ﻲﻈﻔﻠﻟا ﻪﺑﺎﺸﺘﻤﻟا ﺔﻟﻻد ﺔﻴﻧآﺮﻘﻟا...

ةــة الشعبيـة الدميقراطيــة اجلزائريــاجلمهوري

يـبحث العلمـايل والـم العــوزارة التعلي

سيدي بلعباس /ليابسجامعة جياليل

واللغات والفنونكلية اآلداب

Ƣđ: قسم ¦®¡Â�ƨȈƥǂ Ǡǳ¦�ƨǤǴǳ¦

داللة المتشابه اللفظي

في السياقات القرآنية

يف األدب العريب كتوراه أطروحة مقدمة لنيل شهادة د

علم الداللة وحتليل اخلطاب :ختصص

:األستاذ إشراف:ةالطالبإعداد

بوخامت موالي عليد .أ - برمحون فاطمة زهرة-

جلنة املناقشـة

يساــــــــــــــــــــــــــــرئ ـــلعبــــــاسجــــامعة سيـــــــدي بــــــ أستاذة التعليم العايلطييب أمينة. د.أ

مشرفا ومقررا املركز اجلامعي عني متوشنت أستاذ التعليم العايل بوخامت موالي علي. د.أ

عضوا مناقشا جـــــــــامعــــة ســــيدي بلعبـــــــــاس -أ- أستاذة حماضرة عزاز حسنية.د

عضوا مناقشاســــيدي بلعبـــــــــاس جــــــــــامعــــة -أ- أستاذة حماضرة شعيب سليمة. د

عضوا مناقشا جامعة تلمسان - ملحقة مغنية -أ–أستاذ حماضر لعشريس عباس. د

عضوا مناقشا ـــــسكــــــــــر جـــــــــــــــــامــــعــــة مــــــــــعــــــ -أ-أستاذ حماضر محيدي بلعباس. د

2017- 2016السنة اجلامعية

كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ﴿

].29:صسورة[﴾وليتذكر أولو األلباب

كلمة شكر وعرفان

كرمني بخدمة كتابه أشكره شكرا كبيرا إذ ا وأحمد اهللا حمدا كثير

.المتواضعتمام العمل وفقني إل،العزيز

:أتقدم بالشكر الجزيل أما بعد فإني

لذي احتضن ا"د موالي علي بوخاتم.أ"أستاذي الفاضل المشرفإلى

لبحث إلى النور ن يخرج هذا اوسعى إلى أرحب، رهذا العمل بصد

لي طريق البحث روأنا،عدل وقومصحح وفصافيا من الشوائب

.فله جزيل الشكر والعرفان ، بنصائحه القيمة

ي تأستاذ"علم الداللة وتحليل الخطاب"إلى رئيسة مشروع

،والعلمنا حب البحث التي غرست في"أمينة طيبي.د.أ"الكريمة

بالغوص في هذا التخصص وسمحت لنا ، وعرفتنا بعلم الداللة

.متنانفلها كل اال، الرائع

أستاذ محاضر بجامعة خميس مليانة "محمد حراث"إلى أستاذي

على إنجاز هذا مساعدتي د في سبيلوجهمأدنى الذي لم يدخر

.البحث المتواضع

تفضلهمأعضاء لجنة المناقشة علىإلىأجلهوالثناءالشكرثم

.هذا العملبمناقشة

رادتي وعزيمتي بنصائحهمي األعزاء الذين شحنوا إكل أساتذتإلى

.تشجيعاتهم لي طوال مشواري الدراسيو

فاطمة الزهراء.ر

إهـــــداء

:إلىثمرة تعبي أهدي

رحمه اهللا الذي غرس في قلبي حب لغة القرآن والديروح

.التفقه في الذكر الحكيم وتدبرهو الكريم،

حفظها اهللا رمز الحنان والعطاء والدتي.

إخوتي رمز العون والسند.

هو علمتني أن العلم معلمتي التي أنارت لي طريق العلم والمعرفة ،و

.نور العقل

وقف و ،ساندني ودعمنيالذي "محمد حراث"إلى أخي و أستاذي

.معي في الضراء قبل السراء

لذي اووالوالد،الذي كان بمثابة األب "مبروكي"إلى الدكتور

.أهدافيالمضي قدما نحو تحقيق طموحاتي و شجعني كثيرا من أجل

إلى كل أحبتي.

فاطمة الزهراء.ر

مـقــدمــــــة

أ

ةــــــدمــقـم

ا يف ذلك رمحة للعاملني، متحدي و جل كتابه احلكيم على رسوله الكرمي هدى و أنزل هللا عز

املواعظ يف قصص األقوام الغابرين، لعلهم و بيانا، فأفرد هلم العرب و بالغة و أساطني العرب أسلوبا

ة مواطن من سور مفصلة يف عد و رت هذه القصص موجزة تكر و الرسالة احملمدية، بيؤمنون و يعقلون

.Ãǂƻ¢�°Ƣƫ�ƨđƢǌƬǷو ن الكرمي، بصيغ خمتلفة تارة آالقر

القصص ميكن لعل املتدبر يف القرآن الكرمي وقصصه ستتسرب إليه مجلة من األسئلة حول هذهو

:إمجاهلا فيما يلي

.؟ يف القرآن الكرمي دون غريها القصص بعضتكرار الكامنة وراء احلكمة ما-

.ة يف سور أخرى ؟دها جمملة يف بعض السور ومتفرقورو ر يف هو الس ما-

يف ختالف االو التشابه عجاز بالغي وداليل يفهناك إ هلما املقصود باملتشابه اللفظي؟ و -

.؟القصص القرآينأساليب

.تلف داللة املتشابه اللفظي من مقطع آلخر أو من سياق آلخر؟هل خت-

ذلك التشابه النسيب وقوع أسباب لدي فكرة التنقيب عن ختمرت نطالقا من هذه األسئلةاو

البحث عن سر تلك الفروق الدقيقة يف و يف األساليب القرآنية خاصة ما تعلق بالقصص القرآين،

ل إىل معرفة األسرار الكامنة ص تو ي أ، لعلمن سورة ألخرىو ،من مقام آلخرالقرآنية واختالفها التعابري

.وراء وقوع االختالف النسيب يف القصص القرآين

قد وقعت يدي على دراستني أكادمييتني، تناولت إحدامها دراسة املتشابه اللفظي يف قصة و

داللة السياق «ـة بمموسو ، فهد بن عبد املغيث الشتوي الباحثمن إعداد ، موسى عليه السالم

الثانية و »أثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى عليه السالم دراسة نظرية تطبيقية و


ب

�ňمن إعداد الباحثة عليهم السالم، شعيبو صاحل و هود و درست املتشابه اللفظي يف قصص نوح Ƣē

أثر داللة السياق القرآين يف توجيه معىن املتشابه اللفظي دراسة «املعنونة بـ و بن أمحد باحويراث،

.»شعيب عليهم السالم و هود و نظرية تطبيقية على آيات قصص نوح وصاحل

-مشكورا- » د بوخامت موالي علي .أ«األستاذ املشرف من مبساعدةو طويل بعد حبث و

حماولة اكتشاف دالالته وفق متوضعه يف السياقات و على دراسة املتشابه اللفظي وقع اختياري

بغية الرد على شكوك امللحدين وإبطال مزاعم املشككني واملرتبصني باإلسالم حول قضية ، القرآنية

يف سور خمتلفة وبرتاكيب متنوعة، تكرار القصص القرآينو وقوع املتشابه اللفظي يف القران الكرمي

.»داللة املتشابه اللفظي يف السياقات القرآنية « :يتبذلك ومست حبثي بالعنوان اآلو

جماال للتطبيق، يف القرآن الكرمي لوط عليهم السالمو إبراهيم و قصص آدم وقد اختذت من

اقتصار الباحثني يف الدراسات القرآنية و أكادمييا،ذلك عدم تناوهلا بالدراسة والتحليل ومرد األمر يف

إغفال عدة و على توجيه بعض من مواضع املتشابه اللفظي الواقعة يف هذه القصص، - حديثا و قدميا -

كتفاء مبا وجهه العلماء من املواطن التوجيه، إذ عزمت على عدم اال و مواضع أخرى من ناحية التحليل

دراسة املواضع املغفلة توجيها حماولة و ، -يف القصص آنفة الذكر-اليت وقع فيها املتشابه اللفظي

.يف تلك املواطنالكامنة التمحيص عن أسرار الدالالت و وذلك بالتنقيب حتليال، و

رتأيت أن تكون خطة ااحلديثة، و ن الكتب القدمية منها طالعي املكثف على جمموعة مبعد او

:خامتةو أربعة فصول و البحث األولية مكونة من مدخل

كان عرضا للمفاهيم »مفاهيم أساسية حول علم الداللة «الذي عنونته بـ املدخلأما

ن البحث يف لغة علم الداللة؛ ذلك أ -بالدرجة األوىل –اليت يهتم بدراستها و األساسية للداللة،

.البحث يف الداللة هو حبث يف علم الداللةو القرآن الكرمي هو حبث يف داللة ألفاظه،


ج

السياق و تشابه اللفظي املماهية «فعنونته بـ -الذي كان فصال نظرياو – األولالفصل أما

متثلت يف عرض املفهوم اللغوي افتتحته بتمهيد يشرح طبيعة هذه الدراسة النظرية، واليت »القرآين

توجيه املتشابه اللفظي و العالقة بينهما، علم متشابه القرآن، و ) السياقو املتشابه (صطالحي للفظياالو

نواعه، وختمت هذا الفصل أو ماهية السياق القرآين و فسرين، السياق لدى املو احملدثني، و بني القدماء

هذا الفصل هو عدم إمكانية الشروع يف التحليل دار ان السبب يف إيكو النتائج، من جموعة مب

يج على املفاهيم األساسية لعلم دون التعر ،التطبيقي ملواضع املتشابه اللفظي يف القصص القرآين

اليت و ƢĐ¦�¦ǀŮ�ÀȂǇ°¦ƾǳ¦�ƢǿƾǸƬǟ¾�ااألسس اليت ، و توجيهاو الكتب اليت تناولته مجعا ، و متشابه القرآن

.من بينها السياق القرآين

، »لة املتشابه اللفظي يف قصة آدم عليه السالمدال«ـوالذي عنونته ب الفصل الثاينأما

عدد املقاطع اليت وقع فيها املتشابه و السور الواردة فيها، و فافتتحته بتمهيد يعرض أحداث هذه القصة

سكون -2 ،سجود املالئكة لهو خلق آدم عليه السالم - 1":اللفظي، مث قسمت هذه املقاطع إىل

عز وجل خطاب هللا-4متناع إبليس اللعني عن السجود،ا-3، هبوطه منهاو آدم عليه السالم اجلنة

حبثا عن ، متناولة مواضع املتشابه اللفظي الواقعة يف هذه املقاطع بالتحليل والتوجيه،"مع إبليس اللعني

، ختمت هذا الفصل مبجموعة من النتائجو الصيغ، و التعابري األسرار وراء ورودها بتلكو لدالالت ا

تعالقهما مع بعضهما بعضا، إبليس اللعني، بالرغم من و بني قصيت آدم عليه السالم فصلت قد و

.)إبليس اللعني(حقارة املقام الثاين و سفالة و ، )آدم عليه السالم(لعلو مقام األول

، »داللة املتشابه اللفظي يف قصة إبراهيم عليه السالم«فعنونته بـ الفصل الثالثأما

د املقاطع اليت وقع فيها عدو السور الواردة فيها، و عرض أحداث هذه القصة يالذي افتتحته بتمهيد و

ة إبراهيم عليه جنا-2، دعوة إبراهيم عليه السالم-1": إىل قسمت هذه املقاطعمث املتشابه اللفظي،


د

، متناولة كل هذه املواضع بالتحليل "متفرقات-4، وقوع البشرى -3، من قومه من كيدالسالم

.ختمت هذا الفصل مبجموعة من النتائجو التوجيه، و

، »ة لوط عليه السالم داللة املتشابه اللفظي يف قص«الذي ومسته بـ الفصل الرابع أماو

عدد املقاطع ، و السور اليت ذكرت فيهاو فابتدأته بتمهيد تطرقت فيه إىل أحداث هذه القصة بإجياز

ƨǐǬǳ¦�ǽǀđ� اليت وقع فيها املتشابه اللفظي ƢŬ¦ŭ¦�ǽǀǿ�ƪ Ǹǈǫ�Ľحسب التسلسل السردي قاطع��

تنحية لوط -3 ،ول املالئكة على لوط عليه السالمنز -2 ، دعوة لوط عليه السالم-1": إىلللقصة

البحث عن و متناولة كل هذه املقاطع بالتحليل ، "على قوم لوط وقوع العقاب-4 ،عليه السالم

.النتائج جموعة منختمت هذا الفصل مبو ��¦ǢȈǐǳ¦�ǽǀđ�ƢȀǟȂǫÂ� ¦°Â�ƨǼǷƢǰǳ األسرار

من إجنازي هلذا البحث املتواضع نطالقا االيت استخلصتها و من النتائج ةلت حبثي مبجموعي ذو

.هي مدونة يف اخلامتة و ، - تنظريا وتطبيقا-

الركيزة األوىل يف و مدة لعبوصفه ا القرآن الكرميمزادي يف إجناز هذا البحث و قد كان زادي و

ليها يف إدت ستنامن بني املصادر اليت و راجع، املو ، إضافة إىل جمموعة من املصادر ه الدراسةإجناز هذ

أدقها و أوفرها مادةو بوصفه أوسع الكتب ، "مالك التأويل للغرناطي"إجناز هذا البحث كتاب

�Ƣđ�ƪاملراجع اليت استعمن بني و ،ملواضع املتشابه اللفظي توجيهاو ليال أعمقها حتو Ǽ–مؤلفات - أيضا

توجيه آيات ل واتفرغ -لتهمعلى ق- احملدثني الذين بوصفه أكثر الباحثني ،فاضل صاحل السامراين

، "من أسرار البيان القرآينسات بيانية يف نصوص من التنزيل، مل ":من بينهاو ،املتشابه اللفظي

.مدونة يف مكتبة البحث -هاحديثو قدميها - إضافة إىل جمموعة أخرى من الكتب

ذلك أنين قمت ؛اإلحصائي التحليلي املنهجـبستعانة موضوع البحث اال يفرض علقد و

، لوط عليهم السالمو إبراهيم و قصص آدم ردت فيها و بعملية إحصائية للمقاطع اليت


ه

، وتوجيههاع عمدت إىل حتليل تلك املواضاستخراج مواضع املتشابه اللفظي من هذه املقاطع، مث و

.مواطن متنوعة ومتعددةحبثا عن السر يف وقوعها بتلك الصيغ املختلفة يف

من بني الصعوبات اليت واجهتين لدى إجنازي هلذا البحث، قلة خربيت يف جمال توجيه و

ƢĐ¦�¦ǀǿ�Ŀ¾�� - يل–وىل األ ملتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي؛ إذ كان هذا البحث هو التجربةا

علم ما يتطلبه إضافة إىل الدراسات القرآنية،من التخصص يف هذا النوع و التعمق واخلطوة األوىل حنو

مل، مما جعل هذا بعد التأو قوة البصرية و املالحظة من دقة توجيه املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي

ندرة فضله يف بيان اإلعجاز القرآين يتسم بو العلم بالرغم من مكانته املرموقة يف الدراسات القرآنية

.قلة العلماء املتخصصني فيهو الدراسات فيه، و البحوث

د موالي علي .أ"االمتنان الكبري ألستاذي املشرف و يف األخري أتقدم بالشكر اجلزيل و

إىل جلنة املناقشة اليت تكرمت بتقييم ، و الذي ساعدين كثريا يف إجناز هذا البحث املتواضع "بوخامت

.تقومي هذا العمل املتواضع و

الطالبة برمحون فاطمة الزهراء

.2017جانفي 04: يوم

مفـاهيم أساسية حول علم الداللة...........................................................مدخل

2

مدخل

مفـاهيم أساسية حول علم الداللة

.اصطالحاو الداللة لغة -1

.العربو مصطلح الداللة لدى الغرب -2

.ماهية علم الداللة-3

.العالقة بني الداللة والسياق-4


3

لتوصيل أفكارهم تسهيال للعملية التواصلية، اساللغة ظاهرة إنسانية اجتماعية يعتمدها الن

،بري عنها أو إيصاهلا للطرف اآلخراملعاين اليت يرغبون يف التع فيستعملون األلفاظ للتدليل على

علم من أجل هذا نشأ و بذلك فإن دراسة اللغة تتطلب يف املقام األول دراسة داللة ألفاظها، و

.دالالتو ما ترميه من معان و ية لأللفاظ الذي يهتم بالدراسة اجلوهر الداللة

:اصطالحاو الداللة لغة -1

:لغة-أ

واحد؛ سارإن كانت تسري يف مو يف املعاجم العربية، "الداللة"غوية للفظ لاملفاهيم ال تتعدد

:أدللت الطريق« :فيقولالداللة )ه528ت(الزخمشري، فيشرحاإلرشاد واهلدايةإذ عنت يف جمملها

ه على الصراط املستقيم ويل عليه على دل و الدال على اخلري كفاعله : ƢĐ¦�ǺǷ±و (...)اهتديت إليه

شمل يلالداللة لديه فهومفتوسع م، 1»استدل به عليهو لة السمع أدو تناصرت أدلة العقل و ،هذا دالئل

حينما ذلك و فحسب ،على األمور املادية امعىن الداللة مقصور إذ مل جيعل،غري مادي و ما هو مادي

�Ä±ƢĐ¦�¾ƢǸǠƬǇȏ¦�ń¤�ƢǿƢǼǠŠ�±ÂƢƳ.

الدليل ما «: فيقول ،فقط املفهوم املادي الداللة يف فيحصر )ه711ت(بن منظورا أما

الفتح أعلى و ضمها، و كسرها و يدله داللة بفتح الدال و قد دله على الطريق و الدليل و يستدل به،

.2»والدليلي الذي يدلك الدليل و ، (...)

، 1998، 1د، منشورات دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، طيون السو حممد باسل ع: س البالغة، تحالزخمشري، أسا-1

).مادة دلل(295، ص 1ج، ص 16، ج2ت، مج.ط، د.وآخرون، دار املعارف، القاهرة، دعبد هللا علي الكبري : ابن منظور، لسان العرب، تح-2

)مادة دلل .(1414


4

إن و اهلدى،و هو اإلرشاد و ا تصب يف معىن واحد هالداللة كل و الداللة و الداللة منظور ابن فجعل

، فهي األنسب للتعبري - بفتح الدال –) الداللة(كان يرى أن أفضل تعبري عن اإلرشاد يكون بلفظ

. عن هذا املفهوم

: قولهإىل نفس املعىن يف )ه817ت(الفريوز أبادي يشريبن منظور اغري بعيد عن و

الدال و قد دلت تدل و ،دلوله فاندل سدده هللاو دله عليه داللةو الداللة ما يدل به على محيمك و ...«

.اهلدىو باإلرشاد متعلقا ه؛ إذ جعلمنظوربن امعىن الداللة لديه عما أتى به ، فلم حيد1»كاهلدي

إذ ا ورد يف املعاجم القدمية، م علة يف املعاجم العربية احلديثة مل خيرج املعىن اللغوي لكلمة دالو

مجعه دالئل و ما يقتضيه اللفظ عند إطالقه و الداللة اإلرشاد، «أن معىن املعجم الوسيطذكر

.2»دالالتو

القدمية -لسرد السابق للمعاين اللغوية لكلمة الداللة الواردة يف املعاجم العربية انطالقا من ا

.اهلديو اإلرشاد : ميكن حصر املعىن املعجمي للداللة يف-احلديثةو منها

:اصطالحا -ب

كون الشيء حبالة يلزم «: الداللة اصطالحا قائال )ه816ت(الشريف اجلرجاينيعرف

، هذا يعين أن الداللة تعني 3»الثاين هو املدلولو الشيء األول هو الدال ، و العلم به العلم بشيء آخر

أو ماهية شيء ما عندما يكون خفيا أو مستورا أو غري بني أو واضح؛ فهي ،على كشف حقيقة ما

ƾǳ¦�ȂȀǧ�¾ËÂȋ¦�ƢǷ¢��¾ȂȀĐ¦�ń¤�¿ȂǴǠŭ¦�ǺǷ�¾ƢǬƬǻȏ¦�ǪȇǂǗ�Ǻǟ�Ǯ¦¾�و ماهية األشياء، تدل على معرفة ǳ

.والثاين هو املدلول

)مادة دلل( 340، ص 2005، 8نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، ط:الفريوز أبادي، القاموس احمليط، تح-1 ).مادة دلل(294، ص 2004، 4مراد حلمي وآخرون، املعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط لمجا - 2 ).مادة دلل(86ت، ص .، د 1الشريف اجلرجاين، التعريفات، املطبعة اخلريية، مصر، ط-3


5

اللجوء ذلك عن طريقو اإلبانة عن معىن أو قصد معني، يفيد املعىن االصطالحي للداللة ف

.إىل شيء معلوم لالنتقال إىل شيء جمهول

:العالقة بني املعىن اللغوي واالصطالحي-ج

ذلك عن طريق ، و اهلديو اإلرشاد و إن أصل الداللة يف اللغة هي االستدالل على الطريق

الدال أو الدليل ألجل الوصول إىل الغاية املطلوبة، مث نقل هذا املعىن إىل كيفية االستدالل على املعىن

.هو املعىن املطلوبو هو الدليل إىل املدلول -مثال –باللفظ أو غريه فيكون اللفظ

:مصطلح الداللة لدى الغرب والعرب -2

:الغرب- أ

كيفية ارتباطه و لة للتعبري عن العلم الذي يتناول دراسة املعىن استعمل الغرب مصطلح الدال

semanticsعبارة «أول مرة يف لديهم semanticsقد وردت كلمة و بالكلمة،

philosophy فكان املعىن األول الذي رمت إليه ، 1»مبعىن الكهانة إبان القرن السابع عشر

ذلك انتقاال من املعلوم للوصول إىل و ¦ȂȀĐ¦�ƨǧǂǠǷ�ƨǳÂƢŰ�Ä¢��ƨǻƢȀǰǳ¾��يتمثل يف الداللة لدى الغرب

¾ȂȀĐ¦.

أواخر القرن التاسع «لم يظهر إال يف فأما استخدام لفظ الداللة يف الدراسات اللغوية الغربية

Rejectedعشر ضمن أحد البحوث املقدمة إىل اجلمعية األمريكية لعلماء فقه اللغة بعنوان

meaning a point in semantics 2»1984سنة.

.11، ص 2009، 1، مكتبة أهواء الشرق، طاحلديثة ام البهنساوي، علم الداللة والنظريات الدالليةسح - 1 .الصفحة نفسها، املرجع نفسه - 2


6

أخرجه للنور للتعبري عن و ،semanticsصطلح ملستعمل تضاربت اآلراء حول أول مو

جنليزية ظهرت ألول مرة يف اإل semanticsأن كلمة «فهناك من يرى ، البحث الذي يتناول اللغة

لكن و ، 1»مث استعملها اللغوي الفرنسي ميشال يربال ،يف القرن السابع عشر يف كتاب جون سبيتسر

لغوية إال من مل يستعمل يف البحوث ال semanticsيؤكد على أن مصطلح ليتشالعامل اللغوي

.Breal«2يف ترمجة 1900ألول مرة سنة «ظهر مصطلح الداللة إذ، طرف ميشال يربال

هو أول من أدخل هذا املصطلح يف ربالميشال بعلى أن - عموما–اتفق جمموع الباحثني و

ذاته يهتم بدراسة معىن بعلما قائما جعلهو ،علم الداللةأول من أسس الدراسات اللغوية، كونه

.جوهرهاو الكلمات

:العرب- ب

مقابال للمصطلح األجنيب و على استعمال مصطلح الداللة مرادفا الباحثون العرب اتفق

semantics ، املعىن–جتنبوا استعمال مصطلح و عىن بدراسة املعىن، للتدليل على العلم الذي ي-

بس الذي يقع بني علم املعىن الذي يهتم بالدراسة البالغية تفاديا لل ،semanticsترمجة ملصطلح

.للكلماتاجلوهرية وعلم الداللة الذي يهتم بالدراسة اللغوية ،للرتاكيب

إىل عدة semanticsصطلح ترمجة مضيل لفظ الداللة على لفظ املعىن يف يعود تفو

:أسباب منها

أي أن علم ؛3»تنزع إىل دراسة الدالالت أو املدلوالت انطالقا من الكلمات «ن الداللة إ

يف حني يهدف علم املعىن ، احملصل من الكلمات الداللة يهتم بدراسة املعىن أو املفهوم

، 1993، 1التطبيق، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، طأمحد نعيم الكراعني، علم الداللة بني النظرية و -1

.89ص .املرجع نفسه، الصفحة نفسها-2.41، ص 2000، 1، دار الشروق، ط-مدخل إىل دراسة املعىن النحوي الداليل-النحو والداللةحممد محاسة عبد اللطيف،-3


7

علم املعاين يف البالغة هو ما خيصو ،1»الرتاكيب اللغويةو الدراسة اجلمالية لأللفاظ «إىل

.العربية

غري اللغوية، أما مصطلح املعىن فال و بالرموز اللغوية «إن مصطلح الداللة لفظ عام يرتبط

ذلك إلحالته على مدلوالت أعم ، و أمشل من الثاينو ، فاألول أعم 2»يعين إال اللفظ اللغوي

.اختصاصه اللفظ دون غريهو مما يرمي إليه لفظ املعىن

عاين اللغوية اليت يتضمنها اللفظحمصلة جمموع امل «يعد املعىن فرعا من فروع الداللة اليت هي،

، 3»اللفظ أما املعىن فواحد من املفاهيم اليت يشري إليها ،(...) هي وسيلة الوصول إىل املعىن و

بل هو موضوع ،أمشل؛ إذ يعد املعىن جزءا من الدراسة الدالليةو أوسع من املعىن فالداللة

.البحث الداليل الذي يتقصى دراسة املعاين

اشتقاقات فرعية مرنة جتدها يف «يعني هذا األخري على ؛ إذ سهولة االشتقاق من لفظ الداللة

على عكس مصطلح ،4»..)الدال، املدلول، املدلوالت، الدالالت، الداليل(مادة الداللة

.املعىن الذي ال يرضخ إىل آلية االشتقاق

فضله العرب احملدثون ، اشتقاقا و عموما و فنظرا لتميز مصطلح الداللة عن مصطلح املعىن مشوال

غموضه يف و عوضا من مصطلح املعىن للبسه ،semanticsة إىل مصطلحلإلشار - استعماال-

.semanticsاإلشارة إىل املصطلح األجنيب

.27، ص 2010ط، .اجلامعية، اجلزائر، دالعريب،ديوان املطبوعات ومباحثه يف الرتاثعلم الداللة أصوله منقور، عبد اجلليل - 1 .12ص ،احلديثةهنساوي ،علم الداللة والنظريات الداللية البحسام - 2ت والنشر ، املؤسسة اجلامعية للدراسا)النظرية األلسنية(ميشال زكرياء، األلسنية التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية -3

.14، ص 1986، 2والتوزيع، ط.35، ص 2001، .ط.، دار الفالح للنشر والتوزيع، األردن، د)علم املعىن(حممد علي اخلويل، علم الداللة -4


8

:ماهية علم الداللة -3

:الغرب- أ

يعد هذا و ، 1»العلم الذي يهتم بدراسة املعىن«ى عل علم الداللةن الغرب أطلق الباحثو

دراسة املعىن أينما علم الداللةفيتقصى ، النحويةو عمدة الدراسات الصوتية والصرفية و األخري مرتكز

..).كلمات، مجل، إشارات(بأي وسيلة عرب عنه و ،وجد

حسب نوعية الدال املؤدي ذلكو ق،يضي وأ علم الداللةساس يتسع مفهوم على هذا األو

القضية اليت يتم من خالهلا « يوسع دراسة املعىن فيجعله -مثال- ري جريويبـللمعىن لفظا أو إشارة، ف

ǂǘŭ¦�ƨǷȐǟ�ƨǷƢǸǤǳƢǧ��Ƣđ�ȆƷȂƫ�Àȋ�ƨǴƥƢǫ�ƨǫȐǠƥ�ªو املفهوم و الكائن و الشيء ربط ƾū¦��

��ȂȀǨŭ¦�¦ǀđ�ƨǳȏƾǳƢǧ¿�2»عالمة غضبهنباح الكلب و ،الغضب و تقطيب احلاجب عالمة االرتباكو

�ƨǫȐǟ�Ǿǳ�ƢǷ�ǲǯ�ƨǇ¦°ƾƥ�ǶƬēلفظا أو إشارة–كل ما يؤدي إليه ، و باملعىن-.

ذلك يف قوله معرفا ، و يف دراسة معاين الكلمات علم الداللةفيحصر جمال جون سنبأما

فال يتعدى ،3»اجلملو أجزاء اجلمل و إنه ذلك العلم الذي يبحث يف معاين الكلمات «: علم الداللة

ؤديها الكلمات أو أجزاء اجلمل اليت ت ،البحث الداليل طبق هذا املنظور دراسة املعاين اللغوية

.الرتاكيب اجلمليةأو

: العرب- ب

فوا إذ تعر ،لدى الباحثني العرب عما ورد لدى غريهم من الغرب علم الداللة مل حيد مفهوم

ا فو تلقو ذلك بانتقاهلم للدراسة يف املعاهد الغربية، أين فهموا و ،على هذا العلم عن طريق الرتمجة

ذلك و أول من عرف العامل العريب مباهية البحث الداليل أمحد خمتار عمريعد و ، علم الداللةمبادئ

جميد عبد احلليم املاشطة /، تر)مقدمة يف علم اللغة النظري: الفصالن التاسع والعاشر من كتاب(، علم الداللة ينزجون ال - 1

.9، ص 1980ط، .جامعة البصرة، د،ن، كلية اآلداب آخرو و .15، ص 1986ط، .زيد، منشورات عويدات، بريوت، د أنطوان أبو/ بيري جريو، علم الداللة، تر-2.36، ص 1990، 1عبد الفتاح عبد العليم الربكاوي، داللة السياق بني الرتاث وعلم اللغة احلديث، دار املنار، القاهرة، ط-3


9

أو العلم الذي ،بأنه دراسة املعىن «:قائال علم الداللةف يعر و ، ''علم الداللة''عن طريق مؤلفه

، بل هو أساس وجود علم الداللة، فجعل املعىن النقطة األساسية اليت يبحث فيها 1»يدرس املعىن

.علم الداللة

:السياقو العالقة بني الداللة -4

هلذا قرنوا بني و احملدد األول ملعاين الكلمات، و جعلوه املعني و احتفى علماء الداللة بالسياق

علم أحد الباحثني يف بوصفه - باملردعا د لألوىل إال باعتبار الثانية ،إذ فال وجو ،السياق و الداللة

ل ل مثتعام فاللغات احلية جيب أال «:فيقول ،إىل دراسة اللغة من خالل سياق استعماهلا -الداللة

فاللغة إذا ما عزلت عن سياق استعماهلا تكون شبيهة ، 2»اللغات امليتة مقطوعة من سياق حاهلا

.احلي االجتماعي من خالل استعماهلا تستمد حيويتها و ،ال قيمة و باجلثة ميتة ال معىن هلا

كما يساعد على ، -بسيطة كانت أو غامضة-فداللة السياق كفيلة بتحديد معاين اجلمل

يساهم يف إمنا، و تتوقف أمهيته عند هذا احلد الو التالحم العضوي بني مكونات الرتكيب اللغوي،

.التحديد الداليل للموروث اللغوي وإكساب اللغة طاقة متجددة

:يقسم علماء الداللة السياق إىل نوعنيو

:السياق اللغوي.1

فهو يتمثل ، 3»موقعها من ذلك النظمو النظام اللفظي للكلمة « بالسياق اللغوييقصد

هذا النوع من يتفرعو ،عالقتها بغريها من الكلماتو ،يف موقع الكلمة يف الرتكيب اللغوي

:زوايا انطالقا من عدةذلك ، و إىل أنواع متعددة خمتلفة السياق

:الوظائف اللغوية إىل أربعة أقسامانطالقا من ينقسم السياق اللغوي :الوظائف اللغوية. أ

.11، ص 1998، 5أمحد خمتار عمر، علم الداللة، عامل الكتب، بريوت، لبنان، ط-1.61، ص 1985ط، .جميد عبد احلليم املاشطة، اجلامعة املستنصرية، د/باملر، علم الداللة، تر. ف - 2.57ت، ص .ط، د.كمال بشر، مكتبة الشباب، د/ستيفن أوملان، دور الكلمة يف اللغة، تر-3


10

ذلك ملا و ، 1»يهتم بدراسة الصوت داخل سياقه اللغوي «هو الذي و : السياق الصويت

،ومامللوظائف الصوتية من أمهية كبرية يف التأثري على املعىن العام للرتكيب اللغوي ع

.للكلمة خصوصا و

املورفيمات أو الوحدات الصرفية حرة كانت «هو الذي يهتم بدراسة و :السياق الصريف

تكسبف،2»إذا كانت ضمن سياق تركييب معنيإال ال قيمة هلا، اليت و أو مقيدة أو حمايدة

- هنا-ميكن التمثيل و داللة أخرى،اجلملية النظم يف الصيغة الصرفية يف تأديتها لوظيفتها

-هذه الداللة تؤثر، و أمشل داللة من األوىلو أبلغ و فالثانية أوكد ،)فعال(و) فاعل(بصيغيت

).ملةاجل(تركيب لغوي معني يف على سياق ورودها -بطبعية احلال

شبكة من العالقات القواعدية اليت «يتمثل هذا النوع من السياق يف :السياق النحوي

الرابطة -العالقاتهذه من فتقوم كل عالقة ، 3»ختدم بناء الوحدات اللغوية داخل النص

ذلك و مل، اجلسندة إليها، من أجل بيان داللة مبهمتها الوظيفية امل - بني الوحدات اللغوية

.من خالل القرائن النحوية

جمموعة العالقات الصوتية اليت تتضافر من أجل ختصيص «يقصد به :السياق املعجمي

إعطاء الداللة يساعد هذا النوع من السياق على، و 4»الوحدة اللغوية ببيان داليل معني

خصص هلا يف وفق ما حىت تكون قادرة على التعبري ، للكلمات -الوضعية-األولية

.النظام اللغوي

:انطالقا من السعة احلجمية له إىل اللغوي ينقسم السياق:السعة احلجمية للسياق. ب

.31، ص 2011ط، .، دار نينوى، دمشق، د)أثر السياق يف حتديد دالالت اخلطاب(الشيدي، املعىن خارج النص فاطمة - 1 .32ص ،املرجع نفسه - 2 .الصفحة نفسها، نفسه - 3 .نفسه - 4


11

فيقصد، 1»غوية الغري حمددةلجمموعة من املكونات ال«هو عبارة عن و :السياق األصغر

، تهاثر بداللأثريها على بعضها بعضا؛ فالكلمة تؤ تو الوحدات اللغوية بالسياق األصغر

.الحقتهاو تتفاعل مع سابقتها و

2»ما يليهاو اجلزء من اخلطاب الذي يسبق األداة األسلوبية «يتمثل يف و :السياق األكرب ،

تساعد على إجالء الداللة املبهمة و فاجلمل أو النصوص تؤثر يف الكلمات املكونة هلا،

.عن الكلمة الواقعة يف اجلملة أو القطعة النصية

ينقسم السياق انطالقا من العالقة اجلزء بالكل إىل):اخلاص بالعام(اجلزء بالكل عالقة . ج

يقصد ):سياق النص(السياق الداخلي اخلاصđ توايل العناصر اليت «ذا النوع من السياق

�Ƥي Ȉǯŗǳ¦�Ƣđ�ǪǬƸƬ يتسم هذا النوع من السياق باحملدودية فهو حمصور يف و ، 3»السبكو

يساعد على إجالء الغموض ، و ميد الرتاكيب اللغوية بالداللةو ال يتجاوزه، و حدود النص

.املوجود يف كلمة ما أو مجلة ما

النصوص اليت «ليشمل ،يتجاوز هذا النوع من السياق احلدود الداخلية للنص :السياق العام

غريه من النصوص يف هذه و ذلك بأن يكون النص و متثل املنظومة اليت يندرج فيها النص،

وع هذا التشابه أو االشرتاك يف موضو ، 4»أوجه التشابه األسلويب تتشارك يف بعضاملخطوطة

�¢Ãǂƻو ��Ƣēȏȏ®�ÀƢȈبو واحد يعني على حتليل النصوص Ȃǐǻ�ǺǷ�¦ ǄƳ�ǎ Ǽǳ¦�ÀȂǰȇ�¦ǀđ��

حيل هنا و لتبيان داللته، النصكال على احليز العام الذي حييط بهلذا يعتمد بشكل من األشو

اجلمل هي الوحدات اللغوية و ) النص(النصوص األخرى هي و ،-اجلزء-النص حمل اجلملة

).الكلمات(

.120،ص2008، 1علي آيت أوشان، السياق والنص الشعري، مطبعة النجاح اجلديدة، ط-1.52، ص 2004ط، .، جامعة املنصورة، مصر، د)دراسة نقدية تطبيقية(السياق األديب حممود حممد عيسى، -2.65، ص 2، ج2006، 1متام حسان، مقاالت يف اللغة واألدب، عامل الكتب، ط-3 .171ص ، 2007ط، .، املكتبة األزهرية للرتاث، د)ويةنبمقدمة يف نظرية البالغة ال(لنص ع، السياق وتوجيه داللة ابلبعيد - 4


12

الرأسية و انطالقا من العالقات األفقية اللغوي ينقسم السياق :الرأسيةو العالقات األفقية . د

:إىل

1»اللغوية املكونة للجملةالعالقات الداخلية بني العناصر «يقصد به و :السياق األفقي

، حمصورا يف املستوى األفقي للجمل -ضمن هذا املنظور-فيكون النظر إىل السياق ،

.العالقات بني الوحدات اللغوية يف إطار سياقها اللغوي الداخليو

ذاكرة بينيأو ما يسمى بت(...) اريخ الكلمة البحث عن ت «يتمثل يف :السياق الرأسي

طور داللة استعماهلا عرب ت، و قيب عن مجيع استعماالت املفردةذلك بالتنيكون و ، 2»العالمة

).أو جمازا وضعا(ة استعماهلا نوعيو ،العصور

:ينقسم السياق اللغوي انطالقا من الوضعية التعبريية إىل :الوضعية التعبريية للنص-أ

أكثر منه ،النثرية و النصوص الشعرية «يظهر هذا اللون من السياق يف و :السياق األسلويب

.3»يف اللغة العادية

و :السياق األديب�¼ƢȈǈǳ¦�ǺǷ�ȂǼǳ¦�¦ǀđ�ƾǐǬȇ»�ƨǸȈǬǳ¦�Ǻǟ�ƾƦŭ¦�Ƣđ�ŐǠȇ�Ŗǳ¦�ƨǬȇǂǘǳ¦ اليت

فيستدعي الشاعر أو الناثر املعاين اهلامة ويوظفها يف تشكيالت لغوية ، 4»حمور التجربةهي

تتزين بتلوينات داللية معينة

:انطالقا من عدة أوجه ينقسم هو اآلخر إىل عدة أقسامو :السياق املقامي.2

:وينقسم السياق االجتماعي من هذا املنظور إىل نوعني :ن يف اخلطابو املشارك. أ

.153ص ، املرجع السابق، )ويةنبمقدمة يف نظرية البالغة ال(لنص السياق وتوجيه داللة اع، بلبعيد - 1.املرجع نفسه، الصفحة نفسها-2 .33 ص ،)أثر السياق يف حتديد دالالت اخلطاب( فاطمة الشبدي، املعىن خارج النص-3 .6ص ،)نقدية تطبيقيةدراسة ( السياق األديب،حممود حممد عيسى - 4 - مصطلح السياق االجتماعي للتعبري عن السياق املقامي، وهو بذلك حصر هذا األخري يف احمليط االجتماعي باملراستعمل

املصطلح األخري ألنه أمشل يفضل استعمالذا فقط، والسياق املقامي أعم من السياق االجتماعي الذي يعد جزءا من أجزائه، هل

.سياق االجتماعي الذي يتميز خبصوصية الداللةوأعم من ال


13

جلمهور اخلطاب أن يعمل أيضا بوصفه سياقا «إذ ميكن :مجهور اخلطاب بوصفه سياقا

، كبري يف حتديد دالالت اخلطاب، فاملشاركون يف العملية التواصلية هلم دور 1»لتوضيح املعىن

.توجيهها حنو املسار الصحيحو

مذهبه السياسي و العقائدي و موقفه الفكري و بثقافة املتلقي «الذي يتعلق و :سياق التلقي

وقوف على هذا النوع من يساهم الو ،2»تباينها عرب العصورو ،انتماءاته اإليديولوجية و الديين و

الفكرية و باملعتقدات الدينية والسياسية ذلك باألخذو احملايد، و التأويل الصحيح السياق يف

.للمتلقي

:ينقسم السياق املقامي انطالقا من هذا املنظور إىل :يط اخلارجياحمل. ب

املواقف اليت يتم فيها استخدام كلمة ما، فتخرج من معىن «يتمثل يف و :السياق االجتماعي

انطالقا من احمليط -السياقية-يةداللتها احل، فالكلمات تستوحي 3»ما إىل معىن آخر

.االجتماعي الذي استخدمت فيه

املعتقدات املشرتكة بني أفراد البيئة اللغوية «يشمل هذا النوع من السياق و :السياق الثقايف

يساهم اختالف املرجعية الثقافية و ، 4»األعراف املشاعة بينهمو األفكار و املعلومات التارخيية و

استحضار « �ÀȂǰȇ�¦ǀđو ،العقائدية لألفراد يف التأثري بشكل كبري على تشكيل النظم اللغوية و

فخطاب الشخص ،5»السياقات الثقافية ضروريا لكل شرح أو تفسري أو نقد يتوخى الدقة

ذي املستوى الثقايف البسيط خيتلف متاما عن خماطبة الشخص ذي املستوى الثقايف العايل،

.هكذا هلم جرا و ،خيتلف متاما عن خماطبة املعتدل عقائديا ب لعقيدة معينة اطبة املتعصخمو

.71، ص 2009ط، .ي الدين محيدي، منشورات اهليئة السورية للكتاب، ديحم/ نايدا، دور السياق يف الرتمجة، تر. يوجني أ - 1.132، ص )مقدمة يف نظرية البالغة النبوية(عيد بلبع، السياق وتوجيه داللة النص-2.42، ص )ثر السياق يف حتديد دالالت اخلطابأ( املعىن خارج النصفاطمة الشيدي، -3.161، ص 2007، 2، دار املدار اإلسالمي، ط)أنظمة الداللة يف العربية(حممد حممد يونس علي، املعىن وظالل املعىن -4.192، ص 2003، جامعة البحرين، شتاء ، كلية اآلداب5رسطو وابن رشد، جملة ثقافات، عأعبد هللا إبراهيم، السياق الثقايف بني -5


14

:إىل طالقا من هذه الزاوية إ املقامي ينقسم السياق:احلالة الشعورية للفرد. ج

والذي ،يتوىل الكشف عن املعىن الوجداين« هو السياق الذي و :السياق العاطفي

على التفريق بني من السياق ، ويساعد هذا النوع 1»خيتلف من شخص إىل آخر

مدى قوة أو ضعف كما يساعد على حتديد للكلمة والعاطفية، وضعيةالدالالت ال

على سبيل – تا احلب والعشقلمك كإذ تشرت ؛عليه الكلمةتدل التعبري االنفعايل اليت

الداللة العاطفية لكنهما ختتلفان يف،يف الداللة األصلية يف عقول املتكلمني - -املثال

وبذلك ، العشقأقل مما ترمي إليه داللة كلمة اداللتهكلمة احلب ف ،2منهمالكل

¦�ǲǏȋ¦�Ŀ�ƨđƢǌƬŭ¦�©ƢǸǴǰǴǳ�ƨǴǸƬƄ¦�©ȏȏƾǳ¦�ǞŦ�ȄǴǟ�ȆǨǗƢǠǳ¦�¼ƢȈǈǳيساعد

.الداليل، وتصنيفها إىل فروق داللية معينة

املنطلق و ،ق به كل ما ينط الدافع الذي يكون وراء «خيتص هذا السياق بـ و :السياق النفسي

�ŚƦǠƫ�ƢĔبأفوصف اللغة ،3»الذي حيرك الذات حنو القيام بالفعل اللغوي أو إرسال رسالة له

د احملد )من فرح أو حزن أو غضب(جيعل احلالة النفسية ملستعملها، عن السلوك النفسي للفرد

.اللغويةاملستعملة يف الصياغة لكلمات األساسي ل

التداخل الكبري بني أنواع السياقات،سواء كانت لغوية أو غري لغوية؛ - مما سبق- يالحظ و

.ذلك ألن وظيفة كل واحد منها تتحقق بتفاعله مع غريه من السياقات

السياق، و العالقة الوطيدة والرتابط الوثيق بني الداللة ينتالعرض السابق تبنطالقا من او

فداللة ،ال ميكن اعتماد الثاين دون وجود األولو ال بإعمال الثاين، األول إفال يتوضح معىن

.84، ص 1982، 1حممد علي اخلويل، معجم علم اللغة النظري، مكتبة لبنان، بريوت، ط-1

.71ص حسام البهنساوي،علم الداللة و النظريات الداللية احلديثة ،:ينظر - 2.37، ص املرجع السابق، )أثر السياق يف حتديد دالالت اخلطاب'فاطمة الشبدي، املعىن خارج النص-3


15

السياق هو الذي يوضح املعىن و ختتلف باختالف سياق استعماهلا، و تتغري -إذن–األلفاظ

.الرتاكيب اجلملية الداللة املقصودة منو املراد

هل ساعد السياق املفسرين يف ، و نص القرآين؟لكن هل ميكن إسقاط هذه النظرية على الو

، هل من شأن السياق توضيح ما أشكل يف القرآن الكرمي، و شرحهم للنصوص القرآنية؟و تفسريهم

احلال و الوارد فيها هل ختتلف داللة املتشابه اللفظي الوارد يف القران الكرمي باختالف السياقاتو

.-تطبيقيا و نظريا –ه الفصول املوالية ليما ستجيب عهذا و ؟، املصاحبة لنزول اآليات القرآنية

السياق القرآنيو ماهية المتشابه اللفظي .....................................الفصل األول

17

الفصل األول

ماهية المتشابه اللفظي والسياق القرآني

.متهيد

.العالقة بينهماو السياق و املتشابه مفهوم -أوال

.علم متشابه القرآن - ثانيا

.احملدثنيو توجيه املتشابه اللفظي بني القدماء - ثالثا

.السياق لدى املفسرين -رابعا

.ماهية السياق القرآين وأنواعه -خامسا

.ة الفصلالصخ


18

:متهيد

جل إىل رسوله الكرمي صلى و �ËǄǟ�ɦ�Ƣđ�ȄƷÂ¢�Ŗǳ¦�ƨȈǻƢƥاملعجزة الر هو ال جرم أن القرآن الكرمي

،إدحاضا للعرب ،الساميةمعانيه و فصيحا بأساليبه البديعة و سلم، فنزل قرآنا عربيا بليغا و هللا عليه

.سلمو إثباتا لصدق نبوة الرسول صلى هللا عليه و

ا من أصنافه، انكب العلماء من ألوان اإلعجاز القرآين وصنف كون املتشابه اللفظي لوناو

اليت من بينها النصوص و -ذلك ضمن تناوهلم للنصوص القرآنية املعجزة و ،ى دراستهعل الباحثون و

.شرحا وتفسريا و حتليال -اليت وقع فيها املتشابه اللفظي

وشرح معانيه وفهم أساليبه ونصوصه، ،للمفسرين سبق الشرف يف تفسري القرآن الكرميو

للخطاب القرآين عامة وللمتشابه مدارستهمالذي عولوا عليه يف و سياق، معتمدين يف ذلك على ال

.اللفظي خاصة

فهمهم ما هي األسس اليت اعتمدها املفسرون يف و ،املقصود باملتشابه اللفظي؟هو فما

هذا ما ، و فهم هذا النوع من النصوص؟و �ǲȈǴƸƬƥ�ǶƬē�ƢƦƬǯ�ÀȂưƷƢƦǳ¦�®ǂǧ¢�ǲǿو نللنصوص القرآنية؟

.يتم اإلجابة عليه فيما يليس


19

:ملتشابه والسياق والعالقة بينهمامفهوم ا-أوال

مفهوم من املفاهيم التفتيش عنأو ي علم من العلوم ة ألالنظريأو تستلزم الدراسة العلمية

فهم ال واألساسية حنو ىلاخلطوة األو بوصفهاذلك و ؛ االصطالحيةو -اللغوية–عجمية املمعانيه

.مفهومأو نظرية أو علم يالصحيح أل

:اصطالحاو لغة املتشابهمفهوم -أ

:املفهوم اللغوي-1أ

حلد التضارب،يف املعاجم اللغوية اختالفا كبريا ''املتشابه''اختلفت املعاين الوضعية لكلمة

:اآلتية قاطداللة املعجمية هلذه املفردة يف النميكن حصر الو آخر، و مفهوم لغوي التناقض بنيو

:املتشابه مبعىن املثيل)1

من اجلذر اللغوي ةاملشتقو ، )املتشابه(األصل اللغوي لكلمة )ه395ت(بن فارساحيلل

فالشبه مأخوذ ،1»صفةو تشاكله لونا و اهلاء يدل على تشابه الشيء و الباء و الشني « : قائال ) شبه(

).اللون، الصفة(من عدة أوجه ) مثيله(من مطابقة الشيء لنظريه

الشبه والشبيه « : قائال فارس بن ما ذهب إليه ا )ه450ت(الراغب األصفهاين ل يفص و

أن ال يتميز أحد هو الشبهة و الظلم، و العدالة و الطعم و كاللون ،حقيقتها يف املماثلة من جهة الكيفية

التضارع بني و التماثل هو فاملعىن األويل للشبه ،2»ملا بينهما من املتشابه عينا كان،الشيئني عن اآلخر

.الشبهة بني الشيئنيبالتضارع و سبب هذا التماثل تيو ،)لون، ماهية، طعم(الشيئني من عدة أوجه

، ص 3، ج1979ط، .عبد السالم هارون، دار الفكر للنشر والطباعة والتوزيع، د:ابن فارس، مقاييس اللغة، تح-1

).مادة شبه(243، .ت.، د1كيالين، دار املعرفة للطباعة والنشر، بريوت، طحممد سيد : الراغب األصفهاين، املفردات يف غريب القرآن، تح-2

).مادة شبه(331ص


20

:يقول مفصال للمتشابه عدة معان تتداخل معظمها فيما بينها، ف فيضع بن منظوراأما

¦ƢđƢǌƬŭ©�و املشتبهات من األمور املشكالت، و أشبه كل واحد منهما صاحبه، تشابه الشيئان «

:زاويتني ر املتشابه منففس ،1»أمور مشتبهة مشكلة يشبه بعضها بعضاو ،املتماثالت

Ƣđ©- أ Ƣǌ Ƭŭ¦�ǾƥƢǌ ƫمبعىن التماثل أي التوافق يف نقاط معينة ،.

ما التبست بسبب أوجه التماثل والتطابق، حىت عسر التمييز :مشتبهة، املشتبهات -ب

.التفريق بينهماو

ى أد تشابهو شبهكلميت علية لأن التغيري يف حروف الزيادة يف الصيغة الفمما سبق يالحظ و

.تغيري يف املعىنإىل

تشابه ← أشبه

التماثل االلتباس

ثل«:الشبيه قائال و شرحه للمثيل )بصائر ذوي التمييز(يف كتابه الفريوز أبادي يتابعو امل

فجعل املثيل مبعىن الشبيه، عاكسا يف ذلك ،2»معىنو الشبيه لفظا و الشبه و املثيل كالشبه و املثل و

تطابق و جاء الشبه لديه مبعىن ما متاثل و ،-الشبيه معىن املثيل –سابقوهاملعادلة اللغوية اليت طرحها

إذ يصعب التمييز بينهما لشدة ؛عنه اللبس جمهذا التماثل ينو .مضمونا و معىن، شكال و لفظا

ǧ��ƢǸȀđƢǌƫ االلتباس(الثاين املعىن لوجود اسبب )التماثل(األول يكون املعىن.(

:املتشابه مبعىن االلتباس)2

تشابه «: فيقول ،على معىن االلتباس الزخمشري لدىلكلمة املتشابه اقتصرت الداللة الوضعية

ƢǔǠƥ�ƢȀǔǠƥ�ǽƢƦƬǋȏ�ƪو ،بها، إذا اشبهت األمورتاش و الشيئان ǈƦƬǳ¦�ƪ đƢǌƫ«3 فيقع االلتباس من ،

).مادة شبه(504 -503، ص ص 13ج لسان العرب،ابن منظور،-1سالمي، القاهرة، حممد علي النجار، إحياء الرتاث اإل:الفريوز أبادي، بصائر ذوي التمييز يف لطائف الكتاب العزيز، تح-2

).مادة مثل(481، ج1996، 3ط ).مادة شبه(494، ص 1الزخمشري، أساس البالغة، ج-3


21

أي ؛مبعىن االلتباس -من هذه الزاوية –التشابه يكون و ،توافقهما يف جوانب معينةو ،مرينتشابه األ

�ƢǸȀđƢǌƫ�ƾǌǳ�śƠȈǌǳ¦�śƥ�ǄȈȈǸƬǳ¦�ȄǴǟ�°ƾǬŭ¦�¿ƾǟ توافقهماو.

االلتباس واملشتبهات « لديه مبعىن ) الشبهة(فوردت املادة اللغوية )ه674ت(اجلوهريا أم و

هو و ؛ أي صعب على اإلنسان التمييز بني األمور )أشكل(املشكالت من و ، 1»من األمور املشكالت

.حمور االلتباس

:فيقول ،ة شبهمله لكذلك يف شرحو ،إىل نفس املعىن )ه770ت(الفيومييذهب و

وقوع هذا االلتباس بني األمور و ، 2»االشتباه االلتباسو �ňƢǠŭ¦�ǺǷ�ŘǠǷ�Ŀ�ƨǯ°Ƣǌŭ¦�ƨđاملشا«

.الداللةأو يؤدي إىل غموض يف املعىن ،بني األشياءصعوبة التمييز و

:تشابه مبعىن الغموضامل)3

، 3»يقال لكل ما غمض متشابه« : تشابه قائال معىن امل )ه267ت(ابن قتيبةح يوض

.śđƢǌƬŭ¦�śƥ�ǪȇǂǨƬǳ¦�ƨƥȂǠǏو ،نتيجة حمصلة عن نشوء االلتباس بني األمور هو فالغموض

،اللغوي للمتشابه يتأرجح بني ثالث دالالت متداخلة فيما بينهايستنتج مما سبق أن املعىن و

هذه املعاين الثالثة ال تنفصل عن بعضها؛ و ،)التماثل، االلتباس، الغموض(متعالقة مع بعضها بعضا و

تماثل بني الشيئني يف عدة الهو صيلة الثانية، ألن التشابه الثالثة حو فاألوىل مسببة للثانية،

ال و نظرا لتطابقهما نسبيا، ،نيصعوبة التفريق بني الشيئ وذثل يؤدي إىل االلتباس هذا التماو جوانب،

.العجز عن التمييزو ،إال يف حالة االلتباسالغموض ينتج

، ص 5، ج1984، 3أمحد عبد الغفور عطار، دار العلم للماليني، لبنان، ط:اجلوهري، تاج اللغة وصحاح العربية، تح-1

).مادة شبه (1723 ).مادة شبه (115 ، ص1987ط، .د ،بريوت، لبنان،مكتبة لبنان ،الفيومي، املصباح املنري-2.102، ص 1954، 1أمحد صقر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط:ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، تح-3


22

:معىن املتشابه يف القواميس الفقهية املتخصصة-*

الكرمي، اقتصرت داللة املتشابه يف القواميس الفقهية املتخصصة على املعىن املتعلق بالقرآن

والنخل والزرع خمتلفا أكله منه قوله تعاىل ﴿و ،املتشابه يف القرآن املتماثل« القاموس الفقهييعرفف

�ÇǾÊƥƢÈǌ ÈƬÉǷ�Èǂ ÌºȈÈǣ ÈÂ�ƢÅÊđ ƢÈǌ ÈƬÉǷ�ÈÀƢċǷČǂ ǳ¦ÈÂ�ÈÀȂÉƬÌºȇċǄ ǳ¦ÈÂ﴾هذا ، فشرح1»املطعم يف ، متشابه يف املنظر، غري متشابه

جعل املعىن اللغوي هلذه و ليه يف اآلية القرآنية الكرمية، ت عكلمة املتشابه اعتمادا على ما دل القاموس

.اختلف يف أخرىو ،معينة يطلق على كل ما متاثل يف صفات الكلمة

:املعىن اللغوي للمتشابه حديثا -*

عاجم العربية مل خيتلف املعىن املعجمي لكلمة املتشابه يف العصر احلديث عما ورد ذكره يف امل

إن الصيغة مأخوذة من اجلذر « : قائال ) الشبه(املادة اللغوية حسني نصاريشرح و القدمية،

إال ) املتماثلة(�ƨđƢǌƬŭ¦� ƢȈǋȋ¦�śƥ�ǄȈŻ�À¢�ǞȈǘƬǈȇ�ȏ�ÀƢǈǻȍ¦�ÀƢǯ�Ƣŭو معناه األصلي املثل، و ،)شبه(

حمسوسة، جاءت يف اللغة إمعان رؤية وفكر إن كانت غريو بعد إمعان رؤية إن كانت حمسوسة،

ان األمور غري اللتباس ميس فالغموض وا، 2»الشبهة مبعاين االلتباس، فاشتبه األمر مبعىن اختلط

أكثر من األمور احملسوسة املبصرة بالعني، خلفاء أوجه التشابه يف األمور ،املدركة بالعقلو احملسوسة

.غري احملسوسة عن اإلدراك البصري

:صطالحياملفهوم اال-2أ

جامع ملفردة املتشابه، فنجد يف و ،تضاربت آراء العلماء حول وضع تعريف اصطالحي واحد

نظرا اللتباس املعىن الذي ترمي إليه ،تداخل بعضها مع بعضتاب الواحد عدة تعريفات للمتشابه الكت

.كلمة التشابه

- 141سورة األنعام، اآلية. ).مادة شبه(190، ص 1988، 1حسني، القاموس الفقهي لغة واصطالحا، دار الفكر، دمشق، طو سعدي أب - 1.7، ص 2003ط، .املتشابه، مكتبة اخلاجني، القاهرة، دحسني نصار، -2


23

:املعىنو التماثل يف اللفظ -)1

املتشابه يف املأل أن « :فيقول ،التوافقو لتماثل املتشابه على معىن ا يف اجلرجاينالشر يطلق

نة له، املكو فقت ألفاظه ات و ما متاثلت -حسب رأيه –تشابه فمعىن امل ،1»تكون أجزاؤه متفقة الطبائع

فيقول موضحا ،االلتباس يف إدراك املعىنو ،فاق يف البناء اللفظي يؤدي إىل صعوبة التمييزهذا االت و

.2»ما خفي بنفس اللفظ وال يرجى دركه أصالهو و « : ذلك

:معىنأو على ما اتفق لفظا -يف هذا القسم –أطلق املتشابه و

اللفظ يف الظاهر مع اختالف « ـاخلاص بشتباه اال ميس و :اللفظيف ما اتفق -

تشابه البناء اللغوي للفظ مع اختالفل ،املشرتك اللفظيبوخيتص هذا النوع ،3»املعاين

.معانيه، باختالف السياقات الوارد فيها

، 4»ألفاظه تإن اختلفو ،اشتبه بعضه بعضا يف املعاين« ما ميس و :متاثل يف املعىنما -

غري هو ا املعىن فأم ،السمع وألن اللفظ مدرك بالبصر أ؛هذا القسم أصعب من سابقه و

أويرى بالعني ألن ما ؛بكثري من إدراك غري احملسوس إدراك احملسوس أيسرو حمسوس،

).الفكر(يسمع باألذن أسهل مما يدرك بالذهن

:املتشابه مبعىن احملتمل-)2

: فيقول ،معىن املتشابه على أنه ما احتمل معناه عدة أوجه)ه410ت(العكربييشرح

»ǂǜǼǳ¦Â�ǎ ƸǨǳƢƥ�ȏ¤�Ƣǿ®ȂǐǬǷ�ƶǔƬȇ�ȏ�©ȐǸƬƄ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦«5 ، ف على املعىن يكون التعر و

.البصريةو إمعان الفكر و ،املتشابه بإعمال النظرهذا املقصود من

).مادة شبه(293الشريف اجلرجاين، التعريفات، ص -1.210، ص املصدر نفسه - 2.102ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص -3، 6ج ،2001، 1يع، طباعة والنشر والتوز عبد احملسن الرتكي، هجر للط:جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحالطربي،-4

.175ص .26، ص 2،199300ط، دار املفيد للطباعة والنشر والتوزيع،لبنان، النكت االعتقادية، العكربي - 5


24

،أكثرأو أن يكون للفظ وجهان يف املعاين « : هذه النقطة قائال السيد أمحد خليل يفصل و

،-كالتضاد مثال –فقد حتتمل الكلمة معنيني ،1»ومل يتعني أحدمها حىت تقوم قرينة تدل عليه

أو لفظية كانت - وال ميكن معرفة املراد منها إال بإعمال القرائن ،ويستعصي إدراك املعىن املقصود منها

.-حالية

ما ال يعلم املراد منه « - املتشابه-وفه،''متشابه القرآن وخمتلفه''ورد نفس املعىن يف كتاب و

ة هي املعني على توجيه داللة الكلمة إىل املعىن نيفالقر ، 2»حىت يقرتن ما يدل على املراد منه،بظاهره

.وإلغاء الدالالت احملتملة أخرى ،املقصود والصائب

:املتشابه مبعىن املشكل-)3

، 3»ل الذي حيتاج فيه إىل فكر وتأملاملشك « املتشابه على أنه)ه1031ت(املناوييعرف

حيتاج إذ الذي يصعب إدراكه ألول وهلة، -املشكل–وهو , امللتبس من املعاين هو –هنا - ل شك وامل

.دقة فحصو إعمال فكر وتأمل نظر، إىل

:املتشابه مبعىن امللتبس-)4

فعل ظاهره مريب، وإن كان حيتمل أو التبس أمره من قول وفعل « املتشابه على ما أطلق

لغرض تأويله إىل حيث �ƨǠȇǂǌǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�ÀȂǠƦƬȇ�ǢȇǄǳ¦�ǲǿ¢�ÀƜǧواقعه حقا ألمر فيه، ومن مث

احتماله عدة وذلك بسبب ،القولأو املريب من الفعل هو �ŘǠŭ¦�¦ǀđ�ǾƥƢǌƬŭƢǧ،4»مطامعهم الفاسدة

.دالالت وإمارات

.141، ص 1،1998دار املعارف، ط،محد خليل، دراسات يف القرآن الكرميأالسيد - 1.2، ص 1ت، ج.د، 1املازندراين، متشابه القرآن وخمتلفه، دار البيدار للنشر، ط-2.633، ص 1990، 1حممد رضوان الداية، دار الفكر املعاصر، بريوت، ط:املناوي، التوقيف على مهمات التعاريف، تح-3.29، ص 3، ج2009، 2حممد هادي معرفة، التمهيد لعلوم القرآن، مؤسسة التمهيد، ط-4


25

:املتشابه مبعىن الغموض-)5

واملتشابه ما أشبه على « ،املتشابه مبعىن الغموض )ه320ت ( تفسري العياشيورد يف

.املرادةأو والوصول إىل حقيقته املقصودة ،أي ما غمض على اإلنسان وصعب إدراكه؛ 1»جاهله

:املتشابه مبعىن اخلفاء-)6

اسم فاعل من « : وهو ،مبعىن اخلفاء "موسوعة كشاف اصطالحات الفنون"يف املتشابه ورد

فيصعب بذلك ،2»يعجز الذهن عن التمييز ،لآلخر كون أحد املثلني مشابههو ،اللغة املتشابه يف

ما خفي بنفس اللفظ وال «مبعىن آخر أو ويعجز عن إدراك املعىن، ،اللفظراد من املالتعرف على

.3»إدراكه أصال يرجى

أنه ما انقطع رجاء « فون املتشابه على يعر ، إذ احلنفيةاملشهور لدى هو وهدا املعىن األخري

معامل وقرائن حىت وإن توافرت ،فأمامه تبقى األلباب مبهوتة عاجزة عن إدراكه ،4»معرفة املراد منه

.اإلفهام

عدة أشياء أن املتشابه يف كتب علوم القرآن أطلق على )ه336ت(ابن املنادى يشريو

فمنها متشابه إعراب حروف القرآن، ومنها متشابه غريب القرآن ومعانيه، ومنها متشابه تأويل «

كتبت يف ومنها متشابه خطوط املصاحف، وحروف كتبت يف بعضها على خالف ما (...) القرآن

.5»البعض اآلخر

، 1طمؤسسة األعلمي للمطبوعات، بريوت، لبنان، سيد هاشم حمالين، منشورات :العياشي، تفسري العياشي، تح-1

.85، ص 1ج،1991.143، ص 2، ج1996، 1حروج، مكتبة لبنان ناشرون، طدعلي : كشاف اصطالحات الفنون، تحالتهتاوي، موسوعة-2.169، ص 1، ج1993، 1ا لوفاء األفغاين، دار الكتب العلمية، طو أب: السرخسي، أصول السرخسي، تح-3.59ـ، ص 1987، 1عبد هللا الغنيمان، اجلامعة اإلسالمية، ط:املنادى، متشابه القرآن العظيم، تح ابن - 4.60، ص املصدر نفسه - 5


26

غالبا على املتشابه وتعددها، إال أن هذا املصطلح يطلقبالرغم من كثرة تعاريف املتشابه و

.مرتكز البحثهو واملتشابه اللفظي الذي ،الذي يقابل احملكم

مي من املتشابه در اإلشارة إليه أن املتشابه ال يقتصر إطالقه على ما ورد يف القرآن الكر جتمما و

�Ŀ�śđƢǌƬŭ¦� ¦ǂǠǌǳ¦Â� Ƣƥ®ȋ¦�°ƢƦƻƘƥ�ǎاملتشابه اللفظيأو قرين احملكم Ƭź�ƢǷ�ȄǴǟ�Ƣǔȇ¢�ǪǴǘȇ�ƢŶ¤Â��

الذي خصصه و ، )ه429ت(الثعاليبملؤلفه ''املتشابه''األنساب واألمساء، ومثيل ذلك كتاب

وأوجز يف مقدمة كتابه اخلطة اليت سار عليها يف تأليف ،حبه لسرد أخبار الشعراء واألدباءصا

مث إن هذا الكتاب مبين على ثالثة أقسام، فالقسم األول الذي يشبه التصحيف، « : يقولف،كتابه

.1»والقسم الثاين يف املتشابه من التجنيس الصحيح، والقسم الثالث يف املتشابه خطا ولفظا

اخلطيب ملؤلفه "كتاب تلخيص املتشابه يف الرسم"جند لثعاليبوغري بعيد عن كتاب ا

صاحبه أردفه و ،2»جبمع املتشابه من األمساء وضبطها« كتاب اختص هو و ، )ه463ت(البغدادي

هذا فصول من مجلة و ،تايل تلخيص املتشابه يف ضبط أمساء الرجال لفظا والتمييز بينهاب كتاب

من جهة لط بينهاختسرد يف هذا الباب أمساء اإذ ، 3»الزيادة يف األباء دون األبناء« فصلالكتاب

.، وجلأ للتمييز بني تلك األمساء إىل سرد أمساء آبائهماألباء بسبب زيادة يف حرف اسم األب

- خروج الدابة والدجال، ما مل يستقل العلم بنفسه بل حيتاج إىل و ما استأثر هللا بعلمه كقيام الساعة أ: اختلف فيه على أقوال

أمحد : ينظر. احتمل أكثر من وجه، ما كان غري واضح الداللة حيتمل النسخ، املتشابه ما يرفع فيه إىل غريهبيان يرده إىل غريه، ما

¶��ǂǿƢǬǳ¦��ª ¦ŗǴǳ�¿ǂū¦�°¦®��ŉǂǰǳ¦�À¡ǂǬǳ¦�Ŀ�©ƢđƢǌƬŭ¦Â�©ƢǸǰƄ¦��µ Ȃǟ�ǽƾƦǟ1 ،2012 9، ص..11، ص 1967ط، .، دإبراهيم السامرائي، مطبعة احلكومة، بغداد:الثعاليب، املتشابه، تح-1سكينة الشهايب، دار :اخلطيب البغدادي، تلخيص املتشابه يف الرسم ومحاية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم، تح-2

.5، ص 1، ج1985، 1طالس للدراسات والرتمجة والنشر، ط، 1الصميغي للنشر والتوزيع، طحنيفة أمحد الشقريات، دار و أب: اخلطيب البغدادي، تايل تلخيص املتشابه، تح-3

.357،ص2مج،1997


27

):املتشابه(االصطالحي لكلمة و اللغوي املفهوم العالقة بني -3أ

إذ اتسم ؛والغموض تشابه يف نقطيت االلتباسن اللغوي واالصطالحي لكلمة املتقاطع املعنيا

املعىن اللغوي للمتشابه بالغموض وااللتباس، وأسقطت هذه امليزة على املعىن االصطالحي لكلمة

.التبست داللته من النصوص القرآنيةأو كل ما غمض معناه -اصطالحا -املتشابه، واليت عنت

القرآن غمض من أو الواقع فيما تشابه ،ويأيت السياق ليكشف عن الغموض وااللتباس

.اصطالحا؟و ه لغة املقصود بهو وما ،السياق؟ عرف العربالكرمي، فكيف

:اصطالحاو لغة السياقمفهوم -ب

:املفهوم اللغوي-1ب

تعلق بالتتابع على أن املعىن اللغوي للسياق ي -قدميا وحديثا –أمجعت املعاجم العربية

يشرح كلمة السياق انطالقا من حتليله الصويت هلذه ابن فارس وفهاه ،والتساوق والتسلسل

ه يد، فدل معىن السياق ل1»الشيء وومعناه حذ ،والقاف أصل واحد والسني والوا« : فيقول،الكلمة

.على التتابع والتسلسل

مان عثدخل سعيد على « :فيقول ،معىن نزع الروح)ه606ت)ابن األثريلدى ورد السياق و

، فأطلق 2»يقال له السياق أيضاو ،النزع، كأن روحه تساق لتخرج من بدنهيف السوق أي يف هو و

�ËǲƳÂ�ËǄǟ�ƢȀƟ°Ƣƥ�ń¤�ƢǟƢƦƫ¤�¼Ƣǈƫ�ƢĔȋ�¬Âǂǳ¦�Ǆǻ�ȄǴǟ�¼ƢȈǈǳ¦، كما ،بشكل جزئي متتابع دون انقطاع

.تساق اإلبل

).مادة سوق(،117، ص 3ابن فارس، مقاييس اللغة، ج-1،1ط ،املكتبة اإلسالمية ،طاهر أمحد الزاوي وحممود حممد الضباعي :تح ،األثرو غريب احلديث النهاية يف،ابن األثري - 2

.424ص ،2ج ،1963


28

ل ƥȍ¦�ƢȀȈǳ¤�¦ȂǫƢǇ�¢ǂŭ¦�ƨƦǘƻ�¦Â®¦°¢�¦¤�ǶĔȋ،كما أطلق العرب لفظ السياق على مهر املرأة

ǶŮ¦ȂǷ¢�ȄǴǟ�ƨƦǳƢǤǳ¦�ƪ ǻƢǯ�ƢĔȋ�ǶǼǤǳ¦Â1 واإلبل تساق أي تتابع وتتبع الواحدة منها األخرى، فأسقطوا ،

.أمسوه السياقوبذلك ،على املهر نفسه) اإلبل(حالة املهر

�Ä±ƢĐ¦�ƢǿƢǼǠǷ�ń¤�ȆǬȈǬū¦�ƢǿƢǼǠǷ�ǺǷ�¼ƢȈǈǳ¦�ƨǸǴǯ�¾ƢǸǠƬǇ¦�±ÂƢƳ�ƾǬف الزخمشريأما

سوق احلديث أحسن سياق، هو ƢĐ¦�ǺǷÂ±�«:تمثل يف سياق الكالم، فيقولت ىخر داللة أأكسبها و

السياق متعلقا مبا نظم الزخمشريجعل وبذلك ،2»وإليك سياق احلديث وهذا الكالم سياقه إىل كذا

الغاية منه إيصال معىن معني ،وتتابعها يف نظام مجلي متسلسل،من الكالم عن طريق ترابط املفردات

.وغرض مقصود

مل خيرج معىن السياق يف املعاجم العربية احلديثة عما قدمته املعاجم العربية القدمية، ومن ذلك و

ساق املريض سوقا وسياقا وسياقه ومساقا « كلمة السياق ل هشرح لدىعجم الوسيط املما ورد يف

سائق وسواق هو ويقال ساق املريض بنفسه ف ،رأيت فالنا يسوق: شرع يف نزع الروح، وقال

وساقت الريح الرتاب والسحاب رفعته وطريته، ،ويقال ساق هللا إليه خريا وحنوه بعثه وأرسله،(...)

فسرد ،3»وساق املهر إىل املرأة أرسله ومحله إليها،وإليك يساق احلديث،وساق احلديث سرده وسلسله

من تتابع : ƢȈǈǳ¦�ǚǨǴǳ�ƨŻƾǬǳ¦�ƨȇȂǤǴǳ¦�ǶƳƢǠŭ¦�Ƣē®°Â¢�Ŗǳ¦�ƨȇȂǤǴǳ¦�ňƢǠŭ¦�ǞȈŦ¼املعجم الوسيط

.اإلبل، ومهر املرأة، ونزع الروح، ونظم الكالم

ما سيق العنصر « املفهوم اللغوي للسياق على اقتصرف معجم املصطلحات اللغويةأما

على معىن السياق أسقط،ف4»لةمجأو كلمة أو سواء كان صوتا ،نصأو اللغوي ويليه يف كالم

.)مادة سوق(،166،،، ص10ج ،بن منظور، لسان العربا : ينظر - 1 ).مادة سوق(،484، ص 1الزخمشري، أساس البالغة، ج-2 .)مادة سوق(464مجال مراد حلمي وآخرون، املعجم الوسيط، ص -3.119، ص 1990، 1رمزي منري البعلبكي، معجم املصطلحات اللغوية، دار العلم للماليني، ط-4


29

غايته اإلفصاح عن والذي ،توايل الكالم وتتابعه وتسلسلهعلى شكيل اللغوي للرتاكيب اجلملية، و تلا

.معان معينة

:االصطالحي املفهوم-2ب

مل تعرج معاجم االصطالح القدمية على تفسري اصطالحي ملعىن السياق، إال ما ورد يف كتاب

،شيءالما قبل :اق باملوحدةالسب «:فيقول ،إذ يعرف صاحبه السياق تعريفا موجزا،"الكليات"

اق يف مسار واحد، وإن كان األول أعم من فجعل معىن السياق والسب،1»السياق باملثناة أعمو

.الثاين

تطرق إىل عدم ،يف الكتب القدميةللسياق يعود سبب عدم ورود التعريفات االصطالحية و

ه معىن، إذ ورد معىن السياق لديهم بلفظ املقام واحلال و العرب قدميا إىل لفظ السياق وإمنا تناول

: قائال )ه706(دقيقابن يسرده وهذا ما ،ة القرائنوالقرائن، كما اصطلحوا على السياق بكلم

الذي يساعد املتلقي مبثابة املعنيهو ، فالسياق ǶǴǰƬŭ¦�®¦ǂǷ�ȄǴǟ�ƨǳ¦ƾǳ¦�ƢĔƜǧ«2،القرائنهو السياق «

.على معرفة قصد املتكلم ومراده من الكالم

احمليط اللغوي اليت تقع فيه اجلملة اللغوية « يعرف السياق بأنه ردة الطلحيأما حديثا فنجد

فمفهوم السياق لديه مرتبط ،3»مجلة يف إطار من العناصر اللغوية وغري لغويةأو سواء كانت كلمة

بالرتكيب اللغوي الذي حييط بالكلمة، وكذا الظروف املرافقة للحدث الكالمي، فيكون السياق بذلك

.لغوي وغري لغوي من العواملهو متعلقا مبا

.28،ص3،ج1998، 2وحممد املصري، مؤسسة الرسالة، ط عدنان درويش: الكفوي، الكليات، تح-1، ص 1994، 1أمحد حممد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، ط:ابن دقيق العيد، إحكام األحكام شرح عمدة األحكام، تح-2

278..51ـ، ص 2003، 1ردة الطلحي، داللة السياق، جامعة أم القرى، مكة املكرمة، السعودية، ط-3


30

:اللغوي واالصطالحي لكلمة السياقاملفهوم العالقة بني -3ب

�ǪƷȐƬǳ¦Â�ǞƥƢƬƬǳ¦�ń¤�ÀƢȈǷǂȇ�ƢǸĔȂǯ�Ŀ يتشارك املعىن اللغوي واالصطالحي لكلمة السياق

وتالحقها، وأخذ الثاين هذا املعىن للتدليل ) اإلبل(والتسلسل، إذ دل األول على تتابع املاشية

بغية التعبري ، واالصطالح على سياق الكالم، والذي يعين بدوره الرتكيب التسلسلي للنظام اجلملي

.عن معان مقصودة ودالالت مرادة

:قة بني املتشابه والسياقالعال-ج

على معىن االلتباس والغموض الذي مييز الرتاكيب اللغوية، -كما تقدم ذكره –يدل املتشابه

ويدل السياق على معىن الوضوح والبسط يف املعىن املراد من الكالم، وهلذا يستعني املتشابه بالسياق

وهلذا السبب ، ف عما التبس من معانيهواإلفصاح والكش ،إلجالء الغموض الواقع يف تراكيبه اجلملية

.سيتم التفصيل فيه فيما يلي تشابه يف ضوء السياق، وهذا مااهتم الدارسون بامل


31

:تشابه القرآنم علم- ثانيا

نوعا من أنواع علوم القرآن وفرعا من فروعه، إذ مل األوىل يف بداياته متشابه القرآنكان علم

من وجوه اوجه–قدميا -مجع من العلماء عدهوهلذا يكن يف تلك احلقبة الزمنية علما مستقال بذاته،

الذي جعله ،''الربهان يف علوم القرآن''يف كتابه )ه794ت(الزركشيومن بينهم ،علوم القرآن

.1»الصنف اخلامس علم املتشابه وقد صنف فيه مجاعة« : فيقول ،صنفا من أصناف علوم القرآن

بني هذا النوع وما يقابله من املتشابه واحملكم، فعد هذا األخري نوعا مستقال الزركشي وفرق

.2»النوع السادس والثالثون معرفة احملكم واملتشابه« فيقول ،عن علم متشابه القرآن

إىل علم متشابه القرآن ''اإلتقان يف علوم القرآن''يف كتابه )ه911ت(السيوطي وأشار

Ǧ« يف Ǵƻ�Ǧ ȈǼǐƬǳƢƥ�ǽ®ǂǧ¢�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�Ŀ�ÀȂƬǈǳ¦Â�Ʈ ǳƢưǳ¦�ȂǼǳ¦«3، التصنيف(ويقصد بقوله (

ألن العلماء يف تلك الفرتة عزفوا عن دراسة املتشابه اللفظي ،مجع املتشابه اللفظي وتدوينه

.وتصنيفه واكتفوا جبمعه،وتوجيهه

وذلك يف كتابه ،علم متشابه القرآن وجها من وجوه اإلعجاز القرآين-السيوطي– عد كما

À¡ǂǬǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�ǽ±Ƣƴǟ¤�ǽȂƳÂ�ǺǷ�²« : فيقول ،''معرتك األقران'' ®Ƣǈǳ¦�ǾƳȂǳ¦«4 مفرقا يف ذلك ،

وانقسامه إىل حمكم الوجه التاسع من وجوه إعجازه « الذي حتدث عنه يف و ،بينه وبني احملكم واملتشابه

.5»ومتشابه

.112، ص 1، ج1980، 3الفضل إبراهيم، دار الفكر، بريوت، طو حممد أب: ، الربهان يف علوم القرآن، تحالزركشي - 1.68، ص 2املصدر نفسه، ج-2.186، ص 3ـ، ج1995، 1سعيد املندوب، دار الفكر، لبنان، ط:السيوطي، اإلتقان يف علوم القرآن، تح-3، 1، ج1988، 1أمحد مشس الدين، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط:القرآن، تحالسيوطي، معرتك األقران يف إعجاز -4

.68ص .102ص ،1املصدر نفسه، ج-5


32

:تعريف املتشابه اللفظي-أ

ما اشتبهت األلفاظ به « علم متشابه القرآن على دراسة )ه728ت(ابن تيمية اصطلح

على تكرار القصة -لديه-،فوقوع املتشابه اللفظي مقتصر1»من قصص عند التكرير يف السور

.وصيغ خمتلفة ومتنوعةبأساليب ،القرآنية يف سور معينة ومواطن خمتلفة

على مقتصرا ظي وقوع املتشابه اللف جعلف تيمية ذهب إليه ابن ىل نفس ماإ السيوطي ذهبو

إيراد القصة الواحدة يف صور شىت « :فيقول معرفا املتشابه اللفظي،يةما تعلق بورود القصة القرآن

ويف موضع معرفا وآخر (...)فواصل خمتلفة، بأن يأيت يف موضع واحد مقدما ويف آخر مؤخرا،و

، فيختص علم 2»مفككاأو ما غومد،يف آخر حبرف آخرو حبرف أو ا، مفردا ويف آخر مجعأو را، منك

�Ŀ�®ǂƫ�Ŗǳ¦�ƨȈǻ¡ǂǬǳ¦�ƨǐǬǳ¦�Ŀ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�ƨǇ¦°ƾƥ-السيوطيحسب رأي -متشابه القرآن

وتراكيب متنوعة بني التقدمي والتأخري، بأساليب متعددة و ،من سور القرآن الكرميمعينة مواضع

الصيغ والتنويع يف هذه،التعريف والتنكري، اإلفراد واجلمع، احلذف والذكر، إبدال حرف مكان حرف

. لهدف املقصود إيصالهلو ،يرد خدمة للمعىن املراد

املتشابه مقتصرا على ما ورد من قصص القرآن -اآلخر وه– )ه1093ت(الكفويجيعل و

إيراد القصة « الذي يقصد به و ،لونا من ألوان املتشابه اللفظيلديه فتكون هذه األخرية ،الكرمي

واجلمع ،والتعريف والتنكري،يف التقدمي والتأخري والزيادة والرتك،الواحدة يف سور شىت وفواصل خمتلفة

.3»واإلدغام والفك، وإبدال حرف مكان حرف،واإلفراد

، ويقصد باألوىل اآليات اليت )صور شىت(ريفات السابقة جاء خمالفا للتع) سور شىت(وقوله

أي تقع بأساليب ؛¢�ŕǋ�°Ȃǐƥ�®ǂƫ�ƢĔ ةالثانييقصد بو ،تذكر يف مواضع خمتلفة من سور القرآن الكرمي

.3ت، ص .ط، د.ابن تيمية، اإلكليل يف املتشابه والتأويل، دار اإلميان للطبع والنشر والتوزيع، د-166، ص 1، جيف إعجاز القرآن السيوطي، معرتك األقران-2.405الكفوي، الكليات، ص -3


33

؛بعضا متعلقان ببعضهما) سور شىت، صور شىت(وصيغ متعددة وخمتلفة، والتعريفان األول والثاين

.تتكرر يف سور شىتو ،بصور شىت ترد أن اآلياتذلك

اآليات إذ جعله متعلقا ب،فيوسع مفهوم علم متشابه القرآن) ه1150ت( ابن عقيلةأما

�ȆǜǨǴǳ¦�ǾƥƢǌƬŭ¦��ǺǷ�ǞǫÂ�ƢǷ�ȄǴǟ�©Ƣƥ°ƢǬƬŭ¦Â�©ƢđƢǌƬŭ¦فيقول موضحا ذلك ،يف القرآن الكرمي :

يدركها أصل الفهم نقصان أو ما تشابه من اآليات وما قارب بعضها بعضا ويكون بزيادة ...«

اآليات القرآنية تكرارا وصياغة متاثل من أو ماتقارب املتشابه على كلب اصطلحبذلك و ،1»الثاقب

.اأسلوبو ألفاظا و

حممد ومل ختتلف التعريفات احلديثة للمتشابه اللفظي عما ذكرت يف الكتب القدمية، فنجد

تلك « يطلق علم متشابه القرآن على "اللفظيمن بالغة املتشابه "يف كتابه -مثال –علي الصامل

أو اآليات اليت وردت بألفاظ مثقفة ومتقاربة، وقع يف بعضها زيادة يف موضع ونقص يف موضع آخر،

إبدال حرف مكان حرف، وكلمة مكان أو إفراد، أو تنكري، ومجع أو تقدمي وتأخري، وتعريف

أو ،تشابه يف الرتكيب اللفظيأو ،ب من اآليات، فاملتشابه اللفظي لديه يتعلق بكل ما تقار 2»كلمة

).اآليات القرآنية(جلمل اغة اصييف

فريى أن املتشابه اللفظي مقصور على االختالف اللفظي دون جربان خليل صاحلأما

ورود آيات متكررة يف موضوع واحد لكنها وردت يف « : -معرفا علم متشابه القرآن-فيقول ،املعنوي

وأساليب بيانية متنوعة وكل ذلك لغرض بديع وحكمة بالغة يكشف عنها التأمل صيغ متعددة

�¦ǀǿÂ��¦ƾƷ¦Â�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�) آيات متكررة يف موضوع واحد(قوله ، و 3»والتدبر ȂǓȂǷ�ǲǠƳ

.336، ص 6، ج2006، 1ابن عقيلة، الزيادة واإلحسان يف علوم القرآن، جامعة الشارقة، اإلمارات، ط-1.11، ص 2001، 1حممد علي الصامل، من بالغة املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي، دار إشبيليا للنشر والتوزيع، ط-2دار فاروق للنشر ، - دراسة مقارنة بني اإلسكايف والغرناطي -املتشابه اللفظي يف القرآن الكرميحممد جربان صاحل، -3

.17ص ،2010، 1والتوزيع،عمان ط


34

د ويتنوع املوضوع املقصود يتجد أو ينايف اهلدف والغرض من تعداد واختالف األساليب، ألن املعىن

فقد حيسن استخدام اإلجياز يف هذا املقام خدمة ملعىن معني، وال حيسن يف األسلوبية؛بتنوع الصيغ

.مقام آخر، واملعىن والغرض مها اللذان يتحكمان يف التلوينات األسلوبية والصيغ الرتكيبية

:أنواع املتشابه اللفظي-ب

ينقسم إىل عدة أن هذا األخري ،-آنفة الذكر– من تعريفات املتشابه اللفظيسرد يتضح مما

:وهي،أنواع

.التقدمي والتأخري.1

.التعريف والتنكري.2

.اإلفراد واجلمع.3

.احلذف والذكر.4

.اإلدغام والفك.5

.الزيادة والنقصان.6

.إبدال حرف مكان حرف.7

.إبدال كلمة مكان كلمة.8

.إبدال مجلة مكان مجلة.9

:م متشابه القرآنلأمهية ع-ج

�ƢǸǯ��À¡ǂǬǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�ǶǴǠǳ¦�¦ǀǿ�² عودت °ƾȇ�¤��ǾǳÂƢǼƬȇ�Äǀǳ¦�ȂǓȂŭ¦�ń¤�ǶǴǠǳ¦�¦ǀǿ�ƨȈŷ¢

ألن تفسري املتشابه اللفظي،1»لذلك أمهيته من أمهية علم التفسري« ضربا من ضروب التفسري يعد

1-�ňƢē ث، أثر داللة السياق القرآين يف توجيه معىن املتشابه اللفظي يف القصص القرآين دراسة نظرية تطبيقية ااحوير بأمحد بن

السنة،كلية و رسالة ماجستري،قسم الكتاب إشراف عبد العزيز عزت،ود وصاحل وشعيب عليهم السالم، على آيات قصص نوح وه

.33، ص 2007جامعة أم القرى، اململكة العربية السعودية، ،الدعوة وأصول الدين


35

من أصناف اصنفو ،من ألوان القرآن الكرمي الون كون املتشابه اللفظي ،تفسري للقرآن الكرميهو

.علومه

بيان ذلك أن النظر يف و ،خذه وحتليل آياتهأية علم متشابه القرآن يف صعوبة مكما تتمثل أمه-1

ه النظر يف الشيء وعكسه ارستم على دحياملتشابه وآياته خيتص بتطبيق قواعد العلم، ألن املتشابه «

هلذا العلم إال من كان متمكنا ، فال يتصدى1»وهنا مكمن الصعوبة ،يف املعاين املتفقة ال املتضادة

.من علوم اللغة والتفسري، ومن كان ذا نظر ثاقب وفحص دقيق

القرآنرمي، فأمهية دراسته من أمهية دراسة تكمن أمهية علم متشابه القرآن يف دراسته للقرآن الك-2

:ذلك فيما يلي الكرمي، ويتوضح

،يتناول املتشابه اللفظي دراسة املفردة القرآنية ومالءمتها ملوقعها :املفردة القرآنية-أ

وضع الكلمات موضعها، وينظر يف اختيارها ويف أحواهلا و فيدرس مالءمة املفردات «

، وهذا النوع 2»اإلفراد، ويدرس يف صميم مطابقة الكلمة ملا يقتضيه املقامو يف اجلمع

عز وجل، وذلكهللامن ذا القرآن وحي إال إثبات وبيان أن ههو من الدراسة ما

.التدليل على مالءمة كل كلمة ملوضعها، فال خلل يف النظم وال شذوذ يف املعىنب

يبحث علم املتشابه اللفظي يف : اختالف داللة الرتكيب اللغوي لآلية القرآنية- ب

والصيغ اللغوية مع تعدد املعاين، ويبني ،اختالف صيغ اجلمل وتعدد الرتاكيب

إمنا يقوم الكالم « : شارحا "عجاز القرآنإ"ذلك يف رسالته )ه388ت(اخلطايب

ƨƯȐưǳ¦� ƢȈǋȋ¦�ǽǀđ:هلا ناظم، وإذا تأملت القرآن لفظ حامل، ومعىن به قائم، ورباط

دراسة نظرية (م الشتوي، داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى عليه السال غيثفهد بن عبد امل - 1

جامعة أم القرى، اململكة ،السنة،كلية الدعوة وأصول الدينو رسالة ماجستري،قسم الكتاب إشراف حممد بن عمر بازمول،،)تطبيقية

.134، ص 2005العربية السعودية،، ت، .ط، د.لعريب، القاهرة، دموسى، البالغة القرآنية يف تفسري الزخمشري وأثرها يف الدراسات البالغية، دار الفكر او حممد أب - 2

.129ص


36

ن يف القرآن الكرمي فال جيد املتمع ،1»وجدت هذه األمور منه يف غاية الشرف والفضيلة

.وأحلم نظما منهأفصح وأجزل وأحسن تأليفا

ترسيخه يف األذهان، فالوقوف و يساهم علم متشابه القرآن يف إثبات إعجاز القرآن الكرمي - 3

على تفسري املتشابه اللفظي ميأل النفس إميانا ويقينا أن هذا القرآن من وحي هللا عز وجل ال من

كرار القصص القرآين غايته إعجاز أن سبب ورود الت )ه402ت(الباقالينيؤكد و كالم البشر،

العرب أن تأيت مبثل هذا املكرر صحيح املعىن الذي ليس له « يهم، فلم تستطع لعرب وحتد ا

، فورود املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي أدحض حجج العرب بأن هذا القرآن كالم 2»اعرتاض

ترابط و ،بتناسق ألفاظهمبهورين śƫȂȀƦǷ�¦ȂǨǫȂǧ��ǾǴưŠ� ȆĐ¦�ȄǴǟ�Ƕē°ƾǬƥ�Ƕǿادعاءبشر، وأبطل

.ه وانسجام معانيهأجزائو نظمه

على االعتبار -ا يتعلق بالقصص القرآين مخاصة -يساعد ورود املتشابه اللفظي يف القرآن -4

وذكر هللا « : ذلك قائال ابن تيمية يوضحو ،واالستدالل من ذلك التكرار اجلزئي للقصص القرآنية

يف كل يف عدة مواضع من القرآن الكرمي، يبني -أي قصة موسى عليه السالم –هذه القصة

فيذكر القصة بالقدر الذي يقتضيه املقام، ،3»موضع االستدالل واالعتبار نوعا غري اآلخر

القصص يف القرآن الكرمي، وخيتلف االستدالل منها باختالف تلك فتتجدد العرب بتجدد ذكر

.اليت وردت فيها املواطن و املواضع

يطعنون يف «الذين ،كنيتساهم دراسة املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي يف الرد على املشك -5

أن ما به مدعني ،آياتهو ما تكرر من ألفاظ القرآن أو مماثل، أو القرآن الكرمي من خالل متشابه

حممد خلف هللا : ، تح)الرماين، اخلطايب، اجلرجاين(ضمن ثالثة رسائل يف إعجاز القرآن طايب، رسالة يف اإلعجاز القرآناخل - 1

.27، ص 1976، 3وحممد زغلول سالم، دار املعارف، مصر، ط.803، ص 1، مج2001، 1دار ابن حزم، طحممد عصام القضاة، :الباقالين، االنتصار للقرآن، تح-2.167، ص 17، ج2004ط، .ابن تيمية، جمموع الفتاوى، دار األوقاف، السعودية، د-3


37

تكرار ألهداف هو لقرآن وآياته تكرر من ألفاظ اما أو من املتشابه اللفظي غري املفهوم،

،ورودها ألسباب معينةو �¢�ŉǂǰǳ¦�À¡ǂǬǳ¦�Ŀ�©ƢđƢǌƬŭ¦�®ȂƳÂ�À، فعلم متشابه القرآن يبني 1»عينةم

يتجدد ،أغراض مقصودة، فكل صيغة من تلك الصيغ ترمي إىل معىن معنيأو أهداف مرادة و

.بتجدد املواضع الواردة فيها

صيل العلوم الكثرية؛ ذلك ألن املتشابه يوجب فهمه حت« ه القرآن على تعني دراسة علم متشاب-6

العلوم األخرى، فال و الوقوف على أساليب العرب و ،2»املعاينعلم و و التعمق يف معرفة النح

وضروب كالم العرب ،عارفا بعلوم اللغةإال من كان ) علم متشابه القرآن(ى هلذا العلم يتصد

.بالغتهو بيانه و

:املؤلفات اليت مجعت املتشابه اللفظي-د

ما يفيده من إثبات و ،ن أمهية دراسة علم متشابه القرآإىل - قدميا وحديثا–تفطن العلماء

وضبطا ،اللفظي�ǾƥƢǌƬǸǴǳ�ƢǠŦ�ǶēƢǨǳƚǷ�Ǿǳ�¦Âǂإلعجاز القرآن واستنباط العرب واملواعظ منه، فسخ

.وتصنيفا ملا ورد من املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي

:قدميا-1

أن البدايات األوىل لتقعيد علم املتشابه اللفظي مجعا )ه380ت(ابن الندمييذكر

لكن البداية ،3»)هـ150(متشابه القرآن بن سليمان األردي البلحي « كانت مع مؤلف ،وتدوينا

، وكان هدف )ه189ت(للكسائي"متشابه القرآن"لفظي كانت مع كتاب ية جلمع املتشابه الالفعل

تسهيل عملية احلفظ على القراء، إذ يصرح بذلك يف -متشابه القرآن- هذا األخري من تأليفه لكتابه

وجهود العلماء القدامى يف خدمته، حبث مقدم للمؤمتر القرآين الدويل يوسف، علم متشابه القرآن الكرمي منصور حممد أمحد - 1

.9ص ،2012-02-22/23ماليزيا،رآن، جامعة ماليا، كواالمبور،، مركز حبوث الق)2مقدس (السنوي .26، ص 1984، 1الدار السلفية، طأبوسليمان، مورد الظمآن، صابر - 2.36، ص 1997، 2إبراهيم رمضان، دار املعرفة، بريوت، لبنان، ط:ابن الندمي، الفهرست، تح-3


38

على حفظ متشابه و ،ليكون كتابنا هذا عونا للقارئ على قراءته وتدوينه...«:قائال مقدمة كتابه

احلافظ على حفظ القرآن و ، فكان اهلدف املنشود من تأليف هذا الكتاب إعانة القارئ 1»القرآن

أفرد له اوقد أفرد األبواب حسب ما تكرر يف اآليات مما ورد مرتني جعل له بابا، وما جاء ثالث،الكرمي

.بابا، وهكذا دواليك

الرد على امللحدين يف متشابه القرآن « مؤلف بعنوان "طبقات املفسرين "ورد يف كتابو

الرد على هو ، والواضح من عنوان الكتاب أن اهلدف من تأليفه 2»حملمد بن احلسني املعروف بقطرب

.فيما ورد من متشابه اللفظ يف القرآن الكرمي ،كنيإبطال مزاعم املشك و ،امللحدين

بعض املؤلفني الذين مجعوا املتشابه "أعالم النبالء سري" يف ترمجته )ه748ت(الذهيبيسرد و

سعيد بن حممد و ،)هـ236( أمحد بن جعفر املناوي: هم حسب الرتتيب الزمينو ،اللفظي

بن علي اجلبائياكتاب و ،"توضيح املشكل يف القرآن"مؤلف كتاب )هـ 302(الغساين

.3)هـ303(

:املتشابه اللفظي يف القرآننت دو و فيما يلي سرد ألهم املؤلفات اليت مجعت و

،4)هـ316ت (سجستاين ـلـل "رسالة يف متشابه التعبري باللفظ يف آيات القرآن".1

§�¦ƢǜǨǳ�ƨđƢǌƬŭ¦�ƨȈǻ¡ǂǬǳ¦�ŚƥƢǠƬǳو ƢƬǰǳ¦�¦ǀǿ�Ƕǔȇ.

مرحلة أساسية هذا الكتاب يعد و ،)هـ336ت(ابن املنادىلـ "العظيم متشابه القرآن".2

ابن املنادى كانت غايةو وضع ضوابطه،و ،القرآن والتأسيس لعلم متشابهومهمة يف التقعيد

شتبه على القارئ ليحفظها، وينتبه تمجع نظائر من ألفاظ القرآن اليت «لكتاب ه لمن تأليف

.5ت، ص .ط، د.عباين، دار الصحابة للرتاث، مصر، دحممد بن عيد الش: الكسائي، متشابه القرآن، تح-1.256، ص 1، ج1983، 1الداوودي، طبقات املفسرين، دار الكتب العلمية، ط-2.205، ص 4، ج2007ط، .سري أعالم النبالء، مؤسسة الرسالة، دترمجة الذهيب، : ينظر - 3.37ابن الندمي، الفهرست، ص : ينظر - 4


39

بأن فيه ،د على امللحدين الذين يطعنون يف القرآنوإعانة من ير ،(...)إليها، فيتفق حفظه،

تسهيل عملية احلفظ على القراء عن طريق إحصاء نظائر ، فرغبته يف 1»املكرر واملعاد

به إىل تأليف كتابه دفعا ،كني يف القرآنعزمه على الرد على امللحدين واملشك و ،القرآن

).متشابه القرآن العظيم(

3."©Ƣđ Ƣǌ Ƭŭ¦�Ǆ Ǽǯ" 2للمتشابه من اللفظ يف اآليات القرآنية يشمل فهرسة و ، حلافظ حمبوبـل ،

.املعجم املفهرس آليات املتشابه اللفظيبذلك يشبه هو و

األرجوزات باشتهر يف تصنيفات العلماء مبا يسمى : نظم أرجوزات لضبط املتشابه اللفظي.4

قوانينه، و ¦�ǶǴǠǳ¦�ǖƥ¦ȂǓ�ƢēƢȈǗ�Ŀ�ǲǸŢ�ƨǷȂǜǼǷ�ƾƟƢǐǫ�Ǻǟ�°ƢƦǟ�ȆǿÂ��©ƢǷȂǜǼŭأو

النغم املوسيقي الذي يرسخ يف بفضل ،حفظ قوانينهو ،هذه املنظومات تساعد على فهم العلمو

.الذهن

هداية "ت يف علم متشابه القرآن هي املنظومة السخاوية املسماة بـ ف أول منظومة أل -أ

643ت (سخاويلـل "تبيني متشابه الكتابالطالب يف و غاية احلفاظ و املرتاب

:سبب نظمه هلداية املرتاب قائال السخاوييبني و ،)هـ

كاللؤلؤ املنظم أرجوزة أشباه الكالم وقد نظمت يف «

.3»الطالب و فاظ اية احل غ و لقبتـها هداية املرتاب

.17متشابه القرآن العظيم، ص ابن املنادى، -1خليل املنصور، دار الكتب العلمية، :اليافعي، مرآة اجلنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يعترب من حوادث الزمان، تح: ينظر - 2

.19، ص 2، ج1997، 1ططيب احلسين، دار الفكر عبد القادر اخل: السخاوي، هداية املرتاب وغاية احلفاظ والطالب يف تبيني متشابه الكتاب، تح-3

.66ـ، ص 1993، 1املعاصر، بريوت، ط


40

�ȄǴǟ�ǶēƾǟƢǈǷو ،القرآن الكرميظ الراغبني يف حف أن الغرض من تأليفه للمنظومة إعانة ويتبني

.الوقوع يف األغالطو األمن من االلتباس و ،حفظ آيات هللا

�ƢĔƘب "نديالس "حمققها وصفها و ،) ه1174ت(حلارثيـل "كفاية القارئ "منظومة - ب

.أوفرها مادةو ،1أوسع املنظومات يف املتشابه اللفظي

أبنوجا حملمد بن "تيسري الوهاب املنان على توضيح متشابه القرآن''منظومة - ج

هذا « : فيقول،الشنقيطيأمحد األسود ، وشرح هذه املنظومة )ه12ت ق(التشييت

بالرغم من اإلجياز الذي غلب على و 2»شرح وجيز على نظم متشابه القرآن العزيز

.¤ǺȇÂƾƬǳ¦Â�¬ǂǌǳ¦�Ŀ�ǖǈƦǳ¦Â�¬ȂǓȂǳƢƥ�©ǄȈŤ�ƢĔ¢�ȏ)تيسري الوهاب املنان(منظومة

وانتهج فيها طريقة ،)ه1127ت(لدمياطيـل "يف متشابه اآلي واأللفاظ"منظومة -د

وهي منظومة طيبة مجع فيها كثريا من « :يقول عنها شارحها و ،يف النظم السخاوي

©ƢđƢǌƬŭ¦� بالوقوف على الدمياطيفلم يكتف ،3»زاد فيها على غري من املنظوماتو

.على عكس املنظومات السابقة،إمنا زاد على ذلكو ،نظموهأو ما دونه سابقوه

نظم « هي و ،من منظومات متشابه القرآن مل يقف الباحثون عليهاأخرى إضافة إىل جمموعة

ومنظومة الدنقاسي مشلت (...) مل يرتك شيئا من املتشابه و ،البحر ألحد العلماء الشناقطة طبع مبكة

.4»متشابه اآليات وكذلك علم الرسم على رواية ورش

، 1عبد القيوم بن عبد الغفور السندي، مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، ط:ثي، كفاية القارئ، تحاحلار : يتظر - 1

.5، ص2007ت، .، د2سود الشنقيطي، دار املعارف، طأمحد األ: رحشوهاب املنان على متشابه القرآن، حممد بن أنبوجا التشييت، تيسري ال-2

.3ص .1ت، ص .ط، د.حممود عبد املنعم العيد، حلية احلفاظ وشرح منظومة الدمياطي، دار األنصار للطباعة والنشر والتوزيع، د-3، أطروحة -اسة مقارنةدر -حممد أمحد اجلبايل، توجيه املتشابه اللفظي بني القدامى واحملدثني أمحد الغرناطي وفاضل السمرائي -4

.60، ص 1،، ج2012جامعة ماليا، كواالمبور، ،أكادميية الدراسات اإلسالمية ،احلديثو دكتوراه، قسم القرآن


41

حلفظ كالم هللا عز تيسريا و ،كل هذه املنظومات وضعت خدمة لطالب القرآن وحافظهو

.التمييز بني ما تشابه لفظا من الذكر احلكيمو التفريق و ،جلو

:حديثا -2

من بني الكتب اليت و ،ت مرحلة تدوين وضبط املتشابه اللفظي إىل غاية العصر احلديثاستمر

:ضبط متشابه اللفظ من القرآن الكرميو اهتمت جبمع

�À¡ǂ"-أ Ǭǳ¦� Ŀ � ƨȈǜ ǨǴǳ¦�©Ƣđ Ƣǌ Ƭŭ¦� ǲ Ȉǳ®ويقول يف ،حممد بن عبد هللا الصغريـل "الكرمي

ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�ƶǓȂȇ�ǂǈȈǷ�ǲȀǇ�ǞƳǂǷ�ǞǓȂǳ�ƨǇƢ©�املإن احلاجة « : مقدمة كتابه

فكان ،1»حبيث يتمكن من الرجوع إليه من يريد أن حيفظ،يقارب بينها بوضوحو األلفاظ

تيسريا للحفظ وعونا للطالب ،ضبط املتشابه اللفظيهو هدفه من تأليف الكتاب

.الراغب يف حفظ القرآن الكرميأو

Ǆ"- ب ȇǄ Ǡǳ¦� ɧ � § ƢƬǯ� Ŀ � · ƢǨǳȋ ¦� ƨđ Ƣǌ ƬǷ�©Ƣȇȉ ¦� ǲ Ȉǳ®" مجع فيه ،سراج صاحل مالئكةـل

· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇȉ¦�ǾƦƷƢǏ� 2ضبطها حسب ترتيب سور القرآن الكرميو.

·"- ج ƢǨǳȋ ¦� ƨđ Ƣǌ ƬǷ�©Ƣȇȉ Ƣƥ� · ƢǨū ¦� Ś ǯǀ Ƭǳ� · ƢǬȇȍ يشرح و ،مجال عبد الرمحنملؤلفه "¦

وقد قصدت يف مؤلفي هذا إىل استنتاج عالمات « : سبب تأليفه للكتاب يف مقدمته قائال

©ƢđƢǌƬŭ¦�ǲǐǧ�ȄǴǟ�¥°ƢǬǳ¦Â�ǚǧƢū¦�śǠƫ�©¦°Ƣǋ¤Â� اخلطأ والغلط عند نبجتو

االلتباس و دون الوقوع يف الغلط ،يف إعانة القارئ على تالوة القرآن الكرمي هفرغبت ،3»التالوة

.دفعته لتأليف هذا الكتاب،يف التمييز بني ما تشابه لفظا

1-¶��Ǟȇ±ȂƬǳ¦Â�ǂǌǼǴǳ�ƨƦȈǗ�°¦®��ŉǂǰǳ¦�À¡ǂǬǳ¦�Ŀ�ƨȈǜǨǴǳ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦�ǲȈǳ®��ŚǤǐǳ¦�ɦ�ƾƦǟ�Ǻƥ�ƾǸŰ1 ،1997 8، ص.§�ǄȇǄǠǳ¦�ɦسراج صاحل مالئكة،: ينظر - 2 ƢƬǯ�Ŀ�· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇȉ¦�ǲȈǳ®4،ص2006، 4بة امللك فهد الوطنية،طمكت�.3-¶��ĺǂǠǳ¦�ª ¦ŗǳ¦�°¦®��· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©ƢȇȉƢƥ�· ƢǨū¦�ŚǯǀƬǳ�· ƢǬȇȍ¦��Ǻŧǂǳ¦�ƾƦǟ�¾ƢŦ4 ،2007 8، ص.


42

À¡ǂ"-د Ǭǳ¦�©Ƣđ Ƣǌ ƬǷ�Ŀ �ÀƢȈƦǳ¦�ǂ ǿ¦Ȃ Ƴ"وذكر غرضه من تأليف ،لعبد الرحيم عطية إبراهيم

ه، منعىن على اختالف صور التمييز وصيغتتبع ما تشابه من آياته يف امل« : الكتاب قائال

إىل غري ذلك من ضروب التمايز والتخالف اليت هلا ،(...)تعريف وتنكري أو تقدمي وتأخري

الواضح من عنوان الكتاب أنه يرمي إىل دراسة املتشابه اللفظي دراسة و ، 1»دواعيها البالغية

لآليات دون اف ال جيد إال ضبطذا املؤل هل هتصفحأن القارئ لدى لكن الواقع و ـ،بالغية

.املؤلف يف مقدمة كتابه على عكس ما صرح به ،بالغياجيهها تو

،عبد الكرمي البنجايبعبد الغفور ـل "تشابه آي القرآنو التوضيح والبيان يف تكرار "-ه

إذ يوضح ذلك ،اللفظ يف القرآن الكرمي ةđƢǌƬتأليف الكتاب ضبط آيات ممن كانت غايتهو

�ƪو ،مين يف ضبط آيات هللا رغبة ...«:قائال يف مقدمة كتابه ǳǄǻ¢�ƢǸǯ�Ƣē ¦ǂǫ(..)، صنفت و

على صر رغبته ، فلم تقت2»مظهرا من مظاهر إعجاز القرآنو هذا الكتاب ليكون عونا للقراء،

إعجاز القرآن الكرمي؛ كون املتشابه الربهنة على إثبات و حاول إمنا و ،فظإعانة القارئ على احل

.آينمن ألوان اإلعجاز القر االلفظي لون

�ƢǜǨǳ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�ǾȈǧ�ǞŦباشا، هحضره أكاـل "العقد اجلميل يف متشابه التنزيل"- و

.3ضبطها حسب ترتيب سور القرآن الكرميو ،من سورة الفاحتة ابتداء

�À¡ǂ"-ز Ǭǳ¦�©Ƣđ Ƣǌ ƬǷ� ǖ ƦǓ � Ŀ �ÀƢǨȀ Ǵǳ¦�ƨƯƢǣ ¤-�Ǻ Ƿ�©Ƣđ Ƣǌ Ƭŭ¦�Ǆ ȈȈǸ Ƭǳ�©ƢǷȐ ǟÂ�ǖ ƥ¦Ȃ Ǔ

يف مقدمة ، يذكر املؤلف سبب تأليفه للكتابهللا عبد احلميدعيد عبد ـل: "- اآليات البينات

§��ǚǧƢƷ�ƢȀȈǧ�ƞǘź�Ŗǳ¦Â�ńƢǠƫ�ɦ« :كتابه قائال ƢƬǯ�Ŀ�Ŗǳ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�ǞŦ

1-ƢȈƦǳ¦�ǂǿ¦ȂƳ��ǶȈǿ¦ǂƥ¤�ƨȈǘǟ�ǶȈƷǂǳ¦�ƾƦǟ�ƨǠƦǘǷ��À¡ǂǬǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�Ŀ�À6-5، ص ص 2002ط، .الين، القاهرة، دكيال.، 1يب، التوضيح والبيان يف تكرار وتشابه آي القرآن، مكتبة العلوم واحلكم، املدينة املنورة، طعبد الغفور عبد الكرمي البنجا - 2

.1، ص 1994.5، ص 190ط، .األول، مصر، د عباس باشا ه باشا، العقد اجلميل يف متشابه التنزيل، مطبعة مدرة والدةحضرة أكا: ينظر - 3


43

صاحب هذا الكتاب يف إبراز سبب تأليفه ملؤلفه عن األسباب اليت ذكرها فلم خيرج،1»القرآن

.حفظ القرآن الكرمي واملتمثلة يف إعانة الطالب على ،غريه

حاولوا ا إمن و ،تدوين ومجع آيات املتشابه اللفظي وضبطهاعند ومل تتوقف جهود الباحثني

تم يذا ما سوه ،بصيغ خمتلفة يف مواطن معينة إبراز سبب وقوعهو ،توجيه مواضع املتشابه اللفظي

.فيما يلي حهيوضت

1-À¡ǂǬǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�ǖƦǓ�Ŀ�ÀƢǨȀǴǳ¦�ƨƯƢǣ¤��ƾȈǸū¦�ƾƦǟ�ɦ�ƾƦǟ-©ƢǼȈƦǳ¦�©Ƣȇȉ¦�ǺǷ�©ƢđƢǌƬŭ¦�ǄȈȈǸƬǳ�©ƢǷȐǟÂ�ǖƥ¦ȂǓ- ،

.7ت، ص .، د2دار اإلميان للطبع والنشر والتوزيع، ط


44

.واحملدثنيتوجيه املتشابه اللفظي بني القدماء - ثالثا

سلم، و يه هتمام بدراسة املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي منذ عصر النيب صلى هللا علبدأ اال

منذ الغوص يف معانيهو ،السلف الصاحل على مدارسة علم متشابه القرآنو دأب الصحابة الكرام إذ

تمام الرسول عن اهإشارات و ومضات علوم القران و كتب التفسري ذكرتو بداية نزول القرآن الكرمي،

عن « رويمنه ما و توجيه املتشابه اللفظي من القرآن الكرمي، الصحابة الكرام بو سلم و صلى هللا عليه

آل و إن اسم هللا األعظم لفي سور من القرآن الكر مي يف سورة البقرة : قال) ص(أيب إمامة عن النيب

، احلي القيوم﴾ و﴿هللا ال إله إال ه ي �Ǉǂǰǳ¦�ƨȇ¡�Ŀ�ǂǬƦǳ¦�°ȂǇ�Ŀ�ƢēƾƳȂǧ�ƢȀƬǈǸƬǳƢǧطهو عمران

� ﴿يف سورة آل عمران و ċȏ Ê¤�ÈǾÈǳÊ¤� Èȏ �ÉċɎ وعنت الوجوه للحي ﴿يف سورة طه و ـ ﴾احلي القيوم و ه ¦

.1»﴾القيوم

لقد جئت ﴿و،)71(﴾لقد جئت شيئا إمرا﴿يف توجيهه آلييت الكهف قتادةما روي عن و

.2»النكر أعظم من اإلمر« قال ف ،)74(﴾شيئا نكرا

يف توجيهه جعفر الصادقعن )ه1250ت)الشوكاينو) ه654ت( ابن اجلوزيما ذكره و

�Éǿشهد ﴿يف قوله تعاىل ﴾وال إله إال ه ﴿تكرارل � ċȏ Ê¤�ÈǾÈǳÊ¤� Èȏ �ÉǾċǻÈ¢�ÉċɎ العلم قائما ووالمالئكة وأول و¦

الثاين تعليم، أي و فاألول وصف «:قالف ،)18عمران آل(﴾العزيز احلكيم وبالقسط ال إله إال ه

.3»قولوا واشهدوا كما شهدت

، ص 2ج، 1995، 1ط، للنشر والتوزيع،الرياض املعارف، مكتبة وشيء من فقهها األلباين، سلسلة األحاديث الصحيحة-1

.776/رقم ،371.42، ص 19ج ت،.ط، د.د العيين، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت،-2الشوكاين، فتح و ،362، ص 1ت، ج.ط، د.املكتب اإلسالمي، د.ابن اجلوزي، زاد املسري يف علم التفسري، دار ابن حزم -3

.543ص،2ت،ج.ط، د.دبريوت، دار املعرفة،يوسف الغوش،:اجلامع بني فين الرواية والدراية من علم التفسري،تح القدير


45

كتاب توجيها، ويعد و يف خمتلف مؤلفاته بدراسة املتشابه اللفظي مجعا السيوطي كما اعتىن

اهتمامه بدراسة السيوطي من أهم الكتب اليت كرس فيها''قطف األزهار يف كشف األسرار''

:ماهية حبثه قائال و فاحصة دقيقة، إذ يعرض يف مقدمة كتابه سبب تأليفه املتشابه اللفظي دراسة

أذكر ،لنظمته معها يف سلك أسرار التنزيو ،-يقصد كتبه السابقة –هذا الكتاب شغفت به تلك و «

احلذف و الـتأكيد و مي ديف النظم القرآين من أسرار التق فيه مجيع ما وصل إىل علمي من كالم العلماء

سر ما اختلفت فيه اآليات و ،(...)اإلطناب والنكت البيانية من التشبيه واالستعارة و اإلجياز و

�ŉƾǬƫ�ǺǷ�ƨđƢǌƬŭ¦ يف هذا املوضع و نوقع يف هذا املوضع كذا مل و ن(...) نقصان أو زيادة و تأخري و

.1»كذا

إيراد أنواعها، فإن و ¦�ƢǜǨǳ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦� ƢǐƷƜƥ�ƨǬƥƢǈǳالسيوطي فإن اكتفت مؤلفات

إيضاح وجه إيرادها يف كل موضع و ،مهمة توجيه املتشابه اللفظي تناول )قطف األزهار(فه مؤل

.احلكمة منهاو وجه االختالف و ،بصيغة معينة

ا حاول مجع منهم النهوض إمن و ،الومضاتأو شاراتهذه اإل عندء مل تتوقف جهود العلماو

.نية آكانته املرموقة يف الدراسات القر نظرا مل ،علما قائما بذاتهجعله و ،املتشابه اللفظي علم توجيهب

:صت يف توجيه املتشابه اللفظيالكتب اليت ختص -

:قدميا-أ

:)ه420ت(اإلسكايفاخلطيب -1أ

التنقيب و أفرده بالتأليف و ،ص يف توجيه املتشابه اللفظين ختص أول م اخلطيب اإلسكايفيعد

.يعد احلجر األساس لتقعيد علم توجيه املتشابه اللفظي "ة التأويلرة التنزيل وغر د"كتابه و لبحث،او

أمحد بن حممد احلمادي، وزارة األوقاف والشؤون :، تح-املسمى أسرار التنزيل –السيوطي، قطف األزهار يف كشف األسرار -1

.96-95، ص ص 1994، 1اإلسالمية، قطر، ط


46

بعد أن « : فيقول ،ه يف التأليف يف علم توجيه املتشابه اللفظيتبأسبقي اإلسكايف يصرحو

ت فما وجد،املتبحرينو معاين املتأولني و فتشت على أسرارها و ب املتقدمني واملتأخرين،تأملت أكثر كت

؟ ! ومل يسفر عن وجهها��ƢđƢƥ�Ǻǟيفرت مل و ؟�ƢđƢƥ�ǂقمل يو كيف؟،أحدا من أهلها بلغ غاية كنهها،

.1» ...ع فرقاناوقأكمام املعاين ما أمن ففتقت

ده أول من طرق باب هذا اللون من البحث، وهذا ما أك وه اإلسكايفقد أقر العلماء أن و

حسن فيما وأ،صدق رمحه هللا« : فيقول ،اخلطيبـدعا إىل االقتداء ب ماحين)ه708ت(الغرناطي

.2»نت سنأن نقتدي به و - إلحسانه–حق لنا و ، سن و كسل

صين هللا تعاىل بإكرامه إين منذ خ « :قائال يف مقدمة كتابه عن طبيعة حبثه اإلسكايف أفصحو

املتكررة بالكلمات وين دواع قوية يبعثها نظر بروية يف اآلياتتدع،دراستهو شرفين بإقراء كالمه و يته عناو

.3»املنصرفةو ،علقةتامل�ƨđƢǌƬŭ¦�ƢȀǧÂǂƷو املتفقة واملختلفة،

أنه انكب على دراسة اآليات املتكررة تكرارا تاما مطابقا، وهذا اإلسكايفيتوضح من كالم و

ƪ)الكلمات املختلفة(قوله ، وقصد ب)املتفقة(ما قصده بقوله đƢǌƫ�©Ƣȇ¡�ǺǷ�ƾƳÂ�ƢǷ�ƢđƢǌƫ

ƨđحروفها (مواضعها، وقصد بـ و مات، نسبيا؛ وذلك باختالف بعض الكل Ƣǌ Ƭŭ¦ حروف )املتعلقة

ترمي إىل معان مشكلة يف ذلك كلمات ومفردات ،تالمحها مع بعضها بعضاو لتعالقها البناء اللغوي

��Ƣđ�¾ƾǠȇ�Ŗǳ¦�©ƢǸǴǰǳ¦�Ƣđ�ƾǐǫ�ƢŠǂǧ)املنصرفة(باحلروف قصده ح ماومل يتوض ،دالالت معينةو

القرى، مكة محممد مصطفى أيدين، معهد البحوث العلمية،جامعة أ:اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، تح-1

.218ص،1ج ،1،2001طاملكرمة،الفالح، دار سعيد : ل يف توجيه متشابه اللفظ من آي التنزيل، تحعطيتأويل القاطع بذوي اإلحلاد والتالغرناطي، مالك ال-2

.146، ص1، ج1983، 1الغرب اإلسالمي، ط.217، ص1اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-3


47

املشرتك اللفظي الواقع يف يف هذا النوع األخرييتمثل و ،من معىن إىل آخر حسب ما يقتضيه السياق

.القرآن الكرمي

ص ختو ،تطلبا لعالمات ترتفع لبس إشكاهلا« : سبب تأليفه لكتابه قائال اإلسكايف يعرض و

ه لـ من تأليف اخلطيبفكان هدف ، 1»املسلك امللحدين سد و ،(...)شكاهلا أدون �ƢēƢȇƖالكلمة ب

درءو ،أوال¦�ƨȈǜǨǴǳ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦�śƥ�ǖǴŬعدم الوقوع يف و ،رفع اللبس "درة التنزيل وغرة التأويل"

.ثانيا إبطال مزاعمهم املزيفةو ،شكوك املشككني يف القرآن الكرميدفع و ،مزاعم امللحدين

:هاجمموعة من القواعد أمه -توجيهاو مجعا -دراسته للمتشابه اللفظي يف اإلسكايفانتهج و

صحف، اآليات حسب ما وردت يف املو لمتشابه اللفظي برتتيب السور ه ليف تناول التزم.1

.آية أية إىل آخر املصحف تتبع مواطن املتشابهو ،فبدأها بسورة البقرة

آيات املتشابه فرداتعلى الشرح املعجمي مل اعتمد يف توجيهه للمتشابه اللفظي.2

مع تبيني أثر ،من اآلياتمقارنتها مع غريها و ،صرفياو إضافة إىل حتليلها حنويا ،اللفظي

.السياق يف حتديد املعىن املتغري

من علوم اللغة إىل اإلسكايف استناد يستننج من القاعدة آنفة الذكر.3

.الكرمي نالقرآ يف توجهيه للمتشابه اللفظي الواقع يفذلك و ،)بالغة،،صرفوحن(

لمتشابه اللفظي ل بني العلوم اللغوية يف دراستهمزجه اإلسكايف ح لكتاباملتصف يالحظ و

البصرية الثاقبة اليت و ،هذا إن دل على شيء فإنه يدل على الوعي الكبريو ،)وا، صوتابالغة، صرفا، حن(

�Ƣđ�Ƕǈƫ¦يف دراسته لعلم متشابه القرآن الكرمي اإلسكايف.

.218-217، ص ص1، جاملصدر السابقاخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، -1


48

):ه505ت(الكرماين -2أ

سرار التكرار يف أـاملسمى ب- ''الربهان يف توجيه متشابه القرآن''يف كتابه الكرماينأشار

¦ǂǰƫ�Ŗǳ¦�©ƢđƢǌƬŭ°©�و أذكر فيه اآليات « : ،فيقولإىل سبب تأليفه هلذا الكتاب -القرآن الكرمي

إبدال حرف مكان أو تقدميأو ،نقصانأو يف بعضها زيادة لكن وقع و ألفاظها متفقة، و يف القرآن

تكررت من غري زيادة وال اآليات اليت أو يتنييوجب اختالفا بني اآل مما ،غري ذلكأو حرف

ما احلكمة يف ختصيص اآلية بذلك و ،(...)¦�Ƣē®Ƣǟ¤�Ŀ�ƾƟƢǨǳو ،السبب يف تكرارها ما وأبني ،نقصان

.1»دون اآلية األخرى

دراسة و ،توجيههو دراسة املتشابه اللفظي هو ه للكتاب من تأليف الكرماينغرض جليا أن ويبدو

بيان احلكمة منه، وهذا إقرار ضمين بأن اهلدفو اآليات، و لة للتكرار النسيب الوارد يف السورمفص

التكرار الوارد يف القرآن ال فائدة منه، بأن ،من هذا التأليف إبطال مزاعم املشككني يف القرآن الكرمي

.والرباهني الدامغة الساطعة احلجج ببسط وذلك

:ـيف توجيهه ملواطن املتشابه اللفظي بالكرماين ز منهج متي و

ǂǬƦǳ¦�°Ȃǈƥ�¢ƾƥ�¤��Ǧ� دراسة.1 Ƹǐŭ¦�Ŀ�°Ȃǈǳ¦�Ƥ Ȉƫǂƫ�Ƥ ǈƷ�· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇȉ¦

.ة يف املصحفر سو آخرإىل ما يشبهها لفظاو ،متتبعا يف ذلك اآليات

·� االعتماد على علوم اللغة يف.2 ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©ƢȇȊǳ�ǾȀȈƳȂƫبالغةو ،صرفو ،حنو من.

تشابه اللفظي الواقع بيانه ألسرار املو ،السياق يف توجيههو على عنصري اللغة االرتكاز.3

سياق أو بتموقعها يف سياق اآلية كان يربط داللة األلفاظ اللغوية ؛إذ بني اآليات

.املقطع

عبد القادر أمحد عطا، دار :، تح)لقرآن الكرمياملسمى أسرار التكرار يف ا ( الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن-1

64-63ت، ص ص .ط، د.الفضيلة، د


49

:)ه708ت(الغرناطي -3أ

مالك التأويل القاطع بذوي اإلحلاد والتعطيل يف توجيه ''املسمى الغرناطيكتاب جاء

علم متشابه القرآن أسس يف ختطيط ،مكمال ملا شرع فيه سابقوه ''متشابه اللفظ من آي التنزيل

.واملشي به قدما

إبطال هو ملؤلفه الغرناطي تأليف منن عنوان الكتاب أن السبب األول واضحا م ويبدو

،جعله يدرس املتشابه اللفظيمطاعن امللحدين يف القرآن الكرمي، كما يضيف املؤلف سببا آخر

ر منظومه اجلليل بتدو خدمة علومه و - رضي هللا عنهم –إن مغفالت مصنفي أئمتنا « : فيقول

،1»زيادة يف التعبري ضتأخري بعأو اختلف بتقدمي أو ظا،توجيه ما تكرر من آياته لفو مفهومه و

يف غمار البحث الغرناطيفكان إغفال املفسرين وعزوفهم عن دراسة املتشابه اللفظي سببا يف ولوج

الغوص فيما أغفله و ،السري به قدماو كان لزاما عليه محل شعلة هذا العلم و يف علم متشابه القرآن،

.سابقوه

يف كتابه إىل مسألة مهمة مفادها أن التغيريات احلاصلة يف آيات املتشابه الغرناطييشري و

آية مكان أخرى دون اقتضاء السياق ر إمكانية وقوع تعذ تراجعة إىل ما يقتضيه السياق، إذ اللفظي

لد إىل الراحة عن التفكر عن ختصيص كل آية من تلك املخو ظن الغافل عن التدبر و «: فيقول،ذلك

��ǾȈǔƬǬȇ�Ƥ Ʀǈǳ�ƢēŚǜǻ�ƪ ǨǳƢƻ�ƢŲ�ƢȀȈǧ�®°¦Ȃǳ¦�©Ƣȇȉ¦ يقيلفال ،(...)يستدعيهو داع من املعىن يطلبه و

�Ǯإن و تلك املواضع إال الوارد فيه، من كلب ǳ�®ȂǐǬǷ�ǂǧƢǼȇ�ƢēŚǜǻ�ǞǓȂǷ�Ŀ�ƢȀǼǷ�ƨȇ¡�ȂǫÂ�ǂȇǂǬƫ

،فوقوع املتشابه اللفظي والتغيري يف تلك املواضع جاء خدمة للمعىن املقصود،2»ينافيهو املوضع

هذه إشارة هامة ألمهية السياق يف توجيه املتشابه و استجابة ملا يقتضيه السياق من دالالت معينة، و

.اللفظي

144، ص 1الغرناطي، مالك التأويل، ج-1.145، ص1املصدر نفسه،ج-2


50

:يف توجيهه آليات املتشابه اللفظي يف النقاط اآلتية رناطيالغ يتلخص منهجو

كركيزة أوىل يف حبثه، وحماولته استدراك "رة التنزيل وغرة التأويلد"اعتماده على كتاب .1

إىل هذه املواضع الغرناطي أشارو من مواضع املتشابه اللفظي، اإلسكايفما أغفله

،قد هذا املوضع من املتشابه اللفظيإلعالم القارئ أن هذه املسألة يف ،1]غ[حبرف

.اخلطيب اإلسكايفمن قبل اإغفاهل مت

على عكس سابقيه الذين ،افتتاح دراسته بتوجيهه للمواضع الواردة يف سورة الفاحتة.2

.كانوا يبدؤون مسائل توجيههم ملا تشابه من اآليات من سورة البقرة

.الشريف إيراد اآلية املراد توجيهها حسب ترتيبها يف املصحف.3

يف -تلقائيا –فكأنه يدخل القارئ معه ،املناقشة مع القارئو اعتماد أسلوب احملاورة .4

فإذا ،(...)ل السائل أوأن يس« فكان يستعمل كثريا مجلة ،عملية البحث والتحليل

.2»...أال ترى أنك إذا (...) تأملت يف صفات

:)ه733ت(ابن مجاعة -4أ

،خاض غمار الغوص يف هذا اللون من البحوث القرآنيةو ،على درب سابقيه ابن مجاعةسار

هلذا يذكر يف مقدمة كتابه سبب تأليفه و ، "كشف املعاين يف املتشابه من املثاين "مؤلفا يف ذلك كتابه

الوقوف على ما قدر من و حتصيله و حفظه و هللا تعاىل علي بالقرآن العزيز فلما من « : فيقول، الكتاب

ƨƦȇǂǣ�ƨǼǈƷ�ǲƟƢǈŭ�ǺȇǂǓƢū¦� Ȑǔǧ�ǒو ،(...)تأويله و تفسريه Ǡƥ�ƲĔ�ƢŠ°� يسأل عن مناسبات و

.147ص ،1، جالسابقاملصدر مالك التأويل، ،الغرناطي: ينظر - 1 .280ص ،1املصدر نفسه، ج-2


51

ال أملت به يف أسفارها و أكثره يف كتب التفسري املشهورة،أو ألفاظها ملعانيه العجيبة مما مل يذكر بعضه

.1»ىن لفهمه عنهال غفاستخرت هللا تعاىل يف ذكر أجوبة ما على اخلاطر منه باختصار ،(...)

إىل قلة عائد كشف املعاين ـالسابق أن سبب تأليفه لابن مجاعة من خالل قول يتبني و

إال ما وجد من ،عزوف املفسرين عن خوض غمار توجيه املتشابه اللفظي و ،فات يف هذا الفناملؤل

. إشارات مقتصرة يف كتب بعض املفسرين

:يف دراسته للمتشابه اللفظي يف النقاط اآلتية ابن مجاعةح منهج يتوض و

من دراسة مواضع املتشابه اللفظي حسب ترتيب السور يف املصحف الشريف، ابتداء .1

Ǧ Ƹǐŭ¦�ƨȇƢĔ�ƨȇƢǣ�ń¤�ǂǬƦǳ¦.

.بالغةو صرف، و ،واملزج بني العلوم اللغوية من حن.2

، بوصفهأللفاظ�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇ¦اآلاعتماد السياق يف توجيه املواضع اليت وردت فيها .3

.العامل األساسي لورود تلك املواضع بتلك الصيغ

يالحظ ابن مجاعةاعتماد أسلوب اإلجياز غري املخل باملعىن، فاملتأمل يف كالم .4

الفكرة املقصودة يف و املراد اهلدف مع بلوغ ،التوجيهو اختصاره الشديد يف التحليل

.إطنابأو دون إسهاب ،التوجيه

:)ه926ت(األنصاري -5أ

دراسة وافية األنصاريلصاحبه ''فتح الرمحن بكشف ما يلتبس من القرآن''كتاب يعد

��ƢǜǨǳ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©ƢȇȊǳ فهذا خمتصر ذكر آيات القرآن « : قائال همبادة كتاب األنصاريف يعر و

�®ƢȇǄƥ�ƨǨǴƬƼŭ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦ يف ذكر منوذج و مع بيان تكراره ،غري ذلكأو إبدال حرف بآخر أو تقدمي أو

.8ص،ت.د، ط.د شريف للنشر والتوزيع،ل، دار امرزوق علي إبراهيم: املثاين، تح منابن مجاعة، كشف املعاين يف املتشابه -1


52

1��ƢȀǟ¦Ȃǻ¢�ŕǌƥ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�ƨǇ¦°®�¾ÂƢǼƬǧ»إشارةأو أجوبتها صرحيا و من أسئلة القرآن العزيز

ƢȈƦǈǻ�ƨđƢǌƬŭ¦�ǢȈǐǳ¦�Ǯ،توجيههاو ǴƬƥ�Ƣǿ®Â°Â�ǺǷ�ƨǸǰū¦�ÀƢȈƥ�ǞǷ� إشارة ) إشارةأو صرحيا (قوله و

.إىل اعتماده يف دراسة املتشابه اللفظي على السياق

األنصاريأن "ما يلتبس من القرآن فتح الرمحن بكشف"واضحا من عنوان الكتاب ويبدو

��· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇȉ¦�ȄǴǟ�» ȂǫȂǳƢƥ�Ǧ Ƭǰȇ�Ń مبهم يف القرآن الكرمي، وا حبث يف كل ما هإمن و

هلذا كثرت و درسها بالتحليل والتفسري واملقارنة، يت قد يلتبس فهمها على القارئ، و فتناول اآليات ال

.فهيف مؤل األنصاري املسائل اليت ناقشها

تلك إىل غاية العصر احلديث، إذ مل تشهد األنصاريتوقف التأليف يف هذا الفن منذ عهد

وكيف ميكن ذلك –ليس انتقاصا من هذا العلم ،الفرتة تأليف كتب ختتص بتوجيه املتشابه اللفظي

دقة يف النظر، ودربة يف « وإمنا بسبب ما حيتاجه هذا اللون من الفن من ،-جلو كالم هللا عز هو و

ȂǴǟ�ǺǷ�ƢǼǰǸƬǷ�ÀȂǰȇ�À¢�¾ƢĐ¦�¦ǀǿ�Ŀ�Ʈ¿�،2»طول الفكر، والتماس املعاين اللطيفة ƷƢƦǳ¦�ȆǨǰȇ�Ȑǧ

اللغة، ليغوص يف غمار هذا العلم، بقدر ما يتوجب أن يتوفر فيه دقة النظر، وبعد تأمل، وبصرية

.لتماس الدالالت الثانويةعلى الغوص يف املعاين العميقة والقدرة ثاقبة، وا

:حديثا -ب

اكتفى الباحثون احملدثون يف دراستهم لعلم توجيه املتشابه اللفظي بنقل ما وجهه العلماء قدميا

-عن توجيه ما أغفله القدماء -يف ذلك -من مواضع، غاضني النظر -الغرناطيو اإلسكايفـك –

.مواضع املتشابه اللفظيمن -سهوا

، 1طلبنان،،حممد علي الصابوين، دار القرآن الكرمي، بريوت:األنصاري، فتح الرمحن بكشف ما يلتبس من القرآن، تح-1

.8، ص 1983إشراف سليمان بن إبراهيم الالحم،،-دراسة موضوعية –املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي وتوجيهه الربكة، بن راشد حممد - 2

.141، ص 1، ج2005رسالة ماجستري، جامعة حممد بن سعود اإلسالمية، الرياض،


53

وال يتجاوز العلماء الذين اعتنوا بتوجيه ما أغفله القدماء من مواضع املتشابه اللفظي عدد

�ǺǷ�ƢǔǠƥ�¦ȂȀƳÂ�¤��ǶȈǬǳ¦�ǶǴǠǳ¦�¦ǀǿ�ń¤�ƾȇƾŪ¦�¦ȂǧƢǓ¢�ǶĔƜǧ��ǶȀƬǴǫ�ǺǷ�ǶǣǂǳƢƥ�ǺǰǳÂ��ǞƥƢǏȋ¦

:ن بني هؤالء الباحثنيوم ،املواضع اليت غفل عنها علماء توجيه املتشابه اللفظي قدميا

:املطعين -1ب

ه من مسات ما يتميز بو املتشابه اللفظي انطالقا من دراسته لألسلوب القرآين املطعينتناول

كتابه يف مقدمة املطعينيوضح و ،"خصائص التعبري القرآين ومساته البالغية"ذلك يف كتابه و بالغية،

إن موضوع البحث يدور حول جتلية كثري من خصائص النظم « : فيقول ،ماهيتهو موضوع حبثه

،دراسة بالغيةبيف كتابه على التعابري القرآنية املطعينفانصب اهتمام ،1»مساته البالغيةو القرآين

يا يف ذلك مواطن اإلعجاز القرآين، متقص

من مسات مسة بوصفه املطعيندرسه فظي وجه من أوجه اإلعجاز القرآينألن املتشابه اللو

يتوضح ذلك يف الفصل الثالث من الباب و ،خاصية من خصائص البالغة القرآنيةو ،اإلعجاز القرآين

التقدمي غري االصطالحي يف اختالف ''الثالث للكتاب، إذ درس املتشابه اللفظي ضمن عنوان

إذا قاربت العبارة «: هذا النوع قائال املطعين يشرحو ،''النظم يف العبارات ذات املعىن الواحد

مبوضع آخر احتد معهما يف أصل املعىن، ظهر لك أن الكلمة قدمت يف موضع وأخرت يف

التكرار للمتشابه « كما تناول دراسة املتشابه اللفظي الواقع يف القصص القرآنية ضمن دائرة ،2»آخر

.3»املرسالتو الرمحن و اللفظي يف سورة القمر

.5، ص 1، ج1998، 1املطعين، خصائص التعبري القرآين ومساته البالغية، مكتبة وهبة، القاهرة، ط-1.144، ص 2، جاملرجع نفسه - 2 .332.ص،2ج نفسه،-3


54

درس املتشابه اللفظي بوصفه مسة من مسات التعبري املطعينأن -مما سبق–اجلزم ميكنو

الذين - الغرناطيو اإلسكايفمثل –على عكس سابقيه ،لونا من ألوان البالغة القرآنيةو ،القرآين

.مستقال عن غرية من العلوم القرآنيةو ،توجيه املتشابه القرآن بوصفه علما قائما بذاتهب اهتموا

:الصاملعلي حممد -2ب

إلميانه الكبري أن وقوع ،بدراسة املتشابه اللفظي من وجهة بالغية الصاملعلي حممد اهتم

�Őǟ�¾ƢĐ¦�¦ǀǿ�Ŀ�Ǿǳ�Ȃǘƻ�¾Â¢�ƪهو املتشابه يف القرآن الكرمي ǻƢǰǧ��ƨȈǻ¡ǂǬǳ¦�ƨǣȐƦǳ¦�À¦Ȃǳ¢�ǺǷ�ÀȂǳ

كان يعرض يف إذاعة القرآن الكرمي يف الذي ،)دراسة املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي(برناجمه

دراسة املتشابه اللفظي يف ( مجع تلك املواضع اليت وجهها يف برناجمه مث، 1اململكة العربية السعودية

."ملتشابه اللفظي يف القرآن الكرميمن بالغة ا"يف كتاب أمساه )القرآن الكرمي

على أن املتشابه اللفظي من أعظم مظاهر اإلعجاز البياين للقرآن الصامل علي حممديؤكد و

«��ƨđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦�śƥو إىل الوقوف عند هذه الظاهرة « الكرمي، وهذا ما دفعه ȐƬƻȏ¦�ËǂǇ�ÀƢȈƥ

استدعائه للصيغة اليت وردت و ،حماولة تعليل ذلك بالغيا انطالقا من حتديد مقام كل موضعو لفظيا،

من دراسة املتشابه اللفظي الصاملفكان غرض ،2»لب البالغةهو قال وهذا فيه، فلكل مقام م

لذلك كانت دراسته للمتشابه دراسة بالغية بيانية و إثبات قضية اإلعجاز القرآين بيانيا وبالغيا،

.حمضة

:فاضل صاحل السامرائي -3ب

معرفتهم يف و جهدهم و من أكثر الباحثني الذين كرسوا علمهم فاضل صاحل السامرائييعد

من توجيه آيات املتشابه السامرائيكتب وفال ختل ،تطوير علم توجيه املتشابه اللفظيو خدمة

:جند ذلك واضحا يف كتابو ، -سهوا –اللفظي اليت أغفلها القدماء

.6، ص )مقدمة الكتاب( ،الصامل، من بالغة املتشابه اللفظي علي حممد: ينظر - 1.5، ص املرجع نفسه - 2


55

:األسئلة البيانية يف القرآن الكرمي.1

هلذا الكتاب القيم مجع األسئلة اليت أجاب عليها يف برناجمه السامرائيكان سبب تأليف

: قائال هذا ما يوضحه يف مقدمتهو ،قناة الشارقةالذي أذيع يف و ،)ملسات بيانية يف القرآن الكرمي(

فهذه األسئلة ورد إيل كثري منها على طريق التلفاز، بينما كنت أحتدث يف برنامج ملسات بيانية يف «

قد أجبت عن و ورد القسم اآلخر عن طريق املراسلة، و ،(...)يف قناة الشارقة ) التنزيلنصوص من

يف هذا الكتاب حاولت و بقي قسم آخر مل يتسن يل اإلجابة عنه، و ،قسم غري قليل منها عرب الربنامج

.1»مل يتسن يل ذلك واإلجابة عن مائة سؤال مما سبق أن أجبت عنه، أ

ميكن عد هذا الكتاب من أكثر الكتب - آنفا – السامرائي صاحلفاضل نطالقا مما ذكره او

توجيه هذا الكتاب إضافة جديدة إىل علمو حتليال، و مبواضع املتشابه اللفظي توجيها وسخاء ثراء

ذلك مبا قدمه من توجيهات جدية ملواضع املتشابه اللفظي اليت أغفلها سابقوه يف و ،القرآنمتشابه

ǶēƢǇ¦°®.

:الكلمة يف التعبري القرآينبالغة .2

" بالغة الكلمة يف التعبري القرآين "يف دراسته للمتشابه اللفظي يف كتابه السامرائيانطلق

اللبنة األوىل يف بناء النص و ،بوصفها املكون األساسي للرتاكيب اجلملية عامة،من املفردة القرآنية

إن «: فيقول،راسة مل يتطرق إليها سابقوهأن هذه النوعية من الد السامرائييصرح و ،القرآين خاصة

بدراسة املتشابه قد أشاروا و قسما مما حبثته يف هذا الكتاب مل أجد املعنيني بدراسة بالغة القرآن

.2»فيما وقع بني يدي من املصادر،إليه

منهج االنطالق من اجلزء إىل الكل، وذلك يف انطالقه يف دراسة لسامرائيفاضل صاحل ا فابتكر

وصوال به إىل األسلوب القرآين الذي ،التعابري القرآنية من الكلمة، واليت تعد جزءا من األسلوب

مقدمة (، 2008، 1فاضل صاحل السامرائي، األسئلة البيانية يف القرآن الكرمي، مكتبة الصحابة، الشارقة، اإلمارات، ط-1

.5، ص )بالكتا.3، ص )مقدمة الكتاب(، 1999، 1مار، األردن، طلكلمة يف التعبري القرآين، دار عفاضل صاحل السامرائي، بالغة ا-2


56

ج دراسة املتشابه اللفظي يتمثل يف كمال تسلسل املفردات القرآنية،وهذه إضافة جديدة إىل منه

.وتوجيهه

:القرآينري التعب.3

بوصفه مسة من ''ري القرآينالتعب''املتشابه اللفظي يف كتابه السامرائيصاحل فاضل درس

مث قررت أن أدرس « : يوضح سبب تأليفه هلذا الكتاب قائال و مسات التعبري القرآين وخاصياته،

االختالف يف التعبري القرآين، و فبدأت أجري موازنات بني كثري من اآليات من حيث التشابه ،القرآن

راعين و أفحصها فحصا دقيقا، و ،ما إىل ذلك من أمور لغوية معنويةو ،احلذفو الذكر و التأخري و التقدمي و

إىل فاضل السامرائيفلجأ ، 1»يف الصنعةو العلو اإلحكام يف الفن و ما رأيت من الدقة يف التعبري

الكشف عن السر يف و ،املتشابه اللفظي توجيهه ملواضعلدى ،التنقيب والتحليل بدقة متناهية

.االختالف بني موطن وآخر

يف غمرة حبثه يف جمال توجيه املتشابه اللفظي على ضرورة اعتماد السياق يف السامرائي يؤكدو

ا أمور عبرييف اختيار الت ىقد يراع«: ح به قائال هذا ما يصر و توجيه املتشابه اللفظي، و عملية حتليل

فيها السياق لسورة اليت ورداو ،السياق اليت ورد فيه التعبري ية، فقد يراعجوانب كثري و عديدة

ألخرى اليت فيها مواطن تعبريية ا السورو ،السياقات األخرى اليت يرد فيها تعبري مقارب هلذا التعبريو

�ƨđƢǌǷ يف تعبري السورة الواحدة وبنائها تعبري مجيع السور األخرى من القرآن ييراع قدهو ف،خمتلفةأو

.2»وبنائها

صا وتفسري على أمهية السياق يف توجيه املتشابه اللفظي خصو السامرائيهذه إشارة واضحة من و

ما هي و ،فهل اعتمد املفسرون على السياق يف فهمهم للنصوص القرآنية؟النصوص القرآنية عموما،

فيما عليهيتم اإلجابة سهذا ما و , العناصر السياقية اليت اعتمدوها يف مدارستهم للخطاب القرآين؟

.يلي

.7، ص )مقدمة الكتاب(، 1998، 1فاضل صاحل السامرائي، التعبري القرآين، دار عمان، األردن، ط-1.252، ص 1999، 1التنزيل، دار عمار، األردن، طفاضل صاحل السامرائي، ملسات بيانية يف نصوص من -2


57

:السياق لدى املفسرين-رابعا

والنص القرآين على وجه عامة علماء القرآن إىل أمهية السياق يف فهم اخلطابو ه املفسرون تنب

للخطاب مالقرآين االعتماد على السياق يف دراستهاخلصوص، إذ فرضت عليهم قداسة النص

ظهرت البوادر األوىل لالحتفاء بالسياق و ،.التأويلشذوذ و الوقوع يف غلط التفسري القرآين، احرتازا من

يف فهم ما صحابة رضوان هللا عليهم بالسياق ال سلم، إذ اعتىنو سول صلى هللا عليه منذ عهد الر

.ةأشكل عليهم من النصوص القرآني

:سلمو هسول صلى هللا عليالسياق يف عهد الر -أ

�ǄȈŻÂ�ǲǸĐ¦�śƦȇ« كان النيب صلى هللا عليه وسلمأن )ه808ت(ابن خلدونيذكر

ال منها منقوال احلمقتضى و عرفوا سبب النزول و يعرفه أصحابه، فعرفوه و الناسخ من املنسوخ

النصوص القرآنية إىل السياق، يلجأ يف تفسريه لبعض الرسول صلى هللا عليه وسلمفقد كان ،1»عنه

لقوله صلى هللا عليه وسلم الرسولتفسري عن -رضي هللا عنه-ابن مسعود ما رواه مثيل ذلك و

ومل الذين آمنوا﴿ ت ل ز نـ مال «: قال ،)82األنعام ( ﴾الذين آمنوا ومل يـلبسوا إميانـهم بظلم ﴿تعاىل

مل أو ون ول ق ا تـ م ك ت س ي ل ال ؟، ق ه س ف نـ يظلم ال ان يـ أ ¦�ċɍول س ا ر ي :ان ل قـ ﴾ يـلبسوا إميانـهم بظلم

�ÆǶ ﴿: البنه ان م ق ل قـول وا إىل ع م س ت ȈÊǜ Èǟ �ÆǶ ÌǴÉǜ Èǳ� È½Ìǂ

ÊËǌ ǳ¦�ċÀÊ¤�ÊċɎ ƢÊƥ� Ì½Êǂ Ìǌ Éƫ� Èȏ �ċÈř Éºƥ�ƢÈȇ﴾«2.

هذا ما ذكره و ،بحسب حال املخاط يصدر األحكام الرسول صلى هللا عليه وسلمكان و

�Ƣđ�Ƥاألوصاف اليت كان جي ساردا املناوي Ȉ يسأل عن حينما ،)صلى هللا عليه وسلم(الرسول

ب عليها حبسب حال املخاط كثريا ما خيص بعض األعمال باحلث و « : فيقول،املفاضلة يف األعمال

.174،ص2،ج1،2004عبد هللا حممد الدرويش،دار يعرب،دمشق،ط:تح ،مقدمة ابن خلدونابن خلدون، -1- 13سورة لقمان، اآلية..3360/، رقم141، ص4ت،ج.ط،د.ي،صحيح البخاري،مطبعة طوق احلمامة،دبخار ال - 2


58

لى هللا ص(الرسول فكان ،1»إما لتساهله يف أمرهاو �¤�Ƣđ�ǾǴȀŪ�ƢǷللتنبه إليها أكثر من سواها ،وافتقاره

اليت تعد عنصرا من عناصر سياق املوقف، فما و ،راعاة حال املتلقيمبينشئ اخلطاب )ه وسلمعلي

.هذا املخاطب ال يناسب ذاكيناسب

:)رضوان هللا عليهم(السياق لدى الصحابة -ب

سواء كان هذا ،تفسريهو فهم اخلطاب لفاعلية السياق يف -رضوان هللا عليهم - ن الصحابة تفط

خطاب الرسول صلى هللا عليه وسلم حديثا نبويا شريفا، فكانوا يفهمون أو اخلطاب نصا قرآنيا

)ه505ت(حامد الغزايلأبو هذا ما يوضحه و ، )أقوال، أفعال، إمياءات(ىل قرائن أحواله استنادا إ

عاداتهو تكريراته و ،)ص(أما الصحابة رضوان هللا عليهم فقد عرفوه بقرائن أحوال النيب « : قائال

.ƨǨǴƬƼŭ¦�Ƕē¦ǂȇǂǰƫ«2و رموزهم و ¤�Ƕē¦°Ƣǋو ،فعلم التابعون بقرائن أحوال الصحابة،املتكررة

يف فهم خطاب السنة، حرصوا ) سياق احلال(نظرا إلدراك الصحابة الكرام ألمهية السياق و

ما تنبض من «و،صلى هللا عليه وسلمإشاراته و حركاته و على رواية األحاديث النبوية مقرونة بأفعاله

أركان اعتبار هذه احلركات ركنا من و أثناء النطق به، صلى هللا عليه وسلمحركات صادرة عن الناطق

.)سياق املوقف(3»السياق

اليت تصدر عنه فعال سلم و أحوال الرسول صلى هللا عليه ومقامات طاهر بن عاشورددعو

تكميل و ،النصيحة،اإلشارة،،الصلحلفتوى، القضاء، اإلمارة، اهلدي، التشريع، ا« :هي و ،إشارةأو

.151، ص 1، ج1972، 2شرح اجلامع الصغري، دار املعرفة للطباعة والنشر، بريوت، طض القدير فياملناوي، -1.228، ص 2ت، ج.ط، د.محزة بن زهري، اجلامعة اإلسالمية، د:الغزايل، املستصفى من علم األصول، تح-2.144، ص 2008، 1موش، اخلطاب القرآين دراسة يف العالقة بني النص والسياق، عامل الكتب احلديث، طغخلود ال - 3


59

غريها من األحوال اليت تساعد على و ،1»التجرد عن اإلرشادو ،التأديبو ،تعليم احلقائق الغائبةو النفوس،

.سلمو الرسول صلى هللا عليه فهم خطاب

الرسول صلى هللا عليه على ضرورة األخذ بقرائن أحوال )ه751ت(ابن القيميؤكد و

فيلزم من « ،فأي إغفال هلذه القرائن يؤدي إىل سوء يف فهم النص الشريف ،يف فهم اخلطاب سلمو

زمانا )لى هللا عليه وسلمص(النيب بعده من األئمة مراعاة ذلك على حسب املصلحة اليت راعاها

.2»الاحو مكانا و

إمنا تساعد و ،فهم خطابه السينيف )سلمو لى هللا عليه ص(الرسول ال تقتصر مراعاة حالو

أمهية كبرية )ه256ت(البخاريلذلك أوىل و استنباط األحكام الشرعية من السنة النبوية، علىأيضا

وعيا منه بفاعلية ذلك يف استنباط األحكام الشرعية من ،)سلمو لى هللا عليه ص(النيب لنقل أحوال

ما مجع عليه احلرمان و ،)لى هللا عليه وسلمص(باب ما ذكر النيب «السنة النبوية، إذ عقد بابا أمساه

.3»سلمو ��ǾȈǴǟ�ɦ�ȄǴǏ�œǼǳ¦�ƾǿƢǌǷ�ǺǷ�Ƣđ�ÀƢǯ�ƢǷاملدينة وو مكة

أحوال صاحب و قامات مالذي أكد على مراعاة )ه684ت(القرايفعلى نفس خطاه سار و

أنوار الربوق يف "ألحكام الشرعية، فأدرج يف كتابه اخلطاب، ملا لذلك من أثر على الفهم السليم ل

يقول على ف ،ما يرتتب عن ذلك من أحكام شرعيةو ،باط خاملالقة بأحوال كل ما له ع "أنواء الفروق

قاعدة تصرفه بالفتوى و ،بالقضاءرسول هللا صلى هللا عليه وسلم قاعدة تصرف « : سبيل املثال

�Ǧصلى هللا عليه وسلممث تصرفاته ،(...)قاعدة تصرفه باإلمامة و ،هي التبليغو ǴƬţ�» ƢǏÂȋ¦�ǽǀđ

.99،ص3، ج2004،،1طقطر،،طاهر بن عاشور، مقاصد الشريعة اإلسالمية،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية-1، 1998، 3شعيب وعبد القادر األرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط:ابن القيم اجلوزية، زاد امليعاد يف هدى خري العباد، تح-2

.428، ص 3ج، ص 10مج،ت.د،ط،.حممد الدين اخلطيب، دار املعرفة، بريوت، د:باري يف فهم صحيح البخاري، تحالعسقالين، فتح ال-3

617.


60

، فالفهم الصحيح للشريعة اإلسالمية متوقف بشكل أساسي على مراعاة حال 1»آثارها يف الشريعة

أو حال أو فعل، أو من إشارة، ما يصاحب اخلطاب و ،-الرسول صلى هللا عليه وسلم-املتكلم

.حركة

قصديته إىل ما يريد و معىن اخلطاب رجعي ماإىل أبعد من ذلك حين ابن قتيبةيذهب و

باب معرفة ما «إذ عقد بابا أمساه ''أدب الكاتب''هذا ما يوضحه يف كتابه و ،املخاطب إيصاله

ال يتميز ذلك إال بإعمال الظروف واملالبسات اليت أحاطت بعملية و ،2»يضعه الناس يف غري موضعه

.إنتاج اخلطاب

:اعتماد السياق يف كتب التفسري -ج

عول عليه ،اخلطاب القرآن خصوصاو ،يف حتليل اخلطاب عمومانظرا ألمهية إعمال السياق

.سرد موجز ملالمح السياق لدى املفسرين هذاو م للنصوص القرآنية، املفسرون يف مدارسته

:)ه310ت(الطربي–)1

،يف تفسريهم للنصوص القرآنية السياقب ني أكثر املفسرين الذين استعانوامن ب الطربييعد

قواعد الطربي عالقات النحوية يف النصوص، فقد وضالعو بني الروايات مبا يناسب املقام همترجيحو

إتباع الكالم « : من بني القواعد اليت صاغهاو �ƨȇŚǈǨƬǳ¦�ƨȈǴǸǠǳ¦�Ŀ�ƾǟƢǈŭ¦�ƢĔƘǋ�ǺǷاليت السياق

أو ه اللغوي اخلاص ه فهم الكالم يف سياق، فاألوىل لدي3»باألقرب إليه أوىل من إتباعه باألبعد إليه

).البعيدة(من القرائن املنفصلة ،ذلك أن القرائن اللغوية املتصلة أكثر إيضاحا للمعىن ؛السياق األصغر

. 346ص،1ت، ج.ط، د.القرايف، أنوار الربوق يف أنواء الفروق، عامل الكتب، د-1.17ت، ص .ط، د.حمي الدين عبد احلميد، مطبعة السعادة، مصر، د:ابن قتيبة، أدب الكاتب، تح-2.16، ص 16ج ،الطربي، جامع البيان عن تأويل آي القرآن-3


61

تفسري القرآن فيعمليةعد السياق اليت صاغها يف كتابه على ضرورة االلتزام بقوا الطربييصر و

لة احلقيقيةفالدال،1»يف سياقه إىل غريههو غري جائز صرف الكالم عما «: ذلك يف قولهو ،الكرمي

.مراعاة الظروف احمليطة بنزولهو ،توضح إال بإعمال السياقللخطاب القرآين ال ت

):ه604ت(الرازي -)2

عالقته بالسياق العام لآلية، فدرس الكلمات وفق متوقعها و بدراسة النص القرآين الرازياهتم

: موضحا ذلك ،فيقوليف النظام الرتكييب لآلية، إذ يشري إىل عدم جدوى دراسة الكلمة خارج سياقها

من و ختل -حسبه–، فالكلمات 2»من الفائدةو ذكر الكلمات وحدها مبثابة نعيق الغراب يف اخلل«

هي معزولة عن سياقها، هلذا يتوجب إرجاعها إىل النظم العام للحصول و ،تكون جافة املعاينو الفائدة

.املنشودةأو على داللتها احلقيقية

فكثريا ما ،)السورة(يف جممل تفسرياته يعيد اآلية القرآنية إىل سياقها العام الرازيهلذا جند و

« : فيقول ،باعتماده على السياقسورة البقرة ـمثيل ذلك تفسريه لو الحقتها، و يربطها بسابقتها

يف بدائع ترتيبها علم آي القرآن، كما أنه معجز حبسب فصاحة و ،ل لطائف نظم هذه السورةمن تأم و

القرآن (،فمناسبة اآليات للسياق األكرب 3»نظم آياتهو سبب ترتيبه ب معجزهو شرف معانيه، فو ألفاظه

.البيان البديعو ،لون من ألوان اإلعجاز القرآينو وجه هو ) الكرمي

:)ه745ت(يحيان األندلسو أب-)3

-أبوحيان األندلسي- جعلمبكانة هامة، إذ أيب حيان األندلسيحظي السياق يف تفسري

التفسري يعرفو اخلطاب استنادا إىل السياق، فهم هو معىن التفسري متعلقا بالسياق، فالتفسري لديه

.389ص ،9جاملصدر السابق، ،الطربي، جامع البيان عن تأويل آي القرآن-12-¦°®�Ŀ�±ƢŸȍ¦�ƨȇƢĔ��Ä±¦ǂǳ¦1985ط، .ر، عمان، دفكدي، دار الإبراهيم السامرائي وحممود بركات مح: ة اإلعجاز، تحي ،

.149ص .125ص ، 7ج،1،1981ط،لبنان،بريوت،التوزيعو النشر و دار الفكر للطباعة ، )التفسري الكبري(الرازي، مفاتيح الغيب -3


62

، الرتكيبية و أحكامها اإلفرادية و �ƢēȏȂǳƾǷو ،علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن«: قائال

حال باختالف فمعاين األلفاظ ختتلف ،1»تتمات ذلكو معانيها اليت حتمل عليها حال الرتكيب و

الذي حيدد الداللة الصحيحة خلطاب هو السياق و الحقتها، و مركبة مع سابقتها ووجودها مفردة أ

.القرآن

اآلخر مفهوم التفسري متعلقا هو ، فجعل حيان األندلسيو أبما ذهب إليه السيوطيوافق و

شرعية أو بيان املراد منه سواء كانت معان لغوية و التفسري كشف معاين القرآن « : فيقول،بالسياق

.2»معونة املقامو قرائن احلال أو بالوضع

: فيقول،غاية البيانهو أن مراعاة القرآن الكرمي لسياق النظم إىل أبوحيان األندلسييشري و

بالغة و ،متكن يف براعة أقسام البديعو ،ذروة اإلحسانفانظر إىل حني هذا السياق الذي يوعز يف ... «

تطلبه سياق يما و األساليب القرآنية حسب ما يقتضيه أو جميء الرتاكيب يكون ف،3»معاين البيان

.اإلعجازو البالغةو قمة البيان وه،ذكرأو حذف أو إطناب أو النظم من إجياز

:)ه774ت(ابن كثري-)4

يف تفسريه للقرآن الكرمي إىل مراعاة السياق يف فهم النص القرآين، وساق من ابن كثري ويدع

الفهم الصحيح على توظيف السياق اللغوي للوصول إىل يصرو أجل ذلك عدة ضوابط للسياق،

إن أصح الطرق يف ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أمجل يف مكان ما، « : فيقول ،للقرآن الكرمي

، 1عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد عوض، دار الكتب العلمية، بريوت، ط:البحر احمليط، تح تفسريحيان األندلسي،و أب - 1

.107، ص 1، ج1993، 5زهري عثمان علي نور، مطبوعات إدارة الشؤون املالية اإلسالمية، قطر، ط:التحبري يف علم التفسري، تحالسيوطي، -2

.38، ص 1995.107، ص 1جالبحر احمليط، تفسري حيان األندلسي، و أب - 3


63

إرجاع اآلية إىل السياق من نك مي ،يفسر بعضه بعضاكونه فالقرآن ،1»موضع آخر فإنه بسط يف مكان

.السياق األعم املتمثل يف كتاب هللاأو ،العام املتمثل يف السورة

من يقيها و ،اق نزوهلا يعني على تفسريهايذهب أيضا إىل أن إعادة اآلية القرآنية إىل سيو

مثيل ذلك القصة اليت ذكرها يف كتابه و إليها أصحاب الفرق الضالة، والتأويالت اخلاطئة اليت يدع

أن اخلوارج عندما خرجوا على علي رضي هللا عنه كانوا « : فيقول،عن اخلوارج"البداية والنهاية "

نها إىل اآلن، إال أن اإلمام عليال شك يف صدق هذه العبارة مسلم حيو ،)ƅ�ȏ¤�ǶǰƷ�ȏ(يهتفون

رصي هللا عنه مل جيرد هذه العبارة من السياق احلايل اليت وردت فيه اآلية، فرد عليهم بقوله كلمة حق

ǲǗƢƥ�Ƣđ�ƾȇ°¢«2،واستعملوها لزرع الفتنة والرتويج للنزاع ،فعزل اخلوارج اآلية الكرمية عن سياقها

.واخلالف السياسي

التدبر األمثل لكتاب هللا عز عد قوا"مثل هذه األغالط دعا صاحب كتاب يف ملنع الوقوعو

حبسب موضعها املالئم من الكلمة ،هاد إىل اختيار املعىن املراد من الكلمة«إىل اعتبار السياق "وجل

إيصاله، األمهية يف خدمة املعىن املراد ، فيكون النتظام الكالم دور بالغ3»ملوضوع النص

حينما تكون معزولة عن ،األخذ باملعاين اجلافة للكلمةهلذا يتوجب عدم و املوضوع الذي يدور حوله، و

.سياقها اخلاص

االستدالل، على-السياق–ساعد إمنا يو فهم اخلطاب و ال تقتصر أمهية السياق يف التفسري و

« : فيقول ،احلديث الشريفأو لالستدالل بالنصوص القرآنية )ه456ت(حزمابن إذ يسخره

.13، ص 1، ج1990، 1ابن كثري، تفسري القرآن العظيم، مكتبة املنار للنشر والتوزيع، األردن، ط-1.292، ص 7، ج1990ط، .ابن كثري، البداية والنهاية، مكتبة املعارف، بريوت، د-2.319، ص 1980، 1عبد الرمحن امليداين، قواعد التدبر األمثل لكتاب هللا عز وجل، دار القلم، دمشق، ط-3


64

كل ذلك ال حبديث دون آخر، بل يضم و ،فال حيكم آية دون أخرى،القرآن كله لفظة واحدةو احلديث

.1»من فعل غري هذا فقد حتكم بال دليلو ،لك إتباع من بعض دلبعضه إىل بعض، إذ ليس يع

فااللتزام « ،من ضوابط التفسري اجعل السياق ضابطعلى ضرورة عبد الرمحنعائشة ؤكدتو

األلفاظ كما يعطيها االستقراء الكامل لكل موضع االلتزام بدالالت و ،حكم السياقو بصريح النص

التفسري هو هذا و ،2»كون إال صريح السياقيال االحتكام إىل توجيهو ،اللفظ من املصحف

.توجيهات شرعيةو ما ترمي إليها من أحكام و ،التوجيه الصائب لآليات القرآنيةو ،الصحيح

:عناصر السياق املقامي -د

إذ جعلوه ركيزة من ،مع النصوص القرآنية على السياق املقامياعتمد املفسرون يف تعاملهم

:تتمثل عناصر سياق املوقف لديهم يفو ركائز التفسري السوي آليات القرآن الكرمي،

:التنجيم-)1

البيئة احمليطة و بني مراعاة ألحوال املخاط ،مع كتب التفسري على أن القرآن الكرمي نزل منجماجت

Ƕđ� 3»ألصق يف احلياةو لتكون آيات القرآن الكرمي أوقع يف النفس،الطارئة مسايرة للحوادث«و،

ȆǷȐǇȍ¦�ǞǸƬĐ¦�ȄǴǟ�ƨƟ°Ƣǘǳ¦�ªمنزال الكرمي بذلك يكون القرآنو ¦ƾƷȋ¦�Ƥ ǇƢǼȇ�ƢǷ�Ƥ ǈƷ.

:املكي واملدين-)2

املساعدة و يف تفسري آيات القرآن الكرمي، املكي واملدينأدرك املفسرون مدى أمهية معرفة

أكثر سيقت يف موضوع واحد يظهر بينها أو أن آيتني وفل« ،الرتجيح بني األحكام الشرعيةعلى

.167، ص 1980، 1ط أمحد حممد شاكر، دار اآلفاق اجلديدة، بريوت،:ابن حزم، اإلحكام يف أصول األحكام، تح-1.20ت، ص .ط، د.، القرآن والتفسري العصري، دار املعارف، دعبد الرمحنعائشة - 2.40، ص 1998، 2مصطفى ديب البغا وحمي الدين ديب شو، الواضح يف علوم القرآن، دار العلوم اإلنسانية، ط-3


65

هلذا عكف و . 1»املدينو يثبت أحدمها إال مبعرفة املكي و ،فلن حيسم هذا التخالف،ختالف يف احلكم

.بغية تيسري عملية تفسري القرآن الكرمي،السور املكية عن املدنية املفسرون على متييز

:الناسخ واملنسوخ-)3

إعطائها التفسري الصحيح و ،فهم اآلية القرآنيةعلى ساعد ت الناسخ واملنسوخإن معرفة

وعلى الذين ﴿ ذلك يف معرض تفسريه لقوله تعاىل على )ه338ت(حاسالن يؤكد و ،املالئم هلاو

را فـه ر لكم إن كنتم ويطيقونه فدية طعام مسكني فمن تطوع خيـ ر له وأن تصوموا خيـ خيـ

سياق اآلية يدل على و �ƨƻȂǈǼǷ�ƢĔ¢�ƢȀƸǏ¢�¾¦Ȃǫ¢�ǽǀǿ�Ŀ« : فيقول،)184 البقرة ( ﴾تـعلمون

يدل على ذلك من رجلني من أصحاب الرسول صلى هللا عليه فيقالتو و النظرو ،ذلك

يف تفسري القرآن أمر واجب يف عملية الفهم الصحيح آليات الذكر النسخ فمراعاة ظاهرة ،2»وسلم

.الوقائع احمليطة بهو ذلك نظرا للعالقة القوية بني النص القرآين و احلكيم،

:أسباب النزول-)4

�ǺȇÂƾƬǳ¦�®ǂĐ�À¡ǂǬǳ¦�¾ÂǄǻ�ƪر هتمام بالوقائع التارخيية اليت مل يكن اال Ǭǧ¦إمنا بسبب و ،فقط

§�و القرآن الكرمي،نص ليتها يف فهم فاع ƢƬǯ�ƾǠȇ�¤��¾ƢĐ¦�¦ǀǿ�Ŀ�ƾȇƾǟ�Ƥ Ƭǯ�ƪ ǨǼǏ�ƾǫ" أسباب

املصاحبة لنزول اآليات أسباب النزولأول كتاب ختصص يف نقل )ه468ت(لواحديـل "النزول

هي أوىف ما جيب الوقوف عليها، « : فيقول،بوصفها اخلطوة األوىل يف تفسري القرآن الكرمي،القرآنية

قصد سبيها دون التوقف على قصتها وبيان و وأول ما تصرف العناية إليها المتناع معرفة تفسري اآلية

.50، ص 1،2002عبد القادر منصور، موسوعة علوم القرآن، دار القلم العريب، ط-1.94ـ، ص 1987، 1حممد عبد السالم حممد، مكتبة الفالح، الكويت، ط:النحاس، الناسخ واملنسوخ، تح-2


66

دون اإلحاطة بالوقائع املالزمة لنزول القرآن ،عدم املقدرة على التفسريهذا إقرار واضح بو ، 1»نزوهلا

.ما أمساه بأسباب النزولأو الكرمي،

مؤكدا يف ،''لباب النقول يف أسباب النزول''فألف كتاب ،على نفس دربه السيوطيسار و

إن بيان « : فيقول استقصاء معانيه،و القرآن الكرمي تفسريل يف ذلك على أمهية معرفة أسباب النزو

.2»أسباب النزول طريق قوي يف فهم معاين القرآن

على الرتجيح بني -أيضا -تساعدإما و ،على التفسري فحسب أسباب النزولال تعني معرفة و

بأسباب فاالستعانة ،3»يشتبه معىن اآلية مع غريها حينما«ذلكو ،التأويالت احملتملة لآلية القرآنية

.ƢđƢǌƬŭ¦�©ƢȇȊǳ©تعيني التأويل املناسب يف أمر ضروري النزول

إذ يوضح،هايختصصو أيضا على استنباط األحكام الشرعية أسباب النزولتساعد معرفة و

صوره، ألن اللفظ ورد ن السبب اخلاص باحلكم من غريه من إ« : لك قائالذ )ه716ت(الطويف

يبني سبب النزولذلك أن ؛ 4»بيانا حلكم السبب، فكان مقطوعا له، فيه ميتنع ختصيص االجتهاد

.احلكم الشرعيهذا يساعد على ختصيص و فيمن نزلت اآلية،

يف الفهم الصحيح للقرآن أسباب النزولعلماء القرآن أمهية معرفة و ملا أدرك املفسرون و

أشرف و ،إن معرفة أسباب نزول آي القرآن من أجل علومه«جعلوه علما قائما بذاته، بل ،الكرمي

.5»ألنه يعني على فهم معناه،مقاصده

:املتكلم-)5

.7ص ،1991، 1دار الكتب العلمية، بريوت، طكمال بسيوين زغلول،:تح ،نزول القرانأسباب الواحدي، -1.13، ص 1987ط، .العلوم، دالسيوطي، لباب النقول يف أسباب النزول، دار إحياء -2.113، ص 1، ج1998، 1فواز أمحد رمزي، دار الكتاب العريب، ط:الرزقاين، مناهل العرفان يف علوم القرآن، تح-3.506، ص 2، ج1987، 1عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي، مؤسسة الرسالة، ط:الطويف، شرح خمتصر الروضة، تح-4.6، ص 1ت، ج.ط، د.وحممد بن موسى آل نصر، االستيعاب يف بيان األسباب، دار ابن اجلوزي، دسليم بن عبد اهلاليل - 5


67

يف فهم اخلطاب القرآين، إذ تعد ) املتكلم( حال املخاطبيصر املفسرون على ضرورة مراعاة

قائال يف ابن تيميةهذا ما يوضحه و ،معرفة حال املتكلم شرطا أساسيا من شروط التفسري الصحيح

بكالمه من كان من الناطقني فسروا القرآن مبجرد ما يسوغ قوم و ...«: للمفسرين معرض تصنيفه

راعوا جمرد اللفظ من غري نظر ،ب بهاملخاط و املنزل عليه و بلغة العرب من غري نظر إىل املتكلم بالقرآن

الكالم مع ما و ، إذ يتوجب على املفسر تأويل اللفظ 1»سياق الكلمو إىل ما يصلح املتكلم به

.ذات هللا املقدسةو يتناسب

الصافات ( ﴾بل عجبت ويسخرون ﴿يف تفسريه لقوله تعاىل شريالزخم مثال ذلك ما أفردهو

إمنا روعة تعرتي اإلنسان عند و ،نسب العجب إىل نفسه فكيف جاز عليه العجب« : ، فيقول)12

لن يفسر العجب إذن مبعناه املعروف، بل يستعري املعىن فهللا ال جتوز عليه الروعة، واستعظامه الشيء،

وقيل . الثاين يتخيل العجبو ،األول أن يعود العجب مبعىن االستعظام: القائل ففيه وجهانمبا يناسب

من أصل الوضع اللغوي إىل ) عجبت(معىن لفظ الزخمشري فأخرج ،2»معناه قل يا حممد بل عجبت

.ذلك مراعاة لذات هللا املنزهةو وضع جمازي،

:معرفة مراد املتكلم-)6

�ǶǴǰƬŭ¦�®¦ǂǷ�ǪǧÂ�ŘƦƫ�ƨǳ¦®�©¦Â®¢�Ȇǿ�ǲƥ��Ƣē¦Âǀƥ�ƾǐǬƫ�ȏ�· ƢǨǳȋ¦�À¢�ǾȈǧ�Ǯ ǋ�ȏ�ƢŲ

عليه يذهب و ، جلو عز كالم هللاهو القرآن الكرمي و ،الواضع ملعاين تلك الكلماتهو مقصوده، إذ و

:قائال تيميةابن هذا ما يوضحهو مقصوده، و رآن الكرمي حسب مراد هللا تعاىل املفسرون إىل فهم الق

كيف و رسوله من األلفاظ، و احلديث من أن يعرف ما يدل على مراد هللا و ال بد يف تفسري القرآن «

86،ص3،1979ط،بريوت،دار القرآن الكرمي،عدنان زرزور:تح،ابن تيمية،،مقدمة يف أصول التفسري-1مد معوض وآخران، مكتبة علي حم: الزخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل، تح-2

.305ت، ج، ص .ط، د.العيبكة، د


68

Ƣđ�ƢǼƦǗȂƻ�Ŗǳ¦�ƨȈƥǂǠǳ¦�ƨǧǂǠǸǯ�ǾǷȐǯ�ǶȀǨȇ� كذلك معرفة و ،كالمهو رسوله و مما يعني على تفقه مراد هللا

.1»داللة األلفاظ على املعاين

مقصوده من الكالم، و حسب ما يرمي إليه غرض املتكلم فيتوجب فهم القرآن الكرمي على

هدفه املنشود من إيصال الرسالةو �ǶǴǰƬŭ¦�®ȂǐǬǷ�ǪǧÂ�±ƢĐ¦�ń¤�ƨǬȈǬū¦�ǺǷ -مثال –فتخرج األلفاظ

.اخلطابية

:)املتلقي(بمراعاة حال املخاط -)7

اير فخطاب املنافقني مغ ،نفسيتهو نوعه و )املتلقي(بتتغري داللة اخلطاب بتغري حال املخاط

)لى هللا عليه وسلمص(الرسول خطاب و ،ين مغاير خلطاب املؤمننيخطاب الكافر و ،خلطاب الكافرين

حسب حال -مثال–اإلثبات و يتأرجح اخلطاب بني درجات النفي ف ،املسلمنيمغاير خلطاب عامة

ثبات والنفي مراتب للكالم قوة يف اإل« : ذلك قائال طاهر بن عاشوريوضح و ،املتلقي النفسية

ال ترد و حسب قدر احلاجة يف إقناع املخاطب، فإن كان املخاطب خايل الذهن من احلكم ،ضروبو

إن كان املخاطب مرتددا يف احلكم يؤكد لئال يصري تردده و له فيه ال حاجة إىل تقوية الكالم،

.2»إنكارا

الذي وجه له اخلطاب املتلقياألخذ بعني االعتبار نوع تفسري النص القرآين البد عندف

،عاما موجها للمسلمنيأو ، لرسول صلى هللا عليه وسلمـفقد يكون خطابا خاصا موجها ل ،القرآين

).كفارو ن مؤمنو (امال موجها إىل مجيع الناس شأو

.111، ص 1996، 5حممد نصر الدين األلباين، املكتب اإلسالمي، ط:ابن تيمية، اإلميان، تح-1.88ت، ص .، د1طاهر بن عاشور، موجز البالغة، املطبعة التونسية، تونس، ط-2


69

:العادات والتقاليد-)8

عن ميزات بيئتهم الثقافية يف إجالء الغموضو عقائدهم و تساعد اإلحاطة بعادات العرب

ينبغي على املفسر معرفة عادات « : قائال )ه790ت(الشاطيبهذا ما يشري إليه و ،كثري من اآليات

إن مل يكن مثة سبب خاص، ال بد من إيراد و ،جاري أحواهلا حالة التنزيلو أفعاهلا و أقواهلا و العرب

إال مبدة ،هااإلشكاالت اليت يتعذر اخلروج منو الوقع يف الشبه أو اخلوض يف علم القرآن منه،

.1»املعرفة

��ƨȈǼȇƾǳ¦�Ƣē¦ƾǬƬǠǷو ،جمازو أعرافها يف استعمال اللغة بني حقيقة و تقاليدها و �Ƣē¦®Ƣǟ�ƨǷأفلكل

�ƨǷƢǟ� ȂǐǼǳ¦�ǶȀǧ�Ŀ�ƢēƢǟ¦ǂǷ�Ƥ ƳȂƬȇ�¦ǀŮ��ÄȂǤǴǳ¦�Ƥ Ȉǯŗǳ¦�ŘǠǷ� ƢǼƥ�Ŀ�ǶǿƢǈƫ�ǲǷ¦ȂǠǳ¦�ǽǀǿ�ǲǯÂ

.النصوص القرآنية خاصةو

الدينية، مبا ورد يف قوله و عقائدهم الثقافية و ،الدراية بعادات العربميكن التمثيل على ضرورة و

ا النسيء زيادة يف الكفر ﴿تعاىل أشكل فهم هذه اآلية بسبب ما ذكر فيها من فقد،)37التوبة(﴾إمن

هذه اآلية معتمدا على معتقدات العرب يف اجلاهلية، )ه1270ت(األلوسييفسر و ،)النسيء(قوله

هم و ذلك أن العرب كانوا إذا جاء شهر حرام و لنسيء تأخري حرمة الشهر إىل آخر،املراد با« : فيقول

حيرمون صفر، فإن احتاجوا أيضا أحلوه و فيستحلون حمرما ،حرموا مكانه شهرا آخرو حماربون أجلوه،

خصوصية األشهر هكذا كانوا يفعلون حىت استدار التحرمي جمرد العدد ال و ،حرموا ربيعا األولو

.2»املعلومة

ت، .، د1ط لبنان،، بريوت،از، دار املعرفة للطباعة والنشرمد عبد هللا در حم: الشاطيب، املوافقات يف أصول الشريعة، تح-1

.351-350، ص ص 3ج، 1علي عبد الباري عطية، دار الكتب العلمية، بريوت، ط:األلوسي، روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، تح-2

.93، ص 10، ج1994


70

التفسري باملأثور:

تعذر معرفة أسباب نزول اآليات تو ،حني يتعذر على املفسرين حتصيل املعاين من القرآن الكرمي

إىل غريها من عناصر السياق املقامي، يلجأ املفسرون إىل نوع آخر من التفسري ،خصوصهاو عمومها

.''التفسري باملأثور''يسمى

ال يف و د التفسري يف القرآن جنإذا مل « : فيقول،ماهية هذا النوع من التفسري تيميةابن يوضح و

�ǺƟ¦ǂǬǳ¦�ǺǷ�ǽÂƾǿƢǋ�Ƣŭ�Ǯذالسنة رجعنا يف ǳǀƥ�Ã°®¢�ǶĔƜǧ��ƨƥƢƸǐǳ¦�¾¦Ȃǫ¢�ń¤�Ǯ ǳ األحوال اليت و

Ƣđ�¦ȂǐƬƻ¦� عبارة فهذا النوع من التفسري ،1»العمل الصاحلو ،العلم الصحيحو ،ما هلم من الفهم التامو

صلى (ول الرسأفعال من بينهاو ،القرائن الدالة على املعىنو ،عن تتبع األحوال املصاحبة آليات التنزيل

صلى هللا عليه الرسولأفعال بهلذا يستعني املفسرون و إمياءات،و رموز و من إشارات )هللا عليه وسلم

.األحكام منهاستنباط و ،دالالته الرتجيح بنيو ،يف تفسري كالم هللا عز وجل وسلم

من و « : فيقول ،على أمهية هذا النوع من التفسري يف فهم القرآن الكرمي السعدييؤكد و

فهم املعىن املراد منها و معرفة اآليات القرآنية املنزلة عليه، ) سلمو لى هللا عليه ص(فوائد معرفة الرسول

أراد إنسان وفل ،(...)غريهم من الناس و ،)سلمو لى هللا عليه ص(موقوف على معرفة أحوال الرسول

أن يصرف مهه ملعرفة معاين القرآن من دون معرفة منه لذلك، حصل من الغلط على الغلط على هللا

معرفة هذا تأكيد على ضرورة و ،2»على مراد هللا من كالمه شيء كثريو ،)سلمو لى هللا عليه ص(رسوله و

.تقي من الوقوع يف غلط التأويلو ،تساعد على التفاسري القرائن الدالة اليتو األحوال

.40سري، ص ابن تيمية، مقدمة يف أصول التف-1 - وأثرها يف استنباط األحكام الشرعية ملؤلفه حممد سليمان ) لى هللا عليه سلمص(رصد أخبار الرسول و هناك كتاب اهتم جبمع

.2003، 6أفعال الرسول وداللتها على استنباط األحكام الشرعية، مؤسسة الرسالة، ط:األشقر، مكون من جزأين عنوانه، 1ت، ج.ط، د.حممد بن صاحل العثيمني، مؤسسة الرسالة، د:الرمحن يف تفسري الكالم املنان، تحالسعدي، تيسري الكرمي-2

.27ص


71

آيات ضرورة إعماله يف تفسريو ية السياق يستخلص مما سبق الوعي الكبري للمفسرين بأمهو

لى هللا ص(الرسول ذلك منذ عهد و ويال صحيحا، تأويلها تأو ،فهم النصوص القرآنيةو ،القرآن الكرمي

غريهم، فأملوا بكل عناصره و ابن كثري والرازي وي أيب حيان األندلسو الطربيـمرورا ب،)سلم و عليه

موع Đالبيئة االجتماعية والثقافية و حال املتلقي، والظروف احمليطة بإنتاج اخلطاب، و ،حال املتكلم:من

.املخاطبني

يف فهم اخلطاب القرآين آخر من السياق على نوع اعتمد املفسرون إضافة إىل سياق املوقف

رون كيف وظفه املفسو ،ما هي عناصره؟و ،املقصود بالسياق القرآين؟هو فما ،"السياق القرآين"ـأمسوه ب

.تم تناوله فيما يليهذا ما سي،رآن الكرمي؟يف دراستهم للق


72

:أنواعهو ماهية السياق القرآين -خامسا

عول املفسرون يف كثري من األحيان على تفسري اآليات القرآنية بالقرآن، لوعيهم الكبري بأمهية

أشرف أنواع « سياق النظم يف إيضاح ما غمض من معاين اآليات، إذ يعد تفسري القرآن بالقرآن

جل التفسري وأجلها تفسري كتاب هللا بكتاب هللا، إذ ال أحد أعلم من كالم هللا عز وجل من هللا

القرآن، ألن انتزاعها من أو فهذه دعوة صرحية لتفسري اآلية انطالقا من متوضعها يف السورة ،1»عالو

.ضالل يف التأويلو ،فساد يف التفسريو سياقها العام قد يؤدي إىل خلل يف املعىن،

�ƢēƢȈǗ�Ŀ�ǶƬē�Ƥ الباحثونو العلماء رية هلذا النوع من التفسري، أفردنظرا لألمهية الكبو Ƭǯ�ƾǟ

من و بالسياق اللغوي، احلديث معتمدين يف ذلك على ما يسمى يف العصر،بتفسري القرآن بالقرآن

أمهية الذي أكد صاحبه على )ه320ت(لرتمذيلـ"حتصيل نظائر القرآن" هذه الكتب كتاببني

فهم بعض آياته سهل حيث أن،وآيات القرآن تفسر بعضها بعضا« :فيقول،تفسري القرآن بالقرآن

من عرف أسلوبه يف موضع أعانه على معرفة أكثر أساليبه يف مواضع عديدة، و ،عليه كثري من اآليات

اآلية القرآنية باملصباح الذي ينري الرتمذيل ،فمث 2»يعني على تدبرهاو ففي كل آية نور يضيء آيات

.يعني على فهم ما غمض من كالم هللا عز وجلو عملية التفسري،

ام نظتفسري "ذلك بتأليفه لـو ،)ه1349ت(الفراهي سار الرتمذيعلى نفس درب و

تفسريه عتمد يفصاحبه ا واضحا من عنوان هذا الكتاب أن ويبدو ،"الفرقان بالفرقانتأويل و القرآن

القرآن هو أول شيء يفسر القرآن «: قائالهذا ما يصرح به و ،على القران الكرمي نفسه للنص القرآين

.8، ص 1ت، ج.ط، د.الشنقيطي، أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن، دار علم الفوائد للنشر والتوزيع، د-1.9-8، ص ص 1969، 1السعادة، طحسني نصر زيدان، مطبعة :الرتمذي، حتصيل نظائر القرآن، تح-2


73

، فالقرآن الكرمي كاللحمة الواحدة ال يتوضح معىن آية منه إال بضمها إىل ما جياورها من 1» نفسه

.آيات

أن صاحبه الذي يرى،"تفسري القرآن بالقرآن"املطرييالعصر احلديث فنجد كتاب يف أما

القرآن القواعد املهمة يف تفسري هو و ،الحقهاو سابقها و معرفة سياق اآلية « وأدق أنواع التفسري ه

ذلك و أمر ضروري يف عملية تفسري القرآن، اللغوي فاعتماد السياق،2»أوىل من غريههو بالقرآن ف

.ته يف استقصاء املعاين الصحيحةيلفاعل

:ماهية السياق القرآين -أ

خيتص بالتفسري القرآنية إىل نوع خاص من السياق ¦�ǶēƢǇ¦°®�Ŀ�ÀÂǂǈǨŭو تطرق العلماء

املقاصد و األغراض «يشمل هذا النوع من السياق و ،"السياق القرآين"اصطلحوا عليه بـ القرآين

اين الذي األسلوب البيو األساسية اليت تدور عليها مجيع معاين القرآن، إىل جانب النظم اإلعجازي

املواضع اليت تشابه يف موضوعها مع اختالف يسري يف طريقة و اآليات و يشيع يف مجيع تعبرياته،

ƢǬŭ¦�ƨƦǇƢǼŭ¦�ƢēƢǸǴǯ�Ƥ¿و ،اسرده Ȉƫǂƫ� 3»تصل بأغراض السورتحكمة بالغية و.

يتعلق مفهومه بكل ما له صلة باألغراض السياق القرآينمن التعريف السابق أن يستخلص و

ع خمتلفة يمواضو ،وبالغة ما مييز األساليب القرآنية من بيان و لنصوص القرآنية، با اخلاصة املقاصدو

.ةمتعدد ات قرآنيةتنوع متوضعها يف سياقتتنوع حسب و ختتلف

باملتشابه اللفظي؛ ذلك أن السياق القرآينلق تع - املذكور آنفا -من املالحظ من التعريف و

.باختالف متوضعه يف سياقات قرآنية متعددة،مواضيعهو أساليبه و ه هذا األخري ختتلف صيغ

23ص،1،2008تفسري نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان،الدائرة احلميدية،اهلند،طالفراهي، -1.173، ص 2013املطريي، تفسري القرآن بالقرآن، دار التمريية، الرياض، السعودية، -2.89ـ، ص 1988، 1عبد الوهاب احلارثي، داللة السياق منهج مأمون لتفسري القرآن الكرمي، مكتبة عمان، ط-3


74

اآليات اليت « على مقتصرة السياق القرآينفيجعل ماهية املزيين خالد بن سليمان أما

يف البناء الشكلي للنصوص القرآنية، السياق القرآين، فحصر مفهوم 1»تتبعهو شاهد تسبق موضع ال

اليت من أجلها تساق قاصداملو ،القرآين الدالالت اليت حتكم النظمو مغفال يف ذلك املعاين

.األساليبو تقام الصيغ و ،الكلمات

:فاعليته يف تفسري آيات الذكر احلكيم، فيقولو السياق القرآينعلى أمهية ابن تيميةيؤكد و

رف عرف مقصود القرآن، يبني له املراد وعو ما بعدها، و تدبر ما قبل اآلية و من تدبر القرآن و «

اهلادي إىل و املرشد هو السياق القرآين ـف،2»االعوجاجو عرف السداد من االحنراف و ،الرسالةو اهلدي

املعني على احلماية من الوقوع يف غلط و الدالالت املقصودة يف النصوص القرآنية، و املعاين املنشودة

.فساد التأويلأو التفسري

:عناصر السياق القرآين -ب

:علومهاو معرفة اللغة .1

يف ) ها وجمازهاتقيقح(اإلحاطة مبعانيها و ة اللغة يصر املفسرون على ضرورة التمكن من ناصي

®�ŚǈǨƫ� ƢǼƥ�Ŀ�ƨȈǇƢǇȋ¦�ƨǼƦǴǳ¦�Ƣēȏȏو علومها و العملية التفسريية للنص القرآين، إذ تعد معرفة اللغة

اعلم أنه ليس لغري العامل و « : قائال الزركشي هذا ما يؤكد عليه و صحيح وصائب للخطاب القرآين،

فمن غري ،3»في يف حقه تعلم اليسري منهاال يكو ، شيء من كالم هللاريǈǨƫ�ƢēƢǟȂǓȂǷو حبقائق اللغة

تقصي معانيها و يسرب يف أغوارها و ،-على قداستها -املعقول أن يفسر اجلاهل للغة اآليات القرآنية

ƨǟȂǼƬŭ¦�ƢĔȂǼǧÂ�ƢȀƦȈǳƢǇƘƥ�ƨȇ¦°®�Śǣ�ǺǷ.

.180، ص 1ـ، ج2006، 1خالد بن سليمان املزيين، احملرر يف أسباب نزول القرآن، دار ابن اجلوزي، ط-1.95، ص 15ابن تيمية، جمموع الفتاوى، ج-2.295، ص 1علوم القرآن، جالزركشي، الربهان يف-3


75

ال تكفي اإلحاطة السطحية باللغة يف عملية التفسري، بل يتوجب التمكن من علومها و

هلذا أكد املفسرون يف عدة و ،ل إىل الفهم الصحيح للنص القرآينمن أجل الوصو ،بالغةو ،صرفاو ،حنوا

الولوج يف جمال تأويل اخلطاب و ية قبل الشروع يف عملية التفسري،مواطن على أمهية تعلم العلوم اللغو

.القرآين

السياق النحوي(والنح:(

يف الوصول إىل املعاين املقصودة من السياق النحويعلى جناعة الزخمشرييؤكد

من مل يتق هللا يف و آثاره احلسنة عديدة احلصى،و ضا قأحد من تفاريق الو إن النح« : ولفيق،اجلمل

هو قال ما و بط خبط عشواء،فقد ركب عمياء خي،غري معربهو و على تعاطي تأويله فاجرتأتنزيله

أسراره و وحهذا تصريح واضح على أمهية الدراية بعلم النو ،1»كالم هللا منه براءو هراء و افرتاء و تقول

املفسرون على التأويل النحوي بغية حتصيل املعاين الصحيحة لآليات يعتمديف التفسري القرآين، اذ

.القرآنية

السياق الصريف(الصرف:(

يف التفسري، إذ يتوجب على املفسر ومن أمهية علم النح اآلخر أمهيتههو فتصريعلم ال

�Ȃǳ¦�Ŀ�ƨȈŷ¢�ǺǷ�Ǿǳ�Ƣŭ��ƨȇȂǤǴǳ¦�¿ȂǴǠǳ¦�ǺǷ� ȂǼǳ¦�¦ǀđ�ƨǗƢƷȍ¦ ى أد إذ.التفسري زلل يفقاية من الوقوع

مثيل ذلك ما نقله و اجلهل بعلم التصريف إىل الوقوع يف غلط الفهم يف كثري من التفسريات،

سهل هلم ركوب «: يقول، )25حممد( ﴾الشيطان سول هلم ﴿ يف تفسريه لقوله تعاىل الزخمشري

قد اشتقه من السؤل من ال علم له بالتصريف و االسرتخاء، هو و السول العظائم من

،ردةفالتحليل الصريف الصحيح للكلمة كفيل بتحديد الداللة املقصودة من املف، 2»االشتقاقو

.19-18، ص ص 1993، 1علي بوملحم، مكتبة اهلالل، بريوت، ط: تحزخمشري، املفصل يف صنعة اإلعراب،ال - 1.447، ص 2، ج املصدر السابقالزخشري، الكشاف، -2


76

الغلط يف االشتقاق الشذوذ يف املعىن عن و املعىن العام للجملة أيضا، إذ ينجم اخلطأ يف التأويل و

.التصريفو

السياق الصويت(علم الصوتيات:(

بعلم القراءات ذلك عرب اهتمامهم و تنبه املفسرون إىل أمهية الدراسة الصوتية يف التفسري،

املفردات و يت بالكلمات ن االهتمام الصو أل؛ على املعىن العام لآلية القرآنيةمدى تأثريه و القرآنية

وإلغاء باقي الدالالت ،حتديد الداللة املقصودةو عمل على الرتجيح بني الدالالت احملتملة، يالقرآنية

.اآلية القرآنيةأو املعاين اليت احتملتها املفردة أو

،1الوصل يف اآليات القرآنيةو الفصل و االبتداء و خيتص هذا النوع من الدراسة مبواضع الوقف و

يف كثري من األحيان؛ ابعضيتداخالن مع بعضهما و ا اآلخر، القراءات القرآنية يكمل أحدمهو فالسياق

إال جزء من هو ما -القرآنيةالذي يتمثل هنا يف القراءات و –ويت السياق الصأو ألن األصوات

ال تتم و ، )السورة(قد يتعداها إىل السياق العام و الذي يتمثل يف سياق اآلية، ) اللغوي(السياق املقايل

.عملية الفهم الصحيح إال بتالمحهما؛ ألن كل واحد منهما خيدم اآلخر

):الداللة السياقية(اللة األلفاظ د.2

من معان حقيقية كانت اما ترمي إليهو يصر علماء التفسري على ضرورة مراعاة داللة األلفاظ

ة املقصودة من املفردة القرآنية يساهم يف عدم الوقوع يف التأويل اخلاطئ، جمازية، فالنظر إىل الداللأو

ابن تيميةهذا ما يؤكد عليه و ،طلتأويل باو إن إغفال هذه املسألة يف التفسري ينجم عنه فهم خاطئ و

إن أريد و ،)جمازأو حقيقة (معرفة ما املراد من الكلمة القرآن الكرمي تفسري عند فريى من الواجب

- املقصود بعلم القراءات القرآنية :''�ƢēȏȂǳƾǷÂ�À¡ǂǬǳ¦�· ƢǨǳƘƥ�ǪǘǼǳ¦�ƨȈǨȈǯ�Ŀ�Ʈ ƸƦȇ�ǶǴǟ وأحكامها اإلفرادية والرتكيبية ومعانيها

.4، ص 1، ج)مقدمة التفسري(األلوسي، روح املعاين . ''اليت حتمل عليها حالة الرتكيب، ص 2ت، ج.ط، د.ى، دباع، املكتبة التجارية الكرب ضعلي حممد ال: القراءات العشر، تحابن اجلزري، النشر يف : ينظر - 1

232.


77

هلا يف األصل ي وضعذال معناها احلقيقيتصرف املفردة من فال بد من وجود قرينة �¦Ä±ƢĐ¦�ŘǠŭ منها

.1النص القرآين Ŀ�Ǿƥ�ƾǐǫ�Äǀǳ¦�Ä±ƢĐ¦�ƢǿƢǼǠǷاللغوي إىل

¤��ƨǼȇǂǬǳ¦�¾ƢǸǟƜƥ�ȏ¤�ȄƫƘƬȇ�ȏ�Ä±ƢĐ¦�ŘǠŭ¦�ń) الوضعي(فالعدول بالكلمة من املعىن احلقيقي

الثانية أما و معنوية؛ أما األوىل فتتمثل يف ألفاظ القرآن الكرمي نفسها، و لفظية إىل تنقسم هذه األخرية و

معنوية يتحدد أو على تلك القرينة لفظية كانت بناء و ، 2رتتبط بنواحي املعىن لآلية القرآنية الكرميةف

).جمازاأو حقيقة (املراد من اللفظ

العامل األساسي يف حتديد مسار داللة اللفظ، هو �ƢđƢȈǣأو نة أن تواجد القري: خالصة القولو

.جمازاأو حقيقة ) اللفظ(هل أريد به

:موضوع النظم.3

هذا ما يشري إليه و يف تفسري اخلطاب القرآين، يذهب عديد املفسرين إىل ضرورة مراعاة النظم

إن خالف أصل الوضع و ليكن حمط نظر املفسر مراعاة نظم الكالم يف سياقه « : قائال الزركشي

،السورةأو املقطع أو فعلى املفسر األخذ بعني االعتبار املوضوع العام لآلية ،3»اللغوي لثبوت التجوز

.يساعد على إيضاح ما غمض من معاين الكلماتفذلك

) فوم(على أمهية مراعاة النظم العام يف اخلطاب القرآين يف شرحه لكلمة الزخمشريميثل و

قيل و قيل احلنطة : الفوم« : فيقول،)61البقرة (﴾وفومها وعدسها وبصلها﴿الواردة يف قوله تعاىل

.7ت، ص .ط، د.ريان، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، دغوليد بن عبد الرمحن ال: دنية، تحسالة املابن تيمية، الر : ينظر - 1، 1986، 1أمحد حممد اخلراط، دار القلم، دمشق، ط:السمني احلليب، الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون، تح: ينظر - 2

.69، ص 2ج - السياق : موضوع احلدث الكالمي الذي من أجله سيق الكالم، والثاين:، األولبني معنيني) النظم(تأرجح استعمال كلمة

.العام واخلاص الذي حييط باملفردة.317، ص 1الزركشي، الربهان يف علوم القرآن، ج-3


78

مييل الزخمشري، فاملوضوع العام لآلية جعل 1»البصل أقربو األصح ألنه للعدس هو األخري و الثوم

).فوم(ذلك مراعاة لسياق النظم الذي أحاط بكلمة و ، )الثوم(إىل تفسري الفوم على أنه

:"الفاصلة القرآنيةو سبة القرآنية، املنا "ويشمل سياق النظم

علم املناسبة:

بعلم املناسبةيقصد و نوعا من أنواعه، و وجها من أوجه السياق املقايل علم املناسبةيعد

بسبب ما له مبا ،رته االطالع على الرتبة اليت يستحقها اجلزءمثو ،علل الرتكيبعلم تعرف منه «

سر البالغة ألدائه إىل هو و ،(...)كلحمة الشيب هو التعلق الذي و ما أمامه من االرتباط و ،وراءه

ي تنتظم ذبدراسة البناء اللغوي ال علم املناسبةفيهتم ،2»حتقيق مطابقة املعاين ملا اقتضاه من احلال

مدى مالءمتها و ،املعنوية بني تلك اجلملو اجلمل، حبثا عن أوجه الرتابط اللفظية و حتته الكلمات

.ملقتضى احلال

شرطا أساسيا يف عملية التفسري، عدهيف استقصاء املعاين ميكن علم املناسبةنظرا ألمهية و

فإن زللتم من بـعد ما جاءتكم البـينات (أن أعرابيا مسع قارئا يقرأ « السيوطيدليل ذلك ما حكاه و

�ÆǶȈÊƷÈ°�Æ°ȂǨÈǣ�Èċɍ¦�ċÀÈ¢�¦ȂÉǸÈǴÌǟƢÈǧ( الصحيح و﴿�ÆǶ Ȉ

Êǰ ÈƷ �ÆǄ ȇÊǄÈǟ �ÈċɎ ¦� ċÀÈ¢﴾) إن : فأنكره فقال ،)209،البقرة

فاألعرايب ،3»إغراء عليه نهال يقرتن بالغفران عن الزلل أل كان هذا كالم هللا فال نقول كذا، فاحلكم

وضعه للكلمات ضمن سياقها ب ذلكو خرها، آو انطالقا من ربطه بني أول اآلية تفطن إىل الغلط

.إحلاقها بسابقتهاو

.145، ص 1الزخمشري، الكشاف، ج-1 - هللا بن الصديق الغماري، جوهر البيان يف عبد: ينظر. )ه318ت(بكر النيسابوريو هذا النوع من العلم أبيف أول من ألف

.15ت، ص .ط، د.تناسب سور القرآن، مكتبة القاهرة، د.6-5، ص ص 1، ج1995، 1السور، دار الكتب العلمية، طو البقاعي، نظم الدرر يف تناسب اآليات -2.44، ص 1السيوطي، التحبري يف علم التفسري، ج-3


79

:يشمل علم املناسبة ما يليو

:املناسبة بني السور-

تناسق الدرر يف تناسب"املناسبة بني السور فألف كتابه أمهية دراسة السيوطيأدرك

كل سورة تفصيل إلمجال ما و « : ولهالعلم يف شرح ما أمجل من آيات بقويشرح أمهية هذا ، "السور

أمجل يف سورة ما ما ف ،1»قد يستغل ذلك يف غالب سور القرآنو طناب إجيازه، شرح هلا وإو قبلها،

.فصلته سورة أخرى

النساء سوريت مثيل ذلك مناسبة بني و ،كما تتناسب فاحتة السورة مع خامتة السورة اليت قبلها

:العدل بني العباد، أكد ذلك بقوله يف سورة املائدةو فلما ختم سورة النساء أمر بالتوحيد « املائدةو

خوامت و التناسب بني فواتح السور بذلك ميكن القول أنو ،2»﴾يا أيـها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ﴿

.التناسق املعنوي بني سور القرآن الكرميو ،دليل على التالحم إالهو ما قبلها ما

:تشمل دراستها ما يليو : املناسبة يف السور-

:مناسبة السورة ملقاصدها-1

��ƢēƢȇ¡�ǲǸů�ȄǴǟ�Ƥ اخاص مراداو تتضمن كل سورة مقصودا ǴǤȇ ذلك البقاعي يوضحو

ستدل عليها، فترتتب املقدمات ويآخرها و إن كل سورة هلا مقصد واحد يدار عليه أوهلا « : قائال

ƢƬŹ� Ȇǋ�ƢȀȈǧ�ÀƢǯ�¦Ɯǧ��ƲĔ�»�و الدالة على أتقن وجه ƾƥ¢ ل صإذا و (...) إىل دليل يستدل عليه

�Å ¦ƾƬƥ¦�ÀƢǯ��ǾǠǷ�Ƣđ�ǶƬƻ�ǾƬȇƢǣ�ń¤�ǂǷȋ¦ و ،مث انعطف الكالم إليهǞȇƾƥ�ƲĔ�ȄǴǟ�ǾȈǴǟ�ǂǜǼǳ¦�®Ƣǟ�

، ص 1986، 1عبد القادر أمحد عطا، دار الكتب العلمية، بريوت، ط:السور، تحوطي، تناسق الدرر يف تناسب السي - 1

65.هامن حممد حجازي الشامي، الداللة السياقية القرتان أمساء هللا احلسىن يف خوامت اآليات القرآنية، مكتبة اآلداب، القاهرة، -2

.135، ص 2013، 1مصر، ط


80

هدف ما و ،غرض خاصو مقصود معني ول جمملها تدور ح،فالسورة يف 1»مرئي عرب األول منيعو

.ق ألجله الكالمسي

، (...)مقصود سورة آل عمران التوحيد، « فـ )آل عمران( ةمثيل ذلك ما ورد يف سور و

كرر و ،لتوحيد وختمت مبا ينبغي عليه من الصرب، وما معه مما أعظمهبافبذلك بدأت سورة آل عمران

بذلك ختتلف مقاصد سور القرآن و ،2»اجلامع جلميع الصفاتو ،الذاتذكر االسم األعظم الدال على

الغرض املراد من و ما يقتضيه املقصود العام و ،حسب األسلوب املفيدفيها يتغري النظم القرآين و الكرمي

.نظم الكالم

:مناسبة فاحتة السورة خلامتتها -2

ت أوائل السور تتبع«: فيقولا النوع من املناسبة، لرصد مثل هذ حيان األندلسيو أبتصدى

Ǽƫ�ƢēƾƳȂǧ�ƨǳȂǘŭ¦ ذلك من أبدع و ،(...)نها يف شيء عاسب أواخرها حبيث ال يكاد ينحرف

فوقوع هذا النوع من املناسبة يف الذكر ،3»الفصاحة، حيث يتالقى آخر الكالم املفرط يف الطول بأوله

.البيانو أرقى معاين البالغة و ،أعلى درجات الفصاحةهو احلكيم

« : فيقول ،سورة املؤمنونـيف تفسريه ل الزخمشري من أمثلة هذا النوع من املناسبة ما أوردهو

لح المؤمنون ﴿جعل فاحتة السورة ، فشتان ما ﴾إنه ال يـفلح الكافرون ﴿أورد يف خامتتها و ،﴾قد أفـ

الكافرين، و املقارنة بني فئيت املؤمنني و سورة باملقابلة الفاحتة و خامتة اتسمتف،4»اخلامتةو بني الفاحتة

.الثانية عكسهاو فاألوىل مفلحة

.152، ص 1ت، ج.، د1عبد السميع، مكتبة املعارف، ط:مصاعد النظر لإلشراف على مقاصد السور، تحالبقاعي، -1، مكتبة اآلداب، القاهرة، -دراسة حتليلية –ه اآليات املنتهية بأمساء هللا احلسىن بنيد حجازي الشامي، أثر السياق يف هامن حمم - 2

.62، ص 2013، 1مصر، ط.362، ص 2بحر احمليط، جحيان األندلسي، الو أب - 3.207، ص 3الزخمشري، الكشاف، ج-4


81

:املناسبة بني اآليات -3

:الحقتها، فيقولو سابقتها مع إىل ضرورة دراسة اآلية القرآنية وفق إدراجها السيوطييذهب

ƬƦǇƢǼǷ�ƨǴǸǰǷ�ƢĔȂǯ�Ǻǟ� Ȇǋ�ǲǯ�¾Â¢�Ʈو « ƸƦȇ�À¢�ƨȇ¡�ǲǯ�Ŀ�ȆǤƦǼȇ�Äǀǳ¦�Ǯ ǳ�ȆǨǧ��ƢȀǴƦǫ�Ƣŭ�ƢȀ

؛ ذلك أن دراسة اآلية 1»قت لهيما سو هكذا يف السور كلها يطلب وجه اتصاهلا مبا قبلها و ،علم جم

كما يساعد إرجاع اآلية إىل سابقتها ،الصحيح ساعد على فهمها بالشكلضمن سياقها اخلاص ي

.الحقتها على الرتجيح بني األقاويل التفسرييةو

:اآلية الواحدةاملناسبة يف -4

تنسجم فيما بينها جمسدة يف ذلك املعىن الذي ترمي إليهو ترتابط املفردات يف اآلية الواحدة

ذلك و ال حيسن ذلك يف موضع آخر، و فقد حيسن ورود كلمة ما يف موضع معني، ،ية القرآنيةاآل

.املعىن املراد من كل موضعو مراعاة للسياق

�﴿القصصمثيل ذلك قوله تعاىل يف سورة و Èń Ê¤�¦Åƾ ÈǷÌǂ ÈǇ �Èǲ ÌȈċǴǳ¦�ÉǶ Éǰ ÌȈÈǴÈǟ �ÉċɎ ¦�Èǲ ÈǠÈƳ � ÌÀ

Ê¤�ÌǶÉƬÌºȇÈ¢È°È¢�Ìǲ Éǫ

�ÈÀȂÉǠÈǸ Ìǈ Èƫ� ÈȐ ÈǧÈ¢�Ç ƢÈȈÊǔ Êƥ� ÌǶ Éǰ Ȉ

ÊƫÌƘÈȇ�ÊċɎ ¦� Éǂ ÌºȈÈǣ �ÆǾÈǳ

Ê¤� ÌǺ ÈǷ�ÊƨÈǷƢÈȈÊǬÌǳ¦� Ê¿ÌȂ Èºȇ﴾)71(، قولهو﴿�ÉċɎ ¦�Èǲ ÈǠÈƳ � ÌÀ

Ê¤� ÌǶÉƬÌºȇÈ¢È°È¢�Ìǲ Éǫ

�ÈÀÂÉǂعليكم النـهار سرمدا إىل Êǐ ÌƦÉºƫ� ÈȐ ÈǧÈ¢�

ÊǾȈÊǧ�ÈÀȂÉǼÉǰ Ìǈ Èƫ� Çǲ ÌȈÈǴÊƥ� ÌǶ Éǰ ȈÊƫÌƘÈȇ�ÊċɎ ¦�Éǂ ÌºȈÈǣ �ÆǾÈǳ

Ê¤� ÌǺ ÈǷ�ÊƨÈǷƢÈȈÊǬÌǳ¦� Ê¿ÌȂ Èºȇ﴾

،لتطلب سياق كل آية ذلك)تسمعون، تبصرون(، فقد اختتمت اآليتان بعبارتني خمتلفتني )72(

لقد ختمت آية الليل بالسمع ألن دوام الليل فيه إعمال « : قائال عمر أمحد خمتار هيوضحهذا ما و

إلعمال ظرف هو و ختمت آية النهار بالبصر ألن دوام النهار و تعطيل حاسة البصر، و حاسة السمع

متالئما مع و ،يتني جاء متناسبافاالختالف بني االختتام يف اآل،ǂǐƦǳ¦�ƨǇƢŞ�ǶēƢǧǂǐƫÂ«2 سالنا

.سياق كل آيةمعىن

.289، ص 2السيوطي، اإلتقان يف علوم القرآن، ج-1.180، ص 1997، 2، مكتبة الشريعة، الكويت، ط-دراسة توثيقية فنية -أمحد خمتار عمر، لغة القرآن الكرمي-2


82

الفاصلة القرآنية:

دالالت و لعلمهم بدورها الكبري يف حتديد معاين الفاصلة القرآنيةاهتم املفسرون بدراسة

هو سدادها أن احملافظة على الفواصل مع بقاء املعاين على« على الزركشيالكلمات، إذ يؤكد

الصحيحة املنتظمة حبسن جميئها منقادة املعاين ،التئامه كماال و النظم نالنهج الذي يقتضيه حس

تتطلبه و يقتضيه اجلرس املوسيقي فحسب، بقدر ما تقتضيه ال فورود الفاصلة بصورة معينة ، 1»ةسلسال

.الدالالت العامة للسياق العامو املعاين

ال نرى البيان القرآين تعلق يف « : قائلة الزركشيما ذهب إليه عبد الرمحن عائشة تؤكد و

��ȆǜǨǴǳ¦�ǪǻÂǂǴǳ�ƨȈǴǰǋ�ƨȇƢǟ°�®ǂĐ�ƢȀǼǷ�ƨǴǏƢǧ�Ä¢ إمنا تأيت فواصله مجيعا مبقتضيات معنوية بيانية مع و

�ǲǏ¦ȂǨǳ¦�ǽǀđ� ƢǬȇȍ¦�ǪƦǈƫ أو للسياق العام للسورة الفواصل القرآنيةفمراعاة ،2»ائتالف اجلرسو

الفواصل مبلغ البيان يف حد ذاته، إذ يساهم ورود و لفصاحة سر او مكمن اإلعجاز هو املقطع،

مقطعا من السياق اللغوي العام أو ابوصفها جزء،يف السياق على عملية حتديد املعاين القرآنية

).املقايل(

أنواع السياق القرآين:

إىل أربعة اخلاصم إىل انطالقا من العاو ،بالنظر إىل اجلزء والكل قسم املفسرون السياق القرآين

:أنواع

): سياق النص( السياق العام-

يكــون الكــالم يف هــذا علــى مقاصــد و « ،جــلو ثــل هــذا النــوع مــن الســياق يف كتــاب هللا عــز يتم

املقصـود أو القرآنيـة ذات الغـرض بـذلك يشـمل السـياق العـام النصـوص و ، 3املعـاين املأمومـة فيـهو القرآن

.القصص القرآنيةيتمثل ذلك يف و ،-عموما -الواحد

.72، ص 1الزركشي، الربهان يف علوم القرآن، ج-1.28، ص 1990، 7، التفسري البياين للقرآن الكرمي، دار املعارف، طعبد الرمحنائشة ع - 2.45،صفهد بن عبد املغيث الشتوي، داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى عليه السالم-3


83

:سياق السورة-

بات اليت تكون قد تكون غري وجه املناس« وخيتص بتبينيأخص من السياق العام، هو و

يشكل املعىن العام الذيو ذلك ان موضوعات السورة تدور حول مقصود عام ؛1»واضحة

يف وجه حينما حبث ذلك و السورة يف استنباط الدالالت، على أمهية سياق ابن القيم يؤكد و ،للسورة

�Ç¬ȂÉǻ�ÈÈ¢Èǂ﴿يف قوله تعاىل ،سورة التحرميمناسبة األمثال اليت وردت يف ÌǷÊ¦�¦ÂÉǂÈǨÈǯ�ÈǺ ȇ

Êǀ ċǴÊǳ� ÅȐ ÈưÈǷ�ÉċɎ ¦�È§ ÈǂÈǓ

هما م لم يـغنيا عنـ �Èǲوامرأة لوط كانـتا حتت عبدين من عبادنا صاحلني فخانـتامها فـ ȈÊǫÈÂ�ƢÅƠÌȈÈǋ �

ÊċɎ ¦�ÈǺ

يف هذه األمثال األسرار البديعة ما يناسب و « : ، فيقول)10التحرمي(﴾ادخال النار مع الداخلني

�œǼǳ¦�«¦Â±¢�ǂǯ �Ŀ�ƪ ǬȈǇ�ƢĔƜǧ�°Ȃǈǳ¦�¼ƢȈǇ)التحذير من تظاهرهن عليه، و ،)سلمو لى هللا عليه ص

ويردن الدار اآلخرة لن ينفعهن اتصاهلن برسول هللا سلم، و رسوله صلى هللا عليه و ¢�ɦ�ǺǠǘȇ�Ń�ǺĔو

فاالستعانة بسياق السورة يوضح ،ƢǸđ�ƢǸŮƢǐƫ¦�¶Ȃǳ«2و كما مل ينفع امرأة نوح ،سلمو صلى هللا عليه

األغراض لبعضها و مدى مناسبة اآليات و ،يكشف عن الدالالت املغمورة بني السطورو صورة املعاين

.بعضا

:)النصسياق (سياق املقطع-

يف جزء معني مقتطع من هذا النوع من السياق ل يتمث، ف3»املقطع املتحد بالغرض« يقصد به و

الرتاكيب اجلملية،و ه الوحدات اللغوية تنظم حتت ،مقصود معنيحول -يف جممله-السورة، يدور

املعاين و الصيغ و الرابط بني الكلمات وليكون هذا األخري العض،سياق املقطعلة يف ذلك مشك

مواضع و خمتلفة اطنلورودها يف عدة مو ،خيتص هذا النوع من السياق بالقصص القرآينو الدالالت، و

.املقصود العام من السردو حسب ما يقتضيه املراد فتذكر القصة يف كل مقطع ،متنوعة

1-ē�ŘǠǷ�ǾȈƳȂƫ�Ŀ�ň¡ǂǬǳ¦�¼ƢȈǈǳ¦�ƨǳȏ®�ǂƯ¢��©¦ǂȇȂƷƢƥ�ƾŧ¢�Ǻƥ�ňƢ79، صاملتشابه اللفظي يف القصص القرآين..57، ص 1981ط، .سعيد حممد منر اخلطيب، دار املعرفة، د:ابن القيم اجلوزية، األمثال يف القرآن، تح-2.43،صفهد بن عبد املغيث الشتوي، داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى عليه السالم-3


84

:سياق اآلية-

يف هذا و «األساسية يف بناء النص القرآين، يعد اللبنةو ،السياق القرآيناجلزء األصغر من هو

رض يف اآلية، فإذا كان هناك خالف يف معىن اآلية، فإننا فيما يكون الغالنوع من السياق يكون النظر

احلال يف تفسري املشرتك اللفظي الوارد يف القرآن الكرمي يف عدة مواضع، هو ، كما 1»ننظر إىل السياق

.توضيح الداللة املقصودة من املشرتك اللفظيو فيعمد سياق اآلية إىل حتديد

1-ē 76،صأمحد باحويرات، أثر داللة السياق القرآين يف توجيه معىن املتشابه اللفظي يف القصص القرآيناين بن.


85

:الفصل الصةخ

:السياق القرآين ميكن استخالص النتائج اآلتيةو انطالقا من العرض النظري ملاهية املتشابه

تداخلت مع بعضها بعضا حلد و ،للفظة املتشابه -حديثاو قدميا –لقد تعددت املعاين اللغوية .1

، مما جعل املعىن اللغوي للفظ )ضاملثيل، اإللتباس، الغمو ( ا علىيف جممله االلتباس ؛ إذ دلت

.غامضا يف حد ذاته" املتشابه"

إذ مل ؛صعوبة يف حتديد معناه االصطالحي إىل" املتشابه" ى التداخل اللغوي ملعىنلقد أد .2

، "هاملتشاب"صائب للفظ و صطالحي ثابت اعلى وضع معىن - حديثاو قدميا –يتفق العلماء

.)املشكل، امللتبس، الغامض، اخلفي،احملتمل،املتماثل(فاصطلحوا به على

املتشابه و املتشابه قرين احملكم، : لقد أطلق العلماء املتشابه من القرآن الكرمي على أمرين.3

.عمدة البحثهو هذا األخري و اللفظي يف القرآن الكرمي،

، فأطلقوه علىلدى العلماء بعدة معانآن الكرمي لقد ورد معىن املتشابه اللفظي يف القر .4

.من اآليات الكرمية) املتقارباتو ،املتماثالتو املشكالت، (

معىن املتشابه اللفظي على ما وقع من -السيوطيمن بينهم و -لقد اقتصر عدد من العلماء .5

.تراكيب متنوعة وخمتلفةو بصبغ ،تكرار يف القصة القرآنية يف سور شىت

عن توجيه ما تشابه لفظا من القرآن الكرمي، مقتصرين يف - حديثاو ا قدمي -لقد عزف العلماء .6

علم متشابه أمهية من تدوين مواطن املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي، بالرغم و ذلك على مجع

.حماربة املشككني وامللحدينو يف إثبات اإلعجاز القرآين، فضله و ،القرآن

ى قلة قليلة من العلماء لدراسة املتشابه اللفظي من القرآن الكرمي حتليال لقد تصد .7

فاضل صاحل -حديثا -أوسعهم واخلطيب اإلسكايف،–قدميا -فكان أوهلم،توجيهاو

.السامرايت

وفهمهم للخطاب القرآين، لقد اعتمد علماء التفسري على السياق بشكل كبري يف دراستهم .8

.منهاستنباط األحكام الشرعية و


86

التنجيم :(وهي ،لقد توزع سياق املوقف لدى املفسرين على عدة عناصر متعالقة فيما بينها.9

املنسوخ، أسباب النزول، املتكلم، معرفة مواد املتكلم، مراعاة حال و املدين، الناسخ و املكي

كل هذه العناصر تتضافر مع بعضها بعضا من أجل اإلبانة و ، )التقاليدو ب، العادات املخاط

.املعىن من النص القرآينو القصد عن

لقد أضاف املفسرون إىل هذه العناصر نوعا آخر من التفسري يدخل يف سياق املوقف .10

".التفسري باملأثور"وه

، )السياق اللغوي(ل املفسرون يف فهمهم للنصوص القرآنية على السياق القرآين لقد عو .11

،اللغة: هيو لديهم إىل عدة عناصر متعالقة مع بعضها بعضا األخريانقسم هذا و

يدخل ضمنه و سياق النص و، )السياق النحوي، الصريف، الصويت، الداليل(يدخل ضمنها و

).الفاصلة القرآنية،سياق السورة، املناسبة القرآنية(

يقصد به اخلطاب و السياق العام :لقد تفرع السياق القرآين لدى املفسرين إىل نوعني .12

سياق السورة، سياق املقطع، سياق :( ينطوي حتته ثالثة فروع هيو السياق اخلاص و القرآين،

).اآلية

سياق (مال السياق بنوعيه عإىل ضرورة إ - نظريا – فاضل صاحل السامرائيلقد دعا .13

.توجيههاو يف حتليل مواضع املتشابه اللفظي من القرآن الكرمي ) السياق اللغويو املوقف

كما دعا إليه - على حتليل مواطن املتشابه اللفظي -بنوعيه -فهل يساعد السياق

،ختالف الواقع يف مواضع املتشابه اللفظي؟يف فهم اال -حقا- املعني هو لسياق ؟، وهل االسامرائي

هل يكون ذلك باالعتماد على نوع معني و ،وكيف تتم عملية إعمال السياق يف حتليل هذه املواضع

.وهل تتغري داللة املتشابه اللفظي من سياق آلخر؟من السياق دون آخر؟

ذلك بدراسة مواطن املتشابه و ،- تطبيقيا-هذا ما ستحاول الفصول املوالية الكشف عنه و

.توجيهاو نية حتليال يف النصوص القرآ الواردةو ،لوط عليهم السالمو إبراهيم و آدم اللفظي يف قصص

داللة المتشابه اللفظي في قصة آدم عليه السالم..........................الفصل الثاني

88

الفصل الثاين

.داللة املتشابه اللفظي يف قصة آدم عليه السالم

.متهيد

.سجود املالئكة له خلق آدم عليه السالم و-1

.منها ههبوط سكون آدم عليه السالم اجلنة و-2

.امتناع إبليس اللعني عن السجود-3

.جل مع إبليس اللعني عز و خطاب هللا-4

الفصلخالصة


89

:متهيد

احتلت القصة جزءا كبريا من القرآن الكرمي، نظرا ألمهيتها الكبرية يف بسط املواعظ القيمة،

وقد ترد القصة الواحدة يف خبار األنبياء والرسل مع أقوامهم،والعرب اجلليلة، خاصة ما تعلق منها بأ

سور متعددة بأساليب خمتلفة وصيغ متنوعة ومتغرية، تتميز باإلطناب تارة وباإلجياز تارة أخرى، حتديا

.الرسول صلى هللا عليه وسلمللعرب وتأكيدا على صدق نبوة

مرتبة حسب –وهيسور اليت ذكرت يف سبعآدم عليه السالم ومن بني هذه القصص قصة

آدم عليه قصة رتاوح ورود وي .)البقرة، الكهف، احلجر، اإلسراء، طه، األعراف، ص (:-النزول

ومفصلة مسهبة يف ، بني اإلجياز واإلطناب، فوردت موجزة وجمملة يف بعضهايف هذه السور السالم

.بعضها اآلخر

خلق هللا عز حينماساين، وذلك حول بداية اخللق اإلن -عموما -وتدور أحداث هذه القصة

ه وزوجه اجلنة، وما إدخال لدىوزاد يف إكرامه ، وجل آدم عليه السالم، وشرفه بسجود املالئكة له

ية إخراجهما من اجلنة، كما حصل لهبغ -حسدا منه -جرى هلما من غواية الشيطان ووسوسته هلما

له من وقوع اللعنة ، وما حدثآدم عليه السالمـعقابا له على امتناعه عن السجود ل -من قبل -

.عليه

الزيادة (ـمعظمها ب تمتيز ، موطنا أربعة عشريف -يف هذه القصة –وقد وقع املتشابه اللفظي

ويتناول هذا الفصل هذه ، )بدال يف احلروف والكلمات واجلملوالنقصان، احلذف والذكر، اإل

وذلك ،يف الصيغ الرتكيبيةورود هذه االختالفات عن سبب املقاطع بالتحليل والتمحيص والتنقيب

.)اللغوي واملقامي(اعتمادا على السياق بنوعيه


90

:م عليه السالم وسجود املالئكة لهخلق آد-1

وكرمه ، فضلهاو أحسن املخلوقات جبعله أوشرفه ، آدم عليه السالمو جل خلق هللا عز

.بالسجود هلذا املخلوقمر املالكة ما أحينو تشريفه وزاد يف تكرميه ، رضلأل جبعله خليفة

.بداية اخللق: املقطع األول

)30، البقرة( ﴾وإذ قال ربك للمالئكة إين جاعل يف األرض خليفة ﴿: قال هللا تعاىل

﴾صلصال من محإ مسنون وإذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من ﴿: قال هللا تعاىل

)28،احلجر(

).71،ص( ﴾إذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من طني ﴿: قال هللا تعاىل

:موضع التشابه أ)1

نوع املتشابه اللفظي موضع التشابه السورة

و، احلجرالبقرة الفصل والوصل إذ قال ربك

//ص

يتم ذلك يف مل و، بالواو العاطفةاحلجر و البقرة سوريتيفآدم عليه السالم عطفت قصة

.،فماسبب وقوع الفصل و الوصل يف هذا املوضع؟صسورة

:) السياق اللغوي(التحليل استنادا على سياق السورة

:آيةال السياق القرآين اخلاص بكل بد من إعمهذا النوع من املتشابه اللفظي اللتوجيه


91

: سورة البقرة.1

يب ذكر هذه تذلك ما اقتضاه تر «ألن ؛)وإذ(بالعطف البقرة سورةذكرت القصة يف

من أحوال أصول العامرين وما طرأ ،ابتداء من خلق السموات واألرض، القصص بعضها بعد بعض

يب لألرض وما بينها وبني السماء، فإن األصل يف الكالم أن يكون ترتيب نظمه جاريا على ترت

.1»حصول مدلوالته

وذلك يف قوله ،سردا خللق السموات واألرض آدم عليه السالمفسبق سرد قصة خلق سيدنا

يعا مث استـوى إىل السماء فسواهن سبع مسوات وهو ﴿تعاىل هو الذي خلق لكم ما يف األرض مج

، وذلك آدم عليه السالم، وأعقبت هذه اآلية بقصة خلق )29البقرة، (﴾بكل شيء عليم

هلذا عطفت ، و )اخللق(والذي تتمثل يف ،ع العامو لتشاركها مع قصة خلق السموات واألرض يف املوض

.على قصة خلق السموات واألرض عليه السالمآدم قصة أبينا

:سورة احلجر.2

قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من صلصال من وإذ ﴿احلجر سورة أما اآلية الواردة يف

��ȄǴǟ�ƪ﴾محإ مسنون Ǩǘǟ�ƢĔƜǧاملتقدمة عنها، وذلك اآلية الواردة يف و اجلان قصة خلق اإلنسان

نسان من صلصال من محإ مسنون ﴿يف قوله تعاىل بل من نار .ولقد خلقنا اإل واجلان خلقناه من قـ

-قصة خلق اإلنسان واجلان وقصة سيدنا آدم عليه السالم -القصتان ، وقد عطفت 2﴾السموم

.الشرتاكهما يف موضوع اخللق

.420، ص 1، ج1984ط، .طاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تونس، د-1.27-26سورة احلجر، اآليتان -2


92

:سورة ص.3

.قل هو نـبأ عظيم ﴿: قوله تعاىل آدم عليه السالمفقد سبقت فيها قصة خلق ص سورةأما

تم عنه معرضون ا أنا نذير .ما كان يل من علم بالمإل األعلى إذ خيتصمون .أنـ إن يوحى إيل إال أمن

آدم، فحذف حرف العطف ألن قصة 1﴾إذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من طني .مبني

.استئنافية لعدم اشرتاكها فيما سبق من آيات يف موضوع اخللق عليه السالم

تدالال على ما ورد يف قوله تعاىلهذه السورة اس آدم عليه السالم يفوردت قصة خلق و

أبو حيان وهذا ما يوضحه ،)69،ص(﴾ما كان يل من علم بالمإل األعلى إذ خيتصمون ﴿

سياق اآلية وظاهرها االحتجاج على قريش بأن ما جاء به من عند هللا ال من « : قائال األندلسي

ات ال غيبوعلم امل، إال بإعالم هللا تعاىلقبل نفسه، فإن من يف األرض ما له علم مبن يف السماء

قصة آدم ألنه أول واالستدالل ب، وإخباره بذلك هو إعالم هللا، (...)يوصل إليه إال بإعالم هللا تعاىل

.2»البشر خلقا وبينه وبني الرسول أزمان متقادمة

يف هذه السورة كان لغرض االستدالل على أن القرآن آدم عليه السالمفوقوع قصة خلق

هو وحي من هللا عز وجل، وجاءت القصة لدحض ، الرسول صلى هللا عليه وسلماملنزل على

.وحي من هللا عز وجل لرسوله الكرميوما هو إال ، أكاذيب قريش بأنه كالم بشر

السياق حسب ما اقتضاهمن املتشابه اللفظي وقع الفصل والوصل يف هذا املوضع وبذلك

.ادهالعام للسورة وموضوعه ومر

.71-67سورة ص، اآليات -1.391، ص 4ج س،.م.مالبحر احمليط، تفسري أبو حيان األندلسي، -2


93

:موضع التشابه ب)2


البقرةإين

جاعل إبدال كلمة بكلمة

خالقاحلجر، ص

، ﴾إين خالق ﴿قوله صو احلجر،و يف سوريت ﴾إين جاعل ﴿البقرة قوله تعلى يف سورة ورد

.فماسبب التغيري بني الكلمتني والقصة واحدة ؟

):السياق اللغوي(التحليل استنادا على سياق اآلية -أ

، ﴾إين خالق ﴿قوله صو احلجر سوريتويف، ﴾إين جاعل ﴿: قوله تعاىل البقرة سورة ذكر يف

) جعل(وما ترمي إليه كلميت ، وهذا التغيري بني الكلمتني راجع إىل املعىن اخلاص بسياق كل آية

إن « : قائال الكرماينوهذا ما يوضحه ، من دالالت ختتلف كل واحدة فيها عن األخرى) خلق(و

الذي خلق ﴿: كقوله تعاىل ،تجدد ويتكرريجعل إذا كان مبعىن اخللق يستعمل يف الشيء الذي

��ƨǨȈǴŬ¦�Ǯ﴾السماوات واألرض وجعل الظلمات والنور ǳǀǯÂ��ÀƢǷ±�ƾǠƥ�ƢǻƢǷ±�À¦®ƾƴƬȇ�ƢǸĔȋ

إين خالق ﴿): احلجر وص(يدل لفظه على أن بعضهم خيلف بعضا إىل يوم القيامة، وخصت السورة

يدل على التجدد والتكرار، فجاء يف كل واحدة من السور ما اقتضاه ، إذ ليس لفظ البشر ما ﴾بشرا

.1»بعده من ألفاظ

كلمة يف توجيه هذا املوضع من املتشابه اللفظي، فتناسقت ياقية أثر كبريفكانت للداللة الس

شرتاكهما يف معىن التجدد والتغيري، ألن اجلعل معناه التجدد ال، )خليفة(مع الحقتها ) جعل(

ألن اخللق ، )بشرا (مع الحقتها ) خالق(، وتناسبت مفردة واخلليفة يتغري ويتحول مبرور الزمن، والتحول

- 01سورة األنعام، اآلية. .155ص ، س.م.الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، م-1


94

فوردت كل كلمة يف املوطن الذي يناسبها وحبسب الداللة ،ال يتضمن التجدد والبشر ال يقبل التغيري

.اليت اقتضاها السياق اخلاص لكل آية

:التحليل اعتمادا على السياق املقامي-ب

، معتمدا يف ذلك على سياق الكرماينهذا املوضع توجيها آخر مغايرا ملا ذكره املطعين وجه

فيقول معلال سبب ورود اجلعل يف، )املكي واملدين(أو ما يعرف يف اصطالح املفسرين بـ ،املوقف

ألن العهد املكي كان عهد تكوين، يف كل شيء «:احلجر وص سوريت واخللق يف البقرة سورة

للعقيدة الصاحلة، تكوين لألخالق اإلنسانية الفاضلة، تكوين جلماعة تؤمن باحلق وترفض ن يتكو

، أما اجلعل فمناسب للعهد (...)مراحل التكوين األوىل مع قصة آدم عليه السالم ناسبت تف ،الباطل

ذريته جيال املدين ألنه طور الحق لإلجياد واخللق، وألن مفعوله خليفة واخلالفة جمعولة آلدم متنقلة يف

.1»بعد جيل

يفظعنه بلالتعبري Đ�ƨȈǇƢǇȋ¦�ƨǼƦǴǳ¦� ƢǼƥ�ȄǴǟ�ǲǸƬǌ�ƅƢƥ�ǺǷƚǷÂ�ǶǴǈǷ�ǞǸƬفاقتضى العهد املكي امل

، أما العهد املدين املتسم -ني مكيتنيسورت ƢǸĔȂǯ-صواحلجر سوريتالوارد يف 'اإلجياد واخللق'

سورةبالتجدد والتحول من جيل إىل جيل ناسبه ذكر ما يدل على معىن التجدد والتغيري الوارد يف

.بوصفها آية مدنية﴾ إين جاعل يف األرض خليفة ﴿: يف قوله تعاىل البقرة

:موضع التشابه ج)3


احلجر من بشرا

صلصال إبدال كلمة بكلمة

طنيص

.362، ص 1س، ج.م.املطعين، خصائص التعبري القرآين ومساته البالغية، م-1


95

أنه خلق من سورة صويف ، )صلصال(خلق من آدم عليه السالمأن احلجر سورةورد يف

.، فما سبب هذا االختالف يف مادة اخللق بالرغم أن احملكي عنه واحد؟)طني(

:التحليل اعتمادا على السياق املعجمي وسياق املوقف

الطني « ا معناهواليت، )صلصال (لتحليل هذا املوضع ال بد من التحليل املعجمي لكلمة

انطالقا من الشرح املعجمي ،و 1»الذي يرتك حىت ييبس فإذا يبس فهو صلصال وهو شبه الفخار

لكلمة صلصال يستنتج أن الصلصال هو نتيجة حاصلة عن الطني، والطني هو أسبق وجودا من

.وجود الصلصال الصلصال أي هو أصل

هي أول سورة ص سورة ن، بل إاحلجرهي أسبق نزوال من سورة صسورة وإذا ما علمنا أن

و إذا أخذنا بعني االعتبار أن الطني هو أسبق ، آدم عليه السالموردت فيها قصة خلق سيدنا

، وسبب ورود الصلصال يف ص سورةوجودا من الصلصال، فنستنتج بذلك سبب ورود الطني يف

.احلجر سورة

وأصل وجود - ناسب ذكر الطني الذي هو أصل الوجود اإلنساين ت :سورة ص-1

آدم عليه بداية خلق قصةل ولاألمع السرد و احلكي ص ةر و س يف -الصلصال أيضا

.ص سورةالواقع يفو ، السالم

اليت وردت )طني (عوضا عن احلجر يف سورة )صلصال(ورد قوله :سورة احلجر-2

ناسبا مع ت، وهذا جاء مص تأخرت يف النزول عن سورة احلجر ألن سورة ؛ص يف سورة

.اليت متثل مرحلة متأخرة عن الطنيو ،)صلصال(كلمة

.41، ص 14س، ج.م.طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، م-1


96

دون غريها من الكلمات يعود إىل السياق ) صلصال(بكلمة احلجر سورةوسبب اختصاص

إين خالق بشرا من صلصال من محإ وإذ قال ربك للمالئكة ﴿ سبق قوله تعاىلإذ العام للسورة،

نسان من :﴾ ذكر خلق اإلنسان من مادة الصلصال وذلك يف قوله تعاىلمسنون ولقد خلقنا اإل

بل من نار السموم .صلصال من محإ مسنون .1﴾واجلان خلقناه من قـ

خلق اإلنسان، احلجر سورةمن -السادسة والعشرون والسابعة و العشرون -ن فذكرت اآليتا

قصة خلق أيب البشرية وذلك عن طريق سرد، اية خلق اإلنسانمث تلتها اآليات األخرى لتفصل يف بد

ليناسب ﴾إين خالق بشرا من صلصال من محإ مسنون ﴿، وهلذا ورد قوله -آدم عليه السالم–

).صلصال من محإ مسنون(واليت تتمثل يف ،ما سبقه من ذكر مادة خلق اإلنسان

).األمر بالسجود: (املقطع الثاين

)34، البقرة( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿: قال تعاىل

)11،األعراف( ﴾للمالئكة اسجدواولقد خلقناكم مث صورناكم مث قـلنا ﴿: قال تعاىل

ته ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين ﴿: قال تعاىل )28، احلجر( ﴾فإذا سويـ

)61، اإلسراء( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿: قال تعاىل

)50،الكهف( ﴾للمالئكة اسجدوا آلدم وإذ قـلنا ﴿: قال تعاىل

)116،طه(﴾ وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا﴿: قال تعاىل

ته ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين ﴿: قال تعاىل ).72،ص( ﴾فإذا سويـ

.27-26سورة احلجر، اآليتان -1


97

:موضع التشابه أ-1


والكهف، طهالبقرة، اإلسراء، إبدال حرف حبرفقلنا للمالئكة اسجدوا

مث األعراف

﴾مث قـلنا للمالئكة اسجدوا﴿للسائل أن يسأل يف هذا املقام عن سبب عطف قوله تعاىل

ȂǇ�ǺǷ�Ƣē¦Śǜǻ�Ŀ�®°Â�ƢǷ�ǆ°��)مث (حبرف سورة األعرافالوارد يف ǰǟ�ȄǴǟ: ،البقرة، اإلسراء

.﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿تعاىل ليت عطفت حبرف الواو يف قوله او ، طه، الكهف

):السياق املقايل(التحليل اعتمادا على سياق السورة

يات احمليط باآل، السياق اللغوياجلواب على السؤال املذكور آنفا يتوضح ويتيسر بإعمال

:لكل سورة القرآنية الكرمية

:البقرةسورة .1

سورة البقرةحبرف الواو، يف ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿: عطف قوله تعاىل

��ƨǐǫ�Ŀ�ǲƳÂ�Ǆǟ�ƅ�ƨǰƟȐŭ¦�ƨǌǫƢǼǷ�Ǻǟ�¿Ȑǟȍ¦Â�°ƢƦƻȍ¦�Ŀ�ǲưǸƬŭ¦Âمواصلة للسرد السابق هلا

، وما صاحبها من أخبار عجزهم عن معرفة األمساء اليت علمها هللا آلدم عليه السالم، جعل اخلليفة

وإذ قال ربك للمالئكة إين جاعل يف األرض خليفة قالوا أجتعل فيها من ﴿: وذلك يف قوله تعاىل

ماء وعلم .وحنن نسبح حبمدك ونـقدس لك قال إين أعلم ما ال تـعلمون يـفسد فيها ويسفك الد

قالوا .ادقني آدم األمساء كلها مث عرضهم على المالئكة فـقال أنبئوين بأمساء هؤالء إن كنتم ص

هم بأمسائهم فـلما .ال علم لنا إال ما علمتـنا إنك أنت العليم احلكيم سبحانك قال يا آدم أنبئـ

بأهم بأمسائهم قال أمل أقل لكم إين أعلم غيب السماوات واألرض وأعلم ما تـ بدون وما كنتم أنـ


98

، آدم عليه السالموإكماال لقصة خلق ، تتمة للسرد سورة البقرةفتم عطف بالواو يف ،1﴾تكتمون

.وجعله خليفة يف األرض

:اإلسراء والكهف وطهسور .2

تلك املواضع على القصص اليت سبقتها، ألن فيها فعطفت طهو الكهفو اإلسراء أما سور

وإذ قـلنا للمالئكة ﴿مثال ورد قوله الكهف سورة، ففي )واذكر إذ قلنا للمالئكة(تقدير الكالم

وهو التذكري ، تفننا بغرض املوعظة اليت سيقت له هذه اجلمل« ) 50الكهف، (﴾ اسجدوا آلدم

ومبداحض الكربياء واحتقار الفضيلة واالبتهاج ، واإلعراض عن الصاحلاتبعواقب إتباع اهلوى

ƢȈǈǨǻ�ȏƢǸǯ�ƢđƢƸǏ¢�Ƥ ǈǰƫ�ȏ�Ŗǳ¦�µ ¦ǂǟȋƢƥ�� وكما وعظوا بأيام الدنيا ذكروا هنا باملوعظة بأول

.2»إباحتها وهو يوم خلق آدم

:لسببني'' مث ''بـ األعراف عطفت آية:سورة األعراف.3

ولقد خلقناكم مث صورناكم مث ﴿وذلك يف قوله تعاىل ،الذي سبقهامناسبة للعطف : أوهلما

).11، األعراف( ﴾قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم

ذلك أن مضمون اجلملة املعطوفة هنا أرقى « اليت تفيد الرتتيب الرتيب ؛ فت بثم عط: ثانيهما

فع مرتبة من التصوير واخللق كونهفاألمر بالسجود أرقى وأر ،3»عليهارتبة من مضمون اجلملة املعطوفة

واحلكاية عن أبينا آدم « : قائال األنصاريوهذا ما يصرح به ،سجود تكرمي وتعظيم للجنس البشري

﴾ ة اسجدواخلقناكم مث صورناكم مث قـلنا للمالئك ﴿وقوله ،عليه السالم كناية عن اجلنس البشري

تكرميا ﴾خلقناكم مث صورناكم ﴿وجاء بصيغة اجلمع ،أي خلقنا أباكم آدم مث صورناه أبدع تصوير

.33-30سورة البقرة، اآليات -1.340، ص 5س، ج.م.التحرير والتنوير، مطاهر بن عاشور، تفسري-2.38، ص 8املرجع نفسه، ج-3


99

¢�ƨǴƷǂǷ�ƢĔ¢�Ä ؛يف هذه اآلية ألن التصوير هو كمال حالة اخللق) مث (فتم العطف بـ ،1»آلدم وذريته

.تابعة للخلق، واألمر بالسجود هو أكمل إحسانا وأرقى مرتبة من التصوير أو اخللق

:موضع التشابه ب-2


اسجدواطهاألعراف، البقرة، اإلسراء، الكهف، تغيري صيغة

ساجديناحلجر، ص

البقرة، األعراف، وذلك يف سور ، ﴾اسجدوا ﴿ورد األمر بالسجود تارة بالصيغة الفعلية

يف ﴾فـقعوا له ساجدين ﴿، وتارة أخرى بصيغة امسية مسبوقة بفعل الوقوع اإلسراء، الكهف وطه

.السجود، مع أن األمر بالسجود واحد؟ صيغيت، فما سر االختالف بني صو احلجرسوريت

:التحليل اعتمادا على سياق املقطع والسياق النحوي الداليل

:السياق النحوي الداليل- أ

مما ال شك فيه أن الصيغة االمسية أو اجلملة االمسية أبلغ داللة وأوكد حاال من اجلملة الفعلية

لتجدد يف على عكس الثانية اليت تتميز با، أو الصيغة الفعلية، ملا تتميز به األوىل من الدوام والثبوت

، ﴾اسجدوا﴿أبلغ داللة وأقوى معىن من قوله ﴾ساجدين ﴿ومن هنا ندرك أن قوله ، .احلدوث

بقرة، ال سورالفعلية يف بالصيغة و ، صو احلجر سوريتوجميء األمر بالسجود بالصيغة االمسية يف

.، اقتضاه سياق مقطع القصة يف كل سورةطه، الكهفاألعراف، اإلسراء،

).اهلامش( 187س، ص .م.األنصاري، فتح الرمحن بكشف ما التبس من القرآن، م-1


100

:املقطعسياق - ب

:احلجر وصسورتا -1ب

ص(﴾إين خالق بشرا من طني ﴿قوله تعاىل صو احلجر سوريتسبق األمر بالسجود يف

وأتبعت هذه اآلية اليت ، )28،احلجر(﴾إين خالق بشرا من صلصال من محإ مسنون ﴿و، )71

ته ونـفخت فيه من روحي ﴿: قوله تعاىلآدم عليه السالم تدل على ماهية مادة خلق فإذا سويـ

.﴾فـقعوا له ساجدين

عز وجل خلق وأن هللا ، )الصلصال/الطني (تعاىل مبادة خلق اإلنسان فلما صرح هللا سبحانه و

بنفخ روحه العظيمة جل من هذه املادة املهينة سيد املخلوقات آدم عليه السالم، وأتبع ذلك تصرحيه

ته ونـفخت فيه من روحي﴿وذلك يف قوله ، عليه السالم أيب البشريةوعال يف ﴾فإذا سويـ

رافقت زيادة رمي والتشريف آلدم عليه السالم، على التعظيم والتكداللة )72،ص- 29،احلجر(

مبالغة يف األمر بالسجود ﴾ من روحيونـفخت فيه ﴿التعظيم والتشريف الوارد يف قوله تعاىل

أي ؛﴾ه ﴿فـقعوا ل مسبوقة بفعل الوقوع ، باستعمال الصيغة االمسية الدالة على الدوام والثبات

معىن أجل وأعظم، وتناسقت هذه الداللة العظيمة واملبالغة يف ) ساجدين(مما زاد لفظة ، )اسقطوا(

ته ونـفخت فيه ﴿لتكرمي يف قوله تعاىلالتشريف واأمر السجود مع زيادة التصريح ب الدالة ﴾فإذا سويـ

.وتشريفه آدم عليه السالماملبالغة يف تعظيم على

:البقرة، األعراف، اإلسراء، الكهف، طهسور -2ب

نـفخت ﴿ن روح هللا عز وجل، ومل يصرح بقولهوملا مل يرد تقدم ذكر خلق آدم عليه السالم م

بالسجود األمر وقوع ، اكتفى ب)طهبقرة، األعراف، اإلسراء، الكهف، ال (سور يف ﴾روحيفيه من

، )ساجدين(واليت هي أقل داللة من الصيغة االمسية ، الدالة على التجدد) اسجدوا(بالصيغة الفعلية


101

البقرة سوريتقصة خلق آدم عليه السالم يف ما تقدمها من اإلجياز واالكتفاء يف سردتناسبا مع

الوارد ،على ذكر خرب األمر بالسجود )طه ، الكهف ، اإلسراء(يف سور االقتصار و ، األعرافو

.﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿يف قوله تعاىل

ما اقتضاه وتطلبه سياق التشريف راجع إىل صو احلجر سوريتفورود الصيغة االمسية يف

ما تطلبه سياق اإلجياز هسببصيغة الفعلية يف غريها من السور األمر بالسجود بالورود و، والتكرمي

.والطي يف تلك السور

.سجود املالئكة: املقطع الثالث-ج

)34،البقرة( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا﴿: قال تعاىل

)11،األعراف( ﴾اسجدوا فسجدوامث قـلنا للمالئكة ﴿: قال تعاىل

)30، احلجر( ﴾فسجد المالئكة كلهم أمجعون ﴿: قال تعاىل

)61، اإلسراء( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا﴿: قال تعاىل

)50،الكهف( ﴾فسجدواوإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿: قال تعاىل

)116،طه( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا﴿: قال تعاىل

).72، ص( ﴾فسجد المالئكة كلهم أمجعون ﴿: قال تعاىل

- ولقد خلقناكم مث ﴿:، وسورة األعراف30، ﴾ربك للمالئكة إين جاعل يف األرض خليفة وإذ قال ﴿: سورة البقرة

.11، ﴾صورناكم مث قـلنا للمالئكة اسجدوا


102

:موضع التشابه


فسجدوا،طهالكهفإلسراء،البقرة،األعراف، التوكيد

فسجد املالئكة كلهم أمجعوناحلجر، ص

ذلك يف قوله و، صواحلجر ذكر امتثال املالئكة ألمر السجود بصيغة موكدة يف سوريت

؟ ذلكفماسبب ، التوكيد يف بقية السورهذا مل يقع و،﴾فسجد المالئكة كلهم أمجعون ﴿ تعاىل

:التحليل اعتمادا على سياق املقطع

:احلجر وصسورتا -1

كلهم ﴿توكيدين معنويني بمؤكدا صو احلجر سوريت ورد انصياع املالئكة ألمر السجود يف

ملا بالغ يف « ألنه ؛وهذه املبالغة يف سرد سجود املالئكة تطلبها السياق العام لآلية ، ﴾أمجعون

فسجد ﴿بالغ يف االمتثال فيهما فقال ، ﴾فـقعوا له ساجدين ﴿السورتني يف األمر بالسجود يف قوله

استجابة ﴾كلهم أمجعون ﴿املؤكد لسجود املالئكةمتثال ، فذكر اال1»﴾المالئكة كلهم أمجعون

املبالغة يف االستجابة ألمر بذلك جاءت و ،﴾فـقعوا له ساجدين ﴿للصيغة املؤكدة يف األمر بالسجود

đ�¬ǂǐŭ¦�Ǧ متناسبةالسجود ȇǂǌƬǳ¦Â�ǶȈǜǠƬǳ¦�ƨǳȏ®�ǞǷفإذا ﴿ وذلك يف قوله تعاىل، يف السورتني ا

ته ونـفخت فيه من روحي .﴾سويـ

:األعراف، اإلسراء، الكهف، طهالبقرة، سور -2

بقوله اءكتفاال و ،متثاهلم للسجود دون موكداتأما ورود استجابة املالئكة ألمر هللا وا

مالءمة ومناسبة ملا تقدمها من التصريح باألمر بالسجود اخلايل من املبالغة، وذلك يف ، ﴿فسجدوا﴾

.155ص ،س.م.مآن،، الربهان يف توجيه متشابه القر الكرماين - 1


103

فعدم املبالغة يف األمر بالسجود تابعها اكتفاء باالستجابة ، ﴾قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿قوله

.﴿سجدوا﴾بقوله دون مبالغة يف ذلك

أمر املالئكة بالسجود له، بل زاد عندحانه وتعاىل آلدم عليه السالم مل يتوقف تشريف هللا سب

، وجه اجلنةيف اإلنعام عليه وذلك بإدخاله وزوجه اجلنة، وتضمنت قصة دخول آدم عليه السالم وز

يتم وهذا ما س ، وهبوطهما إىل األرض بسبب وسوسة الشيطان هلما عدة مواضع من املتشابه اللفظي

.حتليله فيما يلي


104

:م عليه السالم اجلنة وهبوطه منهاسكون آد- 2

وجه حواء Â�Ȃǿ�Ƣđ±� حانه و تعاىل على آدم عليه السالم بإدخاله اجلنة و متتعهأنعم هللا سب

حسدا منه آلدم مها من اجلنة اخرج، وعمد إبليس اللعني على إكراما و تشريفا لهعليهما السالم إ

مما ، عنهماا هللا عز وجل ǸȀǷƢĔ�Ŗǳ¦�ǂƴǌǳ¦�ǺǷ�ǲǯȋ¦�ȄǴǟ�ƢǸȀǔريحت ىلفلجا إ، عليه السالم

.رضروجهما من اجلنة وهبوطهما اىل األاستوجب خ

.دخول اجلنة: املقطع األول-أ

ها رغدا حيث شئتما وال ﴿: قال تعاىل وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة وكال منـ

)35، البقرة( ﴾تـقربا هذه الشجرة فـتكونا من الظالمني

يث شئتما وال تـقربا هذه ويا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة فكال من ح ﴿: قال تعاىل

).19،األعراف( ﴾الشجرة فـتكونا من الظالمني



البقرةو

قلنا احلذف والذكريا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة

//األعراف

بذكر ﴾وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة ﴿بقوله البقرةسورة استؤنف اخلطاب يف

فما سبب ، ويا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة﴾﴿حبذفها يف قوله األعراف سورة، ويف )قلنا(فعل

.؟ البقرةوذكرها يف األعرافيف ) قلنا(حذف


105


:البقرةسورة -1

نظرا داللة على بداية اخلطاب، ف﴾وقـلنا يا آدم ﴿يف قوله البقرة سورةيف ورد فعل القول

وذلك ،اليت سبقت األمر بدخول اجلنة خطابا موجها إلبليس اللعني البقرةلعدم تضمن آيات سورة

فسجدوا إال إبليس أىب واستكبـر وكان من وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم ﴿: يف قوله

إال إبليس أىب ﴿: واالكتفاء باإلخبار واإلعالم عن امتناعه عن السجود يف قوله، 1﴾الكافرين

، ﴾وزوجك اجلنة وقـلنا يا آدم اسكن أنت ﴿ابتدأ اخلطاب بقوله ،﴾واستكبـر وكان من الكافرين

.على بداية اخلطاب املباشر بني هللا عز وجل وآدم عليه السالم للداللة) قلنا(باستعمال

:األعرافسورة -2

فسببه ، ويا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة﴾﴿يف قوله تعاىل ) قلنا(أما احلذف الواقع للفعل

،هللا عز وجل إلبليس اللعني المتناعه عن السجود آلدم عليه السالمما تقدم هذه اآلية من خماطبة

ر منه خلقتين من نار ﴿ وذلك يف قوله تعاىل قال ما منـعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خيـ

ها فما يكون لك أن .وخلقته من طني .تـتكبـر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال فاهبط منـ

عثون عدن هلم صراطك .قال إنك من المنظرين .قال أنظرين إىل يـوم يـبـ تين ألقـ قال فبما أغويـ

�ÌǶمث آلتيـنـهم من بـني أيديهم .المستقيم ÉǿÈǂÈºưÌǯ È¢�ÉƾÊÈš� Èȏ ÈÂ� ÌǶ ÊȀ

ÊǴÊƟƢÈÈſ � ÌǺ Èǟ ÈÂ� ÌǶÊÊĔ ƢÈÌŻÈ¢� ÌǺ Èǟ ÈÂ� ÌǶ ÊȀ

ÊǨÌǴÈƻ � ÌǺÊǷÈÂ

هم ألمألن جهنم منكم أمجعني .شاكرين ها مذءوما مدحورا لمن تبعك منـ ، فبعد 2﴾قال اخرج منـ

مباشرة إىل آدم عليه السالم آمرا وجه خطابه، رده من اجلنةاللعني وط حديث هللا عز وجل مع إبليس

.إياه بسكون اجلنة إكراما وتشريفا له

.34سورة البقرة، اآلية-1.18-12سورة األعراف، اآليات -2


106

ومرجح أن تكون هذه املخاطبة إلبليس اللعني وآدم عليه السالم واقعة يف زمن واحد، فانتقل

.دخول اجلنةإىل خماطبة آدم عليه السالم وأمره ب، اخلطاب من حمادثة إبليس اللعني وطرده من اجلنة



اسكن أنت وزوجك البقرة

اجلنة

و إبدال حرف حبرف كال

فـاألعراف

سبب فما ،الفاءرف حباالعرف يف سورة و، الواورف حب البقرةرة و كل يف سعطف األمر باأل

.بني حريف العطف ؟ إلبدالا

:اعتمادا على السياق الداليلالتحليل

: فيقول، )اسكن(هذا املوضع من املتشابه اللفظي اعتمادا على حتليله لكلمة الكرماين يوجه

إن الذي يف البقرة من السكون الذي معناه اإلقامة، وذلك يستدعي زمنا ممتدا، فلم يصح إال «

بالواو، ألن املعىن اجلمع بني اإلقامة فيها واألكل من مثارها، ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخري

عراف من السكىن الذي األكل إىل الفراغ من اإلقامة ألن الفاء للتعقيب والرتتيب، والذي يف األ

: وخاطب آدم وقال(...) معناها اختاذ املوضع مسكنا بعد أن أخرج هللا عز وجل إبليس من اجلنة

أي اختذا ألنفسكما مسكنا، فكانت الفاء أوىل ألن اختاذ ؛ويا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة﴾﴿

.1»بني االختاذ واألكل بل يقع األكل عقبهاملسكن ال يستدعي زمنا ممتدا فال ميكن اجلمع

وما تفيده أداتا العطف ، )اسكن(يف توجيهه هلذا املوضع بني الداللة اللغوية لكلمة الكرماينفجمع

:وضح ذلك فيما يليويت) السياق النحوي(ن داللة حنوية م) الفاء، الواو(

.72 -71ص ص ، س.م.الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن،م-1


107

:سبب ورود حرف الواو يف سورة البقرة.1

على االستقرار واإلقامة، وهذا يتطلب وقتا وزمنا البقرةالواردة يف سورة ) اسكن(تدل كلمة

اليت تعين الرتتيب ) الفاء(بدال عن ) الواو(طويال، فلهذا مجع بني اإلقامة واألكل حبرف العطف

هذا و ، والتعقيب، ولو حصل ذلك لكان املعىن يستدعي األكل بعد الفراغ من اإلقامة واالستقرار

.يف اآلية الكرمية الواردة يف سورة البقرة) اسكن(مناقض للمعىن الداليل الذي رمت إليه كلمة

:سبب ورود حرف الفاء يف سورة األعراف.2

يف آية األعراف على اختاذ املوضع مأوى ومسكنا، وذلك بعد طرد إبليس) اسكن(تدل كلمة

، فأمر هللا عز وجل آدم عليه 1﴾ها مذءوما مدحوراقال اخرج منـ ﴿اللعني من اجلنة يف قوله تعاىل

، )فكال (باألكل امسكنا له ولزوجه، وأتبع هذا األمر بالسكون أمر ) اجلنة(السالم اختاذ هذا املوضع

فعطفت بالفاء الدالة على التعقيب والرتتيب يف سري ، مرحلة موالية الختاذ اجلنة مسكناهي واليت

.والوقائع، ألن األكل مت عقب اختاذ اجلنة مسكنا ومأوىاألحداث

:موضع التشابه ج-3


//البقرة حذف حرف حيث شئتما

مناألعراف

عرف األوذكرت يف سورة ، ﴿حيث شئتما﴾ىل اوذلك يف قوله تعالبقرة يف سورة) من(حذفت

.فماسبب ذلك؟،﴿من حيث شئتما﴾وذلك يف قوله تعاىل

.18سورة األعراف، اآلية -1


108

:التحليل اعتمادا على السياق النحوي

:ويفرق بني املعنيني قائال ، هذا املوضع من املتشابه اللفظي توجيها حنويا دالليا الغرناطيوجه

يعطي إباحة حيث شئتما﴾﴿من ألن ؛﴿من حيث شئتما﴾ع موق ﴿حيث شئتما﴾ع ليس موق«

�ǲǯ�Ŀ�ǲǯȋ¦�ƨƷƢƥ¤�ȆǘǠƫ�ƢĔƜǧ�ǺǷ�ƢȀǠǷ�Ǻǰȇ�Ń�¦¤�Ʈ ȈƷ�ƢǷ¢��ƢȀȈǧ�ǞǓȂǷ�ǲǯ�ǂť�ǺǷ�ǲǯȋ¦

.1»موضع ال من مثر كل موضع

يعين األكل يف أي مكان تريدانه ﴿حيث شئتما﴾من قول البقرةورة ــــا ورد يف ســـــأي أن م

معناه األعرافسورة الوارد يف ﴿من حيث شئتما﴾ قوله، أما -أي كال يف أي مكان تشاءان-

وهذه ، مما تفيد التوسعة واإلباحة يف األكل من مثار كل موضع، )كال من مثر أي مكان ختتارانه (

من الداللة جاءت متناسقة مع ما سبقها من داللة تشريف وتكرمي آدم عليه السالم وذريته ابتداء

وذلك يف ، املالئكة لهمث تكرمي أيب البشرية بسجود ، متكني ذرية آدم األرض وتشريف اخللق والتصوير

ولقد خلقناكم .ولقد مكناكم يف األرض وجعلنا لكم فيها معايش قليال ما تشكرون ﴿قوله تعاىل

قال وما تالها من طرد إبليس اللعني من اجلنة ﴿، 2﴾قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم مث صورناكم مث

ها مذءوما مدحورا ويا آدم اسكن أنت ﴿واختاذ اجلنة مسكنا آلدم ، )18،األعراف( ﴾اخرج منـ

الوارد يف ، يف اإلباحة وتوسعة يف األكل، فقابل زيادة التشريف والتعظيم والتكرمي زيادة ﴾وزوجك

.﴾من حيث شئتما﴿قوله

.189ص 1،جس.م.مالغرناطي، مالك التأويل، -1.11-10سورة األعراف، اآليتان -2


109

:موضع التشابه د-4


رغداالبقرة الزيادة والنقصان

//األعراف

وسقطت هذه ، )رغدا(بزيادة البقرةذكر األمر بسكون اجلنة واألكل من مثارها يف سورة

.فما سبب وقوع ذلك؟، األعرافالزيادة يف سورة


:البقرةسورة -أ

وما تشري ،هذا املوضع من املتشابه اللفظي باالعتماد على السياق النحوي الغرناطيحيلل

للتبعيض، ومعناها مبا هو -هنا -ألن معىن من «: فيقول، إليه اآليتان الكرميتان من املعىن اللغوي

(...)تبعيض قد يسبق منه إرادة التقليل وهو غري مراد هنا، وإمنا مصرف التبعيض هنا إىل املأكول

﴿رغدا﴾: وما طوت عليه اجلنة إباحة التوسعة وأكلها مقصودة وليس مث ما حيرزها فقال تعاىل

.1»ليحصل معىن التوسعة

ها﴾الدالة على التبعيض يف قوله تعاىل ) من(فإن ورود قد توهم أن التمتع بثمار اجلنة ، ﴿وكال منـ

،﴿رغدا﴾حمدود ومقصور، ولطرد هذا املعىن الذي أفادته من التبعيضية أردف هذه اآلية قوله تعاىل

اد من تشريف آدم عليه السالم وهذا هو املر ، إلحراز معىن التوسعة يف التمتع باجلنة ومثارها بغري حدود

.بإسكانه اجلنة

.188،ص1س، ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-1


110

:األعرافسورة -ب

معىن التوسعة وذلك يف « لوجود ما يدل على ، األعرافيف آية ﴿رغدا﴾أما حذف قوله

ومن احملال على اتساع املساحة وكثرة املأكل ، إلباحة ما يف أماكنهم حيث شئتما﴾من ﴿قوله تعاىل

﴿اسكن أنت وزوجك اجلنة فكال فقوله ،1»عليها التوسع يف األكل والرتغد وهذا متناقضمث حيجز

التوسعة يف اختيار أحرز معىن ،الدال على اختاذ اجلنة موضعا مث األكل من مثارها ﴾من حيث شئتما

لبلوغ املعىن املراه، وذلك يف قوله ، ﴿رغدا﴾فلم حيتج بذلك إضافة، ما شاء من مثار كل موضع

﴿من حيث شئتما ﴾

:)وسوسة الشيطان( املقطع الثاين

ها فأخرجهما مما كانا ﴿: قال تعاىل ما الشيطان عنـ ).36البقرة،(فيه﴾فأزهل

��ƢÈǷفـوسوس هلما الشيطان ليبدي هلما ما ﴿: قال تعاىل È¾ƢÈǫÈÂ�ƢÈǸÊÊē È¡ ÌȂ ÈǇ � ÌǺ

ÊǷ� ƢÈǸ ÉȀ ÌºǼÈǟ � ÈÄÊ°ÂÉÂ

).20،األعراف( ﴾نـهاكما ربكما عن هذه الشجرة إال أن تكونا ملكني أو تكونا من اخلالدين

ى شجرة اخللد وملك ال فـوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك عل ﴿: قال تعاىل

لى .)120، طه(﴾ يـبـ



البقرة فـ

أزهلما إبدال كلمة بكلمة

وسوسطه، األعراف

.188، ص1ج، املصدر السابق، مالك التأويل، الغرناطي، -1


111

يتو يف سور ، ﴾أزهلما﴿ بقوله البقرة يف سورةآدم عليه السالم ـالشيطان ل غوايةوردت قصة

.ري يف الفعلني ومقام السرد واحد؟غيفما سبب هذا الت، وسوس﴾﴿ بقوله طهو األعراف

:ميكن التحليل هذا املوضع املتشابه اللفظي من زاويتني: التحليل

):السياق اللغوي(سياق اآلية - أ

:سورة البقرة -1أ

وهو من (...) أي حنامها « البقرة الواردة يف سورة أزهلما﴾﴿أن معىن كلمة ابن كثري يذكر

مبعىن دفعهما إىل ارتكاب اخلطيئة، وذكر أزهلما﴾﴿البقرةفورد يف سورة ،1»قبيل الزلل أي اخلطيئة

فأخرجهما مما كانا ﴿جاء مناسبا مع الطي واإلجياز الذي جاء يف اآلية اليت تلتها ) الزلل(هذا الفعل

لكيفية الوسوسة أو الطريقة اليت انتهجها الشيطان لإليقاع اسرد رةالبقمقطع و مل يتضمن، فيه﴾

يف قوله ، بآدم عليه السالم وزوجه، واقتصر على ذكر نتيجة اخلطيئة املتمثلة يف خروجهما من اجلنة

الدال على ارتكاب اخلطيئة ) أزهلما(ورود لفظ ذلك قتضى فا فيه﴾فأخرجهما مما كانا ﴿: تعاىل

من تفاصيل يومع ما طو ، وهي اإلخراج من اجلنة، ما وتناسبا مع ما صرح به من نتيجة اخلطيئةتالؤ

).اخلروج من اجلنة(واالكتفاء بذكر نتيجة الزلل ،الوسوسة

:طه األعراف وسورتا -2أ

فـوسوس هلما ﴿ صريح بفعل الوسوسة يف قوله تعاىلمن تطه و األعرافأما ما ورد يف سوريت

معلوم أن ف ،)120،طه( فـوسوس إليه الشيطان﴾﴿ تعاىل قولهيف ، و )20األعراف ( الشيطان﴾

يف كيفية وسوسة ، وملا تضمنت السورتان تفصيال2معىن الوسوسة هو إلقاء الكالم اخلافت يف النفس

.105، ص 1، ج2005، 2أمحد شاكر، دار الوفاء، ط:، تح)خمتصر تفسري القرآن العظيم(ابن كثري، عمدة التفسري -1العلمية، بريوت، عبد السالم عبد الشايف حممد، دار الكتب :ابن عطية، احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز، تح: ينظر - 2

.384، ص 2، ج2001، 1ط


112

وقال ﴿وذلك يف قوله تعاىل ، وما قاله هلما لدى وسوسته هلما، عليهما السالمالشيطان آلدم وزوجه

، ،)20 األعراف( ﴾ما نـهاكما ربكما عن هذه الشجرة إال أن تكونا ملكني أو تكونا من اخلالدين

لى﴿و ناسب هذا التصريح ف، )120،طه( ﴾قال يا آدم هل أدلك على شجرة اخللد وملك ال يـبـ

والذي كانت غايته اإليقاع ،بتفصيل اخلطاب الوارد بني إبليس اللعني وآدم وزوجه عليهما السالم

ƢǸđ�� الدال على إلقاء الكالم يف النفس وسوس﴾﴿قوله.

كلمة يف موضعها املناسب، فوردت لورود ك) سياق املقطع(فتطلب السياق العام لكل آية

وهي اخلروج من اجلنة، وناسب ، بسبب ما ورد فيها من ذكر لنتيجة الزلل البقرةيف ﴾اأزهلم ﴿كلمة

.مع ما صرح فيهما من تفصيل لكيفية وقوع الوسوسةطهو ألعرافذكر فعل الوسوسة يف سوريت ا

):زمن النزول(السياق اخلارجي - ب

آدم عليه حكت فيها قصة -نزوال –مدنية، وهي آخر سورة البقرة من املعروف أن سورة

السور املدنية تتسم أساليب السرد يف و ، طهو األعراف: سور مكية منها ، وذلك بعد ستالسالم

وذلك مالئم مع التطور السائر يف مسار الدعوة النبوية ،بالبسط يف ذكر النتائج واإلمجال يف السرد

بغية ، يف احلكيواإلطناب تتسم بالتفصيل الشريفة يف العصر املدين، على عكس السور املكية اليت

.إقناع الناس عامة والكفار خاصة بأحقية هذا الدين اجلديد يف اإلتباع

ملتسم ناسبا مع األسلوب املدين اتاخلطيئة مالدالة على ارتكاب ﴾أزهلما﴿فجاءت كلمة

�ļ°ȂǇ�Ŀ�Ƣđ�¿Ȑǟȍ¦�ǪƦǈǳ،تفاصيل واقعة الوسوسة البقرةسورة باإلمجال يف احلكي، إذ طوت

من ذكر وتفصيل طهو األعرافقع يف سوريت و ما أما ،نزوال البقرةسورة اللتني سبقتا طهو األعراف

والسرد املسهب واملطول ، فرضه األسلوب املكي يف احلكيجاء بسبب ما ، يف سرد واقعة الوسوسة

.بغية ترسيخ احلقيقة اإلميانية يف نفوس الناس، واملطنب


113



األعراف وسوسف

هلما إبدال حرف حبرف

إليهطه

وعدل يف ، ﴾فـوسوس هلما﴿بقوله تعاىلاإلخبار بوسوسة الشيطان يف سورة الألعراف ورد

فماسبب اإلبدال ، ﴾فـوسوس إليه ﴿و ذلك يف قوله تعاىل ) إاليه(إىل ) هلما(سورة طه من

.و احلكاية واحدة ؟

:ابه اللفظي من زاويتني شميكن توجيه هذا املوضع من املت :التحليل

:التحليل اعتمادا على سياق اآلية-أ

، طهو األعرافيف سوريت ﴾فـوسوس ﴿ية الفعلأن الفرق يف تعد أبو حيان األندلسييرى

، 1»أي فعل الوسوسة ألجلهما) فوسوس هلما(« : فيقول ،راجع إىل اختالف املعىن يف كل سياق

ƢÈǸ﴿ ودليل ذلك ما تاله يف قوله تعاىلÊÊēÈ¡ ÌȂ ÈǇ � ÌǺ

ÊǷ�ƢÈǸ ÉȀ ÌºǼÈǟ �ÈÄÊ°ÂÉÂ�ƢÈǷ�ƢÈǸÉÈŮ �ÈÄÊƾ ÌƦÉȈÊǳ﴾ ، ففعل الوسوسة

مبعىن « ﴾فـوسوس إليه ﴿طهأما قوله يف سورة السرت عن آدم عليه السالم وزوجه، وقع ألجل نزع

يا آدم هل أدلك على شجرة اخللد ﴿ ودليل ذلك ما تاله يف قوله تعاىل ،»ألقى الوسوسة إليه

لى أي ألقى الوسوسة إليه ؛﴾فـوسوس إليه ﴿ب ورود قوله ، فهذه اآلية تفسر سب2﴾وملك ال يـبـ

لى﴿:قائال .﴾يا آدم هل أدلك على شجرة اخللد وملك ال يـبـ

.279، ص 4س، ج.م.البحر احمليط، م تفسري أبو حيان األندلسي،-1.264، ص 6، جاملصدر نفسه - 2


114

:التحليل اعتمادا على السياق النحوي-ب

آدم وزوجه حواء عليهما عن ضمنة اخلطاب مت ﴿وسوس هلما﴾األعرافيف سورة ورد

ƢǸȀȈǴǰǳ�ƢȀƳȂǷ�ÀƢǯ�ǾǬƦǇ�Äǀǳ¦�§ ƢǘŬ¦�Àȋ��¿Ȑǈǳ¦��ƨǼŪ¦�ƢǸĔƢǰǇ¤�Ŀ�ǲưǸƬŭ¦Â�� وذلك يف قوله

،)19،األعراف(﴿فكال من حيث شئتما وال تـقربا هذه الشجرة فـتكونا من الظالمني﴾ تعاىل

.وزوجه حواء عليهما السالماخلاص بآدم ) مها(ناسبه مواصلة اخلطاب بضمري املثىن ف

بوصفه احلاكم ،فكان اخلطاب موجها آلدم عليه السالم على وجه اخلصوص طهأما يف سورة

وأنك ال تظمأ فيها وال .إن لك أال جتوع فيها وال تـعرى﴿ له تعاىلوالقائد، وذلك يف قو

.﴾فـوسوس إليه الشيطان ﴿ رد يف قوله تعاىلاملف بفتاله ما يناسب من خطا ،1﴾تضحى

يفيد االنتهاء إىل )إىل( ألن حرف اجلر؛ ﴾فـوسوس إليه ﴿وقال )وسوس لهف(ومل يقل

مباشرة من قبل إبليس اللعني، وإمنا -هنا - ، فلم يكن وقوع فعل الوسوسة آلدم عليه السالم 2الغاية

ابن عطية كما يذكر ،إىل إغواء آدم عليه السالم وانتهاء الوسوسة إليهاستعان الشيطان حبواء للوصول

دخل إبليس اجلنة يف فم احلية وهي ذات أربع كالبخنية، بعد أن « : فيقول، تفصيل ذلك يف تفسريه

عرض نفسه على كثري من احليوانات، فلم تدخله إال احلية فخرج إىل حواء وأخذ شيئا من الشجرة

كل فإين قد أكلت فلم يضرين : سن هذا فأغواها فأكلت وقالت حواء آلدموقال انظري ما أح

.3»شيء، فأكل

فاستغل الشيطان عاطفة حواء عليها السالم وأغواها باألكل، وكانت هي بدورها سببا يف

وهلذا استعمل ، إغواء آدم عليه السالم، فانتهت الوسوسة إليه عن طريق زوجه حواء عليهما السالم

.﴾فـوسوس إليه الشيطان ﴿ تعاىل وذلك يف قوله، ة على االنتهاء إىل الغايةالدال) إىل(

.19-18سورة طه، اآليتان -1.320، ص 2، ج1993، 1عبد السالم هارون، دار اجليل، بريوت، ط:سيبويه، الكتاب، تح: ينظر - 2.67، ص 4س، ج.م.احملرر الوجيز، مابن عطية، -3


115

:فائدة

يف قوله بالشيطان أن يتساءل عن سبب التعبري عن إبليس اللعني -يف هذا املوطن -للسائل

عوضا عن ، ﴾إليه الشيطان فـوسوس ﴿و، ﴾فـوسوس هلما الشيطان ﴿ و،﴿أزهلما الشيطان﴾تعاىل

وملاذا استعمل لفظ الشيطان يف تلك ، ن القصة ختص إبليس اللعني حتديدامع أ، )إبليس(كلمة

.؟)إبليس(املقامات بدال من إبليس مع أن احملكي عنه يف هذه املقاطع

األوىل ، أما)الشيطان(و) إبليس(لإلجابة على هذا السؤال ال بد من الشرح املعجمي لكلميت

مأخوذ من البلس وهو احلزن املفرتض من شدة اإلبالس ومسي إبليس كذلك لندمه وبؤسه « فمعناها

له واملتأصلة يف نفسه واخلاصة به،فقوله إبليس يتعلق بالصفات الذاتية ،1»من حيث أبلس عن اخلري

هي وصف ) شيطان(فكلمة ،2»إشارة إىل إبليس يف مواضع األفعال الشريرة «يرد الشيطان لفظ أما

.لكل فعل مشني وذميم

عن وسوسة إبليس بلفظ صواألعراف والبقرة وهلذا حتدث هللا عز وجل يف سور

، )وسوس، إزالل(ملالءمة ما سرد عن الفعل املشني والشرير املتمثل يف فعل الوسوسة ،3)الشيطان(

وسعيه إىل إخراجهما ، آلدم وحواء عليهما السالم نا وصف ملا ارتكبه إبليس من غوايتهفالشيطان ه

.- حسدا وكرها منه -من اجلنة

علق بذات توخص امتناع إبليس اللعني عن السجود بلفظ إبليس، ألن االمتناع عن السجود ي

وهذا ،إال بنفسه ومل يلحق ضررا ، خانه أصله واستكرب عن السجود ماوذلك حين،4إبليس ونفسه

.يس أي االمتناع عن اخلرياتإبلمالئم مع معىن

.202، ص 7ت، ج.ط، د.مهدي املخزومي وإبراهيم السامرائي، دار ومكتبة اهلالل، د:الفراهيدي، العني، تح-1كلية الشريعة ، أطروحة دكتوراهإشراف خليل بنيان احلسون، ، قرآينالفروق اللغوية يف البيان ال حممد ياس خضر الدوري، دقائق-2

.155، ص 2005رشد، جامعة بغداد، العراق، ابن .156قرآين، املرجع السابق،صالفروق اللغوية يف البيان ال حممد ياس خضر الدوري، دقائق :ينظر -3.املرجع نفسه، الصفحة نفسها :ينظر -4


116

):اهلبوط األول) (نةاخلروج من اجل( الثالث املقطع-ب

وقـلنا اهبطوا بـعضكم لبـعض عدو ولكم يف األرض مستـقر ومتاع إىل ﴿: قال عز وجل

).36،البقرة( ﴾حني

لبـعض عدو ولكم يف األرض مستـقر ومتاع إىل قال اهبطوا بـعضكم ﴿:قال عز وجل

).24،األعراف( ﴾حني

:مواضع التشابه أ-1


والبقرة زيادة حرف

//األعراف

مل يقع العطف و،﴾وقـلنا اهبطوا ﴿ذلك يف قوله تعاىلو البقرة وردت الواو العاطفة يف سورة

،فماسبب ذلك ؟﴾قال اهبطوا ﴿ذلك يف قوله تعاىل و ألعرافيف سورة ا

):سياق النظم(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

:سورة البقرة -أ

سورة يف ،ألن مااألعرافسورة ومل يرد ذلك يف ، رف الواوحب البقرة سورة عطف اهلبوط يف

وهذا احلدث معطوف على ، من اجلنة آدم عليه السالمهو إخبار وإعالم عن هبوط البقرة

اجلنة آدم عليه السالمخبار بإسكان اإل واملتمثلة يف،﴾وقـلنا اهبطوا﴿األحداث اليت سبقت قوله

ها ﴿تعاىل وذلك يف قوله،ووسوسة الشيطان هلما وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة وكال منـ

ها فأخرجهما .رغدا حيث شئتما وال تـقربا هذه الشجرة فـتكونا من الظالمني ما الشيطان عنـ فأزهل

حدث اهلبوط على حدث ارتكاب آدم وزوجه الزلل عطف ف، 1﴾وقـلنا اهبطوافيه مما كانا

.36-35سورة البقرة، اآليتان -1


117

العطف للربط بني اقتضى ورود واو ، وخروجهما من اجلنة، وهذا التسلسل يف سرد األحداث

.﴾وقـلنا اهبطوا﴿ األحداث يف قوله


فهو سرد للخطاب الذي دار بني هللا عز وجل وآدم وزوجه األعراف سورة وأما ما ذكر يف

هكما عن ﴿تلك الشجرة، وذلك يف قوله تعاىل بعد أكلهما من، عليهما السالم ونادامها ربـهما أمل أنـ

فسنا وإن مل تـغفر لنا قاال ربـ .تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبني نا ظلمنا أنـ

، ومل يستلزم هذا اخلطاب الدائر بني هللا عز وجل وآدم وزوجه 1﴾وتـرمحنا لنكونن من اخلاسرين

ل ألنه خطاب متواصل ومتص؛ ﴾قال اهبطوا﴿ يف قوله،)الواو(عليهما السالم ورود حرف العطف

.مفاده العتاب واللومبعضه ببعض



قلناالبقرة تغيري صيغة

قالاألعراف

و عدل بفعل القول يف سورة،﴾قـلنا ﴿البقرة ورداإلعالم عن األمر باهلبوط يف سورة

.ذلك؟فماسبب ،قال ﴾﴿ من ضمري املتكلم إىل ضمري الغائباألعراف

.23-22سورة األعراف، اآليتان -1


118

:لتحليل استنادا على سياق النظما

:البقرةسورة -أ

إحلاقا وإتباعا ملا تقدمها من ذكر فعل ،)قلنا(فعل القول بصيغة املتكلم البقرةورد يف سورة

﴾وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة ﴿ الوارد يف قوله تعاىل ،و)قلنا(القول بصيغة املتكلم

).35البقرة، (


قال اهبطوا ﴿تعاىل يف قوله) قال(قول بصيغة الغائب فعل ال األعراف سورة ذكر يف

وذلك يف ، )قال(من إسناد الفعل إىل ضمري الغائب مطابقة ملا ورد قبلها، بـعضكم لبـعض عدو﴾

ها فما ﴿و ، )12األعراف ( إذ أمرتك﴾قال ما منـعك أال تسجد ﴿ تعاىل قوله قال فاهبط منـ

ها مذءوما مدحورا ﴿و ،)13األعراف ( ﴾يكون لك أن تـتكبـر فيها األعراف ( ﴾قال اخرج منـ

أربع مرات يف سياق املقطع، مل ) قال(، قلما تقدم ذكر فعل القول مسندا إىل ضمري الغائب )18

.قال اهبطوا بـعضكم لبـعض عدو﴾﴿: فقال، يصح العدول عنه يف اآلية اخلامسة

):اهلبوط الثاين) (اهلبوط إىل األرض( املقطع الرابع-ج

يعا فإما يأتيـنكم مين هدى فمن تبع هداي فال خوف قـلنا ﴿: قال تعاىل ها مج اهبطوا منـ

).38، البقرة( ﴾عليهم وال هم حيزنون

يعا بـعضكم لبـعض عدو فإما يأتيـنكم مين هد ﴿: قال تعاىلها مج ى فمن قال اهبطا منـ

).123،طه( ﴾اتـبع هداي فال يضل وال يشقى


119



قلناالبقرة تغيري صيغة

قالطه

و مسندا اىل ضمري الغائب يف سورة ، البقرةيف سورة ملكتفعل القول مسندا اىل ضمري امل ورد

.التغيري بني الصيغتني ؟فماسب ، طه

):املقطع(التحليل اعتمادا على سياق النظم

وتارة ، )قلنا( البقرةيف سورة ورد هذا التغيري يف إسناد فعل القول تارة إىل املتكلم جل وعال

البقرة وذلك بسبب ما تطلبه كل سياق، فورد يف سورة ، )قال( طهيف سورة أخرى بصيغة الغائب

يعا﴾﴿وذلك يف قوله عز وجل، )نا(إىل ضمري الشأن فعل القول مسندا ها مج ، قـلنا اهبطوا منـ

وقـلنا اهبطوا بـعضكم لبـعض عدو ولكم يف ﴿ للكالم املتقدم يف اآلية الكرميةاتصاال ومواصلة

.1﴾األرض مستـقر ومتاع إىل حني

قال اهبطا ﴿ تعاىل يف قوله، من إسناد فعل القول إىل ضمري الغائب طهأما ما ورد يف سورة

يعا﴾ ها مج ، ومعاتبته إياه آدم عليه السالمـو حذف من خطاب هللا عز وجل لي ملالءمة ما طو ،منـ

توبة هللا عز وجل عليه، واكتفى بسرد احلديث وطلب آدم املغفرة وطمعه يف ، على ارتكابه للخطيئة

تاب .وعصى آدم ربه فـغوى﴿ وذلك يف قوله تعاىل، هذه احملاورة بصيغة الغائبعن مث اجتباه ربه فـ

ها ﴿ فقال، عن أمر اهلبوط بصيغة الغائب، فاقتضى هذا احلديث 2﴾عليه وهدى قال اهبطا منـ

يعا﴾ .مج

.36اآلية ، سورة البقرة -1.122-121سورة طه، اآليتان -2


120



اهبطواالبقرةاهبطاطه إبدال ضمري

وضمري املثىن يف سورة طه، فما سبب ،البقرةيف سورة ) ضمري اجلمع(وقع أمر اهلبوط على

.اختالف املعنيني يف اهلبوط مع أن القصة واحدة؟

:التحليل استنادا إىل سياق املقطع

: البقرةسورة -أ

وجه بضمري املثىن، موجها إىل آدم وز البقرةسورة نة واألكل منها فاجلملا كان األمر بسكون

ها رغدا حيث شئتما﴾﴿له تعاىل وذلك يف قو وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة وكال منـ1 ،

)آدم، حواء(وإبليس اللعني، فأضاف إىل لسالمأتى بعدها األمر باهلبوط متعلقا بآدم وزوجه عليها ا

ن املثىن إىل ععدل ف، ثىن، عنصرا آخر هو إبليس اللعنيبضمري امل) كال (ذين عرب عنهما يف قوله لال

للتدليل على آدم ،وا﴾بط ﴿اه : وهلذا قال تعاىل، وجاء أمر اهلبوط متعلقا بآدم وزوجه وإبليس ،اجلمع

.عنيوإبليس اللعليهما السالم وزوجه

:طهسورة -ب

آدم عليه السالم��ń¤�ƢȀƳȂǷ�Ƣđ�ǞƬǸƬǳ¦Â�ƨǼŪ¦�ÀȂǰǈƥ�ǂǷȋ¦�ÀƢǰǧطهأما املذكور يف سورة

واحلديث ، بوصفه القائد واحلاكم وبيده العصمة، وكان اخلطاب موجها له -على وجه اخلصوص -

وأنك ال .إن لك أال جتوع فيها وال تـعرى﴿ وذلك يف قوله تعاىل، وارد عنه دون اإلشارة إىل زوجه

فـوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة اخللد وملك ال .تظمأ فيها وال تضحى

.35سورة البقرة، اآلية -1


121

لى عن ذلك أن يكون أمر فنتج، بوصفه القائد -األول -ملخطئ ا آدم عليه السالمفكان ،1﴾يـبـ

إضافة إىل إبليس اللعني صاحب الوسوسة واملكيدة ، بصفته املتحكم -أوال - اهلبوط موجها إليه

للداللة على آدم عليه السالم ، ﴾اهبطا﴿الشريرة، فجاء فعل األمر باهلبوط بصيغة املثىن يف قوله

.وإبليس اللعني



//البقرة حذف مجلة

بعضكم لبعض عدوطه

سبب فماطه،حذف ذلك يف سورة و، البقرة يف سورةبـعضكم لبـعض عدو﴾﴿ قوله تعاىلحذف

.؟احلذف و الذكر الواقع يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي


وحذفها يف ، طهيف سورة بـعضكم لبـعض عدو﴾﴿ سبب ورود قوله تعاىل الغرناطيلل يع

بـعضكم لبـعض عدو﴾قـلنا اهبطوا ﴿و وهي قوله ،مبا يف اآلية قبلها اكتفاء «البقرة سورة فلو ،

، فحذف قوله2»فائدةكان تكرار ال حيرز منه ، قيل ذلك يف اآلية اليت بعدها مع االتصال والتقارب

وملا مل وجتنبا للتكرار الذي ال طائل منه،، بسبب تقدم ذكره البقرةسورة يف بـعضكم لبـعض عدو﴾﴿

حسب ما اقتضاه ، بـعضكم لبـعض عدو﴾﴿، وردت زيادة قوله طهيتقدم ذكر ذلك يف سورة

.السياق العام

.120-118سورة طه، اآليات -1-﴿ 36البقرة، (﴾ وقـلنا اهبطوا بـعضكم لبـعض عدو ولكم يف األرض مستـقر ومتاع إىل حني(..150، ص1س،ج.م.م، الغرناطي، مالك التأويل،-2


122


نوع املتشابه اللفظي التشابهموضع السورة

تبعالبقرة تغيري صيغة

بعات طه

بصيغة الفعل طه رةسو يف و، ﴾تبع ﴿ǂĐ¦�ǲǠǨǳ¦�ƨǤȈǐƥ®�البقرةسورة باع اهلدى يفورد إت

«��ƾȇǄŭ¦Â�®ǂĐ¦�ŖǤȈǏ�śƥرائيفاضل صاحل الساميرجع و،﴾اتـبع ﴿املزيد ȐƬƻȏ¦�Ƥ ƦǇ- مع

®ǂĐ¦�ƨǤȈǏ�ǺǷ�ƨǳȏ®�ÃȂǫ¢�ƾȇǄŭ¦�ƨǤȈǏ�À¢�ǶǴǠǳ¦- يتضمن أمرين جماهدة طهأن ما ورد يف « إىل

الضالل يف الدنيا والفوز يف اآلخرة، وآية البقرة تتضمن الفوز يف اآلخرة، واحلالة األوىل تتطلب عمال

وجاء بالفعل اخلفيف للعمل ،على املبالغة والتكلف لألمر الشاقأكثر وأشق فجاء بالفعل الدال

.1»اخلفيف

﴿ال ألن قوله ؛﴾اتـبع ﴿استلزم ورود فعل ﴾فال يضل وال يشقى﴿طه سورةفلما قال يف

كشرب اخلمر -صي الدنيوية املؤدية إىل الضالل املغريات واملعا�ƨđƢů و ،يعين جماهدة النفس يضل﴾

قلنا يا آدم ﴿يل ذلك ما تقدمه يف بداية القصةودل، يف اآلخرة افوز ﴿ال يشقى﴾قوله يعين و ،-مثال فـ

، فلزم زيادة التعب يف جماهدة 2﴾إن هذا عدو لك ولزوجك فال خيرجنكما من اجلنة فـتشقى

.الدالة على املبالغة والزيادة يف التوكيد،﴾تبع ﴿الضالل والعمل على الفوز باآلخرة قوله

فمن تبع ﴿ودليل ذلك قوله تعاىل ،فكان مقتصرا على الفوز باجلنة البقرة سورةأما ما ورد يف

أي ال خوف عليهم بسبب فوزهم باآلخرة وال حيزنون ؛﴾هداي فال خوف عليهم وال هم حيزنون

.ةليقتصر على أمر الفوز باآلخر ﴾تبع ﴿فيها، ألن اآلخرة مفاز املؤمنني فال حيزنون فيها، وهلذا قال

.294س، ص .م.فاضل صاحل السامرائي، التعبري القرآين، م-1.117سورة طه، اآلية -2


123

:عن السجوداللعني امتناع إبليس -3

،عليه السالم دمو املتمثل يف السجود آل، عزوجلمر هللاعن االستجابة ألامتنع إبليس اللعني

".آدم عليه السالم "يب البشرية شريفة اليت منحها هللا عزز وجل ألاستكبارا منه وحسدا للمكانة ال

.اإلعالم بعدم سجود إبليس: املقطع األول-أ

).34،البقرة( ﴾إال إبليس أىب واستكبـر وكان من الكافرين ﴿: قال تعاىل

).11،األعراف(﴾ إبليس مل يكن من الساجدين إال ﴿: قال تعاىل

).31،احلجر( ﴾إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين ﴿: قال تعاىل

).61، اإلسراء( ﴾إال إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا﴿: قال تعاىل

).50، الكهف( ﴾من اجلن فـفسق عن أمر ربه إال إبليس كان ﴿: قال تعاىل

).116،طه( ﴾إال إبليس أىب ﴿: قال تعاىل

).74، ص( ﴾إال إبليس استكبـر وكان من الكافرين ﴿: قال تعاىل

يف عدة آدم عليه السالم ـورد اإلعالم واإلخبار بأمر امتناع إبليس اللعني عن السجود ل

،فما سبب هذا االختالف يف احلكي، تزيد يف بعضها وتنقص يف أخرى ،لفةمواطن بصيغ خمت

.و القصة واحدة ؟

:البقرةسورة - أ

أىب، (هي الوحيدة اليت ذكر فيها امتناع إبليس عن السجود بثالثة تعابري البقرة سورةإن

أمر االمتناع بتعبري أو فيها بذكر واطن األخرى اليت اكتفيعلى عكس امل، )استكرب، كان من الكافرين

:إىل عائد) من الكافرين أىب، استكرب، وكان(ورود هذا التفصيل يف التعبري و،تعبريين


124

):سياق املقطع(سياق النظم -1أ

بتفصيل آدم عليه السالمهي أكثر السور اليت حكت قصة بداية خلق البقرة سورةإن

وإذ قال ربك للمالئكة إين جاعل يف األرض ﴿تعاىل يف قولهوذلك واضح ، واضح وإطناب مبني

ماء وحنن نسبح حبمدك ونـقدس لك قال إين خليفة قالوا أجتعل فيها من يـفسد فيها ويسفك الد

وعلم آدم األمساء كلها مث عرضهم على المالئكة فـقال أنبئوين بأمساء هؤالء .أعلم ما ال تـعلمون

قال يا آدم .ليم احلكيم قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتـنا إنك أنت الع .إن كنتم صادقني

بأهم بأمسائهم قال أمل أقل لكم إين أعلم غيب السما هم بأمسائهم فـلما أنـ وات واألرض وأعلم أنبئـ

ما تـبدون وما كنتم تكتمون﴾1.

آدم املتمثل يف إرادة هللا عز وجل يف جعل و، يف احلكي طنابو اإل دفزيادة التفصيل يف السر

ƅ�ƨǰƟȐŭ¦�ƨǌǫƢǼǷÂ��µعليه السالم °ȋ¦�Ŀ�ƨǨȈǴƻ آدم عليه السالم، وتعليم سبحانه وتعايل

يف السرد طنابهذا التفصيل واإل- هناسب، األمساء، واألمر بالسجوداهية األمساء وإعالمه للمالئكة مب

إال إبليس أىب واستكبـر ﴿: فقال ، تفصيل ذكر أمر امتناع إبليس اللعني عن السجودزيادة يف -

.﴾وكان من الكافرين

):سياق املوقف(لغرض من سرد القصة ا-2أ

:يف نقطتني البقرةيف سورة آدم عليه السالميتمثل الغرض واهلدف من سرد قصة

من بني كل املخلوقات جلعله خليفة على عليه السالم آدمبيان تفضيل وتكرمي :أوال -

وتعليمه األمساء كلها وأمر املالئكة بالسجود له، فقابل ،﴾إين جاعل يف األرض خليفة ﴿األرض

عن اللعني زيادة ومبالغة يف التصريح بامتناع إبليس ، عليه السالم آدمـلزيادة التفضيل والتكرمي

.-حسدا وغرية -السجود له

.33-30سورة البقرة، اآليات -1


125

توبيخ بين إسرائيل الذين استكربوا وكفروا وقتلوا األنبياء بغري حق، فكانت قصة امتناع :ثانيا -

على ما فعله بنو إسرائيل من إبائهم ، امسقط مثاالآدم عليه السالم ـإبليس اللعني عن السجود ل

وهذا االستكبار ، واستكبارهم عليه ،)لى هللا عليه و سلمص(الرسول عن تصديق هموامتناع

ما هي إال مرآة عاكسة لقصة بين إسرائيل مع اللعني قصة إبليسلهم يدخلون يف زمرة الكفار، فجع

).لى هللا عليه وسلم ص(الرسول

):سياق املوقف(زمن النزول -3أ

بعد ست آدم عليه السالمذكرت فيها قصة خلق -نزوال -هي آخر سورة البقرة سورة إن

وذكرت يف آية واحدة ، خمتلفة مواطن سور مكية، وهلذا مجعت بني التعابري املذكورة يف سورة متفرقة و

.﴾إبليس أىب واستكبـر وكان من الكافرين إال ﴿ تعاىل مجعت كل الصيغ يف قوله

عن مبعىن أنه ملا استكرب؛ 1هي نتيجة حاصلة الستكباره ﴾وكان من الكافرين ﴿ وقوله

ة سردت فيها ȂǇ�ǂƻ¡�ƢĔȋ°�البقرة وهذه النتيجة ذكرت يف سورة ، السجود دخل يف زمرة الكافرين

وامتناعه عن ، اللعني ن استكبار إبليسعفصرح بالنتيجة اليت حصلت ،آدم عليه السالمقصة

).كافرا(واملتمثلة يف كونه ،نزلت قبلها السجود الوارد يف السور املكية اليت

:األعراف سورة-ب


ǂǇ�Ŀ�±ƢŸȍ¦�ǞǷ�ƢƦǇƢǼƫ�±ƢŸȍ¦�¦ǀđ®�﴾ إال إبليس مل يكن من الساجدين ﴿ ذكر قوله تعاىل

، واالكتفاء آدم عليه السالمـاخللق لواإلمجال يف سرد تفاصيل بداية ، آدم عليه السالمقصة خلق

إذ أن املقصود من سرد القصة ؛2﴾خلقناكم مث صورناكم مث قـلنا للمالئكة اسجدوا﴿تعاىل بقوله

.60، ص 1س، ج.م.طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، م: ينظر - 1.11سورة األعراف، اآلية -2


126

، فاقتضى اإلمجال يف ﴾ولقد خلقناكم مث صورناكم ﴿هو ذكر مراحل خلق اجلنس البشري -هنا -

إال إبليس مل يكن من ﴿ وذلك بقوله ،عن السجود اللعني تصريح بامتناع إبليسالسرد إجيازا يف ال

.﴾الساجدين

ذكر ﴾إال إبليس مل يكن من الساجدين ﴿إن ما حذف من اإلباء واالستكبار يف قوله تعاىل

ر منه خلقتين من نار قال ما منـعك ﴿ضمنيا يف قوله تعاىل أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خيـ

على إباء إبليس عن السجود، وقولهدال قال ما منـعك أال تسجد﴾﴿ فقوله ،1وخلقته من طني﴾

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني﴾﴿ يف البقرةدال على االستكبار، فما صرح يف سورة أنا خيـ

قال ما ﴿ تعاىل ضمنيا يف قوله - األعراف سورة يف - ذكر هنا ﴾بـر إال إبليس أىب واستك ﴿ قوله

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني﴾﴿و، منـعك أال تسجد﴾ .أنا خيـ

:اإلسراءسورة -ج

:)سياق املوقف(غرض القصةعتمادا على التحليل ا

وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس قال أأسجد لمن خلقت ﴿: قال تعاىل

)61اإلسراء، (﴾طينا

مبا لقي األنبياء ) ص(يف سياق تذكري النيب « أن هذه اآلية وردت طاهر بن عاشوريذكر

��ǶĔ¢Âحني حسده إبليس على فضله، قبله من معاندة األعداء واحلسدة من عهد آدم عليه السالم

ن أو ، ليه السالمال يعدمون مع ذلك معرتفني بفضلهم وهم خرية زمانه كما كانت املالئكة حنو آدم ع

فريق املالئكة املؤمنون ولفريق فل ، إىل أحد الفريقني الذي يف عهد آدم تالفريقني يف كل عصر ميكال

النيب صلى هللا عليه وسلمفاملقصود من ذكر اآلية الكرمية هو التخفيف على ،2»الشيطان الكافرون

.12سورة األعراف، اآلية -1.149، ص 15س، ج.م.طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، م-2


127

آدم أيب البشرية منوذلك ابتداء ، وتسليته، وذلك بذكر ما لقاه األنبياء من قبله من عداوة وحسد

.عليه السالم

وإمنا ورد ذكرها كمثال ، آدم عليه السالممن احلكاية التعريف بقصة - هنا- لم يكن الغرضف

-من تكذيب وعداوة الكفار له، وهلذا اتسمت القصة لى هللا عليه و سلمصالنيب على ما القاه

أأسجد والواضح أن ما بعدها من قوله ﴿، إال إبليس﴾﴿باإلجياز، فتم االقتصار على قوله -هنا

استئنافا بيانيا ألن استثناء إبليس من حكم السجود مل يعد « مجلة مستأنفة ﴾لمن خلقت طينا

أكثر من عدم السجود، وهذا يثري يف نفس السامع أن يسال عن سبب التخلف عن هذا احلكم

يث االتصاف بعدم السجود إنه عصيان ألمر هللا ناشئ عن جهله فيجاب ما صدر عنه ح، منه،

.1»وغروره

،﴾أأسجد لمن خلقت طيناصرح به بعده يف قوله ﴿إال إبليس﴾ ﴿ما أمجل يف قوله و

الءم وتناسق مع الغرض الذي من أجله سردت تالدال على معىن االستكبار واالستعالء، وهذا املعىن

ه النيب صلى هللا عليم على عالئهواست، األعداء واملستكربين عن كلمة احلق تقريعواملتمثل يف ، القصة

.وتكذيبهم للرسالة احملمدية الشريفة وسلم،

:الكهفسورة -د

):سياق املوقف(التحليل اعتمادا على غرض السرد

آلدم فسجدوا إال إبليس كان من اجلن فـفسق عن أمر وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا ﴿: قال تعاىل

).50الكهف، (﴾ربه أفـتتخذونه وذريـته أولياء من دوين وهم لكم عدو بئس للظالمني بدال

.151، ص 15جس، .م.طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، م-1


128

أي «: قائال ﴾كان من اجلن فـفسق عن أمر ربه إال إبليس ﴿تعاىلمعىن قوله ابن كثرييشرح

كل جفعند احلاجة نض، (...)وأصل خلق املالئكة من نور ،خانه أصله فإنه خلق من مارج من نار

ƨǨǳƢƼŭƢƥ�ǎ؛وعاء مبا فيه ƻÂ�ǶđƢǘƻ�Ŀ�ǲƻ®¢�¦ǀŮÂ��ƨƳƢū¦�ƾǼǟ�ǞƦǘǳ¦�ǾǻƢƻ�Ä¢«1، بع إبليس فات

.فأدى به ذلك إىل ارتكاب املعصية ، بأصلهاللعني هواه واغرت

�ƨǤȈǐǳ¦�ǽǀđ�ǽ°ƢƦǰƬǇ¦�ƨǐǫ�©ǂǯÂ﴿ إال إبليس كان من اجلن فـفسق عن أمر ربه﴾ ،

التذكري بعواقب إتباع اهلوى واإلعراض عن « على اآليات الدالة من تقدمما مع لتتالءم وتتناسب

الغرض العام للسورة ثطلب ف،2»الكربياء واحتقار الفضيلة واالبتهاج باألعراضالصاحلات ومبداحض

�Ëƫ¤�À¢�ȄǴǟ�ǲȈǳƾƬǴǳ�� ƢŬ¦�ŚƦǠƬǳ¦�¦ǀđ�ƨǐǬǳ¦�®Â°Â باع الشيطان واختاذه وليا ال ينتج عنه سوى

حينما لنفع ذلك إبليس ،اخلسارة يف الدنيا واآلخرة، ولو ينفع االفتخار باألعراض واألنساب شيئا

تتخذونه ﴿ هللا عز وجل اآلية الكرمية بقولهمن صنف اجلن، وهلذا اتبع وتفاخر بأصله كونه تكرب أفـ

فهو عدو لكم آدم عليه السالم ، فكما كان عدوا ألبيكم وذريـته أولياء من دوين وهم لكم عدو﴾

.وجلميع البشرية

:طهسورة -ه

: اعتمادا على سياق النظمالتحليل

، ﴾إال إبليس أىب ﴿تعاىل يف قوله طهورد إباء إبليس عن السجود خمتصرا ومقتصرا يف سورة

ة اخللق على عكس ما ورد قص -هنا - ذكرل واإلجياز يف سرد القصة؛ إذ مل تبسبب ما اقتضاه اإلمجا

وذلك يف قوله ، سرد القصة باألمر بالسجودل ، بل كانت بداية األعراف، البقرة، ص ،حلجرا يف سور

إضافة إىل ، )116،طه( ﴾وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس أىب ﴿ تعاىل

.480-479، ص ص 2س، ج.م.ابن كثري، عمدة التفسري، م-1.341، ص15طاهر بن عاشور، تفسري التحرير و التنوير، ج-2


129

تعاىل وذلك يف قوله، واالكتفاء بذكر غضب هللا عليه، حذف القسم اخلاص مبجادلة إبليس اللعني

فلزم هذا اإلجياز والطي اختصارا يف سرد ما وقع من أمر إبليس ، 1﴾عدو لك ولزوجك إن هذا ﴿

.﴾إال إبليس أىب ﴿تعاىل اللعني يف قوله

ة القرآنية مراعاة للفاصل، )استكرب(ن كلمات أخرى مثل دو ﴾أىب ﴿ أما اختصاص اآلية بقوله

لى ﴾،﴿ تضحى ﴾،تـعرى ﴾﴿ ،﴿تشقى﴾:الواردة يف هذه القصة .﴿ هدى ﴾،وى ﴾غ ﴿ ،﴿ يـبـ

:احلجر ص و سوريت بني-و

).74،ص( ﴾إال إبليس استكبـر وكان من الكافرين ﴿: قال تعاىل

).31،احلجر( ﴾إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين ﴿: قال تعاىل

:موضع التشابه-


إال ص

إبليس

استكرب وكان من الكافرين إبدال مجلة مكان مجلة

أىب أن يكون مع الساجديناحلجر

بتعبري متشابه إىل حد بعيد، ولكنهما احلجر و ص يف سوريت آدم عليه السالموردت قصة

.ما سبب هذا االختالف يف السرد؟ف، اختلفتا يف ذكر امتناع إبليس اللعني عن السجود

أو توجيه هذا املوضع من املتشابه اللفظي من زاويتني أو ، ميكن اإلجابة على هذا السؤال

:وجهني

.117سورة طه، اآلية -1


130

):سياق املقطع(سياق النظم -1

:سورة ص -أ

؛ألن احلجر سورة لواردة يفا ﴾أىب ﴿عوضا عن صيف سورة ﴾استكبـر ﴿وردت كلمة

اقتضتها اآلية اليت ) داللة االستكبار(ع من اإلباء واالمتناع، وهذه الداللة وأفظع أشناالستكبار هو

قال يا إبليس ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت أم ﴿تعاىل تلتها، وذلك يف قوله

ر منه خلقتين .كنت من العالني تعبري األفضلية يف دل و . 1﴾ من نار وخلقته من طني قال أنا خيـ

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿ قوله .﴾ على االستكبار أكثر منه على اإلباءأنا خيـ

معىن زيادة يف الالدال على ﴾ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي ﴿قوله ملا ورد و

زيادة يف التصريح باالستكبار يف قوله هقابل ﴾لما خلقت بيدي ﴿يف قوله عز وجل وذلك ، التعظيم

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿ ا تقدمها من تصريح بأمر استكبار إبليس ملإضافة ، ﴾أنا خيـ

فكان لفظ االستكبار أنسب ، ﴾إال إبليس استكبـر وكان من الكافرين ﴿الوارد يف قوله ،اللعني

.ملا لألول من مبالغة يف االمتناع واإلباء عن السجود، ورودا من لفظ اإلباء

منها ،ويات تضمنت معىن اإلباءاآل، ألن ما تلتها من ص سورةيف آية ﴾أىب ﴿ مل يرد قوله و

.)75،ص(﴾يا إبليس ما منـعك أن تسجد قال ﴿ قوله تعاىل

:احلجرسورة -ب

ألن السياق العام للمقطع ؛ ﴾استكبـر ﴿دون ﴾أىب ﴿بقوله احلجر سورةذكر االمتناع يف

.قال يا إبليس ما لك أال تكون مع الساجدين ﴿ومن ذلك قوله ،ستعالءء واالتضمن معىن اإلبا

.76-75رة ص، اآليتان سو - 1


131

فناسب كل كالم املوضع الذي ،1﴾قال مل أكن ألسجد لبشر خلقته من صلصال من محإ مسنون

.ورد فيه

):سياق املوقف(زمن النزول -2

واستكبار املشركني ، آدم عليه السالمنزلت فيها قصة مكية هي أول سورة صإن سورة

نظري ملا اتسم به إبليس اللعني من استكبار واستعالء ومفاخرة ��ǶđƢǈǻƘƥ�ǶǿǂƻƢǨƫÂ همؤ و استعال

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿وذلك يف قوله ،بأصله استكبـر ﴿تعاىل ، فورد قوله﴾أنا خيـ

�ÀȂǯǂǌŭ¦�Ƣđ�ǄȈŤ�Ŗǳ¦�©ƢǨǐǳ¦�Ǯ﴾وكان من الكافرين Ǵƫ�ƨƦǇƢǼǷÂ�ƨǷ Ȑŭاليت ،يف تلك احلقبة الزمنية

هي اللعني وكأن قصة استكبار إبليس ، و كفرمن استكبار وتفاخر صاحبت الدعوة االسالمية

).االستكبار، الكفر(ملا يتصفون به من صفات إبليس اللعني ، إسقاط على قصة املشركني

:فائدة

عن استكبار نتيجة حاصلة هي ﴾كان من الكافرين ﴿ :ذكر أن قوله -آنفا -تقدم لقد

وهي سورة -عليه السالم آدم ن هذه النتيجة ذكرت يف أول سورة قصت حكاية إبليس اللعني، وأ

إبليس أىب واستكبـر وكان من إال ﴿-البقرةوهي سورة - القصة نفس ويف آخر سورة سردت، -ص

للقصة األول يف احلكينتيجة الكفر وكيف تناسق ذكر، ر إىل بديع القرآن وبيانه، فانظ﴾الكافرين

،فتوافق-البقرةسورة -نفس النتيجةال اليت ذكرت القصة يف آخر سورة نزو مع خامتة -صسورة يف –

يف ذكر نتيجة ، نفس احلكاية اخر سورة قصت مع السرد االخري يفالسرد االول يف اول سورة نزوال

.ر فكال



132

:احلجر وطه سوريت بني- ز

)31، احلجر( ﴾إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين ﴿: قال تعاىل

).116،طه( ﴾إال إبليس أىب ﴿: قال تعاىل


املتشابه اللفظي نوع موضع التشابه السورة

إال إبليس احلجر

أىب

أن يكون مع الساجدين زيادة مجلة

//طه

أن يكون مع ﴿تعاىلبزيادة قوله احلجرورد األمر باالمتناع عن السجود يف سورة

.فما سبب ذلك ؟، طهوسقطت هذه الزيادة يف سورة ﴾الساجدين

):السياق املقايل(لتحليل استنادا إىل سياق املقطع ا

وذلك ، اقتضاه السياق العام لآليات اليت سبقت آية االمتناع احلجر يف سورةورود الزيادة إن

ته ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين ﴿تعاىل يف قوله فسجد املالئكة كلهم .فإذا سويـ

وتلتها اآلية ، ضمن توكيدا ومبالغة يف األمر بالسجودت ﴾ساجدين فـقعوا له ﴿، فقوله1﴾أمجعون

فسجد املالئكة ﴿ تعاىل يتمثل يف قوله، على تعبري توكيدي -أيضا –الثانية اليت تضمنت بدورها

، فـقعوا له ساجدين﴾﴿من قوله -الذكرمتقدمة - ،فتطلبت هذه الرتاكيب التوكيدية ﴾كلهم أمجعون

﴿أىب وذلك يف قوله ،يف التعبري عن امتناع إبليس وتوكيده ﴾ زيادة ﴿فسجد املالئكة كلهم أمجعونو

.﴾أن يكون مع الساجدين



133

وإذ قـلنا للمالئكة ﴿ اكتفى بقولهو ،توكيد باألمر بالسجود طه سورة ومل يتقدم يف

إال إبليس ﴿ بقوله ،يف اإلفصاح عن إباء إبليس اوإجياز ااختصار رافق هذا االكتفاءف، اسجدوا﴾

.أىب﴾

).توبيخ هللا عز وجل إلبليس اللعني: (املقطع الثاين-ب

ر منه خلقتين من نار وخلقته ﴿: قال تعاىل قال ما منـعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خيـ

).12،األعراف( طني﴾من

قال يا إبليس ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت أم كنت من ﴿: قال تعاىل

).75، ص(العالني﴾

).32،احلجر( قال يا إبليس ما لك أال تكون مع الساجدين﴾﴿: قال تعاىل

:التشابه أموضع -1


األعرافقال

// الزيادة والنقصان

يا إبليسص،راحلج

يا (بزيادة أداة النداء واملنادى صو احلجرسوريت يف العني خاطب هللا عز وجل إبليس

فما سبب وقوع هذه الزيادة و النقصان يف هذا ، األعراف يف سورة وحذفت هذه الزيادة ،)إبليس

.؟من املتشاابه اللفظياملوضع


134


إنه ملا تقدم يف « : فيقول، هذا املوضع بإعمال سياق النظم لكل موطن الغرناطي يوجه

ولقد خلقناكم مث ﴿: األعراف ذكر خلق اإلنسان وتصويره من غري املادة اليت خلق منها قال تعاىل

ومل يذكر خلق غريهم من ملك أو جن، ، واخلطاب لبين آدم ﴾صورناكم مث قـلنا للمالئكة اسجدوا

آية احلجر فقد تقدمها أما ، (...)ه منهم ومأمور معهم الستثنائه منهم فسبق ظاهر الكالم أن(..)

نسان من صلصال من محإ مسنون﴾﴿ قوله تعاىل ﴾ فـقعوا له ساجدين ﴿ إىل قوله ولقد خلقنا اإل

.1»املأمورن بالسجودوقد نطقت اآلية أن املالئكة هم ، إشارة إىل أن إبليس ليس من املالئكة،

حسب - األعراف سورة وسقوطها يف احلجر سورة سبب ورود اإلضافة يف عوديف

��Ƣđ�ƶȇǂǐƬǳ¦�¿ƾǟÂاحلجر سورةيف ) اإلنسان واجلان(إىل ما ورد من تصريح مبادة خلق - الغرناطي

ال يوجد يف السياق ألنه؛من املالئكة -األعرافيف سورة -، مما يظهر أن إبليس األعراف سورة يف

.ذلكغري ما يبني -سياق املقطع-

ال ميكن إسقاطه على ما ورد من زيادة يف سورة الغرناطي ولكن هذا التحليل الذي أتى به

.احلجرمثلما ورد يف سورة ، صل خلق اجلانأل اإظهار ص، إذ مل يسبق آية ص

ملوافقة ما سبقها من جرحلاو ص سوريتأن سبب وقوع الزيادة يف -وهللا أعلم - واألظهر

هذه اآلية أمرا مبالغا يف الوقوع بالسجود، ضمنت، إذ ت2﴾فـقعوا له ساجدين ﴿ تعاىل توكيد يف قوله

وذلك يف قوله، فرافقت هذه املبالغة يف األمر عن طريق الصيغة التوكيبدية توكيدا خطابيا مستنكرا

إذ اقتصر فيه األمر على فعل ؛سورة األعرافعلى عكس ما ورد يف ، ﴾قال يا إبليس ﴿تعاىل

.دون توكيد يف األمر بالسجود) اسجدوا(

.488، ص1س، ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-1.72؛ وسورة ص، اآلية 29سورة احلجر، اآلية -2


135

مالئمة لإلطناب والتفصيل يف ذكر صواحلجر سوريت وردت الزيادة يف :إضافة إىل هذا

للمالئكة إين خالق بشرا من وإذ قال ربك ﴿ تعاىل وذلك يف قوله، آدم عليه السالمماهية خلق

إذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من ﴿قوله و ، )28،احلجر( ﴾صلصال من محإ مسنون

آدم عليه من حذف ملاهية مادة خلق األعراف سورة على عكس ما ورد يف،)71،ص( ﴾طني

ولقد خلقناكم مث صورناكم مث قـلنا للمالئكة اسجدوا ﴿تعاىل واالكتفاء بقوله ،وأصله السالم

حذفا ألداة النداء عليه السالم آدم، فناسب هذا احلذف ألصل خلق )11،فاعر ألا(﴾آلدم

.﴾ إبليس ﴿يا واملنادى

سورة وحذفها يف صو احلجر سوريتيف ﴿يا إبليس﴾ هناك توجيه ثالث يفسر سبب ذكر و

تعريف وسرد لعصيان إبليس اللعني مقام صو احلجر سوريت، مفاده أنه ملا كان مقام األعراف

سورة واملتمثل يف عصيان إبليس اللعني، وملا كان مقام ، وردت الزيادة لتؤكد املعىن املساق له، وتعجرفه

﴾ ولقد خلقناكم مث صورناكم ﴿وذلك يف قوله ، ذكر وتصريح مبراحل اخللق البشري مقام األعراف

).القصة(مراعاة للمعىن العام لسياق املقطع ﴾ إبليس ﴿يا من اخللق والتصوير ناسبه حذف ابتداء

ص و احلجركما أن التوكيد الواضح يف سرد امتناع إبليس اللعني عن السجود يف سوريت

إال إبليس ﴿و قوله )31،احلجر( ﴾إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين ﴿وذلك يف قوله

، ﴾ إبليس ﴿يا وذلك بزيادة ، استلزم توكيدا على التوبيخ )74،ص( ﴾استكبـر وكان من الكافرين

، دون توكيد أو مبالغة يف السرد االعرافوملا اقتصر اإلخبار عن امتناع ابليس عن السجود يف سورة

مل يقتض ذلك زيادة يف )11األعراف(﴾ إال إبليس مل يكن من الساجدين ﴿تعاىلوذلك يف قوله

.﴾ إبليس ﴿يا فحذف ، و التوبيخقريع الت


136



ما األعراف

منعك

أال اإلدغام والفك تسجد

أنص

يف و ، )مدغمة) (أال(بـ ﴿أال تسجد﴾يف قوله األعراف سورةيف ) تسجد(سبق الفعل

.فما سبب هذا االختالف؟، )أن(بـ ص سورة

):املوقفسياق (التحليل اعتمادا على غرض الكالم

«، هذا املوضع بالرجوع إىل اهلدف من السؤال يف اآليتني صاحل عبد الفتاح اخلالدييوجه

و الدليل على أن السؤال هنا عن (...) فالسؤال يف سورة ص كان عن املانع إلبليس عن السجود

سببني قد يكونا مانعني له فذكر هللا ،﴾أستكبـرت أم كنت من العالني ﴿: املانع له عن السجود قوله

ما أحوجك أن ال تسجد بعد (أما السؤال األول يف األعراف فكان معىن السؤال هو ، عن السجود

أو ما أجلأك أن ال تسجد أو ما دعاك أن ال تسجد أو ما محلك على أن ال ، إذ أمرتك بالسجود

.1»تسجد

ىل ما يرمي إليه كل سؤال، استنادا إ اللفظي املتشابهمن املوضع هذا صاحل عبد الفتاح اخلالديفوجه

سورة يف الواقع السؤال تنقيب عن املانع عن السجود، أماسؤال صسورة فكان السؤال يف

.استنكار غايته التوبيخ والتقريعسؤال فكان ، األعراف

-�č�ȏ¢ : أال ←ال + أن : فأدغمت النون يف الالم وصارت بعد اإلدغام أال ،ال+ أصلها أن.

إدغام ، ص ص 2000، 1صالح عبد الفتاح اخلالدي، إعجاز القرآن البياين ودالئل مصدره الرباين، دار عمار، عمان، ط-1

183-184.


137



األعراف تسجد

إذ أمرتك إبدال مجلة جبملة

ملا خلقت بيدي ص

فما سبب هذا ،منـعك﴾﴿ماص و يف سورة،﴿إذ أمرتك﴾األعراف عاىل يف سورةتقال

.ختالف يف اخلطاب ؟الا


، األعرافوص سوريتيف سجد﴾ت﴿سبب االختالف يف اجلملتني بعد قوله الغرناطي يعزو

مر األما سبق هذه األخرية من عدم التصريح يف كون إبليس من غري جنس املالئكة، فكان إىل

ظاهر الكالم أنه « ألن ؛للمالئكة متضمنا إبليس -األعراف سورة-بالسجود يف هذه السورة

﴿إذ وعضد ما قلناه قوله ، منـعك﴾﴿مامنهم ومأمور معهم الستثنائه منهم، فناسب هذا قوله

.1»أمرتك﴾

تعلق باملالئكة وإبليس من غري تفريق بني اجلنسني، مأن األمر بالسجود األعراف سورة فلما تقدم يف

، املالئكة وإبليسب خمتصوتعضيدا على أن أمر السجود تدليال، ﴿إذ أمرتك﴾أتبع ذلك قوله تعاىل

.السجودكان مأمورا مع املالئكة يف أمر اللعني وتبيني أن إبليس

يف قوله تعاىل -كما تقدم - األعراف سورةالسؤال يف ه ملا كان هناك توجيه آخر مفاده أن و

، للتأكيد على الصفة االستنكارية ﴿إذ أمرتك﴾تابعه قوله استنكار، سؤال تسجد﴾أال ﴿ما منـعك

.وعلى توبيخ هللا عز وجل إلبليس العني بسبب امتناعه عن السجود

.488، ص1س، ج.م.مالغرناطي، مالك التأويل، -1


138

ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت ﴿ تعاىل يف قوله ص سورةأما ما ورد يف

الءمة مع ماتناسقا وم ،لما خلقت بيدي﴾﴿بقوله ما منـعك﴾﴿، فأتبع قوله أم كنت من العالني﴾

تدل لما خلقت بيدي﴾﴿؛ فقوله 1﴾استكبـر وكان من الكافرين إال إبليس ﴿ من قوله تعاىل تقدم

ورد هذا التفضيل مقابلة ملا على سائر املخلوقات، وآدم عليه السالم ـلعلى تفضيل هللا عز وجل

ودليل ذلك ما ، ﴾الكافرين إال إبليس استكبـر وكان من ﴿استكبار واستعالء إبليس سبق من سرد

لما خلقت بيدي﴾﴿ تعاىل فجاء قوله، ﴾أستكبـرت أم كنت من العالني ﴿أتبعه هللا تعاىل يف قوله

قابلة داللة مل و، وتعظيمه-)طني(ة مهينة داوالذي خلق من م- آدم عليه السالمللزيادة يف تشريف

.﴾أستكبـرت أم كنت من العالني ﴿تعاىل قوله االستكبار واالستعالء يف



قال يا احلجر

إبليس

تكون مع الساجدينلك أال ما إبدال مجلة جبملة

بيدي خلقتمنعك أن تسجد ملاماص

يف سورة﴾ ما لك أال تكون مع الساجدين ﴿ بقوله﴾قال يا إبليس ﴿اىلعقوله تأتبع

ة مدال يف تتبفما سبب هذا اإل، طه يف سورة﴾ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي ﴿بقوله و،احلجر

.الكالم ؟

):سياق املقطع(التحليل اعتمادا على سياق النظم

احلجر سورة يفما لك أال تكون مع الساجدين﴾﴿سبب ورود قوله تعاىل الغرناطييفسر

من إعالم أن إبليس اللعني ال ينتمي إىل جنس املالئكة، وذلك عن طريق ذكر أصل بسبب ما تقدمه

.73سورة ص، اآلية -1


139

بل من نار السموم ﴿يف قوله تعاىل، خلقه وما تال من مبالغة ، )26،احلجر( ﴾واجلان خلقناه من قـ

فأشارت اآلية بظاهرها أن إبليس « ،)29 احلجر( ﴾فـقعوا له ساجدين ﴿بالسجود يف قوله يف األمر

فلما مل يكن يف (...) آلية أن املالئكة هم املأمورين بالسجود ليس من املالئكة، وقد نطقت هذه ا

ما ﴿اهر العبارة وإن كان مراد أنه معهم فبحسب هذا قيل له أصل اخللقة واملادة منهم وكان األمر بظ

.1»لك أال تكون مع الساجدين﴾

لتوضيح أن احلجر سورة يف ما لك أال تكون مع الساجدين﴾﴿فكان سبب ورود قوله

الختالفه عنهم يف أصل ،األمر بالسجود مشل إبليس أيضا، وإن مل يكن ينتمي إىل جنس املالئكة

.﴾واجلان خلقناه من قـبل من نار السموم ﴿الوارد يف قوله تعاىل، اخللقة

ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت ﴿تعاىل من قوله ص سورة أما ما وقع يف

إال إبليس استكبـر وكان من ﴿يف قوله تعاىل مناسبة ملا تقدمفورد ذلك ، أم كنت من العالني﴾

ولذلك قال، ، فاالستكبار عن السجود تابعه سؤال عن سبب االستكبار عن السجود2﴾الكافرين

.العالني﴾ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت أم كنت من ﴿: تعاىل

ألمر السجود، وإمنا متادى يف و انصياعه عدم امتثاله لدى اللعني مل تتوقف معصية إبليس

وذريته عليه السالمآدم وتوعده بتضليل ، واستكباره عن االعرتاف مبعصيته، هللا عز وجل جمادلته

.فيما يلي بالتحليل والتوجيهم تناوله ، وهذا ما سيتمجعاء

.488، ص1س، ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-1.74سورة ص، اآلية -2


140

:وجل مع إبليس اللعني طاب هللا عزخ-4

واستكباره عن االعرتاف ، وبخ هللا سبحانه وتعاىل إبليس اللعني على امتناعه عن السجود

.فتم طرده من اجلنة ووقوع اللعنة عليه ��ǲƳÂ�Ǆǟ�ƅ�ǾƬǳ®ƢůÂ وزاد اللعني يف عناده، بذنبه

.جمادلة إبليس واستكباره: املقطع األول-أ

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿: قال تعاىل )12،رافاألع( ﴾قال أنا خيـ

﴾قال مل أكن ألسجد لبشر خلقته من صلصال من محإ مسنون ﴿: قال تعاىل

).33،احلجر(

).61،اءاإلسر ( ﴾قال أأسجد لمن خلقت طينا﴿: قال تعاىل

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿: قال تعاىل ).76،ص( ﴾قال أنا خيـ

):التغيري يف الصيغ(موضع التشابه أ -1


صاألعراف،

قال

خلقتين من ناار وخلقته من طنيأنا خري منه

مكان مجلة مجلةإبدال خلقته من صلصاللبشر مل أكن ألسجد احلجر

أأسجد ملن خلقت طينااإلسراء

األعراف سوريت اختلفت إجابة إبليس اللعني باختالف املواضع اليت وردت فيها، فقال يف

ر منه﴾﴿:صو أأسجد ﴿:اإلسراء سورة ويف،﴾مل أكن ألسجد لبشر ﴿:احلجر سورة ويف، أنا خيـ

.، فما سبب اختالف اإلجابات مع احتاد القصة؟﴾لمن خلقت طينا


141

:التحليل استنادا إىل سياق املقطع

واملعىن املراد من سياق ، ىل اختالف سياق كل آيةإد سبب اختالف االجابات يف السور يعو

:و يتوضح ذلك فيما يلي ، كل مقطع

:و ص عراف سورتا األ-أ

ر منه﴾﴿بعبارة األفضلية األعراف سورة صرح يف تقدم ذكرنظرا ملا تطلبه من أنا خيـ

إذ ﴿فزيادة قوله ، ما منـعك أال تسجد إذ أمرتك﴾﴿ تعاىل املتمثل يف قوله، ستنكارياال طاباخل

يف قوله ةالوارد، ار واالستعالءكبيف االست زيادة قابلتها -ا التقريع والتوبيخوالذي مفاده-﴾أمرتك

ر منه﴾﴿ .أنا خيـ

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني ﴿يف قوله ص سورةنظري ذلك ما ورد يف و ﴾ أنا خيـ

إال إبليس ﴿تعاىل الوارد يف اآلية املتقدمة وذلك يف قوله، للتدليل والتمثيل على استكبار إبليس

تعاىل على السؤال االستنكاري يف قوله إجابة -أيضا–وردت ، و1﴾استكبـر وكان من الكافرين

، فأجابه ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت أم كنت من العالني﴾قال يا إبليس ﴿

ر منه﴾﴿إبليس بسبب امتناعه عن السجود بقوله مناسبة ، الدال على االستكبار واالستعالء، أنا خيـ

.ومالءمة ملا تقدم هذه اآلية من تصريح باستكبار إبليس واستعالئه

،:احلجرسورة -ب

ألسجد لبشر خلقته من مل أكن ﴿متمثال يف قوله احلجر سورةكان جواب إبليس اللعني يف

معىن اجلحود وهو أسبق يف النفي من « ، وتضمنت هذه اآلية ﴾صلصال من محإ مسنون

.74سورة ص، اآلية -1


142

قال يا ﴿: متناسقا ومالئما ملا تقدمه يف قوله تعاىل ﴾مل أكن ألسجد ﴿قوله ، فكان 1»)ألسجد(

أبلغ داللة وأوكد ﴾مل أكن ألسجد ﴿ومجلة ، )32احلجر(﴾مع الساجدين إبليس ما لك أال تكون

، فوردت هذه الزيادة يف املعىن متناسقة مع ما تقدمها من تراكيب لغوية )لن أسجد(ه معىن من قول

المالئكة كلهم فسجد ﴿،وقوله)29احلجر(﴾ساجدين فـقعوا له ﴿مؤكدة ومبالغة، وذلك يف قوله

.)31احلجر(﴾إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين ﴿: وقوله ،)30احلجر(﴾أمجعون


،﴾أأسجد لمن خلقت طينا﴿ متمثلة يف قوله اإلسراءسورة كانت إجابة إبليس اللعني يف

: تعاىل وذلك حبذف فعل عدم السجود واالكتفاء بقوله، موجزة جمملة -هنا - ملا وردت القصة و

سورة كس على ع، ﴾أأسجد لمن خلقت طينا﴿: فقال ،يف اجلواب اناسبها إجياز ﴾إبليس ﴿إال

، دون توكيد أو مبالغة يف سرد اإلباء ﴾أأسجد ﴿ فاكتفى بقوله اليت تضمنت معىن اجلحود،احلجر

.اإلسراء سورة الذي ميز مقام سرد القصة يف، بسبب ما تطلبه اإلجياز واإلمجال يف احلكي

):االختالف يف ذكر أصل خلق آدم: (موضع التشابه ب-2


طينا/طني، اإلسراءاألعراف، ص إبدال كلمة بكلمة

صلصال من محإ مسنوناحلجر

وذلك يف جواب إبليس ،آدم عليه السالماختلفت اآليات السابقة يف ذكر أصل خلق

ويف، ﴾مل أكن ألسجد لبشر خلقته من صلصال من محإ مسنون ﴿:احلجر سورة اللعني، فقال يف

ر منه خلقتين من نار ﴿:صو األعراف سوريت :اإلسراء سورة ويف، ﴾وخلقته من طني قال أنا خيـ

.46، ص 1س، ج.م.طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، م-1


143

القصة و آدم عليه السالمفما سبب االختالف يف ذكر مادة خلق ،﴾أأسجد لمن خلقت طينا﴿

.واحدة؟


:سورة احلجر -أ

على ، ﴾صلصال من محإ مسنون ﴿حلجريف سورة ا آدم عليه السالمورد وصف مادة خلق

إين ﴿: تقدم قوله تعاىل« بسبب ، )طني(من قوله اإلسراء ،األعراف، ص عكس ما ورد يف سور

، ولعل إيثار هذا أيضا على أن يقول )28،احلجر( ﴾خالق بشرا من صلصال من محإ مسنون

من نار ﴿وملا قال يف خلق اجلان ،هنا قوبل مببدأ خلق اجلانألن مبدأ خلق اإلنسان ؛) الطني(

ألن الطني إذ قوبل بالنار ؛ ﴾صلصال من محإ مسنون ﴿: ناسب أن يكون املقابل له ﴾السموم

.1»حدق ويبس ومسع له صوت

صلصال من محإ آدم عليه السالم ﴿يب البشرية أصل مادة خلق اإلنسان و أفاقتضى تقدم ذكر

قال مل أكن ألسجد لبشر خلقته من صلصال من ﴿تعاىل قوله ذكر نفس مادة اخللق يف ﴾مسنون

.احلجر سورةتوافقا وتناسبا مع السرد العام للقصة الواقعة يف ، ﴾محإ مسنون

: األعراف وصسورتا -ب

:وجهنيلسببني أو ) طني(بلفظ ﴾﴿خلقته من طني ذكر قوله

يف ) طني(والطني هو أصل خلق اإلنسان، فوقع لفظ ، إن النار هي أصل خلق اجلان: أوال

) طني(حسن مقابلته بلفظ خلقتين من نار﴾﴿:ملقابلة النار، فلما تقدم قولهصو األعراف سوريت

).اجلان واإلنسان(اخللق يوذلك حلدوث مقابلة يف أصل، ﴾وخلقته من طني ﴿يف قوله

.354، ص 1س، ج.م.املطعين، خصائص التعبري القرآين ومساته البالغية، م-1


144

بسبب ما تقدمها من ذكر مراحل الوجود األعراف سورةيف ) طني( ت كلمةذكر : ثانيا

، فكان األنسب ذكر أصل خلق 1﴾ولقد خلقناكم مث صورناكم ﴿: تعاىل هذلك يف قول و ،اإلنساين

الذي خلقه هللا عز وجل من طني ،حىت تكتمل صورة وجود اإلنسان، )الطني(اإلنسان املتمثل يف

.وصوره يف أحسن تصوير

إين خالق ﴿ملناسبة ما تقدمها من قوله ) طني(بلفظ ﴾﴿خلقته من طني ص سورةوذكر يف

ذ قال ﴿إ تعاىل خلق من طني يف قوله السالمآدم عليه فلما سبق اإلعالم أن ، 2﴾بشرا من طني

الذي يدل ، ﴾وخلقته من طني ﴿، صاحبه وتابعه قوله﴾ربك للمالئكة إين خالق بشرا من طني

.كونه خلق من طني عليه السالم آدم ـعلى استكبار إبليس عن السجود ل


« تذكريا -هنا -وردت القصة ، و﴾أأسجد لمن خلقت طينا﴿: قوله اإلسراء سورة وقع يف

مبا القاه األنبياء قبله من معاندة األعداء واحلسد منذ عهد آدم، حني حسده إبليس ) ص(للنيب

من الرسول صلى هللا عليه وسلم وكأن القصة هنا إسقاط على ما عاناه ،3»اللعني على فضله

فالرسول صلى هللا عليه ، نسبا وأغىن ماال منه ǲǔǧ¢�ǶĔ¢�ǶȀǸǟǄƥ�ǾȈǴǟ�śǯǂǌŭ¦�ËŐǰƫÂتكذيب

كرمه هللا سبحانه وتعاىل وشرفه بتحميله الرسالة السماوية، كما حصل ذلك مع بالرغم من فقره وسلم

على إال أن هللا عز وجل فضله، )طني(الذي بالرغم من خلقه من مادة مهينة ، آدم عليه السالم

.سائر املخلوقات وشرفه وكرمه بسجود املالئكة له

.11سورة األعراف، اآلية -1.71سورة ص، اآلية -2.149، ص 15س، ج.م.طاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، م-3


145

واليت هي أصل خلق اإلنسان للداللة على أن العربة ليس بأفضلية النسب ) طينا(وهلذا ذكر

الرسول صلى هللا عليه وسلممصداقا لقول ، أو أصل اخللق، وإمنا يف طاعة هللا عز وجل واإلميان به

»�ÉǏ�ń¤�ÉǂÉǜÌǼÈºȇ�ȏ�ÈÈɍ¦�ËÀ¤ǶÉǰÊǳƢÈǸÌǟ¢Â�ǶÉǰÊƥȂÉǴÉºǫ�Èń¤�ÉǂÉǜÌǼÈºȇ�ÌǺÊǰÈǳÂ��ÌǶÉǰ

Êǳ¦ȂǷ¢�ȏÂ�ǶÉǯÊ°ÈȂ«1.

.الطرد: املقطع الثاين -ب

ها فما يكون لك أن تـتكبـر فيها فاخرج إنك من ﴿: قال تعاىل فاهبط منـ

).13، األعراف(﴾الصاغرين

ها مذءوما مدحوراقال ﴿: قال تعاىل ).18، األعراف( ﴾اخرج منـ

ها فإنك رجيم ﴿: قال تعاىل ).34،احلجر( ﴾قال فاخرج منـ

هم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا﴿:قال تعاىل ﴾ قال اذهب فمن تبعك منـ

).63،اإلسراء(

ها فإنك رجيم ﴿: قال تعاىل ).77 ص( ﴾قال فاخرج منـ



13األعراف

قال

فاهبط

إبدال كلمة بكلمةاذهباإلسراء

فاخرجص، احلجر

اخرج18األعراف

، 1986، ص4ت،ج.ط، د.حممد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، د:تح مسلم، صحيح مسلم،-1

.2564/رقم


146

الثالثة اآلية - األعراف سورةيف ) اهلبوط(فقد ورد بفعل ،التصريح بالطرد من آية ألخرى اختلف

من ة الثامنة عشرآليواص و احلجر سوريت يف )اخلروج(ـوب اإلسراء سورة يف )الذهاب(ـ، وب-عشر

.، فما سبب هذا االختالف يف الكالم واملطرود واحد؟األعراف سورة

):النظمسياق (التحليل استنادا إىل السياق املعجمي وسياق اآلية

:اهلبوط- أ

ملالءمة ما ذكر من استكبار فاهبط﴾﴿ األعرافمن سورة الثالثة عشراآلية قال تعاىل يف

ر منه خلقتين من نار ﴿الوارد يف قوله تعاىلو ، آدم عليه السالمـإبليس عن السجود ل قال أنا خيـ

االحندار على سبيل « ه من اجلنة، واهلبوط هو فكان جزاء تكربه هبوط ، 1وخلقته من طني﴾

فما يكون لك أن ﴿ودليل ذلك قوله ، شأنه قابل استكبار إبليس عن السجود هبوط ف، 2»القهر

ها فما يكون لك أن تـتكبـر فيها﴿ الوارد يف قوله تعاىلو ، ﴾تـتكبـر فيها ، فلما صرح ﴾فاهبط منـ

ر منه خلقتين من نار ﴿يف قوله ، بار إبليس اللعني واستعالئه وتفاخره بأصل خلقهباستك أنا خيـ

، الذي هو احندار يعاكس استعالء إبليس ،قابل كل ما سبق إعالنا باهلبوط وخلقته من طني﴾

.śǴǧƢǈǳ¦�ǲǨǇ¢�ń¤�ǾǻƘǋ�¶ȂƦđوذلك

:اخلروج- ب

ها فإنك ﴿ بقوله صو احلجر سوريت إبليس اللعني يفصرح هللا عز وجل بطرد فاخرج منـ

دار أو بيت هسواء كان مقر ، برز من مقره أو حاله: خرج خروجا «، واخلروج مبعناه اللغوي ﴾رجيم

ها خائفا ﴿: قال تعاىل، سواء كان حاله يف نفسه أو يف أسبابه اخلارجيةأو ، أو بلد أو ثوبا فخرج منـ

.12اآلية ، سورة األعراف -1 ).مادة هبط(-.220، ص 2س، ج.م.فردات يف غريب القرآن، مالراغب األصفهاين، امل-2


147

أو صفة مالزمة له ، لسبب معني يف حال املخرجإال ، فال يكون اخلروج 1»)21 القصص( ﴾يـتـرقب

أو حالة مقرتنة بنفس املخرج وذاته ،ومالصقة له، وهذا يعين أن اخلروج يذكر مالزما لوصف معني

.وحاله

، ذكر صفات اقرتنت بإبليس والزمته هافيها خروج إبليس اللعني صاحب واآليات اليت ذكر

ها فإنك رجيم ﴿: من ذلك ما ذكر يف قوله تعاىل و ، فلما صواحلجر سوريت الوارد يف ﴾فاخرج منـ

-دلرجم صفة مالزمة إلبليس إىل األبمع العلم أن ا- ﴾فإنك رجيم ﴿ذكرت صفة الرجم يف قوله

وهذه احلال ، نفسه وحال مالزم للمخرج و، لسبب معنيالذي ال يكون إال ،ناسبه ذكر فعل اخلروج

.﴾ رجيم ﴿وردت يف قوله

فاخرج إنك من ﴿يف قوله تعاىل األعراف سورةمن عشرلثة الثااآلية ونظري ذلك ما ورد يف

، له و إذالالتصغريا ﴾من الصاغرين ﴿، فلما وصف إبليس اللعني بالصغر يف قوله ﴾الصاغرين

.﴾فاخرج إنك من الصاغرين ﴿:ناسبه ذكر فعل أخرج يف قوله

ها مذءوما مدحورا ﴿ ذلك على ما ورد يف قوله تعاىل وقس ، فلما )18األعراف(﴾اخرج منـ

إال بسبب الذي ال يتم ، تطلب ذلك ورود فعل اخلروج، )الذأم والدحر(قرن إبليس اللعني بصفيت

).الذأم والدحر(وهي هنا ،أو صفة مالزمة ما، حال يف املخرج

، فجاءت هذه القوة يف )فاهبط(أقوى داللة وأبلغ معىن من قوله ) أخرج(والطرد بقوله

/ مذؤوما/ رجيم/ إنك من الصاغرين(التصريح بالطرد متناسقة مع الصفات اليت اقرتنت بإبليس اللعني

).مدحورا

).مادة خرج(192، ص 1جس، .م.فردات يف غريب القرآن، مالراغب األصفهاين، امل-1


148

:الذهاب -ج

هم فإن ﴿: معلنا عن طرده إلبليس اللعنياإلسراء قال تعاىل يف سورة اذهب فمن تبعك منـ

.)63،اإلسراء( ﴾جهنم جزاؤكم جزاء موفورا

، يفهم من السرد العام للقصة يف هذه السورة أن هذه اآلية وقعت بعد طرد إبليس اللعني

وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس قال أأسجد ﴿ تعاىلوذلك ظاهر يف قوله

تك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إىل يـوم القيامة ألحتنكن ذريـته .لمن خلقت طينا قال أرأيـ

صادر بعد طرده من اجلنة، ومنه آدم عليه السالموتوعد إبليس اللعني باحتناك ذرية ،1﴾ قليال إال

والذي صرح به يف ، إمنا يعين إجابة طلب اإلنظار، ال يعين الطرد من اجلنة ﴾اذهب ﴿فإن قوله

.2﴾قال فإنك من المنظرين ﴿يف قوله تعاىل صو احلجر سوريت

هم بصوتك وأجلب عليهم خبيلك ورجلك ﴿وقوله تعاىل واستـفزز من استطعت منـ

يعضد ما ذهبنا إليه من ، 3﴾وشاركهم يف األموال واألوالد وعدهم وما يعدهم الشيطان إال غرورا

أي ؛ اذهب فمن تبعك﴾﴿: إجابة طلب اإلنظار، ال الطرد من اجلنة، فقاليعين﴾اذهب ﴿أن قوله

).لذرية آدم عليه السالم كاذهب وافعل ما استطعت من توعد(



13األعراف فاخرج

// احلذف والذكر

منهاص، احلجر

.62-61سورة اإلسراء، اآليتان -1 - طلب اإلنظار(ناول هذا القسم من القصة يف املقطع الرابع املوسوم بـ م تنيس.( .80، وسورة ص اآلية 37سورة احلجر اآلية - 2.64سورة اإلسراء، اآلية -3


149

ها﴿ذكرت ها فإنك رجيم ﴿: يف قوله صو احلجر سوريتيف ﴾ منـ وحذفت ، ﴾فاخرج منـ

فما سبب هذا احلذف ؟، ﴾فاخرج إنك من الصاغرين ﴿: يف قوله األعرافسورة يف

:التحليل اعتمادا على سياق اآلية

:سورة االعراف-أ

ها﴿مت حذف لتقدم ،﴾فاخرج إنك من الصاغرين ﴿تعاىل يف قوله األعراف سورةيف ﴾ منـ

ها فما يكون لك أن تـتكبـر ﴿تعاىل يف قولهواضح اإلعالم أن الطرد كان من اجلنة، وذلك فاهبط منـ

يف ، فلما سبق التصريح ﴾فاخرج إنك من الصاغرين ﴿مث اتبع األمر بالطرد من اجلنة قوله ، 1﴾فيها

ها﴿أول اآلية بأن املكان املخرج منه هو اجلنة بقوله فاخرج ﴿تعاىل ، حذف هذا التصريح يف قوله﴾منـ

.مبا مت ذكره سابقا اكتفاء ﴾إنك من الصاغرين

:سورتا احلجر و ص -ب

ها﴿ذكر ها فإنك ﴿يف قوله تعاىل صو احلجر سوريتيف ﴾ منـ لعدم تقدم ،﴾رجيم فاخرج منـ

ها﴿:واملتمثل يف اجلنة، فقال، اإلخبار باملكان املطرود منه لإلعالم أن خروج إبليس اللعني كان ﴾ منـ

.من اجلنة



إنك من الصاغرين13األعراف

فإنك رجيمص، احلجر إبدال مجلة

مذؤوما مدحورا18األعراف

.13سورة األعراف، اآلية -1


150

إنك من الصاغرين، فإنك : (متثلت يفاليت و ، الصفات اليت الزمت إبليس اللعني اختلفت

.باحلال واحد؟ ا سبب اختالف ذكر األحوال واملعينفم، )رجيم، مذؤوما مدحورا

:التحليل اعتمادا على سياق النظم

:﴾إنك من الصاغرين ﴿-أ

حتقريا ،)13األعراف(﴾إنك من الصاغرين ﴿ تعاىل بقوله األعراف سورةاتبع أمر اخلروج يف

على جزاء -﴾إنك من الصاغرين ﴿-هذا الوصف أتى و ،وإذالال إلبليس اللعني وتصغريا من شأنه

ر منه خلقتين من نار ﴿الوارد يف قوله ، استكباره وتفاخره بأصله ، وملا قال1وخلقته من طني﴾أنا خيـ

ها فما يكون لك أن تـتكبـر فيها﴿: عز وجل ، تبعها بتحقري إبليس وتصغري شأنهأ، ﴾فاهبط منـ

داللة االستعالء واالستكبار داللة التصغري وهلذا قابلت ،﴾فاخرج إنك من الصاغرين ﴿: فقال

.والتحقري

:﴾فإنك رجيم ﴿-ب

فإنك ﴿فاخرج الوارد يف قوله ، ﴾رجيم ﴿قوله صو احلجر سوريت أتبع أمر اخلروج الوارد يف

فالطرد هنا مل يكن من اجلنة ، 2»املطرود عن اخلريات وعن املأل األعلى« ومعىن الرجيم ،﴾رجيم

أعنف مما ورد -هنا -قرار الطرد وبذلك يكون .وإمنا من كل ما له صلة باخلري واإلحسان، فحسب

.األعراف سورةيف

اقتضاها ما ورد يف السورتني صو احلجر سوريتوالزيادة يف التحقري والطرد واإلذالل الواردة يف

ته ونـفخت ﴿وذلك يف قوله تعاىل ، واملبالغة يف االنصياع له ،من التوكيد يف األمر بالسجود فإذا سويـ

.12سورة األعراف، اآلية -1 ).مادة رجم(252، ص 1جس،.م.مالراغب األصفهاين، املفردات يف غريب القرآن، -2


151

، فلما زاد يف تشريف وتكرمي 1﴾فسجد المالئكة كلهم أمجعون .فيه من روحي فـقعوا له ساجدين

ته ونـفخت فيه من روحي﴿ومنحه تلك املكانة العظيمة يف قوله ، آدم عليه السالم ، ﴾فإذا سويـ

نكاال له ،يف حتقري إبليس وتصغريه لزم ذلك زيادة ، ﴾فـقعوا له ساجدين ﴿ له السجودمر أيف واملبالغة

.﴾فإنك رجيم ﴿: على استكباره وامتناعه عن السجود فقال

ناسب هذا التوكيد ت، ف)فإنك من املرجومني: (أوكد معىن من قوله ﴾فإنك رجيم ﴿قوله و

،اليت وهبها هللا عز وجل آلدم عليه السالم، والتعظيم والتكرميواملبالغة يف الطرد مع داللة التشريف

ته ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين﴾﴿ تعاىل يف قولهواضح وذلك .فإذا سويـ

واملبالغة ، تناسبا مع عدم التوكيد األعراف سورة كان الوصف أقل حدة وأخف شدة يف و

وعدم التصريح ،)11،األعراف(﴾مث قـلنا للمالئكة اسجدوا﴿يف قوله تعاىل ، بالسجود يف األمر

ته ونـفخت فيه من روحي﴿صو احلجر سوريت بالتشريف الواقع يف فاكتفى بذلك ، ﴾فإذا سويـ

.﴾فإنك رجيم ﴿واليت هي أخف وقعا من قوله ، ﴾إنك من الصاغرين ﴿اآلعرافبقوله يف سورة

:﴾مذءوما مدحورا﴿ -ج

ها مذءوما ﴿تعاىل قوله األعراف سورة أردف األمر بالطرد من اجلنة يف اخرج منـ

آدم ، وهذا الكالم صدر بعد ما جرى من توعد إبليس اللعني بإغواء ذرية )18األعراف(﴾مدحورا

تين ألقـعدن هلم صراطك ﴿يف قوله تعاىل واضح وذلك ، وتضليلهاعليه السالم قال فبما أغويـ

�ÈºưÌǯ.المستقيم È¢�Éƾ ÊÈš� Èȏ ÈÂ� ÌǶ ÊȀÊǴÊƟƢÈÈſ � ÌǺ Èǟ ÈÂ� ÌǶ

ÊÊĔ ƢÈÌŻÈ¢� ÌǺ Èǟ ÈÂ� ÌǶ ÊȀÊǨÌǴÈƻ � ÌǺ

ÊǷÈÂ� ÌǶ ÊȀ ȇÊƾ ÌȇÈ¢�ÊÌś Èºƥ� ÌǺ

ÊǷ� ÌǶ ÉȀ ċºǼÈºȈÊƫÈÈȉ �ċÉĽ رهم

.2﴾شاكرين

.72؛ سورة ص، اآلية 29سورة احلجر، اآلية -1.17-16األعراف، اآليتان سورة - 2


152

فتصميم إبليس اللعني على املعصية وإصراره يف املضي يف ضالله، وتأكيده على توعده بتضليل ذرية

ها ﴿ تعاىل بقوله، يف التوكيد على أمر الطرد اقتضى زيادة -حسدا منه- آدم عليه السالم اخرج منـ

وصاحب هذا التوكيد ، اجلنة، فأكد هللا عز وجل للمرة الثانية على طرد إبليس من ﴾مذءوما مدحورا

له على توعده املبالغ جزاء ،﴾مذءوما مدحورا﴿يف أمر الطرد نكاال أشد وأعنف إلبليس اللعني بقوله

.آدم عليه السالمفيه بتضليل ذرية

.عنةوقوع الل : املقطع الثالث -ج

ين وإن عليك اللعنة إىل يـوم ﴿: قال هللا تعاىل ).35،احلجر( ﴾الد

).78، ص( ﴾وإن عليك لعنيت إىل يـوم الدين ﴿: قال هللا تعاىل



احلجرعليك وإن

اللعنة االختالف يف التعريف إىل يوم الدين

لعنيتص

افة عرفت باإلضص سورة يف اأم، ﴾اللعنة ﴿ باأللف والالم احلجر سورةيف ) عنةلال(عرفت

، فماسبب ذلك ؟﴾لعنيت ﴿)إضافة ياء املتكلم(


القصة يف احلجر ابتدأت يف « بأن ، سبب االختالف الوارد يف السورتني اإلسكايفيعلل

نسان ﴿بقوله، وهو اإلنس واجلن باسم اجلنس املعرف باأللف والالم ،املعتمد بالذكر ولقد خلقنا اإل

بل من نار السموم .من صلصال من محإ مسنون ، )27-26،احلجر( ﴾واجلان خلقناه من قـ

اللفظ الذي ابتدأت مثله القصة وهو فكان ما استحقه إبليس برتك السجود من اجلزاء ما أطلق عليه

.1»اسم اجلنس البشري

.816، ص 2س، ج.م.اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ماخلطيب - 1


153

معرفة باأللف ﴾اللعنة ﴿مناسبة لفظية حمضة، إذ وردت - اإلسكايف حسب-فاملناسبة

نسان من صلصال من محإ ﴿يف قوله تعاىل ، والالم لتتالءم مع ما سبقها من ألفاظ ولقد خلقنا اإل

بل من نار السموم .مسنون ).27-26، احلجر( ﴾واجلان خلقناه من قـ

فإنه ملا «، مع ما تقدمها توافقا، ،﴾لعنيت ﴿معرفة باإلضافة صسورة أما ورود لفظ اللعنة يف

ما لفظأجري ، أمره بفعلهيفخصصه باإلضافة إليه دون واسطة ،﴾لما خلقت بيدي ﴿تقدم قوله

وإن عليك لعنيت إىل يـوم ﴿:، فقال﴿بيدي﴾كما قال ، استحقه من العقاب على لفظ اإلضافة

ين لما خلقت ﴿ملالءمة ما سبقها يف قوله تعاىل ،)ياء املتكلم(معرفة بالياء ﴾لعنيت ﴿فوردت،1»﴾الد

.﴾بيدي

إنه ملا « : قولفي، ص سورةالواردة يف ﴾لعنيت ﴿توجيها آخر لكلمةمجاعة ابنويضيف

فلم ،2»أضاف طرد عدوه إليه زيادة كرامته﴾خللقت بيدي ﴿تشريفا له بقوله إليهأضاف خلق آدم

لما خلقت ﴿:ه فقط وإمنا لسبب معنوي وداليل، فلما قال تعاىلييكن هذا التغيري ملناسبة لفظ

زيادة تشريف وتكرمي آلدم عليه السالم، رافق هذا التكرمي )بيدي (قوله والذي تضمن ﴾بيدي

زيادة يف الكرامة والتشريف الواردة ، )لعنيت(وإسقاط اللعنة عليه بقوله ) إبليس(والتشريف طرد عدوه

.﴾لما خلقت بيدي ﴿ تعاىل يف قوله

.طلب اإلنظار: املقطع الرابع -د

إبليس اللعني تعجرفه وعصيانه فطلب من هللا عز وجل اإلنظار إىل يوم القيامة زاد عناد

.فأجابه هللا تعاىل إىل ذلك

عثون ﴿: قال تعاىل ).15-14، األعراف(﴾قال إنك من المنظرين .قال أنظرين إىل يـوم يـبـ

.817ص ، املصدر السابق، اجلزء السابق، ااخلطيب اإلسكايف - 1.220س، ص .م.ابن مجاعة، كشف املعاين، م-2


154

عثون قال رب فأنظرين إىل ﴿: قال تعاىل ).37-36، راحلج(﴾قال فإنك من المنظرين .يـوم يـبـ

عثون ﴿: قال تعاىل .)80-79، ص( ﴾قال فإنك من المنظرين .قال رب فأنظرين إىل يـوم يـبـ


نوع التشابه اللفظي موضع التشابه السورة

األعراف قال

// احلذف والذكر

ربص، احلجر

فماسبب وقوع ، ص ور جاحل ذكرت يف سوريت و، األعراف يف سورة﴾رب ﴿ قوله حذف

.الزيادة و احلذف يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟


احلجر سوريت يف﴾رب ﴿وذكر قوله، األعراف سورة سبب وقوع احلذف يفالكرماين يفسر

، -األعراف -ملا اقتصر يف السؤال على اخلطاب دون صريح االسم يف هذه السورة « : قائال صو

سورة فلما ذكر التصريح باالسم يف ،1»اقتصر يف اجلواب أيضا على اخلطاب دون ذكر املنادى

، )32،احلجر( أال تكون مع الساجدين﴾قال يا إبليس ما لك ﴿: تعاىل وذلك يف قوله، احلجر

، )75،ص( قال يا إبليس ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾﴿تعاىل يف قوله ص سورةويف

﴾يف قوله ، )املنادى(حسن إتباع اجلواب بذكر حذف ، وملا مت صو احلجريف سوريت ﴿ قال رب

)12،األعراف( قال ما منـعك أال تسجد إذ أمرتك﴾﴿يف قوله ،األعراف سورة يف ﴾يا إبليس ﴿

عثون ﴿واكتفى بقوله ،﴾رب ﴿ملنادى ا حذفرافقه .﴾قال أنظرين إىل يـوم يـبـ

.117س،ص .م.الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، م-1


155

سوريت وقوع الذكر يف و، األعراف سورة فيعيد سبب حدوث هذا احلذف يف الغرناطي أما

: فيقول األعراف،سورة واإلجياز الذي غلب على ، نيتز األخري الذي مي تفصيلإىل ال صو احلجر

﴾آدم ﴿ولقد خلقنامن لدن قوله يف سورة األعراف أال ترى أن جمموع الكالم الواقع«

عثون﴾﴿قال أنظرين إىل يـوم وابتداء القصة إىل قوله ،)11،األعراف( بضع وأربعني كلمة، يـبـ

يف سورة ص بضع وستون كلمة، فقد وضح ما قصد يف و، بضع وتسعون كلمة والوارد يف احلجر

السرد املوجز للقصة يف،ف1»األعراف من إجياز اإلخبار يف القصة وما يف السورتني ما بعد من إطناب

، صو احلجر سوريتيف السرد الواقع يف إلطناباالءمه احلذف واإلجياز يف اخلطاب، و األعراف سورة

﴾﴿ر فقال ،تابعهما زيادة يف الرتكيب .ب

الرتكيبية للخطاب إىل التوجيه السابق توجيها آخر يتعلق بنوعية الصيغ الغرناطيويضيف

وذكر ما حذف األعراف سورة واليت تطلبت احلذف يف، )األعراف، احلجر، ص(سورالقرآين يف

احلجر وص التأكيد بكل وأمجع يف سورةمث إنه ورد يف « : ، ويوضح ذلك قائال صو احلجر سوريتيف

فتناسب اإلطناب والتأكيد والءم ما ورد (...) ومل يرد ذلك يف األعراف ﴿كلهم أمجعون﴾: قوله

.2»ومل يكن لناسب العكس، من الزيادة يف السورتني األخريتني

فسجد المالئكة كلهم ﴿و،﴾فـقعوا له ساجدين ﴿يف قوله التوكيدية الصيغ الرتكيبيةاقتضت ف

عثون ﴿يف قوله زيادة -صو احلجر سوريتالواردة يف -﴾أمجعون ، ﴾قال رب فأنظرين إىل يـوم يـبـ

سورة، على عكس صو احلجر سوريت يف -الذكر متقدمة-ع يف اآليات مالءمة للتوكيد الواق

�ƾȈǯȂƬǳ¦�ǺǷ�ƨǷƾǬƬŭ¦�ƢēƢȇ¡�ƪاألعراف Ǵƻ�Ŗǳ¦﴿فناسبها ، ﴿فسجدوا﴾،﴾قـلنا للمالئكة اسجدوا

عثون ﴿احلذف يف قوله .ع ما تقدمها من أسلوب موجز وجمملممالءمة ،﴾قال أنظرين إىل يـوم يـبـ

.490، ص1س، ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-1-﴾73، وص، 30احلجر، ﴿فسجد املالئكة كلهم أمجعون..491، ص1س، ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-2


156


املتشابه اللفظينوع موضع التشابه السورة

//األعراف الزيادة والنقصانانظرين إىل يوم يبعثون

ـفص، احلجر

عثون ﴿: يف قوله صو احلجر سوريت يف) الفاء(وقعت زيادة ، ونقصت ﴾فأنظرين إىل يـوم يـبـ

عثون ﴿هذه الزيادة يف سورة األعراف .؟ فما سبب ذلك،﴾أنظرين إىل يـوم يـبـ

):مقصود الكالم(التحليل اعتمادا على سياق النظم

وقع مستأنفا « راجع إىل أن ما فيها األعراف سورةأن سبب سقوط الفاء يف اإلسكايفيرى

جاء بعد (...) - سورتا احلجر وص–وما يف االثنني ،.).(.غري مقصود به عطف على ما يقع به

ستين من اجلنة فأخر أجلي إىل يوم وأييا رب إن لعنتين (فكأنه قال ، )إبليس(إخبار هللا بلعنته له

.1»يبعثون

عثون ﴿قال فقوله جاء خطابا مستأنفا غري األعراف سورةالوارد يف ﴾ أنظرين إىل يـوم يـبـ

للخطاب الدائر جاء مواصلة إذ ؛ صو احلجر سوريتعاطف على ما سبقه، على عكس الوارد يف

وإن عليك اللعنة إىل يـوم ﴿احلجريف سورة تعاىل وذلك يف قوله، بني هللا عز وجل وإبليس اللعني

ين ، )78،ص( ﴾وإن عليك لعنيت إىل يـوم الدين ﴿صتعاىل يف سورة وقوله ،)35، احلجر( ﴾الد

عثون﴾قال رب ﴿فأعقب بقوله على ما وقع عليه من اللعنة، وحصل إجابة ،فأنظرين إىل يـوم يـبـ

ستين من وأييا رب إن لعنتين ( -اإلسكايفكما أشار -بالفاء اليت تفيد التعقيب، فكأنه قال ذلك

)اجلنة فأخر أجلي إىل يوم الدين

.577، ص 2س، ج.م.اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ماخلطيب - 1


157

):إجابة طلب اإلنظار: ( موضع التشابه ج

نوع املتشابه اللفظي هموضع التشاب السورة

األعرافقال

// الزيادة والنقصان إنك من املنظرين

ـف،صاحلجر

يف زيدت و،﴾قال إنك من المنظرين ﴿و ذلك يف قوله تعاىل ألعرافيف سورة االفاءنقصت

فما سبب هذه الزيادة ،﴾قال فإنك من المنظرين ﴿ وذلك يف قوله تعاىل، ص و احلجر سوريت

.و النقصان ؟

):السياق اللغوي (التحليل اعتمادا على سياق املقطع

، وذلك مبا سبب ما تقدم يف صو احلجر سوريت وذكرت يف األعراف سورة حذفت الفاء يف

وطلب هذا األخري اإلنظار إىل يوم ، من ذكر وقوع اللعنة على إبليس اللعني صو احلجر سوريت

إن طلبت تأخري األجل « وتقدير الكالم ، ﴾فإنك من المنظرين ﴿الدين، فدخلت الفاء على قوله

ال إلجابتك إىل مسألتك، فهو ، فإنك مؤخر املوت ملا حكمت له ،توتنفيس املهل من أجل إن لعن

.1»ي يقتضيهمعطوف على السؤال عطف الكالم من الكالم الذ

، وحذفت ةتعقيبا على ما تقدم اآلية يف السورتني من ذكر اللعن صو احلجر سوريتفذكر الفاء يف

مناسبة ومالءمة مع ، ود تصريح بوقوع اللعنة على إبليس اللعنيلعدم ور األعراف سورةالفاء يف

.يف هذه السورة األسلوب املوجز الذي ميز السرد العام للقصة

):توعد إبليس بتضليل آدم وذريته: (اخلامساملقطع -ه

.توعد إبليس اللعني بإغواء وتضليل بين آدم بعد طرده من اجلنة ووقوع اللعنة عليه

.578ص اجلزء االسابق، اإلسكايف، املصدر السابق، اخلطيب - 1


158

عدن هلم صراطك المستقيم ﴿: قال تعاىل تين ألقـ ).16، األعراف( ﴾قال فبما أغويـ

تين ألزينن هلم يف األرض وألغويـنـهم أمجعني قال رب مبا ﴿: قال تعاىل ).39، احلجر( ﴾أغويـ

)82،ص( ﴾قال فبعزتك ألغويـنـهم أمجعني ﴿: قال تعاىل



//األعراف

رباحلجر إبدال كلمة بكلمة

فبعزتكص

، ه ﴾فبعزتك ﴿بقوله ص سورةويف ، ﴾رب ﴿بقوله احلجر سورة أقسم إبليس اللعني يف

.فما سبب هذا االختالف الواقع بني السور؟ ،األعراف سورةوحذف القسم يف


:سورة احلجر -أ

فأنظرين إىل قال رب ﴿من قوله وموافقة ملا تقدم اآلية متابعة ﴾رب ﴿احلجر سورةقال يف

عثون﴾ ﴾فـقعوا له ساجدين ﴿ وذلك يف قوله ،التوكيد الغالب على القصة يف هذه السورةف ،يـوم يـبـ

اللعنة إىل يـوم وإن عليك ﴿و،)30احلجر(﴾فسجد المالئكة كلهم أمجعون ﴿و،)28،احلجر(

ين عثون ﴿و،)35،احلجر(﴾الد ﴾قال فإنك من المنظرين .قال رب فأنظرين إىل يـوم يـبـ

قال رب مبا ﴿ يف قوله احلجر سورة يف الوارد،﴿رب﴾بقوله ،لزم توكيدا )37-36،احلجر(

تين .﴾أغويـ


159

:سورة ص-ب

أقوى داللة الذي وردو ، - الدال على القسم- ﴾فبعزتك ﴿من قوله صسورة يف ذكرأما ما

هذا اإلصرار يف الغواية والقسم بعزة هللا لتنفيذ توعده دليالكان ، و احلجر سورةوأشد وقعا مما ورد يف

ال ﴿إ تعاىل ǾǳȂǫ�Ŀ�Ƣđ�ƶȇǂǐƬǳ¦�ǪƦǇ�©ƢǨǐǳ¦�ǽǀǿÂ��ǽ®ƢǼǟ�ƾǋÂ�ǾǴǏƘƥ�ǽǂƻƢǨƫÂ�ǽŐǰƫ�ȄǴǟ اقاطع

قال يا إبليس ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي .إبليس أىب واستكبـر وكان من الكافرين

ر منه خلقتين من نار وخلقته من .أستكبـرت أم كنت من العالني مبالغته ف ،1﴾طني قال أنا خيـ

ورود القسم بعزة وتضليل ذرية آدم عليه السالم حسدا منه، اقتضت، وتصميمه على الكفر ،وعجرفته

.بالغة يف تصوير مدى كفره وكرب عنادههلدف امل، ﴾فبعزتك ﴿يف قوله تعاىل هللا

:سورة األعراف -ج

االكتفاء و ،األعرافملا مل يرد هذا التصوير املبالغ بكرب إبليس اللعني وعناده يف سورة و

فسجدوا إال ﴿يف قوله تعاىل واضح وذلك، و مبالغةح بامتناعه عن السجود دون توكيد أبالتصري

االقتصار يف تصوير حذف القسم بعزة هللا، وا ناسب كل ذلك 2﴾إبليس مل يكن من الساجدين

فبما ﴿بقوله وذلك يف، دون توكيد أو قسم، توعد إبليس اللعني بتضليل ذرية آدم عليه السالم

عدن هلم صراطك المستقيم تين ألقـ .﴾أغويـ



بكلمةإبدال كلمة أقعدن لـاألعراف

.76-74سورة ص، اآليتان -111سورة األعراف اآلية -2


160

أزينن احلجر

عدن ﴿بقوله األعرافيف سورة ورد توعد إبليس اللعني احلجرويف سورة ،﴾ألقـ

.،فماسبب هذا اإلبدال يف التعبري عن التوعد، مع أن القصة واحدة ؟﴾ألزينن ﴿بقوله

):السياق العام(التحليل استنادا إىل سياق السورة

:، قائالاحلجرو األعرافسوريت يف ةسبب االختالف يف صيغيت التوعد الوارد الغرناطيشرح

واإلشارة إىل القرآن الكرمي، ألنه *﴾اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ﴿ملا تقدم يف األعراف قوله «

الذي طمع إبليس اللعني يف االستيالء عليه، وقطع (...)يوضح الطريق إليه، وهو الصراط املستقيم

عدن هلم صراطك المستقيم ﴿سالكه فقيل عبارة مرامه من ذلك إىل آخر احملكي من كالمه ﴾ألقـ

.1»ه ألستولني هلم عليهومراد

عدن﴾﴿فسبب ورود اتبعوا ﴿يف قوله ، راجع إىل ما تقدم اآلية من ذكر الصراط املستقيم ألقـ

بلوغ الصراط املستقيم، فأراد إبليس إىل رشدإىل القرآن الكرمي الذي هو امل إشارة ما أنزل إليكم﴾

عدن هلم ﴿: فقال ، عليه السالم بغية تضليل ذرية آدم، اللعني االستيالء على الصراط املستقيم ألقـ

.﴾صراطك المستقيم

جنوده عن تعريف خرب عورود منعه ومن« ألنه سبق احلجرسورة يف ﴾ألزينن هلم ﴿أما قوله

وحفظناها .ولقد جعلنا يف السماء بـروجا وزيـناها للناظرين ﴿: يف قوله ،السماء واسرتاق السمع

فلما صده عن هذه اجلهة ، ﴾إال من استـرق السمع فأتـبـعه شهاب مبني .من كل شيطان رجيم

أي إن كنت ممنوعا عن إغوائهم من حيث خرب ؛ األرض﴾ألزينن هلم يف ﴿فقال ، عدل إىل أخرى

*.3سورة األعراف اآلية -

.492،ص1س،ج.م.الغرناطي، مالك التأويل، م-1- 18-16سورة احلجر، اآليات.


161

رجعت من جهة أخرى منها ألزينن هلم يف ، السماء وإبداء املقدرات مما يوجهها هللا إىل مالئكته

.1»األرض

واإلحاطة بأخبار الغيب ، فلما منع هللا عز وجل إبليس اللعني وجنوده من اسرتاق السمع

بغية عليه السالم وهو تزيني املعصيات لذرية آدم ةواحدطريقة إال ، مل جيد إبليس اللعني)السماء(

.﴾ألزينن هلم ﴿:تضليلهم، وهلذا قال

-حسدا و غرية-وعيد إبليس اللعني له و ،آدم عليه السالمنهاية هذا املقطع تنتهي قصة بو

تنفيذا ،وتزيني املعاصي هلم ، ذلك العهد عكف إبليس اللعني على تضليل ذرية آدم ذولذريته، ومن

.لوعده الشرير بإغواء مجيع ذرية آدم عليه السالم

وحيذرون من إتباع الضالل أن أرسل رسال وأنبياء يدعون للحقومن رمحة هللا عز وجل بعباده

والذي حارب عبادة ، إبراهيم اخلليل عليه السالمالرسل هؤالء ومن،.الذي زينه هلم إبليس اللعني

.ودعا إىل عبادة هللا عز وجل وحده ال شريك لهاألوثان

وما القاه من تكذيب إبراهيم عليه السالمقصة �ƾȈĐ¦�Ǿǻ¡ǂǫ�Ŀ�ńƢǠƫÂ�ǾǻƢƸƦǇوحكى هللا

فما سر االختالف يف حكي هذه . ومكائد من قومه، وذلك يف عدة مواطن بصيغ خمتلفة ومتنوعة

داللة املتشابه يف ''عنوان ب املوايل املوسوم هذا ما سيجيب عليه الفصل،قصة يف هذه املواطن؟ال

.''قصة إبراهيم عليه السالم

.494-493، ص ص1ج، س.م ..الغرناطي، مالك التأويل، م-1


162

:الفصل خالصة

ميكن آدم عليه السالمانطالقا من الدراسة التطبيقية ملواضع املتشابه اللفظي الواقعة يف قصة

:التوصل إىل النتائج اآلتية

اليت و ى الرتتيب الزمين لنزول السور إىل تغيري يف الصيغ التعبريية الواردة يف السور، لقد أد -1

.آدم عليه السالمحكت قصة

آدم عليه ختيار التعابري املالئمة للذكر األول لقصة يف ا صر النزول املتقدم لسورة لقد أث -2

).الطني( آدم عليه السالم، ومثيل ذلك ذكر أصل مادة خلق السالم

آدم عليه السالمعلى الرتكيب اللغوي لقصة ار أث البقرةلنزول املتأخر واملدين لسورة ن لإ-3

الواقعة فيها، إذ متيزت القصة يف هذه السورة عن غريها، بذكر النتائج واحملصالت ،من بينها

ما الشيطان ﴿التصريح بنتيجة الزلل .دون تفصيل يف الواقعة) 36،البقرة (﴾فأزهل

والقص الواقع يف كل واحدة منها، ،ر النزول املكي واملدين للسورة على طبيعة السرد لقد أث -4

، فكانت األوىل متناسقة مع األحوال الغالبة البقرةوص مثال ذلك ما واقع بني سوريت و

متناسقة مع بداية ، وكانت الثانية)مرحلة التكوين(كية على الدعوة احملمدية يف املرحلة امل

ƨȈǻƾŭ¦�ƨǴƷǂŭ¦�Ŀ�ǶǴǈǷ�ǞǸƬĐ�ǆ ȈǇƘƬǳ¦Â�ŚǗƘƬǳ¦.

-نزوال–مع آخر سورة آدم عليه السالمحكت قصة -نزوال –لقد تقاطعت أول سورة -5

متناعه عن السجودة كفر إبليس اللعني ،احلاصلة عن اقصت نفس احلكاية يف ذكر نتيج

).34،البقرة(- )74،ص( ﴾وكان من الكافرين ﴿ وذلك يف قوله تعاىل،

.يف التغيري يف التعابري إمجاال أو تفصيال لإلجياز أو اإلطناب يف السرد أثر كبريلقد كان -6

يف وقوع القص بتعابري معينة ) واآليات،واملقاطع ،السور (لقد سامهت املناسبة القرآنية يف -7

آدم ر مادة خلق اإلنسان مع مادة خلق حينما تناسب ذك احلجر سورة،منها ما وقع يف

.﴾صلصال من محإ مسنون ﴿عليه السالم


163

يف ورود بعض األلفاظ دون غريها يف السور القرآنية، وهذا ما ا كبري اللفاصلة القرآنية دور إن -8

.)هدى،وى،غ يـبـلى،تضحى،تـعرى،تشقى،أىب (طهوقع يف سورة

يف تغيري صيغة اخلطاب ،ومن ذلك ما وقع اكبري اأثر ) املتلقي(تغيري شخصية املخاطب ل إن -9

دم وزوجه عليهما السالم آ األعراف، إذ كان املخاطب يف سورة طهو األعرافيف سوريت

فكانت الوسوسة ،آدم عليه السالم طهفكانت الوسوسة هلما، وكان املخاطب يف سورة ،

.خمصصة له

والكشف عن سر ،اللفظيلقد ساهم السياق املعجمي يف حتليل بعض مواضع املتشابه -10

) إبليس والشيطان(وقوع مفردة دون غريها يف هذا املوضع دون غريه، ومثال ذلك لفظي

ورد الثاين يف مواضع الوسوسة ،فورد األول يف مواضع عزوفه عن السجود املتعلقة بذاته، و

.،نظرا ملا يتعلق معناه اللغوي باألفعال الذميمة

السياق الداليل يف الكشف عن دالالت مواضع املتشابه لقد تالحم السياق املعجمي مع -11

�Ƥ) اهلبوط واخلروج(اللفظي، ومثال ذلك لفظي ǈƷ��ƢǸđ�ƨǏƢŬ¦�ǺǗ¦Ȃŭ¦�Ŀ�Ƣƫ®°Â�śƬǴǳ¦

.تناسب داللتهما املعجمية مع داللة سياق كل آية من اآليات اليت وردت فيها

ري مواضع املتشابه اللفظي يف تفس) النحوية املعجمية الداللية(لقد تضافرت السياقات -12

.وقع يف آية سكون اجلنة واهلبوط منهاما وحتليلها،و مثال ذلك

شرعت البشرية يف التزايد والتكاثر شيئا ،زوجه إىل األرض و آدم عليه السالممنذ هبوط و

احلق تضليهم، وذلك بإعبادهم عن دينإىل فشيئا، إىل أن أصبحت أقواما وأمما، وعمد إبليس اللعني

وحتريضهم على عبادة األوثان دون هللا عز وجل، فبعث هللا عز وجل رمحة منه بعباده رسال وأنبياء

ǲƳÂ�Ǆǟ�ɦ �®ƢƦǟ�ń¤�ǶĔȂǟƾȇÂ�Ǫū¦�ǪȇǂǗ�ń¤�ǶĔÂƾȀȇ��ǶǷȋ¦Â�¿¦Ȃǫȋ¦�ǽǀŮ.

الذين كانوا يعبدون األصنام، فأرسل هللا عز وجل إبراهيم عليه السالمومن بني هذه األقوام قوم

ودرء ،لريشدهم إىل طريق اهلدى ، ويدعوهم إىل عبادة هللا عز وجل إليهم ،إبراهيم عليه السالم

ويتناول الفصل املوايل دراسة هذه القصة ،ومواطن وقوع املتشابه اللفظي فيها األصنام ،عبادة

.بالتحليل والتوجيه

داللة المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم عليه السالم.....................الفصل الثالث

165

الفصل الثالث

داللة المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم عليه السالم

.متهيد

.إبراهيم عليه السالم ةدعو -أوال

.جناة إبراهيم عليه السالم من كيد قومه - ثانيا

.وقوع البشرى - ثالثا

.متفرقات -رابعا

الفصل الصةخ


166

:متهيد

احلق ��ń¤�ǶĔÂƾȀȇأنبياءو كرمي لطفه بعباده أن بعث فيهم رسال و جل و هللا عز م رمحة يمن عظ

Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�¿®¡�ƨȇǂǌƦǳ¦�ĺ¢�ƨǐǫ�ƨȇƢĔ�Ŀ�®°¦Ȃǳ¦�ŉǂǰǳ¦�ǽƾǟȂǳ�ƢǬȈǬŢ�Ǯ¿�ذلو ��ÃƾŮ¦�ń¤�ǶĔÂƾǋǂȇو

يعا فإما ﴿ ها مج يأتيـنكم مين هدى فمن تبع هداي فال خوف عليهم وال هم قـلنا اهبطوا منـ

ىل قومه إ هللا تعاىل ، إذ بعثهإبراهيم عليه السالماألنبياء هؤالء من بني و ، )38البقرة( ﴾حيزنون

سبيل يفإبراهيم عليه السالم واجه و ترك ما يعبدون من أصنام، و ،عالو هللا جل يدعوهم إىل عبادة

ذكرت و ، جليالمصابا و عظيما بالء هللا عز وجلإعالء كلمة و ، ترسيخهاو إرساء العقيدة السليمة

األنعام، الصافات، ،مرمي، الشعراء: - مرتبة حسب النزول- هي و ، سور ست هذه القصة مفصلة يف

هود، احلجر، : - مرتبة حسب النزول -وهي، سور أخرىتسع وردت جمملة يف و ، األنبياء، البقرة

.الزخرف، الذاريات، إبراهيم، العنكبوت، آل عمران، املمتحنة، التوبة

:تراوح بني ،مقطعا) 19( عشر ةتسعيف -آنفة الذكر-السور ورد املتشابه اللفظي يف و

تتناول املباحث املوالية هذه املقاطع و التأخري، اإلبدال، و لذكر، التقدمي النقصان، احلذف واو الزيادة

دعوة إبراهيم عليه : املتمثلة يفو ، التوجيه مع مراعاة التسلسل السردي ألحداث القصةو بالتحليل

وذيل هذا الفصل مببحث وقوع البشرى بإسحاق عليه السالم، و السالم، جناته من مكيدة قومه،

.إبراهيم عليه السالميدرس مقاطع متفرقة لقصة


167

:دعوة إبراهيم عليه السالم-أول

األنعام، : هي سور جل يف سبعةو عبادة هللا وحده عز ل إبراهيم عليه السالمذكرت دعوة

األنعاميف سوريت ؛ إذ اقتصرت الدعوةعنكبوت، الزخرفمرمي، األنبياء، الشعراء، الصافات، ال

على دعوة العنكبوت سورة اقتصرت و قومه، و مجعت باقي السور بني دعوة أبيه و على أبيه، مرميو

.قومه فقط

:املقطع األول-أ

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل ﴿: قال تعاىل وإذ قال إبـ

).74، األنعام( ﴾مبني

﴾أبت مل تـعبد ما ال يسمع وال يـبصر وال يـغين عنك شيئاإذ قال ألبيه يا ﴿: قال تعاىل

).42، مرمي(

تم هلا عاكفون ﴿: قال تعاىل ).52،األنبياء( ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه التماثيل اليت أنـ

).70،الشعراء(﴾ ألبيه وقـومه ما تـعبدون إذ قال ﴿: قال تعاىل

��ÌǶÉƬÌǼÉǯ﴿: قال تعاىل ÌÀÊ¤� ÌǶ Éǰ Èǳ� Æǂ ÌºȈÈƻ � ÌǶ ÉǰÊǳÈ� ÉǽȂ ÉǬċºƫ¦ÈÂ� ÈċɎ ¦� ¦ÂÉƾÉƦÌǟ ¦�

ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬÊǳ� È¾ƢÈǫ� ÌÊ¤� ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤ÈÂ

).16،العنكبوت( ﴾تـعلمون

).85،الصافات( ﴾تـعبدون إذ قال ألبيه وقـومه ماذا ﴿: قال تعاىل

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون ﴿: قال تعاىل ).26،الزخرف( ﴾وإذ قال إبـ


168



واألنعام، العنكبوت، الزخرف الذكرو احلذف

//الصافات، الشعراءمرمي، األنبياء،

مرمي، األنبياء، حذفت يف سورو ،األنعام، العنكبوت، الزخرفالعاطفة يف سور و وردت الوا

.فماسبب ذلك؟،الصافات، الشعراء

):السياق اللغوي(التحليل استنادا على سياق النظم

:ذكر حرف الواو- أ

:سورة األنعام.1

راهيم ألبيه آزر وإذ قال ﴿الواو العاطفة يف قوله تعاىل تورد على «لعطف هذه اآلية ، ﴾إبـ

¦�ÀƘǋ�Ŀ�ƨǳ®ƢĐو املشتملة على احلجج ﴾وكذب به قـومك وهو احلق ﴿اليت أوالها ةبقااجلمل الس

إبطال الشرك، فعقبت هذه احلجج بشاهد من أحوال األنبياء بذكر جمادلة أول رسول و إثبات التوحيد

كونه جد -بإبراهيم عليه السالمجل املثل و عز ضرب هللاف،1»ناظر يف إبطال الشركو أعلن التوحيد

العرب بأبيهم إبراهيم اخلليل يف ضرورة اقتداءو الرباهني،و دة األوثان باحلجج يف حماربته لعبا -العرب

.جلو التوجه إىل عبادة هللا عز و ، نبذ عبادة األصنام

- 66سورة األنعام، اآلية.

.310، ص 7طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، ج-1


169

: سورة العنكبوت.2

راهيم إذ قال لقومه ﴿وردت الواو العاطفة يف قوله تعاىل إبراهيم عليه السالمألن قصة ؛﴾وإبـ

ولقد أرسلنا ﴿يف قوله تعاىلذلك ظاهر و ، نوح عليه السالم معطوفة على ما ذكر قبلها من قصة

ناه .نوحا إىل قـومه فـلبث فيهم ألف سنة إال مخسني عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون فأجنيـ

على قصة نوحليه السالم ع، فعطفت قصة إبراهيم 1﴾وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمني

.جلو عبادة هللا عز الدعوة إىل لتوافقهما يف الرسالة السماوية املتمثلة يف ، عليه السالم

:الزخرفسورة .3

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون ذكرت الواو العاطفة يف قوله تعاىل﴿ ،﴾وإذ قال إبـ

بلك يف ﴿عموم الكالم السابق عن قوله « لكون هذه اآلية معطوفة على وكذلك ما أرسلنا من قـ

رية من نذير يف هاđƢǌƬǳ بني اآليات فحسن العطف 2»هو عطف الغرض على الغرضو (...) ﴾قـ

.األغراض و املقاصد

:حذف حرف الواو- ب

، ألن ما ورد الصافاتو مرمي، األنبياء، الشعراء يف سور قال﴾﴿إذ حذفت الواو يف قوله

:يتوضح ذلك فيما يلي و تفصيل ملا تقدمها،و فيها هو تفسري

:سورة مرمي.1

راهيم إنه ﴿ تعاىل قوله مرمييف سورة ﴿إذ قال﴾تقدم قوله يقا واذكر يف الكتاب إبـ كان صد

ƢčȈÊƦÈǻ﴾3 أتبعتها تصديقه لدين احلق، و عليه السالمإبراهيم ، فلما أفصحت هذه اآلية عن نبوة

.15-14سورة العنكبوت، اآليتان -1

- 23سورة الزخرف، اآلية.

.192، ص 2والتنوير، جطاهر بن عاشور، تفسريالتحرير -2 .41 ةسورة مرمي، اآلي-3


170

الصة الواردة لعبادة اخل بالنبوة وا إبراهيم عليه السالمبه عما اتسم كي لتفصيل احلاآليات األخرى

ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÅǬȇÊËƾ﴿ولهيف ق ÊǏ﴾، قال ألبيه يا أبت مل تـعبد ما إذ ﴿فلم يلزم ذلك ورود الواو العاطفة يف قوله

).42، مرمي( ﴾ال يسمع وال يـبصر وال يـغين عنك شيئا

:سورة األنبياء.2

بل وكنا ﴿ه تعاىلقول األنبياء يف سورة ﴿إذ قال﴾أسبق قوله راهيم رشده من قـ نا إبـ ولقد آتـيـ

ذلك على لمث ، إبراهيم عليه السالمعن كمال رشد جلو هللا عز ، فلما أفصح1﴾ عالمني به

تم هلا عاكفون ﴿بقوله ة على رشد نبرهو تدليال ، ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه التماثيل اليت أنـ

قومه حول بطالن عبادة و بني أبيه و ذلك بسرد ما جرى من حماورة بينه و ، إبراهيم عليه السالم

.تنجيته من مكائد قومهو من حتطيمه لألوثان الما تو ، األوثان

إصراره على نبذ عبادة و �Ǿǳ�ǶēƾȇƢǰǷو قومه من تكذيب عليه السالم إبراهيم ما القاهفكان

راهيم ﴿- يف بداية القصة -األوثان دليال قاطعا على كمال رشده الواقع يف قوله تعاىل نا إبـ ولقد آتـيـ

بل وكنا به عالمني﴾ إذ قال ألبيه وقـومه العاطفة يف قوله تعاىل هلذا مل يلزم ورود الواوو ،رشده من قـ

تم هلا عاكفون .﴾ما هذه التماثيل اليت أنـ

من حذف حرف الواو، فقد سبق الصافاتوالشعراء قس ذلك على ما وقع يف سوريت و

راهيم ﴿بقوله تعاىل الشعراء سورةيف ﴿إذ قال﴾قوله اقصص (اليت تعين ، 2﴾واتل عليهم نـبأ إبـ

إذ قال ألبيه ﴿تعاىل من قوله من آيات ابتداء تما تلو ،)هعليهم قصة إبراهيم عليه السالم مع قوم

مع قومه اليت مهد إبراهيم عليه السالم��ƨǐǬǳ¦�ƨȇƢĔ�ƨȇƢǣ�ń¤�ƨǐǬǳ�®ǂǇ�Ȇǿ﴾وقـومه ما تـعبدون

راهيم واتل عليهم نـبأ ﴿: قوله تعاىل هلا .﴾إبـ

.51 ةسورة األنبياء، اآلي-1.69سورة الشعراء، اآلية -2


171

إذ قال ألبيه وقـومه ماذا ﴿، إذ سبق قوله تعاىلسورة الصافاتنفس الشيء مع ما ورد يف و

راهيم ﴿ه تعاىلقول ﴾ تـعبدون بـ الم ك،فنظرا التصال ال1﴾إذ جاء ربه بقلب سليم .وإن من شيعته إل

.﴾إذ قال ألبيه وقـومه ماذا تـعبدون ﴿ ىلتعامل يلزم ذلك ورود الواو العاطفة يف قوله ا بعضه بعضب


نوع املتشابه اللفظي التشابه موضع السورة

األنعام، الزخرف إذ قال

الذكر و احلذف إبراهيم

//الصافات األنبياء،الشعراء،مرمي، )حذف كلمة(

حذفت يف سورو ، ﴾إذ قال ﴿الزخرف بعد قوله واألنعام يف سوريت) إبراهيم(وردت كلمة

.فماسبب ذلك؟، الصافاتومرمي والشعراء واألنبياء

:)السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

:الزخرفو األنعام سورتا .1

راهيم ألبيه آزر ﴿:األنعام سورةقال تعاىل يف سرد الكانت هذه اآلية بداية ملا و ، ﴾وإذ قال إبـ

راهيم ﴿كر قوله حسن ذ مع أبيه الضال، إبراهيم عليه السالملقصة تقدم ذكره فيما سبق ﴾ لعدمإبـ

.من آيات

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما وإذ قال ﴿يف قوله تعاىل الزخرف أما الوارد يف سورةو إبـ

فتطلب ذلك ، من عبادة األوثان إبراهيم عليه السالم تربؤسرد حلكاية لافكانت بداية ﴾تـعبدون

راهيم ﴿ ذكر .افتتاحا للقصة ﴾ إبـ

.84-83سورة الصافات، اآليتان -1


172

:األنبياء، مرمي، الشعراء، الصافاتسور .2

راهيم ﴿حذفت كلمة يف قوله تعاىل )الصافاتو،الشعراءو،مرمي، األنبياء(يف سور﴾ إبـ

.لتقدم ذكره فيما سبق من آيات وإذ قال﴾﴿

يقا ﴿افتتحت القصة يف قوله تعاىل مرمي سورةففي راهيم إنه كان صد واذكر يف الكتاب إبـ

Ƃ ƢčȈÊƦÈǻ، فلما تقدم التصريح قال ألبيه يا أبت﴾﴿إذ :بذكر إبراهيم عليه السالم، مث تبعها بقوله1

.عن ذكره مرة ثانية تفاديا للتكرار استغين بامسه يف بداية القصة

راهيم ﴿حذف لفظ و ﴿إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه يف قوله تعاىل سورة األنبياءيف ﴾ إبـ

تم هلا عاكفون﴾ ولقد ﴿ ذلك يف قوله تعاىلو ، لسبق اإلعالم به يف اآلية املتقدمة التماثيل اليت أنـ

بل وكنا به عالمني﴾ راهيم رشده من قـ نا إبـ آتـيـ﴿إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه ملا كان قوله و ، 2

تم هلا عاكفون﴾ مواصلة لسرد القصة، حسن حذفه و آيات تفصيال من ما تال و ، التماثيل اليت أنـ

ƨǐǬǳ¦�Ƣđ�ƪاكتفاء ƸƬǨƬǇ¦�Ŗǳ¦�ƨȇȉ¦�Ŀ�ǽǂǯǀƥ� راهيم رشده من ﴿ذلك يف قوله تعاىلو نا إبـ ولقد آتـيـ

بل وكنا به عالمني﴾ .قـ

راهيم ﴿من حذف الشعراء سورةل ذلك ما وقع يف يمثو إذ قال ألبيه ﴿يف قوله تعاىل ﴾ إبـ

راهيم ﴿بذكره يف اآلية املتقدمة يف قوله تعاىل اكتفاء ﴾وقـومه ما تـعبدون ، 3﴾واتل عليهم نـبأ إبـ

إذ قال ألبيه ﴿تعاىل من قوله ابتداء إبراهيم عليه السالم ما تلتها من آيات فصلت يف حكي قصة و

.﴾تـعبدون وقـومه ما

.41سورة مرمي، اآلية -1

.51سورة األنبياء، اآلية -2.69سورة الشعراء، اآلية -3


173

جريا ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ماذا تـعبدون ﴿ تعاىل يف قوله الصافات سورةوقع احلذف يف و

﴾إذ قال ألبيه وقـومه ﴿: ؛ إذ سبق قولهمرمي، األنبياء، الشعراء يف سورعلى ما وقع من حذف

راهيم وإن من شيعته ﴿ قوله تعاىل بـ راهيم ﴿، فحذف 1﴾إذ جاء ربه بقلب سليم .إل اآلية يف﴾ إبـ

راهيم ﴿ يف قوله تعاىل بذكره يف بداية القصة املتأخرة اكتفاء بـ .﴾وإن من شيعته إل



، الزخرفاألنعامو

إبراهيمقالإذ التقدمي والتأخري

إذ قالإبراهيمالعنكبوت

يف سورة ) إبراهيم(عن خر أ و ، فر الزخو األنعاميف سوريت ) إبراهيم(عن ) إذ قال(قدم

التأخري ؟و فماسبب هذا التقدمي ، العنكبوت

):السياق املقايل(التحليل استنادا إىل السياق النحوي

:األنعام والزخرفسورتا .1

معلوم و ،)قال(لفعل القول ألنه وقع موقع الفاعل ،إذ قال﴾﴿متأخرا عن قوله ) إبراهيم(ذكر

من وقوع الزخرفواألنعام سوريت هذا ما حدث يف و ، الفاعل أن يقع متأخرا عن فعلهأن األصل يف

عمال بالقاعدة النحوية اليت تنص على وقوع الفاعل متأخرا ) قال(متأخرا عن الفعل ) إبراهيم(الفاعل

.عن فعله

.84-83سورة الصافات، اآليتان -1


174

:العنكبوتسورة .2

راهيم ﴿ وقع االسم راهيم إذ قال ﴿ يف قوله تعاىل قال﴾إذ ﴿متقدما على قوله﴾ إبـ وإبـ

ولقد ﴿ تعاىل ذلك يف قولهو ، عطف هذه اآلية الكرمية على القصة اليت سبقتها بسبب، لقومه﴾

لبث فيهم ألف سنة إال مخسني عاما فأخذهم الطوفان وهم ظال .مون أرسلنا نوحا إىل قـومه فـ

ناه وأصحاب السفينة وجعل راهيم إذ قال لقومه﴾﴿، فقوله1﴾ناها آية للعالمني فأجنيـ معطوف وإبـ

)إبراهيم (، فـ)إذ قال لقومه وأرسلنا إبراهيم (تقدير الكالم و ، ﴾ولقد أرسلنا نوحا إىل قـومه ﴿على قوله

لقد و (ـلتفصيل و ﴾ إمتام قال لقومه إذ قوله ﴿و ، )أرسلنا(مفعول به منصوب لفعل حمذوف تقديره

�Ƣđ�ɦ�Ǧشرح و ، )أرسلنا إبراهيم Ǵǯ�Ŗǳ¦�ƨǳƢǇǂǳ¦�ƨȈǿƢŭإبراهيم عليه السالم.

:موضع التشابه د)4


األنعام، مرمي

إذ قالألبيه

//

الزخرفالصافات،األنبياء،الشعراء، الزيادة والنقصان قومهو

//العنكبوت

الشعراء ونبياء األ زيدت يف سورو ، مرميونعام األ يف سوريت ﴾قـومه و ﴿نقصت

فما سبب هذه الزيادة ، العنكبوت يف سورة﴾ألبيه ﴿نقصت و ، العنكبوتوالزخرف و الصافاتو

.النقصان ؟و



175

:سياق النظمإىل التحليل استنادا

:مرميو األنعام سورتا .1

على ، دون قومه دهعلى والمرمي و األنعاميف سوريت إبراهيم عليه السالماقتصرت دعوة

األنعام اخلطاب يف سورة اصختصال،الزخرف، األنبياء، الشعراء، الصافات عكس ما ورد يف سور

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك ﴿ذلك يف قوله تعاىلو ، بوالد إبراهيم وإذ قال إبـ

قائد و ��Ƣē®ƢƦǠǳوبذلك كان مروجا ، 1»روي سادان بيت األصنام كما«، بوصفه﴾يف ضالل مبني

إين أراك ﴿- عليه السالمعلى لسان إبراهيم –تعاىليف قوله واضح ذلكو قومه يف ضالهلم املبني،

، فوجه إبراهيم عليه السالم خطابه أوال لوالده نظرا لضلوعه يف تضليل 2﴾وقـومك يف ضالل مبني

.بيعها هلمو قومه عن طريق حنت األصنام

إذ قال ألبيه ذلك يف قوله تعاىل﴿و ، من ختصيص اخلطاب لوالد إبراهيم مرمي سورةما ورد يف و

يا أبت إين قد جاءين من العلم ما مل .يا أبت مل تـعبد ما ال يسمع وال يـبصر وال يـغين عنك شيئا

ƢčȇÊȂ ÈǇ �ƢÅǗ ¦ÈǂÊǏ � È½Êƾ ÌǿÈ¢� Êř ÌǠÊƦċƫƢÈǧ� ÈǮ ÊƫÌƘÈȇ. يا أبت ال تـعبد الشيطان إن الشيطان كانƢčȈÊǐ Èǟ �ÊǺ ÈÌŧ ċǂ Ǵ

Êǳ. يا

ƢčȈÊǳÈÂ�ÊÀƢÈǘ ÌȈċǌ Ǵ

Êǳ�ÈÀȂ Éǰ ÈƬÈºǧ�ÊǺ ÈÌŧ ċǂ ǳ¦�ÈǺÊǷ�Æ§ ¦Èǀ Èǟ � ÈǮ ċǈ ÈÈŻ� ÌÀÈ¢� É» ƢÈƻ È¢� ÊËň Ê¤� Êƪ ÈƥÈ¢﴾3لتطلب سياق السرد ذلك ،

إىل والده دون غريه، إبراهيم عليه السالم يوضح السياق العام لآليات أن اخلطاب موجه من إذ

.أربع مرات يف اآليات متقدمة الذكر) يا أبت(دليل ذلك ورود و

.138، ص 19ج، طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير-1

.74سورة األنعام، اآلية -2.45-42سورة مرمي، اآليات -3


176

سورتني بوالد إبراهيم بوصفه الختصاص اخلطاب يف ال مرميواألنعام سوريت يف) قومه(هلذا حذف و

وجه له النصيحة خوفا كونه أباه و ، -ألنعاما سورة هذا ما ورد يفو –ول األول يف تضليل قومه املسؤ

-ميمر ماوضحه سياق النظم يف سورةهذا و -عذابهو جل و عليه من عقاب هللا عز

:األنبياء، الشعراء، الصافات، الزخرفسور .2

تم هلا عاكفون ﴿: قال تعاىل ).52،األنبياء( ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه التماثيل اليت أنـ

).70،الشعراء( ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ما تـعبدون ﴿: قال تعاىل

).85،الصافات( ﴾إذ قال ألبيه وقـومه ماذا تـعبدون ﴿: قال تعاىل

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون ﴿: قال تعاىل ).26،الزخرف( ﴾وإذ قال إبـ

وجه خطابه إىل قومه الضالني مقرنا إبراهيم عليه السالمالواضح من اآليات آنفة الذكر أن

«أن سبب إدخال أبيه يف إلقاء اخلطابات عليهم طاهر بن عاشوريرى و مع قومه، والدهيف ذلك

إما ألنه سأله و كان حاضرا يف جملس قومه، إذ كان سادان بيت األصنام كما روي، -أبوه -إما ألنه

قومه يف و فكان سبب اجلمع بني أبيه ،1»سأل قومه مرة أخرى فجمعت اآلية ذلكو على انفراد

).القوم/ الوالد(مع بني طريف احلكاية السور متقدمة الذكر هو اجل

:هناك توجيه آخرو

يظهر أن املناقشة اليت ألقاها الشعراء، األنبياء، الصافاتالسرد اخلاص بالقصة يف سور ن إ

-ه بآهلتهم الذي حيتفلون في نت يف عيدهم اخلاصقومه كاو على أبيه إبراهيم عليه السالم

.138، ص 19جاهر بن عاشور، التحرير والتنوير،ط - 1


177

املوجه لقومه بوصفه سادان - املناقشة - أباه يف اخلطاب إبراهيم عليه السالم أدخلو ، -األصنام

.املتكلف بإقامة عيد األصنامو حارسها و األصنام

راهيم ألبيه وقـومه ﴿واملتمثلة يف قوله تعاىل آية الزخرفأما فيما خيص إنين بـراء مما وإذ قال إبـ

تربؤ من عبادة األصنام للتمثيل أباه مع قومه يف خطاب الإبراهيم عليه السالم فأدخل ﴾تـعبدون

إتباع حممد صلى هللا عليه وسلم حبجة و ، على اإلنكار على هؤالء املشركني الذين أنكروا عبادة هللا«

�Ǫȇǂǘǳ¦�¦ǀǿ�À¢�ǶŮ�ɦ�ËśƦǧ��ǶēƢȇȉ�ǶǿƾȈǴǬƫ1»باطل.

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون ﴿فورود القصة بقوله أن عناد توضيح ﴾وإذ قال إبـ

أن على املؤمنني أن و املشركني وحتججهم بإتباع عبادة األوثان تقليدا آلبائهم إمنا هو ضالل مبني،

تربأ من دين أبيه ماحين إبراهيم عليه السالممن عبادة دين آبائهم تقليدا وجريا على ما فعله يتربؤوا

.﴾إنين بـراء مما تـعبدون ﴿-على لسان بيه اخلليل -يف قوله تعاىلواضح وذلك ،أنكر عليه ضاللهو

املتمثلة يف إبراز بطالن إتباع دين اآلباء الضال و -الزخرف سورةيف –الغاية من سرد القصة فتطلبت

به إبراهيم عليه السالم عمال وتأسيا مبا قام ، يف اآلية الكرمية) أبيه وقومه(ضرورة التربؤ منه ورود و

.من تربئه من دين أبيه وقومه

:سورة العنكبوت.3

��ÈÂ﴿: قال تعاىل ÈċɎ ¦� ¦ÂÉƾÉƦÌǟ ¦�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬ

Êǳ� È¾ƢÈǫ� ÌÊ¤� ÈǶ ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤ÈÂ ر لكم إن كنتم اتـقوه ذلكم خيـ

).16،العنكبوت(﴾ تـعلمون

إشراف صالح الدين راسة يف علم اللغة النصي،حممود عوض حممود سامل، قصة إبراهيم عليه السالم يف القرآن الكرمي، د-1

��ŚƬǈƳƢǷ�ƨǳƢǇ°��Ƣđ¦®¢Â�ƨȈƥǂǠǳ¦�ƨǤǴǳ¦�Ƕǈǫ��ǂǐǷ��Ǧصاحل حسنني وحممدخليل نص هللا، ȇȂǇ�řƥ�ƨǠǷƢƳ��§ ¦®ȉ¦�ƨȈǴǯ2007 ،

.294ص


178

ا تضمنه السياق العام للسرد، إذ مل يتضمن يعود إىل م) أبيه(يف االستغناء عن قوله رلعل الس

وذلك لقومه إبراهيم عليه السالماخلطاب الذي وجهه زمن سرد العنكبوت سورةسياق القصة يف

��ÌǶÉƬÌǼÉǯ﴿واضح يف قوله تعاىل ÌÀÊ¤� ÌǶ Éǰ Èǳ� Æǂ ÌºȈÈƻ � ÌǶ ÉǰÊǳÈ� ÉǽȂ ÉǬċºƫ¦ÈÂ�ÈċɎ ¦� ¦ÂÉƾÉƦÌǟ ¦�


Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤ÈÂ

باخلطاب، أي أن دعوته إبراهيم عليه السالمما حيدد زمن تلفظ القص آياتليس يف و ،﴾تـعلمون

مل تكن خمتصة بعيدهم اخلاص، بل كانت دعوة عامة كررت يف العنكبوت سورة يف-عليه السالم–

دليل ذلك ما طوته هذه السورة من واقعة حتطيمه لألصنام اليت جرت يف و ، مناسباتو عدة مقامات

.عيدهم اخلاص

آخر سورة نزوال العنكبوت سورة هذه السورة، إذ تعدنزول زمنـبهناك سبب آخر له عالقة و

يف الشعراء، الصافات، األنبياءملا سبقتها سور و مع قومه،م عليه السالمإبراهيوردت فيها قصة

أمجلت ما ذكر من تفاصيل يف السور اليت و سرد تفاصيل احلكاية، أوجزت هذه السورة يف سرد القصة

.اإلجيازو من باب اإلمجال ) قومه(سبقتها نزوال، فلزم ذلك االقتصار على

):ألبيه عليه السالم مناقشة إبراهيم(املقطع الثاين -ب

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل ﴿: قال تعاىل وإذ قال إبـ

).74،األنعام( ﴾مبني

﴾وال يـبصر وال يـغين عنك شيئاإذ قال ألبيه يا أبت مل تـعبد ما ال يسمع ﴿: قال تعاىل

).42،مرمي(


179

:موضع التشابه)1


األنعام ألبيه

آزر إبدال كلمة بكلمة

يا أبتمرمي

، فما سبب هذا االختالف يف مرمي سورةيف ﴾يا أبت ﴿و األنعام سورةيف ﴿آزر﴾ورد قوله

؟)أبيه(إىل والده إبراهيم عليه السالممع أن اخلطاب يف كليت اآليتني موجه من ، اخلطاب

:التحليل اعتمادا على السياق اللغوي

:سورة األنعام .1

إىل أن معىن )ه207ت(اءالفر ، إذ ذهب األنعام سورة الواردة يف ﴿آزر﴾أختلف يف معىن

يف )ه311ت(الزجاج تابعه يف ذلك و ،1»احلقه عابه بعوجه عن يف كالمهم معوج، كأن«آزر

وإذا قال (عندهم ذم يف لغتهم كأنه قال آزر «:فيقول، مبعىن خمطئ لديهلكلمة إذ وردت لتفسريه

وإذ قال إبراهيم ألبيه (قد يكون وصفا له كأنه قال و ،)أصناماإبراهيم ألبيه يا خمطئ أتتخذ

.3فيذهب إىل أن آزر هو اسم والد إبراهيم الزخمشريأما ،2»)املخطئ

الواردة يف ) أبت(بدال من األنعام سورةيف ) آزر(انطالقا من املعطيات السابقة، يفسر ورود و

:سورة مرمي من زاويتني

.340، ص 1، ج1983، 3الفراء، معاين القرآن، عامل الكتب، بريوت، ط-1

.265، ص 2، ج1988، 1عبد اجلليل عبده شليب، عامل الكتب، ط:وإعرابه، تحالزجاج، معاين القرآن -2.229، ص 2جالزخمشري، الكشاف، : ينظر - 3


180

):معوج/ خمطئ(آزر مبعىن - أ

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ ﴿يف قوله تعاىل) آزر(ذكر لفظ أصناما آهلة إين أراك وإذ قال إبـ

توبيخ، و ، ألن اخلطاب يف هذه اآلية خطاب تقريع )يا أبت( عوضا عن ﴾وقـومك يف ضالل مبني

إين أراك ﴿-إبراهيم عليه السالمعلى لسان نبيه - تعاىل قوله )خمطئ أو معوج(فصاحب وصف

كما – لوالده قال إبراهيم عليه السالم، فهما معنيان متناسبان، فكأن ﴾وقـومك يف ضالل مبني

لألصنام آهلة هو اعوجاج يف ، فاختاذ والده)خمطئ أتتخذ أصناما آهلةيا ( -الزجاجو الفراءذكر

هذه دلت ، إذ﴾إين أراك وقـومك يف ضالل مبني ﴿دليل ذلك قولهو احنراف عن احلق، و العقيدة

خطئه الكبري يف اختاذ األصنام آهلة، و إبراهيم عن العقيدة السليمة، والداحنراف و على اعوجاج يةاآل

-اليت تدل ، ﴿آزر﴾ه قول ﴾أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل مبني ﴿هلذا سبق قوله و

.اخلطأو على االعوجاج -الزجاجو الفراءحسب

:هو اسم والد إبراهيم آزر- ب

على هذا األساس تدل اآلية الكرمية و أن آزر هو اسم والد إبراهيم، –ا آنف - الزخمشريذكر

راهيم ألبيه آزر﴾﴿ خاطب أباه إبراهيم عليه السالميف أن على معىن آخر، يتمثل وإذ قال إبـ

فلماذا نادى ،﴾آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل مبني أتـتخذ أصناما آزر ﴿:قائال ) آزر(بامسه

.؟مرميالواردة يف سورة ) أبت(عوضا عن ) آزر(أباه بامسه عليه السالم إبراهيم

وإذ ﴿هذا السؤال ال يتأتى إال بإعمال السياق اللغوي، إذ توضح اآلية الكرمية لىواجلواب ع

راهيم إبراهيم عليه أن ﴾ ألبيه آزر أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل مبني قال إبـ

بامسه ، فخاطبه﴾إين أراك وقـومك يف ضالل مبني ﴿ متذمرا من ضالل أبيهو كان غاضبا السالم

العقيدة السليمة، مبعىن أن اخلطاب يف و احنرافه عن طريق احلق و متأفف من ضالله ليفهمه أنه ) آزر(

اليت ﴾إين أراك وقـومك يف ضالل مبني ﴿ما يعضد ذلك قوله و توبيخ، و هذه اآلية هو خطاب تقريع

وإصراره على أن والده وقومه يف ضالل مبني، فناسب هذا إبراهيم عليه السالمتدل على توكيد


181

، ليوصل اهلدف املنشود من الرسالة، واملتمثلة يف غضبه )آزر(والده بامسه التوبيخ مناداة التقريع و

.وتأففه من ضالل والده


إذ قال ألبيه يا أبت مل تـعبد ما ال يسمع وال يـبصر ﴿يف قوله تعاىل رميسورة مأما ما ورد يف

سورةمثلما جرى يف ، )آزر(عوضا عن ) ألبيه(بعد قوله ) يا أبت(من ذكر شيئا﴾وال يـغين عنك

«:قائال الزخمشريهذا ما يفصله و إرشاد، و عظة و مقام نصح - هنا -ألن مقام اخلطاب ؛األنعام

االرتكاب الشنيع الذي و يعظه فيما كان متورطا فيه من اخلطأ العظيم، و انظر حني أراد أن ينصح أباه

ساقهو رتب الكالم معه يف أحسن اتساق انسلخ عن قضية التمييز كيف و ، فيه أمر العقل عصى

.1»األدب اجلميلو اللني و الرفق و ف اللطو �ƨǴǷƢĐ¦�¾ƢǸǠƬǇ¦�ǞǷ�¼ƢǈǷأرشق

إىل والده خطاب نصح وعظة من ابن إىل أبيه، واآليات الكرميات -هنا - فاخلطاب املوجه

يا أبت إين قد جاءين .أبت مل تـعبد ما ال يسمع وال يـبصر وال يـغين عنك شيئاإذ قال ألبيه يا ﴿

ƢčȇÊȂ ÈǇ � ƢÅǗ ¦ÈǂÊǏ � È½Êƾ ÌǿÈ¢� Êř ÌǠÊƦċƫƢÈǧ� ÈǮ ÊƫÌƘÈȇ�ÌÈŃ� ƢÈǷ� ÊǶ ÌǴ

ÊǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ. يا أبت ال تـعبد الشيطان إن الشيطان كان

ƢčȈÊǐللر Èǟ �ÊǺ ÈÌŧ.ƢčȈÊǳÈÂ�ÊÀƢÈǘ ÌȈċǌ Ǵ

Êǳ�ÈÀȂ Éǰ ÈƬÈºǧ�ÊǺ ÈÌŧ ċǂ ǳ¦�ÈǺÊǷ�Æ§ ¦Èǀ Èǟ � ÈǮ ċǈ ÈÈŻ�ÌÀÈ¢�É» ƢÈƻ È¢� ÊËň Ê¤� Êƪ ÈƥÈ¢�ƢÈȇ﴾2 تربز أن ،

م هذا فلز ، ة يف النصحمالطفو لوالده فيه عتاب رقيق إبراهيم عليه السالماخلطاب الذي وجهه

.العطف يف هذا اخلطابو اللني و ملالءمة مقام الرفق ) آزر(عوضا عن ) يا أبت(اخلطاب ذكر

:فائدة

لني، و عطف و لوالده برقة إبراهيم عليه السالمنصح عن مرمي سورةيف أفصح اخلطاب

اخلليل عليه جلأ ، اإلرشاد إذ مل جيد خطاب الرفق نفعا مع والد إبراهيمو ملا طال هذا النصح و

.19، ص 3جاملصدر السابق، ، الكشاف، الزخمشري - 1.45-42سورة مرمي، اآليات -2


182

إبراهيم عليه ، فتظهر هذه األخرية تأفف األنعام سورةإىل خطاب التقريع والتوبيخ الوارد يف السالم

.ه يف ضالله املبنيإصراره على بقائو باع النصيحة ت اوتذمره من عناد والده يف السالم

سورةإذ بدأها يف تسلسل سري األحداث يف كتابه العزيز، هللا عز وجل فانظر كيف راعى

اإلرشاد الرقيق، مث أتبع ذلك و بذكر النصح اللطيف -األنعاماليت هي أسبق نزوال من سورة و – مرمي

من إبراهيم عليه السالمتذمر و بذكر تأفف -مرميهي متأخرة نزوال عن سورة و – األنعام سورةيف

بقائه يف ضالله املبني، فانظر كيف و ، إصرار أبيه على عبادة األوثانو ، والده بعد طول نصح له

هذا من بالغة و ، الوقائعو تناسب التسلسل الرتتييب لنزول السور مع التسلسل الرتتييب لسري األحداث

.إعجازهو الكرمي القرآن

ƨǳ®ƢĐ: (املقطع الثالث-ج ¦(

األصنام يف ةجمادلته إياهم حول سفاهة عبادو لقومه عليه السالم إبراهيموقعت مناقشة

.الصافات، الشعراء ،األنبياء، سور

تم هلا عاكفون ﴿: قال تعاىل قالوا وجدنا .إذ قال ألبيه وقـومه ما هذه التماثيل اليت أنـ

).53-52،األنبياء(﴾ آباءنا هلا عابدين

راهيم واتل عليهم نـبأ ﴿: قال تعاىل قالوا نـعبد أصناما .إذ قال ألبيه وقـومه ما تـعبدون .إبـ

فعونكم أو يضرون .قال هل يسمعونكم إذ تدعون .فـنظل هلا عاكفني قالوا بل وجدنا .أو يـنـ

).74-69،الشعراء( ﴾آباءنا كذلك يـفعلون

�ÈÀÂÉƾ.إذ قال ألبيه وقـومه ماذا تـعبدون ﴿: قال تعاىل ȇÊǂÉƫ� ÊċɎ ¦� ÈÀÂÉ®� ÅƨÈÊŮÈ¡� ƢÅǰ ÌǨÊƟÈ¢﴾

).86-85،الصافات(


183



الشعراء إذ قال ألبيه وقومه ما

// والنقصانالزيادة تعبدون

ذاالصافات

﴿ما -إبراهيم عليه السالمعلى لسان نبيه –تعاىل ه يف قول الشعراء سورةوقع السؤال يف

مقرتنة ) ما(باستعمال ﴿ماذا تـعبدون﴾يف قوله الصافات سورة، ويف )ما(باستعمال تعبدون﴾

؟النقصانو فما سبب هذه الزيادة، ) ذا(بـ

:على السياق اللغوي التحليل اعتمادا

مفردة أو مقرتنة ) ما(املعىن الذي تؤديه يفختالف االإىل عائدإن االختالف يف االستعمالني

:ح ذلك فيما يلييتوضو املعىن الوارد يف سياق كل آية، إىل اختالف و ، )ذا(بـ

:السياق النحوي-

معىن «: قائال ) ماذا(و) ما(االختالف يف االستعمال النحوي اخلطيب اإلسكايفيشرح

ما الذي : مبعىن الذي، واملعىن) ذا(وحدها امسا و) ما(يف كالم العرب على وجهني، أن تكون ) ماذا(

هو يف احلالني و أي شيء تعبدون، : امسا واحدا مبعىن) ذا(مع ) ما(اآلخر أن تكون و ، (...)تعبدون

.1»وحدها) ما(أبلغ من

.965، ص 2اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل،ج-1


184

هذا و وحدها يف الكالم، لة من ورودها لأقوى دالو أبلغ معىن ) اذ(هي مقرتنة بـو ) ما(ة النحوية لـفالدالل

ضح سبب ورود كل منهما يف سياقها املناسب، يو ) ماذا(و) ما(يني النحويني لـاالختالف بني املعن

.تمادا على السياق اللغوي لكل آيةيف شرحه اع اإلسكايفهذا ما يستفيض و

:سياق اآلية-

، غرض كل آيةو أن االختالف يف االستعمالني سببه االختالف يف غاية اإلسكايف يرى

رع استعمل قو ملا بالغ و كافية،) ما(التنبيه كانت -شعراءسورة ال –فلما قصد يف األول «: فيقول

.1»وحدها) ما(من فهو أبلغ ، ) (...)ماذا(هو و اللفظ األبلغ

إبراهيم عليه السالمأن ذلك ؛)ما(فناسبه االكتفاء بـكان تنبيها الشعراء سورة فألن ما ورد يف

سورة أما ما ورد يف،اإلرشادو غايته يف ذلك النصح و ه،ناقشهم يف ماهيتو معبودهم سأهلم عن

ƢǼǏȌǳ�Ƕē¿��عباد إبراهيم عليه السالمالتقريع، إذ أنكر عليهم و ، فكان مقصوده التوبيخ الصافات

اليت هي ،-ماذا– )ما(مسبوقة بـ ) ذا(بها التوكيد أقوى فناسو هذه الداللة أبلغ و ضالهلم،فوخبهم على

.مفردة)ما(من معىن أوكد و داللة أبلغ

: موضع التشابه ب)2


األنبياء قالوا

// النقصانو الزيادة وجدنا آباءنا

بلالشعراء

شعراءالزيدت يف سورة و ،﴾قالوا وجدنا آباءنا ﴿يف قوله تعاىل األنبياء سورةيف ) بل(نقصت

.النقصان ؟و الزيادة هذه ،فماسبب ورود ﴾الوا بل وجدنا آباءناق ﴿يف قوله تعاىل

.966ص ،2ج،السابقصدر كايف، املطيب اإلساخل - 1


185

):سياق النظم(التحليل اعتمادا على السياق اللغوي

قالوا بل وجدنا ﴿ يف قوله تعاىل آية الشعراءيف ) بل(سبب وقوع زيادة اإلسكايف يشرح

قالوا وجدنا آباءنا ﴿تعاىل يف قوله ألنبياءاسقوطها يف آية و ، )74الشعراء ( ﴾آباءنا كذلك يـفعلون

ألن يف سورة الشعراء تقدم سؤال «: اعتمادا على سياق السرد يف كل سورة، فيقول﴾هلا عابدين

فعونكم أو يضرون .قال هل يسمعونكم إذ تدعون ﴿أضربوا عنه ونفوا ما تضمنه ألنه قال ﴾أو يـنـ

��ȏÂ�ǞǸǈȇ�ȏ�ƢǷ�Ƕē®ƢƦǟ�ǺǷقالوا مضربني عن هذه األشياء اليت وخبوا عليهاو ، )73، 72الشعراء (

ما نفاه إبراهيم عليه السالم دفعواȇ�À¢�Ƕđ¦ȂƳ�Ŀ�ȆǔƬǬȇ هنا، فألن السؤال )(...نفع وال يضر ي

.1»أضربوا عنه إضراب من ينفي األول ويثبت الثاين

�ƢǷƾǠƥ�Ǯو ما يدافعون به عن آهلتهم عليه السالم إبراهيمفلما مل جيد قوم ǳÂ��ÀƢƯÂȌǳ�Ƕē®ƢƦǟ

ال ينطق، و ال يسمع و ال ينفع و باحلجج الدامغة بأن معبودهم ال يضر إبراهيم عليه السالمواجههم

من إبراهيم عليه السالمحماولني نفي ما وجهه ،﴾بل وجدنا آباءنا كذلك يـفعلون﴿ مأجابوه بقوهل

.براهني حول سفه معبودهم

�ǶƬǨǰǟ�ǲȈƯƢŤ�ƢĔȂƬƸǼƫ�Ŗǳ¦�¿ƢǼǏȋ¦�ǽǀǿ�ƢǷ�¾Ƣǫ�Ǿǻȋ«األنبياء سورةيف ) بل(مل ترد زيادة و

وجدنا آباءنا هلا ﴿:تعبدون ما تنحتون، فقالواو قال هلم مل تفعلون ذلك و عليها، فكأنه سفه آراءهم

التوبيخ و براهينا، إذ كان مقتصرا على التنبيه و حججا هذه السورة لم يتضمن السؤال يف ،ف2»﴾عابدين

وجدنا ﴿جاءت اإلجابة مقتصرة على قوهلم ك للذو للحجج الدالة على سفه معبودهم، ددون سر

.)بل (دون زيادة﴾آباءنا هلا عابدين

.904، ص 2ج،السابقصدر طيب اإلسكايف، املاخل - 1 .903ص ،2املصدر نفسه، ج-2


186

ما و تقريعه وتوبيخه لقومه على ضالهلم، إذ تربأ من آهلتهم عليه السالمبراهيم إتابع و

لعله يعيدهم بذلك إىل طريق احلق، فما كان جزاؤه إال إقدام أقدم على حتطيمهاو ، بدونه من أصناميع

نبيه من مكيدة و جل عبده و هللا كانت العالية واألوىل، إذ أجنى هللا عز كلمة لكن و قومه على حرقه،

.وجيهالتو بالتحليل املبحث املوايل يتناولههذا ما سو قومه،


187

:جناة إبراهيم عليه السالم من كيد قومه - ثانيا

قام بتحطيمها سعيا منه إىل تنبيه قومه إىل و ، مما يعبده قومه من أوثان إبراهيم عليه السالمتربأ

قدامهم على حرقه عليه إه على ذلك إال لكن ما كان جزاؤ و ، حقيقة ضالهلمببيان و ، سفه معبودهم

.شر فعلهم و جل من مكيدة قومه و فاجناه هللا عز، السالم، عقابا له على حتطيمه ألصنامهم

.التربؤ من عبادة األصنام: املقطع األول- أ

).78،األنعام( ﴾قال يا قـوم إين بريء مما تشركون ﴿: قال تعاىل

تم ما كنتم تـعبدون ﴿: قال تعاىل تم وآباؤكم األقدمون .قال أفـرأيـ إال فإنـهم عدو يل .أنـ

.وإذا مرضت فـهو يشفني .والذي هو يطعمين ويسقني .الذي خلقين فـهو يـهدين .رب العالمني

).81-75،الشعراء( ﴾والذي مييتين مث حييني

راهيم ألبيه وقـومه إ ﴿: قال تعاىل ).26، الزخرف( ﴾نين بـراء مما تـعبدون وإذ قال إبـ

راهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآء ﴿: قال تعاىل قد كانت لكم أسوة حسنة يف إبـ

�¦ÈƾÈƥÈÂ�ÌǶ ÉǰÊƥ�ƢÈǻÌǂ ÈǨÈǯ�

ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ�Ƣċ

ÊŲ ÈÂ�ÌǶ Éǰ ÌǼÊǷ نكم العداوة والبـغضاء أبدا حىت تـؤمنوا نـنا وبـيـ بـيـ

�È°�Ç ÌȆ Èǋ � ÌǺ

ÊǷ�ÊċɎ ¦� ÈǺÊǷ� ÈǮ Èǳ� ÉǮ ÊǴÌǷÈ¢� ƢÈǷÈÂ� ÈǮ Èǳ� ċÀÈǂ

ÊǨÌǤÈºƬÌǇ ÈÈȋ �ÊǾȈÊƥÈÊȋ �ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� È¾ÌȂ Èºǫ� ċȏ Ê¤�ÉǽÈƾ ÌƷ ÈÂ�

ÊċɎ ƢÊƥ بـنا عليك

نا وإ لنا وإليك أنـبـ ).4،املمتحنة( ﴾ليك المصري تـوك



//////األنعام

والزخرف احلذف والذكر إذ

إبراهيم

////املمتحنة


188

الواو يف تذ حذفإطن؛يف عدة موا من التشابه اللفظي وضعيف هذا املالذكر و مت احلذف

يف تذكر و ، ألنعاميف سورة ا )إذ( تحذفو ، الزخرفيف سورة تذكر و ، املمتحنةو األنعامسوريت

ذكرها يف سورة و ، املمتحنةواألنعام يف سوريت) إبراهيم ( حذفمت و ، املمتحنةوالزخرف سوريت

.يف هذه املواطن ؟الذكر و ،فما سبب احلذف الزخرف

:اللغويالتحليل اعتمادا على السياق

:حذف احلرف-

:حذف حرف الواو. أ

يف املمتحنةسورة يف و قال يا قـوم﴾﴿األنعام سورةيف حذف حرف الواو يف قوله تعاىل

راهيم﴾﴿تعاىل يف قوله الزخرف سورةثبت حرف الواو يف و ،إذ قالوا﴾﴿قوله هذا و ، وإذ قال إبـ

.آيةسياق كل إىل ما تطلبه عائد احلذف والذكر

سبقت هذه اآلية إشارة إىل بداية إذ السياق ذلك، لعدم تطلب املمتحنة سورةحذفت الواو يف ف

راهيم والذين معه﴾﴿ذلك يف قوله تعاىلو السرد إذ قالوا ﴿قولهو ، قد كانت لكم أسوة حسنة يف إبـ

قد كانت لكم أسوة ﴿ل ملا تقدمه من قولهيفصتو تفسري ﴾تـعبدون لقومهم إنا بـرآء منكم ومما

.حسنة﴾

�األنعام سورةيف -أيضا -حذفت الواو و ¤��ƢēȂƦƯ�®ǂǈǴǳ�¿ƢǠǳ¦�¼ƢȈǈǳ¦�Ƥ Ǵǘƫ�¿ƾǠǳ جاء

حلقيقة ضالل عبادة األصنام -عليه السالم- نتيجة اكتشافه ﴾يا قـوم إين بريء مما تشركون ﴿قوله

.جلو اهتدائه لعبادة هللا عز و

�µآية الزخرفثبتت الواو العاطفة يف و ǂǤǳ¦�ȄǴǟ�µ ǂǤǳ¦�Ǧ ǘǟ�ƢȀǴƦǫ�ƢǷ�ȄǴǟ�ƨǧȂǘǠǷ�ƢĔȋ

.من عبادة األوثان إبراهيم عليه السالمبداية سرد ملثال تربؤ و ، -كما تقدم آنفا –


189

:حذف إذ-

األنعامتطلب سياق ، لملمتحنةاو الزخرف سوريت وذكرت يف األنعام سورةيف ) إذ(حذفت

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ أصناما ﴿حذفها بسبب تقدم ذكرها يف بداية القصة يف قوله تعاىل وإذ قال إبـ

.1﴾آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل مبني

راهيم ألبيه وإذ قا﴿يف قوله تعاىل آية الزخرفيف ) إذ( وردتو كون هذه اآلية ﴾وقـومه ل إبـ

،)اذكر حني قال إبراهيم ألبيه وقومهو (تقدير الكالم و ، )حني( -هنا - )إذ( معىنو لسرد، لة بداي

.حسب ما تطلبه السياق من بداية السرد - هنا -فحسن ورود إذ

قد كانت لكم أسوة ﴿وذلك يف قوله تعاىل املمتحنةآية بالنسبة ملا ورد يف نفس األمر و

راهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآء منكم ا حني قالوا إن (مبعىن ﴾إذ ﴿، فقوله﴾حسنة يف إبـ

).براء منكم

:حذف الكلمة-

، قال تعاىل يف تيهمالتقدم ذكرها يف كل املمتحنةو األنعام سوريت يف) إبراهيم(حذفت كلمة

راهيم ألبيه آزر﴾﴿:األنعامسورة قد كانت لكم أسوة حسنة ﴿:املمتحنةيف سورة و ، وإذ قال إبـ

راهيم والذين معه ﴾قالوا لقومهم إنا بـرآء إذ ﴿و قال يا قـوم﴾﴿استغىن عن ذكره يف قولهو ، ﴾يف إبـ

.جتنبا للتكرار

لذلك حسن و فيما سبقها من آيات، م تقدم ذكرهدلع آية الزخرفيف ) إبراهيم(ت كلمة ثبتو

.خمتصة بإبراهيم عليه السالم -هنا -لإلعالم أن القصة وروده

.74سورة األنعام، اآلية -1


190



قال الزخرف، األنعام تغيري صيغة

قالوااملمتحنة

يف سورةىل ضمري اجلمع إو ، الزخرفو األنعام فعل القول اىل ضمري املفرد يف سوريت أسند

.؟الصيغة فماسبب التغيري يف ، املمتحنة


، ألن الفعل يف السورتني مسند إىل الزخرفواألنعام سوريت بصيغة املفرد يف ) قال(ورد الفعل

:ةويف الثاني ،﴾قال يا قـوم إين بريء مما تشركون ﴿، فقال يف األوىل- وحده – إبراهيم عليه السالم

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون ﴿ .﴾وإذ قال إبـ

، ذكر)قالوا(، ألنه تقدم هذا الفعل املمتحنةسورة يف ) قالوا(وذكر فعل القول بصيغة اجلمع

راهيم والذين معه ﴿ .الذين معهو ؛ أي أن القول مسند إىل إبراهيم عليه السالم ﴾إبـ



بريءإيناألنعام تغيري+ زيادة

براءإنينالزخرف

الزيادة وتغيري : بعضا ومهاوقع املتشابه اللفظي يف هذا املوضع يف نقطتني متعلقتني ببعضهما

.الصيغ


191


:الزيادة. أ

تابع هذه الزيادة ورود الرباءة و ﴾إنين ﴿ هقولب - زيادة النون– الزخرفآية ورد التوكيد يف

بصيغة ﴾بريء ﴿تابعها قوله و ،﴾إين ﴿األنعام آية مل ترد هذه الزيادة يفو ، .﴾بـراء ﴿املبالغة بصيغة

.ة املشبهةصفال

آية الزخرفيف﴾إنين ﴿هلذا ورد التوكيد يف و ، معلوم أن صيغة املبالغة أوكد من الصفة املشبهةو

األنعامآية مل ترد هذه الزيادة يف و ، ﴾بـراء ﴿بعدها من صيغة املبالغة لتتناسق مع ما ذكر

صيغة أخف توكيدا من و هي أقل داللة و ،﴾بريء ﴿شبهة املصفة من الما بعدها ،لتتالءم مع﴾إين ﴿

.املبالغة

:تغيري الصيغة. ب

وردت و ، ﴾إين بريء مما تشركون ﴿يف قوله األنعام سورةوردت الرباءة بالصفة املشبهة يف

.﴾إنين بـراء ﴿: يف قوله الزخرف سورةبصيغة املبالغة يف

أن إبراهيم «بـ األنعام سورةالرباءة بالصفة املشبهة يف سبب ورود فاضل السامرائيلل ويع

ظن أن الكوكب ربه، مث القمر مث الشمس، مث أعلن فعليه السالم كان يف مقام البحث عن احلقيقة،

وصفا للفاعل باحلدث على سبيل ) بريء(تعاىل الرباءة على لسانه بالصفة املشبهة و هللا سبحانه

.1»الثبوتو الدوام

كان يف رحلة حبث عن إبراهيم عليه السالمأن سببه األنعامسورة يف ﴾بريء ﴿فاستعمال لفظ

فـلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ريب فـلما أفل ﴿تعاىل قوله ا ظاهر يفذحقيقية املعبود، وه

.37فاضل صاحل السامرائي، التعبري القرآين، ص -1


192

فـلما رأى القمر بازغا قال هذا ريب فـلما أفل قال لئن مل يـهدين ريب .قال ال أحب اآلفلني

فـلما رأى الشمس بازغة قال هذا ريب هذا أكبـر فـلما أفـلت قال يا .ني ألكونن من القوم الضال

ذكر لفظ الرباءة ) السياق( فناسب هذا املقام). 78 - 76،األنعام( ﴾قـوم إين بريء مما تشركون

أعلن براءته و ، جل يف العبادةو إىل أحقية هللا عز تفطنه و إبراهيم عليه السالمبالصفة املشبهة، إلدراك

.الثبوتو على صفة الدوام مستعمال الصفة املشبهة الدالة على الدوام

ألن ؛﴾إنين بـراء مما تـعبدون ﴿يف قوله الزخرف سورةأما التعبري عن الرباءة بصيغة املبالغة يف

»� ¦Őǳ¦�ǽǀđ�ƾȇǂȇ�¿Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�ǶȈǿ¦ǂƥ¤ حقيقة إميانية وتعميقها وتثبيتها يف حياة البشرية كلها وإبقائها

وجعلها كلمة ﴿الكرمي بقوله معلما ثابتا للصاحلني من بعده من األجيال الالحقة، وهلذا عقب القرآن

.«1﴾باقية يف عقبه لعلهم يـرجعون

ألن ما قصده ؛د اآلية الكرمية راما اقتضاه م هسبب الزخرفسورة يف ﴾بـراء ﴿فاستعمال صيغة املبالغة

هو تثبيت عقيدة إميانية يف أذهان البشرية مجعاء على مر ﴿إنين براء﴾: يف قوله إبراهيم عليه السالم

هذا املقصود من قوله الداللة على أعون علىو معىن ƾǯÂ¢�ƢĔȋ﴿براء﴾األزمان، فناسب هنا ذكر

).بريء(

:التشابه دموضع )4


األنعام مما

تشركون إبدال كلمة بكلمة

تعبدونالزخرف

- 28سورة الزخرف، اآلية.

.293البياين ودالئل مصدره الرباين، ص صالح عبد الفتاح اخلالدي، إعجاز القرآن -1


193

فما سبب ، من عبادة دون هللا الزخرف سورة يفو ، من الشرك األنعاموردت الرباءة يف سورة

.هذا االختالف؟


على وجود فرق معنوي بني الرباءة يف توجيهه هلذا املوضع صاحل عبد الفتاح اخلالدييعول

أوكد، ألن و أمشل و فالرباءة الثانية أعم ...« :فيقول جل،و الرباءة من عبادة غري هللا عز و من الشرك

أوكد ) براء(بريء فيها إعالن عن الرباءة لكن الرباءة يف و ، (...)معىن العبادة أعم من جمرد الشرك

.1»أقوىو أمشل و

من بسبب ما سبقها األنعام سورة واردة يفال ﴾تشركون ﴿ ذكر صاحل عبد الفتاح اخلالدييعلل ف

سورةيف ﴾تـعبدون ﴿هو وقت إعالن الرباءة، أما ورودو ملا هلا من خصوص املعىن و ، ﴾بريء ﴿قوله

أعم من بريء، فناسب هذا و فهي حتمل معىن أمشل ، ﴾بـراء ﴿داللة العموم لكلمة ملالئمة الزخرف

.ذاك

:هناك سبب آخر يعود إىل سياق النظمو

عبادة األصنام، (ملناسبة ما تقدم ذكره من األنعام سورةيف ﴾تشركون ﴿إن ورود لفظ

)األصنام، الكوكب، القمر، الشمس(، فرافق التصريح بأنواع املعبودات )الشمسو القمر و والكواكب

.الشمسو القمر، و ،الكوكبو ي تشركون يف عبادتكم األصنام،، أ﴾تشركون ﴿ذكر لفظ

لعموم املعىن الذي ترمي ﴾ تـعبدون ﴿:قال الزخرف سورةمباهية املعبود يف ملا مل يرد تصريحو

.﴾تـعبدون ﴿إليه كلمة

.294صالح عبد الفتاح اخلالدي، املرجع السابق، ص -1


194

:موضع التشابه هـ)5


الزيادة والنقصانمما تعبدون//الزخرف

منكم واملمتحنة

فما سبب هذه الزيادة ، املمتحةزيدت يف سورة و ، فالزخر من سورة﴾منكم و ﴿ نقصت

.النقصان ؟و


راهيم ﴿يف قوله تعاىل آية املمتحنةيف ﴾منكم و ﴿يدتز قد كانت لكم أسوة حسنة يف إبـ

آية الزخرفحذفت يف و ،)4،املمتحنة( والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآء منكم ومما تـعبدون﴾

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما ﴿مإبراهيم عليه الساليف قوله تعاىل على لسان نبيه وإذ قال إبـ

.أ منه يف السورتنيذلك الختالف املوضوع املترب و ، )26، الزخرف(﴾ تـعبدون

أ من عبادة ه ترب قومه، أي أن هأ مما يعبدترب السالمإبراهيم عليه أن آية الزخرففيظهر سياق

قومه (شيئني على إبراهيم عليه السالمبراءة فيها فشملت آية املمتحنةأما جل،و غري هللا عز

ليشمل التربؤ قومه الكافرين، )منكم(بزيادة ﴾منكم ومما تـعبدون ﴿:، فقال)عبادة غري هللاو الكافرون،

نكم العداوة والبـغضاء أبدا حىت ﴿ أتبعه من قولهدليل ذلك ما و نـنا وبـيـ كفرنا بكم وبدا بـيـ

يين بأعلنت العداوة و ، من عبادتكم دون هللاو أنا أتربأ منكم : -لذين معه وا–قال فكأنه 1﴾تـؤمنوا

.بينكم حىت تؤمنواو

.4سورة املمتحنة، اآلية -1


195

:موضع التشابه و)6

ذلك يف قوله و ،سورة الشعراءيف إبراهيم عليه السالمخيتص هذا املوضع مبا ورد من قول

�ǲȈǴŬ¦�ǾȈƦǻ�ÀƢǈǳ�ȄǴǟ�ńƢē وإذا .والذي هو يطعمين ويسقني .﴿الذي خلقين فـهو يـهدين

).81-78،الشعراء( ﴾والذي مييتين مث حييني .مرضت فـهو يشفني

1موضع التشابه و:

نوع املتشابه اللفظي موضع التشابه اآلية

ـف80اآلية-78اآلية الزيادة والنقصان هو

//79اآلية

،﴾فـهو يشفني ﴿قولهو ، ﴾فـهو يـهدين ﴿يف اآليتني يف قوله تعاىل) الفاء(زاد حرف العطف

؟فما سبب ذلك، يف املواضع األخرى نقصت هذه الزيادةو

):الداليل/ النحوي(التحليل اعتمادا على السياق اللغوي

هي ﴿الذي خلقين فـهو يـهدين﴾تعاىل على لسان إبراهيم عليهالسالم إن الفاء الواردة يف قوله

فاهلداية ،1»هنا مبعىن اإلهلامهي و ، هداية هللا لإلنسان مالزمة له منذ خلقهو ، تعقب بال مهلة «فاء

�ƅƢǧ��ǪǴŬ¦�ƨǴƷǂǷ�Ƥ ǬǠƫ جلو من رمحته عز –يثبت فيه و خيلق اإلنسان تعاىل و سبحانه-

.اهلداية بالفطرة

.79، ص 2009، 1، دار دجلة، عمان، ط- دراسة فنية –حيي، البىن والدالالت يف لغة القصص القرآين هعماد عبد - 1


196

«فهي ، وإذا مرضت فـهو يشفني﴾﴿تعاىل على لسان نبيه الكرمي أما الفاء املذكورة يف قوله

ألن املرض متعلق بالشفاء، فإذا وجد املرض استدعى ذلك طلب ؛1»ليست عاطفةو رابطة للجواب

.الشفاء

والذي هو يطعمين ﴿تعاىل على لسان إبراهيم عليه السالم قولهمل يرد العطف بالفاء يف و

فلم يلزم ذلك ورود الفاء العاطفة ، سقاية فعالن متعلقان ببعضهما بعضاألن اإلطعام وال، ﴾ويسقني

.الرتتيب الزمينو الدالة على االتعقيب

2موضع التشابه و:


80-79-78اآلية الذي

هو الزيادة والنقصان

//81اآلية

فماسبب ، اإلحياءو اإلماتة يةآ يف نقصاإلطعام و و الشفتاء و يف آيات اهلداية )هو(الضمري زيد

.؟النقصانو ه الزيادة هذ

):سياق اآلية(التحليل اعتمادا على السياق اللغوي

حذف يف آية اإلماتة و ، السقايةو إلطعام او الشفاء و يف آيات اهلداية ) هو(ورد الضمري املنفصل

واحتاج ذكر اإلطعام ، ختصيص الفعل به دون غريهو توكيد ملعىن الكالم « )هو(ألن ذكر اإلحياء؛و

فكانت إضافة هذين الفعلني إىل هللا ، (...)¦�ǾǴǠǧ�ǪǴŬ¦�Ȇǟƾȇ�ƢŲ�ƢǸĔȋ�ƾȈǯȂƬǳ¦�¦ǀǿ�ń¤� ƢǨǌǳو

.2»أحد يدعي فعلهماال مل حيتج إليه إضافة املوت ألن و ، (...)تعاىل حمتاجة إىل لفظ التوكيد

.79املرجع السابق، ص،- دراسة فنية –لغة القصص القرآين البىن والدالالت يف ،عماد عبده حيي- 1.967، ص 2اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، جاخلطيب - 2


197

فالن هداين إىل : الشفاء قد يتوهم نسبتها إىل املخلوق، كقولنا مثالو السقاية و اإلطعام و فأفعال اهلداية

فالن أطعمين أو أسقاين، فلزم سبق تلك األفعال بالضمري و ، فالن شفاين مبعىن عاجلينو فعل كذا،

أما أفعال اإلماتة و صاحب تلك األفعال ال املخلوقات،تعاىل هو أن هللا سبحانه على للتوكيد ) هو(

، اإلماتةو اإلحياء و ��ǪǴŬ¦�ȄǴǟ�°®ƢǬǳ¦�ǽƾƷÂ�ȂȀǧ��ǲƳÂ�Ǆǟ�ƅƢƥ�ƨǬǴǠƬǷ�¾ƢǠǧ¢�ȆȀǧاخللقو حياءاإلو

يف آية ) هو(مل يلزم ورود الضمري هذا ول، لوق ادعاء أنه قادر على فعل ذلكال ميكن ألي خمو

.اإلماتةو اإلحياء

إمنا حاول و مل تتوقف دعوة إبراهيم عليه السالم عند تربئه من عبادة األوثان أمام قومه، و

إىل تنبيه سعيا منهنصحهم برتكها معتمدا يف ذلك على حتطيمها لعلهم يرجعون إىل جادة الصواب،

ال تستطيع و ��ƢȀǈǨǻ�ǞǨǼƫ�ȏ�ƢĔ¤�ǲƥ��ǞǨǼƫ�ȏو ال تضر اليت و ، ما يعبدونه من أوثانسفاهة إىل قومه

على ذلك سوى إقرار قومه بإلقائه يف النار عقابا له على حتطيمه الدفاع عن نفسها، فما كان جزاؤه

.-األصنام –هلتهم آل

).مكيدة قومه(اإللقاء يف النار : املقطع الثاين-ب

).68،األنبياء( ﴾قالوا حرقوه وانصروا آهلتكم إن كنتم فاعلني ﴿: قال تعاىل

�ċÀÊ¤�Ê°ƢċǼǳ¦�ÈǺ﴿: قال تعاىلÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ�ÉǽȂÉǫÊËǂ ÈƷ � ÌÂÈ¢�ÉǽȂÉǴÉºƬÌºǫ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�

ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ �ÈÀƢÈǯ�ƢÈǸÈǧ

).24،العنكبوت( ﴾يف ذلك آليات لقوم يـؤمنون

يانا ﴿: قال تعاىل نوا له بـنـ .)97، الصافات( ﴾فألقوه يف اجلحيم قالوا ابـ


198



//الصافات، األنبياء الزيادة والنقصان قالوا

أنالعنكبوت

،الصافاتواألنبياء سوريت، وسقطت هذه الزيادة يف العنكبوت سورةيف ) أن(زيدت

.النقصان فيهذا املوضع ؟و فماسبب وقوع الزيادة

):السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على السياق النحوي

إىل ما تطلبه السياق النحوي لآلية الكرمية، عائد سورة العنكبوتيف )أن(زيادةورود اسبب

قومه إال جواب فما كان(تقدير الكالم و ، مصدر مؤول وقع موقع اسم كان مرفوع ﴾أن قالوا﴿فقوله

اسم مؤوال وقع موقع امصدر ) قالوا(شكلت مع و ، هي أن املصدرية) قالوا(اليت سبقت ) أن(و، )مقوهل

).أن قالوا(لتكتمل عناصر املصدر املؤول )أن(، فلهذا زيدت كان

آييت ـلعدم تطلبها يف الرتكيب النحوي ل الصافاتواألنبياء حذفت أن املصدرية يف سوريت و

ما على عكس ﴾قالوا﴿ تعاىل بقوله) التنحيةو قصة اإللقاء (، إذ بدئت القصة الصافاتواألنبياء

.فما كان جواب قـومه إال أن قالوا﴾﴿العنكبوت وقع يف سورة


اللفظي املتشابه نوع موضع التشابه السورة

األنبياء

قالوا

// زيادة كلمة حرقوه

اقتلوه أوالعنكبوت

إبدال اجلملةابنوا له بنيانا فألقوه يف اجلحيمالصافات


199

فكان قرارهم باحلرق ، الورادة فيها باختالف السور إبراهيم عليه السالماختلفت إجابة قوم

قرارمهم يف سورة جاءو ،العنكبوتسورة القتل يفو دا بني احلرق دمرت و ، ءلنبياألاواضحا يف سورة

فما سبب هذا االختالف يف االجابات ، العنكبوتو ألنبياءا تلفا عما ورد يف سوريتخمالصافات

.القصة واحدة ؟و


:العنكبوتو األنبياء سوريت بني .1

سورة يف و ، متمثال يف احلرق األنبياء سورةيف إبراهيم عليه السالمورد قرار التخلص من

تـلوه أو حرقوه قا﴿مرتددا بني القتل واحلرق العنكبوت تـلوه ﴿، فما وجه زيادة ﴾لوا اقـ يف سورة ﴾اقـ

.؟العنكبوت

:سورة العنكبوت -

ذكرت موجزة جمملة، طوت كثريا من العنكبوت سورة أن القصة يف كما ورد سابقا

لقومه كان يف إبراهيم عليه السالماإلفصاح أن اخلطاب الذي وجهه فيها التفاصيل؛ إذ مل يتم

راهيم إذ قال لقومه ﴿إبراهيم عليه السالمذلك يف قوله تعاىل على لسان و ، عيدهم اخلاص وإبـ

�ÈÀȂ ÉǸÈǴÌǠÈºƫ� ÌǶÉƬÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤� ÌǶ Éǰ Èǳ�Æǂ ÌºȈÈƻ � ÌǶ ÉǰÊǳÈ�ÉǽȂ ÉǬċºƫ¦ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦ÂÉƾÉƦÌǟ ¦.�ÈÀȂÉǬÉǴÌÈţ ÈÂ�ƢÅǻƢÈƯÌÂÈ¢�

ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ� ƢÈċŶÊ¤

�ÊċɎ ¦� Èƾ ÌǼÊǟ � ¦ȂÉǤÈºƬÌºƥƢÈǧ� ƢÅǫÌ±Ê°� ÌǶ Éǰ Èǳ� ÈÀȂ ÉǰÊǴÌÈŻ� Èȏ � ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ� ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ� ÈǺ ȇÊǀ ċǳ¦� ċÀÊ¤� ƢÅǰ ÌǧÊ¤ الرزق واعبدوه

بلكم وما على الرسول إال البالغ .واشكروا له إليه تـرجعون بوا فـقد كذب أمم من قـ وإن تكذ

�ÈǴÈǟ.المبني � ÈǮ ÊǳÈ� ċÀÊ¤�ÉǽÉƾ ȈÊǠÉȇ�ċÉĽ �ÈǪ ÌǴÈÌŬ ¦�ÉċɎ ¦�É¥Êƾ ÌƦÉºȇ� ÈǦ ÌȈÈǯ�¦ÌÂÈǂÈºȇ�ÌÈŃÈÂÈ¢�ÆŚ

Êǈ Èȇ�ÊċɎ ¦�Ȅ. قل سريوا يف األرض

�Æǂ ȇÊƾÈǫ�Ç ÌȆ Èǋ � ÊËǲ Éǯ�Ȅ ÈǴÈǟ �ÈċɎ ¦�ċÀ

Ê¤�ÈÈǂÊƻ ÈÌȉ ¦�ÈÈƘÌǌ ċǼǳ¦�Éƞ

Êǌ ÌǼÉºȇ�ÉċɎ ¦�ċÉĽ �ÈǪ ÌǴÈÌŬ ¦�È¢ÈƾÈƥ�ÈǦ ÌȈÈǯ�¦ÂÉǂÉǜ ÌǻƢÈǧ. يـعذب من يشاء

-عد إىل املبحث السابق املقطع األول، موضع التشابه د.


200

تم .ويـرحم من يشاء وإليه تـقلبون �ÊċɎوما أنـ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺÊǷ�ÌǶ Éǰ Èǳ�ƢÈǷÈÂ�

Ê ƢÈǸ ċǈ ǳ¦� ÊĿ � Èȏ ÈÂ� Êµ Ì°ÈÌȋ ¦� ÊĿ �ÈǺ ȇÊǄÊƴ ÌǠÉÊŠ

§�Æ.من ويل وال نصري ¦Èǀ Èǟ � ÌǶÉÈŮ � ÈǮÊƠÈǳÂÉ¢ÈÂ� ÊŖ ÈÌŧ È°� ÌǺ

ÊǷ�¦Ȃ ÉǈÊƠÈȇ� ÈǮ

ÊƠÈǳÂÉ¢�ÊǾÊƟƢÈǬÊǳÈÂ�ÊċɎ ¦� Ê©ƢÈȇÈƖÊƥ�¦ÂÉǂÈǨÈǯ�ÈǺ ȇ

Êǀ ċǳ¦ÈÂ

�فما كان جواب قـو .أليم Ç©ƢÈȇÈÈȉ � ÈǮÊǳÈ� ÊĿ �ċÀÊ¤�Ê°ƢċǼǳ¦�ÈǺ

ÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ�ÉǽȂÉǫÊËǂ ÈƷ � ÌÂÈ¢�ÉǽȂÉǴÉºƬÌºǫ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�ÊǾÊǷ

.1﴾لقوم يـؤمنون

ما يظهر أن اخلطاب الذي وجهه العنكبوت سورة فال يوجد يف سياق القصة الواردة يف

واقع يف ، رك عبادة األوثان دعوة إىل عبادة هللا وتما تضمنه من و لقومه إبراهيم عليه السالم

.عيدهم اخلاص والذي حطم فيه أصنامهم

آلهلتهم، جاء حكم قومه إبراهيم عليه السالمواقعة حتطيم يف هذه السورة نظرا لطي القصة و

يفية ك بعه يف ذلك حذفتاو ،اإلجياز الواقع يف سرد القصةو احلرق ليناسب اإلمجال و مرتددا بني القتل

�﴿اكتفى بقولهو ، إبراهيم عليه السالمـجل لو عز إجناء هللا Ç©ƢÈȇÈÈȉ � ÈǮÊǳÈ� ÊĿ � ċÀÊ¤�Ê°ƢċǼǳ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ

.العنكبوتليناسب السرد املوجز للقصة يف سورة ،﴾لقوم يـؤمنون

مع اإلجياز تناسقامو احلرق جاء متناسبا و أن الرتدد بني القتل :ȂǬǳ¦�ǺǰŻ�¦ǀđ¾�و

ةما طوي من واقعو ، العنكبوت سورةيف مع قومه إبراهيم عليه السالماإلمجال الوارد يف سرد قصة و

.إبراهيم عليه السالمحتطيم األوثان من قبل

:األنبياءسورة -

قالوا ﴿ذلك يف قوله تعاىلو ، حبرقه واضحا عليه السالمإبراهيم قرار قوم األنبياء سورة ورد يف

مقتصرا و جاء هذا القرار واضحا و ، )68،األنبياء( ﴾حرقوه وانصروا آهلتكم إن كنتم فاعلني

إبراهيم عليه حادثة حتطيم من ذكر تقدمهالذي هو أعنف من القتل، ملالءمة ما و على احلرق

.24-16سورة العنكبوت، اآليات -1


201

�ÊċɎ﴿تعاىل على لسان نبيه اخلليل يف قولهذلك و ، أوثاناستهزائه مبا يعبدون من و آلهلة قومه السالم ƢÈƫÈÂ

قالوا .فجعلهم جذاذا إال كبريا هلم لعلهم إليه يـرجعون .ألكيدن أصنامكم بـعد أن تـولوا مدبرين

راهيم .من فـعل هذا بآهلتنا إنه لمن الظالمني عنا فـىت يذكرهم يـقال له إبـ قالوا فأتوا به .قالوا مس

راهيم .على أعني الناس لعلهم يشهدون قال بل فـعله كبريهم .قالوا أأنت فـعلت هذا بآهلتنا يا إبـ

تم الظالمون .ن كانوا يـنطقون هذا فاسألوهم إ فسهم فـقالوا إنكم أنـ مث نكسوا على .فـرجعوا إىل أنـ

�.رءوسهم لقد علمت ما هؤالء يـنطقون Èȏ ÈÂ� ƢÅƠÌȈÈǋ � ÌǶ Éǰ ÉǠÈǨ ÌºǼÈºȇ� Èȏ � ƢÈǷ�ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ� ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƬÈºǧÈ¢� È¾ƢÈǫ

��ÈÀȂÉǴÊǬÌǠÈºƫ.كم يضر ÈȐ ÈǧÈ¢�ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ�ƢÈǸÊǳÈÂ�ÌǶ Éǰ Èǳ�

ÇË» É¢. قالوا حرقوه وانصروا آهلتكم إن كنتم

راهيم﴾.فاعلني قـلنا يا نار كوين بـردا وسالما على إبـ1.

Ȃ¦�﴿ بكيد أصنامهم إبراهيم عليه السالمفتوعد ČǳÈȂ Éºƫ� ÌÀÈ¢� Èƾ ÌǠÈºƥ� ÌǶ Éǰ ÈǷƢÈǼÌǏ È¢� ċÀÈƾ ȈÊǯ ÈÈȋ � ÊċɎ ƢÈƫÈÂ

ه مما استهزاؤ و ، ﴾فجعلهم جذاذا إال كبريا هلم لعلهم إليه يـرجعون ﴿تنفيذه هلذا التوعد و ، ﴾مدبرين

قالوا ﴿املتمثل يف احلرق و يعبدونه يف خطابه املوجه لقومه، اقتضى كل ذلك ردا عنيفا من قبل قومه

).أصنامهم(بآهلتهم إبراهيم عليه السالمعلى ما فعله جزاء ﴾ حرقوه وانصروا آهلتكم

إبراهيم عليه السالمتعقيبا على ما فعله ﴾وانصروا آهلتكم إن كنتم فاعلني ﴿قوهلم جاء و

هذا ما وضح يف و ليه، جعلهم عاجزين عن الرد عو ما قدمه من براهني حول سفه معبودهم و ، بآهلتهم

تم الظالمون ﴿قوله تعاىل مث نكسوا على رءوسهم لقد علمت .فـرجعوا إىل أنـفسهم فـقالوا إنكم أنـ

نظرا ملا قدمه من براهني تؤكد إبراهيم عليه السالماب دعوة ، فلما أيقنوا بصو 2﴾ما هؤالء يـنطقون

مل جيدوا ما يدافعون به عن عن الرد عليه، - بعد ذلك –عجزوا و ال تضر، و على أن أصنامهم ال تنفع

.69-57سورة األنبياء، اآليات -1 .65 -64يتان سورة األنبياء، اآل-2


202

: دفاعا عن أحقيتها يف العبادة فقالواو انتصارا آلهلتهم -عليه السالم -آهلتهم املزعومة إال حرقه

.﴾آهلتكم إن كنتم فاعلني وانصروا ﴿

:الصافاتسورة .2

ذلك يف قوله و ، بإلقائه يف النار الصافات سورةيف إبراهيم عليه السالمورد قرار معاقبة

يانا فألقوه يف اجلحيم ﴿تعاىل نوا له بـنـ سورةبالتخلص منه خمتلفا يف جاء قرار قوم إبراهيم و ، ﴾قالوا ابـ

فما سبب هذا االختالف ، )احلرق/ القتل( األنبياءوالعنكبوت سوريتعما ذكر يف الصافات

.والقصة واحدة؟

:اجلواب

ليتناسب مع ما األنبياءوالعنكبوت سوريت خمتلفا عما ورد يف الصافات سورةيف ورد القرار

هذه الداللة تقابلت و سرد، فاإللقاء كما هو معروف هو الرمي من األعلى إىل األسفل، التقدم من

راغاقرتان « إذ أفاد ، )93، الصافات(﴾فـراغ عليهم ضربا باليمني ﴿مع ما تقدمها يف قوله تعاىل

، فلما استعلى 1»اآلهلةعلى معىن استعالء إبراهيم عليه السالم املتناسق مع ضربه املستعلي على مع

جاء ردهم ﴾فـراغ عليهم ضربا باليمني ﴿تعاىل على أصنامهم يف قوله إبراهيم عليه السالم

يانا فألقوه يف اجلحيم ﴿بقوهلم نوا له بـنـ عليها ، رغبة منهم يف رد االعتبار آلهلتهم اليت استعلى﴾ابـ

جبعله أسفل السافلني من خالل رميه من األعلى إىل األسفل، فوردت ذلك و ، إبراهيم عليه السالم

ƨǤȈǐǳ¦�ǽǀđ�ƨǐǬǳ¦﴿ يانا فألقوه يف اجلحيم نوا له بـنـ ).األعلى/ األسفل(، لتقابل الداللتني ﴾ابـ

، اقتضاه اختالف السياق العنكبوت، األنبياء، الصافاتسورفاختلف التصريح بالقرار يف

.للقصة املسرودة يف كل سورةالعام

1-®��Ȇǫ¦ǂǠǳ¦�ȆǸǴǠǳ¦�ǞǸĐ¦�ƨǠƦǘǷ��À¡ǂǬǳ¦�ȂŴ��Ä°¦ȂŪ¦�°ƢƬǈǳ¦�ƾƦǟ�ƾŧ¢. ،58، ص 1974ط.


203

).اإلجناء: (املقطع الثالث -ج

،وأبطل مكائدهم من كيد قومه الضالني إبراهيم عليه السالمتعاىل نبيه و أجنى هللا سبحانه

..جعلهم أسفل السافلني و ، الشنيعة

)70،األنبياء( ﴾وأرادوا به كيدا فجعلناهم األخسرين ﴿: قال تعاىل

).98،الصافات( ﴾فأرادوا به كيدا فجعلناهم األسفلني ﴿: قال تعاىل



واألنبياء إبدال حرف حبرف أرادوا به كيدا

ـفالصافات

سورة يف و الرتتيب الزماين، و بالفاء الدالة على التعقيب الصافات سورةيف ) أرادوا(عطف

حبرف الواو، فما سبب االختالف يف العطفني؟األنبياء


بإلقائه يف ذلكو ، التخلص منهب - الصافات سورة يف -عليه السالم إبراهيمقرار قوم متثل

يانا ﴿اجلحيم يف قوله تعاىل نوا له بـنـ وضحت هذه اآلية الكرمية الطريقة و ،1﴾فألقوه يف اجلحيم قالوا ابـ

تنفيذهم هلذا و يفية إجنازهم وك �ǶđƢǬǟÂ�ǶǿƾȈǯ�ǪȈƦǘƫ�Ŀ عليه السالم اليت اعتمدها قوم إبراهيم

ذلك بعد إضرام و ، إلقاء إبراهيم عليه السالم فيهو ، إذ استقروا على بناء بنيان عميق الشنيع الكيد

.النار فيه

.97اآلية ، سورة الصافات- 1


204

إىل استغراق حادثة اإللقاء يف نيان يتطلب وقتا زمنيا طويال، إضافةمعلوم أن إجناز هذا البو

نوا له قالوا ﴿ تعاىل اء لتتناسق مع ما تقدمها يف قولهبالف) أرادوا(، فأعقبت النار فرتة زمنية معينة ابـ

يانا فألقوه يف اجلحيم ).البناء، اإللقاء(الزمين يف سري األحداث الدالة على التسلسل ، ﴾بـنـ

بالواو لعدم تقدم تفصيل عن الكيفية اليت ) أرادوا(من عطف األنبياءسورة أما ما ورد يف

الوارد يف قوله إلقائه يف النار، بل اقتصر على التصريح بفعل احلرق و اعتمدها قوم إبراهيم يف معاقبته

دون ذكر كيفية التحضري والتنفيذ هلذا الكيد ،1﴾آهلتكم إن كنتم فاعلني حرقوه وانصروا ﴿ تعاىل

.بالواو اجلامعة ال الفاء املعقبة) أرادوا(الشنيع، فناسبها عطف


نوع املتشابه للفظي موضع التشابه السورة

األنبياء به كيدا فجعلناهم

األخسرين إبدال كلمة بكلمة

األسفلنيالصافات

، فما سبب الصافات سورة، وباألسفلني يف األنبياء سورة تمت اآلية الكرمية باألخسرين يفخ

.االختالف بني الوصفني؟

ألن يف هذه «: اختالف الوصفني قائالهذا السؤال موضحا سبب لىع الكرماينجييب

Ƃ﴿كادهم إبراهيم عليه السالم بقوله -األنبياء -السورة ÌǶ Éǰ ÈǷƢÈǼÌǏ È¢� ċÀÈƾ ȈÊǯ ÈÈȋ � ÊċɎ ƢÈƫÈÂ

، كادوا هم و

.68اآلية ، سورةة األنبياء- 1- 57سورة األنبياء، اآلية.


205

فجرت بينهما مكايدة، فغلبهم إبراهيم ألنه ، ﴾وأرادوا به كيدا فجعلناهم األخسرين ﴿ إبراهيم بقوله

Ǻȇǂǈƻȋ¦�¦ȂǻƢǰǧ�Ƕǿ®¦ǂǷ�Ǿǫ¦ǂƷ¤�ǺǷ�¦ȂǤǴƦȇ�Ń�ǶĔȋ�ǽȂƦǴǤȇ�ŃÂ�ǶȀǷƢǼǏ¢�ǂǈǯ«1.

ذلك لتصرحيه بوجود مكايدة و ، األنبياء سورةفتطلب السياق استعمال لفظ األخسرين يف

Ƃ﴿يف قوله إبراهيم عليه السالممتقابلة بني ÌǶ Éǰ ÈǷƢÈǼÌǏ È¢�ċÀÈƾ ȈÊǯ ÈÈȋ �ÊċɎ ƢÈƫÈÂ)بني قومه يف و ، )57، األنبياء

قـلنا يا نار كوين بـردا ﴿تعاىل لعدم جناحهم يف إحراقه الوارد يف قولهو ، وأرادوا به كيدا﴾﴿قوله

راهيم فناسب ، ﴾فجعلناهم األخسرين ﴿تعاىل ǾǳȂǫ�Ŀ�ƾȇƢǰŭ¦�Ŀ�Ƕē°Ƣǈƻو ، 2﴾وسالما على إبـ

. ذلك لفظ األخسرين

فجعلناهم فأرادوا به كيدا ﴿يف قوله تعاىل الصافات سورةيف ) األسفلني(ورود لفظ أما

يانا ﴿ ت عاىلذلك باالستعانة مبا تقدم من قوهلو الكرماين، يفسره ﴾األسفلني نوا له بـنـ قالوا ابـ

فأججوا نارا عظيمة وبنوا بنيانا عاليا ورفعوه إليه «: ، فيقول)97،الصافات(﴾فألقوه يف اجلحيم

ورموه منه إىل أسفل فرفعه هللا، فجعلهم يف الدنيا من األسفلني وردهم يف العقىب أسفل السافلني

.3»فخصت الصافات باألسفلني

ما سبق اآلية و ليتالءم ﴾األسفلني ﴿بقوله الصافات سورة يف ﴾فأرادوا به كيدا﴿فأعقب قوله تعاىل

يانا فألقوه يف اجلحيم من قوله ﴿ نوا له بـنـ الدالة على معىن السفول، إذ كان )97الصافات،(﴾ابـ

جعلهم هم األسفلني، و كيدهم، أفشلو فخيب هللا ظنهم هدف قوم إبراهيم جعل نيب هللا أسفل،

.النارأجناه من و رفعه و نبيه عليه السالم وعال

.178الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، ص -1

.69اآلية سورة األنبياء،-2.179الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، ص -3


206

:املقطع الرابع -د

�ċÀÊ¤�Ê°ƢċǼǳ¦�ÈǺ﴿: قال تعاىلÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ�ÉǽȂÉǫÊËǂ ÈƷ � ÌÂÈ¢�ÉǽȂÉǴÉºƬÌºǫ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�

ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ �ÈÀƢÈǯ�ƢÈǸÈǧ

).24، العنكبوت( ﴾يف ذلك آليات لقوم يـؤمنون

�﴿: قال تعاىل Ê©¦ÈÂƢÈǸ ċǈ ǳ¦�ÉċɎ ¦�ÈǪ ÈǴÈƻ 44،العنكبوت(﴾واألرض باحلق إن يف ذلك آلية للمؤمنني.(

إن يف ذلك آليات ﴿ تعاىل بقوله العنكبوتختمت قصة جناة إبراهيم عليه السالم يف سورة

﴿إن يف تعاىل قولهيف "44" الرابعة واألربعنياآلية مع خامتةوتقاطعت هذه اخلامتة ،﴾لقوم يـؤمنون

.﴾ذلك آلية للمؤمنني



24العنكبوت لـ إن يف ذلك

آيات اإلفراد واجلمع

آية44العنكبوت

يف و ، )آيات(بوت بصيغة اجلمع كالعشرين من سورة العنو األية الرابعة يف)آية ( وردت كلمة

،فما سبب هذا اإلفراد )آية(بصيغة املفرد -سورة العنكبوت–من نفس السورة ربعني األو ية الرابعة اآل

.اجلمع؟و


ما اقتضاه السياق اللغوي سببه أن االختالف يف اإلفراد واجلمع يف اآليتني ابن مجاعةيرى

ما فيها من تفاصيل و قصة إبراهيم عليه السالم، - 24اآلية –إن املراد هنا «: لكل آية، فيقول


207

ما فيها من و األرض فقط،و املراد خلق السموات -44اآلية –أحواله مع قومه، ويف الثانية

.1»آيات

إن يف ذلك آليات لقوم ﴿العنكبوت سورةمن ) 24( ناآلية الرابعة والعشرو فقد سردت

ما فعلوه به من عزمهم على قتله و ، مع قومه من تكذيبما القاه إبراهيم عليه السالم ﴾يـؤمنون

تـلوه أو حرقوه ﴿حرقه و أ وإجناء هللا تعاىل ،)24، العنكبوت(﴾فما كان جواب قـومه إال أن قالوا اقـ

Ƃ ﴿ تعاىل له يف قوله Ê°ƢċǼǳ¦�ÈǺÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ)،كل هذا السرد املطنب للوقائع تطلب ، ف)24العنكبوت

.إجناءو حرق و التفاصيل املذكورة آنفا من تكذيبلتناسب ، )آيات(ـعنه ب التعبري

�﴿باإلفراد يف قوله تعاىل) آية(ثبت لفظ و ċÀÊ¤� ÊËǪÈÌū ƢÊƥ� Èµ Ì°ÈÌȋ ¦ÈÂ�Ê©¦ÈÂƢÈǸ ċǈ ǳ¦�ÉċɎ ¦�ÈǪ ÈǴÈƻ يف ذلك

معجزة خلق ) آية(األرض، فقصد بقوله و ليناسب ما ذكر عن خلق السموات ﴾آلية للمؤمنني

.ليس ما مييزمها من تفاصيلو األرض، و السموات



44العنكبوت لـ

املؤمنني إبدال صيغة

يؤمنونقوم 24العنكبوت

يف قولهالالم و معرفة باللف بالصيغة االمسية بني اآليتني يف صيغة املؤمنني، إذ ذكرت غري

يف )قوم(مسبوقة باسم نكرة بالصيغة الفعلية و ، )44، العنكبوت( ﴾إن يف ذلك آلية للمؤمنني ﴿تعاىل

.)24،العنكبوت( ﴾يـؤمنون إن يف ذلك آليات لقوم ﴿ تعاىل قوله

.289ابن مجاعة، كشف املعاين، ص -1


208

معىن سياق كل آية، فريى أن سبب االختالف يف الصيغتني إىل ما تطلبه ابن مجاعةيعزو و

�ǲǰǳ�ƨȇ¡�ƢĔ¢�ǽƢǼǠǷو ، غريهمو فيه كل مؤمن من الصحابة وم يؤمنون العموم لتنكريه، فيدخللق «املراد

موه، باإلميان حال نزول اآليةالالم للمتصفني باألف بالتعريف و الذي بعده و قوم مؤمنني

.1»الصحابة

االستمرار، و الدال على التجدد ) يؤمنون(بالتنكري دال على العموم، واقرتانه بـ )قوم(قوله ف

،مع قومه عليه السالم معناه أن كل من يعرف بقصة إبراهيمو ،إبراهيم عليه السالممتصل بقصة

زمان تغريت األفإنه يؤمن مهما - كإجنائه من النار –املعجزات اليت صاحبت هذه القصة و

﴾لقوم يـؤمنون ﴿تعاىل ل يف زمرة املؤمنني قولهاالستمرارية يف الدخو و ب هذا العموم األوطان، فناسو

.التجددو الدال على العموم

�Èµ﴿الالم يف قوله تعاىلو معرفا باأللف ) للمؤمنني(أما ورود لفظ Ì°ÈÌȋ ¦ÈÂ�Ê©¦ÈÂƢÈǸ ċǈ ǳ¦�ÉċɎ ¦�ÈǪ ÈǴÈƻ

)املؤمنني(فسببه اقتصار املعىن على فئة معينة، ألن تعريف ﴾باحلق إن يف ذلك آلية للمؤمنني

كما أشار –يف هذه اآلية )املؤمنني(ـاملراد بو ، باأللف والالم جعله حمصورا ومقصورا على فئة معينة

نزول رافقت زمن هم الصحابة الكرام الذين كانوا مؤمنني يف تلك احلقبة الزمنية اليت -آنفا ابن مجاعة

.اآلية الكرمية

يتناسق مع كثرة اآليات و الدال على الكثرة ليتالءم ) لقوم يؤمنون(سبب ورود يعود رمبا و

الدال على القلة ليتوافق ) لمؤمننيل(ورود و ، ﴾آليات لقوم يـؤمنون إن يف ذلك ﴿تعاىل هالواردة يف قول

.﴾إن يف ذلك آلية للمؤمنني ﴿ تعاىل يف قوله)اآلية (مع إفراد لفظ

.289ص املصدر السابق، ابن مجاعة، كشف املعاين، -1


209

:وقوع البشرى- ثالثا

، إبراهيم عليه السالم بتبشريه بوالدة إسحاق عليه السالم اخلليل عبدهو نبيه جل و كافأ هللا عز

جزاء له على �ÃǂǌƦǳ¦�ǽǀđ�ǽȂǤǴƦȈǳ إىل إبراهيم عليه السالم مالئكة الكراملل جلو ه عز ذلك بارسالو

.قومه لضالل حماربتهو يف سبيل نشر دين احلق -عليه السالم - صربه وجتلده

).جميء الرسل: (املقطع األول-أ

راهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم فما لبث أن ﴿: قال تعاىل ولقد جاءت رسلنا إبـ

).69، هود(﴾ جاء بعجل حنيذ

راهيم ﴿: قال تعاىل هم عن ضيف إبـ منكم إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال إنا .ونـبئـ

).52-51،احلجر(﴾ وجلون

راهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن ﴿: قال تعاىل ولما جاءت رسلنا إبـ

).31،العنكبوت( ﴾أهلها كانوا ظالمني

راهيم المكرمني هل أتاك حديث ضيف ﴿: قال تعاىل إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال .إبـ

).25-24،الذاريات( ﴾سالم قـوم منكرون



هودو

لقد إبدال حرف حبرف جاءت رسلنا بالبشرى

ملا العنكبوت


210

راهيم بالبشرى ﴿ يف قوله تعاىل هوديف سورة ) لقد(وردت عدل عنها يف و ،﴾ولقد جاءت رسلنا إبـ

راهيم بالبشرى ﴿يف قوله تعاىل ) ملا(ىل إ العنكبوت سورة فما سبب هذا ،﴾ولما جاءت رسلنا إبـ

.اإلبدال بني احلروف ؟

):السياق اللغوي(سياق النظم لتحليل اعتمادا على ا

افتتاح حلكي قصة و بداية و ، هو عطف على قصة شعيب عليه السالم هود سورةإن الوارد يف

«) لقد(افتتاح القصة بـ و قومه،ما جرى من قصة لوط عليه السالم مع و ،بشارة إبراهيم عليه السالم

.1»﴾أرسلنا نوحا إىل قـومه ولقد ﴿نوح و لالهتمام به كما تقدم االهتمام بقصة شعيب

راهيم بالبشرى﴿ أما عطف مواصلة ملا تقدم العنكبوت سورةيف ) ملا(بـ ﴾جاءت رسلنا إبـ

ك املنكرات، دعاهم إىل تر مامع قومه، حينلوط عليه السالممن سرد تفاصيل قصة هذه اآلية

ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما ﴿وذلك اهريف قوله تعاىل ، به هزأوااستو فكذبوه

�Èś ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ. أئنكم لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم

�Èśالمنكر فما كان ÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦� ÈǺ

ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ� ƢÈǼÊƬÌƟ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ. قال رب

راهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه .انصرين على القوم المفسدين ولما جاءت رسلنا إبـ

.2﴾ن أهلها كانوا ظالمني القرية إ

قال رب انصرين على القوم ﴿تعاىل الوارد يف قوله لوط عليه السالمفاستجاب هللا لدعاء

§��Ƕđ أرسل مالئكته الكرام إلهالك قوم لوط و ، ﴾المفسدين ƢǬǠǳ¦�¾¦Ǆǻ¤Â أمرهم أن يبشروا و

وجاءت لتالءم ، 3»ينيةحملا ظرفية و «، بالذرية الصاحلة فجاءوا أوال إىل إبراهيم إبراهيم عليه السالم

.115، ص 2طاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج-1

.31-28سورة العنكبوت، اآليات -2.693، ص 20، ج5، مج1999، 7درويش، إعراب القرآن وبيانه، دار ابن كثري للطباعة والنشر والتوزيع، طحمي الدين - 3


211

وقوع و ، لوط عليه السالمهو سرد لقصة العنكبوت سورةألن الواقع يف التسلسل الزمين يف السرد؛

.مقطع من مقاطع السرد القصصيو ، البشارة هو فصل من فصوهلا



احلجر ضيف إبراهيم

// الزيادة والنقصان

املكرمنيالذاريات

سورةحذف هذا الوصف يف و ،)املكرمني(بـ الذارياتسورة وصف ضيف إبراهيم يف

.، فما سبب ذلك؟احلجر


سورة حذفها يفو ، )املكرمني( الذاريات سورة ورود الوصف يف فاضل صاحل السامرائييعلل

أن إبراهيم عليه « الذارياتيف سورة سياق النظم يف كل سورة، فقد ذكر ما يتطلبهسبب ب احلجر

�ǽȂȈƷ�ǶĔ¢�ǂǯو ، مل يذكر ذلك يف احلجرو ،﴾قال سالم ﴿: السالم حني حيوه فقال �ƢŶ¤ مل يذكر و

.1»التحية هو الذي يقتضيه اإلكرامال شك أن رد و ، أنه رد التحية عليهم،

ألن إبراهيم عليه السالم أكرمهم باملكرمني؛ الذارياتسورة يف إبراهيم عليه السالمفوصف ضيف

ا للتحية بل لعدم تضمن سياق السرد رد احلجر سورةحذف الوصف يف و برد التحية أحسن مما حيوه،

فحذف وصف املكرمني ألن ليس يف السورة ما ،﴾إنا منكم وجلون ﴿ ت على قولهالرد اقتصر

.لضيوفه إبراهيم عليه السالمح بإكرام يظهر أو يصر

.86فاضل صاحل السامرائي، ملسات بيانية يف نصوص من التنزيل، ص -1


212



ـف، الذارياتاحلجر احلذف والذكر قالوا سالما

//هود

سورة الواردة يف ) قالوا(أسقطت يف و ، بالفاء الذارياتواحلجر سوريتيف ) قالوا(أعقبت

.فما سبب ذلك؟، هود


الرتتيب الزمين يف تسلسل ثبوت الفاء الدالة على ب ﴿فـقالوا﴾حلجراو الذاريات سوريتيف ورد

عليه إذ دخلوا ﴿احلجرو الذاريات سوريتقال يف إذ ؛الفاألن ما قبلها تطلب ورود األحداث؛

هلذا و مبعىن أن إلقاء التحية أتى بعد الدخول، ، قالوا سالماعليه مث دخلوا ¢ǶĔ¢�Ä ؛فـقالوا سالما﴾

.أو القصلرتتيب الزمين يف مراحل احلكي بذكر الفاء ملناسبة ا قالوا﴾فـ ﴿:تعاىلقال

اإلعالم ر على اقتصو إبراهيم عليه السالمدخول املالئكة على هود سورةمل يذكر يف ملا و

راهيم بالبشرى﴿تعاىل مبجيئهم يف قوله ناسب ذلك حذف ﴾قالوا سالماولقد جاءت رسلنا إبـ

تفصيل لقصة البشرى اليت أخرب و ما تال اآلية من السرد هو تفسري و ﴾قالوا سالما﴿قولهو ، حرف الفاء

راهيم بالبشرى﴾﴿ عنها هللا عز وجل يف بداية القصة .ولقد جاءت رسلنا إبـ



الذاريات، هود قالوا سالما

قال سالم حذف مجلة

//احلجر


213

فما ، احلجر سورةمل يقع الرد يف و ، هودو الذاريات سوريترد إبراهيم عليه السالم التحية يف

.؟احلجرسبب حذف التحية يف سورة

:التحليل

):زمن النزول(اعتمادا على السياق املقامي -

عائد إىل تأخرها يف النزول عن احلجر سورةيف ) سالم(أن سبب وقوع حذف الكرماينيرى

:ǂȇƾǬƬǳ¦�Àȋ��®Ȃǿ�Ŀ�ƢËǸǟ�Ƣđ�ȄǨƬǯƢǧ�ǂƻƘƬǷ-سورة احلجر–ألن هذه السورة «:فيقول ، هود سورة

﴾م ال س ال ق ﴿ه تعاىل يف قول -الكرماينحسب - هود سورةما ورد يف ف ،1»فقالوا سالما قال سالم

سورةوقوع هذا احلذف راجع إىل االكتفاء مبا ذكر يف و ، احلجر سورة هو تفسري للحذف الواقع يف

.احلجرلكون هذه األخرية أسبق نزوال من سورة ، هود

أن و ، صحيحا الكرماين طرحه هذا املقام، إن كان مالكن السؤال الذي يطرح نفسه يف و

، ﴾م ال س ال ق ﴿ ذارياتالإىل زمن النزول، فلماذا ذكر يف سورة عائد احلجر سورة وقوع احلذف يف

.؟احلجر سورةزول عن متأخرة يف الن مع أن هذه األخرية

عائد الذارياتو هود سوريت وعدمه يف احلجر سورة السبب يف وقوع احلذف يف :اجلواب

.إىل السياق العام للقصة يف كل سورة

:السياق اللغوي-

إبراهيم عليه السالمورد ذكر و اإلحسان، و ال جرم أن التحية صفة من صفات اإلكرام

) مكرمون(�ǶĔƘƥ�ǶȀǨǏÂ�ƢǸǴǧ��¿¦ǂǯȍ¦�ǾȈǔƬǬȇ�Äǀǳ¦�Ȃǿ�ƨȈƸƬǳ¦�®°�Àȋ«؛الذاريات سورة للتحية يف

.156الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، ص -1


214

ملناسبة ما تقدمها من وصف ضيف الذاريات سورة فثبت رد التحية يف،1»ناسب ذلك ذكر التحية

راهيم تعاىله ذلك يف قولو ،املكرمنيب عليه السالمإبراهيم ﴿هل أتاك حديث ضيف إبـ

.)24، الذاريات(المكرمني﴾

ضيوفه ل إبراهيم عليه السالممن إكرام ليتناسب مع ما ذكر هود سورةيف رد التحية ورد و

الدالة على اإلكرام ، 2﴾فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴿ذلك يف قوله تعاىلو بالعجل احلنيذ،

اإلحسان تناسق مع التصريح بالبشرى و كل هذا اإلكرام و ، اإلحسان فسبق ذلك إكرام برد التحيةو

راهيم بالبشرى قالوا سالما قال ولقد جاءت ﴿الوارد يف بداية القصة يف قوله تعاىل رسلنا إبـ

.)69،هود(﴾سالم

عوضا ﴾إنا منكم وجلون ﴿بقوله احلجر سورةيف على التحية إبراهيم عليه السالم كان ردو

، 3ألن ليس يف سياق السورة ما يدل على إكرام إبراهيم عليه السالم للمالئكة؛) سالم(عن قوله

«�و للتعبري عن خوفه، ﴾إنا منكم وجلون ﴿فصرح بقوله ȂŬ¦�¦ǀđ�ǾŹǂǐƫ�ǞǼŻ�ƢǷ�½ƢǼǿ�ǆ Ȉǳ الفزعو-

هود سوريتكما هو وارد يف ، ، كورود وصف اإلكرام أو أوجه اإلكرام من إطعام الضيف-الوجل

.ياتالذار و

:مالحظة

﴾قال سالم قـوم منكرون ﴿ تعاىل ورود قوله سبب عن - يف هذا الصدد - للسائل أن يسأل

هل أتاك ﴿تعاىل من وصف لإلكرام يف قوله الذاريات سورة، فإن كان ما ورد يف الذاريات سورةيف

راهيم المكرمني فقد يتبادر ، ؟﴾قـوم منكرون ﴿:، فلماذا رد عليهم التحية مث قال﴾حديث ضيف إبـ

.84من التنزيل،صفاضل صاحل السامرائي، ملسات بيانية يف نصوص -1

.69سورة هود، اآلية -2.84صاحل السامرائي، ملسات بيانية يف نصوص من التنزيل، صفاضل :ينظر -3


215

فما رد التحية إكراما للمالئكة،و كرام للوهلة األوىل أن هذا الرد متناقض مع وصف اإل إىل الذهن

.؟ ﴾قـوم منكرون ﴿ سبب ورود

:اجلواب

وم منكرون ﴿إبراهيم عليه السالمالواقع أن قول ختفتا «إمنا قاله و ،مل يصرح به لضيوفه﴾قـ

م و ﴿قـ فقوله ،1»هم قوم منكرونفتقدير الكالم ، إذ ليس من اإلكرام أن جياهر الزائر بذلك

هل أتاك حديث ضيف ﴿تعاىل لوارد يف قوله يناقض ما تقدم من وصف اإلكرام امل ﴾رون ك من

راهيم المكرمني﴾ .قال سالم﴾﴿ حسان املتمثل يف رد التحيةمل ينقص من فعل اإلو ، إبـ


نوع املتشابه الفظي موضع التشابه السورة

هود تغيري احلركة اإلعرابية سالم سالما

الذاريات

الثانية بالرفع يف قولهو ، قالوا سالما﴾﴿ تعاىل صب يف قولهاألوىل بالن) سالما(وردت

اإلعرابية؟ ركة، فما سبب هذا التغيري يف احلقال سالم﴾﴿تعاىل

):النحوي(السياق اللغوي التحليل اعتمادا على

هإن «: رفعها يف الثانية تعليال حنويا دالليا، فيقولو يف األوىل ) سالما(نصب الزخمشرييعلل

هي عبارة مؤذنة حبدوث و ، األصل نسلم عليكم سالماو ، نصب األول ألنه مصدر سد مسد الفعل

.358، ص 26طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، ج-1


216

كأنه قصد أن ، على إثبات السالمأما سالم إبراهيم بالرفع أي عليكم سالم للداللة و التسليم عليهم،

.1»حييهم بأحسن مما حيوه

على عكس النصب الدال على التجدد بتجدد ، دال على الثبات الزخمشري فالرفع كما أشار

إبراهيم داللة من النصب، هلذا وردت حتية و وأقوى معىن أوكد و منه فالرفع أبلغ و حدث إلقاء التحية،

تناسب و ، ذلك من باب اإلكرامو أبلغ من حتية املالئكة، و بالرفع لتكون حتيته أحسن عليه السالم

هل أتاك حديث ضيف ﴿تعاىل يف قوله الذاريات سورة مع اإلكرام الذي أحاطهم به الوارد يفهذا

راهيم المكرمني﴾ فما ﴿يف قوله تعاىل من إطعامه لضيوفه هود سورةيف الوارد و ، )24،الذاريات(إبـ

.)69،هود(﴾لبث أن جاء بعجل حنيذ

.اإلكرام: املقطع الثاين-ب

).26،الذاريات( ﴾فـراغ إىل أهله فجاء بعجل مسني ﴿: قال تعاىل

).69، هود( ﴾فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ﴿: قال تعاىل



ـفالذاريات إبدال حرف حبرف جاء

أنهود

فما سبب اإلبدال بني ، هود بأن سورةيف و، الذاريات بالفاء سبق الفعل جاء يف سورة

.؟احلرفني

.48، ص 1الزخمشري، الكشاف، ج-1


217


ألن ما يف الرتتيب الزمين؛و املفيدة للرتاخي بالفاء الذاريات سورةيف اء﴾﴿فج تعاىل ورد قوله

راهيم المكرمني ﴿ :قال تعاىل ،السورة يدل على ذلك إذ دخلوا عليه .هل أتاك حديث ضيف إبـ

ني .فـقالوا سالما قال سالم قـوم منكرون قـوم ﴿ه ول، فق1﴾فـراغ إىل أهله فجاء بعجل مس

هذا اخلوف و خاف من املالئكة حني دخوهلم عليه، إبراهيم عليه السالميدل على أن ﴾منكرون

فـراغ إىل ﴿ :تعاىل ين فقالبالفاء الدالة على الرتاخي الزم يف إكرامهم، فأتبعت -قليال –جعله يبطئ

، )قوم منكرون -املالئكة(�śǳȂȀĐ¦�ǾǧȂȈǓ�ǺǷ�ǾǧȂş -خفية-أخربهم و أي ذهب إىل أهله ؛ ﴾أهله

التسلسل يف بورود الفاء،الستلزام﴿فجاء بعجل مسني﴾: تعاىل قالف بعدها جاءهم بعجل مسنيو

التعقيب لتؤدي معىن ، وقوع الفارق الزمين بني حدث وآخر ذكر حرف الفاءو سري األحداث

.الرتتيب يف سري األحداثو

إبراهيم لعدم التصريح يف هذه األخرية خبوف هود سورةبأن املصدرية يف ) جاء(أما تقدم

فما ﴿تعاىلدليل ذلك قوله و من املالئكة، بل باشر إىل إكرامهم دون إبطاء، عليه السالم

عليه السالم هأي أن؛ 2»اء اللبث مبالغة يف العجلفانت «و، الدالة على اإلسراع بإكرام الضيف﴾لبث

فما لبث أن ﴿ :تعاىل قالو تسبق جاء بالفاءوهلذا مل ، إطعامه دون إبطاءو إكرام الضيف يف عجل

تقدير الكالم فما و ، مصدر مؤوال سد مسد الفاعل )جاء( مع) أن ( وشكلت، ﴾جاء بعجل حنيذ

.أي ما أبطأ يف إكرام ضيوفه ؛إبراهيم بعجل حنيذ لبث جميء

.26-24سورة الذاريات، اآليات -1.117، ص 12رير والتنوير، جطاهر بن عاشور،تفسري التح-2


218



الذاريات بعجل

مسني إبدال كلمة بكلمة

حنيذهود

فما سبب االختالف ،باحلنيذ هود سورةيف و بالسمني الذارياتسورة وصف العجل يف

.؟ما سبب اختصاص كل سورة بوصف معني و، فيالوصفني

:املقطعالتحليل اعتمادا على سياق

:سورة هود .1

فما لبث ﴿يف قوله تعاىل هودقبل التحليل ال بد من شرح معىن كلمة حنيذ الواردة يف سورة

املشوي وهو العجل احلنيذ هو «:معناها قائال طاهر بن عاشورإد يشرح ، ﴾أن جاء بعجل حنيذ

.1»إحضار الطعام للضيفاحملنوذ والشي أسرع من الطبخ فهو أعون على تعجيل

تعجيل الدال على التعجيل يف الضيافة اقتضاه ما ورد من مبالغة يف ) حنيذ(ل لفظ افاستعم

أسرع بالدالة على التعجيل فما لبث﴾﴿تعاىل ذلك يف قوله و يف إكرام ضيوفه إبراهيم عليه السالم

)فما لبث( للبثنتفاء ااألن ، لذارياتيف سورة االوارد ﴿فجاء بعجل مسني﴾ تعاىل مما ورد يف قوله

التعجيل يف إكرام الضيوف لزم و هذا اإلسراع و ، ﴿فجاء﴾من قوله وقوعا أسرع و أبلغ داللة و أقوى

تقدميه، وحصول ذلك يكون بطبخ العجل حمنوذا، إذ تعد هذه الطريقة يف و تعجيال يف طبخ الطعام

م ذكرها يف قدهذا التعجيل يف الضيافة تو أعون على تعجيل إحضار الطعام للضيف، و الطبخ أسرع

.فما لبث﴾﴿تعاىلقوله

.117، ص 12جاملرجع السابق، طاهر بن عاشور،تفسري التحرير والتنوير، -1


219

﴾بعجل حنيذ ﴿تعاىلقوله ذلك و وصف العجل باحلنيذ يف سورة هود، أن : خالصة القول و

- يف التعجيل يف إكرام ضيوفه إبراهيم عليه السالمسرعة تهالدال على طريقة الطبخ السريعة استلزم

.﴾فما لبث ﴿تعاىلالواضح يف قوله و ،-املالئكة

:الذارياتسورة .2

فـراغ إىل ﴿الوارد يف قوله تعاىل ، الذاريات سورةوصف العجل بأنه مسني يف أما اختصاص

ني﴾ جوده، إذ اختار و كرمه و للداللة على حسن ضيافة إبراهيم عليه السالم ، أهله فجاء بعجل مس

وصف ضيوفه هذا ما جاء مناسبا ملا تقدمه من و عجال مسينا إلكرام ضيوفه، إبراهيم عليه السالم

راهيم المكرمني ﴿ذلك يف قوله تعاىلو ،ÀȂǷǂǰÉǷ�ǶĔƘƥعليه السالم .1﴾هل أتاك حديث ضيف إبـ

فجاء ﴿تعاىلقوله كأنو عن طريق تضييفهم بعجل مسني، املالئكة أكرمإبراهيم عليه السالم أي أن

ني﴾ دليل على إكرامه عجال مسينا -عليه السالم-اختيارهو ، ﴾المكرمني ﴿ ر معىن قولهيفس بعجل مس

ني﴾ ﴿وذلك عن طريق تقدمي أجود ما لديه من املاشية ، للمالئكة هلذا وصفوا و ، بعجل مس

.باملكرمني

:مالحظة

تقدمي و للمالئكة إبراهيم عليه السالمقد يسأل السائل عن سبب عدم اإلخبار بإكرام

فما ، الذارياتو هود سوريتإعالم يف و على عكس ما ورد من تصريح ، احلجر سورة العجل هلم يف

.؟احلجر سورةسبب حذف هذا املقطع من القصة يف

عائد احلجر سورةلضيوفه يف عليه السالمإبراهيم إن السبب يف طي خرب إطعام :اجلواب

ما صرح به من شدة الفزع، جعلت املقام ال يتناسب و ، احلالة النفسية لسيدنا إبراهيم عليه السالم«إىل

.24سورة الذاريات، اآلية -1


220

هو غري موجود يف آيات احلجر، بل إن و ،انفتاحو ذكر التكرمي، فإن التكرمي حيتاج إىل انشراح نفسي و

.1»عدم االرتياحو كل تعبري فيها يدل على القلق

اخلوف الكبري الذي اعرتى إبراهيم عليه و ما تضمنه من إعالم عن القلق و احلجر سورةفمقام

تقدمي و ى حذف فصل اإلكرام اقتض ﴾إنا منكم وجلون ﴿تصرحيه بذلك يف قوله و ، أهلهو السالم

مل يكن يف حالة نفسية تسمح له بتقدمي األكل هلم، نظرا لفزعه إبراهيم عليه السالمألن العجل؛

.خوفه الكبري من إقبال املالئكة عليهو

.امتناع املالئكة عن األكل: املقطع الثالث -ج

هم خيفة قالوا ال ﴿: قال تعاىل ختف إنا فـلما رأى أيديـهم ال تصل إليه نكرهم وأوجس منـ

).70،هود( ﴾أرسلنا إىل قـوم لوط

هم خيفة قالوا ال ختف وبشروه بغالم عليم ﴿: قال تعاىل ).28،الذاريات( ﴾فأوجس منـ



نكرهمهود احلذف والذكر

//الذاريات

الذكر و فما سبب احلذف ، الذاريات وحذف يف سورةهود نكرهم يف سورة(ذكر الفعل

.الواقع يف هذا املوضع من املتشابه الفظي ؟



221


هل أتاك ﴿لتقدم ذكره يف بداية القصة يف قوله تعاىل الذاريات سورةيف ) نكرهم(حذف

راهيم المكرمني حديث ضيف مل ملا و ، 1﴾إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال سالم قـوم منكرون .إبـ

نكرهم وأوجس ﴿حسن ذكر ذلك يف قوله تعاىل هود سورةيف بداية القصة يف ) النكر(تقدم ذكر ي

هم خيفة .﴾منـ

،الصيغة الفعليةب﴾نكرهم ﴿هود سورةملاذا قال يف : هويقود هذا التحليل إىل سؤال آخر و

.ما الداعي إىل هذا االختالف يف الصيغتني؟و ، ﴾قـوم منكرون ﴿بالصيغة االمسية الذاريات سورةيف و

الواردة يف ﴾نكرهم ﴿يف قوله جودا مما وقعأسبق و الذاريات سورةما وقع يف ن إ :اجلواب

أثبت داللة ﴾قـوم منكرون ﴿بالصيغة االمسية يف قوله) النكر(مبعىن آخر أن التعبري عن ، هود سورة

نكر املالئكة - الذاريات يف سورة -؛ ذلك أن إبراهيم عليه السالم )نكرهم(من التعبري عنه بالفعل

حاال مما وقع يف و دام ذلك إىل حني تبشريه بالغالم، فكان النكر هنا أطول زمنا و حني دخلوا عليه

إال بعد أن رأى أيديهم ال هذه السورة يف ) النكر(م فعل ؛ إذ مل يت﴾نكرهم ﴿يف قوله هودرة سو

لم يقع فعل ،فنكرهم﴾فـلما رأى أيديـهم ال تصل إليه ﴿ذلك يف قوله تعاىلو ، تصل إىل العجل

يف هذه وقع كل على عكس ما ورد يف الذاريات، إذ إال بعد إكرامهم باأل هوديف سورة ) النكر(

.األخرية فعل النكر قبل إكرامهم، بل حني دخوهلم عليه

الدالة على الثبات - الذاريات سورة يف- االمسيةبالصيغة ﴿قـوم منكرون﴾هلذا الءم ذكر و

، إذ ناسب هود سورةورد يف مماأثبت حدوثا، و أدوم حاال و ألن الذكر فيها أسبق وقوعا الدوام؛و

الدالة على التجدد واالقتصار على زمن حدوث ﴾نكرهم ﴿التعبري على النكر فيها بالصيغة الفعلية

.الفعل

.25-24سورة الذاريات، اآليتان -1


222

ن املعىن الذي تضمنه قوله مفاده أ، ميكن إضافة توجيه آخرإىل التحليل السابق، إضافة

الوارد يف سورة - ، إذ يفيد األول ﴿نكرهم﴾ خيتلف عن املعىن الذي أفاده قوله ﴿قـوم منكرون﴾

يف هودسورة أما ما ورد يف و ��ǶȀǧǂǠȇ�ȏ� Ƣƥǂǣ�ǶĔȂǰǳنكرهم إبراهيم عليه السالمبأن -الذاريات

نكرهم ملا رآهم ال يأكلون، أي ارتاب منهم عليه السالمإبراهيم فإنه يدل على أن ﴿نكرهم﴾قوله

.مل يعرف إن كانوا يضمرون له الشر أو اخلريو



ـفالذاريات إبدال حرف حبرف أوجس

وهود

ما وجه ف ،هودبالواو يف سورة و الذارياتي سورة بالفاءف )أوجس(عطف الفعل

االختالف يف العطف يف السورتني؟


–بالفاء، ألن الوجس أو اخلوف )أوجس(عطف الذاريات سورةالواردة يف ية اآلاقتضت

عادة الناس يف ذلك الزمان «امتناع ضيوفه عن األكل، وإبراهيم عليه السالموقع بعدما رأى -هنا

بالبيت يضمر شرا ملضيفه ال يأكل، ألن أكل طعام القرىب كالعهد على السالمة من إذا كان النازل

عن األكل خاف منهم، - املالئكة - عزوف ضيوفه إبراهيم عليه السالمفلما الحظ ،1»األذى

.بينهم - أو عهد سالم–رفضوا األكل حىت ال تكون مساملة و ، شرالألنه ظنهم أناسا يضمرون له

.117، ص 12والتنوير، جطاهر بن عاشور،تفسري التحرير -1


223

امتناع املالئكة عن األكل، إبراهيم عليه السالمكان اخلوف مرحلة تابعة ملالحظة بذلك و

-�ƢĔȋالة على التعقيب والرتتيب الزمين،بالفاء الد الذارياتالواقعة يف سورة )أوجس(هلذا عطفت

.مرحلة ناجتة عن املالحظة - أوجس

متعلقان ) أوجس(و) نكرهم(ألن معىن ،هود سورةبالواو اجلامعة يف ) أوجس(أما عطف

هم خيفة ﴿ببعضهما بعضا؛ فقوله باخلوف منهم، أحس و أي أنه ارتاب ألمرهم ﴾نكرهم وأوجس منـ

.Ƣđ�ǾǬǴǠƬǳ) نكرهم(بالواو اجلامعة على ) أوجس(هلذا مت عطف و ، اعضببعضهما بفالفعالن متعلقان

.البشارة: املقطع الرابع -د

).70،هود( ﴾قالوا ال ختف إنا أرسلنا إىل قـوم لوط ﴿: قال تعاىل

).28،الذاريات( ﴾قالوا ال ختف وبشروه بغالم عليم ﴿: قال تعاىل

رك بغالم عليم ﴿: قال تعاىل ).53،احلجر( ﴾قالوا ال تـوجل إنا نـبش

:أ موضع التشابه)1


،الذارياتهود ال قالوا

ختف إبدال كلمة بكلمة

توجل احلجر

يف و ،)الختف(بقوهلم الذاريات وهود نة املالئكة إلبراهيم عليه السالم يف سوريتوردت طمأ

.ل بني الكلمتني ؟افماسبب اإلبد ،)ال توجل(بقوهلماحلجر سورة


224


كليت السورتني، فقال ملناسبة ما تقدمها يف ﴿ال ختف﴾قوله الذارياتو هود سوريتورد يف

هم خيفة ﴿:هود سورةيف تعاىل فأوجس ﴿:الذاريات سورةيف و ، )70،هود( ﴾نكرهم وأوجس منـ

هم خيفة﴾ أخفاه عن و إبراهيم عليه السالم، فاقتضى اخلوف الذي أحس به )28، الذاريات( منـ

حسب درجة خوفه الصامت، أن تكون إجابة املالئكة بطمأنته إكراما هلم، -املالئكة –ضيوفه

.﴿ال ختف﴾: فقالوا

الصيغة�ǽǀđقالوا ال تـوجل﴾﴿يف قوله تعاىل احلجر سورةيف الكرامإجابة املالئكة دو أما ور

، فلما صرح إبراهيم عليه 1﴾فـقالوا سالما قال إنا منكم وجلون ﴿تقدمها يف قوله تعاىلما اقتضاها

وأداة التوكيد ) وجلون(بالصيغة االمسية من دخول املالئكة عليه - أهلهو هو - روعه و السالم بفزعه

الضيوف، ناسب منة يف التعبري عن خوف أهل البيت للمبالغ ﴾إنا منكم وجلون ﴿قولهيف ) اإن (

الكبرية املعرباليت وردت حسب درجة خوفه و ، ل﴾ج و تـ ﴿ال :ذلك إجابة املالئكة املطمئنة له بقوهلم

.أكرب درجة من اخلوفو عنه بالوجل، ألنه أبلغ



أرسلنا إىل قوم لوطإنا هود

عليموبشروه بغالم احلجر إبدال مجلة جبملة

إنا نبشرك بغالم عليمالذاريات

.52سورة احلجر، اآلية -1


225

يف قوله تعاىل هود عدل عن ذلك يف سورةو ، الذارياتواحلجر وردت البشارة يف سوريت

.اجلملتني ؟ بدال يبإلا فماسبب،﴾قالوا ال ختف إنا أرسلنا إىل قـوم لوط ﴿

:راجع إىل سببني هود سورةد البشارة يف عدم ورو إن :التحليل

):الغرض(السياق اخلارجي -

قالوا ال ختف إنا أرسلنا إىل قـوم ﴿تعاىلوإمنا أردف بقوله هود سورةمل ترد البشارة يف

¦�Ƕđ°�¾ȂǇ°�¦Ȃǐǟ�¤�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�ŚǐŠ�ƨǜǟȂŭ «هو هودسورة ألن الغرض من ذكر القصة يف ؛﴾لوط

قدمت قصة إبراهيم لذلك للتنويه مبقامه عند ربه و مل تغن عنهم جمادلة إبراهيم، و العذاب، مفحل عليه

.1»على وجه اإلدماج

¤�ǾǷȐǟ¤�Ǻǟ�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�ń¤�¦ȂǴǇ°¢�ǶĔƘƥ�¿Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�ǶȈǿ¦ǂƥƜƥ�ƨǰƟȐŭ¦�°ƢƦƻهود سورةم يف قد تف

مصري قومه و لوط عليه السالمهو مقام خاص بسرد قصة سيدنا -هنا - بالبشارة، ألن املقام

ذلك واضح يف قوله و م اإلعالم بقرب هالك قوم لوط،ر التصريح بالبشارة، وقد هلذا أخ و الكافرين،

وامرأته قائمة فضحكت فـبشرناها بإسحاق ومن .قالوا ال ختف إنا أرسلنا إىل قـوم لوط ﴿تعاىل

).71-70، هود( ﴾وراء إسحاق يـعقوب


لتقدم اإلخبار ختف﴾قالوا ال ﴿تعاىل بعد قوله هود سورةقد يكون عدم ذكر البشارة يف

راهيم بالبشرى﴾﴿عنها يف قوله تعاىل أغنت عن ذكرها )البشرى(ـفقوله ب ، 2ولقد جاءت رسلنا إبـ

قرب هالك قوم لوط من بشارة كان عالم ا وقع بعد إمو ، قالوا ال ختف﴾﴿ تعاىل بعد قوله أخرى مرة

وامرأته قائمة فضحكت فـبشرناها ﴿وذلك واضح يف قوله تعاىل ،إبراهيم عليه السالمخمتصا بامرأة

.117، ص 12طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج-1. 69 اآلية هود، سورة -2


226

لىت أألد وأنا عجوز وهذا بـعلي شيخا إن هذا .بإسحاق ومن وراء إسحاق يـعقوب قالت يا ويـ

.)72-71،هود( ﴾لشيء عجيب

راهيم بالبشرى ﴿يف قوله تعاىل العنكبوتسورة نظري ذلك ما وقع يف و ولما جاءت رسلنا إبـ

رد يف هذه اآلية فلم ي، )31 العنكبوت( ﴾قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمني

ولما ﴿ تعاىل يف بداية اآلية يف قوله�Ƣđرة إلبراهيم عليه السالم لتقدمي التصريح اإعالم املالئكة بالبش

راهيم بالبشرى﴾ يعقوب عليهما و من إعالم البشارة بإسحاق -أيضا - ، وما تقدم جاءت رسلنا إبـ

نا له إسحاق ويـعقوب وجع ﴿:السالم، وذلك يف قوله تعاىل ة والكتاب ووهبـ لنا يف ذريته النبـو

يا وإنه يف اآلخرة لمن الصاحلني نـ ناه أجره يف الد فنظرا لسبق التصريح بالبشرى يف قوله، 1﴾وآتـيـ

نا له إسحاق﴾﴿تعاىل .الثالثنيو طوى ذلك يف اآلية الواحدة ووهبـ

:اخلامساملقطع -هـ

رك بغالم عليم ﴿: قال تعاىل ).53احلجر( ﴾إنا نـبش

).101الصافات ( ﴾فـبشرناه بغالم حليم ﴿: قال تعاىل

).28الذاريات( ﴾وبشروه بغالم عليم ﴿: قال تعاىل

:أ موضع التشابه)1


نبشركإنا احلجر

فبشرناهالصافات تغيري صيغة

بشروهو الذاريات

.27سورة العنكبوت، اآلية -1


227

الذاريات سورة يفو ،﴾فـبشرناه ﴿الصافاتسورة يف فعلية وردت البشارة بصيغة

رك ﴿احلجرسورة بصيغة امسية موكدة يف و ، ﴾وبشروه ﴿ فما سبب االختالف يف هذه ، ﴾إنا نـبش

.الصيغ؟

:السياق اللغويالتحليل اعتمادا على

:احلجرو الذاريات سوريت بني .1

إنا ﴿احلجر سورةبصيغة فعلية مقرتنة بضمري الغائب، ويف ﴾وبشروه ﴿الذارياتقال تعاىل

رك فما سبب هذا ، بصيغة املتكلم) نبشرك(الفعل و ) إنا(بصيغة امسية موكدة مكونة من ﴾نـبش

.االختالف؟

:اختالف الصيغتني يف اآليتني الكرميتني إىل سببني السامرائيفاضل صاحل يعيد :اجلواب

بالوجل منهم يف سورة احلجر واجهوه «أن إبراهيم عليه السالم ملا واجه املالئكة : أوهلما

رك بغالم عليم ﴿ :قالوا له ﴾إنا منكم وجلون ﴿بالبشرى، فإنه ملا قال هلم ملا مل و ، ﴾إنا نـبش

هم خيفة﴾﴿ يواجههم بذلك يف سورة الذاريات ذكره بصيغة الغيبة مل يواجهوه بالبشرى، فأوجس منـ

.1»﴾وبشروه ﴿بل وردت بصيغة الغيبة أيضا

الغائب، سببه االختالف يف التعبري عن اخلوف الذي و فاختالف طبيعة البشارة بني املتكلم

فقابلتها البشارة بالصيغة املناسبة فأوجس﴾﴿:تالذاريا سورة فقال يفسبق كل آية،

إنا ﴿ƢŮ�ƨđƢǌŭ¦�ƨǤȈǐǳƢƥ�°Ƣǌƥ�ƢȀƬǴƥƢǬǧ﴾ إنا منكم وجلون ﴿احلجر سورةقال يف و ، ﴾وبشروه ﴿هلا

رك﴾ .نـبش



228

بالصيغة احلجر سورة يفو بالصيغة الفعلية الذاريات سورةيف لبشرىا قوعن و أ: ثانيهماو

ذكر الوجل منهم بالصيغة «، فلما إبراهيم عليه السالمخوف االمسية، ليناسب ما قبلها من سرد

إنا ﴿ بشروه بالصيغة االمسية أيضا ﴾إنا منكم وجلون ﴿االمسية املوكدة يف سورة احلجر يف قوله

رك﴾ هم خيفة﴾﴿، وملا ذكر اخلوف منهم بالصيغة الفعلية يف سورة الذاريات نـبش بشروه فأوجس منـ

.1»﴾وبشروه ﴿ -أيضا -بالصيغة الفعلية

البشارة، و األمر يف هذه النقطة ال يتوقف فقط على املناسبة اللفظية بني صيغة اخلوف و

رك﴾﴿ر يف استعمال الصيغة االمسية إمنا يكمن الس و الصيغة الفعلية يف و ، احلجر سورة يف إنا نـبش

على ، الدوامو إىل ما تتميز به اجلملة االمسية عن الفعلية من الثبات الذاريات سورةيف ﴾وبشروه ﴿

أبلغ -هو معلومكما –االقتصار على زمن احلدوث، فاجلملة االمسية و عكس الفعلية اليت تفيد التجدد

.الفعليةأقوى تعبريا ومعىن من اجلملة و داللة

يف تكانت أقوى درجة مما ورد ﴾إنا منكم وجلون ﴿احلجر سورةألن حالة اخلوف يف و

هم خيفة﴾﴿الذاريات سورة أهله، و إبراهيم عليه السالمقابلتها زيادة يف طمأنة فأوجس منـ

رك﴾﴿ذلك بالتصريح بالبشارة بالصيغة االمسية و عليه السالم ǶȈǿ¦ǂƥ¤�ƨǻƘǸǗ�ȄǴǟ�ÀȂǟ¢�ƢĔȋ؛ إنا نـبش

قابل اإلحساس باخلوف غري و ¢��ǶȀȈǴǟ�ƨǰƟȐŭ¦�¾Ȃƻ®�śƷ�Ƕđ�ËǲƷ�Äǀǳ¦�ŚƦǰǳ¦�ǄǨǳ¦�ǺǷ�ǾǴǿو

هم خيفة﴾﴿الذارياتسورة املصرح به يف �Ǧالتصريح فأوجس منـ ƻ¢�ƢĔȋ�ƨȈǴǠǨǳ¦�ƨǤȈǐǳƢƥ�°ƢǌƦǳƢƥ

فأوجس ﴿ تعاىل وف اخلفيفة املعرب عنها يف قولهذلك ليناسب درجة اخلو داللة من اجلملة االمسية،

هم خيفة﴾ .منـ

.87، ص املرجع السابقفاضل صاحل السامرائي، ملسات بيانية يف نصوص من التنزيل، -1


229


عكس ما ورد على ﴾فـبشرناه بغالم حليم ﴿تعاىل بقوله الصافات سورةيف وردت البشارة

رك﴾﴿الذارياتو احلجر سوريتيف -الصافاتيف سورة –ألن البشارة هنا ؛ ﴾وبشروه ﴿إنا نـبش

فهي مسندة إىل املالئكة، أي أن الذارياتو احلجر سوريت يفجل، أما البشارة و مسندة إىل هللا عز

قصوهلذا السبب مل ت روه بالغالم، بش و املالئكة هم الذين حلوا ضيوفا على إبراهيم عليه السالم

.احلجرو الذاريات سوريت ما حكي يفعكس تفاصيل واقعة البشرى على الصافات سورة

هللا تعاىل ملا ألن بالفاء اليت تفيد اجلزاء؛ الصافات سورةيف ﴾فـبشرناه ﴿تعاىلعطف قوله و

مثيل و من ابتالءات يف سبيل نشر دين احلق إبراهيم عليه السالمما أصاب الصافات سورةذكر يف

يانا فألقوه يف اجلحيم ﴿ ذلك إلقاؤه يف النار نوا له بـنـ جل و كافأه هللا عز ، )97،الصافات(﴾ابـ

إلبراهيم جزاء ﴾فـبشرناه بغالم حليم ﴿: جلو بأن رزقه بغالم حليم، فقال عز جتلده و على صربه

.قومه قبلجور من و من ظلم على ما تكبده عليه السالم

الوارد يف إبراهيم عليه السالملدعاء اجواب ﴾فـبشرناه بغالم حليم ﴿قد تكون اآلية الكرمية و

السالم جل لدعاء إبراهيم عليه و فكانت استجابة هللا عز ، 1﴾رب هب يل من الصاحلني ﴿قوله تعاىل

.بأن رزقه بغالم حليم



الذاريات، احلجر بغالم

عليم إبدال كلمة بكلمة

حليمالصافات

.100سورة الصافات، اآلية -1


230

باحلليم، فما سبب الصافات سورةيفو ، بالعليم الذارياتو احلجر سوريتوصف الغالم يف

.؟الذارياتو احلجر سوريتعما ورد يف الصافات سورةاختالف الوصف يف

):السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

إىل ما تال اآلية من قص الصافات سورة وصف الغالم باحلليم يف سبب الغرناطي ويعز

أرى يف المنام أين أذحبك فـلما بـلغ معه السعي قال يا بـين إين ﴿حلكاية الذبيح الواردة يف قوله تعاىل

تلقى الذبيح عليه السالم ما أخربه به أبوه لعلمه «:فـيقول ، )102،الصافات( ﴾فانظر ماذا تـرى

فأحسن عليه ،(...)ل ومعىن حليم صابر حمتمل عظيم العق(...) أنه من أمر هللا بالرضا والصرب

.1»فناسب ورود هذا املوضع ورود وصف الذبيح باحللم، بنفسهمعزيا حمتسبا السالم جواب أبيه

فوصف الغالم باحلليم ملناسبة ما أبرزه الذبيح من صرب على االبتالء العظيم املتمثل يف الذبح،

عل ما تـؤمر ستجدين إن شاء ﴿عليه السالم ذلك ظاهر يف قوله تعاىل على لسان الذبيحو يا أبت افـ

�ÈǺ ȇÊǂÊƥƢċǐ ǳ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉċɎ ورود وصف آية الصافات تطلب السياق يف بذلك و ، )102، الصافات(﴾¦

بوالده اخلليل عليهما السالم، و على االبتالء الذي حل به ملناسبة ما ذكر من صرب الذبيح) احلليم(

.عينهو ألن الصرب العظيم هو معىن احللم

ذكر (...) ألنه مل يرد يف اآليتني « ؛الذارياتو احلجر سوريتالغالم بالعليم يف أما وصف

احلجر سوريتتضمن سياق لعدم ،فنظرا2»األمر بالذبح، ناسبها الوصف بالعلم وصفه باألنبياء

حلذف هذه القصة ، احلليمذلك عن وصف الغالم ب ىنغعليه السالم أسردا لقصة الذبيح الذارياتو

.ƢȈƦǻȋ¦�ƨǨǏ�ƢĔȂǰǳ�ǶȈǴǠǳƢƥ�ǾǨǏȂƥ يفكت وا ، نييف السورت

.726، ص2الغرناطي، مالك التأويل، ج-1.املصدر نفسه، الصفحة نفسها-2


231

:متفرقات-رابعا

وردت يف إبراهيم عليه السالمحتليل مقاطع خمتلفة من قصة يتناول هذا اجلزء من البحث

.الكرمي سور القرآن مواضع متفرقة من

:املقطع األول- أ

راهيم ألواه حليم ﴿: قال تعاىل ).114، التوبة( ﴾إن إبـ

راهيم حلليم أواه منيب ﴿: قال تعاىل ).75،هود( ﴾إن إبـ



التوبة إن إبراهيم لـ

حليمأواه التقدمي والتأخري

أواه حليم هود

فما سبب،هود سورةجرى عكس ذلك يف و ، التوبة سورةيف ) حليم(على ) أواه(قدم وصف

.يف هذا املوضع من املتشابه الفظي ؟ خريأالتو التقدمي وقوع

):سياق املقال(التحليل اعتمادا على سياق النظم

سورةففي لسورتني،ل إىل سياق النظم) أواه(و) حليم(التأخري بني كلميت و يعود سبب التقدمي

أن إبراهيم عليه السالم مع «ألن اآلية تبني ، أوال باألواه مث احلليم إبراهيم عليه السالموصف التوبة

ويستغفر له، فناسب هذا املراد رأفته وعلمه يتعطف على أبيه و لفرط ترمحه (...) قساوته و غلظة أبيه

.1»الذي هو معىن التفجع) أواه(مع ما وصف به إبراهيم

.604، ص1، جاملصدر السابقالغرناطي، مالك التأويل، -1


232

أنسب ƢĔȂǰǳو الشفقة، و الرمحة و ، ألن اآلية حتمل داللة التأوه )حليم(على ) أواه(هلذا قدمت و

راهيم ألبيه إال عن موعدة ﴿الستغفار إبراهيم عليه السالم، الوارد يف قوله تعاىل وما كان استغفار إبـ

.الشفقةو الرمحة و هذا االستغفار وجه من أوجه التأوه و ، )114، التوبة( ﴾وعدها إياه

جمادلته يف قوم «ملناسبة ما ذكر فيها من هود سورةيف ) أواه(عن ) حليم(أما تقدمي وصف

وذلك ، يفضل التأين والتأخري والعفولوط، ألن احلليم بطيء الغضب ال حيب املعاجلة بالعقاب بل

، ملالءمة ما جرى هود سورةباحلليم يف -عليه السالم-وصفهفتقدم ، 1»موضوع جمادلته يف قوم لوط

راهيم الروع ﴿من جمادلته للمالئكة يف قوم لوط، وذلك واضح يف قوله تعاىل فـلما ذهب عن إبـ

ذلك يفو أردفت هذه اآلية بوصف احلليم و ، )74،هود( ﴾وجاءته البشرى جيادلنا يف قـوم لوط

راهيم حلليم أواه منيب ﴿ قوله تعاىل املوطن الذي و ، فناسب كل وصف املوضع )75،هود(﴾ إن إبـ

.ورد فيه



التوبة إن إبراهيم

//ألواه حليم الزيادة والنقصان

منيبحلليم أواههود

نقصت هذه الزيادة و ،﴾منيب ﴿ بقوله تعاىلهود ابراهيم عليه السالم يف سورةزيد يف وصف

.من املتشابه اللفظي؟ النقصان يف هذا املوضعو فما سبب وقوع الزيادة ، التوبة يف سورة

.342، ص 2، الربع 2004، 1ط، القرآن الكرمي، دار الفكر، دمشق النظم يفحممد فاروق الزين، بيان -1


233

،:التحليل اعتمادا على سياق املقطع

؛ وذلك التوبة سورةنقصت هذه الزيادة يف و ،﴾منيب ﴿بقوله هود سورةالوصف يف يف زاد

وليس قبلها أو بعدها شيء يتعلق (...) مل يذكر يف سورة التوبة عن إبراهيم إال آية واحدة «ألنه

فلما زاد يف (...) املالئكة بذكر إبراهيم، يف حني فصل يف ذكر إبراهيم يف سورة هود وذكر شأنه مع

قابل اإلجياز يف و فرافقت الزيادة يف التفصيل زيادة يف الوصف، ،1»الكالم على إبراهيم زاد يف وصفه

.السرد إجيازا يف الوصف

:املقطع الثاين -ب

��ÊǾÊƬċȇÊË°É﴿: قال تعاىل ÌǺÊǷÈÂ�Éǲ ÌƦÈºǫ� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � ƢÅƷ ȂÉǻÈÂ� ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ� È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤�ÉǾÈǳ� ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂÈÂ

).84،األنعام( ﴾ويوسف وموسى وهارون وكذلك جنزي المحسنني داوود وسليمان وأيوب

�﴿: قال تعاىل čȐ ÉǯÈÂ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ� È¼ƢÈƸ ÌǇÊ¤�ÉǾÈǳ� ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂ�

ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺÊǷ� ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºȇ� ƢÈǷÈÂ� ÌǶÉÈŮÈǄ ÈºƬÌǟ ¦� ƢċǸÈǴÈºǧ

ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ ﴾)49،مرمي.(

نا له ﴿: قال تعاىل �Èśووهبـ ÊÊū ƢÈǏ �ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ � čȐ ÉǯÈÂ�ÅƨÈǴ

ÊǧƢÈǻ�È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ�È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤﴾ )72، األنبياء.(

:أ التشابهموضع )1


واألنبياء، األنعام الزيادة والنقصان وهبنا

//مرمي

.107، ص 2009، 1فاضل صاحل السامرائي، من أسرار البيان القرآين، دار الفكر، ط-1


234

نا﴿عطف قوله تعاىل ةر ونقصت الواو العاطفة يف سو و األنبياء بالواواألنعام يف سوريت﴾ووهبـ

.النقصان ؟و فما سبب هذه الزيادة ، مرمي


؛ مرمي سورةحبرف الواو، ومل يقع ذلك يف األنبياءو األنعام سوريتيف ) وهبنا(عطف فعل

على األنعام سورةيف وهبنا﴾و ﴿عطف قوله ا استدعاه السياق النحوي لكل آية، إذ ذلك بسبب مو

﴿آتـينا﴾راهيم على قـومه نـرفع درجات ﴿، أي عطف على قوله تعاىل1 ناها إبـ نا آتـيـ وتلك حجتـ

�ǲهذا معناه أن او ، )83، األنعام( ﴾من نشاء إن ربك حكيم عليم ƳÂ�Ǆ ǟ �ƅ إبراهيم عليه آتى

فلزم ،عليهما يعقوبوإسحاق أن وهب له ذلك أضاف إىلو ¦��ǾǷȂǫ�Ƣđ�°Ƣǫ�Äǀǳ¦�Ʋƴūالسالم

.على اآلية املتقدمة عنها ﴿وهبنا﴾ذلك عطف

ناه ولوطا إىل األرض اليت ﴿على قوله تعاىل األنبياء سورة يف ﴿وهبنا﴾ وقع عطفو وجنيـ

إضافة إىل إجنائه (معىن الكالم و ، )الرزق(اهلبة و بني اإلجناء وفجمعت الوا ،2﴾باركنا فيها للعالمني

.بإبراهيم عليه السالماجلزاءين لتعلقهما بني ، فجمع)وهبنا له إسحاق ويعقوب

، بسبب ما تقدم يف هذه اآلية الكرمية ﴿وهبنا له﴾ تعاىل يف قوله مرمي سورةيف الواو حذفتو

Ƃ﴿من قوله عز وجل ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºȇ�ƢÈǷÈÂ�ÌǶÉÈŮÈǄ ÈºƬÌǟ ¦�ƢċǸÈǴÈºǧ )؛ أي أنه ملا اعتزل إبراهيم )49، مرمي

متصال مبا ﴿وهبنا﴾فكان قوله ،3»آنسنا وحشته بولد«ما يعبدونه من أوثان و عليه السالم قومه

فـلما ﴿بقوله ﴿وهبنا﴾صال الت ) واو العاطفة(هلذا مل يلزم ثبوت و مكمال للسرد، و من حكي سبقه

Ƃ ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºȇ�ƢÈǷÈÂ�ÌǶÉÈŮÈǄ ÈºƬÌǟ ¦.

.316، ص 2ابن عطية، احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز، ج: ينظر -1

.71سورة األنبياء، اآلية -2.461، ص 13، ج2006، 1عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي، مؤسسة الرسالة، ط:اجلامع ألحكام القرآن، تحالقرطيب، -3


235



مرمي، األنعامإسحاق ويعقوب

// )زيادة كلمة(الزيادة والنقصان

نافلةاألنبياء

نا له إسحاق ويـعقوب نافلة ﴿يف قوله تعاىل) نافلة(كلمة األنبياء سورةزيدت يف ،﴾ووهبـ

نا له إسحاق ويـعقوب﴾﴿بقولهكتفى او،مرميو األنعام سوريتنقصت هذه الزيادة يف و ، فما ووهبـ

.سبب هذه الزيادة؟


يقال لولد الولد نافلة ألنه و (...) زيادة «) نافلة(معىن أن )ه671ت(تفسري القرطيبورد يف

يف - لتتناسق مع ما صرح به األنبياء سورةيف -اليت تعين الزيادةو –) نافلة(فوردت لفظة ،1»زيادة

لألصنام من حتطيمه ، ابتداء إبراهيم عليه السالممن االبتالءات اليت تعرض إليها -هذه السورة

�ÈǺ﴿يف قوله تعاىلالوارد ȇÊǂÊƥÌƾ ÉǷ�¦Ȃ ČǳÈȂ Éºƫ� ÌÀÈ¢�Èƾ ÌǠÈºƥ�ÌǶ Éǰ ÈǷƢÈǼÌǏ È¢�ċÀÈƾ Ȉ

Êǯ ÈÈȋ �ÊċɎ ƢÈƫÈÂ. فجعلهم جذاذا إال كبريا هلم

قالوا حرقوه وانصروا آهلتكم ﴿ على حرقهعزم قومه و ، )58-57، األنبياء( لعلهم إليه يـرجعون﴾

قـلنا يا نار كوين بـردا ﴿، وصوال إىل تنجيته من كيدهم املريع )68، األنبياء( ﴾كنتم فاعلني إن

راهيم ).70-69،األنبياء(﴾ وأرادوا به كيدا فجعلناهم األخسرين .وسالما على إبـ

، ناسبها إبراهيم عليه السالمالتصريح باالبتالءات اليت أصابت و فهذه الزيادة يف سرد األحداث

داللة على زيادة اجلزاء، فكأنه قال وهبنا له يعقوب كزيادة يف اجلزاء على ما لقيه ) نافلة(ذكر لفظ

.230، ص 14، جاملصدر السابقاجلامع ألحكام القرآن، القرطيب،-1


236

: وهلذا قال يف اجلزاء، جتلده على ذلك البالء املريع، فلزمت الزيادة يف البالء زيادة و صربه و من قومه،

.﴾ افلة ن ﴿

إبراهيم عليه السالملعدم التصريح فيهما مبا لقيه مرميو األنعام سوريتيف ) نافلة(وحذفت

ألبيه إبراهيم عليه السالمبسرد توبيخ األنعام سورةيف اكتفى ثل يف حرقه، إذمن كيد قومه املتم

ألبيه إبراهيم عليه السالمبسرد نصح مرمي سورةتصر يف قاو ه مما يشركون، تربئو على عبادته لألصنام

سوريتيف ) نافلة(هلذا السبب حذفت و يف اجلزاء، إمجاال برتك عبادة األوثان، فتطلب طي بالء احلرق

.مرميو األنعام



//األنعام الزيادة والنقصان كال

واألنبياء، مرمي

فما سبب وررد الزيادة ، األنعاممل يقع ذلك يف سورة و ,بالواو ألنبياءاو مرمي يف سوريت ﴾�čȐك ﴿عطفت

.النقصان يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي؟و


�ƢčȈÊƦÈǻ﴿ تعاىل ذلك يف قولهو مرميبالواو يف سورة ) كال(سبقت ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ � čȐ ÉǯÈÂ﴾ألن قوله ؛ :

﴿ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ﴾ يعقوب وجعلنامها أنبياء، و ننا وهبنا له إسحاق يعقوب فقط؛ أي أو متعلق بإسحاق

.ب ورود حرف الواو هناك وجلذلو

�Èś﴿األنبياء سورةيف تعاىل عطف قولهو ÊÊū ƢÈǏ �ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ � čȐ ÉǯÈÂ﴾ ألن قوله بالواو العاطفة؛﴿� čȐ Éǯ

وهبنا له إسحاق (معىن الكالم و ، عليهما السالم يعقوبوسحاق متعلق بإ ﴾جعلنا صاحلني


237

صالح األوالد و فحسن ورود الواو العاطفة اليت مجعت بني اهلبة ، )جعلنامها صاحلنيو ويعقوب

). يعقوبو إسحاق (

Ƃ﴿تعاىل يف قوله األنعام سورةحذفت الواو يف و ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯ�È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ�È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤�ÉǾÈǳ�ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂÈÂ ألن ؛

حىت ال يف هذه اآلية فلم ترد الواو ، عليهم السالم يعقوبو إسحاق و اهلداية هنا متعلقة بإبراهيم

بأن اهلداية ختص إبراهيم –ما يعضد هذا الرأي و يعقوب فقط، و يتوهم أن اهلداية متعلقة بإسحاق

بل ومن ﴿قوله تعاىل -من سبقه من أنبياءو ذريته و نا من قـ ذريته داوود وسليمان وأيوب ونوحا هديـ

يعقوب و مل تقتصر على إسحاق و باجلميع -هنا -، فتعلقت اهلداية 1﴾ويوسف وموسى وهارون

Ƃ﴿هلذا السبب مل تعطف و فقط، ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯبالواو، لعدم تطلب سياق اآلية ذلك.



األنعام

كال

هدينا

مرمي إبدال كلمة بكلمة جعلنا

نبيا

صاحلنياألنبياء

نا﴾﴿بقوله األنعام سورةيف ﴾�čȐك ﴿ تعاىل أتبع قوله جعلنا ﴿ بقوله مرمي سورةيف و ، هديـ

ƢčȈÊƦÈǻ﴾ ، التغيري يف هذه العبارات؟، فما سبب ﴾جعلنا صاحلني ﴿بقوله األنبياءسورة يف و.



238


:سورة األنعام.1

نا﴾﴿ بقوله األنعامآية تاختص تناسب مع ما تقدمها من سرد لقصة هداية هللا عز لت هديـ

يف رحلة حبثه عن حقيقة املعبود؛ إذ ظنه يف األول كوكبا مث قمرا مث مشسا، إبراهيم عليه السالمـجل لو

قال لئن ﴿ذلك يف قوله تعاىل و ،اهلداية ملعرفة دين احلق إبراهيم عليه السالمالرحلة طلب هذه بعدو

إىل هداه و ، ، فاستجاب هللا لدعائه)77،األنعام(﴾مل يـهدين ريب ألكونن من القوم الضالني

وحاجه قـومه قال أحتاجوين ﴿ذلك وارد يف قوله تعاىل و تعاىل، و عبادة هللا وحده سبحانه و دين احلق

�Êǟ �Ç ÌȆ Èǋ �ċǲ Éǯ� ÊËĺ È°�ÈǞÊǇ ÈÂ�ƢÅƠÌȈÈǋ � ÊËĺ È°�È ƢÈǌ Èȇ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�

ÊǾÊƥ�ÈÀȂ ÉǯÊǂ Ìǌ Éƫ�ƢÈǷ� É» ƢÈƻ È¢� Èȏ ÈÂ�ÊÀ¦Èƾ Èǿ � ÌƾÈǫÈÂ�

ÊċɎ ¦� ÊĿ لما أفال

Ƃ﴿ قوله تعاىلو ، 1﴾تـتذكرون ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯ عىن أننا هدينا الرسل مثلما هدينا إبراهيم إىل دين احلق، مب

نا﴾﴿فوافق ورود .يف أول احلكي إبراهيم عليه السالممع ما تقدم من سرد لقصة اهلداية هديـ


إبراهيم عليه قصة ملواءمة ما تقدم يف فاحتة ﴾ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ﴿وكال :مرميقال تعاىل يف سورة

�ƢčȈÊƦÈǻ﴿يف قوله تعاىل السالم ƢÅǬȇÊËƾ ÊǏ � ÈÀƢÈǯ�ÉǾċǻÊ¤�ÈǶ ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Ê§ ƢÈƬÊǰ Ìǳ¦� ÊĿ � Ìǂ ÉǯÌ¦ÈÂ﴾2، يف بداية حفلما صر

يف عليهما السالم يعقوبوإسحاق ، تابع ذلك التصريح بنبوة إبراهيم عليه السالمالقصة بنبوة

.فاحتتهافجاءت خامتة القصة متناسقة مع ﴾ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ﴿تعاىلقوله


�Èś﴿يف قوله تعاىل األنبياء سورةيف ﴾صاحلني ﴿أما ورود قوله ÊÊū ƢÈǏ �ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ � čȐ ÉǯÈÂ﴾ عوضا عن

﴿ƢčȈÊƦÈǻ﴾ إبراهيم عليه بنبوة -األنبياء سورة -، لعدم التصريح يف هذه السورة مرمي سورةالواردة يف

.السالم

.77سورة األنعام، اآلية -1.41سورة مرمي، اآلية -2


239

جعلناه صاحلا عامال بطاعة أي «: قائال ﴾جعلنا صاحلني ﴿تعاىل قوله القرطيبيفسر و

جاء هذا و ، 1»ختلق القدرة على الطاعةو الطاعة هلم، و جعلهم صاحلني إمنا يتحقق خبلق الصالح و هللا،

قدرته على مو صربهو إبراهيم عليه السالمعن جتلد -آنفا -متالئما مع ما حكي و تناسبا املعىن م

.مصائب من قبل قومهو ذلك بالرغم مما واجهه من مكائد و تعاىل، و طاعة هللا سبحانه

:املقطع الثالث -ج

).84،األنعام( ﴾وكذلك جنزي المحسنني ﴿: قال تعاىل

)80/105/121/131،الصافات( ﴾إنا كذلك جنزي المحسنني ﴿: قال تعاىل

).110الصافات ( ﴾المحسنني كذلك جنزي ﴿: قال تعاىل



واألنعام كذلك جنزي احملسنني

الزيادة والنقصان

//110الصافات )زيادة حرف(

مل يفع ذلك و ،﴾وكذلك جنزي المحسنني ﴿ وذلك يف قوله تعاىلو بالواآية األنعام عطفت

فما سبب هذه ،)110،تالصافا(﴾ذلك جنزي المحسنني ك ﴿ ىلايف قوله تعآية الصافات يف

.الزيادة؟

.231، ص 14جألحكام القرآن، القرطيب، اجلامع-1


240

:اعتمادا على سياق املقطعالتحليل

، بالواو الرابطة تكملة ملا قبلها ﴾وكذلك جنزي المحسنني ﴿تعاىل يف قوله آية األنعامسبقت

�ÌǺ﴿تقدمها من قوله عز وجلبطا مع ما ر و ÊǷ�ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ �ƢÅƷ ȂÉǻÈÂ�ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ� È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤�ÉǾÈǳ�ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂÈÂ

بل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك جنزي المحسنني ؛ 1﴾قـ

على رفضه لعبادة األوثان بوهبنا له إسحاق ويعقوب وداوود وسليمان كافأناه و أننا جازيناه أي

.وهارون

،الصافات( ﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿تعاىليف قوله آية الصافاتلواو يف احذف أما

110(��ƢȀǴƦǫ�ƢǷ�ȄǴǟ�ƨǧȂǘǠǷ�Śǣ�ƨǨǻƘƬǈǷ�ƨȇ¡�ƢĔȋ�� مل يعرتض و معىن اآلية أننا نكافئ كل من صرب و

.ما أصابه من ابتالءات باإلحسان على



//األنعام توكيد كذلك جنزي احملسنني

إنا105الصافات

﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿إنا يف قوله تعاىل الصافات يف سورة )اإن (ـب التوكيد عوق

.فماسبب التوكيد احلاصل فيي آية الصافات ؟، األنعام يقع ذلك يف سورةمل و ، )105،تاالصاف(



241

):القصة(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

وذلك يف قوله ) اإن (بـ الصافات سورةيف ﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿تعاىلوكد قوله

، آية األنعاممل يقع هذا التوكيد يف و ، )105،الصافات( ﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿إنا تعاىل

تطلب ذلك؛ آية الصافات، ألن السياق يف دون توكيد﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿و اكتفى بقوله و

�¦�Ƣđ�ǂǷ�Ŗǳ¦�©¦ ȐƬƥȏالصافاتسورة إذ ذكرت ȂǸůمن إلقائه يف النار إبراهيم عليه السالم

يانا ﴿ نوا له بـنـ أمر هللا عز وجل له بذبح ابنه يف قوله و ، )97،الصافات( ﴾فألقوه يف اجلحيم ابـ

قال يا .فـلما بـلغ معه السعي قال يا بـين إين أرى يف المنام أين أذحبك فانظر ماذا تـرى﴿تعاىل

عل ما تـؤمر �ÈǺأبت افـ ȇÊǂÊƥƢċǐ ǳ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉċɎ ¦� È ƢÈǋ � ÌÀÊ¤� Êň Éƾ Êƴ ÈƬÈǇ﴾)فناسب تعداد )102، الصافات ،

كذلك جنزي ﴿إنا تعاىل ذلك بقولهو ،توكيدا على اجلزاء إبراهيم عليه السالمالبالءات اليت أصابت

إبراهيم عليه تالؤما مع عظم ما ابتلي به ذلكو ، أوكدو أقوى و ليكون اجلزاء أبلغ ،﴾المحسنني

.السالم

دون توكيد، لعدم ذكر تلك ﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿و بقوله األنعام سورة واكتفى يف

.يف هذه السورة الكرمية، فلم يقتض ذلك ثبوت التوكيدإبراهيم عليه السالم¦��Ƣđ�ǂǷ�Ŗǳاالبتالءات



إنا80/121/131الصافات احلذف والذكركذلك جنزي احملسنني

//110الصافات


242

كذلك جنزي ﴿إنا تعاىل بقوله الصافات سورةاختتمت قصص الرسل اليت وردت يف

إبراهيم عليه اختتمت قصة و قصة إلياس، و هارون، و قصة موسى و منها قصة نوح، و ، ﴾المحسنني

.فما سبب ذلك؟ ،)إنا(حبذف ﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿تعاىل بقوله السالم

:اللغويالتحليل اعتمادا على السياق

اختصارا «) 110الصافات، (﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿ تعاىل يف قوله) إنا(وقع حذف

راهيم ﴿: واكتفاء بذكره له قبل يف قصته بقوله ناه أن يا إبـ قد صدقت الرؤيا إنا كذلك جنزي .وناديـ

﴾كذلك جنزي المحسنني ﴿إنا تعاىل فنظرا لسبق التصريح بالتوكيد يف قوله ،1»﴾المحسنني

ǂƻƘƬŭ¦�ƨȇȉ¦�Ŀ�Ƣǿǂǯ�، اكتفى)105،الصافات( �®Ƣǟ¤�ÀÂ®�Ƣđكذلك ﴿تعاىل يف قولهذلك و ، عنها

.جتنبا للتكرار ) 110الصافات، (﴾جنزي المحسنني

:املقطع الرابع-د

راهيم ﴿: قال تعاىل ذوا من مقام إبـ �ƢÈǻÌƾوإذ جعلنا البـيت مثابة للناس وأمنا واخت ÊȀÈǟ ÈÂ�Ȅ čǴÈǐ ÉǷ

را بـييت للطائفني والعاكفني والركع السجود راهيم وإمساعيل أن طه ).125،البقرة( ﴾إىل إبـ

ر بـييت ﴿: قال تعاىل راهيم مكان البـيت أن ال تشرك يب شيئا وطه بـ للطائفني وإذ بـوأنا إل

).26،احلج( ﴾والقائمني والركع السجود



أن طهراالبقرة تغيري الضمري

طهراحلج

.483األنصاري، فتح الرمحن بكشف ما يلتبس من القرآن، ص -1


243

يف آية البقرة، فما سبب التغيري يف بصيغة املثىنو ، آية احلجاملفرد يف بصيغة )رطه (ورد الفعل

.الصيغتني؟


:زوايا توجيهه من ثالثو هذا املوضع من املتشابه اللفظي ميكن حتليل

:زمن السرد-

وإذ بـوأنا ﴿يف قوله تعاىل واضح وذلك، وجود البيت واقع قبل آية احلجإن الكالم الوارد يف

راهيم مكان البـيت﴾ بـ دللنا إلبراهيم موضع البيت فبناه ومل يكن له أثر وال أساس، ألن «أي ؛إل

هذا حيتمل وقوع و ،1»وهو البيت املعمور، البيت كان أيام الطوفان مرفوعا قد رفعه هللا إىل السماء

اخلطاب قبل والدة إمساعيل عليه السالم بالنظر إىل زمن السرد املتمثل يف الفرتة اليت سبقت وجود

األخري يف احلقبة هذا إلبراهيم عليه السالم دون ابنه لعدم والدة عز وجل ص قولههلذا خص و البيت،

).قبل وجود البيت(آية احلج الزمنية احملكية عنها يف

وإذ ﴿: دليل ذلك قوله عز وجلو فوقع بعد وجود البيت، آية البقرة أما الكالم الوارد يف

مرجعا يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثاهلم، أو موضع ثواب يثابون «أي ؛جعلنا البـيت مثابة للناس﴾

، ملا يدل إمساعيل عليه السالمبعد والدة -هنا -فيحتمل أن يكون الكالم الواقع ، 2»حبجة واعتمار

، عليهما السالم إمساعيلوإبراهيم هلذا أدخل يف احلكي و عمارته، و عليه السرد من وجود البيت

را﴾فجاءت صيغة التطهري باملثىن يف قوله .إمساعيل عليهما السالمو إبراهيمـبلتعلقها ﴿أن طه

.391، ص 2، ج1993، 1علي حممد عوض وآخران، دار الكتب العلمية، لبنان، ط:السمرقندي، حبر العلوم، تح-1

ت، .ط، د.حممد عبد الرمحن املرعشلي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، د: تحضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، يالب - 2

.105، ص 1ج


244

:خلطابمتلقي ا-

ده دون ابنه يف قوله وح إبراهيم عليه السالمإىل آية احلجاخلطاب يف جلو هللا عزوجه

ر بـييت ﴿ براهيم عليه السالمإنبيه تعاىلو هللا سبحانه ذ أمر صريح؛ إو اخلطاب هنا مباشر ألن ؛﴾طه

ر بـييت ﴿وجليف قوله عز تطهري بيته، وذلك واضح و بعبادته فكان ،﴾أن ال تشرك يب شيئا وطه

وإذ ﴿ دليل ذلك قوله تعاىلو ، أول من تربأ من عبادة دون هللاو لألنبياء خمصصا له بوصفه أبا األمر

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون وجعلها كلمة باقية .إال الذي فطرين فإنه سيـهدين .قال إبـ

ر بـييت ﴿:هلذا قال و ل من أعلن اإلسالم دينا له، أو و ، 1﴾عقبه لعلهم يـرجعون يف املتعلق ﴾طه

.إبراهيم عليه السالمـب

را﴾تعاىل من قوله البقرة سورةأما ما ورد يف ، فإنه مل يرد تصريح بأمر التطهري قوال، ﴿أن طه

را بـييت ﴿تعاىل إمنا عرب عنه كناية باملعىن، فقولهو راهيم وإمساعيل أن طه أي أننا ؛﴾وعهدنا إىل إبـ

إمنا و ، فلم يكن األمر هنا مصرحا به بالقول عليهما السالم إمساعيلوإبراهيم ـمنا مهمة التطهري لسل

.إمساعيل عليهما السالموإبراهيم باملعىن، هلذا مشل املعىن

:اخلطابصيغة -

ذلك يف قولهو ، ابنهدونإبراهيم عليه السالم ـالتصريح ب آية احلجيف ﴿طهر﴾قد سبق قوله

ر بـييت﴾﴿تعاىل راهيم مكان البـيت أن ال تشرك يب شيئا وطه بـ ، فلما اقتصر التصريح وإذ بـوأنا إل

لى العائدة ع) طهر(ري بصيغة املفرد دون ابنه اكتفى بالتعبري عن فعل التطه عليه السالم إبراهيمعلى

.إبراهيم عليه السالم فقط

.28-26سورة الزخرف، اآليات -1


245

را﴾ملا سبق قوله و يف قوله عليهما السالم إمساعيل وإبراهيم ـذكر ل آية البقرةيف ﴿أن طه

را ﴿تعاىل راهيم وإمساعيل أن طه ، ناسبه ورود فعل التطهري بصيغة املثىن ﴾بـييت وعهدنا إىل إبـ

را﴾ يف قوله ما تقدم من سرد يف املخرب عنهماإمساعيل عليهما السالم وإبراهيم لداللتها على ﴿طه

راهيم وإمساعيل ﴿تعاىل .﴾وعهدنا إىل إبـ



احلج للطائفني و

والركع القائمني

السجود إبدال كلمة بكلمة

العاكفنيالبقرة

ر بـييت للطائفني والقائمني والركع ﴿يف قوله تعاىلاحلج يف سورة) القائمني (وردت كلمة وطه

را بـييت ﴿ تعاىل ذلك يف قولهو ، )العاكفني (إىل كلمة البقرة عدل عنها يف سورةو ،﴾السجود أن طه

.؟نيفما سبب هذا اإلبدال بني الكلمت،﴾للطائفني والعاكفني والركع السجود

:التحليل اعتمادا على سياق السورة

سبب عيديو ،امعنيان متعلقان ببعضهما بعض) العاكفني(و) القائمني(أن الغرناطييرى

إن املراد بالقائمني هنا ذوو اإلقامة واملالزمة «: اإلبدال بينهما إىل سياق كل سورة، فيشرح ذلك قائال

فهو والعكوف مما يصح أن يعرب بأحدمها عن اآلخر خمصوصة، وإذا أريد بالقائمني هذاعلى صفة

وقع ، )25، احلج( ﴾فيه والباد سواء العاكف ﴿وملا ذكر لفظ العكوف يف قوله قبل اآلية ، (...)

رهم متقدما عن اإلتيان به فكأنه قال يف آية احلج والقائمني معتكفني، فأغىن ذك، االكتفاء بذلك

.1»)والقائمني(عن قوله ) والعاكفني( وأغىن قوله يف آية البقرة، بينةحاال م

.332، ص1الغرناطي، مالك التأويل، ج-1


246

حالة من حاالت اإلقامة، أو صفة مالزمة هلا، فهي أخص من اإلقامة -هنا–فالعكوف

�ǺǰŻ�¤��ƪ¦و ǫȂǳ¦�ǆ Ǩǻ�Ŀ�Ƣđ�ƨǬǴǠƬǷ حدمها يغين عن أذكر فإن لذلك و ، )القائمون معتكفون(لقول

أغىن ﴾سواء العاكف فيه والباد ﴿ بذكر العكوف يف قوله تعاىل آية احلجسبقت ذكر اآلخر، فلما

–صرح به آية البقرةملا مل يقع ذلك يف و اقتصر على قوله القائمني، و ، ذكره مرة أخرى ذلك عن

).125، البقرة( ﴾للطائفني والعاكفني والركع السجود﴿العكوف يف قوله تعاىل ب -اإلقامة

:املقطع اخلامس -ه

راهيم ﴿: قال تعاىل رب اجعل هذا بـلدا آمنا وارزق أهله من وإذ قال إبـ

).126،البقرة(﴾الثمرات

راهيم رب اجعل هذا البـلد آمنا واجنبين وبين أن نـعبد ﴿:قال تعاىل وإذ قال إبـ

).35، إبراهيم(﴾ األصنام



البقرة رب اجعل هذا

بلدا التعريف والتنكريآمنا

البلدإبراهيم

فماسب ، إبراهيم الالم يف سورةو معرفة باأللف و البقرة،نكرة يف سورة) البلد(ذكرت لفظة

.هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟ التعريف الواقع يفو التنكري


247


ألن األول «؛ إبراهيم سورةالالم يف و معرفا باأللف و البقرة سورةنكرة يف )البلد (ورد لفظ

ه، ومصريه بهم جر الثاين دعا به بعد عودته وسكىنو ، (...)ل مصريه بلدا عند تركه هاجرقبدعا به

التعريف الختالف ما يرمي إليه يف كل سياق، و بني التنكري ) البلد(فاختلف لفظ ،1»بلدا فدعا بأمنه

كان و ، )رب اجعل هذا املكان املهجور بلدا آمنا(ألن مقصود الكالم ة البقرةسوريف فورد بالنكرة

،﴾منارب اجعل هذا البـلد آ ﴿احلج سورةيف )البلد(ذلك عند تركه هاجر فيه، أما وروده معرفا

.ذلك بعد عودته إليهو فكان ذلك بعد أن صار املكان عامرا

:املقطع السادس - و

لو عليهم آياتك ويـعلمهم الكتاب ﴿: قال تعاىل هم يـتـ ربـنا وابـعث فيهم رسوال منـ

).129، قرةبال( ﴾احلكيم واحلكمة ويـزكيهم إنك أنت العزيز

�ÌǶ﴿: قال تعاىل ÊȀ ÌȈÈǴÈǟ �ȂÉǴÌºƬÈºȇ� ÌǶ ÊȀÊǈ ÉǨÌºǻÈ¢� ÌǺ

ÊǷ� Åȏ Ȃ ÉǇ È°� ÌǶ ÊȀ ȈÊǧ� ÈƮ ÈǠÈºƥ� ÌÊ¤�Èś

ÊǼÊǷ Ìƚ ÉǸ Ìǳ¦�Ȅ ÈǴÈǟ �ÉċɎ ¦� ċǺ ÈǷ� Ìƾ ÈǬÈǳ

).164، آل عمران( ﴾آياته ويـزكيهم ويـعلمهم الكتاب واحلكمة



البقرة فيهم رسوال

//منهم الزيادة والنقصان

أنفسهممنآل عمران

.69، ص 1السيوطي، معرتك األقران، ج-1


248

فسهم ﴿ يف قوله تعاىلآل عمران يف سورة﴿أنفسهم﴾ قوله زيد ، ﴾بـعث فيهم رسوال من أنـ

.فما سبب ذلك ؟البقرة،نقصت هذه الزيادة يف سورةو


فسهم ﴿:آل عمرانيف سورة تعاىل قال مل و ،﴿أنفسهم﴾بزيادة ﴾بـعث فيهم رسوال من أنـ

كان يف « البقرةألن ما ذكر يف ؛﴿رسوال منهم﴾، بل اقتصر على قولهالبقرة سورةلك يف يرد ذ

ملنة عليهم والرمحة واإلشفاق سياق دعاء إبراهيم عليه السالم، وما ذكر يف آل عمران كان يف سياق ا

.1»فناسب ذلك ذكر أنفسهم، عليهم منه

لبيان منة هللا عز وجل على املؤمنني بإرسال رسول من آل عمران سورةيف ﴿أنفسهم﴾فزاد

واحلنتشريف هلم؛ فتناسب ذلك مع و زيادة كرامة ) من أنفسهم(فكونه ،)أي من صلبهم(أنفسهم

Ƃ﴿ تعاىل واملنة الذي تقدم ذكره يف بداية اآلية يف قوله Èś ÊǼÊǷ Ìƚ ÉǸ Ìǳ¦� Ȅ ÈǴÈǟ �ÉċɎ ¦� ċǺ ÈǷ� Ìƾ ÈǬÈǳ) ،آل عمران

عليه اختص بدعاء إبراهيم يف هذه اآلية ، ألن الكالمآية البقرةمل ترد هذه الزيادة يف و ، )124

.الزيادةهذه ورود ذلك فلم يتطلب السالم،



ويزكيهمويعلمهم الكتاب واحلكمةالبقرة التقدمي والتأخري

ويعلمهم الكتاب واحلكمةويزكيهمآل عمران

.111ابن مجاعة، كشف املعاين، ص -1


249

، ﴾ويـزكيهم ﴿ قوله على ﴾الكتاب واحلكمة ويـعلمهم ﴿لبقرةيف آية اهللا عز وجل قدم

.التأخري؟و ، فما سبب هذا التقدمي آل عمرانآية عكس ذلك يف وجرى


التأخري احلاصل يف السورتني إىل ما يقصد به سياق كل و سبب هذا التقدمي الغرناطي عيدي

ألنه ملا كانت دعوة إبراهيم عليه السالم قبل «التعليم على التزكية البقرة سورةسورة، فقد قدم يف

هلا، وإمنا حتصل هلم تزكيتهم ورفع ضالهلم املتوقع وقوعه مبا مينحونه من ووجود الضالل يف الذرية املدع

ل التعليم، وما يتلى عليهم من اآليات، ألن ذلك هو السبب يف حصول التزكية والسالمة من الضال

.1»وذلك بعد هدايتهم لإلميان، ، فأخر ذكر التزكية املسببة عما به حتصل(...)

آية سياق ملا متثلو حصول التزكية واهلداية، السبب يف ƢĔȂǯالبقرة سورةيف على التزكية التعليم فتقدمي

األمة مل يرد هذه ألن ؛ر التزكيةأخ ألمة مل توجد بعدإبراهيم عليه السالميف سرد دعوة البقرة

ĔȂǯ��ƾǠƥ�ƢŮȐǓ�¾ƢǬǧ��Ƣǿ®ȂƳÂ�ǞǫȂƬǷ�ǲƥ��ƾǠƥ�¨®ȂƳȂǷ�Śǣ�Ƣ- ويـعلمهم الكتاب ﴿ -أوال

.أمال منه أال يكون أهل هذه األمة ضالني ﴾واحلكمة

ذكر «ألنه ثبت حصول ضالهلم، فكان سياق هذه اآلية آية آل عمرانأما تقدمي التزكية يف

�ƢȀǼǷ�ƾƳÂ�ƾǫ�ÀƢǯ�Äǀǳ¦�¾Ȑǔǳ¦�ƾǠƥ�ǶȀƬȇ¦ƾđ�ǶȀȈǴǟ�ÀƢǼƬǷȏ¦ (...) فأخر ذكر تعليمهم الكتاب

.،2»واحلكمة املزيلني لضالهلم

يقتضيه مراد كل ني تقدمي هذا وتأخري ذاك، حسب مافلزم اختالف مقام السرد يف السورت

.سورة

.236، ص1ج الغرناطي، مالك التأويل،-1.، الصفحة نفسها1جاملصدر نفسه، -2


250

:*املقطع السابع -ي

�È¼ƢÈƸقولوا آمنا ﴿: قال تعاىل ÌǇ Ê¤ÈÂ�Èǲ ȈÊǟ ƢÈÌũ Ê¤ÈÂ� ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Èń Ê¤� È¾ÊǄÌǻÉ¢� ƢÈǷÈÂ� ƢÈǼÌºȈÈǳÊ¤� È¾ÊǄÌǻÉ¢� ƢÈǷÈÂ�

ÊċɎ ƢÊƥ

�ÈƷ È¢�ÈÌś Èºƥ� É¼ÊËǂÈǨÉºǻ� Èȏ � ÌǶÊÊËđÈ°� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀȂ ČȈÊƦċǼǳ¦�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�Ȅ Èǈ ȈÊǟ ÈÂ�Ȅ ÈǇ Ȃ ÉǷ�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�

Ê¶ƢÈƦÌǇ ÈÌȋ ¦ÈÂ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ هم د منـ

).136،البقرة( ﴾ن وحنن له مسلمو

�È¼ƢÈƸ﴿: قال تعاىل ÌǇ Ê¤ÈÂ�Èǲ ȈÊǟ ƢÈÌũ Ê¤ÈÂ�ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Ȅ ÈǴÈǟ � È¾ÊǄÌǻÉ¢� ƢÈǷÈÂ� ƢÈǼÌºȈÈǴÈǟ � È¾ÊǄÌǻÉ¢� ƢÈǷÈÂ�

ÊċɎ ƢÊƥ� ƢċǼÈǷÈ¡� Ìǲ Éǫ

�Çƾ ÈƷ È¢�ÈÌś Èºƥ� É¼ÊËǂÈǨÉºǻ� Èȏ � ÌǶÊÊËđÈ°� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀȂ ČȈÊƦċǼǳ¦ÈÂ�Ȅ Èǈ ȈÊǟ ÈÂ�Ȅ ÈǇ Ȃ ÉǷ�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�

Ê¶ƢÈƦÌǇ ÈÌȋ ¦ÈÂ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ هم وحنن له منـ

).84، آل عمران( ﴾مسلمون



لواو قالبقرةƅƢƥ�ƢǼǷ¡ تغيري الضمري

قلآل عمران

فما إىل ضمري املفرد،آل عمران سورةيف و إىل ضمري اجلمع، البقرة سورةأسند فعل القول يف

.التغيري يف اإلسناد ؟سبب


املخاطبني اختالف إىلآل عمران و البقرةسبب اختالف إسناد فعل القول يف سوريت يعود

فأمر للنيب ﴿قل﴾أما قوله و ¢ǀđ�Ǻȇ®ȂǐǬŭ¦�śƦǗƢƼŭ¦�ǞȈǸŪ�ǂǷ¦��﴿قولوا﴾فقوله « ،السورتنييف

عبد هللا :يتظر وفصال من فصوهلا، م عليه السالم اهييات مقطعا من مقاطع قصة إبر محد الطيار هذه اآلأعد عبد هللا بن -*

©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇȉ¦��°ƢȈǘǳ¦�ƾŧ¢�Ǻƥ- 2009، 1ط، ،دار التدمرية-التشابه اللفظي لآليات حكم و أسرار فوائد و أحكام،

.79ص


251

�ŚǸǓ�ǪƸǴǧ��¿Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�ŚǸǓÂ�§ ƢǘŬ¦�®¦ǂǧȍ�ňƢưǳ¦�Ŀ�ŚǸǓ�ǪƸǴȇ�ŃÂ��ǶđƢǘş�ȏÂ¢�ǞǸŪ¦

.1»الواحد ال يربز

عرب عنهم بضمري نالذيو ،جمموع املسلمني آية البقرةفكان القصد من اخلطاب الوارد يف

الرسول صلى هو آية آل عمران اخلطاب الواقع املقصود منكان و ، لوا﴾و ﴿ق تعاىل اجلمع يف قوله

.﴿قل﴾:، وهلذا قالعليه وسلمهللا



البقرة¾Ǆǻ¢�ƢǷÂ�ƅƢƥ�ƢǼǷ¡

إلينا إبدال حرف حبرف

عليناآل عمران

،فما سبب إبدال احلروف يف ﴿علينا﴾آل عمرانيف سورة و ، ﴿إلينا﴾البقرة سورةوقع يف

.املتشابه اللفظي ؟هذا املوضع من


إىل اختالف املعىن الذي يؤديه آل عمرانو البقرةالواقع يف سوريت يعود سبب هذا اإلبدال

مناسبا للخطاب و ما تفيده من معىن انتهاء الغاية،بسبب آية البقرةيف ) إىل(فكان ورود كل حرف،

ينزل الوحي يف احلقيقة عليهم من السماء، وإمنا نزل على فاملؤمنون مل «، املوجه جلميع املسلمني

-هنا - )إىل(وقوع بذلك فإنو ،2»األنبياء صلوات هللا عليهم وسالمه مث انتهى من عندهم إليهم

.299، ص 1اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-1.300، ص 1، جاملصدر نفسه - 2


252

: جلو هلذا قال عز و ، ملا يتضمنه اخلطاب من توجيه األمر إىل مجيع املسلمني )على(أنسب من وقوع

﴿ ƢÈǼÌºȈÈǳÊ¤�È¾ÊǄÌǻÉ¢�ƢÈǷÈÂ�ÊċɎ ƢÊƥ�ƢċǼÈǷÈ¡�¦ȂÉǳȂÉǫ﴾.

هو و ملعين باخلطاب ناسبا مع ات آية آل عمرانعلى االستعالء يف الدالة) على(وردت و

ن فقال «، ،الرسول صلى هللا عليه وسلم كان واصال ) ص(ملا كان خطابا للنيب ذلك ألن ا﴾﴿عليـ

ألن الوحي املنزل على ؛1»ىل بهبشر، كان لفظ املختص بالعلو أو إليه من املأل األعلى بال واسطة

علوالدالة على ال) على(فناسب ذلك ورود ، نازل عليه من جهة العلو الرسول صلى هللا عليه وسلم

.سلمو الرسول صلى هللا عليه ـاملختص ب آية آل عمرانيف خطاب


اللفظينوع املتشابه موضع التشابه السورة

ما أويتو البقرة الزيادة والنقصان النبيون

//آل عمران

فما سبب وقوع ، آل عمران نقصت هذه الزيادة يف سورةو ، البقرة يف سورة﴾وما أويت ﴿زيد قوله

.النقصان يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟و الزيادة

:لتحليل اعتمادا على السياق اللغويا

آل سورةسقوطها يف و ، البقرة سورةيف ﴾وما أويت ﴿سبب ثبوت زيادة الكرماينيعيد

�ÌǶ﴿: ذكر األنبياء حيث قال «إىل تقدم هذه األخرية عمران Éǰ ÉƬÌȈÈºƫÈ¡�ƢÈǸÈǳ�Èś ÊËȈÊƦċǼǳ¦�È¼ƢÈưȈÊǷ�ÉċɎ ¦�Èǀ Èƻ È¢�ÌÊ¤ÈÂ

.539، ص 2أبو حيان األندلسي، البحر احمليط، ج-1


253

يتكم من كتاب ﴿: فقوله، ﴾من كتاب وحكمة ، ﴾ما أويت النبيون﴿ هو معىن ﴾وحكمة لما آتـ

.1»﴾ما أويت النبيون﴿و إيتاء فكان هنا مغنيا عنه عن تكرار

وإذ ﴿ إىل سبق ذكرها يف قوله تعاىل عائد آل عمرانآية يف ﴾وما أويت ﴿فسبب حذف

�� ÌǺÊǷ� ÌǶ Éǰ ÉƬÌȈÈºƫÈ¡� ƢÈǸÈǳ� Èś ÊËȈ

ÊƦċǼǳ¦� È¼ƢÈưȈÊǷ�ÉċɎ ¦� Èǀ Èƻ È¢ كتاب وحكمة﴾�°¦ǂǰƫ�®Ƣǟ¤�Ǻǟ�¦ǀđ�ȄǨƬǯƢǧ��﴿ وما

قولوا آمنا ﴿ تعاىل حسن ذكره يف قوله البقرةآية فيما سبق ﴾وما أويت ﴿ملا مل يتقدم ذكر و ،﴾أويت

� È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤ÈÂ�Èǲ ȈÊǟ ƢÈÌũ Ê¤ÈÂ�ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Èń Ê¤� È¾ÊǄÌǻÉ¢�ƢÈǷÈÂ�ƢÈǼÌºȈÈǳÊ¤� È¾ÊǄÌǻÉ¢�ƢÈǷÈÂ�

ÊċɎ ƢÊƥ ويـعقوب واألسباط وما أويت موسى

.﴾وعيسى وما أويت النبيون

، إذ ال يقف على جمرد -آنفا -الكرماين طرحه توجيها آخر أعمق مما قدمفي الغرناطيأما

اختالف نوعية سببه حذفها و التكرار، بل يذهب إىل أبعد من ذلك حني يرى أن وقوع الزيادة تفادي

ناسبه تأكيد ذكر اإلنزال «خمتصا باملسلمني آية البقرةاملخاطبني يف كل آية، فلما كان اخلطاب يف

�ǶĔƢŻ¤�ǲƴǇÂ�ǶŮƢƷ�Ƥ ǇƢǼǧ��ǶǿŚǣ�¼ǂǧ�ƾǫÂ��ǶȀǼǷ�ƾƷ¢�śƥ�ÀȂǫǂǨȇ�ȏ�śǼǷƚŭ¦�Àȋ�śȈƦǼǳ¦�ȄǴǟ

�ÌǶوما أويت الن ﴿باجلميع تأكيد مقاهلم وتثبيت اعتقادهم قالوا ÊÊËđÈ°�ÌǺ

ÊǷ�ÈÀȂ ČȈÊƦ﴾«2.

تأكيدا على ، ﴾ما أويت النبيون﴿و تعاىل قال لتثبيت االعتقاد وترسيخه يف عقول املسلمنيف

ǶēƾȈǬǟ�ƾȈǯƘƫ�Ǯو اختالفهم عن غريهم من الذين فرقوا بني األنبياء ǳ�¿ǄǴǧ��ǲǇǂǳ¦�� املتمثلة يف و

.عدم التفريق بينهمو اإلميان جبميع الرسل

- 81سورة آل عمران، اآلية.

.79الكرماين، الربهان يف توجيه متشابه القرآن، ص -1.240، ص1التأويل، جالغرناطي، مالك -2


254

الرسول صلى هللا ـالختصاص اخلطاب يف هذه اآلية ب آية آل عمرانأما احلذف الواقع يف

، 1»فناسبه عدم التأكيد لتنزه الرسول حاال ومقاما عن التفريق بني أحد من الرسل «، عليه وسلم

.مجيع الرسل من الوقوع يف زلل التفريق بني األنبياءو الرسول صلى هللا عليه وسلمفعصم هللا

ما جرى له مع قومه من و إبراهيم عليه السالمباالنتهاء من حتليل هذا املقطع تنتهي قصة و

هجرته عليه السالم إىل أرض هللا و من النار، إياه جلو هللا عز ما وقع من تنجية و مكائد، و مصائب

معه، هاجرو لوط عليه السالمواصلة مسرية دعوته الشريفة، فآمن له ملو ، الواسعة حبثا عن السكينة

﴾ فآمن له لوط وقال إين مهاجر إىل ريب إنه هو العزيز احلكيم ﴿: تعاىل ذلك وارد يف قولهو

).26،العنكبوت(

.240ص ،1جاملصدر السابق، الغرناطي، مالك التأويل، -1


255

:الفصل خالصة

بعد الدراسة التطبيقية ملواضع املتشابه اللفظي يف قصة إبراهيم عليه السالم، ميكن استخالص

:النتائج اآلتية

مثل ما جرى يف ر النزول املتأخر للسور يف إمجال السرد وإجياز القص الواقع فيها،لقد أث -1

.عليه السالمإبراهيم حكت قصة –نزوال –اليت هي آخر سورة ،والعنكبوتسورة

الصيغ واختالف مقاصدها يف املواطن اليت تسلسل الزمين لنزول السور على تغرير اللقد أث -2

من األنعام و مرمي، ومثال ذلك ما وقع بني سوريت إبراهيم عليه السالمذكرت فيها قصة

.تغري مقصود اخلطاب من النصح اللطيف إىل التوبيخ الشديد

رت قصدية خطاب التوبيخ ودرجته على الرتكيب النحوي للتعابري القرآنية، ومن ذلك لقد أث -3

.الشعراء، األنبياء، الصافاتالواقعة يف سور ) ماذا، ما، بل(ما خص األدوات النحوية

ما اقتضاه سياق كل سورة ومقصوده صيغة املبالغة سببه إن تغيري الوصف بني الصفة املشبهة و -4

إطناب، أو توكيد أو مبالغة،و مثال ذلك لفظ الرباءة الذي ورد يف سورة العام من إجياز أو

).اءبر (بصيغة املبالغة الزخرفسورة ويف ،)بريء(بصيغة الصفة املشبهة نعاماأل

منها ما وقع يف إبدال لقد فرض سياق اآليات ورود أوصاف دون غريها يف بعض املواطن،-5

.الذاريات، وتارة أخرى بالسمني يف سورة هودرة لوصف العجل،فورد تارة بااحلنيذ يف سو

التغيري بني الصيغتني االمسية والفعلية حسب مقصود السرد يف سياق كل مقطع وكل لقد مت -6

.مثيل ذلك ما وقع يف حكاية البشارة سورة ،و

.إىل ما فرضه سياق كل مقطع من السرد ومقصودهعائدوقوع اإلفراد والتثنية واجلمع إن -7

" منيب"لصفات، ومنها لفظ د ارض اإلجياز واإلطناب يف السرد الزيادة والنقصان يف ورو لقد ف-8

.يف هذه السورة إبراهيم عليه السالم، بسبب السرد املوجز لقصة التوبةيف سورة نقص الذي


256

ومن ما اقتضاه املعىن العام لسياق كل مقطع،سببه وقوع التقدمي والتأخري يف مواطن معينة إن -9

.ما ذكر يف وصف إبراهيم عليه السالم تارة باحلليم األواه، وتارة أخرى باألواه احلليمذلك

املقصود العام لسياق كل سورة وقوع التوكيد يف مواطن وسقوطه يف مواطن أخرى لزمه إن -10

﴾المحسنني إنا كذلك جنزي ﴿يف قوله تعاىل الصافاتمقطع، ومثال ذلك التوكيد الواقع يف سورة أو

).84،األنعام ( ﴾وكذلك جنزي المحسنني ﴿وعدم وقوعه يف سورة االنعام ،)105،الصافات(

العامة لسياق كل آية أو مقطع ته الداللةفرض) احلروف، الكلمات، اجلمل( يف اإلبدال إن -11

.واليت وقعت فيها قصة إبراهيم عليه السالم سورة،أو

الذي ،ولوط عليه السالمصدقوا دعوته وإبراهيم عليه السالم ـالذين آمنوا ب بني منو

فآمن له لوط وقال إين مهاجر إىل ريب إنه هو العزيز ﴿وذلك ظاهريف قوله تعاىل هاجر معه

إىل قوم يعملون القبائح من -هو اآلخر-لوط عليه السالموبعث ،)26العنكبوت،(﴾احلكيم

هم تارة أخرى، داعيا إياهم إىل ترك قبيح يوخب األفعال، فلبث فيهم دهرا من الزمن ينصحهم تارة و

فعلهم وشنيع مرتكبهم، ولكنهم تكربوا وعاندوا وأصروا على البقاء يف ضالهلم واحنرافهم، فكان

.مصريهم العذاب األليم

اسة هذه القصة ووقائع أحداثها، وذلك بتحليل وتوجيه مواضع ويتناول الفصل املوايل در

. املتشابه اللفظي الواقعة يف هذه القصة

داللة المتشابه اللفظي في قصة لوط عليه السالم..........................الفصل الرابع

258

الفصل الرابع

داللة المتشابه اللفظي في قصة لوط عليه السالم

.متهيد

.دعوة لوط عليه السالم-أوال

.نزول املالئكة على لوط عليه السالم - ثانيا

.تنجية لوط عليه السالم - ثالثا

.وقوع العقاب على قوم لوط -رابعا

الفصل الصةخ


259

:متهيد

وصدقوا دعوته، وذلك ما إبراهيم عليه السالمـمن بني الذين آمنوا بلوط عليه السالم كان

فآمن له لوط وقال إين مهاجر إىل ريب إنه هو العزيز ﴿: يف كتابه العزيز هللا عز وجلذكره

ن رسوال ونذيرا إىل قوم يعملو -هو اآلخر - لوط عليه السالم، وبعث )26العنكبوت (﴾ احلكيم

حيذرهم وينذرهم و ،فمكث فيهم يدعوهم إىل ترك املنكرات اخلبائث ما سبقهم إليها من أحد،

فسادهم، فما كان جواب قومه على هذه الدعوة سوى عزمهم على طرده ونفيه بعاقبة احنرافهم و

جناه هللا عز وجل من فساد قومه وظلمهم، وسلط عليهم عذابا مريعا نكاال هلم على أمن القرية، ف

.فسقهم وإسرافهم يف ارتكاب املنكرات

القمر، األعراف، (:-مرتبة حسب النزول -سور وهي عشرةوردت هذه القصة يف و

وقع املتشابه اللفظي فيهاو ،) العنكبوتت، الذاريات، األنبياء، الشعراء، النمل، هود، احلجر، الصافا

بني الزيادة والنقصان، احلذف والذكر، اإلضمار واإلظهار، إبدال تراوح مقطعا، )12(اثين عشريف

.احلروف، إبدال الكلمات وإبدال اجلمل

التسلسلي دراسة هذه املواضع بالتحليل والتوجيه حسب الرتتيب يتناول هذا الفصلو

ئكة ضيوفا عليه، مث نزول املاللقومه، فلوط عليه السالمبدعوة ألحداث القصة، إذ تكون البداية

ǺȇƾǇƢǨǳ¦�ǾǷȂǬƥ�Ǟȇǂŭ¦�§ ¦ǀǠǳ¦�¾¦Ǆǻ¤�ń¤�ȏȂǏÂ��śǷǂĐ¦�ǾǷȂǫ�ǺǷ�ǾƬȈƴǼƫ.


260

:دعوة لوط عليه السالم-أوال

االنتهاء عنها منكرات، فنصحهم ب ومه من فواحش وما يرتكبه ق لوط عليه السالماستنكر

: و هي سور بادته، وذكرت هذه الدعوة يف أربعودعاهم إىل طاعة هللا عز وجل وع،وتركها ونبذها

.األعراف، النمل، الشعراء، العنكبوت

:املقطع األول-أ

�Èśولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبـقكم ﴿: قال تعاىل ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ﴾

).80،األعراف(

تم تـبصرون ﴿: قال تعاىل ).54،النمل( ﴾ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنـ

�È﴿: قال تعاىلÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦� ÈÀȂÉƫÌƘÈƬÈǳ� ÌǶ Éǰ ċǻÊ¤�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬ

Êǳ� È¾ƢÈǫ� ÌÊ¤� ƢÅǗ ȂÉǳÈÂ ا من أحد من

).،28العنكبوت( ﴾العالمني



أاألعراف، النمل اإلبدال تأتون الفاحشة

كم لـإن العنكبوت

و بالصيغة النمل ،واألعراف بالصيغة االستفهامية يف سوريت﴾أتأتون الفاحشة ﴿ ورد قوله تعاىل

فماسبب اإلبدال بني ،﴾لتأتون الفاحشة إنكم ﴿يف قوله تعاىلالعنكبوت التوكيدية يف سورة

.الصيغتني ؟


261

:ادا على سياق املوقفالتحليل اعتم

،النملواألعراف سوريتبالصيغة االستفهامية يف ﴾أتأتون ﴿سبب ورود الغرناطي يشرح

ألنه ملا تقدم يف سوريت األعراف ... « : ، قائالالعنكبوت سورةيف ﴾لتأتون إنكم ﴿وبصيغة التوكيد

وعرفوا بذلك مرة بعد مرة وردت قصتهم يف العنكبوت ،والنمل تقريعهم وتوبيخهم تقريعا وتوبيخا

�ƢēȂƦưǳ�¿Ȑǳ¦Â�ÀƘƥ�ƾǯƚǷ(...) اإلخبار عن التقرير الثابت، إذ تقدم تقريعهم التوبيخي مرتني، فجاء

ومل يكن ليناسب العكس هذا على مقتضى الرتتيب والثابت يف السور واآلي، فجاء كل على ما

.1»جيب

زمن نزول (اعتمادا على السياق اخلارجي �ȆǜǨǴǳ¦�ǾđƢǌƬŭ¦�ǺǷهذا املوضع الغرناطيفوجه

مع لوط عليه السالمهي آخر سورة نزوال ذكرت فيها قصة العنكبوتسورة ، فمعلوم أن )السور

.)األعراف، النمل( سبقتها نزوال تنيلال تنيقومه، فجاءت مؤكدة ومثبتة ملا تقدم سرده يف السور



śŭƢǠǳ¦�ǺǷ�ƾƷ¢�ǺǷ�Ƣđ�ǶǰǬƦǇ�ƢǷ، العنكبوتاألعراف مجلة جبملةإبدال

وأنتم تبصرونالنمل

�ÈǺالعنكبوت ﴿و األعرافاختلفت تتمة الكالم يف سوريت ÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ

تم تـبصرون ﴿النملعما ورد يف سورة ﴾العالمني .،فما سبب هذا االختالف؟﴾وأنـ

.547، ص 1الغرناطي، مالك التأويل، ج-1


262


من حكي، -قصة -سبب هذا االختالف يف التتمة إىل ما سبق كل سورة الغرناطيعيد ي

فقوله يف سورة األعراف جاء مناسبا ملا تقدمها من ذكر األمم املكذبني، كذكر قوم نوح «: فيقول

�ƨƠȈǈǳ¦�ǶēƢƦǰƫǂǷ�©ǂǯÂ�ŁƢǏÂ�®ȂǿÂ(...)، فناسب ما (...) وذلك مما يطلع عليه من أتى بعدهم

�ǲǠǧ�ǺǷ�¾Â¢�ǶĔȂǰƥ� ȏƚǿ�ǞȇǂǬƫ�ǶȀǴƦǫ�ǺǷ�śƥǀǰŭ¦�ǶǷȋ¦�ǂǯÂ،(...)لهم قدم من أحوال من قب

ǞȈǼǌǳ¦�ǲǠǨǳ¦�¦ǀǿ�ń¤�ƾƷ¢�ǶȀǬƦǈȇ�Ń�ǶĔ¢Â�ƨǟƢǼǌǳ¦�Ǯ Ǵƫ«1.

وما اقرتفوه من تكذيب -كقوم نوح وهود وصاحل - إن األقوام الذين سبقوكم (فكأنه قال

�ǂǿƢǛ�ǶȀǯȐǿ�ƨǳ®¢�ƪ ǳ¦±�ƢǷÂ��ŚǷƾƬǳƢƥ�¦ȂƦǫȂǟ�ƾǫÂ��ǶŮȐǓ�ȄǴǟ�Ƕǿ°¦ǂǏ¤Â�ǶŮ�ǶēƾǻƢǠǷÂ�ǶȀǴǇǂǳ

�ȏ¤��Ƕǰǳ�ƨǼƟƢƥ�ȂǬƦǈȇ�Ń�ǶĔ¢تعاىلفتناسب قوله ، )م إىل كبري فحشهمك﴿�ƢÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ من أحد من

سورة مع الذكر املتقدم لتفاصيل تكذيب األمم اليت سبقتهم لرسلهم، ألن املقام يف ﴾العالمني

يوضح أن قوم لوط كانوا على دراية مبا حلق أسالفهم الغابرين من هالك عقابا هلم على األعراف

.تكذيبهم لرسلهم

تم تـبصرون ﴿تعاىل قولهمن النمل سورةأما ما ورد يف أي تدركون « والذي معناه ﴾وأنـ

قصتها ببصائركم وأمرها غري خاف على كل ذي عقل، فهل يصدر هذا من معاند متصف بأعظم

تم تـبصرون ﴿واملراد ،(...) اجلهل �ƢǸǰē�ǒ﴾وأنـ Ǡƥ�ǺǷ�ǶǰǔǠƥ�ŚǼƬǈȇ�ȏ�ǶǰǼȈǟƘƥ�Ǯ ǳ�ÀÂǂƫ�Ä¢

فـلما ﴿: يف حكي قصة موسى عليه السالم يف قوله تعاىل ، جاء متناسقا مع ما سبقه2»واستهتارا

.546، ص 1جاملصدر السابق، الغرناطي، مالك التأويل، -1.547، ص1ج،نفسهاملصدر - 2


263

¢�Ƣđ�¦ÂƾƸƳ�°ƢǐƥȋƢƥ�ƾǿƢǌǷ�ƨȈƟǂǷ�Â¢�ƨƸǓ¦Â�ƨǼȈƥ�Ä«)13النمل، (﴾جاءتـهم آياتـنا مبصرة

.1»وهذا من أقبح مرتكب

وأنـتم ﴿ناسبه ذكر قوله موسى عليه السالمفلما تقدم ذكر اآليات البينات يف قصة

ƢǰǼƬǇ¦�ÀÂ®�²°�لوط عليه السالمالواردة يف قصة ﴾تـبصرون ƢǼǳ¦�Ã¢ǂǷ�¿ƢǷ¢�ƶƦǬǳ¦�¦ǀǿ�ǶđƢǰƫ°ȏ��

موسى عليه أو استحياء، فكان أمر فجورهم واضحا مرئيا للناس مثلما كانت اآليات الواردة يف قصة

.واضحة بائنةالسالم

�Èśما سبـق ﴿بقوله العنكبوت سورةأما ورود تتمة الكالم يف ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ﴾

�Èś﴿ هيف قول األعراف سورةوالذي جاء مطابقا ملا ورد يف ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ﴾

هي أول سورة قصت حكاية األعراف سورةذلك أن إىل زمن نزول السورتني؛عائد ) 80األعراف،(

، وجاءت كلتا نفس القصة هي آخر سورة حكت تفاصيل العنكبوت سورة، و لوط عليه السالم

�Èś﴿السورتني بتعبري مطابق ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ﴾ بوصفها - العنكبوت سورة؛ ألن

جاءت لتؤكد وتثبت تفاصيل ما ذكر يف أول سورة - قصة لوط عليه السالمآخر سورة نزوال حكت

.األعراف،وهي سورة .لوط عليه السالمنزلت فيها قصة

مطابقا للسرد األول للقصة العنكبوت سورةيف لوط عليه السالملقصة فجاء السرد األخري

، وهذا هو مكمن اإلعجاز -األعراف –ومؤكدا ملا فصل وذكر يف هذه السورة األعراف سورةيف

.القرآين

:املقطع الثاين -ب

تم قـوم مسرفون إنكم ﴿: قال تعاىل ).81،األعراف( ﴾لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنـ

.547، ص 1جاملصدر السابق، الغرناطي، مالك التأويل، -1


264

).165الشعراء، (﴾أتأتون الذكران من العالمني ﴿: قال تعاىل

تم قـوم جتهلون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل ﴿: قال تعاىل ).55،النمل( ﴾أنـ

﴾أئنكم لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر ﴿: قال تعاىل




الذكرانالشعراء بكلمةإبدال كلمة

الرجال،النمل،العنكبوتاألعراف

، ال﴾﴿الرج ويف باقي السور ،﴿الذكران﴾يف سورة الشعراء تعاىل على لسان نبيه الكرمي قال

فما سبب االختالف يف الوصفني؟


واملتمثلة ،بسبب ما اقتضته اآلية املتأخرة عنها ﴿الذكران﴾الشعراءيف سورة ورد قوله تعاىل

تم قـوم عادون يف قوله تعاىل﴿ ، )166،الشعراء( ﴾وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنـ

خلق الرجل وهو الذكر، ألن الذكر هو أصل اخللق، ق يف هذه اآلية ناسبها ذكر أصل فلما ذكر اخلل

الواردة قصةال، وملا مل تذكر كلمة اخللق يف 1﴾إنا خلقناكم من ذكر وأنـثى﴿دليل ذلك قوله تعاىلو

).الرجل(ذكر ، ناسبهاالعنكبوتوالنمل واألعراف يف سور

.13احلجرات، اآلية سورة - 1


265

نا رجل يفيد القوة على لو ق «، فإن )ذكر(أقوى داللة من كلمة ) رجل(كما أن كلمة

للفظ الرجل تناسق ورودها ، وهذه الداللة القوية1»وهلذا يقال يف مدح اإلنسان إنه رجل ،األعمال

سورة ، ويف إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء﴾﴿:األعراف سورةاملؤكدة يف مع املقامات

أئنكم لتأتون ﴿:العنكبوت ، ويف سورةدون النساء﴾أئنكم لتأتون الرجال شهوة من ﴿:النمل

وتناسبت قوة التوكيد يف ، )إنكم لـ/ أئنكم لـ (اآليات الواردة تضمنت مؤكداتهذه فكل ،الرجال﴾

.مع قوة داللة لفظ الرجل هذه اآليات

الواضح يف قوله ح عن التوبيخ بسؤال استنكاري ، بل صر الشعراء سورةوملا مل يرد توكيد يف

) الذكران(ناسبه لفظ ﴾أتأتون الذكران من العالمني ﴿تعاىل على لسان نبيه لوط عليهه السالم

.الذي هو أخف وقعا وأضعف داللة من لفظ الرجل،و



كمإن األعراف زيادة حرف لتأتون الرجال

كمأئن ،العنكبوتالنمل

ونقصت هذه الزيادة يف سورة ،)ـئ(باهلمزة العنكبوتو النملزيد يف التوكيد يف سوريت

.، فما سبب ذلك؟األعراف


واليت - العنكبوت سورةيف ﴾الرجال نكم لتأتون أئ ﴿يف قوله تعاىل ) ئـ(وردت زيادة اهلمزة

�ÌǺ﴿ملالءمة ما سبقها من توكيد يف قوله تعاىل - أفادت التوكيدÊǷ�ƢÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦�ÈÀȂÉƫÌƘÈƬÈǳ�ÌǶ Éǰ ċǻÊ¤

.277ت، ص .ط، د.حممد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، د:العسكري، الفروق اللغوية، تح-1


266

، فتبع هذا التأكيد على سبقهم يف ارتكاب الفواحش تأكيد آخر على شناعة 1﴾أحد من العالمني

.مما يفعله قومه دون استحياء أو خجل عليه السالم لوط وامشئزاز ،مرتكبيهم

نكم لتأتون أئ ﴿ يف قوله تعاىل) ئـ(عن طريق زيادة اهلمزة النملسورة وقوع التوكيد يف و

الفاحشة أتأتون ﴿تعاىل يف قولهاملتقدمة نظرا ملا تطلبه املعىن الذي رمت إليه اآلية الكرمية ﴾الرجال

تم تـبصرون (، فكأنه قال2﴾وأنـ إنكم مل تكتفوا بارتكاب هذا الفعل الشنيع فحسب، بل جتاوزمت :

/ ارتكاب الفاحشة(، فتضمنت هذه اآلية معنيني )"وأنتم تبصرون"ذلك إىل ارتكابه أمام أعني الناس

Ƣđ�ǂǿƢĐ¦( بزيادة اهلمزة ﴾نكم أئ ﴿له ، والزيادة يف هذه الداللة تطلبت التوكيد يف قو)مناسبة لزيادة )ئـ

ǞȈǼǌǳ¦�ǶȀǴǠǨǳ�ǶđƢǰƫ°¦�¾ƢƷ�Ǧ ǏÂ.

إنكم لتأتون الرجال﴾﴿ ت عاىليف قوهل األعرافسورة يف ) زيادة اهلمزة(أما حذف الزيادة

سورة يف -عدم ورود التوكيد يف اآلية املتقدمة لتلك الزيادة، فنظرا للعدم تطلب السياق اللغوي

�Èś﴿تعاىل وذلك يف قوله - األعراف ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦�ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢�ÌǺ

ÊǷ�ƢÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦�ÈÀȂÉƫÌƘÈƫÈ¢﴾3 لزم ذلك

.االستغناء عن الزيادة الدالة على االتوكيد



،النملاألعرافلتأتون الرجال

زيادة (الزيادة والنقصان شهوة من دون النساء

//العنكبوت )مجلة


.54سورة النمل، اآلية -2.80سورة األعراف، اآلية -3


267

، ونقصت هذه الزيادة يف النملو األعرافيف سوريت ﴿شهوة من دون النساء﴾ ثبت قوله

.، فما سبب ذلك؟العنكبوتسورة

):زمن النزول(التحليل استنادا على السياق اخلارجي

متأخرة عن سوريت إىل نزول هذه األخرية العنكبوت سورةيعود سبب احلذف الواقع يف

¤�ǂƻ¡�ƢĔȋ�¦±ƢŸالعنكبوت سورةيف ﴿شهوة من دون النساء﴾فحسن حذف ،النملو ألعرافا

التفصيل يف هذا املقطع لسبق اإلعالم امع قومه، وأمجل فيهلوط عليه السالمسورة وردت فيها قصة

.النملو األعرافيف سوريت



الزيادة والنقصان //،النملاألعراف

وتقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم املنكرالعنكبوت )زيادة مجلة(

وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم ﴿ الكرميورد قوله تعاىل على لسان نبيه

.،فماسبب ذلك ؟النمل واألعراف سوريت وحذف ذلك يف،﴾المنكر

:التحليل استنادا على سياق املقطع

كسرد العنكبوت سورةيف ﴾وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر ﴿وقعت زيادة

مفصل ملا يقرتفه قوم لوط من منكرات وأفعال شنيعة، وجاءت هذه الزيادة يف التفصيل لتخدم التوكيد

�ÈǺ﴿الوارد يف قوله تعاىل و ،الذي سبق اآليةÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ� ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦� ÈÀȂÉƫÌƘÈƬÈǳ� ÌǶ Éǰ ċǻÊ¤


268

ما يقرتفونه من معاص، وفصل يف سرد معاصيهم يؤكد على شناعة ﴿أئنكم﴾فقوله ،1﴾العالمني

الزيادة يف التفصيل مع ما اقتضته ت، فتناسب﴾وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر ﴿: بقوله

.﴾﴿أئنكميف التوكيد - )ئـ(زيادة اهلمزة -الزيادة



األعرافبل أنتم قوم

مسرفون إبدال كلمة بكلمة

جتهلونالنمل

تم يف قوله﴿ األعراف سورةباإلسراف يف عليه السالم لوط قومهللا عز وجل وصف بل أنـ

تم قـوم جتهلون ﴿يف قوله النملسورة وباجلهل يف ،﴾قـوم مسرفون ، فما سبب اختصاص ﴾بل أنـ

، ﴾مسرفون ﴿بالصيغة االمسية األعراف سورةوما سبب جميء الوصف يف ،كل سورة بوصف معني؟

.؟﴾جتهلون ﴿بالصيغة الفعلية النمل سورةويف

):سياق املقطع(التحليل اعتمادا على السياق اللغوي

:اختالف الوصفني-

فالقصد ،أن سبب اختالف الوصفني عائد إىل اختالف املقصود يف كل سورة الغرناطييرى

�ȄǴǟ�ǎ« مبا Ǽǧ��©ƢƦǰƫǂŭ¦�ƶȈƦǫÂ�ǶƟ¦ǂŪ¦�Ŀ�ǶȀǯƢǸĔƢƥ�Ǧ ȇǂǠƬǳƢƥ�°Ƣǋȍ¦�» ¦ǂǟȋ¦�°ȂǇ�Ŀ�ǂǯ



269

تم قـوم مسرفون ﴿فحشها وحل اإلمياء إىل ما وراء ذلك من إسرافهم فكان املراد مما سرد،1»﴾بل أنـ

.ȆǏƢǠŭ¦Â�ƶƟƢƦǬǴǳ�ǶđƢǰƫ°¦�Ŀ عليه السالم طالتعريف بإسراف قوم لو األعراف سورةيف

قوم اليت سبقت و األقوام من ذكر األمم هم باملسرفني ليتناسب مع ما تقدمجميء وصف لعل و

ǲǇǂǴǳ�ǶȀƦȇǀǰƫÂ�ǶēƾǻƢǠǷ�Ŀ�ǶȀǧ¦ǂǇ¤Â�ȆǏƢǠǸǴǳ�ǶđƢǰƫ°¦�Ŀ�¶Ȃǳ.قوم ( ةاألقوام السابق تقاطعت، ف

اب املعاصي، فجاء وصف املسرفني مع قوم لوط يف اإلسراف يف ارتك) نوح، قوم هود، قوم صاحل

.تناسب مع كل من عاند وتكرب وأسرف يف اقرتاف املنكراتلي

تم قـوم جتهلون ﴿ يف قوله تعاىل النمل سورةأما وصف قوم لوط باجلهل يف ليتناسب ﴾بل أنـ

تم تـبصرون ﴿مع ما سبق من قوله أي ترون ذلك بأعينكم ال يسترت « ،﴾أتأتون الفاحشة وأنـ

�ƢƠȈǋ�ǶǴǠȇ�Â¢�ǲǬǠȇ�ƢŲ�ǶƬǈǴǧ��ǲȀŪ¦�Ƕǜǟ¢�¦ǀǿÂ��¦°ƢƬȀƬǇ¦Â�ƢǸǰē�ǒ Ǡƥ�ǺǷ�ǶǰǔǠƥ﴿ تم بل أنـ

لهم فعفجاء وصفهم باجلهل متوافقا مع وصف احلال اليت يرتكبون فيها قبيح ، 2»﴾قـوم جتهلون

.، وارتكاب هذا الفحش جماهرة وعلى مرأى األبصار هو قمة اجلهل وتغييب العقل)صرونيب(

:صيغة الوصفيف ختالف الا-

باإلسراف مستعمال الصيغة األعرافيف سورة لوط عليه السالم قوم هللا عز وجل وصف

فما سبب التغيري ﴿جتهلون﴾اجلهل مستعمال الصيغة الفعلية ب النمل ويف سورة ﴾مسرفون ﴿االمسية

.يف صيغة الوصف؟

الفاصلة القرآنية يف كل سورة، ب اختالف الصيغتني مبا تطلبتهسباإلسكايف يعلل :اجلواب

ألن اآليات اليت قبلها فواصلها أمساء مجعت « بالصيغة االمسية ﴾مسرفون ﴿األعراف سورةفقال يف

﴿مفسدين﴾ وفاصلة ما بعدها ﴿مؤمنون﴾، وما بعدها ﴿كافرون﴾، وبعدها (...) هذا اجلمع

.548، ص1، مالك التأويل، جالغرناطي - 1.547، ص1ج، نفسهاملصدر - 2


270

﴿املرسلني﴾، وبعدها ﴿جامثني﴾ وبعدها ﴿ناصحني﴾، أحق بالوضع يف هذا املكان لتتساوى

تناسب لفظا مع الفواصل السابقة ذات الصيغة مسية ليء وصف اإلسراف بالصيغة االفجا،1»الفواصل

.االمسية

فتلك ﴿ملناسبة ما تقدم يف قوله« بالصيغة الفعلية النمل سورة جاء الوصف الوارد يف و

نا الذين .بـيوتـهم خاوية مبا ظلموا إن يف ذلك آلية لقوم يـعلمون ولوطا .آمنوا وكانوا يـتـقون وأجنيـ

تم تـبصرون واصل اليت ، فلما تناسقت هذه األفعال يف هذه الف﴾إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنـ

.2»اؤها على ما قبلها بلفظ الفعل أوىل من األولنبقبل هذه الفاصلة كان

كما ذهب -ف يف صيغة الوصف على املناسبة اللفظية ال يقتصر سبب ورود هذا االختال و

�ƢēƢũ�ǺǷ�ƨȈũȏ¦�ƨǤȈǐǳ¦�À¢�¿ȂǴǠǸǧاملعىن الذي تؤديه كل صيغة منهماـ وإمنا على -اإلسكايف إليه

على عكس الصيغة الفعلية اليت تفيد التجدد حال حدوث الفعل، وجاء اإلسراف ،الثبات والدوام

، 3»اإلسراف جماوزة احلد الواجب إىل الفساد« ذلك أن ؛من اجلهل بالصيغة االمسية ألنه أعم داللة

بفداحة مرتكبهم ما هو إال قصة وجه من أوجه إسراف قوم لوط، وجهل قومهفاجلهل يف هذه ال

.مظهر من مظاهر إسرافهم

أخف داللة وأقل معىن من اإلسراف، والذي هو أعم وأمشل داللة من -هنا -جهلهم وبذلك يكون

معىن العموم والشمول للفظ اإلسراف التعبري عنه بالصيغة االمسية الدالة على الدوام طلب فناجلهل،

التعبري -اليت هي حالة واصفة لإلسراف -) جهل(كلمة لمعىن اخلصوص لزم ، و)مسرفون(والشمول

.)جتهلون( بالصيغة الفعلية اليت تفيد التجدد حال حدوث الفعل عنه

.633، ص 2اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-1

- 54-52سورة النمل، اآليات.

.634، ص2اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-2.548، ص1الغرناطي، مالك التأويل، ج-3


271

:املقطع الثالث -ج

وما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوهم من قـريتكم إنـهم أناس ﴿: قال تعاىل

).82،األعراف( ﴾يـتطهرون

).167،الشعراء ( ﴾قالوا لئن مل تـنته يا لوط لتكونن من المخرجني ﴿: قال تعاىل

ريتكم إنـهم أناس ف ﴿: قال تعاىل ما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط من قـ

).56،النمل(﴾ يـتطهرون

�Èś﴿: قال تعاىلÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦�ÈǺ

ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ �ÈÀƢÈǯ�ƢÈǸÈǧ﴾

).29،لعنكبوتا(



ما كان جواب واألعراف

قومه إبدال حرف حبرف

فـ،العنكبوتالنمل

النمل سوريتمسبوقا حبرف الواو، ويف سورة األعرافيف لوط عليه السالمورد جواب قوم

.؟،فما سبب هذا اإلبدال حبرف الفاء العنكبوتو


النمل فعطف اجلواب يف سوريت ما سبق كل آية من سرد،إىل - هنا-يعود وقوع اإلبدال

ألن الفاء للتعقيب والتعقيب يكون مع األفعال، فقال يف سورة النمل « حبرف الفاء العنكبوتو


272

فما كان﴾وتأتون يف ناديكم المنكر ﴿، وكذلك يف العنكبوت )55النمل،(﴾فما كان .﴿جتهلون

.1»﴿وما كان﴾﴿مسرفون﴾ويف سورة األعراف ) 29،العنكبوت(

ما لزمه الرتكيب النحوي من إيراد حرف بسبب العطف تارة بالواو وتارة بالفاء التغيري يففكان

باسم آية األعراف ـحوي لانتهى الرتكيب النإذ ف املناسب للسياق النحوي لكل آية؛العط

، وانتهى الرتكيب وما كان جواب قـومه﴾﴿ تعاىل ، فلزم ذلك العطف حبرف الواو يف قوله)مسرفون(

بالفعل، فتطلب ذلك العطف حبرف الفاء ملالءمتها يف العطف لعنكبوتوا النملآييت النحوي يف

ضت الداللة النحوية لكل آية على األفعال، ألن التعقيب يصلح مع األفعال ال مع األمساء، ففر

).دوال العطف(ري يف قرائن أو وسائل العطف التغي



�²أخرجوهماألعراف Ƣǻ¢�ǶĔ¤�ǶǰƬȇǂǫ�ǺǷ

يتطهرون اإلضمار واإلظهار

أخرجوا آل لوطالنمل

ومه إال أن قالوا ﴿يف قوله تعاىلاألعراف سورةيف ﴾لوط ﴿آل أضمر وما كان جواب قـ

ريتكم إنـهم أناس يـتطهرون فما كان يف قوله تعاىل﴿ النمل سورة ، وأظهر يف﴾أخرجوهم من قـ

، فما سبب هذا ﴾جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط من قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون

اإلضمار واإلظهار؟

.125الربهان يف توجيه متشابه القرآن، ص الكرماين، -1


273

:التحليل اعتمادا على السياق اخلارجي واللغوي

):زمن النزول(السياق اخلارجي -

، وإظهاره يف األعراف سورةيف ) آل لوط(إىل أن سبب إضمار طيب اإلسكايفاخليذهب

ما جاء فيه اإلظهار نازال قبل ما جاء فيه اإلضمار، فلما اظهر يف اآلية « إىل كون راجع النمل سورة

املنزلة قبل اعتمد يف القصة اليت هي عدم ذكرهم على اإلضمار الذي أصله أن يكون بعدم تقدم

.1»الذكر

سورةبسبب تقدم ذكره يف القصة اليت سبقت نزوال يف األعرافيف سورة ) آل لوط(فوقع إضمار

فما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط من قـريتكم ﴿تعاىل يف قوله، وذلك النمل

سورةيف الواقعة و ذكره يف القصة متأخرة نزوال ، فاكتفى بذلك عن إعادة ﴾إنـهم أناس يـتطهرون

.األعراف

أن املقصود بأسبقية النزول هي القصة ال السورة، ذلك أن -هنا -در اإلشارة إليه جتومما

، و ألن القرآن الكرمي كان ينزل النمل سورةمتقدمة يف النزول عن -يف احلقيقة - األعراف سورة

سورة، فيحتمل أن تكون القصة يف صلى هللا عليه وسلمالرسول على -أي متفرقا - منجما

وهو وحده هللا عز وجلحلكمة أرادها النمل سورةم سردها يف قد تو ،تأخرت يف النزول األعراف

�Ƣđ�ǶǴǟȋ¦سبحانه وتعاىل.


سبب اإلضمار واإلظهار الواقع يف اآليتني الكرميتني إىل اإلجياز واإلطناب يف الغرناطي يعزو

±�ǶĔƢȈƫƜƥ�ǶȀǨȇǂǠƫÂ�ǲǸǼǳ¦�Ŀ�ǶȀǨȈǼǠƫ�Ŀ�ƾȇ«وصف شناعة فعل قوم لوط يف كليت السورتني، فلما

.636-635، ص ص 2اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-1


274

�«¦ǂƻȍ¦�ǲȈǴǠƫ�Ŀ�ƾȇ±��ǶȀǨȇǂǠƫ�Ŀ�ƾȇ±�ƢǸǴǧ��Ƥ ǰƫǂŭ¦�Ŀ�¬ƾǧ¢�Ǯ ǳÂ��Ƣđ�ǶǴǟ�ȄǴǟ�ƨǌƷƢǨǳ¦

نص يف إخراج مجيع من هم من آل لوط عليه ﴾لوط آل ﴿على آل لوط، ألن قوله بالتنصيص

.1»بزيادة التنصيص األعم بإزاء األزيد يف التقريع ،﴿أخرجوهم﴾السالم وذويه وأهله من قوله

تعاىل على لسان لوط يف وصف حال مرتكبهم الشنيع، وذلك يف قوله النمل سورةل يف فلما فص

تم تـبصرون ﴿عليه السالم ��¢�ǞȈǼǌǳ¦�ǶȀǴǠǧ�ÀȂƦǰƫǂȇ�ǶĔ¢�Ä)54،النمل (﴾أتأتون الفاحشة وأنـ

دها التقريع والتوبيخ زيادة يف جماهرة وعلى مرأى الناس، صاحب هذه الزيادة يف الوصف اليت مفا

.﴾ آل لوط ﴿أخرجواصيص اإلخراج بقولهخت

حال مرتكبهم، بيخهم على فعلهم الشنيع دون وصف بتو األعراف سورةوملا اكتفى يف

وما كان جواب قـومه إال أن ﴿وذلك يف قوله تعاىل،اقتصر جواب قومه بإضمار املعنيني باإلخراج

ريتكم إنـهم أناس يـتطهرون لوط إجيازا وإمجاال وتواؤما مع اإلجياز يف توبيخ ﴾قالوا أخرجوهم من قـ

.هلم عليه السالم



أخرجوهماألعراف تغيري يف الصيغة

من املخرجنيلتكونن الشعراء

ويف ﴿أخرجوهم﴾ :بقوله األعرافسورة عرب عن جواب قوم لوط املتمثل يف اإلخراج يف

فما سبب االختالف يف الصيغتني؟ ،﴾لتكونن من المخرجني ﴿بقوله الشعراء سورة



275


يف ﴿أخرجوهم﴾وبالفعل ﴿من املخرجني﴾الشعراء سورةعرب عن اإلخراج باالسم يف

سورة الوارد يف ﴿من املخرجني﴾قوله ،ف كل سورة نظمسياق ىلإ راجع وذلك، األعراف سورة

كما –ألن االسم ؛األعراف سورةالوارد يف ﴿أخرجوهم﴾أقوى داللة وأبلغ معىن من قوله الشعراء

د املتمثل وإدماج فعل الكون املوك حاال من الفعل الدال على التجدد، أثبت داللة وأدوم -معلومهو

سورة مما ورد يفوقعا جعل عقاب اإلخراج أعنف ﴿من املخرجني﴾مع قوله لتكونن﴾﴿يف

.﴿أخرجوهم﴾يف قوله األعراف

لوط عليه وتناسبت هذه القوة يف اإلخراج والعنف يف الطرد مع ما تقدم من إحلاح وإصرار

افهم يف وذلك عن طريق تعنيفهم وتوبيخهم على شناعة فعلهم وإسر ،يف نصحه لقومه السالم

إذ قال هلم أخوهم .كذبت قـوم لوط المرسلني ﴿ارتكاب املنكرات، وذلك واضح يف قوله تعاىل

�ÊÀȂÉǠȈ.إين لكم رسول أمني .لوط أال تـتـقون ÊǗÈ¢ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري

وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل .أتأتون الذكران من العالمني .إال على رب العالمني

تم قـوم عادون نته يا لوط لتكونن من المخرجني .أنـ .1﴾قالوا لئن مل تـ

﴿أخوهم لوط﴾تعاىل ﴾ متناسقا مع قوله لتكونن من المخرجني ﴿جواب قوم لوط وجاء

بالرتابط والتآخي والقرابة ) أخوهم(كلمة إذ توحي ،إذ قال هلم أخوهم لوط﴾﴿الوارد يف قوله تعاىل

جه، مما جعل أمر اإلخراج أشد اليت جتمع بني لوط وقومه، واليت مل يراعها قومه حينما أرادوا إخرا

﴾ لتكونن من المخرجني ﴿، وهلذا ورد جواب قوم لوط بقوهلم األعراف سورةوأعنف مما وقع يف

.بلوط عليه السالمرهم لرابط األخوة اليت جتمعهم هم وتنك تهم وجترب للداللة على تعن

.167-160سورة الشعراء، اآليات -1


276

يف هذه – لوط عليه السالم واكتفاء، األعراف سورةوملا مل ترد هذه الوقائع والروابط يف

دون مبالغة يف تعنيفهم وتقريعهم، جاء جواب قومه مقتصرا وفداحته فعلهم يحبتعريفهم بقب -السورة

.دون توكيد أو مبالغة يف أمر الطرد ﴿أخرجوهم﴾على فعل اإلخراج



ÀÂǂȀǘƬȇ�²األعراف Ƣǻ¢�ǶĔ¤�ǶǰƬȇǂǫ�ǺǷ�ǶǿȂƳǂƻ¢ إبدال مجلة جبملة

ائتنا بعذاب هللا إن كنت من الصادقنيالعنكبوت

وما ﴿وذلك وارد يف قوله تعاىلـبإخراجه من القرية األعراف سورة جواب قوم لوط يف متثل

، وعدل عن هذا ﴾قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوهم من

فما كان جواب ﴿طلب العذاب من السماء، وذلك يف قوله تعاىل إىل العنكبوتسورة يف اجلواب

�ÈśÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦�ÈǺ

ÊǷ�Èƪ ÌǼÉǯ�ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ�ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ﴾ يف اإلجابتني؟، فما سبب التغيري.


ألن ؛﴾أناس يـتطهرون ﴿ǶĔȂǯبإخراجه وأهله األعراف سورة اختص جواب قوم لوط يف

املقام يف هذه السورة كان مقام تعريف بالفحش الذي يرتكبونه، ومل يرد أي سرد ملعاصيهم األخرى،

�ÀÂǂȀǘƬȇ�² Ƣǻ¢�ǶĔȋ�«¦ǂƻȍ¦�Ǌ ƸǨǳ¦�ǂǯ �ǲƥƢǬǧ)فكان معىن الطهارة )أي يشمئزون مما نفعل ،

.مناقضا ملعىن الفحش

جواب قـومه إال أن قالوا فما كان ﴿ يف قوله تعاىل النمل سورةونظري ذلك ما ورد يف

ردا على ما - هنا -، إذ صدر قرار الطرد ﴾أخرجوا آل لوط من قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون

اجلهل، وعلى ما ورد من وصف لفعلهم الشنيع الذي يبعث على من لوط عليه السالمبه وصفهم


277

أئنكم لتأتون الرجال ﴿وذلك واضح يف قوله تعاىل على لسان نبيه الكرمي االمشئزاز يف النفس والعقل،

تم قـوم جتهلون فما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط .شهوة من دون النساء بل أنـ

ريتكم إنـهم أناس يـ ، فلزم امشئزاز آل لوط من الفحش الذي يرتكبه قومه طردهم ﴾تطهرون من قـ

ÀÂǂȀǘƬȇ�ǶĔȂǯ�ǶȀƳ¦ǂƻ¤Â.

، النملوألعراف ا سوريتمغايرا عما وقع يف العنكبوت سورةوقع جواب قوم لوط يف و

أئنكم ﴿تعاىل على لسان نبيه الكرمي ǾǳȂǫ�Ŀ�Ƕē¦ǂǰǼǷ�®¦ƾǠƫ�ǺǷآية العنكبوتما تقدم سببه وذلك

فكان تعداد « ، )29،العنكبوت( ﴾لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر

�ǶȀǨȇǂǠƫ�Ŀ�ƢƼȈƥȂƫ�ƾǋ¢�ǶēƢƦǰƫǂǷ لتمييز( أأنكو (�Ƕđ¦ȂƳ�ƶȈƦǫÂ�ǶȀǫȐƻ¢�ƲȈē�ƨǼǜǷ�ÀƢǯ��ǶēƾƠǧ¢

�ÈǺ﴿قلبه، فقالوا قه وطبع على حذفجاوبوا جواب من استحكم ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤� ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ� ƢÈǼ

ÊƬÌƟ¦

.1»حتكيما وحتقيقا لتكذيبهم وشاهدا على تصميمهم على املعاندة والكفر﴾ الصادقني

�ǶēƾǻƢǠǷ�ȄǴǟ�¦ƾȈǯȂƫ��ǶŮ�ǾǠȇǂǬƫÂ�ǾǷȂǬǳلوط عليه السالم فصاحب التوكيد على توبيخ

�Èś﴿واستخفافهم بعظم ما يرتكبونه من معاص، وقوهلم ÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦�ÈǺ

ÊǷ�Èƪ ÌǼÉǯ�ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦﴾ دليل

م وكفرهم، وهذا التوكيد ناسب ما تقدم يف بداية القصة يف على إصرارهم على البقاء يف ضالهل

.إنكم لتأتون الفاحشة﴾﴿عليه السالمتعاىل على لسان لوط هلقو

§��ȏƢǰǻ�Ƕđ و ¦ǀǠǳ¦Â�§ ƢǬǠǳ¦�¾ȂǴƷ�Ƕē¦ǂǰǼǷ�ƨǟƢǜǧÂ�ǶȀƦǰƫǂǷ�ƨǟƢǼǋÂ�Ƕǿ®ƢǼǟ�Őǯ�Ǻǟ�Ƕų

واستهزائهم بدعوته الشريفة، وألجل ذلك بعث هللا عز لوط عليه السالم ـوعقابا على تكذيبهم ل

..،وهذا ما سيتم تناوله ودراسته فيما يليبقوم لوط وجل املالئكة الكرام إلنزال العقاب املريع



278

:نزول املالئكة على لوط عليه السالم- ثانيا

على فسقهم، وتصميمهم على البقاء يف جهلهم الكبري لوط عليه السالمبعد إصرار قوم

وعزمهم على إخراج لوط وأهله من القرية المشئزاز آل لوط من قبيح فعلهم، أرسل هللا عز وجل

.ليخربوه بقرب هالك قومه الفاسقني، وإجنائه من ظلمهم وضالهلملوط عليه السالمالئكة إىل امل

.جميء الرسل: املقطع األول-أ

�ÆƤ﴿: قال تعاىل ȈÊǐ Èǟ �Æ¿ÌȂ Èºȇ�¦Èǀ Èǿ � È¾ƢÈǫÈÂ�ƢÅǟ Ì°È�ÌǶ

ÊÊđ �È¼ƢÈǓ ÈÂ�ÌǶÊÊđ �È Ȇ

ÊǇ �ƢÅǗ ȂÉǳ�ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ �ƢċǸÈǳÈÂ﴾

).77،هود(

).62-61،احلجر( ﴾قال إنكم قـوم منكرون .فـلما جاء آل لوط المرسلون ﴿: قال تعاىل

ƢÅǟÌ°È�ÌǶ﴿: قال تعاىل ÊÊđ �È¼ƢÈǓ ÈÂ�ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ �ƢÅǗ ȂÉǳ�ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ � ÌÀÈ¢�ƢċǸÈǳÈÂ وقالوا ال ختف وال حتزن

).33،العنكبوت( ﴾إنا منجوك



املرسلونآل لوطاحلجر التقدمي والتأخري

لوطارسلنا،العنكبوتهود

:وقع التشابه اللفظي يف هذا املوضع يف نقطتني

:لوط/ آل لوط.1

سوريت، ومل يرد ذلك يف )آل(بزيادة ﴾جاء آل لوط المرسلون ﴿:احلجر سورةقال تعاىل يف

يف اآلية املتقدمة ) آل لوط(ذكر هو احلجر سورة، وسبب وقوع هذه الزيادة يف العنكبوتو هود


279

إال .قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني .قال فما خطبكم أيـها المرسلون ﴿وذلك يف قوله تعاىل،عنها

إال ﴿تعاىليف قوله احلجر سورةيف ﴾﴿آل لوط ،فلما تقدم ذكر 1﴾ل لوط إنا لمنجوهم أمجعني آ

فـلما جاء ﴿يف اآلية اليت بعدها يف قوله ﴾﴿آل لوط ناسبها ذكر ﴾آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني

.آل لوط المرسلون﴾

سورةيف ﴾﴿آل لوط ، ولعل سبب ورود )لوطا(أقوى داللة من قوله ﴾﴿آل لوط قوله و

﴿إنا منكم تعاىل ليتناسب مع قوة التعبري والتوكيد الغالبة على هذه السورة، وذلك يف قولهاحلجر

رك بغالم عليم ﴿و، )52،احلجر( ﴾وجلون إنا أرسلنا إىل قـوم قالوا﴿و، )53،احلجر(﴾إنا نـبش

).59-58،احلجر( ﴾إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني .جمرمني

ǾǳȂǫ�ǾƦǇƢǼǧ�ƨǳȏ®�ÃȂǫ¢Â�ƢǨǏÂ�ƾǋ¢�śǷǂĐƢƥ�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�Ǧ و ǏÂ ﴿﴾الذي يدل آل لوط

تعاىل على لسان الوارد يف قولهعلى التكرمي والتشريف، فقابل معىن التشريف مع معىن اإلجرام

.﴿إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني﴾مالئكته الكرام

براهيم عليه السالم، إلوقوع البشرى حني العنكبوتو هود سوريتوملا مل يرد هذا الوصف يف

و ،السورتنييف ) آل لوط(مل يتقدم ذكر ،إذ )لوطا(واالكتفاء بالتعابري غري املوكدة ناسب ذلك قوله

راهيم الروع ﴿، وذلك واضح يف قوله تعاىل )آل(دون ) لوط(اقتصر بذكر فـلما ذهب عن إبـ

راهيم بالبشرى قالوا ﴿ و،)74هود، (﴾وجاءته البشرى جيادلنا يف قـوم لوط ولما جاءت رسلنا إبـ

قال إن فيها لوطا قالوا حنن أعلم مبن فيها .أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمني إنا مهلكو

يـنه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين نج ناسبهما االكتفاء بذكر ف ،)32-31،العنكبوت( ﴾لنـ

).لوط(مع ما سبقهما من التصريح بلفظ توافقا) لوط(

.59-57سورة احلجر، اآليات -1


280

.التقدمي والتأخري.2

سوريتومل يرد هذا العدول النحوي يف ،المرسلون﴾﴿على آل لوط﴾﴿احلجر سورةم يف د ق

فقدمت هذه ، )لوطا(أكثر تكرميا وتشريفا من قوله آل لوط﴾﴿ذلك ألن داللة ؛العنكبوتوهود

ēȂǫÂ�ƢȀƬȈŷȋ�ƨǳȏƾǳ¦ فـلما جاء آل لوط ﴿يف قوله تعاىلالواردة المرسلون﴾﴿على قولها

.المرسلون﴾

وتشريفهم ﴾إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني ﴿: يف قوله) آل لوط(نظرا لالهتمام بإجناء و

لألمهية اليت اكتسبتها من السياق المرسلون﴾﴿، فكان األوىل تقدمي هذه الداللة على )آل(بقوله

.العام لسرد القصة

عن القاعدة النحوية، إذ وقع كل لفظ يف موقعه لعنكبوتوا هود سوريتمل يعدل يف و

املضافة إىل ضمري ا﴾ن ل س ﴿ر ، ألن قوله ﴾جاءت رسلنا لوطا﴿تعاىل النحوي اخلاص به يف قوله

،وهلذا مت تقدميه ﴾ المرسلون كانت أكثر أمهية وأعلى شأنا من قوله ﴿ هللا عز وجلالشأن الراجع إىل

).لوطا(على

فحصل التقدمي والتأخري يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي حسب ما تقتضيه أمهية وقوة

.داللة العنصر املقدم عن العنصر املؤخر



ـفاحلجر إبدال حرف حبرف امل

و،العنكبوتهود


281

فما سبب اإلبدال بني أدايت ، بالواوهود و العنكبوت سوريتبـالفاء، ويف سورة احلجريف ) ملا(سبقت

.العطف يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي؟


) ملا(، والواو تفيد اجلمع والربط، وعطف وعدم الرتيثعلوم أن الفاء تفيد الرتتيب الزمين من امل

يدل على أن نزول املالئكة على آل لوط مل فـلما جاء آل لوط المرسلون﴾﴿تعاىل بالفاء يف قوله

وإسراعهم يف عليه السالمإبراهيم بيت طويال، بل قدموا إليه مباشرة بعد خروجهم من يستغرق زمنا

�¾¡�ń¤� ȆĐ¦لإلسراع يف تنجي لوط عليه السالم�ǾȈǴǟ�ƪ ǳ®�ƢǷ�¦ǀǿÂ��śǷǂĐ¦�ǾǷȂǬƥ�§ ƢǬǠǳ¦�¾¦Ǆǻ¤Â�ǾƠ

.قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني .قال فما خطبكم أيـها المرسلون ﴿يف قوله تعاىل اآليات املتقدمة

، فلزم هذا اإلسراع العطف بالفاء الدالة على عدم االستغراق 1﴾آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني إال

.-التنجية-الزمين واإلسراع يف تنفيذ الفعل

�ȄǴǟ�ƨǰƟȐŭ¦�Ƣđ�ƪ Ǵƻ®�Ŗǳ¦�ƨǟǄǨŭ¦�°Ȃǐǳ¦�Ä¢ǂǳ¦�¦ǀǿ�ƾǔǠȇ�ƢǷÂإبراهيم عليه السالم

راهيم ونـب ﴿الواضحة يف قوله تعاىل هم عن ضيف إبـ إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال إنا منكم .ئـ

لوط ، وهذا الدخول املفزع يدل على أن املالئكة كانوا مسرعني يف إلقاء العذاب وإنقاذ 2﴾وجلون

ة على الرتتيب الزمين ل، فناسب هذا اإلسراع يف سري األحداث العطف حبرف الفاء الداعليه السالم

.يف وقوع األحداث وعدم الرتيث

ألنه مل يقصد يف السورتني ؛حبرف الواو اجلامعة العنكبوتو هود سوريتيف ) ملا(أما عطف

اإلسراع يف اإلجناء، وإمنا اإلعالم واإلخبار باإلجناء دون اإلسراع يف تنفيذه، فناسب ذلك العطف

.واجلامعة لوقائع القصةحبرف الواو الرابطة لألحداث

.59-57احلجر، اآليات سورة - 1.52-51سورة احلجر، اآليتان -2


282

قصة من الفاختالف املراد يف السور كان السبب يف االختالف يف العطف، إذ كان املراد

اإلخبار عن العنكبوتوهود سوريت اإلسراع يف اإلنقاذ وإنزال العقاب، ويفاحلجر سورة الواقعة يف

ت ممكن، فأثر اختالف حدث اهلالك دون تبيني أن املالئكة يريدون إنزال العذاب يف أسرع وق

.هالسرد ومقصودمراد ف يف السور، فعطف كل مبا يناسب املقاصد على اختالف العط



هود وملا

// الزيادة والنقصان جاءت رسلنا لوطا

أنالعنكبوت

ونقصت يف ﴾ولما أن جاءت رسلنا لوطا ﴿يف قوله تعاىل العنكبوت يف سورة)أن(زيدت

.فما سبب هذه الزيادة ونقصناها ؟،﴾ولما جاءت رسلنا لوطا ﴿ يف قوله تعاىلهود سورة

):سياق املقطع(لتحليل اعتمادا على سياق النظم ا

إىل عدم الفصل يف اجلواب، عائد العنكبوتيف سورة ) أن(أن ورود زيادة اإلسكايف يرى

ا اقرتان أن بلم «:لوجود فواصل يف السرد، فيقول موضحا ذلكهود سورةوحذفت هذه الزيادة يف

Š�ȐǐƬǷ�Ƣđ¦ȂƳ�À�Ŀ�ÄǀǳƢǧ��ÀȐǘƥ�Â¢�ǪȈǬƸƬǳ�ǾǐǴźÂ�ǾǴǸǰȇ�Ƣرت قاألنه قد ؛يف سورة العنكبوت

�Ƣđ¦Ȃŝ�ǲǐƫ¦�ƾǫ�©ȂƦǰǼǠǳ¦�°ȂǇ﴿�ÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶÊÊđ �È Ȇ

ÊǇما يكمله وخيلصه ببطالن الروع ﴾م ذرعا

�ƨǈǷƢŬ¦�ƨȇȉ¦�Ŀ�ȏ¤�ÀȐǘƥ�Â¢�ǪȈǬƸƬǳ�ǾǐǴź�ƢǷ�Ƣđ¦Ȃŝ�ǲǐƬȇ�Ń�®Ȃǿ�°ȂǇ�Ŀ و،(...) السابق إليه

د هذا عن اجلواب ومل يتصل به اتصال ع فيـ )81،هود ( ﴾نا رسل ربك لن يصلوا إليك ﴿إعند قوله

.1»ما يكون من متامه

.1029، ص 3اخلطيب اإلسكايف، درة التنزيل وغرة التأويل، ج-1


283

ولما أن ﴿األمرين يف آية واحدة فلما مل يباعد بني دخول املالئكة وتصرحيهم باإلجناء، ورد كال

�È½Ȃ Čƴ ÈǼÉǷ�ƢċǻÊ¤� ÌÀÈǄÌÈŢ � Èȏ ÈÂ� ÌǦ ÈÈţ � Èȏ �¦ȂÉǳƢÈǫÈÂ�ƢÅǟÌ°È� ÌǶÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ �ƢÅǗ ȂÉǳ�ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ﴾ ) العنكبوت

لبعد التصريح باإلجناء نظرا لتفيد داللة االقرتان واالتصال بني احلدثني، و ) ملا(لـ ) أن(أضيفت و ، )33

�Æ¿ÌȂ﴿عن قوله هود سورة يف Èºȇ� ¦Èǀ Èǿ � È¾ƢÈǫÈÂ� ƢÅǟÌ°È� ÌǶÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ � ƢÅǗ ȂÉǳ� ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ � ƢċǸÈǳÈÂ

قالوا يا لوط إنا رسل ﴿: حبدث اإلجناء إال يف اآلية اخلامسة يف قوله تعاىل عدم التصريحو ،﴾عصيب

لوجود فواصل ) أن(عن استغىن، )81،هود( ﴾ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل

.احلدثني واآليتنيبني

معتمدا يف ذلك ،وجه هذا املوضع توجيها حنويا حمضا اإلسكايف اخلطيب يالحظ مما سبق أن

.العنكبوت سورةيف ، وعدم وقوعهاهود ةسور يف -اآليات- لى وجود الفواصل اجلملية ع

) أن(عند هذا التوجيه النحوي، وإمنا يفسر زيادة حممد فاضل صاحل السامرائيال يقف و

تأيت للداللة على «��ƢĔ¢�ÃŚǧ) ملا( ا بـ¦Ĕ¦ŗǫ¦�ǞǷ�ƢǿƾȈǨƫ�Ŗǳ¦�ƨǳȏƾǳ¦�ǺǷ�ƢǫȐǘǻالعنكبوت سورة يف

كما يبدو أن ترقب لوط من التخلص من قومه يف ،(..) استطالة الوقت وطول الرتقب واالنتظار

فدعاؤه ربه أن ينصره على قومه بعدما كذبوه ،(...) سياق العنكبوت كان أظهر منها يف سورة هود

��ÌÀÊ¤�ÊċɎ﴿: وتعجلوا العذاب قائلني ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦ 1»﴾كنت من الصادقني.

لوط عليه سراع يف االستجابة لدعاء اإل العنكبوت سورةفاقتضى التكذيب وطلب اإلجناء الوارد يف

املفيدة )ملا(مع �ƢĔ¦ŗǫƢƥ )أن(تناسق ذلك مع الداللة اليت عنتها من قومه املفسدين، و وإجنائه السالم

ألنه هود سورةيف ) أن(وأسقطت ،اءللنصرة وانتظار اإلجنأي ترقب االستجابة ،للرتقب واالنتظار

.للنجاة واالستجابة لدعاء النصرة على قومه لوط عليه السالمليس فيها ما يظهر ترقب

، 3حممد فاضل صاحل السام رائي، دراسة املتشابه اللفظي من آي التنزيل يف كتاب مالك التأويل، دار عمار، األردن، ط-1

.224-223، ص ص 2011


284



قال إنكم قوم منكروناحلجر

ƢǓÂ�Ƕđ� ȆǇ¼�هود إبدال مجلة جبملة

��Ƣǟ° �Ƕđ

وقال هذا يوم عصيب

قالوا ال ختف وال حتزن إنا منجوكالعنكبوت

حني دخول املالئكة عليه باختالف السياقات القرآنية اليت اختلفت إجابة لوط عليه السالم

قال إنكم ﴿بقوله احلجر؛اذ وردت إجابته عليه السالم يف سورة حكت قصة لوط عليه السالم

�ƢÅǟÌ°È ﴿بعد قوله تعاىل هودوووردت إجابته يف سورة ﴾قـوم منكرون ÌǶÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ﴾بقوله

على -عدل عن هذه االجابة يف سورة العنكبوت إىل قوله تعاىل و ،﴾وقال هذا يـوم عصيب ﴿

،فما سبب وقوع اإلبدال يف اجلمل ﴾ختف وال حتزن إنا منجوك وقالوا ال ﴿-لسان مالئكته الكرام

.يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟

:اعتمادا على التحليل



�Ƣđ�ǲƻ®�Ŗǳ¦�ƨǟǄǨŭ¦�°Ȃǐǳ¦�ȄǴǟ�ƨǳȏƾǴǳ﴿إنكم قوم منكرون﴾احلجر سورةورد قوله يف

�ȄǴǟ�Ƣđ�¦ȂǳǄǻ�Ŗǳ¦�°Ȃǐǳ¦�ǆلوط عليه السالمالرسل على Ǩǻ�ȆǿÂ�� يف السرد إبراهيم عليه السالم


285

راهيم ﴿يف قوله تعاىل املتقدم ،وذلك هم عن ضيف إبـ إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال إنا .ونـبئـ

.، فتناسب الوصف األول مع الوصف الثاين1﴾نكم وجلون م

:هود والعنكبوتسورتا .2

فسره ما تاله من سرد تفاصيل إقبال قومه على ي ﴾ هذا يـوم عصيب ﴿هودسورة قوله يف إن

بل كانوا يـعملون ﴿الوارد يف قوله تعاىل مراودة ضيوفه الكرام ،و وجاءه قـومه يـهرعون إليه ومن قـ

�ÌȈÈǳÈ¢�ȆÊǨÌȈÈǓ � ÊĿ �ÊÀÂÉǄÌÉţ � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ�ÌǶ Éǰ Èǳ�Éǂ ÈȀÌǗÈ¢�ċǺ Éǿ � Êļ ƢÈǼÈºƥ�

Ê Èȏ Éƚ Èǿ �Ê¿ÌȂ Èºǫ�ƢÈȇ� È¾ƢÈǫ�

Ê©ƢÈƠÊËȈċǈ ǳ¦ س منكم رجل

ة أو .نا يف بـناتك من حق وإنك لتـعلم ما نريد قالوا لقد علمت ما ل .رشيد قال لو أن يل بكم قـو

.2﴾آوي إىل ركن شديد

﴾ هذا يـوم عصيب ﴿لوط عليه السالمب قول بفالسرد املفصل لقبيح فعلهم يوضح س

ضيوفه الكرام، ولعجزه الكبري عن الدفاع لإلدراكه بعظم ما ينتظر ضيوفه، وما يضمره قومه من شر ،

ة أو آوي إىل ركن شديد ﴿تعاىل والواضح يف قوله،عن ضيوفه .﴾قال لو أن يل بكم قـو

ما ذكر من سببه ﴾قالوا ال ختف وال حتزن إنا منجوك ﴿العنكبوت سورةيف تعاىل أما قوله

يف سردها هلذه العنكبوت سورةإذ مل تركز ؛دة واإلجياز يف ذكر فعلهم الشنيعمساوئ قوم لوط املتعد

املساوئ على ذكر فعلهم القبيح، بل اقتصرت على ذكر قطعهم السبيل وإتيان املنكر دون تفصيل يف

أئنكم لتأتون الرجال ﴿تعاىل على لسان لوط عليه السالم هم الشنيع، وذلك يف قولهوصف فعل

.3﴾وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر

.52-51احلجر، اآليتان سورة - 1

.80-78سورة هود، اآليات -2.29سورة العنكبوت ، اآلية-3


286

قومه يف إتيان ضيوفه الكرام، وكان رغبة فنظرا لعدم التفصيل يف وصف فعلهم الشنيع حذفت واقعة

تنجيته تلبية -العنكبوت سورة–يف هذه السورة لوط عليه السالمالغرض من جميء املالئكة إىل

، وإنزاهلم العقاب 1﴾قال رب انصرين على القوم المفسدين ﴿تعاىل الوارد يف قوله ئهواستجابة لدعا

فما كان جواب قـومه ﴿يف قوله تعاىل ضحوذلك وا،لوط عليه السالمـب مبقومه ردا على استهزائه


ÊǷ�Èƪ ÌǼÉǯ�ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ�ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤﴾2 ال ختف وال ﴿، فجاء قول املالئكة الكرام

رب ﴿قومه الوارد يف قوله لرغبته يف النجاة من،واستجابة كرد على دعائه بالنصرة ﴾ حتزن إنا منجوك

.﴾انصرين على القوم المفسدين

:السياق اخلارجي-

، مع قومه لوط عليه السالمهي آخر سورة نزوال قصت حكاية العنكبوت سورة إن

نزوال فأمجلت واقعة رغبة قوم لوط بإحلاق الضرر بضيوفه، لتقدم ذكر تفاصيلها يف السور اليت سبقتها

ولسبق ،إجيازا وإمجاال العنكبوت سورة، وهلذا مت حذف هذا املقطع من القصة يف هود سورةومنها

.ȏÂǄǻ�ƢȀǼǟ�ƨǷƾǬƬŭ¦�°Ȃǈǳ¦�Ŀ�Ƣđ اإلعالم

).القومإقبال : (املقطع الثاين -ب

بل كانوا يـعملون السيئات قال يا قـوم ﴿: قال تعاىل وجاءه قـومه يـهرعون إليه ومن قـ

�Æƾ ȈÊǋ È°�Æǲ ÉƳÈ°� ÌǶ Éǰ ÌǼÊǷ� Èǆ ÌȈÈǳÈ¢�Ȇ

ÊǨÌȈÈǓ � ÊĿ � ÊÀÂÉǄÌÉţ � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ� ÌǶ Éǰ Èǳ� Éǂ ÈȀÌǗ È¢� ċǺ Éǿ � Êļ ƢÈǼÈºƥ�Ê Èȏ Éƚ Èǿ. قد قالوا ل

).79-78،هود( ﴾علمت ما لنا يف بـناتك من حق وإنك لتـعلم ما نريد

.30سورة العنكبوت، اآلية -1.29سورة العنكبوت، اآلية -2


287

�.قال إن هؤالء ضيفي فال تـفضحون .وجاء أهل المدينة يستبشرون ﴿: قال تعاىل Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫ¦ÈÂ

هك عن العالمني قالوا أومل .ختزون ).71-67،احلجر( ﴾قال هؤالء بـنايت إن كنتم فاعلني .نـنـ



قومههود إبدال كلمة بكلمة

أهل املدينةاحلجر

و بقوله هود ،يف سورةقـومه﴾﴿ ورد اإلعالم مبجيء قوم لوط عليه السالم بقوله تعاىل

فماسبب التغيري يف التعبريين ؟احلجر،يف سورة﴾أهل المدينة ﴿تعاىل

:التحليل استنادا على سياق املقطع

ينتمي إليهم وال إىل ال لوط عليه السالميبني أن ﴾أهل المدينة ﴿احلجر سورةإن قوله يف

فـلما جاء آل لوط المرسلون﴾﴿تعاىلمع قوله هذا توافق بيئتهم، و، فداللة التشريف والتكرمي يف 1

اقتضت إخراج لوط من زمرة قومه الفاسقني والفصل بينهم يف االنتماء البيئي ﴾آل لوط ﴿قوله

ال ينتمون إىل القوم الفاسدين ال عمال ) آل لوط(أن ليوضح ﴾أهل المدينة ﴿:تعاىلوالعملي، فقال

.وال بيئة

ىل قومه ويعيش إينتمي لوطا عليه السالمفإنه يبني أن هود سورة يفقـومه﴾﴿قولهأما و

-هنا -ألن قوله ؛ 2ولما جاءت رسلنا لوطا﴾﴿ تعاىل معهم، وهذا املعىن ال يتناقض مع قوله

.61سورة احلجر، اآلية -1.77سورة هود، اآلية -2


288

قومه لعدم تناقض ، فحسن ذكر)آل لوط(وارد يف قوله معىن التعظيم والتشريف الال يتضمن ) لوطا(

.املعنيني



يهرعونهود إبدال كلمة بكلمة

يستبشروناحلجر

﴾ يستبشرون ﴿بقوله راحلج ويف سورة،﴾يـهرعون ﴿بقول هود سورة ورد جميء قوم لوط يف

.فما سر االختالف يف الوصف؟


بل كانوا يـعملون السيئات﴾﴿:هودسورة قال تعاىل يف وجاءه قـومه يـهرعون إليه ومن قـ

، فمعىن 1»بعنف وختويف هرع وأهرع ساقه سوق« الذي هو من وعرب عن جميئهم باهلرع ،

لوطمن قول وجاء هذا املعىن متناسبا مع ما تقدمأي ركضوا إليه مسرعني خميفني إياه، ﴿يهرعون﴾

لوط عليه السالميفسر سبب قول ﴾هرعون يـ ﴿قوله ، ف2﴾﴿وقال هذا يـوم عصيب عليه السالم

، 3»دا ال يقبل االحناللشد بالبالء شاليوم الذي « معىن اليوم العصيب ، و ﴾﴿هذا يـوم عصيب

وجاءه ﴿فكان قوله أن هذا اليوم عصيب شديد البالء لعلمه مبا يضمره قومه لضيوفه الكرام، وقوله

.)مادة هرع(705، ص 5الراغب األصفهاين، املفردات يف غريب القرآن، ج-1.77سورة هود، اآلية -2، ص 12، ج1997، 1حممد حسني الطباطبائي، امليزان يف تفسري القرآن، مؤسسة األعلمي للمطبوعات، بريوت، ط-3

326.


289

نبأ به تأي يسرعون إليه بعنف وخوف ما هو إال دليل على البالء الشديد الذي قـومه يـهرعون﴾

.﴾﴿هذا يـوم عصيب :حينما قال عليه السالم لوط

للداللة على أن أهل املدينة يعملون القبائح ﴾ يستبشرون ﴿احلجر سورة يف تعااىل أما قوله

وهم فرحني مستبشرين بفعل منكرهم القبيح، وجاء هذا املعىن متناسقا متوافقا مع ما تقدم من

؛ ألن االستبشار بارتكاب 1﴾قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني ﴿تعاىلوصفهم باإلجرام يف قوله

ليبني مدى جرمهم، واستبشارهم ما ﴾ون ﴿يستبشر :فقالدرجات اجلرم وأفدحها، املعصية ميثل أعلى

.هو إال دليل من دالئل جرمهم، ووجه من وجوه فداحة معصيتهم اليت جعلتهم يوصفون باإلجرام

:التشابه ج موضع)3


هود قال

يا قوم احلذف والذكر هؤالء بنايت

//احلجر

يف سورةم﴾و ﴿يا قـ ورد قوله تعاىل على لسان لوط عليه السالم لدى خماطبته لقومه الفاسيقني

.فما سبب ذلك ؟احلجر ،وحذفت يف سورةهود،


، 2وجاءه قـومه يـهرعون﴾﴿يف قوله تعاىل لتقدم ثبوته هود سورةيف م﴾و ﴿يا قـ ورد قوله

سورة يف) يا قوم(وحذف ينتمي إليهم ويعيش معهم،لوطا عليه السالميبني أن ) يا قوم(وقوله

.58سورة احلجر، اآلية -1.78سورة هود ،اآلية-2


290

وجاء أهل المدينة ﴿قوله تعاىلوذلك يف ،قومه ال ينتمي إىل ، ألن ما تقدمها يظهر أن لوطا احلجر

.ومعىن أهل املدينة ليس كمعىن قوم، فاألخرية أخص داللة من األوىل،1﴾يستبشرون



هود هؤالء بنايت

هن أطهر لكم إبدال مجلة جبملة

إن كنتم فاعلنياحلجر

احلجر سورةويف ﴾هن أطهر لكم ﴿بقوله هودسورة يف ﴾هؤالء بـنايت ﴿أتبع قوله

.، فما سبب التغيري يف اجلملتني؟﴾إن كنتم فاعلني ﴿بقوله


وجاءه قـومه يـهرعون إليه ﴿تعقيبا على قوله تعاىل ﴾هن أطهر لكم ﴿:هود سورةقال يف

بل كانوا يـعملون السيئات﴾ هؤالء بنايت تزوجوهم فهن اطهر لكم مما : (فكأنه قال، 2ومن قـ

وجاءه قـومه ﴿تعاىلالوارد يف قوله إليها ، فقابل عمل السيئات واإلسراع )تفعلون من قبائح وسيئات

هر متقابال مع معىن عمل السيئات هر منها وذلك بالزواج من بناته، فجاء معىن التط التط يـهرعون﴾

ƢđƢǰƫ°¦�ń¤�¦ǂǇȍ¦Â.

قالوا لقد علمت ما لنا يف بـناتك من حق ﴿بعد ذلك ما يعضد هذا التحليل جواب فومه و

¦3�ǂȀǘƬǳ¦�ŘǠǷ� Ƣƴǧ��ǶȀǌƸǨǳ�ǶđƢǰƫ°¦�ȄǴǟ�Ƕǿ°¦ǂǏ¤�ȄǴǟ�¾ƾȇ�Äǀǳ﴾وإنك لتـعلم ما نريد

.متقابال مع معىن ارتكاب السيئات واإلسراع إليها

.67سورة احلجر ،اآلية-1.78سورة هود ، اآلية-2.79سورة هود ، اآلية -3


291

وجاء أهل المدينة ﴿تعاىلقوله تقدمل ﴾إن كنتم فاعلني ﴿احلجر سورة وقال يف

إن : (وكأنه قال هلم،﴾يستبشرون ﴿متعلق بقوله ﴾إن كنتم فاعلني ﴿، ألن قوله 1﴾يستبشرون

ترغبونه من سعادة ذلك ما بمستبشرين عما يسعدكم ويفرحكم، فتزوجوا بنايت، وتنالون تبحثون جئتم

.فجاء كل تعقيب متالئما ومتناسبا مع ما اقتضاه سياق كل آية،)واستبشار وفرح


تشابه اللفظينوع امل موضع التشابه السورة

اتقوا هللا وال فـهود

ختزون إبدال حرف حبرف

واحلجر

�ÊÀÂÉǄÌÉţفا ﴿ عطف قوله تعااىل على لسان نبيه الكرمي � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫ﴾و، هود يف سورة بالفاء

�ÊÀÂÉǄÌÉţ ﴿بالواو يف قوله تعاىل � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫ¦ÈÂ﴾بني أدايت العطف ا سبب اإلبدال مفاحلجر،رةسو يف

.؟

):السياق املقايل(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

�ÊÀÂÉǄÌÉţفا﴿عطف قوله � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫ﴾ قال يا ﴿تعقيبا على قوله السابق هود سورةبالفاء يف

هؤالء ﴿جاءت معقبة مفسرة ملا تقدمها من قوله -هنا- ، فاآلية 2﴾قـوم هؤالء بـنايت هن أطهر لكم

هللا عز وجل ، والتطهر ناجم عن تقوى )تزوجوا بنايت تطهرا: (، فكأنه قال﴾بـنايت هن أطهر لكم

احلجر سورةوعطف قوله بالواو يف ،فناسب هذا املقطع العطف حبرف الفاء الدال على التعقيب،

.3إن هؤالء ضيفي فال تـفضحون﴾﴿ها من قوله دمقا مبا تبقها واتصاهللربطها مبا س

.67سورة احلجر ، اآلية -1.78سورة هود، اآلية -2.68سورة احلجر ،اآلية -3


292

).اإلعالم باإلجناء: (املقطع الثالث -ج

قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل وال ﴿: قال تعاىل

﴾ إال امرأتك إنه مصيبـها ما أصابـهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب يـلتفت منكم أحد

).81،هود(

فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم وال يـلتفت منكم أحد وامضوا ﴿: قال تعاىل

).65،احلجر( ﴾ؤمرون حيث تـ

﴾ وقالوا ال ختف وال حتزن إنا منجوك وأهلك إال امرأتك كانت من الغابرين ﴿: قال تعاىل




يصلوا إليكقالوا يا لوط إنا رسل ربك لن هود احلذف والذكر

//احلجر

،﴾نا رسل ربك لن يصلوا إليك ﴿إتعاىل يف قوله هود سورة أفصح الرسل عن هويتهم يف

.،فما سبب ذلك؟احلجرسورة وحذف هذا اإلفصاح يف


نا رسل ربك لن يصلوا ﴿قالوا إتعاىلإن وقوع اإلفصاح عن هوية املالئكة الوارد يف قوله

وذلك ،وعزمهم على إحلاق الضرر بضيوفه الكرام لوط عليهم السالمجاء بعد إقبال قوم : ﴾إليك


293

قالوا لقد علمت ما لنا يف بـناتك من حق ﴿هقول غاية إىلوجاءه قـومه يـهرعون﴾﴿تعاىل يف قوله

.﴾وإنك لتـعلم ما نريد

®�ǶȀƬȇȂđ�¿Ȑǟȍ¦�À¢�ȄǴǟ�ǲȈǳ﴾لن يصلوا إليك ﴿ تعاىل على لسان مالئكته الكرام وقوله

عن ضيوفه عن الدفاععليه السالم عجز لوط و،جاء بعد عزم قوم لوط على ارتكاب فحشهم

.ه وإعالمه بقرب النجاةلطمأنت �ǶȀƬȇȂǿ�Ǻǟ�ƨǰƟȐŭ¦�¬Ƣǐǧ¤�ÀƢǰǧ��śǷǂĐ¦�ǾǷȂǫ�ǺǷ�ǾǧȂوخ

فـلما ﴿: وذلك يف قوله تعاىل�¦�ǾǷȂǫ�¾ƢƦǫ¤�ǲƦǫ�ǲǇǂǳ¦�ƨȇȂđ�¿Ȑǟȍاحلجر سورةوملا تقدم يف

ناك مبا كانوا فيه ميتـرون قالوا بل .قال إنكم قـوم منكرون .جاء آل لوط المرسلون ناك .جئـ وأتـيـ

فيما تاله من آيات هوحذف عن هوية املالئكة حسن عدم تكرار اإلعالم،1﴾باحلق وإنا لصادقون

.احرتازا من التكرار الذي ال طائل منه



//هود الزيادة والنقصان

واتبع أدبارهماحلجر

ونقصت ،احلجريف سورة ﴾واتبع أدبارهم ﴿وردت زيادة قوله تعاىل على لسان مالئكته الكرام

.،فما سبب ذلك ؟هودهذه الزيادة يف سورة


ذلك أن ورود ؛هود سورة، ومل ترد هذه الزيادة يف ﴾واتبع أدبارهم ﴿قوله احلجر سورة زاد يف

الوارد يف ،و للتأكيد على حتقيق وعد املالئكة بتنجية لوط وأهله احلجر سورة يف﴾واتبع أدبارهم ﴿



294

ليكون وراء أهله يف السري « ﴾واتبع أدبارهم ﴿قوله ،و 1إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني﴾﴿قوله

�ǾǷȂǫ�§ ƢǏ¢�ƢŲ�ǶēƢų�ǪǬƸȈǧلوط سري و بذلك يكون ،2»فيتحقق ما وعده املالئكة املرسلون إليه�

�ǾǳȂǫ�Ŀ�¿ƾǬƬŭ¦�ǾƟƢųƜƥ�ǲǇǂǳ¦�ƾǟÂ�¼ƾǏ�ȄǴǟ�ǲȈǳ®�Ȃǿ��ǶēƢų�ǺǷ�ǾǬǬŢÂ�ǾǴǿ¢� ¦°Âعليه السالم

.أمجعني﴾إال آل لوط إنا لمنجوهم ﴿

، واكتفى هود سورة وأهله يف لوط عليه السالموملا مل يتقدم تصريح بوعد املالئكة بإجناء

راهيم أعرض عن هذا إنه قد ﴿وذلك يف قوله تعاىل،بذكر وقوع العذاب على قومه الفاسقني يا إبـ

ر مردودجاء أمر ربك وإنـهم آتيهم عذاب غ يف وصف النجاة، وحذف ا، ناسبه إجياز 3﴾يـ

.لوط عليه السالمتالؤما مع التصوير املوجز لقصة جناة ﴾واتبع أدبارهم ﴿قوله



//هود الزيادة والنقصان

وامضوا حيث تؤمروناحلجر

ونقص ،احلجر يف سورة ﴾وامضوا حيث تـؤمرون ﴿ على لسان مالئكته الكرامورد قوله تعاىل

. فماسبب وقوع الزيادة و النقصان يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟هود،هذا ااجلزء سورة

):زمن النزول(التحليل اعتمادا على السياق اخلارجي -

¤�ƢĔȂǯ�ńعائد احلجر سورة يف ﴾تـؤمرون وامضوا حيث ﴿أن سبب وقوع الغرناطييرى

« : فيقول،- نزوال - ة ملا أمجل يف السورة املتقدمة عنها ت مفصلفجاء ،هودسورة متأخرة نزوال عن

.59احلجر ،اآلية ةسور - 1.218ابن مجاعة، كشف املعاين، ص -2.76سورة هود، اآلية -3


295

زيادة إخبار مبا ليس يف سورة هود، وقد تأخرت سورة احلجر عنها فوفت مبا مل يذكر يف سورة ...

.هودلتفصل ما أمجل يف سورة حلجر، فنزلت سورة ا1»هود

:التحليل اعتمادا على السياق اللغوي-

داللة على الزيادة يف وصف كيفية إجناء ﴾وامضوا حيث تـؤمرون ﴿قوله احلجر سورةزاد يف

لوط وأهله، وهذه الزيادة يف الوصف اقتضاها وعد املالئكة املؤكد بإجناء السالملوط عليه ـاملالئكة ل

، فتطلب التوكيد 2إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني﴾﴿تعاىل وذلك يف قوله،وأهله السالمعليه

﴿وامضوا حيث قولهب وذلك،على حصول التنجية زيادة يف الربهنة عليها والتدليل عليها

وصف عملية يف يقتض ذلك زيادة، مل هود سورةوملا مل يرد هذا الوعد املؤكد باإلجناء يف ،﴾تـؤمرون

.اإلجناء



إال امرأتكهود احلذف والذكر

//احلجر

وذلك يف قوله تعاىل على لسان سورة هود يف امرأة لوط من النجاة هللا عزوجل استثىن

.، فما سبب ذلك؟احلجر، ومل يرد هذا االستثناء يف سورة ﴾إال امرأتك ﴿مالئكته الكرام


قال ﴿ورد قبلها قوله يف قصة إبراهيم عليه « ألنه ،احلجر سورةوقع حذف االستثناء يف

.إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني .قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني .فما خطبكم أيـها المرسلون

.666،ص2مالك التأويل،جالغرناطي،-1.59سورة احلجر ،اآلية -2


296

رنا إنـها لمن الغابرين ا وقع لذلك استثناء املرأة وذكر حاهل -هنا–فلما ورد ،﴾إال امرأته قد

فذلك كله كالم متصل بعضه ببعض وملا مل يتقدم ذكر امرأة ،االكتفاء، فلم يذكر يف اآلية اليت بعدها

.1»لوط عليه السالم يف هود فصرح باستثنائها

، وذلك يف مقام آية احلجرواستثنائها من الناجني يف عليه السالملوط فلما سبق ذكر هالك امرأة

.إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني ﴿الوارد يف قوله تعاىلبسبب جميئهم عليه السالم إبراهيمـلإخبار املالئكة

رنا إنـها لمن الغابرين .إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني تقدم ذكرها عن باكتفى ،﴾إال امرأته قد

.إعادة استثنائها

، حسن هود يف سورة مع اهلالكني عليه السالملوط وملا مل يتقدم اإلفصاح عن هالك امرأة

فأسر بأهلك بقطع من الليل وال يـلتفت منكم أحد إال ﴿اإلعالم والتصريح بذلك يف قوله تعاىل

.﴾امرأتك إنه مصيبـها ما أصابـهم

:ضع التشابه هـمو -5


هود إال امرأتك

ǶđƢǏ¢�ƢǷ�ƢȀƦȈǐǷ�Ǿǻ¤ إبدال مجلة جبملة

كانت من الغابرينالعنكبوت

كانت ﴿، وهودسورة يف ﴾إنه مصيبـها ما أصابـهم ﴿تعاىل لسان مالئكته الكرام ورد قوله

، فما سبب اإلبدال يف اجلملتني مع أن املرأة املتحدث عنها العنكبوت سورة يف ﴾من الغابرين

.واحدة؟

- 60-57سورة احلجر، اآليات.

.666، ص2ج، الغرناطي، مالك التأويل-1


297


–تعاىل يف قوله عليه السالم لوطذكر قرب نزول العقاب على قوم هود سورةملا تقدم يف

ر مردودإنه قد جاء أمر ربك ﴿- على لسان مالكئه الكرام ، )76،هود( ﴾وإنـهم آتيهم عذاب غيـ

﴾فأسر بأهلك بقطع من الليل ﴿ موذلك يف قوهلـمبغادرة القرية عليه السالم لوطـلوأمر املالئكة

يف قوله تعاىل عليه السالم وما تال من وصف مريع لنوعية العقاب الذي حل بقوم لوط،)81،هود(

يل منضود ﴿ ها حجارة من سج ، )81،هود ( ﴾فـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليـ

-تعاىل وأهله مع قوله لوط عليه السالمفتناسب كل هذا السرد املفصل لكيفية نزول العقاب وإجناء

وذلك لسبق اإلعالم بنزول عذاب شديد، ،﴾ها ما أصابـهم إنه مصيبـ ﴿ -على لسان الئكته الكرام

ر مردود﴿تعاىلوذلك يف قوله ﴾﴿إنه مصيبـها ما أصابـهم قولهجاء و،﴾وإنـهم آتيهم عذاب غيـ

هذه يفمع املشهد املريع الذي صورته القصة هذا للداللة على شدة ما سيناهلا من عذاب، و تالءم

.عليه السالم لوطعن العذاب النازل بقوم -هودسورة –السورة

ذكر مفصل عن نوعية العقاب النازل وشدته ومل يتم اإلعالم العنكبوت سورةوملا مل يتقدم يف

ليتالءم مع اإلجياز الوارد يف سرد قصة عقاب ،﴾كانت من الغابرين ﴿: عن وقت نزوله اكتفى بقوله

.قوم لوط

:مالحظة

، العنكبوت سورةيف لوط عليه السالمتفاصيل وقوع العقاب املسلط على قوم مت إمجال

تفاصيل مراودة قوم لوط لضيوفه الكرام، إذ اقتصر احلديث يف هذه السورة على دخول لعدم تطرقها ل

واستجابة هللا عز وجل لدعائه املذكور ،وإخباره بقرب نزول العقاب لوط عليه السالماملالئكة على


298

بتنجيته وإنزال لدعائه فجاءت اإلجابة ،1﴾قال رب انصرين على القوم المفسدين ﴿تعاىليف قوله

.العقاب بقومه الفاسدين

-نزوال -آخر سورة العنكبوت سورةإىل كون -أيضا -ويعود سبب إمجال هذه الواقعة

ز احر إلنظرا ، نزوال أمجل هنا السور اليت سبقتها ل يف ، فما فص عليه السالم لوطقصت حكاية

.العنكبوت سورة�ǺǷ�ȏÂǄǻ�ǪƦǇ¢�ƢǸĔȂǯ،هودو احلجر سوريتيف -مثال–الفائدة من احلكي الوارد

.30سورة العنكبوت ،اآلية-1


299

:تنجية لوط عليه السالم- ثالثا

وأهله من قومه الفاسدين يف عدة لوط عليه السالم لنبيه ذكرت تنجية هللا سبحانه وتعاىل

.ورد فعل اإلجناء بصيغ خمتلفة ومتنوعة يف عدة سور من القرآن الكرمي،إذ مواطن من القرآن الكرمي،


).169،الشعراء( ﴾رب جنين وأهلي مما يـعملون ﴿: قال تعاىل

).30،العنكبوت( ﴾القوم المفسدين قال رب انصرين على ﴿: قال تعاىل



جنينالشعراء إبدال كلمة بكلمة

انصرينالعنكبوت

فما ،العنكبوت سورة،وبالنصرة يف الشعراءسورة باإلجناء يف وط عليه السالم لكان دعاء

.سبب االختالف يف الدعاءين ؟

:التحليل استنادا على سياق النظم

قال الشعراء سورةففي ء إىل ما سبقه من سرد يف كل سورة،االختالف يف الدعايعود

أتأتون الذكران من لتقدم التصريح بالفعل القبيح الذي ميارسه قومه، وذلك يف قوله تعاىل﴿﴿جنين﴾

تم قـوم عادون وتذرون ما خلق لكم .العالمني ﴾عادون ﴿، وقوله 1﴾ربكم من أزواجكم بل أنـ

�Â¢�ǪǘǼǷ�ÀÂ®�ÀȂǧǂǐƬȇ�¦ȂƫƢƥÂ�ǶŮȂǬǟ�ƪ ƦǴÉǇ�ǶĔƘǰǧ��¾ȂǬǠǴǳ�ǆ ǸǗÂ�ɦ�®Âƾū�±ÂƢƴƬǳ¦�ŘǠǷ�ǲǸŹ

.166-165سورة الشعراء، اآليتان -1


300

احلق �śƥ�ÀÂǄȈŻ�ȏ�ǶĔȋ��ǾǴǿ¢Âلوط عليه السالم ـعقل، وهذا األمر قد حيملهم على إحلاق الضرر ب

هللا تعاىل بإجنائه وأهله مما لوط عليه السالمما دعا به مع ﴾عادون ﴿ناسب قوله توالباطل، ف

.﴾رب جنين وأهلي مما يـعملون ﴿:يعملون، خلوفه الكبري أن يلحقوا الضرر به أو بأهله، وهلذا قال

جاء تعقيبا على تكذيب قومه له، العنكبوت سورةبالنصرة يف لوط عليه السالم أما دعاء

�ÈǺ﴿والوارد يف قوله تعاىلÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤� ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ� ƢÈǼ

ÊƬÌƟ¦� ¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤� ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ � ÈÀƢÈǯ� ƢÈǸÈǧ

هلم، وعدم تصديقهم ملا يدعو لوط عليه السالم1��ƺȈƥȂƬƥ�ǶȀƟ¦ǄȀƬǇ¦�ȄǴǟ�Ƕđ¦ȂƳ�¾ƾǧ﴾الصادقني

�ȄǴǟ�ňǂǐǻƢǧ��ǶēȂǟ®�ƢŠ�¦Âوين واستهزأ°§ƥǀǯ�ǶĔ¤�Ë(تقوى هللا، فكأنه قال إليه من صالح عمل و

،ردا على استهزائهم وتكذيبهم له ﴾رب انصرين على القوم المفسدين ﴿وهلذا قال ،) تكذيبهم يل

�ÈǺقالوا ﴿الظاهر يف قوله تعاىلو ÊǷ�Èƪ ÌǼÉǯ�ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼ

ÊƬÌƟ¦ الصادقني﴾.

.حصول التنجية: املقطع الثاين- ب

ث ورد حد اه من ضالل قومه وفسقهم، و، وأجنلوط عليه السالم دعاءاستجاب هللا ل

:سور القرآن، بصيغ خمتلفة ومتنوعةاإلجناء يف عدة مواطن من

ناه وأهله إال امرأته كانت من ﴿: قال تعاىل ).83،األعراف(﴾الغابرين فأجنيـ

).59،احلجر( ﴾إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني ﴿: قال تعاىل

ناه من القرية اليت كانت تـعمل اخلبائث إنـهم ﴿: قال تعاىل ناه حكما وعلما وجنيـ ولوطا آتـيـ

).74،األنبياء( ﴾ء فاسقني كانوا قـوم سو

ناه وأهله أمجعني ﴿: قال تعاىل يـ ).170الشعراء، (﴾فـنج

.29اآلية سورة العنكبوت،-1


301

ناه وأهله إال امرأته قدرناها من الغابرين ﴿: قال تعاىل ).57،النمل( ﴾فأجنيـ

يـنه وأهله إال امرأته كانت قال إن فيها لوطا قالوا حنن ﴿: قال تعاىل نج أعلم مبن فيها لنـ

).32،العنكبوت( ﴾من الغابرين

).33،العنكبوت ( ﴾وقالوا ال ختف وال حتزن إنا منجوك ﴿: قال تعاىل

ناه وأهله أمجعني ﴿: قال تعاىل ).134،الصافات( ﴾إذ جنيـ

ناهم بسحر ﴿: قال تعاىل ).34،القمر( ﴾إنا أرسلنا عليهم حاصبا إال آل لوط جنيـ


نوع املتشابه اللفظيموضع التشابه السورة

اإلبدال يف حرففأجنيناهاألعراف، النمل

جنيناهالقمراألنبياء، الشعراء، الصافات، الزيادة

، )أ(، وهو فعل مزيد حبرف األلف )أجنى(بفعل النملو األعراف سوريتعرب عن التنجية يف

وهو فعل مزيد بالتضعيف،)جنى(عل بف )،القمراألنبياء، الشعراء، الصافات(السور قيةورد يف ب و

والقصة واحدة؟) جنى( وتارة أخرى بفعل،) أجنى(ر يف التعبري عن حدث اإلجناء تارة بفعل فما الس


للتلبث والتمهل يف ) جنى(القرآن الكرمي كثريا ما يستعمل « أن فاضل صاحل السامرائييذكر

يف التخليص من الشدة ) جنى(أسرع من ) أجنى(لإلسراع فيها، فإن ) أجنى(التنجية، ويستعمل


302

أسرع يف ) أجنى(األوىل ف، )جنى(أقوى داللة من ) أجنى(ن أ هذا الكالميتوضح من ، و 1»والكرب

.هو الفيصل يف حتديد الصيغة املناسبة لكل موطن) املقايل(، والسياق اللغوي )جنى(الوقوع من الثانية

يف سور ) أجنى(و ،يف سور معينة) جنى(وانطالقا مما سبق ميكن حتليل وتفسري سبب ورود

:ق النظم يف كل سورةتمادا على سياأخرى وذلك اع

:الفعل أجنى-

:سورة األعراف.1

ناه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين ﴿: قال تعاىل ).83،األعراف( ﴾فأجنيـ

على اإلسراع يف اإلجناء واإلنقاذ، واستعمل يف -السامرائي كما ذكر- ) أجنى(يدل فعل

ألنه األنسب ملا سبق حكيه من عزم قوم لوط على إخراجه، وذلك يف ؛) أجنى(فعل األعراف سورة

، 2﴾وما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوهم من قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون ﴿قوله تعاىل

سارع هللا عز وجل يف وأهله ونفيه من القرية،عليه السالم لوطفلما كان قرار قوم لوط بإخراج

الدال على اإلسراع يف اإلنقاذ من الشدة والكرب متناسقا مع الكرب الذي ) أجنى(إجنائه، فكان قوله

.، حينما عزم قومه على طرده ونفيه من القريةلوط عليه السالمـحل ب

:سورة النمل.2

ناه ﴿:، قال تعاىلسورة النملونظري ذلك ما وقع يف رناها من فأجنيـ وأهله إال امرأته قد

الدال على اإلسراع يف اإلنقاذ تالؤما ) أجنى(، فورد حدث اإلجناء بالفعل )57النمل، (﴾الغابرين

فما كان ﴿يف قوله تعاىلواضح وتعقيبا على تصميم قوم لوط على طرده وأهله من القرية، وذلك

.70فاضل صاحل السامرائي، بالغة الكلمة يف القرآن الكرمي، ص -1.82سورة األعراف، اآلية -2


303

ريتكم إنـهم أناس يـتطهرون جواب قـومه إال فكان اإلسراع يف ،1﴾أن قالوا أخرجوا آل لوط من قـ

، واملتمثل يف متناسبا مع الكرب الذي أصاب لوطا عليه السالم من الكرب) أجنى(التنجية بالفعل

.النملو األعراف سوريتإقرار قومه على طرده والوارد يف

):جنى(الفعل -

بطأ يف الوقوع من داللة التمهل والرتيث يف اإلجناء، فهي أ -كما تقدم آنفا -) جنى(تفيد

: يفيما يل يتوضح ذلك و، ) أجنى(الفعل


ناه من القرية اليت كانت تـعمل ﴿: قال تعاىل ناه حكما وعلما وجنيـ ولوطا آتـيـ

).74،األنبياء(اخلبائث﴾

والدال على التمهل والتلبث، ليناسب املعىن العام لآلية، والذي -هنا -) جنى(ورد فعل

من القرية اليت ﴿تعاىلوذلك ظاهر يف قوله ،مكث طويال يف قومه لوطا عليه السالميدل على أن

كان ،ف يف القرية لوط عليه السالم ـاآلية املكوث املطول لإذ تظهر هذه ؛كانت تـعمل اخلبائث﴾

ناه حكما وعلماتعاىل ينصح قومه ويدعوهم إىل ترك اخلبائث وذلك واضح يف قوله ، ﴾﴿ولوطا آتـيـ

فجاءت داللة التمهل يف التنجية ث وتركها،ائمته اليت تقتضي نبذ اخلبن علمه وحكهلم نابع عونصحه

.و بقائه يف هذه القريةمع قومه لوط عليه السالممتالئمة مع طول زمن مكوث

متناسبا مع اإلمجال ) ىجن (، فكان ورود األول )أجنى(أعم داللة من ) ىجن (كما أن فعل

ملا يرمي إليه فعل ، نظرا -األنبياء سورة -يف هذه السورة عليه السالم لوطواإلجياز يف سرد قصة

.الدال على خصوصية احلدث) أجنى(من العموم، على عكس فعل ) ىجن (

.56النمل، اآلية سورة - 1


304

:الشعراءسورة .2

ناه وأهله أمجعني ﴿: قال تعاىل يـ ).170،الشعراء( ﴾فـنج

مقام السرد يف هذه مع الرتيث يف التنجية ليتناسب الدال على ) جنى(عرب عن التنجية بالفعل

قومه ودعاهم إىل تقوى هللا نصح عليه السالم الوطالسورة؛ إذ يظهر من القص يف هذه السورة أن

بت قـوم لوط المرسلني ﴿وجل مرات ومرات دون كلل أو ملل، وهذا واضح يف قوله تعاىل عز .كذ

�ÊÀȂÉǠȈ.إين لكم رسول أمني .إذ قال هلم أخوهم لوط أال تـتـقون ÊǗÈ¢ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ. وما أسألكم عليه

وتذرون ما خلق لكم .أتأتون الذكران من العالمني .من أجر إن أجري إال على رب العالمني

تم قـوم عادون ربكم من أزواجكم .1﴾بل أنـ

وتظهر هذه اآليات أن هذا النصح والتوبيخ مل يرد مرة واحدة ويف مقام واحد، وإمنا تكرر

مكث طويال لوطا عليه السالمتوبيخه وتقريعه هلم يف عدة مناسبات ومقامات، وهذا يدل على أن

وترك اخلبائث، وإعمال العقل والبصرية، فجاءت التنجية بفعل عزوجل يف قومه ينصحهم بتقوى هللا

يف قومه ينصحهم عليه السالم لوطليالئم طول املدة اليت مكثها ،الدال على التمهل والتلبث) ىجن (

.ويوخبهم


ناه وأهله أمجعني ﴿: قال تعاىل ).134،الصافات( ﴾إذ جنيـ

) ىجن (ملالءمة اإلمجال يف السرد والطي يف احلكي؛ ذلك أن داللة - هنا - )جنى(جاء فعل

رد يف هذه السورة تفاصيل اقتضاها اإلجياز يف القص، إذ مل ت -هذه - ، وداللة العموم )ىأجن(م من أع

وإن لوطا لمن ﴿يف قوله تعاىل واضح وذلك ،سوى أنه رسول لقومه لوط عليه السالمعن قصة



305

ناه وأهله أمجعني .المرسلني فلزم هذا اإلمجال يف السرد ورود ،1﴾إال عجوزا يف الغابرين .إذ جنيـ

.الدالة على العموم) ىجن (

:سورة القمر.4

آل لوط إنا أرسلنا عليهم حاصبا إال ﴿:، قال تعاىلالقمر سورةونظري ذلك ما وقع يف

ناهم بسحر سورةمع قومه يف لوط عليه السالم؛ إذ اقتضى اإلمجال يف سرد قصة )34،القمر( ﴾جنيـ

كذبت ﴿، الباث على داللة العموم، وذلك يف قوله تعاىل)جنى(أن يرد فعل التنجية بصيغة القمر

ناهم بسحر إنا أرسلنا عليهم .قـوم لوط بالنذر ، فإن اإلمجال واإلجياز 2﴾حاصبا إال آل لوط جنيـ

).جنى(يف السرد يقابله العموم يف فعل التنجية املعرب عنه بصيغة

األعراف سوريتالوارد يف ) اإلخراج(ذكر مقرتنا مع فعل ) أجنى(ونستنتج مما سبق أن الفعل

الدال على العموم، فقد ذكر هذا األخري يف مقامات )جنى(، فهو أخص داللة من الفعل النملو

.اإلمجال واإلجياز، والطي، كما أنه دل على طول اللبث واملكوث

:مالحظة

للتنجية من ) أجنى(��ƨǤȈǐǳ¦�ǽǀđ�ǞǫÂ�Ǿǻ¢Â)جنى(أخص داللة من ) أجنى(تقدم آنفا أن فعل

.النملو األعراف سوريت الواقع يف )اإلخراج(حدث

يف) جنى(إن كان هذا التحليل صائبا، فلماذا ذكر : ه النقطة تقودنا إىل طرح سؤال مهموهذ

األعراف سوريت كما ورد يف) أجنى(وملاذا مل يقل ،بالرغم من ورود حادثة اإلخراج؟ الشعراء سورة

.135-133سورة الصافات، اآليات -1

.34-33سورة القمر، اآليتان -2

- فما ، ﴿)81األعراف، (وما كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوهم من قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون﴾﴿: قال تعاىل

).56النمل، (كان جواب قـومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط من قـريتكم إنـهم أناس يـتطهرون﴾


306

ذكرت فيها واقعة عزم قوم لوط على إخراج )الشعراء، األعراف، النمل(، مع أن هذه السور لنملوا

.وأهله؟ لوط عليه السالم

:اجلواب

لوط متعلق وقوعه بوقوع فعل آخر، وهو عزوف الشعراء سورة يفالوارد إن حدث اإلخراج

نته يا لوط لتكونن من ﴿عن نصح قومه، وذلك واضح يف قوله تعاىلعليه السالم قالوا لئن مل تـ

متعلق حدوثه بانتهاء لوط عن نصح قومه، أي أن ﴾لتكونن من المخرجني ﴿، فقوله1﴾لمخرجني ا

�¦ȂǳƢǫ�ǶĔƘǰǧ��ǪǴǠǷ�ǾƯÂƾƷÂ�«¦ǂƻȍ¦�ǲǠǧ� ȂǫÂ) سيكون - النصح -إذا واصلت يف هذا الكالم

لفعل النصح، السالملوط عليه مرتبط وقوعه مبواصلة -هنا –، فمصري اإلخراج )مصريك اإلخراج

حيتمل احلدوث وعدمه، على عكس ما ورد يف الشعراء سورةوهذا يدل على أن فعل اإلخراج يف

﴿أخرجوا و ﴿أخرجوهم﴾فإن قرار اإلخراج صادر وواقع وذلك يف قوله ،األعرافو النمل سوريت

سورة على عكس ،وثه واقع حد النمل و األعراف سوريتأن فعل الطرد يف ، و هذا يفيد آل لوط﴾

الذي احتمل الوقوع من عدمه شعراءال

كانت خمتصة بفعل الطرد الصادر من قوم النمل و األعراف سوريت إن التنجية يفمنه ف و

ث، على عكس ما ورد يف الدال على اخلصوصية يف احلد) جنىأ(، فناسبها ذكر فعل )اإلخراج(لوط

، إذ مل يكن فعل التنجية فيه خمتصا حبدث اإلخراج الحتمالية وقوع هذا األخري من الشعراءسورة

وطول مكثه لوط عليه السالممتعلقا بعموم دعوة الشعراء سورةعدمه، وإمنا كان حدث اإلجناء يف

.الدالة على العموم واللبث والتمهل) جنى(مع قومه، فناسبه التعبري عن اإلجناء بصيغة

.167سورة الشعراء، اآلية -1


307

:التشابه بموضع )2


منجوهماحلجر

لننجينه32العنكبوت تغيري صيغة

منجوك33العنكبوت

، احلجر سورة ﴾ يفإنا لمنجوهم أمجعني عرب عن التنجية تارة بالصيغة االمسية ﴿

يـنه ﴿وتارة بالصيغة الفعلية يف قوله ،)33،العنكبوت( ﴾جنوك ﴿إنا و نج ،)32،العنكبوت( ﴾لنـ

.تالف يف صيغ التنجية؟خفما سر هذا اال

):السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على سياق النظم


وهذا ،)، الالم، أمجعنيإن (بالصيغة االمسية موكدة بـ احلجر سورةورد اإلعالم بالتنجية يف

داللة وامللتحم مع الصيغة االمسية الدالة على الثبات والدوام، اقتضاه سياق احلكي قوي الالتوكيد

وذلك واضح يف إبراهيم عليه السالموالذي تضمن شدة يف وصف الدخول املفزع للمالئكة على

راهيم ﴿قوله تعاىل هم عن ضيف إبـ الوا سالما قال إنا منكم وجلون﴾إذ دخلوا عليه فـق .ونـبئـ

قال فما خطبكم ﴿بعدها - على لسان إبراهيم عليه السىالم- تعاىل ، وقوله)52-51،احلجر(

﴾أمجعني إال آل لوط إنا لمنجوهم .قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني .أيـها المرسلون

فـلما جاء آل لوط ﴿:لوط عليه السالميف دخوهلم على تعاىل ، وقال)59-57،احلجر(

).62-61احلجر، (﴾قال إنكم قـوم منكرون .المرسلون


308

وشدة الوصف إبراهيم ولوط عليهما السالمعلى الكرام دخول املالئكة فالتصوير املفزع لكيفية

إال آل لوط إنا ﴿، اقتضتا ورود التوكيد مع الصيغة االمسية يف قوله تعاىلاحلجر سورةظاهرة يف ال

.﴾لمنجوهم أمجعني

وما حتمله من داللة تشريف وتكرمي، اإلعالم بالتنجية ﴾آل لوط ﴿:كما ناسب ورود قوله

بت داللة التشريف معىن من الصيغة الفعلية، فنطلة، واليت هي أقوى داللة وأوكد بالصيغة االمسي

الدالة على الشمول ﴾آل لوط المرسلون ﴿والتكرمي زيادة يف توكيد خرب اإلجناء ومشوله ملناسبة قوله

.﴾إنا لمنجوهم ﴿وذلك يف قوله والعموم ،

:سورة العنكبوت.2

:لننجينه-

قال إن فيها لوطا قالوا حنن أعلم ﴿: يف قوله تعاىل) لننجينه(وردت التنجية بالصيغة الفعلية

يـنه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين نج ؛ ألن املقام يدل على )32 ،العنكبوت( ﴾مبن فيها لنـ

د التصريح بوقوع هذا احلدث يف ر العقاب على قوم لوط، وقد و نزول قرب وقوع حدث جديد، وهو

راهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كان ﴿قوله تعاىل وا ولما جاءت رسلنا إبـ

وهو نزول العقاب، التعبري -طلو من قوم –جديد غري متوقع حدث ، فلزم اإلعالم بوقوع 1ظالمني﴾

، الدالة على التغري والتجدد، والدخول يف مرحلة جديدة )لننجينه(إلجناء بالصيغة الفعلية عن ا

.واملتمثلة يف نزول العقاب وإجناء لوط وأهله

:وكملنج -

الدالة على مسية بالصيغة االفوردت ﴾﴿إنا لمنجوك تعاىل على لسان مالئكته الكرام أما قوله

ولما أن جاءت رسلنا لوطا ﴿، وذلك ظاهر يف قوله تعاىللوط عليه السالمـطمأنة ل الثبوت والدوام



309

�Ìƪ ÈǻƢÈǯ� ÈǮ ÈƫÈ¢Èǂ ÌǷ¦� ċȏÊ¤� ÈǮ ÈǴÌǿÈ¢ÈÂ� È½Ȃ Čƴ ÈǼÉŭ� Ƣǻ¤� ÌÀÈǄÌÈŢ � Èȏ ÈÂ� ÌǦ ÈÈţ � Èȏ �¦ȂÉǳƢÈǫÈÂ� ƢÅǟ Ì°È� ÌǶ

ÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶÊÊđ �È Ȇ

ÊǇ من

وإزالة خوفه والتخفيف من لوط عليه السالم ـكرد مطمئن ل﴿إنا ملنجوك﴾ فجاء قوهلم ،1﴾ن الغابري

ورد اإلعالم بالتنجية بالصيغة االمسية ، وحزنه بسبب تكذيب قومه له واستهزائهم بدعوته ونصحه

.لوط عليه السالملزيادة الطمأنة والتخفيف على

فعل اإلجناء بالصيغة املناسبة ملقام دالسورتني، ورو عام لكل آية يف كليتفاقتضى السياق ال

.يف كل موطن حلكيا

.استثناء امرأة لوط من النجاة: املقطع الثالث -ج

).83،األعراف( ﴾ إال امرأته كانت من الغابرين ﴿ :قال تعاىل

)60،احلجر(﴾ الغابرين إال امرأته قدرنا إنـها لمن ﴿: قال تعاىل

)171،الشعراء( ﴾إال عجوزا يف الغابرين ﴿: قال تعاىل

)57،النمل( ﴾إال امرأته قدرناها من الغابرين ﴿: قال تعاىل

)32،العنكبوت( ﴾إال امرأته كانت من الغابرين ﴿: قال تعاىل

)135،الصافات( ﴾إال عجوزا يف الغابرين ﴿: قال تعاىل



،احلجرالنمل إال امرأته

رناقد /رناها قد إبدال كلمة بكلمة

كانت،العنكبوتاألعراف

.33، اآلية سورة العنكبوت - 1


310

¶Ȃǳ�¢ǂǷ¦�½Ȑđ�¿Ȑǟȍ¦�®°Â النمل سورة ويف،﴾قدرنا﴿بقوله احلجر سورةيف عليه السالم

.،فما سبب هذا اإلبدال ؟﴾ت ان ك ﴿بقوله العنكبوتو األعراف ويف سوريت،﴾ااه ن ر د ق ﴿بقوله

):زمن النزول(التحليل اعتمادا على السياق اخلارجي

:األعراف والنمل سوريت بني.1

األعراف سورة يف﴾ت ان ﴿ك ، والنمل سورة يف ا﴾اه ن ر د ﴿ق سبب ورود اإلسكايف يعلل

يف « مع قومه لوط عليه السالم، فقصة األعراف سورةعن النمل سورة بأسبقية نزول القصة يف

إال ﴿سورة النمل نازلة قبل سورة األعراف، بدليل اإلضمار واإلظهار، وإذ بنينا على هذا، فإن قوله

رناها من الغابرين ، أي كتبنا عليها أن تكون من الباقني يف القرية اهلالكني مع أهلها، فلما ﴾امرأته قد

، أي ﴾كانت من الغابرين ﴿:ذكر يف اآلية املنزلة أوال، حال يف الثابتة على األوىل يف البيان، فقال

.1»يف تقدير هللا الذي قدره هلا، وأخرب فيما قبل عن حكمه عليه

املتمثل يف اهلالك النمل سورة يف لوط عليه السالمن مصري امرأة عهللا عز وجل فلما أخرب

رناها من الغابرين ﴿تعاىل يف قوله ، -يف هذه السورة -¦�ƢĔƘǋ�Ŀ�°®Ƣǐǳ، وأفصح عن احلكم﴾قد

هذه ، لتأخر نزول القصة يف األعراف سورةيف القصة الواردة يف ﴾كانت من الغابرين ﴿اكتفى بقوله

.النملسورة عما قص يف -األعراف سورة–األخرية

:العنكبوت احلجر وسوريت بني .2

األعراف سوريت يف توجيهه ملوضع التشابه الواقع بني - آنفا –اإلسكايف انطالقا مما ذكره

فهذه العنكبوت، و احلجر سوريت ، ميكن إسقاط هذا التحليل على موضع التشابه الواقع بنيالنمل و

.640، ص 2ايف، درة التنزيل وغرة التأويل، جاخلطيب اإلسك - 1


311

مع لوط عليه السالمفيها قصة ت، بل هي آخر سورة حكياحلجر سورةاألخرية متأخرة نزوال عن

.قومه

وإخباره إبراهيم عليه السالميف سرد حكاية نزول املالئكة ضيوفا على احلجر سورةوملا سبقتها

طبكم أيـها قال فما خ ﴿نزول العقاب على قوم لوط، وهالك امرأته معهم، وذلك يف قوله تعاىل

رنا .إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني .قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني .المرسلون إال امرأته قد

،العنكبوت سورة يفالسورة املتأخرة نزوال واملتمثلة ﴾﴿كانت ، اكتفى بقوله 1﴾إنـها لمن الغابرين

يـنه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين :وذلك يف قوله نج ، أي سبق تقدير مصريها املتمثل يف ﴾﴿لنـ

.هالكها مع القوم الباقني


نوع املتشابه اللفظي موضع التشابهالسورة

إال امرأته احلجر

قدرنا

إن ها

لـ الزيادة والنقصانمن الغابرين

////النمل

فماسبب النمل ،سورة و نقصت هذه الزيادة يفاحلجر ،يف سورة) لـ( و) اإن (نزيد املوكدا

.؟وقوع الزيادة و النقصان يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي


سورة وسقوطها يف ،احلجر سورةسبب زيادة املوكدات يف السامرائيصاحل فاضل يعيد

: إىل عاملني النمل



312

أما يف (...) أطول مما يف النمل فهي عشرون آية « احلجر سورة إن القصة يف :طول القصة.1

رنا إنـها لمن الغابرين ﴿وقوله ،(...)النمل فهي مخس آيات رناها من ﴿أطول من ﴾قد قد

اإلطناب يف السرد الواقع يف هذه السورة، سببه احلجر سورة، فطول اآلية يف 1»﴾الغابرين

.، اقتضاها اإلجياز يف سرد القصة يف هذه السورةسورة النملوقصر اجلملة يف

املوكدات يف قصة احلجر أكثر بكثري مما يف سورة « أن السامرائيذكر :زيادة املوكدات.2

فقد ورد التوكيد يف احلجر يف عشرة مواضع، ويف كل موضع قد يكون أكثر من (...) النمل

.2»توكيد، أما يف النمل فلم يرد إال يف موضعني

توجيها لفظيا حمضا، متثل يف اإلطناب يف -السامرائي فاضل صاحل حسب –فكان التوجيه

.سرد والزيادة يف عدد املوكداتال

اإلطناب والزيادة يف عدد -عند هذا السبب احلجر سورةوال تتوقف الزيادة الواردة يف

ē®Â¦ǂǷ�ȄǴǟ�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�£ǂš عود، وإمنا ت-املوكدات �Ǻǟ�ȆǰƷ�ƢǸȈǧ�ǲưǸƬȇ�ǂƻ¡�Ƥ ƦǇ�ń¤�®ƢȇǄǳ¦�ǽǀǿم

�Ǯ ǳÂ��Ƕđ�°ǂǔǳ¦�¼Ƣū¤�ȄǴǟ�ǶȀǷǄǟÂ�¿¦ǂǰǳ¦�ǾǧȂȈǔǳوجاء أهل المدينة ﴿: يف قوله تعاىل واضح

3��ǂưǯ¢�ǲǠǨǳ¦�ƨǟƢǼǋ�ƪيستبشرون﴾ ǻƢǰǧ��¿Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�¶Ȃǳ�» ȂȈǔǳ�Ƕē®Â¦ǂǷ�ƨǐǫ�ƨȇƢĔ�ƨȇƢǣ�ń¤

، إذ مل يرد يف هذه األخرية سرد حلكاية املراودة، النمل سورةو وارد يف هعما احلجر سورةقوة يف

.النمل سورة أشنع وأفظع مما ورد يف احلجر سورة فكان اإلجرام يف

فقط، وإمنا مشل قومها الفاسقني، لوط عليه السالمومبا أن العقاب مل ينزل على امرأة

Ǟǜǧ¢Â�ǞǼǋ¢Â�ƾǋ¢�ÀƢǯ�Äǀǳ¦�ǶđƢǬǟ�ǲưŠ�ƪ ƦǫȂǠǧ - مع إجرامهم الشنيع، ليتناسب -احلجر سورةيف

.86فاضل صاحل السامرائي، من أسرار البيان القرآين، ص -1

.املرجع نفسه، الصفحة نفسها-2.67سورة احلجر، اآلية -3


313

صف املريع الو مع تالؤما ﴾إنـها لمن الغابرين قدرنا ﴿: تعاىل على لسان مالئكته الكرام وهلذا قال

فجعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا ﴿تعاىل وذلك يف قوله هذه السورة ،يف لوط للعقاب املسلط على قوم

يل﴾ .1عليهم حجارة من سج

أقل هوال و وقعا أخف النمل سورةيف عليه السالم لوطوملا كان العقاب املسلط على قوم

ǂǷ¦�½Ȑđ�¿Ȑǟȍ¦�ǾƦǇƢǻ¢2�وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين﴾﴿تعاىل وذلك يف قوله،

رناها من الغابرين ﴿تعاىل وذلك يف قوله،لوط دون توكيد .﴾قد



عجوزا،الصافاتالشعراء إبدال كلمة بكلمة

امرأتهالعنكبوتاألعراف، النمل، احلجر،

الصافات و الشعراء سوريتيف عليه السالم لوطعرب الذكر احلكيم عن امرأة

بقوله ﴿امرأته﴾،فما سر )األعراف، احلجر، النمل، والعنكبوت(﴾، ويف سور عجوزا﴿بالعجوز

.االختالف يف هذا التعبري؟

):السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

):الشعراء والصافات(﴾ عجوزا ﴿.1

:الشعراءسورة -

ناه وأهله أمجعني ﴿: قال تعاىل يـ ).171-170،الشعراء( ﴾إال عجوزا يف الغابرين .فـنج

.74سورة احلجر، اآلية -1.58سورة النمل، اآلية -2


314

، ﴾امرأته ﴿عوضا عن﴾عجوزا يف الغابرين ﴿أخرب هللا عز وجل عن هالك امرأة لوط بقوله

ناه وأهله أمجعني﴾﴿تعاىلألنه ملا تقدم قوله يـ أهل لوط عليه –أخرج امرأة لوط من خانة أهله فـنج

الذي يفيد أن هللا عز وجل أجناه ومجيع أهله دون استثناء ألي ،و ﴾أمجعني ﴿وذلك بقوله -السالم

Ȃǳ�ǲǿ¢�ń¤�ȆǸƬǼƫ�ƢĔ¢�ȆƷȂȇ¶� - امرأته - ألن القول ﴾امرأته ﴿أحد، فلم يصلح بعد ذلك أن يقول

.عجوزا﴾﴿تم إقصاؤها من زمرة أهل لوط عليه السالم وذلك بقولهفعليه السالم،

�ƢĔȂǯ�ƢȀǼǟ�ŐǟÂ﴿﴾للتدليل عجوزاƢĔƘǋ�ǺǷ�ŚǤǐƬǳ¦Â�ƢǿŚǬŢ�ȄǴǟ� وهذا ما تناسب مع

الذي هو أبلغ معىن ،﴾يف الغابرين ﴿إقصائها من أهل لوط عليه السالم، وما زاد يف حتقريها قوله

متناسقا ومتوائما مع ما تقدمها وما عجوزا﴾﴿، فجاء قوله ﴾الغابرين من ﴿وأوكد داللة من قوله

.تأخرها من سرد

على قومه وتكرار لوط عليه السالم وجاءت هذه القوة يف التعبري متناسقة مع قوة صرب

نصحه هلم دون ملل أو كلل، وتوبيخه الطويل هلم على قبيح فعلهم وكثرة عنادهم وإصرارهم على

كون ﴾يف الغابرين عجوزا ﴿تعاىلعذابا أشد، فقال االستمرار يف ضالهلم، فتطلب هذا عقابا أقوى و

.امرأته تنتمي إىل القوم الفاسدين

:الصافاتسورة -

وذلك يف قوله ،بالعجوز عليه السالم وصف امرأة لوط -أيضا – الصافات سورةورد يف

ناه وأهله .وإن لوطا لمن المرسلني ﴿تعاىل الصافات ( ﴾إال عجوزا يف الغابرين .أمجعني إذ جنيـ

ناه وأهله أمجعني ﴿:، فقال)133-135، ، ليتناسب مع التوكيد الذي )أمجعني(بإضافة موكد ﴾جنيـ

له تعاىليفهم من قو و ،). الالم(و) إن (، وذلك بزيادة ﴾وإن لوطا لمن المرسلني ﴿تقدمه يف قوله

، فلم حيسن بعذ ذلك استثناءدون استثناء -كلهم - ، أن اإلجناء مشل مجيع األهل ﴾﴿وأهله أمجعني


315

حىت ﴿عجوزا﴾قال فȂǳ�ǲǿ¢�ń¤�ȆǸƬǼƫ�ƢĔ¢�ȄǴǟ�¾ƾƫ�Ŗǳ¦Â¶��) امرأته(امرأة لوط من النجاة بقوله

.ال يتناقض املعىن األول مع املعىن الثاين

-ملا هلذا الوصف من زيادة حتقري وتصغري هلا -بالعجوز لوط عليه السالموجاء وصف امرأة

متناسقا مع ما تقدم الوصف من توكيد وما تاله من مبالغة يف التعبري عن هالك امرأة لوط يف قوله

.﴾﴿يف الغابرين تعاىل

):األعراف، احلجر، النمل، العنكبوت: (امرأته.2

:النمل، العنكبوتاألعراف، سور -

﴿بقوله) األعراف والنمل والعنكبوت (سور عرب عن استثناء امرأة لوط من النجاة يف

الذي يدل على مشول النجاة مجيع أهل لوط ﴾﴿أمجعني ، ألنه مل يتقدم يف هذه السور قوله ﴾امرأته

ناه وأهله ﴿دون استثناء، وذلك واضح يف قوله تعاىل ،األعراف( ﴾إال امرأته كانت من الغابرين فأجنيـ

رناها من الغابرين ﴿، و)83 ناه وأهله إال امرأته قد يـنه وأهله إال ﴿و،)57،النمل( ﴾فأجنيـ نج لنـ

هذه اآليات أن اإلجناء مشل مجيع األهل مل تبني وملا ،).32،العنكبوت( ﴾امرأته كانت من الغابرين

يف اآليات السابقة، حسن ذكر استثناء امرأة )أمجعني(وذلك بعدم ورود قوله ،دون استثناء ألي أحد

لعدم تناقض هذا املعىن مع ما تقدمه من سرد إلجناء أهل ،﴾ إال امرأته ﴿لوط من النجاة بقوله

.لوط عليه السالم

:احلجرسورة -

إال آل لوط إنا لمنجوهم ﴿: على لسان مالئكته الكراماحلجر سورةقال عز وجل يف

رنا إنـها لمن الغابرين .أمجعني ).60-59،احلجر( ﴾إال امرأته قد


316

، إال أنه أتبع استثناء لوط عليه السالمأن اإلجناء مشل مجيع أهل بفبالرغم من سبق التصريح

مما يطرح يف الذهن سؤاال عن سبب ورود هذا االستثناء بقوله ،﴾امرأته ﴿امرأة لوط من النجاة بقوله

إنا ﴿مع تقدم اإلعالم بأمر اإلجناء الشامل واملتعلق جبميع األهل وذلك يف قوله،﴾امرأته ﴿

فما سبب ذلك؟ ،﴾لمنجوهم أمجعني

:اجلواب

،إبراهيم عليه السالم إىل هو خطاب موجه من املالئكة احلجر سورة إن اخلطاب الواقع يف

لوط عليه ـعلى صلة قرابة ب إبراهيم عليه السالمالوارد يف مقطع نزوهلم ضيوفا عليه، ومعلوم أن و

إبراهيم مما يدل على أن ،1»إبراهيم عليه السالم ن أخبلوط عليه السالم ا« ذلك أن ؛ السالم

.على معرفة بلوط وأهله مجيعهم فردا فردا مبا يف ذلك امرأة لوط عليه السالم

§�إبراهيم عليه السالمفلما سأل ƢǬǠǳ¦�¾¦Ǆǻȍ�¦Â£ƢƳ�ǶĔ¢�ǽÂŐƻ¢��ǶȀƠȈů�Ƥ ƦǇ�Ǻǟ�ƨǰƟȐŭ¦

هو سيتساءل عن من ف ﴿عجوزا﴾بقوم لوط، وإجنائهم للوط عليه السالم وأهله إال امرأته، فإن قالوا

�°ƢƦƻȍ¦Â�¿Ȑǟȍ¦�» ƾŮ�¶Ȃǳ�¢ǂǷ¦�ƢĔƘƥ�ƾȇƾƸƬǳ¦�ǶƬǧ��±ȂƴǠǳ¦�ǽǀǿ�ÀȂǰƫ- أي إخبار إبراهيم عليه

.-السالم

نكاال ،وأهله املؤمنني، نزل العقاب املريع على قومه الفاسقني لوط عليه السالموبعد إجناء

.م تناوله فيمايليت،وهذا ما سي.هلم على إسرافهم يف اقرتاف املنكرات وارتكاب الفواحش

.60الزين، بيان النظم يف القرآن الكرمي، الربع الثاين، ص حممد فاروق - 1


317

:وقوع العقاب على قوم لوط-رابعا

نكاال هلم على شناعة فعلهم عليه السالملوط الشديد بقوم أنزل هللا عز وجل عذابه

.وفداحة مرتكبهم، واستهزائهم بنبيه لوط عليه السالم


).84،األعراف( ﴾فانظر كيف كان عاقبة المجرمني وأمطرنا عليهم مطرا ﴿: قال تعاىل

يل ﴿: قال تعاىل ها حجارة من سج فـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليـ

).82،هود(﴾ منضود

يل فجعلنا عاليـها سافلها ﴿: قال تعاىل ).74،احلجر( ﴾وأمطرنا عليهم حجارة من سج

).173،الشعراء( ﴾وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴿: قال تعاىل

).58،النمل( ﴾وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴿: قال تعاىل

:أموضع التشابه )1


//،الشعراء،النملاألعراف

فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلهاهود الزيادة و النقصانوأمطرنا

فجعلنا عاليها سافلهااحلجر

فـلما ﴿تعاىليف قوله سورة هودويف احلجريف سورة فجعلنا عاليـها سافلها﴾﴿وردت زيادة

، فما األعراف، الشعراء، النملسورومل ترد هذه الزيادة يف جاء أمرنا جعلنا عاليـها سافلها﴾،

.سبب هذه الزيادة؟


318


لوط عليه تكملة لقصة نزول املالئكة على من زيادة هو احلجرو هود سوريتن ما ورد يف إ

سوريتوإخباره بقرب وقوع العقاب على قومه، وإجنائهم له وألهله، إذ كانت بداية القصة يف السالم

سورة وذلك يف قوله تعاىل يف ،لوط عليه السالمتتمثل يف نزول الرسل ضيوفا على احلجرو هود

جاءت رسلنا لوطا ولما ﴿هود سورة ، ويف)61،احلجر(فـلما جاء آل لوط المرسلون﴾ ﴿احلجر

�ÆƤ ȈÊǐ Èǟ �Æ¿ÌȂ Èºȇ� ¦Èǀ Èǿ � È¾ƢÈǫÈÂ� ƢÅǟÌ°È� ÌǶ

ÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶÊÊđ � È Ȇ

ÊǇ﴾ )مت سرد ما جرى من قومه )77،هود ،

وجاء أهل المدينة ﴿، و)78،هود( ﴾وجاءه قـومه يـهرعون ﴿وحماولتهم إحلاق الضرر بضيوفه

تابعها إعالم املالئكة للوط عليه السالم بقرب وقوع العقاب وحصول ، مث)67،احلجر( يستبشرون﴾

نا إليه ذلك األمر أن دابر هؤالء ﴿تعاىل على لسان مالئكته الكرام جناته، وذلك يف قوله وقضيـ

ن يصلوا إليك فأسر بأهلك قالوا يا لوط إنا رسل ربك ل ﴿، و)66احلجر ( ﴾مقطوع مصبحني

هم الصبح بقطع من الليل وال يـلتفت منكم أحد إال امرأتك إنه مصيبـها ما أصابـهم إن موعد

).81،هود( ﴾أليس الصبح بقريب

جعلنا ﴿بقوله تعاىل هود سورةيف عليه السالملوط فزاد يف وصف العقاب النازل بقوم

اإلطناب يف توافقا مع فجعلنا عاليـها سافلها﴾﴿بقوله تعاىل احلجرسورة ويف ،﴾ عاليـها سافلها

.وإضمار قومه الشر لضيوفه لوط عليه السالمسرد قصة نزول املالئكة على

األعراف و الشعراء و النملسور يف -املالئكةقصة نزول -ذف هذه القصة وملا مت ح

تعاىل واالكتفاء بقوله،دون تفصيل يف كيفية وقوعه ﴾وأمطرنا﴿يف سرد العقاب بقوله اناسبها إجياز

.وأمطرنا عليهم مطرا﴾﴿


319



فلما جاء أمرناهود الزيادة والنقصان

//احلجر

فما ،احلجر سورة، ونقصت هذه الزيادة يف فـلما جاء أمرنا﴾﴿هود سورةيف تعاىل ورد قوله

.سبب وقوع الزيادة و النقصان يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي ؟

:لتحليل اعتمادا على سياق املقطعا

اقتضاه سياقها إىل سورة هودورود هذه الزيادة يف سبب فاضل صاحل السامرائيحممديعزو

إن ﴿يف قصة لوط فقد سبقها قوله فـلما جاء أمرنا﴾﴿قوله « :فيوضح ذلك قائال من سرد ،

أن يكون على تقدير فأصبح حتقيقا لصدق فـلما جاء أمرنا﴾﴿، واملعىن يستدعي ﴾موعدهم الصبح

.1»الوعيد

إن ﴿يف قوله تعاىل على لسان مالئكته الكرام لما تقدم التصريح بوقت حلول العذاب ف

ملا ': ، أيفـلما جاء أمرنا﴾﴿:، أعقب بقوله)81هود ( ﴾موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

ذا يدل على حلول وقت العقاب املصرح عن ه، و 'حان وقت نزول العقاب جعلنا عاليها سافلها

).نزول العذاب/ النجاة(حتقيقا للوعد السابق ﴾إن موعدهم الصبح ﴿موعده يف قوله

فـلما جاء أمرنا﴾﴿بوقت نزول العقاب، حذف قوله اإلعالم احلجر سورةملا مل يتقدم يف و

.فجعلنا عاليـها سافلها﴾﴿لعدم تطلب السياق ذكره، واكتفى بقوله

.157حممد فاضل صاحل السامرائي، دراسة املتشابه اللفظي من آي التنزيل يف كتاب مالك التأويل، ص -1


320



//هود)حذف حرف(احلذف والذكر جعلنا عاليها سافلها

فـاحلجر

،فما سبب هود سورة، ومل يرد هذا العطف يف احلجر سورةبالفاء يف فجعلنا﴾﴿عطف قوله

.؟هودحذف حرف العطف يف سورة


، ألن ما وقع يف هذه األخرية ال يتطلب العطف، إذ سبق بقوله هود سورةالعطف يف حذف

ها، فالكالم هنا ال ، مبعىن ملا حان وقت نزول العقاب جعلنا عاليها سافلفـلما جاء أمرنا جعلنا﴾﴿

بالفاء، الستدعاء السياق ذلك، وذلك يف قوله احلجر سورة أما ثبوت العطف يفيستدعي العطف ،

، فالتسلسل يف سري أحداث وقوع 1﴾فجعلنا عاليـها سافلها.فأخذتـهم الصيحة مشرقني ﴿تعاىل

.والتسلسل يف سري األحداث والوقائع الزمين العذاب استلزم ورود الفاء املفيدة للرتتيب



وأمطرنا األعراف

عليهم مطرا

śǷǂĐ¦�ƨƦǫƢǟ�ƪ ǻƢǯ�Ǧ Ȉǯ�ǂǜǻƢǧ إبدال مجلة جبملة

فساء مطر املنذرين،النملالشعراء



321

يف سوريت﴾فساء مطر المنذرين ﴿بقوله تعاىل ﴾ مطراوأمطرنا عليهم ﴿ أتبع قوله تعاىل

،فما سبب اإلبدال يف تتمة ﴾المجرمني فانظر كيف كان عاقبة ﴿ وبقوله تعاىل،النملوالشعراء

الكالم ؟


سبب االختالف يف التذييل يف كل سورة إىل ما تقدم مروده يف سياق كل الغرناطييعزو

�Èś﴿فلما تقدم يف األعراف قوله « : سورة، فيقول مفصال ذلك ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦�ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ�ƢÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ﴾

حيث مل يفعل تلك الفعلة الشنعاء من تقدمهم، فأمجع إىل الفحش اإلجرام ) (...) 80األعراف (

تم تـبصرون ، وملا تقدم يف النمل ﴿...)( ل منه تعنيف وإنذار ح) 54النمل ( ﴾أتأتون الفاحشة وأنـ

.1»مل يقع مثله يف األعراف

قوم هبما ارتكيدل على هذه اآلية ألن ما سبق ﴾كيف كان عاقبة المجرمني ﴿:تعاىل فقال

وذلك ما تقدم اإلفصاح عنه يف بداية ،ما سبقهم إليه من أحدجرم قبيح من عليه السالم لوط

�Èś﴿تعاىل القصة يف قوله ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦�ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢�ÌǺ

ÊǷ�ƢÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦�ÈÀȂÉƫÌƘÈƫÈ¢�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬÊǳ� È¾ƢÈǫ�ÌÊ¤�ƢÅǗ ȂÉǳÈÂ﴾ ،

.فتناسقت فاحتة القصة مع خامتتها

؛﴾فساء مطر المنذرين ﴿يف قوله تعاىل النمل رةسو أما وصف قوم لوط باملنذرين الوارد يف

أتأتون الفاحشة ﴿وذلك يف قوله ،فهم على قبيح فعلهمألن لوطا عليه السالم أنذر قومه ووخبهم وعن

تم تـبصرون وصف حال مرتكبهم الشنيع الذي يفعلونه أمام أعني الناس، ، و)54،النمل( ﴾وأنـ

على اإلنذار، وهلذا وصفهم هللا عز وجل باملنذرين يف قوله - يف معناها -فزيادة التقريع والتوبيخ تدل

.﴾فساء مطر المنذرين ﴿تعاىل



322

متناسبا مع ما ورد من تفصيل ﴾فساء مطر المنذرين ﴿سورة الشعراءيف تعاىل وجاء قوله

من الفعل وتقوى هللا، ما فحش ونصحهم برتك ،وإطناب يف سرد توبيخ لوط عليه السالم لقومه

بت قـوم لوط المرسلني ﴿: يف قوله تعاىل واضح وذلك إين .إذ قال هلم أخوهم لوط أال تـتـقون .كذ

�ÊÀȂÉǠȈ.لكم رسول أمني ÊǗÈ¢ÈÂ�ÈċɎ ¦� ¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إال على رب

تم قـوم .أتأتون الذكران من العالمني .العالمني وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنـ

.1﴾عادون

قومه وتوبيخه هلم على قبيح فعلهم، وإصراره على لوط عليه السالم فدل اإلطناب يف نصح

على معىن اإلنذار، وجاء هذا ا منه إىل توجيههم للطريق الصحيحسعي،تبيني وإظهار شناعة مرتكبهم

بت قـوم لوط ﴿تعاىلاألخري متناسقا مع ما افتتحت به القصة يف قوله ؛ ذلك أن المرسلني﴾كذ

.التكذيب حاصل عن عدم تصديق اإلنذار، فتالءمت خامتة القصة مع فاحتتها



مطرا،الشعراء ،النملاألعراف تغيري مجلة جبملة

حجارة من سجيل،احلجرهود

واألعراف املسلط على قوم لوط الفاسقني باملطر يف سورعرب هللا عزوجل عن العقاب

فما سبب اإلبدال يف احلجر، و هود ة من سجيل يف سويتر وبكونه حجاالنمل ،و الشعراء

.التعبريين ؟

):السياق اللغوي(التحليل اعتمادا على سياق النظم



323

، القتضاء سياق احلجرو هود سوريتيف ) حجارة من سجيل(صرح هللا تعاىل مباهية املطر

لوط عليه السالم ول املالئكة على ذكر دخ احلجرو هود سوريتالسورتني ذلك، فلما تقدم يف

رافق هذا التفصيل يف السرد تفصيال يف سرد ماهية ،وإعالمه بقرب وقوع العقاب على قومه الفاجرين

).حجارة من سجيل(العقاب

يل ﴿كما أن قوله أشد وقعا مما وقع أن العقاب النازل بقوم لوط دل علىت ﴾حجارة من سج

حلاق ، وهذه الشدة يف وقوع العقاب لزمه جترؤ قوم لوط على إ)النملوالشعراء واألعراف ( سوريف

، ويف )78هود ،(وجاءه قـومه يـهرعون﴾﴿هود سورةيف تعاىل وذلك يف قوله ،الكرام الضرر بضيوفه

، فكان إمطارهم حبجارة من سجيل )67احلجر ،(﴾المدينة يستبشرون وجاء أهل ﴿احلجرسورة

.لوط عليه السالمنكاال هلم على فسقهم وإقدامهم على إحلاق الضرر بضيوف

األعراف (سور مع ضيوفه الكرام يف عليه السالملوط وملا مل يتقدم تصريح وسرد بواقعة قوم

، هود واحلجر سوريت العقاب بوصف أخف وأقل مما ورد يف، اقتصر على ذكر )النملوالشعراء و

.تالؤما مع اإلمجال والطي هلذا املقطع من القصة ﴿مطرا﴾واكتفى بقوله

:موضع التشابه و)1


احلجر وأمطرنا

عليهم إبدال حرف حبرف

عليهاهود

:هود سورة قوم لوط، ويف) عليهم(قاصدا بـ ﴾وأمطرنا عليهم ﴿:احلجر سورةقال تعاىل يف

ها﴾﴿ .ب االبدال يف املقصودين بالعقاب ؟بفماسالقرية،) عليها(قاصدا بـ وأمطرنا عليـ



324

،من سرد ملا تقدم كل موضعإىل هودو احلجر في سوريتاختالف املقصودينيعود سبب

، فذكر قوم لوط )58،احلجر( ﴾إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني ﴿فلما تقدم يف آية احلجر قوله تعاىل«

، وأما آية هود فلم ﴾وأمطرنا عليهم ﴿:موصوفني باإلجرام املوجب هلالكهم، فروعي هذا التقدم فقيل

ها﴿: تتقدم فيها مثل هذا فاكتفى بضمري القرية فقيل .1»﴾وأمطرنا عليـ

إنا أرسلنا إىل ﴿�ǾǳȂǫ�Ŀ�śǷǂĐƢƥاحلجر سورةيف عليه السالم لوطقوم فوصف هللا عزوجل

§��ونظرا ملا يستحق اإلجرام من العقاب ،)58،احلجر( ﴾قـوم جمرمني ¦ǀǠǳ¦�Ƕđ�Ǫū��§ ¦ǀǠǳ¦Â

ǧ��ƨȇǂǬǳ¦�ń¤�ȏ��ǶȀȈǳ¤�¿¦ǂƳȍ¦�Ƥ ǈǻ�Ǿǻȋ��śǷǂů�ǶĔȂǯ غرض الوصف السابق للقوم اقتضى

�Ǆǻ¤�śǷǂĐƢƥا¾Ƣǫ�Ǯ ǳǀǳÂ��Ƕđ�§ ƢǬǠǳ¦�¾ أمطرنا عليهم ﴿: تعاىل﴾.

على لسان هللا عز وجل ، إذ وصفهم األعراف والشعراء والنمل سور ونظري ذلك ما وقع يف

تم قـوم مسرفون ﴿ باملسرفني يف قوله األعراف سورةيف نبيه الكرمي ، ويف )81،األعراف( ﴾بل أنـ

تم قـوم عادون بالعادين يف قوله الشعراء سورة النمل سورة، وباجلاهلني يف )166الشعراء (﴾﴿بل أنـ

تم قـوم جتهلون يف قوله مسرفون، (، فلما نسبت هذه األوصاف الذميمة )55النمل(﴾﴿بل أنـ

إىل قوم لوط، اقتضى ذلك نزول العذاب عليهم نكاال وعقابا هلم على اتصافهم )عادون، جتهلون

أمطرنا عليهم ﴿و النملوالشعراء واألعراف سوريف تعاىل لصفات القبيحة، ولذلك قال بتلك ا

.﴾مطرا

بأي صفة تلتزم وقوع العقاب عليه السالم وصف لقوم لوط هود سورةيف مل يتقدم اومل

ها﴿و تعاىل عليهم، صرح بنزول العقاب على القرية وذلك يف قوله .﴾أمطرنا عليـ



325

من وصف قوم لوط بالفساد وذلك يف العنكبوت سورةوما يعضد هذا التحليل ما ورد يف

، فلما مت 1﴾قال رب انصرين على القوم المفسدين ﴿م قوله تعاىل على لسان لوط عليه السال

¦�¦ǀđ�ǶȀǨǏÂ��ǾȈǴǟ�§ ƢǬǠǳ¦�ÀȂǬƸƬǈȇ�Äǀǳ¦�Ǧ ǏȂǳ عليهم، وذلك وارد يف -العذاب -نزل العقاب

أهل ﴿:فقال ،2﴾يـفسقون إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء مبا كانوا ﴿قوله تعاىل

.��Ƣđ�ȏ�ƨȇǂǬǳ¦�ǲǿƘƥ�ǪǴǠƬǷ�ǪǈǨǳ¦Â�®ƢǈǨǳ¦�Àȋهذه القريةومل يقل ﴾هذه القرية

).العقاب(نوعية العذاب : املقطع الثاين- ب

يل منضود ﴿: قال تعاىل ها حجارة من سج هي من مسومة عند ربك وما .وأمطرنا عليـ

).83-82،هود(﴾ الظالمني ببعيد

يل ﴿: قال تعاىل ).74،احلجر( ﴾وأمطرنا عليهم حجارة من سج

﴾إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء مبا كانوا يـفسقون ﴿: قال تعاىل


﴾مسومة عند ربك للمسرفني .لنـرسل عليهم حجارة من طني ﴿: ل تعاىلقا

).34-33،الذاريات(

ناهم بسحر ﴿: قال تعاىل ).34،القمر( ﴾إنا أرسلنا عليهم حاصبا إال آل لوط جنيـ



حجارة،احلجر ،الذارياتهود

رجزاالعنكبوت إبدال كلمة بكلمة

حاصباالقمر

.30سورة العنكبوت، اآلية -1.34العنكبوت، اآلية سورة 2


326

هود، احلجر يف سور ) حجارة(اختلف يف وصف نوعية العقاب النازل بقوم لوط، فورد تارة

، فما سبب القمر سورةيف ) حاصبا(، وتارة أخرى العنكبوت سورةيف ) رجزا(، وتارة الذارياتو

االختالف يف أوصاف العقاب بني الرجز واحلاصب واحلجارة؟

):القصة(التحليل اعتمادا على سياق املقطع

):الرجز(سورة العنكبوت .1

وذلك يف قوله تعاىل على لسان مالئكته الكرام ،بأنه رجز العنكبوت سورة وصف العقاب يف

معىن الرجز الطربي، وشرح ﴾القرية رجزا من السماء مبا كانوا يـفسقون إنا منزلون على أهل هذه ﴿

عليه السالم، و ، فلما تقدم هذه اآلية استهزاء قوم لوط به 1»اأي عذاب« : الوارد يف هذه اآلية بقوله

�ÈǺفما كان جواب قـومه إال أن قالوا ائت ﴿الوارد يف قوله تعاىلÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤� ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ� ƢÈǼ

§��ȂǻƢǯ�ƢǸǯ¦�2﴾الصادقني ¦ǀǠǳ¦�řǠȇ�Äǀǳ¦�ǄƳǂǳ¦�ǚǨǴƥ�Ƕđ�§ ¦ǀǠǳ¦�¾ÂǄǻ�§ ¦ǀǠǳ¦�ǶȀƦǴǗ�Ƥ ǇƢǼǧ��

Ƃ﴿يف قوهلم -باستهزاء -يطلبون ذلك ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦.

):حاصبا(القمر سورة .2

إنا أرسلنا عليهم ﴿وذلك يف قوله تعاىل ،)حاصبا(بلفظ القمر سورةذكر نوع العقاب يف

ناهم بسحر (...) أي رحيا ترميهم باحلصباء وهي احلصى « ومعىن قوله ﴾، حاصبا إال آل لوط جنيـ

شديدة فكان العذاب النازل على قوم لوط عبارة عن ريح ،3»وهي الريح الشديدة اليت تثري احلصباء

).احلجارة(باء ترميهم باحلص

.396، ص 18الطربي، جامع البيان، ج-1

.29سورة العنكبوت، اآلية -2.99، ص 20القرطيب، اجلامع ألحكام القرآن، ج-3


327

العذاب هنا أشد وأعنف وأبلغ، وهذه املبالغة يف وصف العقاب اقتضاها ما ذكر من تكذيب كان ف

بت قـوم لوط ﴿عليه السالم، وذلك واضح يف قوله تعاىله فو ضيل��Ƕē®Â¦ǂǷÂقوم لوط بالنذر كذ

ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا .ولقد أنذرهم بطشتـنا فـتماروا بالنذر ﴿: ، وقوله﴾بالنذر

نـهم فذوقوا عذايب ونذر .1﴾فذوقوا عذايب ونذر .ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر .أعيـ

وط مبا أنذرهم لوط عليه السالم، واملبالغة يف وصف ما فالشدة يف وصف تكذيب قوم ل

ولقد ﴿تعاىل حاولوا فعله مع ضيوفه الكرام، والتهويل يف وصف العذاب املنزل عليهم يف قوله

ل ه العوامل لزمت ورود احلاصب الدا، كل هذ﴾فذوقوا عذايب ونذر .صبحهم بكرة عذاب مستقر

ńƢǠƫ�ǾǳȂǫ�Ŀ�ƨǐǬǳ¦�Ƣđ�ƪ، والعذاب وروعه وهوله شدة على ǸƬƬƻ¦�ƢǷ�ƨǷ Ȑŭ فذوقوا عذايب﴿

.ونذر﴾

):حجارة من طني(الذاريات سورة .3

،وذلك يف قوله تعاىل على لسان الذاريات سورةيف باحلجارة)العقاب(وصف العذاب

).33،الذاريات( لنـرسل عليهم حجارة من طني﴾.جمرمني إنا أرسلنا إىل قـوم ﴿مالئكته الكرام

، وهذا القمر سورةالواضح من اآلية الكرمية أن وصف العقاب فيها أقل وأخف مما ورد يف و

التخفيف يف الوصف سببه اإلجياز يف السرد؛ إذ مل يرد يف هذه السورة ما فعله قوم لوط من منكرات،

«�Śǋ¢�ƢŶ¤Â��¿¦ǂǰǳ¦�¶Ȃǳمراو دسر ، ومل ت إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني﴾﴿تعاىلله واكتفى بقو ȂȈǔǳ�Ƕē®

قصة وقوع البشرى إلبراهيم عليه السالم، وذلك يف معرض حكي وذلك،إىل هذه القصة جمملة

.﴾أيـها المرسلون فما خطبكم ﴿-على لسان إبراهيم عليه السالم-ظاهر يف قوله تعاىل

.39-36سورة القمر، اآليات -1


328

ǟȂǻ�ȏÂ��Ǿǳ��Ƕē¦ǂǰǼǷ�ƨȈعليه السالم لوطذكر لتكذيب قوم - يف هذه السورة- فلما مل يتقدم

��ǾǨȈǔǳ�Ƕē®Â¦ǂǷ�ȏÂ أقل روعا و ناسب هذا اإلجياز واإلمجال يف احلكي حلول عقاب أخف وقعا

�Ŀ�®°Â�ƢŲ�ȏȂǿ�Ǧ،﴾حجارة من طني ﴿تعاىلوذلك بقوله ، ƻ¢Â�ƨǳȏ®�ǲǫ¢�ƢĔȂǰǳالقمر سورة.

):حجارة من سجيل(هود واحلجر سورتا .4

ن كل األوصاف اليت وقعت يف أقوى م احلجرو هود سوريتإن العذاب الواقع يف

فـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها ﴿:هود سورةيف تعاىل فقال،)العنكبوت، القمر، الذاريات(سور

يل منضود ها حجارة من سج فجعلنا ﴿:احلجر سورة، وقال يف )82هود ،(﴾سافلها وأمطرنا عليـ

يل﴾ ﴾ أقوى داللة أمطرنا قوله ﴿ف، )74احلجر ،(عاليـها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سج

سورة الواقعة يف ﴿إنا منزلون﴾من قوله و،الذارياتوالقمر سوريتالواردة يف ﴾إنا أرسلنا﴿من قوله

وأضاف إىل اإلمطار قولهنزال واإلرسال،اإل ع منإلمطار هنا أشد وأفظا؛ ذلك أن العنكبوت

يل﴾ ، فكان اإلمطار باحلجارة هو األعنف واألهول من كل أنواع العذابات ﴿حجارة من سج

.القمر والذاريات والعنكبوتسور املذكورة يف

لوط عن حكاية قصة مراودة قوم هود واحلجر سوريتهذا التهويل اقتضاه ما فصل يف و

بل كانوا وجاءه ﴿:هوديف سورة قال تعاىل ف، لضيوفه الكرام عليه السالم قـومه يـهرعون إليه ومن قـ

�ÈǓ � ÊĿ � ÊÀÂÉǄÌÉţ � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ� ÌǶ Éǰ Èǳ�Éǂ ÈȀÌǗÈ¢� ċǺ Éǿ � Êļ ƢÈǼÈºƥ�Ê Èȏ Éƚ Èǿ �

Ê¿ÌȂ Èºǫ�ƢÈȇ� È¾ƢÈǫ�Ê©ƢÈƠÊËȈċǈ ǳ¦�ÈÀȂÉǴÈǸ ÌǠÈºȇ يفي أليس

-78،هود( ﴾ناتك من حق وإنك لتـعلم ما نريد قالوا لقد علمت ما لنا يف بـ .منكم رجل رشيد

قال إن هؤالء ضيفي فال .وجاء أهل المدينة يستبشرون ﴿:احلجر،وقال تعاىل يف سورة )79

�ÊÀÂÉǄÌÉţ.تـفضحون � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦� ¦Ȃ ÉǬċºƫ¦ÈÂ. هك عن قال هؤالء بـنايت إن كنتم .العالمني قالوا أومل نـنـ

.)71-67احلجر، (﴾ فاعلني


329

�» ȂȈǔǳ�Ƕē®Â¦ǂǷ�Ŀ�ǲưǸƬŭ¦�ǶȀǴǠǧ�ƨǟƢǼǋÂ�ǶȀǷǂƳ�ƨǟƢǜǧ�ƪ ǷǄǴǧالواردة ،لوط عليه السالم

نظرا ملا يستحقونه من عذاب مروع ،نزول العقاب عليهم بتلك الشدة واهلول احلجر وهودسوريت يف

﴿حجارة من : تعاىل ، وهلذا قاللوط عليه السالمنكاال هلم على حماولتهم إحلاق الضرر بضيوف

يل﴾ .سج

وذلك ،لوط عليه السالموما يعضد هذا الرأي هو التفصيل املهول للعقاب املسلط على قوم

يل منضود فـلما جاء أمرنا جع ﴿ تعاىل يف قوله ها حجارة من سج ﴾لنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليـ

يل ﴿احلجر سورة ، وقوله يف)82هود،( ﴾ فجعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سج

.وصف العقاب وهولهتفصيل يف ال، فالتفصيل يف املراودة ناسبها )74احلجر، (



،احلجرهود حجارة من

سجيل إبدال كلمة بكلمة

طنيالذاريات

�ļ°ȂǇ�Ŀ�ǲȈƴǇ�ǺǷ�ƢËĔƘƥ�¿Ȑǈǳ¦�ǾȈǴǟ�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�ȄǴǟ�ƨǘǴǈŭ¦�°Ƣƴū¦�ƪ ǨǏÂ احلجروهود،

.،فما سبب التغيري يف الوصفني؟الذارياتȂǇ�Ŀ�śǗ�ǺǷ�ƢËĔƘƥ°�و

:لتحليل اعتمادا على سياق النظما

، وهي أصل ﴾من طني ﴿�ƢĔȂǰƥالذاريات سورةوصف احلجارة املمطرة على قوم لوط يف

يل﴾�ƢĔȂǰƥاحلجر والذاريات سوريتيف خلقتها، يف حني وصفت أي « ، ومعىن سجيل ﴿من سج

.1»مستويةمستخرجة قوية شديدة، وقال بعضهم

.269، ص 2التفسري، جابن كثري، عمدة-1


330

سورة مما ورد يف ،أقوى وأعنف وأهول احلجر وهود سوريتوكان وصف احلجارة يف

كر يف هاتني ذ تطلبها ما احلجر وهود سوريت، وهذه الشدة يف الوصف الواردة يف )طني( الذاريات

وحماولتهم إحلاق الضرر ǧȂȈǔǳ�Ƕē®Â¦ǂǷ�ȄǴǟ�¿¦ǂǰǳ¦�Ǿعليه السالم لوطمن إقدام قوم السورتني

ƾǋ�ǾȈǴǟ�Ƕǿ°¦ǂǏ¤Â�ǶȀƦǰƫǂǷ�ƨǟƢǼǋ�ƪ ƦƷƢǐǧ��Ƕđ وصف العقاب املسلط عليهم يف.

مع ضيوفه الكرام، اكتفى عليه السالملوط ما وقع من قوم الذاريات سورةوملا مل يرد يف

�ƢĔƘƥ�°Ƣƴū¦�Ǧ ǏȂƥ)يف هذه والذي هو أخف وقعا وأقل شدة تالؤما مع طي قصة املراودة، )طني

.السورة



هودحجارة من سجيل

منضود الزيادة والنقصان

//احلجر

، ومل ترد هذه الزيادة يف سورة ﴾منضود ﴿ تعاىل قولهبهود زاد يف وصف احلجارة يف سورة

.، فما سبب ذلك؟احلجر


دته، وهو ضم ملتاع ونض ا تنضد« : د املأخوذة من نضد قائال كلمة منضو الزخمشرييشرح

وضع األشياء بعضها فوق بعض بشكل )منضود(، فمعىن 1»بعضه إىل بعض متسفا أو مركوما

. مرتاكم

.)مادة نضد(278، ص 2الزخمشري، أساس البالغة، ج-1


331

يف قوله هود سورةسبب ورودها يف رح املعجمي لكلمة منضود يتوضح وانطالقا من الش

يل منضود ﴿تعاىل ها حجارة من سج ، إذ كان ﴾فـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليـ

واحدة تلواحلجارة على القرية رتاكمو ذلك بأهلها، بالقرية ال ب خمتصا هودالعقاب النازل يف سورة

أي اتبع بعضها بعضا يف « : قائال يف تفسريه لكلمة منضود ابن كثرياألخرى وهذا ما يصرح به

أن بتناسب مع تقدم التصريح جارة على القرية وتراكمها عليها وهذا النزول املتتابع للح،1»النزول

ي﴿يف قوله تعاىل،و ذلك العقاب املنزل على القرية ال على أهلها ها حجارة من سج ل وأمطرنا عليـ

.منضود﴾

مها على القرية فلما كان اإلمطار باحلجارة على القرية ناسبها وصف احلجارة باملنضودة لرتاك

وأمطرنا ﴿يف قوله تعاىل على أهل القرية احلجر سورةوملا كان اإلمطار يف ،األخرى تلوواحدة

2�Ƕǯ¦ŗƫ�ȏ�ƢĔȋ��®ȂǔǼŭƢƥ�°Ƣƴū¦�Ǧ﴾عليهم ǏÂ�ǺǈŹ�Ń�� القرية(على الناس وإمنا على املكان.(



مسومة عند هود

ربك

وما هي للظاملني ببعيد إبدال مجلة جبملة

للمسرفنيالذاريات

، ﴾الظالمني ببعيد وما هي من ﴿بقوله هود سورةيف ﴾مسومة عند ربك ﴿تعاىل أتبع قوله

.،فما سبب اإلبدال يف اجلملتني ؟﴾للمسرفني ﴿ويف سورة الذاريات بقوله

.269، ص 2ج ،ابن كثري، عمدة التفسري-1 .74يةسورة احلجر ،اآل-2


332


وما هي من الظالمني ﴿تعاىلبقوله آية هودأن اختصاص السامرائيصاحل فاضل يرى

للداللة على الكثرة، فإن ذلك غري - يف سورة هود –من كلمة منضود « بسبب ما تقدم ﴾ببعيد

لتدل على كل من تعدى ) الظاملني(فجاءت كلمة ، 1»خمتص بقوم لوط وإمنا هي لعموم الظاملني

فتناسقت ، -دون غريهم –حدود هللا عز وجل، إذ مل يكن هذا الوصف خمتصا بقوم لوط وحدهم

).منضود(مع داللة الكثرة يف كلمة ) ظاملني(والشمول يف كلمة داللة العموم

بسبب ما اقتضاه الوصف املتقدم يف قوله الذاريات سورة يف ﴾للمسرفني ﴿ تعاىل وأما قوله

أوجهن اإلجرام وجه من ؛ ذلك أ2﴾إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني ﴿تعاىل على لسن مالئكته الكرام

إنا أرسلنا إىل قـوم ﴿ تعاىل ǾǳȂǫ�Ŀ�śǷǂĐƢƥ�¶Ȃǳ�¿Ȃǫمت وصف اإلسراف ومظهر من مظاهره، فلما

، لتعلق دالليت مسومة عند ربك للمسرفني﴾﴿تعاىل باإلسراف يف قوله املالئكة همت﴾ وصفجمرمني

.والثاين نتيجة حاصلة عن األول،ر من مظاهر الثاين اإلجرام واإلسراف ببعضهما بعضا، فاألول مظه

).خامتة القصة: (املقطع الثالث -ج

برتاكيب احلجر والشعراء والعنكبوت والذارياتاختتمت قصة لوط عليه السالم يف سور

.متنوعة وخمتلفة

).75،احلجر( ﴾ إن يف ذلك آليات للمتـومسني ﴿: قال تعاىل

).75،احلجر( ﴾إن يف ذلك آلية للمؤمنني ﴿ :تعاىلقال

).174،الشعراء ( ﴾إن يف ذلك آلية وما كان أكثـرهم مؤمنني ﴿: قال تعاىل

.108فاضل صاحل السامرائي، من أسرار البيان القرآين، ص -1.32سورة الذاريات، اآلية -2


333

ها آية بـينة لقوم يـعقلون ﴿: قال تعاىل ).35،العنكبوت( ﴾ولقد تـركنا منـ

).37،الذاريات( ﴾وتـركنا فيها آية للذين خيافون العذاب األليم﴿: اىلقال تع



75احلجر إن يف ذلك لـ

آيات اجلمع واإلفراد

آية،الشعراء،العنكبوت77احلجر

ومفردة يف اآليةاحلجر ،من سورةاخلامسة و السبعني يةبصيغة اجلمع يف اآل )آية(ورد لفظ

فراد و اإلوقوع فما سبب العنكبوىت ،والشعراء و يف سوريتاحلجر من سورةالسابعة و السبعني

.؟ يف هذا املوضع من املتشابه اللفظي اجلمع


إن يف ذلك يف قوله تعاىل ﴿ احلجر سورة من اخلامسة والسبعني يةاآليف ) اآليات(مجع

،باعتبار تعدد ما قص من حديث لوط وضيف إبراهيم وتعرض قوم لوط هلم«،آليات للمتـومسني﴾

من ذكر صاحبهوما -هنا –فالسرد املفصل للقصة ،1»وما كان من إهالكهم وقلب املدينة عليهم

بقرب هالك قوم لوط، -إلبراهيم –وإعالم املالئكة له السالم ماسحاق عليهبإ براهيمإ وقوع بشارة

، عليه السالم لوطـب منه هلم خوفا وإشفاقا ورمحة -عليه السالم -وجمادلته هماواحملاورة اليت دارت بين

آليات﴾﴿تعاىل وما ورد من تعرض قوم لوط لضيوفه، لزم كل ذلك التعبري عن هذه األحداث بقوله

Ƣđ�ǚǠƬȇÂ�² ƢǼǳ¦�ƢȀũȂƬȇ.

.599يلتبس من القرآن، ص األنصاري، فتح الرمحن بكشف ما -1


334

إن يف ذلك آلية ﴿ يف قوله تعاىل احلجرمن سورة السابعة والسبعنياآلية يف ) آية(د ووح

بقلب مدينتهم املشاد أثره مرئيا ملن أتى « بأمر هالك قوم لوط -كلمة آية–لتعلقها للمؤمنني ﴾

�ǶĔȂǯ�¶Ȃǳ، فكان هالك قومالعنكبوت والذارياتوالشعراء سورومثيل ذلك ما ورد يف ،1»بعدهم

.كان دمارهم آية لغريهم يف العظة، وعربة ملن يعتربو قوم جمرمني وفاسقني،

:ب موضع التشابه)2


75احلجر لـ

املؤمنني إبدال كلمة بكلمة

املتومسني 77احلجر

للمؤمنني ﴿وقولهاحلجر،من سورةاآلية اخلامسة والسبعني يف ﴾للمتـومسني ﴿ ورد قوله تعاىل

.الكلمتني ؟بني سبب اإلبدال افم،من نفس السورة اآلية السابعة والسبعني يف﴾


السابعة و اآليةويف ،﴾للمتـومسني ﴿لفظ سورة احلجرمن اآلية اخلامسة والسبعنيذكر يف

مقدمات عجائب «سرد من تقدم يف األولبسبب ما ، ﴾للمؤمنني ﴿لفظ من نفس السورةالسبعني

هذه اآليات جيول فيها اعتبار املعترب ويتسع له النظر ويتوسم منها املتفرس حبال اهلالك ومقدمات

�Â¢�Ƣđ�Ǟذكر كل هذه اآليات اليت جتعل كل من يراها أو يسم ناسب، 2»التلف ألولئك األشرار

�ǚǠƬȇÂ�ŐƬǠȇ�ƨǐǬǳ¦�ǽǀđ الدال على االعتبار واالتعاظ ، و﴾للمتـومسني ﴿قوله.

.727، ص2الغرناطي، مالك التأويل، ج-1.728،ص2جاملصدر السابق، الغرناطي، مالك التأويل، -2


335

أي املصدقني املشاهدين « ؛﴾للمؤمنني ﴿ -اآلية السابعة والسبعون–وقال يف اآلية املتأخرة

متعلقا بأمر هالك قوم لوط واألثر الباقي من ذلك اهلالك، أتبعه ) آية(، فلما كان لفظ 1»آلثارهم

عليه مشاهدة األثر الباقي من هالك قوم لوط ،و الدال على التصديق حني﴾للمؤمنني ﴿بقوله

.السالم



إن يف ذلك الشعراء

آلية

مؤمننيوما كان أكثرهم إبدال مجلة جبملة

للمؤمنني77احلجر

وما كان ﴿تعاىل بقوله الشعراء سورةيف قصة لوط عليه السالم مع قومه الفاسدين تاختتم

.، فما سبب هذا التغيري ؟﴾للمؤمنني ﴿بقوله سورة احلجر، ويف ﴾أكثـرهم مؤمنني


ملا يرونه من أدلة يتضمن املصدقني آية احلجرالوارد يف ﴾للمؤمنني ﴿أن معىن - آنفا -تقدم

، فيعين ﴾وما كان أكثـرهم مؤمنني ﴿تعاىلمن قوله الشعراءأما ما ورد يف سورة هالك قوم لوط ،

﴾وما كان أكثـرهم مؤمنني ﴿أن قوله يدل على ، وهذا 2»أنه مل يكن مؤمنون إال بيت لوط وابنتاه«

.خمتص بقوم لوط عليه السالم، إذ مل يؤمن به من قومه إال أهله وابنتاه

تعاىل مع فاحتة القصة، اليت ابتدئت بقوله﴾وما كان أكثـرهم مؤمنني ﴿وتناسقت هذه التتمة

بت قـوم لوط المرسلني ﴿ ، لوط عليه السالماآلية الكرمية على تكذيب قوم إذ تدل هذه ،3﴾كذ

.، الصفحة نفسها2املصدر نفسه، ج-1

.70، ص 16القرطيب، اجلامع ألحكام القرآن، ج-2.160سورة الشعراء، اآلية -3


336

�ǾǳȂǇ°�ǾȈǳ¤�ǶǿƢǟ®�ƢŠ�ǶĔƢŻ¤�¿ƾǠƥ�ƨǐǬǳ¦�ƨȇƢĔ�Ŀ�ǲƳÂ�Ǆǟ�ɦ�¬ǂǏ�¦ǀŮÂ��ǾƫȂǟƾƥÂ�Ǿƥ�ÀƢŻȍ¦�¿ƾǟÂ

.، فتوافقت خامتة القصة مع فاحتتها﴾وما كان أكثـرهم مؤمنني ﴿: قالفالكرمي



لقوم يعقلونالعنكبوت إبدال مجلة جبملة

للذين خيافون العذاب األليمالذاريات

ها آية بـينة ﴿تعاىلبقوله العنكبوت سورةيف لوط عليه السالماختتمت قصة ولقد تـركنا منـ

وتـركنا فيها آية للذين خيافون ﴿: بقوله تعاىل الذاريات سورةويف ) 35العنكبوت، (﴾لقوم يـعقلون

.، فما سبب التغيري يف اخلامتتني؟﴾العذاب األليم


):لقد(زيادة -

ها﴾﴿ تعاىل يف قوله آية العنكبوتيف ) لقد(زيدت ومل ترد هذه الزيادة يف ،ولقد تـركنا منـ

عام للقصة اقتضاها السياق ال آية العنكبوتما ورد من زيادة يف ، وسبب ذلك أنالذاريات سورة

وذلك يف قوله ،إذ افتتحت هذه القصة بتأكيد على فساد قوم لوط الواردة يف هذه السورة؛

�Èśولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاح ﴿تعاىل ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ�ÈƨÈǌ. أئنكم

��1�Ƕē¦ǂǰǼǷ�ȄǴǟ�ƾȈǯȂƬǳ¦�¦ǀǿ�¿ǄǴǧ﴾لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر

.الواقع عليهميف خامتة القصة لتوكد على فظاعة العذاب ) لقد(وتعداد معاصيهم زيادة

.29-28سورة الذاريات، اآليتان -1


337

لوط اإلشارة إىل قصة ، إذ اقتصرت فقط على الذاريات سورة وملا مل ترد هذه التفاصيل يف

، فلم يتطلب هذا اإلجياز إبراهيم عليه السالميف معرض قص حكاية بشارة ، وذلك عليه السالم

.على العقاب النازل بقوم لوط عليه السالم واإلمجال يف السرد توكيدا

:)فيها ومنها( بني بدالاإل-

ها آية بـينة لقوم يـعقلون ﴿:العنكبوت سورةقال تعاىل يف سورة ويف ﴾ ولقد تـركنا منـ

يف السورتني، ) منها وفيها(، فغري بني ﴾وتـركنا فيها آية للذين خيافون العذاب األليم﴿: الذاريات

ها﴾﴿فقوله ذلك بسبب ما اقتضاه سياق كل سورة، و سلطيدل على هول العذاب امل ولقد تـركنا منـ

على أهل القرية ودمارها عن آخرها، أي أنه ترك آية من الدمار احلاصل ليكون أهلها عربة ملن يعترب،

املعاندة واإلسراف يف وهذا التوكيد والتصوير الفظيع للعذاب تطلبه إصرارهم على العنت والكرب و

ولوطا إذ ﴿ يف قوله تعاىل العنكبوتسورة الواردة يف .ارتكاب املعاصي واملصرح به يف بداية القصة

� Èś ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ � ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦� ÈÀȂÉƫÌƘÈƬÈǳ� ÌǶ Éǰ ċǻÊ¤�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬ

Êǳ� È¾ƢÈǫ. أئنكم لتأتون الرجال

��ÌÀÊ¤�ÊċɎوتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر فما كان جواب قـومه إال أن قالوا ائتنا بع ¦� Ê§ ¦Èǀ

1﴾كنت من الصادقني

، الذاريات سورة يف -هذه اآليةحسب سياق -﴾ اليت هي أخف داللة فيها﴿ تورد و

الوارد يف قوله تعاىل على لسان مالئكته ،و بسبب اإلمجال واإلجياز يف وصف العقاب املنزل عليهم

فتطلب اختالف السرد يف السورتني اختالفا يف ورود ، 2﴾لنـرسل عليهم حجارة من طني ﴿الكرام

).منها، فيها(احلرف

:نةزيادة بي -

.29-28سورة العنكبوت ، اآليتان -1.33سورة الذاريات ،اآلية-2


338

ها آية بـينة لقوم يـعقلون ﴿يف قوله تعاىل ﴾بـينة ﴿آية العنكبوتيف تزيد ﴾ ولقد تـركنا منـ

ل للقرية ماعن الدمار الش آية العنكبوتيف حكي بسبب ما ، آية الذارياتومل ترد هذه الزيادة يف ،

�ƨȇȉ¦�» ®°¢�¦ǀŮÂ�§ ƢƦǳȋ¦�Ƣđ�ǂǯǀƬȇÂ�² ƢǼǳ¦�Ƣđ�ǚǠƬȈǳ�ƨǼËȈƥ�ƨȇ¡�®ȂƳÂ�Ƥ Ǵǘƫ�Ǯ ǳ�¾ȂǐƸǧ��ƢȀǴǿ¢Â

أن العذاب دمر القرية عن آخرها، إخبار الذاريات سورةرد يف وملا مل ي،﴾لقوم يـعقلون ﴿تعاىل بقوله

.من باب اإلمجال واإلجياز الغالب على احلكي يف هذه السورة )بينة(زيادة دون ﴾آية ﴿اكتفى بقوله

:إبدال مجلة جبملة -

، ﴾لقوم يـعقلون ﴿قوله تعاىل آية العنكبوتاختلفت اآليتان الكرميتان يف التذييل، فورد يف

.غما سبب هذاا اإلبدال ؟﴾للذين خيافون العذاب األليم﴿الذاريات سورةويف

:اجلواب

ال قوم لوط ملناسبة ما تقدمها من سرد حل لقوم يـعقلون﴾﴿بقوله آية العنكبوت تاختص

ŚǐƦǳ¦Â�ǲǬǠǳ¦�Ǯ��اجلاهلني ǳ�Ŀ�śǴǨǤǷ�Ƕē¦ȂȀǌǳ�¦ȂƬǐǻ¢�Ǻȇǀǳ¦Â� بالرغم من الرباهني اليت واجههم

�Ƣđلقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما ولوطا إذ قال ﴿وذلك يف قوله تعاىل ،لوط عليه السالم

�Èś ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ. أئنكم لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم

�Èśالمنكر فما كان جواب قـومه إال أن قالوا ائتنا ÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦�ÈǺ

ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ﴾1�Ƕđ¦ȂƳÂ��

�Èś﴿بقوهلم لوط عليه السالم علىÊǫÊ®Ƣċǐ ǳ¦�ÈǺ

ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ�ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦﴾�ǶēŚǐƥ�ȄǸǟ�ȄǴǟ�ǲȈǳ®

البصرية أي لقوم يعملون ؛ لقوم يـعقلون﴾﴿وهلذا ختم هللا عز وجل القصة بقوله ،عقلهم وإغفال

Ƕē¦ȂȀǌǳ�ÀƢǼǠǳ¦�¦ȂǬǴǗ¢Â�ǶȀǴǬǟ�¦ȂǴǨǣ¢�Ǻȇǀǳ¦�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�ǺǷ�ǶȀǬƦǇ�ƢŲ�ÀȂǜǠƬȇÂ.



339

وتـركنا ﴿وذلك يف قوله تعاىل ،﴾للذين خيافون العذاب ﴿بقوله آية الذارياتواختتمت

عالم عن نوعية العقاب املسلط على ا تقدمها من إملمناسبة ﴾ فيها آية للذين خيافون العذاب األليم

لنـرسل عليهم حجارة من .قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني ﴿:قوم لوط، وذلك واضح يف قوله تعاىل

العقاب قوم لوط وإسرافهم أتبع ذلك إنزال ، وملا صرح بإجرام﴾مسومة عند ربك للمسرفني .طني

�Ƕđ�§ ¦ǀǠǳ¦Â﴿ وكان هذا العقاب آية للذين خيافون العذاب ﴾لنـرسل عليهم حجارة من طني ،

�śǷǂĐ¦�¶Ȃǳ�¿Ȃǫ�ȄǴǟ�Ǟǫ¦Ȃǳ¦�§ ¦ǀǠǴǳ�Ǧ ǏÂ�ǺǷ�ƢȀȈǧ�®ǂǇ�ƢǷÂ�ƢȀƬŢƢǧ�ƨǐǬǳ¦�ƨŤƢƻ�ƪ ƦǇƢǼǧ��ǶȈǳȋ¦

.واملسرفني يف ارتكاب املنكرات

وما وقع ،مع قومه، وما جرى من إسرافهم وتعنتهمالسالملوط عليه هكذا تنتهي قصة و

والعاقل من ،لوط عليه السالمعليهم من عذاب مريع نكاال هلم على جتربهم واستهزائهم بنيب هللا

يتعظ من هذه القصة، واللبيب من يستنبط منها العرب واحلكم اجلليلة، واضعا يف ذلك طاعة هللا عز

.لدارين الدنيا واآلخرة وينال التواب واألجر العظيموجل نصب عينيه حىت يفوز با

.


340

:الفصل الصةخ

،وحتليل مواضع املتشابه اللفظي الواردة لوط عليه السالمانطالقا من العمل التطبيقي على قصة

:يف هذه القصة، ميكن إستخالص النتائج اآلتية

-نزوال-خر سورة مع آ السالملوط عليه حكت قصة -نزوال –لقد تعالقت أول سورة -1

؛ إذ جاءت هذه األخرية مؤكدة للسرد الواقع يف السورة كاية يف فاحتة القصة سردت نفس احل

سورةفافتتحت القصة يف األعراف والعنكبوت،سوريتاملتقدمة، ومن ذلك ما وقع بني

�ÈǺولوطا إذ قال لقومه أتأتون ﴿بقوله تعاىل األعرافÊǷ� Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ


ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦

واليت هي آخر سورة حكت قصة – العنكبوت سورة، و وكدت )80،األعراف ( العالمني﴾

ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ﴿هذا التصريح يف قوله تعاىل -لوط عليه السالم

�ÈÊđ �ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ﴾28،العنكبوت ( ا من أحد من العالمني.(

ر الرتتيب الزمين لنزول السور على وقوع اإلضمار واإلظهار يف القصة املذكورة يف لقد أث -2

.عدة مقاطع

يف سورة ) الذكران(التقابل الداليل للكلمات يف سياق السرد ورود كلمة لقد فرض -3

املتبقية، حسب ما اقتضاه سياق اآليات واملقاطع يف هذه يف السور ) الرجال(ولفظ ،الشعراء

.السور

ري يف القصدية من كل سرد، وذلك يف غيإىل التعائد التغيري يف الصيغة االمسية والفعلية إن -4

.لوط عليه السالماملقاطع اليت وردت فيها قصة

الفاء ر السياق النحوي ملقاطع السور على االختالف يف أدوات العطف بنيلقد أث -5

.والواو

)جنى(، و النمل واألعراف يف سوريت ) أجنى(لقد وردت واقعة اإلحناء بصيغتني خمتلفتني -6

.يف بقية السور، حسب ما اقتضاه املراد العام من السرد يف كل مقطع أو يف كل سورة


341

دال يف بعض احلروف أو الكلمات ل مقطع ومقصوده اإلبلكعىن سياق ملقد فرض -7

.اجلملأو

التغيري بني الصيغتني االمسية والفعلية -اإلسكايفحسب -فتضت الفاصلة القرآنية لقد ا-8

.النمل واألعراف الواردة يف سوريت

لقد لعبت املناسبة القرآنية بوصفها عنصرا من عناصر السياق دورا هاما يف ورود املتشابه -9

خامتتها تناسبا دالليا مع -مقاطع –بصيغ معينة، إذ تناسبت فاحتة القصة يف عدة مواطن

.ولفظيا

خاتمة

343

خاتمة

ميكن إبراز أهم النتائج املستخلصة من الدراسة النظرية والتطبيقية املتواضع ختاما هلذا البحث و

، براهيم ولوط عليهم السالمآدم وإالوارد يف السياقات القرآنية يف قصص ،للمتشابه اللفظي

:يةاملتمثلة يف النقاط اآلتو

الذي تراوح ،صطالحي املعىن اللغوي للمتشابه إىل االلتباس يف معناه االلتباس يفى االلقد أد -1

.من آيات القرآن الكرمي )اخلفيو ،الغامض و ،امللتبس و ،املتماثل (بني

لعلم توجيه متشابه القرآن، إذ اقتصرت جهود معظمهم من الدارسني لقد تصدى قلة قليلة-2

.ƢȀƟƢǐƷ¤Â�ƢȀǼȇÂƾƫÂ�ƢǜǨǳ�©ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣȇاآلعلى مجع

الزيادة والنقصان، احلذف :لقد تعددت أنواع املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي واختلفت بني-3

يل، اإلجياز ال والتفصمي والتأخري، اإلمجوالذكر، الفك واإلدغام، التوكيد والبسط، التقد

.اإلبدال يف احلروف والكلمات واجلمل التعريف والتنكري، الفصل والوصل،واإلسهاب،

لقد أكد املفسرون واملتخصصون يف جمال توجيه املتشابه اللفظي على ضرورة مراعاة السياق -4

.وحتليل املتشابه اللفظي خاصة،يف فهم اخلطاب القرآين عامة ) املقامي، املقايل(بنوعيه

وجناعته ،شىت عناصرهبو - بنوعيه-د برهن اجلانب التطبيقي من البحث على فاعلية السياق لق-5

النزول املكي واملدين، زمن (منإذ تضافرت مجيع عناصره مواضع املتشابه اللفظي ؛ ليف حتلي

لة القرآنية، سياق اآلية، املقطع، لداليل، املعجمي، املناسبة والفاصالسياق النحوي، الصريف، ا

رض املقصود من وقوع املتشابه اللفظي يف سياقات قرآنية والغ،يف حتديد املعىن املراد ) السورة

).مواطن، مقاطع، سور(معينة

ختتلف باختالف السياقات القرآنية و إن داللة املتشابه اللفظي الواقع يف القرآن الكرمي تتغري -6

.نصوص القرآنيةباختالف احلال املصاحبة هلذا النوع من الو الوارد فيها ،

خاتمة

344

يف كثري من توجيهاته للمتشابه اللفظي على اجلانب النحوي اإلسكايفاخلطيب لقد اعتمد -7

وأقل عمقا ،واملناسبة القرآنية والفاصلة القرآنية، مما جعل توجيهه يف بعض األحيان لفظيا حمضا

.©�ƢĐ¦�¦ǀǿ�Ŀ�śǐǐƼƬŭ¦�ǺǷ�ǽŚǣ¾من توجيها

الدقة يف التحليل والتوجيه، مما ملواضع املتشابه اللفظي بالعمق و الغرناطيلقد متيزت دراسة -8

وأوسعها ،من أشهر الكتب املتخصصة يف توجيه املتشابه اللفظي "مالك التأويل"جعل كتابه

.مادة وأعمقها حتليال

ا يف جمال توجيه توسعا وتبحر -على قلتهم-من أكثر الباحثني فاضل صاحل السامرائيإن -9

العمق يف التحليل والدقة يف املالحظة والقوة الغرناطياللفظي، وكأنين به قد ورث عن املتشابه

.يف التأمل

على كمال ما هو إال دليل قاطع وبرهان دامغإن وقوع املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي-10

وح جليوضد تبني ذلك بوق،)لغة، أسلوبا، بالغة، لفظا، معىن(وبيانه الكرمي إعجاز القرآن

.لعدة مواضع ومقاطع من املتشابه اللفظي - يف القسم التطبيقي- لدى حتليلي

تبقى عدة مواضع من املتشابه اللفظي الواردة يف القرآن الكرمي تنتظر الباحثني وتستنطق مهتهم و

خدمة للقرآن الكرمي وسعيا إلبطال أكاذيب املشككني وامللحدين ،من أجل حتليلها وتوجيهها

.قيقة املعجزة القرآنيةوالغافلني عن ح

ذا ﴿ا بقوله عز وجلأختم حبثي هذو نس واجلن على أن يأتوا مبثل ه قل لئن اجتمعت اإل

.صدق هللا العظيم )88 ،اإلسراء( ﴾القرآن ال يأتون مبثله ولو كان بـعضهم لبـعض ظهريا

المالحق

346

:01ملحق رقم

فيها قصص آدم وإبراهيم ولوط عليهم السالمخاص بالسور اليت وردت ملحق

:قصة آدم عليه السالم- أ

سورة البقرة:

األرض خليفة قالوا أجتعل فيها من وإذ قال ربك للمالئكة إين جاعل يف ﴿: قال تعاىل

ماء وحنن نسبح حبمدك ونـقدس لك قال إين أعلم ما ال تـعلمون )30(يـفسد فيها ويسفك الد

ة فـقال أنبئوين بأمساء هؤالء إن كنتم صادقني وعلم آدم األمساء كلها مث عرضهم على المالئك

هم )32(قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتـنا إنك أنت العليم احلكيم )31( قال يا آدم أنبئـ

بأهم بأمس ائهم قال أمل أقل لكم إين أعلم غيب السماوات واألرض وأعلم ما بأمسائهم فـلما أنـ

وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس أىب )33(تـبدون وما كنتم تكتمون

ها رغدا حيث )34(افرين واستكبـر وكان من الك وقـلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة وكال منـ

ها فأخرجهما مما )35(شئتما وال تـقربا هذه الشجرة فـتكونا من الظالمني ما الشيطان عنـ فأزهل

فـتـلقى )36(وقـلنا اهبطوا بـعضكم لبـعض عدو ولكم يف األرض مستـقر ومتاع إىل حني كانا فيه

تاب عليه إنه هو التـواب الرحيم يعا فإما )37(آدم من ربه كلمات فـ ها مج قـلنا اهبطوا منـ

.﴾)38(تيـنكم مين هدى فمن تبع هداي فال خوف عليهم وال هم حيزنون يأ

سورة األعراف:

ولقد خلقناكم مث صورناكم مث قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال ﴿: قال تعاىل

ر منه خلقتين )11(كن من الساجدين إبليس مل ي قال ما منـعك أال تسجد إذ أمرتك قال أنا خيـ

ها فما يكون لك أن تـتكبـر فيها فاخرج إنك من )12(من نار وخلقته من طني قال فاهبط منـ

المالحق

347

عثون )13(رين الصاغ قال فبما )15(قال إنك من المنظرين )14(قال أنظرين إىل يـوم يـبـ

عدن هلم صراطك المستقيم تين ألقـ مث آلتيـنـهم من بـني أيديهم ومن خلفهم وعن )16(أغويـ

�ÊÊĔ ƢÈÌŻÈ¢ ها مذءوما مدحورا لمن تبعك )17(م وعن مشائلهم وال جتد أكثـرهم شاكرين قال اخرج منـ

هم ألمألن جهنم منكم أمجعني ويا آدم اسكن أنت وزوجك اجلنة فكال من حيث )18(منـ

فـوسوس هلما الشيطان ليبدي هلما ما )19(شئتما وال تـقربا هذه الشجرة فـتكونا من الظالمني

�ÈǴÈǷ�ƢÈǻȂ Éǰ Èƫ�ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�ÊÈǂ Èƴ ċǌ ǳ¦�

ÊǽÊǀ Èǿ � ÌǺ Èǟ �ƢÈǸ Éǰ ČƥÈ°�ƢÈǸ Éǯ ƢÈȀÈºǻ�ƢÈǷ� È¾ƢÈǫÈÂ�ƢÈǸÊÊēÈ¡ ÌȂ ÈǇ � ÌǺ

ÊǷ�ƢÈǸ ÉȀ ÌºǼÈǟ �ÈÄÊ°ÂÉÂ كني أو تكونا

مها بغرور فـلما ذاقا الشجرة )21(وقامسهما إين لكما لمن الناصحني )20(من اخلالدين فدال

هكما عن تلكما بدت هلما سوآتـهما وطفقا خيصفان عليهما من ورق اجلنة ونادامها ر بـهما أمل أنـ

قاال ربـنا ظلمنا أنـفسنا وإن مل تـغفر لنا )22(الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبني

ضكم لبـعض عدو ولكم يف األرض مستـقر قال اهبطوا بـع )23(وتـرمحنا لنكونن من اخلاسرين

ها خترجون )24(ومتاع إىل حني زلنا )25(قال فيها حتيـون وفيها متوتون ومنـ يا بين آدم قد أنـ

�ÈÀÂÉǂعليكم لباسا يـواري سوآتكم وريشا ولباس التـ ċǯċǀÈȇ�ÌǶ ÉȀċǴÈǠÈǳ�

ÊċɎ ¦� Ê©ƢÈȇÈ¡� ÌǺÊǷ� ÈǮ ÊǳÈ�Æǂ ÌºȈÈƻ � ÈǮ

ÊǳÈ�ÃÈȂ ÌǬ

هما لباسهما)26( لرييـهما يا بين آدم ال يـفتنـنكم الشيطان كما أخرج أبـويكم من اجلنة يـنزع عنـ

�ÈȂ Éǿ � ÌǶ Éǯ¦ÈǂÈºȇ�ÉǾċǻÊ¤�ƢÈǸ

ÊÊēÈ¡ ÌȂ ÈǇ وقبيله من حيث ال تـرونـهم إنا جعلنا الشياطني أولياء للذين ال يـؤمنون

)27(﴾

سورة احلجر:

)28(﴿وإذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من صلصال من محإ مسنون : قال تعاىل

ته ونـفخت فيه من روحي فـقعوا له ساجدين فإذا سو فسجد المالئكة كلهم أمجعون )29(يـ

قال يا إبليس ما لك أال تكون مع )31(إال إبليس أىب أن يكون مع الساجدين )30(

قال )33(أكن ألسجد لبشر خلقته من صلصال من محإ مسنون قال مل )32(الساجدين

المالحق

348

ها فإنك رجيم ين )34(فاخرج منـ قال رب فأنظرين إىل يـوم )35(وإن عليك اللعنة إىل يـوم الد

عثون تين )38(إىل يـوم الوقت المعلوم )37(من المنظرين قال فإنك )36(يـبـ قال رب مبا أغويـ

هم المخلصني )39(ألزينن هلم يف األرض وألغويـنـهم أمجعني قال هذا )40(إال عبادك منـ

إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إال من اتـبـعك من الغاوين )41(صراط علي مستقيم

)42(﴾

سورة اإلسراء:

﴿وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس قال أأسجد لمن : قال تعاىل

تك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إىل يـوم القيامة ألحتنكن ذريـته قال أ )61(خلقت طينا رأيـ

هم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا )62(إال قليال واستـفزز من )63(قال اذهب فمن تبعك منـ

هم بصوتك وأجلب عليهم خبيلك ورجلك وشاركهم يف األموال واألوالد وعدهم است وما طعت منـ

﴾)65(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيال )64(يعدهم الشيطان إال غرورا

سورة الكهف:

﴿وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس كان من اجلن فـفسق : قال تعاىل

تتخذونه وذريـته أولياء من دوين وهم لكم عدو بئس للظالمني ﴾)50(بدال عن أمر ربه أفـ

سورة طه:

قلنا يا )116(﴿وإذ قـلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس أىب : قال تعاىل فـ

إن لك أال جتوع فيها )117(آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فال خيرجنكما من اجلنة فـتشقى

فـوسوس إليه الشيطان قال يا آدم )119(وأنك ال تظمأ فيها وال تضحى )118(وال تـعرى

لى بدت هلما سوآتـهما وطفقا )120(هل أدلك على شجرة اخللد وملك ال يـبـ ها فـ فأكال منـ

تاب عليه وهدى )121(ورق اجلنة وعصى آدم ربه فـغوى خيصفان عليهما من مث اجتباه ربه فـ

المالحق

349

يعا بـعضكم لبـعض عدو فإما يأتيـنكم مين هدى فمن اتـبع هداي فال )122(ها مج قال اهبطا منـ

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا وحنشره يـوم القيامة أعمى )123(شقى يضل وال ي

)124(﴾

سورة ص:

ته ونـفخت )71(﴿إذ قال ربك للمالئكة إين خالق بشرا من طني : قال تعاىل فإذا سويـ

إال إبليس استكبـر )73(فسجد المالئكة كلهم أمجعون )72(روحي فـقعوا له ساجدين فيه من

قال يا إبليس ما منـعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبـرت أم )74(وكان من الكافرين

ر منه خلقتين من نار وخلقته من طني )75(عالني كنت من ال قال فاخرج )76(قال أنا خيـ

ها فإنك رجيم ين )77(منـ عثون )78(وإن عليك لعنيت إىل يـوم الد قال رب فأنظرين إىل يـوم يـبـ

قال فبعزتك ألغويـنـهم )81(إىل يـوم الوقت المعلوم )80(إنك من المنظرين قال ف )79(

هم المخلصني )82(أمجعني ألمألن جهنم )84(قال فاحلق واحلق أقول )83(إال عبادك منـ

هم أمجعني منك وممن ﴾)86(قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفني )85(تبعك منـ

:قصة إبراهيم عليه السالم- ب

سورة البقرة:

راهيم ربه بكلمات فأمتهن قال إين جاعلك : قال تعاىل- تـلى إبـ للناس إماما قال ﴿وإذ ابـ

وإذ جعلنا البـيت مثابة للناس وأمنا )124(ومن ذرييت قال ال يـنال عهدي الظالمني

¦Èǂ ÊËȀÈǗ � ÌÀÈ¢�Èǲ ȈÊǟ ƢÈÌũ Ê¤ÈÂ�ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Èń Ê¤�ƢÈǻÌƾ ÊȀÈǟ ÈÂ�Ȅ čǴÈǐ ÉǷ�ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤�Ê¿ƢÈǬÈǷ� ÌǺ

ÊǷ�¦ÂÉǀ Êċţ ¦ÈÂ بـييت للطائفني

راهيم رب اجعل هذا بـلدا آمنا وارزق )125(والعاكفني والركع السجود وإذ قال إبـ

�ÉǾÉǠÊËƬÈǷÉƘÈǧ� ÈǂÈǨÈǯ� ÌǺ ÈǷÈÂ� È¾ƢÈǫ�Êǂ

Êƻ ÈÌȉ ¦� Ê¿ÌȂ ÈºȈÌǳ¦ÈÂ�ÊċɎ ƢÊƥ� ÌǶ ÉȀ ÌºǼ

ÊǷ� ÈǺ ÈǷÈ¡� ÌǺ ÈǷ�Ê©¦Èǂ ÈǸ ċưǳ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉǾÈǴÌǿÈ¢ قليال مث

راهيم القواعد من البـيت )126(أضطره إىل عذاب النار وبئس المصري وإذ يـرفع إبـ

المالحق

350

ربـنا واجعلنا مسلمني لك )127(وإمساعيل ربـنا تـقبل منا إنك أنت السميع العليم

نا إنك أنت التـواب الرحيم ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب عليـ

لو عليهم آياتك ويـعلمهم الكتاب واحلكمة )128( هم يـتـ ربـنا وابـعث فيهم رسوال منـ

راهيم إال من سفه )129(هم إنك أنت العزيز احلكيم ويـزكي ومن يـرغب عن ملة إبـ

يا وإنه يف اآلخرة لمن الصاحلني نـ ناه يف الد إذ قال له ربه )130(نـفسه ولقد اصطفيـ

�ċÀÊ¤�ċÊř)131(ت لرب العالمني أسلم قال أسلم Èƥ�ƢÈȇ� É§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ�ÊǾȈÊǼÈƥ�ÉǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤�ƢÈÊđ �Ȅ ċǏ ÈÂÈÂ

�ÈÀȂ ÉǸÊǴÌǈ ÉǷ�ÌǶÉƬÌºǻÈ¢ÈÂ� ċȏ Ê¤�ċǺ ÉƫȂÉÈŤ� ÈȐ Èǧ�ÈǺ ȇ

ÊËƾ ǳ¦�ÉǶ Éǰ Èǳ�Ȅ ÈǨÈǘ ÌǏ ¦�ÈċɎ ¦)132(﴾

�¤�É¢�ƢÈǷÈÂ�ƢÈǼÌºȈÈǳÊ: قال تعاىل- È¾ÊǄÌǻÉ¢�ƢÈǷÈÂ�ÊċɎ ƢÊƥ�ƢċǼÈǷÈ¡�¦ȂÉǳȂÉǫƃ راهيم وإمساعيل وإسحاق نزل إىل إبـ

�ÈÌś Èºƥ� É¼ÊËǂÈǨÉºǻ� Èȏ � ÌǶÊÊËđÈ°� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀȂ ČȈÊƦċǼǳ¦�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�Ȅ Èǈ ȈÊǟ ÈÂ�Ȅ ÈǇ Ȃ ÉǷ�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�

Ê¶ƢÈƦÌǇ ÈÌȋ ¦ÈÂ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ

هم وحنن له مسلمون ﴾)136(أحد منـ

راهيم وإمساعيل وإسحاق ويـعقوب واألسباط كانوا هودا ﴿أم تـقولون إن : قال تعاىل- إبـ

�ÉċɎ ¦� ƢÈǷÈÂ�ÊċɎ ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉǽÈƾ ÌǼÊǟ �ÅÈ®ƢÈȀ Èǋ �ÈǶÈƬÈǯ� ÌǺ ċ

ÊŲ �ÉǶÈǴÌǛÈ¢� ÌǺ ÈǷÈÂ�ÉċɎ ¦�Ê¿È¢�ÉǶÈǴÌǟÈ¢� ÌǶÉƬÌºǻÈ¢È¢� Ìǲ Éǫ�ÃÈ°ƢÈǐ Èǻ� ÌÂÈ¢

﴾)140(بغافل عما تـعملون

�ÉǶ: ىلقال تعا- ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� È¾ƢÈǫ�ÌÊ¤� ÈǮ ÌǴÉǸ Ìǳ¦�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈƫÈ¡� ÌÀÈ¢�

ÊǾÊËƥÈ°� ÊĿ �ÈǶ ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤�ċ«ƢÈƷ �Ä

Êǀ ċǳ¦� Èń Ê¤�ÈǂÈºƫ�ÌÈŃÈ¢ƃ

�ÈǺÊǷ� Êǆ ÌǸ ċǌ ǳƢÊƥ� Êļ ÌƘÈȇ�ÈċɎ ¦� ċÀÊƜÈǧ�ÉǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� È¾ƢÈǫ� Éƪ ȈÊǷÉ¢ÈÂ�Ȇ ÊȈÌƷ É¢�ƢÈǻÈ¢� È¾ƢÈǫ� Éƪ Ȉ

ÊÉŻÈÂ�Ȇ ÊȈÌÉŹ �ÄÊǀ ċǳ¦�ÈÊËĺ È°

�Èśالمشرق ف ÊǸÊǳƢċǜ ǳ¦� È¿ÌȂ ÈǬÌǳ¦� Ä

Êƾ ÌȀÈºȇ� Èȏ �ÉċɎ ¦ÈÂ� ÈǂÈǨÈǯ� ÄÊǀ ċǳ¦� Èƪ ÊȀÉƦÈºǧ� Ê§ ÊǂÌǤÈǸ Ìǳ¦� ÈǺ

ÊǷ� ƢÈÊđ � Ê©ÌƘ

)258(﴾

﴿وإذ قال إبـراهيم رب أرين كيف حتيي الموتى قال أومل تـؤمن قال بـلى :قال تعاىل-

فخذ أربـعة من الطري فصرهن إليك مث اجعل على كل جبل ولكن ليطمئن قـليب قال

�ÆǶ ȈÊǰ ÈƷ �ÆǄ ȇÊǄÈǟ �ÈċɎ ¦�ċÀÈ¢�ÌǶÈǴÌǟ ¦ÈÂ�ƢÅȈÌǠÈǇ � ÈǮ ÈǼȈ

ÊƫÌƘÈȇ�ċǺ ÉȀÉǟ Ì®¦�ċÉĽ �¦Å ÌǄ ÉƳ �ċǺ ÉȀ ÌºǼÊǷ)260(﴾

سورة آل عمران:

المالحق

351

�Èǟ﴿: قال تعاىل- � È¾ÊǄÌǻÉ¢�ƢÈǷÈÂ�ÊċɎ ƢÊƥ�ƢċǼÈǷÈ¡�Ìǲ Éǫ راهيم وإمساعيل وإسحاق نا وما أنزل على إبـ ليـ

�ÌǶ ÉȀ ÌºǼÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢�ÈÌś Èºƥ�É¼ÊËǂÈǨÉºǻ� Èȏ �ÌǶ

ÊÊËđÈ°� ÌǺÊǷ�ÈÀȂ ČȈÊƦċǼǳ¦ÈÂ�Ȅ Èǈ Ȉ

Êǟ ÈÂ�Ȅ ÈǇ Ȃ ÉǷ�ÈÊļ ÂÉ¢�ƢÈǷÈÂ�Ê¶ƢÈƦÌǇ ÈÌȋ ¦ÈÂ�È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ

﴾)84(وحنن له مسلمون

�ÉċɎ: قال تعاىل- ¦�ċǺ ÈǷ� Ìƾ ÈǬÈǳƃ لو عليهم فسهم يـتـ على المؤمنني إذ بـعث فيهم رسوال من أنـ

آياته ويـزكيهم ويـعلمهم الكتاب واحلكمة وإن كانوا من قـبل لفي ضالل مبني

)164(﴾

سورة األنعام:

راهيم ألبيه آزر أتـتخذ أصناما آهلة إين أراك وقـومك يف ضالل ﴿وإذ قال إبـ : قال تعاىل

راهيم ملكوت السماوات واألرض وليكون من الموقنني )74(مبني فـلما )75(وكذلك نري إبـ

فـلما رأى القمر )76(با قال هذا ريب فـلما أفل قال ال أحب اآلفلني جن عليه الليل رأى كوك

فـلما رأى )77(بازغا قال هذا ريب فـلما أفل قال لئن مل يـهدين ريب ألكونن من القوم الضالني

إين )78(غة قال هذا ريب هذا أكبـر فـلما أفـلت قال يا قـوم إين بريء مما تشركون الشمس باز

وحاجه قـومه )79(وجهت وجهي للذي فطر السماوات واألرض حنيفا وما أنا من المشركني

��Éǯقال أحت ÊËĺ È°�ÈǞÊǇ ÈÂ�ƢÅƠÌȈÈǋ � ÊËĺ È°�È ƢÈǌ Èȇ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�

ÊǾÊƥ�ÈÀȂ ÉǯÊǂ Ìǌ Éƫ�ƢÈǷ� É» ƢÈƻ È¢� Èȏ ÈÂ�ÊÀ¦Èƾ Èǿ � ÌƾÈǫÈÂ�

ÊċɎ ¦� ÊĿ � ÊËň Ȃ ČƳ Ƣ ل

�ÊċɎ)80(شيء علما أفال تـتذكرون ƢÊƥ�ÌǶÉƬÌǯÈǂ Ìǋ È¢�ÌǶ Éǰ ċǻÈ¢�ÈÀȂÉǧƢÈÈţ � Èȏ ÈÂ�ÌǶÉƬÌǯÈǂ Ìǋ È¢�ƢÈǷ�É» ƢÈƻ È¢�ÈǦ ÌȈÈǯÈÂ ما مل يـنـزل

الذين آمنوا ومل يـلبسوا )81(به عليكم سلطانا فأي الفريقني أحق باألمن إن كنتم تـعلمون

نا آتـيـ )82(إميانـهم بظلم أولئك هلم األمن وهم مهتدون راهيم على قـومه وتلك حجتـ ناها إبـ

�ƢÅƷ)83(نـرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ȂÉǻÈÂ�ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ � čȐ Éǯ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ�È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤�ÉǾÈǳ�ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂÈÂ

نا من قـبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف و موسى وهارون وكذلك جنزي هديـ

وإمساعيل واليسع ويونس )85(وزكريا وحيىي وعيسى وإلياس كل من الصاحلني )84(المحسنني

المالحق

352

�Èś ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦�Ȅ ÈǴÈǟ �ƢÈǼÌǴċǔ Èǧ� čȐ ÉǯÈÂ�ƢÅǗ ȂÉǳÈÂ)86(�ÊÊē ƢċȇÊË°ÉÈÂ�ÌǶ ÊȀÊƟƢÈƥÈ¡� ÌǺ

ÊǷÈÂ� Èń Ê¤�ÌǶ Éǿ ƢÈǼÌºȇÈƾ Èǿ ÈÂ�ÌǶ Éǿ ƢÈǼÌºȈÈºƦÈƬÌƳ ¦ÈÂ�ÌǶÊÊĔ ¦ÈȂ Ìƻ Ê¤ÈÂ�ÌǶ

﴾)87(صراط مستقيم

سورة التوبة:

له أنه : قال تعاىل راهيم ألبيه إال عن موعدة وعدها إياه فـلما تـبـني ﴿وما كان استغفار إبـ

�ċǂ ÈºƦÈºƫ�ÊċÊɎ �ĎÂÉƾ Èǟ راهيم ألواه حليم ﴾)114(أ منه إن إبـ

سورة هود:

راهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم فما لبث أن ولقد ﴿: قال تعاىل جاءت رسلنا إبـ

هم خيفة قالوا ال ختف فـلما رأى أيديـهم ال تصل إليه )69(جاء بعجل حنيذ نكرهم وأوجس منـ

وامرأته قائمة فضحكت فـبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق )70(إنا أرسلنا إىل قـوم لوط

لىت أألد وأنا عجوز وهذ )71(يـعقوب )72(ا بـعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالت يا ويـ

�Æƾ ȈÊÈů �Æƾ ȈÊÈŧ �ÉǾċǻÊ¤� Êƪ ÌȈÈºƦÌǳ¦�Èǲ ÌǿÈ¢�ÌǶ Éǰ ÌȈÈǴÈǟ �ÉǾÉƫƢÈǯÈǂÈºƥÈÂ�ÊċɎ ¦�ÉƨÈÌŧ È°�

ÊċɎ ¦�Êǂ ÌǷÈ¢� ÌǺÊǷ�Èś ÊƦÈƴ ÌǠÈºƫÈ¢�¦ȂÉǳƢÈǫ)73( فـلما ذهب

راهيم الروع وجاءته البشرى جياد راهيم حلليم أواه منيب )74(لنا يف قـوم لوط عن إبـ )75(إن إبـ

ر مردود راهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنـهم آتيهم عذاب غيـ ﴾)76(يا إبـ

سورة إبراهيم:

راهيم : قال تعاىل رب اجعل هذا البـلد آمنا واجنبين وبين أن نـعبد األصنام ﴿وإذ قال إبـ

رب إنـهن أضللن كثريا من الناس فمن تبعين فإنه مين ومن عصاين فإنك غفور رحيم )35(

ن ذرييت بواد غري ذي زرع عند بـيتك المحرم ربـنا ليقيموا الصالة ربـنا إين أسكنت م )36(

المالحق

353

هم من الثمرات لعلهم يشكرون ربـنا إنك تـعلم )37(فاجعل أفئدة من الناس تـهوي إليهم وارزقـ

�Ê ƢÈǸما خنفي و ċǈ ǳ¦� ÊĿ � Èȏ ÈÂ� Êµ Ì°ÈÌȋ ¦� ÊĿ �Ç ÌȆ Èǋ � ÌǺ

ÊǷ�ÊċɎ ¦�Ȅ ÈǴÈǟ �Ȅ ÈǨÌÈź �ƢÈǷÈÂ�ÉǺÊǴÌǠÉºǻ�ƢÈǷ)38(�ÄÊǀ ċǳ¦�ÊċÊɎ �Éƾ ÌǸÈÌū ¦

رب اجعلين مقيم الصالة )39(وهب يل على الكرب إمساعيل وإسحاق إن ريب لسميع الدعاء

﴾)41(ربـنا اغفر يل ولوالدي وللمؤمنني يـوم يـقوم احلساب )40(رييت ربـنا وتـقبل دعاء ومن ذ


راهيم : قال تعاىل هم عن ضيف إبـ منكم إذ دخلوا عليه فـقالوا سالما قال إنا )51(﴿ونـبئـ

رك بغالم عليم )52(وجلون قال أبشرمتوين على أن مسين الكبـر )53(قالوا ال تـوجل إنا نـبش

رون من رمحة ربه قال ومن يـقنط )55(قالوا بشرناك باحلق فال تكن من القانطني )54(فبم تـبش

)58(قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني )57(قال فما خطبكم أيـها المرسلون )56(إال الضالون

رنا إنـها ل )59(إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني ﴾)60(من الغابرين إال امرأته قد

سورة مرمي:

�ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÅǬȇÊËƾ: قال تعاىل ÊǏ �ÈÀƢÈǯ�ÉǾċǻÊ¤�ÈǶ ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� Ê§ ƢÈƬÊǰ Ìǳ¦� ÊĿ � Ìǂ ÉǯÌ¦ÈÂƃ)41( إذ قال ألبيه يا أبت مل

د جاءين من العلم ما مل يا أبت إين ق )42(تـعبد ما ال يسمع وال يـبصر وال يـغين عنك شيئا

�ƢčȇÊȂ ÈǇ �ƢÅǗ ¦ÈǂÊǏ � È½Êƾ ÌǿÈ¢� Êř ÌǠÊƦċƫƢÈǧ� ÈǮ ÊƫÌƘÈȇ)43(�ƢčȈÊǐ Èǟ �ÊǺ ÈÌŧ ċǂ Ǵ

Êǳ�ÈÀƢÈǯ�ÈÀƢÈǘ ÌȈċǌ ǳ¦�ċÀÊ¤�ÈÀƢÈǘ ÌȈċǌ ǳ¦�ÊƾÉƦÌǠÈºƫ� Èȏ �

Êƪ ÈƥÈ¢�ƢÈȇ

��ƢčȈÊǳÈÂيا أبت إين أخاف أن ميسك عذاب من الرمحن فـتكون )44(ÊÀƢÈǘ ÌȈċǌ Ǵ

Êǳ)45( قال أراغب

�ƢčȈÊǴÈǷ� Êň Ìǂ Éƴ Ìǿ¦ÈÂ� ÈǮ ċǼÈÉŦ Ì°ÈÈȋ �ÊǾÈƬÌǼÈºƫ�ÌÈŃ� ÌǺ

ÊƠÈǳ�ÉǶ ȈÊǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤�ƢÈȇ� ÊŖ È

ÊŮÈ¡� ÌǺ Èǟ � Èƪ ÌǻÈ¢)46( قال سالم عليك سأستـغفر

�ƢčȈÊǨÈƷ � Êĺ �ÈÀƢÈǯ�ÉǾċǻÊ¤� ÊËĺ È°� ÈǮ Èǳ)47( وأعتزلكم وما تد�ÈÀȂ Éǯ È¢� ċȏ È¢�Ȅ Èǈ Èǟ � ÊËĺ È°�ȂÉǟ Ì®È¢ÈÂ�ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀȂÉǟ

�ƢčȈÊǬÈǋ � ÊËĺ È°�Ê ƢÈǟ ÉƾÊƥ)48(� čȐ ÉǯÈÂ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ� È¼ƢÈƸ ÌǇ

Ê¤�ÉǾÈǳ�ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂ�ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºȇ�ƢÈǷÈÂ� ÌǶÉÈŮÈǄ ÈºƬÌǟ ¦�ƢċǸÈǴÈºǧ

�ƢčȈÊƦÈǻ�ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ)49( نا هلم من رمحت �ƢčȈÊǴÈǟووهبـ � Ç¼Ìƾ ÊǏ �ÈÀƢÈǈÊǳ�ÌǶÉÈŮ �ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ ÈÂ�ƢÈǼ)50(﴾

سورة األنبياء:

المالحق

354

بل وكنا به عالمني : قال تعاىل راهيم رشده من قـ نا إبـ إذ قال ألبيه وقـومه )51(﴿ولقد آتـيـ

تم هلا عاكفون قال لقد كنتم )53(قالوا وجدنا آباءنا هلا عابدين )52(ما هذه التماثيل اليت أنـ

تم وآباؤكم يف ضالل مبني عبني )54(أنـ قال بل ربكم )55(قالوا أجئتـنا باحلق أم أنت من الال

�ċÀÈƾ)56(هن وأنا على ذلكم من الشاهدين رب السماوات واألرض الذي فطر ȈÊǯ ÈÈȋ � ÊċɎ ƢÈƫÈÂ

)58(فجعلهم جذاذا إال كبريا هلم لعلهم إليه يـرجعون )57(أصنامكم بـعد أن تـولوا مدبرين

راهيم )59(نه لمن الظالمني قالوا من فـعل هذا بآهلتنا إ عنا فـىت يذكرهم يـقال له إبـ )60(قالوا مس

راهيم )61(قالوا فأتوا به على أعني الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فـعلت هذا بآهلتنا يا إبـ

فسهم فـقالوا )63(عله كبريهم هذا فاسألوهم إن كانوا يـنطقون قال بل فـ )62( فـرجعوا إىل أنـ

تم الظالمون قال )65(مث نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤالء يـنطقون )64(إنكم أنـ

تـعبدون من �ÌǶأفـ ÉǯČǂÉǔ Èȇ� Èȏ ÈÂ�ƢÅƠÌȈÈǋ �ÌǶ Éǰ ÉǠÈǨ ÌºǼÈºȇ� Èȏ �ƢÈǷ�ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®)66(�ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺ

ÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ�ƢÈǸÊǳÈÂ�ÌǶ Éǰ Èǳ�

ÇË» É¢

قـلنا يا نار كوين بـردا )68(قالوا حرقوه وانصروا آهلتكم إن كنتم فاعلني )67(أفال تـعقلون

راهيم وسال ناه ولوطا إىل األرض )70(وأرادوا به كيدا فجعلناهم األخسرين )69(ما على إبـ وجنيـ

�)71(اليت باركنا فيها للعالمني Èś ÊÊū ƢÈǏ � ƢÈǼÌǴÈǠÈƳ � čȐ ÉǯÈÂ�ÅƨÈǴ

ÊǧƢÈǻ� È§ Ȃ ÉǬÌǠÈºȇÈÂ� È¼ƢÈƸ ÌǇ Ê¤�ÉǾÈǳ� ƢÈǼÌºƦÈǿ ÈÂÈÂ)72(

رات وإقام الصالة وإيتاء نا إليهم فعل اخليـ الزكاة وكانوا لنا وجعلناهم أئمة يـهدون بأمرنا وأوحيـ

)73(عابدين

سورة احلج :

راهيم مكان البـيت أن ال : قال تعاىل بـ ر بـييت للطائفني ﴿وإذ بـوأنا إل تشرك يب شيئا وطه

﴾)26(والقائمني والركع السجود

سورة الشعراء:

المالحق

355

راهيم : قال تعاىل قالوا )70(إذ قال ألبيه وقـومه ما تـعبدون )69(﴿واتل عليهم نـبأ إبـ

فعونكم أو )72(قال هل يسمعونكم إذ تدعون )71(فـنظل هلا عاكفني نـعبد أصناما أو يـنـ

تم ما كنتم تـعبدون )74(قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يـفعلون )73(يضرون )75(قال أفـرأيـ

تم وآباؤكم ا الذي خلقين فـهو يـهدين )77(فإنـهم عدو يل إال رب العالمني )76(ألقدمون أنـ

والذي مييتين مث حييني )80(وإذا مرضت فـهو يشفني )79(والذي هو يطعمين ويسقني )78(

ين والذي أطم )81( رب هب يل حكما وأحلقين بالصاحلني )82(ع أن يـغفر يل خطيئيت يـوم الد

واغفر أليب )85(واجعلين من ورثة جنة النعيم )84(واجعل يل لسان صدق يف اآلخرين )83(

عثون )86(لني إنه كان من الضا فع مال وال بـنون )87(وال ختزين يـوم يـبـ إال من )88(يـوم ال يـنـ

�ÇǶ ȈÊǴÈǇ � ÇƤ ÌǴÈǬÊƥ�ÈċɎ ¦�Ȅ ÈƫÈ¢)89(﴾

سورة العنكبوت:

�: قال تعاىل- Æǂ ÌºȈÈƻ � ÌǶ ÉǰÊǳÈ�ÉǽȂ ÉǬċºƫ¦ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦ÂÉƾÉƦÌǟ ¦�


Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤ÈÂƃ لكم إن كنتم

�ÌǺ)16(تـعلمون ÊǷ� ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ� ÈǺ ȇ

Êǀ ċǳ¦� ċÀÊ¤�ƢÅǰ ÌǧÊ¤�ÈÀȂÉǬÉǴÌÈţ ÈÂ�ƢÅǻƢÈƯÌÂÈ¢�ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ� ƢÈċŶÊ¤

�ÉǾÈǳ� ¦ÂÉǂÉǰ Ìǋ ¦ÈÂ�ÉǽÂÉƾÉƦÌǟ ¦ÈÂ� È¼Ì±ÊËǂ ǳ¦�ÊċɎ ¦� Èƾ ÌǼÊǟ � ¦ȂÉǤÈºƬÌºƥƢÈǧ� ƢÅǫÌ±Ê°� ÌǶ Éǰ Èǳ� ÈÀȂ Éǰ

ÊǴÌÈŻ� Èȏ � ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ® إليه

﴾)17(تـرجعون

�Ê°ƢċǼǳ¦�ÈǺ: قال تعاىل-ÊǷ�ÉċɎ ¦�ÉǽƢÈÌų ÈƘÈǧ�ÉǽȂÉǫÊËǂ ÈƷ � ÌÂÈ¢�ÉǽȂÉǴÉºƬÌºǫ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢� ċȏ Ê¤�

ÊǾÊǷ ÌȂ Èºǫ� È§ ¦ÈȂ ÈƳ �ÈÀƢÈǯ�ƢÈǸÈǧƃ

�¢�ÈƯÌÂÈ)24(إن يف ذلك آليات لقوم يـؤمنون ÊċɎ ¦� ÊÀÂÉ®� ÌǺ

ÊǷ� ÌÉĻ ÌǀÈċţ ¦� ƢÈċŶÊ¤� È¾ƢÈǫÈÂ انا مودة

يا مث يـوم القيامة يكفر بـعضكم ببـعض ويـلعن بـعضكم بـعضا نـ بـينكم يف احلياة الد

ه فآمن له لوط وقال إين مهاجر إىل ريب إن )25(ومأواكم النار وما لكم من ناصرين

ة والكتاب )26(هو العزيز احلكيم نا له إسحاق ويـعقوب وجعلنا يف ذريته النبـو ووهبـ

يا وإنه يف اآلخرة لمن الصاحلني نـ ناه أجره يف الد ﴾)27(وآتـيـ

المالحق

356

راهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن ﴿ ولما جاءت : قال تعاىل- رسلنا إبـ

يـنه وأهله )31(أهلها كانوا ظالمني قال إن فيها لوطا قالوا حنن أعلم مبن فيها لنـنج

﴾)32(ابرين إال امرأته كانت من الغ

سورة الصافات:

راهيم : قال تعاىل بـ إذ قال ألبيه )84(إذ جاء ربه بقلب سليم )83(﴿وإن من شيعته إل

�ÈÀÂÉƾ)85(وقـومه ماذا تـعبدون ȇÊǂÉƫ�ÊċɎ ¦�ÈÀÂÉ®�ÅƨÈÊŮÈ¡�ƢÅǰ ÌǨÊƟÈ¢)86( عالمني فما ظنكم برب ال)87(

نظر نظرة يف النجوم فـراغ إىل آهلتهم )90(فـتـولوا عنه مدبرين )89(فـقال إين سقيم )88(فـ

بـلوا إليه ف )93(فـراغ عليهم ضربا باليمني )92(ما لكم ال تـنطقون )91(فـقال أال تأكلون أقـ

�ÈÀȂÉǴÈǸ)95(قال أتـعبدون ما تـنحتون )94(يزفون ÌǠÈºƫ�ƢÈǷÈÂ�ÌǶ Éǰ ÈǬÈǴÈƻ �ÉċɎ ¦ÈÂ)96( يانا نوا له بـنـ قالوا ابـ

ين ذاهب إىل ريب وقال إ )98(فأرادوا به كيدا فجعلناهم األسفلني )97(فألقوه يف اجلحيم

فـلما بـلغ معه )101(فـبشرناه بغالم حليم )100(رب هب يل من الصاحلني )99(سيـهدين

عل ما تـؤمر السعي قال يا بـين إين أرى يف المنام أين أذحبك فانظر ماذا تـرى قال يا أب ت افـ

� ÈǺ ȇÊǂÊƥƢċǐ ǳ¦� ÈǺ

ÊǷ�ÉċɎ ¦�È ƢÈǋ � ÌÀÊ¤� Êň ÉƾÊƴ ÈƬÈǇ)102( فـلما أسلما وتـله للجبني)ناه أن يا )103 وناديـ

راهيم و البالء المبني إن هذا هل )105(قد صدقت الرؤيا إنا كذلك جنزي المحسنني )104(إبـ

ناه بذبح عظيم )106( راهيم )108(وتـركنا عليه يف اآلخرين )107(وفديـ سالم على إبـ

�ƢčȈÊƦÈǻوبشرناه بإسحاق )111(إنه من عبادنا المؤمنني )110(كذلك جنزي المحسنني )109(

وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما حمسن وظامل لنـفسه مبني )112(من الصاحلني

)113(﴾

سورة الزخرف:

المالحق

357

راهيم ألبيه وقـومه إنين بـراء مما تـعبدون : قال تعاىل إال الذي فطرين )26(﴿وإذ قال إبـ

﴾)28(وجعلها كلمة باقية يف عقبه لعلهم يـرجعون )27(فإنه سيـهدين

سورة الذاريات:

راهيم المكرمني : قال تعاىل إذ دخلوا عليه فـقالوا )24(﴿هل أتاك حديث ضيف إبـ

ني )25(قال سالم قـوم منكرون سالما فـقربه إليهم قال أال )26(فـراغ إىل أهله فجاء بعجل مس

هم خيفة قالوا ال ختف وبشروه بغالم عليم )27(تأكلون بـلت امرأته يف )28(فأوجس منـ فأقـ

قالوا كذلك قال ربك إنه هو احلكيم العليم )29(رة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ص

﴾)32(قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني )31(قال فما خطبكم أيـها المرسلون )30(

سورة املمتحنة:

راهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بـرآء : قال تعاىل ﴿قد كانت لكم أسوة حسنة يف إبـ

�É ƢÈǔ ÌǤÈºƦÌǳ¦ÈÂ�ÉÈÂ¦Èƾ ÈǠÌǳ¦�ÉǶ Éǰ ÈǼÌºȈÈºƥÈÂ�ƢÈǼÈºǼÌºȈÈºƥ�¦ÈƾÈƥÈÂ�ÌǶ ÉǰÊƥ�ƢÈǻÌǂ ÈǨÈǯ�

ÊċɎ ¦�ÊÀÂÉ®�ÌǺÊǷ�ÈÀÂÉƾÉƦÌǠÈºƫ�Ƣċ

ÊŲ ÈÂ�ÌǶ Éǰ ÌǼÊǷ دا حىت تـؤمنوا أب

�È°�Ç ÌȆ Èǋ � ÌǺ

ÊǷ�ÊċɎ ¦� ÈǺÊǷ� ÈǮ Èǳ� ÉǮ ÊǴÌǷÈ¢� ƢÈǷÈÂ� ÈǮ Èǳ� ċÀÈǂ

ÊǨÌǤÈºƬÌǇ ÈÈȋ �ÊǾȈÊƥÈÊȋ �ÈǶ Ȉ

Êǿ¦Èǂ ÌºƥÊ¤� È¾ÌȂ Èºǫ� ċȏ Ê¤�ÉǽÈƾ ÌƷ ÈÂ�

ÊċɎ ƢÊƥ بـنا عليك

نا وإليك المصري لنا وإليك أنـبـ ن )4(تـوك ة للذين كفروا واغفر لنا ربـنا إنك أنت ربـنا ال جتعلنا فتـ

﴾)5(العزيز احلكيم

:مقصة لوط عليه السال -ج

سورة األعراف :

المالحق

358

�Èś: قال تعاىل ÊǸÈǳƢÈǠÌǳ¦� ÈǺÊǷ�Çƾ ÈƷ È¢� ÌǺ


ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦�ÈÀȂÉƫÌƘÈƫÈ¢�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬÊǳ� È¾ƢÈǫ� ÌÊ¤�ƢÅǗ ȂÉǳÈÂƃ

تم قـوم مسرفون )80( وما كان جواب )81(إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنـ

ريتكم إنـهم أناس يـتطهرون ناه وأهله إال ا)82(قـومه إال أن قالوا أخرجوهم من قـ مرأته فأجنيـ

﴾)84(وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمني )83(كانت من الغابرين

سورة هود :

راهيم الروع وجاءته البشرى جيادلنا يف قـوم لوط : قال تعاىل ن إ )74(﴿فـلما ذهب عن إبـ

راهيم حلليم أواه منيب راهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنـهم آتيهم )75(إبـ يا إبـ

ر مردود Èǀ¦)76(عذاب غيـ Èǿ � È¾ƢÈǫÈÂ� ƢÅǟÌ°È� ÌǶÊÊđ � È¼ƢÈǓ ÈÂ� ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ � ƢÅǗ ȂÉǳ� ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ � ƢċǸÈǳÈÂ يـوم

وجاءه قـومه يـهرعون إليه ومن قـبل كانوا يـعملون السيئات قال يا قـوم هؤالء )77(عصيب

�Æƾ ȈÊǋ È°�Æǲ ÉƳÈ°� ÌǶ Éǰ ÌǼÊǷ� Èǆ ÌȈÈǳÈ¢�Ȇ

ÊǨÌȈÈǓ � ÊĿ � ÊÀÂÉǄÌÉţ � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ� ÌǶ Éǰ Èǳ� Éǂ ÈȀÌǗ È¢� ċǺ Éǿ � Êļ ƢÈǼÈºƥ)78( وا لقد قال

ة أو آوي إىل )79(علمت ما لنا يف بـناتك من حق وإنك لتـعلم ما نريد قال لو أن يل بكم قـو

من الليل وال قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع )80(ركن شديد

ح بقريب يـلتفت منكم أحد إال امرأتك إنه مصيبـها ما أصابـهم إن موعدهم الصبح أليس الصب

ها حجارة )81( يل منضود فـلما جاء أمرنا جعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليـ )82(من سج

﴾)83(مسومة عند ربك وما هي من الظالمني ببعيد


إال آل لوط إنا لمنجوهم أمجعني )58(﴿قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني : قال تعاىل

قال إنكم )61(فـلما جاء آل لوط المرسلون )60(ته قدرنا إنـها لمن الغابرين إال امرأ )59(

ناك مبا كانوا فيه ميتـرون )62(قـوم منكرون ناك باحلق وإنا لصادقون )63(قالوا بل جئـ وأتـيـ

بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم وال يـلتفت منكم أحد وامضوا حيث تـؤمرون فأسر )64(

المالحق

359

نا إليه ذلك األمر أن دابر هؤالء مقطوع مصبحني )65( وجاء أهل المدينة )66(وقضيـ

�)68(قال إن هؤالء ضيفي فال تـفضحون )67(رون يستبش ÊÀÂÉǄÌÉţ � Èȏ ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫ¦ÈÂ)69( قالوا

هك عن العالمني �ÌǶ)71(قال هؤالء بـنايت إن كنتم فاعلني )70(أومل نـنـÊÊēÈǂ Ìǰ ÈǇ �Ȇ

ÊǨÈǳ�ÌǶ ÉȀ ċºǻÊ¤� È½Éǂ ÌǸ ÈǠÈǳ

فجعلنا عاليـها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة )73(فأخذتـهم الصيحة مشرقني )72(ون يـعمه

يل إن يف ذلك )76(وإنـها لبسبيل مقيم )75(إن يف ذلك آليات للمتـومسني )74(من سج

﴾)77(لمؤمنني آلية ل

سورة األنبياء:

ناه من القرية اليت كانت تـعمل اخلبائث إنـهم : قال تعاىل ناه حكما وعلما وجنيـ ﴿ولوطا آتـيـ

﴾) 75(حلني وأدخلناه يف رمحتنا إنه من الصا)74(كانوا قـوم سوء فاسقني

سورة الشعراء

بت قـوم لوط المرسلني : قال تعاىل إذ قال هلم أخوهم لوط أال تـتـقون )160(﴿كذ

�ÊÀȂÉǠȈ)162(إين لكم رسول أمني )161(ÊǗÈ¢ÈÂ�ÈċɎ ¦�¦Ȃ ÉǬċºƫƢÈǧ)163( إن وما أسألكم عليه من أجر

وتذرون ما خلق لكم )165(أتأتون الذكران من العالمني )164(أجري إال على رب العالمني

تم قـوم عادون نته يا لوط لتكونن من ا)166(ربكم من أزواجكم بل أنـ لمخرجني قالوا لئن مل تـ

ناه وأهله )169(رب جنين وأهلي مما يـعملون )168(قال إين لعملكم من القالني )167( يـ فـنج

يهم مطرا وأمطرنا عل )172(مث دمرنا اآلخرين )171(إال عجوزا يف الغابرين )170(أمجعني

﴾)174(إن يف ذلك آلية وما كان أكثـرهم مؤمنني )173(فساء مطر المنذرين

سورة النمل:

تم تـبصرون : قال تعاىل أئنكم لتأتون )54(﴿ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنـ

تم قـوم جتهلون ال فما كان جواب قـومه إال أن قالوا )55(رجال شهوة من دون النساء بل أنـ

المالحق

360

ريتكم إنـهم أناس يـتطهرون ناه وأهله إال امرأته قد )56(أخرجوا آل لوط من قـ رناها من فأجنيـ

﴾)58(وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين )57(الغابرين

سورة العنكبوت:

نا له )26(﴿فآمن له لوط وقال إين مهاجر إىل ريب إنه هو العزيز احلكيم : قال تعاىل ووهبـ

يا وإنه يف اآلخ إسحاق نـ ناه أجره يف الد ة والكتاب وآتـيـ رة لمن ويـعقوب وجعلنا يف ذريته النبـو

�Çƾ)27(الصاحلني ÈƷ È¢� ÌǺÊǷ�ƢÈÊđ � ÌǶ Éǰ ÈǬÈºƦÈǇ �ƢÈǷ�ÈƨÈǌ

ÊƷ ƢÈǨÌǳ¦�ÈÀȂÉƫÌƘÈƬÈǳ� ÌǶ Éǰ ċǻÊ¤�ÊǾÊǷ ÌȂ ÈǬ

Êǳ� È¾ƢÈǫ�ÌÊ¤�ƢÅǗ ȂÉǳÈÂ من العالمني

ه إال أئنكم لتأتون الرجال وتـقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم المنكر فما كان جواب قـوم )28(


ÊǷ� Èƪ ÌǼÉǯ� ÌÀÊ¤�ÊċɎ ¦� Ê§ ¦Èǀ ÈǠÊƥ�ƢÈǼÊƬÌƟ¦�¦ȂÉǳƢÈǫ� ÌÀÈ¢)29( على القوم المفسدين قال رب انصرين

راهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كان )30( وا ولما جاءت رسلنا إبـ

يـ )31(ظالمني نج نه وأهله إال امرأته كانت من قال إن فيها لوطا قالوا حنن أعلم مبن فيها لنـ

�ƢċǻÊ¤�ÌÀÈǄÌÈŢ)32(الغابرين � Èȏ ÈÂ� ÌǦ ÈÈţ � Èȏ �¦ȂÉǳƢÈǫÈÂ�ƢÅǟÌ°È�ÌǶÊÊđ �È¼ƢÈǓ ÈÂ�ÌǶ

ÊÊđ �È ȆÊǇ �ƢÅǗ ȂÉǳ�ƢÈǼÉǴÉǇ É°� Ì©È ƢÈƳ �ÌÀÈ¢�ƢċǸÈǳÈÂ

إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من )33(منجوك وأهلك إال امرأتك كانت من الغابرين

ها آية بـينة لقوم يـعقلون )34(السماء مبا كانوا يـفسقون ﴾)35(ولقد تـركنا منـ

سورة الصافات:

ناه وأهله أمجعني إذ جن )133(﴿وإن لوطا لمن المرسلني :قال تعاىل إال عجوزا )134(يـ

﴾)135(يف الغابرين

سورة الذاريات:

المالحق

361

قالوا إنا أرسلنا إىل قـوم جمرمني )31(﴿قال فما خطبكم أيـها المرسلون : قال تعاىل

فأخرجنا من كان )34(مسومة عند ربك للمسرفني )33(ني لنـرسل عليهم حجارة من ط )32(

ر بـيت من المسلمني )35(فيها من المؤمنني وتـركنا فيها آية للذين )36(فما وجدنا فيها غيـ

﴾)37(خيافون العذاب األليم

ة القمرسور:

بت قـوم لوط بالنذر : قال تعاىل ناهم )33(﴿كذ إنا أرسلنا عليهم حاصبا إال آل لوط جنيـ

تماروا بال)35(نعمة من عندنا كذلك جنزي من شكر )34(بسحر نذر ولقد أنذرهم بطشتـنا فـ

ولقد صبحهم بكرة )37(ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعيـنـهم فذوقوا عذايب ونذر )36(

﴾)39(فذوقوا عذايب ونذر )38(عذاب مستقر

المالحق

362

:02ملحق رقم

ملحق خاص برتتيب سور القرآن حسب زمن نزوهلا

:املكية السور- أ

ترتيب املصحف السورة ترتيب النزول

96العلق1

68القلم2

73املزمل3

74املدثر4

1الفاحتة5

111املسد6

81التكوير7

87األعلى8

92الليل9

89الفجر10

93الضحى11

94الشرح12

103العصر13

100العاديات14

108الكوثر15

102التكاثر16

107املاعون17

109الكافرون18

105الفيل19

113الفلق20

المالحق

363

114الناس21

112اإلخالص22

53النجم23

80عبس24

97القدر25

91الشمس26

85الربوج27

95التني28

106قريش29

101القارعة30

75القيامة31

104اهلمزة32

77املرسالت33

50ق34

90البلد35

86الطارق36

54القمر37

38ص38

7األعراف39

72اجلن40

36يس41

25الفرقان42

35فاطر43

19مرمي44

المالحق

364

20طه45

56الواقعة46

26الشعراء47

27النمل48

28القصص49

17اإلسراء50

10يونس51

11هود52

12يوسف53

15احلجر54

6األنعام55

37الصافات56

31لقمان57

34سبأ58

39الزمر59

40غافر60

41فصلت61

42الشورى62

43الزخرف62

44الدخان64

45اجلاثية65

46األحقاف66

51الذاريات67

88الغاشية68

المالحق

365

18الكهف69

16النحل70

71نوح71

14إبراهيم72

21األنبياء73

23املؤمنون74

32السجدة75

52الطور76

67امللك77

69احلاقة78

70املعارج79

78النبأ80

79النازعات81

82االنفطار82

84االنشقاق83

30الروم84

29العنكبوت85

83املطففني86

المالحق

366

:السور املدنية- ب

ترتيب املصحف السورة ترتيب النزول

2البقرة87

8األنفال88

3آل عمران89

33األحزاب90

60املمتحنة91

4النساء92

99الزلزلة93

57احلديد94

47حممد95

13الرعد96

55الرمحن97

76اإلنسان98

65الطالق99

98البينة100

59احلشر101

110النصر102

24النور103

22احلج104

63املنافقون105

106ƨǳ®ƢĐ¦58

49احلجرات107

66التحرمي108

المالحق

367

62اجلمعة109

64التغابن110

61الصف111

48الفتح112

5املائدة113

9التوبة114

المالحق

368

:03ملحق رقم

ملحق خاص بثبت املصطلحات

).سياق املوقف/ السياق اخلارجي (القصدية من اخلطاب : أسباب النزول-1

.السياق اخلارجي: التنجيم-2

.السياق الداليل اللغوي: داللة األلفاظ-3

).السياق اخلارجي(السياق التارخيي : زمن النزول-4

).الداخلي(السياق اللغوي األصغر اخلاص : سياق اآلية-5

).الداخلي(السياق اللغوي األصغر العام : سياق السورة-6

).الداخلي(السياق اللغوي األكرب العام : السياق القرآين-7

).سياق النص(السياق اللغوي العام ): السرد، احلديث(سياق الكالم -8

.السياق اللغوي األكرب اخلاص: سياق املقطع-9

).سياق النص(السياق اللغوي األكرب العام : سياق النظم-10

.السياق الصريف اللغوي: الصرف-11

.السياق الصويت اللغوي: الصوتيات-12

).اخلارجي(الثقايف السياق : العادات والتقاليد-13

.املدلول: العلم بشيء آخر-14

.الدال: العلم به-15

).الداخلي(السياق اللغوي العام : علم املناسبة-16

سياق املوقف: غرض السرد-17

).الداخلي(السياق اللغوي اخلاص : الفاصلة القرآنية-18

.السياق املعجمي اللغوي: اللغة-19

المالحق

369

).املوقفسياق –السياق اخلارجي (مجهور املخاطبني : املتكلم-20

).السياق اخلارجي(سياق التلقي : مراعاة حال املخاطب-21

).السياق اخلارجي/ سياق املوقف (القصدية من اخلطاب : معرفة مراد املتكلم-22

.السياق اللغوي العام: املقال-23

).اخلارجي(السياق املقامي : املقام-24

)السياق االجتماعي/ سياق املوقف (الظروف احمليطة : املكي واملدين-25

).السياق اخلارجي(القصدية من اخلطاب : الناسخ واملنسوخ-26

.السياق النحوي اللغوي: النحو-27

.السياق اللغوي األكرب العام: النص القرآين-28

مكتبـــــة البــحـــث

371


)رواية حفص عن عاصم(القرآن الكرمي -

.احلديث النبوي الشريف-

.ت.ط،د.د،طوق احلمامةمطبعة البخاري، صحيح البخاري، -1

، ط.د، بريوت، العريبدار إحياء الرتاث ،حممد فؤاد عبد الباقي:تح مسلم، صحيح مسلم،-2

.ت.د

:املصادر -أوال

ي، عاضباوي وحممود حممد الز طاهر أمحد ال: احلديث واألثر، تحابن األثري، النهاية يف غريب -1

.1963، 1املكتبة اإلسالمية، ط

ي عطية، ر علي عبد البا: السبع املثاين، تحوسي، روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم و لاأل-2

.1994، 1بريوت، ط، دار الكتب العلمية

حممد علي الصابوين، دار القرآن :األنصاري، فتح الرمحان بكشف ما يلتبس من القرآن، تح-3

.1983، 1الكرمي، بريوت، لبنان، ط

.2001، 1زم، طحابن دار ، ةاضحممد عصام الق: للقرآن، تح نتصاراالالباقالين،-4

عبد السميع، مكتبة املعارف، :مصاعد النظر لإلشراف على مقاصد السور، تحالبقاعي، -5

.ت.، د1ط

.1995، 1رر يف تناسب اآليات والسور، دار الكتب العلمية، ط، نظم الذـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-6

حممد عبد الرمحن املرعشلي، دار إحياء الرتاث : تح، البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل-7

.ت.ط، د.العريب، بريوت، د

.1969، 1صر زيدان، مطبعة السعادة، طنحسني : ، حتصيل نظائر القرآن، تحالرتمذي-8


372

علي دحروج، مكتبة لبنان ناشرون، :صطالحات الفنون، تحا افكشافالتهناوي، موسوعة -9

.1996، 1ط

.ت.ط، د.ابن تيمية، اإلكليل يف املتشابه والتأويل، دار اإلميان للطبع والنشر والتوزيع، د-10

.1996، 5حممد نصر الدين األلباين، املكتب اإلسالمي، ط:اإلميان، تح، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-11

ريان، دار طيبة للنشر والتوزيع، غوليد بن عبد الرمحان ال: نية، تحالرسالة املد، ـــــــــــــــــــــــــــــ-12

.ت.ط، د.الرياض، د

.2004ط، .، جمموع الفتاوى، دار األوقاف، السعودية، دــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-13

، 3رزور، دار القرآن الكرمي، بريوت، طز عدنان : دمة يف أصول التفسري، تح، مقــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-14

1979.

.1967ط، .ة، بغداد، دبراهيم السامرائي، مطبعة احلكومإ: الثعاليب، املتشابه، تح-15

، املكتبة التجارية الكربى، عبا ضالقراءات العشر، تح، علي حممد الابن اجلزري، النشر يف -16

.ت.ط، د.د

شريف ، دار المرزوق علي إبراهيم: تحابن مجاعة، كشف املعاين يف املتشابه من املثاين، -17

.ت.د، ط.د ، التوزيعو للنشر

.ت.ط، د.التفسري، دار ابن حزم، املكتب اإلسالمي، دزاد املسري يف علم ابن اجلوزي، -18

، دار العلم للماليني، راأمحد عبد الغفور عط: العربية، تحاجلوهري، تاج اللغة وصحاح -19

.1984، 3لبنان، ط

وم بن عبد الغفور السندي، مؤسسة الريان للطباعة يعبد الق: احلارثي، كفاية القارئ، تح-20

.2007، 1والنشر والتوزيع، ط

أمحد حممد شاكر، دار األفاق اجلديدة، :ابن حزم، اإلحكام يف أصول األحكام، تح-21

.1980، 1بريوت، ط


373

عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد : البحر احمليط، تح تفسري أبو حيان األندلسي،-22

.1993، 1عوض، دار الكتب العلمية، بريوت،ط

الرماين، اخلطايب، (إعجاز القرآن اخلطايب، رسالة يف إعجاز القرآن ضمن ثالثة رسائل يف -23

.1976، 3سالم، دار املعارف، مصر، طحممد خلف هللا وحممد زغلول : تح، )اجلرجاين

حممد مصطفى أيدين، معهد البحوث :رة التنزيل وغرة التأويل، تحداخلطيب اإلسكايف، -24

.1،2001طالقرى، مكة املكرمة، مالعلمية،جامعة أ

أبو حنيفة أمحد الشفريات، دار الصميغي :املتشابه، تحاخلطيب البغدادي، تايل تلخيص-25

.1997، 1للنشر والتوزيع، ط

در التصحيف تلخيص املتشابه يف الرسم، ومحاية ما أشكل منه عن بواـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،-26

.1985، 1والنشر، طهايب، دار طالس للدراسات والرتمجة لشسكينة ا: والوهم، تح

، ار يعربد عبد هللا حممد الدرويش،:تح ،مقدمة ابن خلدون خلدون، ابن-27

.1،2004دمشق،ط

.1983، 1الداوودي، طبقات املفسرين، دار الكتب العلمية، ط-28

أمحد حممد شاكر، مكتبة :ابن دقيق العيد، إحكام األحكام شرح عمدة األحكام، تح-29

.1994، 1السنة، القاهرة، ط

.2007ط، .الذهيب، ترمجة سري أعالم النبالء، مؤسسة الرسالة، د-30

، بريوت، التوزيعو النشر و دار الفكر للطباعة ، )التفسري الكبري(الرازي، مفاتيح الغيب -31

.1،1981ط، لبنان

دار براهيم السامرائي وحممود بركات محدي، إ: اإلجيار يف دراية اإلعجاز، تح��ƨȇƢĔـــــــــــــــــــــــــ-32

.1985ط، .الفكر، عمان، د


374

حممد سيد كيالين، دار املعرفة :الراغب األصفهاين، املفردات يف غريب القرآن، تح-33

.ت.، د1للطباعة والنشر، بريوت، ط

.1988، 1، عامل الكتب، طيبعبد اجلليل عبده شل: وإعرابه، تحالزجاج، معاين القرآن -34

، 1محد رمزي، دار الكتاب العريب، طأفواز : عرفان يف علوم القرآن، تحالزرقاين، مناهل ال-35

1998.

براهيم، دار الفكر، بريوت، إحممد أبو الفضل : لوم القرآن، تحشي، الربهان يف عكالزر -36

.1980، 3ط

حممد باسل عيون السود، منشورات دار الكتب العلمية، :الزخمشري، أساس البالغة، تح-37

.1998، 1بريوت، لبنان، ط

:وعيون األقاويل يف وجوه التأويل، تح غوامض التنزيل ف عن حقائق ا، الكشــــــــــــــــــــــــــــــــــ-38

.ت.ط، د.وض وآخران، مكتبة العبيكة، دعمعلي حممد

، 1علي بو ملحم، مكتبة اهلالل، بريوت، ط:ة اإلعراب، تحنع، املفصل يف صـــــــــــــــــــــــــــــــــ-39

1993.

عبد : السخاوي، هداية املرتاب وغاية احلفاظ والطالب يف تبيني متشابه الكتاب، تح-40

.1،1993القادر اخلطيب احلسين، دار الفكر املعاصر، بريوت، ط

، 1أبو الوفاء األفغاين، دار الكتب العلمية، ط:السرخسي، أصول السرخسي، تح-41

1993.

حممد بن صاحل العثيمني، :الكالم املنان، تحالسعدي، تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري -42

.ت.ط، د.مؤسسة الرسالة، د

ن، دار الكتب العلمية، لبنان، اعلي حممد عوض وآخر : ر العلوم، تحالسمرقندي، حب-43

.1993، 1ط


375

اط، دار ر أمحد حممد اخل: كتاب املكنون، تحر املصون يف علوم الدالسمني احلليب، ال-44

.1986، 1لم، دمشق، طقلا

.1993، 1عبد السالم هارون، دار اجليل، بريوت، ط:يه، الكتاب، تحسيبو -45

.1،1995املندوب، دار الفكر، لبنان، ط دسعي: السيوطي، اإلتقان يف علوم القرآن، تح-46

زهري عثمان علي، مطبوعات إدارة الشؤون املالية :ري يف علم التفسري، تحبح، التـــــــــــــــــــــــــــــ-47

.1995، 1قطر، طاإلسالمية،

عبد القادر أمحد عطا، دار الكتب العلمية، :، تناسق الدرر يف تناسب السور، تحـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-48

.1،1986بريوت، ط

أمحد بن حممد : ، تح-املسمى أسرار التنزيل-، قطف األزهار يف كشف األسرار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-49

.1994، 1وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، قطر، طمادي، احل

.1987ط، .ب النقول يف أسباب النزول، دار إحياء العلوم، دلبا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ،-50

أمحد مشس الدين، دار الكتب العلمية، :، معرتك األقران يف إعجاز القرآن، تحــــــــــــــــــــــــــــ-51

.1988، 1ط بريوت، لبنان،

للطباعة حممد عبد هللا دراز، دار املعرفة:الشاطيب، املوافقات يف أصول الشريعة، تح-52

.ت.، د1ط ، لبنانبريوت،،والنشر،

.ت.، د1املطبعة اخلريية، مصر، ط،جاين، التعريفاتر الشريف اجل-53

يوسف :تح ، الدراية من علم التفسريو اجلامع بني فين الرواية الشوكاين، فتح القدير-54

.ت.ط، د.، دبريوت دار املعرفة،، الغوش

عبد احملسن الرتكي، هجر للطباعة والنشر :القرآن، تحالطربي، جامع البيان عن تأويل أي -55

.2001، 1والتوزيع، ط


376

، 1عبد هللا بن عبد احملسن الرتكي، مؤسسة الرسالة، ط:ة، تحضالطويف، شرح خمتصر الرو -56

1987.

، حممد الدين اخلطيب، دار املعرفة:فهم صحيح البخاري، تحالين، فتح الباري يفسقعال-57

.ت.ط، د.بريوت، د

براهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، إحممد : العسكري، الفروق اللغوية، تح-58

.ت.ط، د.القاهرة، د

ار عبد السالم عبد الشايف حممد، د:ابن عطية، احملرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز، تح-59

.2001، 1ط، بريوتالكتب العلمية،

.2006، 1ابن عقيلة، الزيادة واإلحسان يف علوم القرآن، جامعة الشارقة، اإلمارات، ط-60

.2،1993ط، التوزيع،لبنانو النشر و دار املفيد للطباعة عتقادية، ي، النكت االرب كالع-61

األعلمي سيد هاشم حمالين، منشورات مؤسسة :العياشي، تفسري العياشي، تح-62

.1،1991طللمطبوعات، بريوت، لبنان،

ط، .دة القارئ شرح صحيح البخاري، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، دمالعيين، ع-63

.ت.د

ي آعطيل يف توجيه متشابه اللفظ من الغرناطي، مالك التأويل القاطع بذوي اإلحلاد والت-64

.1983، 1سعيد الفالح، دار الغرب اإلسالمي، ط:التنزيل، تح

.ت.ط، د.محزة بن زهري، اجلامعة اإلسالمية، د:الغزايل، املستصفى من علم األصول، تح-65

عبد السالم هارون، دار الفكر للنشر والطباعة والتوزيع، :ابن فارس، مقاييس اللغة، تح-66

.1979ط، .د

، 1ط، اهلند، دائرة احلميديةال، فسري نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقانتالفراهي، -67

2008.


377

ط، .مكتبة اهلالل، دو براهيم السامرائي، دار إمهدي املخزومي، و :دي، العني، تحالفراهي-68

.ت.د

.1983، 3ن، عامل الكتب، بريوت، طآراء، معاين القر فال-69

حممد علي النجار، :ادي، بصائر ذوي التمييز يف الطائف الكتاب العزيز، تحبالفريوز أ-70

.1996، 3االسالمي، القاهرة، ط إحياء الرتاث

.2005، 8نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، ط:، القاموس احمليط، تحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-71

.1987ط، .د ، بريوت، لبنان، مكتبة لبنان ، الفيومي، املصباح املنري-72

ط، .، دصرعبد احلميد، مطبعة السعادة، م حمي الدين: ابن قتيبة، أدب الكاتب، تح-73

.ت.د

، 1أمحد صقر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ط:شكل القرآن، تحم، تأويل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-74

1954.

.ت.ط، د.عامل الكتب، د، ق يف أنواء الفروق القرايف، أنوار الربو -75

الرتكي، مؤسسة الرسالة، سنعبد هللا بن عبد احمل: قرآن، تحالقرطيب، اجلامع ألحكام ال-76

.2006، 1ط

ط، .ر اخلطيب، دار املعرفة، دمنسعيد حممد : مثال يف القرآن، تحابن القيم اجلوزية، األ-77

1981.

رناؤوط، شعيب وعبد القادر األ: ، زاد امليعاد يف هدي خري العباد، تحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-78

.1998، 3مؤسسة الرسالة، ط

.1990ط، .ابن كثري، البداية والنهاية، مكتبة املعارف، بريوت، د-79

.1990، 1، تفسري القرآن العظيم، مكتبة املنار للنشر والتوزيع، األردن، طـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-80


378

أمحد شاكر، دار الوفاء، :، تح)تفسري القرآن العظيم خمتصر(، عمدة التفسري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ-81

.2005، 2ط

:، تح)ار التكرار يف القرآن الكرمير املسمى أس(توجيه متشابه القرآن الكرماين، الربهان يف-82

.ت.ط، د.أمحد عطا، دار الفضيلة، د عبد القادر

دار الصحابة للرتاث، ، حممد بن عيد الشعباينحممد بن : به القرآن، تحالكسائي، متشا-83

.ت.ط، د.مصر، د

.1998، 2عدنان درويش وحممد املصري، مؤسسة الرسالة، ط:الكليات، تح: الكفوي-84

.ت.، د1دار البيدار للنشر، ط، هدراين، متشابه القرآن وخمتلفناملاز -85

يت، تيسري الوهاب املنان على متشابه القرآن، شرح حممد األسود تشيبوجا النحممد ابن أ-86

.ت.، د2الشنقيطي، دار املعارف، ط

سالمية، عبد هللا الغنيمان، اجلامعة اإل:ابن املنادى، متشابه القرآن العظيم، تح-87

.1،1987ط

حممد رضوان الداية، دار الفكر املعاصر، :املناوي، التوفيق على مهمات التعاريف، تح-88

..1990، 1بريوت، ط

اجلامع الصغري، دار املعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بريوت، ، فيض القدير شرح ــــــــــــــــــــ-89

.1972، 2ط

ط، .عبد هللا علي الكبري وآخرون، دار املعارف، القاهرة، د:ابن منظور، لسان العرب، تح-90

.ت.د

حممد عبد السالم حممد، مكتبة الفالح، الكويت، :النحاس، الناسخ واملنسوخ، تح-91

.1،1987ط

.1997، 2براهيم رمضان، بريوت، لبنان، طإ: ت، تحابن الندمي، الفهرس-92


379

دار الكتب العلمية، بريوت، ،كمال بسيوين زغلول:تح ، نزول القرآنالواحدي، أسباب -93

.1،1991طلبنان

خليل : اليافعي، مرآة اجلنان وعربة اليقظان يف معرفة ما يشري من حوادث الزمان، تح-94

.1997، 1املنصور، دار الكتب العلمية، ط

:املراجع العربية - ثانيا

1-��À¡ǂǬǳ¦�ȂŴ��Ä°¦ȂŪ¦�°ƢƬǈǳ¦�ƾƦǟ�ƾŧ¢ǳ¦�ȆǸǴǠǳ¦�ǞǸĐ¦�ƨǠƦǘǷ1974ط، .راقي، دع.

2-��ŉǂǰǳ¦�À¡ǂǬǳ¦�Ŀ�©ƢđƢǌƬŭ¦Â�©ƢǸǰƄ¦��µ Ȃǟ�ǽƾƦǟ�ƾŧ¢ للرتاث، القاهرة، مدار احلر

.2012، 1ط

.1998، 5أمحد خمتار عمر، علم الداللة، عامل الكتب، بريوت، لبنان، ط-3

، 2ط، مكتبة الشريعة، الكويت، -دراسة توثيقية فنية -، لغة القرآن الكرميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-4

1997.

يم الكراعني، علم الداللة بني النظر والتطبيق، املؤسسة اجلامعية للدراسات نعأمحد -5

.1993، 1والنشر والتوزيع، بريوت، ط

للنشر ، مكتبة املعارفوشيء من فقهها سلسلة األحاديث الصحيحةاأللباين، -6

.1995، 1ط، الرياض، التوزيعو

.1،2006ط ان، مقاالت يف اللغة واآلداب، عامل الكتب،س متام ح-7

عبد اجلليل منقور، علم الداللة، أصول ومباحثه يف الرتاث العريب، ديوان املطبوعات -8

.2010ط، .اجلامعية، اجلزائر، د

9-�ª ¦ŗǳ¦�°¦®��· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©ƢȇȉƢƥ�· ƢǨū¦�ŚǯǀƬǳ�· ƢǬȇȍ¦��Ǻŧǂǳ¦�ƾƦǟ�¾ƢŦ

.2007، 4العريب، ط

.2004، 4مجال مراد حلمي وآخرون، املعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط-10


380

، مكتبة أهواء الشرق، احلديثة حسام البهنساوي، علم الداللة والنظريات الداللية-11

.2009، 1ط

.2003ط، .حسني نصار، املتشابه، مكتبة اخلاجني، القاهرة، د-12

، مطبعة مدرة والدة عباس باشا رة أكاه باشا، العقد اجلميل يف متشابه التنزيلحض-13

.1905ط، .ول، مصر، داأل

يين، احملور يف أسباب نزول القرآن، دار ابن اجلوزي، ز خالد بن سليمان امل-14

.1،2006ط

القرآين، دراسة يف العالقة بني النص والسياق، عامل الكتب موش، اخلطاب خلود الغ-15

.2008، 1احلديث، ط

لم، دمشق، قألمثل لكتاب هللا عز وجل، دار الر اتدبعبد الرمحن امليداين، قواعد ال-16

.1980، 1ط

براهيم، جواهر البيان يف متشابه القرآن، مطبعة الكيالين، القاهرة، إعبد الرحيم عطية -17

.2002ط، .د

الطلحي، داللة السياق، جامعة أم القرى، مكة املكرمة، السعودية، ردة -18

.1،2003ط

، 1رمزي منري البعلبكي، معجم املصطلحات اللغوية، دار العلم للماليني، ط-19

1990.

20-�Ǯ Ǵŭ¦�ƨƦƬǰǷ��ǄȇǄǠǳ¦�ɦ�§ ƢƬǯ�Ŀ�· ƢǨǳȋ¦�ƨđƢǌƬǷ�©Ƣȇȉ¦�ǲȈǳ®��ƨǰƟȐǷ�ŁƢǏ�«¦ǂǇ

.2006، 4فهد الوطنية، ط

، 1، القاموس الفقهي لغة واصطالحا، دار الفكر، دمشق، طنيحسسعدي أبو -21

1988.


381

ستيعاب يف بيان األسباب، هلاليل وموسى بن موسى آل نصر، االسليم بن عبد ا-22

.ت.ط، د.دار بن اجلوزي، د

.1998، 1دار املعارف، ط، محد خليل، دراسات يف القرآن الكرميأالسيد -23

القرآن بالقرآن، دار علم الفوائد للنشر والتوزيع، الشنقيطي، أضواء البيان يف إيضاح -24

.ت.ط، د.د

.1984، 1صابر أبو سليمان، مورد الظمآن، دار السلفية، ط-25

، ر ودالئل مصدره الرباين، دار عماصالح عبد الفتاح اخلالدي، إعجاز القرآن البياين-26

.2000، 1عمان، ط

ط، .التونسية للنشر، تونس، دلدار التحرير والتنوير، ا تفسريطاهر بن عاشور، -27

1984.

، مقاصد الشريعة االسالمية، وزارة االوقاف والشؤون االسالمية، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-28

.2004، 1قطر، ط

.ت.، د1، موجز البالغة، املطبعة التونسية، تونس، طــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-29

.1990، 7، التفسري البياين للقرآن الكرمي، دار املعارف، طرمحنال عبدعائشة -30

.ت.ط، د.ري، دار املعارف، دعص، القرآن والتفسري الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-31

.2008، 1والنص الشعري، مطبعة النجاح اجلديدة، طأوشان، السياق علي آيت-32

دار دجلة، -دراسة فنية –الدالالت يف لغة القصص القرآين و حيي، البىن هعماد عبد-33

.2009، 1عمان، ط

، املكتبة )مقدمة يف نظرية البالغة النبوية(ع، السياق وتوجيه داللة النص بعيد بل-34

.2007، 1طاألزهرية للرتاث،


382

ي القرآن، آلتوضيح والبيان يف تكرار متشابه عبد الغفور عبد الكرمي البنجاين، ا-35

.1994، 1مكتبة العلوم واحلكم، املدينة املنورة، ط

الصحابة، الشارقة، فاضل صاحل السامرائي، األسئلة البيانية يف القرآن الكرمي، مكتبة -36

.2008، 1، طاإلمارات

.1،1999،بالغة الكلمة يف التعبري القرآين، دار عمار، األردن، طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-37

.1998، 1ط، التعبري القرآين، دار عمان، األردن، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-38

.1999، 1، ملسات بيانية يف نصوص من التنزيل، دار عمار، طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-39

.2009، 1، دار الفكر، ط، من أسرار البيان القرآينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-40

دار،)دالالت اخلطاب ديدأثر السياق يف حت(فاطمة الشيدي، املعىن خارج النص-41

.2011ط، .، دمشق، دنينوى

عبد الفتاح عبد العليم الربكاوي، داللة السياق بني الرتاث وعلم اللغة احلديث، دار -42

.1،1990املنار، القاهرة، ط

.2002، 1القرآن، دار القلم العريب، طعبد القادر منصور، موسوعة علوم -43

أسرار و آليات حكم التشابه اللفظي ل - ƢđƢǌƬŭ¦�©Ƣ©اآلي، عبد هللا بن أمحد الطيار-44

.2009، 1ط، ،دار التدمرية-أحكام و فوائد

ضوابط وعالمات -¦À¡ǂǬǳ¦�©ƢđƢǌƬǷ�ǖƦǓ�Ŀ�ÀƢǨȀǴǳعبد هللا عبد احلميد، إغاثة-45

©Ƣȇȉ¦�ǺǷ�©ƢđƢǌƬŭ¦�ǄȈȈǸƬǳ¦ 2، دار اإلميان للطبع والنشر والتوزيع، ط- البينات ،

.ت.د

ماري، جواهر البيان يف تناسب سور القرآن، مكتبة القاهرة، غعبد هللا بن الصديق ال-46

.ت.ط، د.د


383

دراسة مقارنة بني اإلسكايف -حممد جربان صاحل، املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي-47

.1،2010عمان ط، زيعو التو دار فاروق للنشر ، -والغرناطي

، امليزان يف تفسري القرآن، مؤسسة األعلمي للمطبوعات، ئيحممد حسني الطباطبا-48

.1997، 1بريوت، ط

مدخل إىل دراسة املعىن النحوي - اسة عبد اللطيف، النحو والداللةحممد مح-49

.2000، 1، دار الشروق، ط-الداليل

على استنباط األحكام الشرعية، داللتهايمان األشقر، أفعال الرسول و حممد سل-50

.2003، 6مؤسسة الرسالة، ط

ط، .، دار الفالح للنشر والتوزيع، د)علم املعىن(حممد علي اخلويل، علم الداللة -51

2001.

.1982، 1بريوت، ط، معجم علم اللغة النظري، مكتبة لبنان،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ-52

للنشر إشبيليا ن الكرمي، دارآن بالغة املتشابه اللفظي يف القر لصامل، ما حممد علي-53


.2004، 1حممد فاروق الزين، بيان النظم يف القرآن الكرمي، دار الفكر، دمشق، ط-54

كتاب مالك ل يف ي التنزيآرائي، دراسة املتشابه اللفظي من حممد فاضل صاحل السام-55

.2011، 3، األردن، طرالتأويل، دار عما

56-�ǂǌǼǴǳ�ƨƦȈǗ�°¦®��ŉǂǰǳ¦�À¡ǂǬǳ¦�Ŀ�ƨȈǜǨǴǳ¦�©ƢđƢǌƬŭ¦�ǲȈǳ®��ŚǤǐǳ¦�ɦ�ƾƦǟ�Ǻƥ�ƾǸŰ


، دار املدار )أنظمة الداللة يف العربية(وظالل املعىن ىنعحممد يونس علي، امل حممد-57

.2007، 2اإلسالمي، ط


384

موسى، البالغة القرآنية يف تفسري الزخمشري وأثرها يف الدراسات البالغية، حممد أبو-58

.ت.ط، د.دار الفكر العريب، القاهرة، د

.2009، 2حممد هادي معرفة، التمهيد لعلوم القرآن، مؤسسة التمهيد، ط-59

، جامعة املنصورة، مصر، )دراسة نقدية تطبيقية(حممود حممد عيسى، السياق األديب -60

.2004ط،.د

صار ، دار األن)ح منظومة الدمياطيشر (ة احلفاظ يحممود عبد املنعم العيد، حل-61

.ت.ط، د.للطباعة والنشر والتوزيع، د

حمي الدين درويش، إعراب القرآن وبيانه، دار ابن كثري للطباعة والنشر والتوزيع، -62

.1999، 7ط

العلوم اإلنسانية، الواضح يف علوم القرآن، دار ، غا وحمي الدين شوبمصطفى ديب ال-63

.1998، 2ط

، 1املطعين، خصائص التعبري القرآين، ومساته البالغية، مكتبة وهبة، القاهرة، ط-64

1998.

.2013، 1ريية، الرياض، السعودية، طتمتفسري القرآن بالقرآن، دار الاملطريي،-65

، )ةيلسنالنظرية األ(ميشال زكرياء، األلسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية -66

.1986، 2للدراسات والنشر والتوزيع، ط املؤسسة اجلامعية

القرآن الكرمي، مكتبة عبد الوهاب احلارثي، داللة السياق منهج مأمون لتفسري -67

.1،1988عمان، ط

–نية اآليات املنتهية بأمساء هللا احلسىن د حجازي الشامي، أثر السياق يف ب حمممنها-68

.2013، 1اآلداب، القاهرة، طمكتبة -دراسة حتليلية


385

حممد حجازي الشامي، الداللة السياقية القرتان أمساء هللا احلسىن يف خوامت منها-69

.2013، 1اآليات القرآنية، مكتبة اآلداب، القاهرة، مصر، ط

:املراجع املرتمجة- ثالثا

.1986ط، .أنطوان أبو زيد، منشورات عويدات، بريوت، د/و، علم الداللة، ترجري رييب-1

، )غة النظريالفصالن التاسع والعاشر من كتاب مقدمة يف علم الل(جون البنز، علم الداللة -2

.1980ط، .جامعة البصرة، د، املاشطة وآخرون، كلية األداب جميد عبد احلليم/ تر

.ت.ط، د.كمال بشر، مكتبة الشباب، د/ستيفن أوملان، دور الكلمة يف اللغة، تر-3

.1985ط، .جميد عبد احلليم املاشطة، اجلامعة املستنصرية، د/الداللة، ترف باملر، علم -4

ي الدين محيدي، منشورات اهليئة السورية يحم/دور السياق يف الرتمجة، تر، نايدا.يوجني أ-5

.2009ط، .للكتاب، د

:اجلامعية خطوطاتامل -رابعا

:املاجستري- أ

1-ē�Ŀ�ȆǜǨǴǳ¦�ǾƥƢǌƬŭ¦�ŘǠǷ�ǾȈƳȂƫ�Ŀ�ň¡ǂǬǳ¦�¼ƢȈǈǳ¦�ƨǳȏ®�ǂƯ¢��©¦ǂȇȂƷƢƥ�ƾŧ¢�Ǻƥ�ňƢ

القصص القرآين دراسة نظرية تطبيقية على آيات قصص نوح وهود وصاحل وشعيب عليهم

السنة،كلية الدعوة و قسم الكتاب رسالة ماجستري، ، إشراف عبد العزيز عزتالسالم،

.2007القرى، اململكة العربية السعودية، جامعة أم ، وأصول الدين

فهد بن عبد املغيث الشتوي، داللة السياق وأثرها يف توجيه املتشابه اللفظي يف قصة موسى -2

قسم رسالة ماجستري، إشراف حممد بن عمر بازمول، ، )دراسة نظرية تطبيقية(عليه السالم

اململكة العربية السعودية، لقرى،جامعة أم ا، السنة،كلية الدعوة وأصول الدينو الكتاب

2005.


386

إشراف ،-دراسة موضوعية-ربكة، املتشابه اللفظي يف القرآن الكرمي وتوجيهه بن راشد الحممد -3

رسالة ماجستري، جامعة حممد بن سعود اإلسالمية، سليمان بن إبراهيم الالحم،

.2005الرياض،

دراسة يف علم اللغة (حممود عوض حممود سامل، قصة ابراهيم عليه السالم يف القرآن الكرمي -4

قسم رسالة ماجستري، إشراف صالح الدين صاحل حسنني وحممدخليل نص هللا،، )النصي

Ƣđ¦®¢Â�ƨȈƥǂǠǳ¦�ƨǤǴǳ¦��ǂǐǷ��Ǧ ȇȂǇ�řƥ�ƨǠǷƢƳ��§ ¦®ȉ¦�ƨȈǴǯ2007.

:الدكتوراه- ب

أمحد الغرناطي وفاضل به اللفظي بني القدامى واحملدثنياملتشاحممد أمحد اجلبايل، توجيه -1

أكادميية الدراسات ، احلديثو قسم القرآن ، أطروحة دكتوراه،-دراسة مقارنة -السامرائي

.2012مبور، كواال، جامعة ماليا ، اإلسالمية

بنيان إشراف خليل ، قرآينحممد ياس خضر الدوري، دقائق الفروق اللغوية يف البيان ال-2

.2005كلية الشريعة ابن رشد، جامعة بغداد، العراق، ، أطروحة دكتوراه، احلسون

:الدوريات -خامسا

، كلية اآلداب، 5جملة ثقافات، ع،بن رشدارسطو و آلسياق الثقايف بني براهيم، اإعبد هللا -

.2003جامعة البحرين، شتاء

:املؤمترات -سادسا

ه، حبث خدمتن وجهود العلماء القدامى يف آالقر حممد أمحد يوسف، علم متشابهمنصور -1

مبور، جامعة ماليا كواال رآن،وث الق، مركز حب)2مقدس(مقدم للمؤمتر القرآين الدويل السنوي

.2012-02-22/23ماليزيا،

الفهرس

388

الفهرس

كلمة شكر وعرفـان

إهداء

أ................................................................................................................مقدمة

مفـاهيم أساسية حول علم الداللة: مدخل

3...............................................................الداللة لغة واصطالحا -1

5.................................................مصطلح الداللة لدى الغرب والعرب -2

8...................................................................ماهية علم الداللة -3

9..........................................................العالقة بني الداللة والسياق -4

.ماهية المتشابه اللفظي والسياق القرآني: الفصل األول

18.................................................................................متهيد

19...........................................والسياق والعالقة بينهماملتشابه مفهوم ا-أوال

19................................................لغة واصطالحا املتشابهمفهوم -أ

27...............................................لغة واصطالحا السياقمفهوم -ب

30.................................................والسياقالعالقة بني املتشابه -ج

31...............................................................تشابه القرآنم علم- ثانيا

32.......................................................تعريف املتشابه اللفظي -أ

34......................................................أنواع املتشابه اللفظي -ب

34...................................................أمهية علم متشابه القرآن -ج

الفهرس

389

37.........................................املؤلفات اليت مجعت املتشابه اللفظي -د

44.........................................القدماء واحملدثنيتوجيه املتشابه اللفظي بني - ثالثا

45........................................................................قدميا -أ

52......................................................................حديثا -ب

57............................................................السياق لدى املفسرين-رابعا

57....................................وسلم هالسياق يف عهد الرسول صلى هللا علي -أ

58......................................)رضوان هللا عليهم(السياق لدى الصحابة - ب

60...............................................اعتماد السياق يف كتب التفسري - ج

64........................................................عناصر السياق املقامي -د

72...................................................ماهية السياق القرآين وأنواعه-خامسا

73..........................................................ماهية السياق القرآين -أ

74........................................................عناصر السياق القرآين - ب

82...........................................................أنواع السياق القرآين - ج

85.......................................................................الفصل الصةخ

الفصل الثاني

.داللة المتشابه اللفظي في قصة آدم عليه السالم 89..................................................................................متهيد

90..........................................املالئكة لهم عليه السالم وسجود خلق آد-أوال

90......................................................بداية اخللق: املقطع األول -أ

96..............................................).األمر بالسجود: (املقطع الثاين - ب

الفهرس

390

101..............................................سجود املالئكة: املقطع الثالث - ج

104......................................سكون آدم عليه السالم اجلنة وهبوطه منها- ثانيا

104....................................................دخول اجلنة: املقطع األول-أ

110............................................)وسوسة الشيطان(املقطع الثاين - ب

116...............................)اهلبوط األول) (اخلروج من اجلنة(املقطع الثالث - ج

118................................)اهلبوط الثاين) (اهلبوط إىل األرض( املقطع الرابع-د

123................................................امتناع إبليس اللعني عن السجود- ثالثا

123.......................................اإلعالم بعدم سجود إبليس: املقطع األول -أ

133.............................).توبيخ هللا عز وجل إلبليس اللعني: (املقطع الثاين - ب

140...........................................اللعنيخطاب هللا عز وجل مع إبليس -رابعا

140..........................................جمادلة إبليس واستكباره: املقطع األول-أ

145........................................................الطرد: املقطع الثاين - ب

152..................................................وقوع اللعنة: املقطع الثالث - ج

153.................................................طلب اإلنظار: املقطع الرابع -د

157.............................)توعد إبليس بتضليل آدم وذريته: (املقطع اخلامس - ه

162.......................................................................خالصة الفصل

الفصل الثالث

داللة المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم عليه السالم 166................................................................................متهيد

167.......................................................دعوة إبراهيم عليه السالم-أوال

الفهرس

391

167................................................................املقطع األول-أ

178...............................)مناقشة إبراهيم عليه السالم ألبيه(املقطع الثاين - ب

ƨǳ®ƢĐ¦(.....................................................182(: املقطع الثالث- ج

187...........................................جناة إبراهيم عليه السالم من كيد قومه - ثانيا

187........................................التربؤ من عبادة األصنام: املقطع األول -أ

197.................................).مكيدة قومه(اإللقاء يف النار : الثايناملقطع - ب

203...................................................).اإلجناء: (املقطع الثالث - ج

206...............................................................املقطع الرابع -د

209...................................................................البشرىوقوع - ثالثا

209.................................................).جميء الرسل: (املقطع األول-أ

216.......................................................اإلكرام: املقطع الثاين- ب

220.....................................امتناع املالئكة عن األكل: الثالثاملقطع - ج

223.......................................................البشارة: املقطع الرابع -د

226.............................................................املقطع اخلامس - هـ

231.......................................................................متفرقات-رابعا

231................................................................املقطع األول -أ

233..............................................................املقطع الثاين - ب

239.............................................................املقطع الثالث - ج

242...............................................................عاملقطع الراب -د

246............................................................املقطع اخلامس - ه

الفهرس

392

247............................................................املقطع السادس -و

250.............................................................املقطع السابع -ي

255.......................................................................الفصل خالصة

الفصل الرابع

قصة لوط عليه السالم داللة المتشابه اللفظي في

259................................................................................متهيد

260..........................................................دعوة لوط عليه السالم-أوال

260................................................................املقطع األول-أ

263..............................................................املقطع الثاين - ب

271.............................................................املقطع الثالث - ج

278............................................وط عليه السالمنزول املالئكة على ل- ثانيا

278....................................................جميء الرسل: املقطع األول-أ

286................................................).إقبال القوم: (املقطع الثاين - ب

292...........................................).باإلجناءاإلعالم : (املقطع الثالث - ج

299.........................................................تنجية لوط عليه السالم- ثالثا

299...............................................................املقطع األول -أ

300..............................................التنجيةحصول : املقطع الثاين - ب

309..................................استثناء امرأة لوط من النجاة: املقطع الثالث - ج

317.....................................................وقوع العقاب على قوم لوط-رابعا

317................................................................املقطع األول -أ

الفهرس

393

325......................................).العقاب(نوعية العذاب : املقطع الثاين - ب

332..............................................).خامتة القصة: (املقطع الثالث - ج

340.......................................................................الفصل الصةخ

343............................................................................................................خاتمة

346..........................................................................................................المالحق

371.................................................................................................مكتبة البحث

388.........................................................................................................الفهرس

:ملخص

رصد الدالالت املتنوعة بدراسة املتشابه اللفظي يف السياقات القرآنية،وذلك حول البحث مركزيت

وحماولة استكشاف األسرار ،لوط عليهم السالموبراهيم إ ودم آملواضع املتشابه اللفظي الواقع يف قصص

السياق ب وتعابري خمتلفة، وذلك باالستعانةالكامنة وراء وقوع املتشابه اللفظي يف هذه القصص بصيغ متنوعة

نظرا لنجاعته وفاعليته يف توجيه وحتليل ما تشابه لفظا من الذكر بشىت عناصره وأنواعه،و املقامي اللغوي

. احلكيم

Résumé :

Cette recherche est basée sur l'étude des semblables verbaux dans les

contextes coraniques, en cherchant les différentes significations des semblables

mentionnées dans les histoires de" ADAM-IBRAHIM-LOT" que la paix sois

sur eux , et essayer de découvrir les secrets derrière ces semblables verbaux dans

ces histoires, et ça en ayant une aide des contextes linguistiques et situationnels

avec tout ces composants et ces genres; a cause de leur efficacités dans

l'orientation et l'analyse de ce qui a été verbalement semblable dans le saint

coran .

Summary:

This research is based on the study of the verbal similarities in the

Quranic contexts, by looking for the different meanings of these verbal

similarities mentioned in the stories of the prophets "ADAM-IBRAHIM-LOT"

peace be upon them, and trying to discover the secrets behind these verbal

similarities in these stories getting help from the linguistic and situational

contexts by all their kinds ; because of their effectiveness in the guidance and

analysis of what was verbally similar in the holy Quran.

ﻲﻈﻔﻠﻟا ﻪﺑﺎﺸﺘﻤﻟا ﺔﻟﻻد ﺔﻴﻧآﺮﻘﻟا...

Documents