لنيل شهادة ماجستير بحث مقدم الموسوم بـ

:إشــراف :إعداد الطالب

ميراث العيد. د سوالمي الحبيب

2011- 2010:السنة الجامعية

ونـــــــات والفنـــــكلیة اآلداب اللغ

ــــــــم الفنــون الدرامیـــــــــــةقس

لنيل شهادة ماجستير بحث مقدم الموسوم بـ

إعداد الطالب سوالمي الحبيب

لجنة المناقشةأعضاء

رئيسا الدكتورة حمر العين خيرة مشرفا مقررا الدكتور ميراث العيد

عضوا مناقشا الدكتور عيسى رأس الماء عضوا مناقشا الدكتورة الزاوي فتيحة

.2011- 2010:السنة الجامعية

ونـــــــات والفنـــــكلیة اآلداب اللغ

الفنـــون الدرامیـــــــة م ـــــــــقس

داءـــإه

والدي ،كنت نسيا منسيال، ولوالهما إلى اللذان كانا سبب وجودي

حفظهما اهللا ورعاهما

إلى الذين لم يكن لي وال لغيري كيان وال وجود من دونهم، إلى الذين

فعذرا وألف ،أمانتهم قصرنا فيجعلونا نستنشق نسيم الحرية، إلى الذين

.شهداءنا األبرار لهم عذر

كرــشكلمة

ووصولي إلى ما أنا عليهالحمد اهللا بكرة وأصيال على توفيقي

على صبره علي " الدكتور ميراث العيد"والشكر الجزيل ألستاذي المشرف

ووقوفه إلى جانبي في لحظات بحثي

الذي أحاطني بنصائحه " جدي قدور"كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى الدكتور

ى غاية آخر نقطة فيه، وإلالقيمة منذ بداية هذا البحث

أتقدم بالشكر الجزيل للجنة المناقشة التي تحملت عبء هذا العمل معي

.على إنجاز هذا البحث من بعيد أو من قريبساعدني شكرا لكل من

بسم اهللا الرحمن الرحيم

أ

دمةـــمق

، حيث راح القدماإلنسان منذ مارسهااليت النشاطات اإلنسانية يعترب املسرح من أقدم اليت احلياتيةيصور عن طريق التمثيل كل ما له عالقة بوجوده، وذلك من خالل حماكاة الظواهر

املفروضة عليه التحدياتكانت تبدو يف نظره مهمة، هلذا الغرض كان يرقص ويفرح حماوال جتاوز .من قبل الطبيعة

خالهلا عن هواجسه املسرح وسيلة يعرب من أن يتخذ اإلنسان يف مراحل تطوره وال غرو صورة فهو بذلك حياول أن ينقل جتاربه بوصفها ؛ريتغياحلياة وما يطرأ عليها من وتطلعاته جتاه

املستقبلية رؤيتهتعكس مستواه الفكري واالجتماعي ضمن إطار خيول له البوح بكل عفوية عن .هلذا العامل

هلذا . التجربة اإلنسانية، وما حتمله من متناقضاتأساسا من املمارسة اإلبداعية تنطلقم، ، وتعامل معها من منظور أمشل وأعرصد خمتلف تلك التجارب كان العمل املسرحي سباقا يف

وملا .تتحقق يستطيع نقل الواقع بطريقة مغايرة له، حبيث جيد فيه اإلنسان أحالمه وأمانيه اليت ملتعامال نقديا، يرفض الطاحل كان املسرح يهدف إىل األفضل واألحسن، فإن تعامله مع الواقع كان

.ويثبت الصاحل، حيب األبطال األخيار، وميقت األشرار

حماولة إعطاءرحية أا وجدت لتقييم الواقع اإلنساين، نسجل هنا يف العملية املسوإمنا حتاول ، لذلك جند عوامل املسرح ال تم بنقل احلياة كما هي، سلوكهمالحظات أساسية عن

جيب أن تكون، اعتبارا من أن املسرح يرى يف احلياة اليومية العادية وفق مااحلياة *تستمثلأن حياة غري منظمة وغري مستقرة، تقوم على الفوضى ومبدأ القوة والسيطرة، لذلك يعمل املسرح من

بمعنى محاولة جعل الحیاة مثالیة : تستمثل -*

ب

أفضل حياول جتاوز هذه الرتابة والفوضى إىل عامل يراه زاوية أخرىعلى رفضها، ومن الزاوية ههذ .جي ينظر إىل الواقع على أنه مملوء باألخطاء واهلنات، عامل منوذوأحسن

من هنا بدأ النقد املسرحي يتشكل وفق املتون املسرحية اليت كتبت يف القدمي على يد اليت كتبها ، هذا األخري أعتمد يف دراسته النقدية على جمموع النصوص"أرسطو" املنظر اإلغريقي

، ولوال الدراسات النظرية املسرحية، ليس، ويوربيدسإسخيلوس، صوفوك:" الشعراء اليونان أمثال .ملا وصلنا هذا الكم من املسرحيات القدمية

كان هذا على مستوى سواءأمر املسرح عرب مراحل تطوره بعدة جتارب مسرحية، اإلخراج، أو على مستوى احلركة النقدية اليت كانت تواكب العملية اإلبداعية مالتأليف املسرحي أ

مكن أهل التنظري املسرحي مما، وكانت تعطيها دفعا وسريورة زمنية، النصي والركحي بشقيهايتطور باالشتغال على األعمال املسرحية من منظور نقدي، حىت يستطيع املتنوج املسرحي أن

.وفكريا، ويصبح بعد ذلك قابال للعرض واالستمرار أيضا ويثرى فنيا

طبيعة "بـ ائر اليت هي حمور البحث واملوسومجلزوعندما نتحدث عن احلركة النقدية يف األخرية تعترب هذه ا أمكننا القول إن، "احلركة النقدية ودورها يف املمارسة املسرحية يف اجلزائر

حركة بطيئة مقارنة بالتراكم اإلبداعي الذي بدأ مع مطلع القرن املاضي، والذي مل جيد وعاء نقديا الفكرية واجلمالية، وهذا يعترب املسرحية والتمعن يف جوداكافيا يتم من خالله فحص النصوص

بطبيعة احلال مسارا سلبيا يف عمل النقد املسرحي يف اجلزائر، إذ مل يعمل بصورة كافية على رصد .التجارب املسرحية املنتجة بطريقة جتعلها أكثر نضجا

اجلزائر، وما هو دورها آثر البحث من هذا املنطلق أن يتناول إشكالية النقد املسرحي يف يف تطوير العملية اإلبداعية؟

:فرعية هي تولإلجابة على هذه اإلشكالية، يطرح البحث عدة تساؤال ؟سادت تلك الكتابةما هي طبيعة الكتابة الدرامية؟ وما أهم االجتاهات املسرحية اليت -

ج

تصنيف تلك التجربة املسرحية وفق االجتاهات الفنية؟كيف ميكن - ؟سيطرت على اإلخراجاليت التياراتالعمل اإلخراجي؟ وما أهم ما هي طبيعة - ؟حتديد التجارب وفق التيارات اإلخراجية العامليةكيف ميكن -ر ة؟ وكيف ساهم يف تطويهذه احلرك منالنقد املسرحي يف اجلزائر هو موقفما -

واإلخراج املسرحيني على السواء؟ حركة التأليف

.وخامتة قسم البحث إىل مدخل وثالثة فصول األسئلةلإلجابة على هذه

.النقد، والعالقة اليت تربطهما منذ النشأةماهية أما املدخل فقد تناول ماهية املسرح و

وفيه مت تبيان ،"الكتابة الدرامية يف ضوء االجتاهات املسرحية"فعىن بـ الفصل األول أما جتربة رى، مث يدخل البحث إىلوكذا أهم االجتاهات املسرحية يف هذا ا. عناصر الكتابة الدرامية

.املسرح اجلزائري وفق هذه االجتاهات

وفيه مت "اإلخراج املسرحي يف ضوء التيارات اإلخراجية احلديثة" يعاجل الفصل الثاين أهم التيارات اإلخراجية، مث جتربة املسرح اجلزائري وفق ، والتطرق إىل عناصر اإلخراج املسرحي

.هذه التيارات

، مث عته وأصنافهيفيبني طب "النقد املسرحي يف اجلزائر"ينتقل الفصل الثالث من البحث إىل التراكم اإلبداعي يف املسرحعلى أسباب عدم تكافؤ احلركة النقدية يف اجلزائر مع اإلجابة حاول

.وكيف كان هلذا التخلف دور سليب يف تطوير احلركة املسرحية يف اجلزائر

خيلص البحث يف األخري من خالل اخلامتة إىل جمموعة من النتائج واالقتراحات اليت متكن .احلركة النقدية يف اجلزائر من لعب دورها املنوط

د

التأريخ ي يقوم على الذ املنهج التارخييجيمع بني منهج توافقيوقد اعتمد البحث على ، الذي يساعد على إيضاح واملنهج النقديعرب مراحل تطور املسرح اجلزائري، للحركة النقدية

.املقاربات اجلمالية والفكرية للمسرح اجلزائري، ودور النقد يف تطوير العملية اإلبداعية

إىل الولوج يف تدفعهككل حبث جيد صاحبه نفسه أمام دوافع ذاتية وأخرى موضوعية لى عوامل هو الرغبة يف التعرف ع ،هذا املوضوع اختيار عوامل حبثه، وهلذا فإن ما حفز الباحث على

حركته والنقد الذي رافقها، وحىت يكون له رصيد معريف يساعده على املسرح اجلزائري من خالل .إكمال مسريته يف هذا التخصص الذي أحبه باملمارسة والتكوين

يف اجلزائر وفق متوا رى فإن البحث حياول أن يرصد واقع احلركة النقدية من جهة أخن رصيد معريف يساعد الدارسني يف هذا التخصص وكحىت ي - انطباعية أو متخصصة –املعتمدة

.على الولوج بصورة متخصصة إىل جمال النقد املسرحي يف اجلزائر

كانت تقف حجر عثرة أمام من جهة أخرى فقد اعترض البحث جمموعة من الصعاببة وإمتامه، ورمبا أكرب عائق هو نقص املراجع اليت تم باحلركة النقدية يف اجلزائر، وكذلك صع

يف احلقل املسرحي على مستوى املؤسسات الثقافية املترامية عرب أرض الوطن، االتصال بالفاعلنيصل إىل أرشيف الصحافة الوطنية اليت صعوبة التووهذا حتما يدفعنا إىل األسف أحيانا، زيادة على

.تم باحلقل املسرحي

البحث أنه مل يتعمق يف بعض اخلصائص سواء على مستوى على منتوما ميكن مالحظته تشكل الكتابة أو اإلخراج، وهذا كون العناصر اليت مل يتعمق فيها البحث، إمنا يريد هلا أن

.موضوع دراسات مستقبلية

موضوعي إىل أبعد احلدود، وهو يف هذا ال يدعي الكمال بل ما سقط منه حاول البحث أن يكون .وهلذا نرجو من أساتذتنا أن يرشدونا إىل هناتنا، حىت نتفادها مستقبالرمبا يكون أكرب مما رصده،

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

9

:ماهية املسرح . أ

عهده األولاإلنسان منذ أن كان يف مارسهااليت الفنون يعد املسرح من أقدمشكل الفن وهلذا الغرض ،تبدر له يف خمياله الفيننت االظواهر اليت ك حاكي حيث

وقد اشتمل يف طياته على عدة .املسرحي أهم رافد من روافد الفن يف العهد اإلغريقي .وغريها من الفنون والغناء فنون أخرى، كالرقص، واملوسيقى

من هذا املنطلق ميكن القول أن فن املسرحية هو من أكثر فنون األدب تعقيدا على الفنان املسرحي أن يتوفر على ملكة واسعة من اخليال والتجربة ينبغيومشولية، هلذا

وكذا التركيز من أجل اإلحاطة مبشاكل احلياة اإلنسانية، وجتسيدها على خشبة .اإلنسانية .1املسرح بصورة فنية تؤدي رسالتها من غري نقص وال إجحاف

يف طياا عدة جوانب والناحية اإلخراجية،من الناحية الفنية ،وحتمل املسرحيةنص :" وهو Dramatic texte داية بالنص املكتوب والذي يطلق عليه النص الدراميب

واملصمم خصيصا للتمثيل على املسرح واملبين على أساس Fictionاملؤلف أي اخللق الدرامية املتعارف عليها، وهو عادة ما يسبق النص Conveation التقاليد واألعراف

نصا أدبيا قراءته ، فالنص الدرامي يعد كغريه 2"املسرحي، مث يصاحبه بعد بداية العرض .تقرأ الرواية والقصة كما

وإرشاداته اليت أما النص املسرحي فإنه حيوي النص الدرامي بكل جوانبه وجزئياتهوضعها املؤلف، تنضاف هلا اآللية اإلخراجية اليت حتول النص الدرامي من صورته املقرؤءة

.إىل صورته املرئية

.32ص.1998بد المنعم تليمة،جامعة القاهرة،إشراف عنشأته وتطوره،رسالة ماجستير،األدب المسرحي ميراث العيد، ينظر -1 .02، ص2001، 2حورس الدولية، اإلسكندرية، طشكري عبد الوهاب، النص المسرحي، مؤسسة -2

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

10

تتناوله يد املخرج النص الدرامي املكتوب بعد أن ذلك " يعترب النص املسرحي و، من مصممي املناظر واملالبس واإلضاءة واملمثلني واإلدارة املسرحية وجمموعة العمل

.1"وغريهم، لتأيت املعاجلة النهائية حتويال لكل املفردات املكتوبة إىل عناصر بصرية حمسوسة

، ومها ذا عدنا إىل فن املسرحية فإا كانت بداية تعرف نوعني من العروضإوقبل التطرق إىل هذين النوعني األساسيني لبداية Comidiaوامللهاة Tragidiaساة املأ

فقد " ، يصبح لزاما علينا الولوج إىل معىن كلمة مسرح أوال، إذ وبشكل مبدئياملسرحالشائع لكلمة مسرح يف الكلمة . To actأو يعمل To doاشتقت الكلمة من يفعل

أو يشاهد To seeوهي أيضا مشتقة من كلمة إغريقية تعين يرى Théâtreاإلجنليزية، To view "2.

وجند تعريفا مقربا للمسرح يف دليل أكسفورد للمسرح والذي وضع تعريفني .للمصطلح

املسرح مصطلح يطلق على كل ما يؤلف من أعمال مسرحية : التعريف األول .للمسرح يف بلد ما، ويف فترة زمنية معينة

ينطوي على صراعمصطلح يطلق على كل موقف مسرحي :الثاينالتعريف .3، ضعن طريق ختيل شخصيات مسرحية تتصارع فيما بينهايتضمن حتليال هلذا الصراع

أن املسرحية ينبغي أن تكون " ):درا يدن(بينما يعترب الناقد والكاتب املسرحي حاسيس واألمزجةجتسد الطبيعة اإلنسانية وتعيد العواطف واأل صورة صادقة حية

.02شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص - 1 .37م س، نشأته وتطوره، األدب المسرحي، ينظر ميراث العيد، -2

3-Phillips Hartnoll,The Oxford Companion to the Theater,Oxford university Press,newyork,1983,p 227.

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

11

وطبقا ملسار ،اليت حتدث يف أقدار الشخصيات بسبب حظوظهم والتقلبات والتغريات .1"وضوع من أجل إمتاع اجلنس البشري وتثقيفهاألحداث اليت يتناوهلا امل

أن املسرح ال هو متثيل فقط، وال نص مسرحي فقط، إنه :" ويرى جوردن كريج، واللغة والعبارات واحلوار الذي الذي يعد لب التمثيلإدماج لكل العناصر، بداية بالفعل

.2"الذي يعترب جوهر فن الرقص وام املسرحية، واإليقاعيشكل ق

أن املسرحية هي نص ميثل على خشبة املسرح بواسطة :" كما يرى جرين وود .3"شخصيات إنسانية حقيقية

اإليضاحات يف جلها إىل التوليف بني النص والتعريفات تذهب العديد منوذا فإن كلمة مسرح قد عرفت . املكتوب والعرض املسرحي على خشبة املسرحمن خالل تنوع وتعدد النظرة إىل تظهردالالت عدة عرب التاريخ اإلنساين، هذه الدالالت

أرسطو يعتربو، هذا الفن، فاستخدمت كلمة مسرح للداللة على شكل من أشكال الكتابة حتقق احملاكاة من خالل فنون الشعر اليت تقوم على احملاكاة كامللحمة والتراجيدياأن

الفعل، وقد كان ذلك وراء النظرة اليت حتكمت لفترة طويلة بالنقد الغريب حيث اعترب .4من األجناس األدبية املسرح جنسا

نفس تستخدم كذلك كلمة مسرح للداللة على عدة أشكال فنية تدور يفقوامها املمثل اإلطار، فهي تستعمل مثال للداللة على شكل من أشكال الفرجة، يف عملية

يعترب املسرح فنا من فنون العرض من جهة أخرى، ويف هذه احلالةمن جهة واملتفرج

.67، ص 1964محمد عناني، درا يدن والشعر المسرحي، دار المعرفة، القاهرة، . د مجدي وهبة، د -1

2-Edowrd. Gorden. Craig. Ltd. The Art of the theatre, William Hlimann. L td. London. 1975. P.138. 3-OrmerodGreen Wood,the ply wright. Sir.Isaac pittman.And sons.Ltd. London. 1950. P12.

مفاهيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض، مكتبة لبنان المسرحي،معجم الماري إلياس،.حنان قصاب،د ينظر،د -4 .422، ص 1997، 1ناشرون، ط

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

12

كلمة مسرح أيضا للداللة على املكان الذي يقوم فيه العرض، فيقال مسرح وتستخدم" Théâtreاملعىن الذي ارتبط باألصل اللغوي لكلمة وهذا هو األديون ومسرح الغلوب،

اليت تعين حرفيا مكان theatronمأخوذة من اليونانية Théâtreوكلمة مسرح، فكلمة وكلمة مسرح باللغة ...الرؤية أو املشاهدة، وصارت تدل فيما بعد على شكل العمارة

ىلى مكان رعي الغنم، وعلالعربية مأخوذة من فعل سرح وكانت تستعمل يف األصل ع .1"فناء الدار

وذا املعىن يصبح لكلمة مسرح معىن حسي ملموس يذهب إىل املكان أو القاعة فكرة مسرحية ظهرت كلمة الدراما تعديف سياق آخر .اليت يعرض فيها العمل املسرحي

اليت تقدم ) املسرحيات(تلك املنظومات " مع ظهور املسرح، فقد عرفها أرسطو بأا .2"أشخاصا وهم يؤدون أفعال

هي كلمة يونانية األصل :" بينما يعرف الدكتور إبراهيم محادة الدراما كما يليDran الالتينية املتأخرة ومعناها احلريف يفعل، أو عمل يؤدى، مث انتقلت الكلمة من اللغة

Drama ضه فوق النص املستهدف عر وربا والكلمة تعين مدلولني، أوالإىل معظم لغات أأو لغته، ويتقلد أدوار شخصياته ممثلون يقومون بتأدية الفعل خشبة املسرح أيا كان جنسه

ذات النهاية السعيدة أو الكالم، أما املدلول الثاين فالدراما تعين املسرحية اجلادةونطق مشكلة هامة عالجا مفعما بالعواطف، على أن ال يؤدي إىل خلق األسيفة، واليت تعاجل

.3"إحساس مأساوي

.422ماري إلياس، المعجم المسرحي، م س، ص . حنان قصاب، د .د ينظر -1 .73فن الشعر، ترجمة الدكتور إبراهيم حمادة، مكتبة األنجلو مصرية، ص أرسطو، -2 .113، ص 1985إبراهيم حمادة، معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية، دار المعارف، -3

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

13

انطالقا من هدا املدلول الثاين لكلمة دراما، فإننا نفهم أن العمل الدرامي له اية ولعمل الدرامي إىل نوعني إما أن تكون مأساوية أو سعيدة، ووفق هذه النهاية قسم أرسطو ا

.أساسيني مها التراجيديا والكوميديا

وتام يف ذاته، له طول معني لفعل جاد **حسب أرسطو هي حماكاة *فالتراجيديايف لغة ممتعة ألا مشفوعة بكل نوع من أنواع التزيني الفين، كل نوع منها ميكن أن يرد

درامي ال يف شكل سردي، وتتم هذه احملاكاة يف شكل على انفراد يف أجزاء املسرحية .1 ***ث التطهريدتثري الشفقة واخلوف، وبذلك حي ثاوبأحد

أي أقل مرتلة ناس أردياء حماكاة أل:" فهي حسب أرسطو دائما****أما الكوميدياهنا كل أنواع القبح، وميكن تعريف الشيء املثري وال تعين الرداءةمن املستوى العام،

أذى، ولنأخذ القناع أو الذي ال يسبب لآلخرين أملاأو الناقص للضحك بأنه الشيء اخلطأيوضح ذلك، ففيه قبح وتشويه ولكنه ال يسبب أملا عندما كمثالالكوميدي املثري للضحك

.2"نراه

نشيد " بمعنى Oide، بمعنى جدي أو ماعز، ومن Tragosمن لفظتين Tragàdiaتتركب كلمة التراجيديا، * .63، ص أرسطو فن الشعرظر أن،. أو أغنية

نون وكان معروفا وقت ذاك للتفريق بين الف نقدي، استعمله أفالطون قبل أرسطو،مصطلح mimrisis: المحاكاة **إعادة العرض، أو الخلق من أو " العرض" والمصطلح في داللته القديمة يتضمن معنى الجميلة والفنون التطبيقية،

48أنظر، أرسطو فن الشعر. جديدويحدث التطهير من خالل عاطفة الشفقة من أعقد المصطلحات األرسطية التي دار حولها جدل طويل، : التطهير***

والخوف من منطلق أنهما وسيلتان لتطهير الروح من الطمع والشهوة، ألن المأساة هدفها التعليم، شريطة أن تتوفر خالل عرض درامي مصحوب بالضحك والدعابات على اإلقناع والمنطقية، والملهاة تدعو إلى الطريق القويم من

عد إلى كتاب .الساخرة وبهذا يحدث التطهير بالخوف والشفقة في التراجيديا، وبالوقوف على أخطاءنا في الكوميديا .102إبراهيم حمادة، ص . طو، ترجمة درسفن الشعر أل

.95أرسطو، فن الشعر، تر إبراهيم حمادة، م س، ص -1بمعنى يغني أو Oliedenبمعنى الحفل والصخب، ومن Komosستتركب من Komoidiaكلمة : الكوميديا **** .ينشد

.88م ن، ص، ، أرسطو، فن الشعر -2

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

14

فن املسرح عرب العصور انطالقا من العصر اليوناين الذي يعد حبق املهد تطور املسرحي وصوال إىل العصور املتتالية ، حىت وصل إىل ما هو عليه اآلن األول لوالدة الفن

كما تعددت معاين هذه الكلمة يف أوربا مع جتدد العصور . من تعدد يف املدارس والرؤى .من احلضارة اليونانية إىل الرومانية، فالقرون الوسطى فالعصر احلديث

، فقد كان القدمية احلضارة العربيةأما بالنسبة للعرب، وباعتبار انعدام املسرح يف كاالت بترمجة بشر بدأت أوىل اإلشوالداللة عنه، وهناك لغط يف استعمال وتسمية املسرح

ح واهلجاء للكوميديا والتراجيديامة املديحيث استعمل كل" ، )فن الشعر(بن مىت لكتاب ، كما )ذيا، وقوموذياطراغو(هذا الكتاب كلميت ىعل أما ابن سينا فقد استعمل يف تعليقاته

وهكذا ظل الغموض حول هذا الفن إىل غاية القرن التاسع . 1..."وردتا يف النص األصليحاولوا تكييف كلمات من وائل للمسرح العريب هذا اال، عشر عندما وجل الرواد األ

يل ونذكر منها على سب. فتنوعت املصطلحات يف هذا اال ،اللغة العربية تتواءم وهذا الفنللداللة على العرض املسرحي، رفاعة الطهطاوي هااستعمل) سبيكتاكل(املثال كلمة

للداللة على مكان العرض، أما كلمة مسرح فإنه يبقى جمهوال من استعملها ألول )التياتر(تكون كلمة مسرح ، كما ميكن أن مالئمة هلذا النوع من الفنون مرة، إال أا كانت

.2سرح عنه مبعىن فرج عنه مأخوذة من فعل

يف مكنونه عمل إبداعي مهما تعددت أن املسرحوهكذا فإنه ميكن القول كما يعترب . 3تعريفاته، يستعمل اخليال يف صناعة الفرجة ويوحي باحلقيقة وإن كانت نسبية

، وبني ازدواجية التلقي بني املمثل املسرح الفن الذي يزاوج بني النص والعرض يف غايته .مهور وكذا مكان األداءواجل

.424ماري إلياس، المعجم المسرحي، م س، ص .حنان قصاب، د. د -1 .424/425ينظر م ن، ص -2 76ينظر ميراث العيد، األدب المسرحي نشأته وتطوره، ص -3

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

15

لرقص املوسيقى، وغريها من الفنونوقد انفتح املسرح على فنون أخرى مثل اوباتساعه واتسعت أهدافه ومراميه وحيز تنفيذه، فكان لزاما تأطريه وأقلمته وفق منظور

.حيدد معامله وأهدافه

:وظيفة املسرح ودوره يف احلياة اإلنسانية -

عندما يكون بصدد كتابة نص مسرحي، إمنا يضع يف ذهنه أنه الكاتب املسرحييصور أفعاال إنسانية مرئية ال مسموعة أو مقروءة فقط، وأن هذه الشخصيات اليت تتحرك ونراها على خشبة املسرح إمنا تؤدي أفعاال اجتماعية ال فعل فردي معزول، وهلذا كان

م يف مقتضياته املختلفة من قصة أو نص حيتم على واجله التحكاملسرح أكثر الفنون صعوبة باعتباره بناء يؤدي فوقه العمل املسرحي، وكذا اجلمهور ،مكتوب وممثلني ومسرح

ظروف املسرحيةال، حبيث تتضافر كل املسرحية واحلوارات امللقاة وكل ظروف العمارة .من أجل الوصول إىل عمل فين مسرحي متكامل

الواقع اإلنساين املسرحية وجدت لتقييم ، أن العمليةا اإلطارنسجل يف هذوكما انطالقا من نقل هذه احلياة ،حماولة إعطاء مالحظات أساسية حول السلوك اإلنساين

جيب أن تكون ال كما هي يف الواقع، إذ حياول املسرحي أن يتجاوز الرتابة والفوضى يف ة النقدية يف املسرح أوال من تبدأ العملي هنامن و. الواقع منتقال إىل عامل يراه أفضل وأحسن

مث يأيت نقد النقد ليبني الغث من السمني يف يف حد ذاته، املسرح نقدا للواقعأن حيث . العملية املسرحية

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

16

:ماهية النقد -ب

النقدية انطالقا من متون املسرح ووفق أنساقه القدمية واجلديدة وهذا تبدأ العملية للمسرح اليوناين، حيث ارتبطت العملية النقدية ارتباطا وثيقا انطالقا من البدايات األوىل

الذي اعتمد يف )أرسطو(خاصة مع املنظر األول باملسرح منذ نشأته وهذا يبدو جلياإسخيلوس، ( دراسته النقدية على جمموع النصوص اليت كتبها الشعراء اليونان أمثال

سرح أو يف غريها من فنون األدب العملية النقدية سواء يف املو). صوفوكليس، يوربيدس .تكون مرادفة للعمل الفين، إذ ال يعقل أن يتم نقد شيء مل يرى النور بعد

وإذا انتقلنا إىل تبيان أهم عوامل النقد فإننا سنروح أوال إىل بعض التعريفات .اإلنسانيةاالصطالحية واللغوية هلذا اال كي نتبني ماهيته ، مث دوره يف غربلة الفنون

النقد من املنظور اللغوي عند العرب إىل نقد الدراهم، ومتييز جيدها من يرجع ؛ إذ "نقد"اين احلسية لكلمة أو الشق من أقدم املع" اخلدش" كما تعترب لفظة . 1رديئهانقد الطائر األرض مبنقاره حبثا عن "(: ويقال. أي خدشها أو شقها )نقد أرنبة أنفه(:يقال

كما تطلق على فصل األغنام اجليدة من . 2"قها ليستخرج منها احلب، أي ش)احلببعد ظهور العملة "و .3"الرديئة، ويبدو أن النقاد أو الراعي هو الذي كان يقوم ذه املهمة

املعدنية حمل املاشية يف البيع والشراء، أطلق على متييز الدرهم األصيل من املزيف اسم .4"نقد

ة النقد من اخلدش النفسي أو املادي إىل اخلدش بعد هذا اتسع مفهوم كلم، وفصل جيده من رديئه، وأصيله من زائفه، مث فأصبح يطلق على خدش الكالم"املعنوي،

.19ص القاهرة، د ت، ينظر بدوي بطانة، دراسات في نقد األدب العربي، المكتبة األنجلو مصرية، -1 . 177، ص 2004 ،03ط دار صادر بيروت، 11المجلد ابن منظور، لسان العرب، حرف الدال، فصل النون، -2 .182المرجع نفسه، ص -3 .12، ص 2001المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، عثمان موافي، دراسات في النقد العربي، دار . د -4

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

17

واملوسيقى ة الفنية املتقنةبالنصوص اليت حتظى بشيء من الصياغبعد هذا اختص أكثر األوىل تروح إىل النقد وذا ميكن القول أن النقد قد أخذ مواضعتني، . 1"كالشعر مثال

من األعمال وجيدها، والثانية علمية يف غايته إىل التمييز بني الرديء الفين الذي ينجليوعلى أية حال فإن التطور الداليل هلذه اللفظة يف .من الزائفاألمر األصيل تنربي ملعرفة

.ايل، ومعىن علميمبعنيني، معىن فين مجتستعمل ) نقد(الثقافة العربية ينتهي إىل أن كلمة

معىن فين ومعىن " يف اآلداب الغربية األوربية فإا تستعمل كذلك مبعنيني أما النوع الثاين اسم النقد علمي، ويطلق على النوع األول النقد الفين، بينما يطلق على

قد يكون علما يف جانبه النظري على هذا املنوال ميكن أن نقول أن النقد. 2"التارخيي وهذا يف جانبه التطبيقي كالتنظري ألسس عمل أديب معني كاملسرح مثال، وقد يكون فنا

يف هذا )السل كروميب(ويقول . ارها العامراسة مقتضيات اخلشبة املسرحية وإطكدومع إمياننا بأن النقد النظري له جماله، وأن النقد التطبيقي له جماله اخلاص به، فال :"االجتاه

.3" اجلانبني يف العمل النقدي فكالمها مكمل لآلخرينبغي الفصل بني

ال يكتمل إذا مل يزاوج بني النص والعرض النقد املسرحي الذي وإذا انتقلنا إىلهذا املصطلح يشمل يف طياته أطر متعددة ومتنوعة، فهو يقوم بدراسة احلركة املسرحية

رجي خمبكتاب املسرح، و نصوصا مكتوبة وعروضا مؤداة، كما يهتم النقد املسرحي. العروض املسرحية واملمثلني الذين يعدون الرابطة األساسية بني نص املؤلف ونص املخرج

كما يهتم النقد املسرحي بتاريخ املسرح، واملفاهيم واملصطلحات املسرحية، كل هذا ميكن

.13، ص عثمان موافي، دراسات في النقد العربي، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية . د -1 .13المرجع نفسه، ص -2 .12السل كرومبي، قواعد النقد األدبي، ترجمة محمد عوض، بيروت، د ت، ص -3

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

18

أن يصدر يف كتب أو جمالت خمتصة، كما ميكن أن تبث عرب وسائل اإلعالم املرئية .1واملسموعة

مصطلح يتمايز استخدامه بني اللغات إذ جيدر يف هذا ،مصطلح النقد املسرحياكسونية اإلطار ذكر التمايز يف استخدام مصطلح النقد املسرحي بني اللغة النقدية األجنلوس

يتم التمييز بني ففي اللغة النقدية الفرنسية وتلك املتأثرة ا " واللغة النقدية الفرنسية،اليت تتم يف اجلامعات واالت املختصة، وبني Etudes théâtralesالدراسات املسرحية الذي يستخدم لتسمية ما يكتب على La critique dramatiqueتعبري النقد املسرحي

املسرح يف الصحافة ووسائل اإلعالم، أما يف اللغة النقدية األجنلوساكسونية ويف اللغة .2"ية فيشمل تعبري النقد املسرحي االني معاالعرب

هذا وقد جتلت صورة النقد انطالقا من املعلم األول أرسطو وحىت اليوم بفعل يكون علما قائما بذاته، فصار حيلل العمل الفينلجهود أفراد ومؤسسات أوصلت النقد

أخرى فإن النقد ومن ناحية . انطالقا من ربطه بسياقه التارخيي واالجتماعي واإلنساينبصفة عامة والنقد املسرحي على وجه اخلصوص استفاد من مناهج البحث اليت أفرزا

، والنقد االجتماعي Psycho critiqueالنفسي النقد" فظهر ما يسمى ،العلوم اإلنسانيةSocio.critique، والنقد التيمايتThématique،،والتحليل البنيويAnalyse. Structural

، هذان األخريان استندا إىل علوم Analyse.Sémiologiqueوالتحليل السيميولوجي، .3"اللغة ونظرية التواصل

.501المسرحي، م س، ص المعجمينظر حنان قصاب، ماري إلياس، -1 .501المعجم المسرحي، م س، ص حنان قصاب، ماري إلياس، -2 .506م ن، ص -3

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

19

هذه املناهج وغريها اليت اعتمدها النقد يف دراسته، سواء النظرية أو التطبيقية جعلته يتطور تطورا رهيبا فتح آفاقا رحبة للدراسات املسرحية من أجل اإلحاطة ذه

.ية من شىت جوانبهاالعمل

:املسرح والنقدالعالقة بني

ر الفعل أن يصرب أغوار النفس اإلنسانية ويصوإذا كان لزاما على الفنان املسرحي اإلنساين بكل إجيابياته وسلبياته ممثلة ومسموعة ومرئية، بتحريك املمثلني على خشبة

يف وسط اجتماعي ،اآلخريناملسرح يف كلية متآلفة يتفاعل كل واحد من خالهلا مع ها الصراع الذي هو جوهر الدراما، فيكون يجيمع بينهم من خالل عالقات إنسانية جيل

أو بني الفرد ونفسه، من خالل قالب قوامه املمثلني الفعل ورد الفعل بني الفرد واجلماعةحي بداية واملالبس والعمارة املسرحية واملتلقي وغريها من العناصر املكونة للعرض املسر

ها من والصراع وغري الله الشخصيات واحلوار واللغةبالنص املكتوب الذي تتجلى من خعناصر النص، ووصوال إىل العرض مبا حيمله من ديكور وموسيقى وعناصر أخرى، من أجل إيصال رسالة فكرية إىل اتمع، وهذه الرسالة ال ميكن بأن تصل بأمت معىن الكلمة إال

جهود املثقفني يف التعريف بأمهية هذا الفن، فالكاتب أو املخرج من خالل تضافر وال بد له كذلك من ،ت به قرحيته من أفكارداملسرحي ال بد له من مجهور يشاهد ما جا

.ناقد يقومه ويوجهه

وإذا كان لفن املسرح حاجة ماسة لكتاب قادرين على إرساء هذا الفن، فإن قاد يقومون فنهم وما جاءت به قرائحهم، إذنهؤالء الكتاب حباجة هم أيضا إىل ن

فالعالقة بني املسرح والنقد ال ختلو من أن تكون عالقة تكاملية، فال نقد بدون مسرح، .وال مسرح بدون نقد

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

20

على الناقد املسرحي أن يزود نفسه بكافة الوسائل اليت تستطيع أن تؤهله هلذا نية واإلنسانية، وتنقيحها مما قد يشوا من فلكي يكون دعامة يف إيصال رسالة املسرح ال

أن يكون على دراية كاملة ووعي تام مبهمته البد هلذا فإن الناقد سطحية وابتذال ورداءة، .ووظيفته يف نقد العمل املسرحي

ب اتواملتعارف عليه عند أهل املسرح أن العملية املسرحية هي عملية مركبة، والكخلده هو يكتبها للقراءة وحسب، وإمنا أول ما جيلو يف املسرحي حني يكتب مسرحيته ال

، مبعىن أن العمل املسرحي ال يتم مبجرد تأليفه وإمنا يتم يف الواقع بعد املتلقي املسرحيإخراجه وظهوره على خشبة املسرح، من هنا تأيت عملية النقد اليت ال تكتفي بدراسة

ى وظيفة الناقد النص إىل اإلخراج النص املكتوب وقراءته واستيعاب ما فيه، بل تتعد .والعرض املسرحي بعد متام أدائه على خشبة املسرح

من هذا املنطلق ميكن القول أن الناقد املتمكن، هو الذي يكون ملما أوال بالكاتب والفنية، وحىت العصر الذي عايشه الذي هو بصدد نقد عمله من مجيع النواحي الفكرية

، من هنا ميكن اإلشارة إىل العالقة الترابطية 1م وتيارات أدبيةوما يسود هذا العصر من قيالتكاملية بني املسرح والنقد، فال ضري إن قلنا أن املسرح باعتباره فن من فنون األدب يأيت

لتثقيفه، كون النقد يتخذ من املسرح والعوامل األدبية قبل النقد مث تأيت العملية النقدية، فاملسرح موضوعه الطبيعة واحلياة ينشأ الفرق بينهما ضوعا له، ومن هنااألخرى مو

موضوعه العملية اإلنسانية بكل ما حتمله من أفكار ومتناقضات، بينما حيمل النقد يف النقد املسرحي وليد العملية املسرحية ذاا، إذ خيرج منها املسرحية باعتبارها أدبا، إذن

.وهذا من أجل تقوميها والدفع بعجلتها إىل أفق أرحب ،ليبني مواطن القوة والضعف فيها .رديئهاوكاشفا بذلك أصالة العملية املسرحية من عدمها، ومميزا بني جيدها

.270ص، 1983ارن، دار النهضة العربية، بيروت،دراسات في النقد المسرحي واألدب المقينظر محمد زكي العشماوي، -1

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

21

مث إن موضوع الفن بعامة واملسرح خباصة، ال بد له من ضوابط علمية ومعايري ناء إىل املتلقيمعامل فكرها الب حىت يتسىن هلا إيصال ،موضوعية تفرق بني الغث والسمني

وإال فستكون األمور يف يد دخالء على هذا الفن يعيثوا فيه فسادا، ويف هذا الصدد يقول نظرا خللو الفن يف العامل العريب من الضوابط العلمية واملعايري :" الدكتور نبيل راغب

ة ناجتة يف الفن جتارة راحب املوضوعية اليت تفرق بني اإلدعاء واألصالة، فقد وجد املدعونعن شعبيته بني خمتلف طبقات اجلماهري، وانشروا انتشار النار يف اهلشيم لعدم وجود النقد

هلذا فاحلركة النقدية هي . 1"العلمي الواعي الذي يكشف عن حقيقتهم أمام اجلمهورغربال األدب، فكما جند الراعي يرعى غنمه وحياول أن يوفر هلا أخصب أنواع الكالء

إال إذا كان معه نقد يبني عا راقيانوعية لألغنام، فإن املسرح ال يكون رفيينتج أجود كيالصاحل من الطاحل ومييز اخلبيث من الطيب، وإن غابت احلركة النقدية اجلادة فسيهيم

.املسرح إىل بئر سحيق من الرداءة والضعف

ات حىت تكون العملية النقدية فعالة، ال بد أن يتوفر للمتلقي نوع من الدراسالعلمية واإلعالمية املميزة، وكذا جيب على الناقد املتجرد هلذه العملية أن ميتلك ناصية األجبديات النقدية اليت تروح به إىل وضع املصطلحات الفنية موضعها وحتدد األشكال

.والتعريفات املتخصصة يف إطارها احلقيق

فإذا كان لزاما على الفنان املسرحي أن يتتبع واقع جمتمعه بكل سلبياته وإجيابياته، مبادرا إىل اجتثاث ما هو سليب ومزكيا ملا هو إجيايب من خالل فنه ومسرحه، داعيا بذلك

احلياة بأمل بناء غد أفضل، فإن على الناقد املسرحي أن يكون قسوةمتلقي فنه إىل مقاومة كل ما من شأنه أن يقوم العملية املسرحية ويوضح رسالتها من جهة وكذا بدوره مسلحا ب

.يروض جانبها الفين من جهة أخرى

.03صنبيل راغب، دليل الناقد الفني، مكتبة غريب، د ط، د ت، . د -1

بينهما والعالقة والنقد المسرح مدخل

22

ذكر وليدة تزاوج بني النص والعرضإذا كانت العملية املسرحية كما سبق الفالعملية النقدية جيب أن تكون مالزمة هلا يف شقيها، أوال من ناحية الكتابة مث من ناحية

إذ يتحتم على الناقد أن يدرس العالقة بني النص املقروء والنص املعروض ،اإلخراجاملؤلف، وكذا الكشف عن فيكشف عن فهم املخرج للنص وقدرته على استنطاق أفكار

. 1قدرة املخرج يف اختيار عناصر العرض املسرحي ككل

وعلى . ا فالعملية النقدية يف روحها وليدة العملية املسرحية، وال تكون إال إذناملنربي هلذه العملية أن يتمتع برصيد ثقايف واسع على املستويني النظري والتطبيقي ليكون

. له باع يف تطوير العملية املسرحية

.272ينظر محمد زكي العشماوي، دراسات في النقد المسرحي واألدب المقارن، م س، ص -1

خصائص الكتابة الدرامية: املبحث األول :عناصر الكتابة الدرامية -

:الفكرة -أ

:احلبكة -ب :الشخصيات -ج

الدرامي الفعل -د

الزمان وحدة -ه

املكانوحدة -و

الصراع -ز

احلوار -ح

اللغة -ط

االجتاه الكالسيكي يف جتربة املسرح اجلزائري: املبحث الثاين :خصائص االجتاه الكالسيكي .1 .اجلزائري يف االجتاه الكالسيكيجتربة املسرح .2

.االجتاه الرومانسي يف املسرح اجلزائري:املبحث الثالث :خصائص االجتاه الرومانسي .1

:جتربة املسرح اجلزائري يف االجتاه الرومانسي .2

.االجتاه الواقعي يف املسرح اجلزائري: املبحث الرابع

:خصائص االجتاه الواقعي .1

:االجتاه الواقعيجتربة املسرح اجلزائري يف .2

:االجتاه امللحمي يف املسرح اجلزائري: املبحث اخلامس

:خصائص االجتاه امللحمي .1

:جتربة املسرح اجلزائري يف اإلجتاه امللحمي .2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

24

املسرحيةبادئ الكتابة م: املبحث األول

بوصفها شكال من أشكال التعبري، على بنية درامية قوية املسرحيةتعتمد الكتابة متيزها عن باقي األجناس األخرى، ومن خالهلا يستمد النص املسرحي شرعيته الفنية،

لذلك تنبين . ابطريقة جتعله خيتلف عن املتون األخرى املعروفة كالرواية والقصيدة وغريمه .املسرحية على قواعد فنية تسهم يف تثبيت النص وتقويته

نظرا لكون املسرح له رسالة انسانية جيب أن يؤديها، فالكاتب جيب عليه أوال يقتنع بقيمة عمله الفين، حبيث وقبل كل شيء أن يتوفر له ذلك اإلحساس الذي جيعله

يعترب النص املسرحي روح لناحية الفنية ومن ايركز جهده على مضامني عمله اإلنسانية، فالنص هو العمود الفقري للعرض املسرحي، وال أمل يف إقامة " ، العملية املسرحية برمتها

وي مقومات النجاح، رغم أمهية عرض مسرحي ناجح ما مل حيسن اختيار النص الذي حيأوال وقبل كل هلذا جيب االهتمام . 1"خراج والتمثيل وباقي عناصر العرض املسرحياإل

شيء بالنص املسرحي على اعتباره الدعامة األوىل واألساسية أكثر من أي شيء آخر .لنجاح العملية املسرحية ككل

نظرة عن إعطاءجماالت كتابة النص املسرحي حماوال يتطرق هذا الفصل إىلات اهلدف هو إعطاء نظرة عامة على خصوصي باعتبار أنالكتابة املسرحية يف اجلزائر،

يةعملاملعين األول بالتجسيد نص مسرحي يليق باملتلقي الذي هو أساسا ل .الكتابة الدرامية .ةبداعياإل

نشورات إتحاد الكتاب الجزائريين، الجزائر، دار هومة ملى خشبة مسرح الهواة في الجزائر،أربعون عاما عحفناوي بعلي،.د -1

.08، ص 2002، 1للنشر، ط

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

25

:عناصر الكتابة الدرامية .1

كالفكرة، والشخصيات على عدة عناصر الكتابة الدرامية يف جوهراها تعتمد ه للقراءة بني دفيت ملوجاوالصراع والفعل وغريها، تتآلف فيما بينها مكونة النص الدرامي

:سنذكر أهم هذه املرتكزات واليت هي. الكتاب

:الفكرة .أ

أن الفكرة هي موقف حيوي معني، ويرى آخرون أا " بعض املنظرين ىيراحلس الكوين الشمويل، هذا احلس ميكن أن جيعل الناس متشاني جمازيا وحىت متماثلني يف

جدل واستفساروتبقى الفكرة حمل . 1"افهمالكشف مباشرة عن احلاالت املتناثرة يف أهدمشروع أو موضوع أو حبث أو " أا بعضهم، حيث يرى بني املنظرين والدارسني

ي الفكرة ه ، إال أن اليوس إجيري يرى أن2"أطروحة أو فكرة جذرية أو فكرة أساسيةاليت تربز لنا فاملقدمة املنطقية هي .3على مجيع عناصر العرضاملقدمة املنطقية ألا تشتمل

من خالل أحداث للمتلقيتنكشف ولكن األحداث اليت وقعت قبل بداية املسرحية، .املسرحية

املنظر األول الذي تطرق إىل مفهوم الفكرة بوصفها أحد أهم ويبقى أرسطو إا القدرة على قول األشياء املمكنة :" يعرفها بقولهفاملكونة للدراما، العناصر الفكرة هي اليت تبني قدرة الكاتب على اخلوض يف موضوع معني بصورة ف .4..."واملناسبة

.درامية تبني للمتلقي بصورة واضحة ما يريد قوله املؤلف

.43اليوس إيجري، فن كتابة المسرحية، ترجمة ديني خشبة، مكتبة األنجلو مصرية، القاهرة، ص -1 .45م ن، ص -2 .45ينظر م ن، ص -3 .54، ص 1976والنشر، القاهرة، أرسطو، فن الشعر، ترجمة شكري عياد، دار الكتاب العربي للطباعة -4

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

26

كيف ميكنك أن تذكر لنا : " يف هذا الصدد) روج بريس بيكرج(يقول كما الطريق الذي سوف تسلكه ما مل تعرف إىل أين أنت ذاهب، واملقدمة املنطقية هي اليت

فاملقدمة املنطقية من خالل تعريفها لألحداث واملواقف اليت .1"سوف تدل على الطريقاملسرحية هي اليت تبني وجهة نظر املؤلف وقدرته على التواصل دراميا مع وقعت قبل بداية

.متلقيهأن الفكرة هي اجلانب العقلي واملنطقي وغريها علىالسابقة التعريفات تدل

ويأيت التأكيد على ذلك من خالل تفاعل جموع العناصر ،يواألهم ألي عمل دراماألمر الذي جيعل . حتت فكرة واحدة الدرامية فيما بينها من أحداث وشخصيات وصراع

منها املنطلق األول لكل نص مسرحي، فالفكرة من هذه الزاوية تعمل على تقدمي موضوع تداع الشاعر نفسه، فإن عليه كان من اب وسواء كان قدمي التطرق أ واملوضوع"املسرحية

كون .2"أوال أن حيدد الفكرة العامة وبعد هذا فقط، يؤلف األحداث الفرعية ويبسطهاحتديد الفكرة يساعد املؤلف على اخلوض يف عمله اإلبداعي بصورة واعية جتعله يركب

.األحداث الفرعية تركيبا منطقيا خيدم احلدث الرئيس

نقل جتربته االجتماعية بكل ما خالهلا املؤلف نوسيلة يستطيع ماملسرح يعترب، واضحة ةي، هلذا ال بد أن تكون لكل مسرحية جيدة فكرة أساسحتمله من متناقضات

ة واحدة لصياغة هذه ومن املمكن أن يكون أكثر من طريق. "املعامل، سليمة التكوينذن فالفكرة تبقى إ. 3"أنه مهما اختلفت الصياغة فإن الفكرة ستبقى واحدةإال . الفكرة

دل على اهلدف العام واجلانب العقلي رحية، وتذلك العنصر االرتكازي يف تركيب املس

.46/47نقال عن شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص -1 .49أرسطو، فن الشعر، ترجمة شكري عياد، م س،ص -2 .54اليوس إيجري، فن كتابة المسرحية، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

27

فاملسرحية حتمل من األفكار .1ةواالنفعايل فيها، ومبعىن آخر هي خالصة املسرحيالكاتب لكيفية واأليديولوجيات ما يؤهلها لتبوء الريادة يف فنون األدب، من خالل معرفة

.جتاربه االجتماعية إىل املتلقيإيصال

ال جيب أن تكون جافة، بل إذ العمل الدرامي، أساس ميكن اعتبار الفكرة كما ألن" ، أن تصل إىل هدفها يف النهايةإىليف ثناياها أفكارا جزئية تغذيها، ال بد هلا أن حتمل

الضرورية، واليت تثري الكاتب يأخذ املادة مث يتبني ما فيها من إمكانات مث ينفث فيها احلياة، والفكرة اجليدة ال بد أن توحي لنا بالشخصيات 2"االستجابة الضرورية لدى املتفرجني

فالفكرة .3وأخالقها وكذا الصراع القائم بني هذه الشخصيات وكذلك توحي لنا بالنهايةالعمل اجليدة هي اليت جتعل املتلقي يتنبأ بالنهاية بصورة منطقية، مبعىن أن النهاية يف

املسرحي ال جيب أن تكون مفاجئة، ولكن جيب أن حتدث النهاية وفق السري املتسلسل واملنطقي لألحداث

على أنه بالنسبة للفكرة عند الكتاب املسرحينييؤكد الدكتور إبراهيم محادة ومن الضروري أن يكون للمسرحية فكرة أساسية، أو موضوع مترابط األجزاء يعرب عن "

أن لكل إنسان طريقته ن املؤلف، يريد أن ينقله ملشاهديه، ومما ال شك فيه معىن يف ذهاملسألة فيها وجهة نظر ولكل إنسان وجهة نظره اخلاصة، وفلسفته يف معاجلة األمور، ألن

املبدع، وعلى اجلوهرفالفكرة يف املسرحية هي .4"اخلاصة اليت تدفعه ملعاجلة موضوع ماأفكار إن على مستوى النص أو على مستوى التجسيد، أن يعي خطورة ما يطرحه من

فلما يتحدث مثال عن فكرة معينة .وعليه أن حيدد ويعرف جيدا ماذا يريد أن يقول وملاذا؟

.78، ص 2001، 1ردن، طينظر فؤاد الصالحي، علم المسرحية وفن كتابتها، دار الكندي للنشر والتوزيع، األ -1 .83، ص 1964بسفيلد، فن الكاتب المسرحي، ترجمة، دريني خشبة، مكتبة النهضة، مصر، -2 .58ينظر، اليوس إيجري، فن كتابة المسرحية، م س، ص -3 .121ص ،147، مصطلح رقم،1977والمسرحية،دار الشعب،القاهرة، معجم المصطلحات الدراميةإبراهيم حمادة، -4

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

28

كار اليت يطرحها فكالغرية، أو احلسد، جيب عليه أن يكون على دراية كبرية مبعىن هذه األ .يف نصه

:احلبكة .ب

تترابط فهي اليت " . احلكاية إىل قصة مسرحيةول احلبكة يف املسرحية هي اليت حتوهذا . أي أنه حدث كذا ولذلك حدث كذا. أحداث القصة بتسلسل منطقيفيها

التسلسل املنطقي هو الذي خيلق التشويق ألنه هو الذي يصل باحلكاية إىل منطقة حرجة ماذا : ج نفسهتتأزم فيها أحوال الشخصيات ويبلغ الصراع ذروته اليت يسأل فيها املتفر

- الوسط - التمهيد : (إذ تتألف احلبكة من مراحل ثالث هي. 1"؟سيحدث بعد ذلكويف الوسط . ففي التمهيد يقدم الكاتب شخصياته ويرمي اخليوط األوىل للحكاية). النهاية

وهنا تأيت العقدة أو أزمة املسرحية اليت ميسك . يزج الشخصيات يف حلظة تأزم الصراعويف النهاية . ماذا سيحدث بعد ذلك؟: بأنفاس املتفرج وجيعله يتساءل بلهفة فيها الكاتب

.تنحل األزمات وينتهي الصراع وتختتم احلكاية

احلبكة إذن هي :" تعد احلبكة يف العمل الدرامي روحه وحمتواه، إذ يقول أرسطو .2"ياجلوهر األول يف التراجيديا، بل هلا يف مرتلة الروح بالنسبة للجسم احل

هي ذلك التنظيم العام للمسرحية :" كما حيددها الدكتور إبراهيم محادة بقولهروح العملية يها ببعضها البعض، فككائن موحد، إا هندسة األجزاء املسرحية وربطه

إذن فاملسرحية عبارة عن قصة حيركها الفعل الدرامي بتجسيد ذلك الصراع .3"الدرامية

45، ص 2003حاد الكتاب العرب، دمشق، سرحي، الكلمة والفعل، منشورات إتان بلبل، النص المفرح -1 .98أرسطو، فن الشعر، ترجمة الدكتور إبراهيم حمادة، مكتبة األنجلو مصرية، ص -2 . 20، ص 1977، دار المعارف، القاهرة، 26إبراهيم حمادة، سلسلة كتبك، العدد . د -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

29

والفعل هو عبارة .1حماكاة لفعل تامقال عنها أرسطو ماالشخصيات، فهي كواقف مبني .عن حكاية أو قصة كاملة هلا بداية ووسط واية

يقوم املؤلف يف هذه املرحلة بتعريف األحداث والشخصيات معرجا :البداية - أ بتعريف املوضوع وخباصة الشخصيات " على املكان والزمان، كما يهتم باألساس

كار املوضوع املناقش، واليت تضفي حالة من التشويق تطرح أف األساسية اليت هي النقطة اليت يفترض أن ال ومن هنا تصبح البداية -2والتطلع ملا هو قادم

يهتم كاتب املسرحية ، 3يسبقها شيء، ويفترض يف اآلن ذاته أن يليها شيء آخري بالبداية، ألا مقدمة األحداث هذا من جهة، ومن جهة أخرى ألن البداية ه

.البداية فال بداية قبلها أو بعدها

تأيت عقب شيء يتحتم وهي"فيه يتم عرض األحداث بكثافة :الوسط -ب حيث تكون هذه املرحلة يف . 4"كما جيب أن يعقبها شيء آخر بالضرورة. تقدميه

انطالقا من . ، اليت يكون فيها التوتر والصراع يف أعلى درجاتهطريقها إىل الذروة .تآلف بينها موصلة إىل هذه الدرجة من االحتقانعدة أزمات صغرى ت

وهي مرحلة تعقب بالضرورة شيء آخر ولكن ال يعقبها شيء " :النهاية - ج إا حمصلة . ، وهي اجلزء األخري يف العمل املسرحي فيه ينتهي الصراع5"بالضرورة

األحداث املسرحية، وما آلت إليه من نتائج، فالنهاية إذن هي مرحلة حتمية تتوج

.67شعر، ترجمة إبراهيم حمادة، ص ينظر أرسطو فن ال -1 .385، ص 1997، 2الدسوقي عمر، المسرحية، نشأتها، تاريخها، أصولها، دار الفكر العربي، القاهرة، ط -2 .28أرسطو، فن الشعر، ترجمة الدكتور إبراهيم حمادة، م س، ص -3 .31م ن، ص -4 .17ص، 1975دة، بيروت، رشاد رشدي، نظرية الدراما من أرسطو إلى اآلن، دار العو -5

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

30

نامي الفعل الدرامي وتكشف عن القيمة الفكرية والدرامية واجلمالية للعمل ت .املسرحي

هذا الشكل أن وإذا كان الكاتب ملتزما بأصول الدراما، فإنه ال غرو من القول إذ يعتمد على منطقة األحداث وترتيبها من بداية و أصلح أشكال الكتابة الدرامية، ه

متكن املتلقي من استيعاب ،رحية يف إطار حبكة متقنةصياغة املسجيب ، وووسط واية طبيعتها اخلاصة، تندرج حتت احلركة والفعل، وهلذاببكة الفكرة اليت يراد إيصاهلا ، فاحل

يصل إىل ما مساه لته، فه األمسى الذي رمسه من خالل فكرإىل هدجيب أن يصل ا املؤلف ."* Quat arsis التطهري" أرسطو بـ

إذ ال ميكن ،احملبوكيقاع لتشويق واإلثارة نامجني عن ذلك اإلا نجيب أن يكوتنويع اإليقاع خط رتيب األمر الذي يستوجبهدف التجاوب مع أحداث تسري حتقيق، وكذا )حوار مث حركة(املواقف ىل أسلوب التمايز بني الشخصيات وميكن اللجوء إحىت

هذين املبدأين مها يف احلقيقة .1تحولالالتعرف و يمبدأ مث تبيان ، الثانويةشخصيات اليعمالن على إعطاء نوع من التشويق والتعريف بشخصيات وأحداث القصة املسرحية، ومها يعنيان يف كنههما تعرف الشخصية على مواقفها جتاه حدث معني، مث حتوهلا من

ث املعرفة إىل جماة ما سيالقيها من صراعات، فتتحول نزاعاا حسب حتول األحدا املرافقة هلا

من أعقد المصطلحات األرسطية التي دار حولها جدل كبير ألن أرسطو لم يقدم له تفسيرا دقيقا، فقد جال : التطهير *وصال حول هذا المصطلح العديد من المفكرين، يأتي التطهير من خالل عاطفتي الشفقة والخوف من منطلق أنهما

الشهوة ألن المأساة هدفها التعليم، شريطة أن تتوفر على اإلقناع والمنطقية، وسيلتان لتطهير الروح من الطمع ووالملهاة تدعو إلى الطريق القويم من خالل عرض درامي مصحوب بالضحك والدعابات الساخرة،عد إلى فن الشعر،

.102ترجمة إبراهيم حمادة، بداية من الصفحة .52، ص 1979النهضة، القاهرة، غنيمي هالل، النقد األدبي الحديث، دارينظر -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

31

والكشف عن ) منوها(يوزع الكاتب سرعة احلركة الدرامية ، وتطور الشخصيات ذ عدة دالالت تدعم بناء املسرحيةدواخلها وتوظيف األغنية، وظاهرة التكرار الذي يتخ

مع استخدام كلمات تتآزر مع بعضها يف ائتالف واتساق، جمسدة الفكرة والنغمة، وذلك العناصر الدرامية من حبكة فاإليقاع جيب أن يآلف بني ."يف احلبكةهو مفهوم اإليقاع

حىت تتكون رؤية واضحة عن احلبكة املتكاملة بكل . وشخصيات وحوار وصراععناصرها، فيجد بذلك املتلقي نفسه أمام مسرحية جيدة الصنع، إن يف عناصرها الدرامية،

، فيتابعها ؤذي نظر وال مسع املتلقيعرب إيقاع حمبك ال ي أو من خالل تناغم هذه العناصر .بكل ارتياح

يف ذلكقد تكون مكثفة أو غري وتتميز احلبكة يف املسرحية بسمات عديدة، يف كتابه النص املسرحي عبد الوهابالعمل الدرامي، وقد حددها الدكتور شكري

1:يليكما احلبكة غري املكثفة احلبكة املكثفة

فين بقرب النهاية أو عند يف العمل ال تظهر متأخرة - الذروة

العمل الفين وتتحرك خالل سلسلة تظهر مبكرة يف - من املشاهد التمثيلية

تغطي مساحة زمنية قصرية رمبا تصل إىل ساعات - أو أيام قالئل

تغطي مساحة زمنية طويلة رمبا متتد إىل أسابيع أو - .شهور وأحيانا سنوات

ممتدة، كأن حتتوي على ترابط بسيط ومشاهد -من ثالثة فتصول يشتمل كل مينها مشهدا تكون .طويال

حتتوي على عدة مشاهد قصرية وأحيانا تعاقبا بني - .مشهد قصري وآخر طويل

احلدث يقع يف مكان حمدد وقد يكون غرفة واحدة - أو مرتل واحد

احلدث جيري يف عدة أماكن، سواء يف املدينة - الواحدة أو حىت عدة مدن

20تعدد الشخصيات وقد تصل إىل أكثر من -ستة أو عدد الشخصيات حمدود، وعادة ال يتجاوز -

.63شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

32

. شخصية مثانية شخصياتاحلبكة عبارة عن خط ممتد وتتحرك يف خط مفرد -

مع قليل من احلبكات الثانويةاحلبكة عادة ما تتميز خبطوط متعددة من -

شهد األحداث، وقد ستكون حبكتني متوازيتني أو م .فكاهي يتخلل التأزم املأساوي

واألثر ينبع من تسلسل العلة خط احلدث - واألحداث مترابطة يف تتابع منطقيوالشخصية

فاحلدث ميكن بأن يكون نتيجة املشاهد متجاورة، -لعدة أسباب، أو بال سبب ظاهر، بل ينتج عن شبكة

أو نسيج من الظروف واملالبسات

، وأن ال خيلط يف التتابع املؤلف أن خيتار حبكته بإتقان ويف كلتا احلالتني على

الزمين واملنطقي لألحداث، كي ال حيدث تشويش لدى املتلقي، الذي ختتلف مستويات .تفكريه وكذا وجهات نظره

:الشخصيات .ج

يتفق أغلب النقاد على أن الشخصية هي اليت ختلق العقدة أو احلبكة أو املوضوع ألساسي الذي تقوم عليه املسرحية، إال أن أرسطو يف كتابه فن املسرحي، وهي املقوم ا

باعتبارها جزء من األجزاء " األخالق" الشعر مل يأت على ذكر كلمة شخصية لكنه ذكر ، حيث يرى أن املواقف والتصرفات اليت تصدر عن الشخصيات 1الستة املكونة للمأساة

كذلك يرى ويليام آرثر أن . ذااهي اليت تقوم عليها املسرحية، وليست الشخصية حبد الشخصية ما هي إال مركب من العادات الذهنية واالنفعالية والعصبية واملسرحية، ال تقوم

فإذا وجدت الشخصية مضافا إليها الفعل فإن ذلك يعين أننا أمام مسرحية . 2بدون فعل ما

.50أرسطو، فن الشعر، ترجمة شكري عياد، م س، ص -1 .61، ص 1968ينظر إريك بينتلي، الحياة في الدراما، ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، المكتبة العصرية، بيروت، -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

33

سرحي يؤكدون وخبالف أرسطو وويليام آرثر، فإن جل العاملني يف حقل النقد امل.جيدة .على أن الشخصية هي اليت تربز املوضوع واحلبكة

تعد الشخصية املسرحية مرآة للشخصية البشرية، ومنه وجب القول أن إبداع ،ألا تتطلب خربة وموهبة وجتربة املسرحيالشخصية املسرحية من أصعب وظائف املؤلف

فالشخصيات تعرب " املتلقي، حياتية كبرية يتمتع ا الكاتب، لتكون شخصياته مقنعة لدىعن ذلك الوجود امللموس الذي يراه املشاهدون، حيث يتابعون من خالل سلوكاا وانفعاالا وحواراا املعاين اليت حيملها احلدث الدرامي، إا أحد أهم عناصر املسرحية

وفر على وأقدرها على إثارة اهتمام املشاهد وليس كافيا أن تقود الشخصية أهدافها كي تتاخلصوصية الدرامية، إمنا من الضروري، بأن تقودها وهي متناقضة مع أهداف ومصاحل

والكاتب ال يقوم برسم شخصية سكونية كما يفعل الرسام، ألن ... شخصية أخرى. 1"جوهر احلياة اإلنسانية يكمن يف زئبق العالقات املتفاعلة بدال من كتابة الكيان املنعزل

تج الصراع الذي هو جوهر الدراما من خالل تقاطع لقوتني متضادتني ومن هذا التفاعل ين .تتمثالن يف الشخصية والشخصية املضادة

يراعي الكاتب املقتدر أبعاد شخصياته الدرامية املتآلفة بني ما هو جسماين واجتماعي ونفسي؛ أما األول فهو مرتبط بتركيب الشخصية، من حيث أنه متقدم يف

،أما البعد االجتماعي ...أم قصري، قوي البنية أم حنيل، ذكر أم أنثى السن أو شاب طويلفيقوم على حتديد العالقات واملعتقدات، والعادات والتقاليد وغريها من املكونات االجتماعية اليت جيب أن تتفق منطقيا مع حالة الشخصية املسرحية ، ليأيت البعد النفسي

، مكونا بذلك املزاج واألحاسيس واالنفعاالت كنتيجة منطقية لتآلف البعدين السابقنيفإن الشخصية املسرحية هي منوذج للشخصية "لذلك . النفسية للشخصية املسرحية

.65اما،م س، ص إريك بينتلي، الحياة في الدر -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

34

البشرية، الذي ال يكتمل وجودها إال إذا اكتملت مجيع أبعادها، ألن كل شيء يف الوجود أبعاد إضافية أخرى له أبعاد ثالثة هي الطول والعرض واالرتفاع، والكائنات البشرية هلا

هي البعد الفيزيولوجي والسوسيولوجي، والسيكولوجي، وحنن إن مل نعرف هذه األبعاد ال فاألبعاد الثالثة الزمة ألي عمل إبداعي، . 1"ميكن تقدير قيمة الكائن البشري حق قدره

.لكي تكون قريبة من الشخصية الواقعية، وحىت يكون هلا تأثري إجيايب على املتلقي

ذا جيب على املؤلف أن يراعي هذه األبعاد مراعاة عميقة حىت تتبني له مسات هلالشخصية بوضوح وجالء، و البحث عن األجزاء املفقودة ليتعرف على كل ما يؤثر يف

والشخصية املسرحية . 2الشخصية املسرحية من جزئيات بسيطة، كمنديل عطيل مثالمعربة بذلك عن نفسها . ورة جيدةاجليدة ال بد أن تنقل أحاسيسها ومشاعرها بص

فيجب أن تكون شخصية ثالثية "وماضيها، واألسباب اليت جعلتها حتمل هذه املواصفات تعيش حياا الطبيعية وفق أقدارها املرسومة، بدال من أن . األبعاد، بعيدة عن التسطيح

. 3"الكلمة تكون جمرد لعبة يف يد املؤلف، حبيث نراها كمتلقني شخصية بشرية بكل معىنفاملؤلف جيب أن يتحلى بنوع من املوضوعية يف بناء شخصياته املسرحية، حىت تتوافق

.والواقع الذي يعيشه املتلقي

تنبع أمهية الشخصية من كوا حمور العمل الدرامي، إذ تتجمع حوهلا مجيع يربز العناصر األخرى من فكرة وصراع، وغريمها من العناصر، ألا اجلانب املشع الذي

أهداف ومضامني العمل املسرحي، األمر الذي يتطلب الوضوح يف عالقاا اإلنسانية ديناميكية غري جامدة متوفرة على عنصر . ومظهرها اخلارجي، حىت تكون شخصية حيوية

.50، ص م س إريك بينتلي، الحياة في الدراما، -1 .66ينظر شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص -2 .66إريك بينتلي، الحياة في الدراما، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

35

ومن جهة أخرى فالكاتب له اخليار يف تركيب نفسية الشخصية، فقد . التشويق واإلثارةأهدافها وسلوكياا، ويكون هذا عادة يف الشخصيات العظيمة تكون ثابتة ومستقرة يف

واملشهورة، كما جيعل الكاتب شخصياته متحولة ديناميكية تتحول من السلب إىل اإلجياب، وهو نوع حمبذ بالنسبة للمتلقي، حيث يدرك أن اإلنسان ليس كله شر وليس

املة يف ذاا لتلك الرتعة كله خري، زد على هذا فإن الشخصية املسرحية جيب أن تكون ح . 1اإلنسانية الواسعة، أو ما يسميها ستانسالفسكي، الروح العاملي الشامل

هذا البعد اإلنساين واالجتماعي الذي يوظفه الكاتب يف شخصياته املستمد إما عليه أن يوظفها توظيفا منطقيا مربرا؛ فالشخصية إذا . من الواقع أو اخليال أو التراث

أو شريرة جيب على املؤلف أن يربر أفعاهلا واألسباب اليت دفعتها إىل ذلك كانت خريةكما يعتمد الكاتب يف جتسيده للشخصية املسرحية على التعدد والتنويع حسب .السلوك

أمهية كل شخصية يف قصة املسرحية، وحسب مدة ظهورها واختفائها، هذا من جهة، من كاتب آلخر كل حسب مذهبه ومن جهة أخرى فإن الكتابة املسرحية ختتلف

.وتوجهاته الفكرية والثقافية

لذلك ميكن القول أن للشخصية الدرامية معايري وأبعاد فنية جيب أن تتوفر فيها، ولن يتأتى ذلك إال باملوهبة الفذة اليت ميتلكها املبدع، إذ بواسطتها يستطيع ابتكار كيان

ه الشخصيات أو تلك، هدفها الذي درامي يتماثل وطموحات املتلقي، حىت تؤدي هذ .وجدت من أجله

ينظر ستانسالفسكي، إعداد الممثل، ترجمة محمد زكي العشماوي، محمود مرسي أحمد، راجعه ديني خشبة، دار -1 .85النهضة، مصر، للطباعة والنشر ص

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

36

:الدرامي الفعل .د يعترب الفعل من اخلصائص اإلنسانية، إذ ارتبط منذ األزل بسلوكه وبواسطته يتحكم اإلنسان يف إرادته وحركاته وسكناته، وملا كان الفعل من السلوكات اخلاصة

املسرح، عن طريق التمثيل باإلنسان، كان من الضرورة جتسيده بصورة فنية على خشبةوالفعل الدرامي هو تلك احلركة الداخلية اليت يتابعها املشاهدون عن طريق السماع

، مبعىن أن الدراما عبارة عن قصة 1"فالدراما يف كنهها هي حماكاة لفعل إنساين" والرؤية، راجيديا حتاكي أفعال البشر عن طريق ممثلني على خشبة املسرح، هذا الفعل يكون يف الت

فيقدمها املبدع وفق حركية الفعل عن طريق ما تصرح به الشخصيات . *نبيل وجاد وتام .من أقوال ومواقف

يكون للفعل بداية ووسط واية، فاخلط الدرامي يبدأ مبقدمة مث فعل ينمو ، والفعل الفين ال يعين تلك النشاطات احلسية لإلنسان ، وإمنا 2ويتصاعد إىل ذروة مث احلل

وامن الكامنة خلف تلك األفعال، اليت هلا طول معني، ويذكر أرسطو يف إطار تعريفه الك، وكأن "فالفعل الدرامي ال حيتمل إال اية واحدة حيكمها منطق درامي" للفعل وحدته

:3أرسطو يشري ذا التعريف إىل قسمني من أقسام الفعل ومها

فيه التغيري دون أن يكون يكون حدوثه متصال وواحدا، ويكون : الفعل البسيط .هناك انقالب أو تعرف

.80أرسطو، فن الشعر، ترجمة شكري عياد، م س، ص -1يقصد أرسطو بالفعل النبيل الجاد، ذلك الفعل المهم والمؤثر، إذ تتناول المأساة أفعال جادة، وعلى قدر عظيم من *

. ودوافعه وما يترتب عليه من آثار األهمية، أما التام فهو الفعل الكامل الذي يحوي فكرة كاملة توضح أسبابه .93ص، 1987 1د اهللا للنشر والتوزيع،تونس،طمؤسسات عبد الكريم بن عبينظرعادل النادي،مدخل إلى كتابة فن الدراما، -2 .70ينظر أرسطو فن الشعر، ترجمة شكري عياد، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

37

**أو تعرف *هو الذي يكون فيه التغيري نتيجة مباشرة النقالب: الفعل املركب .1أو ما معا

دخل الفعل مع الكالسيكيني اجلدد يف ما يسمى بالوحدات الثالث، إذ يرون أن داية ووسط واية، وعلى وحدة الفعل تعين أن تدور املسرحية حول فعل واحد تام له ب

ذلك جيب أن ال يكون يف املسرحية غري بطل واحد يثري االهتمام، وفعل واحد ترتبط أنه على الشاعر أن يرمي إىل :" عن وحدة الفعل) درايدن(إذ يقول . 2أجزاؤه مع بعضها

بناء حدث واحد وعظيم وكامل، ولتنفيذه ينبغي أن يكون يف كامل املسرحية أحداث ساعد على تطور الفعل الرئيس الذي جيب أن يكون واضح املعامل وله طول فرعية ت

.3"حمدد

ويقسم نقاد العصر احلديث الفعل إىل نوعني بسيط ومركب، مثلما هو احلال عند فاحلدث البسيط هو الذي يعتمد يف بنائه على قصة صغرية واحدة، بينما الفعل " أرسطو،

لى قصة رئيسية تغذيها قصة فرعية أو أكثر من املركب فهو الذي يرتكز يف تركيبه ع

من السعادة إلى الشقاء، ودائما ما يأتي بعد التعرف هو التغير المفاجئ الذي يطرأ على حال البطل فيحوله : االنقالب *أو االكتشاف، فالتحول هو التغيير الجذري في مجرى األحداث، وانقالب الفعل إلى النقيض دون أن يكون ذلك متوقعا، وكمثال على ذلك مسرحية أوديب، فالتحول عند أوديب كان مع مجيء الرسول وهو متيقن أن ما سيقوله سيجعل

عيدا، وينفي شكه بأنه تزوج أمه، ولكن ما قاله الرسول أظهر حقيقة مخالفة لذلك تماما، أحدث أثرا عكسيا أوديب س .57ص ك شكري عبد الوهاب النص المسرحي،وكذلوما بعدها، 70ألحداث،راجع فن الشعر ألرسطو،صعلى مجرى ا

خافيا إلى حول حال البطل من الجهل بما كان وهو اإلدراك والتمييز، أو محاولة معرفة المستور، وبذلك يت: التعرف **كأن تكتشف الزوجة مثال خيانة زوجها عن طريق إحدى الدالئل كأحمر الشفاه في قميص ،العلم بع، وله عدة طرق

.الزوج مثال وغيرها .70ينظر أرسطو فن الشعر، ترجمة شكري عياد، م س، ص -1 .19 ينظر شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص -2 .100درايدن، نقال عن عادل النادي، مدخل إلى كتابة فن الدراما، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

38

، والفعل البسيط يسري يف خط واحد وبسيط أما الفعل املركب فتتآلف معه أفعال 1"ذلكأخرى بسيطة وأقل أمهية تسري معه يف تسلسل زمين إما مبوافقته أو مبعارضته حىت تصل به

منه ميكن القول أنه ليس يف األخري إىل حل منطقي يوافق سري األحداث عرب املسرحية، والعربة بالفرق بني الفعل املركب أو البسيط، ولكن العربة بإيصال الرسالة إىل املتلقي

.بصورة واضحة

:وحدة الزمن .ه

تعترب وحدة الزمن يف العمل املسرحي من الوحدات اليت حتدث عنها أرسطو يف يكن صارما مع وحدة الزمن كتابه فن الشعر وأفرد هلا حيزا معتربا من حتليله، غري أنه مل

التراجيديا حتاول جاهدة أن تكون حتت دورة مشسية واحدة، وأن :"إىل حد كبري إذ يقولفالزمن الفين للمسرحية حياول أن يأخذ آخر أربع وعشرين . 2"ال تتجاوز ذلك إال قليال

يت ساعة من الزمن الكلي للمسرحية، وقد أخذت الكالسيكية اجلديدة ذه الوحدة الأقرها أرسطو، فهم يأخذون بتساوي الوقت الذي تستغرقه أحداث املسرحية مع الوقت الذي يقضيه املشاهد يف املسرح، وهذا الزمن ال جيب أن يتعدى األربع وعشرين ساعة يف

فاملشاهد عندما يذهب إىل املسرح يدرك متام اإلدراك أنه ذاهب ليقضي . " شقه الفينسبيل إلقناعه بأنه من خالل هذه الساعات قد مضت أيام ثالث ساعات، وبالتايل ال

.3"وشهور أو سنوات

.100ص، 1،1987طتونس،شر والتوزيع،مؤسسات عبد الكريم بن عبد اهللا للنإلى كتابة فن الدراما، مدخلعادل النادي،-1 .58أرسطو، فن الشعر، ترجمة، شكري عياد، م س، ص -2 .96-95شدي، نظرية الدراما من أرسطو إلى اآلن، م س، ص درايدن، نقال عن رشاد ر -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

39

غري أن الرومانسيون وعلى رأسهم شكسبري قد كسروا هذه القاعدة، حيث نرى أن تعدد األزمنة أصبح يف جل أعمال الرومانسيني، وجند مثال يف مسرحيات شكسبري

.سنوات، ويف الليل والنهارتعدد واضح للزمن، فاألحداث جتري على مر أشهر أو

يف الدراما اإلغريقية الوحدات زمن جمرد لزمنايعد لمأما يف العصر احلديث ف ال احلدث قيمة أن احملدثون الكتاب بنيوقد نسبيا الزمن أصبحوالكالسيكية اجلديدة، إذ

يةشعور استجابة بل احلائط، ساعة حتدده الذي الزمن منظومة حدثا يف كونه يف تكمن

يف الفرد لتلغي إحساس داخل وتتعمق متتد قد املألوف، الزمن إطار عن خارجة داخلية . 1 املستقبل إىل احلاضر إىل املاضي من املتسلسلة املعروفة الزمن وحدات النهاية

وهكذا ميكن القول أن استعمال وحدة الزمن يكون وفق الضرورات املسرحية .تطور املستمر لفن املسرحوحسب ما تقتضيه احلاجة لذلك وفق ال

:وحدة املكان .و

، فقد الكالسيكيون اجلدد ونسبوها ألرسطو ،نادى بوحدة املكان يف املسرحكانوا أرسطيني أكثر من أرسطو نفسه، حيث مل يتكلم هذا األخري يف كتابه فن الشعر

ع عن وحدة املكان، وإمنا تكلم عن وحدة الزمن، ولعل إلصاق وحدة املكان بأرسطو يرجإىل كون املسرح اإلغريقي كان حياكي مكان واحد، ولكن عندما ننظر إىل األسباب جند أن اإلمكانيات التقنية احملدودة يف ذلك العصر هي اليت فرضت ذلك االلتزام

أن اجلمهور الذي يرتاد املسرح يعرف متاما أنه ذاهب إىل " فالكالسيكيون اجلدد يعتقدوناملكان ال جيب أن يتغري طوال عرض املسرحية أي أن مكان واحد املسرح مبنصته، ف

يستمر احلدث من بدايته إىل ايته يف مكان واحد، وحنن ال نستطيع أن نتصور مكان

.100/101ينظر عادل النادي، مدخل إلى كتابة فن الدراما، م س، ص -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

40

مبعىن أن خشبة املسرح هي مكان واحد وال . 1"املسرحية قد انتقل مثال من أثينا إىل روما .جيب أن تتغري األماكن يف العرض هلذا االعتبار

هذه الوحدة متاما مع الرومانسيني، فقد كسر شكسبري وحدة املكان يف مت كسرمثال، حيث جند أحداث املسرحية يف " عطيل" إذ ختلى عنها يف مسرحية جل أعماله

الفصل األول جتري يف مدينة البندقية مث ينتقل بنا عرب الفصل الثاين إىل املدينة احملاذية يت الزمن واملكان ابتداء من العصر الرومانسي ، وهكذا فقد مت تكسري وحد2السطنبول

.وحىت العصر احلايل

ويبقى أن نقول أن عنصري الزمن واملكان ورغم االختالفات يف استعماهلما إال أما يبقيان من الوحدات األساسية اليت جيب مراعاا يف بناء املسرحية، سواء من ناحية

. لضرورة املسرحيةوحدما أو التعامل معهما وفق ما تقتضيه ا

:الصراع .ز

هذا حتمل احلياة يف جوهرها أنواع من الصراع، فهي ال تتطور وتنمو إال بوجوداألمر الذي جيعل الصراع أساس اتمعات .ما فيها من تناقضات، الذي يبني العنصر

تمع الواحد، لذلك واألفراد، سواء أتعلق األمر باألفكار أو السياسات املتباينة بني أبناء ابشكل إجيايب وليس تتطور عجلة احلياة وفق ما ختلقه الصراعات املوجودة بني األشخاص

سليب، لكن الصراع يف الدراما يأخذ جماال مركزا وخاصا، حيث يكون نوعي باعتباره فيه عن الصراع، وتقوم على مبدأ الفعل الذي يكشف الدراما، ويف األصل جوهر الدراما

.املنشود اح الشخصيات من أجل وصوهلا إىل هدفهايتجلى كف

.97خل إلى كتابة فن الدراما، م س، صنقال عن عادل النادي، مد: كاستيلفرو -1 .ينظر شكسبير، مسرحية عطيل -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

41

، فال بد من تكوين نوع من الصراع يشكله وعي ومبا أن الدراما ال حتتمل اهلدوءذ به تظهر معاناة الشخصيات الدرامية مله قيمته اجلمالية والفنية، إالكاتب ليضفي على ع

نعة تعطي قيمة معنوية سواء الفردية أو اجلماعية من خالل مربرات منطقية ودوافع مقويكون الصراع مؤثرا ومقنعا ويدعو إىل االهتمام إذا بين على أساس من " .هالصراع

الشخصيات التوازن والتكافؤ بني أقطابه، وهنا ال نقصد بالتوازن القوة املادية، ألن شرف لكن يف املقابل جند أن هذه الشخصيات . يكمن يف مواجهة مصري مروع قوي وأكرب منها

ىت لو افتقدت القوة املادية، ال جيب أن تفقد القوة املعنوية واليت جتعلها تتحمل عبء حي الذي يقوم دائما على ، وهذا هو سر املتعة يف الصراع الدرام1"الصراع ومقتضياته

.مما يؤدي إىل التشويق وشغف املتلقي يف متابعة األحداث املعروضة .النقيضني

اع هو عندما تتبادل القوتني املتصارعتني املواقع يف سري ما يثري املتعة يف الصر" إن احلكاية، فيبدو أحدمها مسيطرا يف حلظة مث يصبح مدافعا يف حلظة أخرى، وذا تتصاعد أنفاس املشاهدين وهم يتابعون هذا االنتقال وهذا التنوع يف إيقاع الصراع، وهنا ينحاز

فكار وقيم واليت ستكون سببا يف صراعه مع املشاهد بالضرورة إىل أحد األطراف تأييدا ألوهذا هو الصراع الذي ينتج من تقاطع اإلرادات واألهواء لطريف الرتاع يف .2"نقيضه

.املسرحية

هو حلياة، منه ما هو داخلي ومنه ما الدرامي مثله مثل الصراع يف اوالصراع كشف مظاهر القلق خارجي، فأما الداخلي فيتجلى من خالل املنولوجات الطويلة اليت ت

يكون بني شخصيتني، فالصراع اخلارجي أما . والتوتر،فيكون يف كنهه صراعا نفسيا عادة

ندرسها ونتذوقها، نقال عن فرحان بلبل، النص المسرحي، الكلمة ينظر ماكس ملتن وفريد ، المسرحية كيف -1

.51ص، 2003والفعل، منشورات إتحاد الكتاب العرب، دمشق .55ص، 2003فرحان بلبل، النص المسرحي، الكلمة والفعل، منشورات إتحاد الكتاب العرب، دمشق -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

42

من ظواهر الطبيعة، أو صراع مع اتمع، أو صراع مع قوى أو بني شخصية و ما حييط ا مادهو التص فالصراع"مثلما هو احلال يف الكالسيكيات القدمية، .كربى كالقدر، واملوت

وهذا ما يؤدي إىل تبيان احلدث يف املسرحية أو القصة، وقد الشخصيات أو الرتعاتبنيداخليا يف نفس إحدى الشخصيات أو بني إحدى الشخصيات وقوى يكون هذا التصادم

خارجية، كالقدر والبيئة، أو بني شخصيتني حتاول كل منهما أن تفرض إرادا على إما مادي حمسوس أو نفسي يتجسد من ويكون الصراع من جهة أخرى. 1"األخرى

.خالل املنولوجات واحلوارات اجلانبية أو سلوكات الشخصية

له راما، ال بد على الكاتب أن ميهد حىت تكتمل مهمة هذا العنصر احليوي يف الديئا فشيئا، جملية طبيعة الصراع أحداث جزئية ومواقف صغرى تتكاثف شأوال من خالل

الصراع متكافئا بني أقطابه كما سبق الذكر، حىت ال يقع املؤلف وجيب أن يكون. املوجوديكون الصراع نابع يف مطب احللول الفجائية اليت ال ترتكز على أسس درامية، إذ ال بد أن

وال يأيت لسبب خارج عن نطاق . من األحداث واملواقف املوجودة فعال يف العمل الدرامياحلل يف اية األمر منطقي ومعقول يراعى فيه تسلسل احلبكة الدرامية املستقاة، حىت يكون

.األحداث يف احلبكة املسرحية، إىل أن يصل يف األخري إىل اية يكون فيها منتصر ومنهزمويسفر الصراع إن احلياة صراع متواصل ودائم،:" ويف هذا الصدد يقول ستانسالفسكي

األحداث يتشكل املوقف عن منتصر ومهزوم من هذا الصدام والصراع، وإىل جانب .2"الدرامي

ضادة ألا هي اليت تقوم برد لقول أن الصراع ينشأ من القوة املمن هنا ميكن اهي وبتأججه تتأجج وتتعقد عندها يبدأ الصراع وببدايته تبدأ حبكة العمل الدرامي ،الفعل

. 85، ص 1974مجدي وهبة، معجم مصطلحات األدب، مكتبة لبنان، بيروت، -1 . 75ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

43

ؤلف يف خلق إذ ال حبكة بال صراع، فإذا جنح امل. األخرى وبانتهاء الصراع تنتهي احلبكةفإن هذا كفيل بضمان ،جو متوتر مشحون بالصراع وناتج عن صدامات مقنعة ومربرة

.متابعة واهتمام املتلقي ألحداث املسرحية

:احلوار .ح

ها فهو الذي مييز املسرحية عن غري ؛ييعترب احلوار من أهم سيمات العمل الدراملرواية مثال تعتمدان على ، فإذا كانت القصة وامن فنون األدب األخرى بصورة جلية

تعتمد السرد والوصف، وإذا كانت امللحمة تعتمد على الشعر الغنائي، فإن املسرحية يعترب الفن "بصورة كلية على احلوار الذي يعد وسيلتها األوىل واألهم على اإلطالق، إذ فنية على نقل الدرامي أرقى أشكال التعبري اإلنساين، ألن أداته احلوار، وهو أقدر الوسائل ال

فاحلوار يف املسرحية هو العنصر اجللي والواضح باعتباره أداة . 1"املضمون الروحيالذي بواسطته تكشف الشخصيات عن مكنوناا وصراعاا، وبه يتم تقريب التخاطب

.معىن املسرحية إىل مسع ونظر املتلقني

ة، يأيت احلوار الدرامي بنفس الصورة اليت يقدمها احلوار العادي يف حمادثتنا اليومي كمرآة هلذه احملادثة العادية، فكال من احلوار العادي واحلوار الدرامي له هدف واضح وهو التواصل، غري أن احلوار الدرامي له خصائص متيزه عن احلديث العام اليومي، فهو منتقى

حيث ، إذ تراعى فيه العبارات املنطوقة منيضعه على لسان شخصياته من طرف املؤلف .ذا مع إمياءات ومستويات الشخصياتتوافقها مع املعىن املراد إيصاله وك

أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما بمن هيجل إلى ماركس، ترجمة ضيف اهللا مراد، منشورات وزارة -1

.110، ص 2000الثقافة، المعهد العالي للفنون المسرحية، دمشق، سورية،

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

44

يعتمد احلوار الدرامي أساسا على حسن وبراعة التعبري وكثافة اللغة، وكذا على التسلسل املنطقي حسب تسلسل أفكار وحبكة املسرحية رائحا يف كل ذلك إىل االختصار

لقاء الكالم الرديء الذي نسمعه يف احلياة :" نتليويف هذا الصدد يقول إريك بي. والدقةنا الم الذي يسرنا ويدهشنا ويثري فيواملسرح خباصة الك لنا األدب عامة، يعرض اليومية

، فنحن كمتلقني عندما نذهب لرؤية مسرحية ما، إمنا نعيش قصتها 1"االهتمام واالنشغالااليت تعرض أمامنا من خالل رؤية شخصيات ومساع حوارا.

واألحداث املعروضة لك على طبيعة الشخصيات واملواقف لنا احلوار كذيكشف أمامنا، كما يبني لنا دوافع الصراع، هلذا جيب أن يكون احلوار جيدا ومتماسكا ألنه أقرب

أن ال يغفل املتلقي أثناء صياغة عناصر املسرحية إىل قلوبنا، وهلذا على الكاتب املسرحيبرمتها، هذا من جهة، ومن ري هو املقصد األول يف العملية املسرحيةحواراته ألن هذا األخ

هو ذلك احلوار الذي يأيت معربا عن أبعاد ،جهة أخرى فإن احلوار الدرامي اجليدالشخصيات الفيزيولوجية والنفسية واالجتماعية، وحىت األخالقية اليت جيب أن تظهر جبالء

يف صياغة احلوارات الدرامية

احلوار الركيزة ر كذلك عن الفكرة العامة للعمل الدرامي، إذ يعترب يكشف احلواجل أما تنطق به الشخصيات يف ثنايا صراعاا، من لعنها، من خالاألوىل يف الكشف

وصوهلا إىل أهدافها النهائية، من أجل هذا وجب استعمال العبارات والكلمات البسيطة على الكاتب أن يتحسس حلظات التطور اليت تتوافق مع فهم كل املتلقني، كما جيب

الدرامي يف مسرحيته حلظة بلحظة، فيعرف أين حيتد ويتوتر احلوار ومىت خيبو ويهدأباعتبار أن اإليقاع احلواري خيضع بدوره لتتابع األحداث وفق مشاهد وفصول املسرحية

احترامه مع قصرهبلحظات طول احلوار وحلظات أيضا جيب أن يكون املؤلف على دراية

.81، ص في الدراما، م سإريك بينتلي، الحياة -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

45

من حيث أن املسرحية هلا زمن ضيق ومعلوم جيب احترامه حىت تتم ،للتواتر الزمينالكاتب املسرحي مطالب باملساعدة :" السيطرة على املواقف الفنية، إذ يرى بسفيلد أن

من خالل احلوار الذي يكتبه على تذليل بعض الصعوبات الفنية واآللية اليت تواجه املخرج، .1..."ة نظر املؤلف وقت إخراجهاوهو ينفذ وجه

جيدة يستطيع الكاتب املتمرس أن يلملم شتات تقنياته وخرباته إلعطاء نكهة له صدى مجايل وفين وإقناع منطقيحبيث يتناسب ومضمون عمله ويكون حلوار مسرحيته

غري منطوق يفهم من خالل اإلمياءات موممنهج، سواء أكان احلوار منطوقا عرب الكلمات أأو كان ثنائيا للشخصية مع سواء كان ذاتيا للشخصية مع نفسهااإلشارات، وو

.شخصيات أخرى

:اللغة .ط

حتمل اللغة يف ثناياها كما هائال من امليزات الثقافية والتارخيية، وبواسطتها يتألف ، ومنها يستمد ينصهر الفرد يف اجلماعةفباللغة احلوار وا تكون كلماته وإشاراته،

لتواصل لتارخيية واحلضارية والفكرية واألخالقية واالجتماعية، وا يتم اخصوصياته اعملية التواصل بني طلق تكتسب اللغة أمهية بالغة يف من هذا املنوإفادة األجيال الالحقة،

ال تنحصر فيما هو مكتوب، بل يتآلف األخريةهذه ل وخباصة اللغة املدونة، غري أن األجيامؤدية بذلك مهمة التواصل بني األفراد واتمعات من خالل بالشفويفيها املكتوب .واألفكار، وحىت القيم األخالقية والسلوكات احلضارية تبادل املعارف

يعد من الالزم عطفا على هذا تطوير اللغة وتنقيحها حىت توفر لنا مبتغى التواصل رية والرموز العلمية علمية حمضة متمثلة يف اللغة اإلشاكانت سواء ،من خالل عدة وسائط

.226ت، ص . ددريني خشبة، مكتبة مصر،القاهرة،ترجمة ي واإلذاعة والتلفزيون والسينما،الكاتب المسرحروجوم بيسفيلد، -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

46

رواية وقصة من احملضة، أو فنية أدبية عن طريق اللغة الشاعرية اليت يعتمدها األدب فالفرد يندمج باللغة وحدها، فيها نتلقى تراث األمة الفكري والشعوري "ومسرحية،

واألخالقي واالجتماعي املنحدر من قرائح الكتاب والشعراء واملفكرين السابقني .1"وباللغة ندفع بأفكارنا إىل األجيال القادمة واحلاضرين،

من منطلق أن متلقيها يعيد بناء ما تلقاه من ،تعد املسرحية من أهم الوسائط، سواء أكانت هذه عالمات من أجل إدراك املعاين والدالالت اليت حيملها العمل الدرامي

ب أن تكون ذات خصائص وسيلة يف إيصال مدلوالا إىل املتلقي، هلذا وج ماللغة غاية أ، فتبتعد اللغة من أجل وظيفتها عن الصعوبة تساعد املتلقي على استيعاا بسهولة ويسر

واإلام والغموض والتعقيد مع مراعاة الفصاحة والسالسة يف تكوينها، وجيدر بالكاتب ضوحا املسرحي أن يتفادى األلفاظ اليت يصعب نطقها، فالتعبري يكون أكثر تأثري ومجاال وو

البسيطة والقصرية واملركزة اليت ال حتتاج إىل بذل كبري جهد باستعمال اجلمل والعبارات .لتفسريها

يصطلح على اللغة يف مفهومها الشائع تلك األلفاظ اليت ينطق ا اللسان وتسمعها و غري إا يف املسرح حتمل معاين أخرى نبدأها باللغة الصامتة، اليت ترى وال تسمع أ األذن،

، أي أن للمسرح لغته الدرامية اخلاصة به تفوق اللغة 2ما يصطلح عليها باللغة البصريةعلى ما هو مرئي، وهلذا فقد اهتم الناس ألا تعتمد بصورة أكرب املتواترة بني العادية

اللغويون احملدثون باللغة املرئية اهتماما بالغا، حيث أخذت هذه األخرية طريقها إىل اره أخصب الفنون األدائية مالءمة هلذا النوع من اللغة، فعرف املسرح املسرح باعتب

وهو علم الداللة االجتماعية، الذي حياول أن يطبق " السيميوطيقا أو علم معرفة العالمات

.93شكري عبد الوهاب، النص المسرحي، م س، ص -1 .99، ص م نينظر -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

47

نظاما منهجيا على نشوء كل ما ميكن أن يسمى بالعالمة أو اإلشارة، لغوية كانت أم .1"تصويرية

بني سطور كلماا العديد من العالمات اليت تؤلفها حتمل النصوص املسرحية ثلني مالكلمات، إضافة إىل هذا توجد عالمات أخرى غري منطوقة مثل الضوء وحركة امل

من الرموز املسرحية اليت خيتلف تأويلها من شخص آلخر، هلذا وجب واإلمياءات وغريها إلشارات سواء املنطوقة على الكاتب احملنك أن يسعى جهده يف استعمال جل الرموز وا

من أجل توضيح فكرته بصورة جلية للمتلقي، هذا إضافة إىل املناظر ،منها أو املرئية املسرحية اليت سيتم التطرق هلا يف فصل آخر واملتمثلة يف الديكور واملوسيقى

.واإلكسسوارات، باعتبارها تشكل يف حد ذاا لغة مسرحية من نوع آخر

مثل عناصر التأليف الدرامي ال ميكن يف املسرح مثلها القول أن اللغة ميكن االستغناء عنها، فال نستطيع فصل احلوار على اللغة بأي شكل من األشكال أو عن أي عنصر آخر كالشخصيات واحلبكة وغريمها، فهذه العناصر يف حقيقة األمر كل متكامل ال

الزم وتكامل، وحنن إذ فصلناها يستقيم أمر أي عمل درامي إال باستقامة هذه العناصر يف ت . هنا، فألجل تبيان مكونات الكتابة الدرامية دراسة ال غري

.705مجدي وهبة، معجم مصطلحات األدب، م س، ص -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

48

.جتربة املسرح اجلزائرييف االجتاه الكالسيكي : املبحث الثاين :االجتاه الكالسيكي خصائص .1

تطور العملية املسرحية برمتها، من تعد العملية النقدية مبثابة احلركة األساسية يف النصوص املسرحية املتراكمة السلبيات واإلجيابيات اليت من شأا تقوميالل وقوفها على خ

،ألرسطو" فن الشعر" كتاب متثل يفميكن القول أن أول كتاب نقدي يف املسرح كما مبقاربتها واستنتاج ألنه تطرق بطريقة نظرية مدروسة إىل تشريح النصوص اإلغريقية، وقام

بعض "كذلك د، كما توجاليت ترتكز عليها املسرحية الكالسيكية الدرامية العناصر، ووردت بعض التعليقات املهمة يف الدراما م437 -338التعليقات املتناثرة عند سقراط

الذي ألف مسرحية الضفادع وهي ق م، 385 -448قبل أرسطو عند أريسطو فانيس منها حماورة هزلية، تبني بعض علمسرحية كوميدية هزلية، تنقد الكتابات الفكرية، فقد ج

، الذي أمهل ق م 347 -428وأفالطون املظاهر السلبية يف التفكري الفين عند اليونان، .1"قيمة الفن الرابع وجعله تقليد من الدرجة الثالثة

إن دراسة االجتاه الكالسيكي من حيث هو مدرسة اهتمت بالتأسيس لتلك أراء أفالطون حول النقد الفين ودوره البالغ يف التعرض إىل توجب النصوص القدمية

على شخصية املبدع، حيث يرى على وجه ، ومدى تأثريها عملية اإلبداعيةالحتديد مفاهيم فاألشياء اليت تدركها حي يبتعد عن احلقيقة بثالث درجات،أن الفنان املسر"اخلصوص

ة، والفنان بدوره ينسخ حواسنا ليست إال جمرد نسخ من صور أصلية تتشكل منها احلقيقهذا النسخ اليت خلقتها الطبيعة، أو أيادي الصناع املهرة، وهو بذلك يبتعد بعمله خطوة

الوقت الحاضر، ترجمة وتعليق، رح، عرض نقدي وتاريخي من اإلغريق إلىمارقن كارلسون، نظريات المس-1 .09، مكتبة األنجلو مصرية، القاهرة، ص 1997، 1وجدي زيد، ج.د

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

49

يف الواقع، ليس هو الكأس فيه املاءفمثال الكأس الذي نشرب . 1"أخرى عن احلقيقةلرسام مثال، ، وهلذا فهو تقليد من الدرجة الثانية، وعندما يرمسه ااملوجود فعال يف عامل املثل

.أو يعمل عليه الفنان املسرحي، فإنه يصبح مقلدا للتقليد، وهلذا يتأخر بدرجة أخرى

فهي حسب رأيه ما ؛فكرة احملاكاة هرفض ،ه أفالطونمن خالل ما يقريظهر لنا ذو داللة يصبح تقليد، فإن فنه فالفنان عندما يقوم بتقليد ال .هي إال تزييف للواقع واملثل

، تؤدي إىل تزييف الشيء املراد تقليده يف عامل املثل، وهلذا فإن الفنان املسرحي غري حقيقيةوبىن ،من هذه النقطة انطلق تلميذه أرسطو عكس اجتاههال قيمة له يف عامل أفالطون،

، الذي يعترب منهج ودستور العملية "فن الشعر"صرحا إجيابيا ومفيدا للمحاكاة يف كتابه م النسخة مشهود له عامليا يف التراث النقدي بالرغم من انعدا الدرامية برمتها، فهو

ذا الكتاب هلمعظم الترمجات احلديثة والدراسات النقدية اإلغريقية األصلية له، ألن ملحق به مادة ذات مستوى أقل كتبت نص كتب يف القرن احلادي عشر" لى اعتمدت ع

رغم ال ىعلو. 2"ة كتبت يف القرن العاشريف القرن الرابع عشر، ومعه ترمجة إىل اللغة العربي . متأخر جاء بعدهيبقى منهال ومصدرا رئيسا يف أي تنظري إال أنه ،قدم هذا الكتابمن

مبعلوماته وأسراره أذهان الباحثني يف جمال الفكر األديب أرسطو شغل لقديطايل، وقد استحدث الناقد اإل" والدرامي وامللحمي بصفة عامة والتراجيدي بصفة خاصة

، على أن يترمجه ويناقشه حتليال وتفسريا فيما زاد على سبعمائة م1570لودفيقو كاستلفترو ، ويكتب حول بعض م1920ر، ترمجه إىل اإلجنليزية العامل بوتشوأن ي...ومخسني صفحة

وهناك .3..."موضوعاته إحدى عشر مقالة مطولة، مما استغرق أكثر من أربع مئة صفحة

.10مارقن كارلسون، نظريات المسرح، عرض نقدي وتاريخي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر، م س، ص -1 .11اريخي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر، م س، ص مارقن كارلسون، نظريات المسرح، عرض نقدي وت -2 .03نقال عن إبراهيم حمادة، مقدمة الترجمة لكتاب فن الشعر، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

50

سة قضايا هذا الكتاب الذي حتكم يف مفاهيم النقد املسرحي القدمي درا من أفاضوا يف .لتشكل فيما بعد الدراسات احلديثة تآلفا حقيقيا بني النقد القدمي واملعاصر

فن " من املرور على كتاب له ال بداالجتاه الكالسيكي القدمي، يف حث االب إن ةؤسسامل نقديةمصطلحات املسرحية عرب رسطو الذي نظر من خالله للحركة أل "الشعر

هناك من الناس، سواء عن :" تعين عند أرسطو النسخ البسيط، إذ يقولاليتللمحاكاة؛ عمل صورة هلا من حياكون أشياء كثرية، بواسطة وعي باحلرفة أو عن طريق العادة والدربة

، من 1"باستخدام األلوان واألشكال، فإن هناك آخرين ممن حياكون باستخدام الصوتإمنا يتعلم دروس احلياة من خالل احملاكاة أن اإلنسانندرك ل ما جاء يف نص أرسطوخال

ها من األشكال نحت أو املوسيقى أو الشعر أو غريسواء كانت هذه احملاكاة عن طريق اليف مهمة احملاكاة تتلخص لذلك ،باعتبارها متثل إعادة للخلق من جديد بصورة فنيةالفنية،

.ع كما جيب أن يكون ال كما هو يف الواقعتعليم الناس للواق

كانت الدراما يف العهد الكالسيكي القدمي تؤدى شعرا، فقد أكد أرسطو على وهلذا فإن الشعر أكثر :"أمهية الشعر واختالفه عن املواضيع العلمية األخرى، إذ يقول

م التاريخ باخلاص فلسفة وداللة من التاريخ، ألن الشعر يهتم أكثر بالشامل العام، بينما يهتعندما نتكلم عن الشعر، فال نعين به الشعر الغنائي، ألن احلركة الدرامية يف و .2"اجلزئي

على ، ألنه يرتكزالعهد اإلغريقي كانت تقوم على الشعر الدرامي، وهو غري الشعر الغنائيما جيعله يوصل فكر املؤلف أحسن مما توصله الكتب ودرامية، حركية مقومات

.فات التأرخييةواملصن

. 56صأرسطو، فن الشعر، ترجمة إبراهيم حمادة، م س، -1 .20ص، 1967دار الكتاب العربي لطباعة والنشر، القاهرة، أرسطو، فن الشعر، ترجمة شكري عياد، -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

51

عن احملاكاة يف الفنون األخرى ة األرسطية اليت ختتلف من هنا ولدت احملاكامن هو اإلنسان بكل ما حيمله هاموضوع، ألن 1"حماكاة ألناس يفعلون هيفالدراما "

ما ألناس إاحملاكاة تكون هذهمشاعر وأفكار، وعالقات اجتماعية وأخالقية وغريها، التراجيديا مهاوحتديدا لنوعي احملاكاة الدرامية وضع أرسطو أفاضل أو أراذل، وقد

:والكوميديا

: التراجيديا / أ

يف ذاته، له طول معني يف لغة ممتعة ألا نبيل ووهي حماكاة لفعل جاد وتام " وتتم هذه احملاكاة يف شكل درامي ال يف ...مشفوعة بكل نوع من أنواع التزيني الفين

،Quat arsis ("2( ثري الشفقة واخلوف وبذلك حيدث التطهري، وبأحداث تشكل سرديالشخصيات النبيلة والراقية يف أفعال مبعىن أن احملاكاة التراجيدية حتمل يف طياا تقليد

وبلغة راقية ومجيلة، وكل هذا يأيت وحدة متكاملة هلا بداية ووسط واية، ويف زمن حمدد .ال حتتمل اهلدوءالعتبار أن الدراما يف شكل درامي ملؤه احلركية والتفاعل،

يرجع أرسطو نشأة التراجيديا إىل هومريوس باعتباره الشاعر األول لليونان، كما ولقد نشأت بطريقة ارجتالية على يد قادة ،الشهرية *باإللياذةيربط أصل نشأة هذا النوع

من واحد إىل الديثرامب مث أخذت تتطور أوال مع إسخيلوس الذي رفع عدد املمثلني ليأيت صوفوكليس الذي رفع عدد بعد ما كان يف عهد أرسطو فان ممثال واحدا، اثنني،

. 61أرسطو، فن الشعر، ترجمة إبراهيم حمادة، م س، ص -1 .67، صم ن -2قصة إليوس أي مدينة طروادة، فهي ملحمة طويلة تقع في أربع وعشرين نشيدا، وتعالج أحداث :تعني كلمة إلياذة *

. وقعت في سبع وأربعين يوما في السنة العاشرة من حرب طروادة

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

52

فاملسرحية التراجيدية .1املمثلني إىل ثالثة، وهكذا حىت استقامت على شكلها املعروفإذن ظهرت أوال من خالل احتفاالت ديونيزوس، وتطورت حىت وصلت إىل شكلها

.أرسطو املتكامل الذي حتدث عنه

:الكوميديا / ب

هي حماكاة ألشخاص أردياء أقل مرتلة من املستوى العام، وال تعين الرداءة هنا "، 2"كل نوع من السوء والرذالة، إمنا تعين نوعا خاصا، هو الشيء املثري للضحك

نضحك على مواقفنا -مبعىن آخر –فالكوميديا جتعل املتلقني يضحكون على أنفسهم .واقعالسلبية يف ال

بالفكرة، أوالمراحل كتابة النص الدرامي ) فن الشعر( حيدد أرسطو يف كتابه الفعل وبناء الشخصيات، واحلوار مث يأيت ، من خالهلاما يريد اليت يستطيع املؤلف قول

لنصوص املسرحية، فبىن من خالهلا هذه العناصر أنتجتها تلك الدراسة النظرية لواللغة، كل ، فإا تبقى تابعة وهكذا فإن عناصر الدراما وإن اختلفت يف جزئياا نظريته الدرامية،

.بطريقة أو بأخرى إىل املنظر األول أرسطو

اليت وضعها أرسطو نفسها األطر ،يتبع االجتاه الكالسيكي القدمي منه أو اجلديدها فكذا وحدة املكان اليت أضامي وإتباع وحديت الزمان والفعل، منطقة الفعل الدراوفق

، يف كتابه فن الشعر قد تأثر تأثرا الروماين "هوراس"حىت فيما بعد الكالسيكيون اجلدد، على الشعراء أن يتبعوا الطرق :"جليا وواضحا بأرسطو يف دراسة الدراما، إذ يقول

املستقرة فيما يتعلق بأمور مثل اختيار املوضوع، واللغة وأشكال الشعر، ومناذج

.81إبراهيم حمادة، م س، صينظر أرسطو، فن الشعر، ترجمة -1 .88ص ، م ن -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

53

- املرحلة الرومانية –ذي جاء يف مرحلة متأخرة عن أرسطو ، فهوراس ال1"الشخصياتأن هوراس قد غريأمهلت اإلرث الفين الذي خلفه اليونان، اليتاملعروفة حبضارة القوة،

اإلمتاع، " أعطى للدراما حقها وخلص هدف الفنان الدرامي يف رقعتني أساسيتني مها ا التراجيديا والكوميديا، إذ مهالدراما، و التطرق إىل قسميإضافة إىل هذا فقد مت " والتعليمأن الكوميديا تعاجل مشاكل ،فيما بعد اليت جاءت ن املرحلة الرومانية والكالسيكيةيعترب ف

الطبقة الوسطى، وتكون فيها النهاية سعيدة، أما التراجيديا، فهي على النقيض من ذلك شأن عظيم بني أقراا، وغالبا القضايا الكربى، وتكون شخصياا ذات متاما، فهي تعاجل

عندما نشاهد عواطف اآلخرين سواء يف الكوميديا أو املأساة، ف" ايتها مأساوية، ما تكونيبدو التأثر واضحا بأرسطو من خالل و، 2"فنحن نتمثل عواطفنا فنتخلص منها ونتطهر

.ريق بني الكوميديا والتراجيديافمصطلح التطهري، وكذا الت

نلمح بعض اليت قامت فيها الكنيسة مبحاربة الوثنية،ور الوسطى، أما مرحلة العص، وبعض الظواهر املسرحية اليت بقيت متأثرة والتراجيديا اآلراء حول طبيعة الكوميديا

امللهاة حماكاة لفعل يطهر من االنفعاالت، ويؤكد على " اعتبارا من كونبالنهج األرسطي، ملأساة فتهتم باألفعال اليت مضت، رغم أا تقدمها كما أما ا...اجلوانب اإلجيابية يف احلياة

التهكم بفامللهاة هلا هي األخرى دور يف عملية التطهري، وذلك .3..."لو أا حتدث اآلن .يف اتمع، حىت يتم معاجلتهامن الظواهر السليبة

تأيت بداية عصر النهضة مع الكالسيكيني اجلدد الذين حاولوا االستفادة من ، فعادوا إىل مر ا املسرح يف القرون الوسطى و وهوراس، بعد مرحلة ظالميةأرسط

.26مارقن كارلسون، نظريات المسرح، عرض نقدي وتاريخي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر، م س، ص -1 .31 صم ن، -2 .39، ص نم -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

54

، ويؤكد "باإلمتاع واإلفادة" مصطلح احملاكاة، حيث حددوا أهدافها مثل ما فعل هوراس ما هو :" أن اهلدف من احملاكاة هو اإلمتاع واإلفادة فيقول م1568 -1516 روبريتو

قول إن املوهبة حتققه، سوى اإلمتاع من خالل التمثيل اهلدف اآلخر إذن الذي ميكن أن ن . 1"، وكل عاطفة وكل شيء، حيا كان أو غري حيوالوصف، وحماكاة كل فعل إنساين

حافظت ةدياجلد الكالسيكية فإن) Quat arsis(بالعودة إىل مصطلح التطهري ،مع والشهوةن لتطهري الروح من الطفقة واخلوف من منطلق أما وسيلتاعاطفة الشعلى تدعو إىل الطريق فامللهاة أما اإلقناع واملنطقية، توافراملأساة هدفها التعليم، شريطة ألن

مبعىن أن كل .2من خالل عرض درامي مصحوب بالضحك والدعابات الساخرةالقومي التطهري من السلبيات عن طريق سواءلهاة هلما دور إجيايب يف تعليم العامة من املأساة وامل

. ريقة جدية أو ساخرة ملهاويةبط

أضافوه إىل احلبكة أصحاا على عنصر ثالث اعتماداجلديدة، ب الكالسيكية متيزتيقتربان املأساة وامللهاة باعتبارمها نوعني دراميني نفهم يرون أ وحدة املكان، واملتمثل يف

، كأسبوع ة طويلةزمنيتقبل أشياء حتدث يف مدة ي الاملتلقي جيعالنمن واقع حياة الناس، وبالنسبة للمكان هلذا وجب على املؤلف مراعاة هذا العنصر كذلك يف عمله، ،أو سنة

فاجلمهور يعرف أنه ذهب إىل مكان واحد، لذلك جيب أن ال ننتظر منه تصور أن مكان "ال جيب أن يتغري على ألن هذا األخري، 3"املسرحية قد انتقل من روما إىل أثينا أو العكس

متثل مكانا ، ألن خشبة املسرحاملكان نفسهيف ميثلط املسرحية، وال بد للفعل أن طول خ .تعدد األمكنة استيعاب هواحدا، واملتلقي ال ميكن

.53 ، ص مارقن كارلسون، نظريات المسرح، عرض نقدي وتاريخي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر، م س -1 .54ص ، م ن ينظر -2 .97ص ،1،1987طعبد اهللا للنشر والتوزيع، تونس، مؤسسات عبد الكريم بنفن الدراما، مدخل إلى كتابةعادل النادي،-3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

55

أصحاب الكالسيكية اجلديدة متشددين يف وحدات الفعل كانيف هذا اإلطار دة إذ مل يتحدث أرسطو عن وحدة املكان بل حتدث عن وح ؛أكثر من أرسطو نفسه

التراجيديا حتاول جاهدة أن تكون حتت دورة مشسية واحدة، وأن :" وقال يف شأاالزمن ، من خالل هذا القول نكتشف أن أرسطو حىت مع وحدة 1"ال تتجاوز ذلك إال قليال

كانوا يتساحمون قدميا يف :" موضع آخر ويواصل يفالزمن مل يكن صارما إىل حد كبري بينما جند الكالسيكيون اجلدد يصرون . 2"ون به يف املالحمالتراجيديات مبثل ما يتساحم

وجوب تساوي الوقت الذي " يؤكدون على على احترام الوحدات الثالث حيث تستغرقه املسرحية مع الوقت الذي يقضيه املتلقي يف املسرح، ويف أسوء احلاالت جيب أن

ند الكالسيكية من عفوحدة الز .3"ال يتعدى زمن أحداث املسرحية أربع وعشرين ساعةواملكان أكثر من بل وركزت على وحدة الزمن أرسطو، اجتاهاجلديدة راحت يف نفس

.تركيزه هو نفسه

بوصفها أهم الفعلة الكالسيكية اجلديدة على أن وحد منظروالقد أمجع وحدة الفعل تبدأ من تفجر على أن ، يوافقون أرسطو بذلكوهم الوحدات الثالث،

حدد أرسطو كمابابه ودوافعه، سنهائي يف ترتيب منطقي له أالل احلة إىل غايالصراع ومن القصص ما يكون بسيطا، ومنها ما يكون مركبا، فإن األفعال " وحدة الفعل

وأعين بالفعل البسيط؛ ذلك الذي يكون حدوثه متصال وواحدا ...والقصص حمكيان هلاركب هو ما يكون فيه التغيري بانقالب دون انقالب أو تعرف، أما الفعل امل ويقع فيه التغيري

وهلذا تعد وحدة الفعل من أهم .4"أو بتعرف أو بكالمها معا وهو أهم أجزاء الدراما .الوحدات يف العملية املسرحية عند الكالسيكيني القدماء منهم أو اجلدد

.58، ص م سأرسطو، فن الشعر، ترجمة، شكري عياد، -1 .48، ص م ن -2 .95، ص 1971ة، رشاد رشدي، نظرية الدراما يمن أرسطو إلى اآلن، مكتبة األنجلو مصرية، القاهر -3 .70أرسطو، فن الشعر تر، شكري عياد، م س، ص -4

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

56

.جتربة املسرح اجلزائري يف االجتاه الكالسيكي -2

ائرية يف الكتابة املسرحية نروح أوال إىل عن خصوصية التجربة اجلز للحديثبداية ببعض األشكال القدمية مثل ،اإلشارة إىل ظروف نشأة هذا النوع األديب والفين

، إال أن 1القراقوز أو العني السوداء باللغة التركية اليت ظهرت أثناء احلكم العثماين باجلزائراه من تنوير لعقول كان حيمله بني ثنايهذا النوع من التعبري منعته السلطات الفرنسية ملا

رتبط ظهور املسرح اجلزائري بزيارات بعض الفرق العربية إىل اجلزائر، مشاهديه، كما ا .1921فرقة جورج أبيض اليت زارت اجلزائر سنة املتمثلة يف

عبد احلميد "مع ظهور احلركة اإلصالحية بزعامة الشيخ االجتاه الكالسيكي بدأ ذي أراد من خالل مجعية العلماء املسلمني أن يوقظ روح النضال يف ، ال"*بن باديس

أوساط اتمع، من خالل التذكري بأصالة الشخصية اجلزائرية، ونضاهلا الدائم عرب مراحل من املنهج على حنو يقترب كثريا املكتوبة التاريخ، فكانت املسرحيات الدينية والتارخيية،

هي يف اتمع اجلزائري و كر بالشخصيات العظيمةاليت تذاألرسطي، يف املعاجلة الفنية، خاصية من خصائص االجتاه الكالسيكي يف التراجيديا، إذ كتب أمحد توفيق املدين

كما كتب مسرحيات أخرى " أنتيقون"و اقتبس أمحد سفطي مسرحية " حنبعل"مسرحية

، 1998، منشورات التبيين الجاحظية، 1989/ 1926ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، -1

.12ص رآن، بقسنطينة، ويعد كتابه في تفسير الق 1889عالم فكر وأدب وإمام جزائري، ولد سنة : عبد الحميد بن باديس *

النهج الذي يسير عليه أبنا المغرب العربي، له عدة كتب دينية وأدبية وفكرية، أسس جمعية العلماء المسلمين سنة وقد كانت هذه الجمعية تهتم كثيرا بالجانب الديني والتاريخي لألمة الجزائري، وقد أصدر عبد الحميد بن 1931

وله في ضل ما يالقيه من هدم للقيم من طرف المستعمر، باديس عدة مجالت وجرائد توعي الشعب الجزائري بأصرفقة زمالئه في الجهاد، كان يحث األدباء الذين ينضوون تحت جمعيته بكتابة المسرحيات والقصص التي تبين تاريخ

والذي أصبح الجزائريون فيما بعد 1940أفريل، 16وحضارة األمة العربية وجذور الشعب الجزائري، توفي في . هذه الذكرى تحت اسم يوم العلم يحيون

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

57

لتذكري بعمالقة ، هذه املسرحيات كانت توظف التاريخ ل1"بربروس"و" الكاهنة"مثل .الشخصيات اجلزائرية عرب التاريخ وإحياء روح النضال الشعيب يف اجلزائر

كالسيكية باللغة الفصحى لكوا لغة راقية السيمات الكتبت املسرحيات ذات ، جند الكاتب عبد الرمحن اجلياليل قد كتب ما تقدمباإلضافة إىل و ؛ختاطب العقل

، كما كتب حممد العيد آل "اهلجرة النبوية" و " ولدامل" باللغة الفصحى مثل مسرحيات وهي مسرحيات دينية تعرف وتذكر اجلزائريني بدينهم احلنيف " بالل" خليفة مسرحية

.2عنه االنسالخالذي ال جيب

الرغم من أن املسرحيات مل تلق إقباال واسعا من طرف اجلمهور اجلزائري، على ، ماشى مع املستوى الثقايف الضعيف للمجتمع اجلزائرياليت ال تت، كتبت بلغة راقية كوا

يف الكتابة دافعوا عن وجهة نظرهم، من منطلق دفاعهم عن االجتاهغري أن أصحاب هذا ة الفكر والفن والكتابة، ، باعتبار أن اللغة الفصحى لغاهلوية العربية واإلسالمية للمجتمع

لتزم به بري بالفصحى يف طليعة ما جيب أن يعالت" ألمة وتوحدها،أصالة ابيف طياا احململةاملتباينة يف شىت حتمل من خصائص القوة ما أعاا على استيعاب الثقافات ألااملسرحي،

تردد لغة البقاء واالستقرار يف التعبري عن شؤون احلضارة ريلذلك تعد يف غعصور التاريخ، فإن املسرح االجتاه الكالسيكي، الفصحى لغة راقية يعتمدها ، ومبا أن 3"ومطالب الفن

وج إىل اإليديولوجيات الثقافية، الولمن خالله تستطيع من باباعتمادها اجلزائري حاولتنمي الذوق العام للمتلقي وهي ال تتناىف مع تصوير الواقع بل تنمي اإلبداع واخللق اليت

.18، م س، ص 1989/ 1926ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، -1 .68ص 2،1981طشر والتوزيع،الجزائر،محمد مصايف،فصول في النقد األدبي الجزائري الحديث،الشركة الوطنية للنينظر -2 .76،ص م ن -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

58

اجلدلية بني اللغة ل إىل يومنا هذا حولفإن الصراع يظاألمر، ومهما يكن من . 1املسرحي .وسنرى وجهة نظر أصحاب االجتاه الواقعي يف هذا اخلصوص. الفصحى والعامية

فشخصية ع هذا االجتاه تنبع من التاريخ كانت شخصيات املسرحيات اليت تتبائها مؤلفوها تكوينها رحنبعل، أو بالل، أو الكاهنة، كلها شخصيات تارخيية، حاول من و

اجلزائري حنو أفق أرحب يساعدهم تدعو إىل النهوض بفكر الشعبفيما خيدم فكرم اليتح األمة والذات فكرة األصالة وروانطالقا من أن .على معرفة تارخيهم وحضارم

يف خانة املسرح التارخيي تصنيفهامن خالل هذه املسرحيات اليت ميكن اجلزائرية عوجلت حىت ميشي ه القدمي من أجل معرفة نفسه، راثاليت دعت الشعب اجلزائري إىل العودة إىل تو

يف إطار سليم فيما يستقبل من األيام، وكذلك فكرة الروح اإلسالمية كانت حاضرة يف ، وأهم النماذج عن هذا النوع جند ياإلسالمة فكرة الدين هذا النوع من املسرح، جمسد

ريخ الدين ومها مسرحيتان تبينان حبق تا .2حية اهلجرة النبويةمسرحية بالل ومسر .اإلسالمي يف بداية ظهوره للبشرية

هذه املرحلة التارخيية تدخل يف نطاق احملاوالت أن" ميكن القول من هذا املنطلق، باعتبار 3"والتجريب فيهاجلزائري دف إىل تأصيل املسرح يف األدب األوىل اليت كانتف التراث التارخيي تروح يف نسق توظي ،البحث وأخرىاليت تكلم عنها أن املسرحيات

اجلزائري، وكذا الشخصيات التارخيية اليت ترتبط أحيانا مبكان حمدد وأحيانا أخرى ال عدم حتديد أنمبعىن . 4نزعة إنسانية شاملةأرادوا أن يضفوا عليها أصحاا كونبه، ترتبط

.75مسرحي، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، د ت، ص محمد غنيمي هالل، في النقد ال -1محمد بويجرة بشير، جامعة . ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، أطروحة دكتوراه، إشراف، د. دينظر -2

.96، ص 2006/2007وهران، .98م ن، ص -3 .186ر، م س، ص ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائ. دينظر، -4

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

59

عة املكان الذي جتري فيه األحداث بصورة دقيقة، جيعل منها صاحلة لكي حتدث يف أي بق .من العامل

اعتمد الكتاب الذين اتبعوا االجتاه الكالسيكي توجهات فردية، مبعىن أن كل كاتب اختذ لنفسه منطلقا معينا، فمنهم من اختذ التاريخ اإلسالمي مصدرا له، مثل

د من خالل مسرحياته الدينية أن الذي أراحملمد العيد آل خليفة، )بن رباح بالل(مسرحية من الكتاب من غاص يف التاريخ القدمي، لدينية للمجتمع اجلزائري، وجند يبني اخللفيات ا

، وهذا راجع لفكر وتوجه )يوغرطة(كما هو احلال مع عبد الرمحن ماضوي يف مسرحيته .1الذي كان يرتع إىل اجلذور الرببرية للمجتمعكاتب ال

وجه املثال لصراع يف هذه املسرحيات جندها تتخذ مثال عدة أوجه منها على ا أماال احلصر ذلك الصراع بني الرببر والفاحتني املسلمني كما يتجلى ذلك من خالل مسرحية

فهو يبني تاريخ الصراع الرببري اإلسالمي من خالل هذه .لعبد اهللا الناقلي) الكاهنة(املسرحية، ولكن يرى البحث يف هذا اإلطار أن هذا النوع من التجسيد للشخصيات

لق نوعا من التمييز بني أبناء األمة الواحدة، وخاصة يف مرحلة كانت اجلزائر التارخيية قد خي .حباجة ماسة إىل كل أبنائها الرببر منهم والعرب

إىل املسرح اهلاوي بعد االستقالل من خالل الفرق كذلك جتدر اإلشارة ويف هذا االجتاه، حيث اعتمد بناء بعض تصباملسرحية اليت كانت تقدم عروضا

ملسرحيات هلذه الفرق على احلركة الدرامية الكالسيكية من دون الولوج يف السرد اتعتمد على التركيز يف الفعل دون اإلطالة إذ، اإلجتاه هذا واإلشارات اليت خترج عن نطاق

واقف فاملسرحية التقليدية تتولد فيها موجات من امل" كالسيكية، مةسي وهييف احلوار

.ومابعدها 189ص ، ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س. دينظر ، -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

60

وقد .1"على حنو منطقي، حبيث يفضى كل حدث إىل ما بعده بالضرورةالصغرية واملتعاقبة هدين وما الفصل بني املشااعتمد على كما حاول املسرح اجلزائري أن ينتهج هذا النهج،

كلية االندماجحىت يستطيع املتلقي أن .*من خالل اجلدار الرابعيقع على خشبة املسرح .مع ما حيدث على اخلشبة أمامه

فنجد " اصة الفرق احلديثة النشأة خب، واملظاهر التقليدية مسرح اهلواةهذه وجدت على النسق الكالسيكي، وهي ) أحنا شكون(قد أنتجت مسرحية **مثال فرقة اإلنصاف

للجمعية الثقافية ) الطوفان(تعاجل قضية األطفال غري الشرعيني، وكذلك مسرحية مسرحية يف اجلزائر بطريقة الواقعةرصد التغريات ؤلفاملحاول من خالهلا ،***للفنون الدرامية

أي أن طريقة اإلخراج قد .2"ةتقليدية تعتمد على األسس الكالسيكية يف الكتابة املسرحي، كما مت بناء اعتمدت على األسس الكالسيكية، من توحيد للفعل والزمان واملكان

شخصيات عن طريق شخصيات املسرحية وفق منطقية كالسيكية تبدأ أوال بالتعريف بال .ومن خالل الصراع الدائر منذ البداية بني شخصيات املسرحية احلوارات

.250، ص .1978عبد القادر القط، من فنون األدب، المسرحية، دار النهضة، بيروت، -1سرح إنما يحدث اآلن وفعال، هو جدار وهمي يصنعه المخرج إليهام المتفرج أن ما يحدث يعلى خشبة الم: الجدار الرابع *

د إلى وهي تقنية تقليدية اعتمدها العديد من المخرجين المعاصرين، وعلى رأسهم ستانسالفسكي في إعداده للممثل، ع، ترجمة محمد زكي العشماوي، محمود مرسي أحمد، راجعه ديني خشبة، دار النهضة، مصر، ستانسالفسكي، إعداد الممثل

.بعدهاوما 31للطباعة والنشر ص بمدينة األغواط وقد كانت لها عديد المشاركات في 1991فرقة مسرحية هاوية تأسست سنة : فرقة اإلنصاف **

.196المهرجانات الوطنية، عد إلى حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة، م س، ص رحي في الجزائر، لها العديد بمن األعمال منها الجمعية الثقافية للفنون الدرامية، جمعية ثقافية تهتم بالنشاط المس***

.197مسرحية الطوفان، ومسرحية التوبة، عد إلى حفناوي بعلي، م ن، ص .196حفناوي بعلي، أربعون عاما يعلى خشبة مسرح الهواة، م س، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

61

لفرقة املسرح البلدي باملعذر لباتنة اليت أنتجت " البخيل"مسرحية وتعد كذلكواملقتبسة عن موليري تعد من النماذج الظاهرة يف االعتماد على االجتاه 1972عام

من مخس مشاهد، وتتكون املسرحية " ، بة أو إخراجاالكالسيكي التقليدي سواء كتاشخصية السكرتري من أجل أن يدخل إىل مرتل البخيل عاشور، وراء فيها ناصر يتنكر

ة املسرحية يف إطار إىل ايبصورة متسلسلة األحداث حيث تتصاعديكون قريبا من ابنته، لتلقي نفسه جمربا على الولوج يجد املف، 1"كونه ضيع صندوقه اململوء باملالصراخ البخيل

من مواقف نها يف أعماق الشخصية اسدة أمامه حىت يتسىن له مراقبتها وكشف ما يف باط .نفسه كوميدية ومأساوية يف الوقت

اليت جرت ،)صرخة فنان(أنتجت مسرحية *جند فرقة فرسان الركحكما ث من بدايتها إىل ايتها األحدا منطقةيف بيئة بسيطة وفق أسس تقليدية حتاول أحداثها

فاملسرحية حتكي قصة فنان عرضت عليه ملا كان يف أوج عطائه العديد من اجلوائز "واألموال، ولكن ملا تغري الزمن نسي، وأصبح يعاين الوحدة والنسيان، إىل أن وافته املنية

من وما يعانوه الفنانني يف اجلزائروقد عاجلت املسرحية أزمة .2"على قرب يف مقربة للفنانني ميش على املستوى الرمسي، ليجد البطل نفسه يف آخر عمره مصاحبا حلفار القبور

وقد كانت املسرحية جتسد .الفنان يف اجلزائر إليه حالوصل جيسد ما وهذا مغزى عميق االجتاه الكالسيكي يف كيفية بناء األحداث، اليت يراها املتلقي متسلسلة منطقيا ووفق بناء

.امي مدروسدر

.198، ص حفناوي بعلي، أربعون عاما يعلى خشبة مسرح الهواة، م س -1ندر األسك"جت العديد يمن المسرحيات منها، ،أنت1991قة مسرحية من والية أدرار، تأسست سنة فر: فرقة فرسان الركح *

التي نالت بها أحسن عرض متكامل باأليام الوطنية ، على التراث، ومسرحية صرخة فنان األكبر، عودة أوديب، العزف التعرف عن هذه الفرقة عن قرب بوالية تلمسان، وقد كان للباحث شرف 2008للمسرح الجامعي الذي أقيم سنة

.في دور حفار القبور) صرخة فنان( والمشاركة معها في مسرحيتها .مسرحية، صرخة فنان، إنتاج جماعي، فرقة فرسان الركح لوالية أدرار، مخطوط -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

62

، فإن املسرح اجلزائري كان وال يزال وليد املرحلة الظرفية اليت ولإلشارة ههناينتجها الواقع السياسي واالجتماعي، وهو بذلك يظل حبيس أفكار إيديولوجية، بعيد عن العملية الفنية اليت تسري بعفويتها حنو التغيري والتطوير، لذلك يالحظ على كتاب املسرح

من خالل مبا كتبوه عيوب التأليف املسرحي، ومدى شساعة اهلوة بني املذاهب اجلزائري ، وما هو منجز يف مؤلفام املسرحية، حيث قدموا لنا أعماال املسرحية املعروفة عامليا

.يصعب على الناقد تصنيفها يف االجتاهات املسرحية املعروفة

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

63

.املسرح اجلزائرية جتربيف الرومانسي االجتاه :لثاملبحث الثا

:االجتاه الرومانسي خصائص .1

لكالسيكية املمجدة للعقل تعترب املدرسة الرومانسية الثورة األوىل على مبادئ ا، ويوربيدس واملواقف العامة، مثلما هو احلال بالنسبة لدراما صوفوكليس واملنطق

راما الرومانسية وإسخيلوس، وحىت سنيكا يف العصر الروماين، والكالسيكيون اجلدد؛ فالدستمجد الذات وتنحو بالعاطفة إىل أرقى مستوياا، إذ الشخصية الرومانسية ال تركز على

أكرب من األهدافبل متتلك املشاعر الذاتية أمهية املعىن األخالقي الذي جيب عليها حتريه، صر اهلوى غالبا ما يؤلف مادة الشعر الرومانسي املعاو" خالقية يف املسرح الرومانسي، األ

مبعىن أن الرومانسية سواء يف الدراما أو يف .1"الشخصي الذي يليب عند إشباعه هدفا ذاتياولكن هذا ال يعين الشعر تنحو دائما إىل متجيد الذات، ورفعها إىل مصاف التقديس،

إمهاهلا كلية لألخالق، إمنا تدعو إىل األخالق الفردية العالية ليت تنعكس حتما فيما بعد .اتمع على

جتسد األ، من الدراما اإلغريقيةيف الدراما الرومانسية أقل شأنا تعد الشخصية تعيش أوضاع فهي ، أما الشخصية الرومانسية تعرب عن ذاا،الرفيعة األخالق االجتماعية

كما تلعب طباع الشخصية يف الدراما الرومانسية . اجتماعية معقدة، مليئة باملفاجآتخصوصية الطبع "أن) Hegel هيجل (حنو النهاية، إذ يرى ايف أحداث سريهعامال مهما

وميكن اعتبار أبطاهلا جمرد جتسيد بسيط ... تلعب الدور الرئيس يف التراجيديا الرومانسيةفالرومانسية .2"لرغبات حمددة كاحلب، الشرف، اد، حب السلطة، الطغيان وغريها

ت وزارة أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما من هيجل إلى ماركس، ترجمة ضيف اهللا مراد، منشورا -1

.132، ص 2000الثقافة، المعهد العالي للفنون المسرحية، دمشق سوريا، .137هيجل، نقال عن أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، م ن، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

64

الفرد من خالل العالئق االجتماعية الغري ثابتة، اليت جتسد التناقضات اليت حتدث يف داخل لمس منها بعض اهلدوء تتتغري وتتبدل باستمرار فيجد اإلنسان نفسه فارا إىل الطبيعة ي

.والسكينة

تتناول الدراما الرومانسية يف موضوعاا احلب املثايل املتوهج باخليال والوهم، من أهم ) Chililerشيللر ( ويعد . ق والغموضإلثارة التشوي املبالغة يف إبراز العواطفو

اجب انتصار أن من الو"مؤسسي املدرسة الرومانسية اليت يدعو إىل احلرية اجلاحمة، إذ يرى بالرغم من مصرع اإلنسان جسديا بقوة الضرورة، لكنه بفضل احلرية على الضرورة،

ن اإلنسان جيب أن أل .، فالرومانسية نضال ضد القدر وضروراته1"حريته ينتصر داخلياالعربة ليست املوت، إذ يتحرر من قيود هذا األخري، حىت ولو كانت اية هذا النضال

.بالنهاية احلتمية واملأساوية، بل باجلنوح إىل التحرر الدائم من قيود الظلم والعبودية

البطل مما حوله، وذلك الرومانسية يف جترد وجهة نظرتكمن احلرية حسب ما إن يتبني البطل كل شيء ) :" Chelingeشيلينغ (شؤون احلياة، إذ يقول بانصرافه عن

إىل قمة عي مصريه، وما إن يتخلص من مجيع شكوكه، حىت ينتقل وهو يف ذروة معاناتهوييتم ،، وهكذا ينتصر البطل على القوة املطلقة، ويتحول إىل قوة نسبيةالتحرر واهلدوء التام

.2"باإلرادة اليت تتحول إىل رمز لبنية الروح السامية -صريامل –التغلب على هذه القوة فالتحرر من القيود احلتمية يكون بالنضال الدائم وعن وعي ومعرفة بالصعاب اليت تواجه

حينما يتخلص اإلنسان من اخلوف الذي ميأل قلبه، فإنه ال حمالة سينتصر على ، واإلنسانالطامح إىل كل ما يده وفكره، ويصبح منوذجا لإلنسان املتحرر تكبلالقوة احلتمية اليت

.يدعو إىل احلرية واالنعتاق

. 12، أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما من هيجل إلى ماركس، م س، ص نقال عن شيللر-1 .15م ن، ص عن نقال شيلينغ -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

65

، بل يف كون حتمية انتصار القدر أصل املأساة ليس يف طلب احلرية إن منطلقإذ الرغم من اختالف شيلينغ مع شيللر يف هذه النظرة إىل احلرية، على اإلرادة، وعلى

بينما ينفيها الثاين، إال أن شيلينغ يرى أن أرسطو قد ب املأساةوافق األول أرسطو يف سبيويعطي مثاال على ذلك من خالل مسرحية أوديب، فهو "بالغ كثريا يف فهمه للتراجيديا،

يرى من غري املنطق اعتبار أوديب مذنبا، ألن ما وصل إليه كان حتت تأثري ظروف مل يكن .1"هو صانعها

عند الرومانسيني بعاطفة جاحمة كاحلب مثال، وهو يف تشتغل أحداث التراجيديا حالة صراع دائم مع األقدار أو اتمع، لينتهي اية كارثية وخري مثال على هذه املأساة

أما امللهاة فهي لون من ألوان املسرح ). روميو وجوليات لشكسبري(الرومانسية مسرحية رحيات، باملناظر الريفية اخلالبةمن املس عرف يف املرحلة اإلليزابيثية، ويتميز هذا النوع

، وعادة ما تكون ويتمتع أبطاهلا باملرونة واجلاذبية وفيها يكون احلب العاطفي هو املنتصرالكوميديا هي عكس التراجيديا -مبعىن آخر -) مسرحية تاجر البندقية(مثل النهاية سعيدة

يف التراجيديا، أما يف حيث تتبدى الضرورة كموضوع واحلرية كذات وهذا كامن " مبعىن أن .2"الكوميديا فإن شكل التناسب بني الضرورة واحلرية يكون مقلوبا أو معكوسا

تكون نسبية خاضعة للضرورة بصورة أو بأخرى، ما جير احلرية يف املسرحيات التراجيديةرية إىل القول أن املسرحية الرومانسية تنحو دائما إىل التحرر كفعل نضايل تتضمنه احل

.ن يف نضاله ضد الضرورات احلياتيةوهذا التحرر هو الذي يعطي قيمة لإلنسا

ملدرسة الرومانسية، ودافعت عنها يعد احلب من أكثر املواضيع اليت تناولتها ادافع فولتري عن هذا إذكون هذا املوضوع له جانب كبري من االتصال مع العاطفة اجلاحمة،

.14، ص سأنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما من هيجل إلى ماركس، م -1 . 19، ص م نشيللر، نقال عن أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

66

حية للمشاعر أكان مأساة أم ملهاة، ليس إال صورة إن املسرح سواء": عندما قاليف املأساة طاملا كان أساسيا بالنسبة للحدث اإلنسانية، هلذا ميكن للحب أن يتواجد

الرئيسي، وطاملا أنه عاطفة جادة حقيقية تتواءم مع متطلبات املأساة كنوع أديب، تؤدي إىل . 1"فضيلة إلثبات أن الغلبة يف النهاية هلااملعاناة واجلرائم لتبيان خطورا أو تؤدي إىل ال

يبدو من خالل هذا القول أن فولتري من أكرب اددين الذين ثاروا على املدرسة الكالسيكية يف فرنسا من خالل امتداحه للحب، وكذا احلرية إذ ندد صراحة ببعض

احلرية اليت ) Protesبروتس (افتراضات املسرح الفرنسي، وهو ميتدح يف مقدمة مسرحيته الشاعر اإلجنليزي يقول ما يريد أن يقوله، أما الشاعر أن"باعتبار . ينعم ا الشعر يف إجنلترا

ىلإ يثينويف فرنسا، الكتابات الفنيةففولتري ينتقد .2"الفرنسي فيقول ما ميكن أن يقولهالكتابات جتعله يتحرر من قيود التجربة اإلجنليزية اليت تعطي الكاتب نوع من احلرية

ورمبا حىت السياسية يف ذلك الوقت ،الكالسيكية الغارقة يف احلتميات والضرورات الفنية .احلرج من تاريخ فرنسا

بالعودة إىل بدايات النظرية الرومانسية، يعد شكسبري ممن يصنفون يف دائرة هذه األرسطية ، فقد مزج يف مسرحياته العديد من املبادئاملدرسة حىت وإن ظهر قبل ظهورها

مع األسس اليت تكلم عنها الرومانسيون بعده، ويظهر ذلك جليا من خالل مسرحية الرغم من أا مسرحية تراجيدية إال أن املتلقي تتجلى له بعض املواقف على ، ف)عطيل(

فيما الكوميدية كمشهد املهرج مثال، وهي خاصية رومانسية، عملت املدرسة الرومانسية كما ختتلف احلتمية يف أعمال .3يف العمل الواحد املوقف التراجيديةها مع مزجبعد على

.225محمد غنيمي هالل، النقد األدبي الحديث، م س، ص -1 . 252إلى ماركس، م س، ص فولتير، نقال عن أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما من هيجل -2 . 113، ص .1978ينظر عز الدين اسماعيل، قضايا المسرح، في األدب العالمي المعاصر، دار النهضة، بيروت، -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

67

جند العقاب مثال يف النموذج اإلغريقي إذ ،شكسبري عن احلتمية يف األعمال الكالسيكيةيكون بفعل قوى علوية، لكن مع شكسبري يكون العقاب من ذوات أخرى تعمل هي

مل طابعا مرتويا على نفسه بل يتضمن ال حيفالفعل عند شكسبري أما ، 1كذلك حبرية تامة .وهي اخلاصية اليت تتماشى مع مبادئ الفن الرومانسي، 2كل ما له عالقة باحلدث الرئيس

يعرب شكسبري من خالل مسرحياته على خمتلف الطبقات االجتماعية من خالل جتاوز يف كثري من األحيان، وشخصيات عاديةإدخاله للشخصيات الرئيسية بوصفها

ملسرح الكالسيكي القدمي مع مبادئ ا وذلك ما يتناقضيت الزمن واملكان يف مسرحه، وحدأو اجلديد الذي أضاف وحدة املكان، لكن الذي حتدث عن وحديت الزمن والفعل،

نلمح يف جل مسرحياته تكسريا واضحا لوحدة الزمن حيث شكسبري التزم بوحدة الفعل،كما ختلى عن وحدة .دار أشهر أو سنواتفاألحداث عند شكسبري تقع أحيانا على م

ري يف مدينة جند أحداث املسرحية يف الفصل األول جت" عطيل" مسرحية ففي ،املكانكسر واضح ويعد هذا، السطنبولنا عرب الفصل الثاين إىل املدينة احملاذية البندقية مث ينتقل بديزدمونة، ر إىل مرتلاألمكنة من القصويف مسرحية مهلت، نلحظ تعدد لوحدة املكان،

.إىل املقربة، فنشاهد تعدد األمكنة اليت جتري فيها األحداث

يف أعماق العاطفة البشرية متجاوزة العقل املسرحية الرومانسيةالكتابة تغوصواملنطق، جاعلة من شخصياا مهما كانت مستوياا خاضعة إىل األنسنة حاذفة وحديت

ففولتري جاء بأفكار جديدة تتواءم وطرح .ة الفعل، حمافظة على وحدالزمن واملكانمبسرح الطبقة سمييمنها ما ، الكتابة نالرومانسيني، حيث اعتمد على عدة صور م

فرغم طرافة امللهاة إال أا قد تكون معيبة " بكية ـالكوميديا امل اليت وظف فيهاالوسطى

.24ينظر أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما من هيجل إلى ماركس، م س، ص -1 .26ينظر م ن، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

68

تدين الرذيلة على حنو ح األمحق، وضوخطرية، ما مل تسع إىل تصحيح السلوكات، وتففامللهاة الرومانسية ال جيب أن تكون سوداوية مظلمة .1"تقدير ورضا العامة تكسب فيه

تروح إىل السطحية واالبتذال الذي يعري الفن من خصائصه التعليمية، بل جيب أن تكون .فكرية وتعليمية تريب املتلقي سالةرهلا

اهلدف نفسهأن يكون هلا لرومانسي الكوميديا يف املسرح ا جيب على امللهاة أوالذي ترمي إليه التراجيديا، وفولتري قد حنا حنو سابقه شكسبري يف مزجه للكوميديا

إذ يقول هو نفسه " الطفل العجيب" والتراجيديا ويظهر ذلك من خالل مسرحيته ع املسرحية تغلب فيها الفكاهة، وفيها أيضا مظاهر أخرى جادة متاما، وأخرى جتم:"عنها

فحيوية االنتقال .2"بني هذا وذاك، وفيها أجزاء من احلزن ما يدفع املتفرج إىل حد البكاءمن اجلد إىل اهلزل مث العودة إىل اجلد مرة أخرى، تعطي العمل املسرحي طاقة متجددة يف

وفق نظرة متجد الذات اإلنسانية وجتعلها تعمل وفق .التعبري عن مهوم الناس واتمعات .رريمنظور حت

الذي األمر ،املسرحية الرومانسية يف طياا دعوة إىل األخالق الرفيعةمتتلك الناس األسوياء ومتحق تفرحرغم نزوحها إىل الذاتية، مع وضعها ألسس جيعلها أكثر أمهية

زل باألخالق السيئة إىل ـفترفع األخالق اخلرية إىل مصاف التبجيل، وتن. 3الناس األردياءسيكي يف عدة من الرومانسيني على املنهج الكال ردا قويااآلراء هذه تبقى .ارأغوار االحتق .الدراماجماالت من

.257رح، عرض نقدي وتاريخي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر، م س، ص مارقن كارلسون ، نظريات المس -1 .260ص خي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر،م س،عرض نقدي وتارينظريات المسرح،،مارقن كارلسون عن،فولتير -2 .234ينظر محمد غنيمي هالل، في النقد األدبي، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

69

:جتربة املسرح اجلزائري يف االجتاه الرومانسي .2

تتمحور التجربة اجلزائرية يف هذا االجتاه ولو بصورة غري مباشرة من خالل ترتبط بالطقوس فاالحتفالية" ،يونااألعمال املسرحية االحتفالية اليت كان يقدمها مسرح

ظاهر وهي م. 1"للوجدان والعاطفة اواالغاين واألناشيد من خالل تعرضه االجتماعيةلعاطفة والوجدان، هذا املسرح ل املمجدترتبط بشكل من األشكال باملنهج الرومانسي

، أشكاله ال ختتلف كثريا عن اإلجتاه الرومانسي يف بعض بأسسيف املغرب وجد االحتفايل اليت أنتجت مسرحية *"كفرقة املوجة" وقد اعتمدته بعض الفرق املسرحية يف اجلزائر

وهي مسرحية هلا الكثري من أجواء ألف ليلة وليلة، "لولد عبد الرمحن كاكي، )القراقوز(وعلى اخلصوص حكايات شهرزاد اليت كانت مشبعة بالشعر والوجدان العاطفي من خالل

.2"اء امللحون يف الغرب اجلزائريأشعار كبار شعر

أهل املسرح "فرقة املنتجة من طرف )عودة احلالج(مسرحية كذلك جند س الرومانسية يف املسرح اجلزائريمنوذجا من مناذج اعتماد بعض األس 3" **القسنطيين

وهي مسرحية مقتبسة عن كاتبها صالح عبد الصبور، وختوض املسرحية يف اجلانب

.17، ص 1991فيفري، 07ات، مجلة جسور، عدد عبد الكريم برشيد، االحتفالي، واختيار الذ -1، ولها عدة أعمال مسرحية ومشاركات في 1969فرقة مسرحية تنشط بوالية مستغانم، أسست سنة : فرقة الموجة *

سنة، وغيرها 132عديد المهرجانات الوطنية والدولية، من بين المسرحيات التي أنتجتها، مسرحية، العبد، القراقوز، .1992، شاركت بمسرحية القراقوز في مهرجان المسرح الهاوي بوالية مستغانم سنة من المسرحيات

.229حفناوي بعلي، أربعون عاما، على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س، ص -2في ) عودة الحالج(قدمت مسرحية ،1988سنة ني، فرقة مسرحية بوالية قسنطينة،فرقة أهل المسرح القسنطي**

أسست فيها وشاركت بها في المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، وقد أبانت عن قدرة كبيرة في نفس السنة التيلى خشبة مسرح الهواة في عأربعون عاما،ها تأخذ جائزة أحسن عرض،عد إلى حفناوي بعلي،التمثيل، ما جعل

.240 صالجزائر،م س،

. 234م ن، ص ،حفناوي بعلي، أربعون عاما، على خشبة مسرح الهواة في الجزائر -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

70

وكذا نرباسا يف معاجلة قضية االلتزام ي لشخصية احلالج، جاعلة منهالعاطفي والروح .قضية احلب

:يقول احلالج يف بداية املسرحية

.1..."وتصبح املصلي وأنت الصالة...تعشق تفوز...يقولوا احلب سر النجاة"

كما جتسد املسرحية فكرة هامة من أفكار املسرح الرومانسي وهي فكرة احلرية

:أحد مقاطع املسرحية حيث يقول يف

.."ظلمة حيجب النور..أما الوايل الظامل..نور قبس..الوايل العادل "

2"ونساند املظلومني...نكره الظلم...حنب املنطق "

هلذا ميكن أن ؛متجيد احلرية وكذا األخالق الرفيعة علىمضموا يف املسرحية تعرب مل تعتمد هذا النهج بصورة واعية من النسق الرومانسي، كون الفرقةتصنف ولو حبذر ض

.رومانسية مظاهرولكن الصور الفنية اليت حيملها النص، له

حتت "جدي قدور"األستاذوجند يف إطار آخر مسرحية لكاتب جزائري آخر وهو من ناحية اللغة اليت كانت ريا يف اإلجتاه الرومانسي، سواء تغوص كث" موالة اللثام"عنوان

.الكفاح من أجل التحرر واالنعتاقالفكرة اليت تعاجل شاعرية، أو من ناحية

تدخل موالة اللثام إىل الكهف الذي كانت تعيش فيه قصة املسرحية عندما تبدأ هلم تسمى قبيلة بين مبارك، من مع أفراد قبيلتها الذين اغتصبت أرضهم قبيلة أخرى جماورة

.234، ص حفناوي بعلي، أربعون عاما، على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س -1 .236م ن، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

71

رضها، وتتواىل األحداث إىل أن أ الستردادهذا الكهف حتاول موالة اللثام جتهيز جيشها يدخل عليها احلراس بقائد جند القبيلة اليت أغتصبت أرضها، ولكنها تفاجئ بأنه هو نفسه

تنهض يف نفسها عاطفة املرأة العاشقة ، فكالفارس الذي أنقذها من املوت يف أحد املعاروقد عرفت أن اليت كانت تنتظر حلظة لقائها مع عاشقها ومنقذها، ولكن ما عساها تفعل

، إال أن العاشق يضحي بنفسه من أجلها ومن أغتصبت أرضهاعشيقها من القبيلة اليت اخلائن الذي كان عن أجل حبه هلا ويتنازل عن كل شيء لصاحلها، كما يكشف هلا

.إىل القبيلة املعادية، ويف األخري خيلصها من مكر اخلائن وميوت يف سبيلهايسرب أخبارها

كتشف عاطفة احلب اليت ميجدها الرومانسيون يف سرحية نعرب حوارات امل .أعماهلم

اليامنة أنا حنبك ومغروم بيك: " الشاعر

.على جالك جلبال والصحراء تقطعاليامنة

1"اليامنة راين مفتون بسحر عينيك

حوار احلرية والتحرر من كل انعتاق من أجل احلب فتظهر من خاللأما فكرة .الشاعر مع موالة اللثام

ضنا بالقوةرواش أندير وأنتوما اللي قتلتوا بابا وخرجتونا من أ: موالة اللثام

هيا ننساوا اللي فات ونبدو حياة جديدة: الشاعر

.كيفاه باغيىن ننسى وبابا شيخ القبيلة قتلتوه قدام عينيا: موالة

.دور، مسرحية موالة اللثام، مخطوطجدي ق -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

72

.1"نوعدك بلي ناخذلك ثارك مللي قتلوه: الشاعر

هم من أبناء نالحظ هنا أن الشاعر ورغم أن الذين قتلوا والد موالة اللثامفهلا حريتها، ألنه أوال قد علم ويرد نفسه أن يأخذ هلا بثأرها جلدته، إال أنه آل على

.احلقيقة، وثانيا ألن عشقه هلا فاق كل تصور

عام ة قسم الفنون الدرامية يفهذه املسرحية اليت كتبت ومثلت من طرف طلبمبسرح سيدي بلعباس، واملسرح اجلهوي بوهران، تظهر فيها بوادر املدرسة . 2010

الرومانسية سواء من حيث احلوارات أو من حيث اخلصائص الفنية األخرى، كتعدد خاصية يتمتع ا املسرح الرومانسي يوه 2..."الصحراء، الكهف، السجن" ،األمكنة

النهار، الليل، توايل " ، الزمنء بالنسبة لوحدة ونفس الشي. الذي ثار على وحدة املكان .3إذ يظهر هذا من خالل حوارات املسرحية..." األيام

الشيء املالحظ من خالل هذه النماذج، هو أن املسرح اجلزائري مل يعتمد هذا اإلجتاه بصورة واعية، تعتمد على أسس ومقومات رومانسية واضحة، وإمنا يأيت هذا التأثر

.مباشرة من خالل بعض الظواهر املرصودة اليت تندرج حتت نسق هذا االجتاهبصورة غري

.، م سجدي قدور، مسرحية موالة اللثام، مخطوط -1 . م نأنظر -2 .أنظر، م ن -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

73

.املسرح اجلزائريجتربة يف االجتاه الواقعي : املبحث الرابع

:االجتاه الواقعي خصائص .1

اولة لتصوير األشياء بشكل موضوعيتعرف الواقعية يف الفن واألدب، بأا حمي حتاول التطابق مع النموذج احليايت احلقيقي إىل أبعد وبصورة قريبة ملا هي يف الواقع، فه

أخذ طريقه إىل علم اجلمال يف بدأ يالواقعية مصطلح ينتمي إىل جمال الفلسفة مث و. احلدودعلى طابع العمل معىن خمتلف انصب أصبح لهحيث ،اجلزء األول من القرن التاسع عشر

دة متثيل الواقع وتصوير الفن هادفا إىل إعاظهر هذا االجتاه يف األدب و الفين ومكوناته، إذتلك تتسم لذلك .1، نفسية أو اجتماعية أو أخالقية وذلك بشكل موضوعيحقيقة ما

.األعمال األدبية أو الفنية بالواقعية

ة علي يد الربجوازياجلمايل الذي كرسته التوجه إىل تعود الواقعية يف أصلها وقد 2"الذي يقوم على اإليهام بالواقع )D.Diderot )1713- 1784ديدرو "الفيلسوف

.كان املذهب الواقعي رد فعل على مذهب الرومانسية يف تصوير اإلنسان

، وإمنا من مالحظة الواقع بشكل ال يأيت من اخليالالذي الفن ويقصد بالواقعية،يني دقيق، إذ تكرس هذا املصطلح يف النقد األديب مع عديد املفكرين والفالسفة والروائ

هذا ) E.zola، إميل زوال Standhal، ستاندال Balzacبلزاك ( منهم خاصة، الفرنسيني .3األخري دفع بالواقعية باجتاه الطبيعة

.312م س، ص خي من اإلغريق إلى الوقت الحاضر،عرض نقدي وتارينظريات المسرح، ،ينظر مارقن كارلسون -1ناشرون مكتبة لبنانيم ومصطلحات المسرح وفنون العرض،مفاهينظر ماري إلياس،حنان قصاب،المعجم المسرحي،-2 412، ص 1997، 1ط 417ينظر م ن، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

74

، G. Eliotإجنلترا جتلت الواقعة مع الرتعة الفيكتورية وأعمال جون إليوت يفأما

.1عيف إيطاليا شكلت الواقعية نزعة ميكن تسميتها برتعة متثيل الواقو

-H. Ibsen ، )1838هنريك إبسن الواقعية يف املسرح على يد الكتابة ظهرت

أما ، G.B.Shawجورج بريناردشو واأليرلندي الذي يعد رائد الواقعية يف املسرح )1906ا ملستها اخلاصة يف هذا اإلجتاه يف روسيا ظهر إىل عامل املسرح الواقعي عدة أمساء كان هل

تب املسرحي أنطوان ا، والكTolstoiتولستوي ثال ال احلصرمنهم على سبيل املنذكر M. Gorkiمكسيم غوركي الكاتبو .A. Tchekhovتشيخوف

2.

العرضو اكتسبت الواقعية يف املسرح مسات خاصة وواضحة على صعيد الكتابةإذ كانت املسرحيات الواقعية استمرارا للمسرح التقليدي على صعيد البنية الفنية، لكنها

الشخصيات أو اللغة املسرحية من خاللجهة أخرى اقتربت كثريا من الواقع سواء من برازها لتفاصيل احلياة اليوميةإ عن طريقحيث أصبحت تالمس احلياة اليومية للناس،

إىل البحث متوجهةمفسرة دوافع وأفعال الشخصيات وفق أسباب اجتماعية أو نفسية، على هذا هو ، وما ساعد ك املوضوعات املطروحةعن طريقها تل عن صيغ حداثية تعاجل

. 3ظهور فن اإلخراج

تؤدى ،وبناء اعمرانل التيارات اليت سبقتها باملسرح ارتبطت الواقعية مثلها مث العروض، ومبا أن الواقعية يف الفن قد انزاحت إىل املوضوعية فقد حاولت أن تنتج فيها

وقد . يف ظل إطار فين له مجاليته اخلاصة به نظرة تقنية ال تذهب كثريا إىل اخليال ولكن

.433ص سرح وفنون العرض،م س،يم ومصطلحات المينظر ماري إلياس، حنان قصاب، المعجم المسرحي، مفاه -1 . 437، ص م نينظر، -2 .16سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

75

أو الكتابة اجتاهات متعددة، كلها تنضوي حتت درسة الواقعية سواء يف اإلخراج أفرزت امل .ومن أبرزهالوائها

تشيخوف " منهج واقعي مثله على مستوى الكتابة وهي :الواقعية النفسية تانتني ستانسالفسكي قد انربى كوسعلى مستوى العرض، ف ا، أمومكسيم غوركي

الذي وجد يف مسرحيات كل من تشيخوف وغوركي ما يسمح له بتطبيق منهجه .1"النفسي

إدوارد أليب (وقد مثل هذا التوجه يف الكتابة األمريكي :الواقعية اجلديدةE.Albee ( استخدم فيها حيث" " من خياف فرجينيا وولف" الذي كتب مسرحية

يقوم على املسرحي الذي الشكل ووه. 2"من اللغة العادية احملكية احلوارات العامية القريبةللحياة اليومية، فالصراع فيها يكون منخفض وغري ظاهر متاما املالمسةمحيمية املشاهد،

.الواقعية النفسية عكس

هو مفهوم طرح نظريا يف بيان املؤمتر األول الحتاد الكتاب " :الواقعية االشتراكية ة فعل على أصحاب نظرية الفن للفنردعن يف كنهه املعرب، 3"1934السوفيات عام

.حماوال إثبات أن الفن له أهداف اجتماعية وثقافية وسياسية وليس فنا من أجل الفن فقط

حماولة نقد األوضاع ،الواقعية باجتاهاا املختلفة من احلياة العادية للناس تقتربموضوعية من أجل تقطري أفكار يكون هلا أثرها بصورة ،االجتماعية واحلياتية للمجتمع

.اإلجيايب على املستوى املتوسط والبعيد

.30سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -1 437ماري إلياس، حنان قصاب، المعجم المسرحي، م س، ص -2 . 438م ن، ص -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

76

: جتربة املسرح اجلزائري يف االجتاه الواقعي .2

توجه املسرح اجلزائري منذ ظهوره يف بداية القرن العشرين الستيفاء مواضيعه من لذي كان يعاين اائري آنذاك، رية من اتمع اجلزالواقع، طارحا قضايا حياتية م شرحية كب

ع الغنب عن اتمع رفحماولة لمن نري االستعمار، لذلك جاءت كل املسرحيات األوىل .ال ينسلخ عنها كيوتعليمه عاداته وتقاليده،

اعتمد النشاط املسرحي يف اجلزائر من ناحية النص، منذ البداية على اللهجة يف اإلجتاه الكالسيكي اوالت اليت سبق ذكرهابصورة طاغية، أللهم إال بعض احمل العامية

من خالل مع توظيف التقاليد الشعبية ،أوىلعامية وسيلة تعبري اللهجة ال األمر الذي جيعل .وتغليب الطابع الكوميدي توظيف األقوال املأثورة واحلكم الشعبية املتداولة

ية، من وجهة نظر كما ميكن اإلشارة ههنا إىل خصوصية الكتابة املسرحية اجلزائر ه الفترة ما يسمى باملخرج املؤلفبعيدة عن األسلوب األديب، حيث ظهر يف هذ إخراجية

قد ف ،الذي يكتب نصه املسرحي بطريقة إخراجية مباشرة تسهل عليه مهمة حتريك النصبىن املسرحيون األوائل مسرحيام ألهداف وظيفية؛ أي أا كانت تكتب من أجل

ي، مثل عاللورالرواد األوائل يف املسرح اجلزائ كون، 1اءة والنشرالعرض وليس للقرورشيد قسنطيين، وبشتارزي، مل يكونوا أدباء، وإمنا مسرحيون مارسوا فنهم من خالل

.العرض وعن طريق اهلواية

صالح االجتماعي من خالل امللهاة عكفت الكاتبة املسرحية يف اجلزائر على اإلاعتمد مسرح كل "ملسرح الواقعي، حيث متيز ا اخاصية وهيمفهومة، بلغة كتبت اليت

يف حماكاة الظواهر على امللهاة ارزي، ورشيد قسنطيين، وحمي الدين بشتمن عاللو

.12، م س، ص 1989/ 1926نشأته وتطوره، ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري، -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

77

) النائم املستيقظ(االجتماعية واالقتصادية، وأهم األعمال اليت راحت يف هذا املنحى نذكر ) العجوز والعجوزة( ومسرحية )فاقوا(اليت عاجلت مشكلة الزواج باألجنبيات، ومسرحية

املسرح النوع من التصق هذا و، 1)"ابن عمي من اسطنبول( ومسرحية ) عميل البوليس( وللمواضيع اليت مست أعماق مسي باملسرح الشعيب يف لغته ويف تطرقه اجلمهور، لذلك ب

م اعتبارا من يدافع أصحاب الكتابة بالعامية يف اجلزائر عن موقفهو، 2اتمع اجلزائريفالعامية هي األصلح حسبهم يف املسرح باعتباره فنا ، األميةكون اتمع كان يعاين

من خالل التلقي عن طريق املشاهدة بل، فحسب ليس من خالل القراءة مجاهرييا .أيضا والسماع

يف تلك أنه يدافعون عنها يعترفون وبالفصحى نبعض الكتاب الذين يكتبوجند إن اللغة تعد :"فأمحد توفيق املدين يقول ،صلح يف املسرحاألاللغة العامية هي كانتالفترة

ا تساير اتمع ومتكنه من نقل خرباته وفنونهإحدى الظواهر االجتماعية للتواصل أل الذي طال ،باعتبار اتمع اجلزائري ونظرا لظروف سياسية متمثلة يف االستعمار الفرنسيو

يف هذا اتمع وأبعده على الفصحى حىت أصبح يعتربها يف مرحلة من نشر األميةأمده، قد أن املسرح ال يستطيع ن خناطب الناس بشيء ال يفهمونه، واملراحل غريبة عنه، فال ميكننا أ

بني طبقات العمال بصفة حبتة، لقلة من يفهم تلك اللغة يكون من أول وهلة عربيا فصيحا .3"ا فرنسياالفقرية، وطبقات املتعلمني تعلم

فرض على املسرحيني إتباع األسلوب واقع املمارسة املسرحية يف تلك الفترة ف العامي من أجل إيصال رسائله إىل خمتلف طبقات اتمع، ألا تعرب بصدق عن واقع

48/49/50، م س، ص 1989/ 1926ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري، نشأته وتطوره، -1

2 - viore. Mehyedin Bechtarzi. Mémoire I. pris montienal de livre. Alger p 35. . 24ي والحاضر، م س، ص أحمد توفيق المدني، نقال عن بوعالم رمضاني، المسرح بين الماض -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

78

ومستوى الشعب اجلزائري، وهذه السمة توجد يف املسرح الواقعي، إال أن املسرح يف يكن له البديل املناسب وإمنا جلأ هلذا النوع بصورة مضطرة إن اجلزائر يف ذلك الوقت مل

لقد فهمنا بأنه لتطوير املسرح يف اجلزائر، ال بد أن خناطب :" صح التعبري ، إذ يقول عاللو هلذا كن املتلقي من فهم رسالة املسرحهي اجلسر األول الذي ميفاللغة .1"اجلمهور بلغته

.بانه مستوى املتلقني الثقايف والفكريوجب على املبدع أن يأخذ يف حس

قدم املسرح الواقعي يف اجلزائر منذ بدايته أفكارا حتررية تعليمية تنحو إىل كرامة مشاكل الفقر والظلم ا، فعاجلت مسرحيات بشتارزي وعاللو وغريمهاملواطن اجلزائري

رأة والعادات السيئة وانعدام العدالة االجتماعية، إضافة إىل أفكار أخرى تعاجل قضايا املمسرحية دولة " مت تناوهلا على سبيل املثال ال احلصر يف فقد فكرة املرأة أما كشرب اخلمر،

أفكار ميكن تصنيفها يف ي، وه2"فاطمة العقونة" و "آش صار يف ليلى" وكذلك " النسا .إطار املسرح االجتماعي الواقعي

جلزائر جانب كبري من األمهية يف اوقد كان لفكرة الثورة يف املسرح الواقعي وخاصة ،اتمع اجلزائري آنذاك كواقع مر مفروض عليه عاشهاوهذا نظرا للظروف اليت

عبد احلميد "، وأهم املبدعني يف هذا اال نذكر املؤلف املسرحي أثناء الثورة التحريرية ،بلغة بسيطة وشعبية ثورة الفاتح من نوفمرب عاشتهاالوقائع اليومية اليت تناولالذي "رايس

ور اجللي والواضح الد أظهرتمن املسرحيات اليت " مسرحية أبناء القصبة" إذ تعترب لقد ظل مسرحنا ملتزما يعمل يف ...:"ستعمار حيث يقول يف هذا االللكفاح ضد االفاملسرح يولد من رحم .3"وما أبناء القصبة إال مثال على ذلك.... صميم الثورة،

.08م س، ص " شروق المسرح الجزائري" عاللو، مذكرات عاللو، -1

2- viore. Mehyedin Bechtarzi. Mémoire Tome III. pris montienal de livre. Alger P 251. .84، م س، ص 1989/ 1926نشأته وتطوره، عبد الحميد رايس، نقال عن أحمد بيوض، المسرح الجزائري -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

79

يأخذ طريقه إىل التطور عن طريق معاجلة القضايا اليت يعيشها اتمع حماوال األزمات وتبيان االجيابيات والسلبيات، حىت يتعرف اجلمهور عن واجباته وحقوقه، سواء كان

توجد و مثلما ما هو احلال يف املسرح الثوري،املسرح يعاجل قضايا اجتماعية، أو سياسية اخلالدون، ودم األحرار " ا باع طويل يف هذا االجتاه ومنها العديد من األعمال اليت كان هل

.1وغريمها

، كمشكلة االستقالل أفكار اجتماعية واقعيةعاجل املسرح اجلزائري بعد وهي 1966البريوقراطية اليت تناوهلا ولد عبد الرمحن كاكي يف مسرحية الغولة سنة

2ئري احلديث العهد باالستقاللمسرحية تعري بعض السلوكات السلبية يف اتمع اجلزاكانت حيث، ومن جانب آخر فقد أحكمت السلطة قبضتها على املسرح بعد االستقالل

كانت شخصيات املسرح اجلزائري و ،تريد منه أن يدعو إىل إيديولوجيتها االشتراكيةات اجتماعية هلا حدودها شخصي باعتبارهاجلها تنبع من واقع الناس إىل أبعد احلدود،

تتراوح بني فئات اتمع اجلزائري، من الشاب املناضل إىل الشيخ الكبري اليت ، لواقعيةا .تواجد فعال يف اتمع اجلزائريواملرأة العاملة وغريها من النماذج اليت ت

1 - viore. Mehyedin Bechtarzi. Mémoire Tome III .p 261.

.65ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر، م س، ص -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

80

:املسرح اجلزائريجتربة يف االجتاه امللحمي : املبحث اخلامس

:خصائص االجتاه امللحمي .1

يف سائد هوتيار مسرحي جتاوز كل ما حمي الربخييت بوصفه ظهر االجتاه امللتقتحم سرح وظيفة اجتماعية فاعلةاملسرح مع بداية القرن العشرين، حيث أعطى للم

وقد يف مجيع مناحي احلياة، الفعل السياسي، معلمة وناصحة وهادفة إىل التغيري الشامل )Bertolt Brecht( خيت رتلود بالتصق هذا النوع من املسرح التصاقا وثيقا مبؤسسه بر

نستخلص من خالهلا األسس اليت وضعها هذا لكي سريته على التعريج البحث اولهلذا حي .مسرحه يفاملبدع

أميا تأثري على يف سنوات العشرينيات مبرحلة خطرية، أثرت القد مرت أملانيأثر على 1929عاملية يف خريف فانفجار األزمة االقتصادية الرأمسالية ال" الطبقة املثقفة هناك

ة اجلماعيةونتج عنه إفالس املصانع واخنفاض اإلنتاج وانتشرت البطال ،اقتصاد أورباونشأ عن هذا كله وضع ثوري مل يعد من املمكن ..والبؤس يف صفوف الطبقة العاملة

األوضاع اخلطرية كان يلزمها فعل ثقايف يؤطر الطبقات العاملة تلك، 1"التغاضي عنه فقد تطلبت للتوعية والتغيري، كانت احلركة املسرحية أجنح وسيلةاليائسة آنذاك، ورمبا

التحوالت السياسية واالقتصادية يف أملانيا مناهج مسرحية جديدة، مؤهلة لنشر الوعي السياسي واالجتماعي لدى اجلماهري وحتفيزها على التغيري والثورة، ضد كل ما جيري من

إذ ،ملا زار أملانيا دور يف ذلك * Meyerhold وقد كان ملايرخولد" ظلم يف اتمع

. مناد الطيب، أثر المسرح البريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي المسرحية، رسالة ماجستير، إشراف، د -1

.09، ص 1996/ 1995 أمين الزاوي، جامعة وهران،مخرج مسرحي روسي، كان له منهج إخراجي يعتمد على البيوميكانيكا، عد إلى سعد أردش، المخرج : مايرخولد *

.33في المسرح المعاصر، ص

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

81

جل أفكاره يف اإلخراج ومتطلبات الثورة، هلذا تبىن برخيتالتوفيق بني منهجه حاول ، ألن مسرح برخيت يدعو ألن يبقى املتفرج مدركا وأن " *التمسرحية" خاصة قاعدة

املسرح برخيت ميشي عكس تقاليد ، من هنا بدأ 1"يتابع ما يعرض عليه بوعي بتام .منهالكالسيكي وخاصة األرسطي

بعته للدروس اومت 1926سنة منذشرع برخيت يف دراسة االقتصاد السياسي ال تناسب عملية عرض الظواهر التقليديةجعلته يقتنع بأن أشكال الدراما اليت املاركسية،

مل يعد قادرا على االخنراط يف األشكال إذا اعترفنا بأن العامل احلديث : " احلديثة، إذ يقول .2"الدرامية املوجودة، فما هذا إال ألن هذه األشكال الدرامية مل تعد تتالءم مع عاملنا

راح برخيت يؤيد أفكار كارل ماركس من خالل أعماله الدرامية، حماوال من هنا حلتمية لتنوير الناس أن النتيجة ا"تبين أفكار ثورية حترر اإلنسان من التبعية، فهو يرى

ستكون الثورة على كل ما يقيد اإلنسان، وخاصة الطبقة العاملة، إذ حاول أن يقلب كل عرض مسرحي إىل مظاهرة مجاهريية، حىت أنه يف بعض مسرحياته وزع بنادق حقيقية من

.3"فوق خشبة املسرح على أفراد اجلمهور يف الصالة، كما لو كان يدعوهم للثورة فورا

لمسرح، لكن يف ظل املرحلة اليت ت يعي الدور االجتماعي والسياسي لرخيكان ب، والنازية يف جماالت االقتصاد والسياسة والفكر، مل يعد وأمام سيطرة الفاشية عاشها

النظام النازي، وملا ساح برخيت من هاربا منفاه اجلربي بإمكانه تقدمي مسرحياته، فراح إىلالشيء الذي دفعه إىل مقت معرفته بالفكر اهليجلي واملاركسي يف أمريكا وأرجاء أوربا، تع

.قاعدة مايرخولدية، تعتمد على إبعاد المتفرج عن اإليهام بالواقع خالل العرض: التمسريحة* .11ريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي المسرحية، م س، ص مناد الطيب، أثر المسرح الب -1 Frederic Ewen. Bertolt Brecht. Savie.Son Art.son ton. 11نقال عن مناد الطيب،م ن،ص - 2 .80، ص 1982، 3جلد الثاني،عأحمد عثمان، المسرح اتجاهاته وقضياه، فصول مجلة النقد األدبي، المنقال عن -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

82

ارجها، وخاصة يف أوربا نظرته للمسرح، آخذا يف تناول أحداث تقع يف أملانيا وخ تغيريإذ يعترب الصراع *من هنا انصب اهتمامه على املسرح امللحمي الدياليكتيكيالغربية،

إىل سلسلة من الفرضيات عقلي، ألنه يقودع من التفكري الالدرامي يف املسرح امللحمي نو .1واحلتميات اليت تؤدي يف النهاية إىل شكل أو حل جديد

، )هيجل وماركس( ة باملدرسة التعبريية وبفالسفتهاتأثر برخيت يف أعماله املسرحيمسرحية بعل، ( منهاذ ظهرت له عدة أعمال هج جهما يف كتاباته الدرامية، إفراح ين

من اليكتيكي أراد تعبرييتان تعتمدان املنهج الدي ، ومها مسرحيتان) الليلومسرحية طبول يف، وذا توصل برخيت إىل نوع 2خالهلما إحداث تغيري تارخيي يف جمرى األعمال املسرحية

الوصول إىل مبتغاه مسرحي جديد أثار الدهشة واالستغراب يف ذلك الوقت، حماوال من خالل ، وبدأ بإعطاء مفهوم هلذا املسرحمللحميوالتعليمي من خالل مسرحه االتغيريي

فيه ما ورد عند أرسطو يف كتابه ، يعارض )األرجانون الصغري(كتابه التنظريي مساه فبدال من املسرح الدرامي أو املسرح القدمي كما كان يسميه برخيت، تراه ) " األرجانون(

ا ال بد من تغيري جذري يف يتصور مسرحا يكون فيه املتفرج فعاال، ولكن لكي يتحقق هذومن هنا انطلق برخيت يف مسرحه امللحمي . 3"مفهوم الدراما ومفهوم اإلخراج املسرحي

وفق أسسه اجلديدة اليت ابتكرها من خالل عدة تقنيات وخلفيات، منها العودة إىل .التراث

.أي محاولة الوصول إلى الحقيقة من خالل رأيين متناقضين ينشأ رأي ثالث يقودنا إلى الحقيقةهو الجدل،: الدياليكتيك* .63ينظر عدنان رشيد، مسرح بريخت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، د ط، د ت، ص -1 .63ينظر م ن، ص -2 .148م س، ص رشاد رشدي، نظرية الدراما من أرسطو إلى اآلن، . د -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

83

بليز ال"نشأت النظرية امللحمية لربخيت بعد جتربة طويلة يف الفن املسرحي مع فرقة من التعبريية إىل التعليمية، ليصل إىل املنهج إذ انتقل برخيت عرب مراحل منو فنه *"أنسامبل

امللحمي، خارقا أطر السياسة والنضال السياسي، ومن هذا املنطلق اجته برخيت إىل تكسري فاملسرح األرسطي هو حمطة للذات" القيود األرسطية من خالل فهمه اخلاص للمسرح،

أنه يعتمد على الذات بوصفها –مبعىن – 1"دراما امللحمية هي حمطة للمجتمعبينما ال .متميزة بتفردهاال بوصفها حمصلة أو نتيجة عالقات اجتماعية

لمة ملحمية من امللحمة عند أرسطوعارض برخيت املسرح األرسطي مقتبسا كمعاجلة يف ذلك واليت تعين سرد األحداث الكربى، والوقائع بصورة قصصية ال حوارية،

أن الذات الفردية ليست سوى جهاز بغيض للوعي "باعتبارلشرحية كبرية من اتمع، فالذاتية ومتجيد الروح .2"الناقص ومصدر لرؤى سخيفة وتصورات شديدة اخلطر

االنعزالية ال تؤدي خدمة للمجتمع بل تبقى ساذجة وسطحية، لذا جيب التعامل يف الفن .لعالئق اجتماعية حتدد تطوره ومنوه الفكريمع الفرد بوصفه خيضع

تقوم امللحمية على تداخل خاصيتني هامتني يف الفكر مها، اخلاصية الشكلية ما تأخذ يف حسباا اجلمهور يقة أو اإليديولوجية، وتأخذ أول واخلاصية الفكرية العم

تقوم من أجل فهو أهم حىت من املسرحية نفسها، ألن العملية الدرامية برمتها ؛املتلقي ال يضيف شيئا إىل جتربة اجلمهور فالفن الذي" هدف واحد وهو تعليم وتوعية املتلقني

، برزت على 1949فرقة مسرحية أسسها بريخت وزوجته هيلينا فايجل في برلين الشرقية عام : البليز أنسامبل*جازية . صعيد المسرح األلماني، وحظيت بتقدير عالمي بعرضها لمسرحيات بريخت التي أخرجها بنفسه، عد إلى د

رسالة دكتوراه، إشراف عبد الملك مرتاض، " ونوس نموذجاسعد اهللا" فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، .13ص . 2002/2003جامعة وهران، السانيا،

.41رسالة دكتوراه، م ن، ص " سعد اهللا ونوس نموذجا" ينظر جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، -1 .370، ص 1965المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، إريك بيتنلي، المسرح الحديث، ترجمة محمد رفعت عزيز، الدار -2

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

84

والذي يغادره كما وجده والذي ال يريد أكثر من أن يتملق غرائزه البدائية، ويؤكد أراء ، فاملسرح من وجهة النظر امللحمية وسيلة 1"فجة ومهترئة، إن فنا كهذا ال يساوي شيئا

ذا وهويف تعليم اجلماهري، إذ يريد من مجهوره أن يبقى يقظا مراقبا ملا قدم له، هامة ، على عكس نبيلها وحقريهااختلط بطبقات الشعب املختلفة، فقريها وغنيها، الطرح

.املسرح الكالسيكي الذي حياكي النبالء وامللوك فقط

مصطلح يعتمد املسرح امللحمي يف نسق آخر على مصطلح برخييت قح وهوعلى سرد معاناة اإلنسان من خالل أداة يرتكزفاملسرح التقليدي مسرح ،*التغريب

سرد واألغاين وغريها من إضافة إىل احلوار على ال تكزأما املسرح امللحمي فري،احلوار .املؤثرات

جراء عاطفيت باعتباره يأيت أرسطو عنهحدث تبالنسبة ملصطلح التطهري الذي يأما برخيت يربط هذا ووف، باندماج املتلقي مع البطل املأساوي يف التراجيديا، الشفقة واخل

، هلذا جعل من املسرح عبارة عن موازنة مردها التغريب املسرحي يف النصحبقيقة أخرى، **)اإليهام(بني العقل والعاطفة، وذلك بفصل كل منهما عن اآلخر، إذ ال ينفي برخيت

رج بأنه ال وجود إيهام املتف - مبعىن –ملحميا امهذا اإليهكلية، بل جيب أن يكون .لإليهام

.201، ص 1988عدنان رشيد، مسرح بريخت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، . بريخت، نقال عن د -1هو نزعة بريختية، يريد من خالله نزع صفة البديهية عن الحادثة أو الشخصية، وإثارة االندهاش : التغريب*

لها، أي تغريب المألوف وجعله شيئا غير عادي، أنظر، فريدريك أوين، برتلود بريخت، حياته، فنه، والفضول حو .156، ص 1983، 2عصره، ترجمة إبراهيم العريس، دار ابن خلدون، بيروت، ط

يهام هو عملية السيطرة على شعور المشاهد، بإقناعه أن ما يشاهده على الخشبة هو حقيقي، لهذا فإن اإل: اإليهام **الملحمي حسب بريخت هو إيقاظ لعقل المشاهد من خالل تنبيهه بأن ما يحدث أمامه ما هو إال تمثيل، عد إلى إبراهيم

.58حمادة، معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية، م س، ص

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

85

يف التطهري ألن )* التماهي(حداثي هو مصطلح التطهري مبصطلح برخيت يربط ال بد من لذلك عملية تنومي مغناطيسية، جتعل املتلقي سليب إىل أبعد احلدود، رأيه هو

وقد استعمل صطلح التغريبأتى مبفالتخلص من هذه الظاهرة املرضية عند اجلمهور، رؤوس "يف اقتباسه ملسرحية دامنركية بعنوان 1935برخيت هذا املصطلح أول مرة سنة

يرى بعض النقاد أن التغريب عند برخيت له عالقة متينة مع و ،"مدورة رؤوس مدببةفهيجل يعرب من خالل هذا املصطلح عن غربة اإلنسان يف العامل ،)**االغتراب اهليجلي(

من االنعزال يكون أثره سليب بالنسبة ى الشر، وهذا االغتراب يولد نوع ي حتكمه قوالذ، هلذا جيب أن يغترب اإلنسان عن واقعه، ولكن بصورة إجيابية من خالل 1لإلنسان

توظيف هذا االغتراب من أجل تغيري الواقع املعاش إىل واقع أفضل، يكون فيه اإلنسان ركية التغيري االجتماعي صورة إجيابية من خالل حسيد نفسه، يتفاعل مع اتمع ب

.برخيت هلذا تولد مصطلح التغريب عند والسياسي،

غريب احلادثة الفنية عند املتلقيإىل ت برخيت من خالل االغتراب اهليجلي دعا ما جيب عليه القيام مستنتجا فيحللهجيعله يعي ما حيدث أمامه وحىت يفسح له جمال التفكري

كونه يضع أساس مهم من أسس مسرحه، وهو بذلك .ل التغيري يف اتمعبه من أجاألشياء بعيدة عنه من أجل إعادة اكتشافها، إذ ال بد لنا من عدم التسليم من الوهلة األوىل

فريدريك مصطلح بريختي، يقصد به تماهي المتفرج مع األفراد الذين يقلد الممثلين تصرفاتهم، أنظر،: التماهي* .155، ص 1983، 2بيروت، طإبراهيم العريس، دار ابن خلدون، أوين، برتلود بريخت، حياته، فنه، عصره، ترجمة

مصطلح فلسفي يعني عدم االنسجام الذي يظهر دائما فيما بين العالم كما هو في حالته : االغتراب الهيجلي **نسان مادة وسلعة تباع وتشترى لما تنحط األخالق وترتقي الراهنة، وفي التقدم التاريخي من جهة أخرى، فيصبح اإل . 24المادية المقيتة عد إلى عدنان رشيد مسرح بريخت، ص

، و وكذلك، مناد الطيب، أثر المسرح البريختي على أعمال ولد 24عدنان رشيد، مسرح بريخت، م س، ص ينظر -1 .25عبد الرحمن كاكي المسرحية، م س، ص

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

86

ا أو ما نقرأه، بل جيب إعادة النظر من جديد عن طريق فحص هذا الشيء نمبا يعرض أمام .مسة من مسات الدياليكتة وهذه الذي أمامنا بعمق وتروي،

ويعتمد تغريب النص عند برخيت على املؤلف الذي ال بد عليه أن يستغين عن ون يف األخري كإيهام املتلقي باحلقيقة، من خالل عرض أحداثه عن طريق لوحات منفصلة ت

على الصراع الدرامي وما يركز فكرة واحدة دون االعتماد على املنهج التقليدي الذي من انفعال واندماج للمتلقي مع الشخصيات يف العمل املسرحي، إذ عليه أن يبقي حيدثه

.املتلقي دائما خارج دائرة اإليهام، لتذكريه بأن ما يقرأه إمنا هو عمل مسرحي ال غريوضعه على مستوى النص من خاللو أ ،يهتم برخيت باملشاهد على مستوى العرض

التغريب ، ومن جهة أخرى فالتمثيل متثيال ال غري املتلقي حىت يشاهد ،التغريب ملصطلحال عصر . املسرح جيب أن حياكي عصرهألن عند برخيت ليس هو منتهى العملية اإلبداعية،

.من سبقوه

هل التغريب هو : يف هذا اإلطار جييب برخيت عن سؤال طرح عنه مؤاداه ه وعلى التجارب أن كال إنه طريق واحد سرنا في:" األسلوب اجلديد الشامل؟ فيقول

تستمر، وستبقى املشكلة قائمة بالنسبة لكل الفن، وهي عمالقة واحلل الذي اخترناه هنا، هو رمبا حل من احللول املمكنة للمشكلة اليت تبني كيف ميكن للمسرح أن يكون ممتعا

لتقنية ليست صاحلة يف كل األوقات فهو يعترف أن هذه ا .1"وتعليميا يف نفس الوقتا هي تقنية أبدعها وفق ظروف اتمع الذي يعيش فيه، وال جيب اجلزم بأا هي منتهى وإمن

، بل على املسرحيني البحث دائما عن اجلديد يف هذا الفن الذي يتميز عملية اإلبداع .بالتجدد حسب ظروف كل مرحلة

.164ص ،2،1983طدار ابن خلدون،بيروت،م العريس،عصره، ترجمة إبراهيبرتلود بريخت،حياته،فنه، أوين،فريدريك -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

87

ومن استفاد برخيت يف نظريته امللحمية من املسرح القدمي يف الصني واهلند والياباناملسارح الشعبية يف النمسا وبافرايا، ولكن ذلك ال يعين أنه قد ارتد باملسرح إىل تقاليد

النظرية يف مشوهلا وتكامل جوانبها يف التأليف واإلخراج والتمثيل ف املسرح الكالسيكي، .1تقدم مفهوما جديدا للمسرح وغايته والعالقة بينه وبني اجلمهور

د عاد إىل التاريخ واألساطري يف أعماله املسرحية، غري فعلى الرغم من أن برخيت ق ختتلف يف أنه مل ينظر إليها من وجهة النظر التقليدية، بل حاول إعطائها صبغة جديدة

كان يهدف من خالل مسرحه امللحمي إىل تعليم عن املسرح التقليدي، باعتباره توظيفها، من خالل آنذاكى وضعه العفن مجهوره وحثه على العمل املتواصل من أجل الثورة عل

فهو ،حماوالته وضع موطأ قدم ملسريته القائمة على إزالة االغتراب الروحي إلنسان عصرهمستعمال تقنية الراوي لسرد أحداث اسة وامللحمة يف إطار من التغريب ييعتمد على الس

.تمعالفرد يف تفاعله مع ا مكونا بذلك صورةمسرحياته

.271، ص1978بيروت، العربية للطباعة والنشر، دار النهضةالقط، من فنون األدب، المسرحية، عبد القادر .دينظر -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

88

:ملسرح اجلزائري يف اإلجتاه امللحميجتربة ا .2

من أبرز التجارب، إذ شكلت ظاهرة تعترب التجربة امللحمية يف املسرح اجلزائريقوية جتسدت لدى الكتاب اجلزائريني وكان هلا األثر الكبري على املسرح يف اجلزائر، ومن

سني الذين ، وكاتب ياولد عبد الرمحن كاكي، وعبد القادر علولة" أهم هؤالء نذكر اصة يف مرحلة ما بعد وخب، أميا تأثر ذا اإلجتاه الذي ظهر جليا يف إعماهلم املسرحية تأثروا

فكان ذا التيار، تأثرواالذين السباقنيمن ) ولد عبد الرمحن كاكي( ويعترب، االستقاللقوال أن استلهم العديد من التقنيات الفنية عن برخيت، من خالل شخصية الراوي، أو ال

مية، إذ استفاد كاكي، من املداح باعتبارها ظاهرة مسرحية جتلت بوضوح يف أعماله الدرايف اخللفية التراثية للمجتمع اجلزائري شكل من أشكال الفرجة نيشكال لذينالقوال، الو

املتصل باحللقة، والذي غالبا ما كان يظهر يف األسواق الشعبية، كما يتميز القوال أو يف األسواق والساحات إليهه ميلك قوة شخصية جتعله يشد انتباه املتفرجني املداح بكون

.فإنه يعرف طبائع وعادات املتحلقني حوله ذلكالعامة، إضافة إىل

دين على طريقة زائريون توظيف املداح يف املسرح معتمحاول املسرحيون اجل تقدم املسرحية ف -رحهوهي طريقة اعتمدها برخيت يف مس -اللوحات الفنية يف عروضهم

كما نشاهد تعليقات على .املشاهد أغنية مجاعية أو فردية متخللةقصتها بصورة متقطعة، تلقي من أجل كسر جدار اإليهام، األحداث الدائرة من طرف املداح، الذي خياطب امل

وغالبا ما تبدأ ،1النص عند املداح هو عبارة عن حكاية يسردها على متلقيهباعتبار أن أو غريها ) كان يا مكان أو يف قدمي الزمان أو يا سادة يا كرام صلوا على النيب(ـحكايته ب

من اإلشارات إىل املاضي الذي وقعت فيه أحداث احلكاية، ويؤكد عبد القادر علولة على

.52،ص 2007/2008وهران جامعةرقاني جازية،ف.رسالة مقدمة لنسل شهادة ماجستير، إشراف دبرجي عبد الفتاح، ينظر -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

89

إن فن املداح كان النشاط التمثيلي الوحيد الذي كان يؤدى إىل :" دور املداح بقولهفهو يشري إىل عمق .1.."رحية الفرنسية قبل عشرينيات القرن املاضيجانب العروض املس

ظاهرة القوال، بوصفها ظاهرة فرجوية عند اتمع اجلزائري، وتغلغلها يف التراث هذا ما واستلهام مواضيعه جيعل منها وسيلة تقنية تساعد املؤلف على الغوص يف التراث الشعيب

.من خالله

حلقة تدور حوله املداح جوية عند اتمع اجلزائري أن يف اخللفيات الفر جند واليت حتتوي عدة شخصيات، لذا فهو يعرف دائما واملتفرجني، الذين يستمعون حلكايته،

كيف يقسم أجزاء نصه، وينهي كل جزء بنوع من التشويق من أجل شد انتباه هذا ما .2كاه من قبلاملشاهدين، جاعال من األغنية فاصال إشهاريا يعرب من خالهلا عما ح

ل يوظفون القوال، كونه حيم الذين انتهجوا االجتاه امللحميجعل املسرحيني اجلزائرينيوذا مت توظيف القوال يف ات املسرح الربخييت الذي يرتكز على الراوي، نوع من مس

.املسرح اجلزائري وفق اخلصوصيات الثقافية والتارخيية اليت متيزه عن غريه

بشكل كبري يف مسرح ولد عبد هذه امليزات من املسرح امللحمي، لقد مت أخذ، إذ وظف املداح يف هذه املسرحية من "كل واحد وحكمه" يف مسرحية الرمحن كاكي،

أجل حتريض املتلقي على نفض الغبار على نفسه ضد واقعه املر، إضافة إىل وصف احلكاية .وشخصياا واملكان والزمان الذي حدثت فيه

، 1982،سوريا،134ع إلياس غالي، مجلة الموقف األدبي،ترجمة عبد القادر علولة،النشاط المسرحي في الجزائر،-1

جامعة وهران، ازية،فرقاني ج.إشراف دعن برجي عبد الفتاح،رسالة مقدمة لنسل شهادة ماجستير، نقال .52ص ،2007/2008

2-voire. Ahmad cheniki. Theater Algériens. Itinéraires et tendance. Thèse de Doctorat. Son direction. De Mr Robert Jeanny. Université de Paris. 1993. P150.

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

90

:ـبدأ احلكاية بوت

واحد املائة سنة وال أكثر، احلاجة صرات هنا، كان راجل هاذي ": البخار" ...شايب وقريب ينحىن غري األوالد عنده طزينة كان هو التاجر الكبري

:مث نوع من موسيقى البداية ليواصل حديثه

1...على هاذ الشي تبنات احلكاية، حاج بالقليل عشرين مرة: البخار

كما سبق الذكر شخصة ولد عبد الرمحن كاكي واملسرحيون اجلزائريون استلهممن خالل املداح من الراوي عند برخيت، واليت كان يريد من ورائها العودة إىل التراث

حتاور الواقع عن طريق التراث أو التاريخ أو من خالل وهي بذلك . مسرحه امللحمي .استقصائها من الواقع املعاش

عن أرائها من شخصيات يف عالقات مع بعضها البعض معربةهذه ال تتشابكطغت الشخصيات اليت تتسم مبحدودية الثقافة والتعلم، غري أا الواقع واتمع، لذلك

و العدالة االجتماعية غالبا يف النضال من أجل التحرر أ أهدافها متثلتو ،شخصيات مناضلةلثقافية، موصلة املتلقي إىل اهلدف النبيل أو غريها من األهداف االجتماعية والسياسية وا

.الذي تناضل من أجله هذه الشخصيات

بصيغة شعبية تتوافق واملستوى العام للمتلقني باعتبار اللغة يدور حوار الشخصيات هي أداة احلوار األوىل، وقد أشرنا يف السابق إىل لغة املسرح اجلزائري، اليت تصل من

.املسرحية إىل فكر املتلقي اجلزائريخالل أسلوب بسيط يف حبك قصة

.06ولد عبد الرحمن كاكي، مسرحية كل واحد وحكمه، منشورات المسرح الجهوي وهران، ص -1

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

91

احلوار املسرحي يف اإلجتاه امللحمي عند الكتاب اجلزائريني نوعا من امللحمية خيلق الجئا إىل القصر ،حىت يساعد على فهم الواقع بطريقة فيها من الوعي الفين

.وكمثال على ذلك نورد مقطع من مسرحية اخلبزة لعبد القادر علولة.1واالختصار

قهواجي: سجاععيال

جاي: القهواجي

ل كول راه عندك املاكلةكو: 1اللعاب

.2بديل هذا القهوة راه فيها قرلو: السجاعي

من خالل هذا املثال نلمس أن احلوارات كانت قصرية، إال أا معربة عن احلالة از يف ، فاحلوار بدأ يكتسي بعض األسس الدرامية كاإلجي)القرلو(املزرية للمجتمع اجلزائري

.التعبري عن األفكار اليت يريد املؤلف إيصاهلا

من جهة أخرى على فن احللقة يف مسرحيته ركز ولد عبد الرمحن كاكي وقد لتقنية الربختية يف هذا اال، حماوال متأثرا بشكل احللقة وموظفا ا" ولإفريقا قبل العام األ"

.3لة يف كثري من أعماله املسرحيةالتخلص من العلبة اإليطالية، كما فعل عبد القادر علوجند أن عبد القادر علولة قد جلأ إىل األشكال التراثية القدمية دف معرفة تاريخ وعادات و

.كي يوظفها يف مسرحه سواء تأليفا أو إخراجا الشعب اجلزائري

فيدوح عبد القادر، جامعة . إشراف دصادره وجمالياته، رسالة ماجستير،مسرح علولة م،ينظر بوشيبة عبد القادر -1

.319، ص 1993/1994وهران، .20عبد القادر علولة، مسرحية الخبزة، منشورات المسرح الجهوي وهران، ص -2 .53ص م،1،2010طع واإلشهار، الجزائر، الشريف األدرع، بريخت والمسرح الجزائري، مقامات للنشر والتوزي -3

.المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة :األول الفصل

92

ارتبط التأليف املسرحي يف اجلزائر منذ بداية القرن العشرين بالعرض ارتباطا ىن أن املسرحيني كانوا يضعون يف اعتبارهم أسس العرض أكثر من اهتمامهم وثيقا، مبع

بالنص، أي مل يكن تأليفا باملعىن الصحيح للتأليف املسرحي، هذا ما طرح مشكلة أزمة النص املسرحي يف اجلزائر بقوة، بسبب انصراف الكتاب واألدباء اجلزائريني عن هذا النوع

ئري يعتمد على الترمجة واالقتباسجعل املسرح اجلزا ياألمر الذمن الكتابة األدبية، .إن صح التعبري *واجلزأرة

الذي يعترب تعد غربلة النشاط املسرحي يف اجلزائر، من مهام الناقد املسرحي، هلذا يقول الفنان عبد القادر و. املسؤول األول على توجيه املتلقني والعاملني يف جمال املسرح

بعد عرضنا ألية مسرحية، فإننا ننتظر بفارغ الصرب نقد هذا " :يف هذا اإلطار بلكرويأننا نلمس ضعفا واضحا وجليا يف هذا غري، 1"العمل من أجل تصحيح أفكارنا وتقوميها

اال، وهو ما ترك فجوات يف طريق تطوير العملية املسرحية وختصصها، إن على مستوى املضمون، ويرجع هذا إىل لى مستوىختصصها حسب املناهج واالجتاهات املسرحية، أو ع

.رج إىل النور، مل خيةمكتبات اجلامعبني رفوف بقييإن وجد فإنه و، قلة النقد املتخصص . الفصل اخلاص باحلركة النقدية يف اجلزائر سيعاجلهوهذا ما

مصطلح أطلقه المسرحيون الجزائريون على الكتابات التي تمت ترجمتها أو اقتباسها من نصوص عربية : الجزأرة*أو عالمية، وقولبتها في لغة جزائرية مغايرة تماما ألحداث النص األصلي، في أحداثها ومواقفها، وحواراتها، مثل

الطعام من كل فم لتوفيق الحكيم، إذ اكتفى المؤلف " أخذت عن مسرحية مسرحية الخبزة، لعبد القادر علولة، التي .56، أنظر مخلوف بوكروح، مالمح عن المسرح الجزائري، ص "بالجدار وغير كل شيء آخر

.16/04/2010حوار مع الفنان عبد القادر بلكروي، بجامعة وهران، -1

.خصائص العملية اإلخراجية: املبحث األول :ماهية اإلخراج املسرحي .1 :حملة تارخيية حول فن اإلخراج .2 :وسائل العملية اإلخراجية .3

: املمثل -أ

:السينوغرافيا -ب

: الديكور -ج

:املالبس -د

:اإلضاءة -ه

: املوسيقى -و

:اإلكسسوارات -ز

:املاكياج -ح

.تيار الواقعية النفسية يف جتربة املسرح اجلزائري: املبحث الثاين

:خصائص الواقعية النفسية .1

جتربة املسرح اجلزائري يف تيار الواقعية النفسية .2

.جدي قدورإخراج : مسرحية األب -

.االجتاه امللحمي يف املسرح اجلزائري: املبحث الثالث خصائص املسرح امللحمي .1 :جتربة املسرح اجلزائري يف االجتاه امللحمي .2

.مسرحية األجواد إخراج عبد القادر علولة -

.تيار املسرح الفقري يف املسرح اجلزائري: املبحث الثالث :خصائص املسرح الفقري .1 .اجلزائري يف اجتاه املسرح الفقريجتربة املسرح .2

.مسرحية دونكيشوت إخراج األستاذ شرقي حممد -

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

94

.خصائص العملية اإلخراجية: املبحث األول

:ماهية اإلخراج املسرحي .1

تعادل املنت، قراءة ثانية للنص، أو كتابة بكونه يعرف اإلخراج عند الكثري من املنظرينوحتاول يف الوقت نفسه إجياد رؤية تعمل على جتاوزه إخراجيا، ومبا أن اإلخراج خيتلف عن النص

النص الدرامي يعتمد على اللغة ومبا أن. أدواته ووسائله التعبريية املسرحي وينفرد عنه من حيثاللغة لعملية اإلخراجية ما يعادهلا يف ايف عملية التواصل الدرامي، فإن بوصفها وسيلة أساسية

تتأسس الرؤية هاهنا من عني املخرج الذي يصنع صورة العرض حيث ، )الركحية(البصرية حبيث ختتلف طريقة توظيف ) ، املالبس اإلضاءة، املوسيقى واملمثلالديكور(املسرحي بوسائل عدة

.هذه الوسائل حسب املنهج أو املدرسة اليت ينتمي إليها املخرج

ميع وسائط هو توظيف جل ": يف تعريفه لإلخراج )Patric Pavis باتريس بافيس( يقولى كنشاط منسق يف زمن وحركات املمثلني، إذ يتجل خشبة املسرح، من ديكور وإضاءة وموسيقى

.1"ومكان األداء التمثيلي واملشهدي مبختلف العناصر املشهدية املؤولة ألي عمل درامي

هو تلك اللمسة اإلبداعية اليت ختتلف :" بقولهفيحدده ) G. Grotowskiغروتوفسكي (أماعلى من خمرج إىل آخر، حسب محوالته الثقافية والفنية، فإذا ما قدم النص إىل خمرج يعتمد

الفلسفة فإنه سيضفى على هذا النص طابعا فلسفيا، وكذلك بالنسبة ملخرج يعتمد على الشاعرية، يف العرض لذلك تنعكس جتربة املخرج .2"إذ جنده يضفي على إخراجه طابعا أدبيا ورومانسيا

سا ، والتأويل هاهنا يرتبط أسااملسرحي مشكلة بذلك قراءة ثانية للنص األول كما أوله املخرج ).العادات، التقاليد، الدين، التوجه اإليديولوجي وغريها(مبجموعة من العناصر املكونة لثقافته

1 - voir, Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre, Dunod paris, 1996, p 210.

.15، ص 1979، مطابع اليقظة، الكويت، 19سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، عالم المعرفة، ع نقال عن -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

95

هو فهم ":إىل العملية اإلخراجية بقوله )Silvio Damikoسيلفيو داميكو (كما يتطرق ادية النص املسرحي واستنباط احملتوى الدراسي منه وحتويله من احلياة املثالية للكاتب إىل حياة م

إىل جتسيد تلك املعاين اليت أنتجها من خالل ، إذ يعمد املخرج يف هذه احلالة 1"على خشبة املسرح .مرئيةعن طريق أشكال مادية القراءة،

وق خشبة املسرح، من خالل جمموعة الدرامي ف إىل حتريك النصالعملية اإلخراجية تسعىا من أجل حتقيق املتعة والرؤية اجلمالية املتوخاة تتآلف فيما بينهحيث من العناصر املكونة للعرض ،

تكمن يف إبراز الرسم املسرحي بتظافر جهود ذلك يقع على عاتق املخرج، ألن وظيفتهمنها، وكل هلذا يعد ، 2"الكلمة، التعبري، اجلمهور، والتنظيم، :" إبداعية وحرفية، جنملها يف عناصر أربعة هي

صورات العامة لعناصر عمله ابتداء من املمثلني وحىت أصغر جزئية يف لزاما على املخرج اإلملام بالت .تكفل مبهمة استنباط املعىن من خالل قراءاته املتعددة للنصيستدعي منه الالذي األمر العمل،

عرفة حبيثيات اإلخراج املسرحيفي ممن ةواسعمن خالل قدرته الإال ذلكوال يتأتى له ، حبيث يتنوع فكره من خربته يف التمثيل يهتم بالتفاصيل الدقيقة ذاك الذيفاملخرج الناجح هو

باخلربة والثقافة فريقواإلخراج هذا من جهة، ومن جهة أخرى ينفرد خبصوصية متيزه عن باقي ال .الواسعة

تقتضي ممارسة اإلخراج املسرحي، دراسة عيون األب املسرحي، واإلطالع الواسع على ره، فاملخرج حيتاج من اإلغريق وحىت عص ختلفة عرب مراحله التطوريةسه املتاريخ املسرح ومدار

سواء تؤهله للعب دور القائد يف اجلوق املسرحي مبختلف مكوناته، إىل ثقافة واسعة ودرجة علميةالنص املسرحي كلما كان غنيا يف حمتواه األديب والشعري ألن " ة، من الناحية النظرية أو التطبيقي

خالقي، وكلما كان عميقا وعناصر اجلمال الدفينة فيه عظيمة، وكلما كان النص والنفسي واأل

.15، ص سم ، لمعاصر، عالم المعرفةسعد أردش، المخرج في المسرح ا -1 .14، ص نم -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

96

ودقيقا يف بنائه، كلما تعددت املشكالت والقضايا احلساسة اليت ستواجه أصيال يف أسلوبهومن هنا تتأتى عملية تفسري النص الدرامي للمتفرجني وإيصال فحواه هلم بوضوح عن . 1"املخرج

اجية اليت يستعملها املخرج، باعتبار التفسري الدرامي للنص بطبيعته يعد عمال طريق اآلليات اإلخر، يستدعي إجراءات حبث متواصل سواء من الناحية األدبية أو من الناحية النقدية، فالتفسري فكريا

األمانة، وإمكانية االجتهاد ومها : الصحيح والصادق للنص الدرامي يعتمد على نقطتني هامتني مها تان متكاملتان، إذا ما التزم املخرج حدود فنه غري ضارب عرض احلائط أفكار ورؤية وظيف

ف القضية اليت عاجلها الكاتب أن األمانة عند املخرج تقتضي منه أن ال يزي -مبعىن -، 2املؤلفألن املؤلف من حقه أن ال تؤول كلمته، كما أن االجتهاد مطلوب وضروري كي يتحقق للنص

.هدفه املرجو

:حملة تارخيية حول فن اإلخراج .2

قبل اخلوض يف جمال خصائص اإلخراج ارتأى البحث أن يلقي نظرة على تاريخ هذا يف بداية األمر باملؤلف املسرحي الذي كان يبدع النص ويرفقه مبجوعة من ارتبطالفن، إذ

الحظات اليت قد اإلرشادات والتوجيهات اإلخراجية اليت توجه املمثلني وتقدم هلم جمموعة من املتنفعهم يف التشخيص واألداء والنطق والتحرك فوق اخلشبة، وهذا األمر كان سائدا يف املسرح اليوناين واملسرح الروماين واملسارح الغربية، وخاصة مسرح شكسبري الذي طعم بالكثري من

.3التوجيهات اإلخراجية

بالتعاون مع آخرين سرح بنفسه، أوكان الكاتب يكتب نصه ليجسده على خشبة املوكتاب الدراما املعروفني على مر التاريخ ميلؤون نصوصهم مبالحظات وإشارات فنية يف أدق تفاصيلها، ليس بالنسبة حلركة املمثلني فحسب، بل حىت بالنسبة لتصميم اخلشبة، واملوسيقى

.16، نقال عن سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص 1956جاك كوبو، دراسة اإلخراج، -1 .18ينظر سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -2

3 - voir, Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre, Dunod paris, 1996, p. 152.

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

97

) كسبريصوفوكليس، وش( والرقص، والغناء، واإلكسسوارات وغريها، وأشهرهم على اإلطالق الذي )* Ligny Di Suomiدي صومي ليون ( أن جاء وقد استمرت العروض على هذا احلال إىل

إن احلصول على ممثلني ممتازين أكثر :" إذ يقول ،شكل إرهاصا أوليا لظهور املخرج املتخصص، وهكذا مع 1"وجيب على املمثلني اتباع تعليمايت...جوهرية من احلصول على نص مسرحي جيد

احلركة النقدية يف أوربا خالل القرنني السابع عشر والثامن عشر بدأت الرؤية تتضح حول تطور .التجربة اإلخراجية

نا مناذج تاريخ الدراما يضع بني أيدي أنمل يعرف املخرج مبعناه املعاصر إال متأخرا، غري رجون املعاصرونا يتعامل معه املخمل تكن تتعامل مع النص املسرحي كملكنها شبيهة باملخرج،

هو الذي كان يعطي شروحات للكورس واملمثلني " قائد الكورس" ففي الدراما اإلغريقية مثال جند الذين هم بصدد تقدميه، من أجل أن تتجلى للمتفرجني والراقصني عن موضوع النص الدرامي

وحركات الفكرة واضحة وجلية، غري أن قائد الكورس مل يكن يتدخل يف طريقة إلقاء املمثلنيالراقصني، وقد استمر هكذا احلال عدة قرون حىت جاءت املدرسة الكالسيكية الفرنسية، اليت أحدثت تغيريات يف النسق العام للعمل املسرحي، فأصبح املمثلون يتمرنون على اخلطاب، لكن

"غوته"جاءت املدرسة الواقعية، واليت كان من روادها . بقي العرض على حالته شبيها باألوبرا .2"حيث وضعوا قواعد حمددة للممثلني، وأدخلوا الديكورات البسيطة إىل خشبة املسرح

اإلنتاج املسرحي وحدة متجانسة الذي اعترب" Gordien Craig،ن كريجكورد" مث جاء من يق بني مجيع عناصر العرض املسرحي، وذلك من خالل التنسيعمل على جتانسها مدير املسرح

مستشار مسرحي في بالط فينتونا في إيطاليا، ظهر في النصف الثاني من القرن السادس عشر، قام بدراسة : دي صوميليون *أنظر . اإلنتاج المسرحي عبر العصور، وضمن كتاباته في شكل محاورات، وتكلم في المحاورة الثالثة عن كيفية إخراج المسرحية

.30سرح المعاصر، ص سعد أردش، المخرج في الم .31نقال عن سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م ن، ص -1 .29ص ،1972لمسرحية، ترجمة سامي عبد الحميد،دار الحرية للطباعة بغداد،العناصر األساسية إلخراج اينظر الكسندر دين، -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

98

وأصبحت ر هلا كريجهذه القواعد نظ. 1ومالبس، وحركات للممثلني وغريها مناظر وإضاءة . فيما بعد أساسا يبين عليه املخرجون أعماهلم وينطلقون منها آراؤه

–على يد جورج الثاين مابني اظهر فن املخرج احلقيقي باعتباره فنا مستقال يف أملانيا خرج بإنشاء فرقته اخلاصة وجال مل، حيث قام هذا امينجنيف دوقية ساكس 1914 -1826

الفراغ مبلءوهكذا ظهر املخرج وبدأ هذا الفن .2أوربا مقدما مسرحه الذي عرف مبسرح املخرجالذي كان موجودا من قبل، وفرض سيطرته على املؤلف واملمثل، إذ حل املخرج حمل املؤلف

دارس إخراجية يتزعمها خمرجون الذي كان سائدا يف العصور السابقة، وظهرت إىل الوجود عدة م ، ستانسالفسكي، ومايرخولد، وبيسكاتورمينجنأبيا، سيكس دولفأ" عامليون كبار أمثال

.الذين أحدثوا ثورة يف مهمة اإلخراج املسرحي" غروتوفسكي

:العملية اإلخراجية وسائل .3 لى اإلطالقيستند املخرج يف تعامله مع النص واملمثلني إىل عدة عناصر نبدأها بأمهها ع

:التمثيل . أ

فاملسرح يتحقق مبوجب العالقة القائمة بني "، اإلخراجيةصر اعنالأهم من التمثيليعد الدور أو تجسيد الذي يقوم بالوسيط الفين الدائم يف العملية املسرحية، ألنه يعترب ، 3"املمثل واملتلقي

بأوجه خمتلفة، مواقفها شخصيةال تلكملتلقي اكتشاف بواسطته يستطيع االشخصية الدرامية، إذ حيث يسعى التمثيل يف العملية اإلخراجية، بوصفه جسرا بني املؤلف ، سلوكاا ومظهرها

املراد تبليغها من العرض ككل واجلمهور إىل إيصال الرسالة

25ص ،1960القاهرة، الطبعة الثانية، اآلداب، إدوارد جوردن كريج، في الفن المسرحي، ترجمة دريني خشبة، مكتبةينظر -1 .34ينظر سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -2ستانسالفسكي، إعداد الممثل، ترجمة محمد زكي العشماوي، محمود مرسي أحمد، راجعه ديني خشبة، دار النهضة، مصر، -3

.15للطباعة والنشر ص

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

99

وجب توفر لذلك من أجل القيام بتلك املهمةأمهية البالغة للممثل األمر الذي يكتسي االستغناء عنها يف وظيفة التمثيليف املوهبة اليت ال ميكن واملتمثلةيف عمله، جح ينلشروط أساسية

كما تعترب االستجابة العاطفية أو حب الدور أحد أهم اخلصال اليت تساعد املمثل على متثيل أدائه بشكل جيد، فاألحاسيس واملشاعر اليت حتياها الشخصية على الركح املسرحي يؤديها املمثل من

، كي حيدث التأثري الالزم ل حبه لدوره واستجابته لتلك العواطف اليت تستدعيها الشخصياتخالاألمر الذي باستجابة جسدية للمثل، ضرورة اقتراا ة ياالستجابة العاطف ذ تستدعيإ، شاهدعلى امل

العرض كبري يف التمثيل، من حيث املرونة واحلركة اخلفيفة، ألن بذل جهد املمثل من يتطلب ، اليت يقوم واالنفعاالتل القدرة على التحكم يف احلركات للممث يهيئاملسرحي الناجح هو الذي

جتاه دوره بصفة خاصة، ) وعيه(املمثل جيب أن تتعادل حريته يف األداء مع مسؤوليته و" ا،كل إحساس يستشعره، وكل صوت حيدثه، فة عامة، فكل قرار يتخذه، ووالعرض املسرحي بص

يؤديها، ال بد أن تكون مطابقة خلصائص النص من ناحية، وملبية لتوقعات اجلمهور وكل حركة .1"ورغباته من ناحية أخرى

شبة املسرح، وكذلك تربطه خبوفق العالئق اليتالتمثيل جيب على املمثل أن يلتزم مببادئ ل أثناء أداء دورهعالقته مع املمثلني اآلخرين ومع املتفرجني، هذه العالقات جيب أن يراعيها املمث

حىت ال يكون متثيله ، وعلى هذا األساس تكمن مهمة املخرج يف التوجيه والتدريب واإلدارة معامن خالل جتربته اإلبداعية يف ممارسة التمثيل ألكسندر دين لذلك يصرح . ضبوطمشوها وغري م

ملتفرج ويربك املمثلني إن عدم معرفة املمثل ملا جيب عمله تؤدي إىل أن يفشل يف إرضاء ا:" بقولههلذا جيب على املخرج أن يوجهه لكي ...اآلخرين واموعة ككل، وسوف يكون متثيله مشوها

.2"املعد التكنيكطر على ييس

.133ص ،1996، 1لونجمان، ط، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة المصرية العالمية للنشر نبيل راغب، فن العرض المسرحي -1 .39، ص 1972الكسندر دين، العناصر األساسية إلخراج المسرحية، ترجمة سامي عبد الحميد، دار الحرية للطباعة بغداد، -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

100

قدرته املتجددة على إثارة اهتمام اجلمهور من متمثلة يف ثانيةعلى املمثل مسؤولية تقعيف التحكم على خشبة املسرح حيتاج إىل قدرة كبرية األداء التمثيلي إىل ايته، ألن بداية العرض

الرغم من التدريبات ، فعلى بأدوات العرض، واليقظة الدائمة والوعي الكلي ملا تستلزمه الشخصيةأن املمثل تبقى له إالوالربوفات املتكررة اليت يقوم ا املخرج مع املمثل، واليت تدوم ألشهر أحيانا،

م أمام املتلقني من أجل إقناعهم رض العام، والعروض اليت تلي العرض العااملسؤولية كاملة يوم العأن ما حيدث أمامهم إمنا حيدث للمرة األوىل، وال يتأتى هذا إال بفضل على بصورة متجددة .بدوره، كون هذا األخري هو الذي ميده باحليوية الدائمةللممثل إحساس املتجدد

كونه "طي اعتبار ألجزاء املسرح األخرىن الكل، فيعجيب على املمثل أن يدرك أنه جزء م، ومع ذلك العرض املسرحي هحيتوي ظيما، فهو عضو يف كيان عضوي متسقاملمثل مهما كان ع

وجتسيده بأفضل األساليب ...على اإلحساس بدورهتميز بقدرته ستطاعته أن التفرد والافبمن قدرات وال إخراج أفضل ما لديهحمازمالئه، معوإثارة روح التنافس والتحدي ...املمكنة

، من هنا كانت املعادلة الصعبة اليت حيققها املمثل القدير، حني جيمع بني روح 1"وطاقات تعبريية .التفرد وروح الفريق يف موضوعية درامية

املخرج هو ألن من بني أولوياته،من طرف املخرج وتبقى مهمة اإلشراف على املمثل، وكذا مساعدته على املراد جتسيدهاعامة للشخصية تشكيل رؤية الذي يساعد املمثل على

مع املمثلني، ابتداء له يصل إىل عمق الشخصية، من خالل اللقاءات املتعددة لاستحضار اخليال ال يتأتى هذا من الوهلة األوىل، ذلك ألن ، ودف إىل تبيان كينونتهابالقراءة اإليطالية، اليت

ومهيا اخمطط، حيث يرمسها املخرج بوصفها جيب أن تكون حمسوبة احلركة على خشبة املسرحفاحلركة البدنية للممثل عبارة عن " ،األخرى لعرضاأجزاء حركة منسجمة ومتناغمة مع تبقى ل

منظومة شاملة التفاعل يف كل عناصرها، واملمثل املتمرس يعرف كيف يكون مسترخيا يف أعماقه،

.139نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

101

ذلك أن احلركة املعربة واإللقاء الصويت املتمكن يف حاجة دائمة .حىت لو كان يؤدي دورا متوتراإذا وعليه نستطيع القول أن املمثل .1"إىل التخلص والتحرر من الشد والتوتر الزائد على احلد

.، فإنه سيقدم عمال فنيا جدير بهاستطاع التخلص من توتره

خالل التمرينات املتكررة من املخرج للممثل وضحهاوسائل اليت يوال التعليماتتساعد .للمتلقي يف صورة حسنة املنظر ظهارهوإ، الدورعلى إبراز موقفه وقدرته على استيعاب

:السينوغرافيا . ب

2"فن تزيني املسرح والديكور والتصوير:" يعرف باتريس بافيس السينوغرافيا بأا

وره يف تاريخ فن ضارب جبذ ": بأا ) Marsel frid fonمارسيل فريد فون (ويعرفها املسرح، ودف إىل صياغة وتصوير وتنفيذ مكان العرض، والفضاء املسرحي، وما يظهر عليه من

.3"صور وأشكال وأحجام ومواد وألوان وإضاءات وصوت

ت مكان مصطلح الديكور ميكن القول انطالقا من هذين التعريفني أن السينوغرافيا أخذللعرض ارات اإلخراجية احلديثة، اليت وسعت من نظرا مع ظهور التي اصة يف العصر احلديثوخب

جتاوزها حلدود أصبح يشمل الديكور املوجود على خشبة املسرح، إضافة إىل املسرحي، الذي عملية مركبة تتداخل فيها مجيع بذلك ، وهي الة املشاهدين واملتلقي يف العرضاملكان مازجة ص

إذ جيب على السينوغرايف أو " ىن العام للمسرحية يف توافق يذهب إىل خدمة املع عناصر العرض، أن يكون على دراية تامة بتقنيات الديكور واإلضاءة واألزياء، فيشكل استنادا إليها املصمم

تنضوي على عالمات زمنية ومكانية ذات قدرة على التوليد الداليل واإلحيائي، تكوينات مشهدية

.159، ص لمسرحي، م س نبيل راغب، فن العرض ا -1

2 - Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre , p 347. فريد فون، السينوغرافيا اليوم معالم على الطريق، ترجمة إبراهيم حمادة وآخرون، وزارة الثقافة، مهرجان القاهرة لمارسي -3

.08الدولي للمسرح التجريبي، ص

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

102

السينوغرافيا تعمل يف نسق سيميائي أي إشاري، أن مبعىن ،1"وهو املنحى السيميائي للسينوغرافيا واملرسل إليه وهو املتلقي بني املرسل وهو املخرجعملية التواصل السمعي واملرئي بواسطتها تتم

يتم بواسطة أنساق لسانية لغوية، تتمثل يف النص، وأنساق إشارية وحركية ممثلة يف ذلك وكل .ها من عناصر العرضاإلنارة واملوسيقى والديكور وغري

الديكور، واإلضاءة، وكل افيا يف خصائصها ثلة من الفنون، مثل التصوير جتمع السينوغر، ينافس يف وظيفته املعاصرحيث أصبح السينوغرايف يف املسرح هذه الفنون تعمل لصاحلها،

ية تأثيث الفضاء عملواخلطري يف العملية اإلخراجية، ف ، باعتبار دور السينوغرافيا احملورياملخرجاملسرحي من الناحية املادية التقنية تعترب من أصعب املهام كوا تعتين بالصورة الرمزية واأليقونات

، وما خياجله من طموحات وذكريات وآمال املنتجة للداللة، وما تلعبه من دور يف نفسية املتلقي .وأالم وأحالم

طبيعة التلقي يف املسرح، حيث مت إىل حد بعيد يف تغيري اجلديدساهم هذا املصطلح إدخال املشاهدين إىل العرض املسرحي، ومل تعد السينوغرافيا يف مهمتها تقتصر على الزخرفة واإلشارة لزمكنة األحداث، بل أصبحت وظائفها متعددة بداية من حتديد املكان املسرحي إىل

.2يف العملية املسرحية حتديد الديكور، الذي أصبح جزء منها، وصوال إىل املتلقي كطرف

توحيد املكان يف بعده املادي، وحتاول أن جتمع شتات األمكنة املتناثرة بالسينوغرافيا تمبصورة ل يوصل املعىن جيدا إىل املتلقي يف القصة املسرحية، وجتسدها على خشبة املسرح بشك

ذا ما نظرنا إىل املسرحيات إ املسرحي، سواء يف بعده التارخيي رمزية، ونفس الشيء بالنسبة للزمنفعلى يف جمتمع ما، احلاضرالتارخيية اليت حتاكي فترات غابرة، أو يف بعده اآلين الذي ميثل الزمن

.98، ص 2004، سورية، 1دى للثقافة والنشر، طنديم معال، لغة العرض المسرحي، دار اله -1ينظر مصطفى جميلة الزقاي، شعرية المشهد في المسرح الطفولي المغاربي، رسالة دكتوراه، قسم الفنون الدرامية، جامعة -2

.256، ص 2009وهران،

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

103

من حيمل جمموعةجهاز أن السينوغرافيا هلا إال، يف النص املسرحيالرغم من الرموز املتواجدة رموز النص وتقدميها يف شكل بسيط على تفكيك، تسعى اإلشارات والرموز الزمكانية يف العرض

الفضاء املسرحي مل يعد ذلك الفضاء أو تلك املساحة املسطحة أو املكان البسيط ألن " وواضح اسم أو ذلك االمتداد الذي يعتمد على اإلغراق يف اإليهام، بل أضحى جماال لتقدمي الرؤى

ات اإلجرائية للجهاز اخلاص تتموضع تلك األدووعليه .1"اخلاصة بالفن واجلمال والعامل .، حبيث تزيد العرض رونقا ومجاالبالسينوغرافيا

الذي ،رسم املشهد املسرحييف تساعد األدوات التقنية اليت أنتجتها التكنولوجية احلديثة ها من وغري ختلف األلوان الضوئية مبثة يعتمد على احلاسوب والليزر واإلضاءة احلدي أصبح

تتوفر فيه زوايا الرؤية من حيث األبعاد واخلطوطمسرحي أجل رسم مشهدات، من التكنولوجيكان من الطبيعي أن تؤثر هذه التغيريات التكنولوجية على شكل " :إذ يقول الدكتور نبيل راغب

العرض املسرحي، وآلية إنتاجه وإخراجه، مما زاد من أمهية مصمم املناظر ودعم مركزه ودوره، .2"الفريق املسرحيفأصبح من أهم أعضاء

على ملصمم العرض أو السينوغرايف، بوصفه فنانا مبدعا يضعالدور الريادي من هنا يأيت األمر حسب رؤية املخرج ،مسرحي استنطاق الصورة وما حتمله من خطاب كاهله مسؤولية

انطالقا من وجوب ، عناصر العرضالذي يستدعي احليطة واحلذر يف تعامل ذلك املصمم مع تكون هذه العناصر يف وحىتشتت ذهن املتلقي ، تال ي فضاء اخلشبة وزوايا الرؤية كي كمه يف حت

النص إذا كان مثريا ألن " جيب مراعاة متطلبات اخلشبة وهندستها مبا خيدم املسرحية، خدمة النص فيلة بتشتيت ية والصاخبة، كومتدفقا باحليوية الفكرية، واالنفعالية، فإن منصة مليئة باأللوان الزاه

.3"وضياع جمهود املمثل، وبالتايل حرمان النص من ممارسة تأثريه على اجلمهور العني

.10ص ،01/06/1995عالم الثقافي،ال مجلةلى تنسيق الفضاء المسرحي الجديد،من الشعرية الكالسيكية إعبد الرحمن بن زيدان،-1 .186نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -2 .187ص ، نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

104

يف قدرته الدائمة على جذب انتباه املتفرج إىل ما يراد للسينوغراف الثانية تمثل الوظيفة تاين فهم ما يراد قوله من مع يفاملتلقي الذي يساعد خالل العرض املسرحي كامال، إيصاله من

وأفكار ودالالت ، كما تتمثل الوظيفة األخرى للسينوغرافيا يف اختصارها وتكثيفها لالنفعاالت األحداث ضغط ح له خاصية االختصار اليت تأيت منواألحاسيس واملعاين، اعتبارا من أن املسر

ءة اإلار اإلضاب يقصد مثال، فال وخمتزلة صورة خمتصرة ودقيقةشكل ، وإبرازها يف والتركيز عليهافي جمال التكثيف يصول املصمم وجيول، فإذا ف"ألن اإلنارة هاهنا تؤدي وظيفة فنية ومجالية، فقط،

نابعة من السياق الدرامي، سواء بالنسبة للنص أو التمثيل، فإن ةكانت القيم والعوامل الزمنين بعد اندثار ذكريات تكثيفها النهائي هو وظيفة البناء البصري الذي يظل عالقا بالذهن والوجدا

هو حماولة بالنسبة للسينوغراف املنظورمن هذا التكثيف ، و1"الصوت واحلركة إىل حد كبري .العرض املسرحي أثناء املمثل يف حلظات مهمة وحساسة هلتركيز انتبا

توضيح وتكثيف وحتديد ( ة هي يف ثالث نقاط رئيس ميكن تلخيص مهمة السينوغراف ليست باملهمة اليسرية، إذ تستوجب ذكاء وفطنة ودقة كبرية حىت ألا ، )رحيةمعامل العملية املس

اليت تتكامل فيها تلك الطفرة النوعية مضمواكما تبقى السينوغرافيا يف . تتم على أحسن صورةيكون عمل ولن .يف تناسق وتناغم من أجل حتقيق التواصل واملتعة واملعرفة كل عناصر العرض

ال إال بالعودة إىل املخرج، باعتباره هو صانع العرض األول، وإليه تعود الكلمة كام السينوغراف .األخرية يف التصورات الفنية والتقنية والفكرية لعرضه

.195، ص م ن -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

105

: الديكور . ج

كل ما يظهر إطار الفعل فوق اخلشبة، بوسائل " يعرف باتريس بافيس الديكور على أنه األحداث اليت تقع فيها املسرحية إطار الفعل، بيئة، واملقصود ب1"تصويرية بالستيكية وهندسية

.بل عناصر أخرى مرئية حامال إحياءات ال تقتصر على الكالم

ن اخلشب والبالستيك الديكور بأنه تلك اموعة من اآلليات اخلاصة املصنوعة م ويعرفاءاته من مواد أخرى، لكي تعطي شكال ملكان واقعي أو خيايل، مرتبطا يف إحيوالقماش، أو

.2فهو الذي يعطي للعمل املسرحي قيمة مجالية ودرامية. ورموزه مبضمون النص املسرحي

تتمثل وظيفة الديكور املسرحي يف مساعدة املتلقي على معرفة البيئة املادية اليت حيدث فيها يراه من تصاميم على خشبة الفعل املسرحي، أي مكان وقوع األحداث، وذلك من خالل ما

هذه املكونات قد تكون ثابتة مرسومة مثال على القماش أو اخلشب، وفيها تراعى املسرح، اخلطوط العريضة ملكان احلدث، دون التعمق يف التفاصيل، وقد تكون متحركة تتآلف فيما بينها

. مكونة منظرا مسرحيا

:ييتكون الديكور املسرحي من أربع عناصر ه

ية، اليت عادة ما تكون بناء ثابتا، أو منظرا اخللفية التشكيل يتمثل يف :العنصر األول .مرسوما

الكواليس، أو اجلوانب، وهي عبارة عن سلسلة من شكل من خالل يت :العنصر الثاين ملتغرية من أجل اإلحياء بالعمقااأللواح

1- Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre , p 156.

.420إلياس، حنان قصاب، معجم المصطلحات المسرحية، م س، ص يينظر مار -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

106

يشمل العنصرين السابقني فهو حيمل األجزاء الثابتة واملتحركة واملتمثلة :العنصر الثالث ة وقطع األثاث أو الصخور وغريهايف اخللفي

.1ميثل مقدمة منصة املسرح :العنصر الرابع

يرسم عادة حيث كان، اثابتبوصفه تصميما بدايات العهد اإلغريقي يف استعمل الديكور وقد وصف قيتيو فينوس الديكورات املسرحية التقليدية " يف اخللفيات، جمسدا املنظر املسرحي

الث أمناط من الدراما، فكانت ديكورات التراجيديا والكوميديا تعتمد على الثابتة اليت ارتبطت بثاملعمار الضخم، الذي يثري الرهبة يف التراجيديا، واملعمار ذو األلوان املرحة يف الكوميديا، أما يف املسرحيات اليت تدور حول األساطري واألجواء البدائية، فكانت الديكورات الرعوية الريفية هي

متجذر وقدمي قدم املسرح يب، بل ، ميكن القول أن الديكور مل يكن وليد األمس القر2"ةالسائدكثريا من إجنازات املسرح اليوناين، ولعل يف حد ذاته، بداية من اليونان مث الرومان الذين استفادوا

.ذلكقية إىل اليوم أكرب دليل على اثراها باملسارح الرومانية اليت مازالت آ ضخامة

واستفاد من "ا عرف فن الديكور يف عصر النهضة طريقه إىل بداية االحترافية، كم -1518املراحل السابقة، فأصبحت له قيمة فنية وتشكيلية خاصة على يد كل من أندريه باالديو

، ومع اية .1616-1552الذي ساهم يف بناء املسرح األومليب يف مدينة فيسيرتا بني عامي م1580عشر وبداية القرن الثامن عشر، أصبح الديكور املسرحي من الفنون املسرحية اليت القرن السابع

.3"يتخصص فيها الفنانون، وأصبح لكل مسرحية ديكورها اخلاص

تابع الديكور املسرحي تطوره يف دول أوربا املعروفة باحلركية املسرحية، إىل أن وصل ر العصور، بفضل التكنولوجيا املتطورة، اليت يف طفرة نوعية جتاوزت كل ما قدم على م إلينا اآلن

.68، ص 1996، 1نظر نبيل راغب، النقد الفني، مكتبة لبنان ناشرون، طي -1 .69م ن، ص -2 .82، ص م ن -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

107

، ونبعت احلاجة إىل الديكور املسرحي وفقا ملا حتمله النصوص من ت إىل حد بعيد يف تطويرهسامه والرسم الطبيعي التزيني يفبذلك جتاوز الديكور وظيفته القدمية احملصورة أنساق فكرية حداثية، و

ا حيمله من إمكانات تعبريية تساهم يف بلورة الفكر ملرحي، وأصبح فنا له دوره اهلام يف العرض املسوالدليل على أمهية الديكور " حيملها بني طياته، الذي يراد تروجيه وإيصاله، عرب أنساق من الرموز

أن معظم املخرجني الكبار أصروا على إقامة الديكورات بأنفسهم، وانظم إليهم كبار الفنانني .1"التشكيليني

ألنه ،حتدده فنيةلمراحل التارخيية لفن الديكور ال ميكننا القول أن له قواعد ل وبالنظر يكتسي أنه مهم غري ، نيذاتية للمخرجاليت نبعت من تصورات رهني انطباعات املناهج اإلخراجية

فالديكور وسائر عناصر السينوغرافيا، ليست وحدات عرضية أو "يف العملية املسرحية اكبري ادور قيام املسرحية، توضع فوق اخلشبة اعتباطا، بل ختضع ملتطلبات السمع والرؤية والنور ثانوية يف

.2"والظل واألمن اخلاصة بالفضاء األكرب، فضاء قاعة املسرح

، أوهلا الوظيفة القصصية ر املسرحي بوظائف عديدة يف العرضيضطلع الديكوية وتشكيل انطباع أويل عام عن املسرح، املرئية هبأيقونات احلوار املسموع خمتصراوالتصويرية،

بواسطته ، و3لعمل املسرحي قيمة فنية ومجالية من خالل اخلطوط واأللوانيعطي اوشخصياا، ف كما يوضح احلكاية املسرحية .مكان املسرحية ومرحلتها الزمنية تتكون للمتلقي فكرة أولية عن

ستوى االجتماعي لشخصيات العمل يكشف على املوالذي يرشد املتلقي، دليل ال مؤديا دور إذا كان الديكور جيسد مرتال قدميا، فإن املتلقي يعلم أنه أمام شخصيات بسيطة من فاملسرحي،

نه أمام شخصيات األوىل تتراءى أما فكر املتلقي أ عامة الناس، وإذا كان جيسد قصرا ، فمن الوهلة .راقية من اتمع

.86ص نبيل راغب، النقد الفني، م س، -1

2- Ann Uber svild. Lire le Théâtre. O p.165. .49ص ،199، 4ن، طلنشر، والتوزيع، األرددار لفكر للطباعة واالحميد العناني،الدراما والمسرح في تعليم الطفل، دينظر حنان عب-3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

108

بالديكور، إذ يقول ه بإجناز عمل مسرحي معنييفكر املخرج أول ما يفكر عند قيام... إن الديكور هو أول ما جيب التفكري فيه عند إجناز أي عرض مسرحي:" جوردن كريج

واملشكلة ال تتعلق بالديكور يف حد ذاته، بقدر ما خيتص خبلق مكان يتماشى وما يطرحه املؤلف ج، ليأيت مصمم الديكور منسقا خر، فتصميم الديكور يرتبط برؤية الكاتب مث امل1"من أفكار

ضح من خالله احلدث املسرحي، كاشفا عن لرؤية كل واحد منهما، يف تصميم يتلفا ومآ .شخصياته واجلو العام السائد يف املسرحية

يكور وظيفيا يسهل جيدر مبصمم الديكور أن يكون ذكيا يف تصميمه، جاعال من الد عدد العروض اليت سيقدمها الديكورا يف احلسبان دون أن تتضرر أجزاؤه، آخذ تركيبه وتفكيكه

فاملصمم الذكي هو الذي يستطيع من خالل ديكور واحد أن يغري املناظر بسهولة خاصة يف .مسرحنا اليوم الذي يعتمد على تعدد األمكنة

:املالبس . د

اجللد الثاين " ، فهي سرحيملاملسرحية من العالمات الفاعلة يف العرض ا البسملاتعترب لممثل، إذ تقيم عالقات مع باقي مكونات الفضاء لتكمل إحياءاا وتثري طاقتها التعبريية مراعية ل

.2"التناسق واهلرمونيا بني مجيع مكونات الفضاء املسرحي

، عندما كان اإلغريق يستعملوا مع القدميتعود املالبس يف تارخييتها إىل حقبة املسرح ا، مالقناع للداللة على أبعاد شخصيافصح عنها وعن مستواها وطبيعتهاتساير الشخصية وت أل

لباس اإلنسان جندفإذا ما عدنا إىل احلياة الواقعية . جزء ال يتجزأ من اخلطاب املسرحي لذلك تعتربمن خالل ياتانطباع عام حول الشخصللمتلقي يشكل صورة جزئية عن طبيعته وذوقه، ويتولد

).وغريها من الصفات االجتماعية ةغني كانت أم ةفقري(، الباسه

.116ص ، 1960الطبعة الثانية، إدوارد جوردن كريج، في الفن المسرحي، ترجمة دريني خشبة، مكتبة اآلداب، القاهرة، -12 - Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre , p 405.

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

109

ألن يف حتديد الشخصيات واألدوار، ذلك أداة أساسيةكان القناع يف املسرح اإلغريقي نظرا حلواره هتم باخلطاب السمعي أكثر من اهتمامه باملرئيات املسرحية، املسرح يف هذه الفترة ا

إىل إمهاهلم لوظيفة الديكور ود الشعري الذي يتميز بقوة الكلمة هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعمن يف األصل الوظيفي تعد املالبسو، يتماشى مع جتسيد املكان من حيث هو عنصرا إخراجيا

ن هلا يف احلقيقة جاذبية بأ :"املكونات الرئيسة يف تشكيل الصورة املسرحية، حيث يصفها أرسطو غري، اانفعالية خاصة 1"الفنية، وأوهاها اتصاال بفن الشعرأقل األجزاء كلها من الناحية اأ

سب رأي أرسطو فإن املالبس والديكور وغريها من العناصر املرئية هلا أمهيتها لكن ليس يف وحب .العملية الدرامية بل يف العرض املسرحي

اصة يف عصر النهضة من الساحات العامة إىل القاعات، ومت خبانتقل املسرح مع تطوره، وذلك األزياء مثلني، من هنا بدأ االهتمام بعناصر اإليهام املسرحي، مبا يففصل اجلمهور عن امل

احلياة ال يستهان به يف هذه الفترة، ملا كانت حتمله من دالالت يف اهلا دور املسرحية، ليصبح س امللوك ني خمتلف الطبقات االجتماعية، فمالبكانت تبني التمايز واالختالف ب الواقعية آنذاك؛ إذ

ومالبس ختتلف عن مالبس اجلنود العاديني عن مالبس اخلدم، ومالبس القادة العسكريني ختتلف .الطبقة الراقية ختتلف عن مالبس الطبقة الكادحة

نسان، حيث ظهرت لإلنفسية التركيبة المن العصر احلديث أصبح للباس دور هام يف بدأيعترب ة اإلنسان ومظهره اخلارجي، وفسيالنظريات النفسية اليت ركزت على االرتباط الوثيق بني ن

أن :" يقول أصحاب النظرية الفزيولوجية إذ عنصر من عناصر املظهر اخلارجي، اللباس أهم .2"واملعقدة التفاصيل، أما املنبسط فهو يهتم باأللوان الفاحتةالسوداوي يرتدي املالبس الداكنة

.99أرسطو، فن الشعر، ترجمة إبراهيم حمادة، م س، ص -1 .219ر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص ينظ -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

110

مله من العملية اإلخراجية، مبا حتسرحي وتعترب املالبس من اجلزئيات اهلامة يف العرض املالعنصر الذي حيمل ألاأيقونات ودالالت تعرب بطريقة أو بأخرى عن أبعاد الشخصيات اسدة،

ال يستهان به من املعلومات حول طبيعة الشخصيات، فينقلها إىل املتلقي الذي تتكون لديه اكمه الشخصية أو تلك، فضال عن أا تعرب اللباس الذي ترتديه هذ عصورة ولو جزئية أول ما يرى نو

عن الفترة الزمنية أو العصر الذي تقع فيه األحداث، والقدرة على حتديد الفترة العمرية .، هل هي مسنة أم شابة أم يف مرحلة الطفولةللشخصيات

، وعالقتها بعناصر العرض األخرى ء يف املسرح من وظيفتها الدالليةتنبع أمهية األزيا ط املالبس بالديكور واإلكسسواراتزياء جيب أن يكون على دراية بالعالقة اليت تربفمصمم األ

ففي املسرحيات اليت حتتاج إىل تصميم متعدد " اللغة واحلوار وغريها،والعناصر الدرامية، مثل األبعاد، ودرجة عالية من احلركة الدرامية واجلمالية، وعالقة اجلذب احلميم بني املمثل واجلمهور،

وهذا هو االجتاه السائد يف عروض املسرحيات ...أخذ املالبس مكان الصدارة يف التصميمتمبعىن أن األزياء تأخذ أمهيتها انطالقا من نوع . 1"اإلغريقية ومسرحيات شكسبري وموليري

. املسرحيات املعروضة

راد ء يف إظهار العالقات بني شخصيات العمل املسرحي، وتوحي بالفضاء املتساهم األزيامثال امرأة مبالبس النوم يف مرتل، فإننا خنلص إىل أن هذه املرأة صاحبة هذا شاهدناإذا ف إيصاله،

باملكان أو املرتل، وهناك أمثلة أخرى عديدة حتمل فيها املالبس النسق التوضيحي لعالقة الشخصية .تنحصر يف ثالثة أبعادبشخصية أخرى، ومنه ميكن القول أن وظيفة املالبس

واقع الناس املعيشى فيه مصمم األزياء االقتراب من يتوخ: بعد اجتماعي/ أ

يتوخى فيه املصمم الدقة التارخيية ودراسة احلقبة اليت كانت تعيشها :بعد تارخيي/ ب .شخصيات العمل املسرحي

.219، ص نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

111

تكون عليهويكون غالبا يف املسرحيات الواقعية اليت تنحو إىل اخليال، و: بعد رمزي/ جالقيود التارخيية من امتحرر صبحأكثر بساطة، كونه يومم األزياء أقل تعقيدا مهمة مص

ينطلق مبخياله وموهبته الفنية من خالل قراءته للنص وحضوره لتدريبات التمثيل واالجتماعية، ل . األولية

.1وعلى هذا األساس حدد الدكتور نبيل راغب مالمح املالبس يف ثالثة أنواع

يم املالبس وفق جتسيد خارجي ملضمون املسرحية، والعصر الذي وهو تصم :األسلوب -يم املالبس من خالل ثالث قنوات ، ويتم التعبري عن هذا األسلوب يف تصمهاتدور فيه أحداث

)، واحللي، والنسيج*السيلوويت(

شهد حركة الذي ي ،تشكل املالبس عنصرا هاما من عناصر العرض املسرحي: احلركة -ن خالل املمثلني الذين يتحركون داخل هذه األزياء، لذا جيب أن تكون األزياء درامية دائمة م

، مربزة معاين )جلوس، وقوف، احنناء(عنصرا مساعدا على حركة املمثل فوق خشبة املسرح الشخصية املتناولة، فالزي يف املسرح هو وسيلة من وسائل إظهار جوانب وخصائص الشخصية

.اليت ترتديه

ب أن يشعر املمثل باالرتياح هلذه املالبس، فقد تكون هذه األخرية وظيفية جي: املمثل -تساعد على احلركة وتبني معامل الشخصية، غري أا ال تنال رضا املمثل، فيبدو غري مرتاح يف جتسيده لدوره، لذا كان لزاما أن تكون األزياء املسرحية تتوافق وشخصية املمثل حىت تساعده على

بشكل جيد، وهلذا جيب أن يدرس املصمم جسم املمثل من أجل إظهاره يف تقمص الشخصية .صورة مجالية وفنية ودرامية يف الوقت نفسه

.230إلى 220ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، -1هو اإلطار الخارجي األساسي للزي، والطابع المادي الملموس له، الذي يعبر عن منظورها العام، وأحيانا يفرق : السيلوويت* . 222، 220راجع نبيل راغب، فن العرض المسرحي، ص " صمموا المالبس بين سيلوويت الجسم وسيلوويت الرأسم

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

112

تبقى مسؤولية تصميم املالبس جسيمة، حتدد جزءا هاما من أجزاء الفكرة العامة للعرض ل، تكون املسرحي، ومؤثرة يف مجهور املتلقني، الذي سيسعد حتما إذا كان أمام عرض متكام

.أحد جزئياته املركبةاملالبس

:اإلضاءة . ه

إذا أو إشارة داللية باستثناء املمثلالركح املسرحي يف البدء فضاء خاليا من أي أيقونة ديعاليت متلء فضاء املسرح بإحياءاا ، أو غريمها من عناصر العرضمل نضف له الديكور أو اإلكسسوار .اض يزيد دورها الداليل عندما تسلط عليها اإلضاءةورموزها الفنية، غري أن هذه األغر

الشكل املسرحي الذي بناه على النور الطبيعي، ألن اإلضاءة يف العهد اإلغريقي اعتمدتاليونان يعمل على إيصال املشهد إىل املتلقي وفق حركية املمثلني، اليت تسعى إىل إيصال رسالتها

لعدم القدرة نظرا بية األعمال املسرحية تعرض اراكانت غاللذلك ، ريق األسس السماعية عن ط على املتلقني إجيابيا ذلك كان التأثري املسرحيمن رغم على العلى التصوير اجللي يف الظالم، و

ففي معظم املسرحيات اإلغريقية، تبدو بيئة العرض منطية " وذلك راجع إىل طبيعة املتلقي اليوناين،املسرح املفتوح واملناظر الطبيعية اليت تبدو للجمهور من خلف إىل حد ما، نتيجة استعانتها ب

ها، تصور األشجار والغاباتمبعىن أن الديكورات املسرحية كانت حقيقية يف معظم .1"املنصةواملنازل بكيفية واقعية، كما كان املتلقي اليوناين ال يعطي كبري بال إىل املناظر بقدر ما يتابع

.نياحلركية الدرامية للممثل

على بدأ االهتمام باإلضاءة مع بداية عصر النهضة، لكن ليس على املستوى الفين، بل على إضاءة ته يف القصر امللكي، الذي حيتوي كان شكسبري يعرض مسرحياف، املستوى التقين

اصطناعية متمثلة يف القناديل وما شابه ذلك من أنواع النور االصطناعي، غري أنه كان يكتفي

.201نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

113

بالنسبة نفسه كذلك األمر والزمان، ليل أو ار أو مساء، ن طريق احلوار إىل املكانباإلشارة ع .1لدراما القرن الثامن عشر والتاسع عشر

بدأ االهتمام باملناظر املضاءة يف املسرح مع اكتشاف املصباح الكهربائي من طرف العامل ال يف املسرح، مث جاءت السينما بعد أو إىل اختاذ نوع من اجلدة والتميز ، فانزاح املسرح"إديسون"

، وقد أثرت 2ذلك، وأصبح املصباح الكهربائي له أثر كبري يف إبراز دالالت العرض املسرحيبرز الدور اجلمايل سرحيني مع عنصري الزمن واملكان، إذ اإلضاءة يف منط تعامل الكتاب امل

طبيعة متميزة من خالل لتمنحهاته واحليوي الذي تلعبه اإلضاءة يف وظائف التصميم املرئي ومجالي .3درجاا وألواا

احلديثة لتقنية اإلضاءة، فاستعملت لوقت الراهن كثريا من التكنولوجيةاستفاد املسرح يف ا، ومسحت هذه التقنيات بتحويل )* Hologrammeهولوجرام (أشعة الليزر، واملصابيح الكبرية

على التركيز يستطيع الضوء حيث . يال واإلاربالسحر واخلالركح املسرحي إىل فضاء مليء املخرج عندما يسلط من الناحية التقنية أو الفنية، و اجلوانب املهمة يف العرض املسرحي، سواء

تظهر ها احمليط ا على خشبة املسرح، ليعزهلا بذلك عن فضائفهو الضوء مثال على شخصية ما، توضيحضاءة من خالل تعدد ألواا وقوا وخفتاا كما تستطيع اإل. أمهيتها وموقفها بصورة جلية

إىل تعدد أو توحد الفضاءات على حماولة بذلك إحالتناأمزجة الشخصيات وحاالا النفسية، . الركح املسرحي

.221رشاد رشدي، نظرية الدراما من أرسطو إلى اآلن، م س، ص . ينظر د -1فايز كم نقش، منشورات البحر المتوسط، . إبراهيم الكيالني، د. د ينظر جورج سادول، تاريخ السينما في العالم، ترجمة -2

.21ومنشورات عويدات، بيروت، باريس، د ت، ص .203ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -3 .205ص ض المسرحي،فن العرصيات الضوئية كاألشباح واألطياف،راجع نبيل راغب،تقنية ضوئية تسمح بصنع الشخ: هولوجرام*

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

114

ج الذهاب إىل اكتسبت اإلضاءة قيمتها الفنية والتقنية، ملا حتمله من رموز جتنب املخر غري واضح يف إضاءتهنه الضوئية الهد عندما يرى مشهدا قامتا يف ألوااملشا، ألن 1اإلشارات اللفظية

القلق، مشاعر اخلوف والرعب وذلك مثريا املتحركة على الركح وكأا أشباح،الشخصيات ظهرتغريها من املشاعر واألحاسيس املوحشة، يف حني إذا كان املتلقي أمام مواجهة منظر مشرق، فيه و

تشكل لدى ي من هنالئة وبراقة، تظهر فيه الشخصيات جبالء ومرح، متألألوان ضوئية ساطعة .نوع من اإلحساس بالتفاؤل والفرح املتفرج

جيدر مبصمم اإلضاءة يف العملية املسرحية أن يكون ذا براعة عالية يف حتويل الضوء من ة تكون فيها قد يكون املتفرج أمام لوحة شاعرية مجيلفحلظة إىل أخرى معاكسة هلا يف الداللة؛

تدل على رومانسية املشهد، مث تأيت بصورة مفاجئة حلظة حرجة أو خميفة يف أحداث إلضاءة خافتةاالعرض املسرحي، يف هذه اللحظة جيب أن يكون مصمم اإلضاءة على درجة عالية من املهنية

تقنية املتواجدة بني والبديهة يف حتويل الضوء من اللحظة األوىل إىل اللحظة الثانية، وفق متطلباته ال، كي يظهر العرض املسرحي متكامال وال حيدث اخللل الذي حتدثه اإلضاءة إذا كانت غري يديه

.متناسقة مع احلدث املعروض

ر املتفرج لتتبع ضحجيب أن يحيث ، خر يتمثل يف صالة املتفرجنياإلضاءة دورا آ تؤديعلى حتضري املتفرج نفسيا بطريقة أو بأخرى الضوء فيساعد أحداث القصة املسرحية من البداية،

الضوء على شخصني جالسني يف وسط املنصة عموديا مت تسليطوكمثال على ذلك إذا للحدث، وقد ارتديا معطفني أسودين ومها يتكلمان بصوت خافت واإلضاءة ضعيفة نوعا ما، حبيث ال

.كحياكة مؤامرة مثالنستطيع تثبت رؤية مالحمهما، فإننا نتهيأ ألمر خطري سيحدث،

.203ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

115

1:حتدد مهمة اإلضاءة يف خصائص أربعة وهيويئة اجلو النفسي للعرض، وفيها تكون اإلضاءة مسلطة على املمثلني :اخلاصية األوىل

.وكامل اخلشبة املسرحية من عدة زوايا، تتالءم وجالء الصورة املعروضة أمام املتلقنيمن خالل التركيز على زاوية معينة فوق خشبة لمتلقييئة اجلو النفسي ل :اخلاصية الثانية

.املسرح بطريقة يئ املتلقي نفسيا الستقبال ما سيحدثبصورة قوية على احلدث الضوء من خالل تكثيف تركيز انتباه املتلقي :اخلاصية الثالثة

عا ما البقعة من الضوء مهمال نو على هذه رب زاوية الرؤية بالنسبة للمتفرجتقتاملعروض، ليف هذه البقعة الضوئية من مواقف يركز على ما سيحدث األحداث الفرعية األخرى، حيث

.وصراعات وأحداثعلى الشيء تركز العني ببديهتها ألن التحكم يف درجة التنبيه والتركيز، :اخلاصية الرابعة

جه اإلضاءة املشاهدين تو لذلكاملسلط عليه الضوء، وال حتفل باألشياء األخرى املتوارية يف الظالم، من لكن ثف للضوء على بقعة التوتر، وفق ما تقتضيه األحداث املسرحية، من خالل التركيز املك

وهنا . عن احلدث اهتمامه مزحيااملكثف إذا طالت مدته يرهق عني املتلقي غري إفراط، ألن الضوء .تكمن مدى براعة مصمم اإلضاءة يف التحكم مبهنته

اصيل املتعلقة باملؤثرات الضوئية املخرج على كل التف مناقشةضاءة جيب على مصمم اإل وكذلك كمية الضوء املراد توظيفها) Projecteurs( األمكنة املناسبة لوضع الكاشفات مثل

وكيفية توزيعها على املسرح، واأللوان الضوئية املناسبة للعرض، فاللون الضوئي له قيمته الداللية، ض األلوان الضوئية الشائعة االستعمال يف العروض املسرحية وما حتمله من وسنذكر أمثلة على بع

.إشارات بصرية يدل على العدوانية، ويعرب عن الدم، ومن جهة أخرى، يعرب عن احلب واجلنس: األمحر -

.210 -206ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

116

يدل على السالم والصفاء: األبيض - يدل على احلزن واخلوف والرهبة: األسود - فء والتوهج وهو لون حمبب للنفسيدل على الد: الربتقايل - .1يدل على اهلدوء واخليال: األزرق -

واء الطبيعية منها أو االصطناعيةاعتمد الفن املسرحي عرب طفرات تطوره على اإلنارة سكما سعت اإلنارة إىل إكمال الصورة املسرحية وإخراجها . من أجل توضيح زمكنة األحداث، من خالل ما تقتضيه من تكامل مع الديكور واألزياء والعناصر للمتلقي بصورة فنية ومجالية راقية

.األخرى، موظفة اللون ليحمل بني طياته الرؤية التفسريية للعمل املسرحي

: املوسيقى . و

يف التأثري على تؤديهتعترب املوسيقى من أهم الوظائف املسرحية، ملا هلا من دور كبري منبعا هاما من ذ أمد بعيد، إذ كانت تشكل نسان منيف عالقتها باإل تبطتاروإحساس املتلقي،

اعتبارا ارتبطت باملسرحو فمارسها اإلنسان منذ أقدم العصور منابع الطقوس الدينية عرب العصور،اليت كانت تقام احتفاال بإله اخلمر ولكونه ولد من رحم الطقوس الدنيةمن أنه أبو الفنون أوال،

.ت ارتباطا وثيقا باملسرح منذ نشأته األوىل عند اإلغريقهلذا ارتبط، "ديونيزوس" والنماء

استخدمت ملية املسرحية على مستوى العرض، إذ يف العهاما احتلت املوسيقى مكانا لى من أجل املساعدة ع ستعملت ضمن نسق األحداث واملواقفاوكفاصل بني املشاهد املسرحية، انفردت كماالشخوص على ركح املسرح، حلاالت اليت حتياهاإبراز اجلو العام للمسرحية وا

جتسد احلالة النفسية للشخصيات داعمة اإليقاع العام باعتبارها املوسيقى بوظيفة مجالية متميزة، .2للمسرحية، مربزة االنفعاالت ومغذية هلا، وهذا ما كانت تقوم به اجلوقة يف املسرح اليوناين

.210ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1 .106ينظر أرسطو، فن الشعر، ترجمة إبراهيم حمادة، م س، ص -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

117

، ألن والنغم والتجانس يف اإليقاعة من عدة عناصر تتلخص تتكون املوسيقى املسرحيمتجانسة ال تؤذي أذن االنفعال املوسيقي يأيت من طبيعة الداللة املراد إيصاهلا للمتلقي عرب نغمات

، وهي من هذا رسلها املوسيقى مبعية احلوار املسرحيفهم من خالهلا اإلشارات اليت تياملتلقي، حىت ل، تساعده على استحضار االنفعاالت الالزمة على جانبني، جانب خاص باملمثاملنطلق تعمل

.1يئة أذن السامع ملا سيأيت من أفعال اجلانب الثاين تسعى إىلوللحدث،

من خالل نظرته هلا على أا دور املوسيقى، * Vsevelod Meyerholdيقزم مايرخولد ف عدة جتسدت لكن للموسيقى وظائ . 2تدخل يف الدراما من أجل تعزيز املزاج للشخصيات فقط

أدولف آبيا الذي ركز على عنصر املوسيقى، معتربا من خالل املناهج اإلخراجية األخرى، وخباصة إياه مركزا مشعا للحيوية والروح، هذا من جهة، أما من اجلهة الثانية فاملوسيقى عنده هي احلكاية

.ز مشاعر املتفرج اليت تؤدى فوق الركح بطريقة فنية

يوفرها مع احلاالت واالنفعاالت اليت ظيفية يف املسرح إذا مل تتناقض تكون املوسيقى وات األخرى على خشبة املسرح، فإيقاع املوسيقى إذا كان هادئا رومانسيا واحلرك املسرحي واراحل

التناقض صارخا سيكون وحوار مضطرب، حالة شخصية منفعلة جراء صراع قويووظفناه يف مشهد رومانسي أن نسمع موسيقى صاخبة عسكرية مثال يف والعكس صحيح، ك يف هذه احلالة

سيقي مع ما يعرض على خشبة من هنا جيب التزام مقومات التجانس املوكعقد قران حبيبني، اليت ترتبط ، ويبقى استعماهلا خمتلف حسب املناهج اإلخراجيةمن ناحية الشكل واملضمون املسرح

.أساسا برؤية املخرجني

.87، ص2004نيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية،تمثيل واإلخراج المسرحي، دار الوفاء لدأبو الحسن سالم، اإليقاع في فنون ال.ينظر،د-1، شارك في المجموعة األولى لفرقة مسرح الفن بموسكو، وكان من تالميذ 1874مايرهولد مخرج ولد بروسيا ألبوين ألمانيين، سنة *

، كرد فعل على 1914فسكي، أسس مسرح الغرفة سنة ستانسالفسكي، غير أنه غادر مسرح الفن بسب معارضته لمنهج ستانسال .وما بعدها 162مسرح الفن، راجع، المخرج في المسرح المعاصر، سعد أردش، مس، ص

.172ينظر سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

118

رفع قيمة األثر الدرامي ل لكؤثراا الصوتية يف اإلحياء بالواقع، وكذمتستخدم املوسيقى تزيد كما ، موضحة إياهاملوقف الدرامي و مقويةمضفية بذلك جوا مالئما لألحداث املسرحية،

نوع من الوجدانية اليت تنقل املتلقي إىل عامل مبتكرةوتنقص مثلها مثل احلوار الدرامي، املوسيقى املوسيقى الوظيفية هي اليت تتآلف وميكن القول أن . 1اها أمامه على خشبة املسرحاألحداث اليت ير

، والذي بصورة فنية وتقنية مع عناصر العرض األخرى، حىت يتشكل اإليقاع العام للمسرحية .يكون مرتبطا بالضرورة مع اإليقاع الداخلي للشخصيات واحلدث الدرامي

قوالب املوسيقية األخرى يف كوا تؤدي وظيفة تتميز املوسيقى يف املسرح عن باقي المتاما مثل إيقاع احلوار الدرامي، ويتلقاها بارتفاع التوتر وتنخفض باخنفاضه ترتفعإذ درامية،

اجلمهور بآلية جتعله يدرك من خالهلا فكرة املسرحية وصراعها، كما يدرك معىن املوسيقى الدرامية س، إذ تنقله من حالة إىل أخرى، فيعيش معها خمتلف من خالل ما تتركه يف نفسيته من إحسا

، أي أا تنفذ إىل العقل من أجواء املسرحية، وهي يف النهاية فن يستجيب له العقل واحلواس معا .خالل احلواس األخرى

تكون مأخوذة كما ميكنها أن تكون املوسيقى يف املسرح مؤلفة خصيصا ملسرحية بذاا، يتم توظيفها مبوافقة املخرج الذي يبقى هو املسؤول األول على من مؤلفات موجودة مسبقا

التنسيق بني كل عناصر العرض، واملوسيقى اليت تصاحب العرض بواسطة إيقاعاا وأحلنها تستطيع كشف عما اليع أن ختلق جو األحداث، وتشري كذلك بطريقتها إىل زمكنة وقوعها، كما تستط

ثال بالرقة واحلنان، حينما يكون النص مليء بالقوة والعنف ، فهي توحي لنا ماحلوار يسكت عنهتشكل رفقة املؤثرات الصوتية األخرى نسقا دالليا يعمل على مستوى الزمن واملكان لوالقسوة،

.املتفرجإليصال ما يراد إيصاله إىل

.90أبو الحسن سالم، اإليقاع في فنون التمثيل واإلخراج المسرحي، م س، ص .ينظر، د -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

119

:اإلكسسوارات . ز

حيلها املمثلون خالل العرض املسريستعم تعترب اإلكسسوارات مستلزمات ركحيةيف العصر ظهرت أمهية اإلكسسواراتو .يف املسرح الطبيعي وتستعمل بصورة جلية خاصة

حيث تذهب يف تعبريها إىل التجريد، كما حتولت يف مسرح العبث إىل أدوات ذات ،احلديثاإلكسسوارات املمثل بصورة كبرية على أداء مهمته نظرا وتساعد . 1دالالت جمازية استعارية

بيده فتدعم إشارته وإمياءاته مثل، إذ يستعملها املاألحداثعن كشف يف ال ملهات اليت حتللدالال .وحواراته، كما تكشف عن جانب أو عدة جوانب من شخصيته

جيب أن يكون الغرض أو اإلكسسوار يف املسرح موظفا قبل كل شيء للتعريف قة له بالشخصية أو ال عالأما إذا استخدم استخداما جمانيا "بالشخصية وللتعريف باحلدث،

أن جيب ذا املنطلقمن ه، 2"سيكون هناك ما يسمى باإلسراف يف العالمة املسرحيةباحلدث فاألغراض يف العرض أو توظف اإلكسسوارات توظيفا سليما، يعمد من خالله املخرج إىل رصد

أو فيظهر عالقتها بالشخصية، أي عليه أن جيعل إكسسوار الشخصية الذي يستعمله يف النص الذيفمنديل ديزدمونة هو يف األصل منديل عطيل " يتحدث عنه حيمل دالئل منطقية ومقنعة،

" لإلطاحة بعطيل، ويستغله ياجو إمييليافتجده فيسقط منها سهواديزدمونة، بدوه إىل أهداه عالقة ذا املنديل، إال أن اكل شخصية من الشخصيات الفاعلة يف مسرحية عطيل، هلنالحظ أن

فهو " مهلت"بالنسبة للسيف يف مسرحية نفسه تلف من شخصية إىل أخرى، و الشيء ستخدامه خيا .3يف أصله يستعمل للقتال، لكنه استعمل للقسم عند ظهور شبح امللك املغتال

1 - voir Ann Uber svild. Lire le Théâtre. O p.p.225.

www. Les accessoire.ph.org .33،ص05،ع1996مجلة فنون، العراق، مقال،المسرحية، حسن إبراهيم اإلكسسوارات- 2 .راجع مسرحيتي، هملت، وعطيل للكاتب اإلنجليزي وليم شكسبير -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

120

اليت تشكل له فضاء العرض يتيح عمل املخرج على اإلكسسوارات رسم اخلطوط العامة للشخصيات، هلذا ناجم عن صعوبة إسناد اإلكسسواراتها وهي عملية معقدة، وتعقيد املسرحي

:نذكر منها ذه العمليةهل جيب مراعاة عدة أمور يف اهتمام املخرجمعرفة حجم اإلكسسوار أثناء وجوده على اخلشبة، وعالقته بعناصر السينوغرافيا -

.األخرىلة يف العرض ملون اإلكسسوار، حبيث جيب أن يكون منسجما مع نظام األلوان املستع -

.املسرحي ويف داللته ؟1 نسبة استعماله، وهل يتكرر مث هل تتغري داللته التعبريية أو ال تتغري -

حتدد اإلكسسوارات جانب معني من الفضاء أو مكان احلدث، فعندما نستعمل أطباق وبصدد التعرف على موقع حنن الطعام مثال أو أكواب املاء، أو اخلمر يف مسرحية معينة،

أما من الناحية الثانية تؤدي ، هذا من ناحية الشخصيات اسدة من ناحية الثراء أو الفقريث سلوكاا ومواقفها اإلكسسوارات دور التفاصيل الدقيقة اليت تفصح عن هوية الشخصية من ح

.)مرتل أو قصر أو حانة وغري ذلك(املكان جتاه الفعل، وكذلك توظف اإلكسسوارات للتعريف ب

خرى، خلدمة ما هو ضروري يف اإلكسسوارات مثلها مثل باقي عناصر العرض األتوظف احلال يف النص، إذ على املبدع يف هذا الفن خباصة أن يتوخى الدقة العمل املسرحي كما هو

.والتركيز والتكثيف، ألن املمثل ال ميكن فصله عن هذه العناصر املساعدة

.221ينظر نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

121

:كياجاامل . ح

يربز ووالشخصية اليت يؤديها، ل اليت توطد العالقة بني املمثليعترب املاكياج من الوسائعنصر ألنهمالمح الشخصية أوال من خالل املمثل الذي سيجسدها، مث اجلمهور بالدرجة الثانية،

مساعد على إبراز مالمح هذه الشخصية وتقوميها، غري أن املاكياج ليس هو كل شيء، فقد يكون .1 أنه ال يستطيع إبراز مالمح الشخصيات إذا كان املمثل رديئاعلى درجة عالية من الدقة، إال

.نفسية تساعده على اإلميان بدوره املمثل وميده مبحفزاتاملاكياج يدعم لذلك

وذلك من يستعمل املمثل املاكياج كخطوة أخرية تساعده على تعميق طاقته التعبريية، 2"نيه عن أي افتعال أو مبالغة يف األداءينطق وجهه بإحياءات تغألنه "خالل خطوطه التشكيلية

يف التجسيد اجلسماين الذي يقرب الشخصية يتحكم بألوانه وأصباغهاملاكياج األمر الذي جيعل إبراز مالحمها الفزيولوجية للمتلقي، كأن نكرب األنف، أو الذقن أو ندكن الوجه وما إىل املراد

.ألحيان حلوال ال غىن عنها يف العرض املسرحيذلك من مهمات املاكياج، اليت تتيح يف بعض ا

يستعمل املاكياج يف بعض املسرحيات إلعطاء الوجه نوع من اجلمال والوضوح، كما بشكل مجيل إيصاهلاخاصة فيما يتعلق بالشخصيات النسوية، يف حالة ما إذا أراد املخرج

اكياج بصفة خمتصرة يف تكمن مهمة امل، وكشخصية األمريات، أو نساء الطبقات األرستقراطيةاملساحيق، بل خداملذلك ينصح بعدم املبالغة يف است اجعل مظهر املمثل يالئم الشخصية اليت يؤديه

كما .جيب االقتصار على ما هو ضروري، حىت ال تكون صورة املمثل مبتذلة أو مضحكة أحيانانص، قراءته لل يستعملها كل خمرج حسبوطاق عمل املخرج ، تدخل كل عناصر العرض يف ن

ظهرت عدة ألن لكل خمرج رؤيته اخلاصة ، من هذا املنطلق وحسب اجتاهه الفكري والفلسفيتيارات واجتاهات يف اإلخراج املسرحي العاملي، سيذكر البحث أهم ثالث تيارات مع ذكر بعض

.التجارب اجلزائرية على سبيل املثال ال احلصر

محمد زكي العشماوي، محمود مرسي أحمد، راجعه دريني خشبة، دار . ينظر ستانسالفسكي، إعداد الممثل، ترجمة، د -1 .19-18النهضة، مصر للطباعة والنشر، ص

.228نبيل راغب، فن العرض المسرحي، م س، ص -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

122

.يف جتربة املسرح اجلزائري يةة النفسالواقعي تيار: املبحث الثاين

.توطئة .1

بتعدد الرؤى الفكرية واإليديولوجية، اليت خلقت نوعا من الصراع ديثيتميز املسرح احلوغريها من ؟أم فين أم تربوي ة املسرح، هل هو أخالقي أم سياسيالفكري حول ماهية ووظيف

االجتاهاتى الكتابة، مث الرؤى اليت فسحت اال لظهور املذاهب املسرحية أوال على مستو ات اإلخراجية االجتاهأهم ز ابرإل الولوج، لذا ارتأى البحث ثانيا خراجية على مستوى العرضاإل

االجتاه ة علىعتمدملامث جتربة املسرح اجلزائري، ،عرب العاملاملسرحي تطوير الفن ومسامهتها يف .الواقعي

س مينجن أول خمرج يف تاريخ املسرح يعد ساك ):ساكس مينجن( :الواقعية التارخيية -الغريب، وقد ساهم يف إنتاج الصورة املسرحية التشكيلية ذات البعد اجلمايل اليت تشمل كل عمليات العرض املسرحي ، كما ثار على مقومات املسرح التقليدي، واستبدهلا بأسلوب العمل

التعبري املسرحي، وال سيما يف واألصالة الواقعية يف اجلماعي، وميتاز مينجن بالدقة التارخيية .1)يوليوس قيصر( مسرحيته التارخيية

يعد املخرج )Jacques Coupeau(و ) Max Rinhardat( الواقعي اجلديد االجتاه -ط النم من املخرجني األملان البارزين الذين انزاحوا إىل Max Rinhardatماكس رينهاردت

ية اجلديدة، وقد عرف بأسلوب االستعراض املسرحي لذلك الواقعالواقعي املباشر، ومثل خصائص فهو خمرج فرنسي ج Jacques Coupeauلقب بسلطان االستعراض الكبري، أما جاك كوبوه

لتمثيل الصامت املعرب منهج االعتدال والتعقل وكان إخراجه يعتمد على النطق السليم والواضح وا .2على الفضاء الفارغواالشتغال

تاريخ الزيارة، www.jamilhamdauoi.net مقال نقدي ينظر جميل حمداوي، اإلخراج المسرحي واتجاهاته، -1

.21.00على الساعة / 12/12/2010/ 12/12/2010تاريخ الزيارة، www.jamilhamdauoi.netينظر جميل حمداوي، اإلخراج المسرحي واتجاهاته، -2

21.00على الساعة

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

123

:واقعية النفسيةخصائص ال .2

) سالفسكيستان( طويال وبقيت الواقعية النفسية بزعامة الواقعية االجتاهات تعمر مل ، لذا ارتأينا أن ندخل إىل عامل اإلخراج من خالل أحد أكرب رواده على كاجتاه مسرحي هو السائد

إىل طفرات من هلذا سنشري ، اإلطالق، والذي اعترب أرسطو العصر احلديث يف جمال الفن املسرحي .حياته قبل الولوج إىل منهجه

، وهو سليل أسرة غنية من 1863، يف موسكو سنة كوستانتني ستانسالفسكيولد من الثراء والعروض ترىب ستان يف جوكانت أمه ممثلة ذائعة الصيت، أرباب الصناعة يف روسيا،

حيث العروض ) مايل(فأحب املسرح صغريا، وقد كان يتردد كثريا على مسرح الفنية كذلك يف مدرسة الدراما وبعدها درس التمثيل * Chebekinاملسرحية كانت متأثرة بعروض شبكني

سا للتعمق أكثر يف دراسة التمثيلذهب إىل فرن ة موسكو للفن واألدب، مثيعأسس مجومبوسكو حيث ،مسرح الفن مبوسكو ** Danchinkouبعدها عاد إىل موسكو وأسس رفقة دانشينكو

، ومن هنا خرجت مدرسة الواقعية جديدة للتمثيل الصادق الغري مفتعلبدأ يفكر يف وضع قواعد ، وأشهر كتبه حيايت يف 1938وظل ستان مديرا ملسرح الفن، إىل أن وافته املنية سنة ***النفسية

.1الفن، إعداد املمثل، وبناء الشخصية

كان أبي بمن عبيد الكونت، وكانت :" أحد رواد الطبيعية في القصة والمسرحية، وقد كان من عبيد األرض، فهو يقول: شيبكين *، يوقد كان في فرقة الكونت باعتباره ابن أحد عبيده، وقد ذاع صيته فيما بعد، ..."أمي أيضا من أصل ينتمي إلى عبيد األرض

. 65جا له راجع سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص انتهج المدرسة الطبيعة نههو رجل أدب أكثر منه رجل مسرح، وقد كانت بدايته ككاتب مسرحي مع تشيخوف، ثم التحق بستان ، راجع سعد : دانشينكو **

.67أردش، المخرج في المسرح المعاصر، ص هدف من ورائه إلى الغوص في أعماق النفس البشرية، من خالل تبيان ن يابه ستانسالفسكي وك جاءمنهج : الواقعية النفسية***

الحياة الداخلية للشخصية الفنية، ألنه تأثر بالدراسات الحديثة للمنطق وعلم النفس الفردي واالجتماعي، راجع، سعد أردش، م .70ن، ص

.69/70م ن، ص وكذلك سعد أردش،. ينظر، ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س، مقدمة المترجم -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

124

واقعي يف التعامل مع املمثل، ويف تانسالفسكي يف إجياد منهج حداثي يعود الفضل إىل سحيث خلق األسس الفنية للمدرسة املعاصرة يف فن التمثيل، لتصبح طريقته أشهر من علم على نار،

كون املمثل جيب أن يألن اإلخراجية على التعامل مع املمثل أوال وقبل كل شيء، تعتمد طريقتهسيد الشخصية على املنصة بروحها ونقطة بنقطة، كي يستطيع الوصول إىل جت تدريبه تدرجييا

الداخلية، أي حياول أن يصرب أغوار النفس البشرية من خالل الدور الذي يقوم به، وهلذا سيمت .بالنسبة للشخصية الدراميةمعرفة واقع النفس البشرية ، ألا حتاول 1لواقعية النفسيةباملدرسة ا

اليت قامت على أنقاض املدرسة أراد ستانسالفسكي من خالل مدرسته اإلخراجية اجلديدةيرى أن هذا إذ *االندماجالطبيعية يف روسيا، أن يعطي جا جديدا من خالل نظرية التقمص أو

األمر لن يتأتى إال بالتدريب املتواصل والشاق مع املمثل سعيا إىل تلمس احلياة الداخلية .2للشخصية

من خالل هلا جعل موطئ قدم ة ومن أجل تأسيس هذه املدرسستان قد عان كثريا لقعي احتكاكه وممارسته املسرحية مع أقطاب املسرحيني العامليني، وعلى رأسهم الكاتب الوا

يف عدة أعمال، ولكن تشيكوف كان دائما غري راض انالذي عمل معه ست" أنطوان تشيخوف"، 3"جيدياتلقد كتبت هزليات فوجدا مع ستان ترا:" يقولعن إخراج ستان ملسرحياته، حيث

اعتبارا من أن تشيخوف كان يهتم بالعامل اخلارجي والواقع االجتماعي للناس، بينما كان ينحو .الشخصيات اليت كان يكتبها تشيخوفستان يف إخراجه إىل الغوص يف أعماق نفس

عقيل مهدي يوسف، دار الكتاب الجديد المتحدة، . ف كريستي، تربية الممثل في مدرسة ستانسالفسكي، ترجمة، د. ينظر ج -1

.7-6، ص 2002بيروت، لبنان، ة ف كريستي، تربية الممثل في مدرس. تعني حلول الشخصية الفنية محل شخصية الممثل، راجع ج: التقمص، أو االندماج *

.16ستانسالفسكي، ص . 70ينظر سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س، ص -2 .25، م س، ص ف كريستي، تربية الممثل في مدرسة ستانسالفسكينقال عن -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

125

الواقعية النفسية مل يكن يلق الترحاب عند هذا االنتقال من الواقعية االجتماعية إىل فبالرغم من اجلهود املضنية اليت " طائر البحر لتشيخوف " وجتلى هذا من خالل مسرحية الكاتب،

يخوف مل يسعد فإن أنطوان تش...القاها ستان يف ختيل العمل، وتسجيل مالحظاته، مث تطبيقهاوقرر أن ستان قد ضمن العرض خالل اجتهاداته قيما مل تكن متضمنة يف سعادة كاملة بالعرض

.1"نصه

هلذا أقامها على أسس جتربته هي الطريق السوي للمسرح، ستانسالفسكي بأن يؤمن املسرحية على الركح ونذكر أهم هذه جعلها تدرجيية للوصول إىل جتسيد سليم للشخصية

:اليت تتمحور يف خطوتني أساسيتني مها .األسس

:اخلطوات التمهيدية خللق الشخصية املسرحية . أ

املسرحية أوال باختيار املمثلني بطريقة صحيحة، تراعي يبدأ جناح العملية : االختيار .1موهبة املمثل، وقدرته على خلق الشخصية اليت سيجسدها، ويتم هذا عن طريق

هذه االمتحانات يعرف من خالهلا املخرج مدى قابلية املمثل لتقمص الدور، امتحاناتكذا املرونة اجلسدية الذوق الفين، ووالقدرة على االختيار و واإللقاء يف الصوت تتلخصثلني ال ملكي يعرف املخرج قدرات امل:" ، ويقول ستانسالفسكي يف هذا الصدد2للممثل

ئها إىل رؤية املمثل على بد أن خيتربهم يف بداية األمر، بتمثيليات قصرية يهدف من ورا .3"حكم أويل على طاقة املمثل املسرحي يستطيع إعطاء لاملسرح

مدرسته التمثيلية على أمهية الفعل أو احلدث املسرحي، ألنه يركز ستان يف :الفعل .2 ففن التمثيل هو فن احلدث" أساس العملية املسرحية برمتها سواء نصا أو عرضا

.71، ص سعد أردش، المخرج في المسرح المعاصر، م س -1 .27/28ص ف كريستي، تربية الممثل في مدرسة ستانسالفسكي، م س، .ينظر ج -2 .، بتصرف11ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س، ص -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

126

، 1"املسرحي، ويف املسرح يكتسب القوة واإلقناع فقط ذلك املعرب عنه من خالل احلدثتعاجله املسرحية أو مركبا حيمل مبعىن فعال واحدا الفعل املسرحي سواء كان بسيطا، إذن

، بواسطته تنكشف فكرة ف فيما بينها لتكون احلدث الرئيسيف ثناياه أفعال بسيطة تتآلالفعل ألن " لشخصيات اليت تقوم ذا الفعل املسرحية وحبكتها وصراعها الذي حتمله اعمل معني ، والفعل املسرحي هو أن تقوم ب2"واحلركة مها أساس الفن الذي يتبعه املمثل

على خشبة املسرح سواء باجللوس أو الوقوف أو املشي أو اإلمياءة، وهذا العمل يعطي هذا من الناحية املرئية اخلارجية، أنك تفعل من أجل إدراك شيء معني انطباعا للمتلقي

بع من نلغا يف نفس املتفرج ألنه ياوقد يكون الفعل املسرحي ساكنا لكن حيدث أثرا بن املعاناة النفسية من خالل سكوا، فقد يكون االيت حتاول أن تبي داخل الشخصية

جوهر الفن ليس يف طبيعته اخلارجية ولكنه كون " ن أبلغ أثرا من احلركة أحيانا السكو .3"يف مضمونه الروحي

لكي يكون الفعل املسرحي مقنعا وغري مفتعل، جيب على املمثل أن يكون على درجة من ويف نفس الوقت جيب أن ميتلك ،سيفعل، وأنه إمنا يفعل هذا الفعل ألنه ميثل الوعي واإلدراك مبا

فكر ازدواجيةنوع من اإلميان بصدق ما يقوم به حىت يكون فعله قريبا من الواقع، وهنا تكمن املثل وصعوبة فن التمثيل، ازدواجية ال تتأتى إال وفق عمل دائم ومستمر وجهد يبذله املمثل خالل

املمثل عندما يكون ألن خري مثال على تبيان احلدث للجمهور، *ولنا يف قصة الدبوس ،التدريبات، وال يتعذب من أجل اجلرييراعي كل كبرية وصغرية فال جيري على خشبة املسرح جيب عليه أن

.بل جيب أن يكون فعله لغرض حمدد وواضح... من أجل العذاب

.54ف كريستي، تربية الممثل في مدرسة ستانسالفسكي، م س، ص .ج -1 .48ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س، ص -2 48، ص م ن -3ية إيصال معنى الحدث الذي هي وسيلة تدريبية استعملها ستان في تدريباته مع الممثلين، كي يتعلموا كيف: قصة الدبوس *

.49/50يقومون به بصورة صادقة مع أنفسهم ومع المتلقي، راجع إعداد الممثل، ص

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

127

:اخلطوات التنفيذية خللق الشخصية املسرحية . ب

وفق الظروف املوجودة بني يديه جيب على املمثل أن يكون فكرته: الظروف املعطاة .1واليت تتجلى يف قصة املسرحية وحقائقها وأحداثها وعصر وزمان ومكان وقوع احلادثة،

ثلني الذين ميثلون معه، واملالبس والديكور مهذا على مستوى النص، مث حركات املفكل ما نطلبه من الكاتب " .عرض املسرحيواإلضاءة، وغري ذلك من معطيات ال

املسرحي هو اإلخالص يف االنفعاالت واملشاعر اليت تبدو صادقة يف ضوء الظروف .1"املعطاة، أو اليت يهيئها الكاتب للمسرحي

لكي يكون الفعل صادقا ونابعا من القلب، يقترح ستان أداة مسرحية :لو السحرية .2 استحضار الشخصية يف ذهن املمثل باستعمال هذه واليت تعين 2"لو السحرية" مساها

يشعر املمثل حىت ).؟فعال ذلك الشخص ماذا كنت أفعل اماذا لو كنت أن( الكلمة .املشاعر واألفعال اليت يقوم ابصدق

كي ، الواسع تعتمد التقنية النفسية عند ستان على وجوب استعمال اخليال:اخليال .3تصبح له القدرة على ختيل الشخصيات يريد تقمصها، لالشخصية اليت رسميتسىن للممثل

جيب أن يبحث يف دوره، فإذا أسند إليه دور معني واملواقف اليت ستواجهه أثناء تأديةويقربه إىل دوره حبيث يندمج ميكن أن يسرح يف خياله،خميلته عن أصدق وأقرب منوذج

أن توجد أو ميكن أن حتدث بينما اخليال خيلق األشياء اليت ميكنألن "معه اندماجا كليا كال من اخليال ف...خيلق التخيل األشياء اليت ال وجود هلا واليت مل يسبق هلا أن وجدت

، هلذا على املمثل أن يعمل 3"والقدرة على التخيل أمران الزمان وال غىن للممثل عنهما

63ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س، ص -1 .16 ف كريستي، تربية الممثل في مدرسة ستانسالفسكي، م س، ص.ج - 2 . 67ص م ن -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

128

ى تصور يقربه على تنمية خياله بشكل يومي ودائم حىت تكون له القدرة على احلصول عل .إىل الشخصية اليت يريد متثيلها

االنتباه حيزا مهما بالنسبة للممثل، فظروف التمثيل حتتل قضية تركيز :تركيز االنتباه .4ن عليه أاملمثل متمكن من ملكة االنتباه، إذ ها إذا مل يكن قتتطلب أشياء ال ميكن حتقي

إيقاع، كي يستطيع تنفيذ ما وما يلزمه من ليونة و يراعي تصرفه وفق متطلبات الركحكما .إبداعيةوكذلك ما تستدعيه نفسه من انفعاالت خطط له املخرج من حركات،

املمثل الذكي هو الذي حيسب لكل خذ يف اعتباره رد فعل اجلمهور ، ألن جيب أن يأ. 1حىت حيصل على احلد األقصى من صدق التعبري ،حركة حساا ولكل صوت كذلك

تجسد بفضل انتباه وتركيز املمثل، إذ عليه أن يكون منتبها ودقيق كل هذه األشياء تعادية، حىت يستطيع أن يقبض بناصية خشبة املسرح، وكذلك يف احلياة الاملالحظة على

.هذا العنصر املسرحي املهم

هتقنية يستعملها املمثل كي يساعد نفسه واملمثلني العاملني مع هي: الواجب األعلى .5يف نطاق التركيز ات أثناء العرض املسرحي، وهي تدخل املطب على استدراك بعض

مثال فجاء ذكرها مستقلة كوا تقنية تعتمد كثريا على سرعة البديهة، واالنتباه، ولكنى املمثل جيب علونسي أحد املمثلني حواره، معنيإذا كان املمثلون يف مشهد مسرحي

بالنسق العام واره بطريقة فنية ال ختلإما بواسطة تذكريه حب الذي معه أن يستدرك هذا،إذا وكذلكلألحداث، أو بتجاوز ذلك احلوار بصورة ال تؤثر على احلبكة املسرحية،

جيب أن يستعمل املمثل كسقوط كرسي أو غري ذلك، سقطت إحدى األغراض املسرحيةء يقع واجبه األعلى كي يدخل هذا احلدث يف النسق العام للمسرحية، باعتبار أن ال شي

.2وهذا ما يسميه ستان بالواجب األعلىاعتباطا على خشبة املسرح،

.104/105، ص ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س -1 .151، ص م نينظر -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

129

ل ما حييط به من التعامل جبدية مع كعلى املمثل : الشعور باحلقيقة واإلميان ا .6جيب توجيه الفن والتكنيك الداخلي للممثل لتنمية املقدرة كما إذ " أغراض مسرحية

طباع اإلنسانية اجليدة والسيئة، ومن مث القيام جيب يف ذاته، بطريقة طبيعية تبني بذور ال، فهناك دائما خيط رفيع يربط 1"بعد ذلك بتنميتها وتربيتها من أجل هذا الدور أو ذاك

بني املمثل والشخصية اليت يقدمها، وهذا اخليط هو الذي يلعب دور املولد لتكوين فيكون عالقة صداقة الشخصية، ولن يتأتى هذا إال بصدق املمثل مع نفسه ومع دوره،

.يقدم دوره بصدق وإقناعكي ما يقوم به حقيقي، محيمة ، مؤمنا أن

مستودع املمثل، فمنها يسترجع ذكرياته ذاكرة االنفعاليةتعترب ال: الذاكرة االنفعالية .7يستخرج منها ما جيب لكي يظهر االنفعال املوافق املواقف الدرامية اليت تواجهه، يف

، فمثال عندما يواجه املمثل دورا ما، وليكن 2اجد فيها الشخصية الدراميةللوضعية اليت تتودور طبيب، هنا يسترجع املمثل عن طريق ذاكرته، كيفية تعامل الطبيب يف الواقع مع الناس، وهل هذا الطبيب الذي جيسده له نفس السيمات اليت يعرفها عن شخصية الطبيب

.ه يستطيع املمثل أن يصل إىل دورهعمال ذاكرتيف احلياة العادية، وهكذا عن طريق است

هذه إحدى أهم اخلطوات التمهيدية والتنفيذية خللق الشخصية املسرحية يف مدرسة العنصر األول يف العملية املسرحية بوصفهالواقعية النفسية، اليت ركزت بشكل كبري على املمثل،

مع عناصر ته للممثلنيربط تدريباجنده ي العناصر األخرى، بل غالبا ماستغن عن غري أن ستان مل يكوا توائم بني إعداد األنسبدرسة هلذا تعد هذه امل، وغريمها كور وإكسسواراتالعرض من دي

.لة بكل عناصره اجلمالية والتقنيةاملمثل وعناصر العرض، واملسرح يف هذا االجتاه يعد فنا ورسا

.148، ص ستانسالفسكي، إعداد الممثل، م س -1 .177وكذلك،ستانسالفسكي،إعداد الممثل،م س،ص. 225ية الممثل في مدرسة ستانسالفسكي،م س، صتربف كريستي،.ينظر ج -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

130

.ةنفسيال ةالواقعي تيارجتربة املسرح اجلزائري يف .3

هذا االجتاه يف اإلخراج املسرحي العامل من بعض بذور ال ختلو أية عملية مسرحية يف من الواقع كتابة ومتثيال وخاصة على مستوى التمثيل، والعملية املسرحية يف اجلزائر بدأت

إذ حيات واقعية تم بقضايا اتمع وامتازت يف مرحلتها األوىل بربوز فنانني حاولوا تقدمي مسربلغة ) عاللو(، وهي مسرحية كتبها 1من أشهر أعمال تلك الفترة" جحا"ميكن اعتبار مسرحية

آخذا يف حسبانه اجلمهور الذي مل يكن على مستوى ثقايف يؤهله لفهم املسرحيات باللغة عامية هذه املسرحية يف طابع كوميدي، كما ورد يف كتب التأريخ للمسرح حيث جاءتالفصحى،

إال أن ع اجلزائري املعاش يف تلك الفترة، وبالرغم من أا كانت مسرحية تعري الواقاجلزائريالتقنيات اليت استعملت يف إخراجها مل تكن مبستوى مدرسة ستان اليت ختوض يف أعماق

ون مسرحيينا يف تلك الفترة الشخصية، وحتاول أن تربز اجلانب النفسي منها، وهذا راجع رمبا لكاية كافية بأساليب اإلخراج املسرحي كمناهج وتيارات مثلما هو احلال آنذاك يف ن هلم درمل تك

.2االجتماعيةأوربا، وهلذا ميكن تصنيف أعمال تلك الفترة يف خانة الواقعية

مع ظهور مجعية العلماء املسلمني وولوجها لعامل املسرح، مت إخراج مسرحيات كالسيكية ة يف بعض نواحيها، ومنها نذكر أعمال أمحد توفيق املدين انتهجت التقنية النفسي ،يف خصائصها

غري أن هذا النوع من .3التارخيية، مثل مسرحية، صالح الدين األيويب، ومسرحية حنبعلال يفهمها املسرحيات مل يلق إقباال كبريا عند املتلقي اجلزائري، ألنه كتب ومثل بلغة عربية فصحى

كان يعوزها العمق والتركيز، إذ متيزت بالسطحية والسذاجة جل هذه الكتاباتفاملتلقي العادي، كتاب فلعبد الرمحن اجلياليل، وغريها، ) املولد(يف تناول املواضيع، كما هو احلال بالنسبة ملسرحية

.24-23نظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، م س، ص ي -1 .33ص ، 1982، 1الجزائر، ط، مركب الطباعة الرغاية مالمح عن المسرح الجزائري،ينظر مخلوف بوكروح، -2 .15ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر، م س ص -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

131

وكذلك انزاحت هذه ، 1هذا النوع قد صوروا صراع املسلمني ضد الكفار بأسلوب مبالغ فيهلذلك جلزائريني بصورة مثالية ال ترتل إىل املستوى املعيش آنذاك، املسرحيات إىل معاجلة مشاكل ا

.2كان تأثريها حمدودا يف خنبة من املثقفني ثقافة عربية

اجتماعي وسياسي بالدرجة األوىل، كما أنه كان يعرض بعد االستقالل كان دور املسرح لربخييت يف عروض الستينيات ا االجتاهالواقع االجتماعي وفق نظرة إيديولوجية سلطوية، هلذا غلب

، لكن يف منتصف الثمانينيات بدأ التفتح على االجتاهات املسرحية األخرى، وراح 3والسبعينياتاحنصر يف ن املشكلأ، غري االجتماعيار النقد اجلزائري ينتج مسرحيات تروح يف مساملسرح

حية يف اجلزائر، تتسمركة املسروهذا ما جعل احل ،انعدام النص الذي يقوم على أسس دراميةاملمثل هو الذي يقوم بكتابة النص املسرحي ومتثيله على خشبة املسرح ألن " السطحية واالرجتاليةب

. 4"يف الوقت نفسه، وهذا شيء غري معقول

هاوية اختذت من االجتاه الواقعي النفسي أسلوبا م هذا فقد ظهرت جتارب مسرحية رغبباتنة اليت قدمت مسرحية " ترشيح املعلمني"صر فرقة على سبيل املثال ال احلهلا، نذكر

وعدة مسرحيات أخرى هلا بعض السيمات اجلادة يف تكوين املمثل على " سقوط غرناطة"بعنوانمن إنتاج فرقة املسرح البودواوي، عام ) الربح واملربوح( النهج املذكور، وكذلك مسرحية

تعاجل مشكلة اجتماعية هي مشكلة الظلم، ، حيث تدور أحداث املسرحية يف حي شعيب، و1990 .5وقد اعتمدت على بعض أسس ستانسالفسكي يف اإلخراج املسرحي

.100ينظر ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س،ص - 1 .101زائر، م س،ص ينظر ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الج - 2 .25ينظر حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة، م س، ص -3 .1992نوفبمر 18فاطمة رحماني، المسرح من الصراخ إلى الصمت، يومية الجزائر اليوم، -4 .45ينظر حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة، م س، ص -5

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

132

وهناك جتربة أخرى تتمثل يف املسرح األكادميي، اليت اعتمدت بشكل كبري على اجتاه الواقعية النفسية، كون املسرح األكادميي ينحو يف حمتواه إىل تدريب املمثل، على تقمص

هلذا يتجه املسرح األكادميي إىل االجتاه الواقعي النفسي ات وتعليمه أسس الفن الدرامي، صيالشخونذكر على سبيل املثال ال احلصر بعض املسرحيات املقتبسة واملترمجة عن املسرح .بشكل كبري

.العاملي يف إطار ورشات التكوين اليت يقوم ا قسم الفنون الدرامية جبامعة وهرانبقسم الفنون الدرامية،جامعة وهران سنة ) ونتيقون لصوفوكليس أ( سرحي العرض امل -

1991 . لصوفوكليس بقسم الفنون الدرامية ، جامعة ) أوديب ملكا ( العرض املسرحي -

. 1992وهران سنة ،جامعة وهران سنة لشكسبري بقسم الفنون الدرامية) عطيل( املسرحيالعرض -

1993. بقسم الفنون سنة ،اهنة للكاتب اجلزائري حممد واضحبئر الك املسرحي العرض -

2003/2004 2004/2005لصوفوكليس بقسم الفنون الدرامية سنة . أوديب ملكا املسرحيالعرض - 2005/2006لشكسبري بقسم الفنون الدرامية سنة . العرض املسرحي مهلت - 2009/2010.1سنة " جدي قدور" العرض املسرحي، موالة اللثام لكاتبه -

ول بعض نااليت سوف نت 2004/2005بارغ سنة دمسرحية األب، للكاتب ستانوكذلك .خصائصها اإلخراجية اليت اعتمدت بشكل كبري على التقنية النفسية لستانسالفسكي

، وكذلك من خالل من ريبرتوار انريتواجد في قسم الفنون الدرامية بجامعة وه يات من خالل ماتم الكشف عن هذه المسرح -1

التقنية النفسية عند ستانسالفسكيالحديث مع األساتذة المؤطرين في القسم والذين أكدوا أن معظم هذه األعمال توافق

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

133

.إخراج جدي قدور: مسرحية األب -

علىالطلبة تكوين من أجل لقسم، عمل البيداغوجي لطار اليف إاألب مسرحية مت إخراج .واإلخراج فن التمثيل

.الشك يف العالقة بينهماقصة املسرحية يف عالقة الزوجة بالزوج، وأثر تتلخص

:العمل مع املمثل/ أ

نشاهد من خالهلا املكان الذي جتري فيه أحداث بصورة عامة يبدأ العرض املسرحي بيان مركز وقيمة املسرحية، حيث يعمد خمرج املسرحية عن طريق الديكور الواقعي اسد إل ت

فوقه جمموعة من وضع سفي اجلهة اليمىن مكتب الشخصية الرئيسية، إذ نشاهد صالون كبريوضعت أريكة االت واألحباث، كما علق على اجلدارية خرائط عسكرية، أما يف اجلهة اليسرى

مرتله، وخلفه ىلإ" الكابنت" الشخصية الرئيسية كبرية مع طاولة صغرية لالستراحة، فجأة تدخلمن خالل بداية ، اجيكوميدي يف عرضه املسرحيرتال حيث اعتمد املخرج على النوعاجلندي في بداية املسرحية يبدأ الكابنت يف عرض قدراته ف، العامة اليت مت اعتمادهاتتبني األسس العرض

لنفسي الكبري الذي العمل ا جتلى إذ ،1"اللي دعب بداد"العلمية والعسكرية، وقد أدى دوره الطالب ، من خالل تطور األحداث، والتشكيل احلركي الذي قام به املخرج وكذلك التكوين مت اعتماده

واإلعداد الدرامي مع املمثلني، يف حماولة إلبراز ما جيول يف نفسية الشخصيات املقدمة على خشبة .املسرح

سار النفسي، جراء عدم الشخصية البطلة منذ البداية وكأا تعاين نوع من االنكتظهر اللجنة املكلفة ذا األمر، وقد جسد املمثل هذا الدور بصورة قبول أحباثها العلمية من طرف

.مقبولة، خاصة يف ظل اإلمكانيات املادية املتوفرة يف القسم

.04، د vcdشريط ، 2004/2005، مسرحية األب، إخراج جدي قدور، السنة الجامعية، ينظر -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

134

لالستحواذكانت تسعى فقد ، )نورة( بالنسبة للشخصية املضادة، اليت متثلها الزوجةأما هلا،حيث من أحباث علمية وأوراق قانونية من أجل السيطرة عليه وإخضاعه زوجهاعلى ممتلكات

توريط الطبيب يف عن طريق ذلكو ،من خالله جنون زوجهاتثبت لماجعلت من قضية ابنتها سوفق تدريبات مشلت النطق بتأدية هذا الدور" قرييب رمحة" مؤامرا، وقد قامت املمثلة

الذي كان يؤدي الطبيب شخصية أما .1النفسية اليت تبني خبثها ومكرهاالداخلية واالنفعاالتعن طريق وذا أثبت يف األخري جنون األبحبسن نية، غري أنه مل ينتبه إىل مكر الزوجة، مهنته

. 2 )مراد قطواش( الطالب الدورمثل توحي بذلك، وقرائن

تظهر متزنة ،3)احل بوشعورمد أمني صحم(شخصية الكاهن اليت مثل دورها الطالب أماومتدينة من خالل أفعاهلا وسلوكاا، لكنها كانت دائما حتذر الكابنت من الدخول مع زوجته يف جدال، ألن الكاهن كان يعلم جليا ما سوف ينجر وراء هذا الصراع، حبكم عالقته الوطيدة بأخته

قة جيدة بفضل تركيزه كما حاول أيضا الطالب صاحل بوشعور تقمص دور الكاهن بطري. نورة .، واحلركات القليلة اليت كان يقوم اعلى األشياء اليت كانت من حوله

:يقول خمرج املسرحية يف حوار معه ما يليو ما هي الطريقة اليت مت اعتمادها يف جتسيد هذا العمل املسرحي؟: السؤال .أوالوإدارته مثل لقد اعتمدنا الطريقة التقليدية اليت تعتمد على تكوين امل: جواب ماذا تقصد بالطريقة التقليدية؟: السؤالاملقصود هو اتباع تكوين املمثل حسب مدرسة ستانسالفسكي، أو الواقعية : جواب

ألن مسرحية األب تعتمد بالضرورة على املنهج النفسي الواقعي، لذلك .النفسية بصورة واضحة .تكان االختيار مناسبا إلخراج مثل هذه املسرحيا

.15، د vcdشريط ، 2004/2005مسرحية األب، إخراج جدي قدور، السنة الجامعية، ينظر -1 .49ينظر، م ن، د -2 ، د vcdشريط ، 2004/2005مسرحية األب، إخراج جدي قدور، السنة الجامعية، ينظر - 3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

135

الشخصية رسمتعتمد هذه الطريقة على خطوات متهيدية، وأخرى تنفيذية يف : سؤال .، هل اعتمدمت على هذه الطريقة حبذافريهاةاملسرحي

بار املمثل هو لقد اعتمدنا عليها حسب ما توفر لنا من إمكانيات بشرية، باعت: جوابالطلبة يف اإلخراج والتمثيل على ن املسرحية جاءت يف إطار تكوينأالعملية املسرحية، مث أساس

لذلك توجب على املخرج اعتماد نظرية طلبة مبتدئون يف االختصاص، ألم ، الطريقة السليمة .ستانسالفسكي يف التكوين، بوصفها قاعدة أساسية لالنطالق، وإرساء مبادئ التمثيل واإلخراج

؟ن القدرات التمثيلية تبياهل تعتربون أن طريقة ستانسالفسكي طريقة مثلى يف: سؤالبكل تأكيد، ألن هذه الطريقة يتم اعتمادها ولو بصور غري مباشرة يف االجتاهات : جواب

.اإلخراجية األخرى؟مدوا بصورة كبرية مثال على تيات العرض األخرى، جند أنكم مل تعبالنسبة ملعط: سؤال

اإلضاءة السينوغرافيا احلديثة، ما هو السبب يف رأييكم؟طاقات املمثل التعبريية، إضافة وال أريد أن أقول لك أن طريقة ستان تعتمد علىأ: جواب

، فهذه الطريقة ال تعتمد على اإلار الزائد عن احلد هالعرض األخرى مبا خيدم أجواءىل توظيف إالنقص الواضح على مستوى اإلمكانيات ف لكن من جهة أخرىعلى الديكورات الضخمة، وال

لكن يبقى العمل الذي رقل أداء املمثلني والفرقة ، وهذا ما يع هلا،افتقار القسم املادية يرجع إىلوأعتقد أن أحسن طريقة حتقق هذا ،د أوال وأخريا على طاقة املمثلنينقوم به يف إطار تكويين يعتم

، خباصة عندما يتعلق األمر هي االعتماد على طريقة ستانسالفسكي يف تكوين وإعداد املمثل .1ذات الطابع االجتماعي والنفسي بالنصوص

.ر قسم الفنون، جامعة وهرانمقب 15/01/2010، " األستاذ جدي قدور" حوار مع مخرج المسرحي، -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

136

:العمل مع معطيات العرض األخرى/ ب

إىل مكان وقوع األحداث، حيث جسد واقعي يرمز كان الديكور بسيطا: الديكور -كل أحداث فيه وقعت اليت، صالون املرتل بكل ما فيه من أثاث وإكسسوارات

كي يبني من خالله ابنت الك على رسم مكتب عمل املخرج يف هذا اإلطار .1املسرحيةمستواه الثقايف، إذ جند املكتب حيوي جمموعة من الكتب واالت، اليت توحي لنا بأن

، وصور لنا املكتب من ناحية احلجم املكان، فاملكتب كان الكابنت من الطبقة املثقفة، وقد كانت معظم الصراعات بني خاص بالكابنت بأنه مكتب فرديصغريا، يوحي عمل املسرحي تدور حول هذا املكتب، وكأن املخرج يريد القول شخصيات ال

فعندما يشتد الصراع بني األم نورة والكابنت عن جدوى هذه بصراع املادة مع العلم، األحباث العلمية، يرتكز هذا الصراع أمام املكتب بصورة واضحة، وكذلك عندما

ته يكون ذلك الصراع حتاول نورة أن تدخل الشك يف قلب الكابنت حول شرعية ابنالعلم مع الغيبيات أمام املكتب، الذي حييلنا على إشارة أخرى ترمز إىل صراع

فالكابت رغم ما حيمله من علم إال أنه ال يستطيع أن يثبت أبوته بشكل قطعي، ورمبا .هلذا السبب جعل املخرج الصراع يف هذا املكان

يقابل الكبرية اليت وضعت بشكل ثالثي يف اجلهة املقابلة للمكتب، تتراءى لنا األريكةاملكتب من جهة، وصالة العرض من جهة أخرى، ويف هذا داللة على املكان أوال،

االحداث وهو مرتل الكابنت، وبالضبط يف صالون املرتل، كما حتيلنا هالذي حتدث فيأخرى، نستشف من خالهلا مغزى الصراعات، النفسية األريكة إىل عدة قراءات

وتراوده على األريكة نائمائية، حيث جند يف إحدى املشاهد الكابنت وهو والثنتروح به إىل الشك يف أبوته وخيانة زوجته، هنا يتبني من خالل استعمال كوابيس

. م س" األب" ينظر مسرحية -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

137

املخرج هلذه األريكة يف نسق السرير، أن الكابنت يف حالة ال توافقية مع زوجته، فلو إذن فاألريكة حتيل إىل هذا ابنت على األريكة،كانت األمور طبيعية بينهما ملا نام الك

.الصراع الداخلي بني الكابنت ونفسه مين جهة، وبينه وبني زوجته من جهة أخرى

وعلى كل حال، فإن الديكور قد استعمل وفق وظيفته الواقعية، حيث رمز إىل مكان .واقعي، وصراعات عائلية كثريا ما حتدث يف الواقع

إضاءة بسيطة واقعية ومل تعتمد على تعدد الضوء ولكن استعملت كانت : اإلضاءة - Plain بعض األلوان اليت توحي حباالت الشخصيات، وقد استعملت اإلضاءة األفقية

feu يف معظم حلظات املسرحية، أما اإلضاءة العمودية اليت تركز على الشخصياتث نالحظ أن املخرج واألحداث املهمة، فنجدها استعملت مرة يف مشهد احللم، حي

بينما فأعطى لنا ضوء أزرق حييل إىل احللمركز عب هذه اإلضاءة على األريكة، ، حىت يركز املتلقي على ما سيحدث يف 1كانت مجيع أغراض الركح األخرى مظلمة

ويف مشهد آخر ركز املخرج الضوء هذه اللحظة احلرجة من حلظات املسرحية، ر على املكتب، حينما كانت نورة، حتاول نزع العمودي الذي حيمل اللون األمح

مسدس الكابنت، وهي حلظة حتيل إىل إقباهلا على وضع خمطط سيغضب الرصاص من .الكابنت كثريا، هلذا نزعت الرصاص اتقاء لغضبه

جند اللباس العسكري عند الكابنت كانت املالبس رمزية يف تعبريها، حيث :املالبس -أما اجلندي فنالحظ من خالل لباسه غري الشخصية، مستوى وطبيعةوهذا يدل على

العباءة وبالنسبة للكاهن فإننا نالحظه يلبس تلك املتناسق يعكس شخصيته املستهترة، وص املسرحية اليت تربز مركزه الديين، وهدوءه النسيب مقارنة مع شخ السوداء

البيت، وهذا الزوجة فقد كانت ترتدي لباس نسوي تستعمله النساء يفأما خرى،األ

.41مسرحية األب، م س، د - 1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

138

فالزوجة أو األم سها من الناحية الفنية كان ناقصاغري أن لبا ،فيه داللة على املكان .اديةوخمادعة، لكن لباسها كان يوحي لنا أا امرأة ع هها شريرةنورة كانت يف كن

مت اعتماد إكسسوارات بسيطة تساعد على معرفة طبيعة الشخصيات، :اإلكسسوارات -وغريها من اإلكسسوارات اليت كانت ) الطبيب، ومكنسة اخلادمة مساعة(ونذكر مثال

فنالحظ مثال أن القفازين اللذان كانت ترتديهما نورة تارة .إىل حد بعيد وظيفيةالدفع بالكابنت وتلعب ما تارة أخرى، فيه داللة على ضلوعها ولو بطريقة خفية يف

.إىل اليأس واالنتحار

الفتها مبا موسيقى مل ختصص للعرض ولكن مت اقتناءها ومومت االعتماد على :املوسيقى -كما نوع املخرج من نغمات .)مقاطع موسيقية عاملية( خيدم أحاسيس الشخصيات

، وهي 1املوسيقى وفق حلظات العرض، إذ نسمع موسيقى عسكرية مع بداية املسرحيةهذا شخصيات عسكرية وأحداث تروح يفموسيقى حتيلنا مباشرة إىل أننا بصدد

يف املقاطع احلزينة من حلظات العرض، وهي ) ياين(النسق، كما استعمل موسيقى خاصة ، إضافة إىل استعماله ملوسيقىسيقية عاملية، توحي باحلزن واألسىمقاطع مو

كي تعطي املتلقي .أثناء دخول وخروج الشخصيات، وكذلك كفواصل بني املشاهد . املشاهد املواليةمن التفكري، والتشويق ملا سيحدث يففسحة

وبالرغم من . ألكادميي للتقنية النفسية كاجتاهاملسرحية منوذج عن اعتماد املسرح ا تعد هذهالنقائص اليت يالحظها املتلقي على مستوى التقنيات الركحية، وخاصة على مستوى األزياء، إذ

الكابنت مستوى نالحظ أن هناك اختالل يف استعمال اللباس العسكري، فبينما جتسد شخصية خر من اللباس، وهو اللباس البوليسي إن صح آراقي يف اجليش، إال أن اللباس أوحى إىل نوع

هو حماولة وكذلك لباس نورة، حيث جنده لباس عادي، لزوجة عادية، بينما كان األصح التعبري،

.01، د مسرحية األب، م س - 1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

139

د، للداللة على تقريب اللباس إىل شخصية األم املتميزة بالعجرفة، كأن يعطيها لباس فاضح أو أسواليت مل ينوع منها املخرج بالقدر الكايف، حيث اقتصرت وكذلك بالنسبة للموسيقى. الشر واملقت

أا تبقى يف يعرقل نوعا ما احلركية املسرحية، إالعلى مقطعني عامليني، ، ومقطع عسكري، وهذا صورة تقترب كثريا من دوره وإجنازه يف على أداءاملمثل كوينت كنهها حماولة جادة تقترب إىل

.لواقعا

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

140

.املسرح اجلزائريجتربة امللحمي يف لتيارا :املبحث الثالث

يعترب االجتاه امللحمي وليد فترة معينة من التاريخ الفكري والسياسي يف أوربا، وبالتحديد روب، اليت خلفت ضحايا مرحلة ما بني احلربني العامليتني، إذ أصبحت أوربا تعاين التشرذم واحل

على الفرد واتمع خبطر هذه احلروب سيون ومثقفون ملهمة توعية شعومانربى سيا ذلكل، ءأبريا .وحضارية وثقافية اجتماعيةمن مآسي وما جتنيه عليه

لى املستوى االجتماعي أو السياسيظهر يف املسرح عدة اجتاهات حتاول التغيري، سواء ع " برخيت"بريادة مؤسسه هو االجتاه امللحمي املسرح باعتباره فنااجتاه ظهر يف الفين، ولعل أهم أو

مع ذكر أهم أهم األسس اليت يعتمدها يف اإلخراج املسرحي عرضالبحث يف هذا الفصل إذ يرى .النماذج اليت تأثرت به يف املسرح اجلزائري

ل على املسرح مستوى العرض، على أطر جاءت كرد فع يفيعتمد املسرح امللحمي وإهلاب ى يف حقيقته إىل إيقاظ املشاهدينأن الفن الدرامي إمنا يسعبرخيت يرى إذ التقليدي،

ال بد أن يستعني املسرح بوسائل جديدة تتجاوز الوسائل التقليدية ومشاعرهم من أجل التغيري، ياة االجتماعية حلإن املهمة العلمية للمسرح، هي تصوير ا:" يف هذا املنحى حيث يقولاألرسطية،

وكأا حترك عند املشاهدين إمكانية التغيري، وينبغي أن تتولد عند املشاهدين للناس، حبيث تبدو وجوب إجياد ىنع، مب1"احلوافز حىت خارج املسرح، من أجل تقدمي أفضل اخلدمات لتقدم اتمع

.الثورة والتغيريآليات جديدة يقوم عليها املسرح من أجل حتفيز املشاهدين ودفعهم إىل

.203، ص 1988د عدنان رشيد، مسرح بريشت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

141

املسرح امللحمي خصائص .1

ته حول العمل اإلخراجي برخيت يف مذكرا أساليب اعتمدهااملسرح امللحمي يستخدم :1نذكر أمهها

طريق يكون ذلك عن :جيب على املخرج أن يصور من خالل مسرحياته اتمع -أ ية على الركح، ولعل أهم االجتماع أنه قابل للتغيري من خالل جتسيد تلك األحداثتصويره على

، اليت تغريت نظرا للمجتمع بفعل "األم شجاعة"مسرحية متثل هذه اخلاصية هي مسرحية اإلجيابيات اليت يتمتع ا أبناؤها، كما جيب أن يشري املخرج إىل مسألة نقد اجلمهور املتفرج

رة، وترك املسائل معلقة من مبادئ طريقة متثيلنا إسدال الستا:"فهو يقول يألحداث العمل املسرحوينبغي أن حيرك هذا إمكانية النقد والتفكري باألحداث واإليقاع اليت تعرض على ...بدون جواب

على تصوير الواقع االجتماعي وإمكانية تغيريه حنو ركزأسلوب برخيت ي، ألن 2"خشبة املسرحأكثر من ،قدية للمواقفيهتم أكثر بالواقع اخلارجي، وعملية االستقبال الن وهو بذلكاألفضل،

.اعتماده على اجلانب النفسي للشخصية املسرحية

من خالل إخراج ث ذلك دحي :تصوير الطبيعة اإلنسانية كطبيعة قابلة للتغيري -ب مسرحيات تصور اإلنسان على أنه قادر على إحداث التغيري، وهنا تظهر املسؤولية امللقاة على

عليه أن يتميز حبس ذكي عة اإلنسانية على الركح، هلذالطبيعاتق املمثل كونه هو الذي جيسد اهذا من ل تقليدها عرب متارين التدريباتوحاذق حىت يستطيع تقدمي الشخصية املوكلة له، من خال

أي على ة بينه وبني الشخصية اليت يقدمها؛ع مسافجيب عليه أن يض ومن ناحية أخرى ناحية،للمتلقي مسات تلك الشخصية اليت ا كليا، وإمنا يوضحلشخصية اندماجااملمثل أن ال يندمج مع

يعطي احلرية للممثل يف تقمص دور الشخصية تتحول يف واقعها بني اإلجياب والسلب، فربخيت

.215-207، ص ينظر د عدنان رشيد، مسرح بريشت -1 .207، ص م ن -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

142

أثناء التدريبات، ولكنه يفرض عليه أثناء العرض العام أن يترك مسافة بينه وبني الشخصية، ليجعل بالنقد واالنطباع للقيامال غري، وهذا يتيح الفرصة له املتلقي يدرك أنه أمام عملية متثيلية

وهذه هي النقطة اليت انطلق منها برخيت عندما أسس آلية التغريب املسرحي، اليت تعتمد "اإلجيايب، سرحية اليت يشاهدهاعلى تكسري اإليهام العاطفي، وتبليغ املشاهد املسرحي مبهامه الفكرية جتاه امل

يف تصوير طبيعة الشخصية اإلنسانية مهمة املمثل، لذا تتمحور 1"سرحفيدرك أنه يوجد يف املعن له مبتغاه يتم فعل الذي يؤدي إىل التغيري، وكمتغري ومتطور يستفيق فكريا من أجل القيام بال

.التغريبطريق

حياول املسرح امللحمي أن يتجاوز :تصوير الصراعات بوصفها صراعات اجتماعية - ج يترك هذا الصراع ويتجه إىل الصراع حيثعمل عليها منهج الواقعية النفسية، النفس اإلنسانية اليت

إن ما يهمنا هو التصرف :" املنحى الذي تكون له أسباب ونتائج اجتماعية، ويقول برخيت يف هذا، ومن أهم املسرحيات اليت تبني هذا 2"واملوقف الذي ينشأ من الظروف واالعتبارات االجتماعية

اليت يدور معظم صراعها حول العالئق االجتماعية انطالقا " دائرة الطباشري القوقازية "املوقف، جند من حب مرمي العذراء للطفل مث االنتقال تدرجييا إىل الصراعات االجتماعية اليت تظهر بوضوح من

.3خالل األحداث املعروضة فوق خشبة املسرح

أن األخالق ال جيب أن رح امللحمي يبني لنا املس :تصوير األخالق بتناقضاا احلقيقية -د هو خلق ) اخلري(مسلمات ال تناقش، بل يعمل على وضعها يف إطار من التناقض، فمثال تكون

حمي جيب أن خيضع للتمحيص من مجيع نواحيه، بطرح السؤال لامل االجتاهه، لكن يف ئمجيل يف مبدوافعها يف ذلك؟ فرمبا تقوم هذه وما هي د ملاذا تقوم هذه الشخصية ذا الفعل اخلري؟: التايل

1 - voir A. Ubersfeld. Notes sur la dénégation théatrale. P. u. de Lille. 1980. P 46.

.211عدنان رشيد، مسرح بريشت، م س، ص . نقال عن د -2 .211ينظر م ن، ص -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

143

.، وعندها سيتحول معىن اخلري إىل معىن املصلحةية ذا الفعل من أجل مصلحة ذاتيةالشخص . مسلمات يالتقليداملسرح وغريها من القيم األخالقية اليت تكون يف

أعضاء بة املسرح حتت جمهر النقاش بنييضع املسرح امللحمي كل ما حيدث على خشاألخري إىل تصور يرضي كل األطراف لعامل على هذا العرض املسرحي، إىل أن يصل يف الفريق افال يوجد عمل مسرحي يتم إجنازه بصورة تامة، دون " كون له نوع من املصداقية، وذا ي

التعرض للنقد والتغيري، كما توجد يف غضون العرض املسرحي بروفات، إذ تنشأ لنا حلول جديدة .1"واحلوارمن خالل التمثيل

جيب على املسرح أن يوفر نوع :استعمال املالحظة اجلدلية كوسيلة من أجل التغيري -ه من التسلية حىت يستطيع إيصال مهمته التعليمية والتربوية بسهولة، ولكن يكون هذا بطريقة جديدة

. لتغريبف عند برخيت بارتتجاوز معىن التطهري يف املسرح الكالسيكي إىل املعىن اجلديد والذي يعاقعية يقوم مبدأ املسرح حسب برخيت على أساس إبعاد اإليهام املسرحي، الذي تفرضه وحيث

من عاطفته كي حتيل به إىل إمكانية االندماج، وهلذا يعمل املسرح العرض على املشاهد، فتشده ن النفي اعتبارا من أ"هو متثيل ومشاهد ممسرحةامللحمي على اعتبار أن ما يعرض على اخلشبة إمنا

يتماشى ومبدأ االلتباس، الذي يقع فيه املشاهد، وال يستطيع اخلروج منه، بني الواقع الذي يشاهده يدعو برخيت إىل مسرحة املسرح، أي تغييب العاطفة ، لذلك2"واحلقيقة اليت ينتمي إليها

.ولد عن العقلواستحضار اإلدراك والعقل من أجل التغيري االجتماعي، فاملتعة احلقيقية هي اليت تت

.213عدنان رشيد، مسرح بريشت، م س، ص . نقال عن د -1

2 - A. Ubersfeld. Notes sur la dénégation théatrale. P. u. de Lille. 1980. P13.

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

144

:امللحمي التياريف املسرح اجلزائريجتربة .2

تتلخص التجربة اجلزائرية يف هذا االجتاه بوضوح وعمق عند ثالثة من أعالم املسرح يف ، ويبدو ذلك واضحا )كاتب ياسني، ولد عبد الرمحن كاكي، وعبد القادر علولة( ماجلزائر، وه

.على حد سواء و عروضهمن خالل كتابام م

ذو الرجل " كاتب ياسني يف هذا االجتاه بصورة جلية من خالل مسرحيته وتتضح جتربة للعملية املسرحية بنظره ،بربخيت املبدعتبني مبا ال يدع جماال للشك تأثر هذا ، "عل املطاطيالن

لذي وفكره اإليصال رسالته سرح الفضاء األمثلعلى أا وسيلة تعليمية وسياسية، معتربا قاعة امل، ذلك أن 1تتبني معارضته وفضحه لألكاذيب والظلم مهما كانت صورهل ميارسه من خالل الركح

مسرحية الرجل ذو النعل املطاطي تعاجل مشكلة العنصرية يف مجيع بقاع العامل، وقد عاجلها كاتب وضع رؤية خاصة ياسني على مستوى العرض بالطريقة امللحمية، حيث حاول عن طريق النص

اج، حىت جيعل املتلقي عندما يذهب إىل قاعة العرض ملشاهدة املسرحية، إمنا يذهب لرؤية لإلخرمشاكل واقعية تصادفه أو صادفته يف احلياة االعتيادية، لكن يسعى من خالل عرضه أن ال يكشف

س مسرحا لي"النقاب عن أسباب املشكلة وسبل حلها، اعتبارا من أن املسرح السياسي أو امللحمي تلقى من فوق خشبة املسرح، بل مسرح يعتمد على قدر كبري من قدرة كار اردة واخلطب لألف

.2"الكاتب املسرحي على اخللق

خيالف كاتب ياسني جل الذين كتبوا يف ربريتوار املسرح اجلزائري، ألن طريقته غري وومل يكن خادما م يهرول مسرعا حنو اعتناق األفكار اجلاهزة، ومل ميدح الواقع لفهوطريقتهم،

عبد الملك . ينظر جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، رسالة دكتوراه، إشراف د -1

.200، ص 2002/2003مرتاض، جامعة وهران، .13، ص 1989ب، القاهرة، أحمد العشري، مقدمة في نظرية المسرح السياسي، الهيئة المصرية العامة للكتا.د -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

145

زائري، بطريقة تدنو من خلط اهليمنة السياسية، وإمنا رسم لنفسه مسارا مغايرا خلدمة املسرح اجل .1ولكن وفق نظرة تنحو إىل امللحمية أكثر من أي اجتاه آخر العاملية

وكشف النقاب عن ، اجلثة املطوقةيف مسرحية دافع كاتب ياسني عن القضية الوطنية وانتصر للقضية الفيتنامية ،األجداد يزدادون ضراوةاخلونة، عمالء فرنسا يف و مسألة احلركي

وأزاح ،الرجل ذو النعل املطاطيولإلنسانية بصفة عامة مبرافعاته التارخيية عرب أحداث مسرحية وتطرق إىل املسكوت عنه يف تاريخ ملوك ورؤساء األمة ستار عن جرائم اللويب اإلسرائيلي ال

فلسطني ل تعاطيهم مع موضوع القضية الفلسطينية يف أحداث مسرحية العربية، من خال في واإليديولوجياستطاع أن خيلق رؤية شاملة ملستوى اخلطاب الدرامي، ببعديه الفلسو.املغدورة

على الصعيدين ، تطورا ملحوظا يف ضة املسرح اجلزائريكما حقق من خالل أعماله املعروضة .2الداخلي واخلارجي

يف جل هذه على التسلية مع اعتماد أسلوب التغريب، اعتمد ة أخرى فقدمن جهو، وقد استعمل وسائل سرحأيامه يف امل أواخروهذا ما نادى به برخيت يف ،األعمال اليت ذكرناها

التغريب من إدخال للراوي، وكذا تغريب األحداث واعتماده على نظام اللوحات الفنية فوق من خالل وهو نفسه يؤكد على اعتماد هذا األسلوب ،ز أفكارهخشبة املسرح، من أجل إبرا

إنين أوجه املسرح كوسيلة للتربية والسياسة، لذا ينبغي البحث عن مسرح سياسي لبلوغ :" هقول .3"أهداف ومطامح اجلماهري الشعبية

ولد عبد (يقدم لنا املسرح اجلزائري كذلك رجل آخر تأثر كثريا باالجتاه احملمي وهو أوضح منوذج على هذا التأثر، إذ تلتقي كثريا )القراب والصاحلني(، ومتثل مسرحية )ن كاكيالرمح

262أحمد مسعود،جامعة وهران، صإشراف،المسرح الجزائري،رسالة دكتوراه،الخطاب اإليديولوجي في ينظر،عيسى رأس الماء،-1 .405ينظر م ن، ص -2 .210جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، م س، ص -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

146

لربخيت، حيث اعتمد فيها على كسر اإليهام يف ) اإلنسان الطيب من ستشوان(مع مسرحية .1العرض مستخدما مبدأ التغريب، وحماوال إيصال فكرته من على الركح بصورة ممتعة ومعلمة

أو العرض إىل توى الكتابةعلى مس االجتاهر ولد عبد الرمحن كاكي ذا ويعود سبب تأثرسائل عن طريق ومعايشته لواقع جمتمعه املتدهور، ومن هنا حاول أن يعطيه تعلقه الشديد باتمع

املسرحية مدركا لكنهها التمثيلي كي يبقى املشاهد منفصال عن العمليةالتغريب يف املسرح، بد الرمحن كاكي على تقنية كما اعتمد ولد ع .ه حىت يتسىن له التغيري اإلجيايبعامال عقله وفكر

.واحللقة اليت تعد خصوصية جزائرية هلا مساا املشاة الستعمال برخيت للراوي املداح

فولد عبد الرمحن كاكي سواء من خالل القراب والصاحلني، أو من خالل مسرحية محام ها من املسرحيات اليت كتبها وشارك يف إخراج بعضها، جنده غريكل واحد وحكمه وريب، أو

.التزم باخلط الربخييت يف تناوله املسرحي

وإذا ما ذهبنا إىل املسرح اهلاوي فإننا جند العديد من الفرق املسرحية يف اجلزائر قد جت تتبع هذا النهج، وسنذكر على سبيل املثال ال احلصر بعض الفرق اليت قامت بأعمال مسرحية

:االجتاه امللحمي يف اجلزائر

وهي مسرحية من إنتاج فرقة عبد الرمحن قهواجي، ملدينة أرزيو، 2 )الوعدة(مسرحية -تروي يوميات عامل بسيط يعيش غريبا بني أهله، حيث انتقل إىل املدينة، وهناك

وقد مت تناول هذه املسرحية وفق النهججمموعة من التناقضات االجتماعية، صادفتهوكذالك التخاطب مع املتلقني من فوق خشبة مللحمي، حيث استخدم فيها الراوي ا

.املسرح

أمين . بريختي، على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي، رسالة ماجستير، إشراف دد الطيب، أثر المسرح الملحمي الناينظر م -1

.109، ص1995/1996الزاوي، جامعة وهران، .196ينظر حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة بالجزائر، م س، ص -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

147

، وهي مسرحية تتكلم عن 1974من إنتاج فرقة املستقبل عام ): املقصود(مسرحية - .يل ضد البريوقراطية والبورجوازيةاالنضال العم

.1لفرقة حممد التوري بالبليدة) واالستثناءالقاعدة (مسرحية -

غري أن املالحظة اليت ميكن ، اليت أنتجت أعمال تروح يف هذا املنحى الفرق ها من وغريمالحظتها حول مسرح اهلواة، هو أنه مسرح ال يعتمد بشكل كلي على اجتاه معني، بل ميزج بني

مسرحيام وفق اجتاه حمدد، وإمنا مت ذكرهم على تصنيفاملناهج املسرحية املعروفة، هلذا ال ميكن .بعض املظاهر اليت تتجلى من خالل عرضهم أساس

الذي كانت له بصمته " عبد القادر علولة" كما تتجلى التجربة الربخيتية بوضوح معتبىن هذا الكاتب حيث املميزة يف املسرح اجلزائري، وخاصة يف االجتاه السياسي امللحمي،

التغيري االجتماعي واالقتصادي ه بالجتاه امللحمي يف اجلزائر من خالل دعوته جلمهوراواملخرج خمعتمدا يف ذلك على التراث، ليس من أجل التأري لنهوض ببلده إىل آفاق أوسع وأرحبيتم ال

يظهر ذلك جليا يف اية كبرية باملداح أو القوال، وفأوىل عن ،ولكن من أجل كشف واقعه الراهنوغريها من )األجواد، اللثامل، األقوا ،اخلبزة، محق سليم، الشعب فاق، الواجب(معظم مسرحياته كتبها وجسدها هو بنفسه على خشبة املسرح، أو جسدت بعد وفاته كمسرحية املسرحيات اليت

.2"إثىن عشر عاماب، اليت مل جتسد إال بعد وفاته بالشعب فاق بالواج

، حيث ترى ، وخاصة على مستوى العرضتأثر عبد القادر علولة بالتيار الربخييت كثرياأن تأثر عبد القادر علولة باملسرح الربخييت بدا واضحا على مستوى : " ورة فرقاين جازية الدكت

اإلخراج املسرحي أكثر مما هو جلي على مستوى الكتابة الفنية، فالتوافق بني النظرية امللحمية وبني شكل احللقة مكن املؤلف املخرج يف الوقت نفسه من امتالك العناصر األساسية يف الفضاء

.207/208ينظر حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة بالجزائر، م س، ص -1 .07، ص2006، 02لة المهرجان، العدد المهرجان المحترف للمسرح المحترف، سيدي بلعباس، مج -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

148

ا يعرض أمامهم، فالراوي أثناء مماملسرحي، وهو توعية اجلمهور ودفعهم إىل اختاذ موقف إجيايب .1"حىت يتمكن من قطع اإليهام...سرده للحكاية، يقطعها بدعوة اجلمهور للصالة على النيب

من املسرحيات اليت ظهر فيها االجتاه امللحمي واضحا يف مسرح ) األجواد(وتعد مسرحية .هذا التأثر لتبينيدر علولة هلذا ارتأى البحث الغوص يف بعض عناصرها اإلخراجية عبد القا

.مسرحية األجواد إخراج عبد القادر علولة -

حتمل فكرة معينة، إال أن املخرج من ثالث لوحات فنية، كل لوحةاملسرحية تتكون .هاجعل هلا خيطا رفيعا يصل كل لوحة باألخرى، وهذا ملخص املسرحية حسب عرض

احلبيب الربوحي، ذلك " ، جتسد اللوحة 2"الربوحي"مت تسميتها ب : اللوحة األوىل -العامل يف البلدية الذي يتعاطف مع احليوانات اليت مل تطعمها البلدية، ويظهر العرض

.أول ما يظهر الراوي الذي يبدأ بسرد قصة احلبيب الربوحي

، ويرافق "مصائب ومشاكل املغبنةالربوحي املسكني متحمل املخلوق، :" يقول الراوي .3هذا احلديث مقطع موسيقي افتتاحي يوحي باإلطار العام للوحة األوىل

وهو " منور آكي"من خالهلا نتعرف على شخصية أخرى هي شخصية : اللوحة الثانية -إنسان ذاق مر اهلجرة والسجون، والنضال، وقد تربع يكله العظمي للثانوية اليت

، وكالعادة 4"ال متلك هيكال عظميا الستخدامه يف تعليم التالميذيعمل ا ألا يستخدم عبد القادر علولة تقنية القوال الذي يشرح مضمون اللوحة من خالل

.214جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، م س، ص -1 . 4مسرحية األجواد، منشورات ، المسرح الجهوي لوهران، ص -2 .05، شريط كاسيت، المسرح الجهوي وهران، د ينظر مسرحية األجواد، إخراج عبد القادر علولة -3 .35 جواد، م س، دأنظر مسرحية األ -4

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

149

افتتاحية اللوحة الثانية اليت تبني الواقع االجتماعي هلذا احلارس يف الثانوية، والذي أراد .1أن يضحي بنفسه من أجل أن يتعلم أبناء بلده

ذلك العامل باملستشفى والنقايب " جلول الفهاميي" جتسدها شخصية : اللوحة الثالثة -ذا ما جعل املسؤولني حييكون ضده املؤامرات حىت مت هالذي ال يرضى بالفساد، و

إحالته على التقاعد، حىت ال يعري فضائح املسؤولني، وبدأ اللوحة بسرد قصته من يف مستشفى املدينة، يف الصيانة خدمته، ينظف جلول الفهاميي خدام:" خالل القوال

ويسقم األجهزة الطبية، هذا عشرين عام ملي بدا يعمل يف املؤسسة، يف البداية داروه هكذا تنقل جلول الفهاميي يبدلوه من مصلحة ملصلحة ويعطوه ...عند باب املستشفى

زماين واملكاين وهذا السرد دائما ترافقه موسيقى وديكور مييز احليز ال" خدمة أخرى .2"لألحداث

للمتلقي انفصال كل لوحة عن األخرى، لكن يف من خالل رؤية هذه املسرحية يتبنيالنهاية يكتشف أن املخرج قد جعل هذه اللوحات خادمة هلدف واحد وهو حماربة الفساد

يعرف االجتماعي الذي استشرى يف الكثري من املؤسسات الوطنية مستخدما يف ذلك القوال أو ما .يف املسرح امللحمي بالراوي

:العمل مع املمثل/ أ

يعترب املمثل هو الوسيلة األوىل إليصال ما يريد إيصاله املخرج من أفكار عرب عرضه املمثل البطل هو ألنجبهد ، املسرحي، وقد عمل عبد القادر علولة على الشخصيات الرئيسية

يثبت قدرته على جتسيد الشخصية اليت يؤديها يف الذي يعتمد عليه العرض بصورة كبرية، وعليه أن

وقد تم االعتماد على حوار في هذا الشأن أجراه عبد القادر بوشيبة، مع . لم يتوفر هذا المقطع في الشريط، نظرا لقدمه -1مسرح علولة مصادره " لماجستير حول الممثل المسرحي آدار بمقر المسرح الجهوي، وهران، في إطار تحضير رسالة ا

"وجمالياته .39شريط كاسيت، مسرحية األجواد، د -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

150

قدرة كبرية على جتسيد شخصيات كل " سرياط بومدين" غري تكلف وال تصنع، وقد أظهر املمثل ن الشخصيات اليت جتسدها وفق يف ذلك ألحيث ، "وجلول الفهاميي" ر وواملنو" الربوحي" من

ليب يف األخرى اجلانب السجتسد الشخصيات املسرحية ككل تلتقي كلها يف رفضها للفساد، بينما الشخصيات اليت تتميز باإلتكالية "فضيلة حشماوي" و" ميينة غامول" ت كل من اإلنسان، إذ مثل

ففي لوحة جلول الفهاميي مثال جند كل . 1واخلوف من املسؤولني، وعدم معرفة احلقوق والواجباتفهم إىل جانب لدفاع عن حقوقهم، رغم وقومن هاتني الشخصيتني سلبيتني مييزمها الغموض يف ا

تأزم الوضع بقيتا تتفرجان، وتركتا جلول الفهاميي يصارع لوحده اجلهاز الشخصية البطلة، لكن ملا .2البريوقراطي وأعداء الطب ااين يف املستشفى

معاجلة موضوع الفساد يف نوع من الثورية منتهجا اجلدلية الربخيتية، كما حاول املخرج ف مسرحيته بعالقة محيمة جتمع بني املمثل والعرض، الغيا سلطة املخرج على العرض، معطيا ل

لخطاب املسرحي نوع من املرونة اليت حترر ليكون كي بذلك حرية للممثل وخاصة يف احلوارات ن ابتكار النص عرب مكونات مغايرة وجديدة بوصفهم وفاملمثلون حياول" املمثل من قيود النص

حاول .3"خلطاب تتكامل فيه رؤيتهم مع رؤية املخرج يف خلق عالمات صورية للعرضمنتجني عبد القادر علولة بالنسبة للغة العرض أن يوظفها وفق نسق إشاري وصفي وسردي وهذا من

.4خالل القوال الذي يصف املكان بالتفصيل وعالقته باملمثل

ل أمهية القوال، واستعماله قول أن العرض تشكل من خاللمن خالل هذه الرؤية ميكن اكتقنية ميزت أسلوب عبد القادر علولة يف مسرحه بشكل عام، ويف مسرحية األجواد بشكل

.خاص، وقد اعتمد باإلضافة إىل هذه التقنية على عناصر أخرى وظفها يف نفس السياق

.أنظر شريط كاسيت، مسرحية األجواد -1تم االعتماد على عبد القادر بوشيبة، مسرح علولة وصادره الجمالية، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في المسرح -2

.نظرا لفساد الشريط .341، ص 1993/1994وح، جامعة وهران، عبد القادر فيد. الجزائري، إشراف، د .343عبد القادر بوشيبة، مسرح علولة وصادره الجمالية، م ن، ص -3 .345م ن، ص -4

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

151

:)الديكور واملالبس( العمل على معطيات العرض األخرىعلى الرغم من اعتماد ية ثابتا من بدايتها إىل ايتهاكان ديكور املسرح: الديكور -

األول، فجسد يف خمالف للمكانثالث لوحات كل لوحة تقع يف مكان علولة على غري أن املستشفى، الثانوية، ويف اللوحة الثالثة ةاللوحة األوىل البلدية، ويف اللوحة الثاني

نجد تفاصيل الديكور تتكون ف تفاصيل الديكور كانت متشاة يف كل هذه اللوحات،من قضبان حديدية تتقاطع فيما بينها أفقيا وعموديا وتتصل مع بعضها من ميني الوسط

وقد شدت القضبان احلديدية بنوع من األسالك، مع بقاء فراغ يف إىل يسار الوسط، األجواد وسط اخلشبة لدخول املمثلني، وفوق هذا الفراغ يالحظ املتفرج مشس

قد ) األجواد(كما جند شعار املسرحية املتمثل يف كلمة خ،وفمن النحاس املناملصنوعة .1املترمترين ونصف النحاس الرباق على ارتفاع حوايل كتب بنوع من

أرضية اخلشبة فنالحظ مسطبة تتربع يف وسط الركح على قطر يساوي أو يزيد يف أما ورمبا يكون هذا من املسرحية، املترين، هذه التشكيالت الديكورية مل تتغري على طول

اهلنات اليت وقع فيها املخرج، إذ جند أن هذا الديكور يف صورته املرئية يوائم كثريا ، باعتبار أن هذا املشهد 2اللوحة الثانية لوحة احلبيب الربوحي، يف مشهد احلديقة

يكون فيه العرض املسرحي يف أوج توتره، لكن هذا ال يعطي العذر للمخرج يف مبعىن آخر أن علولة رمبا حاول العمل بصورة أكرب يده لديكور اللوحات الثالث، توح

.مع املمثلني، ومل يعطي باال كبريا للعناصر األخرى ومنها الديكوراعتمدها علولة بكوا داللة صامتة تدل على احلالة االجتماعية للشخصية :املالبس -

والذي أدى دوره حممد آدار ينب املعطف القدمي الذي كان يرتديه عالل الزبال، "حالة الفقر، غري أن املخرج مل يعطي كبري اهتمام للباس ألنه اعتمد على لباس تقريبا

م س. أنظر مسرحية األجواد، شريط كاسيت - 1 .38د م ن، - 2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

152

موحد واستعمل تقنية احللقة الشعبية اليت أدت إىل توحيد اللباس نوعا ما، كما نالحظ ما نرى كذلك أن اللباس يف هذه املسرحية كان يف جله يدل على بيئة األحداث، فعند

املآزر البيضاء والزرقاء نعلم أننا يف مستشفى، وكذلك عندما نشاهد اللباس األصفر .1اخلاص بالبلدية، فهذا حييلنا مباشرة على مكان وقوع احلدث

يتميز العرض املسرحي ملسرحية األجواد جبمعه بني املوروث الشعيب واملسرح امللحمي، إذ الواقع االجتماعي املتدهور، داعية يف الوقت نفسه إىل يتضح ذلك من خالل مترد الشخصيات على

ملا ينتشر العلم يف :" جلول الفهاميي :ضرورة التغيري من أجل غد أفضل وهذا مثال على هذا االجتاهملا يعودوا يتصرفوا بيه حيام اليومية، ذاك ...يينابالدنا، ويتكلموا اخلادمني البسطاء، قراينك وقر

كل ...شعبنا ذاك الوقت يتخلص من مشاكله...على استقالل ثاين الوقت بالدنا تتحصل .2..."املشاكل

مثل العرض املسرحي ملسرحية األجواد منوذجا واضحا لالجتاه الربخييت، مستعينا بالتراث الشعيب اجلزائري، من خالل ما يعرف باحللقة والقوال، اليت تقرب املتلقي من اللعبة املسرحية

غري أن هذا االجتاه يف أعماقه حيمل بعض بذور املدرسة . ليس واقع فعليباعتبارها مسرحة والواقعية، حىت وإن أنكر أصحاا ذلك، كون أن العملية املسرحية ال تقوم إال إذا كان املمثل

ت يف آخر أيامه واملخرج يف تناسق كامل مع ظروف املسرحية األخرى، وهذا ما اعترف به برخيليس معىن أنين قد انتهجت هذا املنهج فهو األصلح، بل ميكن أن تكون " :لاملسرحية، حينما قا

.3"هناك مناهج أخرى حسب طبيعة هذا الفن املتغرية

.م س. أنظر مسرحية األجواد، شريط كاسيت -1 .18مسرحية األجواد، م س، ص -2 .231أحمد العشري، مقدمة في نظرية المسرح السياسي، م س، ص :بريخت نقال -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

153

.املسرح اجلزائريجتربة املسرح الفقري يف تيار: املبحث الثالث

عناصر التمثيلية، غري مبال ب ورة شبه كلية على املمثل وقدراتهالفقري بصيعتمد اجتاه املسرح تروح إىل البذخ الفين، فاملمثل االجتاه أشياء زائدةالعرض األخرى، اليت تعترب حسب مؤسس هذا

هو الوسيلة األوىل واألخرية يف يد املخرج، كونه أكثر املوجودات Grotowskiعند غروتوفسكي ربة فردية وملا كان املسرح الفقري هو وليد جت. أمهية قصوى يوليه لذلك شبة املسرحأمهية على خ

عند مؤسسه، فال ضرر أن نقف عند هذا املخرج، حىت نقتبس شذرات من حياته، لتكون لنا رؤية .واضحة حول منهجه اإلخراجي

، وقد حصل على دبلوم 1933، ولد ببولندا عام Grotowski غروتوفسكي جرسيهو ل بني عامي من كلية كرافروف املسرحية، وا أكمل دراسته باإلخراج، وقد عم التمثيلأنكل "و" ليونسكو" الكراسي"مقدما عروض " ثياتر ستاري"كمخرج يف مسرح 1959و1957

مديرا 1959لتشيخوف، وغريها من األعمال لكبار الكتاب املسرحيني، وقد أصبح يف عام " فانيا هذا املسرح كان بتمويل. سنة 26يف بولندا، وعمره ال يتعدى " رزيدوف 13ثياتر " عاما ملسرح

وباخلصوص فن التمثيل، ومن هنا كومة البولندية، وهو معمل يبحث يف عامل الفن املسرحيمن احلبدأت تتجلى نظرته وإعطاؤه األمهية القصوى للممثل وحركته اجلسدية فوضع منهجه الذي مسي

.1باملسرح الفقري، أو منهج غروتوفسكي يف التمثيل

.41/43ط، ص .ت، د. ينظر صافي ناز كاضم، مسرح المسرحيين، ثالث مقدمات، مكتبة مدبولي القاهرة، د -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

154

:الفقريخصائص املسرح .1

ري جمموعة من امليزات واخلصائص مثل باقي املناهج، إذ يراه حيمل املسرح الفقفالنص ليس اجلوهر األساسي، بل ااة هي مسرح جماة بني املخرج والنص" غروتوفسكي ا تقتضيه احلياة اليومية لإلنسانأو األسطورة مع م يفية التعامل وتكييف النص القدمياجلوهر، وك

الفقري ، وقد مسي هذا املسرح باملسرح1"دة بني املمثل واملشاهدفاملسرح هو تلك العالقة الوطي لسرقة واالقتباس من معارف أخرى ن املسرح الغين يعتمد على الولع باحسب غروتوفسكي ، أل

مسرح مليء بالعيوب واخلداع البصري، فاملؤلف يقتبس من نصوص أخرى دون أن يثبت إذ يعترب الفين عبارة عن خليط فين، إضافة إىل املبالغة يف التعامل مع قدرته الفنية، وذا يصبح العمل

الديكور يف املسرح التقليدي، فالتعامل مع عناصر العرض من ديكور وإضاءة وإكسسوار وماكياج، ما هي إال عناصر تساهم بطريقة أو بأخرى يف التمويه أو اخلداع، وهلذا فإن

إن املسرح هو املمثل :" إذ يقول رغ إلعداد املمثل،ها والتفنغروتوفسكي، قد فكر يف االستغناء عوكل شيء آخر إضايف نستطيع االستغناء عنه، فاملسرح يستطيع أن حييا من غري مالبس، ومن غري

-مناظر، ومن غري موسيقى وتأثريات ضوئية، ولكنه ال يستطيع أن حييا من دون لب العمل .2"الناقل لفكرة املخرج حنو املشاهد -املمثل

ما هو األصل يف عروضك . عر بالضيق عندما يسألين أحدشإنين أ:" يقول يف مقام آخر وض مسرحنا وشيء واضح املعامل وهو اللعب بفنية جديدة كل حني، إن عر...التجريبية املسرحية؟

عروضنا تتميز حدد ما هو املسرحي اخلالص، ثانياحنن نسعى لن...املعملي، تسري يف اجتاه آخر

ة العامة، وزارة الثقافة يوجين يوباريا، يوجين غروتوفسكي، نحو مسرح فقير، ترجمة، كمال قاسم نادر، دار الشؤون الثقافي -1

.31ت، ص .واإلعالم، بيروت، د .30ص ،م ن -2

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

155

فصل يف عالقة املمثل واملتفرج، هلذا حنن نعترب الفنية املشهدية والشخصية للممثل قلب بتقصيها امل .بنوع من االزدراء األغراض املسرحية ي إىلغروتوفسك هلذا ينظر .1"فن املسرح

الديكور باعتباره جمموعة العناصر اليت تتكون منها خشبة املسرح، ميكن :الديكور -أ طيع عرب جسمه توظيف الديكور اخلاص بالعرض املسرحي التخلي عنها، كون املمثل يست

الديكور باعتباره جمموع العناصر اليت تؤثث الفضاء الركحي، حيث ختلينا :" فهو يقولعنه كلية، جاعلني من املمثل أداة مطواعة لتشكيل الديكور، فهو بتحركاته يقوم بتحويل

العملية يف غاية التعقيد والصعوبة ويبدو أن هذه . 2"األرض إىل حبر، أو مائدة، أو منضدة .ولن يناهلا املمثل بسهولة أبدا

تتجلى الرؤية واضحة عن منهج غروتوفسكي يف مسرحه الفقري، من :املوسيقى -ب خالل إمهاله لكل عناصر العرض، فهو يثور يف معمله املسرحي اجلديد على املسرح

، هلذا 3ن التطورات التكنولوجيةالشامل وعلى كل الوسائل احلرفية املتقدمة اليت تولدت عميكن اعتبار املسرح الفقري منهج يعتمد كلية على املمثل، إذ تتنحى املوسيقى جانبا لتترك لصوت املمثل اال كي يكون بديال عنها، عرب ما يتركه صوته من موجات طبيعية، ويف

تسمح ملسرح اكتشفنا أن أبعاد املوسيقى اآللية من ا:" هذا الصدد يقول غروتوفسكيللعرض املسرحي أن يغدو موسيقيا، أي إمكانية بناء موسيقى يف نطاق املسرح ذاته، أي

لنص املسرحي ليس األساس املسيطر القد عرفنا أن ...التكوين الدرامي للصوت البشرييف املسرح، وال يدخل يف نطاقه إال عندما نراه بني يدي املمثل، وما يفعل به، إذ يعترب

.4"ة موسيقية مبثابة رابطة صوتيةبوصفه نوت

.50نقال عن صافي ناز كاضم، مسرح المسرحيين، ثالث مقدمات، م س، ص -1 .بتصرف 21نقال عن يوجين يوباريا، يوجين غروتوفسكي، نحو مسرح فقير، م س، ص -2 .139س والمناهج، مطبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص ينظر أحمد زكي، عبقرية اإلخراج المسرحي، المدار -3 .20نقال عن يوجين يوباريا، يوجين غروتوفسكي، نحو مسرح فقير، م س، ص -4

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

156

يقتصر عمل غروتوفسكي يف اإلضاءة على الشموع، وبعض :اإلضاءة - ج لقد تنازلنا عن اللعب بالضوء، وقد :" الربوجيكتورات املثبتة على األرض، فهو يقول

ل للضوء النابع من املكان الساكنمنحنا هذا التنازل قدرات هائلة يف جمال تطبيقات املمث، مبعىن أن 1"ملمثل بالظل، والنقاط الواضحة وغريها من الشؤون املتعلقة باإلضاءةووعي ا

اإلضاءة أصبح هلا دور ثانوي ينحصر يف إضاءة الركح وقاعة املشاهدين معا، أما اإلضاءة احلقيقية فهي تلك اليت تكون داخل املمثل، أي أا إضاءة معنوية روحية تتولد من قدرة

.املمثل ذاا

لقد تنازلنا عن املاكياج، عن األنوف املعدلة يف :" يقول عنه غروتوفسكي :اكياجامل -د البطون املنتفخة، وبكالم آخر، تنازلنا عن كل شيء يعد له املمثل يف غرفة املالبس، قبل

مبعىن أن املمثل جيب عليه أن يكون قادرا .2"خروجه منها والدخول يف جمال رؤية املتفرج الت ومالمح وجههي والداخلي للشخصية اليت يؤديها، عرب عضعلى التعبري اخلارج

.وإمياءاته احلركية

عمل قها، بدو من الصعوبة مبكان حتقيمثل عمليته اإلبداعية هذه، اليت يلكي يتم امل غروتوفسكي على إخضاع املمثل لتمارين طويلة وقاسية، حىت يكون مستعدا يوم العرض،

.صوت وجسد املمثل وقد اقتصر تدريب غروتوفسكي على

يضع غروتوفسكي يف إطار التدريب الصويت املمثل وسط خشبة :على مستوى الصوت/ أاألوىل االتصالء نصه مستغال صوته إىل أقصى درجة، فالصوت هو وسيلة ااملسرح، ويطالبه بإلق .3بني املمثل واجلمهور

.19، ص يوجين يوباريا، يوجين غروتوفسكي، نحو مسرح فقير، م س -1 .19م ن، ص -2 .51ص ينظر صافي ناز كاضم، مسرح المسرحيين، ثالث مقدمات، م س، -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

157

بعضها إذ استقىاتسمت التدريبات اجلسدية عنده بالتعقيد، :على مستوى اجلسد/ ب 1:هامهنرصد أة، سوالطقوس البوذي من تقاليد اليوغا اهلندية

.املشي بشكل إيقاعي مع متاسك األيدي باألذرع - .املشي على رؤوس األصابع - .املشي منحين الساقني واأليدي خلف الظهر - .املشي مع احنناءة يف الساقني واأليدي تالمس أصابع القدم - .دي إىل أعلى كأا مرتفعة بواسطة خيطاملشي بشكل مستقيم واألي -

:ومن متارين االسترخاء العضلي نذكر .واألرجل تفتح تارة ببطئ وتارة بسرعة ئطاألقدام على احلا -

.الرأس مندفع إىل األمام واأليدي موضوعة فوق الركبتني -

.2األرجل ملتصقة مع ثين اجلسد حىت يالمس الرأس الركبتني -

رين اليت كانت تؤدى يف معمل غروتوفسكي، الذي كان هذه بعض النماذج عن التمايهدف من ورائها إىل جعل املمثل يتوصل إىل جتسيد الدور عرب إقامة تناسق وخلق تناغم بني األحداث الداخلية واألحداث الفنية، وهكذا يستطيع املمثل اكتشاف نفسه معربا بذلك عن روح

روتوفسكي قد حاول اخلروج أيضا عن خشبة كما ميكن اإلشارة إىل أن غ .املسرحية اخلالق .3املسرح التقليدي من خالل عودته إىل الفضاء اخلارجي الواسع

يف منهجه التقنية سالفسكيوميكن اإلشارة إىل أن غروتوفسكي كان متأثرا جدا بستانكنت لقد :" ، فهو يقولالنفسية اليت تعتمد على ليونة اجلسد، غري أنه جتاوزه كثريا يف تدريباته

1 .www.grotowskiahewar.org- مساء21.00على الساعة 12/11/2010تاريخ الزيارة، .عن جميل حمداوي . 2 .www.grotowskiahewar.org- مساء21.00على الساعة 21/11/2010تاريخ الزيارة، .عن جميل حمداوي. .52ينظر صافي ناز كاضم، مسرح المسرحيين، ثالث مقدمات، م س، ص -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

158

معجبا أشد اإلعجاب بتقنية ستانسالفسكي يف إعداده للممثل، ولكن لطاملا أبدى ستان امتعاضه .1"وواسع يشغله املمثل...النعدام تنظري خيص املمثل يف أدائه دوره، وظل حيلم بركح بسيط

أسس غروتوفسكي منهجه اإلخراجي على ضوء دراسته ملنهج ستانسالفسكي، غري أنه إعداد املمثل، فغروتوفسكي، ال يعرب عن أفكار وإمنا عن أحوال الروح اإلنسانية خيتلف عنه يف

فقط، واملمثل ال يؤثر على املتلقي بفعل ذهين، وال يتقمص شخصية أخرى، كما يرى ستان، بل يتحول إىل روح تلك الشخصية، وهذه الروح قادرة على جذب روح املتفرج، وهكذا تتحول

املسرح إىل شكله القدمي حني كان اد مبعىن أنه أع. 2ارسات طقوسيةأعمال غروتوفسكي إىل مموهلذا وصف غروتوفسكي بقديس " اجلمهور يف العهد اإلغريقي يشارك يف العمل املسرحي

املسرح، ألنه يسعي إىل حتقيق التواصل الذي يدفع املشاهد إىل املشاركة يف العرض املسرحي، ففي أحفاد قابيل، ويف مسرحية كورديان، يتحول املتفرجون إىل Byronلباريون Cainمسرحية قابيل

Kordian للكاتب البولندي سلوفاكيSlovaki اننييتحول املتفرجون إىل مرضى يف مستشفى ا ، هلذا يعد مسرح غروتوفسكي ثورة على كل 3"نفس الوقت أعداء ألعداء الطب ااين وهم يف

ال جلسد املمثل وحده ليكون وسيلة يف إنتاجه للعمل تقاليد اإلخراج املسرحي، تاركا ا .املسرحي

وخالصة القول أن غروتوفسكي قد حاول خلق منهج عن طريق التجريب، إال أنه يبقى يف غري متناول اجلميع، فهو صعب للغاية، إضافة إىل أنه يعترف أن مسرح ستان هو مسرح واقعي

.ا يف ظهوره يعود إىل ستانسالفسكيو مدرسة ال ميكن إنكارها، فالفضل أوال وأخري

وكذلك، صافي ناز كاضم، مسرح المسرحيين، . 145أحمد زكي عبقرية اإلخراج المسرحي، المدارس والمناهج، م س، ص -1 .45ثالث مقدمات، م س، ص

.310المعاصر، م س، ص ينظر سعد أردش، المخرج في المسرح -2 .313، ص م ن -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

159

.املسرح الفقري تيارجتربة املسرح اجلزائري يف .2

سرح الفقري نفسه ويتحدى اآلخرين، حينما يستخدم جسد املمثل يف جتسيد يتحدى املشاقة سواء فيما يتعلق كل شيء على خشبة املسرح، فيتدرب املمثل يف هذه املدرسة تدريبات

خطر املناهج هلذا فإن الكثري من الدارسني هلذا املنهج يعدونه من أأو باحلركة، و بالصوتجلرأته على حتدي كل التقاليد اإلخراجية، وتبقى النقطة األكثر إجيابية يف هذا اإلخراجية يف العامل

املسرحية خاصة يف العامل الثالث االجتاه هو قدرته على حل كل املشاكل املادية اليت تواجه الفرق .زائرومنها اجل

املسرحية اليت برتواره الدرامي داخل البناياتملسرح اجلزائري منذ نشأته معظم رقدم اتركها املستعمر الفرنسي، وهلذا يعترب بعض املسرحيني ممن انتهجوا النهج الربخييت، وانتقوا بعض

بناية الظواهر من غروتوفسكي يف اجلزائر، أن الفرجة ولدت يف اجلزائر خمنوقة، وذلك بفعل ال ها اخللفية، مبعىن أن اخلشبة اإليطالية وما تفرضه من قيود عرب جدراا األربعة وكواليس1اإليطالية

ومستلزمات الركح حتد من نشاط وحيوية املمثل، هلذا ظهرت عدة مناذج يف املسرح اجلزائر عض تقنيات املسرح تعملت بحاولت االنعتاق من العلبة اإليطالية، متأثرة باملنهج الربخييت، ولكن اس

.الفقري كاجتاه قائم بنفسه ة، أي أا مل تعتمد أسلوب املسرحيف عروضها املسرحيالفقري

.ومن أهم هذه التجارب نذكر

قدور (ففي سنوات الستينيات ظهرت هذه الفرقة بقيادة :جتربة فرقة مسرح البحر -اوح بني الربختية واملسرح ، هذه الفرقة حاولت أن تبين لنفسها جتربة جديدة تتر)النعيميوالبيت، وكل ما ، بترك العمل واألسرة1968فقد قام جمموعة من شباب مدينة وهران عام "الفقري،

ليس له عالقة بالقضية اليت حيبوا، ووهبوا أنفسهم إلنشاء مسرح ثوري شعيب معاصر، سواء من

على / 12/12/2010،تاريخ الزيارة www.jamilhamdauoi.netنقدي واتجاهاته،مقال راج المسرحياإلخينظر جميل حمداوي، -1 .21.00الساعة

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

160

لفرقة ساعات متواصلة كل حيث الشكل أو املضمون، ومت إعالن هذا يف بيان، ويقضي أعضاء ا، وذا أعلن مسرح 1"يوم يف تثقيف الذات والربوفات والعروض وما يتعلق ا من أمور تنظيمية

البحر انعتاقه من الفضاءات املغلقة، اليت فرضها املسرح التقليدي، متواصال مع اجلمهور من خالل أن فرقة البحر كانت تقوم األسواق الشعبية والفضاءات املفتوحة، وهذه خاصية ملحمية، إال

بتدريبات شاقة تشبه إىل حد بعيد التدريبات اليت كان يقوم ا غروتوفسكي يف معمله، حيث كانوا يستعملون أدوات بسيطة يف تدريبام جمسدين بواسطة أجسامهم بعض الديكورات البسيطة

هلذا ميكن اعتبار هذه .، وهذه خاصية من خصائص املسرح الفقري2اليت يتطلبها عملهم املسرحيالتجربة بالرغم مما حتمله من أسس برخيتية حاملة لبعض تقنيات املسرح الفقري، وتبني تأثر املسرح

.بصورة غري مباشرة وجلزائري ذا االجتاه ولا

يبدو تأثر كاتب ياسني باملنهج امللحمي : وعبد القادر علولة جتربة كاتب ياسني -، وهي جتربة قام ا غروتوفسكي من خالل أنه استعمل فضاء املعمل واضحا كما سبق الذكر، غري

كاتب ياسني إىل التراث الشعيب االحتفايل، مبا حيمله إنشائه ملعمل خاص مبنهجه، وكذلك عودةمن طقوس شعبية، وهذا يذكرنا بالطقوس اليت اعتمدها غروتوفسكي، فكاتب ياسني من خالل

رحية الغربية منها أو العربية، حاول االنزياح عن فضاء العلبة جتريبه موعة من األشكال املساإليطالية مستثمرا يف ذلك الفضاءات املفتوحة، غري أن تأثره مبنهج غروتوفسكي مل يكن واضحا جدا كما هو احلال بالنسبة للمسرح امللحمي، أما عبد القادر علولة فقد يظهر بعض تأثره ذا

.3ور الذي كان يستعمله، ومن خالل التمرينات الصوتية كذلكالنهج من خالل بساطة الديك

، 2ترجمة، توفيق المؤذن، مطبعة دار الفرابي، بيروت، لبنان، ط تمارا ألكسندرفنا، ألف عام وعام على المسرح العربي، -1

.257، كتاب إلكتروني، ص 1990 .15ص ،كتاب إلكتروني،2010،الجزائر،الطبعة األولى،شريف األدرع، بريخت والمسرح الجزائري، مقامات للنشر والتوزيع -2 .72، ص م نينظر -3

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

161

:التجربة األكادميية يف املسرح الفقري -

يعتمد املسرح األكادميي يف اجلزائر سواء على مستوى معهد برج الكيفان، أو على مستوى قسم الفنون الدرامية، يف األعمال التطبيقية على منهج التقنية النفسية، كونه منهج أقرب إىل تعليم الطلبة اجلدد الوافدين إىل هذا اال، غري أن البحث رصد جتربة أكادميية تدخل يف إطار

ملخرجها " دي المانشا دونكيشوت" اجتاه املسرح الفقري، وهذه التجربة جتلت من خالل مسرحية هذه ، إذ المست 2004/2005سنة األستاذ، حممد شرقي، بقسم الفنون الدرامية جلامعة وهران

.املسرحية يف إخراجها منهج غروتوفسكي إىل حد بعيد

.)شرقي حممد(مسرحية دونكيشوت إخراج األستاذ -

مه ل، وتروي قصة إنسان أوصله ح)سارفانتاس(هي مسرحية لكاتبها : ملخص املسرحيةشخصية رواية حتكي بطوالت ل و إنسان عادي، ولكن من خالل قراءتهانون إىل املوت، فه

، وعرب )سانشو بانزا(، تراءى له يف خمياله أنه هو ذلك الرجل، فبدأ مغامرته مع خادمه أسطوريةا يثوب إىل رشده يتملكه العياء الشديد فيموت على محمطات املسرحية، يتلقى صعاب مجة، وعند

.فراشه

وسوف نعرض لعناصر اإلخراج اليت اعتمدها املخرج يف هذه املسرحية، حىت نتبني مظاهر باعتبار أن املخرج قد استعمل املمثلني يف تشكيل ديكور .املسرح الفقري يف هذه املسرحيةاجتاه

.وموسيقى املسرحية

تشكل الديكور يف املسرحية، من خالل أجسام املمثلني، إذ نراها يف البداية : الديكور -آخر ، ويف مشهد 1تشكل ديكور الطواحني اهلوائية يف إحدى املزارع اليت يتم فيها احلدث

) سانشو بانزا(تلتف الفرقة حول نفسها مشكلة بئر سقط البطل بداخله، ليعرب لنا اخلادم

.13، د تبة قسم الفنون، وكذلك المسرح الجهوي لوهرانمتوفر في مك، cdأنظر مسرحية، دونكيشوت، -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

162

من خالل رجع الصدى الذي كان حيدثه املمثل بواسطة صوته ، أن البطل قد سقط يف ، كما نرى بعد ذلك ممثلني من اجلوقة يشكالن بالتصاقهما تارة مع بعض وابتعادمها 1البئر

حسب مواقف اإلحداث باب إلسطبل، حيث دخل له البطل عن بعض تارة أخرى .2وخادمه ليسترحيا فيه من وعثاء السفر

املخرج بعض املؤثرات املوسيقية، مبرافقة اجلوقة اليت كانت تؤدي استعمل :املوسيقى -أغاين املسرحية من بدايتها إىل ايتها، أي اعتمد بشكل شبه كلي على صوت املمثلني

يف بداية املسرحية تدخل مشكلة ة، إذ نرى اجلوق3وقة يف العمل املسرحيالذين شكلوا اجلمث عرب توايل . 4نصف دائرة على خشبة املسرح، وهي تنشد النشيد االفتتاحي للمسرحية

، تدخل اجلوقة لتعرب بغنائها عن هذه ملشاهد املسرحية وكلما يقع حدث معني هام ا، من رحلته استقبلته اجلوقة بغناء شوتدونكي، وكمثال على ذلك، ملا عاد ةاحلادث

استقبال حار من خالله يرى املتلقي أن اجلوقة تعمل يف إطار وصف خيايل للحالة اليت .5يعيشها البطل

سب ما يستلزمه يف احلدث، مكنسة وقولبها حدونكيشوتاستعمل : اإلكسسوارات -رة أخرى مثلت فمرة استخدمت على أا حصان، ومرة استخدمت على أا مكنسة، وم

، فقد استعمل ملعقة دونكيشوتسيفا للمبارزة، ونفس الشيء بالنسبة لسانشو خادم الطعام الكبرية كذلك حسب ما تقتضيه األحداث، إذ استعملها مرة لتجسد محار، ومرة

.6كسالح، وهكذا

.23، د مسرحية، دونكيشوت ،ينظر -1 .36ينظر م ن، د -2 .، ، بداية ووسط ونهاية المسرحيةcdأنظر مسرحية، دونكيشوت، -3 .03ينظر، م ن، د -4 .45ينظر م ن، د -5 .م نأنظر -6

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

163

هذه بعض املظاهر اليت جتلت بوضوح يف املسرحية، وهي مظاهر تروح إىل اجتاه املسرح .وخاصة بالنسبة للديكور. فقري حتماال

1:وحىت يتسىن لنا التوضيح أكثر كان لنا حوار مع خمرج املسرحية ؟دونكيشوتما هو الغرض من إخراج مسرحية : سؤال

هو عمل أكادميي يدخل يف إطار تكوين طلبة السنة الثانية بقسم الفنون الدرامية: جواب عليها يف إخراج هذه املسرحية؟ما هي التقنية اليت مت االعتماد : سؤال

لقد حاولنا أن نظهر بعض اجلوانب اليت يتم اعتمادها يف املسرح الفقري، حىت : جواب ة منهم، فمن خالل احلركة اجلسديةتتكون نظرة منهجية وتطبيقية للطلبة واملمثلني بصفة خاص

نهها اخلاص املستقل عن املرنة والصوت اجلهوري، يتم إخراج مسرحية تكون هلا صفاا املميزة وك .املناهج األخرى أليس من الصعب التعامل مع طلبة مبتدئني وفق منهج غروتوفسكي؟: سؤال

نعم من الصعوبة مبكان التعامل وفق منهج غروتوفسكي، فحىت املمثلون احملترفون، : جوابلتكوين الطلبة، جيدون صعوبة يف التعامل وفق هذا املنهج، ولكن هذه التجربة، إمنا مت اعتمادها

.حىت تصبح هلم نظرة واضحة ومرئية ا، صح التعبري عن هذا املنهج اإلخراجي التجرييب ماذا ميكن أن تقول عن املسرحية بشكل عام؟: سؤال

كوين الطلبة مبادئ املسرح الفقري املسرحية عمل أكادميي يدخل يف إطار ت: جوابالل التدريبات اجلسدية والصوتية ومها مله مع النص فوق خشبة املسرح، من خاوكيفية تع

.خاصيتان من خصائص غروتوفسكي

حىت ري،من خالل هذا احلوار نستشف أن املخرج حاول إبراز بعض خصائص املسرح الفقإن كانت املسرحية تدخل يف إطار التكوين إال أنه ميكن اعتبارها جتربة يف هذا اال، ال ختلو من و

.بجامعة وهران 12/12/2010دونكشوت، حوار مع األستاذ شرقي محمد، مخرج مسرحية، -1

اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة الفصل الثاني

164

يف املسرح األكادميي، وخاصة على مستوى قسم الفنون يبقى يف توزيع االجيابيات، غري أن املشكلاألعمال، إذ نلحظ عدم وجود سوق لتوزيع هذه األعمال حىت تضمن االنتشار، وميكن االستفادة

.منها على مستوى املسارح يف اجلزائر

املسرح وتبقى التجربة اجلزائرية بصورة عامة يف هذا االجتاه ال تكاد ترى، نظرا لكون اجلزائري، مل يصل إىل احلد الكايف من التراكم املسرحي، الذي يسمح بدخوله إىل معظم التجارب

أن املسرح اجلزائري يتبع اجتاها معينا ، وكخالصة يصعب القوللفةالعاملية باجتاهاا املسرحية املخت، سواء على مستوى يف اإلخراج، ملا نراه من تداخل بني املناهج يف إخراج األعمال املسرحية

مسرح اهلواة أو على مستوى مسرح احملترفني، وتبقى مهمة غربلة اإلنتاج املسرحي يف اجلزائر ، )العرض(أو على املستوى التطبيقي ) النص(مرهونة مبدى تطور النقد على املستويني النظري

كيفية متابعتها على وهلذا سنتطرق يف الفصل املوايل إىل طبيعة احلركة النقدية ، من أجل الوقوف .للنشاط املسرحي يف اجلزائر

النقد االنطباعي والصحفي: املبحث األول

:توطئة .1 :النقد الصحفي للمسرح يف اجلزائر .2

.النقد الصحفي من خالل أهم اجلرائد واملقاالت الصحفية . أ

:والسالطني عرب الصحف واجلرائد الوطنية مسرحية ناسني - :مسرحية ناسني والسالطني من خالل جريدة اجلمهورية -

: النقد املسرحي من خالل االت ونشريات املهرجانات . ب

جملة املسرح .1

:النشريات اخلاصة باملهرجانات الوطنية .2

نشرية املهرجان الوطين للمسرح احملترف -

يف املسرح اجلزائري الكتب النقدية: املبحث الثاين

:املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر، لكاتبه بوعالم رمضاين .1

)أمحد بيوض( لكاتبه : املسرح اجلزائري نشأته وتطوره .2

)حفناوي بعلي(لكاتبه : أربعون عاما على خشبة مسرح اهلواة باجلزائر .3

:الدراسات األكادميية: املبحث الثالث

"مرياث العيد"لصاحبها الدكتور " حركة التأليف املسرحي يف اجلزائر" دكتوراه حتت عنوان رسالة .1

لصاحبتها " سعد اهللا ونوس منوذجا"جتليات التغريب يف املسرح العريب " رسالة دكتوراه حتت عنوان .2 ".فرقاين جازية" الدكتورة

رأس املاء "لصاحبها الدكتور " منوذجاكاتب ياسني " خلطاب اإليديولوجي يف املسرح اجلزائري ا .3 ".عيسى

".مناد الطيب"ماجستري أثر املسرح امللحمي على أعمال ولد عبد الرمحن كاكي لصاحبها رسالة .4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

166

النقد االنطباعي والصحفي: املبحث األول

:توطئة -1

خاضعة لظروف فيه ظاهرة، كانت كل عدة ظواهرنشأته قبل املسرح اجلزائري عرفمن خالل البنايات وجدتاجلزائر يف يةاملسرح الظاهرةوميكن القول أن سياسية واجتماعية معينة،

لتردد على قاعات املسرح الفرنسيةفرص ا للجزائرينيتتح لكن مل سرحية اليت بناها املعمرون، املهلذا يرى البحث أن . 1921سنة يف زيارته للجزائر املبادرة من لدن جورج أبيض تإىل أن جاء

.نقديةافقه من كتابات ر ماويذكر أهم مراحل تطور املسرح

بدعوة من األمري ، زيارة فرقة جورج أبيض للجزائر : 1962 -1921 :املرحلة األوىلهذه الزيارة ، إال أن إىل اجلزائر ةمنيت به فرقته يف أول زيارالذي فشل ال فعلى الرغم من ، 1خالد

"سي الطاهر الشريف"ظهر املسرحي ، حيثبداية النشاط املسرحي دور بالغ األمهية يفكان هلا الشفاء بعد (مسرحية واحد، ومنها مسرحيات ذات فصل وكتب عدة" الذهبية" وأنشأ مجعية

يف فترة متيزت " رشيد قسنطيين" تاله، وقد كتبت باللغة العربية الفصحى، مث )ء، قاضي الغرامالعناكتب وأخرج مسرحيات تنتقد الوضع السياسي واالجتماعي فبتنامي الوعي السياسي يف اجلزائر،

عتربالذي ي" عاللو"، مثل ساليل علي املدعو ظهر يف اجلزائر كتاب آخرون ماهب، إىل جان2يف البالد )جحا(ية كتبها وأنتجها هي مسرحية أهم مسرحو ،أول مسرحي عرفت مسرحياته انتشارا واسعا

بلغة عامية تتوافق واملستوى الثقايف متيزت االيت القت إقباال واسعا عند املتلقي اجلزائري، كوكتاب أحد أهم الالذي يعد " حمي الدين بشتارزي" وكذلك، 3يف تلك الفترةألغلب اجلزائريني

.14ص شعبية،د ت، د ط،لوطنية للكتاب، المكتبة الالمؤسسة ارح الجزائري بين الماضي والحاضر،المسينظر بوعالم رمضاني،-1 .27، ص1998،منشورات التبيين الجاحظية،الجزائر،1989-1926ينظر أحمد بيوض،المسرح الجزائري، نشأته وتطوره، -2 .14 ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر، م س، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

167

ذهب مبسرحه الفكاهي واجلاد إىل ذيب أخالق الشعب اجلزائري ، إذ 1اجلزائريني يف تلك الفترة .املسلم وحماربته للظواهر الدخيلة عليه

طةمحد سقأمنهم ،ظهر كتاب مسرحيون منضوون حتت لواء مجعية العلماء املسلمنيكما مسرحية (بوا مسرحيات تارخيية ودينية مثلكتوعبد الرمحن اجلياليل، و أمحد توفيق املدين، الذين

اليت كانت تدعو اتمع اجلزائري إىل العودة ا من املسرحيات، وغريمه)الكاهنة ومسرحية بربروس" مسرح " د رضا حوحوأمح" مع اية احلرب العاملية الثانية أسسو .2إىل أصوله الدينية والتارخيية

ظل نضال الكتاب ، و)أدباء املظهر( ها رمبا مسرحية أمهوألف عدة مسرحيات ، 1946سنة " الغد اليت دافعت يف، 3املسرحيني حىت أثناء الثورة اجلزائرية بتأسيس فرقة املسرح جلبهة التحرير الوطين

ربوع الوطن وخارجه عن الثورة، وسامهت يف التعريف بنضال الشعب اجلزائري من أجل احلرية .واالنعتاق

إىل أن املسرح اجلزائري يف هذه الفترة كان يهتم بدرء سياسة وميكن اإلشارة ههنااليت حاول فرضها املستعمر " اعتقد وال تنتقد" اإلمربيالية، فكان صرحا مانعا لسياسة املستعمر سواء من الناحية االجتماعية أو الثقافية، إذ جند أنه استعمل كل السبل املشروعة والغري بالقوة،

ومن بني الوسائل اليت استعملها معاقل النهضة الفكرية والثقافية يف اجلزائر، مشروعة من أجل هدم اليت الصحافة الفرنسية والفكرية والعقائدية للجزائريني، ة املستعمر يف مشروعه اهلدام للبىن الثقافي

.اتمع اجلزائريتفكيك روابط دور كبري يفكان هلا

تدعو إىل إدماج اتمع وتذويبه يف بوتقة من خالل مقاالت صحفية الصحافةهذه تعمل ، وذلك من خالل جتنيد صحف باللغتني الفرنسية والعربية، كلها تدعو إىل االندماج، ومن أوربية

1-voire Allalou(salali Ali),L’aurore du théâtre Algérien(1926-1930),Edition-Dar ELGARB.2004-p.p 42.43.

.68، م س، ص 1989-1926ينظر، أحمد بيوض، المسرح الجزائري، نشأته وتطوره، -2 .73ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

168

الفصيح، (اليت كانت تصدر باللغة الفرنسية، وجريديت ) املبشر(ني أهم هذه الصحف، صحيفة ب ملواحد و اجتاههذه الصحافة كانت تعمل يف ،*اللتان كانتا موجهتان إىل األهايل 1)واألحياء

هلذا حاول املسرح يف بدايات ظهوره يف .ملا يعانيه اجلزائريني من اضطهاد وظلمتعطي شأنا ذا بال .لوا من أجل حريتهماضاجلزائر التوجه حنو كسر هذه احلواجز حىت يعي اجلزائريون حقوقهم، وين

املسرح اجلزائري بعد االستقالل من الكفاح ضد انتقل): 1988 - 1962( :الثانية املرحلة، وفق منظور الدولة اإليديولوجي وما رفقها من ضة ثقافية املستعمر إىل معركة البناء والتشييد

فلم يغفل أصحاب القرار دور املسرح يف فتية، لبناء دولة اج االشتراكيةسبيل تبعاتإذ ، آنذاكحني مت إنشاء مركز للتكوين 1965نهم، وجتلى ذلك عام تعبئة اجلماهري من أجل النهوض بوط

وقد .2"كاتب ياسني" املسرحي بقيادة باجلزائر العاصمةبربج الكيفان يهتم باملواهب املسرحيةعدة ذين قدمال، ال)بوبقرة( ، وحسن احلسين)رويشد( أمثال ظهرت مواهب ال يستهان ا

.3امسرحيات منها، الغولة، البوابون وغريمه

لهم تظهر يف هذه املرحلة كتاب مسرحيون منهم ولد عبد الرمحن كاكي الذي اسان القراقوز، كل واحد وحكمه، وديو(كمسرحية ،مسرحياته من التراث ووظفها يف قالب برخييت

الرجل ذو النعل ( كاتب ياسني الذي اشتهر مبسرحياته كذلك ، )وغريهاوالقراب والصاحلني قادر علولة عبد الووغريها من املسرحيات، )ادون ضراوة، واجلثة املطوقةاألجداد يزد ،املطاطي

تضرب يف عمق التراث املسرحيات كانت ، هذه )، األجواد، اللثاماألقوال( الذي اشتهر بثالثيته

.47، ص 1998، 1ينظر جياللي عبابسة، سلطة الصحافة بالجزائر، الديوان الوطني للمنشورات الجامعية، الجزائر، ط -1أطلقها المستعمر الفرنسي على السكان األصليين لمستعمراتهم، وتحمل في طياتها بذور التمييز العنصري، تسمية: األهالي*

فاألهالي عند الفرنسيين تعني أولئك السكان األصليين الذين ينتمون إلى أخر درجات المواطنة، فهم متخلفون وليست لهم حضارة .لذا ينبغي أن ينصاعوا ألهل الحضارة حتى يتطورون ويتحضرونمثلما هو الحال بالنسبة للفرنسيين واألوربيون،

.19، ص5ينظر مخلوف بوكروح، مالمح عن المسرح الجزائري، مجلة آمال، تصدرها وزارة الثقافة، ع -2 .20ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

169

ميزت هذه املرحلة أحادية التوجه االشتراكي، وقد .1ما هو صاحل لواقع اتمع آنذاكمنه وتستلهم .ظل طاغيا على أعمال هذه املرحلة، الذي الربخييت االجتاهيف املسرح الذي ناسبه

ميكن تقسيم هذه املرحلة إىل .)مرحلة التعددية احلزبية( إىل اليوم 1988:الثالثة املرحلةالثورة ت ، يف هذه املرحلة مت1999وحىت اية 1988قسمني، األوىل تبدأ مع بداية أحداث أكتوبر

05(فبعد أحداث دا على مجيع املستويات، االقتصادية واالجتماعية والثقافية،على كل ما كان سائفرق مسرحية جهوية ووالئية عدة بظهورتوجهت اجلزائر إىل التعددية احلزبية، ما مسح )*أكتوبر

، وقد برز 2وحترر املسرح من قبضة الدولة وخاصة مسرح اهلواة ،وظهرت التعاونيات والودادياتالذين أطلقوا ) سرياط بومدينحممد آدار، حممد خبيت، وعز الدين جمويب، (لة كل من يف هذه املرح

لكن مع بداية ؛ازدهر املسرح لفترة قصريةن حاجات اتمع ، فالعنان ملخيالم كي يعربوا عاملثقفني والعاملني يف احلقل أرواح وحصد اإلرهاب التسعينات دخلت اجلزائر يف نفق مظلم،

ومع صدور قانون املصاحلة الوطنية 1999بعد سنة لكن راجعت احلركة املسرحية، تف، املسرحياملهرجانات يف عديد الثقافية تعود إىل سابق عهدها نوعا ما، ما أدى إىل ظهور بدأت احلركة واحلصص الثقافية اليت تروج للفن الرابع، وكذا امللتقيات واأليام الدراسية وما .واليات الوطن

.توجيه للرأي العام إىل هذا الفنصاحبها من

:النقد الصحفي للمسرح يف اجلزائر -2، حيث يسبقه سابقا للنقد األديب للعمل املسرحي النقد الصحفي يكونما عادة

أن يتمتع يكما يراها، ويتوجب على الصحف قلة األخبارفي بعني ناينقل الصحف ،كرونولوجيا

.23ينظر مخلوف بوكروح، مالمح عن المسرح الجزائري، م س، -1واالجتماعية والسياسية االقتصاديةا ضد األوضاع ضانتفا بها الشعب الجزائريمظاهرات قام 1988أكتوبر 05أحداث *

، تسييرها المتردية في تلك الفترة، مطالبين بحرية التعبير والرأي، وقد وقعت أحداث دامية، ما دفع بالدولة إلى تغيير مسار .فاتحة المجال للتعددية الحزبية في البلد

.306ما على خشبة مسرح الهواة، م س، ص ينظر حفناوي بعلي، أربعون عا -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

170

وهلذا عليه أن حيقق جمموعة من ،و العروض املسرحيةالنصوص أنقله ألخبار املصداقية يفبصفات :شروط الناقد الصحفي الناجح، ومنها

.ضيق هوقتألن ون سريعا يف تنظيم أفكاره أن يك -أن يكون ذا اطالع واسع بأصول الكتابة واإلخراج املسرحي، وكذا املناهج واملدارس -

.املختلفة لفن املسرحأو اروعية، حىت ينقل العمل املسرحي دون إأن يتحرر من الذاتية ويتمتع باملوض -

.إجحاف

يعد النقد املسرحي يف الصحف املرآة احلقيقية إلظهار مستوى األعمال املسرحية يف فترة يعمل على حبلني أساسيني، مها نقل اخلرب، وكذا نقده اال معينة، والصحفي املتخصص يف هذا

جيب أن يكون لذا .1ناصية النقد، املسرح، واتمعجيب أن ميتلك حسب طبيعة مهنته، هوففنيا، متعمقا و الت احلياتية األخرىاعارفا باألحداث اليت تدور من حوله سواء يف املسرح أو يف ا

ـر قدو .من أصول املسرح ووظيفته يف اتمع افيها، متمكن يف اجلزائر للمسرح النقد الصحفي ماالستقالل، كون أن العملية البحث النظر فيها ابتداء من عرب طفرات تطوره مبراحل، سيحاول

.النقدية أيام االستعمار مل تكن واضحة

يف هذه املرحلة مل يأخذ النقد املسرحي الصحفي والفين : 1988 -1962: األوىل املرحلةة ، ذلك أن كل ااالت األدبي2جمراه الطبيعي، بل كان تابعا إيديولوجيا لسياسة الدولة العامة

انعكس هذا على فوظيفته احلقيقة، املسرح ميارس ، كانت موجهة خلدمة السلطة، ومل والفنية .نسقالالنقد الذي راح يف نفس

ينظر مخلوف بوكروح، الصحافة والمسرح، دارسة في التغطية اإلعالمية للعرض المسرحي، المؤسسة الوطنية للفنون -1

.09، ص2002المطبعية، الجزائر، .25ينظر م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

171

عرفت هذه املرحلة مبرحلة التعددية احلزبية، وقد أفرزت 1997 -1988: الثانية املرحلةية لصحفي من التبعتحرر النقد افالفن، لكوكذ والت، يف أوساط اتمع والفكرعدة حت

بوزيان (كتابات فظهرت ، يف منحا إجيايب مع احلركة املسرحيةتفاعل اإليديولوجية نوعا ما، وبدأ ييف بعض االت النقدية يف جريدة الوطن، وكذلك بعض الكتابات النقدية املتخصصة )بن عاشور

الذي كان )اركيةصاحل مب(وكذلك )خملوف بوكروح(وكذلك نلحظ كتابات العلمية احملكمة، حول املسرح امللحمي )اخلربجريدة (يف تلك الفترة مديرا جهويا مبدينة باتنة، والذي كتب مقاال يف

ذكر فيه أهم املؤثرات اليت أثرت على مسرح علولة يف الغرب اجلزائري، من منظور جزائريإىل اجلزائر أدخلتها لظروف اليت عاشتهاإال أن ا، 1يف املشرق اجلزائري ومسرح عز الدين جمويب

.فتراجع الفن والنقد معااإلبداع املسرحي، إىل ايارهذا أدى فنفق مظلم،

يف هذه املرحلة بدأت األمور السياسية تعود إىل : إىل يومنا هذا 1997: الثالثة املرحلةهرجانات االنشراح يف البالد، فعادت اجلمعيات املسرحية إىل النشاط من خالل إنشاء العديد من امل

، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك نقد 2املسرحية اليت أسست، وعاد معها النقد الصحفي مسرحي جاد عرب الصحافة الوطنية؟

اليت عرفت سنلج معترك بعض اليوميات واجلرائد الوطنية لإلجابة على هذا السؤال الكتابات حول هذه حىت نتبني قيمة وكذلك االت املهتمة بالفن الرابع،، بكتابتها يف هذا املنحى

.خاصة يف املرحلة األخرية املسرح يف اجلزائر

.النقد الصحفي من خالل أهم اجلرائد واملقاالت الصحفية - أ

أن وظيفته ال تقتصر على إبداء يدرك الناقد يف الصحف شأنه شأن الناقد يف الكتب، اجلمال والنقص يف العمل مواطن نيبيتإىل اجلمهور، ل تتجاوزهمهنات املمثلني واملخرجني، بل

.17العدد . 1990صحيفة الخبر، صحيفة وطنية يومية مستقلة، -1 .25 -16، ص، سم ،مخلوف بوكروح، الصحافة والمسرح، دارسة في التغطية اإلعالمية للعرض المسرحي ينظر -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

172

النقد املسرحي عندما يظهر يف صحف الصباح، ال يكون موجها إىل املمثلني، أو ف "املسرحي،ن اجلمهور هو أل .1"كتاب األدب التمثيلي، بل إىل أولئك الذي ميكن أن يؤموا املسرح للمشاهدة

.لعملية املسرحيةالذي يتلقى الرسائل املشفرة أو املباشرة اليت تطرحها ا

إذا تكلمنا عن التغطية الصحفية للمسرح يف اجلزائر، فإن أول ما يتبادر إىل الذهن، هو ما احليز من األعمدة أو الصفحات اليت تكرسها الصحيفة ذلك " تعتربينشر يف الصفحة الثقافية، اليت

كن اعتبار الصفحة ميو، 2"اليومية أو األسبوعية لبحث شؤون األدب والفن ومتابعة أخبارها عامةالساحة الثقافية بصورة يفالثقافية زاوية تنقل األخبار وتضع القارئ أمام ما حيدث

.واملسرحية بصورة خاصة

أنواع، منها اإلخبارية اليت تنقل اخلرب الواقع كما جرى، وتتمثل يف إىل الصحافة تنقسماملقال "والتفسريات ملا جرى، وتتمثل يف اخلرب والتقرير والروبورتاج، وأنواع أخرى حتمل األراء

إقامته انهو الذي يعلم عن العرض املسرحي، ومكفاخلرب ، أما 3"تقريري، والنقدياإلخباري، والوالنقدي .يقوم بنقل واقع العرض املسرحي واآلليات اليت مت بواسطتها عرضهف التقريرأما ، وهوقتو

.ر الدرامية واإلخراجية اليت مت تناوهلايتمثل يف معاجلة النص أو العرض وفق العناص

تعترب عملية النقد الفين يف الصحافة عملية اتصالية، وذلك ملا تقوم به من وظائف تساهم نقل الواقع واألحداث ب، كما أن اخلرب يقوم 4يف استكمال العملية االتصالية العامة وحتقيق أهدافها

ألحداث، هلذا فإن التقرير الصحفي فن يقع بني اخلرب اليت متس فئات خمتلفة، وتثري اهتمامهم ذه ا

.224ص . ت.د.ط.عبد العزيز شرف، الصحافة المتخصصة ووحدة المعرفة، د. د -1 .2010جويلية 17بوزيان بن عاشور، صحبفة الفجر، السبت، -2 .10س، ص ينظر مخلوف بوكروح، الصحافة والمسرح، م -3 .13م ن، ص ينظر -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

173

، إذ يقدم جمموعة من املعارف واملعلومات حول الواقع، وسريها النقدي والتحقيق الصحفي .1وحركتها الديناميكية، فهو إذن يتميز باحلركة واحليوية

هي احلركة املسرحيةيف متابعة إىل مستوياتإذن الصحفي للمسرح ينقسم النقدو يرى البحث أن يركز على مناذج و ).املستوى اخلربي، واملستوى التقريري، واملستوى النقدي(

*من خالل صحيفة اجلمهوريةبوالية وهران "عبد القادر علولة"باملسرح اجلهوي تتعلق منها .رصد كل الكتابات على مستوى الوطن كانا من الصعوبة مبألنه وعدد من الصحف األخرى

بعروض املسرح اجلهوي لوهران عدة ة اجلمهورية يف كتاباا اخلاصةت يوميجلعا :، منهامستويات

:على مستوى اخلرب -1

مبسرح عبد القادر " ثالث قبب"ض مسرحية رلع اإخباري مقااليف أحد أعدادها جند "غوثي عزري"خمرجها و" عبد القادر بلقايد" علولة، توجد أخبار سطحية عن املسرحية كمؤلفها

حيث استهلت " عبود األول"يف عدد آخر جند خربا ملسرحية و .موعة املمثلني، ومكان العرضوجم .2الصحيفة اخلرب باإلشادة باألداء اجليد واإلقبال الكبري من طرف اجلمهور

مبسرح" العرض األول، سلطان للبيع" :يف عدد آخر جند عنوانا كبريا يف الصفحة الثقافيةمسرحية اجتماعية مقتبسة عن "ضمن اخلرب إبداع جديد ملراد سنوسي، ت، "فرباير 20علولة يوم

توفيق احلكيم السلطان احلائر، باإلضافة إىل مسرحية جديدة يف طريق اإلجناز، تأليف بوزيان بن .3"عاشور وإخراج حممد خبيت

.139، ص 1981ينظر فاروق أبو زيد، فن الكتابة الصحفية، دار المأمون للطباعة والنشر، القاهرة، -1 .يومية وطنية إخبارية ناطقة باللغة العربية، تصدر ع المؤسسة الوطنية للصحافة، بمدينة وهران: الجمهورية * 10.10.2003ينظر يومية الجمهورية ليوم -2 .25.02.2002ينظر الجمهورية، عدد -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

174

يبني ما يالحظ على هذا املستوى هو النقل املباشر للعمل املسرحي وبدون أي تعليق فينمواطن اجلمال أو القبح يف املسرحية، وقد يرجع هذا إىل ضيق املساحة املخصصة يف اجلريدة للخرب

.الثقايف :على مستوى التقرير -2

لبوزيان بن عاشور" الشكوى" اجلريدة يف أحد أعدادها تقرير حول عرض خصصتئع املسرحية حسب وإخراج حممد خبيت، يف هذا التقرير جند وقائع العرض باإلضافة إىل سرد وقا

الساسي " تسلسلها املنطقي، الذي يقودها بطل املسرحية، ذلك الكاتب العمومي الذي يدعى .1"اهلنكوش

استهلت تقريرها " عبود األول" يف مقال آخر خصصت الصحيفة تقريرا عن مسرحية ملتعلق بتقدمي ملخص شامل ألحداث املسرحية، مع اإلشارة إىل املوضوع الذي تتمحور حوله، وا

مبعاناة الشعوب العربية واإلسالمية، اليت ترزح حتت تسلط حكام مستبدين، يتخذون من احلكم .2مطية للثراء، وقهر الرعية، وقتل الفضيلة

فهو نقل خربي بنوع ما يالحظ على هذا املستوى أنه يركز على احملتوى العام للمسرحية، ألخبار ختصص له مساحة أوسع نوعا ما من ن هذا النوع من اعبري، ألمن اإلطالة إن صح الت .مساحة املستوى األول

: النقدي على مستوى املقال الصحفي -3

بداية "حتت عنوان " سلطان للبيع" مقال عن مسرحية " زمرة برياح" قدمت الصحفية ، فباإلضافة إىل تقدمي ملخص شامل ألحداث املسرحية، تناول املقال نقدا "موفقة لنهاية مفتوحة

. 11.11.2002ينظر الجمهورية، عدد -1 .19.11.2003ينظر الجمهورية، عدد -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

175

ملخرج كثريا، يف اإن ديكور املسرحية مل يستغله :" اصر اإلخراج، كالديكور، حيث تقوللعنحتريك املمثلني، أي أنه مل خيدم التشكيل احلركي، أما أداء املمثلني فقد كان ناجحا بصورة عامة،

معروفني بقدراما ) يةاجلار(فضيلة حشماوي يف دور ، و)السلطان(فعبد القادر بلقايد يف دور أما بالنسبة لتفاعل اجلمهور مع العرض فكان باديا للعيان، حيث اهتزت له القاعة ... اإلبداعيةالكوميدية كانت لتغطية بعض يل ما حدث لوجدنا أن املشاهد ، وإن قمنا بتفسري وحتلضحكا

.1"املواقف السياسية، اليت تعيشها بعض األمم

ة للشأن املسرحي يف الغرب اجلزائري، تعترب جريدة اجلمهورية من أكرب اجلرائد املتابعوخباصة يف والية وهران، وقد اعتمدت على مستويات اخلرب الثالث، ولكن ما جيب قوله، هو أن

عروفة، وال يكون انطباعي النقد الصحفي جيب أن يكون مؤسسا، على مناهج وتيارات إخراجية موظيفة عن زمرة برياح صحفية فعندما تتكلم ال .النقدي على مستوى املقال الصحفي وخاصة

، "إن ديكور املسرحية مل يستغله املخرج كثريا، يف حتريك املمثلني:" الديكور يف املسرحية تقوللكن الديكور يف وظيفته ال يستعمل لتحريك املمثلني، وإمنا حيقق املخرج من خالله وظيفة مجالية،

. هلذا جيب أن يكون وظيفيا إىل أبعد احلدود

تنبين على أن املقالت اليت تصنف ضمن النقد الصحفي المن هذا املثال، وله ما نريد قما جندهم نادرا يني يف النقد املسرحيإال ما ندر، مبعىن أن الكتاب الصحف محولة معرفية متخصصة

جراء ذلك تأيت مقاالم فم، يستعينون ا يف حتليال ن مرتكزات اصطالحية خاصة باملسرححيملوال زاح دائما إىل النقد االنطباعي الذايت الذي ـصفة النقد املسرحي املتخصص، وتنن ممبتورة

. قدر ما يلفها بنوع من اهلالة اليت ال طائل منها معرفياخيدم كثريا العملية املسرحية ب

بعض النماذج من صحف أخرى هلا اهتمامات ذا توجد باإلضافة إىل جريدة اجلمهورية :ومنها اال

.02.03.2002ينظر زهرة برياح، جريدة الجمهورية الصفحة الثقافية، -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

176

على على مستوى اخلرب نشرت هذه الصحيفة يف أحد أعدادها ف: صوت الغرب ريدةجلقسم الفنون الدرامية، ومشل " امللك أوديب"مقاال إخباريا عن مسرحية سبيل املثال ال احلصر

كما .أمساء املمثلنيو "جدي قدور"ملخرج واملعد الدرامي مكان ووقت العرض، إضافة إىل اسم اوقد اعتمدت .1"حممد شرقي"ملعدها وخمرجها " دونكيشوت"يا عن مسرحية نشرت مقاال إخبار

هلذا جاء اخلرب جامدا ال اجلريدة يف نقلها هلذا اخلرب على القصاصات اليت توزع على املشاهدين، اعتبار أن لكل خرب طريقة يف نشره تشويق فيه وال نكاد نلمس فيه روح معاجلة اخلرب الفين، ب

وعلى املهتم بنقل أخبار الثقافة وخباصة املسرح، أن خيتلف عن اخلرب الثقايف، فاخلرب االقتصادييكون له على األقل حس فين يستطيع من خالله كتابة مقاله بصورة فنية تثري التشويق لدى القارئ

.ما مل نلمسه يف هذا النموذجوهذا ،أو املتلقي

مراد سنوسي" ملخرجها" ة ية الصدمعن مسرح تقريرياتناولت مقاال :الوصل جريدةذكر ألمساء املمثلني، وخمرج جاء يف املقال .2"رواية يسمينة خضرة من احلكاية إىل التمثيل"

ر بالرواية وكاتبها، واملعىن الذي أراد إيصاله ذكقال يامل ة ومقتبسها، وكاتب الرواية، وراحاملسرحيسرحي كلية، هلذا كان األجدر بكاتب عناصر العرض امل، بينما تناست "يسمينة خضرة" الروائي

املقال أن يغري عنوان مقاله ويتحدث عن الرواية بوصفها نوع أديب له مساته اخلاصة به، فال يعقل أن . من نوع أديب أخر ونتحدث عن عمل فين مسرحي نعنون لعمل

عاشق(تناولت يف صفحتها الثقافية مقال من نوع تقريري حول مسرحية :اخلرب جريدةوعدد املمثلني مع إشارا ذكر لقصة املسرحية وخمرجها ال، إذ جاء يف املق)عويشة واحلراز

قال يف نوع من ، جاء هذا امل 3مت اعتمادها يف اإلخراجاليت واالحتفاليةلضخامة الديكور، وجوب هو لذي جيب التنبيه لهوفق ما أتيح لصاحب املقال، ولكن األمر ا اخلصوصية املسرحية

.21.06.2005، صحيفة يومية وطنية مستقلة ينظر صوت الغرب -1 .12/04/2010وطنية مستقلة، تصدر في والية وهران، العدد ومية يصحيفة الوصل، صحيفة -2 .05/2008/ 18ينظر صحيفة الخبر، يومية وطنية مستقلة، العدد -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

177

ام املوضوعية يف التحليل فال نسرف يف ذكر حماسن العمل، ونتجاهل الصور السلبية يف التزاملسرحية، فاملسرحية جاءت يف إطار احتفايل فيه الكثري من الرمزية، واملغاالة يف الشعر الذي كان

ملسرحية على اجلانب الدرامي ، إذ نلحظ طغيان اجلانب الغنائي يف اخيرج أحيانا عن صلب العمل .الصحفي وهذا مل يأيت على ذكره كاتب املقال فيها

املستوى " العديد من الصحف العمل املسرحي وفق هذه املستويات الثالث تتناولطبيعة هذه احلركة عرب لتبنيو، "املقال الصحفي النقدي" و " املستوى التقريري" و " اخلربي

قالم الصحفية يف عاصمة الغرب الصحف، حاول البحث إلقاء الضوء على مسرحية تناولتها األكتبها سنة واليت ،لكاتبها عبد القادر علولة" ناسني والسالطني" ةاجلزائري وهران، وهي مسرحي

رحية وقد كان عنوان املس.، حيث أقتبس أحداثها من نصوص الروائي التركي عزيز ناسني1991 فض الغبار عن هذا املخطوطعد يف نالذي كان له الفضل فيما ب، 1من إمضاء السيد عزري غوثي

، وهم حممد حيمور، بالحة بوزيان، عبد بة من الفنانني احملترفني الذين تقامسوا األدوار خن ةمبشارك .2ي إبراهيم، مسري بوعناينوالقادر بلقايد، حشما

:الوطنية مسرحية ناسني والسالطني عرب الصحف واجلرائد -

حف الوطنية ئد والصمت التطرق إىل هذه املسرحية عرب عديد اجلرا

املسرح الوطين حمي الدين بشتارزي:" كتبت يف صفحتها الثقافية : جريدة األحرار -إىل احتضان مشرية فقط، يف شكل خربيالتغطية جاءت 3"علولة يعود بـ ناسني والسالطني

.املسرح الوطين للعرض األول

.18.01.2003ينظر جريدة الجمهورية، مقال صحفي، صدر بتاريخ -1 .18.01.2003 م نينظر -2 .28.12.2002. 1417 العددمستقلة يومية إخبارية وطنية : ينظر صحيفة األحرار -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

178

ختليدا عمل علولة صلةدعا فيه السيد عزري غوثي ملوا كتبت مقاال: جريدة املساء -خصص املسرح الوطين شهرا ألسد وهران كانت بدايته ليلة " :لذكرى أب احللقة والقوال إذ يقول

جاءت التغطية يف شكل مقال .1"سني والسالطنيانين كان العرض االفتتاحي ملسرحية األربعاء أرحية من خالل حوار مع فيه أمساء املمثلني وعددهم، باإلضافة إىل ملخص عام للمستقريري، ذكر

.خمرجها السيد عزري غوثي

املسرحية اقتباس لعلولة عن الكاتب ":حتت عنوان كتبت مقاال إخباريا: جريدة اخلرب -وهذا لتغطية ما هو سياسي مبواقف كوميدية، ولقطات فنية التركي على خط كوميديا ديالريت

إىل فعاليات مهرجان قرطاج وتتويج املمثل جاءت التغطية مشرية .2"واالبتعاد عن اخلطاب املباشرتكرمي عدد من املمثلني واملثقفني اجلزائريني، مثل عبد لهذه الدورة خصصت كمامسري بوعناين،

.القادر علولة، كاتب ياسني، حممد ديب، ومصطف كاتب

، من خالل مقال تناولت عرض مسرحية ناسني والسالطني: صوت الغرب جريدة -اسم صاحب النص وملخص املسرحية، باإلضافة إىل التنويه باإلقبال الكثيف ذكر فيه تقريري

.وكالعادة ال تتجاوز الصحيفة خط اإلخبار السطحي إىل مستوى نقدي .للجمهور

نشرت ثالث مقاالت عن عرض ناسني والسالطني: Le quotidien D’Oran جريدة - Un ouisseme pour Nassine ou salatinesاملقال األول حتت عنوان .Le T.r.o ou Festival de Carthageاملقال الثاين حتت عنوان

.Un Comédien T.R.O primeاملقال الثالث

.29.12.2002. 1754العدد : مسائية مستقلة يومية وطنية إخبارية : جريدة المساء -1 .28.12.2002: يومية وطنية إخبارية مستقلة: جريدة الخبر -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

179

نالحظ .1حتدثت يف املقالني الثاين والثالث عن مهرجان قرطاج، وتتويج املسرح اجلزائري، أما املقالني الثاين طنيعن تتويج مسرحية ناسني والسالخربا أن اجلريدة كتبت يف املقال األول

والثالث فجاءا مبستوى املقال التقريري، إذ ذكرت الصحيفة من خالهلما أمساء املمثلني وكذلك إىل بعض العناصر حول هذه املسرحية، مع إشارة خمرج املسرحي، وعرجت إىل ملخص

.اخلشبةمعيقة لتحرك املمثلني على اإلخراجية، جتلت يف ذكر الديكور الذي كانت وظيفته Nassine ou salatines en كتبت مقال بعنوان . La voix d’Oranaisجريدة -

générale2. جناح ق إىل كاتب النص واملخرج وتطر يوهو عبارة عن مقال تقرير .العرض

Les11emes journées théâtralesجاء مقال بعنوان :ELWATAN جريدة -

Carthage, Cote cour. عزري "ار مع خمرج املسرحية واملقال كان عبارة عن حوذ تكلم املخرج عن أحداث املسرحية، وكيف كان له الفضل يف نفض ، إ3"غوثي

.مع اإلشادة بفرقته املسرحيةالغبار عن هذا املخطوط لعبد القادر علولة،

املالحظ من خالل هذه اجلرائد أا مل تتناول املسرحية بالنقد الفين املطلوب يف مثل هذه ل غلب عليها الطابع اإلخباري، ويف أحسن األحوال جند مقاال تقريريا، ينحصر يف األعمال، ب

، بينما مل جند وال مقال واحد تناول املسرحية ذكر احملاسن فقط، وكأننا بصدد مقال إشهاري الواجب اتباعها لتمحيص املسرحية، وتبيان خصائصها الدرامية لنقد والتحليل وفق األسس با

ولألسف جند هذا يف جل اجلرائد املتابعة للفن ؟يف استخدامها أم مل يوفق وهل وفق املخرج .املسرحي يف اجلزائر

1 - voire Le quotidien D’Oran. 18.01.2003/06.09.2003/22.11.2003. 2 - voire La voix d’Oran.18.01.2003. 3 - voire ELWATAN, 28.12.2002.

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

180

عدة مقاالت على عدة مستويات فيما يتعلق ريدة اجلمهورية جل من جهة أخرى كان مبسرحية ناسني والسالطني

:ناسني والسالطني من خالل جريدة اجلمهورية -

ريدة يف أحد أعدادها يف الصفحة الثقافية خربا عن خصصت اجل: على مستوى اخلرب/أ ، ويف نفس العدد نزل مقال إخباري"ناسني والسالطني ز خشبة املسرح"املسرحية حتت عنوان

، كان مضمون املقال الندوة الصحفية اليت 1"بل قاعدة ليست استثنائية 2002سنة "حتت عنوان املسرح اجلهوي لوهران، والذي حيضر واليت حتدث فيها عن نشاط عقدها عزري غوثي .)ناسني والسالطني(مسرحياته من بينها

تكرمي مسرح محو بوتليليس للممثل مسري بوعناين عن دوره يف مقال إخباري آخر جند خربعلى إذ متيز هذا املمثل بقدرة هائلة .2"تثمني اإلبداع"حتت عنوان " ناسني والسالطني"يف مسرحية

توصيل الرسالة النبيلة بصورة كوميدية، فاملمثل يعد من الطاقات اليت اعتمدت يف إمتاع اجلمهور، وه باستقطاب مجيع ما مسح لهذا . مسريا الفنية على املزاوجة بني املوهبة والدراسة األكادميية

.مبستواه الفين املستمر األنظار واإلشادة

املسرح اجلهوي عبد القادر مت احلديث عن عروض خمتلفة يف :على مستوى التقرير/ ب، يف 3، نص لعلولة وإخراج لغوثي عزري)ناسني والسالطني(علولة،مع مفاجأة املوسم املسرحية

.هذا املقال جند سردا ألحداث املسرحية مع كيفية توزيع اللوحات الفنيةالفوز جبائزة أحسن " يف مقال آخر خصصت اجلريدة يف صفحتها الثقافية تقرير بعنوانو

حتدثت عن املشاركة اجلزائرية يف مهرجان قرطاج يف دورته احلادية عشر، أين افتكت 4"ثلمم

.18.01.2003ينظر الجمهورية، م س، ع -1 .16.11.2003، ع م ن ينظر -2 .01.10.2002ينظر م ن، ع -3 .26.10.2003ينظر م ن، ع -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

181

مع العلم أن املشاركة كانت ) مسري بوعناين(للمثل مسرحية ناسني والسالطني جائزة أحسن متثيل .عربية وإفريقية ؛واسعة

في خصصت يومية اجلمهورية مقال صح ):النقدي( يعلى مستوى املقال الصحف/ جألول مرة ناسني والسالطني لعلولة على خشبة حمي الدين بشتارزي (عن املسرحية حتت عنوان

النص "عن ظروف املسرحية، ينالصحفي عبد القادر ميمو ، حيث حتدث)ثالث رسائل للمجتمعلعزيز ناسني، أما اإلخراج فكان )جمنون فوق السطوح (لعلولة من نص أصلي مستوحى من رواية

ري، إضافة إىل تقدمي ملخص شامل ألحداث ووقائع املسرحية، واإلشارة إىل الدور لغوثي عز .1"االفعال واإلجيايب هل

يف حمله، كون الكاتب مل يتطرق بصورة واضحة لعناصر اإلخراج التغطية مستوىمل يكن ، فاملقال النقدي جيب أن يشتمل على وغريها) إضاءة ديكور، موسيقى،( ،يف املسرحية

تعطي له طابع التخصص النقدي يف جمال املسرح، وهذا مل نلحظه على مستوى هذا ات خصوصي .املقال

2"مأساة وواقع، وجرعات كوميدية"جند كذلك مقال نقدي يف نفس اجلريدة حتت عنوانحيث تطرق املقال إىل العمل من ناحية تصويره للواقع املعيش وإسقاطه على الظروف السياسية

، كما قامت اليومية بلقاءات مع صانعي هذه جلها اإلخراج مبواقف كوميديةاملتعفنة اليت عالقد "رح بعد عودته من جولة يف فرنسا املسرحية مثل عزري غوثي مدير املسرح اجلهوي، الذي ص

طاقم املسرحيةعلى بشكل خاص التغطية ركزت .3"كانت عروضنا ناجحة على كل املستوياتحيث مل يربز عناصر . يف خانة النقد االنطباعي الذايت املقال يصنف ذااإلجيابيات، لمن خالل إبراز

.وفق أسس علمية ونقدية متعارف عليها العرض املسرحي بصورة واضحة

.08.01.2003 م س ينظر عبد القادر ميموني، مقال، الجمهورية، -1 .18.10.2003 ، م نينظر بوزيان بن عاشور، مقال، الجمهورية -2 .06.04.2003عزري غوثي، الجمهورية، -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

182

، أا تروح يف جلها إىل التغطية الصحفية العادية، سواء على هذه املقاالتيتنب ملتتبع يتحدث عن خصائص النص امتخصص انقدمستوى اخلرب أو التقرير أو النقد، إذ ال جند هناك

حسن األحوال نلمح بعض أويف لألخبار لم يتعد كونه نقالالدرامي أو العرض على الركح، ف والعذر يفاملقاالت االنطباعية الذاتية ال أكثر، وهذا ال يرقى ملستوى النقد املسرحي املتخصص،

الصحفي من الوقوف بصورة ميكنوهذا ما العدم التخصص، املدة الزمنية و ضيقيرجعونه ل ذلك .هو بصدد تغطيتهاى األعمال املسرحية اليت علمية عل

تتخذ سرحية يف الصحف عرب مقاالت مطولةرصد احلركة امل نشري إىل أن يف هذا اإلطار مثلها مثل طبيعة املقاالت ، جدا ممكنة العروض املسرحيةوص والنص يف التعامل مع الطابع النقدي

اليت تأخذ حيزا ال بأس به على صفحات اجلرائد اليومية ، األدبية األخرىواالقتصادية أو السياسية اجلاداالهتمام كون فلما ال يبالرباهني واحلجج البينة، اإلتيانلكاتب أو احمللل السياسي فتسمح ل

؟املسرحب

صني يف تخحول النقد يف الصحف الوطنية من خالل أراء املوجهة نظر البحث تتضحووخاصة الصحفي منه مل النقد املسرحي يف اجلزائر: " )الكاتبة آرليت روث( إذ تقول هذا اال،

نذ نشوء املسرح يف اجلزائر، إىل أن مت قبول املسرح باللغة العامية، فبدأت تظهر بعض يلعب دوره مرائد مثل الكتابات النقدية، واليت ميكن تصنيفها يف خانة التعليقات املسرحية على صفحات اجل

ال نكاد املتخصص يف جمال املسرح مبعىن أن النقد .1"اجلزائر اجلمهورية، احلرية، املساء وغريها .جند له أثرا يف صحفنا الوطنية

يف اجلرائد تعتمد على أسس نقدية اجلادة فإن هناك بعض املقاالت ذلكمن رغم وعلى البه عبد الناصر بوخالف، عن مسرحية لكات )اجلزائر نيوز(مقال صدر يف جريدة كيف عملها

.33، ص 1977آرليت روث، نقال عن مجلة الثقافة العربية طرابلس، الجمهورية العربية الليبية، العدد الثالث، مارس -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

183

. 1من إنتاج املسرح اجلهوي ملدينة جباية ومن اقتباس عمر فطموش )خودي(ملخرجها ) التقرير( .منهجية النقد الفين لألعمال املسرحية تتجلى فيهاأطر قفاول صاحب املقال املسرحية بعمق وتن

ورطة يتعرض هلا مدير يف رة يف فضاء عار ندخل مباش:" يبدأ املقال بتلخيص للمسرحية إدارة بسبب ظهور لغة جديدة امسها الطرطورية، حيث أن نائبه هو الذي أعطى التعليمات

رفض هذه اللغة اجلديدة وحاول مواجهة ا، وهذا يتعدى صالحياته، املدير بتدريسها والعملنائب، مث إىل رجل وجودها، لكنه وجد نفسه يتدحرج إىل األسفل، فبعد أن كان مديرا حتول إىل

يقدم التقارير إىل مسؤوليه، أما املوظفون فكان مههم األكل والتفل يف األطباق، وحياكة .2"ليعود املشكل من جديد" البحبوحية" وتنتهي األزمة بظهور لغة جديدة امسها .الدسائس

ن املقال بعد امللخص إىل تقييم كل مشهد على حدا، من ناحية النص مث مصاحب ينتقل وينتهي التقرير بعرض بطاقة فنية . ناحية العرض، وكذا حتليله للرموز املوجودة يف العمل املسرحي

هذا املقال ميكن تصنيفه .3"عن األمساء املشاركة يف هذا العمل، وكذلك رد فعل اجلمهور املتلقي .ريح املسرحيةالنقدية يف تش مد على الوسائلتعاملسرحي البناء واملتخصص، كونه أيف خانة النقد

ملكتوبة، وحىت املرئية واملسموعةقل ما جندها يف الصحافة ااملتميزة مثل هذه املقاالت إنيف فالنقد املسرحي يكاد يكون هامشيا وسط ما تطرحه الصحافة الفنية من موضوعات ولقاءات

.جماالت فنية وثقافية أخرى

املسرح أجريت معه يف مقرمن خالل مقابلة ) بوزيان بن عاشور(يتحدث الصحفي و .حول النقد الصحفي اجلاد للمسرح يف اجلزائر. اجلهوي لوهران

.الصفحة الثقافية. 07.03.201عبد الناصر خالف، من برناردا ألبا إلى التقرير، الجزائر نيوز، -1 .الصفحة الثقافية. 07.03.201، م ن -2 .سم الجزائر نيوز، ينظر ناصر خالف، -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

184

:احلوار

ما هي انطباعاتكم ومالحظاتكم على واقع النقد املسرحي أوال وقبل كل شيء،: سؤال يف اجلزائر؟

وجد نقد فعال، وهذا راجع ال توجد حركة نقدية ناضجة يف اجلزائر، وال ي: ابجوركة املسرحية قبل االستقالل، فقد كان النقاد قالئل، وهم نقاد فرنسيون، ينشرون لضعف احل

.مقاالت انطباعية عن النشاط املسرحي يف اجلزائرن أمكن أن نتحدث عن الوضع الراهن، هل ميكننا إرجاع هذا الضعف إىل إ: سؤال

.اهتمام الصحفيني بالثقافة األجنبية، كون غزارة إنتاجهاهذا من جهة، ومن جهة ثانية جند نقص األعمال األكادميية وكذا ضعف أكيد: جواب

.اإلنتاج احمللي، وعدم وجود تكوين صحفي هذا يعين عدم وجود صحافة متخصصة؟: سؤال

نعم، لكن رغم ذلك هناك متابعات صحفية يقوم ا الصحفيون، وال ميكننا : جواب .فال لوم عليهم اجلريدة،يفتفاديها، حىت وإن خصصت أعمدة قليلة

فيما تتمثل ثقافة الناقد يف رأيكم؟ وهل حقيقة أن العملية النقدية تكشف عن : سؤال العيوب املسرحية؟

لناقد الصحفي، فاألول جماله واسعوا أوال أن نفرق بني الناقد املسرحيعلينا : جوابأن يكون ناقدا عليه أن ميكنه من انتقاد العمل املسرحي من حيث البنية النصية وما إىل ذلك، فقبل

يكون ممارسا، وأن تكون له دراية بعناصر البناء الدرامي ، أما الصحفي فليس له رصيد ثقايف .مسرحي، لذا فمقاالته تكون بغرض الدعاية واإلشهار

مبا أن مقاالت النقد الصحفي مقاالت إشهارية فهي تركز على اإلجيابيات أكثر : سؤال من السلبيات؟

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

185

جيابيات أو سلبيات د الصحفي يف حقيقة األمر ال ميكن أن نقول عنه أنه يربز إالنق: جوابمقال مبعىن أنه. فهو يقوم بتغطية حدث ثقايف ؛ألن هذا ليس عمل الصحفي العمل املسرحي

.إخباري يعمل على نشر مؤلف املسرحية وخمرجها وممثليهاتدعم حركة املسرح حنن يف حاجة إىل وسيلة إعالمية" :قال مصطفى كاتب: سؤال

الوطين، إىل جانب دراسات حول املسرح الوطين يساهم يف إثرائها أساتذة جامعيون وكتاب يف وقت تضاءل املنتوج الثقايف املسرحي يف الصحف املكتوبة على األخص [...]مسرح خمتصون

؟لغائبة، ومن هنا تطرح إشكالية السياسة الثقافية ا1"وإن وجد فهو قائم على مبادرات شخصيةالنقد الفعلي منعدم يف األعمال األكادميية، ما عدا بعض االجتهادات الفردية اليت : جواب

ميكن أن حنصرها يف املؤلفات التنظريية ملدير املسرح السابق خملوف بوكروح يف العاصمة، وأمحد .شنيقي بعنابة واملتحدث يف الغرب

كيف ترى نفسك بني النقد والتأليف؟: سؤال عكس التأليف كل موضوعية، حيث تغيب العواطفحني أنقد عمال أنقده ب: جواب

الذي يكون منطلقه ذايت وحمفزه قناعات شخصية، أستحضر الشعور والالشعور، حتترق نفسي .2مليالد عمل مسرحي

Le théâtre en mouvement. Octobreنظرته بوضوح من خالل كتابه جلىتتو

1988 a ce jour لكتاب اجلامعيون الذين فا"النقد ظل غائبا ملدة طويلة، الذي أكد فيه أنختصصوا يف احلقل املسرحي كان يف اية الثمانينات وبأكثر دقة بعد فتح معهد الفنون الدرامية

ليست دائما مع موعد ، كما تعد الصحافة الوجهة الثانية للنقد، فهي 1989جبامعة وهران سنة . 3"زء كبري من املؤلفات املنتجة البارزة من طرف أهل املسرح، لكن كان هلا اجلدارة يف جللخلق

.35، ص 1977بية الليبية، العدد الثالث،مارسالجمهورية العرعن مجلة الثقافة العربية طرابلس،مصطفى كاتب، نقال عن نقال -1 .بمقر المسرح الجهوي وهران. 25.04.2008حوار مع بوزيان بن عاشور، األحد -2

3-voire bouzian ben Achoure. Le théâtre en mouvement. Octobre 1988 a ce jour. Edition DAR ALGHARB p165.

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

186

هذا احلوار، أن الناقد قد أجحف يف حق الكتابات األكادميية حول يبدو من خاللهذا ليس ذنبه، بل الذنب يعود على املؤسسات املعنية اليت مل تنشر يف رأينا املسرح اجلزائري، و

وخاصة يف قسم الفنون جمال النقد املسرحي يف اجلزائرعدة أعمال أكادميية هلا باع كبري يف ، غري أنه حاول أن يعطي نظرة حول النقد الصحفي الذي يعاين نقص التخصص يف هذا الدرامية

.اال

:املهرجاناتونشريات الت االنقد املسرحي من خالل - ب

األهم هو البحث من املهم احلديث عما خترجه لنا االت يف جمال النقد املسرحي، ولكنة الساح عربعن جمالت متخصصة يكون هلا باع يف هذا اال، وهذا ما نلمح نقصه بصورة مذهلة

ال تكون يف املتناول يف أغلب وليت تعد شذر من نزر، ا جملة املسرحالثقافية يف اجلزائر، اللهم إالوطين للمسرح احملترف وجملة ، كما توجد بعض االت املناسباتية مثل جملة املهرجان الحياناأل

.املهرجان الوطين للمسرح الفكاهي، وكذا جملة مهرجان مسرح اهلواة

مع كيفية تعاملها والنشريات يف االت هذه من خالل يتناول البحث بعض الرؤى .ما يكتب على صفحاا من مقاالت وتغطيات ألهم األحداث املسرحيةاملسرح يف اجلزائر وفق

كتابات تؤرخ أو عرب، تتناول الة قضايا املسرح، بكل آماله وآالمه :*حجملة املسر .1، من خالل حوارات ومقاالت لرجال املسرح يف اجلزائر تسلط الضوء على التجارب املسرحية

.والوطن العريب

عبد الكرمي للكاتب )احلكوايت األخري(مسرحية تناولت جملة املسرح يف أول صدور هلا مع ا حوار إذ أجرت ،2007ثارت ضجة إعالمية حني خروجها إىل النور سنة اليت أبرشيد،

مجلة المسرح، مجلة تصدر كل شهرين، عن المسرح الوطني، محي الدين بشتارزي، وتهتم بقضايا المسرح على الساحة * .الوطنية والعربية

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

187

وتونس يف هذا العمل عن كيفية حتقق التالحم بني املغرب واجلزائر *املسرحي املنجي بن براهيمالتعاون الذي حصل أثناء التدريبات على هذا العمل، وكذا رؤيته اإلخراجية حوضفاملسرحي،

، وكذا تعامله مع بطل املسرحية اتب املغريب عبد الكرمي برشيدوكيف تعامل مع نص الك .1املمثل اجلزائري عبد احلليم زريبيع

حلكوايت األخري من خالل كاتبها تعود جملة املسرح يف أحدى حواراا إىل مسرحية اواملمثلني عن جتربته يف جمال الكتابة املسرحية وكذا تقييمه ألداءالذي حتدث " عبد الكرمي برشيد"

. 2وكيف تابع مراحل إخراجها

، من "عبد احلليم زريبيع" أماطت الة اللثام على بطل مسرحية احلكوايت األخري، املمثل ، إال أن الة مل تتحدث عن 3"اجلنويب احلكوايت األول يف احلكوايت األخري" خالل عنوان عريض

ا أوىلة، وهذا ما حيسب عليها، فكان جيالعمل بكونه عمل فين له خصائصه النصية واإلخرا هإذ يلمح املتفحص هلذوانب الفنية يف العمل املسرحي على مستوياته التقنية والفنية، تطرق إىل اجلال

من حوارات لمسرحية، فال جند نقدا لعناصر النص الفين ل النقد ملاحلوارات والتقارير أا موسيقى وغريها وسينوغرافيا ومن ديكور عرضأو الوصراع وحبكة وزمان ومكان، وشخصيات .يفيد العملية املسرحيةالذي هو األمر باعتبار هذا

من خالل حوار أجرته معه جملة املسرح يف )عبد العزيز السريع(حتدث املسرحي الكوييت عددها الرابع عن التجريب املسرحي يف الوطن العريب، حيث طرح جمموعة من القضايا ذات الصلة

غرب العربي، أخرج مسرحية الحكواتي مباع كبير في اإلخراج المسرحي في تونس والمخرج تونسي له : المنجي بن براهيم* األخيركاتب مسرحي مغربي، له عدة أعمال مسرحية منها الحكواتي األخير، وقد تميز هذا الكاتب بانتهاجه : عبد الكريم برشيد

.المسرح االحتفالي في المغرب .04، ص 2007، جانفي فيفري، 1المسرح، العدد حوار مع منجي بن براهيم، مجلة: ينظر -1 .03، ص 01مجلة المسرح، العدد: حوار مع عبد الكريم برشيد -2 .05، مجلة المسرح، م ن، ص "عبد الحليم زربيع الحكواتي األول في الحكواتي األخير" سعيد حمودي، -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

188

ريى أن التجريب مل يعد ظاهرة صحية، كونه أصبح غاية يف حد ذاته، ومل فبالراهن املسرحي، اليت ال جيب رق إىل اللغة يف العمل املسرحي، يصبح وسيلة للبحث اجلاد يف جمال املسرح، كما تط

جانب بل جيب أن تطرح من ،بني الفصحى والعاميةة من ناحية الثنائية املتداولة أن تطرح كإشكالي .1آخر وهو نوعيتها وكيفية وصوهلا إىل املستوى الفين سواء أكانت عامية أم فصحى

تتحدث جملة املسرح عن واقع املرأة يف املسرح األمازيغي، من خالل حوار مع املخرجة اليت تعاين من تلك املرأة هي إذ تقول أن فاطمة ،)فاطمة (حول مسرحيتها )محيدة آيت احلاج(

طائها لترسم وجه فاطمة األمازيغية من خالل عن تعود فاطمة وقد ختلت ع، حيثقيود اتمأحداث قصة واقعية جرت مع بداية احلرب العاملية الثانية يف إحدى قرى منطقة القبائل، إذ يفترق العاشقان، عندما جيند الرجل إجباريا حملاربة األملان، وتزوج املرأة عنوة، وعندما يعود العاشق جيد

شوقته قد تزوجت، هذه األخرية تقرر ترك زوجها والزواج بعشيقها، لكن هيهات فقد قتل مع .2الزوج العشيق يف يوم زفافه

نلحظ من خالل هذا احلوار، تلخيص ملوضوع املسرحية ليس إال، إذ ال يوجد ما يرافقها رصدها القائمون على ، وهذا هو األمر السليب يف هذه املتابعات اليت يمن دراسة يف النص أو العرض

املعامل الدرامية للمسرحية، حىت يئ للقارئ يف فباعتبارها جملة خمتصة كان األوىل أن ختوض . الةشخصيات وما رافقها من مواقف وأحداث، الفرصة التعرف على اجلو الدرامي الذي حتياه

.لنقد املسرحي اجلادوغريها من العناصر اليت حيملها ا وكذلك تبيان خلفيات كتابة املسرحية

عدم التعمق قد تناولت الة عدة أحداث مسرحية يف اجلزائر، إال أن النقطة الفارقة هيوواليت من املفروض طرق اإلخراج يف األعمال املسرحيةيف البحث النقدي حول األداء الدرامي، و

.ن هذا مل نلمسه يف الةأن تكون هي الفارق األساسي الذي مييزها عن الكتابات الصحفية، إال أ

.2007، جويلية 04عالوطن العربي، مجلة المسرح، ة فيينظر عبد العزيز السريع، التجريب المسرحي لم يعد ظاهرة صحي -1 .2007، سبتمبر 06ينظر حميدة آيت الحاج، مجلة المسرح، العدد -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

189

فعلى الرغم من كوا جملة خمتصة يف احلركة املسرحية، إال أا ال تغوص يف أعماق احلركة .املسرحية بشكل علمي يوظف من خالله العاملني فيها تقنيات النقد املسرحي املتخصص

نشرية املهرجان الوطين يأخذ البحث :النشريات اخلاصة باملهرجانات الوطنية .2للوقوف من خالل دوراا األربعة األخرية،تناوهلا يو .للمسرح احملترف على سبيل املثال ال احلصر

.عن كيفية تعامل النشرية مع األعمال املقدمة يف خضم املهرجان

نشرية املهرجان الوطين للمسرح احملترف -

اية مسقط قلبه بشتارزي البد" بعنوان النشرية يف أحد أعدادها مقاال حول بشتارزي توردمال بشتارزي وما يعود بنا املقال إىل البدايات األوىل للمسرح اجلزائري من خالل أع 1"املسرح

رت ريربتوار املسرح اجلزائري، إضافة إىل مذكراته اليت تشكل مرجعا تارخييا ـتركه من أعمال أث .حول احلركة املسرحية يف اجلزائر

ل املواعيد املسرحية طرف أساسي يف معادلة ك:"يف نفس العدديقول خملوف بوكروح فباعتبار خملوف بوكروح ناقدا مسرحيا، ركز كثريا يف دراساته املسرحية ، 2"املسرح واجلمهور

.على اجلمهور املتلقي، باعتباره طرفا أساسيا يف معادلة املسرح

عند االعتبار خلصوصية التمثيل، ألن املمثلني جيب إعادة:" الدكتور جواد األسديستانسالفسكي طابقوا بني روح املمثل وروح الدور، وهذا ما جنده غائبا لدى املمثل العريب

ركز الدكتور على جانب كيفية التعامل مع املمثل أثناء التدريبات .3"واجلزائري بصفة خاصة

.02، ص2006، دورة 1نشرية المهرجان الوطني للمسرح المحترف ، ع" مروا من هنا" ينظر وسيلة بن بشي، -1 .03، ص 01ينظر مخلوف بوكروح، نشرية المهرجان، م س، العدد -2 04، ص1اإلطاحة بالتمثيل المتخفي، نشرية المهرجان، م س، ع: ينظر جواد األسدي -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

190

ترى االحتفالية الوجود حلما، وال تراه ومها، وتراه فعال أكثر من": عبد الكرمي برشيد. دباعتبار أن عبد الكرمي برشيد هو مؤسس هذا النوع من املسرح يف املغرب، فقد حتدث .1"كينونة

.عن خصوصيته الفنية ومتيزه عن األنواع املسرحية األخرى

اجلمهور بريء ويريد :" تقول الفنانة املصرية من خالل حوار معها: مسيحة أيوبال وعزوف اجلمهور عن املسرح إىل رداءة ما إذ حتمل املمثلة مسؤولية ضعف األعم . 2"اجلودة

.يقدم له من أعمال ال ترقى ملستوى األعمال اليت تثري املتعة والتعلم يف آن واحد

ويف مقال نقدي تنظريي يتكلم الدكتور خملوف بوكروح عن ثالثية املسرح اجلمهور نطالقا من أن املسرح إن املتفرج يسهم يف إنتاج املعىن، وهذا ا:" والتلقي، فيلخص ذلك بقوله

يعمل كنظام عالمات، يرسل إشارات ورسائل للمتلقي، ذلك أن املتفرج يف املسرح هو العنصر .3"األساسي أو هو امللك

امللتقى (تتابع نشرية املهرجان الندوات واحملاضرات العلمية حول املسرح، ومن أمثلة ذلك ر اجلزائر عاصمة الثقافة العربيةباعتبا 2007الذي أقيم على هامش دورة ) العلمي للمسرح العريب

، وتعرضوا خلصوصية املسرح العريب، وكذا حيث نشط امللتقى أساتذة جامعيون جزائريون وعرب .4النقد املزدوج وتغريب املسرح العريب وعدة نقاط أخرى

يف ندوة فكرية أخرى يتكلم شريف األدرع عن دور املسرح يف بناء مجهور ذكي، كما خرجة صونيا على عودة اجلمهور مع عودة املسرح، ويؤكد منصف السنوسي من تونس تؤكد امل

.5على أن املدينة طرف أساس يف معادلة املسرح واجلمهور

.06، ص 2006ماي 26، 2عبد الكريم برشيد، االحتفالية، نشرية المهرجان، ع -1 .07، م ن، ص 2حوار مع سمية أيوب، نشرية المهرجان، ع -2 .06، ص 03مخلوف بوكروح، نشرية المهرجان العدد -3 .07ص . 2007ينظر سمية بن يحي، الملتقى العلمي للمسرح العربي، نشرية المهرجان، الدورة العربية، -4 .07ص 2007ينظر جوباني شفيقة، هبة إيموال، الندوة، نشرية المهرجان، جوان -5

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

191

نأخذ أمثلة عن كيفية ف نافسةأما فيما خيص األعمال املسرحية اليت تدخل يف إطار امل .تغطيتها من خالل النشرية

مقال )يف انتظار غودو على خشبة بشتارزي(نافسة فرقة امللقى من تندوف تدخل امل لطريق املمتدة دون اية واجلديدارتكز العرض على عنصرين أساسيني مها ا :" ...صحفي نقدي

، حيث استغنت الفرقة مقارنة مع طريق الريف اليت يقدمها بيكيت، أما العنصر الثاين فهو الشجرةلعرض على فواصل مبنية على حمادثات كلها عبثية عن األوراق، ووضعت حملها ساعة، وارتكز ا

.1"مغلقة

املسرحية للكاتب شريف األدرع وإخراج حسن " البلريي حتاكم جحا:" يف مقال آخر بوبريوة، عرض مسرحي تضمن الفرجة والنكتة يف حوارات تقامسها املمثلون ودارت حول البطالة

.2...واجلنون واحملن

الصراع من أجل انتصار " اك السالم تدخل غمار املنافسةأشو:" يف مقال تقريري آخر تزور مسرحية أشواك السالم من إنتاج املسرح اجلهوي . احلب يعيد توفيق احلكيم إىل الركح

، جتسد املسرحية قصة حب قوية مجعت لوهران ومن اقتباس مراد سنوسي عن نص لتوفيق احلكيم 3..."هة الشرقية، يلتقي العاشقان لتباحث األمر ابن حمافظ اجلهة الغربية وابنة حمافظ اجلنيب

من خالل إعطاء نبذات سريعة عن 20094و 2008وتتبع النشرية نفس اخلط يف سنيت املقاالت التأرخيية من هنا ميكن القول أن الة يف خطها ركزت على األعمال املسرحية املشاركة،

عن املذاهب املسرحية والتجريبية يتكلمون فنجد املختصني وعرض التجارب املسرحية،والوصفية

.03، ص 13ينظر وسيلة بن بشي، نشرية المهرجان، رقم -1 .03، ص 18م ن، رقم ينظر آسيا شلبي، نشرية المهرجان، -2 .03، ص17ينظر آسيا شلبي، م ن، رقم -3 .2008/2009عد إلى نشريات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

192

قد األعمال املشاركة يف املهرجان يف حوارت وأراء تنظريية، ولكن ال جند هلم أثرا فيما خيص نمن الوقوف على هنام وما أضافوه حىت يتسىن للمشاركني اليت كان األجدر م تشرحيها نقديا

لنقد الصحفي املتخصص يف ال نكاد جند أثرا لإذ .خالل أعماهلم، وهذه هي وظيفة النقد احلقيقيةإن الواقع واحلقيقة يقوالن خبلو :" يقول يف هذا النسق الدكتور أمحد شنيقيحيث ،املسرح

ولكي تصدق ما أقول خذ أي صحيفة من صحفنا احمللية، ...صحافتنا من املادة النقدية إال ما ندرفيها نقدا مسرحيا باملعىن املعروف، حىت يف أحسن وتابعها شهرا أو أكثر بشكل منتظم، لن جتد

حاالت املسرح أال وهي املهرجانات املسرحية، وإن وجدنا نقدا فإنه جمرد إشارات قصرية جدا .1"وانطباعات ذاتية ال تسمن وال تغن من جوع

جيمع كذلك جمموعة من املهنيني اجلامعيني املختصني يف املسرح على حقيقة القطيعة بني وهو أستاذ حماضر جبامعة " احلاج ملياين" د املسرحي اجلاد والفعل املسرحي، إذ يقول األستاذ النق

إنه يف ظل تواصل القطيعة بني النقد األكادميي والعمل املسرحي، برز تأثري وسائل :" مستغامنج لإلنتاج حتديد ميول املتلقي، إال أن وسائل اإلعالم بالرغم من دورها اهلام يف التروييفاإلعالم

فالنقاد ...املسرحي، سامهت سلبا يف تطوره، بسبب ارتكازها على نقد يغلب عليه الطابع الذايت .2"أصبحوا ال ميتلكون تأثريا واضحا على املسرحيني

لمعهد العايل ملهن السمعي ل سابق كذلك يدعو الناقد املسرحي إبراهيم نوال مديرحلي باملوضوعية والرتاهة واحلياد يف أحكامهم، كما عربت البصري بربج الكيفان املسرحيني إىل الت

جيب أن يتحكم الناقد ملسرحي مبختلف وسائل :" األستاذة مصطفى مجيلة الزقاي عن رأييها بقوهلاوقد صب الناقد املسرحي أمحد شنيقي جام غضبه على تراجع ". النقد حىت ال يظل انطباعيا

ثغرة غياب النقد األكادميي اجلادالقيام بدورها وسد اإلعالم والصحافة املكتوبة باخلصوص عن

.12ص. 17.07.2009ينظر أحمد شنيقي، صحيفة الفجر، -12- massa.com-www.el ،مساء20.00على الساعة . 2010مارس 29يوم األثنين تاريخ الزيارة

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

193

واتفق معه الناقد الصحفي بوزيان بن عاشور الذي أكد أن النقد املسرحي يف اجلزائر ال يستجيب .*بتاتا لتطلعات املتلقي

حيتاج املسرح إىل جهد كي يصل إىل املتلقي، سواء عمال أو نقدا، ويف اجلزائر نلمح ية غياب الصحافة سواء على مستوى تغطيعود سبب ذلك إىل هذا النشاط، وعزوف املتلقني عن

األحداث املسرحية، أو على مستوى النقد الصحفي اجلاد، وقد يعود هذا إىل سوء التخطيط من طرف القائمني على قطاع اإلعالم يف اجلزائر، فإذا كان اإلعالم من الناحية الواقعية يزود الناس

أن يكون يف صدراة العمل اإلعالمي ملعلومات، فإن اإلعالم الثقايف أوىل به بأكرب قدر ممكن من اتتمثل :"ويقول األستاذ أديب خضور يف هذا اال ،من قدرة على تنوير عقول املتلقني هملا حيمل

أمهية اإلعالم الثقايف يف كونه الوسيلة الفعالة خللق جسور بني الكتاب واألدباء واملسرحيني، وبني .1"لقني قصد توفري جو ثقايف صحي يساهم يف دفع احلركة الثقافية حنو التقدم والتواصلاملت

خنلص إىل القول من خالل رصد هذه النماذج أن النقد املسرحي سواء يف الصحف أو وجتربة االت، ال يرقى إىل مستوى النقد املتخصص الذي يقوم يف أساسه على عناصر مهمة، منها

لعميقة يف ميدان املسرح، وكذلك متابعته ألخبار هذا الفن بصورة دائمة، وليست الناقد الفين اجل املتابعات ال تعطي أمهية للعمل املسرحي من ناحية تقنياته أنهذا نالحظ مناسباتية، إضافة إىل

شهار هلذا العمل أو ذاك، وهذه ليست عملية نقدية يف كنهها بقدر ما الفنية، بقدر ما تروح إىل اإل .األحيانهي عملية إشهارية تنطوي على خلفيات ذاتية يف أغلب

خلق إعالم متخصص لكل جمال فين هو ضرورةمن خالل هذه املتابعات وما ميكن قولهحركة ثقافية تؤسس من خالله الوسيلة األكثر قربا من املتلقي العادي ، اإلعالم ، باعتبارأو أديب

جيدر أن يكون للمسرح وسيلته اإلعالمية اليت هلذا ،لثقافةح أو غريه من جماالت اسواء يف املسر فهم الرسائل بطريقة واضحة وجلية علىوحتمله ،وعية املتلقي وتعكس مستواهت تساعد على

.تساهم يف تطوير احلركة املسرحية

مقتطفات عن أراء بعض األساتذة والمختصين في مجال المسرح بمناسبة اليوم الدراسي الذي أقيم حول النقد المسرحي، والذي *ق ح الهواء الطلرنظمته مؤسسة فنون وثقافة بالتعاون مع المركز الوطني للبحث في األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية بمس

مساء20.00على الساعة . 2010مارس 29يوم األثنين تاريخ الزيارة، massa.com-www.el نقال عن ،بالعاصمة .25.04.2003. 859ع،جريدة األسبوع األدبي.ة العالقة بين اإلعالم والثقافةطبيعب خضور،اإلعالم الثقافي المتخصص،أدي.د-1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

194

.الكتب النقدية يف املسرح اجلزائري: املبحث الثاين

عملية اإلبداعية يف حتديد أطرها املستقبلية، والناقد تساهم العملية النقدية عرب جماراا للاملسرحي تتمثل مهمته األساسية يف وصف وشرح النص والعرض املسرحي، ومتابعة هناته

.ووقفاته، وتوضح معامل العملية املسرحية للمتلقي وللممتهن يف آن واحد

اال للناقد افال عذر يف هذ إذا كان النقد الصحفي مقصرا نظرا العتبارات عدة،فالذي ينربي بقلمه عرب صفحات الكتب، هذا األخري جيب عليه أن يكون ملما املسرحي املتخصص

حبيثيات النص وما حيمله من دالالت لغوية ودرامية، وكذلك العرض وما حيمله من رؤى ص املؤلف ، مبعىن أن الناقد املسرحي له من احلتمية ما حييله على وجوب التوفيق بني الن1إخراجية

.والنص املعروض

يعرض البحث جمموعة من الكتابات حول املسرح يف اجلزائر، واليت سنحاول الوقوف من العناوين املتابعة للحركة املسرحية يف ومن ، املسرحي بوجهه املعروف خالهلا على مستوى النقد

:نذكر اجلزائر

:ايناملسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر، لكاتبه بوعالم رمض .1

جلزائر، وكذا نقل واقع املسرح اجلزائري رصد تارخيي للحركة املسرحية يف ا الكتابربيعتمن خالل الصعاب والتحديات اليت واجهت أبناء هذا الفن، مع إعطاء بعض سلبيات املسرح

.اجلزائري

ار مىت بدأ املسرح اجلزائري، وليس املسرح يف اجلزائر، وملاذا اخت:" يقول بوعالم رمضاين .2"ما هي املصاعب اليت واجهته؟...ما هي األعمال اليت قدمها...مطلع العشرينيات كتاريخ لبدايته

.270، ص 1983ر محمد زكي العشماوي، دراسات في النقد المسرحي واألدب المقارن، دار النهضة العربية، بيروت، ينظ -1 .6ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر، المكتبة الشعبية، المؤسسة الوطنية للكتاب، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

195

من خالل صفحات كتابه حياول اإلجابة على هذه التساؤالت، فاملسرح اجلزائري مر إال أا تتمايز عن بعضهاه بعدة مراحل وعرف العديد من الصعوبات، ورغم تقارب مراحل تطور

.1من خالل تقسيمها إىل سبع مراحل تطورالر الكاتب مراحل إذ يظه

يرى الكاتب أن هذه املرحلة مل تقم مببادرة من . 1926- 1921: املرحلة األوىل -اجلزائريني بل كانت من طرف املعمرين، وكذا بعض الفرق العربية مثل فرقة جورج أبيض اليت

.1921زارت اجلزائر سنة

برز خالل هذه املرحلة مسرحيون جزائريون قدموا .1934 -1926: املرحلة الثانية -مسرحيات واقعية اهتمت بقضايا الشعب اجلزائري، وأبرز روادها عاللو، رشيد قسنطيين، حمي

.الدين بشتارزي

متيزت بظهور املسرح اجلزائري كمسرح واع يقدم .1939-1934: املرحلة الثالثة -كلم عن ضرورة النضال السياسي، كما ظهرت القضايا السياسية، وظهرت مسرحيات تت

شعب اجلزائري الدينية والتارخييةمسرحيات كتبت باللغة الفصحى، وتروح إىل التوعية بأصول ال .من خالل كتاب مجعية العلماء املسلمني

متيزت باندالع احلرب العاملية الثانية وانقطاع الصلة بني . 1945-1939: املرحلة الرابعة - .ةمهور وتزايد الرقابة االستعمارية على األعمال املسرحياملسرح واجل

الفرق املسرحية مثل فرقة الغد حملمد سمتيزت بتأسي 1962 - 1954: املرحلة اخلامسة -رضا حوحو، وكذلك ظهور فرقة جبهة التحرير الوطين اليت عملت على نشر القضية اجلزائرية

.خارج الوطن بفضل أعماهلا املسرحية

.30-12والحاضر، ص ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

196

متيز املسرح اجلزائري بانتهاج إيديولوجية سلطوية 1972-1962: ة السادسةاملرحل - .الطابع امللحمي على األعمال املسرحية يف اجلزائر ةبعد االستقالل، وغلبانتهجتها

يف هذه املرحلة ظهرت املسارح اجلهوية، وتعددت . 1981-1972: املرحلة السابعة - من االزدهار لكن ظل يسري يف ظل إيديولوجية السلطةاملسرحيات، وعرف املسرح اجلزائري نوع .1الوطنية اليت اتبعت آنذاك النهج االشتراكي

أن الكاتب حياول أن ،نالحظ من خالل هذا الرصد التارخيي حلركة املسرح اجلزائريمن دون التعمق يف نقد األعمال . يعطي للمتلقي نظرة عامة عن تطور املسرح يف اجلزائر منذ نشأته

فهو ال يتكلم على النص املسرحي بوصفه إبداع فين له عناصره اليت ملسرحية من الناحية الفنية، اهلا مميزاا اخلاصة، بل يتكلم عن تاريخ على العرض بوصفه قراءة أخرى للنصوال يقوم عليها،

ية أو سواء كانت اقتصادية أو سياساتمع املتحكمة يف املسرح اجلزائري وفق معايشته للظروف فيما خيص اإلجابة عن التساؤل الذي طرحه يف مقدمة كتابه حول ومن جهة أخرى ،اجتماعية

الصعوبات اليت تلقاها املسرح اجلزائري فقد خلصها الكتاب يف ثالث خانات

ويعد هذا اجلانب حسب الكاتب من أكرب املشاكل اليت واجهت مسرية : اجلانب املايل -رد عدة شهادات لفنانني مسرحيني على رأسهم أحممد بن قطاف، املدير الفنانني املسرحيني، إذ يو

.2احلايل للمسرح الوطين، وتبني هذه الشهادات عمق املأساة اليت عناها املسرحيون اجلزائريون

ويورد الكتاب بعض املشاكل على لسان بعض املمتهنني لفن املسرح، إذ : اجلانب الفين -على الفنان املسرحي دراسة فن وعلم املسرح وأن :" )سف وهيبيو(يقول مثال الفنان املسرحي

يتزود بالبالغة والفلسفة والتاريخ، وأن يكون ملما ببعض اللغات حىت يستطيع أن يرى كل جديد

.30-29ينظر بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر، ص -1 .37- 36ينظر م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

197

، إال أن ظروف اإلبداع منعدمة أو تكاد يف املسرح اجلزائري، وهذا راجع 1"ويدرك كل تطور .جلانب يف تكوين النخب املسرحية يف اجلزائرلسياسة الدولة اليت مل تم ذا ا

تدريب هنا ميكن القول أن الفن املسرحي جيد طريقه إىل التطور بفعل حركية القراءة والاملتواصل على فنيات التمثيل واإلخراج وغريها من التقنيات الفنية، اليت جيدر بالناقد إجالؤها

ث عنها وكأا أمور نظرية منر عليها مرور للمسرحي، حىت يرى نفسه من خالهلا، ال أن نتحد . الكرام، وهنا تكمن مشكلة النقد املسرحي يف اجلزائر

يرى الكتاب من خالل عرضه لعدة وجوه ): جمال الكتابة املسرحية: (اجلانب الثقايف -مسرحية يف اجلزائر أن األزمة احلقيقية يف املسرح اجلزائري تعود باألساس إىل عدم وجود نصوص

سرحية حملية، هلا مميزات العمل املسرحي املتكامل، إضافة إىل هذا جند عدم اهتمام وسائل اإلعالمميراد سلبيات املسرح اجلزائري، واليت إيذهب الكتاب يف .2وعلى رأسها التلفزة الوطنية ذا الفن

، وكذا خلو كانت من بني أسباا ضعف التكوين، والنظرة الضيقة للكتابة املسرحية يف اجلزائر .الساحة من متخصصني يف جمال النقد البناء يف الوطن

الكاتب عندما يتحدث عن الكتابة املسرحية، ويعطي سلبياا، كان جيدر به أن يرافق فتبني من خالهلا وجهة نظره، حىت يضع القارئ هذه األراء بدراسات نقدية حول مناذج مسرحية

.ملسرحي زمة للنهوض ذا اجلانب من الفنللحلول الال أمام املشكلة بصورة واضحة، مع إعطائه

، ميكن )املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر(من خالل هذه النظرة السريعة على كتاب :أن خنلص إىل عدة نقاط حول هذا الكتاب وهي

يتناول الكتاب تاريخ احلركة املسرحية يف اجلزائر -

ظاهرة املسرحية يف اجلزائرلا لتحليليعتمد الكتاب على منهج تأرخيي -

.37، ص بوعالم رمضاني، المسرح الجزائري بين الماضي والحاضر ينظر -1 .39-37 ، صم ن ينظر، -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

198

افتقار الكتاب ملنهج نقدي واضح باعتباره مل يركز بصورة واضحة على فنيات الكتابة - .والعرض املسرحي

.يذكر الكتاب املصاعب والسلبيات يف املسرح اجلزائري بصورة منطية عامة -

ميكن أن تشكل ميكن القول أن هذه الدراسة رغم أمهيتها من اجلانب التأرخيي، إال أا ال فالنقد يف معناه الصحيح هو الذي يعتمد على أسس النقد . مقاربة نقدية باملعىن الصحيح للكلمة

د على النهوض الكاتب مل حياول إعطاء حلول أو اقتراحات إجيابية تساعو املسرحي املعروفة، ن تعمقه يف من دو وهلذا ميكن إدراج الكتاب يف خانة الكتب التأرخيية،باملسرح اجلزائري،

.اجلوانب الفنية لألعمال املسرحية اليت رصدها

)أمحد بيوض( لكاتبه : املسرح اجلزائري نشأته وتطوره .2

ويقول كاتبه يف مقدمة ،ملسرح اجلزائري ومرحل تطوهيتناول هذا الكتاب تأريخ اات إن التأريخ للمسرح اجلزائري ليس مهمة سهلة، نتيجة لقلة املراجع والدراس:" الكتاب

، وقد تطرق الكتاب يف طياته إىل نشأة املسرح اجلزائري األوىل من 1"األكادميية يف هذا املوضوعفاإلرهاصات األوىل للمسرح اجلزائري ترجع إىل بداية هذا القرن، وإن كان " حيث اإلرهاصات

ا كم .2"البعض يرجعها إىل النصف الثاين من القرن املاضي، حيث ظهر مسرح الظل والقراقوزمثل الكاتبة آرليت روث اليت تناولت مظاهر ما ء عدة مهتمني باملسرح يف اجلزائريورد الكتاب أرا

، )*فليب سادجورف(، وذكر الكتاب أحباث الدكتور "املسرح اجلزائري" قبل املسرح يف كتاا درسة الذي اكتشف خمطوط ملسرحية يقول إا األوىل يف الفن املسرحي يف الوطن العريب وهذا مب

.08، ص 1998شورات التبيين الجاحظية، من. 1989 - 1926أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، -1 .12م ن ، ص -2فيليب سادجورف، دكتور وباحث بريطاني، كان أستاذ محاضر بقسم الدراسات العربية بجامعة أندنبريا باسكتلندا وهو *

.12متخصص في األدب العربي، أرجع إلى أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره م س، ص

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

199

لصاحبها ) نزهة العشاق وغصة املشتاق يف مدينة ترياق بالعراق( اللغات الشرقية واملسرحية بعنوان .1اجلزائري إبراهيم دانينوس

يتطرق الكتاب يف معرض حديثه عن املسرح اجلزائري وبدايته إىل النوادي واجلمعيات النفس اجلزائرية وأفرزت فيما بعد انفعاالتالقرن العشرين، واليت عربت عن بداياتالثقافية يف

، ودادية مجعية املطربية مجعية املذهبية(ميالد املسرح اجلزائري، وقد ذكر عدة مجعيات منهااستفاض الكتاب يف تبني أهم رواد املسرح اجلزائري، فتحدث عن عاللو و .)الطلبة املسلمني

وكذا موضوعها ولغتها املسرحية إذ، "جحا"ية حوتأسيسه للمسرح اجلزائري من خالل مسرتطرق إىل أهم كما اجلمهور الذي تابعها آنذاك، والذي حسب قول بشتارزي كان كبري جدا،

.2أعمال عاللو املسرحية والسكاشات اليت كتبها ووضعها يف جدول يبني تاريخ عرضها ألول مرةأهم كما عرض.مهور ظهوره أول مرة أمام اجلمن خالل ****تطرق الكتاب إىل رشيد قسنطيين

.12، م س، ص 1989 - 1926ض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، ينظر أحمد بيو -1على يد الطاهر علي الشريف، وشكل تالمذتها اإلرهاصات األولى للتمثيل العربي في ،1921أنشأت سنة :جمعية المذهبية

اضي الغرام ، ق1921الشقاء بعد العناء "اوح بين فصل وأربعة فصول،منها الجزائر، حيث كتب منشطها عدة مسرحيات تتر .1924، بديع 1922 ضمت في بادئ األمر اليهود فقط، ثم توسعت " ناطون إيدمون" على يد اليهودي 1911جمعية تأسست عام : جمعية المطربية

لتضم المسلمين أيضا، كانت تهتم بالموسيقى األندلسية، وكانت تشارك في إحياء العديد من التظاهرات الفنية في الجزائر، ومن محي الدين بشتارزي، ساللي علي، الطاهر علي الشريف، ابراهيم دحمون، رشيد " جوه الفنية الجزائرية التي انظمت إليها الو

.الخ، وقد نجحت هذه الفرقة في المحافظة على التراث األندلسي كما وسعت نشاطها ليشمل فيما بعد المسرح..قسنطيني على يد بشتارزي وآخرون مثل بن جول، فرحات عباس، شريف سعدان، 1919تأسست عام : ودادية الطلبة المسلمين

وغيرهم، بالجزائر العاصمة، وكانت مهمتها مساعدة أبناء الفقراء على الدراسة، وقد قامت هذه الودادية بإصدار مجلة التلميذ، .وكانت تصدر باللغتين العربية والفرنسية

.23، م ن، 1989 -1926تطوره، ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته و -2، بحي القصبة بالجزائر العاصمة، دخل المدرسة 1887نوفمبر 11اسمه الحقيقي رشيد بلخضر، ولد في : رشيد قسنطيني ****

االبتدائية وانقطع عن الدراسة ليعمل نجارا، ثم هاجر إلى فرنسا ليعيل عائلته، وكان سفره على متن باخرة غرقت في عرض البحر واج بوبرمة ز،1927خاصة منها العهد الوفي سنة وسط، وتم إنقاذه ليجد نفسه في جزيرة مالطا، له عدة أعمال مسرحية فكاهية المت

جاهاإلت www.rachidksentini.com ،أنظر،وغيرها من األعمال 1929الطماع بابا قدور 1929تونس والجزائر ،1928 .22.00على الساعة .12.12.2010، تاريخ الزيارةالواقعي في المسرح الجزائري،

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

200

وتعامله مع املسرح وعالقته باألنواع *وتكلم الكتاب على حمي الدين بشتارزي .أعماله املسرحية .املسرحية والسينمائية يف اجلزائر، ودفاعه عن القضايا الوطنية واهلوية اجلزائرية

ى ميكن مالحظته على هذا الكتاب، وهو عدم اعتماده يف هذا الرصد عل األمر نفسهكي يستفيد منه ، ويبني كيف تعامل معه املسرحيون األوائلامسرحي امنهج نقدي يثري منوذج

العاملون يف احلقل املسرحي فيما بعد، فاإلفادة تكون بالوقوف على اهلنات الفنية خاصة اليت وقع .من ناحية النص أو العرضالرواد فيها

زائري منذ نشأته وهو تقسيم خيتلف عن ينتقل الكتاب إىل املراحل اليت مر ا املسرح اجل :إذ قسمها على النحو التايل، الكتاب السابق لبوعالم رمضاين

) 1932-1926 (مرة اهلواة الناجحة امغ" مساها : املرحلة األوىل -

)1939- 1932" ( البحث عن الذات: " املرحلة الثانية -

)1945-1939" ( مرحلة املصاعب: " املرحلة الثالثة -

)1956 -1947" ( االزدهارمرحلة : "الرابعةاملرحلة -

)1962-1955" ( ظهور املسرح اجلزائري يف املهجر:" املرحلة اخلامسة -

)1966 -1963" ( تأميم املسرح: " املرحلة السادسة -

)1982-1972" ( مرحلة الركود:" املرحلة السابعة -

1)1989-1983" ( مرحلة االنتعاش: " املرحلة الثامنة -

بحي القصبة بالجزائر العاصمة، تربى في حال ميسورة، وقد كان أصله تركي، . 15.12.1897محي الدين بشتارزي، ولد في *ة البليدة والمدية، تعلم المدائح وحين حفظ القرآن وأصول التجويد، وقد كان يجود في الجامع الكبير ثم وسع نشاطه إلى والي

غير أنه يعتبر بدايته الحقيقة في 1919تأسست الودادية كان يغني فيها األغاني الوطنية قام بعدة نشاطات مسرحية ابتداء من

أنظر . مع مسرحية البوزريعي في العسكرية 1932المسرح سنة Mahidien Bechtarzi. Mémoire tom III, prismontienal de livre. Alger. P 127. 128

.40/140، م س، ص 1989 - 1926ينظر أحمد بيوض، المسرح الجزائري نشأته وتطوره، -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

201

ميز كل فترة من فترات تطور املسرح مرحلة بإسهاب من خالل ماوحتدث عن كل احللقة ، كما حتدث الكتاب عن االجتاهات اجلديدة يف املسرح اجلزائري مثل مسرحاجلزائري

قادر علولة وولد عبد الرمحن كاكيوالعودة إىل التراث، واليت كان من أشهر أعالمها، عبد ال ، وهي جتربة خاضها أحممد بن قطاف مبسرح القلعةوكذلك عن نوع آخر من املسرح يسمى

كما مت التطرق إىل ظهور التعاونيات مثل تعاونية الفاتح من ماي وهي جتربة جاء ا املسرح اجلهوي عبد القادر علولة بوهران، بعد صدور قانون اجلمعيات، واليت أسسها عبد القادر علولة

.افيا عن أهم رجاالت املسرح اجلزائريليوغرببينتهي الكتاب إىل ل .وسرياط بومدين

حول احلركة املسرحية يف اجلزائر يعد هذا الكتاب من الناحية التارخيية مرجعا هاماديد مراحل يف بعض التواريخ وحتعن الكتاب األول واملالحظ عنه من ناحية أخرى أنه خيتلف

مذكراته، خاصة فيما ، وكذلك عن التواريخ اليت ذكرها بشتارزي يفتطور املسرح اجلزائريك املرحلة قد هلذا فإن األخذ بالتواريخ اليت رصدها الكتاب يف تليتعلق ببدايات املسرح اجلزائري،

محي الدين بشتارزي وهو املعاصر لتلك املرحلة قد أعطى تواريخ أخرى مغايرة ال تكون دقيقة، ف .متاما ملا ورد يف هذا الكتاب

ي يف بعض جوانبه يلفه بعض الغموضأريخ للمسرح اجلزائروهذا يقودنا إىل القول أن التهذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذا الكتاب من تالل على املستوى الزمين للمراحلواالخ

بعض لالناحية النقدية ال حيمل الكثري من خصائص العملية النقدية اللهم إال بعض الدراسات حواه مير على األعمال املسرحية اليت تناوهلا مرور الكرام فنر .املسرحيات، مثل مسرحية جحا لعاللو

مرة باإلشارة، ومرة بذكر العناوين فقط، هلذا ال ميكن أن يصنف هذا الكتاب ضمن نسق الكتب .النقدية

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

202

)حفناوي بعلي( كاتبهل: أربعون عاما على خشبة مسرح اهلواة باجلزائر .3

ة مثلت وعرضت خالل مسريحول النصوص اليت تتمحور الدراسة يف هذا الكتاببصورة حتليلية ، وقد تناول هذا الكتاب 1992، إىل سنة 1962املسرح اهلاوي يف اجلزائر من سنة

نقدية

، مت يف هذا )مسرح اهلواة املسرية، الروافد، املهرجانات( مساه بـالذي الفصل األولففي لفرق بينه وبني املسرح احملترف، إذ الفصل حتديد مصطلح اهلواة ومسريته الفنية يف اجلزائر، وكذا ا

ال نكاد جند فرقا واحدا ظاهرا، وهو كون احملترفني ينتمون إىل مؤسسة " ي أنه ليرى حفناوي بعمسرحية ترعاهم، أما سوى ذلك فإم يتساوون يف إنتاج األعمال املسرحية اليت تتفاوت بني

يف اجلزائر بعد االستقالل، وهذه ، كما يرصد مراحل تطور املسرح اهلاوي1"اجلودة والرداءة :قسمت حسب الكتاب كما يليل احاملر

، إذ بدأ مسرح اهلواة بعرض "أسلوب رصد الواقع:" مرحلة ما بعد االستقالل -مسرحيات تتساير مع الواقع اجلديد يف البناء بعد مرحلة االستعمار، وكان من رواد

، وكذا تتبني املزاوجة بني "ياسني وكاتب"، "ولد عبد الرمحن كاكي"تأليف هذه املرحلة .التأليف واالقتباس

عرفت هذه املرحلة ظهور ". غلبة اإليديولوجي على اجلمايل: "مرحلة السبعينات -العديد من الفرق املسرحية، وكذا غزارة اإلنتاج املسرحي، غري أن هذه الفرق غلب

طغيان املنهج الربخييتعليها طابع اخلطاب اإليديولوجي، على اجلانب الفين واجلمايل و

حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، منشورات إتحاد الكتاب الجزائريين، دار هومة للنشر،-1 . 8ص،2002، 1ط

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

203

بدأ املسرح اجلزائري يف هذه ". االنفتاح والنقد االجتماعي: " مرحلة الثمانينات -املرحلة يبتعد عن الربخيتية، متجها إىل املنهج االجتماعي النقدي، وظهرت املسرحيات

.التجريبية

مع تفتح يف هذه املرحلة و". بوادر التنظيم الودادية واجلمعيات: "بداية التسعينات -الفدرالية الوطنية ملسرح أنشأتى التعددية وفتح اال إلنشاء اجلمعيات، لالسلطة ع

إيقاظاهلواة، والودادية اجلزائرية ملسرح اهلواة، وغريها من اجلمعيات اليت كان هلا دور يف .1احلس الوطين والوحدة الوطنية

املسرح الشعيب، (يث يذكر لنا ويتطرق الكتاب يف هذا الفصل إىل أنواع املسرح اهلاوي حإذ )ومسرح العمل، واملسرح املدرسي، واملسرح اجلامعي، واملسرح اجلوال، واملسرح العسكري

يرفق جموعة من الفرق وجمموعة من األعمال املسرحية اليت متثل كل نوع من هذه األنواع، يعطي نظرة نقدية حول ، كما 2وكذلك دورها يف النهوض باملسرح اهلاوي وإيصاله إىل أفق رحبة

املهرجانات، وخباصة مهرجان مستغامن ملسرح اهلواة، من خالل إظهار أهم األعمال اليت جتسدت .3اتهيفوق ركح هذا املهرجان وإعطاء نظرة عن سلبياته وإجياب

زم باخلطوط العامة للنقد املسرحي نتبني من خالل متابعة هذا الفصل بأن الكاتب التمسرحية حية، وحاول أن يبني مواطن اجلمال والنقص مرة يف الكتابة ومرة حيث أخذ جتارب

ي مواطن الذي يعطعلى املنهج النقدي، يف تتبعه التارخيي دأعتم إذ أخرى من خالل العرض، .النقص، ويبني احللول املمكنة

.30- 17ون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س، ينظر حفناوي بعلي، أربع -1 .60- 31، ص م نينظر -2 .70- 64ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

204

بعض املسرحيات حتليل فتم " مضامني مسرح اهلواة" الذي تناول الفصل الثاينأما يف ملعروضة على خشبة املسرح من خالل املهرجانات، وخاصة مهرجان مسرح اهلواة بوالية ا

.مستغامن، والقضايا اليت تناولتها األعمال املسرحية ومن أمثلة ذلك

1972اليت أنتجتها فرقة أشبال املسرح من قسنطينة سنة " مسرحية مابني البارح واليوم" ، 1، وقد تناوهلا الكتاب بالتحليل مابني النص والعرضوجتسد املسرحية قضية الثورة الزراعية

اليت جسدت موضوع العمال وقد أنتجتها فرقة البحر سنة "حممد خذ حقيبتك"وكذلك مسرحية هلواة مع ا، ويعرض الكتاب كيفية تعامل مسرح 2، كذلك يتناوهلا الكتاب بالنقد والتحليل1971

د اعتمد الكاتب كذلك يف حتليلها على أسس وق" الكفاح"الثورة والتاريخ من خالل مسرحية نظرية يف النص، تتعلق باللغة وغريها من عناصر الكتابة، وكذلك من خالل العرض، بتطرقه إىل

.3طريقة اإلخراج

كما يتناول الكتاب تعامل املسرح اهلاوي مع القضايا األخالقية، من خالل منوذج اليت تطرح مشكلة الرشوة، ودور اإلعالم يف هذا ، هذه املسرحية 4"يا عاقل يا مهبول" مسرحية

د اتبع األسس الدرامية يف حتليلهاال، عرضها الكتاب بالتحليل والنقد على مستوى النص، وق فعرج على لغة املسرحية، ونوع الصراع فيها، وكذا تطور الفعل الدرامي وزمكنة وقوع األحداث

.ا االجتماعية يف البالدتناولت القضايأخرى أشار إىل عدة مسرحيات و

هذا الفصل أن الكاتب وجل بصورة معمقة إىل مضامني ومواضيع لالنالحظ من خت كل مسرحية موضوعها والطريقة عاجلاملسرحيات اليت تابعها بالدراسة والتحليل، وبني كيف

.اليت انتهجتها يف جتسيدها ركحيا

.79، ص حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س ينظر -1 وما بعدها 88ينظر م ن، ص -2 .وما بعدها 97ينظر م ن، ص -3 دهاوما بع 109، ص م نينظر -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

205

فنية اليت اعتمد عليها مسرح أهم األشكال ال" على الذي احتوى الفصل الثالثويف .فقد بينها الكاتب بالدراسة والتحليل ."اهلواة

كنموذج تعرض له بالتحليل 1"البخيل"عرض الكتاب مسرحية : الشكل الكالسيكي/ أإنتاج فرقة اجلمعية الثقافية للفنون –" الطوفان" والنقد، وأشار إىل أعمال أخرى مثل مسرحية

.الدرامية لوالية أدرار

كنموذج حتليلي، 2"القراب والصاحلني" تناول الكتاب مسرحية :الشكل امللحمي/ بمن إنتاج " صمت يثور" مثل مسرحية .وأشار إىل بعض األعمال األخرى اليت انتهجت هذا التيار

.فرقة املركز الثقايف بونعامة اجلياليل لوالية البليدة

كنموذج حتليلي، مع 3"احلالجعودة " عرض الكتاب مسرحية : الشكل االحتفايل/ ج .اإلشارة إىل عدة أعمال أخرى يف هذا الشكل مثل مسرحية القراقوز إنتاج فرقة القراقوز

من إنتاج مجعية الصرخة 4"وأين بيها"عرض الكتاب مسرحية : مسرح الالمعقول/ داملسرح "تطرق إىل عدة أشكال أخرى مثل وقد ، نموذج حتليليك للفن املسرحي ملدينة مليانة

.5داخل املسرح، املسرح امليمي،املنولوج وغريهانباهة نقدية متخصصة، فقد للمتلقي أن الباحث يتمتع ب يتراءىمن خالل هذا الفصل

حاول أن يصنف األعمال اليت رصدها وفق االجتاهات املسرحية املعروفة، وبني باحلجج والرباهني أن يكون يف العملية النقديةب خذه كنموذج حتليلي، وهذا ما جيتوجه كل عمل أ

.110 ، صحفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س ينظر -1

.211، ص نينظر م -2 .234، ص م نينظر -3 .246، ص م نينظر -4 وما بعدها 252ينظر م ن، ص -5

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

206

فعرج إىل طبيعة ".إشكالية النص املسرحي يف اجلزائر"تطرق إىل فقد أما يف الفصل الرابعالنص املسرحي يف اجلزائر، اليت خلصها يف كوا كتابات سطحية ومبتذلة ال تعتمد على األسس

اة يف املسرح اجلزائري، الذي الدرامية يف الكتابة املسرحية، كما حتدث عن النص املوجه للهووما فيها من ارتبط أغلبه بالنهج السياسي والشمويل، مع ذكره للكتابة اجلماعية للنصوص املسرحية

، وقد تطرق الكتاب إىل نقص الكتابة املسرحية يف اجلزائر، وجلوء أغلب الفرق إىل 1سلبياتحتدث و. 2ثر فهو هدام أكثر منه بناءاملسرحيات املترمجة، واالقتباس، الذي يعتربه الكاتب إذا ك

.عن إشكالية اللغة بني الفصحى والعامية، واجلدال العقيم حوهلا

يف هذا الفصل يتكلم الباحث بطريقة أكادميية عن مشاكل الكتابة املسرحية يف مسرح سرحيون ، فأعطى لنا السلبيات اليت وقع فيها الكتاب املاهلواة، وقد اختذ مناذج حية عايشها وتتبعها

. يف مرحلة من مراحل تطور املسرح اجلزائري

من "التجريب والتجديد وأزمة النص واهلواية" حتدث الكاتب عن الفصل اخلامسويف خالل تطرقه إىل معىن التجريب على املستوى العريب واحمللي وأعطى مثال على ذلك بتحليل

.ة قسنطينةلفرقة النادي التجرييب لوالي .3"البعد السابع" مسرحية

جتربة رائدة يف جمال النقد يعد هذا الكتاب انطالقا من هذا الرصد ميكن القول أنتناول املسرحيات فات النقد املسرحي اجلاد واملتخصص، سرحي يف اجلزائر، حيث جند فيه مسامل

مع إعطاء اقتراحات بناءة على مستوى النص أو على مستوى العرض، كان بالتحليل والنقد، سواء تسهم يف تطوير العملية اإلبداعية، حيث عرج على أزمة النص املسرحي يف اجلزائر، وذكر أهم

املسرحيلتطوير حركة التأليف أسباب انغالقه على نفسه، حماوال إعطاء بعض احللول الناجعة ل املسرحي مرتبط برؤية الكاتب وموقفه من العامل، هلذا جيب على الكاتب معأن ال" فهو يرى

.295/296ص حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س ينظر -1 .302-300ينظر م ن، ص -2 .352، ص م نينظر -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

207

أن يكون نفسه يف جمال املسرح تكوينا أكادمييا يعرف من خالله أساسيات الكتابة سرحي امل .1"عرضا على خشبة املسرحالدرامية، حىت يعطي نظرته الفريدة واملتميزة، اليت تصلح ألن تكون

غري أن املالحظة اليت ميكن مالحظتها على هذا الكتاب، هو اعتماده على كم كبري من يضر بالعملية النقدية، فرصد الظاهرة املسرحية بالنقد جيب أن يكون حتليله، وهذا املسرحيات يف

صورة نقدية مركزا حىت تظهر رؤية الكاتب النقدية جبالء، ولكي يتيح فرصة للقارئ بأخذ ستفيد حتما الدارسني واملتخصصني لكن يبقى هذا الكتاب حماولة نقدية جادة واضحة عما يقرأه،

.يف جمال النقد

كتاب شروق جند هناك الكثري من الكتب تناولت احلركة املسرحية يف اجلزائر منها . 1932 - 1926بني عامي الذاتية سريته يروي الذي ).ساليل علي(املسرح اجلزائري لكاتبه

لظهور املسرح اجلزائري وفقا ملعايشة كاتبه هلذه املرحلة ويقول يف هذا ذا يؤرخ الكتاب فالنسبة لنا حنن يف العاصمة واجلزائر بصفة عامة، فإن املسرح مل يظهر عندنا مبعناه أما ب:" اإلطار

والذي 2..."مبناسبة مرور املمثل املصري جورج أبيض على اجلزائر 1921احلقيقي إال يف سنة لصاحبه" Le Théâtre En Algérie" وكذلك كتاب .تب السرية الذاتيةكيدخل يف إطار

س ، وهو حماولة تنظريية ألسأيضا التأريخ ، والذي يروح يف معظم جوانبه إىليالدكتور أمحد شنيقالظاهرة " لكنه يبقى يف إطار الكتب التأرخيية، وكذلك كتاب الكتابة املسرحية يف اجلزائر،

.والذي ينتهج نفس النهج تقريبا لصاحبه الدكتور إدريس قرقوة" املسرحية يف اجلزائر

لبحث إىل القول، أن الكتابات املسرحية يف اجلزائر تروح يف خيلص ا انطالقا مما سبقأربعون عاما على " حال كتابمعظمها إىل التأريخ، وما وجد على مستوى النقد فهو قليل جدا،

هذا الكم القليل من الكتب النقدية ال يساعد على تطوير احلركة املسرحية ."خشبة مسرح اهلواة .ما تنظر له هذا الكتبعلى مقومات املسرح املعاصر، وفق وإعطائها روحا جديدة تعتمد

.بتصرف. 300، ص حفناوي بعلي، أربعون عاما على خشبة مسرح الهواة في الجزائر، م س ينظر -1

2- voire Allalou(salali Ali), L’aurore du théâtre Algérien(1926-1930),Edition Dar ELGARB. 2004-,p23.

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

208

:الدراسات األكادميية: املبحث الثالث

تم يف متنها باملسرح، واليت تنجزنقصد بالدراسات األكادميية الرسائل أو املذكرات اليت على مستوى املعاهد املتخصصة أو اجلامعات، أو من خالل خمابر البحث، وهي دراسات

حتمل يف كنهها نظرة عميقة للممارسة املسرحية، سواء يف اجلزائر أو يف الوطن العريب أو متخصصة .يف العامل

حتمل اجلامعة اجلزائرية على مستوى كلياا ومكتباا كم ال يستهان به من هذه الدراسات، غري أن البحث اقتصر على مناذج من جامعة وهران، كوا حتتوي على قسم خاص

ظاهرة اليريد البحث من جهة أخرى أن يركز على الدراسات اليت راحت تعاجل ماكباملسرح، نقف على مستوى التحليل يف هذه الدراسات، وما تتميز به من عمق ودقة يف كي، املسرحية

خمتلفة يف إن يف اجلزائر أو يف الوطن العريب، وقد أخذنا مناذج ،املعاجلة النقدية للظاهرة املسرحية :ضمون منهاالشكل وامل

لصاحبها " حركة التأليف املسرحي يف اجلزائر" رسالة دكتوراه حتت عنوان .1 "مرياث العيد"الدكتور

من خالل ثالثة فصول، وقد مت اختيار حركية التأليف املسرحي يف اجلزائرتتناول الدراسة . هذه الدراسة كوا حتمل يف كنهها دراسة نقدية للنص املسرحي

لنشأة املسرح اجلزائري من خالل التطورات احلاصلة األول الفصل الدراسة تخصص إذإىل التغيري يف تلك املرحلة، وتتطرق اجلزائرعلى املستوى االجتماعي والسياسي والفكري يف

اليت تقوم على أسس ) العروشية، والقبلية(االجتماعي من خالل ظواهر متيز اتمع اجلزائري مثل اندماجه داخل أفراد العائلة أو القبيلة، هذه اللحمة االجتماعية للفرد حياته فلية ومجاعية، تؤمن تكا

عمارية هي ظاهرة فالظاهرة االست"دحض اهلوية اجلزائرية حاولت فرنسا طمسها حىت يتسىن هلا

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

209

ما هي صراع اقتصادي وبشري، واتمع اجلزائري قبل اصطدامه مع صراع فكري بقدر السياسي والثقايف، متيزت املستوىأما على . 1"ميا باملعين الكاملاالستعمار كان جمتمعا إسال

مرحلة نشوء املسرح اجلزائري بعدة ظواهر جتلت يف احلركات السياسية التوعوية اليت ظهرت مع ) حركة اجلزائر الفتاة، ورابطة النواب املنتخبني املسلمني(العشرين، واملتمثلة يف مطلع القرن

أبرز تنظيم سياسي له بإيديولوجية م مشال إفريقيا بزعامة مصايل احلاجوغريها، ويظل حزب جندعم نضاله من أجل احلرية السياسية والثقافية يف وسائل ال كل حتررية، حيث حاول توظيف

البيان اجلزائري حركات تدعو إىل االندماج مثل حزب تمن جهة أخرى وجد. 2واالنعتاقأثناء الثورة وأصبح من أكرب السياسيني اجلزائريني الذين هحات عباس الذي حتول فكربزعامة فر

.3يناضلون من أجل القضية الوطنية

اليت حاولت ) مجعية العلماء املسلمني(جند أما على مستوى الصعيد الثقايف والديينالرجوع باتمع اجلزائري إىل روافده اإلسالمية مع نضاهلا من أجل مل شتات الفكر السياسي يف

كل هذه العوامل وغريها كونت مناخا مالئما لظهور نشاطات فكرية، وثقافة مهدت زائر، اجل .األرضية لظهور املسرح يف اجلزائر

القصصية خلصتها الدراسة يف تلك األلوان سبقت ظهور املسرح اجلزائري ما املظاهر اليتأإال أن تراثهم مل خيلو من فربغم تأخر ظهور املسرح العريب بعامة واجلزائري خاصة،والتمثيلية،

ألوان قصصية ومتثيلية تكاد تكون صورا مسرحية نابعة من تصورات فكرية ارتبطت مبراحل وقد متثلت يف األشكال الشعبية كاملداح والقوال، اليت تنطوي واجتماعية معينة وظروف تارخيية

جامعة وهران، كتوراه، إشراف محمد بشير بويجرة،أطروحة دليف المسرحي في الجزائر،ركة التأحميراث العيد،.د-1

.12/13ص 2006/2007 .22ينظر م ن، ص -2 .23ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

210

رحلة التارخيية على خصائص ومضامني حية تصور الواقع االجتماعي واحلضاري املتردي للم . 1"األراجوز والفارس الشعيب" لوان التمثيلية جند السائدة، ومن أهم األ

طار آخر تشري الدراسة إىل أن املسرح اجلزائري ظهر بتأثر من الفرق العربية اليت يف إزارت اجلزائر يف بدايات العشرينيات، فرغم تواجد املسارح بوصفها بناءات يف اجلزائر، إال أن

عنصري زائريني كان منعدما أو يكاد يف الدخول إىل هذه القاعات، نظرا لسياسة التمييز الحظ اجل، وجورج ابيض سنة 1907سنة القرد احيذا كان لزيارات فرقة اليت كانت تنتهجها فرنسا، هل

، وختلص الدراسة يف هذا الفصل إىل أن املسرح األثر الكبري يف ظهور املسرح اجلزائري 1921ون أديب وفين متميز ظهر يف اجلزائر مع بداية العشرينيات وهذا باملوازاة مع ظهور بوصفه ل

.احلركات الوطنية

غري أن هذه اللغة مل جتد جناحا يف البداية ،املسرح العريب إىل اجلزائر باللغة الفصيحة انطلقية بالعام األوىل م عرض الرواد مسرحياالفصيحة إىل اللغة العامية، إذ هلذا مت االنتقال من اللغة

اليت القت جناحا منقطع النظري، غري أن املسرحيني واألدباء الذين على غرار مسرحية جحا لعاللو، كوا كانت توجهوا فيما بعد إىل الكتابة باللغة الفصحىاملسلمني مالء ينتمون إىل مجعية الع

اجلزائري على العودة إىل جل حث اتمعالتعليمي يف مسرحياا، وهذا من أتراعي اجلانب أمحد توفيق املدين، حممد " واد الذين كتبوا بالفصحى جند خيهم وحضارم، ومن بني أهم الرتار

اليت ) بالل بن رباح(العيد آل خليفة وغريمها حيث أنتجوا مسرحيات دينية وتارخيية مثل مسرحية .2بة املسرحالقت جناحا باهرا، وذا متت العودة إىل اللغة األم يف كتا

وختلص الدراسة يف هذا الفصل إىل أن النشاط املسرحي يف بدايته عرف حركية فاعلة يف مسرح فصيح ،، ومتيز بانقسامه إىل نوعني1938وإىل غاية 1921أوساط اتمع منذ نشأته سنة

.48-43ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س، ص . د -1 .82ينظر م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

211

قسنطيين مثلته مجعية العلماء املسلمني، ومسرح شعيب مثله الرواد األوائل أمثال بشتارزي، ورشيد .وعاللو

اجلزائر وفق االجتاه الكالسيكياجتهت الدراسة إىل حركة التأليف يفالفصل الثاين ويف ، وبعض األدباء املتعلمون تعليما واليت متثلت يف كتابات عديدة ألعضاء مجعية العلماء املسلمني

ريخ والدين تاعربيا، إذ كانوا يكتبون مسرحيام باللغة الفصحى، مستقني مواضيعهم من المن أجل التعبري عن فكرة الثورة وتعريف اجلمهور بتاريخ أمتهم العربية اإلسالمي احلنيف،

.وحضارا

هلذا حتصي الدراسة جمموعة من األعمال املسرحية اليت راحت يف النسق الكالسيكي نذكر ة اليت كتبت سنة مسرحية بالل بن رباح حملمد العيد آل خليف( منها على سبيل املثال ال احلصر،

ونشرت 1948، مسرحية حنبعل، ألمحد توفيق املدين اليت كتبت سنة 1950ونشرت سنة 1938، يوغرطة لعبد الرمحن ماضوي كتبت 1949، املولد لعبد الرمحن اجلياليل كتبت سنة 1959سنة ، والعديد من األعمال اليت خلصتها الدراسة يف جدول 1)1984، ونشرت سنة 1953سنة .ائيإحص

املرحلة عبارة عن باعتبارها كانت يف تلك تتميز هذه املسرحيات بعدة خصائص وميزاتقد كان هذا النوع من املسرح يعود ، و2حماولة دف إىل تأصيل املسرح اجلزائري والتجريب فيه

اليت ستلهام املواضيع املطروحة للمتلقي، موظفة يف ذلك الشخصيات التارخيية العظيمة إىل التاريخ الوكانت األفكار و الصراع فيها غالبا ما يكون ، ال ترتبط مبكان حمدد حىت تكون هلا روح إنسانية .حول موضوع احلرية والعدل واالنعتاق من الظلم

.96ص مسرحي في الجزائر، م س،ميراث العيد، حركة التأليف ال. ينظر د -1 .97ينظر م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

212

بني كتاب هذا النوع، فمنهم من اختذ من التاريخ الدراسة إىل بعض الفروقاتريتش، ومنهم من غاص )بالل بن رباح( مسرحيته اإلسالمي مصدرا له، مثل حممد العيد آل خليفة يف

، اذ ترجع الدراسة )يوغرطة(مثل عبد الرمحان ماضوي يف مسرحية يف شخصيات التاريخ القدمي .1أسباب هذا االختالف والتباين إىل طبيعة فكر وإيديولوجية كل كاتب

ذ متيزت كية كان يعوزها العمق والتركيز، إترى الدراسة أن جل هذه الكتابات الكالسيلعبد الرمحن ) املولد(والسذاجة يف تناول املواضيع، كما هو احلال بالنسبة ملسرحية بالسطحية

، 2كتاب هذا النوع قد صوروا صراع املسلمني ضد الكفار بأسلوب مبالغ فيهف ، وغريها، اجلياليلاملثالية، وهذا ما عن األسباب الواقعية املعاصرة يف هذا الصراع، بل يذهبون إىل كوم ال يبحثون

بني هذا من خالل تإذ ي ،أدى إىل انعدام الرؤية الثاقبة ملضمون الصراع ضد املستعمر حسب البحثهذه املسرحيات تذهب إىل 3 )الصحراء، وليلى يف أورشليم(عرضه وحتليله لعدة مسرحيات منها

قيقية يف اتمع، هلذا املبالغة املفرطة يف رصد التاريخ، وال تقف على حتليل جوانب الصراع احل .خالية من أي بناء درامي تقوم عليه مكانت أعماهل

ي رتتعرض الدراسة بالتحليل لقضية خطرية يف اتمع اجلزائري وهي قضية الصراع الرببالكاهنة، لعبد الرمحن ماضوي (اإلسالمي ويتجلى هذا من خالل مسرحيات عدة أمهها مسرحية

من أن يقويه هلذا أكثروهو صراع عقيم يضعف أواصر االحتاد ) النقلي ومسرحية بئر الكاهنة حملمدترى الدراسة أنه من اخلطأ رصد مثل هذه الصراعات يف وقت كان فيه اتمع اجلزائري بأمس

.احلاجة إىل االحتاد والتكافل

.98ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س، ص . ينظر د -1 .100ينظر م ن،ص -2 .101-100ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

213

لدراسةكالسيكية فقد حاولت ا يف املسرحيات اليت تعترب أما بالنسبة للعناصر الدراميةإذ 1)حنبعل، واملولد، ويوغطة( ث مناذج قبل االستقالل متثلت يف حتليلها بعمق من خالل ثال

بينت كيفية عمل مؤلفيها مع عناصر الكتابة الدرامية من شخصيات وحوارات ولغة وصراع، عمال وغريها، وخلصت الدراسة بعد التحليل إىل تثبيت وجهة نظر الباحث يف كون هذه األ

.يف كثري من األحيانية واالبتذال اتسمت بالسطح

املنهج الكالسيكي بعد كما تذهب الدراسة إىل تناول طبيعة الكتابة الدرامية وفق املسرحية ، هذه)ماليين أمرية اهلند لكاتبها أمحد سقطة(من خالل منوذج هو مسرحية االستقالل

إىل الرجل، إذ خلصت الدراسة متها ضد التارخيي من أجل حريتها وكرا تبني صورة املرأة وصراعهابالرغم من أا كانت حتاول أن جتدد يف مضومنها إال أا سقطت يف احلوارات أن هذه املسرحية

.2املبتذلة وسوء استعمال عناصر الدراما من شخصيات وحوارات وغريها

ختلص الدراسة يف هذا الفصل إىل أن معظم اجلهود يف هذا االجتاه مل تنجح يف تقدمي . 3مال مسرحية متكاملة، وظلت ناقصة يف شكلها الدرامي املعروفأع

هو وضع املسرحيات اليت تناوهلا البحث يف إطار منهجي، حيث صنفها ما ميكن قوله هناالباحث حسب االجتاهات كوا حتمل من اخلصائص ما يضعها يف خانة االجتاه الكالسيكي، وهذه

ن هذه ومن جهة أخرى فإ، كتب اليت تطرقنا هلامعاجلة جديدة مل نلحظها على مستوى الاملسرحيات أو اجلهود قد جاءت يف فترة زمنية كان يعاين فيها الشعب اجلزائري كل أنواع الظلم واالضطهاد، وحماوالت غسل ماضيه ايد، هلذا كان هم كل القائمني على املسرح آنذاك تعليم

، ومل يكونوا يهتمون بالبناء نزالق يف ترهات املستعمره من االالشعب اجلزائري وحماولة احملافظة علي

وما بعدها 186ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س، ص . ينظر د -1 .215-188ينظر م ن، ص -2 .216ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

214

جل النهوض بالثورة وطرد املستعمرالدرامي بقدر ما كانوا يعملون على توعية هذا الشعب من أهذا الفن هو يف ذاته وافد جديد، ال ميكن لواجليه إضافة إىل أنوهلذا رمبا كانت أعماهلم ناقصة،

.التحكم فيه من الوهلة األوىل

ف املسرحي يف ظل االجتاه الواقعيحركة التألي إىل تناولالثالث هفصلوينتهي البحث يف واليت ،هذا النسقتعرض إىل اخلصائص العامة اليت اتسمت ا املسرحيات اليت راحت يف حيث

ألوىل هلذا النوع من الكتابات ارتبطتكانت هلا نفس األمهية أو أكثر من سابقاا، فالبدايات اقد كانت تفتقد يف طياا للخصائص الفنية املعروفة باعتبارها كانت و ،اللغات احمللية أو العاميةب

ها من ريوغ )الست ليلىجحا و( تتم بالعرض أكثر من اهتمامها بالنص، مثل مسرحيا .مسرحيات الرواد

لفين يف غري أنه بعد احلرب العاملية الثانية ظهرت أعمال مسرحية تتسم بنوع من النضج اأحداثها ويف شكلها ومضموا، وهذا راجع التصال هذا النوع من املسرح الدائم مع اتمع

سلطة اهتمام ال من خالل الدربة املتواصلة، وكذلكوهذا ما أفادها كثريا ،واملتلقي وقضايا العصر .بعد االستقاللاجلزائرية ذا النوع

1952سرحيات االجتماعية بداية من سنة وقد قدمت الدراسة يف جدول إحصائي أهم امل، حنني إىل 1952امرأة األب، ألمحد بن ذياب سنة (نذكر منها على سبيل املثال 1986إىل غاية

، زواج بال طالق لعبد امللك 1954، أدباء املظهر ألمحد رضا حوحو، 1959اجلبل لصاحل خريف، .جتماعيوغريها من املسرحيات ذات الطابع الواقعي اال. 1)مرتاض

الدراسة إلعطاء الفرق بني املسرحيات التارخيية واملسرحيات االجتماعية من تذهبوقد هو اهلدف والغاية النهائية، يف ةفاجلانب اإلنساين يف املسرحية التارخيي" خالل أهداف كل نوع

.221ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر، م س، ص . ينظر د - 1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

215

1"ملعاصرةحني اجلانب اإلنساين يف املسرحية االجتماعية إمنا يربز من خالل القضايا احلضارية اد الذات أكثر من اجلماعة، أما يمتج هو املوضوع يف املسرح الكالسيكي أي مبعىن أن اإلنسان

فيها وسيلة ملعاجلة هذه املواقف اإلنساناملسحية االجتماعية فهي مسرحية مواقف يكون .واألحداث

ية، هلذا حياول كتاب املسرح الواقعي نقد األوضاع االجتماعية من خالل أعماهلم املسرحا االجتاه حسب الدراسة كان يلتصق فنهم املسرحي كثريا باتمع وبقضاياه الراهنة، غري أن هذ

، فمن خالل حتليله ألعمال مسرحية اجتماعية 2عن النضج فنيا اللهم إال بعض األعمال القليلة ابعيد) نني إىل اجلبلومسرحية احل زواج بال طالق(تتضح لنا وجهة نظره، إذ حللت الدراسة مسرحية

كيف استقى كتاب املسرحيات تبين، كما مواطن الضعف واجلمال يف بنائها الدرامي مبينة .3االجتماعية شخصيام من الواقع، ولكنهم كانوا يعاجلوا بنوع من السطحية واالبتذال

وتبني الدراسة كيفية نقد األوضاع االجتماعية عرب هذه املسرحيات من خالل ، هذه األخرية تظهر العالقة بني الفرد واألسرة ومن مث 4لكاتبها أمحد بن ذياب )ة األبامرأ(منوذج

حاولت جتاوز االجتاه الكالسيكي، غري أا مل حتترم ال وحدة إذ اتمع وكذا عالقة املرأة بالرجل، .الزمن وال وحدة الفعل، كما متيزت بسذاجة حواراا وسطحية شخصياا

دراسة حتديد نوع من املسرحيات مساها الباحث باملسرحيات اهلادفة وأخريا حاولت الوهي تلك اليت توظف الشعارات واملفاهيم اإليديولوجية حلث املتلقي على التغيري االجتماعي مثل

ية بعد حتليل عناصرها الدرامية تبني أا تدعو إىل رحهذه املس ،5للطاهر وطار )اهلارب(مسرحية

.226، ص ميراث العيد، حركة التأليف المسرحي في الجزائر . د -1 .232م ن، ص ينظر -2 .235ينظر م ن، ص -3 .267-236ينظر م ن، ص -4 .322-291ينظر م ن، ص -5

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

216

، إال أن ما يؤخذ عليها هو غوصها يف الذاتية والرومانسية د الربجوازيةاالشتراكية وتثور ض .1املفرطة

إىل تبيان معامل الواقعية االشتراكية من خالل منوذج أخر كذلك هو روح الدراسة وت لكاتبها حممد مرتاض، واليت حاولت تبيني العالقة بني اإلنسان اجلزائري) االنتهازية(مسرحية

هر كالبريوقراطية، والرشوة وغريها من الظوان خالل تصديها لعدة ظواهر وأجهزة الدولة، م .السلبية يف اتمع

هذه الدراسة تنوه إىل أن املسرح اجلزائري ال ميكن له أن يتواجد إال يف إطار دميقراطي مبعىن أن تكبله وال تسمح له باإلبداع احلر،يبتعد فيه املبدع عن ضغوط السلطة واللوبيات اليت

م باحلريات العامة نعالتها واضحة إال يف جو دميقراطي ياملسرحية ال ميكن هلا أن تعطي رس .من التفتح على نقد الظواهر السلبية يف أي جمتمع من أجل معاجلتها واخلاصة، وجبو

ضمن الدراسات اجلادة اليت حتاول أن تؤسس ملنهج نقدي الدراسة تدخل هلذه األسباب هرة املسرحية من ناحية منشأها، وكذا من ناحية معاجلتها للظواهر اإلنسانية يتراوح بني رصد الظا

بالرغم من أن نقد ا هلنات املسرحيات اليت درستها، فنيا، حماولة إعطاء حلول فنية من خالل تتبعهإال أا تبني مواطن الضعف ،ما يف هذه الدراسة ااقعية والتارخيية كان قاسيا نوعاملسرحيات الو

عند الكتاب اجلزائريني، حىت يستطيع العامل يف هذا احلقل جتاوز ما وقع فيه سابقوه، وهكذا الفين .تتطور العملية املسرحية، بتعلمنا من أخطاء اآلخرين

.322-291ص ينظر م ن، -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

217

سعد اهللا ونوس "جتليات التغريب يف املسرح العريب " رسالة دكتوراه حتت عنوان .2 ".فرقاين جازية" لصاحبتها الدكتورة " منوذجا

املسرح العريب بصفة عامة، وقد لى التجربة امللحمية وتأثريها يفع قي الدراسة الضوء لتكوا حتمل العديد من مت اختيار هذه الرسالة حث من مباحثها املسرح اجلزائري، تناولت يف مب

سنورد ملخصا حول . ، يف قالب نقدي مقارنالتجليات النظرية والتطبيقية حول هذا االجتاه .حسب تناوهلا للموضوعالدراسة

على الولوج إىل أصول هذا التيار إن صح التعبري، مع الباب األول ففي عكفت الدراسة عرجت إىل تبيان التقنيات اليت وثرت على املسرح العريب بصفة عامة، رصدها ألهم املؤثرات اليت أ

الدياليكتيك، "وهي بحث على قواعد ثالثة رئيسة يعتمدها املسرح امللحمي، واليت ترتكز حسب ال، وذلك بفعل وتناولت الدراسة أثر هذا االجتاه على املسرح يف املشرق العريب. 1"التغريب، والتأريخ

، وخلصت يف هذا اجلانب إىل أن تيارات 2الترمجة واالقتباس، وغريها من آليات األدب املقارنحتفايل، وغريها، كلها هلا سامر، واملسرح االمسرح احلكوايت، ومسرح ال" املسرح العريب، مثل

وقد اعتمدت الدراسة يف هذا . 3ية، ما يؤكد انتشار املسرح امللحمي يف الوطن العريبامللحممسات ثورة "ها مرة باإلشارة ومرة بالتحليل، ومن هذه األمثلة نذكر مسرحية مت ذكرعلى عدة أمثلة

" لومومبا"ين من العراق، مسرحية يوسف العال" اخلرابة"من فلسطني، مسرحية "الزنج ملعني بسيسو .4لرؤوف سعد من مصر، وكذلك أعمال سعد اهللا ونوس املتأثرة بالتيار الربخييت

عبد . جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، رسالة دكتوراه، إشراف، د. دينظر -1

.111ص .2002/2003الملك مرتاض، جامعة وهران، .وما بعدها 114ينظر م ن، ص -2 .وما بعدها 129ينظر م ن، ص -3 .172إلى 130اب األول، ص ينظر م ن، من الفصل الثاني، الب -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

218

وبالنسبة للمغرب العريب، فقد ارتبط املسرح ذا االجتاه، وفق ظروف سياسية أملتها تمثلة يف املسرح وامل العالقة بني أنواع املسرح يف املغرب العريب، من خالل، االستعماريةاملرحلة

، الذي يعتمد على التقنيات الربخيتية لكسر اجلدار الرابع من خالل التغريب يف املغرب االحتفايلاألعمال الفرجوية اليت وتقطيع األحداث املسرحية، وكل هذا يتأتى من خالل واستعمال الراوي

سرح امللحمي، موجها له املسرح حاول جتاوز تقنيات امل تعد من التراث املغريب، بالرغم من أنعلى عكس نقد يف أسسه الفكرية من منطلق أن املسرح الربخييت حيمل مسة االستبداد بالرأيلا

.1املسرح االحتفايل الذي يسعى إىل إجياد نوع من احلوار مع املتلقني

عز الدين "وقد عرجت الدراسة على املسرح التونسي من خالل واحد من رجاالته وهو املسرحية وتقريبا بنفس التقنيات ظهرت يف جل أعماله ةث تقول الدراسة أن امللحمي، حي"املدين

.اللهم إال البيئة املختلفة عنها

أعمدة تعد المأع ةأفردت الدراسة حيزا للمسرح اجلزائري من خالل جتارب ثالثكما .املسرح يف اجلزائر

، إذ تقف املسرحية "يالرجل ذو النعل املطاط" من خالل مسرحيته :كاتب ياسني/ أعلى تصوير حالة الفيتنام يف ذلك الوقت، متصدية يف عمقها إىل الصراع الطبقي والعنصرية يف كل

حيمل يف أعماله تأثرا جليا بالتيار أحناء العامل مبا يف ذلك اجلزائر، وترى الدراسة أن كاتب ياسني كنت أنشد :" ة السياسية فهو يقول بنفسهامللحمي، ملا حيمله يف ثنايا أعماله من قدرة على املعاجل

وهلذا كنت أكتب مسرحيتني أعتربها مرحلة جديدة متثل بالنسبة يل يقظة ...املسرح السياسي، وقد فككت 2..."األوىل مل تنشر واألخرى هي املسرحية الرجل ذو النعل الكاوتش...ضمري

واعتماده على التقنيات التغريبية اليت الدراسة املسرحية بالتحليل لتبني توجه كاتب ياسني السياسي

.188ينظر م ن، ص -1 .201كاتب ياسين نقال جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م س، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

219

فكاتب ياسني قد تأثر باملنهج امللحمي فكريا، مبعىن أنه محل مسرحياته . 1حيملها املسرح امللحميينبين عليها املسرح امللحمي، وعاجلها بطريقته اخلاصة اليت تزاوج أحيانا بني تلك السمة الثورية اليت

.ياالجتاه الواقعي واالجتاه امللحم

هناك تشابه كبري يف ف، من خالل النص تأثر باالجتاه امللحمي :ولد عبد الرمحن كاكي/ بخيت، وأشهر مسرحية يظهر فيها هذا رسرحي بني ولد عبد الرمحن كاكي وبكتابة النصوص امل

ن الطيب من اإلنسا" اليت تشبه إىل حد كبري مسرحية " القراب والصاحلني" التشابه هي مسرحية .2تخيربل "ستشوان

يسري هذا الكاتب املخرج يف فنه املسرحي على خط املسرح :عبد القادر علولة/ ج األقوال"حوت ياكل حوت، وثالثيته " خالل عدة أعمال منها السياسي، ويظهر ذلك من

ه من إعادة امكن ن، الذياملداحالقادر علولة أمهية قصوى للقوال وكما يويل عبد ". األجواد واللثامطوال تسلسل العرض " األحداث وتقدمي شخصيات العمل املسرحي، ويقول هو نفسه صياغة

املسرحي على حنو متواز بفعل الكالم، والكالم يف حالة فعل، يعمالن معا بشكل يوجد هذا الفعلوترى الدراسة أن تأثر عبد القادر . 3"أساسي من أجل إعطاء العني ما ترى، واألذن ما تسمع

.4امللحمي كان واضحا على مستوى اإلخراج أكثر منه على مستوى النصعلولة باالجتاه

أن تعطي نظرة عامة يتراءى ملتتبع هذه الدراسة من خالل باا األول أن الباحثة حاولت حول تأثري املسرح امللحمي يف الوطن العريب من مغربه إىل مشرقه، وقد اعتمدت يف ذلك على

فعاجلتها خاصة على مستوى املسرحية اليت تأثرت ذا التيار، التحليل والوصف لعدد من األعمالالنصوص، وبينت األسس الدرامية اليت حيملها هذا االجتاه وكيف تعامل معه العاملون يف املسرح

.210- 204ينظر جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م ن، ص -1 .211ينظر م ن، ص -2 .213عبد القادر علولة نقال عن جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م س، ص -3 .212جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م ن، ص ينظر -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

220

سواء على مستوى التقنيات أو على مستوى الفكر الثوري كما هو جلي عند كاتب العريب، .ياسني اجلزائري

إذ بينت أوال سعد اله ونوستطبيقية حول مسرح دراسة ت الباحثةفردأ الباب الثاينويف احلرية، "عاجل عدة أفكار منها كونه ، "تأثر مسرح ونوس باملسرح الربخييت على مستوى املضمون"

.1االلتزام، االنتماء إىل الفكر املاركسي، التعليم وغريها من القضايا على مستوى املسرح السياسيهو :"س عند سعد اهللا ونوس، فهو يقولالفرق بني املسرح السياسي، ومسرح التسيي وتبني الدراسة

تريد أن تتواصل مع اجلمهور املسرحي الذي تقدمه مجاعةوىل هي العرض حوار بني مساحتني، األ .2"الواقع ومشكالته وحتاوره، والثانية هي مجهور الصالة الذي تنعكس فيه كل ظواهر

ر مسرح التسييس باعتباره هو املتلقي للرسالة املسرحية من يشكل اجلمهور أهم عناصاخلطاب املسرحي، ويتفق االتصال والتلقي، اللذان يلعبان دورا مهما يف فك شفراتخالل عملية

ونوس وبرخيت يف االهتمام باجلمهور املتلقي وتوعيته من خالل نبذ فكرة التطهري سعد اهللا، عرب تقنية التغريب اليت عمل ا ونوس كثريا يف ة ماركسيةاألرسطية، وربط املتلقي بقيم فكري

.مسرحههذا االهتمام باجلمهور من طرف ونوس بينته الدراسة بصورة جلية كما ذكرنا، هلذا ارتأينا أن نلقي نظرة على هذه الدراسة، كي نبني كيفية تعامل الباحثة مع مسرح ونوس، وحماولة

.ي اجلزائريإسقاط أعماله على الراهن املسرح

تعاجل الدراسة يف فصلها الثاين من الباب التطبيقي كيفية تأثري برخيت على مسرح سعد اهللا ونوس على مستوى التقنيات

.224، ص سعد اهللا ونوس نموذجا، م جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سينظر -1 .231سعد اهللا ونوس، نقال عن جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

221

فاملمثل يف املسرح امللحمي ال ينبغي له أن يندمج يف الشخصية، : أسلوب األداء التمثيلي/ أأن يستعني بالتغريب من أجل دفع بل ما هو إال خمرب عن الفعل املسرحي، وهلذا جيب عليه

.املشاهدين إىل ممارسة التفكري

وتعين الطريقة املميزة الستخدام اجلسم عند املمثل فتأخذ : نظرية احلركة املسرحية/ بتبني الدراسة االختالف بني سعد و .1بذلك املفهوم االجتماعي لكلمة موقف إزاء املواقف األخرى

تمثيلي، إذ ترى الباحثة أن لربخيت خصائص جيب أن يتبعها املمثل اهللا ونوس وبرخيت يف األداء ال .2ترك احلرية للممثلني قدم ونوس تلك اخلصائص بليحىت حيقق التغريب، بينما مل

السياسي املباشر استخدام برخيت يف مسرحه اخلطاب: اللغة بني برخيت وونوس/ جيف لغة املسرح، بينما مال سعد اهللا ة األدبيةمستعينا بوسائل مثل الغناء، كما يرفض القوالب اللغوي

ونوس إىل اللغة الفصحى يف أعماله املسرحية، ألنه يرى أن الفصحى ليست عائقا يف التواصل بني 3املمثلني واملتلقني

جأ سعد اهللا ونوس إىل استخدام الالفتات لي: توظيف الالفتة يف مسرح ونوس/ د .وهي مسة من مسات املسرح الربخييت" ارية وتغريبيةإخب"والبيانات لتعمل كوظيفة مزدوجة

لها املسرح امللحمي يف طياته واليت استعان ا مإضافة إىل تناول العديد من التقنيات اليت حي .ونوس يف إعماله املسرحية

عندما توردها الدراسة، فال توردها من أجل لغو الكالم وحسب، بل حىت هذه التقنيات ي اجلزائري والعاملني يف املسرح، وخباصة الذين ينتهجون يف أعماهلم منهج يستفيد منها املتلق

.وهلذا مت ذكر هذه الدراسة ضمن الدراسات النقدية املتميزة يف اجلزائر ،برخيت

.288باتريس بافيس، نقال عن جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م س، -1 . 294ية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م ن، ص ينظر جاز -2 .307-305ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

222

جهود ونوس يف التأسيس ملسرح " ـالباب التطبيقي ـ الثالثتتناول الباحثة يف الفصل امللك هو امللك لسعد اهللا ونوس، " مها رحيتنيملسملحمي عريب، من خالل دراسة مقارنة

، وهي دراسة مقارنة تروح إىل نوع من العمق والنظر يف األصول لربخيت" الرجل هو الرجل" والتارخيية والتراثية اليت اعتمدها ونوس يف كتابة مسرحيته، وتأثره مبسرحية الرجل هو الرجل، إذ

الذي أدوات التعبري، وكذا الفكر املاركسي لالمن خالنص بينت الدراسة هذا التأثر على مستوىعلى مستوى العرض من خالل البيئة املنظرية ، و1حتمله مسرحية امللك هو امللك بالنسبة لونوس

للخشبة، إذ اعتمد ونوس على املمثلني يف تركيب الديكور، فترى يف بداية املسرحية اخلشبة خالية واألمر نفسه نلحظه املمثلون حبركام البهلوانية وهي تقنية برخيتيةمن عناصر الديكور، مث ميلؤها

.2بالنسبة للمالبس

أسلوب "بينت الدراسة األساليب التمثيلية يف مسرحية امللك هو امللك، واليت تراوحت بني حية سعد مسرف، مع استخدام عنصر التشويق" السرد، واألسلوب الواقعي، واألسلوب التعبريي

تعترب مبثابة خطوة جريئة إلرساء قواعد مسرح ملحمي عريب قائم على وحدة متماسكة اهللا ونوسمبعىن أن التجريب عند سعد اهللا ونوس أساسه حماولة تأصيل للمسرح .3بني املضمون والشكل

.العريب، وفق خصائص اتمع العربية اليت ختتلف بطبيعة احلال عن اخلصائص األوربية

املنمنمات اليت اعتمدها ونوس والطقوس الدينية صلها األخري إىلنتهي الدراسة يف فتوالتراثية يف حماولة للتجديد يف املسرح العريب، واختالف رؤيته عن رؤية برخيت يف هذا االجتاه

.4وكذلك التجديد الذي أضفاه على املسرح العريب

وما بعدها 347، ص جازية فرقاني، تجليات التغريب في المسرح العربي، سعد اهللا ونوس نموذجا، م س ينظر -1 .350، ص م ن -2 .وما بعدها 352ينظر م ن، ص -3 . وما بعدها 370، ص ن مينظر -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

223

ذا املوضوع، وهو يترآى ملتفحص هذه الدراسة أا تشكل فارقا يف طريقة املعاجلة، هل، إذ يتبني أا دراسة قائمة على النقد واملقارنة بشكلهما موضوع امللحمية يف املسرح العريب

اليت حيملها االجتاه امللحمي سواء على مستوى النص أو على مستوى هي تبني األسس ، فاملتخصص، وهلذا ميكن برخيتالعرض، وجتلي ظاهرة التأثري والتأثر من خالل مقارنة أعمال ونوس بأعمال

فعندما .تصنيف هذه الدراسة يف إطار الدراسات النقدية املقارنة بكل ما حتمله الكلمة من معىنالباحثة تعتمد على نصوص حية فتحللها من ناحية الشكل واملضمون واألسس الدرامية اليت جند

تطبيقي مهم يستطيع أن كما ورد، فسيجد املتتبع هلذه الدراسة نفسه حتما أمام مرجع تقوم عليها .بيين عليه عمله سواء كان نقدي أو إبداعي

لصاحبها " كاتب ياسني منوذجا" اخلطاب اإليديولوجي يف املسرح اجلزائري .3 ."رأس املاء عيسى"الدكتور

من اخلطاب اإليديولوجي يف املسرح اجلزائريدور هذه الدراسة الوقوف على حتاول من ناحية الشكل واملضمون مع تشكيل ،املسرحية نصوصال عرب مهمقاربة قرائية ملفهو خالل

ى التلقي ما يطرحه هذا اخلطاب من مسائل على مستومن خالل ،إيديولوجيةمعطيات فنية وضبط ويصد اخلصائص والسمات اليت متيز خمتلف عناصره ومكوناته، باعتباره خطابا تواصليا، فري

وقد اعتمدت الدراسة على .عن خصوصيته اإليديولوجية يت تكشفاألشكال املسرحية املؤدجلة التناول إذ. يراها عرب حمطات حبثهالدالالت اليت الباحث كاتب ياسني كنموذج واضح يستقي منه

.فصول ةالباحث املوضوع عرب ثالث

من خالل املفاهيم األولية للخطاب واإليديولوجيا يف املسرح، لبحث يفخصصت الدراسة اأعطى الباحث جمموعة من . ملسرحي ومعىن اإليديولوجيا وعالقتهماهوم اخلطاب احلديث عن مفا

املعاجم على سبيل املثال تعريفات منها نذكر صة ملصطلح اخلطاب املتخصاملعجمية والتعاريف

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

224

فتقدم مجلة من التعاريف واملقابالت micro roberوميكرو روبري Larousse األجنبية كالروس .1ة وحماورة وموعظة وحبث ورسالةمثل كالم وحماضر

دقيقة هلذا املصطلحيبدو من خالل هذه التعريفات أن الدراسة حتاول الغوص يف املفاهيم الاملختلفة الذي حيمل يف طياته العديد من وجهات النظر وره العام هلذا املوضوع، كي يبين عليها تص

.وخلفياته احلضارية والعقائدية موقعهكل حسب

يف رسالة توجه إىل اجلماهري دراسة من خالل املقاربة القرآنية ملفهوم اخلطاب بأنهترى ال، وأن ال يكون سم األمر واحلكم بالبينويشترط يف ذلك الفصاحة وما حيمناسبة من املناسبات ،

فاخلطاب . 2"وآتيناه احلكمة وفصل اخلطاب" قوله تعاىلل ثم وال إسهاب يف اخلطاب إجياز خمل، كما تبني الدراسة األبعاد اليت حيملها اخلطاب ن أهم الوسائل اليت تعرب عن طرائق االتصاليعترب م

وهي صلته باللغة، وصلته باللسانيات، وعالقته ال واليت خيتصرها يف ثالث نقاطيف عملية االتص . 3باملتلقي

ذا سبب ذايت هلخيتار الباحث هنا البدء من اخللفية اإلسالمية ملعىن اخلطاب، ورمبا يكون .فالباحث له خلفية عقائدية إسالمية انطلق منها يف حبثه. جعله يطرح معىن اخلطاب من هذا الباب

. وكأنه حياول أن يربط عالقة توافقية بني الدين واملسرح

وما حيمله ،من خالل ازدواجيته بني النص والعرض يتعرض البحث إىل اخلطاب املسرحي على مستوى خشبة املسرح اإلخراجية، واإلشارات يوار النصمن تشفريات على مستوى احل

أي معىن إذا مل هاكالم ال حيمل اليت بربطها بالشخصيات حيدد خصوصيات اخلطاب املسرحي و

ينظر عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري، رسالة دكتوراه، إشراف الدكتور أحمد مسعود، جامعة -1

.14ص . 2007/2008وهران، .16صنقال عن عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م ن، ) ص(سورة 20اآلية : قرآن كريم -2 .18ينظر عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

225

يعطيه معناه يقرأ ضمن العالقة اليت تربط بني الشخصيات املتخاطبة، وضمن الظرف الذي حيدده و .1)ختلفةالزمان وعوامل الشخصيات املاملكان و(

الباحث دور اخلطاب املسرحي إىل عالقته بالظروف املتوفرة لديه على خشبة يرجع إىل أمهية املمثل بوصفه األداة األوىل يف توصيل اخلطاب الدرامي عرب خطابه فيشرياملسرح،

جسد املمثل على خشبة املسرح يصوغ النص الدرامي أو ألن ، وحركته على الركح املسرحيترميزات الغوية واللعالمات ال من جمموعةاملسرحي النص باعتباروره كيفما شاء، يكيفه و حي

ANNE UBERSFELD آن أوبر سفيلد"تقول .فكها ىاملخرج مبساعدة املمثل عل يعمل شفرة امل ."2إن اخلطاب الدرامي املكتوب هو جمموع العالمات اللسانية اليت ينتجها النص املسرحي" .د آليات بناء احلكاية والشخصية والنصاخلطاب الدرامي أحف

تبدو رؤية الباحث مركزة على املمثل بصورة كبرية يف إيصال اخلطاب املسرحي إىل إيديولوجية املؤلف من جهة، واملخرج من جهة أخرى، وقد املتلقي، كونه الرابط األساسي بني

نص، وجيليها اإلخراج، ال تبدو إال وفق إىل حد بعيد يف هذا الطرح، ألن اإليدولوجية اليت حيملها ال . من خالل قدرة املمثل على إيصاهلا للمتلقي

حداثية تبني قراءة مسيولوجيةمن خالل ماهية اخلطاب املسرحي شق آخرالدراسة يف تبني، الشفرات أو الكوداتعبارة عن شبكة معقدة تتداخل فيها جمموعة من الذي هو معىن اخلطاب

ائية يف نظر بعض املفكرين جمموعة من اخلطوات اإلجر يف احلسبانينبغي أن تأخذ هلذا منتهية متضمنة لعناصر العرض، و دراسة جمموعة دالة و باعتباره دراسة النص الدرامي"ومنها

يها سوى عنصر مسعي، العرض املسرحي باعتباره جمموعة دالة أخرى مستقلة، ال يشكل النص فحماولة البحث عن كذا رصد العالقة بني النص والعرض ووض، تتفاوت أمهيته حبسب نوعية العرو

.23ينظر عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س، ص -12- ANNE UBERSFELD 28عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س، ص نقال عن.

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

226

استثمار نتائج الدراسة األوىل الشفرات اليت يتم مبقتضاها االنتقال من األول إىل الثاين شريطةالثانية، و إن هذه املستويات الدراسية ال تعين اإلشارة إىل املظاهر اإلخراجية ألن ذلك يعد عمال و

.1"رحيون أنفسهميضطلع به املمارسون املس

من خالل هذه التعريفات املختلفة ملعىن اخلطاب، حياول الباحث أن يقول أن اخلطاب يف كما تتجلى لنا النظرة ماهيته خيتلف حسب كل مدرسة، وحسب كل توجه فكري وعقائدي،

واضحة من خالل االختالف بني معىن اخلطاب قدميا وحديثا وخاصة ملا يلج البحث يف املستوى .يميولوجي الذي يربط اخلطاب بالصور املرئية والرموز احلركية فوق خشبة املسرحالس

للجهود اليت بذهلا املفكرون امن خالل توضحيه مصطلح اإليديولوجياالدراسة ف تعروقد ذكر البحث عدة تعريفات نأخذ منها على سبيل ،والفالسفة يف توضيح هذا املعىن الغامض

هذه يعتربونفوقية حيث قراءة لبنية الذين يعتربونه اركسيني هلذا املصطلحقراءة امل املثال ال احلصرالبنية هي املسؤولة عن األسس الفكرية اليت تقوم بالتنظيم التعبئة والتحويل، كما يطلقون مصطلح

وغريها من التعاريف اليت تنبين يف . 2اإلنتاج البنية التحتية على األسس املادية املسؤولة عن وسائلساسة أو واألخري إىل حوصلة مؤداها أن اإليديولوجية هي نقل ألفكار معينة من طرف مفكرين أ

هلذا . للمتلقي، بغية إقناعه بصحة ما يذهبون إليه مؤسسات اجتماعية أو سياسية بصورة تقطريية .ربطها الباحث باملسرح فبني العالقة الوطيدة اليت تربطهما

عالقة أبديةهذه العالقة هي أن فتبني ديولوجيا باملسرحتنتقل الدراسة إىل عالقة اإليهي املسؤولة علم األفكار و.. يديولوجيا تعينمالزمة له منذ نشأته األوىل يف اليونان، و مادامت اإل

عن عن األسس الفكرية، فاملسرح يبقى امليدان اخلصب الذي حيمل يف كيانه كل األفكار اليت تنبثقيقسم كما .3يف قوالبه الفنية حىت ترقى إىل مستوى الدراما هاويوظفنها، اإليديولوجيا، فينهل م

.41، ص أس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م سعيسى رينظر -1 .51، ص م نينظر -2 .90، ص م نينظر -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

227

األفكار الباطنية الباحث طفرات العالقة بني املسرح واإليديولوجيا وفق وظيفتها إىل أنواع وهي اليت حتملها اإليديولوجيا واليت جتد يف املسرح ميدانا خصبا هلا، وكذلك ما حتمله العوملة يف العصر

ث إذ تعترب األدجلة املسرحية خصوصية هامة من خصوصياا، وكذلك األساليب الفنية احلدي .1املعتمدة يف املسرح

إىل حد كبري يف ربط العالقة بني اإليدويوجلية واملسرح، كونه جعل لقد أصاب الباحث اتصاله مع ا املسرح يفالفنية والتقنية اليت يعتمده الوسائلمن الثانية ميدانا لألوىل، وهذا ألن

وسائل التصاقا به، لذا يعمد املسرحيون إىل بث إيديولوجيام املختلفة بقى من أكثر الاجلمهور، ت .من باب األعمال املسرحية

من خالل اإليديولوجية السياسية يف املسرح اجلزائري" الثاين الدراسة يف الفصل تبني املرحلة االستعمارية اليت عاش أثناءها وخاصة يف ،حدود العالقة بني املسرح والسياسة توضيح

وقد ضرب أمثلة كثرية على ذلك نذكر على سبيل املثال ال احلصر الشعب خمتلف أنواع االضطهاد ثقافية تعبريية، بل سالحا يكن املسرح بالنسبة إلينا جمرد أداة مل":الذي يقول كاتب ياسني تصور

فخلق مسرح جزائري كان يعين رسم معامل . ..يقتضي مهارة صاحبه وحسن التحكم يف أدواته .2"فن من مهامه األساسية إثبات الشخصية الوطنية ومنافسة األشكال االستعمارية وحماربتها

فاملسرحيات اليت أنتجت يف املرحلة االستعمارية كانت كلها تروح إىل حماربة الوجود لسياسية يف املسرح اجلزائري بالفترة وذا يربط الباحث اإليديولوجية ا .يف اجلزائر االستعماري

تعمق الترابط بني أفراد اتمع االستعمارية، كون هذه الفترة كانت تستدعي النهوض بأفكار اجلزائري، حىت ال يذوب يف بوتقة الفرنسيني الذين كانوا هم بدورهم يعملون وفق إيديولوجيتهم

للسياسة سهل عليهم حكمه وترويضه اخلاصة على تغريب اتمع اجلزائري عن هويته، حىت ي .املنتهجة ضده

.123- 112، ص سعيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م ينظر -1 138، ص كاتب ياسين نقال عن عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م ن -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

228

وتبنيها إليديولوجية مث يتحدث البحث عن السياسة املسرحية يف مرحلة ما بعد االستقاللاملسرح السياسي يف هذه الفترة على إرساء األركان األساسية لالختيار مسامهةوالسلطة

، وقد كانت جل النصوص اليت كتبت نهجهلذا الار اجلزائر ياخت توعية الشعب بسبباالشتراكي ونذكر منها على سبيل املثال ال ر الدراسة عدة نصوص كيف هذه الفترة تروح يف هذا النسق، إذ تذ

حيث تناولتها الدراسة بنوع من التحليل مربزة لولد عبد الرمحن كاكي، "ديوان القراقوز"احلصر من خالل ك أعمال أخرى حملمد بن قطاف وكذل. 1السمات االشتراكية اليت يدعو هلا هذا النص

السياسية للمجتمع اجلزائري، عرب النكبات اليت خلفتها قراءته اليت توضح " قف"مسرحية .2القراءات السياسية اجلوفاء املنحدرة من عدة ميوالت إيديولوجية خمتلفة

جعة فيه هلذا خيار السلطة الذي ال ر من استقالل اجلزائر كانت االشتراكية يف العهد األولرأت الدراسة أن تبني هذا التوجه فلنشر هذا الفكر بني أوساط اتمع، عمدت إىل توظيف املسرح

بغية تبيني دور املسرح يف نشر أي إيديولوجية كانت، وهو دور خطري بطبيعة احلال إذا مل يتم اج املسرح لسياسة ، لكن الباحث مل يشر إىل السلبيات اليت أعقبت انتهالتحكم فيه بصورة جيدة

مناقضا لروحه احلقيقية، الدولة يف تلك الفترة، فاملسرح إذا كان تابعا للسلطة فإنه سيكون حتما .وذا تنطفئ شعلة النقد اليت يتميز ا املسرح بوصفه أداة للحرية

املسرح اجلزائري، فاملسرح اجلزائري يفاإليديولوجية املؤثرات أهمتطرقت الدراسة إىل ، فقبل أن يصري إىل شكله احلاضر البد أنه مر بأنفاق لقاعدة التأثر خضع عتباره فن كبقية الفنون با

تأثر املسرح دوما بواقعه إذ . إىل حالته اليت هو عليها اآلن مظلمة وأخرى مستنرية حىت اهتدى شقيه املعيش، ولكل حقبة زمنية سياستها اخلاصة، يأخذ املسرح منها شكله وأسلوبه وحيمل يف

.3فكرتني،لكل واحدة توجه أيديولوجي يبتغيه املؤلف واملخرج) النص والعرض(

.وما بعدها 150ينظر عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س، ص -1 .وما بعدها 176ينظر م ن، ص -2 .وما بعدها 184ص م ن،ينظر -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

229

كما يبني البحث األثر الذي تركته مقاومة االستعمار على األعمال املسرحية اليت انتهجت ، وخاصة التأثري ، إضافة إىل عدة مؤثرات أخرىفيما بعد ذلك البعد السياسي نظرا هلذا األمر

وهذا ما جعله يؤثر ااة الشعبية لكافة أساليب لقهر والتسلط، ولذي يعتمد على الثورة االربخييت و خاصة عندما تعلق األمر باملقاومة ضد االحتالل الفرنسي، حيث ، املسرح اجلزائري على بقوة

يت تدفع م يدرم على املعاناة اإلجيابية الاإلدراك لدى املتلقي وكان يعتمد على تنمية متعة الفهم وقد إذ ليس املهم ترك املتفرج و"ية، إىل تغيري الواقع اخلاطئ، و االنطالق إىل املزيد من احلرية اإلنسان

كيانه، أو باألحرى تركه و يف نفسه بذور التغيري اليت ستنمو بل تركه وقد تغري تطهرت روحه، .1خارج املسرح عما قريب

رض، أن املسرح اجلزائري قد طغى عليه الطابع يريد الباحث أن يقول من خالل هذا العالسياسي نظرا لعدة اعتبارات ذكرناها، ولكن هذا املسرح السياسي يف حقيقة األمر مل يكن وليد

ألن املسرح إذا عمل كذلك، بل أملته ظروف جاءت بعد االستقاللاملرحلة االستعمارية فحسب، ما يريد قوله، فإنه سيشكل ال حمالة خطرا يف قول للسلطة، وكانت له احلرية يف االجتاه املعاكس

. اولت السلطة قدر املستطاع ربط جلامه حىت ال يعمل يف االجتاه املعاكس لتوجهااعليها، هلذا ح

"عدة مستويات منها وفق تتناول الدراسة املسرح املؤدجل يف اجلزائر

تناول البحث عدة مسرحيات وقد ،والذي مثلته مجعية العلماء املسلمني :الديين سرحامل/أ كتبها هؤالء املسرحيون

و " أبناء القصبة من خالل ظهور عدة أعمال يف هذا اإلطار منها :املسرح التحرري/ بللكاتب " الصحراء"و "حنو النور" "دم األحرار" احلليم رايس ومسرحيات للكاتب عبد" اخلالدون"

آلسيا جبار" امحرار الفجر"لكاتب ياسني و " قةاجلثة املطو"حممد الطاهر فضالء، كذا مسرحية

.211- 210، ص سعيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م ينظر -1

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

230

لكاتبها عبد اهللا " مصرع الطغاة" ويف هذا اإلطار تروح الدراسة إىل حتليل مسرحية بعنوان .1املسرحية االيت حتمله اإليديولوجيةالركييب، حتليال دراميا وفكريا يظهر هذه

قراقوز واحللقة والقوال حيث صنفت الدراسة حفالت ال :املسرح االجتماعي السياسي/جا حتتويه من تعبري واحتجاج فكان هلا مبمن األشكال الشعبية األوىل اليت استعملت يف نقد اتمع،

وتبني ذلك فيما كان صدى كبري لدى الشعب اجلزائري، ومل يبق جمرد شكال مسرحيا بدائيا عبية ويف تلك احملاوالت العديدة يقدم يف تلك السكاتشات اليت كانت تقدم يف املقاهي واألحياء الش

اليت قدمت من خالهلا أعماال بسيطة يف طابع هزيل وبالرغم من أا كانت متيل إىل السذاجة إال أا كانت مقبولة مجاهريا،وليس هناك من سبب سوى أا كانت تعكس معاناة الشعب الذي

.2السياسة تفشت يف أوساطه اآلفات االجتماعية اخلطرية وفساد الرأي و ضعف

علولة وولد عبد الرمحن وهذا من خالل مسرحيات: مسرح الرتعة االشتراكية/ د هذه اإليديولوجية يف تلك الفترة كاكي اللذان محال

يين الذي مثلته اعتبارات، فاملسرح الدلعدة هذه األنواع لقد وفق الباحث كثريا يف تقسيم ما كان يعانيه اتمع اجلزائري ، إمنا ظهر جراء لعلماء املسلمنيكتاب مجعية ابصورة واضحة أقالم

من طمس فاضح هلويته اإلسالمية، فجاء الرد عرب هذا املسرح الديين حىت يقف سدا منيعا ضد ، أما التوجه التحرري، فقد سياسة املستعمر، ولكي يرجع اتمع اجلزائري إىل أصوله اإلسالمية

ة واالنعتاق من أغالل املستعمر، هلذا حاول هذا النوع جاء نتيجة توهج الشارع ومطالبته باحلريمن خالل أعمال تدعو إىل الثورة من أجل املسرحي أن يشعل فتيل املقاومة وروح التحرر

وبالنسبة للنوع االجتماعي فهو يرتع إىل معاجلة الظواهر االجتماعية السيئة . االستقالل السياسيء جتهيله، فحاول نقد هذه الظواهر حىت يساهم يف تغيريها يف أبناء هذا الوطن اليت تركبت له جرا

إىل األحسن، لكن التوجه االشتراكي الذي ظهر بعد االستقالل، إمنا كان خيضع بصورة واضحة

وما بعدها 129لخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س، ص ينظر عيسى رأس الماء، ا -1 .وما بعدها 243ينظر م ن، ص -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

231

هذا االجتاه إال أن ما يعاب عليها املسرحيات اجليدة اليت ألفت يف فبالرغم منلتوجهات السلطة، ئري ذا التوجه، وكأنه مقدس ال جيب اخلوض فيه وهذه سلبية هو حماولتها لربط اجلمهور اجلزا .من سلبيات هذا النوع املسرحي

للمتلقي عن طريق مفهوم اإليديولوجية تقريب الدراسة حتاول من خالل الفصل التطبيقيمسرحيات اجلثة املطوقة، من خاللتطبيق هذا الدرس اإليديولوجي على مسرحيات كاتب ياسني

، وقد بدأت الدراسة دادون ضراوة، الرجل ذو النعل املطاطي، وفلسطني املغدورةاألجداد يزبإعطاء تعريف عن حياة كاتب ياسني وأهم أعماله املسرحية مث راحت إىل تلخيص مسرحياته اليت

.ويبني من خالل حتليلها جتليات اخلطاب اإليديولوجي. 1حددها للدراسة التطبيقة

الباحث اعتمادها على تقنيات برختية وملحمية يف تركيبتها يبني حيث :اجلثة املطوقة/ أواليت تروح من خالل احلوارات والفكرة اليت تعاجلها املسرحة اإليديولوجيةيبني جتلياا الفنية، و

تتجلى مالمح اإليديولوجيا يف اخلطابات الدرامية :"فهو يقولإىل فكرة االنتقام من املستعمر حيث جند كل حوار ينم عن مستوى الوعي السياسي للشخصية اليت رمسها الضمنية يف املسرحية،

ياسني يف نصه، فهو تارة يغرقنا يف الرمزية حىت ال نكاد نعرف تأويلها، وتارة يبسط األمور حىت حنسبها ساذجة، ولكن ما هي يف حقيقة األمر إال جرعات من الفكر اإليديولوجي يطعمنا ا

املر الذي حيياه املواطن البسيط الذي جيب أن يدافع لدراما التصاقا بالواقعياسني كلما ازداد خيط ا .2"عن حقه

سرحية يتبني للقارئ الفكرة اليت أراد إيصاهلا املؤلف واليت تندرج من خالل حتليل هذه املضمن اإليديولوجية التحررية، السياسية اليت تدين كل أعمال الظلم واالحتقار الذي ميارسه

ن على أخيه اإلنساناإلنسا

.وما بعدها 267، ص عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س ينظر -1 340، ص م ن -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

232

حيث يرى الباحث أن املسرحية قد سارت يف نفس :األجداد يزدادون ضراوة/ بحبكم حتميل املسرحية فكرة االنتقام االجتاه اإليديولوجي الذي سارت عليه مسرحية اجلثة املطوقة

حتالل من اخلونة الذين أرادوا القضاء على حزب الشعب، وإطفاء كل شرارة تنذر بالثورة ضد االوكان املثل األعلى لذلك الطاهر يف اجلثة املطوقة، هذا اخلائن الغادر الذي طعن خلضر إلرضاء

.1فرنسا اليت عينته بعد ذلك رئيسا على املزارع واملستثمرات الفالحية

عمال عامليا " الرجل ذو النعل املطاطي"تعترب مسرحية : الرجل ذو النعل املطاطي/ جة واإليديولوجية، ودليل على عاملية الكاتب، ووفاء مبادئه اجتاه الشعوب مشحونا خبطاب الثور

وفق تقنيات املضطهدة يف العامل، كما يشكل النص أيضا خطابا تبشرييا لتعاليم النظام االشتراكي .2برخيتية ثورية

ياسني إىل التخاذل العريب والتواطؤ اجلبان مع قوة كاتب يشري إذ :فلسطني املغدورة/ دعامل احلر كما يسميها الكاتب، ويؤكد على أن ذلك السكوت املطلق عن القضية الفلسطينية، قد ال

زاد من قوة اليهود، وأكسبهم الثقة يف نفوسهم وكيف ال، وامللوك العرب يتمتعون باملال واجلاه ياه والسلطان مقابل تقدمي خدمات لقوة التحالف الصهيوين، كالترخيص هلم باستعمال األجواء، وم

.3األقاليم البحرية وتزويدهم بالطاقة والغاز، إا خيانة الدين والعروبة، وما خفي كان أعظم

على هذه املسرحيات بعدما تناوهلا بالتحليل والنقد إىل أن حوصلته ويكمل البحث كما يعتمد ) فلسطني املغدورة(باخلط التحرري يف كامل جزئيات النص يلتزم كاتب ياسني

الرجل ذو النعل "ة اإليديولوجيات املختلفة األفكار، شأن ما قام به يف مسرحية أسلوب تعريوما ذكره عن أحداث حرب الفيتنام، فها هو يعرب عن سلبية املوقف العريب أيضا إزاء " املطاطي

هذا املوضوع، ليقول بأن هناك من القادة العرب من مل يعترف بوجود حرب على اإلطالق يف

.355 ، صعيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س ينظر -1 .372ينظر م ن، ص -2 .399ينظر م ن، ص -3

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

233

، كما يشري الباحث يف وكل هذا يف شكل ملحمي يتخذ منه وسيلة تقنية يف عمله، جنوب الفيتنامنية يف أعماله، إال أنه انتهج بالرغم مما يتحلى به من روح إنساإىل أن كاتب ياسني ،رؤيتة اخلاصة

الئكي علماين ال يعري أدىن اهتمام ملقومات األمة اإلسالمية وهذا ما حيسب عليه يف جتربته خط .1ية والفنيةاحليات

خالصة القول أن هذا البحث يعد يف عمقه نظرة جديدة حول اخلطابات املسرحية يف التحليل والنقد ألعمال كاتب ياسني باإلضافة إىل حتليله ملفهوم اجلزائر، إذ اعتمد الباحث على

ات علمية اليت هلا مرتكزاخلطاب اإليديولوجي، وهلذا تعترب الدراسة من الدراسات النقدية اجلادة . ينبغي التنويه ا

أثر املسرح امللحمي على أعمال ولد عبد الرمحن كاكي لصاحبها رسالة ماجستري .4 ".مناد الطيب"

قي هذه الدراسة الضوء على املسرح اجلزائري من خالل أثر االجتاه الربخييت، وتتناول لت، إذ تناول الرمحن كاكي هذه الدراسة عرب فصوهلا املسرح اجلزائري من خالل منوذج ولد عبد

:فصول هي أربعالباحث رسالته يف

نشأة املسرح امللحمي ومفهومه وتأثري هذا النوع من اسة لت الدرواتن :الفصل األولاملسرح على املسرح العاملي املعاصر، باعتبارها حرة مسرحية الزالت إىل الوقت الراهن متتلك القوة

، وقد راح يف هذا النسق يقدم 2ن خالل توجهها الثوري التقدمياحلياتية يف التأثري على املتلقني ماليت استوحاها برخيت من "بعل"لنا عدة أعمال مسرحية تروح يف هذا االجتاه منها مسرحية

وهذه املسرحية كانت مبثابة االنطالقة احلقيقية لربخيت يف ،هلانست جوست" الوحيد" مسرحية

.وما بعدها 401عيسى رأس الماء، الخطاب اإليديولوجي في المسرح الجزائري م س، ص -1أمين الزاوي، جامعة . ينظر مناد الطيب، أثر المسرح الملحمي البريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي، إشراف د -2

.34، ص 1996/ 1995وهران، السانية،

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

234

عدة مسرحيات أخرى سامهت يف بلورة االجتاه امللحمي عند ، كما يذكر الباحثأسلوبه املسرحي .1وغريها من املسرحيات اليت أشار إليها الباحث" طبول يف الليل" برخيت ومنها

من خالل مناذج تناولت الدراسة يف هذا الفصل مفهوم املسرح امللحمي : الفصل الثاين ".األم شجاعة" و" بادن لتعليم املوافقة"ملسرحيتني مها

لتبيان التجارب األوىل وقد تناولتها الدراسة بالتحليل النصي :وافقةيم امللبادن لتع/ ألربخيت يف املسرح التعليمي، إذ حتمل فكرة املسرحية موضوع غزو الفضاء والتحكم يف

، كان حتليل الباحث هلذه املسرحية وفق أسس التحليل الدرامي وهذا تكنولوجيات الطريانمشاهد، وشخصيات، وحوارات، وأحداث، وغريها من " وفق عناصرها من ليلها عتماده على حتاب

.2عناصر الكتابة الدرامية

والدارسني بأا قمة ما هذه املسرحية اليت يعتربها الكثري من النقاد :األم شجاعة/ ب، ، وقد تناوهلا كذلك بالتحليل من ناحية األحداث، واحلواراتت يف حياته الفنيةبكتب برخي

.3وغريها من عناصر الكتابة الدرامية كذلك الشخصياتو

بداية حبياته تناولت الدراسة يف هذا الفصل أعمال ولد عبد الرمحن كاكي :الفصل الثالثاليت اعتمدت كثريا على الثقافة وآثاره الفنية، كما ذكر طبيعة مسرح ولد عبد الرمحن كاكي

من خالل ما يصطلح برخيت عمال عاملية منها أعمال، كما اعتمد على املعاجلة الدرامية ألالشعبية . 4طابعه الشعيبواليت القت جناحا يستفيد منه املسرح اجلزائري يف " ما قبل املسرح" عليه

.08ينظر مناد الطيب، أثر المسرح الملحمي البريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي م س، ص -1 .55- 48ينظر م ن، ص -2 .67 - 58ينظر م ن، ص -3 .82ينظر م ن، ص -4

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

235

كما يشري البحث إىل مرحلة أخرى من مراحل إبداع ولد عبد الرمحن كاكي، واليت لشخصي واليت جسدت االجتاه امللحميوفيها ظهرت إبداعاته على املستوى ا بدأت بعد االستقالل

على مستوى العرض وكذلك على مستوى العرض، إذ تتجلى الظواهر امللحمية من خالل اعتماد ، كما اعتمد يف اإلخراج على )العرض التمثيلي الشعيبفضاء ( كاكي على أداء املداح أو القوال

شاهد ألغنية مجاعية أو فردية، وهذه وبإيقاعات متفاوتة، مع ختلل امل تقدمي احلكاية بأسلوب متقطعكما اعتمد مسة من مسات املسرح امللحمي الذي يذهب ذه التقنية إىل تغريب احلادثة عن املتلقي،

.1على اإلكسسوارات البسيطة اليت حيملها القوال عادة يف األسواق الشعبية

مله املسرحي علىلألساليب اليت اعتمدها كاكي يف ع احتليله الدراسة يف خضمت اعتمد أن املسرحية تروي حادثة اليت بني من خالل تفكيك شفراا إىل " كل واحد وحكمه" مسرحية

ارتأى ولد عبد الرمحن كاكي إعادة صياغتها مسرحيا، وفق بسيطة يف التراث الشعيب اجلزائري 2منهج ملحمي برخييت

تبيان أثر املسرح الربخييت يتناولت الدراسة من خالل هذا الفصل التطبيق :الفصل الرابعلولد عبد " القراب والصاحلني" مقارنة بني مسرحيةعلى أعمال ولد عبد الرمحن كاكي من خالل

لربخيت" واإلنسان الطيب من ستشوان" الرمحن كاكي،

أن هناك تشابه كبري بني املسرحيتني يف املنبع، فولد عبد الرمحن الدراسةرى ت :احلكاية/ أواليت حتكي مسرحيته من حكاية خرافية قدمية معروفة عند شعوب مشال إفريقيا كاكي استلهم

خرافة حتكيها بنما تعود أصول مسرحية برخيت إىل . قصة عالقة بني أولياء الصاحلني وامرأة كفيفة

.84ينظر مناد الطيب، أثر المسرح الملحمي البريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي م س، ص -1 .99- 90نظر م ن، ص ي -2

النقد المسرحي في الجزائر الفصل الثالث

236

كانت عنصر مشترك مبعىن أن اخلرافة. 1"الغطاء الكبري"قصيدة صينية قدمية ومشهورة حتمل عنون .رحيتنيبني املس

أن هناك تشابه كبري يف جوه ترى الدراسة عرب حتليلها لفكرة املسرحيتني :الفكرة/ ب .2الفكر املطروحة واملتمثل يف مسألة الطيبة، وندرا يف عامل يسوده الظلم وانتشار الفساد

وتروح الدراسة إىل تبيان مسائل االختالف بني املسرحيتني عرب نسق استعمال مسرحية وكذا طبيعة احلوار اليت ختتلف عند كل كاتب، وختلص الدراسة حبل الشخصيات يف كل

يؤكد الباحث على عمق تأثري املسرح الربخييت يف املسرح اجلزائري التحليل املفصل هلذين العملني .3بصفة عامة ومسرح كاكي بصفة خاصة

تمد على منهج ميكن القول أن هذه الدراسة تعد كذلك من الدراسات األكادميية اليت تعاملقارنة والنقد املوضوعي لألعمال املسرحية يف اجلزائر، وحىت وإن مل تكن بنفس العمق الذي

يفيد يف الدراسات النقدية اليت تبتغي املنهجية رأيناه يف الدراستني السابقتني، إال أا متثل مرجعا . النقدية طريقا هلا

كمثال متثيلي ال حصري، جند العديد من إضافة إىل هذه الدراسات اليت اعتمدها البحثيف مكتبات اجلامعة، وهلذا جيدر القول أن هذه الدراسات النقدية األخرى حول املسرح اجلزائري

، وهذا ما يفند الرأي الذي يقول بانعدام كبري يف النهوض باحلركة النقدية أثرالدراسات هلا على ، غري أن النقطة السلبية اليت ميكن تسجيلهاالدراسات األكادميية النقدية يف املسرح اجلزائري

، وهذا راجع لعدم ربوع مكتبات الوطن عربأفق أرحب يفهذه الدراسات هي عدم انتشارها .قائها يف رفوف املكتبات اجلامعيةطبعها وب

.110 - 109، ص مناد الطيب، أثر المسرح الملحمي البريختي على أعمال ولد عبد الرحمن كاكي م سينظر -1 .، وما بعدها111، ص م نينظر -2 .143 -113ينظر م ن، ص -3

238

خــامتة

بعد املرور عرب أنساق البحث والولوج إىل تبيان طبيعة الكتابة املسرحية وأسسها، وكيف مت التعامل معها يف املسرح اجلزائري، وكذا اإلخراج املسرحي، مث الذهاب إىل تبيان طبيعة النقد

.نذكرها عرب هذه النقاطاملسرحي يف اجلزائر، خلص البحث إىل عدة نتائج

الكتابة الدرامية على جمموعة من العناصر واألسس، ال بد على املبدع أن يتتبعها تعتمد - .حىت يتكون له نص مسرحي حيمل بني طياته معامل الدراما احلقيقية

مثل االختالف يف توظيف تعاملها مع العناصر الدرامية، ختتلف االجتاهات املسرحية يف - .نسياومراه الالزمن واملكان بني االجتاه الكالسيكي واالجت

يعتمد املسرح اجلزائري يف شقه الدرامي بصورة كبرية على االجتاه الواقعي، نظرا لعدة -أن املسرح يف اجلزائر ولد ملتصقا مع املشاكل احلياتية اليت كان يعيشها اعتبارات منها

.الشعب اجلزائري آنذاك

وتغوص يف الكالسيكية هناك نصوص درامية يف اجلزائر تروح إىل غري االجتاه الواقعي، - .أو الرومانسية

تضمن تطور فن املسرح يف اليت فيما خيص اللغةعرف املسرح اجلزائري شد وجذب -، ويبقى أن نقول أن املسرحية اجليدة هي اليت تعرف كيف توظف اللغة سواء اجلزائر

.إلرضاء وإقناع املتلقي كانت عامية أو فصحى

نبغي مراعاا حىت تضمن الفرجة واملتعة والتعلم يعتمد اإلخراج على وسائل وأدوات ي - .بالنسبة للمتلقي

ختتلف التيارات اإلخراجية احلديثة يف كيفية توظيف مستلزمات اخلشبة، والتعامل مع -، وأهم هذه االختالفات تظهر من خالل تيارين عامليني مها تيار الواقعية املمثل واجلمهور

.رسطي، والتيار امللحمي الذي يعتمد على التغريبالنفسية الذي يعتمد على التطهري األ

239

مثل تيار الواقعية التيارات ائري يف شقه الركحي على جمموعة منيعتمد املسرح اجلز -أمهها التيار امللحمي الذي يطغى بشكل واضح على النفسية، والواقعية االجتماعية، ويبقى

.غريه من التيارات اإلخراجية

جمال املسرح ثنائية النص والعرض يف عمليته التمحيصية حىت يأخذ النقد املتخصص يف - .يكون أقرب إىل الدقة

من املوضوعية وسعة اإلطالع والتجربة الواسعة ى الناقد املسرحي أن يتحلى بنوع عل - .يف مستويات النص واإلخراج املسرحي

رأيناه من يغلب على النقد املسرحي يف اجلزائر مسة االنطباعية والسطحية من خالل ما - .أمثلة على مستوى صحافتنا املكتوبة

ما يكتب من دراسات على مستوى النقد املتخصص يف جمال الكتب يغلب عليه -كما نالحظ يف هذا اإلطار قلة الكتب .إال ما ندر الطابع التأرخيي أكثر منه النقدي

وتطورها يف املهتمة بالنقد املسرحي يف اجلزائر، وهذا ما عطل حتما احلركية املسرحيةاجلزائر، إذ يدخلها يف جمال السطحية املبتذلة، ويبعدها عن الفنية واجلمالية اليت جيب أن

.تتوفر يف املسرحية باعتبارها فنا

حركة نقدية جادة وفعالة على مستوى الدراسات األكادميية، غري أا ال تصل دتوج -ل، إذ تبقى تعاين غبار النسيان أو إىل املهتمني باحلركة املسرحية والعاملني يف هذا احلق

حلول خترج هذه الدراسات نالتناسي يف رفوف املكتبات اجلامعية، هلذا جيب البحث ع .إىل النور، وذلك من خالل طبعها ونشرها

من خالل هذه النقاط حاول البحث اإلجابة على التساؤالت املطروحة يف البداية، واليت جلزائر، إذ جتدر اإلشارة إىل أن احلركة املسرحية يف اجلزائر بتنوع تبني ماهية املسرح والنقد يف ا

ومستوياا، مل ترافقها حركة نقدية فعالة تقوم على تطويرها، هلذا يبقى املسرح يف اجلزائر جماالا ذا اال، وخاصة الطبقة املثقفة ملسؤولية تبقى ملقاة على كل املهتمني ايراوح مكانه، و

240

حتمل املسرح اجلزائري إىل أفق أرحب إال والقائمني على هذا القطاع، ولن تتأتى نتائج ملموسة نية تم إقامة مراكز فبتكاتف اجلهود، من خالل نشر الدراسات القيمة اليت تم ذا الفن، وكذا

ولويات مناطق الوطن، وإعطاء أبالنقد املسرحي على مستوى املؤسسات الثقافية املترامية عرب للدراسات األكادميية وإخراجها من بوتقتها إىل اتمع، حىت حتتك بفئات املسرحيني اهلواة منهم أو احملترفني، واالهتمام بتكوين املهارات واملواهب الفنية يف املسرح عرب آليات منفتحة على اآلخر

وير املسرح يف الذي يساعد حتما على تط ،حتمل يف صدرها سعة صرب وترحاب بالنقد البناء .اجلزائر

242

:املصادر واملعاجم

1977الشعب، القاهرة، إبراهيم محادة، معجم املصطلحات الدرامية واملسرحية، دار -1

أرسطو، فن الشعر، ترمجة الدكتور إبراهيم محادة، مكتبة األجنلو مصرية -2 أرسطو، فن الشعر، ترمجة شكري عياد، دار الكتاب العريب للطباعة والنشر، القاهرة -3عجم املسرحي، مفاهيم ومصطلحات املسرح لياس، املماري إ. حنان قصاب، د -4

.1997، 1وفنون العرض، مكتبة لبنان ناشرون، ط

:املسرحيات

.صرخة فنان، إنتاج مجاعي، فرقة فرسان الركح لوالية أدرار، خمطوطمسرحية -1 .جدي قدور خمطوطتأليف مسرحية موالة اللثام، -2 ، 2004/2005ة اجلامعية، إخراج جدي قدور، السن CDشريط مسرحية األب، -3 .مسرحية األجواد، منشورات ، املسرح اجلهوي لوهران -4 مسرحية األجواد، إخراج عبد القادر علولة، شريط كاسيت، املسرح اجلهوي وهران -5 ولد عبد الرمحن كاكي منشورات املسرح اجلهوي مسرحية كل واحد وحكمه، -6 .2004/2005عية السنة اجلام إخراج شرقي حممد CDمسرحية دونكيشوت -7

243

املراجع باللغة العربية

1977، دار املعارف، القاهرة، 26إبراهيم محادة، سلسلة كتبك، العدد -1أبو احلسن سالم، اإليقاع يف فنون التمثيل واإلخراج املسرحي، دار الوفاء لدنيا -2

.2004الطباعة والنشر، اإلسكندرية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، ياسي،أمحد العشري،مقدمة يف نظرية املسرح الس -3

.1989القاهرة، منشورات التبيني 1989/ 1926أمحد بيوض، املسرح اجلزائري نشأته وتطوره، -4

.1998اجلاحظية، أمحد زكي، عبقرية اإلخراج املسرحي، املدارس واملناهج، مطبعة اهليئة املصرية العامة -5

.للكتاب، 3، فصول جملة النقد األديب، الد الثاين، ع أمحد عثمان، املسرح اجتاهاته وقضياه -6

1982.

.بدوي بطانة، دراسات يف نقد األدب العريب، املكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، د ت -7تاب، بوعالم رمضاين، املسرح اجلزائري بني املاضي واحلاضر، املؤسسة الوطنية للك -8

.املكتبة الشعبية، د ت، د طعلى خشبة مسرح اهلواة يف اجلزائر، منشورات إحتاد حفناوي بعلي، أربعون عاما -9

.2002، 1طالكتاب اجلزائريني، اجلزائر، دار هومة للنشر، احلميد العناين، الدراما واملسرح يف تعليم الطفل، دار لفكر للطباعة والنشر، دحنان عب -10

.1997، 4والتوزيع، األردن، ط، 2، دار الفكر العريب، القاهرة، طدسوقي عمر، املسرحية، نشأا، تارخيها، أصوهلا -11

1997.

244

.1975رشاد رشدي، نظرية الدراما من أرسطو إىل اآلن، دار العودة، بريوت، -12مكتبة األجنلو مصرية، رية الدراما من أرسطو إىل اآلن،نظ رشدي، رشاد -13

.1971القاهرة، .1971، الكويتصر، عامل املعرفة، مطابع اليقظة،سعد أردش، املخرج يف املسرح املعا -14زيع واإلشهار، شريف األدرع، برخيت واملسرح اجلزائري، مقامات للنشر والتو -15

.2010، 1اجلزائر، ط، 2مؤسسة حورس الدولية، اإلسكندرية، ط شكري عبد الوهاب، النص املسرحي، -16

2001. ت، .قدمات، مكتبة مدبويل القاهرة، دصايف ناز كاضم، مسرح املسرحيني، ثالث م -17

.ط.دادي، مدخل إىل كتابة فن الدراما، مؤسسات عبد الكرمي بن عبد اهللا للنشر عادل الن -18

.1987، 1والتوزيع، تونس، ط .ت.د.ط.عبد العزيز شرف، الصحافة املتخصصة ووحدة املعرفة، د -19عبد القادر القط، من فنون األدب، املسرحية، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، -20

.1978بريوت، .2001راسات يف النقد العريب، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، عثمان موايف، د -21 عدنان رشيد، مسرح برخيت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بريوت، د ط، د ت -22، قضايا املسرح، يف األدب العاملي املعاصر، دار النهضة، بريوت، إمساعيلعز الدين -23

1978.

بتها، دار الكندي للنشر والتوزيع، األردن، فؤاد الصاحلي، علم املسرحية وفن كتا -24 .2001، 1ط

245

1981فاروق أبو زيد، فن الكتابة الصحفية، دار املأمون للطباعة والنشر، القاهرة، -25فرحان بلبل، النص املسرحي، الكلمة والفعل، منشورات إحتاد الكتاب العرب، دمشق -26

2003. .1964حي، دار املعرفة، القاهرة، حممد عناين، درا يدن والشعر املسر. ، دوهبةجمدي -27 .1974، معجم مصطلحات األدب، مكتبة لبنان، بريوت، وهبةجمدي -28 .1994 72عجملة املسرح املصرية،حممد أبو اخلري صالح، اإلخراج يف مسرح الطفل، -29العشماوي، دراسات يف النقد املسرحي واألدب املقارن، دار النهضة زكي حممد -30

.1983العربية، بريوت، حممد غنيمي هالل، يف النقد املسرحي، دار ضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، د ت -31حممد مصايف، فصول يف النقد األديب اجلزائري احلديث، الشركة الوطنية للنشر -32

.1981، 2والتوزيع، اجلزائر، طخملوف بوكروح، الصحافة واملسرح، دارسة يف التغطية اإلعالمية للعرض املسرحي، -33

.2002ة الوطنية للفنون املطبعية، اجلزائر، املؤسس .1996، 1نبيل راغب، النقد الفين، مكتبة لبنان ناشرون، ط -34نبيل راغب، فن العرض املسرحي، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة املصرية العاملية للنشر -35

.1996، 1لوجنمان، ط .2004رية، ، سو1ندمي معال، لغة العرض املسرحي، دار اهلدى للثقافة والنشر، ط -36

املراجع املترمجة

246

إدوارد جوردن كريج، يف الفن املسرحي، ترمجة دريين خشبة، مكتبة اآلداب، - 1 .1960القاهرة، الطبعة الثانية،

الكسندر دين،العناصر األساسية إلخراج املسرحية، ترمجة سامي عبد احلميد،دار - 2 1972احلرية للطباعة بغداد،

ترمجة حممد رفعت عزيز، الدار املصرية للتأليف إريك بيتنلي، املسرح احلديث، - 3 1965والترمجة، القاهرة،

1968بريوت جربا،املكتبة العصرية، يف الدراما،ترمجة جربا إبراهيم بينتلي،احلياة إريك - 4أنيكست، تاريخ دراسة الدراما، نظرية الدراما مبن هيجل إىل ماركس، ترمجة ضيف - 5

2000نون املسرحية، دمشق، سورية،املعهد العايل للف اهللا مراد، منشورات وزارة الثقافة، 1964دريين خشبة، مكتبة النهضة، مصر، بسفيلد، فن الكاتب املسرحي، ترمجة، - 6متارا ألكسندرفنا، ألف عام وعام على املسرح العريب، ترمجة، توفيق املؤذن، مطبعة - 7

.، كتاب إلكتروين1990، 2دار الفرايب، بريوت، لبنان، طعقيل مهدي . ف كريسيت، تربية املمثل يف مدرسة ستانسالفسكي، ترمجة، د. ج - 8

2002يوسف، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت، لبنان، فايز كم . إبراهيم الكيالين، د. جورج سادول، تاريخ السينما يف العامل، ترمجة د - 9

1969نقش، منشورات البحر املتوسط، ومنشورات عويدات، بريوت، باريس، روجوم بيسفيلد، الكاتب املسرحي واإلذاعة والتلفزيون والسينما، ترمجة دريين -10

ت. خشبة، مكتبة مصر، القاهرة، د

واإلخراج، دار الفكر، دمشق، د تخالد حممد الشكعة، مبادئ التمثيل -11

ستانسالفسكي، إعداد املمثل، ترمجة حممد زكي العشماوي، حممود مرسي أمحد، -12 دار النهضة، مصر، للطباعة والنشرراجعه ديين خشبة،

247

فريدريك أوين، برتلود برخيت، حياته، فنه، عصره، ترمجة إبراهيم العريس، دار ابن -13 1983، 2خلدون، بريوت، ط

.السل كروميب، قواعد النقد األديب، ترمجة حممد عوض، بريوت، د ت، -14مصرية، اليوس إجيري، فن كتابة املسرحية، ترمجة ديين خشبة، مكتبة األجنلو -15

القاهرة

مارقن كارلسون، نظريات املسرح، عرض نقدي وتارخيي من اإلغريق إىل الوقت -16 1997، ، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، 1وجدي زيد، ج. احلاضر، ترمجة وتعليق، د

يوجني يوباريا، يوجني غروتوفسكي، حنو مسرح فقري، ترمجة، كمال قاسم نادر -17 .ت.وزارة الثقافة واإلعالم، بريوت، ددار الشؤون الثقافية العامة،

:املراجع باللغة األجنبية

248

1- . Ahmad cheniki. Theater Algériens. Itinéraires et tendance. Thèse

de Doctorat. Son direction. De Mr Robert Jeanny. Université de Paris.

1993.

2- A. Ubersfeld. Notes sur la dénégation théatrale. P. u. de Lille. 1980.

3- Allalou (salali Ali), L’aurore du théâtre Algérien (1926-1930), Edition

Dar ELGARB. 2004

4- bouzian ben Achoure. Le théâtre en mouvement. Octobre 1988 a ce

jour. Edition DAR ALGHARB

5- Edowrd. Gorden. Craig. Ltd. The Art of the theatre, William Hlimann.

L td. London. 1975.

6- Mahidien Bechtarzi. Mémoire tom III, pris montienal de livre. Alger.

7- Mehyedin Bechtarzi. Mémoire. I, pris montienal de livre. Alger.

8- Ormerod Green Wood, the ply wright. Sir. Isaac pittman. And sons.

Ltd. London.1950.

9- Patric Pavis. Dictionnaire du théâtre, Dunod paris,1996.

10- Phillips Hartnoll, The Oxford Companion to the Theater, Oxford

university Press, newyork, 1983.

:الرسائل اجلامعية

249

ة، فرقاين جازي. برجي عبد الفتاح، رسالة مقدمة لنسل شهادة ماجستري، إشراف د - 1 .2007/2008جامعة وهران،

. بوشيبة عبد القادر، مسرح علولة مصادره ومجالياته، رسالة ماجستري، إشراف د - 2 .1993/1994فيدوح عبد القادر، جامعة وهران،

جازية فرقاين، جتليات التغريب يف املسرح العريب، سعد اهللا ونوس منوذجا، رسالة - 3 .2002/2003ة وهران، عبد امللك مرتاض، جامع. دكتوراه، إشراف، د

عيسى رأس املاء، اخلطاب اإليديولوجي يف املسرح اجلزائري، رسالة دكتوراه، - 4 . 2007/2008إشراف الدكتور أمحد مسعود، جامعة وهران،

مصطفى مجيلة الزقاي، شعرية املشهد يف املسرح الطفويل املغاريب، رسالة دكتوراه، - 5 ،2009قسم الفنون الدرامية، جامعة وهران،

مناد الطيب، أثر املسرح امللحمي الربخييت على أعمال ولد عبد الرمحن كاكي، - 6 1996/ 1995أمني الزاوي، جامعة وهران، السانية، . إشراف د

مرياث العيد، األدب املسرحي نشأته وتطوره، رسالة ماجستري، إشراف عبد املنعم - 7 .1988تليمة، جامعة القاهرة،

ملسرحي يف اجلزائر، أطروحة دكتوراه، إشراف حممد حركة التأليف امرياث العيد، - 8 .2006/2007بشري بوجيرة، جامعة وهران،

:اجلرائد واالت

250

يومية إخبارية وطنية: صحيفة األحرار - 1 25.04.2003. 859 األسبوع األديب ع صحيفة -2

.يومية وطنية مستقلة، اجلزائر اجلزائر نيوز،صحيفة - 3

.1992فبمر نو 18اجلزائر اليوم، صحيفة - 4

يومية وطنية إخبارية ناطقة باللغة العربية، تصدر ع املؤسسة : اجلمهوريةصحيفة - 5 الوطنية للصحافة

يومية وطنية إخبارية مستقلة: اخلرب صحيفة - 6 .2010جويلية 17السبت، يومية وطنية جزائرية مستقلة، فة الفجر، يصح - 7 يومية وطنية إخبارية مسائية : املساء صحيفة - 8 1977افة العربية طرابلس، اجلمهورية العربية الليبية، العدد الثالث، مارس جملة الثق - 9

01/06/1995جملة العامل الثقايف، -10 .جملة املسرح، جملة تصدر كل شهرين، عن املسرح الوطين، حمي الدين بشتارزي -11 1982، سوريا، 134جملة املوقف األديب، ع -12

.5جملة آمال، تصدرها وزارة الثقافة، ع -13 1991فيفريي، 07سور، عدد جملة ج -14 1996 ،05ع جملة فنون، العراق، -15

.مهرجان القاهرة الدويل للمسرح التجرييبجملة -16، العدد األول، والثاين والثالث نشرية املهرجان الوطين للمسرح احملترف -17

.2009-2008 - 2007 – 2006والرابع،18- ELWATAN 19- La voix d’Oran. 20- Le quotidien D’Oran.

:لكترونيةاملواقع اإل

251

1- www. Les accessoire.ph.org

2- www.el-massa.com

3- www.jamilhamdauoi.net

4- www.jamilhamdauoi.net

5- www.rachidksentini.com

253

رسـالفه

البسملة كلمة شكر

إهداء أ ................................................................................................................ مقدمة

.المسرح والنقد والعالقة بينهما مدخل

................................................................................................................ ماهية المسرح.

09

16 ................................................................................................................ ماهية النقد

19 ................................................................................................................ النقدو المسرحالعالقة بين

األول الفصل المسرحية االتجاهات ضوء في الدرامية الكتابة

24 مبادئ الكتابة الدرامية: المبحث األول

25 ................................................................................................................ الكتابة الدراميةعناصر -

25 ................................................................................................................ :الفكرة .أ

28 ................................................................................................................ :الحبكة .ب

32 ................................................................................................................ الشخصيات .ج

36 ................................................................................................................ الفعل الدرامي .د

38 ................................................................................................................ وحدة الزمن .ه

39 ................................................................................................................ وحدة المكان .و

40 ................................................................................................................ :الصراع .ز

43 ................................................................................................................ :الحوار .ح

45 ................................................................................................................ :اللغة .ط

االتجاه الكالسيكي في تجربة المسرح : المبحث الثاني .الجزائري

48

48 ................................................................................................................ :خصائص االتجاه الكالسيكي .1

تجربة المسرح الجزائري في .2 تجاه الكالسيكياال

................................................................................................................ 56

254

المسرح تجربة االتجاه الرومانسي في :المبحث الثالث

.الجزائري

63

63 ................................................................................................................ خصائص االتجاه الرومانسي .1

جربة المسرح الجزائري في ت .2 االتجاه الرومانسي

................................................................................................................ 69

المسرح تجربة االتجاه الواقعي في : المبحث الرابع .الجزائري

73

73 ................................................................................................................ خصائص االتجاه الواقعي .1

تجربة المسرح الجزائري في .2 الواقعياالتجاه

................................................................................................................ 76

المسرح تجربة االتجاه الملحمي في : المبحث الخامس الجزائري

80

80 ................................................................................................................ خصائص االتجاه الملحمي .1

تجربة المسرح الجزائري في .2 االتجاه الملحمي

................................................................................................................ 88

الفصل الثاني اإلخراج المسرحي في ضوء التيارات اإلخراجية الحديثة

94 .خصائص العملية اإلخراجية: المبحث األول

94 ................................................................................................................ ماهية اإلخراج المسرحي .1

96 ................................................................................................................ لمحة تاريخية حول فن اإلخراج .2

98 ................................................................................................................ :العملية اإلخراجية وسائل .3

98 ................................................................................................................ لتمثيال .أ

101 ................................................................................................................ السينوغرافيا .ب

105 ................................................................................................................ الديكور .ج

108 ................................................................................................................ المالبس .د

112 ................................................................................................................ اإلضاءة .ه

116 ................................................................................................................ الموسيقى .و

119 ................................................................................................................ اإلكسسوارات .ز

121 ................................................................................................................ الماكياج .ح

255

الواقعية النفسية في تجربة المسرح تيار: المبحث الثاني

الجزائري122

122 ................................................................................................................ توطئة .1

123 ................................................................................................................ خصائص الواقعية النفسية .2 125 ................................................................................................................ الخطوات التمهيدية لخلق الشخصية المسرحية . أ

127 ................................................................................................................ :الخطوات التنفيذية لخلق الشخصية المسرحية . بتيار تجربة المسرح الجزائري في .3

ةالنفسي ةالواقعي................................................................................................................ 130

133 ................................................................................................................ إخراج جدي قدور مسرحية األب

المسرح تجربةالملحمي في التيار: المبحث الثالث الجزائري

140

141 ................................................................................................................ المسرح الملحمي خصائص .1

تجربة المسرح الجزائري في .2 الملحمي التيار

................................................................................................................ 144

إخراج عبد مسرحية األجواد القادر علولة

................................................................................................................ 148

المسرح تجربة تيار المسرح الفقير في : رابعالمبحث ال .الجزائري

153

154 ................................................................................................................ المسرح الفقيرخصائص .1

تيارتجربة المسرح الجزائري في .2 .المسرح الفقير

................................................................................................................ 159

محمد إخراج نكشوتمسرحية دو شرقي

................................................................................................................ 161

الفصل الثالث النقد المسرحي في الجزائر

166 والصحفيالنقد االنطباعي : المبحث األول

166 ................................................................................................................ توطئة .1

النقد الصحفي للمسرح في .2 :الجزائر

................................................................................................................ 169

النقد الصحفي من خالل أهم . أ الجرائد والمقاالت الصحفية

................................................................................................................ 172

256

النقد المسرحي من خالل المجالت . ب ونشريات المهرجانات

................................................................................................................ 186

194 .الكتب النقدية في المسرح الجزائري: لمبحث الثانيا

المسرح الجزائري بين الماضي .1 )بوعالم رمضاني(والحاضر، لكاتبه

................................................................................................................ 194

: المسرح الجزائري نشأته وتطوره .2 )أحمد بيوض( لكاتبه

................................................................................................................ 198

أربعون عاما على خشبة مسرح .3 )حفناوي بعلي(لصاحبه : الهواة بالجزائر

................................................................................................................ 202

208 .الدراسات األكاديمية: المبحث الثالث

حركة التأليف في المسرح " .1 لصاحبها الدكتور ميراث العيد" الجزائري

................................................................................................................ 208

تجليات التغريب في المسرح " .2" سعد اهللا ونوس نموذجا"العربي

".فرقاني جازية" لصاحبتها الدكتورة

................................................................................................................ 217

الخطاب اإليديولوجي في المسرح .3" كاتب ياسين نموذجا" الجزائري

".عيسى رأس الماء"لصاحبها الدكتور

................................................................................................................ 223

أثر المسرح الملحمي على أعمال .4ولد عبد الرحمن كاكي لصاحبها

".مناد الطيب"

................................................................................................................ 233

238 ................................................................................................................ خاتمة -

242 ................................................................................................................ قائمة المصادر والمراجع -

253 ................................................................................................................ الفهرس -

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي جامعة وهران

كلية اآلداب، اللغات والفنون الفنون الدرامية: قسم

سواملي احلبيب: واللقب االسم

ملخص مذكرة التخرج لنيل شهادة ماجستري املوسوم بـ: طبيعة احلركة النقدية ودورها يف املمارسة املسرحية يف اجلزائر

، هذا "أرسطو" بدأ النقد املسرحي يتشكل وفق املتون املسرحية اليت كتبت يف القدمي على يد املنظر اإلغريقي إسخيلوس، صوفوكليس، ويوربيدس، :" األخري أعتمد يف دراسته النقدية على جمموع النصوص اليت كتبها الشعراء اليونان أمثال

.هذا الكم من املسرحيات القدميةولوال الدراسات النظرية املسرحية، ملا وصلنا

طبيعة احلركة النقدية ودورها "وعندما نتحدث عن احلركة النقدية يف اجلزائر اليت هي حمور البحث واملوسوم بـ أمكننا القول إن هذه األخرية تعترب حركة بطيئة مقارنة بالتراكم اإلبداعي الذي بدأ مع ، "يف املمارسة املسرحية يف اجلزائر

قرن املاضي، والذي مل جيد وعاء نقديا كافيا يتم من خالله فحص النصوص املسرحية والتمعن يف جودا الفكرية مطلع الواجلمالية، وهذا يعترب بطبيعة احلال مسارا سلبيا يف عمل النقد املسرحي يف اجلزائر، إذ مل يعمل بصورة كافية على رصد

.نضجاالتجارب املسرحية املنتجة بطريقة جتعلها أكثر

.هلذا تشكلت متون البحث وفق مدخل تناول ماهية املسرح وماهية النقد، والعالقة اليت تربطهما منذ النشأة

. وفيه مت تبيان عناصر الكتابة الدرامية ،"الكتابة الدرامية يف ضوء االجتاهات املسرحية"أما الفصل األول فعىن بـ . يدخل البحث إىل جتربة املسرح اجلزائري وفق هذه االجتاهاتوكذا أهم االجتاهات املسرحية يف هذا ارى، مث

وفيه مت التطرق إىل عناصر اإلخراج "اإلخراج املسرحي يف ضوء التيارات اإلخراجية احلديثة" يعاجل الفصل الثاين .املسرحي، وأهم التيارات اإلخراجية، مث جتربة املسرح اجلزائري وفق هذه التيارات

فيبني طبيعته وأصنافه، مث حاول اإلجابة على "النقد املسرحي يف اجلزائر"لث من البحث إىل ينتقل الفصل الثاأسباب عدم تكافؤ احلركة النقدية يف اجلزائر مع التراكم اإلبداعي يف املسرح وكيف كان هلذا التخلف دور سليب يف تطوير

.احلركة املسرحية يف اجلزائر

امتة إىل جمموعة من النتائج واالقتراحات اليت متكن احلركة النقدية يف اجلزائر خيلص البحث يف األخري من خالل اخل .من لعب دورها املنوط

:الكلمات املفتاحية .املسرح، النقد، املمارسة، احلركة، املسرح اجلزائري، النقد الصحفي، النقد األكادميي، النظرية، التطبيق، الدراما