5 لصفلا - essweden.com¯ون حجابي الفصل الخامس.pdf · 5 لصفلا زوفي...

Post on 29-May-2020

18 Views

Category:

Documents

0 Downloads

Preview:

Click to see full reader

TRANSCRIPT

5الفصل

يفوز ي األم

قطعت رحاب شوطا كبيرا في التدريبات

المختلفة كي تكون جاهزة لليلة الكبيرة.

تحاول أقلمة نفسها على السير بالشورت

األحمر الجلدي و حمالة الثدي التي تستر

القليل من ثديها. تنظر للمرآة، المالبس ال

ا الباطنتناسبني ابدا، هل هو المقاس؟ أم عقله

مازال رافضا للموضوع رغم مرور فترة ال

بأس بها من الزمن .

تقرع نهلة الباب و تدخل مباشرة. رحاب

ترتدي الحذاء الممتد لركبتيها. هل هذه فعال

أنا؟ رحاب الفتاة الجامعية من سوسة؟ لم

أظهر يوما بمثل هذه المالبس من قبل، حتى

في وقتما كنت أخرج مع صديقاتي للسهر

حفلة ما سواء في الغولف في سوسة أو على

شاطئ احد الفنادق في الحمامات.

"تبدين أكثر من رائعة! تماما كما ينص

الكتاب" تقول نهلة "حان الوقت اآلن، هيا

بنا، علينا أن ننزل اآلن للملهى"

تستقل رحاب المصعد مع نهلة و قلبها يطرق

يع تطو كمطرقة الحداد بقوة شديدة حينما يريد

الحديد. هل تنجح رحاب بتطويع نفسها و

اجبارها على القيام بالمهمة كما خططت لها

العجوز الشمطاء؟

تنظر رحاب من خلف الكواليس لداخل قاعة

الملهى الليلي. يعج المكان بالناس. منهم من

يرقص و منهم يشرب نخب المرافقين له .

آخرين يتحدثون و يضحكون و يتناولون

الكافيار الروسي و السلمون النرويجي و لحم

الغزال السويدي المجفف. كل ما طاب

من مقبالت األثرياء التي لم يسمع عنها الكثير

من الناس في الوطن الجائع.

البعض يرقصون و يتمايلون على أنغام

الموسيقى الصادرة من السماعات الضخمة.

خبعضهم يحمل كأسه بيده و البعض اآلخر ينف

غيمة من الدخان من سيجاره الكوبي الفاخر.

هل ما يحدث هذا فعال في بلد عربي؟

رغم هذا الصخب اال أن الفخامة و الجو

الرومانسي المنبعث من الشموع يضفي على

المكان مذاق مختلف لم تشاهد رحاب مثيله و

ال حتى في األفالم أو القصص الخيالية. لكنه

واقع فهي في قلب الحدث.

تنظر لزجاجات الشمبانيا الضخمة على

الموائد و تتمنى لو اسطاعت أن تسحقها

على رؤوس الحضور.

لكنها بدال من ذلك تلتزم هدوئها و رباطة

جأشها. الوقت أصبح متأخرا للثورة على

الوضع.

تنظر للفتايات الالتي يعملن معها في نفس

المجال، تراهم يفرحون و يمرحون و

ن تلك الفتاة الشقراء تنظر يرقصون. لك

باستمرار لرحاب و تتابعها بنظرها. ما قصة

تلك الفتاة؟ لماذا تراقبني دائما؟ تنظر و بعيونها

قليل من الشفقة و الحزن. هل الحزن و الشفقة

على نفسها أم على رحاب؟

رحاب في حيرة من أمرها و افكارها تتالطم

ن كموج البحر الهائج في منتصف كانون. اآل

أم أبدا. ربما لم يفتها القطار بعد. ماذا

سيحدث لو ركضت مسرعة للشارع؟

لكن كيف و الحراس يملئون المكان و

نظراتهم ال تغادرها لوهلة؟ تتحرك ذهابا و

إيابا بين المالبس المعلقة خلف الكواليس.

تكز على أسنانها و تحك كفيها ببعضهما

البعض و تأخذ منديال و

العرق المتصبب منهما. و تمسح أيضا تجفف

العرق المتجمع تحت إبطيها و تشم المنديل.

تفوح منه رائحة العطر الثمين .

تأتي نهلة بكأس من النبيذ "إشربي يا

صغيرتي و ستسير األمور أفضل. هذا

سيجعلك أكثر مرونة و تأقلم مع الوضع"

تحتسي رحاب قليل من النبيذ، طعمه

بمساعدة و اصرار نهله الذع. لكنها

تشربه بل و تشرب بضعة كؤوس أخرى

.

حان الوقت للصعود لخشبة المسرح .

تبدأ أنغام الموسيقى بالتصاعد و أضواء

المسرح المتعددة األلوان بالتالعب. حانت

ساعة الصفر، ال مجال للتراجع. تقنع رحاب

نفسها أنها نجمة في عرضها األول و عليها

ا كي تظفر بارضاء أداء دورها جيد

الجمهور. يساعدها على الخروج من

شخصية

رحاب الفتاة الجامعية من سوسة و الدخول

في شخصية رحاب النجمة النبيذ الذي

احتسته مسبقا.

"حان اآلن موعدنا مع نجمة الليلة التي

طالما انتظرناها جميعا" تقول نهلة في

الميكروفون عند تقديم الرحاب .

البالونات الملونة و األوراق البراقة تتساقط

بغزارة و الجماهير تصفق بحرارة.

يتزايد االتشوش و يتصاعد صوت الصفير

في آذان رحاب. ماذا سيحدث لو فقدت

وعيها اآلن؟

دون تفكير ترى رحاب نفسها تسير على

خشبة المسرح .

الفضل يعود لشدة األضواء البراقة و

ترى وجوه و لمعانها مما جعل رحاب ال

مالمح الحضور. يبدو الجميع في عينيها

كأشباح فارغة. تماما كمشاعرها من

الداخل.

تسير بضعة جوالت على المسرح و تترجل

بعد ذلك ألرض

الملهى لتسير على السجادة الحمراء التي

امتدت بين الموائد في كل أنحاء الملهى.

هذه لست أنا. هذه سلعة للعرض أو جارية

سوق النخاسين في العصر الجاهلي.في

تأتي احدى الفتيات و بيدها صينية ذهبية عليها

وعاء من الكريستال البولندي الفاخر. تشير

الفتاة لرحاب كي تسير بجوارها. تسيران بين

موائد الضيوف. يبدو أن موعد تقديم عروض

السعر في هذا المزاد قد حان.

جعل يعود الشكر للنبيذ مرة أخرى الذي

رحاب تشعر بدوار خفيف و تنفصل عن

الواقع.

يكتب الضيوف الرجال عروضهم على ورقة

صغيرة و يضعونها في الوعاء الكريستالي.

تكمل الفتاة مسيرتها و تحرك مؤخرتها

بطريقة مثيرة. تحاول رحاب تقليدها قدر

المستطاع و توزيع االبتسامات على

الحضور.

العروض. انتهى المزاد و جمعت كل

تومئ نهلة لرحاب أن تأتي نحوها. تعطيها

كأسا آخرا من النبيذ

"هذا سينعشك و يسهل الموضوع". تغب

رحاب الكأس برشفة واحدة، عسى ذلك

ينسيها الوضع و يثبط أفكارها الملتهبة.

تتسارع الموسيقى و يتعالى صوتها و رحاب

ترتعد من الداخل .

المزاد. من حان االعالن عن نتيجة

الشيطان الذي فاز بجسدها الليلة؟

"الفائز صاحب السمو ت.س." تذيع نهلة في

الميكروفون "تحية للمملكة العربية السعودية

و لسمو األمير" تتعالى الهتافات و

المباركات و التهليالت و كأن القدس قد فتحت

و حررت اليوم على أيدي المملكة العربية

قائدة األمة .

تجمع الفتيات حول طاولة األمير و ت

تصفق و تهلل و مساعدو األمير يرشقون

األموال عليهم كما يرشق األرز على

الجنود الظافرين بعد عودتهم من أرض

المعركة.

تهبط من السقف زجاجة شمبانيا عمالقة

لتستقر على طاولة

صاحب السمو. فيشد جسمة و يرفع أكتافه

المعركة الظافر حين و يشمخ شموخ قائد

يأتى له بقائد جيوش العدو أسيرا.

نهلة تشير لرحاب لتتقدم.

هل نسيت رحاب كل ما تعلمته في األسابيع

الثالثة الماضية؟ ما هي الخطوة التالية

المتوجب فعلها؟ يبدو أن ذاكرتها قد مسحت.

تحاول الضحك رغم أن كل جوارحها تبكي.

لى ركبتيها و تذهب نحو سموه و تنزل ع

تقبل يده. كم قبيح الشكل. رجل في الستين

بكرش يمتد أمامه مترين. الكنبة الخاصة

التي يجلس عليها بالكاد تتسع للمتدلي من

الشحوم من كل أنحاء جسمه.

إذن ستقضي الليلة مع كتلة الشحم هذه. ربما

ال يساعده حجمه و عمره على انجاز المهمة.

.لكن ليس التمني وحده هذا ما تتمناه رحاب

كافيا فاألمير يملك من المال ما يجعل منه شابا

في العشرين. تأتي نهلة و تضرب رحاب

ضربة خفيفة على مؤخرتها. تتذكر رحاب

الخطوة التالية من التعليمات. فتجلس فيما تبقى

من مكان

على حضن األمير، فكرشه يأخذ حيزا كبيرا

ول عنقه .من المساحة، و تلف يدها ح

نهلة تبتسم و تقبل يد األمير .

يضع األمير يده على فخذ رحاب و يطبطب .

لو أن األرض تنشق و تبلع رحاب فيد

األمير النجسة تسقط على فخذها كسقوط

نيزك ملتهب من السماء.

نهلة تغمز لرحاب و تومئ لها برأسها. تفهم

رحاب الرسالة. مهمتها الوحيدة اآلن السمع و

الطاعة و السهر على راحة صاحب السمو ،

فهو أحد أحفاد خادم الحرمين الشريفين و ال

يجب اغضابه .

"هذه جاريتك و خادمتك رحاب، حورية من

حواري الجنة سيدي األمير" تقول نهلة

يضحك األمير بصخب "طالما حواري

الجنة معانا على األرض فال داعي لالنتظار

هلة و يضحك حتى ندخل الجنة". تضحك ن

الجميع .

هل تضحك رحاب أم تلطم؟ نهلة تنظر لها

فتطلق رحاب صوتا يشبه الضحك. تهمس

نهلة في أذن رحاب "طرح األسئلة على سمو

األمير ممنوع" تهز رحاب رأسها. نهلة تكمل

"اليوم أعطي لمخك اجازة. التفكير فيه ضرر

عليكي. كل ما يحتاجه األمير منك هو جسدك

هب أما عقلك فال حاجة له به"الملت

تجلس رحاب على الكرسي المجاور لألمير.

رائحة الخمر تفوح من فمه و الدخان

المتصاعد من سيجاره يضبب المكان و

يحجب الرؤية قليال. ربما على رحاب أن

توجه شكرا للدخان الذي يحجب وجه األمير

القبيح من فترة ألخرى .

قهقهته و يضحك األمير بفظاظة. صوت

شكله يبدوان لرحاب و كأن كلب البحر يطبش

بالماء أو كحمار ينهق. يتمتم األمير ببعض

كلمات غير مفهومة. لكن رحاب تفهم من

حركة يده أنه يريد أن تمأل له كأسا من

الويسكي، فتفعل ذلك.

"برافو" يقول األمير و يقرصها في خدها

كأنها طفلة صغيرة .

أس و يشير لها أن تجفف يرشف رشفة من الك

له شفتاه. فتأخذ منديال لتفعل ذلك. "ال، ليس

هكذا" يقول األمير و يشير على شفتيها.

تغمض رحاب عيناها و تقبله بحذر و قرف.

يطبطب على فخذها "هذه الحركة تفعليها كلما

احتسيت الخمر" يقول و يضحك .

تشعر رحاب باشئمزاز عندما ترى قطع

بين أسنانه .الخس عالقة

لكن ماذا تفعل؟ فهي من أمالكه الخاصة اآلن.

يلتفت األمير و يشير بيده ألحد من حاشيته.

فيأتي بصينية فضية مليئة بأكوام من

الدوالرات.

يمسك األمير بحزمة من الدوالرات و يقول

ألحد مرافقيه "المال لك لو نزلت على

أطرافك األربع و لعقت بلسانك حذاء

الصغيرة كي ينظف تماما". حوريتي

ما هذا الخنزير القذر؟ إنه مضطرب نفسيا.

هل سيطلب مني أن أفعل مثل هذه األمور؟

تشعر رحاب بنار تأكل أمعائها.

ينزل المساعد على األرض ليفعل كما أمره

األمير. تنكمش رحاب في كرسيها. و تضم

قدميها و تشعر بالخجل و الحرج و االشمئزاز.

المساعد لسانه. "أكثر، مده أكثر! ألم يمد

ترى كلبا يمد لسانه من قبل" يقول األمير و

يضحك.

يبدأ المساعد بلعق و لحس حذاء رحاب.

تشعر بحرقة في قلبها و تغمض عيناها.

تشعر بعيون نهلة تراقبها من خلف ظهرها

فتفتح عيناه و تمد ساقيها و تتدعي الضحك.

و كل الفتيات تنظر حولها و ترى نهلة

يتابعون و يضحكون. لكن أين تلك الفتاة

الشقراء؟ أين اختفت؟

"اذهبي لساحة الرقص" يقول األمير لرحاب

و يشير لمساعده

"الحق بها و سر خلفها على األربع و الحس

األرض التي تسير عليها الحسناء". يبدأ

األمير برشق الدوالرات عشوائيا لتتساقط في

كزخات المطر. كل المكان

هل سيكون األمير بهذه القباحة و الفجاجة

في السرير أيضا؟ ال تريد رحاب التفكير

في ذلك. تأخذ كأس الويسكي و

تشرب.تدخل الراقصة للملهى. تتساقط

األموال بغزارة على جسدها العار.

الضيوف يتسابقون و يتنافسون بإلقاء

المال. و كأنه استعراض للعضالت و

لقوى، و لكن بالمال.ا

ينفذ المال الذي على مائدة األمير. و لكن

هيهات أن يستسلم و يكف عن المنافسة. لن

يتوقف طالما آبار البترول تضخ. تتوالى

الصواني المملؤة بالمال بالهبوط على مائدة

األمير و كأن المائدة مطار هيثروا في أوج

حركة المالحة الجوية من هبوط و إقالع .

يبدأ عمال الملهى بجمع األموال في أكياس

سوداء كبيرة كأكياس الزبالة.

تنظر رحاب بحسرة و ألم لتلك األموال التي

رميت على األجساد العارية. ماذا لو هذه

األموال وزعت على الفقراء في أمتي، هل كنا

سنرى جياعا يلتقطون قوتهم من حاويات

قلبها القمامة. تقول رحاب في نفسها و

يعتصر. كان البعض يتهمني باالنحالل و

الفجر ان خرجت بمالبس نوعا ما خفيفة. ان

كان ذاك فجرا فماذا يسمى ما أراه بعيني من

فحش؟

زجاجات الخمر متناثرة على األرض في

أنحاء الملهى و الفجر بدأ بالبزوغ. لكن يد

األمير مازالت تحمل الكأس. بدأ مفعول النبيذ

ى من جسد رحاب و بدأ الدوران يذهب يتالش

و عقلها يعود للوعي.

و ساعة الصفر أضحت وشيكة. تصب

رحاب كأسا فال ينبغي أن تعود لوعيها فهي

اآلن بأمس الحاجة لالنفصال عن الوقائع

.االمير قد شرب محيط ا من الخمر، عسى

ذلك يعيقه عن انجاز مهمته. لكن يبدو عليه

لك .أنه معتاد على ذ

القلب ينبض و الجسد يرتعد عندما تسير

رحاب برفقة األمير لمغادرة الملهى.

مباشرة قبل الخروج عند باب الصالة تقع

عين رحاب على رجل كبير يجلس على

األربع و يلتقط ما تناثر من

الدوالرات هنا و هناك و يضعها في

صندوق يحمله أحد الحراس األمنيين في

الصالة.

ة و آالم في أمعائها. دون أن تفكر تشعر بحرق

تجلس القرفصاء بجوار الرجل المسن و

تحاول مساعدته على النهوض. "أرجوكي يا

ابنتي انهضي و ال تعرضي نفسك لألذى"

يهمس الرجل المسن في أذن رحاب.

يسحب األمير رحاب من ذراعها و يالحظ

كيف ضحكتها لم تكن صادقة بل مشوبة

للرجل "ق لد الخروف و بالقلق. فيقول

احصل على مئة دوالر."

يفعل الرجل كما طلب منه. و األمير و حاشيته

ينفجرون ضحكا.

الدموع في عيون رحاب تنحبس و كانت على

وشك ان تنهمر. لكن بالطبع نهلة كانت

بالجوار. توخز رحاب في ظهرها. فتشارك

رحاب اآلخرين بالضحك .

رفقة رحاب و مرافقيهيستمر األمير بالسير ب

األمنيين نحو

المصعد. تشعر رحاب بالنار تأكل أذنها حينما

يهمس األمير "حان وقت المتعة الحقيقية يا

أميرتي"

تتردد رحاب بالدخول و تقف عند باب

الجناح الملكي لكن األمير يدفع بها للداخل.

األشعة المنعكسة من قطع الكريستال

يا العم القة في وسط الجناح الصافي للثر

تومض بوجه رحاب، يزداد صوت الوش و

الطنين بأذنيها. حان الميقات.

ترى رحاب نفسها في المرآة المعلقة في

السقف فوق السرير.

عارية من أعلى، يبدو أن األمير شد الستيان

حين رمى بها على

السرير، و العرق يسيل بين ثدييها و يلمع. ما

ذا المشهد المقشعر هذا الرخص؟ ما ه

لألبدان؟

يفتح األمير الدرج المجاور للسرير و يخرج

شريطا من األقراص و يبتلع إحداها بعدما

ناوله أحد المساعدين زجاجة الماء. هل سيبقيا

هذان البغالن في الغرفة طيلة الوقت؟

دون مقدمات و بقمة الفظاظة و الهمجية

ريد أن يشد األمير سروالها الداخلي "أ

أراك عارية أمامي".

تنظر رحاب للحارسان.

"تقصدين هؤالء! ال تهتمي لوجودهما،

اعتبريهم كباقي قطع األثاث في الغرفة."

يشير لهما بيده فيأتيان مسرعان لمساعدته

بنزع مالبسه فهو ال يقوى على فعل ذلك

منفردا.

على سروال األمير الداخلي المصنوع من

ترى رحاب بقعة صفراء الحرير الصافي

فتشمئز .

"هل ستنزعين المتبقي من مالبسك

لوحدك أم أطلب منهما المساعدة؟"

يقول األمير و يشير على حارسيه و

يضحك.

هل مطلوب منها أن تتحمل كل هذا و كل

هؤالء، أال يكفي هذا البدين المقرف؟

يجلس األمير عاريا على حافة السرير و

عورته. تتسحب كرشه متدلي يستر

رحاب تحت اللحاف لتستر جسدها و

تنزع

سروالها الداخلي. فيتناوله األمير في الحال

و يشتمه "كم رأئحته عطرة؟"

تشعر رحاب بالرغبة بالتقيؤ على وجهه

القميء. كيف سأتحمل هذا الجسد القذر فوقي؟

و أسوأ ما في الموضوع كل هذه المرايا

السقف و على المعلقة في كل المكان في

الجدران .

يشير األمير بيده للحارسان فليتفتان للجهة

األخرى؟ ما الفائدة و المرايا تعكس كل ما

يحصل؟

"أعلم أنك تشعرين بالخجل" يقول األمير.

هل عليها أن تشكره على مشاعره النبيلة و

هو الذي اشتراها منذ قليل كإنما اشترى

بقرة .

الموضوع "فكري بشيء آخر و سيمر

بسهولة و سرعة" هكذا قالت لها نهلة من

قبل .

ربما ذلك. يمر في رأسها كم كانت سعيدة

عندما أعطتها منال

اعالن الوظيفة الرائعة؟ أين منال اآلن ترى

ماذا يحدث؟ و لكن منال بريئة مما يحدث

كبرائة الذئب من دم يوسف.

تود رحاب لو باستطاعتها أن تتحدث مع

الفتيات األخريات لتعرف منهن كيف تصرفن

في ليلتهن األولى .

تنتفض رحاب حين يقبلها األمير من رقبتها

و يهمس "كم رائحتك رائعة؟ تشعرني

بالنشوة مسبق ا"

تغمض عيناها و تشد جسدها حين تبدأ يدا

األمير بمداعبة ثدييها.

رحماك يا هللا! ما ظننت قط أن على هذه

بهذه القسوة و الهمجية األرض أناس

يستمتعون بانتهاك األعراض بهذا الشكل

الحيواني.

تقاوم رحاب محاوالت األمير المتكرره

الختراقها. يتنهد األمير .

يتنحنح أحد الحراس و ينظر بطرف عينه

على رحاب ثم يستدير .

ترخي رحاب نفسها. يصيح األمير و يهلل

هر .ق "لقد فعلتها". تبكي رحاب بحرقة و

ما هذا الجبروت؟ ما هذه الرغبة الجامحة

بقهر اآلخرين؟

تبكي رحاب و تشهق من شدة البكاء.

الغرفة تدور بها و تختلط األصوات عليها.

هل هذا صوت بكائها؟

األمير يشير ألحد الحراس فيأتي له بمنديل

قماشي أبيض و يفرده أمام األمير.

ل ليتبل يضع األمير كف يده على مهبل رحاب

بالدماء ثم يطبع بكفه على المنديل.

"هذه للذكرى فقط" يقول األمير و يضحك

بفظاظة.

كيةلي عند الحدود السورية ا

تنطلق السيارة الشيفروليه الصفراء من وسط

مدينة حلب مقلة فاتن و ابنتها و المهرب أبو

أحمد و السائق .

ف كتتضع فاتن يدها بقلق و ترقب على

مهى. كل شيء سيكون على ما يرام.

العرق يتصبب من شدة الحرارة عندما

تتوقف السيارة عند نقطة التفتيش عند

الحدود السورية التركية "عين العرب".

يدقق مفتش الحدود السورية بوجه فاتن

قبل أن يتوجه نحو المهرب ."من المرأة

و الطفلة؟" يسأل المفتش

نته. هو بيشتغل بتركيا "زوجة صديقي و اب

و هني رايحين عنده زيارة" يوضح أبو

أحمد.

يعطي أبو أحمد جوازات سفر فاتن و مهى

للمفتش .

يتسلل القلق و الرعب لقلب لفاتن و تبدأ

بالتعرق. هل سيكتشف أنها لست صورنا في

الجواز؟

"جوازات سفر سويدية؟" يتسائل المفتش و

يقلب بهما.

عندهم جنسية سويدية" يجيب أبو "نعم سيدي

أحمد.

"هاي جوازاتكم؟" يسأل المفتش. تهز فاتن

رأسها و تبتسم. و تضع يدها في حقيبتها و

تخرج تفاحة و تعطيها لمهى لتشتت انتباهها .

"صف السيارة على جنب" يقول المفتش و

يشير بيده.

يهرب الدماء من وجه فاتن و ال تقوى على

هى تأكل بالتفاحة و تصدر االبتسام. م

أصوتا عالية عند المضغ. فاتن تطبطب

عليها.

"بس يا سيدي....." يحاول أبو أحمد. لكن

المفتش يقطعه و يصرخ بصوت عال "قلت

لك وقف على جنب".

تضع فاتن رأس مهى على صدرها و

تحضنها و تداعبها في شعرها .

م هل هذه النهاية؟ هل سيرجعونهم إلى حلب؟ أ

يقبضوا عليهم بتهمة التزوير و انتحال

شخصيات غير شخصياتهم؟

لكن ابو أحمد وعدنا أن األمور ستسير

بانسياب و ان له عالقات جيدة على الحدود.

"وين المعارف و العالقات أبو أحمد

وال كالم بالهوى" يضرب أبو أحمد

يده بقوة على مقدمة السيارة.

دايما يلتفت السائق نحو فاتن "و هللا

بتمشي األمور بسهولة ما بعرف ليش

هالمرة تيس المفتش".

"حظي و بعرفوا" تقول فاتن

"سدوا بوزكم و اال بلف و برجع فيكم على

حلب" يصيح أبو أحمد.

يعود المفتش نحو السيارة. تتصاعد دقات قلب

فاتن .

يمد المفتش رأسه لداخل السيارة من الشباك

المدام و البنت بدهم يشرفونا من جهة فاتن "

شوي"

فاتن على وشك البكاء و مهى تشدها من

البلوزة و تبكي.

يدق المفتش بعنف على باب السيارة. تقفز

فاتن مرعوبة.

تتمتم فاتن ببعض آيات الذكر الحكيم .

يخرج أبو أحمد عشرة دوالرات و يضعها

بيد المفتش "بس فيك على األقل تقولنا شو

؟"القصة

"هاي البنت و لو انها سويدية بس الزم

موافقة األب مكتوبة"أبو أحمد يضع عشرة

دوالرات أخرى بيد المفتش " و اذا قلت لك

انو أبوها أعطاني موافقة شفوية بيمشي

الحال؟"

يفتح المفتش الباب الخلفي للسيارة من جهة

فاتن "تفضلوا مدام و ماتسببلي مشاكل"

ستي هاي أوامر من فاتن تتوسل. "يا

الظابط المناوب. األوامر أوامر" يقول

المفتش و يهز رأسه .

يشير أبو أحمد لفاتن أن تبقى في مكانها و

يترجل هو من السيارة.

يضع يده على كتف المهرب و يسير به

بضع خطوات و يتكلم معه .

يعود أبو أحمد نحو السيارة و يرسم على

وجهه ابتسامة صغيرة.

ما رغم كل شيء استطاع أبو أحمد إيجاد رب

حال.

يمد أبو أحمد يده من الشباك "اعطيني

دوالر بسرعة." تبحلق فاتن و 500

دوالر ليش؟" 500تصيح"

"أنا عملت اللي علي الموضوع بإيدك هأل"

يقول أبو أحمد و يفتح ذراعيه على

مصراعيهما ."ياهلل طلعيهم يا انزلي انت و

بولنا وجع راس."بنتك و ما تجي

"حاضر حاضر" تقول فاتن و تهز رأسها و

تعطيه المبلغ.

يعود المهرب للمفتش و يضع بيدة ورقتين

ماليتين و يقول "العمى بقلبك، أنا خفت منك و

هللا مش قليل بالتمثيل، خرجك تمثلك دور

شي حمار بشي مسلسل. تخنتها شوي! التزم

بالنص المكتوب المرة الجاي"

هاد أبو أحمد؟ ميتين بس؟ ليه انت أديه "شو

شفطت منها؟" يقول المفتش.

"العمى ما اطمعك يا جحش. كلهم دقيقتين،

لتكون مفكر حالك عادل إمام؟"

يعود المفتش و المهرب معا للسيارة. يرمي

أبو أحمد نفسه بالمقعد األمامي .

يعطي المفتش جوازات السفر لفاتن و يقول

هللا قلبي تقطع عالبنت "خدي يا اختي و

الصغيرة و أنا قلبي ضعيف قدام األطفال ما

بتحمل". تنظر فاتن له باستهزاء "هأل

صرت أختك."

"و هللا اختي "يقول و يهز رأسه ثم يشير

على أبي أحمد "اشكري هالزلمة أبو قلب

طيب. لوال ما طلعتوا من هون اليوم "

top related