئ وئ

خبی ی ی حب جب يئ مئىئ ﴾ جئحئ. [89 - 84]المؤمنون:

بوبية، قد فطرت على قبوله، واالعتراف بهوتوحيد الر قلوب بني آدم، فلم ينكره إال شذاذ قليلون، من بني آدم،

چ﴿ ، والقائل: [24]النازعات: ﴾ ڃ ڃ چ چ﴿ ففرعون القائل: معترف في نفس األمر[38]القصص: ﴾ چ چ ڇ ڇ ڇ

بوجود الخالق الموجد لهذا العالم، كما حكى الله عنه، في وفيما حكى الله[14]النمل: ﴾ پٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ ﴿قوله:

ه موسى ۉۋ ﴿: في قوله لفرعــونعن نبي ۉ ۅ ۅ. [102]اإلسراء: ﴾ ې ې ې ې ى

فصل

ة توحيد في األلوهي وهو إخالص العبادة لله سبحانه وتعالى وحده ال شريك

له، فال يعبد إال الله وحده، وال يدعى إال هو، دون غيره من ين واألولياء الصالحين وغيرهم، وال يلتجأ بي المالئكة والن

إال إليه، وال ينذر إاللكشف الضر إال إليه، وال لجلب الخيرل إال عليه، وال يخاف إال منه له، وال يذبح إال له، وال يتوك سبحانه، وال يستعان وال يستغاث إال به وحده، إلى غير

هبة، واإلنابة إلى الله، غبة والر ذلك من أنواع العبادة، كالر والخشوع له، فصرف شيء منها إلى غير الله شرك

سل سل، فجميع الر ذي أرسل ألجله الر وحيد ال مناف للتوحيد. قال ٿ ٹ﴿ : تعالىأرسلوا لتحقيق هذا النوع من الت

﴾ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ ڄرك إلى[59]األعراف: فهذه دعوة أول رسول بعد حدوث الش

عبادة الله وحده سبحانه .

. [65]األعراف: ﴾ ۉ ې ې ې ې ى﴿ لقومه:وقال هود

ې﴿ه: لقوموقال صالح ۉ ۋ ۋ ۉ ۅ ۅ .[61]هود: ﴾ ٴۇ

.[85]األعراف: ﴾ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ﴿ه: لقوموقال شعيب ﴾ڀ ڀ ٺٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ﴿ لقومه: وقال إبراهيم

.[16]العنكبوت: نا محمد ﴿: وقال تعالى مخاطبا لنبي ٱ ٻ ٻ ٻ ٻملسو هيلع هللا ىلص

. [25]األنبياء: ﴾ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ

نا محمد سيد المرسلين، ملسو هيلع هللا ىلصوأول ما أمر به نبيبيين توحيد الله بعبادته وحده، ال شريك له، وخاتم الن

ےھ ھ ﴿: وإخالص الدين له وحده، كما قال ےۓ ڭ ڭ ڭ ،ڭ ڭ﴿ ، ومعنى قوله: [3-1]المدثر: ﴾ ۓ ﴾

وحيد، وإخالص العبادة له وحده، ال ك بالت أي: عظم ربكاة، والصوم، شريك له، وهذا قبل األمر بالصالة، والز

، وغيرها من شعائر اإلسالم. والحج

ۓ ﴿ومعنى رك في[2]المدثر: ﴾ ے ، أي: أنذر عن الشنا، عبادة الله وحده ال شريك له، وهذا قبل اإلنذار عن الز

اس، وغير ذلك من الذنوب با، وظلم الن والسرقة والرالكبار .

،وحيد هو أعظم أصول الدين وأفرضها وع من الت وهذا الن ﴾ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ﴿فألجله خلق الله الخلق، كما قال:

سل، وأنزل الكتب، كما[56]الذاريات: ، وألجله أرسل الله الر

﴾ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇڇ ﴿قال تعالى: . [36]النحل:

:ه له تعالى،﴾ چ چ ﴿ومعنى أل وحدوا الله، وأفردوه بالته الله ويرضاه منفالعبادة : "اسم جامع لكل ما يحب

من الدعاء(2)األقوال واألفعال الظاهرة، والباطنة"هبة، والخشوع، غبة، والر وكل، والر جاء والت والخوف، والر

ذر، إلى غير والخشية، واالستعانة، واالستغاثة، والذبح، والن ذلك من أنواع العبادة. وصرف شيء من هذا إلى غير الله

وحيد: ال إله إال الله، التي شرك بالله، ومناف لكلمة التها كلمة عظيمة، قامت بها سل، فإن أرسل ألجلها جميع الر األرض والسماوات، وخلقت ألجلها جميع المخلوقات، وبها

أرسل الله تعالى رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه، وألجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق

ار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار، ة والن الجنواب واألبرار والفجار، فهي منشأ الخلق واألمر، والث

ذي خلقت له الخليقة، وعنها وعن والعقاب، وهي الحق الواب والعقاب، ؤال والحساب، وعليها يقع الث حقوقها الس

دت ة، وألجلها جر ست المل وعليها نصبت القبلة، وعليها أس )( نقال عن رسالة العبودية لشيخ اإلسالم ابن تيمية حيث ذكر هذا2

(. 5التعريف ص)

يوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي الس كلمة اإلسالم، ومفتاح دار السالم، وعنها يسأل األولون

ى يسأل واآلخرون: "فال تزول قدم العبد بين يدي الله حت عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟

: بتحقيق ال إله إال الله، معرفة وإقرارافجواب األولى : بتحقيق، أن محمدا رسول اللهوجواب الثانيةوعمال.

. (3)معرفة وإقرارا وانقيادا وطاعة"

ذي يستحقومعنى اإلله : هو المألوه المعبود ال العبادة، وليس هو اإلله بمعنى القادر على االختراع، فإذار اإلله بمعنى القادر على االختراع، واعتقد ر المفس فس

أن هذا المعنى هو أخص وصف اإلله، وجعل إثبات هذا هومة وحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكل الغاية في الت

ذي بعث به وحيد ال الصفاتية وغيرهم، لم يعرفوا حقيقة التين بأن الله ، فإن مشركي العرب كانوا مقر ملسو هيلع هللا ىلصرسوله

، قال(4)وحده خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركينۓھ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ﴿تعالى: ۓ ے ﴾ۆ ے

( وهو موجود أيضا في إغاثة1/84)( نقال عن زاد المعاد البن القيم )3 ( وكلها من55( والرسالة التبوكية ص)1/34(ومدارج السالكين )1/84اللهفان )

مؤلفات ابن القيم أيضا. ( واقتضاء الصراط3/105:97(( راجع: مجموع فتاوى شيخ اإلسالم )4

(. 27( وفتح المجيد ص)2/855المستقيم)

ومع ذلك كانوا يعبدون، ويدعون غيره،[61]العنكبوت: ويطلبون المدد من دون الله، وإذا قيل لهم: لم تعبدون

ون بأن ا لله هو الخالق لكلوتدعون غير الله وأنتم تقر [3]الزمر: ﴾ ک ک گ گ گ گ ڳ﴿شيء؟ يجيبون:

رك الذي اس في كثير من أنواع الش وقد وقع كثير من الن، وجاء اإلسالم لمحوها. بي ملسو هيلع هللا ىلصحذر عنه الن

رك الذي وقع فيه الكثير طلب الحوائج "ومن أنواع الشوجه إليهم، وهذا أصل من الموتى، واالستغاثة بهم، والت شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو ال يملك

ا، فضال عمن استغاث به، أو سأله أن لنفسه نفعا وال ضرافع والمشفوع" . (5)يشفع له عند الله، وهذا من جهله بالش

ولكن يا حسرة على العباد يعملون على قبور المشايخ ومشاهدهم ما كان يعمله المشركون على مشاهد

أوثانهم.

هذهقال العالمة ابن القيم الجوزية رحمه الله" : خذها الغالة أعيادا للصالة المشاهد المشهودة اليوم قد ات

إليها والطواف بها، وتقبيلها، واستالمها، وتعفير الخدود

(. 282( وراجع فتح المجيد ص)1/346(( نقال عن مدارج السالكين )5

على ترابها، وعبادة أصحابها، واالستغاثة بهم، وسؤالهمزق، والعافية وقضاء الديون، وتفريج الكربات، صر، والر الن

هفات، وغير ذلك من أنواع الطلبات، التي كان وإغاثة الل عباد األوثان يسألونها أوثانهم، ومن لم يصدق ذلك،

فليحضر مشهدا من مشاهدهم المعروفة، حتى يرى الغالة، وقد نزلوا عن األكوار والدواب -إذا رأوها من مكان

لوا األرض، وكشفوا بعيد- فوضعوا لها الجباه، وقبؤوس، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، وتباكوا حتى تسمع الربح على الحجيج، شيج، ورأوا أنهم قد أربوا في الر لهم الن فاستغاثوا بمن ال يبدي وال يعيد، ونادوا، ولكن من مكان

وا عند القبر ركعتين، ورأوا بعيد، حتى إذا دنوا منها صلهم قد أحرزوا من األجر كأجر من صلى إلى القبلتين، أنعا سجدا، يبتغون فضال من الميت فتراهم حول القبر رك

ورضوانا، وقد ملئوا أكفهم خيبة وخسرانا، فلغير الله - بليطان- ما يراق هناك من العبرات، ويرتفع من للش

ت من الحاجات، ويسأل من األصوات، ويطلب من المي تفريج الكربات، وإغناء ذوي الفاقات، ومعافاة أولي

ات، ثم انثنوا بعد ذلك حول القبر طائفين العاهات والبليذي جعله الله مباركا وهدى تشبيها له بالبيت الحرام ال

قبيل واالستالم، أرأيت الحجر للعالمين، ثم أخذوا في الت األسود وما يفعل به وفد البيت الحرام!! ثم عفروا لديهها لم تعفر كذلك تلك الجباه والخدود، التي يعلم الله أن

بين يديه في السجود، ثم كملوا مناسك حج القبرقصير والحالق، واستمتعوا بخالقهم من ذلك الوثن؛ إذ بالت

بوا لذلك الوثن لم يكن لهم عند الله من خالق، وقر القرابين، وكانت صالتهم ونسكهم، وقربانهم لغير الله رب

. "العالمين

: "لمارحمه الله تعالى الحنبلي عقيل ابن الوفاء أبوقال صعبت التكاليف على الجهال والطغام، عدلوا عن أوضاع

الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها ألنفسهم، فسهلت عليهم؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم

عندي كفار، مثل تعظيم القبور، والتزامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران، وتقبيلها وتخليقها، وخطاب

الموتى بالحوائج، وكتب الرقاع فيها، يا موالي، افعل لي كذا وكذا، وأخذ تربتها تبركا، وإفاضة الطيب على القبور،

وشد الرحال إليها، وإلقاء الخرق على الشجر؛ اقتداء بمن عبد الالت والعزى، والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد

ة مسجد الملموسة يوم األربعاء، الكف، ولم يتسمح بآجر

، أو محمد بكر أبو الصديقولم يقل الحمالون على جنازته ، ولم وعلي ، أو لم يعقد على قبر أبيه أزجا بالجص واآلجر

.(6)يخرق ثيابه إلى الذيل، ولم يرق ماء الورد على القبر"

ومن جمع بينقال العالمة ابن القيم رحمه الله" : ة رسول الله ملسو هيلع هللا ىلص في القبور، وما أمر به ونهى عنه، سن

اس اليوم، رأى وما كان عليه أصحابه، وما عليه أكثر الن أحدهما مضادا لآلخر، مناقضا له بحيث ال يجتمعان أبدا، ملسو هيلع هللا ىلصفنهى رسول الله عن الصالة إلى القبور، وهؤالءخاذها مساجد وهؤالء ون عندها وإليها، ونهى عن ات يصل

يبنون عليها المساجد، ويسمونها مشاهد؛ مضاهاة لبيوت الله، ونهى عن إيقاد السرج عليها، وهؤالء يوقفون

خذ عيدا، الوقوف على إيقاد القناديل، ونهى عن أن تتخذونها أعيادا ومناسك، ويجتمعون لها وهؤالء يت

مسلمكاجتماعهم للعيد، أو أكثر، وأمر بتسويتها لما روى

في صحيحه، عن أبي الهياج األسدي قال: قال لي علي : ملسو هيلع هللا ىلصأال أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله أن "

ال تدع صورة إال طمستها وال قبرا مشرفا إال

(. 1/305:304(( إغاثة اللهفان)6

يته أيضا مسلم، وحديث ثمامة بن شفي، وهو عند (7)" سوومقال: " كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الر

برودس، فتوفي صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره ملسو هيلع هللا ىلصفسوي، ثم قال: سمعت رسول الله يأمر

، وهؤالء يبالغون في مخالفة هذين(8)"بتسويتها الحديثين، ويرفعونها عن األرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب، ونهى عن تجصيص القبر والبناء عليه لما روى

نهى رسول الله، قال:" في صحيحه، عن جابر مسلم ملسو هيلع هللا ىلص عن تجصيص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى

في داود أبو، ونهى عن الكتابة عليها لما روى (9)"عليه ملسو هيلع هللا ىلصأن رسول الله نهى عن تجصيص "سننه:

. (10 )". القبور، وأن يكتب عليهاخذون عليها األلواح، ويكتبون عليها القرآن وهؤالء يت

أبووغيره، ونهى عن أن يزاد عليها غير ترابها، كما روى

ملسو هيلع هللا ىلصأن رسول الله نهى أنعن جابر -أيضا-:" داودص القبر، أو يكتب عليه، أو يزاد عليه ، (11)"يجص

(، سـنن1049(، سـنن الترمـذي الجنـائز )969(( صحيح مسلم الجنائز )7( . 3218(، سنن أبي داود الجنائز )2031النسائي الجنائز )

( .969(( صحيح مسلم الجنائز )8( .969(( صحيح مسلم الجنائز )9

ــو داود)10 (، قـــال1052(، والترمـــذي)3325(( حـــديث صـــحيح: رواه أبـ(.204: حديث حسن صحيح وصححه األلباني في أحكام الجنائز ص ) لترمذي ا

(، وصححه األلباني لطرقه في3326(( حديث صحيح: رواه أبو داود)11(.204أحكام الجنائز ص )

، والجص، واألحجار، قال إبراهيموهؤالء يزيدون عليه اآلجر

: "كانوا يكرهون اآلجر على قبورهم .... "، النخعيخذينها أعيادا، والمقصود أن هؤالء المعظمين للقبور، المت

الموقدين عليها السرج، الذين يبنون عليها المساجد ملسو هيلع هللا ىلصوالقباب، المناقضون لما أمر به رسول الله

خاذها مساجد، وإيقاد محادون لما جاء به، وأعظم ذلك ات السرج عليها، وهو من الكبائر، وقد صرح الفقهاء من

أصحاب أحمد وغيرهم بتحريمه. : ولو أبيح اتخاذ السرج عليهاقال أبو محمد المقدسي

لم يلعن من فعله؛ وألن فيه تضييعا للمال في غير فائدة،وإفراطا في تعظيم القبور أشبه بتعظيم األصنام.

قال: وال يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، بي قال: لعن الله اليهود والنصارى؛ "ملسو هيلع هللا ىلصوألن الن

. (12)"يحذر ما صنعوااتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وألن تخصيص القبور بالصالة عندها يشبه تعظيم األصنام

ب إليها، وقد روينا أن ابتداء عبادة قر بالسجود لها، والتمسح بها، خاذ صورهم، والت األصنام تعظيم األموات بات

. (13)والصالة عندها". اهـ ( من حديث عائشة رضي الله عنها.531(،ومسلم)435(( البخاري )12 (.703:701( وراجع فتح المجيد ص)1/308:306(( إغاثة اللهفان)13

قال العالمة المباركفوري الهندي في كتابه: رمذي[: على قول علي]تحفة األحوذي بشرح جامع الت

:ألبي الهياج األسدي: بي ملسو هيلع هللا ىلصأبعثك على ما بعثني الن أن ال تدع قبرا مشرفا إال سويته، وال تمثاال إال"

ما نصه: "ومن رفع القبور الداخل تحت"طمستها، القبب والمشاهد المعمورة على الحديث دخوال أولي

بي القبور، وأيضا هو من اتخاذ القبور مساجد، وقد لعن الن ملسو هيلع هللا ىلص فاعل ذلك، وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور

وتحسينها من مفاسد يبكي لها اإلسالم، منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار لألصنام، بل ظنوا أنها قادرة

على جلب النفع ودفع الضر، فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الحوائج، وملجأ لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يسأله

العباد من ربهم، وشدوا إليها الرحال، وتمسحوا بها، واستغاثوا، وبالجملة أنهم لم يدعوا شيئا ما كانت الجاهلية

تفعله باألصنام إال فعلوه؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون. نيع، والكفر الفظيع ال نجد من يغضب ومع هذا المنكر الش

لله، ويغار حمية للدين الحنيف، ال عالما وال متعلما، وال أميرا وال وزيرا، وال ملكا، وقد توارد إلينا من األخبار ما ال

يشك معه أن كثيرا من هؤالء القبوريين، أو أكثرهم إذا

توجهت عليه يمين من خصمه حلف بالله فاجرا، فإذا قيل بشيخك ومعتقدك الولي الفالني،له بعد ذلك: احلف

تلعثم، وتلكأ، وأبى، واعترف بالحق، وهذا من أبين األدلةه الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال: إن

تعالى ثاني اثنين، أو ثالث ثالثة. فيا علماء الدين، ويا ملوك المسلمين، أي رزء لإلسالم

ين أضر عليه من عبادةأشد من الكفر، وأي بالء لهذا الد غير الله، وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة، وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا

ن واجبا؟! رك البي الش لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكـن ال حيـاة

لمن تنادي ولـو نـارا نفخت بها أضاءت ***ولكـن أنـت تنفخ

.(14)"في رماد

في قصة هدمقال العالمة ابن القيم رحمه الله - ه ال يجوز إبقاء مواضع الالت لما أسلمت ثقيف-: "فيه أن

رك والطواغيت بعد القدرة على هدمها، وإبطالها يوما الش واحدا، وكذا حكم المشاهد التي بنيت على القبور، والتي

خذت أوثانا تعبد من دون الله، واألحجار التي تقصد اتذر، ال يجوز إبقاء شيء منها على وجه األرض ك والن للتبر

(.4/151:150(( تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري )14

ى، مع القدرة على إزالتها، وكثير منها بمنزلة الالت والعز ومناة، أو أعظم شركا عندها وبها... فاتبع هؤالء سنن من

كان قبلهم، وسلكوا سبيلهم حذو القذة بالقذة، وغلبفوس لظهور الجهل، وخفاء العلم، رك على أكثر الن الشة بدعة، ن وصار المعروف منكرا والمنكر معروفا، والس

ة، وطمست األعالم، واشتدت غربة اإلسالم، والبدعة سنفهاء، وتفاقم األمر، واشتد وقل العلماء، وغلب الس

البأس، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدياس، ولكن ال تزال طائفة من العصابة المحمدية بالحق النرك والبدع مجاهدين، إلى أن يرث الله قائمين، وألهل الش

. (15)األرض ومن عليها، وهو خير الوارثين" ا.هـ ملخصا

وماذا يفيد الملتجئون إلى أصحاب القبور، وهم ال ا، بل هم محتاجون إلى يملكون ألنفسهم نفعا وال ضر

رحمة الله، وإلى من يدعو لهم من األحياء بالرحمةوالمغفرة لهم.

فهذا سيد الخلق، وأشرف المرسلين، وأكرم البرية يقولاس عنده بنته فاطمة، والتي هي بضعة منه، ألعز الن

وعمه عباس بن عبد المطلب، وعمته صفية بنت عبد(.3/507:506(( زاد المعاد البن القيم )15

يا معشر قريش -أوالمطلب، ولعشيرته األقربين: " كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم؛ )أي باإليمان

الح(، ال أغني عنكم من الله بالله، والعمل الص شيئا، يا عباس بن عبد المطلب ال أغني عنك من

ملسو هيلع هللا ىلصيا صفية عمة رسول الله ال أغنيالله شيئا، ، سليني من محمد بنت فاطمةعنك من الله شيئا، ويا

. (16) "مالي ما شئت ال أغني عنك من الله شيئا

ح بأنه ال يغني شيئا عن فإذا كان سيد المرسلين صر سيدة نساء العالمين، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص

اس اليوم، فتبين له التوحيد وغربة الدين. الن

وفي الحديث: رد على من تعلق على األنبياء والصالحين،ورغب إليهم؛ ليشفعوا له، وينفعوه، أو يدفعوا عنه .

كما أن فيه: داللة صريحة على أنه ال يجوز أن يسأل العبد إال بما يقدر عليه من أمور الدنيا، وأما الرحمة والمغفرة والجنة، والنجاة من النار، ونحو ذلك من كل ما ال يقدر

عليه إال الله تعالى، فال يجوز أن يطلب إال منه تعالى، فإن ما عند الله ال ينال إال بتجريد التوحيد، واإلخالص له بما

. ( من حديث أبي هريرة 248( )204(، ومسلم)2753(( البخاري )16

بوا به إليه، فإذا كان ال ينفع بنته وال شرعه لعباده أن يتقر عمه، وال عمته، وال قرابته، إال ذلك فغيرهم أولى وأحرى،

وفي قصة عمه أبي طالب معتبر.

فانظر إلى الواقع اآلن من كثير من الناس من االلتجاءهبات، وهم غبات والر إلى األموات، والتوجه إليهم بالر عاجزون ال يملكون ألنفسهم ضرا، وال نفعا، فضال عن

حئی ﴿ غيرهم، يتبين لك أنهم ليسوا على شيء جئمب خب حب جب يئ ىئ أظهر لهم[30]األعراف: ﴾ مئ

رك في قالب محبة الصالحين ، وكل صالحالشيطان الشرك في الدنيا، ويوم يقوم يبرأ إلى الله من هذا الش

األشهاد. وال ريب أن محبة الصالحين إنما تحصل بموافقتهم في

الدين، ومتابعتهم في طاعة رب العالمين، ال باتخاذهم أندادا من دون الله يحبونهم كحب الله؛ إشراكا بالله،

وعبادة لغير الله، وعداوة لله ولرسوله، والصالحين من چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ ﴿عباده، كما قال تعالى:

ڎ ڎ ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ڳڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻۓ ھ ھ ھ ھ ڭ ڭ ۓ ے ے ہ ہ ہہ ۀ ۀ

ۉڭ ڭ ۇ ۇ ۆۆ ۈ ۈ ۋ ۋ ې ې ۉ ۅۅ ٴۇوئې ېى ى ەئ ەئ ائ .[117، 116]المائدة: ﴾ ائ

ملسو هيلع هللا ىلصونحن مع هذا ال ننكر شفاعة رسول الله واألنبياء والصالحين، فقد صح أن األنبياء يشفعون، واألولياء

يشفعون، واألفراط يشفعون، لكن ال نطلب الشفاعة منهم، ولكن نطلبها من الله، فال يشفع أحد إال بإذن الله

، وهو[255]البقرة: ﴾ ٴۇۆ ۈ ۈ ۋ﴿له، كما قال تعالى: سبحانه وتعالى ال يأذن إال لمن رضي الله قوله وعمله،

،[28]األنبياء: ﴾ ڃ چ چ چ چ﴿ كما في قوله تعالى: هم شفعه فينا، ك، الل هم ال تحرمنا شفاعة نبي فنقول: الل

وأمثال هذا.

ت إذا قاموا يصلون عليه بدعائهم واألحياء يشفعون للمي وغيره، أن عباس ابنمن حديث مسلمله، كما في صحيح

ما من مسلم يموت"ملسو هيلع هللا ىلصرسول الله قال: فيقومون على جنازته أربعون رجال ال يشركون

عهم الله فيه ، وكما في دعاء(17)"بالله شيئا إال شفين على الطفل المتوفى، فإنهم يقولون في المصل

دعائهم: "اللهم اجعله لوالديه فرطا وأجرا، وشفيعا(. 59( )948(( مسلم )17

مجابا"، فيسألون الله أن يقبل شفاعة هذا الفرط لوالديه،فاعة فاعة من الفرط نفسه؛ ألن الش هم يطلبون الش ال ألن

ڱگ گ ڳ ڳڳ ڳ ڱ ڱ ڱ﴿ ملك لله، قال تعالى: .[44]الزمر: ﴾

فصلوالصفات األسماء توحيد في

هو: اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة والجالل، وذلك بإثبات ما أثبته

ملسو هيلع هللا ىلصلنفسه، أو أثبته له رسوله من األسماء والصفات بغير تحريف وال تعطيل، وال تكييف وال تمثيل، بل نعتقد أن

، فال ننفي[11]الشورى: ﴾ ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ ٹ﴿الله ف الكلم عن مواضعه، عنه بما وصف به نفسه، وال نحر

وال نلحد في أسماء الله وآياته.

فمن صفات الله التي وصف بها نفسه :

االستواء :

ڌ ڎ ڎ﴿ قائل في سورة األعراف: - فقال عز من1. [54]األعراف: ﴾ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ

ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ﴿ - وقال في سورة يونس: 2. [3]يونس: ﴾ ڍ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڇ

ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹڤ ﴿ - وقال في سورة الرعد: 3. [2]الرعد: ﴾ ڤ ڤ ڤ ڦڦ

. [5]طه: ﴾ ڈ ژ ژ ڑ ﴿ - وقال في سورة طه: 4

﴾ چ چ چ چڇ﴿ - وقال في سورة الفرقان: 5 . [59]الفرقان:

ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ﴿ - وقال في سورة السجدة: 6. [4]السجدة: ﴾ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ﴿ - وقال في سورة الحديد: 7. [4]الحديد: ﴾ ڀ پ ڀ ڀ ڀ

ه على العرش، فهذه سبعة مواضع، أخبر فيها سبحانه أن "ملسو هيلع هللا ىلص قال: سمعت رسول الله يقول: هريرة أبووروى

كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: إنإن الله رحمتي سبقت غضبى، فهو عنده فوق

. (18)"العرش( . 14( )2751(، ومسلم)7551(( البخاري )18

ڈ ﴿ عن قوله: وقد سئل اإلمام مالك رحمه اللهحضاء -ژ ژ ڑ ﴾كيف استوى؟ فأطرق مالك ، وعلته الر

يعني العرق-، وانتظر القوم ما يجيء منه، فيه فرفع رأسه، وقال: "االستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،

واإليمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأحسبك رجل. (19)سوء، وأمر به فأخرج"

وهذا الجواب من مالك رحمه الله في االستواء كافزول، والمجيء، واليد، وشاف في جميع الصفات؛ مثل الن

زول معلوم، زول: الن والوجه، وغيرها، فيقال في النوالكيف مجهول، واإليمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

الصفات الواردة في الكتابوهكذا يقال في سائرنة، وال يجوز تأويل االستواء على العرش باالستيالء؛ والس

ه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يخص العرش ألن باالستيالء عليه دون سائر خلقه؛ إذ هو مستول على

ة. العرش، وعلى الخلق، ليس للعرش مزي

(، والاللكائي في104 أخرجه ابن قدامة في العلو )أثر صحيح:(( 19 ( وأبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف664شرح أصول اعتقاد أهل السنة )

( من طرق يقوي بعضها بعضا.24-26)

"من لم يقر بأنرحمه الله: خزيمة بن بكر أبوقال اإلمام الله على عرشه استوى فوق سبع سماوات، بائن من خلقه فهو كافر، يستتاب، فإن تاب، وإال ضربت عنقه، وألقي على مزبلة؛ لئال يتأذى بريحه أهل القبلة، وأهل

. (20)الذمة"

أن اللهكما أن أهل السنة والجماعة يعتقدون ،سبحانه وتعالى فوق سماواته، بائن من خلقه

ەئەئې ې ى ى ﴿قال الله تعالى: ائ ٹ﴿ [10]فاطر: ﴾ ائ ]النساء:﴾ ڳ ڳ ڳ ڳڱ ﴿ [55] آل عمران آية: ﴾ ٹ ٹ ٹ ڤ

،[16]الملك: ﴾ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ﴿ [158بي قال: الخدري سعيد أبيوفي حديث أال"ملسو هيلع هللا ىلص: أن الن

ماء ، وفي(21)" تأمنوني، وأنا أمين من في الس ملسو هيلع هللا ىلصأن النبي قال ": حديث معاوية بن الحكم السلمي

للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها؛ فإنها

. ( 22 )"مؤمنة ( بعد91 في الفتوى الحموية ص )قال شيخ اإلسالم ابن تيمية(( 20

أن ساقه "ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح"، وعزاه ابن القيم في اجتماع( للحاكم في علوم الحديث وفي كتاب تاريخ نيسابور . 194الجيوش )

( من حديث أبي سعيد144( )1064(، ومسلم )4351(( البخاري )21 . الخدري

. والنسائي، داود وأبو(، 33( )537(( مسلم )22

ومنكر أن يكون الله في جهة العلو بعد هذه اآليات واألحاديث مخالف لكتاب الله، ومنكر لسنة رسول الله

ملسو هيلع هللا ىلص . ماء، وعلمه في كل مكان، أنس بن مالكقال : "الله في الس

: "نعرف المبارك بن الله عبدوقال ال يخلو من علمه مكان"، ربنا فوق سبع سماوات بائنا من خلقه، وال نقول كما

، بل(23)قالت الجهمية: إنه ها هنا، وأشار إلى األرض" نعتقد أن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على

عرشه، وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، فيجب اإليمانسليم لذلك، وترك االعتراض عليه، وإمراره من غير والت

زول، فروى تكييف وال تمثيل وال تأويل، وال نفي لحقيقة الن كلينزل ربنا "ملسو هيلع هللا ىلص أن رسول الله قال: هريرة أبو

ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل اآلخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من

يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى. (24)"يطلع الفجر

( وعثمان الدارمي،134(( عزاه ابن القيم في اجتماع الجيوش ص )23والحاكم والبيهقي وغيرهم ثم قال "بأصح إسناد" وفي موضع آخر ص )

( قال: " وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر أنه قيل له بماذا نعرف214،213 ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه".

( . 168( )758(، ومسلم)1145(( البخاري )24

وال يصح حمله على نزول " ينزل الله "وفي لفظ: - مسلمالقدرة وال الرحمة، وال نزول ملك، لما روى

، عن هريرة أبيعن أبيه، عن صالح أبي بن سهيلبإسناده- عن إلى سماءينزل الله "ملسو هيلع هللا ىلصرسول الله قال:

الدنيا حين يمضي ثلث الليل األول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب

له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، حتى. (25)"يضيء الفجر

ملسو هيلع هللا ىلصوروى رفاعة بن عروبة الجهني أن رسول الله إذا مضى نصف الليل، أو ثلث الليل ينزل"قال: إلى سماء الدنيا، فيقول: ال أسأل عنالله

عبادي أحدا غيري، من ذا الذي يستغفرني أغفر له، من ذا الذي يدعوني أستجيب له، من ذا الذي

بح ، وهذان(26)"يسألني أعطيه، حتى ينفجر الص الحديثان يقطعان تأويل كل متأول، ويدحضان حجة كل

مبطل.

( .169( )758(( مسلم )25 (، وراجع لشرحها الحديث4/16(( رواه اإلمام أحمد في مسنده )26

والكالم باستفاضة"شرح حديث النزول" لشيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله.

زول ، مسعود بن الله وعبد، طالب أبي بن عليوروى حديث الن بن وجبير بن وعمرو، الخدري سعيد وأبو، الله عبد بن وجابر، مطعم

وأم، ومعاذ بن جبل، العاص أبي بن وعثمان، الدرداء وأبو، عبسة

بي ، وخلق سواهم سلمة ، ونحن مؤمنونملسو هيلع هللا ىلصزوج النهه بذلك، مصدقون من غير أن نصف له كيفية، أو نشب

بنزول المخلوقين.

:ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز،اليدان ابتة عن رسول الله اليدان، قال الله وئ﴿ : ملسو هيلع هللا ىلصوالث

ۇئ ۉۋ ۋ ې ﴿: ، وقال [64]المائدة: ﴾ ۇئ ۉ ۅ ﴾ې ۅ. [75]ص:

ه، وال نتأول اليدين ف وال نشب فال نقول: يد كيد، وال نكيأويل، بل نؤمن بذلك، على القدرتين، كما يقول أهل الت ونثبت الصفة من غير تكييف، وال تشبيه، وال يصح حمل

واحدة، وال علىاليدين على القدرتين؛ فإن قدرة الله ڤ ڤ﴿: ال تحصى كما قال النعمتين؛ فإن نعم الله

. [18]النحل: ﴾ ڦ ڦ ڦ ڦڄ

ونثبت للهالتي وردت في كتاب الله صفة النفس . ة رسوله ملسو هيلع هللا ىلصتعالى، وثبتت في سن

ه عيسى قال الله ه قال-: -إخبارا عن نبي ں ں﴿أنہڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ڤ﴿: ، وقال [116]المائدة: ﴾ ہ ۀ

، وقال سبحانه وتعالى[54]األنعام: ﴾ ڤ ڤ ڦ ڦڦۈئېئ ﴿، وقال: [41: ]طه﴾ ڳ ڳ﴿: لموسى ۈئ ]آل﴾ ۆئ

بي قال: هريرة أبو وروى [28عمران: يقول "ملسو هيلع هللا ىلص عن الن : أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه حينالله

يذكرنى إن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى مإل ذكرته فى مإل هم خير منهم

بت إليه ذراعا وإن ب منى شبرا تقر وإن تقربت منه باعا وإن أتانى ب إلى ذراعا تقر تقر

. ( 27 )"يمشى أتيته هرولة

:ومن الصفات التي نطق بها القرآن، وصحتالوجه ﴾ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ﴿: بها األخبار: الوجه . قال الله

وفي[88]القصص: ﴾ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱڱ ﴿ ،[27]الرحمن: ملسو هيلع هللا ىلصقام فينا رسول الله قال: حديث أبي موسى

إن الله ال ينام وال ينبغى له أن ينام "بأربع، فقال: يخفض القسط يرفعه ويرفع إليه عمل الليل

قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل،

(. 7405( ، وهو عند البخاري أيضا )293( )2675(( مسلم)27

حجابه النور لو كشفه ألحرق سبحات وجهه كل ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں﴿ شيء أدركه بصره، ثم قرأ:

. (28) [8]النمل: " ﴾ں

فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب، وخبر الصادق األمين،ابتة بواضح سليم كسائر الصفات الث فيجب اإلقرار بها، والت

الدالالت.

الله سبحانه وتعالى يرى في اآلخرة -أنونعتقد قل عن رسوله كما جاء في كتابه ملسو هيلع هللا ىلص-، وصح به الن

-22]القيامة: ﴾ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ﴿: قال الله

ا جلوسا ليلة مع البجلي الله عبد بن جرير وروى [23 قال: كن ملسو هيلع هللا ىلصرسول الله ، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة،

كما ترون القمر الإنكم سترون ربكم " فقال: . (29)الحديث " تضامون في رؤيته

اس ينظرون إلى الله تعالى أنس بن مالكقال : "النبأعينهم يوم القيامة".

ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ں( وليس عنده جملة :"ثم قرأ : 2( )179(( مسلم)28 وهي عند أبي يعلى في المسند. ں

(، وأحاديث الرؤية متواترة كما211( )633( ومسلم )573(( البخاري)29(، والحافظ في فتح الباري )277نص على ذلك ابن القيم في حادي األرواح ص )

1/203.)

ة والجماعة ن لم يزل الله إنوفي معتقد أهل الس ڃ چ﴿: ، قال الله متكلما بكالم إذا شاء متى شاء

. [164]النساء: ﴾ چ چ

إن جميع اآلي الواردة عن الله سريج بن العباس أبوقال" : في ذاته وصفاته واألخبار الصادقة الصادرة عن رسولقل، يجب ملسو هيلع هللا ىلصالله في صفاته التي صححها أهل الن على المرء المسلم اإليمان بكل واحد منه. كما ورد،

وتسليم أمره إلى الله كما أمر، وذلك مثل قوله سبحانه:ۈئ ﴿ ۈئ ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ ەئ ،[210]البقرة: ﴾ ەئ

ەئى ﴿وقوله: ەئ ائ حمن﴿، وقوله: [22]الفجر: ﴾ ائ الروئ ﴿، وقوله: [5]طه: ﴾على العرش استوى وئ ەئ ائەئ

ۆئۆئ ۇئ . ونظائرها مما نطق به القرآن،[67]الزمر: ﴾ ۇئفس، واليدين، والسمع، والبصر، والكالم، ة، والن كالفوقيضاء، والغضب، والمحبة، ظر، واإلرادة، والر والعين، والن

والكراهة. والقرب والبعد، والسخط واالستجابة، وصعودوح إليه، ونزول ب إليه، وعروج المالئكة والر الكالم الطي

القرآن منه، وندائه األنبياء وقوله للمالئكة، وقبضه وبسطه، وعلمه، ووحدانيته، وقدرته، ومشيئته،

ته، ته، وظاهري ته، وأوليته، وآخري ته، وفرداني وصمداني

يه، والوجه، ته، ونوره، وتجل ته، وحياته، وبقائه، وأزلي وباطني .[16]الملك: ﴾ڄ ڄ ڃ ڃ ﴿قوله: وخلق آدم بيده، ونحو

وسماعه من غيره، وسماع غيره منه، وغير ذلك منل، وجميع ما لفظ به صفاته المذكورة في كتابه المنز

ة الفردوس بيده، المصطفى من صفاته، كغرس جنوراة بيده، والضحك وشجرة طوبى بيده، وخط الت

زول كل ليلة والتعجب، ووضعه القدم، وذكر األصابع، والنه ليس إلى سماء الدنيا، وغيرته، وفرحه بتوبة العبد، وأن بأعور، وإن كلتا يديه يمين، "وحديث القبضتين" وله كل

ه يوم"يوم كذا وكذا نظره في اللوح المحفوظ، وأنة"، القيامة يحثو ثالث حثيات من حثياته، فيدخلهم الجن

ار قوما لم يعملوا وحديث" القبضة التي يخرج بها من الن خيرا قط"، وإثبات الكالم بالحرف والصوت، وكالمه

للمالئكة، وآلدم، ولموسى، ومحمد، والشهداء، وللمؤمنينة، ونزول القرآن إلى سماء الدنيا، عند الحساب، وفي الجن

ما أذن الله لشىءوكون القرآن في المصاحف، " "، وصعود األقوالكأذنه لنبى يتغنى بالقرآن

ملسو هيلع هللا ىلصواألعمال واألرواح إليه. وغير هذا مما صح عنه من األخبار الواردة في صفات الله سبحانه ما بلغنا، وما لم

يبلغنا مما صح عنه، اعتقادنا فيه أن نقبلها وال نردها، وال نتأولها بتأويل المخالفين، وال نحملها على تشبيه

فها، وال المشبهين، وال نزيد عليها، وال ننقص منها، وال نكي نشير إليها بخواطر القلوب، بل نطلق ما أطلقه الله،

بي ره الن ر ما فس ابعون، واألئمة ونفس ملسو هيلع هللا ىلص وأصحابه والتلف المعروفين بالدين واألمانة، ونجمع المرضيون من الس

م على ما أجمعوا عليه، ونمسك عما أمسكوا عنه، ونسلت الخبر لظاهره، واآلية لظاهرها، مع اعتقاد معناها وما دل

ة، ة، والجهمي عليه، ال نقول بتأويل المعتزلة واألشعريفة، ة، والمكي امي هة، والكر والملحدة، والمجسمة، والمشب بل نقبلها بال تأويل، ونؤمن بها بال تمثيل، ونقول: اإليمان

. (30)بها واجب على وجه يليق بجالله"

قال نعيم بن حماد شيخ البخاري رحمه الله: ه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله "من شب .(31)به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله نفسه تشبيها"

(. 174:170(( نقال عن اجتماع الجيوش اإلسالمية ص )30 أخرجه الذهبي في العلو بإسناد صحيح، وصححه األلبانيأثر صحيح:(( 31

(. 184في مختصر العلو ص )

،[11]الشورى: ﴾ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ ٹ﴿وقد قال الله تعالى: هة، وقوله: ٺ ٿ ٿٿ﴿فقوله: ﴿رد على المشب ٿ ٹ﴾

﴾ رد على المعطلة . ٹ

فكما أن ذات الله ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات، فصفاته ثابتة حقيقية من غير أن تكون

من جنس صفات المخلوقين، فمن قال: ال أعقل علما ويدا إال من جنس العلم واليد المعهودة، قيل له: فكيف

تعقل ذاتا من غير جنس ذات المخلوقين؟! ومن المعلوم أن صفات كل موصوف تناسب ذاته، وتالئم حقيقته، فمن

ذي: ب ال [11]الشورى: ﴾ ٺ ٿ ٿٿ﴿لم يفهم من صفات الر

إال ما يناسب المخلوقين فقد ضل في عقله ودينه. وما إذا قال لك الجهمي: كيف"أحسن ما قال بعضهم :

استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يداه؟ ونحو ذلك فقل له : كيف هو في ذاته؟ فإذا قال لك ال

يعلم ما هو إال هو وكنه الباري تعالى غير معلوم للبشر .ة ة الصفة مستلزم للعلم بكيفي فقل له: فالعلم بكيفي

ة صفة لموصوف الموصوف؛ فكيف يمكن أن تعلم كيفي

ما تعلم الذات والصفات من حيث ته وإن لم تعلم كيفيذي ينبغي لك " . (32)الجملة على الوجه ال

ها ألفاظ ال يعقل ومن أول نصوص الصفات، أو قال: إن معناها، وال يدرى ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرأها

نا، بل هي آيات ألفاظا ال معاني لها، فقد أخطأ خطأ بيها. بينات دالة على أشرف المعاني وأجل

:ة والجماعة: إثبات ماوبالجملة ن إن مذهب أهل الس، ب لنفسه، وما أثبته له أعلم الخلق محمد ملسو هيلع هللا ىلصأثبته الر

ضا، والسمع والبصر، كاالستواء، والمحبة، والغضب، والرداء، وإن حمة، والعلم، والكالم، واليدين، والوجه، والن والر

هذا القرآن المحفوظ في صدورنا المتلو بألسنتنا گ گ﴿المسموع بآذاننا هو كالمه حقيقة، كما قال تعالى:

ائ ﴿، وقوله: [49]العنكبوت: ﴾ ڱ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ائۇئ وئ ەئوئ ائې ې ى ى ﴿ ، وقوله: [29]فاطر:﴾ ەئ ائ

وئ وئ ەئ في، إلى غير ذلك مما ورد[6]التوبة: ﴾ ەئ إثبات الصفاتملسو هيلع هللا ىلص منالكتاب، وصح عن رسول الله

(. 5/115(( نقال من مجموع الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية )32

اعتقادله جل وعال، إثباتا بال تمثيل، وتنزيها بال تعطيل، مع ٺ ٿ ٿٿ﴿معناها وما دلت عليه، على حد قوله تعالى:

ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ ﴿، وقوله: [11]الشورى: ﴾ ٿ ٹ ٹ-1]اإلخالص: ﴾ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ

4] .

هذه األمة من الصحابةوهذا هو حقيقة مذهب سلفابعين، وأئمة العلماء المحققين، والله سبحانه وتعالى والت أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه

وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

مقدمة مركز شعاع ............................................................الخير

5

حميد بن محمد بن الله عبد األعلى القضاء مجلس رئيس

والفقهي للمجمع العام الرئيس

هـ 1409\ 11\ 15

توطئة تشتمل على صفوة عقيدة أهل السنة وخالصتها المستمدة من الكتاب والسنة

...............................................................................6

مقدمة المؤلف............................................... .......................

13

فصل في بيان توحيد الربوبية......................................................

15

فصل في بيان توحيد األلوهية.....................................................

17

فصل في بيان توحيد األسماء والصفات..........................................

31

.................................................................الفهرس ............

44