علم الكالم المعاصر قراءة منهجية في التجربةالكالمية للشهيد الصدر

 

 

تمهيد الكب##ار ع##ادة على أس##س واح##دةترتك##ز أفك##ار المفك##رين

تشتمل مختلف النشاطات التي قاموا به##ا، وه##و م##ا تع##ززه المركزي###ة الموج###ودة في ع###الم الفك###ر إلى ح###د معين، والترابط والتماسك المحكمين بين العل##وم والمع##ارف على مختل##ف أص##عدتها، ونفس الكالم ### وربم##ا بش##كل أوض##ح # الفك##ر ال##ديني بمختل##ف مجاالت##ه، م##ع االع##تراف الكام##ل

بالخصوصيات التي يتمتع بها كل فرع علمي ديني لوحده. وهذا ما يالحظه اإلنسان لدى قراءة شخص##ية فكري##ة ديني##ة ذات دور نهضوي كبير في ع##الم الفك##ر والثقاف##ة وال##وعي، من أمث#ال الش#هيد الس#يد محم#د ب#اقر الص#در )ره(، فكم#ا سنالحظ هناك خيوط معرفية واحدة تقريبا حكمت المنه##اج الفكري الذي سار عليه الصدر بعد أن أصله بمفرده أو م##ع اآلخرين، والمنهاج الفكري الذي غلب على جهود المفكرين##ز بالط##ابع المع##رفي المس##لمين في الق##رن العش##رين تمي

غالبا، وهو ما كان للشهيد الصدر دور بارز فيه أيضا. س##تحاول ه##ذه المقال##ة اإلطالل على أب##رز مع##الم التفك##ير الكالمي عن##د الس##يد الص##در من زاوي##ة منهجي##ة، وعن##دما يتح##دث عن مم##يزات أو س##مات أو مع##الم منهجي##ة لعلم الكالم عند الشهيد الصدر فال يه##دف إلى اكتش##اف م##واطن إبداع أو سمات مفردة وكأن ال تج##ارب مش##ابهة بمق##دار أو

بآخر، بل يقصد تلمس ما انطبعت به منهجية هذا العلم في ه##ذه المدرس##ة الفكري##ة دون إح##داث قطيع##ة كامل##ة م##ع

التجارب األخرى. وبالرغم من تعدد معالم التفكير الكالمي عند السيد الص##در لكن هذه المقال##ة س##وف تقص##ر النظ##ر على بعض##ها نظ##را

لضيق المجال. وعلى أية حال فأبرز معالم المنهج عند الشهيد محمد ب##اقر

الصدر هي كالتالي: االنطالق المعرفي، والبداية المنهجية–ا

امتازت الفلس##فة الحديث##ة والمعاص##رة عموم##ا باستعاض##تها مب##احث الوج##ود وملحقات##ه بمب###احث المعرف##ة وتوابعه###ا فتركزت الجهود المكثفة منذ ديكارت وحتى عصرنا ال##راهن على البن##اء المع##رفي للفك##ر البش##ري، وتح##ولت المعرف##ة

نفسها إلى مادة للدراسة والتحليل. ولم يكن األم##ر ك##ذلك في الفلس##فات الس##ابقة بم##ا فيه##ا الفلس###فة اإلس###المية والفلس###فة المدرس###ية في الق###رون الوس##طى، ب##الرغم من أن مب##احث المعرف##ة في الفلس##فة اإلسالمية لم تكن بالقليلة، فقد توزعت ه##ذه المب##احث في أبواب الوجود الذهني وعلم النفس الفلسفي، وفي مباحث العق##ل والعاق##ل والمعق##ول وك##ذلك في مب##احث اإللهي##ات بالمعنى األخص لدى الحديث عن ص##فات الب##اري بم##ا فيه##ا ص##فة العلم، ه##ذا عالوة على المنطقي##ات المهتم##ة به##ذا الصعيد، بيد أن ه##ذا الكم الكب##ير من دراس##ات المعرف##ة لم ي##برز إلى الس##طح كمنطل##ق لتأس##يس الفك##ر والمنظوم##ة الفكرية، فلم ينطلق الفيلسوف من قراءة الجهاز المعرفي إلى قراءة الوجود بل اتصل مباشرة بالوجود نفسه ليجع##ل

منه مادة وموضوعا لفلسفته "الموجود بما هو موجود"، أما المنطقيات فكانت أطرها محددة مفروغ##ا عنه##ا نس##بيا وإن كانت هناك نقاشات في تفاص##يلها وجزئياته##ا وه##و م##ا أزال م##بررات الحاج##ة ل##دى الفيلس##وف للقي##ام بإع##ادة تص##نيع

منطقي. لكن الوضع كان مختلفا في أوروبا الحديثة وأوروب##ا النهض##ة واآللة فقد ض##ربتها عاص##فة الش#ك نتيج##ة تط##ورات العل#وم الطبيعي####ة ال####تي ه####زت أرك####ان المعرف####ة األرس####طية

كان الوضع مختلفا وكانت الحاج##ة أك##بر…والبطليموسية وإلى إعادة النظر في جهاز المعرفة اإلنسانية.

وبالرغم من النفوذ الغربي في العالم اإلسالمي منذ الق##رن التاس##ع عش##ر، إال أن علم الكالم اإلس##المي لم يقم بإع##ادة تشكيل وانتاج لمعرفياته، ربما ألنه لم يعش ظروف أوروب##ا في تل##ك المرحل##ة، فاآللي##ات ال##تي اتبعه##ا جم##ال ال##دين األفغاني في "ال##رد على ال##دهريين" وك##ذلك الش##يخ محم##د عبد في "رسالة التوحيد" وغيرها وهكذا غيرهم وص##وال إلى العالم##ة الطباطب##ائي والش##هيد المطه##ري لم تح##دث فيه##ا تغييرات بنيوية هامة على الصعيد المعرفي فبقيت مرجعي##ة النص من جه##ة ض##من آلي##ات الق##راءة المس##تمدة من علم أصول الفق##ه، كم##ا بقيت مرجعي##ة المنط##ق األرس##طي من جهة أخرى # إلى جانب المنحى اإلشراقي # ثابتة حتى ل##دى أرقى أشكال التفكير الفلسفي عند صدر المت##ألهين وال##ذي تمثل##ه الطباطب##ائي والمطه##ري تمثال رائع##ا، ولع##ل ه##ذا ه##و مقص##ود بعض الب##احثين من أن مش##روع الص##در الفك##ري النهضوي كان متقدما على مشروع الطباطبائي والمطهرية على ص####عيد المنهج من حيث ق####درة المواجه####ة خاص####

(، وإن ك#ان هن#اك مج#ال كب#ير للنق#اش في [ 1 ]واألطروحة)

ه###ذا التق###ييم من حيث اعتب###ار الطباطب###ائي والمطه###ري أصحاب دور محدد بنطاق الخاصة ومن حيث اإليحاء بضعف تجربتهما على الصعيد الفكري العام، وه##و م##ا يمكن قبول##ه مع أمثال كاشف الغط##اء والبالغي والمظف##ر، لكن الق##راءة التاريخية للمطهري واستاذه تكشف عن معطي##ات مختلف##ة

ال أقل في تلك المرحلة. لكن ذلك # أي إعادة االنتاج المعرفي ### ال يع##ني بالض##رورة##د على ع##دم وج##ود مح##اوالت فشال أو مشكلة بقدر م##ا يؤك لبنينة المعرفة الدينية من جدي##د، وربم##ا ذل##ك لع##دم قناع##ة بذلك كما تحكيه مناقشات المفك##رين المس##لمين للمنط##قالديالكتيكي والوضعي والتجبريبي أو تفضيال للوضع السائد. لكن القضية عند الشهيد محمد باقر الصدر ك##انت مختلف##ة، فالمنطق الفكري العام # وباألخص المنطق الكالمي # عنده ك##ان منطلق##ا فلس##فيا معرفي##ا ايبس##تمولوجيا، وه##ذا معن##اه تلقائي##ا تب##دال جوهري##ا في آلي##ات التفك##ير الكالمي وه##و م##ا

تحكيه بوضوح نتاجاته أيضا كما سيالحظ. وهذه هي نقطة التم##ايز بين الص##در وك##ل من الطباطب##ائي والمطهري وورثتهم##ا الح##اليين على الص##عيد الفلس##في من امثال الشيخ عبدالل#ه الج#وادي اآلملي والش#يخ محم#د تقي مص##باح ال##يزدي وآخ##رين، فالطباطب##ائي والمطه##ري ق##رءا موض###وعة المعرف###ة في "أس###س الفلس###فة والم###ذهب الواقعي" وغيره من النتاجات لكنهما نقدا كاف##ة االتجاه##ات ال##تي تبتع##د عن الفلس##فة العقلي##ة، وله##ذا عن##دما أتي##ا إلى مباحث إثبات وجود واجب الوجود استخدما اآللية الفلسفية العقلية الكالسيكية المدرسية مع إجراء تط##وير داخلي كم##ا حص###ل م###ع الطباطب###ائي في تط###ويره ص###ياغة بره###ان

(، وهك##ذا [ 3 ]( والمطهري في بره##ان النظم) [ 2 ]الصديقين)

الحال مع الجوادي اآلملي في كتابه المخصص الثبات وجود الل##ه تع##الى رغم ان##ه اس##تعرض في##ه مختل##ف ان##واع األدل##ة

(، فنقط##ة التم##ايز [ 4 ]القديمة والحديثة الش##رقية والغربي##ة) كمنت في أن موض####وعة المعرف####ة لم تحض####ر في نفس المبحث الكالمي عدا بعض النقاط المتصلة بمنك##ري وج##ود

(، وله##ذا نالح##ظ أن الش##هيد مطه##ري خص##ص [ 5 ]ال##واجب) مقدم##ة البحث ح##ول مس##ألة الص##انع وج##ودا وص##فاتا بنق##د المنهج الحديثي الحنبلي الذي كانت لديه مواقف من النظر العقلي في قضايا الص##انع وص##فاته فيم##ا ظه##رت ال##براهين

(، ب##الرغم من [ 6 ]الفلسفية والكالمية المعروفة في البحث) أن ستة أو خمسة مق##االت من أص##ل أربع##ة عش##رة مقال##ة تشكل كتاب أسس الفلسفة # الذي يمثل المس##توى األك##ثر]حداث#ة فلس#فيا ## ك#انت مخصص#ة لق#راءة موض#وعة المعرف#ة)

(، وهذا معناه أن موضوعة المعرفة كانت تمثل # بالرغم [ 7 من االهتمام الكبير الذي أوالها اياه الشهيد مطهري # م##ادة ق##راءة واال ف##إن المنهج المع##رفي ك##ان ن##اجزا ل##دى ه##ؤالء المفكرين وه##و المنهج العقلي المع##روف، بي##د أن المس##ألة كانت مختلفة إلى حد معين عند الشهيد الصدر فق##د حص##ل هناك تمازج واضح عنده بين مبدأ وجود الله تعالى والبرهنة علي###ه وبين التع###ديل المع###رفي أو في البداي###ة الق###راءة المعرفية، وهو ما يتجلى في أكثر من موضع، فالصدر ك##ان يهدف في فلسفتنا نقد التفسير المادي الماركس##ي للع##الم فلم يتمكن اثن##اء بحث##ه من تجاه##ل النظ##ام المع##رفي، لق##د خصص القسم االول من كتاب##ه لبحث نظري##ة المعرف##ة ولم يتمكن من تجاوز النظرية حتى الفص##ل األخ##ير من الكت##اب

(، أم##ا "األس##س [ 8 ]الذي خص#ص لدراس#ة مس#ألة اإلدراك) المنطقي##ة لالس##تقراء" وال##ذي يع##د انموذج##ا متق##دما على الصعيد المعرفي فلم تكد فكرة اثب##ات الص##انع لتنع##زل عن

كل المشروع المعرفي الذي أطلقه الصدر في هذا الكتاب، وص##رح ( [ 9 ]فق##د أدخلت كفص##ل أو ج##زء من فص##ل في##ه)

(، وهكذا الح##ال في "م##وجز [ 10 ]الشهيد باعتبارها هدفا له) أص##ول ال##دين" ال##ذي يعرض##ه الص##در لغ##ير المختص##ين في الفكر والمعرفة، فمجددا لم يتمكن الص##در ### نظ##را لعم##ق المزاوج##ة الحاص##لة في ذهن##ه ### من الفص##ل بين الجه##از المعرفي وبين المنظومة الكالمية فأغرق كتابه هذا بتحلي##ل النظري##ات المعرفي##ة ول##و بص##ورة م##وجزة حيث ع##الج في##ه التجريبية والوضعية والديالكتيكي##ة ولم تخ##ل مباحث##ه األولى

(. [ 11 ]من إشارات متواصلة لهذا التمازج) وال نعني بهذا التمازج مجرد توظيف الص##در بن##اه المعرفي##ة فحس##ب فه##ذا م##ا فعل##ه أيض##ا ك##ل الفالس##فة بمن فيهم الطباطبائي والمطهري ومن قبلهم األفغ##اني، وانم##ا نقص##د حش##ره عام##دا على م##ا يب##دو موض###وعة المعرف##ة في علم الكالم نظ##را لس##ياق ت##اريخي يف##رض ذل##ك في المرحل##ة الراهنة، فعندما أعالج كمتكلم اثبات نبوة النبي محمد )ص( لم يعد يكفي لي اآلن أن أقرر الدليل وف#ق بن#اي المعرفي##ة المق##ررة ربم##ا في مك##ان آخ##ر، ب##ل ال ب##د أن أق##دم في

مشروعي الكالمي الموقف المعرفي الذي اختاره. وال يبدو بحسب الظاهر أن الشهيد الص##در ك##ان يص##در عن حرك##ة مس##تقلة في موض##وع المعرف##ة وعلومه##ا، إذ من الم#رجح ج##دا أن طبيع##ة الخالف االي#ديولوجي الح##ديث بين الدين وخصومه هي التي فرضت عليه # ال أق##ل في البداي##ة أو في غ##ير كت##اب األس##س ### إقح##ام مس##ألة المعرف##ة في الجسم الكالمي، فالصدر لم يتواجه ومدارس كالمي##ة تتخ##ذ نفس المنطق أساسا لعملياتها الذهنية كم##ا ه##و الح##ال في قواس##م المنط##ق بين المعتزل##ة واألش##اعرة أو بين الش##يعة

والسنة، بل ش##عر بوض##وح أن هن##اك أزم##ة تخ##اطب س##وف تحدث لو لم يقم علم الكالم بإعادة رسم جه##ازه المع##رفي أو ال أقل لو لم يحضر هذا العلم ه##ذا الجه##از في كالميات##ه، وهذا ما جعل الصدر محاطا بنظريات المعرفة الغربي##ة ولم يتمكن من مناقش##ة إلحادي##ة م##اركس وس##تالين وماوتس##ي تون##غ دون أن ينهي موقف##ه من حس##ية ج##ون ل##وك ومثالي##ة ج##ورج ب##اركلي وتجريبي##ة ج##ون س##تيورات مي##ل ووض##عية

…أوغست كونت ونقدية عمانوئيل كانط وغيرهم

بل ترقى الصدر م##ع "االس##س المنطقي##ة لالس##تقراء" حيث مارس منهجا معرفيا منطقيا جديدا طبقه أيض##ا في "م##وجز أص##ول ال##دين"، كم##ا ودخ##ل مع##ترك الص##راع المنطقي ال لغ##رض تبدي##د أزم##ة التخ##اطب ب##ل لغ##رض إع##ادة رس##م

الخارطة المنطقية عنده. فالعنص###ر األساس###ي في كالم الص###در يكمن في إدخ###ال المعرفة ليس فقط كأساس ومنطلق يطالب علم الكالم أو المتكلم # مباشرة أو ال بالمباش##رة ### باتخ##اذ موق##ف واض##ح حياله، مما يدفع إلى اجتهاد معرفي وليس فقط إلى خ##برة في المعرفة كموضوعة علمية، فالمتكلم ال يحتاج فقط إلى أن يخبر المنطلق األرسطي لكي يعرف كيف ينظم أفك##اره بقدر ما هو بحاجة إلى أن يعيد إنتاج المنط##ق عام##ة ض##من اجتهاد واضح وعق##ل غ##ير مس##تقيل، ليس ه##ذا ه##و العنص##ر االساس فقط ب##ل دمج علم المعرف##ة بعلم الكالم ك##ان ه##و االهم أو فلنق##ل دمج علم الكالم بعلم المعرف##ة، ففي زعم الكاتب هنا فإن الشهيد الصدر متكلم في فلسفتنا واالسس المنطقي###ة بدرج###ة كب###يرة وليس فق###ط فيلس###وفا، ألن الوظائفي##ة ال##تي وض##عت لعلم الكالم وال##تي مثلت عنص##ر وحدت##ه ك##انت موج##ودة في فلس##فتنا وبدرج##ة معين##ة في

األس##س، فالبرهن##ة على اص##ول المع##ارف وش##رحها ودف##ع الش##بهات عنه##ا ك##انت ام##ورا حاض##رة بق##وة وهادفي##ة في نتاجات الصدر الفلسفية أيضا، وهذا ما يبرر النظر الى هذهالنتاجات على انها نتاجات كالمية إلى جانب كونها فلسفية. اذن ثمة تم##ايز بين الص##در واآلخ##رين، فالص##در ح##اول دمج الكالم والمعرف##ة فيم##ا فص##ل اآلخ##رون بينهم##ا، والس##ياق التاريخي هو الذي فرض على الصدر هذا الدمج إلى ج##انب الغائية الدينية كما سنراها شاخصة في كالمياته ومعرفياته، واال فمن الط##بيعي أن يك##ون الفص##ل ه##و الخط##وة األك##ثر منطقية، فعلم المعرفة له ميزاته وال ينبغي إقحام المسائل العقائدية والدينية فيه فيما علم الكالم له أهدافه وأغراض##ه وموضوعاته المستقلة التي تشكل مادة لبحث المع##رفي ال مج##اال ل##ه تمام##ا كم##ا الفيزي##اء والكيمي##اء م##ادة للق##راءة

المعرفية. ومن هن##ا يش##تد احتم##ال ت##أثير الظ##رف الت##اريخي في ه##ذا الدمج الذي حاوله الصدر، والسبب في ذلك يعود إلى ج##دة موضوعة المعرفة ام##ام المتكلم، فعن##دما ج##اء المتكلم في القرن العشرين الثبات وجود الله مثال رأى أنه لم يعد يقف أمام مالحدة القرون الغابرة، لقد وجد إلح##ادا بررت##ه قض##ية المعرف##ة ول##وال قض##ية المعرف##ة ال##تي س##ادت من##ذ الق##رن السادس عشر لما وجد امامه سيال من المدارس والتيارات الرافض##ة أو المش##ككة بوج##ود الل##ه تع##الى، فلم يكن ام##ام المتكلم ب##د من ان يع##الج بنفس##ه ه##ذا الموض##وع الن##ه في الحقيقة ه##و ال##ذي يق##ف برهان##ا لنفي وج##ود الل##ه تع##الى أو

فنق###ده، ومن هن###ا لم يقم…الغيب وال###روح والمالئك###ة و المتكلم بإنت##اج جدي##د مهم ج##دا ل##براهين اثب##ات وج##ود الل##ه تعالى أو غيره بل أعاد طرح نفس ال##براهين بص##يغ حديث##ة،

وهذا معن##اه أن مش##كلته لم تكن في قي##ام دلي##ل على نفي وجود الله بل في قيام تص##ور مع##رفي ينفي أو يش##كك في

هذا الوجود وفرق بين األمرين. إذن الظرف التاريخي كان ه##و الس##بب وراء عملي##ة ال##دمج التي قام بها الصدر، واذا ما زالت مبررات هذا الظرف كما هو الحال في الفترة الراهنة # حيث انهارت الماركس##ية من جه##ة وه##دأت نس##بيا ف##ورة االي##ديولوجيات من جه##ة ثاني##ة ونض##جت الرؤي##ة المعرفي##ة اك##ثر من جه##ة ثالث##ة م##ع جيلين معرف##يين تمثال مرحل##ة الس##تينات والس##بعينات من جه##ة والثمانين###ات والتس###عينات من جه###ة ثاني###ة م###ع س###روش

# فإن األنسب تأسيس فرع…والريجاني وحنفي وأبو زيد و علمي مستقل م##درج بالدراس##ات الفلس##فية الديني##ة يع##ني بشؤون المعرف##ة على أن يجته##د في##ه المتكلم وال يس##تقيل نظرا لنوع من التش##ابك بين قض##ايا العل##وم الديني##ة تف##رض اجته###ادات متنوع###ة ال اجته###ادات تخصص###ية في المرحل##ة الراهنة، فكما لم يعد يكفي اجتهاد في علم الفق##ه من دون اجتهاد في أصول الفقه، لم يعد يكفي اجتهاد في الش##ريعة وأص###ولها دون اجته###اد في الفلس###فة والكالم بدرج###ة من]الدرجات كما يطرحه مشروع "فلس##فة الفق##ه" المعاص##ر)

12 ] .) لكن الص##در ع##الج في معرفيات##ه علم المعرف##ة األولي##ة ال الثانوية، فقد قرأ المعرفة االنسانية من زاوية حقيق##ة العلم

قب##ل مرحل##ة…واالدراك وقيم##ة المعرف##ة والمعلوم##ات و ظهور المعرفة، وهناك قراءة ثانية تتس##م بالتاريخي##ة تع##الج ظاهرة المعرف#ة البش#رية بع#د تكونه#ا وه##و م##ا تم#يزت ب#ه تجربة الدكتور سروش الحقا، واذا كنا ن##رى الفص##ل م##ا بين المعرف###ة وعلم الكالم فإنم###ا ن###راه في الن###وع األول من

المعرفي###ات وه###و ال###ذي عالج###ه الص###در والمطه###ري##زت علي##ه…والطباطب##ائي و ال في الن##وع الث##اني ال##ذي رك

جهود الدكتور عبدالكريم سروش والشيخ ص##ادق الريج##اني وغيرهم، فإن النوع الث##اني ال##ذي ي##درس ظ##اهرة المعرف##ة الديني##ة ويأخ##ذها بالتحلي##ل والمقارن##ة والمقارب##ة والنق##د

يمكن بل من الضروري ع##ده ج##زءا من كي##ان…والتقييم و علم الكالم بصيغته الحديثة كما يالحظ لدى قراءة أطروح##ة

علم الكالم الجديد. 

ـ النظرية المعرفية )منطق االستقراء(2 يعد الشهيد محمد باقر الص##در المفك##ر االس##المي الوحي##د # ربما # الذي أسس لنظرية معرفية جديدة وخاصة مهما كان الموقف من نظريته، فق##د رفض الص##در الرؤي##ة األرس##طية المدرس##ية في ق##راءة المعرف##ة وهي الرؤي##ة القائم##ة على افتراض وجود قبليات عقلية عدي##دة ذات إنت##اج عقلي بحت تكمن ص###حتها في اض###طرار العق###ل إليه###ا وعلى رأس###ها البديهيات العقلية االولية كاستحالة اجتماع النقيضين ومب##دأ

كم###ا رفض الص###در أيض###ا المنهج…العلي###ة والس###نخية و التجريبي الحديث في قراءته لظاهرة المعرفة وال##ذي ك##ان يعتمد الحس والتجرب##ة والمالحظ##ة فق##ط أساس##ا للمعرف##ة

ضمن صيغ محدودة. ونقطة اإلنعط##اف في تجرب##ة الس##يد الص##در المعرفي##ة هي مشكلة االستقراء، لق##د وض##ع ك##ل من المنط##ق األرس##طي والمنطق التجري##بي نظريت##ه الخاص##ة وموقف##ه الخ##اص من االستقراء وتحديد يقينيته وشروط وكيفية هذا اليقين، فأعاد المنط##ق األرس##طي االعتم##اد على القبلي##ات فيم##ا ق##دم

المنطق التجري#بي تص##وراته لح#ل المش##كلة س#يما الط##رق األربع التي اقترحها جون ستيورات ميل، لكن الصدر سجل مالحظاته على الط##رفين مع##ا مخصص##ا ح##والي رب##ع كتاب##ه]"األس##س المنطقي##ة لالس##تقراء" لنق##د ه##ذين االتج##اهين)

13 ] .) ومشكلة االستقراء التاريخية # كما يوضحها الصدر وآخ##رون ### تكمن في عملي##ة القف##ز من الخ##اص إلى الع##ام، ففي االس##تقراء بمراحل##ه االولى تجمي##ع للظ##واهر الجزئي##ة حيث يالحظ تمدد الحديد "أ" بالحرارة كم##ا يالح##ظ تم##دد الحدي##د "ب" أيضا بها وهكذا الحال في الحديد "ج" و "د" و "ه###" و

لكن المش##كلة تكمن في القاع##دة "ك##ل حدي##د يتم##دد…بالحرارة" ، كيف ومن أين حصلنا عليها؟

فكل الحديد لم يقع تحت استقرائنا حتى نحكم عليه بالتمدد لدى مواجهته الحرارة وهذا ما يعني ان م##ا اس##تقرأناه غ##ير ما استنتجناه، وه##ذه المغ##ايرة مغ##ايرة بين الض##يق ال##دائرة واالوسع دائرة، بين المفردات والقاعدة، إذن فكيف عالجنا

(. [ 14 ]المشكلة وحفقنا مبررات هذه الطفرة؟) والحل الذي ارتآه الصدر في أطروحته # التي أطل##ق عليه##ا اس##م الم##ذهب ال##ذاتي للمعرف##ة ### يعتم##د على مرحل##تين يسمي إحداهما مرحلة "التوالد الموضوعي" وثانيتها مرحلة "التوالد الذاتي"، وي##رى الص##در أن المرحل##ة االولى تس##بق المرحل##ة الثاني##ة وبانتهائه##ا إلى القم##ة الممكن##ة له##ا تب##دأ

المرحلة الثانية بنظره. ويعتمد التوالد الموضوعي على نظري##ة االحتم##ال الرياض##ية التي قرأها الصدر وكان له رأي فيها وفي بديهياتها، إذ ي##رى الصدر أن المفردات الجزئية تخضع نتيجة عنص##ر المراكم##ة على مركز واحد إلى عمليات حسابية رياضية معق##دة تنم##و

فيها النسبة االحتمالية المطابقة الواقع ضمن قواعد خاص##ة في عملي##ة النم##و وقواع##د خاص##ة في قي##اس القيم األولي##ة أيضا، وهكذا تصل القيمة االحتمالي##ة الى درج##ة عالي##ة ج##دا حيث تب##دأ نش##اطات التوال##د ال##ذاتي ال##ذي يع##ني م##ا يش##به العملي##ة الس##يكولوجية الذاتي##ة في ال##ذهن البش##ري، فك##أن هناك اوتوماتيكية خاصة تحكم العق##ل البش##ري بحيث يقف##ز

تلقائيا من الدرجة االحتمالية العالية إلى مرحلة اليقين. لكن ه##ذا اليقين ال##ذي يتح##دث عن##ه الص##در ليس اليقين األرس##طي البره##اني أو اليقين الرياض##ي ال##ذي )البره##اني( يستبطن علما بالقض##ية وعلم##ا آخ##ر باس##تحالة خالفه##ا، ب##ل يهدف الصدر من اليقين ما يس##ميه ه##و اليقين الموض##وعي ال##ذي يم##يزه عن اليقين ال##ذاتي، ف##اليقين ال##ذاتي ه##و تل##ك الحالة النفسية الجازمة في نفس االنسان، احساس بالتأكد واالطمئنان والقاطعية بصرف النظر عن منشأ ه##ذا اليقين، ام##ا اليقين الموض##وعي فه##و ذاك اليقين ال##ذي نش##أ عن معطي##ات موض##وعية ت##برر من الناحي##ة المنطقي##ة تحص##يل

التأكد والطمأنينة. وكما يقول الصدر نفسه: "وإنما نريد باليقين الذي نتس##اءل عن مدى قدرة االستقراء على إيجاده، اليقين الموض##وعي، فه##ل هن##اك م##بررات موض##وعية لكي يحص##ل التص##ديق االس##تقرائي على أعلى درج##ة ممكن##ة وهي درج##ة الج##زم واليقين؟ أي أن درج###ة اليقين ه###ل هي درج###ة ص###حيحة وموضوعية للتصديق االستقرائي أو ال؟ فإن ك##انت ص##حيحة وموضوعية فاليقين بالقض##ية االس##تقرائية يقين موض##وعي، وإن ك##انت غ##ير ص##حيحة وال موض##وعية ف##اليقين بالقض##ية االستقرائية # إذا وجد في نفس اإلنس##ان ### فه##و يقين ذاتي

(. [ 15 ]بحت")

اذن الص##در ع##دل ### بالدرج##ة االولى ### من مفه##وم اليقين، فأخرج منه عنصر االستحالة لعكس القضية، ومن ثم س##هل علي###ه نس###بيا أن يوف###ق بين معطي###ات مرحل###ة التوال###د

الموضوعي واليقين النهائي بالقضية الخاضعة لالستقراء . وفي ض##وء ه##ذه الق##راءة لالس##تقراء أع##اد الص##در إنت##اجر كال من القض###ية التجريبي###ة المعرف###ة البش###رية ففس### والحدس##ية والمت##واترة والمحسوس##ة واالولي##ة والفطري##ة

(، مخض#عا النش#اطات العقلي#ة # [ 16 ]ضمن منهجه المعرفي)ال أقل أغلبها # للعمل االستقرائي.

هذه صورة ج##د م##وجزة عن البني##ة المعرفي##ة للص##در، وهي بنية لم تكن مع الصدر من##ذ البداي##ة، ففي فلس#فتنا ## ال##ذي يحكي عن المراحل األولى من العمر الفكري للصدر # ك##ان يرى أن ما يراه الم#ذهب العقلي ال#ذي ذهب إلي#ه الحكم#اء المسلمون هو الصحيح فوافق من جهة على نظرية االنتزاع الفلسفية في تفسير المعرفة التص##ورية كم##ا أي##د من جه##ة

(. [ 17 ]أخرى القبليات التي آمن بها الم#ذهب العقلي أيض#ا) وبعد ذلك عدل الصدر عن هذا التفسير الفلسفي االسالمي المدرسي للمعرفة ليخ##رج بالم##ذهب ال##ذاتي للمعرف##ة م##ع "األس##س المنطقي##ة لالس##تقراء" لكن##ه ### على رأي أح##د

### ع##دل عن متبنيات##ه في "األس##س" في ( [ 18 ]الب##احثين) دراس##ته المص##غرة ح##ول المهدوي##ة حيث وردت في##ه ه##ذه العب##ارة: "وام##ا على ض##وء األس##س المنطقي##ة لالس##تقراء فنحن نتف##ق م##ع وجه##ة النظ##ر العلمي##ة الحديث##ة في أن االستقراء ال ي#برهن على عالق##ة الض##رورة بين الظ##اهرتين،##ه ي##دل على وج##ود تفس##ير مش##ترك الط##راد ولكن##ا ن##رى أن التقارن أو التعاقب بين الظاهرتين باستمرار، وهذا التفسير المشترك كما يمكن صياغته على أساس افتراض الضرورة

الذاتي##ة ك##ذلك يمكن ص##ياغته على اس##اس اف##تراض حكم##ة دعت منظم الكون الى ربط ظواهر معين##ة بظ##واهر أخ##رى باستمرار، وهذه الحكمة نفسها ت##دعو أحيان##ا إلى االس##تثناء

(. [ 19 ]فتحدث المعجزة.") وبقطع النظ##ر عن المراح##ل الفكري##ة للش##هيد الص##در على صعيد موض##وعة المعرف##ة، ف##إن النقط##ة الج##ديرة ب##التركيز عليها هنا هي توظيف الصدر نظريت##ه المعرفي##ة في العل##وم الدينية بما فيها علم الكالم، فقد طبق الصدر هذه النظري##ة في كل من علم أص##ول الفق##ه وعلم الفق##ه وعلم الح##ديث والرجال وعلم الكالم أيضا، فعلى صعيد علم األص##ول أع##اد الصدر انتاج وسائل االثبات ضمن قراءة استقرائية ف##درس االجم###اع والش###هرة والت###واتر والس###يرة بش###قيها العقالئي

(، كم#ا آمن بم#ا [ 20 ]والمتش#رعي على اس#س اس#تقرائية) أس##ماه ال##دليل االس##تقرائي المباش##ر ال##ذي يق##وم على تجميع##ات فقهي##ة واس##عة تلتقي في مرك##ز واح##د تحص##ل

وهو ما قدم تجارب مهمة في##ه ( [ 21 ]اليقين بالمركز نفسه) في كتاب##ه "اقتص##ادنا" عن##دما درس مب##دأ "العم##ل اس##اس

(، وهو ما ي#ترك اث#را كب#يرا على [ 22 ]الملكية في اإلسالم") التفك##ير الفقهي أيض##ا، وعلى ص##عيد علم الرج##ال وظ##ف الصدر نظري##ة االحتم##ال في تص##حيح مراس##يل الحس##ن بن محمد بن سماعة عندما قاس نس##بة احتم##ال اجتم##اع ثالث##ة من ش###يوخه من الك###ذابين او غ###ير الم###وثقين في رواي###ة

(، وهكذا علم الكالم كما سنرى بالتفصيل. [ 23 ]واحدة) وحص##يلة الق##ول أن واح##دة من أهم إب##داعات الص##در هي العقل االستقرائي الذي حمله ووظف##ه في مختل##ف العل##وم الدينية العقلية والنقلية، ولعله لو سنحت ل##ه الفرص##ة اك##ثر لقام بتوظيفات اكثر وأوسع وربما اهم وأعمق أيض##ا، وعلى

حد تعبير أحد الباحثين المختصين بالفكر المع##رفي للش##هيد الص##در إن هن##اك "موض##وعان تأسيس##يان في فك##ر الص##در

(، "وه#ذه [ 24 ]وهم#ا فق#ه النظري#ة والنزع#ة االس#تقرائية") االطروحة # دون مبالغة في القول # نقلتنا م##ع بعض وج##وه مشكالت االستقراء ونظري##ة االحتم##ال م##ا يق##رب من ثالث##ة قرون واختزلت المسافات الزمنية التي تفص##لنا عم##ا علي##ه الوضع في غرب القارة )الكرة( في وجوه أخ##رى أك##ثر من

(. [ 25 ]قرن") وال نعني بذكر هذا االنجاز للصدر صحته وبالمطلق فهذا م##ا ليس من شأننا هن##ا، ب##ل ق##د تعرض##ت نظري##ة الص##در ه##ذه لمجموع##ة انتق##ادات ك##ان من بينه##ا م##ا س##جله ال##دكتور عبدالكريم سروش عليه##ا مم##ا اش##تمل في ج##زء مهم من##ه مالحظ##ة ان الص##در اعتم##د على بع##د نفس##ي س##يكولوجي

(، وي#رى س#روش ب#ان ال ح#ل [ 26 ]القامة مذهبه المع#رفي) لمشكلة االس##تقراء ويطل##ق متهكم##ا "اذا كن##ا ن##ؤمن ب##دليل لالستقراء يلزمنا أن نستقرأ ك##ل ه##ذه المح##اوالت الفاش##لة لمعالجة مشكلة االستقراء، ونستنتج ان مشكلة االس##تقراء بحكم االس##تقراء غ##ير قابل##ة للعالج وان االس##تقراء ال ي##وفر يقينا موضوعيا وال يقينا منطقيا، والحل الوحيد هو أن نرف##ع

(، وق#د نق#د ه#ذه المحاول#ة [ 27 ]ايدينا عن ط#رح ح#ل ل#ه") النقدية للدكتور سروش السيد عم##ار أب##و رغي##ف في كتاب##ه "االس##س المنطقي##ة لالس##تقراء في ض##وء دراس##ة ال##دكتور سروش" مسجال على الدكتور س##روش نس##بته الى الص##در م##ا ال ي##راه من افك##ار اوال وخطئ##ه في اس##تنتاج االس##اس السيكولوجي للنظرية ثانيا مما يؤك##ده الص##در في نصوص##ه التي نقلها ال##دكتور س##روش نفس##ه على ح##د تعب##ير الس##يد

(. [ 28 ]عمار ابو رغيف)

وممن سجل نقده على النظري##ة المعرفي##ة ال##دكتور جمي##ل (، لكن نظري###ة [ 29 ]قاس###م أيض###ا في إح###دى دراس###اته)

### الج##انب ( [ 30 ]االحتم##ال بقيت ### كم##ا ي##ذكر زكي الميالد) االقل شهرة في فكر الشهيد الصدر، بل واالقل يتم##ا، وهي مقولة صحيحة، اذ لم يقرأ هذه النظري##ة من اتب##اع مدرس##ة الصدر نفسه ولم يهتم بها إال القلة القليلة من امثال السيد

والس#يد عم#ار اب#و رغي##ف واالس#تاذ ( [ 31 ]ك#اظم الح#ائري) يحيى محمد، وهي نقطة جديرة بالتأم##ل والق##راءة لمعرف##ةمدى نفوذ تيار المنطق االرسطي في التفكير الديني عامة. ومم##ا تق##دم نالح##ظ أن الص##در م##ارس اجته##ادا معرفي##ا ومنهجيا، اجتهادا بكل ما للكلمة من مع##نى، ص##حيح أن علم الكالم المعاص##ر كل##ه امت##از بمعالج##ة موض##وع المنهج فلم يقتصر التطور الكالمي في القرن العشرين على المراكم##ة المض###مونية الناجم###ة عن التزاي###د الكمي للموض###وعات والمسائل واألفك##ار ب##ل عالوة على ذل##ك ب##رز إلى الس##طح##اب) ]بش##كل واض##ح التط##ور المنهجي كم##ا ي##راه بعض الكت

# ( [ 33 ](، لكن المنهج ### كم##ا يقول##ه ه##ذا البعض أيض##ا) [ 32 كان هو األكثر شخوصا في نتاجات السيد الصدر، بل يمكننا أن نضيف بأن المنهج كان اكثر اجتهادية واستقاللية وتأصيال في فك##ر الص##در كل##ه مهم##ا ك##ان الموق##ف من نظريت##ه

المعرفية ككل. لقد تنبه الصدر ### وربم#ا آخ##رون على م##ا يب##دو ### إلش#كالية المنهج واش##كالية الم##ذهب الفك##ري الع##ام كنقط##ة خالف جوهرية في الصراع مع الغرب، لم يكن الخالف مع الغ##رب في روحه خالفا مسائليا أو مفرداتي##ا أو جزئي##ا ب##ل ك##ان في روحه خالفا في اإلطار الم##ذهبي وه##ذا م##ا يع##ني خالف##ا في المنهج والعقل المعرفي بالدرجة األولى، فلن تحل مش##كلة

الخالف حول هذه المفردة من مفردات حق##وق اإلنس##ان أو تلك المفردة م##ا دامت األط##ر المذهبي##ة ال##تي تحكم منه##اج التفكير هنا وهناك متباينة، وه##ذا يع##ني ان الح##ل يكمن في التشكيل المذهبي الق##ائم على تق##ديم اف##ق معرفي##ة عام##ة ح#ول الل#ه واالنس##ان والطبيع##ة واالجتم#اع كم##ا يش#ير الي##ه

(، فم#ا لم [ 34 ]العالمة الشيخ محمد مه#دي ش#مس ال#دين) يتم الفراغ من تأص##يل ه##ذه القواع##د العام##ة فس##يكون من الصعب جدا التوصل إلى نتائج مرضية على مستوى الحوار في المف##ردات الن من ش##أن ه##ذا األم##ر ان يخل##ق أزم##ة تخاطب حقيقية، وهكذا الح##ال على ص##عيد علم الكالم كم##ا

ف##إن اقح##ام موض##وعة ( [ 35 ]ي##راه الس##يد محم##د خ##اتمي) المعرف##ة في علم الكالم يف##رض ع##رض الموق##ف الكالمي كمذهب ال كمف#ردات، فهن##اك ف#رق بين المس#ائل الكالمي#ة والم##ذهب الكالمي تمام##ا كم##ا ه##و الف##رق بين المس##ائل الفقهية والم##ذهب الفقهي، فكم##ا عم##ل الص##در في الفق##ه على ع#رض الم##ذهب الفقهي في كتاب##ه "اقتص##ادنا" ك##ذلك سعى إلى عرض المذهب الكالمي في معرفياته، والص##راع

مع الغرب صراع مذاهب ال صراع مفردات. وعندما يقال ص##راع م##ذاهب فال يه##دف إلى نفي الض##رورة في المس##ألة الكالمي##ة بق##در م##ا يه##دف إلى إع##ادة ت##رتيب األولوي##ات، فالمس###ألة الكالمي###ة على ض###رورتها تبقى في

الدرجة الثانية من حيث االهمية والتراتبية.ل الص##در للمنهج في نظري##ة االس##تقراء وعلى أية حال أص## وح##اول المس##اهمة في إع##ادة إنت##اج جدي##دة للمنظوم##ة الكالمية وأب##رز مح##اوالت التط##بيق ال##تي رامه##ا الص##در في علم الكالم يمكن إيجازه##ا هن##ا فق##ط ألج##ل تكش##ف طبيع##ة

المنهج ودوره وإال ف##إن ال##دخول في المف##ردات الكالمي##ةخارج عن هدف هذه المقالة.

وأبرز التطبيقات الكالمية هو كالتالي:التطبيق األول:

وهو أهم تطبيق اس##تهدفه الش##هيد الص##در، اثب##ات الخ##الق، (، [ 36 ]وق###د ش###رحه في اك###ثر من موض###ع من مؤلفات###ه)

وحصيلة ما أتى به الصدر هنا ه##و أن##ه بع##د أن ح##اول ش##رح منهجه في اإلستدالل اختبر هذا المنهج على ظ##اهرة يومي##ة مبسطة وهي صورة تسلم اإلنسان االعتيادي رسالة بالبريد فهو عندما يقوم بقراءتها يعرف أن الرسالة من أخيه، وهذا ما يعتبره الصدر تجربة استقرائية سريعة في الذهن قائم##ة على مالحظة تطابق اس##م مرس##ل الرس##الة م##ع اس##م االخ وتطابق طريقة الكتابة الموجودة فيه##ا م##ع كتاب##ة االخ، كم##ا

م##ع م##ا ه##و…وتطابق المنهج واالسلوب واالمالء والخ##ط و عن##د األخ، كم##ا وتط##ابق المض##مون والمحت##وى م##ع أم##ور تنسجم جدا مع ك##ون االخ ه##و ال##ذي أرس##لها نتيج##ة تط##ابق

. وبع###د ه###ذه…الحاج##ات والرغب###ات واإلخب###ارات وهك##ذا المرحل##ة يم##ر الص##در بالمراح#ل االخ#رى ال#تي توص##له الى القط##ع بك##ون الرس##الة من االخ ثم يعي##د تط##بيق المنهج الموثوق به على الك##ون والع##الم في قض##ية علمي##ة كمث##ال ثاني بعد ذلك يدخل الصدر مجال البرهن##ة على وج##ود الل##ه

تعالى يعتمد فيه الخطوات التالية: مالحظ##ة تواف##ق مط##رد بين ع##دد كب##يرالخطوة االولى:

وهائل من الظواهر المنتظم##ة وبين حاج##ة االنس##ان كك##ائن حي لتيسير الحياة له ويذكر لذلك مجموعة من االمثل##ة من قبيل درجة بعد الشمس وقشرة االرض وكمية الهواء وبع##د

…القمر والتركيب الفسلجي لإلنسان و

نج##د أن ه##ذا التواف##ق المس##تمر بينالخطــوة الثانيــة: " الظ##اهرة الطبيعي##ة، ومهم##ة ض##مان الحي##اة، وتيس##يرها في ماليين الح##االت، يمكن أن يفس##ر في جمي##ع ه##ذه المواق##ع بفرضية واحدة، وهي: أن نفترض صانعا حكيما لهذا الكون، ق##د اس##تهدف ان ي##وفر في ه##ذه األرض، عناص##ر الحي##اة, وييس##ر مهمته##ا، ف##إن ه##ذه الفرض##ية تس##تبطن ك##ل ه##ذه

التوافقات.ــة: ــوة الثالث نتس##اءل إذا لم تكن فرض##ية الص##انعالخط

الحكيم ثابتة في الواقع، فم##ا ه##و م##دى احتم##ال أن تتواج##د كل تلك التوافقات، بين الظواهر الطبيعي##ة، ومهم##ة تيس##ير الحياة، دون ان يكون هناك هدف مقصود؟ ومن الواضح أن احتمال ذل##ك يع##ني اف##تراض مجموع##ة هائل##ة من الص##دف، وإذا كان احتمال أن تكون الرسالة المبردة إلي##ك في مث##ال سابق، من شخص آخر غير أخي##ك، ولكن##ه يش##ابهه في ك##ل الصفات بعيدا جدا؛ ألن اف#تراض المش#اهبة في أل#ف ص#فة ض##ئيل بدرج##ة كب##يرة في حس##اب االحتم##االت، فم##ا ظن##ك باحتمال أن تكون ه#ذه األرض ال#تي نعيش عليه##ا، بك#ل م##ا تضمه، من صنع م##ادة غ##ير هادف##ة، ولكنه##ا تش##ابه الفاع#ل،

الهادف الحكيم في ماليين ماليين الصفات. نرجح بدرجة ال يشوبها الشك، أن تك##ونالخطوة الرابعة:

الفرضية التي طرحناها في الخطوة الثانية ص##حيحة، أي انهناك صانعا حكيما.

نرب##ط بين ه##ذا ال##ترجيح وبين ض##آلةالخطوة الخامســة: االحتم##ال ال##تي قررناه##ا في الخط##وة الثالث##ة. ولم##ا ك##ان االحتمال في الخطوة الثالثة، يزداد ض##آلة، كلم##ا ازداد ع##دد الصدف التي البد من افتراضها في##ه ### كم##ا عرفن##ا س##ابقا # فمن الط##بيعي أن يك##ون ه##ذا االحتم##ال ض##ئيال، بدرج##ة ال

تماثله##ا احتم##االت الخط##وة الثالث##ة في االس##تدالل على أي قانون علمي؛ ألن عدد الصدف التي البد من افتراض##ها في احتمال الخطوة الثالثة هنا، أكثر من عددها في أي احتم##ال مناظر، وك##ل احتم##ال من ه##ذا القبي##ل، فمن الض##روري أن

(. [ 37 ]يزول")التطبيق الثاني:

وه##و تط##بيق لم يكن بنفس ص##راحة التط##بيق األول لكن##ه يخضع ألطر المنهج االستقرائي، اال وهو التطبيق في مج#ال التع##رف على ص##فات الخ##الق تع##الى، "حينم##ا ن##ؤمن بالل##ه سبحانه وتعالى خالقا للكون، ومربيا له، ومنظم##ا لمس##يرته وفق الحكمة والتدبير، ينتج عن ذلك طبيعيا أن نتعرف على صفاته من خالل صنعه وابداعه، ونقيم خصائصه بما تشع به مص##نوعاته من دالالت، تمام##ا كم##ا نقيم أي مهن##دس على أساس الصفات التي تميز انتاجه الهندسي، ونقيم المؤل##ف على ضوء ما يحويه كتابه من علم ومعرفة، ونحدد شخصية الم###ربي عن طري###ق م###ا أودع فيمن رب###اهم من ش###مائل

وخصال. وبهذا نستطيع أن نأخذ لمحة عما يتصف به الص##انع العظيم من علم وحكم##ة وحي##اة وق##درة وبص##ر وس##مع؛ ألن م##ا في نظام الكون من دق##ة واب##داع يكش##ف عن العلم والحكم##ة، وما في أعماقه من طاقات ي##دل على الق##درة والس##يطرة، وما في أشكاله من ألوان الحي##اة ودرج##ات اإلدراك العقلي والحسي يدل على م##ا يتمت##ع ب##ه الص##انع من حي##اة وإدراك، ووح##دة الخط##ة والبن##اء في تص##ميم ه##ذا الك##ون والتراب##ط الوثيق بين مختلف جوانبه تشير الى وحدة الخ##الق ووح##دة

(. [ 38 ]الخبرة التي انبثق عنها هذا الكون الكبير")التطبيق الثالث:

وهو التطبيق ال##ذي مارس##ه الص##در في مج##ال إثب##ات نب##وة الرسول االكرم محمد )ص( حيث ق##دم في البداي##ة مث##الين أحدهما مثال الرسالة وثانيهم##ا مث##ال االلك##ترون، وق##د ذك##ر في مثاله االول تس##لم رس##الة من ص##بي ريفي ي##درس في مدرس##ة ابتدائي##ة لكن الرس##الة تش##تمل على لغ##ة حديث##ة وعب##ارات مرك##زة وبليغ##ة وق##درة فني##ة فائق##ة في تنس##يق االفك##ار وعرض##ها بص##ورة مث##يرة، وه##ذا يع##ني ان مس##تلم الرس##الة س##وف يج##زم اس##تقرائيا ب##ان ك##اتب الرس##الة ه##و شخص مثقف واسع االطالع وق##وي العب##ارة ويح##دد الص##در

هذا االستدالل بأربعة خطوات: "االولى: ان ك###اتب الرس###الة ص###بي ريفي، وي###درس في

مدرسة ابتدائية. الثانية: أن الرسالة تتميز بأسلوب بلي##غ، ودرج##ة كب##يرة من

االجادة الفنية، وقدرة فائقة على تنسيق األفكار. الثالثة: ان االستقراء يثبت في الح##االت المماثل##ة، أن ص##بيا بتلك المواصفات التي تقدمت في الخطوة األولى، ال يمكنه أن يصوغ رسالة بالمواص##فات ال##تي ل##وحظت في الخط##وة

الثانية. الرابعة: يستنتج من ذلك إذن، أن الرسالة من نتاج ش##خص آخر، استطاع ذل##ك الص##بي بش##كل وآخ##ر، أن يس##تفيد من##ه

(. [ 39 ]ويسجله في رسالته") ثم يعود الصدر لتطبيق المنهج على نبوة النبي محم##د )ص(

فيالحظ مجموعة عناصر هي: بيئة النبي: ان الظروف المحيط##ة ب##النبي )ص( ك##انت– 1

جاهلية عارمة حضاريا وعلميا وثقافي##ا وح##تى اقتص##اديا الىدرجة انتشار ظاهرة االمية على نطاق واسع فيها.

شخصية الن##بي: حيث لم يكن يق##رأ وال يكتب ولم يكن– 2ثمة ما يميزه عن قومه سوى سلوكه النظيف.

رسالة النبي: حيث تميزت بسمات ابرزها:– 3 أ # النمط الفريد في معرفة الخ#الق وص##فاته وافعال#ه ودور

(. [ 40 ])…االنبياء و ب # القيم والمف##اهيم المتعلق##ة بالحي##اة واالنس##ان والعم##ل والرواب##ط االجتماعي##ة، "ف##أبن مجتم##ع القبيل##ة ظه##ر على مسرح العالم والتاريخ فجأة، لينادي بوحدة البش##رية كك##ل، وابن البيئة التي كرست ألوان##ا من التمي##يز والتفض##يل على اساس العرق والنس##ب والوض##ع االجتم##اعي، ظه##ر ليحطم ك###ل تل###ك األل###وان، ويعلن أن الن###اس سواس###ية كأس###نان

(،13))الحجرات: إن أكرمكم عند الله أتقاكم( المشط وليحول ه##ذا االعالن إلى حقيق##ة يعيش##ها الن##اس أنفس##هم، ويرفع المرأة الموؤدة إلى مركزها الكريم كانسان، تكافىء

الرجل في االنسانية والكرامة. في همومها الص##غيرة، وابن الصحراء التي لم تكن تفكر إال وس###د جوعته###ا، والتف###اخر بين أبنائه###ا ض###من تقس###يمها العشائري، ظهر ليقودها إلى حمل اك##بر الهم##وم، ويوح##دها في معرك##ة تحري##ر الع##الم، وانق##اذ المظل##ومين في ش##رق

الدنيا وغربها من استبداد كسرى وقيصر. وابن ذلك الفراغ الشامل، سياسيا واقتصاديا، بكل ما يض##ج به من تناقضات، الربا، واالحتكار، واالس##تغالل، ظه##ر فج##أة ليمأل ذلك الفراغ، ويجعل من ذلك المجتمع الف##ارغ مجتمع##ا ممتلئ###ا، ل###ه نظام###ه في الحكم وش###ريعته في العالق###ات االجتماعي##ة واالقتص##ادية، ويقض##ي على الرب##ا، واالحتك##ار، واالستغالل، ويعيد توزي##ع ال##ثروة، على أس##اس أن ال تك##ون

دول##ة بين األغني##اء، ويعلن مب##ادىء التكاف##ل االجتم##اعي، والضمان االجتماعي، التي لم تن##اد به##ا التجرب##ة االجتماعي##ة

بعد ذلك بمئات السنين. البشرية، إال وك##ل ه##ذه التح#والت الكب##يرة، تمت في م##دة قص#يرة ج#دا

(. [ 41 ]نسبيا، وفي حساب التحوالت االجتماعية") ج # تض#من الرس#الة ت#اريخ االنبي#اء واهمهم م##ع ع#دم ك#ون القصص القرآني##ة استنس##اخا لم##ا في العه##دين لمن يالح##ظ

الكتب الثالثة التوراة واإلنجيل والقرآن.د # عنصر البالغة القرآنية.

وهنا يقوم بممارسة االس##تدالل حيث يؤك##د الص##در على م##ايلي:

"أن ه##ذه الرس##الة بتل##ك الخص##ائص ال##تي درس##ناها في الخط##وة الثاني##ة، هي أك##بر بدرج##ة هائل##ة من الظ##روف والعوام#ل ال#تي م#ر استعراض#ها في الخط#وة االولى، ف#إن ت##اريخ المجتمع##ات وان ك##ان ق##د ش##هد في ح##االت كث##يرة، انسانا يبرز على صعيد مجتمعه، فيقوده ويس##ير ب##ه خط##وة الى األمام، غير أنن##ا هن##ا ال نواج##ه حال##ة من تل##ك الح##االت،

لوجود فوارق كبيرة. فمن ناحية: نحن نواجه هنا طفرة هائلة وتطورا ش##امال في كل جوانب الحياة، وانقالبا في القيم والمفاهيم التي تتص##ل بمختلف مجاالت الحياة الى األفضل، بدال عن مجرد خط#وة الى األمام. ان مجتمع القبيلة طفر رأسا على يد الن##بي الى اإليم##ان بفك##رة المجتم##ع الع##المي الواح##د، وان المجتم##ع الوثني طفر رأس#ا الى دين التوحي##د الخ##الص، ال#ذي ص#حح كل أديان التوحيد األخرى، وأزال عنها ما علق بها من زي##ف وأس##اطير. وأن المجتم##ع الف##ارغ تمام##ا تح##ول الى مجتم##ع

ممتلىء تماما، بل الى مجتمع قائد يشكل الطليعة لحضارةأنارت الدنيا كلها.

ومن ناحية أخرى إن أي تطور ش#امل في مجتم#ع، إذا ك#ان وليد الظروف والمؤثرات المحسوس##ة، فال يمكن أن يك##ون مرتجال، ومفاجئا، ومنقطع الصلة عن مراحل تمهد له، وعن تيار يسبقه ويظل ينمو ويمتد فكريا وروحيا حتى تنض##ج في داخله القيادة الكف##وءة لتزعم##ه، وللعم##ل من أج##ل تط##وير

المجتمع على أساسه. إن دراس##ة مقارن##ة لت##اريخ عملي##ات التط##ور في مختل##ف المجتمع#ات، يوض##ح أن ك#ل مجتم#ع يب#دأ في#ه ه#ذا التط#ور فكريا على شكل بذور متفرق##ة في أرض##ية ذل##ك المجتم##ع، وتتالقى هذه البذور، فتك##ون تي#ارا فكري#ا، وتتح#دد بالت##دريج معالم هذا التيار، وتنضج في داخل##ه القي##ادة ال##تي تتزعم##ه، حتى يبرز على المسرح كواجهة لجزء يعيش في المجتم##ع، تناقض الواجهة الرسمية التي يحمله##ا المجتم##ع، ومن خالل

الصراع يتسع هذا التيار حتى يسيطر على الموقف. وخالفا لذلك نجد أن محمدا صلى الله عليه وآله وس##لم في تاريخ الرسالة الجديد لم يكن حلق##ة من سلس##لة، ولم يكن يمث##ل ج##زءا من تي##ار، ولم تكن لألفك##ار والقيم والمف##اهيم التي جاء بها بذور أو رصيد في أرضية المجتم##ع ال##ذي نش##أ فيه، وأما التيار الذي تك##ون من ص##فوة المس##لمين األوائ##ل على يد النبي، فقد كان من صنع الرسالة والقائد، ولم يكن هو المناخ المسبق الذي ولدت فيه الرسالة وتك##ون القائ##د، ومن أجل ذلك نجد أن الفارق بين عطاء النبي، وعط##اء أي واحد من هؤالء، لم يكن فارق درج##ة ك##الفوارق ال##تي تب##دو بين بذرة وأخرى من البذور التي تك##ون التي##ار الجدي##د، ب##ل

كان فارقا أساسيا ال حد له، وهذا يبرهن على أن محمدا لميكن جزءا من تيار، بل كان التيار الجديد جزءا منه.

ومن ناحي##ة ثالث##ة ي##برهن الت##اريخ على أن القي##ادة الفكري##ة والعقائدي##ة واالجتماعي##ة لتي##ار جدي##د، إذا ترك##زت كله##ا في محور واحد، من خالل حركة تطور فكري واجتماعي معين، فالب##د أن يك##ون في ه##ذا المح##ور من الق##درة والثقاف##ة والمعرفة ما يتناسب مع ذلك، والبد من أن يك##ون تواج##دها فيه طبقا لم##ا يع##رف ع##ادة من أس##اليب في حي##اة الن##اس، والب##د من ممارس##ة متدرج##ة أنض##جته ووض##عته على خ##ط القيادة لذلك التيار، وخالفا لذلك نجد أن محمدا ص##لى الل##ه علي##ه وآل##ه وس##لم ق##د م##ارس بنفس##ه القي##ادة الفكري##ة والعقائدية واالجتماعية، دون أن يكون تاريخه كإنس##ان أمي لم يق##رأ ولم يكتب، ولم يع##رف ش##يئا من ثقاف##ة عص##ره، وأديانه المتقدمة، يرشحه لذلك من الناحية الثقافي##ة، ودون أن تك##ون ل##ه أي ممارس##ات تمهيدي##ة له##ذا العم##ل القي##ادي

المفاجىء. وعلى ض##وء ذل##ك كل##ه ننتهي إلى الخط##وة الرابع##ة، ال##تي نواجه فيها التفسير الوحيد المعقول والمقبول للموقف، هو اف####تراض عام####ل اض####افي وراء الظ####روف والعوام####ل المحسوسة، وهو عامل ال##وحي، عام##ل النب##وة ال##ذي يمث##ل

(. [ 42 ]تدخل السماء في توجيه األرض")الصدر والفلسفة العقلية وعلم الكالم

كما تقدم سابقا فالصدر صاغ لنفسه نظرية معرفية ويمكن التعب##ير مش##روعا معرفي##ا، وق##د ك##ان ه##ذا المش##روع على حساب المنهج العقلي الكالسيكي المرعي االجراء في علم الكالم الرس###مي الس###ائد، فتحف###ظ من جمل###ة نش###اطات للمنطق األرسطي وأعطى مزيدا من الدور لالس##تقراء في

تفسير وتوجيه المعرفة البشرية اكثر بكثير مم##ا ك##ان علي##هحال االستقراء مع المنطق القديم.

لكن نقطة جديرة باالنتباه إليها هنا وهي أن الش##هيد الص##در لم يل###غ بالكام####ل ال###دور الفلس###في العقلي والمنط###ق األرس##طي، أي أن المنهج االس##تقرائي ال##ذي اتبع##ه لم يل##غ إمكانية االستفادة من الفلسفة العقلي##ة والمنط##ق الق##ديم، ففي كتابه "موجز أصول الدين" الذي دون بعد تبني الصدر منطق االس##تقراء ذك##ر الص##در نمطين من االس##تدالل على وج##ود الل##ه تع##الى، أح##دهما ### كم##ا ص##رح نفس##ه ### المنهج العلمي القائم على االستقراء وحساب االحتماالت، وثانيهما المنهج الفلس##في ### بحس##ب تس##ميته أيض##ا ### الق##ائم على معطي##ات عقلي##ة تس##بق التجرب##ة إض##افة إلى المب##ادىء

(، فاستحض###ار الص###در للمنهج الفلس###في [ 43 ]الرياض###ية) المدرسي في إثبات الخ##الق يؤك##د أن##ه ال ي##دعو أو ال يعم##ل على تحييد الفلسفة العقلية الكالس##يكية عن الس##احة ح##تى لو لم يكن يرى أحيانا صحة قبلية بعض القض##ايا ال##تي ت##رى الفلس##فة والمنط##ق المت##داولين بأنهم##ا س##ابقين للتجرب##ة

والمالحظة. والذي نهدفه من هذا الكالم هو أن الشهيد الصدر لم يق##ف # ال أق#ل عملي#ا ## في نظريت#ه المعرفي#ة ال#تي ن#دعي بأنه#ا

لم…مشروع مصالحة بين العلم والدين كما سنالحظ قريبا يقف موقف المع##ارض الش#ديد للفلس##فة العقلي##ة ب#المعنى الذي يمكن لنا فيه تصنيفه بأنه سعى للقطيعة معها كما هو الحال في جملة دارسين عرب اتخذوا مواقف فيها نوع من التشدد إزاء المنطق األرسطي وبعضها مواقف ساخرة من أمث##ال ال##دكتور علي ال##وردي وأنص##ار المنط##ق الوض##عي

(، فصحيح أن الص#در اج#رى تع#ديالت منطقي#ة [ 44 ]العرب)

جوهرية لكنه لم يس##تبعد النم##ط الفلس##في في ممارس##ات البحث والتفك##ير، أي أن##ه ### وإلى المرحل##ة ال##تي ن##ال فيه##ا ش#رف الش#هادة في س#بيل الل#ه تع#الى ## ك#ان أق#رب الى الشخص الذي يحدث ثغرة كبيرة في جدار ما يعود فيمأله##ا بمادة أخرى من الشخص الذي يزيل الجدار والبن#اء كل#ه ثم يستبدله بوض##ع وبن##اء جدي##د، ال أق##ل هك##ذا ك##ان الح##ال من الناحي##ة الميداني##ة م##ع الص##در ح##تى ل##و وافقن##ا ### وه##و م##ا يستقرب جدا # على ان مشروع الصدر من شأنه ل##و س##رنا مع تداعياته الطبيعي##ة ان يح##دث تغي##يرا واس##عا في العل##وم الدينية كلها، لكن ما يستدعيه المشروع شيء وم##ا مارس##ه ص###احبه ش###يء آخ###ر، ففي علم الكالم أبقى الص###در على النمط الفلسفي في التفكير الى ح##د معين، واس##تمر نف##وذ ه##ذا النم##ط واض##حا وكب##يرا في تفك##ير الص##در األص##ولي والفقهي وه###و م###ا يمكن تفس###يره أوال بمحاول###ة ميداني###ة للحيلولة دون ممارسة إقصاء كامل مما من شأنه أن يخلق للص##در مش##اكل كث##يرة علمي##ة وعملي##ة في وس##ط الس##لك العلمي الديني الذي حصر مرجعيته الفكرية بهذا النمط من التفكير س##يما وأن الص##در ك##ان إنس##انا ت##دريجيا في عملي##ة]التغي###ير كم###ا تش###هد ب###ه تغييرات###ه في علم االص###ول)

(وهو م#ا يس#تدعي من#ه [ 46 ]وبعض عباراته ونصوصه) ( [ 45 التريث وع#دم ح##رق المراح#ل بس##رعة، كم#ا يمكن تفس##ير تصرف الصدر ثانيا بالمحدودية في التجربة والتي لم تفسح له المجال النفاذ نم##ط تفك##يره الجدي##د إلى كاف##ة المي##ادين التي استحكم فيها النمط اآلخر ال##ذي ت##ربى الص##در نفس##ه عليه، وهذا معناه أن هن##اك فرق##ا كب##يرا بين اس##اس ابتك##ار نظام مع##رفي جدي##د وبين النج##اح في تطبيق##ه ف##إن مج##رد تقديم الصورة النظرية للموضوع ال تعني سهولة الممارسة

في التطبيق واإلنفاذ.

ووفق##ا ل##ذلك ق##د ال يتمكن ال##دارس للص##در من تحص##يل القناع##ة بم##ا أث##اره بعض قارئي##ه ### وه##و الب##احث الجزائ##ري ال##دكتور محم##د عب##د الالوي في محاول##ة من##ه لمنح الص##در قيم##ة معرفي##ة عالي##ة ### من أن الص##در انطل##ق من قطيع##ة ايبستمولوجية م##ع الكالم الق##ديم والعل##وم األخ##رى العقلي##ة

(، ألن ه#ذا ال#رأي ربم#ا [ 47 ]وربما مجمل الفكر اإلس#المي) يالحظ أهمية المعطيات التي قدمها الصدر، لكن واقع األمر كان مختلفا، فالصدر لم يقم بأي##ة قطيع##ة )ح##تى ب##المفهوم##رت اإليجابي للكلم##ة( ب##ل على العكس من ذل##ك تمام##ا عب دراسات الصدر سيما األصولية والفقيهة والرجالي##ة وغيره##ا عن اس##تمرارية في نم##ط التفك##ير م##ع إح##داث تع##ديالت جوهري###ة حساس###ة، وبالت###الي ف###إذا لم نكن ق###ادرين على تص##نيف الص##در في ع##داد التي##ار الكالس##يكي فإن##ه بالتأكي##د ليس مصنفا في عداد تيار القطيعة وأنه انبثق من منظوم##ة

مستحدثة بالكامل.ز ما فعله الصدر في محافظته ومن الناحية الفنية أخيرا تمي نسبيا على المنهج العقلي ه##و تطبيق##ه ه##ذا المنهج كردي##ف للنظريات الفلسفية الحديثة، وه##و م##ا ك##ان يجي##ده الش##هيد المطهري أيضا، بحيث أن القارئ ال يحس بوجود ف##ارق في نمط التفك##ير بين تفس##ير الفلس##فة اإللهي##ة العقلي##ة للع##الم والوجود القائم # كما عرضه الص#در ## على ق#انون الس#ببية وأكملية العلة من المعلول وبين التفسير ال##ذي قدمت##ه ك##ل من المادية الميكانيكية الق##ائم على تفس##ير الظ##واهر وف##ق عملي##ات الحرك##ة المتبادل##ة بين جزيئ##ات الع##الم والك##ون، والمادي##ة الجدلي##ة الديالكتيكي##ة الق##ائم على مب##دأ التن##اقض

(، وه#ذه المحاول#ة في إع#ادة الص#ياغة على [ 48 ]ال#داخلي) األقل كان لها دور بارز في إعادة إحي##اء التفك##ير الفلس##في الكالسيكي بشكل جديد في عالمنا اإلسالمي المعاصر وه##و

م###ا يمكن ان يك###ون للعالم###ة الطباطب###ائي دور الري###ادةواألسبقية فيه.

الميزة المنهجيــة في القــراءة العقائديــة للشــهيدالصدر

والذي ميز منهج الصدر في الدراسة العقائدية # وهو نتيج##ة طبيعية للتعديل المنطقي عنده # هو شروعه # كما الحظنا # في قراءة الظاهرة الكالمية من المفردات الصغيرة، وه##ذا ما يخالف المنهج العقلي الكالسيكي الذي جرى اس##تخدامه من ط##رف الفالس##فة والمتكلمين المس##لمين، فالطريق##ة الفلسفية السائدة كانت من الناحية العملية # غالبا # تسقط##ر عن القضايا من أعلى، أي أن ثمة ما هو أساس ن##اجز يعب معادالت كبروية في التفكير، لكن هذه المعادالت المرتكزة في الذهن ليست ذات حضور في الوعي بالنس##بة لالنس##ان االعتي##ادي وانم##ا هي ### بص##يغتها المفاهيمي##ة ### مخزن##ة في الالوعي إن صح التعبير، فمبدأ عدم التن##اقض ومب##دأ العلي##ة ومبدأ السنخية بين العل#ة والمعل#ول ومب##دأ اس#تحالة ال#دور

كله##ا…والتسلسل ومبدأ الحاج##ة والفق##ر في الممكن##ات و مبادئ يمكن للعق##ل أن يواف##ق عليه##ا ونحن ال نن##اقش فعال فيه##ا، لكن منط##ق االس##تدالل فيه##ا يحت##اج من ال##ذهن إلى نفض الالوعي ح##تى تطف##و ه##ذه القض##ايا والمع##ادالت في سياقها المفاهيمي إلى سطح التفكير ليجري توظيفها، وهو

أمر قد يكون سهال أحيانا وصعبا أحيانا أخرى. إذن مش##كلة المنهج المدرس##ي أن##ه يض##طر إلى تبس##يط الفكرة حتى يحظى بالموافقة عليها ألنه أبعد عن الطريق##ة اليومي##ة في مواجه##ة األم##ور بالنس##بة للف##رد الع##ادي، لكن الحال يختلف في منهج الشهيد الص##در في معالج##ة أمه##ات

إن…المسائل االعتقادية كوجود الباري والنب##وة الخاص##ة و

المواد التي يقوم الصدر باستخدامها أوليا هي مواد حاضرة يباشرها االنسان المعاصر، إنها المفردات الصغيرة الحسية والعملية التي يعيشها اإلنسان كل يوم، فمثال المث##ال ال##ذي استخدمه الصدر لتقريب منهجه واختباره في إثبات الص##انع وهو مثال الرسالة المتقدم، ه##ذا المث##ال مفردات##ه الحس##ية ظاهرة وحاضرة وك##ل م##ا يق##وم ب##ه المنهج هن##ا ه##و تق##ديم ص##ورة جدي##دة لنفس المف##ردات، أي أن المعادل##ة نفس##ها واضحة، وإلى ج##انب وض##وحها بس##يطة وخاض##عة للمارس##ة اليومي##ة من قب##ل ك##ل الن##اس، ومع##نى ذل##ك أن##ه ليس ثم##ة قضايا كبيرة كالمعادالت المتقدمة تبتعد أحيانا باإلنسان عن النس##ق الي##ومي لحيات##ه، وانم##ا ظ##واهر حس##ية أق##در على تحقيق عنصر المباشرة معها، وهو م##ا ينس##جم م##ع فلس##فة خاصة للصدر عرضها في تحليله لظاهرة ال##وحي حيث رأى فيها أن الحس أقدر على تربية اإلنسان من العقل المجرد،

(، [ 49 ]بل يراه المربي الوحيد للبشر ض##من ص##يغة خاص##ة) وهذا معناه أن الصدر ينسجم مع نفسه حينما يخت##ار المنهج الحس##ي ### به##ذا المع##نى للكلم##ة وه##و م##ا يس##ميه البعض

# في معالجة مهمات المس##ائل ( [ 50 ]بالواقعية في المنهج) العقائدية، بل يرى الصدر أن ه##ذا المنهج ه##و نفس##ه المنهج

(، [ 51 ]ال#ذي اس#تخدمه الق#رآن الك#ريم في اثب#ات الص#انع) فق##د اس##تخدم الق##رآن الظ##واهر الحس##ية كطري##ق وبداي##ة وأس##اس مع##ا للوص##ول إلى معرف##ة الل##ه تع##الى، ولم يقم باستحضار كبريات وقضايا تعميمية أكبر من حجم الظ##واهر

البسيطة اليومية لالستدالل. إذن الميزة التي تسجل هنا لصالح منهج الصدر في البرهنة العقائدي##ة هي أن##ه أق##رب إلى النم##ط الي##ومي للتفك##ير، وال يقصد هنا القول بأنه أق##رب إلى الص##حة انطالق##ا من قرب##ه من الوجدان اليومي الحاكي عن الجانب الفطري في نمط

التفكير االنساني كما ال يقصد القول بأن##ه أفض##ل وأدق من الناحي###ة المنطقي###ة والفلس###فية إذ من الواض###ح أن المنهج الفلسفي والعرفاني يرفض عد مثل هذا النمط من التفكير # بعيدا عن مش##كلة االس##تقراء نفس##ها ### على ان##ه األفض##ل وذل##ك انطالق##ا من النظري##ات الفلس##فية العدي##دة المتص##لة ب##الوجود وبدالل##ة ذات ال##واجب علي##ه وه##و م##ا دف##ع الفك##ر الفلسفي العقلي االس#المي إلى تفض#يل بره#ان الص#ديقين الذي طرحه المال ص##درا نتيج##ة اعتب##اره مس##توى أرقى من

(، إذن ال يقصد ال هذا وال ذاك، وإنم#ا يق#ال إن [ 52 ]البرهنة) هذا النمط من االستدالل ق#ادر على الفعالي#ة والت#أثير أك#ثر لمالمسته التفكير اليومي فهو ال يحتاج بصورته العادي##ة إلى كث###ير جه###د بق###در م###ا تحتاج###ه بعض ال###براهين الكالمي###ة والفلسفية وال نقول كلها وانما الطابع العام فيه#ا، ومن هن#ا ق##د يص##عب تبس##يط البره##ان الفلس##في الكالمي أحيان##ا وال

يصعب توضيح البرهان االستقرائي. ففرق بين برهان صدر المتألهين على اثبات واجب الوج##ود )والمعروف ببرهان الصديقين( والبره##ان االس##تقرائي هن##ا، فبرهان الصديقين بصيغته الصدرائية يختزن مب##احث أص##الة الوجود والماهية ومباحث الوحدة والمراتب والتش##كيك في

وهي مف###اهيم معق###دة وطويل###ة، أم###ا ( [ 53 ])…الوج###ود و البرهان االستقرائي فهو برهان بسيط عملي سهل ويومي، ومن هنا كان منهج الصدر العقائ#دي ### والمع##رفي عموم##ا # منهج###ا ينطل###ق من الواق###ع إلى العق###ل كم###ا يع###بر بعض

ال من العق##ل الى الواق##ع كم##ا ك##ان علي##ه ( [ 54 ]الب##احثين) الصدر نفسه في فلسفتنا انسجاما م##ع الموق##ف الفلس##في العام، وبالتالي فالخطاب العقائدي للصدر خطاب عام كم##ا

وليس خطاب##ا للخ##واص ( [ 55 ]ي##راه بعض ق##ارئي الص##در) والفالس##فة فحس##ب، وه##ذه العمومي##ة ليس##ت نابع##ة من

الخطاب نفسه في جانبه الشكلي وانم##ا من المنهج نفس##ه أي من العناصر المعرفية للخطاب ال العناصر الصياغية فيه

فحسب. وهذا التعديل في الخطاب يعده هذا البعض ضرورة عمالنية ك##انت انس##جاما واس##تجابة لتغ##يرات منهج االس##تدالل على

وه##و م##ا س##نالحظه بش##كل اك##ثر ( [ 56 ]الص##عيد الع##المي) تفص##يلية عن##د الح##ديث عن العلم وال##دين في منهج الص##در

العقائدي. ويبقى أن نش##ير الى ان الص##در ي##رى ### كم##ا ه##و الموق##ف الديني عموما # في اثبات وجود الب##اري مثال قض##ية فطري##ة وغاية في البس##اطة كم##ا تش##ير إلي##ه بعض اآلي##ات القرآني##ة التي استعرضها الصدر نفسه، ومن هنا فهو يرى بأن إقام##ة االدلة وتجشم عن##اء البرهن##ة إنم#ا ه##و أم##ر ن#ابع من طبيع##ة

(، [ 57 ]االحداث التي م##رت على اوروب##ا الحديث##ة والنهض##ة) وه##ذه النقط##ة من الص##در تؤك##د أن##ه س##عى في منهج##ه العقائ##دي على ايج##اد تن##اغم ومماه##اة بين الواق##ع العلمي الحقيقي للقضية العقائدية ### ال اق##ل بعض##ها ### وبين المنهج االستداللي الذي جاء ردا على تطورات تاريخية معين##ة ك##ان لثورة الش##ك الح#ديث دور فيه##ا، كم#ا ك##ان لمرحل#ة الش##ك اليوناني دور في تقعي##د الفك#ر والمعرف#ة على ي#د س#قراط وأفالطون وأرسطو وغيرهم، فالصدر حينما يدعي الفطرية يح##اول ان ينس##جم معه##ا، أي ان فطري##ة مس##ألة عقائدي##ة معينة يف#ترض ان في العق#ل والوج#دان البش#ري مف##ردات التصديق بها، وهي بالتأكيد # وانسجاما م##ع ه##ذه الفطري##ة # مفردات بسيطة وسهلة، فكي##ف يك##ون مب##دأ وج##ود الب##اري تعالى مبدأ فطريا ثم نالحظ ان المتكلم أو الفيلسوف يقدم لنا برهانا في غاية التعقيد والحاجة الى سلسلة طويل##ة من

المق##دمات؟ إنن##ا ال ن##رفض ه##ذا البره##ان لكن يح##ق لن##ا التس##اؤل عن ب##راهين اك##ثر انس##جاما م##ع الس##مة الفطري##ة للمسألة، والفط##رة مهم##ا طمس##ت بي##د أنه##ا تبقى حاض##رة بش##كل أو ب##آخر، ومن هن##ا فعمومي##ة الخط##اب العقائ##دي الصدري استجابة لفطرية المحتوى أيضا دون أن ننفي هذه الس##مة عن بعض ال##براهين الكالمي##ة والفلس##فية األخ##رى كبرهان الس##ببية بص##يغته المبس##طة، لكن الح##ديث هن##ا عن

منهج أي عن طابع عام ال عن حالة أو حاالت محدودة. ـ العلم والدين، إشكالية التعارض وأزمة العالقة3

سادت العالقة بين ال##دين والفلس##فة في الق##رون الس##الفة أزم##ة في العالق##ة وحص##لت تجاذب##ات عدي##دة على ه##ذا المسار، وسجلت في هذه األزم##ة س##جاالت طويل##ة وح##ادة ك###ان أبرزه###ا تجرب###ة أبي حام###د الغ###زالي في "ته###افت الفالسفة" وغيره##ا، وهن##اك خالف في وجه##ات النظ##ر ك##ان سائدا في الحقيق#ة بين اتجاه#ات معرفي#ة ثالث#ة في الع##الم االسالمي تجاذبت الفك##ر والمعرف##ة والحقيق##ة، اتج##اه ي##رى النص مصدرا رئيسيا للمعرفة ولو اعترف بمصدر آخر فإنما يعترف به ض##من إط##ار النص أو بم##ا ال يتع##ارض والنص في بعده الظاهري، واتج##اه ي##رى العق##ل أساس##ا لك##ل النش##اط المعرفي ويصر على مرجعيته العلي##ا في الحكم على كاف##ة األم##ور، ومن ثم يقب##ل بتطوي##ع النص وتكييف##ه وف##ق الن##اتج العقلي دائم##ا، واتج##اه ث##الث يتحف##ظ على كال االتج##اهين األولين حين يرى بأن القلب والشهود الباطني هو االس##اس في العملية المعرفي##ة، وبين ه#ذه االتجاه##ات الثالث#ة ب#رزت

اتجاهات توفيق وجمع وانتقائية ولو بجانبها اإليجابي. لن نركز هنا كثيرا على ه##ذا األم##ر، وس##واء وافقن##ا على ان ابن رشد هو الذي أوقع المصالحة بين اتجاه العق##ل واتج##اه

النص أو ذهبنا إلى ان صدر الدين الشيرازي هو الذي حق##ق هذا التصالح وتمث##ل ذل##ك المال ح##اج ه##ادي الس##بزواري في أرقى نماذجه كما يراه بعض آخ##ر، ف##إن ال##ذي يب##دو ه##و أن هذا التعارض ما يزال حاضرا كمنهج ولو ضمن صيغ جديدة، ال بمعنى أننا نوافق على واق##ع التن##افي بين ال##دين والعق##ل والشهود وانما بمعنى ان الزاوية التاريخية لهذا التن##افي م##ا تزال موج##ودة بدرج#ة من ال##درجات، فالعقالني##ة المحدث##ة # كنموذج # شاهد واضح على نوع من التن##افي الخ##ارجي بين الدين والعقل، واذا قلنا بأن الش##يرازي ق##د انهى قرون##ا من التخاصم او ابن رشد فإن ذلك حصل على اقرب تقدير منذ ما يقارب األربعة ق##رون، أي في نفس الف##ترة تقريب##ا ال##تي ظهرت فيها القطيعة بين الدين والعلم الح##ديث في أوروب##ا النهضة، موجات كبيرة من النقد الالذع يوجهها العلم لل##دين )المسيحي ال أقل( مما يفرض على الدين ال##تراجع ت##دريجيا عن مجال سلطانه المعرفي قبل غيره، وبالت##الي ان تظه##ر في##ه اتجاه##ات رومانطبقي##ة تعم##د في نهاي##ة المط##اف إلى إفراغه من أي بعد خ##بري لتعي##د إنتاج##ه في إط##ار س##لوكي شعوري إحساسي بحت كما حصل مع اتجاهات واسعة في الدين المسيحي، ثمة مفارقة عجيبة أن يبدأ تع##ارض ال##دين والعلم في الغرب من حيث انتهى # وفق تصوراتنا # ص##راع النص والعقل في الشرق المسلم، بي##د أن المش##كة ع##ادت ب##الظهور ح##تى في الش##رق المس##لم بع##د ذل##ك، ص##حيح أن الدين االسالمي لم يقيد نفس##ه بأخب##ار كوني##ة بنفس الحجم الذي كان موجودا قروسطيا في موضوع مركزية األرض أو الشمس وغيرها، لكن العلم بمفهومه الجديد لم يعد تعب##يرا عن العل##وم الطبيعي##ة فحس##ب ب##ل اتس##ع نطاق##ه ليش##مل وبدرج##ة عالي##ة العل##وم اإلنس##انية أيض##ا س##يما بع##د اتك##اء اتجاهات واس##عة في ه##ذه العل##وم على المن##اهج التجريبي##ة

والحس###ية كالمدرس###ة الس###لوكية في علم النفس ال###تي اعتم##دت الج##انب الفس##لجي أساس##ا لنش##اطاتها، ولم يع##د العلم تعب###يرا عن مع###ارض لل###دين من حيث ه###و كم من المعلومات التي قد نتناقش في أنها تع##ارض ه##ذا ال##دين أو ال، وإنم##ا أص##بح العلم تعب##يرا عن منهج فك##ري يس##تبعد في حس###اباته النص والكلم###ات الس###ماوية، وه###ذه هي نفس المعاناة التي كانت موجودة بين الفلسفة والدين، فالخالف الفلسفي لم يكن في قضية علم الله بالجزئي##ات أو المع##اد

وانم##ا ك##ان في…الروحاني والجسماني، أو قدم الع##الم أو عمق##ه خالف##ا ح##ول المنهج وبالت##الي ح##ول أولوي##ات األط##ر المرجعية الفكرية، والخالف في مسألة قدم العالم لم يكن سوى تمظهر وتجلي لذلك الخالف المنهجي تماما كما ك##ان الخالف بين األش####اعرة والمعتزل####ة بين أه####ل الح####ديث

واالعتزال. إذن من ناحية عملية هناك أزم##ة عالق##ة بين ال##دين والعلم، بين منهج التفكير الديني ومنهج التفك##ير العلمي )بعي##دا عن المهرب المت##داول من ان واق##ع ال##دين ال يع##ارض الحقيق##ة عن##دما يص##يب العلم(، وإال فم##ا هي ك##ل تل##ك الخالف##ات الواس###عة بين التي###ارات الثقافي###ة على امت###داد الع###الم االسالمي؟ اال تنطق التيارات المعارضة للدين أو المتحفظة إزاءه ب##المنطق العلمي س##واء أص##ابت في التوظي##ف أو لم

تصب، صح المنطق العلمي أساسا أو لم يصح؟ اذن الحديث هنا عن الناحية العملية، هناك واقع تن##افي بين الكثير من القضايا العلمي##ة والقض##ايا الديني##ة، كي##ف يمكنن##ا التوصل إلى حل جذري دون التن##ازل عن مرجعي##ة النص أو العقل أو غيرهما حتى يتسنى لنا اطالق كلمة مص##الحة؟ إن توظي##ف ش##عار مركزي##ة االرض كنم##وذج غ##ير موج##ود على

الصعيد االسالمي ال يحل المش#كلة، الن ه#ذا مج#رد نم#وذج يمكن العثور على نموذج آخر على مس##توى آخ##ر، وبالت##الي فاألزمة ما تزال قائمة، إن ق##راءة س##ريعة ألنم##اط التفك##ير الموجودة ما بين تيار الدين وتيار العلم في ساحتنا يكش##ف عن الهوة السحيقة في التباعد مهما كان موقفن##ا من ه##ذه األنماط، وبالتالي فهناك خالف منهجي في طريق##ة التفك##ير

البد من حله أو رفض أحد الطرفين. لكن من الممكن أن يك##ون ج##انب العل##وم الطبيعي##ة الي##وم أكثر أمانا من العلوم اإلنسانية، بيد أن المرحلة التي سبقت المرحلة التي نعيش كانت العلوم الطبيعية فيها أك##ثر تجلي##ا ول##و بحس##ب زعم المعارض##ين لل##دين، لق##د ق##دم الم##اديون الميكانيكيون ومن بعدهم الماديون الجدليون نظرياتهم عن الك##ون واالنس##ان والحي##اة اعتم##ادا على معطي##ات فيزيائي##ة

وقدموا أنفسهم للعالم على…وكيميائية وذرية وفسلجية و انهم الوكالء الحصريون للمعرفة العلمية، وهكذا الح##ال في

تيارات أخرى عديدة. لقد كانت ص##ورة الموق##ف مختلف##ة بعض الش##يء عم##ا ه##و عليه الحال اليوم س##يما في المرحل##ة ال##تي س##بقت الق##رن العشرين حيث كانت نتائج العلوم الطبيعية شديدة التن##افي والعلوم الدينية، ومن هن##ا ك##انت الض##رورات ت##تركز بش##كل أك##بر على الج##انب الط##بيعي لل##دين، أي نظ##رة ال##دين عن الك###ون ورؤيت###ه للع###الم كواق###ع حقيقي بعي###دا عن ع###الم

…االعتباريات ومجاالت االخالق والقانون واالجتماع و

وفي ه##ذا الج##و بال##ذات ج##اء مش##روع الس##يد محم##د ب##اقر الصدر المعرفي الذي يسجل له نقط##ة امتي##از جدي##دة حيث أحدث تقارب##ا ش##ديدا بين المنهج العقائ##دي والمنهج العلمي الحديث، فقد نجح الصدر الى حد بعي##د في قلب قس##م من

المعادلة التاريخية التي ك##انت تحكي عن تن##اقض بين العلم والدين، لقد كان منط##ق التفك##ير ال##ديني عموم##ا منطق##ا ال يتالءم من حيث أدوات##ه وآليات##ه والمنط##ق العلمي الس##ائد، واح##د أهم اس##باب ذل##ك اعتم##اد منط##ق أرس##طو اساس##ا لعملي##ات التفك##ير وه##و م##ا رفض##ه العلم الح##ديث بش##دة، فج##اءت محاول##ة الص##در حال للمش##كلة على ه##ذا الص##عيد، فحتى اليوم هن#اك من ي#رى في تنحي#ة المنط#ق األرس#طي تنحية للفكر االسالمي عموم##ا، لكن الص##در نجح في تنحي##ة المنط##ق األرس##طي )طبع##ا ج##وانب أساس##ية من##ه( دون ان يضعف من موقف الدين، وأع##اد تش##كيل العالق##ة بين العلم وال##دين بعي##دا عن عنص##ر اإلرب##اك ه##ذا، لق##د ك##ان هن##اك إحس##اس بوج##ود دين وعلم وك##ل واح##د منهم##ا ل##ه تفك##يره وتعاطيه مع األمور، ه##ذه الغرب#ة ك##ان له#ا بعض االيجابي##ات فلم تجرف الدين في تيار التحوالت العلمية الس##ريعة ال##تي حصلت سيما ما بين القرن العشرين وما سبقه، لكن جملة من السلبيات كانت في انتظار سوء العالقة هذه، ومن هن##ا ك##ان تط##ور العلم وتقدم##ه محس##وبا ك##تراجع للمنهج اآلخ##ر وكان ذلك يص##ب عملي##ا في ض##رر القض##ية الديني##ة، ول##ذلك ك##ان منهج الص##در بداي##ة ممت##ازة لكس##ر ج##دار الجف##اء بين الدين والعلم، فالسبب ال##ذي دعى الص##در ### كم##ا س##نرى # لتأليف االسس المنطقية لالستقراء أو فلنقل أحد االس##باب كان عبارة عن إثب##ات الص##انع، لق##د ك##انت النتيج##ة األخ##رى

(، فق#د [ 58 ]ال#تي رافقت ه#ذا اإلثب#ات من األهمي#ة بمك#ان) اعتقد الص##در ان مش##روعه ه##ذا لم يع##د فق##ط م##د جس##ور الثق##ة بين العلم وال##دين فحس##ب ب##ل إن##ه يمركزهم##ا على أسس واحدة، إن أية هزة تصيب المعارف الدينية العقائدية في الصميم المنهجي سوف ت##ترك أث##را بالغ##ا على وض##عية العلم كله، وهو ### أي ه##ذه الوح##دة المنهجي##ة ### م##ا يش##كل

نقطة البدء في إعادة التوازن بين ال#دين والعلم على غ#رارتجربة ابن رشد وصدر المتألهين.

كم##ا ومن ش##أن ه##ذه الوح##دة تفري##غ م##دعيات الم##دارس الفكرية المعارضة لالتج##اه الميت##افيزيقي في التفك##ير، فم##ا صنعه الصدر يحول دون الفصل الذي قامت به المدرس##تان الماركسية والوضعية بين الميتافيزيقا والعلم حيث ط##رحت الماركسية نفسها كمذهب علمي لتنفي العلمية عن ال##دين، فيما طرحت الوض##عية العلم نفس##ه بص##ورة تف##رغ القض##ايا الميتافيزيقي##ة من المض##مون العلمي، ألن ه##ذه القض##ايا ال مع##نى له##ا وبالت##الي فليس##ت قابل##ة للح##ديث عن خطئه##ا

وصوابها. وكتعبير عن هذه المصالحة يالح##ظ منهج الص##در في إثب##ات المس###ائل االعتقادي###ة مت###أثرا ب###المنهج العلمي الح###ديث ومنس##جما مع##ه، إذ يق##وم ه##ذا المنهج على تق##ديم فرض##ية مسبقة لتفسير مجموعة ظواهر طبيعية، ثم يحاول أن يرى مدى قدرة هذه الفرض#ية على تفس#ير ك#ل ه##ذه الظ#واهر،رتها كله##ا أخ##ذ به##ا نتيج##ة منهج علمي معين، وق##د فإذا فس## مارس الصدر هذه اآللية في م##وارد عدي##دة في علم الكالم وعلى رأسها اثبات الص##انع الحكيم كم##ا تق##دم، وك##ذلك في مناقشة الموقف االستشراقي من بشرية ومحمدية القرآن الكريم حيث كان # أي الصدر # يضع تفسيرا مقابال للتفسير االستش##راقي، وي##رى م##دى امكاني##ة ت##برير ك##ل المعطي##ات

(، ف##إذا تم ل##ه ذل##ك أبط##ل مقول##ة [ 59 ]الموج##ودة وفق##ه) المستشرقين الن قيمة الفرضية وفق المنهج العلمي تكمن الى ح###د بعي###د في ق###درتها على تفس###ير الظ###واهر كله###ا واالتس##اق معه##ا دون افتراض##ات زائ##دة وبأق##ل حجم من

…التأويل

والشهيد الصدر عندما ينحو هذا المنحى الذي يقترب كث##يرا جدا من طبيعة تعاطي العلم الحديث م##ع المش##كالت ال##تي يواجهه##ا ال يغيب عن##ه إلب##اس مش##روعه لباس##ا ديني##ا نص##يا، بمعنى أنه ال يفوته اكتشاف التأييد الش##رعي النص##ي لمنهج تفكيره حيث يؤكد في دراس##اته القرآني##ة على قض##ية العلم ونفي التقليد ويعرج على مسألة النظر في األنفس واآلفاق على انها نماذج لطرح ق##رآني علمي مع##ا أي لجم##اع نص##ي

(. [ 60 ]وعقلي) لكننا عندما نوافق على هذه العناصر االيجابية في مش##روع الصدر على هذا الصعيد ال نع##ني ب##أن اش##كالية العالق##ة بين العلم وال##دين ق##د تالش##ت ح##تى ل##و تمت الموافق##ة على مشروع الصدر في تفاصيله، الن معارضة العلوم االنس##انية للدين ما يزال قائما بالرغم من تعدد االتجاهات داخ#ل ه#ذه العلوم، فعندما نقول بأن العلم والدين يعيشان سوء عالق##ة ال نع##ني ب##ذلك أن ال##دين يجب أن يتكي##ف والعلم كم##ا ي##راه البعض أو أن العلم يصمت عند حدود وأس##وار النص اإللهي المقدس كما يراه البعض اآلخر، وانما نستهدف إص##الحا م##ا خ#ارج العل#وم االنس##انية وخ#ارج ال##دين ه##و ال##ذي س##يتكفل تحسين العالقة، فالصدر حينما ق##دم حال للعالق##ة لم ي##ذهب الى النص ال##ديني أو إلى مف##ردات العل##وم الطبيعي##ة وانم##ا اس####تهدف إص####الحا من الخ####ارج كمن في رد المنط####ق االرسطي والتجريبي معا أو القيام بتحديد جديد لمس##احات العمل يمكنها ان تحل المشكلة كما ه##و الح##ال في نظري##ة

( الحديث##ة الظه##ور في [ 61 ]"توقع##ات البش##ر من ال##دين") الوس##ط اإلس##المي وال##تي تعطي إيح##اء بب##دء عم##ل ال##دين عندما تبدأ الحاجة إليه، وهو م##ا يفص##ل نس##بيا بين مس##احة العلم والدين ألن المف##ترض أن الحاج#ة لن تك#ون موج#ودة

في المجال الذي يدلي فيه العلم بدلوه.

إذن إصالح العالقة ال يعني التطويع كما ال يعني أي##ة قداس##ة للمصالحة نفسها من شأنها أن تض##ع حال اعتباري##ا اجتماعي##ا

ونفسيا دون أن تعمد الى حل جذور المشكلة معرفيا. فالمصالحة التي ق##ام به##ا الص##در يمكن التعب##ير عنه##ا بأنه##ا أولية ما تزال في مرحل##ة الب##دايات وإال ف##إن ش##وطا كب##يرا ج##دا الب##د من قطع##ه للوص##ول إلى ح##ل له##ذه المش##كلة العالقة، فالعلم ليس ملحدا والدين ليس جهال ومن هنا تب##دأ

القضية. اآلخر في الخارطة المعرفية الكالمية– 4

يمكن القول بأن عدم تمثل اآلخر # وهي مسألة ناجمة غالبا عن اصطباغ الجهود الكالمية بالطابع الج##دالي كم##ا س##نرى الحقا # كان واحدا من عناصر المعاناة المؤلمة التي عاش##ها علم الكالم قرون####ا من ال####زمن، وأدت الى ض####عف روح الموضوعية والحي##اد العلمي في##ه، فالخالف##ات الكالمي##ة بين الطوائ##ف اإلس##المية ش##اهد ب##ارز على ه##ذه المعان##اة، ففي الكثير من األحيان ك##ان اإلس##قاط ه##و الح##اكم على##الموقف كل##ه، وك##ان تفس##ير اآلخ##ر من منطل##ق الحكم علي##ه ه##وره ثم األساس للتقييم، أي أن##ني أحكم على اآلخ##ر ثم أفس## اتجه لتقييمه ناق##دا ل##ه، فيم##ا المطل##وب ه##و تفس##ير اآلخ##ر تفسيرا يماهي الواق##ع ويحاكي##ه ثم تقييم##ه ثم الحكم علي##ه، فهذا االنعك##اس في المس##ار المنطقي لفهم اآلخ##ر والحكم عليه شكل عائقا جذريا في نمو علم الكالم كما وأدخله في أت##ون الص##راع اللفظي، وص##ارت عملي##ات النق##د والتق##ييم وال##دفاع وال##رد منخرط##ة في كث##ير من األحي##ان في إط##ار جدال حول المفهوم والمصطلح، وهذا يع##ني أن علم الكالم ق##د وظ##ف جه##وده أحيان##ا في إط##ار ص##ياغي بحت فك##انت الحمالت والحمالت المض##ادة أش##به بالنس##بة لك##ل ط##رف

بالعاصفة في فنجان ألنها من وجهة نظ##ره تفس##ير مغل##وطلموقفه.

إذن هناك إشكالية منهجي##ة، اش##كالية فهم اآلخ##ر، اش##كالية تمثل##ه ومماهات##ه ومحاكات##ه، اش##كالية اس##قاط ال##ذات في

، هذه االشكالية تحول دون تحقق الح##ل له##ا…عملية الفهم جملة أمور صبغت تجربة الكالم المعاصر )وان كنا سنالحظ

الوضع مالحظة علمية( أبرزها: ما قدمناه من سيادة النمط الجدالي ال##ذي ي##ؤدي إلى– 1

طفو مفاهيم النقد واالبطال وصرع اآلخر مهما كلف الثمن، وقد تجد م##بررات ديني##ة ح##تى لتش##ويش ص##ورة اآلخ##ر في ال##ذهن تنطل##ق منه##ا األط##راف من مفه##وم "أه##ل البدع##ة" ال##وارد في بعض الرواي##ات ض##رورة التش##هير بهم وبهت##انهم

مما يسوغ دينيا # عندما يتس##ع ( [ 62 ]وغيبتهم والوقيعة بهم) مفهوم أصحاب البدع في الذهن المتشرعي # تجميد مقولة

فهم اآلخر لصالح مقولة صرعه واإلطاحة به. عدم اعتماد المصادر االص#لية في فهم اآلخ##ر وه##و م##ا– 2

نالحظه حتى في تجرب##ة الكالم المعاص##ر، ف##إذا أخ##ذنا على سبيل المثال تجربة الشهيد مرتضى مطهري في نقد الفكر الماركسي وجدناه )سيما في أسس الفلسفة( يعتم##د على بعض الشخصيات اإليرانية الب##ارزة ال##تي تبنت أو تخصص##ت في هذا الفكر من أمثال الدكتور "أراني" والس##يد ف##روغي، ويبرر الشهيد مطهري ذل##ك ب##أن م##ا كتب##ه ال##دكتور "أراني" يعد افضل ما كتب حول المادية الديالكتيكية بل أفضل مم##ا كتبه ماركس وإنجل##ز ولي##نين وغ##يرهم، ومن هن##ا ي##رى ب##أن الماركسيين اإليرانيين لم يتمكن##وا من الكتاب##ة بأفض##ل مم##ا فعل##ه ال##دكتور "اراني" وذل##ك ب##الرغم من ان "اراني" ق##د توفي قب##ل خمس#ة عش##ر س#نة من بداي#ة كتاب#ة المطه##ري

تعليقت##ه على "أس##س الفلس##فة" ال##تي نق##د فيه##ا الم##ذهب الماركسي وركز كل جه#وده في ه#ذا الكت##اب علي##ه، أي أن وف###اة ال###دكتور أراني ك###انت في الثالثين###ات من الق###رن

(. [ 63 ]العشرين) واعتماد مفكر اي#راني مهم#ا بل#غ حجم تفوق#ه الفك#ري يع##د نقطة ضعف، ألن المفترض في ق##راءة اآلخ##ر مالحظ##ة أوال أك###ثر من مص###در وثاني###ا الرج###وع إلى المص###ادر األم ذات الدرجة األولى ال المص##ادر ذات الدرج##ة الثاني##ة ال##تي تنق##ل عن المصادر األم حتى لو اختزنت المصادر الثانوية عناص##ر ايجابي##ة كث##يرة ف##إن ه##ذا إنم##ا ي##برر اس##تدعاءها ال تغ##ييب

المصادر األخرى الهامة. وهكذا الشهيد الص#در عن#دما يط#الع المنط#ق الوض##عي في دراس##اته فه##و يق##ف في قراءت##ه له##ذا المنط##ق في ح##دود

الب###احث المص###ري ( [ 64 ]ال###دكتور زكي نجيب محم###ود) المع##روف دون أن يم##د التجرب##ة ب##الموقف الوض##عي في مص##دره األص##لي من##ذ أوغس##ت ك##ونت وح##تى هانزه##ان ون##ويرات وفيليب فران##ك ورودول##ف كارن##اب وان اتى على

(، واذا توجهن###ا ناحي###ة العالم###ة [ 65 ]ذك###ر الفري###د آي###ر) الطباطب##ائي نج##د درج##ة اك##بر من الغم##وض، فالعالم##ة لم يرشد التجربة الى أي مصدر إال ن##ادرا وال تع##رف إال بجه##ود اآلخرين المصادر ال##تي اعتم##د عليه##ا، وجه##ود اآلخ##رين من امث##ال الس##يد ه##ادي خسروش##اهي والش##يخ علي أحم##د الميانجي اللذين دونا هوامش توضيحية توثيقية للكث##ير مم##ا كتب##ه العالم##ة س##يما على ص##عيد علم الكالم وحوارات##ه م##ع

(، ه#ذه الجه#ود ال يحرز أن الطباطب#ائي [ 66 ]الدكتور كوربان)ر قد الحظ مص##ادرها في حكم##ه على اآلخ##ر وه##و م##ا يفس##

أيض##ا ع##دم نق##ل الطباطب##ائي النص##وص الحرفي##ة لآلخ##رينوكلماتهم.

وعلى خط علم الكالم في النطاق السني نجد أيض##ا تجرب##ة ( [ 67 ]الشيخ محمد عبده في رسالة التوحيد) وغيرها فراغ##ا

من المص##ادر والتوثي##ق والنص##وص الحرفي##ة ال##تي تكش##ف مدى عكس التجربة لتفهمه##ا اآلخ##ر وتمثل##ه في ذاته##ا، ه##ذا فضال عن التج##ارب األخ##رى العدي##دة ال##تي ال حاج##ة لتك##رار

أسمائها.وهذه المشكلة لها أسبابها العديدة:

منها ما هو قديم يعود لطبيعة المنطق الدعائي المضاد– 1 للتي##ارات الكالمي##ة المخالف##ة، فه##ذا المنط##ق ع##ادة م##ا ال يستحض##ر اآلخ##ر بنفس##ه، ألن استحض##ار اآلخ##ر دعاي##ة ل##ه واعطاء صورة قد تكون حسنة عنه فيما استحض##ار قراءتن##ا

لآلخر هو االنسب في هذا المنطق. ويمكن ان تكون هناك اسباب عامة أخرى ابرزها غياب– 2

المنهج األك###اديمي الح###ديث في الدراس###ة والتحقي###ق من التوثيق ونقل النصوص الحرفية واحيانا تتبع نفس المص##ادر التي كان بعضها غير متوفر عند الك##اتب نفس##ه، فالطريق##ة القديم##ة في علم الكالم وغ##يره بم##ا في ذل##ك علم الفق##ه االس##المي لم تكن تعتم##د على ذل##ك، ول##ذلك فنحن نالح##ظ بشكل كبير نقل النسبة الى فالن دون ان نجد جزم##ا به##ذه النسبة، ولهذا ضاعت أحيانا اآلراء الحقيقية لعلماء كبار كما هو الحال في ائمة المذاهب االربعة ال##ذين ك##ثرت فت##اواهم بكثرة الرواي##ات الناقل##ة عنهم فتج##د أحم##د بن حنب##ل يف##تي بكذا على رواية وبش##يء آخ##ر على رواي##ة أخ##رى، وه##و م##ا

(، [ 68 ]يستدعي الي#وم تحقيقات مس#تأنفة للتحقق الت#اريخي)

وهذا ما نجده أيضا في الفقه الشيعي بدرجة أضعف نس##بيا لدى مالحظتنا كثرة النسبة الى فقيه انطالقا مما حكي عنه ال مما لوحظ مباشرة في كلماته، لكن هذه الطريقة # على مش##اكلها ### ك##انت اك##ثر دق##ة أحيان##ا من منهج جمل##ة من المتكلمين المعاص##رين، فدق##ة الق##دماء س##يما في مج##ال الفقه كانت تستدعي منهم التمييز بين النسبة المحكية عن عالم ديني وبين التحقق الواقعي من مقوالته، فكانت تتميز عب##ارة "ذهب الي##ه فالن" عن عب##ارة "نس##ب الى فالن أو ذهب اليه فالن فيما حكي عنه أو هو المنس##وب لفالن" ب##ل حتى تتميز بدقة طبيعة موقفه فيقال "ق##واه فالن )أي ق##ال على االق###وى( واستنس###به )االنس###ب( واس###تظهره )على

" وه##و م##ا ال…( وم##ال الي##ه و…االظهر( وج##زم ب##ه )قطع##ا نجده أحيانا كث##يرة في كالمياتن##ا المعاص##رة فتنس##ب فك##رة إلى الماركسية وهي في الحقيقة مقول##ة لمفك##ر ماركس##ي مصري أو ايراني ال يعلم تبني االتجاه الماركسي العام له##ا، ويجزم بذهاب الحسيين الى قول نقال عن موسوعة ميسرة

…غير تخصصية وهكذا

وفي الحقيق##ة ب##الرغم من انن##ا نحتم##ل ج##دا ان المتكلمين المعاصرين # ال سيما منهم رجال الدين # قد ت##أثروا بالحال##ة

غير اننا…االكاديمية القديمة في عدم التوثيق والمراجعة و نالح##ظ ح##تى تراجع##ا نس##بيا عم##ا ك##ان علي##ه الح##ال في

الماضي. وإذا تجاوزنا االع#ذار ف#إن ذل##ك ال ينفي النقص في التجرب#ة بالمعنى الذي ذكرناه، كما ال ننفي وجود عناصر قوة اخ##رى على هذا الصعيد كما هو الحال مع السيد محمد باقر الصدر في فلسفتنا حيث وثق الموقف المادي من مصادره الهامة

م##ع لي##نين وم##اركس وانجل##ز وغ##ارودي وماوتس##ي تون##غوستالين وغيرهم.

وكما هو الحال في تج##ارب حديث##ة اخ##رى كتجرب##ة ال##دكتور حسن حنفي كما تالحظ في كتابه "من العقيدة إلى الثورة"

وتجربة الدكتور عبدالكريم س##روش وك##ذلك (، [ 69 ]وغيره) (، يمكن الق##ول إن التي##ار الجدي##د في علم [ 70 ]معارض##يه)

الكالم الذي برز في ثمانين#ات وتس#عينات الق#رن العش#رين اتسم بتجاوز هذه المشكلة إلى حد جيد وأحيانا ممت##از وه##و

ما البد من تسجيله هنا. اعتماد اللغة الوسيطة في معرف##ة اآلخ##ر، أي الرج##وع– 3

إلى المصادر المترجمة في الغالب أو دائما وهو ما نلحظ##ه منذ األفغاني وحتى تجربة أواخر الثمانينات، فالمص##ادر إم##ا كله##ا مترجم##ة الى اللغ##ة العربي##ة أو إلى اللغ##ة الفارس##ية وحتى بين الفارسية والعربية ك##انت المص##ادر تخض##ع أحيان##ا للترجمة، واعتماد اللغة الوسيطة ظاهرة شملت العديد من المتكلمين في الفترة األخيرة من بينهم العالمة الطباطبائي

والمطهري والصدر وعبده ومغنية وغيرهم. والترجمة ال تشكل عيبا إذ يصعب النس##ان ان يتع##رف على الفكر الماركسي من مصادره م##ا لم يتقن اللغ##ات الص##ينية والروس##ية واأللماني##ة والفرنس##ية وه##و م##ا ال يمكن إل##زام المتكلم به لكن الترجمة مهم##ا بلغت من الدق##ة ينتابه##ا في الكتب الحساس##ة ن##وع من الخط##ر، فالمعادل##ة تق##ول ان المترجم يقف على مفترق ط##رق إم##ا يحاف##ظ على االص##ل فيتورط في رداءة النص في لغته الثانية انطالق##ا من أزم##ة الحرفية واما يجيد عرض النص باللغ##ة الثاني##ة م##ع االعت##ذار

(، ه##ذا زي##ادة [ 71 ]عن بعض الخصوص##يات في اللغ##ة األم) على ان الترجم##ة ليس##ت نقال للكلم##ات بق##در م##ا هي نق##ل

للفك##ر والثقاف##ة وانم##اط التع##اطي المنعكس##ة في ت##راكيب الجمل، والترجمة العربية للفكر الغربي عموم##ا ### على ح##د

(، [ 72 ]رأي الدكتور عبدالله العروي # ترجمة رديئة وناقصة) ومن هنا تقتضي االمان#ة من علم الكالم أن يق#رأ اآلخ##ر من موقع##ه ول##و بق##درة المتكلم على لغ##ة جدي##دة واح##دة على األقل كاالنكليزية في حياتنا المعاصرة اليوم، وهو ما يخفف من بعض المش##كالت ال##تي ق##د تنجم عن اللغ##ة الوس##يطة، واألصعب من ذلك أحيانا تعدد اللغة الوسيطة وهو ما يخلق##اب اإليران##يين مش##اكل مض##اعفة كم##ا يش##ير إلي##ه أح##د الكت

(. [ 73 ]المهتمين بترجمة الفكر العربي) نعم هناك ظ##اهرة جدي##دة تمثله##ا ال##دكتور حنفي وس##روش وملكيان والريج#اني وأب##و زي##د وغ##يرهم تمثلت في التع##رف على اآلخر من مصادره وه##و م##ا ص##بغ ايض##ا جمل#ة نتاج##ات الفكر المغربي الع##ربي نتيج##ة ظ##روف تاريخي##ة وجغرافي##ة، وهذه الوضعية الجديدة تعد انطالق##ة جي##دة وأحيان##ا ممت##ازة نحو تبديد المشاكل المعرفية في الحوار مع اآلخ##ر الكالمي

وغيره. قدم بعض المصادر التي يستكشف منه##ا اآلخ##ر، وهي– 4

مالحظة توجه ووجهت الى جمل##ة متكلمين كب##ار معاص##رين من بينهم الس##يد محم##د ب##اقر الص##در س##واء على مس##توى

التجربة الكالمية أو على مستوى مجمل التجربة الفكرية. غياب روح الثقة واالحترام المعرفي، وه##ذه أهم أزم##ة– 5

يعيشها علم الكالم، ويرجع سببها الى أمرين: أحدهما: اإلرث التاريخي فيم##ا يخص الج##انب الم##ذهبي من علم الكالم، وهو إرث في غاية الثقل والتعقيد ومن الصعب ج##دا التج##رد عن##ه به##ذه البس##اطة مهم##ا اطل##ق االنس##ان ش#عارات الموض#وعية واإلنص#اف، وعلى رأي ال#دكتور علي

فإن العلماء في ( [ 74 ]الوردي في "مهزلة العقل البشري") ه###ذا المج###ال يب###دؤن مق###دمات كتبهم بادع###اء التج###رد والموض##وعية واإلنص##اف العلمي بي##د أنهم م##ع ذل##ك ### من وجهة نظره # يصلون الى نفس ما توص##لوا ل##ه س##لفا ومن##ذ البداية، وهو # أي الوردي # يعتبر ذلك مجرد كلمات ال معنى له##ا، ومن هن##ا فه##و يرت##ئي اس##تبدال مفه##وم الموض##وعية بمفهوم الشك، وهذا كالم دقيق الى ح##د معين الن مفه##وم الموضوعية لن يتسنى له لعب دور افي لحي##اة العلمي##ة م##ا لم يكن االنسان في مرحلة ش##ك حقيقي اثن##اء البحث، وإال فمن الصعب له تج##اوز ال##ذات ومس##اواة النظ##ر اليه##ا وإلى اآلخر. وهذا معناه أن المتكلم # فيما نهدف هن##ا ### ال يمكن##ه تجاوز اثقال الموروث م##ا لم ي##دخل نفس##ه في إط##ار ش##ك علمي حقيقي وليس ش##كليا، واذا وافقن##ا ال##دكتور ال##وردي على مقولت##ه فنحن نوافق##ه في ان موض##وعة الموض##وعية اصبحت في كثير من االحي##ان موض##وعة مفرغ##ة، والس##بب في ذلك االزدواجية ال##تي يمارس##ها الب##احث إزاء الموض##وع الذي يقرأه أو يتح##اور في##ه، فعن##دما يك##ون الب##احث ملتزم##ا بفكرة معين##ة فه##ذا معن##اه أن يقين##ه به##ذه الفك##رة س##يكون حاضرا في عمق حواره الفكري حول الموضوع ال##ذي ك##ان ل##ه يقين ب##ه، وه##ذا يع##ني أن الحي##اد ح##ال الح##وار ال##ذاتي األحادي الطرف أو الخارجي المتعدد األطراف انما هو حياد شكلي ما يلبث أن يتبدد حينما تص##ل المس##ألة إلى النقط##ة الحرج##ة، وه##ذا م##ا نش##اهده بوض##وح في الح##وار الكالمي عموما مهما اتسم اطراف الحوار بالموض##وعية الش##كالنية، وبالتالي فالمنفذ الوحيد للموضوعية الجوهرية الحقيقية هو اعادة انتاج مفهوم الشك العلمي ال حال الحوار مع اآلخ##ر # أي آخر واي حوار # فقط بل في كل الحاالت، وهو ما يعني تبدالت خط##يرة ج##دا في مف##اهيم اليقين وااليم##ان والقط##ع

، وال سبيل للح##ل إال من خالل جم##اع مب##دأين معرف##يين…وهما:

مبدأ اليقين الموضوعي الذي أسس له الص##در نفس##ه– 1 على الصعيد االس##المي وه##و كم##ا تق##دم س##الفا يق##وم على انسجام المعطيات مع اليقين، فنحن يمكننا االس##تعانة به##ذا المقدار من المفه##وم الس##تبعاد الواق##ع في اإلط##ار العلمي، سيما حينما نتكلم عن معارف نظرية بطبعها االولي، فب##دل ان انطلق من تطابق المعطى ال##ذهني م##ع الخ##ارج انطل##ق من معطي####ات اليقين نفس####ه الى نفس اليقين، وات####رك مطابقة الخارج في احتمال الخطأ بمعنى االحتمال الض##ئيل كما شرحه الصدر نفس##ه. وه##ذا معن##اه ان الح##وار الكالمي سوف يعزل عن الواق##ع بمع##نى من المع##اني وس##يبقى في إطار النظم العلمي به##ذا المع##نى، وه##و م##ا يش##كل عنص##را

اساسيا الستبعاد الدوغمة وامثالها.2 – مبدأ العلم االجمالي الفوقاني، وهو مبدأ يتج##اوز دائم##ا

مفردات البحث العلمي ليقرأ المجموع قراءة كلية، وحينم##ا اقرأ تجربتي العلمية على مر س##نوات فس##وف أتأك##د يقين##ا من انني قد وقعت في عدد كب##ير من االخط##اء في حي##اتي، وهذا العدد الكب##ير س##وف اقدم##ه كمعطى رياض##ي لم##ا ه##و ناجز عن##دي اآلن مم##ا ل##دي قناع#ة ب##ه ليتش##كل عن##دي علم إجمالي بالخطأ في بعض افك##اري بحس##اب االحتم##ال، ف##إذا كانت مجموع أفكاري االلف مثال وعلمت تفصيال بخطأ مائة منه##ا على م##دى تجرب##ة خمس س##نوات تقريب##ا، ف##إن ه##ذا سوف يش##كل عن##دي علم##ا اجمالي##ا بوق##وع اخط##اء جدي##دة

% خالل السنوات الخمس القادمة أو اق##ل10عندي بنسبة بقليل، وعندما أفع##ل ه##ذا العلم االجم##الي س##تتغير نظ##رتي لكل مفردة من مفردات اليقين عندي وسأقدر على الجم#ع

بين يقيني بالمفردة واحتمال الخطأ مستعينا الى ح##د معينبمبدأ اليقين الموضوعي المتقدم.

إذن الموض##وعية في حال##ة مواجه##ة الم##وروث تكمن في تع##ديالت جوهري##ة معرفي##ة ال في توجيه##ات اخالقي##ة مهم##ا بلغت من القوة فلن تقدر على مواجهة اليقين ال##ذي يحكم

عليها من خالل تمثيله الواقع. فما اشار له الوردي في محله ضمن هذه الص##يغة، ال يمكن خوض حوار منتج # ال جدال ### إال به##ذه الطريق##ة، وان ك##ان من س##لبيات ه##ذا الوض##ع م##ا ال ب##د من التفك##ير في حل##ه ال

سيما قضية االيمان الديني. ثانيهم##ا: إحس##اس الخط##ر الحاض##ر المم##زوج ل##دى البعض بش##يء من عق##دة النقص والحق##ارة، وه##و م##ا يتمث##ل في العالقة مع الغرب، هناك ازمة ثق##ة ب##الغربي ليس##ت ناش##ئة من موروث ت##اريخي به##ذا الحجم الموج##ود في الص##راعات المذهبية بل من خطر معاصر تمثله االستعمار واالمبريالي##ة واخ##يرا العولم##ة والكونن##ة واألمرك##ة، وق##د ادت سلس##لة التج##ارب الى القل##ق من أي ش##يء ي##رد من الغ##ربي ألن طبيعة الصراع لها دخالة اساس##ية في ه##ذا الموض##وع، ه##ذا القلق اإلسالمي العام من الغرب وهذا الخوف على الهوي##ة

يحوالن دون القدرة على…واألصالة والذات والخصوصية و تبديد ازمة الثقة في العالقة م##ع اآلخ##ر، س##يما بع##د تج##ارب فاشلة وقاس##ية في االس##تفادة من النت##اج الغ##ربي جس##دته تي####ارات علماني####ة وليبرالي####ة متطرف####ة جعلت المتكلم بالخص###وص ح###ذرا ج###دا إزاء عملي###ة االس###تيراد العلمي

والثقافي. المتكلم اليوم مهزوم هزيمة حضارية وبالتالي فمن الصعب ان نقنع##ه بت##وازن ثق##افي م##ا م##ع اآلخ##ر في ظ##ل ال ت##وازن

، اذا اردن###ا ان نك###ون…حض###اري وسياس###ي وعس###كري و واقع##يين يجب ان نق##ول ان المس##ألة في غاي##ة الحساس##ية ومن الخط##أ التعام##ل معه##ا بس##طحية وس##ذاجة وعفوي##ة

، ك##ون المتكلم والمفك##ر االس##المي…وتسرع واس##تعجال و عموما في وضع مأساوي كالوضع المعاص##ر س##يما م##ا قب##ل تجارب النصف الثاني من الق##رن العش##رين تجعلن##ا نتعام##ل مع افرازاته في مستوى الثق##ة والعالق##ة على درج##ة عالي##ة من الحذر والتحفظ والتدقيق، ام##ا العم##ل المبتس##ر فه##و ال

يعطي أية نتائج مستقرة على المدى البعيد. ومن هنا من الضروري التفكير بحل جذري لهذه االش##كالية أحسب أنه يعتمد على منهج س##يكولوجي ترب##وي أك##ثر من##ه

معرفي معا لمشكلة في جوهرها نفسية وليست معرفية. إذن ازمة الثقة بشقيها المتقدمين تفرض النظ##ر الى اآلخ##ر بنوع من السلبية وهو ما يص##عب من تمثل##ه والتكي##ف مع##ه، وهو ما نجده لدى بعض المتكلمين في هذا العص##ر فالش##يخ محمد جواد مغنية واضح في ممارس#ته نمط##ا هجومي##ا على اآلخر يصعب الشعور بالهدوء معه، والدكتور س##روش يع##بر عن حالة مشابهة في تعامله بنوع من الفوقية أو النرجسية م###ع االتجاه###ات المخالف###ة ل###ه في الج###دل الكالمي، لكن المطهري # على الحمالت ال##تي عن##ده أحيان##ا وال##تي تتس##م بالعنف في تقييم اآلخ##ر س##يما الم##اديين الج##دليين ### يمت##از بنوع من التفهم االفضل، لكن الشهيد الص##در ك##ان األب##رز # وإلى ح##د م##ا العالم##ة الطباطب##ائي ### دون أن نعطي ص##بغة إطالقية على األم##ور، فق##د امت##از الطباطب##ائي بع##دم ذك##ره ح##تى اس##ماء اص##حاب اآلراء المخالف##ة ل##ه، وتع##اطى ب##روح مرنة واخالقية عالية مع االفكار المناهض##ة ل##ه، لكن الص##در

في تقدير الكاتب ك##ان األك##ثر روع##ة على ه##ذا الص##عيد منخالل السمات التالية:

أ # ان العرض الذي ك##ان يق##وم ب##ه الص##در لش##رح وتفس##ير المواقف المعارضة له بما فيها المواقف االلحادية المنك##رة ألصل وجود الل##ه تع##الى ك##ان عرض##ا أمين##ا ج##دا، ب##ل يمكن الق##ول بإن##ه ك##ان اك##ثر تنظيم##ا وجم##اال من ع##رض الخص##م نفسه، فضال عن انه كان يركز بشكل واضح على النص##وص الحرفية لآلخرين، وقد بلغ الحال بالشهيد الصدر في عرضه لمواقف اآلخرين الكالمية وغيره##ا ### س##يما كت##اب اقتص##ادنا ومب##احث الكالم المدرج##ة في علم أص##ول الفق##ه ### ان منح القارىء إحساسا بتبنيه الموقف نفسه وهو ما يعود ويب##دده من خالل مناقشاته التي تتسم بهدوء ت##ام ينم عن ن##وع من

السلطة المعرفية على ما يفكر فيه. ب # ع##دم حض##ور العن##ف والعدواني##ة والهجومي##ة والقس##وة

في…والتسخيف والتشهير والش##ك االخالقي والتس##قيط و كالميات##ه إطالق##ا، وه##و م##ا ق##د ال نج##ده في بعض كتاب##ات المعاصرين له أيضا، فقد عالج الصدر موض##وعات اتس##مت بالحساس###ية المفرط###ة، فمن جه###ة ط###رق ب###اب الخالف الكالمي الم##ذهبي كمس##ألة االمام##ة والمهدوي##ة ومن جه##ة أخ##رى خ##اض في الخالف الح##اد ### ذي الط##ابع السياس##ي واالجتماعي ال##ذي ك##ان يلقي بظالل##ه على مجم##ل الح##راك الثقافي # م##ع التي##ارات الملح##دة في قض##ايا الوج##ود اإللهي والغيب، ومع كل ذلك لم يتسم بالظاهرة االنفعالية وهو م##ا يعبر عن ثقة معرفية وفهم لآلخر وقراءة علمية له وتعام##ل

أكاديمي مع المعلومات واألرقام ال النوايا واالخالق. إن القدرة على تمثل اآلخر واحترامه تبع##ا ل#ذلك وممارس#ة امانة وموضوعية وانصاف عالية مع##ه أم#ر ال يمكن اختب##اره

في أي متكلم # فضال عن غيره # إال عن##دما تبتع##د المس##افة ج##دا بين المتكلم وبين اآلخ##ر، أم##ا عن##دما تك##ون المس##افة قريبة فإن درج#ة كش#ف االختب#ار س#وف تك#ون اض#عف، اذ ح##تى أك##ثر التي##ارات دوغمائي##ة ونرجس##ية وتعص##با وانغالق##ا وتحج##را على أي س##احة وص##عيد علمي ومع##رفي تم##ارس االعتدال والوسطية م##ع التوجه##ات القريب##ة منه##ا، فالمح##ك والمخت##بر الحقيقي لقي##اس درج##ة فهم اآلخ##ر وتفهم##ه إنم#ا يكمن##ان في حال##ة ممارس##ة االعت##دال والوس##طية م##ع ابع##د التي##ارات عن##ا، والتي##ار اإللح##ادي كم##ا التي##ار الس##ني على الصعيد المذهبي يعدان اكبر اختب##ار لمتكلم ش##يعي منص##ف وحي###ادي ومعت###دل في مرحل###ة الخمس###ينات والس###تينات والسبعينات من القرن العشرين، فضال عن ان الص##در كم##ا تشير له دراس##ات مرتبط##ة بحيات##ه السياس##ية واالجتماعي##ة وكما وثقه تالمي##ذه ومعاص##روه ك##ان يم##ارس على الص##عيد الداخلي )حوزويا ومرجعيا( درجة عالي##ة من التفهم والص#بر والتحم##ل واالعت##دال ورفض االنفعالي##ة والس##ماح بظ##واهر

(، وهو ما يجعلن#ا نضع الصدر [ 75 ]التسيب واالنفالت لألمور) في قائم##ة الص##دارة على ه##ذا الص##عيد إلى ج##انب العالم##ة الطباطبائي الذي واجه هو اآلخ##ر مش##كالت داخلي##ة عدي##دة تمثلت في معاناته من ظاهرة التحفظ بل والرفض لمنطق التفك##ير الفلس##في وممارس##ة ت##دريس ه##ذا المنط##ق في المعاه##د والح##وزات الديني##ة، ب##ل ح##تى محارب##ة أو تهميش مشروعه القرآني ال##ذي تمث##ل فيم##ا بع##د تفس##يره الش##هير "الميزان في تفسير القرآن" حيث تعرض هذا الكت##اب بع##د إص##دار الج##زء االول من##ه للكث##ير من حمالت النق##د الالذع والرفض الشديد من جانب بعض التيارات ال##تي ك##ان ل##ديها تحفظات على بعض هذه المناهج بقطع النظر عن الموقف

من الطرفين.

*    *     * الهوامش:

___________________________________ عبد الجبار شرارة، منهج الشهيد الصــدر في –  [ 1 ]

دراسة المسائل االعتقادية، مجلة قضايا إسالمية،ــالث، م،1996مؤسسة الرسول األعظم، العدد الث

.40ص 40،# 15،# 14:# 6-تعليقة الطباطبائي على األسفار  [ 2 ] ، نقال

عن رس##الة التش##يع في الع##الم المعاص##ر، مق##ال العالم##ةالطباطبائي السيرة الفلس##فية، الش##يخ ج##وادي اآلملي، ص

، مؤسس####ة أم الق####رى للتحقي####ق، الطبع####ة األولى،461ه#، ترجمة جواد علي كسار.1418

، انتش##ارات ص##درا،111 # 64:## 4أنظر مجموعه آث##ار –  [ 3 ]م.1995إيران، الطبعة الثانية،

عبدالله جوادي آملي، "تبيين براهين اثبات خدا تعالى –  [ 4 ] شأنه"، سلسلة بحوث فلسفة الدين، نشر مرك##ز اإلس##راء، الطبع##ة االولى، وق##د اس##تعرض المؤل##ف في ه##ذا الكت##اب مختل##ف ان##واع ب##راهين إثب##ات وج##ود الل##ه تع##الى من قبي##ل برهان النظم وبره##ان آنس##لم وبره##ان الفط##رة، وال##براهين األخالقي##ة، بره##ان االمك##ان والوج##وب، وبره##ان الحرك##ة والح##دوث، بره##ان االمك##ان الفق##ري، بره##ان الص##ديقين،

برهان المعجزة برهان التجربة الدينية. لق##د اس##تعرض الش##يخ عبدالل##ه الج##وادي اآلملي في–  [ 5 ]

كتابه المتقدم حول اثب##ات وج##ود الل##ه تع##الى مجموع##ة من المقدمات المرتبطة بالعلم والسفسطة ونح##و ذل##ك، وه##ذه

نقطة امتياز بيد أنها متأخرة عن تجربة الشهيد الصدر كثيرا نس##بيا، كم##ا تج##در اإلش##ارة إلى أن العالم##ة الطباطب##ائي والش##يخ المطه##ري ق##د س##بقا الص##در زمني##ا في دراس##ة موضوعة النعرفة حسب الظاهر من ت##اريخ ت##أليف ك##ل من فلس##فتنا وأس##س الفلس##فة، كم##ا أنهم##ا تعرض##ا أيض##ا في مب##احث إثب##ات واجب الوج##ود لبعض قض##ايا المعرف##ة لكن حضور المعرفة عند السيد الصدر داخل المنظومة الكالمية كان أكبر وحافال بالمعطيات أكثر، هذا هو المقصود بال##ذات

لنا هنا. -أنظر أصول الفلسفة والمنهج الواقعي، العالمة الس##يد  [ 6 ]

محمد حسين الطباطبائي، ترجمة السيد عم##ار اب##و رغي##ف، ه#.1421نشر مؤسسة ام القرى للتحقيق، الطبعة األولى،

، كما وانظر براهين الصديقين221 # 206:# 3ق، بيروت، ج وارسطو وابن س##ينا والنظم والح##دوث وبره##ان الف##ارابي..

الى مب#احث وح#دة ال#واجب ص273:# 3في نفس الكتاب ونهاي##ة الحكم##ة:156، وك##ذلك انظ##ر بداي##ة الحكم##ة: 363 ، وانظر المص##در الفارس##ي في مجموع##ة آث##ار272 # 268

.1012 وص933 و989 # 879: 6أستاذ شهيد مطهري -والمقاالت هي الفلسفة والسفس##طة، العلم واالدراك،  [ 7 ]

قيمة المعلومات، ظه##ور الك##ثرة في االدراك##ات، االدرك##ات #57:# 6االعتبارية )وماهي الفلسفة(، انظر مجموع#ة آث##ار

456.. 57انظر القسم االول من فلسفتنا، نظرية المعرفة:  –  [ 8 ].400 # 271، وانظر مسألة االدراك من الكتاب: #203

محم##د ب##اقر الص##در، االس##س المنطقي##ة لالس##تقراء، –  [ 9 ] ه### .1410مؤسسة دار الكتاب االسالمي، الطبعة االولى،

.413 # 401ق، ص.469االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 10 ] م###وجز أص###ول ال###دين )أو المرس###ل والرس###ول –  [ 11 ]

م،2001الرس##الة(، تحقي##ق ودراس##ة عب##دالجبار الرف##اعي، .145 # 121ص

-يرى الشيخ مهدي المهري#زي ## أح#د أب#رز المنظ#رين  [ 12 ] لفكرة ومشروع فلسفة الفقه # بأن واحدة من موض##وعات هذا العلم المقترح ال##ذي يع##نى بالدراس##ة الخارجي##ة للفق##ه تختل##ف عن الدراس##ة الفقهي##ة الداخلي##ة هي ت##أثير الرؤي##ة الكونية على اجتهاد الفقيه، أنظر مهدي المهري##زي، م##دخل إلى فلسفة الفقه، سلسلة كتاب قض##ايا إس##المية معاص##رة

، ترجمة خال##د توفي##ق، نش##ر مؤسس##ة األع##راف، الطبع##ة5.37 # 36 و 5 # 4م، ص 1998األولى،

.119 # 13انظر االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 13 ].17 # 6انظر االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 14 ].329االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 15 ] و400 # 383انظر االس##س المنطقي##ة لالس##تقراء:  –  [ 16 ]

415 # 442..166 # 162 و74 # 70 و69 # 68فلسفتنا:  –  [ 17 ] -أنظر يح#يى محم#د في مقال#ة " المهم#ل والمجه#ول  [ 18 ]

في فكر الشهيد الصدر " مجل##ة قض##ايا اس##المية معاص##رة،.164 # 154 : 12 # 11العدد:

-بحث ح###ول المه###دي ض###من المجموع###ة الكامل###ة  [ 19 ] لمؤلف###ات الس###يد محم###د ب###اقر الص###در، دار التع###ارف

.27  :11م، ج1990للمطبوعات، بيروت، 166انظر دروس في علم األصول، الحلقة الثاني##ة:  –  [ 20 ] ، وبح##وث في علم االص##ول، تقري##ر الس##يد محم##ود#184

، ومباحث االصول،338 # 305 و248 # 233:# 4الهاشمي، .331 # 281 و131 # 93: 21تقرير السيد كاظم الحائري

-محمد باقر الصدر، المعالم الجديدة لألصول ، ض##من  [ 21 ] :3المجموعة الكاملة لمؤلفات السيد محمد ب##اقر الص##در ج

، واشار ل##ه في ابحاث##ه ح##ول الت##واتر المعن##وي171 # 170 :5بإشارات غ##ير تأسيس##ية راج##ع بح##وث في علم األص##ول

337..537 # 533اقتصادنا:  –  [ 22 ] #295:## 4-أنظ##ر بح##وث في ش##رح الع##روة ال##وثقى  [ 23 ]

، محم##د ب##اقر الص##در، نش##ر مجم##ع الش##هيد الص##در296 ه### ق، ولالطالع أك##ثر1408العلمي، إيران، الطبعة الثانية،

على جه##ود الص##در التجديدي##ة في الرج##ال والدراي##ة يمكن مراجع##ة مق##ال "الجدي##د في علمي الدراي##ة الرج##ال عن##د الشهيد الصدر"، ثامر هاشم ح#بيب العمي#دي، مجل#ة قض#ايا

.177 # 109م، 1996إسالمية، العدد الثالث، م، مقال##ة1996،## 3-مجل##ة قض##ايا إس##المية، الع##دد   [ 24 ]

"التأس##يس في فك##ر الس##يد الش##هيد محم##د ب##اقر الص##در"،.32عمار أبو رغيف، ص

منط##ق االس##تقراء، الس##يد عم##ار اب##و رغي##ف، نش##ر –  [ 25 ] ه###.ق،1410مجمع الفك##ر االس##المي قم، الطبع##ة االولى،

.7ص

انظر كنموذج االسس المنطقية لالستقراء في ضوء –  [ 26 ] دراسة الدكتور سروش، نص مقالة سروش المترجم##ة من

، وانظ##ر االص##ل74 # 69طرف السيد عمار اب##و رغي##ف ص الفارس###ي للمقال###ة في كت###اب "تف###رج ص###نع" ال###دكتور عبدالكريم سروش " مباني منطق استقراء از نظ##ر ش##هيد

، نشر مؤسس##ة461 # 458آية الله محمد باقر صدر" ص: م.1994فرهنكي صراط )ايران(، الطبعة الثالثة،

.467 والمصدر الفارسي: 283المصدر السابق:  –  [ 27 ] السيد عمار ابو رغيف، االسس المنطقية لالستقراء –  [ 28 ]

في ض##وء دراس##ة ال##دكتور س##روش، نش##ر مجم##ع الفك##ر… و97 و94 و93ه# الطبعة االولى ص1409االسالمي،

ال##دكتور جمي##ل قاس##م، نق##د نظري##ة المعرف##ة عن##د –  [ 29 ] ،17السيد محمد باقر الصدر، مجلة المنهاج، بيروت، العدد

.150 # 135م، ص2000 زكي الميالد، الس#يد محم#د ب#اقر الص#در وتجدي#دات –  [ 30 ]

،27الفك##ر االس##المي المعاص##ر، مجل##ة الكلم##ة، الع##دد ، وانظرها ايض##ا في مجل##ة المنه##اج، الع##دد19م، ص2000

.28م، ص2000، 17 -من خالل مجموعة محاضرات ما تزال على اش##رطة  [ 31 ]

الكاسيت في حوالي ثالثين شريطا موجودة في مكتب##ه فيمدينة قم في إيران.

ح###بيب في###اض، التجدي###د في المنهج الكالمي عن###د –  [ 32 ] #11الشهيد الصدر، مجلة قضايا إسالمية معاص##رة، الع##دد

12 :136..137م. ن:  –  [ 33 ]

م، ح##وار1994-مجلة الكلمة، العدد الخامس، خريف   [ 34 ] مع الشيخ محمد مهدي شمس الدين حول من##اهج التأص##يل

.124 # 122اإلسالمي المعاصر، ص د. محم##د خ##اتمي، بيم م##وج، المش##هد الثق##افي في –  [ 35 ]

م،1999ايران، مخاوف وآمال، دار الجديد، الطبعة الثالثة، ، وانظ##ر ايض##ا قض##ايا اس##المية معاص##رة،101 # 100ص

، وانظر المصدر الفارسي، بيم31 # 30 ص12 # 11العدد: #121 ه#.ش طه##ران، ص1372موج، نشر سيماى جوان،

122. ،413 # 401انظ##ر االس##س المنطقي##ة لالس##تقراء:  –  [ 36 ]

وانظر الصيغة التي اشرنا اليه##ا في " م##وجز أص##ول ال##دين : "153 # 171.

.168 # 167" موجز اصول الدين " :  –  [ 37 ].193م. ن:  –  [ 38 ].203م. ن:  –  [ 39 ].209 # 205م. ن:  –  [ 40 ].211 # 210م. ن:  –  [ 41 ].216 # 214م. ن:  –  [ 42 ].146 # 145م. ن:  –  [ 43 ] -أنظر مواضع عديدة من كتاب الدكتور علي ال##وردي،  [ 44 ]

مهزلة العقل البشري، نش##ر إنتش##ارات الش##ريف الرض##ي،م.1997إيران، الطبعة األولى،

-انظر بص#دد النزع#ة المراحلي#ة عن#د الص#در في علم  [ 45 ] االص##ول مقال##ة " مع##الم االب##داع األص##ولي عن##د الش##هيد

،20الصدر"، حيدر حب الله، مجلة فقه أهل البيت، الع##دد: .246 و234، خصوصا الصفحات 276 # 229م، ص2001

-انظ###ر كنم###وذج دورس في علم االص###ول، الحلق###ة  [ 46 ].2 #1: 1، بحوث في شرح العروة الوثقى26االولى:

-الدكتور محمد عبد الالوي، فلسفة الص##در، مؤسس##ة  [ 47 ] ،15 # 14م، ص 1999دار اإلسالم، لن##دن، الطبع##ة األولى،

ويمكن مراجع##ة البحث نفس##ه في مجل##ة الفك##ر الجدي##د، م، معالم فلسفة جديدة في كتابات1998،# 17لندن، العدد .316الصدر، ص

.190 # 178موجز أصول الدين:  –  [ 48 ].225 # 224الوحي، انظر موجز أصول الدين:  –  [ 49 ] ح###بيب في###اض، التجدي###د في المنهج الكالمي عن###د –  [ 50 ]

.140الشهيد الصدر، مصدر سابق: .470االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 51 ] يرى الفك#ر الفلس##في العقلي بان#ه كلم#ا نجحن##ا في –  [ 52 ]

االستدالل على وجود الذات اإللهية بصورة أك##ثر تج##ردا عن غيرها كلما تقدمنا خطوة الى االمام أكثر، وهو ما يصرح به الشهيد مطه##ري ل#دى بحث##ه ح#ول بره##ان الص##ديقين وف#ق اتجاه الفلسفة الص##درائية، انظ##ر أص##ول الفلس##فة والمنهج

، التعليقة، وانظر االص##ل،330:## 3الواقعي، مصدر سابق ج.982مصدر سابق:

أنظر الحكمة المتعالية في األسفار العقلية األربع##ة، –  [ 53 ] م، دار1990صدر الدين محمد الشيرازي، الطبعة الرابعة،

، وانظ##ر16 # 14:## 6إحي##اء ال##تراث الع##ربي، ب##يروت، ج.24المناقشات إلى ص

يحيى محمد، المهم##ل والمجه##ول في فك##ر الص##در، –  [ 54 ].161: 12 # 11قضايا اسالمية معاصرة، العدد

، منهج الش##هيد الص##در في1سلس##لة رواد اإلص##الح –  [ 55 ] تجدي##د الفك##ر االس##المي، عب##دالجبار الرف##اعي، مؤسس##ة

م، ص1998التوحيد للنشر الثقافي، ايران، الطبع##ة االولى ، ويمكن مطالع##ة الفك##رة نفس##ها في مقدم##ة م##وجز117

.82اصول الدين للباحث نفسه ص.79 # 78، ومقدمة الموجز: 114م. ن:  –  [ 56 ].112موجز أصول الدين:  –  [ 57 ].469االسس المنطقية لالستقراء:  –  [ 58 ] المدرس#ة القرآني#ة،19انظر تراث الشهيد الص#در،  –  [ 59 ]

قسم علوم القرآن الذي ق##رره الس##يد محم##د ب##اقر الحكيم عن دروس السيد الصدر، اشراف المؤتمر الع##المي لالم##ام الشهيد الصدر، نشر مركز االبحاث والدراس##ات التخصص##ية

ه###.ق،1421للش##هيد الص##در، الطبع##ة المحقق##ة األولى، .272 # 257مباحث المكي والمدني:

.244 # 243م. ن:  –  [ 60 ] من –  [ 61 ] راج##ع بص##دد ه##ذه النظري##ة وم##ا يتص##ل به##ا كال

الدكتور عبدالكريم سروش، "بس#ط تجرب##ة نب##وي" والس##يدحسين غفاري في "انتظارات بشر از دين".

الحر العاملي، وسائل الش#يعة إلى تحص##يل مس#ائل –  [ 62 ] ، كت##اب األم##ر والنهي، أب##واب األم##ر267:## 16الش##ريعة؛ ج

)ب##اب وج##وب ال##براءة من أه##ل الب##دع39والنهي، ب##اب وس##بهم وتح##ذير الن##اس منم وت##رك تعظيمهم م##ع ع##دم

الخوف( الحديث االول..52 # 51، المقدمة 6مجموعة آثار شهيد مطهري –  [ 63 ].85 # 83االسس المنطقة لالستقراء:  –  [ 64 ].101 # 100فلسفتنا:  –  [ 65 ] انظ#ر العالم#ة الطباطب#ائي في كت#اب الش#يعة )نص –  [ 66 ]

، وكت##اب524 # 257الح##وار م##ع المستش##رق كورب##ان(: ، والكتاب##ان286 # 157رسالة التشيع في العالم المعاصر:

ترجمة جواد علي كسار. انظر رسالة التوحيد، تحقيق الدكتور محمد عم##ارة، –  [ 67 ]

م، الطبع##ة األولى، ويالح##ظ1994دار الش##روق، ب##يروت، القارئ الهوامش كلها أو أغلبه##ا من ت#أليف ال#دكتور عم#ارة

نفسه. -وهو م#ا تقوم به مؤسسات كب#يرة اليوم وشخص##يات  [ 68 ]

مهمة على صعيد انتاج جديد فني للتراث القديم والمعاص##ر كما في مؤسسة أهل البيت الحياء التراث ومؤسسة النشر التابع##ة لجماع##ة المدرس##ين ومؤسس##ة دار الفك##ر ووج##ود شخصيات امثال الدكتور محم##د عم##ارة ال##ذي اع##اد إخ##راج موسوعات هامة كمجموعة آثار الشيخ محمد عبده والس##يد جمال الدين االفغاني وغيرهم الكثير على الصعيد االسالمي العام، وأمثال السيد هادي خسروش##اهي ال##ذي اع##اد تنظيم آثار السيد جم##ال ال##دين االفغ##اني، ومؤسس##ة ص##درا ال##تي اع##ادت تنظيم مجموع##ة آث##ار الش##هيد مطه##ري والم##ؤتمر العالمي للشهيد الصدر ال##ذي يعي##د انت##اج آث##ار الص##در كله##ا

ومؤسسة نشر واحياء آثار االمام الخميني وغير ذلك.

امتاز حنفي بتوثيق كافة مصادر الفكر القديم ال##ذي –  [ 69 ] درس##ه مس##جال عش##رات المص##ادر كم##ا بينه##ا في الج##زء

.570 # 555الخامس: -ي#الحظ قب#ض وبسط تئوريك شريعت، بس##ط تجرب##ة  [ 70 ]

للدكتور س##روش، ومع##رفت…نبوي، صراطهاى مستقيم و ديني، قبض وبسط در قبض وبس##ط ديك##ر، فلس##فه تحليلي ضروراتها ودالالتها للشيخ صادق الريجاني، ونقدي ب##ر قبض وبس##ط، للس##يد محم##د حس##ين الطه##راني أو ن##ور ملك##وت

إلى164القرآن للمؤلف نفسه، ترجمة حسن إبراهيم، ص آخر الكتاب.

انظ###ر عبدالل###ه الع###روي، االي###ديولوجيا العربي###ة –  [ 71 ] المعاصرة، الطبعة الثاني##ة، نش##ر المرك##ز الثق##افي الع##ربي،

.9م، المقدمة سيما ص 1999م. ن: المقدمة. –  [ 72 ] م، االرتب#اط الثق#افي2000،# 3مجلة أصداء، العدد:  –  [ 73 ]

بين اي##ران والع##الم الع##ربي، الض##رورات والموان##ع، محم##د ، وانظ##ر147 # 146مهدي خلجي، ترجم##ة جه##اد فرح##ات:

.47: 38المصدر الفارسي في مجلة كيان، العدد -الدكتور علي الوردي، مهزلة العقل البش#ري، مص#در  [ 74 ]

.36سابق: -انظر على سبيل المثال ما دونه تلميذه الشيخ محمد  [ 75 ]

رضا النعماني في كت##اب "الش##هيد الص##در س##نوات المحن##ة####ام الحص####ار"، الطبع####ة األولى، 1996وأي م، خصوص####ا

و178 # 177 و 175 و 109 # 108 و 69 # 67الصفحات ، وراجع أيضا السيد محمد الحسيني في مقالة "اإلمام302

الصدر سيرة ذاتية" المدرجة في كتاب "محمد باقر الص##در

دراس##ة في حيات##ه وفك##ره" دار اإلس##الم، لن##دن، الطبع##ة.99 و 97 و 84 # 79م، سيما الصفحات 1996األولى،