ﺀﺍﲑﺴﻟﺍ ﺔﻠﳊﺍ ﺭﺎﺑﻷﺍ ﻦﺑﺍ6 ﺭﺎﺑﻷﺍ...

1 ابن األبار-احللة السرياء

احللة السرياء

ابن األبار

to pdf: www.alwww.al- m ostafa.com

www.al


بسم اهللا الرمحن الرحيم ورثنا جمدهم باعا فباعا...بىن يل اد آباء كرام

وكل بعد جيرى ما استطاعا...وهذبين اإلباء ففات طريف

: يصل حبلهما ويصف فضلهماوقبلهما مما

يفيدهم رفاها وانتفاعا...وما للناس منا غري رعي

ويوسعهم وما سغبوا انتجاعا...فيمنعهم وما شعبوا مضاما

: وهلم رضى اهللا عنهم ومسعت ذلك منهم

وشب لظاها فالنخيب خييب...أجب داعييها فالنجيب جييب

زم يف اليوم الصعيب يصيب فذو الع...وشم عزمة ال يغمز العجز متنها

لغربيه يف هام الكماة غروب...وال تبتغ العلياء إال بأبيض

أال إمنا بعد القشيب مشيب...وأمسر غر شيب الوقع رأسه

فالح له بني القلوب ثقوب...وإن شئت قلت النجم توج رأسه

رشاء له قلب الكمى قليب...ينضنض صال مث يهوى كأنه

ذوائبها فوق اجلبوب جنوب...وب وراوحت وصفراء ربتها اجلي

فمنها سروب ال يرى ورسوب...إذا عيج متناها أقيمت شباا

فخطو بنيها يف احلروب رحيب...فإن سدكت بالكف أوفل خطوها

وقد جنها يوم الركوب عكوب...وأجرد يستجلى بأوضاعه الوغى

...... بدا وهو يف حال...إذا ما استحر الضرب وأشتجر القنا

يروع ومن هوج الرياح هبوب...له من سعاىل اجلن خلق مطهم

سهوب وحالت عن مداه هلوب...بتلك ينال الوتر لو حال دونه

له عند متحيص الغيوب غيوب...فدع عنك أبناء الزمان فكلهم

شروب وعند احلادثات سروب...فال توردنه وردك الصفو إنه

...... له عند هبات اخلطوب خطوب ...ساوى الرجال فباسم

...... ويبأى إذا احلق النؤوب يؤوب...قرىب يعرد هابيا

...... ............ وقد جعلت...إىل اخلليل حملة

...... سواء قريب يف الورى وغريب...يديك فإنه

لفتح بتقدير الرقيب قريب...أال فأستعن وأستغن باهللا إنه

: حضرم العلية من بعض غزوام امليمونة يف استقبال- أيدهم اهللا -وهلم

ومن شرط اهلوى رعى الذرارى...تقر جفون عينك بالقرار


جنوم األفق من ماء ونار...أالح الربق معترضا فغارت

فواحرباه من سار وجار...خفى يسرى وظل الدمع جيرى

فمال عن الشرار إىل السرار...وهاب البدر أن يفرى دجاه

فحدثه الزفري عن إدكار...دا يرويه عين وساءل مسن

فمقتبل العشية والعرار...سقى أعالم تونس فاحلنايا

ايته على قرب املزار...فواكبداه من شوق تناءت

إذا دنت الديار من الديار...وأبرح ما يكون الشوق يوما

: ومن قالئدهم املزرية بقالئد العقيان املربية على فرائد اجلمان

وال غرو أن يدعو هواها فأتبعه...راء تستعلى بنهدين أشرعا وحو

وأنت جرى واألسنة مشرعه...أجازع : تقول وقد رقت ملا يب

وداك هدا نفس هيمان موجعه...جفناك عزا جتلدي : فقلت هلا

فمن يل مبن يلقى الفؤاد بأربعه...وما زلت ألقي القرن يعسل رحمه

وقد أنشد مبجلسهم العلى للقاضي أيب بكر بن العريب يف مداعب له من فتيان . م صدر هذا عنهم دامت سعاد : امللثمة هز رحمه عليه وأومأ به إليه

لعوب بألباب الربية عابث...يهز على الرمح ظيب مهفهف

ولكنه رمح وثان وثالث...فلو كان رحما واحدا ال تقيته

ومها عندي للقاضي أيب حممد عبد احلق بن غالب بن عطية . أمرهم كذا قرأت يف ديوان شعرهم أدام اهللا تأييد أنشدنيهما القاضي أبو سليمان داوود ابن سليمان بن حوط اهللا األنصاري احلارثي مبدينة بلنسية وهو إذ ذاك يتوىل

حممد عبد احلق للفقيه القاضي أيب - مرات -أنشدنا الشيخ أبو احلسني سراج بن عبد اهللا العثماين : قال . قضاءها بن عطية ؛ وذكر البيتني إال أن صدر أوهلما يف هذه الرواية يهددين بالرمح ظيب مهفهف وصدر ثانيهما فلو كان رحما

وملن كان منهما ذلك فقد عدل به عن جادة اإلجادة والزيادة. واحدا ألتقيته وباقيهما سواء

: ومن لزوميام السنية يف غزليام السلطانية

! يف ثوب يشف منجمأزيرق يا هللا للحسنبدت لك

أزرقا فلم أدر أي راعين حني أشرقا...والحت وبدر األفق يف األفق كامل

تأىن قليال حني شام فأبرقا...خال أنه ملا رأى حسن وجهها

فأقسم لوال رقة الوصل أحرقا...ودوما صفو الغدير مسلسال

منت الغدير فأطرقا أطل على...وملا زنا حنو السجنجل وجهها

فقارب يف التشبيه منها وأغرقا...وزرت عليه الشهب ثوب مسائه

وبعدا وإشراقا ووجها ترقرقا...ونازعها ثوبا ولونا ورفعة


: ومن رفيع الرصف وبديع الوصف قوهلم ال زال جياري األقدار عدهلم ويباري األمطار طوهلم

اين أو قدود الكواعب خدود الغو...أعد نظرا حيث الرياض كأا

ولكنها بني الصبا واجلنائب...متيل وليست بني كأس وقينة

فجاء كمثل الفرق بني الذوائب...وسال منري املاء بني أخضرارها

وإال كمثل الصبح بني الغياهب...وإال كما شق الكنهور بارق

ومل تر حسنا كأطراد املذانب...قد أطردت فيه املذانب دائما

كشمس أصيل بني بيض السحائب...جس النضر أصفرار ختاله وللنر

بعقرب أصداغ من اآلس ال سب...يدب إليك احلسن يف جنباا

نثائر در أو سبائك ساكب...ولليامسني الغض يف خضر بسطها

حين فيحنو خاشعا حنو شارب...وللسوسن املبيض إصغاء آلف

جامد غري ذائب جمامر ترب...وقد كللت أغصان نارجنها فقل

فنمت بأنفاس الرياح الغرائب...وعطر منها النشر ما بلل الندى

وللماء يف الدوالب إن رمت وصفه سهام قسى أو خماريق العب

وفاء فعد القول عن قوس حاجب...تضمن سقى الروض رفها يعله

حيييك عرف الطيب من كل جانب...معطرة األردان يفعم نفحها

ومن زهرها املفتر زهر الكواكب...ء فيها جمرة مساء وجرى املا

وترفل تيها يف برود العجائب...فدونكها ختتال زهوا ونضرة

: يف طبق مملوء نثائر زهر النارنج واخلابور وأكثر هذا التشبيه على البديهة- خلد اهللا سلطام -وهلم

بردين من وضح اإلصباح والشفق...بعثتها وذكى العرف أحلفها

شذر تناثر يف در من العنق...كأمنا الزهر واخلابور جزعه

ورق خمربه عرفا ملنتشق...قد راق منظره حسنا مللتفت

: مما كتبته بني الكرميتني يديهم- ظاهر اهللا نعمه لديهم -وهلم

وأيقظ الطل ربا نائم الزهر...خذها كما مت عرف الروض بالسحر

تفتر عن لؤلؤ عذب وعن أشر...محراء ترفل يف أثواب جتها

كأا شفق يف هالة القمر...زففتها ورواق الليل منسدل

: ومن ألغازهم ؛ ومسعت منهم رضي اهللا عنهم

وأستباحت محى فؤادي وقليب...سحرت أعني اجلآذر لىب

...... فأنظرن التصحيف من بعد قلب...منها أشتباه

مبا فيه عربة ألوىل األلباب- أيدهم اهللا -فأتوا وقد أستوفوا حروف املعجم يف هذا الباب

: وهلم يف الرثاء أدام اهللا أيامهم كما جعل مفاتيح األقاليم سيوفهم وأقالمهم


وإن كان حجرا فاملالم إىل احلجر...تصرب فإن الصرب أوىل بذي حجر

فطورا على بشر وطورا على بسر...وما زالت األيام تغدو على الفىت

فال بد يوما أن تغر وأن تغرى...ت والظلم منها سجية وإن سامل

وكان قدميا ال مير وال ميرى...مرى احلزن دمعى أن أمر حباله

فهل لك يف الغدر املربح من عذر...وعهدي ذا الدمع يا عني وافيا

أال من لسحر ال ميل من السحر...أال من لعني ال ينهنه غرا

أال تلكم إدمانة العفو يف القفر...و فأعجبوا أال تلك مشس اجلو يف الد

وأنسى وما تنفك مين على ذكر...أأسلو وهذا شخصها حشو مقليت

لقد حنيت مىن الضلوع على مجر...لئن ضم منك اللحد ذاتا زكية

وحنت إىل وكر مطوقة النحر...سأبكيك ما أنت فقيدة بكرها

فى مصاب لدى وكر فتحسبنا إل...أطارحها شجوى فيسعد شجوها

يكلفين ماال أطيق من الصرب...ومايل وما للعيد لوال حتفل

فعندي هدى من مدامعي احلمر...فمن كان ذا هدى وهدى لعيده

ودمعي من تسكابه الدهر يف حبر...يغادوا قرىب لنحر ثالثة

د لظاه جانب البشر...وعندي وال رد زفري مردد

وتسليم مربوب لذى اخللق واألمر...ن وتصديق إميان وإقرار موق

: ومن تصنيف هلم يف الزهد جليل هو على أنفرادهم يف الكمال وسحر الكالم أوضح دليل

خلق اإلنسان إال من عجل...يعجل اإلنسان بالشيء وهل

يتقاضاه كتاب وأجل...ولذى العدل قضاء يف الورى

مى من خجل مثل خد اخلود يد...إن ظفر الليث يدمى من ردى

إن بكت ورقاء غىن وأرجتل...وأخو الغفلة يف غفلته

وإمنا أورد منه الفرائد وأقصد إليه من القصائد وها هي تضيق عنها املهارق وتضىء منها املغارب واملشارق وإمنا هذا إملاع مبا أعوز العلماء وإمساع ملا أسكت احلكماء سبق اجلواد إذا استوىل عل األمد قصرته على ملوك إفريقية وبالد وملا ظفرت من هذا املقصود األمحد وسبقت إليه

املغرب املضافة إليها وقدمت القادمني يف املائة األوىل من السلف األول عليها ألا من أوائل فتوح اإلسالم مث من منازل بدر التمام موالنا اخلليفة اإلمام أدام اهللا هلم نصر األلوية واألعالم

ثانية صارت األندلس دار إميان فواليت ذكر والا من ذلك الزمان ليوقف على جاللة شأم ويعرف ويف املائة المتكن حملهم من البالغة ومكام وذكرت أبناءهم وأختصرت أنباءهم هربا من التطويل ورهبا للتثقيل إال نكتا هلا

ورمبا عرض ما يدعو إىل البسط . يف املسامع بأنتخاا أحسن املواقع وعيونا هي بأقتضاا أجول يف احملافل وأوجل فأنتقض حكم هذا الشرط وال غرو أن أواقع احملذور فللكالم اضطرار يبيح احملظور


وأبرزته مسوقا على احلقب منسوقا حبسب الرتب ؛ أعني للصدور صدر كل مائة وأبني من متيز يف مجاعة أو حتيز إىل فئة ليستوىف املتأدبني حىت من املتوثبني

والذين ما عثرت على أشعارهم أفردت بابا ألخبارهم ومل أعرض ملن أعرضت عنهم الدولة احلفصية باخللعان وأنتزعت ما كان بأيديهم تراثا هلا من امللك والسلطان

مث األسم الذي من خصائصه التأمني والتأمري وأشبهه النضري واملشرع النمري حضرة موالنا األمري األسعد األطهر . ى أبو حيىي ويل عهد املؤمنني وعهد الوىل يف متتابعات السنني وامللى وقد مكارم اآلباء بإجناب كرام البنني األرض

. أجهد يف األستظهار على شكر نعمته وأجهر آناء الليل وأطراف النهار بأن يكون العمل خادم النية يف خدمته

أبقاه اهللا . بل وفادته بالقبول ليسعد مداه بسعادة مدته وأقصى املأمول أن تأذن له سيادته يف القرب من سدته وتقا ولواؤه منصور وكرم اخلالل فيه حمصور وشرف الكمال عليه مقصور والعيون والقلوب إليه ميل وصور مبنه

املائة األوىل من اهلجرة عمرو بن العاص

أبو عبد اهللاقال الواقدي : قال حممد بن سعد : اف من تأليفه قرأت خبط أمحد بن حيىي بن جابر البالذرى يف كتاب أنساب األشر

قبل فتح مكة بأشهر -من خري عمرو ابن العاصى إنه قدم على النيب صلى اهللا عليه وسلم مسلما يف صفر سنة مثان فوجهه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف مجادى اآلخرة سنة مثان إىل ذات -؛ وكان الفتح يف شهر رمضان

مث بعث به إىل ابين : قال . ية ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن اجلراح رضى اهللا عن مجيعهم السالسل يف سرفلم يزل عمرو بعمان حىت قبض رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم. اجللندى بعمان فأسلما وكان أمريا عليها

عنهاوعمرو بن العاصى هو الذي فتح مصر ونواحيها يف خالفة عمر وعزله عثمان : قال

مث صار من مصر حىت قدم برقة فصاحل أهلها على ثالثة عشر ألف دينار يؤدوا إليه جزية على : وقال غري البالذرى مث غزا يف سنة ثالث وعشرين . أن يبيعوا من أبنائهم يف جزيتهم ما أحبوا بيعه وعلى يديه مت فتح املسلمني لربقة

مث أفتتحها يف قصة غريبة ذكرها أبو القاسم عبد الرمحن بن عبد إطرابلس فحاصرها شهرا ال يقدر منها على شيءوأراد أن يوجه إىل املغرب . اهللا بن عبد احلكم يف تارخيه وغنم ما فيها ومل يفلت الروم إال مبا خف هلم يف مراكبهم

تسعة أيام فإن رأى إن اهللا عز وجل فتح علينا إطرابلس وليس بينها وبني إفريقية إال: فكتب إىل عمر رضى اهللا عنه أمري املؤمنني أن يغزوها ويفتحها اهللا على يديه فعل فكتب إليه عمر ينهاه عن ذلك

كان سلطان : قال ابن عبد احلكم . الظاهر من هذا اخلرب حتيز إطرابلس من إفريقية ومل تزل من أعماهلا قدميا وحديثا كر عمرو رضى اهللا عنه يف هذا الكتابوذا األعتبار ساغ يل ذ. جرجري من إطرابلس إىل طنجة

عند النجاشي وكانت قريش بعثتهما إليه يكلمانه يف - أخا خالد بن الوليد -ومن شعره خياطب عمارة بن الوليد : من قدم عليه من املهاجرين رضى اهللا عنهم

ملثلك أن يدعى ابن عم له أنتمى...تعلم عمار أن من شر شبهة

فلست براء البن عمك حمرما... مرجال لئن كنت ذا بردين أحوى


ومل ينه قلبا هائما حيث ميما...إذا املرء مل يترك طعاما حيبه

إذا ذكرت أمثاهلا متأل الفما...قضى وطرا منه وغادر سبة

: وقال أيضا يف حروب صفني

مفرغ احلارك حمبوك السبج...شبت احلرب فأعددت هلا

ل من الشد معج ونت اخلي...يصل الشد بشد فإذا

فإذا ابتل من املاء حدج...جرشع أعظمه جفرته

: وقال خياطب معاوية بن أيب سفيان رضى اهللا عنه

به منك دنيا فأنظرن كيف تصنع...معاوى إين بعت ديين ومل أنل

آلخذ ما تعطى ورأسي مقنع...وما الدين والدنيا سواء وإنين

ا شيخا يضر وينفع أخذت ...فإن تعطىن مصرا فأربح بصفقة

أن يوليه إذا - وكان معه يف حروبه لعلي رضى اهللا عنهم -قال عمرو هذا ألنه شرط على معاوية للما حتيز إليه ظهر مصر طعمة ؛ فوىف له بذلك

إمنا بعتك ا ديين : وروى أن عتبة بن أيب سفيان دخل على معاوية أخيه وهو يكلم عمرا يف مصر وعمرو يقول له أمثن الرجل بدينه فإنه صاحب من أصحاب حممد: له عتبة فقال

ومما يعزى إليه. فأقام على مصر إىل أن توىف يف خالفة معاوية :

ولو قلتها مل أبق للصلح موضعا...وأغضى على أشياء لو شئت قلتها

ألكره يوما أن أحطم خروعا...فإن كان عودي من نضار فإنين

غازي يف يوم أحد ما مل أر وجها لذكرهوأنشد له ابن إسحاق صاحب امل

ابنه عبد اهللا بن عمرو بن العاص أبو حممد

ذكره أبو بكر عبد اهللا بن حممد املالكي يف الداخلني إفريقية من الصحابة رضي اهللا عنهم وهم قريب من ثالثني وهو صلى . خالفة معاوية وكان خيلف أباه على إمارة مصر إذ وليها عمرو يف خالفة عمر بن اخلطاب ويف . رجال

ومل يكن بينه وبني أبيه يف السن إال أثنتا عشرة سنة وأسلم قبله . على أبيه عند وفاته مث صلى بالناس يوم الفطر وكان أحد فقهاء الصحابة وفضالئهم واملكثرين من احلديث عن النيب صلى اهللا عليه وسلم

رو بن العاصى سبعمائة حديثروى عبد اهللا بن عم: قال أبو حممد بن حزم الفقيه

ويف تاريخ ابن عبد احلكم أن عثمان رضي اهللا عنه كتب إىل عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح يؤمره على مصر سنة مخس وعشرين فجاءه الكتاب بالفيوم بقرية منها تدعى دموشة فجعل ألهل اجلواب جعال على أن يصبحوا به

بل أن يصبح الصبح فأشار إل املؤذن فأقام الصالة حني طلع الفجر فقدموا به الفسطاط ق. الفسطاط يف موكبه صلى : وعبد اهللا بن عمرو بن العاصى ينتظر املؤذن يدعوه إىل الصالة ألنه كان خليفة أبيه فأستنكر اإلقامة فقيل له

عبد اهللا بن سعد بالناس


بني يديه مشعة وأقبل عبد اهللا بن عمرو من يزعمون أن عبد اهللا بن سعد أقبل من غريب املسجد: قال ابن عبد احلكم هذا : فألتفت عند القبلة فأقبل عبد اهللا بن عمرو حىت وقف على عبد اهللا بن سعد فقال . حنو داره بني يديه مشعة

! بغيك ودسك وقد كنت أنت وأبوك حتسداين على الصعيد فتعال حىت أوليك الصعيد وأوىل. ما فعلت : فقال عبد اهللا بن سعد

أباك أسفل األرض وال أحسدكما عليهوكان عزل عمرو بن العاصى عن مصر وتولية عبد اهللا بن سعد يف سنة مخس وعشرين صدر خالفة عثمان رضي اهللا

ومن شعر عبد اهللا بن عمرو يف صفني. عنه :

بصفني يوما شاب منه الذوائب...فلو شهدت مجل مقامي ومشهدي

سحاب ربيع دفعته اجلنائب...عشية جا أهل العراق كأم

من البحر مد موجه متراكب...وجئناهم نردى كأن صفوفنا

كتائب منهم فأرجحنت كتائب...قد ولوا سراعا بدت لنا : إذا قلت

سراة النهار ما توىل املناكب...فدارت رحانا وأستدارت رحاهم

تضاربوابل نرى أن: عليا فقلنا ...إنا نرى أن تبايعوا : وقالوا لنا

على أن أبا الفتوح الطائي البغدادي قد حكى يف . هكذا وجدت هذا الشعر منسوبا إليه وخالف هذه احلال كان واألصح هو الذي . كتابه األربعني حديثا من مجعه أن عبد اهللا بن عمرو وشهد مع أبيه صفني وكان يضرب بسيفني

مايل : مليكة أن عبد اهللا بن عمرو بن العاصى كان يقول رواه أبو عمر بن عبد الرب يف خب يسنده إىل ابن أيبأما واهللا ما ضربت فيها بسيف : مث يقول . ولصفني مايل ولقتال املسلمني واهللا لوددت أين مت قبل هذا بعشر سنني

.وأستغفر اهللا عز وجل من ذلك وأتوب إليه . وال طعنت برمح وال رميت بسهم ولوددت أين مل أحضر شيئا منها

وأقسم أنه : قال . إال أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذ فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية : قال أبو عمر ذكر أبو عمر هذا يف . أطع أباك : إمنا شهدها لعزمة أبيه عليه يف ذلك وأن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال له

مذكور له يف مصنف أيب بكر بن أيب شيبة وغريه- مع هذا -الشعر كتاب األستيعاب يف الصحابة من تأليفه ولكن

عبد اهللا بن عباس

أبو العباسغزا إفريقية مع عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح يف خالفة عثمان سنة سبع وعشرين وشهد فتحها ؛ ذكر ذلك أبو

حني أستعمل أخويه عبيد اهللا على مث وىل إمارة البصرة يف خالفة علي رضي اهللا عنه . سعيد بن يونس يف تارخيه وقال لعبد الرمحن بن عوف وقد . وكان لعبد اهللا بن العباس من عمر بن اخلطاب مكان . اليمن ومعبدا على مكة

ابن عباس فىت الكهول له لسان سؤول وقلب عقول ؛ : وكان يقول . إنه من حيث علمت : كلمه يف حظوته لديه كيف تلومونين عليه : مر يعرض مع جلة أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ويقول إذا سأل ابن عباس يف األ

بعد ما ترونويف كتاب األغاين أليب الفرج األصبهاين أن عيينة بن مرداس ابن فسوة الشاعر وهو املعروف بأيب فسوة أتى عبد اهللا


بنت جنادة بن أيب أزيهر الزهرانية وهو عامل لعلي بن أيب طالب على البصرة وحتته يومئذ مشيلة -بن العباس فأستأذن عليه فأذن له وكان ال يزال يأتى أمراء البصرة فيمدحهم -وكانت قبله حتت جماشع بن مسعود السلمى

وهل دونك : ما جاء بك إىل يا ابن فسوة فقال له : فلما دخل على ابن عباس قال له . فيعطونه وخيافون لسانه وما مروءة من يعصى الرمحن : لتعينين على مروءيت وتصل قرابيت فقال له ابن عباس مقصدا أو وراءك معدى جئتك

! ويقول البتهان ويقطع ما أمر اهللا به أن يوصل واهللا لئن أعطيتك ألعيننك على الكفر والعصيان

! أنطلق حضر وحبسه يومه فأنا أقسم باهللا لئن بلغين أنك هجوت أحدا من العرب ألقطعن لسانك فأراد الكالم فمنعه من

مث أخرجه عن البصرة فوفد إىل املدينة بعد مقتل علي عليه السالم فلقى احلسن بن علي عليه السالم وعبد . ذلك اهللا بن جعفر عليهما السالم فسأاله عن خربه مع ابن عباس فأخربمها فأشتريا عرضه مبا أرضاه فقال ميدحهما ويلوم

: ابن عباس من أبيات ومل يرج معرويف ومل خيش منكري... فلم يقض حاجيت لقيت ابن عباس

ولكنين موىل مجيل بن معمر...فلو كنت من زهران مل ينس حاجيت

إىل حسن يف داره وابن جعفر...فليت قلوصي أغربت أو رحلتها

وللدين يدعو والكتاب املطهر...إىل ابن رسول اهللا يأمر بالتقى

ال يلبسون السبت ما مل خيصر و...إىل معشر ال خيصفون نعاهلم

أيادي سبا احلاجات للمتذكر...فلما عرفت اليأس منه وقد بدت

أجيج ابن ماء يف يراع مفجر...تسنمت حرجوجا كأن بغامها

إىل ابن رسول اهللا املتخري...فما زلت يف التسيار حىت أخنتها

بىن هاشم أن تصدروين مبصدر...فال تدعين إذ رحلت إليكم

كان عيينة هذا شاعرا خبيث اللسان خموف املعرة يف جاهليته وإسالمه وكان يقدم على أمراء : أبو الفرج قالومن شعر عبد اهللا بن . وكان حليفا جلميل بن معمر القرشي : قال . العراق وأشراف الناس فيصيب منهم بشعره

: العباس وكان أبوه العباس أيضا شاعرا وأعمل فكر الليل والليل عاكر...فىت إذا طارقات اهلم ضاجعت ال

سواى وال من نكبة الدهر ناصر...وباكرين يف حاجة مل جيد هلا

وزايله هم طروق مسامر...فرجت مبايل مهه من مقامه

يب اخلري إين الذي ظن شاكر...وكان له فضل على بظنه

: ابن عبد الرب وغريهقاله أبو عمر: وقال أيضا وقد عمى يف آخر عمره وروى عنه من وجوه

ففي لساين وقليب منهما نور...إن يأخذ اهللا من عيين نورمها

ويف فمي صارم كالسيف مأثور...قليب ذكي وعقلي غري ذي دخل

وهذا من أحسن ما قيل يف هذا املعىن وهو داخل يف باب حتسني ما يقبح وقد مجعت قطعة من ذلك يف تأليفى للخزانة


ومن ذلك قول بشار بن برد. املوسوم ب قطع الرياض يف بدع األغراض العالية اإلمامية :

فجئت مصيب الظن للعلم موئال...عميت جنينا والذكاء من العمى

بقلب إذا ما ضيع الناس حصال...وغاض صفاء العني للعقل رافدا

بقول إذا ما أحزن الشعر أسهال...وشعر كنور الروض المست نظمه

: أليب العالء والصحيح أنه أليب احلسن احلصريوقال آخر ويروى

وإين اليوم أبصر من بصري...كال : قد عميت فقلت : وقالوا

ليجتمعا على فهم األمور...سواد العني زار سواد قليب

: وكان أعمى- املعروف بدرود ويقال دريود -وقال عبد اهللا بن سليمان القرطيب النحوي

كفى عن اهللا يف تصديقه اخلرب...: قلت هلا من للعمى باحلسن: تقول

واحلسن ما أستحسنته النفس ال البصر...القلب يدرك ما ال عني تدركه

بل القلوب اليت يعمى ا النظر...وما العيون اليت تعمى إذا نظرت

: قول اآلخر- لوال شوبه باهلجر -ومن جيد العذر

: قالوا دي هلم يهونبفق: قلت ... العمى منظر قبيح

تأسى على فقده العيون...تا هللا ما يف األنام شيء

. وعلى من أفتحهما : لو قدحتهما فقال : كأنه أخذه من قول سعيد بن املسيب وقد نزل املاء يف عينيه فقيل له

: ومثل هذا قول املعرى وهو عندي من املنشد

إن العمى أوالك إحسانا...أبا العالء بن سليمانا

مل ير إنسانك إنسانا...صرت عيناك هذا الورى لو أب

عبد اهللا بن الزبري

أبو بكر وأبو خبيبوهو الذي وىل قتل جرجري ملكها وأحتز رأسه وجعله يف رحمه وكرب . غزا إفريقية مع ابن أيب سرح يف خالفة عثمان

به ابن أيب سرح بشريا إىل عثمان فإزم الروم يف خرب طويل ذكره مصعب بن الزبري يف كتاب قريش من تأليفه فوجهوبشر عبد اهللا : قال مصعب . فقدم عليه فأخربه بفتح اهللا ونصره وخطب يومئذ بذلك يف مسجد املدينة على املنرب

مقدمه من إفريقية بابنه خبيب بن عبد اهللا وهو أكرب ولده فيقال -بل عبد اهللا بن الزبري وذلك أصح بعث عبد اهللا بن سعد بالفتح عقبة بن نافع ويقال : وقال ابن عبد احلكم

وقد قيل إن عبد اهللا بن سعد كان قد وجه مروان : قال . إنه سار على راحلته إىل املدينة من إفريقية يف عشرين ليلة بن احلكم إىل عثمان من إفريقية فال أدري أيف الفتح أم بعده ؛ واهللا أعلم

وكان قد خرج من . اق وأكثر الشام بعد موت معاوية ابن يزيد بن معاوية مث وىل ابن الزبري اخلالفة باحلجاز والعر وأقام يسلم عليه باخلالفة - إثر موت معاوية بن أيب سفيان ممتنعا من بيعة ابنه يزيد -املدينة مع احلسني بن علي

تسع سنني مث قتله عبد امللك بن مروان على يد احلجاج سنة ثالث وسبعني من اهلجرة


كان أول ما أفصح به عمى عبد اهللا بن : زبري بن بكار يف كتاب نسب قريش له عن هشام بن عروة قال وحكى الأما واهللا : فكان الزبري بن العوام إذا مسع ذلك منه يقول . السيف وكان ال يضعه من فمه - وهو صيب -الزبري

ليكونن له منه يوم ويوم وأيام : ومن شعره املشهور عنه

بغيب ولو القيته لتندما...د أراد مساءيت وكم من عدو ق

أصر على إمث وإن كان أقسما...كثري اخلنا حىت إذا ما لقيته

ويروى لعبد اهللا بن الزبري : وقال أيضا أنشده له أبو على احلسن بن رشيق يف كتاب العمدة من تأليفه ؛ قال غريه : بفتح الزاي وكسر الباء

وال أحز على ما فاتين الودجا... ال أحسب الشر جارا ال يفارقين

إال وثقت بأن ألقى هلا فرجا...وما لقيت من املكروه مرتلة

: ويروى أن معاوية بن أيب سفيان كتب إليه

حبلم رأوا فضال ملن قد حتلما...رأيت كرام الناس إن كف عنهم

فذلك أحرى أن جيل ويعظما...وال سيما إن كان عفوا بقدرة

أتيت من األخالق ما كان أألما... فتعذر بالذي ولست بذي لؤم

كرهت فيخزى اهللا من كان أظلما...وإين ألخشى أن أنالك باليت

: فراجعه ابن الزبري وأخزى إله الناس من كان أظلما...أال مسع اهللا الذي أنا عبده

وأسرعه يف املوبقات تقحما...وأجرا على اهللا العظيم جبرمه

وليس بذي حلم ولكن حتلما...حليم بقدرة أغرك أن قالوا

ألنقضها مل تنج مىن مسلما...وأقسم لوال بيعة لك مل أكن

ومما رويته من طريق ابن أيب احلسن بن صخر يف فوائده وقرأته على احلافظ أيب الربيع سليمان بن موسى بن سامل أجتمع مروان وابن الزبري عند عائشة : الزهري قال حدثين يونس عن : الكالعي بإسناده إىل عبد اهللا بن املبارك قال

فذكر مروان بيتا من شعر لبيد: رضي اهللا عنها قال :

يعود رمادا بعد إذ هو ساطع...وما املرء إال كالشهاب وضوئه

وما تعجبك لو شئت قلت ما هو أفضل منه: قال ابن الزبري . فتعجب منه :

ال باألقربني تدافعففوض إىل اهللا األمور إذا اعترتفباهللا

: قال مروانقاس وخاشع: وال يستوى قلبان ...وداو ضمري القلب بالرب وألتقى

: وقال ابن الزبري

عتل ألرحام األقارب قاطع...عبد مصلم : وال يستوى عبدان


: قال مروان يبيت يناجي ربه وهو راكع...وعبد جتاىف جنبه عن فراشه

: قال ابن الزبري إذا مجعتهم يف اخلطوب اامع... أهل يعرفون ديهم وللخري

: قال مروان تشري إليهم بالفجور األصابع...وللشر أهل يعرفون بشكلهم

ما مسعت جمادلة قط أحسن من هذه ولكن ملروان إرث يف الشعر ليس لك: فسكت ابن الزبري فقالت له عائشة

مروان بن احلكم أبو عبد امللكوكان . ع ابن أيب سرح ووجهه إىل عثمان رضي اهللا عنه على ما ذكره ابن عبد احلكم حسبما تقدم غزا إفريقية م

فلما اجتمعوا . ابن أيب سرح قد كتب إىل عثمان يستأذنه يف غزو إفريقية فندب عثمان الناس بعد املشورة يف ذلك سعد بن أيب سرح مبصر فيكون األمر إليهأمر عليهم احلارث بن احلكم أخا مروان إىل أن يقدموا على عبد اهللا بن

: ومن شعر مروان

وأعلم بأنك بعد املوت مبعوث...أعمل وأنت من الدنيا على حذر

حمصى عليك وما خلفت موروث...وأعلم بأنك ما قدمت من عمل

ند موت معاوية بن وقد أوردت ما دتار بينه وبني عبد اهللا بن الزبري قبل هذا ؛ وهو القائل أيضا بني يدي خالفته ع : يزيد بن معاوية وأضطراب األمور بالشام

وامللك بعد أيب ليلى ملن غلبا...إين أرى فتنة تغلى مراجلها

وذكر له الزبري بن بكار وغريه رجزا يف قتل احلسني بن علي حني قدم برأسه على املدينة تركت ذكره ؛ وكان أخوه عبد الرمحن بن احلكم من فحول الشعراء

نه عبد امللك بن مرواناب

أبو الوليدغزا إفريقية مع معاوية بن حديج سنة أربع وثالثني يف آخر خالفة عثمان وبعثه معاوية هذا إىل مدينة يقال هلا جلوال

فلم يسر إال يسريا حىت رأى يف ساقة . فحاصرها عبد امللك أياما فلم يصنع شيئا فأنصرف راجعا . يف ألف رجل دا فظن أن العدو قد طلبهم فكر جبماعة من الناس لذلك وبقي من بقي على مصافهم وتسرع الناس غبارا شدي

سرعان الناس فإذا مدينة جلوال قد وقع حائطها فدخلها املسلمون وغنموا ما فيها وأنصرف عبد امللك إىل معاوية بن حديج

األماين الصادقة وقد رويته عن احلافظ أيب ولعبد امللك يف متنيه اخلالفة وإجابة دعائه بذلك خرب غريب يدخل يف بابكنا : لقد رأيت عجبا : الربيع بن سامل بقراءيت عليه من طريق أيب على بن سكرة الصديف بإسناده إىل الشعيب قال

فقال القوم بعد أن . بفناء الكعبة وعبد اهللا بن عمر وعبد اهللا بن الزبري ومصعب بن الزبري وعبد امللك بن مروان


ليقم كل رجل منكم فليأخذ بالركن اليماين ويسأل اهللا حاجته فإنه يعطى من سعة ؛ قم يا عبد : من حديثهم فرغوااللهم إنك عظيم ترجى لكل : فقام فأخذ بالركن اليماين مث قال . اهللا ابن الزبري فإنك أول مولود ولد يف اهلجرة

من الدنيا حىت توليين احلجاز ويسلم علي باخلالفة عظيم أسألك حبرمة وجهك وحرمة عرشك وحرمة نبيك أال متيتىناللهم إنك رب كل : قم يا مصعب بن الزبري فقام حىت أخذ بالركن اليماين مث قال : فقالوا . ؛ وجاء حىت جلس

شيء وإليك يصري كل شيء أسألك بقدرتك على كل شيء أال متيتين من الدنيا حىت توليين العراق وتزوجين سكينة اللهم رب : قم يا عبد امللك بن مروان فقام وأخذ بالركن اليماين فقال : وقالوا . ني ؛ وجاء حىت جلس بنت احلس

السماوات السبع ورب األرضني ذات النبت بعد القفر أسألك مبا سألك عبادك املطيعون ألمرك وأسألك حبرمة من الدنيا حىت توليين مشرق األرض وجهك وأسألك حبقك على مجيع خلقك وحبق الطائفني حول بيتك أال متيتين

قم يا عبد اهللا بن عمر فقام حىت أخذ بالركن : مث قالوا . ومغرا وال ينازعين أحد إال أتيت برأسه مث جاء حىت جلس اللهم إنك رمحان رحيم أسألك برمحتك اليت سبقت غضبك وأسألك بقدرتك على مجيع خلقك أال : اليماين مث قال

فما ذهبت عيناي من الدنيا حىت رأيت كل واحد منهم أعطى : قال الشعيب . حىت توجب يل اجلنة متيتين من الدنيا ومن شعر عبد امللك وقد هم بقتل بعض أهله مث صفح عنه. ما سأل وبشر عبد اهللا باجلنة ورؤيت له :

لكان كثريا بعدها ما ألومها...مهمت بنفسي مهة لو فعلتها

إذا هي مهت أدركتها حلومها...ولكنين من أسرة عبشمية

ويروى أنه ملا بلغه إسراف احلجاج بن يوسف يف القتل وتبذيره األموال بعد ظهوره على عبد الرمحن بن حممد : األشعث كتب إليه ينهاه ويتوعده وكتب يف أسفل كتابه

وتطلب رضاي بالذي أنت طالبه...إذا أنت مل تترك أمورا كرهتها

كذي الدررد الدر يف الضرع حالبه...لك مل تكن وختش الذي مل خيش مث

فإن تر مين وثبة أمويةفهذا وهذا كل ذا أنا صاحبه فيا رمبا قد غص باملاء شاربه...وإن تر مين غفلة قرشية

فإنك جمزىء مبا أنت كاسبه...فال تأمنين واحلوادث مجة

اكبه وأزور باألمر الذي أنا ر...وإين ألغضى جفن عيين على القذى

أخو غفلة عنه وقد جب غاربه...وأملي لذي الذنب العظيم كأنين

وثبت عليه وثبة ال أراقبه...فإن آب مل أعجل عليه وإن أىب

: فجاوبه احلجاج برسالة وكتب معها أذاك فيومى ال توارى كواكبه...إذا أنا مل أطلب رضاك وأتقى

ر الذي هو راكبه تقيه من األم...وما ألمرىء يعصى اخلليفة جنة

ومن مل تسامله فإين حماربه...أسامل من ساملت من ذي مودة

فقامت عليه بالصياح نواديه...إذا قارف احلجاج فيك خطيئة

وأقص الذي دبت على عقاربه...وإن أنا مل أدن النصيح لنصحه


ترد الذي ضاقت على مذاهبه... . .........وأعط املواسى

وخيشى الردى والدهر جم عجائبه...ى موديت فمن يتقى بوسى ويرع

وما مل تقله مل أقل ما يقاربه...ما قلت قلته : فأمرى إليك اليوم

وما مل ترد مين فإين جمانبه...ومهما ترد مين فإين أريده

...... مدى الدهر حىت يرجع الدر حالبه...يب على الرضا

وع من تصنيفات أشتات ؛ وما كان مقوال عليهم ومنحوال إليهم والذي أوردته من أبيات فمنقول عن إثبات وجمم فأنا برىء من عهدته

املائة الثانية أبو جعفر املنصور

عبد اهللا بن حممد بن علي ابن عبد اهللا بن العباس

ح فرارا منهم وملكها يف خالفته بعد أخيه أيب العباس السفا- وهو إذ ذاك سوقة -دخل إفريقية يف أيام بين أمية وخلع فيها وقتا مث عادت إليه ووالها األغلب بن سامل التميمي جد األغالبة املتداولني ملكها إىل أن غلبهم عليها

عبيد اهللا الشيعي فأنقرضوا به

وكان يقال أليب جعفر يف صغره مقالص للقب بذلك تشبيها باملقالص من اإلبل وهي الناقة اليت تسمن يف الصيف وليس يف . وهو مقلوب العادة : حكى ذلك أبو الوليد الوقشي قال . ك كان أبو جعفر وزل يف الشتاء وكذل

خلفاء بين العباس أعلم من أيب جعفر املنصور وعبد اهللا املأمون مث بعدمها الرشيد والواثق ومن متأخريهم املسترشد بن املستظهر ؛ وأشعرهم أبو العباس الراضي بن املقتدر

ملة من امللوك وكان يفرط يف دعواه األطالع ويقرط بتقريط نفسه األمساع فمن قوله يف وأبو جعفر معدود يف الكمعاوية وكفاه زياده وعبد امللك وكفاه حجاجه وهشام وكفاه مواليه وأنا وال كاىف يل: امللوك أربعة : بعض خطبه !

كتب إليه عيسى بن -اقبة ذلك وقد حذر من ع-وملا عزم على الفتك بأيب مسلم صاحب دولتهم والقائم بدعوم : موسى بن على ابن عبد اهللا بن العباس مشريا عليه باألناة وكان قد شاوره فيه

فإن فساد الرأي أن يتعجال...إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدثر

: فقال املنصور جييبه فإن فساد الرأي أن يترددا...إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزمية

وبادرهم أن ميلكوا مثلها غدا...ا بقدرة وال مل األعداء يوم

: وينظر إىل هذا قول عبد اهللا بن املعتز

فال تبد فعلك إال ا...وإن فرصة أمكنت يف العدا

أتاك عدوك من باا...فإن مل تلج باا مسرعا

وتأميل أخرى وأىب ا...وإياك من ندم بعدها

: وقال املنصور


حبزم ومل تعرك قواى الكراكر...ا تقسمين أمران مل أفتتحهم

من اهلم ردا عليك املصادر...وما ساور األحشاء مثل دفينة

لدى ما عرا مقدامة متجاسر...وقد علمت أبناء عدنان أنين

وقال أيضا خياطب حممدا وإبراهيم ابين عبد اهللا بن احلسن بن علي بن أيب طالب رضى اهللا عنهم حني خرجا عليه والبصرةباملدينة :

ولكنكم فينا سيوف قواطع...بىن عمنا ال نصر عندكم لنا

وباهللا أمحى عنكم وأدافع...فلوال دفاعي عنكم إذ عجزمت

عهدناكم واهللا معط ومانع...لكنتم ذناىب آل مروان مثلما

عبد الرمحن بن معاوية

بن هشام بن عبد امللك بن مروان وكنيته أبو املطرف وهو األشهر يف - مساه أبو جعفر املنصور بذلك -ريش الداخل إىل األندلس ويقال له صقر ق كنيته وقيل أبو زيد وقيل أبو سليمان

هرب يف أول دولة بىن العباس إىل املغرب وتردد بنواحي إفريقية وأقام دهرا يف أخواله نفزة من قبائل الرببر وكانت ول سنة مثان وثالثني ومائة وهزم أمريها يوسف ابن عبد الرمحن أمه منهم راح مث حلق باألندلس يف غرة شهر ربيع األ

الفهري يف يوم اخلميس لتسع خلون من ذي احلجة من هذه السنة وأستوسقت له اخلالفة ليوم آخر يوم اجلمعة يوم األضحى وهو ابن ست وعشرين سنة

ه أقام أشهرا دون السنة يدعو أليب جعفر ودعا لنفسه عند استغالظ أمره وأستيالئه على دار اإلمارة قرطبة ويقال إناملنصور متقيال يف ذلك يوسف الفهري الوايل قبله إىل أن أفرد نفسه بالدعاء ؛ ويقال إن عبد امللك بن عمر ابن

مروان بن احلكم أشار عليه بذلك عند خلوصه إليه فقبله ؛ إال أنه مل يعد أسم اإلمارة وسلك األمراء من ولده سنته عهد عبد الرمحن بن حممد الناصر لدين اهللا فهو الذي تسمى باخلالفة بعد سنني من سلطانه ودعى بأمري يف ذلك إىل

املؤمنني ملا أستفحل أمره وأستبان له ضعف ولد العباس وأنتثار سلطام باملشرق وذلك يف آخر خالفة املقتدر باهللا خلف بن حيان صاحب تاريخ األندلسذكر ذلك أبو مروان حيان بن . جعفر بن أمحد املعتضد منهم

: ومن شعر عبد الرمحن بن معاوية يتشوق معاهده بالشام أنشده احلميدي يف تارخيه

أقر من بعضي السالم لبعض...أيها الركب امليمم أرضي

وفؤادي ومالكيه بأرض...إن جسمي كما علمت بأرض

وطوى البني عن جفوين غمضي...قدر البني بيننا فأفترقنا

فعسى بإجتماعنا سوف يقضى...قد قضى اهللا بالفراق علينا

: وقال أيضا يف حيوة بن مالمس احلضرمي من جند محص النازلني إشبيلية وكانت له منه مرتلة لطيفة يف أول ملكه

إذا غاب عنها حيوة بن مالمس...فال خري يف الدنيا وال يف نعيمها

عليه وناىف الضيم عن كل بائس ...أخو السيف قارى الضيف حقا يرامها


نظر إىل - أول نزوله منية الرصافة بقرطبة وأختاذه هلا -وحكى عيسى بن أمحد الرازي أن عبد الرمحن بن معاوية : خنلة مفردة فهاجت شجنه وتذكر بلد املشرق فقال بديها

تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل...تبدت لنا وسط الرصافة خنلة

وطول التنائي عن بين وعن أهلي...يف التغرب والنوى شبيهي : فقلت

فمثلك يف اإلقصاء واملنتأى مثلي...نشأت بأرض أنت فيها غريبة

يسح ويستمري السماكني بالويل...سقتك غوادي املزن من صوا الذي

: وقال أيضا فيها

يف الغرب نائية عن األصل...يا حنل أنت غريبة مثلي

عجماء مل تطبع على خبل...كبسة فأبكى وهل تبكي م

ماء الفرات ومنبت النخل...لو أا تبكى إذا لبكت

بغضي بين العباس عن أهلي...لكنها ذهلت وأذهلين

وقد قيل إن األبيات األربعة األول لعبد امللك بن بشر بن عبد امللك بن بشر بن مروان بن احلكم قاهلا عند دخوله وقيل يف األبيات األخرية إا لعبد امللك . باس يف صدر أيام األمري عبد الرمحن بن معاوية األندلس فرارا من بين الع

على ما حكى -ابن عمر بن مروان بن احلكم وقد أجتاز يف قصده قرطبة حضرة األمري عبد الرمحن بن معاوية مفردة فلحقته رقة عند النظر خنلة- يعرف ب النخيل إىل اليوم - مبدينة إشبيلية فرأى يف موضع منها -احلافظ

إليها وقال بديها األبيات املذكورة لعبد الرمحن ابن معاوية ما حكى احلافظ أبو القاسم - أعين األبيات األخرية -ومما يرد هذا القول ويقوى نسبتها

قيسي مبدينة خلف بن عبد امللك بن بشكوال يف تارخيه وقرأته على القاضي أيب اخلطاب أمحد بن حممد بن واجب الدخلت يوما : قال أبو بكر حممد بن موسى بن فتح يعرف بابن الغراب : بلنسية عنه قراءة عليه حبضرة قرطبة قال

رأيت الساعة يف توجهي إليك القاضي والوزراء واحلكام والعدول : على أيب عثمان بن الفزاز وهو يعلق فقلت له : فقال يل ابن القزاز : قال . ربنالش وهبها هشام للمظفر بن أيب عامر قد ضوا جبمعهم إىل حيازة اجلنة املعروفة ب

إن هشاما لضعيف هذه اجلنة املذكورة هي أول أصل أختذه عبد الرمحن بن معاوية ؛ وكان فيها خنلة أدركتها بسىن فرأى تلك النخلة ويف ذلك يقول عبد الرمحن بن معاوية وقد ترته إليها : قال . ومنها توالدت كل خنلة باألندلس

يا خنل أنت غريبة مثلي وذكر األبيات إىل آخرها: فحن

وحكى أبو عمر أمحد بن حممد بن فرج صاحب كتاب احلدائق املؤلف للحكم املستنصر باهللا من أشعار األندلسيني حقه عليه يستعظم- رمحه اهللا -بلغين أن بعض الوفود من قريش كتب إىل اإلمام عبد الرمحن بن معاوية : قال

: بالرحم ويستقل حظه منه باملستطمع فوقع يف ظهر كتابه منتضى الشفرتني نصال...شتان من قام ذا أمتعاض

مساميا جلة وحمال...فجاب قفرا وشق حبرا

ومنربا للخطاب فصال...فشاد جمدا وبز ملكا


ومصر املصر حني أخلى...وجند اجلند حني أودى

هلم أهال: حيث أنتأوا أن ...مث دعا أهله مجيعا

شريد سيف أباد قتال...فجاء هذا طريد جوع

وحاز ماال وضم مشال...فنال أمنا ونال شبعا

أعظم من منعم وموىل...أمل يكن حق ذا على ذا

: وبعض هذا الشعر عن ابن حيان وأوله عنده

فشال ما قل وأضمحال...شتان من قام ذا امتعاض

جمردا للعداة نصال... ومن غدا مصلتا لعزم

البيت...فجاب قفرا

فبز ملكا وشاد عزا إال أن ابن حيان ذكر عن معاوية بن هشام الشبينسي أن جلساء عبد الرمحن القادمني : وبعده عليه من فل أهله بالشام حدثوه يوما ما كان من الغمر بن يزيد بن عبد امللك بن مروان ابن عمه أيام حمنتهم وكالمه

ونسب ذلك إىل عبد اهللا بن علي ؛ ويف األوراق للصوىل أن السفاح عبد اهللا بن حممد بن -س الساطى م للعبا وكثر القوم يف وصف ذلك وعجوا به فكأن األمري عبد -علي توىل قتل الغمر وقد فخر يف جملسه مبناقب قومه

عة من مملكة اإلسالم عن عدوه وقام من الرمحن أحتقر ذلك يف جنب ما كان منه هو يف الذهاب بنفسه ألقتطاع قط جملسه فصاغ هذه األبيات بديهة

وأتاه يف بعض غزواته آت ممن كان يعرف كلفه بالصيد فأخربه عن غرانيق واقعة يف جانب من : قال ابن الفرج : مضطرب العسكر وحركه إىل اصطيادها فقال

فإن مهي يف أصطياد املارق...دعين وصيد وقع الغرانق

إذا التظت لوافح الضوائق...نفق إن كان أو يف حالق يف

غنيت عن روض وقصر شاهق...كان لفاعي ظل بند خافق

: فقل ملن نام على النمارق...بالقفر واإليطان بالسرادق

فأركب إليها ثبج املضائق...إن العال شدت م طارق

أوال فأنت أرذل اخلالئقويةابنه هشام بن عبد الرمحن بن معا

وكانت وفاة أبيه وهو . وىل اخلالفة باألندلس بعد أبيه يوم األحد غرة مجادى األوىل من سنة إحدى وسبعني ومائة مباردة يوم الثالثاء لست بقني من ربيع اآلخر وبقرطبة ولد له هشام هذا ألربع خلون من شوال سنة تسع وثالثني

وأستوزره أبوه عبد الرمحن وأخاه كبريه سليمان املولود . ليد ومائة ؛ ويعرف ب الرضا لعدله فضله ويكىن أبا الووكانا يركبان متداولني ومتناوبني ال . بالشام تنويها حباهلما وأخذمها بالركوب إىل القصر ومشاهدة جمالس مشورته

اد شعر أو فإذا كان يوم هشام تأهب حاضرو الس من كبار أهل اململكة واإلفاضة يف احلديث إىل إنش: جيتمعان ضرب مثل أو ذكر يوم من أيام العرب أو ذكر حرب أو أجتالب حيلة أو حكاية تدبري أو إمحاد سرية ؛ وإذا كان


يوم سليمان خال من ذلك كله وانبسط احلاضرون يف غث األحاديث وأخذوا يف الدعابة - وهو مرشح للخالفة -وية ويروى أن رجال يعرف باهلوارى دخل على هشام يف حياة أبيه عبد الرمحن ابن معا

فقال له إن فالنا مات عن ضيعة تعود بكذا وكذا من الغلة وأا تباع يف دين أو عن وصية وهي ناعمة مثمرة وطيبة أنا أريد أمرا إن بلغته غنيت عنها وإن قطع يب دونه خسرا ؛ : فقال له . األرض خمصبة وحضه على اشترائها

فأمر بأبتياعها . فأصطنعين ا جتد أكرم مصطنع : فقال له اهلوارى . ساب ضيعة وألصطناع رجل أحب إيل من أكت : فأشار بعض من حضر إىل أن األستعداد باملال أعون على درك اآلمال فأطرق عنه مث قال

البذل ال اجلمع فطرة الكرمفال ترد يب ما مل ترد شيمينعم حسيب أصطناع األحرار بال...ما أنا من ضيعة وإن نعمت

ملك الورى والعباد قاطبة ال ملك بعض الضياع من مهي ويف سجال احلروب حبر دم...تفيض كفى يف السلم حبر ندى

متسك غري احلسام والقلم...تزل عن راحيت البدور وما

وإن كان قليال فكفى دليال على سرف . غري هذا املنشد - مع نشدان ضالة كالمه -مل أجد هلذا امللك األجمد : احلباء وشرف احلوباء حىت كأن أعشى مهدان مسع بطوله فأعتمده بقوله

وأنت اليوم خري منك أمس...رأيتك أمس خري بين لؤي

كذاك تزيد سادة عبد مشس...وأنت غدا تزيد اخلري ضعفا

ابنه احلكم بن هشام املعروف بالربض أبو العاصى

وكان شجاعا باسال أديبا مفتنا خطيبا مفوها . سنة مثانني ومائة ويل بعد أبيه يوم اجلمعة ألربع عشرة خلت من صفر وشاعرا جمودا حتذر صوالته وتستندر أبياته

وهو الذي أوقع بأهل الربض فنسب إليه وأمر دمه وتعطيله وصري ذلك وصية فيمن خلفه وعهدا على بنيه ما كان دولتهم مث بعدها إىل أن ملك الروم قرطبة يوم األحد فلم يعمر وال أختطت فيه دار إىل آخر. هلم سلطان باألندلس

الثالث والعشرين من شوال سنة ثالث وثالثني وستمائة وأقام على ذلك حنوا من أربعمائة سنة وثالثني سنة ؛ وال أعلمه إال كذلك إىل اليوم

نتني ومائتني يف آخر وكانت وقعة الربض الشنعاء يوم األربعاء النحسة لثالث عشرة خلت من شهر رمضان سنة أثخالفة احلكم ويوم اخلميس بعده أمر دم الربض القبلي الذي منه نشأت الفتنة فأعيد بطحاء مزرعة بعد أن قتل من

أهله مقتلة عظيمة وأسر خلقا مجا صلب منهم حنو ثلثمائة صفوا من إزاء باب القنطرة إىل آخر املصارة مع ضفة ومتادى القتل والنهب ملنازهلم والتتبع ملستخفيهم . منهم عددا وال أهول منظرا النهر مل ير فيما سلف ممثلون أكثر

وكف احلكم عن احلرم . ثالثة أيام مل تقل ملن عثر عليه منهم عثرة وجرت عليهم خالهلا حمن ال تضبطها الصفة ووصى ن فأمجل يف ذلك ما شاء

على أن خيرجوا من حضرته قرطبة فساروا عن أوطام كل وملا انقضت األيام الثالثة أمر برفع القتل وتأمني الفل


وأستمروا ظاعنني على الصعب والذلول يف يوم األربعاء لعشر بقني من شهر رمضان املؤرخ . حبسب ما أمكنه وحلق مجهورهم بطليطلة ملخالفة أهلها احلكم وجلأ آخرون إىل سواحل . متفرقني يف قصى الكور وأطراف الثغور

يف البحر حنو املشرق حىت أنتهوا إىل - حنو اخلمسة عشر ألفا -وأصعدت منهم طائفة عظيمة . ر بالد الربباإلسكندرية وذلك يف أول والية عبد اهللا املأمون بن الرشيد فعازهم أهلها وذهبوا إىل إذالهلم فأبوا الضيم وثاروا م

إىل أن ورد . منكرة وملكوا اإلسكندرية مديدة فغلبوهم وبذلوا السيف فيهم وقتلوا كثريا منهم وسطوا م سطوةعبد اهللا بن طاهر أمريا على مصر من قبل املأمون فصاحلهم على التخلى عنها على مال بذله هلم وخريهم يف الرتول

وكانت يومئذ خالية من الروم فأحتملوا . حبيث شاءوا من جزائر البحر فأختاروا جزيرة إقريطش من البحر الرومى بفتنتهم ونزلوها فأعتمروها وجاءهم الناس من كل مكان فأوطنوها معهمإليها

عندما محى وطيسها وأعضل -وحكى ابن حيان عن أيب بكر بن القوطية وغريه أن احلكم غرب يف بأساء حربه هذه مه بالسطح وذلك أنه يف مقا: بنادرة من نوادر الصرب والتوطني على املوت ما مسع ألحد من امللوك مثلها -خطبها

وعند بصره بأشتداد احلرب وجثوم الكرب ومساعه قعقعة السالح وأنتماء األبطال دعا بقارورة غالية لتدين منه فكأن اخلادم : ويف رواية أخرى -فتواىن ا عنه خادمه املسمى يزنت ظنا منه أنه هلج يف منطقه فصاح به وزجره

فجاءه بالقارورة -أنطلق يا ابن اللخناء فعجل : فصاح به احلكم شك يف طلبته وام مسعه فتوقف عن املضى ألمرهوأية ساعة طيب هذه يا موالي فتستعمله وقد ترى ما : فأفرغها على رأسه وحليته ومل ميلك اخلادم نفسه أن قال له

أسكت ال أم لك: حنن فيه فقال له !

مث أستألم للحرب وأمر . يفرق الطيب بينهما من أين يعرف قاتل احلكم رأسه من رأس غريه إذا هو حزه إن مل بتفريق السالح واخليل على أجناده وأضهم لقتال من جاش به بعد أن كتبهم كتائب قود عليها كبارا من قواده

وأهل بيته فأزمت العامة بعد قتال شديد ومل تكن ألحد منهم كرة ؛ وكانوا كالدبا كثرة

بض حالوة العيش وأمتحن بعلة صعبة طاولته أربعة أعوام فلت غربه وأطالت ومل ينل احلكم بعد وقيعة الر: قال ضناه وأحتجب فيها آخر مدته وأستناب ولده عبد الرمحن يف تدبري ملكه فمات على توبة من ذنوبه وندم على ما

اقترف منها بني صاليت الظهر والعصر من يوم اخلميس ألربع بقني من ذي احلجة سنة ست ومائتنيشعره يف ذلك يعذر نفسه بالدفاع عن ملكه واحلماية لسلطانه وهو من أحسن شعر قيل يف معناهومن :

وقدما ألمت الشعب مذ كنت يافعا...رأبت صدوع األرض بالسيف راقعا

أبادرها مستنضى السيف دراعا...هل ا اليوم ثغرة : فسائل ثغوري

ان اهلبيد لوامعا كأقحاف شري...وشافه على األرض الفضاء مجامجا

بوان وقدما كنت بالسيف قارعا...تنبئك أين مل أكن يف قراعهم

فلست أخا حيد عن املوت جازعا...وإين إذا حادوا حذارا عن الردى

ومن ال حيامى ظل خزيان ضارعا...محيت ذمارى فأنتهكت ذمارهم

سقيتهم سجال من املوت ناقعا...وملا تساقينا سجال حروبنا

فالقوا منايا قدرت ومصارعا...زدت أن وفيتهم صاع قرضهم وهل


مهادا ومل أترك عليها منازعا...فهاك بالدي إنين قد تركتها

قدم بعد الوقعة علينا عباس بن ناصح قرطبة أيام األمري عبد الرمحن بن احلكم : قال عثمان بن املثىن النحوي املؤدب فلما بلغت إىل قوله. فأنشدته إياه فأستنشدين شعر األمري احلكم يف اهليج :

فالقوا منايا قدرت ومصارعا...وهل زدت أن وفيتهم صاع قرضهم

إذا : ويف رواية . لو أن احلكم خيشى للخصومة بينه وبني أهل الربض لقام بعذره فيهم هذا البيت : قال عباس نه يوم القيامةكانت اخلصومة بينه وبني أهل الربض أجربته فإن هذا البيت ليحاجج ع

: وله أيضا يف ذلك

من اللحن يف األوتار واللهو والردن...غناء صليل البيض أشهى إىل األذن

أرتك جنوما يطلعن من الطعن...إذا أختلفت زرق األسنة والقنا

وتستشعر الدنيا لباسا من األمن...ا يهتدى السارى وتنكشف الدجى

سهام ردى قبلي أصابت ذوي اجلنب...شققت غمار املوت ختطىء مهجيت

لفاعى فيها غري يفء القنا اللدن...إذا لفحت ريح الظهائر مل يكن

فمايل غري السيف والرمح من حصن...وإن مل جيد حصنا سوى الفر مقدم

له األرض وأستوىل على السهل واحلزن...قذفت م من فوق ماء فاتروت

كما سحت عزال من املزن وسح...فسار يروى كل صديان حائم

ذرى شاهق أضحى كمنتفش العهن...وإن عن للتيار من سيالنه

حبمل هناء ليس يصلح للبدن...هنأت به حربا تقشع حبرها

: وله يف النسيب

ولقد كان قبلذاك مليكا...ظل من فرط حبه مملوكا

وبعادا يدىن محاما وشيكا...إن بكى أوشكا اهلوى زيد ظلما

مستهاما على الصعيد تريكا...جآذر القصر صبا تركته

للذي جيعل احلرير أريكا...جيعل اخلد واضعا فوق ترب

ب إذا كان يف اهلوى مملوكا...هكذا حيسن التذلل يف احل

: وله يف مخس جوار من خطاياه كن مصطحبات فتغاضنب عليه وقتا يف طريق الغرية وهجرنه

ولني عين وقد أزمعن هجراين...قضب من البان ماست فوق كثبان

معصيان حىت حال منهن عصياين...ناشدن حبقي فأعتزمن على ال

للحب ذل أسري موثق عان...ملكنين ملك من ذلت عزائمه

! يغصبنين يف اهلوى عزى وسلطاين...من يل مبغتصبات الروح من بدين

إدريس بن عبد اهللا بن احلسنالببن احلسن ابن علي بن أيب ط


وكان شيخ بين هاشم يف وقته إدريس األكرب وأمه هند بنت أيب عبيدة املطلبية وإدريس . ولد لعبد اهللا بن حسن عيسى وسليمان ؛ حكى ذلك أبو علي : األصغر هذا أمه عاتكة بنت عبد امللك بن احلارث املخزومية وأخواه منها

وف بالوكيل يف كتابه املعرب عن أخبار املغرب وأختصرته حسني بن أيب سعيد عبد الرمحن بن عبيد القريواين املعروذكر أن إسحاق ابن عيسى كان على املدينة فلما مات املهدي ووىل موسى اهلادى شخص وافدا عليه . منه

وأستخلف على املدينة عمر بن عبد العزيز بن عبد اهللا بن عمر بن اخلطاب فخرج عليه ا احلسني بن علي بن ن العلوي وأستخفى العمري حىت خرج احلسني إىل مكة يف ذي القعدة سنة تسع وستني ومائةاحلسن بن احلس

وكان قد حج يف تلك السنة رجال من بين العباس منهم حممد بن سليمان ابن علي والعباس بن حممد وموسى بن فالتقوا بفخ وخلفوا عيسى وعلى املوسم سليمان بن أيب جعفر ؛ فكتب اهلادي إىل حممد بن سليمان يوليه احلرب

وكانت الوقعة يوم السبت يوم التروية فقتل احلسني القائم وسليمان بن عبد . عبيد اهللا ابن قثم مبكة للقيام بأمرها اهللا ؛ وأزم الناس فنودى فيهم باألمان ومل يتبع هارب وحزت الرؤوس فكانت مائة ونيفا

؛ فأما إدريس فلحق باملغرب وجلأ إىل أهله فأعظموه ومل يزل وكان فيمن هرب حيىي وإدريس ابنا عبد اهللا بن حسن عندهم إىل أن أحتيل عليه ؛ وخلف ابنه إدريس بن إدريس فملكوا تلك الناحية وأنقطعت عنهم البعوث

وأما حيىي فصار إىل جبل الديلم فأقام عند صاحبه إىل أن شخص إليه الفضل بن حيىي بن خالد يف أيام الرشيد فأمنه ه إليهومحل

وقد قيل إن إدريس هرب إل املغرب يف أيام أيب جعفر املنصور عند قتل أخويه حممد وإبراهيم القائمني عليه باملدينة وبالبصرة وأن أبا جعفر بعث إليه من مسه ؛ والصحيح أن ذلك كان يف خالفة اهلادى بالعراق وبعد عشرة أشهر

ة باألندلس وقيل وفاته بعامني وأشهر وأن إدريس وقع إىل مصر وأيام منها ويف آخر خالفة عبد الرمحن بن معاوي فحمله على الربيد إىل أرض املغرب حىت أنتهى إىل - وكان رافضيا -وعلى بريدها واضح موىل صاحل بن املنصور

املدينة وليلى من أرض طنجة فأستجاب له من ا وبأعراضها من الرببر فلما وىل الرشيد علم بذلك فضرب عنق اضح وصلبه ودس إىل إدريس من أنس به واطمأن إليه وكتب له كتابا إىل إبراهيم بن األغلب عامله على إفريقية و

فأحتمال حىت مسهالشماخ املشماسي موىل املهدي مسه يف سنون سقطت منه أسنانه ملا : فقيل . وأختلف فيمن سم إدريس وما سم فيه

وقيل جعل سليمان بن جرير الرقى كان سبب مسه وكان . شاء اهللا أستعمله ومات من وقته وسيأيت خربه بعد إن إدريس به واثقا فأتى من قبله وهرب مع الرسل الذين أتوا يف ذلك وطلب ففات

ناظر إدريس يوما يف شيء فخالفه مث دخل - وكان يقول بإمامة زيد بن علي بن احلسني -إن سليمان هذا : ويقال أدركوا سليمان: ليمان بسمكة مشوية أنكر نفسه عند أكله منها فشكا بطنه وقال احلمام فلما خرج بعث إليه س !

أجب: فأدرك وقيل له !

سم يف طيب تطيب : وقيل . فأمتنع فضرب على وجهه بسيف وضرب أخرى على يده فأنقطعت أصبعه وأفلت يء الذي سم به فهم جممعون على أنه وهم وإن أختلفوا يف الش. إمنا سم يف بطيخة : وولده وأهل بيته يقولون . به

ومن شعره. مات مسموما :


وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب...أليس أبونا هاشم شد أزره

وال نتشكى ما يهول من النكب...فلسنا منل احلرب حىت متلنا

ابنه إدريس بن إدريس بن عبد اهللا أبو داوود

س بن عبد اهللا وجارية من جواريه حبلى أمسها كرتة فقام راشد تويف إدري: قال أبو احلسن على بن حممد النوفلي إىل أن . بأمر الرببر - ويقال إنه موىل أخيه عيسى بن عبد اهللا وهو الذي خرج به حىت أقدمه املغرب -مواله

اآلخر ولدت اجلارية غالما فسماه باسم أبيه إدريس وقام بأمره حىت بلغ الغالم وأدبه ؛ وكان مولده يف شهر ربيع سن مخس وسبعني ومائة

وتويف راشد سنة ست ومثانني فقام بأمر الغالم أبو خالد يزيد بن إلياس وأخذ بيعة الرببز له يوم اجلمعة يف شهر ربيع وأسس مدينة القرويني سنة ثالث وتسعني وخرج إىل نفيس يف . اآلخر سنة سبع ومثانني وهو ابن إحدى عشرة سنة

سم يف : مث غزا نفزة وتلمسان وتويف سنة ثالث عشرة ومائتني وهو ابن ثالث وثالثني سنة احملرم سنة سبع وتسعني حبة عنب فلم يزل مفتوح الفم سائل اللعاب حىت مات

وعن غري النوفلي أن زيادة اهللا بن إبراهيم بن األغلب هو الذي أحتال عليه حىت أغتاله

ومنهم بنو محود اخللفاء يف قرطبة بعد األربعمائةوعامة من يف املغرب من احلسنيني من ولد إدريس هذا

وذكر أبو بكر الرازي أن إدريس بن عبد اهللا دخل املغرب سنة اثنتني وسبعني يف شهر رمضان هاربا بنفسه من أيب جعفر ؛ فرتل موضعا يقال له وليلى بوادي الزيتون فأجتمعت إليه قبائل من الرببر فقدموه على أنفسهم وبنوا مدينة

اس ؛ وكانت أمجة شعراء وملا أحتقرت أساساا ألفى يف بعضها فأس فسميت مبدينة فاس وسكنها الرببر فلم تطل فوترك جارية حامال منه فولدت بعده ابنا مسى بإدريس ابن إدريس ملك بعد . أيامه وهلك سنة أربع وسبعني ومائة

ث عشرة ومائتني ومولده يف شهر ربيع اآلخر سنه أبيه مدين فاس وطالت مدته وتويف يف شهر ربيع األول سنة ثالكذا قال الرازي وقد تقدم التنبيه على غلط القائل بدخول إدريس املغرب يف خالفة أيب جعفر . مخس وسبعني

املنصورومن شعر إدريس بن إدريس خياطب البهلول بن عبد الواحد املدغرى ذاهبا إىل مراجعة طاعته وحمذرا مكر إبراهيم

غلب وهو الذي كان أفسده عليه حىت قاتله البهلولبن األ :

وما قد رمى بالكيد كل بالد...كأنك مل تسمع مبكر ابن أغلب

ومناك إبراهيم خرط قتاد...ومن دون ما منتك نفسك خاليا

عليه وكتب إىل إبراهيم بن األغلب يدعوه إىل طاعته أو الكف عن ناحيته ويذكره قرابته من رسول اهللا صلى اهللا : وسلم ويف أسفل كتابه

وعترته واحلق خري مقول...أذكر إبراهيم حق حممد

وما هو لوال رأيه جبهول...وأدعوه لألمر الذي فيه رشده

زالزل يوم للعقاب طويل...فإن آثر الدنيا فإن أمامه


: وله يتشوق أهل بيته

زعي لضل يف روعيت أو ضل يف ج...لو مال صربي بصرب الناس كلهم

يأس إىل طمع......... إال...وما أريع إىل يأس ليسليين

على وساوس هم غري منقطع...وكيف يصرب مطوى هضائمه

كرت عليه بكأس مرة اجلرع...إذا اهلموم توافت بعد هجعته

مها مقيما ومشال غري جمتمع...بان األحبة وأستبدلت بعدهم

ي خمبول من الفزع على ضمري...كأنين حني جيرى اهلم ذكرهم

إىل جوانح جسم دائم الولع...تأوى مهومي إذا حركت ذكرهم

عبد امللك بن عمر بن مروان بن احلكم

أبو مروان وقيل أبو الوليدقدم من مصر على عبد الرمحن بن معاوية يف سنة أربعني ومائة . قعيد مجاعة آل مروان يف وقته وفارسهم وشهام

هو يف عشرة رجال من بنيه فرسان فواله إشبيلية ووىل ابنه عبد اهللا مورور وأغىن يف حرب أول واليته باألندلس و يوسف بن عبد الرمحن الفهري عند نكثه وفراره من قرطبة حىت قتل

وملا زحف أهل محص إىل عبد الرمحن بن معاوية يطلبونه بثأر أيب . كان واليا على ماردة وابنه على لقنت : وقيل أبلى عبد امللك هذا بالء حسنا وقتل ولده أمية صربا ملا أحناز إليه - وكان قد طاح على يديه -يب الصباح اليحص

قدمه فضرب عنقه فهابه اجلند وشدوا معه ومع سائر بنيه فكانت الدبرة على أهل محص ومن معهم وفتح : منهزما بل قتل ابنه املذكور يف حرب : وقيل . رمحن اهللا على يديه فتحا ال كفاه له وأجلت احلرب عنه جرحيا فأحظاه عبد ال

يوسف الفهري حني أزم وقتل من أصحابه حنو عشرة آالف ومل تقم له بعد قائمة فأحظاه عبد الرمحن وقدمه وأستوزر بنيه عبد اهللا وإبراهيم وحكما وزوج ابنته كرتة من ابنه هشام وىل عهده فقال عبد امللك يف ذلك من

: قصيدة طويلة لقد صرت يف أحشائنا الذعا مجرا...زمنا أودى بأهلى ومعشري فيما

كأن على مشس الضحى دوننا سترا...ويزداد دهر السوء غشا وظلمة

أضاء لنا من بعد ظلمته الدهرا...إىل أن بدا من آل مروان مقمر

أقام لنا ملكا وشد لنا أزرا...هجان أصيل الرأى ندب مهذب

وجئنا فألقينا الكرامة والربا... وأنبت آماال وأثبت نعمة

وأصفى لنا مأمول أبنائه صهرا...أنال وأغىن منعما متفضال

إل البدر حىت صرن من حوله حجرا...فنحن حواليه النجوم جتمعت

: ومنها يذكر زفاف ابنته كرتة هذه

إىل خري من أغلى بأمثاا املهرا...لعمري لقد أهديت بيضاء حرة

ويرضى هلا تلك اخلضارمة الزهرا... على كل مقرف هلا حسب يأىب


فأكرم بشمس أنكحت قمرا بدرا...وآل أيب العاص هم نظراؤها

عبد امللك بن بشر بن عبد امللك

بن بشر بن مروان بن احلكم أمية كان أبوه بشر من أمراء األموية فقتله أبو جعفر املنصور مع يزيد بن عمر ابن هبرية الفزاري آخر عمال بين

على العراق وجنا ابنه عبد امللك هذا يف فل القوم إىل املغرب فقصد األندلس ودخلها يف صدر أيام األمري عبد الرمحن ابن معاوية مع ابن عمه جزى بن عبد العزيز بن مروان أخي عمر بن عبد العزيز وسكن جواره بقرطبة ويعرف

وهو القائل يف مقتل أبيه. بالبشرى :

سيد ضخم وعم مفتقد...رعا من والد لست أنسى مص

بني عم وأب زاك وجد...غادرته اخليل يف معترك

وتعفيه أعاصري األبد...تسهك الريح عليه بالضحى

حنوه كثرة مال وعدد...مل يرد املوت عنه إذ مسا

سورة اد له عليا معد...أموي حكمي عرفت

ب الرصد حجب امللك وأبوا...عاش يف ملك عزيزا دونه

لعوايف الطري مسلوب اجلسد...فأنتحته باملنايا فثوى

: وله

فهم طماح حنو كل دخان...يا معشر شغف الطعام قلوم

يف كل معترك أبو سعدان...يهدى لواءهم وحيمل بندهم

من غابه وأمامه شبالن...ميشى كمشي الليث راح عشية

ره لطعان مشروعة يف صد...لو يعرض اخلطى دون وليمة

فيها وقلب مشيع شيحان...ملضى بصادق نية وبصرية

وجيوسها بأشاجع وبنان...حىت يغيب يف الثريد ذراعه

: وله

علق يف حباهلا معمود...وبنفسي من عندها اليوم قليب

عادين من غرامها ما يعود...كلما قلت قد تناهيت عنها

حزن جديد كل يوم سقم و...فبقليب من العج احلب منها

حبيب بن عبد امللك بن عمر

ابن الوليد بن عبد امللك ابن مروان أبو سليمانكان باألندلس يف سلطان عبد الرمحن بن معاوية وكانت له منه خاصة مل تكن ألحد من أهل بيته وواله طليطلة

: وأعماهلا ؛ وهو القائل خياطبه مغريا بأيب الصباح عليه

يف قتل ذي إحن يرتاد للنقم...كم يا ابن اخلالئف إيب ناصح ل


وأشدد يديك به تربأ من السقم...ال يفلتنك فيأتينا ببائقة

إن الصرامة فيه فعلة الكرم...جلله عضبا من اهلندي ذا شطب

ذكر ذلك ابن حيان وقيل إن هذا الشعر اعبد امللك بن عمر بن مروان ابن احلكممعه ستة من ولده فلما صلى عليه قعد وهو يواري فألتفت عبد الرمحن وتويف حبيب هذا يف أيامه فشهد جنازته و

ما هذا يا أبا الوليد أيدفن عمك وخري أهل بيتك وأنت قاعد قم : فرأى ولده هشاما قاعدا ناحية قد يف قعوده فقال وأشدد نطاق احلزن عليك فلن ترى يف قومك مثل أيب سليمان فقام

أيه وإدراته عبد الرمحن بن معاوية ويدىن جمالسهم منه ويضمه إىل خاصته من وكان حبيب من الذين يشاورهم يف ر نقباء دولته وسائر أصحابه ومواليه

: نرجع إىل ذكر األمراء من غري اهلامشية واألموية على الترتيب كما شرطنا يف صدر الكتاب احلسام بن ضرار بن سالمان الكليب

أبو اخلطار بالراء سنة مخس وعشرين ومائة من قبل حنظلة بن صفوان بن نوفل الكليب وايل إفريقية هلشام بن ويل إمارة األندلس يف

وكان قد وىل بإفريقية واليات يف إمرة بشر بن صفوان الكليب أخي . عبد امللك مث للوليد بن يزيد بن عبد امللك وايل إفريقية واملغرب يسألونه أن حنظلة ويقال إن أهل األندلس الشاميني والبلديني كتبوا إىل حنظلة بن صفوان

يبعث إليهم عند أختالفهم واليا جيتمعون عليه فبعث أبا اخلطار هذا فأقبل إليهم حىت قدم عليهم فأطاعه أهلها وأجتمعوا عليه ودانت له األندلس مجعاء إىل والية مروان بن حممد بن مروان آخر خلفاء بين أمية

لى تفريق مجيع العرب الشاميني الغالبني على البد عن دار اإلمارة قرطبة إذ كانت ومل يقدم يف واليته األندلس شيئا عفأنزل يف كوريت : وتوسع هلم يف البالد . ال حتملهم وأنزهلم مع العرب البلديني على شبه منازهلم يف كور شامهم

كوريت لبلة وإشبيلية جند أكشونبة وباجة جند مصر مع البلديني األول وأنزل باقيهم يف كورة تدمري ؛ وأنزل يفمحص مع البلديني األول أيضا ؛ وأنزل يف كورة شذونة واجلزيرة جند فلسطني ؛ وأنزل يف كورة رية جند األردن ؛

وأنزل يف كورة إلبرية جند دمشق ؛ وأنزل يف كورة جيان جند قنسرين ؛ وجعل هلم ثلث أموال أهل الذمة من العجم طعمة

ن اجلند األول على ما بأيديهم من أمواهلم مل يعرض هلم يف شيء منها فلما رأوا بالدا بالدهم وبقي العرب البلديون م خصبا وتوسعة سكنوا وأغتبطوا ومتولوا

وطالعتا موسى بن نصري وبلج بن بشرمها اللتان تعرفان باألندلس باجلندين

هم على املضرية فآل به األمر إىل اخللع أن تعصب لليمانية وفضل- مع مكانه من السداد -مث مل يلبث أبو اخلطار والفرار إىل جهة باجة يف غرب األندلس يف قصص طويلة وذلك سنة مثان وعشرين ومائة بعد أربع سنني وتسعة

ومن شعره. كانت واليته سنة اثنتني وعشرين : أشهر من واليته ؛ وقيل :

لأفأمت بين مروان قيسا دماءناويف اهللا إن مل تنصفوا حكم عد

أفاءت بنو مروان واألول أوىل: ويروي


ومل تعلموا من كان مث له الفضل...كأنكم مل تشهدوا مرج راهط

وليس لكم خيل سوانا وال رجل...وقيناكم حر القنا بنحورنا

وطاب لكم منا املشارب واألكل...فلما بلغتم نيل ما قد أردمت

منا هلا فعل وأنتم كذا ما قد عل...تعاميتم عنا بعني جلية

وزلت عن املرقاة بالقدم النعل...فال تأمنوا إن دارت احلرب دورة

أال رمبا يلوى فينتقض احلبل...فينتقض احلبل الذي قد فتلتم

ابن أخي أيب األعور السلمى -قال أبو اخلطار هذا الشعر ألن هشام بن عبد امللك وىل عبيدة بن عبد الرمحن ويقال إنه قدم . إفريقية وصرف بشر بن حنظلة الكليب فوجدت لذلك اليمانية -صاحب خيل معاوية بصفني

هذا : فألقى بشر بن صفوان قد يأ لشهود اجلمعة ولبس ثيابه فقيل له - ومل يكن عليها إذ ذاك سور -القريوان ! األمري قد قدم

ال حول وال قوة إال باهللا: فقال !

ودخل عبيدة بن عبد الرمحن فجمع بالناس.هكذا تقوم الساعة فما محلته رجاله

وقيل إنه ملا تتابع والة إفريقية واألندلس من قيس قال أبو اخلطار هذا الشعر يعرض فيه بيوم مرج راهط وما كان فلما . من بالء كلب فيه مع مروان ابن احلكم وقيام القيسية مع الصحاك بن قيس الفهري أمري عبد اهللا بن الزبري

هشام بن عبد امللك سأل عن قائله فأعلم أنه رجل من كلب وكان هشام قد وىل إفريقية حنظلة بن بلغ الشعر وهو الرابع عشر من والا مث وىل . صفوان الكليب أخا بشر املذكور فكتب إليه يأمره أن يوىل أبا اخلطار األندلس

وأنشد . خلعه بعبد الرمحن بن معاوية وكان -بعده ثوابة بن سالمة اجلذامى مث يوسف بن عبد الرمحن الفهري وقيناكم حد القنا بسيوفنا : " وقال " إن مل تعدلوا : " أفادت بنو مروان وقال : احلميدي يف تارخيه الشعر وقال فيه

؛ وقال يف البيت الرابع وما بعده" :

وطاب لكم فيها املشارب واألكل...فلما رأيتم واقد احلرب قد خبا

صديقا وأنتم ما علمت هلا فعل...ن مل نكن لكم تغافلتم عنا كأ

وزلت عن املهواة بالقدم النعل...فال تعجلوا إن دارت احلرب دورة

ومل ينشد البيت األخري

وقال أبو اخلطار أيضا خياطب الصميل بن حامت الكاليب رئيس املضرية ورأس املتعصبني معها على اليمانية يف والية فهرييوسف بن عبد الرمحن ال :

وحط عن غاريب ما كان يؤذيين...إن ابن بكر كفاين كل معضلة

فأعمد لذي حسب إن شئت أو دين...إذا أختذت صديقا أو مهمت به

البد يدركين لو كنت بالصني...ما يقدر اهللا يف مايل ويف ولدي

: وأنشد له احلميدي

سعيت به سعى أمرىء غري غافل...فليت ابن حواس خيرب أنين


جذوع خنيل صرعت باملسايل...قتلت به تسعني حتسب أم

بكفي وما أستثنيت منها أناملي...ولو كنت املوتى تباع أشتريته

وحكى أبو علي احلسني بن أيب سعيد عبد الرمحن بن عبيد القريواين املعروف بالوكيل يف الكتاب املعرب عن أخبار ملا قدم القريوان أخذ عمال بشر بن صفوان وأصحابه فحبسهم وأغرمهم املغرب من تأليفه أن عبيدة بن عبد الرمحن

وكان فيهم أبو اخلطار فصنع هذه األبيات وبعث ا إىل األبرش الكليب فدخل ا على هشام بن . وحتامل عليهم ا وهذ: قال أبو علي . وكان ذلك سبب عزل عبيدة عن إفريقية . عبد امللك بن مروان فأنشدها فغضب هشام

الشعر مشهور باملشرق كشهرته باملغرب ؛ ذكره صاحب كتاب اخلصال وجاء به بعض املؤلفني يف أختياره وأتى به ملا أنشده سعيد بن الوليد األبرش الكليب هشام بن عبد امللك غضب وشتم عبيدة وقال : أبو احلسن املدائين وقال ! قبح اهللا ابن النصرانية

وعزله

الصميل بن حامت بن مشر بن ذي اجلوشن الكاليب الضبايب أبو جوشن

كان جده مشر من أشراف عرب الكوفة وهو أحد قتلة احلسني بن علي رضي اهللا عنهما والذي قدم برأسه على يزيد مجاعة منهم فهرب مشر بولده وعياله وحلق - حني قام ثائرا بقتلة احلسني -وقتل املختار بعد ذلك . بن معاوية

يف عز ومنعةبالشام فأقام ا

وقد قيل إن املختار قتل مشرا وفر ولده إىل أن خرج كلثوم بن عياض القشريي غازيا إىل املغرب فكان الصميل ممن ضرب عليه البعث يف أشراف أهل الشام ودخل األندلس يف طاعة بلج بن بشر فل أصحاب كلثوم

األندلس عندما أظهر أبو اخلطار احلسام بن ضرار وهو الذي قام بأمر املضرية يف . وكان شجاعا جندا جوادا كرميا الكليب العصبية لليمانية إال أنه كان رجال أميا ال يقرأ وال يكتب وكانت له يف قلب الدول وتدبري احلروب أخبار

مشهورةان أميا ال فوقف يتفهم وك" وتلك األيام نداوهلا بني الناس " وحكى أبو بكر بن القوطية يف تارخيه أنه مر مبعلم يتلو

يا هناه: يقرأ ونادى املعلم !

فأرى واهللا أن سيشركنا يف هذا األمر العبيد واألراذل والسفلة: نعم قال : كذا نزلت هذه اآلية قال

وغلب على أمر يوسف بن عبد الرمحن الفهري يف واليته وكان معه يف حربه لعبد الرمحن بن معاوية بعد أن واله ة ؛ وهو القائل عندما أغار الطائيون على داره بشقندة يوم املصارة عند أزام الفهري مدينة سرقسطة مث طليطل

: وأستخالف عبد الرمحن

وال بد يوما أن ترد الودائع...أال إن مايل عند طي وديعة

ومنصلي فإن سكتوا أثنت على الوقائع...سلوا مينا عن فعل رحمي

أنشدمها أبو بكر الرازي يف تارخيه الصميل يف سجن عبد الرمحن بن معاوية سنة أثنتني وأربعني ومائةوتويف


األغلب بن سامل بن عقال بن خفاجة التميمي أبو جعفر

كان ممن سعى يف القيام بدعوة بين العباس مع أيب مسلم وحارب معه عبد اهللا بن علي وكان مع أيب جعفر املنصور يف ه الذي ضربه فأطار يده مث توىل حز رأسه ؛ ووجهه أبو جعفر املنصور حصار ابن هبرية ويف قتل أيب مسلم ويقال إن

وهو أول قدومه إىل إفريقية وكان عامل مصر وذلك يف سنة . مع حممد بن األشعث بن عقبة اخلزاعي إىل قتال الرببر ألشعث منهم ثالثون فخرج يف أربعني ألفا عليهم مائة ومثانية وعشرون قائدا من حتت يدا ابن ا. أربع وأربعني ومائة

إن حدث به حدث كان : وقال املنصور . وقيل ألفان فقط من الشام -ألفا من خراسان وعشرة آالف من الشام -فوىل طبنة إىل أن خرج ابن األشعث من القريوان يف شهر ربيع األول سنة مثان وأربعني . األغلب أمريهم بعده

مث . إىل األغلب عهده بوالية القريوان فأستقامت له األمور فبعث أبو جعفر-وكان قد بىن سور القريوان أضطربت بعقب ذلك خلروج أيب قرة الرببري عليه وأشتغاله حبربه وخرج احلسن ابن حرب الكندي عليه وخاطب

ة وبلغ اخلرب األغلب فأقبل يف عدة يسري. القواد مضريا فلحق به منهم مجاعة وهو بتونس فأقبل إىل القريوان فدخلها : ممن أطاعه وكتب إىل احلسن

يسري به إىل احلسن بن حرب...أال من مبلغ عين مقاال

عليك وقربه لك شر قرب...فإن البغي أبعده وبال

وعفوي فأدن من طعين وضريب...فإن مل تدعين لتنال سلما

مث . خل األغلب القريوان فقصد احلسن األغلب فأقتتلوا قتاال شديدا أزم احلسن عنه وكر راجعا إىل تونس ود : زحف احلسن إليه ثانية وخرج األغلب من باب أصرم فتواقف الفريقان فربز األغلب وقال

...... ال خري يف...أغدو إىل اهللا بأمر يرضاه

... كل أمرى يلق يوما...إن يهوين املوت فإين أهواه

يقولمث شد على امليمنة يف أصحابه فكشفها وأنصرف إىل موقفه وهو :

فإن يكن حربا فإين األغلب...أضرب يف القوم ومثلي يضرب

: ال أجزع اليوم وال أكذب مث شد على امليسرة ففعل مثل فعله يف امليمنة وأنصرف وهو يقول

إن حتم يل احلرب فقد محيت...مل يبق إال القلب أو أموت

سهم رمى به وذلك يف شعبان سنة مخس ومائةوإن توليت فما بقيت مث محل على القلب فلم يثن حده حىت قتل ب

وقال . إن سيفي باملغرب قد أنقطع فإن دفع اهللا عن املغرب بريح دولتنا وإال فال مغرب : وبلغ املنصور موته فقال : احلكم بن ثابت السعدي من ولد سالمة بن جندل يرثى األغلب

معلما غداة غدا للموت يف احلرب...لقد أفسد املوت احلياة بأغلب

فىت حني يلقى املوت يف احلرب صمما...تبدت له أم املنايا فأقصدت

تصبح عنه غارة حيث ميما...أخا غزوات ما تزال جياده

وغادرنه يف ملتقى اخليل مسلما...أتته املنايا يف القنا فافترمنه


عبيطا وباخلدين والنحر عندما...كأن على أثوابه من دمائه

ومل يبغ عمرا أن يطول ويسقما...أكرم ميتة فبات شهيدا نال

احلسن بن حرب الكندي وخالفه وسار إىل القريوان فلم يدفعه أحد عنها حىت - حسبما تقدم خربه -كان بتونس فقام على األغلب بن سامل

القواد وكان من كبار . وبلغ أبا جعفر املنصور تنازعهما فكتب إىل احلسن بن حرب حيضه على الطاعة . دخلها : وأبطال الفرسان بإفريقية ؛ وهو القائل جييب األغلب عن أبياته املذكورة قبل

مغلغلة عن احلسن بن حرب...أال قوال ألغلب غري سر

وكأس املوت أكره كل شرب...بأن املوت بينكم وبيين

رويدكم فيومكم ويومي وإن بعدا مصريمها لقربمات األمري: صائح مث تقاتال بعد ذلك فقتل األغلب وصاح !

ووقع يف عسكر . ال أنظر إىل الدنيا بعد اليوم : وكان سامل بن سوادة التميمي يف امليمنة وهو ابن عم األغلب فقال مات األمري: احلسن الصياح !

فظن أن احلسن هو املقتول فولوا منهزمني وركبهم سامل بن سوادة واملخارق بن غفار الطائي بالسيف فقتل من ويقال إنه أتوا به مقتوال إىل القريوان فصلبه املخارق يوم . اب احلسن مقتلة عظيمة وأتبع هو فقتل بتونس أصح

السبت آخر يوم من شعبان سنة مخسني ومائة يزيد بن حامت بن قبيصة

بن املهلب بن أيب صفرة األزدي العتكي أبو خالدوكان غاية يف . أمر القريوان وجدد أمر املسجد اجلامع ويل إفريقية يف خالفة أيب جعفر املنصور فأصلحها ورتب

اجلود ممدحا كثري الشبه جبده املهلب يف حروبه ودهائه وكرمه وسخائه خاصا بأيب جعفر املنصور وكان ال حيجب أرمينية والسند ومصر وأذربيجان وغري ذلك: وويل واليات كثرية قبل قدومه إىل املغرب منها . عنه

. يف ذي احلجة سنة أربع وأربعني ومائة إىل سنة أثنتني ومخسني - وكان واليا عليها -ن مصر وقدم إفريقية م

يا أبا خالد بادر النيل قبل خروج الرايات الصفر : ملا والين أبو جعفر دخلت عليه فقال يل : وحكى عنه أنه قال وأصحاب الدواب البتر

واله إفريقية واملغرب وشيعه إىل فلسطني فحسده األمراء ف- بعد أن قتل عمر بن حفص املهليب -مث استقدمه . . تشييع يزيد بن حامت : ما أخطأت يف شيء من تدبريي إال يف ثالثة أشياء : وكان املنصور يقول . والرؤساء

أرأيت لو نكث أكان حيسن يب أن أرجع أو كان حيسن يب أن ألقي اجليش بنفسي ويوم الراوندية وقويف على باب أرأيت لو أن رجال رماين بسهم أليس دمى كان يذهب ضياعا وقتلى أبا مسلم وأنا يف اخلرق ومعه أهل . . الذهب

خراسان ثالثون ألفا يعبدونه من دون اهللا

: أبياته السائرة يف الناس إىل اليوم- وقد وفد عليه -ويف يزيد هذا يقول ربيعة بن ثابت الرقى من بين أسد

يزيد سليم واألغر بن حامت...ن يف الندى لشتان ما بني اليزيدي


أخو األزد لألموال غري مسامل...يزيد سليم سامل املال والفىت

وهم الفىت القيسي مجع الدراهم...فهم الفىت األزدى إتالف ماله

ولكنين فضلت أهل املكارم...فال حيسب التمتام أين هجوته

مساه املربد وهي من قصيدة حسنة يقول فيها. زيد بن أسيد السلمى ي- وهو املتردد يف التاء -يريد بالتمتام :

إذا نزلت بالناس إحدى العظائم...أبا خالد أنت املنوه بامسه

وكنت عن اإلسالم خري مزاحم...كفيت بين العباس كل عظيمة

: ويقال إن ربيعة ملا مدحه ذه القصيدة استبطأ بره وصلته فقال

راجعاخبفي حنني من يزيد بن حامتأراين وال كفران هللا

أنزعوا خفيه فرتعا وهو خائف من عقوبته على ذكره خفي حنني فمألمها له دراهم : فبلغ ذلك يزيد فدعا به وقال وهذه القصة شبيهة بقصة أيب . مث وصله بعد ذلك بصالت جزيلة - وكانا كبريين كأخفاف اجلند -ودنانري

: أمتدحه بقصيدته اليت يقول فيهاالعتاهية مع عمر بن العالء حني

ملا علقت من األمري حباال...إين أمنت من الزمان وريبه

حلذوا له حر اخلدود نعاال...لو يستطيع الناس من إجالله

عمر ولو يوما تزول لزاال...ما كان هذا اجلود حىت كنت يا

قطعت إليك سباسبا ورماال...إن املطايا تشتكيك ألا

وإذا صدرن بنا صدرن ثقاال...وردن بنا وردن خمفة فإذا

: فتأخر عنه بره قليال فكتب إليه يستبطئه وعز ملا نبغي التمائم والنشر...أصابت غلينا جودك العني يا عمر

فإن مل تفق منها رقيناك بالسور...سنرقيك باألشعار حىت متلها

: وقال أيضا

إين ألطريك يف صحيب وجالسي...يا ابن العالء ويا ابن القرم مرداس

أثين عليك ويل حال تكذبنيفيما أقول فأستحيي من الناس طأطأت من سوء حايل عندها رأسي...ما أعطاك من صفد : حىت إذا قيل

وروى أنه وصله عليها بسبعني ألف درهم . ال تدخله على فإين أستحي منه : فأمر حاجبه أن يدفع إليه املال وقال لنا بباب األمري أعوام خندم اآلمال ما وصلنا إىل بعض هذا فأتصل ذلك به فأمر : شعراء وقالوا فحسدته ال

وإن أحدكم يأتى فيمدحين بالقصيدة يشبب فيها فال يصل إىل املدح حىت . قد بلغين الذي قلتم : بإحضارهم وقال إن املطايا تشتكيك وأنشد : ة مث قال وإن أبا العتاهية أتى فشبب بأبيات يسري. تذهب لذة حالوته ورائق طالوته

األبيات : ومن شعر يزيد بن حامت

إال ملاما قليال مث ينطلق...ما يألف الدرهم املضروب خرقتنا


إين امرؤ مل حيالف خرقيت الورق...مير مرا عليها وهي تلفظه

وتويف يف شهر رمضان سنة سبعني ومائة

الفضل بن روحلببن حامت بن قبيصة بن امله

واله الرشيد إفريقية فقدم على القريوان يف احملرم سنة سبع وسبعني ومائة ويقال إنه مل يل إفريقية أمجل منه ومن أيب العباس عبد اهللا بن إبراهيم ابن األغلب

وأستعمل على تونس املغرية بن بشر بن روح ابن أخيه وكانت تونس نظرية القريوان حىت إن أبا جعفر املنصور كان ما فعلت إحدى القريوانني يعىن تونس: ل يقو

وكان املغرية غرا ال جتربة له باألمور وال معرفة بتصاريفها فأستخف باجلند وسار فيهم مبا أنكروه فكتبوا إىل الفضل عبد اهللا بن اجلارود العبدي وأخوجوا املغرية- يف قصة طويلة -بذلك فلم يعزله عنهم فقدموا

أما بعد فإنا مل خنرج املغرية . إىل األمري الفضل بن روح من عبد اهللا ابن اجلارود : لفضل وكتب ابن اجلارود إىل اوواسنا . فول علينا من نرضاه وإال نظرنا ألنفسنا . إخراج خالف عن الطاعة ولكن ألحداث فيها فساد الدولة

: أسفل الكتابوكتب يف. باألسالف كما كانت الوالة تصنع بنا قبلك وإال فال طاعة لك علينا

وصدق القول زين للرجال...أال من مبلغ الفضل بن روح

علينا غري حممود الفعال...بأنك حني وليت ابن بشر

تغص ا على املاء الزالل...فول سواه أو كن رهن حرب

أحببت هلا بكره بالعوايل...وإن مل تعطنا األسالف طوعا

يوئسهم من األسالف وكتب يف آخر كتابهفأجاب الفضل عن ذلك يرميهم باخلالف و :

وباال إن عصيت على العقال...أتاين عنك ما ستنال منه

وإن جتمح فلست مبستقال...فإن ترجع تنل سلما وأمنا

كفضل يد اليمني على الشمال...وإن ملن أطاع عليك فضال

تناوهلن قسرا بالعوايل...ولست مبدرك األسالف حىت

فأخرج ابن اجلارود مجاعة خيتربون ما قدموا له . بن يزيد املهليب واليا وضم إليه كثريا من أصحابه مث بعث عبد اهللاوأدى . وأسر القواد اللذين معه - يف خرب يطول ذكره -فلقوهم بسبخة تونس فقتل عبد اهللا . واهم عن احلرب

ة مثان وسبعني ومائة وسري يف أهل بيته مث أسترجع ذلك إىل حماربة الفضل بالقريوان فغلب عليها يف مجادى اآلخرة سنومن شعر . من طريقه وهو متوجه إىل قابس فحبس مع رجلني من أصحابه مث دخل عليه اجلند فقتلوه يف حمبسه

: الفضل ونصفا أرجى قابال يعد قابل...ومارست هذا الدهر مخسني حجة

وى كدحت بطائل وال يف الذي أه...فال أنا يف الدنيا بلغت جسيمها

وأيقنت أين رهن موت معاجل...وقد أشرعت فينا املنايا أكفها


سعيد بن يزيد بن حامت املهليب

ما ترون يف : ملا عظم على الفضل بن روح أمر ابن اجلارود وخروجه عليه بتونس وزحفه إليه مجع أهل بيته وقال سد . أطعىن اليوم وأعصين فيما يستأنف : ه سعيد هذا األمر الذي ال خيصين دونكم فكثرت اآلراء فقال ابن عم

قد - إن مل تفعل ذلك -فو اهللا لكأين أنظر . أبواب املدينة كلها إال بابا واحدا وندخل ما حيتاج إليه احلصار سنة وقال يف ذلك خياطب الفضل. دخل عليك من آمنها عندك :

نائم وقلبك يقظان شبيه ب...أرى احلرب قد مدت إلينا بساقها

ومشر هلا األذيال قبل التنادم...فخذ لنهود احلرب أهبة يومها

تنل ظفرا أو تلق موت األكارم...فإن كنت حتمى الغرب فأشدد هلا القوى

أو النفي عنها يا ابن روح بن حامت...فليس يريد القوم إال نفوسنا

: وقال أيضا

ابن واقد فال تسمعن مما يشري ...أال قل لفضل إنين لك ناصح

إىل أسد يف كبة اخليل البد...فإنك إن تسمع ألقواله تعد

إذا شقت األرماح حنر القالئد...ستذكر قويل حني ليس بنافع

فخالفه الفضل فكان ما تقدم من أمره أخوه عبد اهللا بن يزيد بن حامت

ة عدوه اخلارج عليه ابن اجلارود كان مع ابن عمه الفضل بن روح بن حامت يف حروبه بإفريقية مث قرف عنده مبماأل : املعروف بعبدويه فنعل صدر الفضل عليه حىت كتب إليه

سهام اوى من قسى نصال...أرى ألسن احلساد فيك كأا

إذا ناهلا أولتك شر وبال...يقولون قد كاتبت عبدوي يف اليت

رجوعا عن اهليجا بغري قتال...وقالوا وعدت القوم عند لقائهم

فدعه وال تركن لقول ضالل...س الذي مناك عبدوي كائنا ولي

ألقواهلم والصدق خري مقال...أال إنين مل أمس فيك مصدقا

: فلما وردت األبيات على عبد اهللا علم أنه أمه فأجابه بقوله قوارض أبداهن شر مقال...لعمرك لوال ما أمت ملا أتت

اليت أسطو ا بشمايل مييىن...أظن ابن روح أنين كنت قاطعا

فكيف أعتذاري فيك بعد فعايل...وهبين تناولت اليت كنت خفتها

ألسيافهم ظهري بغري قتال...فال حتسبين مسلما إن لقيتهم

مث أخرجه . لو كان حسادنا يتركون البغي على حال لتركوه على مثل حالنا هذه : فقال الفضل عند قراءة جوابه جلارود فهزمه عبد اهللا بن يزيد مث عاوده احلرب فهزمه عبدويه وأنصرف عبد اهللا إىل القريوان إىل قتال عبدويه بن ا

مفلوال فكان مع ابن عمه الفضل إىل أن تكلب عليه ابن اجلارود مث قتله بعد أن أسترجعه من طريقه وأطلق عبد اهللا


واخلروج من إفريقية فخرجوا إىل املشرقبن يزيد وأمره وأخاه املهلب بن يزيد ونصر بن حبيب ومجاعتهم بالتجهز

سليمان بن محيد الغافقي

أبو داوودفارس العرب قاطبة باملغرب يف عصره وأحسن الناس لسانا وأبلغهم إىل معرفة بأيام العرب وأخبارها ورواية لوقائعها

مستملحةوأشعارها مع دعابة كانت فيه وعبث ال يدعه ؛ محلت عنه يف ذلك نوادر مستطرفة وحكايات

وكان . وخافه عبد الرمحن بن حبيب بن أيب عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري فسجنه وأخاه حممدا ومل يكن بدونه -وسرحهما إلياس بن حبيب . واليا على األربس فثار على عبد الرمحن بن حبيب - وهو أكرب من سليمان -حممد

يزيد بن حامت املهليب . . عان ما يف ذلك وعاش سليمان وويل إفريقية بعده وأست-حني قتل أخاه عبد الرمحن وهو القائل يف يوم أيب زرجونة. فقصدوا قسطيلية :

وحاشا لنا أن نتقي بأس بربرا...وما إن صددنا عنهم خوف بأسهم

لتلقى املنايا دارعني وحسرا...وإنا إذا ما احلرب أسعر نارها

ترى منا على املوت أصربا فلست...ونغدو بصرب حني تشتجر القنا

علينا وأبدوا خنوة وتكربا...ولكن أردنا ذل قوم تطاولوا

عبد اهللا بن اجلارود العبدي

ويقال له عبدويه

ملا غلب على القريوان وأخرج الفضل بن روح مث رده وأرداه بعد صيته وأستغلظ أمره ؛ وزحف إليه مالك بن املنذر مث زحف إليه العالء . ين بالفضل فصرع مالك بسهم يف تقاتلهما وجنا ابن اجلارود الكليب من ميلة يف جند محص ثائر

فصادفه قد خرج من القريوان ليلقى خليفة هرمثة بن - ومل تكن البن اجلارود به طاقة -بن سعيد املهليب من الزاب بلغه خرب ابن اجلارود قد وكان الرشيد ملا. أعني وقد قدمه بني يديه وذلك مستهل صفر سنة تسع وسبعني ومائة

وقدم هرمثة بن أعني واليا على إفريقية. وجه إليه من تلطف به حىت أقدمه عليه وكانت أيامه سبعة أشهر

ومن شعره عند فتكه مبحمد بن الفارسي وكان من أصحابه مث خرج عليه يف أهل خراسان ومن أطاعه وتناهضا م وأمر شجاعا من فرسانه إذا رآه معه أن يفتك به فتم ذلك وأزم للحرب فمكر ابن اجلارود به ودعاه إىل الكال

وقال ابن اجلارود يف ذلك. أصحابه :

فوافق أمضى منه عزما وأكيدا...لقد رامين ابن الفارسي بكيده

فأعجزه إصدار ما كان أوردا...عشية أدعوه ليسمع منطقي

وأجندا وكنت امرأ مثلي أغار ...فداريته حىت اطمأن جنانه

بأمسر خطى إذا مال أقصدا...أشرت إىل ذي جندة فأنكفا له

من الرمح دام بني خضنيه قد بدا...فما زال قاب القوس إال وعامل

منية يوم فارتقت مثلها غدا...قد أصابت حممدا : فقل للعالء

: وهو القائل أيضا يف مصرع مالك بن املنذر خياطب العالء بن سعيد عندما زحف إليه


بفضل وما ينفك للفضل ثائر...أيف كل يوم ثائر قتلته

وإين هلا قتل العالء لناذر...قضيت لنفسي النذر يف قتل مالك

وليس له يف الناس إن فر عاذر...فما للعالء خرية يف لقائنا

مالك بن املنذر الكليب أبو عبد اهللا

وأجتمع إليه الناس . أمروه لطلب ثأر الفضل بن روح كان واليا على ميلة فدعاه جند محص وغريهم من العرب ف : وألتقى هو وابن اجلارود فأزم أصحاب مالك فترجل عن فرسه وشد يف نفر من أصحابه وهو يقول

أهتك حشو البيض والسنور...يا موت إين مالك بن املنذر

كأنين أفعل ما مل يقدر...أقتل من صابر أو مل يصرب

رود وهو يقولفخرج إليه ابن اجلا :

أنا الذي قتلت رب املنرب...إىل فادن مالك بن منذر

فأصرب ستلقاه وإن مل يصرب...جرعته كأس احلمام األمحر

فقتل مالك بسهم وأزم أصحابه العالء بن سعيد بن مروان املهليب

ع مع أهل الشام وبلغ ذلك ابن وملا وصل إىل األربس اجتم. كان واليا على الزاب فأقبل منها حملاربة ابن اجلارود األبيات الرائية املتقدمة وكتب إليه كتابا معها فجاوبه العالء عنه وقال . . أيف كل يوم ثائر قد قتله : اجلارود فقال

: خياطبه

دم الفضل أو يكسوين الترب ثائر...لعمرك يا عبدوي ما كنت تاركا

ها تدور الدوائر على من بكأسي...نذرت دمي فأنظر إذا ما لقيتين

إىل أي قرن أسلمتك املقادر...ستعلم إن أنشبت فيك خماليب

مث أقبل العالء فصادف ابن اجلارود قد خرج إىل حيىي بن موسى خليفة هرمثة بن أعني فكان العالء يدعى أنه الذي أخرج ابن اجلارود من إفريقية

إبراهيم بن حممد بن إبراهيم بن مزين األودي أكشونبة وصارت ا لعقبه رئاسة بعد افتراق اجلماعة بقرطبة إىل أن غلب على آخرهم املعتضد عباد أصل سلفه من

بن حممد صاحب إشبيلية قرطبة وكان يتعاقب مع - وهو والد حيىي بن إبراهيم بن مزين الفقيه صاحب تفسري املوطأ -وسكن إبراهيم هذا

مث واله إمارة طليطلة أعواما متصلة وكان قد وليها قبله . هشام احلجاب وجلة الوزراء والقواد يف أيام احلكم بن. جده إبراهيم بن مزين الكاتب وابن الفرضي جيعل بين مزين مواىل رملة بنت عثمان بن عفان رضي اهللا عنه

: وإبراهيم بن حممد هو القائل

ليس فيه ملن تأمل لوال...بأيب أنت من غزال مليح


كل حول يبقى ربيعك حوال...لكن روضة احلسن فيك تزهى و

حممد بن مقاتل بن حكيم العكى

وكان جعفر بن حيىي شديد العناية به . رضيع الرشيد - فيما يقال -واله الرشيد إفريقية بعد هرمثة بن أعني وكان وة العباسية فقدم القريوان سنة إحدى ومثانني ومائة يف رمضان وكان أبوه مقاتل بن حكيم من كبار القائمني بالدع

وحضر مع قحطبة بن شبيب حروب املروانية مث قتله عبد اهللا بن علي ملا خلع وادعى األمر

وكان -ومل يلبث حممد بن مقاتل أن أضطرب أمره وأختلف عليه جنده وخرج عليه بتونس متام بن متيم التميمي فزحف إىل القريوان يف -قات إفريقية عامله عليها وهو جد أيب العرب حممد بن أمحد بن متيم بن متام صاحب طب

رمضان سنة ثالث ومثانني فخرج إليه ابن العكي فأزم ودخل متام القريوان يف آخر رمضان املذكور فأمنه على دمه وماله على أن خيرج عنهم

له به فتخلى وعلم متام أنه ال طاقة. وكان إبراهيم بن األغلب واليا على الزاب فنهض منها يف نصرة حممد بن مقاتل عن القريوان ورجع إىل تونس

ودخل إبراهيم القريوان فبدأ باملسجد فصلى ركعتني مث صعد املنرب فخطب الناس وأعلمهم أن أمريهم حممد بن وكتب إليه فأقبل راجعا. مقاتل

: وأراد متام أن حيرش بينهما فكتب إىل حممد بن مقاتل كتابا يف آخره

يرد عليك الثغر لكن لتقتال...اعة وما كان إبراهيم من فضل ط

ملا كنت منه يا ابن عك لتقبال...فلو كنت ذا علم وعقل بكيده

ومهما يشأ فيك ابن أغلب يفعال...فمهما تشأ مينعك منه ابن غالب

: فجاوبه العكي بنقيض ذلك وكتب يف أسفل كتابهتال غدا يف املنايا أن تفل وتق...وإين ألرجو إن لقيت ابن أغلب

وحيمى بصدر الرمح عزا مؤثال...تالقى فىت يستصحب املوت يف الوغى

من البيض حممود املهزة مقصال...كأنك قد صافحت يف بطن كفه

وعاد ابن العكى . وأقبل متام ثانية يف عسكر ضخم فخرج إليه إبراهيم وابن العكى وراءه فأزم متام عند التقائهما وبعقب هذا ورد كتاب . يم إل تونس فطلب منه األمان فأمنه ورحل به إىل القريوان إىل القريوان وأتبعه إبراه

الرشيد بعزل ابن العكى وتولية إبراهيم بن األغلب اخلصيب موىل ابن العكى

وأمره على اجليش الناهد صحبته - اخلارج عليه قبل متام بن متيم -قدمه حممد بن مقاتل مواله حلرب خملد بن مرة وكان الذي هاج ذلك فالح بن عبد الرمحن . وم آمن ما كانوا ؛ وهم مخسمائة من أهل خراسان والشام فصبح الق

ومر اخلصيب مبرتل فالح فأحرقه . الكالعي فقتل خملد بن مرة أمريهم وعدة ممن كان معه وأزم أصحابه إىل تونس : وأخذ امرأته فأنطلق ا وقال يف ذلك

ومحيت عرسك والفىت حيمى... لو كنت حرا يا فالح صربت يل


كفاك حرمتها على الرغم...لكن هربت من القراع وأسلمت

ما النجم أبعد منك لو طالبتهلتناله بيديك من سلمى متام بن متيم الدارمي التميمي

أبو اجلهم القائم على ابن العكي املذكور آنفا أغىن عن إعادته هنا ؛ ويف الكتاب املعرب عن أخبار قد تقدم من خربه وشعره ما. وهو ابن عم إبراهيم بن األغلب

املغرب تأليف أيب على احلسن بن أيب سعيد القريواين أن متاما هذا ملا مسع حبركة إبراهيم بن األغلب إليه من الزاب يف : حماربته ونصر ابن العكي كتب إليه كتابا يستدعيه ويستعطفه وكتب يف أسفله

وحق له يف األمر أن يتقدما...أقدم إبراهيم علما بفضله

علينا فقد أصبحت فينا مقدما...فأحكم فحكمك جائز : وقلت له

وإن شئت ملك الغرب خذه مسلما...ورد يف بالد الزاب ما شئت قادرا

: فجاوبه ابن األغلب خبالف ذلك وكتب إليه يف أسفل كتابه دعوت إىل ما لو رضيت مبثلهلما كنت يا متام فيه مقدما

إذا ما عال منك املفارق صمما...أجعل حكمي فيك ضربة صارم س

بكف املنايا أينا كان أظلما...ستعلم لو قد صافحتك رماحنا

كنت ع ند متام يوم قرأ كتاب إبراهيم فذهب لونه مث أرتعد حىت سقط الكتاب : فذكر عن فالح الكالعي أنه قال لفضل بن النهشلي ميدحه من قصيدةوكان صارما شجاعا ممدحا وفيه يقول ا. من يده :

بالقريوان ويا تشواق مغترب...أضحت ومرتهلا مصر ومرتلنا

وأمدح قريع معد واحد العرب...أخا بين شل دعها فقد نزحت

الدارمى الكرمي البيت والنسب...متام كبش بين عدنان قاطبة

كرب والناعش الراش الفراج لل...الفارس البطل احلامي حقيقته

ريب الزمان وختشى سطوة النوب...تأوى إليه نزار حني يدمهها

بين ااشع يوم الفخر واحلسب...أعطت بنو دارم يف اد رايتها

هذا هو جدنا هو ابن : متام بن متيم : قال أبو العرب وذكر والية جده متام هذا إفريقية بعد حممد بن مقاتل العكي وتويف سنة سبع ومثانني ومائة ببغداد: قال . القادم من املشرق

من وجوه -ويف الكتاب املعرب عن أخبار املغرب أن إبراهيم بن األغلب ملا صار األمر إليه بعث به وجبماعة معه إىل الرشيد فأما متام فإنه حبس إىل أن مات يف حبسه-اجلند الذين كان شأم الوثوب على األمراء

مة بن متيم إطالقه وبلغ ذلك إبراهيم ابن األغلب فكتب إىل عمته وهي ببغداد يف وحكى أن الرشيد وعد أخاه سلوعلم الرشيد بذلك . مسه فأشتهى متام حوتا فسمته له فمات من أكله بعد أن ذهب بصره يف املطبق قبل موته بشهر

فترحم عليه وتوجع له وأحسن إىل سلمة أخيه وصرفه إىل إفريقيةامل بن عقالإبراهيم بن األغلب بن س


أبو إسحقوكان فقيها . واله الرشيد إفريقية بعد حممد بن مقاتل العكى فأستقل مبلكها وأورث سلطاا بنيه نيفا على مائة سنة

عاملا أديبا شاعرا خطيبا ذا رأى وبأس وحزم ومعرفة باحلرب ومكائدها جرىء اجلنان طويل اللسان حسن السرية مل مراء أعدل يف سرية وال أحسن لسياسة وال أرفق برعية وال أضبط ألمر منهيل إفريقية أحد قبله من األ

وكان يف أول حالته كثري الطلب للعلم واألختالف إىل الليث بن سعد الفقيه ؛ والليث وهب له جالجل أم ابنه به وسوء فلقى من تعص- وعلى إفريقية يومئذ الفضل بن روح بن حامت -زيادة اهللا فخرج ا حىت وصل الزاب

وأقام أخوه عبد اهللا بن األغلب مبصر وكان ذا نعمة عظيمة فلما تويف أرحتل بنوه إىل إفريقية. جماورته عظيما

ووىل الزاب من قبل هارون الرشيد وابن العكى على إفريقية وقد تقدم ذكر نصرته البن العكى إىل أن صرف فلما بلغ طرابلس دلس له كاتبه داوود القريواين على لسان وتوجه إىل املشرق. بإبراهيم سنة أربع ومثانني ومائة

وبلغ الرشيد فغاظه وأسجل إلبراهيم . الرشيد كتابا بإقراره عل إفريقية وأنصرافه إىل عمله فتمشى ذلك زمانا ة بوالية إفريقية ثانية فأشتد عند ذلك سلطانه وعظم دون امللوك الذين تقدموه شأنه وخرج ابن العكى من إفريقي

وعلى هذه احلال مل يكاف إبراهيم على حسن ما أسلفه يف جانبه إال بأقبح األفعال. وأعماهلا

ومن فضائل إبراهيم املأثورة وجالئل أنبائه املسطورة أنه عفا عن داوود كاتب ابن العكى وأسقط التثريب عليه وقبل كتاب وهو القائل وقد خلف أهله مبصر يف متابه فأمنه وأستعمله وقد ذكرت ذلك يف تأليفي املترجم ب إعتاب ال

: قصده الزاب إال وذكرك يثىن دائبا عنقي...ما سرت ميال وال جاوزت مرحلة

أرعى النجوم كأن املوت معتنقى...وال ذكرتك إال بت مرتفقا

: البيت األول نظري قول يزيد بن معاوية بن أيب سفيان يف زوجهعتين دواعي الشوق من أم خالد د...إذا سرت ميال أو تغنت محامة

هو أشوق بيت قالته العرب: وكان حممد بن سريين يقول

وقال إبراهيم وهو بالزاب يف قتل ابن اجلارود للفضل بن روح بن حامت وقد بلغه أن نصر بن حبيب املهليب أشار برد : الفضل من طريقه ألنه خاف أن حيدث حدثا فيقتله ابن اجلارود بسببه

منكم وأألم حاضر معلوم... أصبحت أألم من مضى يا نصر قد

قطع البالد على أقب رسوم...ملا أشرب برد فضل بعدها

ال زلت خمذوال بغري محيم...مل ترض باخلذالن حىت كدته

فيها لقومك غدرة بكرمي...ما كنت حني غدوت تنشر حلية

باخليل أقحمها بسعد متيم...لو كان ناداين أجبت دعاءه

وا أفرج كربة املكظوم...ل ا أهدى املنايا للعدى خي

: وقال أيضا يف دخوله القريوان قائما بنصرة ابن العكى وهرب متام بن متيم أمامه

ضرب يفرق بني الروح واجلسد...لو كنت القيت متاما لصال به


ويل فرارا وخلى يل عن البلد...لكنه حني شام املوت يقدمين

وإن يعد بعدها يف غدرة نعد...ما كان قدمه إن يستقم نعف ع

: مث نزل عن املنرب وكتب إىل حممد بن مقاتل يستعيده إىل عمله وقال يف ذلك

وردى عليها الثغر أم هي تكفر...أتشكر عنا ما صنعت برا

ومل يغنه يف اهللا ما يتمضر...نفيت هلا التمام بالسيف عنوة

فقد ذاد سيفي عنك ما كنت حتذر...فأقبل إيل ما كنت خلفت كارها

: وقال أيضا يف ذلك

وقد نزحت به أيدي الركاب...أمل ترين رددت طريد عك

وقد أوىف على شرف الذهاب...أخذت الثغر يف سبعني منا

كأن رعيلهم قزع السحاب...هزمت هلم بعدم ألوفا

من أهل بيته وخاصته إقداما وجندة فقال بعض شعراء قال إبراهيم هذا ألنه قصد لنصرة ابن العكى يف سبعني فارسا : إفريقية يف ذلك

إال وشيمته للجود والباس...ما مر يوم إلبراهيم نعلمه

: وملا حارب متاما وابن العكى بالقريوان محل على امليمنة وهو يقول

حىت أنال ما أريد عفوا...أطعنهم وال أرى يل كفوا

: مث رجع إىل امليسرة بعد أن كسر امليمنة وهو يقولأو أحسون كأس املنايا حسوا

أتى منعت عزها أن يعتصر...قد علمت سعد وأبناء مضر

: وأنين فخارها ملن فخر ففضها مث رجع إىل القلب فشد عليه وهو يقول

ما لقيا مين فخذ إليكا...يا قلب قد أبصرت صاحبيكا

بيكا كيف ترى دفعي جبان...ضربا ميور وقعه عليكا

ومحل أصحابه فكانت اهلزمية على متام

: وله حني وجه مبن كان خياف أمرهم من وجوه اجلند إىل الرشيد

إال رمى شعبهم باحلزم فأنصدعا...ما سار كيدي إىل قوم وإن كثروا

! يا ليته كان مصروفا...: وال أقول إذا ما األمر نازلين

وقد وقعا

جيلى الدجى بدر إذا طلعا كما ...حىت أجليه قهرا مبعتزم

ساموا اخلالف بأرض الغرب والبدعا...قوما قتلت وقوما قد نفيتهم

وكل ذي عمل جيزى مبا صنعا...كال جزيتهم صدعا بصدعهم

: وله أيضا وهو من جيد شعره

وأتى بأخرى البن إدريس راصد...أمل ترين أرديت بالكيد راشدا


تومة يف طيهن املكائد مبخ...تناوله عزمي على بأي داره

كما كان خيشاين على البعد راشد...وقد كان يرجو أن يفوت مكائدي

ألصلح بالغرب الذي هو فاسد...ثالثون ألفا سقتهن لقتله

بنات املنايا واحلسان اخلرائد...فأضحى لدينا راشد ينتبذنه

وقد كنت فيه ساهرا وهو راقد...فتاه أخو عك مبهلك راشد

ا هو موىل عيسى بن عبد اهللا بن حسن بن حسن بن علي بن أيب طالب وكان عاقال شجاعا أيدا خرج راشد هذ وأنغمس به يف حاج أهل مصر وغري - وقد تقدم ذكرها -بإدريس بن عبد اهللا أخى مواله عند ازامه يف وقعة فخ

وختلص إىل إفريقية يف خرب . يف ذلك زيه وألبسه مدرعة وعمامة غليظة وصريه كالغالم خيدمه وإن أمره واه أسرعطويل فترك دخوهلا مث سار به يف بالد الرببر حىت أنتهى إىل فاس وطنجة فأظهر إدريس هنالك أمره وأخرب بنسبه ودعا الرببر إليه فأجابوه وذلك سنة اثنتني وسبعني ومائة يف السنة اليت تويف فيها عبد الرمحن بن معاوية ووىل ابنه

وبلغ الرشيد خربه فشق . ويف السنة الثانية من خالفة هارون الرشيد أقام بني أظهر الرببر ملكا مطاعا هشام الرضا عليه وشكا ذلك إىل حيىي بن خالد فدس إليه من مسه يف غالية وقيل يف ذرور أسنت به وقيل يف دالعة قطعها بسكني

ب له فيقال إن راشدا اتبعهما وقد بعدا وهرب هو وصاح. نصفها مسموم والثاين غري مسموم وقيل يف بطيخة فأدركهما وهو وحده على فرسه فشد عليهما بسيفه فضرب أحدمها وفات اآلخر ؛ وأنصرف راشد وهلك إدريس

فوصل إىل إدريس . ويقال إن الذي دس الرشيد إليه ليسمه هو الشماخ اليمامي وكتب له إىل إبراهيم بن األغلب وشكا إليه علة يف أسنانه فأعطاه سنونا مسموما وأمره . يائهم فأطمأن إليه وأنس به وعرفه أنه متطبب وأنه من أول

فلما طلع الفجر أسنت إدريس بذلك السنون فقتله وطلب . أن يسنت به عند طلوع الفجر وهرب حتت الليل فوىل الشماخ بريد وقدم على إبراهيم بن األغلب فأخربه فكتب إبراهيم إىل الرشيد بذلك . الشماخ فلم يقدر عليه

وقد تقدم عند ذكره أن الذي مسه سليمان بن جرير يف مسكة مشوية وقال يف ذلك أشجع السلمى . مصر وأجازه : من شعراء الرشيد

كيد اخلليفة أو يقيك حذار...أتظن يا إدريس أنك مفلت

طالت وتقصر دوا األعمار...إن السيوف إذا انتضاها عزمه

ال يهتدي فيها إليك ار... ببلدة هيهات إال أن تكون

وسبعني ومائة ثالثة أعوام - وقيل سنة أربع -وكانت مدة سلطان إدريس باملغرب إىل أن مات بو ليلى سنة مخس وستة أشهر

وكان قد خرج إىل سبتة يف شيبان سنة ثالث وسبعني وإىل تازا يف مجادى اآلخرة سنة أربع وسبعني وترك محال من ه فقام راشد بأمر الرببر حىت ولدت غالما فسماه باسم أبيه إدريس وكفله إىل أن بلغ الغالمإحدى جواري

وعال أمر راشد وأستفحل وهم بغزو إفريقية ملا كان فيه من القوة وكثرة اجلنود فكاده إبراهيم بن األغلب من برأسه إليه فبعث به إىل ابن مقاتل الزاب موضع واليته ودس إىل أصحابه وبذل هلم األموال إىل أن أغتالوه وبعثوا

العكى وأخربه بكيده إياه وتدبريه يف قتله فبعث به العكى إىل هارون الرشيد ونسب ذلك إىل نفسه دون إبراهيم


فعلى إثر ذلك ويل الرشيد إبراهيم بن األغلب . فكتب صاحب بريد املغرب إىل هارون بصنيع إبراهيم يف راشد إفريقية وصرف عنها العكى

. وقد قيل إن الرشيد إمنا دس إىل إدريس من أغتاله وخاطب إبراهيم به وهو عامل له على إفريقية ؛ واألول أصح

وتويف إبراهيم يف شوال لثمان ليال بقني منه سنة ست وتسعني ومائة وهو ابن ست ومخسني سنة ؛ فكانت واليته اثنىت عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام

النعمان التميميحيىي بن الفضل بن

أبو العباس : كان صاحب بريد املغرب أيام ابن العكى وهو القائل لتمام بن متيم حني بلغه إقبال إبراهيم بن األغلب إليه

وخذ مهلة إن كنت ال بد هاربا...أمتام ال تقعد فإين ناصح

فلست بالق البن أغلب غالبا...وإال فعذ من سخطه بأمانه

حتسيك ما فيها إذا كنت شاربا...يس بنافع وال حتسون كأسا فل

خريش بن عبد الرمحن بن خريش الكندي

ومل يكن من اجلند ولكنه من أبناء . ثار بتونس وكان صهر احلسن بن حرب الكندي املخالف على األغلب ابن سامل فلما كثر مجعه كتب إىل . حية العرب الذين كانوا بإفريقية قبل املسودة فخلع املسودة وأتاه العرب والرببر من كل نا

من خريش القائم بالعدل إىل إبراهيم بن األغلب: إبراهيم بن األغلب

أما بعد فإين أقمت عن اخلروج قبل يومي هذا ألين كنت أنتظر أن تفنيكم احلرب ؛ فلعمري لقد أرانا اهللا فيكم ما ن بني خوف منك ورجاء لك عرفت قلة فلما وليت أنت وعلمت أم مقسومو. قوى به أهل دعوة احلق عليكم

وقد . ولو كان أحد ممن ويل هذا الثغر ممن ال نرى طاعته يستحق أن نرضى بواليته لكنت أنت ذلك . طمعهم فيك ولست أطلبك " . إذا وىل عنكم عدوكم من أهل امللة فال تتبعوهم : " كان علي بن أيب طالب رمحة اهللا عليه يقول

ترد أن تصلى حبريب وليكن رأيك طلب سلمى ؛ والسالمإن خرجت عن الثغر فال

: وكتب يف آخر كتابه

هذا فراقكم للغرب قد حانا...قل جهرة أليب إسحاق تنصحه

حىت يعود من اإلجداث موتانا...فال يعود إليه منكم أحد

ال ختترمك املنايا حني تلقانا...فأرجع عن الغرب أو ألق السواد به

إذا ألتقت بنواحي الفحص خيالنا...وت يسمع يل وسوف تعلم أن امل

من إبراهيم بن األغلب إىل خريش رأس الضالل: فلما قرأ إبراهيم كتابه كتب إليه

سالم على من أتبع اهلدى أما بعد

أستمسكي فإين أريد الطريان: فإن مثلك مثل البعوضة اليت قالت للنخلة إذ سقطت عليها !

فأما انتظارك يف احلرب فناء فلو مل يبق يف املغرب من أهل . بسقوطك فيكربين طريانك ما شعرت: فقالت النخلة الطاعة غريي ما وصلت أنت يف من معك خبالفكم إليه ولرجوت أن أظفر بكم بطاعيت ونصره دولة أمري املؤمنني


أن ينتقم منك على يدي وأما ما أطال اهللا بقاءه ؛ فكيف وعندي من شيعته وأبناء أنصاره من يعلم اهللا أين أين أرجوهوإن كان كما ذكرت فلست منهم ألن أهل . ذكرت عن علي ابن أيب طالب رضوان اهللا عليه فذاك أمر غاب عنك

امللة خالفهم خالف هدى يف نقمة على جور وخالفكم خالف فرقة دين وشق عصا املسلمني ونقمتهم م هو هللا وأما ذكرك الفحص فإن . دا أنا سنتبعكم وإن صربمت أنا سنفنيكم وستعلم أنت وأصحابك إن لقيناكم غ. رضا

: تركتك حىت تصري إليه فأنا يف مثل جلدك وكتب إليه كأسا سيقرع منها سن حريانا...بلغ خريشا بأين سوف أصبحه

تفرى أسنتها يف احلرب أعدانا...دى الطعان له مسر مثقفة

به من دم األجواف مآلنا يضحى ...من كل أزرق يغتال النفوس به

أرست إليك املنايا حني تلقانا...وسوف تعلم هل ألقي السواد إذا

فأشرب منيته من كف عمرانا...إين سأهدي إليك املوت يف عطب

فلقيه عمران بسبخة . مث بعث ىل عمران بن جمالد حيضه على قتاله ولقائه قبل خروجه من تونس وأوصاه مبا يعمل ريش وأصحابه وقتل ودخل عمران تونس يتتبعهم ويقتلهم حىت أفناهم وكان خروجه سنة ست تونس فأنكشف خ

ومثانني ومائة

عمران بن جمالد بن يزيد الربعي

ثار على إبراهيم بن األغلب وكان قبل ذلك يف طاعته ومناصحته وحضر معه قتال متام بن متيم وخرج نائبا عنه وملا قوى أمره أتى بعسكره حىت نزل بني القريوان وبني قصر إبراهيم . فا لقتال خريش بن عبد الرمحن املذكور آن

إما أن خترج وإال : وبعث إىل أسد بن الفرات ليخرج معه فأىب أسد ومتارض فبعث إليه . وصارت القريوان يف يده ! بعثت من جير برجلك

! النارالقاتل واملقتول يف: واهللا لئن أخرجتين ألنادين يف الناس : فقال أسد

فتركه عند ذلك -مث ضعف عمران فهرب إىل ناحية الزاب وسأل األمان . وخندق إبراهيم حول مدينته ودامت احلرب بينهما سنة

من إبراهيم فأجام إىل ذلك-هو وعمرو بن معاوية وعامر ابن املعر

اهللا فكتب إليه عمران يسأله جتديد وبقي عمران بالزاب إىل وفاة إبراهيم ومصري األمر إىل ابنه أيب العباس عبد هذا ثار على أبيك وحاله : األمان فأمنه وأسكنه القصر معه وكان يغدو عليه ويروح إىل أن سعى به وقيل لعبد اهللا

إذا ورد على وهو مشتغل بالنظر : وكان عبد اهللا قد قال ملوىل له . فبعث إليه يف الظهرية فلم يشك يف الشر . حاله وكان حيىي بن سالم الفقيه صاحب التفسري قد سفر . وقد رميت برأسه فكان ذلك على ما حده فال يشعر إال

ال أسكن بلدا أخفر فيه العهد على يدي : بينهما يف األمان على ماله ونفسه وولده فلما قتله وجد لذلك وقال ومن . فن مبصر سنة مائتني فخرج إىل مصر مث مضى إىل مكة فحج ورجع فلم يلبث إال يسريا حىت أعتل ومات ود

: شعر عمران يف حرب إبراهيم بن األغلب مع متام بن متيم وقد برز من الصف

أنا الذي أنتم له أعوان...يا رسل املوت أنا عمران


يضحك عن أيامنا الزمان...تصعق من خيفيت الفرسان

نقتل أهل النكث حيث كانوا...حنن ضربنا الناس حىت دانوا

: رجل من أصحاب متام وهو يقولفخرج إليه

قد جاءت املوت له تان...أرجع على ظلعك يا عمران

والظن والظن جيلو شكه العيان...يسقيكه من راحيت سنان

فشد عليه عمران فطعنه يف ثندؤته فبدا عامل الرمح من خلفه عامر بن املعمر بن سنان التيمي

تيم الربابغلب مث ثار عليه مع عمران بن جمالد وعمرو بن معاوية والرئاسة منهم يف تلك الثورة كان على شرطة إبراهيم بن األ

وكان عامر على قسطيلية واليا وهو القائل فيما وقع بني حممد بن . لعمران إىل أن أستأمنوا مجيعا إىل إبراهيم فأمنهم : مقاتل ومتام بن متيم من احلرب وقيام إبراهيم بن األغلب بنصرته

فليس هلا إال ابن أغلب فارج...بة شدت خناق حممد إذا كر

يقاد وقد ضاقت عليه املخارج...أتاه بتمام على بأسه به

ومل ختتلجه يف اخلالف اخلواجل...وقد كان باإلسراف ألقي سواده

وأدركه من بعد ما قيل خارج...فعاجله بالكيد حىت استعاده

ت منه عليه الوالئج إذا وجل...ولو أنه يستودع الشمس نفسه

: وله يف خروج خريش بن عبد الرمحن بتونس

أرض الغروب رهينة لفساد...لوال دفاعك يا ابن أغلب أصبحت

تعدو كتائبها بغري سواد...ولعمنا ذاك اخلالف بفتنة

حىت حنل اخللد من بغداد...ال ننثىن : قالوا غداة لقائهم

الوحي من غارة وطراد تشكو ...فمنوا بأشوس ما تزال جياده

فوق الفراقد ثابت األوتاد...فخرت به سعد فأصبح بيتها

ومن ولد عامر هذا محزة بن أمحد بن عامر بن املعمر كان أدبيا ظريفا

وأما أبوه املعمر بن سنان فقدم مع يزيد بن حامت املهليب يف واليته إفريقية وكان زميله يف طريقه إذا ركب يف عماريته وكان أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها ووقائعها وأشعارها وعنه أخذ أهل إفريقية . وأستماعه من حديثه ألنسه به

حرب غطفان وغريها من وقائع العرب

محزة بن السبال

املعروف باحلرونأحد رؤساء القواد وشجعان األجناد وكان له من إبراهيم بن األغلب آثر مكان وألطف حمل لقدم صحبته إياه

وكان واليا على طبنة . وتصرفه معه حيث تصرفت حاله فكان ال يدانيه عنده أخ وال ولد وال أحد من عشريته


ووجهه إىل الرشيد يف القواد املتوثبني على الوالة بالقريوان ولده ولد إبراهيم يتولون هلم إىل قيادة إىل عمالة حىت كورين فيهومن شعره يف إيقاعه باملذ. أنفرضت دولة بين األغلب :

ملا صببنا القنا حنو ابن مرادس...سائل بأبرانس عنا ووقعتنا

من طعن أروع لألرواح خالس...ويل وخلى سعيدا رهن نافذة

وإن يعودوا نعد أخرى من الراس...فإن يتوبوا فقد ذاقوا وقائعنا

: وله يف حرب خريش اخلارج على ابن األغلب

فإنين أنصره فيمن نصر...إن غاب إبراهيم عنا أو حضر

ليس ميوت املرء إال بقدر...واهللا ال أرجع إال بظفر

وبرز فارس من عسكر متام بن متيم يف خالفه وهو . وكل من خالفنا فقد كفر فجعل ما يشد على ناحية إال هدها : يقول

هددت رأس العز من متيم...إن ظفرت كفي بإبراهيم

يا محزة أخرج إىل هذا الكلب: فلما مسعه إبراهيم نادى محزة !

: فخرج إليه وهو يقول ما فيكم كفر إلبراهيم...أحلف بالركن وباحلطيم

ليصبحن اليوم كالصرمي مث شد عليه فقتله إبراهيم بن حممد الشيعي

من أبناء أهل خراسان ووجوه أصحاب إبراهيم بن األغلب وكان أقرب الناس إليه يف الداعية أهل خراسان مث أهل

الشام مث أهل البلد وأنفذه رسوال إىل الرشيد وبعث صحبته برسل لول بن عبد الواحد املدغري فدخلوا عليه يف يا أمري املؤمنني رسول سيفك : وأستأذن الشيعي هذا يف الكالم بعد أن قال . اليوم الثالث من قدومهم بغداد

ان بليغا مدركا وهو القائل يف جملس ابن األغلب وك. دولتك إبراهيم بن األغلب فأذن له على إثر هذا فخطب : بالقريوان وبدار اإلمارة منها عنه قدومه حملاربة متام بن متيم بعد حماورة حسنة

عدل وال لبىن العباس سلطان...لوال ابن أغلب أضحى الغرب ليس به

إال خصائص أدا خراسان...عم اخلالف قلوب القوم فأبتدعوا

فيها املطيع بسكر اخلوف حريان...نا كل مظلمة جال ابن أغلب ع

حبر الضاللة والتمام شيطان: كادت شباطني متام ترءن بنا

عمرو بن معاوية القيسي

عبد اهللا بن حازم : هو من ولد عمري بن احلباب السلمى أحد فرسان قيس وساداا األربعة يف اإلسالم وهم وكان عمرو بن معاوية يتوىل ناحية القصرين من . ر وزفر بن احلارث واجلحاف بن حكيم وعمري بن احلباب املذكو

مث خرج ثانية على . إفريقية وخرج على إبراهيم بن األغلب مع عمران بن جمالد وكان وزيره الغالب عليه يف أموره اخلالف فلما فتغلب على تلك الناحية وأظهر- وكان قد واله القصرين وما إليهما -ولده زيادة اهللا بن إبراهيم


ظفر به زيادة اهللا قتله وولديه احلباب وسكتان ودعا أهل بيته فشرب معهم ورؤوسهم بني يديه فغضب هلم منصور وتابعه اجلند فأضطربت إفريقية على زيادة اهللا - وكان عامال على طرابلس -بن نصر اجلشمي املعروف بالطنبذي

بس إىل أن قتل منصور وأستأنس إىل زيادة اهللا وصفت له إفريقية وحصر يف قصره ومل يبق يف يده إال الساحل وقا وأستقامت بعد حروب طويلة وخطوب جليلة

يوم التقى هو وإبراهيم بن األغلب عند -ومن شعر عمرو بن معاوية ما حكى أن بعض أصحاب متام بن متيم : برز من الصف وهو يقول-خروج متام على ابن العكى

بالبيض يهوى حدها باهلام...ملدام اليوم نسقيكم سوى ا

: حىت ختلوا الغرب للتمام وبرز إليه عمرو وهو يقول

حلفا برب احلل واحلرام...من مبلغ قويل إىل التمام

وقد تالقت حلق احلزام...إنك حممول على الصمصام

مث شد عليه فأرداه عن فرسه

لول بن عبد الواحد املذغري

قام بأمر إدريس بن إدريس احلسىن صاحب املغرب مث تغري عليه وفارقه ورجع إىل إبراهيم كان رئيسا يف قومه وهو بن األغلب عند ظهوره على إفريقية وذلك بتلطف إبراهيم يف إفساد ما بينه وبني إدريس فجرت بينهما مكاتبات

: كان يف بعضها مما كتبه البهلول إىل إبراهيم

لتكشف عن قليب ضمري خالف...لئن كنت تدعوين إىل احلق ناصحا

ملن قال بالصلح اخلالفة كاف...لقدما أتانا عنك أنك ناضح

تزين ما تأيت هلم بعفاف...وأنك حممود النقائب عندهم

أرد اهلوى للحق حني يوايف...فعجل على رد رأيي فإنين

: فجاوبه إبراهيم بقولهالف تعوض منه طاعة خب...عرضت على البهلول ما إن أصابه

وج العمى وعر املسالك عاف...لريكب ج احلق واحلق واضح

كمستبدل رنق الشراب بطاف...فال تتركن رشد اهلدى لضاللة

جتده على اإلسالم خري مكاف...وبايع هلارون اإلمام بطاعة

املائة الثالثة عبد الرمحن بن احلكم

مروان أبو املطرفهشام بن عبد امللك بنبن هشام الرضا بن عبد الرمحن الداخل بن معاوية بن

بويع له يوم وفاة أبيه احلكم املعروف بالربضى يوم . وهو عبد الرمحن األوسط والرابع من خلفاء بين أمية باألندلس بقني من ذي احلجة سن ست ومائتني- وقيل ألربع -اخلميس لثالث

وكان فصيحا مفوها شاعرا مع سعة العلم واحللم وقلة . وكانت خالفته إحدى وثالثني سنة وثالثة أشهر وستة أيام


وظهر يف أيامه . وهو الذي أستكمل فخامة امللك باألندلس وكسا اخلالفة أة اجلاللة . القبول للبغى والسعايات الوزراء والقواد وأهل الكور وشيد القصور وجلب املياه من اجلبل وبىن الرصيف على الوادي ؛ وهو القائل متشوقا

: ومفتخرا

فما أقطع الليل إال حنيبا...فقدت اهلوى مذ فقدت احلبيبا

ر طالعة ذكرتين طروبا...وإما بدت يل مشس النها

ويا كبدا أورثتها ندوبا...فيا طول شوقي إىل وجهها

وأوفرهم يف فؤادي نصيبا...ويا أحسن اخللق يف مقليت

ت مين قريبا ر من بعد أن كن...لئن حال دونك بعد املزا

وأضرم يف القلب مين هليبا...لقد أورث الشوق جسمي الضىن

وقودي إليهم هلاما هليبا...عداين عنك مزار العدا

وجاوزت بعد دروب دروبا...كأين ختطيت من سبسب

إذا كاد منه احلصى أن يذوبا...أالقي بوجهي حر اهلجري

شحوبا ت من بعد نضرة وجهي...وأدرع النقع حىت لبس

ومن غريه أبتغيه مثيبا...أريد بذاك ثواب اإلله

أشب حروبا وأطفي حروبا...أنا ابن اهلشامني من غالب

فأحييته وأصطلمت الصليبا...يب أدارك اهللا دين اهلدى

مألت احلزون به والسهوبا...مسوت إىل الشرك يف جحفل

من حظاياه بعقد جوهر كانت قيمته عشرة أالف دينار فجعل وذكر سكن بن إبراهيم الكاتب وغريه أنه أمر جلارية إن هذا من األعالق املضنون ا املدخرة للنائبة فقال : بعض من حضره من وزرائه وخاصته يعظم ذلك عليه ويقول

وحيك: له عبد الرمحن !

ولطف إفرندها لقد برأ ولئن راق من هذه احلصباء منظرها. إن البس العقد أنفس خطرا وأرفع قدرا وأكرم جوهرا وهل على األرض من شريف جوهرها وسىن . اهللا من خلقه البشري جوهرا تعشى منه األبصار وتتيه األلباب

زبرجها ومستلذ نعيمها وفاتن جتها أقر لعني أو أمجع لزين من وجه أكمل اهللا حسنه وألقى عليه اجلمال جته مث هل حيضرك شيء يف : فذكر له ما كان بينه وبني وزيره يف شأن العقد وقال دعا بعبد اهللا بن الشمر شاعره وجليسه

نعم وأطرق بريهة مث أنشأ يقول: تأكيد ما أحتججنا به قال :

إىل من تعاىل عن سنا الشمس والبدر...أتقرن حصباء اليواقيت والشذر

ومل يك شيئا غريه أحد يربى...إىل من برت قدما يد اهللا خلقه

تضاءل عنه جوهر الرب والبحر... من صيغة اهللا جوهرا فأكرم به

وما فوق أرضيه ومكن يف األمر...له خلق الرمحن ما يف مسائه

: فأعجب األمري عبد الرمحن ببديهته وحترك طبعه للقول وأنشأ يقول مناغيا على رويه


وأشرق باإليضاح يف الوهم والفكر...قريضك يا ابن الشمر عفى على الشعر

إىل القلب إبداعا جيل عن السحر...ذا جال يف مسع يؤدى بسحره إ

أقر لعني من منعمة بكر...وهل برأ الرمحن يف كل ما برا

كما فوف الروض املنور بالزهر...ترى الورد فوق اليامسني خبدها

نظمتهما منها على اجليد والنحر...فلو أنين ملكت قليب وناظري

ابن اخلالئف شعرك واهللا أجود من شعري وثناؤك عليه أفضل من صليت وما منحتك يل إال يا: فقال له ابن الشمر تطوال منك بغري إستحقاق مين فأضعف جائزته وأكثر الثناء عليه

: وله أيضا يف النسيب

وما أحب سواكا...قتلتين واكا

تدبره عيناكا...من يل بسحر جفون

تكسى به وجنتاكا...ومحرة يف بياض

وأحيين برضاكا...أعطف على قليال

بأن أرى من رآكا...فقد قنعت وحسيب

وحكى ابن فرج صاحب كتاب احلدائق أنه فرق يف يوم فصد له بدرا على من حضره وعبيد اهللا بن قرملان أحد : خواصه ومواليه غائب يف باديته فأبتدر فوجد أمرا قد نقذ فكتب إليه بأبيات منها

وعم باإلنعام والرفد...اد يا ملكا حل ذرى

يف يومك املأنوس بالفصد...طوىب ملن أمسعته دعوة

مستوطنا يف جنة اخللد...فظل ذاك اليوم من قصفه

جد مىت حيظى الورى يكد...وقد عداين أن أرى حاضرا

يعد أهل القرب والبعد...فأمنن بتنويلي جدا مل يزل

جع فلريض حبظه من النوممن آثر التض: فوقع يف أسفل كتابه !

ال منت إن كنت يا موالي حمروما فأمر له بالصلة ورد يف جوابه: فجاوبه ابن قرملان بأبيات أوهلا :

إذ غبت عنا وكان العرف مقسوما...ال غرو أن كنت ممنوعا وحمروما

حىت يشد على اإلجهاد حيزوما...فلن ينال امرؤ من حظه أمال

إذ محت فوق رجاء الورد حتوميا...ت تأمله فهاك من سيبنا ما كن

ابنه األمري حممد بن عبد الرمحن بن احلكم أبو عبد اهللا

بويع له يف صبيحة الليلة اليت تويف فيها أبوه وذلك يوم اخلميس غرة شهر ربيع األول سنة مثان وثالثني ومائتني وهو هم نفسا وأكرمهم تثبتا وأناة ؛ وكان السعى عنده وكان أمين اخللفاء باألندلس ملكا وأسرا. ابن ثالثني سنة

وقيل لليلة بقيت منه -وتويف يوم اخلميس منسلخ صفر . جيمع إىل هذه اخلالل الشريفة البالغة واألدب . ساقطا


وهو . سنة ثالث وسبعني ومائتني وهو ابن مخس وستني سنة فكانت خالفته أربعا وثالثني سنة وأحد عشر شهرا - : منصرفه من بعض غزواتهالقائل يف

وما أغمدت عين السيوف من احلب...فقلت فأغمدت السيوف عن احلرب

إىل الشوق أشواقا رجائي يف القرب...صدرت ويب للبعد ما يب فزادين

وللشوق عقد ليس ينحل عن قليب...أحل شدادي يف السرادق نازال

جنيب تقر بعيين أو متهد من...أقرطبة هل يل إليك وفادة

وجادت عزاليه كجودي يف اجلدب...سقى القصر غيث بالرصافة مثله

جبيش تضيق األرض عن عرضه الرحب...عداين عدو عن حبيب فزرته

أسنته فيه عن األجنم الشهب...إذا أسود من ليل الدروع تبلجت

وعزمي م أدىن السيوف إىل الضرب...على أنين حصن جليشي إذا التقوا

: وله

يستعمل اإلبريق والقدحا...كر الصبوح فظل مصطبحا ذ

حىت أماتته الكؤوس ضحى...ما زال حيا وهو يشر ا

ابنه األمري عبد اهللا بن حممد أبو حممد

ويل بعد أخيه أيب احلكم املنذر بن حممد بن عبد الرمحن يف صفر سنة مخس وسبعني ومائتني وتويف سنة ثالمثائة وهو وكان أديبا شاعرا بليغا بصريا باللغة والغريب وأيام . سنة فكانت خالفته مخسا وعشرين سنة ابن أثنتني وسبعني

ويف أيامه أضطرمت نار الفتنة باألندلس فتنغص عليه ملكه. العرب

ومن مشهور شعره ما وقع به إىل الوزراء يف قصة موسى بن حدير وعيسى ابن أمحد بن أيب عبده إذ أراد كل واحد يكون جملسه فوق اآلخر فسخا ملا كان قد رتبه والده األمري حممد بن عبد الرمحن من رفع املوايل الشاميني منهما أن

: على البلديني

موايل قريش ال موايل معتب...موىل قريش من قريش فقدموا

سواه فموالنا كآخر أجنيب...إذا كان موالنا يساوم عندنا

يادا للقافيةحول اسم مغيث إىل معتب إغماضا وأنق


ويا أسري احلب ما أخضعك...يا كبد املشتاق ما أوجعك

بالرد والتليغ ما أسرعك...ويا رسول العني من حلظها

يف جملس خيفى على من معك...تذهب بالسر وتأيت به

! تبارك الرمحن ما أطوعك...كم حاجة أجنزت موعدها

: وله يف ذلك


يف مثله خيلع العذار...حيل وحيى على شادن ك

خالطه النور والبهار...كأمنا وجنتاه ورد

يدير طرفا به أحورار...قضيب بان إذا تثىن

ما أختلف الليل والنهار...وقف عليه صفاء ودى

: وله يف الزهد

حتام يلهيك األمل...يا من يراوغه األجل

وكأنه بك قد نزل...حتام ال ختشى الردى

ة وال جناة ملن غفل...عن طلب النجا أغفلت

ء وال يدوم لك الشغل...هيهات يشغلك الرجا

: وله يف مثله

وما فيها لشيء من بقاء...أرى الدنيا تصري إىل فناء

على شيء يصري إىل فناء...فبادر باإلنابة غري الو

وصار جديد حسنك للبالء...كأنك قد محلت على سرير

فربتما رمحت على البكاء...نح عليها فنفسك فابكها أو

وكان بفضل أدبه رمبا أسترسل فقال حبسب ذلك أو متثل مث ال يدعه كرم األوائل وشرف الشمائل حىت يدىن من قال يف النضر بن سلمة الكاليب. أقصاه ويبدي ملن أعتب رضاه :

لست ترجى لفائده...أنت يا نضر آبده

ه لكنيف ومائد...إمنا أنت عدة

وعلى ذلك استقضاه مرتني مث استوزره وأستقضى أيضا أخاه حممد بن سلمة تقيال لألخالق احلكمية وجريا على األعراق العبشمية

وكان - دخل عليه يوما - وكان من رؤساء الرببر -وقرأت يف تاريخ احلميدي أن الوزير سليمان بن وانسوس اهللا ينشد فلما رآه مقبال جعل األمري عبد -عظيم اللحية :

نكراء ال بارك فيها اخلالق...هلوفة كأا جوالق

فيها لباغي املتكا مرافق...للقمل يف حافاا نفائق

إن الذي حيملها ملائق...ويف احتدام الصيف ظل رائق

أجلس يا بربرى: مث قال له !

ة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم وأما إذ أيها األمري إمنا كان الناس يرغبون يف هذه املرتل: فجلس وقد غضب فقال صارت جالبة للذل فغنينا عنكم فإن حلتم بيننا وبينها فلنا دور تسعنا ال تقدرون على أن حتولوا بيننا وبينها مث وضع يديه يف األرض وقام من غري أن يسلم وض إىل مرتله فغضب األمري وأمر بعزله ورفع دسته الذي كان جيلس عليه ؛

مدةوبقي كذلك


لقد وجدت لفقد سليمان تأثريا : مث إن األمري عبد اهللا وجد فقده لغنائه وأمانته ونصيحته وفضل رأيه فقال للوزراء وإن أردت أسترجاعه ابتداء منا كان ذلك غضاضة علينا ولوددت أن يبتدئنا بالرغبة فقال له الوزير حممد بن الوليد

فنهض ابن غامن إىل دار ابن وانسوس فأستأذن . هضته إىل هذا فأذن له إن أذنت يل يف املسري إليه استن: بن غامن وكانت رتبة الوزارة باألندلس أيام بىن أمية أال يقوم الوزير إال لوزير مثله فإنه كان يتلقاه ويرتله معه على مرتبته وال

. فلم يتزحزح له وال قام إليه حيجبه أوال حلظة فأبطأ اإلذن على ابن غامن حينا مث أذن له فدخل عليه فوجده قاعدا

ما هذا الكرب عهدي بك وأنت وزير السلطان ويف أة رضاه تتلقاين على قدم وتتزحزح يل عن : فقال له ابن غامن ! صدر جملسك وأنت اآلن يف موجدته بضد ذلك

لمه ورجع إىل األمري ألين كنت حينئذ عبدا مثلك وأنا اليوم حر فيئس ابن غامن منه وخرج ومل يك. نعم : فقال له فأخربه ؛ فابتدأ األمري باإلرسال إليه ورده إىل أفضل ما كان عليه

يعقوب ابن األمري عبد الرمحن بن احلكم بن هشام

ويكىن أبا قصى ؛ كان أديبا شاعرا مطبوعا كلفا بالعلوم جوادا ال يليق شيئا وهو القائل يف ابن أخيه أيب أمية العاصي : عبد الرمحن من قصيدةابن األمري حممد بن

زكى الفرع مفضال اليدين...تنادى ماجدا من عبد مشس

ندى وخطار رديين...مسا للمكرمات فقد حواها

به جادت وال نوء البطني...وغيثا حني يسكب ال الثريا

وصفه بالطبع : أقول: ما أحسن قول أيب مروان بن حيان وذكر ثناء معاوية بن هشام الشبينسى على أيب قصي هذا يف الشعر مث مل ينشد له ما يصدق وصفه بل أنشد له ثالثة أبيات من قصيدة مدح ا ابن أخيه العاصي ابن األمري

وله مما قرأت يف كتاب احلدائق البن فرج. حممد بن عبد الرمحن ليست بطائل :

الزهر . ......... ...يا ابن اخلالئف من بين فهر

مضطر . . ............ ...هم يا أكرم األمالك كل

البشر . ... يندى يديك...إن الصيام قد أنقضى ومضى

أخوه بشر ابن األمري عبد الرمحن ذكر أبو حممد بن حزم يف كتاب مجهرة األنساب أنه كان شاعرا وأنشد له أبو عمر : بن فرج صاحب كتاب احلدائق

ب ويوم ال أراك به عذا...حجابك يل عن الدنيا حجاب

إذا واراك ستر أو نقاب...وقد كانت تضيق األرض عندي

قصور دوا باب فباب...فكيف أعيش إذ واراك عين

وليعقوب وبشر هذين إخوة جلة منهم هشام وكان من أهل العلم والفضل والبصر بالعربية وأكثر من الرواية عن خالفته للصالة على جنائز أهل قصره وأكابر رجاله وكان أبوه األمري عبد الرمحن احلكم قد نصبه يف. حيىي بن حيىي

ومنهم أبان وعثمان على أختالف فيه ومها ابنا عبد الرمحن بن احلكم . كما نصب عبد الرمحن بن معاوية ابنه هشاما


وكانا أديبني شاعرين وسيأيت ذكرمها يف آخر التأليف إن شاء اهللا تعاىل

ابن احلكم أبو حممدالقاسم ابن األمري حممد بن عبد الرمحن

وكان أحد اجلبابرة املوصوفني شديد البأوتياها ؛ وقبض عليه أخوه األمري عبد . كان من األدباء الشعراء إال أنه مقل ومن شعره وبديهته السائرة يف الناس وقد دخل دار أخيه عثمان بن حممد فأستسقى . اهللا فمات يف حبسه مسموما : يقبلها وأنشأ يقولماء فأبطأ عليه غالمه لعله مل

واخلبز فيها له شان من الشان...املاء يف دار عثمان له مثن

إال اخلليفة عثمان بن عفان...فأسلح على كل عثمان مررت به

وإمنا البيتان من قطعة لعبد امللك بن عبد الرحيم احلارثي أنشدمها أبو عمر . كذا قال ابن حيان وهو غلط ألخفاء به : النمري يف كتاب جة االس من تأليفه وهيبن عبد الرب

وأزمعي لبىن أود جران...يا أخت كندة جايف شرب عثمان

كي تنتوى منتوى غضيب وغضبان...يا أخت كندة سريي سري ساخطة

واخلبز فيه له شأن من الشان...املاء يف دار عثمان له مثن

مجدا مبجان لكنه يشتهى ...عثمان يعلم أن احلمد ذو مثن

حىت يروا عنده آثار إحسان...والناس أكيس من أن حيمدوا رجال

غسل اجلنابة من معروف عثمان...أغسل يديك بأشنان وأنقهما

إال اخلليفة عثمان بن عفان...واسلح على كل عثمان مررت به

: وأنشد له احلميدي وقال فيه القاسم غلط منه

ولقد أراه للصبابة معدنا...سكنت من قليب اهلوى ما أمكنا

جترى براحته وعيش قد هنا...هذا هالل قد بدا ومدامة

وله أبيات كتب ا إىل حممد بن عبد العزيز العتيب األديب مل جيد رصفها فرأيت حذفها

عتبطا برع يف الشعر وهو ابن عشرين سنة وتويف م. املطرف ابن األمري حممد أبو القاسم شقيق القاسم املذكور آنفا ذكر ذلك ابن حيان وقال أبو حممد بن . يف حياة أبيه وهو ابن أربع وعشرين وكان آدب ولد األمري حممد وأشعرهم

وكان له عقب قد . كان شاعرا مفلقا عاملا بالغناء : وذكر املطرف هذا -حزم يف كتاب مجهرة األنساب من تأليفه أنقرض

محن بن حممدوأنشد له صاحب احلدائق يرثى أخاه عبد الر :

مواهبه للناس وهي مرابع...أخ كان إن مل ميرع الناس أصبحت

كما كثرت من راحتيك الصنائع...كثري عليك احلزن من كل جانب

زوال وإن السعي بعدك ضائع...عليك سالم اهللا إن الندى له

: وله فيه

أوضح فينا سبلك...يا عابد الرمحن ما


ول يل والفعل لك فالق...أيقظت شعري أبدا

............ ... . . ما الثكل واحلسرة يف الروع قدما أعجلك...يا موت أعجلت فىت

: وله أيضا

أرعاه ما طاف حول جالسي...أشهى من الكاس حامل الكاس

كان من النسك آمن الناس...يثقل من أجله اجلليس ولو

: وكتب إىل أخيه املنذر بن حممد وكان مائال إليه

أرمي بطريف إليه من قصري...هل أتكى مشرفا على ري

أعطيته ما أحب من عمري...عند أخ لو دهته حادثة

أحتفت اخلمر ذلة اخلمر...نشرب حنلية فضيلتها

: فوعده الكون عنده فكتب إليه يستنجزه وإجناز املقال على الويل...ولوع النفس بالوعد الوىف

وإال كان ذاك مع العشى...فإن أرضاك أن نغدو ضحاء

وحنن إليه مث أبو علي...نكون ثالثة أنت املبدى

: وله يف الشيب

قد أىن أن يكون عنها زوال...إن شيبا وصبوة حملال

ر لوقت حالت به األحوال...ركب الشيب ملىت خلل الشع

تلك حال مضت وجاءت حال...فدع النفس عن مزاح وهلو

العتيب فيه يفضل شعره على أشعار إخوته وأقربائهوحملمد بن عبد العزيز

بآلىل من لفظه وزبرجد...يغىن مسامعنا لديه حواليا

ولغري قبلة شعره مل يسجد...والشعر يسجد حنو قبلة شعره

: إبراهيم ابن األمري حممد بن عبد الرمحن أخومها أنشد له ابن فرج يف كتاب احلدائقمللك يسره اهللا يل هو ا...دنوك مين يف مرتيل

وجيمعنا الشرب من منهل...فيكنفنا جانب واحد

وقصر مشيد من اجلندل...وإن حال دونك بابا حديد

هؤالء املروانيون يف هذه املائة

: ومن احلسنيني فيها

القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد اهللا ابن حسن بن حسن بن علي

وكان إدريس قد ولد حممدا . د بن إدريس القائم بعد أبيه سلطان املغرب ويل البصرة وطنجة وما يليهما ألخيه حمم


وعمر - وبه كان يكىن -هذا والقاسم وأمحد وعبد اهللا وعيسى وإدريس وجعفرا وحيىي ومحزة وعبيد اهللا وداود وبنات

بر على حممد أجتمعت الرب- كما تقدم ذكره -وملا تويف إدريس مسموما يف حية عنب سنة ثالث عشرة ومائتني فبايع له إخوته مجيعا وأختذ مدينة فاس قرارا وفرق بالد الغرب عليهم ؛ فنكث أخوه عيسى ابن إدريس وخرج عليه

فكتب حممد إىل القاسم يأمره مبحاربته إذا كان حياديه يف واليته فأىب القاسم وكتب إليه معتذرا من توقفه عما أمره : به

إن كنت يف الغرب قيال وندبا و...سأترك للراغب الغرب با

يعز ا رتبا من أحبا...وأمسو إىل الشرق يف مهة

يعاجل يف الغرب مها وكربا...وأترك عيسى على رأيه

لكنت له يف القرابة قلبا...ولو كان قليب عن قلبه

شقاقا علينا وأحدث حربا...وإن أحدث الدهر من ريبه

شوقا لدينا وحبا جيدد ...فإين أرى البعد سترا لنا

نالقي به آخر الدهر عتبا...ومل جنن قطعا ألرحامنا

وأكرم به حني نعقب عقبا...وتبقى العداوة يف عقبنا

وقطع املخارم نقبا فنقبا...وأوفق من ذاك جوب الفالة

يد عيسى يأمره مبحاربة عيسى فأجابه وسارع وخرج ير- وكان على ضهاجة وغمارة -فكتب حممد إىل أخيه عمر فلما قرب من أحواز فاس كتب إىل حممد يستمده فبعث إليه من كان معه ونفذ يف أصحابه قبل حلاق . بعسكره

املدد فأوقع بعيسى ونفاه عن عمله وأستوىل عليه فأمره حممد باإلقامة فيه مث أمره مبحاربة القاسم فحاربه وتغلب على وتزهد وبىن مسجدا على ساحل البحر بأصيال ولزمهما كان بيده فتخلى القاسم عن ذلك حملمد وعمر

فلما عاين الرببر ذلك ضوا إليه وهو مبرابطه فصرفوه إىل عمله ورجع إليه كل من صدر إىل أخويه حممد وعمرفأما حممد بن إدريس فوىل مدينة فاس بعد أبيه وقسم عمل أبيه على : وقال الرازي وذكر أوالد إدريس بن إدريس

جهم عماال مث أخلد إىل اللهو وأشتهر بالشرب واخللوة بالنساء فخلعه إخوته وملك كل واحد منهم ما إخوته وأخرمث مل يلبث حممد أن هلك ومل يعقب فوىل أمر فاس بعده القاسم أخوه وملكها ملك سيادة وجتمع الناس . حتت يده

اإليه من كل ناحية وحلق املنفيون عن ربض قرطبة ا ومتدنت وكثر أهله

: ومن رجال املروانية

عبد الكرمي بن عبد الواحد

بن مغيث احلاجب أبو حفصوعن ابن حيان أن هشاما وىل . أستحجبه احلكم الربضى وكان أبوه عبد الواحد حاجبا هلشام الرضا والد احلكم

ةعبد الكرمي هذا كورة جيان وأنه أغزاه ألبة والقالع وأغزى أيضا أخاه عبد امللك وواله سرقسط

وكان عبد الكرمي بليغا مفوها شاعرا ووىل الكتابة للحكم إثر حممد بن أمية وقاد الصوائف وجرت على يديه فتوح


: ذكر ذلك عيسى بن أمحد الرازي قال . وعلى يديه أستأمن أهل الربض ؛ وله رسائل عن احلكم يف اهليج . جسام

اله وقدم به قرطبة فوصله احلكم وخلع عليه فأستم- وكان قد خلع بسرقسطة -وأخرجه احلكم إىل عمروس وأنشد ابن حيان لعبد الكرمي هذا يف رثاء . وسجل له على سرقسطة وتطيلة ووشقه وصرفه إىل الثغر فمات هناك

: احلكم بن هشام ونئة ولده األمري عبد الرمحن بن احلكم باخلالفة أودى فكاد ارنا أن يظلما...كان الزمان مرزأ خبليفة

كالغيث شح بوبله مث أمى...حىت إذا قعد اإلمام لبيعة

وأجل فخرا يف األنام وأفخما...هللا أية بيعة ما أعظما

إلمامها امللك الكرمي املنتمي...أعطت قريش بيعة مرضية

عنه ويكشف نوره ما أما...وبدا كمثل البدر ينصدع الدجى

وملعتف قد أعدما وخلائف ...هللا أنت أبو املطرف يف الوغى

هاشم بن عبد العزيز الوزير

أبو خالدوكان هاشم خاصا . هو أخو القاضي أسلم بن عبد العزيز وكبريه ووالء سلفهما لعثمان بن عفان رضي اهللا عنه

وواله كورة جيان . للقيادة واإلمارة - ومفردا -يؤثره بالوزارة ويرشحه مع بنيه : باألمري حممد بن عبد الرمحن وهو أحد رجاالت املوايل املروانية باألندلس. لى يده بنيت أبدة وأكثر معاقلها املنيعة فع

أجتمعت فيه خصال مل جتتمع يف سواه من أهل زمانه إىل ما كان عليه من البأس واجلود والفروسية والكتابة والبيان فلو مل يعنه سلفه لنهضت به أدواته هذه . والبالغة وقرض األشعار البديعة إىل ما له من القدمي والبيت والسابقة

الرفيعةونكبه املنذر بن حممد ألشهر من خالفته بعد أن واله احلجابة وأظهر عنه الرضا وذلك ألشياء حقدها عليه يف خالفة

أبيه حممد إذ كان خيرجه معه قائدا للجيش وبعد ذلكألندلس من تأليفه أن املنذر بن حممد أستخلف وحكى عيسى بن أمحد بن حممد الرازي يف كتاب احلجاب للخلفاء با

يوم األحد لثالث خلون من شهر ربيع األول سنة ثالث وسبعني ومائتني بعد وفاة أبيه بأربع ليال إذ كان غازيا وكانت وفاته ليلة اخلميس لليلة بقيت من صفر -بناحية رية فأغذ السري ودخل القصر يوم األحد وصلى على أبيه

يع للمنذر بقية األحد ويوم األثنني بعده وأستحجب هاشم بن عبد العزيز إىل أن قتلهوبو. ودفن -

وملا قدم املنذر نزل يف السطح وقعد للبيعة يف ثياب سفره ورمبا اتكأ على فراشه ملا كان أخذه من النصب وأمل : قال قراءته فلما بلغ إىل ذكر اإلمام حممد فلما دخل الناس قام هاشم وبيده كتاب البيعة فأفتتح . السفر لطيه املراحل

مث أستدرك أمره ورجع من أول الكتاب حىت إذا انتهى إىل املوضع الذي انتهى إليه . حنقته العربة فلم ينب كالمه فلم يشك . أوال أخذه أيضا احلصر فلحظه املنذر حلظة منكرة ورآها منه هاشم فمضى يف قراءة الكتاب حىت أكمله

وملا وضع نعش اإلمام حممد على قربه ألقى هاشم رداءه وقلنسوته ودخل : قال . للحظة أنه قاتله كل من رأى تلك ا : القرب وبكى بكاء شديدا مث قال متمثال وهو يقرب


معاذ اهللا واملنن اجلسام...أعزى يا حممد عنك نفسي

ودوفع عنك يل كاس احلمام...فهال مات قوم مل ميوتوا

يه موجدة املنذر ؛ والبيتان أليب نواس احلسن ابن هاىنء يقوهلما يف حممد األمني حني قتلفكان ذلك مما أوقد عل

وذكر أن حممد بن جهور وعبد امللك بن أمية كانا يرفعان عليه ويغريان به وأنه خرج توقيع خبط يد : قال الرازي - يعىن يوم القبض عليه -ند هاشم وحدث من كان حاضرا ع: قال . اإلمام املنذر فيه وهم فتنفس هاشم فرفع عنه

وكان يف رحبة داره . إذ أقبل صاحب الرسائل مستحثا له فخرج هاشم ومعه عمر ابنه فقبض منه كتبا كانت بيده فلما خرج هاشم اندفعوا مستهلني بالشكر فأنتهرهم - وكان عاملهم -قوم من أهل لبلة قد أتوا لشكر ابن أخيه

يا كذبة: ليهم وأغلظ هلم وقال هلم الفىت الذي أتى فيه وخرج ع !

فرأيت هامشا قد أربد وجهه غري أنه مل يقارضه بكلمة ومضى: قال

وكان حتته فرس رائع أشقر فلما أتى عند باب اجلنان كبا الفرس اشم فأستقل به ووقف وقد امتقع لونه ساعة مث و اهللا ما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم فلم ينفض أهل موكبه حىت خرج راجال مكبال ف: قال . تقدم ودخل

ولو قلت إنه مل ختل دار بقرطبة من بكاء على هاشم يوم حبس ملا أبعدت ولصدقت فإنه كان رمحة مبسوطة للعامة واخلاصة

د امللك وأمر املنذر حببس أكابر أوالده غري فإنه كان عينا للمنذر عليه خياطبه بأسراره ومجيع أخباره ومل يزل عب: قال بن أمية يغرى به ويرفع عليه ويستعني بالسيدة أخت املنذر يف مطالبته حىت كان من ضربه وهدم داره وإخراجه منها

وقتله ما كان

غطيت - ليلة األحد ألربع بقني من شوال سنة ثالث وسبعني -وأخرج هاشم صبيحة الليلة اليت قتل فيها : قال ومن شعره وكتب به من . وكان مولده يف أيام األمري عبد الرمحن بن احلكم . جئته ورأسه بثوب وبعث به إىل أهله

: حمبسه إىل جاريته عاج

وباب منيع باحلديد مضبب...وإين عداين أن أزورك مطبق

ففي ريب هذا الدهر ما يتعجب...فإن تعجيب يا عاج مما أصابين

قلب كأين على مجر الغضى أت...ويف النفس أشيا أبيت بغمها

عليه فالقيت الذي كنت أرهب...تركت رشاد األمر إذ كنت قادرا

ففي األرض عنهم مستراد ومذهب...أنج وحيك ساملا : وكم قائل قال

ونفسي على األسواء أحلى وأطيب...إن الفرار مذلة : فقلت له

وما من قضاء اهللا للمرء مهرب...سأرضى حبكم اهللا فيما ينوبين

سينهل يف كاسي وشيكا ويشرب... حبايل فإنه فمن يك مسرورا

: وله وكتب به إىل وليد بن غامن الوزير يف أسره أثناء خماطبة

يسر مبا أبديه شنآن كاشح...فكم غصة بالدمع نهت خوف أن

جنوم الثريا والدموع سوافح...حتاملت عنه مث نادمت يف الدجى


ة ألحد أبنائه خاطبه فيها بشعر ضعيفوله مما قاله بديها ووقع بذلك على ظهر رقع :

ال تقل إن عزمت إال قريضارائقا لفظه ثقيفا رصينا

: أودع الشعر فهو خري من الغث إذا مل جتد مقاال مسينا وما أحسن قول عبد اجلبار بن محديس الصقلى يف هذا املعىن وقل من الشعر سحرا أو فال تقل...حرر ملعناك لفظا كي تزان به

حىت يصري حشو األعني النجل... ال يفنت األبصار منظره فالكحل

: وهلاشم يف إلبرية يذم وروده عليها وهي مكان أوليته

فال سقيت رباك صوب الرواعد...إذا حنن رحنا عنك يا شر بلدة

على قائم من ساكنيك وقاعد...وال زال سوط من عذاب مرتل

وجيهفأجابه فىت من أهلها املتأدبني يعرف بابن :

يروح ا يف نعمة وفوائد...لقد حرم التوفيق من ذم بلدة

على قائم من ساكنيها وقاعد...ومن يتمىن سوط خزى مرتل

فكل لكل الئم غري حامد...فإن كنتم مل حتمدوا ما أختربمت

ابنه عمر بن هاشملغزاة اليت تويف فيها ووىل أخوه األمري عبد سجنه األمري املنذر بن حممد مع إخوته ملا نكب أباهم مث أمر بصلبهم يف ا

. اهللا بن حممد فعجل الكتاب بإطالقهم مث قدم ووىل عمر هذا كورة جيان وأخاه أمحد بن هاشم الوزارة والقيادة

: ومن شعر عمر

د على كل خليل...يا خليال فضله با

ل بسيط وطويل...وايد الشعر يف ك

القول األصيل قاع و...بضروب الضرب واإلي

ال تلمين وأصفحن عين وسهل يل سبيلي

العذر اجلميل . ... ... . ...يف خالصي

متام بن عامر الثقفي الوزير أبو غالب

هو متام بن عامر بن أمحد بن غالب بن متام بن علقمة موىل عبد الرمحن ابن أم احلكم الثقفي ؛ وأم احلكم بنت أيب سفيان عرف ا ابنه لشرفهاسفيان بن حرب أخت معاوية ابن أيب

ودخل متام بن علقمة أبو غالب األندلس يف طالعة بلج وهو أحد النقباء القائمني بدولة عبد الرمحن بن معاوية ووىل وهو افتتح طليطلة عنوة مع بدر موىل عبد الرمحن بن معاوية مث وىل وشقة وطرطوشة وطرسونة . له احلجابة والقيادة

يف آخر دولة احلكم الربضي؛ وعمر طويال وتويف

وقد ولد متام بن عامر هذا سنة أربع ومثانني ومائة وكان غالب بن متام واليا على طليطلة وقتله سليمان بن عبد الرمحن بن معاوية وصلبه ومثل به يف أنتزائه على أخيه هشام بن عبد الرمحن األمري بعد أبيهما


مد بن عبد الرمحن وولديه األمريين املنذر وعبد اهللا فأنتظمت وزارته لثالثة ووىل متام بن عامر خطة الوزارة لألمري حموعمر عمرا طويال زائدا على عمر جده األكرب وكانت وفاته يف مجادى اآلخرة سنة ثالث ومثانني . من اخللفاء

الا واخللفاء فيها وله األرجوزة املشهورة يف ذكر افتتاح األندلس وتسمية و. ومائتني وقد بلغ ستا وتسعني سنة ووصف حروا من وقت دخول طارق بن زياد مفتتحها إىل آخر أيام األمري عبد الرمحن بن احلكم

ولد عامر ابن أمحد متاما ؛ وىل الوزارة واخليل : وقال أبو بكر الرازي . وكان عاملا أديبا ذكر ذلك ابن حيان ومن شعره. ومولده سنة أربع وتسعني ومائة - يعين ومائتني -والقيادة وتويف سنة ثالث ومثانني :

أيب الصرب عنها أن حيل حملها...يكلفىن العذال صربا على اليت

سبيل اهلدى عاد اهلوى فأضلها...إذا ما قرعت النفس يوما فأبصرت

أقاد اهلوى من نفسه فأذهلا...وكم من عزيز النفس مل يلق ذلة

ه عذاله أن ميلها يكلف...عجبت ملعذول على حب نفسه

منصور بن حممد بن أيب البهلول يف أيام األمري عبد الرمحن بن معاوية فأستعمله وكان - وأمسه منصور بن صدقة -دخل األندلس جده أبو البهلول

يكنيه لسنه وفضله ؛ مث تصرف ابنه حممد لألمري احلكم يف بعض أشغاله ؛ وحجب منصور هذا مسلمة بن عبد : م يف الكور اندة دهرا مث وىل العرض لألمريين حممد وابنه املنذر بن حممد ؛ ذكره الرازي قال الرمحن بن احلك

: وكان فيه تصرف ورواية غزيرة وشعر حسن ميدح به اخللفاء وأنشد له

براحته عني من اجلود تنبع...كما أن خري العاملني حممد

: وله

لذكر بفعاله قد أحسن ا...مبحمد محد الزمان كما

لوال مكارمه انقضى الدهر...أيامه بيض مهذبة

: وله

أجل ال. . ليس يل صرب ...كم إىل كم أتسلى !

وترى قتلى جال...بأيب أنت وأمي

لو عن احلب وكال...حاش هللا بأن أس

عبيد اهللا بن حممد بن الغمر

بن أيب عبدة الوزير أبو عثمان. كور وحجابة األوالد واملدينة واخليل والقيادة مث يف الكتابة اخلاصة والوزارة تصرف لألمري عبد اهللا بن حممد يف ال

. ذا بأس وغناء يف احلروب وكانت له فتوح مجة ومقاوم حممودة - مع أفتنانه يف األدب وأتصافه بالبالغة -وكان

فلزم داره وسيأيت ذكر وتويف خامال بتحامل بدر الوصيف عليه بعد أن أستأذن للحج فأدى فرضه وكر إىل قرطبةوفيه يقول العتيب الشاعر وقد أعتل وهو يلي الكتابة. هذا مع نسبه مستويف عند ذكر ابنيه جهور الوزير وحممد :

ثوب السقام وجفت زهرة الكلم...ألينع العي مذ أصبحت مرتديا


نشبت فيه وطالت عجمة القلم...وأستوحش الطرس من أنس البديع إذا

يد اهللاومن شعر عب :

وعتب ليس يثنيه عتاب...صدود ليس يبلغه عقاب

وإبعاد بال ذنب طويلوإعراض وهجر وأجتناب

وال طعم يسوغ وال شراب...فال سهر يطيب وال رقاد

قريح والفؤاد له اضطراب...فجسمي ناحل واجلفن مين

إىل من أن يطاولين العذاب...وموت عاجل أحلى وأشهى

قيسي احملاريبسوار بن محدون ال

ثار بناحية الرباجلة من كورة إلبرية يف سنة ست وسبعني ومائتني وهي السنة . من حمارب بن خصفة بن قيس عيالن الثانية من والية األمري عبد اهللا ابن حممد وأنضوت إليه بيوتات العرب من إلبرية وجيان ورية وغريها عندما متيزت

أول -وكان مبتدأ رئاسة سوار هذا أنه كان صاحبا ليحىي بن صقالة . األحزاب بالعصبية وشبوا نار الفتنة عن أستبصار شديد ومحية فصب على املولدين والعجم منه ومن أصحابه أعظم -اخلارجني بالرباجلة ذه الدعوة

طالبا بثأر فرأس أصحابه بعده سوارا هذا فأشتد به أمرهم وقام. آفة إىل أن أصابوا منه غرة فثاروا بغتة وقتلوه وكان شجاعا حمربا فكثر أتباعه وأشتدت شوكته وأعتز العرب مبكانه فلفف مجوعها ومحى ذمارها وسعى . صاحبه

وقصد حصنا أجتمع فيه من املولدين والنصاري حنو من ستة أالف رجل فنازهلم بالعرب حىت قهرهم . إلدراك ثارها ن نابل قد أنتزعه من حيىي بن صقالة فأسترده سوار إىل ملكهوكا. وأخرج نابال رئيسهم املقيم فيه عنه وملكه

عامل -ولقيه جعد بن عبد الغافر . مث أقتتح حصون املساملة والنصارى حصنا حصنا وقتل من ظفر به وغنم أمواهلم منه فهزمه سوار وقتل من أصحابه حنوا من سبعة أالف وأسر جعدا فمن عليه وأطلقه وأبلغه وأ-األمري عبد اهللا

وغلظ أمره فأستبق حينئذ إىل حصن غرناطة بالقرب من مدينة إلبرية وصعد إليه فتبوأه دارا أجتمعت إليه فيه عرب كورة إلبرية وكاتبته عرب النواحي إىل حدود قلعة رباح وغريها وكانت دار الداخلني إىل األندلس من بكر ابن

يأ له على أعدائه وعلت مهته وأملته العرب وعال يف الناس وجبح سوار مبا. وائل فصاروا إلبا معه على املولدين ذكر ذلك ابن حيان وحكى أنه أوقع بأصحاب ابن . ذكره وقال األشعار اجلزلة وأكثر الفخار بنفسه وقومه

وقد ذكرها سعيد بن : قال . حفصون ثانية ويقال إن قتالهم كانوا فيها اثىن عشر ألفا وتعرف ب وقيعة املدينة : السعدي صاحب سوار والوايل رئاسة العرب بعده يف شعر له منهجودي

تولوا سراعا خوف وقع املناصل...وملا رأونا راجعني إليهم

كوقع الصياصي حتت رهج القساطل...فسرنا إليهم والرماح تنوشهم

يقاد أسريا موثقا يف السالسل...فلم يبق منهم غري عان مصفد

به األرض يهفو من جوى وبالبل...ت وآخر منهم هارب قد تضايق

: ومنه

جيذ به اهلامات جذ املفاصل...لقد سل سوار عليكم مهندا


علينا وكانوا أهل إفك وباطل...به قتل اهللا الذين حتزبوا

جبمع كمثل الطود أرعن رافل...مسا لبىن احلمراء إذ حان حينهم

به اهللا عاجل حلتف قد أفناكم ...أدرمت رحى حرب فدارت عليكم

جتيد ضراب اهلام حتت العوامل...لقيتم لنا ملمومة مستجرية

ومن آل قحطان كمثل األجادل...ا من بين عدنان فتيان غارة

حمش حروب ماجد غري خامل...يقودهم ليث هزبر ضبارم

إىل اد قدما والعال كل فاضل...أرومته من خري قيس مسا به

ا ذاد عن دين اهلدى كل جاهل...له سورة قيسية عربية

وقال يف ذلك. وهي طويلة :

كمثل حصيد فوق ظهر صعيد...فما كان إال ساعة مث غودروا

: وقال أيضا قصيدة أخرى ذكر فيها أسر جعد بن عبد الغافر خياطب املولدين

تى وردمت للموت شر ورود...مل تزالوا تبغوا عوجا ح

تتلظى عليكم كالوقود... فأصطلوا حرها وحجر سيوف

كان حكم اإلله باملردود...قد قتلناكم بيحىي وما إن

مل يكونوا عن ثارهم بقعود...هجتم يا بين العبيد ليوثا

فتية ذادة كمثل األسود...جاءكم ماجد يقود إليكم

آزروا بالعهود بعد العهود...يطلب الثار ثار قوم كرام

غري عان يف قده مصفود...هم فأستباح احلمراء مل يبق من

دل قتل الكرمي قتل العبيد...قد قتلنا منكم ألوفا وما يع

كان بالنكس ال وال الرعديد...فلئن كان قتله غدرة ما

وقال حيىي بن أخي حيىي بن صقالة من قصيدة طويلة ميدح . يريد حيىي بن صقالة أمري العرب القائم على املولدين وقيعة إلبرية ويناقض العبلى شاعر املولدين وقيل إا لسعيد بن جوديفيها سوارا ويذكر :

أباد ذوى الغواية فأضمحلوا...لسوار على األعداء سيف

ا ل العبيد معا وعلوا...سقاهم كأس حتف بعد حتف

وألفهم بواحدنا يقل...قتلت بواحد سوار ألفا

وأستحلوا مبا أرتكبوه ظلما ...وأكثر قتلنا هلم حالل

تشب النار منها إذ تسل...فأوردنا رقام سيوفا

وإرثكم بين العبدان ذل...ورثنا العز عن آباء صدق

: وأول شعر العبلي

وضعضع ركن عزهم األذل...قد أنقصفت قنام وذلوا


وها هم عندنا يف البري طل...فما طلت دماؤهم لديهم

: ومن شعر سوار قوله من قصيدة طويلة

إذ شاب مفرق مليت وقذايل...صرم الغواين يا هنيد موديت

علقت حبال وصاهلن حبايل...وصددن عين يا هنيد وطاملا

وقتل يف صدر سنة سبع وسبعني ومائتني فكان أمده يف رئاسته حنو العام

سعيد بن جودي السعدي

أبو عثمان من هو ازن من جند قنسرينهو سعيد بن سليمان بن جودي بن أسباط بن إدريس السعدي ؛ هو

وقع ذكر ذلك يف املقنع -وىل جده جودي بن أسباط الشرطة لألمري احلكم الربضى ووىل أيضا قضاء بلده إلبرية وملا قتل سوار بن محدون ذلت العرب مبقتله وكل حدها مبا نزل فيه وكان قد . من تأليف ابن بطال يف األحكام

فيقال إن جثته مزقها ثكاىل نساء املولدين قطعا وأكله كثري منهن . ن أصيب على يدي بعض أصحاب ابن حفصوفنصبت العرب إلمارا بعده سعيد بن سليمان . حنقا عليه ملا ناهلن به املرة بعد املرة من الثكل يف بعولتهن وأهليهن

شجاعا بطال وفارسا على أنه كان. بن جودي صاحبه وعلقت آماهلا به فلم يسد مكانه وال بلغ مداه يف السياسة حمربا قد تصرف مع فروسيته يف فنون العلم وحتقق بضروب األدب فأغتدى أديبا حنريرا وشاعرا حمسنا تعد له عشر

اجلود والشجاعة والفروسية واجلمال والشعر واخلطابة والشدة والطعن : خصال تفرد ا يف زمانه ال يدفع عنها يبة مل يهبها أحدا ممن مارسه إذ مل يلقه قط إال عاله وهزمهوهابه ابن حفصون ه. والضرب والرماية

وواجهه يوما فألقى عليه ذراعه . ولقد دعاه يف بعض أيامهم إىل املبارزة فلم جيبه ابن حفصون إليها وحاد عنه دة املدى وله زرقة بعي. وأجتذبه إىل األرض فما جناه منه إال أصحابه الذين انقضوا على سعيد فتنقذوا عمر من يده

إىل بعض القناطر املعتلية مشهورة النسبة إليه مل يقدر أحد بعده ممن يتعاطى الشدة يبلغ إهليا ذكر ذلك أبو مروان بن حيان يف تارخيه

كان مع رئاسته وشجاعته شاعرا مغلقا وخطيبا مصقعا فصيح اللسان ربيط اجلنان مجيل : وقال يف موضع آخر ت األصالة واسع األدب واملعرفة يضرب يف صنعة الشعر مة وافرة ويتصرف من الشارة حسن بسهمة اإلشارة ثب

. حكى أن األمري عبد اهللا بن حممد أسجل له على كورة البرية ملا ظهرت العرب على حاضرا . سبله بكل منيعة

نني مائتنيفاتصل قيانه بأمر العرب إىل أن قتل غيلة بأيدي بعض أصحابه يف ذي القعدة من سنة أربع ومثا

منها قال لعبد . وزعموا أن من أقوى األسباب يف قتله أبياتا من الشعر قاهلا يف غمص األئمة من بين مروان : قال : اهللا

جنم الثائر من وادي القصب...يا بين مروان جدوا يف اهلرب

إمنا امللك ألبناء العرب...يا بين مروان خلوا ملكنا

: ذلك األوان وقال فيه مقدم بن معاىف يرثيهورثاه األسدي شاعر العرب يف

وقد حوى حلف الندى رمس...من ذا الذي يطعم أو يكسو


عود وال أشرقت الشمس...ال اخضرت األرض وال أروق ال

أكرم منه اجلن واإلنس...بعد ابن جودى الذي لن ترى

على سعيد أبدا حبس...دموع عيين يف سبيل األسى

بعده حممد بن أضحى بن عبد اللطيف اهلمداين صاحب حصن احلمة إىل أن استرتله الناصر عبد وقام بأمر العربومسع يوما منشدا ينشد قول أيب قيس بن . ولسعيد بن جودى شعر كثري وقد ذكرنا منه مجلة . الرمحن بن حممد

: األسلت أطعم نوما غري جاع...قد حصت البيضة رأسي فما

كل امرئ يف شأنه ساع...ك أسعى على جل بين مال

: فقال معارضا على البديهة أبسط حاشاها لتهجاع...الدرع قد صارت شعارى فما

طوله يوم الوغى باعى...والسيف إن قصره صانع

إذا دعاين للقا داع...وما كميىت يل مبستقصر

كل امرئ يف شأنه ساع...هذا الذي أسعى له جاهدا

فهام ا واشترى - وذلك يف إمارة أبيه األمري حممد -طبة تغين لألمري عبد اهللا بن حممد وله يف جارية مسعها بقر : جارية مساها بامسها جيجان فلم يسله ذلك عنها وهام ا دهرا

فاعتاض قليب منه لوعة احلزن...مسعي أيب أن يكون الروح يف بدين

ترين هذا ومل أرها يوما ومل...أعطيت جيجان روحي عن تذكرها

من مقليت راهب صلى إىل وثن...كأنين وامسها والدمع منكسب

: وله يف جارية محلت إليه من قرطبة فلما خال ا أعرضت عنه ورمت بطرفها إىل األرض خجال فقال

! أمائلة األحلاظ عين إىل األرضأهذا الذي تبدين وحيك من بغضي

لحظ أوىل من األرض ووجهي بذاك ال...فإن كان بغضا لست واهللا أهله

: وله أيضا يهزل ويتغزل

ومن مناقلة كأسا على طبق...ال شئ أملح من ساق عل عنق

ومن مراسلة األحباب باحلدق...ومن مواصلة من بعد معتبة

وما خرجت لصرف الدهر عن طلقي...جريت جرى مجوح يف الصبا طلقا

بل احلب يف عنقي كما انثنيت وح...وال انثنيت لداعي املوت يوم وغى

ومقاصده يف غزله املشوب بشجاعته تشبه مقاصد أىب دلف القاسم بن عيسى العجلي وكانت له أيضا رئاسة وثورة

ولسعيد أيضا يف جارية مجيلة عرضت له صباحا يف غاللة محراء وهو خارج إىل جملسه لتأخذ عليه الطريق وهي تتثىن محرقضيب من الرحيان يف ورق: يف حركتها فقال


وكان -مث أعيته اإلجازة طول اره وقد شغل ا فكره حىت دخل عليه حاجبه فاستأذن لعبيد يس الشاعر الكاتب قضيب من الرحيان يف ورق محر فأجاب من قبل أن جيلس: فساعة دخل عليه ناداه سعيد -ينتابه هو وغريه :

وعهدي بالرحيان يف ورق خضر

فسر واجزل صلته : وله يرثى

مع احلسن املأمول إذ ضمه القرب...ستنصرا بالصرب قد دفن الصرب أم

وقد كان سهل األرض خيشاه والوعر...فيا عجبا للقرب منه يضمه

بل اجلود واإلقدام والباس والصرب...وما مات ذاك املاجد القرم وحده

لقاتله يف الكفر بل دونه الكفر...وإن يكن اليطان زين حرية

وبدر اجلدى يبكيه واألجنم الزهر...رجو لفقدان نوره فشمس الضحى ت

وله حني أسره عمر بن حفصون رأس الفتنة باألندلس ومضرم نارها وركن العصبية للعجم واملولدن وذلك قبل : إمارة سعيد ورئاسته للعرب

وال شئ مثل الصرب يف الكرب للحر...خليلي صربا راحة احلر يف الصرب

فأطلقه الرمحن من حلق األسر... القد موثقا فكم من أسري كان يف

فليس على حرب ولكن عل غدر...لئن كنت مأخوذا أسريا وكنتما

محتين أطراف الردينية السمر...ولو كنت أخشى بعض ما قد أصابين

وفارسها املقدام يف ساعة الذعر...فقد علم الفتيان أين كميها

ومن هذه القصيدة

وكربك أقضى يل من القتل واألسر... موقفي مك ألقى خالقي يوم

من القرب للفتيان حوصلة النسر...وإن مل يكن قرب فأحسن موطئا

سليمان بن وانسوس الوزير

أبو أيوبأصله من الربابر وله . هو سليمان بن حممد بن أصبغ بن عبد اهللا والسوس املكناسي موىل سليمان بن عبد امللك

وكان جده أصبغ رئيسا مباردة مطاعا ثار فهيا على األمري احلكم بن هشام فملكها . فيهم بيت شرف باألندلس لنفسه واتصل خالفه فيها سنني وجرت له خطوب كبار يف حايل املعصية والطاعة

ومتهد ابن ابنه هذا مهاد الطاعة من بعد نزوات سلفه وعلق حبال اخلدمة فتصرف للسلطان يف أعمال كثرية إىل أن وكان أديبا مفتنا وشاعرا مطبوعا حسن البيان . لذروة من خطة الوزارة لألمري عبد اهللا وصارت له حظوة ارتقى ا

ومن شعره يغرى األمري عبد اهللا بن حممد جبهور بن عبد امللك البخيت . بليغا حصيفا داهيا ؛ وكان يف حليته كوسجا : وكان قد صرف عن عمله بكورة البرية لتظلم الرعية

مار محار املرج حمتشيامما أفاد من األموال والطرفجاء احل


بقبح سريته والعنف والسرف...خلى لبرية قد أودت مساكنها

واترك له سببا للتنب والعلف...فامحل على العري محال يستقل به

بيات لزدنا احلمار يف يا سليمان لو زدتنا يف األ: فلما قرأ األمري عبد اهللا أبياته أمر بإدخاله إليه فضحك منه وقال له وقد تقدم لسليمان هذا خرب مع األمري عبد اهللا يدل على شرف ذاته وعلو . الغرم وأمر بإغرامه ثالثة آالف دينار

مهته

عامر بن عامر بن كليب

بن ثعلبة بن عبيد اجلذامى أبو مروانوكان أحد وجوه أصحاب . بن كليب وىل أبوه عامر طليطلة مث صرفه عنها عبد الرمحن بن احلكم بأخيه عبد اهللا

حدة ومعاضة للناس وحتك - مع أدبه وبالغته -وكانت فيه . السلطان واختص بصحبة هاشم بن عبد العزيز : بالشعراء فلم يسلم منهم ؛ وهو القائل عن االعتذار

يا سيدي أو ما تقول...عظم اخلطاء فهل تقيل

ليل وأنا ا العبد الذ...أنت العزيز فويت

ت ملا بدت مىت فضول...واهللا لو أين استطع

ق سوى قوام ال مييل...وملا رأى مين الصدي

ل من الصواب وال حيول...ولسان صدق ال يزو

ال أن يداخلين الذهول...فأبت على الكاس إل

عبد الرمحن بن وليد بن عبد الرمحن بن عبد احلميد

ابن غامنليد يف بيت أدب رائع وكتابة وجاللة ووىل وليد لألمري حممد بن عبد الرمحن خطيت كان هو وأخوه حممد وأبومها و

الوزارة واملدينة وقاد جيش الصائقة الذي قدم عليه ابنه عبد الرمحن بن حممد وكان عدده عظيما ووىل أيضا حممد بن ىي بن حيىي صاحب مالك وقد سئل وعبد الرمحن هو القائل ومسع عبيد اهللا بن حي. وليد خطة املدينة وسيأيت ذكرمها

: عن النعامة ففسرها بطري املاء

وبقيت يف ظلم ويف عمياء...ذهب الزمان بصفوة العلماء

ال فرق بينهم وبني الشاء...وأتى طغام رقع من بعدهم

علما يفسره بطري املاء...فإذا سألت عن النعام أسدهم

ذه املائة ويف آخرها انقرض ملكهم حسبما يذكر بعدوهؤالء شعراء بىن األغلب ملوك إفريقية يف ه :

زيادة اهللا بن إبراهيم بن األغلب أبو حممد

إذا قدم عليه - إبراهيم بن األغلب -وكان أبوه . وىل بعد أخيه أيب العباس عبد اهللا اجلميل سنة إحدى ومائتني هذا وأمرهم مبالزمته فكان أفضل أهل بيته أحد من األعراب والعلماء بالعربية والشعراء أصحبهم ابنه زيادة اهللا


وال . وكان يعرب كالمه وال يلحن دون تشادق وال تقعر ويصوغ الشعر اجليد . وأفصحهم لسانا وأكثرهم بياتا يعلم أحد قبله مسى زيادة اهللا وال هبة اهللا قبل ولد إبراهيم بن املهدي

سنةوولد زيادة اهللا قبل هبة اهللا هذا بنحو من ثالثني

وهو الذي بىن جامع القريوان بالصخر واآلجر والرخام بعد أن هدمه وبىن احملراب كله بالرخام من أسفله إىل أعاله وهو منقوش بكتاب وغري كتاب ويستدير به سوار حسان بعضها جمزعة بأسود ناصعة البياض شديدة السواد ويقابل

محرة سائرمها يقول كل من رآمها من أهل املشرق واملغرب احملراب عمودان أمحران فيهما توشيه حبمرة صافية دونوقد بذل فيهما صاحب لقسطنطينية وزما ذهبا فلم جيبه الناظر لإلسالم يف ذلك. أنه ير مل مثلهما

وأول من بىن هذا اجلامع األشرف عقبة بن نافع الفهري وهو الذي اختط مدينة القريوان يف سنة ثالث ومخسني من اهلجرة

فلما وىل يزيد بن حامت . وبناه بالطوب - حاشى احملراب -ا وىل حسان بن النعمان الغساين إفريقية هدمه فلمفلما وىل زيادة اهللا هذا هدمه وبناه مع احملراي كما وصف ومت بنيانه . إفريقية سنة مخس ومخسني ومائة هدمه وبناه

سنة اثنتني وعشرين ومائتني

يف رجب سنة ثالث وعشرينوبعد ذلك بعام أو حنوه تويف

زيادة يف هذا اجلامع كملت سنة مثان وأربعني - والد إبراهيم بن أمحد السفاك -وألىب إبراهيم أمحد بن حممد ومائتني وهي عليها إىل اليوم

ما يروى أن املأمون كتب إليه أن يدعو على منابره لعبد اهللا- على أنه كان يصنعه ويكتمه -ومن شعر زيادة اهللا

بعد أن متأل من الشراب وحل شعره ونار عظيمة -بن طاهر بن احلسني فأنف من ذلك وأمر بإدخال الرسول عليه قد علم أمري املؤمنني طاعيت له وطاعة آبائي : بني يديه يف كوانني وقد امحرت عيناه فهال الرسول ذلك املنظر مث قال

مث مد يده إىل كيس . عاء لعبد خزاعة هذا واهللا أمر ال يكون أبدا آلبائه وتقدم سلفى يف دعوم مث يأمرين اآلن بالدغلى جانبه فيه ألف دينار فدفعه إىل الرسول ليوصله إىل املأمون وكانت الدنانري مضروبة باسم إدريس احلسىن ليعلمه

اما هو عليه من فتنة املغرب ومناضلة العلويني وكتب جواب الكتاب وهو سكران يف آخره أبيات منه :

فإن كنت ممن يقدح الزند فاقدح...أنا النار يف أحجارها مستكنة

فإن كنت كلبا حان موتك فانبح...أنا الليث حيمى غيله بزئريه

فإن كنت ممن يسبح البحر فاسبح...أنا البحر يف أمواجه وعبابه

ول والثاين فأعرضوا عن فلما صحا بعث يف طلب الرسول ففاته وكتب كتابا آخر يتلطف فيه فوصل الكتاب األوصدر البيت األول من هذه األبيات وقع ما متثل به املأمون إذا قتل ليال . ذكر األول وجاوبوه عن الثاين مبا أحب

باملطبق إبراهيم بن حممد بن عبد الوهاب بن إبراهيم اإلمام بن حممد ابن علي بن عبد اهللا بن العباس املعروف ابن : فرغ من ذلكعائشة وأصحابه فقال حني

مىت ما يهجها قادح تتضرم...أنا النار يف أحجارها مستكنة

ببغداد قد ادعى اخلالفة بعد - وهو إبراهيم بن املهدي -حكاه ملسعودي وكان زيادة اهللا يدعو للمأمون ابن شكلة


قتل األمني إىل أن قدم املأمون بغداد فكاتبه وشكر له فعله وقد استفحل أمر اجلند يف خالفهم عليه واستولوا على إفريقية -ية الليث بن سعد جار-وله خياطب أمه جالجل

كلها إثر وقعة عل أصحابه شديدة خاف منها على ملكه وأيقن بانقطاع مدته وبلغ ذلك منه كل مبلغ فدخلت عليه : أمه تصربه وتسهل األمر عليه ففكر ساعة مث رفع رأسه وأنشد أبياتا منها

ومن العبيد مجامجا أبطاال... قرم باسل أمنت سبيبة كل

فابكى جالجل واندىب إعواال...فإذا ذكرت مصايبا بسبيبة

بالقريوان ختالين خمتاال...يا ريح نفسي حني أركب غاديا

وخيالين بين النجوم هالال...يف قتيية مثل النجوم طوالع

نذاال إال العبيد ومعشرا أ...فاليوم أركب يف الرعاع وال أرى


فأنت متلك إنطاقي وإخراسي...باهللا ال تقطعن باهلجر أنفاسي

جمرعى كأس إرغام وإتعاس...صدود طرفك عن طريف إذا التقيا

مل تستبح مهجيت يا أملح الناس...لو مل أحبك محى قليب ترود به

: وله أيضا يف تفاحة

ا احلبيب ملشتم تنم بأنفس...والبسه ثوب اصفرار بال جسم

فذو نظر يرنو إليها وذو شم...جتمع معشوق لديها وعاشق

ملن أنت عطر منه يف الرشف واللثم...شأفنيك أو أفىن عليك تذكرا

وعنوانه يف مقليت دمعة مي...فقد هجت يف قليب لظى لتذكري

أثرت اشتياقي يف عناق ويف ضم...كأين أدىن حني أدنيك من به

إبراهيم بن األغلباألغلب بن

أبو عقال ويلقب خبزروىل بعهد أبيه وكان عند وفاته : وىل إفريقية بعد إبراهيم بن األغلب ثالثة من أبنائه لصلبه أوهلم أبو العباس عبد اهللا

ل بطرابلس فقام أخوه زيادة اهللا باألمر يف مغيبه وأخذ له البيعة على نفسه وعلى أهل بيته وسائر الناس فكان يتحاموثانيهم . عليه يف واليته ويتنقصه وهو يظهر التجمل واالحتمال ؛ وعوجل فلم تطل مدته ومل يوصف بأدب فنذكره

: وثالثهم أبو عقال األغلب هذا . وهو كان أطوهلم والية وأمتنهم بعد أبيهم أدبا : أبو حممد زيادة اهللا املتقدم الذكر

ية ؛ أقام سنتني وتسعة أشهر وأياما غري أن امللوك منهم من عقبه دون وىل بعد أخيه زيادة اهللا وهو كان أقصرهم وال: وآثاره صاحلة . من ولده - إىل أن انقرض ملكهم وزال سلطام -أخويه وكل من وىل بعده من آل األغلب

وغري مما أحدث العمال كثريا. حروب - على قصرها وتقلصها -أمن اجلند وأحسن إليهم فلم يكن يف أيامه

وكان . وقبض أيديهم عن أموال الرعية وقطع النبيذ من القريوان ؛ فحمدت سريته وظهرت فضيلته وانتشر عدله : له حظ من األدب يصوغ به مقطعات من الشعر فمنها قوله


حماربة أحلاظها من تسامله...له مقلة تكفيه محل سالحه

كامته كما تفعل الصهباء ما هو...سقى صبه من مخرها فبدا ا

تسقيه من صهبائها وتنادمه...وقد سكرت أجفانه فكأمنا

ابنه حممد بن األغلب بن إبراهيم بن األغلب أبو العباس

وىل بعد أبيه أيب عقال يف آخر شهر ربيع اآلخر سنة ست وعشرين ومائتني وتويف يوم االثنني لليلتني خلتا من املرحم وثالثني سنة فكانت واليته مخس عشرة سنة وثانية أشهر واثين عشر يوماسنة اثنتني وأربعني ومائتني وهو ابن ست

وحاربه . كان وجهه وجه خصي ليس فيه إال شعرات يسرية عقيما ال يولد له موصوفا حبلم وجود : وكان كوسجا مى أيضا ويس-وأما أخوه الثاين . أخوه أمحد فظفر به وأخرجه إىل الشرق وكانت يف أيامه حروب كثرية نصر فيها

فكان واليا على طرابلس من قبله ومات ا أيامه سنة ثالث وثالثني ومائتني ؛ ومن ولده -حممدا ويكىن أبا عبد اهللا أمراء بين األغلب الوالة بعد أيب العباس هذا

سانه عند قاله على ل- يف ما نسبه إليه خاصته وقيل إنه لعبد الرمحن بن أيب مسلمة -وأبو العباس هو القائل يفخر : ظفره خبارج عليه

أليس أىب وجدي أوطآين وجد أىب وعماي الرقابا فصرت أعز من وطئ الترابا...ورثت امللك والسلطان عنهم

فمن مثلي قدميا وابتسابا...وقدمين اخلالئف واصطفوين

فأبلغ بالسمو ا السحابا...أنا امللك الذي أمسو بنفسي

وجدتين املصاصة واللبابا...إذا نقبت عن كرمي وجمدي

بسيفي إذ كشفت به الضبابا...أنا امللك الذي أيدت ملكي

فأغتصب النفوس به اغتصابا...فأمضى إن سردت اجلفن عنه

وإقدامي إذا ما اجلمع هابا...لقد فتح املهيمن يل بسيفي

عقارب غدره وسعى فخابا...أمتت به ابن محزة حني دبت

فصار لشيب حليته خضابا... منه أسلت به دم األوداج

وأمنحها الكرامة والثوابا...أظل عشرييت جبناح عزى

وأغفر للمسئ إذا أنابا...وأصطنع الرجال وأصطفيهم

فأكسر بالعقاب هلا العقابا...وأمسو باخلميس إىل األعادي

إىل أن صرت ممتلئا شبابا...أنا ابن احلرب ربتين وليدا

وما أخشى بقومي أن أعابا...عبت قومي لعمر أبيك ما أن

إذا ما صارت الدنيا خرابا...بنيت هلم مكارم باقيات

إبراهيم بن أيب إبراهيم أمحد بن أيب عبد اهللا


حممد بن أيب عقال األغلب

وهو خزر املذكور قبل ابن إبراهيم بن األغلب أبو إسحاق

وكان حممد هذا قد عقد . بأىب الغرانيق لكثرة ولوعه بتصيدها ويل بعد أخيه أىب عبد اهللا حممد بن أمحد الذي يعرفالبنه أىب عقال األغلب والية عهده واستحلف إبراهيم هذا مخسني ميينا جبامع مدينة القريوان أال ينازعه وذلك

دى مبحضر مشيخه األغلب وقضاه القريوان وفقهائها فلما هلك أبو الغرانيق لست مضني من مجادى األوىل سنة إحوستني ومائتني خلع ابنه أهل القريوان وقدموا إبراهيم بن أمحد يف قصة طويلة فابتالهم اهللا بظمة وامتحنهم بإسرافه

وكان أول أمره قد أحسن السرية فيهم حنوا من سبع سنني مث ارتكب من العدوان وسفك الدماء . حىت مسوه الفاسق ابه وحجابه حىت إنه قتل ابنه أبا عقال وبناته ؛ واألخبار عنه يف ذلك ما مل يرتكبه أحد قبله وأخذ يف قتل أصحابه وكت

ومل يكن يوصف بعلم . وكان كثري املال شديد احلسد على اتصافه احلزم والعزم والضبط لألمور . فظيعة شنيعة : بارع وال أدب وكان رمبا صنع من الشعر شيئا ضعيفا فمن ذلك قوله

قمر السماء أبو النجوم متيم...حنن النجوم بنو النجوم وجدنا

كرمية وكرمي: متواصالن ...والشمس جدتنا فمن ذا مثلنا

ومل يل إفريقية قبله أطول عمرا . وحذف هذا النظم الغث أوىل من إثباته وليته بعقاب أهل بيته عوقب على أبياته يطول به االبتالء ؛ واهللا يفعل ما يشاءملك تسعا وعشرين سنة إال مخسة أشهر ومثانية عشر يوما ل. منه يف سلطاا

وحكى أبو عبيد البكرى يف كتاب املمالك واملسالك من تأليفه أن إبراهيم بن أمحد هو الذي بىن مدينة رقادة ومل تزل بعد ذلك دار ملك لبىن . واختذها وطنا وانتقل إهليا من مدينة القصر القدمي وبىن ا قصورا عجيبة وجامعا

وسكنها عبيد اهللا املهدي إىل أن انتقل إىل املهدية . ن هرب عنها زيادة اهللا أمام أىب عبد اهللا الشيعي األغلب إىل أومل تزل خترب شيئا بعد شئ إىل أن وىل معد بن إمساعيل فخرب ما بقي منها . فدخلها الوهن وانتقل عنها ساكنوها

وعفى آثارها ومل يبق منها غري بساتينها

وذكروا أن أحد بىن األغلب ارق . ية أعدل هواء وال أرق نسيما وال أطيب تربة من مدينة رقادة وليس بإفريق: قال فلم ينم فأمره - يعين طبيبهم وهو الذي ينسب إليه إطريفل إسحاق -وشرد عنه النوم أياما فعاجله إسحاق

ارا ومسكنا وموضع فرجة باخلورج واملشي وفلما وصل إىل موضع رقاده نام فسميت رقاده من يومئذ واختذت دوملا بناها إبراهيم ابن أمحد منع بيع النبيذ مبدينة القريوان وأباحه مبدينة رقادة فقال بعض ظرفاء أهل : قال . للملك

: القريوان ومن إليه الرقاب منقاده...يا سيد الناس وابن سيدهم

وهو حالل بأرض رقاده...ما حرم الشرب يف مدينتنا

حكى أبو إسحاق الرقيق أن بكر بن . هيم يف امللكة عن اإلسجاح فقد كان ال خيل بنصيبه من السماح ومع بعد إبرااألمري عنا مشغول يف : محاد التاهريت كان ينتجع هذا الطاغية وميدحه فغدا يوما ميديح له على بالغ اخلادم فقال له

ح يف اجلنان مع اجلواري وال يصل غليه أحد ؛ فكتب إنه مصطب: فالطف يب يف إيصال رقعة إليه قال : هذا اليوم قال : بكر يف رقعة واحتال بالغ يف توصيلها مساعدة له وفيها أبيات منها


فهن موالينا وحنن عبيدها...خلقن الغواين للرجال بلية

أتتنا به يف كل حني خدودها...إذا ما أردن الورد يف غري حينه

: وكتب حتت األبيات

فإن وسائلي ورد اخلدود...ئل أعوزتين فإن تكن الوسا

فلما رأها أنشدها اجلواري فأظهرن له سرورا ا وشفعن إليه أن خرج بصرة خمتومة فيها مائة دينار ؛ ووصل منه إىل بكر مال عظيم

ابنه عبد اهللا بن إبراهيم بن أمحد أبو العباس

دبري عاقال أديبا عاملا له نظر يف اجلدل وعناية باللغة وىل بعد أبيه إبراهيم وكان شجاعا بطال ذا بصر باحلروب والتوكان يف أيام أبيه على خوف شديد منه لسوء أخالقه وقبح أفعاله وجرأته على قتل من قرب منه أو بعد . واآلداب

ائر وكان أبوه يوجهه إىل حماربة كثري ممن خيالف عليه ويفضله على س. وكان يظهر من طاعته والتذلل له أمر عظيما ولده مث واله عهده وصري إليه خامته ووزارته وكتب بذلك كتابا تارخيه يوم اجلمعة لثمان بقني من شهر ربيع األول

سنة تسع ومثانني ومائتني

ويف ذي القعدة منها هلك أبوه إبراهيم بن أمحد ومن ذلك الوقت رمى بالنجوم فكانت تتناثر كاملطر ميينا ومشاال وموكانت تؤرخ بسنة النج

أيام عدل وصالح وحسن سرية - على قصر مدته -وملك عبد اهللا سنة واحدة واثنني ومخسني يوما وكانت أيامه توىل قتله ثالثة من خدمه الصقالبة وهو نائم وأتوا برأسه : إىل أن قتل ليلة األربعاء آخر شعبان سنة تسعني ومائتني

فقتلهم - وكان قد صانعهم على ذلك -هو حمبوس من قبل أبيه ابنه زيادة اهللا بن عبد اهللا آخر ملوك األغالبة وومن شعر عبد اهللا يف دواء شربه بصقلية. وصلبهم :

بعيدا من األهل واملرتل...شربت الدواء على غربة

تطيبت باملسك واملندل...وكنت إذا ما شربت الدواء

ونقع العجاجة والقسطل...فقد صار شريب حبار الدماء

يادة اهللا بن عبد اهللابنه ز

بن إبراهيم بن أمحد أبو مضر خامتة ملوك األغالبة عليه انقرض ملكهم وزال سلطام بعبيد اهللا املهدي أول ملوك الشيعة

عسكر زيادة اهللا هذا يوم السبت لست بقني من مجاد اآلخرة سنة - داعية عبيد اهللا -وملا هزم أبو عبد اهللا الشيعي ودخلت مدينة األربس بالسيف وبلغ اخلرب زيادة اهللا عند صالة العصر يوم األحد بعده فر ست وتسعني ومائتني

على وجهه وأسلم البالد وحلق بإطرابلس ميمما ديار مصر وذلك يف خالفة املقتدر بن جعفر بن املعتضد فكانت ته وظفر به عدوهواليته ست سنني إال شهرين وأياما أتلف جلها يف اللذات والبطالة حىت انتقضت دول

وكان فراره من مدينه رقاده اليت بناها جده إبراهيم بن أمحد وأجرى إهليا املياه واغترس فيها صنوف الثمار الطيبة


والرياحني وبىن على القصور اليت أحدث فيها سورا وأحد هذه القصور يسمى بغداد وآخر منها يسمى املختار يالفصارت أبكر من القريوان وبينهما ستة أم

فلما وىل زيادة اهللا هذا انتقل إليها وحفر ا حفريا بناه صهرجيا طوله مخسمائة ذراع وعرضه أربعمائة ذراع وأجرى - سوى خسر اليهود والعجم -إليها ساقية ومساه البحر وبىن فيه قصرا ومساه العروس على أربع طبقات أنفق فيه

مائيت ألف دينار واثنني وثالثني ألف دينارفبهذا وأمثاله كان اشتغاله . رأيت ثالثة أشياء بإفريقية مل أر مثلها باملشرق منها هذا القصر : ن عبيد اهللا يقول وكا

: حىت حالت ألول وهلة حاله ليصدق ما قاله أبو الفتح البسيت

فاحكم على ملكه بالويل واحلرب...إذا غدا ملك باللهو مشتغال

واهللا يا موالي ما : نسا املغىن هل يعلم صوتا من أصواته مل يسمعه منه فقال وحكى أبو إسحاق الرقيق أنه سأل مؤهاته فغناه: عملت غري بيت وقد أنسيت أوله قال :

فقد صرت بعد البني أقنع باهلجرحبيايت إال زدت عليه : فعرفه ما جرى وقال له - وكان شاعرا جميدا -مث وجه يف صاحب الربيد عبد اهللا بن الصائغ

ئا فقال ابن الصائغشي :

وقلب أىب أن يستريح إىل الصرب...وىل كبد لوال األسى لتصدعت

فقد صرت بعد البني أقنع باهلجر...وقد كنت أخشى هجرهم قبل بينهم

فأعجبه ذلك ووقع منه أحسن موقع وغىن به مؤنس فطرب وأمر له خبلع نفيسة وكيس فيه ألف دينار وفرس بسرج ذا قد كان حيسن منه لوال أماكه يف ملذاته الذي كان فيه هالكهوه. وجلام حمليني

حدثين أبو احلسن على بن جعفر الكاتب : وقال أبو بكر حممد بن حممد الصوىل يف كتاب األخبار املنثورة من تأليفه -ن أمريا بإفريقية وهو زيادة اهللا األصغر وكا-كان لزيادة اهللا بن عبد اهللا بن إبراهيم بن أمحد : حدثين أىب قال

فسخط عليه وقيده بقيد من ذهب فدخل يوما من - وهو الذي امسه يف السكك -غالم فحل صيب يدعى خطابا فلما رأى الغالم مقيدا تأخر قليال وعمل بيتني وكتب ما - وهو عبد اهللا بن الصائغ -األيام صاحبه على الربيد

: إىل زيادة اهللا ومها رفقا فإن يد املعشوق فوق يدك...ن طائره يأيها امللك امليمو

أعيذ قلبك أن يسطو عل كبدك...كم ذا التجلد واألحشاء راجفة

فأطلق الغالم ورضى عنه ووصل عبد اهللا الصائغ بالقيد الذهب أبو ومن شعر زيادة اهللا ما حكى الصوىل أيضا يف كتاب الوزراء من تأليفه أن العباس بن احلسن ملا استوزره املكتفىحممد على بن أمحد املعتد أراد أن يريه أنه فوق الوزير قبله القاسم بن عبيد اهللا بن سليمان بن وهب يف التدبري

فاستأذنه يف خماطبة بن األغلب هذا ففعل فوجه ابن األغلب إليه برسول معه هدايا عظيمة ومائتا خادم وخيل وبز شرة آالف درهم يف كل درهم عشرة دراهم وألف دينار يف كل كثري وطيب ومن اللبوذ املغربية ألف ومائتان وع

: عشرة دنانري وكتب على الدنانري والدراهم يف وجه


أن قد كفاك اهللا أمرك كله...يا سائرا حنو اخلليفة قل له

ف اهللا من دون اخلليفة سله...زيادة اهللا بن عبد اهللا سي

: ويف الوجه اآلخر

إال استباح حرميه وأحله... ما ينربى لك بالشقاق منافق

أعماه عن طرق اهلدى وأضله...من ال يرى لك طاعة فاهللا قد

حممد بن زيادة اهللا

بن حممد بن األغلب بن إبراهيم ابن األغلب أبو العباس وكان عاملا أديبا شاعرا. وىل البن عمه إبراهيم بن أمحد بن حممد طرابلس فكان يشق عليه حسن سريته ويكره ذلك

وكان أبوه زيادة اهللا قد وىل إفريقية بعد . خطيبا مع عشرة إلخوانه ولني جانب ألخدانه ال ينادم إال أهل األدب أخيه أىب إبراهيم امحد بن حممد وكان حممود السرية ذا رأى وجندة

اه األصغر ألنه ما وىل لبين األغلب أعقل من زيادة اهللا األصغر مس: " يروى عن سليمان بن عمران القاضي أنه قال وبعدمها وىل زيادة اهللا بن عبد اهللا ثالثهم وهو آخر والم. مسى باسم عم أبيه زيادة اهللا ابن إبراهيم املتقدم ذكره

وكان الذي هاجه لذلك وبعثه عليه . ومل يزل إبراهيم بن أمحد حيقد على حممد هذا ما يؤثر عنه من مجيل إىل أن قتله ه وجه رسوال إىل بغداد فكتب إليه خيربه أن بعض من سار إىل بغداد من أهل تونس شكوا أن- مع قدم حسده له -

عجبا من إبراهيم: إىل املعتضد صنع إبراهيم فقال املعتضد !

ما يبلغنا عنه إال سوء الثناء عليه وعامله على طرابلس يبلغنا عنه خالف ذلك من رفق مبن وىل عليه إحسان فمضى طرابلس فقتله وصلبه بغيا وحسدا وقتل أوالده وعاث يف أصاغرهم عيثه املشهور حىت إنه شق إبراهيم قاصدا إىل

جوف بعض نسائه عن جنينها جرأة على اهللا تعاىل وذلك سنة ثالث ومثانني ومائتني

ن مل إ: وقرأت يف تاريخ أىب إسحاق إبراهيم بن القاسم املعروف بالرقيق أن املعتضد كتب إىل إبراهيم من العراق تترك أخالقك يف سفك الدماء فأسلم البالد إىل ابن عمك حممد بن زيادة اهللا صاحب طرابلس فخرج إبراهيم إىل

وكان بني خروجه . طرابلس يف خفية وأظهر أنه يريد اخلروج إىل مصر حيلة منه إىل أن ظفر به فقتله وصلبه ورجوعه مخسة عشر يوما

ف كتاب راحة القلب وكتاب الزهر وتاريخ بين األغلبوكان حممد هذا أديبا ظريفا أل: قال

: ومن شعره ما أنشده له أبو علي حسني بن أيب سعيد القريواين صاحب الكتاب املعرب عن املغرب

تناءيت عن دار األحبة والقصر...ومما شجا قليب بتوزر أنين

ومل جير بني بيننا آخر الدهر...غريبا فليت اهللا مل خيلق النوى

ويعرف هو وأبوه حممد وعمه األغلب . ن بىن عمهم عبد اهللا بن حممد بن عبد اهللا بن األغلب بن سامل أبو العباس وم هو أخو أيب يإسحاق إبراهيم بن األغلب- الذين يعرفون به -بن عبد اهللا بيين عبد اهللا وجده عبد اهللا

يادة اهللا ابن إبراهيم فجند له جنده وازموكان عمه األغلب ممن أض حلرب منصور بن نصر الطنبذى أيام ز

وقد كان زيادة اهللا . ووىل حممد بن عبد اهللا لزيادة اهللا املذكور صقلية سنة سبع عشرة ومائتني وفتح ا فتوحات


فسىب منها شيئا كثريا - قبل فتحها على يد أسد بن الفرات بنحو من مثاين سنني -أغراه إليها سنة أربع ومائتني رفوانص

مث وليها ابنه عبد اهللا بن حممد هذا أليب عبد اهللا حممد بن أمحد بن حممد ابن األغلب بن إبراهيم بن األغلب املعروف مث وليها مرة أخرى بعد والية - وكان قد وىل قبل ذلك حبني أطرابلس -بأىب الغرانيق سنة تسع ومخسني ومائتني

وهو القائل ملا أتاه كتاب عزله عن . يبا شاعرا طالبا للحديث والفقه وكان أد. صقلية ووىل أيضا إماراة القريوان : طرابلس خياطب أبا هارون موسى بن مرزوق صاحب بريدها وكان له صديقا

من تناء ورحلة وفراق...قد أتى يف الكتاب ما قد علمنا

بعد مخس سريعة اإلفتراق...وعددنا األيام فهي مثان

قد دنا والفراق مر املذاق...فعليك السالم إن فراقي

: ومن بين أخي األغلب بن سامل

يعقوب بن املضاء بن سوادة بن سفيان ابن سامل بن عقال التميمي

كان أبوه من أمراء بن عمه األغالبة ورغب يعقوب عن السلطان وواليته وانصرف إىل النسك ونزع السواد وهو الذي توجه إىل العباس حممد . ون إليه فيقال هلم اليعقوبية وله بنون يتسب. وأعرض عن الدنيا ومال إىل اآلخرة

ابن األغلب الكوسج مع ابن عمه خفاجة بن سفيان بن سوادة فأصلحا بينه وبني أخيه أمحد القائم عليه وأشارا شرق بتأمينه وقد تفاقم اخلطب بينهما فقيل ذلك حممد يف حديث طويل ووصل إليه وعاتبه مث أمره بالتوجه إىل امل

ويعقوب هو القائل. فسار إىل العراق وخبا مات :

وبدل يل املشيب من الشباب...فإن تك ملىت كسيت بياضا

كأن سواده حنك الغراب...فقد عمرت ذا فرع أثيث

كأنك باملشيب وباخلضاب...فال تعجل رويدك عن قريب

أمحد بن سفيان بن سوادة بن سفيان ابن سامل بن عقال

ابن خفاجة بن عبد اهللا بن عباد بن حمرث بن سعد بن حزام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن وعقال هو وسامل بن عقال هو جد األغالبة وهو جد هؤالء. متيم

وكان من اجلنود . وىل أمحد هذا الزاب مث وىل طرابلس وأعماهلا سنني كثرية وله ا أخبار وآثار ووقائع مشهورة و أيضا ممن قام بنصرة أيب العباس حممد بن األغلب على أخيه أمحد مع أخيه خفاجة بن سفيان وابن مبكان رفيع وه

وكذلك قام أبوه سفيان بن سوادة بأمر زيادة اهللا . عمهما يعقوب بن املضاء حىت ظفر به أبو العباس واحنفظ سلطانه ن سفيان هذا يقول بكر بن محاد التاهريت من ويف أمحد ب. بن إبراهيم بن األغلب يف حروبه وكان سبب ثبات ملكه

: قصيدة له فياليته زار ابن سفيان أمحدا...زار امللوك فلم يفد : وقائلة


ويرضى العوايل واحلسام املهندا...فىت يسخط املال الذي هو ربه

ل حاال ووىل صقيلة من رجاالت بىن عمه األغالبة وهو أكرب سنا مه وأج- أخو أمحد هذا -وكان خفاجة بن سفيان فأقام ا مدة ونصر على الروم فله فيهم فتوحات شهرية

: ومن شعر أمحد

قربوا األبلق إين أعرف اخليل العتاقا طال طعنا واعتناقا...وعليها أصرع األب

فس بالرمح صداقا...أخبط األرواح واألن

هام أسيافا رقاقا...وأروى من جنيع ال

ع محيما وغساقا... تنقع األعداء يف النق

م مبا نبغى وفاقا...فإذا ما دارت الس

ن شقاقا ونفاقا...وأزحنا كل ما كا

وشربناها اغتباقا...اصطبحناها سالفا

ح على الشرب دهاقا...وأدرنا الكاس بالرا

: وله أيضا من قصدية أخرى

إمنا األبلق حصىن مث رحمى وحساميحامي وبه عنهم أ...فيه عز لعشريي

داء صدري بانتقام...وبه أشفى من األع

وابن سادات كرام...أنا من سر نزار

لست من سعد جذام...أنا من سعد متيم

وجرى بني األنام...أنا من قد جال ذكرى

يف امللمات العظام...باحتمايل كل ثقل

مث حزمي وقيامي...وسدادى كل ثغر

مام د مهام هل...أجنبتين السادة الصي

مث سفيان احملامى...سامل قد كان جدى

يت على اجليش اللهام...أركب اهلول بكرا

ر ألرواح احلمام...أخطف األرواح كالصق

فهي من فوقي حوام...تعرف األنسر بأسى

يت وأرماحي الدوامى...ميزت يف احلرب رايا

وهي خلفي وأمامي...فهي حويل عاكفات

مدا يوم صدامي...ترقب الطعم الذي عو


هكذا يف كل عام...أبدا تعرف مين

م وصرنا للمدام...فإذا ما آلت السل

أجنما حتت الظالم...أبصرت عيناك منا

بتحيات السالم...يتالقى ونبدى

روف من قبل الكالم...وننيل الزائر املع

: ومن رجال األغالبة

جمرب بن إبراهيم بن سفيان

رف والثروة وواله إبراهيم بن أمحد األربس وغريها وكان ينادمه حلذقه الغناء مث أخرجه إىل صقلية كان من أهل الشوواله العسكر الذي مبسني وأرض قلورية بعد وقعة ميالص فخرج يف شيىن يريد قلورية فأسرته الروم ومحل إىل

حمبسه عند الروم ورواها يف أيام بىن وهو القائل يف أسره من قصيدة طويلة بعث ا من. القسطنطينية فمات ا : األغلب أكثر الناس

بإخواننا يا قريوان ويا قصر...أال ليت شعري ما الذي فعل الدهر

فلم جيتمع مشل لنا ال وال وفر...وحنن فإنا طخطختنا رحى النوى

بأعني خطب يف مالحظها شزر...رأينا وجوه الدهر وهي عوابس

: وآخر هذه القصيدة

وفرج عن أيوب إذ مسه الضر...ل الذي جنى م اجلب يوسفا لع

وأعلى عصا موسى فذل له السحر...وخلص إبراهيم من نار قومه

! على معضالت األسر السلم األسر...يصرب أهل األسريف طول أسرهم

أمحد بن حممد بن أمحد بن محزة بن السبالقدم ذكره وابنه حممد بن محزة هو الذي وجهه زيادة اهللا بن إبراهيم بالباء بواحدة والالم ويعرف محزة باحلرون وقد ت

وقتل حممد هذا يف وقعة سبيبة أيام خالف منصور واجلند . للقبض على منصور الطنبذي بقصره باحملمدية فكاده على زيادة اهللا

وهو من . بن عمه القريوان ووىل ا. وكان أمحد بن حممد حاجبا إلبراهيم بن أمحد ومقدما عنده قد فوض إليه أموره : بيت رئاسة وقيادة مع علم واسع وأدب بارع ؛ ومن شعره

من أمور يوافق املقدورا...ليس كل الذي يدار علنيا

قبل أن يربم العدو األمورا...قد قضى اهللا ما لنا وعلينا

احلسن بن منصور بن نافعذحجي أبو عليبن عبد الرمحن بن عامر ابن نافع بن حممية املسلى امل

من بيت قيادة وإمارة ؛ وكان جد أبيه عبد الرمحن بن عامر وابن عمه عامر ابن إمساعيل بن عامر بن نافع ممن قدم وخرج عمه عامر بن نافع على زيادة اهللا بن إبراهيم بن األغلب ؛ . مع حممد بن األشعث اخلزاعي من قواد العباسية


الذي قتل مروان اجلعدين وكان مقدما عند أيب العباس والسفاح ومن بعده وعامر بن إمساعيل هو . وسيأيت ذكره ألجل ذلك

. وكان احلسن بن منصور هذا جيمع إىل شرف آبائه وأهل بيته علما واسعا وأدبا كامال وأقل ما تصرف فيه الشعر

وهو القائل يرثى ابن عم له يكىن . وكان بصريا باللغة نافذا يف النحو عاملا بأيام العرب وأخبارها ووقائعها وأشعارها : أبا الفضل من قصيدة طويلة أوهلا

يقصر الوصف دونه واملقال...حل أمر مل يغن فيه احتيال

وهو من بعد للعيون حالل...كان من قبله البكاء حراما

: ومنها

منك ما ال تقوى عليه اجلمال...يا أبا الفضل محلتين املنايا

د ميني قد فارقتها الشمال... وكأين ملا تضمنك اللح

: وله

جاء به الترتيل واآلي...يا قاتلي ظلما أمل ختش ما

لو صدق امليعاد والواى...وأيت بالوعد فما ضركم

كذا لعمري يفعل الناي...نأيت عين فتبدلتين

فليس يل يف هجركم رأى...فإن يكن هجري من رأيكم

مر بن نافعوله خياطب ابن عمه أبا العرب بن عا :

وغدا وأصبح للسماح مليكا...يا من مسا للمكرمات فحازها

مجع املكارم واملفاخر فيكا...إن اإلله مبنه وبفضله

بيض الوجوه معظمني ملوكا...أشبهت آباء كراما سادة

تفديك نفسي قد ضمنت الديكا...وجه إلينا باملسبح إنين

املعرب عن أبناء املغربوهلذه األبيات قصة ذكرها صاحب الكتاب

عبد اهللا بن الصائغ

املعروف بصاحب الربيدأحد والة زيادة اهللا بن عبد اهللا آخر ملوك بىن األغلب وأصحابه املخصوصني بلطف املرتلة عنده وتغري عليه آخرا

تقدم من خربه فقتله بطرابلس عند انتقاض دولته وهربه إىل مصر أمام الشيعي يف سنة ست وتسعني ومائتني ؛ وقد وهو القائل أيضا. ومن شعره ما أغىن عن إعادته :

فقم بنا أيها املخمور نصطبح...رأيت دجنا فقلت الراح أشبه يب

وقمت ألثمه من شدة الفرح...فقام ميسح وجها كله قمر

: وله

أن بدا البدر يف مثال طلوعك...طالعتين طوالع الشوق ملا


ليت قليب يبيت بني ضلوعك...لبا يا غزاال أقسى من الصخر ق

ك على قبح ما بدا من صنيعك...أنا أرضى أ أقبل نعلي

: وله

قالوا وشنعواترى هكذا من كان فينا يصدق: زرين قال : إذا قلت

أقامت على عهد اهلوى وهي حترق...فيا كبدي رقى على الكبد اليت

النجوم معلق بقليب إىل بعض ...كأين إذا ما الليل أرخى سدوله

أول ملوك الشيعة النامجني يف آخر هذه املائة عبيد اهللا امللقب باملهدي

أبو حممدهو عبيد اهللا بن حممد بن عبد الرمحن بن البصري من : فقال قوم . اختلف الناس يف نسب عبيد اهللا : قال الرازي

ن حممد بن علي بن احلسني بن علي بن أيب وزعم هو أنه عبيد اهللا بن حممد بن إمساعيل بن جعفر ب. مدينة سلمية باهللا الذي ال إله إال هو ما : وأخربنا الثقة عن أيب القاسم أمحد بن إمساعيل الرسى احلسين انه قال : قال . طالب

وال أقول هذا ملا فعل فقد فعل من ال يشك يف نسبه أكثر من فعله وأشنع. عبيد اهللا منا

هم أدعياء إذ هم بنو عبيد اهللا بن ميمون القداح ادعوا إىل : ين وذكر عبيد اهللا وبنيه وقال أبو بكر بن الطيب الباقال علي بن أيب طالب ؛ وذكر هلم قصة طويلة

وأهل مصر يصححون نسبهم

وذكر ابن أيب الظاهر يف أخبار بغداد أنا اسم اخلارج بالقريوان عبيد اهللا بن عبد اهللا بن سامل موىل مكرم بن سندان وكان وكيال للتجار . لي صاحب شرط زياد املنسوب إليه عسكر مكرم فانتقل عبد اهللا بن سامل إىل سلمية الباه

فلما خرج القرمطي بالشام أضر به وطالبة فهرب إىل مصر مث إىل املغرب وكان . وقيل كان يبيع الصقر ويتشيع يعرف بابن البصري

: مد املعروف بأيب القاسم واختلفوا يف امسه ونسبه فطائفة قالت ابنه حم- يعين القريوان -ودخل معه : قال الرازي

ويقال إن عبيد اهللا من بين حسن بن علي وأن أبا القاسم القائم بعده . حممد ربيبه : عبد الرمحن ابنه وطائفة قالت من بين احلسني بن علي إمساعيل تزوج عبيد اهللا أمه وهي رومية تسمى لعب

خرج به عبيد اهللا من الشام . م عبد الرمحن وحممد كما تقدم وقيل حسن ويكىن أبا جعفر وقيل يف اسم أيب القاسوخرج معه خاصته . يتصدى للسلطان وخياطر يف طلب امللك قاصدا املغرب وعبيد اهللا إذ ذاك شاب عند كماله

تجار وخلص من بد وثقات رجاله وملا انتهى إىل مصر أمل أن يقصد اليمن مث كره ذلك فخرج من مصر يف زي الوزحف داعيته أبو عبد اهللا . عاملها يف قصة طويلة وانتهى إىل سجلماسة فدان له املغرب واجتمعت عليه الرببر

فهرب زيادة اهللا - حسبما ذكر قبل -الشيعي م إىل زيادة اهللا األغليب فكسر جيشه يف سنة ست وتسعني ومائتني وم اجلمعة لتسع بقني من شهر ربيع اآلخر سنة سبع وتسعني وكان وصوله إليها وبويع لعبيد اهللا بر قادة ي. إىل مصر

يوم اخلميس قبله ودعى له باإلمامة


ويف هذه السنة انقرض ملك بين األغلب بعد مائة سنة واثنيت عشرة سنة وملك بىن مدرار بسجلماسة بعد مائة سنة وستني سنة وملك بين رستم بتاهرت عن مائة وثالثني سنة

فقتله وأخاه - وهو الذي مهد مللك عبيد اهللا وشد سلطانه جمالدا وجمادال -كثرت السعايات بأيب عبد اهللا الشيعي و أبا العباس يوم الثالثاء مستهل ذي احلجة سنة مثان وتسعني وأمر بدفنهما يف بستان القصر

مائة وارتاد مواضعها ؛ وقصد التحصني مث ابتدأ بناء املهدية يوم السبت خلمس خلون من ذي القعدة سنة ثالث وثلثويف بنائها . ا على أهل بيته ال كانوا يتحدثون به من ظهور أىب يزيد اخلارج عليهم وعيثه يف ملكهم فكان ذلك

: يقول بعض شعراء إفريقية دانت هلا األمصار واألقطار...خطت بأرجاء املغارب دار

على احلسني حرار أن القلوب...النت بربد املاء ملا أيقنت

وكان انتقال عبيد اهللا إليها يف شوال سنة مثان وثالمائة بعد أن ملك إفريقية وأعمال املغرب وطرابلسي وبرقة وصقلية

األوىل يف سنة إحدى وثالمثائة فملك اإلسكندرية والفيوم وجي : وسري وىل عهده أبا القاسم إىل مصر دفعتني وعاد إىل املغرب يف سنة اثنتني وثالمثائة ؛ والثانية سنة ست وثالمثائة فملك خراجهما وخراج بعض أعمال الصعيد

اإلسكندرية أيضاومل يزل سلطانه يتمهد وظهوره يتزيد إىل أن تويف منتصف شهر ربيع األول سنة اثنتني وعشرين وثالمثائة فكانت

وقيل كانت . سنة وشهرا وعشرين يوما أربعا وعشرين - منذ وصل إىل رقادة وبويع ا إىل يوم وفاته -واليته من يوم ظهوره بسجلماسة يف أول ذي احلجة سنة ست وتعسني ومائتني وفيها سلم عليه باخلالفة إىل يوم -خالفته

وقيل -مولده سلمية . مخسا وعشرين سنة وثالثة أشهر وثالثة أيام وهو ابن اثنتني وستني سنة -وفاته باملهدية ومولد أيب القاسم ابنه سنة تسع وسبعني وقيل سنة مثانني. ومائتني سنة ستني -ببغداد

ملا تغلب عبيد اهللا الشيعي كتب إىل أهل : قال أبو عبيد البكري . وكان مع جندته وشهامته مفوها فصيحا عاملا أديبا واليا على نكور املغرب يدعوهم إىل الدخول يف طاعته والتدبر بإمامته وكتب مبثل ذلك إىل سعيد بن صاحل وكان

: وما إليها من أعمال املغرب لبىن مروان ؛ وكتب يف أسفل كتابه أبياتا كثرية منها

وإن تعدلوا عين أرى قتلكم عدال...فإن تستقيموا أستقم لصالحكم

وأدخلها عفوا وأملؤها عدال...وأعلو بسيفي قاهرا لسيوفكم

لة يعرف باألمخش أمره سعيد بن صاحل بذلكفأجابه رجل من شعراء األندلس من أهل طليط: قال :

وال علم الرمحن ن قولك الفصال...كذبت وبيت اهللا ال حتسن العدال

متثل للجهال يف السنة املثلى...وما أنت إال جاهل ومنافق

وقد جعل الرمحن مهتك السفلى...ومهتنا العليا لدين حممد

ظر إليه فسربه يقولوكان عبيد اهللا إذا رأى ابنه أبا القاسم ون :

يصلح للدنيا وللدين...مبارك الطلعة ميموا


أبو عبد اهللا الشيعي داعية عبيد اهللا املهدي

وهو الذي حارب جيش زيادة اهللا بن األغلب . عاملا أديبا شاعرا - مع قوده اجليوش وخوضه احلروب -كان وزحف إىل القريوان ونازهلا وا مجهور أجناد إفريقية . ته وهزمه نائبا عن عبيد اهللا وناصرا ملذهبه وداعيا إىل دعو

وعلى أعمال إفريقية- دار ملك األغالبة حينئذ -فدخلها واستوىل على رقادة

وكان -وقدم عبد اهللا بعد ذلك م سجلماسة فبويع له وقوى أمره واشتد سلطانه ومل يلبث أن قتله وأخاه أبا العباس توىل قتلهما عروبة الكتامي مث قتل عروبة هذا منافقا واستؤصل أهل بيته يف أيام -ك أكرب منه كما تقدم وصف ذل

وأبو عبد اهللا الشيعي هو القائل بعد إيقاعه جبيش بىن األغلب. عبيد اهللا :

فحشييت وأريكيت سرجى...من كان مغتبطا بلني حشية

نقر الدفوف ورنة الصنج...من كان يعجبه ويهجه

إال اقتحامي جلة الرهج... شئ يعجبين فأنا الذي ال

يوم اخلميس ضحى على الفج...سل عن مخيس إذ طلعت به

: البيت األول من هذه القطعة كقول امرئ القيس ومشيت متئدا على رسلي...يا رب غانية صرمت حباهلا

وكقول اآلخر ويستشهد به العروضيون. وأبيات القصيدة كلها على خالف ذلك :

درست وغري آيها القطر...ديار برامتني فعاقل ملن ال

: وهي من الضرب األحذ املضمر من ضروب العروض األول من أعاريض الكامل وعكسه وهو من الشاذ

لت من العلق الرماح وعلت...ولنعم حشو الدرع أنت إذا

املائة الرابعة عبد الرمحن بن حممد الناصر لدين اهللا

أبو املطرفن بن حممد بن عبد اهللا بن حممد بن عبد الرمحن بن احلكم بن هشام بن عبد الرمحن الداخل بن معاوية هو عبد الرمح

بن هشام بن عبد امللك بن مروان أعظم بين أمية باملغرب سلطانا وأفخمهم يف القدمي واحلديث شانا وأطوهلم يف مدة وزمانا- بل أطول ملوك اإلسالم قبله -اخلالفة

م اخلميس مستهل شهر ربيع األول سنة ثالمثائة عند وفاة جده األمري عبد اهللا بن حممد وتويف يف ليلة وىل بقرطبة يواألربعاء لليلتني خلتا من شهر رمضان سنة مخسني وثالمثائة فكانت خالفته مخسني سنة وستة أشهر وثالثة أيام مل

و العباس أمحد بن إسحاق بن املقتدر اتمع عليه وقارب أن يلحق فيها شأوه القادر باهللا أب. يبلغها خليفة قبله مث ابنه القائم باهللا أبو جعفر - وقيل أقل -باملشرق يف آخر هذه املائة الرابعة فإنه بلغ يف اخلالفة ثالثا وأربعني سنة

يني املتأخرين أبو ومن هؤالء العباس. عبد اهللا بن أمحد القادر بلغ يف واليته أربعا وأربعني سنة ومثانية أشهر وأياما العباس أمحد الناصر لدين اهللا بن املستضئ باهللا أىب حممد احلسن بلغ يف واليته سبعا وأربعني سنة وبويع له يف ذي


القعدة سنة مخس وسبعني ومخسمائة متيم وقرأت يف كتاب أيب احلسني بن أيب السرور الروحي اإلسكندري يف أخبار ملوك العبيدية أن املستنصر باهللا أبا

معد بن علي بن الظهر بن احلاكم بلغ يف واليته مبصر ستني سنة وأشهرا فأرىب على هؤالء اخللفاءوتسمى الناصر عبد الرمحن بن حممد بأمري املؤمنني بعد سنني من خالفته ملا ضعف سلطان العباسية باملشرق وغلبت

قبائل الرببر وأصبح الناس يف اآلفاق فوضى ؛ عليهم األتراك وادعت الشيعة ما شاءت بإفريقية وساعدم عليه وكان من قبله من آبائه يدعون باألمراء

على -وظهر ألول واليته من مين طائره وسعادة جده واتساع ملكه وقوة سلطانه وإقبال دولته ومخود نار الفتنة قالم وقبض له من ابنه ووىل وانقياد لطاعته ما تعجز عن تصوره األوهام وتكل يف حتبريه األ-اضطرامها بكل جهة

عهده احلكم املستنصر باهللا املدعو بأمري املؤمنني بعده من زان ملكه وزاد يف أته وقام بأمره أحسن قيام ؛ فكمل جالله وجل كماله

يرتاح للشعر وينبسط إىل أهله ويراجع من خاطبه به من خاصته- على عالء جانبه واستيالء هيبته -وكان الناصر

حدثين أبو بكر إمساعيل بن بدر أنه خاطب أمري : أبو عمر أمحد بن حممد بن فرج صاحب كتاب احلدائق قال املؤمنني الناصر لدين اهللا عبد الرمحن بن حممد رمحه اهللا يف غزاة كان آىل أال يأنس فيها مبنادمة أحد حىت يفتتح معقال

نادمة فذكر أنه كتب إليهفافتتح معقال بعد آخر ومتادى على عزمه يف العزوف عن امل :

وطابت بعد فتحك معقلني...لقد حلت محيا الراح عندي

وأن يقضي غرمي كل دين...وآذن كل هم بانفراج

فلم حيركه ما خاطبته به فعاودته باملخاطبة فقلت: قال :

يف كل خطب أمل داج...يا ملكا رأيه ضياء

ليس أخو حربه بناج...من يل بيوم به فراغ

حيسبها شعلة السراج...بكل بيضاء من رآها

واذكره يف حومة اهلياج...ال تنس موالك يف وغاه

: فذكر أنه جاوبه بقوله من لوعة اهلم ما أناجى...كيف وأىن ملن يناجى

أو يقتل الراح باملزاج...يطمع أن يستريح وقتا

عاد إىل رقة الزجاج...لو محل الصخر بعض شجوى

ل إذ أنا مما شكوت ناج...د علمت اهلو كنت ملا ق

طم وأرىب على العالج...فصرت للبني يف عالج

ويبعث السوسن اهتياجي...الورد مما يهيج حزىن

أقبح من أوجه مساج...أرى ليايل بعد حسن

أو يؤذن اهلم بانفراج...ال ترج مما أردت شيئا


ابنه احلكم بن عبد الرمحن املستنصر باهللاالعاصيأبو

وشهرين ويومني وذلك يوم اخلميس - قيل ابن مثان وأربعني سنة -وىل بعده اخلالفة وهو ابن سبع وأربعني سنة لثالث خلون من رمضان سنة مخسني وثالمثاثة وتويف لليلتني خلتا من صفر سنة ست وستني فكانت خالفته مخس

لقد : الطويلة عمره حىت كان يقول له فيما حيكى عنه عشرة سنة ومخسة أشهر وثالثة أيام ؛ استغرقت خالفة أبيه ! طولنا عليك يا أبا العاصى

وكان حسن السرية فاضال عادال مشغوفا بالعلوم حريصا على اقتناء دواوينها يبعث فهيا إىل األقطار والبلدان ويبذل لك سوق ما نفق فيها جلب إليها ونفق ذلك لديه فحملت من كل جهة إليه وامل. يف أعالقها ودفاترها أنفس األمثان

حىت غصت ا بيوته وضاقت عنها خزائنه

كان من أهل الدين والعلم راغبا يف مجع العلوم الشرعية من الفقه واحلديث وفنون : قال ابن حيان عند ذكر احلكم ليت هو منها العلم باحثا عن األنساب حريصا على تأليف قبائل العرب وإحلاق من درس نسبه أو جهله بقبيلته ا مستجلبا للعلماء ورواة احلديث من مجيع اآلفاق يشاهد جمالس العلماء ويسمع منهم ويروى عنهم

على مثل هذه احلال من احملبة يف العلم والعلماء والرواية وتويف يف حياة - املعروف بالولد -وكان أخوه عبد اهللا أبيه مقتوال فتصريت كتبه إىل أخيه احلكم

أفاء على العلم ونوه . اإلسالم خبليفة بلغ مبلغ احلكم يف اقتناء الكتب والدواوين وإيثارها والتهمم ا ومل يسمع يف بأهله ورغب الناس يف طلبه ووصلت عطاياه وصالته إىل فقهاء األمصار النائية عنه ومنهم أبو إسحاق حممد بن

وغريمها ؛ جرى ذكر هذا يف كتب توارخيهمالقاسم بن شعبان مبصر وأبو عمر حممد بن يوسف بن يعقوب الكندى

وبعث إىل أىب الفرج األصبهاين القرشي املرواين ألف دينار عنيا ذهبا وخاطبه يلتمس منه نسخة من كتابه الذي ألفه يف األغاين وما ألحد مثله ووصل بذلك املال رمحه إذ كان قسيمه يف املروانية ومن ولد مروان بن حممد آخر اخللفاء

يني باملشرق فأرسل إليه منه نسخة حسنة منقحة قبل أن يظهر الكتاب ألهل العراق أو ينسخه أحد منهماألمو

وأرسل به . وألف له أيضا أنساب قومه بين أمية موشحة مبناقبهم وأمساء رجاهلم فأحسن فهي جدا وخلد هلم جمدا ويذكر جمد قومه بين أمية وفخرهم على ميدحه ا- وكان حمسنا -إىل قرطبة وأنفذ معه قصيدة حسنة من شعره

سائر قريش فجدد له عليه الصلة اجلزيلة

ومن وراقيه ببغداد . وكان له وراقون بأقطار البالد ينتخبون له غرائب التواليف ورجال يوجههم إىل اآلفاق عنها تصحيح هلا واملطالعة وكان مع هذا كثري التهمم بكتبه وال. حممد بن طرخان ومن أهل املشرق واألندلس مجاعة

يقرؤه ويكتب : لفوائدها وقلما جتد له كتابا كان يف خزانته إال وله فيه قراءة ونظر من أي فن كان من فنون العلم نسب املؤلف ومولده ووفاته والتعريف به ويذكر أنساب الرواة - إما يف أوله أو آخره أو يف تضاعيفه -فيه خبطه

. وكان موثوقا به مأمونا عليه . كاد توجد إال عنده لكثرة مطالعته وعنايته ذا الفن له ويأيت من ذلك بغرائب ال ت

صار كل ما كتبه حجة عند شيوخ ااألندلسيني وأئمهم ينقلونه من خطه وحياضرون به

وقد اجتمع يل من ذلك جزء مقيد مما وجد خبطه ووجدت أنه يشتمل على فوائد مجة يف أنواع شىت: قلت


قد قيد كثريا من أنساب أهل بلده وكلف أهل كور األندلس أن يلحقوا كل عريب أمخل ذكره قبل وكان: قال واليته وأن يصحح نسبهم أهل املعرفة بذلك ويؤلف من الكتب ويرد كل ذي نسب إىل نسبه وفرج ذلك بالعلم

فتم له من ذلك ما أراد ونفع اهللا بكرم قصده البالد والعباداتصلت واليته مخسة عشر عاما يف هدوء : يف كتاب مجهرة األنساب من تأليفه وذكر احلكم وقال أبو حممد بن حزم

وكان على خزانة -وأخربين تليد الفىت . وكان رفيقا بالرعية حمبا يف العلم مأل األندلس جبميع كتب العلوم . وعلو الكتب أربع وأربعون فهرسة يف كل أن عدد الفهارس اليت كانت فيها تسمية-العلوم بقصر بين مروان باألندلس

فهرسة مخسون ورقة ليس فيها إال ذكر أمساء الدواوين فقطومل يعقب إال هشاما الوايل بعده وقد انقرض وال عقب وال ألبيه: قال

وذكر احلميدي يف تارخيه أن احلكم رام قطع اخلمر من األندلس فأمر بإراقتها وتشدد يف ذلك وشاور يف استئصال العنب من مجيع أعماله فقيل إم يعملوا من التني وغريه فتوقف عن ذلكشجرة

: ومن شعره

وكيف انثنت عند الفراق يدي معي...عجبت وقد ودعتها كيف مل أمت

ويا كبدي احلرى عليها تقطعي...فيا مقليت العربي عليها اسكيب دما

فقد أنشدين الفقيه أبو علي احلسن بن أيوب احلداد له وعلى إطباق أهل وقته يف نزارة جىن أدبه: قال ابن حيان بييت شعر ارجتلهما يوم ودعته حظيته أم هشام ملا خرج لغزوته الفذة العروفة بشنت اشتينب فأكثرت من التعلق به

وقد قرأت يف ما يروى خليار الديلمى: قلت . والوله لفراقه وكان شديد الكلف ا وذكر البيتني :

وأسأل شوقا عنهم وهم معي... أحن إليهم ومن عجب أين

ويشكو اهلوى قليب وهم بني أضلعي...وتبكى دما عيين وهم يف سوادها

ويا كبدي احلرى عليهم تقطعي...فيا مقليت العربى أفيضي عليهم

يمي املعروف أوافق احلكم يف بيته األخري أم سرقه وغريه كما ترى وقال أبو الطاهر حممد بن يوسف التم: فال أدري ومما ينسب إليه وذكر : باالشتركوين صاحب املقامات اللزومية يف ما مجع من شعر أيب بكر بن عمار وزير بين عباد

ومن عجيب أين أحن إليهم والذي بعده مل يرد عليهما: البيتني

وهم جيلون عن الشعر :- بعد إيراده مجلة من أشعار اخللفاء األموية -وقرأت يف كتاب احلدائق البن فرج قوله أقدارهم كما يرتفعون عن أن يروى عنهم أو يؤخذ من أقواهلم وإمنا ينبسطون به يف سرائرهم فليس يظهر عليهم منه

فهو - أطال اهللا بقاءه -فأما أمري املؤمنني املستنصر باهللا . إال الشاذ القليل ؛ ولعل ما سقط عنا أفضل مما سقط إلينا نشر امسه عليه ولعل له منه ما ال نعرفه فأما األدوات اليت يقال ا بل اليت حيتاح كل علم إليها فوق أن يعلن به أو ي

فهي معه بأزيد مما كانت ألحد قبله أو تكون ألحد بعدهوهذا الذي قال غري مسلم له وال مقبول منه بل إكثار امللوك من الشعر دال على قوة عارضتهم وسعة ذرعهم

م ومتكن تصرفهم ولوال ذلك ملا فضل ابن املعتز أهل بيته باإلبداع يف أنواع القريض وكذلك متيم وحاكم مبعانة مادوال أبلغ من االحتجاج وأقطع للخصم . بن املعز املتقبل أثره يف اإلكثار واإلتيان مبا قيد وخلد من بدائع األشعار


الكلم الغر أثناء املشارق واملغارب وهو الربهان على املتناهى اللجاج مما هو عليه موالنا من حتبري الغرائب وتسيري رحب اال وحتصيل أسباب الفضل وأشتات الكمال ال زال سلطانه يبخع له بالطاعة ويدان وزمانه يشرق مبحاسنه

الباهرة ويزدان عبد اهللا بن عبد الرمحن الناصر

أبو حممدوكان من جنباء أوالد اخللفاء حمبا يف العلم والعلماء مسع من قتله أبوه عبد الرمحن ملنافسته أخاه احلكم وىل عهده ؛

وله تواليف تدل على علمه وفهمه وتشهد برف ذاته وكمال أدواته منها كتاب . مجلة منهم وحدث يف اللف عنهم ى بن العليل والقتيل يف أخبار ولد العباس انتهى به إىل خالفة الراضي ابن املقتدر ؛ ومنها املسكتة يف فضائل بق

كان فقيها شافعيا شاعرا أخباريا متنسكا ؛ ومن شعره: قال أبو حممد بن حزم . خملد :

لو مل يبح ناظري مبا كتمه...أما فؤادي فكامت أمله

يهوى وإن كان كامتا سقمه...ما أوضح السقم يف مالحظ من

من مل يقاس اهلوى وال علمه...ظللت أبكى وظل يعذلين

حبيبه يف اهلوى وإن ظلمه... أسفا إليك عن عاشق بكى

مذ نذرت أعني املالح دمه...ظلت جيوش األسى تقاتله

وكان األمري احلكم بن الناصر لدين اهللا وىل : وحكى أبو عمر بن عفيف يف تارخيه الذي هذبه ابن حيان وانتخبه قال مجعه ويتبادران إىل اصطناع أهله واختصاص عهد املسلمني وأخوه عبد اهللا هذا يتباريات يف طلب العلم ويتناغيان يف

ممن متيز يف - يعين أمحد بن حممد صاحب التاريخ -فكان ابن عبد الرب . رجاله وإدناء منازهلم واإلحسان إليهم حزب عبد اهللا واختص به حىت ال يكاد يفارقه فسعى إىل اخلليفة الناصر لدين اهللا بابنه عبد اهللا هذا ورفع عليه أنه

خلعة ويدعو إىل القيام معه وأن مجاعات من طبقات الناس دخلوا يف ذلك معه وأم عل أن يثوروا به يف يوم يريد فأرسل الناصر يف الليل مبن قبض على ولده عبد اهللا وحبسه فألقى عنده يف تلك الليلة هذا . عبد قد اقترب إليه

وهو أمحد بن عبد اهللا بن العطار -رف بصاحب الوردة الفقيه أمحد بن حممد بن عبد الرب وفقيها آخر من أصحابه يع كانا بائنني عنده فأخذا ومحال إىل الزهراء حضرة أمري املؤمنني الناصر بأسفل قرطبة فأمر بسجنهما وعرف الوزراء -

ه إىل وأعلمهم مبسارعت. خبرب ولده عبد اهللا وكشف هلم عظيم ما أراد أن حيدثه عليه وعلى املسلمني فيه وتربأ منه ما أعجب إال من مكان ابن العطار عنده: القبض عليه ووجدان رسله هذين الفقيهني النطفني بائتني عنده وقال هلم !

ما الذي أدخله يف هذا مع غباوته وقلة شره وأما ابن عبد الرب فأنا أعلم أنه الذي زين هلذا العاق ذلك ليكون قاضي عيد -وعزم الناصر على أن يعاقب ابن عبد الرب يوم العيد . ة ودعوا اهللا له اجلماعة ويأىب اهللا ذلك فهنأوه بالسالم

الذي كان التدبري عليه فيه فأصبح ابن عبد الرب يوم العيد نفسه ميتا يف السجن وأسلم إىل أهله فدفن -األضحى مبقربة الربض ؛ وكان ذلك يف سنة مثان وثالثني وثالمثائة

ناصرعبد العزيز بن عبد الرمحن ال

أبو األصبغ


وحكى أن أول لوح كتبه عند دخوله الكتاب بعث به إىل أخيه احلكم . كان أديبا شاعرا ظهرت منه جنابة يف صغره : املستنصر وكتب إليه من شعره

مطه يف اللوح مطا...هاك يا موالي خطا

مل يطق للوح ضبطا...ابن سبع يف سنيه

سبطا يولد ابن ابنك ...دمت يا موالي حىت

حممد بن عبد امللك بن عبد الرمحن الناصر

أىب املطرف عبد الرمحن امللقب باملرتضى وأىب بكر هشام امللقب باملعتد آخر خلفاء بين : هو والد اخلليفتني يف الفتنة مائة وىل يف شهر ربيع األول سنة مثان عشرة وأربع. أمية باألندلس ؛ على رحيله انقرضوا فلم يعد ملكهم إىل اليوم

وكان أسن من أخيه املرتضى بأربعة أعوام مولده يف سنة أربع وستني وثالمثائة وأقام يف خالفته مترددا بالثغور ثالثة أعوام إال شهرين ودخل قرطبة يوم مىن ثامن ذي احلجة سنة عشرين مل يبق إال يسريا حىت قامت عليه فرقة من اجلند

واستوىل على قرطبة أبو احلزم جهور بن حممد بن جهور الوزير مث ابنه وانقطعت الدعوة األموية من يومئذ. فخلع ومن شعر حممد بن عبد امللك قوله يفتخر. أبو الوليد حممد بن جهور :

بنا احلال أو دارت علينا الدوائر...ألسنا بىن مروان كيف تبدلت

له األرض واهتزت إليه املنائر...إذا ولد املولود منا لك

شد أبو منصور الثعاليب يف اليتيمة من تأليفه هذا الشعر ونسبه إىل احلكم املستنصر باهللا وزعم أن ذلك من وقد أن - لبعد مكانه -حكى : وهذا من أغالط أيب منصور وأوهامه الفاحشة . قصيدة كتب ا إىل صاحب مصر يفتخر

ظم الفائق مل يكن ليغيب عن ابن فرج صاحب ومثل هذا الن. ما مل حيقق وروى عمن ال علم له بشأنه ما مل يضبط - جهينة أخبار املروانية ومؤرخ آثارها السلطانية -كتاب احلدائق ومل يكن ليغيب أيضا عن أيب مروان بن حيان

فكيف يصح ذلك واألول منهما كما تقدم ينفى عنه الشعر واآلخر يثبت له منه البزر على أن حممدا هذا املنسوب اء أهل بيته مبشهور ؛ وعلى كل حال فال معىن للفظ أىب منصورإليه ليس يف أدب

عبد العزيز بن املنذر بن عبد الرمحن الناصر

ابن القرشيةكان من ذوي القعدد يف بىن مروان ؛ وأبوه أبو احلكم املنذر هو الذي اشتهرت معرفته بابن القرشية ألن أمه فاطمة

بد الرمحن حظيت بنكاح الناصر عبد الرمحن بن حممد وولدت له ابنه بنت األمري أىب احلكم املنذر بن حممد بن عذكره أبو الوليد . املنذر فسمته باسم أبيها فولد عبد العزيز هذا وكان له حظ وافر من األدب وحسن الشعر

إمساعيل بن حممد املعروف حببيب العامري يف كتابه البديع يف فصل الربيع وأنشد له يف البهار قال وهو من

: التشبيهات العقم بأكؤس راح راحهن الكواعب...كأن الثرى ستر متد خالله

بأكمامهن اخلضر عمن يراقب...يسترن من فرط احلياء معاصما

: وأنشد أليب عمر يوسف بن هارون الرمادى من قصيدة أمأى فيها ميدح ابن القرشية هذا ويصف أزهار الربيع


حياة عيون منت قبل التنعم...تأمل بإثر الغيم من زهرة الثرى

بطلعة معشوق إىل عني مغرم...كأن الربيع الطلق أقبل مهديا

فأفشى الذي فيه ومل يتكلم...تعجبت من غوص احليا يف حشا الثرى

تنم عليه بالضمري املكتم...كأن الذي يسقى الثرى صرف قهوة

تجهم كبشر بدا يف الوجه بعد ال...أرى حسنا يف صفحة قد تغريت

تطالعنا منها بوجه مقسم...أال يأمساء األرض أعطيت جة

يل الفضل يف فخرى عليك فسلمى...: وإن قالت األرض املنعم روضها

ونوارها فيها ثواقب أجنم...فخضرة ما فيها تفوقك خضرة

مفاخرة جاءت بأسىن وأكرم...وإن جئتها بالشمس والبدر واحليا

مجيع املعايل تنتمى حيث ينتمى...ف والذي بعبد العزيز ابن اخلالئ

حممد ابن األمري املنذر

بن حممد بن عبد الرمحن بن احلكم بن هشام أبو عبد اهللاكان من أكمل رجال البيت األموى خلقا وعقال وأدبا تاما وحظا من الشعر اجليد وكانت أخته ألبيه فاطمة عند

واعتبط يف خالفة الناصر فتوىف للنصف من ذي القعدة سنة ست الناصر عبد الرمحن بن حممد فحظى مبصاهرته ؛وهو القائل. عشرة وثالمثائة :

وملكته رقى على القرب والبعد...بنفسي وأهلي من بذلت له ودي

وأبديت للعذال يف عشقه صدى...وأبغضت فيه كل خدن مناصح

قد وأصررت يف حبيه إصرار ذي احل...ومل أنصرف فيه إىل قول كاشح

سالفا وحياين ا ناقض العهد...سقاين بعينيه اهلوى وبكفه

: وله

فالعني بالدمع ما تنفك ما تنفك تذرفه...طال اشتياقي إىل من كنت آلفه

من كنت أكرهه جهدي وأقذفه...اعتضت من قرب من أهوى زيارته

مكان من كنت أهواه وألطفه...وصار من كنت أشناه وأبعده

والقلب يف حرق مما خيلفه...قلق والعني يف أرق فالنفس يف

فإن قليب مما لست أصرفه...من رام صرف حمب عن أحبته

احلكم بن أمحد ابن األمري حممد بن عبد الرمحن ابن احلكم بن هشام

ه ابن وهو القائل يف ابن مات له أنشد. كان من نبهاء قومه املروانيني بقرطبة وكان له طبع معني يف قرض الشعر : حيان

فاحلمد هللا ما للموت من باق...عيىن جتود مبسكوب ومهراق


أم كيف ينبت حلم زال عن ساق...وكيف أبقى بال نور بال بصر

القيت ما كل من يف ظهرها الق...ال يبعدنك بىن اهللا إنك قد

عمر بن أمحد ابن األمري حممد

بن عبد الرمحنوهو القائل يرثى أباه وتويف والناصر غائب يف غزاته سنة مخس . دب والشعر أخو احلكم املذكور كان من أهل األ

: عشرة وثالمثائة

وتنهد أركان املعايل وختشع...لفقدك تنهل العيون وتدمع

لغفلته يف ظل نعماك يرتع...ويعول من قد كان باألمس ضاحكا

سقاك من األنواء هتان ممرع...أال أيها القرب الذي ضم جسمه

مليك إذا ما شاء يعطى ومينع...ولقى كرميا فيك روحا ورمحة

مدى الدهر عن تسكاا ليس تقلع...وكانت له كف يفيض نواهلا

ونفس تناجى اهللا والناس هجع...وكانت له جفن جتاىف عن الكرى

وطول صالة أجرها ال يضيع...وصوم وتسبيح وذكر وخشية

البكا من شدة الوجد ينفع لعل...بكيتك إشفاقا عليك وحسرة

فلست لشئ بعد فقدك فارحا وال ملصاب بعد فقدك أجزع له مهجة حنو املنايا تطلع...عليك سالم اهللا من ذي مصيبة

عبد اهللا بن عبد العزيز بن حممد

حلجر البطر شك بالعجمية ومعناه ابن عبد العزيز ابن أمية بن احلكم الربضى أبو بكر امللقب باحلجر ويقال له اليابس

أمره هشام املؤيد يف بعض األوقات وسد به الثغر وفوض إليه أمر طليطلة وقلده إياها مع خطة الوزارة فاستقل مبقاومة غالب أيام فتلته حىت دعاه إىل القيام باخلالفة

احملرم سنة وكل على مقدمة املنصور بن أيب عامر يف غزاته إىل جليقية بعد منصرفه من مقتل غالب بالثغر يف أولوفيها حصر سورة وامتنعت عليه . إحدى وسبعني وثالمثائة ومعه خيل طليطلة وطبقات األجناد ومجيع الرجل

. قصبتها وعم بالتدمري كثريا من نواحيها ومنها جهة دمر فيها حنو ألف قرية معروفة األمساء كثية البيع الديارات

ا منها من رؤوس الكفرةووصل قرطبة ومعه أربعة آالف سبية وقد حز قريب

ومن . وكان عبد اهللا هذا أحد رجالت املروانية عقال وشهامة وأدبا وغزارة علم وإمتاع حديث وطيب جمالسة أنشدين لنفسه: أنشدين عنه أبو عبد اهللا بن املعلم الطليطلي قال : شعره قال احلميدي يف تارخيه :

ن وجهك النظر فإمنا حظنا م...اجعل لنا منك حظا أيها القمر

إن ذا قمر: رآك ناس فقالوا !

كفوا فعندي منهما خرب: فقلت ...


حىت الصباح وهذا دهره قمر...البدر ليلة نصف الشهر جته

إال وجاءت إليك الشمس تعتذر...واهللا ما طلعت مشس وال غربت

: وأنشد له ابن أيب الفياض يف تارخيه

أن قليب مستهام حببه على ...ومن ال أمسيه خمافة عتبة

حروف طواها... ......وبعض أمسه حاء وبا

سالم حمب جاد فيه بقلبه...عليه سالم اهللا مىن مرددا

: وله

كن كيف شئت فظىن فيك قد حسنا...يا ظاملا ظن قتلى يف اهلوى حسنا

دمع جرى فغدا سرى به علنا...طويت حبك حىت ظل ينشره

وغائب مل تزل نفسي له وطنا...كنه أفديك من ساكن يف القلب مس

ومنية النفس قد قطعتها شجنا...يا قرة العني قد عذبتها سهرا

قلب يقاسى عليك البث واحلزنا...ما بال قلبك يشكو فرط قسوته

ومن ميت كمدا فيه فذاك أنا...أما هواك فإين لست ساليه

: وأنشد له ابن فرج يف احلدائق

وسط اهلوادج لؤلؤا مكنونا...سبتهم سقيا هلم من ظاعنني ح

ما عشت بعد نوى األحبة حينا...لو كنت أنصفهم عشية ودعوا

فإذا حلظنك خلتهن العينا...أغصان بان فوق كثبان النقا

ما كن من قبل اهلوى جيرينا...أجرى الزمان ببينهن مدامعا

ل سنة مخس ومثانني وثالمثائة وكان قد هرب أمامه إىل وله مع رسالة حني ظفر به املنصور حممد بن أيب عامر يف شوا : بلد الروم فسجنه باملطبق بعد أن طيف به على مجل وهو مقيد

مع اهللا ال يعجزه يف األرض هارب...فررت فلم يغن الفرار ومن يكن

سوى حذر املوت الذي أنا راهب...وواهللا ما كان الفرار حلالة

ولكن أمر اهللا ال بد غالب...ولو أنين وقفت للرشد مل يكن

كما اجتر ميتا يف رحى احلرب سالب...وقد قادين جرا إليك برميت

وربت ظن ربه فيه كاذب...وأمجع كل الناس أنك قاتلي

وتركك منه واجبا لك واجب...وما هو االنتقام فتشتفى

وجيزيك منه فوق ما أنت طالب...وإال فعفو يرتضى اهللا فعله

على قدرها قدر الذي أنت واهب...إال دون نفسك فليكن وال نفس

فما خاب م جدواك مذ كنت سائلوال رد دون املبتغى عنك راغب وعمت عموم الغيث منك املواهب...وقد منحت كفاك ما يعجز الورى


ملتلفها من حاجب امللك حاجب...وإن حم تأخري لنفسي فليكن

ا يف األرض ماش وراكب يسري...فما زال سباقا إىل كل خصلة

فيصرف عين اخلطب والدهر عاتب...فال أنفك يل موىل ألوذ بعزة

: وله أيضا يستشفع باملظهر عبد امللك إىل أبيه املنصور

وأكرم من كان أو من يكون...أال أيها احلاجب املرجتى

أحاطت به واثخنته املنون...دعوتك دعوة مستصرخ

يلوذ به اخلائف املستكني...ذي فإن مل تغثىن فمن ذا ال

فمال مذال وعرض مصون...مجعت التقى والعلى والنهى

يعود بك احلي وهو الدفني...وتفريج غماء عن حائن

ملا: فقل يل !

أناديك واملوت يل مستبني...من عثار له

وهل لك فيمن عليها قرين...وإن جل ذنيب فأنت اجلليل

ا إىل أن مات املنصور ووىل ابنه املظفر عبد امللك حجابة هشام فأطلقه واستحله ألبيه ومن خربه أنه أقام مسجونوخلع عليه وواله الوزارة وخص به فلم تطل حياته وتويف غازيا مع عبد امللك غزاته األوىل سنة ثالث وتسعني

مبدينة الردة وقربه مبسجدهاوملا أمسله برمند ملك اجلاللقة مضطرا إىل . الناس رمحة وكان جلدا يف حمنته كثري الدعاء والضراعة قد رزق من

هذا عبد اهللا بن عبد العزيز املفارق جلماعة السلمني النازع إىل : ثقات املنصور وطيف به كان قدامه من ينادي ! عدوهم املظاهر له عليهم

كذبت: فكان هو يرد عليه ويقول !

ومل يعرض املنصور ملنازله وضياعه أطلقها لبنيه مدة . ردة بل نفس خافت ففرت تبغى األمن من غري شرك وال اعتقاله

مروان بن عبد الرمحن بن مروان بن عبد الرمحن الناصر أبو عبد امللك

هو الطليق وقيل له ذلك ألنه سجن يف أيام املنصور حممد بن أيب عامر مدة طويلة مث أطلق بعد ذلك فسمى الطليق

- وكان ة رباها أبوه معه وذكرها له مث إنه استأثر ا فاشتدت غرية مروان لذلك وانتضى يهوى جاري- فيما قيل وعثر على القصة فسجن وهو ابن ست عشرة سنة ومكث يف . سيفا وانتهز فرصة يف بعض خلوات أبيه معها فقتله

أربعمائةالسجن ست عشرة سنة وعاش بعد إطالقه ست عشرة سنة وهذا من نادر االتفاق ومات قريبا من سنة

وإمنا ذكرته وليس من شرطى يف اإلتيان باألمراء واملتأمرين ومن . وكان أديبا شاعرا مكثرا وأكثر شعره يف السجن أبو عبد امللك هذا يف بين أمية كابن املعتز يف بين : لقول أىب حممد بن حزم -قرب إليهم دون من بعد من البنني

ن هذا اموع هو املعترض عليه حقيقة ال إثباته واجتالب حماسنه العباس مالحة شعر وحسن تشبيه ؛ فخذفه م


ومن شعر الطليق يف معتقله. ولعلى قد أتيت يف ما أثبت مبا هو قريب منه . واخلطأ مع االجتهاد معفو عنه :

سيبلى كما يبلى ويفىن كما يفىن...أال إن دهرا هادما كل ما نبين

يفوز الفىت بالربح فيها مع الغنب...ا وما الفوز يف الدنيا هو الفوز إمن

وجيىن الردى مما غدت كفه جتىن...جيازى ببؤس عن لذيذ منيمها

ولكن نفس املرء سيئة الظن...وال شك أن احلزن جيرى لغاية

: وله يصف السجن

داجى النواحي مظلم األثباج...يف مرتل كالليل أسود فاحم

رب أودع يف دواة العاج كاحل...يسود والزهراء تشرق حوله


وقد هاج يف الصدر الغليل املربح...أقول ودمعي يستهل ويسفح

رأيت مجيل الصرب يف احلب يقبح...دعوين من الصرب اجلميل فإنين

كريه املنايا منه للنفس أروح...لقد هيج األضحى لنفسي جوى أسى

لبها حني تذبح به وبصدري ق...كأن بعيين حلق كل ذبيحة

يداوي ا مين فؤاد جمرح...فيا ليت شعري هل ملوالي عطفه

مكان سواد البدر ورد مفتح...حين إىل البدر الذي فوق خده

خمافة أن يسرى إليه فيفضح...تقنع بدر التم عند طلوعه

عليه رقيب للعدا ليس يربح...يا بدر أسفر فقد غدا : فقلت له

وأحسن من بدر التمام وأملح...مجل منظرا لعمري لذاك البدر أ

: وله من قصيدة فريدة أوهلا

جيتىن منه فؤادي حرقا...غصن يهتز يف دعص نقي

باسم عن عقد در خلتهسلبته لثتاه العنقا سيالن الترب واىف الورقا...سال الم الصدغ يف صفحته

حيسن الغصن إذا ما أورقا...فتناهى احلسن فيه إمنا

من حنول شفه قد عشقا...ه اخلصر حىت خلته رق من

فغدا فيه معىن قلقا...وكأن الردف قد تيمه

كحبييب ظل يل معتنقا...ناحال جاور منه ناعما

حيدثا هجرا ومل يفترقا...عجبا إذ أشبهانا كيف مل

: ومنها يصف اخلمر

ثوب نور من سناها أشرقا...رب كأس قد كست جنح الدجى

سنة تورث عيين أرقا...رشا يف طرفه بت أسقيها


تتقى من حلظه ما يتقى...خفيت للعني حىت خلتها

كشعاع الشمس القى الفلقا...أشرقت يف ناصع من كفه

صفرة النرجس تعلو الورقا...وكأن الكأس يف أمنله

ويد الساقي احمليي مشرقا...أصبحت مشسا وفوه مغربا

يف اخلد منه شفقا تركت...فإذا ما غربت يف فمه

: ومنها يف أوصاف شىت

نادم الروض فغىن وسقى...وغمام هطل شؤبوبه

وكأن النصب جان أطبقا...فكأن األرض منه مطبق

ثوب وشى منه ملا برقا...خلع الربق على أرجائه

أدهم خلى عليه بلقا...وكأن العارض اجلون به

ه عقعقا طريت يف اجلو من...وكأن الريح إذ هبت له

حائرا ال يستبني الطرقا...يف ليال ضل سارى جنمها

فانثىن وجه دجاها مشرقا...أوقد الربق هلا مصباحه

أكؤس املزن عليه عرقا...وشدا الرعد حنينا فجرت

أحلفته من سناها منرقا...وغدت جتذبه الشمس وقد

غرة املعشوق حتىي الشيقا...فكأن الشمس حتىي نفسه

وجنة احملبوب تندى عرقا...ورد يعلوه الندى وكأن ال

خلته بالورد يطوى ومقا...يتفقا عن ار فاقع

خجال هذا وهذا فرقا...كاحملبني الوصولني غدا

حدق للنور تصى احلدفا...ورنت منه إىل مشس الضحى

صار يف األوراق منها زئبقا...وكأن القطر ملا جادها

: ومنها يف الفخر

ومقال وفعال وتقى...مثلي لبأس وندى من فىت

وحسامي مقويل عند اللقا...شريف نفسي وحلي أديب

أفعوان ليس يثنيه الرقى...ولساين عند من خيربه

مجعت محدا غدا مفترقا...ومييىن مين عاف معسر

فرقت كفاه عنه الفرقا...جدى الناصر للدين الذي

وه وأعلى مرتقى حني يعل...أشرف األشراف نفسا وأبا

جد من فخرهم ما أخلقا...أنا فخر العبشميني وىب

حبلى روق شعري رونقا...أنا أكسو ما عفى من جمدهم


وله أيضا يصف السحاب أنشده له أبو احلسن على بن حممد بن أيب احلسن القرطيب يف كتاب الفرائد يف التشبيه من : الشعار األندلسية من تأليفه

أن بالرعد حرقة واشتكاء... عميد فكأن الغمام صب

واحليا دمعه يسيل بكاء...وكأن الربوق نار جواه

: وله أيضا

للخمر من حتيريها مدمن...كأمنا إنسان أجفاا

هاروت يف مقلتها يسكن...وليس إنسانا ولكنه

: وله يف طول الليل

فأبطأ حىت ليس يرجى قدومه...فما بال صبحي قد تقارب خطوه

وأوقفها يف موضع ال ترميه...أن جنوم الليل قيدها الدجى ك

: وله يف الرسوم

ورماهم ريب الزمان فقرطسا...ربع تربصت النجوم ألهله

ربع امرئ القيس القدمي بعسعسا...فكأنه مما تقادم عهده

: وله يف مثل ذلك

حريان بني معاهد ما تعهد...فبقيت يف العرصات وحدي بعدهم

وكأنين غيالن فيها ينشد... ديار مي إذ خلت فكأن

: وله

ن جلني تبعثت يف السواقي...وكأن املياه فيها ثعايب

ء سنا الدر يف بياض التراقي...وكأن احلصباء يف رونق املا

: ومن أبناء األدارسة احلسنيني

إبراهيم بن إدريس احلسىنكان أديبا شارعا وكان . ن إدريس العلوى احلسىن املنبور باملؤبل إبراهيم ب: كذا قال فيه ابن حيان وقال احلميدي

أصله من املغرب وسكن قرطبة إىل أن سريه ابن . يف أيام املنصور أىب عامر حممد ابن أيب عامر وعاش غلى أيام الفتنة املروانية بقرطبة وهو القائل خياطب. أيب عامر عن األندلس فيمن سري من أهل بيته بعد مقتل حسن بن قنون كبريهم

: ملا رأى غلبة ابن أيب عامر على هشام املؤيد واستبداده باألمر دونه جلت مصيبتنا وضاق املذهب...فيما أرى عجب ملن يتعجب

حىت أقول غلطت فيما أحسب...إين ألكذب مقليت فيما أرى

ويسوس هذا امللك هذا األحدب...أيكون حيا من أمية واحد

أعواده فيهن قرد أشهب...وايل هودج متشى عساكرهم ح

منكم وما لوجوهها تتغيب...ابىن أمية أين أقمار الدجى


هذا ما أورد ابن حيان يف أخبار الدولة العامرية من شعره

رأيت له قصيدة طويلة ميدح ا مؤيد الدولة هذيل بن خلف بن رزين صاحب القالع : وقال احلميدي يف كتابه ه أوهلايهجو يف درجها غري :

ولنائبات الدهر عندي مطلب...للبني ي تعذيب نفسي مذهب

تأيت لوقت صادق ال تكذب...أما ديون احلادثات فإا

طبعا تطبع والطبيعة أغلب...والبني مغرى كيده بأوىل النهى

: ومنها

ودمى لوافدة املكاره مشرب...أيقنت أين للرزايا مطعم

وجوانح تكوى وعقل يذهب...فأنا من اآلفات عرض سامل

ومل يذكر منها سوى هذه األبيات فيشبه أن يكون فيها ما أنشد ابن حيان ويشبه أن يكون قطعة يف املنصور على انفراد ؛ والظاهر أن احلميدي تركها ومل ير إثباا

: ومن رجال املروانية يف هذه املائة

أمحد بن حممد بن أضحى اهلمداينن أضحى بن عبد اللطيف بن خالد بن يزيد بن الشمر من مهدان ؛ وخالد يقال له الغريب ومسى هو أمحد بن حممد ب

كان أبوه حممد بن أضحى صاحب حصن احلمة من . بذلك ألنه أول مولود من العرب الشاميني بكورة إلبرية عبد اهللا بن حممد إىل آخر أعمال إلبرية زمن الفتنة وقام بأمر العرب بعد قتل سعيد بن جودي ومتسك مبواالة أمري

مدته وأورث عقبه نباهة ورياسة انسحبت عليهم دهراوثار منهم القاضي أبو احلسن على بن عمر بن حممد بن مشرف بن أمحد هذا بغرناطة يف املائة السادسة وسأذكره

هنالك إن شاء اهللا عز وجل

وكان من أحسن -عني بطاعته داخلني يف مجاعته وقدم أمحد بن حممد مع أبيه على الناصر عبد الرمحن بن حممد باخ فامجل الناصر لقاءمها وأحسن قبوهلما وأعلى منازهلما -الناس وجها وأفصحهم لسانا وأشهمهم نفسا وأوسعهم أدبا

وقام أمحد هذا يومئذ بني يديه خطيبا مث أنشد يف إثر خطبته. وأجزل عطاءمها :

عت فوق املغافر والسرد إذا مل...أيا ملكا ترمى به قضب اهلند

إذا أنفس األبطال كفت عن الورد...ومن بأسه يف منهل املوت وارد

به فاتت النعمى فجلت عن العد...ومن ألبس اهللا اخلالفة نعمة

كما اجنلت الظلماء عن قمر السعد...جتلى على الدنيا فجلى ظالمها

الربد ملبسة نورا كموشية...إمام هدى زيدت به األرض جة

ذماما شامى اهلوى خملص الود...كفاين لديه أن جعلت وسيليت

: وأنشد له صاحب احلدائق

ومنوا بأفعى اإلفك عين مزخرفا...هوى كدر الواشون منه الذي صفا


بتبليغه ما مل أقله وال وىف...وشوا وأصاخت أذن خلى فما وفوا

م فأنصفاوهال كما أنصفته يف حمبيت ثناهم على األعقاب منه

هوانا فلما أن رأى هجرنا اشتفى...فال كان واش كان داء ضمريه

فعما قريب ينطفى أو قد انطفى...وال يفرحوا أن أوقدوا اهلجر جامحا

لب بن عبيد اهللا بن أمية أبو عيسى ابن الشالية

الم املخالفني عليه وجعله ثانيا لديسم كان أبوه من كبار الثوار يف أيام األمري عبد اهللا بن حممد ؛ مساه ابن حيان يف أعوكان ملك جبل مشنتان وما يليها من . بن إسحاق صاحب تدمري وبعده ذكر إبراهيم بن حجاج صاحب إشبيلية

وأظهر اإلذعان وقتا . كورة جيان وامتد إىل حصن قسطلونة وغريه وانطلقت يده فتبنك النعمة وبىن املباين الفخمة لتزم محل قطيع من املال فورق عليه عما يف يده فلما روخى عاد إىل غيه فنكث وواىل عميد بعد وقيعة جرت عليه وا

املخالفني عمر بن حفصون وواصله بالصهر من أسفل فزوج ابنته من جعفر ولد ابن حفصون ونقلها إليه بببشتر هللا ومتصرفا يف خدمته مكثرا وكان عبيد يس بن حممود الشاعر األديب كاتبا لعبيد ا. ووصل يده بيده فاعتز جانبه

من مدحية واصفا ملغازيه ومبانيه وأحواله أوصاف الشعراء ألكابر امللوك يستحسن ذلك منه وجيزل عطيته عليه : فشعره يف ذلك مشهور ؛ ومنه قوله يف وصف قصره

من جنة اخللد بالسراء معمور...قصر األمري أىب مروان منتسخ

بنياا مرمر بالترب مطرور...فيه جمالس قد شيدت على عمد

ونازع الفتح بن موسى بن ذي النون عبيد اهللا حصنا أو رثهما حربا فغلبه عليه عبيد اهللا وهزمه وحاز احلصن دونه : وتيمن حبضور ابنه لب بن عبيد اهللا معه يف وجهه هذا فقال عبيد يس يف ذلك شعرا طويال منه

مري أىب مروان يف السفر عن األ...جاء البشري مبا عم السرور به

باهللا قل وأعد يا طيب اخلرب...: فقلت حني سألناه فأخربنا

فاز األمري على األعداء بالظفر...بيمن لب أىب عيسى وغزوته

: يقول فيه يصلى الوغى بالوغى يف سن مثغر...قاد اجليوش إىل األعداء مذرعا

اهليجاء بالشرر يرمى الشياطني يف ...من حتته فرس يف كفه قبس

: وعجز البيت الثاين من هذه األبيات منقول من قول أىب نواس

باهللا قل وأعد يا طيب اخلرب...يا ذا الذي عن جنان ظل خيربنا

وملا غزا الناصر لدين اهللا عبد الرمحن بن حممد غزوته األوىل إىل جيان خرج إليه عبيد اهللا مقالصا يف طاعته إياه فأمر وصرفه . وأرسل إىل معاقله من ضبطها ومحل عياله إىل قرطبة فصار يف الديوان ا يف أعلى املالحق بالقبض عليه

الناصر يف ضروب من خدمته سكن منه فيها إىل نصاحة وثقة من أجل ذلك إىل معاقله بشمنتان واليا من قبله ا إىل أن صرفه ثانية عنها وأعاده إىل فأصلحها عبيد اهللا وأقام - وال رعية أجهل منهم -اللتياث أحسه من أهلها


مصافهوكان ابنه لب بن عبيد اهللا أديبا شاعرا حسن التصرف وهو القائل أنشد له أبو احلسن بن أيب احلسني القرطيب يف

: كتاب الفرائد من تأليفه يف التشبيه

فكأنه بالليل بات مغلفا...صاحبتها والروض يسطع مسكه

أضحى يقارب من نداه قرقفا... كأمنا والورد يبدو يف الغصون

: وله يف اخلريى

أسراره عن نشر مسك أذفرا...وكأمنا اخلريي إن أبدى النرجس

خوفا ويقطع ليله متشطرا...لص يرائي بالنهار زهادة

: وله

عيون يروع الليث فيها حسريها...وراهقة عنها السيوف كأا

أن سناها من أذاها جمريها ك...إذا غشيتها البيض تعشى بنورها

فكل حسام بنتحيها كسريها...كأن فؤادي فوق رأسي صالبة

ومن هذه القصيدة يف وصف ترس. يصف بيضة حديد

هجمت به واخليل تدمى حنورها...وممتئل قرص الغزالة يف يدي

فال آلة إال إليه مصريها...تقلب مه الكف مغنطس القنا

وسىموسى بن حممد بن سعيد بن م

موىل عبد الرمحن بن معاوية احلاجب الوزير أبو األصبغ. من أهل العلم واألدب والشعر - مع رئاسته وجاللته ونباهة سلفه واستعماهلم يف الكور وسنيات اخلطط -كان

فة إىل وملا أفضت اخلال. وأول ما تصرف فيه لألمري عبد اهللا خطة القطع مث وىل خطة املدينة وعزل عنها وأعيد إليها الناصر عبد الرمحن بن حممد أقره على املدينة واستوزره يوم استخالفه مث استحجبه عند وفاة بدر يف سنة تسع

وثالمثائة فاضطلع واكتفى

مل جيمعه أمري املؤمنني مع أحد إال كان املستحوذ : ما رأيت مثل موسى : وكان الوزير عبد امللك بن جهور يقول زلعلى الس يف اجلد واهل

فل يستجحب الناصر بعده - وقيل يف آخر سنة تسع عشرة -وتويف للنصف من صفر سنة عشرين وثالمثائة وكان حيجبه عند قعوده لسالم األجناد ولوفود األطراف ورسل األمم وأصحاب اخليل واملدينة والشرطة . أحدا

بد الرمحن الناصر ويذكر هيبتهومن شعره قوله ميدح ع. العليا والوسطى على مراتبهم مع سائر اخلدمة :

والح وقد متكن يف السرير...إذا ما فرجت خلل الستور

بأعناق إىل الغرباء صور...ترى األمالك مائلة لديه

من املوت الزعاف على شفري...كأم هليبته قد أوفوا

: وله


فعاذ باملعروف من جندكا...أبطأت باإلذن على عبدكا

ومل تزل تصدق يف وعدكا...يا سيدي قد جدت يل بالوعد

فاخللف ما يصلح من عندكا...إن مل يكن من خدميت شافع

: وله

عنه وتلحظه اآلمال من رغب...معظم حتسر األحلاظ من رهب

وتتقى اجلن منه سورة الغضب...إذا بدا تضحك الدنيا لطلعته

هر األدب إىل التبذل فينا جو...ملا ارتقى يف مساء اجلود قاد به

: وله

ن اهللا وامللك وقف بني هذهني...كان العزاء وىل العهد بعد أمي

كالصقر أصبح مقصوص اجلناحني...فصرت ملا نأت عين وجههما

ومليا العمر يف الدنيا عزيزين...أستودع اهللا من نفسي فداؤمها

تأميل غريمها كالدين بالدين...تأميل هذين نقد ناجز وأرى

ملكا أضاهى به ملك العراقني...زته من حسن رأيهما أعد ما ح

وهو املعروف بالزاهد كان - عم احلاجب موسى هذا -وحكى ابن حيان أن موسى بن حممد بن موسى بن حدير وكان حدثا ظريف املشاهدة مليح العبارة إخباريا ممتعا حفظة . ممن يكثر جمالسة األمري عبد اهللا ويصل مؤانسته

فشهد جملس : قال . مواليه بين أمية مفتنا مفوها بليغا يقرض أبياتا من الشعر حسنة بديهة وروية ألخبار دولةمذاكرة األمري عبد اهللا يوما وهو حافل بأهل األدب واملعرفة وقد أفاضوا فيما كانوا يفيضون فيه من أبواب املذاكرة

أي شئ تروونه يف ذم الشيب : فقال جللسائه -له وكان األمري عبد اهللا شديد التكره -حىت مر ذكر الشيب وذمه : أبلغ فلم حيضر أحدهم شئ إال موسى بن حممد هذا فقال أحسن ما قيل فيه عندي قول األول

نصيبك مىن جفوة وقطوب...: أقول لضيف الشيب إذ حل مفرقي

كرامة بر أو ميسك طيب...حرام علينا أن تنالك عندنا

ال واهللا يا سيدي ما : اكتبهما يا موسى وزد فيهما إن كانت فيهما عندك زيادة فقال : له فاستحسنهما األمري وقال وتبطأ الوصيف بإحضار الدرج والدواة ملوسى بن حممد وموسى مطرق أن يتأتى له القول يف . عندي فيهما مزيد

أردته واندفع فوصل البيتني بعض الذي- بسعدك -قد جاءين يا سيدي : الزيادة اليت استمطرها منه األمري فقال : بقوله

خيربين أن املمات قريب...فياشر ضيف حل يب وحلوله

وأين من ثوب الشباب سليب...وأن جديدي كل يوم إىل بلى

وليس إذا ما بان عنه يطيب...فما طيب عيش املرء إال شبابه

فما لك عندي يف سواه نصيب...سأقريك يا ضيف املشيب قرى القلى

بكاء حمب قد جفاه حبيب...بكى على ما قد مضى من شبيبيت وأ


! مضى مسلما هلفي عليه مدى املدىفليس إىل يوم التناد يؤوي

فسر األمري عبد اهللا مبا أتى به وأثىن على قرحيته : وأنشد له أبو عامر الساملي يف كتاب حلية اللسان وبغية اإلنسان يف التشبيهات من تأليفه

من شغاف القلب باللحظ األكل...يفرى حلظه ليت شعري كيف

كم صحيح قد رماه فقتل...طرفه ساج وفيه مرض

إمنا تذكرين وقع األسل...من جمريي من رشا أحلاظه

: كان نقش خامته- وكان قاضيا بإشبيلة -وقرأت يف تاريخ احلميدي أن صهيب بن منيع

عيب كن رفيقا بصهيب...يا عليما كل عيب

- فشرب مرة عند احلاجب موسى بن حدير - لعله كان يذهب مذهب أهل العراق -ان يشرب النبيذ وأنه ك

: فلما غفل أمر باختالس خامته وأحضر نقاشا فنقش حتت البيت املذكور-وكان من عظماء الدولة األموية

إن فيه كل عيب...واستر العيب عليه

فطن لهوختم القاضي به زمانا حىت. ورد اخلامت إليه

أمحد بن عبد امللك بن شهيد الوزير أبو عمر

هو أمحد بن عبد امللك بن عمر بن حممد بن سعيد بن عيسى بن شهيد بن الوضاح األشجعي

. وكان الوضاح مع الضحاك بن قيس يوم مرج راهط . وقال الرازي إن جدهم موىل معاوية بن مروان بن احلكم

لس يف أيام عبد الرمحن بن معاوية وتصرف بنوه للخلفاء يف اخلطط السنية من وشهيد بن عيسى هو الداخل إىل األند اإلمارة واحلجارة والوزارة والكتابة إىل انقراض الدولة األموية باألندلس

وهو . وتصرف أمحد هذا للناصر عبد الرمحن بن حممد يف والية الكور والوزارة وقود الصوائف وغزا البشكنس حكى احلميدي عن أيب حممد بن حزم بسند ذكره . وكان من أهل األدب البارع . زارتني أول من مسى ب ذي الو

فوافقه - وكانا مجيعا خيدمان الناصر عبد الرمحن -أن أمحد بن عبد امللك هذا زار عبد امللك بن جهور الوزير : حمجوبا ومل ميكنه االجتماع به فكتب إليه

وال قلب إليك مشوق إليك ...أتيناك ال عن حاجة عرضت لنا

ولكننا زرنا بضعف عقولنامحارا توىل برنا بعقوق

: فأجابه ابن جهور بقوله بقلب عدو يف ثياب صديق...حجبناك ملا زرتنا غري تائق

يباشر فيه برنا خبليق...وما كان بيطار الشآم مبوضع

: وذكرت بقول ابن شهيد قول عبد امللك بن سعيد املرادي اخلازن

للذي كان من طويل حجابك...اك إذ وقفنا ببابك ما محدن


! أبعد اهللا كل دهر أتى بك...: بل ذممنا الزمان فيك وقلنا

: وأليب عمر بن شهيد

ففام وصلى وما عرفوا جهدي...جريت مع العشاق يف حلبة الوجد

وال سلكوا إال السبيل اليت أهدى...وما ج العشاق يف احلب منهجا

من الشوق إال وهي من بعض ما أبدى...العشاق يف الوجد غاية وما اضمر

اضطلعت به وحدي . ... ... . ...وما ضعفوا عن محل ثقل

كما عابد الرمحن فاحته اد...أنا فاتح املنهاج يف سبل اهلوى

كما عابد الرمحن خامتة الرشد...وخامته العشاق شرقا ومغربا

يرابنه عبد امللك بن أمحد الوز

أبو مروانومن . كان على طليطلة هلاشم بن احلكم املؤيد ومنها خاطبه مهنئا مبقتل غالب القائد صاحب مدينة سامل يف خالفة

: شعره

فحسبناه لبيبا...طلع البدر علينا

ه بعيدا وقريبا...والتقينا فراينا

: وله

أقصر فليس اجلهل من شاين...قصرت عن شأوى فعاديتين

خبال فإن اجلود أغناين...قد أغناك ما حتتوي إن كان

عبد الوهاب بن حممد بن عبد الوهاب الوزير

أبو وهبهو عبد الوهاب بن حممد بن عبد الوهاب بن عبد الرءوف بن عبد السالم بن إبراهيم بن يزيد بن عبد اهللا بن جابر

بن عمر بن أيوب موىل مروان بن احلكما لعمر بن عبد العزيز بالشام ودخل األندلس من عقبة عبد السالم بن إبراهيم وأخواه وكان عبد اهللا بن جابر قاضي

أبو املفوز وعقبة فتناسلوا ا وخدموا اخللفاء وتصرفوا يف الوالياتوكان أمينا لألمري عبد الرمحن بن معاوية بكورة : قال . وحكى أبو بكر الرازي أن عبد السالم ولد اثىن عشر ولدا

يكىن أبا الدهلاثإلبرية و

ووىل ابنه عبد الرءوف طليطلة وما واالها لألمري عبد الرمحن بن احلكم سبعة أعوام وتصرف يف كثري من الكور مث واستوزره أيضا األمري حممد بن عبد الرمحن وتويف وهو وزير. استوزره يف أخريات أيامه

األمراء حممد وابنيه املنذر وعبد اهللا وتويف بإشبيلية وهو ووىل عبد الوهاب بن عبد الرءوف الكور اندة وغريها أيام عامل عليها

ووىل حممد بن عبد الوهاب كورة جيان ومات ا


. وتصرف عبد الوهاب بن حممد هذا ألمري املؤمنني الناصر عبد الرمحن بن حممد يف الواليات واألمانات مث استوزره

كان بصريا بالعربية طالع كتاب سيبويه ونظر : ويني من تأليفة وقال وذكره أبو بكر الزبيدي يف كتاب طبقات النحووىل الوزارة فكان ال يزال يورد على أصحابه من . وكان ذا كرب عظيم وأبو مفرط ويظهر مع ذلك زهدا . فيه

وهو القائل وكان سناطا. الوزراء مسائل من عويص النحو حىت برموا به واستعفوه من ذلك :

بأس إذا حصلته ليسا... له حلية ليس مبن ليست

يشبه يف طلعته التيسا...وصاحب اللحية مستقبح

وماست الريح به ميسا...إن هبت الريح تالهت به

: وله

قبل أن تقضي وعدك...قتلت عيناك عبدك

مل يزل حيفظ عهدك...حلت عن عهد حمب

ال تشبه ندك . . ... ... . ...ما ألفعالك

: وله

منافيه تغين عن الشمس والبدر...دا يعشى العيون بسنة إذا ما ب

حمياه ظنته من األجنم الزهر...ووجه إذا ما األجنم الزهر أبصرت

: وله

ليس حيكى سناؤه وسناه...أحوذى يف جمده أوحدي

ث مجيعا يف بأسه ونداه...من رآه فقد رأى الغيث واللي

ائه وحياه ترتوى من حي...يستميل العيون منه رواء

ض وصنواه حوله كوكباه...إن بدا خلت أنه قمر األر

: وله

أن ابنه التاسع من بعده...ليهىن الناس يف ملكه

وحيتذى فيها على قصده...يقوم يف امللك مقاماته

فكاد أن ينطق يف مهده...أوتى حكما فات فيه الورى

ه عفوا ومل يبلغ إىل جهد...محل أعباء العلى فاكتفى

ودخل يوما على عبد امللك بن جهور الوزير فأقعده إىل جنبه ومال إليه حبديثه مث دخل اخلروىن فأقعده فوقه ؛ فخرج : أبو وهب مغضبا وكتب إليه وأهذب يف التحصيل رأيا وأكمال...بلوتك أسىن العاملني وأفضال

لديك فأضحى مسقطا يل خممال...ما األمر الذي صار خمملي : فقل يل

لقد ضل هذا من فعالك مشكال...تقدم من أضحى تقدم لومه

وما كنت أرضى يعلم اهللا أننيأساويه يف الفردوس دارا ومرتال


صربت وما زال التصرب أمجال...فإن كنت قد قصرت يب عن حمليت

فقد هيض أعاله وغودر أسفال...ورحت على الدهر املليم ألومه

ملثلي نصيبا من ودادك أجزال...وكنت جديرا يف كمالك أن ترى

: فأجابه عبد امللك بأبيات منها وإخالص ودي سهال يل التدلال...غدرتك إال أن فرط حمبيت

على غري حتصيل وعاتبت جممال...ظلمتك فيما كان مين جممال

وأخر عن قليب وإن كان أوال...تقربت من قليب وإن كنت آخرا

وال شرفا أضحى عليك مظلال...وما أجهل القدر الذي أنت أهله

فغط عليه منعما متطوال...فإن عن تقصري بغري تعمد

أخوه غالب بن حممد بن عبد الوهاب أبو عبد السالم

وأنشد له صاحب . وىل خطة العرض وكتب للحكم وهو ويل عهد يف حياة أبيه الناصر ؛ ذكر ذلك الرازي : احلدائق

ونفس ا للشوق نار تذيبها...جفون مهت مذ غاب عنها حبيبها

سيقضي عليها شوقها وحنيبها...تيقنت إذ ودعتها أن مهجيت

أطال عذايب ما طوته جيوا...شفقت جيويب يوم بانت وطاملا

إذا قرنت بالبني حتلو خطوا...وللحب حاالت متر خطوا

تعود ليالينا القصار وطيبها...معذبيت ال تأسفي فلعلها

ويا ليتها من كل خري نصيبها...نفسي تستطيع فداءها أال ليت

وما عاب إال نفسه من يعيبها...يعيبوا عندا ألسلو ذكرها

جهور بن عبيد بن أيب عبدة الوزير

أبو احلزمالوزير جهور بن عبيد اهللا : قال أبو بكر أمحد بن حممد بن موسى الرازي يف تأليفه يف األنساب املسمى باالستيعاب

و جهور بن عبيد اهللا بن حممد بن الغمر بن حيىي بن عبد الغافر بن حسان بن مالك بن عبد اهللا بن جابره

وكان عبد اهللا مملوكا ملروان احلكم أبلى يوم وقيعة مرج راهط بالء حسنا فأعتقه

قبل دخول وكان دخوله سنة ثالث عشرة ومائة. والداخل من أجداد هذا الوزير حسان بن مالك وهو أبو عبدة وولد حسان باملشرق أوالدا قتلوا إال عبد الغافر لصغره فنشأ مع عبد . عبد الرمحن بن معاوية خبمس وعشرين سنة

وملا قدم بدر موىل عبد الرمحن خبربه غلى مواليه الشاميني استراح به إىل أيب . الرمحن بن معاوية وتأدب معه باملشرق عبدة فوجه ابنه عبد الغافر إليه

ما توطد عبد الرمحن استوزر أبا عبدة واستقوده مث استعمله على إشبيلية قائدا ا ومضيفا عل أهل باجة وغريها فل


فملك الغرب أمجع مخسة أعوام إىل أن تويف بإشبيلية ؛ وقربه ا وتصرف عبد الغافر يف الوزارة لإلمام عبد الرمحن وبرئ إليه خبامته إىل أن مات

بن حممد بن الغمر فإنه تصرف يف الكور وحجابة األوالد واملدينة واخليل والكتابة والقيادة ؛ وأما عبيد اهللا: قال وقد تقدم ذكر ذلك

وتصرف جهور بن عبيد اهللا يف الكور واألمانات والقيادة واملدينة والوزارة للناصر: قال

ذا بأس وشجاعة وغناء يف -ألدب والبالغة مع حتققه باملعرفة وا-كان عبيد اهللا والد أيب احلزم هذا : وقال غريه واستأذن األمري عبد اهللا بن حممد يف آخر دولته لقضاء فريضة احلج فأذن له . احلروب وله فتوح مجة ومقاوم محيدة

وحج مث انصرف إىل قرطبة فانقبض عن السلطان وأخلد إىل اخلمول وأقام على حاله تلك يف داره إىل أن تويف سنة مائتني آخر أيام األمري عبد اهللاست وتسعني و

فمن شعره قوله من أبيات يف تفصيل الورد : وكان شاعرا مكثرا - فيما ذكره الرازي -وتصرف ابنه جهور بعده : وكأنه يرد ا على ابن الرومي

فتذللت تنقاد وهي شوارد...خضعت نواوير الرياض حلسنه

وهذا حاسد ذلت فذا ميت ...وإذا تبدى الورد يف أغصانه

بطلوع صفحته فنعم الوافد...وإذا أتى وفد الربيع مبشرا

خرب عليه من النبوة شاهد...ليس املبشر كاملبشر بامسه

بقيت عوارفه فهن خوالد...وإذا تعرى الورد من أوراقه

: وله

د أال ذكرت قبيح غدرك...يا عاتبا يل بالصدو

ذكرك نا كان معمورا ب...أخليت من قليب مكا

ت وأستدمي بقاء عمرك...وأنا أحبك لو وثق

: وله

ه ظاهر يل والفظاعه...يا الئما والظلم من

ت فما لويت إىل الضراعه...كم قد ضرعت وقد مسع

ت ألقطعن فيك اجلماعة...فلئن رجعت كما علم

جازيت فعلك يف صاعه...ومىت جلجت على األذى

: وله

ظناوألزمتين ذنبا شغلت به الذهناأسأت لعمري إذ أسأت يب ال

رويدك إن العذل قد يوجب الشحنا...جتنيت يف عذيل كأىب مذنب

فرب جتن يورث احلقد والضغنا...فال تتجن الذنب من غري علة

أصايف خليلي بالذي هو يب أسىن...وإين امرؤ حمض املودة خملص


حبة احلسنا وقارضته يف ذاك بالص...وإن زل يوما يف ودادي أقلته

وهل يل فدتك النفس دونك راحةوأنت شقيق النفس واألقرب األدىن

أدين مبا ترضى وأعين مبا تعين...فثق يب وال تعجل على فإنين

وال ذنب يل فيما علمت ومل أكنألصغى إىل الواشني يف قيلهم أذنا

: وله

ن تزدك يف الدنيا اعتبارا...انظر إىل حمن الزما

ن وكن كواحدهم حذارا...اهيب وامسع لنعي الذ

ن وال تنم إال غرارا...واعمل جبد اخلائفي

من قد كرهت له جوارا...واعلم بأنك الحق

ن تكدر العيش املعارا...إن الليايل ما فتئ

ع وجتلب األمر الضرارا...وتفرق الشمل اجلمي

ن أخا دعون به فسارا...فحوادث فيها استلب

ب أرثا يف القلب نارا...ا رزء إىل جنب اغتر

نت حمنة يل واختبارا...وفجيعة سلفت وكا

ق على رزيته اصطبارا...بأخ شقيق ما أطي

: ومنها

أحد محاه الصرب عارا...اصرب فلست ترى على

لو كنت آتيه اختيارا...فالصرب أنفع دخرة

فس ومسرح التأنس يف حماسن أهل املغرب أنشد أبو نصر الفتح بن عبيد اهللا اإلشبيلي يف كتاب مطمح األنواألندلس من تأليفه أكثر هذه األبيات واليت قبلها ونسبها أليب احلزم جهور بن حممد بن جهور رئيس قرطبة املتأخر

مث أعقب غلطه بغلط آخر أفحش . غلطا منه وومها ال خفاء به وإمنا هي جلده جهور بن عبيد اهللا هذا املذكور هنا أما ابن . بياتا البن فرج فيه يرثيه وأتى بعد ذلك برثاء ابن زيدون فأفرط وخلط وأحلق بالباطل احلق منه فأورد ا

زيدون فرثاؤه أليب احلزم األخري صحيح غري معترض وأما ابن فرج فموته من مولده مقتربان عمرك اهللا كيف ابن فرج إثر وفاة احلكم املستنصر باهللا يف صفر يلتقيان ولد جهور بن حممد سنة أربع وستني وثالمثائة يف احملرم وتويف

وللفتح أيضا غلط ينضاف إىل ما تقدم يف نسبة ببتني أليب احلزم هذا وأنشدمها احلميدي جلهور بن . سنة ست بعدها : ومها- ألنه ذكر أنه شاهد باملرية وكتبهما من شعره -حممد التجييب أىب حممد املعروف بابن الفلو هو الصحيح

أين سكانك الكرام علينا...: يوما لدار قوم تفانوا قلت

مث ساروا ولست أعلم أينا...هنا أقاموا قليال : فأجابت

واشتباه . ولعل الفتح من كتابه استفاد هذين البيتني . ومل يلق احلميدي أبا احلزم فيما علمت وإن كان عاصره وسيأيت ذكر أىب احلزم األندلسي . الوفيات كثريا ما يوجد الزلل األمساء جر هذا اخللل وعدم املباالة بضبط املوالد و


األخري يف املائة اخلامسة مستوىف إن شاء اهللا عز وجل أخوه حممد بن عبيد اهللا

وانشد له . قاله الرازي -هو أسن من أخيه جهور وجهور أشهر منه وتصرف حممد هذا يف الكور والقيادة ربهاحلميدي خياطب أبا عمر بن عبد :

فقد فضت خوامتها نزاعا...أعدها يف تصابيها خداعا

إذا أسكنتها طارت شعاعا...قلوب يستخف ا التصايب

: فأجابه وأن يعصى العذول وأن تطاعا...حقيق أن يصاخ لك استماعا

فقد ناديت من كشف القناعا...مىت تكشف قناعك للتصايب

كرم ذراعامىت ميش الصديق إىل فترامشيت إليه من

وال تذهب بشاشته ضياعا...فجدد عهد هلوك حني يبلى

عبد الرمحن بن بدر بن أمحد

مث والة الناصر الوزارة واحلجابة والقيادة واخليل . كان بدر وصيفا لألمري عبد اهللا فأعتقه وصرفه يف اخلطط الشريفة لطبع فتطبع وخترج إليه فيبعث يف العمال والربد وكان ينفرد بالواليات فتكنب السجالت يف داره مث يبعثها ل

ووىل عبد الرمحن هذا الكتاب والوزارة والعرض واخلزانة للناصر وصرفه يف عمارة كورة . وينفذون على يديه : إشبيلية ومن شعره

إذ الزمه الذنوب بغري ذنب...لساين كان من أعداء قليب

يب أمر مذاقيت طعمي وشر...إىل من اشتكى عدوي اعتذار

لفرط الوجد سكبا بعد سكب...وأسهر مقليت وأسال دمعي

: وله

لو رمتها باللحاظ ال بتثرت...يا وردة وسط روضة سفرت

لوال حجاب يكنها رت...ودرة يف اجلمال مفرغة

وخذ جفوين فإا نظرت...دع كبدي يف الضلوع آمنة

إمساعيل بن بدر بن إمساعيل بن زياد أبو بكر

نعمة لبين أمية ووىل إشبيلية للناصر عبد الرمحن بن حممد وكان أثريا لديه ومنادما له وعاش إىل أول دوله كان موىلوقد محل عنه احلديث لسماعه من بقي بن خملد واخلشىن وحممد بن وضاح وطبقتهم . ابنه احلكم املستنصر باهللا

أنشد له . عة الشعر غلبت عليه ؛ وهو أحد املكثرين ذكره ابن القرضة يف تارخيه وذكر أن صنا-فاحتاج إليه الناس : ابن فرج يف كتاب احلدائق من تأليفه

فصاق به رحب الفال والتنائف...وذي جلب كالبحر عب عبابه


جبمع تراه واقعا واقف...قريب اخلطى نائى املدى مالئ املال

جماهل للمرتاد غري معارف...تركنا به أرض العدو كأا

جمر ذيول الطامسات العواصف...د سحب البيض فيها ذيوهلا غدت بع

: وله يف الناصر

ما كان غريك يف الدنيا مبعبود...لو كان يعبد دون اهللا من أحد

ذكراك إال بتحميد ومتجيد...قد فات قدرك وصف الواصفني فما

! يا نعمة اهللا يف أيامه زيدي...: ملا ذكرتك يوما قلت من جذل

بيعة املستنصر بعد وفاة أبيه الناصروله يف :

فما يف صالح األرض ريب وال لبس...لئن غربت مشس لقد طلعت مشس

وأيامه امليمونة اجلن واإلنس...مبستنصر باهللا دان مللكه

وما بينهم جنوى بعدوى وال مهس...توىل أمري املؤمنني فأصبحوا

ساكنها نفس بالال وال سرت ل...فال سقيت أرض بغري سحابه

فال ضت يوما مبن شده عنس...وإن شد حلس ال يكون ثيابه

: وأنشد له احلميدي عن أيب حممد بن حزم

وأشكو بالتوهم ما شجاين...أناجي حسن رأيك باألماين

ينفس عن كئيب القلب عان...ويل بعسى ولو ولعل روح

ترى عيين به من ال يراين...وحمض هوى بظهر الغيب صاف

سالم ال يبيد على الزمان...على ذاك الزمان وإن نقضي

كفاين يا مدى أملي بعادمتنيت املمات له كفاين

: وله يرثي ابنه

فخلوا دموع العني تبك على غرسي...غرست قضيبا زعزعته يد الردى

فما هلديلي ال تذوب له نفسي...وهذا محام األيك يبكى هديله

: وله فيه

أشد من حزين على أمحد...ى يوسف ما حزن يعقوب عل

وذاك مل يقرب ومل يلحد...أمحد ملحود فهل نستوى

هذا وقد غمضته باليد...وكان يرجوه وهل أرجتى

: وله يف توت أهداه

تفاءلت بالتوت التأين لزورةوذلك فال ما علمت صدوق له منظر باحلسن منه يروق...فأهديته غضا حكى حدق املها

وما جمه للذائقني رحيق...ياقوت منه امحراره وبعض حكى ال


فذا سبج فيما يرى ال سودادهوذا ال محرار اللون منه عقبق عبيد اهللا بن أمحد بن يعلى بن وهب

من قيادة - أمحد بن يعلى قائده اجلليل املقدار احلميد اآلثار -واله الناصر عبد الرمحن بن حممد ما كان بيد أبيه اهلا حني نوه بأمحد املذكور وواله طليطلة وأعماهلا من الثغر األدىن ورفع رزقه إىل أرزاق اجلوف بطليوس وأعم

فأغىن . الوزراء مع مقامه على خطته يف الشرطة العليا ومسى قائد األعنة وذلك يف صفر سنة ثالث وأربعني وثالمثائة : شاعرا وهو القائل من قصيدةعبيد اهللا يف قتال الروم غناء أبيه وتوالت له فيهم فتوح وكان أديبا

إذا مل يسسها من أمية سائس...ترى األرض فينا ال يقر قرارها

تفيض مالء وامللوك األشاوس...ذوو اهلضبات الشم واألحبر اليت

هلم جبل العز القدمي القوامس...هم ذهبوا باملكرمات ومل يزل

ملغاطس رؤوس قصى يف الذرى وا...وهم نزلوا خندف حيث تلتقى

يرى أحد من قومهم وهو غامس...وهم غمسوا يف جفنة الطيب قبل أن

فقامت ا أعياصهم والعنابس...وهم أوقدوا حرب الفجار حفيظة

مبا شيدوا إال اخلصال النفائس...ا ليل من إن يستضيف إليهم

وإن قويسوا مل يستطعهم مقايس...إذا سوجلوا مل حيتملهم مساجل

وتكنفهم منها البطاح األمالس...ساحات مكة يف العال تطيف م

وكان أخوه يعلى بن أمحد أديبا أيضا وسيأيت ذكره

جعفر بن عثمان املصحفي

احلاجب الوزير أبو احلسن هو جعفر بن عثمان بن نصر بن قوى بن عبد اهللا بن كسيلة من برابر بلنسية ينتمي إىل قيس باحملالفة

ابن عبد اهللا بن محيد بن سلمة بن عباد بن يونس : رخيه أباه عثمان وقال يف نسبه بعد نصر وذكر ابن الفرضى يف تا القيسى

ووىل جزيرة ميورقة يف . وكان قد أدب احلكم وذلك أزلف جعفرا عنده وأدناه منه فاستخدمه بالكتابة يف إمارته بته اخلاصة وضم إليه بعد مدة والية الشرطة أيام الناصر مث تقلد احلكم اخلالفة فاستوزره وأمضاه مع ذلك على كتا

وأخدمه ابنه هشاما

وأقام على ذلك إىل وفاة احلكم واستخالف هشام ابنه فحجبه يوم قعوده للبيعة وذلك يوم األثنني خلمس خلون من لقائد وكان ا. صفر سنة ست وستني وثالمثائة وعن ميينه ويساره الفتيان جؤذر وفائق مث أهل اخلطط على منازهلم

يشرف على - وهو إذ ذاك يتوىل الشرطة الوسطى والسكة واملواريث والوكالة -حممد بن عبد اهللا بن أيب عامر عقد الشهادات يف نسخ البيعة بني يديه بعد ما كان القاضي حممد بن إسحاق بن السليم يأخذها على طبقات من

حكى ذلك عيسى بن -رجاالت قريش وأعالم قرطبة شهدها من األعمام وأبنائهم والوزراء وضروب أهل اخلدمة و أمحد الرازي


مث ملا كان يوم السبت لعشر خلون من صفر املؤرخ قلد هشام حجابته جعفر بن عثمان لقوم صحبته ألبيه : قال املستنصر وكان املستنصر قد شرفه لتأديب أبيه عثمان بن نصر له وصرفه يف األعمال وقدمه إىل الكور مث استكتبه

مث قدم هشام املؤيد ابن أخيه هشام بن حممد بن عثمان إىل : قال - وذكر حنوا مما تقدم من خربه -وهو وىل عهد وأخاه سعيدا وابن أخيه حممدا الشرطة العليا - خممدا وعثمان وعبد الرمحن -خطة اخليل مث إىل الوزارة ووىل بنيه

وزكا على احملبة أبو عامر حممد بن . ابنه حممدا فأساء السرية والوسطى فلم ينهض بعبء ما قلده وخلف على املدينة أيب عامر فبسط املؤيد يده وقبض بد جعفر بن عثمان فأداله وابن أخيه

استطال عليه حممد بن أيب عامر بكفايته ودفاعه العدو املتكالب ألول والية هشام ووفاة احلكم : وقال ابن حيان لقائد موىل الناصر عبد الرمحن بن حممدواستظهر على ذلك مبصاهرة غالب ا

شارك جعفر بن عثمان يف احلجابة وصري فراشه يف الصدر وعن ميينه جعفر - فيما حكى الرازي -وقد كان غالب فأدى ذلك إىل القبض على جعفر وعلى ولده وأسبابه وعلى أخيه : قال ابن حيان . وعن يساره أبو عامر للوزارتني

فلما . وكان ابن أيب عامر حيمل جعفرا معه يف الغزوات تعنيتا وانتقاما منه . طولبوا باألموال هشام وسائر أقاربه و: وقيل -بان عجزه وضعف أقر باملطبق إىل أن هلك فيه سنة اثنتني وسبعني وثالمثائة فأسلم إىل أهله يف أقبح صورة

وله شعر كثري مدون يدل على متكنه من . غة وكان مقدما يف صناعة الكتابة نفضال على طبقته بالبال. قتل خنقا : اإلجادة وتصرفه يف أفانني البيان ؛ وهو القائل

! فخطت جوابا بالثريا كخط ال...هل ينقضي الدجى : سألت جنوم الليل

فأطرق حىت خلته عاد أوال...وكنت أرى أين بآخر ليلة

ب العال أنافسها ارى إىل رت...وما عن هوى سامرا غري أنين

: وله

أما واهلوى ما كنت أعرف ما اهلوىوال ما دواعي الشوق حىت تكلما للباه مشتاقا ووافاه مغرما...دعاين بلفظ لو دعا يذبال به

: وله ويروى لغريه

فتأملت عقدها هل تناثر...در سقيط : كلمتين فقلت

عقد در من التبسم آخر...وازدهاها تبسم فأرتنا

: وله

حىت كأن مجيعها أذن...أشربت الضلوع هوى إن فاه

فحديثه لوجيبها سكن...ال تنكروا كلف الضلوع به

: وقرأت يف كتاب الفرائد يف التشبيه البن أيب احلسن القرطيب منسوبا إليه

جمددا لسرور كان قد دثرا...بادر فإن نذير الغيث قد نذرا

تدرت دمعه فجرى ريح الصبا واس...أرخت عزاليه واصطرت بعنصره

أوىف علينا حبيب طاملا هجرا...أوىف فربد من حر القلوب كما


شكرا له فكرمي القوم من شكرا...فالقه بكؤوس الراح مترعة

: وله يف سوسنة

وما هلا غري طعم املسك من ريق...يا رب سوسنة قد بت ألثمها

كأا عاشق يف حجر معشوق...مصفرة الوسط مبيض جوانبها

له يف اخليالو :

ملا قدروا أن يسلبوين خياله...لئن سلبوين شخصه ووصاله

أقام اهلوى يل حيث كنت مثاله...إذا حجبت عن احلوادث وجهه

: وله

قطعت وحبر شامخ املوج أسفعا...وكم مهمه ال يوجد الركب مشرعا

يطاوهلا حىت متل فتخضعا...خضم إذا استعلت به الشمس مل يزل

غدا مغربا جترى إليه ومطلعا...تبدو فيه حىت كأمنا تغيب و

ذرى الشم أمتنا من الرب نزعا...إذا ما ارمتت أمواجه خلت أا

يرد وفود الريح حسرى وظلعا...تقاذف يف رحب اجلمال بسيطها

: وله يف تفاحة

فأنت ا مىن أحق وأملك...لعمري لئن أهديت نفسي وما حوت

ميني وال فيها لذي اللحظ مترك...ال تردها ولكنين أهدى اليت

من احلسن ذاك الناجم املتفلك...تناولتها من غصنها وكأا

: وله يف سفرجلة

وتعبق عن مسك ذكى التنفس...ومصفرة ختتال يف ثوب نرجس

ولون حمب حلة السقم مكتس...هلا ريح حمبوب وقسوة قلبه

ها يف الطيب أنفاس مؤنسى وأنفاس...فصفرا من صفريت مستعارة

وحاكت هلا األنواء أبراد سندس...فلما استتمت يف القضيب شباا

ألجعلها رحيانيت وسط جملسي...مددت يدي باللطف أبغى اقتطافها

يرف على جسم من الترب أملس...وكان هلا ثوب من الزغب أغرب

رجس ومل تبق إال يف غاللة ن...فلما تعرت يف يدي من لباسها

فأذبلها يف الكف حر تنفسي...ذكرت ا من ال أبوح بذكره

: وله وقد أهديت إليه رامشنة ورد يف زمن الربد فاستغرا وكتب إىل مهديها

حييل ا جمرى الزمان عن القصد...لعمرك ما يف فكرة الروض قدرة

بربعك يف كانون نائمة الورد...ولكنها أخالقك الغر نبهت

مر وقد أنشد ذلك أبو منصور الثعاليب يف اليتيمةوله يف اخل :


يف اجلسم دبت مثل صل الدغ...صفراء تطرق يف الزجاج فإن سرت

جيدون ريا يف إناء فارغ...خفيت على شراا فكأا

عن عينها يف ثوب نور سابغ...عبث الزمان جبسمها فتسترت

: وله

الذي أقضى ا حرجا وال أرى يف...كم ليلة بت أطويها وأنشرها

جيرى النعيم على الصرعى ا خلجا...يف فتية جنب صاروا مبعترك

والنجم مكحولة أحلاظه دعجا... .........واجلو ملتحف

ونفسوا من خناق الزق فانبلجا...لفوا دجى ليلهم يف نور كاسهم

: وله

وبني ضلوعي للشجون فنون...لعينيك يف قليب على عيون

فحبك غض يف الفؤاد مصون...ان جسمي خملقا يف يد اهلوى لئن ك

عذايب ولكين عليه ضنني...نصييب من الدنيا هواك وإنه

: وله

هذا حمبك يشكو البث واألرقا...يا ذا الذي مل يدع يل حبه رمقا

أيقنت أن مجيع الشوق يل خلقا...لو كنت تعلم ما شوقي إليك إذا

من ليس يبصر ذاك اخلد والعنقا...ى أحد مل يبصر احلسن جمموعا عل

: وله يف وفاة الناصر عبد الرمحن بن حممد وبيعة ابنه املستنصر باهللا احلكم بن عبد الرمحن

جلائرة مشتطة باحتكامها...أال إن أياما هفت بإمامها

ن وهل من قاعد لقيامها...فهل من طالع غري آفل : تأمل

من الناس إال ميت بفطامها...عها فهل من عائش برضا: وعاين

فلما توارى أيقنت حبمامها...كأن نفوس الناس كانت بنفسه

يد الصرب عن إعواهلا والتدامها...فطار ا يأس األسى وتقاصرت

: ومنها له

إىل نسم حممولة عن إمامها...إمام تلقته اخلالفة صبة

دود متامها وصار إليها يف ح...فصارت إليه يف حدود متامه

إليه سبيل عن حمل قوامها...فلم ينتقل بالناس يوم انتقاهلا

متكن يف أبشارها وعظامها...أتوه فأعطوه املواثق عن هوى

رضا اهللا يف تقبيلها واستالمها...وناوهلم كفا يطول اهلدى ا

ادخلوا يف أمنها وسالمها: وقال ...أناف على الدنيا بعني حميطة !

: وله


بنو الدين والدنيا معا يأملوا...طالعنا يف كل يوم بغرة ي

إلجالله عن أن تقل شؤوا...إذا ما تراءته العيون تواضعت

يقصر باألحلاظ أن تستبينها...عليها من الرمحن نور جاللة

: وله مما قاله بديها بني يدي احلكم عندما بشر بوالدة ابنه هشام

واطرد السيف من قرابه ...اطلع البدر من حجابه

ليثبت امللك يف نصابه...وجاءنا وارث املعايل

بنعمة اهللا يف كتابه...بشرنا سيد الربايا

مل أقض حقا ملا أتى به...لو كنت أعطى البشري عمري

: وله يف نكبته

أراها توايف عند مقصدها احلرا...تأملت صرف احلادثات فلم أزل

فإين ال أنسى هلا أبدا ذكرا...فلله أيام مضت لسبيلها

وأبدت لنا منها الطالقة والبشرا...جتافت ا عنا احلوادث برهة

وال نظرت منا حوادثه شزرا...ليايل مل يدر الزمان مكاننا

على كل حال متطر اخلري والشرا...وما هذه األيام إال سحائب

: وله

ها جماراة نفسي ألنفاس...أجارى الزمان على حاله

توارت به بني جالسها...إذا نفس صاعد شفها

عكفت بصدري على رأسها...وإن عكفت نكبة للزمان

: وله يستعطف املنصور حممد بن أيب عامر وكتب إليه ا من حمبسه

إذ قادين حنوك اإلدغان والندم...هبين أسأت فأين العفو والكرم

نعاه عندك القلم ترثى لشيخ...يا خري من مدت األيدي إليه أما

إن امللوك إذا ما استرمحوا رمحوا...بالغت يف السخط فاصفح صفح مقتدر

هذه األبيات متنازعة ينسبها إىل املصحفي مجاعة وقد وجدا منسوبة إىل أيب عمر بن دراج القسطلي وذكر أبو وكالمها أساء الرد على من . ألغلب إسحاق إبراهيم بن القاسم الرقيق يف تارخيه أا لكاتب إبراهيم بن أمحد بن ا

. إن امللوك إذا ما استرمحوا قتلوا وبعث إليه من قتله : قاهلا ومتثل ا ؛ أما إبراهيم فقال جلهله وفظاظته وقلة رمحته

وقرأت يف كتاب االفتخار أليب بكر عتيق بن خلف القريواين أن إبراهيم بن أمحد ملا قرأ رسالة كاتبه إليه من حمبسه يكتب إىل هبين أسأت وهو قد أساء واهللا لو كنت إىل بقول األول: ل قا :

فهبنا للكرام الكاتبينا...وحنن الكاتبون وقد أسأنا

! لعفوت عنه مث أمر به فجعل يف تابوت وأحرق بالنار وهو حي : وأما ابن أيب عامر فأمر عبد امللك بن إدريس أن جياوبه عن هذه األبيات فقال


تبغى التكرم ملا فاتك الكرم...هال زلت بك القدم اآلن يا جا

ما جاز يل عنده نطق وال كلم...أغريت يب ملكا لوال تثبته

إن امللوك إذا ما استنقموا نقموا...فا يأس من العيش إذ قد صرت يف طبق

ولو تشفع فيك العرب والعجم...نفسي إذا سخطت ليست براضية

وكلتا الفعلتني من أفعال اجلبابرة الذين أطغتهم النعمة ونزعت من قلوم الرمحة. امر ويقال إن األبيات البن أيب ع

: وللمصحفي ملا يئس من املنصور وصفحه

إن الزمان بأهله يتقلب...ال تأمنن من الزمان تقلبا

فأخافين من بعد ذاك الثعلب...ولقد أراين والليوث ختافين

يزال إىل لئيم يطلب أال ...حسب الكرمي مذلة ونقيصة

فالدهر يأيت بعدما هو أعجب...وإذا أتت أعجوبة فاصرب هلا

: وله

فإذا انقضت أيامها مت...يل مدة ال بد أبلغها

لو قابلتين األسد ضارية واملوت مل يقدر ملا خفت فبمثل حالك أمس قد كنت...فانظر إىل وكن على حذر

حممد بن عبد اهللا بن أيب عامر احلاجب

املنصور أبو عامرهو حممد بن عبد اهللا بن حممد بن عبد اهللا بن عامر بن أيب عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد امللك املعافرى أمري

أصله من اجلزيرة اخلضراء ولسلفه ا . األندلس يف دولة املؤيد باهللا هشام بن احلكم املستنصر باهللا والغالب عليه قد مسع - أبو حفص عبد اهللا -وكان أبوه . فطلب ا العلم واألدب ومسع احلديث قدر ونباهة وقدم قرطبة شابا

احلديث أيضا وصحب أبا حممد الباجي الراوية يف األخذ عن الشيوخ بقرطبة ؛ وقد ذكرته يف كتايب املوسوم بالتكملة لكتاب الصلة البن بشكوال

معايل األمور ويزيد يف ذلك حىت كان حيدث من خيتص وكانت للمنصور مهة ترمى به املرامى وحيدث نفسه بإدراك تصرف أول أمره يف : وكان أحد أعاجيب الدنيا يف ترقيه والظفر بتمنيه . به مبا يقع له من ذلك فتم له مراده

إىل أن تويف احلكم وقلد . الوكالة لصبح أم هشام والنظر يف أمواهلا وضياعها واجلد ينهض به واألقدار تساعده خلالفة وهو صغريهشام ا

وملا انتقض العدو على إثر ذلك وخيف االضطراب ومل يكن عند املصحفى غناء وال دفاع ضمن حممد بن أيب عامر لصبح أم هشام سكون احلال وزوال اخلوف واستقرار امللك البنها على أن ميد باألموال وجيعل إليه قود اجليوش إىل

يعد النصر وال ميترى يف الظهور ويستعجل -وة نفسه وسعادة جده بق-وهو . ما كان بيده من اخلطط السنية وواىل غزو بالد الروم عايل القدم منصور العلم ال خيفق . األسباب املعينة على الفتح حىت أسعف ولقى العدو فهزمه

. إىل أن صار صاحب التدبري واملتغلب على مجيع األمور- كرة بعد أخرى -له مسعى وال يؤوب دون مغنم


فدانت له أقطار األندلس كلها وأمنت به ومل يضطرب عليه منها شئ أيام حياته حلسن سياسته وعظم هيبتهوكان رمبا أنذر خاصته مبا يكون وراءه من الفنت حىت ليكدر عليهم جمالس أنسه مبا يلقى من ذلك إليهم فوقع األمر

بأعدائه ويسقط من فوقه بقهره واستيالئه إىل أن فما زال يبطش . على ما توقع وجرى القدر مبا قدر على ذلك ليس له من األمر غري االسم خاصة فما ظنك برجاله ومواليه الذين منهم - هشام بن احلكم -صار اخلليفة حينئذ

-كان يرهب وم كان يتمرس هذا ونصرته على النصارى متوالية وغزواته يف كل صائفة متصلة أزيد من مخسني

- يف كتابه املوضوع يف أخبار الدولة العامرية وجعله ملن شاء خزله عن تارخيه الكبري أو ضمه إليه عدها ابن حيان

تناول ذلك كله بتأييد إهلي مدة طويلة وأورثه بنيه وقتا قصريا. حىت أذعن له ملوك الروم ورغبوا يف مصاهرته

وبلغت . أغىن يف غزو العدو إال أن مدته مل تطل فأما أبو مروان عبد امللك املظفر منهم فقام بالدولة مقام أبيه وحكى ابن حيان عن زعيم املنجمني على عهد احلكم . األندلس يف أيامه اية الكمال وكان على أهلها أسعد مولود

أنه نظر يف مولد عبد امللك هذا وهو طفل فأشار من بعد سعادته إىل أمر كبري مل يدرك هو آخره فعجب من شاهده مل يولد قط باألندلس مولود أسعد منه على أبيه وعلى نفسه وعلى حاشيته نعم: إصابته وذلك أنه قال من جودة !

وإا ال تزال كذلك حال حياته وإذا هلك فما أراها . وعلى أهل األندلس طرا وعلى أرضها طرا فضال من ناسها إال بالضد فكان كذلك

امللك فإنه وىل احلجابة بعده فلم يقم إال يسريا حىت قام عليه املهدي وأما أبو املطرف عبد الرمحن الناصر أخو عبد حممد بن هشام بن عبد اجلبارين بن عبد الرمحن الناصر فقتل وصلب وانبعثت الفنت على األثر فما مخدت نارها إال

مع اجلزائر الشرقية يف النادر إىل وقتنا هذا وهو سنة أربعني وستمائة وقد استوىل الروم فيه على األندلس بأسرها املضافة إليها بني صلح وعنوة

وشؤم عبد الرمحن الناصر هو الذي جر افتراق اجلماعة وجرأ على خلعان الطاعة ؛ وعلى رجله كان الفساد العام ملا فداخل هشاما املضعوف وطالبه بأن جيعله وىل . استشرف إىل اخلالفة واستقل خطة احلجابة ومل يرض إال باإلمامة

ه ويلقى إليه جبميع أمره فاستقىت يف ذلك فقهاء قرطبة وعلماءها حينئذ فسوغوا له ما طلب واحتجوا بقوله عهد وكان ابن أيب عامر -ال تقوم الساعة حىت خيرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه : صلى اهللا عليه وسلم

وجد يف ذلك السعى . اهللا عليه وسلم عسى أن يكون الذي وعد به رسول اهللا صلى: فقالوا -معافريا فحطانيا : اخلبيث أبو العباس بن ذكوان القاضي وأبو حفص بن برد الكاتب حىت قال فيهما ابن أيب يزيد املصري

قد ناقضا الدين بعد عمد...إن ابن ذكوان وابن برد

حفيد شنجه وىل عهد...وعاندا احلق إذ أقاما

واختل أمره وأسلمته اجليوش فكان من خربه ما -ذكر احلميدي وغريه يف ما -ومل يقم كذلك إال أربعة أشهر تقدم ذكره

وكان مولد املنصور حممد بن أيب عامر سنة سبع وعشرين وثالمثائة وفيها كانت اهلزمية العظيمة باخلندق على عبد خرج غازيا وقد . وثالمثائة الرمحن الناصر فاخذ اهللا بثأر اإلسالم على يدي املنصور وكان وفاته سنة اثنتني وتسعني

وقع يف مرضه الذي مات فيه فاقتحم جليقية من تلقاء مدينة طليطلة ومرضه خيف وقتا ويثقل أوقاتا وقويت عليه


العلة بأرض قشتيلة فاختذ له سرير من خشب حيمل على أعناق الرجال قطع بذلك أربعة عشر يوما حىت وصل إىل يخرب هشاما مبا ترك عليه أباه وتويف ليلة االثنني لثالث بقني من شهر رمضان من مدينة سامل فوجه ابنه عيد امللك ل

ودفن مبدينة سامل وقربه ا ؛ وكان عليه مكتوبا: قيل . السنة املذكورة :

حىت كأنك بالعيان تراه...آثاره تنبيك عن أخباره

أبدا وال حيمى الثغور سواه...تاهللا ال يأيت الزمان مبثله

ما كان عليه من اهليبة والرهبة فقد كان له حلم واحتمال مع حمبة للعلم وإيثار لألدب وإكرام ملن ينتسب وعلى أصلحك اله يا حاجب وحفظك ووفقك وأحسن : وحيكى أن أبا حممد الباجي الرواية دخل عليه وقال . إليهما

كيف أنت اليوم : عده إىل جانبه وقال له عونك فرد عليه ابن أيب عامر أمجل رد وجبله ووقره وأدىن مكانه حىت أقأي والد كان لك رمحة اهللا عليه: خبري ما كنت به مث قال له الباجي : وحالك فقال له !

اختلف معي إىل . من أهل اخلري والعافية الصالح والعفة واحلرص على الطلب واملعرفة - ما عملت -كان واهللا : وكان يل خري صديق وصاحب . لد وإىل حممد بن فطيس اللبريى وغريهم حممد بن عمر بن لبابة وإىل أمحد بن خا

وأما أنت فلم متتثله وأدخلت يدك يف الدنيا . ومل يكن فضوليا البتة . أنتفع به وينتفع يب وأقابل معه كتبه وكتيب نتشابك فقال وطلبت الفضول فعلمت أخبارا كثرية وأوبقت نفسك واهللا يا مغرور وعز على ا. فانغمست يف جلها

ال بد أن خيلط خريا بشر ويأيت معروفا ومنكرا ؛ واهللا يتوب على من : يا فقيه هكذا صاحب الدنيا : له ابن أيب عامر وسأله الباجي إثر هذا رفع الغرامة عن ماله بإشبيلية فأمر بإسقاطها ووصله ببدرة دراهم كاملة . يشاء برمحته

ومن شعره يفخر. ومنديل كسوة تشاكله فيها خلعة تامة :

وخاطرت واحلر الكرمي خماطر...رميت بنفسي هول كل عظيمة

وأمسر خطى وأبيض باتر...وما صاحيب إال جنان مشيع

أجود مبال ال تقيه املعاذر...ومن شبيمي أين على كل طالب

أسود تالقيها أسود خوادر...وإين لزجاء اجليوش إىل الوغى

وكاثرت حىت مل أجد من أكاثر... لسدت بنفسي أهل كل سيادة

على ما بىن عبد املليك وعامر...وما شدت بنيانا ولكن زيادة

وأورثناها يف القدمي معافر...رفعنا املعايل بالعوايل حديثه

وعبد امللك جده هذا هو الداخل إىل األندلس : قال . هذا ألنه حممد بن عبد اهللا ونسبه كما تقدم : قال ابن حيان طارق بن زياد موىل موسى ابن نصري يف أول الداخلني من املغرب ؛ وهو يف قومه وسيطمع

كان املنصور أبو عامر حممد بن أيب عامر : الفقيه - يعين ابن حزم -قال يل أبو حممد على بن أمحد : وقال احلميدي ملعروف بابن برطال ولذلك قال فيه معافري النسب من محري وأمه متيمية وهي بريهة بنت حيىي بن زكرياء التميمي ا

: من قصيدة له فيه- هو أبو عمر القسطلي -امحد بن دراج

مشوس تالال يف العال وبدور...تالقت عليه من متيم ويعرب

سحائب مى بالندى وحبور...من احلمريين الذين أكفهم


توعده وكتب به إىل صاحب مصر ي- ملا اشتد سلطانه وتواىل ظفره -وللمنصور :

حبها أن ترى الصفا واملقاما...منع العني أن تذوق املناما

قد أحلوا باملشعرين احلراما...يل ديون بالشرق عند أناس

جعلوا وزا رقابا وهاما...إن قضوها نالوا األماين وإال

يبلغ النيل خطوها واملا...عن قريب ترى خيول هشام

: وله

ولني احلشايا باخليول الضوامر...رى أمل ترين بعت اإلقامة بالس

صدا الدرع من مستحكمات املسامر...تبدلت بعد الزعفران وطيبه

إذا اشتجر األقران بني العساكر...أروين فىت حيمى محاى وموقفي

بسيفي أقد اهلام حتت املغافر...أنا احلاجب املنصور من آل عامر

شهود يوم املفاخر وناصحه امل...تالد أمري املؤمنني وعبده

ولكن عهدت اهللا يف قتل كافر...فال حتسبوا أين شغلت بغريكم

وقد -وأهدى املنصور إىل أىب مروان عبد امللك بن أمحد بن شهيد الوزير عقيلة من عقائل الروم يكنفها ثالث جوار : وكتب إليه معهن يداعبه-سأله ذلك عند صدره من بعض غزواته

يف ثالث من املها أبكار... النهار قد بعثنا ا كشمس

خفى الليل عن بياض النهار...فاجتهد واتئد فإنك شيخ

فمن العار كله املسمار...صانك اهللا عن كاللك فيها

: فافتضهن أمجع يف ليلته وكتب إليه واصطبغنا من النجيع اجلارى...قد فضضنا ختام ذاك السوار

ا بالدر أو بالدراري وهلون...ونعمنا يف ظل أنعم ليل

ذي مضاء عضب الظيب بتار...وقضى الشيخ ما قضى حبسام

واختذه سيفا على الكفار...فاصطنعه فليس جيزيك كفرا

وستني سنة- أو ستا -وكانت حجابة املنصور مخسا وعشرين سنة وعمره مخسا : قال ابن حيان

عبد اهللا بن عمرو بن أيب عامر

أبو حفص صاحب املدينتني يف أيام هشام املؤيد بتقدمي ابن عمه املنصور حممد بن أيب - وهو امللقب عسكالبة -كان أبو عمرو

مث وىل بالد املغرب بعد ذلك فاشتد سلطانه هنالك واسترتل حسن بن القاسم العلوى اإلدريس وانفذه إىل . عامر نقصه إياه وغضه منه وتسخيه عليه احتجانه وكان صارما مهيبا جبارا قاسيا وقتله ابن عمه املنصور يت. األندلس

األموال دونه بعد أن استقدمه من املغرب وذلك يف مجادى اآلخرة سنة مخس وسبعني وثالمثائةومن شعر أيب حفص هذا يذم املظفر عبد امللك ملا زوج حبيبة بنت ابن عمه عبد اهللا بن حيىي بن عبيد اهللا بن أيب


ن عبد امللك بن قند موالهم م- وهي بنت أخته بريهة -عامر :

عبده بنت أخته...عريب مزوج

ورماه مبقته...قبح اهللا فعل ذا

وقد قيل إما لعبد امللك بن حيىي أخي عبد اهللا بن حيىي املذكور

زياد بن أفلح موىل الناصر عبد الرمحن بن حممد

ذكر ذلك ابن حيان يف -ان وستني وثالمثائة كان من وزراء الدولة العامرية وكبار رجاهلا وتويف يف أوهلا سنة مثتارخيه الكبري وذكر يف الدولة العامرية أنه كان على املدينة وأن جؤذرا الفىت احلكمى حتني ركوب زياد هذا إىل داره

بطرف املدينة حني توصل إىل هشام املؤيد عازما على الفتك به عند مداخلته اجلماعة الذين اجتمعوا على خلعة عبد امللك ابن القاضي منذر بن سعيد صاحب خطة الرد فبطش جبؤذر وقبض عليه مببادرة أمحد بن حممد بن بتدبري

وواىف زياد على إثر ذلك فوخبه بن عروس فأخذ يف االعتذار وتعاونا على النازلة وما : قال . عروس إىل تاليف األمر ملا أفىت عليه بآية احلرابة ورد إىل اخلليفة -القصة وحكى أن عبد امللك بن منذر يف هذه . سلم زياد من التهمة

يبغي بذلك - أشار صاحب املدينة زياد بن أفلح هذا بأن يصلب استبالغا يف املثلة -األمر فيما خيتار له من العقوبة لقائلوزياد هو ا. فعمل برأيه وذلك يف سنة سبع وستني وثالمثائة -التقرب إىل ابن أيب عامر ونفى التهمة عنه :

لذى وصل صافع لقفا الصد...وأصبحت الدنيا بأوبتك الرضا

مل ال ودهري كله بك مونقأرق إذا ما شئت من طرق برد فرحون بن عبد اهللا

ابن الوبلةكان واليا على شنترين بغرب األندلس يف أيام احلكم . وهو حممد بن عبد اهللا بن عبد الواحد ويشهر بفرحون

ابنه هشام املؤيد باهللا وقد عليه أبو عمر يوسف بن هارون الرمادي منتجعا فأمر بإنزاله فقصر به املستنصر باهللا أو : متوىل ذلك فكتب إليه الرمادى

دي ملستسقيه وبال...أيها العارض وامله

تسقى العارض طال...حني ال يهدى إذا ما اس

ه العدا سبيا وقتال...قائدا أفنت مغازي

أهال وسهال: ت له ...ل إن ضيفا قاصدا ق

ما يسر الضيف نزال...قد توسعت له يف

ض سوى وجه مصلى...ما له فرش على األر

رد منه الوعر سهال...فأنا لوال اصطبار

مببيت السوء كحال...مل جتد عيين لنوم

جبارية وكتب إليه فوردت األبيات على فرحون وهو خارج إىل الغزو فحجل من ذلك وأمر له مبا طلب وقرن ذلك


: معتذرا من التقصري بالذي أهديت أهال...أيها السيد أهال

إن وصلت القول وصال...ما يناويك مناو

حمسنا جدا وهزال...شاعرا ندبا نبيال

رد منه الوعر سهال...ما توىل الشعر إال

إذ يكون الشعر طال...شعره سح ووبل

بلى ال يكاد الدهر ي...حمكم غض بديع

مث رحبا مث سهال...فله ما قلت أهال

بأخيك احملض مهال...أيها السيد مهال

ولدت يف النفس خبال...إن شكواك إلينا

تكتحل عيناي كحال...ونفت نومي فلما

ا جهلنا األمر جهال...ما على عمد ولكن

إنه أكرم بذال...وظننا بالعكاز

أهال أك لألعذار ...فابسطن عذري وإن مل

وقليل لك موىل...يا أخي أنت وموىل

فاهجرن وجه املصلى...قد بعثنا بفراش

ء كبدر يتجلى...ووصلناه بغيدا

ال عدمت الدهر فضال...فتفضل بقبول

سترى فضال وفضال...وورا ذلك مىن

: وله أيضا

واستنلها ولو بقاء حيايت...يا رسويل أبلغ إليها شكايت

فهو ميت أو مؤذن باملمات... هواك عليه قد قضى: قل هلا

كان حييا بأيسر اللحظات...فاحلظية ترى إذا شئت ميتا

منك دى احلياة لألموات...واعجيب أن تكون حلظة عني

على بن وداعة بن عبد الودود السلمى

أبو احلسنانتهت به احلال إىل أن : اعدا اللغوي وقال ابن بسام وذكر ص. أمري كان قريبا من األربعمائة : قال فيه احلميدي

ومن شعره فيه: قال . أغرم فاستغاث على بن وداعة أحد الفرسان األبطال ونبهاء الدولة كان يف ذلك األوان :

سنان زان عالية الرماح...أبا حسن ربيعة من سليم

حتش دعائمي حتت القداح...وإين عائذ بك من هناة


فليس محى ابن عمك باملباح...فكر على ابن عمك وانتشله

عقاب الدجن كاسرة اجلناح...فإن اجلار عندك بني جنيب

عليها عند مفتضح الصباح...نظنك طالعا يبين سليم

جعلت له ذراعك كالوشاح...إذا ساورت قرنك يف مكر

: ومن شعر ابن أيب وداعة

أهال ببدر فوق غصن ناضر...زار احلبيب فمرحبا بالزائر

ومسحت أسفل نعله مبحاجري...لت من فرحى تراب طريقه قب

من رقة فبسطت أسود ناظري...وخشيت أن ينقد إمخص رجله

يعلى بن أمحد بن يعلىومن شعره . كان أبوه من رؤساء الدولة األموية وقوادها اجللة وكان يعلى هذا يف دولة أيب عامر حممد بن أيب عامر

: وقد بعث إليه بورد مبكر

غض له منظر بديع...ثت من جنيت بورد بع

أعجله عامنا املريع...: قال أناس رأوه عندي

أيامه كلها ربيع...أبو عامر املعلى : قلت

وله يرثى أبا علي البغدادي من أبيات. وتويف سنة ثالث وتسعني وثالمثائة :

منار العلم والفضل الرضى...أمات العلم موت أىب على

كما يبكى الوىل على الوىل...را وجهرا سأبكى بعده س

إذا ما كنت بالرجل الوىف...ولو مل أبكه حزنا ووجدا

فقليب ليس عنه باخللى...إذا قلب خال من حب ميت

: وله

ونزعت عن كلفي ن نزوعا...إين هجرت الغانيات مجيعا

بعد اإلباية سامعا ومطيعا...ورفضت لذايت فصرت لناصح

واعتاض بعد الكربياء خشوعا... قليب فأقصر وارعوى وى النهي

فنكصت عن غي الضالل رجوعا...ورأيت رشدي واضحا بعد العمى

كيف النجاة وقد أسأت صنيعا...يا حسرة ساعاا ما تنقضي

: ومن ملوك إفريقية ورجاهلم يف هذه املائة

حممد القائم أبو القاسم بن املهدي عبيد اهللا

تالف يف نسب عبيد اهللا إىل احلسني بن علي رضوان اهللا عليه فمن مسلم ما ادعاه ومن دافع له فيما قد تقدم االخ حكاه وهو األكثر وهو األصح واألظهر

واختلف أيضا يف اسم القائم هذا فقيل عبد الرمحن وقيل حسن وقيل حممد وذا االسم كان يذكر يف األمداح قال


: علي بن حممد اإليادي التونسي

وحبسنه وزمانه املستغرب...أعجب بأسطول اإلمام حممد

يبدو لعني الناظر املتعجب...لبست به األمواج أحسن منظر

مث بويع له باخلالفة بعد عبيد اهللا . وتقدم أيضا ذكر وروده املغرب مع أبيه وما قيل يف تبنيه وهو يومئذ حدث ائة وأخفى القائم موته سنةللنصف من شهر ربيع األول سنة اثنتني وعشرين وثالمث

غزا قبل ذلك اإلسكندرية يف : أظهر منه يف خالفته ومصري األمر إليه - على اخلالف فيه -وكان يف حياة أبيه وكان . عسكر عظيم فملكها مع الفيوم وصار يف يديه أكثر خراج مصر وضيق على أهلها وحاربه مؤنس اخلادم ا

المثائة ولست بقني من مجادى األوىل سنة ثالمثائة وصله جيش حباسة بن يوسف خروجه من رقاده يف سنة إحدى وثصاحب املهدي يف مائيت مركب فرتل فسطاط مصر اإلسكندرية وقوي على مؤنس بالرجال واألموال وشخص لغرب حلربه فكانت بينهما وقعة قتل فيها خلق من الفريقني مث انصرف حباسة ومن معه عن اإلسكندرية راجعني إىل ا

بعد هزمية وقعت على املغاربة خرج - وذلك يف شهر ربيع اآلخر سنة سبع وثالمثائة -مث غزا يف حياة أبيه ثانية وعند وصوله إىل اإلسكندرية

عامل املقتدر عنها ودخل اجليزة من أرض مصر يف خلق عظيم

حنن أهل البيت الرسول ومن أحق : وكتب القائم إىل مكة وإىل من حوهلا يدعوهم إىل طاعته ويعدهم اجلميل وقال : ذا األمر منا وضمن الكتاب أبياتا يقول فيها

أم اصدعت من قلة الفهم واألدب...أيا أهل شرق اهللا زالت حلومكم

ومن حاد عن أم اهلداية مل يصب...فوحيا لكم خالفتم احلق واهلدى

رغب وقد ظهر احلق املبني ملن ...فيا معرضا عين وليس مبنصفي

وقمت بأمر اهللا حقا وقد وجب...أمل ترين بعت الرفاهة بالسرى

فلما وصل إليهم الكتاب بعثوا به إىل املفتدر فأرسل إىل أيب بكر الصويل بعد قراءته الرسالة والشعر فدفع إليه الشعر جاوبه عنه فكتب إليه: وقال له :

باملني والكذب لقول امرئ قد جاء ...عجبت وما خيلو الزمان من العجب

فسحقا له من مدع أفضل النسب...وجاء مبلحون من الشعر ناقص

فقد قمت بالدين اخلبيث وبالريب...فمن أنت يا مهدي السفاهة واخلنا

وهي قصيدة طويلة منها يف ذكر اخللفاء من بين العباس. فلم جييبوه :

يردد من إرث اخلالفة ما ذهب...ومعتمد من بعده وموفق

وإن مل يكن يف العد منهم ملن حسب...زهلم يف كل فضل وسؤدد نوا

وقد أجرى . أنشدمها أبو إسحاق إبراهيم بن متيم القريواين احلصري يف كتاب زهر اآلداب ومثر األلباب من تأليفه ت يف أيام ويلقب بالناصر وباملوفق كانت حاله قد ترق: ذكر املوفق أىب أمحد بن املتوكل ومدح ابن املعتز له قال

وقد ذكره الصويل يف قصيدته لصاحب املغرب وقد اقتص خلفاء بين العباس من . املعتمد إىل غاية مل يبلغها اخلليفة


واملوفق هذا هو الذي قتل صاحب الزنج القائم بالبصرة بعد مواقعات كثرية وحماربات شديدة . أوهلم وذكر البيتني ويلة اجلليلةويف ذلك يقول ابن الرومي يف قصيدته الط :

بالء سريضاه ابن عمك أمحد...أبا أمحد أبليت أمة أمحد

قواه واودى زاده املتزود...حصرت عميد الزنج حىت ختاذلت

فظل ومل تقتله يلفظ نفسهوظل ومل تأسره وهو مقيد مكان قناة الظهر أمسر أجرد...فما رمته حىت استقل برأسه

بيت على رضي اهللا عنه ومنحاه حنا العبيديون بعده وينال م بىن العباس نيل وكان صاحب الزنج يدعى االنتماء إىل : هؤالء منهم ويف ذلك يقول

د وما قد قد حوته من كل عاص...هلف نفسي على قصور ببغدا

ورجال على العاصي حراص...ومخور هناك تشرب جهرا

أجل اخليل بني تلك العراص...لست البن الفواطم الغر إن مل

وقرأت يف كتاب أيب احلسن على بن حبر بن أيب السرور الروحي اإلسكندري أن املهدي عبيد اهللا سري وىل عهده أبا وعاد يف سنة اثنتني وثالمثائة والثانية سنة ست : األوىل يف سنة إحدى وثالمثائة قال : القاسم ابنه إىل مصر دفعتني

وثالمثائة وحكى انه ملك اإلسكندرية فيهما

يف أيام عبيد اهللا بطل احلج وأخذ احلجر السود أخذه القرامطة وأقام عندهم اثنتني وعشرين سنة إال : ل غريه وقا شهرا وقتل املقتدر ببغداد وأظهر عبيد اهللا عندما بلغه اخلرب أن دعاته قتلوه بأمره وجلس لذلك جملسا

وهو على فرسه -ون الصنهاجي رماه حبربة وحكى الصوىل أن الذي قتله رجل من أهل املغرب بربرى يقال له علي يف ظهره فخرجت من صدره ووقع ميتا-يصلح بني اجلند

وكان القائم يف حياة عبيد اهللا القائم باألمور والدولة فلما أفضت اخلالفة إليه ظهر أبو اليزيد اخلارجي خملد بن يف مجوع الرببر امللتفة عليه إىل أن حصره يف كيداد عليه فعجز عن مقاومته ومل يستقل مبدافعته فتغلب على البالد

واإلنذار به ولتحدث خبروجه بىن . وأبو يزيد من بين يفرن ويقال إن الذي قتل يف فتنته أربعمائة ألف . املهدية م اليوم أمنت على الفواط: وقال بعد حتصينها وعند انتقاله إليها . املهدية عبيد اهللا وجعلها دار ملكه وقرار سلطانه

يريد حرمهوكان قيام أيب يزيد يف آخر خالفة القائم سنة اثنتني وثالثني وثالمثائة وتويف القائم يوم األحد لثالث عشرة خلت من

شوال سنة أربع وثالثني وثالمثائة

ة وكان القائم وىل ابنه إمساعيل عهده وفوض إليه أمره وذلك يف سنة أربع وثالثني وأدخل عليه مجاعة من وجوه كتامهذا موالكم ووىل عهدي واخلليفة من بعدي وهو صاحب هذا الفاسق وقاتله يعين أبا يزيد: ورؤسائهم فقال

يعين سنة أربع -ويف العشر األواخر من ذي احلجة منها : وقال ابن حيان يف تارخيه املقتبس من أبناء أهل األندلس أن أبا القاسم بن عبيد اهللا الشيعي صاحب املهدية قدم حممد بن حممد بن كليب من القريوان فحكى-وثالئمائة

هلك فيها وهو حمصور من قبل أىب يزيد خملد بن كيداد اليفرين النكارى املعروف بصاحب احلمار القائم عليه يف


مجوع الربابرة وأن شيعته قدمت إمساعيل ولده وأنه فارس شجاع أىب النفس أقدم على أيب يزيد ومجوعه والقاه مبدينة وما زال يتبعه إىل أن ظفر به حيا وقيذا : زاد غري ابن حيان . وسة فازم أبو يزيد قدامه إىل القريوان مث إىل سبيبه س

باجلراح فمات منها وهو يف أسره فأمر به فسلخ وطيف بهني ومل أقف هلما وإمساعيل املنصور هذا أبو الطاهر وابنه أبو متيم معد بن إمساعيل املعز لدين اهللا كانا خطيبني مفوه

وكانت خالفة القائم اثنيت عشرة سنة وسبعة أشهر . على شعر أكتبه يف هذا اموع وسيأيت ذكرها بعد إن شاء اهللا وتويف وهو ابن مخس ومخسني سنة ومولده بسلمية

متيم بن معد بن إمساعيل بن حممد بن عبيد اهللا أبو علي

افع وكان فيهم كابن املعتز يف بين العباس غزارة علم ومعانة أدب شاعر أهل بيت العبيد بني غري منازع وال مدواله أبوه املعز لدين اهللا معد . وحسن تشبيه وإبداع ختييل وكان يقتفي آثاره ويصوغ على مناحيه يف شعره أشعاره

أخوه عبد هللا بن إمساعيل املنصور عهده وبه كان يكىن فخلع برأي جوهر الصقلي ألنه كان عقيما ال يولد له ووىل فتوىف يف حياة أبيه مث وىل العهد أخوه أبو املنصور نزار العزيز باهللا وانتقال من إفريقية إىل مصر بانتقال أبيهما معد بن

إمساعيل يف آخر سنة إحدى وستني وثالمثائةاأللباب ونور ووقع منه يف كتايب احلصري زهر اآلداب ومثر . وشعر متيم مدون وحماسنه كثرية وتصرفاته بديعة

الطرف ونور الظرف كل نادر غريبوكان متيم ملا استقر مبصر وتويف أبوه يف شهر ربيع اآلخر سنة مخس وستني وثالمثائة ووىل أخوه نزار ميدحه ويداريه

وكذلك كان ابن املعتز يداري املعتضد . طلبا للسالمة منه ألنه مل يكن يأمن عاديته بسبب اخنالعه عن العهد في ابنه وميدحهما وميدح عمه املوفق رغبة يف التخلص منهم ألنه كان أهال للخالفة فعصمه اهللا بذلك من واملكت

-هؤالء وقدر أن طاح على يدي املقتدر بعد أن بويع له من الليل اليت قبض عليه يف صبيحتها ولقب بالراضي باهللا

ربيع اآلخر سنة ست وتسعني ومائتني وذلك يوم اخلميس لليلتني خلتا من شهر-وقيل باملنتصف باهللا

: ومن شعر متيم يف أهيه نزار

م اتىب يا ابن النيب املرسل...يا ابن الوصى املرتضى يا ابن اإلما

إال يوافق منه موضع مقتل...ما بال مالك ليس يرميه الندى

أمالكه كالقول غري حمصل...أنت احملصل يف زمان أصبحت

عزمات رأيك وحدها يف جحفل...لغدوت من لو مل تكن يف جحفل

مقدار فضلك كن عنك مبعزل...عجبا ألبصار تراك ولو درت

ومنها يف وصف فرس له يدعى السرور. وهي قصيدة طويلة :

لبست به األبطال نقع القسطل...نعم املعني على الوغى يف مأزق

يرمى اجلنادل من يديه جبندل...فرس أشم املنكبني مقابل

حسنا وعن أخراه عتق األول...تنبيك عن أنسابه أعضاؤه


وجبينه ضوء الصباح املقبل...وكأمنا مبيض أعلى وجهه

شدا على ظهر السماك األعزل...وكأن دفة سرجه وجلامه

ويزيد فيه على الصبا والشمأل...ويسابق الربق املثار خيطوه

لثقيل األول غرد يغين يف ا...صايف الصهيل كأن يف ترجيعه

مستشرف األعلى رحيب األسفل...ذو قونس مالت نواحي عرفه

ماء بدا مترفقا يف جدول...وكأمنا فلق الصباح بوجهه

: وله ميدح أخاه

ختلص من زيغ العمى الثقالن...ألسنا بىن بنت النيب الذي به

وفارسه يف كل يوم طعان...أليس أبونا خدنه ووصيه

فقد طاملا خنتم بكل مكان...عنا مجاحكم فكفوا بىن العباس

بصاحلنا يف كل يوم رهان...مىت مل تكونوا دوننا وتسابقوا

ويوم حنني والقنا متدان...مبن نصر اإلسالم يف يوم خيرب

وما كان للعباس مث يدان...أليس على كان كاشف غمها

مبكة ملا ريع كل جنان...ومن فرج الغماء عن وجه أمحد

يقيه ردى األعداء غري جبان... على ظهر الفراش بديله فبات

حواها على وهو ليس بوان...وكم مثلها من مفخر وفضيلة

فما تستوى يف اجلثة العضدان...وإن قلتم إنا مجيعا هلاشم

دنا منكم ما كان ليس بدان...فلم تدفعون احلق واحلق واضح

ت وارتدت وان أحق فباد...أمية كانت قبلكم يف اغتصاا

منابر ما كانت لكم بأماين...أخذمت بغضب إرثنا وصعدمت

: وألفاظ حسن ما هلن معان...وجئتم بأمساء يروق استماعها

حلق ومأمون بغري أمان...رشيد ومل يرشد وهاد وما هدى

ومقتدر مل يقتدر ببيان...ومعتصم مل يعتصم بإهله

نتصر بالبغي غري معان وم...ومعتضد باإلفك خاب اعتضاده

تذل خطوب الدهر بعد حران...أصيخوا فقد قام العزيز الذي له

مساء بدا يف أفقها القمران...كأن رواق العز من نور وجهه

بكل رقيق الشفرتني ميان...أغر كنصل السيف ميضي اعتزامه

جيود ا من منصل وبنان...كأن املنايا والعطايا نوافل

وأمسكتها ون الورى بعنان...نصور كل فضيلة حويت أبا امل

وأعيننا طرا إليك روان...كأنك يف سيماك إذ قمت خاطبا


ويشبه فرع البانة الغصنان...شبيه نيب اهللا جدك أمحد

ولكنهم ما فيهم لك ثان...وكم علوى فاطمي مفضل

فقد جاء بالبهتان واهلذيان...ومن يدعى مهم مكانك يف العال

شفاين مما اتقى وكفاين...ا كفاك اهللا ما أنت متق إذا م

على كل من عاداك سم سنان...وإين لسهم من سهامك ماطر

على كل ما فيه اعتقدت تراين...أراك بعني النصح يف كل حالة

على كل غيث أو بكل عيان...ومن ذا الذي يرعاك رعيا توده

لسان شفيق ومداح بكل ...أخ ووىل مشفق وابن والد

وكان العزيز يوايل إكرامه وجيزل عطاءه ويعامله مبا قتله علما من صدق وده إخالصه يف مدحه

وحيكى أنه ترته إىل بركة احلبش فلما قرب من قصور أخيه متيم سأل عنه فأسرع إليه من عرفه فخرج راجال حافيا نعم ودخل إىل بستانه وقد : بدك الضيافة قال يا أمري املؤمنني قد وجبت على ع: حىت لقيه فسلم عليه باخلالفة وقال

أمر جبنيبة من اجلنائب اليت كانت بني يديه وأقسم على متيم أن يركبها ويسايره فلما توسط البستان نظر إىل مثر يلوح الذهب عليه فتعجب منه واستطرفه ودنا من شجرة فأخذ منها ليمونة واحدة فقرأها وإذا عليها مكتوب

: بالذهب بربد املاء يف حرز حريز...ليمون قد غذيت عروقي أنا ال

بأمثايل سوى امللك العزيز...حسنت فليس حيسن أن حيىي

وانصرف إىل قصره فبعث إىل أيب جعفر بن مهذب صاحب بيت املال . هذه ضيافيت عندك : فجعلها يف كمه وقال مائة ألف وستون ألفا فأمره حيلمها : فقال له ما عندك من الدنانري ضرب هذه السنة وكان ذلك يف أوهلا: فقال له

استعن ذا على : أمري املؤمنني يقرأ عليك السالم ويقول لك : من ساعته إىل األمري متيم مع راشد العزيزي وقال له فقبل األرض وبعث إليه من الغد قصيدة حسنة ميدحه فيها ويشكره. مؤونتك

فكان متيم إذا جاء الليل أمر مائيت فارس من عبيده حبراسة . ودعة ومتهدا وكانت أيام العزيز مبصر أعيادا رفاهية الناس اخلارجني يف أيام النريوز وامليالد واملهرجان وعيد الشعانني وغري ذلك من أيام اللهو اليت كانوا ينحون فيها

والسرادقات والقباب ومنهم على أمواهلم رغبة وخيرجون إىل بكرة احلبش مترتهني فيضربون عليها املضارب اجلليلة من خيرج بالقيان واملسمعات واملخدرات وخيل متيم حترسهم يف كل ليلة إىل أن ينصرفوا ويركب متيم يف عشاري

تتبعه أربعة زوارق وأكثر مملوءة فاكهة وطعاما ومشروبا فإن كانت الليايل مقمرة وإال كان معه من الشمع ما يعود طائفة واستحسن ن غنائهم صوتا أمرهم بإعادته وسأهلم عما ينقصهم فيعطيهم ورمبا به الليل ارا فإذا مر على

رغبوا إليه أن يسمعهم من غنائه فيقف عليهم ويأمر م يغين هلم وينتقل عنهم إىل غريهم فيفعل هذا عامة ليله مث يام ويفترق الناسينصرف إىل قصوره وبساتينه على هذه الربكة فال يزال على هذه احلال حىت تنقضى هذه األ

: ولتميم يفخر

أغدو على ضرائها متخشعا...ال تبطر السراء يل خلقا وال


يغدو ا قلب الزمان مصدعا...يل يف املشارق واملغارب جولة

: وله

وأين إذا مارمت صعبا تيسرا...ليهن املعايل أنين أنا را

صراغذتين مذ كنت النبوة واهلدىفحسيب أن كانا مها يل عن

: وله

يهون عليها منه ما يتصعب...وإين أللقى كل خطب مبهجة

وميزج يل السم الزعاف فأشرب...وأستصحب األهوال يف كل موطن

ومل يك إال بالقنا يتنكب...فما احلر إال من تدرع حزمه

وال يف املثاين لذيت حني تضرب...خليلي ما يف أكؤس الراح راحيت

وللجود واإلعطاء أصبو وأطرب...العال ولكنين للمدح أرتاح و

يرجى له فوق الكواكب مركب...ومن بني جنبيه كنفسي ومهيت

: وله يف التشبيه

ل كلون الصدود من بعد وصل...علالين ا فقد أقبل اللي

ض بكاء السحاب فيه بوبل...واجنلى الغيم بعد ما أضحك الرو

ا جام ذبل يف مساء كأ...عن هالل كصوجلان نضار

: وله

ء ومجح الظالم مرخى اإلزار...رب صفراء عللتين بصفرا

وكأن النجوم فيها مداري...وكأن الدجى غدائر شعر

: وله

يف يد األفق مثل نصف سوار...واجنلى الغيم عن هالل تبدى

: وله

لنا وكأن الراح فيها سنا الربق...كأن السحاب الغر أصبحن أكؤسا

وأقبل رايات الصباح من الشرق...ت النجم وهو مغرب إىل أن رأي

بقايا جمال الكحل يف األعني الزرق...كأن سواد الليل والصبح طالع

: وله

وبدا طيلسانه ينجاب...ما ترى الليل كيف رق دجاه

والدجى بني خملبيه غراب...وكأن الصباح يف األفق باز

: وله

لبس اآلفاق مجح الدجى دعج فقد أ...أال سقنيها قهوة ذهبية

فصوص جلني قد أحاط ا سبج...كأن الثريا والظالم حيفها


كأن جنوم الليل حتت سواده إذا جن زجنى تبسم عن فلج

: وله

قطائع ماء جامد حتمل اللهب...كأن كؤوس الشرب هو دوائر

ونقرب من بدر السماء وما قرب...فبتنا نسقى الشمس والليل راكد

ستارة شرب خلفها وجه من حنب...ب الغيم اهلالل كأنه وقد حج

مداهن بلور على األفق تضطرب...كأن الثريا حتت حلكة ليلها

: وله

خذها إليك ودع لومي مشعشعةمن كف أحوى أسيل اخلد مذهبه

والصبح يف إثره يعدو بأشهبه...وانظر إىل الليل كالزجني منهزما

كأنه ملك يف صدر موكيه...والبدر منتصف ما بني أجنمه

: وله

حسنا وأرسل بالشفاء رسوال...أوىف فأشرقت البالد لنوره

نقل اخلطى كرما وعاد عليال...ما كنت أحسب أن بدرا قبلها

هللا أنت لقد شفيت غليال...يا علة زار احلبيب من أجلها

: وله وهو من خمتار شعره يف النسيب

وأعصى غرامي وهو ما بني أضلعي...أأعذل قليب وهو يل غري عاذل

وال جلدي طوعى وال كبدي معي...ومن يل بصرب أستزيل به اجلوى

وودعتهم والقلب غري مودع...نأوا واألسى عين م غري منتأ

: وله

واعطشى: هل فيك يل رمحة إن صحت ...يا معطشي من وصال كنت وارده !

ا فإن فقدتك النفس مل تعش حق...أنت احلياة اليت حتيا النفوس ا

تويف متيم يف خالفة أخيه العزيز سنة أربع وسبعني وتويف العزيز سنة ست ومثانني وثالمثائة خليل بن إسحاق بن ورد

أبو العباسمولده بطرابلس وهو من أبناء جندها وكان يف أول أمره يطلب العلم واألدب ويصحب الصوفية ويبيت يف املساجد

طرابلس بلده سنة تسع وتسعني ومائتني فكان هو املتويل لعذام وأخذ أمواهلم وذلك يف أول إىل أن خالف أهليف مسريه إىل حماربة أهل مصر وهو إذ . واتبع القائم أبا القاسم حممد بن عبيد اهللا املهدي . دولة عبيد اهللا املهدي

نظر فيها وانصرف إىل املهدية فقدم على خيل ذاك وىل عهد فلحقه باإلسكندرية وكان املتوىل جلباية األموال وال إفريقية وكان أمر جندها إليه مع النظر يف البحر

وكان يقول بعد وصوله . وخرج إىل صقلية واليا على أهلها فأهلكهم وجوعا وقتال وهرب كثري منهم إىل بلد الروم


وكان خروجه إليها يف . ول ستمائة ألف املكثر يقول إين قتلت وأهلكت ألف ألف واملقلل يق: إىل إفريقية مفتخرا أول دولة القائم سنة مخس وعشرين وثالمثائة

وقد كان املهدي عبيد اهللا سخط عليه يف آخر دولته فخاف وملا توفق أمنه القائم واستعمله فجار أشد اجلور ونعوذ ! باهللا من احلور بعد الكور

رب أىب يزيد اخلارجي وأخرجه إىل مدينة القريوان يف ألف مث إن القائم صرفه عن صقيلة واستقدمه منها وقدمه حلوقصده أبو زيد فدخل القريوان وحصره بدراه . فارس من وجوه العبيد فأساه معاملتهم حىت أضغنهم ودبروا عليه

إىل أن أخذه وأصحابه فاعتقلهم مث قتلهم مجيعا بباب أىب الربيع وأمر م فصلبواض مروان بن أىب حفصةومن شعره ميدح املهدي ويناق :

ماذا يضرك إن أردت سؤاهلا...قف باملنازل واسألن أطالهلا

درست وغريت احلوادث حاهلا...هل أنت أول من بكى يف دمنة

عن مقلة سفحت عليك سجاهلا...يا دار زينب هل تردين البكا

وحش الفالة طباءها ورئاهلا...بدلت باإلنس اخلرائد كالدمى

فيها ودنيا أقبلت إقباهلا...آلل زينب حربة ولقد عهدت

وز دقة خصرها أكفاهلا...بيضاء ناعمة جيول وشاحها

جعد يصافح كفه خلخاهلا...وهلا قوام كالقضيب وفوقه

عسال أصاب من السماء زالهلا...وكأن يف فيها بعيد رقادها

والنفس تعصى يف اهلوى عذهلا...ولقد عصيت عواذيل يف حبها

: ومنها

وعلى اإلمام وزاده أمثاهلا...صلى اإلله على النيب حممد

للمسلمني كما حذوت نعاهلا...إن اإلمام أقام سنة جده

وفروضها وحرامها وحالهلا...أحيا شرائعها وقوم كتبها

طلب الغواة الظاملون ضالهلا...وهدى به اهللا الربية بعدما

طت إليك عن النيب رحاهلا ح...إن اخلالفة يا ابن بنت حممد

: وله وقد افتصد القائم

رفقا وال زلت باإلسعاد ترتفق...قل للطبيب الذي أوصى ليفصده

ومن سنا نوره ما يشرق األفق...كيف استطعت ترى باهللا طلعته

دما ومنها حبار اجلود تندفق...أم كيف خترج من كف تقبلها

ى كيف مل ينبت ا الورق خري الور...إين ألعجب م كف مسست ا

: وله عند توديع القائم يف خروجه إىل القريوان وكتب ا إليه

وال فارقته عن طيب نفس...وما ودعت خري الناس طرا


أفارقها وعن قمري ومشسي...وكيف تطيب نفسي عن حيايت

وعفو اهللا يوم حلول رمسى...ولكين طلبت رضاه جهدي

على الثقلني من جن وإنس...فعاش مملكا ما الح مشس

! وبعد وروده القريوان كان من قتله وصلبه ما كان وما أفظع مصرع من احتقب اإلمث والعدوان

جعفر بن فالح الكتامي

أبو الفضلهذا من رجال الدولة العبيدية ومل يقع إىل من خربة ما أذكره ما هنا سوى امتداح أيب القاسم بن هاين إياه وحسبه

ويف بعض النسخ اليت وقفت عليها من شعر ابن هانئ أن . وكفاه وذكر ابنه إبراهيم معه يف مدحه بذلك نباهة : املمدوح إبراهيم بن جعفر ال أبوه جعفر ووجدت منسوبا إليه

حكى مقليت سحا ومل حيكين ضنا...ويوم كأن الغيم حتت مسائه

كنا وألبسته ثوبا من اخلز أد...كأن الغوادي باملثاين نضحنه

حيىي بن علي بن محدون اجلذامى

بن األندلسوله وألبيه وألخيه جعفر بن علي رئاسة معروفة ونباهة يف أيام العبيدية مذكورة وعلى بن محدون هو الذي بىن

املسيلة من بالد الزاب األكرب وسكنها ابنه جعفر فعظم شأنهئح شهرية وكان ملا خرج من األندلس إىل بين على وأليب القاسم حممد بن هانئ األندلسي فيه ويف أخيه حيىي مدا

هؤالء وقع وإليهم قصد إىل أن أعلقوه باملعز معد بن إمساعيل فاستفرغ فيه شعره وقصر عليه مدحه

وهرب جعفر إىل األندلس بعد مقتل زيري بن مناد الصنهاجي وحلق به أخوه حيىي فأقام مكرمني عند احلكم ما إليه فسخط عليهما وأمر بإزعاجهما ومن معهما رجالة من منازهلم إىل املطبق مبدينة املستنصر باهللا إىل أن سعى

وظهر من شهامة حيىي وجتلده يف هذه احملنة ما شهر فكان ينادي على . الزهراء والنداء عليهم مبا كفروا من النعمة . ول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ال بل جزاء من آثر بين مروان على ولد فاطمة بنت رس: نفسه معارضا للمنادى

ومنيت يف الوقت إىل معد بن إمساعيل وهو يف القريوان فأرضته وعطفته على آل على بن األندلس

مث إن احلكم عفا عنهما بسعى عبد امللك بن القاضي منذر بن سعيد البلوطي صاحب خطة الرد وتلطفه يف لقا من معتقلهما وتراجعت حاهلمااالستشفاع شام بن احلكم فيهما وهو إذ ذاك طفل فأط

وخص به مث قتل يف طريقه إىل قصر - بعد وفاة احلكم -وحظى جعفر يف أيام هشام عند املنصور حممد بن أيب عامر العقاب حسبما يذكر يف آخر هذا اموع حبول اهللا فرجم الناس فيه الظنون وأظهر ابن أيب عامر احلزن عليه وهو

املتهم بهقد علمنا من قتله وهذا جزاء : بن علي أخاه وأهلاه إىل أن قال البن أيب عامر أول لقية لقيه غب قتل أخيه ودعا حيىي

لوال أن أصدق ظنك يف أخيك ألحلقتك به فاخرج إىل لعنة اهللا : مثله وال مقام بأرضك بعده فقال له ابن أيب عامر ! غري مكلوء وال مصاحب


وسبق اإلخبار عنه حذرا من بلقني بن زيرى بن مناد فصار إىل سجلماسة . ة ووكل به من أزعجه فخرج إىل العدومث ركب الصحراء إىل مصر فقبله العزيز باهللا أبو املنصور نزار وهو يومئذ اخلليفة ا وأدخله يف يوم زينة مث جعل

هكلمتك بالزهراء قد أتت على ذلك كل: يعترف بالزلة ويسأل الصفح واإلقالة فقال له نزار

نفوذ حيىي إىل مصر فقامت عليه القيامة وعثر على ابن له عامر - وامسه يوسف ويكىن أبا الفتوح -وعلم بلقني ومل تطل به املسرة بعد قتل جعفر حىت فاجأته املنية فهلك يف سنة ثالث . ختلف عنه باملغرب فقبض عليه وقتله

وسبعني وثالمثائة

: الساملي يف كتاب التشبيهات من تأليفه قوله يصف فرساومن شعر حيىي بن علي وأنشده أبو عامر

عارى األدمي من املالحة مكتس...ومتمما يف خلقه مل يبخس

وهو املقدم عندها يف األنفس...صلت إليه اخلليل فهو إمامها

وكأن لون جلامه من نرجس...وكأن لون أدميه من سوسن

املائة اخلامسة بن عبد الرمحن الناصرسليمان بن احلكم بن سليمان

املستعني باهللا أبو أيوب

قدمته الربابرة عند قتل عمه هشام بن سليمان بن الناصر القائم على اهلدى حممد بن هشام بن عبد اجلبار بن عبد الرمحن الناصر باعث الفتنة باألندلس وموقد نارها اخلامدة وشاهر سيفها املغمد

تلهم أباه هشاما يف دولة املظفر عبد امللك ابن املنصور حممد بن أيب عامر وكان املهدي حاقدا على العامريني قالامهم إياه مبباألة الوزير عيسى بن سعيد القطاع قتيل عبد امللك فقام على هشام املؤيد يف مجادى اآلخرة سنة تسع

وهو امللقب -ن أيب عامر وتسعني وثالمثائة وخلعه وحبسه عند وزيره احلسني بن حي وقتل عبد الرمحن بن حممد ب وصلبه وأدرك به ثأره-بالناصر

وأقام بقرطبة مدعوا له على منابرها وسائر منابر األندلس إىل أن ثار عليه يف آخر شوال من السنة هشام بن سليمان ضطربوا يف فهرب سليمان املستعني باهللا وأهل بيته خيفة من املهدي وا. املذكور وحاربه فظفر به املهدي وعجل قتله

فالتف الرببر على سليمان هذا وقدموه خليفة وأصفقوا على بيعته الحنرافهم عن املهدي وأضطغام . نواحي قرطبة . وتعجل سليمان م النهوض إىل الثغر مستجيشا بالنصارى على حماربة املهدي . عليه قتل عبد الرمحن بن أيب عامر

ذكر ذلك -عة املشهورة على أهل قرطبة قتل فيها نيف على عشرين ألفا مث عاد فالتقوا مجيعا بقنتيش فكانت الوق احلميدي وغريه

" -ودخل سليمان قصر قرطبة وبويع له باخلالفة للنصف من شهر ربيع األول سنة أربعمائة ؛ وتسمى حينئذ ب

مه إىل أن حلق بطليطلة والثغور واستتر املهدي بعد ازا" . املستعني باهللا " مضافا ذلك إىل لقب " الظافر حبول اهللا فاستجاش هو أيضا النصارى : من طرطوشة قاصية شرق األندلس إىل األشبونة من غرا : باقية على طاعته ودعوته

وأقبل م إىل قرطبة فخرج إليه سليمان فهزمه املهدي مبوضع يعرف بعقبة البقر ودخل قرطبة كرة أخرى واليا


لم يلبث أن وثب عليه العبيد العامريون مع واضح الصقليب فقتلوه وصرفوا هشاما ف" على اخلالفة " ومستوليا " ورجاله ومن معهم من الرببر ينهبون ويقتلون و " وسليمان املستعني أثناء ذلك جيوس خالل األندلس . املؤيد

بة عنوة يف صدر شوال إىل أن دخلوا معه قرط. يقفرون املدائن والقرى بالسيف وينهبون كل ما جيدون من األموال : وغيب سليمان هشاما املؤيد فلم يره أحد بعد ذلك وكان لدته . سنة ثالث وأربعمائة فاستباحوها وقتلوا أهلها

علي بن محود العلوي " ثار عليه " وأقام سليمان واليا إىل أن . ولدا مجيعا يف ليلة واحدة مث تقاربا يف الوفاة فقتله بيده يوم األحد لئمان بقني من احملرم سنة سبع وأربعمائة وقتل معه أباه " مجلة جنده " اإلدريسي وكان يف

حكم بن سليمان وأخاه عبد الرمحن وادعى أن هشاما املؤيد عهد إليه باألمر من بعده

ويف ذلك اليوم انقرض ملك بين مروان باألندلس على رأس مائيت سنة ومثان وستني سنة وثالثة وأربعني يوما حمصاة مث عاد بعد ذلك سنني يسرية . من يوم األضحى الذي تقدم فيه عبد الرمحن بن معاوية إىل مقتل سليمان هذا

وانقرض على األثر فلم يعد إىل اليوم

فيما -وهو القائل . وكان سليمان املستعني من أهل العلم والفهم أديبا فصيحا شاعرا له رسائل وأشعار بديعة طاب أمحد بن حممد ابن واجب القيسي مناولة ببلنسية عن القاضي أيب بكر بن العريب إجازة أخربين به القاضي أبو اخل

عن أيب بكر حممد بن طرخان عن أيب عبد اهللا حممد بن أيب نصر احلميدي وأخربين أيضا القاضي أبو بكر حممد بن ملذكور وأيب احلسن شريح بن حممد أمحد بن أيب مجرة يف كتابه من مرسية مرتني عن القاضيني أيب بكر بن العريب ا

الرعيين وأخربين أيضا قاضي قضاة املغرب أبو القاسم أمحد بن يزيد بن بقي يف كتابه إيل من قرطبة عن أيب احلسن منهما أنشدين أبو حممد : شريح بن حممد بن شريح كالمها عن الفقيه أيب حممد علي بن أمحد بن حزم ؛ قال احلميدي

فىت من ولد إمساعيل بن إسحاق املنادى الشاعر وكان يكتب أليب جعفر أمحد بن سعيد الدب علي بن أمحد أنشدينوأنشدنيها : هو ابن حزم -أنشدين أمري املؤمنني سليمان الظافر لنفسه قال أبو حممد : أنشدين أبو جعفر قال : قال

لظافرأنشدنيها وليد بن حممد الكاتب لسليمان ا: قاسم بن حممد املرواين قال :

! عجبا

وأهاب حلظ فواتر األجفان...يهاب الليث حد سناين

منها سوى اإلعراض واهلجران...وأقارع األهوال ال متهيبا

زهر الوجوه نواعم األبدان...ومتلكت نفسي ثالث كالدمى

من فوق أغصان على كثبان...ككواكب الظلماء حلن لناظر

سنا وهذه أخت غصن البان ح...هذي اهلالل وتلك بنت املشتري

فقضى بسلطان على سلطاين...حاكمت فيهن السلو إىل اهلوى

يف عز ملكي كاألسري العاين...فأحبن من قليب احلمى وثنينين

ذل اهلوى عز وملك ثان...ال تعذلوا ملكا تذلل للهوى

وبنو الزمان وهن من عبداين...ما ضر أين عبدهن صبابة

كلفا ن فلست من مروان...ان اهلوى إن مل أطع فيهن سلط


خطب القلى وحوادث السلوان...وإذا الكرمي أحب أمن إلفه

عاش اهلوى يف غبطة وأمان...وإذا جتارى يف اهلوى أهل اهلوى

وهذه األبيات معارضة لألبيات اليت تنسب إىل هارون الرشيد أنشدنيها له أبو حممد عبد اهللا بن : قال احلميدي بن مروان العمري وهيعثمان :

وحللن من قليب بكل مكان...ملك الثالث اآلنسات عناين

وأطيعهن وهن يف عصياين...مايل تطاوعين الربية كلها

ما ذاك إال أن سلطان اهلوى وبه قوين أعز من سلطاينوقد صرح الرشيد بأمساء هؤالء اجلواري الثالث يف قوله: قلت :

هن سحر وضياء وخنث..." خنث " و " ضياء " و " سحرا " إن

أخذت سحر وال ذنب هلا ثلثي قليب وترباها الثلثمن تأليفه وذكر سليمان " العرب " يف كتاب - املعروف بابن الغشاء -وقال أبو بكر أمحد بن سعيد بن أيب الفياض

أنه تقلد يف قيامه بامللك عظيما ومحل إال. له قصائد طويلة يف فنون كثرية مع املعاين العجيبة واأللفاظ الغريبة : هذا أخربت : رمبا امتدح من خدمة السلطان املستخدمني - قبل اخلالفة -وكان . إىل عنقه من دماء املسلمني جسيما

. عن الوزير ابن صاعد أنه امتدحه أيام واليته على جيان وكان يربه يف ضيعة له وال يكلفه عليها عشورا وال حشدا

أراه قائما بني يدي ابن عمه املهدي القائم على بين أيب عامر واملهدي جالس على مقعد اخلالفة وهو وكأين : قال أمامه قد لبس ثوب خز وعليه طاق خز ملون وأخروف وشي وفد رمى بثيابه على عاتقه وبيده سيف وهو ينشد

: شعرا طويال يهنيه فيه باخلالفة وميت إليه بالقرابة أوله

هذا السرور الذي كنا نؤمله...ال نقلله احلمد هللا محدا

ورفع إليه بعض خدمته معتذرا فوقع له على ظهر . وهي قصيدة كبرية رائقة واختراعاته فيها فائقة مع املعاين اجلزلة : كتابه

وعذرك واضح فيما لدينا...قرأنا ما كتبت به إلينا

فترك عتابه فرض علينا...ومن يكن القريض له شفيعا

كتب إليه الوزير يوسف بن أمحد الباجي يذكره بزمانه معه وميت : ابن أيب الفياض وأخربين أحد إخواين قال قال : خبدمته له ويسأله جتديد العارفة لديه ونظم أبياتا أوهلا

ورسول رب العاملني...قل لإلمام املستعني

: فوقع له سليمان بصريح ود مستبني...أنت املصدق عندنا

توطيد أمر املسلمني...ليك فهمنا فاربع ع

م وخاب ظن احلاسدين...فإذا توطد واستقا

أعلى حمل اآلملني...أصبحت من دنياك يف


: بشعر أوله- وكان معه يف جتوله مع الرببر -وكتب إليه القاضي أبو القاسم بن مقدام يشكو إليه ضيق حاله : قال

لى الدنيا عياال وأن يبقى ع...أهل ترضى لعبدك أن يذاال

: فبعث إليه بصلة وكسوة ووقع له على ظهر كتابه وأن ترضى ملثلك أن يذاال...معاذ اهللا أن تبقى عياال

وقد علقت يداك بنا حباال...وكيف وأنت منقطع إلينا

ولكنا انتقيناه حالال...ودونك من نوافلنا يسري

خرج أهلها إليه متلقني له -ها عنوة بالفتكة األخرية القاهرة بعد تغلبه عليها وأخذه إيا-وملا ض إىل قرطبة : ومسلمني عليه فأنشد متمثال

وقد عرفوين" من هذا : " يقولون ...إذا ما رأوين طالعا من ثنية

أهال وسهال ومرحبا: " يقولون يل !

ولو ظفروا يب ساعة قتلوين ... "

فكان ما يف هذا املوطن أحق من قائلهما الرمحن بن هشام بن عبد اجلبار ابن عبد الرمحن الناصر أبو املطرفعبد

املستظهر باهللاأخو أيب الوليد حممد بن هشام املهدي بويع له باخلالفة بقرطبة يف رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة بعد ذهاب دولة

وعشرين سنة- أو اثنتني -بين محود وانقراضها من قرطبة وهو ابن ثالث

عليه ابن عمه املستكفي حممد بن عبد الرمحن بن عبيد اهللا بن الناصر عبد الرمحن بن حممد يف طائفة من أراذل مث ثار العوام فقتل املستظهر لثالث بقني من ذي القعدة من السنة فكانت خالفته سبعة وأربعني يوما ؛ ومل يعقب

مل : وقال ابن حيان . لبالغة والفهم ورقة النفس كان املستظهر يف غاية األدب وا: قال أبو حممد بن حزم الفقيه وكان قد نقلته املخاوف وتقاذفت به األسفار فتحنك وخترج ومترن وكاد يستويل على . يكن يف بيته يومئذ أبرع منه

وكان قد أخرج رسله إىل . وكان فىت أي فىت لو أخطأته املتالف : وقال يف موضع آخر . األمر لو أن املنايا أنسأته مجاعة الرؤساء باألندلس يلتمس البيعة ويستنفر الكافة ويدعو إىل كرة الدولة فأخفق ما طلبه وعوجل وملا تقتض

وكان على . وكانت سنه يوم قتل ثالثا وعشرين سنة : قال . األجوبة رسله واضمحل أمره ؛ والبقاء هللا وحده يتصرف يف ما شاء من اخلطاب بديهة وروية ويصوغ حدوث سنه يقظا أديبا حسن الكالم جيد القرحية مليح البالغة

" زوج سليمان املستعني عندما خطب ابنتها منه املسماة " شنف " وهو القائل خياطب . قطعا من الشعر مستجادة

وتكىن أم احلكم فلوته وسوفته" حبيبة :

وتأىب املعايل أن جتيز هلا عذرا...وجالبة عذرا لتصرف رغبيت

وهل حسن بالشمس أن متنع البدرا...ردي جهالة يكلفها األهلون

وماذا على أم احلبيبة إذا رأجتاللة قدري أن أكون هلا صهرا

حبه نكرا " ......... " ... " ........." ربيبة ملك


وسقت إليها يف اهلوى مهجيت مهرا...جعلت هلا شرطا علي تعبدي

ها غرا خمدرة من صيد آبائ...تعلقتها من عبد مشس غريرة

فطرت إليها من سرام صقرا...محامة بيت العبشميني رفرفت

ويرجو الصباح أن يكون لنا حنرا...تقل الثريا أن تكون هلا يدا

يضرك منه أن تكوين له فطرا...لقد طال صوم احلب عنك فما الذي

هدوءا وأستسقي لساكنها القطرا...وإين ألستشفي ملا يب بداركم

ألطفئ من نار األسى بكم مجرا... بربد تراا وألصق أحشائي

فإن تصرفيين يا ابنة العم تصرفيوعيشك كفوا مد رغبته سترا مبلكي هلا وهي اليت عظمت فخرا...وإين ألرجو أن أطوق مفخري

جرائدها حىت ترى جوا شقرا...وإين لطعان إذا اخليل أقبلت

عند سائله وفرا وجاعل وفري...ومكرم ضيفي حني يرتل ساحيت

وأنبههم ذكرا وأرفعهم قدرا...وإين ألوىل الناس من قومها ا

وينسي الفتاة اخلود عذرا البكرا...وعندي ما يصىب احلليمة ثيبا

ولفظ إذا ما شئت أمسعك السحرا...مجال وأداب وخلق موطأ

: وله وقد حملها يوما وأومأ بالسالم فلم ترد عليه خجال

ومل يريب أهال لرد سالمه...من مل جيد بكالمه سالم على

أصاب فؤادي عامدا بسهامه...سالم على الظيب الذي كاما رمى

بطيف خيال زائر يف منامه...بنفسي حبيب مل جيد حملبه

فىت فيك خملوع عذار جلامه...أمل تعلمي يا عذبة اإلسم أنين

ظ ذمامه إذا مل يقل غريي حبف...وإين ويف حافظ ألذميت

سيوصل حبلي بعد طول انصرامه...يبشر ذاك الشعر شعري أنه

ومنقذ قليب من خبال غرامه...وما شك طريف أن طرفك مسعدي

وإن كان هذا زائدا يف اجترامه...عليك سالم اهللا من ذي حتية

: وله أيضا فيها

وأسفر عن وجه ينوب عن الشمس...تبسم عن در تنضد يف الورس

لتقطيع أنفاسي وليس من اإلنس...اه اهللا من نور عرشه غزال بر

ونفسي وال شيء أعز من النفس...وهبت له روحي وملكي ومهجيت

: وله

مذ تولعت بصدي...طال عمر الليل عندي

د ومل يوف بعهدي...يا غزاال نقض العه


نا على مفرش ورد...أنسيت العهد إذ بت

ا نظم عقد وانتظمن...واجتمعنا يف وشاح

ن وقدانا كقد...وتعانقنا كغصي

ذهبا يف الزورد...وجنوم الليل حتكي

: ورفع إليه شاعر ممن هنأه باخلالفة يوم بيعته شعرا يف رق مبشور واعتذر من ذلك ذين البيتني

ببقا اإلمام الفاضل املستظهر...الرق مبشور وفيه بشارة

كون به طوال األدهر وكذا ي...ملكا أعاد العيش غضا شخصه

: فأجزل صلته ووقع على ظهر رقعته ذه األبيات ملا أحكمت من فصل اخلطاب...قبلنا العذر يف بشر الكتاب

على قدر الوجود بال حساب...وجدنا باجلزا مما لدينا

وحنن الغافرون أذى الذناب...فنحن املنعمون إذا قدرنا

اد من فلك التراب مشوس ...وحنن املطلعون بال امتراء

: وله يوم الوثوب عليه

كن حنو شبهك يل سفري...يا أيها القمر املنري

شوقا بنيات الصدور...بتحية أودعتها

أبو احلسن بن هارونقرأت يف تاريخ أيب بكر بن عيسى بن عيسى بن مزين أن أبا جعفر أمحد بن سعيد املعروف بالدب وزير سليمان

وهي مرسى -اتبه اخلاص به وملا حتركت فتنة علي بن محود العلوي بعث إىل شنتمرية الغرب املستعني باهللا وك ذا الوزارتني أبا عثمان سعيد بن هارون املاردي الدار وكانت بينهما مصاهرة -أكشونبة مما يلي البحر احمليط الغريب

أو مخس -بيده إىل أن مات يف سنة أربع فلم تطل املدة حىت قتل الدب مث قتل سليمان فملك ابن هارون ما : قال - إىل أن أخرجه عباد بن حممد - وحكى أنه مسى باملعتصم - وثالثني وأربعمائة فورث حاله ابنه حممد بن سعيد -

يف سنة أربع وأربعني فصارت يف يده مث يف يد ابنه حممد بن عباد-يعين املعتضد

وهو علي ابن حممد بن سعيد بن هارون جده ألمه أبو : ومل ينسبه وقال ابن بسام وذكر أبا احلسن بن هارون هذا احلسن بن اإلستجي فأما سلفه من قبل أبيه فقد اخندع هلم الزمان بريهة وهينم بأمسائهم السلطان هنيهة بشنتمرية

طان الغرب إىل أن نبه الدهر الغافل على أمرهم وأسكت عن ذكرهم على يدي املعتضد عباد بن حممد خملي األو وملحق األقران باألقران

: ومن شعره

واطرد اإلسراف واحليف...عادت إىل أذناا هيف

وزاد حىت امتنع الطيف...وامتنع اإلصبع من وصلنا

ورمبا حن له اخليف...شنتمري القطر غربيه


رحما وإال فهي السيف...ذو حلظة إن مل تكن يف احلشا

: وله

وعاد إحسانك الذي أذكر...يا ليلة العيد عدت ثانية

هاللك النضو ناحال أصفر...إذ أقبل الناس ينظرون إىل

أنظره يف السماء إذ ينظر...وفيهم من أحبه وأنا

: فقلت ال مؤمنا بقويل بلمعرضا للكالم ال أكثر : حممد قال يل وما أثر...أثر شهر الصيام فيك أبا

يكاد أن يظهر هذا الذي ال ...بل أثر الصوم يف هاللكم !

: أحسن من هذا قول أيب احلسن بن الزقاق جفونا إىل حنو السماء موائال...وشهر أدرنا الرتقاب هالله

جيز ألذيال الشباب ذالذال...إىل أن بدا أحوى املدامع أحور

ببدر حوى طيب الشمول مشائال...أهال وسهال ومرحبا : فقلت له

وأنت هنا متشي على األرض كامال...أتطلبك األبصار يف اجلو ناقصا

وذكرت بقول ابن هارون ما حكى أن عبد الصمد بن املعذل رأى خمنثا ليلة الرابع عشر من رمضان وهو مضطجع ال أماتين اهللا منك حبسرة أو تقع يف السل: " على ظهره خياطب القمر وهو يقول !

: الصمد اهلالل فقالفلما كانت ليلة اليوم السابع والعشرين منه رأى عبد "

من بعد ما صريين كاخليال...يا قمرا قد صار مثل اهلالل

حىت أرانيك ذا السالل...احلمد هللا الذي مل أمت

: والبن هارون

حيكي صفاء اجلو صفو غديرها...وحديقة شرقت بعد منريها

من خالص العقيان يف تصويرها...جتري املياه ا أسود أحكمت

وكأن وقع املاء صوت زئريها...أسد الشرى يف شكلها فكأا

: ومن أمراء إفريقية يف هذه املائة

املعز بن باديس بن املنصور بن بلقني ابنه متيم بن العز أبو الطاهر

واله أبوه املعز بن باديس املهدية سنة مخس وأربعني وأربعمائة وهو ابن ثالث وعشرين سنة وقد استفحل أمر العرب زميتهم إياه واستشرى شرهم وجدوا يف ختريب القريوان إىل أن مت هلم ذلك مث ختلى أبوه عن القريوان وخرج بعد ه

من املنصورية الئذا باملهدية فرتل قصرها ومتيم القائم باألمر يف حياة أبيه إىل أن هلك سنة أربع ومخسني وأربعمائةوه القواد واألجناد وقد برز إليهم من الطاق فعزوه عن املعز فاستبد متيم باململكة ودخل إليه القضاة والفقهاء ووج

وأقام إىل أن تويف منتصف رجب سنة . وهنوه بامللك وأنشده الشعراء يف ذلك فأجزل جوائزهم وأكثر عطاياهم


إحدى ومخسمائة وهو ابن تسع وسبعني سنةين وأربعمائة فكانت مدة واليته بعد أبيه مولده باملنصورية يوم االثنني لثالث عشرة خلت من رجب سنة اثنني وعشر

وطالت إمارته فتمهد سلطانه وعال . وخلف من الولد ما جاوز عددهم املائة . سبعا وأربعني سنة غري أربعني يوما شانه وانتجع حضرته مجاعة من شعراء املغرب واألندلس منهم أبو إسحاق بن خفاجة يف صباه وعبد اهللا بن عبد

وخدمه بالشعر من أهل . وأبو احلسن علي بن عبد العزيز احلليب املعروف بالفكيك وغريهم اجلبار الطرطوشي إفريقية مجاعة أيضا منهم أبو احلسني بن خصيب وأبو عبد اهللا حممد ابن علي القفصي األعمى وأبو احلسن علي بن

مد بن إمساعيل بن شرف وأبو علي أبو عبد اهللا حم- أبيه -حممد احلداد األقطع ومدحه قبل هؤالء من شعراء املعز : حسن بن رشيق وفيه يقول

من اخلرب املأثور منذ قدمي...أصح وأقوى ما رأيناه يف النوى

عن البحر عن جود األمري متيم...أحاديث متليها السيول عن احليا

: وأليب احلسني عبد الكرمي بن فضال املعروف باحللواين فيه

هذه مجة وهذا متيم...عرسا يب فذا مناخ كرمي

ه وهذا صراطه املستقيم...هذه اجلنة اليت وعد الل

: وكان متيم حليما جوادا ممدحا هجاه ابن احلداد األقطع ومما قال فيه

إذا اختربت األمورا...الروم أحسن عندي

على الثغور أمريا...من أن يكون متيم

ذكر ذلك أبو الصلت أمية بن . ه إياها فصفح عنه وأحسن إليه فطلبه مث استتر مث حرب قصيدة يستعطفه ا وأنشد. وكان يعترض الشعراء وينتقد عليهم ألفاظهم فال يتخلص منه إال املاهر : عبد العزيز بن أيب الصلت يف تارخيه قال

: أنشده بعضهم يف وقت هرج إليك متد أعينها الرقاب...تثبت ال خيامرك اضطراب

وسكته فلم يسمع من " طرت خفة ورميت بنفسي من هذا العلو قلقا واضطرابا - وحيك - أرأيتين: " فقال له قصيدته غري هذا البيت

وكان ابنه حيىي بن متيم وأبوه العز بن باديس واحلسن بن علي بن حيىي بن متيم شعراء وسيأيت ذكر كل واحد منهم يف بابه إن شاء اهللا تعاىل

: ومن شعر متيم

وقرع اهلام بالقضب الذكور...ة النحور بكر اخليل دامي

يشيب هلوهلا رأس الصغري...ألقتحمنها حربا عوانا

علي التاج يف أعلى السرير...فإما امللك يف شرف وعز

فلست خبالد أبد الدهر...وإما املوت بني ظيب العوايل

: وله


أرى الصرب سيفا ليس فيه فلول...سأسكت صربا واحتسابا فإنين

عليل ومن أشكو إليه عليل...ين أن أشكو إىل الناس أنين عدا

ويسخو مبا يف نفسه جلهول...وإن امرأ يشكو إىل غري نافع

وهو من مشهور شعره ويغين به" مدام " وله يف غالم من مواليه امسه

فلم أدر أيهما أشرب...مدام يطوف بكأس املدام

وذي الكوكب وهذا اهلالل...فهذا الصديق وهذا الرحيق

وهذي بألبابنا تلعب...وهذا ميد بأحلاظه يل

ولكنه مثل يضرب...وما البدر والنجم من ذا وذاك

: وله

عليه آس وجلنار...قام بكأس فقلت غصن

والوجه من حتته ار...كأمنا الفرع منه ليل

لبده الغيم والقطار...يا غصن بان على كثيب

انبه النوم والقرار ج...هل من نوال ملستهام

ما اختلف الليل والنهار...ليس له يف السلو رأي

: وله وهو مما يستحسن له

كنايب فيل شطرنج...هلا دان قد جنما

: وله

سعدى" وال أسعدت " مجل " وما أمجلت ...إىل كم أقاسي احلب والشوق والوجدا "

ا قدا على كل قد قد مىن احلش...وجوه كأقمار قمرن جتلدى

علمت بأن اهلزل قد يبعث اجلدا...وكان ابتداء احلب هزال ومل أكن

: وله

وهم قطعوا حبلي وهم صرفوا رسلي...هم عرضوين للصبابة واهلوى

ومل أر مقتوال بأحلاظه قبلي...جفوين جنت قتلى علي صبابة

: وله

شققنا لوشك الفراق اجليوبا...وملا افترقنا وساروا ضحى

شققنا مكان اجليوب القلوبا...ن فينا وفاء هلم ولو كا

: وله

بعدما الحت هالال...أقبلت بدر متام

فيه نور يتالال...غادة ذات حميا

صنعة اهللا تعاىل...: كتب احلسن عليه


: وله

أو كنت طيبا لكنت ندا...لو كنت حليا لكنت عقدا

دا أو كنت جنما لكنت سع...أو كنت وقتا لكنت صبحا

أو كنت زهرا لكنت وردا...أو كنت غصنا لكنت آسا

فلم أجد من هواك بدا...وكم طلبت السلو جهدي

: وله

فكانت منتهى أملي...أقول هلا وقد عرضت

فإين منك يف شغل...لئن أصبحت الهية

ويل الوعد بالعلل...وال شغل سوى مطلي

: وله يصف بركة ماء

با يف متنها زرد للص...بركة باملاء تطرد

مثل قلب الصب يرتعد...بات يف أحشائها قمر

إدريس بن حيىي العلوي احلمودي أبو رافع ويلقب بالعايل

هو إدريس بن حيىي بن علي بن محود بن أيب العيش ميمون بن أمحد بن علي بن عبيد اهللا بن عمر بن إدريس بن لبإدريس بن عبد اهللا بن حسن بن حسن بن علي بن أيب طا

قرطبة مع أبيه حيىي بعد خالفته األوىل عندما خلعه الرببر سنة ثالث عشرة وأربعمائة واستقر يف مالقة " أخرج من مث خلفه ابن عمه حممد بن . بويع له باخلالفة مبالقة بعد أبيه حيىي املعتلي وتسمى بأمري املؤمنني وتلقب بالعايل " حىت

ويف واليته يقول أبو حممد غامن بن وليد املخزومي األديب . اد ثانية إىل مالقة مث ع. إدريس بن علي بن محود واعتقله : من أبيات

يف أربع بعد ثالثينا...واستقبل امللك إمام اهلدى

وهو ابن مخس بعد عشرينا...خالفة اهللا مست حنوه

أن متلك الدنيا مثانينا...إين ألرجو يا إمام اهلدى

آمينا: عند دعائي لك ... ال رحم اهللا امرأ مل يقل !

وفيه يقول أبو زيد عبد الرمحن بن مقانا األشبوين من قصيدته املشهورة اليت يتداوهلا القوالون لعذوبة ألفاظها : وسالستها

وانثنت عنها عيون الناظرين...وكأن الشمس ملا أشرقت

بن محود أمري املؤمنني...وجه إدريس بن حيىي بن علي

ادخلوها بسالم آمنني...: لى أبوابه خط باملسك ع

خاشع هللا رب العاملني...ملك ذو هيبة لكنه


خفقت بني جناحي جربئني...وإذا ما رفعت راياته

صرع الشك مبفتاح اليقني...وإذا أشكل خطب معضل

وبيمناه لواء السابقني...وإذا راهن يف السبق أتى

ان رفد املسلمني بأبيكم ك...يا بين أمحد يا خري الورى

يف الدجى فوقهم الروح األمني...نزل الوحي عليه فاحتىب

ومجيع الناس من ماء وطني...خلقوا من ماء عدل وتقى

: وأول هذه القصيدة

ذرفت عيناك بالدمع املعني...ألربق الئح من أندرين

كمخاريق بأيدي الالعبني...لعبت أسيافه عارية

: ومنها

يف بقايا من سواد الليل جون...قد أطفئت ومصابيح الدجى

وكأن النور در يف الغصون...وكأن الطل مسك يف الثرى

كدموع أسلمتهن اجلفون...والندى يقطر من نرجسه

كقضيب زاهر من يامسني...والثريا علقت يف أفقها

وهذا من أحسن ما قيل يف تشبيه الثريا

رحم الناس قلبا كثري الصدقة يتصدق كل يوم مجعة خبمسمائة دينار ورد كان أ: وكان إدريس هذا متناقض األمور وكان أديب اللقاء . املطرودين إىل أوطام وصرف إليهم ضياعهم وأمالكهم ومل يسمع بغيا يف أحد من الرعية

ومع هذا فكان ال يصحب وال يقرب إال كل ساقط نذل وال . حسن الس يقول من الشعر األبيات احلسان وسلم وزيره ومدبر إمامته وصاحب أبيه وجده موسى . جب حرمه عنهم وكل من طلب منهم حصنا أعطاه إياه حي

بن عفان إىل أمري صنهاجة فقتله وكان الصنهاجي سأل ذلك منه وكتب إليه فيه فلما أخرب إدريس موسى بن عفان وهو القائل بديها " . شاء اهللا من الصابرين افعل ما تؤمر ستجدين إن: " بذلك وبأنه البد من تسليمه إليه قال له

أعد الصوت وقل: " وقد غىن ما مل يرضه يف مدحه فقال للمغين :

فعرج حنو إدريسا...إذا ضاقت بك الدنيا

رئيسا ليس مرءوسا...إذا القيته تلقى

" يزيل الغم والبوسا...إمام ماجد ملك

ملروانية لذهاب سلطام وانقراض ملكهم باألندلس واملغرب يف هذه املائة هؤالء خامتة األدباء من امللوك العلوية وا اخلامسة واستيالء الثوار على األقطار

وفيها أيضا كان انقراض الدولة العبيدية بإفريقية على يدي املعز بن باديس الصنهاجي

حيفها مث وإىل مغاره وخساره حىت وافترقت اجلماعة باألندلس على رأسها إىل وقتنا هذا وتسلط العدو أثناء ذلك فتويف كل ذلك مل تقم هلا قائمة وال . ونظمها يف هذه الفترة ملك املغرب أحيانا وانفردت بالثائرين فيها أحيانا . أتلفها


أغنت عنها واردة وال حائمة وما برحت ختل ا وتؤذن بعطيها فاحتة من فتنتها وخامتة : ونعود إىل ذكر أمراء الفتنة

بن حممد بن جهور بن عبيد اهللاجهور

أبو احلزم رئيس قرطبةقد تقدم ذكر جده أيب احلزم جهور بن عبيد اهللا والرفع يف نسبه وكان جدهم أبو أمية عبد الغافر بن أيب عبدة من

ومساه عيسى بن أمحد الرازي يف حجاب هشام الرضي بن عبد الرمحن بن معاوية . وزراء عبد الرمحن بن معاوية ومسى . يعين الربضي -وكان من أهل اخلري والدين والفضل وهو صاحب اخلامت لإلمام هشام والبنه احلكم : قال

أيضا يف حجاب احلكم هذا عبد العزيز أبا عبدة أخا عبد الغافروقعت وما زال هؤالء اجلهاورة يتعاقبون على اخلطط السنية الشريفة من احلجابة والوزارة والقيادة والكتابة إىل أن

فتناوب قصر . الفتنة العظمى باألندلس وأول من أرث نارها وأورث شنارها حممد بن هشام بن عبد اجلبار املهدي قرطبة مجاعة من األموية والعلوية يف املدة القريبة آخرهم هشام بن حممد ابن عبد امللك بن عبد الرمحن الناصر املعتد

وحينئذ استوىل على األمر بقرطبة دار اخلالفة وقرارة امللك . ء وال عناء مل يكن عندهم غناء وال فقد بتوليتهم التواأبو احلزم هذا األخري زمانا األول سلطانا وإن كان ما فارق رسم الوزارة وال حتول عن داره إىل قصور اخللفاء ال

تصافه بالرجاحة والدهاءأعطوا منه قوس السياسة باريها وولوا من اجلماعة : وذكر اجتماع املأل من أهل قرطبة على تقدميه -قال ابن حيان

وأجاد السياسة فانسدل به الستر . فاخترع هلم ألول وقته نوعا من التدبري محلهم عليه فاقترن صالحهم به . داهيتها " وحصل كل ما يرتفع من البلد بعد إعطاء مقاتلته وصري ذلك يف أيدي ثقات من اخلدمة . على أهل قرطبة مدته

: " ومىت سئل قال " فا هلم بضبطه فإن فضل شئ تركه بأيديهم مثقفا مشهودا عليه ال يتلبس هلم بشيء منه مشار

. وإذا رابه أمر عظيم أو عزم على تدبري أحضرهم وشاورهم " . ليس يل عطاء وال منع هو للجماعة وأنا أمينهم

السلطان حقه من النظر ومل خيل مع ذلك من فأعطى. وإذا خوطب بكتاب ال ينظر فيه إال أن يكون باسم الوزراء حاط ذلك كله بالبخل الشديد واملنع اخلالص . نظره ملعيشته حىت تضاعف ثراؤه وصار ال تقع عينه على أغىن منه

اللذين لوالمها ما وجد عائبه فيه طعنا ولكمل لو أن بشرا يكمل من أشد الناس تواضعا وعفة وأشبههم ظاهرا -ديثه حب" ه لقدميه " مع براعته ورفعة قدره وتشييد -وكان : قال

بباطن وأوال بآخر مل ختتلف به حال من الفتاء إىل الكهولةواستمر يف تدبريه قرطبة فأجنح سعيه بصالحها ومل شعثها يف املدة القريبة وأمثر الثمرة الزكية ودب دبيب الشفاء يف

ع عنها من كان يطلبها من أمراء الربابرة املتوزعني أسالا خبفض السقام فنعش منها الرفات وأحلفها رداء األمن ومانودارى القاسطني من ملوك الفتنة حىت . اجلناح ومعاملة الرفق حىت حصل على سلمهم واستدرار مرافق بالدهم

حفظوا حضرته وأوجبوا هلا حرمة مبكابدته الشدائد حىت أالا بضروب احتماله فرخت األسعار وصاح الرخاء هلموا: الناس أن ب !

وغلت الدور وحركوا األسواق وتعجب ذوو . فلبوه من كل صقع فظهر تزيد الناس بقرطبة من أول تدبريه هلا


وأمر اهللا تعاىل - وملا تعتدل حال أو يهلك عدو أو تقو جباية -التحصيل للذي أرى اهللا يف صالح الناس من القوة بني الكاف والنون

فلما خال له اجلو وأمكنته الفرصة وثب . خل يف أمور الفنت قبل ذلك وكان يتصاون عنها مل يد: وقال احلميدي ومل ينتقل إىل رتبة اإلمارة ظاهرا بل دبرها تدبريا مل يسبق . فتوىل أمرها واستضلع حبمايتها - يعين قرطبة -عليها

ورتب البوابني واحلشم على أبواب .إليه وجعل نفسه ممسكا للموضع إىل أن جيئ مستحق يتفق عليه فيسلم إليه وجعل ما يرتفع من األموال السلطانية . تلك القصور على ما كانت عليه أيام الدولة ومل يتحول من داره إليها

وصري أهل األسواق جندا وجعل أرزاقهم رؤوس أموال تكون . بأيدي رجال رتبهم لذلك وهو املشرف عليه فقط ورؤوس األموال باقية حمفوظة يؤخذون ا ويراعون يف الوقت بعد الوقت بأيديهم حمصاة عليهم يأخذون رحبها

وفرق السالح عليهم وأمرهم بتفريقه يف الدكاكني ويف البيوت حىت إذا دهم أمر يف ليل أو ار . كيف حفظهم هلا يدبر - مع ذلك - وهو. وكان يشهد اجلنائز ويعود املرضى جاريا يف طريقة الصاحلني . كان سالح كل واحد معه

وقرطبة يف أيامه حرميا يأمن فيه كل خائف من غريه إىل أن مات يف " مأمونا " األمر بتدبري السالطني املتغلبني وكان سنة مخس وثالثني وأربعمائة-ليلة اجلمعة السادسة من حمرم مث اتفقا : وقال ابن حيان -صفر

مرومن شعره وكتب به إىل املنصور حممد بن أيب عا :

وتواله يف مجيع األمور...متع اهللا سيدي بالسرور

تتوايل بظل تلك القصور...وهنيئا له بعزة دهر

ه عليها لصفو ما يف الضمري...دعوة أقبل الضمري بنجوا

للفتح بن عبيد اهللا وقد بينت " مطمح األنفس " هكذا وجدت هذه األبيات منسوبة إىل جهور بن حممد يف كتاب وال يبعد أن يهنئ املنصور يف آخر دولته ألنه . ما نسب إليه مما ثبت أنه جلده جهور بن عبيد اهللا ولغريه غلطه في ألبيه أيب الوليد حممد - على ضعفها -ولعل هذه األبيات . كان يشارف الثالثني يف سنه - بل عام وفاته -حينئذ

و الذي أطلعه على أمر جعفر بن علي األندلسي صاحب بن جهور بن عبيد اهللا الوزير فإنه كان خاصا باملنصور وهاملسيلة واختالف الرببر إليه بقصر العقاب واستأذن على املنصور يف وقت مل يكن يصل فيه إليه أحد فكسر رائحة

النبيذ عنه ووارى احلرم وأصفى إليه وقبل نصيحته فقتل جعفر على أثر ذلكذكر ابن حيان يف تارخيه الكبري وصدر به املتوفني يف الدولة العامرية . ائة وتوىف أبو الوليد سنة ثالث وسبعني وثالمث

ومل ينشد احلميدي أليب احلزم األخري شعرا وأنشد ألبيه أيب الوليد هذا. من الوزراء واخلواص :

فصرت ال أصغي إىل الداعي...أبلغت يف حبك أمساعي

وحرقة تشعل أوجاعي...من صمم أورثنيه األسى

وكيف بالصرب ملرتاع...تين الصرب وأىن به كلف

جلد غري جمزاع" يف اخلطب " ...جزعت يف احلب على أنين

الذي خلف أباه يف رئاسة قرطبة وتدبري أمرها إىل أن قبض عليه -وسيأيت ذكر أيب الوليد حممد بن جهور بن حممد بعد هذا إن شاء اهللا تعاىل-املعتمد حممد بن عباد


اعيل بن عباد اللخميحممد بن إمس

القاضي أبو القاسمهو أبو " : اهلادي إىل معرفة النسب العبادي " -قال أبو رافع الفضل بن علي بن أمحد بن حزم يف كتابه املوسوم ب

القاسم حممد بن ذي الوزارتني أيب الوليد إمساعيل بن حممد بن إمساعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عن غري أيب رافع هو الداخل - وضبطه بكسر العني وختفيف الطاء املهملتني -وعطاف . اف بن نعيم عمرو بن عط

وكان عطاف . منهم باألندلس يف طالعة بلج بن بشر القشريي وقيل إن عطافا ونعيما مها الداخالن معا إىل األندلس العريش يف آخر اجلفار بني مصر من أهل محص من صقع الشام خلمي النسب صرحيا وموضعه من محص العريش و

وقال غري أيب . ونزل باألندلس بقرية يومني من إقليم طشانة من أرض إشبيلية وعلى ضفة رها األعظم . والشام : رافع إم من ولد النعمان بن املنذر بن ماء السماء وبذلك كانوا يفخرون وميدحون ؛ وهذا ابن اللبانة يقول

زاد يف فخره بنو عباد...ساب من بين املنذرين وهو انت

واملعايل قليلة األوالد...فتية مل تلد سواها املعايل

. إمساعيل بن عباد قاضيهم القدمي الوالية ورجل الغرب قاطبة املتصل الرئاسة يف اجلماعة والفتنة : وقال ابن حيان

وكان واسع . ن مال السلطان وال خدمه ينفق من ماله وغالته مل جيمع درمها قط م: وكان أيسر من باألندلس وقته وكان معلوما بوفور العقل وسبوغ العلم . آوى صنوف اجلالية من قرطبة عند احتدام الفتنة . اليد باملشاركة

والزكانة مع الدهاء وبعد النظر وإصابة القرطسة

. ما شاء وركب اجلرائم الصعبة فأما ذو الوزارتني أبو القاسم ابنه فأدرك متمهال ومسا بعد إىل بلوغ الغاية فخلط

وكان القاسم بن محود قد اصطنعه بعد مهلك أبيه إمساعيل ورد عليه مرياثه من قضاء بلده بعد بعده عنه مدة وحصل منه مبرتلة الثقة فخانه ختون األيام عند إدبارها عنه إيثارا للحزم وطلبا للعافية وصده عن إشبيلية بلده ملا قصده من

قرطبة مفلوالوكان الذي وطد له ذلك نفر من أكابرها املرتسمني بالوزارة مناغني يف ذلك لوزراء قرطبة على حتميلهم البن عباد كرب ذلك إلنافته عليهم يف احلال وسعة النعمة وإحصائهم عليه ملك ثلث إشبيلية ضيعة وغلة خيادعونه بذلك عن

وكانوا مجاعة منهم . يشعرون إىل أن وقعوا يف اهلوة نشبه إبقاء منهم على نعمهم وهو يشتري بذلك أنفسهم وال ولد أيب الزبيدي النحوي وبنو يرمي وغريهم راض م األمور واستمال العامة ؛ فلما توطأت له قبض أيدي أصحابه

هؤالء ومسا بنفسه وأسقط مجاعتهم

جد واخترع يف الرئاسة وسلك سرية أصحاب املمالك الذين باألندلس ألول وقته وقام بأصح عزم وأيقظ: قال وامتثل رستم ابن يعيش صاحب طليطلة من بينهم يف متسكه خبطة القضاء وارتسامه " وجوها تقدم فيها كثريا منهم

وأقبل يضم األحرار من كل صنف ويشتري العبيد واجلد يساعده واألمور . ا وأفعاله على ذلك أفعال اجلبابرة وزاد على أكثرهم بكثافة سلطانه وكثرة غلمانه فنفع اهللا به كافة رعيته تنقاد له إىل أن ساوى ملوك الطوائف

وهو القائل يفخر. وتوىف لليلة بقيت من مجادى األوىل سنة ثالث وثالثني وأربعمائة . وجناهم من ملك الربابرة :

ولو رد عمرو للزمان وعامر...وال بد يوما أن أسود على الورى


وال اجلود إال من ميين ثائر...امن فما اد إال يف ضلوعي ك

وحبر الندى ما بني كفى زاخر...فجيش العال ما بني جنيب جائل

: وله

رأى وجه اإلنابة لو ينيب...حمب ما يساعده احلبيب

فيضحك يف مفارقه املشيب...ويبكي للصبا إذ زال عنه

يباعد بينها األجل القريب...وكم أحيت حشاشته أمان

اليامسنيوله يف :

يفوق يف املرأى ويف املخرب...ويامسني حسن املنظر

دراهم يف مطرف أخضر...كأنه من فوق أغصانه

: وله فيه

فوق غصون رطيبة نضر...يا حبذا اليامسني إذ يزهر

فوق بساط من سندس أخضر...قد امتطى للجمال ذروا

زمرد يف خالله جوهر...كأنه والعيون ترمقه

: الظيانوله يف

إذا مر ماء السحائب يغتذي...ترى ناظر الظيان يف لون

وقد قد بعض مثل بعض وقد حذى...وحفت به أوراقه يف رياضه

منضدة من فوق قضب الزمرذ...كصفر من الياقوت يلمعن بالضحى

: وله فيه

نواره أصفرا على ورقه...كأن لون الظيان حني بدا

فاصفر من سقمه ومن أرقه...لون حمب جفاه ذو ملل

: وله يف النيلوفر

وحسن خمربه يف الفوح واألرج...يا حسن منظر ذا النيلوفر األرج

قد أحكموا وسطه فصا من السبج...كأنه جام در يف تألقه

ابنه عباد بن حممد املعتضد باهللا أبو عمرو

. تسمى أوال بفخر الدولة مث باملعتضد " : زيرة الذخرية يف حماسن أهل اجل " -قال ابن بسام يف كتابه املوسوم ب

جبار أبرم . قطب رحى الفتنة ومنتهى غاية احملنة من رجل مل يثبت له قائم وال حصيد وال سلم عليه قريب وال بعيد متعسف اهتدى . متهور تتحاماه الدهاة وجبار ال تأمنه الكماة . األمر وهو متناقض وأسد فرس الطلى وهو رابض

ثار والناس حرب وكل شيء عليه ألب فكفى أقرانه وهم غري واحد وضبط شانه بني قائم . ومنبت قطع فما أبقى افتتح أمره بقتل وزير أبيه حبيب طعنة يف ثغر األيام ملك. وقاعد حىت طالت يده واتسع بلده وكثر عديده وعدده


له يف كل ناحية ميدان . ا كفه وجبارا من جبابرة األنام شرد ا من خلفه فاستمر يفري وخيلق وأخذ جيمع ويفرق حربه سم ال يبطئ وسهم ال خيطئ وسلمه شر غري مأمون ومتاع إىل أدىن حني. وعلى كل رابية خوان

خلت جلمادى اآلخرة سنة إحدى وستني وعشي يوم األحد لست : وذكره ابن حيان فقال وقد نعي إليهم بقرطبة طرق قرطبة نعى املعتضد عباد زعيم مجاعة أمراء األندلس يف وقته أسد امللوك وشهاب الفتنة - يعين وأربعمائة -

. وراحض العار ومدرك األوتار وذو األنباء البديعة واجلرائر الشنيعة والوقائع املبرية واهلمم العلية والسطوة األبية

بسهم من مراميه املصمية أمد ما كان يف اعتالئه وأرقى ما كان يف مسائه وأطمع ما كان يف االحتواء على فرماه اهللافتوفاه اهللا على فراشه من علة ذحبة قصرية األمد وحية . اجلزيرة حمتفزا هلا عند تشمريه الذيل بفتنة ال كفاء هلا انت واليته بعد موت أبيه يوم االثنني غرة مجادى اآلخرة وك. اإلجهاز اتفقت احلكايات على أا كانت شبه البغت

. سنة ثالث وثالثني وقضى حنبه يوم السبت الثاين من مجادى اآلخرة سنة إحدى وستني ودفن عشي يوم األحد بعده

ذ يف باب فرط القسوة وجتاوز احلدود واإلبالغ يف املثلة واألخ-تغمد اهللا خطاياه فلقد محل عنه على مر األيام . حكايات شنيعة مل يبد يف أكثرها للعامل بصدقها دليل يقوم عليها فالقول ينشاع يف ذكرها -بالظنة واإلخفار للذمة

سجايا من جبلته مل : ومهما برئ من مغبتها فلم يربأ من فظاعة السطوة وشدة القسوة وسوء االام على الطاعة حياش فيهن ذوي رحم وال غلبهن حبيلة

ل سرية أمحد بن أيب أمحد بن املتوكل آخر أشداء خالئف العباسيني الذي ضم نشر اململكة باملشرق وقد كان تقيفحمل عباد مسته املعتضدية وطالع بفضل نظره أخباره السياسية اليت . وسطا باملنتزين عليها وبفقده ادمت الدولة

صالبة العصا وشناعة السطا فجاء منها أضحت عند أهل النظر أمثلة هادية إىل االحتواء على أمد الرئاسة يفغري داللة ومل يقصر يف " امتثاهلا من " مبهوالت تذعر من مسعها فضال عمن عاينها نسبوا إىل هذا األمري الشهم عباد

دولته اليت مهدها فوق أطراف األسنة وصري أكثر شغله فيها شب احلروب وكياد امللوك واراج البالد وإحراز فر حظه من األمور امللوكية والعدد السلطانية واآلالت الرياسيةالتالد من تو

األمم العاتية وإنه لغائب عن مشاهدا " تلك " وأهلك " نال بغيته " أن " املتناهية يف الغرابة " ومن نادر أخباره من أمثاله غري ما مشى إىل عدو أو مغلوب. فوق أريكته منفذ حليلها من جوف قصره " مدبر " مترفه عن مكابدا

جرد اره إلبرام التدبري وأخلص ليلة لتملي السرور فال يزال . مرة أو مرتني مث لزم عريسته يدبر داخلها أموره ما إن سرب . له يف كل شان شوبن وعلى كل قلب مسع وعني . تدار عليه كؤوس الراح وحييا عليها بقبض األرواح

وال أمن مكره ؛ مل يزل ذلك دأبة منذ ابتدائه إىل انتهائهأحد من دهاة رجاله غوره وال أدرك قعره

وكان عباد أوتى من مجال الصورة ومتام اخللقة وفخامة اهليأة وسباطة البنيان وثقوب الذهن وحضور اخلاطر : قال وصدق احلمس ما فاق أيضا على نظرائه

بأذكى طبع حصل منه لثقوب ذهنه على أدىن نظر - قبل ميل اهلوى به إىل طلب السلطان -ونظر مع ذلك األدب قطعة وافرة علقها من غري تعهد هلا وال إمعان يف غمارها وال إكثار من مطالعتها وال منافسة يف اقتناء صحائفها أعطته نتيجتها على ذلك ما شاء من حتبري الكالم وقرض قطع من الشعر ذات طالوة يف معان أمدته فيها الطبيعة وبلغ منها

اكتتبها األدباء للرباعةاإلرادة و


: يف مجيع أفعاله وضروب أحنائه -وأخبار عباد . مجع هذه اخلالل الظاهرة والباطنة إىل جود كف باري السحاب

غريبة بعيدة-عالناته وخافياته

ذا كلف بالنساء فاستوسع يف اختاذهن وخلط يف أجناسهن فانتهى- على جترده يف إحكام التدبري لسلطانه -وكان

فقيل إنه خلف من صنوفهن السريريات خاصة حنوا من سبعني جارية إىل . يف ذلك إىل مدى مل يبلغه أحد من نظرائه حرته احلظية لديه الفذة من حالئله بن جماهد العامري أخت علي بن جماهد أمري دانية ؛ ففشا نسل عباد لتوسعه يف

ومل -ويف موت املعتضد يقول أبو الوليد بن زيدون . ائة بكر افتض مثامن: وقال غري ابن حيان . النكاح وقوته عليه : سرورا بذلك واستراحة منه ألنه كان غري مأمون على الدماء وال حافظ حلرمة األولياء-يظهره

بطاغية قد حم منه محام...لقد سرين أن النعي موكل

ومر عليه املزن وهو جهام...جتانب صوب الغيث عن ذلك الصدا

شعره وقد مجعه ابن أخيه إمساعيل يف ديوانومن :

وقصرت أعمار العداة على قسر...محيت ذمار اد بالبيض والسمر

ألشياء يف العلياء ضاق ا صدري...ووسعت سبل اجلود طبعا وصنعة

يشاركه يف الدهر بالنهي واألمر...فال جمد لإلنسان ما كان ضده

: وله

وإن كنت قد جردت عزمي ماضيا...وماضيا حديثا : رعى اهللا حالينا

ويرمني مين صائب السهم قاضيا...فما لليايل ال تزال ترومين

وما زالت من لبس الدنيات عاريا...وقد علمت أن اخلطوب تطوعين

جيدد منها اجلودما كان باليا...أجدد يف الدنيا ثيابا جديدة

الناس قط بباليا وال مر خبل ...فما مر يب خبل خياطر مهجيت

وبذيل عند احلمد نفسي وماليا...أال حبذا يف اد إتالف طاريف

: وله

فلست على العالت عنها أخا كف...لقد بسط اهللا املكارم من كفي

قد أسرفت ظامليت كفي: مييين ...تنادي بيوت املال من فرط بذهلا !

يكفي: ل هلا وال ترتضي خال يقو...فتغري مييين بالسماح فتنهمي

ولكن طبع البخل عندي كاحلتف...لعمرك ما اإلسراف يف طبيعة

: وله

يصربين أهل املودة دائباوإن فؤادي واإلله صبور على كل حسن يف الزمان غيور...أغار على مغىن الرئاسة إنين

وأعلم أن الدائرات تدور...أصرف ذهين يف أمور جليلة

: وله


وأوقد يف األعداء شر ضرام...قام أقوم على األيام خري م

ولو كان يف الذكر اجلميل محامي...وأنفق يف كسب احملامد مهجيت

وأضرب يف كل العال بسهامي...وأبلغ من دنياي نفسي سؤهلا

يبينه عند األنام متامي...إذا فضح األمالك نقص فإنه

: وله

ق الفرائس عن أسد إذا خفيت طر...عن القصد قد جاروا وما جرت عن قصدي

وإن من أقوام كتمت الذي أسدى...إذا اعترضوا للبخل أعرضت عنهم

وهللا ما أبدي من الفضل واد...فلله ما أخفي من العدل والندى

إذا فجحدت اهللا معروفة عندي...وال ألتقي ضيفي بغري بشاشة

: وله

ائم وإن فؤادي باملعايل هل...أنام وما قليب عن اد نائم

فإن اجتهادي يف الطالب لدائم...وإن قعدت يب علة عن طالا

براح فتثنيين الطباع الكرائم...يعز على نفسي إذا رمت راحة

وغريي على العالت شبعان نائم...وأسهر ليلي مفكرا غري طاعم

أال أين يا عباد تلك العزائم...: ينادي اجتهادي إن أحس بفترة

وتذكرين لذان اهلزائم... عزمييت فتهتز آمايل وتقوي

: وله

غرست أشجارها مستجزل الثمر...زهر األسنة يف اهليجا غدت زهري

إال جتللته بالصارم الذكر...ما إن ذكرت هلا من معرك جلل

! يا قاتل الناس باألجناد والفكر...: حىت غدوت وأعدائي ختاطبين

: وله

وقد جلست هلا يف جملس الكرم...هذي السعادة قد قامت على قدم

فملكين زمام العرب والعجم...فإن أردت إهلي بالورى حسنا

وال عدلت م عن أكرم الشيم...فإنين ال عدلت الدهر عن حسن

وأطرد الدهر عنهم كل ما عدم...أقارع الدهر عنهم كل ذي طلب

: وله

مقمر فيها السرى إال برأي ...وإذا توعرت املسالك مل أرد

فيها العزمية والسنان السمهري...وإذا طلبت عظيمة فمفاحتي

: وله

وإين ملا يهوي الندامى لفعال...لعمرك إين باملدامة قوال


فللرأي أسحار وللطيب آصال...قسمت زماين بني كد وراحة

وأضحي بساحات الرئاسة أختال...فأمسي على اللذات واللهو عاكفا

غفل بغيتيمن اد إين يف املعايل حملتالولست على اإلدمان أ

: وله خياطب أباه القاضي أبا القاسم وقد عتب عليه

فلم يك يل إال املالم ثواب...أطعتك يف سري وجهري جاهدا

ومن دون أن أفضي إليه حجاب...وأعملت جهدي يف رضاك مشمرا

لنفسي على سوء املقام شراب...وملا كبا جدي إليك ومل يسغ

من العطف إال قسوة وعتاب...قل اصطباري حني ال يل عندكم و

على أن حلو العيش بعدك صاب...فررت بنفسي أبتغي فرجة هلا

أمري املؤمنني جماب: فقلت ...وما هزين إال رسولك داعيا

يطري بسرجي يف الفالة عقاب...فجئت أغذ السري حىت كأمنا

مي على أن ال يكون إياب بعز...وما كنت بعد البني إال موطنا

ولكنك الدنيا علي حبيبةفما عنك يل إال إليك ذهاب

وإن مل يكن فيما أتيت صواب...أصب بالرضا عين مسرة مهجيت

وحقك يف قليب ظيب وحراب...وفضلك يف ترك املالم فإنه

فما هي إال حمنة وعذاب...إذا كانت النعمى تكدر باألذى

وجدك نقض للعال وخراب...ه وال تقبضن باملنع كفي فإن

وأنت عليه بالثناء مثاب...فكل نوال يل إليك انتسابه

وما الح يف أفق السماء رباب...بقيت مكني األمر ما ذر شارق

: وله إىل صهره جماهد العامري

من أفق من أنا يف قليب أشاطره...عرفت عرف الصبا إذ هب عاطره

ما تيقن أىن الدهر ذاكره و...أراد جتديد ذكراه على شحط

هللا أوله جمدا وآخره...قصاره قيصر ان قام مفتخرا

فيشتفي منك طرف أنت ناظره...خلى أبا اجليش هل يقضى اللقاء لنا

يا حبذا الفال لو صحت زواجره...شط املزار بنا والدار دانية

: وله أيضا

ق فنظل نصبح بالسرور ومغب...أترى اللقاء كما حنب يوفق

للمكرمات ميسر وموفق...أفدي أبا اجليش املوفق إنه

بشر على وجه الزمان ورونق...باهي به الزمن البهي كأنه

ظلت له أفواهنا تتمطق...ملك إذا فهنا بطيب ثنائه


بسناه فهو التاج وهي املفرق...حسب الرئاسة أن غدت مزدانة


ويأمرين إن احلبيب أمري ...جيور على قليب هوى وجيري

وأكرمه إن احملب غيور...أغار عليه من حلاظي صيانة

لعمرك يف جلى األمور وقور...أخف على لقيا احلبيب وإنين

: وله

سعريا وعيين منه يف جنة اخللد...رعى اهللا من يصلي فؤادي حببه

كثيبية الردفني غصنية القد...غزالية العينني مشسية السنا

وأعلمتها ما قد لقيت من الوجد... إليها حبها مبدامعي شكوت

فأعدي وذو الشوق املربح قد يعدي...فصادف قليب قلبها وهو عامل

فجادت وما كادت علي خبدهاوقد ينبع املاء النمري من الصلد أفضل نوار األقاحي على الورد...هايت ثناياك إنين : فقلت هلا

تعيد الذي أملت منها كما تبدي... وميلي على جسمي جبسمك فانثنت

فرادى ومثىن كالشرار من الزند...عناقا ولثما أرثا الشوق بيننا

لدي تقضت غري مذمومة العهد...فيا ساعة ما كان أقصر وقتها

: وله

وتصرب عنه وال يصرب...تنام ومدنفها يسهر

سيهلك وجدا وال يشعر...لئن دام هذا وهذا به

: وله

وشادنا يف مهجيت يرتع...ا قليب له مطلع يا قمر

أصبحت يف وصلك ال أطمع...واهللا ما أطمع يف العيش مذ

أىن يف ريقته أكرع...ليت كما يرتع يف مهجيت

: وله

ويقصر إن القيتها أطول الدهر...يطول علي الدهر ما مل أالقها

ر وصدغا عبري منقا صفحة البد...هلا غرة كالبدر عند متامه

يكاد لفرط اللني ينقد يف اخلصر...وقد كمثل الغصن مالت به الصبا

ولفظ كما احنل النظام عن الدر...ومشى كما جاءت ادى غمامة

: وله وهو من جيد شعره

مباء الصباح والنسيم رقيق...شربنا وجفن الليل يغسل كحله

فضخم وأما جسمها فدقيق...معتقة كالترب أما خبارها


يف اليامسنيوله :

كواكب يف السماء تبيض...كأمنا يامسيننا الغض

كخد عذراء مسه عض...والطرق احلمر يف جوانبه

: وله وأنشد على منرب مالقة ودعي له ا وخبمسة وعشرين حصنا من حصوا مجعة واحدة

من الفتكات بكر أو عوان...عتادي أجر ما أوليت فيهم

يكون ثوابه دار اجلنان...وحسيب يف سبيل اهللا موت

: وهذا مثل قوله عندما ظفر حبصن رندة من أبيات كان يعجب ا ويأخذ الناس حبفظها

ء إن طالت يب املدة...سأفين مدة األعدا

ليزداد اهلدى جده...وتبلى يب ضاللتهم

ت منهم بعدها عدة...فكم من عدة قتل

فحلت لبة السدة...نظمت رؤوسهم عقدا

يف جوف قصره أودعها هام امللوك الذين أبادهم بسيفه منها رأس - أكرم لديه من خزانة جوهر -نت له خزانة وكاحممد بن عبد اهللا الربزايل ورؤوس احلجاب ابن خزرون وابن نوح وغريهم الذين قرن اهللا رؤوسهم برأس إمامهم

الراصدين مولده أخرب أن انقضاء دولته يكون وكان الذي يغريه بطلبهم أن بعض. اخلليفة حيىي بن علي بن محود على أيدي قوم يطرأون على اجلزيرة من غري سكاا فكان ال يشك أم تلك الربازلة الطارئون عليها على عهد ابن

واتفق أن دخل عليه يوما بعض وزرائه وبني يديه كتاب قد أطال فيه . أيب عامر فأعمل يف نكاهلم وجوه سياسته كتاب سقوت املنتزي يومئذ بسبتة يذكر أن امللثمني املدعوين باملرابطني قد وصلت مقدمتهم رحبة النظر فإذا

هو واهللا الذي أتوقعه وأخشاه : " مراكش فأخذ الوزير يهون أمرهم وخيرب أن دوم اللجج واملهامة فقال له املعتضد " . حبفظ جبل طارق حىت يأتيه أمري -يرة يعني عامله على اجلز-اكتب إىل فالن . وإن طالت بك حياة فستراه

فقضى أن خلعوا ولده وقرضوا أمره ابنه حممد بن عباد املعتمد على اهللا

ويلقب أيضا بالظافر وباملؤيد أبو القاسم

بويع له باإلمارة بعد أبيه املعتضد سنة إحدى وستني وأربعمائةت أثرية لديه أبدى هلا حزنا شديدا امتثله أهل مملكته يف هلكت له بن: وذكر املعتضد عباد بن حممد -قال ابن حيان

يعين من سنة إحدى وستني -إظهاره وحضر خواصهم شهود جنازا بداخل قصره عشية اجلمعة غرة مجادى األوىل وأحضر له طبيبه. فلما انفضوا شكا أملا برأسه من زكام ثقيل انصب عليه فهده . فاسحنفروا يف تعزيته -وأربعمائة

. وقد ازداد قلقه وأنكر نفسه فغص عليه جمة من دمه وأشار بتسريح شيء منه فرأى تأخري ذلك إىل غد يومه

. خبنق مزعج أغصه بريقه ومنعه الكالم فقضى حنبه يوم السبت - وقضاء اهللا قد حاق به -وأمسى ليلة السبت

قائد جيوشه وحامل كلمته املرشح ملكانه حممد بن وعال النوح من قصره حبينه فلم ينكتم موته حينا لشهود خليفته ووقام يف جهاز والده ومواراته فدفنه بداخل . عباد املتسمي الظافر املؤيد باهللا فاستقرت دولته ليومها وألقت مراسيها


وم قصره ويف تربة أبيه القاضي حممد بن إمساعيل وتوىل الصالة عليه يف مجاعة األشهاد من أهل مملكته وذلك عشي ي األحد لثالث خلون من مجادى األخرية

مولده يف : وأفضى األمر إىل ولده وهو يف ريعان شبابه وكمال مجاله ابن تسع وعشرين سنة وشهرين وأيام زائدة : العشر األخر من شهر ربيع األول سنة اثنني وثالثني وأربعمائة ؛ وقال أبو بكر حممد بن أيب الوليد بن زيدون

وثالثني وكذلك قال أبو بكر بن اللبانةمولده سنة إحدى

وكانت سن عباد سبعا ومخسني سنة وثالثة شهور وتسعة أيام تأقيتا من مولده يوم الثالثاء لسبع بقني : قال ابن حيان من يوم -ومدة إمارته منها . من صفر سنة سبع وأربعمائة إىل وفاته يوم السبت لليلتني خلتا من مجادى األخرية

مثان وعشرون سنة ويومان-اة والده يوم االثنني غرة مجادى اآلخرة سنة ثالث وثالثني بيعته بوف

وحيكى عن املعتضد خرب غريب يف تطريه عند انصرام أيامه وبني يدي هجوم محامه وهو انعقاد نيته على استحضار وكان قد - الصقلي املغين مغن جيعل ما يبتدئ به فأال يف أمره وقد استشعر انقراض ملكه وحلول هلكه فأرسل يف

: فأجلسه وأنسه وأمره بالغناء فغىن-قدم عهده به

فشعشعيها مباء املزن واسقينا...نطوي الليايل علما أن ستطوينا

غىن من ذلك مخسة أبيات وخلمسة أيام مات

: الكفيفويف وفاة املعتضد عباد وقيام ابنه املعتمد حممد يقول أبو احلسن علي بن عبد الغين احلصري

بقى الفرع الكرمي...مات عباد ولكن

غري أن الضاد ميم...فكأن امليت حي

عفيف السيف والذيل خمالفا . وكان املعتمد من امللوك الفضالء والشجعان العقالء واألجواد األسخياء املأمونني نفر وأحسن السرية وملك رد مجاعة ممن نفى أبوه وسكن وما. ألبيه يف القهر والسفك واألخذ بأدىن سعاية

إال أنه كان مولعا باخلمر منغمسا يف اللذات عاكفا على البطالة خملدا إىل الراحة فكان ذلك سبب عطبه . فأسجح وأصل هالكه

وسعيه - وهو يوسف بن تاشفني -ومما يؤثر من فضائله ويعد يف زهر مناقبه استعانته على الروم مبلك املغرب حينئذ ده يف مالقاة الطاغية ملك النصارى واإليقاع به باملوضع املعروف بالزالقة يف رجب سنة تسع يف استقدامه وج

وبدخول اللمتونيني إذ ذاك األندلس تسببوا إىل خلعه مع معرفته حبسدهم له وانعكاس نصرهم . وسبعني وأربعمائة صار م فآثر الدين على الدنيا وأنف إياه خذالنا وقهرا وتنبيه وزرائه على ما كان منهم قبل استجاشتهم واالستن

ومت فيه قضاء اهللا فخلعوه بعد حصار مدة يوم األحد إلحدى وعشرين ليلة خلت من رجب . لإلسالم من االصطالم وكانت وفاته يف شهر . سنة أربع ومثانني واحتملوه وأهله إىل املغرب وأسكنوه أغمات وا مات ؛ واملقدور كائن

: وهذا بعد أن خلع عن مثامنائة امرأة . ومثانني على حال يوحش مساعها فضال عن مشاهدا ربيع األول سنة مثان

ورزق من الناس حبا ورمحة فهم يبكونه إىل اليوم. أمهات األوالد وجواري متعة وإماء تصرف

وشعره . عليه ويف أيامه نفقت سوق األدباء فتسابقوا إليه وافتوا. وكان له يف األدب باع وساع ينظم وينثر وهو القائل يف صباه بديهة . مدون موجود بأيدي الناس ومل يك يف ملوك األندلس قبله أشعر منه وال أوسع مادة


: وقد مسع األذان لبعض الصلوات

يرجو الرضا والعفو من رمحانه...هذا املؤذن قد بدا بأذانه

إن كان عقد ضمريه كلسانه...طوىب له من ناطق حبقيقة

يصف ترسا ال زوردي اللون مطوقا بالذهب يف وسطه مسامري مذهبة ؛ ويقال إن أباه املعتضد أمره بوصفه فقال وله : بديها

لتقصر عنه طوال الرماح...جمن حكى صانعوه السماء

كواكب تقضى لنا بالنجاح...وصاغوا مثال الثريا عليه

كما جلل األفق ضوء الصباح...وقد طوقوه بذوب النضار

وله يستعطف أباه املعتضد ملا فرط يف أمر مالقة وخذله أصحابه فأخرج منها وجلأ إىل رندة فأقام ا مدة حتت موجدة : أبيه

ماذا يعيد عليك البث واحلذر...سكن فؤادك ال تذهب بك الفكر

واصرب فقد كنت عند اخلطب تصطرب...وازجر جفونك ال ترض البكاء هلا

فال مرد ملا يأيت به القدر...عن وطر فإن يكن قدر قد عاق

فكم غزوت ومن أشياعك الظفر...وإن تكن خيبة يف الدهر واحدة

فإن عذرك يف ظلمائها قمر...إن كنت يف حرية عن جرم جمترم

وثق مبعتضد باهللا يغتفر...فوض إىل اهللا فيما أنت خائفة

ينتصر فاهللا يدفع واملنصور ...وال يروعنك خطب إن عدا زمن

إذا أصابتهم مكروهة صربوا...واصرب فإنك من قوم أوىل جلد

من مثل قومك من مثل اهلمام أبيعمرو أبيك له جمد ومفتخر ويستقل عطاياه وحيتقر...مسيدع يهب اآلالف مبتدئا

لوال نداها لقلنا إا احلجر...له يد كل جبار يقبلها

نين فإين الناب والظفر ال توه...يا ضيغما يقتل األبطال مفترسا

صن حد عبدك فهو الصارم الذكر...وفارسا حتذر األقران صولته

إال تأيت مراد وانقضى وطر...هو الذي مل تشم ميناك صفحته

وغال مورد آمايل ا كدر...قد أخلفتين ظروف أنت تعلمها

والصوت منخفض والطرف منكسر...فالنفس جازعة والعني دامعة

وشبت رأسا ومل يبلغين الكرب...نا وما باجلسم من سقم قد حلت لو

أين عهدتك تعفو حني تقدر...ومت إال ذماء يف ميسكه

عتبا وها هو قد ناداك يعتذر...مل يأت عبدك ذنبا يستحق به

ويف هلم عفوك املعهود إذ غدروا...ما الذنب إال على قوم ذوي دغل


صرفوا ضررقوم نصيحتهم غش وحبهمبغض ونفعهم إن

وتعرف احلقد يف األحلاظ إن نظروا...متيز الغيظ يف األلفاظ إن نطقوا

فإمنا ذاك من نار القلى شرر...إن حيرق القلب نبز من مقاهلم

أسى وذي مقلة أودي ا سهر...أجب نداء أخي قلب متلكه

فلست أعرف ما كأس وال وتر...مل أوت من زمين شيئا ألذ به

وال مترس يب غنج وال حور...دل وال خفر وال متلكين

فهو العتاد الذي للدهر أدخر...رضاك راحة نفسي ال فجعت به

عدمتها وقدت يف قليب الفكر...وهو املدام اليت أسلو ا فإذا

نظم الكلى يف القنا واهلام تبتدر...: أجل يل راحة أخرى كلفت ا

الليايل وال يفىن ا اخلرب تفىن...كم وقعة لك يف األعداء واضحة

فليس يف كل حي غريها مسر...سارت ا العيس يف اآلفاق فانتشرت

ما تركي اخلمر عن زهد وال ورعفلم يفارق لعمري سين الصغر أخفقت فيه فال يفسح يل العمر...وإمنا أنا ساع يف رضاك فإن

ندى ميينك ال ظل وال مطر...إليك روضة فكري جاد منبتها

فكل أوقاا للمجتىن سحر...علت ذكرك يف أرجائها زهرا ج

وذكر أبو بكر حممد بن عيسى بن حممد اللخمي الداين املعروف بابن اللبانة أن رجال من أهل إشبيلية كان حيفظ هذا ع من الشعر يف ذلك األمد مث خرج منها لنية منه إىل أقصى حي يف العرب فأوى إىل خيمة من خيمام والذ بذمة را

رعام فلما توسط القمر يف بعض الليايل وهجع السامر تذكر الدولة العبادية ورونقها فطفق ينشد القصيدة بأحسن إليها عن رجل وسيم ضخم تدل سيما فضله على " أوى " فما أكملها حىت رفع رواق اخليمة اليت . صوت وأشجاه

يا حضري: أنه سيد أهله قال !

م الذي أعذوذب مورده واخضوضل منبته وحتلت بقالدة احلالوة بكره وهدر بشقشقة حياك اهللا ملن هذا الكالأظن هذا امللك مل يكن له : " فقال العريب " هو مللك من ملوك األندلس يعرف بابن عباد : " فقال " اجلزالة بكره

فعرفه الرجل بعظم " .فمثل هذا الشعر ال يقوله من شغل بشيء دونه . من امللك إال حظ يسري ونصيب حقري هو : " فقال الرجل " وممن امللك إن كنت تعلم : " رئاسته ووصف له بعض جاللته فتعجب العريب من ذلك مث قال

هلموا هلموا: " فصرخ العريب صرخة أيقظ احلي ا من هجعته مث قال " يف الصميم من خلم والذؤابة من يعرب !

معشر قومي : " فتبادر القوم إليه ينثالون عليه فقال " !

يا حضري. امسعوا ما مسعته وعوا ما وعيته فإنه لفخر طلبكم وشرف تالصق بكم !

وعرفهم العريب مبا عرفه الرجل به من نسب املعتمد فخامرم السراء . فأنشدهم القصيدة " أنشد كلمة ابن عمنا فلما رسل الليل نسيمه وشق . باقي الليل وداخلتهم العزة وركبوا من طرم متون اخليل وجعلوا يتالعبون عليها

فما . أدمية عمد زعيم القوم إىل عشرين من اإلبل فدفعها إىل الرجل وفعل اجلميع مثل ما فعل - أوكاد -الصباح


كان رأد الضحى إال وعنده هنيدة من اإلبل مث خلطوه بأنفسهم وجعلوه مقر سرورهم وتأنسهم

: وللمعتمد أيضا يستعطف أباه املعتضد

أصبح قليب به جرحيا...موالي أشكو إليك داء

فلست أدري له مرحيا...إن مل يرحه رضاك عين

فابعث إيل الرضا مسيحا...سخطك قد زادين سقاما

عن محلها صدرك الفسيحا...واغفر ذنويب وال تضيق

جسما ألصبحت فيه روحا...لو صور اهللا للمعايل


وأىب لسان دموعه فتكلما...رام أن يتكثما داري الغرام و

ماء الشؤون مصرحا وجممجما...رحلوا وأخفى وجده فأذاعه

حىت تراءى للنواظر معلما...سايرم والليل غفل ثوبه

ميت يد اإلصباح تلك األجنما...فوقفت مث حمريا وتسلبت

: وله

أكثرت هجري غري أنك رمباعطفتك أحيانا علي أمور ليل وساعات الوصال بدور... زمن التهاجر بيننا فكأمنا

: وله

وال حوسبت عين مبا أنا واجد...على كل حالة " سحر " عفا اهللا عن

فجمعت أحزاين وهن شوارد...أسحر ظلمت نفسي واخترت فرقيت

وكانت شجوين باقترابك نزحافهاهن ملا أن نأيت شواهد

ما ندري مىت ما املاء بارد فبعدك ...فإن تستلذي برد ما بك بعدنا

: وله

عن ناظري حجبت عن ناظر الغري...قامت لتحجب قرص الشمس قامتها

هل حتجب الشمس إال غرة القمر...علما لعمرك منها أا قمر

: وناولته إحدى جواريه كأس بلور مترعة مخرا وملع الربق فارتاعت فقال

ملاع برق من القهوة ...ريعت من الربق ويف كفها

كيف من األنوار ترتاع...يا ليت شعري وهي مشس الضحى

: وله ويغين به

أال غفر الرمحن ذنبا تواقعه...تظن بنا أم الربيع سآمة

وبدر متام يف ضلوعي مطالعه...أأهجر ظبيا يف فؤادي كناسه

من الظلم مل حتظر علي شرائعه...وروضة حسن أجتنيها وباردا


على معتفيها أو كميا تقارعه... تفيضه إذا عدمت كفي نواال

: وله فيها وضمن أوائل األبيات حروف امسها

وحاضرة يف صميم الفؤاد...أغائبة الشخص عن ناظري

ودمع الشؤون وقدر السهاد...عليك السالم بقدر الشجون

وصادفت مين سهل القياد...متلكت مين صعب املرام

ليت أين أعطى مرادي فيا ...مرادي أعياك يف كل حني

وال تستحيلي لطول البعاد...أقيمي على العهد يف بيننا

اعتماد" وألفت فيك حروف ...دسست امسك احللو يف طيه "

: وإليها يشري بقوله يف رثاء ابنيه املأمون والراضي بعد خلعه

وأمكما الثكلى املضرمة الصدر...معي األخوات اهلالكات عليكما

وتزجرها التقوى فتصغي إىل الزجر...س للغيث مثله تبكي بدمع لي

تذللها الذكرى فتفزع للبكاوتصرب يف األحيان شحا على األجر أبا النصر مذ ودعت ودعين نصري...أبا خالد أورثتين البث خالدا

ثكل أيب عمرو: جتدد طول الدهر ...وقبلكما ما أودع القلب حسرة

وأبو خالد هو ابنه يزيد امللقب بالراضي . عباد بن حممد قتيل ابن عكاشة بقرطبة يعين ابنه سراج الدولة أبا عمرووأبو نصر هو ابنه الفتح امللقب باملأمون وقتل أيضا بقرطبة يف آخر . وهو الذي قتله قرور اللمتوين غدرا برندة

وأبو بكر عبد اهللا امللقب باملعتد وأبو وإخوم أبو احلسني عبيد اهللا امللقب بالرشيد محل مع أبيه إىل العدوة . دولتهم ؛ " اعتماد " سليمان الربيع تاج الدولة وأبو هاشم املعلى زين الدولة وكلهم جلاريته هذه احلظية عنده الغالبة عليه

وهي أم الربيع وتعرف بالسيدة الكربى وتقلب بالرميكية نسبة ملوالها رميك ابن حجاج ومنه ابتاعها املعتمد يف أيام وكان مفرط امليل إليها حىت تلقب باملعتمد لينتظم امسه حروف امسها وهي اليت أغرت سيدها بقتل أيب . يه املعتضد أب

: بكر ابن عمار لذكره إياها يف هجائه املعتمد الذي أوله أناخوا مجاال وحازوا مجاال...أال حي بالغرب حيا حالال

: يقول فيهة ما تساوي عقاال رميكي...ختريا من بنات اهلجني

وهو شعر أقذع فيه وقد قيل إنه منحول إليه ومقول على لسانه فاهللا أعلم

وتوفيت أم الربيع هذه بأغمات قبل املعتمد سيدها مل ترقأ هلا عربة وال فارقتها حسرة حىت قضت أسفا وهلكت حزنا رمحها اهللا

وحمكى أن بعض بين عباد أنشد يف . عه لزوال سلطانه وحماسن املعتمد يف أشعاره كثرية وخصوصا مراثيه ألبنائه وتفج : النوم قبل حلول الفاقرة م هذه األبيات

بأن صرف ليايل الدهر حمذور...ما يعلم املرء والدنيا متر به


وايف عليه من األيام تغيري...بينا الفىت مترد يف مسرته

وفر من حوله تلك اجليوش كماتفر عاينت الصقر العصافري

وال مبا وعد األبرار حمبور...ر خسرا فال األيام دمن له وخ

يرقى إىل اهللا ليل وتكبري...من بعد سبع كأحالم متر وما

وما ترد من اهللا املقادير...حيل سوء بقوم ال مرد له

: وكذلك حكى أيضا عن آخر أنه رأى يف منامه كأن رجال صعد منرب جامع قرطبة واستقبل الناس ينشدهم

يف ذرى جمدهم حني بسق...ب ركب قد أناخوا عيسهم ر

مث أبكاهم دما حني نطق...سكت الدهر زمانا عنهم

: فلما مسع املعتمد ذلك أيقن أنه نعى مللكه وإعالم مبا انتثر من سلكه فقال من عزا اد إلينا قد صدقلم يلم من قال مهما قال حق

اها مل يطق من يرم ستر سن...جمدنا الشمس سناء وسنا

هل يضر اد أن خطب طرق...أيها الناعي إلينا جمدنا

مزجته بدم أيدي احلرق...ال نرع للدمع يف آماقنا

وكذا الدهر على احلر حنق...حنق الدهر علينا فسطا

ورأى منا مشوسا فعشق...وقدميا كلف امللك بنا

شهرة الشمس جتلت يف األفق...قد مضى منا ملوك شهروا

حنونا تطمح أحلاظ احلدق...حنن أبناء بين ماء السما

فحقري ما من الدنيا افترق...وإذا ما اجتمع الدين لنا

: ومنها يف ذكر مدة إمارم

وثالثني وعشرين نسق...حججا عشرا وعشرا بعدها

وثالث نريات تأتلق...أشرقت عشرون من أنفسها

لمعتمد منها ثالث وعشرونوكان ملك بين عباد ثالثا وسبعني سنة ل

: وله

وتنبه القلب الصديع...ملا متاسكت الدموع

يستامها اخلطب الفظيع...وتناكرت مهمي ملا

فليبد منك هلم خضوع...قالوا اخلضوع سياسة

ع على فمي السم النقيع...وألذ من طعم اخلضو

ملكي وتسلمين اجلموع...إن تستلب عين الدنا

مل تسلم القلب الضلوع...عه فالقلب بني ضلو

ع أيسلب الشرف الرفيع...مل أستلب شرف الطبا


أال حتصنين الدروع...قد رمت يوم نزاهلم

ص على احلشا شيء دفوع...وبرزت ليس سوى القمي

ل إذا يسيل ا النجيع...وبذلت نفسي كي تسي

واي ذيل واخلشوع...أجلي تأخر مل يكن

ة وكان من أملي الرجوع...كما ما سرت قط إىل ال

واألصل تتبعه الفروع...شيم األوىل أنا منهم

: وله

بساقي منها يف السجون حجول...لك احلمد من بعد السيوف كبول

ونادت بأوقات الصالة طبول...وكنا إذا حانت حلرب فريضة

تصلي امات العدا فتطيل...شهدنا فكربنا فظلت سيوفنا

هناك وأرواح الكماة تسيل...ر الركوع متابع سجود على إث

. وعلى هذه احلال من االعتقال كان الشعراء ينتجعونه وميتدحونه فيصل مبا لديه من يقد عليه أو يوجه بشعره إليه

بشعر ميدحه فيه فوجه إليه بستة وثالثني - بعد القبض عليه -وتعرض له أبو احلسن احلصري يف طريقه إىل أغمات وتسامع الشعراء بذلك فقصدوه من كل ناحية . مل يكن عنده سواها وأدرج قطعة شعر طيها معتذرا من قلتها مثقاال : فقال

ذهبوا من اإلغراب أبعد مذهب...شعراء طنجة كلهم واملغرب

بسؤاهلم ألحق فاعجب واعجب...سألوا العسري من األسري وإنه

م يف املطلب طي احلشا ناغاه...لوال احلياء وعزة خلمية

اركب: قد كان إن سئل الندى جيزل وإننادى الصريخ ببابه !

يركب : وله يف الزهد

فأمجل يف التصرف والطالب...أرى الدنيا الدنية ال توايت

له علمان من ذهب الذهاب...وال يغررك منها حسن برد

وآخرها رداء من تراب...فأوهلا رجاء من سراب

هللاأبناء املعتمد رمحه ا :

عبيد اهللا بن حممد الرشيد

أبو احلسنيذكر أبو بكر بن البانة أن كبار أوالد املعتمد حممد بن عباد عبيد اهللا الرشيد هذا مث املعتد أبو بكر عبد اهللا مث املأمون

عمرو وعباد وقد قيل إن املعتد أصغرهم وإمنا أراد بعد أيب . أبو نصر الفتح مث الراضي أبو خالد يزيد ؛ هكذا أمساهم بن حممد سراج الدولة قتيل ابن عكاشة بقرطبة وإال فهو بكر أوالده واملسمى باسم أبيه املعتضد


وولد للرشيد سبعة وأربعون ولدا وكان دمثا رقيق حاشية الطبع طالع شيئا من العلوم الرياضية وكشف له : قال شعرعن غيب األغاين حىت قيل إنه جييد ضرب العود ؛ وكان له أدب و

حمافظة على رسم سلفه يف ذلك -وذكر غريه أن أباه املعتمد واله عهده وأنه قدمه أيضا إىل خطة القضاء بإشبيلية فكان جيالس لألحكام جلوسا عاما يوم اخلميس وحيضر عنده أعيان الفقهاء وأهل العلم وثقات الشهداء -

ذلك ما جيب على مذهب مالك وأصحابه وتنعقد وتتجاذب عنده النوازل فيحكم فيها ويستفيت الفقهاء وميضي يفوكان الذي يتوىل القضاء للرشيد الفقيه املشاور أبو حممد عبد اهللا بن جابر اللخمي مث . عليه السجالت باألحكام

وملا نقل بنو عباد إىل املغرب أسكن الرشيد منهم بقلعة . صرف عن ذلك ووىل أبو القاسم أمحد بن منظور القيسي ومن شعره خياطب أم . ان هنالك إىل أن تويف يف حدود الثالثني ومخسمائة وقد نيف على السبعني يف سنه مهدي وك

: ابنه املعلى عند والدا إياه : بلغت الذي كان اقتراحي على الدهر...أهنيك بل نفسي أهين فإنين

بدت للمعلى مثل دائرة البدر...خالصك من أيدي املنون وغرة

زمام املعايل نافذ النهى واألمر... قريب مملكا كأين به عما

ويضرب من ناواه بالبيض والسمر...يقود إىل اهليجاء كل غضنفر

وال زال أمسي يف احملل من الغفر...فقرت به عيين وعينك يف العال

حضر من فعجز من - وهي قبة بالقصر الزاهي -وجرى مبجلس أبيه قسم يف صفة القبة املسماة بسعد السعود : الشعراء عن إجازته فقال الرشيد مرجتال

وكالمها يف حسنه متناه...سعد السعود يتيه فوق الزاهي

قد جل يف علياه عن أشباه...ومن اغتدى وطنا ملثل حممد

ودهت عداه من اخلطوب دواه...ال زال خيلد فيهما ما شاءه

: وله

ا واكف العربات عيناي دمع...غدا يوم الرحيل فأمطرت : قالوا

كرها فقليب دائم احلسرات...مل ال وأنأي عن أحبه مهجيت

مثل البدور تضيء يف الظلمات...من كل بيضاء العوارض طفلة

وشك التالقي الشتهيت ممايت...لوال الرجاء بأن يعجل بيننا

ه يستعطفهوعتب عليه أبوه املعتمد يف طريقه من مكناسة إىل أغمات عتبا أفرط فيه فكتب إلي :

وحبيب النفوس واألرواح...يا حليف الندى ورب السماح

حملة من جبينك الوضاح...من متام النعمى علي التماحي

عن ضياء الصباح واملصباح...قد غنينا ببشره وسناه

د به يل بلغت كل اقتراحي...ذاك حظي من الزمان فإن جا

: فأجابه املعتمد


وحبيب النفوس واألرواح...اح كنت حلف الندى ورب السم

ولقبض األرواح يوم الكفاح...إذ مييين للبذل يوم العطايا

يقحم اخليل يف جمال الرماح...ومشايل لقبض كل عنان

مستباح احلمى مهيض اجلناح...وأنا اليوم رهن أسر وفقر

س وال املعتفني يوم السماح...ال أجيب الصريخ إن حضر البا

شغلتين األشجان عن أفراحي...ذي عهدت عبوسا عاد بشرى ال

ولقد كان نزهة اللماح...فالتماحي إىل العيون كريه

يزيد بن حممد الراضي أبو خالد

واله أبوه اجلزيرة اخلضراء وكان ا عند إجازة عساكر ابن تاشفني اللمتوين البحر واشتراطه إياها فنقله إىل رندة ؛ وقيل إن . د اهللا املعتد بين املعتمد أمهم اعتماد وقد تقدم ذكر ذلك وذكر حظوا لديه وهو شقيق عباد والفتح وعبي

املعتضد غاظه ما بلغه من غلبتها على املعتمد أول ما اشتراها فتوجه إليه عازما على عقابه ومعتقدا التنكيل به فأمرها أن تتلقاه به لتعطفه رؤيته . ا واملعتمد إذ ذاك بشلب عامل له وقد ولدت منه أكرب أوالده سراج الدولة عباد

عليها فكان ذلك كذلك ورق له املعتضد وفتر عزمه على اإليقاع به

وكان الراضي من أهل العلم واألدب كلفا باملطالعة والدراسة قرأ كتب القاضي أيب بكر بن الطيب وأشرف على الختيارمذهب أيب حممد بن حزم الظاهري فمهر يف األصول وذهب إىل النظر وا

ولد الراضي سبعة من البنني وهو أقل بين عباد الرؤساء ولدا وكان عايل اهلمة عاملا بالشرعيات : قال ابن اللبانة واقفا على الطبيعيات ذاكرا للعرب وأنساا حافظا للغاا وآداا

واسترتل الراضي من . عا وهو شاعر بين عباد بعد أبيه على أنه أقوى عارضة منه وأبوه ألطف طبعا وأرق صن: قال رندة عند خلع أبيه وبعد خماطبته إياه بذلك على عهود أخفرت ومواثيق نقضت فقتل صربا يف رمضان سنة أربع

وهو القائل يف النسيب. ومثانني وأربعمائة :

فأوقدوا نار شوقي أي إيقاد...مروا بنا أصال من غري ميعاد

زوا بإيثاري وإمحادي فيها ففا...وأذكروين أياما هلوت م

فرؤية املاء تذكي غلة الصادي...ال غرو أن زاد يف وجدي مرورهم

: وله خياطب أباه وقد أض مجاعة من اخوته دونه وبعث ا مع بعض بنيه

ويطلع غرينا ولنا أفول...أعيذك أن يكون بنا مخول

فإن الصفح عن جرمي مجيل...حنانك إن يكن جرمي قبيحا

فإين من عثاري مستقيل... بنا قدم سفاها وإن عثرت

يناديه فريمحه ذليل...وأحسن ما مسعت به عزيز

إىل قرب من الرمحى سبيل...وهأنذا أناديكم فهل يل


فمالك ظلت يغضبك القليل...وأنت امللك تعفو عن كثري

يرجى الفرع خانته األصول...ألست بفرعك الزاكي وماذا

صغر السن ليس له حويل...ال بعثت برقعيت هذي رسو

لترمحه وأفراخا إذا ما عتبت علي عاد هلم عويل فإن حياتك الظل الظليل...بقيت هلم على عتب وعتيب

: وله خياطبه أيضا مسليا عن هزمية جيش له بناحية لورقة كان عليه ابنه املعتد

فما عليك بذاك اخلطب من عار...ال يكرثنك خطب احلادث اجلاري

أن خانه حد أنياب وأظفار...ذا على ضيغم أمضى عزميته ما

قد حترق النار يوما موقد النار...من يوقظ احلرب ال ينكر حوادثها

قد ينهض العري حنو الضيغم الضاري...لئن أتوك فمن جنب ومن خور

وما عليك هلم إسعاد أقدار...عليك للناس أن تسعى لنصرهم

بكوا ألنك من ثوب الصبا عار...دوم هلم لو يعلم الناس ما يف أن ت

مل يتحفوك بشيء غري أعمار...ولو أطاقوا انتقاصا من حيام

ومن ذلك قوله. وهي طويلة وجل شعره يف استعطاف أبيه املعتمد لطول موجدته عليه واالعتذار يف كل حني إليه :

اجلهل ورومك نقل الطبع من أعظم...سجية ذي الدنيا عداوة ذي الفضل

تفرج يوما والعقود إىل حل...فصربا على ضيقاا فلعلها

فليس لبيبا من يبيت على ثكل...وال تضمرن الثكل إن كنت ذا حجا

ومن عجب شكوى اجلريح إىل النصل...سأشكو إىل مشكي فؤادي بعتبه

رضاك فال ضاقت إىل غريه سبلي...أمعتمد األمالك دعوة آمل

دا بيائسفإن دموع املزن وي إىل سفلولست وإن أضحي بعي

لك اخلري مل أعلم بأنك منكر إذا الشمس آذتين فراري إىل الظل وقليب ما زل الرجال ذوو العقل...فإن كنت ذا ذنب فحسيب عفوكم

وكان لديهم سفكه كجين النحل...وكم حقن األمالك قبلك من دم

ك من فضل ويرقدين علمي مبا ل...يؤرقين ظين جبدي ونقصه

لديك فهذا الفرع من ذلك األصل...لعمري لئن كنت اجلدير بزلفة

: وله من قصيدة

وهو املصمم إن سواه تبلدا...مايل أرى ذا السيف عندك عاطال

قد كنت أرهب من زمان أنكدا...مايل حرمت رضاك يل وهو الذي

من أجل سخطك مثل حز باملدى...إين وحقك واجد بني احلشا

أو إن يكن بغض فقد بان الردى...كان يل ذنب فعفوك واسع إن


قد كان من حقي لعمرك أن أرىمن بني أبناء امللوك حمسدا فاتت عيون الناظرين يل املدى...فأنا اجلواد مىت أجيء يف حلبة

فالسقط قد يعشي العيون إذا بدا...ال تنحلوا شعري سواي تشككا

: وقوله يصف نكد أيامه

وقاطعة حلبال الوصال...ر غادرة بالرجال هي الدا

وكل مقيم ا الرحتال...وكل سرور ا نافد

فإن أجنزته فبعد املطال...وموعدها أبدا كاذب

ومكثا هلا رام عني احملال...فمن رام منها وفاء يدوم

وأوشك شيء فراق اخليال...خلقنا نياما وظلت خياال

نشرق منها بغري الزالل و...نعذب منها بغري اللذيذ

ونزداد مع ذاك عشقا هلاأال إمنا سعينا يف ضالل

: وقوله يف مثل ذلك

ويسهر يف إهالكه وهو راقد...حيل زمان املرء ما هو عاقد

جناة ذنوب وهو للكل حاقد...ويغري بأهل الفضل حىت كأم

ويصفر مملوء وخيمد راقد...سينهد مبين ويقفر عامر

وكم شهدت مما ذكرت الفراقد...ف من بعد صحبة ويفترق اآلال

: وله يف قصيدة جياوب ا أباه وقد خاطبه طاعنا عليه وهازئا به

ن كمن غدا يف الدهر نادر...أتريد مين أن أكو

أعيا األوائل واألواخر...هيهات ذلك مطمع

لة ضارع ال قول فاجر...ال تنس يا موالي قو

نزلت بعقوا العساكر...ضبط اجلزيرة عندما

ت أما هلذا العتب آخر...هبين أسأت كما أسأ

واغفر فإن اهللا غافر...هب زليت لبنويت

: وأول قصيدة أبيه

فتخل عن قود العساكر...للملك يف طي الدفاتر

وراجع لتوديع املنابر...طف بالسرير مسلما

ع نصرت يف ثغر احملابر...واطعن بأطراف الريا

ة مكان ماضي احلد باتر...رب بسكني الدوا واض

ذكر الفالسفة األكابر...أولست رسطاليس إن

ل فأنت حنوي وشاعر...وكذاك إن ذكر اخللي


يف الرأي حني تكون حاضر...وأبو حنيفة ساقط

ه من ابن فورك إذ تناظر...من هرمس من سيبوي

ت فكن ملن حاباك شاكر...هذي املكارم قد حوي

هل من مفاخر: كاس وقل ...اقعد فإنك طاعم و

حيىي بن حممد املدعو بشرف الدولة

أبو بكرقرأ يف حياة أبيه على أيب عبد اهللا مالك بن وهيب وأيب احلسن بن األخضر بإشبيلية ونشأ خامال وتعيش من كتب

بن أيب عرجون ليكتب له وكان وهو القائل وقد دعاه املقدم للحسبة من قبل القاضي أيب حممد . الوثائق مبراكش : أميا جاهال

فدم مسا ونبيه قوم قد رسب...عجبا لدهر كل ما فيه عجب

تعزى إىل ذي مهة عايل النسب...ال تنفع اآلداب فيه وإن غدت

أدعى ألكتب صاغرا للمحتسب...أوليس من نكد الزمان بأن أرى

ب خلمية إال الصيانة للحس...خسف أسام به وتأىب مهة

كامليت الذي احتسب- لفدامته - أنه - مفتوح السني -أراد باحملتسب

حكم بن حممد املدعو بذخر الدولة

أبو املكارمقرأ أيضا على ابن وهيب وتأدب به ومال إىل اهلجاء يف مخولة فتحومي لسانه وجتول بأقطار املغرب مث استقر مبدينة

وكتب إليه بعض أصحابه. أن تويف إىل- كأخيه املذكور قبله -فاس يكتب الوثائق :

مذ وشاها حكم...تتسامى احلكم

وتباهى القلم...فخر الطرس به

فهو فيها علم...وزهت خلم به

بالثريا خيموا...من صناديد عال

آل أجماد هم...: آل عباد وقل

فكفى جمدهم...إن سطا الدهر م

: فجاوبه بقوله حكم والزمان...ما د علم

جورها حيتكم...وقضاياه غدا

حمرب أو قلم...رائد الشؤم به

بيت شعر ينظم...ونبيه فطن

وتفاىن الكرم...درس الفضل به


وده يتهم...وغدا كل أخ

فضله منتظم...غري خل ماجد

كلم بل حكم...سفرت عنه لنا

جمد قوم عدموا...عظمت إذ نظمت

ملكتها عجم...صاح إنا عرب

عدم عندهم...كل فضل وى

جره يهتضم...آه من دهر غدا

غائر حبمهم...آل عباد به

وحما رمسهم...لعب الدهر م

خلب أو حلم...ليت شعري واملىن

نظرة تغتنم...هل إىل أندلس

حممد بن معن بن صمادح التجييب املعتصم باهللا

الواثق بفضل اهللا أبو حيىيحممد بن أمحد بن عبد الرمحن بن حممد بن عبد الرمحن بن صمادح بن عبد الرمحن بن عبد اهللا هو حممد بن معن بن ابن املهاجر بن سريح بن حرملة بن متيم ويف عبد الرمحن بن عبد اهللا - الداخل إىل األندلس -بن املهاجر بن عمرية

وأمرائها يف الفتنة وقبلها وأمه "طط رسم يوجد خم"جيتمعون مع حممد بن هاشم وأهل بيته التجيبيني والة سرقسطة وكان جده أبو حيىي حممد بن عبد الرمحن واليا على . بريهة بنت الناصر عبد الرمحن بن املنصور حممد ابن أيب عامر

وشقة وهي وما واالها دار هؤالء التجيبيني من الثغر الشرقي باألندلس

ويلقب -د العزيز بن عبد الرمحن ابن أيب عامر صاحب بلنسية وملا أخرج منها يف الفتنة صار إىل أيب احلسن عبمث رأى اللحاق . زوجهما أختيه : فأكرمه وأوطنه بلده وصاهر ابنيه معنا أبا األحوص وصمادحا أبا عتبة -باملنصور

باملشرق فهلك غرقا يف البحر وكان اليم أقصى أثرهر فقدمه على املرية ملا صارت من عمله بعد مقتل زهري العامري وبقي ابنه معن يف كنف صهره عبد العزيز بن أيب عام

فاستبد بضبطها إىل أن هلك سنة ثالث وأربعني - وقيل ثالث وثالثني -مبدة قريبة وذلك يف سنة اثنتني وثالثني فأجلس بنو عمه ورجاله ابنه أبا حيىي حممد بن معن هذا وهو مل يستكمل مثان عشرة سنة

البيعة له يف حياته وأحكم أمرها بعد أن عرضها على أخيه أيب عتبة صمادح فدفعها وأىب قبوهلا وقد كان أبوه أخذ فلما تلقب سائر أمراء األندلس باأللقاب اخلالفية " . معز الدولة " -فتمت له اإلمارة بعد أبيه ومسى نفسه ب

من ألقاب خلفاء بين العباس مناغاة لصاحب لقبني " : الواثق بفضل اهللا " و " املعتصم باهللا " -تلقب هو أيضا ب املعتضد باهللا املنصور بفضل اهللا " -إشبيلية عباد بن حممد ملا تلقب ب "

وكان حسن السرية يف رعيته وجنده وقرابته فانتظمت أيامه واتصلت دولته واستقامت أموره

كان رحب الفناء جزيل العطاء حليما : هذا وقال أبو عامر حممد بن أمحد بن عامر الساملي يف تارخيه وذكر املعتصم


ومل يكن من فحولة : قال . عن الدماء والدهاء فطافت به اآلمال واتسع فيه املقال وأعملت إىل حضرته الرحال ملوك األندلس بل أخلد إىل الدعة واكتفى بالضيق من السعة واقتصر على قصر يبنيه وعلق يقتنيه

وصاهر : قال . طوائف فنت مبرية غلبوه عليها وأخرجوه من سجيته مكرها إليها وكانت بينه وبني أصحابه ملوك ال يعين عند -املعتصم إقبال الدولة على بن جماهد العامري وأنكحه ابنته وخاطب عنه أبو حممد بن عبد الرب من دانية

برسالة بديعة-زفافها إليه

ف العقل طاهرا معنيا بالدين وإقامة الشرع يعقد االس كان املعتصم ساكن الطائر مأمون اجلانب حصي: وقال غريه ولزم . بقصره للمذاكرة وجيلس يوما يف كل مجعة للفقهاء واخلواص فيتناظرون بني يديه يف كتب التفسري واحلديث

حضرته فحول من الشعراء كأيب عبد اهللا بن احلداد وفيه استفرغ شعره وكابن عبادة وابن ملك واألسعد بن بليطة اتصافه بكثرة اجلنب وقلة اجلود ؛ وعلى ذلك قصده العلماء واألدباء" أمحد بن قاسم احملدث رغم " وأيب العباس

قصبة " مه يف " وصدمته خيل املرابطني يف آخر دولته وهو عليل علته اليت مات منها فحاصروه وقاتلوه من مقا شيء حىت املوتنغص علينا : " املرية وهو يعاجل املوت ويقول أثناء ذلك !

تويف وهم حياصرونه يف شهر ربيع اآلخر سنة أربع ومثانني : وقيل -إىل أن هلك بعد ذهاب املرابطني عنه " فكانت مدة إمارته باملرية أربعني سنة أشبه يف ذلك خاله عبد العزيز بن املنصور صاحب بلنسية فإنه وىل -وأربعمائة

اثنتني ومخسنيسنة اثنيت عشرة وأربعمائة وتويف سنة

: ومن شعر املعتصم وقد توفيت إحدى كرائمة فركب من قصره وأمر مبواراا

وفض كل ختام من عزائمه...ملا غدا القلب مفجوعا بأسوده

كن يل من متائمه: وقلت للسيف ...ركبت ظهر جوادي كي أسليه

: وله وكتب به إىل بعض حرمه يف رقعة طريها إليها يف جناح محامة

تكون على أفق املرية جممرا...محلت ذات الطوق مين حتية و

بأعبق من نشر العبري وأعطرا...تبلغ من ودي إليكم رسائال

: وكتب إىل ذي الوزارتني أيب بكر بن عمار مراجعا ومعاتبا

وطول اختباري صاحبا بعد صاحب...وزهدين يف الناس معرفيت م

اديه إال ساءين يف العواقب مب...فلم ترين األيام خال تسرين

من الدهر إال كان إحدى النوائب...وال قلت أرجوه لدفع ملمة

: وكتب إليه ابن عمار يسأله السراح وهو ضيف عنده

ب اجلود يف معىن السماح...يا واثقا فضح السحا

ه اجلد من طرق املزاح...ومطابقا يأيت وجو

السراح ف فخذ قليال يف ...أسرفت يف بر الضيو

: فراجعه املعتصم بقوله وهو أشعر منه يف اجلواب أصل املساء مع الصباح...يا فاضال يف شكره


عند التكلم يف السراح...هال رفقت مبهجيت

واهللا ليس من السماح...إن السماح ببعدكم

: وله يف جدول

كأنه أرقم قد جد يف هربه...انظر إىل حسن هذا املاء يف صببه

هل هو شعر أم ال: ل هذا البيت فردا وقد تقدم ذكر اخلالف يف مثله كذا قا

وكان الذي بينه وبني املعتمد حممد بن عباد غري صاحل فكتب إليه املعتمد وقد امه بالسعي عليه عند يوسف بن : تاشفني أمري املغرب

ال تقرضن فقد نصحت ملندم...يا من مترس يف يريد مساءيت

فالسم حتت ليان مس األرقم... سهلة من غره مين خالئق

مث حترك ابن تاشفني من العدوة بعد وقيعة الزالقة وأجاز البحر إىل األندلس وتقدمه سري بن أيب بكر فلم خيرج إليه مث توجهوا مجيعا إىل حصن ألييط من أعمال . وكانت أول وحشة وقعت بينهما . املعتمد لبطالة كان فيها منغمسا

فخرج املعتصم ليلقاهم ويرتهلم مؤديا حق ابن تاشفني ومن معه فأخجله املعتمد -غلب عليه النصارى وقد ت-لورقة : بتياسره عن طريق لقائه فكتب إليه

كم متنيت قربكا...يا بعيدا وإن دنا

ليتين كنت حسبكا...أنت حسيب من املىن

تزىي حبمل العمامة ولبس الربنس يتقرب بذلك على وتالقيا بعد ذلك عند ابن تاشفني يف تلك الغزوة واملعتصم قد . عزمه فنظر إليه املعتمد وفهم املعتصم أنه يهزأ به وانصرف ؛ فضاحك املعتمد يف ذلك من جالسه من وزرائه

وأهدى ذو الوزارتني أبو احلسن بن اليسع منهم عشي ذلك اليوم من نرجس فكتب إليه املعتمد معرضا بابن : صمادح

فلقيت زورته حبث األكؤس... وزار نور النرجس أزف الصيام

حىت سكرت بكف قوت األنفس...يف ليلة دارت علي جنومها

بندى الثنايا واحمليا املشمس...خود متلكت الفؤاد فريدة

فجمعت أشتات املىن يف جملسي...وجعلت نقلي ذكر موصل زفريت

لربنس هون السبال وخزي رب ا...ولقد ذكرت فزاد عيين قرة

: وحكى أبو بكر بن اللبانة أن املعتصم كتب إىل املعتمد

ونفح بشرى به أذكى من الزهر...شكري لربك شكر الروض للمطر

باهللا قل وأعد يا طيب اخلرب...: وجاءين خمرب عنه فقلت له

جلت ويا ثالثا للشمس والقمر...يا واحدا علما يف كل منقبة

لقد حللت سواد القلب والبصر...لئن حرمت لقاء منك أشكره

: فراجعه املعتمد


من بعد ما بات واألنداء يف مسر...أنفحة الروض رقت يف صبا السحر

بر شريف املعايل ماجد النفر...ال بل حتية حمض الود بلغها

من بره صلة أحلى من الظفر...أما لعمر أيب حيىي لقد وصلت

من عهده إذ يساقي الناس بالغمر...يا من وردت الوفاء الغمر مرتويا

ظرف اللسان اقتران الكأس بالوتر...أحرزت سرو السجايا مث قارنه

كنت املنافس فيه السامي القدر...إذا اعتربت من األخالق أنفسها

فرض تؤديه آصال إىل بكر...عليك مين سالم ال يزال له

رية قد لبسوا البياض فكتب إليهوقصده أبو الوليد النحلي يف أمسال دنسة والناس بامل :

ومن فتح العال بابا فبابا...أيا من ال يضاف إليه ثان

وأبصر دون ما أبغي حجابا...أجيمل أن تكون سواد عيين

وأمشي بينهم وحدي غرابا...وميشي الناس كلهم محاما

: فوصله املعتصم وكساه وكتب إليه مراجعايك وهذي للصباح برود عل...وردت ولليل البهيم مطارف

وعيشك سلسال اجلمام برود...وأنت لدينا ما بقيت مقرب

ابنه عبد اهللا عز الدولة أبو مروان

فاعتقل وقيد فكتب - عند كونه بغرناطة -كان أبوه املعتصم قد أنفذه يف آخر دولته رسوال إىل يوسف بن تاشفني : إىل أبيه

ب املذاكي كبول وبعد ركو...أبعد السنا واملعايل مخول

أنا اليوم عبد أسري ذليل...ومن بعد ما كنت حرا عزيزا

فحل ا يب خطب جليل...حللت رسوال بغرناطة

وقد كان يكرم قبلي الرسول...وثقفت إذ جئتها مرسال

فما للوصول إليها سبيل...فقدت املرية أكرم ا

: فراجعه أبوهسي ودمعي يسيل على ما أقا...عزيز علي ونوحي ذليل

وشقت بنود وناحت طبول...لقطعت البيض أغمادها

ويوسف أنت فصرب مجيل...لئن كنت يعقوب يف حزنه

. مث مل يزل املعتصم يتحيل يف ختليصه حىت أخذ من حراسه وهرب به على البحر فواىف املرية وهنئ أبوه خبالصه

ه بالعداوةوبعقب ذلك تويف املعتصم وقد حاصره اللمتونيون وبارزو

وكان ابنه معز الدولة أمحد ويل عهده واملرشح ملكانه من بعده فعهد إليه أن يلحق ببالد ابن محاد من شرقي العدوة


إذا مسع خبلع ابن عباد فامتثل ذلك ألشهر من وفاة أبيهوقت القبض على املعتمد وذكر أبو عامر الساملي عن معز الدولة مثل هذا وأنه وىل بعد أبيه املعتصم وبقي باملرية إىل

حممد بن عباد مث ركب البحر على وجهه يف قطع أعدها لفراره وأسلم املرية وأعماهلا وذلك يف رمضان من سنة أربع وقد قيل يف شعبان-ومثانني وأربعمائة

وليوم آخر دخلها أصحاب ابن تاشفني وكان إذ ذاك حياصر مندوشر على عشرين ميال منها: قال

لدولة جباية فأقام فيها حتت رعاية املنصور بن الناصر بن علناس ابن محاد بن بلقني بن زيري بن مناد وقصد معز ا الصنهاجي ويف كنفه وقد كان ما بينهما قبل ذلك مجيال ؛ ويقال إن املنصور أنزله بتنس من أعماله الغربية

وذكر اعتقاله واألبيات . أبيه إىل ابن تاشفني وعز الدولة أبو مروان عبيد اهللا بن املعتصم كان رسول: قال الساملي يعين معز الدولة إىل -وبقى إىل أن فر أخوه : قال . اليت خاطب ا أباه ومراجعته إياه ووصف خالصه كما تقدم

جباية وجلأ هو إىل أحد املرابطني ألذمة كانت بينهما إىل أن انقرض أمده بني آس وكاس

أيب بكر غزوته إىل طليطلة فلما شارفها وضرب بساحتها أخبيته سقط أحد ألويته وحضر مع األمري حيىي بن: قال : من يد حامله وانكسر الرمح فتطري قوم وتفاءل آخرون فقال عز الدولة

خيشى عليك ا وأن تتأوال...مل ينكسر عود اللواء لطرية

حنر العدو لدى الوغى فتعجال...لكن حتقق أنه يندق يف

ا ذكر عن أيب الشمقمق يف خروجه مع خالد بن يزيد بن مزيد الشيباين إىل املوصل عندما قلدها فلما ونظري هذا مدخلها ومر بأول درب منها اندق اللواء فاغتنم خالد لذلك وعظم عليه فقال أبو الشمقمق بديها يسليه عن ذلك

: وأجاد ما أراد

ال ختشى وال أمر يكون مزي...ما كان مندق اللواء لريبة

صغر الوالية فاستقل املوصال...لكن هذا الرمح أضعف متنه

فسر خالد مبا صدر منه يف احلني وسرى عنه وأحسن إليهوقرأت يف بعض ما طالعته من أخبار ملوك الطوائف باألندلس أن أبا بكر ابن اللبانة كتب إل عز الدولة هذا ملا تويف

ه منتجعاأبوه املعتصم وخلع هو وسائر إخوته وقد وافا :

وعزه أن يهز اد والكرما...يا ذا الذي هز أمداحي حبليته

فخذ عليه أليام املىن سلما...تبذله " كنت " واديك ال زرع فيه

: فوجه إليه مبا أمكنه وكتب معه ثناه عن واجب الرب الذي علما...اد خيجل من يفديك يف زمن

يك أيام املىن السلما حىت يوف...فدونك الرتر من مصف مودته

أخوه رفيع الدولة بن املعتصمومل يسمه وكناه " مسط اجلمان وسقط األذهان " -ذكره أبو عمرو وعثمان بن علي بن اإلمام يف كتابه املوسوم ب

ر ومل يكن يف بين صمادح أشع" . أبا زكريا " أبا حيىي وكذلك كناه أبو عامر الساملي يف تارخيه وكناه صاحب املطمح


منه إال أن اخلمول أخىن على حماسنه وبقي إىل آخر دولة اللمتونينيمن تأليفه أن رفيع الدولة " نظم الآليل يف فتوح األمر العايل " وذكر أبو علي حسن بن عبد اهللا األشريي يف كتاب

ائة واملوحدون هذا كان بتلمسان أثريا عند واليها حينئذ أيب بكر بن مزديل وذلك يف سنة تسع وثالثني ومخسموحكى أن ابن أخيه أبا حيىي بن عز الدولة كان معه . أعزهم اهللا إذ ذاك باجلبل املعروف مبا بين الصخرتني حياصروا

عند ذكر ابن عز الدولة يف املائة - حبول اهللا -وأما قاال شعرا يف ذلك شاركهما فيه ابن األشريي وسيأيت بعد السادسة

رفيع الدولة هذاومما أنشده الساملي ل :

! سطا ظيب اخلميلة يالقومي

على أسد العرينة واستطاال ...

وفوق من لواحظه نباال...فأوتر قوس حاجبه اختياال

: وله

ويقضي علينا بالظنون الكواذب...وأهيف ال يلوي على عتب عاتب

وحنسب منه احلكم ضربة الزب...حيكم فينا أمره فنطيعه

: وله

لعله ترك اإلمجال أو هجرا... مل يسمح بزورته مايل وللبدر

فأكرم الناس من يعفو إذا قدرا...إن كان ذاك لذنب ما شعرت به

: وله

عهد الصبا وحديثه املعسوال...هذي ديارهم اليت ذكرنين

لو كان فعلك يا زمان مجيال...ما كان أمجل عهدهم وفعاهلم

: وله

يكاد فؤادي أن يطري من البني...حبيب إذا ينأى عن العني شخصه

كأن على قليب متائم من عيين...ويسكن ما بني الضلوع إذا بدا

: وله

ورقت حواشيه وناهيك من حسن...أال أيها الظيب الذي راق وجهه

لعمر اهلوى ما أخطأ القوم يف الظن...يظن أناس أنين بك مغرم

: وله

م مرنح األعطاف خنث الكال...وعلقته حلو الشمائل ماجنا

لكنه يأىب من اإلنصاف...ما زلت أنصفه وأوجب حقه

: وله وقد رويت لغريه

لساكن جند قد حتملها الركب...سل الركب عن جند فإن حتية


خفافا وما للريح حرجفها رطب...وإال فما بال املطي على الوجا

: وله

عاطيها وللندامى سرور يف ت...أبا العالء كؤوس الراح مترعة

وللحمائم سجع يف أعاليها...وللغصون تثن فوقها طربا

كأمنا عصرت من خد ساقيها...فاشرب على النهر من صهباء صافية

: وله

فإمنا جنح الفىت يف البكر...باكر إىل القصف أبا عامر

دمع الغوادي من خدود الزهر...من قبل أن ميسح كف الصبا

ار بن محديس الصقلي يف قصيدة ميدح ا الرشيد عبيد اهللا بن املعتمد حممد بن عباد هذا البيت مثل قول عبد اجلب : أوهلا

فقد نعى الليل بشري الصباح...قم هاا من كف ذات الوشاح

متقل أحداقا مراضا صحاح...واحلل عرى نومك عن مقلة

دي إىل الروح نسم ارتياح...خل الكرى عنك وخذ قهوة

عذرك يف ترك صبوح الصباح...اح فما هذا صبوح وصب

سوابق اللهو ذوات املراح...بادر إىل اللذات واركب هلا

ريق الغوادي من ثغور األقاح...من قبل أن ترشف مشس الضحى

أردت هذا البيت : ولرفيع الدولة يعتذر عن وسيم يف إنسان عينه ما يشينه

ة إذ تطفو على الراح مثل احلباب...حبيبك يف إنسان ملقته : قالوا

كلتامها تبعثان السكر للصاحي...بينهما يف ذلكم شبه : فقلت

: وله

ومل ألف يف تلك الديار مقيال...لئن منعوا عين زيارة طيفهم

وقد بكرت تندى علي بليال...فما منعوا ريح الصبا سوق عرفهم

فؤادا مبا جيين الصدود عليال...وال منعوين أن أعل بذكرهم

: وله يعاتب

علي ذنوبا ال تعدد بالعتب...أفدي أبا عمرو وإن كان جانيا

أضاء لعيين مث أظلم عن قرب...فما كان ذاك الود إال كبارق

: وله يف املدح

كأنه يف خدود البيض توريد...تزهى إذا علقت أسيافه علقا

كأن وقع سيوف اهلند تغريد...يهتز عطفاك يف يوم الوغى طربا


كأن ذكرك إميان وتوحيد...عين بذكرك أزمان وألسنة ت

: وله

وضاق مرامه من كل باب...إذا ما األمر أخفق فيه سعي

بفتح مل يكن لك يف حساب...فال تقنط فإن اهللا يأيت

املتوكل بن املظفر بن املنصور أبو حممد

عمر بن حممد بن عبد اهللا بن حممد بن مسلمة التجييب بن األفطس

أحد صبيان فائق اخلادم فىت -كان عبد اهللا بن مسلمة رجال من مكناسة وكان سابور العامري : ابن حيان قال قد انتزى ببطليوس وثغر الغرب فصحبه عبد اهللا وظاهره ورمى إليه بأموره فدبر أعماله -احلكم يعين املستنصر باهللا

ابور ورث سلطانه بعده فاستوىل على األمور وتلقب فلما هلك س. وتزيد يف الغلبة عليه حىت صار كاملستبد به مث أفضى األمر البنه حممد وتلقب باملظفر. باملنصور

ومن النادر الغريب : قال . والبن حيان أيضا قول أبسط من هذا يف أولية بين األفطس يأيت ذكره إن شاء اهللا تعاىل قته منهم ابن شرف القريواين حيث يقولانتماؤه يف جتيب ؛ وذه النسبة مدحته الشعراء إىل آخر و :

حتسد قحطان عليها نزار...يا ملكا أمست جتيب به

جل أبو ذر فجلت غفار...لوالك مل تشرق معد ا

وكان أخوه عمر املتوكل . وكانت وفاة املظفر سنة ستني وأربعمائة فوىل بعده ابنه حيىي بطليوس وتسمى باملنصور بعد منافسة طويلة بينهما كادت تفسد حاهلما -ثغر الغريب مث استوثق له األمر مبوت أخيه حيىي بيابرة وما إليها من ال

واحتل حاضرة بطليوس وجعل ابنه العباس عمر بيابرة وصار إليه أمر طليطلة وقتا وجل شأنه-

للتطوف على أولئك وملا عظم عيث الطاغية أذفونش بن فرذلند وتطاول إىل الثغور ومل يقنع بضرائب املال انتدب الرؤساء القاضي أبو الوليد الباجي يندم إىل مل الشعث ومدافعة العدو ويطوف عليهم واحدا واحدا وكلهم يصغي

إىل وعظه حسبة ورغبة يف - أبو يعقوب يوسف ابن تاشفني اللمتوين -وازدلف خالل ذلك إىل سبتة أمري املغرب حينئذ

سأل من سقوت بن حممد صاحب سبتة أن يبيح له فرض اإلجازة إىل األندلس اجلهاد وقد دانت له بالد العدوة ووفتح اهللا على ابن تاشفني . فأىب ومتنع من ذلك فأفىت الفقهاء بقتاله لصده عن سبيل اهللا فقتل هو وابنه يف خرب طويل

سبتة وأمكنه احلصول على مراده بذلك

صاحب بطليوس وصاحب غرناطة يف حتريك قاضيها : جاريه وعلم املعتمد حممد بن عباد تصميمه على نيته فخاطبفوصل من بطليوس قاضيها أبو إسحاق بن مقانا ومن غرناطة قاضيها . إىل حضرته لالجتماع بقاضي اجلماعة بقرطبة

القليعي واجتمعا يف إشبيلية بالقاضي أيب بكر بن أدهم وانضاف إليهم الوزير أبو بكر حممد بن أيب الوليد أمحد بن

ووصلوا إىل اجلزيرة اخلضراء . وتوجهوا مجيعا إىل ابن تاشفني على شروط ال تتعدى إىل غريها . عبد اهللا بن زيدون وتفاوضوا . مث أجازوا البحر منها واجتمعوا بابن تاشفني مرة بعد مرة - وعليها يزيد بن املعتمد امللقب بالراضي -


طارق وسئل اجلزيرة اخلضراء فلم يوجد سبيال إليها فما قوبل بشكر يف مكان ترتله العساكر فأشار ابن زيدون جببلومشاورة الفقهاء من ابن تاشفني تستتب وفتواهم ال تغب فلم يرع . وال لوم وأصدر هو وأصحابه دون علم باملراد

إال الشروع يف اإلجازة ومل يشعر إال واجلزيرة اخلضراء يف مثل حلقة اخلامت من اجليوش الكثيفةحت هلم أبواا وأخرجت إليهم مرافقها ؛ فطري الراضي محاما إىل أبيه بذلك فأذنه بتركها واالرحتال عنها إىل وفت

رندة ففعلوبلغه على أثر ذلك موت . واطردت اإلجازة مث حتركت العساكر إىل إشبيلية وردفعم ابن تاشفني ونزل بظاهرها

مث آثر اجلهاد وأنفذ مزديل إىل مراكشابنه أيب بكر فحريه حىت هلم باالنصراف عن وجهه

وبعد قراره بظاهر إشبيلية حلق صاحب غرناطة يف حنو ثالمثائة فارس وأخوه متيم من مالقة يف حنو مائتني فرتال على مث حلق لصاحب املرية عدد من اخليل صحبة ولده وتقدم ابن تاشفني مستعجال يف حركته إىل . ضفة النهر األعظم

فخرج إليهم املتوكل وأوسعهم برا وتضييفا وتلومت العساكر بظاهرها يف املضارب أياما . اد وراءه بطليوس وابن عبإىل أن قصدهم أذفونش وتالقوا بالزالقة على مقربة من بطليوس يوم اجلمعة يف رجب سنة تسع وسبعني وأربعمائة

: فكان الظهور للمسلمني ؛ ويف ذلك يقول ابن مجهور أحد أدباء إشبيلية يوم العروبة أن اليوم للعرب...مل تعلم العجم إذ جاءت مصممة

مث صدر ابن تاشفني ظافرا وأجاز البحر . ونكل املتوكل يومئذ وغريه من الرؤساء وكان فيه للمعتمد ظهور مشهور ظمهم شوكة إىل العدوة صادرا وحترك إىل األندلس بعد جماهدا ألعدائها وناظرا يف خلع رؤسائها واملعتمد إذ ذاك أع

ويف ذلك يقول ذو الوزارتني أبو احلسن . وأشهرهم جندة ؛ فلما قبض عليه مل تقم لسائرهم قائمة ومزقوا كل ممزق : جعفر بن إبراهيم بن أمحد املعروف بابن احلاج اللورقي

وعاثر اجلد مصبور على اهلون...كم باملغارب من أشالء خمترم

باديس وذي النون: رييني واحلم...أبناء معن وعباد ومسلمة

وأصبحوا بني مقبور ومسجون...راحوا هلم يف هضاب العز أبنية

هو الذي حاصر إشبيلية حىت استوىل عليها وقبض على املعتمد - أحد رؤساء اللمتونيني -وكان سري بن أيب بكر ثالث بقني من احملرم سنة سبع وتقلد إمارا بعده دهرا مث توىل حماصرة بطليوس إىل أن دخلت عنوة يوم السبت ل

وقبض على املتوكل -يف شهر ربيع األول منها : يوم السبت السابع من صفر وقيل : وقيل -ومثانني وأربعمائة فقيد وأهني بالضرب يف استخراج ما عنده مث أزعج عنها وقتل هو وابناه الفضل والعباس على مقربة منها ذحبا وكان

وقيل إنه رغب يف تقدمي ولديه هذين بني يديه ليحتسبهما مث قام بعد قتلهما ليصلي . ني ذلك مما نعي على ابن تاشفوقد رثاهم أبو حممد عبد ايد بن عبدون . فبادره املوكلون به وطعنوه برماحهم حىت فاضت تفسه وغربت مشسه

أنشدناها القاضي أبو عبد : قال . بقصيدة فريدة أنشدناها شيخنا أبو الربيع بن سامل الكالعي حباضرة بلنسية مرارا أنشدناها الوزير الكاتب أبو حممد بن عبدون وأوهلا: اهللا حممد بن سعيد بن زرقون يف مسجده بإشبيلية قال :

فما البكاء على األشباح والصور...الدهر بفجع بعد العني باألثر

: يقول يف آخرها


ين والدنيا على عمر واد والد...ويح السماح وويح الباس لو سلما

تعزى إليهم مساحا ال إىل املطر...سقت ثرى الفضل والعباس هامية

يعني ابن -حدثين الفقيه أبو عبد اهللا حممد بن سعيد شيخنا : قال - وحدثين لفظا -وأنشدين أبو الربيع شيخنا وهو حمبوس يف -سعد بن املتوكل عن الوزير أيب بكر ابن القبطورنة أنه حدثه أنه دخل على جنم الدولة -زرقون

: فلما رآه أجهش باكيا مث أنشده-سجن امللثمة بعد غلبتهم على أبيه املتوكل وقتلهم إياه وابنيه العباس والفضل

يا سعد ساعدين ولست خبيال...بأبيك قدس روحه وضرحيه

وامنت ا محرا تفيض مهوال...واسفح علي دموع عينك ساعة

أمسيت من كمد عليه قتيال...القتيل فإنين إن يصبح الفضل

ومحيت شول عالئكم معقوال...كم قد وقيتكم احلمام مبهجيت

بدال فلم ترد املنون بديال...قدمت نفسي للمنايا دونكم

: ومن شعر املتوكل وكتب به إىل أخيه حيىي املنصور من يابرة مع نثر وقد بلغه أنه قدح فيه مبجلسه

ينوطون يب ذما وقد علموا فضلي...نعم اهللا باهلم فما باهلم ال أ

وإين ألرجو أن يسوءهم فعلي...يسيئون يف القول جهال وضلة

سواسية ؛ ما أشبه احلول بالقبل...طغام لئام أم كرام برغمهم

إىل غاية العلياء من بعدها رجلي...لئن كان حقا ما أذاعوا فال خطت

ومل أمنح العافني يف زمن احملل...ومل ألق أضيايف بوجه طالقة

وورد التقى مشي وحرب العدا نقلي...وكيف وراحي درس كل غريبة

وعند الرضا أحلى جىن من جىن النحل...ويل خلق يف السخط كالشرى طعمه

آلت مبا أعي الصناديد من قبلي...وإين وإن كنت األخري زمانه

تأوى اضطرارا إىل ظلي كالب عدا...وما أنا إال البدر تنبح نوره

كؤوس القلى مهال رويدك بالعل...فيا أيها الساقي أخاه على النوى

فمثلي ال يقلى ومثلك ال يقلي...لتطفئ نارا أضرمت يف صدورنا

وألقى إليك األمر يف الكثر والقل...ألست الذي أصفاك قدما وداده

وم ال من يل ومن يل ذخرا غريك الي...وصريك الذخر الغبيط لدهره

ملن أشكو صنيعك يب قل يل: فقل يل ...وقد كنت تشكيين إذا جئت شاكيا !

سأشكوك يوم احلشر للملك العدل...فبادر إىل األوىل وإال فإنين

: وله وقد ارتقب قدوم أخيه عليه من شنترين يوم اجلمعة فوفد عليه يوم السبت

وبة يوم عيديف العر: وقلنا ...ختريت اليهود السبت عيدا

أطلت لسان حمتج اليهود...فلما أن طلعت السبت فينا

: ومن مليح ما يف هذا املعىن


ينادمين فيه الذي أنا أحببت...وحبب يوم السبت عندي أنين

حنيف ولكن خري أيامي السبت...ومن أعجب األشياء أين مسلم

قحط خيف قبل ذلك واتفق أن وايف بطليوس حينئذ وكتب أبو حممد بن عبدون إىل املتوكل وقد انسكب املطر إثر : مغن حمسن يعرف بأيب يوسف

فياليت شعري ما ينتظر...أمل أبو يوسف واملطر

حضور نديك يف من حضر...ولست بآب وأنت الشهيد

ء بني النجوم وبني القمر...وال مطلعي وسط تلك السما

تر م حمثوثة بسياط الو...وركضي فيها جياد املدا

: فبعث إليه املتوكل مركوبا وكتب معه على خيفة من عيون البشر...بعثت إليك جناحا فطر

ويف ظلل من نسيج الشجر...على ذلل من نتاج الربوق

فمن غاب كان فدا من حضر...فحسيب عمن نأى من دنا

ه وقدم طعاما مث قعد بباب الس وتوجه إىل شنترين ومعه أبو حممد بن عبدون فتلقاه ابن مقانا قاضي حضرته وأنزل إىل بعض أصحابه وقد أعد له جملس أنس - ملا أبرمه -فخرج أبو حممد . مالزما له إىل الليل واملتوكل حمتشم منه

فقعد يشرب معه ؛ وقد وجه من يرقب انفصال ابن مقانا فلما عرفه بذلك بعث إىل املتوكل بقطيع مخر وطبق ورد : وكتب معهما

وقد خبا حىت الشهاب الثاقب...اجتلها منرية إليكها ف

إال وقد كاد ينام احلاجب...واقفة بالباب مل تأذن هلا

وبعضها من احلياء ذائب...فبعضها من املخاف جامد

: فقبلها وكتب إليه بكرا وقد شابت هلا ذوائب...قد وصلت تلك اليت زففتها

الذاهب من أنسنا إن استرد...فهب حىت نسترد ذاهبا

ال أنسى واهللا خط املتوكل ذين : أخربين الوزير أبو طالب بن غامن قال : البن بسام " كتاب الذخرية " وقرأت يف : البيتني يف ورقة بقلة الكرنب وقد كتب إيل ما من بعض البساتني

واسقط سقوط الندى علينا...اض أبا طالب إلينا

حاضرا لدينا ما مل تكن...فنحن عقد بغري وسطي

: وحكى غريه أنه كتبهما بطرف غصن وروى البيت األول

وقع وقوع الندى علينا...أقبل أبا طالب إلينا

عبد امللك بن هذيل بن زرين ذو الرياستني

حسام الدولة أبو مروان


لشرق موضع وىل بعد أبيه احلاجب عز الدولة أيب حممد هذيل بن عبد امللك بن خلف ابن لب بن زرين شنتمرية اإمارة سلفه وكان ظهورهم يف سنة إحدى وأربعمائة أول افتراق اجلماعة وانبعاث الفتنة ويعرفون ببين األصلع

وانتماؤهم يف هوارة

- املعروف بابن األصلع -وأبو حممد هذيل بن خلف ابن لب بن زرين : وقد ذكر ابن حيان طرفا من خربهم فقال

ورث ذلك عن سلفه مث " كان من أكابر برابر الثغر . " ر األعلى واألدىن لقرطبة صاحب السهلة موسطة ما بني الثغوالتقيل جلاره إمساعيل بن ذي النون يف الشرود عن سلطان " واإلمارة جلماعته " مسا ألول الفتنة إىل اقتطاع عمله

احلاجب منذر بن حيىي قرطبة فاستوى له من ذلك ما أراد هو وغريه من مجيع من انتزى يف األطراف ومترس بهمدرجا له يف طي من استتبعه واشتمل عليه من أصاغر أمراء الثغر فأبت نفسه البخوع له واالنضمام إليه فرد أمره

وحاده وصار نده وأجاره منعة معقله

كان و. يف اتصال عمارا فكثر ماله - املنسوبة إىل بين رزين -وليس يف ذلك الثغر أخصب بقعة من سهلته : قال وأطال ابن حيان يف . مع ذلك شابا مجيل الوجه صار إليه أمر والده منبعث الفتنة وهو فىت مع العشرين من سنه

وصفه بالقسوة والفظاظة ورفعة اهلمة فاقتصرت من ذلك على ما أثبت

ويعرف -وبعده وىل أخوه عبد امللك بن خلف أبو مروان . وهذيل هذا هو عم هذيل والد أيب مروان املذكور مث وىل ابنه هذيل مث ابنه عبد امللك مث ابنه حيىي وعليه انقرض ملكهم-بعبود

متعسفا على الشعراء ومتعسرا مبطلوم من ميسور العطاء وضعيف منظومه - مع شرفه وأدبه -وكان أبو مروان سية بعضها ووىل بعده ابنه وقد صار إليه من أعمال بلن. وكانت وفاته سنة ست وتسعني وأربعمائة . أكثر من قوية

ومن شعره يفخر. فأقام يسريا وتغلب على ما بيده ابن تاشفني بعد أن أقام هو وأبوه دعوته يف أعماهلما :

كلها لألنام حمي مميت...أنا ملك جتمعت يف مخس

وكالم يف وقته وسكوت...ذهن وحكمة ومضاء : هي

: وله جماوبا

فمن مل يكن سكران فليكن السكر...رغبتم وأرغبناكم وهي اخلمر

هو البحر إن أعطى وإن صال فالدهر...إليكم فإين يف الوغى والندى فىت

: وله

وهم على ما علمتم أفضل األمم...شأوت أهل رزين غري حمتفل

أغنوا وإن سوبقوا حازوا مدى الكرام...قوم إذا حوربوا أفنوا وإن سئلوا

مد البحار وال هطالة الدمي...جادوا فما يتعاطى جود أمنلهم

! هيهات...وما ارتقيت إىل العليا بال سبب

هل أحد يسعى بال قدم

فليحكين يف الندى والسيف والقلم...فمن يرم جاهدا إدراك مرتليت

: وله


يصعد حىت ينتهي حده...من كثر اجلهد يرى سعده

أيامه وانصرفت جنده...ومن أذل املال عزت به

من هدم البخل بين جمده...ناء البخل وارفض به فاهدم ب

من عاش يف أمواله وحده...ال عاش إال جائعا نائعا

: وله يصف روضا

فأضحى مقيما للنفوس ومقعدا...وروض كساه الطل وشيا جمددا

رواقص يف خضر من العصب ميدا...إذا صافحته الريح ظلت غصونه

وقد كسرته راحة الريح مربدا...إذا ما انسياب املاء عاينت خلته

حساما صقيال صايف املنت جردا...وإن سكنت عنه حسبت صفاءه

غناء ينسينا الغريض ومعبدا...وغنت به ورق احلمائم حولنا

ومد إىل ما قد حباك به يدا...فال جتفون الدهر ما دام مسعدا

إذا ما سعى بدر حتمل فرقدا...وخذها مداما من غزال كأنه

لهو :

تبني لرائيها وتأىب على اللمس...أدرها مداما كالغزالة مرة

على أا ختفى على الذهن واحلس...وتبدو إىل األبصار دون جتسم

آللئ قد رفعن يف لبة الشمس...إذا شعشعت يف الكأس خلت حباا

جبيش األماين واملسرة واألنس...موكلة باهلم زم جيشه

وإن شئت قل فيها أرق من النفس...ق من اهلوى فإن شئت قل فيها أر


متومها من رمسه املعلوم...أحنى على جسمي النحول فلم يدع

سر خفي يف ضمري كتوم...عبثت به أيدي الصبا فكأنه

: وله

ميرضين من حلظها ما أعلين...يزهدين يف الزهد عني مريضة

عساين أفديه ا ولعلين...ومل يبق نفسي غري عطفة شادن

فألين عذب الرضاب وعلين...شكوت إىل فيه الذي يب من الظلما

: وله

إذا انقلبوا بالقلب ال كان مدمع...دع الدمع يفن اجلفن ليلة ودعوا

مجيل وال طول الندامة ينفع...سروا كاغتداء الطري ال الصرب بعدهم

من األرض البسيطة أوسع وصدري...أضيق حبمل الفادحات من النوى

لبست من العلياء ما ليس خيلع...وإن كنت خالع العذار فإنين


ويف احلرب ال أخشى وال أتوقع...إذا سلت األحلاظ سيفا خشيته

: وله

مراضا" من رأت عينه عيونا ...يب فليس صحيحا " برح السقم

صريت أنفس الورى أغراضا...إن لألعني املراض سهاما

يف مشعةوله :

برداء العاشقينا...رب صفراء تردت

تفعل اآلجال فينا...مثل فعل النار فيها

غري مرة - ودار سلفه شنتمرية املنسوبة إىل بين رزين -وحدثين القاضي أبو عامر نذير بن وهب بن نذير الفهري أحدمها يصلي فيه ارا والثاين ليال : حدثين أيب أنه كان بشنتمرية معلم كتاب يؤدم ويؤم يف مسجدين: بلفظه قال

فكتب إىل احلاجب ذي الرئاستني أيب مروان عبد امللك بن احلاجب ذي ادين عز الدولة أيب حممد هذيل بن رزين : يسأله التقدمي يف املسجد اجلامع للصالة يف دولة مع سائر األئمة فوقع له يف مكتوبه

ين وجامع إنسان يف مسجد...أيطيق تأديبا وعقد إمامة

فمن الزيادة يتقى النقصان...اثبت على إحدى املراتب ال تزد

وحكى يل غريه أن أبا مروان هذا كانت له جندة وصرامة وإقدام ؛ قرب جنده من نفسه وحتبب إليهم واختلط م يف صفر سنة ووقائعه يف الثغر مشهورة وجرى عليه خطب كبري . حىت كان ال ميتاز منهم يف مركب وال ملبس

دبر عليه صهره عبيد اهللا القائم بأذكون وأراد اغتياله مع طائفة من : ثالث وتسعني وأربعمائة قبل وفاته بيسري فلما . رجاله لريث مكانه وكان قد أحضره لدعوة احتفل فيها مع مجاعة منهم أبو عيسى بن لبون صاحب مربيطر

واتفق أن كانت أخته . ه وخبطوه بسيوفهم حىت أثخنوه جراحا أمكنتهم الغرة فيه بأخذ الشراب منه وثبوا عليواقتياله: " فصعدت إىل علية هناك وصرخت - وهي زوج عبيد اهللا هذا -حاضرة !

؛ فتبادر الناس لتعرف القصة ودخلوا على أيب مروان وبه رمق فأرادوا قتل قاتلية بأمجعهم فأمرهم بترك صهره "يزل يعاجل من جراحه إىل أن برئ وصح وقد غريت من شكله وشانت وجهه فأمر وابنه والقبض عليهما ؛ ومل

بصهره فقطعت يداه ورجاله ومسلت عيناه وصلب وأمر بقطع رجل ابنه وخلى سبيله حممد بن أمحد بن إسحاق

بن زيد بن طاهر القيسي أبو عبد الرمحنيسى هو خملوع املعتضد عباد بن حممد من شلب وأبوه ع-قرأت يف تاريخ أيب بكر حممد بن عيسى بن مزين الكاتب

كان من أعالم تدمري وبياضها - يعين أبا بكر أمحد بن إسحاق والد أيب عبد الرمحن - أن ابن طاهر -وكان صهره فاستبد ا إال أنه مل يعد اسم الوزارة فيها واملظامل إىل أن مات

رسم أبيه وومسه يف املظامل إىل أن أخرجه عنها أبو بكر بن عبد الرمحن حممد فتمادت حاله على" أبو " وخلفه ابنه عمار يف قصص طويلة سنة إحدى وسبعني وأربعمائة

يعين -خاف زهري : وقرأت خبط القاضي أيب القاسم بن حبيش يف بعض معلقاته من تاريخ أيب مروان بن حيان


-سية عليه إن تركه خلفه لصغوه إىل جماهد انتقاض أيب عامر بن خطاب رئيس مر-الصقليب صاحب املرية ومرسية

مناوئه فأسكنه معه املرية دون أن يغري له حاال وال نعمة وترك مبرسية ابن طاهر ند ابن خطاب -يعين العامري ومناوئه بعد أن انطلق ابن طاهر من يد جماهد بفدية غليظة وعاد إىل حاله ونعمته وأعانه زهري على مل شعثه ووىف

أنت قدمه مبرسية فيما بعد وارتفعت حاله وبعد عنها عدوه ابن خطاب آخر األيام فلم يقض له رجوع بعهده فاطم إليها إىل أن مضى لسبيله

بلغت قرطبة وفاة الشيخ أيب بكر أمحد بن - يعين من سنة مخس ومخسني وأربعمائة -ويف صدر شهر رمضان : قال وكان من آخر من أنظر إىل هذه املدة من بقايا رؤساء الكور . الفاجلية طاهر املتأمر قدميا ببلده مرسية بعد طول علته

يف مجلة املنصور عبد العزيز بن عبد الرمحن بن أيب عامر وولده - بعد انقراض دولة الصقالبة العامريني -فكان يعتد ما خالل ذلك مفارقته عما يف عبد امللك على استبداده عليهما وامتناعه من تنفيذ ماال يوافقه من أمرمها وإرساله إليه

يده من بلده وقيامه باإلنفاق على من يرتله من جنده وتفرده بقود جند البلد وجباية ماله يرسل من فضله إىل كل منهما يف وقته ما فارقه عليه فال ميكنهما خالفه لقوة منكبه ووفور ماله واجتماع أهل بلده على طاعته واعترافهم

مث اتسعت مكاسبه حىت صار نصف بلده ضيعة . على مجاعتهم وعمرت بالدهم جبميل سريته حبقه قد أصلح اهللا به له وأحسن ارتباط اجلند بإنصافهم واإلحسان إليهم فأحبوه وناصحوه فاستقام أمره وضخمت نعمته

ضل وعضده ابن صدق له جنيب لبيب يسمى حممدا ويكىن أبا عبد الرمحن سلك سبيله واتبع سريته وزاد عليه بففلما مضى لسبيله قعد مكانه وجرب ثلمه واستقام الناس له كأم ما . علم وأدب فحجبه أيام تعطله وسد مسده

وهلك هذا الشيخ عن حنو تسعني سنة. فقدوا أباه

انتهى كالم ابن حيان . وآل طاهر ذوو بيت عامر وعدد وافر يفخرون بالعروبية وينتمون يف قيس عيالن : قال عتقده يف بين خطاب وسيأيت ذكر ذلك إن شاء اهللاوهذا خالف م

وكان أبو عبد الرمحن من أهل العلم واألدب البارع يتقدم رؤساء عصره يف البيان والبالغة ومياثل الصاحب إمساعيل سلك اجلواهر " -بن عباد وأمثاله يف الكتب عن نفسه ورسائله مدونة وأليب احلسن بن بسام فيها تأليف مساه ب

وروى احلديث عن أيب الوليد بن ميقل وقد أخذ عنه واستجازه أبو علي بن سكرة البنه " . سيل ابن طاهر من تروذكره أبو القاسم بن بشكوال يف تارخيه وحدثين املقرئ املعمر أبو عبد اهللا حممد بن عبد العزيز بن سعادة الشاطيب

. عبد الرمحن بن طاهر جبميع روايته عن ابن ميقل عن اخلطيب أيب الوليد حممد بن عبد الرمحن بن عريب عن أيب

وكانت فيه دعابة غالبة عليه ال يدعها حبال وأجود رسائله ما اشتمل على اهلزل مليل طبعه إليه

وكان على ذلك جوادا ممدحا ينتجعه الشعراء ويقصده األدباء وقد انتجعه أبو بكر بن عمار أيام مخوله مث قضى أن بعد خالصة من اعتقاله واخنالع ابن عمار عن مرسية -معه نوادر مذكورة منها قوله خلعه عن سلطانه فله

وكان ابن " أبا العيناء ال أنت وال أنا : " واجتماعهما عند الوزير ألجل أيب بكر بن عبد العزيز أيام رياسته ببلنسية -ال أختار من خلعه : " قال لرسوله ومنها وقد أرسل إليه وقت القبض عليه خيريه يف خلعة يلبسها ف. عمار أخفش

نعم إمنا عرض بزي يوم قصدته : " فعرفها ابن عمار واعترف ا وقال " إال فروة طويلة وغفارة ضئيلة -أعزه اهللا وقد جرى له مع أيب بكر بن عبد العزيز يف معىن الدعابة واملطايبة ما احتمله له لفضل " . ويئيت حني أنشدته


- بل صرح -بكر حركة فذكر الفول وكان أبو عبد الرمحن مولعا به ومكثرا ألكله فعرض له هو وأبو . رجاحته

وذكر ابن بسام وغريه وقرأت يف تاريخ الكاتب أيب : وخرب خلعه . مبا كان يف لسانه من عقلة وهو إذ ذاك ضيفه : تاب املعتمد حممد بن عباد قال بكر حممد بن يوسف بن قاسم الشليب تلميذ الكاتب أيب بكر ابن القصرية وأحد ك

كان ابن عمار قد نزل ضيفا على ابن طاهر يف صعوده إىل ابن رميند صاحب برشلونة فاستبان ضعفه فداخل أعيان مث وصل ذلك عند اجتماعه رميند مبعاقدته على أن يعينه يف حماصرته وبذل له عن ذلك عشرة . مرسية خمبال وخمذال

بعسكره إىل مرسية ويأيت هو يف عسكر ابن عباد ويرهن كل واحد منهما معاقدة ما يثق آالف مثقال على أن ينحدرفاجتمعا برميند . به فرهن الربشلوين ابن عمه وأصعد ابن عباد ابنه املسمى بالرشيد يف جيش إشبيلية وابن عمار معه

كثر من ذلكعليها على ميعاد عيناه وحاصرا مرسية وشنا الغارات عليها فلم ينالوا منها أ

قد قدر أن ينظر له يف املال املذكور ويلحق به وذلك ألجل ضربه - عند فصوله من إشبيلية -وكان ابن عمار وحترك املعتمد إىل قرطبة مث إىل جيان ومعه الرهينة على عادته من التؤدة . الربشلوين فانصرم األجل ومل يصل املال

ه واعتقد أن ابن عمار مكر به فقبض عليه وعلى الرشيد وقيدمهاوأبطأ على رميند ما عوقد علي. وااللتواء

فلما وصل إىل وادي آنة مل ميكنه . وانقلب عسكر إشبيلية مفلوال واملعتمد قد فصل من جيان وشارف عمل شقورة نهم خوضه ملدة بالسيول فأقام على شاطئه الغريب وإذا سرعان فل العسكر قد أطلوا على الشاطئ الشرقي فاقتحمه م. فارسان أجازا إليه وأخرباه بالنبأ الكريه فسقط يف يده ونكص على عقبه وقد استوثق من الرهينة ورجع إىل جيان

وقد كان ابن عمار أوصى إليه مع هذين الفارسني أن يقيم لعله يلحق به فورد عليه بعد متام عشرة أيام ونزل على عبيده إىل جيان وفيه شعر يأيت ذكره بعد وأولهوادي بلون وكتب كتابا وطواه وبعث به أحد فرسان :

أصدق ظين أم أصيح إىل صحيبفوصل إليه وبكى بني يديه مث اعترف باخلطأ يف السالف وتوافق معه على إطالق رهينة . فجاوبه املعتمد عنه مبا أنسه

شلوين إىل بالده وعاد الرشيد وانصرف الرب. بالربشلوين مع املال لينطلق الرشيد بوصوهلما من االعتقال فكان ذلك إىل إشبيلية

وحكى غريه أن ابن عباد سعى يف خالص الرشيد حىت فداه بثالثني ألفا ضرا زيوفا وحلق الرشيد بأبيه املعتمد

- أو زور -وعاد البن عمار يف مرسية رأيه الدبري وجل له ميالنه فذكر للمعتمد : قال ابن قاسم املذكور يف تارخيه

وذلك يف سنة أربع : زاد غريه -رسية قد داخلوه وخاطبوه وأظهر هلم كتبا ذكر أم كتبوها إليه أن أهل م وفصل عن إشبيلية بعسكرها - يعين املعتمد -وأشار إليه بتجهيز عسكر ثان يتقلده فلم خيالفه : قال . وسبعني

م خيل قرطبة إىل عسكر إشبيلية وسهر فض- وعليها الفتح ابن املعتمد وهو يومئذ حاجب أبيه -ووصل إىل قرطبة فأنشأ ابن عمار " قد انصدع الفجر : " إىل أن شارف الصبح فقال أحد اخلصيان " الفتح " يف اجتيازه هذا ليلة عند

: يقول وكيف ال ومسريي احلاجب الفتح...إليك عين فليلي كله صبح

: قال وعامله يومئذ عبد اهللا بن رشيق هكذا مساه " حصن بلج " مث تقدم ابن عمار إىل مرسية واجتاز يف طريقه على فلما مسع به ابن رشيق خرج إليه على : قال . عبد الرمحن وهو الصحيح : وغريه يقول فيه -ابن قاسم الشليب هذا


واحتفل ابن رشيق يف إنزاله احتفاال . أميال من احلصن ورغب إليه يف الرتول عنده فأجابه ابن عمار إىل ذلك طرفه ابن عمار وآل به إىل أن قدمه على جيشه ومل يعلم أنه حيمل منه الداهية الدهياء والداء العياء فوصل إىل است

مرسية وضايقها مدة غدر له يف أثنائها حصن مولة فاستعمل عليه ابن رشيق وترك معه مجلة من اخليل وصدر إىل زال مولة عنهاإشبيلية وقد برح مبرسية تكرر احلصار وانقطاع املواد باخن

وما زال ابن رشيق يغاديها ويراوحها بالغارات ويداخل أهلها يف القيام على ابن طاهر وميينهم احلظوة حىت الن ولقد شهدت : قال ابن قاسم . قيادهم وصرحوا له باالحنياز ووصلت كتبهم على يديه إىل ابن عمار وهو بإشبيلية

كأنكم بفتح : " فلما استوفاها قال لنا - وكانت أزيد من عشرين -تب ابن عمار يف القصر بإشبيلية يقرأ هذه الكفكان كذلك" مرسية من غد إىل بعد غد

وملا مت ألهل مرسية تدبريهم مع ابن رشيق حترك من مولة حنوهم على وقت معني فلما وصل إىل ظاهرها صرخوا أنصاره بشعاره وأخرج ابن طاهر من داره إىل بدعوة ابن عباد وفتحوا أبواا لذلك امليعاد فدخل ابن رشيق يف

السجن وكتب من قصر مرسية وقد متلكها وأخذ البن عباد بيعة أهلهاوحكى غريه أن ابن طاهر ملا قبض عليه اعتقل حبصن منت أقوط إىل أن ورد كتاب املعتمد بتسرحيه فلحق بأيب بكر

قيل إن ابن طاهر هرب من معتقله بإعانة ابن عبد العزيز وقد . بن عبد العزيز ببلنسية لسعيه يف ذلك وشفاعته فيه وتنبيهه على الوجوه امليسرة خلالصه

ومد أليب عن الرمحن بن طاهر هذا يف البقاء حىت جتاوز مصارع : من تأليفه " كتاب الذخرية " قال ابن بسام يف عى الكنبيطور وحصل لديه أسريا سنة مجاعة الرؤساء وشهد حمنة املسلمني ببلنسية على يدي الطاغية الذي كان يد

كذا قال ابن بسام وإمنا دخل الكنبيطور بلنسية سنة سبع ومثانني. مثان ومثانني يعين وأربعمائة

وتويف أبو عبد الرمحن ببلنسية وصلى عليه بقبلة املسجد اجلامع منها إثر صالة العصر من يوم األربعاء الرابع ان ومخسمائة مث سري به إىل مرسية ودفن ا وقد نيف على الثماننيوالعشرين من مجادى األخرية سنة مث

وعلى مكانه من الرباعة والبالغة يف الرسائل فلم أقف له على شعر سوى قوله يف مقتل القادر حيىي بن إمساعيل بن بلنسية وانتقاله من املأمون حيىي بن ذي النون على يدي أيب أمحد جعفر بن عبد اهللا بن جحاف املعافري عند انتزائه ب

: خطة القضاء إىل خطة الرئاسة وكان أخيف

فلقد جئت عويصا...أيها األخيف مهال

وتقمصت القميصا...إذا قتلت امللك حيىي

مل جتد عنه حميصا...رب يوم فيه جتزى

ا وتركه على فقضى اهللا أن تسلط عليه الطاغية الكنبيطور بعد أن أمنه يف نفسه وماله عد دخوله بلنسية صلحومل يزل يستخرج ما . القضاء حنوا من عام مث اعتقله وأهل بيته وقرابته وجعل يطلبهم مبال القادر بن ذي النون

عندهم بالضرب واإلهانة وغليظ العذاب مث أمر بإضرام نار عظيمة كانت تلفح الوجوه على مسافة بعيدة وجئ فضج املسلمون والروم وقد اجتمعوا . له فأمر بإحراقهم مجيعا بالقاضي أيب أمحد يرسف يف قيوده وأهله وبنوه حو

- وذلك بوجلة بلنسية -واحتفر للقاضي حفرة . ورغبوا يف ترك األطفال والعيال فأسعفهم بعد جهد شديد


بسم اهللا : فلما دنت منه ولفحت وجهه قال . وأدخل فيها إىل حجزته وسوى التراب حوله وضمت النار حنوه حيم وقبض على أقباسها وضمها إىل جسده يستعجل املنية فاحترق رمحه اهللا وذلك يف مجادى األوىل سنة الرمحن الر

مثان ومثانني وأربعمائة ؛ ويوم اخلميس منسلخ مجادى األوىل من السنة قبلها كان دخول الكنبيطور املذكور بلنسيةن يوم اخلميس اخلامس من شهر رمضان سنة مخس مث ملكها الروم ثانية بعد أن حاصرها الطاغية جاقم الربشلوين م

وثالثني وستمائة إىل يوم الثالثاء السابع عشر من صفر سنة ست وثالثني ويف هذا اليوم خرج أبو مجيل زيان ابن يف أهل بيته ووجوه الطلبة واجلند وأقبل - وهو يومئذ أمريها -مدافع بن يوسف بن سعد اجلذامي من املدينة

يي بأحسن زي يف عظماء قومه من حيث نزل بالرصافة أول هذه املنازلة فتالقيا بالوجلة واتفقا على الطاغية وقد تزوحضرت ذلك كله وتوليت العقد . أن يتسلم الطاغية البلد سلما لعشرين يوما ينتقل أهله أثناءها بأمواهلم وأسبام

. نواحي دانية واتصل انتقال سائرهم برا وحبرا وابتدئ بضعفة الناس وسريوا يف البحر إىل . عن أيب مجيل يف ذلك

وصبيحة يوم اجلمعة السابع والعشرين من صفر املذكور كان خروج أيب مجيل بأهله من القصر يف طائفة يسرية أقامت معه وعند ذلك استوىل عليها الروم أحام اهللا

أمحد بن رشيق الكاتب أبو العباس

رسية وانتقل إىل قرطبة وطلب األدب فربز فيه وبسق يف صناعة الرسائل مع كان أبوه من موايل بين شهيد ونشأ مب. وشارك يف سائر العلوم ومال إىل الفقه واحلديث وبلغ من رياسة الدنيا أرفع مرتلة . حسن اخلط املتفق على ايته

ورقة فكان ينظر فيها نظر وقدمه األمري أبو اجليش جماهد بن عبد اهللا العامري على كل من يف دولته ووالة جزيرة ميوهو آوى . العدل والسياسة ويشتغل بالفقه واحلديث وجيمع العلماء والصاحلني ويؤثرهم ويصلح األمور جهده

الفقيه أبا حممد بن حزم حني نعى عليه بقرطبة وغريها خالفة مذهب مالك وبني يديه تناظر هو والقاضي أبو الوليد ما رأينا من أهل الرئاسة من جيري جمراه مع هيبة مفرطة : - وأكثر خربه عنه -قال احلميدي يف تارخيه . الباجي

وذكر أنه مات بعيد األربعني وأربعمائة عن سن . وتواضع وحلم عرف به مع القدرة وله رسائل جمموعة متداولة رقة وكان قد كتب إليه عالية ؛ وهو القائل يراجع أبا احلسن ابن سيده الضرير معتذرا عن صلة وجه ا إليه من ميو

: من دانية يستمنحه يف حط ثقل من الغرامة يب...أدأب دهري ولو تطاول يل

يف عفة من دميم مكتسب...أحدثه يل تصاون وهوى

فباطين قلة على رتب...فمن رآين وظاهري لغىن

وهي بذنيب إليه مل جتب...أستغفر اهللا بل له نعم

حممد بن مروان

الكاتب أبو عبد اهللابن عبد العزيز

أصله من قرطبة وسكن بلنسية ويعرف بابن روبش وسيأيت ذكر نسبه عند ذكر ابنه الوزير األجل أيب بكر أمحد بن وكان أبو عبد اهللا هذا قد رأس يف آخر دولة املنصور عبد العزيز بن عبد الرمحن بن حممد بن أيب عامر . حممد


ابنه املظفر عبد امللك بن عبد العزيز متشت حاله معه على ما كانت عليه يف صاحب بلنسية فلما تويف املنصور وملك وكان عبد امللك ضعيفا فخلعه صهره املأمون حيىي بن إمساعيل بن ذي النون صاحب طليطلة يف سنة سبع . حياة أبيه

بالد الشرق فاستخلف ومخسني وأربعمائة ويف ليله عرفة لتسع خلون من ذي احلجة منها وملك بلنسية وما إليها من مث انتقل ذلك عند وفاته إىل أيب بكر ابنه فتناهت فيها . عليها أبا عبد اهللا بن عبد العزيز هذا وجعل إليه تدبري أمرها

حاله بعد موت املأمون بن ذي النون واستبد بالرئاسة وجرى على أمحد سنن من السياسة ؛ ذكر هذا اخلرب أبو بكر يما وقعت عليه من تأليف له خمتصر يف التاريخحممد بن عيسى بن مزين ف

وأما ابن حيان فذكر هذا املخلوع عبد امللك وأساء الثناء عليه وحكى أنه كان يف مصري ملك أبيه إليه قد ختلى عن أمر اإلمارة أمجعه وفوضه إىل وزيره أمحد بن حممد بن عبد العزيز املاضي لعبد امللك مكانه عند توليه وأشبع الكالم

ومن شعر أيب . يف صفة خلع عبد امللك ونسب حماولته إىل أيب بكر دون أبيه فدل ذلك على وفاته قبلها واهللا أعلم : عبد اهللا بن عبد العزيز ما جاوب به الوزير أبا عامر بن عبدوس وقد كتب إليه

وأعذب اخللق آدابا وأخالقا...يا أطيب الناس أغصانا وأعراقا

وسقت حنوي إرعادا وإبراقا...بت عن سنين ويا حيا األرض مل نك

وقد وسعت بالد اهللا إشراقا...ويا سنا الشمس مل أظلمت يف بصري

رحيب صدرك حىت قيل قد ضاقا...من أي باب سعت عني الزمان إىل

أين أخذت على األيام ميثاقا...قد كنت أحسبين يف حسن رأيك يل

سى عليه وأبدي منه إشفاقا آ...فاآلن مل يبق يل بعد احنرافك ما

وأنثين عنك مهما غبت مشتاقا...قد كنت أوليك إحسانا وإشفاقا

ومل يكن من ذميم الغدر ما عاقا...وما ألونك نصحا لو جزيت به

فأخفق األمل املأمول إخفاقا...وكان من أملي أن أقتنيك أخا

راقا حىت أرى منه إمثارا وإب...غرس من اإلخوان أكلؤه : وقلت

فكان ملا انتهى إزهاره ودناإمثاره حنظال مرا ملن ذاقا فاآلن أخلق ما بيين وبينك منثوب الوداد لسوء الفعل إخالقا

صفوي وأعلقتهم بالنفس إعالقا...ولست أول إخوان سقيتهم

قدري وال حفظوا عهدا وميثاقا...فما جزوين بإحسان وال عرفوا

حممد بن عمار بن احلسني

املهري ذو الوزارتني أبو بكربن عمار

أصله من قرية بشلب تعرف بشنبوس ونشأ خامال ينتجع بشعره ويطوف على ملوك الطوائف عصره ؛ وقد تقدم ذكر اعترافه بقصد ابن طاهر يف اهليئة اليت عرض له ا يف نادرته

فرتع إليه وبلغ من املرتلة لديه أن وتعلق يف أول أمره باملعتمد حممد بن عباد حني وجهه أبوه املعتضد حماربا لشلبمث صحبه بإشبيلية وكان حيضره جمالس أنسه ويستدعيه إليها ويؤثره على خاصته ويستريح إليه بسره ؛ . غلب عليه


: ومن ذلك قوله وكتب به إليه

وحان من يومنا العشي...قد زارنا النرجس الذكي

وقد عطشنا ومث ري...وحنن يف جملس أنيق

يا ليته ساعد السمي...يل غدا مسي ويل خل

: فأجابه واصال وقائال له الندى الرحب والندي...لبيك لبيك من مناد

قبلته وجهك السين...ها أنا بالباب عبد قن

شرفته أنت والنيب...شرفه والداه باسم

إن شاء ريب " للحاق ا آخره وسرى إىل ابن عمار أن املعتمد كتب من قرطبة إىل بعض كرائمه شعرا يعتذر فيه من افقال" أو شاء ابن عمار :

كما تتابع خطف البارق الساري...موالي عندي ملا وى مساعدة

أو شئت يف الرب فاركب ظهر طيار...إن شئت يف البحر فاركب ظهر ساحبة

ساحات قصرك واتركين إىل داري...حىت حتل وحفظ اهللا يكلؤنا

ذات الوشاح وخذ للحب بالثار...اسع إىل وقبل خلع جناد السيف ف

كما جتاوب أطيار بأسحار...ضما ولثما يغين احللى بينكما

كما حكى أبو الطاهر التميمي السرقسطي يف ديوان شعر ابن عمار من مجعه عند إيراد هذه القطعة

ض األمور السلطانية فسئم طلقه ذكر أن املعتمد أقام برهة بقرطبة يرفع بع" : كتاب الذخرية " وقال ابن بسام يف وكان خاطبه يف - خلقه ودعته دواعي نفسه إىل قينته وكأسه فاستشار يومئذ ابن عمار - على عادته -وتذكر

فوجده أهتك سترا وأقل عن اللذات صربا وأشار -ذلك بشعر وظن عنده أهبة إذ كانت عليه منه بعض الرقبة وذكر األبيات-به على ذلك ذا الشعر عليه بتعطيل الثغر وإضاعة األمر وجاو

ووجه املعتمد أبا بكر بن عمار إىل شلب متفقدا ألعماهلا فلما ودعه أنشده وقد اهتاج شوقه إليها وتذكر معاهد : صباه وعهوده فيها إذ كان واليا من قبل أبيه املعتضد عليها

ريهل عهد الوصال كما أد: وسلهن ...أال حي أوطاين بشلب أبا بكر

له أبدا شوق إىل ذلك القصر...وسلم على قصر الشراجب عن فىت

فناهيك من غيل وناهيك منخدر...منازل آساد وبيض نواعم

مبخصبة األرداف جمدبة اخلصر...وكم ليلة قد بت أنعم جنحها

فعال الصفاح البيض واألسل السمر...وبيض ومسر فاعالت مبهجيت

بذات سوار مثل منعطف البدر... ليال بسد النهر هلوا قطعتها

نضري كما انشق الكمام عن الزهر...نضت بردها عن غصن بان منعم

واتصل باملعتمد يف بعض سفاراته عنه إىل جليقية أن الطاغية أذفونش ثقفه هنالك مث ورد اخلرب بعد بضد ذلك فلما


: قدم ابن عمار كتب إليه املعتمد وصرفته ملا انصرفت عليه...ملا نأيت نأى الكرى عن ناظري

فوهبت قليب واعتذرت إليه...طلب البشري بشارة حيظى ا

إىل غري ما أوردت من الدالئل على لطف املرتلة ومتكن احلظوة وتضاعف األثرة وحب الرئاسة يف رأسه يدور إىل أن نفذ مبصرعه على يديه املقدور

االمتياح وقصائده املصوغة يف االنتجاع وحمو آثارها فما يوقف ومن بديع صنيع ابن عمار إتالف أشعاره املقولة يف منها اليوم على شيء سوى أمداحه يف املعتضد عباد وما ال اعتبار به لرتوره

وقد ألف أبو الطاهر حممد بن يوسف التميمي شعره ورتبه على حروف املعجم وال شك أنه حبث عنه يف مظانه على غري تقريظ املعتضد وأرى ذلك خدمة منه البنه املعتمدواستفرغ جهده يف مجعه فلم يقع له

أدمن اخلمر : وكان ابن عمار شاعر األندلس غري مدافع وال منازع إال أن مساوئ أفعاله ذهبت مبحاسن أقواله وملا خبط أبو : قال ابن بسام . وهون على نفسه الغدر فأداه ذلك إىل رداه وكان كالذي نفخ فوه وأوكت يداه

وإمنا كان يطلب سلطانا ينثر يف يده - بن عمار مسرات ملوك األندلس بعصاه وتردد ينتجعهم مبكائده ورقاه بكر جعل أبا عبد الرمحن بن طاهر موقع مهه ووجه أمه-سلكه وملكا خيلع على نفسه ملكه

ه فأقبله وجوه اجلياد وأخذ وملا ألقى املعتمد البن عمار ما بيده بعثه على حرب ابن طاهر بغاء لنفسه وبناء على أسوملا قال عزمه وفعل وقام وزن أمره واعتدل مد . عليه بالثغور واألسداد حىت فت يف عضده وانتزع سلطانه من يده

يده وبسطها وكفر نعمة ابن عباد وغمطها وانتزى له من حينه على مرسية وقعد ا مقعد الرؤساء وخاطب سلطانه ذلك جبر األذيال وإفساد قلوب الرجال معتقدا أن الرئاسة كأس يشرا ومالءة جمون خماطبة األكفاء مستظهرا على

فقيض له يومئذ من عبد الرمحن بن رشيق عدو يف ثياب صديق من رجل مدره ختر وجذيل خديعة ومكر . يسحبها مار مع ابن رشيق فصار ابن ع: قال . فلم يزل يطلع عليه من الثنايا والشعاب حىت أخرجه من مرسية ال كالشهاب

أنفقت مايل وحج اجلمل: " حتت املثل !

وقد تقدم ذكر السبب يف اعتقال الرشيد بن املعتمد وحصوله مع ابن عمار بأيدي الروم وازام عسكره احملاصر . " املعتمد إىل- يعين ابن عمار -ويف أثناء تلك احلال اليت أفضت بالرشيد إىل االعتقال كتب : قال ابن بسام . ملرسية

: ذه األبيات

وأقضي غرميي أم أعوج مع الركب...أصدق ظين أم أصيح إىل صحيب

وإن أتعقبه نكصت على عقيب...إذا انقدت يف رأيي مشيت مع اهلوى

يغريها ما قد تعرض من ذنيب...وإين لتثنيين إليك مودة

تريين بعدي عنك آنس من قريب...فما أغرب األيام فيما قضت به

وأرجوك للحب الذي لك يف قليب...أخافك للحق الذي لك يف دمي

من أحسن ما قيل يف معناه ومبثله فلتخدع األلباب وتستعطف األعداء - على سهولة مبناه -وهذا البيت : قال يف عنقه كان له : وصدق . إال أن املصراع األول كأنه شيء تكهنه من شانه وطرية ألقاها اهللا على لسانه . لألحباب


ربق ويف دمه حق حىت احتال له فناله واملرء يعجز ال احملالة : وفيها يقول

وال غرو يوما أن يفلل من غريب...وكم قد فرت ميناك يب من ضريبة

فلم يبق إال أن ختفف من عتيب...وأعلم أن العفو منك سجية

إىل الدهر مل يرتع لنائبة سريب...ويل حسنات لو أمت ببعضها

جابه املعتمد بقولهفأ :

ورد تلقك العتىب حجابا عن العتب...تقدم إىل ما اعتدت عندي من الرحب

صفوحا عن اجلاين رؤوفا عن الصحب...مىت تلقين تلق الذي قد بلونه

سأوليك مين ما عهدت من الرضاوأصفح عما كان إن كان من ذنب

من شعيب وال صار نسيان األذمة...فما أشعر الرمحن قليب قسوة

وكيف يعاين الشعر مشترك اللب...تكلفته أبغي به لك سلوة

فلم يزده جواب املعتمد إال توحشا ونفارا وتوقفا عن اللحاق به وازورارا يف تارخيه اموع يف أخبار املعتمد -هذا ما أورد ابن بسام من خرب ابن عمار يف هذه القضية وابن قاسم الشليب

علما ا وأحسن سردا هلا وقد مضى من ذلك ويأيت ما يصح به قويل إن شاء اهللا تعاىل أمنت-حممد بن عباد

: وأما أبو الطاهر التميمي فحكى أن ابن عمار كتب إىل املعتمد حبال أوجبت إحياشا

أصدق ظين أم أصيخ إىل صحيب : األبيات املتقدمة إىل آخرها وزاد فيها بيتا وهو

يطبقها ما بني شرق إىل غرب... والبد ما بيين وبينك من نثا

وقد ارن - يعين املعتمد -وقال أيضا وكتب ا إليه : وأورد جواب املعتمد عنها كما تقدم مث قال بعقب ذلك وذلك يف سنة إحدى وسبعني : زعيم برشلونة ابنه الرشيد ملال توقف له عنه وظن بابن عمار يف ذلك سعي قال

: وأربعمائة

فقد صرت من أمري على مركب صعب...أعوج مع الركب أأركب قصدي أم

فأجعله حظي أم اخلري يف القرب...وأصبحت ال أدري أيف البعد راحيت

على كل حال ما يزحزح من كريب...على أنين أدري بأنك مؤثر

وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب...أيظلم يف عيين كذا قمر الدجى

وليس له حاشا انتصاحك من حسبأنت شاهد جده" حنانيك فيمن "

يضاف به رأيي إىل الضعف واخلب...بطالب " وما جئت شيئا فيه بغى "

فللت ا حدي وكسرت من غريب..." سوى أنين أسلمتين مللمة "

جرت يف جري املاء يف الغصن الرطب...اليت " عوارفك " أما إنه لوال

قلت إن الذنب يف ما جرى ذنيب وال...ي ما أسوم من األذى " ملا مست نفس "


وأسأل سقيا من جتاوزك العذب...سأستمنح الرمحن لديك ضراعة

يا برد النسيم على قليب: سأهتف ...وإن نفحتين من مسائك حرجف !

: فأجابه املعتمد وسعيك عندي ال يضاف إىل ذنب...لدي لك العتىب تزاح عن العتب

أنسك ما تدريه فيك من احلب و...وأعزز علينا أن تصيبك وحشة

إىل غريه فهو املمكن يف القلب...فدع عنك سوء الظن يب وتعده

فجاوبت تأنيسا وعلمك يب حسيب...قريضك قد أبدى توحش جانب

وكيف يعاين الشعر مشترك اللب...تكلفته أبغي به لك سلوة

ة بينها وبني األوىل فخالف ابن قاسم وابن بسام هكذا أتى بالقطعتني وجواما على نسق وترجم يف الثانية بالتفرق كما ترى ؛ وحيتمل أن تكونا يف قصة واحدة

بأبيات استعاد بعضها يف - يعين بالسلطان -وقد كان خاطب أبا الوليد بن زيدون يف أول تعلقه : قال أبو الطاهر : هذه القطعة وهي

زمن اجلدب ونلت لديك اخلصب يف...تأملت منك البدر يف ليلة اخلطب

تولت به خيل احلوادث عن حريب...وجردت من حمروس جاهك مرهفا

تذكرين أيامها زمن احلب...وما زلت من نعماك يف ظل لذة

فمن مرتع خصب إىل مورد عذب...إذ العيش يف أفياء ظلك بارد

فنعمها واهتز روضي يف تريب...أحني سقى صوب اعتنائك ساحيت

عليه وسرب قد بدلت به سريب...مدائحي ثنيت لعطف قد ثنيت

جرت يف جري املاء يف الغصن الرطب...أما إنه لوال عوارفك اليت

وال صنت وجه احلمد عن كلف العتب...ملا ذدت طري الود عن شجر القلى

وأرضى ببعد بعد ما كان من قرب...ولكن سأكين بالوفاء عن اجلفا

يا برد النسيم على قليب: تف سأه...وإن لفحتين من مسائك حرجف !

يا زمين حسيب: وأخفقت فيه قلت ...وإين إذا قلدت جاهك مطليب !

وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب...أيظلم يف عيين كذا قمر الدجى

وهذا أيضا مما نبهت عليه قبل وعلى وقوعه نادرا حىت ال تعتل صحة احملكي عنه من ضياع منظوماته يف االنتجاع ؛ لى أن حكم العتاب خارج عن هذا البابع

وأما قصائده الشهرية يف املعتمد وبينه فلتوفيه حق االصطناع وتعفيه ما أوقعه يف االرتياع ودفعه إىل االستعطاف الكالم واستسهلت يف دعوى االختصار املالم فلغرابة هذه - حبسب االضطرار -وإن أطلت . واالستشفاع

ا من األشعاراألخبار وبراعة ما يتخلله

ذكر أبو بكر حممد بن يوسف بن قاسم الشليب : ونعود إىل خرب ابن رشيق مع ابن عمار وما آل إليه أمره بعد ذلك


املتضمن - أن ابن رشيق ملا قرئ كتابه - مع زيادات ختريا وبعضه على املعىن دون اللفظ -ما تلخيصه وإجيازه . وأعمل نظره يف اللحاق ا وأشار على املعتمد بذلك فما خالفه فواقا بإشبيلية ارتاح ابن عمار -دخوله مرسية

فلم يترك ابن عمار بإشبيلية يف ملك سلطانه وال ملك أحد من معارفه فرسا عتيقا وال مطية وال زاملة إال استخرج هم على اختالف ذلك من أيديهم رغبة ورهبة حىت الجتمع له مائة جنيبة ومائة زاملة وأحضر له التجار ما بأيدي

ومل . بضائعهم من الديباج واخلز إىل ما دون ذلك من نفيس الكسا ليعم بذلك أهل مرسية على قدر منازهلم عنده : " فقال " سر إىل خرية اهللا وال تظن أين خمدوع : " خيف عن ابن عباد وجه مراده فما سلم عليه مودعا قال له

فحلم عنه" لست مبخدوع ولكنك مضطر

ن إشبيلية على باب مقرانة وأقام بظاهرها أربعة أيام يستويف أغراضه مث رفع ألويته وقرع طبوله وسار ال مير وخرج محىت وصل إىل مرسية فدخلها يف يوم مشهور وابن رشيق بني . ببلد من أعمال ابن عباد إال استخرج منه كل ذخرية

اين جملس التهنئة للخواص والعوام فسجعت الشعراء وجلس يف اليوم الث. يديه قد برز له وخرج يزفه إىل القصر يف " ينفذ هذا إن شاء اهللا : " بأمداحه وقد تزيي بزي ابن عباد يف محل الطويلة على رأسه وحكاه يف التصيري وكتب

وبلغه أن ابن عبد العزيز عاب ذلك عليه فكبت إليه. أسفل قرطاسه وحتتم يف كلتا يديه :

أن يتبع الترتير بالتندير " ...ر قل للوزير وليس رأي وزي "

وقف على التعزيز والتوقري...إن الوزارة لو سلكت سبيلها

يف التعجيز والتصدير" رمحاك " ...وأرى الفكاهة جل ما تأيت به

يف خامت التأمني والتأمري...وصلت دعابتك اليت أهديتها

فخليقة التقديس والتطهري...وأظنها للطاهري فإن تكن

يف طينة التقدمي والتأخري...ولعل يوما أن يصري نعته

سيناهلا التدمري من تدمري...وترى بلنسية وأنت قدارها

وحكى غريه أن ابن طاهر هو الذي غمز على رسول ابن عمار املعلم خبامتيه وأنه نسب أحدمها للمؤمتن بن هود وله : على هذه القطعة يف جمموعة من شعر ابن عمار قال وترجم أبو الطاهر التميمي . والثاين ألذفونش بن فردلند

للوزيراألجل أيب بكر بن عبد العزيز وقد ندر فيه حني بلغه أن أذفونش ملك الروم أعطاه خامتا عند اجتماعه به ابن عمار أخامت التأمري أم خامت التأمني فقال : ولياذه فرارا من الوحشة الواقعة بينه وبني ابن عباد وختوفا منه فقال

: واعتقد إنفاذها إليه وذكر األبيات وزاد يف آخرها

لنقول يف التقدمي والتأخري...فرسا رهان أنتما فتجاريا

واستعمل ابن عمار خساس عبيده على احلصون وأقطعهم الضياع وأعرض عن النصيح وأقبل على : قال ابن بسام حىت إذا . األوباش ببين أخوته وأخواته وكانوا مجاعة الغبوق والصبوح وابن رشيق يف خالل ذلك يستبدل أولئك

صارت عن آخرها يف ضبطه وعلم أن أم ابن عمار قد نقل البن عباد قطع عنه تلك املواد وأغرى األجناد بطلب ويف مدة إقباله على سفاهته كان ابن عباد يستلطفه بأعيان . أرزاقهم منه فأيقظته الضرورة من سنة البطالة

وجاهر به وكتب إليه املعتمد " ... ... ..." يذكرونه باألذمة ويوعدونه على األصحاب ف :


تغري يل فيمن تغري حارثورب خليل غريته احلوادث نعمنا وما بيين وبينك ثالث...أحارث إن شوركت فيك فطاملا

: فجاوبه ابن عمار وال أنا ممن غريته احلوادث...لك املثل األعلى وما أنا حارث

لينأى حبظي منك ثان وثالث...شاركتك الشمس يف وإنه وال

وال نفحت تلك السجايا الدمائث...فديتك ما للبشر مل يسر برقه

حالوته عين الرجال األخابث...أظن الذي بيين وبينك أذهبت

لدي وال أين لعهدك ناكث...تنكرت ال أين لفضلك ناكر

وت املثاين املثالث كما ساعدت ص...ولكن ظنون ساعدا منائم

جتافت لنا عنها اخلطوب الكوارث...أبعد انقضا مخس وعشرين حجة

وال تليت عين مساع خبائث...مضت مل ترب مين أمور شوائب

ابا ولأليام أيد عوابث...حللت يدا يب هكذا وتركتين

إذا مت عنها قام بعدي وارث...وهل أنا إال عبد طاعتك اليت

قدميا كبا هاف وأدرك رائث...وهن الرأي إنه أعد نظرا ال ت

تئن بكفيك احلبال الرثائث...ستذكرين إن بان حبلي وأصبحت

وقد غاب مين للخواطر باعث...وتطلبين إن غاب للرأي حاضر

حتل عراء العاقدات النوافث...أعوذ بعهد نطته بك أن ترى

ل بالرشيد إىل االعتقال بأيدي نصارى اإلفرجنة يف مجلة من وأفضت احلا: وذكر ابن بسام هذا الشعر بعد أن قال وابن عمار صاحب ذلك . املال كانوا أكثروا ا فحبسوا الرشيد بسببها إىل أن افتكه أبوه املعتمد يف خرب طويل

ء ما وقع من ويف أثنا. الرحيل وامللوم يف املعلوم من أمره واهول وفساد حاله عند املعتمد يتزايد وتدابره يتساند - وقد كان خرج عنه -تدبري تلك األمور وجنوم ذلك االستيحاش والتغيري خاطبه املعتمد عاتبا متمثال ذين البيتني

وأوردمها وجواب ابن عمار إىل آخره

تعرف احلصن : فكان ال ينثين عن هواه وال يزل عن مرقاة حىت قال له من كان يعصيه من نصاحه : قال ابن قاسم ال واهللا: نعم أليس صاحبه فالن من عبيدي فيقول له : ين قال الفال !

وجعل يعدد له املعاقل ويذكر خروجها من أيدي ثقاته ورجاله . ما فيه إال فالن ابن أخي ابن رشيق أو ابن أخته رجاء فسقط يف يده وفر على وجهه من مرسية إىل جليقية الحقا بأذفونش بن فردلند وشاكيا إليه غدر ابن رشيق

ويف ذلك يقول خياطب ابن عبد . مل يذكر ابن قاسم مروره ببلنسية يف خروجه من مرسية وهو صحيح . إعدائه عليه : العزيز صاحبها وقد أخرج إىل لقائه رجال استجهله

بوجه صديق يف اللقاء وسيم...تناهيتم يف برنا لو مسحتم

مي لو أنكم ساعدمت بند...وسلسلتم راح البشاشة بننا


وأحتال للفضل احتيال كرمي...سألتمس العذر اجلميل عن العال

وإن مل أفز من نشره بنسيم...وأثين على روض الطالقة باجلين

فلم تصلونا منهم بزعيم...خبلتم بأعيان الرجال على النوى

مساحك باألنس اقتضاء غرمي...ولكن سأستعدي الوفاء وأقتضي

أنه قال هذا الشعر يف بعض رساالته عن املعتمد واجتيازه -ابن عمار من تأليفه يف أخبار -وحكى ابن بسام ببلنسية ال عند فراره من مرسية

وقد كان ابن رشيق قدم احلزم فاستمال أذفونش بألطافه وهداياه وغريه على ابن عمار فانصرف : قال ابن القاسم ك مثل السارق سرق السرقة فضيعها حىت سرقت منهيا ابن عمار مثل: " ويقال إنه قال له بلسانه . خائبا "

وعند ذلك عدل إىل سرقسطة بظاهر اخلدمة لواليها املؤمتن أيب عمر يوسف بن املقتدر بن هود والنيابة عنه بالوزارة فأمر له بدار حتمله ومن معه وأدر عليه من اإلجراء ما وسعهم ووسعه وجتاىف عنه مع ذلك فأقام على البطالة مقبال

: ويف ذلك يقول وقد عذل عن اإلدمان

فىت هلو وليس فىت جمد: وقلتم ...نقمتم علي الراح أدمن شرا

سواي ومن أعطى كثريا ومل يكد...ومن ذا الذي قاد اجلياد إىل الوغى

قليتكم جهدي فأبعدتكم جهدي...مل تفهموا السر إمنا . فديتكم

صاحب ال ردة املظفر حسام الدولة أيب عمر يوسف بن سليمان املستعني وحكى غريه أنه سئم تلك احلالة فرحل إىل يوجد "وكان أكرب أوالده والذي حياد املقتدر ملا كان عليه من الشجاعة واألدب املفضل به على أهل بيته فأكرمه

وهلاوبالردة قال قصيدته الفريدة اليت أ. وكر عائدا إىل سرقسطة " ......" وأنزله مث "خمطط رسم :

ويف وإال ما نياح احلمائم...علي وإال ما بكاء الغمائم

ومن فاحش الغلط قول ابن . أنفذها إىل املعتمد وهي تنيف على تسعني بيتا مر له فيه إحسان كثري " ......" و ق بشرق بسام أن ابن عمار قال هذه القصيدة ملا خاف من املعتضد لغلبته على ابنه املعتمد ففر من إشبيلية وحل

ومن هنالك خاطبه ا فلما قرعت مسع املعتمد وجه عن ابن عمار على : قال . األندلس ومتكن من املؤمتن بن هود كتاب الذخرية" الترغيب والتمكني واستوزره عدة سنني إىل امليقات املضروب واألجل املكتوب ؛ حكى ذلك يف "

كان قبل الستني أو - لو صح - أن ما ادعاه -ب عنه وال أدري كيف غا-ويف أخبار ابن عمار من تأليفه لعل ابن عمار صحبه يف : ولقائل أن يقول . اخلمسني وأربعمائة ووالية املؤمتن يف مجادى األوىل سنة أربع وسبعني

ن عمار مل واملتعارف أن اب. حياة أبيه املقتدر وهو إذ ذاك مرشح ملكانه فيلزمه أن يأيت على مقاله مبا يؤمنه من إبطاله فغلط ابن بسام ال خفاء به وال امتراء فيه. يصحب املؤمتن بسرقسطة إال عند فراره من مرسية

يف معقل منيع من أعماله وكانت بينه وبني ابن - يعين املؤمتن -واتفق أن انتزى عامل البن هود : قال ابن قاسم تشوف ذلك العامل إىل بره ومل ير بأسا يف إرقائه إىل وسار إليه فلما نزل بساحته . عمار معرفة فضمن له استرتاله

صبا سيفكما عليه إذا رأيتماين أماشيه : " قصبة حصنه يف رجلني من مجلته فأوعز ابن عمار إىل الصاعدين معه أن ليه وفر أصحابه عند قتله وألقوا بأيديهم إىل ابن عمار متطارحني ع. ففعال ذلك " ويدي يف يده ولو قتلتماين وإياه


ومستشفعني به إىل املؤمتن فضمن هلم تأمينه إياهم وصفحه عن جنايتهم وخاطبه بذلك فورد جوابه بإمضاء ما ألتزمه عنه من اإلغضاء ولطف حمله عنده واستأنف االعتناء بشؤونه فخاطب املعتمد يف تسريح عياله وأبنائه اللذين

ثناء مراجعته حيذره منهعلى أنه كتب يف أ. بإشبيلية فلم يبعد له عن اإلسعاف :

حىت يواري يف ثرى رمسه...والشيخ ال يترك أخالقه

كذى الضىن عاد إىل نكسه...إذا ارعوى عاد إىل ضده

يعين املقتدر وذلك يف شعبان من -وكان إقبال الدولة علي بن جماهد صاحب دانية قبل غلبة ابن هود عليه : قال تعمل ابنه سراج الدولة على معقل شقورة فلما استوىل املقتدر على دانية قد اس-سنة مثان وستني وأربعمائة

مث مات حتف أنفه وخلف على حرمه وولده يف قصبتها " ضبطها " واحتمل أباه إىل سرقسطة انفرد هو بشقورة و ن بضبط العقل عبدين أبومها عبد ألبيه من سىب سردانية مها إبراهيم وعبد اجلبار ابنا سهيل فرأيا أما ال يستقال

فللذي اتفق البن عمار قبل مع . فجعال يساومان به الرؤساء احمليطني ما حىت وصلت إشارما إىل املؤمتن بن هود عامل املؤمتن املنتزي عليه سولت له نفسه اخلائنة إعمال تلك احليلة يف ابين سهيل أو استرتاهلما باإلرغاب يف الثمن

وملا وصل إىل حضيض شقورة . ه جتهيزه يف عسكر يستعني به على حماولته فأسعفه فضمن البن هو أمرمها وطلب مناللذان يقول فيهما من كلمة له" هاد " و " جابر " مل يقدم شيئا على الصعود إليهما مع صاحبيه املالزمني له ومها :

وسلبت أعناق الرجال صعادي...عطلت من حلي الركاب جيادي

هاد" وإذا ضللت فثم آخر ..." ابر ج" فإذا كسرت فثم خدن "

وهي شهرية جليلة يراجع ا أبا عيسى بن لبون أو أخاه أبا . كذا أنشد ابن قاسم وال يعرف هذا البيت يف قصيدته والبيت األول يرويه أبو الطاهر التميمي. حممد :

وسلبت أعناق املطي صعادي...عطلت من حلي السروج جيادي

ابن عمار من مصعدها إىل درج ال يتخطاه الصاعد حىت جيذب بضبعه تقدم هو فرفع باأليدي وأشري وملا انتهى: قال وكان ابن . واحتمل هو إىل ذروة القصبة فضد وثاقه وانصرف عسكر سرقسطة . على صاحبيه فوليا منحدرين

: عمار قد أحقد هذين العبدين حني كتب أيام رئاسته مبرسية إليهما بشعر أوله

تسترتل األفعال " ...... " ... بكم فشمختم األجيال مشخت

وبعد قبضهما عليه طلبا بيعه من رؤساء األندلس فتثاقلوا مجيعا عن ذلك وخف ابن عباد إليه فأنفذ حنومها بكل ما فقدم على احلصن وانصرف إىل أبيه. سأاله ابنه يزيد املسى بالراضي فرتال على حكمه وأسلماها إليه وإياه إليه

املعتمد وهو بقرطبة وابن عمار بني يديه مقيد بني عديل تنب على هجن زوامل العسكر وميل به إىل سجن قد أعد وعند قدوم الراضي شقورة لتسلمه كتب إليه. له :

خلعت عليه من صفات أبيه...لعلها : أتى الراضي فقلت : قالوا

أخيه يل من رضاه ومن أمان ...فال جرى فعسى املؤيد واهبا

شكرا له وتيمنا ببنيه...نعم فوضعت خدي يف الثرى : قالوا

من صفحة الراضي مبا أدريه...يا أيها الراضي وإن مل تقلين


بذل الشفاعة أي عذر فيه...هبك احتجبت لوجه عذر بني

يف من أسرت فتنثين تفديه...سهل على يدك الكرمية أحرفا

: الفتح بن املعتمد مستشفعا بهوملا قارب قرطبة قال خياطب املأمون

أو قلت ما يف نفسه يكفيين...هال سألت شفاعة املأمون

يسري النسيم ا على دارين...ما ضر لو نبهته بتحية

: يقول فيها لو أن أمري يف يد املأمون...أوثق عصمة " املأمون " بيد من

وكفاه من فوق كفاه ودون...أمري إىل ملك إليه أمره

درب على نصر الويل أمني...جردها عناية فارس " فتح " يا

بتواضع عن عزة ال هون...واقرن شفاعتك الكرمية عنده

وبضجة من رمحة وحنني...يف شكة من هيبة وسكينة

فاهنأ بفتح من رضاه مبني...يا فتح إن نازلته مسترتال

علق يشد عليه كف ضنني...من أنفاله " وليخلصن إليك "

كتب إىل الرشيد بن املعتمد يستشفع بهو :

قاصدا بالسالم قصر الرشيد...ظاهر بريدي : قل لربق الغمام

وتناثر يف صحنه كالفريد...فتقلب يف جوه كفؤادي

ضجيت يف سالسلي وقيودي...وانتحب يف صالصل الرعد حتكي

إين رسول بعض العبيد: قلت ...ماذا : فإذا ما اجتالك أو قال

فاجتين طاعة احملب البعيد...ض من أبعدته عنك الليايل بع

: مث قال خياطب املعتمد وهو بقرطبة

سجاياك إن عافيت أندى وأمسحوعذرك إن عاقبت أجلى وأوضح

فأنت إىل األدىن من اهللا أجنح...وإن كان بني اخلطتني مزية

وشايت ولو أثنوا علي وأفصحوا...حنانيك يف أخذي برأيك ال تطع

خيوض عدوي اليوم فيه وميرح...وإن رجائي أن عندك غري ما

يكران يف ليل اخلطايا فيصبح...ومل ال وقد أسلفت ودا وخدمة

أما تفسد األعمال مثت تصلح...وهبين قد أعقبت أعمال مفسد

له حنو روح اهللا باب مفتح...أقلين مبا بيين وبينك من رضا

بة رمحى منك متحو ومتصح ...وعف على آثار جرم جنيته

فكل إناء بالذي فيه يرشح...وال تستمع زور الوشاة وإفكهم

بزور بين عبد العزيز موشح...سيأتيك يف أمري حديث وقد أتى


! ختيلتهم ال در هللا درهم

أشاروا جتاهي بالشمات وصرحوا ... إذا ثبت ال أنفك آسو وأجرح...وما ذاك إال ما علمت فإنين

وقد يعفو فالن ويصفح: فقلت ...سيجزيه فالن بذنبه : وقالوا

ولكن عفوا للمؤيد يرجح...أال إن بطشا للمؤيد يرمتي

ستنفع لو أن احلمام جيلح...وبني ضلوعي من هواه متيمة

سوى أن ذنيب ثابت متصحح...وماذا عسى األعداء أن يتزيدوا

ها فيفصح صفاة يزل الذنب عن...نعم يل ذنب غري أن حللمه

إيل فيدنو أو علي فيرتح...سالم عليه كيف دار به اهلوى

أموت ويب شوق إليه مربح...ويهنيه إن مت السلو فإنين

وقد كان . وكل ما صدر عن ابن عمار يف نكبته فمن حر كالمه وكفى ذه القصيدة حسن براعة ولطف ضراعة : خاطب املعتمد قبل ذلك من معتقله بأبيات منها

غدا يوم اللقاء: قالوا ...هللا ما أدري إذا وا

إن كان خويف أو حيائي...ما أقتل احلالني يل

فما أصغي إليه وال أبقي عليهوحكى أبو حممد عبد امللك بن أمحد بن صاحب الصالة الباجي عن بعض الكتاب أنه ماشى أبا جعفر بن عطية

بالتغري عليه ومتكن أعدائه منه يف مغيبه وذلك يف سنة اثنتني يف صدره عن األندلس إىل مراكش وقد أحسن -الوزير فرأيته مستوحشا قلقا فاستدناين واستنشدين قول ابن عمار: قال -ومخسني ومخسمائة :

سجاياك إن عافيت أندى وأسجحوعذرك إن عاقبت أجلى وأوضح

القلبلقد كان ابن عباد قاسي : فأنشدته القصيدة إىل آخرها فلما أكملتها قال

البيت أراد به الوزير األجل أبا بكر أمحد بن حممد بن عبد العزيز " سيأتيك يف أمري حديث : " وقول ابن عمار فيها وكان واحد وقته رفعة وجاللة وضد ابن عمار صيانة وأصالة فتولع بانتقاصه وغرى بذمه فكان ال يصدر عنه حمتاز

زمه ثلبه وال حيضره ضيف إال أمسعه استراحته فيه تعرض املشروف به إال أبلغه قدحه وال يرد عليه شاعر إال ألإمنا قال ذلك حني غدره ابن عبد : وقيل . للشريف حىت خلاطب أهل بلنسية يغريهم به وحيضهم على القيام عليه

من أعمال مرسية" مجلة " العزيز يف حصن :

أن قد تدلت يف سواء النار...خرب بلنسية وكانت جنة

عثر الويف سعى إىل الغدار...يا بالعهود وقلما غدرت وف

وقطينها من راسخ أو طار...يا أهلها من غائب أو حاضر

جروا إليكم أسوأ األقدار...جازوا بين عبد العزيز فإم

: يقول فيها


عن سوءة سوءي وعار عار...جاء الوزير ا يكشف ذيله

ى اإلقبال باإلدبار وقضى عل...نكث اليمني وجار عن سنن التقى

ودهاه خذالن من األنصار...آوى لينصر من نبا املثوى به

فرماكم من طاهر بقدار...ما كنتم إال كأمة صاحل

ورمى دياركم بأالم جار...هذا وخصكم بأشام طائر

: ويف هذه القصيدة

رجل احلقيقة من بين عمار...كيف التفلت باخلديعة من يدي

بقوله معرضا بابن عمار وزاريا عليه-ملا اتصل به هذا الشعر -فذيله املعتمد

ومتوجا يف سالف األعصار...األكثرين مسودا ومملكا

والضاربني هلامة اجلبار...واملؤثرين على العيال بزادهم

واملنهضني الغار بعد الغار...الناهضني من املهود إىل العال

فمن األكاسر من بين األحرار...إن كوثروا كانوا احلصى أو فوخروا

ويبيت جارهم عزيز اجلار...يضحي مؤملهم يؤمل سيبه

كأتيها املتدافع التيار...تبكي عليهم شنبوس بعربة

: يقول فيها فيه إليك طوارق األقدار...يا مشس ذاك القصر كيف ختلصت

غلب الرقاب وسامي األسوار...تنلك شعوب حىت جاوزت " ملا "

وبلغت . فاهتاج ابن عمار لذلك واستوحش -شمس أم ابن عمار وبشنبوس قرية أوائله من نواحي شلب يريد بأبيات املعتمد إىل ابن عبد العزيز فطار ا سرورا وأحدثت له يف نفسه على ابن عمار مكيدة وذلك أنه دس إىل

لرواية ألشعاره يف هجاء ابن عباد ومن مرسية نبيال من يهود الشرق البس ابن عمار حىت اطمأن إليه وأحله حملى ا : ذلك قوله

أناخوا مجاال وحازوا مجاال...أال حي بالغرب حيا حالال

ومن فعسى أن تراها خياال...وعرج بيومني أم القرى

ومل تر للنار فيها اشتعاال...لتسأل عن ساكنيها الرماد

ومنها. وفيها إقذاع :

ك سترك حاال فحاال وأهت...سأكشف عرضك شيئا فشيئا

على بغيته طار ا صادرا إىل ابن - وهي خبط يده -ويومني اسم قرية منها أولية بين عباد فلما حصل اليهودي منها عبد العزيز فطريها مدرجة طي كتابه إىل املعتمد فكان ذلك مما أحنقه على ابن عمار وأحفظه

ال حيضره يف كل ليلة منها راسفا يف قيوده فيقرره على غدره ويوخبه وملا أتاه به ابنه يزيد الراضي أقام بقرطبة عدة ليمث احندر به إىل إشبيلية فسجنه يف بيت خامل من . بفعله ويوقفه على أشعاره املدرجة إليه طي كتاب ابن عبد العزيز


بعني وأربعمائة وكان أسره بشقورة لست بقني من شهر ربيع األول سنة سبع وس. بيوت القصر أياما مث قتله بيده وقدوم الراضي به على قرطبة يوم اجلمعة السادس من رجب فيها

وقيل إن القادمني به مع الراضي ملا سلموه إىل القصر دعوا ذلك اليوم بعد العصر يف سالح شاك وتعبئة ظاهرة وج املعتمد والشمع بني ليصحبوه إىل إشبيلية فأقاموا على ذلك إىل الليل ينتظرون تسليمه إليهم مث مل يرعهم إال خر

يديه واحلرم حواليه وابن عمار بينهن على بغل وهن يهزأن به ويتضاحكن منه فأعربت حاله يومئذ مببادئها عن سوء وورد على املعتمد غري ما خطاب فيه بالشفاعة فسد الباب يف ذلك وشد صفاده هنالك. العاقبة فيها

اءة ودواة يف اعتقاله بقصر إشبيلية فبعث املعتمد إليه بزوج كاغد وحدث أبو بكر املنجم أن ابن عمار استدعى سحفخاطب ابن عمار الرشيد بن . فكتب إليه شعرا يستعطفه به فعطف عليه وأحضره ليلته تلك ووعده العفو عنه

بن املعتمد بذلك فلمح املخاطبة وزيره عيسى ابن األستاذ أيب احلجاج األعلم فأشاع احلديث وبلغ ذلك أبا بكر فتخلف عن الركوب إىل القصر حىت وجه فيه املعتمد فعرفه أن جملسه - وكان شديد العداوة البن عمار -زيدون

سل ابن عمار كيف : " مع ابن عمار وصل إليه فازداد املعتمد حنقا عليه وحرك ذلك من ضغنه وقال ألحد اابيب إين خاطبت : " فسلك سبيل اإلنكار مث قال " رحة فيه إىل إفشاء ما أخذت معه البا- مع الترقيب -وجد السبيل

طربزينا ودخل إليه - زعموا -فاتقد املعتمد وقام من فوره وأخذ " الرشيد وأعلمته مبا وعدين به موالنا من العفو د ومما يشهد أنه باشر قتله قول عب. إىل تقبيل رجليه فضربه به مث أمر فأجهز عليه - كما كان يف قيوده -ففزع

: اجلليل بن وهبون يرثيه ببيت مفرد وهوال شلت ميني القاتل: وأقول ...عجبا ملن أبكيه ملء مدامعي

الشليب وكان من صميم إخوان - بتخفيف الالم -وأخرب ذو الوزارتني صاحب املدينة أبو حممد عبد اهللا بن سالم ت خلروجه جملسا من أحسن جمالس دوري يقيم فيه إين لفي أرجى ما كنت إلقالة ابن عمار وقد هيأ: ابن عمار قال

فلما وصلت فصيل . ريثما ختلى له دوره إذا رسول املعتمد يستدعيين فما شككت يف متام ما كنت أريده البن عمار هذا : يقول لك السلطان : " فقال يل الفتيان . القصر إذا هو متشحط يف دمائه ممرغ يف ثيابه طريح يف قيده

فأمرت من حضرين من احلرس بسحبه يف أمساله طورا على وجهه " نت أعددت له سر به وأنزله صديقك الذي كقال . وتارة على قذاله إىل أساس جدار قريب من سواقي القصر فطرح يف حوض حمتفر للجيار وهدم عليه شفريه

ووجد له يف : بن بسام وغريه وأكثر خرب ابن عمار عنه إىل ما ختلله من الزيادات املفيدة عن ا-ابن قاسم الشليب : قرابه بعد قتله خبط يده

أحال يف فدييت على نقده...إن املؤيد قد : يقول قوم

ترى ملعىن يريب من عنده...ماذا الشراء ثانية : فقلت

مساحه بالعالء يف عبده...أوحشين والسماح عادته

فليس يف مثلها سوى محده...احلمد هللا إن يكن حرجا

أجعلها رغبة إىل جنده... إن وصلت حضرته وحيلة

من طرفه مل أخفه من غمده...لو ساحموا يف الفرند أرمقه


مرمتيا بالشرار من زنده...لكن على الغرب عارض زجل

كالبحر يف جزره ويف مده...أخضر يفتر من جوانبه

يونس من برقه ومن رعده...يا رب بشر برمحة وحيا

قد أخذ عليه - أيام مقامه بشلب - قتل ابن عمار خرب طريف من احلدثان تلخيصه أنه كان وحيكي عن املعتمد يفوأمره إذا دعا أصحابه أن يكون أو داخل وآخر خارج ليأنس به ويتمتع بأدبه فكان جيده ينفر من ذلك ويكثر

- على عادته - ابن عمار وقام. فتقدم ليلة إىل أصحاب سدته بترقبه ومنعه بعد وعيد شديد . التسلل من جملسه

فأحضر املوكلني بترقبه وأخذ يف تعنيفهم . فلم حيفل املعتمد بذلك حىت إذا انفض من كان عنده طلبه فما وجده فلما انتهى . فأخربوا أم مل يعاينوه وال خرج عليهم فراب املعتمد أمره وشهر سيفه وجعل يطلبه والشمع بني يديه

مطوي وابن عمار فيه أغمض من سر خفي عريان كأنه أفعوان فأمر حبمله وجعل إىل بعض الدهاليز إذا حبصري كلما -فلما أفرخ روعه ورقأ دمعه سأله عن شأنه فأخرب أنه . ع مفرط " ورو " يعجب من فعله والبن عمار بكاء

هذا يقتلك: " قائال يقول " مسع كأن " -أخذت منه الشمول !

نفسه على القرار فال تقر حىت أمضى اهللا علي يديه ما كتب من ذلك عليه ؛ واملقدر فينفر عند ذلك وينفر وحيمل " كائن

أتيت خبرب ابن عمار على الكمال فكثريا ما يتشوف إليه ؛ وال يوقف عليه ؛ وما أعلم أحدا ساقه هذا املساق ولعل ثوب صوف حبري يوم نريوز وكتب عذر اإلفادة يقاوم لوم اإلطالة ومن شعره يف غري ما تقدم أهدى إىل املعتمد

: معه إحتاف يومك جئته من بابه...ملا رأيت الناس حيتشدون يف

وكسوت منت البحر بعض ثيابه...فبعثت حنو الشمس شبه أياا

: ذهبا وكتب معها- وقيل مخسة آالف دينار -فوجه إليه املعتمد مبكبة فضة فيها مخسمائة دينار

فاغنم جزيل املال من وهابه...فها هبة أتتك من النضار ألو

أضعافها لكسرته عن بابه...فلو أن بيت املال حيوي قفله

فيه عليك لكي ترى أوىل به...مألت منه يديك ال مستأثرا

ملا كسوت البحر بعض ثيابه...فالبحر يطفح جوده لك زاخرا

: وأهدى أيضا تفاحا وإجاصا إىل بعض أصحابه وكتب معها

أو أوجست يف راحتيك ود... سفرت إليك خدود خذها كما

وهلا بأجياد الغصون عقود...دررا من التفاح تنثر بيننا

راح دهاها يف الشتاء مجود...خذها وناوهلا الندام فإا

شكل اجلمال وحده احملدود...وشفعت باإلجاص قصدا إنه

بيض تقارا عيون سود...عذرا إليك فإمنا هي أوجه

دي أيضا مخرا وطبقا فيه تفاحتان ورمانتان وكتب معهاوأه :


عروسا ال تزف إىل اللئام...خذوها مثلما استهديتموها

أضفت إليهما خدي غالم...ودونكم ا ثدي فتاة

: وله يف اخلرشف

ملن يرجيه يف ثوب من البخل...ونبت ماء وترب جودها أبدا

الروم يف درع من األسل خود من...كأا يف مجال وامتناع ذري

: وله يف طبق من الفضة مذهب الباطن

ذهبا يف قرارة من جلني...ومساء من الغىن قد أسالت

زهر احلسن من بنان اليدين...فاجتنت حوهلا العيون بلطف

: وله يف زورق

على ر مثل السماء رقيق...وجارية مثل اهلالل ألفتها

فألفت عليه الشمس ثوب عقيق...جتلى لنا اإلصباح وهو زمرد

: وله وضمن أوائل األبيات اسم قينة

نفسي وإن عذبتها واكويهزها طرب إىل لقياك متعذرا ومناي فيه مناك...عجبا هلذا الوصل أصبح بيننا

ولقد ترومك مقليت فتراك...ما بال قليب حني رامك مل ينل

ن ألقاك ذاك احملل لغري أ...اهللا أعلم ما أزور حلاجة

ليت الرقيب إذا التقينا مل يكنفأنال ريا من لذيذ ملاك كأس الفتور تديرها عيناك...مترتها يف روض خدك شاربا

والفضل للمحكى ال للحاكي...حكت الغصون مجال قدك فانثنت

حىت أمد يدي إىل جمناك...ال تعزيب يا روضة ممطورة

: وله

إال على جاهل بالشمس والقمر ...أنا ابن عمار ال أخفي على بشر

كالسهم يبعد بني القوس والوتر...وبني طبعي وذهين كل سابقة

فوائد الكتب يستلحقن يف الطرر...إن كان أخر يف دهري فال عجب

. مل أجد هذه األبيات الثالثة يف ما مجع أبو الطاهر التميمي من شعر ابن عمار فأضفتها إليه وكتبتها يف نسخيت منه

وكذلك قوله مبتدها يف املعتصم حممد بن معن بن صمادح وقد مر بقصره وحوله مجاعة : وقعت يف بعض نسخه وقد : من الشعراء كانوا قد مدحوه وأبطأ عنهم عطاؤه وتعذر عليهم القوم يف استنجازه فارحتل على ألسنتهم

معن أبوه وخاله املنصور...يا أيها امللك الذي شاد العال

ال زال وهو جبمعهم معمور...عصبة أدبية بفناء قصرك

واستبطأوك فهل هلن مهور...زفوا إليك بنات أفكار هلم


أبو حممد بن هود اجلذامى ذو الوزارتني

مل أقف على امسه وهو أحد النجباء األدباء من أهل بيته ملوك سرقسطة والثغر األعلى ونبت به دارهم فتجول ساءها واختص منهم باملتوكل عمر بن حممد بن األفطس فواله مدينة األشبونة من مبوسطة األندلس وغرا قاصدا رؤ

أعماله مث صرف عنها وصدر حممود السرية معروف الرتاهة : وهو القائل يف خروجه من سرقسطة خياطب قومه

وضيعتم الرأي املوفق أمجعا...ضللتم مجيعا آل هود عن اهلدى

م منها وبالغدر إصبعاوشنتم ميني امللك يب فقطعتمبأيديك

دجت فأبت يل أن أنري وأسطعا...وما أنا إال الشمس غري غياهب

فلم يبق إال أن أغيب وأطلعا...وإن طلعت تلك البدور أهلة

فأنفكم منكم وإن كان أجدعا...وال تقطعوا األسباب بيين وبينكم

: وله وقد احترق بيته أيام مقامه بطليطلة

على حكم أيدي احلادثات جهنما...ه تركت حملي جنة فوجدت

فما صنعت يب أوال كان أعظما...لتصنع يب األيام ما شئن آخرا

: وله يف املتوكل أيام سلطانه بيابرة

فالذي خيشى من احلذر " ... ... " ... " ... ... ... ... ... " باخلرب " ... ... ... ... " ... " ... ... ... ... ... "

على رئاس سيف املتوكلوله مما نقش :

إذا رياسي يف مييين يديك بقي...ال ختش ضيما وال تصبح أخا فرق

على الكماة ويب عند الوغى فثق...أصبحت أمضي من احلني املتاح فصل

لقلت إين أمضي من ظيب احلدق...لوال فتور بأحلاظ الظباء إذا

: وله وقد سئل عما اكتسبه يف واليته

: صدرت عما وليت...وسائل يل ملا

يبقى معي ما بقيت...ثناء : ما نلت قلت

خملدا ال ميوت...فإن أمت كان بعدي

أن ليس يعدم قوت...عفت الفضول لعلمي

جممال فغنيت...وصنت قدري عنها

أبو عيسى بن لبون ذو الوزارتني

ورأس مبربيطر من أعمال . ذي النون هو لبون بن عبد العزيز بن لبون وكان من مجلة أصحاب القادر حيىي ابن


بلنسية مث ختلى عنها أليب مروان عبد امللك بن رزين صاحب شنتمرية الشرق أيام تغلب رذريق املعروف بالكنبيطور على بلنسية وإحراقه لرئيسها أيب أمحد بن جحاف وسار معه إىل شنتمرية ؛ مث ندم بعد ذلك واستقل ما كان جيري

: عليه فقال

ألشفي نفسي أو أموت بدائي...جب شرق البالد وغرا ذروين أ

وعظم ولكين عقاب مساء...فلست ككلب السوء يرضيه مربض

أمام أمامي أو وراء ورائي...حتوم لكيما يدرك اخلصب حومها

شددت إىل أخرى مطي إبائي...و كنت إذا ما بلدة يل تنكرت

ي إىل النصحاء و صممت ال أصغ...و سرت وال ألوى على متعذر

صباحا ويف غرب أصيل مساء...كشمس تبدت للعيون مبشرق

: و له من أخرى يف مثل ذلك

أرى من زماين ونية أو تعذرا...خليلي ما بايل على صدق عزميت

جتىن وال عن أي ذنب تغريا...وواهللا ما أدري ألي جرمية

مقصرا وال كنت يف نيل أنيل ...ومل أك عن كسب املكارم عاجزا

لقد رد عن جهل كثري وبصرا...لئن شان متزيق الزمان لدوليت

و كسب علما بالزمان وبالورى...و أيقظ من نوم الغرارة نائما

وطالت إقامته يف كنف ابن رزين إىل أن توىف . و كان أبو عيسى معدودا يف األجواد موصوفا بتجويد القريض هنالك وقيل بل توىف بسرقسطة

- وسيأيت ذكره - أبو حممد عبد اهللا بن لبون فكان واليا على لورقة وتوىف ا بعد وقيعة الزالقة بيسري و أما أخوه

أبا وهب عامرا وكان ضابطا لقصر بلسنية وأبا شجاع أرقم -فقال أبو عيسى يرثيه ويذكر أخويه املتوفيني قبله كبار أصحاب املأمون بن ذى النون وهو الذي وكان إبراهيم أبو األصبغ من-وكان واليا وبذة من سنت ابرية

: استخلف على بلسنية يف خروجه لتملك شاطبة يف تلقيك يل ذى الدواهي...مل ذا التناهي : قل لصرف احلمام

عبد اإلله" يف فهال أبقيت ...ما يك " أرقم " و " عامر " كان يف "

اهي ب وأسطو على العدا وأب...فبه بعد كنت أستدفع اخلط

فل غريب عزائمي ونواهي...أي مشس وايف عليها أفول

: و له خياطب أبا اليسع كاتب أخيه والذي خلفه بعد على لورقة

واملزن ميسك أحيانا وينحدر...لو كنت تشهد يا هذا عشيتنا

أبصرت تربا عليه الدر ينتثر...واألرض مصفرة بالقطر كاسية

ما أرادوهذا كقول األسعد بن بليطة وأجاد :

واملزن يبكينا بعيين مذنب...لو كنت شاهدنا عشية أمسنا


يف األرض جتنح غري أن مل تغرب...والشمس قد مدت أدمي شعاعها

قد غربلت من فوق نطع مذهب...خلت الرذاذ برادة من فضة

: والبن لبون

وسايرهم مرور وارتياح...سقى أرضا ثووها كل مزن

صروف الدهر والقدر املتاح...ن فما ألوي م هلك ولك

بدمع يف أعنته مجاح...سأبكي بعدهم حزنا عليهم

: وله

آراب" ليت " هيهات ال تبتغي من ...من أرب " ليت " يا ليت شعري وهل يف

واجلؤ من فوقه لليل جلباب...أين الشموس اليت كانت تطالعنا

راس وحجاب فيها وقد نام ح...وأين تلك الليايل إذ تلم بنا

أنامل العاج واألطراف عناب...دي إلينا جلينا حشوه ذهب

: وله

أو ما ترى زهر الرياض مفوفا...قم يا ندمي علي القرقفا

وتظن نرجسها حمبا مدنفا...فتخال حمبوبا مدال وردها

واليامسني حباب ماء قد طفا...واجللنار دماء قتلي معرك

: وله

محراء يف لوا تنفي التبارحيا... صافية يا رب ليل شربنا فيه

كأمنا أبصرت منها مصابيحا...ترى الفراش على األكواس ساقطة

: وله يعاتب

! حلا اهللا قليب

وقد بعتم حظي وضاع لديكم...كم حين إليكم

! ومل تنصفونا فالسالم عليكم...إذا حنن أنصفناكم من نفوسنا

بيته عند اخنالعهوله يف زهده وإقالعه والتزامه :

إليك عين فما يف احلق أغتنب...: نفضت كفي من الدنيا وقلت هلا

جليس صدق على األسرار مؤمتن...من كسر بييت يل روض ومن كتيب

فعنده احلق مسطور وخمتزن...أدري به ما جرى يف الدهر من خرب

قوم وما هلم علم مبن دفنوا...وما مضى يب سوى مويت ويدفنين

أبو عامر بن الفرج ذو الوزارتني

وهو وال على -وإىل أيب سعيد منهم . كان من بيت رئاسة تصرف آباؤه وقومه مع بين ذي النون ملوك طليطلة


توجه املظفر عبد امللك ابن املنصور عبد العزيز بن أيب عامر حني خلعه املأمون بن ذي النون من بلنسية يف -كونكة وأبو عامر هذا هو القائل يستدعي أبا حممد املصري إىل جملس أنس. ني وأربعمائة ذي احلجة سنة سبع ومخس :

وأحقكم بالشكر مين السابق...أنا قد أهبت بكم وكلكم هوى

فاطلع وبني يديك فجر صادق...والشمس أنت وقد أطل طلوعها

: وله يعتذر

ودليلي يف ذاك حرصي عليكا...ما ختلفت عنك إال لعذر

أتراه يكون إال إليكا... الفرار عن غري عذر هبك أن

: وله إىل وسيم من معارفه يستدعي منه مخرا لعالج ابنه

أرق من ماء خدك...أرسل ا مثل ودك

ا جوى ابين وعبدك...شقيقة النفس فانضج

أبو احلسن بن اليسع الكاتب ذو الوزارتني

بعد وفاته واستبد بضبطها دون بنيه إىل أن ختلى عنها للمعتمد كتب أليب حممد بن لبون صاحب لورقة وخلفه عليهاوذكر أبو بكر بن قاسم الشليب يف تارخيه اموع يف . حممد بن عباد وقدم عليه بقرطبة وحضر غزوة الزالقة معه

وراحة أديبا وكان ابن اليسع ماجنا صاحب بطالة. أخبار ابن عمار ما خيالف هذا وسيأيت نصه بعد إن شاء اهللا تعاىل : شاعرا ؛ وهو القائل خياطب أبا بكر ابن اللبانة

وتطلع أوجايل وأنسي يغرب...تشرق آمايل وسعي يغرب

أنا الكوكب الساري ختطاه كوكب...سريت أبا بكر إليك وإمنا

تكر ا السبع الدراري وتذهب...منحت حتية " ما " فباهللا إال

ئق ال تفين وال تتقلب خال...وبعد فعندي كل علق تصونه

فيا ليت شعري كيف ندنو فنعرب...بعد وعجمة : كتبت على حالني

وكان يف ليلة الشك من شعبان خبارج قرطبة إذ قدم على املعتمد يف ملة من أعياا منهم أبو احلسني بن سراج وقد أخذ معهم يف أمره حيلة يف ف. غلبوه على املسري معهم فخرج مكرها وغرضه االستراحة وكان حتته فرس عتيق

إجرائه واالنفصال عنهم على تلك احلال وركضه موليا عنهم وراجعا إىل مرتله ليخلو براحته فما انصرفوا إال وهالل : رمضان ظاهر ؛ فكتب إليه أبو احلسني ابن سراج

عطفت عليك مالمة اإلخوان...عمري أبا حسن لقد جئت اليت

والليل مقتبل الشبيبة دان...ملا رأيت اليوم وىل عمره

وتفت مسكتها على الغيطان...والشمس تنفض زعفرانا بالرىب

وحففتها بكواكب الندمان...أطلعتها مشسا وأنت عطارد

فيما قرنت والت حني قران...وأتيت بدعا يف األنام خملدا


يلهيهما عنك اقتبال زمان...وهليت عن خلي صفاء مل يكن

وحدائق خضر وعزف قيان...يق سلسل غنيا بذكرك عن رح

متعلقا بالعذر من حسان...ورضيت يف دفع املالمة أن ترى

: فراجعه بقوله هبين عصيت اهللا يف شعبان...وأنا أسأت فأين عفوك جممال

كنت اهلالل أتى بال رمضان...لو زرتين واآلن حتمد زوريت

: ببطليوس يف غزاة الزالقةوله يف أيب بكر بن القبطورنة يستهدي مشروبا وهو

وذبت اشتياقا واملزار قريب...عطشت أبا بكر وكفك دمية

فليس حبق أن يضاع غريب...فخفف ولو بعض الذي أنا واجد

نشاوي وبعد الغزو سوف نتوب...ووفر لنا من تلك حظا نرى به

: فوجه إليه مطلوبه وتضييفا معه وكتب إليه ومثلك بعد الغزو ليس يتوب...أبا حسن مثلي مبثلك عامل

سنا ماهلا بعد احلساب ثؤوب...فخذها على حمض الصفاء كأا

: وله إىل أيب بكر بن عمار

حظ من الشوق واف...ملا دنوت وعندي

فصنه حىت أوايف...قدمت قليب قبلي

القة وغرضه التمكن من ابن رشيق يف اجليش الذي ترك عنده ابن تاشفني بعد غزوة الز-وملا حترك املعتمد إىل لورقة : كتب إليه أبو احلسن بن اليسع وقد قرب منه-لتمنعه عليه مبرسية

أمنييت منه رعي يف كواكبها...هذي مساؤك فلتصعد إىل أمل

سعيا مللكك فلتهنأ به وا...منعتها وملوك الوقت تطلبها

وخدعه ابن رشيق وداخل الواصلني معه من املرابطني وقصد املعتمد مرسية يف هذه احلركة فلم يظفر منها بطائلويف سنة ثالث ومثاين وأربعمائة حرك املعتمد ابن تاشفني للغزو بعد أن . على جيش ابن تاشفني فانصرف إىل إشبيلية

وبينه وبني -فقصدوا مجيعا حصن ألييط " بالدخلة " أجاز إليه البحر ولقيه على وادي سبوا ومبنعطف منه يعرف وعلم الطاغية أذفونش بذلك فتحرك . والروم يعيشون منه فيما حوله وابن رشيق يعينهم -ورقة اثنا عشر ميال ل

ويقال إن . لغياث احلصن والدفاع عن أهله فوقع االنزعاج واستراب ابن تاشفني وحتيز إىل لورقة وأقام هناك أياما خيل ورجل فأهلكهم اهللا بالوباء ومل ينصرف إال يف أقل جيش الطاغية يف حركته هذه نيف على مثانية عشر ألفا بني

وقد صار أمر مرسية إىل املعتمد وكان ابن رشيق يف -وملا فصلت جيوش املسلمني مع ابن تاشفني . من مخسة آالف ترك ابن اليسع على لورقة واليا وترك ابن رشيق مسجونا عنده ؛ فقال يف ذلك أبو احلسن جعفر بن -قبضته م بن احلاج اللورقيإبراهي :

أو هل تدبرت هلا عاقبه...قل يل ابن يل هل تأملتها


واليوم أحدثت هلا صاحبه...باألمس أعيتك رشيقية

هذا خرب ابن الشليب مع ما انضاف إليه من غريه

حريز بن حكم بن عكاشة

د بن جهور رئيس قرطبة فسجن صحب أبوه حكم أبا احلسن إبراهيم بن حيىي املعروف بابن السقاء وزير أيب الوليوكان شهما صارما . عند قتله مع أصحاب اجلرائم إىل أن هرب من حمبسه وحلق باملأمون بن ذي النون فنصح له

فواله بعض احلصون ااورة لقرطبة فدخلها بعد خلع بين جهور يف خرب طويل وقتل أمريها حينئذ عبادا امللقب عباد وبعث برأسه إىل املأمون وهو ببلنسية وذلك يف سنة سبع وستني وأربعمائة بسراج الدولة بن املعتمد حممد ابن

فورد املأمون قرطبة وأقام ا حنوا من ستة أشهر مث تويف يف ذي القعدة من السنة املذكورة واحتمل إىل طليطلة فدفن بن ذي النون بعد أن جددت له وبقي حكم ابن عكاشة بقرطبة نائبا عن القادر حيىي بن إمساعيل بن املأمون . ا

وعلم ابن عكاشة أنه ال طاقة له به . البيعة ا وبلغ ذلك املعتمد حممد بن عباد فأقبل يف مجوعه طالبا بثأر ابنه عباد فهرب عند ذلك وأسلم قرطبة فدخلها املعتمد وأتبعه خيال حلقته فقتل وجيء له به فصلب مع كلب

قادر بن ذي النون وهو الذي امتحن أبا احلسن بن السيد البطليوسي ملا امه ووىل ابنه حريز هذا قلعة رباح للوكاتبه مبداخلة املتوكل بن األفطس صاحب بطليوس فبطش بالكاتب وأفات نفسه وحبس أبا احلسن يف بيت ضيق

وكان جيري عليه رغيفا ال شيء معه إىل أن ضعف وهلك

مسطاسة وقد كان أهل فحص البلوط أسروه وسيق إىل املعتمد فمن وقتل حريز يف سنة مثانني وأربعمائة على حصن من تأليفه أن الوزير أبا مروان بن " كتاب مطمح األنفس " ومن شعره ما حكى الفتح بن عبيد اهللا يف . عليه وأطلقه

: مثىن كتب إليه وهالال يف العيان...يا فريدا دون ثان

مثل دهن البلسان...عدم الراح فصارت

ث مبطلوبه وجاوبه بقولهفبع :

جاده صوب البيان...جاء من شعرك روض

كسجاياك احلسان...فبعثناها سالفا

بني أبناء الزمان...يا فريدا ال جياري

عبد اهللا بن عبد العزيز البكري

أبو عبيد الوزير" وىل . عبيد اهللا " يكىن أبا " ... ..." األمراء " بن عمرو من أبناء " هو عبد اهللا بن عبد العزيز بن حممد بن أيوب

أبو زيد حممد بن أيوب ولبة وشلطيش وما بينهما من الثغر الغريب وأصلهم من لبلةوكان أيوب بن عمرو قد وىل خطة الرد بقرطبة ووىل أيضا القضاء ببلده ومساه ابن حيان يف الذين مسعوا من هشام

ر جمددا لأللفة ومسى معه حممد بن عمرو أخاه وتاريخ هذا العقد شهر املؤيد ما أمر بعقده للمنصور حممد بن أيب عاموذكر أبو القاسم بن بشكوال أيوب بن عمرو املذكور يف تارخيه. صفر سنة سبع ومثانني وثالمثائة


بعد امتداد شأومها يف-ملا توىل الوزير أبو الوليد بن جهور اإلصالح بين ابن األفطس واملعتضد : قال ابن حيان

اعتدى إثر ذلك - يعين وأربعمائة - وسىن اهللا السلم بينهما يف شهر ربيع األول سنة ثالث وأربعني -الفتنة املعتضد على جارية ابن حيىي أمري لبلة وأيب زيد البكري أمري شلطيش وولبة فأخرجهما عن سلطاما املوروث

وازداد بذلك املعتضد سلطانا وقوة وذلك أنه ملا . وحصل له عملهما بال كبري مؤونة وضمه إىل سائر عمله العريض خال وجهه من املظفر بن األفطس فرغ البن حيىي بلبلة وصمم يف قصده بنفسه فرتل له عن لبلة وخرج عن البلد

وكان من الغريب النادر أن . وانزعج إىل قرطبة مسلوب اإلمارة الئذا بكنف ابن جهور ساد اخللة ومأوى الطريد تضد بقطعة من خيله وصلته إىل مأمنه بقرطبةشاركه املع

وكان هذا الفىت وارث ذلك العمل ألبيه وكان أبوه . مث سقط إلينا النبأ بعد امتداد يده إىل البكري بولبة وشلطيش من بيت الشرف واحلسب واجلاه والنعمة واالتصال القدمي بسلطان اجلماعة وكان له ولسلفه إىل إمساعيل بن عباد

وسائل وأذمة خلفاها يف األعقاب اغتر ا عبد العزيز البكري فبادر البعثة إىل املعتضد ساعة دخل -عتضد جد امل-لبلة يهنئه مبا يأ له منها وذكره بالذمام املوصول بينهما واعترف بطاعته وعرض عليه التخلي عن ولبة وإقراره

ألمر إليه فيما يعزم عليه وأظهر الرغبة يف لقائه ورد ا" موقع إرادة " بشلطيش إن شاء فوقع ذلك من املعتضد وخرج حنوه يبغي ذلك فلم يطمئن عبد العزيز إىل لقائه وحتمل بسفنه مجيع ماله إىل جزيرة شلطيش وختلى للمعتضد

عن ولبة فحازها حوزه للبلة وبسط األمان ألهلها واستعمل عليها ثقة من رجاله ورسم له القطع بالبكري ومنع ومل يعزب عنه احلزم فسأل . ا من الدخول إليه فتركه حمصورا وسط املاء إىل أن ألقى بيده من قرب الناس طر

املعتضد أن ينطلق انطالق صاحبه فأمنه وحلق بقرطبةوبوشر منه رجل سري عاقل عفيف أديب يفوت صاحبه ابن حيىي خالال وخصاال إىل زيادة عليه ببيت السرو

بذ األقران مجاال واء وسروا وأدبا ومعرفة يكىن أبا عبيدوالشرف وبابن به من الفتيان

وحتدث الناس من حزم عبد العزيز يومئذ أنه ملا احتل شلطيش علم أنه ال يقاوم عبادا فأخذ باحلزم أوال وختلى له ن على عنها بشروط وىف له ا فباع منه سفنه وأثقاله بعشرة آالف مثقال واحتل قرطبة يف كنف ابن جهور املأمو

األموال واألنفس وصفت لعباد تلك البالد لو أن شيئا يدوم صفاؤه ؛ وامللك الباقي هللا وحدهوطلياطة وقد أعد املعتضد له الرتل والضيافة " بإقليم البصل " وحكى غريه أن البكري يف قصده قرطبة اجتاز

د اهللا الربزايل يعلمه باجتيازه عليه وبأنه هنالك ومذهبه القبض عليه وعلى نعمته فقدم إىل صاحب قرمونة حممد بن عبومل يلو البكري . ال يأمن غائلة عباد وسأله مشاركته وخفارته فعجل له قطعة من خيل جمردة لقيته مبوضع اتفقا عليه

على موضع الرتل وحث محولته حىت لقيته خيل ابن عبد اهللا فوصل معها إىل قرمونة مث توجه منها إىل قرطبة وجنا من ائل املعتضدحب

وكانت مدة البكريني بشلطيش وما إليها إحدى وأربعني سنة: قال

وأبو زيد إمنا هو حممد بن أيوب والد عبد العزيز . يف أول هذا اخلرب عن ابن حيان ذكر ابن حيىي وأيب زيد البكري ه يقول أبو علي إدريس بن ومل يدرك املعتضد زمانه ؛ وأما عبد العزيز فكنيته أبو املصعب وكان جوادا ممدحا وفي

: وكان إدريس هذا مقدما يف فحول شعراء األندلس-اليماين من قصيدة فريدة


على كبد جار الفراق فآدها...فدى لليت مل يثن لني فؤادها

يباري سواد العني منها سوادها...من البيض ريا يف رداء ذوائب

: يقول فيهاسقاها الصبا السلسال حىت أنادها ... " ..." الروض " ... ... ... "

لتورد هيجاء املالم ورادها...تقود بال رفق خيول مدامعي

عليها وحثت بالطراد جيادها...وما أنصفتها حني ضنت جبودها

شكرت صنيع البني يب إذ أفادها...أفدت غداة البني منها التماحة

ادها إذا مرضت أرض األحبة ج...أعيدي سقي مثواك ألعس أشنب

مىت ما يعدها مل متل معادها...يضوع بواديك األغن أغانيا

حسبنا جدي عبد العزيز أجادها...إذا ما أجادت كفه حول روضة

مث تصرف يف املديح تصرفه يف النسيب وأحسن وأبدع

ربعمائة وملكها وابن حيىي هو حيىي بن أمحد بن حيىي اليحصيب من أهل لبلة استوىل عليها أمحد أبوه يف بضع عشرة وأ حنوا من عشرين سنة إىل أن مات سنة ثالث وثالثني فوليها بعده

وكان أبو عبيد البكري من مفاخر األندلس وهو أحد الرؤساء األعالم وتواليفه قالئد يف أجياد األيام ؛ ذكره ابن ومجع كتابا يف إعالم نبوة : قال . بشكوال يف تارخيه وحكى أنه كان ميسك كتبه يف سباين الشرب وغريها إكراما هلا

نبينا صلى اهللا عليه وسلم أخذه الناس عنه ؛ وتويف يف شوال سنة تسع ومثانني وأربعمائة أن أبا عبيد صار إىل حممد بن معن صاحب - يف ما وجد خبط ابن حيان على زعمه -وحكى الفتح بن عبيد اهللا

ومن شعره خياطب أبا احلسن إبراهيم . مرتبته ووفر طعمته املرية فاصطفاه لصبحته وآثر جمالسته واألنس به ورفع ابن حممد بن حيىي املعروف بابن السقاء وزير أيب الوليد بن جهور بقرطبة وقد خرج رسوال إىل باديس بن حبوس

: بغرناطة أنشدها له ابن حيان يف تارخيه الكبري ونقلتها من خط أيب الوليد بن الدباغ احملدث وحتسن حيث احتل آثاره القطر...عد ينتقل البدر كذا يف بروج الس

هلا وافر منها وأخرى هلا نزر...فبقعة : وتقتسم األرض احلظوظ

وعز مكان حله ذلك البدر...لذل مكان غاب عنه مملكي

نيه بغداذ بقربك أو مصر...فلو نقلت أرض خطاها ألقبلت

مستجريا بيوسف بن تاشفنيوله يف املعتمد حممد بن عباد عند إجازته البحر :

يهون علينا مركب الفلك أن يرىحميي العال ملا نبا مركب اجلدتبغي جين الشهد" األهوال " وذقت جين ...فجزت أجاج البحر تبغي زالله

ندى كفك اهلامي على القرب والبعد...يذكرنا ذاك العباب إذا طما

: ومنها

تشييد املكارم واد ليهنك...حممد يا ابن األكرمني أرومة


وآالئه احلسىن هلنئت باخللد...فلو خلد اإلنسان باد والتقى

: وله

ووجدا إذا ما أم احلب أجندا...أجد هوى مل يأل شوقا جتددا

فريفع جمرورا وخيفض مبتدا...وما زال هذا الدهر يلحن يف الورى

سودا وسيدام: بلوم شىت ...ومن مل حيط بالناس علما فإنين

: وله وكان مولعا باخلمر منهمكا فيها

وتقت إىل شم البنفسج واآلس...خليلي إين قط طربت إىل الكاس

ونسرق هذا اليوم سرا من الناس...فقوموا بنا نلهو ونستمع الغنا

فليس علينا يف التعلل ساعة وإن وقعت يف عقب شعبان من باس املائة السادسة

عز الصنهاجيحيىي بن متيم بن امل

أبو عليملك بعد أبيه متيم يف منتصف رجب سنة إحدى ومخسمائة وتويف ثاين عيد الفطر سنة سبع ومخسمائة . أمري إفريقية

وختلف من الولد الذكور نيفا وثالثني

أيامااستغرقت عمره إمارة أبيه فلم يرث سلطانه إال وهو ابن ثالث وأربعني وسبعة أشهر إال. ومل يطل أمد واليته

مولده باملهدية ألربع بقني من ذي القعدة سنة سبع ومخسني وأربعمائة وبرز للناس راكبا مث عاد إىل قصره فخلع على : وزرائه خلعا نفيسة ووهب لألجناد والعبيد أمواال مجة ومما أنشد يف ذلك اليوم

يعزي به يف الناس أفضل موجود...سقى الغيث قربا ضم أكرم مفقود

وشرف هذا امللك أشرف مولود...زا باخللد أفضل والد مضى فائ

ووىل متيم عنه أكرم ملحود...وأحياه حيىي من ردى كل ملحد

كما فازت األخرى بأكرم موءود...فقد طابت الدنيا بأعلى مؤيد

مبلك سليمان وفقدان داوود...أرى النشأة األوىل أعيدت فأقبلت

: وليحىي هذا شعر ضيف منه قوله

ومن مل يعدها أريب...ال يا منتهى طرىب أ

شربت الراح بالنخب...إذا ما كنت حاضرة

فواحزين وواحريب...ومهما غبت عن بصري

شريف القدر واحلسب...فجودي بالوصال على

هلا تاج من احلبب...وسقيه معتقة

ه رق العجم والعرب...مليك ملكت كفا

: وله


وقد قارن القمر املشتري...أال حبذا يومنا باحلمى

بريا القرنفل والعنرب...وجاء احلبيب إىل مرتيل

بنظم من الشعر كاجلوهر...وغنت لنا قينة حلوة

شربت املدام ومل أسكر...إذا كان حيب حذا ناظري

وكنا بني يديه يف يوم من شعبان شديد الربد فقال بديها: قال أبو الصلت :

فادفعه منتصرا بالفرو والشرر...اكره أما ترى القر قد وافت عس

يصفو ا عيش حاسيها من الكدر...وقهوة عتقت يف الدن صافية

فعلمنا على جهة االشتراك وجله للكاتب" أجيزا : " وقال يل ولبعض كتابه :

ومن ندى يده مغن عن املطر...يا من حاله مجال الكتب والسري

ا من الشعر يعي أشعر البشر ضرب...ذعرت عبديك ملا قلت مرجتال :

البيت والذي بعده" أما ترى القر قد وافت عساكره "

: جيار سحبان ال يأمن من احلصر...فطاوعاك وقاال تابعني ومن

تسيب العقول حبسن الدل واحلور...تسعى عليك ا هيفاء ناعمة "

" تبدو لعينك يف ليل من الشعر...كأن غرا الغراء مشس ضحى

شيد الدولة أبو حيىي حممد بن عز الدولةر

أيب مروان عبيد اهللا بن املعتصم حممد بن معن بن صمادحنشأ بعد انقراض ملكهم فكلف باآلداب وبرز فيه مث تاق إىل الرئاسة فقيد : ذكره أبو عامر الساملي يف تارخيه وقال

: فمن قوله يف السجنمعطبة ونار وبغى املرء ...أحبتنا الكرام بغوا علينا

وهجر القول منقصة وعار...وقالوا اهلجر ملا يعلموه

وطبع احلر صرب وائتجار...صربت على مقارعة الدواهي

وحال الليل آخرها النهار...لعلها ظلم أملت : وقلت

يكن اغتفار" املىن " وإن تكن ...فإن يكن الردى يكن اصطبار

: وله يف ذلك

يوما كما فتك اإلصباح بالظلم... له صربا على نائبات الدهر إن

فثق به تلق روح اهللا من أمم...إن كنت تعلم أن اهللا مقتدر

إال وأصبح يف فضفاضة النعم...وقلما صرب اإلنسان حمتسبا

وذكر أبو علي بن األشريي أنه كان مع أيب حيىي هذا وعمه رفيع الدولة بن املعتصم بداخل تلمسان يف حصارها سنة - وتاشفني ابن علي بن يوسف بن تاشفني يف ذلك الوقت بظهرها يف حمالنه ومجوعه -ثالثني ومخسمائة تسع و

البن أخيه أيب - وكان مسنا -فقال رفيع الدولة . فورد على املوحدين أعرهم اهللا فتح ضربوا له طبوهلم : قال


تعال نقل شعرا جنعله : قال أبو حيىي ف. لوال كرب سين وضعفي لكنت عندهم حرصا عليهم ونظرا لنفسي : حيىي فقال رفيع الدولة وكان ذا بديهة. عدة :

يدور السعد يف الفلك...لعبد املؤمن امللك

: فقال أبو حيىي كضوء البدر يف احللك...مهام نور غرته

: فقال ابن األشريي عليه سكينة امللك...فيممه جتد ملكا

من درك على القصاد...وال جتزع فليس له

: قال أبا بكر بن مزديل فخاف قائلوها وكان رفيع " وبلغت " إىل تلمسان " ......" وشاعت هذه األبيات و " ..." وكنت أرى يف النوم من يقول : قال ابن األشريي . الدولة إذ ذاك مقدما على بنيان سور الربص منها حبيلة

" ..." من خصه بالنعم السابغة " ... ... ... ... ..." مادح سفر فارغة فذكرت ذلك أليب حيىي بن ص " ..." به

فيسري ولررتري هذا علج لبين تاشفني من كبار قوادهم وأبطال رجاهلم وكانت له يف " ... ..." فجرى القدر بذلك وجه . وكان مقتل تاشفني ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان م سنة تسع وثالثني املذكورة . احلروب مقاوم شهرية

ابنه إبراهيم ويل عهده إىل مراكش خوفا عليها يف شعبان وسار كاتبا معه أبو جعفر بن عطية واستقر هو بوهران وجلأ فقصده املوحدون وأضرموا النار حوله فلما رأى ذلك ودع أصحابه ليال . إىل حصن شرع يف بنيانه يف تلك األيام

ويقال إن فرسه صرعه . الغد ميتا ال أثر فيه لضربة وال طعنة باب احلصن فوجد من - والنار حمتدمة -واقتحم وسيق فصلب

. كان مهلك تاشفني خبارج مدينة وهران ؛ تردى به فرسه يف البحر فهلك وتكسرا مجيعا : وقال غري ابن األشريي

ن املذكور وكان قصد الرباط خبارج وهران على البحر يف قطعة من أصحابه ليقوم به ليلة سبع وعشرين من رمضافنبه عليه املوحدون أعزهم اهللا فطرقوهم ليال يف مجع وافر وأحدقوا بالرباط وفيهم أمري األمراء واملخصوص بنصر

وارث - رضوان اهللا عليه -األلوية وجنح اآلراء الشيخ املعظم ااهد املقدس املرحوم أبو حفص عمر بن حيىي مؤرثها الذي كانت الفتوح تنثال عليه وتتالقي لديه وكتائب النصر املمالك ومورثها ومطفئ نار الفنت والتجسيم

فلما علم تاشفني م ركب وخرج هو وأصحابه مستميتني فوقع تاشفني على من . والرعب تسري خلفه وبني يديه وذلك بعد مكثه يف . يليه من حماربيه وظن األرض متصلة فهوى به فرسه ومتزق بأسفل املهوى وازم عسكره

. رب مخسة أعوام إال أشهرا ثالثة ما آوى إىل بلد وال عرج على أهل وال ولد ؛ ومن حيارب أمر اهللا حمروب احل

وكان بتلمسان - وهو املعروف بابن الصحراوية -واتصل مقتله بابن أخيه حيىي بن أيب بكر بن علي بن يوسف فخرج منها يف أصحابه وأسلمها

ريي مهاجرين فقبالوخرج أبو حيىي بن صمادح وابن األش

ويف هذا اخلرب أن ابن الصحراوية كان بتلمسان ؛ وقد تقدم . وأليب حيىي منهما قصائد مطوالت يف مدح األمر العايل عن ابن األشريي أن أبا بكر بن مزديل كان واليا عليها يف هذه السنة املذكورة فلعله وىل بعده أو كان مددا له يف


تلك املدةن قسيأمحد بن احلسني ب

أبو القاسمنشأ مشتغال باألعمال املخزنية . أول الثائرين باألندلس عند اختالل دولة امللثمني وهو رومي األصل من بادية شلب

ولقي أبا العباس بن العريف باملرية قبل إشخاصه إىل . وباع ماله وتصدق بثمنه وساح يف البالد - بزعمه -مث تزهد وأقبل على قراءة كتب أيب حامد الغزايل يف الظاهر وهو يستجلب أهل هذا الشأن . مراكش مث انصرف إىل قريته

" . اإلمام " -مث ادعى اهلداية خمرقة ومتويها على العامة وتسمى ب . حمرضا على الفتنة وداعيا إىل الثورة يف الباطن

وطلب فاستخفى وقبض على طائفة من أصحابه فأزعجوا إىل إشبيلية

أن يسريا مع حممد بن " املريدين " سع وثالثني ومخسمائة أشار من موضع استخفائه على أصحابه وملا دخلت سنة ت املعروف بابن القابلة وكان يسميه باملصطفى الختصاصه الكلي بكتابته واطالعه على أموره مث -حيىي الشلطيشي

يف وقت رمسه هلم - بغرب األندلس وهي إحدى القالع املنيعة- وأمرهم أن يغدروا قلعة مريتلة -قتله بعد ذلك وهم حنو من -فكمنوا بالربض . من هذه السنة القارضة ملك اللمتونيني مبقتل تاشفني أمريهم يف رمضان منها

وأعلنوا . وتغلبوا عليها سحر ليلة اخلميس الثاين عشر من صفر منها بعد أن قتلوا بواب القلعة -سبعني رجال ى ذلك إىل أن وصلهم يف غرة شهر ربيع األول يف مجع وافر من املريدين شعارهم بدعوة ابن قسي وأقاموا عل

فاستجاب له " حمزبا " التهليل والتكبري فصعد إىل قصبتها واحتل بقصرها وشرع يف خماطبة أعيان البالد خمببا وللفتنة وه وهجم عليهم حادث طاملا خرق مل يرقع" على املرابطني " واتسع . كثري منهم وأوهلم أهل يابرة مث أهل شلب

توقعوهوآلت احلال بابن قسي إىل أن خلع مبريتلة مث أعيد ومنها هاجر إىل املوحدين أعزهم اهللا فقدم عليهم بسال متربئا من

مث انصرف يف احملرم سنة إحدى وأربعني صحبة . يف ربيع اآلخر سنة أربعني " من مساويه " دعاويه وتائبا مما أسلفه افتتح جزيرة طريف مث اجلزيرة اخلضراءاجليش الذي

وملا فتحت شلب ترك ابن قسي عليها واليا ومنها كان قدومه يف شهر رمضان من السنة مهنئا بفتح إشبيلية وكان فتحها يوم األربعاء الثالث عشر من شعبان

الريق صاحب قلنربية يف وبعد عوده إىل شلب ظهر منه غري ما فورق عليه إىل أن صرح باخلالف وداخل الطاغية ابن قصر " إعانته وإمداده فأظهر إجابته إىل مراده وبعث إليه بفرس وسالح فأنكر ذلك أهل شلب وفتكوا به يف

منها موضع سكناه يف قصة طويلة ونصبوا مكانه ابن املنذر األعمى معلنني بدعوة املوحدين وذلك يف " الشراجب ومن شعر ابن قسي بني يدي ثورته. ة مجادى األوىل من سنة ست وأربعني ومخسمائ :

جيئ بأمر ال مير وال حيلي...إذا صفر األصفار جاء فإمنا

وعند مجادى ينقضي أمد اخلبل...وشهرا ربيع فيهما كل آية

: وله

وال احلرب تطفي بالرقي والتمائم...وما تدفع األبطال بالوعظ عن محى


الطلي والغالصم مواردها ماء ...ولكن ببيض مرهفات وذبل

ونضرب بالبيض الرقاق الصوارم...وال صلح حىت نطعن اخليل بالقنا

عن الظلم ملا جترم باملظامل...وحنن أناس قد محتنا سيوفنا

: وكان أبو عمر أمحد بن عبد اهللا بن حربون الشليب من كتابه وفيه يقول

من أمحد بن قسي...اهرب إىل اهللا وابرأ

واكفر بكل نيب...أو فاختذه إماما

: وكتب إليه ميدحه

علمين صنعة امتداح...مل أر جودا ملستماح

من طينة البأس والسماح...قد خلق اهللا راحتيه

فجاء كالغيث يف الصباح...ألقى على اجلود نور بشر

وليس يف احلق من جناح...راش إمام اهلدى جناحي

اقتداحي وكنت أصلدت يف...أريتين اليوم كيف أوري

أفرغ يف قالب املزاح...تبارك اهللا أي جد

: فقال ابن قسي جييبه ورضت معتادة اجلماح...جددت جدا بال مزاح

حوليه ثقفة القداح...حليته نتاج فكر

وخوضت بلجة الصباح...دمهاء قد لطمت بليل

بلقاء يف مقدم الرياح...إن سوبقت بالرياح جاءت

صالحه لذوي الصالح... أهديتها والزمان باد

وكانت الزهر اللتماح...فكانت الزهر النتسام

ليال ويوما على اصطباح...فأقبلت يب على اغتباق

يف الطعن من أثقف الرماح...وكنت أعتد أن رحمي

كالليل غشى من النواحي...حىت طلعتم لدى عجاج

ومن ملوع من الصفاح...فمن ملوح من العوايل

ومث ألقيت بالسالح... من صعادي فثم كسرت

حلى من أخالقه السماح...وبعد يا من أعار خلقي

هزل وجد من امتداح...فها أنا اليوم يف بساطي

باق وللهزل صفح ماح...أعطي إىل اجلد صفح رسم

واجلد أوىل من املزاح...فأعقب املزح حال جد

حممد بن عمر بن املنذر


أبو الوليدوكان من أحسن الناس وجها والزم التعلم بإشبيلية يف صغره . لب ونبهائها من بيت قدمي يف املولدين أحد أعيان ش

ووىل خطة الشورى ببلده مث تزهد وانزوى ورابط على ساحل البحر يف رباط . حىت متيز باملعارف األدبية والفقهية واتبعه عند ثورته وقام . مث خلص من ذلك وصاحب أمحد بن قسي الدعي وامتحن من أجله. الرحيانة وتصدق مباله

صحبة - قيل -يف بلده بدعوته مستعينا على ذلك بأيب حممد سيدراي بن وزير الثائر بيابرة قبله وكانت بينهما من أعمال شلب وقد ضبطه امللثمون فتغلب عليهم وقتلهم. وصداقة مث سار إىل حصن مرجيق

وإثر خروجهم منها . بوا من أهلها تأمينهم على أن يلحقوا بإشبيلية وسرى خربهم إىل من كان منهم بباجة فطل مث - وعليه أخوه أمحد وخاله عبد اهللا بن علي بن الصميل -دخلها ابن املنذر يف العسكر الذي أمده به ابن وزير

د استقر بقلعة قدم هو وأبو حممد بن وزير على ابن قسي يف أول شهر ربيع اآلخر من سنة تسع وثالثني ومخسمائة وقمريتلة قبل ذلك بشهر فسلما عليه باإلمارة وأذعنا بالطاعة فأقر ابن وزير على باجة وما واالها أمريا وابن املنذر

على شلب وما واالها كذلك

مث حلق ببلده حىت إذا . مث انصرف ابن وزير وتلوم ابن املنذر مبريتلة أياما وقد أبدى منافسة ابن وزير وحسادته قدم على ابن قسي ثانية يظهر اجلد يف " املريدين " عسكر أكشونبة إىل من عنده من الشلبيني وأصحابه اجتمع

مث عرب وادي آنة " . العزيز باهللا " نصرته والعمل على نشر دعوته فسر مبقدمه وجدد له عهده على ما بيده ومساه حىت ملكها مبعاونة يوسف بن أمحد البطروجي أحد مردة متقدما يف مجعه إىل ولبة فدخلها وامتد منها إىل لبلة فقاتلها

الثوار من هؤالء املريدين وأنزل من متنع يف بروجها من امللثمني فتحرك من لبلة حنوها ودخل حصن - وقد منى إليه أا حينئذ دون أمري يضبطها -وطمح به االغترار إىل إشبيلية

فانتهى إىل احلصن الزاهر ودخله-وكثر حشده وقد كثف مجعه -القصر وطليطلة من أعمال شرفها

وبظاهر اطريانة انكشف أصحابه أمام طائفة من جيش أيب زكرياء حيىي بن علي بن غانية

وكان ملا بلغه أمر لبلة وبالد الغرب قد بادر من قرطبة باخلروج لغزو أهلها فواىف إشبيلية وابن املنذر يعيث يف فأسرى ابن . وعبور الوادي حنوهم من هزمهم وطردهم وقتل عدد وافر منهم نواحيها فعني من أصحابه التباعهم

فنازله ابن غانية يف جيوشه . املنذر ليلة إىل لبلة وأقام ا يومني حيصنها مث حلق بشلب وترك يوسف البطروجي ا إىل إشبيلية وقد تغري ثالثة أشهر وذلك يف كلب الشتاء وحدته إىل أن بلغه قيام ابن محدين بقرطبة فانصرف عنها

على الناس واشتد حذره منهم فجرت له معهم وهلم معه قصص طويلة

املعروف بابن القابلة -وملا مسع ابن قسي بقيام ابن محدين أمر ابن املنذر هذا أن يعسكر ويسري هو وحممد بن حيىي م يف أمره وحيرضهم على القيام إىل قرطبة طمعا يف دخوهلا وخاطب معهما أهلها يرغبه-كاتب ابن قسي وصاحبه

فتحرك ابن املنذر . بدعوته ؛ وكان بالربض الشرقي من له حرص عليه ورغبة فيه كأيب احلسن ابن مؤمن وغريه وصاحبه بعسكر شلب ولبلة فوجدوا أمحد بن عبد امللك بن هود سيف الدولة قد جاء به أهل قرطبة من بعض

دوا ابن محدين فاحناز إىل احلصن املعروف بفرجنولش ومنها أعادته العامة ملا ثغورها ااورة هلا وملكوه عليهم وطر قامت على ابن هود وقتلت وزيره ابن مشاخ وفر هو بعد اثين عشر يوما من دخوهلا ومل يعد إليها بعد


وانصرف أصحاب ابن قسي خائبني وبعد وصوهلم إليه استدعى أبا حممد سيدراي بن وزير لالجتماع به فتوقف

وارتاب ملا كان من قبضه عليه بقصبة مريتلة وخلعه مث صرفه إىل حاله أثناء مغيب ابن املنذر يف قصد إشبيلية

مث تذكر يوما خاله . وملا يئس منه ابن قسي أمر ابن املنذر مبحاربته فهزمه ابن وزير وقبض عليه واعتقله مبدينة باجة - املذكور قبل -ه من بالد الغرب فأمر خاله عبد اهللا بن الصميل وقد صارت إليه بطليوس وأعماهلا إىل ما كان بيد

وأقام يف معتقله إىل أن فتح املوحدون . بأن يسري إىل باجة ويستخرج ابن املنذر من سجنه ويسمل عينيه ففعل ذلك أعزهم اهللا باجة وسائر بالد الغرب فأنقذه اهللا على أيديهم وعاد إىل شلب

اليته عليها من قبل املوحدين إىل أن خلع دعوم وانسلخ من طاعتهم وداخل النصارى وكان جيلس ابن قسي يف و قتله فتم ذلك - وهو ذاهب البصر -فاستراح ابن املنذر إىل وجوه بلده مبا كان عنده من باطن أموره ودبر معهم

ى األوىل سنة ست وأربعني وخلفه يف واليته قائما بالدعوة املهدية خلدها اهللا وذلك يف مجاد. كما تقدم ذكره فخيف منه أن يثور ثالثة فنقل إىل إشبيلية بعد أن خلعه ابن وزير وملك شلب دونه من خرب ذكره ابن صاحب

وبعد ذلك أجاز البحر إىل سال فتويف ا سنة مثان ومخسمائة. من تأليفه " ثورة املريدين " الصالة يف كتاب

ه ومسل عينيهومن شعره خياطب ابنته وتوفيت بعد خلع :

لعيين أختيك اللتني سبا الدهر...أواحديت قد كنت أرجوك خلفة

إذا مل يكن يسر فيا حبذا العسر..." أصابين " رضيت حبكم اهللا فيما

: وله وبعث به إىل أيب بكر بن املنخل يف نكبته وكان قد استوزره يف واليته

ذكائهيا واحدي من ذا الورى بوالئهووحيدهم إن ناظروا ب

نوعا فنوعا فانفرد بلوائه...أما الكالم فقد ملكت زمانه

حيكى محام األيك حال غنائه...إن شئت فانظم در لفظ رائق

تغلو به األرباح عند شرائه...أو شئت فانثر من كالمك جوهرا

أبشر فقد أدركته بلقائه...يا طالبا علم الكالم حتققا

أجنحت فانزل وارتبط بفنائه...إن كنت تبغي كشف غامضه فقد

وامسع إذا ألقي إليك معلماوالقن هديت احلق من إلقائه

فلديه منه ما يفي بشفائه...من كان يرتاد الشفاء لنفسه

إال اهتدى وشفاه من أدوائه...ما إن يناظر حائرا يف دينه

أهدى لنا احلسىن حبسن روائه...وإذا ختط ميينه يف مهرق

ناديت غريك مل جيب لندائه...اذا من أخ إبه أبا بكر وم

عين كأين مل أدن بإخائه...عثرت يب الدنيا فأصبح معرضا

من نائبات الدهر حال بالئه...ومنحته ودي وصنعت إخاءه

وحفظته من خلفه وورائه...ورعيت ظهر الغيب حق جواره

وأنا حبال من أمان عدائه...فعدا علي ومل أظن ببغيه


ما نالين ما نال من تلقائه...ممن تسوء ظنونه لو أنين

ظن مبن قدمت يل بوالئه...ما ساء فعلي مرة فيسوء يب

: فأجابه بقصيدة منها ومميزي نقدا بصدق والئه...يا ملبسي النعمى حبسن ثنائه

بردا ورد علي فضل ردائه...ألقى علي مدحيه فلبسته

الوشي من صنعائه فسحبت ذيل...وأعارين من خلقه وصفاته

قليب فصريه إىل سودائه...لبيك من داع تيمم حبه

بأبيهم ما أنت من أبنائه...إن كان أبناء الزمان تشبهوا

يف موته وحياته من دائه...فذر احلسود ملا به فدواؤه

أيدي الزمان فأخلفت بعالئه...هللا درك من فىت عبثت به

ن يسمح دهرنا بفدائه لو كا...أفديه من حر جفاه زمانه

والنصر معقود برأس لوائه...قد كان مثل السهم ينفذ يف الوغى

لعقولنا األقمار من ألالئه...شهما إذا دجت اخلطوب تبلجت

مهم حتط النجم من غلوائه...شيم كأزهار الربيع وراءها

عطف القلوب على مناهج رائه...وإذا ترقى منربا مللمة

فتناثرت محما على ظلمائه... زماننا كانت لياليه جنوم

: وله إىل ابن املنخل أيضا

فحسبك أن تلفى وأنت صبور...لئن غض منك الدهر يوما بأزمة

فليس أسى يبقى وإن جل مثل ما على كل حال ال يدوم سرور إذا أعرضت أبقى لذاك عسري...أيوجد يف الدنيا من الناس صاحب

فإن أبا بكر بذاك جدير...طلبت عزيزا ال ينال فإن يكن

فما بعده حر إليه نشري...رضيت به حظا من الناس كلهم

: فأجابه بقوله فإن برودا ال يدوم حرور...جتاف عن الدنيا وعن برد ظلها

وأوحش يوما منرب وسرير...فديتك ال تأسف لدينا تقلصت

أسود فلم يسمع هلن زئري...وإن عريت جرد املذاكي وذللت

جوانح من ذعر عليك تطري...ودرت الرايات فو كأا وغ

إذا رفرفت يوم اهلياج نسور...وكانت ومل تذعر عليك كأا

طلبت وفاء والوفاء سجيةولكنها أم الوفاء نزور

طالب لعمري ما أردت عسري...رأيتك تبغي مثل نفسك يف العال


الت وهو قدير ويعفو عن الز...يسمو مسوك للعال " الذي " ومن ذا

: والبن املنخل فيه يرثيه من قصيدة

فقدت احلسام املنذري اليمانيا...بأي حسام أدفع اخلطب بعد ما

صديقا صدوقا أو خليال مصافيا...ومن يل مبثل املنذري حممد

فيأيت على حكم اإلرادة دانيا...وقد كنت أستدين البعيد برأيه

علي بن عمر بن أضحى اهلمداين

احلسنأبو

ابن يزيد - بالغني املعجمة -هو علي بن عمر بن حممد بن مشرف بن أمحد بن أضحى بن عبد اللطيف بن غريب وقد تقدم ذكر نباهة سلفه وقيام حممد بن أضحى بأمر العرب . بن الشمر من مهدان يف ذؤابة شرفها وصميم بيوتاا

حىت غلب عليه " غريبا " ن حممد ومل مسي والد عبد اللطيف بعد سعيد بن جودي السعدي يف خالفة األمري عبد اهللا ب وإمنا امسه خالد ويزيد بن الشمر أبوه هو الداخل إىل األندلس-

وولد أبو احلسن على بن عمر هذا باملرية يف شهر ربيع األول سنة اثنتني وتسعني وأربعمائة ووىل قضاها بعد أيب عبد صرف بعبد املنعم بن مسجون وأعيد بعده ثانيةاهللا حممد بن حيىي بن الفرا الزاهد مث

وملا انقضت دولة امللثمني يف سنة تسع وثالثني ومخسمائة ودعا ابن محدين لنفسه بقرطبة خاطب أبا احلسن بن فقام بدعوة ابن محدين وتابعه أهل - وهو إذ ذاك بغرناطة وقاضيها أبو حممد بن مساك -أضحى حيضه على اتباعه

امللثمني من املدينة فتحصنوا بالقصبة ونشب القتال بني الطائفتني فاتصل ذلك مدةبلده وأخرجوا

املعروف بابن -وذكر أبو حممد بن صاحب الصالة أن الذي قام عليه ابن أضحى من امللثمني هو على بن أيب بكر يعين -واستصرخ : ال كان أمريا عليها بعد أيب زكرياء بن غانية ؛ ق. فنو وهي أخت علي بن يوسف بن تاشفني

- بابن محدين بقرطبة وبابن جزي قاضي جيان فوجه إليه ابن محدين ابن أخيه علي بن أيب القاسم أمحد -ابن أضحى

يف عسكر قرطبة وعلم بذلك سيف الدولة أمحد بن هود فعجل ودخل مدينة غرناطة -املعروف بابن أم العماد وانصرف ابن أم العماد خائبا

هود مع ابن أضحى على قتال امللثمني وحصارهم بالقصبة أشهرا ويف أثناء ذلك جرحوا ولد ابن هود وتعاون ابن وأسروه وأدخلوه القصبة فمات من جراحه فغسلوه وكفنوه وجعلوه يف نعش ودفعوه إىل أبيه فدفنه

إن ابن أيب جعفر قاضي مث. مث مات القاضي ابن أضحى وتقدم ابنه حممد بعده مع الرعية يف معاونة ابن هود : قال - وهو يف ألفى فارس من أهل الشرق -مرسية الثائر ا جيش ملعونة أهل غرناطة فلما وصل إىل ما يقرب منها

وعجز ابن هود ففر إىل جيان وكان قد . خرج امللثمون إليه فهزموه وقتلوه وكثريا ممن كان معه ودفن هو بغرناطة وتغلب امللثمون على مدينة غرناطة وفر حممد بن علي بن . شرف الرباجلي فوفيا له ترك ا ابن عمه نائبا عنه وابن م

أضحى إىل املنكب مث منها إىل حصن بين بشري وكانوا -وحكى غريه أن ابن أضحى ملا دعا البن محدين يف رمضان سنة تسع وثالثني متنع امللثمون بقصبة غرناطة

فحاربوه مثانية أيام إىل أن وصل من جيان بعض قواد -ونقاوة أبطاهلم مجاعة أهل بأس وجندة فيهم بقية أمرائهم


الثغر مددا البن أضحى فاضطربت حملته باملصلى وانضاف إليه من غرناطة مجع وافر فخرج إليهم امللثمون من الغد البلد ومنعوهم مث عادوا إىل القصبة وضيقوا على ابن أضحى وأهل. وهزموهم أقبح هزمية وقتلوا منهم مقتلة عظيمة

املرافق ودامت احلرب بني الطائفتني بداخل املدينة وخارجها إىل أن ورد ابن أيب جعفر القائم مبرسية يف مجوع وافرة فخرج إليه امللثمون مستميتني وقد اشتدت شوكتهم وكثفت " ورجل " يقال إم كانوا اثين عشر ألفا بني خيل -

ومل ينج من عسكره إال القليل ؛ وانصرف امللثمون إىل معقلهم ظاهرين على مجاعتهم فهزموه وقتل ابن أيب جعفر عدام ظافرين يف حركام

مث قدم ابن هود ودخل غرناطة من باب مورور ومعه ابنه عماد الدولة فخرج إليه ابن أضحى راجال وسلم عليه تالف من يشربه فعند إخراجه صاحت واستسقى ابن هود فأمر له ابن أضحى بقدح زجاج فيه ماء معد إل. وأنزله

ال تشربه يا سلطان: " به العامة !

وحذرته العاقبة فخجل ابن أضحى وتناول القدح وعب فيه ينفي الظنة بذلك عنه فمات من ليلته "

ثمني ونزل ابن هود بعض البساتني بظاهر غرناطة وأقام هنالك عشرة أيام مث انتقل إىل القصبة احلمراء والقتال بني امللويف بعض تلك األيام أثخنوا ابنه جراحا وأسروه فمات من ليلته فدفعوه إىل أهل البلد مكفنا . وأهل املدينة متصل ومل يقم ابن هود بعد ذلك إال حنو شهر يف مظامل وتنويع مغارم حىت هلم به أهل غرناطة فاخنزل . ليدفنوه أو حيملوه

عنهم ليال وفر إىل مرسية وقيل إىل جيان

قام بعده بأمر غرناطة أبو بكر حممد بن أيب احلسن بن أضحى وذلك يف أول سنة أربعني ومخسمائة وأقام مثانية أيام و -وعند هربه تصاحل أهل املدينة وامللثمون . يغادي ويراوح بالقتال حىت هرب من ليلة اجلمعة القابلة إىل املنكب

بل دخلها عنوة على أيب علي املنصور بن : وقيل -بن ورقاء وأمريهم علي بن فنو قد تويف فخلفه ميمون بن يدر حممد بن احلاج يف نيابته عن حيىي بن علي ابن غانية وأقام إىل أن أسلمها إىل املوحدين أعزهم اهللا سنة إحدى ومخسني

ومخسمائة

. ديبا صاحب بديهة أيب النفس عايل اهلمة فقيها يناظر عليه أ- يف حداثته وبعدها -وكان أبو احلسن بن أضحى

قرأت خبط أيب عبد اهللا حممد بن أيب عمر يوسف بن عبد اهللا بن عباد البلنسي وحدثين احلافظ أبو الربيع ابن سامل عنه : قال - وكتبها يل خبطه -أنشدنا صاحبنا أبو بكر بن الغفائري ببلنسية : قال أيب : وأنشدين ذلك غري مرة قال

أنشدين القاضي أبو احلسن بن أضحى : ص عمر بن حممد بن عمر اليحصيب قال أنشدين الشيخ احملدث أبو حفلنفسه وقد دخل جملس علي بن يوسف مبراكش فلم يهتبل به أحد ونزل حيث انتهى به الس فحضره هذان

: البيتان فاستأذن األمري يف إنشادمها فأذن له فقال الس حيث احتللنا مث صدر...حنن األهلة يف ظالم احلندس

ظلما فلم يذهب بعز األنفس...إن يبخل الزمن اخلؤون بعزنا

لكان أجود" يبخل " مكان " يذهب " لو قال -فأمر بترفيعه يف الس

: وله

اهللا يف مرتل قد ظل مثواكا...يا ساكن القلب رفقا كم تقطعه


وأنت دمه بالعنف عيناكا...يشيد الناس للتحصني مرتهلم

أعاذين اهللا من هذا وعافاكا...هللا ما حيب لفاحشة واهللا وا

: وله

ودنا الترحل واحلمام حيوم...أزف الفراق ويف الفؤاد كلوم

وأنا أسافر والفؤاد مقيم...كيف أنعم بعد كم : قل لألحبة

ويثري ما هو يف اهلوى مكتوم...الوداع يهيج منك صبابة : قالوا

ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم...ة امسحوا يل أن أفوز بنظر: قلت

: وله

من يل على فقده بالصرب واجللد...روحي لديك فردية إىل جسدي

وشرفيه ومثواه غداة غد...باهللا زوري كئيبا ال عزاء له

بايعتين الود تصفيه يدا بيد...لو تعلمني مبا ألقاه يا أملي

ليب ويف كبدي آثار عينيك يف ق...عليك مين سالم اهللا ما بقيت

: وله

يستر وجها قمريا ا...ومشعة حيملها شادن

يكسف منها البدر حيث انتهى...فكان الشمس على نورها

القرطيب معتذرا " ..." وله وكتب به إىل ذي الوزارتني أيب جعفر بن أيب :

وأوالهم بالشكر مين وباحلمد...ومستشفع عندي خبري الورى عندي

لففت له رأسي حياء من اد...قم جبزائه وصلت فلما مل أ

: " ... " وله يف الزهد خياطب

ما أقبح الشيب والعيونا...علي قد آن أن تتوبا

سوف ترى نادما قريبا...شبت وما تبت من بعيد

صعبا وتستهل الذنوبا...تركب للهو واملعاصي

مروان بن عبد اهللا بن مروانلعزيز أبو عبد امللكبن حممد بن مروان ابن عبد ا

ملا انتهى إىل بلنسية اخلرب بقيام أيب جعفر محيدين بن حممد بن محدين وبيعته بقرطبة وجبامعها األعظم يف يوم السبت وقد أعجزه أمرها وتعذر -اخلامس من شهر رمضان سنة تسع وثالثني ومخسمائة وبانصراف ابن غانية عن لبلة

واليها حينئذ أبو حممد عبد اهللا بن حممد بن علي ابن أخي أيب زكرياء بن غانية اضطرب أهل بلنسية و-عليه فتحها واله تاشفني بن علي بن يوسف يف الرابع والعشرين من ذي احلجة سنة مثان وثالثني -وقاضيها أبو عبد امللك هذا

وحضر . ف وترك اخلالف فاجتمعا يف احلني على منافسة كانت بينهما يف الباطن واتفقا على االئتال-ومخسمائة الناس باملسجد اجلامع فقام فيهم مروان خطيبا يذكر جبهاد اللمتونيني للروم ونصرهم للجزيرة واستنقاذهم بلنسية


مث قام عبد اهللا بن حممد الوايل وتكلم مبا حضره يف هذا املعىن . من أيديهم وحيض على التمسك بدعوم والوفاء هلم ني عمه من الصحبة وانفصلواوذكر مبا انتظم بينهم وب

ما أزعجه ؛ وليلة يوم األربعاء الثامن عشر من رمضان أنفذ - عن القاضي وغريه -فنمى إىل عبد اهللا من القول فدار بينه وبني اجلند ما أوجب متزيق خبائه وللفور أخذ يف الفرار مع . عياله وأثقاله إىل شاطبة وأصبح هو بالوجلة

بشاطبة أغارت خيله على جهات بلنسية فاكتسحت ما وجدت وتظلم الناس إىل ابن عبد فلما استقروا . قومه اختاروا من شيوخكم من تقدمونه : " العزيز ورغب إليه اجلند والعرب ووجوه أهل البلد يف التأمر عليهم فأىب وقال

شت احلال على هذا أياماومت. فاتفقوا على بعض اللمتونيني الباقني ببلنسية بعد فرار عبد اهللا ابن حممد "

مث خامره الروع فلحق بشاطبة هو . وأراد هذا اتمع عليه من ملتونة أن يقبض على ابن عبد العزيز فلم يستطع وحينئذ وقع اإلمجاع على ابن عبد العزيز فاستخفى إىل أن انفرد به أبو حممد عبد اهللا ابن . والباقون معه من أشياعه أمره " فقبل ذلك ومت " هذا األمر ال بد لك منه والرأي املبادرة : " هللا نب مردنيش وقاال له عياض قائد الثغر وعبد ا

والبيعة له يوم االثنني الثالث من شوال ووىل عبد اهللا بن عياض الثغر وما وااله وضم إىل نظره ما كان بأيدي " هات ويعيشون فيما جياورهم من البسائط وامللثمون أثناء ذلك يغريون على اجل. أصهاره بين مردنيش قبل ظهورهم

فاحندر امللثمون من قصبتها إىل املدينة . واملعاقل فاستدعى ابن عبد العزيز أجناد الثغر وض م إىل منازلة شاطبة وبوا الديار وسبوا النساء وقدم ابن عبد العزيز على هذه احلال يوم اجلمعة الثامن عشر من شوال فكانت بينه

مواقفات ظهر فيها عليهم حىت جلأوا إىل القصبة منهزمنيوبينهم

ووصل أبو جعفر حممد بن عبد اهللا بن أيب جعفر بعسكر مرسية يف آخر شوال فأقاما على حصار شاطبة متفقني يف الظاهر خمتلفني يف الباطن وكل واحد منهما يرى أنه أوىل ا

ووصل ابن عياض . صلحا ومسكنا مث عاد إىل حصار شاطبة واضطربت مرسية إثر ذلك فتوجه إليها ابن أيب جعفر مبأهل الثغر معينا ألمريه ابن عبد العزيز فلم جيد عبد اهللا بن حممد بدا من الفرار وحلق باملرية يف خرب طويل ومنها

عند ثورة ركب البحر إىل أبيه حممد بن علي وهو مبيورقة قد ملكها واستقر فيها برأي أخيه أيب زكرياء حيىي بن علي العامة بإشبيلية منصرفة من حصار لبلة

وملا هرب عبد اهللا من قصبة شاطبة استوىل عليها ابن عبد العزبز صلحا فحصنها وعني هلا ضابطا وصدر إىل بلنسية وانصرف . فيقال إنه دخلها راكبا على مجل يف زي اجلند وجددت له البيعة يوم قدومه وذلك يف صفر سنة أربعني

جعفر إىل مرسية مث قتل على إثر ذلك جبهة غرناطة فانضافت لقنت وأعمال شاطبة إىل ابن عبد العزيزابن أيب

وعند استقالله بالرئاسة خانه اجلند ومل تف اجلباية بالواجبات فتعللوا عليه بذلك وعزموا على خلعه وخاطبوا ابن خلة أهلها وخلع أبا عبد الرمحن بن طاهر وكان قد ملكها مبدا-عياض يستعجلونه يف الوصول إليهم من مرسية

فمل يرع ابن عبد العزيز إال إحداق اجلند بقصره يوم -منها يف العاشر من مجادى األوىل من سنة أربعني املذكورة وحكى ابن صاحب الصالة أن ذلك كان يف اخلامس -الثالثاء السادس والعشرين من شهر مجادى األوىل املذكور

خرج راجال متنكرا وتدىل من سور بلنسية ليال واعتسف الطريق دون دليل حىت حلق جببال املرية ف-والعشرين منه واجتمع بالقائد حممد بن ميمون فقبض عليه وقيده وفاء لبين غانية وأقام عنده إىل أن دفعه إىل عبد اهللا بن حممد عدو


قطع ميورقة برسم اتباع العدو فعف عبد اهللا عن ابن عبد العزيز وطريده من بلنسية وشاطبة وقد ورد على املرية يف دمه واحتمله معه مقيدا ؛ ونقم الناس على ابن ميمون فعله

ويقال إن عبد العزيز ملا غدر به اجلند فر إىل قليرية مث رجع إىل بلنسية مستترا ودخل داره القدمية فعثر على خربه . ة واقتفى أثره يوسف بن هالل إىل مقربة منها ففاته وطلب حىت أحرق بعض دوره فخرج ثانية مستخفيا إىل مرسي

وأقام هو مبرسية ثالثة أيام مث خرج منها إىل املرية فقبض عليه ابن ميمون

وملا خلعه اجلند قدموا عبد اهللا بن حممد بن سعد بن مردنيش نائبا عن ابن عياض وأسكنوه قصر بلنسية وقدم ابن . فأقام ا ناظرا يف أمورها ومصلحا لثغورها -ته بيعة أهلها يف طريقه إليها وقد واف-عياض يف آخر مجادى األوىل

وهو عم أيب عبد اهللا بن سعد أمري -مث عاد إىل مرسية وترك صهره أبا حممد بن سعد ببلنسية أمريا عليها من قبله بض أهل الثغر على أيب وق. الشرق بعد ذلك واملعروف بصاحب البسيط ألنه استشهد فيه مع سيف الدولة بن هود

وهو من أمنع - واحتملوه مقيدا إىل حصن مطرنيش - وهو والد أيب احلسني األديب الزاهد -جعفر أمحد بن جبري معاقل بلنسية وسجن فيه إىل أن فدى نفسه بثالثة آالف دينار إىل ما ب له من دفاتر وذخائر فسرح وتوجه إىل

شاطبة واختذها دارا

على سائر أصحاب ابن عبد العزيز واب القصر أياما ؛ وعند إشخاصه مقبوضا عليه إىل ميورقة واستطالت األيديسجن يف بيت مظلم مطبق كان ال يعرف النهار فيه من الليل وترك أوقاتا دون غذاء وال ماء وأقام مسجونا حنوا من

ا مروان اجلزيري أوهلاويف سجنه ذلك قال قصيدة يعارض ا أب. عشرة أعوام وقيل اثين عشر عاما :

طلع الزمان بوجهه املتنمر...يا نفس دونك فاجزعي أو فاصربي

مث إنه ختلص من معتقله بسعي أيب جعفر بن عطية . وهي طويلة ضعيفة مل مير له فيها كبري إحسان فلذلك تركتها ل أبيه حممد وأخيه عبد اهللا يف الوزير يف ذلك حىت خوطب إسحاق بن حممد بن علي بتسرحيه وقد وىل ميورقة بعد قت

سنة ست بل سبع وأربعني ومخسمائة ؛ وجنح إىل املوحدين أعزهم اهللا فامتثل إسحاق ذلك ووجه به إىل جباية ومنها وملا طولب قال يغري به وحيرض عليه غامطا . توجه إىل مراكش فسعى له ابن عطية يف حضور الس السلطاين

: حقه وكافرا يده

: أطال اهللا مدقوال تبني لذي لب حقائقهقل لإلمام

وطالب الثأر ال تؤمن بوائقه...إن الزراجني قوم قد وترم

لذاك ما كثرت فيهم عالئقه...وللوزير إىل أربام ميل

فرمبا عاق عن أمر عوائقه...فبادر احلزم يف إمخاد نارهم

قه واحلق أبلج ال ختفي طرائ...اهللا يعلم أين ناصح لكم

فاحذر عدوك واحذر من يصادفه...هم العدو ومن والهم كهم

وله أيام مخوله باملغرب يصف حاله. فكانت هذه األبيات من أقوى األسباب يف قتل ابن عطية رمحه اهللا :

تقلب املسي والغدو...أف لدنيا تقلبت يب

مسامي النجم يف العلو...قد كنت فيما مضى عزيزا


بكى هلا رمحة عدوي...ها فحايل اآلن لو رآ

وتويف مبراكش سنة مثان وسبعني ومخسمائة ومولده سنة مخس ومخسمائة

حممد بن عبد الرمحن بن أمحد بن عبد الرمحن أبو عبد الرمحن

ابن طاهر القيسيألهل بيته يف قدم الرئاسة وكرم السياسة ذكر مأثور وأثر مذكور وقد أوردت كالم أيب مروان بن حيان يف

وكان أبو عبد الرمحن األول منهم يف الرسائل كأيب عبد الرمحن األخري يف علوم األوائل ذلك للبيان . ليتهم أو والتشقيق وهذا للنظر والتحقيق

وهو عبد الرمحن بن جعفر بن -وأول من ثار مبرسية بعد انقراض الدولة اللمتونية أبو حممد بن احلاج اللورقي وهي -دعا البن محدين أياما من شهري رمضان وشوال سنة تسع وثالثني ومخسمائة قدمه أهل مرسية ف-إبراهيم

مث أظهر التربم مبا محل وأحب االخنالع مما -السنة اليت كثر فيها الثوار بشرق األندلس وغرا من القضاة وغريهم قلد

ري إىل مرسية فأخرج ابن احلاج واتفق أن وجه سيف الدولة بن هود قائدا من قواده يعرف بعبد اهللا بن فتوح الثغ منها للنصف من شوال املذكور ودعا البن هود مث أخرج

وقدم أبو جعفر حممد بن عبد اهللا بن أيب جعفر اخلشين الفقيه يف آخر شوال هذا فتوىل بالتدبري بقية العام وأشهرا من ولكين أريد أن أمسك الناس بعضهم ليست تصلح يل ولست هلا بأهل: " سنة أربعني وكان يقول يف قيامه باإلمارة

وتوجه إىل شاطبة يعني أبا عبد امللك مروان بن عبد العزيز على حماصرة " . عن بعض حىت جيئ من يكون هلا أهال من ا من امللثمني مث خرج غازيا إىل غرناطة ومعينا للقاضي أيب احلسن بن أضحى يف جيش ضخم ومجع كثيف

بني خيل ورجل وقد اشتدت شوكة امللثمني بقصبتها وانضاف إليهم من قومهم خلق حيكى أنه بلغ اثين عشر ألفاوملا مسعوا مبسري ابن جعفر حنوهم تأهبوا له وبرزوا . كثري فبالغوا يف التضييق على مدينتها وأكثروا القتل يف أهلها

قدومه عليه ميورقة إىل أمثاله من ويقال إن عبد اهللا بن حممد علي بن غانية كان فيهم قبل حلاقه بأبيه و-لدفاعه فهزموا ذلك اجلمع مبقربة من غرناطة وقتل ابن أيب جعفر-األعيان والم ومشاهري محام

وذكر ابن صاحب الصالة أن عبد اهللا الثغري كان قائدا بكونكة فلما مسع بقيام ابن محدين خرج إليه وأقام لديه ؛ ون تقدميهم أبا حممد بن احلاج وأنه استعفى من ذلك فأنفذ إليهم الثغري واتفق أن وصلته خماطبة أهل مرسية يذكرفورد يوم الثالثاء منتصف شوال سنة تسع وثالثني: قال . واليا وقدم أبا جعفر بن أيب جعفر قاضيا

مث . هم وظهر من أيب جعفر حب الرئاسة فحشد الناس لقتال امللثمني بأوريولة وغدر م عند نزوهلم على األمان فقتلداخل أهل بلده مرسية يف أن يؤمروه ويتقدم للقضاء أبو العباس بن احلالل ولقيادة اخليل عبد اهللا الثغري فلم

خيالفوه

" وأسقط منه " األمري الناصر لدين اهللا " وبعد انعقاد البيعة له نبذ طاعة ابن محدين ودعا لنفسه واقتصر لقبه على

على الثغري فسجنه وصهريه ابين مسلوقة وصري قيادة اخليل لزعنون أحد وجوه وقبض" . الداعي إلمام املسلمني اجلند


ورئيسهم إذ ذاك عبد اهللا بن حممد -مث توجه إىل شاطبة معينا البن عبد العزيز يف حصار امللثمني املمتنعني بقصبتها وصهريه من معتقلهم فلحق ا فثارت العامة مبرسية عند مغيب ابن أيب جعفر عنها وسرحوا الثغري-بن غانية

وهرب الثغري إىل كونكة وعاد هو إىل حصار شاطبة إىل أن هرب عبد اهللا بن غانية منها فأتبعه . وأطفأ تلك النائرة ابن جعفر خيال سلبت ما جتمل من املال وأفلت هو فلحق باملرية

مث توجه بعد ذلك . لك يف صفر سنة أربعني وملا تغلب ابن عبد العزيز على شاطبة عاد ابن أيب جعفر إىل مرسية وذ إىل غرناطة مغيثا أهلها فلقيه امللثمون خبارجها فهزموا مجوعه وقتلوه

وعند انصراف الفل إىل مرسية أمجع أهلها على تأمري أيب عبد الرمحن بن طاهر هذا وذلك يف أواخر شهر ربيع األول وكان ابن . د مث لنفسه بعده وقدم أخاه أبا بكر على اخليل من السنة املذكورة فانتقل إىل القصر ودعا البن هو

بعسكر فرد خائبا مث أعاد توجيه عسكر آخر مع ابن - وهو املعروف بابن أم العماد -محدين قد وجه ابن أخيه عمه املعروف بالفلفلي صحبة أيب حممد ابن احلاج وابن سوار وغريمها من الواصلني من أهل مرسية إليه فصد عن

وهلا وطولب املائلون إليهدخ

وأقام ابن طاهر يف إمرته أياما ريثما خوطب أبو حممد بن عياض بتعجيل الوصول إليهم فعجل املسري حنوهم وتلقاه زعنون وهو وال على أوريولة فربئ منها إليه وملكه إياها وحلق به الذين خاطبوه من مرسية حيرضونه على قصدها

وقد برز الناس إىل لقائه مث . ادى على حتسني الظن بالذين قدموا من لقاء ابن عياض وال علم البن طاهر بذلك بل متوانتقل ابن طاهر إىل الدار . دخل القصر الكبري ال يدافعه عنه أحد وذلك يف العاشر من مجادى األوىل من السنة

وكان مع شهامته . ه بضعفه فتركها وانتقل إىل داره وعف ابن عياض عن دمه لعلم" خاف على نفسه " الصغرى مث حسن السرية

ويف هذا الشهر خلع اجلند مروان بن عبد العزيز ببلنسية واستدعوا ابن عياض فأمروه وأقام أمريا على شرق األندلس داعيا البن هود إىل أن قتل بالبسيط وداعيا بعد ذلك لنفسه

وكان قد أنقذه رسوال إىل الطاغية . انتزى فيها وخالفه عبد اهللا الثغري إىل مرسية يف بعض أسفاره منها فدخلها وأذفونش ليعقد معه السلم وميالئه على صاحب برشلونة فعاد من سفارته هذه وزعم أن أذفونش أمره على مرسية

نائب -واستعان على دخوهلا بطائفة من أهل الفساد كانوا يشايعونه فتم ذلك وهرب حممد بن سعد بن مردنيش لحق بلقنت وذلك يف أوائل ذي احلجة من سنة أربعني ف-بين عياض فيها

مث قتل الثغري سابع رجب سنة إحدى وأربعني واستوىل ابن عياض ثانية على مرسية وسائر بالد الشرق إىل أن قضى حنبه من سهم رمي به يف بعض حروبه مع الروم يوم اجلمعة الثاين والعشرين من شهر ربيع األول سنة اثنتني وأربعني

نت واليته عاما وتسعة أشهر وعشرين يوما ومحل إىل بلنسية فدفن ا وحممد بن سعد إذ ذاك وال عليها فقام فكابل نصبه أهلها لذلك دون عهد: ويقال -وعلم أهلها بعهد ابن عياض إليه باإلمارة من بعده فبايعوا له . مبواراته

بعد وفاته إىل أن ختلى هو يف أواخر مجادى األوىل من وأما أهل مرسية فأمضوا نيابة علي بن عبيد عن ا بن عياض - وجده هو املعروف بذلك -السنة عما بيده أليب عبد اهللا حممد بن سعد ابن حممد بن سعد اجلذامى بن مرذنيش

واشتد حذر ابن طاهر هذا منه ملا كان يسمع ويبصر من شهامته وحزامته ورمبا عرض . فقوى سلطانه وعظم شأنه


" وزهد يف اإلمارة " سعد مبا يزيده حذرا منه وانقباضا عنه فأخذ يف التلون وأقبل على االماك واإلدمان له ابن

إىل أن تويف ابن سعد منسلخ رجب سنة سبع وستني ومخسمائة " خائفا " وطلب السالمة من غائلتها وقطع معه مدته أكثر هذا اخلرب املنسوق عن -اكش سنة أربع وسبعني فأفرخ روعه ورسخ بالدخول يف الدعوة املهدية أمنة وتويف مبر

مع ما اندرج فيه زيادة عن غريه مستفادة " ..." ابن صاحب الصالة وجله

: ومن شعر ابن طاهر

" ... ... ... ... ... " ... تأيد على الشطرنج إن كنت العبا يعز علينا فيه نقض القرائح...فما أمره مما يعز وإمنا

: ذكر سلطان املغرب بينه وبني قينة يف جملسه فقالوله وقد جرى

فأصبح منا النوع يفخر بالشخص...إمام تناهى يف األئمة فضله

: وقالت القينة

وأبدى لنا ما يف األنام من النقص...تكامل حىت جل عن وصف واصف

حلق بن غالب بن عطية احملاريب وبامسه والبنه أيب حممد عبد احلق بن أيب عبد الرمحن وهو لبنت القاضي أيب حممد عبد ا : وكنيته مسى وكىن

عوضت منه شقاوة بنعيم...اختر مكان العز فاحلله ولو

وهو املفدى عند كل كرمي...هذا احلبيب وفيه أفضل أسوة

غري الفؤاد وفيه نار جحيم...مل يرض عضوا للمحب حيله

: وله ميدح

من حزب ومن أعداء: قسمني ...ملا وجدت العاملني تقسموا

من نعمة وشقاء: مشالهم ...قسمت عدلك فيهمو قسمني قد

أن العداة لكم من األكفاء...لألجر جاهدمت عداة الدبن ال

: وله من قصيدة

ألنك ال ترضاه إال خملدا...هجرت من الدنيا لذيذ نعيمها

ا رقيت ا يف رتبة القدس مصعد...وقضيت شهر الصوم بالنية اليت

فلو كان ذا جفن لبات مسهدا...وودع عن شوق إليك مربح

: يقول فيها دعاه رجاء الفوز أن يتعبدا...تفقد حبسن الرأي عبدا مؤمال

فإن سليمانا تفقد هدهدا...وإن كان عظم الذنب صغر قدره

أنشدنا : ة تونس حرسها اهللا قال وهذا حنو ما أنشدنا األستاذ أبو عبد اهللا حممد بن عبد اجلبار بن حممد الرعيين حبضر وقد رأيت أنا أبا الربكات هذا ومسعت وعظه جبامع بلنسية يف -أبو الربكات الواعظ املصري املعروف بالزايزاري

: سنة مثان وستمائة


أصاغرهم واملكرمات مصائد...ومن عادة السادات أن يتفقدوا

ات اهلداهد وأصغر ما يف الطائر...سليمان يف ملك تفقد هدهدا

إمياض الربق يف أدباء " -وكل ما عثرت عليه من منظوم عبد احلق هذا ومنثوره منصوص يف كتايب املترجم ب " الشرق

عبد اهللا بن خيار اجلياين

أبو حممدهدية عداده يف املتوثبني وكان عامال على مدينة فاس يف دولة امللثمني مث استبد ا يسريا يف قيامه عليهم بالدعوة امل

وعلى يديه كان فتحها واملوحدون أعزهم اهللا إذ ذاك مبكناسة فأسرعوا الوصول إليها وأمنوا أهلها عند دخول عصر يوم األربعاء الرابع عشر من ذي قعدة سنة أربعني ومخسمائة وقيل عند الفجر منه

تلك الليلة بامرأة من قومه وذلك أن واليها حيىي بن أيب بكر بن علي بن يوسف املعروف بابن الصحراوية أعرس فشغله ابن خيار بكثرة ما أهدى إليه من النظر لنفسه وقد واعد املوحدين متكينهم من البلد ملا أمكنته الفرصة

فدخلوا عند الفجر ومل يكن ليحىي حميص عن الفرار والنجاة بنفسه فيمن خف معه من أصحابه وانتهوا إىل طنجة مث دلسأجازوا البحر منها إىل األن

: وجلت حال ابن خيار هذا بعد وكانت له من الدولة العلية مكانة سنية وهو القائل يف حماولته

تكنفها سعد عتيد وإقبال...لنا يف جناب الدين واخلري أمال

فعند اإلمام العدل صفح وإفضال...حنوز ا فوزا وحنرز غبطة

فيشرق عسال ويشبع عسال...وإين ألرجو أن أفوز بليلة

: وفيه يقول أبو بكر حيىي بن سهل اليكي عند تناهي حاله يف احلظوة والوجاهة

وقد يكسف البدر عند التمام...أيا ابن خيار بلغت املدى

وأين املقرب عبد السالم...فأين الوزير أبو جعفر

مخسمائة وفيه قتل هو يريد أبا جعفر أمحد بن جعفر بن عطية الوزير الكاتب ونكب يف صفر من سنة ثالث ومخسني ووأخوه أبو عقيل عطية خبارج مراكش وأليب جعفر إذا ذاك ست وثالثون سنة مولده سنة سبع عشرة ومخسمائة

وألخيه ثالث وعشرون سنة وأصلهما من قمرلة قرية بطرطوشة من شرق األندلس ونسبهما يف قضاعة

ا وتقلد الوزارة بعد أيب جعفر بن عطية وكان كثري ويريد باملقرب عبد السالم بن حممد الكومي وهو أخو بندة ألمهفلما صارت إليه الوزارة . " عليه وال إمهاله فيما وصل إليه " احلسد له ال يطيق الصرب " به شديد " عاية " -الس

أدل بقرية وقرابته واستبد باألموال وكثر التظلم من عماله فسجن بتلمسان عند االنصراف من غزوة املهدية يف " سنة مخس ومخسني إىل أن سم يف طعامه فهلك وقيل إنه قتل باألرجل

ما قرأت يف بعض املعلقات أن عبد السالم هذا قصده مجاعة من أهل سال يف وزارته فقعد عن برهم ومل " ومن بني " : يقض حاجتهم فكتب إليه أحدهم

ونيل ما أملوا عجزا وتقصريا...يا من يرى خيبة الراجني تكرمة


وقد أعد له كمدا وتقصريا... فإنك خام يف يدي زمن مهال

فقتل يف اليوم الثاين من دفع الرقعة إليه باألرجلقصده بعض معارفه الناشئني معه فلم : واتفق أيضا مثل هذا أليب العال إدريس بن أيب إسحاق بن جامع يف وزارته

: يرفع به رأسا فكتب إليهدر العدو من الصديق ومل ت...شغلت خبدمة السلطان عنا

فإن النائبات على الطريق...رويدك عن طريق أنت فيها

فنكب بعد ذلك بيوم وهذا من طريف موافقة الشعراء يف زجرهم للقضاءوكانت نكبة أيب العال هذا يف سنة ثالث وسبعني ومخسمائة بعد أن استكمل يف وزارته مخس عشرة سنة وشهرا

ه حيىي وأقاما مغربني جبهة إشبيلية ستة أعوام وثالثة أشهر ومثانية عشر يوما إىل أن واعتقل هو وابن. وعشرين يوما صفح عنهما وقت االنصراف من غزوة شنترين سنة مثانني ومخسمائة

أخيل بن إدريس الرندي الكاتب أبو القاسم

صحبته إياه أيام " ورعى له "كتب يف أول أمره للملثمني مث استكتبه أبو جعفر محدين بن حممد بن محدين يف إمارته قضائه فلما دخل ابن غانية قرطبة وأخرج ابن محدين حلق أخيل برندة بلده واستبد بضبطها مديدة فحسده أهلها

- وهو يومئذ قائم بدعوة ابن محدين يف شريش وأركش -وداخلوا أبا الغمر بن السائب بن غرون يف التمكني منها

لى قصبة رندة الشهرية املنعة دون قتال وال نزال لركون أخيل إليه وثقته به فنجا واستوىل أبو الغمر ع. فتم ذلك . وب أبو الغمر ديار أصحابه وخلع طاعة ابن محدين ودانت له املعاقل املتصلة به فأمن أمره . بنفسه وما كاد

راكش فأوطنها واتصل بأيب بل سجن أخيل مث سرحه فكان عند أيب احلكم بن حسون مبالقة ومنها توجه إىل م: وقيل ومل يزل هناك مكرما ويف طبقته مقدما إىل أن وىل قضاء قرطبة مث قضاء . جعفر بن عطية الوزير وعلى يديه أعيد ماله

وكان مسحا جوادا بليغا مدركا. إشبيلية

: وحكى يل أنه ملا أراد االنفصال من مراكش لقى أبا جعفر بن عطية فأنشده

وجداننا كل شيء بعدكم عدم... نفارقهم يا من يعز علينا أن

: فأجابه أخيل أال تفارقهم فالراحلون هم...إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا

ومن شعره يراجع بعض األدباء. ومخسمائة - أو إحدى وستني -وتويف بإشبيلية سنة ستني :

ورأيك قد قنعت به نصيبا...وفاؤك قد رضيت به حبيبا

وبرك ال أقوم به مثيبا...بديال وودك ال أريد به

على العافني واالت كثيبا...مكارم منك قد عبت عبابا

لعاد الروض مطوال خصيبا...وطبعك لو نفحت به هشيما

يكون آمال نضرته املشيبا...وعهدك كالشباب وليس مما


فتنت به املساكت وايبا...وذاك الشعر أم سحر حالل

: وله أيضا

وفيك تعلمت نظم الكالم...ذت حبال الذمام إليك أخ

وصلت به ثائرا كاحلسام...فأرسلته جائال كالرماح

أياد تفجر صم السالم...وما كنت منه ولكنها

اإلصابة من كل رام" فنلت ...يوم " صارة يف كل " تروم اإل "

كأن ا سكرات املدام...وتثىن الغصون على هزة

وال كإياب األمري اهلمام...وكل نأ إقباله

حبكم الكهول وسن الغالم...فىت املكرمات تصدى هلا

يف النائبات العقام" وأبلغ " ...لعشر مضت من سنيه " فأغىن "

أنارت هلم يف اعتكار الظالم...وساق إىل املسلمني اليت

ولوال التصرب كان الغرام...وشوق أضعاف ما اشتاقه

أهل اللئام" وأنكى ليهلك " ...ن وقاسي ليتدع املسلمو

ل تبعث من ضغنها بالسمام...ونافر منهم أفاعي الرجا

فكان على الرغم منهم إمام...وجاراهم طلق املكرمات

بنور هالل كبدر التمام...وأعشاهم يف مساء العال

طيب وهو عندي باإلسناد والصحيح أن ذلك أليب جعفر عبد اهللا بن حممد ابن جرج القر-ووجدت منسوبا إليه : إليه

إال لفرقة ذاك املنظر احلسن...أما ذكاء فلم تصفر إذ جنحت

وسائح مد باهلطالة اهلنت...رىب تروق وقيعان مزخرفة

يكاد من رقة جيلى على الغصن...وللنسيم على أرجائه حبب

أمحد بن يوسف بن هود اجلذامي أبو جعفر

: امر يوسف بن عضد الدولة أيب أيوب سليمان ابن املؤمتن أيب عامر ويقال يف كنيته هو أمحد بن حسام الدولة أيب ع

أبو عمر يوسف بن املقتدر باهللا أيب جعفر أمحد بن املستعني باهللا أيب أيوب سليمان بن حممد بن هود اجلذاميشجاعة والشهامة وقبضوا وكان آباؤه وأهل بيته أمراء سرقسطة والثغر الشرقي غلبت عليهم دون ملوك الطوائف ال

أيديهم فقلت أمداحهم وترك الشعراء انتجاعهم إال يف الغب والنادر على سعة مملكتهم ووفور جبايتهموأول ملوكهم أبو سليمان بن حممد املتلقب من األلقاب السلطانية باملستعني باهللا صاحب الردة وصار إليه ملك

فتك به ابن عم له يسمى عبد اهللا بن : منذر بن حيىي التجييب األخري سرقسطة وما معها بعد مقتل منذر بن حيىي بن حكم وحز رأسه وسط قصره وذلك غرة ذي احلجة سنة ثالثني وأربعمائة ودعا البن هود أول أمره مث ثار به أهل


يه من وجنا بفاخر ما اشتمل عل- أحد معاقلها املنيعة وقد كان أعده لنفسه -سرقسطة فلحق حبصن روطة اليهود وب العوام قصر سرقسطة إثر خروجه حىت قلعوا مرمره وطمسوا أثره لوال تعجيل سليمان بن . ذخائر آل منذر

هود فملك البلد يف احملرم سنة إحدى وثالثني وأورثه بنيه حني تويف سنة مثان وثالثني

وهو الذي استرجع مدينة . م سلطانا ابنه أبو جعفر أمحد امللقب باملقتدر وكان أقواه- دون إخوته -وحظي بواليته بربشتر وافتتحها على النصارى عنوة وخلع إقبال الدولة علي بن جماهد من دانية وسريه إىل سرقسطة دار ملكه

وهنالك هلك سنة أربع وسبعني وفيها تويف املقتدر

ان وسبعنيووىل بعده ابنه أبو عامر يوسف بن أمحد امللقب باملؤمتن فلم تطل مدته وتويف سنة مث

ووىل بعده ابنه أبو جعفر أمحد امللقب باملستعني باهللا واستشهد على مقربة من تطيلة يوم االثنني أول رجب من سنة ثالث ومخسمائة

ووىل بعده ابنه احلاجب عماد الدولة أبو مروان عبد امللك بن أمحد وشرط عليه أهل سرقسطة أال يستخدم الروم واستدعى . وأقام حبصن روطة - ملا استشعر من ميل الناس إىل امللثمني -يسرية ذلك وال يالبسهم فنقض بعد أيام

أهل سرقسطة حممد بن احلاج اللمتوين وايل بلنسية فوافاهم صبيحة يوم السبت العاشر من ذي قعدة سنة ثالث ألربعاء الرابع ومخسمائة فأمكنوه من البلد ؛ وجرت قصص طويلة أفضت إىل تغلب الروم على سرقسطة يف يوم ا

من شهر رمضان سنة اثنيت عشرةوقد كان عبد امللك هذا وجهه أبوه املستعني أمحد بن يوسف املؤمتن إىل يوسف بن تاشفني يف سنة ست وتسعني

وأربعمائة دية سنية من مجلتها أربعة عشر ربعا من آنية الفضة مطرزة باسم جده املقتدر والد جده املؤمتن فقبلها ابن ني وأمر بضرا قراريط فرقت ليلة عيد النحر يف أطباق على رؤساء قومه وهو إذ ذاك بقرطبة وقد أشار إىل تاشف

بيعة ابنه علي بن يوسف بالعهد فحضر عبد امللك ذلكوملا تويف بروطة يف شعبان سنة أربع وعشرين ومخسمائة وىل بعده ابنه أبو جعفر أمحد بن عبد امللك سيف الدولة

فأقام بروطة إىل أن ختلى عنها للطاغية أذفونش - ويلقب أيضا باملستعني باهللا وهو آخر بين هود ملكا -اهللا املتنصر ببن رمند املعروف بالسليطني وعوضه منها بنصف مدينة طليطلة وذلك يف شهر ذي قعدة سنة أربع وثالثني وسار

معه فأنزله االنتقاض واالنقراض فخرج سيف الدولة هذا ثائرا بالثغور اجلوفية ويف سنة تسع وثالثني أخذت دولة امللثمني يف ا

وانزعج ابن محدين أمامه فلحق باملعقل . ومنها ورد على قرطبة فدخلها مبداخلة أهلها إياه ومماألة مإلها على ذلك ابن مشاخ املعروف بفرجنولش مث خرج منها بعد اثين عشر يوما ناجيا بنفسه وقد ثارت به العامة وقتلت وزيره

وطائفة من أصحابه

مث سار إىل غرناطة فملكها واضطربت عليه ا . فقصد جيان وقد ثار ا قاضيها ابن جزي فتغلب عليه وملكها وعاد إىل جيان فداخله أهل مرسية واستدعوه فورد عليهم ودخلها يوم اجلمعة الثامن عشر من . األمور فأسلمها

مجيعها حوال واحداومل يستكمل يف . رجب سنة أربعني

وقد كان ابن عياض تأمر مبرسية ودعا البن هود هذا فوجه إليه ابنه أبا بكر فربز للقائه وأظهر االحتفاء مبقدمه وسار


وبلغ ابن عياض ورود ابن هود . به إىل بلنسية حني أمره أهلها وخلعوا مروان بن عبد العزيز قاضيها مث واله دانية ونزل . به اللحاق وقدم يوم األحد املوىف عشرين من رجب مظهرا طاعته وممتثال أمره وحلوله بقصر مرسية فعجل

وبعد ليال قالئل توجها مجيعا إىل شاطبة وقد . القصر الصغري فألقى إليه ابن هود باألمور كلها وخصه باسم الرئاسة احيها أصحاب الطاغية أذفونش سبقهما إليها عبد اهللا بن سعد بعسكر بلنسية يف اتباع الروم املغريين على نو

وكانت هذه الوقيقة الكربى على املسلمني باملوضع . فاستشهد ابن هود وابن سعد ملا التقى اجلمعان وجنا ابن عياض يوم اجلمعة املوىف عشرين لشعبان من سنة أربعني وقيل يوم - على مقربة من جنجالة -املعروف باللج وبالبسيط

السبت بعده : حسام الدولة هو القائل ميدح من قصيدةوأبو جعفر بن

وقد قصرت يف ما تسطره الكتب...علوت فما تسمو ملقدارك الشهب

تقدمه من بعض أنصارك الرعب...وأنت إذا وجهت جيشك رائدا

كأنا نرى املهدي ما ضمه الترب...أقمت لنا الدين احلنيفي ماثال

يوفقه الرب فغري عجيب أن ...إذا خلصت نفس الويل لربه

: وله

أسفا على ذاك الدم املطلول...يا باكيا عمر الطلول بدمعه

صفحات ذاك اخلاطر املصقول...أودت بلبك لوعة صديت هلا

: وله

ليت شعري وحنن باملغرب األقصى مىت تزجر الفالة األمون ج عرن فترة وسكون...بفالة ترى الرياح ا اهلو

هند فيها أجفان اجلفون...ل وتلوح الربوق مثل سيوف ا

داء يغشى اهلضاب ماء معني...والسراب الرقراق يف صفحة اليب

ن فقل أينق ا أو سفني...تتبدى لك الظعائن فيه م

ب وحسب الفىت هلا يستكني...خطرت خطرة الغرام على القل

ن بنجد حديثهن شجون...أذكرتين بلجاء ورق جتاوب

كة قد يطرب احلزين احلزين...لى األي أطربتين أصوان ع

: ومنها

ء إذا ما استقل يوما قطني...يامة القوم واملىن يطمع املر

ع فقليب مع الرفاق رهني...إن تكوين قد استقر بك الرب

مله مل تسلك الظباء العني...أو تكون سلوت عنا فال وال

ون ك وتعزي ملعطفيك الغص...أين للشمس أن تنال حميا

ما جتلت عن مثلهن الدجون...غرر حلن من دجي الشعر بيض


أمحد بن قام الكاتب أبو العباس

مسط اجلمان وسقط األذهان " وذكر أبو عمرو بن اإلمام يف كتاب . دار سلفه بياسة وكانت هلم ا يف الفتنة رئاسة وكثريا : قال . وزهو جاوز به غايته ومداه من تأليفه أن أبا العباس هذا رحل عن األندلس لبأو كان فيه استهواه"

ما كان يلحظ اجلزيرة بعني االحتقار ويرتهلا وأهلها مرتلة الصغار ويأنف أن تكون له دار قرار فال ميتثل إال غريب كصاحل يف مثود...أنا يف أمة تداركها اهللا

وهو القائل من أبيات. البوار وقع حىت قوض عنها خيامه ومشى ما مشى ظله أمامه فما عرف أين صقع وال يف أي :

هم وصلوا لبلي بليل ابن حندجوقد كان لوال بينهم ليل منبج

هناك وال بدر الندي مبدجل...ليايل ال جنم الزجاجة آفل

وبرقة ثغر منه حتمى بأدعج...أردد طريف بني برق مدامة

وأرشف من ذياك ريقة أفلج...فأرشف من تياك ريقة سلسل

وال نقل إال ورد خد مضرج...و إال صوت حلي بلبة وال شد

وأصداغ رحيان وخال بنفسج...ووجنة تفاح وأحلاظ نرجس

: أراد بليل ابن حندج ليل امرئ القيس حيث يقول " علي بأنواع اهلموم ليبتلي...وليل كموج البحر أرخى سدوله

حيث سأله الرشيد عن دارة منبج فكان من وصفه هلا " هامشي " وأشار بليل منبج إىل قول عبد امللك بن صاحل ال وله يف املدح" ليلها سحر كله : أن قال :

ودمية جود خبلت كل حامت...رصانة حلم سفهت كل أحنف

جهالة رمح أو سفاهة صارم...وفطنة علم حتتها إن دجا الوغى

حممد بن محدين بن علي بن حممد بن عبد العزيز أبو احلسن

التغليبابن محدين

هو ابن عم أيب جعفر محدين بن حممد بن علي بن محدين الثائر بقرطبة واملدعو له بأكثر قواعد األندلس

وكان ابن عمه قد واله . يف أهل بيته وللمنصور حممد بن أيب عامر عليه والدة " الفلفلي " -ويعرف حممد هذا ب كر مع طائفة من أعيان مرسية فلما دنا منها صد عنها وقاتله مرسية بعد مقتل ابن أيب جعفر بناحية غرناطة وبعثه بعس

العرب الذين كانوا ا فازم مجعه وانصرف مفوال وأمري مرسية حينئذ أبو عبد الرمحن بن طاهر خملوع أيب حممد بن عياض بعد مخسني يوما أو حنوها من واليته وذلك كله يف سنة أربعني ومخسمائة

بن وزير رؤساء " سيدراي " اكش جماورا أليب عبد امللك مروان بن عبد العزيز وبين مث سكن ابن محدين هذا مر قاله ابن صاحب الصالة-الغرب

وحكى أم باتوا ليلة يف أنس مجعهم فيها انقالب الزمان وابن محدين غائب عنهم فلما حضر كتبوا إليه معرفني : بذلك فجاوب ابن وزير منهم بأبيات منها


ويا فىت اجلد واملزاح...ضل والسماح يا واحد الف

فهز مين عطف ارتياح...سألت مستفهما رسوال

أصبح عندي من الصباح...وليلة األنس لو أعيدت

وأنت رحيانيت وراحي...شربت فيها السرور صرفا

بغري إمث وال جناح...فهاج حيب ولذ شريب

يبسم عن در أو أقاح...إيه وقلتم يف وصف ظيب

ينهض عن مثقل رداح... خصر خصيب ردف جديب

أليمة من هوى املالح...شكوت منه ورب شكوى

يقوده جائل الوشاح...ومن رأى الليث يف حمل

يف مأزق البأس والكفاح...يا فارس اخليل إذ تالقى

يف القلب قرحا من الصفاح...إن صفاح احلسان أنكى

لرماح تندق منها مسر ا...أشفار أحلاظها شفار

على جفون مرضى صحاح...أي القلوب الصحاح يبقى

غري مبيح سوى املباح...أفديك من عاشق عفيف

وهو عن النكر ذو مجاح...ينقاد للرب واملراضي

ما اهتزت القضب بالرياح...فانعم هنيئا قرير عني

أمحد بن عبد الرمحن بن أمحد الوقشي الوزير أبو جعفر

وهي قرية بنواحي -وهو من بيت القاضي أيب الوليد هشام بن أمحد الوقشي . والدهاة األجناد أحد الكفاة األجماد قام بأمر أيب إسحاق إبراهيم بن أمحد بن مهشك ضابطا . وأراه ابن أخيه ؛ ونسبهم يف كنانة -طلبرية مشددة القاف

يحة يوم اجلمعة الثامن والعشرين لرجب وملا هزم ابن سعد وابن مهشك معه بغرناطة صب. ألعماله ومصلحا ألحواله عزم على استئصال ابن -" مرهج الرقاد " " هزمية " إثر " السبيكة " وهي وقيعة -سنة سبع ومخسني ومخسمائة

فنازهلا املوحدون أعزهم اهللا وهو . مهشك ومنازلة بالده فالذ بالفرار وأسلم جيان لوزيره األخص أيب جعفر هذا مؤمره عليها مستند إىل أن صدروا عنها لعمارة قرطبة ودخلوها ضحوة يوم األحد الثاين عشر بضبطها مستبد وإىل

حنو من مثانني رجال قد أكلتهم الفتنة وشردم ااعة من طول - فيما حكى -من شوال من السنة وا إذ ذاك ا مع جيان وسائر بالده ؛ إحلاح ابن مهشك عليهم باحلروب وشن الغارات مع الشروق والغروب رجاء انتظامه

فنفس عن أيب جعفر وقد ناب أحسن مناب وحل من صاحبه آثر حملومل يزل بعد ذلك حيسن الضبط لبالده ويظهر الكفاية يف كافة حماوالته إىل أن اعتلق ابن مهشك بالدعوة املهدية

العظمى بفحص اجلالب على مقربة بعد الوقيعة -خلدها اهللا ونابذ صهره حممد بن سعد وذلك يف سنة اثنتني وستني ووجه وزيره أبا جعفر هذا وافدا عنه إىل مراكش -من مرسية وكانت يوم اجلمعة سابع ذي احلجة من سنة ستني


ومستصرخا على صهره ابن سعد وكان قد وطئ أعماله ودوخها وتغلب على كثري من معاقله وكانت حتته بنت ابن قشي بوجلة بلنسية فقال يف ذلكوهدم رحى الو. مهشك فطلقها مث ندم :

بأين ال أثين عنانا عن الغرب...أال أبلغا عين الشريق وأهله

وأوطئها أجسادكم بدل الترب...ألجلبها خزر العيون ضوامرا

وأفكاره حيين عليكم رحى احلرب...هدمتم رحى من ال يزال بسعيه

الطعن والضرب وليس هلا قطب سوى ...رحى شد ما يفين الرجال بطحنها

وصريتكم يف ما علمتم من الكرب...أمل أجلب اجليش العرمرم حنوكم

لكم بعد هذا البالد من الشرب...وإين ملي أن أكدر ما صفا

فإن أمري املؤمنني على قرب...فإن يك عن أوطانكم عمر نأى

: وله يف وفادته على مراكش سنة أربع وستني يهنئ بعيد الفطر من قصيدة طويلة

فتهدى إىل كفيكم ثغر باسم...حتن إليكم وافدات املواسم

عليك فحيا منك أفضل طاعم...ومنهن عيد الفطر جاء مسلما

على خري أواب وأفضل صائم...ومن قبله وايف الصيام بشهره

: يقول فيها فلم تدر يوما ما مناط التمائم...تقبلت أخالق الكهولة ناشئا

لسرت على هام امللوك اخلضارم...اب بإمخص ولو مل تشأ وطء التر

: وله وقد أحضر ملعاينة قتل أسد هائل املنظر يصفه من كلمة

ومن العجائب هيبة املتبسم...جهم احمليا إن تبسم هبته

وأرى الفراء لديه بعض املطعم...ويقال كل الصيد يف جوف الفرا

ذم وكأمنا هو كاشر عن خم...وكأمنا هو ناظر عن زئبق

قصرت على طول الزمان األقدم...وكأن لبدته بقية فروة

أبواا فانساب مثل األرقم...ملا مترد يف العرينة فتحت

كالفحل يهدر عند شول هيم...وعال زئري منه حىت خلته

حىت مسعت اليوم رعدا من فم...وظننت أن الرعد من حيث احليا

يف شكله كالشيهم حىت بدا ...وتناولت زرق األسنة زرقه

أيب - رسوال عن وايل بلنسية ودانية - أيدها اهللا -ويل يف هذا املعىن من كلمة قلتها عند وفاديت على حضرة تونس : وقد أحضرت ملثل ذلك يف أواخر شعبان سنة ست وثالثني وستمائة-مجيل بن سعد

بكثبان رامة أو غرب...حتن إىل ملعب للظباء

سعدت مبنظره املعجب...ود فهال إىل ملعب لألس

لكل فىت مدره حمرب...يقام اجلهاد به واجلالد


فإن غالب القرن مل يغلب...ويضري على الفتك بالضاريات

تعري الظيب رقة املضرب...ضوار ضوارب أظفارها

ومن منر حرد مغضب...فمن أسد شرس حمنق

تسابق يف شأوها األرحب...أثريت حفائظها فانربت

عوادي كالضمر الشزب...م املسامع من زأرها تص

مذربة الناب واملخلب...وتنبو العيون إلقدامها

مىت تصدع اهلام ال تنشب...كواشر من مرهفات حداد

وأزرين بالصارم املقضب...نيوب نبنت من النائبات

أخف وثوبا من اجلندب...تنوء ثقاال ولكنها

الثقافة وكانت يف ذلك اليوم املبارك أربعة آساد ومنرين يدحرج إليها كرة ومنها يف وصف مالعب هلا من أهل فإذا . متصلبة من خشب حمكمة الصنعة حتجبه من بأسها وهي رابضة وبيده حدائد طوال يف اية اإلرهاف معدة هلا

يانا جيهز ا أحست به وثبت على الكرة فألقم أفواهها تلك احلدائد ودحرج الكرة فتباعدت عنه متج الدم وأحوقد حفر مبجاهلا الرحب آلخرين مهاو تسع جثثهم وهلا أبواب صغار يطبقوا عليهم فإذا . عليها إذا مل يأمن عاديتها

ربضت على بعد صيح بأحدهم ففتح باب تلك اهلوة وهجهج ا ورمبا أملع هلا مبا يكون يف يده فما هو إال أن تراه ق الباب عليه مث تنصرف عن يائسة منه وقد اشتد حنقها وعظم زئريها فيعاين من فيكاد وثوا إليه يعجله عن إطبا : ذلك آنق منظر وأبدع مرأى

إذا ما ادعى الباس مل يكذب...ومقتحم غمرات الردى

م فتفزع منه إىل مهرب...يالعبها حيث جد احلما

سوى كرة سهلة اذب...يكر عليها وال جنة

على حذر مشية األنكب...يدحرجها ماشيا ثنيها

وأقدم بأسا ومل يرهب...عجبت هلا أحجمت رهبة

تسنمها صعبة املركب...وقته األواقي على أنه

مىت تطف هامته ترسب...وثاو مبطبقة فوقه

ويأوي إىل الكهف كالثعلب...يهجهج بالليث كيما يهيج

عقاب املنية من مرقب...كذلك حىت هوت حنوها

فعبت من احلني يف مشرب... قواسي القسي وعاجت عليها

لياذا من العقر كالعقرب...وشالت هناك بأذناا

لألسهم الصيب" فرائس " ...فيا لقساور قد صريت

" إمياض الربق " -وللوقشي حتقق باإلحسان وتصرف يف أفانني البيان وكتايب املؤلف يف أدباء الشرق املترجم ب

وباجلملة فهو . ومدحه أبو عبد اهللا الرصايف مبا ثبت يف ديوانه وأعرب عن جاللة شانه . مشتمل على كثري من شعره


" يف " وأبو جعفر بن عطية من مفاخر األندلس وكانا متعاصرين ويف الكفاية متكافئني ولذلك يف النثر مزية هذا

وله يصف الزرافة من أبيات. الشعر :

ة اجلنبات بالعقيان مرقوم...لبست من الصفر األنيق مالءة

فأتتك بني اخليل والبقران...وكأا قد قسمت يف خلقها

قلمان قلم منهما الطرفان...وكأن قرنيها إذا شالتهما

حىت لقد أوىف على اجلدران...طالت قوائمها وطال تليلها

ثلث هلا وأمامها ثلثان...وتفاوتت يف مسكها فوراؤها

: وله يف حفظ السر

إذاعته يف السر أن ينفد العمر...ندي حديثا خياف من ومستودع ع

لسر غدا ميتا وصدري له قرب...ال ختش مين فضيحة : فقلت له

وسرك ما يرجى له أبدا نشر...على أن من يف القرب يرجى نشوره

: وأنشدنيه- رمحه اهللا -وله مما استفدته من أيب

شق من الغرب نازح ومن حل يف ...أال قرب اهللا الديار وأهلها

لكوم ما بني طي اجلوانح...أعانق صدري يف اخلالء تشوقا

وبينهما بيت ثالث ذهب من حفظي

: وله يف النسيب أيضا

من كان يل بالعقيق جارا...لعل يف الظاعنني سارا

من بينهم حادي املهارى...إن صح هذا خذوا بذحلي

: يقول فيها تطعما للكرى غرارا مل...ما بال عيين منذ بنتم

أنبت يف وجنيت ارا...وما لورد بوجنتيكم

فإن فيما أرى اعتبارا...أيا ندميي أخرباين

قد أمثر الليل والنهارا...أبصرمتا قبلها قضيبا

تعود إثر احلياء نارا...أو وجنة وهي جسم ماء

: وله يف الشقائق

ن باخليالن مثل اخلدود تزا...وشقائق الحت على األغصان

فيهز منها معطف النشوان...يهفو النسيم مع األصائل والضحى

باملسك فيها أكؤس العقيان...فكأا قضب الزمرد ألصقت

: وله يف غصن منور بيد حبشي طلع به وهو يف جملس أنسه مع ندمائه

وقد زفت لنا بنت الكروم...وزجني أمل بغصن نور


الليل أقبل بالنجوم: فقلت ...صفه : فقال فىت من الندماء

أنشدنيهما األستاذ أبو : وقد أنشدنيهما صاحبنا أبو علي بن سليمان األمني الشريشي مبرتيل من حضرة تونس قال علي بن عبد ايد الرندي مبالقة أليب عبد اهللا الرصايف وحكى يل عنه أنه كان بظاهر مالقة مع طائفة من أصحابه

هم إىل شجرة لوز منورة فاقتطع غصنا منها وأتاهم به فسألوه وصفه فقال بديهاعلى أنس فصعد غالم أحد :

ويف كاساتنا بنت الكروم...وزجني أمل بنور لوز

وغلط أبو مروان بن صاحب الصالة " . من الندماء " مكان قوله " من الفتيان " وما بعده كما تقدم إال أنه قال األمراء وزعم أنه قاهلا يف حبشي بيده مشعة ؛ وال يليق هذا التشبيه بذلكاإلشبيلي فنسبها يف تارخيه إىل بعض

وتويف أبو جعفر الوقشي مبالقة صادرا عن مراكش يف سنة أربع وسبعني ومخسمائة

وحدثين شيخنا أبو الربيع بن سامل أنه اجتاز ببقيع مالقة فاستحسن ما رأى من زخرفة القبور به واغتراس األشجار ر واألزهار أثناءها فتمىن أن يدفن هنالك فوفت األقدار بأمنيته عند موافاة منيتهذات النواوي

وكانت وفاة أيب إسحاق بن مهشك قبله مبكناسة يف صفر سنة ثنتني وسبعني ومخسمائة

أمحد بن حممد بن جعفر بن سفيان املخزومي أبو بكر

ه وأنفق يف أبواب اخلري واملعروف أمواال جليلة ؛ صحب أبا العباس أمحد بن معد األقليشي الزاهد ومال إىل طريقتوكان يعرف بالعابد لكثرة إيثاره وطول صحبته الفقراء . مسعت شيخنا أبا اخلطاب بن واجب وغريه يذكرون ذلك

وداره جزيرة شقر من أعمال بلنسية وبيته شهري النباهة. وإكبابه على األعمال الصاحلة

د بن سعد بشرق األندلس وانسلخ من طاعته أبو إسحاق بن مهشك صهره جبيان وما وملا ضعف أمر أيب عبد اهللا حممإليها مث ابن عمه أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا بن حممد بن سعد باملرية واستوحش حىت من نفسه أخرج أهل بلنسية

سفيان هذا أن خيرجه من ونوى ذلك يف غريها فخاف أبو بكر بن . منها وأسكنهم ظاهرها وشحنها بالروم وأتباعهم فأنفذ إليه . فدعا للموحدين أعزهم اهللا وخلع ابن سعد ورأس مبوضعه وماأل جريانه - وكان فيها متبعا -بلده

الرئيس أبو احلجاج يوسف بن سعد قائدا من كبار أصحابه يف مجلة من خليه ورسم له حصاره والتضييق عليه فبدأ ني ومخسمائة وأقام على ذلك إىل منتصف ذي احلجة وابن سفيان يقاومه مبنازلته منتصف شوال من سنة ست وست

ويقوم بتدبري بلده واألمداد تتالحق يف كل حني وحتدق به وابن سعد وأخوه أبو احلجاج قد اكتنفاه يف اجلموع هلم فاقتحم البلد ذو الوزارتني أبو أيوب بن هالل مقويا عزائم أهله وضامنا. الكثيفة حىت خيف من الوهن

وتوىل ابن هالل من املصابرة يف تلك . االستقالل بضبطه فتخلى ابن سفيان له عنه راضيا يف الظاهر متربما يف الباطن واعتل ابن سعد خالل ذلك . احملاصرة واحملاولة لتلك املصاولة ما أبقاه أثرا مشهورا وخربا تداولته األلسن دهورا

تنفس اخلناق مث انتعشت بوفاته األرماقفلحق مبرسية وألزم أخاه مالزمة البلد ف

: والبن سفيان حظ من النظم قصره على الزهد وهو القائل من أبيات

الشك يفضي ولوجه السقم...كل عطاء فإىل علة

يا خالق العرش وجمري القلم...إال الذي منك بال علة


لوال سنا منك جيلي الظلم...كل الورى البس ثوب الدجى

عند اشتداد -وله عن أبيه وسائر أهل بلده . و املطرف حممد فقوي العارضة معني الطبع حسن التصرف وأما ابنه أب : رسالة حسنة يف االستصراخ واالستنصار أودعها أبياتا منها-احلصار ومتادي املضايقة

فإنك لإلسالم والدين ناصر...تدارك أمري املؤمنني دماءنا

يهاب الردى منها العدو احملاصر...ووجه إىل استنقاذنا بكتيبة

فتدرك آمال وترعى أواصر...تنفس من ضيق اخلناق بقطرنا

فمطمحه عن نيلها متقاصر...إذا ما انكفى باخلزي وارتد خائبا

فلم تتمخض عن قواه العناصر...فليت ابن سعد إذ تألف مانعت

وتلفظه بعد اخليول املقاصر...ستذهب أنوار اخلالفة ظلمه

كرمي السنا تثين عليه اخلناصر...ويهدم ما قد أسس الكفر عنده

وأمر ابن سعد أن تشاد املعاصر...فهذا الذي يبين املساجد أمره

وذاك بأصوات املثاين البناصر...وذا امللك آيات املثاين زه

وكل الورى عن كنه وصفك قاصر...بقيت أمري املؤمنني خملدا

من " إمياض الربق " يف كتاب - وكانوا مجيعا أدباء جنباء -أيب حممد عبد اهللا وأيب جعفر أمحد وماله عندي وألخويه تأليفي مستويف واحلمد هللا

نفيس بن حممد الربعي البغدادي أبو الفضل ابن قمونة

هو القائل يف وكان أديبا فصيحا و. وقدم على املغرب فتلقى بالقبول ووىل اجلزيرة اخلضراء . ونسبه صريح يف ربيعة : مقتل عمر املعروف بالرشيد سنة أربع ومثانني ومخسمائة

أقر عيونا وأذكى عيونا...فلله درك من عادل

ولو فاته احلزم كان األمينا...سطا بالرشيد فكان الرشيد

: وله

هو األمانة مما فيه من ثقل...لوال خيانة حيون لقلت لكم

نه ليل مشتاق بال أمل كأ...هو الطويل ويف معروفه قصر

عبد الرحيم بن إبراهيم بن حممد اخلزرجي الغرناطي أبو القاسم

ابن الفرسثار بناحية مراكش من املغرب واشتملت عليه طوائف من الرببر مث غدر به بعضهم فقتل وحز رأسه وسيق إىل

وهو القائل يف ثورته وكان شاعرا مطبوعا. مراكش وذلك يف حنو الستمائة :

تأهبوا لوقوع احلادث اجللل...وا ألبناء عبد املؤمن بن علي قول

وصاحب الوقت والغالب للدول...أتاكم خري قحطان وعاملها


باألمر والنهي حنو العلم والعمل...والناس طوع عصاه وهو قائدهم

واهللا خاذل أهل الزيغ والزلل...فبادروا أمره فاهللا ناصره

وهي طويلة

: وله أيضا

وبارقة من جانب اللطف تلمح...عطفة من جانب القدس تسمح عسى

فأقرع أبواب الغيوب فتفتح...عسى اهللا يدنيين إىل ساحة الرضا

ويظهر يل من حيثما أتلمح...وما زال فضل اهللا يغمر ساحيت

كذلك شأن الشكل للشكل جينح...إىل املإل األعلى مسوت ميت

أبو بكرحممد بن سيدراي بن عبد الوهاب

ابن وزير القيسيكان أبوه أبو حممد سيدراي أمريا بغرب األندلس يف الفتنة وتغلب على أيب القاسم بن قسي يف شعبان سنة أربعني

ومخسمائة مث نظمته الدعوة املهدية مع رؤساء األندلس وحضر حصار إشبيلية هو وابن قسي يف العساكر احمليطة ا أن فتحت يوم األربعاء الثاين عشر من شعبان سنة إحدى وأربعني وفر امللثمون عصر مع األساطيل برا وحبرا إىل

ذلك اليوم إىل قرمونة وختلى أبو حممد املذكور عن شلب سنة اثنتني ومخسني فملكت مع قلعة مريتلةيب دانس وكان من رجاالت األندلس رجاحة وشهامة وكذلك كان ابنه أبو بكر هذا ووىل قصر الفتح املنسوب إىل أعند استرجاعه من أيدي الروم يف مجادى األوىل سنة سبع ومثانني ومخسمائة وكانوا قد تغلبوا عليه سنة مخس

ومخسني وأقام واليا عليه سامي الرتبة نامي احلظوة إىل أن تويف يف صدر املائة السابعة بعد حضوره بوقيعة العقاب وهو القائل يف حرب ظهر فيها على الروم. وكانت يوم االثنني منتصف صفر سنة تسع وستمائة :

فمنا ومنهم طائحون عديد...وملا تالقينا جرى الطعن بيننا

فمنا ومنهم قائم وحصيد...وجال غرار اهلند فينا وفيهم

كالنا على حر الطعان جليد...فال صدر إال فيه صدر مثقف

ومن يتبلد ال يزال حييد...ولكن شددنا شدة فتبلدوا

صليل وللسمر الطوال ورود...لوا وللبيض الرقاق امهم فو


متعلل أبدا بصرف مدامه...ومرنح األعطاف حتسب أنه

يسري فتور جفونه لكالمه...خنث احملاجر واجلفون كأمنا

فضح القضيب بلينه وقوامه...فضح اهلالل بوجهه ولرمبا

لعنا وقفا على لوامه وغدا ا...وغدا شقيق مسيه يف حسنه

: وله

قضيبني من نوعني ذاو وناضر...وبتنا مجيعا مثل ما لفت الصبا


ويا عجبا للشهد بني اجلواهر...فطورا أمص الشهد من جوهر اللمى

ولكن تناجينا بسر الضمائر...وطورا عناقا ال تنفس بيننا

وعندي أن الليل حملة ناظر...أما للصبح من متنفس : أقول

: وله وقد فصدت أم ولده وكانت غالبة عليه

ومن هو القلب أو يف القلب مرتعه...يا من عال فحال يف النفس موقعه

وإمنا الصب ذابت فيه أدمعه...مل متإل الطست ملا أن فصدت دما

فاهللا والفلك املأمور يدفعه...فال ختف بعدها من حادث نبأ

يف هذا املعىن وقد فصدت حمبوبتهوما أحسن قول احلسني بن عبد السالم :

عافاين اهللا مما يب وعافاك...ما أنت شاكية حقا أنا الشاكي

فإن محمت فهذا أصل محاك...حللت مين فؤادا حشوه هلب

وموضع الفصد منها عني مضناك...قالوا مددت إىل احلجام جارحة

ي ياقوتة هي دمع املشفق الباك...أسأل من فضة بيضاء يف ذهب

: وأليب بكر يف كلب صيد وطئه فرس له حول خبائه فهلك وهو من جيد شعره

ومسعدي حني إدالجي وتأوييب...يا جمهد النفس يف إدراك مطلويب

من كل مستلب يف زي مسلوب...وحارسي ورداء الليل مشتمل

وراثة عن مطاويع مناجيب...ويا وفيا مبا خان الرجال به

وإن تعرض فيه كل مرهوب...طيع له كنت املصيخ ألمري وامل

من طالب مل تفته عني مطلوب...ففاجأتك املنايا حيث تأمنها

لقد طوت فيك أنسي طي مكتوب...لئن طوتك الليايل طي بردا

بأن رغبتها نكل ملرغوب...وأودعتين سرا من سجيتها

ببعض حضرك عن قرع الظنابيب...فكم غنينا وقد رحنا إىل قنص

من الظباء عن الصم األنابيب...ب نابك يف ما كنت تفرسه ونا

حىت أتاك لوعد غري مكذوب...قد كنت تويل الردى من حان موعده

: وممن كان بإفريقية يف آخر هذه املائة من رجال الدعوة املهدية خلدها اهللا

عمر بن جامع

أبو عليوكان بإفريقية فطال مكثه ا وحن إىل بنيه فاستدعاهم هو ابن أخي أيب العلى إدريس بن إسحاق بن جامع الوزير

من مراكش وقال يف ذلك شعرا خطه يف رقعة مث نشأت له قبل وصوهلم غزاة إىل سليم من العرب فقتل فيها : ووجدت الرقعة يف جيبه ومن أبياا

كؤوسا طعمها مر املذاق...سقتنا بعدكم أيدي الفراق


دموعا تستهل من املآقي...فأضرمت احلشا نارا وأجرت

ولوال الدمع مت من احتراق...فلوال النار مت غريق دمع

وأعلى صوته حادي الرفاق...ولكن حني حم النأى عنكم

وخفت بلوغ نفسي للتراقي...خشيت خروج قليب من ضلوعي

وهل مما قضاء اهللا واق...ولكن ال احتكام على الليايل

حممدعبد الواحد بن عبد اهللا أبو

واجمور

وىل تونس وكان شهما صارما سفاكا للدماء ونكب بعد حماصرة قفصة والظفر ا وبالثائرين فيها بدعوة علي بن وينسب إليه أنه . غانية وذلك سنة ثالث ومثانني ومخسمائة ومات بنواحي جباية يف طريقه إىل املغرب مسخوطا عليه

: قال يف حمبسه فأنزلين نصحي بدار هوان...وا نصحت فلم أفلح وخانوا أفلح

ذوي النصح من بعدي بكل لسان...فإن عشت مل أنصح وإن مت فالعنوا

وايل سرقسطة يف صدر هذه املائة -وهذا عندي كما ينسب إىل أيب بكر بن إبراهيم املسويف املعروف بابن تافلويت سيف ووقفت على ذلك من وجوه أنه قال يف -سنة مثان واملتوىف ا يف رجب سنة إحدى عشرة منها :

غديرا من املاء لكن مجد...هززت حساما فشبهته

هليبا من النار لكن مخد...ومهما بدا يل منه فرند

لسال لدي اهلز أو ال تقد...فلوال اجلمود ولوال اخلمود

: وكما ينسب أيضا إىل حيىي بن إسحاق بن غانية املسويف أنه قال

موت يرحيك أو ركوب املنرب...قري : هلا وإذا جتيش النفس قلت

ولك األمان من الذي مل يقدر...ما قد قضى ال بد أن تلقينه

. وهذا الشعر األخري إمنا هو أليب احلسن التهامي وهو موجود يف ديوانه والذي قبله يروي البن املعتز ولغريه

إال فرفعة احلال ترتههم عن االنتحال ولو أين والظاهر أم يتمثلون مبا حيفظون فيتوهم سامعهم أن ذلك هلم و اجتنبت ما اجتلبت من هذا وشبهه ألوجدت للمعترض سبيال إىل املقال

املائة السابعةنبدأ بالذين يبدأ م الذكر اجلميل أو خيتم ومن منثور حكمهم ومنظومها ينثر يف أوصافهم وينظم أهل البيت املبارك

لى األمد القصي بيت اخلالفة السعيدة واإلمارة التليدة ذات احملاتد الظاهرة واحملامد احلفصي املتسويل بأدىن السعي عاملتظاهرة الزالت منحها صورا جملوة ومدحها سورا متلوة فأوهلم وأوالهم بالتقدمي لالشتراك يف شرف األبوة

: واالنفراد بكرم األخوة

أبو زيد عبد الرمحن ابن الشيخ ااهد املقدس أيب حممد


وىل بعد أبيه رضوان اهللا عليه إفريقية يف غرة احملرم سنة مثان عشرة وستمائة وإثر دفنه يف اليوم الذي تويف فيه وذلك ضحى يوم اخلميس منسلخ شهر ذي احلجة من السنة قبلها فكان له األثر احلميد والصيت البعيد وبلغ يف السماح

غرب ووىل بطليوس وثغورها باألندلس وحلق مبراكش بعد ذلك والبأس ما ليس عليه مزيد مث صرف وانتقل إىل املوهو القائل من قصيدة يف شكاية أصابت أباه ال زال صوب الغمام . فاستشهد هنالك سنة مخس وعشرين وستمائة

: يسقي ثراه أتعرينا بعد النعيم البوسا...يا دهر مالك ضاحكا وعبوسا

وتبذل التأنيسا دي القبول...ولقد عهدتك ضاحكا متهلال

أضحى لزهر النريات جليسا...أتراك جتزع من شكاية ماجد

درعا غدت للعاملني لبوسا...ملك تدرع من عناية ربه

قصدا ألفحم بالتوكل عيسى...لو جاءه عيسى بزي معاجل

والصعب منقاد إذا ما سيسا...ساس الزمان فكان من عبدانه

صليب وأفحم الناقوسا كسر ال...ناهيك من متربع متورع

ملا غدا ليثا وتونس خيسا...ملك محى إفريقية وذمارها

إال إذا اقتحم الكماة وطيسا...ال يرتضي العضب املهند خادما

وإليه حتنث احلداة العيسا...فإليه تستبق اجلواري شرعا

: وله أيضا من قصيدة

ف متائم وإن ريع يوما فالسيو...هل اد إال ما جتر العزائم

فوجهك وضاح وثغرك باسم...وإن الح من وجه الزمان جتهم

: ومنها

وأركب عزما مل تقده العزائم...سأفري أدمي األرض يف طلب العال

ولو منعتين الفاتكات الصوارم...وأخطب آمايل مبا هو مطليب

ألد إذا كان الزمان خياصم...وحسيب عضب صادق العزم صارم

وأهدي به السارين والليل عامت...اليماين موهنا أشيم به الربق

: وله أيضا

زفري أو لك الدمع السفوح...أيا محام هل لك من ضلوعي

وهيهات املعىن والسريح...فقد أشبهتين ماء ونارا

أبو زيد عبد الرمحن بن الشيخ املكرم أيب موسى

لك صار إىل مراكش عند انبعاث الفتنة املبرية باملغرب كان بقرطبة يف إياله عمه الشيخ املكرم أيب العباس وبعد ذفهلك هنالك ؛ وكان لدة أخيه املذكور بعده ولدا مجيعا سنة ثالث وسبعني ومخسمائة وهو القائل يف وسيم شاك


: السالح وأجاد ما أراد ما نالنا من طرفك األحور...يكفيك يا معتقل السمهري

ن حلظك يف عسكر فأنت م...إن كنت من جندك يف قلة

أخوه أبو علي عمروىل باألندلس جيان وغريها وكان يف سنيت مثان عشرة وتسع عشرة وستمائة على خيل بلنسية يف إيالة عمه الشيخ املكرم أيب سعيد رضوان اهللا على مجيعهم مث وىل يف هذه الدولة املباركة اليت ا انتصار اإلسالم وافتخار األيام مدينة

وهو على قاعدة املهدية من شهر اهللا األصم رجب سنة مثان وثالثني وستمائة إىل وقتنا هذا وهو شهر اهللا جباية وقتا احملرم من سنة ست وأربعني

ويف شهر واليته مث يف يوم اخلميس الثاين منه كانت البيعة املباركة بوالية العهد الكرمي ملوالنا األمري األجل األسعد وكان أليب علي هذا . يب حيىي أيد اهللا مقامه وقصر على نظم الفتوح ونثر املنوح ظعنه ومقامه املبارك األرصي األجمد أ

وصل اهللا عالءه يف ذلك اليوم األعز األغر مقام حممود ومقال حممول

ولعبدهم املقتصر على خدمة جمدهم مبا ال يقصر فيه من حتبري مدحهم وحترير محدهم كلمة إذ ذاك يرجو ألن يتجدد ا قبول ويسعد مأمول مبأمول أوهلاله :

فهب هلا أهل السعادة باخللد...أشاد ا الداعي املهيب إىل الرشد

بتقليدها من أهله الصادق الوعد...والية عهد أجنز احلق وعده

عن القمر الوضاح يف أفق اد...وبيعة رضوان تبلج صبحها

لطراز من الربد من الدهر تفويف ا...جتلت وجلت عزة فليومها

فأيد يف أثنائها السعد بالسعد...وحلت بسعد األسعد الشمس عندها

ختريها التوفيق يف رجب الفرد...وملا أتت بني التهاين فريدة

: ومنها

أيب حفص األقمار والسحب واألسد...أىب الدين والدنيا والة سوى بين

ب يف الظلم الربد مناقب حتكي الشه...وإن ضايقت فيها امللوك وعددت

سورة احلمد" بينها " وقد فضلته ...فإن كتاب اهللا يفضل كله

صباه ولألترج ما ليس للرند...ويف شجرات الروض طيب معطر

ولكن ملعىن أوثر الصارم اهلندي...وكل سالح احلرب باد غناؤه

كما التقت األنداء صبحا على الورد...على زكرياء بن حيىي التقى الرضا

منت صعدا بالنجل واألب واجلد...على املرتضى بن املرتضى يف أرومة

ومشبهه يف البأس واجلود واجلد...على املكتفي واملقتفي ج قصده

وقد وقفت على ديوانه ومسعت منه غري قصيدة وقطعة بلفظه ومن ذلك كلمة بعث . وشعر أيب علي أعزه اهللا كثري : وأنشدين مجيعها-يه وسلم صحبة احلاج أيب بكر بن العريب اإلشبيلي أوهلا ا إىل قرب النيب صلى اهللا عل


قسم بني الوجود والعدم...أصبح من صربه على أمر

مرحتل القلب ساكن القدم...إليك ألقى بعذر حمتشم

ما شاء من حسرة ومن ندم...يتبع ركب اهلوى إليك أسى

رمبرح شوق به إليك فماينفك ما مل يزرك يف ض

حكم زمان عليه حمتكم...ألوي به عن بلوغ نيته

ومهة ترمتي إىل أمم...فعزمة تلتوي على عقب

: ومنها

عذري يف اللبث غري متهم...يا خري من تعمل املطي له

ك القفر يف غيهب من الظلم...عبدك لو يستطيع جاب إيل

يثرب مرا بوجنة وفم...ميسح ما بني محص منه إىل

لوال أذى ثقلهن مل أقم...ب وقصنين ثقال ويل ذنو

تشفع فيها لبارئ النسم...يرجوك يا شافع الربية أن

بقربك املستنري واحلرم...عسى قبول لديك يلحقين

بنعمة القرب منك ذو النعم...وصاحبيك اللذين خصهما

د اهللا من رفعة ومن عظم...فقد توسلت بالذي لك عن

أوصافه باجلالل والكرم...صفت صلى عليه اإلله ما ات

: وله يف وصف سيف

هليبا على اإلتالف يأتلفان...يسيل إذا ما سل ماء ويلتظي

فال يقق منه العباب وقان...كأن جدوال مستقبال شفق الدجى

: وله يف صناب أهدى إليه وألغز بوصفه من أبيات

فدمت ودامت عليك النعم...بعثت مبا يشتهي يا ابن عم

به شدة تستثري القرم...أبيض كاملخض لكنه ب

بال ضرم دهرها تضطرم...طفاوته حتتها جلة

عليها وللملح فضل علم...كثري احلرافة مستعذب

وليس لعمرك مما يشم...لسورته سطوة باألنوف

ملن ظل يشكو بداء البشم...شفاء ولكن نعم الشفاء

ألمر يذم ر منه وليس...وقد جيتزي اجلفلى باليسي

: وكتب إيل مع متر أهداه حرس اهللا سناه وسناه

ا غنية عن كل ما يف احلدائق...أتتك خليقات حبسن اخلالئق

خوافق باملران فوق الفيالق...سليالت جبار حكى وسط دوحه


وال محلت من فم حكم طالق...حوامل مل تعلم مواقيت محلها

من اخلضراء سح بوادق وسح ...جتود إذا ما اجلود عم بعزه

بنان وال بانت ا يد سارق...ممنعة يف سامق ما ارتقت هلا

بسالفة الغيداء أو كالقراطق...عثاكلها مثل الشذور تذللت

وللزهو منها طيب طعم لذائق...فللنضر حسن لون لناظر

مشائلها من مؤمن ومنافق...كأن مبا تبدي وتضمر أنسبت

فؤاد حكى من قسوة قلب فاسق...من نوى هلا جسم أواه شحوبا و

حالوا أال تفوح لناشق...وما ضرها إذ قد أباحت لطاعم

: ومنها

أتتك بعجز ال بإعجاز خارق...فصفحا عن املهدي ومهدي ورقعة

من الفكر مل يصحب بفوق موافق...ويرمي إذا يرمي القوايف بصائب

أفكاره من جالهق له خاطر...وقد كان يصمي حني يرمي كأمنا

شبيبته إذ الح شيب املفارق...سري دهره يف نشره فتفرقت

: فراجعته بأبيات منها إذا هو مل يلق احلقوق بالئق...أموالي حق العبد تقرير عذره

تفوف لألحداق مثل احلدائق...منائح أسدا مناح كرمية

ئق حلت وحتلت زاكيات اخلال...وتربية األكمام شهدية اجلىن

وحسبك منها بالسوامي السوامق...هلا عجم يف العرب ولد منجبا

مشاعل دي يف الدجى كل طارق...كأن بأعالها إذا امحر بسرها

ويقطر من راقي املكانة رائق...كأن ا املاذي جيمد تارة

بريقة موموق ورقة وامق...كأن الذي ديه من مترها اغتذى

مبنظومة كالعقد يف حنر عاتق...ا مننت ا منثورة وشفعته

وشرفن بالتسديد بيض املهارق...من الكلم الالئي ائتمني إىل العال

: فكتب جماوبا وللتشريف املنيف واهبا والحت فلم يلمح وميض لبارق...أتت فخبا من نورها نور شارق

بريقتها راقت صفاح املهارق...وجاءت موشاة من أقالمك اليت

وخط له حظ من احلسن فائق...ن لفظ ملعناه حافظ فما شئت م

وروض بيان مثمر باحلقائق...فروض بنان فاتن حسن زهره

حمل حمالة وأوراق رائق...جلوما يف رقعة فأرت لنا

حتول شكرا للمدير املوافق...وكاخلمر إطرابا ولكن سكرها


عاشق يريق على رأد الضحى ريق...كأن بريق احلرب يف صفحاا

وتغري بتربيح اهلوى كل رامق...غدت باحورار تستيب كل مقلة

كما ماس خوط البان وسط احلدائق...متيس بريح احلسن زهوا سطورها

بألالئه ألالء در املخانق...من اللؤلؤ املنظوم لفظا تعطلت

وأغرى بصمت قوهلا كل ناطق...تبدت فأسلت عن هوى كل عاشق

ملنه وما سبق العصور بالئق...ا وإا مطرزة ما الربد منه

وحتدي املهاري بني ساق وسائق...هلا نغمة دي ا أكؤس الطال

فيعشو إليها كل سار وطارق...كأن ا نارا تشعشع للقرى

زة معشوق وطاعة عاشق...أهبت ا سرا فلبت جميبة

ق وخافقة باحلسن يف كل خاف...فجاءت كما شاءت وشئت مقيمة

وقد شاف أظالل العقاب بباشق...وجئت ذي مثل هاد وصائد

يالق الذي باحلر ليس بالئق...ومن يقتحم ما ال يطيق اقتحامه

ناء مستمنحا " ... ..." فكتبت إليه ممتدحا :

هلا فضل موصوفان البواسق...ملن كلم كاللؤلؤ املتناسق

حسنها بعالئق لفتنتها من...نفائس كاألعالق جتتذب النهى

قريت معينا من معان دقائق...جالئل ألفاظ إذا ما قرأا

حبا كل أفق من حالء بفائق...جييش ا حبر من العلم والندى

وحسب األماين من مسوق وسائق...مالكية سيقت لتشريف سوقة

بأبياا شدو وال ملخارق...مطهرة األعراق ليس ملعبد

فجاءت لعادات القريض خبارق... والتقى منتها املعايل واهلداية

تناغى املهى حمجوبة يف املهارق...أال بأيب منها هدي بالغة

فحيا بغضى نرجس وشقائق...شقيقة روض احلزن باكره احليا

حماسن تلقاين بطلعة شارق...أطالع من قرطاسها كل غارب

مق مبا جيتلي من رقمها كل را...وألثم من أسطارها كل فاتن

تزهد أحداق الورى يف احلدائق...ولوعا بيمىن مننمتها حديقة

ب أصيال أو مشيم نوافق...كأين منها يف نسيم نوافح

فضاق نطاقا عندها كل ناطق...تدانت رحيبا شأوها وتباعدت

فأقصرت عن ذكر العذيب وبارق...رشفت ا مثل الثغور عذوبة

حيفة ضخم السرو ضخم السرادق ص...وملت إليها والفصاحة ملؤها

فيثين الفحول اللسن خرس الشقاشق...يشقق أطراف الكالم لسانه


رأيت قضيبا منه أثناء شاهق...وقور فإن هزته نغمة صادح

فلله من سامي املراتب سامق...مسا بأبيه حني مسوه بامسه

وموضح خايف اهلدى يف كل خافق...ميمم مرضاة اإلمام بسيفه

فأمخد برد الودق حر الودائق...لذي استسقى بعم نبيه مسي ا

وناهيك من توفيق ذاك املوافق...ووافق يف عهد الرسالة ربه

ملوت أعاد أو حياة أصادق...من الصفوة األبرار صيغوا وصوروا

ختلصها منهم محاة احلقائق...إذا حق أو حاق اضطهاد بأمة

بو إال العتراض العوائق وال ن...أموالي إغضاء فللفكر نبوة

فال سبق فيها للوجيه والحق...على أا الغايات أعيا حلاقها

وإن عد صدرا يف العتاق السوابق...إىل العجز يلوي بعد ألي عنانه

وما يف الربايا من مساو مساوق...وأين ملثلي أن يساوق مثلها

ألنعم من أرفاقها مبرافق...ولكنين فيها على ج خدمة

ملم هلا ها البيض غري مفارق...سالم عليها ساحة مولوية

وتضرب صفحا عن تقاضي املضايق...جتود بوضع الدين من سعة الندى

: فراجع مشرفا عنها بقصيدة مباركة منها وقد سال منها كل شعب وشاهق...أتت كثرة كاجلحفل املتضايق

جر نور املشارق كما فاض بعد الف...وقاض على شهب املهارق سيبها

مذاب زجاج إمثدي املعالق...كأن بصيص احلرب فوق اسوداده

وما ذاب يف القرطاس أقالم ماشق...جرى فوقه دهن فخطت مبا جرى

تلوح احورارا يف حلاظ املهارق...وال عيب فيه غري أن رقومه

رقيب فيشقى من تنعم عاشق...وتبلغ سر العاشقني ومل يغب

ويف ضمنها ما ضم زهر احلدائق...ك شعثا سطوره غدت كغصون الشو

لتعجيز ذي دعوى وتصديق صادق...وما هي إال معجزات تظاهرت

وجئت ببدع للعوائد خارق...أتيت مبا ال يستطاع حتديا

وثبنا إلميان وما من منافق...فتبنا من الدعوى وال من معاند

لزموله أعزه اهللا وكتب إيل به ملتزما فيه ما ال ي :

فئوت به أذين مليا تعرك...أنفذت نظمي قبل تنقيح له

مما يعوض عنه أو يستدرك...وأخو البديهة ليس خيلو قوله

ورأيت وقتا فيه وقتا يشرك...وأصح حال فيه ما رويته

ولئن تركت الكف عنه ألنرك...فلئن كففت عن القريض فصاحل


م به وطورا تفرك طورا ي...وأرى اإلصابة كاهلدي وروحها

مع ذاك ما يف كل وقت يدرك...إن البديع ملدرك لكنه

: وله يف حلواء

لك طاملا سرت فراق فريقها...خذها إليك شقيقة لسجية

طيبا حتلبها لرشف رحيقها...تتحلب األفواه عند مذاقها

للشمس عند غروا وشروقها...وافتك يف أفق اخلوان وقد حكت

نفث البالغة قائم حبقوقها...اجة مثلما تعزى إىل عذب ا

زهر اخلمائل من أعايل نيقها...من كل خافقة اجلناح لتجتين

فتسلم اللهوات يف تصديقها...تنمي آلل الوحي آية سنخها

فالنفس تأنس بالتماح رفيقها...ال غرو يف بشر الطباع لوقدها

جياء بريقها كالنحل تلهج إذ ...وترق إذ يشدي هلا بنسيمها

: وله من أبيات يف ابنات

تعزى لزهر الرىب والوابل الغدق...ورب زائرة معسولة اخللق

كالطيف يطرق من أغفى على قلق...جاءت وفصل الربيع مطلق حيفزها

على الغرالة إذ تبدو على األفق...حممرة اللون والفضل املبني هلا

ض النعيم العذب واحلرق ما بني حم...كأا هي إال أن بينهما

بدر تشقق عنه محرة الشفق...كأا وبنان القوم يغمزها

التزامه لفظ أمسائهموهؤالء خامتة الشعراء من األمراء وأبنائهم على الشرط الذي ال يسوغ معىن

أدرك مرامهم ولكن يف هذه املائة األخرية . ولو نسئت باألندلس إيالة اإلسالم لنسقت على العادة حماسن الكالم الروم يف اجلزيرة واستحكمت إبارم هلا حبكم الفتنة املبرية حىت ملكوها وجزائرها بني الصلح والعنوة وغاية أهلها

إىل هذه الغاية أن يتساقطوا على العدوة وكل منهم مفلت جبريعة الذقن ومسلم لعدوه الكافر حمبوب الوطنسون خالهلا وعيون يفجر تغويرها العيون دما وزروع ماعدا وجودها كم تركوا من جنات يدوسون غالهلا وديار جيو

أن عاد عدما مث ال انتصار بغري العربات وال اقتصار إال على الزفرات واحلسرات ومل يبق اآلن إال إشبيلية أم القواعد ن املصابرة يف حس " ......على اخلراب " واملدائن ومأم الركائب والسفائن وقد أشفت على الذهاب واستوفت

: ورزؤها خامت األرزاء وثكلها الدافع يف صدر العزاء نعوذ باهللا من بأسه وتنكيله ونعود إىل ما كنا بسبيله

إبراهيم بن إدريس بن أيب إسحاق ابن جامع أبو إسحاق

سنة إحدى وىل سبتة إىل أشغال حبرها يف آخر وزارة أخيه أيب احلسن علي بن أيب العال وأول الفتنة املنبعثة صدر وعشرين ويف ذلك العام صرفا مجيعا وقتل علي منهما جبزيرة طريف يف رمضان سنة ست وعشرين وتويف إبراهيم فيما أحسب قبل ذلك وكان يف بيته املخصوص بالوزارة موصوفا حبسن اإلدارة على أن مجيعهم ألشتات السرو


الدولة احلفصية فأصبحت أيامهم العصية وأكثبت جامع وما منهم إال له حلم أصم وجود سامع أبقت على بقاياهم آماهلم القصية وهاهم قد ضوا باألعباء وانفردوا باحملاباة يف األحباء حىت جرى األبناء جمرى اآلباء

وأليب إسحاق هذا امتياز بفضل أدب واعتالق منه بسبب وهو القائل خياطب أبا بكر بن يزيد بن حممد بن صقالب : عامل املرية

ومن تراعى له العهود...ازحا حبه وكيد يا ن

فأنت دان مين بعيد...حللت مين حمل نفسي

ووده ناقص يبيد...قد مل إلفي : إن قال إلف

يف حبه يزيد" يزيد " ...: قلت له زاريا عليه

: فكتب إليه مع نثر بأبيات منها دارت على راحيت السعود...قدك اتئب أيها احلسود

وكم عسا للزمان عود...زمان لينا واهتز عطف ال

زهر األماين كما أريد...أجين يدي بعد ما جتىن

ومشرعي سلسل برود...فمسرحي ممرع مجيم

وكل يوم لدى عيد...وكل ليل علي صبح

سليمان بن احلاج عبد اهللا أبو الربيع

ابن ويفنتلى حضرة تونس أيدها اهللا ؛ ومن شعره خياطب عامل إفريقية وكان قبل ذلك واليا على قابس وغريها واستنيب ع

: بعض امللوك وقد قصده فحجبه وأنشدين ذلك له من مسعه منه ضنت به حجب اجلاللة...يا أيها امللك الذي

ن من الرسول أو الرسالة...جد يل بإحدى احلسنيي

عبد اهللا بن حممد بن وزير

أبو حممدوبعد . ة السادسة وأنه كان واليا على قصر الفتح وما إليه من الثغر الغريب قد تقدم ذكر أبيه أيب بكر يف آخر املائ

أدبه ورتبه- دون إخوته -وفاته وىل عبد اهللا ذلك وكان أكرب بنيه والوارث

ومل تطل واليته وال كادت تتبني كفايته حىت نازله اإلفرنج وتغلبوا عليه يف مجادى األوىل سنة أربع عشرة وستمائة ة هنالك فقد فيها آالف من املسلمني بتخاذل رؤسائهم يوم التقى اجلمعان ؛ وهي إحدى الكوائن املنذرة بعد وقيع

وأسر عبد اهللا هذا ومن كان معه مث ختلص من تلك احلال حبيلة توجهت له. حينئذ مبا آل إليه أمر األندلس اآلن

شبيلية بلده بتحريك حممد بن يوسف بن هود واستعمل بعد وفادته على مراكش إثر خالصه وقبضت عليه العامة بإ إياها عليه وعلى أهل بيته وسيق إليه فقتله وأخاه أبا عمرو عبد الرمحن منصرفه من الوقيعة - امللقب باملتوكل -

العظمى عليه مباردة من الثغر اجلويف يف سنة سبع وعشرين وستمائة


الصفح عنه بعد القبض عليهوهو القائل يف عثمان بن نصر أمري قومه الرياحيني عند :

سيوسع امللك اإلحسان والصفدا...: عفا األمري عن عثمان قلت هلم : قالوا

لو أن ذلك يف اليوم الذي وردا...ما كان أواله من عفو وأوقعه

يؤدب الوالد املستصلح الولدا...لكنهم حلظوا حلظ الرءوف أما

قذفت أمواجه الزبدا إال إذا ...كالبحر ال تقذف املرجان جلته

فسمع - وهو ما بني أركش وبني مدينة ابن السليم -وحدثت أن أباه أبا بكر مر يف بعض أسفاره بوادي احلمام : غناء محامة فقال

خلى ادعاء جوى املشوق املستهام...أمحامة ناحت على وادي احلمام

ام أين التلذذ بني أثناء اخلي...أين الدموع وأين لبس احلزن أم

واد تصفق إذ خلوت من الغرام...أحللت أنضر أيكة فو على

غده وشأنك يا محام سوى احلمام...وزعمت أنك هامة لليوم أو

وىف لعلوة غري مذموم الذمام...أنا ذاك يل جسم عفا بالسقم إذ

يربي اجلسوم كمثل ما يربي احلسام...ما كنت أعلم قبله أن اجلوى

ه هذا مر به بعد حني فتذكر قول أبيه فيه فقالمث إن عبد اهللا ابن :

فشكوت ما تلقني شكوى املستهام...أمحامة الوادي أخفت من احلمام

أشجانه من ذي خفاء واكتتام...كذب احلمام فأين دعوى مظهر

خاصمت باجلسم السقيم كفى السقام...شهدت دموعي واجلوى ولو أنين

عونا يبني عن الذي بك من أوام...بل قد عذرتك يا محام فلم تطق

قلدت طوقا ما له عنك انفصام...ما باختيارك خضبت كف وال

ثكال وناظرها يدل على اام...أو ما ترى الكحالء طبعا تشكي

يا ليتين مل أدر يوما ما الغرام...ردي اهلديل فإنين أشجي به

: ووجدت منسوبا إليه

ره والليل ملق أز...بدا حميا جابر

واملشتري والزهره...والبدر قد قابله

تلك الثالث النرية...ذا أضوأ من : فقلت

! إي والذي قد صوره...: فقال صحيب كلهم

وهذه األبيات قد أنشدنيها أبو بكر حممد بن احلاج أيب عامر حممد بن حسن ابن حممد بن عبد الرمحن الفهري احلسن بن حريق وحدثين أنه مسعها منه عند ارجتاله إياها يف شبيبة أيب ببلنسية بعد سنة عشر وستمائة لشيخنا أيب

وكان مييل إىل وسيم يعرف جبعفر اخلضري فقعد وأنا معه يف إحدى الليايل املقمرة بني العشاءين ومعنا : احلسن قال : طائفة من أترابنا ترتقب وصول جعفر هذا فلما أطل قال ذلك وأول األبيات


بدا حميا جعفروهي بابن حريق أوىل مع أين مل أجدها يف ديوان شعره إذ " أضوأ " مكان " فقلت ذا أمجل : " إىل آخرها إال أنه قال

قرأته عليه وال أدري كيف نسبت إىل ابن وزير إبراهيم بن حممد بن صنانيد

األنصاري أبو إسحاقبطليوس وهنالك صاحبته ومنه خاطبين كان أبوه واليا على جيان وقد وليها هو بآخره وتصرف قبل ذلك بثغر

وأصل أوليته من شقورة. وخاطبته

وكانت ألبيه نكايات يف العداة وعنايات بالعفاة حىت لدونت أمداحه وشهر بأسه ومساحه

وإال يكن معه بأس أبيه ومضاؤه فمعه معروفه املعروف . وأما ابنه هذا فغلب األدب عليه وانتسب السرو إليه وسخاؤه

لقى أبا إسحاق - أيام اشتغاله جبهة جيان وتردده عليها يف صدر هذه املائة -يخنا أبو احلسن بن حريق أنه حدثين شهذا فأفهمه مبقتضى سروه احلرص على مدحه مث بعث قرحيته على ذلك جبزيل من منحه فقال فيه قصيدته الفريدة

: وأنشدين مجيعها-اليت أوهلا

ملا جرى يف ميادين الصبا فكبا... أعرى من املدح الطرف الذي ركبا

يسطيع من مربط اخلمسني أن يثبا...متر وثبا به خيل الشباب فال

ركضا وشق به األستار واحلجبا...ورمبا شق أسداف الظالم به

: يقول فيها وهن أقرب خلق منه منتسبا...يلقى الغواين بإنكار معارفه

ليوم أحرى أن يكون أبا هلن فا...إن كن مسينه عصر الشباب أخا

أتني يرعني ذاك اإلل والنسبا...رعينه خضرا رطبا فحني عسا

: ويف مدحها

للمجد أن ينصر العلياء واحلسبا...البد أن ينصر اآلداب مشترط

فاتت برفعتها األقدار والرتبا...ندب آلل صنانيد به رتب

لشهبا داسوا بإمخصها األقمار وا...تقدمت م من فضله قدم

ونال عفوا أبو إسحاق ما طلبا...نالوا بسعي أيب إسحاق ما طلبوا

من لفظه الدر واشتارت به الضربا...يا ضاحكا للمىن من مبسم لقطت

إال ملن المه يف اجلود أو عتبا...ومفصحا بنعم يف كل مسألة

بيين وبينك أسباب العال قربا...كن يل كما أنت يف نفسي فقد عقدت

حنوي وأهدي إليك احلمد منتخبا... أنك دي الرب منتخبا وذاك

: ومنها


أفاد من رفدك األموال والنشبا...وسامع بك يف أقصى منازله

ومل يشد هلا رحال وال قتبا...رجاك فامتألت أرجاؤه بدرا

أدت إىل راحتيه ثروة عجبا...سوى قصائد واالها منقحة

منها نضارا وكانت قبلها كتبا...صاغت له كيمياء اجلود إذ وردت

يف الدن مخرا وكانت قبله عنبا...فأشبهت حال بنت الكرم إذ خلصت

: ومن شعر أيب إسحاق يعتذر إىل بعض الرؤساء من ترك زيارته لنقرس كان يالزمه

فتفوق عن آماله آالمه...كم رام كاتبها زيارة جمدكم

مله أقدامه ال تستقل حب...يا ماجدا عذرا إليك فإنه

: وكتب إيل جماوبا يف سنة سبع عشرة وستمائة

حتية صدق حتل احلبا...مرحبا : أتتين فقلت هلا

ويسري النسيم ا طيبا...يسري ا العهد مستحفظا

فيلثمين ثغره أشنبا...يهب الوفاء ا بارقا

يؤدي أمانات زهر الرىب...تأرج ملا سرى موهنا

فأنساك حسنا عهود الصبا...ه وقد نضح الطل أعطاف

يضيق عليها النوى مذهبا...حتمل عن ذي اهلوى لوعة

وبعد بالشوق ما قربا...وزار فأدىن بعيد النوى

عليال يصح به من صبا...وأهدى من الود عرفا بليال

أسامر وجدا به الكوكبا...وذكرين بالسري خملصا

لب مستعتبا ذهوال فأط...وما كنت عنه لبعد املزار

طرازا بكم العال مذهبا...وكيف التناسي ملن قد غدا

ومعىن على القلب مستعذبا...وقرطا على مسمعي ذكره

يسري مع القلب مستصحبا...فبلغه عين سالما جزيال

ملا ناب عين نسيم الصبا...ولو كنت يف وده منصفا

حيىي بن أمحد بن عيسى

اخلزرجي أبو احلسنيوولد بدانية دار آبائه وا . قيس بن سعد بن عبادة صريح وحديث نداه عند رواة عاله حسن صحيح منتماه إىل

ومال إىل خدمة السلطان فما زال يرتقي يف معايل . نشأ مث أوطن شاطبة وأصهر ا إىل شيخنا أيب عمر بن عات إىل أن تويف - امللقب باملتوكل -د األمور درجة بعد أخرى حىت ساد أهلها ووليها من قبل حممد بن يوسف بن هو

يف آخر شعبان سنة أربع وثالثني وستمائة ؛ ووليها بعده أبناؤه والرئاسة منهم أليب بكر حممد

مث متلك الروم أيضا . وصارت إليه دانية مدة يسرية إىل أن تغلب الروم عليها مستهل ذي احلجة سنة إحدى وأربعني


ربعني بعد مهادنة ومداراة لطاغيتهم الربشلوين من حني تغلبه على بلنسية يف شاطبة يف آخر صفر من سنة أربع وأ صفر أيضا ويف يوم الثالثاء السابع عشر منه سنة ست وثالثني وكانوا قد شارطوا على سكاا بإتاوة معلومة

فتفرقوا يف -ني وهم ألوف من املسلم-ويف وقتنا هذا وصل بعض الشاطبيني خيرب أنه أجالهم عنها مع أهل جهاا البالد وأوى أبو بكر هذا يف خاصته إىل حصن مبقربة منها وذلك يف رمضان من سنة مخس وأربعني

وأليب احلسني فضائل مذكورة ومآثر مأثورة ورزق قبوال ما زال به مأموال من رجل جيري على أعراقه فيدع الضنانة اجلود الذي تقيل - كما عود -قي الوفود مرحبا ويلفي بأعالقه ويسع الناس بأمواله كما يسعهم حبسن أخالقه يل

: فيه اجلدود منسحبا يف ملكه افترقا من قبل يصطحبا...وكلما لقي الدينار صاحبه

وكانت بضاعته األدب مع مشاركته يف غريه ويغلب . وأول ظهوره ففي الفتنة املنبعثة يف أول سنة إحدى وعشرين وهو القائل معتذرا إىل بعض األمراء. د الشعر عليه حتبري النثر أكثر من جتوي :

فيما مضى من دهري املتقدم...إن قصرت يف خدمة حمسوسة

عقلت وإن حجبت ملن مل يفهم...فلنييت مكنون خدمتها اليت

ولكم حلوم فوق جرم ارم...ولدي عذر يف التخلف أوال

م فوالء رقي ثابت للمنع...وإذا حما ما قد تقدم عفوكم

نفسي ولكن كيف يل مبسلم...ولقيت عند لقائكم ما أملت

فوقي مبرتلة الرداء املعلم...وضراعيت يف أن يكون قبولكم

: وله خياطب أبا عبد اهللا بن عياش الكاتب من قصيدة

والكف تقصر عن حمل الكوكب...مايل يد جبزاء ما أسديته

وحمصيب وجعلت ربعك كعبيت...إين وقفت على جنابك مهيت

مايل سوى نيل العال من مطلب...ولئن سألت عن الذي أنا طالب

: وله

وإن كان رزؤك رزءا جليال...عزاء أبا عامر إنه

عزاءك عمن ميوت الرسوال...فإن الرسول قضى فاجعلن

فصربا توف الثناء اجلميال...وقدر التصرب قدر الثواب

ن أيب عمرو سعد بن أمحد يف وسيم أمسر أزرق أرمدوأنشدين له ابن أخيه أبو احلسني عزيز ب :

رمدا وظنوا أن ذاك يشينه...عابوه أمسر ناحال ذا زرقة

وخضابه بدم القلوب يزينه...جهلوا بأن السمهري شبيهه

عزيز بن عبد امللك بن حممد

ابن خطاب أبو بكرووىل مرسية . يز باملشاركة يف املنثور واملنظوم تقدم معلوم يف العلوم ومت- مع شرف البيت ونباهة السلف -كان له


يف آخر رجب سنة مخس وعشرين - وهو الثائر مبوضع منه يعرف بالصخور -بلده من قبل ابن هود املتوكل وقبض على واليها - قتيله بعد -ودخل مرسية مبواطأة قاضيها حينئذ أيب احلسن علي بن حممد القسطلي . وستمائة

من شهر رمضان من السنة املذكورة ومنها ملك بالد األندلس بأسرها إال بلنسية إىل أن هلك وذلك يف أول يوموكان أمره عجبا لوال أنه أورث . بقصبة املرية ليلة اخلميس السابع والعشرين من مجادى األوىل سنة مخس وثالثني

-د بن الصابوين اإلشبيلي شاعر وقته ويف والية أيب بكر هذه قدم عليه أبو بكر حممد بن أمح. عطبا وأعقب شجبا

: فامتدحه بقصيد فريد أوله-وذلك سنة اثنتني وثالثني

أدال عتبك عندي حني إعتايب...أهال بطيف خيال منك منساب

: يقول فيه يطول فيه اجتراع الصب للصاب...ال در در ليايل البعد من زمن

ا من رحلي النايب قرعت نايب هل...نابت صروف نبا يب عندها وطين

الركاب وجتري يب لتجوايب" متضي " ...جوابة األرض ال ألوي على سكن

يف مذهل اللب بني املوج والالب...يف الفلك أو يف ظهور العيس منتقال

ولست آيب من التهجري يف آب...ال أستكن بكانون لقرته

فكن بإدالج تأوييب على ثقةمن أوبيت شجو أعداء ألحباب ال تبتئس بعد من إرهاق إرهاب...معين بريب الدهر يرهبه ويا

منها مبجد أيب بكر بن خطاب...إن أغريت بك أبكار اخلطوب فلذ

به العال بني أخالق وأحساب...بالسيد األوحد الندب الذي كملت

طبا بتلقيح أحوال وألباب...يلقي به سائال جود ومعرفة

ويرسل السحب للنائي بتسكاب...حير من العلم يسقي من يلم به

" ... ... ... ... ... ... " ... وعندما راعت الدنيا إيالته

باملال هيبة غمر اجلود وهاب...نام األنام سكونا باملىن وهفت

: ومنه

دهري وقد بز ملا عز أساليب...لوال اعتناء عزيز ما عززت على

حرف إعراب حىت كأين منها ...تقلبت حركات الدهر يب غريا

ودعا لنفسه - امللقب بعضد الدولة -مث انفرد بتدبري مرسية بعد وفاة ابن هود وطرد عنها أخاه علي بن يوسف وتغلب عليه أبو مجيل زيان بن مدافع بن يوسف بن سعد اجلذامي . وبويع له يف الرابع من احملرم سنة ست وثالثني

سنة واعتقله قليال مث قتله صربا على أثر ذلك ليلة االثنني يف يوم اجلمعة اخلامس عشر من شهر رمضان من ال السادس والعشرين من الشهر

يؤذن يف املساجد وحييك احللفاء ويصحب املتعبدين : أبعد الناس مما صار إليه وتورط فيه - يف أول أمره -وكان مهروال إليها ليكون فيها حتفه واهللا والرئاسة يب به الحتيازه إياها من طرفيه فما لبث أن أجاا مقبال عليها و


غالب على أمره

وأما آباؤه فكفاهم جمدا تالدا وذكرا خالدا ما حكى . وأخواله بنو عيسى اخلوالنيون فتيان الصباح وفرسان الكفاح وهو - أن أبا عمر أمحد بن خطاب - وقرأته خبط القاضي أيب القاسم بن حبيش -ابن حيان يف تارخيه الكبري

ضيف حممد بن أيب عامر ورجال عسكره يف اجتيازه إىل برشلونة فجاء يف االقتدار على ذلك مبا -وف باخلازن املعروكان يف اية من الثراء والسرو والسماحة خمصوصا بصداقة ابن شهيد. صار حديثا بعده

خلادم موىل عبد امللك وكان ولده أبو األصبغ موسى حيتذي حذوه يف الدهقنة وهو الذي ضيف أيضا طرفة ا: قال وهم . قوم أعام على احلسب الثراء فلهم يف الفضل مقاوم مذكورة : بن أيب عامر ورجاله يف اجتيازه به غازيا

وخلفهم اليوم يدفعون - من ولد عبد اجلبار الذي ينسب إليه الباب املسدود من أبواب قرطبة -موال لبين مروان ولوا للقوم إيثارا للدنيا ؛ فاهللا أعلم بذلكذلك ويزعمون أم عرب من األزد مت

يف سنة مخس -وذكر غزوة املنصور حممد ابن أيب عامر إىل برشلونة " الدولة العامرية " وحكى ابن حيان أيضا يف فجعل طريقه على شرقي األندلس وسلك طريق إلبرية إىل بسطة -وسبعني وثالمثائة وهي الثالثة عشرين من غزواته

ومل يسمه وكان ذا نعمة ضخمة وصنيعة واسعة - فتضيف مبدينة مرسية قاعدة تدمري املعروف بابن خطاب إىل تدمري فمكث عنده ثالثة عشر يوما يقوم به وجبنده وخبدمته مجيعا على مقاديرهم وينفذ إىل باب كل واحد -ومهة علية

عهم يف كفالة ابن خطاب ما بني الوزير وصار مجي. منهم كل يوم وظيفة من الدقيق واللحم والفاكهة والقضيم وكان جيدد للمنصور كل يوم نوعا من األطعمة . والشرطي فلم ينفق أحد منهم لنفسه طول هذه املدة مثقال ذرة

إىل أن رحل . نعم وزعموا أن ظروفه وأوعيته كانت ختتلف حبسب اختالف أنواعه . والفواكه ال يشبه الذي قبله ا تربع به مستغربا ملذهبه يف التحدث بنعمة ربه بعد أن أثىن عليه وحطه مجلة من خراج ضياعه ابن أيب عامر متعجبا مب

وأمر له بكسا وجلماعة بين أمية

وسأل املنصور ابن خطاب أن يعمل له بقرطبة خبيصا استجاده من حلوائه فأنفذ إليه جارية اختذته يف قصره : قال هواء يف جتويدهفقارب التدمريي ومل تكمل صفاته فحكم لل

هي أحق نعمة باحلفظ وأوالها بالزيادة : " يصف نعمة ابن خطاب وسروه ويقول - فيما بعد -وكان املنصور ويوعز إىل عماله بتدمري حبفظ أسبابه وحتري " لسالمتها من الغمط وبعدها من اجلحود وقيامها بفرض التزكية

واألخبار عنه يف ذلك طويلة. موافقته

وذكر أيضا " العرب " - يف تارخيه املترجم ب - ويعرف بابن الغشاء -كر أمحد بن سعيد بن أيب الفياض وقال أبو بخرج إليها من قرطبة يوم الثالثاء الثنيت عشرة ليلة خلت لذي احلجة من سنة أربع : غزوة املنصور إىل برشلونة

إىل لورقة إىل مرسية فأقام ا ثالثا وعشرين يوما وسبعني وثالمثائة وهو اخلامس من ماية وأخذ على إلبرية إىل بسطةيف ضيافة أمحد بن دحيم ابن خطاب وابنه أيب األصبغ موسى بن أمحد مل ينفق أحد من عسكره لنفسه درمها واحدا

وكان جيدد كل يوم للمنصور نوعا من الطعام والفواكه بآالت خمتلفة كاختالف . فما فوقه من الوزير إىل الشرطي وبلغ أمره إىل أن صنع له ماء احلمام . مة والفواكه حىت صار خربا يف حديث املنصور ومفخرا عنده يباهي به األطع

نعمة ابن خطاب أحق نعمة : " ويقول - فيما بعد -من ماء الورد وأبلغ يف اإلفراط يف ضيافته فكان املنصور يصفه


وكان " لسالمتها وبعدها من اجلحود وقيامها بفرض التزكية باحلفظ وأحرمها على التغيري وأوالها بالزيادة والتثمري يوصي عماله على تدمري حبفظ ابن خطاب وحتري موافقته يف كل ما يرغبه

: ومن شعر أيب بكر يف الطريقة الصوفية

هو أنسي وبغييت وجناين...يل حبيب أراه يف كل آن

فاختفى عن عيوم وأتاين...رام قوم أن حيجبوين عنه

وبظن الوشاة منفصالن...نا واحلبيب متصالن فأ

وإذا ما صحوت فاحلب ثان...فإذا ما سكرت مل أر غريي

حجبت باحلروف دون املعاين...جل سكري عن أن تراه عيون

: وهذا ينحو إىل قول اآلخر

وذروا القلب ومن قد تيمه...أقصروا عن لومكم يا لومه

شاء يوما رمحه قادر إن ...إن من أمرض قليب حبه

وألهل الود بعد العتمة...يل حبيب يتجلى سحرا

فهم املقصود من قد فهمه...خالق العرش مع الفرش فقد

: وما أحسن قول أيب العباس بن العريف الزاهد يف هذا املنحى

أبإسحل أستاك أم بأراك...فاح الندى بنطقي فتنازعوا

ب جعلتها مسواكي شفة احلبي...هيهات عهدي بالسواك وإمنا

حق بلى ومدبر األفالك...ويظن من مسع احلديث بأنه

ملرته عن مهنة اإلدراك...رؤيا رأيت وإن من أبصرته

حممد بن علي بن أحلى

أبو عبد اهللا وبيته يف. وكان جيتمع إليه يف علم الكالم ويؤخذ عنه وله فيه تواليف . تأمر بلورقة متنقال إىل الرئاسة من الدراسة

إىل ما ألهل بلده من بأس شديد وكثرة عديد- وبذلك استعان على مرامه -املولدين تليد النباهة

وملا أمكن أهل مرسية منها الروم يف شوال سنة أربعني وستمائة ضلل رأيهم وأبدى خمالفتهم وجعل جيادهلم بلسانه املساملة وعلى ذلك بقي إىل أن تويف يف أول وجيالدهم بسنانه فدعا ذلك إىل قصده والعيث يف جهته حىت اضطر إىل

وله أشعار مبقصده شاهدة وعلى معتقده متواردة منها قوله. سنة مخس وأربعني :

والثابت املوجود حي واحد...املرء يعلم بالضرورة نفسه

تقضي عليه باالفتقار شواهد...واخللق بني حقيقة ومقدر

أنت حرب مستقيم راشد ك ف...فانظر بعقلك إن بدا لك شرح ذا

: وأنشدين له بعض أصحابنا

فهل أشتكي يوما من الذل والفقر...تقطعت األسباب مث بقيت يل


سيغبطين أهل املالمة يف أمري...لئن مل يكن منك البعاد فإنين

لالح هلم تفريطهم وبدا عذري...فلو عرفوا منك الذي قد عرفته

ري من عبيدك ما تدريسواء لعمري ذمهم وثناؤمهإذا كنت تد

: وله

وكفكفت نفسي عن مجيع مطاليب...خليلي قد ضاقت علي مذاهيب

ألمر يراه اخلرب ضربة الزب...وضاقت جفون العني عن عرباا

حلجة جبار على اخللق غالب...وشبت ومل أبلغ ثالثني حجة

فال تعذالين يف الدموع السواكب...دعاين وشجوي واألسى وبالبلي

ولست إليها بعد مويت بآيب...ألتذ بالدنيا وأرنو حلسنها أ

جديرا مبا عندي ولست بشارب...لعمري لقد أصبحت سكران حائرا

حممد بن سبيع بن يوسف بن سعد بن

حممد بن سعد اجلذامي أبو عبد اهللا

وكان قد . مث هرب وأسلمها وىل دانية البن عمه أيب مجيل زيان بن مدافع بن يوسف أمري بلنسية وانتزى عليه فيها وله مشاركة يف األدب ومطالعة لغريه ومن . انتزى قبل ذلك مبرسية فقيد واحتمل إىل مراكش وحبس ا مدة

: شعره

عوائق دنيا تلحق احلر بالترب...وملا رأيت القرب دون مناله

لعلي ا أرقى إىل رتبة القرب...توجهت للمحراب أبغي وجاهة

يف شهر ربيع اآلخر سنة ثالث ومخسني وستمائة- كألها اهللا -تونس وتويف حبضرة

سعيد بن حكم بن عمر بن حكم

القرشي أبو عثمانوكان بإفريقية ملا خاف من وايل إشبيلية مث قدم على ميورقة قبل أن . أصله من طبرية بغرب األندلس وا ولد

ائة بيسري فقدم منها عامال على منورقة إىل أن تغلب يدخلها الروم عنوة يف منتصف صفر سنة سبع وعشرين وستم يف قصة طويلة وانفرد بضبطها من - وقد صارت إليه رئاستها -على قاضيها أيب عبد اهللا حممد بن أمحد بن هشام

وأخرج ابن هشام وابنه مث استرجعهما فكان ذلك آخر . ثاين عيد الفطر سنة إحدى وثالثني وستمائة إىل وقتنا هذا هد ماالع

فامتد . وشارط الروم على متاركته وبت مساكنته بإتاوة مل خيل حبملها إليهم يف كل سنة " الرئيس " -ودعى ب وأما العناة فكأمنا . مهله ومحدت سريته وكثر االنتفاع به يف جزيرته حىت ميمت منتجعا وصارت للمنقطع به مفزعا

وال عنيفكهم عليه دين هذا وال ورق بنواحيه يتسع فيه

وكثري من األدباء استرقهم بإعتاقهم فنوهت بصنيعه أمداحهم وآخرون ركبوا إليه ثبج البحر ففازت جبميل اصطناعه ومن شعره. وباجلملة فاجلود احملض صناعته واألدب الغض بضاعته . قداحهم :


لوال الدموع ملا فشت أسراره...أما اهلوى فسجييت إضماره

عظم الغرام فضاق عنه قراره... إمنا ما عيل بالكتمان صربي

والغصن يندي إذ تأجج ناره...ينهل دمعي ما تشب جواحني

مضمار قيس والردى مضماره...مجحت جياد احلب يب حىت أتت

مثوى غدا بردا عليه أواره...هللا غصن ناعم قليب له

دمعي فأصبح والرضا إمثاره...أظمأته بالعتب مث سقيته

: وله

كاخلال يف خد الفتاة الكاعب...ملداد على برود الكاتب نقط ا

إن املداد لوشي ثوب الكاتب...ال شيء حيسن باملداد كثوبه

: وله

وهم موال أعبد الشهوات...إين ألعجب من ملوك أصبحوا

أرب الفروج وإربة اللهوات...: األطيبان مرادهم ومرادهم

اهلوى فضال عن اخللوات نفي...لو وفقوا وقفوا اجتماعهم على

يا ليتهم مروا مع السنوات...مرت سنون وهم مالك للورى

فلتحذر الشهوات يف الفلوات...ما حنن إال يف فالة للردى

باب يف الذين ما عثرت على أشعارهم فاقتصرت على نكت من أخبارهم املائة األوىل من اهلجرة

مدخل إفريقية من أمراء الصحابة رضي اهللا عنه :

عبد اهللا بن سعد بن أيب سرح

القرشي العامري وهو افتتحها يف خالفة عثمان بن عفان رضي اهللا عنه سنة سبع وعشرين ومعاوية بن حديج السكوين

أوالها سنة أربع وثالثني قبل قتل عثمان وأعطى عثمان : غزا إفريقية ثالث غزوات . وقيل يف نسبه غري ذلك وال يعرفها كثري من الناس والثانية سنة أربعني والثالثة سنة مخسني ؛ كذا حكى أبو مروان اخلمس يف تلك الغزوة

القاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا بن عبد احلكم يف تارخيه عن يزيد بن أيب حبيبوحكى أيضا أن معاوية هذا خرج بعد عبد اهللا بن سعد إىل املغرب سنة أربع وثالثني ومعه يف جيشه عبد امللك بن

وان ومجاعة من املهاجرين واألنصار فافتتح قصورا وغنم غنائم عظيمة واختذ قريوانا فلم يزل فيه حىت خرج إىل مروبعث يف هذه الغزاة عبد امللك بن مروان إىل جلوال فافتتحها يف خرب غريب تقدم ذكره. مصر

وأن اخلمس الذي أعطاه عثمان وغري ابن عبد احلكم يقول إن معاوية بن حديج غزا إفريقية سنة مخس وأربعني مروان هو مخس ما غنم ابن أيب سرح وكان عظيما وهو أحد األسباب املنعية على عثمان رضي اهللا عنه

وعقبة بن نافع الفهري


أغزاه معاوية بن أيب سفيان سنة ست وأربعني فخرج إىل إفريقية يف عشرة آالف من املسلمني فاختط مدينة القريوان مث صرف وأعيد ثانية يف سنة اثنتني وستني . مية وكان من خيار الوالة واألمراء مستجاب الدعوة وأسلف آثارا كر

فقتلته الرببر ومن معه مبقربة من وذة يف سنة ثالث وستني وقربه هناك يتربك به إىل اليوم وبسر بن أرطاة بن أيب أرطاة

القرشي العامريمث خرج مع . دان فافتتحها وفرض على أهلها ثالمثائة وستني رأسا غزا طرابلس مع عمرو بن العاصي فبعثه إىل و

وقد قيل إن الذي بعث . عقبة بن نافع غازيا وافتتح قلعة من القريوان على ثالثة أيام فعرفت بقلعة بسر إىل اليوم بسرا إىل هذه القلعة هو موسى بن نصري واألول أوضح وأصح

: ومن أمراء التابعني

رأبو املهاجر دينا

موىل األنصار يف سنة إحدى وستني عزله مسلمة بن خملد األنصاري من قبل - يعين ابن نافع -عزل عقبة : قال ابن عبد احلكم

وهو أول من مجعت له مصر واملغرب ووىل أبا املهاجر دينارا موىل األنصار وأوصاه - يعين ابن أيب سفيان -معاوية وأوقره حديدا حىت أتاه كتاب اخلليفة بتخلية سبيله وإشخاصه إليه أن يعزل عقبة أحسن العزل فخالفه فسجنه

اللهم ال متتين حىت متكين من أيب املهاجر دينار بن أم دينار : فصلى مث دعا وقال " قصر املاء " فخرج عقبة حىت أتى فبلغ ذلك أبا املهاجر فلم يزل خائفا منذ بلغته دعوته

ولقد أوصيته بك " ن خملد فأقسم له باهللا لقد خالفه أبو املهاجر فيما صنع وملا قدم عقبة مصر ركب إليه مسلمة ب " خاصة

فتحت البالد وبنيت املنازل ومسجد اجلماعة مث أرسلت عبد األنصار فأساء : " مث قدم عقبة على معاوية فقال له ! عزيل

ظلوم وتقدميه إياه وقيامه بدمه وبذل قد عرفت مكان مسلمة بن خملد من اإلمام امل: " فاعتذر إليه معاوية وقال " " مهجته وقد رددتك على عملك

ويقال إن الذي قدم عليه عقبة هو يزيد بن معاوية بعد موت أبيه فرده واليا على إفريقية ؛ وذلك أصح ألن : قال معاوية تويف سنة ستني

ر وأساء عزلهفخرج عقبة سريعا حلنقه على أيب املهاجر حىت قدم إفريقية فأوثق أبا املهاج

أن أبا املهاجر ملا قدم إفريقية كره أن يرتل املوضع الذي اختطه عقبة بن نافع فمضى : ويف تاريخ أيب إسحاق الرقيق وأمر الناس . حىت خلفه مبيلني مما يلي طريق تونس فرتل واختط ا مدينة أراد أن يكون له ذكرها ويفسد عمل عقبة

نتهأن خيربوا القريوان ويعمروا مدي

كان الناس يغزون إفريقية مث يقفلون منها إىل الفسطاط فأول من أقام ا : وذكر ابن عبد احلكم أيضا حنو هذا وقال حني غزاها أبو املهاجر موىل األنصار أقام ا الشتاء والصيف واختذها مرتال


تويف ووىل ابنه يزيد بن معاوية إىل عمله حىت - كما وعده -أن معاوية تراخى يف صرف عقبة بن نافع : وعن غريه فواله إفريقية وقطعها عن مسلمة بن خملد وأقره " أدركها قبل أن لك وتفسد : " فلما علم حال عقبة غضب وقال

فرحل عقبة من الشام حىت قدم إفريقية وأوثق أبا املهاجر يف احلديد وأمر . على مصر وذلك سنة اثنتني وستني ىل القريوانخبراب مدينته ورد الناس إ

وكان عقبة يف واليته األوىل مث لعجبه القريوان الذي بناه معاوية بن حديج قبله فركب والناس معه ويقال إنه كان يف مثانية عشر من أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وسائرهم من التابعني فدعا اهللا وأصحابه يؤمنون عليه وقد

يا : " ا كثري الشجر تأوي إليه الوحوش والسباع واهلوام فنادى بأعلى صوته أتى موضع القريوان اليوم وكان وادي ! أهل الوادي

نادى بذلك ثالثة أيام وقيل ثالث مرات فلم يبق من السباع شيء وال الوحوش وال اهلوام إال " . ارحتلوا فإنا نازلون هذا قريوانكم: " خرج وأمر الناس باخلطط وركز رحمه وقال "

عقبة على أيب املهاجر غزا إىل السوس وهو معه يف وثاقه مث انصرف إىل إفريقية وقد جال يف بالد الرببر وملا قبض وقتلهم كيف شاء فلما دنا من القريوان أمر أصحابه فافترقوا وبقي يف قلة فأخذ على مكان يقال له ودة فعرض هلم

ن معه وقتل أبو املهاجر يف احلديد وقيل إن عقبة ملا غشيه كسيل يف مجع كبري من الروم والرببر فاقتتلوا فقتل عقبة وم : الرببر نزل فركع ركعتني وبلغه أن أبا املهاجر متثل بقول أيب حمجن الثقفي

وأترك مشدودا علي وثاقيا...كفى حزنا أن تقرع خليل بالقنا

مصارع من دوين تصم املناديا...إذا قمت عناين احلديد وأغلقت

وأنا أغتنم ما : " فقال له أبو املهاجر " احلق باملسلمني فقم بأمورهم وأنا أغتنم الشهادة : " وقال له فأمر بإطالقه فكسر كل واحد منهما جفن نفسه وكسر املسلمون أغماد سيوفهم وأمرهم عقبة أن يرتلوا وال يركبوا " . اغتنمت

ن أوس األنصاري ويزيد بن خلف القيسي ونفر فقاتلوا قتاال شديدا حىت قتلوا ومل يفلت منهم أحد وأمر حممد ب معهما ففاداهم ابن مصاد صاحب قفصة وبعث م إىل زهري بن قيس

أن ابن الكاهنة الرببري خرج على أثر عقبة يف توجهه إىل السوس يغور املياه كلما رحل عقبة : وقال ابن عبد احلكم اللهم إين أشهدك : " أقحم فرسه فيه حىت بلغ حنره مث قال فلما انتهى عقبة إىل البحر. من منهل دفنه ابن الكاهنة

وانصرف راجعا واملياه قد غورت فتعاونت عليه الرببر فلم يزل يقاتل وأبو " . أال جماز ولو وجدت جمازا جلزت يديألقى اهللا يف حد: " املهاجر معه يف احلديد فلما استحر األمر أمر بفتح احلديد عنه فأىب أبو املهاجر وقال !

فقتال ومن معهما " وزهري بن قيس البلوي

كان عقبة بن نافع ملا خرج إىل السوس استخلف على القريوان عمر بن علي القرشي وزهري بن قيس البلوي فخالفه رجل من العجم يف ثالثني ألفا إىل عمر وزهري ومها يف ستة آالف فهزمه اهللا

يريد عمر وزهري فقاتاله فهزم ابن الكاهنة وأصحابه مث خرجا إىل مصر وملا قتل عقبة زحف ابن الكاهنة إىل القريوان باجليش الجتماع مأل الرببر وأقام ضعفاء أصحاما ومن كان خرج معهما من موايل إفريقية بإطرابلس


يأمره بغزو إفريقية - وهو يومئذ بربقة -ويقال إن عبد العزيز بن مروان ملا وىل مصر كتب إىل زهري بن قيس فخرج يف مجع كثري فلما دنا من قمونية وا عسكر كسيل عبأ زهري لقتاله فقتل كسيل ومن معه وانصرف زهري إىل

برقة وذلك سنة أربع وستنيبل حسان بن النعمان كان الذي وجه زهري بن قيس: ويقال

: هو وأصحابه فقيل له وذكر أبو إسحاق الرقيق أن زهريا هذا أراد االنصراف إىل مصر بعد قتل عقبة وقد رعب

يا معشر املسلمني إن أصحابكم قد دخلوا اجلنة : " أهزمية من املغرب إىل مصر فعزم على القتال وقام خطيبا فقال إن شاء اهللا وقد من اهللا عليهم بالشهادة وهذه أبواب اجلنة مفتحة فاسلكوا سبيل أصحابكم أو يفتح اهللا لكم دون

الصنعاين ورحل واتبعه الناس فلما رأى ذلك زهري ض يف إثره وملك الرببر فخالفه أبو شجاع حنش" . ذلك القريوان

فالتقوا فقتل . وأقام زهري بنواحي برقة مرابطا فوجه عبد امللك بن مروان بغزو الرببر واستنقاذ القريوان وأمده د إىل برقة فصادف الروم قد وعا- وكان من رؤساء العابدين -ودخل زهري القريوان مث زهد يف امللك . كسيل

أغاروا عليها فقاتلهم فاستشهد هو وأصحابه وحسان بن النعمان الغساين

كان مبصر ملا قتل زهري بن قيس فأمره عبد امللك بغزو إفريقية فخرج يف أربعني ألفا ومل يدخل أحد من األمراء قبله ودخلها عنوة فهدمها وغزا الكاهنة ملكة الرببر إفريقية مبثل هذا اجليش فضيق على قرطاجنة إىل أن تغلب عليها

فهزمته مث عاد إىل غزوها فقتلها مث بعث برأسها إىل عبد امللك وعزله عبد العزيز بن مروان وأخذ كل ما كان معهوذكر ابن عبد احلكم أن حسان رجع من مصر بعد قدومه على عبد امللك شاكيا بأخيه عبد العزيز لتقدميه على برقة

وهو مريض مث مل يلبث حسان أن تويف على إثر ذلك" لك " تليدا وخلف ثقله مبصر فقدم على عبد امل غالمه

وموسى بن نصري

أمر موسى بن نصري على إفريقية سنة نسكن ذلك منه : وقال الليث . قدم املغرب أمريا عليه يف سنة مثان وسبعني مثانني واستخلف الوليد بن عبد امللك تسع وسبعني بعض ما كان جيد على موسى مث تويف عبد امللك سنة ست و

وكان واليا من قبل عبد العزيز بن مروان فافتتح عامة املغرب وبعث بغنائمه إىل عبد العزيز فأاها إىل عبد امللك فتواترت فتوح املغرب عليه من قبل موسى فعظمت مرتلته عنده واشتد عجبه به

وكانوا ألفا -طا على ساحلها فانصرف وخلف على جيشه طارق بن زياد ووجه موسى ابنه مروان إىل طنجة مرابدخلها طارق مبداخلة صاحب طنجة من الروم وزحف يريد قرطبة : فكان ذلك سبب فتح األندلس -وسبعمائة

وبلغ ذلك لذريق ملك الروم فزحف إليه من طليطلة فالتقوا على ر لكه من كورة شدونة . فتلقته جنودها فهزمهم واتصلت احلرب بينهم إىل يوم األحد خلمس خلون من . يوم األحد لليلتني بقيتا من شهر رمضان سنة اثنتني وتسعني

مث هزم اهللا املشركني فقتل منهم خلق عظيم أقامت عظامهم ملبسة لتلك األرض - تتمة مثانية أيام -شوال بعده دهرا طويال

وسرجه -ل إال أن املسلمني وجدوا فرسه األشهب الذي كان عليه وخفي أثر لذريق فال يدري أين صقع وال ما فع


وقد ساخت قوائمه يف محأة وقع فيها وغرق العلج فثبت أحد خفيه يف الطني -من ذهب مكلل بالياقوت والزبرجد فأخذ وخفي اآلخر وغاب شخصه فما وجد حيا وال ميتا

ىل موسى بن نصري يعلمه فكتب إليه أال جياوز قرطبة حىت وكتب إ. مث متادى طارق على افتتاح البالد ودخل طليطلة -مث خرج إىل األندلس يف رجب سنة ثالث وتسعني واستخلف على القريوان ابنه عبد اهللا ابن موسى . يقدم عليه

إا ليست بالفتوح ولكنه احلشر: " ففتح اهللا فتحا ال كفاء له وكتب إىل الوليد -وكان أسن ولده !

غنائمه واستخلف على األندلس ابنه عبد العزيز فلما قدم إفريقية كتب إليه الوليد باخلروج إليه فخرج مث خرج ب "ومرض الوليد فكان يكتب إىل . واستخلف على إفريقية ابنه عبد اهللا وسار بتلك الغنائم واهلدايا حىت قدم مصر

فقدم . موت الوليد ويصري ما مع موسى إليه موسى يستعجله ويكتب إليه سليمان بن عبد امللك باملكث واملقام ليعلى الوليد وهو مريض مرضه الذي مات منه فنكبه سليمان ألول واليته وأغرمه مائة ألف دينار وأخذ ما كان له

: فأراه أباه وقال له - وذلك يف سنة سبع وتسعني -وأقامه للشمس وقتل ابنه عبد العزيز وبعث برأسه إىل سليمان

نعم أعلمه صواما قواما فعليه لعنة اهللا إن كان الذي قتله خريا منه: " قال " أتعرف هذا " "

ومكث أهل األندلس بعد ذلك ال جيمعهم وال وكانوا أمروا عند قتله أيوب ابن أخت موسى بن نصري ؛ وعزم سليمان على احلج فأخرج موسى معه على قتب فتويف يف طريقه سنة سبع وتسعني

وحممد بن يزيد

قريشموىل

واله سليمان بن عبد امللك إفريقية مبشورة رجاء بن حيوة سنة ست وتسعني فلم يزل عليها إىل أن تويف سليمان يف صفر سنة تسع وتسعني

وإمساعيل بن عبيد اهللا بن أيب املهاجر

موىل بين خمزوم. لرببر أحد إال أسلم على يديه وكان حسن السرية من خري الوالة ومل يبق من ا. واله عمر بن عبد العزيز إفريقية

وأقام واليا إىل أن تويف عمر بدير مسعان يوم اجلمعة لعشر بقني من رجب سنة إحدى ومائة

: وهؤالء كلهم أهل بالغة وبيان مع ما كانوا عليه من جاللة شان

بيض الوجوه مصاقع لسن...خطباء حني يقول قائلهم

كل عريب يقدر على قول : " وما أحسن قول القاضي أمحد بن أيب داؤد . ولبسر بن أرطاة منهم فيما أحسب شعره ؛ حكى ذلك أبو بكر الصويل فلعل هلم منه ما أعيا البحث عنه" الشعر

املائة الثانية يزيد بن أيب مسلم

قدمها واله يزيد بن عبد امللك يف سنة إحدى ومائة إفريقية ف. كان أخاه من الرضاعة : موىل احلجاج وكاتبه وقيل يف سنة اثنتني بعدها وفيها كان مقتله على يد حرسه

عبيد اهللا بن احلبحاب


موىل عقبة بن احلجاج السلويل القيسي وقيل يف -كان واليا على مصر هلشام بن عبد امللك فكتب إليه يأمره باملصري إىل إفريقية وذلك يف شهر ربيع األول

لف ابنه القاسم على مصر واستعمل ابنه إمساعيل على السوس سنة ست عشرة ومائة فاستخ-شهر ربيع اآلخر واستعمل أيضا على األندلس عقبة بن احلجاج مواله وعزل عبد امللك بن قطن الفهري

كان على األندلس يومئذ عنبسة بن سحيم الكليب فهلك عقبة باألندلس فرد عبيد اهللا عليها عبد امللك بن : ويقال قطن

الفقيه أن عبيد اهللا بن احلبحاب كانت مصر من العريش يف عمله وإفريقية واألندلس وما وذكر عبد اهللا بن وهب بني ذلك

أن عبيد اهللا كان كاتبا بليغا حافظا أليام العرب ووقائعها وأخبارها " الكتاب املعرب عن أخبار املغرب " وقرأت يف مسعت له أبياتا مل أحفظ منها وقت تأليفنا هذا وكنت : قال مؤلفه . ذا بالغة يف لسانه وقلمه وكان يقول الشعر

وهو الذي بىن املسجد اجلامع بتونس ودار الصناعة ا. الكتاب شيئا فنثبته

مسعت عبيد اهللا بن احلبحاب يوما ميل : قال - وكان بليغا فصيحا -وروى عبد اهللا بن أيب حسان اليحصيب عن أبيه حباجات يف ناحية أخرى وحيكم يف خلل ذلك بني رجلني متنازعنيرسالة ويفك امسا من دفتر العطاء ويأمر

فوىل من . كان عبيد اهللا بن احلبحاب رجال من قيس مث من بين سلول موىل وليس بالصريح : وقال ابن غامن القاضي ث ذات يوم وكان أوله كاتبا مث تناهت به احلال إىل أن صار إىل املرتلة اليت كان ا فتحد. إفريقية إىل اخلضراء

إمنا كنت كويتبا مث صرت كاتبا مث صرت أمريا مث أنا اليوم أمري كبري واحلمد هللا: " بالقريوان فقال "

عمر " وقفل عبيد اهللا إىل هشام يف مجادى األوىل سنة ثالث وعشرين بعد انقضاض الرببر عليه وقتلهم عامله بطنجة أنه توىل اخلراج وكتب فيه ملروان بن حممد بن مروان آخر ملوك وانصرف إىل املشرق فيذكر" بن عبد اهللا املرادي

بين أمية بدمشق وقتل عبيد اهللا يوم قتل ابن هبرية بواسط وقيل بل عاش خامال يف أيام العباسية منصور بن عبد اهللا ابن يزيد احلمريي

باملعرب " " كيل يف الكتاب املعروف ذكره أبو علي احلسني بن أيب سعيد عبد الرمحن بن عبيد القريواين املعروف بالووهو جد حممد املهدي بن أيب . من تأليفه يف طبقة أوىل السلطان تاليا لعبيد اهللا بن احلبحاب " عن أخبار املغرب "

جعفر املنصور وشقيقه جعفر ألمهما وهي أم موسى بنت منصور هذا

وانتهى ولده من الشرف بعده . عر وكرم األخالق وكان شريفا يف قومه معروف املكان فيهم مذكورا بالبالغة والش إىل غاية مل يكونوا يؤملوا لقرابتهم من املهدي

وتزوج أبو جعفر املنصور أم موسى هذه وهو إذ ذاك سوقة يف آخر والية هشام بن عبد امللك ملا نزلت احلميمة من د املطلبأرض البلقاء بعد وفاة زوجها مث بني عبيد اهللا من ولد العباس بن عب

بل تزوجها بإفريقية وهو رحل ا وكان يطوف البلدان يف زمن بين أمية وأهل إفريقية يذكرون أنه طلب مرة : وقيلفاستخفى يف قصر صهره منصور احلمريي عند قصر بشري بطريق سوسة وكان املنصور شرط هلا أن ال يتزوج عليها


نني يف سلطانه مث أتته وفاا فأهديت إليه يف تلك الليلة مائة وال يتسرى وكتبت عليه بذلك كتابا فعذب ا عشر س بكر

وكانت دار منصور باملوضع الذي به دور بين قافذ بالقريوان

وحفص صاحب اخلراج موىل بين منصور وإليه ينسب قصر خفص

ميدحون من وحلق يزيد بن منصور بأخته أم موسى فلما وىل املهدي واله خراسان وجلت حاله حىت صار الشعراء : كان من ولد املهدي بوالء منصور هلم ومن ذلك قول أيب نواس يف العباس بن جعفر بن أيب جعفر املنصور

وهذا إذا ما عد خري نزار...فجداك هذا خري قحطان واحدا

وقوله يف األمني. يعني بالقحطاين منصورا احلمريي وبالرتاري أبا جعفر املنصور :

ومنصور قحطان إذا عد مفخر...ور هاشم وما مثل منصوريك منص

وعبد مناف والداك ومحري...فمن ذا الذي يرمي بسهميك يف الورى

: وقال سلم بن عمرو البصري يف املهدي

وأمه أم موسى بنت منصور...أكرم بقرم أمني اهللا والده

ر امرئ القيس وقيل شعر األعشي وسلم هذا هو املعروف باخلاسر وقيل له ذلك ألنه باع مصحفا واشترى بثمنه شع ؛ وقيل بل ورث من أبيه مصحفا فباعه واشترى بثمنه طنبورا فسمى اخلاسر

وأبو حممد حيىي بن املبارك النحوي صاحب أيب عمرو بن العالء أحد القراء إمنا قيل له اليزيدي ألنه كان يؤدب ولد يزيد بن منصور فنسب إليه وكان بعد ذلك يؤدب املأمون

لرمحن بن حبيب يب أيب عبيدةعبد ا

ابن عقبة بن نافع الفهرياحناز إىل األندلس مع بلج بن بشر بن عياض القشريي ومن كان معه من وجوه أهل الشام يف احملرم سنة ثالث وعشرين ومائة بعد قتل الرببر كلثوم ابن عياض أمري إفريقية عم بلج وحبيب بن أيب عبيدة والد عبد الرمحن ؛

فلم يزل عبد الرمحن ا حياول التغلب عليها إىل أن دخل . جلند هم املعروفون بالطالعة البلجية باألندلس وهؤالء اأبو اخلطار احلسام بن ضرار الكليب واليا من قبل حنظلة بن صفوان الكليب أمري إفريقية يف رجب سنة مخس وعشرين

ا إىل أن قتل الوليد بن يزيد بن عبد امللك يوم فخافه عبد الرمحن وخرج مستترا فركب البحر إىل تونس وأقاماخلميس لثالث بقني من مجادى األخرية سنة ست وعشرين ومائة فدعا الناس فأجابوه ومجع لقتال حنظلة بن صفوان

وكان مع بأسه وبسالته . وإخراجه من إفريقية فتم له ذلك وانفرد بإمارا يف قصة طويلة عشرة أعوام وأشهرا وها وهو أحد سادات العرب ورؤسائها باملغربخطيبا مف

حممد بن عمرو القرشي العبدري

ابن محيد الغافقيثار باألربس يف إمارة عبد الرمحن بن حبيب بإفريقية ومل يكن بدون أخيه سليمان املتقدم الذكر شجاعة وبالغة

بن حبيب حلرما فازما بني يديه وسار وثار مع حممد هذا رجل من الرببر يقال له ثابت فخرج عبد الرمحن . وبيانا


حممد إىل طنجة مث ظفر به فسجنه وأخاه سليمان وعزم على قتلهما فعوجل عبد الرمحن قبل ذلك وقتله أخوه إلياس بن حبيب يف سنة سبع وثالثني ومائة وأطلقهما من معتقلهما مث قتل إلياس يف رجب سنة مثان وثالثني

يعامر بن عمرو القرشي العبدر

هو عامر بن عمرو بن وهب بن مصعب بن أيب عزيز بن عمري بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي ابن أخي " مصعب بن عمري صاحب لواء رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يوم بدر وأحد ؛ وهو الذي تنسب إليه بقرطبة

يف هذه املدة القريبةلصق سور املدينة الغريب وباا املعطل إىل أن ملكها الورم" مقربة عامر

باألندلس شرفا وجندة وأدبا وكان يلي املغازي والصوائف قبل يوسف بن - بل مضر -وكان أحد رجاالت قريش عبد الرمحن الفهري ومعه فحسده وعمل يف إزالته فلما بدا ذلك لعامر راسل أبا جعفر املنصور خيطب إليه والية

وأظهر التعصب لليمانية واإلكبار ملا سفك من دمائهم بشقندة . يقوم به األندلس ويسأله أن يرسل إليه بسجل منه يف أول والية يوسف

مث فر عن قرطبة وصار بناحية سرقسطة حيث الصميل بن حامت يبغي الفساد عليه وهنالك رجل من بين زهرة يسمى . بسجل أيب جعفر فاستجاب له احلباب فكاتبه عامر ومت إليه باملضرية ودعاه إىل القيام على الصميل يف اليمن

واجتمع هلما مجع من اليمن ورجال من الرببر وغريهم كثري فأقبلوا حىت حصروا الصميل بسرقسطة يف سنة ست وثالثني ومائة مث ملكها عامر وصاحبه الزهري يف قصص طويلة

ش وعض احلصار وغزامها يوسف الفهري يف عقب ذي القعدة سنة سبع وثالثني فخاف أهل سرقسطة معرة اجليفأسلموا عامرا وابنه وهبا والزهري فقيدهم يوسف مث قتلهم يف طريقه بوادي الرمل على مخس ميال من طليطلة

فما انقضى ذلك من فعله وال دخل رواقه حىت أتاه رسول يركض من ولده عبد . وذلك يف صدر سنة مثان وثالثني من قريش من ولد هشام بن عبد امللك يقال له عبد الرمحن الرمحن بن يوسف من قرطبة يطوي البيد فأعلمه أن فىت

واجتمع إليه موايل بين أمية - يعين بناحية إلبرية -بن معاوية قد عرب البحر إىل األندلس فرتل بساحل دمشق وشيعهم وتشوف الناس إليه فانتشر اخلرب يف العسكر لوقته ومشت الناس بيوسف فسارعوا إىل الرفض من عسكره

وا إىل كورهم وأقبل إىل طليطلة يف غلمانه وقيس قوم الصميلوقوض

ويقال إن كاتبه خالد بن زيد قال له مبحضر الصميل وزيره وقد فرغ من مؤاكلتهما ذات يوم وهو ببعض منازله يف راف يعد األش-قد قتل اهللا لك كاشحك ابن شهاب وفالنا وفالنا . هنيئا لك أيها األمري اكتمال سعدك : " طريقه

فمن ذا - يعين عامرا وابنه - ووفقك لقتل أنغلهم ضمريا هذا العبدري -من العرب املقتولني يف غزوهم الروم " يعارضك بعدهم هي واهللا لك ولولدك إىل الدجال

فما راعهم إال بريد يركض تشوف - وذلك وقت العصر -مث خرج الصميل إىل قبته واستلقى يوسف على فراشه رسول من قرطبة: " كر وقالوا إليه أهل العس !

وتطلعوا إىل علم خربه فإذا كتاب أم ولد يوسف مع غالم خاص هلا على بغلتها املشهورة ا تذكر أن فىت من أبناء "هشام بن عبد امللك يقال له عبد الرمحن بن معاوية عرب البحر ونزل بساحة إلبرية على أيب عثمان موالهم بقرية

كون وارث سلطانه ونازع ملكهطرش فشاء اهللا أن ي


يوسف بن عبد الرمحن الفهري أبو حممد

زعم أبو بكر بن القوطية أنه يوسف بن عبد الرمحن بن حبيب بن أيب عبيدة بن عقبة بن نافع : قال ابن حيان لذكر يف يعين عبد الرمحن املتقدم ا-وما وجدت هداية إىل أن يوسف هذا الوايل باألندلس ولد له : قال . الفهري

املقتبس" هكذا يف - وال وجدت منتماه يف جذم قومه فاهللا أعلم بشأنه -هذا الباب "

عقبة بن نافع الفهري ولد : وكثريا ما يقلده -من تأليفه " مجهرة األنساب " وقد قال أبو حممد بن حزم يف كتاب -بد الرمحن ونافعا فولد حبيب عبد الرمحن أبا عبيدة فولد أبو عبيدة حبيبا قاتل عبد العزيز بن موسى بن نصري وع

وإلياس وعبد الوارث وهلم بإفريقية عقب كثري ؛ وولد عبد الرمحن بن أيب عبيدة يوسف وىل األندلس -وىل إفريقية وله ا عقب ؛ وباألندلس من فهر عدد عظيم

يعين -ي رضي به احليان وعن الواقدي أن أهل األندلس اجتمعوا على يوسف بن عبد الرمحن من أجل أنه قرش بعد ثوابة بن سلمة فرفعوا احلرب ومالوا إىل الدعة فدانت له األندلس تسع سنني وتسعة شهور -املضرية واليمانية

أورد ذلك ابن حيان-؛ وكان آخر األمراء باألندلس وعنه انتقل سلطاا إىل اخللفاء من بين مروان

ف كان يف شهر ربيع اآلخر سنة تسع وعشرين ومائة ويف مثل هذا الشهر وحكى أن اجتماع الناس على البيعة ليوسمن سنة مثان وثالثني حل مبرفأ حصن املنكب عبد الرمحن بن معاوية فالتقى هو ويوسف يوم األضحى فازم يوسف

يف غده من ويقال إنه تفاءل يوم عرفة مبا يتفق له . وقتل كثري من أصحابه ؛ وغلب عبد الرمحن يومئذ على امللك ! أبشروا فإين أرجو أا أخت وقعة مرج راهط...يوم عيد ويوم مجعة وأموي مع فهري : " صحة املشاكلة وقال

فصدق اهللا ظن عبد الرمحن بيومه ذلك "أبا جوشن: " وقيل إن العالء بن جابر العقيلي مشى إىل الصميل بن حامت وقد التقى اجلمعان فقال له !

وإن األمور ليهتدي إليها باألشباه . ما أشبه هذا اليوم إال بيوم املرج وإن عار ذلك لباق علينا إىل اليوم اتق اهللا فواهللاوزير الفهري يف ذلك اليوم قيسي وهو زفر بن احلرث ووزير هذا " و " أموي وفهري وقيس واليمن : واألمثال

رج يوم عيد يف يوم مجعةويوم عيد يف يوم مجعة أيضا ويوم امل. . اليوم أنت وأنت قيسي !

ومن شعر زفر بن احلرث يف يوم مرج راهط وقتل فيه ابناه. فأىب عليه " األمر واهللا علينا ما أشك فيه :

بيننا متنائيا" مبروان صدعا " ...لعمري لقد أبقت وقيعة راهط

فراري وتركي صاحيب ورائيا...فلم تر مين قبل هذه

بصاحل أيامي وحسن بالئيا...أيذهب يوم صاحل أن أسامة

وتذهب قتلي راهط هي ما هيا...أتترك كلب مل تنلها رماحنا

وتثأر من نسوان كلب نسائيا...فال صلح حىت تدعس اخليل بالقنا

واضطرب يوسف الفهري بعد هذه الوقعة عليه باملصارة فجال يف البالد مث نكث بعبد الرمحن بعد قبوله أمانه وخرج ا فظفر به وقتلهعليه منازع

وعن الرازي . واستوسق لعبد الرمحن ملك األندلس فلم يبق له خمالف من أهلها فطال أمده وتوارث سلطانه عقبه


: أن يوسف متثل عند دخوله عسكر عبد الرمحن ببيت حرقة بنت النعمان إذا حنن فيهم سوقة نتنصف...بينا نسوس الناس واألمر أمرنا

وكان مقتل يوسف يف سنة اثنتني وأربعني وأحلق به ابنه . األمراء وابنه أبو األسود كذلك وكان معدودا يف فصحاء عبد الرمحن بن يوسف وكان حمبوسا بقرطبة

ابنه حممد بن يوسف أبو األسود

وادعى أبو األسود هذا العمي حيلة وهو . هرب عند مقتل أبيه يوسف هو وأخوه خضر إىل أن جئ ما فحبسا مدة وأحسن التعمل لذلك حىت جازت حيلته واشتبهت حركاته حبركات العميان ووقع . زعم أن املاء نزل بعينيه مبصر ف

وهون من حبسه حىت كان يقعد عنه املوكل به اختبارا هلدايته إذا خرج لوضوئه وقضاء . اإلشفاق عليه والرثاية له وكان أهل احلبس يومئذ يرتلون إىل النهر األعظم . د فري" من يقود األعمى إىل حمبسه : " حاجته فيبقى حائرا ينادي

للطهور والوضوء على سرداب اختذ هلم حتت األرض إذ كان مكانه يومئذ لصق القصر على اهلبط - قرم -وقد أمهل ارتقاب أيب األسود هذا عندما وجد السبيل لألمان منه من أجل عماه فتحيل هنالك يف . والرقباء عليهم

موال له كانوا بقرطبة معه وانتهز فرصة أجاز فيها الوادي سبحا إىل خيل له قد أعدت بشاطئه مع ثقات التدبري مع ودعا إىل نفسه واستمال الناس مبوضعه وسار يف عسكر جحفل . أصحابه فركب وفر ركضا فنجا وحلق بطليطلة

رة بعد مرة يهزمه يف كل منها ويقتل فخرج إليه عبد الرمحن بن معاوية يف جيوشه فالقاه م. حىت حل بأحواز جيان حرب شديدة مكر عبد الرمحن فيها بأيب األسود - على خماضة الفتح -وكانت بينهما بقسطلونة . له اجلمع الكبري

وازم أبو األسود وقتل عامة رجاله فلم تقم له بعد . فراسل صاحب ميمنته وواطأه على جر اهلزمية من جهته ففعل : متثل يوم قسطلونةوذكر أنه. قائمة

أمحى الذمار وترميين به احلدق...وموقف مثل حد السيف قمت به

أن هذه الوقيعة مبخاضة الفتح كانت يوم األربعاء غرة شهر ربيع األول سنة مثان وستني ومائة بعد : وعن الرازي ابه سوى من تردى يف النهر ووقع وقتل أليب األسود فيها أربعة آالف من أصح: قال . مواقفة قبل ذلك أياما كثرية

وبلغ يف هزميته إىل قسطلونة على وادي األمحر ومضى على وجهه إىل ناحية الغرب . يف املهاوي وتلف يف الشعاب فبلغ مدينة قورية ومتادى يف شروده وخالفه إىل أن هلك يف سنة سبعني ومائة

قورية وانقطع وحده واحناز إىل غياض أشبة مث صار وقيل إن عبد الرمحن غزاه يف سنة سبعني فلما أحس به فر عن إىل ركانة من طليطلة فمات هنالك

وقام بعده أخوه قاسم بن يوسف فغزاه عبد الرمحن بن معاوية ؛ فلما دنا منه خرج إليه بال أمان فتقبله وأمنه ونقله إىل قرطبة وأحسن إليه وكان آخر املخالفني عليه

احلصني بن الدجن بن خفاجة بن عمرو بن عبيد العقيلي بن حممد بن عمرو بن حيىي بن عامر بن ملك بن خويلد بن مسعانبن عبد اهللا

كان ممن استجاب لداعية عبد الرمحن بن معاوية الداخل إىل األندلس ومال إىل أنصاره من القحطانية واليمانية للذي


وهو ممن أشار على يوسف بن عبد . لى الرئاسة كان بينه وبني الصميل بن حامت الكاليب من املنافسة املعلومة عالرمحن الفهري باستبقاء عامر العبدري وابنه وهب واحلباب الزهري بعد قبضه عليهم فكف عن قتلهم حينئذ وشد

صفادهم

وبعث على خيلهم احلصني هذا فهزمهم . وأغزى طائفة من عسكره إىل البشكنس يف ضعف وقلة مل يكره عطبهم - فيما روى -وحضر يوم املصارة مع عبد الرمحن فكان . مريهم سليمان ابن شهاب وجنا احلصني الورم وقتلوا أ

وكان احلصني فارس أهل الشام بأسا وجندة . على خيله لصحة علمه بالعداوة اليت كانت بينه وبني الصميل ابن عمه وقرأت . ئه فاختصه وواله الشرطة فلما استوسق األمر لعبد الرمحن بن معاوية عرف له صاحل بال. وكان شاعرا

امسه يف شهود األمان الذي عقده عبد الرمحن ليوسف الفهري عند اصطالمحها بإلبرية وذلك يف يوم األربعاء لليلتني خلتا من شهر ربيع اآلخر سنة تسع وثالثني ومائة

املخارق بن غفار الطائياربة مروان بن حممد املعروف باجلعدي سنة ثنتني وثالثني ملا وجه أبو العباس السفاح عمه عبد اهللا بن علي إىل حم

ومائة ودنا منه بالزاب عربه املخارق ابن غفار الطائي هذا وكان من جند عبد اهللا وثبت يف أصحابه فأسر ومل يعرف ممن وكان. أنه املخارق فكان حمبوسا يف عسكر مروان إىل أن ازم واستوىل عبد اهللا على عسكره وختلص املخارق

سعى قبل ذلك مع أيب مسلم

إىل إفريقية وجهز اجليوش إليه - وهو عامله على مصر -وملا وجه أبو جعفر املنصور حممد بن األشعث اخلزاعي عهد إليهم إن حدث بابن األشعث حدث فاألمري األغلب بن سامل فإن حدث به حدث فاألمري املخارق بن غفار فإن

ن هالل الذارمي فهلك احملارب يف الطريق قبل أن يصلوا إىل إفريقية ووىل املخارق حدث به حدث فاألمري احملارب بوعند قيام احلسن بن حرب . من قبل ابن األشعث طرابلس يف مقدمه عليها من مصر مث استدعاه فواله ظبنة

ة أصحابه وتكلم الكندي على األغلب يف واليته وإقباله إىل القريوان يف عدة عظيمة مجع األغلب أهل بيته وخاص : بكالم أعلمهم فيه أنه يالقي احلسن وحده إن مل يعنه أحد ولو كان يف ذلك إتالف نفسه مث أنشأ أبياتا قاهلا

والقتل يف اهليجاء أدىن للكرم...سيان موت بالقنا وبالسقم

مويت غدا حتت لوائي والعلمأوىل مبا دعوتك له منك وأقعد باستخاليف إياه غري أين إن يف أهل بييت من هو : " مث دعا املخارق بن غفار فقال له

مث وصاه بالطاعة وحذره عاقبة اخلالف " . ا يف أهل بيته وأن متيل بكم العصبية " انفرد : " كرهت أن يقول قائل وقد فأجابه املخارق بكالم فيه بالغة وبيان معترفا له حبقه وقام بعده وهو الذي صلب احلسن بن حرب بالقريوان ؛

تقدم ذكر ذلك" وحكى صاحب . مث قدم يزيد بن حامت واليا على إفريقية من قبل أيب جعفر املنصور فكانت له يف أيامها أخبار

أن املخارق ركب يوما يف بعض احلروب اإلفريقية على فرس أنثى وبيده القناة فربز بني " الكتاب املعرب عن املغرب : الصفني وهو يقول متمثال

جمربا قد شهد الوقائعا...مل شيخا رائعا رائعة حت


وأخوه السندي بن . وكان شريف القدر عظيم احلال ال يقايس إال بابن األشعث واألغلب بن سامل وأمثاهلما : قال غفار وابنه املهنا بن املخارق الحقان به

روح بن حامت بن قبيضة بن املهلب أبو خلف ابن أيب صفرة األزدي العكي

: " عفر املنصور أول أيامه وقبل التعلق به نظر إليه رجل واقف يف الشمس عند باب املنصور فقال له حجب أبا ج

! لقد طال وقوفك يف الشمس. ليطول قعودي يف الظل : " فقال " . "

ووىل أيضا السند وطربستان وفلسطني مث وىل إفريقية واملغرب هلارون الرشيد . ووىل الكوفة والبصرة للمهدي أعرف أن له صنائع باملغرب وال آمن عليهم مىت : " ك ملا بلغه موت أخيه يزيد بن حامت فعزاه الرشيد وقال وذل

. فخرج من فوره وشيعه الرشيد وودعه وانصرف " . وليت غريك ولكن اخرج من فورك إىل إفريقية وحط صنائعه

يا ويح: " مث حلقه وصاح به !

! مقيمأنت مسافر وأنا. ال ترجع وال ترتل

عليك بالزاب امأله خيال ورجال: " مث سايره وقال " "

ومن عجيب . وكان لروح رأى وحزم وشجاعة وجود وصرامة وهو أسن من أخيه يزيد وأنبه منه ذكرا باملشرق منني يا أمري املؤ: األخبار وطريف اآلثار أن املنصور وجه يزيد بن حامت إىل إفريقية وروحا أخاه إىل السند فقيل له

! لقد باعدت بني قربيهما فقضى أن ماتا مجيعا بالقريوان ودفنا بباب سلم وعليهما سارية مكتوب فيها امسامها

لو خرجت معنا: " ولروح يقول أبو دالمة وقد قال له !

: يف خروجه لقتال اخلوارج "

إىل القتال فتخزي يب بنو أسد...إين أعوذ بروح أن يقدمين

مما يفرق بني الروح واجلسد...عداء نعلمه إن الدنو إىل األ

ومل أرث جلدا للموت من أحد...إن املهلب حب املوت أورثكم

وكانت بارعة اجلمال إذ طلع " طلة " وأما أنباؤه يف اجلود فكثرية منها أنه كان يوما جالسا يف منظرة مع جاريته ما أنصفته: " أن ميأل دراهم ملهديه فقالت اجلارية خادم له بقادوس مملوء وردا يف غري أوانه فاستحسنه وأمر ب !

فأمر بدنانري " فإن ورده أمحر وأبيض فاخلط له الصلة : " قالت " وكيف وقد مألته بدال من ورده دراهم : " قال " فمزجت مع الدراهم

ة إىل كاتبه بثالثني ألف أنه وجه يف واليته إفريقي- ويستدل به على بالغته ورسائله الالحقة بنمط الكتاب -ومنها قد بعثت إليك بثالثني ألف درهم ال أقللها تكثرا وال أكثرها متننا وال أستثيبك عليها ثناء وال : " درهم وكتب معها

" أقطع لك ا رجاء والسالم وباجلملة فهؤالء املهالبة أخلد العرب شرفا واألمداح يف مقاصدهم قصد إذا كانت سرفا


ح هذا ولد فأقبل احلي يعزونه فألفوه رخي البال ضاحك السن فتوقفوا عن تعزيته وعرف ذلك وحيكى أنه مات لرو : فأنشأ يقول

على هالك منا وإن قصم الظهرا...وإنا لقوم ما تفيض دموعنا

وهذا البيت يف شعر أليب اهليدام عامر بن عمارة بن خرمي املري يرثي به أخاه وكان قد قتله عامل سجستان للرشيد : فجمع أبو اهليدام مجعا عظيما لطلب ثأر أخيه وقال يف ذلك

فإن ا ما أدرك الطالب الوترا...سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا

يعصرها من جفن مقلته عصرا...ولست كمن يبكي أخاه بعربة

أهلب يف قطري جوانبها اجلمرا...ولكنين أشفي فؤادي بغارة

على هالك منا وإن قصم الظهرا...وإنا أناس ما تفيض دموعنا

ابن أخيه داوود بن يزيد بن حامتاستخلفه أبوه يزيد على إفريقية يف مرضه الذي تويف منه يف شهر رمضان سنة سبعني ومائة فجعل على شرطته خالد

خارق ابن بن بشري وبعث أخاه املهلب بن يزيد واليا على الزاب وقد كان قبل ذلك عليها من قبل أبيه حني عزل امل غفار الطائي عنها

وأقام داوود واليا تسعة أشهر ونصف شهر إىل أن قدم عمه روح بن حامت أمريا على املغرب من قبل هارون الرشيد وقفل داوود فواله الرشيد مصر سنة أربع وسبعني ومات بالسند وهو أمري عليها وكان جوادا ممدوحا معدودا يف

: الوليدأدباء األمراء وله يقول مسلم بن

شرقا مبوقدها يف الغرب داوود...اهللا أطفأ نار احلرب إذ سعرت

رأى املهلب أو رأى األيازيد...ماضي العزمية ال ختلو بديهته

نصر بن حبيب املهليبكان على شرطة ابن عمه يزيد بن حامت يف واليته كلها مبصر وإفريقية وكان حممود السرية حمببا إىل الناس ذا أدب

وقد أسن وكرب حىت كان إذا جلس للناس كثريا ما يغلبه النوم من -رفة فلما وىل روح بن حامت بعد أخيه يزيد ومع كتب أبو العنرب القائد وصاحب الربيد إىل هارون الرشيد بضعف روح وكربه وسأال منه والية نصر هذا -الضعف

عهده وبعث به شرايف السر ووصفاه حبسن السرية وبأن له سنا ومعرفة فكتب الرشيد

وتويف روح على إثر هذا فاجتمع الناس ليبايعوا قبيصة ابنه وقد فرش له يف اجلامع وكان أخوه الفضل بن روح غائبا بالزاب وعامال عليها فركب أبو العنرب وصاحب الربيد بعهد الرشيد إىل نصر بن حبيب فأوصاله إليه وسلما عليه

ن معهما حىت أتيا قبيصة وهو جالس على الفرش فأقاماه وأقعدا نصرا وأعلما باإلمرة وركبا به إىل املسجد يف مالناس بإمرته وقرأ كتاب الرشيد عليهم فسمعوا وأطاعوا وذلك يوم األحد إلحدى عشرة ليلة بقيت من شهر

عني رمضان سنة أربع وسبعني ومائة إىل أن صرف بالفضل بن روح بن حامت لعشر بقني من ذي احلجة سنة ست وسب ومائة فكانت واليته سنتني وثالثة أشهر مل يعدل أحد كان قبله عدله فيها

ورسالته اليت كتب إىل العمال ا ملا وىل مذكورة يف الكتاب املعرب عن أخبار املغرب وهي دالة على مكانه من


البالغة والبيان عبد اهللا بن عبد الرمحن بن معاوية

البلنسيعبد الرمحن إذ كان غائبا عند وفاة أبيهما مباردة إىل أن ورد قرطبة ملبايعته وتسليم القصر قام باألمر ألخيه هشام بن

مث استوحش منه فهرب إىل أخيهما . إليه وخرج إىل داره ؛ وذلك يف غرة مجادى األوىل سنة إحدى وسبعني ومائة وبعد ذلك ورد . أقام معه بطليطلة و- وكان منازعا هلشام -سليمان كبري أوالد عبد الرمحن املولود له بالشام

قرطبة حمكما يف نفسه بال عهد وال أمان فقبله هشام وطلب اخلروج إىل العدوة فأسعفه واتبعه يف ذلك سليمان فاستراح منهما هشام إىل أن تويف سنة مثانني ومائة

نسية وقدم بعده سليمان من ووىل ابنه احلكم بن هشام املعروف بالربضي فوصل عبد اهللا من العدوة ونزل بكورة بلورغب عبد اهللا يف املقام ببلنسية على أن يؤدي الطاعة . طنجة فنازعا احلكم وحارباه فقتل سليمان يف خرب طويل

وال يطأ له بساطا فتم ذلك

وعند وأقام إىل أن تويف احلكم ووىل عبد الرمحن ابنه فأخر بيعته والتوى ا وكتب إليه يعتل عليه ويعدد حقوقه عندهوتقدم على تفئة ذلك من بلنسية إليها فاحتلها . أبيه وجده ويسأله أن يضم كورة تدمري إليه ويتجاىف له عن خرجها

وكشف وجهه باملعصية واستنفر إليها من حواليه فئاب إليه منهم خلق كثري عسكروا معه بباب تدمري وكان توافيهم بل نصلي على بركة اهللا غدا صالة اجلمعة ونفصل : " ة فأتاهم وقال إليه يف يوم مخيس أرادوا اخلروج فيه حنو قرطب

فلما شارف . فتوىل اخلطبة بالناس يوم اجلمعة فأبلغ يف تذكريهم وحتريضهم وكان خطيبا مصقعا " يوم السبت بعده معاشر الناس: " مقطع خطبته قال !

: " ورفع يده حنو السماء فقال " من اخلرية فيما أؤمله رمحكم اهللا أمنوا على ما أدعو اهللا به واسألوه ما أنا سائله

فانصرين عليه وافتح يل فيه - حفيد أخي -اللهم إن كنت أحق ذا األمر الذي قمت فيه من عبد الرمحن بن هشام فلم يكد يستوعب . فأمن الناس مجيعا عالية أصوام " فانصره علي - وأنا صنو جده -وإن كان هو أحق مين

حىت ضربته الريح الباردة فسقط إىل األرض مفلوجا واحتمل إىل مكان مضطربه فأكمل الناس صالم بغريهكالمه

إن اهللا تعاىل قد أجاب : " ومكث عبد اهللا مسكتا أياما مث إن اهللا أطلق لسانه ومنعه سائر جوارحه فقال ألتباعه وصرفه أهله إىل وطنه . فتفرق مجعه " ا لسبيلكم فامضو. . الدعوة وفصل اخلطاب ومحاين اإلمرة وال مرد حلكمه

ببلنسية فكاتب عبد الرمحن خبرب علته ويأسه من نفسه وعهد إليه بالنظر ألهله وولده فأنفذ عهده ومل يعرض له إىل وقد كان ابنه عبيد اهللا بن عبد اهللا حلق باحلكم بن هشام وكان من ذوي مشورته وكبار . أن مات سنة مثان ومائتني

أعظم غناء مث قاد الصوائف لعبد الرمحن بن احلكم فكان يعرف بصاحب الصوائف ؛ " يوم اهليج " وأغىن " قواده " وهو أحد رجاالت بين أمية

فطيس بن سليمان بن عبد امللك بن زيان أبو سليمان الكاتب

فضمه إىل ابنه هشام وكتب له دخل األندلس يف أيام األمري عبد الرمحن ابن معاوية . باين بيت الوزراء بين فطيس


حىت إذا وىل اخلالفة واله السوق وكورة قربة والوزارة

قال . مقام حممود " اهليج " وكان له يف . بعد وفاة أبيه هشام واستكتبه أيضا -وأمضاه احلكم بن هشام على ذلك " . ن فطيس مخسمائة دينار أبو سليما: " رأيت اسم فطيس يف ديوان األمري احلكم أول اسم : أبو بكر الرازي

وتويف يف أخريات أيامه: قال

وفطيس هذا خامتة الذين أبقيت يف هذه املائة على ما شرطت ومل أذكر فيها إال من كان بالشعر مذكورا أو على فن من فنون األدب مقصورا ؛ وكذلك فيما بعد

املائة الثالثة أبان وعثمان ابنا األمري عبد الرمحن بن احلكم

هشام بن عبد الرمحن بن معاويةابن

" مسى أبان يف أوالد عبد الرمحن بن احلكم أبو بكر أمحد بن حممد بن موسى الرازي يف كتاب . كانا أديبني شاعرين

وذكر عثمان " األنساب " من تأليفه ووصفه بالشعر أبو حممد بن حزم يف كتابه أيضا يف " االستيعاب يف األنساب حلميدي يف تارخيه عن أيب عامر بن مسلمة ومل يذكره الرازيأخاه أبو عبد اهللا ا

املطرفمسلمة أو سعيد وهشام أبو الوليد واألصبغ أبو القاسم وعبد الرمحن أبو

بنو األمري حممد بن عبد الرمحن بن احلكم إىل تقدمه يف ووىل مسلمة منهم كورة شذونة فأقام ا أعواما مجيل السرية مكتسبا للمحامد جيمع. كانوا أدباء

أساليب األدب نزاهة النفس ومساح الكف مع احللم والدماثةوظهرت براعة األصبغ يف األدب ألول نشأته ومسا ملناغاة إخوته فانكدر سريعا رطيب الغصن مباء شبابه وتويف وهو

دون الثالثني يف سنه فاشتدت على أبيه األمري حممد فجيعتهيش الصائفة ومعه وليد بن عامر الوزير وكان من سراة ولد األمري حممد وأدبائهم وأما عبد الرمحن فأغزاه أبوه جب

وتويف أيضا يف حياة أبيه

وكان من أمت أهل بيته مجاال . ووىل هشام ألخيه األمري عبد اهللا جيان ونوه به يف عسكره وقلده ميسرته يف غزواته وأكملهم أدبا مث سعى به إليه فقتله

بسق من أوالده يف األدب عدة منهم عبد اهللا األمري الوايل : ن مناجيب اخلالئف من بين مروان وكان األمري حممد م. ومسلمة وأصبغ وعبد الرمحن وهشام املذكورون هنا - وقد تقدم ذكرهم -بعد أخيه املنذر واملطرف والقاسم

من حليته يعجب بالشعر ويفضل فكان مع زهده يف األدب وعطوله- وهو الوارث سلطان أبيه بعده -وأما املنذر ويف أيامه جنم أبو عمر بن عبد ربه. أهله ويرغب يف املديح

حممد ابن األمري عبد اهللا

بن حممد بن عبد الرمحن بن احلكم أبو القاسموكان من . كان بكر أوالد أبيه وخليفته إذا غاب عن حضرته واملرشح ملكانه . والد الناصر عبد الرمحن بن حممد

ووىل ألبيه إشبيلية مث هرب إىل عمر بن حفصون يف قصة . العناية باآلثار والرواية لألخبار والتفنن يف اآلداب أهل


وحبس بعد ذلك بالقصر إىل أن قتله أخوه املطرف ابن عبد اهللا عند انبالج الفجر من يوم اخلميس ليلة . طويلة يوم األحد - وبأمور سوى هذا -طرف به بعد ذلك مث قتل امل. عشرة خلت من شوال سنة سبع وسبعني ومائتني

سن أخيه قتيله حممد إذ كان بينهما : لعشر خلون من رمضان سنة اثنتني ومثانني ومائتني وهو ابن سبع وعشرين سنة يف املولد مخسة أعوام عاشها املطرف بعده

بن معاوية أبو القاسمنأمحد بن معاوية بن حممد بن هشام بن معاوية ابن األمري هشام بن عبد الرمح

ابن القطوكان مجيل الوجه فيه يقول ابن أيوب القرشي. وحممد بن هشام جده هو املنبز بذلك :

رشا والده قط: قالوا ...أعجوبة ما مسعت قط

والقرط أوىل بك وارط...قد قلدوك السيف يا سيدي

وخرج يف . معرفة اهليئة وكانت له حركة وفيه شراسة وكان أمحد هذا من أهل العناية بالعلم والصناعة والنجامة و يطلب الدولة ويظهر احلسبة والرغبة يف اجلهاد إال أنه كان - أوان ارجتاج الفتنة -أيام األمري عبد اهللا بن حممد

يتكهن وميوهغرب ومن أهل أكثرهم من برابر اجلوف وال- يقال إم بلغوا بني خيل ورجل ستني ألفا -واجتمع إليه خلق عظيم

وكتب إىل الطاغية ملك جليقية ومن معه كتابا مغلظا يدعوهم فيه إىل اإلسالم . طليطلة وطلبرية قصد م مسورة وينذرهم بالصاعقة وأمر رسوله أن يستعجل منهم اجلواب وال يتوقف عندهم وإن هم أبوا من جماوبته أن يعود باخلرب

فحمى الطاغية عند ذلك ونشب القتال فخذله رؤساء . الثغر لبالغته إليه ؛ ونسخة كتابه ذلك مشهورة عند أهل الرببر وثبت هو فيمن بقي معه من أهل البصائر حىت قتل يف اليوم الرابع واستؤصل أصحابه إال قليال وحز رأسه

عرف عند وعظمت املصيبة بكثرة من قتل من املسلمني ؛ وهذه الوقيعة ت. وجئ به إىل امللك فنصبه على باب مسورة أهل الثغر بيوم مسورة وكانت سنة مثان ومثانني ومائتني

مالك بن حممد بن مالك بن عبد اهللا بن عبد امللك أبو القاسم ابن عمر بن مروان بن احلكم

ووىل . قرأ على بقي بن خملد كثريا وصحبه ومسع من اخلشين وكان بليغا شاعرا : قال فيه أبو الوليد بن الفرضي إنك ال تستطيع كل ما جيب عليك : يا مالك أوصيك بوصية : " د ذلك حىت إن بقي ابن خملد قال له الواليات بع

فأنا واهللا أسد من غريي: " قال مالك " . ولكن كن أسد من غريك "

-كان من نبالء املتأدبني ومن الشعراء املطبوعني وممن عين . أحد رجاالت قريش يف زمانه : وقال ابن حيان فيه

أخذ عن بقي بن خملد واخلشين وغريمها من . برواية احلديث وتقييد اآلثار واالفتنان يف العلم واألدب - ذلك علىطبقتهما وكان مفتنا يف ضروب اآلداب بصريا بالنحو حافظا للغة ذا نصيب وافر من اإلمالء له والبالغة يف

صحب السلطان وتصرف يف أعماله الرفيعة. الترسيل

روانية ووالم باألندلسومن موايل امل :

حممد بن عبد السالم بن بسيل


املعروف بالشيخوبسيل . ولد ألبيه عبد السالم باألندلس بعد دخوله إليها مع ابنيه حيىي وعبد الواحد أيام عبد الرمحن بن معاوية

موىل هشام بن عبد امللكجلزيرة مجعها له ؛ واستعمله أيضا على كورة فاستعمل عبد الرمحن عبد السالم على إشبيلية وشذونة ومورور وا

ماردة وغريها من الكوروملا أخرج األمري عبد الرمحن ابن احلكم ابنه حممدا أمريا على جيان . وتصرف عبد الواحد ابنه معه يف العماالت

فكان عامل الكورة حتت يد حممد- وقد أسن -وجه عبد الواحد معه

أيام احلكم يف العماالت مث يف الوزارة واملدينة والكتابة واخليل وخطط سواها أيام وتصرف حممد بن عبد السالم هذا قاله الرازي-عبد الرمحن بن احلكم كان رزقه عليها يف كل شهر ثالمثائة دينار

حممد بن سعيد بن حممد

بن عبد الرمحن بن رستم موىل الغمر بن يزيد بن عبد امللكمد هذا بناحية اجلزيرة واصطنعه عبد الرمحن بن عبد احلكم يف إمارته على شذونة وكان حم. دخل أبوه إىل األندلس

. مث أفضت إليه اخلالفة فاستقدمه وصرفه يف احلجابة والوزارة . من قبل أبيه احلكم فكان يأنس به يف بعض األحيان

وهو أحد القواد الذين كان فتح اوس على أيديهم بإشبيلية إىل فتوحات تعلم له

البن فرج قد كتبت " احلدائق " وحملمد بن سعيد هذا شعر يف . ذكره الرازي -وكان أديبا حكيما العبا بالشطرنج من تأليفي فنقل من هنا امسه إىل باب نظرائه" الكتاب احملمدي " منه يف

عبد اهللا بن حممد بن أمية بن يزيد بن عبد الرمحن

ابن أيب حوثرةاحلكمموىل معاوية بن مروان بن

دخل أمية إىل األندلس يف طالعة بلج وكتب لعبد الرمحن بن معاوية مث كتب ابنه حممد لألمري احلكم بن هشام وامه بامليل مع عمه سليمان بن عبد الرمحن بن معاوية وعزله ومات خامال

فوىل -يعين ابنه هذا -فأما عبد اهللا بن حممد : قال . وحكى الرازي أنه وىل الوزارة والكتابة هلشام مث عزل الوزارة والكتابة لألمريين عبد الرمحن وحممد وتصرف قبل الوزارة يف الوالية والعرض

ابنه عبد امللك بن عبد اهللا أبو مروان

كان يف أيام األمري حممد بن عبد الرمحن خمصوصا بالكتابة العليا مع الوزارة مث وىل املنذر بن حممد فأقره عليهما وهو اه اشم بن عبد العزيز حىت قتلهالذي أغر

فجمع له القيادة مع الوزارة- أخو املنذر -مث وىل األمري عبد اهللا بن حممد

يف سنة اثنتني ومثانني ومائتني واستعمل على - على ميلني من إشبيلية وهو يقود جيشه -وقتله املطرف بن عبد اهللا ويف شهر رمضان من هذه السنة قتل املطرف وقد . كانت بينهما اجليش أمحد بن هاشم بن عبد العزيز للعداوة اليت


تقدم ذكر ذلكوكان مروان بن عبد امللك خيلف أباه على الكتابة ووىل الشرطة العليا مث قتل بعد حبسه وعزله عن الشرطة سنة

أربع ومثانني ومائتني وليد بن عبد الرمحن

بن عبد احلميد بن غامنالرمحن خطيت الوزارة واملدينة وقاد اجليش الصائفة البنه عبد الرمحن بن حممد وذكر ابن وىل لألمري حممد بن عبد

واختص وليد هذا بصداقة هاشم بن عبد العزيز وإياه خاطب من موضع . حيان من وفور هذا اجليش ما يستغرب وابناه حممد وعبد . بليغا أسره دون الوزراء وهو قام بعذره عند األمري حممد فشكر وفاؤه وكان كاتبا أديبا مرسال

وقد عاشر املطرف ابن األمري حممد على . الرمحن من أهل األدب والبالغة والشعر وحممد أبعدمها شأوا يف ذلك . وقد تقدم ذكر أخيه عبد الرمحن . األدب وكاتبه بالشعر ووىل املدينة والوزارة والكتابة وارتفع قدره يف الدولة

اثنتني وسبعني ومائتنيوتويف وليد يف شعبان سنة

حممد بن عبد امللك بن جهور بن يوسف

ابن خبت الفارسي موىل عبد امللك بن مروان

دخل األندلس جد أبيه أبو احلجاج يوسف بن خبت يف طالعة بلج وكان أحد القائمني بأمر عبد الرمحن بن معاوية ام األمري هشام وبلغ الفيء يف تلك الغزاة تسعة وقاد اخليل إىل جليقية أي. فاستحجبه واستخلفه وقتا على قرطبة

وثالثني ألفا وتويف بطليطلة

وكان ابنه جهور بن يوسف وزيرا لألمريين احلكم بن هشام وعبد الرمحن ابن احلكم

الوزارة والقيادة لألمريين حممد ابن عبد الرمحن واملنذر بن حممد وتويف - حممد بن عبد امللك هذا -ووىل ابن ابنه وكان األمري حممد قد نصبه إزاء هاشم بن عبد العزيز ليكسر منه فكان هاشم بنصاعة ظرفه ورقة أدبه . يعقب ومل

يكيده ويستذله إذ كان حممد ناقص األدب حلانة إال أنه كان كاتبا ساذج الصناعة مستقال باألعمال السلطانية تال يف سم ابن جهور هذا وحضر جنازته فأنشد قاله ابن حيان وحكى أن هامشا اح-متصرفا فيها بعفة وكفاية :

حيلها املوت قسرا...يا رب عقدة سوء

إبراهيم بن حجاج بن عمري بن حبيب اللخمي أبو إسحاق

بيته نبيه يف عرب محص وثار ا عند ارجتاج الفتنة وقتل كريب بن عثمان بن خلدون وأخاه خالدا وملك إشبيلية ومل جياهر باملعصية يف أكثر أوقاته . زقهم طبقات فكان يف مصافه منهم مخسمائة فارس وقرمونة واختذ لنفسه جندا ير

وال خلع يف مجيع مدته وكان مال مفارقته يرد على األمري عبد اهللا كل سنة ومدده يتواىف إليه لكل صائفة إىل سنة مثان وتسعني ومائتني

وكان قصده أبو عمر بن . ويعطي الشعراء عداد األموال وكان منتجعا على الرب والبحر جوادا ممدحا يرتاح للثناء


وقصده حممد بن حيىي . فأفضل عليه وعرف له حقه فمدحه بأماديح مشهورة - من بني ثوار األندلس -عبد ربه القلفاط بقصيدة هجا فيها عشريته أهل قرطبة ومل يستثن منهم سوى بدر الوصيف موىل األمري عبد اهللا فحرمه ومقته

لئن مل تكف عما : " وبلغه ذلك فأحفظه وأوصل إليه من حلف له عنه . رف خائبا فابتدأ جاء ابن حجاج وانصفارتاع وكف عن هجائه" آلمرن من يأخذ رأسك وأنت فوق فراشك بقرطبة " فيه " أخذت

إسحاق بن إبراهيم بن صخر بن عطاف ابن احلصني بن الدجن العقيلي

ماعة يشهد مع األمري حممد وقواده الصوائف ويقوم بني يديه املقاوم وخيطب على رأسه كان من أهل املعاقد أيام اجليف األعياد وجمالس احملافل وأيام التربيز للمغازي ؛ وجرى على ذلك يف أيام ولديه املنذر وعبد اهللا من بعده فلما

ه من ابن حفصون وأهل اخلالف ثارت الفتنة ومتيزت الفرق دخل إسحاق هذا حصن منتيشة فبناه وحصنه وامتنع ب إىل أن ضربت الدولة اجلماعة بعطن فاسترتله قيمها اخلليفة عبد الرمحن - على تعززه عن العزل -ومتسك بالطاعة

بن حممد الناصر لدين اهللا إىل قرطبة سنة ثالث عشرة وثالمثائة وا تويف حممد بن أضحى بن عبد اللطيف اهلمداين

عداوة شديدة - أمري العرب أيام الفتنة -بكورة إلبرية وكان بينه وبني سعيد بن جودي من أكابر أبناء العرب أوجبت على ابن أضحى اهلرب عنه بنفسه إىل غري مكان وسعيد جيد يف طلبه ويبذل املال فيه إىل أن مضى سعيد

على ما به من عزة -عة واستدعاه أهل حصن نوالش ليمنع منهم فصار عندهم مستمسكا بالطا. لسبيله فأمن جانبه وخاطب األمري عبد اهللا يسأله اإلسجال له على ما بيده عقب أشياء دارت بينه وبني ابن حفصون أبان فيها عن -

إىل أن استرتله - ابن ابنه الوايل بعده -وأمضى له ذلك الناصر عبد الرمحن . صدق واليته فأسعفه األمري عبد اهللا ثالث عشرة وثالمثائةفيمن استرتل من الثوار سنة

أديبا خطيبا يقوم بني أيدي اخللفاء يف احملافل فيحسن القول ويطيب الثناء ؛ - مع رجوليته -وكان ابن أضحى هذا وقد تقدم ذكر ابنه أمحد بن حممد . وألبيه أضحى مقام بني يدي األمري املنذر بن حممد مذكور . وله أخبار معروفة

قاضي أيب احلسن علي بن عمر بن أضحى يف موضعيهما من هذا اموعبن أضحى والثائر من عقبة ال

: ومن بين األغلب

أمحد بن أيب األغلبكان عاملا باللغة والغريب مع تصرف يف كثري من . وامسه إبراهيم بن عبد اهللا بن إبراهيم بن األغلب أبو العباس

ألغاين للموصلي ولكنه شان نفسه وأفسد علمه بكرب العلم واألدب ومهارة يف النجامة ويقال إنه كان حيفظ كتب ا كان فيه وتشادق يف منطقة وتقصري يف كالمه واستعمل الغريب واإلغراب حىت أطاعه لسانه

وكان أبوه أبو األغلب واليا على صقلية من سنة إحدى وعشرين ومائتني فضبطها واستقام له أمرها طول عمره ا

: ومن رجاهلم

سنانأسد بن الفرات بن

موىل بين سليم


وأيب الفرات . . أنا أسد واألسد خري الوحوش : " من أهل نيسابور وولد هو حبران ويكىن أبا عبد اهللا وكان يقول وجدي سنان والسنان خري السالح. . والفرات خري املاء "

سنة أربع وأربعني ومائة وقدم أبوه مع حممد بن األشعث اخلزاعي يف عسكره حني واله أبو جعفر املنصور إفريقية وأسد إذ ذاك ابن سنتني مولده حبران سنة اثنتني وأربعني ومائة

دخلت مع أيب القريوان يف جيش ابن األشعث فأقمنا ا مخس سنني مث دخلت مع أيب إىل : " ويروى عنه أنه قال دة مث خرجت بعد ذلك إىل تونس فأقمت ا حنوا من تسع سنني فلما أيت مثاين عشرة سنة علمت القرآن ببجر

" املشرق فوصلت إىل املدينة أطلب العلم مث خرجت إىل العراق مث انصرفت إىل القريوان سنة إحدى ومثانني ومائةواستقضاه زيادة اهللا بن إبراهيم بن األغلب وأمره على اجليش الذي أنفذه لغزو صقلية فخرج إليها يف شهر ربيع

وهو يف عشرة آالف منهم تسعمائة فارس فظفر بكثري منها وتويف وهو حماصر األول سنة اثنيت عشرة ومائتنيلسرقوسة سنة ثالث عشرة ومائتني وكتب زيادة اهللا إىل املأمون بفتح صقلية على يدي أسد هذا وكان له بيان

يف الفقه" األسدية " وبالغة إال أنه بالعلم أشهر منه باألدب وإليه تنسب

منصور بن نصر اجلشميمن هوازن من ولد دريد بن الصمة ويعرف بالطنبذي من أجل كونه بقرية تعرف بطنبذة من إقليم احملمدية جبهة

تونسكان واليا على طرابلس فلما قتل زيادة اهللا بن إبراهيم بن األغلب عمرو ابن معاوية السلمي وولديه احلباب

ل يف ذلك عبد الرمحن بن أيب مسلمة ميدح زيادة وشرب يوما مع أهل بيته ورؤوسهم بني يديه حىت قا-وسكتان : اهللا

من الدماء ارتدى من حوكها ابناه...أزرت عمران عمرا يف معصفرة

من اجليوش إذا ما سد باباه...وظن أن دخول احلصن مانعه

ووجهه هلب النريان يغشاه...فاسترتلته العوايل ملقيا بيد

يا بين متيم لو : " ساء ذلك منصورا وغمه وامتعض للقيسية فقال -م ذكره يعين عمران بن جمالد الربعي وقد تقد ! أن يل بكم قوة أو آوي إىل ركن شديد

وكان مع شجاعته فصيحا بليغا فكتب صاحب اخلرب بكالمه إىل زيادة اهللا فعزله واستقدمه وهم به مث صفح . " ما يلقون من زيادة اهللا وما فعل بعمرو بن معاوية وخرج إىل منازله بتونس فجعل يراسل اجلند ويذكر هلم. عنه

وولديه فبلغ ذلك زيادة اهللا فأخرج حممد بن محزة املعروف باحلرون يف ثالمثائة فارس للقبض عليه فأقام بتونس وأشخص إليه من مشيختها من يأيت به فخدعهم وبعث إليهم ببقر وغنم وعلف وأمحال نبيذ مث صبحهم فقتل من

محزة ومل يسلم إال من ألقى نفسه يف البحر وملك تونس وقتل عامل زيادة اهللا عليها إمساعيل بن سفيان كان مع ابن بن سامل بن عقال وولده األكرب واستبقى األصغر

واستفحل أمر منصور وأطاعه اجلند وتغلب على أكثر إفريقية وكان خروجه ليلة االثنني خلمس بقني من صفر سنة اهرا على زيادة اهللا يف حروبه نادبا له إىل اخلروج من القريوان والتخلي عن البالد حىت قتله تسع ومائتني وأقام ظ


عامر بن نافع فلم يسد مسده وأقامت الفتنة بإفريقية حنوا من عشر سنني إىل أن فتحت تونس يف آخر والية زيادة اهللا

عامر بن نافع بن عبد الرمحن بن عامر

ابن نافع بن حممية املسليورمبا استراح فيه منصور . ماأل منصور بن نصر الطنبذي على اخلالف وكان الذي بينهما غري مجيل . ن مذحج م

مبجالس أنسه فيغضي عامر على ذلك إىل أن زحف إليه فحصره بقصره بطنبذة واضطره إىل الرتول على شروط مل فدخل على منصور بالكتاب وأقرأه إياه . ه يف ا وسجنه مث كتب إىل ابنه محديس أن يضرب عنقه ويبعث برأسه إلي

يا ابن أخي راجعه يف أمري فلعل اهللا أن يصرفه إىل اجلميل: " فقال له !

فأتاه " فهل من دواة وقرطاس أكتب وصييت : " قال " ما كنت بالذي أفعل وقد كتب إيل مبا كتب به : " فقال "فقدمه فضرب " . فاز املتقون خبري الدنيا واآلخرة : " قال ما فذهب ليكتب فلم يستطع فألقى القرطاس من يده مث

عنقه وبعث برأسه إىل أبيه وضرب عنق أخيه معه ودفنهما يف مزبلة

وكتب إليه زيادة اهللا يدعوه إىل الطاعة . وصار أمر اجلند إىل عامر وظن أن األمور تستقيم له فكان األمر على الضد حيذره عاقبة منصور الطنبذي قتليه وحيلف له بأنه ال حيقد عليه مع اإلنابة وبأنه ويعرفه بإشفاقه عليه وعلى حرمه و

أما : " معيده إىل ما كان عليه مع أبيه إبراهيم بن األغلب وأخيه عبد اهللا بن إبراهيم فأجابه عامر برسالة بليغة أوهلا رض مضيعة وعدو مكتنف وفتنة بعد فقد أتاين كتابك وفهمت ما ذكرت أنك شفيق على ذرية وعيال صريا بأ

أوقدها من صريه اهللا جزال هلا وصريت نفسي مكانه فيها وقد كنت أنا الشفيق عليها والناصر هلا يف األيام اليت قطعت بالتهديد قلوا وحرصت على إيتامها وكشف سترها إذ كنت أغدو وأروح إىل بابك متوقعا ألمرك بسفك

كنفي أعتد به دون دثاري مكتتما به من اخللق ال يظهر إيل منك إال أصلح دمي من وراء حجابك وإن كان شعاري قطوب وال يبلغين عنك إال جتين الذنوب وقد كان نظرك ونصرتك لتلك احلرم أحق منك قبل اليوم ا وتسكينك

لروعتها أوىل وأحرىنابة فقد واهللا حقدت بال ذنب مث ذكرت أنه ال حقد وال إحنه وال ترة إال وذلك مضمحل مع األلفة واإل: وآخرها

ووترت بال ترة وحلفت بعهود ومواثيق وأميان مغلظة قلدا عنقك وأخفرت ا مرارا ذمتك وما بيين وبينك هوادة ومل يلبث عامر أن انتقض عليه " إال ضرب السيف حىت تضع احلرب أوزارها وحيكم اهللا بيننا وهو خري احلاكمني

د املضرية ملا صنعوا مبنصور وأخيه وأنزلوا ذلك على العصبية فنافروه مث حاربوه أمره واضطرب جنده ووجد قواومضى عبد السالم بن املفرج اليشكري خمالعا لعامر مث زحف إليه يف مجاعة من اجلند فازم عامر واعتل إثر ذلك

ليه بعد موته فسر م وأمنهم فلما أيقن باملوت دعا بنيه وأوصاهم باللحاق بزيادة اهللا فعملوا برأيه واستأمنوا إمل يزل أمر اجلند : فكان كذلك " اآلن وضعت احلرب أوزارها : " وأحسن إليهم وقال عند ما بلغه موت عامر

مدبرا حىت انقضت احلرب وطفئت النائرة وصفت له إفريقية حسن بن أمحد بن نافد

أبو املقارع


ادة اهللا بن عبد اهللا آخر ملوك األغالبة فحاصره أبو عبد اهللا كان واليا على طبنة من أعمال إفريقية يف والية زيالشيعي داعية عبيد اهللا املهدي حىت غلب على املدينة وجلأ أبو املقارع هذا إىل حصن منيع بداخلها مث نادى باألمان

ما كنا بالذين " :قال أبو املقارع " عين : " فقال " هذا األمان عنك أو عنه : " فأجابه بعض أصحاب الشيعي فقال نكونوا كما قال الشاعر: " قال " فإن مل تفعل فما تصنعون : " قال صاحب الشيعي " . نلقي بأيدينا إال أن يؤمننا :

من حتت إمخصك احلشر: وقال هلا ...فأثبت يف مستنقع املوت رجله "

نعم: " قال " هكذا : " قال !

: " فانصرف إىل الشيعي فأخربه فقال " . ة بعد بذل اهود أفضل وما راحتنا يف استعجال املوت بل ميتة كرمي

: فرتل أبو املقارع ومن معه وأتى الشيعي وهو يف فرط خوف فسلم عليه وهنأه بالفتح فقال له " أعطهم عين األمان

خلفنا " ة لنا فيه ال حيل" إن ذلك ما : " فقال له أبو املقارع " " املدافعة واالمتناع " ما الذي محلك على طول " فشكره " نعم : " قال " وقد أمننا هذا عنك " حييق بنا وم املكروه " األهل والولد وخشينا إن ألقينا بأيدينا أن

ودعا له وأعجب الشيعي ما رأى من نبله وجزالة منطقه فأمر حبفظه وحفظ من كان معه ومل يزل يف صحبه إىل أن دخل معه إفريقية

املائة الرابعةملنصور بن القائم بن املهديا

فوض إليه أبوه عهده يوم االثنني لسبع خلون من رمضان سنة . هو أبو الطاهر إمساعيل بن حممد بن عبيد اهللا الشيعي أربع وثالثني وثالمثائة وهو إذ ذاك ابن ثالث وثالثني سنة فصلى بالناس يف عيد الفطر من هذه السنة وخطب خطبة

بليغة على إثر هذا يوم األحد لثالث عشرة خلون من شوال فكتم املنصور موته وابتدأ بقتال أيب يزيد خملد مث تويف القائم

بن كيداد اليفرين اإلباضي صاحب احلمار وقد استفحل أمره وأعضل شره حىت عجز عن مقاومته القائم فتغلب على يوش املنصور مث خرج بنفسه يف اتباعه من أعمال إفريقية وحصره باملهدية مث انتقل إىل سوسة فهزمته ا أوائل ج

املهدية يوم األربعاء لسبع بقني من شوال وهو يف قلة من عبيدة وخدمه حىت انتهى إىل سوسة فرتل بظاهرها وبلغه أن أهل القريوان ملا قصدهم أبو يزيد مفلوال سبوه ومنعوا أصحابه دخول البلد وقتلوا مجاعة ممن دخل منهم فكتب

. يؤمنهم ومل يعد املنصور من وجهته هذه حىت أمكنه اهللا من أيب يزيد بعد حماصرته بالقلعة اليت جلأ إليها إليهم كتابا

إن أنا مل آخذ أبا يزيد وأسلخه فلست بابن فاطمة ولست لكم بإمام: " وكان يقول يف سفره كله "

إىل املصلى فصلى بالناس مث خطب وأظل عيد األضحى من سنة مخس وثالثني وهو حميط بأيب يزيد يف قلعته فركبوعرفهم يف خطبته مبوت أبيه القائم وحنر بدنة بيده وانصرف إىل مضربه وانصرف الناس مسرورين خبالفته موقنني

وكتب أهل العسكر إىل من وراءهم بالقريوان واملهدية فشملهم السرور. بيمن نقيبته وبركة دعوته

ا ظفر املنصور بأيب يزيد بعد مواقفات ال يفي ا الوصف وقيد إليه مثقال ودخلت سنة ست وثالثني ففي احملرم منهملا به" جيود بنفسه " باجلراح فأمر حبمله إىل املضرب وهو

وليلة اخلميس آخر احملرم هلك عدو اهللا فسلخ وحشي جلده بالتنب حىت ظهرت صورته وملا فرغ من فعله ذلك بأيب


السالم على أمري املؤمنني ورمحة اهللا وبركاته صالة : " مث قالوا " ......... " يزيد وحضرت صالة الظهر تقدم إليهوهنوه " دخل عليه الناس " والناس يف غفلة فكربوا وتباشروا وبعد صالة العصر من ذلك اليوم " الظهر رمحك اهللا

دوكا مث ارحتل يوم " ... ... ..." شجاعته ومساحته " موال فأثنوا على " بالفتح فبسط آماهلم ووعدهم الغنائم واأل عليها يوم الثالثاء لست بقني من صفر من هذه " ومنها توجه إىل تاهرت فرتل " املسيلة " السبت غرة صفر إىل

" ئرون مث كتب إىل أهل القريوان " يوم االثنني غرة شهر ربيع األول وقد هرب أمامه الثا " السنة وأقام ا إىل

مدام " فتاه " وقد بناه -وكان وصوله يوم االثنني غرة شهر ربيع األول إىل قصره باملنصورية فأمنهم ووعدهم خريا عند صالة الظهر من يوم اخلميس لليلة بقيت من مجادى اآلخرة سنة ست وثالثني-غيبته " أثناء "

من ميسكه وعليه ويف اليوم الثاين من وصوله أمر بإخراج أيب يزيد على مجل وقد ألبس قميصا وركب وراءه مث أمر حبمله إىل املهدية فطيف هناك . الطرطور وقردان على كتفيه فطيف به مساطات القريوان ثالثة أيام متواليات

به إىل أن مزقته الرياحومل تطل مدة املنصور فتويف ليلة اجلمعة آخر شوال سنة إحدى وأربعني وثالمثائة وغسله جعفر بن علي احلاجب

األندلسي وصلى عليه ابنه وويل عهده أبو متيم معد بن إمساعيل ودفن ليال يف قصره باملنصورية وهو املعروف بابن ومولده برقادة سنة إحدى وثالمثائة وكانت واليته سبع سنني ومثانية عشر يوما. ابن أربعني سنة كاملة

ووىل يف شوال سنة أربع : ة ؛ قال ويف كتاب أيب احلسن الروحي اإلسكندري أن املنصور ولد سنة اثنتني وثالمثائوثالثني وهو ابن اثنتني وثالثني سنة وظفر بأيب يزيد يف احملرم سنة ست وثالثني وتويف يوم اجلمعة منسلخ شوال سنة

إحدى وأربعني وثالمثائة فكانت واليته سبع سننيبن أيب يزيد اخلارج على املشارقة آل أن الناصر عبد الرمحن بن حممد قدم عليه أيوب ا: البن حيان " املقتبس " ويف

عبيد اهللا الشيعي الدعي الناجم بأرض إفريقية رسوال لوالده أيب يزيد قفي به رسال قبله يسأل القوة على حرب هؤالء امللحدين املغوين لألمة وذلك يوم السبت لست بقني من ربيع األول سنة مخس وثالثني فقعد له الناصر قعودا

" ما حيتفل به " نفسه وأكرم لقاءه ومسع منه وأمجل الرد عليه وأمر بإنزاله يف قصر الرصافة وقدامه فخما وأوصله إىل

رسول " إفريقية معهم " منها قوم من ناحية " أن ورد عليه " فأقام هناك حتت رعي وكرامة موصولة إىل . ألمثاله املنصور حفيد أيب عبيد الشيعي " إمساعيل " من بالد املسيلة " يذكر كرة أيب يزيد على " إىل ولده أيوب " أليب يزيد

بعد أن " حممد القائم بن عبيد اهللا " أن أبا القاسم " بلغهم " للنهود حنوه بالقريوان وأم " املذكور وأنه يتأهب ثني يعين سنة مخس وثال-من هذه السنة " يوم األحد الثالث عشر من شوال " إىل ابنه يف اإلمارة هلك يف " أوصى

وطلب أبو زيد . " غري أم كتموا موته ملا هم عليه من حال احلرب " امللقب باملنصور " ووىل مكانه إمساعيل ابنه -رسان املدد فاستبصر الناصر يف التوقف عن إمداد أيب يزيد إىل أن يرى مآل أمره " إىل ابنه أن يستصحب معه ف وعلل ابنه أيوب ورسله مبوعده

ن اهللابنه املعز لدي

أبو متيم معد بن إمساعيل بن حممد بن عبيد اهللامولده باملهدية سنة تسع عشرة وثالمثائة وأقام من . وىل بعد أبيه وهو ابن اثنتني وعشرين سنة وقيل أربع وعشرين


ه قعد يوم وفاة أبيه وإفضاء األمر إليه يف تدبري األمور إىل يوم األحد سابع ذي احلجة من سنة إحدى وأربعني وفيللخاصة وكثري من العامة فسلموا عليه باخلالفة وتسمى باملعز لدين اهللا ومل يظهر على أبيه حزنا وبعث إىل املهدية يف

عمومته وأهل بيته فوردوا عليه وبايعوا له وحضروا معه عيد األضحى وخرج فصلى بالناس وخطب وحنر

-اسم حممد بن هاين األندلسي زعيم شعرائه وقاصر أمداحه وكان من أهل البيان والبالغة واخلطابة وله مع أيب الق

عليه أنباء مذكورة وهو أحد ملوك بين عبيد اهللا العظماء-إىل غلو فيها

" . 362يف شعبان سنة " وانتقل إليها من إفريقية يف آخر دولته " كبري مشقة " وساعده احلال فملك مصر دون

وآخرهم ملكا ا أبو حممد عبد اهللا . ريقية ومنقطعة منها نيفا على مائيت سنة ومل تزل يف يده وأيدي بنيه متصلة بإفالعاضد وهو ابن يوسف بن عبد ايد بن حممد ابن عم معد املستنصر باهللا بن علي الطاهر بن منصور احلاكم ابن

نزار العزيز بن معد العز هذاني انقراضه من أبوه غري خليفة إال احلافظ والعاضد وكانت ومل يتقلد سلطام من أول قيام املهدي عبيد اهللا إىل ح

وفاته يوم السبت للنصف من مجادى األوىل سنة أربع وستني ومخسمائة يف آخر خالفة املستنجد باهللا أيب املظفر ن بن إسحاق ب" أيب العباس أمحد " القائم بن القادر " حممد بن " يوسف بن املقتفي بن املستظهر بن املقتدي بن

بن الرشيد بن املهدي بن املنصور بن حممد بن علي بن عبد " ابن املعتصم " املقتدر بن املعتضد بن املوفق بن املتوكل اهللا ابن العباس رضي اهللا عنهم

وأغزى املعز جوهرا خادمه وكاتبه إىل املغرب ففتح عليه مث أغزاه مصر فافتتحها يف شعبان سنة مثان ومخسني اة كافور اإلخشيدي بسنة أو حنوهاوثالمثائة بعد وف

وابتىن له القاهرة فانتقل املعز إليها يف آخر شوال سنة إحدى وستني ووصل إىل اإلسكندرية لست بقني من شعبان يوم الثالثاء السابع رمضان وقيل اخلامس منه" بالقاهرة " سنة اثنتني وستني واستقر بقصره

-ن زيري بن مناد الصنهاجي وهو الذي يقال له بلقني فوليها بعده ولده واستخلف على إفريقية أبا الفتوح يوسف ب

إىل أن تغلب الروم على املهدية يف إمرة آخر هؤالء الصنهاجيني وهو احلسن بن -طائعني للعبيديني ومنتزين عليهم بع وأربعني وستمائةعلي بن حيىي بن متيم بن املعز بن باديس بن املنصور بن أيب الفتوح املذكور وذلك يف سنة أر

أن تويف بالقاهرة يوم اجلمعة الثنيت عشرة ليلة بقيت من شهر " إىل " استئثاره مبلك مصر " ودام ملك املعز بعد " ربيع األول سنة مخس وستني وثالمثائة فكانت خالفته ثالثا وعشرين سنة ومخسة أشهر وعشرة أيام

عا وعشرين سنة وأن عمره عند وفاته بلغ مثانيا وأربعني سنة ويف كتاب أيب إسحاق الرقيق أن خالفته كانت أرب مولده سنة مثان عشرة وثالمثائة

بلغت مقابلته من األصل املنتسخ منه جهد االستطاعة جنز الكتاب حبمد اهللا وحسن عونه وتوفيقه واحلمد هللا محد تسعني " سنة " عشر من شعبان الشاكرين وصلى اهللا على سيد األولني واآلخرين حممد وآله وسلم يف الثالث

وتسعمائة على يدي عبيد اهللا املقترف املعترف علي بن حممد الكغاد األندلسي لطف اهللا به

to pdf: www.alwww.al- m ostafa.com

www.al

ﺀﺍﲑﺴﻟﺍ ﺔﻠﳊﺍ ﺭﺎﺑﻷﺍ ﻦﺑﺍ6 ﺭﺎﺑﻷﺍ...

Documents