حكم االحتفال بليلة انلصف من شعباناحلمد هلل( رب العاملني، والصالة والسالم ىلع أرشف األنبياء واملرسلني، وىلع آهل، وأصحابه أمجعني. أما بعد:

الم﴿: هلل� هلذه األمة دينها، وأتم عليها انلعمة، قال اهلل�فقد أكمل ا يت لكم اإل1س00 تممت عليكم ن1عميت1 ورض100كملت لكم د1ينكم وأ

ايل00وم أ

ذن ب1ه1 ا﴿: [، وقال 3]املائدة:، ﴾د1يناين1 ما ل0م يأ ن ادل عوا ل0هم م اكء رش م ل0هم رش

وه إ1ىل﴿: [، وقال اهلل� 21]الشورى: ، ﴾هلل(أ ء فرد فإ1ن تنازعتم يف1 يش

و1يالحسن تأ

1ك خري وأ ر1 ذل 1 وايلوم1 اآلخ1 1اهلل( 1 والر(سول1 إ1ن كنتم تؤم1نون ب .[59]النساء: ﴾اهلل(

أن==ه عن انليب ل من ابلدع، ورصح بأن لك بدعة ضاللة، وأنها مردودة ىلع ص==احبها، فيف الص==حيحني عن اعئش==ة وقد حذر انليب .(2)«من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو رد»، ويف رواية ملسلم: (1)«من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»قال:

، ورسوهل وحذر السلف الصالح من ابلدع : من ايلهود وانلصارى يف زياداتهم يف دينهم؛ ألنها زيادة يف ادلين، ورشع لم يأذن به اهلل� .(3)، وتشبه بأعداء اهلل�ومن ابلدع االحتفال بليلة انلصف من شعبان.

اح القرطيب بإسناده عن عبد الرمحن بن زيد بن أسلم أنه ق==ال: لم أدرك أح==دا من مش==يختنا، وال فقهائن==ا فقد أخرج اإلمام حممد بن وض(.(5)، وال يرى هلا فضال ىلع ما سواها من الليايل«(4)يلتفتون إىل يللة انلصف من شعبان، ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول

: »وأخربين أبو حممد املقديس، قال: لم تكن عندنا ببيت املقدس قط صالة الراغئب هذه اليت تصىل يف رجب: وقال اإلمام أبو بكر الطرطويش ، قدم علينا يف بيت املقدس رجل من أهل نابلس يعرف بابن أيب احلم==راء،ه[448وأول ما حدثت عندنا يف سنة ثمان وأربعني وأربعمائة ]وشعبان،

واكن حسن اتلالوة، فقام فصىل� يف املسجد األقىص يللة انلصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف إيلهما ثالث، ورابع، فما ختمه==ا إال وهم يف مجاعة كبرية، ثم جاء يف العام القابل فصىل معه خلق كثري، ثم جاء من العام القابل فصىل� معه خلق كثري، وشاعت يف املسجد، وانترشت الصالة

.(6)«ثم استقرت كأنها سن�ة إىل يومنا هذايف املسجد األقىص وبيوت انلاس، ومنازهلم، .(7)«أيب مليكة: »لو سمعته منه وبيدي عصا لرضبته بها، واكن زياد قاضيا أن ابن أيب مليكة قيل هل إن زيادا انلمريي يقول: إن يللة انلصف من شعبان أجرها كأجر يللة القدر، فقال ابنوأخرج اإلمام ابن وضاح بسندهيت بذلك ألنها يقرأ فيها ألف م==رة »: : وقال اإلمام أبو شامة الشافيع دهلل�ق00ل ه00و ا﴿وأما األلفية فصالة انلصف من شعبان سم ح00

﴾ أ

ألنها مائة ركعة, يف لك ركعة يقرأ الفاحتة مرة, وسورة اإلخالص عرش مرات، ويه ص==الة طويل==ة مس==تثقلة لم ي==أت فيه==ا خ==رب, وال أث==ر, إال , والزتم بسببها كرثة الوقيد يف مجيع مساجد ابلالد, اليت تصىل� فيها، ويس==تمر ذل==ك اللي==ل لكه,وللعوام بها افتتان عظيمضعيف، أو موضوع,

وجيري فيه الفسوق والعصيان, واختالط الرجال بالنساء, ومن الفنت املختلفة ما شهرته تغين عن وصفه, وللمتعبدين من العوام فيها اعتقاد.(8)«متني, وزين هلم الشيطان جعلها من أصل شعائر املسلمني

ويللة انلصف من شعبان اكن اتلابعون من أهل الشام: كخادل بن معدان, ومكحول, ولقم==ان» بعد الكم نفيس: : وقال احلافظ ابن رجب بن اعمر, وغريهم يعظمونها، وجيتهدون فيها يف العبادة, وعنهم أخذ انلاس فضلها وتعظيمها, وقد قيل: إنه بلغهم يف ذلك آثار إرسائيلية, فلم==ا اشتهر ذلك عنهم يف ابلدلان اختلف يف تعظيمها، فمنهم من قبله منهم، ووافقهم ىلع تعظيمها، منهم طائفة من عب==اد أه==ل ابلرصة، وغ==ريهم، وأنكر ذلك أكرث العلماء من أهل احلجاز، منهم: عطاء، وابن أيب مليكه، ونقله عبد الرمحن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أه==ل املدين==ة، وه==و

، واختلف علماء أهل الشام يف صفة إحيائها ىلع قولني:وقالوا: ذلك لكه بدعةقول أصحاب مالك وغريهم، أنه يستحب إحياؤه==ا مجاع==ة يف املس==اجد، اكن خادل بن مع==دان، ولقم==ان بن اعمر، وغريهم==ا يلبس==ون فيه==ا أحس==ن ثي==ابهم، أحدهما:

ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون يف املسجد يللتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه ىلع ذل==ك، وق==ال يف قيامه==ا يف املس==اجد ليس ذل==كببدعة، نقله عنه حرب الكرماين يف مسائله.

، وال يكره أن يص==يل الرج==ل فيه==ا خلاص==ة نفس==ه، وه==ذا ق==وليف املساجد للصالة، والقصص، وادلاعء واثلاين: أنه يكره االجتماع فيها وال يعرف لإلمام أمحد الكم يف يللة نصف ش==عبان،»، ثم قال: « تعاىل...هلل�األوزايع، إمام أهل الشام، وفقيههم، واعملهم، وهذا األقرب إن شاء ا

.1718، ومسلم، برقم 2697)( البخاري، برقم 1.1718)( مسلم، برقم 2.19)( انظر: التحذير من البدع، البن باز، ص3 ، وال)بيهقي في ش)عب5/191، وأب)و نعيم في الحلي)ة، 215، ب)رقم 20/109[، والط)براني في الكب)ير 12/481 ]) 5665، وابن حب)ان ب)رقم 512يعني بحديث مكحول م)ا أخرج)ه ابن أبي عاص)م في الس)نة، ب)رقم )() 4

«، ق)ال األلب)اني في سلس)لة األح)اديث الص)حيحة: ح)ديثيطلع اهللV إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغف)ر لجمي)ع خلق)ه إال لمش)رك أو مش)احن يرفعه: »، عن معاذ بن جبل 6628 برقم 5/272اإليمان، صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا، وهم: معاذ بن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبد اهللV بن عمرو، وأبو موسى األشعري، وأبو هريرة، وأبو بكر الصديق، وع)وف بن مال)ك،

ج هذه الطرق الثمانية، وتكلم على رجالها في أربع صفحات. وعائشة Vفليس في)ه م)ا ي)دل على تخص)يص، ثم خر Vقلت: فإن صح هذا الحديث في فض)ل ليل)ة النص)ف من ش)عبان كم)ا يق)ول األلب)اني رحم)ه اهلل ليلتها بقيام وال يومها بصيام، إال ما كان يعتاده المسلم من العبادات المشروعة في أيام السنة؛ ألن العبادات توقيفية.

اح، المتوفى سنة 5 V119، برقم 100ه) ص287)( كتاب فيه ما جاء في البدع، لإلمام ابن وض..238، برقم 266ه)، ص474)( كتاب الحوادث والبدع، للطرطوشي، المتوفى سنة 6.235، برقم 263، ورواه الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع عن ابن وضاح، ص120، برقم 101)( كتاب فيه ما جاء في البدع، البن وضاح، ص7.124ه)، ص665)( كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، لعبد الرحمن بن إسماعيل، المعروف بأبي شامة، المتوفى سنة 8

ج يف استحباب قيامها عنه روايتان، من الروايات عنه يف قيام يللة العيد؛ فإنه يف رواية لم يستحب قيامها مجاعة؛ ألنه لم ينقل عن انليب وخير�وأصحابه، واستحبها يف رواية؛ لفعل عبد الرمحن بن زيد بن األسود ذللك، وهو من اتلابعني، فك==ذلك قي==ام يلل==ة انلص==ف من ش==عبان، لم

.(1)«، وال عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من اتلابعني من أعيان فقهاء أهل الشاميثبت فيها يشء عن انليب ،:: »انتىه املقص==ود من الكم احلاف==ظ ابن رجب : بعد أن نقل الكم احلافظ ابن رجب : ابن بازهلل�قال اإلمام العالمة عبد العزيز بن عبد ا

من استحباب قيامه==ا:، وأما ما اختاره األوزايع يشء بليلة انلصف من شعبان وال عن أصحابه وفيه اتلرصيح بأنه لم يثبت عن انليب فهو غريب وضعيف؛ ألن لك يشء لم يثبت باألدلة الرشعية كونه مرشواع لم جيز للمسلم أنلألفراد، واختيار احلافظ ابن رجب هلذا القول،

، وغريه(2)«من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو رد»: ، سواء فعله مفردا أو مجاعة، وسواء أرسه أو أعلنه، لعموم قول انليب هلل(حيدثه يف دين ا.(3)«من األدلة ادلالة ىلع إنكار ابلدع واتلحذير منها

: »وردت أح==اديث ص=حيحة يف فض==يلة ص=وم أي=اموقالت اللجنة ادلائمة للبحوث العلمية يف حكم االحتفال بليلة انلصف من شعبان ، ويف حديث أسامة[1970]ابلخاري، برقم « صيام شهر قط إال رمضان، وما رأيته يف شهر أكرث صياما منه يف شعبان، فاكن يصوم شعبان لكه إال قليال اس00تكمل م00ا رأيت رس00ول اهلل( قالت: »لكثرية من شعبان، إال أنها لم ختص� بعضا من أيامه دون بعض، فمنها ما يف الصحيحني أن اعئشة

لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذاك شهر يغفل انلاس عنه بني رجب ورمضان، وهو شهر ترفع: »بن زيد أنه قال للنيب اكن، ولم يصح حديث أنه [2753]برقم ، والنسايئ [21753]برقم « رواه اإلمام أمحد األعمال فيه إىل رب العاملني، فأحب أن يرفع عميل وأنا صائم

يتحرى صيام يوم بعينه من شعبان، أو اكن خيص أياما منه بالصوم، لكن وردت أحاديث ضعيفة يف قيام يللة انلص==ف من ش==عبان، وص==يام إذا اكن يللة نصف شعبان فقوموا يلله00ا، وص00وموا نهاره00ا، ف00إن اهلل( أنه قال: »، عن انليب [1388]برقم نهارها، منها ما رواه ابن ماجه يف سننه

تعاىل يزنل فيها لغروب الشمس إىل سماء ادلنيا، فيقول: أال مستغفر فأغفر هل، أال مسرتزق فأرزقه، أال مبتىل فأاعفي00ه أال ك00ذا ح00ىت يطل00ع « ، وقد صحح ابن حبان بعض ما ورد من األحاديث يف فضل إحياء يللة انلصف من شعبان، من ذلك ما رواه يف صحيحه، عن اعئش==ةالفجر

عليك ورس==وهل؟ فقلت: ي==ا رس==ولهلل�، فخرجت فإذا هو يف ابلقيع رافع رأسه، فقال: أكنت ختافني أن حييف ا هلل�أنها قالت: »فقدت رسول ا تبارك وتعاىل يزنل يللة انلصف من شعبان إىل سماء ادلنيا فيغفر ألك00رث من ع00دد ش00عرهلل�إن ا، ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: »هلل�ا

، وقد ضعف ابلخاري وغريه هذا احلديث، وأكرث العلماء يرون ضعف ما ورد يف فضل يللة انلصف من ش==عبان، وص==وم يومه==ا،(4)«غنم لكبوقد عرف عند علماء احلديث تساهل ابن حبان يف تصحيح األحاديث.

فإنه لم يصح يشء من األحاديث اليت وردت يف فضيلة إحياء يللة انلصف من شعبان، وصوم يومها عن==د املحققني من علم==اءوباجلملة .(5)«وذلا أنكروا قيامها، وختصيص يومها بالصيام، وقالوا إن ذلك بدعةاحلديث؛

بعض انلاس خيص يف حكم ختصيص يللة انلصف من شعبان بقيام، أو ختص==يص يوم==ه بص==يام: »: وقال العالمة حممد بن صالح بن عثيمني يللته بقيام، ويومه بصيام بناء ىلع أحاديث ضعيفة وردت يف ذلك، ولكن حيث ال تصح هذه األحاديث الضعيفة، فإن يللة انلصف من ش==عبان ال

ها بقي==ام،ولكن إن اكن اإلنسان قد اعتاد أن يقوم الليل، فليقم يللة انلصف كغريه00ا من اللي00ايلختص بقيام، ، وإن اكن لم يعتد ذل==ك، فال خيص== ويه ايلوم اثلالث عرش لكن لو صام األيام اثلالثة ابليض، هلل�كذلك يف الصوم ال خيص انلصف من شعبان بصوم، ألن ذلك لم يرد عن رسول ا

هلل�لكن ليس باعتقاد أن هلذا مزية ىلع سائر الشهور، وإن »اكن رسول ا وايلوم الرابع عرش وايلوم اخلامس عرش، لو صامها فإن صيامها من السنة،»(6) يكرث الصوم يف شعبان أكرث من غريه من الشهور، حىت اكن يصومه لكه، أو إال قليال منه.

فمما تقدم من الكم اإلمام ابن وضاح، واإلمام الطرطويش، واإلمام عبد ال==رمحن بن إس==ماعيل املع==روف ب==أيب ش==امة، واحلاف==ظ ابن رجب ، يتض==ح أن ختص==يص يلل==ة:، والعالم==ة ابن ع==ثيمني :، واللجنة ادلائمة للبحوث العلمية، وإمام هذا الزمان عبد العزي==ز ابن ب==از هلل�رمحهم ا

،انلصف من شعبان بصالة أو غريها من العبادة غري املرشوعة بدعة ال أصل هلا من كتاب، وال سنة، وال عملها أح==د من أص==حاب انليب

كث001ريا﴿وقد قال اهلل� تعاىل: ر وذكر اهلل( وايلوم اآلخ1 1من اكن يرجو اهلل( سوة حسنة ل1 أ :، وق==ال اهلل� [21]األح==زاب: ﴾لقد اكن لكم يف1 رسول1 اهلل(

يم﴿ غفور رح1 ر لكم ذنوبكم واهلل( ويغف1 ب1عوين1 حيب1بكم اهلل( فات( ، وسلم ىلع نبينا حمم==د، وىلع[31]آل عمران: ﴾قل إ1ن كنتم حت1بون اهلل( ، وصىل اهلل�

آهل، وأصحابه أمجعني.كتبه

د. سعيد بن يلع بن وهف القحطاين

.263)( لطائف المعارف، البن رجب، ص1.1718)( مسلم، برقم 2.192- 186/ 1، وانظر: مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة له، 26)( التحذير من البدع، ص3.1389، وابن ماجه، برقم 739)( الترمذي، رقم 4.42/ 3 فتاوى اللجنة الدائمة )(5.280/ 7 مجموع فتاوى ورسائل العثيمين )(6

ـه 1437/ 8/ 13حرر يوم اجلمعة