baitul hikmah press - david vishanoff · 2016. 6. 7. · international journal . of . pesantren....

20
INTERNATIONAL JOURNAL of PESANTREN STUDIES Volume 7, Number 2, 2015 viii + 284 halaman, 16 x 24 cm ISSN 1978-8134 Pusat Studi dan Pengembangan Pesantren (PSPP) Center for the Study and Development of Pesantren (CSDP) ميةسهد المعا كز لدراسة وتنمية ا المرin collaboration with Baitul Hikmah Press

Upload: others

Post on 08-Mar-2021

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

INTERNATIONAL JOURNAL of PESANTREN STUDIES

Volume 7, Number 2, 2015

viii + 284 halaman, 16 x 24 cm

ISSN 1978-8134

Pusat Studi dan Pengembangan Pesantren (PSPP)

Center for the Study and Development of Pesantren (CSDP)

المركز لدراسة وتنمية المعاهد الإسلامية

in collaboration with

Baitul Hikmah Press

Page 2: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي

David R. VishanoffUniversity of Oklahoma, U.S.A.

Religious Studies Program

Email:[email protected]

ملخص

بل عند مفكري الإسلام، حديثا

ليست علما الهرمنيوطيقا إن

تعود إلى الإمام الشافعي وتأسيسه لعلم أصول الفقه. يشرح هذا

الفقهية الهرمنيوطيقا تأسيس في الشافعي الإمام دور البحث

الإسلامية،ثم ينتقل إلى وصف نظريته التفسيرية، فيصفها أولا

بأنها في غاية المرونة في إثبات العلاقات التفسيرية بين النصوص،

بأنها تعطي للمفسر حرية واسعة في استنباط الأحكام. ثم وثانيا

يشرح هدف هذه النظرية الهرمنيوطيقية، وهو إثبات مطابقةتامة

بين الآراء الفقهية التي اختارها الإمام الشافعي وبين الآيات القرآنية

والأحاديث النبوية التي كانت قد اشتهرت في عصره. ثم يشير إلى

أهم ما نتج عن وضع الإمام الشافعي لهذه الهرمنيوطيقا الفقهية،

Page 3: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015264 David R. Vishanoff

، يرجع كله إلى نصوص إنسانيا

وهو إمكانية تصور نظام فقهي إلهيا

ليناسب حاجة المجتمع الإنساني في الشرع الإلهي، ويتطور أيصا

كل عصر ومكان.

AbstractHermeneutics is not a new discipline among Muslim think-ers; it goes back to al-Shāfi’ī’s founding of the discipline of legal theory (uṣūlalfiqh). This article examines the role alShāfi’ī played in the founding of Islamic legal hermeneu-tics, and then describes his hermeneutic as one of great flexibility for defining hermeneutical intertextual rela-tionships, and great freedom for deriving legal rules from texts. Then it presents the goal of al-Shāfi’ī’s hermeneutic as the establishment of a perfect correlation between his legal opinions and the Qur’ānic verses and Prophetic tra-ditions that were widely accepted in his time. Then it indi-cates the most important consequence of al-Shāfi’ī’s legal hermeneutic: the possibility of imagining a legal system that is at once divine and human, that is entirely based on the texts of divine revelation yet also evolves to suit the needs of human society across time and space.

من أهم مواضيع التدريس في مدارس و Pesantren أندونيسيا علم

أصول الفقه، الذي يمثل قمة الفكر الإسلامي في ميدان الهرمنيوطيقا أو

التفسيرية أي علم كيفية استخراج المعاني والأحكام من النصوص الشرعية.

، يعيدون النظر في علم أصول الفقه عموما

وقد صار بعض العلماء متأخرا

. فأخذ بعضهم وفي أقوال الأصوليين في المسائل الهرمنيوطيقية خصوصا

الفكر من منطلقين على شكل جديد، الفقه أصول علم بناء يعيدون

الغربي الحديث، وقاصدين المرونة والتمطط والليونة في التفسير والحرية

في التأويل لأجل إصلاح وتجديد الفقه الإسلامي. لكن الحرية المقصودة

Page 4: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 265

والمرونة المطلوبة قد يعثر عليهما في الهرمنيوطيقا الفقهية الكلاسكية، أي

في علم أصول الفقه نفسه، بغيرحاجة إلى استثمار المناهج الهرمنيوطيقية

غاية في العلماء بين المنتشر الفقه أصول علم فإن الحديثة. الغربية

المرونةالتفسيرية، وإن لم يظهر ذلك من تاريخ علم الفقه الذي لا يتطور

بالسرعة المطلوبة عند مؤيدي الإصلاح. فهدفنا في هاذا البحث إظهار المرونة

الهرمنيوطيقيةوالتمطط التفسيري الذين يتصف بهما علم أصول الفقه،

وذلك من خلال دراسة النظرية الهرمنيوطيقية عند الصاحب الأول لهاذا

العلم، الذي أسسه ووضع أركانه وأهم قواعده، وهو الإمام الشافعي. فنبدأ

بدور الإمام الشافعي في تطور الهرمنيوطيقا، ثم ننتقل إلى وصف نظريته

الهرمنيوطيقية،ثم إلى الكشف عن هدف تلك الهرمنيوطيقا،ثم نشير أخيرا

إلى بعض نتائجها في الفكر الإسلامي إلى يومنا هذا.

دور الإمام الشافعي في تطوير علم الهرمنيوطيقا الفقهية.

المسألة الأولى دور الإمام الشافعي في تطوير الهرمنيوطيقا عند علماء

عند الأصوليين. ليس من المتفق عليه، لا عند علماء الإسلام، وخاصتا

الإسلام ولا عند المؤرخين الغربيين، هل كان الإمام الشافعي هو الذي أسس

علم أصول الفقه أم لا. قال بعضهم بأن علم أصول الفقه، وهو بطبيعته

نوع من النظرية الهرمنيوطيقية، يعود إلى واصل بن عطاء )ت 847/131(

إمام المعتزلة،1وحتى إلى معاذ بن جبل )ت 936/81( الذي قال عند بعثه

إلى اليمن إنه يحكم بكتاب الله، وإن لم يجد فبسنة رسول الله، وإن لم

1 Among them: Hasan, TheEarlyDevelopmentofIslamicJurisprudence(Pakistan: Islamic Research

Institute, 1970), pp.41, 58,179,217; see also, Abdul Jabar, Fadlal-I’tizal (Tunisia: Dar Tunisia li an-

Nasyr,1974), p.234; Josef van Ess, TheologieundGesellschaftim2und3.JahrhundertHidschra:

EineGeschichtedesreligiösenDenkensimfrühenIslam(Berlin: Walter de Gruyter, 1991-1997),

pp. 162-163.

٦٣٩/١٨

٧٤٨

this is shown to be incorrect by

Page 5: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015266 David R. Vishanoff

بأن علم أصول الفقه لم يكن يجد فباجتهاد رأيه.2 وقال بعضهم متأخرا

قبل عصر الإمام ابن سريج الشافعي )ت 819/603(.3 لا يمكنني مدونا

علما

الموافقة بأي قول من هذه الأقوال الثلاثة، بل أوافق من قال بتأسيس الإمام

الشافعي لهذا العلم،4 لكن ليس على الوجه الذي قال به جمهور العلماء،

للفقه، بل أسس الفقه كله سسا

فإنه لم يثبت الأصول الأربعة المشهورة أ

على القرآن نفسه، كما سيظهر فيما بعد، وأنشأ علم أصول الفقه كنظرية

ش لغة القرآن وتشرح كيف يستنبط منها الفروع كلها.هرمنيوطيقية تفت

كثير من قال بأن الأمام الشافعي هو الذي أصل الفقه على أربعة أصول،

الباحثين أحد أتى قد والقياس. والإجماع النبوية والسنة الكتاب وهي

الغربيين، اسمه Joseph Lowry، بالبرهان القاطع بأن الإمام الشافعي لم

على وجه الانتظام، وإن ذكرها في بعض صريحا

يثبت الأصول الأربعة إثباتا

خر خمسة أصول، أو ثلاثة ويترك الإجماع، المواضيع، فإنه ذكر في مواضيع أ

أو اثنين الكتاب والسنة، و في بعض المواضيع أرجع الفقه كله إلى أصل واحد وهو الكتاب.5

الغربيين من رأى الإمام الشافعي الذي جعل السنة الباحثين ومن

النبوية المصدر الثاني للأحكام،6 ولا شك بصحة ذلك، إلا أن الشافعي لم ير

رة للكتاب، الكتاب والسنة أصلين متقابلين متساويين، بل رأى السنة مفس

بنفسه ولا يبين الأحكام لا تنسخه ولا تساوي إياه، كما أن القياس ليس أصلا

2 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics:HowSunniLegalTheoristsImagineda

RevealedLaw, (Connecticut: American Oriental Society, 2011), p. 257.

3 See for example, Wael B. Hallaq,“Was alShāfi’ī the Master Architect of Islamic Jurisprudence?”

in InternationalJournalofMiddleEastStudies 25:, pp. 587-605.

4 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp.12, 254-261.

5 See Lowry, “Does Shāfi’ī Have a Theory of ‘Four Sources’ of Law?” In StudiesinIslamicLegalTheory,

(Leiden: Brill, 2002), pp. 23-50.

6 See for example, Joseph Schacht, TheOriginsofMuhammadanJurisprudence, (Oxford: Clarendon

Press, 1950), pp. 11,15, 20, 135.

٩١٨/٣٠٦

Page 6: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 267

إلا على وجه تبيين معنى الكتاب.7وعند ذكره للوجوه الخمسة للبيان، جعل

لبيان معاني القرآن، فالقرآن إذا ذكر مسألة من مسائل الأصول كلها طرقا

الفقه فيتبين حكمه فيها بنص آخر من كتاب أو سنة إما على وجه التأكيد

أو على وجه إضافة بعض التفاصيل أو على وجه تفسير المجمل،وإن لم يذكر

مسألة بشكل صريح فحكمه فيهاإما أن يتبين بالسنة التي تفسر وتفصل

كيف يعمل بالأمر الذي جاء في القرآن بطاعة الرسول بشكل عام، أو يتبين

بأدلة العقول التي تفسر من طريق القياس كيف يعمل بالأمر الذي جاء في

القرآن بالتفكر والاجتهاد. فعلى أي وجه كان من هذه الوجوه الخمسة، فإن القرآن هو الأصل الوحيد والسنة والقياس ليست إلا مبينة لمعناه.8

أن أوافق من قال إن دور الإمام الشافعي كان تأسيس لا يمكنني إذا

أصول الفقه بمعنى الأصول الأربعة المشهورة، ولا من قال إنه جعل الفقه

على أصلي الكتاب والسنة، ولكني أراه الذي أسس علم أصول الفقه بمعنى

نظرية هرمنيوطيقية، فإنه الذي أرجع الفروع كلها إلى نص الشرع من خلال

تحليل طرق بيان لغة الشرع للأحكام الفقهية، وهذا التحليل اللغوي هو الذي يعد بداية النظرية الهرمنيوطيقية الفقهية في الفكر الإسلامي.9

بطبيعة الحال، لم يبتكر هذا العلم من غير اعتماد على العلماء السابقين.

إن نظريته اللغوية تركبت من عدد من المفاهيم والمصطلحات المنتشرة

بين علماء عصره، جمع بينها الإمام الشافعي وجعلها أدوات الهرمنيوطيقا

الفقهية. مصطلحتا العام والخاص، مثلا، استعملهما المتكلمون في نظارهم

في الأحناف واستعملهماالفقهاء الفساق، وعيد في العامة الآيات حول

7 See Al-Shafi’i, Al-Risala,(Al-Qahira: Al-Halabi) pp.79, 146, 222-223; Vishanoff, TheFormation

ofIslamicHermeneutics, pp. 38-40.

8 See Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 26-40.

9 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 63-65.

Page 7: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015268 David R. Vishanoff

النذور والوصايا، فاستعملهما العبارات الإنشائية الإنسانية من تحليل

الإمام الشافعي لأول مرة على وجه الانتظام في استنباط الأحكام الشرعية

من الكلام الإلهي والأحاديث النبوية، وجعل عملية التخصيص من أركان

الهرمنيوطيقا الفقهية. وذكر كذلك الأمر والنهي وحكميهما، وكان قد سبقه

في ذلك بعض المتكلمين في مناقشتهم هل يفيد الأمر النهي عن ترك الفعل

وقع بين فقهاء عصره هل يكون المأمور به. وذكر الإمام الشافعي حوارا

مفهوم الخطاب من مضمون الخطاب نفسه، أو هل يعد مدلول قياس جلي.

وكان قد فرق بعض مفسري القرن الثاني الهجري بين الحقيقة والمجاز،

وكانوا قد ذكروا بعض أقسام الاحتمال في لغة القرآن منها المحكم والمتشابه

والوجوه والنظائر، فجمع الإمام الشافعي بين هذه المفاهيم كلها، وإن لم

يذكر كل مصطلحاتها، وشرح كيف يمكن استعمالها في استنباط الأحكام من نصوص الشرع.10

وبالرغم من ذلك، فلا يمكننا القول بأن الإمام الشافعي دون القواعد

اللغوية الأصولية كلها، لأن الأصوليين ذكروا مسائل ومصطلحات كثيرة لا

نجدها في مؤلفات الإمام الشافعي. من أهم ما ابتكره، مثلا، مفهوم الجملة

من الجطاب، كقول الله تعلى »أوطوا الزكاة« ونحن لا نعرف كميته. فلايوجد

، لأن الأصوليين وضعوا مصطلح الجملة بهذا المعنى في كتب الأصول إلا نادرا

ن، ثم فرقوا ر و المبي بدله مصطلح المجمل، ووضعوا بمقابلته كلمتي المفس

والنص والمتشابه المحكم منها والاحتمال، الوضوح من أخر وجوه بين

والظاهر والمشكل والخفي، ولم يأت الإمام الشافعي بمثل ذلك التقسيم.11

ومن أهم مصطلحات الإمام الشافعي البيان، فقسمه إلى أربعة أقسام ثم

10 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 15-29,34.

11 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 52-55.

Page 8: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 269

التقسيمين.12 وأهمل الإمام إلى خمسة أقسام، فترك الأصوليون هذين

من أهم المصطلحات الشائعة بين في تدوين نظريته الهرمنيوطيقية عددا

الأصوليين، منها المجاز والمجمل والمشترك وتأخير البيان ومفهوم الموافقة ودليل الخطاب.13

ولم يجب الإمام الشافعي على جميع المسائل اللغوية التي أجاب عليها

حمل الأمر على الأصوليون. لم يأت بقول صريح في مسألة حكم الأمر، فتارة

ف فيه، ولذلك نقل عنه أصحابه كل توق

على الندب وتارة

الوجوب وتارة

واحد من هذه الأقول الثلاثة.14ولم يأت في عرضه لنظريته اللغوية بقول

أم التكرار، وهل يفيد الفور أم التراخي، صريح في مسألة هل يفيد الأمر المرة

وهل يدل النهي على فساد المنهى عنه، ومثل ذلك من المسائل الدقيقة التي شاع الكلام فيها بين أصوليي القرن الرابع الهجري.15

القول بأن الإمام الشافعي هو الذي قام لأول مرة بتحليل لا يمكننا إذا

لغة النصوص الشرعية، ولا بأنه دون علم أصول الفقه على شكله التام.

دوره في إنشاء الهرمنيوطيقا الفقهية الإسلامية الجمع بين عدد من مفاهيم

بعض المصطلحات الجديدةمثل البيان وجملة العلماء السابقين، وإضافة

في تأصيل علم الفقه كله على الخطاب، وإظهار طريقة استعمالها مفتاحا

أصل القرآن، من طريق أدلة السنة والقياس التي تفسر معاني القرآن،حتى

كل فرع من فروع الفقه.توافق وتأيد هذه الأدلة

12 See Lowry, “Some Preliminary Observations on alŠāfi’ī and Later UṣūlalFiqh: The Case of the

Term Bayān.”Arabica, p.505-525.

13 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 53, 55-56, 60, 197.

14 See for example Al-Shafi’i, Al-Risala, pp. 368-377; Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics,

p. 59.

15 Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 50, 197.

527

al-Umm, vol. 6,

60

Page 9: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015270 David R. Vishanoff

وصف هرمنيوطيقا الإمام الشافعي 2.

نظرية هرمنيوطيقية دون أول من الشافعي هو الإمام أن ثبت إذا

أن نذكر بعض أوصاف هذه الهرمنيوطيقا فقهية إسلامية، فينبغي ثانيا

العلماء بين انتشرت التي الأخرى النظريات من تبينها وخصائصهاالتي

في القرون الثاني والثالث والرابع. لا تتسع هذه المقالة القصيرة لذكر كل

عناصر هرمنيوطيقا الإمام الشافعي من المفاهيم والقواعد اللغوية، ولكن

بشكل عام يمكننا أن نصف تلك الهرمنيوطيقا بأنها تحليل للعلاقات التي

intertextual تحصل بين النصوص الشرعية، وهي ما نسميها بالإنكليزية

ن المفسر، إذا وجد نصين في مسألة relationships. هذا التحليل إنه يمك

واحدة، من أن يثبت بينهما أي علاقة يريد من تخصيص العام وتفسير

نه من أن يؤول المجمل وتأويل المجاز أو ترجيح أو نسخ أو تأكيد. ومن ثم يمك

يأيد ذلك، وإن كان الدليل آخرا

النصوص عن ظواهرها، إذا وجد دليلا

. ولذلك يمكننا أن نصف الهرمنيوطيقا الشافعية بأنها في جدا

ضعيفا

غاية المرونة التفسيرية،تسمح للمفسر بأن يختار العلاقة التي تأيد التفسير

للمفسر بأن يتصرف بكل حرية ، ومن ثم تسمح أيضا

الذي يراه صحيحا

في تأويل النصوص عن ظواهرها وإثبات معانيها. فلذلك يمكننا أن نصف

a hermeneutics of flexible intertextual الهرمنيوطيقا الشافعيةبأنها

.relationships

اللغة أن إلى بالإشارة التفسيرية الحرية هذه الشافعي الإمام أيد

، تحتمل المعاني الكثيرة،16 فلا يجب للمفسر أن يتمسك العربية واسعة جدا

يخالف ذلك المعنى الظاهر. فالقتب الذي يدور بظاهر النص إذا وجد دليلا

حوله فكر الإمام الشافعي هو الاحتمال المعنوي، أي الاشتراك اللفظي، أو

16 See Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 50-64.

Page 10: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 271

بالإنكليزية ambiguity.17بدأ الإمام الشافعي في كتابه المشهور »الرسالة«

، لا جدا

بوصف القرآن بأنه بيان، فمن ذلك يبدو أنه يرى القرآن واضحا

يأيد البيان لهذا الكثيرة، لكن وصفه للتأويلات محتملا

ملتبسا

غامضا

بالتباس القرآن واحتماله للمعاني الكثيرة، لا بوضوحه. قولنا بأنه يهتم أولا

فوصفه للبيان من أشهر وأهم أقوال الإمام الشافعي، وهوكما يلي:

البيان اسم جامع لمعاني مجتمعة الأصول، متشعبة الفروع. فأقل ما

في تلك المعاني المجتمعة المتشعبة: أنها بيان لمن خوطب بها ممن نزل

القرآن بلسانه، متقاربة الاستواء عنده، وإن كان بعضها أشد تأكيد بيان من بعض. ومختلفة عند من يجهل لسان العرب.18

وقد رفض بعض العلماء هذا الحد للبيان بأنه أغمض من الكلمة

، بل المحدودة، ولكن هذا النقد لا يصح لأن كلام الشافعي هذا ليس حدا

لكل فرع من إنما هو وصف19يراد به الإشارة إلى أن القرآن، وإن كان بيانا

فروع الفقه كما قال الإمام في مقدمة كتاب الرسالة،20لا يبين كل فرع

بالوضوح، بل بعض بيانه في غاية الغموض والإجمال، لا يفهمه إلا من

يعرف اتساع لسان العرب واحتماله للمعاني والتأويلات الكثيرة من المجاز

والكناية والمفهوم والمشترك والعام الذي يراد به الخاص إلى غير ذلك من احتمالات اللغة العربية.21

17 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 45-48, 51-52.

18 Al-Shafi’i, Al-Risala,p. 21

19 See, for example, Abu Bakr, Usulal-Jassasal-Musammaal-Fusulfial-Usul,(Beirut: Dar al-Kutub

al-Ilmiya, 2000). Vol. 1. pp. 240-246; Al-Zarkasyi, Al-Bahral-Muhithfial-Usulal-Fiqh,(Kuwait:

Wazarat al-Auqaf wa al-Syu’un al-Islamiya, 1988), vol. 3. ,p. 479; Abu Ya’la ibn al-Farra, Al-Udda

fiUsulal-Fiqh,(Riyadh, 1990), vol. 1. pp.102-103; Abu al-Hasan al-Basri, Al-Mu’tamadfiUsulal-

Fiqh, (Beirut: Dar al-Kutub al-Ilmiya, 1983). vol. 1. p. 294; Bernand, “Bayān selon les uṣūliyyūn,”Arabica, 1995, pp.148-159.

20 Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 19-20.

21 Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 51-52.

Page 11: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015272 David R. Vishanoff

بعد وصفه لبيان القرآن، يذكر الإمام الشافعي أربع مراتب للبيان:

القرآن إما أن يبين الفرع بنفسه بشكل واضح، أو يبينه بالإجمال فيحتاج

المفسر إلى أدلة السنة التي تفسر ذلك المجمل، أو يأمر القرآن بشكل عام

بطاعة الرسول فيتبين كيف تلك الطاعة بأدلة السنة في أمور لا تذكر

بعينها في القرآن، أو يأمر القرآن بشكل عام بالنظر والاجتهاد في بعض الأمور

مثل توجيه القبلة فيتبين كيف ذلك بأدلة العقل والحس التي يعتمد عليها

القياس.22 فكل من هذه المراتب الأربع بيان لفروع الفقه، لكن ثلاثة منها

مجملة، لا يفهمها من لا يعرف احتمالات اللغة العربية،ولا من يجهل أدلة

السنة وطرق الاجتهاد. فمن ذلك يبدو لنا أن فائدة وصف الإمام الشافعي

للمعاني واحتمالها وغموضها القرآن لغة التباس على التنبيه للبيان

العديدة، لا التنبيه على وضوحها.

الإمام يذكر الشرعية، النصوص في الاحتمال لوجوه إثباته فبعد

معاني تبيين في طرق خمس وهي للبيان، أخر مراتب خمس الشافعي

كان د معنا

ن للقرآن إما أن يأك النصوص القرآنية بأدلة أخر. فالدليل المبي

، أو يشرح في القرآن، أو يؤوله عن ظاهره، أو يفسر ما كان مجملا

واضحا

كيفية طاعة الرسول التي أمر بها القرآن بشكل عام، أو يشرح كيفية الاجتهاد

من أنواع الذي أمر به القرآن.23كل واحد من هذه المراتب الخمس يمثل نوعا

العلاقات التفسيرية التي تحصل بين الدليلين، فغرض الإمام الشافعي هنا

البرهان بأن كل نص من نصوص الشرع قد يتعلق بنص آخر على وجوه

كثيرة من الموافقة والتأكيد والتأويل والتفسير والتخصيص وغير ذلك من

العلاقات الهرمنيوطيقية. وفي سائر كتاب الرسالة يأتي الإمام بنموذجات

22 Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 21-25..

23 Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 26-40.

Page 12: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 273

أو آخر، نصا يخالف يأتي بنص الهرمنيوطيقا: وبأمثلة لاستعمال هذه

من فروع الفقه، ويصرف ذلك النص عن ظاهره بدليل النص يخالف فرعا

الثاني، أي يثبت بينهما علاقة تفسير أو تأويل أو تخصيص، حتى يجمع بين

النصوص كلها، ويجعل معانيها كلها موافقة للحكم الشرعي الذي يؤيده الإمام الشافعي.24

ثم يتصرف الإمام الشافعي في نموذجاته بكل حرية، يختار في كل نموذج

العلاقة الهرمنيوطيقية التي تؤيد فهمه لتلك النصوص. إذا كان النص أعم

، فيأتي بدليل التخصيص، وإذا كان النص لا يوافق رأيه مما يراه صحيصا

، أو جملة، ويأتي بدليل يصرفه من ناحية أخرى، فيرى ذلك النص مجملا

بالنص ، وقد يكون الدليل متصلا

جدا

عن ظاهره. وقد يكون الدليل ضعيفا

عنه، فكأنه جوز تأخير البيان وإن لم يصرح عليه أو متأخرا

ل أو متقدما المؤو

بذلك.25

a hermeneutics خلاصة القول يمكننا وصف هذه الهرمنيوطيقا بأنها

of flexible intertextual relationhips، أي هرمنيوطيقا تتصف بالمرونة

والحريةفي إثبات العلاقات التفسيرية بين نصوص الشرع، ومن ثم تتصف

بالحرية في استنباط الأحكم من النصوص.أيضا

هدف هرمنيوطيقا الإمام الشافعي3.

المرونة غاية في هرمنيوطيقية نظرية الشافعي الإمام اختار لماذا

والحرية؟ لماذا أنشأ الهرمنيوطيقا الفقهية الإسلامية على هذا الشكل؟ ماذا

حاجته وهدفه في ذلك؟

24 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 42-44, 48-50.

25 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 36, 48-50, 54, 197.

Page 13: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015274 David R. Vishanoff

نت الفقهاء من تأسيس الفقه على أهمية تلك الهرمنيوطيقا أنها تمك

أساس الشرع، ومن تأصيل الفروع كلها على نصوص القرآن والحديث. في

عصر الإمام الشافعي لم يزل الحوار يدور حول طبيعة الفقه ومصادره، هل

هو نظام شامل مبني على أساس الشرع من طريق الرأي والاستحسان، كما

يقتصر على الأحكام الواردة قال به فقهاء العراق؟ هل هو قانون محدود جدا

في القرآن فقط، كما قال به الخوارج وبعض المعتزلة؟أم هل هو جملة من

ترجم إلى قواعد الأحاديث والآثار يجب تطبيقها والأخذ بها كما هي دون أن ت

وفروع فقهية، كما قال به أهل الحديث؟26 فكان الإمام الشافعي أول من

قال بشكل صريح وعلى وجه الانتظام إن الفقه نظام شامل مستخرج كله

على أدلة السنة النبوية والقياس، دون الاحتجاج بآثار من القرآن اعتمادا

الصحابة والتابعين والأئمة، ومن غير اعتماد على الرأي والاستحسان.27

في الجملة، وكان قد دون المحدثون وكان علم الفقه في ذلك العصر ثابتا

أحاديث كثيرة، وإن كان العلماء ما زالوا يختلفون في فروع وأخبار عديدة.

فلذلك لم يستطع الإمام الشافعي أن يعيد بناء الفقه على أصول القرآن

، جديدا

والسنة النبوية فقط، ولم يستطع أن يصحح الأخبار تصحيحا

بل كان عليه أن يبداء بالفروع الفقهية التي كانت قد اشتهرت في وقته،

التي اعتبرها علماء عصره، وأن القرآنية والسنية وبالنصوص الشرعية

26 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 37, 69-70.

27 See Schacht, TheOriginsofMuhammadanJurisprudence, pp. 20-35; John Burton, TheSources

ofIslamicLaw:IslamicTheoriesofAbrogation, (Edinburgh: Edinburgh University Press,1990), p.

15; Norman Calder, StudiesinEarlyMuslimJurisprudence. (Oxford: Clarendon Press, 1993) vol.

9; Hallaq, TheOriginsandEvolutionofIslamicLaw,(Cambridge: Cambridge University Press,

2005), pp.109, 117; El Shamsy, “From Tradition to Law: The Origins and Early Development of

the Shāfiʿī School of Law in Ninth-Century Egypt.” (Ph.D. dissertation, Harvard University,

2009), pp. 177-179; Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp.256-257.

chapter

Page 14: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 275

يثبت بينهما مطابقة تامة، ليظهر صحة قوله بأن الفقه كله مستنبط من القرآن والسنة النبوية.28

من الفروع لم توافق ، لأن كثيرا

سهلا

إثبات تلك المطابقة لم يكن مشروعا

أخر أوخالفت فروع الفقه.29 من الرويات خالفت روياتا

نص القرآن، وكثيرا

فمن ذلك يبدو لنا امتياز الإمام الشافعي، لأن النظرية الهرمنيوطيقية التي

نته من تأويل النصوص التي خالفت الفروع ت هذه المشكلة، ومك

أسسها حل

أو النصوص الأخرى، ومن إثبات مطابقة تامة بين الفقه وأصوله.

بطبيعة الحال، لم يستطع إثبات تلك المطابقة دون �سيء من التأثير

لجئ الإمام الشافعي في بعض المسائل والتغيير في كلي الفروع والنصوص. أ

إلى مخالفة الفقهاء السابقين وتأييد قول جديد في مسألة فقهية حفظا

لجئ إلى تغيير للقياس.30 وفي مسائل أخر أ

لنصوص القرآن والسنة أو تابعا

لفرع من الفروع التي كانت معاني النصوص وتأويلها عن ظواهرها حفظا

قد اشتهرت بين الفقهاء.31 فمثال ذلك قوله بأن للرجل أن يمنع زوجته من

لقول جمهور الفقهاء بذلك، وإن كان الرسول الخروج إلى المسجد، حفظا

يمنعوا النساء عن مساجد الله. صح ذلك عند

قد قال إنه على الرجال ألا

الإمام الشافعي لأن نظريته الهرمنيوطيقية سمحت له بتخصيص عبارة

28 Hallaq, TheOriginsandEvolutionofIslamicLaw,(Cambridge: Cambridge University Press,

2005), pp.5, 122, 200; Patricia Crone, Roman,Provincial,andIslamicLaw:TheOriginsofthe

Islamic Patronate. (Cambridge: Cambridge University Press, 1987), p. 26; Burton,TheSourcesof

Islamic Law, pp. 15-17; Lowry, “The First Islamic Legal Theory: Ibn alMuqaffa’ on Interpretation,

Authority, and the Structure of the Law.” in JournaloftheAmericanOrientalSociety,2008, p.

40; Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 34-36.

29 Schacht, TheOriginsofMuhammadanJurisprudence, p. 323; Bernard G. Weiss, Studies in Islamic

LegalTheory. (Leiden: Brill, 2002), p. 391; Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp.

34, 41-42.

30 See for example Schacht, TheOriginsofMuhammadanJurisprudence, p. 79, 315, 318, 321.

31 See for example Al-Shafi’i, Al-Risala,pp. 135, 302-305, 316-330, 326; Al-Syafi’i, Al-Umm,

(Al-Mansyura: Dar al-Wafa, 2001). V.10, pp. 197-200; Schacht, TheOriginsofMuhammadan

Jurisprudence, pp. 15, 254, 323-324.; Lowry, EarlyIslamicLegalTheory, p. 103.

especially 326

Page 15: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015276 David R. Vishanoff

مسجد واحد وهو المسجد الحرام.32 لولا

يبقى إلا

»مساجد الله« حتى إلى ألا

نظرية هرمنيوطيقية في غاية المرونة ، لم يصح أن يؤول كلام الرسول إلى

هذا الحد البعيد.

إثبات هو ،إذا الشافعي، الإمام عند الفقهية الهرمنيوطيقا هدف

علاقة بين كل فرع من فروع الفقه وبين النصوص القرآنية والخبرية التي

تدل عليه. وهذا المشروع ليس عملية استحراج الفروع من الأصول فقط،

بل هو عملية تقارب وتبادل وديالكتيك بين الإثنين، تبدأ بالنصوص الثابتة

في عمل المسلمين وفي ذهنهم، وتحل ما يوجد وبالفروع التي هي ثابتة أيضا

من التناقض بين النصوص الثابتة والفروع الثابتة، وتضبط الفروع حتى

توافق النصوص، وتفسر وتؤول معاني النصوص حتى توافق الفروع، فكل

negotiating the relationship واحد له تأثير على الآخر، فقد سميت ذلك33.between texts and laws

نتيجة هرمنيوطيقا الإمام الشافعي4.

يمكننا الآن الإشارة إلى أحد أهم النتائج التي حصلت من الهرمنيوطيقا

يتطور بمرور الزمان ويتغير إنسانيا

الشافعية،وذلك أنها جعلت الفقه علما

بمصالح الإنسان، وإن كان لا يزال يرجع كله إلى النصوص الشرعية التي

لاتتغير ألفاظها.

إن الهرمنيوطيقا الفقهية التي أسسها الإمام الشافعي لم تجعل الفقه

ر بالواقع والفكر والثقافة يتأث

إنسانيا

، بل جعلته علما

جامدا

ثابتا

علما

الإنسانية، ويتطور حسب ضرورات المجتمع، لأن الهرمنيوطيقا التي يعتمد

على معاني النصوص، وتسمح عليها الفقه الإسلامي تجعل الأنسان حاكما

32 See Al-Syafi’i, Al-Umm,V.10, pp. 127-136.

33 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, pp. 10, 34-36, 41-42, 48, 61.

Page 16: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 277

للمفسر بأن يختار العلاقات التفسيرية التي تحصل بين النصوص، ومن ثم

تعطي للمفسر الحرية ليؤول كل نص حسب مبادئ فكره وحال مجتمعه.

التي الوحيدة التفسيرية النظرية الشافعية الهرمنيوطيقا تكن لم

انتشرت في القرون الثالث والرابع والخامس من الهجرة. النظريات التي

وضعها أئمة المعتزلة والظاهرية لم تتصف بالمرونة ولا بالحرية التفسيرية، بل

، لم تسمح للمفسر بتأويل النصوص وفق حاجات المجتمع. كانت أكثر جمودا

ومال عدد من فقهاءالمذاهب كلها إلى المبادئ الهرمنيوطيقية المعتزلية، منهم

أبو بكر الصيرفي الشافعي )ت 033 \ 249(، وأبو بكر الأبهري المالكي )ت 573

\ 689(، وأبو الحسن التميمي الحنبلي )ت 173 \ 289(، وبعض المتكلمين

من الحنفية. لكن الهرمنيوطيقا الفقهية التي غلبت على النظريات الأخر

واستشهرت بين فقهاء مذاهب أهل السنة منذ القرن الخامس، التي قد

،the law-oriented hermeneutical paradigm سميتها في موضع آخر

إنها بنيت على المبادئ الهرمنيوطيقية التي وضعها الإمام الشافعي، ولذلك

اتصفت بالمرونة في التفسير والحرية في استنباط الأكام.34 ولولا ذلك، فربما

لم يكن للفقه الإسلامي أن يتطور وفق حاجات المجتمع، وربما جمد ورفض

للتصرف كافيا

رك الفقه الظاهري، الذي لم يعط للمفسر مجالا

رك كما ت

وت

في بناء علم في تأويل النصوص الشرعية ومن ثم لم يعط للإنسان دورا

الفقه.

محصول ذلك كله أن الإمام الشافعي هو الذي أسس علم الفقه على

، مبنيا

إلهيا

إنسانيا

كلي الشرع الإلهي والفكر الإنساني، وجعل الفقه علما

على أساس نظرية هرمنيوطيقية في غاية المرونة والحرية. ولولا الهرمنيوطيقا

التي أسسها الإمام الشافعي، ربما استحال علينا تصور نظام فقهي إلهيا

34 See Vishanoff, TheFormationofIslamicHermeneutics, chapter 6.

٩٤٢/٣٣٠٣٧٥

٩٨٦٩٨٢/٣٧١

Page 17: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015278 David R. Vishanoff

ليناسب حاجة ، يرجع كله إلى نصوص الشرع الإلهي، ويتطور أيضا

أنسانيا

الإنسان في كل عصر ومكان. إن ذلك من أهم ما ورثنا الإمام الشافعي.

Page 18: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 279

Bibliography

Al-Basri, Abu al-Hasan (1983). Al-Mu’tamadfiUsulal-Fiqh.Khalil al-Mais (ed.). 2 Vol. Beirut: Dar al-Kutub al-Ilmiya.

Al-Farra, Abu Ya’la ibn (1990). Al-UddafiUsulal-Fiqh.Ahmad ibn Ali Siri al-Mubaraki (ed.). 5Vol. Riyadh.

Abu Bakr, Al-Jassas al-Razi (2000).Usulal-Jassasal-Musammaal-Fusulfial-Usul.Muhammad Muhammad Tamir (ed.). 2Vol. Beirut: Dar al-Kutub al-Ilmiya.

Al-Zarkasyi, Badr al-Din Muhammad Bahadir (1988). Al-Bahral-Muhithfial-Usulal-Fiqh. Abdul Qadir Abdullah al-Ani and Umar Sulaiman al-Asyqar and Abd al-Sattar (eds.). 6 Vol. Kuwait: Wazarat al-Auqaf wa al-Syu’un al-Islamiya.

Al-Syafi’i, Muhammad ibn Idris (2001). Al-Umm.Rif’at Fauzi Abdul Muthalib (ed.). 11 Vol. Al-Mansyura: Dar al-Wafa.

Al-Syafi’i, Muhammad ibn Idris (1990). Al-Risala. Ahmad Muhammad Syakir (ed.). Al-Qahira: Al-Halabi. Reprinted, Beirut: Al-Maktaba al-Ilmiya.

Abd Al-Jabbar, Abu al-Hasan ibn Ahmad (1974). Fadlal-I’tizalwaTabaqatal-Mu’tazilawaMubayanatuhumLisairial-Mukhalifin. p. 135-350. Fuad Sayyid (ed.) Tunis: Dar al-Tunisia li Al-Nasyr.

Bernand, M. (1995). “Bayān selon les uṣūliyyūn.”Arabica42: 145-160.

al-Husayn

Page 19: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015280 David R. Vishanoff

Burton, John. (1990). TheSourcesofIslamicLaw:IslamicTheoriesof Abrogation. Edinburgh: Edinburgh University Press.

Calder, Norman (1993). Studies inEarlyMuslimJurisprudence. Oxford: Clarendon Press.

Crone, Patricia (1987). Roman, Provincial, and Islamic Law:TheOriginsofthe IslamicPatronate. Cambridge Studies in Islamic Civilization, ed. Martin Hinds. Cambridge: Cambridge University Press.

El Shamsy, Ahmed (2009). “From Tradition to Law: The Origins and Early Development of the Shāfiʿī School of Law in Ninth-Century Egypt.” Ph.D. dissertation, HarvardUniversity.

Ess, Josef van (1991-1997). TheologieundGesellschaftim2.und3.JahrhundertHidschra:EineGeschichtedesreligiösenDenkensimfrühenIslam.6 vols. Berlin: Walter de Gruyter.

Hallaq, Wael B (2005). TheOriginsandEvolutionofIslamicLaw. Themes in Islamic Law, ed. Wael B. Hallaq, no. 1. Cambridge: Cambridge University Press.

Hallaq, Wael B (1993).“Was al-Shāfi’ī the Master Architect of Islamic Jurisprudence?” in InternationalJournalofMiddleEastStudies 25: 587-605. Reprinted in Wael B. Hallaq, LawandLegalTheoryinClassicalandMedievalIslam, VII 587-606.

Hasan, Ahmad (1970). The Early Development of IslamicJurisprudence. Publications of the Islamic Research Institute (Pakistan), no. 17. Islamabad: Islamic Research Institute.

Lowry, Joseph E. (2002). “Does Shāfi’ī Have a Theory of ‘Four Sources’ of Law?” In StudiesinIslamicLegalTheory, ed. Bernard G. Weiss, 23-50. Studies in Islamic Law and Society, ed. Ruud Peters and Bernard Weiss, no. 15. Leiden: Brill.

Lowry, Joseph E. (2007). Early IslamicLegalTheory:TheRisālaofMuḥammadibnIdrīsalShāfi’ī. Studies in Islamic Law and Society, ed. Ruud Peters and Kevin Reinhart, no. 30. Leiden: Brill.

Page 20: Baitul Hikmah Press - David Vishanoff · 2016. 6. 7. · INTERNATIONAL JOURNAL . of . PESANTREN. STUDIES. Volume 7, Number 2, 2015. viii + 284 halaman, 16 x 24 cm. ISSN 1978-8134

IJPS, VOL. 7, NO. 2, 2015الهرمنيوطيقا الفقهية عند الإمام الشافعي 281

Lowry, Joseph E. (2008). “The First Islamic Legal Theory: Ibn alMuqaffa’ on Interpretation, Authority, and the Structure of the Law.” JournaloftheAmericanOrientalSociety. 128: 25-40.

Lowry, Joseph E. (2008). “Some Preliminary Observations on alŠāfi’ī and Later UṣūlalFiqh: The Case of the Term Bayān.”Arabica, 55: 505-527.

Schacht, Joseph (1967). TheOriginsofMuhammadanJurisprudence. Oxford: Clarendon Press, 1950; reprinted with corrections and additions, Oxford: Oxford University Press.

Vishanoff, David R. (2011). TheFormationofIslamicHermeneutics:HowSunniLegalTheoristsImaginedaRevealedLaw. American Oriental Series, ed. Stephanie W. Jamison, no. 93. New Haven, Connecticut: American Oriental Society.

Weiss, Bernard G., ed. (2002). Studies in IslamicLegalTheory. Studies in Islamic Law and Society, ed. Ruud Peters and Bernard Weiss, no. 15. Leiden: Brill.