10 يرصملا رسايل دهدهلا ةياور دقنو ليلحت · 10 culture@alhayat-j.com...

Post on 25-Aug-2020

1 Views

Category:

Documents

0 Downloads

Preview:

Click to see full reader

TRANSCRIPT

10 صفحة تعنى باآلداب والفنون والتراث

للمراسالت: culture@alhayat-j.com محرر الصفحة: مهيب البرغوثي

8 3 1 5 د لع��د ا - 2 0 1 9 /1 /1 9 لس��بت اSaturday 19 January 2019 - No. 8315

تحليل ونقد رواية الهدهد لياسر المصري د. روحي ثروت زيادة

قال تعال��ى: »وتفقد الطير فقال مال��ي ال أرى الهده��د أم كان من الغائبي��ن، ألعذبنه عذابًا ش��ديدًا أو ألذبحن��ه، أو ليأتيني بس��لطان مبي��ن، فمك��ث غير بعي��د، فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين« صدق اهلل العظيمفهدهد سليمان لم يكن من عامة الهداه��د، بل كان هده��دًا خاصًا بدلي��ل تعريف��ه ب��أل التعري��ف، والهده��د ي��رى الم��اء م��ن بع��د ويح��س ب��ه، والهده��د م��ن بره ألمه ان��ه دفنها حين ماتت وجعل قبرها على قنزعة رأسه. والعرب يضرب��ون المثل في ق��وة ابصار الهدهد فيقولون أبصر من هدهد. وكذلك راوينا ياسر العارف بدقائق

األمور.والهدهد االيجابي يشاهد في اثناء طيرانه م��ا ال يبصر غيره، ويخبر بما رأى إذن اختيارك ياسر للهدهد هو عنوان��ًا لروايتك رك��ز أحداث الرواي��ة عل��ى موق��ف المثقفين العارفي��ن، وموقفه��م من كل ما يدور حولهم من احداث، والهدهد المه��ارات خطاب��ه ف��ي يجي��د االبداعية من ايجاز فال يميل الى الثرثرة ويراع��ي ظرف المخاطب ومنزلته ومكانته، ويجذب استماع المخاطب حتى يتمكن من ايصال رسالته كذلك المثقف يلمح بالحل وال يأم��ر ب��ه، فطبيع��ة النف��س االنس��انية تنفر م��ن االوامر لهذا يلجأ المثقف )الهدهد( الى أسلوب

العرض واالقتراح.»وجئتك من س��بأ بنبأ« والنبأ هو الخبر الذي له شأن عظيم والمؤكد

بأدلة التوكيد.الهده��د وان��كار المنك��ر، فحين ينكر المثقف ما يرى من تصرفات

واح��داث يظه��ر ذلك ويب��وح به، يحاول وضع حد لما يجري.

والهده��د المثق��ف دقيق ويحيط بما ال يحيط به اآلخرون، ويحيط بالش��يء من جميع جوانبه، وفي ه��ذا م��ن الدق��ة والضب��ط ما ال يخفى، فلم ينظر ياس��ر للقضية من زاوية واحدة، ولم يطرح وجهة نظر واحدة، ولم يلجأ الى ظاهرة التأتيم والتفس��يق، ولم يس��تثن

أحدًا من المسؤولية.الهده��د المثقف في هذه الرواية يحترم القيادة ويقدرها، فيعرض القضية للقائد دون أن يدلي فيها

برأي اال بالتعريض والتلميح.متابعة ص��دى المواقف واألقوال: ومتابع��ة ردة الفع��ل، وبناء على ذلك يكتمل األمر ويكون التصرف

في المرحلة القادمة.ه��ذا ما أوحت به رمزي��ة العنوان

الهدهد.والروائي ياسر المصري في هذه الرواي��ة يمتل��ك طاق��ة تعبيرية هائج��ة متعجل��ة ومقت��درة على الرؤي��ة، وروايت��ه ه��ذه تحم��ل ف��ي بواطنه��ا محف��زات ناتج��ة ع��ن اليقظة والح��ذر والمواجهة، غارقة بالحنين والشعور بالغربة وفيها انصهار المجتمع واالنس��ان والنف��س والتاري��خ والجغرافي��ا واللغة في بوتقة االيحاء والذاكرة.وعناص��ر الرواي��ة الحديث��ة م��ن الشخوص أو األشخاص، والزمان والمكان والحدث والحبكة والعقدة والحل، متفاوتة في انعكاس��اتها وتجاوز لما تحمله تلك الشخصية فالدي��ك عل��ى الرغم م��ن داللته عل��ى الذكوري��ة اال ان��ه يحم��ل معان��ي البش��ر والتبش��ير بفجر جدي��د، ومس��تقبل مش��رق، غير ان��ه هنا خ��رج عن ه��ذه الدالالت

ليضع��ه ال��راوي موض��ع الضعف والتشاؤم، ولعل ذلك ليس قصورًا م��ن الراوي بقدر ما ه��و فانتازيا وخ��روج ع��ن المأل��وف، ليتماهى مع الوضع المتردي والتخبط الذي ينت��اب أبناء هذا الش��عب العظيم وتوال��ي النكبات والتآمر عليه من كل من هم وصاة على هذا الشعب

ومقدراته.ولجأ الراوي هنا ايضًا الى اختزال الزمان والمكان وعدم المكوث فيه اكثر من مش��اهد قصي��رة، على الرغ��م من انه مس��كون بالمكان مول��ع ب��ه أم��ا الح��وار بقس��ميه الخارج��ي والداخل��ي )ما نس��ميه المنولوج أو ص��دى النفس فعلى الرغم من محاولة ياس��ر استثمار ه��ذه الح��وارات لتوضي��ح وجهة نظ��ره اال ان��ه نج��ح ف��ي حدي��ث النف��س )المنول��وج( وأخف��ق في

الحوار الخارجي خاصة ما دار بين الجنديين ف��ي مدينة جنين فجاء الحوار على بساطته كنشرة أخبار.ولكن ما يسجل لصالح الراوي في هذا المجال هو عدم انحيازه لوجهة نظر دون األخرى، فقد اطلق لكل المتحاورين كي يعبروا عن خلجات نفوس��هم بحرية مطلقة، فكسر ج��دار الصمت والس��لبية، مع انه في بعض االحي��ان كان يلجأ الى التدخل لتبرير المواقف المختلفة،

مما يخرجه عن نطاق الحيادية.وأم��ا الس��رد الروائ��ي ف��ي هذه الرواية تارة كان يصدر من الداخل وتارة يصدر من الخارج من خالل نطاق الشخصيات، ونالحظ ذلك االنعط��اف الحاد عند االنتقال من الس��رد ال��ى الح��وار، مما يش��عر الق��ارئ بتلك المطب��ات المزعجة

في الرواية.

اللغة في الس��رد والحوار مباشرة ف��ي بع��ض المحط��ات، ورمزية ف��ي محط��ات أخرى، تفتق��ر الى االيحائية ف��ي مواضع، وصريحة

مباشرة في مواضع أخرى.ومن اجمل ما ورد في الراوية من االيحائية والرمزية، تلك االش��ارة ال��ى ملحم��ة أمه��ات الكنعاني��ة حين أش��ار الى بعل )محاولته من التأصي��ل له��ذا الش��عب العظيم

وأحقيته في امتالك أرضه(.أما الحبكة، فج��اءت في المنحنى الطبيع��ي للرواي��ة، حي��ث تنامت العالق��ات واختلف��ت االح��داث، ومحاور الق��وى، وانقلب الصديق عدوًا والعدو صديق��ًا، ودار ما دار وم��ن اح��داث أسس��ت وأرهصت للحبكة والعقدة ولم تشي بالحل، لكن��ه عل��ى طريق��ة الفانتازي��ا انعطف ال��ى الحل انعطاف��ًا حادًا

أدخ��ل الق��ارئ ف��ي إرب��اك، فلم يرهص لتل��ك النتيج��ة والحلول المفتوحة، تاركًا مس��احة واسعة

لخيال القارئ.س��يما وهو العارف لمدى صعوبة الوصول الى العودة كجسم واحد يعاني همًا واحدًا، تحكمه ظروف

واحدة.ومن اجمل ما في الرواية هو جعل الديك يتح��دث بصيغتين، وكأنه في االولى يذيع نش��رة اخبار في تلفزيون فلس��طين، وفي الثانية

في تلفزيون االقصى.ولغ��ة النش��رة م��ع الدي��ك من��ذ البداي��ة حت��ى النهاية اش��ارة الى قم��ع الحريات الذي تمارس��ه كلتا

السلطتين لالنسان المستقل.ومن جميل االس��لوب ذلك المزج واللغ��ة والح��وار الس��رد بي��ن الشعرية الش��اعرية لكن ازدحام اسماء الطيور والحوارات الخارجية بينها، ودخول الس��رد والحوار في اس��تطراد فيه ايح��اء للواقع المر والتخب��ط ال��ذي آل��ت الي��ه جميع فئ��ات الش��عب فلم يس��لم منهم أح��د والكل تأثر جراء كل ما حدث ويح��دث. وه��ذا ذكاء واض��ح من ال��راوي في اس��تخدام ما يناس��ب هذا الواق��ع من لغة واس��تطراد،

وايحاء، وحوار.وعل��ى الرغ��م م��ن االختي��ارات المعجمية والبياني��ة المعبرة عن قيم وطنية وانس��انية لدى ياسر المص��ري اال انه يلج��أ أحيانًا الى الوصف التقريري أحيانًا في أثناء الس��رد والحوار معًا، ويخرج على اطار تفكير شخوصه الى تفكيره الخاص، وفي الحالتين كان ناجحًا

مقنعًا.رغم اكتظ��اظ الرواية بااليحاءات والرم��زو اال انه��ا تك��ون عفوي��ة

خاصة في تراك��م الحوار، وكثرة ومضات التنوي��ر ووصف األمكنة

والشخوص.هذه الرواية البكر لياسر المصري فيها نكه��ة غير معه��ودة، وفيها اب��داع متميز انعكس في الس��رد والتصوي��ر الفن��ي والمس��توى ق��دم والل��ون، حي��ث والحرك��ة شخصياته بش��كل جعلها تتحرك أمام الق��ارئ، بصورة HD بدرجة عالي��ة من الوض��وح، فيه��ا حياة الحي��اة معان��ي ب��كل نابض��ة

السياسية واالجتماعية.وص��ف ياس��ر المص��ري الواق��ع الفلس��طيني والعرب��ي بعم��ق فلس��في ومنط��ق واض��ح ولغة أدبي��ة جميل��ة بريش��ة الفن��ان المب��دع ال��ذي يلتق��ط األح��داث بعين الصق��ر، ومعرفة الهدهد،

وبساطة الديك.لجأ ياسر المصري في هذه الرواية ال��ى الس��رد التاريخ��ي لألح��داث وفضل النهاية المفتوحة، وأخفى الحلول ليضع كل انسان الحل الذي

يراه مناسبًا لوضعه المتأزم.اختفاء الراوي والس��ارد في كثير من المحطات، ولجوؤه الى التفتيت تارة والتجميع تارة أخرى، والحكاية ت��ارة والح��وار ت��ارة أخ��رى رغم حداثته يش��ي بميالد أديب جديد نطاسي حاذق هو ياسر المصري.وأخيرًا فإن النقد االنطباعي يبعد الناق��د ع��ن الموضوعي��ة، وهن��ا يمكنني االدع��اء وبقوة بأنني لم أتعرف على ياسر المصري اال قبل نصف س��اعة م��ن اآلن ولم ألتقه وأش��اهد محياه الجميل من قبل، فلعلن��ي لم أجامل ولم تس��يطر عل��يّ االنطباعية، فنقدت روايته بتج��رد وموضوعي��ة دون التأث��ر

بالعالقة الشخصية.

هذيان الصمت... تجربة وعيعمر عبد الرحمن نمر

ق��رأت رواي��ة األديب��ة منى النابلس��ي )هذيان الصمت( أعجبتني حد االندهاش، أقنعتن��ي ح��د االرت��واء... الرواية فيها تفرد، حيث تحدثت ع��ن تجليات الحياة الفلسطينية: السياسية، واالجتماعية، واالقتصادية، والثقافية... بلسان امرأة. تقع الرواية في 148صفحة، صدرت عن

المكتبة العربية للنشر والتوزيع. س��ألت نفس��ي عند االنتهاء من القراءة عن جن��س العمل الذي ق��رأت، هل هو رواية فعاًل؟ أم سيرة ذاتية؟ أم مجموعة م��ن الخواطر والتأمالت؟ أم هو رس��الة؟ وأجبت في نفسي، بأن النص أقرب إلى الرس��الة من أي جن��س أدبي آخر. وكان زم��ن الكتابة في صي��ف 2013، وتاريخ النش��ر 2019، أما األح��داث فقد توزعت

على عشرين سنة.وال أدري لم تمس��كت الس��اردة بش��هر كانون المطري البارد لتبرزه في النص، ففي كانون تم لقاءان بين البطلة وتامر، ) تام��ر الص��دق االجتماع��ي المخفي(، وف��ي كانون تحرر )محمود( أخو البطلة، وف��ي كان��ون كان برعم ح��ي ينمو مع صاحب الجريدة، الذي اكتش��ف فيما بعد بأنه س��بب قتل )محمد( أخي البطلة في السجن واتهامه بالعمالة... وفي موسم المط��ر أيضا كان استش��هاد محمد أخي أيمن زوج البطلة، وفي المطر بدأ غثيان

البطلة عالمة على حملها... تحدثت الساردة التي تطابقت مع البطلة ع��ن معاناته��ا باألصال��ة عن نفس��ها، وبالنياب��ة عن بنات ش��عبها على األقل، إن لم نقل بنات جنسها بوجه العموم...

ام��رأة تواجه التحديات بصمت، وتتحمل الصدمات التي تخلف لها إعاقات نفسية واجتماعي��ة، ث��م تب��دأ ترص��د التحدي، وتتأمل��ه، لتث��ور ف��ي وج��ه المفاهي��م ، لعفن��ة ا ني��ن ا لقو ا و ، لمتس��لطة اوالممارسات التي ال تقيم وزنًا للمرأة...

وتتمرد... ج��اءت الرواي��ة بص��ورة الرس��الة، التي تتضم��ن األحداث والصراع��ات بنوعيها

الداخل��ي والخارج��ي... وأب��رزت أماكن األحداث، لما لها من دالالت في مس��يرة

البطلة الرئيسة وتطورها... تولى الضمير )أنا( األنثوي السرد بإسهاب وتسلس��ل، س��ارد كلي المعرفة جريء، يمت��د ليضم ف��ي مجاله )نحن( معش��ر النساء، يقص السارد المسلسل اليومي للمرأة، ويتابع ممارس��اتها وس��لوكاتها بدق��ة متناهية، ويص��ف واقعها وردّات فعله��ا الصامت��ة، وتدي��ن ه��ذا الواقع، تفتح لنا الساردة باب بيتها فندلف العتبة لنراها في بيته��ا، ومطبخها، وحتى في غرف��ة نومها، ونرى ص��ور حرمانها من أدنى حقوقها، كما تناغم مع األنا بعض أص��وات )األن��ت(... و)ه��و(... وظهر في النص األس��ماء الرجالية بينما لم يظهر اسم البطلة الرئيسة ربما للتدليل على

العموم...بنيت الرواية على ثنائيات، لبسط الواقع المؤلم، ومقارنت��ه بالمثالي... أنا/ أنت، حالل/ حرام، حرية/ استعباد، جسد/ روح، كره/ ح��ب، احترام/ احتقار، حياة/ موت، س��عادة/ بؤس... ذكاء/ غباء، وفي هذه الثنائيات ارتسم الصراع، مبينًا ما تعانيه المرأة... وضرورة التمرد وعدم االنصياع للمفاهيم البالية. وقد انبنت أحداث كثيرة على هذه الثنائية الضدية، مثل استشهاد محمد أخي الزوج الذي قتل بكرامة، بينما قت��ل محمد أخ��ي الزوج��ة زورًا وبهتانًا بتهمة التجس��س والعمال��ة... وموقفان ضدي��ان تمثال في تعزيتها باستش��هاد أخيه، وهو لم ينبس ببنت شفة... يعزيها

بموت أخيها!.الس��ارد في النص منحاز، وضد األنماط السلوكية السلبية للرجل، خصوصًا في خيمة الحب والزواج، والعالقات األسرية، ولم نس��مع أي دف��اع عن الرج��ل، على طريقة )س��ماع أحد الخصمين(...، وبين النص لنا موقف المجتمع واألسرة والرجل من الزواج، والمرأة وواجباتها األس��رية، ومي��زات الذك��ر عل��ى األنث��ى... ووضع الزوج والحماة وأهل الفتاة مفهومًا واحدًا لل��زواج، مفاده: تعيش الم��رأة في ظل

رج��ل، تضحي بأش��يائها كله��ا من أجل س��عادته، وتتالش��ى تفصي��الت حياتها الخاصة ألجله، هي ال شيء أمام أشيائه حتى التافهة منه��ا، هي جاريته يأمرها فتطيع، يضربها فتسكت، وله الحق في انتهاك جسدها أينما شاء ومتى شاء، وال يأبه بأي احتياج إنساني روحي يخصها... فهو على حق في ظلمه، وهي على باطل في عدالة قضيتها... وتعزو الساردة هذه المعتقدات إلى فهم بعض المتأسلمين

لإلسالم...

يبدو من النص سؤال مبرر، هل يستمر الحب بعد الزواج؟ هل يقوى أم يضعف، أم يتحول على أشكال حياتية أخرى؟ وفي ظل اإلجابة السلبية لهذا السؤال، تعيش المرأة على هامش الحياة، تخدم زوجها، وتطيعه طاعة عمياء دون نقاش، وهي خادمة ألهله )حماتها وأس��رتها(، وتقوم بأعباء أس��رتها، عالوة على عملها خارج البي��ت، هذا كله مقابل أن يحافظ عليها الرج��ل، ويس��ترها، ويدافع عن ش��رفه وش��رف عائلتين في ممارساتها... نعم

فه��ي حاملة الش��رف، وجينات الش��رف، تنقلها إلى أوالدها، ومنهم إلى أحفادها... هي رؤية النص، سواء اتفقنا معه أم لم نتف��ق، أم ادعينا وقلن��ا أن الكالم مبالغ

فيه... أم هي الحقيقة بعينها...تط��رق الن��ص إل��ى مواق��ف مختلفة، عاش��تها البطلة، فه��ي المتعلمة، التي اخت��ارت زوجه��ا، وه��ي المعلم��ة التي كره��ت مهنته��ا، وه��ي الت��ي تمردت عل��ى الع��ادات وكون��ت أصدق��اء م��ن الذكور، وأجابت عن سر خيانة الزوجات ألزواجه��ن، حي��ث جاء صدي��ق الزوجة الغري��ب تعويض��ًا عن نق��ص اهتمام الزوج لزوجته، ولم تكن نش��وة البطلة إال )محرمة( كما أسمتها، إذ لم تعد خطا مستقيما بينها وبين أيمن، بل ال بد لها وأن تك��ون مثلثة، تب��دأ بها وتمر بتامر وتنته��ي بأيم��ن... وتطرقت الرس��الة إلى االحت��الل، والحواج��ز، واالعتقاالت واألس��رى والش��هادة، وبينت الرأي في ظلم أفراد األس��رة الممت��دة للزوجة... وقد اختلفت محطات األحداث، فظهرت )البي��رة( أول منزل البطلة، وبيت أهلها وطفولته��ا وش��بابها، وظه��رت )بي��ت حنينا( وكف��ر عقب، مكاني��ن للتعذيب األس��ري، والزواج القه��ري، بينما كانت رام اهلل مكان لقاء الصديق الذي عوض ه��ذه المعاناة، وكفرت الس��اردة بقيم أهل الق��دس، وكذبهم وزيفهم، وذلك كضربة مرتدة لما يقوم به الزوج )أيمن( م��ن عذابات للزوجة... وظهرت فرنس��ا معقل الجواس��يس الهاربين من عدالة الش��عب، وس��جن مجدو بي��ت األبطال الفرس��ان المناضلي��ن... وأمري��كا بلد

الغياب العلمي...ال ش��ك أن الفلس��فة االجتماعي��ة التي ينتهجها المجتم��ع، والهيكلية اإلنتاجية للنس��يج االجتماعي، وامتالك وس��ائل اإلنتاج، تتيح للمرء في المجتمع التصرف ضم��ن تقالي��د ونماذج اكتس��بها، حتى أضح��ت كاس��مه، أو لون��ه، وال مج��ال لنقاش��ها أو التم��رد عليها، ألن في ذلك قلب للخريطة االجتماعية بأكملها، وبناء

نمط اجتماعي اقتص��ادي إنتاجي آخر، يؤمن بالذات وقيمه، كما يؤمن باآلخر،

وحرية فكره... لق��د صبّت ه��ذه الرواف��د جميعها في مصب واح��د... كوّن عتب��ة النص كما يقول��ون، فمجمل الوص��ف كوّن جملة اس��مية وصف��ت الن��ص بتكثيف��ه في ثنائية ضدية) هذيان الصمت( فكما أن الصمت يشي بالسكون والسلبية، كان ذل��ك في تج��رع صبر البطل��ة، والزوج يم��ارس طغيان��ه عليها، ف��إن الهذيان بداية السخط والتذمر والتمرد والثورة، ظهر ذلك في تحديها ألسرتها وزوجها، وتقب��ل طالقه��ا، وكأنه��ا تح��ررت من كابوس مظلم، أح��اط بحياتها، إحاطة القي��د بالمعص��م... وقد ذك��ر العنوان كام��اًل، أو نصف��ه األول أو الثاني، تبعًا لس��ياقات حياتي��ة عاش��تها الزوجة، أو تبع��ًا لحاالت التجلي والتأمل والكش��ف التي أمدت الس��اردة بالعبارات المعبرة عن واق��ع أليم، وبالمجمل ذكر العنوان خمس عشرة مرة، في سياقات منوعة... كانت روافع للتفكي��ر والتأمل، وتعزيز الوع��ي االجتماعي بالمحيط، وما يملي

هذا المحيط على المرأة.الس��ؤال األخير ال��ذي أرى أنه ضرورة، ما نس��بة الصدق الحيات��ي في النص؟ بمعنى ما النس��بة المئوية من النس��اء يمثله��ا الن��ص؟ وم��ا النس��بة المئوية التي يمثلها قس��يم النسيج االجتماعي )الذكر( الذي يتطابق مع هذه الممارسات بكاملها، أو بعضها... وهل يمكن تعميم تجربة فردية )أنا الفرد، والمعنى نحن( زوجي��ة فاش��لة عل��ى تج��ارب النس��اء جميعهن، وتمثل العينة الفردية الجميع؟ هل تجنت بطلة النص على أيمن، وهي تعن��ي صنف الرج��ال؟ ه��ذا يحتاج إلى وقف��ات أخرى، تتابع فيها س��يكولوجية

الفرد، ضمن المسار االجتماعي... في النهاية... جه��د كبير بذلته الكاتبة منى النابلسي، ورسالة واضحة وضعتها بين أيديكم للنقاش...مفادها » المرأة

قضية«.

top related