SOCILOGIE علم االجتماع -ثانيا

تصميم الدرس فيتعر

نشأة علم االجتماع موضوع علم االجتماع

الظواهر أو الحوادث االجتماعية خواص الظاهرة االجتماعية

مبدأ الحتمية في علم االجتماع منهج علم االجتماع

المنهج االستقرائي في علم االجتماع العلوم المساعدة وأهميتها

التاريخـ 1 ـ اإلثنوغرافيا2 ـ علم اإلحصاء3

علم االجتماع العام، وعلوم االجتماع الخاصة العالقة بين علمي التاريخ واالجتماع

االستنتاج تطبيقات

أسئلة التقويم الذاتي اإلجابة على أسئلة التقويم الذاتي

تدرب أيها الدارس

:تعربف

لم االجتماع، ويعتبر على ع »العمران«اسم ) 1406 -1332(أطلق ابن خلدون :أول مكتشف له،ولذلك يصفه أو يعرفه هكذا

إن علم العمران مختلف عن علم الخطابة وعلم السياسة، ألنه ذو وهـذا . موضوع مستقل بنفسه وهو العمران البشري واالجتمـاع اإلنـساني

الموضوع ال يشتمل على البحث في ضرورة االجتماع اإلنساني فحسب، بل بحث في كل ما يعرض للبشر في اجتماعهم من أحوال العمران وما إلى ذلك ي

فهو إذن واسع النطاق يبحث في تأثير اإلقليم في . من األسباب بوجوه برهانية أحوال البشر وأخالقهم كما يبحث في حياة البدو والحـضر، وفـي الدولـة

ـ اش وماهيتها ونشأتها وأسباب تقـدمها وانقراضـها، وفـي الكـسب والمع .والصناعات والعلوم

وعلم العمران ذو مسائل، وهي بيان ما يلحـق االجتمـاع اإلنـساني مـن فإن كل حادث من الحوادث، ذاتيا . عوارض وأحوال لذاته وبمقتضى طبعه

.كان أو فعال، البد له من طبيعة تخصه في ذاته وفيما يعرض له من أحوالهلعلم، وهو بذلك يقترب كثيرا إن تعريف ابن خلدون هذا يعتمد علة موضوع ا

من روح العلم الذي يشترط لقيام العلم موضوعا خاصا ومنهجا خاصـا، وإن كان ابن خلدون معتبرا من بين المؤرخين المشاهير، ومن بين فالسفة التاريخ البارزين وقد اتجه نحو وضع االجتماع باعتباره ضروريا للبحث التاريخي،

بة العلم في التاريخ، إال إذا تم االعتماد على بحيث ال يمكن الوصول إلى مرت .طبيعة المجتمع، وقواعد االجتماع

وهذا الوصف أو التعريف لعلم االجتماع يدل على أن ابن خلـدون كـان يقول بخضوع الظواهر االجتماعية لقانون السببية ومبدأ الحتمية، ألنه أرجع

. بيعية ال إلـى االختيـار أحوال االجتماع وعوارضه إلى العلل واألسباب الط فتكلم على طبيعة العمران، وضرورة الوجود، وفرق بين القوانين االجتماعية الثابتة والعوارض الطارئة على المجتمع، والظروف التي اليمكن أن تعرض

. له

: نشأة علم االجتماع

يعزى ظهور علم االجتماع في القـرن التاسـع عـشر إلـى -1798 (AUGUSTE OMPTE) أوغـست كونـت (ف الوضـعي الفيلسوفقد استرعى نظره ما انتاب النظم االجتماعية بعد الثورة الفرنـسية ). 1857

من الفوضى، فرغب في وضع أساس ثابت وقـانون عـام لتوجيـه اآلرارء Système de politiqueنشر أوال نظـام الـسياسة الوضـعية . والمعتقدات

positive كتاب الفلـسفة الوضـعية ، ثم 1824، عامCour de philosophie

positive وهذا الكتاب األخير يقرر أن االجتماع اإلنساني يجب . 1843 عام وأوغـست Sociologieأن يكون موضوعا لعلم مستقل هو علـم االجتمـاع

. كونت أول من استعمل كلمة سوسيولوجيا في فرنسا للداللة على هذا العلـم ياء االجتماعية العتقاده أن الظواهر االجتماعية خاضعةوقد سماه أيضا بالفيز

.لقوانين طبيعية كغيرها من الظواهرقد ظل السبيل بعد االنطالقة العلمية الموضـوعية األولـى " كونت"غير أن

وانحرف إلى متاهات ذاتية فلسفية، أبعدته عن الروح العلميـة الموضـوعية وبالتالي إلى تأسيس . لعلمية للمجتمع الوضعية، التي انطلق منها إلى الدراسة ا

علم االجتماع، الذي كان له فضل وضع اسمه ألول مرة في تـاريخ العلـم .والمعرفة

قد أهمل البحث في منشأ األوضاع االجتماعيـة، ) أوغست كونت ( وكان فانبرى للبحث في ذلك بعده كثيرون من علماء األقوام، فقارنوا بين األوضاع

اع الحديثة، وأولوها وعللوها، ونفذوا إلى تصميم األسس التي القديمة واألوض تقوم عليها أحوال العمران، وبحثوا في تطور األسرة والـزواج، واإلجـرام،

.وتطور العقائد واألخالق والعادات والشرائع والتعليم والدينإميل ( غير أن النشأة الحاسمة لعلم االجتماع، إنما جاءت على يد العالم

ــايم ـ د ، زعــيم المدرســة )EMILE DURKHEIM 1858-1917وركاالجتماعية الفرنسية فقد كان أسلوبه عند علماء االجتماع أدق، ونظـره فـي

وإليه ينتهي الفضل في بناء علم االجتماع على دعائم وضعية . الحقائق أعمق . وقواعد علمية ثابتة

:موضوع علم االجتماع

لكن ما موضوع علم االجتماع؟ إن علم االجتماع يبحث في الظواهر االجتماعية، فما هي الصفات

المقومة لهذه الظواهر، إن الظواهر االجتماعية تختلف عن الظواهر الحيوية .والظواهر النفسية والحوادث التاريخية

: الظواهر أو الحوادث االجتماعية

ما هي الظاهرة االجتماعية؟رة االجتماعية بكونها أوال مختلفة عن غيرها من الظاه" دوركايم" يعرف

الظواهر اإلنسانية، والتي أبرزها الظاهرة البيولوجية، والظـاهرة النفـسية، والحادثة التاريخية، فالظاهرة االجتماعية، هي ظاهرة من نوع خاص، لـذلك كانت جديرة بأن تكون موضوعا مستقال لعلم مستقل، وتدرس بمنهج خاص،

العلم الذي ال يشاركه فيه غيره من العلوم، كما ال يـشاركه أي هو منهج هذا .علم آخر في موضوعه الخاص به

:خواص الظاهرة االجتماعية

:تتميز الظاهرة االجتماعية بكونها .ـ عامة وجماعية وليست فردية1 ، أي أن OBJECTIVITEـ كما تتميز الظاهرة االجتماعية بالموضـوعية 2

ل، حيث توجد خارج شعور األفراد، وهي أسبق في الوجـود لها وجود مستق من الفرد، وليست من صنعه، فهو يستقبلها تامة التكوين، ومن هنا اختالفهـا

بيولوجية والتاريخية، وغير رة النفسية، وغيرها من الظواهر ال التام عن الظاه ـ . ذلك من الظواهر ن ومثال هذه الظاهرة االجتماعية التي يتلقاهـا الفـرد م

خارج العقائد والطقوس الدينية التي يأخذها الفرد من والديه وبيئته، وكـذلك الظواهرالظواهر االقتصادية والسياسية والخلقية، وما شابه ذلك من

.االجتماعية، حيث تنطوي الظاهرة االجتماعية علـى قـوة CONTRAINTEـ القهر 3

ك والتفكيـر قاهرة، تفرض بها على أفراد المجتمـع أنواعـا مـن الـسلو والعواطف، وتضع لهم قوالب محددة، يـصبون فيهـا سـلوكهم وتفكيـرهم

على أي ظاهرة اجتماعية، شعر بـرد الخروج فإذا حاول الفرد . وعواطفهمإني ال أشعر «: يقول دور كهايم . فعل ضاغط وقاهر، يقوم به المجتمع ضده

إن هذا ... ري بهذا القهر، أو ال أكاد أشعر به، حين استسلم له بمحض اختيا وهذا األخيـر هـو . »القهر يؤكد وجوده بقوة، متى حاولت مقابلته بالمقاومة

أما النـوع األول، . القهر المباشر، المتمثل في العقاب بشتى أنواعه ودرجاته

فهو القهر غير المباشر، مثل الحرج الذي يشعر به من أساء األدب مثال، أو بعمله، أو بمخالفة قواعد العمل التي يقرها باء بالفشل نتيجة تقصيره في القيام

.المجتمع، ويلزم األفراد بإتباعها، مثل قوانين التجارة وغيرها فإنه باإلمكـان تلخـيص صـفات الحـادث، أو الظـاهرة وبصفة عامة،

:االجتماعية كما يأتيـ إن الحادث االجتماعي حادث عام، ونعني بذلك أنه تابع للجماعة مـن 1

.اعة، ومشترك بين جميع أفرادهاحيث هي جمـ إن الحادث االجتماعي خارجي، يتلقاه الفرد من بيئته االجتماعية، حتى 2

ويعنـي بـذلك أنهـا »أشـياء «إن الحوادث االجتماعية : لقد قال دور كهايم .خارجية ذات قرار اجتماعي ثابت

خضع لها ـ للحادث االجتماعي سلطان يتجلى في القواعد اإللزامية التي ي 3 .كل فرد في المجتمع

: ولمزيد من التوضيح للظاهرة االجتماعية، نقول مع دور كهايم كما تختلف خصائص المركب الكيميائي عن خصائص عناصره، فكـذلك

إن المجتمع مركب فريد . تختلف إرادة الجماعة كل االختالف عن إرادة الفرد .بنوعه، ال بل هو حقيقة قائمة بذاتها

خصائص الحادث االجتماعي أن الحياة االجتماعية مؤلفة من كيفيـات ومن الشعور والتفكير واإلرادة، أي من كثير من األحـوال النفـسية كـالعواطف

فهـذه . واألفكار واألحكام اإلنشائية والتقويمية والعـادات وأنمـاط الـسلوك ها باتحادها ذاتا جديدة لها روحهـا العامـة وصـفات العناصر النفسية تؤلف

.المميزة، وعاداتها وتقاليدهاإذا ولد االجتماع حوادث جديدة تخالف مـا يجـري فـي ): ايمدورك( قال

مشاعر األفراد ارتكزت هذه الحوادث الجديدة على االجتماع نفسه ال علـى ف عن الحوادث النفـسية فالحوادث االجتماعية ال تختل . هماألفراد المؤلف من

والجماعـة . ها أيضا باألساس الذي تستند إليه بالكيفية فحسب، بل تختلف عن من الناس ذات واحدة خاضعة لناموس الوحدة الفكرية، حتى لقد سمى العلماء

Conscience «هذه الروح العامة بالشعور الجماعي أو الشعور المـشترك

collective« فجعلوها أغنى من متوسط األرواح الفردية ألنها تـضيف إلـى ت جديدة وتخلق فيها مثال أعلى جديدا وتفـرض نفـسها الروح الفردية صفا

وقد قيل إن للروح العامة سلطانا خاصا يتجلـى فـي القواعـد . على األفراد فهي منقوشة علـى صـفحات القلـب أو . اإللزامية التي يخضع لها كل فرد

ا بطبعـه، ويخـضع لهـا منصوصة في القوانين، يميل اإلنسان إلى القيام به ها شعر بأنه مقصر في القيام بواجبه، وقد يذكره المجتمـع الففإذا خ . مضطرا

بقواعده فيعاقبه على مخالفته إياها، ولهذه العقوبات درجات، فمنها مـا هـو شديد كعقوبة الموت والحرمان، ومنها ما هو خفيـف كعقوبـة االحتقـار أو

.التوبيخ أو السمعة السيئةة الـضغط االجتمـاعي ن وبق لحياة االجتماعية تحرر الفرد م ولما ارتقت ا

إن . وازداد شعوره بحقوقه وواجباته وصار خضوعه لقواعد المجتمع إراديـا ارتقاء الحضارة ال يؤدي إلى إبطال هذه القواعد اإللزامية ألنها متى بطلـت

ففي الحياة الراقية أيضا كيفيات من الـشعور . اختل النظام وسادت الفوضى التقيد بها ألنه يرثها من الماضي، وتنتقل إليه والتفكير والفعل والبد للفرد من

فكل جيل يتلقى من الجيل السابق أحكام األخالق وقواعـد «. بطريق التربية سي، كما يأخذ كل عامل عـن ذوقه األسا و األدب المألوفة، ويأخذ عنه لغته،

).ايمدورك. (»قواعد الصناعة المهنيةأسالفه ، ألن الفـرد »األوضاع«د اإللزامية اسم ويطلق العلماء على هذه القواع

فـي بيئتـه »موضوعة«لم يخترعها بنفسه، ولم يبدعها بإرادته، بل وجدها ولو طلبت منه أن يذكر لك أسـباب هـذه القواعـد . االجتماعية فتلقاها منها ونطاق هذه األوضاع واسع جدا فهي تشمل العادات، . وحكمتها لحار في أمره

، والعقائد، واألساطير، كما تـشمل الدسـاتير الـسياسية، والتقاليد، واألزياء فيمكننا إذن بهذا المعنى أن نعرف علم االجتمـاع . والنظم القضائية وغيرها

بقولنا أنه علم األوضاع االجتماعية أو علم المؤسـسات االجتماعيـة، وهـو . يبحث في تكوين األوضاع وكيفية قيامها بعملها

: االجتماع مبدأ الحتمية في علم

لقد سبق لنا أن عرفنا أن العلم ال يكون علما إال إذا ارتقـى إلـى المـستوى النظري، أي إلى مستوى المبادئ العامة، أو القواعـد واألسـباب النظريـة الفكرية، التي تخضع لها جميع الظواهر التي يبحثها علمـا معينـا، ويكـون

لسياق يمكن استخالص وفي هذا ا . موضوعها خضوعا ضروريا ال محيد عنه ما يأتي مع علماء االجتماع، وخاصة منهم دور كهايم، الذي كـان أول مـن

:وضع األسس العلمية المتينة لهذا العلم إن علم االجتماع ال يختلف عن غيره من العلوم فـي القـول بخـضوع

:الحوادث االجتماعية لقانون الحتمية الطبيعية، ودليل ذلك هوعلماء االجتماع أن بعض المؤسسات االجتماعيـة كاألسـرة ـ لقد بين 1

والمدرسة وغيرها تكون متشابهة في الظروف المتشابهة، فإذا كانت شـروط ومما يؤيد ذلك أن كثيرا مـن عـادات المجتمـع . الحياة االجتماعية واحدة

يدة بعضها عن بعض، وتقاليده تتشابه في تفاصيلها، حتى لو كانت البيئات بع وذلك مثل عبادة الجلد وخطف العروس قبل الـزواج، . ايمظ دورك كما الح

فإنك تشاهد هذه العادات في إفريقيا وأمريكـا وأسـتراليا، تجمعهـا وحـدة ومثل النظام . الظروف ووحدة الظواهر، وإن فرقت بينها الحواجز الجغرافية

اإلقطاعي، فإنك تشاهده في الهند البراهمانية وفـي أوروبـا فـي القـرون .وسطىال

وكمثل عقائد سكان الكهوف وعاداتهم، فإنك تجدها عند القبائل المتوحشة وطم كما يدعوه أو الط. »Totémisme«وكمثل نظام الطوطمية . في أيامنا هذه

ايم، وغيرها، فهي عادات عامة يشاهدها المـرء فـي البعض نقال عن دورك .كثير من المجتمعات على اختالف أجيالها وأجناسها

ـ أضف إلى ذلك إن اإلحصاء يدلنا على أن الحوادث االجتماعية نظامـا 2 إن حوادث القتل واالنتحـار مـثال . ال يقل ثبوتا عن نظام الحوادث الطبيعية

تخضع لنظام ثابت، وربما كانت أكثر اطرادا وانتظاما من حـوادث المـوت .الطبيعي

خضوعا للنظام مـن يدل اإلحصاء على أن حوادث القتل واالنتحار أكثر فـي كتـاب االقتـصاد ) شارل جيد (حتى لقد قال . حوادث الموت الطبيعي

السياسي إن نقل البضائع بالقطار من ليون إلى مرسيليا أقل تغيرا من كميـة .الماء التي يصبها نهر الرون في البحر المتوسط

فالحوادث االجتماعية تخضع إذن لقوانين ثابتة كغيرهـا مـن الحـوادث وإذا كنا لم نستطع بعد كشف جميع القـوانين التـي تخـضع لهـا . لطبيعيةا

فقد جهل العقل البشري قوانين . الجماعات فليس هذا دليال على عدم وجودها إن . الطبيعة عصورا طويلة، فلما كشفها انتفع بها في تحسين شروط الحيـاة

.عدم الوجدان ال يدل على عدم الوجود. ة الحيوانات واألشجار ونحوها مما هـو مـادي الطموطمية هي عباد

وهـو . والطوطم في الغالب رمز لحيوان أو نبات اتخذته العشيرة شعارا لها فهـو إذن مظهـر . يشير إلى فكرة دينية ترتكز عليها جميع األشياء المقدسة

مادي ألشياء معنوية يدل على فكرة األلوهية ويحمل طابع العشيرة، ويعبـر ذئاب،ذا كان طوطم القبيلة ذئبا اعتقد جميع أفرادها أنهم فإ. عن شخصيتها

.وإن أصلهم يرجع إلى الذئب ، لما كانت الظواهر االجتماعية، توجد خارج شعور األفـراد «:يقول دوركايم

وجـب ت النفسية التي تمر بهذا الـشعور، لما كانت من جنس مخالف للحاال .»على الباحث أن يالحظها على أنها أشياء

وف نعود إلى موضوع المالحظة هذا، عندما نتحدث عن منهج البحـث وس هذا المنهج، والتطـورات التـي لم االجتماع، وعند دور كهايم واضع في ع

.جاءت بعده بطبيعة الحال

: منهج علم االجتماع

عرفنا سابقا، أن العلم ليكون واحدا من بين العلم، البـد أن يتـوفر فيـه .وع الخاص به، والمنهج الخاص بهالموض: هماشرطان أساسيان

لقد سبق القول إن الحوادث االجتماعية أشياء خارجية، وإن لها سـلطانا فهـذه . على األفراد، وإنها أكثر تعقدا من الحوادث الحيوية والحوادث النفسية

الصفات تطبع طريقة علم االجتماع بطابع خاص، ألن طريقة العلم كما قلنـا وقد بذل علماء االجتماع جهودا كثيرة . ة تختلف باختالف موضوعه غير مر

لتحديد الطريقة العلمية التي تالئم طبيعة الحوادث االجتماعية فظهرت بينهم .عدة مذاهب أهمها المذهب الحيوي والمذهب النفسي والمذهب االجتماعي

ية، و يقتصر المنهج على البحث في الطرق االستنتاجية واالستقرائ و المالحظة و التجريب، و العلوم المساعدة و طرق القياس و المقارنة

.و التكوين ومما تجدر اإلشارة إليه هو أن الطريقة االستنتاجية أو االسـتنباطية، ال تصلح للبحث في علم االجتماع، وذلك ألن العلم بـصفة عامـة، كمـا هـو

لمـنهج االسـتنتاجي أو معروف، ال يعتمد في بحث موضوعاته على هـذا ا .االستنباطي

والسبب في ذلك أن الحوادث االجتماعية أشياء خارجيـة واقعيـة يمكـن فخير مـنهج . مالحظتها وتتبع حاالت تغيرها والوقوف على قوانين تطورها

يمكن سلوكه في دراستها هو المـنهج االسـتقرائي ال المـنهج االسـتنتاجي .المجرد

: علم االجتماع المنهج االستقرائي في

اعتمد علماء االجتماع في دراسة الظواهر االجتماعيـة علـى المـنهج االستقرائي، بصفة عامة، والسبب في ذلك أن علم االجتماع علم تجريبي، ال تدرك حقائقه بالنظر العقلي والقيـاس المنطقـي، بـل تـدرك بالمالحظـة

فريقهم بين الطريقـة التجريبيـة وما أنكر العلماء ذلك إال لعدم ت : واالستقراءفقد يكون العلم تجريبيا كعلوم المالحظة، وتكون طريقتـه، مـع . والتجريب

ذلك، غير مشتملة على التجريب، ألن العالم ال يستطيع أن يجرب في جميـع مثال ذلك علم الفلك، الذي ال يناقش أحد . العلوم، وال في جميع الموضوعات

يعتمد على التجريب، ألنه مستحيل، إذ ال يمكـن طبيعته العلمية، رغم أنه ال إخضاع الكواكب وغيرها من الظواهر الفلكية الضخمة للتجريـب، ولـذلك

. يكتفي في دراستها بالمالحظةخاصـا ولذلك يمكن القول إن التجربة في علم االجتماع، تتخـذ طابعـا

عية، ذات الطبيعـة ينسجم مع موضوع هذا العلم، الذي هو الظواهر االجتما الخاصة، بالرغم من تشابهها وتقاربها الـشديد مـع الظـواهر البيولوجيـة

وباإلضافة إلى خصوصية التجريب في علـم . والنفسية، والحوادث التاريخية

االجتماع، يجدر بنا أن نبدي مالحظة أساسية، هي أن التجريـب فـي علـم .االجتماع محدود جدا

ة في علم االجتماع شروط خاصة تفرضها طبيعة إن للطريقة التجريبي الحوادث االجتماعية، وتجعل منهج البحث في هذا العلم مختلفا عـن مـنهج

فالباحث في علم الفيزياء يعتمد علـى المالحظـة . البحث في العلوم األخرى أما في علـم . المباشرة والتجريب ألنهما المنبعان األساسيان لكل بحث علمي

لم ال يستطيع أن يالحظ مباشرة إال عـددا محـدودا مـن العاالجتماع فإن ا وال يمكنه أن يجـرب ألن . الحوادث، ألن أكثرها بعيد عنه بالزمان والمكان هـل يـستطيع المجـرب . التجريب في علم االجتماع يكاد يكـون محـاال

االجتماعي أن يخلق مجتمعا جديدا في شروط خاصة ليـرى كيـف تتكـون يستطيع أن يحذف أحد أوضاع المجتمع من غيـر أن وظائفه األصلية، وهل

إن اشتباك األوضاع االجتماعية بعـضها بـبعض يجعـل . يحدث فيه ثورة نعم إن أصحاب الشرائع يقومون في بعض األحيان . التجريب فيها صعبا جدا

ـ ببعض التجارب االجتماعية فيسنون ا . رونلقوانين الجديدة، أو يبدلون ويغي تأتي دائما بما هو متوقع منهـا، لـضعف قواعـدها، ولكن تجاربهم هذه ال

وتضعضع دعائمها، إن غاية العلم نظرية، أما غاية أصحاب الشرائع فهـي إنهم ال يبدلون وال يغيرون إال إذا اضطرتهم إلى ذلك ظروف السياسة . عملية

والحظ ذلك في نتائج بعض التجارب االجتماعية التي قام بها بعض . واإلدارة في بعض بلدان العالم المتمدن، كمنع الكحول، وحجـز الحريـة المشرعين

الفردية، وتقييد حرية الصحافة، وإبطال الحكم باإلعدام وتغيير بعض البنـى . االجتماعية، كيف أدى تطبيقها في المجتمع إلى اإلخالل بنظامه المـألوف

نعم قد يجد علماء االجتماع في هذه التجارب فرصة مناسبة الختبار بعـض إال أن النزاهـة . آرائهم، ولبيان عالقة الحوادث االجتماعية بعضها بـبعض

الفكرية توجب على العالم أن ال يعتمد على نتائج التجارب السياسية واإلدارية

ألنها غير مطابقة لشرائط العلم، وألنها ضيقة النطاق، ضـعيفة . كل االعتماد ماعية المالزمة لها فـي القواعد، غير معزولة عن غيرها من الحوادث االجت

إن المصلح ال يستطيع أن يجرد تشريعه الجديد من تأثير الـشرائع . الوجوداألخرى، وال يستطيع أن يعزله عن جميع الحوادث االجتماعية الحاضرة، وال

.أن يطبق فيه طريقة البواقي أو طريقة التالزم في التخلف

: العلوم المساعدة وأهميتها

تعوضمساعدة أهمية خاصة في منهج علم االجتماع، فهي التي للعلوم النقص التجربة ومحدوديتها، بسبب طبيعة الموضوع، الذي ال يسمح بالتجريب

.ـ كما أسلفنا ـ إال في حدود ضيقة جداوغرافيا، واإلحصاء، غنـى للعـالم العلوم المساعدة كالتاريخ واإلتن وفي

ريب ال يبدل إال شروط الحوادث كالمـادة ألن التج . االجتماعي عن التجريب والعلة والكمية والزمان والمكان، فإذا كانت العلوم المساعدة تصلنا إلى هـذه النتائج كانت طريقة علم االجتماع ال تقل ضبطا وإحكاما مـن غيرهـا مـن

.الطرق العلمية

ع، لعل التاريخ هو أهم العلوم المساعدة للباحث في علم االجتما :التاريخـ 1 :أو هو على األقل من أهمها، لذلك تحدث عنه علماء االجتماع قائلين

إن التاريخ سجل المالحظات االجتماعية ألنه يوقفنـا علـى أحـوال فإذا بني على دقة النظر والتثبـت . الماضين من األمم في أخالقهم وعاداتهم

أخباره ووقائعه، والنقد، والتمحيص، استطاع العالم االجتماعي أن يعتمد على ولما كان التاريخ يعتمد على علم اآلثار وعلم اللغات وعلم األقوام القديمـة،

فهي ترجـع إلـى الماضـي، . كانت هذه العلوم أيضا مساعدة لعلم االجتماع األولية القريبة من وتطلعنا على أصل الحوادث االجتماعية، أو على أشكالها

نا على تعاقب األحوال وتبدلها بتبدل لى ذلك أن التاريخ يطلع األصل، أضف إ الزمان، فنعرف كيف تطورت أوضاع السياسة واالقتصاد، وكيـف تغيـرت أحوال األسرة، وكيف تبدلت عقائد البشر وعاداتهم، فهـو إذن وسـيلة مـن

.وسائل البحث والمالحظة وطريقة من طرق التحليل والتعليل األوضاعإرجاع وضع من إن التاريخ وحده يساعدنا على «: ايم قال دورك

إلى عناصره المقومة، ألنه يبين لنا كيف تولدت هذه العناصر فـي الزمـان وهو إلى ذلك يضع كل عنصر من العناصر في الظروف . بعضها بعد بعض

التي ولد فيها، فيطلعنا على الواسطة الوحيدة التي تمكننا من تعيـين أسـباب .»حدوثه

: دوركايم قال. يل والتعليل إال إذا كان مقارناوال يقوم التاريخ بهذا التحل للبرهان على وجود عالقة سببية بين حادثين، وهي ليس لنا إال طريق واحد «

المقارنة بين الحاالت التي وجدا فيها متالزمين في الوقوع والتخلف، والبحث ... ؟دل على أن أحدهما تابع لآلخـر ن تغيراتها في مختلف الظروف، هل ي ع

الم االجتماعي ال يستطيع أن يقتصر على مالحظـة شـعب واحـد أو إن الع عصر واحد، بل ينبغي له أن يقارن بين عدة جماعات من شكل واحد أو من أشكال مختلفة، ليشاهد فيها تغيرات وضع من األوضاع أو عادة من العادات،

ن س بينها وبين تغيرات المجتمع وتطور األفكار، وليستخرج ما بينها م يوليقا .»الروابط السببية

وموضوعه . هو علم مساعد آخر للبحث في علم االجتماع :ـ اإلثنوغرافيا 2األقوام واألعراق البشرية، أو األجناس، وتتبع بدايتها ونشأتها وخواصها وكل

أن موضـوع هـذا العلـم وخاصة منها أحوالها البدائيـة، إذ ما يتعلق بها، لقبائـل البدائيـة، إذ أن موضـوع واهتمامه هو خاصة دراسة الجماعات وا

ايم إلى أنه إذا كـان علـم ب علماء االجتماع وخاصة منهم دورك السياق يذه التاريخ ال يستطيع أن يكشف لنا عن أصل األوضاع االجتماعية األولى، وال أن يصور لنا تكونها وتطورها تصويرا كامال، كان محتاجـا، فـي دراسـة

ولكن هذا . علم آخر وهو علم اآلثار القديمة اإلنسان األول، إلى االعتماد على العلم عاجز أيضا على اإلحاطة بصور الحياة اإلنسانية األولـى، ألن آثـاره

ن األول لذلك احتاج علم االجتماع في دراسة اإلنسا . محدودة، وفجواته كثيرة دائية القاطنة يا، تدرس فيه أحوال القبائل الب نتوغرافإلى علم جديد وهو علم اإل

.ي أوساط أستراليا وإفريقيافدائية ألن حياتها االجتماعية بسيطة جدا، ليس فيها شيء وقد سميت باألقوام الب

مما نشاهده عند األمم الراقية من تعقد الصفات واختالط األوضاع االجتماعية وهـي أن حالـة القبائـل . وها هنا فرضية البد من اإلشارة إليها . واشتباكها

لقد سلم بعض علماء . مشابهة لحالة األقوام البدائية الماضية البدائية الحاضرة االجتماع بهذه الفرضية، وزعموا أنها حقيقة ثابتة، مع أن تطور المجتمعـات

ومن الصعب رد حياتنـا الفكريـة . الراقية مختلف عن تطور األقوام البدائية الـذي فقد يكون اإلنـسان األول . والخلقية إلى سلم تطورهم الفكري والخلقي

دائي الحاضر، وقـد يكـون تنا الراقية مشابها لإلنسان الب انحدرت منه جماع ومهما يكن من أمر فان في دراسة الجماعات البدائية الحاضرة . مختلفا عنه

وإذا كانت . فائدة كبيرة لعلم االجتماع ألنها تتضمن شيئا من المقارنة والتحليل هذه الجماعات لم تحجـب األمـور اللواحق واألمور الثانوية والكمالية في «

األولية الرئيسية فمرد ذلك أن كل شيء فيها ظل مقصورا على الـضروري لـوال المقارنـات : مثال ذلك . »دور كهايم « كما عبر عن ذلك »والجوهري

األتنوغرافية لما استطاع العلماء أن يفهموا معنى التقديس الروماني، إال أنهم وهذا كلـه يتـيح . أدركوا حقيقته االجتماعية ) بوالتا(عندما قارنوا بينه وبين

للعالم االجتماعي تطبيق طريقة االتفاق، وطريقة االختالف، وطريقة التالزم .في التغير وغيرها من طرق االستقراء الكبرى

هو من العلوم المـساعدة المهمـة للباحـث فـي علـم :ـ علم اإلحصاء 3 تخدام علم اإلحصاء في تحديـد إلى مكان اس »ايمدورك«االجتماع، وقد أشار

يتزاوجون أو يتناسلون أو ينتحرون في سنة معينة، أو في الذين عدد األفراد الضبط الكمي لمثل هذه الظواهر االجتماعية، وقد الحـظ اسـتحالة تحديـد أشخاص هؤالء األفراد، والسبب في ذلك هو الفرق بين الظواهر االجتماعية،

ت الفردية الخاصة، التي تتجسد فيهـا إحـدى وتجسداتها الفردية، أي الحاال ، ال تدخل ضمن مجال علـم االجتمـاع الظواهر واقعيا وحسيا، وهي حاالت

ن الفرد غير أن التفرقة، أو الفصل الحاسم بي . الذي ال تعنيه األحوال الفردية غيـر ، وغيره من علماء االجتماع، ال زالـت "ايمدورك"والمجتمع، كما أراد

ا، عند إحراز تقدم أكبر في نتائج البحث في علـم حقق ذلك يوم ممكنة، وقد يت :يقول المهتمون الباحثون في هذا الميدان. االجتماع

وهو جم الفوائد، ألنه يطلعنـا . ومن العلوم المساعدة علم اإلحصاء على تالزم بعض الحوادث االجتماعية في الوقوع والتخلف، فيكمـل نتـائج

.ويزيد ضبطها وإحكامهاالمباحث السابقة ـ فمن فوائده تحديد كثافة السكان وهي من العوامل الهامـة، ألن النـشاط أ

االجتماعي، وتنظيم العمل، وعقلية األفراد تختلف باختالف كثافـة الـسكان زدادت الكثافة االجتماعيـة ازداد تقـسيم العمـل، وإذا قلـت وتنقلهم، فإذا ا

.تناقصت الفاعلية االجتماعية واختلفت عقلية األفرادومن فوائده تحديد الحوادث االجتماعية وبيان تبدلها بحـسب العوامـل ب ـ

المؤثرة فيها، كتحديد الزواج، والمواليد، ونسبة األوالد الشرعيين إلى األوالد نسبة عدد المتعلمين إلى عدد األميين، ومقدار الرواتب واألجور، الطبيعيين، و

النفقات في الدولة، وكمية األمـوال و وأسعار الحاجات، ومجموع الضرائب

فهـذه . المودعة في صناديق التوفير والتأمين، ونسبة االستيراد إلى التصدير ـ ت الحوادث المتالزمة يوضح بعضها بعضا، وكلما كان إحـصاؤها أدق كان

وقد دل اإلحصاء على أن عدد حوادث القتـل والـزواج . معرفتنا بها أكمل . ل الدينيـة والمهـن والطالق يختلف باختالف الجماعات ويتبدل بتبدل النح

ايم بطريق اإلحصاء أيضا أن عدد حوادث االنتحـار يتبـدل وأثبت لنا دورك جين، وفـي بتبدل الشرائط االجتماعية، فهو في األعزاب أكثر منه في المتزو

البيوت التي ال أوالد لها أكثر منه في البيوت الكثيرة األوالد، وفي الملحـدين أكثر منه في المؤمنين، وفي المهن الحرة أكثر منه في الوظائف المنظمة، أما

من »دور كهايم «فاستنتج . عدد المجانين فليس له أقل عالقة بعدد المنتحرين وكلما كان . إنما هي فقدان الرابط االجتماعي هذا كله أن علة االنتحار الحقيقة

الرابط االجتماعي أقوى كانت حوادث االنتحار أقل، وكلما كان أضعف كان .االنتحار أكثر

وهكذا ترى أن اإلحصاء ضروري للعالم االجتماعي، ألنـه يلعـب دورا وله أثر عظيم في امتحان الفرضيات . عظيما في الكشف عن الحقائق الجديدة

حتى لقد أدى تطبيق اإلحصاء في علم االجتماع إلى قلب الحقائق . تبارهاواخالكيفية إلى حقائق كمية، وإنشاء علم اجتماعي جديد يسمى بعلـم االجتمـاع

، وهو مبني على إحصاء التقديرات »«Sociométrieالقياسي أو الرياضي ض فـي ليس المقصود هنا الخو . التي يمكن الحصول عليها بواسطة الروائز

طرق اإلحصاء، وإنما القول بأنها تساعد علم االجتماع على تطبيـق طـرق االجتماعية معقدة، أحصينا حاالت ةفإذا كانت الظاهر . االستقراء تطبيقا دقيقا

التالزم في الوقوع والتخلف، وقايسنا بين تغيراتها، واستخرجنا منها عالقـة نهايته إال إذا اشتمل علـى وال يبلغ اإلحصاء . بسيطة تصلح لتعليل الظواهر

فإذا كان هذا الخط دقيقا وكان . تمثيل تغيرات الحادث االجتماعي بخط بياني .مبنيا على قاعدة صحيحة، دل على العالقة داللة واضحة

ـ وهي طريقة تعتمـد علـى علـم التـاريخ، وعلـم : طريقة المقارنة ج لـى طريقـة ا إ ساإلثنوغرافيا، وعلم اإلحصاء في آن واحد، وهي تعود أسا

إلـى أن »دور كهـايم «ويذهب . التالزم في التغير، أو طريقة التغير النسبي للمقارنة في علم االجتماع جوانب مختلفة، كما ذكر في كتابه الشهير قواعـد

:المنهج في علم االجتماعفنقارن بين . فإما أن نتناول تغيرات الحادث االجتماعي في أمة واحدة ـ1

بتبدل الزمان، واختالفه باختالف المناطق الجغرافية، والطبقات تبدل االنتحار .االجتماعية، والمدن والقرى، والرجال والنساء، والسن والمهنة

وإما أن ندرس تغيرات الحادث االجتماعي في عدة مجتمعـات مـن ـ2 جنس واحد، فنتتبع تطور األسرة األبوية مثال في روما، وأثينا، واسـبرطة،

الحواضر بحسب درجات النمو التي بلغتها األسرة األبوية فـي ونصنف هذه .كل منهما ).168دور كهايم، قواعد الطريقة االجتماعية، ص (

وإما أن ندرس تغيرات الحادث االجتماعي في عدة مجتمعـات مـن ـ 3 أجناس مختلفة، فنرى كيف انتقل من األشكال البسيطة األولى إلى األشـكال

.المعقدة إلىإذا بحثنا في نظام األسرة رأينا أنه انتقل من نظام الطوطمية،: مثال ذلك

نظام األمومة، ومن نظام األمومة إلى نظام األسرة األبوية، ثم إلـى نظـام األسرة الجرمانية، واألسرة الزوجية الحديثة على هيئة من االشتباك التدريجي

.»ايمدورك«والتعقيد المتزايد، كما يقول هذه المقارنات المختلفة تدل على أن العالم االجتماعي ليس أقل حظـا مـن ف

العالم الطبيعي، ألنه يستطيع أن يدرس تغيرات الحوادث ويستقرئ قوانينهـا بإتباع طريقة التالزم في الوقوع، وطريقة التالزم فـي التخلـف، وطريقـة

م األثوغرافيـا، وفي علم التاريخ، وعل . التالزم في التغير، أو طريقة البواقي

وعلم اإلحصاء عون له على ذك ـ فعلم التاريخ يوقفـه علـى كثيـر مـن . التغيرات التي يستخرج منها أحكاما عامة يمأل بها فجوات الحوادث المفردة

كثيرا ما تكون هذه األحكام العامة أصـدق «: حتى لقد قال المؤرخون أنفسهم حكام العامة مستمدة من علم وهذه األ . »من الجزئيات التي اتخذت أساسا لها

نثوغرافيا يرجع بـه إلـى ماضـي ماع ال من علم التاريخ ـ وعلم اإل االجتالحوادث ويوقفه على أشكالها البسيطة، ويسهل عليه القيام بكثير من التحليـل

.والمقارنة ـ أما علم اإلحصاء فإنه يعينه على تطبيق الطريقة الرياضية

ــويند ـ ــة التك ــم وهــي طري: طريق ــى مؤســس عل ــود إل ــة تع ققواعد المنهج فـي علـم "، حيث ذهب في كتابه الشهير »كهيمدور«االجتماععلى طريقة المقارنة، باعتبارها الوسـيلة " التكوين"إلى إطالق اسم " االجتماع

.الوحيدة، لتحديد األشكال االجتماعية، وتحليل األوضاع وتركيبهاـ 1 ريقة التكوين تساعدنا على تحديـد إن ط: تحديد األشكال االجتماعية

األشكال االجتماعية، وتوقفنا على قوانين التأليف أو قوانين البنى المؤثرة في وهـي ضـرورية . تكوينها، وتفرق بين األشكال السوية واألشكال المرضية

النتقال من الجزئي إلى الكلي، ومن الخاص إلى العام، كما هـي ضـرورية .طورأيضا للكشف عن قوانين الت

ـ 2 ربما كان علم االجتماع أكثر :ألوضاع االجتماعية وتركيبها تحليل ا فإذا درس وضعا من األوضاع . العلوم احتياجا إلى طريقة التحليل والتركيب

وليس يصح إن . االجتماعية المعقدة، رده إلى عناصره المقومة، ثم ركبه منها الخياليين، وإن يطلق لخياله يقتصر العالم االجتماعي على التحليل والتركيب

العنان في البحث عن العناصر، وإنما ينبغي له أن يبحـث عـن العناصـر الحقيقية بالرجوع إلى الماضي، وأن ينتهي إلى أشكالها البسيطة األولى، وأن

انتقلت من هذه األشكال البسيطة إلى األشكال المعقدة، ثـم كيـف كيفينظر وفي كـل دور مـن أدوار . شكال الحاضرة انتهت في تدريج التكوين إلى األ

التطور يكشف العالم عن العناصر الجديدة التـي انـضمت إلـى العناصـر السابقة، فيرى كيف اختلطت بعضها ببعض وكيف أثرت فـي تبـديل بنيـة

أنفمن شرط التحليل والتركيب في علم االجتماع . الحادث االجتماعي وشكله .يكونا إذن حقيقيين ال خياليين

:علم االجتماع العام، وعلوم االجتماع الخاصة

إلى أن علم االجتماع، ال يمكن أن يصل إلى غايتـه، إال »ايمدورك« ذهب ، وهذا المستوى الكلـي العـام، ال العام إذا انتهى إلى مستوى علم االجتماع

يمكن بلوغه إال باالعتماد على علوم اجتماع خاصة أو فرعية، ولعلـه مـن »دور كهايم «أن نذكر بعضها، مادامت غاية العالم االجتماعي في نظر المفيد

عام يوحد نتائج العلوم االجتماعيـة الخاصـة، هي الوصول إلى علم اجتماع ويضع القوانين العامة التي يخضع لها المجتمع اإلنساني، حيث عن العلـوم

.االجتماعية الخاصة تمد علم االجتماع العم بالحقائق الضرورية

:العالقة بين علمي التاريخ واالجتماع

عالقة علم االجتماع بالعلوم المساعدة وثيقة، لكنها أوثق بعلم التاريخ، حيـث إن العالقة بين العلمين متالحمة وحميمة، وكالهما يخدم اآلخر، كما ال يخدم

. أي علم آخر، أو أن خدمته لآلخر أكبر وأعمق، وأكثر إنتاجا وتبادال وتعاونا فهو يخدم علم االجتماع ألنه، كما قـدمنا، : كن التاريخ يخدم العلوم النظرية ل

وكما يخدم . وسيلة من وسائل البحث االجتماعي وأسلوب من أساليب التحليل التاريخ علم االجتماع، فكذلك يخدم علم االجتماع علم التاريخ، ألنـه يـساعد

م علم النفس، ألنه يبـين ويخد. على تعليل حوادث التاريخ تعليال عقليا منظما ألنهويخدم أيضا علم المنطق، . تأثير الحياة االجتماعية في نفوس األفراد

.يبين تأثير الحياة االجتماعية في المعاني العقليةفهذه الخدمات المتبادلة بين علم التاريخ وعلم االجتماع تدل داللـة واضـحة

.ية نظريةاعلى أن لكل منهما غ. التاريخ وعلم االجتماع يلعبان دورا عمليا غيـر مباشـر ومع ذلك فإن علم

.وهذا الدور العملي عظيم الخطورة أ ـ إذا كان التاريخ ال يعلمنا قواعد العمل فإن علم االجتماع يستقرئ

والقوانين الكلية، والعلل الـضرورية، ثـم عناصر العامة، والعالئق الثابتة الل الجزئية كما يطبـق علمـاء الفيزيـاء يطبق هذه القوانين العامة في األحوا

فلعلم االجتماع إذن نتيجة عملية غير . قوانينهم النظرية في الفيزياء الصناعية وذلك لسببين أولهما أن . مباشرة، إال أن تطبيقه لم يأت بعد بالنتائج المطلوبة

وثانيهما أن التطبيقات العملية متأخرة في . علم االجتماع النظري حديث العهد .وجود عن العلم النظريال

وقصارى القول أن التاريخ وعلم االجتماع يقويان شخـصيتنا وإرادتنـا، ذانها طلقان عقولنا في فضاء الفكر، وينق ويحرران نفوسنا من رقبة األسر، وي

من ) الالتاريخيون(لقد ظن . من حماسة األحالم الضيقة وضغط التقاليد البالية ون أن يبدلوا األحوال جملة، وأن يبدلوا العالم متصوفي السياسة أنهم يستطيع

بأسره، كأنه خلق من جديد أو نشأة مستأنفة، ولكن التاريخ وعلـم االجتمـاع إننا ال نبدل الحاضر إال في ضوء القـوانين العلميـة . شاهدان على عجزهم

.على أساس الحاضرإال الثابتة، وال نبني صرح المستقبل

:االستنتاج

ظهور علم االجتماع محاوالت ذات طابع فلسفي، وخاصة فلـسفة ـ سبقت 1ومـن أبـرز تلـك المحـاوالت جمهوريـة . التاريخ، وفلسفة علم االجتماع

.والمدينة الفاضلة للفارابي، وغيرها، أفالطونـ هناك محاوالت، بلغت بعض الحقائق العلمية االجتماعية الصحيحة، ومن 2

مه، وكذلك مـساهمات عـصر النهـضة تأهمها مساهمة ابن خلدون في مقد ـ األوروبية فيما بعد، وم ت، نها خاصة مساهمات مونتسكيو، وأوغـست كون

.وجان جاك روسو، وغيرهمـ إذا كان بعض الفالسفة والمؤرخين، قد استطاعوا اكتشاف بعض الحقائق 3

أوغـست "ن، فإن الفضل يعود إلـى العلمية في علم االجتماع، مثل ابن خلدو عطاء علم االجتماع هذا االسم ألول مـرة فـي تـاريخ العلـم في إ " تكون

.والمعرفةـ يعود الفضل األكبر في وضع علم االجتماع وتحديد موضوعه ومنهجه 4

".ايمإميل دورك"العالم الفرنسي الشهير إلى ـ موضوع علم االجتماع هـو الظـواهر االجتماعيـة، وهـو خاصـة 5

.المؤسسات واألوضاع االجتماعية .الظاهرة االجتماعية فريدة من نوعها، وتمتاز بالشيئية والقهرـ 6 ـ الحتمية مبدأ عام مسلم به في علم االجتماع، مثـل العلـوم الطبيعيـة 7

والتجريبية عموما، وهذا على خالف التاريخ الذي يفتقر إلـى هـذا المبـدأ .الضروري للعلم، أو لتكون المعرفية علمية

د تكون مفقـودة، بـسبب اع محدودة جدا، وتكا ـ التجربة في علم االجتم 8 ذلك ال يحط من قيمته العلمية، فتلك خاصية يتماثـل فيهـا طبيعة موضوعه،

.علم االجتماع مع علوم أخرى، مثل علم الفلك

ـ العلوم المساعدة لعلم االجتماع، تعوض نقص التجربة فيه، وأهم هـذه 9 .التاريخ، واإلثنوغرافيا واإلحصاء: العلوم

ـ علم االجتماع العام هو الغاية، وال يمكن الوصول إليه إال بقيام علـوم 10 اجتماعية خاصة، مثل علم االجتماع السياسي، وعلم االجتماع االقتـصادي،

.وعلم االجتماع الثقافي وعلم االجتماع الدينيي، هو بمثابة التطبيق، أو التقنية بالنسبة إلى العلوم ـ علم االجتماع العمل 11 تجريبية، وهو ضروري للسياسي والمشرع واإلصالحي، وكـل مـن أراد ال

.تسيير المجتمع أو إحداث أي تأثير فيهـ عالقة علم االجتماع بعلم التاريخ هي األوثق، وهما يتبادالن الخدمات 12

بشكل جوهري، فال غنى ألحدهما عن اآلخر، وال يستطيع أي واحد منهما أن .لى اآلخريكون علما إال باالعتماد ع

:تطبيقات

تعطى لك ـ أيها الدارس ـ جداول، مثل تلك التي طبقت عليها في موضوع التاريخ، تحتوي على ظواهر اجتماعية في خاناتها األولى، وعليك أن تكمل الباقي، أي البحث عن محتويات الخانات الباقية، وذلك بتحديد المعنى العلمي،

ب إليه في خانة التبرير، والقصد هو أن والمعنى الفلسفي، وتوضيح ما تذهف إلى خواص الظاهرة االجتماعية، والتمييز الواضح تكتسب كفاءة التعر

بينها وبين الظواهر اإلنسانية األخرى، وخاصة منها الظاهرتين التاريخية والنفسية، فعليك أن تضع جداول غير هذه لمواصلة التطبيق والتمرن

ابك التام للتعرف على الظاهرة االجتماعية، والتدرب، إلى أن تشعر باكتسهو امتالك الكفاءة نها، عندها تكون قد بلغت الهدف، وخواصها وقواني

بلوغك هذه الغاية إال إلى المطلوبة من دراسة هذا الموضوع، وال سبيل .بالتطبيق والتدرب والتمرن، قدر مستطاعك ـ1تطبيق ـ

الظاهرة االجتماعية

ى المعن المعنى العلمي الفلسفي

التبرير

القوانين األسرة االجتماعية

المنظمة والمتحكمة في

األسرة

ما مكانة القوانين

االجتماعية لألسرة من

الحقيقة؟

األسرة ظاهرة اجتماعية، مثل قوانين الطبيعة،

تمتاز بحتميتها، وممارستها القهر على األفراد، ليخضعوا لها

.ضرورةعية، قوانين اجتما تطور األسرة

مستخلصة من التجربة

التاريخية، بحكم تطور األسرة

الذي يخضع لتلك .القوانين حتما

ما مقدار الحقيقة في

القوانين االجتماعية

المتحكمة في ظاهرة تطور

.األسرة

تطور األسرة ظاهرة اجتماعية لها قوانين

حتمية اكتشفها علماء االجتماع، باالعتماد على

ن ما التجربة التاريخية، لكقيمة المعرفة العلمية من

هذا النوع؟ تقسيم العمل

التعاون التضامن العقاب

تطور العقاب الدين

التنافس

الصراع االجتماعي

، على سبيل 1قدمنا لك المحتويات الخاصة بخانتين كاملة، في التطبيق رقم بقية السطور في الجدول األول، وبقية المثال، وعليك أن تتولى بنفسك إكمال

.الخانات في التطبيقات الموالية ـ2تطبيق ـ

الظاهرة االجتماعية

التبرير المعنى الفلسفي المعنى العلمي

التفاوت الطبقي الصراع الطبقي

التالؤم االجتماعي التغير االجتماعي تطور المجتمع تدهور المجتمع

لمجتمعانحطاط ا تفكك المجتمع اندثار المجتمع إصالح المجتمع

ـ3تطبيق ـ

التبرير المعنى الفلسفي المعنى العلمي الظاهرة االجتماعية االجتماعيالحراك

السكون االجتماعي القبيلة

الدولة الثورة

اإلقطاع الرأسمالية االشتراكية

الطائفة الدينية األمة

ـ4تطبيق ـ التبرير المعنى الفلسفي المعنى العلمي الظاهرة االجتماعية

الديمقراطية البيروقراطية

الرخاء البطالة الزواج الثقافة

المذهب الديني القانون الحرب

االستقرار االجتماعي

ـ5 ـتطبيق التبرير المعنى الفلسفي المعنى العلمي الظاهرة االجتماعية التماسك االجتماعي التفاعل االجتماعي االختالط االجتماعي

الهجرة التمدن

التصنيع المداخيل أو األجور

اإلنفاق الفئات االجتماعية

حجم الجيش أو تعداده

تمارينارسم جداول مثل هذه، ومارس التدرب عليها إلى أن تشعر بامتالك كفـاءة

.إدراك الظواهر االجتماعية وقوانينها

أسئلة التقويم الذاتي

تصميم مقالة- الموضوع األول ."إن الدولة مقبرة كبيرة، تدفن فيها جميع مظاهر الحياة الفردية: "قيل: السؤال نص

تحليل نصميم تص- الموضوع الثانيفهم يـستخدمون . دون كثير من الدقة " اجتماعي"إن الناس يستعملون كلمة

هذا اللفظ عادة للداللة تقريبا على جميع الظواهر التي توجد في المجتمـع ال ولكـن . لسبب إال ألنها تنطوي، بصفة عامة، على بعض الفوائد االجتماعية

حادثة إنسانية أال ويمكـن أن يطلـق يمكننا القول بناء على ذلك، بأنه ما من

. فإن كل فرد منا يـشرب وينـام ويفكـر ". الظاهرة االجتماعية "عليها اسم وللمجتمع كل فائدة في أن يؤدي الفرد هذه الوظائف بطريقة مطردة، ومن ثم، فلو كانت هذه األشياء ظواهر اجتماعية، لما وجد موضـوع خـاص بعلـم

جال البحث في كل من علم الحيـاة وعلـم االجتماع، والختلط مجال بحثه بم النفس، ولكن جميع المجتمعات تحتوي في الواقع على طائفـة محـددة مـن

.التي تدرسها العلوم الطبيعية بصفات جوهرية الظواهر عن تتميز التي الظواهرفإني حين أؤدي واجبي كأخ أو زوج أو مواطن، وحين أنجز العهـود التـي

وعلى الرغم من . ت خارجية حددها العرف والقانون أبرمتها أقوم بأداء واجبا أن هذه الواجبات ال تتعارض مع عواطفي الشخصية، وعلى الرغم من أنني

: أشعر بحقيقتها شعورا داخليا فإن هذه الحقيقة تظل خارجة عن شعوري بها ومن . يق التربية وذلك ألني لست أنا الذي ألزمت نفسي ولكني تلقيتها عن طر

فق لنا في كثير من األحيان أن نجهل تفاصـيل الواجبـات نه يت جهة أخرى فإ ومن ثم فإننا نضطر إلى الرجوع إلى كتب القانون وإلـى . التي نلزم بأدائها

وكذلك األمر فيمـا . لكي نقف على حقيقة هذه الواجبات . الثقات من مفسريه . دتـه فإن المؤمن يجدها تامة التكوين منذ وال . يمس العقائد والطقوس الدينية

وإنما كانت هذه العقائد أسبق في الوجود من الفرد الذي يدين بها للسبب اآلتي وإن مجموعة األفكار التي استخدمها . وهو أن لها وجودا خارجيا بالنسبة إليه

للتعبير عن أفكاري، ومجموعة النقود التي أستعين بها على قـضاء ديـوني ـ تي التجار اوالوسائل االقتصادية التي استخدمها في عالق ة والتقاليـد التـي ي

يجري بها العرف في مهنتي، كل هذه ظواهر اجتماعية تؤدي وظيفة مستقلة . عن طريقة استخدامي إياها

وإذا استعرض المرء أفراد المجتمع واحدا بعد آخر، فإنه يستطيع تكرار مـا فهذه إذن ضروب من السلوك والشعور التي تمتاز . سبق بصدد كل فرد منهم

. وهي أنها توجد خارج شعور األفراد. ية يمكن مالحظتها بسهولةبخاص

وال توجد هذه الضروب من السلوك والتفكير خارج شعور الفرد فقط بل أنها تمتاز بقوة آمرة قاهرة هي السبب في أنها تستطيع أن تفرض نفـسها علـى

حقا إنني ال أشعر به حين استـسلم لـه بمحـض . الفرد أراد ذلك أم لم يرد ولكن ذلك . ختياري، وذلك ألن الشعور بالقهر في مثل هذه الحال ليس مجديا ا

ويـدل . ال يحول دون أن يكون القهر خاصة تتميز بها الظواهر االجتماعية فـإذا . حاولت مقابلته بالمقاومة إن على ذلك أن هذا القهر يؤكد وجوده بقوة

وذلك . ور مختلفة حاولت خرق القواعد القانونية، فإنها تتصدى لمقاومتي بص وأما بأن . ع من الوقت قبل وقوعه سبأن تحول دون نفاذ فعلي إذا كان ثمة مت

تمحو ما يترتب عليه من اآلثار، أو تضعه في قالب طبيعي إذا كان قد نفـذ عنه إذا لم يمكن جبـره بالتكفيربالفعل، وكان جبره ممكنا، وأما بأن تلزمني

.بحال أميل دوركهايم

اإلجابة على أسئلة التقويم الذاتي

تصميم مقالة :الموضوع األولالمنهج الجدلي ـ بعد التفكير المتأمل في نص الموضوع، يتضح لنا أن أنسب

منهج لتناول هذا اإلشكال، ذلك أنه ـ أي الموضوع ـ يشير إلـى مـوقفين أحدهما يقول بضرورة وجود الدولة، واآلخر يقـول بـضرورة متناقضين،

إزالتها، ألنها ظاهرة سلبية خطيرة، وموقف وسط هو الذي يكـون الخطـوة .الثالثة من المنهج الجدلي، أو يناسبها، وهي خطوة التركيب

جدلي: ـ إذن المنهج

I - إن تطور الدولة، ونمو وظائفها، قد جعل بعـض المفكـرين، : المقدمة عتبرونها جهازا قمعيا للحرية الفردية، معاديا لكل ما هو فردي، فأصـبحت ي

.الدولة بذلك هي أكبر المشاكل وأكثرها خطورة، ومن ثم وجبت إزالتهاII -التحليل :

الدولة معادية لحرية الفرد، ولكيان الفرد عامة، ومن هنـا فهـي : األطروحة . عليهاخطر على كل ما ينتسب للفرد، ولهذا وجب القضاء

ـ الواقع خير شاهد على خطورة الدولة على الحريات والمبـادرات : الحجة .الفردية

ـ ال حل إلشكالية الدولة إال بالقضاء عليها نهائيا، مما يجعل الفـرد .حرا مزدهرا

منالدولة ضرورية لسالمة الفرد والمجتمع، وحفظهما : نقيض األطروحة . والخارجيخطر الفوضى والعدوان الداخلي

التاريخ أكبر شاهد على األخطار الجسيمة، التي تهدد، بـل تـصيب : الحجة .الفرد والمجتمع، عند ضعف الدولة، فما بالك إذا انهارت وانعدمت

III - الدولة ضرورية لسالمة الفرد والمجتمع، غير أنه ال بد مـن : الخاتمة لى التعـسف، وتجـاوز تقييد نشاطها بالقانون الصارم، الذي يمنع انحرافها إ

.الوظائف المبررة لوجودها

تحليل نص– الموضوع الثاني I -المقدمة :

Durkheim Émileدور كهـايم إميـل : (ـ التعريف بصاحب النص )1917 ـ1858

فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي، أسس مجلة حولية علم االجتمـاع، وتـولى سوربون، حيث نال مرتبة صاحب الكرسي تدريس علم االجتماع في جامعة ال

هو الواضع الحقيقـي لعلـم . األساتذة الفرنسي لعلم االجتماع، أو كبير األولاالجتماع، الذي اعتبره مساويا للعلوم التجريبية المادية، استعمل اإلحصاء في دراسته للظواهر االجتماعية، التي اعتبرها أشياء، مثل الظـواهر الطبيعيـة

لك لتمييزها عن الظواهر النفسية، حيث إن األسرة هي التي تخلق المادية، وذ وهو القائل بالضمير الجمعي، الذي يؤدي . العواطف األسرية، وليس العكس

إلى ظواهر منحرفة، عندما يضعف، ويتالشـى ضـغطه وقهـره للفـرد، واالنتحار هو أحد هذه الظواهر، وهو القائل كذلك بتقسيم العمل، وما شـابه

هر المجتمع الصناعي، الذي تزدهر فيه الثقافـة، وتـضعف سـلطة من ظوا .المجتمع على الفرد، أي تنمو الحرية الفردية وتتطور

تقسيم العمل، قواعد المنهج في علم االجتماع، االنتحار، علم : أشهر مؤلفاته .االجتماع والفلسفةال توجد مصطلحات تفتقر إلـى توضـيح، أو مفـردات : ـ شرح المفردات

.صعبة، تحتاج تبسيط، وتعريف معجمي بها

II -التحليل : تعريف الظاهرة االجتماعية: أ ـ اإلشكال

تختلط الظاهرة االجتماعية بالظواهر اإلنسانية األخرى المتشابهة والمجـاورة فكيف يمكن تمييـز الظـاهر . لها، وخاصة منها الظاهرتين النفسية والحيوية

هي خواصها المميزة لها عن غيرها؟ االجتماعية من غيرها؟ وما : الموقف-ب

. ـ الظاهرة االجتماعية خارجية، فليست جزء من النفس والشعور ـ الظاهرة االجتماعية مفروضة على األفراد بقوة قاهرة، يـشعرون بهـا

.خاصة عندما يحاولون مقاومة الظاهرة، وعدم الخضوع لها : الحجة-جـ

لمفروض على الفرد من خارجـه، أي مـن ـ وجود الواجب االجتماعي ا .المجتمع

. ـ الخضوع اإلجباري للتقاليد واألعراف والقوانين لها ـ عدم الشعور بالجبر، نتيجة قبول الواجبات االجتماعية، والخضوع

.إراديا، بفعل تلقيها عن طريق التربيةوع ـ عدم الشعور بالجبر المصاحب للعقائد والطقوس الدينية، بسبب الخض

.اإلرادي لها، والناتج كذلك عن التربية ـ الخضوع اإلرادي كذلك، ولنفس الـسبب، لألفكـار والنقـود، وقواعـد

.المبادالت االقتصادية والتجارية، والتقاليد المهنية ـ التفكير أو العقاب، عند خروج سلوك الفرد عن الظـواهر االجتماعيـة،

.وخرقه لمقتضياتهاIII-الخاتمة :

.اهرة االجتماعية، موجودة وجودا مستقال ـ الظ . ـ تمتاز الظاهرة بوجودها خارج شعور الفرد، فهي خارجية عنه

ـ تمتاز الظاهرة االجتماعية بخاصية القهر، الذي يلزم الفرد بالخضوع هال .إراديا أو قسريا

ـ يفرض المجتمع على األفراد العقاب المتنوع والمتفاوت الـشدة، إن هـم .ما تقتضيه الظواهر االجتماعيةخرجوا ع

ـ إذن الظاهرة االجتماعية، ظاهرة خاصة، خارجية عن الفرد، وملزمة له .بالتربية والقهر

...الدارس أيها تدرب

مقال للتصميم- الموضوع األول ."عندما يتكلم الضمير فينا، فإن المجتمع هو الذي يتكلم: "قال دور كهايم

ل نص تحلي– الموضوع الثانيمن القضايا التي أثارت أكبر قدر من االعتراضـات، القـضية القائلـة

ه القضية بالـذات وهذ »أشياء«بوجوب دراسة الظواهر االجتماعية على أنها فقد وجد بعض الناس أننا قد أغربنا في . قوم عليه طريقتنا هي األساس الذي ت

حقائق العالم االجتماعي التفكير وسلكنا به مسلكا يدعو إلى السخط حين شبهنا بحقائق العالم الخارجي ولكن هؤالء أخطأوا خطأ غريبا في فهم معنى هـذا

فإننا لم نرم بهذا التشبيه إلى النزول بصور الوجود العليا إلـى . التشبيه ومداه مستوى صوره السفلى، وإنما أردنا على العكس من ذلك أن نطالب للـصور

قي مساوية على األقل للمرتبة التـي تحتلهـا األولى بمرتبة من الوجود الحقي ومعنى ذلك أننا ال نقول، في الواقـع، . الصور الثانية باعتراف الناس جميعا ها جديرة بأن توصـف أولكننا نقول ب . بأن الظواهر االجتماعية أشياء مادية

ـ هـا وإن كان وصفنا ل . الطبيعية تماما كالظواهر »أشياء«بأنها ذلك علـى ك .اعتبار آخر

فما حقيقة الشيء في الواقع؟ إن الشيء يقابل الفكرة، بمعنى أن معرفتنا لـه والشيء هو . تأتي من الخارج على حين أن معرفتنا بالفكرة تأتي من الداخل

ولكن بشرط أال تسمح له طبيعته بـأن . كل ما يصلح أن يكون مادة للمعرفة كون ألنفسنا عنـه يندمج في العقل الذي يدركه، وهو كل ما ال نستطيع أن ن

كـل ووه. ه تمام االنطباق لمجرد قيامنا بعملية عقلية تحليلية يفكرة تنطبق عل ما ال يستطيع العقل إدراكه إال بشرط أن يخرج عـن عزلتـه، وأن ينتقـل بالتدريج وعن طريق المالحظة والتجربة مـن خواصـه األكثـر ظهـورا

ورا وحينئذ فليس معنـى بعد غ وال، إلى خواصه األكثر خفاء واأل واألقرب تنا

هو أننا نـدخل هـذه »أشياء«أننا نعالج طائفة خاصة من الظواهر على أنها بل معنى ذلك أننـا نـسلك . الظاهرة في طائفة خاصة من الكائنات الطبيعية

حيالها مسلكا عقليا خاصا، أي أننا نأخذ في دراستها، وقد تمسكنا بهذا المبـدأ ن حقيقتها، وأننا ال نستطيع الكـشف عـن وهو أننا نجهل كل شيء ع : اآلتي

ـ خواصها الذاتية أو عن ا ن طريـق ألسباب المجهولة التي تخضع لهـا، ع .المالحظة الداخلية مهما بلغت هذه الطريقة مبلغا كبيرا من الدقة

دور كهايم