جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة

كلية العلوم السياسية واإلعالم

قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية

مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسة والعالقات الدولية

فرع العالقات الدولية

هـ1427/1428م الموافق لـ 2006/2007السنة الجامعية

:من إعداد الطالب

.عرجون شوقي

:تحت إشراف

.قاسمبومهدي بل. د.أ

::::ـــداءـــداءـــداءـــداءإهـإهـإهـإهـ

::::بسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيم

.... صدق اهللا العظيم صدق اهللا العظيم صدق اهللا العظيم صدق اهللا العظيم″″″″ كل شيء هالك إال وجهه له الحكم وإليه ترجعون كل شيء هالك إال وجهه له الحكم وإليه ترجعون كل شيء هالك إال وجهه له الحكم وإليه ترجعون كل شيء هالك إال وجهه له الحكم وإليه ترجعون″″″″أهدي ثمرة عملي إلى روح أمي الطاهرة الزكية التي تمنت أن تشهد أهدي ثمرة عملي إلى روح أمي الطاهرة الزكية التي تمنت أن تشهد أهدي ثمرة عملي إلى روح أمي الطاهرة الزكية التي تمنت أن تشهد أهدي ثمرة عملي إلى روح أمي الطاهرة الزكية التي تمنت أن تشهد

لك لك لك لك ............نعم األم كنت، ونعم المرأة الصالحةنعم األم كنت، ونعم المرأة الصالحةنعم األم كنت، ونعم المرأة الصالحةنعم األم كنت، ونعم المرأة الصالحة... ... ... ... استكمال هذه المذكرة استكمال هذه المذكرة استكمال هذه المذكرة استكمال هذه المذكرة ....وحدك أهدي هذه المذكرةوحدك أهدي هذه المذكرةوحدك أهدي هذه المذكرةوحدك أهدي هذه المذكرة

م اغفر ألمي وارحمها كما ربتني صغيرا، وعافها واعف عنها وأكرم م اغفر ألمي وارحمها كما ربتني صغيرا، وعافها واعف عنها وأكرم م اغفر ألمي وارحمها كما ربتني صغيرا، وعافها واعف عنها وأكرم م اغفر ألمي وارحمها كما ربتني صغيرا، وعافها واعف عنها وأكرم اللهاللهاللهاللهنزلها ووسع مدخلها ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب األبيض من نزلها ووسع مدخلها ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب األبيض من نزلها ووسع مدخلها ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب األبيض من نزلها ووسع مدخلها ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب األبيض من

....الدنسالدنسالدنسالدنساللهم نور قبر أمي بنور وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات اللهم نور قبر أمي بنور وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات اللهم نور قبر أمي بنور وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات اللهم نور قبر أمي بنور وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات واألرض يا نور السماوات واألرض، واجعله روضة من رياض الجنة وال واألرض يا نور السماوات واألرض، واجعله روضة من رياض الجنة وال واألرض يا نور السماوات واألرض، واجعله روضة من رياض الجنة وال واألرض يا نور السماوات واألرض، واجعله روضة من رياض الجنة وال

.... من حفر النار من حفر النار من حفر النار من حفر النارتجعله حفرةتجعله حفرةتجعله حفرةتجعله حفرةاللهم اجعل مرضها الذي ماتت به زكاة لها من كل الذنوب والخطايا، اللهم اجعل مرضها الذي ماتت به زكاة لها من كل الذنوب والخطايا، اللهم اجعل مرضها الذي ماتت به زكاة لها من كل الذنوب والخطايا، اللهم اجعل مرضها الذي ماتت به زكاة لها من كل الذنوب والخطايا، ماظهر منها وما بطن، واكتبها به من الشهداء، ووفها اللهم أجرها بغير ماظهر منها وما بطن، واكتبها به من الشهداء، ووفها اللهم أجرها بغير ماظهر منها وما بطن، واكتبها به من الشهداء، ووفها اللهم أجرها بغير ماظهر منها وما بطن، واكتبها به من الشهداء، ووفها اللهم أجرها بغير

....حساب واحشرها مع الصابرينحساب واحشرها مع الصابرينحساب واحشرها مع الصابرينحساب واحشرها مع الصابريناللهم اجعل كل حرف من قرآنك العظيم حجة لها ال عليها، ومنجاة وشفيعا اللهم اجعل كل حرف من قرآنك العظيم حجة لها ال عليها، ومنجاة وشفيعا اللهم اجعل كل حرف من قرآنك العظيم حجة لها ال عليها، ومنجاة وشفيعا اللهم اجعل كل حرف من قرآنك العظيم حجة لها ال عليها، ومنجاة وشفيعا

....اب النار يوم ال شفاعة إال شفاعتكاب النار يوم ال شفاعة إال شفاعتكاب النار يوم ال شفاعة إال شفاعتكاب النار يوم ال شفاعة إال شفاعتكلها من عذاب القبر وعذلها من عذاب القبر وعذلها من عذاب القبر وعذلها من عذاب القبر وعذاللهم اجعل أمي من عبادك الذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من صدقة اللهم اجعل أمي من عبادك الذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من صدقة اللهم اجعل أمي من عبادك الذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من صدقة اللهم اجعل أمي من عبادك الذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من صدقة جارية تصدقت بها في محياها فتؤجر عليها في مماتها، واجعلها من عبادك جارية تصدقت بها في محياها فتؤجر عليها في مماتها، واجعلها من عبادك جارية تصدقت بها في محياها فتؤجر عليها في مماتها، واجعلها من عبادك جارية تصدقت بها في محياها فتؤجر عليها في مماتها، واجعلها من عبادك

....... ....... ....... ....... الذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من دعاء ذرية صالحة تدعو لهاالذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من دعاء ذرية صالحة تدعو لهاالذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من دعاء ذرية صالحة تدعو لهاالذين إذا ماتوا ال ينقطع عملهم، من دعاء ذرية صالحة تدعو لها . . . . يارب العالمينيارب العالمينيارب العالمينيارب العالمين.... .... .... .... آمينآمينآمينآمين

والدي العزيز وجدتي والدي العزيز وجدتي والدي العزيز وجدتي والدي العزيز وجدتي : : : : كما اهدي هذا العمل إلى عائلتي الكريمة كما اهدي هذا العمل إلى عائلتي الكريمة كما اهدي هذا العمل إلى عائلتي الكريمة كما اهدي هذا العمل إلى عائلتي الكريمةالغالية أطال اهللا في عمرها، وأخوي عادل وعزوز، أخواتي وأزواجهم الغالية أطال اهللا في عمرها، وأخوي عادل وعزوز، أخواتي وأزواجهم الغالية أطال اهللا في عمرها، وأخوي عادل وعزوز، أخواتي وأزواجهم الغالية أطال اهللا في عمرها، وأخوي عادل وعزوز، أخواتي وأزواجهم

وابنيهما عبد وابنيهما عبد وابنيهما عبد وابنيهما عبد ياسمينة واسماعيل وصغيرهما عبد الغاني، وحورية ولخضرياسمينة واسماعيل وصغيرهما عبد الغاني، وحورية ولخضرياسمينة واسماعيل وصغيرهما عبد الغاني، وحورية ولخضرياسمينة واسماعيل وصغيرهما عبد الغاني، وحورية ولخضرالحق وأمير، وعتيقة والسعيد وأبنائهما عادل ورياض وعبد الرؤوف الحق وأمير، وعتيقة والسعيد وأبنائهما عادل ورياض وعبد الرؤوف الحق وأمير، وعتيقة والسعيد وأبنائهما عادل ورياض وعبد الرؤوف الحق وأمير، وعتيقة والسعيد وأبنائهما عادل ورياض وعبد الرؤوف

....ومحمد وحيزية وزهور، وإلى خالي وعائلته وكل أعمامي وعماتيومحمد وحيزية وزهور، وإلى خالي وعائلته وكل أعمامي وعماتيومحمد وحيزية وزهور، وإلى خالي وعائلته وكل أعمامي وعماتيومحمد وحيزية وزهور، وإلى خالي وعائلته وكل أعمامي وعماتي

إلى إخوتي وأخواتي من غير دم وال نسب الذين شدوا أزري، إلى إخوتي وأخواتي من غير دم وال نسب الذين شدوا أزري، إلى إخوتي وأخواتي من غير دم وال نسب الذين شدوا أزري، إلى إخوتي وأخواتي من غير دم وال نسب الذين شدوا أزري، أمين خالدي والشريف أمين خالدي والشريف أمين خالدي والشريف أمين خالدي والشريف : : : : وأعانوني على أمري وناصفوني الشدة والفرحوأعانوني على أمري وناصفوني الشدة والفرحوأعانوني على أمري وناصفوني الشدة والفرحوأعانوني على أمري وناصفوني الشدة والفرح

سمايلي وأحمد شاهد وقويدر شاكري ودربال محمد و رشيد ماوي ومحمد سمايلي وأحمد شاهد وقويدر شاكري ودربال محمد و رشيد ماوي ومحمد سمايلي وأحمد شاهد وقويدر شاكري ودربال محمد و رشيد ماوي ومحمد سمايلي وأحمد شاهد وقويدر شاكري ودربال محمد و رشيد ماوي ومحمد يد خالدي و صالح سبتي و فريد خالدي و الصديق قوري و يد خالدي و صالح سبتي و فريد خالدي و الصديق قوري و يد خالدي و صالح سبتي و فريد خالدي و الصديق قوري و يد خالدي و صالح سبتي و فريد خالدي و الصديق قوري و تمار و فرتمار و فرتمار و فرتمار و فر

الطيب طيبي و مصطفى بنية و محمد تويوتا و امحمد حاج محفوظ و زكية الطيب طيبي و مصطفى بنية و محمد تويوتا و امحمد حاج محفوظ و زكية الطيب طيبي و مصطفى بنية و محمد تويوتا و امحمد حاج محفوظ و زكية الطيب طيبي و مصطفى بنية و محمد تويوتا و امحمد حاج محفوظ و زكية رضواني وناريمان آيت حمدان و السيدة بن صادق ووهيبة و جازية رضواني وناريمان آيت حمدان و السيدة بن صادق ووهيبة و جازية رضواني وناريمان آيت حمدان و السيدة بن صادق ووهيبة و جازية رضواني وناريمان آيت حمدان و السيدة بن صادق ووهيبة و جازية

....ساحلساحلساحلساحل

::::شكر وامتنانشكر وامتنانشكر وامتنانشكر وامتنان

::::بسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيمبسم اهللا الرحمن الرحيم

صدق اهللا صدق اهللا صدق اهللا صدق اهللا ″″″″ن تعلمن مما علمت رشدان تعلمن مما علمت رشدان تعلمن مما علمت رشدان تعلمن مما علمت رشداقال له موسى هل اتبعك على أقال له موسى هل اتبعك على أقال له موسى هل اتبعك على أقال له موسى هل اتبعك على أ″″″″ ....العظيمالعظيمالعظيمالعظيم

أشكر كل من اتبعته فعلمني وسألته فأرشدني، وكل من علمني أشكر كل من اتبعته فعلمني وسألته فأرشدني، وكل من علمني أشكر كل من اتبعته فعلمني وسألته فأرشدني، وكل من علمني أشكر كل من اتبعته فعلمني وسألته فأرشدني، وكل من علمني أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل أساتذتي األفاضل في كلية العلوم أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل أساتذتي األفاضل في كلية العلوم أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل أساتذتي األفاضل في كلية العلوم أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل أساتذتي األفاضل في كلية العلوم .... .... .... .... حرفاحرفاحرفاحرفا

السياسية والعالقات الدولية ببن عكنون، وأخص بذلك أستاذي المشرف السياسية والعالقات الدولية ببن عكنون، وأخص بذلك أستاذي المشرف السياسية والعالقات الدولية ببن عكنون، وأخص بذلك أستاذي المشرف السياسية والعالقات الدولية ببن عكنون، وأخص بذلك أستاذي المشرف ذي أكن له كل معاني الشكر واالحترام على ذي أكن له كل معاني الشكر واالحترام على ذي أكن له كل معاني الشكر واالحترام على ذي أكن له كل معاني الشكر واالحترام على الدكتور بلقاسم بومهدي الالدكتور بلقاسم بومهدي الالدكتور بلقاسم بومهدي الالدكتور بلقاسم بومهدي ال

....صبره الجميل وعلى توجيهاته ونصائحه القيمةصبره الجميل وعلى توجيهاته ونصائحه القيمةصبره الجميل وعلى توجيهاته ونصائحه القيمةصبره الجميل وعلى توجيهاته ونصائحه القيمة

كما أشكر كل أساتذتي الذين أفادوني في كل أطوار ومراحل كما أشكر كل أساتذتي الذين أفادوني في كل أطوار ومراحل كما أشكر كل أساتذتي الذين أفادوني في كل أطوار ومراحل كما أشكر كل أساتذتي الذين أفادوني في كل أطوار ومراحل مولوج مولوج مولوج مولوج ″″″″التعليم المختلفة وأخص بالذكر معلمي األول في الطور االبتدائيالتعليم المختلفة وأخص بالذكر معلمي األول في الطور االبتدائيالتعليم المختلفة وأخص بالذكر معلمي األول في الطور االبتدائيالتعليم المختلفة وأخص بالذكر معلمي األول في الطور االبتدائي

لك أشكر من لك أشكر من لك أشكر من لك أشكر من الذي علمني أمهات العلوم وأساسياتها، وكذ الذي علمني أمهات العلوم وأساسياتها، وكذ الذي علمني أمهات العلوم وأساسياتها، وكذ الذي علمني أمهات العلوم وأساسياتها، وكذ″″″″البشيرالبشيرالبشيرالبشير ....″″″″ المحفوظ بلحمزي المحفوظ بلحمزي المحفوظ بلحمزي المحفوظ بلحمزي″″″″تعلمت على يده أساسيات علم القرآن وحفظه تعلمت على يده أساسيات علم القرآن وحفظه تعلمت على يده أساسيات علم القرآن وحفظه تعلمت على يده أساسيات علم القرآن وحفظه

. . . . وأشكر كل من ساعدني على انجاز هذه المذكرة ولو بكلمة طيبة وأشكر كل من ساعدني على انجاز هذه المذكرة ولو بكلمة طيبة وأشكر كل من ساعدني على انجاز هذه المذكرة ولو بكلمة طيبة وأشكر كل من ساعدني على انجاز هذه المذكرة ولو بكلمة طيبة

:خــــطة ال

ةــمقدم

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح في الشرق األوسط: فصل تمهيدي

.1948 منذ سنة الصراعات اإلقليمية: المبحث األول

.1973-1948المرحلة األولى : المطلب األول

.م األحداث الواقعة أه -

.خصوصيات المرحلة -

.1973المرحلة الثانية مابعد سنة : المطلب الثاني

.م األحداث الواقعة أه -

. المرحلة خصوصيات -

.ظاهرة سباق التسلح في الشرق األوسط: المبحث الثاني

.مح ومسارات سباق التسلح في الشرق األوسطمال :المطلب األول

.األسلحة غير التقليدية في الشرق األوسط: المطلب الثاني

.خالصة الفصل التمهيدي

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: الفصل األول

.السياسة التسلحية اإلسرائيلية: المبحث األول

.عقيدة األمن اإلسرائيلية: المطلب األول

.السياسة اإلسرائيلية في شؤون التسلح: الثانيالمطلب

. الخيار النووي اإلسرائيلي وأهم مراحلهدوافع: المبحث الثاني

. الخيار النوويدوافع: المطلب األول

.الدول المتعاونة مع إسرائيل في المجال النووي: المطلب الثاني

.مراحل بناء القوة النووية اإلسرائيلية: المطلب الثالث

.حلة اتخاذ القرار لتبني الخيار النوويمر -

.مرحلة اتخاذ القرار إلنتاج أول قنبلة نووية -

.مرحلة تطوير الترسانة النووية -

. الترسانة النووية اإلسرائيليةبشأنتقديرات : المطلب الرابع

.خالصة الفصل األول

.ر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول المنطقةمخاط: الفصل الثاني

.خصائص السياسة النووية اإلسرائيلية: المبحث األول

.بدأ الغموض النووي م:المطلب األول

.مبدأ االحتكار النووي: المطلب الثاني

.مبدأ االستعداد ألسوا الحاالت :المطلب الثالث

.بدأ رفض مبادرات الحد من التسلح ونزع السالح م:المطلب الرابع

.ائيلية من امتالكها للسالح النوويالمكاسب اإلسر :المبحث الثاني

.مكاسبها على مستوى الصراع العربي اإلسرائيلي: المطلب األول

.الوظيفة اإلقليمية للسالح النووي اإلسرائيلي :المطلب الثاني

.المكاسب اإلسرائيلية على المستوى الدولي: المطلب الثالث

.ستقرار اإلقليميأبعاد التهديد النووي اإلسرائيلي لال: الثالثالمبحث

.السالح النووي وعدم االستقرار اإلقليمي: المطلب األول

.األخطار المترتبة عن إدخال السالح النووي إلى المنطقة: المطلب الثاني

مقومات وإمكانيات االستخدام الفعلي لألسلحة النووية : المطلب الثالث

.)الدول العربيةالتهديد العسكري لهذه األسلحة ضد مضمون(

. العدد الالزم للرؤوس النووية لتدمير األهداف-

. مسألة اختبار كفاءة األسلحة النووية-

. مسألة خط األمان النووي-

. مسألة إدماج ونشر األسلحة النووية-

.انيخالصة الفصل الث

.اإلقليمية والدولية لمواجهة المشكلة النوويةاآلليات : الفصل الثالث

.المجتمع الدولي والسالح النووي اإلسرائيلي: المبحث األول

.مبادرات القانون الدولي: المطلب األول

.منظمة األمم المتحدة -

.لدولية للطاقة الذريةالوكالة ا -

.االتفاقيات الدولية للحد من األسلحة النووية -

. المسألة النووية في الشرق األوسطلسياسة األمريكية تجاها: المطلب الثاني

.مواقف الدول العربية: المبحث الثاني

.الموقف الدبلوماسي: المطلب األول

.المبادرات في إطار جامعة الدول العربية -

. المبادرة المصرية-

.موقف تبني الخيار النووي: المطلب الثاني

. العراقي″النووي″البرنامج -

. الليبي″النووي″البرنامج -

.الخيارات العربية البديلة: المطلب الثالث

.الخيار العسكري لتطوير أسلحة غير تقليدية -

.الخيارات العسكرية الستخدام اإلشعاعات النووية -

.خيار تفعيل النهج الدبلوماسي -

.الخيار النووي لالستخدامات السلمية -

. النوويةقضية اإليراني وسيناريوهات تطور ال النوويبرنامجال: المبحث الثالث

. النووي اإليرانيبرنامجموقف إسرائيل من ال: المطلب األول

.الموقف العربي من البرنامج النووي اإليراني: المطلب الثاني

.سيناريوهات تطور المسألة النووية: المطلب الثالث

.سيناريو استمرار الوضع الحالي -

.ن للمطالب الدوليةسيناريو رضوخ إيرا -

.المنطقةغيير في موازين القوى الدولية في سيناريو حدوث ت -

.سيناريو امتالك إيران للسالح النووي -

.خالصة الفصل الثالث

.الخـاتمـــة

.مقــــدمة

مقــــدمة

لقد كان السالح النووي منذ ظهوره عامال أساسيا في رسم معالم النظام الدولي،

قوة الدولة وسرعان ما تحول إلى أداة سياسية في منظومة وكان أهم مقياس في تحديد

العالقات الدولية، وأصبحت كل دولة تسعى إلى اكتسابه من أجل فرض حضورها على

المسرح الدولي فبعد اكتسابه من طرف الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفييتي،

، ثم 1960فرنسا سنة ثم 1952سارعت بريطانيا في إجراء أول تفجير نووي سنة

ورغم أنه كان حاسما " ناكازاكي"و" هيروشيما"، غير أن استخدامه في 1964الصين سنة

لصالح أمريكا إال أنه أفرز رؤية ملموسة وواقعية عن مدى الدمار الذي يخلفه، ومن ثم

أصبحت هذه الدول ترى أنه بات لزاما عليها أن تكثف الجهود من أجل التحكم في انتشار

ا السالح وإيجاد نظام دولي قانوني ألجل ذلك، بدأ بالتوقيع على معاهدة الحظر الجزئي هذ

، وصوال إلى أهم 1967 ثم معاهدة الفضاء الخارجي سنة 1963للتجارب النووية سنة

.1968معاهدة في هذا المجال وهي معاهدة منع انتشار األسلحة النووية سنة

ار هذا السالح، لكن هذه المرة باتجاه دول العالم غير أن هذه الترتيبات لم تمنع انتش

جعلت من القضية تأخذ منحى جديدا في العالقات 1974الثالث فأول تجربة للهند سنة

الدولية، حيث أصبحت العديد من مناطق العالم مهددة بدخول األسلحة النووية في محيطها

.السيما في دول العالم الثالث

ط أكثر اهتماما من طرف المجتمع الدولي نظرا ألهميتها وتعتبر منطقة الشرق األوس

اإلستراتيجية وتشابك مصالح الدول الكبرى فيها، وحدة الصراعات فيها، فقد شهدت

تطورا مهما يتعلق بسعي العديد من دول المنطقة إلى محاولة اكتساب أسلحة دمار شامل،

الطرف الثاني ألكثر واكتساب إسرائيل للسالح النووي في الوقت الذي كانت فيه

. الصراعات اإلقليمية تعقيدا

ولعل أهمية معالجة موضوع المسألة النووية في الشرق األوسط، نابعة من

الخصوصية المزدوجة التي تتميز بها المنطقة التي شهدت العديد من الحروب

دوالصراعات من جهة، وخصوصية السياسة النووية اإلسرائيلية من جهة أخرى، وما زا

من أهمية الموضوع هو األثر الذي تركته هذه السياسة على دول المنطقة خاصة الدول

العربية التي وقعت في معضلة حقيقية مما دفع بعضها إلى السعي المتالك أسلحة دمار

.مقــــدمة

شامل وهذا ما دفع بدوره إلى زعزعة االستقرار واألمن اإلقليمي وأثار ردود أفعال دولية

.متباينة

:يار الموضوعمبررات اخت

يتمثل في الرغبة في معالجة هذه القضية التي شكلت دافع ذاتيوكان هذا من خالل

وال تزال تشكل محورا كبيرا للجدل بين مختلف الفواعل الدولية، السيما وأن الخطر

دافع النووي اإلسرائيلي يلقي بظالله على أمتنا العربية واإلسالمية جمعاء، إضافة إلى

في النقص والفراغ الذي تعرفه المكتبة السياسية الجزائرية بخصوص يتجلىموضوعي

المساهمات الفكرية المتعلقة بالسالح النووي اإلسرائيلي وأخطاره وآليات مواجهته، فنقص

البحوث في هذا المجال يؤدي إلى نقص البدائل والحلول لمواجهة هذه المشكلة؛ كما أن

والدراسات اإلستراتيجية، وعدم إعطائها من هناك دافع آخر يتمثل في نقص البحوث

في الدول العربية األخرى كاختصاص أكاديمي علمي -على األقل-األهمية كما هو الشأن

.خاصة في حقل العلوم السياسية والعالقات الدولية

:أهداف الدراسة

فالموضوع يعتبر من صميم اختصاصنا ومن الموضوعات المهمة : هدف علمي -

قات الدولية، وهو ال يخلو من التشابك والتعقيد في األسباب والتفاعالت كذلك في العال

والنتائج، ويتعين علينا تقديم إجابات لفهم الظاهرة محل الدراسة من خالل تحليل بعض

العالقات التفاعلية والمؤثرات الداخلية والخارجية؛ وتقديم رؤية علمية أكاديمية حول أبعاد

إلسرائيلي وتداعياتها على دول المنطقة، إضافة إلى المساهمة في مشكلة االحتكار النووي ا

بناء تصور علمي وموضوعي ذو وظائف إستراتيجية حول آليات العمل والخيارات

.المتاحة أمام الدول العربية لمواجهة هذا التحدي

:دبيات الدراسةأ

ما يجعل أي تعتبر المعرفة العلمية ذات خاصية متميزة هي الصفة التراكمية، وهذا

باحث يرجع دوما إلى الدراسات السابقة للظواهر المراد تحليلها بهدف االستفادة منها ثم

.مقــــدمة

الوصول إلى مناقشتها أو نقدها أو إثرائها على أساس أن المعرفة العلمية دائما تتميز

بالنسبية خاصة في مجال العالقات الدولية التي يضفي عليها التطور المستمر والمستجدات

لى مستوى الفواعل والعوامل فهي تدرج إذن عامل الزمن بشكل أساسي إلعادة فهم ع

الظواهر وتحليلها وفق التطورات الجديدة، وقد حاولنا بهذا الصدد االطالع على مختلف

البحوث والدراسات التي تعالج المسألة النووية في الشرق األوسط؛ ففي الجزائر وعلى

مراشي "واإلعالم نجد مذكرتي ماجستير، األولى للطالبة مستوى كلية العلوم السياسية

التي " دراسة حالة الشرق األوسط: مسار انتشار األسلحة النووية في العالم"بعنوان " شافية

، وتعالج في الفصل الثالث منها مسار امتالك إسرائيل للسالح النووي 2004نوقشت سنة

أحمد أبو "دولي؛ والثانية هي للطالب كمظهر من مظاهر انتشار هذا السالح في بعده ال

األبعاد اإلستراتيجية ودوره في الصراع : السالح النووي اإلسرائيلي"بعنوان " يوسف

التي تطرقت إلى الخلفيات الحضارية والدوافع الكامنة وراء امتالك " العربي اإلسرائيلي

ي عملية السالم في إسرائيل لهذا السالح وتوظيفه في إطار الصراع العربي اإلسرائيلي وف

الشرق األوسط، أما عن الكتب فأبرز دراسة حول الموضوع كانت تلك الندوة العلمية التي

جمعت أبرز المفكرين العرب والمتخصصين في قضية السالح النووي اإلسرائيلي، والتي

الخيار النووي في الشرق "نظمها مركز دراسات الوحدة العربية، وطبعت على شكل كتاب

، وتطرق المؤلفون بشكل دقيق وموسع إلى كافة أبعاد الظاهرة 2001سنة " طاألوس

أحد أبرز المتخصصين " تيسير الناشف"وانعكاساتها على الدول العربية، وهناك مساهمة

كما ترجم إلى العربية " األسلحة النووية في إسرائيل "1990في الموضوع الذي ألف سنة

الذي يتطرق " معضلة إسرائيل النووية"بعنوان " فرونيئير ع"كتاب لألكاديمي اإلسرائيلي

فيه إلى األبعاد اإلقليمية والدولية في خضم الحرب الباردة للسالح النووي اإلسرائيلي

.وتأثيره على الدول العربية

إن الدراسة التي نحن بصددها تأتي كإضافة لما سبق من دراسات، ولعل

في ظل ظهور متغيرين جديدين على الساحة خصوصياتها تنبع من كونها تعالج الموضوع

الغزو : السياسية في الشرق األوسط من شأنهما التأثير على مسار المشكلة النووية وهما

األمريكي للعراق بتهمة امتالك أسلحة دمار شامل ثانيهما هو بروز الملف النووي

.اإليراني كقضية أساسية على مستوى منطقة الشرق األوسط وفي العالم

.مقــــدمة

:اإلشكــاليـة

:اإلشكالية المركزية .1

ما هي انعكاسات امتالك إسرائيل للسالح النووي على أمن دول المنطقة في ظل

ردود األفعال اإلقليمية بناءا على تعدد أبعاد التهديد النووي اإلسرائيلي وتداعياته على

المتباينة لمعالجة الخيارات اإلقليمية لمواجهة هذا التحدي موازاة مع المبادرات الدولية

المشكلة النووية في الشرق األوسط؟

: الفرعيةاتاإلشكالي .2

ما هي الجذور التاريخية والدوافع الكامنة وراء سعي إسرائيل كل أنواع القوة .أ

العسكرية من خالل البيئتين األمنية والعسكرية التي ميزت منطقة الشرق األوسط منذ

؟1948سنة

لية والخارجية المختلفة، على تطوير البرنامج النووي كيف ساعدت العوامل الداخ .ب

اإلسرائيلي وكيف حصلت على القنبلة النووية؟

ما هي أبعاد خطر التهديد النووي اإلسرائيلي ومظاهره المختلفة على دول المنطقة .ج

استنادا إلى خصائص السياسة النووية اإلسرائيلية وأهدافها؟

قليمية لمواجهة التحدي النووي اإلسرائيلي، وما كيف كانت ردود األفعال الدولية واإل .د

هي البدائل المتاحة للدول العربية في ظل تطورات الملف النووي اإليراني وإجهاض

البرنامج النووي للعراق واحتاللها ؟

).حدود اإلشكالية(مجال الدراسة

ووي اإلسرائيلي إن هذه الدراسة تهتم باألبعاد اإلستراتيجية للسالح الن: المجال الزماني .1

وتأثيراته اإلقليمية، والخيارات العربية المتاحة في وقتنا الراهن في ظل تأثير الغزو

.األمريكي للعراق وتطورات الملف النووي اإليراني

.مقــــدمة

كما سنركز على فترة ما بعد نهاية الحرب الباردة نظرا لما شهدته المنطقة من

غ في توجيه التفاعالت والعالقات المتشابكة في تحوالت دولية وإقليمية كان لها األثر البال

.المنطقة، إضافة إلى األزمات التي شهدتها المنطقة في هذه الفترة

الحدود المكانية التي تختص بها هذه الدراسة هي الحدود الجغرافية :المجال المكاني .2

ان لمنطقة الشرق األوسط، والتي لها عدة تعاريف جغرافية منها ما يضم تركيا وإير

ومنها ما يضم كل الدول العربية وإيران وإسرائيل، غير أننا سنعتمد التعريف المالئم

لموضوعنا وهو تعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي حددت المنطقة جغرافيا

بالمجال الذي يمتد من إيران شرقا إلى ليبيا غربا ومن سوريا شماال إلى اليمن جنوبا

ليبيا، مصر، سوريا، األردن، لبنان، : ويضم خمسة عشر دولةإضافة إلى إسرائيل،

إسرائيل، العراق، إيران، قطر، البحرين، السعودية، اإلمارات العربية المتحدة، عمان،

.الكويت، اليمن

:ونستخدم هذا التعريف لألسباب التالية

ووي وهو ما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تهتم بمجال الطاقة النووية والتسلح الن -

.يتطابق مع موضوع دراستنا

كدولة شرق أوسطية، والتي ال يمكن عزلها عن " إيران"إن تعريف الوكالة يدرج -

.المسألة النووية في الشرق األوسط

هذا التعريف يستبعد بعض الدول العربية كجيبوتي وجزر القمر، والتي لم يكن لها تأثير -

وهو ما " ليبيا" دول المغرب العربي باستثناء في الصراع العربي اإلسرائيلي، ويستبعد

يتطابق مع دراستنا، بسبب أن هذه الدول ال تتعرض لنفس الدرجة من تأثيرات التسلح

النووي اإلسرائيلي، إضافة إلى أن معظم التقديرات تشير إلى أن أقصى مدى يمكن أن

كلم وهي 2500هو ) طائرات- صواريخ(تصل إليه األسلحة النووية اإلسرائيلية

المسافة التي تعادل المسافة بين إسرائيل وطرابلس

:فرضيات الدراسة

السالح النووي لتحقيق أهداف إستراتيجية وتحصين لقد راهنت إسرائيل على اكتساب .1

.موقعها كقوة تهيمن على المنطقة، وفرض وجودها إقليميا ودوليا

.مقــــدمة

ولي والتأييد من طرف الدول لقد بادرت منذ ظهورها إلى محاولة كسب الرأي العام الد .2

.الكبرى، ورصد أكبر عدد من التحالفات

إن السياسة النووية اإلسرائيلية حققت مكاسب إستراتيجية كبيرة على حساب الدول .3

العربية بتوظيف هذا السالح سياسيا لفرض األمر الواقع، بقدر ما أفرزت العديد من

.منطقة الشرق األوسط بأكملهاالمخاطر والتهديدات ذات األبعاد المختلفة على

المبادرات الدولية واإلقليمية لمعالجة المشكلة النووية التي استحدثتها إسرائيل فشلت .4

كلها بسبب الرفض اإلسرائيلي الدائم لكل المبادرات عالوة على الدعم األمريكي

.المطلق إلسرائيل

ل المنطقة إلى إن إصرار إسرائيل على االحتكار النووي اإلقليمي دفع ببعض دو .5

.محاولة كسر هذا االحتكار واكتساب أسلحة غير تقليدية

أن السياسة األمريكية االزدواجية حول منع االنتشار النووي ساهمت بشكل كبير في .6

.إفشال كل محاوالت إنشاء منطقة خالية من األسلحة النووية في الشرق األوسط

مكن اإلدالء بان أدبيات العالقات يلنظرياإلطار اففي :اإلطار المنهجي والنظري للدراسة

الدولية والدراسات اإلستراتيجية لم تبلور نظرية متكاملة لدراسة القضايا الخاصة بأشكال

وأنماط ومحددات استخدام القوة النووية في الصراعات اإلقليمية، وهذا ما أعاق دراسة

يراتها في الصراع الدولي القضايا النووية وعالقتها بالصراعات اإلقليمية مقارنة بنظ

السيما في الحرب الباردة التي كانت أرضية لوضع األسس والمناهج العلمية لنظرية

الردع النووي، وذلك أن دول النادي النووي لم تدخل بصفة مباشرة في صراعات إقليمية،

وعلى هذا األساس فدراستنا تعتمد على إطار نظري مستمد من بعض الدراسات الحديثة

ي تركز على تحليل القوة في العالقات الدولية، وبالتحديد فيما يتعلق باستخدام القوة الت

المدرسة الواقعية والواقعية : العسكرية في إدارة النزاعات الدولية ضمن مدرستي القوة

، وتتركز نظرتهما في تفسير العالقات الدولية على أن كل دولة تسعى دائما إلى الجديدة

.اظ على ذاتها ولصيانة أمنها في بيئة دولية ميزتها األساسية الفوضىزيادة قوتها للحف

المنهج لهذه الدراسة وكغيره من الدراسات السياسية فإناإلطار المنهجيأما

:سيكون المنهج األساسي المستخدم لما له من مزايا ولمالئمته لهذه الدراسة فيالمقارن

.مقــــدمة

قليمية في الشرق األوسط عبر الفترات مقارنة ظاهرتي سباق التسلح والصراعات اإل -

).في الفصل التمهيدي(الزمنية المختلفة وفق التغيرات المميزة لكل مرحلة

توضيح أوجه االختالف وأوجه التماثل بين السياسات العربية في شؤون األمن والتسلح -

من جهة وسياسة إسرائيل من جهة أخرى لمعرفة مدى نجاح وفشل كل منها في تحقيق

.هداف المحددةاأل

مقارنة أبعاد وتأثيرات السياسة النووية اإلسرائيلية واختالفاتها في مدى ودرجة تهديد -

).في الفصل الثاني(أمن الدول العربية، ومميزاتها التي هي مراحل تطورها

مقارنة ردود األفعال ومواقف دول المنطقة حول السالح النووي اإلسرائيلي، بهدف -

ى من االتفاق حول وجهة نظر دول المنطقة للتعامل مع هذه استخالص الحد األدن

؛ وعموما فإن هذا المنهج سيتيح لنا من استخالص مختلف )في الفصل الثالث(المشكلة

.التطورات التي حصلت على المسألة النووية في الشرق األوسط

لها ، ألن الظاهرة التي بين أيدينا ككل الظواهر بالمنهج التاريخيونستعين كذلك

امتداد تاريخي، ال يمكننا فهمه إال بتفحص األسباب الحقيقية، فهذا المنهج يحدد الظاهرة

، ويهتم بالبعد الزماني مما يستدعي جمع كل ما يتسنى من مصادر )الشرق األوسط(مكانيا

وبيانات وخطب وتصريحات للمسؤولين والحكام لدول المنطقة، والتي تمثل كل منها حقبة

تفرض مميزات خاصة بالظاهرة، واستخدمنا هذا المنهج تحديدا في تتبع زمنية معينة

). في الفصل األول(االمتداد التاريخي للبرنامج النووي اإلسرائيلي وفق مراحل محددة

الذي يعتبر تكميليا، من أجل معرفة بالمنهج الوصفيولإللمام بالمقارنة استعنا

رائيلي، وهذا بالوصف الدقيق ألبعادها وجوانب ظاهرة التسلح النووي االسحيثيات

األمن "و" السالح النووي اإلسرائيلي"المختلفة، إضافة إلى تحديد طبيعة العالقة بين

في (من خالل مواقف دول المنطقة التي أفرزتها هذه الظاهرة " واالستقرار اإلقليمي

).الفصل الثاني والثالث

لمعرفة األبعاد القانونية للظاهرة، أي في الفصل الثالث يالمنهج القانونكما وظفنا

إيجاد إسقاط للظاهرة على القواعد القانونية في إطار القانون الدولي للحد من التسلح ونزع

السالح، وضعية دول الشرق األوسط وإسرائيل منها، والوضعية القانونية للبرنامج النووي

اتفاقية عدم انتشار األسلحة اإليراني، مع التركيز على أهم اتفاقية في هذا الشأن وهي

.مقــــدمة

النووية، والمشاريع القانونية الدولية لجعل المنطقة خالية من األسلحة النووية وأسلحة

وتلك هي أهم المناهج الكيفية المستعملة، أما المناهج الكمية التي تعتمد . الدمار الشامل

واإلحصائيات فركزنا على تحليل أبعاد التعبير الرقمي والمؤشرات االقتصادية بالبيانات

بجمع مختلف األرقام والمعلومات المتاحة حول الموضوع من اإلحصائي المنهجعلى

اجل تنظيمها وتبويبها على شكل جداول أو بيانات أو دوائر نسبية بهدف تحليلها خاصة

عند تعرضنا إلى تحليل األرقام المرتبطة بالسباق نحو التسلح وتعداد الجيوش والعتاد

وكذا تقديرات ) في الفصل التمهيدي(ونفقات الدفاع وصفقات التسلح في المنطقة الحربي

).في الفصل األول(عدد الرؤوس النووية اإلسرائيلية ووسائل إيصالها

واستعملنا بعض األدوات التكميلية القائمة على اإلسقاط التحليلي الستشراف المستقبل

تحديد أهم الحاالت التي يمكن أن تلجأ فيها في محاولة "طريقة السيناريو"واستقرائه وفق

إسرائيل إلى استخدام أسلحتها النووية؛ وكذا عند تحديدنا ألهم احتماالت تطور المسألة

النووية في ظل التطورات الراهنة للقضية النووية اإليرانية؛ وكذلك عند رصد مختلف

. ليالخيارات العربية المستقبلية لمواجهة الخطر النووي اإلسرائي

فكل بحث يحتوي على مجموعة من المصطلحات :اإلطار المفاهيمي للدراسة

والمفاهيم تشكل جوهره، وهذه الدراسة هي األخرى كذلك، وسنحاول إيجاد تعريفا مبسطا

:لمختلف المفاهيم الواردة

أوال قنابل ذرية وهي التي تستمد قوتها التدميرية : وتنقسم إلى: األسلحة النووية -

، وتتراوح قوتها التدميرية )اليورانيوم والبلوتونيوم( ر انوية الذرات من انشطا

طن 1000 كيلوطن، بحيث كل واحد كيلوطن يعادل انفجار 25 إلى 15مابين

؛ وثانيا قنابل هيدروجينية وهي التي تنفجر على اثر "TNT" "ت.ن.ت"من مادة

س قوتها اندماج انوية الذرات، وهي أكثر تدميرا من األولى بحيث تقا

، وثالثا "ت.ن.ت"بحيث كل واحد ميغاطن يعادل مليون طن من ( بالميغاطن

التي تتميز باإلشعاع المكثف وينتج عنها إشعاعات حرارية ةالقنابل النيتروني

.ذات تأثير واسع النطاق يمتد إلى مسافات كبيرة من مكان تفجيرها

.مقــــدمة

ة التي باستطاعتها حمل هي األسلحة التقليدية وغير التقليدي: وسائل اإليصال -

قطع نووية أو إطالقها أو قذفها سواء كانت صواريخ بمختلف أنواعها أو

.طائرات أو مدفعية نووية أو غواصات

يعرفها معهد ستوكهولم ألبحاث السالم الدولي على أنها : الصواريخ الباليستية -

فة إلى مسا) فما فوق(كلغ من المواد المتفجرة 500كل قذيفة تستطيع حمل

كلم إلى 500من (كلم فما فوق، وهناك أيضا الصواريخ القصيرة المدى300

، والصواريخ )كلم5500كلم إلى 1000من( ، والمتوسطة المدى )كلم1000

.كلم5500البعيدة المدى أكثر من

وهي المعرفة العلمية والتقنية التي تستوجب بناء صناعة : التكنولوجيا النووية -

ة الالزمة إلنشاء وتشغيل مفاعالت الطاقة النووي؛ مرتبطة بالمعدات واألجهز

وتعد تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم الخطوة المهمة في ذلك، فهذا األخير يوجد

% 0.71وبنسبة وزنية " 238اليورانيوم"و" 235اليورانيوم"طبيعيا بنظيرين

على التوالي، علما أن األول هو األخف وهو الذي تنشطر نواته % 99.28و

وتنبعث طاقة كبيرة على اثر ذلك، والتي تل كبير عند قصفها بالنيتروناباحتما

تستخدم وقودا لتشغيل المفاعالت النووية إلنتاج الكهرباء أو مادة أولية إلنتاج

السالح النووي، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تكون نسبة األول اكبر من النسبة

في حالة % 93هربائية، وفي حالة إنتاج الطاقة الك% 3.5أن تصبح : الطبيعية

والثاني عالي " LEU" إنتاج السالح، واألول يسمى يورانيوم واطئ التخصيب

من نسبة طبيعية 235؛ وان عملية زيادة نسبة اليورانيوم "HEU"التخصيب

إلى نسبة اعلى تسمى عملية التخصيب، وهناك ثالث طرق لذلك وهي طريقة

يب بالتنافذ الغازي، وطريقة التخصيب الكهرومغناطيسي، وطريقة التخص

.التخصيب بالطرد المركزي

هو استعمال التهديد لمنع أو حرمان الخصم من محاولة تحقيق أهدافه، : الردع -

ويهدف إلى إقناع الخصم أن التكلفة التي تنتج عن أفعاله تفوق قيمة األهداف

متنع عن التي يفترض تحقيقها في حال القيام بالفعل، فإذا اقتنع الخصم بذلك ي

مدى قدرة الرادع على إيصال : القيام بالفعل؛ وهناك عاملين لنجاح الردع

.مقــــدمة

الرسالة وتأكده من استيعاب الطرف الثاني لها، وعامل التماثل بين النتائج

؛ أما ..المحتملة لقيام المردوع بالفعل وبين محتوى وحجم التهديد الموجه ضده

لسيكولوجي بمنع الخصم من استخدام الردع النووي فيستند إلى البعد النفسي وا

أسلحته النووية، وأساسه هو قوة الضربة األولى التي تضعف الرد للخصم، أي

مرتبط بالقوة المتبقية بعد التعرض للضربة األولى، ويهدف عموما إلى منع

الدولة المعادية من استخدام أسلحتها، أو منعها من العمل أو الرد إزاء موقف

.وعة من التدابير واإلجراءات التي تشكل تهديدا كافيامعين باتخاذ مجم

، تجدر اإلشارة إلى "Nuclear Policy "فيما يتعلق بمفهوم السياسة النوويةو -

أنه ال تتوافر في األدبيات النووية تعريفات محددة لهذا المفهوم، ولكن هناك

عدد من التعريفات، حيث يمكن تعريفها بأنها االستخدام الدبلوماسي

كما يمكن . االقتصادي والعسكري للطاقة النووية دوليا وإقليميا ومحلياو

تعريفها، في بعض األحيان، بأنها تلك التوجهات السياسية التي ترتبط بامتالك

، إضافة إلى عسكرية أو سلميةأو محاولة امتالك قوة أو قدرة تكنولوجية نووية

والمحلية المالئمة لتحقيق تلك سياسات تشكيل وإعداد البيئة الدولية واإلقليمية

وقد تعبر السياسة النووية عن توافر األساس السياسي المتالك . التوجهات

. السلمية أو العسكريةالقدرات والتكنولوجيات النووية

، فيشير إلى خطة الدولة من الطاقة "Nuclear Programme"البرنامج النووي -

تحديد األهداف واألولويات في النووية واستخداماتها بشكل عام، ويتضمن ذلك

.تنفيذها في إطار جدول زمني محددشكل مشاريع وبرامج عمل يتم

، فهو وفق تعريف الوكالة "Nuclear Safeguards "مفهوم الضمانات النووية -

الدولية للطاقة الذرية عبارة عن مجموعة من اإلجراءات الفنية والقانونية تهدف

السلمي إلى د والمعدات النووية من االستخدامإلى التحقق من عدم تحريف الموا

وتعرف فعالية الضمانات بأنها مدى قدرة الضمانات .االستخدام العسكري

المرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية على تحقيق أهدافها، أي عدم تحريف

.المواد النووية نحو االستخدام العسكري

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

11

، حين بدأت بريطانيا في تقسيم 1902إلى عام " الشرق األوسط"يرجع مصطلح

الشرق األقصى ، الشرق األدنى ، الشرق األوسط ، ومنذ : مستعمراتها إلى ثالثة أقسام

ذلك التاريخ وهذا المفهوم يستخدم على مستوى الدول والمنظمات الدولية واإلقليمية غير

كل دولة من انه اختلفت التعاريف من حيث النطاق الجغرافي، وهذا طبقا لمصالح وأبعاد

: واالقتصادية والسياسيةةالجوانب اإلستراتيجي

يتضح المنظور اإلسرائيلي لمنطقة الشرق األوسط من خالل تصريحات : إسرائيل .1

الذي يعتبر أن أمن إسرائيل في منطقة " آرييل شارون"المسؤولين اإلسرائيليين على غرار

إلى الدول العربية الهامشية؛ الشرق األوسط تمتد إلى أبعد حدودها، من دول المواجهة

حول تعليقه على معاهدة عدم انتشار األسلحة " شيمون بيريز"كالعراق وليبيا، وكذلك

النووية، حيث صرح بأنه هناك نظام استفزازي في إيران يهدد المنطقة ويهدد أمن

درة كما أن إسرائيل ربطت قبولها بمبا، )1(إسرائيل فإن إسرائيل ال تؤمن بهذه المعاهدة

إخالء الشرق األوسط من أسلحة الدمار الشامل بضرورة االعتراف العلني والرسمي بها

.كدولة في المنطقة وتقصد بذلك الدول العربية التي لم تعترف بها

وتحدد المنطقة من خالل اقتراحها لمشروع : الواليات المتحدة األمريكية .2

، وتحدد المنطقة 2003سنة ) G8(ة اإلصالحات السياسية واالقتصادية في مجموعة الثماني

بكافة الدول الممتدة من المغرب األقصى غربا إلى إيران شرقا، أي كل الدول العربية

.إضافة إلى إسرائيل وإيران، وتستبعد تركيا من المنطقة

حددت جامعة الدول العربية منطقة الشرق األوسط من خالل : الدول العربية .3

، حيث عرفت 1993ن أسلحة الدمار الشامل في مارس مشروعها لجعل المنطقة خالية م

المنطقة على أنها كل األقاليم الخاضعة لسيادة وسيطرة كل الدول األعضاء في جامعة

.الدول العربية إضافة إلى إسرائيل وإيران

عرفته من خالل معهد األمم المتحدة لبحوث نزع السالح:منظمة األمم المتحدة .4

(United Nations Institute For Disarmament Research) وهو التعريف الذي

�زي ���د و��دل ���� أ��� - )1(��4 ا�239" ا$)�و8" و7#6ه� �4 أ�23" ا$���ر ا$!��/ �. -ت إ*!�ء �)'&" %�$#"�! "

�. إ6Aاه#@ ���� ا$?)�*. و<%6ون ، "ا$!6ق ا9و3: ، A#6وت ، �6آB درا�3ت .ا����ر ا���وي �� ا���ق ا�و 6D�ED3 ،"#A6?$ة ا��� .60، ص 2001ا$

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

12

، وجاء تعريف هذا المعهد من خالل الدراسة التي )1(يتشابه مع تعريف مجموعة الثمانية

دولة ويتعلق 22 ألخالء المنطقة من هذه األسلحة ويضم هذا التعريف 2004قام بها سنة

إيران، العراق، إسرائيل، الجزائر، البحرين، جزر القمر، جيبوتي، مصر، :األمر بـ

األردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، الصومال،

.السودان، سوريا، تونس، اإلمارات المتحدة واليمن

جاء تحديدها للمنطقة في دراسة فنية أعدتها بشان :الوكالة الدولية للطاقة الذرية .5

، فعرفتها بأنها 1989 النووية في الشرق األوسط سنة تطبيق الضمانات في مجال الطاقة

المنطقة الممتدة من إيران شرقا إلى ليبيا غربا ، ومن سوريا شماال إلى اليمن جنوبا وتضم

دولة، وهي ليبيا، مصر، سوريا، األردن، لبنان، إسرائيل، العراق، إيران، قطر، 15

.يت، اليمنالبحرين، السعودية، اإلمارات العربية، عمان، الكو

2�ود – )1(E#$ B#I "$ا�239" ا "#J�KLدور ا B8B?L"8ا�239" ا$ #��و "#J�KLوا "#(#Mآ�E$وا "#I�$�#D" @#�6$ا �D� �N� .� ،

ا��45 ا� و��! �2�3 ا1*��0ر وا�0/�رب : ، إ*��ء ��)'! &���! �% أ#"! ا� ��ر ا����� �� ا���ق ا�و و<%6ون�ث *Bع ا$M-ح ، : O#(I . ا�3�#67!�D$ ة��E�$ا�9@ ا �N?�2004. 27ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

13

.1948الصراعات اإلقليمية منذ سنة : المبحث األول

إن "1917 نوفمبر 2في " Arthur James Balfor"لقد جاء في نص وعد بلفور

تنظر بعين العطف لتأسيس وطن قومي للطائفة ]الملك البريطاني آنذاك[حكومة جاللته

لتحقيق هذا الهدف على أن يكون مفهوما اليهودية في فلسطين، وستبذل قصارى جهودها

بكل وضوح انه لن ينفذ أي عمل يمكن أن يجحف بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير

، غير أن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين )1(..."اليهودية الموجودة في فلسطين

م اجمع، يشكل اكبر إجحاف في حقوق المسلمين ليس فقط في فلسطين وإنما في العال

وبذلك فان وعد بلفور هو في حقيقة األمر إعالن لبداية أكثر الصراعات الدولية تعقيدا

وتشابكا، حيث تولد عنه سلسلة من األزمات في المنطقة بأكملها ذلك أنها تحظي بأهمية

إستراتيجية كبيرة تجعل منها محل اهتماما من طرف الدول الكبرى والتي تشابكت

همت إلى حد كبير في تعقيد الصراع واستمرارية عدم االستقرار مصالحها فيها، وسا

.اإلقليمي

ونستطيع تقسيم األحداث والصراعات التي شهدتها المنطقة حسب طبيعتها وحقبها

إلى مرحلتين أساسيتين ؛ فأما 1948 ماي 15الزمنية منذ إعالن قيام دولة إسرائيل يوم

، والمرحلة الثانية هي مرحلة ما 1973سنة إلى 1948المرحلة األولى فتمتد من سنة

.، ولكل مرحلة خصوصياتها1973بعد سنة

.1973-1948المرحلة األولى : المطلب األول

ونستطيع وصفها بمرحلة الحروب العربية اإلسرائيلية والتي وقعت أساسا بسبب

اكبها من االحتالل اإلسرائيلي لألراضي العربية وكذلك كل ما أعقب هذه الحروب أو و

أحداث في المنطقة كان يتصل بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهذا السبب وقد شهدت هذه

.المرحلة أربعة صدامات مباشرة بمعدل حرب كل عشر سنوات بين العرب وإسرائيل

:أهم األحداث الواقعة في هذه المرحلة .1

ا9ردن، دار ا$!6وق $2)!6 .�=�رك &��ة وا*0@�رات <�9=! : 1973 –1947;�و:�� �2 إ�ا�9� �Tدق ا$!6ع، - )1(

،U8ز�E$583، ص 1997وا.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

14

م المتحدة وكانت بعد دور قرار األم): 1948(الحرب العربية اإلسرائيلية األولى .أ

، والقاضي لتقسيم فلسطين بين المهاجرين اليهود )1(1947 نوفمبر 29 بتاريخ 181رقم

والعرب الفلسطينيين والذي جاء حسب رغبة اليهود لمنحهم كامل الساحل الفلسطيني، حيث

استمر بعدها تدفق المهاجرين اليهود إلى فلسطين كما استمرت المذابح وعمليات التطهير

كانت تقوم بها المنظمات العسكرية المسلحة التابعة لليهود؛ وفي ظل هذا العرقي التي

التصعيد قامت الجيوش العربية الموحدة إضافة إلى المتطوعين بالتدخل من اجل تحرير

، وقد أنشئت قيادة عام لهذا الجيش بصفة استعجالية لكن لم تكن هناك )2(فلسطين

لعربي بهزيمة على يد الجيش اإلسرائيلي إستراتيجية أو تخطيط عسكري فمني الجيش ا

وبذلك أدركت الدول العربية ضرورة التعاون العسكري واالهتمام 1949وانسحب سنة

بالشؤون العسكرية في منطقة يسودها التوتر وعد االستقرار ، وألجل ذلك عقدت معاهدة

سعودية سنة الدفاع العربي المشترك بين كل من سوريا ، لبنان ، األردن ، العراق وال

.، وهذا استعدادا لجولة أخرى من الحرب1950

حيث قامت كل من فرنسا وبريطاني بإنزال قواتهما : العدوان الثالثي على مصر .ب

على قناة السويس قصد االستيالء عليها بينما كانت تقوم إسرائيل بإشغال مصر بالحرب

يعة تستخدمها فرنسا عن طريق الهجمات والقصف المتواصل في سيناء وغزة ، وهذا كذر

وبريطانيا للتدخل بهدف إسقاط نظام جمال عبد الناصر ، إال أن هذا األخير استطاع أن

يكسب االتحاد السوفيتي كحليف استراتيجي والذي وجه إنذارا إلى الدول المعتدية لسحب

قواتها من مصر أو مواجهة حرب صاروخية سوفيتية ، مما جعل الواليات المتحدة تتدخل

أمر بسحب القوات من مصر واستصدار قرار أممي بهذا الشأن حيث أعلنت أنها لن وت

؛ وقد اقتطعت بعد )3(تقدم أي دعم بالدوالر لبريطانيا حتى تعلن قبولها لقرار األمم المتحدة

الحرب كل من قطاع غزة وصحراء سيناء بكاملها إضافة إلى خسارة المنشآت الحيوية

.قوط اآلالف من القتلى الفلسطينيين والمصريينوالبنية األساسية لمصر وس

)1( - Arieh J Kochavi, " Stuggle Against Jewish Immigration To Palestine", Middle eastern

studies , N° 03 (July 1998 ) , P 146. )2( - Ahrone Bregman et Jihan El-tahri , Israel et les arabes : la guerre de 50 ans. TR Peggy

Frankston et Guiloineau, France : arte édition , 1998, P 74. )3( - V6ذآ XD3 UI6� ، 430ص . ا$!6ع .

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

15

حيث قامت القوات اإلسرائيلية بعدوان ): 1967(الحرب العربية اإلسرائيلية الثالثة .ج

عسكري شامل على مصر وسوريا واألردن أدى بها إلى احتالل بقية فلسطين وهضبة

مة العربي الرابع في الجوالن وسيناء ، وكرد فعل لذلك قامت الدول العربية بعقد مؤتمر الق

ال للصلح ، ال للتفاوض ، ال " الخرطوم حيث صدر عنه ما يعرف بالالءات الثالث

وبدأت كل من مصر وسوريا في إعادة بناء القوات المسلحة الموحدة من اجل " لالستسالم

.إعادة تحرير األراضي العربية المحتلة

تشكيل الوحدة العسكرية بين بعد ): 1973( الحرب العربية اإلسرائيلية الرابعة .د

مصر وسوريا قاما الجيشان الموحدان بتنفيذ خطة مشتركة لتحرير األراضي المحتلة وتم

تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة ،وإلحاق خسائر بالجيش اإلسرائيلي ، لكنه لم يتمكن من

.تحرير الجوالن وبقية األراضي العربية وتم وقف إطالق النار دون تحقيق ذلك

:وصيات المرحلةخص .2

يمكننا إدراج ميزتين أساسيتين ومتالزمتين : اإلستراتيجية العربية لمواجهة إسرائيل .أ

:تشكل المبدأ األساسي للدول العربية في صراعها ضد إسرائيل

وهذا بظهور رواد الفكر القومي العربي المعاصر : تصاعد المد القومي العربي •

، ميشيل )1968 -1900( االرسوزي ، زكي)1968 -1879(وأبرزهم ساطع الحصري

وغيرهم، حيث ساهموا في نشر النزعة القومية التي عرفت ) 1991 -1910(عفلق

امتدادا واسعا لدى الشعوب والحكام على حد سواء خصوصا في فترة الستينيات ، مما

جعل اإلحساس بالقضية الفلسطينية يتعاظم لدى العرب وربما كان ذلك دافعا قويا وأساسيا

تجسيد التنسيق العربي المشترك خاصة وان الدول العربية كانت أو خرجت للتو من كفاح ل

قناعة لدى العرب بأن األمن القومي هو أمن تمرير ضد القوى االستعمارية ، وترسخ

األرض العربية بحدود الوطن العربي اجمع ، وحماية األراضي العربية من الغزو

ي إبان هذه الفترة حاضرا بقوة في النفوس والعقول ، الخارجي ، وبذلك كان الوعي القوم

وكان اإلدراك واضح المعالم بان القضية الفلسطينية هي قضية كل الوطن العربي وان

وعلى هذا األساس قامت .االحتالل اإلسرائيلي هو اختراق صارخ ألمن البالد العربية كلها

الدول العربية قضية فلسطين هذا الشعور المشترك من الفكر إلى الممارسة فتبنت كل

وتوحدت المساعي نحو تحرير األراضي المحتلة وتمكنت الدول العربية من تأسيس منظمة

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

16

التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني إلى أن تم االعتراف بها

.1964رسميا سنة

الفكر القومي، حيث انه كان نتيجة حتمية النتشار : تجسيد التعاون العربي المشترك •

العربية طريق التكامل والوحدة خاصة على المستوى العسكري -فانتهجت العالقات العربية

واألمني في ظل التهديد اإلسرائيلي الجديد بداية باقرا مجلس الجامعة العربية في أكتوبر

عن تشكيل لجنة عسكرية فنية مرتبطة مباشرة باألمين العام وأسندت إليها مهمة 1947

الذي 1948 جاني 01يم الدفاع عن فلسطين ، ثم تشكيل ما عرف بجيش اإلنقاذ في تنظ

إال أن مسارات 1948كان أول مظهر عملي للتعاون العسكري العربي ، ورغم هزيمة

عقد اتفاق الضمان الجماعي أو معاهدة الدفاع 1950الوحدة لم تتوقف فقد شهدت سنة

ة اتفاقات عسكرية ثنائية كاتفاقية الدفاع المشترك بين المشترك بين الدول العربية تبعتها عد

، وبين 1955 أكتوبر 27 وبين مصر والسعودية في 1955 أكتوبر 20مصر وسوريا في

، 1956 مارس 30 ، وبين سوريا واألردن في 1956 مارس 06مصر واألردن في

م جاء إعالن ، ث1956 افريل 21وكذلك االتفاق الثالثي بين مصر والسعودية واليمن في

وكذلك إصدار ميثاق الوحدة 1958 فيفري 21توحيد الجيشين السوري والمصري في

؛ كل هذه التجارب ساهمت بشكل 1963 أكتوبر 08العسكرية بين سوريا والعراق في

كبير في توحيد وجهات النظر وتحقيق التقارب العربي وذلك تحت قيادة مناضلين قوميين

عن السبل واألدوات المحققة للوحدة، وأبرزهم الرئيس كان لهم الفضل في البحث

المصري جمال عبد الناصر الذي كان يعتبر قضية الوحدة العربية قضية العصر واكبر

رهان ترفعه الدول العربية حيث ساهم إلى حد كبير في تحقيق اكبر تجربة وحدوية

22 أعلن قيامها في عربية؛ وهي الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا ، والتي

.1958فيفري

فالتعاون العربي وطريق الوحدة بلغا الذروة في هذه الفترة، غير أن الخالفات الثنائية

وسوء التفاهم وعدم التخطيط إضافة إلى عوامل أخرى أدت إلى فشل كل تجارب الوحدة

ة تجارب وعدم فعالي1961العربية على غرار انفصال الجمهورية العربية المتحدة سنة

1967 و 1948الدفاع المشترك، حيث أن الجيوش العربية تلقت هزائم متكررة في حربي

وهذا ال ينفي بعض مظاهر التنسيق العسكري الدقيق بين مصر وسوريا خاصة إبان حرب

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

17

وتحقيق انتصار عسكري معتبر ضد إسرائيل اجبرها على إعادة النظر في 1973

.ق األوسطإستراتيجيتها العسكرية في الشر

إن إسرائيل كانت تدرك منذ نشوئها بأنها ستكون جسم : اإلستراتيجية اإلسرائيلية .ب

غريب في منطقة متجانسة تاريخيا ودينيا وحضاريا ، والتي ستكون تيارا قويا ضد إرادتها

وأهدافها ، لذلك فقد حددت أهم أولوياتها في المنطقة وهي تثبيت الكيان الدولة اإلسرائيلية

مركزة على االستعانة بالدول الكبرى ، من اجل ضمان بقائها ووجودها كدولة ، وهذا فيها

" الهاغاناه"وهو أحد زعماء ومؤسسي " YIGAL ALOON" "إيغال ألون"ما عبر عنه

"Haganah"*إننا ال بد من المحافظة على صداقة الدول الكبرى وعلى رأسها : " بقوله

ائل القتال والمساعدات السياسية والمعونات الدول التي من شأنها أن تزودنا بوس

نحن قلب مزروع في : "بقوله" Moshe Dayan" "موشي دايان"، وكذلك "االقتصادية

منطقة ترفضه األعضاء األخرى وليس أمأمنا إال استخدام المضادات الحيوية بصفة

تحالفات ، وبذلك فقد ركزت إسرائيل في إستراتيجيتها على كسب ال)1("مستمرة ولكي نبقى

من اجل بناء قوة عسكرية كبيرة تمكنها من ترجيح ميزان القوة حيث ترى أن القوة هي

العامل الحاسم لفرض األمر الواقع ولقد كان صناع القرار اإلسرائيليون مقتنعين بافتقاد

إسرائيل إلى القوة السياسية والقوة االقتصادية والقوة الثقافية ، وألجل ذلك قامت إسرائيل

وير قدرات عسكرية تمكنها من تجاوز مظاهر ضعفها وتمكنها من العدوان والتوسع بتط

على حساب األراضي العربية ونقل الحرب إليها ، ويمكن تلخيص مظاهر اإلستراتيجية

:اإلسرائيلية الموجهة ضد الدول العربية فيما يلي

لتحقيق قوة بشرية العمل على تشجيع الهجرة اليهودية من كل أنحاء العالم إلى فلسطين -

.ترتكز عليها في تحقيق أهدافها

تطوير العالقات مع دول العالم من اجل كسب الدعم المادي والعسكري خصوصا مع -

الواليات المتحدة، حيث تمكنت هذه األخيرة من تامين حماية إسرائيل عسكريا عن

ابة على نقل طريق اإلعالن الثالثي مع فرنسا وبريطانيا لحظر األسلحة وتوثيق الرق

ا9و$^ $2[#\ ا]63اDJ .2#Z/ ا$V�*�7�N ه. آL "86D� "�2?). ا$���ع و�)�Y" ا$���ع ا$86M" أو �)�Y" ه�V�*�7 ه. ا$)�اة - *

�#�� �Y(� 4� �?A" ا$���ع ا$86M" إ$^ �N�36 ا#_L @` ، ل-E�aل " ا�NML " "86D?$ر $2 �2" ا�bE%وه. ا " �KML /#Z6اM#$ V�*�72." ه�#Zع ا]63ا�� .أي I#\ ا$�

.26 ، ص D&EM�1994/ ، دار ا$: �6b .ا�"�ب وا�GHم �� ا��DE ا1�0ا�C/� ا7�ا�9#� أ�#4 ه��8ي ، - )1(

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

18

األسلحة إلى دول الشرق األوسط وعلى أن ال يكون نقلها إال بعد االتفاق بين الدول

.)1(الثالث التي كانت تعتبر من أكبر منتجي السالح في العالم

ضرورة كسب معركة توازن القوى في المنطقة وترجيح الكفة لصالح إسرائيل، من -

ع والضغط على الدول العربية من اجل أجل أن تكون قادرة على تغيير األمر الواق

دعوتها إلى التفاوض المباشر دون شروط مسبقة وفرض سالم يضمن لها بسط

سيطرتها التامة على المنطقة ، والسعي إلى تفتيت العرب، وإجهاض كل محاوالت

. التي شكلت مصدر تهديد حقيقي لبقاء دولة إسرائيل)2(وحدتهم السياسية والعسكرية

توى السياسة الداخلية فقد عملت إسرائيل وفق سياسة مزدوجة تعمل من أما على مس -

جهة على بناء قوات عسكرية متفوقة على الجيوش العربية المجاورة، ومن جهة أخرى

السعي نحو إنشاء قاعدة لصناعات عسكرية متطورة واالنفراد بمركب صناعي

من لها تخفيف عبء عسكري يمكنها من جعل المؤسسة العسكرية مؤسسة إنتاجية تض

ميزانية الدفاع على اقتصادها الوطني، والوصول إلى تحقيق صادرات عسكرية لتجاوز

. من الناحية اإلستراتيجية*االختالل في مكونات قوتها إذ أنها تعتبر دولة مكشوفة

.1973المرحلة الثانية مابعد سنة : المطلب الثاني

آخر حرب عربية 1973كانت حرب رمضان : أهم األحداث الواقعة في هذه المرحلة-1

إسرائيلية حدثت بعدها تغيرات جذرية على مستوى السياسات لدى دول المنطقة والتي

أثرت بدورها على طبيعة التفاعالت بين الدول العربية وإسرائيل كما أحدثت تغيير على

صراع أطراف األزمات ، وتغيرت طبيعة الخالفات بين دول المنطقة، حيث لم يبق ال

.العربي اإلسرائيلي هو الصراع الوحيد في المنطقة

عدة خالفات بين الدول 1973لقد شهدت مرحلة ما بعد : العربية-النزاعات العربية .أ

العربية حول الحدود اإلقليمية تطورت إلى حد توتر العالقات واالشتباكات المسلحة،

:وأبرزها

.33- 32اcMK* UI6�$ ، ص - )1(�6آB ا]��رات $�2را�3ت : ا]��رات ا$?A6#" ا$���Eة .ا7�0ا�C/�! ا�=I�DH! ا7�ا�9#�! أ�4# ����د �'��8 ، - )2(

، "#]#L6اE3[ث ا��D$13، ص 1998وا. �ى ا$�و$"؛ أي ا$&�ة - *J "��ا$&�ة +ا$&�ة ا$M#�3#" + ا$&�ة ا�bEJaد8" + ا$?M 86" 68ى أ�#4 ه��8ي ا*c ا$&�رة ه. �[�

"#��&g$ا = /#Z86" ، وإ63ا M?$ة ا��" ه. ا$�و$" ا$EKL .E&6 إ$^ آ/ أ*�اع ا$&�رة ����ا ا$&�ا$&�رة وا$&�ة وا$�و$" ا$� ! �NM#3iL �(� "T�% j$k6 آDE?L ) 6Y*�8ي ، : ا�MN ذآ�J ،أ�#4 ه 2O�� 27 ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

19

اشتباكات مسلحة بين 1973 سنة حيث شهد شهر مارس من: النزاع العراقي الكويتي -

" وارية وبوبيان"الجيشين النظاميين الكويتي والعراقي ، وكان سبب النزاع هو جزيرتي

وظلت العالقات متوترة بين البلدين رغم المساعي والجهود المكثفة لحل النزاع لكنها

لوتيرة إلى فشلت كما فشلت اللقاءات الثنائية بينهما ، واستمرت العالقات بينهما بنفس ا

. والذي انتهى بتدخل قوات التحالف الغربية1990غاية غزو العراق للكويت سنة

بين حزب الكتائب وحلفائه 1975 أفريل 13حيث اندلعت في : الحرب األهلية اللبنانية -

من جهة وتحالف الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، فأسست على

واجهة هذه األزمة ، لكنها فشلت واستقالت ، فقامت الدول اثر ذلك حكومة عسكرية لم

بتشكيل قوة ردع عربية إلنهاء هذه الحرب ، إال أن هذه األخيرة 1976العربية سنة

، أين وصل األطراف إلى االتفاق على إنهاء الحرب والبدء 1989دامت إلى غاية

.دية كبيرةبمسيرة الوفاق الوطني ، وإعادة البناء بعد خسارة بشرية وما

بين 1979 ديسمبر 17بعد عقد اتفاقيات كامب ديفيد في : المقاطعة العربية لمصر -

مصر وإسرائيل حيث قامت مصر بتطبيع العالقات مع إسرائيل وإغالق إذاعة صوت

فلسطين بالقاهرة وغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ، وعلى اثر ذلك

قررت من خاللها الدول العربية قطع عالقاتها بمصر، تم عقد قمة عربية في بغداد

.وتعليق عضويتها من الجامعة العربية

حول األنابيب النفطية العراقية المارة عبر سوريا، وكذلك : النزاع العراقي السوري -

، وبدأ هذا النزاع منذ اتهام الرئيس العراقي )1(حول القضية الكردية ومسألة المياه

، وبقيت العالقات 1976حكومة سوريا بمحاولة اغتياله سنة السابق صدام حسين

.متوترة ومتذبذبة مدة طويلة

بعد االعتداء المسلح الذي وقع في البريد المركزي : تدهور العالقات بين سوريا ومصر -

، وتم على إثره توقيف مجموعة تابعة إلى المخابرات 1979في القاهرة في افريل

.العالقات الثنائيةالسورية ممال زاد من توتر

مما خلق توتر وتبادل التهم بين : االشتباكات المسلحة على الحدود المصرية الليبية -

.سلطات البلدين طول فترة الثمانينيات

�رات : ا$[Bا6Z .1985 – 1945ا��Qا�Pت ا�=�:�! ا�=�:�! وC)�ر ا���5م ا67#��3 ا�=�:� ����دي ، ��D ا$&�در – )1(!(�

.276 – 275، ص 2002ا$�M3m" ا$��bL-$ "#(lل ،

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

20

األزمات المتكررة واالشتباكات التي شهدتها اليمن قبل الوحدة وهذا بين اليمن الجنوبي -

.واليمن الشمالي

تدعيم مؤامرات الحركات اإلسالمية في سوريا وتزامنت اتهام سوريا لألردن بمحاوالت -

.1980هذه االتهامات مع حشد قوات البلدين على الحدود اإلقليمية سنة

:النزاعات العربية مع دول الجوار .ب

على اثر الفوضى وعدم االستقرار السياسي في تشاد والصراع : التدخل الليبي في تشاد -

وقات " جوكوني عويدي"ات الجيش الشعبي بقيادة على السلطة الذي كان قائما بين قو

، حيث دارت معارك عنيفة بين القوتين في " حبري حسين"جيش الشمال التي يقودها

معمر " من العقيد "عويدي " ،إذ طالب 1980العاصمة نجامينا طوال شهر فيفري

يبية بحوالي بتقديم العون ووقع معه اتفاق صداقة لتتدخل بعد ذلك القوات الل" القذافي

غير أنها بدأت تالقي مقاومة شديدة )1( دبابة150 ألف جندي و 15 آالف إلى 10

.1981أجبرت ليبيا على سحب قواتها في نوفمبر

وتعتبر أهم حدث شهدته هذه المرحلة حيث بدأت الحرب : الحرب العراقية اإليرانية -

ش العراقي في سبتمبر ، قبل أن يتدخل الجي1980باشتباكات حدودية مسلحة في بداية

والذي تنازل عنه الرئيس العراقي لصالح " شط العرب" الستعادة الممر المائي 1980

، واستمرت الحرب العراقية اإليرانية لمدة ثماني سنوات خلفت حوالي 1975إيران سنة

.مليون قتيل وسائر مادية كبيرة، كما خلفت آثار سلبية على االستقرار في المنطقة

: العسكرية اإلسرائيلية ضد الدول العربيةالتدخالت.ج

تدخلت القوات اإلسرائيلية 1982 مارس 22 إلى 14من : االجتياح اإلسرائيلي للبنان -

في جنوب لبنان برا وبحرا وجوا، حيث تمكنت من قصف الجنب اللبناني ثم قصف

العاصمة بيروت وقد بررت ذلك بأنه كان رد فعل ضد القصف الصاروخي الذي

له من طرف منظمة التحرير الفلسطينية من داخل األراضي اللبنانية، تعرضت

جويلية 15وتواصل القصف اإلسرائيلي على لبنان إلى أن تدخل الجيش السوري

دار : c#D* "�I6L ا$[Bا6Zي، ���ن . ا��0ازن ا�=�DHي �� ا���ق ا�و ��رك ه#62 و دوف ��Lري و زO#Z ا�E8ن، - )1(

.50، ص 1984!6 ، ا$[#2/ 2$)

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

21

، وتم عقد اتفاق وقف إطالق النار إال أن االشتباكات العسكرية استمرت لمدة 1982

.)1(عربية اإلسرائيلية الخامسة، ولذلك اعتبرت بمثابة الحرب ال1982طويلة حتى نهاية

أدركت إسرائيل في تلك الفترة أن المفاعل النووي : قصف المفاعل النووي العراقي -

العراقي كان األكثر ثباتا وتطورا في الشرق األوسط، وأن المشروع النووي العراقي

هو من أشد المخاطر على أمنها، لذلك وبعد أن بذلت جهودا كبيرة إلجهاض هذا

ع سياسيا أو دبلوماسيا توصلت إلى االستنتاج بأن الوسائل العسكرية المباشرة المشرو

هي الطريقة الوحيدة لمنع العراق من اكتساب السالح النووي، فقررت بذلك تدمير

طائرات حربية من تل أبيب 1981 جوان 07العراقي فأرسلت في " مفاعل أوزاريك"

" التويثة"ترصدها الرادارات، وبلغت موقع لتعبر األجواء األردنية والسعودية دون أن

كلم جنوب بغداد لتسقط قنابل تزن واحد طن على الهدف، وبذلك 17الذي يقع على بعد

.تم تدمير المفاعل النووي األساسي في العراق وتجمد البرنامج النووي العراقي بأكمله

داء من اتفاقيات مع ظهور مالمح التفرقة والتشتت العربي ابت: قمع الشعب الفلسطيني -

كامب ديفيد ، ترسخ في أذهان الفلسطينيين فكرة ضرورة المواجهة واالندفاع بقوة ضد

ديسمبر 08االحتالل اإلسرائيلي، فانتفض الشعب الفلسطيني بدون أسلحة أو عتاد في

ضد الجيش اإلسرائيلي ، ودامت هذه االنتفاضة األولى إلى غاية عقد اتفاق 1987

، حيث عانى الشعب الفلسطيني خالل هذه الفترة من القتل والتشريد 1993أوسلو سنة

وعمليات اإلبادة الجماعية واالعتقاالت، غير أنها لم تجبره على االستسالم فقد قام من

والتي ضحى من خاللها بعشرات اآلالف من الشهداء 2002جديد باالنتفاضة الثانية في

.والمعتقلين

قات العربية اإلسرائيلية خالل هذه المرحلة عرفت إن العال: خصوصيات المرحلة .2

تغييرات هامة خاصة بالنسبة إلى الطرف العربي، أما إسرائيل فلم تتغير سياستها في

المنطقة من حيث األهداف والمبادئ فقد سعت بكل جهد التخاذ مواقف تخدم أهدافها

.اإلقليمية تجاه التطورات الحاصلة في المنطقة

:1973اإلسرائيلية في المنطقة بعد سنة مميزات السياسة .أ

(1)- François Massoulie, Les Conflicts Du Proche Orient : 20eme Sciecle . Italie : Giunti

Gruppo Editoriale, 1994, P 102.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

22

الوقوف ضد أي دولة في الشرق األوسط تسعى إلى الحصول على أسلحة متطورة -

وتتبع كل صفقات السالح في المنطقة ومحاولة التحكم فيها بهدف الحفاظ على تفوقها

النوعي في المجال العسكري، وتجسد هذا مع قصف المفاعل العراقي ثم تهديد

يوسي " عند عقدها لصفقة شراء صواريخ من الصين حيث أعلن 1988 سنة السعودية

إسرائيل ستقوم بتوجيه ضربة : "مدير مكتب رئيس الوزراء اإلسرائيلي أن" بن هارون

عسكرية وقائية ضد السعودية، وهذا قبل أن يصبح الخطر المحتمل لهذه الصواريخ

.)1("أمرا واقعا

صراعات أخرى، وصرف أنظارها عن القضية السعي إلى دفع الدول العربية إلى -

علينا أن : "الفلسطينية وهذا ما عبر عنه رئيس أركان الجيش اإلسرائيلي األسبق بقوله

، )2("نتأكد أن العرب قد تحولوا إلى صراعات أخرى غير الصراع العربي اإلسرائيلي

على كسر وهذا ما تجسد فعال إبان الحرب العراقية اإليرانية حيث عملت إسرائيل

الدول العربية عن طريق دول الجوار وخاصة دول الشرق األقصى، فرأت في إطالة

أمد الحرب السبيل في إضعاف القدرات العسكرية لكال الدولتين التي ترى فيهما مصدر

تهديد ألمنها ، حيث دفعت حلفائها الغرب إلى ضبط المساعدات العسكرية إليران

هما من حسم الصراع وكانت تتدخل باستمرار إذا حدث والعراق بصورة ال تمكن أيا من

اختالل لصالح احد الطرفين ، حيث عند بداية الحرب بدأت القوات العراقية بتحقيق

مليون دوالر 135انتصارات كبيرة فقامت إسرائيل بعقد صفقة بيع أسلحة إليران بقيمة

وقد حققت إسرائيل . )3( قذيفة مضادة للدبابات3730صاروخا و ) 50(تتضمن خمسين

هذا الهدف ، حيث خرج الطرفان من الحرب بخسائر كبيرة واستنزفت قواتهما بشكل

.كبير

تواصلت الجهود اإلسرائيلية لكسب تحالف القوى الكبرى معها فتمكنت من عقد اتفاق -

، ثم 1979التعاون االستراتيجي في مجال الدفاع مع الواليات المتحدة األمريكية سنة

مما أتاح إلسرائيل مواكبة 1987العقد لمدة عشرة سنوات أخرى سنة جدد هذا

)1( - ،.*�I6M$د8""%�$� زآ�86 ا�?M2$ .2#Z�8 ا]63ا�NE$وا "#(#b$ا p8ار�b$ا "&KT"،!ا� و�� !��H93، ا$?�د ا� ،) "#28�I1988( 157، ص.

)2( - ،4#M� �#M$ن ا�*�� !I�H0ا� �@P :!�3�#67وأ:=�ده� ا� و��! وا �EIد V�آ� !��، 1990دار ا$)D$ : ،qZ�K)�ن. .133ص

! ا� و��!، ،"�6ب ا$s#2t وإ� �*#" �68�bL 6Y ا�239" ]68ان" أ4�8 ا$�D� �#M ا$�ه�ب، - )3(��H28#" (، 93ا$?�د ا��I .133، ص)1988

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

23

التكنولوجيا العسكرية واقتناء أحدثها للتمكن من بسط سيطرتها اإلقليمية والتفوق على

.الدول العربية

العربية التي -البعد اآلخر في سياسة إسرائيل اإلقليمية هواستغالل الصراعات العربية -

، بغية التعامل مع كل دولة ضمن إطار ثنائي يخلق لها مجال تنامت في هذه المرحلة

.أكبر للمناورة السياسية وتحقيق المكاسب الدبلوماسية على حساب الدول العربية

مع تالشي النزعة القومية ووفاة : اتفاقية كامب ديفيد وتفكك األمن القومي العربي .ب

جع الدور المصري في قيادة جمال عبد الناصر كأحد ابرز القادة القوميين العرب ترا

الرئاسة في مصر قام بزيارة إلى الكنيست " أنور السادات" الدول العربية ، وبعد تولي

، وطبيعة الحال كان رد الفعل )1( 1977كسابقة في تاريخ العرب كان ذلك في سنة

)2(العربي عنيفا فمباشرة بعد الزيارة تباينت المواقف العربية وانقسمت إلى ثالث جبهات

وكان يضم كل من الجزائر " جبهة الصمود والتحدي "الفريق األول وأطلق على نفسه :

والعراق وليبيا واليمن الجنوبية سابقا ومنظمة التحرير الفلسطينية واتخذ موقفا صارما

أما الفريق الثاني فاتخذ موقف التحفظ . تجاه مصر فقام مباشرة بقطع عالقاته معها

ويمثله دول الخليج وتونس واألردن ولبنان ، فرغم أن هذه الدول تجاه مبادرة السادات

قد بدأت تقتنع بالحل السلمي إال أنها تخوفت من النتائج غير المتوقعة للمبادرة المصرية

، والفريق الثالث اتخذ موقفا مؤيدا ويضم كل من السودان ، عمان ، الصومال ، اليمن

ة بالحسنة وأنها خطوة أولى نحو دعم االستقرار ووصف هذه المبادر– سابقا -الشمالية

.اإلقليمي في المنطقة

أما بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد رفضت كل الدول العربية ذلك، وهذا على اثر

حيث رفضت الدول العربية باإلجماع اتفاقيتي كامب 1978مؤتمر القمة العربي في نهاية

وعن الجامعة العربية كذلك، -مؤقتا–ية ، وتم عزل مصر عن باقي الدول العرب*ديفيد

.وكان من أهم انعكاسات هذه االتفاقية فقدان الحل العسكري للقضية الفلسطينية

(1) – Massoulie, Op.cit, p 115.

�از*�ت ا$?A6#" ا$6اه)" " و�#� ��D ا$�[#� ، - (2)E$وا /#Zا� و��!، "إ63ا !��H28#" ( ، 65، ا$?�د ا��I1981 ( ص ،73-74.

* - /#Zت إ63ا�N?E� ، "#(#'M2K$ا "#u&$دون إدراج ا /#Z6 وإ63اb� 4#A 6اعb$8" ا�ML ^$ا9و �#K8د wآ�� "#J�KLا .uE&L 4� /#Zو$" إ63ا�A 6افE�a6 اb� x2DJ آ�� ،"K2Et� /86" �2^ �6ا�b�$ا .yا9را U#�I 4� ب��M*a�A �N$-%

.� "#J�KLaا Vkه x�6Aوأ ، �N?� "#?#Dl ت�J-� "��J6 17وإD�ED3 1978 دات�M$ر ا� A#4 آ/ �4 اq#Z6$ ا$�6bي أ* wآ�� "#J�KL4 ، أ�� ا#_#A @#��(� .2#Zزراء ا]63ا��&� J x(�uL#�م ا$M-م 6b� 4#A وإ63اZ#/ ورq#Z ا$ "#*�g$ا �#K8د.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

24

أدت األحداث الحاصلة في المنطقة والتطورات التي شهدها العالم العربي إلى التأثير

الواقع، ومن بشكل مباشر في السياسات العربية ، والى تجسيد االنقسام العربي على ارض

:أهم أسباب ذلك

تقلص دور االتحاد السوفيتي في الشرق األوسط والذي كان حليفا مهما للدول العربية •

وصديقا للقومية العربية والنضال ضد االمبريالية ، ولعل ذلك يرجع إلى تخلي مصر

كقطب أساسي في المنطقة عن هذه المحددات الخارجية لسلوكها وتغيير وجهتها نحو

يات المتحدة األمريكية ، إضافة إلى انشغال االتحاد السوفيتي بالحرب في أفغانستان الوال

؛ أدت هذه الظروف إلى تراجع مكانته في المنطقة مما فتح مجاال واسعا 1979سنة

أمام الواليات المتحدة لتعزيز مكانتها في الشرق األوسط، وحماية مصالحها الحيوية

لى اتفاقيتي كامب ديفيد ، فان لم يؤثر انتقال الحرب هناك وقد بدأت من اإلشراف ع

الباردة إلى المنطقة في انقسام الدول العربية إلى حد ما فان التغلغل األمريكي المتزايد

وسياستها في الشرق األوسط قسمت دول المنطقة بشكل واضح بين المؤيدين

من جهة والدول المارقة والمعارضين ، بما سمي فيما بعد بالدول المعتدلة أو الصديقة

.أو دول محور الشر من جهة أخرى

أدى ارتفاع أسعار النفط إلى فوائض مالية معتبرة بالنسبة لدول الخليج العربي ، غير •

منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط " أن هذا االرتفاع كان له آثار سلبية على مستوى

ذه المنظمة ،إضافة إلى فشل فكرة فبرزت عدة نزاعات حول انضمام دول أخرى إلى ه"

استعمال النفط كسالح ضد إسرائيل والغرب ، حيث أصبح النفط عامال من عوامل

.التفرقة والتجزئة، وأصبح تصنيف الدول العربية قائما على أساس الثروة النفطية

حيث أدت إلى : انعكاسات حربي الخليج األولى والثانية على سياسة الدول العربية •

ام المواقف العربية ، فالحرب العراقية اإليرانية ساهمت في تصعيد التوترات انقس

الدبلوماسية بين العراق وبعض الدول العربية مثل ؛ سوريا التي استغلت هذه الحرب

لتقزيم النفوذ العراقي في المنطقة من خالل مساندتها إليران ضد العراق بهدف تعزيز

ما أثار الدول العربية األخرى خاصة بعد عودة ظهور موقعها اإلقليمي ونفوذها ، وهذا

، أما )1(الذي يقتضي ضم كل من األردن ولبنان وفلسطين" سوريا الكبرى " مشروع

�دي ، - )1(���، Jذآ� MN 2O�� 302ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

25

دول الخليج أصبحت ترى انه إضافة إلى إيران فان العراق يشكل تهديدا مباشرا على

ة، إضافة إلى أمنها خاصة بعد غزو الكويت وقصف الرياض خالل حرب الخليج الثاني

انه بعد بداية الحرب العراقية اإليرانية مباشرة قامت دول الخليج بتأسيس مجلس

، وهو مظهر آخر من مظاهر االنقسام العربي إذ أن 1981التعاون الخليجي في فيفري

.هذه المبادرة تدل ولو ضمنيا على االنشقاق عن الجامعة العربية

االنقسام العربي تجاه الصراع العربي على اثر هذه التطورات التي كشفت مدى

اإلسرائيلي وتجاه مسار الوحدة العربية تعددت مفاهيم األمن القومي كما تعددت

:السياسات العربية المتباينة

كانت نظرة الدول العربية لمفهوم األمن تحمل : في مرحلة الحروب العربية اإلسرائيلية -

أمن كل الدول العربية وهذا األمن كان معنى واحدا في إطار مجابهة عدو واحد يهدد

أمن األمة العربية بأكملها ويتضح ضمن الهدف المشترك وهو المواجهة العسكرية كحل

ال : " 1950وحيد ضد االحتالل اإلسرائيلي وهذا ما اقره مجلس الجامعة العربية سنة

اتفاق يجوز ألي دولة من الجامعة العربية أن تتفاوض في عقد صلح منفرد أو أي

سياسي أو اقتصادي أو عسكري مع إسرائيل أو أن تعقد فعال مثل هذا الصلح أو االتفاق

من 18و أن الدولة التي تقدم على ذلك تعتبر فورا منفصلة من الجامعة طبقا للمادة

، ورغم انه ال يمكن تحديد عقيدة أمن عربية موحدة في هذه الفترة أن )1(..."ميثاقها

من بالنسبة لها هو تحرير األراضي العربية المحتلة ، وكان جما ل عبد اإلطار العام لأل

الناصر هو زعيم الجبهة التي تدعو لذلك واستطاع أن يلف حوله معظم الدول والحكام

العرب وتقوم هذه الجبهة على توحيد الجهود وتحقيق اكبر قدر من التطور العسكري

طرف إسرائيل، لكن لم يستمر الوضع بهذا للدول العربية لتحرير األراضي المحتلة من

المنحى فلقد أصبح األمن القطري غالبا على األمن القومي العربي ، حيث أن سوريا

رأت أنها أصبحت معزولة ووحيدة في خط المواجهة مع إسرائيل " كامب ديفيد" بعد

على ولجأت إلى االهتمام بتطوير قدراتها العسكرية لتحقيق أمنها ،الذي أصبح يقوم

األول هو أن الخصم األساسي في المنطقة هو إسرائيل الن هذه -: اعتبارين أساسيين

، وان )مرتفعات الجوالن(األخيرة ال تزال تحتل جزءا مهما واستراتيجيا من أراضيها

)1( – ، 4#M� ، Jذآ� MN 2O�� 53ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

26

تحقيق توازن عسكري مع إسرائيل فد يستجيب لطموحاتها بشان االنسحاب اإلسرائيلي

ة التكافؤ االستراتيجي والسعي لتحقيق القدرة الذاتية على من أراضيها ، فتبنت عقيد

مواجهة إسرائيل عسكريا وبصفة انفرادية ،غير أنها فشلت في اكتساب أسلحة غير

تقليدية خاصة بعد الحصار الدولي حول هذه األسلحة فغيرت إستراتجيتها نحو

.)1(المفاوضات السلمية من اجل تحرير الجوالن كهدف أساسي لها

افة إلى مصدر التهديد الرئيسي فان العراق وتركيا كانا يشكالن مصدر تهديد إض

آخر فالتوترات التي استمرت بين البلدين وسوريا أصبحت تشكل مصدر خطر آخر

خاصة مشكلة األقليات الكردية والغزو العراقي للكويت ، الذي رأت فيه سوريا انه

. إلى أراضيهايفسر المطامع التوسعية للعراق والتي قد تمتد

أما مصر فانه كان من أولويات أمنها استرجاع سيناء وان التواجد اإلسرائيلي فيها

يشكل اكبر خطر عليها وباقتناع حكومة السادات بعدم جدوى استخدام القوة العسكرية

لذلك ارتأت إلى التفاوض السترجاع أراضيها والمطالبة باالنسحاب اإلسرائيلي من

.بة باالنسحاب من كافة األراضي العربية سيناء بدل المطال

وبذلك أصبحت الحكومة المصرية تعتقد أنها بإبرام اتفاقية سالم مع إسرائيل زال

اكبر تهديد ألمنها طالما أنها استرجعت أراضيها، وطالما أن الدولتان ملتزمتان ببنود

.االتفاقية

ة أمنها وحدودها اإلقليمية أما األردن فقد اتخذت هي األخرى مسارا دبلوماسيا لحماي

إذ أنها تشترك مع إسرائيل في أطول حدود لها حيث رأت أن أي حرب تنشب بينها

1994وبين إسرائيل سوف تكون آثارها وخيمة ، فاختارت عقد اتفاقية سالم سنة

)2( :وتضمنت هذه االتفاقية تحديد الجوانب األمنية والضمانات لكل دولة

طريق تحقيق تكامل في الموارد العسكرية وغير العسكرية لكل تأسيس عالقة أمنية عن -

من الدولتين بهدف االستجابة ألي مصدر للنزاع أو صيغة لالعتداء وتتعهد كل منهما

)1( – w$�l�A4 اM� " : "#A6?$ا "NIا�! ا� و��! ،" �4 }�6#" ا$6bاع إ$^ }�6#" ا$�)��Y* : "M@ ا$���Hا$?�د ، ا�

140 ، ) /86� 91ص ، )2000ا��Jن، - )2(l |ا �D� "}2ME$ا :Du$ .*ر أرد�Y(� "ا$�)?@ 3?#� و<%6ون �D� .�، <N ا�W#H0 وا��% �� ا���ق

�6آB ا$�را�3ت ا$�I6L : "#3�#M" و686�L ���� زه#6 د�8ب، ا$&�ه6ة. ا�P X"N% أر<�! ���0آ!: ا�و ،"#]#L6اE3[108-107، ص 1995وا.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

27

على االمتناع عن استخدام أراضي الطرف اآلخر وعدم السماح ألي طرف ثالث

.باستخدام هذه األراضي لتهديد أمن إحدى هاتين الدولتين

االتفاقية تعهدات ملزمة سياسيا وقانونيا منها االمتناع عن التهديد باستخدام تضمنت -

.القوة أو األسلحة التقليدية وغير التقليدية ضد بعضهما

التزام الطرفين بالعمل المشترك نحو إخالء منطقة الشرق األوسط من أي تحالفات أو -

.تكتالت إقليمية معادية

لمواجهة إلى سياسة التعاون األمني مع إسرائيل من وبذلك انتقلت األردن من سياسة ا

.جهة والتزامها بعدم التحالف مع أطراف أخرى ضد إسرائيل ولو كانت عربية

إن تورط إيران في حرب الثماني سنوات ضد العراق جعل : المنظور اإليراني لألمن.ج

:منها تعيد ترتيب مصادر تهديد أمنها فيما يلي

حيث أن اإليرانيين ال يزالون مجزمين بالتسبب : ن الداخليةالتدخل األمريكي في الشؤو -

األمريكي المباشر في األزمات األمنية التي شهدتها إيران، وهذا منذ تورط وكالة

، إضافة 1953االستخبارات في تدبير االنقالب على السلطة وإعادة تنصيب الشاه سنة

يران ، فتشكل السياسة األمريكية إلى الموقف األمريكي المناهض للثورة اإلسالمية في إ

.)1(في الشرق األوسط تهديدا ألمن إيران

التواجد العسكري األجنبي للقوى الخارجية في كل دول الجوار بداية بالغزو األمريكي -

ألفغانستان، حيث يرى الرئيس اإليراني السابق محمد خاتمي انه تهديد ألمن بالده

تان معقدة للغاية ونأمل أن يتخلص الشعب المظلوم وال شك أن أزمة أفغانس: "... بقوله

إضافة إلى . )2("من أوضاعه المأساوية وان تزول بؤرة الخطر هذه التي تهدد أمننا

، وكذا القواعد 2003تدخل القوات األمريكية والبريطانية في عملية غزو العراق سنة

عربي وتركيا ، كل هذا العسكرية العديدة للدول الغربية المتواجدة في دول الخليج ال

تعتبره إيران تهديدا واستفزازا لها خاصة بتوتر عالقاتها مع الواليات المتحدة السيما

.حول برنامجها النووي

�. ا$!6ق ا9وDy:3: ا$�N!� 4M� "2MEي، - )1( .�#2J[ر إ68ا*.: { وا4�9 ا�Y(�" ،�#?3 @?(�$ا �D� .� ، 2O�3ا�

،YHE* 98ص. )2( - ،.�L�% ���� %��وا !Iوا��3�0! ا061@�د !���Hر�8. ا��3�0! ا��3 ،.Z�'$��63 ا "�I6L : ،6 K$2002دار ا ،

.226ص

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

28

النزاعات المتواجدة في دول الجوار خاصة المتعلقة باألقليات كاألكراد في العراق -

جتمع اإليراني يضم وتركيا والنزاع حول األرمن في أرمينيا وأذربيجان ذلك أن الم

أقليات أرمينية وكردية قد تتأثر بصراع األقليات في دول الجوار، وهذا ما يشكل

.مصدر قلق حول احتمال انتقال هذه النزاعات إلى داخل الحدود اإليرانية

تعتبر إيران أن تكديس األسلحة التقليدية وسباق التسلح الذي حصل في المنطقة يشكل -

افة إلى األسلحة غير التقليدية في المنطقة، فإيران ستكون خطرا على أمنها ، إض

معرضة لخطر أي حرب غير تقليدية تنشب في المنطقة ، فهي تقع وسط دول نووية

.هي باكستان والهند من الشرق وروسيا من الشمال وإسرائيل من الغرب

سعودية التي إضافة إلى المشاكل الحدودية مع باكستان، اإلمارات العربية المتحدة وال -

يمكن للتدابير التي نتخذها من الداخل أن تساهم في "تهدد أمنها ، حيث يرى خاتمي أنه

حل جانب من مشاكلنا ومنها القضايا المشتركة مع باكستان أو العربية السعودية حيث

.)1(."يمكنها أن تترك أثرا كبيرا على الجهة األخرى من الحدود

بك في الرؤى حول مفهوم األمن القومي لكل دولة من ومن هنا يتبين لنا مدى التشا

.دول الشرق األوسط ،بما في ذلك رؤية الدول العربية لمضمون األمن القومي وتحدياته

.226 اcMK* UI6�$ ، ص - )1(

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

29

.ظاهرة سباق التسلح في الشرق األوسط: المبحث الثاني

ثل هي ظاهرة عسكرية، سياسية، صناعية، تجارية، تتم(1) إن ظاهرة سباق التسلح

في استمرار التنافس بين األقطار المتنازعة فعال أو ضمنا على تحسين كفاءتها وأسلحتها

إما تطوير األسلحة والمعدات : القتالية وطاقتها الدفاعية والهجومية وذلك عن طريق

الحربية نوعيا وإنتاجها بكميات كبيرة وتحديثها بوتيرة تتناسب مع وتيرة التطوير التقني

وبناء قوت مسلحة ضخمة مستعدة لخوض المعارك في أي وقت من والتكنولوجي،

وإما باستيراد المعدات الحربية واألسلحة . األوقات، وهذا بالنسبة للدول الصناعية

، وقد *واستبدالها عند حدوث تطورات تقنية جديدة، وهذا فيما يخص الدول غير الصناعية

يمة مالزما للتطور التاريخي عرف سباق التسلح بمفهومه العام منذ العصور القد

للمجتمعات البشرية، أما المفهوم الحديث فظهر منذ الربع األخير من القرن التاسع عشر

وحقق طفرة كبيرة نشأت مع الثورة الصناعية، ومنذ ذلك الوقت كان سابق التسلح حكرا

لباردة أصبح على الدول الكبرى الصناعية ولكن بعد الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب ا

يشمل أغلبية دول العالم الثالث، خاصة بعد أن أصبحت الحروب النيابية أو الحروب

بالوكالة في إطار الصراع حول مناطق النفوذ بديال عن الحرب النووية بين المعسكرين

.الشرقي والغربي

وترتبط ظاهرة سباق التسلح ارتباطا وثيقا ببعدها االقتصادي، والذي يتمثل في ما

يعرف بنفقات الدفاع أو النفقات العسكرية، وهي مجموعة الموارد المالية واالقتصادية التي

**.تغطي تكاليف صناعة واستيراد وتطوير األسلحة والعتاد العسكري وكل ما يرتبط بهما

!، ��D ا$�ه�ب ا$ #�$. و<%6ون -(1)��Hا� !P�ا$�M3m" ا$?A6#" $�2را�3ت وا$)!D$ : ،6)�ن). �D3ق ا$2ME{ (3ج . ��

.128-126، ص 1993* - �Jو ،"#Z8" أو ��ا�* "J-� .� @NMK*6ون أDE?8 6g4 أو أآ#�6l د�Iو c*iA }2ME$ق ا�DM$ 6%> O86?L .'?8 4� ه)�ك

�68 أa�?�A @NE�23ت ��$#" و��MEر�"، آ�'L ^$إ j$ذ @N?��ء �8y ^2� "86 M?$ا @NLا�J ء�(A ^2� @هBK�8 �J �@N$ "M�2�ك ا$?M 6ي وا$M#�3. $�2ول ا$�)�M2$ "?J�E�$6ة واy��$وا "#y��$ت ا�J-?$ا "A6]L.

�$@ ��A9ث ا$M-م ا$?�$�. - **Nآ�E3 �N?� V��E?8 يk$ا O86?E$ا � Stokholm"إن أ}�/ �K*~$ O86?Lق ا$?M 6ي هInternational peace Research Institute SIPRI " م�NK�$ .M2l9ل ا��{ O2� O86?L ^$إ j$ذ .� �(EM8و�ات ��K ا$M-م : *K&�ت ا$���ع، و8!�/ هkا ا$O86?E آ/ ا$)K&�ت ا$��$#" �2^J j$ذ .� ��A "�2M�$ات ا�وزارات -ا$&

"#����. ا$�!�رU8 ا$� "l6t(�$ا9%6ى ا "#��?M 86" �)��� 8&�ر أ*�L �Nرب ا$&�ات }cD ا$- ا$���ع وا$�آ�aت ا$� "86 M?$2?�2#�ت ا$ BN]L86"-و M?$ا "#Z�uK$ت ا�l�!($ت آ/ �4. ا�&K($ا Vkه /�!L أن w]8 ن -: آ���86 M?$6اد ا�ا9

@N$ "#���EIaت ا���t$ا O2Et86#4 و� M?$ا ���&L ت�u8�?L j$ذ .� ��A ن�-ا$�!�86Eت -ا$?�2#�ت وا$b#�*" - وا$��*#68�'E$وا ��D$86" -ا M?$ا "*� =ا$�?

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

30

.مالمح ومسارات سباق التسلح في الشرق األوسط: المطلب األول

لي منذ كسر احتكار تجارة السالح الناجمة عن لقد بدأت الظاهرة في المنطقة بشكل ج

، والذي تضمن إشراف الدول الكبرى 1950اإلعالن الثالثي بقيادة الواليات المتحدة سنة

على واردات الشرق األوسط من األسلحة ، وتم كسر هذا الحصار عن طريق الصفقة

هذا المجال ، فاقتحمت بذلك مصر وبقية الدول العربية1955المصرية التشيكية سنة

وبتأجج الصراع .واستطاعت أن تمول صفقاتها العسكرية عن طريق مواردها النفطية

وحدته بين القوتين العظمتين ازداد تدفق األسلحة إلى المنطقة ، فقد أخذت الواليات

المتحدة المبادرة في ترسيخ كتلة موالية لها في المنطقة ترتكز بالدرجة األولى على

بية السعودية وإيران في عهد الشاه ، وأصبحت هذه الدول مؤهلة لتلقي إسرائيل ثم العر

احدث األسلحة األمريكية لمواجهة االمتداد الشيوعي ، حيث بلغت الصادرات األمريكية

( مليار دوالر 14 إلى حوالي 1981 – 1978العسكرية إلى المنطقة ما بين سنتي

مليار 13، فإسرائيل وحدها تلقت حوالي )باستثناء الصادرات اإليرانية واإلسرائيلية

.1981- 1973دوالر فيما بين سنتي

أما االتحاد السوفييتي فقد كان المزود التقليدي للمنطقة من األسلحة، فكان يمول كل

-1973من العراق وسوريا ، وبلغت صادرته العسكرية إلى المنطقة فيما بين عامي

3000 ناقلة مصفحة و 7000 دبابة و 9000ن مليار دوالر وبأكثر م30 حوالي 1981

. هيلوكبتر300 طائرة و 1300مدفع

، 1973أما أوروبا فقد دخلت فعال في تزويد دول الشرق األوسط باألسلحة سنة

فرنسا وايطاليا وبريطانيا التي بلغت صادراتها إلى المنطقة أكثر من : واهم هذه الدول هي

، وبذلك فقد أصبحت المنطقة اكبر )1(1982 – 1973 مليار دوالر فيما بين سنتي 18

سوق لألسلحة في العالم ففي بداية التسعينيات أصبحت ستة دول من المنطقة تنتمي إلى

�. هkا ا$�[�ل �4 ا$E&�ر68 ا$��$#" وا]�Z�b#" وا�bEJaد8" ا$bA "T�t)�وق ا$)&� ا$�و$. = cL�#Z�bإ� �N?�$ا .&EM8و

�. ا$!mون "bbtE�$وا$�ور�8ت ا �Zا$[6ا j$kا*#�ت وآB#�$ل ا�� "#���" إ$^ ا$E&�ر68 ا$� �yل دول ا$?�$@، إ��ث �2^ هVk ا$E&�رA 68?� ا$E?�8-ت $�K*~$ cK86?L U� w3�(EEق ا$?M 6ي، ��� 8[?/ ا$��$#" وا�bEJaد8"، و��8

.إ�cL�#Z�b ا6Jب إ$^ ا9ر�Jم ا$�&#&#"MN ذآ�J ه#62 و��Lري وا�E8ن – )1( 2O�� ، . 437 ، 436ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

31

سوريا، العراق، مصر، إيران، : الدول العشر األكثر استيرادا لألسلحة في العالم وهي

اشترت دول الشرق 1986–1963ففي فترة ما بين سنتي . ليبيا والعربية السعودية

، وال يزال اإلنفاق العسكري في الشرق )1( من مبيعات األسلحة العالمية%61األوسط

األوسط يشكل اكبر النسب في العالم فقد بلغت النفقات العسكرية في المنطقة خالل عام

2000، لترتفع سنة ) باستثناء اإلنفاق العسكري الليبي( مليار دوالر 40,1 قيمة 1995

%40 وهذا بزيادة قدرها 2004 مليار دوالر سنة 56,1 مليار دوالر ثم إلى 51,7إلى

.)2(2004 و 1995فيما بين سنتي

يتوضح لنا مدى تطور النفقات العسكرية لدول الشرق ) 1(ومن خالل الجدول رقم

، ونستنتج كذلك من الجدول 1970األوسط وارتفاعها كل خمس سنوات ابتداء من سنة

سباق التسلح مرتبطة ارتباطا وثيقا بالصراعات واألزمات التي حدثت في أن ظاهرة

، ذلك أن القاعدة العامة هي أن النزاعات الدولية هي التي تؤدي 1948المنطقة منذ سنة

إلى تسابق الدول نحو التسلح ، ومن هنا يمكننا –إضافة إلى أسباب أخرى–كسبب رئيسي

: بعاملين أساسيينأن نربط مسار الظاهرة في المنطقة

تأثير الحروب العربية اإلسرائيلية األربعة في دفع دول الطوق وإسرائيل نحو سابق . أ

.التسلح وتزايد النفقات العسكرية إبان فترة هذه الحروب

تأثير حروب الخليج األولى والثانية والثالثة على عدم االستقرار في منطقة الخليج . ب

العراق : ع وسباق التسلح على ثالث جبهاتالعربي وإيران وتضاعف نفقات الدفا

وإيران ودول الخليج العر

)1( - .*�E*رد��3ن. هـ. ا��I6" وL �D� ���� @8�&L. ا�0\��ات �� ا��0ازن ا�=�DHي �� ا���ق ا�و: ، := ا�=�]E!آ

6b� ،"$اB7 �Aل، : ا$�2#@ أ-N$62، 61، ص 1994دار ا. �*B و<%6ون، - )2( 3 x#AاB#$6ي" ا M?$ق ا�K*[ن" ا�M$> .�: ا�W#H0 و*Qع ا�GHح وا��% ا� و��B2#A و<%6ون،. ك. ج.

: A#6وت. �4M و<%6ونSIPRI (2005 . 4M� "�I6L(ا��0Dب ا���Hي �3=` �0آ`��4 �:"�ث ا�GHم ا�=���3 6D���* ،"#A6?$ة ا��� .460، ص 6�2005آB درا�3ت ا$

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

32

في الفترة 1985بأسعار الدوالر الثابتة لسنة (نفقات الدفاع لدول الشرق األوسط ): 1(الجدول رقم

في الفترة الممتدة ما بين 2003بأسعار الدوالر الثابتة لسنة (و) 1990-1970الممتدة ما بين سنتي

.بماليين الدوالرات األمريكية) 2004-1995 سنتي

السنوات1

الدول1970* 1975* 1980* 1985* 1990* 1995** 2000** 2004**

2061 1708 1653 4572 2648 1658 2049 605 مصر

--- 4939 4089 5453 2739 3343 705 161 سوريا

849 795 1004 689 539 332 135 91 األردن

793 903 1009 106 93 102 212 94 لبنان

10738 9330 7809 3807 5249 2218 3160 2016 إسرائيل

19290 19934 12974 15926 20083 17875 4122 462 السعودية

4032 2896 4222 1435 1537 937 623 125 الكويت

اإلمارات

المتحدة18 34 1232 2053 1594 2696 2575 ---

2526 2056 1950 1640 2351 959 761 41 عمان

474 318 267 210 156 161 16 11 البحرين

--- --- --- --- --- --- --- --- قطر

--- --- --- 12523 12070 2987 1418 432 العراق

5150 5626 1976 4924 4777 3822 4735 567 إيران

560 346 --- 1708 3573 3439 698 199 ليبيا

--- --- --- --- --- --- --- --- اليمن

* - �N?�$ ي�(M$ب ا�E $ر �4 ا�bL .E$ت ا����ذة �4 آ�Eب EM8&. هVk ا9ر�Jم �4 ا$�?2%i� ات�(M$ا Vkت ه�#Z�bإ�

�ث ا$M-م ا$?�$�. �D$ @$�Nآ�E3 . 6Y*�8ي ، : أ���eهd#P �3 ا�=�DHة وا��% �� ا���ق ا�و وcCأ�#4 ه .130، 129، ص 1991دار ا$!6وق ، : �6b . ا� 3I'�ا�f! وا��3�0!

** -6Y*أ :B*�MN ذآ�J، و<%6ون، 3 2O�� 526-516ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

33

أن الزيادة في نفقات الدفاع كانت تعنى بدول الطوق ) 1(نالحظ من خالل الجدول

-1948(وإسرائيل كأبرز أطراف الظاهرة، وهذا خالل فترة الحروب العربية اإلسرائيلية

أما منذ بادية الثمانينات فقد حدثت طفرة في نفقات الدفاع لدول الخليج العربي ) 1973

السعودية،الكويت، (ن مجموع نفقات الدفاع لدول الخليج الرئيسية خاصة، إذ انه إذا كا

، فانه 1970تقارب نفقات الدفاع لدولة مصر وحدها سنة ) اإلمارات، البحرين وعمان

أصبحت نفقات الدفاع للعربية السعودية وحدها تشكل ثالثة أضعاف نفقات 1985سنة

.الدفاع لدول الطوق األربعة

ابق نستطيع التطرق إلى ظاهرة سباق التسلح في المنطقة ومن خالل الجدول الس

:ضمن ثالث اتجاهات

لقد أسفرت الحروب العربية اإلسرائيلية : سباق التسلح بين دول الطوق وإسرائيل .1

على زيادة كبيرة في القوات المسلحة واستيراد األسلحة قبل وبعد كل حرب من هذه

ضاعف حجم القوات المسلحة والمعدات فيما يت) 2(الحروب، فيوضح لنا الجدول رقم

، )قوات البرية وسالح الجو(المرتبطة بها خاصة تلك التي ترتبط بنوع طبيعة الحرب

األردن ، سوريا ومصر من جهة وإسرائيل في : ويتعلق األمر بدول الطوق الرئيسية وهي

.الجهة المقابلة

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

34

:)1(الشرق األوسط عقب الحروب العربية اإلسرائيلية لدول الطوق األساسية وإسرائيلنمو القوات العسكرية في ): 2(الجدول رقم

نوع القوات

الدول

عدد

الجنود عدد الدبابات

العربات

المدرعة

القطع

المدفعية الطائرات

عقب حرب -11948

35 - 30 90 -80 139 – 80 135 – 80 ألف20 مصر

--- 40 -30 30- 20 35- 20 5100 سوريا

--- 20 – 10 12 – 6 --- ألف16 األردن

40 90 – 60 220 – 155 85- 40 ألف34 إسرائيل

عقب حرب -2

العدوان الثالثي

340-275 500-275 400- 315 530- 430 ألف88 مصر

20 80-60 90 40 --- األردن

155-150 150-78 450-245 360-305 ألف60 إسرائيل

حرب عقب-31967

431-400 750-575 1250-950 890-630 ألف160 مصر

127-78 315-270 585-400 450-400 ألف55 سوريا

28-18 263 210 288-200 ألف48 األردن

-1230 ألف268إجمالي القوات 1678

1580-2045 1108-1328

541-631

MN ذآ�J آ�رد��3ن، - )1( 2O�� . 206 -205ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

35

العربية

290-286 200-160 1500-1000 1050-800 ألف265 إسرائيل

عقب حرب -41973

598 1280 2400 2200 ألف315 مصر

275 675 1300 1820 ألف140 سوريا

إجمالي القوات

العربية 946 2045 4200 4470 ألف480

360 570 4000 2000 ألف310 إسرائيل

في تحرير 1948من خالل الجدول يتبين لنا أن فشل القوات العربية في حرب

ي الفلسطينية جعلها تفكر في إعادة تشكيل قوة عسكرية تستطيع إخراج إسرائيل األراض

من األراضي العربية، مما دفع إسرائيل هي األخرى إلى زيادة قواتها العسكرية لتثبيت

غاية اشتباك الجيشين المصري والسوري مع قوات التحالف سنة مركزها ووجودها إلى

الشعوب العربية أقوى من أي اعتبارات كانت ضغوط1967 ، وأثر هزيمة1956

اقتصادية أو التفكير في اآلثار السلبية الناجمة عن زيادة النفقات العسكرية ، فضاعفت

الدول العربية هذه األخيرة بهدف الثأر من الهزيمة ؛ وكذلك نجد أن درجة التفاعل في

مثيلتها بين سباق التسلح كانت بصورة واضحة بين مصر وإسرائيل وبدرجة اكبر من

إسرائيل ودول الطوق األخرى ، وهذا نتيجة مدى فاعلية السالح المصري وكذلك انتقال

مصر في نظام تسلحها من المعسكر الشرقي إلى المعسكر الغربي وهذا ما يتطلب من

مصر استكمال تحولها إلى التكنولوجيا األمريكية وبناء ترسانة عسكرية متكاملة

.يؤدي بها إلى تخصيص أغلفة مالية كبيرة لتحقيق هذا الهدف وهو ما س)1(ومتجانسة

لم 1980منذ سنة : سباق التسلح بين العراق وإيران أثناء حرب الخليج األولى .2

يعد الصراع العربي اإلسرائيلي هو الدافع الوحيد في السباق نحو التسلح ، فباندالع الحرب

على الدولتين بشكل كبير، وكما العراقية اإليراني أصبحت األسلحة المتطورة تتدفق

فان نفقات الدفاع للدولتين ارتفعت بشكل متزايد طوال سنوات ) 2(و) 1(يوضحه الشكالن

آB درا�3ت �D$ :6)�ن. 1990-1970ا�E*7ق ا�=�DHي �� ا��f% ا�=�:� : ، ا�GHح وا���D�QN ا$6زاق ا$�Kر3. - )1( ،"#A6?$ة ا��� .225-223، ص 1993ا$

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

36

2,5 ال تتعدى 1980 بعدما كانت 1990 دوالر سنة 12,5الحرب لتصل في العراق إلى

.مليار دوالر

. قبل وبعد حرب الخليج األولىمنحنى بياني يمثل اإلنفاق العسكري العراقي): 1(الشكل

.منحنى بياني يمثل اإلنفاق العسكري اإليراني قبل وبعد حرب الخليج األولى) : 2(الشكل

4#8-� ا$�وaرات

7000

6000

5000

15000

12500

10000

7500

5000

2500

90 89 88 87 86 85 84 83 82 81 80 79 78 77 76 75 74 73 72 71 1970

�ات (M$ا

4#8-� ا$�وaرات

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

37

وبعد انتهاء حرب الخليج األولى، لم يعن ذلك انتهاء التنافس االستراتيجي بين

شان تسوية بعض القضايا العالقة بينهما الدولتين فقد نشأت العديد من الخالفات بينهما ب

كقضية أسرى الحرب واالتهامات المتبادلة حول دعم حركات المعارضة في كال البلدين

وكذلك قضية التعويضات التي رأت فيها إيران انه يتوجب على العراق دفع تعويضات

ن يدفع الذي أوقف الحرب والذي يشير إلى أ598الحرب بموجب قرار مجلس األمن رقم

.)1(الطرف المتسبب في الحرب تعويضات مالية إلى الطرف اآلخر

فكل هذا األسباب جعلت كل طرف يسعى إلى ترجيح الميزان العسكري لصالحه

وإعادة بناء قوته العسكرية ومنشاته القاعدية بعد الدمار الذي خلفته الحرب ، فأعلنت

نتهاء الحرب بثالثة أشهر أنها ، أي بعد ا1988الحكومة العراقية في شهر ديسمبر

مليار دوالر في مجال التصنيع العسكري المحلي على الرغم من الدين 20ستستثمر

مليار دوالر، إضافة إلى المتطلبات المالية إلعادة التعمير والبناء، 75العسكري المقدر بـ

مليار 3,5كما سعت إلقامة صناعة طيران محلية من خالل عقد صفقة مع فرنسا قيمتها

دوالر منحتها من خاللها الترخيص لتجميع وتركيب طائرات فرنسية؛ إضافة إلى أن

العراق عملت على إحداث تغييرات على مختلف األسلحة البرية والجوية والبحرية بما في

�q ا6E3aاA .]#L#4 إ68ان وا$?6اق �. ا$s#2t" ا��� إ6Aاه#@ ����د، -) 1( �(E$ا� و��!، "ا !��H136ا$?�د ، ا� ، ) /A6�ا

.122، ص )1999

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

38

ذلك األسلحة الكيماوية الذي شهد تطورا كبيرا في العراق ، فالقائمة التي قدمتها العراق

رأسا 9120سلحتها الكيماوية إلى األمين العام لألمم المتحدة كانت تضم حول أ1991سنة

غاز سارين وغاز تابون ( مخبرا إلنتاج الغازات السامة 25 قنبلة كيماوية و 600كيماويا و

.)1()وغاز الخردل

أما إيران فلم تتوقف عن تطوير قوتها العسكرية بتوقف الحرب ، بل واصلت

لة عن الشؤون العسكرية والصناعات الحربية والتي أنشأت أيام وزاراتها الثالثة المسؤو

على االهتمام بهذا ) وزارة الدفاع ووزارة الحرس الثوري ووزارة جهاد البناء(الحرب

مشروع للصناعات 120 بدأت هذه الهيئات في انجاز )2(الشأن حيث عند بداية الحرب

األلف مشروع ، خاصة مشاريع بلغت المشاريع العسكرية1987العسكرية وبحلول سنة

من احتياجاتها للذخيرة ، وأصبحت % 80إنتاج الذخيرة الحربية بأنواعها ، فتوفر إيران

. نوع من الذخيرة ، ومن بين الدول العشر األوائل إلنتاجها50 تنتج 1992سنة

لقد سعت كل من إيران والعراق إلى فرض زعامتهما كقوى إقليمية في الشرق

ن خالل تطوير قوتيهما العسكرية، وتوضحت الطموحات العراقية في ذلك من األوسط م

خالل غزوها للكويت الذي أعقبه تدخل قوات التحالف لتدمير قوتها العسكرية، ثم إسقاط

. وتقلصت بذلك الطموحات العراقية2003نظام الحكم عقب الغزو األمريكي للعراق سنة

الحرب العراقية اإليرانية بشكل مباشر أثرت:سباق التسلح في الخليج العربي .3

على زيادة نفقات الدفاع في دول الخليج العربي واستمرت على نفس المضمار إلى يومنا

تبين لنا تزايد واردات السالح ) 6(، )5(، )4(، )3: (هذا، والنسب الموضحة في األشكال

ل الطوق وهذا تبعا لعدة في دول الخليج العربي مقارنة بباقي الدول العربية بما في ذلك دو

1970ظروف وانعكاسا للتطورات الطارئة في الشرق األوسط ففي الفترة الممتدة ما بين

من واردات % 27,4 كانت واردات دول الخليج من األسلحة ال تتعدى نسبة 1975و

الدول العربية ، وهذا يرجع إلى االستقرار النسبي في منطقة الخليج العربي واحتدام

1981 في الجهة األخرى بين دول الطوق وإسرائيل ؛أما في فترة ما بين سنتي الصراع

أي السنوات األولى من حرب الخليج األولى شعرت هذه الدول بالتهديد الخارجي 1985و

وكانت ترى أن خطر الحرب قد ينتقل إلى أراضيها، وفضلت بذلك إنشاء تكتل رسمي في

)1( - �8�b$�8 اB8 !�:�=ا� !I�DH=ا� !P��@ن . ، ا��(D$ :"#A6?$ة ا��� .255، ص K*�I ،1992. �6آB دار�3ت ا$ .71 اcMK* UI6�$ ، ص -)2(

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

39

ات تجاه التطورات الحاصلة غير بعيد عن الحدود مجلس التعاون الخليجي لتوحيد السياس

اإلقليمية لها، فازدادت وارداتها من األسلحة واتجهت إلى االعتماد على كثافة رأس المال

الناتج عن عائداتها النفطية الكبيرة، فهي تفتقر إلى القوى البشرية والموارد غير النفطية

قيام بتنمية صناعية عسكرية، فلجأت إلى خاصة الصناعية منها، مما يجعلها غير مهيأة لل

.االعتماد على الدول الكبرى في استيراد األسلحة

ومن جهة أخرى جاءت مرحلة التسعينيات بما تحمله من تطورات، واثر الغزو

العراقي للكويت بدوره على ظاهرة سباق التسلح في دول الخليج بعد تضاعف الخطر،

لرياض السعودية، حيث بلغت بعد هذه الحادثة قيمة خاصة عقب القصف العراقي لمدينة ا

في مدة ( مليار دوالر 23,29التعاقدات العسكرية بين دول الخليج والدول الغربية نحو

مليار دوالر، وبلغت طلبات دول الشرق 4,6، بمعدل شهري قدره )أربعة أشهر فقط

1992يلية من سنة األوسط عموما من األسلحة منذ الغزو العراقي للكويت إلى شهر جو

من % 50 مليار دوالر أي أن دول الخليج في هذه المرحلة ساهمت بأكثر من 45حوالي

صفقات السالح في الشرق األوسط ، وكانت العربية السعودية على رأس هذه الدول حيث

من حجم التجارة % 9,2كانت رابع دولة في الشرق األوسط تستورد السالح وبنسبة

.)1(لشرق األوسطالعسكرية في ا

من الدبابات الواردة إلى المنطقة، % 75وفي نفس الفترة حصلت دول الخليج على

.)2( من الصواريخ%61 من الطائرات وأكثر من %60وأكثرمن

�ق ا$�و$#" $E[�رة ا$M-ح" �-ء $�3@، - )1(M$2#�ي �4 : ا&E$2{ اME$ت ا�&K* .�! ا� و��!، "1991 إ$^ 1950درا3" ��Hا� ،

�28#" (، 121ا$?�د I1995( 194، ص. )2( -،�lا$�)?@ 3?#� آ� �D�"6 M?$ان اB#�$686 ا&L .�! ،"ي �N?�2$ ا$�و$. $�2را�3ت ا]6E3اL#[#"ا$!6ق ا9و3: ��Hا�

.282، ص )1998ا�86/ ( ، 132، ا$?�د ا� و��!

27,4(دول ا��#�g ا�=�:� % (

دول!�:�P أ&�ى) 4,8 % (

دول ا�3\�ب ا�=�:�)14.7 % (

53,2(دول ا�)�ق % ( g�#ا�=�:� دول ا��)51.9 % (

!�:�P دول أ&�ى )5.5 % (

18.5(دول ا�3\�ب ا�=�:� % (

24.1(دول ا�)�ق % (

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

40

ةدائرة نسبية تمثل واردات األسلح) : 4(الشكل دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية ) : 3(الشكل

.1985-1981 العربية في الفترة الممتدة مابين سنتي .1975-1970في الفترة الممتدة مابين سنتي

دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية): 6( الشكل دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة): 5(الشكل

.2004-2000الفترة الممتدة مابين سنتي في .1990-1986العربية في الفترة الممتدة مابين سنتي

من األشكال السابقة نجد أن تأثيرات حرب الخليج الثانية بدت واضحة خاصة ما

حققته األسلحة الغربية ضد القوات العراقية وهو ما ساهم في ازدياد طلب دول الخليج

األساسي لدول الخليج عليها، وأصبحت في هذه الفترة الواليات المتحدة هي المزود

65.4(دول ا��#�g ا�=�:� % (

دول !�:�P 5.1(أ&�ى % (

11.7(دول ا�3\�ب ا�=�:� % ( 17.7(دول ا�)�ق % 40(دول ا��#�g ا�=�:� ) % (

!�:�P دول 9.2(أ&�ى % (

دول ا�3\�ب17.3(ا�=�:� % (

33,2(دول ا�)�ق % (

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

41

بمختلف األسلحة ، وقد مكنها ذلك منذ بداية التسعينات من إدخال مذهب االحتواء المزدوج

.)1(ضد كل من العراق وإيران وتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة

وهذا ما شكل دافعا آخرا إليران لزيادة نفقاتها العسكرية حيث تضاعفت هذه األخيرة

، بهدف مواجهة 2001 مليار دوالر سنة 14.6 إلى 1991والر سنة مليار د5.14من

أي تهديد عسكري من طرف الواليات المتحدة األمريكية أو إسرائيل خاصة بعد بداية

.تطويرها لبرنامج نووي متقدم

وإذا كانت حرب الخليج الثانية قد ساهمت في تضاعف اإلنفاق العسكري لدول

رب وفتح أراضيها للقوات األمريكية من جهة ومن جهة الخليج بسبب مشاركتها في الح

أخرى تضاعف حجم العقود والصفقات العسكرية لجلب المزيد من المعدات العسكرية

تمكنها من مواجهة محاوالت الهيمنة اإلقليمية لكل من العراق وإيران؛ فان غزو العراق

ر على ارتفاع اإلنفاق أثر بشكل كبي2003من طرف الواليات المتحدة األمريكية سنة

، ويرجع ذلك 2003 سنة 19.1 إلى 2002 مليار دوالر سنة 15.3العسكري اإليراني من

إلى سببين رئيسيين األول هو االستعداد الحتمال تفاقم الوضع وانتقال آثار الحرب إلى

ي هو األراضي اإليرانية السيما بسبب التدفق الهائل لالجئين العراقيين إلى إيران ، والثان

تصنيف الواليات المتحدة األمريكية إليران ضمن دول محور الشر ، واتهامها بمحاولة

أدت هذه األوضاع إلى دفع دول الخليج كذلك . امتالك أسلحة نووية قد تهدد أمن إسرائيل

للسعي نحو إحداث التكامل بين المعدات العسكرية المسلمة لها بموجب عقود سابقة وبين

.)2(القائمة ، خاصة قواتها الجوية ولم تسع إلى اقتناء معدات جديدة تعزيز قدراتها

.األسلحة غير التقليدية في الشرق األوسط: المطلب الثاني

يعتبر تصنيف األسلحة حسب أبعاد تأثيرها وقوتها التدميرية هو أكثر التصنيفات

وغير تقليدي، أما استعماال وانتشارا، حيث يصنف السالح ضمن هذا اإلطار إلى تقليدي

)1( - ،47�E#6ب ا$?6اق" وو$. او�� �?A :3ا$!6ق ا9و .� "86 M?$ت ا�&K($ن"ا�M#$ا .�ا�B2#A W#H0 و<%6ون، . ك. ج. ، �6آB درا�3ت : �" �4M� 4M و<%6ون، $D)�نSipri 2004( .I6L(ا��0Dب ا���Hي : و*Qع ا�GHح وا��% ا� و��

6D���* ،"#A6?$ة ا��� ..577، ص2004ا$ .573، ص �YHE* 2O�3ا- )2(

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

42

Weapons of Mass" "بأسلحة الدمار الشامل"السالح غير التقليدي أو ما يسمى

Destruction " ويشمل كل من األسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، إضافة إلى

األسلحة النيوترونية والجيوفيزيائية وهناك من يضيف األسلحة الباليستية، بينما تشمل

.يدية كل أنواع األسلحة األخرى البرية والجوية والبحريةاألسلحة التقل

)1(أنواع أسلحة الدمار الشامل .1

وهي ":Nuclear Weapons (Atomic)) "الذرية(األسلحة النووية -1

األسلحة التي تستمد قوتها التدميرية من انشطار أنوية الذرات وهي األسلحة الذرية، أو

يدروجينية والقنبلة النووية الحرارية، ويدخل ضمن اندماج أنوية الذرات مثل القنبلة اله

هذا النوع من األسلحة كل من القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية وقذائف المدفعية

النووية واأللغام النووية والرؤوس النووية التي تحمله الصواريخ الباليستية والغبار

لدمار الشامل تدميرا وتخريبا المشع ، وتعتبر األسلحة النووية أكثر أنواع أسلحة ا

.وتأثيرا على البيئة واإلنسان نظرا للقوة الهائلة التي تتمتع بها

وهي األسلحة التي ترتكز ": Chemical Weapons"األسلحة الكيماوية -2

أساسا على المواد الكيماوية التي لها تأثير كيميائي وفيزيولوجي على الكائنات الحية

األرض واألسلحة والمعدات وغيرها ، ويستخدم هذا النوع بصفة عامة، كما أنها تلوث

من األسلحة بصورة خاصة ضد البشر ،والغازات الحربية المستعملة ضمن هذا السالح

:تكون على شكل مادة صلبة أو سوائل أو مادة غازية وتنقسم األسلحة الكيماوية إلى

)2(:أسلحة كيماوية قاتلة .أ

المفعول يمتصها جلد اإلنسان إذا كانت وهي غازات سريعة: غازات األعصاب -

سائلة ويستنشقها إذا كانت غازية، وبكون تأثيرها على كل أعضاء الجسم ألنها تمنع إفراز احد

" Acetyle Choline Esterase" "أستيل كولين إيستريز"أهم اإلنزيمات في الجسم وهو إنزيم

إلى ارتخاء كلي لعضالت الجسم والذي يساعد على انقباض عضالت الجسم، ويؤدي استعماله

بما في ذلك عضالت الجهاز التنفسي ويؤدي في النهاية إلى موت اإلنسان، وأكثر غازات

ا$�M3m" ا$?A6#" $�2را�3ت وا$)!D$ : ،6)�ن، )3-ح (4 ج، 2ط .ا��3�P! ا�=I�DH!و<%6ون، ) �!6��( أآ6م د68ي - )1(

.292، ص 1990ا$�ار ا$�6b� : "86b. �! وا��3�DوI! :�% ا�"�ب وا���3:�ات وا7ره�با�#"! ا��D� O����N ا$�Nدي ��Dbح، - )2(

.71-65ا�A ،"#*�(D2$ون �Lرp8 *!6، ص

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

43

، وغاز "Tabun" "تابون"األعصاب تأثيرا نجد ثالثة أنواع اكتشفت كلها في ألمانيا، وهي غاز

".Soman" "سومان"وغاز " Sarin" "سارين"

شكل غاز وتستهدف أنسجة الجهاز التنفسي وتسبب تستعمل في : الغازات الخانقة -

" الفوسجين"في تضييق القصبات الهوائية وااللتهاب الرئوي ،واهم هذه الغازات غاز

"Phosgene."

" سينور الهيدروجين"وأشهر هذه الغازات هي غاز : الغازات المؤثرة في الدم -

"Hydrogene Cyande "تنشقه كغاز أو إذا الذي يصل بسهولة إلى دم اإلنسان إذا اس

امتصه الجلد كبخار أو رذاذ، ويتمثل تأثيره في منع الكريات الحمراء من نقل األوكسجين

.من الرئتين أو منع نقل ثاني أوكسيد الكربون المتجمع في أنسجة الجسم

تؤدي هذه الغازات في بعض ): الغازات الحارقة(الغازات المؤثرة في الجلد -

هدف إحداث حروق جلدية عميقة وكذلك التهاب العيون، وغالبا األحيان إلى الموت، وتست

.ما تؤدي إلى العمى وغاز الخردل هو أهم واخطر هذه الغازات

وتهدف إلى السيطرة على سلوك اإلنسان وتوجيهه : أسلحة كيماوية تؤثر على السلوك .ب

باستخدام العقاقير الكيماوية التي تستعمل في الطب ، لخدمة أغراض حربية وهي

العقاقير المهدئة والعقاقير المنبهة والعقاقير المؤثرة على النفسية والمزاج، : أنواع منها

التي استحدثتها القوات األمريكية وتؤدي هذه المادة بعد " BZمادة "ومن أمثلتها

استنشاقها إلى تعطيل مؤقت يشبه الشلل مع فقدان السمع والبصر،ثم تؤدي بعد مضي

اضطراب حاد وخلل في الذاكرة : ا إلى اآلثار المؤقتة التالي ساعة من استعماله12

وضعف التركيز الذهني وتعطيل القدرة على حل المشاكل وضعف القدرة على الفهم

.مع اإلتيان بحركات غير إرادية

وهي الغازات التي تأثير محدود إلجبار الخصم على الخروج : أسلحة كيماوي معطلة .ج

.ها الغازات المسيلة للدموع والغازات المسببة للقيءمن أماكن االختباء، ونجد من

ويقصد بها االستخدام ":Biological Weapons"األسلحة البيولوجية -3

المخطط للكائنات الحية أو سمومها إلحداث الوفاة وإهالك الثروة الحيوانية والزراعية

باستخدام للعدو ويكون ذلك عن طريق تلويث الهواء أو تلويث األرض نفسها ، وهذا

وهي نشر ذرات دقيقة جدا من هذه المواد في الهواء والتي تنتقل " طريقة اإليروسول"

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

44

، وأنواع )1(حسب اتجاه الريح بحسابات معينة أو استخدام الحشرات الناقلة لألمراض

األسلحة البيولوجية تضم البكتيريا المسببة لألمراض بكل أنواعها والفيروسات التي ال

األنسجة الحية والركتيسيا وهي كائنات حية دقيقة تشبه البكتيريا تعيش إال في

،والفطريات المحدثة لاللتهابات ،وكذلك سموم الميكروبات وكل المواد الكيماوية القادرة

.على إحداث األمراض

التي يؤدي انفجارها إلى إنتاج كمية كثيفة من :األسلحة النيترونية -4

رارة محدودة، وهي قادرة على قتل اإلنسان مع النيترونات يرافقها عصف وصدمة وح

.تأثير محدود على المنشآت المعدات الموجودة في منطقة االنفجار

إن تطور العلوم الجيوفيزيائية كعلم الزالزل وعلم : األسلحة الجيوفيزيائية -5

المياه والجيولوجيا وعلم األرصاد الجوية والمغناطيسية األرضية جعل اإلنسان يعتقد انه

مكانه التحكم والسيطرة على الطاقة الكأمنة الموجودة في األرض في األغراض بإ

.الخ... )2(الحربية ،كاستخدام المطر كسالح واستخدام األعاصير والعواصف

انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق األوسط .2

من المسلم به أن السالح النووي في منطقة الشرق األوسط كان وال يزال حكرا على

إسرائيل في المنطقة؛ أما األسلحة الكيماوية والبيولوجية فقد شهدت انتشارا في المنطقة

واستطاعت أكثر من دول أن تكتسب هذا النوع من األسلحة نظرا لسهولة تكلفته ومتطلباته

على عكس األسلحة النووية، وثبتت هذه الرؤية فعال في أعقاب الحرب العراقية اإليراني،

، وثبت أن )3(راء أن األسلحة الكيماوية قد استخدمت فعال في هذه الحربحيث تأكد الخب

كل من الدولتين تمتلكان قدرات في هذا المجال فقد بدأت العراق في إنتاج هذه األسلحة

جنوب مدينة ² كلم25بمساحة قدرها 1975منذ بنائها ألكبر مصنع لهذا الغرض سنة

، إضافة إلى قائمة )4(اد الكيماوية السامةسامراء وكان ينتج حوالي ألف طن من المو

المنشآت والغازات والمخابر التي صرحت بها وزارة الخارجية العراقية لصالح األمم

.1991المتحدة في افريل

دار ا$b-ح : �AرQ* .q8ع أ#"! ا� ��ر ا�����: ا�GHم ا����� أو ا� ��ر ا����� ���وح �'#" و��D ا$�EKح �Aوي، - )1(6A�Eج ا]�-�.، أآ�E*[وا "#]#L6اE3[67، ص 1991 $�2را�3ت ا.

MN ذآ�Jو<%6ون، ) ��6را ( د68ي - )2( 2O�� . 239ص. )3( - ،.�N� /#D* ���� ":3ا$!6ق ا9و .�! ا� و��!، ، "رؤD&EM�$ "8/ ا4�9 وا�239" ا$ #��و8" ��H102ا$?�د ا� ،

) 6A�E158، ص )1990أآ. MN ذآ�J �'#" و�Aوي، - )4( 2O�� . 63، 62ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

45

–وإيران هي األخرى ال تفتقد هذا النوع من األسلحة فقد صرح آية اهللا الخميني

بداية االنفراج في الصراع العراقي عند –الرئيس السابق لجمهورية إيران اإلسالمية

انه لن يستخدم األسلحة الكيماوية في ميدان القتال الن استخدام مثل 1988اإليراني سنة

هذه األسلحة محرم شرعا لما يسببه من تلوث في الجو ويضر البيئة كلها، وبعد وفاة

يجب أن تجهز أن إيران 1989للحكم صرح هذا األخير سنة " يرافسنجان"الخميني وتولي

، وهذا ما يشير )1(نفسها دفاعا وهجوما الستخدام كل أنواع األسلحة الكيماوية والبيولوجية

إلى أن إيران تكون قد طورت هذا النوع من األسلحة، غير انه ال توجد دالئل تؤكد أن

إيران قد استعملت فعال هذا النوع من األسلحة، أما العراق فقد اتهمت من طرف الواليات

لمتحدة باستخدامها لهذه األسلحة البيولوجية في حرب الخليج األولى وكذلك ضد األكراد ا

.)2( 1988-1987العراقيين فيما بين سنتي

وبعد أن ضاعفت الواليات المتحدة األمريكية تواجدها 1990وفي نهاية سنة

لسعودية العسكري في الشرق األوسط السيما تدعيمها لقواعدها العسكرية في الكويت وا

وقطر اتهمت العراق بأنها تنتج ثالث مواد خطيرة تستخدم في إنتاج األسلحة البيولوجية

برؤوس تحمل مواد بيولوجية " الحسين" صاروخ على األقل من نوع 25وأنها تقوم بتزويد

.)3("سموم وبكتيريا "

حججا تثبت ورغم ذلك لم تستطع بعثات التفتيش الدولية المرسلة إلى العراق أن تقيم

.)4(وجود نشاط بيولوجي ذو طابع عسكري، إال بعد مرور أربع سنوات

ومن جهة أخرى نجد أن ليبيا انخرطت في مجال األسلحة البيولوجية والكيماوية، فقد

أن ليبيا تجري أعمال بحث أولية 1993ورد في تقرير المخابرات الروسية الخارجية سنة

ها مستعدة لتمويل برامج بيولوجية ذات طابع عسكرية في مجال األسلحة البيولوجية وأن

70، كما ورد في نفس التقرير أن ليبيا تمتلك مخزونا لألسلحة الكيماوية يقدر بـ)5(تطبيقية

. طن، وأنها بدأت في إنتاج غار الفوسجين وغاز السارين وغاز الخردل80إلى

MN ذآ ��Dbح، - )1( 2O��J� . 132ص.

(2)- Thérése Delpech, "La Biologique :Arme de XXIeme Sciecle", Politique Etrangere, N°5138, ( Mars 2005), p 89.

(3)- Johnatan .B .Tucker : "Armes Biologiques :Quelque Leçons Iraqiannes", ibid . p 126. (4)-Delpech, Op.cit. p 91.

�ن ه�رت و }�- (5)I ن��ارp8 ا$EM#$�D#""آ�8/، . ن. *b$ا$ #��و8" وا .I�$�#D$و8" وا��. D#$ .2tL " B2#A#� �4 ا�239" ا$)MN ذآ�J. 2005ا��0Dب ا���Hي : ا�W#H0 و*Qع ا�GHح وا��% ا� و��و<%6ون، 2O�� . 910ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

46

من طرف وكالة لكن بعد العقوبات التي فرضت على ليبيا والضغط المتواصل

المخابرات المركزية إضافة إلى مصير التجربة العراقية في هذا المجال ، جعلت ليبيا في

عندما قدمت تقريرا أوليا إلى منظمة 2004 فيفري 20التخلي عن برامجها التسليحية منذ

حظر األسلحة الكيميائية ،ثم قدمت تقريرا آخر عن كل ما تمتلكه من أسلحة كيماوية وما

طن من غاز 23.62 قنبلة كيماوية جوية و3563علق بأنشطتها وتضمن التقرير يت

الخردل وأكثر من ألف طن من المواد الكيماوية األخرى وألفي طن من األسلحة الكيماوية

وبادرت ليبيا في نفس السنة .األخرى غير المدرجة في معاهدة حظر األسلحة الكيماوية

.لب من المنظمة السابقةبتدمير القنابل التي تمتلكها بط

أما إسرائيل فرغم التعتيم الذي تتبعه اتجاه منظومتها العسكرية غير التقليدية فمن

الراجح أنها تمتلك العديد من أنواع أسلحة الدمار الشامل، ذلك أنها لم تنضم إلى

د أن االتفاقيات الدولية المتعلقة بحظر هذه األسلحة، وهناك العديد من الدالئل التي تؤك

:إسرائيل تمتلك هذه األسلحة

أنها استطاعت أن تمتلك أسلحة نووية والتي تعتبر أكثر تعقيدا وتكلفة من أسلحة الدمار -

الشامل األخرى، ذلك أن هذه األخيرة ال تحتاج إلى إمكانيات هائلة أو تقنيات متطورة

كاثلين "ريكية جدا وهي أكثر سهولة في اإلنتاج والتركيب وعبرت عن ذلك الخبيرة األم

إن بناء ترسانة بيولوجية ضخمة ال تحتاج إلى أكثر من عشرة آالف دوالر من "*"بيلي

.)1("² م25األجهزة المستخدمة وغرفة ال تزيد مساحتها عن

توافر إسرائيل على المواد األولية الكيماوية وبكثرة، خاصة مادتي الفوسفات والبروم -

.صناعة القنابل الكيماوية الغازات الحربيةاللتين تعتبران من أهم المواد في

" إسحاق شامير"تلميح المسؤولين اإلسرائيليين حول امتالك هذه األسلحة على غرار -

.)2(الذي صرح أن بالده تمتلك أسلحة دمار شامل قادرة على إبادة أي دولة

عدم انضمام إسرائيل إلى معاهدتي حظر األسلحة الكيماوية وحظر األسلحة -

، هذا من جهة ومن جهة أخرى تحفظها عند توقيعها بروتوكول جنيف )1(وجيةالبيول

.الخاص بحظر استخدام هذه األسلحة بأنها ال تعتبر السموم من األسلحة البيولوجية

�. ا$[#\ ا�9 - * OZ�2ت ��ة و��&L "#I�$�#D$م ا��. ا$?2 "bEt� "# 866ة أ�#D% .ة ه���M� 86 . <%6ه� آ�ن ��68ة

�. ا$[#\ ا86�9 . }#2ME$ا "DJ6ا�$. MN ذآ��Db� Jح، - )1( 2O��. 186 ص. MN ذآ�J �'#" و�Aوي، - )2( 2O��. 279 ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

47

التحالف االستراتيجي األمريكي اإلسرائيلي واالتفاقيات الثنائية في مجال التعاون األمني -

دي في دوائر صنع القرار األمريكية خاصة في والدفاع إضافة إلى النفوذ اليهو

المؤسسات العسكرية ، وهذا ما يؤهل إسرائيل للحصول على الخبرة والتقنية في هذا

.المجال

.برامج الصواريخ في الشرق األوسط .3

من المعروف أن الريادة في المجال العسكري تحتلها إسرائيل في الشرق األوسط وال

لصواريخ، إال أن هناك العديد من الدول في المنطقة اقتحمت يستثنى من ذلك تكنولوجيا ا

:-قبل الغزو–هذا المجال وأهمها إيران وسوريا والعربية السعودية ومصر والعراق

لقد عملت إسرائيل على الحصول على التكنولوجيا العسكرية منذ أن : إسرائيل ����

لى أكثر الصورايخ وقد تمكنت من ذلك ، وحصلت ع1948وطأت األراضي العربية سنة

األمريكية دقة حمولة ، والجدير بالذكر أنها لم تكتف بنقل هذه الصواريخ فقط وإنما نجحت

في اكتساب تكنولوجيا صناعتها أيضا ، فاعتمدت على الواليات المتحدة األمريكية في

حيث عقدت العديد من الصفقات للحصول على أعداد كبيرة من 1973مرحلة ما قبل سنة

كلم، كما اعتمدت على فرنسا في اقتناء 110األمريكية التي يصل مداها إلى " النس"ة قذيف

750وتستطيع حمل ) كلم482.8( ميل 300التي يصل مداها إلى " 660.د.م"صواريخ

.كلغ من المواد المتفجرة

كما أنها سارعت في تطوير منظومة صواريخ خاصة بها والمعروفة بسلسلة

كلم 120التي يصل مداها إلى " 1أريحا "، من صواريخ " أريحا"أو " جيريكو"الصواريخ

كلم ، وتستطيع من خاللها 2500التي قد تصل إلى مدى " 3أريحا "وصوال إلى صواريخ

توصيل رؤوس نووية إلى هذا المدى، وتمكنت بذلك إسرائيل من النجاح في تحقيق الريادة

اكتسحت مجال الصواريخ الباليستية في مجال الصورايخ قصيرة والمتوسطة المدى ثم

والصورايخ المضادة للصواريخ الباليستية، حيث أنها اشتركت مع الواليات المتحدة

المضاد للصواريخ الباليستية،وأكثر " 2آرو "األمريكية في احدث نظام في العالم وهو نظام

رتبطت في من ذلك فقد أصبحت احد ابرز الموردين األساسيين لهذه الصورايخ فقد ا

2003السنوات السبع الماضية ببرنامج الصورايخ الباليستية الهندي فقد سعت الهند سنة

2�ود، - )1(E#$ Jذآ� MN 2O�� . 29ص.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

48

إلى الحصول على المساعدة منها في هذا المجال بهدف االستفادة من التقنية اإلسرائيلية

. كلم3500الذي يبلغ مداه " 3آغني "إلجراء تعديالت على الصاروخ الهندي

لقد اهتمت بشؤون التسلح لتعزيز أمنها وردع المخاطر :لسعوديةالمملكة العربية ا ����

التي تهددها منذ حرب الخليج األولى، غير أنها ال تمتلك قدرات ذاتية من شانها أن تحقق

استقاللية الصناعة العسكرية السعودية ، فكانت معظم اهتماماتها منصبة على عقد صفقات

.لتي تشكل عنصرا مهما في منظومتها التسلحيةلشراء األسلحة خاصة منها الطائرات ا

أما الصواريخ فقد كانت اكبر صفقة وأهمها تلك التي كانت في نهاية الثمانينيات

مع الصين حول تسليم هذه األخيرة للسعودية صواريخ باليستية ذات مدى يصل إلى

، وهذه الصفقة أثارت ضجة كبيرة في دوائر صنع القرار الغربية)1( كلم2800

وخاصة اإلسرائيلية التي رأت أنها تهديد ألمن الشرق األوسط وأنها ستدفع إلى

سباق تسلح في مجال األسلحة الباليستية ؛ فاقتصر بعد ذلك االهتمام السعودي حول

مجال الطيران الحربي غير أنها ال تزال تمتلك مخزونها من الصواريخ الصينية

. صاروخ36والمقدر بـ

تعتبر أن أمنها ال يزال مهددا من طرف إسرائيل، وانه ظلت سوريا :سوريا ����

مادامت الجوالن ال تزال تحت االحتالل فال حديث عن السالم مع إسرائيل ، وظلت

مستمرة في تطوير قدراتها العسكرية تحسبا الحتمال أي اشتباك معها ؛ فاعتمدت في ذلك

ير اكبر مورد لألسلحة تجاه عل االتحاد السوفييتي في فترة السبعينيات ،فكان هذا األخ

، كما اتجهت فيما بعد إلى الخبرة اإليرانية )2(السوفييتية" سكود"سوريا خاصة صواريخ

الكوري الشمالي " Scud.D" "د.سكود"والكورية الشمالية وتمكنت من استحداث الصاروخ

كلم، وسوريا تعتزم تطوير صواريخ ذاتية الدفع وصواريخ 650الذي يصل مداه إلى

.قصيرة المدى باستخدام التكنولوجيا اإليرانية في ذلك

(1)- Wyn. Q. Bowen and Joanna Kidd, "The Nuclear Capabilities and Ambitions of Iran’s

Neighbours", in Henri Sokolski and Patrick Clawson, "Getting Ready For a Nuclear Ready Iran". in the site :www.strategicstudiesinstitute.army.mill/pdffiles/pub629pdf. p 53,54.

[ 07.05.2006]. (2)- Sami. G Hajjar, "Security Implications Of The Proliferation Of The Weapons Of Mass

Destruction in The Middle East". in The Site: www.strategicstudiesinstitute.army.mill/pdffiles/pub629pdf. p 14. [ 07.05.2006]

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

49

كما أنها لم تتخل عن التكنولوجيا الروسية بعد نهاية الحرب الباردة ومازالت مصدر

" 9أم "سالح رئيسي لها، إضافة إلى الصين التي زودتها منذ أوائل التسعينيات بصواريخ

"M9 " 11أم " كلم وصواريخ 600التي يبلغ مداها" "M11 " األكثر تطورا من األولى، كما

وساعدتها في 1990ساعدتها كوريا الشمالية على اكتساب تكنولوجيا الصواريخ منذ سنة

الكورية من حيث المدى " Scud C" "سكود ج"تطوير وتحديث مخزونها من صواريخ

.والحمولة

قناع لقد كانت الخبرة المصرية في الحروب العربية اإلسرائيلية كفيلة بإ:مصر ����

صناع القرار المصريين بضرورة تطوير قدرات عسكرية وصاروخية لردع القوات

اإلسرائيلية واالستعداد ألي جولة أخرى من الحرب، واهتمت مصر بمجال الصواريخ

اعتمادا على االتحاد السوفييتي الذي كان اكبر حليف لها في فترة الحرب الباردة فتتوفر

كلم 400ود سوفيتي الصنع بمدى قد يصل إلى صاروخ سك100مصر على أكثر من

. كلغ500 كلم وبحمولة 550وتمكنت من تطوير هذه الصواريخ لتصل إلى مدى قدره

إلى مصر ، كما " سكود ج " كما قامت شركات تابعة لكوريا لشمالية ببيع صورايخ

مفادها أن اتهامات إلى الحكومة المصرية2001أن الواليات المتحدة وإسرائيل قدمتا سنة

من كوريا الشمالية، إضافة " رودونغ"مصر اشترت ما يقارب الخمسين صاروخا من نوع

أنها اعترضت العديد من الصواريخ التي كانت تهربها 1998إلى أن سويسرا ادعت سنة

إلى أن مصر تسعى حاليا )1(وتشير بعض الدراسات والتقارير.كوريا الشمالية نحو مصر

إلى 450وبحمولة " كلم1200 إلى 800" قصيرة ومتوسطة المدى إلى تطوير صواريخ

. كلغ من المواد المتفجرة1000

منذ توتر العالقات الليبية مع الواليات المتحدة والغرب إثر أزمة لوكربي :ليبيا ����

سعت ليبيا إلى محاولة اكتساب أسلحة دمار شامل بما في ذلك األسلحة النووية، غير أنها

كما أنها سعت لتطوير منظومة صاروخية اعتمادا على تكنولوجيا دول ك لم تتمكن من ذل

التي ارتبطت ببرنامج الصورايخ الباليستية الليبية، حيث أوروبا الشرقية وروسيا

شحنة كبيرة من مؤكسد يستخدم في محركات الصواريخ 1993اعترضت أوكرانيا سنة

ليه ليبيا من صواريخ سكود من صنع روسي إضافة إلى العدد الكبير الذي حصلت ع

(1)- Bowen and Kidd, Op.cit. p 65.

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

50

السوفيتية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، وقامت ليبيا بإجراءات تعديالت على

.هذه الصورايخ لكن النتائج لم تكن دقيقة وجيدة

جزءا من منظومة " صورايخ رودونغ"كما استعانت بكوريا الشمالية حيث شكلت

متقدمة في تطوير صاروخ باليستي يستند إلى 2002الصواريخ الليبية وكانت إلى غاية

1999كلم، كما تحصلت سنة 1200 و900الكوري ولكن بمدى يتراوح ما بين " رودونغ"

.من نفس الدولة" Scud C" "سكود ج"على صواريخ

تعتبر إيران دولة تتوفر على قدرات صاروخية :الجمهورية اإلسالمية اإليرانية ����

عن اهتمامها بالمجال النووي فإنها سعت لتطوير متطورة في الشرق األوسط ففضال

منظومتها الصاروخية منذ الحرب التي خاضتها ضد العراق في الثمانينيات ، فكانت إيران

تعتمد على كوريا الشمالية في استيراد المدفعية والصواريخ وتكنولوجيا 1980منذ سنة

لكورية التي تعتمد عليها في صنعها ، كما تتوفر على مجموعة كبيرة من صواريخ سكود ا

الذي يبلغ مداه ما بين " 3شهاب " تطوير الصواريخ التي تصنعها محليا خاصة صاروخ

، ويستخدم " رودونغ " كلم ويستند إلى تكنولوجيا الصاروخ الكوري1500 إلى 1300

.محركا كوريا

ائف مدفعية كما تتوفر المنظومة الصاروخية اإليرانية على المنتجات الصينية من قذ

كلم، وشاركت 300 إلى 120التي يبلغ مداها " 11أم "وصواريخ باليستية مثل صواريخ

التي يصل مداها إلى " DF 25"إيران مع الصين في تطوير برنامج مشتر ك لصواريخ

غير أن الصين بقيت موردا أساسيا لمحركات 1996كلم، لكن البرنامج توقف سنة 1700

وروسيا هي األخرى تتعاون بشكل . الوقود المستخدم فيها إلى إيرانالصورايخ الباليستية و

اإليراني الذي هو قيد التطوير " 4شهاب "وثيق مع إيران في هذا المجال إذ أن صاروخ

.الروسي" SS 4"يعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا صاروخ

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

51

.خالصة الفصل التمهيدي

كان 1948اللها لألراضي العربية سنة إن الوضع الجديد الذي خلقته إسرائيل باحت

يشكل التحدي األكبر بالنسبة للدول العربية؛ هذا الوضع الجديد ساهم في صياغة مرتكزات

فكرية لدى العرب سادت لمدة سنوات عديدة وتصب كلها في منظور موحد لألمن الذي

هو استرجاع شكلته القومية العربية والذي كان يستدعي تحقيقه الوصول إلى هدف وحيد و

األراضي العربية المحتلة، وإلحاق الهزيمة بإسرائيل، وهذا عن طريق استخدام القوة

.العسكرية بشكلها الموحد

وتمكنت هذه المرتكزات من جر األنظمة العربية وشعوبها إلى طريق التكتل والوحدة

تلك وخطت خطوات كبيرة في ذلك مستغلة الظروف المالئمة والتي كانت سائدة في

الحقبة؛ وخاضت القوات العربية من خالل ذلك أربعة حروب دامية ضد إسرائيل تجسدت

بواسطتها مالمح العمل العربي المشترك واكتسبت من خاللها خبرة عسكرية معتبرة،

.كانت قد تؤدي إلى تشكيل جيش عربي قوي وموحد

داخلية والتي لكن مع تجمع عدة ظروف إقليمية ودولية ، باإلضافة لى العوامل ال

تبلورت منذ منتصف السبعينيات ببروز الدولة القطرية كمؤسسة قادرة على العمل

باستقاللية وسيادة وقادرة على تجاوز البعد القومي إذا رأت مصلحة في ذلك كما حدث

لمصر عندما انفردت بالتفاوض ثم الصلح مع إسرائيل ،كما أدت الهيمنة األمريكية على

جديد وتشكيل نحالفها االستراتيجي مع إسرائيل ، إلى كبح اإلرادة العربية النظام الدولي ال

في إعادة إحياء الخيار العسكري لمواجهة االحتالل اإلسرائيلي ؛وادى التراجع المطرد

لمفهوم السيادة الوطنية واتساع نطاق التدخل الدولي مع ظهور فواعل دولية جديدة وقوية

.رار في الدولتؤثر بشكل مباشر على صنع الق

كل هذه الظروف أدت إلى انكشاف األمن القومي العربي وتفككه في الجوانب

السياسية والعسكرية مع إعطاء أولوية متقدمة لالعتبارات االقتصادية واالجتماعية

واإلنسانية على حساب األمور السياسية في التفاعالت اإلقليمية والدولية ، وبتفكك األمن

صبحت خالفات الدول العربية فيما بينها تتنامى وتصل إلى االشتباكات القومي العربي أ

المسلحة ودخلت بعض الدول العربية في صراعات أخرى مع دول الجوار وانقسمت بذلك

.الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح يف الشرق األوسط: فصـل متهيـدي

52

السياسات والمواقف العربية تجاه الصراع العربي اإلسرائيلي والقضية الفلسطينية ،

.السياسات الموحدة التي كانت في السابقوظهرت مبادرات انفرادية في ذلك ، على عكس

تلك التطورات والمستجدات المتتالية أسفرت عن حالة تنوع التهديدات العسكرية

بالنسبة لدول المنطقة، وهذا ما أدى بدوره إلى تغذية وإنماء ظاهرة سباق التسلح بين هذه

مواجهة الدول والتي وان كانت موجودة من قبل فإنها كانت تقتصر على دو ل ال

وإسرائيل، وكانت الدول األخرى بمعزل عن ذلك ، ألنها كانت مرتبطة بالصراع األساسي

، أما في المرحلة الالحقة فقد ساهمت "كامب ديفيد"والوحيد في المنطقة في مرحلة ما قبل

الصراعات األخرى في مضاعفة النفقات العسكرية لمعظم دول المنطقة، وأصبحت تتنافس

اقتناء احدث المعدات الحربية وبكل أنواعها فارتفعت نفقات الدفاع للمنطقة هذه الدول في

1995وال تزال ترتفع إلى يومنا هذا، فقد بلغت نفقات الدفاع لدول الشرق األوسط سنة

، ثم في سنة ) مليار دوالر55.6( إلى 2000، ثم ارتفعت في سنة ) مليار دوالر40.1(

). مليار دوالر58.2( إلى 2004

ا تجدر اإلشارة إليه هو أن إسرائيل ظلت محافظة على التوازن العسكري في وم

المنطقة لصالحها منذ وجودها، واستطاعت أن تحقق التفوق النوعي والكمي في مجال

األسلحة التقليدية وغير التقليدية، وان تكتسب ترسانة نووية ضخمة في الشرق األوسط

ول العربية وأصبحت هذه الترسانة اكبر خطر لتمارس من خاللها ردعا وتهديدا ضد الد

يهد الدول العربية بأكملها؛ فكيف استطاعت إسرائيل أن تتمكن من أن تكون الدولة الوحيدة

.في المنطقة التي اكتسبت السالح النووي؟

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

52

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: الفصل األول

ية لمنطقة الشرق األوسط ألكثر من نصف بعد التطرق إلى الطبيعة األمنية والعسكر

الصراعات اإلقليمية : قرن وهذا مع التركيز على أهم ظاهرتين في هذا المجال وهما

وسباق التسلح، واللتين تربطهما عالقة سببية فالصراعات والحروب تؤدي إلى سباق

التسلح، كما سبقا التسلح يؤدي إلى نشوب صراعات مسلحة، كما تطرقنا بشكل خاص

كيف أن إسرائيل تمكنت من التفوق في مجال األسلحة التقليدية على حساب بقية الدول

العربية، إال أنها رأت أن هذا التفوق لم يكن رادعا حقيقيا لتحقيق أهدافها، وتوجهت بذلك

لتطوير نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل أمال في تحقيق أهداف سياستها الخارجية في

طماعها االستعمارية في المنطقة واستخدام الوظيفة الردعية لهذا السالح الشرق األوسط وأ

ضد دول المنطقة، فالردع في العالقات الدولية هو وسيلة لتحقيق اإلغراض المرجوة

باستخدام وسائل الحرب دون شنها وذلك عن طريق اإلكراه أو اإلقناع أو كالهما معا،

في األسلحة التقليدية لم يستطع تحقيق األهداف وفي هذا اإلطار فان التفوق اإلسرائيلي

الردعية لها بشكل كامل ولم تستطع الضغط على الدول العربية أو إقناعها ذلك أن الردع

القتال وهذا ما ينطبق في حالة الصراع العربي اإلسرائيلي إذ أن أينتهي مفعوله إذا بد

حروب بين الطرفين، ويرجع فشل الردع التقليدي في أداء مهمته أدى إلى حدوث أربع

فشله من الجانب اإلسرائيلي إلى افتقار هذه األخيرة إلى باقي أنواع القوة المختلفة إضافة

إلى القوة العسكرية، ومن جهة أخرى فان الردع التقليدي تتحقق مصداقيته ويعطي مردوده

قوة المتاحة، فإذا تجاوز الحقيقي إذا كان الفعل الذي تريد منعه الدولة الرادعة متناسبا مع ال

إما أن يتواضع : الغرض هذه اإلمكانيات فال مجال عندئذ إال تفضيل إحدى الخيارين

.الغرض ليتناسب مع اإلمكانيات ، وإما أن تزداد القوة المتاحة للدولة الرادعة

وإسرائيل رأت انه عليها تبني الخيار الثاني ألنها منذ أن وجدت وأهدافها في زيادة

م مستمر، فإقامة موطن لليهود في إقليم متجانس، وضم أراضي دول الجوار، أمر وتعاظ

يستوجب توظيف قدرات كبيرة وفي جميع المجاالت ،وهذا هو السبب الحقيقي لفشل الردع

التقليدي اإلسرائيلي، ومن اجل أن تحقق التناسب بين األهداف والقوة رأت انه عليها

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

53

ى القوة العسكرية غير التقليدية، مع اإلبقاء على أهدافها كأحد االنتقال من القوة التقليدية إل

أهم مبادئ عقيدتها األمنية، وكان عليها تحقيق السبق في امتالك السالح النووي، فما هي

بوادر ظهور الخيار النووي اإلسرائيلي وأسباب ذلك؟ وكيف تمكنت من تطوير برنامجها

.لية التي مر بها؟النووي من خالل المراحل العملية المتتا

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

54

.السياسة التسلحية اإلسرائيلية: المبحث األول

.عقيدة األمن اإلسرائيلية: المطلب األول

لقد عرف مفهوم األمن بأبسط معانيه على أنه تامين سالمة الدولة ضد أخطار داخلية

لسيادة الوطنية واجتناب الوقوع وخارجية والهدف من ذلك دوما هو حماية والحفاظ على ا

تحت سيطرة أطراف أجنبية، وبما أن إسرائيل هي التي قامت بهذا الفعل وأسست كيانها

ن مفهومها لألمن يختلف عن كل المفاهيم الحديثة إعلى منطق العدوان واالستيطان ف

ادئ، األخرى وتبلور هذا المفهوم على شكل عقيدة تتميز باالستمرارية والثبات في المب

ولتوضيح محتوى نظرية األمن اإلسرائيلي ينبغي التطرق إلى أهم مؤسسي هذه العقيدة

:وهم نفسهم مؤسسي الدولة العبرية، وشكلت أفكارهم مرتكزات لهذه العقيدة

ويلقب بالشبل وهو من اختار ": DAVID BEN GURION" "ديفيد بن غوريون" �

قد انهمك قبل تأسيس دولة إسرائيل ، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي و)1(هذا اللقب

في البحث ودراسة تاريخ اليهود منذ العصور القديمة بهدف التخطيط للعودة إلى

، ويرى أن القوة هي األساس في الحفاظ على الدول اإلسرائيلية وهي )2(الوطن

الوسيلة الوحيدة لممارسة السياسة مع ضرورة االعتماد على القوى العظمى للحفاظ

: دولته ووجودها، ومن أشهر مقوالتهعلى كيان

إن السذج وحدهم هم الذين يحترمون صوت العقل، وهم يتعاملون مع العالقات "

الهجرة، : الدولية فسياسة إسرائيل يجب أن تقوم على اعتبارات األمن وحدها وهي

.)3("دولة بال حدود، ضرورة تطويق العرب ومساندة دولة كبرى

نقل مركز ثقل الحركة الصهيونية من أوروبا إلى على " بن غوريون"وقد عمل

الواليات المتحدة والتي كانت ستخرج من الحرب العالمية الثانية كأقوى دولة في

.العالم

(1)- Frnaçois Massoulie, les conflitcts du proche orient :20eme sciecle. Italy: giunti Gruppo

editorial, September 1994, P 82. (2)- Anita Shapira :"Ben Gurion and the bibble :the forging of historical narrative", middle

eastern studies, N° 04, (October 1997), P 651. .XD3 UI6�56 ذآV6، ص . d#P ا� 3I'�ا�f! وا��3�0!ا�=�DHة وا��% �� ا���ق ا�و و��ecCه�3 أ�#4 ه��8ي، - )3(

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

55

كان رئيس أركان الحرب خالل حرب ": MOSHE DAYAN" "موشي دايان" �

كما كان وزيرا للخارجية خالل 1973 و1967 ووزير الدفاع إبان حربي 1956

يتضمن رؤيته لألمن 1967يتي كامب ديفيد، وكان تصريحه الذي أعقب حرب اتفاق

:والسالم الذي يريده إلسرائيل، وورد في تصريحه

1967 جويلية 5يمكن أن يتحقق السالم لو أن إسرائيل انسحبت إلى حدود ما قبل "

وحتى ... لكن هذا مرفوض تماما ألننا نريد تغييرات كاملة في كل المجاالت...

حدث االتفاق بيننا وبين العرب حول الخريطة المستقبلية إلسرائيل علينا أن نبني ي

األمر الواقع بإقامة المستعمرات في المناطق المحتلة إذ البد من إعطاء األسبقية

نه وبصراحة ضم األراضي ، ومن الخطأ إاألولى ألمننا ولكن ماذا نعني باألمن ؟

) 1("كمة أن نضم األراضي أوال ثم نعلن عن ذلك اإلعالن عن هذا الضم إذ أن من الح

فهو يركز على التوسع وضم األراضي بالقوة وتوسيع المستعمرات وإقامة

.المستوطنات بهدف استقطاب يهود المهجر

وهو قائد إسرائيلي بارز ولد في بولندا عام ": SHIMON PERES" "شيمون بيريز" �

ثم مدير 1948لقوات البحرية في حرب وهو من أشهر دعاة القوة فكان قائدا ل1923

تتلخص نظرته . عام لوزارة الدفاع في الخمسينيات، ثم وزير الدفاع ورئيس الوزراء

لألمن من خالل أفكاره التي كان يعبر عنها في خطاباته على غرار المحاضرة التي

رض، أألقاها أمام ضباط الجيش اإلسرائيلي وعبر فيها أن إسرائيل هي دولة شعب و

وأمنهم المشترك هو الهدف الرئيسي لسياسة إسرائيل والتي هي سياسة وجود، واعتبر

على أن 1962أن القوة الوحيدة لتنفيذ هذه السياسة هي القوة العسكرية، كما عبر سنة

القوى العسكرية المتفوقة تمكن إسرائيل من أن تعوض نواحي ضعفها االستراتيجي

جعل لها نفذا مؤثرا من الناحية السياسية يفوق ما هي واعتبر أن هذه القوة يمكن أن ت

.عليه من الناحية الجغرافية

وقد كان يرى أن التفوق في القوة يحقق األمن، وان القوة العسكرية هي األداة

األساسية في تحقيق أهداف السياسة الخارجية والسياسة الداخلية، وأحيانا تكون

يدعو للتفوق العسكري النوعي الذي من شانه أن الوسيلة الوحيدة لذلك، كما انه كان

)1( - ، YHE* 2O�360 ص ا�.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

56

يتجاوز كل النقائص التي تتميز بها إسرائيل، وهو كاف الستقطاب كل يهود العالم

.وحمايتهم وتحقيق األمن لهم

كان نائبا لرئيس الوزراء وتقلد عدة مناصب ": YIGAL ALOON" "ايغال آلون" �

صلة االتصاالت لدولة ما مع عسكرية وسياسية أخرى ، ويعرف األمن على انه مح

بيئتها القريبة والبعيدة التي تعكس قوتها واستعدادها ووسيلتها وقدرتها التنفيذية على

إذ انه يعتبر أن التجمعات . )1(الدفاع عن مصالحها الحيوية وتحقيق أهدافها القومية

ن تكون اليهودية في العالم هي امتداد طبيعي للدولة العبرية، كما يرى انه ال بد أ

لبالده قوة عسكرية قادرة في كل األوقات على تامين وجودها دون مساعدة خارجية

الن االرتباطات السياسية في نظره تلي االرتباطات العسكرية وتفرض قيودا على

.حرية بالده في استخدام قوتها وفي البقاء في األراضي المحتلة

دني والسياسي في المناطق وكان يدعو دائما إلى ضرورة الوجود العسكري والم

الحيوية كالممرات المائية والمرتفعات والصحاري والتي تستطيع من خاللها شن

هجوم مضاد ناجح ضد أي دولة وفي أي وقت، وذلك مع اإلسراع في بناء

.المستعمرات في هذه المناطق

كان وزير دفاع سابق، ثم رئيس وزراء ": EREAL SHAROON" "آرييل شارون" �

نه من الواجب على بالده أن أب أوسع نظرة لألمن اإلسرائيلي إذ يعتقد وهو صاح

دائرة عرب المواجهة لتي تشكل : تتحرك على ثالث دوائر تحقيق أمنها بالكامل

حزاما حول إسرائيل ودائرة الدول العربية الهامشية على محيط الدائرة اإلقليمية

ها وهي تركيا وباكستان والخليج والدائرة الثالثة والتي نشكل تهديدا محتمال ألمن

هو اآلخر يدعو إلى ضرورة التفوق العسكري النوعي " شارون"الفارسي وإفريقيا ، و

والكمي الدائم وعلى جميع الدول العربية من اجل منعهم من القيام بعدوان أو هجوم

.ضد بالده

ي فهي تقوم برز القادة األوائل تتضح لنا معالم نظرية األمن اإلسرائيلأومن أفكار

:على الركائز التالية

)1 ( – ، .�E� q#*8" " ���وح أ�ME$ا �?A .2#Z86" ا4�9 ا]63اY* د�?Aا� و��! ،، "أ !��H86/ ( 124 ا$?�د ا��) 1996ا

.235، ص

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

57

التركيز على عامل الهجرة وتشجيع يهود العالم عليها إلى ارض فلسطين من اجل -

تبري التوسع ، وقد بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين منذ وعد بلفور حيث هاجر أكثر

كما أن .)1( ومن كل أنحاء العالم1936 إلى سنة 1933 ألف يهودي من سنة 130من

، حيث وصل عدد اليهود في فلسطين إلى 1882بدايات األولى للهجرة كانت منذ سنة ال

ألف يهودي بعدما كان ال يتجاوز العشرة أالف في منتصف القرن التاسع عشر، 24

وقبل تأسيس دولة إسرائيل تم التركيز على هجرة يهود قبرص والتي كانت تحتوي على

طانيا على تنظيم الهجرة اليهودية نحو فلسطين جالية كبيرة من اليهود حيث أشرفت بري

، وفي العصر الحديث تمسك كل الحكام اإلسرائيليون بهذا )2(وحمايتهم خالل األربعينيات

باستقدام مليون 2000والذي وضع مخططا سنة " آرييل شارون" المنطق وكان آخرهم

من اإلسرائيلي باستقدام ، فتشكل العمود الفقري لنظرية األ)3(يهودي خالل اثنا عشرة عاما

.كبر عدد من اليهود إلى المنطقة لتبرير منطق االحتالل واالستيطانأ

مواصلة التوسع في األراضي العربية والعمل على دفع الدول العربية إلى -

االعتراف بوجودها في المنطقة وتطبيع العالقات معها في كل المجاالت، وكل ذك يهدف

.لفلسطينية بالكامل وعزلها إقليميا ودولياإلى اإلجهاز على المسالة ا

القوة كسبيل وحيد لتحقيق األمن اإلسرائيلي وتحقيق األهداف القومية، وضمن هذا -

وضع المسئولون في اعلى سلم األولويات ضرورة تحقيق التفوق العسكري للتمكن من

، وقد تمكنت ردع أي دولة في المنطقة وترجيح إمكانية المبادرة بالهجوم لصالح إسرائيل

فعال من الوصول إلى تحقيق اختالل التوازن العسكري ومقوماته لصالح إسرائيل على

):3(حساب الدول العربية ، حسب الجدول التالي رقم

(1) - Kochavi, Op.cit. p 146. (2)- ibid . p 159.

#2�ك، أ�)�ن - )3(A2#""آ�#Z[#" ا]63ا#L6اE3[ك ا�DL6و*." ارE $aا UJ� :�2^ ا$�www.mondiploar.com [20-4-2006]

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

58

.)1(ةالمقارنة بين القدرات العربية واإلسرائيلي) 3(جدول رقم

الطـــرفين عناصر المقارنة

العـــــرب إسرائيل

السياسيةاإلرادة

واضحة ومتبلورة حول هدف سياسي

وتستند إلى جهاز فعال لصنع القرار

واتفاق قومي حول الهدف من الحرب

تبعثر اإلرادات العربية

الختالف األهداف مع

غياب القدرة على الحسم

وتأخر ردود األفعال تجاه

التحديات

طبيعة العالقة

بالقوة العظمى

عالقة تحالف وتطابق

دون محدداتثابتة وب

عالقة مصالح وعمل

تتغير من مرحلة ألخرى

وتحكمها محددات

إنتاج األسلحة

التقليدية

قدرة تصنيعية هائلة تتضمن االكتفاء

الذاتي والتصدير ألسلحة متقدمة

قدرة تصنيعية محدود

للغاية

امتالك القدرة

النووية

لها منظومة متكاملة من األسلحة

النووية ووسائل إيصالها

م تتوفر قدرات نووية ل

عربية

يمثل هذا الجدول المقارنة بيت القدرات العربية والقدرات اإلسرائيلية، ويتضح لنا أن

إسرائيل تمكنت من قطع خطوات كبيرة نحو تحقيق أمنها القومي انطالقا من مبدأ التفوق

.االستراتيجي على الدول العربية

ستمرارية والتطور، كما أن التطورات إن نظرية األمن اإلسرائيلي تميزت باال

:اإلقليمية والدولية كان لها األثر االيجابي على تدعيم مسار تحقيقها

أدى انهيار االتحاد السوفيتي إلى فقدان العديد من الدول العربية الفاعلة لحليفها �

د على تنامي هجرة اليهود السوفييتاالستراتيجي، كما أن تفكك االتحاد السوفيتي ساع

)1( - ،.�E� Jذآ� MN 2O��. 232 ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

59

بعد تدهور األوضاع في بالدهم، السيما الكفاءات والعلماء مما طور العالقات

.1995اإلسرائيلية الروسية، والتي توجت باتفاق التعاون الدفاعي واألمن في ديسمبر

لدولة العظمى إلى ابعد الحدود بداية بتوقيع اتفاقية ا معتطور العالقات اإلسرائيلية �

انضمام إسرائيل إلى مبادرة الدفاع االستراتيجي ثم1981التعاون االستراتيجي

.1996 ثم إعالن قيام حلف دفاعي بين الدولتين في جانفي 1983 عام SDIاألمريكية

تصاعد النزاعات العربية العربية ساهم في إعطاء الفرصة إلسرائيل لمعالجة المشاكل �

كمي لمجموع القوى األمنية ووضع نظرية األمن موضع التنفيذ السيما وان التفوق ال

.العربية لم يعد يشكل خطرا

الغزو األمريكي للعراق والذي أسفر عن تدمير القوات العسكرية ألكبر تهديد �

إلسرائيل، ودخول العراقيين في صراعات داخلية معقدة ، وبذلك خرجت العراق من

الجبهة ميزان القوة في المنطقة وهذا ما يتيح إلسرائيل العمل بحرية ضد ما تبقى من

الشرقية ، كما أدى الغزو إلى تغير سياسات بعض الدول العربية فالتحول الجذري في

السياسة الخارجية الليبية واتجاهها نحو االعتدال وتخليها عن برامجها التسلحية غير

.التقليدية افرز عن زوال مصدر خطر آخر إلسرائيل

ية عسكرية في المنطقة أقامها ومن اجل تجسيد نظرية األمن اتبعت إسرائيل إستراتيج

موشي " التي تركها )1(مؤسسي الدولة اإلسرائيلية وتتلخص فيما يسمى بالوصايا العشر

:كدستور موروث اتبعه الجيش اإلسرائيلي وقيادته في المنطقة" دايان

.عنصر المفاجأة هو أساس النصر .1

.إلحاق الهزيمة بهالهجوم الحاسم مع التركيز على نقاط ضعف العدو، هو من أساسيات .2

.االستعداد الكامل والتخطيط الدقيق هما أفضل ضمانات انجاز المهام .3

حسن استخدام أساليب الخداع والتضليل وجذب أنظار العدو بعيدا عن االتجاهات .4

.الحقيقية للخطر الوشيك ، تساعد كثيرا على حسم القتال بسرعة وبأقل الخسائر

.ات الجوية هي أنجع وسيلة لشل قدرات العدوالحرب الخاطفة خاصة عن طريق القو .5

.العمل على النجاح في كشف أوضاع العدو وقدراته ونواياه .6

)1( - ،.�E� q#*6" ���وح ا#_E$6ار وا�E3a4 ا#A "#2#Z86" ا]63ا M?$ا� و��!، ، "ا$?&#�ة ا !��H125ا$?�د ا� ،

)"#28�I1996( 229، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

60

تحقيق التفوق الكمي والنوعي عن طريق انتهاج أساليب متطورة في القتال وممارسة .7

.تكتيك المواجهة غير المباشرة

.اقتباس القواعد التنظيمية المتطورة .8

.ن عند وضع وتنفيذ الخطط العسكريةاستغالل طبوغرافية فلسطي .9

تهيئة الظروف المعنوية العالية للقوات مع العمل من الجانب اآلخر عل تحطيم .10

.معنويات العدو بكل الطرق والوسائل

على العموم فان مفهوم األمن إسرائيلي نابع من فكرة الصراع الدائم مع اآلخرين

كانت مهمة األمن القومي عامة هي تأمين والذي رسخ في أذهان اليهود عبر األجيال، فإذا

وحماية الركائز األساسية للدولة وهي الشعب واإلقليم والنظام السياسي ودفع األخطار

الداخلية والخارجية التي تهددها، فان المفهوم اإلسرائيلي يختلف عن ذلك، ويرى أن بقاء

العقيدة نابعة أساسا من إسرائيل وبقاء الشعب اليهودي هي المهمة األساسية لألمن، وهذه

العامل األول هو عبارة عن الذهنية التي تميز المجتمع واإلنسان : عاملين أساسيين

اليهودي المتمثلة في الخوف والقلق الدائم والحقد اتجاه اآلخرين نظرا للشتات والعزلة التي

رها حلت بهم في فترات زمنية مختلفة، ومن جهة أخرى المعتقدات الدينية التي مصد

التوراة والتلمود وما يتضمنه من أفكار حول سيادة بين إسرائيل وتحطيم سواهم من البشر،

أما العامل الثاني فهو الطريقة التي تم بها تشكيل دولة إسرائيل، فقد وجدت كعنصر غريب

في العالم العربي وعن طريق القوة واالحتالل العسكرية، وعلى هذا األساس عملت على

والعمل من جهة أخرى على إضفاء ةاتية من خالل المستعمرات االستيطانيالوقاية الذ

طابع المشروعية على كيانها وذلك عن طريق عنصر القبول واإلقرار الدولي وكسب

.التأييد واالعتراف بها من قبل الدول والمنظمات الدولية

العقيدة من جهة أخرى وعند التطرق إلى إستراتيجيتها العسكرية وفال يمكننا فصل

األمنية عن مفهوم الحدود اآلمنة فهذين العنصرين يشكالن عصب اإلستراتيجية العليا لها

ضمن هدف واحد وهو حماية بقاء الدولة العبرية، ويقصد بالحدود اآلمنة ضرورة

السيطرة على كل المناطق العربية ذات األهمية اإلستراتيجية والعمل على توسيع هذه

هذا اإلقليم ذو خصائص عسكرية تحقق صعوبة القيام العرب بشن السيطرة بحيث يصبح

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

61

هجوم عليها وفي الوقت نفسه يشكل موقعا مناسبا لقيام إسرائيل بشن هجوم على الدول

.*المجاورة، وتشكيل هذه المناطق المحتلة أدنى حد من المطامع التوسعية لها

قيدة األمنية اإلسرائيلية من خالل ما تقدم يتضح لنا مدى االرتباط الوثيق بين الع

والقوة العسكرية إذ أنه من الصعوبة بما كان تحقيق أهداف نظرية األمن اإلسرائيلية دون

.استخدام القوة أو تحقق التفوق العسكري اإلقليمي لها

.السياسة اإلسرائيلية في شؤون التسلح: المطلب الثاني

ية لظاهرة سباق التسلح على الدول بالنظر إلى اآلثار السلبية االقتصادية واالجتماع

ذات النفقات العسكرية الكبيرة، فإن إسرائيل أخذت هذه النقطة بعين االعتبار وكانت

سياستها التسلحية أكثر عقالنية وتالؤما مع مذهبها األمني، فعلى عكس الدول العربية فإنها

ألخرى ، وحولت الموارد ا%5 بنسبة 1948خفضت من ميزانية دفاعها عقب حرب

الستقبال اليهود المهاجرين وتشجيعهم على البقاء، ثم أدركت بدقة ضرورة رسم

إستراتيجية تحقق لها التفوق العسكري على الدول العربية بحيث ال يكلف ذلك اقتصادها

169فوق طاقته، فرغم أنها زادت من نفقاتها العسكرية قبل حملتها على قناة السويس من

، غير أنها سعت بموازاة (1)1956 مليون دوالر سنة 959 إلى 1955مليون دوالر سنة

.مع ذلك إلى تخفيف العبء المالي للشؤون العسكرية

وما يمكن اإلدالء به في هذا المجال هو أن الجوالت األربع للحرب العربية

اإلسرائيلية أفرزت عالقات قوية بين سياسات التسليح اإلسرائيلية وإدراكها للتهديدات

رية المتوقعة، بحيث يمكنها أن تدافع عن نفسها من عدة جبهات في آن واحد، العسك

تخطيط طويل المدى الذي تقوم به األجهزة األمنية واالستخباراتية بتقسيم الوأخذت مبدأ

تخطيط لشؤون ال، كما تقوم ب(2)التهديدات المحتملة في المستقبل المنظور لخمس سنوات

�. �6ب - * /#Zإ63ا �NE2Eا� .E$ا "#A6?$ا Xl�(�$ا / A 6�9ا X2?E8آ/ �19674 و @uLردن -1: و�$ "#A6_$ا "N]$ا

3�ر�8 .� }68BI cDة 3#)�ء و�L XZ�u#6ان وا$?&D" وDI/ -2. وJ'�ع B7ة وأرض ��ران وآ/ هDu" ا$[�aن ا7�0ا�C/�! ا�=I�DH! '��8، أ�4# ����د �: أ*6Y. أرض ��آm� .3 -6#اب �. ا9ردن و�)'&" 6#3

� �2M2319.D" درا�3ت إ6E3اL#[#"، ا$?�د .ا7�ا�#�9!Aأ ، : ،"#]#L6اE3[ث ا��D$ا]��رات $�2را�3ت وا B6آ� .21-18، ص 1998

��N. أ�#4 ه��8ي، - (1) MN ذآ�J. و��ecCهd#P �3 ا� 3I'�ا�f! وا��3�0!: ا�=�DHة وا��% �� ا���ق ا�و 2O�� ، .121ص

(2) - ،�#?M$ري ا�J ���� "}2ME$ون اm{ .�! ا� و��!، "ا$��$" ا]63اZ#2#": ��2#" ا�tLذ ا$&6ار ��H139، ا$?�د ا� ،) .K*�I2000( 230، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

62

توازن القوى : إلقليمية والدولية وفق أربعة نقاط وهيالتسلح بالنظر إلى التغيرات ا

العسكرية في المنطقة؛ وطبيعة التهديدات وإمكانية التغيرات التي ستطرأ عليها في

المستقبل؛ وحالة اإلمداد بالسالح والتكنولوجيا للدول المنطقة؛ وتطورات السياسة في

.المنطقة

يهدفان إلى تحقيق التفوق ن أساسيين وعموما فقد قامت سياستها التسلحية على مبدأي

: في الشرق األوسط مع المحافظة على مقوماتها االقتصادية وهماالعسكري

استطاعت إسرائيل تحقيق هذا الهدف منذ أن : السعي لخلق صناعة عسكرية محلية .1

بدأت في تدعيم االستثمار في مجال إنتاج األسلحة، وهذا في بداية الخمسينيات من خالل

الدعم المالي والعلمي لتطوير شركات عسكرية ذاتية التسيير وذات رأسمال مستقل، تقديم

، وتنتج كل أنواع األسلحة التقليدية، 1992 شركة خاصة وعمومية سنة 112والتي بلغت

، أما (1)فالشركات الحكومية تشرف عليها أربع هيئات رئيسية تابعة لوزارة الدفاع

ض الدعم الحكومي المالي للشؤون العسكرية الشركات الخاصة فقد ساهمت في خف

وتضاءلت بذلك النفقات العسكرية كنسبة من الدخل القومي اإلسرائيلي أو على األقل

) :4(استقرت في أرقام معينة حسب الجدول رقم

.نفقات الدفاع اإلسرائيلية كنسبة من الدخل القومي) 4(جدول رقم

ل القومينسبة اإلنفاق العسكري من الدخ السنوات1973 46.3% 1974 31.8% 1975 35.9% 1979 35.3% 1980 23.2%

في الجدول إلى تطور الصناعة العسكرية الموضحويرجع هذا االنخفاض

المالية وخفض الدعم الحكومي ةاإلسرائيلية عبر السنوات وتمكنها من تحقيق االستقاللي

ات، أين عرف الدعم الحكومي أدنى وإلى غاية بداية الثمانين1973نسبيا منذ سنة

، كما 1982مستوياته على إثر األزمة الحادة التي عرفها االقتصاد اإلسرائيلي عقب حرب

(1)-،�8�b$ا Jذآ� MN 2O�� . 34 ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

63

عملت الحكومة على تفعيل النشاط التصديري العسكري من خالل اللجوء إلى الواليات

عهدت من المتحدة األمريكية حيث أبرمت مذكرة تفاهم حول التبادل التجاري العسكري، ت

مليون دوالر من المنتوجات العسكرية 300خاللها الواليات المتحدة باستيراد ما قيمته

تضمنت السماح للشركات 1988اإلسرائيلية، ثم عقدت مذكرة تفاهم أخرى سنة

اإلسرائيلية بتصدير منتوجاتها العسكرية لدى القوات األمريكية دون الحاجة إلى ترخيص،

ضمان الحد األدنى من السوق الخارجية لسالحها في حالة حدوث مما مكن إسرائيل من

أسواقها الخارجية تطورات تعيق تجارتها العسكرية، كما تمكنت في السبعينيات من توسيع

الالتينية وإفريقيا الوسطى والجنوبية وبعض الدول األوروبية، لتصبح في كل من أمريكا

في العالم وأصبحت تحقق أرباحا طائلة من تدريجيا من بين أكبر الدول المصدرة للسالح

:يوضح لنا أهمية هذه التجارة في االقتصاد اإلسرائيلي) 5(تجارة السالح، والجدول رقم

.(1)تطور التجارة العسكرية الخارجية إلسرائيل في السبعينيات): 5(جدول رقم

السنواتمليون (واردات األسلحة

)دوالر

مليون (صادرات األسلحة

)دوالر

نسبة الصادرات العسكرية

من مجموع الصادرات

)%(

1973 230 60 7.2 1974 950 80 6.8 1975 725 110 8.2 1976 975 230 19.2 1977 1100 830 19.1 1978 924 540 18.4 1979 525 600 19.2 1980 825 1000 25.5 1981 --- 13000 30.5

دولة منتجة للسالح في الدول النامية، وإلى غاية هذه السنوات كانت إسرائيل أول

وسادس دولة مستوردة للسالح، أما في الفترة الراهنة فقد أصبحت شركاتها العسكرية من

��N. أ�#4 ه��8ي، -(1) MN ذآ�J�. و��ecCهd#P �3 ا� 3I'�ا�f! وا��3�0!: ا�=�DHة وا��% �� ا���ق ا�و 2O� ،

.158ص

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

64

ةبين الشركات الكبرى في العالم، فاحتلت أربع منها مراتب متقدمة ضمن الشركات المائ

صناعة "ن شركة ، ويتعلق األمر بكل م2003األولى المصدرة لألسلحة في العالم سنة

مليار دوالر في نفس 1.26 وصدرت ما قيمته 33في المرتبة " الطائرات اإلسرائيلية

مليون 860 بقيمة 44في المرتبة " Elbet Systems" "إلبت سيستمز"السنة، ثم شركة

صناعات "، وشركة 51 مليون دوالر في المرتب 720بـ" رافاييل"دوالر، وشركة

.(1) مليون دوالر350 بـ78مرتبة في ال" إسرائيل العسكرية

وبهذا تكون إسرائيل قد نجحت في هذا الشق من سياستها التسلحية، أما الشق الثاني

.فهو بمثابة ضمان خارجي لتجارتها العسكرية وضمان لتفوقها العسكري

وقد وجدت إسرائيل في : االعتماد على دولة كبرى كمورد عسكري أساسي .2

يل في ذلك، وركزت جهودها لتطوير العالقات الثنائية معها، الواليات المتحدة أفضل بد

أصبحت 1971، وبحلول سنة 1953وكانت البداية بالمساعدات المدنية منذ سنة

المساعدات العسكرية األمريكية لها تعادل خمسة أضعاف من المساعدات المدنية، حيث

منها %54وكان ، 1979-1973تجاوزت اإلحدى عشر مليار دوالر في ما بين سنتي

على شكل قروض مما أدى إلى تراكم الديون العسكرية اإلسرائيلية وهذا ما جعل اإلدارة

قامت باتخاذ قرار 1984األمريكية تزيد من نسبة المنح وتخفض القروض، ففي سنة

تحويل جميع المعونات العسكرية إلسرائيل إلى هبات ومنح بعد اقتراح هذا المشروع من

، وكان هذا يهدف إلى تمكينها من بناء قوتها 1983الية اإلسرائيلي سنة طرف وزير الم

، وقد ارتفعت (2)العسكرية دون أن يكون ذلك على حساب ما تتمتع به من رفاه اقتصادي

مليون 12.9المعونات العسكرية األمريكية إلسرائيل كل عشر سنوات بنسب كبيرة من

.1985 مليار دوالر سنة 1.4 إلى 1975 مليون دوالر سنة300 إلى 1965دوالر سنة

ولم تقتصر الواليات المتحدة على اإلمداد المباشر فقط وإنما لعبت أدوارا أخرى في

" جيمي كارتر"توسيع األسواق الخارجية إلسرائيل، حيث أن قيام الرئيس األمريكي السابق

على أنها غير (3)1977بفرض حظر على واردات دول أمريكا الالتينية من األسلحة سنة

�ن"2003ا$!6آ�ت ا$��Z" ا$ 6Dى ا$�)E[" $��23" "إ�8�ن 3�ري، -(1)M#$> .�ا�W#H0 و*Qع B2#A و<%6ون، .ك.ج.، .XD3 UI6� 590-597 ذآV6، ص .)Sipri 2005(ا�GHح وا��% ا� و��

(2)- ،U#Aر B8B?$ا �D� �����7�ا�9 !�DI���6وت.ا�3=�*�ت ا#A :3درا B6آ� .K*�I ،"#A6?$ة ا���، ص �1990ت ا$123.

�. أ�86 � ا$-�D� �#3""#(#L ا$�[#�، -(3) "#2#Zت ا�239" ا]63ا�?#D� ل�! ا� و��!، "���H28#" (، 73، ا$?�د ا��I .134، ص )1983

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

65

ديمقراطية وتنتهك حقوق اإلنسان، ساعد في فتح المجال أمام إسرائيل لبيع عدد كبير من

العتاد العسكري والذخيرة إلى هذه الدول، وهذا ضمن سماح ضمني من طرف الواليات

المتحدة، وشكلت كل من كوستاريكا، غواتيماال، السلفادور وهندوراس سوقا كبير لألسلحة

من إجمال %50 إلى %30يلية بمساعدة أمريكية، حيث تستورد هذه الدول من اإلسرائ

.(1)الصادرات األسلحة اإلسرائيلية

(1)- ،.J���NIت ا$�8�]ة b2$)���ت ا$?M 86" ا63[اZ#2#"" �6اد إ6Aاه#@ ا3�$E$ا� و��!، "ا !��H6 (، 114ا$?�د ، ا�A�Eأآ

.232، ص )1993

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

66

. الخيار النووي اإلسرائيلي وأهم مراحلهدوافع: المبحث الثاني

لقد دار نقاش حاد في السلطة اإلسرائيلية حول موضوع التسلح النووي وانقسمت

اهات بين من يدعو إلى تحقيق التفوق في األسلحة التقليدية وبين من يدعو إلى تبني االتج

خيار نووي؛ وتشكلت القناعة بامتالك السالح النووي لدى أنصار االتجاه الثاني على يد

فقد كان بحكم تجربته كوزير الدفاع " موشي دايان"أكثر الملحيين على هذه الفكرة وهو

سكرية منذ نشؤها من أبرز دعاة الخيار النووي، واقتنع بأن الزمن وأحد قاد المؤسسة الع

ال يسير في صالح بالده على صعيد األسلحة التقليدية، فيعتقد أن السباق التسلح في هذا

المجال سيكون دائما في صالح العرب نظرا لقوة االقتصاد العربي وموارده النفطية مقارنة

رائيلي قد وصل إلى أقصى حدوده في عدد الجنود باقتصاد بالده، كما أن الجيش اإلس

األسلحة مما أجبر إسرائيل على االعتماد على الواليات المتحدة باستمرار، بواستيعا

أول من " دايان"والذي يرى أنه يفقدها استقاللها السياسي؛ وحول السياسة النووية فقد كان

أي يقصد بها صنع سالح )" السفليالطابق (قنبلة في القبو"دعى إلى ما يسمى بإستراتيجية

.(1)نووي دون اإلعالن عنه بصورة رسمية ومباشرة

الذي يرى أن " إيغال ألون"أما التيار الذي يؤيد اعتماد الردع التقليدي، فأهم رواده

التفوق على العرب ال يستدعي التبني سالح نووي، بل يجب التركيز على التفوق في

م بتطوير القوة الجوية؛ ويرى أنصار هذا االتجاه أن السالح الضربات االستباقية واالهتما

. على أمن إسرائيل بآثار سلبية كبيرة وعبء اقتصادي وخطرالنووي ينعكس

. الخيار النوويدوافع: المطلب األول

" دايان"لقد تمكن أنصار االتجاه األول من االنتصار على الطرف اآلخر، فرغم وفاة

في تطوير فكرته لتصبح واقعا ملموسا مستغلين في " ن غوريونب"و" شيمون بيريز"واصل

ذلك أفكاره وآراءه التي شكلت حججا قوية تعبر عن أسباب ودوافع هذا الخيار، ويمكن

:حصرها في ما يلي

، ص 1988دار ا$'��D'2$ "?#2" وا$)!6، دA : 6D�M8#6وت. ا7�0ا�C/�! ا���وI! ا7�ا�9#�! ��23ن ر}#� ��23ن، (1)

20.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

67

إن الخطر الذي كان يتهدد أمن إسرائيل وكيانها كان ينبثق من المخزون الضخم .1

، وترتيبا على ذلك فإن (1)حازتها الدول العربيةوالمتزايد من األسلحة التقليدية التي

إسرائيل ال يمكنها أن تقتصر في دفاعها عن أمنها القومي بهذه األسلحة ألن الدول

العربية بتفوقها البشري واالقتصادي كانت تسعى لترجيح كفة سباق التسلح لصالحها،

ردع أي هجوم شامل إذن يعتبر هذا الوضع هو أهم دافع لتبني الخيار النووي من أجل

.(2)لألسلحة التقليدية

في ظل سباق األسلحة التقليدية بين العرب وإسرائيل لم تكن هناك فرصة لهذه األخيرة .2

تستطيع من خاللها أن تبرهن على تفوقها العلمي والتكنولوجي في هذا المجال ألن

الكبرى الحليفة الدول العربية سيكون لها منفذ إلى ترسانات األسلحة التقليدية للدول

خاصة االتحاد السوفيتي سابقا والصين، وبالتالي فإن ما تنفقه في البحث والتطوير لهذه

األسلحة لن تكون له نتيجة ملموسة، خاصة بعد وصول الدول العربية إلى أكبر مصادر

بعد تمكنه من عقد الصفقة " جمال عبد الناصر"السالح في العالم السيما مصر بقيادة

.(3)ة وحصوله على وعد من رئيس الوزراء الصيني لتزويده بأسلحة متطورةالتشيكي

إنه عندما تحتكر إسرائيل السالح النووي وتستعمله كأداة للردع فإن هذا الوضع كفيل .3

بأن يضغط على الدول العربية إلى الحد الذي يجعلها تتنازل كليا عن خططها في

الدخول في اتفاقيات سالم معها، ويحقق جهة العسكرية، ويرغمها في األخير علىاالمو

إلسرائيل مكاسب سياسية كبيرة من خالل ما يتيحه من قدرة في التحكم والتوجيه لعملية

.السالم داخليا وخارجيا

عندما تملك هذا السالح قد يفرز ذلك سباق تسلح نووي محتمل في الشرق األوسط، .4

ذلك سيخلق نوع من توازن الرعب وحتى لو تمكنت إحدى الدول العربية بامتالكه فإن

النووي، وهذا ما سيبعد احتمال نشوب حرب تقليدية بدافعي الخوف من تطورها إلى

.حرب نووي

! ا� و��!، "ا$��Eي ا$)�وي ا]63اZ#2. وuJ#" ا$M-م" إ6DT /#���3ي �&�2، -(1)��H86/ (، 52، ا$?�د ا��، )1978أ

.44ص(2)- Warner.D.Farr, “the Third Temple’s Holly of Hollies: Israel Nuclear Weapons”, in the

site: www.fas.org/nuke/guide/israel/nuke/farr-html. [07/05/2006], p 13. (3)- Marie-Hélène labbé, la Tentation Nucléaire. France : payot éditions, 1995, p 58.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

68

في نظر -إن انتشار التكنولوجيا النووية في الشرق األوسط هو أمر ال مفر منه .5

وبذلك تماما كما هو الحال مع انتشار األسلحة النووية نفسها، -أصحاب هذا االتجاه

فإنه كلما أسرعت إسرائيل في اكتساب هذه التكنولوجيا وتطويرها قبل أي دولة في

المنطقة يكون ذلك أفضل ضمان لمصالحها اإلستراتيجية، ووظفت لذلك مبررا بأن

، إضافة إلى تطوير (1)مصر تمتلك أسلحة كيماوية وهي بصدد تطوير أسلحة نووية

.يةسوريا للصواريخ واألسلحة اإلستراتيج

اقتنعت أنها ال يمكن أن تتحمل تكلفة بشرية ومادية 1967أن إسرائيل بعد حرب .6

لحرب أخرى، فقد وصل جيشها إلى أقصى درجات ضعفه ومن الصعب زيادة حجمه

، ويجب الوصول إلى خيار نووي، وهذا ما (2)1967أكثر مما وصل إليه بعد حرب

.انتها التقليدية، عندما فقدت إسرائيل معظم ترس1973أثبتته حرب

إضافة إلى تمسك القيادة اإلسرائيلية بضرورة المحافظة على األراضي التي حصلت

وأهميتها اإلستراتيجية والحاجة إلى تأمينها ضد أي هجوم عربي 1967عليها بعد حرب

مفاجئ، كل هذه الظروف مجتمعة خلقت دافعا قويا وسببا مقنعا لصناع القرار اإلسرائيليين

.امتالك القدرة النوويةبضرورة

.الدول المتعاونة مع إسرائيل في المجال النووي: المطلب الثاني

جون بوير "يرى الباحث األمريكي في الدراسات اإلستراتيجية : التعاون الفرنسي .1

فرنسا قامت بزرع أول بذرة لصناعة القنبلة النووية "أن " John Bowyer Bell" "بيل

: عالقات التعاون النووي بين البلدين بمرحلتين متالزمتين، وقد مرت(3)"اإلسرائيلية

وكانت 1956تمتد من الثالثينيات إلى غاية أزمة السويس : المرحلة األولى .أ

العالقات غير رسمية مقتصرة على علماء وباحثي الفيزياء النووية للبلدين، خاصة من قبل

تواصل التعاون واألبحاث يهود الفرنسيين الذين هاجروا إلى األرضي الفلسطينية، و

1952المشتركة إلى عالقات شخصية مما سمح بتوثيق العالقات الرسمية إلى غاية سنة

أرنست "عند تأسيس لجنة الطاقة الذرية اإلسرائيلية، حيث استطاعت هذه األخيرة برئاسة (1)- Ibid . p 59.

�6آB درا�3ت : A#6وت، 2 ط.ا�@�ع ا�=�:� ا7�ا�9#� :�% ا��ادع ا�0'#� ي وا��ادع ا���وي أ�#4 ���� ه��8ي، -(2) ،"#A6?$ة ا��� .105، ص 1987ا$

(3) - ،�2&� Jذآ� MN 2O�� . 42ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

69

أن تكون شراكة حقيقية مع نظيرتها الفرنسية، حيث تم " Arnest Bergman" "بيرغمان

سماح بإشراك اإلسرائيليين في األبحاث النووية العسكرية الفرنسية كطرف أجنبي وحيد، ال

، أما على (1)وكان لديهم الحرية المطلقة في التنقل في المفاعالت النووية ومراكز األبحاث

الجانب الحكومي فاقتصرت اإلعانات الفرنسية على األسلحة التقليدية، ونجحت الدبلوماسية

في إقناع الطرف الفرنسي بأنهما يخوضان حربا واحدة، خاصة بعد اندالع اإلسرائيلية

لنظيره الفرنسي " موشي دايان"الثورة الجزائرية، وهذا ما أوضحه قائد األركان اإلسرائيلي

العرب، وأنتم في : لقد وجدنا أنفسنا في مواجهة عدو مشترك"... بقوله 1954ستة

لقتال في الخطوط األمامية، أال تظنون أنه عندما الخطوط الخلفية أما نحن ففي جبهة ا

(2)،"تشتعل جبهة القتال يجب عليكم نقل األسلحة من الخط الخلفي إلى الخطوط المتقدمة؟

وبالفعل فقد تمكنت إسرائيل من الحصول على كميات معتبرة من األسلحة الفرنسية خاصة

.قبل العدوان الثالثي على مصر

ت بتكوين كتلة قوية وفعالة في الحكومة الفرنسية تتسم بالوالء كما أن هذه الفترة تميز

والدفاع عن المصالح اإلسرائيلية وبرنامجها النووي، وكان على رأس هذه الكتلة رئيس

المساند الرئيسي للخيار النووي اإلسرائيلي، " Guy Moullet" "غاي مولي"الوزراء

" شيمون بيريز"الذي قال عنه " Jacque Soustelle" "جاك سوستال"ووزير المخابرات

، إضافة إلى معظم أعضاء المحافظة (3)أنه صهيوني أكثر من اإلسرائيليين أنفسهم

.الفرنسية للطاقة الذرية

بلغت األبحاث النووية المشتركة تقدما كبيرا حول وسائل تخصيب 1953وفي سنة

كل دولة منهما تساهم في اليورانيوم وفصل البلوتونيوم وتشغيل المفاعالت النووية جعل

.(4)اكتمال االستقالل النووي لدولة األخرى

(1)- Labbé, Op. cit. p 133. (2)- Pierre Pean, Les deux Bombes :Comment la France a donne la bombe a Isreal et a

l’Irak. Paris :Fayard, 1982, p 38. (3) - ibid . p 130. (4)- Ernest.W.Lefever, Les armes Nucléaires dans le Tiers monde. Tr : Bruno Barou

Renault. Paris :ECONOMICA, 1981, p 63.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

70

زادت أزمة السويس من توثيق العالقات والتعاون 1956بعد سنة : المرحلة الثانية .ب

ط الدولية بشأن ضرورة سحب قواتهما من قناة واألمني بين البلدين خاصة بعد الضغ

.)1(السويس

در آخر اقتنع أنه ال يوجد مص1955ع سنة الدفاإلى وزارة" بن غوريون"وعندما عاد

الستكمال متطلبات الخيار النووي سوى فرنسا ،فبدأ مباشرة في تفعيل الترتيبات العلمية

والتقنية لالنتقال إلى الجانب العملي الكتساب السالح النووي استعانة باللوبي اليهودي

وتم عقد أول اتفاق سري للتعاون في الحكومة الفرنسية قبل أن تتغير الظروف القائمة،

حول إشراف الشركة الصناعية للدراسات 1957النووي بين البلدين في أكتوبر

الفرنسية على إنشاء مفاعل نووي كبير لفائدة " S.I.E.C.C"والمنشآت الكيماوية

من عمالها إلى منطقة ديمونة لبناء هذا المفاعل، 300إسرائيل حيث أرسلت أكثر من

1965ر الفرنسيون المنطقة إال بعد إجراء أول تجارب فصل البلوتونيوم سنة ولم يغاد

المشروع بسرية تامة وتمويه داخلي وخارجي، إضافة إلى " بن غوريون"وقد أحاط

إجراءات أمنية مشددة، وهذا بسبب التخوف من الضغط الخارجي والحذر من هجوم

المرحلة بمضاعفة األشغال في ، وتميزت هذه )2(عربي مفاجئ على منشآتها الجديدة

مفاعل ديمونة وعزم الطرفين على إتمام المشروع وتخوف اإلسرائيليين من التغيرات

De" "ديغول"التي كانت تطرأ على الحكومة الفرنسية خاصة بعد وصول الجنرال

Gaulle " يعلم أن الجنرال لم " شيمون بيريز"، وكان 1958 جوان 01إلى السلطة في

خل المشترك في السويس وأنه أكد أكثر من مرة أنه صديق وفي للدولة يعارض التد

للسلطة قد يغير " ديغول"العبرية، لكن األمر الذي كان متخوف منه هو أن اعتالء

منخرطا في التعاون ، خاصة وأنه لم يكن )3(الموازين ويشتت الشبكة الموالية إلسرائيل

المشروع إذا تم اكتشافه ال سيما لد يعرقن يعلم ما يحدث في ديمونة، فقالنووي ولم يك

.أن الجزء أكثر حساسية وأهمية من المفاعل لم تبدأ األشغال به بعد

إلى منصب وزير الطاقة الذرية في فرنسا مكنته من تسريع " جاك سوستال"لكن ترقية

.التعاون وإتمام األشغال في المفاعل اإلسرائيلي

(1)-Honoré.M.Catudal, Israel Nuclear Weaponry :a New Arms Race in the Middle East.

London: Gray seal Books, 1991, p 26,27. (2)-Ibid. p 28. (3)- Pean, Op.cit. p123.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

71

على كل التكنولوجيا الفرنسية، وشاركت كانت إسرائيل قد حصلت1960وفي سنة

فيفري 13بمعظم علمائها في التجربة الفرنسية األولى في الصحراء الجزائرية في

من طرف الفرنسيين 1963 ديسمبر 23، وبدأ تشغيل مفاعل ديمونة رسميا في 1960

استطاعته إنتاج الكمية الكافية من البلوتونيوم بواط، حيث أصبح ميغا24وبطاقة

، وبهذا النجاح الذي حققه اإلسرائيليون (1)لصناعة قنبلة ذرية في مدة أقصاها سنة واحدة

توقف اإلمدادات ب خاصة - مؤقتا-توقف مسار الشراكة بين البلدين في هذا المجال

اتخاذه لقرار يقضي ولقضية المفاعل " ديغول"الفرنسية من اليورانيوم بسبب اكتشاف

سكري والنووي، ووقف اإلمداد باألسلحة التقليدية، بوقف كل أشكال التعاون الع

" شيمون بيريز" بعد زيارة 1984 إلى ديسمبر 1967واستمرت هذه المقاطعة من سنة

إلى فرنسا واالتفاق على مشروع فرنسي جديد في األراضي اإلسرائيلية لتزويدها

.(2) ميغاواط لكل واحد منهما950بمفاعلين جديدين وبطاقة

عن دور اللوبي اليهودي، فما هي مجموعة الدوافع واألسباب التي أدت وبغض النظر

تعاون مع إسرائيل نوويا؟البالحكومة الفرنسية إلى القبول ب

خاصة في حكومة (3) التي كانت قوية بين الحكومتينةلعبت الروابط اإليديولوجي •

إلى المشاركة دورا مهما في تعزيز التعاون الثنائي، وتعود هذه الروابط" غاي مولي"

المهمة للعديد من اليهود الفرنسيين قبل هجرتهم إلى فلسطين في المقاومة السرية ضد

طفا كبيرا من طرف القيادات الفرنسية مع اإلسرائيليين خاصة االنازية وهذا ما خلق تع

وعالقاته " Lyon Bloom" "ليون بلوم"قيادات الحزب االشتراكي الفرنسي بقيادة

عند نشأة " بن غوريون"الماباي االشتراكي الحاكم في إسرائيل بقيادة المتينة بحزب

.الدولة العبرية

رغبة القيادة الفرنسية في إكساب صفة الشرعية على التعاون الذي كان قائما بين •

البلدين في المجال النووي والذي وصل إلى درجة كبيرة من التنظيم والتنسيق المشترك

رنسية على االعتراف بهذه الشراكة وترسيمها على مستوى وهذا ما أجبر الحكومة الف

.الدولتين

(1) - Pean, Op.cit. p120.

! ا� و��!، "��M*6 وا$'�J" ا$)�و8" �. إ63ا�KT "/#Zء ��Iل ا48�$، - (2)��H86/ (، 80، ا$?�د ا�� .187، ص )1985أ(3) - Georges Leguelt, le Terrorisme Nucléaire :Risque Majeur, Fantasme ou épouvantail.

Paris :Presse Universitaire de France, 2003, p 108.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

72

حرص فرنسا الشديد في بداية الخمسينيات على الوقوف على نتائج أبحاث العالم •

حول ابتكار وسيلة جديدة " Israel Dostrovsky" "إسرائيل دوستروفيسكي"اإلسرائيلي

عالت النووية كوقود إلنتاج اليورانيوم الذي يستخدم في تشغيل المفا(إلنتاج الماء الثقيلة

، وهذا بالنظر إلى محدودية ما تملكه فرنسا منه وحاجتها إليه، ومن )العالي التخصيب

جهة أخرى حرصت فرنسا على االستفادة من نتائج األبحاث اإلسرائيلية بشأن استخراج

.ن األخرى الرخيصةداليورانيوم من الفوسفات والمعا

الجزائرية وجدت إسرائيل لنفسها مكانة كبيرة في اإلستراتيجية منذ بداية الثورة •

الفرنسية، أين أصبحت هذه األخيرة تسعى بجدية لتطوير قوات عسكرية ونووية

التي تشكل أول مساند وممول للسالح للمجاهدين (1)إلسرائيل تمكنها من ردع مصر

في تحقيق 1956الثي سنة الجزائريين، خاصة بعد فشل القوات التقليدية في العدوان الث

.هذا الهدف

تعتبر سياسة االعتماد على القوة العسكرية في فرض : التعاون مع جنوب إفريقيا .2

هي النقطة األساسية المشتركة بين النظامين العنصريين والتي شكلت نالوجود واالستيطا

ممثليها أول نواة لخلق عالقات متينة بين البلدين، فرغم أن جنوب إفريقيا لم تنصيب

، غير أن العالقات الثنائية بدأت منذ زيارة وزير 1961الدبلوماسيين في تل أبيب إال سنة

، وتطورت العالقات 1950سنة " Moshe sharett" "موشي شارات"الخارجية اإلسرائيلي

ذات " Jericho 2" "2جيريكو "العسكرية بداية بالتجارب المشتركة للصواريخ اإلسرائيلية

ى حمل الرؤوس النووية حيث قامت إسرائيل بنقل التكنولوجيا هذا الصاروخ في القدرة عل

.(2)ما يتعلق بالمدى وقوة التفجير إلى جنوب إفريقيا

والسؤال الذي طرح آنذاك ما هو هدف إسرائيل من نقل التكنولوجيا العسكرية إلى

جنوب إفريقيا؟

وم فعند بداية تحالفها مع إن جنوب إفريقيا هي من أكبر الدول المنتجة لليوراني

من اإلنتاج العالمي من اليورانيوم، وهذا ما كانت %16إسرائيل في الستينيات كانت تنتج

من مادة الكيك األصفر (3)تبحث عنه إسرائيل، إذ أنها حصلت على كميات كبيرة

(1) - Farr, Op. cit. p 5. (2) - Catudal, Op.cit. p 72. (3) - Labbé, Op.cit. p 138.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

73

"Yellow Cake"-طيلة السبعينيات، فأصبحت -%80ل نسبة اليورانيوم فيها تشك

.1967يقيا المورد األساسي لها من اليورانيوم بعد توقف فرنسا عن ذلك سنة جنوب إفر

إن مساحة جنوب إفريقيا الواسعة وأجوائها المفتوحة ومياهها اإلقليمية الشاسعة مكن

إسرائيل من استغالل هذه االمتيازات لتجربة أسلحتها الجديدة التي يتعذر تجريبها في

فقامت بتجربة صواريخها القصيرة ومتوسطة المدى وكذا األراضي اإلسرائيلية المحدودة،

.تجربة قنابلها النووية

وما يبرر منح هذه االمتيازات هو ما حققته جنوب إفريقيا بالمقابل من مكاسب

إستراتيجية من إسرائيل بداية من بقيام علمائها منذ الستينيات على إفادة نظرائهم في

، وفي "2سفاري " وكذا إشرافهم على إنشاء مفاعل جنوب إفريقيا بخبراتهم ومساعداتهم

فترة ما أصبحت إسرائيل الحليف المهم واألقوى والمورد األساسي لتكنولوجيا والخبرة

.(1)العسكرية والنووية لجنوب إفريقيا

أن التغلغل اليهودي في اإلدارة و المؤسسات األمريكية لعب : التعاون األمريكي .3

سة األمريكية لتحقيق المصالح اإلسرائيلية السيما في اكتسابها دورا مهما في توجيه السيا

عندما تكاثفت 1955رسميا في مساعدتها في هذا المجال سنة بدأت للسالح النووي، وقد

مراكز البحوث والجامعات األمريكية لتلقي التكوين الىبعثات العلماء اإلسرائيليين

إثر اتفاق بينهما في –ا زودتها في نفس السنة والتدريب في العلوم والتطبيقات النووية، كم

بمفاعل نووي لألبحاث مع كل األجهزة والمعدات -إطار مشروع الذرة مقابل السالم

كلغ من اليورانيوم المخصب ومكتبة تقنية تحتوي على 20 ـالالزمة لتشغيله، مع تمويلها ب

اعل شكل خطوة كبيرة كتابا عن أبحاث الفيزياء النووية،وهذا المف45 تقريرا، و6500

إلسرائيل للتحكم في هذا المجال ، عالوة على ذلك فإن الواليات المتحدة األمريكية أشرفت

.على بناء وتشغيل مفاعلين آخرين في إسرائيل

الدور اآلخر الذي لعبته أمريكا في تحقيق المشروع النووي اإلسرائيلي هو إمدادها

تزويدها بالطائرات والصواريخ القادرة على بوسائل إيصال السالح النووي على غرار

حمل وإطالق رؤوس نووية، إضافة إلى مساعدتها على استخدام الفضاء واألقمار

لتحكم في وسائل إيصال األسلحة النووية إذ أن البرنامج الفضائي اإلسرائيلي لالصناعية

(1)- ،.J�D$ا �D� ^K'b� ���� Iا���و !#N�'6. ! وا7ره�ب ا���ويا�b� : ،"8ر�]E$ا9ه6ام ا UA�'�1995 116، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

74

د من الخبرات اعتمد على المساعدات األمريكية إلى حد كبير مما أتاح إلسرائيل استفا

المتطورة للبرنامج الفضائي األمريكي في مجال صناعة أجهزة المالحة والطيران وإعداد

، كما أشركت الوكالة الوطنية للفضاء (1)اإلطارات البشرية وبناء المنشآت الفضائية

في استخدام الفضاء لألغراض العسكرية كمبادرة الدفاع " NASA"وللمالحة األمريكية

" Ronald Reagen" "رونالد ريغان"، إذ أعطى الرئيس األمريكي اإلستراتيجي

اإلسرائيليين دورا مهما في هذا اإلطار حيث تم القيام بتجارب مشتركة على متن مكوك

" أفق"، كم ساعدتها على إطالق سلسلة األقمار الصناعية 1992فضائي أمريكي سنة

"Ofeq "صواريخ الباليستية والحاملة للرؤوس الخمسة وتزويدها بأجهزة التوجيه الدقيق لل

النووية والتجسس واالستطالع؛ وأيضا في مجال وسائل اإليصال فقد زودتها في السنوات

األخيرة بأجهزة ومعدات وبرامج متطورة من شأنها مضاعفة قدرة إسرائيل النووية إلى

.(2)ثماني مرة على األقل

عن النشاطات النووية اإلسرائيلية أما الدور الثالث هو تكتم اإلدارة األمريكية

، فرغم أنها كانت من بين رية وحمايتها على المستوى الدوليومساعدتها على تحقيق الس

لدعوة إلى عدم انتشار األسلحة النووية إال أن ذلك لم يمنعها من التكتم وإخفاء لالسباقين

أمريكية وثيقة نشرت لجنة حكومة 1976حقيقة برنامج النووي اإلسرائيلي، ففي عام

تتضمن برتوكول اجتماع لوكالة االستخبارات المركزية، وجاء فيها بأن الوكالة أبلغت

بأمر صناعة إسرائيل ألول قنبلة نووية، لكنه أمر مدير 1968عام " نجونسو"الرئيس

الوكالة آنذاك بعدم إعالم أي شخص بهذا التقرير، بما في ذلك وزير الخارجية ووزير

.(3)الدفاع

ت عليهاتحصلة والعسكرية والمالية التي كل هذا يضاف إلى المعونات االقتصادي

إسرائيل من طرف أمريكا عبر السنوات المختلفة من أجل خدمة البرنامج النووي

أموس "اإلسرائيلي وهذا ما أكده المستشار االقتصادي األسبق لرئيس الوزراء اإلسرائيلي

! ا� و��!، " وا$s��*6D ا$Z�uK. ا]63اZ#5.2أ�X " أ��� إ6Aاه#@ ����د، -(1)��H28#" (، 149، ا$?�د ا��I2002( ص ،

246-248. .34، ص )2006�#6Kي (، 5، ا$?�د :�ا� ��ع ا�=�، "ا�K2�$ت ا$)�و8" �4 آ�ر�8 وإ63اZ#/ إ$^ 6Nlان" إ6Aاه#@ آ�%#�، -(2)

MN ذآ�J ��23ن، - (3) 2O��137، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

75

إسرائيل تحصلت على اثنين إلى ثالثة ماليير أكد أنالذي" Amos Rubin" "روبين

.)1(دوالر الستكمال اكتسابها للسالح النووي من المعونات األمريكية

مجاالت النووية قائما وعلى جميع ال اإلسرائيلي في يوال يزال التعاون األمريك

كن األصعدة كما ال تزال الحكومة األمريكية تعتبر أن السالح النووي اإلسرائيلي ال يم

.التفاوض حوله أو طرحه على المستوى الدولي

.مراحل بناء القوة النووية اإلسرائيلية: المطلب الثالث

إن التطرق إلى مراحل البرنامج النووي اإلسرائيلي يعود بنا إلى البدايات األولى

لوجودها، إذ تباينت اآلراء واالتجاهات في أوساط القادة اإلسرائيليين حول هذا الموضوع،

بينما " رابينإسحاق"من دعاة اعتماد الردع التقليدي ويؤيده في ذلك " إيغال آلون"وكان

، )2( إلى الدعوة المتالك هذا السالح غير أنهم لم يتفقوا على نهج واحدذهب االتجاه اآلخر

أنه من الضروري حدوث توازن نووي في الشرق األوسط ألنه " شيمون بيريز"فيرى

الصراع العربي اإلسرائيلي، وكان من بين المعارضين لقصف سيؤدي إلى استقرار

رئيس الوزراء األسبق أنه على إسرائيل أن " مناحيم بيغن"المفاعل النووي العراقي، ويرى

ال تسمح ألي دولة في المنطقة بتطوير أسلحة دمار شامل، وهو من أمر بضرب المفاعل

فكانا يؤيدان اكتساب السالح " دايانموشي "و" ديفيد بن غوريون"النووي العراقي، أما

.النووي دون اإلعالن عنه

وكان هذا االختالف سببا في عرقلة المشروع بحسب اقتراب وابتعاد أنصار كل

اتجاه من دوائر صنع القرار السياسي، وحسب الوزن السياسي لكل كتلة في الحكومات

:ى ثالث مراحل أساسيةالمتعاقبة؛ ويمكن تقسيم المراحل التي مر بها البرنامج إل

القدرة على إنتاج هذا أو السعي إلى: تبني الخيار النوويمرحلة اتخاذ القرار ل .1

السالح، وهناك ثالث اتجاهات حول تحديد الفترة التي تم فيها اتخاذ هذا القرار، فاالتجاه

، 1955األول يرى أن هذا القرار كان كرد فعل على الصفقة المصرية التشيكية سنة

جة اعتقاد اإلسرائيليين بأن ميزان القوة التقليدية سيرجح لصالح الدول العربية، وأن نتي

(1)- Catudal, Op.cit. p 122.

2#."����د �D� �#?3 ا$�Yه6، -)2(Zوي ا]63ا��ن ا]6E3اM2$ .]#L-ح )ا�tE3aام -ا]� �*#�ت : ا$t#�ر ا$(�u�$ا

MN ذآ�، �. إ6Aاه#@ ���� ا$?)�*. و<%6ون، )"ا$)�وي 2O��J 213-206، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

76

- بوصول جمال عبد الناصر إلى الحكم وتحالفه مع االتحاد السوفيتي-الشعب اليهودي

1956سيكون ضحية هولوكوست جديدة، واالتجاه الثاني يذهب إلى االعتقاد أن حرب

هي التي دفعت إسرائيل التخاذ هذا القرار بعد إحساسها ونتائجها السياسية والعسكرية

بمدى صعوبة تحقيق النصر على ائتالف عربي عسكري في حرب تقليدية شاملة،

توسع مصادر الخطر إلى خارج منطقة الشرق األوسط من خالل الضغط اكها بدراو

قناة السويس الشديد الذي مارسته القوتين العظمتين لسحب الجيش اإلسرائيلي وحلفائه من

خاصة من قبل االتحاد السوفيتي وتهديدهم المباشر إلسرائيل بأنها ستتعرض لهجوم

فكان الوقت مناسبا . إذا لم تسحب قواتها من مصر(1)تستعمل فيه األسلحة النووية

إلسرائيل بأن تستعد المتالك هذه األسلحة لتتخلص من أي ضغط أجنبي؛ لكن الحقيقة أنه

، (2) السويس عن حدوث نقلة مهمة في البرنامج النووي اإلسرائيليفعال أفرزت أزمة

وبالنظر إلى التطورات الداخلية التي طرأت في األوساط السياسية اإلسرائيلية منذ سنة

يتبين لنا أن هذا القرار اتخذ متزامنا مع تأسيس الدولة العبرية، وهناك عدة براهين 1948

:ودالئل تؤيد هذا الطرح

إلى امتالك القوة النووية كعنصر من عناصر القوة يعود إلى " بن غوريون"إن تطلع -

من األهداف ة عندما اعتلى منصب رئيس الوزراء وقام بتحديد مجموع1948سنة

، وكان أولها (3)اإلستراتيجية وأكد على أنه يجب على كل القادة اإلسرائيليين تحقيقها

ا والسالح النووي هو من أشكالها، اكتساب كل أشكال القوة العسكرية لفرض وجوده

.غير أن تلك الفترة لم تكن مناسبة لإلعالن عن ذلك بصورة رسمية

أكثر من أي شخص آخر محدودية بالده جغرافيا وسكانيا، كما " بن غوريون"لقد أدرك -

كان يدرك جيدا طبيعة وحجم التحديات األمنية التي ستواجهها، مما جعله يكون وأتباعه

ارفين بسبل مواجهة هذه التحديات وقد عبر عن ذلك بقوله عندما كان ينظر من أشد الع

مجرد نقطة صغيرة، فكيف يمكن لها يما هي إسرائيل؟ ه"إلى خريطة للشرق األوسط

.(4)..."أن تعيش وسط العالم العربي؟

(1) - Farr, Op.cit. p 5. (2) - Le Guelte, Op.cit. p 102.

(3) - ،68�7 �Aد أ��ارث وا$�D&EM/ ا$M-م" ���� ���E�$6اع اb$4 ا#A .2#Zوي ا]63ا��. ا$?)�*. و<%6ون، "ا$t#�ر ا$) ،Jذآ� MN 2O�� 165، ص.

MN ذآ�J ��23ن، - (4) 2O�� 37، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

77

نصب كل اهتمامه منذ البداية لإلجابة على هذا التساؤل ولم يجد إجابة لذلك إال في او

.ردع النوويال

بالشؤون والعلوم 1948هناك داللتين أساسيتين على أن االهتمام اإلسرائيلي منذ -

:النووية كان ألغراض عسكرية محضة

كان عن طريق فرع 1948أن اكتشاف اليورانيوم في الصحراء اإلسرائيلية سنة .أ

هذا ما يثبت البحث والتحقيق التابع لوزارة الدفاع وليست لوزارة الطاقة أو المناجم، و

.(1)النوايا العسكرية للتنقيب عن اليورانيوم

أن التكتم والسرية والتظليل حول بداية األشغال إلنشاء مفاعل ديمونة، باإلعالن أنه .ب

مصنع النسيج ثم أنه محطة لضخ المياه ولم يتم االعتراف بحقيقته إال بعد مرور أربعة

بأنه لألغراض السلمية " نبن غوريو"سنوات وبعد ضغط دولي شديد، حيث صرح

.فقط

برلين فيالحجة الرابعة هو أن تشجيع علماء الذرة والفيزياء النووية اليهود -

ووارسو وبراغ أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وتحفيزهم للهجرة إلى فلسطين، لم يكن

لخبراء إال لخلق البنية العلمية والتقنية لبرنامج نووي عسكري إذ بمجرد وصول هؤالء ا

للعلوم في تل " وايزمان"قامت وزارة الدفاع بإنشاء قسم لألبحاث النووية ألحقته بمعهد

، وبعدها بسنتين قامت وزارة الدفاع نفسها بإنشاء لجنة الطاقة الذرية 1950أبيب سنة

اإلسرائيلية، فكل األنشطة والهيئات التي كانت تتعلق بالبرنامج النووي كانت تشرف عليها

.الدفاع وهذا ما يفسر النوايا العسكرية لهذا البرنامجوزارة

فكل هذه المؤشرات توحي أن قرار تبني خيارا نووي تزامن مع نشوء إسرائيل

وكان راسخا في أذهان أبرز مؤسسيها؛ والنقطة التي يجدر بنا اإلشارة إليها هو تأخر تنفيذ

بعد منتصف الستينيات، ويرجع هذا القرار فلم تتحقق القدرة على إنتاج هذا السالح إال

السبب الرئيسي في ذلك إلى الخالف الذي كان دائرا في أجهزة الحكم اإلسرائيلية خاصة

أين تم استبعاد كل مؤيدي الخيار النووي 1955-1953في الفترة الممتدة ما بين سنتي

رضا إلى السلطة الذي كان معا" Levi Ashckool" "ليفي أشكول"من السلطة، ثم وصول

لهذا المشروع وقام بتوقيف األشغال في مفاعل ديمونة؛ وهناك سبب أخر لتأخير تنفيذ هذا

(1) -M$ا �D� ���� ،ا�9#�!: ; ود ا�'�ة-م��6آB ا9ه6ام $�2را�3ت ا$6b� : "#3�#M. ا�0 ا��ت ا�#"! ا���وI! ا7

،"#]#L6اE3[46، ص 1996وا.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

78

القرار وهو تعالي أصوات المجتمع الدولي حول مبدأ منع انتشار النووي، وتخوف

اإلسرائيليين من ذلك في الوقت الذي لم تكن تملك ضمانات أو وسائل لحماية برنامجها،

الذي كان أقل تعاطفا " رإيزنهاو"تزامن مع عهدة الرئيس األمريكي خاصة وأن هذا األخير

مع إسرائيل وأكثر صرامة في التعامل مع قضية االنتشار النووي، ومارس ضغطا

دبلوماسيا أعاق المشروع، خاصة بعد اكتشاف حقيقة مفاعل ديمونة وقام بإرسال بعثات

.)1(1967 و1965 وسنة 1964متكررة من الخبراء إلى مفاعل في ستة

يذهب معظم المتتبعين لهذا الموضوع : مرحلة اتخاذ القرار إلنتاج أول قنبلة نووية .2

خلقت الدافع الموضوعي إلنتاج أول قنبلة، وهناك 1967إلى االعتقاد بأن تداعيات حرب

من يذهب إلى القول بأنه بعد عشرة أيام من بداية الحرب كان لدى إسرائيل قنبلتين

ين لإلطالق، غير أن الميالد الحقيقي ألول قنبلة نووية إسرائيلية كان في نوويتين جاهزت

بعد تحقيق القدرة على إنتاجها، وتنحصر الدوافع الموضوعية التي تجمعت في 1968سنة

:هذه الفترة بالذات فيما يلي

أكبر تهديد لوجودها منذ نشوئها، إضافة إلى أن 1967لقد واجهت إسرائيل في حرب -

رب أثبتت عدم جدوى مبدأ االعتماد على قوة عظمى لحماية أمنها بعد التردد هذه الح

.األمريكي عن حمايتها ومساندتها المباشرة في الحرب

جعلته يساهم في إقناع 1967إلى وزارة الدفاع في جوان " موشي دايان"عودة -

لوزراء رئيس ا" ليفي أشكول"لتسلح النووي في العدول عن ذلك بما فيهم لالمعارضين

، كما قام باستدعاء كل الشخصيات العلمية )2("بنحاس سابير"آنذاك، ووزير المالية

المرتبطة بالمشروع النووي الذين تم استبعادهم من الحكومة السابقة، وشكل منهم

اللجنة االستشارية للبحث والتطوير العامين تحت وصاية وزارته من أجل " دايان"

لي، فامتلك بذلك السلطة والمال والتقنية و بدأ بتنفيذ االنطالق في مخططه االستعجا

أولى قراراته لتوسيع ومضاعفة األشغال في ديمونة رغم أنه لم يستند إلى قرار رسمي

كغ من البلوتونيوم 7عن طريق الحكومة، فتمكنت بذلك إسرائيل من النجاح في إنتاج

.1968نة قنبلة نووية سنويا، وأنتجت فعال أول قنبلة س1.2لصنع

، 1993ا$�M3m" ا$?A6#" $�2را�3ت وا$)!A : ،6#6وت. ، M#L "�I6L#6 ا$)�} O�l=#! إ�ا�9� ا���و6K� 6#�8 !Iون، -)1(

.22ص �D�N ا$M-م، -)2( 2O��Jذآ� M . 62ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

79

بعد إنتاجها للجيل األول من القنابل الذرية بعيار : مرحلة تطوير الترسانة النووية .3

، وتسرب المعلومات إلى الرأي العام )المشابهة للقنبلة الملقاة على هيروشيما( كيلوطن 20

الدولي؛ فكان ال بد إلسرائيل أن تنتظر فترة من الزمن لجس النبض ومعرفة ردود األفعال

ية واإلقليمية قبل الشروع في توسيع نطاق قوتها النووية كما وكيفا، ووضع الحكومة الدول

موضع التجريب حيث وصل لوبي يهودي "ريتشارد نيكسون"األمريكية الجديدة برئاسة

قوي إلي اإلدارة األمريكية، وقياس مدى مصداقية هذا الوالء ولكن سرعان ما أثبت هذا

ات األمريكية المتعلقة بموضوع التسلح النووي اإلسرائيلي، اللوبي قوة تأثيره في القرار

بأن بالده لديها القدرة على إنتاج هذا 1974حيث بعد تصريح الرئيس اإلسرائيلي سنة

، وأكثر من ذلك فقد قررت الحكومة (1)السالح لم تكن هناك أي ردود فعل أمريكية قاسية

وهذا ما أثبت بأن إسرائيل هي حالة الجديدة وقف الزيارات األمريكية لمفاعل ديمونة

.خاصة في السياسة األمريكية بشأن منع انتشار األسلحة النووية

إضافة إلى الموقف العربي الضعيف تجاه المعلومات التي تسربت حول أول قنبلة

نووية إسرائيلية وهذا الموقف لم يشكل أي خطر على برنامجها النووي في تلك الفترة

العربي بأربعة ردود أفعال متباينة لم تعرقل البرنامج النووي حيث اتسم الموقف

:اإلسرائيلي

محاولة الحصول على ضمان سوفييتي ضد استخدام إسرائيل ألسلحتها النووية، لكن .أ

قبل حرب (السوفييت رفض طلب مصر ألسلحة نووية أو إعطائها ضمانات فعلية

1973.(

عدم انتشار األسلحة النووية ومطالبة المطالبة من إسرائيل التوقيع على معاهدة .ب

المجتمع الدولي بالتدخل، لكن هذا الطلب لم يجدي نفعا ألن إسرائيل كانت قد حققت

.اعترافا أمريكيا بأسلحتها النووية

محاولة إظهار قدرة الردع باألسلحة الكيماوية والبيولوجية، لكن هذا لم يكن كافيا لوقف .ج

.يةإسرائيل من تطوير قدرتها النوو

الرد األخير هو التهديد العربي بأن هذه الخطوة ستدفع إلى سباق تسلح نووي، لكن .د

.إسرائيل كانت تدرك مدى طول الفترة الزمنية التي ستلزم العرب المتالك هذا السالح

�28#" : ���ن. ، �I6L" �7زي ا$M?�يا����ر ا���وي ا7�ا�9#� }�ي �#���2ن، -(1)I ،6!(2$ /#2]$228، ص 1984دار ا.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

80

وكل هذه العوامل كسرت القيود والعراقيل وفسحت المجال أمام إسرائيل لمواكبة

:)1(، وبدأت عملية التطوير لتشمل ما يليالتكنولوجيا والتطوير النووي

وبدأت بذلك بهدف استخدامها : كيلوطن20تطوير أسلحة نووية صغيرة العيار أقل من -

أو مالئمة استخدامها في مسرح العمليات الحربية ذات األبعاد الجغرافية الضيقة وفي

2 وهي بعيار قبل نهاية السبعينيات)2("قنبلة النيترون"هذا اإلطار تمكنت من صنع

، وصممت على أساس المحدودية ² كلم50كيلوطن، وذات مساحة تأثير محدودة تعادل

.الجغرافية والعمق اإلستراتيجي الضيق إلسرائيل

لتطوير مدفعية ميدان 1970وعملت على ذلك منذ سنة : تطوير أسلحة نووية تكتيكية -

فعال من خالل إجراء وتمكنت من ذلك" مدفع نووي"ذات قدرة نووية والحصول على

تعديالت على المدافع التي زودتها بها الواليات المتحدة والتي تستطيع ضرب أهداف

. أصبحت تملك قذائف نووية مدفعية1974 ميل، وفي غضون سنة 25على بعد

وهي القنابل ذات قوة االنفجار الكبيرة جدا وحصلت عليها : تطوير أسلحة هيدروجينية -

Mordechai" "موردخاي فانونو"لثمانينيات، حيث ورد في تقرير إسرائيل مع بداية ا

Vanunu " أن إسرائيل قامت بإنشاء وحدات جديدة في مفاعل ديمونة 1986سنة

إلنتاج مواد متطورة من شأن رفع قوة االنفجار النووي إلى أضعاف كثيرة، وتضم

. ميغاطن5 قنبلة هيدروجينية من عيار 35ترسانتها من تطوير 1970بدأت إسرائيل في سنة : إيصال األسلحة النوويةتطوير وسائل -

منها شهريا، غير أن عدم دقة 6 إلى 3، حيث كانت تنتج ما بين "جيريكو"صواريخ

األمريكية في التوجيه والمدى، والتي " النس"توجيهها جعلها تستند إلى صواريخ

كلم، وطورت فيما 110 كلغ ونقله إلى مسافة 11تستطيع حمل رؤوس نووية بوزن

بعد الجيل الثاني والثالث من هذه الصواريخ؛ باإلضافة إلى الطائرات المتطورة

والمزودة بأحدث التجهيزات والقادرة على حمل الصواريخ والقذائف النووية، وكما

اهتمت بتطوير قوة نووية بحرية حيث عقدت صفقة مع ألمانيا لشراء غواصتين

، كما نجحت في 1999وتسلمت اثنين منهما سنة " Dolfin" "دلفين"نوويتين من نوع

MN ذآ��D� J ا$M-م،- )1( 2O�� . 70-65ص. 8�د، - )2(B$2{ اK� 23#��ن ���� " .A6?$ا .��ا$?)�*. و<%6ون، ، �. )"1999- 1991(ا$�8�NE ا$)�وي ا]63اZ#2. $��4 ا$&

Jذآ� MN 2O�� 240، ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

81

األمريكية والتي تقذف عن " Cruise Harpoon" "كروز هاربون"تعديل الصواريخ

)1(.ةطريق الغواصات النووي

. الترسانة النووية اإلسرائيليةبشأنتقديرات : رابعالمطلب ال

ي يكتنف سياستها في ظل الغموض الذ: دالئل امتالك إسرائيل للسالح النووي .1

النووية فإن معظم الدالئل والشواهد التي استند إليها الباحثون في هذا الموضوع تؤكد أن

:إسرائيل دولة نووية كبيرة ويمكن حصر هذه الدالئل في ما يلي

وتتمثل أساسا في مجموعة : القاعدة العلمية والتقنية التي تتوفر عليها إسرائيل .أ

رت عملها بداية بهيئة الطاقة الذرية اإلسرائيلية التي تأسست المؤسسات العلمية التي باش

تحت إشراف وزارة الدفاع وتتألف من لجنة األبحاث النووية، ولجنة التنمية 1952سنة

البشرية ولجنة استعمال النظائر المشعة ثم أضيفت لجنتي األمان النووي والتشريعات

لعديد من المراكز العلمية والبحثية في ، وهذه المؤسسة لها ارتباط وثيق با)2(النووية

المجال النووي في الخارج ال سيما في الواليات المتحدة األمريكية، وتستهدف المؤسسة

التخطيط بعيد المدى وتقديم التوجيهات للحكومة فيما يتعلق بالشؤون النووية وتوجيه

لهيئات العلمية العملية البحثية في اتجاه تحقيق األهداف الموضوعة والتنسيق بين ا

.المختلفة

وكانت عبارة عن لجنة تابعة 1948تأسست في أوت : هيئة تطوير وسائل القتال

لوزارة الدفاع مهمتها التنقيب عن اليورانيوم في األراضي اإلسرائيلية وكذا إدارة

البحوث الموجهة للشؤون العسكرية ووضع مشاريع جديدة للبحث العلمي والتكوين

ندسين التابعين للجيش، وتضم هذه الهيئة أربعة أنواع من اللجان التابعة اإلطارات والمه

لجان ميكانيكية تهتم ببحوث تطوير وصيانة العتاد الحربي، ولجان فيزيائية، ولجان : لها

كيميائية ولجان تهتم بالنظائر المشعة، وعملت الهيئة بالتعاون مع لجنة الطاقة الذرية في

من طرف " فانونو"ة النووية إلى غاية إيقاف عملها بعد تقرير مجال تطوير إنتاج األسلح

".بيناإسحاق ر"و" شيمون بيريز"

(1 )- Martin Sieff, "Israel buying 3 submarines to carry nuclear missils",in the site: www.fas.org/nuke/guide/Israel/sub/international/1.html. p 02. [15/05/2006]

)2( - ،O{�($ا Jذآ� MN 2O�� . 16ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

82

إلى جانب المجلس القومي للبحوث والتطوير الذي يمثل الجانب االستشاري للحكومة

اإلسرائيلية في مجال السياسية العلمية، فضال عن جمعية األشعة اإلسرائيلية التي يرتكز

ل السالمة واألمان النووي، بإضافة إلى المعاهد والجامعات ومراكز نشاطها في مجا

للعلوم الذي تأسس سنة " وايزمان"البحث التي تهتم بالفيزياء النووية وعلم الذرة كمعهد

.الخ...والجامعة العبرية في القدس" التقاني"، ومعهد إسرائيل 1934

الغربية من مختلف علماء وقد أشرفت كل هذه المؤسسات على السعي لنقل الخبرات

ألف مرجع وكتاب في 15الفيزياء النووية لتدريب علمائها، كما قامت بترجمة أزيد من

.هذا المجال إلى اللغة العبرية

لقد كانت إسرائيل تعتمد بصفة كاملة على فرنسا في : السعي لتوفير اليورانيوم .ب

م سنويا لتشغيله كانت طن من اليورانيو24تشغيل مفاعل ديمونة والذي يحتاج إلى

عندما توقف التعاون العسكري والنووي بين الدوليتين، 1967توفرها فرنسا حتى سنة

وهنا وجدت نفسها غير قادرة على توفير تلك الكمية من اليورانيوم فلجأت إلى بدائل

أخرى أهمها جنوب إفريقيا وكندا والبرازيل والغابون وإفريقيا الوسطى، وبما أن السوق

ولية لهذه المواد الحساسة كانت تخضع للرقابة الشديدة فإن إسرائيل لجأت إلى الد

التضليل والتالعب لتحقيق السرية في تهريب اليورانيوم استعانة بجهاز مخابراتها

، أما األول "أبولو"و" بلومبات"العسكرية، وأشهر ما قامت به في هذا المجال عمليتي

طن من اليورانيوم كانت محملة على سفينة 200فتتعلق بتورطها في السطو على

، التي تستطيع من (1) ونجحت في تحويل هذه الشحنة إلى تل أبيب1968ألمانية سنة

فتتعلق بإقناع الشركة األمريكية للمواد " أبولو" قنبلة؛ أما عملية 60 إلى 50خاللها إنتاج

يورانيوم عالي من ال) غكل 90,72( باوند 200واألجهزة النووية بتصدير كمية

، وبعد هاتين العمليتين لقيت إسرائيل ضغطا من 1965التخصيب إلى إسرائيل سنة

طرف المجتمع الدولي خاصة اللجنة األوروبية للطاقة الذرية، وألجل ذلك كثفت من

جهودها من أجل توفير اليورانيوم والمواد التي تستخدم في تشغيل المفاعالت النووية

وصول إلى استخالص اليورانيوم من خامات الفوسفات وأنشأت بنفسها ونجحت في ال

، إذ أن صحراء النقب كانت "النقب"و" حيفا"ثالث مصانع لهذا الغرض في كل من

(1)- Labbé, Op.cit. p 140.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

83

، وبهذه الطريقة )1( ألف طن من اليورانيوم60 إلى 30تتوفر على احتياط يقدر بـ

. طن سنويا100أصبحت تنتج ما يقارب

" الماء الثقيل"تها النووية على عدة دول للحصول على كما اعتمدت في تشغيل مفاعال

كالنرويج التي كانت الممول األساسي لها ) المادة األساسية التي تشغل بها المفاعالت(

.من هذه المادة لعدة سنوات

وعالوة على ذلك فإن إسرائيل ابتكرت طريقة جديدة لتخصيب اليورانيوم عن طريق

في كل يوم واحد %60 كلغ منه إلى درجة 7خصيب الليزر، حيث يمكنها ذلك من ت

غير أن هذه الطريقة تنتج كميات ضئيلة إذا كان الغرض هو صناعة األسلحة النووية،

كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة 30 إلى 25فقنبلة اليورانيوم تحتاج إلى

.، لذلك فإنها تتبع طريقة البلوتونيوم األقل صعوبة)2(90%

بغض النظر عن المفاعل ديمونة األساسي، فهناك عدة مفاعالت : ت النوويةالمفاعال.ج

الذي صمم سنة " ريشون ليزيون"، ونذكر منها مفاعل )3(نووية أخرى أنشأت قبله

من طرف شركة أمريكية بهدف إنشاء النظائر المشعة، وبلغت تكاليف إنتاجه 1954

ت عليه مؤسسة الطاقة الذرية الذي أشرف" ناحال سوريك" مليون دوالر؛ ومفاعل 42

، وقد وفر إلسرائيل االتصال بالهيئات 1969 ميغاواط سنة 5األمريكية، وكان بطاقة

العلمية العالمية واالستفادة من خبرات الصيانة والمراقبة واألبحاث المشتركة مع العلماء

50متحدة بـالذين كانوا يقومون بالزيارات العالمية إلى المفاعل، وزودته الواليات ال

.)4(1966- 1960كلغ من اليورانيوم عالي التخصيب فيما بين سنتي

لتعاون مع فرنسا فكان موجها منذ البداية لأما مفاعل ديمونة الرئيسي الذي كان ثمرة

ميغاواط غير أنه في 24ألغراض عسكرية فهو يعتمد على فصل البلوتونيوم، وطاقته

أن " فانونو" ميغاواط، ثم ورد في تقرير 70لى أثيرت قضية زيادة طاقته إ1980سنة

كلغ من اليورانيوم، 40 ميغاواط ألن التقرير أشار أنه ينتج 150طاقة المفاعل تقارب

أما من حيث الرقابة على المفاعل فإنه ال يخضع إلى أي ضمانات دولية وال يدخل في

ارات األمريكية فيما بين إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم تخضع إال لبعض الزي

MN ذآ�J أ�#4 ���� ه��8ي، - )1( 2O�� . 118ص. MN ذآ��D� J ا$M-م، - )2( 2O�� . 39ص. )3( - ،.J�D$ا �D� Jذآ� MN 2O�� . 119-117ص. )4( -،O{�($ا Jذآ� MN 2O�� . 21ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

84

والتي كانت تتم مرتين في السنة غير أنها كانت شكلية 1969 و1961سنتي

.وألغراض علمية متفق عليها، وال تصنف بصفة رسمية على أنها عمليات تفتيش

إن أي برنامج نووي يكلف مبالغ مالية ضخمة ليس باستطاعة : اإلمكانيات االقتصادية .د

ما ال شك فيه أن البرنامج النووي اإلسرائيلي اقتطع الكثير من أي دولة أن توفرها، وم

االعتمادات المالية من الميزانية الحكومية، ولكن ما يمكن إبرازه هو أن القاعدة التقنية

العالية سمحت بتكوين قاعدة صناعية عسكرية متطورة تمكنها من توفير جزء كبير من

إسرائيل أن تقلص تكاليفه النووي، فاستطاعتي تكلف البرنامج االحتياجات المالية الت

مليون 400 و300حيث أن إنتاج قنبلة ذرية حسب خبراء األمم المتحدة تكلف ما بين

دوالر بالنسبة للدول غير الصناعية، أما في الدول المتطورة صناعيا فتكلف نفس القنبلة

ول فإن ما مليون دوالر، وحتى لو صنفت إسرائيل ضمن نوع األ20 و15ما بين

تملكه من مقومات مالية و مادية يمكنها من تنفيذ برنامجها النووي بصورة مستمرة،

ومعونات مالية أو عن عالوة على الدعم الخارجي األمريكي الذي يكون على شكل منح

طريق المعدات واألجهزة والدورات التكوينية والمنح الدراسية الخاصة بالتقنيين

طاقة النووية؛ وهذا ما يفسر قدرة تحمل االقتصاد اإلسرائيلي والعاملين في مجال ال

للعبء الذي ينتج عن البرنامج النووي، فإن االعتمادات المالية المخصص لهيئة الطاقة

، (1)الذرية والتي توجه إلى البرنامج النووي اإلسرائيلي هي في تزايد سنوي مستمر

.سلحة النووية وعلى تطويرهاوبذلك تزداد القدرة اإلسرائيلية على إنتاج األ

ية فهناك في ظل عدم قيامها بتجربة نووية علنفي هذا المجال و: التجارب النووية .ه

االحتمال األول هو أنها : (2)احتمال لثالث تجارب قامت بها إسرائيل بصورة سرية

وهذا 1966قامت بتجربة ذرية في صحراء النقب في باطن األرضي في أكتوبر

ي وسائل اإلعالم األلمانية الغربية غير أنه لم يالقي صدى واسعا لعدم االحتمال ورد ف

معرفة المصادر التي استندت إليها هذه الصحف، إضافة إلى أن معظم المحللين

واالحتمال الثاني يعود إلى . يعتقدون أنه في تلك السنة لم تكن قد اكتسبت هذا السالح

إلى " Breshnev" "بريجناف"سوفيتي عندما أرسل الرئيس ال1977شهر أوت من سنة

برسالة مستعجلة يعلمه فيها بأن جنوب إفريقيا قامت " Carter" "كارتر"نظيره األمريكي

MN ذآ��D� J ا$�Yه6، -(1) 2O�� . 222ص.

(2)- Farr, Op.cit. p 12,13.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

85

وأن األقمار الصناعية " كاالهاري"سريا بالتحضير لتفجير قنبلة ذرية في صحراء

ت به رصدت وميض في المنطقة ذاتها اعتبر فيما بعد أنه انفجار نووي قامةالسوفيتي

أما االحتمال الثالث فيتضمن . كل من إسرائيل وجنوب إفريقيا بصورة مشتركة

تمكن موظفو وكالة الرصد 1979 سبتمبر 22مصداقية أكثر ودالئل أقوى، ففي تاريخ

" فيال"النووي األمريكية من رصد إشارات عن الطريق القمر الصناعي األمريكي

شارات أكدت وقوع انفجار نووي في المخصص لرصد التفجيرات النووية، هذه اإل

، وأنشأت لذلك (1)كلم جنوب شرق إفريقيا الجنوبية1500جزر األمير إدوارد على بعد

لجنة أمريكية رفيعة المستوى متكونة من أبرز العلماء والمختصين في البيت األبيض

للتحقيق في هذا الموضوع وتحت إشراف وكالة االستخبارات المركزية، حيث تمكنت

من التأكد من أن االنفجار هو تجربة لسالح نووي تحت مراقبة قوات البحرية لجنوب

، وتم التأكيد على ذلك عن طريق تقرير قدمته الوكالة إلى مجلس األمن (2)إفريقيا

آالف 3 إلى 2 جاء فيه أن جهازا معدا لغرض نووي بقوة 1980القومي في جانفي

على علو " فيال"ين اكتشفهما القمر الصناعي طن جرى تفجيره في المكان والوقت اللذ

.كلم، أثناء اختبار نووي اشتركت فيه قوات جنوب إفريقيا وإسرائيل8000

وما يؤكد ذلك هي الزيارة التي قام بها وزير الدفاع اإلسرائيلي رفقة وفد من الخبراء

قد . د الحادثةاإلسرائيليين في مجال الطاقة الذرية والدفاع إلى جنوب إفريقيا مباشرة بع

أكدت العديد من وسائل اإلعالم الغربية هذه التجربة النووية على غرار القناة األمريكية

التي كانت أول من أكدت ذلك مستندة إلى كتاب ألفه صحفيين " CBS"التليفزيونية

" Ami Dor-On" "أون-أمي دور"و" Eli Teicher" "إيلي تيتشر"إسرائيليين وهما

، والذي منع من النشر (3)"قصة القنبلة اإلسرائيلية: أحد سيعيش بعدناال "وهو بعنوان

عن طريق الرقابة العسكرية اإلسرائيلية حيث يتضمن تفاصيل التعاون النووي بين

الدولتين وتفاصيل التجربة النووية المشتركة استنادا إلى مصادر داخلية ومقابالت

.شخصية

(1) - ،4867 4K#E3 H��:m� :�د زاM� ���� @8�&L ،�8)#4 ه# /،3 ط.أ���DI وإ�ا�9� �� ا���ق ا�و��� "�I6L .

�زU8 وا$)!A : ،6#6وتE2$ ت���D'�$149، ص 1990}6آ" ا. (2) - YHE* 2O�3166ص . ا�.

(3) - Catudal, Op.cit. p 83.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

86

في حوار مع صحيفة " عزيز باهاد"وب إفريقيا إضافة إلى تأكيد ممثل وزير خارجية جن

، كما أن صحيفة 1979 على التجربة النووية المشتركة سنة 1997إسرائيلية سنة

أن الوميض المرصود سنة 2006 ماي 16اإلسرائيلية نقلت يوم " يديعوت أحرونوت"

.كان تجربة نووية مشتركة بين الدولتين 1979

: لمنشورة التي تؤكد وجود أسلحة نووية في إسرائيلالتصريحات المختلفة والتقارير ا .و

ديسمبر ومفاده أن 5 الذي نشر في 1986، سنة *"تقرير موردخاي فانونو"وأهمها

كلغ من البلوتونيوم أي أن إسرائيل أنتجت 900مفاعل ديمونة رفع طاقته وأنه أنتج

.نفجار قنبلة نووية وأنها تمكنت من صنع أسلحة هيدروجينية شديدة اال200

إلى أن إسرائيل 1976 مارس 16األمريكية في " نيويورك تايمز"كما أشارت صحيفة

قنبلة نووية جاهزة لالستعمال حسب تقارير وكالة المخابرات 20 إلى 10تمتلك

كيف حصلت إسرائيل "مقاال بعنوان " تايم" أفريل نشرت مجلة 12ثم في ، (1)المركزية

قنبلة ذرية مركبة ومخزنة وجاهزة 13نة متكونة من ورد فيه أن ترسا" على القنبلة؟

كانت جاهزة لالستعمال عند بداية " 2جيريكو "لإلطالق ويمكن تحميلها على صواريخ

.(2)1973حرب أكتوبر

وكذلك تقرير لجنة الخبراء الفنيين التابعين لألمم المتحدة للبحث حول األسلحة

يوجد حاليا ما يسمى بالدول النووية : " ما يلي والذي ورد فيه1980النووية في العالم سنة

غير المعلنة، فتؤكد التقارير أن بعض الدول قطعت شوطا كبيرة المتالك السالح النووي

دون أن تعلن عن ذلك، وينظر إلى هذه الدول على أنها مصدر تهديد بهجوم ذري ومن

تالكهما السالح الذري أو بين هذه الدول جنوب إفريقيا وإسرائيل، إذ أنهما في الطريق الم

أنهما حصلتا عليه فعال، وهناك دراستان تحت التنفيذ بهذا الخصوص إذ أن الحالتين

.(3)"المذكورتين مصدر اهتمام المجتمع الدولي

* -�*�*���. و�: ��رد%�ي "*��. ���K/ د�8 /_E{ا �$��دي �_A6. ا$�N8 ��م �4 3)" ه#*�L�2D$ا /b� إ$^ 3)" �1976ة

1985 .� "*��6A، و�J أد$^ A?�ة ��86bLت ��ل ا�239" ا$)�و8" ا]63اZ#2#" و��/ ���K/ 27 أي �7در د�8Eأآ ��" �4 ا$�`�XZ و�]�A j$ذ �&�6� "*��رة $�6A�t ا$���K/، $ 4 ��63ن �� ا�cE2&E أBNIة ا$�6A�tات 57د�8T

"#2#Z86" ا]63ا M?$ا "K#�b$ ن�($ .� cL��86bL �?A 6ة{�D� "B�8�L اي�(T"6Y*أ ، : Piere Pierart, "Israel :Mordechai Vanunu prisonnier nucléaire depuis 17 ans" sur le site: www .legrandsoir.info/article.php3?id-article=969.[14-05-2006], p 02. (1)- Lefever, Op.cit. p 59. (2)- Ibid . p 60.

MN ذآ�J أ�#4 ���� ه��8ي، -(3) 2O�� . 122ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

87

Richard" "ريتشارد هالمز"تصريح المدير السابق لوكالة االستخبارات المركزية .ز

Helms " ذرية أو أنها تملك كل الخطوات الالزمة بأن إسرائيل تمكنت من تطوير قنبلة

لذلك، وكذلك التقرير الذي أعده مركز مكافحة انتشار األسلحة النووية التابع لسالح

قنبلة 400 أفاد بأن إسرائيل تمتلك ما يزيد عن 1999الجو األمريكي في سبتمبر

.(1)نووية

ة متكاملة ومتطورة إن كل هذه الشواهد والدالئل تؤكد أن إسرائيل تتوفر على منظوم

من األسلحة النووية ووسائل إيصالها وأنها أصبحت دولة رائدة في هذا المجال، وهذا

.بالرغم من عدم اإلعالن المباشر عن حقيقة ما تملكه من هذه األسلحة

إن التكتم الذي يميز السياسة : التقديرات السائدة لعدد الرؤوس النووية اإلسرائيلية .2

ية حال دون أن يتمكن أي شخص أو دولة من تأكيد حقيقة وعدد الرؤوس النووية اإلسرائيل

النووية اإلسرائيلية، ومعظم التقديرات هي مجرد اجتهادات قائمة على معلومات غير

مؤكدة وهذا ما يفسر االختالف في تقدير العدد الذي تملكه من األسلحة النووية، فهناك

م المستخرج من مفاعل ديمونة، والتي تفترض بعض الدراسات تستند إلى كمية البلوتونيو

كيلوطن أي 20أنها تقوم بإنتاج نوع واحد من القنابل وهي القنابل الذرية ذات عيار

، كما أن أساس االختالف يعود إلى (2))كلغ5.7(باستخدام ما يلزم من البلوتونيوم لكل قنبلة

ميغاواط سنة 70 إلى 26ن التضارب في اآلراء حول طاقة مفاعل ديمونة التي ارتفعت م

أهم التقديرات السائدة لعدد ) 6(،ويمثل لنا الجدول رقم1986 سنة 150 ثم إلى 1980

.الرؤوس النووية اإلسرائيلية من طرف الباحثين المتخصصين والمعاهد المختلفة

MN ذآ�J آ�%#�، - (1) 2O�� . 34ص. ! ا� و��!، "ا$�Z�bt وا$�&���ت: ا$6ؤوس ا$)�و8" ا]63ا�D� ���� ""#2#Z ا$M-م، - (2)��H6 (،118، ا$?�د ا�A�Eأآ

.27، ص )1954

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

88

.*1967التقديرات السائدة لعدد الرؤوس النووية اإلسرائيلية منذ سنة ): 6(الجدول رقم

عدد الرؤوس النووية أساس التقدير المصدر السنة

1967 Avner" "أفنر كوهن"الباحث

Cohen". .قنبلتين ذريتين ---

1969 المعهد األمريكي ألبحاث

".IPPR "السياسة العامة---

قنابل ذرية من عيار 5-6

.كيلوطن19

".فؤاد جابر"الباحث المصري 1970كمية البلوتونيوم المستخرجة

.)أ(ن مفاعل ديمونةم . قنابل ذرية4-5

. قنبلة ذرية13 .معلومات .األمريكية" تايم"صحيفة 1973

1973 ويليام "الباحثين البريطانيين

".روبرت ويندرم"و" باروز . صاروخ نووي20 ---

1974 الباحث والصحفي األمريكي

Seymour" "سيمور هيرش"

Hersh."

---

كتائب مدفعية ذات قدرة 3

قذيفة 12ووية ولكل فرقة ن

108نووية تكتيكية بمجموع

.رأس نووي

1975 محمود "الباحث المصري

".عزمي

كمية البلوتونيوم المستخرج

.من مفاعل ديمونة . قنبلة ورأس نووي12

. سالح نووي20-10 .)ب(معلومات .وكالة المخابرات المركزية 1976

1984 رودني "الباحث األمريكي

".Rodeny Johns" "جونز

طاقة + كمية البلوتونيوم

.)ج(المفاعل . قنبلة نووية15-60

1984 " برايبيتر "الباحث األمريكي

"Peater Pry."

كمية + كمية البلوتونيوم

.اليورانيوم

31+ قنبلة ذرية 12-31

قنابل 10+قنبلة بلوتونيوم

.اليورانيوم

��ود ا$&�ة $���� ��D ا$M-م وا$kي : اUI6�$ ا9ول ه� آ�Eب L @L! #/ هkا ا$[�ول اE3)�دا إ$^ �I6?#4 أ4##3�3، - *

،"#2#Zو8" ا]63ا��#L @Y?� c&�68ات ا$g��D#4 ا$?6ب ��ل ��د ا$&'U ا$) }y�. ; ود ا�'�ةأ*�D� ���� 6Y ا$M-م، (8� ا$��D ا$kي أ��V ا$?&#� �. ا$M-ح ا$[� اXD3 UI6�82(. . 86�9 ذآV6، ص N� .*�g$ا UI6�$أ�� ا ،

��ر.د.وار*6"" @Y?� ^$إ cg�A .��. ا$!6ق ا9و3: و6#!8 "T�% "8و��. }mون ا*E!�ر ا�239" ا$) �btE�$وا ، "bbtE�$ا86�9 #" ا B4 وا$�6اآ#g��D$68ات ا�&L اkوا86�9 #"، وآ "#A6_$در ا�b�$68ات ا�&L)j$k6 آY*أ:

Warner.D.Farr, "the Third Temple’s Holy of Holies", Op.cit. p 17).

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

89

1984 مركز الدراسات العالمية

مريكي واإلستراتيجية األ

"CISS."

الكتلة + كمية البلوتونيوم

.الحرجة . قنبلة نووية100

. قنبلة نووية100أكثر من .معلومات .األمريكية" NBC"قناة 1985

1986 سعد الدين "الفريق المصري

".الشاذلي

كمية + كمية البلوتونيوم

.)د(اليورانيوم . رأس نووي45

".فانونو"تقرير 1986طاقة + يوم كمية البلوتون

.)ه(الكتلة الحرجة+ المفاعل . سالح نووي200أكثر من

1986 " فرنك برنابي"الخبير النووي

"Frank Bernaby."

طاقة + كمية البلوتونيوم

.الكتلة الحرجة+ المفاعل

قنبلة نووية منها 100-200

. قنبلة هيدروجينية35

1988 المعهد الدولي الدراسات

".IISS"اإلستراتيجية لندن

الكتلة + كمية البلوتونيوم

.الحرجة

قنبلة نووية منها قنابل 100

.النيترون

. قنبلة نووية300أكثر من --- .سيمور هيرش 1991

. قنبلة نووية80-60 .معلومات .وكالة المخابرات المركزية 1991

1994 معهد ستوكهولم ألبحاث

السالم واألمن

".SIPRI"الدولي

.معلوماتقنبلة ورأس نووي 64-112

. كلغ5ذو

1999 مركز مكافحة االنتشار

.النووي األمريكي . سالح نووي400 ---

. سالح نووي250 --- .اإلسرائيلية" هآرتس"صحيفة 2000

2006 معهد ستوكهولم ألبحاث

السالم واألمن

".SIPRI"الدولي

. سالح نووي200 .معومات

-24لبلوتونيوم المستخرجة من مفاعل ديمونة بطاقته األولى أي هذه التقديرات تستند إلى كمية ا)أ(

. ميغاواط26 . هذه التقديرات المشار إليها تستند إلى مصادر وليست افتراضات)ب(

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

90

. التقدير على أساس ما نشر حول زيادة طاقة المفاعل)ج( .رانيوم المخصب هذه التقديرات تأخذ بعين االعتبار الكميات التي هربتها إسرائيل من اليو)د( كلغ من البلوتونيوم 5.7 كيلوطن هي 20 إن الكتلة الحرجة التي تكفي لصنع قنبلة ذرية بعيار )ه(

.وبافتراض أن إسرائيل أنتجت هذا النوع فقط من القنابل النووية

:ويمكن إبداء المالحظات التالية حول الجدول

س الحوارات مع العلماء تقديرات الصحافة األمريكية كانت تقوم غالبا على أسا -

اإلسرائيليين، وتستند أيضا على تقارير مصالح االستخبارات األمريكية والغربية، وأهم

، وتقديرات قناة 1976 و1973لسنتي " Time" "تايم"هذه التقديرات تقارير مجلة

"NBC " الذي كان صحافيا في صحيفة " سيمور هيرش"، وتقديرات 1985لسنة

.1979 إلى 1972 سنة من" نيويورك تايمز"

حساب عدد عن طريقأما التقديرات األخرى فهي اجتهادات من طرف الباحثين -

الرؤوس النووية وفقا للمعلومات المتوفرة حول طاقة المفاعل وكتلة البلوتونيوم

المستخرج وكمية اليورانيوم المتوفر، مع األخذ بعين االعتبار مستوى التطور العلمي

المجال، وأشهر طريقة لحساب ما يمكن أن تنتجه من أسلحة نووية اإلسرائيلي في هذا

والذي يضع )1(وهي الطريقة التي عمل بها معظم الباحثين وأشهرهم فؤاد جابر

:االفتراضات التالية

أن قدرة أي مفاعل على إنتاج البلوتونيوم تتوقف على وقود اليورانيوم الذي يحرقه

غرام 1000-300الخام يحرقه المفاعل يمكن أن ينتج طن من اليورانيوم 1المفاعل، وكل

إن المفاعالت غرام، 300ونة ينتج الحد األدنى أي من البلوتونيوم، ويفترض أن مفاعل ديم

مل يولد فيه المفاعل غرام من اليورانيوم كوقود لكل يوم ع1النووية تحتاج إلى

.كيلوواط1000

.قي هي أيام صيانة، والبا300يفترض أن عدد أيام العمل في السنة

:)2(ويضع فؤاد جابر استنادا إلى هذه الفرضيات المعادلة التالية

MN ذآ�J،" ا$�Z�bt و ا$�&���ت :ا$6ؤوس ا$)�و8" ا]63ا�D�""#2#Z ا$M-م، - )1( 2O��.26ص. MN ذآ��D�J ا$�Yه6، - )2( 2O�� . 218ص.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

91

فإن وبالتالي

هي ) كتلة البلوتونيوم الكافية إلنتاج قنبلة ذرية واحدة(و بما أن الكتلة الحرجة

سنوات منذ سنة تشغيل المفاعل في 3 قنابل كل 4كلغ فإن إسرائيل تستطيع صنع 5.79

ميغاواط 150 ثم إلى 70وإذا أخذنا بعين االعتبار إمكانية زيادة طاقة المفاعل إلى ، 1964

، هذا وأن صحيفة 2005 قنبلة إلى غاية 185 فإنها تكون قد أنتجت أكثر من 1986سنة

كلغ من 500 إلى 300اإلسرائيلية تشير في تقديراتها أن المفاعل ينتج من " هآرتس"

النووي العسكري، وتمكنت إسرائيل من خالله من صنع البلوتونيوم المخصص للبرنامج

.)1( سالح نووي وأصبحت بذلك سادسة دولة نووية في العالم250

قطعة نووية لدى إسرائيل 200هذا وأن التقديرات السائدة تشير إلى وجود أكثر من

، وأصبحت مصنفة على تتضمنها منظومة متكاملة ومتطورة من وسائل اإليصال المختلفة

مستوى الدولي على أنها دولة نووية ضمن ما يعرف بالدول النووية غير المعلنة مع ال

.الهند وباكستان

(1)-Joseph Cirincione, "du plutonium en Israèl" ,courier international,N°498,(du 18 au 24

mai 2000),p 49.

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

92

:خالصة الفصل األول

بصرف النظر عن التضارب في التقديرات المختلفة للرؤوس النووية اإلسرائيلية

الشواهد التي تؤكد ومكوناتها، فان ما يمكن تأكيده هو أنها تمتلك هذه الرؤوس فعال وأن

. من التي تنفيهأقوىذلك هي

وترجع جذور الخيار النووي إلى أسباب عديدة ال تخرج عن سياق عقيدتها األمنية

القائمة أساسا على التفوق العسكري اإلقليمي، هذه العقيدة وضع أسسها أربعة من القادة

، "موشي دايان"،"ن بن غوريودفيد"اليهود والمؤسسين للدولة العبرية، ويتعلق األمر بكل من

، الذين تمكنوا من تهيئة كل الظروف المناسبة لبلورة أفكارهم "ارييل شارون"، "إيغال ألون"

.وجعل بالدهم قوة عسكرية إقليمية ودولية

ورغم النقاش الواسع الذي دار في مراكز صنع القرار حول الخيار النووي، إال أن

ير مشروعهم وإقناع األطراف المعارضة له، ومع وجماعته استطاعوا تمر" نبن غوريو"

في تطبيق مشروعه النووي فاتجه " نبن غوريو"اعتالئه ألول حكومة إسرائيلية انطلق

بداية إلى تكوين العلماء والقوة البشرية، ثم لجأت إسرائيل إلى ثالث دول رئيسية لالستعانة

كبر برنامج نووي عسكري غير بها في استكمال هذا المشروع بداية بفرنسا المتبنية أل

معلن في تلك الفترة، وكان الدور الفرنسي أكبر دور تلعبه دولة أجنبية في تفعيل المشروع

اإلسرائيلي، إذ مر التعاون النووي بين الدولتين بمرحلتين األولى كانت عبارة عن عالقات

ون األمني والعسكري وثيقة بين علماء الدولتين ليتم ترسيم هذه العالقات على مستوى التعا

في إطار حكومي خاصة بعد العدوان الثالثي على مصر أين بدأت المرحلة الثانية العملية

من التعاون النووي وأشرفت فرنسا على بناء وتجهيز وتشغيل مفاعل ديمونة إضافة إلى

، ثم اتجهت إسرائيل إلى التعاون مع جنوب 1967تزويده باليورانيوم إلى غاية سنة

يا التي تعتبر مصدرا مهما لليورانيوم، إضافة إلى أجوائها البحرية المفتوحة مما إفريق

يسهل القيام بتجربة األسلحة النووية في قاع البحر، وفي مرحلة متقدمة انتقلت إسرائيل

.إلى االستفادة من الخبرات التكنولوجية األمريكية المتطورة في الشؤون العسكرية

النووي التي نسجتها إسرائيل كانت في نفس الفترات إن شبكة عالقات التعاون

الزمنية متماشية مع المراحل التي مر بها المشروع النووي اإلسرائيلي، هذه المراحل

.نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية: األولل ـفصال

93

كانت مرتبطة أساسا بالقرارات السياسة المتخذة حول هذا الموضوع قائمة على تغير

وي، ففي ظل التضارب بين التشكيالت الحكومية واألفكار التي تحملها تجاه الخيار النو

1948المؤيدين والمعارضين بدأت المرحلة األولى من البرنامج النووي اإلسرائيلي سنة

، وتم اتخاذ قرار الوصول إلى خيار "بن غوريون"مع أول رئيس إسرائيلي ووزيره األول

1964نووي أين تم بناء مفاعل كبير ألغراض العسكرية لتصبح إسرائيل بحلول عام

رة على صنع سالح نووي، لتبدأ مرحلة ثانية مرتبطة باتخاذ القرار حول إنتاج هذا قاد

السالح فعال، وكان ذلك بعد أربع سنوات من تشغيل المفاعل، ثم دخل البرنامج مرحلته

الثالثة التي تتضمن تحديث وتطوير الترسانة النووية من أجل أن تشمل كل أنواع األسلحة

.لمختلفةالنووية ونظم التوصيل ا

كل هذه المراحل، تمت في غاية من السرية والغموض، كلن الحقيقة التي يتبعها

المهتمون بهذا الموضوع هي مجموعة الشواهد والدالئل التي تثبت وجود أسلحة نووية

لدى إسرائيل بما في ذلك التجارب النووية الغامضة التي رصدت وبعض التصريحات

ين التي تشير إلى حيازتها لهذه األسلحة، إضافة إلى بغض الرسمية للمسئولين اإلسرائيلي

المعلومات المستقاة من أجهزة االستخبارات األجنبية بشأن تهريب إسرائيل لكميات معتبرة

وعلى هذا األساس فإن . من المواد االنشطارية التي تستعمل في إنتاج أسلحة محظورة

ط يقومون بتقديرات مفترضة لعدد معظم المهتمين بالمسألة النووية في الشرق األوس

.وطبيعة ومدى الرؤوس النووية اإلسرائيلية

فإذا كانت السرية في المرحلة األولى من هذا البرنامج تقتضيها ضرورة اكتمال بناء

مفاعل ديمونة والوصول إلى الخيار النووي دون عراقيل أو ضغوط، وفي المرحلة الثانية

رية في ظل بداية تطبيق سياسة منع االنتشار النووي كان الهدف هو تركيب أول قنبلة ذ

من طرق القوتين العظمتين، وهذا ما كان يستوجب كذلك السرية والتضليل، كان في ظل

اقتناع الرأي العام العالمي بأن إسرائيل دولة نووية، فما هي دواعي الغموض والسرية في

مضمون وحقيقة السياسة النووية اإلسرائيلية؟وسياق

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

94

.مخاطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول المنطقة: الفصل الثاني

في الفصل السابق تعرضنا لمراحل وكيفية تمكن إسرائيل من النجاح في خيارها

النووي وفي تحدي دول المنطقة في مجال سباق التسلح وتحقيق السبق في امتالك السالح

يئة الدولية واإلقليمية، ففي الفترة المالزمة النووي، إضافة إلى تمكنها من تجنب عراقيل الب

وما بعدها كانت قد اتخذت القرار الحاسم 1967للحرب العربية اإلسرائيلية الثالثة سنة

بتجميع أول قطعة نووية في ترسانتها العسكرية، وتجاوزت بذلك العتبة النووية وأصبحت

كان هذا مدخال لمرحلة جديدة سادس دولة نووية في العالم، ولم تتوقف عند هذا الحد بل

في برنامجها النووي، وأصبحت تسعى الستحداث هذه القوة الجديدة بما يتناسب مع فكرها

اإلستراتيجي، ومع نظرتها لدور وأهمية هذا السالح، فاستطاعت أن تدعم قوتها العسكرية

نية رأس نووي يتضمن كل أنواع األسلحة النووية من قنابل هيدروجي200بأكثر من

ونيترونية وذرية إضافة إلى الرؤوس المحمولة على الصواريخ، والقنابل ذات العيار

الصغير، باإلضافة إلى مختلف نظم التوصيل من طائرات متطورة وصواريخ تكتيكية

.وإستراتيجية، وغواصات نووية

ففي ظل معرفتنا لهذه الخصائص والمكونات للقدرة النووية اإلسرائيلية، كيف تمكنت

من توظيف هذه األخيرة لتحقيق أهدافها اإلستراتيجية؟

أو بعبارة أخرى ال توجد عالقة مباشرة بين امتالك األسلحة النووية واستخدامها

فامتالك أي دولة لهذا السالح القابل لالستخدام سياسيا وعسكريا ال يعني أنها قادرة على

دخل في العالقة بين امتالك القوة استخدامه دون قيود أو عراقيل، فهناك عوامل وسيطة تت

ومستوى التأثير، وفي إطار ما ينطبق على الحالة اإلسرائيلية توجد ) النووية خصوصا(

مجموعة من المحددات والعوامل التي تتحكم في مصداقية االستخدامات اإلسرائيلية للقوة

ك عوامل خارجية النووية، فهناك عامل داخلي وهو طبيعة السياسة النووية إلسرائيل، وهنا

تتضمن مستوى إدراك الدول العربية إلمكانية وطريقة وحاالت استخدام هذه األسلحة،

.إضافة إلى القيود الدولية المفروضة حول هذا الموضوع

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

95

فكيف كان مضمون العامل الداخلي والذي يتعلق بالسياسة النووية اإلسرائيلية وما

ورقة النووية؟ ومن جهة أخرى ما هي حققته من مكاسب إقليمية ودولية بتوظيف ال

األخطار والتهديدات التي ترتبت عن إدخال إسرائيل للسالح النووي في الشرق األوسط؟

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

96

.خصائص السياسة النووية اإلسرائيلية: المبحث األول

يقصد بالسياسة النووية تلك التوجهات السياسية والعسكرية التي ترتبط بامتالك

واستخدام األسلحة النووية، إضافة إلى تلك التوجهات الخاصة بتشكيل وإرساء وتهيئة

أوضاع البيئة اإلستراتيجية اإلقليمية لمالئمة توظيف هذه األسلحة دون قيود مضادة لتحقيق

أهداف ومكاسب محددة، وعموما فقد تميزت السياسة النووية اإلسرائيلية بارتكازها على

أولها هو مبدأ الغموض النووي، وثانيها مبدأ االحتكار النووي في : سية أربعة مبادئ أسا

المبدأ ا، ورابعته)االستخدام العسكري(المنطقة، وثالثها مبدأ االستعداد ألسوأ الحاالت

.الرافض لمبادرات الحد والرقابة على األسلحة

.مبدأ الغموض النووي:المطلب األول

إجماع كل الحكومات المتعاقبة، وتبلورت من وهي السياسة الرسمية التي القت

خالل الصراع الذي كان قائما بين دعاة التسلح النووي وجماعة المعارضين، وتمخض

عن هذا الصراع موقف رسمي حكومي يمكن اعتباره إلى حد ما حال وسطا بين الرأيين،

.ارخاصة وأن كل طرف لم يستطع إبعاد الطرف اآلخر نهائيا من دوائر صنع القر

وهذه السياسة تقوم على عدم تأكيد أو نفي امتالك السالح النووي، وتبرز مالمحها

من خالل عدم السماح ألي دولة أو منظمة أو هيئة رسمية أجنبية من اإلطالع على

حقيقتها النووية، وتنحصر معرفة الرأي العام الدولي حول الموضوع على ما تريد

حات المبهمة والغامضة التي تتضمن عدة أبعاد إسرائيل أن تمرره من خالل التصري

ومعاني، وأشهر مثال على ذلك العبارة الشهيرة التي رددها العديد من المسؤولين

إسرائيل ليست قوة : "بأن" موشي دايان"و" شيمون بيريز"و" ليفي أشكول"اإلسرائيليين أمثال

لى منطقة الشرق األوسط، نووية، ولن تكون الدولة األولى التي ستدخل السالح النووي إ

، وترجع هذه السياسة إلى بداية الستينيات (1)"لكنها لن تكون الدولة الثانية التي تفعل ذلك

عندما كان البرنامج النووي طور التكوين، وعندما وصل اختالف اآلراء إلى وضع متقدم

نواب ركز 1966 جويلية 05، فخالل جلسة يوم "الكنيست"من الصراع الذي امتد إلى

(1)- Catudal, Op.cit. p 46.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

97

اليسار على الدعوة بإلحاح لتبني الحكومة سياسة نووية واضحة، وانتقدوا بشدة سياستها

يرد " شيمون بيريز"التي كانت قائمة في ذلك الوقت، مما جعل القائم بأعمال الحكومة

إنني ال أرى سبب إلقدام دولة إسرائيل على طمأنة عبد الناصر من هذا : "عليهم بقوله

له بأن يعرف ما نفعله وماال نفعله، إنني أعرف أن العرب يشككون في المنبر، والسماح

نوايانا النووية، وأعرف أن هذا الشك هو قوة رادعة، فلماذا نخفف هذه الشكوك ولماذا

، ولقد اختلفت أهداف سياسة الغموض النووي حسب التطورات (1)"نعمل على إيضاحها

:اإلقليمية والدولية وفق ثالثة مراحل

كانت إسرائيل في هذه المرحلة تتعمد سياسة : 1973 و1961ة مابين سنتي مرحل .أ

التضليل المزدوج الذي يهدف من جهة إلى الرغبة في مواجهة الضغوط الدولية

، وهذا من (2)واألمريكية وعدم إحراج الدول التي تساعدها في استكمال برنامجها النووي

ح، ومن جهة أخرى تحمل معاني أخرى خالل إخفاء وجود القدرة على إنتاج هذا السال

موجه إلى الدول العربية بصفة خاصة لتضليلها، ألن تأكد العرب من وجود هذه القدرة قد

يدفعها إلى السعي للحصول على السالح النووي وهو ما يشكل خطرا مادامت إسرائيل لم

.تجتز بعد العتبة النووية، أما إذا اجتازتها فستكون في وضع أفضل

1973وهي المرحلة التي بدأت مع حرب : 1986 و1974 مابين سنتي مرحلة .ب

، وانتهجت سياسة الغموض النووي منحى آخر، وهو اإلعالن "فانونو"وانتهت بتصريح

عن قدرتها على اإلنتاج السالح النووي مع نفي امتالكها له بهدف رفع مكانتها اإلقليمية

إفرايم "جهة منذ تصريح الرئيس اإلسرائيلي والدولية وردع الدول العربية، وبدأت هذه الو

لقد كان في نية إسرائيل دائما أن تتوافر لديها : " بقوله1974 ديسمبر 01في " كاتسير

القدرة النووية، ونحن اآلن لدينا هذه القدرة، وإذا ما ظهرت الحاجة إليها تستطيع إسرائيل

.(3)"أن تحولها إلى حقيقة وفي وقت قصير للغاية

دث هو أن السياسة النووية اإلسرائيلية قد انتقلت إلى مرحلة جديدة أفرزتها إن ما ح

، والردع الذي أرادت استخدامه في الفترة هو 1973أوضاع إسرائيل الداخلية بعد حرب

MN ذآ��D� J ا$M-م، -(1) 2O�� ،164ص . ; ود ا�'�ة. �*! إ�ا�9� ا���وI! و:��ء ا���ق ا�و ا�/ �b� Iم ��ه@ ا$?��6ي، -(2)�C n9�@& : !�3�#67ا !E�oا�� �� !درا

� �D..وا� و��! 7�ا�9� &Gل ا��Pام ا�'�د�!A6: أE3[ث ا��D$رات $�2را�3ت وا��[ا B6آ� ،"#]#L1999ا ، .60، 59ص

MN ذآ��D� J ا$M-م، -(3) 2O�� ،152ص . ; ود ا�'�ة.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

98

إعالم الدول العربية بأنها قد صنعت األجزاء المكونة للقنبلة الذرية لكنها لم تجهزها

ال أو أنها لم تنشرها ضمن قوتها العسكرية وأنها تقف وتركبها لتصبح صالحة لالستعم

على أهبة االستعداد بفعل ذلك إذا قامت إحدى دول الشرق األوسط بإدخال أسلحة تعمل

.باالنشطار النووي

، "فانونو"وبدأت هذا المرحلة بنشر التقرير الشهير لـ: 1986مرحلة ما بعد سنة .ج

قة ومفصلة بشأن ترسانة إسرائيل النووية حيث كانت أول مرة تصدر فيها معلومات دقي

ومن مصدر معلوم، وسياسة الغموض بعد هذه الحادثة تستهدف إبراز القوة اإلقليمية التي

تريد إسرائيل أن تمثلها، والسيطرة التي تريد أن تحققها، السيما وأن هذه المرحلة جاءت

الفاتها األمنية واإلستراتيجية مقترنة بتوسيع مجال اهتمامها األمني وهذا من حيث امتداد تح

.لتشمل الهند وباكستان وتركيا

وفي هذه المرحلة تعالت أصوات داخلية حول جدوى استمرار سياسة الغموض

النووي، لكن الترجيح ظل لصالح االستمرارية في ذلك بدعوى أن هذه السياسة تتمتع

التي تصاحب تحويل بمزايا عديدة وال تنطوي على أخطار كثيرة، إضافة إلى الكلفة

، وقد أكد (1)األسلحة النووية إلى أسلحة علنية، كما أن اإلعالن لن تكون له فوائد إضافية

على ضرورة االستمرار في هذه السياسة من خالل " ارييل شارون"رئيس الوزراء السابق

ل في إلى إسرائي" محمد البرادعي"تصريحه عقب زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أن يراه في يما الذي يريد البرادع: "، وجاء في هذا التصريح2004 جويلية 06

إنها مضطرة المتالك كل مكونات القوة الضرورية للدفاع عن نفسها، وأن ... إسرائيل؟

مستمرة، وأن يسياسة الغموض التي تتبعها حول القطاع النووي أثبتت جدواها، وه

، ويرجع تمسك المسؤولين بهذه (2)"مجال السالح النوويإسرائيل ليس لديها مل تخفيه في

السياسة إلى القناعة التي ترسخت في أذهانهم حول فعاليتها وعدم جدوى انتهاج العالنية

كما أنها تستطيع خلق حالة من عدم االستقرار والقلق الدائم لدى الطرف العربي كبداية

ئيلية، ومن جهة أخرى خلق الشعور لبث الشعور باليأس ثم االستسالم للمطالب اإلسرا

باالطمئنان واالستقرار واألمن لدى اليهود في األراضي اإلسرائيلية، وهذا ما يشجع يهود

.إسرائيل على البقاء ويهود المهجر على الرجوع

MN ذآ�J ا$?��6ي، -(1) 2O��.62 ص. ��6D(، 2 ا$?�د ا� ��ع ا�=�:�،، "أA?�د ا$t'6 ا$)�وي �. ا$!6ق ا9و6u% ":3 ا$�ه6اوي، -(2)� .38، ص)2005*

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

99

أنها تحقق من خالل هذه السياسة دون " بن غوريون"وعموما فإن األهداف التي رآها

:غيرها هي

لعربية في القدرات النووية اإلسرائيلية يولد لدى قادتها اضطرابا وترددا إن شك الدول ا -

وعدم الدقة حول طبيعة وأهداف الحرب التي قد يخوضونها ضد إسرائيل، كما يخلق

هذا الشك في أذهانهم عدم القدرة على تحديد المسارات التي قد تأخذها الحرب من

امتالكها أو عدم امتالكها لهذا السالح، خالل عدم معرفة رد الفعل اإلسرائيلي في ظل

وكل هذا يؤدي إلى تقليص إمكانية تحقيق النصر، ومن جهة أخرى فأن هذا الشك

يجعل فكرة القيام بحرب قرار صعب في ظل احتمال رد نووي إسرائيلي، وأن كان هذا

القرار قائم فستكون هذه الحرب حربا محدودة ألنها إذا تحولت إلى حرب شاملة

من قوتها العسكرية %75طر إسرائيل في حالة تعرضها لخسائر تفوق نسبة ستض

.(1)التقليدية إلى استعمال السالح النووي كسالح مالذ أخير

أما إذا أعلنت عن سالحها النووي فستضطر إلى تحديد الخطوط الحمراء في

ام المواجهة العسكرية مع العرب، وهذا يعني أنه عليها أن تضع خريطة محددة أم

العالم وأن تحدد إقليمها وحدوده الجغرافية، وهذا ما يتناقض مع أحد أهم مبادئ

والتوسعية التي تستدعي ةعقيدتها األمنية وهو مبدأ الحدود اآلمنة والنزعة االستيطاني

.(2)التغير المستمر في الحدود

ب الباردة، رأى القادة اإلسرائيليون أن هذه السياسة ستحقق مكاسب دولية في فترة الحر -

فعدم اإلعالم عن السالح النووي سيعطي الواليات المتحدة الغطاء والحجة أمام الرأي

ماء الوجه أمام االتحاد السوفيتي، وستجد المبرر اله العام الداخلي والدولي، ويحفظ

لتزويد إسرائيل باألسلحة المتطورة، بينما االعتراف العلني بامتالك هذا السالح سيضع

ي موقف حرج خاصة وأنها كانت تدعو بإلحاح على منع انتشار هذا السالح، أمريكا ف

.وعارضت بشدة امتالكه من طرف أي دولة في الشرق األوسط

كما قد يؤدي هذا اإلعالن إلى تطوير العالقات اإلستراتيجية بين االتحاد السوفيتي

إمكانية تزويدها وأحدى الدول العربية في إطار الحروب النيابية بين المعسكرين، مع

MN ذآ�6K� Jون، -(1) 2O��.140 ص. .94 ص.2 MN ذآ� J��O ��23ن،-(2)

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

100

بسالح مماثل خاصة وأن العالقات المصرية السوفيتية أصبحت وثيقة للغاية وأشارت

بعض الصحف إلى دعم الروس بسفينة محملة برؤوس نووية رست في ميناء

" سكود"، من أجل تحميلها على صواريخ 1973اإلسكندرية أثناء حرب أكتوبر

.*واالستعداد لضرب العمق اإلسرائيلي

ذا أعلنت عن سالحها النووي في الوقت الذي لم تكن قد استكملت برنامجها النووي، إ -

سيضع أمام الدول العربية الدوافع الموضوعية للسعي نحو اكتساب هذا السالح، وعدم

اإلعالن يخلق المبرر الموضوعي إلسرائيل من أجل تطبيق سياسة االحتكار النووي

.ح من طرف أي دولة في المنطقةوكسر أي محاولة الكتساب هذا السال

.مبدأ االحتكار النووي: المطلب الثاني

من منطلق إستراتيجية إسرائيل فإن امتالك السالح النووي وحده غير كاف بحد ذاته

اإلستراتيجي يما لم يرافقه احتكار لهذا السالح في المنطقة، إذ أن اإلدراك اإلسرائيل

ار أن مفعول الردع ألي قوة نووية عربية سيكون يرفض قيام توازن نووي إقليمي باعتب

أكبر بكثير من مفعول الردع لقوة نووية إسرائيلية معادلة أو حتى أكبر بقليل، فمفهوم

الردع إلى جانب العامل النفسي وهو أساس الردع هو محصلة عدة عوامل مادية أخرى

الجغرافي لمراكز رواالنتشامنها العمق اإلستراتيجي والتوزيع السكاني والكثافة السكانية

.الثقل األساسية وتعددها، فكل هذه العوامل تتفوق فيها الدول العربية

وانطالقا من هذا اإلدراك فإن إسرائيل هي أول دولة في العالم استعملت بطريقة غير

شرعية وسائل غير دبلوماسية لمواجهة االنتشار النووي المعادي، وعرفت هذه السياسة

الذي كان رئيس وزراء حين أعلن رسميا " مناحيم بيغين"نسبة إلى صاحبها " يغينمبدأ ب"بـ

والذي مفاده أن إسرائيل ال تتحمل وجود أسلحة نووية في أيدي 1981عن هذا المبدأ سنة

العرب وبذلك فإنها لن تسمح ألي دولة عربية أن تطمح في الحصول على السالح

.النووي

* - @8�L "K#�T أ}�رت "Time " م� iAن K3#)" رو6A "2��� "#3ؤوس 1976 أ�86/ 12ا86�9 #" �. ��ده� ا$�bدر 8

6A�E86" أ`)�ء �6ب أآb�$ا�/ ا�M$2^ ا� x3و8" ر�*1973 .y4 ا9را� /#Z6ب إ63اu$ "NI�� x*وآ� ، p8ار�bA "86b�$د"ا�MN ذآ�Jأ�#4 ���� ه��8ي، : 6أ*Y. ا�A "2���$$6ؤوس ا$)�و3 ""8 2O��.125 ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

101

ا المبدأ ضد أكبر برنامج نووي عربي حينذاك وهو وقد بدأت فعال في تنفيذ هذ

البرنامج العراقي، بداية بتصريحات المسؤولين اإلسرائيليين الذين وصفوا البرنامج بأنه

يحي "أكبر خطر على المنطقة، ثم تورط جهاز المخابرات اإلسرائيلي في حادثة اغتيال

صالح لجنة الطاقة الذرية أحد أكبر علماء الذرة العرب والذي كان يشتغل ل*"المشد

وهذا باإلضافة إلى التحريضات غير المباشرة التي كان يمارسها المسؤولين . العراقية

اإلسرائيليين والموجهة لإليرانيين في ظل األزمة العراقية اإليرانية، بوصف البرنامج

النووي العراقي على أنه موجه ضد إيران، خاصة بعد تصريح رئيس المخابرات

بأنه ينصح اإليرانيين بقصف المفاعل " Yeoshoua Saguy" "يوشعا ساغاي"ئيلي اإلسرا

النووي العراقي، وبعد يومين من هذا التصريح قامت طائرتين مجهولتين بقصف المفاعل

لكنها أخطأت الهدف، ليعود نفس المسؤول ويصرح بأنه ينصح طهران بنسف الموقع

راحل صدام حسين بأن برنامجه النووي ليس بأكمله، ومن جهته عبر الرئيس العراقي ال

.موجها ضد الشعب اإليراني ولكن ضد العدو الصهيوني

إضافة إلى حدوث بعض الحوادث التي نسبت إلى إسرائيل، كالتفجير الذي استهدف

جون جاك "أبرز المؤيدين الفرنسيين للبرنامج العراقي ويتعلق األمر بالوزير السابق

، إضافة إلى وقوع تفجيرين في روما استهدفا شركتين "Jean Jacques Graf" "غراف

.تعمالن لتزويد العراق بالتجهيزات النووية

وبعد أن فشلت كل هذه السبل قامت إسرائيل بشكل علني ومباشر بتدمير المفاعل

، ليصرح بعدها 1981 جوان 7 في يالنووي العراقي عن آخره عن طريق قصف جو

وي إنتاج قنابل ذرية موجهة إلى إسرائيل ولذلك فإن هذه بأن بغداد كانت تن" بيغين"

.األخيرة قررت الهجوم لضمان أمن الشعب اليهودي

�. ا$�[�ل ا$)�وي �. A V�2A?� أن أL@ دراcL�3 ا$?�#2 - * /_E{و8"، ا��. ا$���K-ت ا$) �Et� 6يb� @$�� � �8. ا$�!� ه$ .� /_E!8 أ�A 48إ$^ ا$?6اق أ @` �#D#$ ��#E.، وA?� اJ�KL#�ت آ��w د�#� �7در *��M$د ا��Laوا �M*6��. آ/ �4 "(]

��#" ا$#�را*#�م ��$. * "DJ6ا�$ �M*6��. �6آB ا$�را�3ت ا$kر8" إ$^ "�N� ^$أر3/ إ @` ،"#Jر8" ا$?6اk$ا "J�'$ا��M*6 أي 8�م .��ان 14ا$w#btE ا$kي آ�ن �b#3ر إ$^ ا$?6اق، وA?� `��*#" أ�8م �uJه� I 1980 .� c$�#E7ا @L ،

:أ*6Y. ?��8 �4 ا$�DEE?#4 إ$^ أBNIة ا�DtE3aرات ا]63اZ#2#"أ�� ا$K)�دق �. �Aرq8، و*xDM ا$?�6l 4� "#2ف ا$Péan, Op.cit. p166.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

102

.مبدأ االستعداد ألسوا الحاالت:المطلب الثالث

هو مبدأ مستنبط من الفكر االستراتيجي األمريكي، وتبنته إسرائيل في سياستها

أو عندما تقترب " مالذ أخير"النووي كسالح النووية ويتضمن اللجوء إلى استعمال السالح

في بداية األمر كان : (1)الدولة من الزوال، وتطور هذا المبدأ ضمن ثالث استراتيجيات

في حالة انهزام إسرائيل :والتي تقوم على المبدأ التالي" العقرب"يعرف بإستراتيجية

ضي على جيرانها العرب عسكريا واقترابها من الزوال تقوم بإطالق نيرانها النووية فتق

وعلى نفسها في آن واحد، لكون الرقعة الجغرافية في الشرق األوسط صغيرة على تحمل

التفجيرات النووية، وإسرائيل ال تستطيع حماية نفسها منها ولم تكن قد طورت أسلحة

، أما في منتصف السبعينيات فانتقلت إلى ما يسمى )تكتيكية(نووية محدودة التأثير

أنه عندما تقبل إسرائيل على هزيمة كبيرة : والتي تقوم على مبدأ*"الفينيق"اتيجية بإستر

تضع أسلحتها النووية الصغيرة على أهبة االستعداد الستخدامها بحيث يسارع المجتمع

الدولي إلى ضبط الموقف، وتتدخل الواليات المتحدة بإمكانياتها ميدانيا لتحويل مجرى

تفرض بعد ذلك وقفا للحرب، أما في الثمانينيات فقد برزت الحرب لصالح إسرائيل ثم

إستراتيجية االستخدام العملياتي لألسلحة النووية، ويوظف فيها الجيل الثاني من األسلحة

النووية ذات التأثير المتناسب مع جغرافيا الشرق األوسط، ونشرها فعال في قواعد

.اإلطالق

التي قد تلجأ فيها إسرائيل إلى استخدام إذن تلك هي أبرز السيناريوهات السيئة

عسكريا، هذا في نظر الفكر االستراتيجي للقادة اإلسرائيليين، أما الرأي ةأسلحتها النووي

للدراسات اإلستراتيجية " جافي"العام الداخلي فهو ال يعارض هذه الحاالت، فقد قام مركز

راسة نشرت في جويلية بد" JAFFEE center for strategic studies"في تل أبيب

أن أغلبية الشعب اإلسرائيلي تؤيد استخدام ) 7حسب الجدول رقم(، والتي تبين 1998

وقد مست الدراسة خمس سنوات إذ ". متى يتم ذلك؟"األسلحة النووية بغض النظر عن

، بينما نسبة المعارضين لالستخدام %88 ذروتها بـ1991بلغت نسبة المؤيدين سنة

بعد الضجة التي أثارتها تصريحات 1986ة النووية بلغت ذروتها سنة العسكري لألسلح

، وتراجعت مع حرب الخليج الثانية والقصف العراقي لتل أبيب حيث %64بنسبة" فانونو"

MN ذآ�J ا$?��6ي، -(1) 2O��. 66 ،65 ص. �ع �4 ا$'#�ر- ** � . ه

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

103

من الشعب %99-98، وفيما يخص حاالت االستخدام فإن نسبة %12وصلت إلى

%86-84هجوم نووي مماثل، واليهودي يرون أن إطالق القنابل النووية يكون للرد على

. الكيماوية أو البيولوجيةةيرون أنه يجب الرد على الهجمات باألسلح

.(1)الرأي العام اإلسرائيلي واستخدام السالح النووي):7(الجدول رقم

السنــوات

آراء اإلسرائيليين

حول استعمال السالح النووي

1986 1987 1991 1993 1998

%80 %67 %88 %53 %36 ).الستعمال السالح النووي(نعم

%20 %23 %12 %47 %64 ).الستعمال السالح النووي(ال

%99 %99 %98 %99 --- .استعماله في الرد على هجوم نووي

استعماله في الرد على هجوم كيماوي أو

.بيولوجي--- --- 85% 84% 86%

.درات الحد من التسلح ونزع السالحمبدأ رفض مبا:المطلب الرابع

كان موقفها من : موقفها من مبادرات إخالء الشرق األوسط من األسلحة النووية .1

يتميز بالموافقة المبدئية دون اتخاذ أي 1974أول مبادرة إيرانية في هذا الشأن سنة

قة، خطوات ميدانية، ويعود هذا الموقف إلى تخوفها من دفع سباق تسلح نووي في المنط

خاصة من البرنامج النووي العراقي، ولهذه األسباب أرادت أن تظهر للرأي العام العالمي

أنها تؤيد اقتراح إنشاء هذه المنطقة، لكن أدرجت مجموعة من الشروط واإلجراءات

السياسية التي رأت أنها ضرورية قبل الشروع في مفاوضات حول هذا الموضوع، وأول

، وكانت ترى أنه ال يمكن (2)العالقات مع جميع دول المنطقةهذه الشروط ضرورة تطبيع

التطرق لموضوع إخالء الشرق األوسط من األسلحة النووية طالما أن بعض الدول

.(3)العربية قامت بتطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية والتي اعتبرتها أسبابا إضافية للقلق

(1)- Mohamed Abdel-Azim, L’Usage politique du nucléaire au Moyen-Orient: Israel et ses

voisins 1995-2000, sur le site: «www.doc-iep.univ-lyon2.Fr/Ressources/Documents/ Etudiants/Memoires/DEA/abdelazim m/thèse.html,p 25.[18/ 06/2006]».

�زي ���د و��دل ���� أ���، -(2)�! ا� و��!، )"درا3" �&�ر*"(ا$�)�Xl ا$�t$#" �4 ا�239" ا$)�و8" " ��Hا$?�د . ا�144 ،) /86� .36، ص )2001أ

(3)- ،.*�I�$ا .J�T 6"أ���T�?�$ا �(�$�� .�� ا*��0ر ، �. إدرq8 %2#/ و<%6ون، "�iL-ت �. ا$6دع ا$)�و8" D�I �ه� ردع؟��P !Iا���و !"#���ت أآ�د�8#" ا$��2 " ا$�_A6#"، ��ي : ا�A6$ط.ا�D'�1999 103، ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

104

م المتحدة تعتبر موضوع إخالء ومنذ المبادرة اإليرانية ظلت الجمعية العامة لألم

الشرق األوسط من األسلحة النووية بندا في جدول أعمالها، وصدر بشان القدرة النووية

التي 1981 سنة 36اإلسرائيلية العديد من القرارات األممية، على غرار الدورة رقم

أصدرت تقريرا يؤكد وجود خيار نووي إسرائيلي ويدين ذلك، وتمخض عن ذلك القرار

الذب يقضي بضرورة التعامل الحاسم مع الرفض المتكرر إلسرائيل ) 1981(487رقم

بإلزام نفسها بعدم صناعة أسلحة نووية، والنتائج الخطيرة المترتبة عن ذلك بما يهدد السلم

، عندما اقترحت حوالي 1985 للجمعية العامة سنة 40واألمن الدوليين، وكذلك الدورة

ول الشرق األوسط مشروع قرار يطالب إسرائيل بفتح عشرين دولة معظمها من د

مفاعالتها النووية للتفتيش الدولي، وقد رافق هذا المشروع مذكرة لألمين العام لألمم

المتحدة الذي قدم وثيقة رسمية حول التسلح النووي اإلسرائيلي تضمنت وصف دقيق

حول قدرتها على صناعة لبرنامجها ومنشآتها النووية، ويوضح فيه كل الدالئل المتاحة

. (1)أسلحة نووية

رفعت إسرائيل سقف مطالبها مقابل دخولها في مفاوضات إخالء 1991وفي سنة

المنطقة من األسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وأعلنت في ردها على تقرير الجمعية

لحة الدمار العامة لألمم المتحدة حول الموضوع، على أنها تنظر نظرة خاصة إلى أس

الشامل وهي بالنسبة لها كل األسلحة التي يمكنها قتل المدنيين بصورة عشوائية،

:وأوضحت في ردها ثالثة نقاط أساسية

.يجب أن يتضمن اإلخالء جميع أنواع األسلحة •

.أن يتم االعتراف العالمي بأي دولة في المنطقة وقبولها كجزء ال يتجزأ منها •

ل إنشاء هذه المنطقة الخالية من األسلحة النووية وعلى أن يتم التفاوض المسبق حو •

.صيغ بناء الثقة والموافقة عليها قبل وضع مرافقها تحت التفتيش

وثيقة خاصة إلى األمم المتحدة تتعلق بنظرتها حول 1991وقد قدمت في أكتوبر

:إنشاء منطقة خالية من األسلحة النووية في الشرق األوسط وتضمنت مايلي

منطقة الخلية تتأسس عبر المفاوضات الثنائية المباشرة، واالنضمام إلى االتفاقيات أن ال -

.المتعددة لتفادي تجربة العراق

�$. وا��� ��2.، – (1)E� د���� !Iرqا� !#N�'وا� � .95-84، ص1987" دار أ6b� :?D'�.K*�I ،"��3، 2ط .إ�ا�9

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

105

أن تكون الثقة أساسا ألي اتفاقيات قادمة فيما عدا الترتيبات واإلجراءات ذات الطابع -

.التقني، والثقة يمكن أن تنمو عبر الوقت

بشان التعامل مع المشكالت السياسية الدائمة، فهناك إن بناء الثقة يتطلب إحراز تقدم -

.عالقة طردية بين تراجع التوتر وضبط التسلح

وبصفة عامة تنصب الشروط اإلسرائيلية حول أولوية إقامة سلم دائم بينها وبين كل

، وهذا عن طريق )1(الدول األعضاء في جامعة الدول العربية إضافة إلى إيران

.المفاوضات الثنائية

هو موقف ثابت ومستمر منذ : موقفها من معاهدة عدم انتشار األسلحة النووية .2

، وبتضمن الرفض المطلق لالنضمام أو التوقيع عليها، 1968ظهور هذه المعاهدة سنة

هجوما عسكريا من طرف أي دولة من دول وتبرر إسرائيل عدم اعترافها بالمعاهدة بأن

، فالموقف )2(الشرق األوسط يظل احتماال قائما، فإن هذا يبرر احتفاظها بقدراتها النووية

األول هو أن الشرق ال تزال منطقة : اإلسرائيلي من المعاهدة يقوم على مبدأين أساسيين

الرادعة أو تقديم أي غير مستقرة إلى درجة كبيرة ويمكن أن يؤدي أي تخفيض لألسلحة

شيمون " تنازالت بشأنها إلى تضخم التهديدات العسكرية على أمنها، وهذا الرأي عبر عنه

بأن المشكلة ليست في التوقيع على معاهدة عدم االنتشار، وإنما ألن بعض الدول " :"بيريز

المجاورة هي في حالة حرب مع إسرائيل، فما جدوى أن نناقش موضوع السالح بينما

، أما المبدأ الثاني فيتعلق باعتبارها أن المعاهدة ليست محال للثقة )3("وجد تهديدي

والضمانات، وأنها لم تمنع الدول المنضمة إليها من امتالك األسلحة النووية أو االقتراب

من العتبة النووية كالعراق، وترى أن المعاهدة أثبتت فشلها في الحالة العراقية، كما

ال يخدم مصالحها إذ – الذي يسمح ألي دولة االنسحاب منها -لعاشر منهاتعتبران البند ا

أن الدول العربية مازالت في حالة حرب معها وانسحاب إحداها يعني عدم التزامها

بالعاهدة وقد تسعى إذن إلى تطوير برنامج نووي عسكري، كما تعتبر أن مسالة التحفظات

. عدة شكوك وشبهات حول النوايا العربيةالتي قدمتها بعض الدول العربية تعبر عن

(1)-Shai Feldman, "L’extention du TNP et la maitrise des armements nucléaires au Moyen

Orient", Politique Etrangère, N°6666, (Mars 1995), p615. (2)- Mahmoud Karem,"La conferance d’extension du TNP : vue du tiers monde" ,Ibid.

P625,626. ! ا� و��!،"ا$��OJ ا]63اZ#2. �4 �?�ه�ة ��م ا*E!�ر ا�239" ا$)�و�D� ����": "8 ا$M-م - )3(��H86/ (،120،ا$?�دا��ا

.71،ص)1995

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

106

وكذلك تعتبر إسرائيل أن االنضمام سيخلق لها مجموعة من االلتزامات هي في غنى عنها

خاصة فيما يرتبط بالتعهد بعدم تطوير أسلحة نووية جديدة وعدم نقل التكنولوجيا النووية،

الح النووي سياسيا إضافة إلى أن االنضمام سيؤدي إلى تراجع القدرة في توظيف الس

ويقيد مجال وحرية تصرفها في هذا المجال بسبب الضغط الذي ستواجهه عند خرقها

عقب قيامها بتجربة نووية مشتركة تحت 1979ألحد بنود المعاهدة، مثلما حدث لها سنة

سطح المحيط الهندي، إذ أنها كانت موقعة على االتفاقية الخاصة بالحظر الجزئي إلجراء

وهي االتفاقية الوحيدة التي (1963النووية في الجو وتحت سطح الماء لسنة التجارب

فالحظت إسرائيل مستوى الضغط الدولي الذي واجهته بعد ) وقعتها في هذا المجال

مخالفتها ألحد بنودها، مما جعلها ال تستطيع المغامرة مرة أخرى، السيما وان التوقيع على

اح عن كل النشاطات النووية وإخضاعها لنظام معاهدة عدم االنتشار يتضمن اإلفص

.التفتيش والضمانات

كما أن إسرائيل ال تعترف بنظام التفتيش الدولي والرقابة على األنشطة النووية، وتعتبره

نظاما هشا وغير فعال وليس بمقدوره إعطاء ضمانات كافية، إذ انه يعتمد على موافقة

نظام " بيريز"لى أساس اتهامات وشكوك ، فحسب الدولة المعنية بالتفتيش، وال يقوم ع

مفتش يضيعون وقتهم في أعمال التفتيش 200 ىنظام غير محكم يعتمد عل" التفتيش هو

في بلدان مثل كندا والسويد، في حين يتم تجاهل قلق أبدته إسرائيل تجاه البرنامج النووي

".المعاهدةالعراقي، على أساس أن العراق من بين الدول التي وقعت على

فإسرائيل إذن ترفض كل أشكال المبادرات الدولية في إطار القانون الدولي التي تخص

االنخراط في أي منها بما قد دمعالجة موضوع الحد من التسلح أو نزع السالح، وال تري

يجرها إلى تقديم تنازالت بهذا الخصوص على الرغم من القرارات العديدة الصادرة عن

، الذي اعتمد قرارا 1995د ومراجعة معاهدة عدم االنتشار كمؤتمر سنةمؤتمرات تمدي

يجدد دعوة كل دول المنطقة إلى االنضمام إلى المعاهدة وان تخضع منشآتها النووية

الذي أكد على خطورة انتشار أسلحة الدمار الشامل 2000 ومؤتمر سنة)1(للتفتيش الدولي

.إليهافي الشرق األوسط وضرورة انضمام إسرائيل

�زي ح ���د و��دل م �2. ،- )1(�*�Yم ا�D�: "A�J6$دئ إ��J" �)'&" %�$#" �4 أ�23" ا$���ر ا$!��/ �. ا$!6ق ا9و3:"

X&�E$وا"D� .�MN ذآ��J ا$�6#@ و<%6ون ،، 2O�� .87ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

107

، بحيث *الضعف القانوني اآلخر الذي تراه إسرائيل في هذه المعاهدة هو نظام التحقق

تعتبر أن التضليل ومنع المعلومات الصحيحة من قبل الدول، وإمكانية االستخدام المزدوج

للمفاعالت النووية وهذا عن طريق التضليل فضال عن إمكانية تحويل المفاعالت ذات

إلى أغراض سلمية وفي فترة زمنية قصيرة ، زيادة على تقدم تقنيات اإلغراض العسكرية

التخزين لألسلحة النووية أو المواد المعدة إلنتاجها، فكل هذه األمور تجعل نظام التحقق

. في إطار المعاهدة غير فعال ونتائجه غير مجدية

�. �?�ه�ة ��م ا*E!�ر ا�239" ا$)�و8" ه� ا$?�2#" ا$E. 28[� إ$#�N ا6l9اف ا$48k �868ون ا$iEآ� �4 أن - * X&�E$م ا�Y*

�Nأه� "K2Et� 6قl ة�?A X&�E$ن ا�ا$�ول ا]�-*�ت ا$�N��&L .E -1:ا6l9اف ا9%6ى mLدي ا$BEا���NL ا$E?�ه�8"، و8 4� j$و7#6 ذ �NE#���ا�Iه� وآ�#�NE و*L 4و8" وأ��آ�* s6ا�A و8" أو�2^ } / �?2���ت ��� �N8�$ �4 أ�23" *�

2.�?2���ت �ND2'EL ا$�?�ه�ة - cA م�&L أي %6ق O!آ �NA U#'EML ةBNIا$�ول �4 أ c 2�L �� .وه "#I�$�( E$ا /Z�3� ا$�#J و��'�ت "#��(b$ر ا��J9ا j$kو8" دو$" أ%6ى وآ� -3.س اaهBEازات ا9رy#" ا$)��I" �4 ا$KE[#6ات ا$)

4#!EK�$4 ا� "���رة ا$�&#&#" X&�E2$ وJ .(?8#�م �[�b$وه. ا \#EKE$4 وا$?��2ء(ا##(K$وز�8رة ) ا �&KE2$ X86� 48� EAو4 �?2���ت �?#)" � �N#� X&�E$68اد ا .E$ا UJا��م ا$�D� ^K'b�" X&�E ا$?�ل،: ا*6Y. ا$�NK� ر�'L عB* ت�#J�KLا .�

! ا� و��!،"�&�ر*" A#4 �?�ه�ة �)U اE*a!�ر ا$)�وي و�?�ه�ة �6Y ا�239" ا$ #��و8": ا$M-ح ��Hا� ، .92-86، ص)1995ا�86/(،120ا$?�د

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

108

.الح النوويالمكاسب اإلسرائيلية من امتالكها للس:المبحث الثاني

إن ما حققته من مكاسب إستراتيجية جراء امتالكها للسالح النووي يعد في حد ذاته

إضعافا للمكانة اإلستراتيجية لدول المنطقة وخاصة الدول العربية السيما عند الحديث عن

ما حققته إسرائيل عند توظيفها للورقة النووية لالبتزاز والمساومة في إطار الصراع

ضمن صراعها مع : إلسرائيلي، ويمكن تقسيم هذه المكاسب إلى ثالث مستوياتالعربي ا

الدول العربية، وضمن المكاسب اإلقليمية، إضافة إلى الدور الذي لعبه السالح النووي

.اإلسرائيلي على المستوى الدولي

.مكاسبها على مستوى الصراع العربي اإلسرائيلي: المطلب األول

لردعية للسالح النووي اإلسرائيلي تجاه الدول العربية من خالل لقد تبلورت الوظيفة ا

،إذ أن القيادة العربية اتخذت قرار شن الحرب ضد إسرائيل رغم توفر كل 1973حرب

الدالئل حول وجود قنابل ذرية إسرائيلية، وهذا ال يعني أنها لم تضع في الحسبان إمكانية

رف الحكام العرب، وكان يهدف هذا الرد النووي، رغم عدم إبداء ذلك رسميا من ط

التحاشي ربما لتفادي التأثير النفسي على الجيوش العربية في ساحات المعارك، وعموما

:يتجلى فيما يلي1973فإن اثر السالح النووي اإلسرائيلي في حرب

إن التصريحات الرسمية للقادة العرب قبل الحرب توحي بأنهم سيخوضونها بإرادة -

تمال الهزيمة العسكرية كان قائما في أذهانهم رغم أن ميزان القوة ناقصة، وان اح

العسكرية التقليدية كان مرجحا لصالح القوات السورية والمصرية، إال أن ما نشر حول

القنابل الذرية الثالثة عشر، وعدم إفصاح إسرائيل عن ذلك رسميا، جعل القادة العرب في

النووي، وهذا ما أعطى إسرائيل امتيازا يتمثل في حالة تردد وارتباك حول إمكانية الرد

قبل " أنور السادات"كسب الحرب النفسية التي سبقت المعركة العسكرية، فقد صرح

أخذت في الحسبان أننا سنكون الكاسبين، دون مراعاة نتيجة الحرب : "...(1)الحرب

الجمود الذي من الضروري أن يكسر هذا:" ويقول في خطاب آخر ]" النتيجة العسكرية[

MN ذآ�6K�Jون،– (1) 2O�� .128ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

109

عانينا منه،وإذا لفم ننجح في الحرب، فستأتي مرحلة أخرى وسيواصل الشعب المعركة،

".في صالحنا...ومهما كانت نتائج الحرب فستكون المكاسب

إن السالح النووي جعل العرب يستبعدون إمكانية خوض حرب شاملة ضد -

وا من إلحاق هزائم كبيرة إسرائيل، ويقتصرون على القيام بحرب محدودة حتى ولو تمكن

في أول رسالة بعث بها " السادات" ، فعبر عن ذلك (1)بها، فإنهم لن يضربوا أهدافا مدنية

ال تعتزم تعميق " أكتوبر، فأفصح فيها أن بالده7إلى وزير الخارجية األمريكي في

".االشتباكات

لحرب، فعلى إن الردع النووي اإلسرائيلي جعل العرب إلى تقليص وتحديد أهداف ا-

، كانت "تحرير كل األراضي العربية المحتلة"عكس الحروب السابقة التي رفعت شعار

، حيث أن الخطة 1967هذه الحرب تهدف إلى استرجاع األراضي المحتلة خالل حرب

السورية منصبة حول استرجاع هضبة الجوالن، ومصر لتحرير سيناء، وهذا ما كان

، وان األراضي العربية أصبحت إسرائيلية بصفة 1967اعترافا ضمنيا بحدود ما قبل

شرعية، وهو مكسب إسرائيلي آخر، إضافة إلى الردع النووي ساهم في تقليص هذه

.(2)األهداف المحدودة أصال ووضع خطوط حمراء للتخطيط العسكري العربي

استعملت إسرائيل سالحها النووية كوسيلة لالبتزاز 1973أما في فترة ما بعد

سياسي واإلكراه من أجل فرض السالم اإلسرائيلي، فنجحت في إقناع العالم والدول ال

العربية بأنها ليست تلك الدولة الصغيرة التي يمكن هزيمتها في الحرب، وغيرت نظرة

، ويذهب الكثير من المحللين للموضوع إلى أن زيارة (3)العرب من الحرب إلى التفاوض

إلى القدس وموافقته على الشروع في مفاوضات ثنائية "أنور السادات"الرئيس المصري

لم " كامب ديفيد"، ثم قراره حول تطبيع العالقات مع إسرائيل، وتوقيعه التفاقيتي 1977سنة

تكن إال بضغط الورقة النووية، وتمكن بذلك الرادع النووي من تحييد أكبر قوة عسكرية

دن التي أدركت القوة والمكانة اإلقليمية ونفس األمر ينطبق على األر. في الجبهة العربية

الجديدة التي أصبحت تتمتع بها إسرائيل، وأصبحت ترى أنها أصبحت مهددة من طرفها

بعد تحييد مصر، حيث أنها تشترك معها في أطول حدود ترابية إلسرائيل، مما يجعلها

(1) – Catudal,Op.cit. p58.

�76Aا$�8�NEات ا$)�و8" و�6ب " ���� إ6Aاه#@ إ��م،– (2)Eا� و��!،"1973 اآ !��H6(،134ا$?�د. ا�A�E84،ص)1998أآ -86.

(3) –Abdel-azim, Op.cit. p51.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

110

وجود سالح عرضة للتهديد العسكري أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة السيما في ظل

نووي، والذي وظفته إسرائيل في جلبها إلى طاولة المفاوضات، وإقناعها بنظرتها حول

موضوع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة الذي يجب أن يتم بعد وضع إطار سالم شامل

ودائم ومستقر، يتميز بنبذ استخدام القوة ويتسم بالوفاق وحسن النية، وهذا تعهدت به

، وهذا 1994 لسنة(1)عليه كبند من بنود اتفاقية السالم األردنية اإلسرائيليةاألردن ووقعت

إلى العزلة التي فرضت على ةهذا باإلضاف. يعد مكسبا آخر للردع النووي اإلسرائيلي

منظمة التحرير الفلسطينية وإقناعها بالمفاوضات الثنائية تحت المظلة النووية، وهذا ما

" بيريز" ، وعبر عن هذه الرؤية 1993ا على اتفاقية أوسلو سنةفعلته فعال من خالل توقيعه

أقامت خيارها النووي ليس لإلشارة إلى هيروشيما ولكن إلى " بتأكيده أن بالده 1998سنة

، إذن أصبح هذا السالح مصدر قوة حقيقي إلسرائيل فاستطاعت أن تفرض واقعا (2)"أوسلو

التفاعالت الشرق أوسطية، كما مكنها من سياسيا واقتصاديا معينا يجعلها محور شبكة

وإقناع كل (3)جعل الدول العربية أن تقبلها كجار دائم ال يمكن استئصاله من المنطقة

واحدة منها بشكل منفرد على التفاوض حول السالم واألمن بين إسرائيل وكل دولة عربية

.على حدى

.ائيليالوظيفة اإلقليمية للسالح النووي اإلسر:المطلب الثاني

إن حيازة إسرائيل لتلك الكمية الكبيرة والنوعية المتطورة من األسلحة النووية يفسر

أن أهدافها اإلستراتيجية بعيدة المدى واألثر وتتجاوز دول الطوق إلى المنطقة بأكملها،

وهذا ما يتجسد فيما يعرف بالمشاريع اإلصالحية في منطقة الشرق األوسط ، والتي تريد

يمنة اإلقليمية من خاللها استعانة بالواليات المتحدة ونفوذها في المؤسسات تحقيق اله

الدولية السياسية واالقتصادية، وبتوظيف الرادع النووي من مداخل اقتصادية ودبلوماسية

أخرى، إذ أن دخول الدول في مفاوضات متعددة األطراف حول الشراكة االقتصادية أو

رق أوسطية مشتركة، ال تخلو بطبيعة الحال من إنشاء مناطق تبادل حر أو سوق ش

المساومات الصراعية التي تتحكم فيها موازين القوى لكل طرف، وإسرائيل تملك جميع

�)6 آ�ه4،– (1)> I O � �D.) . 1ا$?�د(2M23" درا�3ت ��$�#"،. إ�Pدة ا���5 �� ا��cH3! ا���و�r �"* :!Iق أوAأ :

،"#]#L6اE3[ث ا��D$ا]��رات $�2را�3ت وا B52، ص6�1995آ. (2) –3�&2A ،ي�N��A @":3ا$!6ق ا9و .��. ا$?)�*. و<%6ون، "��ل ا$�! 2" ا$)�و8" ،Jذآ� MN 2O�� .154ص. MN ذآ�J آ�ه4، ، – (3) 2O�� .19ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

111

أنواع القوة من أجل فرض شروطها، وبالتالي تحقق اعترافا من دول المنطقة على أنها

ع الشرق األوسط الدولة المسيطرة والمهيمنة إقليميا ، وعلى هذا األساس أطلق مشرو

الجديد الذي يسعى لجعل إسرائيل المركز المالي واالقتصادي وإنشاء سوق مشتركة تمكنها

مباشرة بحيث تصبح هذه األخيرة امن التعامل مع قلب الدول العربية و مجتمعاته

فضاءات لالستثمار اإلسرائيلي، وإقامة حلف إقليمي تصير بموجبه ترسانتها النووية مظلة

كل األطراف، فال تصبح هذه األخيرة أداة للسيدة العسكرية فحسب، وإنما أيضا حماية ل

، لكن إسرائيل رأت أن فتح األسواق العربية لرأس (1)على المستوى االقتصادي والسياسي

المال والشركات والسلع والخدمات اليهودية أصبح مستعصيا بسبب أنظمة الحكم العربية

رأت الواليات المتحدة وإسرائيل أن البداية تكون من خالل وسياساتها االقتصادية، ولذلك

إحداث إصالحات هيكلية في األنظمة السياسية واالقتصادية لهذه الدول، فأطلقت العنان

ولقد بدأت تظهر بوادر نتائجه . لتحقيق ذلك2003لمشروع الشرق األوسط الكبير سنة

قات طبيعية مع إسرائيل، وأعلنت فعال، ذلك أن دول الخليج أبدت استعدادا إلقامة عال

، كما أن 2005سبتمبر19مملكة البحرين رسميا إلغاء مقاطعتها االقتصادية إلسرائيل في

، وسلطنة عمان التي " الدوحة"إسرائيل فتحت مكتبا تجاريا لها في العاصمة القطرية

.(2)أصبحت لها عالقات تجارية متطورة معها

سرائيل شكلت فكرة لدى دول المنطقة تتضمن إن السياسة النووية الغامضة إل

استحالة مساومة إسرائيل سياسيا حول إخالء المنطقة من األسلحة النووية، وجعل دوال

أخرى مجاورة تعترف بهذه القوة اإلقليمية الجديدة، وبالتالي فتحت من خالل هذا السالح

ته على حساب الدول مجاال جديدا لتحالفاتها حيث أن تركيا مثال كانت أهم طرف كسب

العربية واإلسالمية، ولعبت الورقة النووية دورا مهما في جذب تركيا، وتوسيع الفجوة

بينها وبين الدول العربية واإلسالمية، وتمكنت على اثر ذلك من توثيق العالقات معها

ة ، نتيجة اقتناع تركيا بما ستجنيه من الشراكة العسكري1996باتفاق التعاون العسكري سنة

معها من إدخال التقنية الحديثة في التسليح التركي واالستفادة من التكنولوجيا العسكرية

، حيث قامت بتزويدها بأحدث أنظمة الرادار والمراقبة العسكرية، وساعدتها (3)اإلسرائيلية

MN ذآ�Jا$?��6ي، -(1) 2O��.79ص. �ي، -(2)M#?$2."أ}6ف 3?� ا#Z2#[. ا]63اt$ا U#D'E$ت: اaa�$ه6 وا�Y�$ا� و��! ،"ا !��H163 ا$?�د .ا�،

).K*�I2006(165، ص. (3)- ،}$�T |ا �D�"م-M$2. و��2#" ا#Z6آ. ا]63اE$ق ا�KLaا� و��!،"ا !��H28#"(،125ا$?�د. ا��I1996(80، ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

112

، إضافة إلى إدراك قيادة الجيش التركي بتراجع الدور "الفانتوم"على تحديث طائرات

إلستراتيجية األمريكية في المنطقة بعد أفول الشيوعية وظهور عدو جديد التركي في ا

مصدره اإلسالم الذي يشكل ديانة أغلبية مجتمعها، وإسرائيل أكثر كفاءة ألداء هذا الدور،

ورأت تركيا انه عليها أن تلتف حول القوة النووية الوحيدة في المنطقة، وبذلك نجحت

حها النووي إلقامة أول حلف مع دولة إسالمية كبرى، إسرائيل مرة أخرى في توظيف سال

مكنها من توسيع عمقها االستراتيجي الذي اعتبر نقطة ضعفها التاريخية، إذ أن االتفاق

يتضمن إمكانية اشتراك القوتين في أي عمليات عسكرية ضد طرف ثالث، وإمكانية

.(1)استخدام إسرائيل ألراضي وقواعد عسكرية تركية

.المكاسب اإلسرائيلية على المستوى الدولي: الثالمطلب الث

في فترة الحرب الباردة استغلت إسرائيل تطور العالقات السوفيتية العربية من أجل

التقرب من الواليات المتحدة األمريكية، بهدف جعلها تغير موقفها من برنامجها النووي أو

رقة مساومة خالل المفاوضات على األقل تحصينها دوليا، فقد وظفت برنامجها النووي كو

الثنائية التي أجرتها معها في فترات متقاربة حول مساعدتها باألسلحة والعتاد العسكري

رئيس لجنة الطاقة الذرية " (فرنسيس بيرين"، هذا االتجاه تمكن من استنتاجه (2)المتطور

في "بيرغمان"و" بيريز"بعد الحوار المطول الذي دار بينه وبين كل من ) الفرنسية السابق

أعتقد أن القنبلة اإلسرائيلية موجهة ضد : "، وصرح عقب اللقاء بما يلي1956سنة

إذا لم تساعدونا في وقت : األمريكيين، ليس من أجل إطالقها عليهم ولكن على طريقة

، وقد أثبتت هذه (3)"حرج فإننا نستعجلكم بأن تساعدونا وإال سنستخدم قنابلنا النووية

:ها في مناسبتينالسياسة فعاليت

عن قراره بتجميد األنشطة النووية في 1966ماي 17في " ليفي اشكول"إن إعالن -

ديمونة، كان مرتبطا بشكل مباشر بالعالقات األمريكية اإلسرائيلية وتحديدا بالسياسة

األمريكية تجاه البرنامج النووي، إذ انه بعد يومين من ذلك أعلنت الحكومة عن توقيعها

، تعهدت هذه األخيرة بموجبه تزويدها بشحنة من األسلحة المتطورة (4) أمريكاالتفاق مع

تعتبر هذه الشحنة أضخم شحنة تلقتها إسرائيل من الواليات المتحدة طوال تاريخها، إذ

! ا� و��!،"ا$O$��E ا$?M 6ي ا$6Eآ. ا]63ا�NI " .2#Zد ��دة، -(1)��H28#"(، 153ا$?�د. ا��I2003(327، ص. MN ذآ�6K� Jون، -(2) 2O��.112 ص. MN ذآ�J. ا�0 ا��ت ا�#"! ا���وI! ا7�ا�9#�!: ; ود ا�'�ة ��D ا$M-م، -(3) 2O�� .50ص. (4)- YHE* 2O�359 ص.ا�.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

113

، وبعدها استمر البرنامج )1965-1948( سنة 17تعادل مجموع ما تلقته في مدة

.النووي بشكل عادي

1973 اكتوبر08في " غولدا مائير"لذي أقرته رئيسة الوزراء إن التأهب النووي ا -

القتال نفسها فلم تكن شديدة ةوإعالن أول حالة طوارئ نووية، لم يكن مرتبطا بأسلح

الحرج بصورة تستدعي التهديد النووي، فكان كل ذلك موجها إلى اإلدارة األمريكية

في األيام الثالثة األولى من للتعجيل بتسليم مطالبها من األسلحة لتعويض خسائرها

.الحرب، وهذا ما دفع الواليات المتحدة للتدخل من أجل حسم الصراع

واستطاعت إسرائيل أن تلوح بسالحها النووي وخبرتها في الشؤون الحربية في

إقناع صناع القرار األمريكيين بأنها قادرة على أداء مجموعة من الوظائف العسكرية

التقليديين في الشرق األوسط وحوض البحر المتوسط، وبإمكانها بشكل أفضل من حلفائها

تقوية الجناح الشرقي للحلف األطلسي تقديم الدعم واإلسناد لألسطول السادس األمريكي

.في المتوسط في ظل ضعف كل من تركيا واليونان ومحدودية قوتهما اإلقليمية

تعزيز مكانتها الدولية، هو االمتياز اآلخر الذي منحه السالح النووي إلسرائيل في

استدراج باقي الدول النووية غير المعلنة وهي الهند وباكستان إلي التحالف معها من أجل

تعزيز قوتهما النووية خاصة وأن إسرائيل تعتبر أكبر منفذ للتكنولوجيا النووية األمريكية،

.ة تجاه إسرائيلفانتهجت بذلك كل من الهند وباكستان سياسية أكثر واقعية وبراغماتي

ووصفها للفكر الصهيوني بأنه 1948فالهند رغم معارضتها لقيام دولة إسرائيل سنة

جريمة في حق اإلنسانية، إال أن أول مقابلة بين مسؤولين من البلدين والتي كانت بين

وأحد نواب البرلمان الهندي، عقب قصف المفاعل العراقي حيث صرح هذا " مناحيم بيغين"

يعتبر أن بالده مستعدة إلمكانية القيام بشن غارة مماثلة " بيغين"قب هذا اللقاء بأن النائب ع

للمفاعالت النووية ألي دولة إسالمية تحاول صنع السالح النووي، وأن إسرائيل مستعدة

، وبدأت الهند منذ إعالن (1)لتزويد الهند بخبرتها العسكرية في صناعة المقاتالت والدبابات

في طلب المساعدات 1992 جانفي 29ت الدبلوماسية بين البلدين في قيام العالقا

اإلسرائيلية في مجال الدفاع والتحقيقات األمنية ووسائل الرقابة العسكرية إضافة إلى طلبها

، كما تسعى الهند (2) لقائمة طويلة من المعدات العسكرية لتدعيم القوات الهندية1993سنة

(1)- ،.&K$ا ^K'b� ""#2#Z8" ا]63ا�(N$ت ا�J-?2$ �8ة�I "8ا� و��!، "رؤ !��H71 ا$?�د .ا� ،) .K*�I1983( 127، ص. (2)- ،@28�! ا� و��!، "6EاA "#]#L#4 ا$N)� وإ63اZ#/ا$?-�Jت ا�M� "3[م 3��H6 (، 142 ا$?�د .ا�A�E242، ص )2000أآ.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

114

موافقة إسرائيل لطلبها بشراء نظام الدفاع ضد مؤخرا جاهدة إلى الحصول على

الذي طورته " Arrow 2" "2أرو "الصواريخ الباليستية األحدث في العالم وهو نظام

.إسرائيل بالشراكة مع الواليات المتحدة األمريكية

أما في المجال النووي فيتجلى الطموح الهندي من التقرب من إسرائيل في االستفادة

:ات نووية أساسيةمن ثالث امتياز

سعت الهند جاهدة من أجل الحصول على قنابل نووية ذات : تصغير األسلحة النووية -

والتي يمكن إطالقها من مدافع عادية أو تحمل على ) كيلوطن15 إلى 1(عيار صغير

.صواريخ تكتيكية وهذا استعانة بالخبرة اإلسرائيلية في هذا المجال

نية تمكنت الهند من نقل تكنولوجيا صناعة قنبلة تطوير قنابل هيدروجينية ونيترو -

النيترون من إسرائيل وأصبحت قادرة على صنعها، أما القنبلة الهيدروجينية التي

تمكنت إسرائيل من تطويرها منذ الثمانينيات غير لم تقم بتجربتها، ويذهب الكثير من

، حيث 1998ندية سنة المتتبعين إلى ترجيح إمكانية مشاركتها في التجارب النووية اله

إلشراف المسؤولين والضباط ) لقنبلتين هيدروجينيتين(أن الهند خصصت تجربتين

اإلسرائيليين، ذلك أن إسرائيل كانت قد زودتها قبل ذلك بما يعرف بأجهزة الكمبيوتر

التي تستعمل في إجراء التجارب النووية وفي تصميم " super computer"العمالقة

، وهذا ما صرح به وزير )التي تقاس بالميغاطن( شديدة االنفجار األسلحة النووية

.(1)خارجية باكستان قبل إجراء التجارب الهندية

سعت إلى االستفادة من التقدم : تطوير الصواريخ الباليستية الحاملة للرؤوس النووية -

خاصة سلسلة (2)الذي وصلت إليه إسرائيل في مجال وسائل إيصال األسلحة النووية

كلم، وهذا 2700-2500والتي بإمكانها إيصال رؤوس نووية إلى " أريحا"الصواريخ

ما تطمح إليه الهند خاصة عندما يتعلق األمر بمساحتها الشاسعة وعمقها االستراتيجي،

إضافة إلى نفس هذه الخصائص التي يتمتع بها أعدائها المحتملين خاصة باكستان

طوير وسائل توصيل هذه األسلحة النووية من والصين، وهذا ما يستدعي االهتمام ت

.اجل تحصين موقعها في حالة حدوث أي أزمة بينها وبين احدى هذه الدول

(1) –YHE* 2O�3244ص.ا�. � ا�=�:�،"ا$?-�Jت ا$N)�8" ا]63اZ#2#" وا*? ��NL�3 �2^ ا4�9 ا$&��. ا$?�D� @��* ".A6 ا$�ا�� ا$[�3�ر،– (2)N'0H3ا� .

.120، ص)K*�I2002.(، 275ا$?�د

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

115

.أبعاد التهديد النووي اإلسرائيلي لالستقرار اإلقليمي: المبحث الثالث

.السالح النووي وعدم االستقرار اإلقليمي: المطلب األول

دع النووي باالستقرار اإلقليمي خاصة بعد ظهور لقد تعددت اآلراء حول عالقة الر

:دول نووية بعد دول النادي النووي الخمسة، فطرح السؤال

هل من شأن االنتشار النووي تدعيم االستقرار في منطقة مضطربة كشبه القارة

الهندية أو منطقة الشرق األوسط، أم أنه يشكل خطرا إضافيا إذا اكتسبته دولة نامية؟

االتجاه األول يرى أن : نقسام في اآلراء حول هذا السؤال ثالث اتجاهاتويتضمن اال

التعدد في القوى النووي في منطقة معينة من شأنه تدعيم االستقرار بسبب حالة توازن

الرعب النووي مثلما حدث إبان الحرب الباردة بين القوتين العظمتين، واالتجاه الثاني يرى

ؤدي إلى استقرار دائم في المنطقة نظرا لغياب القدرة على أن انفراد دولة معينة بذلك سي

الضربة الثانية مما يفتح المجال للطرف النووي بفرض إرادته على األطراف األخرى

وفرض نمط معين من االستقرار اإلقليمي، أما االتجاه الثالث فيرى أن انتشار هذا السالح

.رف دولة واحد أو دولتين أو أكثرليحقق االستقرار في إقليم معين سواء اكتسب من ط

إذا فالرأي األول يؤكد على أن االنتشار النووي يعمل على استتباب األمن في منطقة

الذي يرى أن الشرق األوسط " Steven Rosen" "ستيفن روزن"معينة، وأبرز أنصاره

ظل ستظل منطقة غير مستقرة ما دام غياب القدرة على الضربة الثانية متواصال، أي في

عدم وجود تعدد في القوى النووية ستظل حالة عدم االستقرار مستمرة، وإذا امتلكت دولة

أخرى هذا السالح في المنطقة يصبح استخدامه احتمال بعيد في حالة التعادل النووي،

إضافة إلى أن الخوف من بقاء هذا السالح بحوزة الطرف األخر بعد توجه الضرب

لمهاجمة تخصيص أكثر من سالح نووي لضرب سالح األولى يفرض على الدولة ا

مماثل، لكن يرى أصحاب هذا الرأي يرون أن هذا الوضع عن يمنع استمرار الحروب

التقليدية ولكن يحد من أغراضها ويقلص من أهدافها، وأن تكلفة صراعات العسكرية

االعتداء عالوة على الخوف من التصعيد، فالدول النووية غير محتاجة لضم األراضي أو

العسكري لتحقيق أمنها، والرأي الثاني ال يختلف كثيرا عن األول في كون أن االنتشار

النووي في إقليم معين من شأنه خلق حالة من االستقرار، لكن ال يتحقق ذلك إال باحتكار

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

116

جوزيف "دولة واحدة لهذه القوة فتستطيع من خاللها فرض نوع من السالم، فحسب رأي

أو (1)فإن هذه الحالة ستؤدي بهذه الدولة المهيمنة إقليميا إلى إنهاء" Joseph Ney" "ناي

تقليص االعتداءات العسكرية ضدها، ويرى بأنه لو كانت إيران دولة نووية لما تجرأت

العراق على مهاجمتها ولما حدثت الحرب بينهما، ويرى أن االحتكار النووي اإلقليمي

ستخدامه، فمثال إسرائيل ما كان لها أن تستخدمه ضد سيضفي قدرا من العقالنية حول ا

بينما كان من الممكن استخدامه إذا ما اخترقت حدود 1973مصر وهي تعبر القناة سنة

، كما يرى أصحاب هذا الرأي أنه إذا تعددت الدول المالكة لهذا السالح سيهتز 1967

لى القيام بضربات وقائية االستقرار ويتهدد األمن في المنطقة ألن ذلك سيحفز الدول ع

ضد القدرات النووية للدول األخرى مثلما قامت به إسرائيل ضد المفاعل العراقي، إذن

فالرأي األول والثاني يشتركان في كون أن الخوف الذي يسببه هذا الرادع هو أساس

ة تهدئة العنف وبفضله تقتنع األطراف المتنازعة بضرورة استبعاد استخدام القوة العسكري

عند ممارسة الدبلوماسية أو باألحرى فإن العامل النووي قد يفتح المجال لتصاعد العدوان

إلى درجة المواجهة النووية وهذا هو أساس الردع، أي هو في حد ذاته رادع للعدوان

ومخفف لدرجة العداء ومقلص ألغراض الحرب وأهدافها، وبذلك يرون أن انتشار هذه

تقرار اإلقليمي إما عن طريق انفراد إحدى الدول بهذا الرادع األسلحة يشكل مقوما لالس

وتفرض بذلك إرادتها على الدول األخرى وإما عن طريق تعدد القوى النووي فيفرض

.االستقرار عن طريق الرعب المتبادل أو الخوف من التدمير المتبادل

قرار يتحقق أما الرأي الثالث والذي القى انتشار واسعا فهو يرفض فكرة أن االست

عن طريق هذا السالح فهناك من أصحاب هذا الرأي من يرفض امتالك هذا السالح من

الوزير األول البريطاني األسبق الذي عارض " فونستون تشرشل"طرف بالده ونذكر منهم

إنتاج بالده للقنبلة الذرية مؤكدا في ذلك على أنها مفتاح لعدم االستقرار، وهذا بسبب

ا الوضع سيعرض بالده إلى هجوم نووي سوفياتي، ومن جهة أخرى فإن اعتقاده بأن هذ

المسؤولين السويديين فضلوا عدم تبني خيار نووي رغم اإلمكانيات التي كانت متاحة

، وهذا بعد الدراسات المعمقة التي قام بها المفكرون اإلستراتيجيون السويديون في (2)لديهم

.XD3 UI6� 89 ذآV6، ص .ا�@�اع ا�=�:� ا7�ا�9#� :�% ا��ادع ا�0'#� ي وا��ادع ا���وي���� ه��8ي، أ�4# -(1)

(2)- Jonathan Schell, "The Folly of Arms Control", Foreign Affairs, N° 5, Vol 79, (September, October 2000), p 28.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

117

لى أن مساوئ وخسائر االنطالق في برنامج ، حيث وصلوا إ1960 و1950ما بين ستني

نووي عسكري هي أكثر من المحاسن والمكاسب التي يمكن أن تجنيها السويد من امتالكها

للسالح النووي، وفي مقام أخر اقتنعت حكومة جنوب إفريقيا بضرورة تفكيك برنامجها

ضمت طوعا إلى ، كما أنها ان(1)النووي العسكري والتخلص من مخزونها من هذه األسلحة

.*معاهدة عدم االنتشار مقتنعة بأن ذلك سوف يخدم مصالحها داخليا وخارجيا

وعموما فإن أصحاب هذا االتجاه هم من دعاة منع انتشار النووي العمودي واألفقي

أي عدم فتح المجال لدول جديدة بأن تدخل النادي النووي مع منع الدول النووية من

ا، ويستندون في طرحهم على حجج واقعية تشكيل انتقادا تطوير وزيادة حجم ترسانته

إلى اعتبار أن هذه " Colen Gray" "كولن غراي"إلستراتيجية الردع فيذهب البريطاني

اإلستراتيجية لم يعد لها أي دور إطالقا وأنها فقدت مصداقيتها، وهذا ما تثبته العديد من

ورين فقط على مستوى اإلستراتيجية، التجارب التاريخية، وأن السالح النووي بقي له د

األول هو منع استعمال أو التهديد باستعمال أسلحة الدمار الشامل ضد الدولة النووية،

والثاني هو أنها هذه القدرة تشكل الضامن النهائي لبقاء الدولة، وفي رأيه هو أن ما أثبته

ولم يؤد هذا السالح الواقع فإن هناك دولتين من الدول النووية تعرضتا لهجوم مباشر

، وأثناء أزمة الخليج الثانية 1973وظيفته الردعية، ويتعلق األمر بإسرائيل في حرب

ودون أن نأخذ في الحسبان مدى عقالنية صناع القرار العرب وأهداف –ففي األولى

فإن الهجوم العسكري ضدها قد تم فعال، وكذلك عندما قام –الحرب وغيرها من العوامل

في حرب " سكود"بقصف تل أبيب بصواريخ " صدام حسين" العراقي الراحل الرئيس

ومن جهة أخرى بريطانيا رغم أنها تملك هذا الرادع غير أنه لم يردع . الخليج الثانية

.1982األرجنتين عن القيام بهجوم ضدها في جزر الفوكالند سنة

لسالح النووي وحسب هذا الطرح فإنه رغم مرور أكثر من ستين سنة على دخول ا

كعامل حاسم في النزاعات الدولية، فلم تنجح أي دولة تملكه في منع دولة أخرى من شن

حرب ضدها، أو توظيف هذه الورقة في كسب المعركة، وأبرز مثال على هو الواليات

MN ذآ�J آ�ه4، -(1) 2O��. 40-37 ص. �ب إ�86&#� وأه��N إن زوال أ- *(I .��وي �M 6ي * s��*6A ق-l[ اB��� x2 { .E$86" ا M?$3#" وا�#M$ا U�ه@ ا$�وا

�ب إ�86&#�، وآj$k ا*��Mب ا$&�ات (I "$�8ا 4�9 دو�NL / !L �#&86��. إ c?8ر�!� x*ي آ�k$ا .L�#��M$�8 ا�NE$8" ا�N* .E(3 4#A �� .� a�ذ$j ا$�mMو$�ن أ*c ��ن ا$�E3-$ xJ_)�ء �4 ا$6ادع ، �6أى �. 1990 و1989ا$ �A#" �4 أ*_

x?Jح، �#� و-M$ا اkر ه�!E*م ا$�و$. $?�م ا�Y($ا .�ا$)�وي وا$2tE. �4 ا$A�(J UDM/ ا$E. ا��NE 2E و6Jروا د%�ل .��ب إ�86&#� إ$^ �?�ه�ة ��م اE*a!�ر (I "$دو x�u*28#" 10وا�I 1991ح-M$ا اkه j2�L a "$آ�و .

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

118

، واإلتحاد السوفييتي ضد 1956المتحدة في كوريا، وفي فيتنام، وبريطانيا في مصر عام

استحداث أي سالح نووي في منطقة ما يؤدي إلى حالة انعدام األمن إذ أفغانستان، ف

ستتعالى أصوات داخلية تندد بهذا الخيار وإقليميا تتطور األوضاع إلى سباق تسلح مما

يؤدي إلى صدامات عسكرية ، وبالتالي سيختل توازن القوى اإلقليمي ، وتهتز المؤسسات

، أما في الشرق (1)ح من الصعب استعادة التوازن الدولية والمجتمع الدولي برمته، ويصب

األوسط فيرى منتقدو السياسة النووية اإلسرائيلية أنها تؤدي أي دور يذكر خاصة عندما

أنها لم تؤثر في جلب الرئيس " يئير عفرون"يتعلق األمر بمسألة الغموض، ويعتبر

لم يحدث سنة " السادات "، بل أن التغيير األساسي في سياسة"كامب ديفيد"المصري إلى

، وإنما تاريخ توليه للسلطة أساسا كان منعرجا حاسما في السياسة الخارجية 1977

، عندما أعرب عن إمكانية التوقيع على 1971المصرية تجاه إسرائيل، وبالتحديد سنة

اتفاقية سالم معها، إضافة إلى سياسة االنفتاح التي انتهجها تجاه الواليات المتحدة

التي كانت تدعو إلقامة سالم في المنطقة، وفي الوقت ذاته ) حليف إسرائيل(يكية األمر

تخلى عن مصدر التسليح األساسي لمصر وهو اإلتحاد السوفييتي بداية بإبعاد المستشارين

، فكل هذا يفسر السياسة المرنة التي 1972العسكريين السوفييت من القاهرة في جويلية

صراع مع إسرائيل وهي أصال نابعة من نظرته وفكره الخاص جاء بها السادات تجاه ال

أن الغموض النووي لم يكن له " عفرون"حول القضية، ولم يطرأ عليها تغيير، إذ يرى

تأثير واضح في توجيه االعتبارات المصرية حول إدراج المسألة النووية في حالة الحرب

من الضيق الشديد الناتج عن استمرار والسلم، ذلك أن أسباب المبادرة السلمية كانت نابعة

.(2)االحتالل اإلسرائيلي لصحراء سيناء، وعدم قدرة مصر على تحمل أعباء حرب أخرى

ويذهب نفس الكاتب إلى أكثر من ذلك، حيث يؤكد بأن سياسة الردع النووي

، إذ يرصد ثالثة 1973اإلسرائيلية لم تؤثر إطالقا على الدول العربية إبان حرب

: ت حول اإلدراك العربي للسالح النووي فبل وأثناء الحرباحتماال

في ظل ما أثير حول القدرة –االحتمال األول هو أن القيادة المصرية كانت على اقتناع -

أنها ال تملك مخزونا حقيقيا من هذه األسلحة على األقل في -النووية اإلسرائيلية

�. %2#/ و<%6ون ،"ا$6دع واE3a&6ار وا4�9"�#4 ���� ه��8ي، أ– (1) ،Jذآ� MN 2O�� .147-140ص. MN ذآ�6K� Jون، – (2) 2O�� .140-138ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

119

ه ينفي الدور الردع لهذا السالح، مرحلة الحرب، وإن كان هذا االحتمال هو األصح فإن

.وبالتالي يكون العرب قد دخلوا في الحرب دون تأثير نفسي لهذا السالح

احتمال الثاني هو حالة عدم التأكد من وجود أو عدم وجود هذه األسلحة لدى إسرائيل، -

فعندما تواجه الدول غير النووية صراعا أمام خصوم نوويين خاصة في حالة

هناك ميل إلى التقليل من أهمية المكون النووي في حالة الصراع، الغموض، فيكون

أي أن الدولة التي ال تملكه تسعى إلى تأكيد موقف المواجهة ضد احتمال تهديد نووي

مباشر من الخصم، وذلك عن طريق إظهار الشجاعة والتصميم ضد هذه األسلحة، وإذا

ن قد تصرفت بهذا الشكل في حرب كان ذلك في أذهان قادة الدول العربية فإنها تكو

، وهذا التصرف هو األخر ينفي الوظيفة الردعية لهذا السالح وبالتالي هذا 1973

.األخير لم يؤثر على قرار ومجرى الحرب

االحتمال الثالث هو أن القادة العرب أخذوا في الحسبان العامل النووي، وأن محدودية -

تكن نتيجة هذا العامل وإنما ألسباب الحرب بالنسبة للقرار المصري والسوري لم

التفوق اإلسرائيلي النوعي في األسلحة التقليدية، فوضعت أهداف محدودة للحرب نابعة

من اعتبارات ميزان القوى التقليدية ومن القلق الدائم حول األراضي المحتلة سنة

1967.

في الحرب وفي ظل هذه االحتماالت الثالثة لإلدراك العربي حول العامل النووي

.1973فإن الكاتب يرى أن هذه اإلستراتيجية فشلت في الحرب

وفي ظل هذا الضارب في اآلراء حول تأثير السالح النووي في تحقيق االستقرار،

تمكن دعاة عدم االنتشار في التفوق على أصحاب الرأيين األولين ونجحوا في إقناع أغلبية

م الدولي لمنع االنتشار والذي يتجسد في معاهدة حكام دول العالم في االنضمام إلى النظا

عدم االنتشار و المنظمة التي تشرف عليها وهي المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وفي ما

يخص الشرق األوسط فهناك إجماع بأن السالح النووي اإلسرائيلي مدعاة لتهديد األمن

ليمية والدولية من هذا الموضوع واالستقرار اإلقليمي وهذا ما يبرز من خالل المواقف اإلق

.وكذلك يبرز من المخاطر التي جرها إدخال هذا السالح إلى المنطقة

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

120

.األخطار المترتبة عن إدخال السالح النووي إلى المنطقة: المطلب الثاني

لقد ترتب عن إدخال هذه األسلحة إلى منطقة تشهد العديد من الصراعات التوترات

كثيرة في الشرق األوسط ولذلك وجدت حجج قوية من طرف أخطارا ومشاكل أمنية

:المتتبعين لهذه المسألة من أجل معارضة إدخال هذه األسلحة إلى المنطقة

يمكن تقسيم : طبيعة أهداف االستخدام العسكري لهذه األسلحة في الشرق األوسط .1

والثكنات األهداف التي يمكن قصفها إلى أهداف تكتيكية تتجسد في القواعد العسكرية

وتشكيالت القوات ومصادر التموين العسكري إضافة إلى العتاد واألسلحة الثقيلة، وأهداف

إستراتيجية تتضمن المطارات والموانئ الرئيسية والمنشآت القاعدية، وما يميز الشرق

األوسط كمنطقة نامية هي أن النسبة الكبيرة من سكانها يعشون في مدن قليلة وتشكل هذه

قليلة العمود الفقري للحياة والتقاليد الوطنية، وتعتبر مركزا للنخب السياسية المدن ال

والفكرية واالقتصادية والعسكرية، وهذا ما يجعل األهداف سهلة في المنطقة، فتجمع

األهداف التكتيكية واإلستراتيجية في الشرق األوسط يجعل استهدافها باألسلحة النووية

.سريع وكبير التأثير

نية األساسية للدول الشرق األوسط سريعة التأثر إلى حد كبير، ونظرا إلى إن الب

يمكن أن تدمير مدنا كبرى ) كيلوطن20(حقيقة أن قنبلة نووية بقوة تفجير صغير نسبيا

.تدميرا شامال بحيث يصبح من الصعوبة بما كان إعادة تأهيلها وإعمارها من جديد

تستهدفها األسلحة اإلسرائيلية، وأكثر عرضة أما األهداف الحساسة األخرى التي قد

لذلك هي حقول ومعامل النفط التي تشكل العصب االقتصادي للدول العربية خاصة دول

الخليج التي تتوفر على حقول نفط كبيرة ومنشآت بترولية ومعامل تكرير إضافة إلى

بر سوريا واألردن أنابيب النقل التي تمر إلى الدول المطلة على البحر األبيض المتوسط ع

ولبنان، وهي كلها تشكل أهدافا في حالة استعمال إسرائيل ألسلحتها النووية مما يجعل

.األضرار تتعدى إلى خارج حدود الدولة المستهدفة

تعتبر حيازة هذه األسلحة عبئا إضافيا القتصاديات : النفقات االقتصادية المتزايدة .2

كذلك، فاألسلحة النووية وملحقاتها األساسية للدول المالكة لها ودول المنطقة األخرى

خاصة المفاعالت التي يتطلب تشغيلها موارد مالية ضخمة السيما إذا كانت هذه الدولة ال

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

121

تتوفر على الموارد األولية كاليورانيوم الخام وغيره، وال تتوفر على الخبرات

عن الخيار النووي يستعملون والتكنولوجيا الالزمة لتشغيلها، وهذا بالرغم من أن المدافعين

الحجة االقتصادية بان إسرائيل ليس في وسعها أن تواصل سباق التسلح التقليدي نظرا

للتكلفة المالية المتزايدة، وهذه الحجة تبطلها التجربة السوفيتية األمريكية في مجال سباق

لصيانة التسلح النووي الذي كان في تطور مستمر وتطورت معه االحتياجات المالية

وتطوير المفاعالت النووية، إضافة إلى النفقات المرتبطة بمنظومات اإلطالق من قذائف

وطائرات وصواريخ وغواصات، وهذه الحالة ال تستثني الوضع في الشرق األوسط فمن

جانب إسرائيل ورغم أن اقتصادها يحقق أرقاما معتبرة إال أنها تخصص أغلفة مالية كبيرة

ر منظوماتها النووية، واحتكارها لها لم يغن الدول العربية في إنفاق جدا لصيانة وتطوي

مبالغ طائلة من المال على األسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية لتجاوز ضعفها أمام

السالح النووي اإلسرائيلي، وذهبت بعضها إلى اقتطاع مبالغ إضافية من ميزانيات الدولة

كالعراق وليبيا وإيران فاندفع الطرفان إلى مواصلة على إطالق برامج نووية عسكرية

سباق التسلح التقليدي وهذا من باب أن كالهما مقتنع بأن األسلحة النووية ليست بديلة عن

األسلحة التقليدية، وأنها ال تستطيع أن تتصدى وتردع كل أنواع الهجومات العسكرية

مواصلة مسيرة سباق التسلح التقليدي، السيما الهجومات المحدودة، مما يدفع الطرفين إلى

وهذا ما يضاعف العبء االقتصادي والمالي للنفقات العسكرية في دول الشرق األوسط

.مما يضاعف آثاره السلبية على الدول والمجتمعات

إن السالح النووي هو سالح ردعي بالدرجة : مستوى عقالنية صانعي القرار .3

لذلك فإن أحد األخطار المهمة التي أفرزها االمتالك األولى، ولم يكن لالستخدام الفعلي،

مثل زعماء دول العالم (اإلسرائيلي لهذا السالح، هو أن الزعماء السياسيين في المنطقة

يفترض أن لهم مستوى مفاهيمي منخفض فيما يتعلق بآثار استعمال ) الثالث األخرى

إلى مجموعة قواعد السلوك األسلحة النووية، وإدخال هذه األسلحة إلى المنطقة تفتقر

النووي له آثار خطيرة، وخاصة في ظل عدم وجود عالقات ثنائية علنية ورسمية وقنوات

اتصال مباشرة بين إسرائيل من جهة ودول المنطقة من جهة أخرى باستثناء مصر

واألردن، إضافة إلى أن الخطر النابع من إمكانية استخدام األسلحة النووية هي الدول

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

122

، ذلك ألنها ليست ناضجة إلدارة العالقات بين )إسرائيل، الهند وباكستان(كة لها حديثا المال

.الدول في سباق األسلحة النووية، وأنها تفتقر للحس بالمسؤولية وال يمكن التنبؤ بسلوكها

وهذا ما يؤكده الدارسون للسياسة الدولية بأن التخلف هو سبب السلوك الالعقالني

وهذه الفكرة ترفضها هذه (العقالنية تأتي غالبا من دول العالم الثالث، وأن السلوكات ال

، ذلك أن وصول زعيم أو كتلة سياسية غير عقالنية وغير مسؤولة، إلى السلطة في )الدول

إسرائيل قد يسبب كارثة نووية في العالم، وبالمقابل فإن سوء تقدير أحد الزعماء العرب

في عدم وجود مذهب إسرائيلي علني -حتها النووية إلمكانية استخدام إسرائيل ألسل

فقد يؤدي أي هجوم أو حرب تشنها الدول العربية ضد إسرائيل -وصريح يحكم ذلك

التي تؤدي تجاوزها إلى تهديد وجودها حسب (وتتجاوز من خاللها الخطوط الحمراء

عرب لهذه وسواء كان هذا عن طريق تجاهل القادة ال) الفكر اإلستراتيجي اإلسرائيلي

.الخطوط أو عدم معرفتها أصال، فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة نووية في المنطقة

إن مشكلة األمان أو السالمة فيما يتعلق بحيازة األسلحة : سالمة األسلحة النووية .4

تؤكد في الكثير من األحيان أن متطلبات نشر األسلحة النووية تقلل القدرة على التحكم

: السالمة في حيازة األسلحة النووية يترتب عنه أربع احتماالتفيها، وانخفاض مستوى

.إمكانية إطالق هذه األسلحة إطالقا غير مقصود أو غير مرخص به -

إمكانية تسلل مجموعة خارجية من الجماعات السياسية أو الدينية أو غيرها إلى منشآت -

.األسلحة النووية والسيطرة عليها

.مثل إحدى القوات المسلحة عليهاإمكانية سيطرة مجموعة داخلية -

.واالحتمال الرابع هو إمكانية االستيالء على هذه األسلحة -

وبالنسبة إلسرائيل فإن احتمال اإلطالق غير مقصود كان واردا عند بداية اكتسابها

لألسلحة النووية نظرا ألنه كلما كانت تكنولوجيات التحكم أقل تطورا من الدول النووية

مال الخطأ في اإلطالق أكبر، وأن المستوى التكنولوجي للقوى البشرية الخمس كان احت

على األقل في –اإلسرائيلية المشغلة لهذه التكنولوجيات هو أقل تطورا وإحكاما وتجربة

من الدول النووية الخمس التي تملك خبرات واسعة وكبيرة -فترة اكتسابها للسالح النووي

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

123

فإسرائيل لم تقم بالتجارب النووية الكافية التي تمكنها من في مجال تأمين األسلحة النووية،

.اكتساب هذه الخبرة

أما فيما يتعلق باحتماالت السيطرة واالستيالء على هذه األسلحة من طرف جماعات

متطرفة أو قوات مسلحة في إطار صراع على السلطة، فإنه قائم في وجود عدة تيارات

ناقضة ومختلفة من الممكن أن تتطور إلى صراع سياسية في إسرائيل ولها توجهات مت

.حول السلطة توظف فيها كل الوسائل

منطقة الشرق األوسط تشهد صراعا شديدا وهي : خصوصية منطقة الشرق األوسط .5

منطقة غير مستقرة، كما يسودها توترات داخلية اجتماعية وسياسية واقتصادية وعقائدية

. بين إسرائيل والدول العربيةحادة وليس هناك تقليد التعايش السلمي

باإلضافة إلى مصالح الدول الكبرى المتضاربة في الشرق األوسط السيما في فترة

الحرب الباردة، بالنظر إلى الموارد التي تتوفر عليها المنطقة والموقع اإلستراتيجي الذي

.يميزها

اقتصادية وبالمقابل فإن معظم الدول في الشرق األوسط تشهد تناقضات وتفاوتات

واجتماعية وسياسية، ونظرا إلى هذه الظروف فإنه من المحتمل حدوث التصعيد العسكري

المفضي إلى استعمال األسلحة النووية في الشرق في حرب بين إسرائيل و الدول العربية

قبل إقامة عالقات دبلوماسية إلدارة األزمة بين الطرفين المتحاربين وقبل أن تطور بعناية

من المبادئ والقواعد واألنظمة المكتوبة وغير المكتوبة المعترف بها بصورة مجموعة

متبادلة والمفهومة بصورة صريحة وضمنية والمتعلقة بتقييد استعمال األسلحة النووية

.والحيلولة دون استعمالها

إضافة إلى األخطار السابقة فإن : االنعكاسات البيئية للبرنامج النووي اإلسرائيلي .6

سات مفاعل ديمونة على البيئة ال تقل خطورة على المنطقة، فالمفاعالت اإلسرائيلية انعكا

هي أكثر خطورة على البيئة واإلنسان من غيرها من المفاعالت النووية في العالم، وهذا

نظرا لضيق المساحة الجغرافية إلسرائيل مما يعذر عليها إيجاد مكانا لرمي نفاياتها

.النووية

اإلشعاعات النووية الناتجة عن المفاعالت النووية ال يمكن خفض إضافة إلى أن

درجة إشعاعها بأي طريقة، ما عدا انتظار مرور نصف عمر الغازات المشعة المنبعثة

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

124

سنة ونصف 5900 هو": 14الكربون "لكي تنخفض درجة إشعاعها فمثال نصف عمر

.(1) سنة28هو " 90السترونيتوم "عمر

-حسب خبراء الرقابة النووية-القوى النووية هي مرخصة كما أن معظم محطات

، (2) سنة على األكثر ويصبح بعدها التشغيل غير آمن وغير اقتصادي40للعمل لمدة

، فإنه ال 2004ومفاعل ديمونة إضافة إلى أنه تعدى المدة المحددة من التشغيل منذ سنة

ي تصفها الوكالة الدولية للطاقة يخضع للرقابة والضمانات وإجراءات السالمة النووية الت

.الذرية لتجنب الكوارث التي قد تحدث جراء سوء تسيير المفاعالت النووية

إذن فالنفايات واإلشعاعات النووية والمواد الكيماوية المنبعثة من المفاعالت

اإلسرائيلية التي ال تخضع للرقابة والتفتيش الدوليين وال إلجراءات السالمة المتعلقة بها

" هارولد هاو"تشكل أخطارا بيئية وإنسانية على المنطقة، فقد كشف الكاتب اإلسرائيلي

"Haraeld Haw"(3) سنة على تشغيل 35 أنه بعد مرور 1998 في مقال كتبه في سنة

مفاعل ديمونة يسود قلق متزايد في إسرائيل حول بداية عجز هذا المفاعل عن تلبية

صادر داخلية أن المفاعل يعاني من أضرار وأعطال حادة احتياجاتها النووية، ونقل عن م

، وأصبحت أعمدته المعدنية هشة ومغطاة )مركزه(نتجت عن انبعاث النيترون من قلبه

بالرواسب وأصبح هناك جدل حول ضرورة إغالقه أو إخضاعه للرقابة الدولية

رية قبل أن تحل كارثة وإجراءات الصيانة التي يقوم بها خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذ

إنسانية، عالوة على التلوث البيئي الكبير الذي يسببه المفاعل والذي تم كشفه عن طريق

. 1989األقمار الصناعية الروسية سنة

(1)- ،U��I /#D* !Iرqا� !#N�'وا� � .103، ص i!(�2001ة ا$�?�رف، : ا]3 )�ر8".��ذا *"% ��P#�ن؟: ا�=�ب وإ�ا�9(2)- YHE* 2O�3105 ص .ا�. (3)- ،.*�I�$ا Jذآ� MN 2O�� . 105، 104ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

125

مضمون (مقومات وإمكانيات االستخدام الفعلي لألسلحة النووية: المطلب الثالث

).لعربيةالتهديد العسكري لهذه األسلحة ضد الدول ا

كلما زادت إمكانية االستخدام الفعلي لألسلحة النووية كلما زادت مصداقية التهديد

باستخدامها، وزاد مفعول الردع النووي ألن هذا األخير هو الدور األساسي لهذا السالح،

ومن الناحية النظرية فإن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية قابلة لالستخدام بقرار سياسي، غير

ألة االستخدام الفعلي تطرح عدة قضايا واعتبارات وتحديدا بالنسبة إلسرائيل بحكم أن مس

.خصائص سياستها النووية

وعلى وجه التحديد فإن القوة النووية اإلسرائيلية وقابليتها لالستخدام ترتبط بعدة

)من الناحية العسكرية(عوامل

: العدد الالزم للرؤوس النووية لتدمير األهداف-

، بالنسبة لعدد األهداف "بحد الكفاية للقوة النووية اإلسرائيلية"و ما يعرف أو ه

المعادية المحتملة في التخطيط اإلسرائيلي، ومن ثم قدرة هذه األسلحة على إلحاق نسب

تدمير كافي ضد هذه األهداف، وهذه القضية مرتبطة بمدى إدراك الخصم لهذه القدرة،

زن النووي أكثر من حالة االحتكار النووي، فالحالة األولى لذلك فإنها تطرح في حالة التوا

يندفع كل طرف المتالك أحدث األسلحة النووية، لكن نظرا لخصوصية السياسية النووية

اإلسرائيلية، فإنها سعت المتالك أعداد كبيرة من األسلحة المتطورة وذات القدرة التدميرية

. يبرر امتالكهاالكبيرة، ال يوجد ألجلها هدف بالحجم الذي

إن المحدد األساسي لحد الكفاية من عددها وقوتها التدميرية هو عدد األهداف

المحتمل ضربها إضافة إلى حجم هذه األهداف والمرتبط بتحديد القوة التدميرية لألسلحة

النووية التي تتوفر عليها إسرائيل، والتخطيط اإلسرائيلي في مجال االستخدام الفعلي

لنووي يقوم على سيناريو أسوأ حالة وهذا األخير يفترض تعدد مصادر التهديد للسالح ا

واحتمال حدوث حالة سيئة تواجه فيها إسرائيل كافة تلك المصادر مجتمعة، وتتضمن هذه

وليبيا والسعودية، وكان - قبل االحتالل–المصادر كل دول الطوق باإلضافة إلى العراق

شاي "ما أوردته الكتابات اإلسرائيلية حيث يرى هذا خالل سنوات السبعينيات وهو

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

126

أن األهداف اإلستراتيجية التي يمكن ضربها باألسلحة النووية تستهل بالمدن " فيلدمان

كان سكان كل من القاهرة ) منتصف السبعينيات(الكبرى لكل بلد، حيث خالل هذه الفترة

ن دمشق واليافو من سكان مصر، وسكا% 25واإلسكندرية والجيزة وأسوان يشكلون

% 38من سكان سوريا، وسكان عمان والزرقاء وأربد يشكلون % 28وحمص يشكلون

من سكان العراق، % 23من سكان األردن، وسكان بغداد والبصرة والموصل يشكلون

من سكان ليبيا، وسكان جدة والرياض ومكة % 41وسكان طرابلس وبنغازي يشكلون

.(1)ديةمن سكان السعو% 41والطائف يشكلون

تلك األهداف الحساسة المحتمل ضربها بواسطة األسلحة النووية اإلسرائيلية، وما

يجعل هذا االحتمال قائم هو تجمع كل المنشآت الحساسة والقوى البشرية في مناطق

محدودة، مما يؤدي إلى االكتفاء بتدمير ثالثة إلى خمس أهداف في كل دولة، وذلك ما

من سكان كل دولة، إضافة إلى تدمير أهم % 41إلى % 23سيؤدي إلى القضاء على

المنشآت الصناعية والتجارية والعسكرية والعلمية وأنابيب النفط وقد تضاف إلى هذه

وليبيا، -قبل االحتالل–األهداف، أهداف أخرى مثل آبار النفط في السعودية والعراق

فإن إسرائيل تحتاج وسد الفرات في سوريا، وسد أسوان في مصر وحسب هذا المنظور

كيلوطن، من أجل تدمير كل األهداف، أما إذا 60 إلى 20 قنبلة ذات قوة 40 إلى 30من

60 كيلوطن فإنها ستحتاج إلى أكثر من 20استخدمت نوع واحد وهو القنابل العيارية ذات

كيلوطن على األكثر فإنها 200قنبلة، وإذا استخدمت األسلحة الهيدروجينية ذات عيار

تحتاج إلى عدد أصغر من األول، وإذا انحصرت األهداف في العواصم العربية فقط س

.(2)فستحتاج إسرائيل إلى عدد أقل من القنابل ويقارب العشرين قنبلة بنفس القوة

وإذا أخذنا في االعتبار مساحة الرقعة الجغرافية التي يمسها الدمار من خالل

20ذات عيار " هيروشيما" القنبلة الملقاة على استعمال السالح النووي استنادا إلى كون

مربع، من المساحة اإلجمالية للمدينة كيلومتر 19,31كيلوطن والتي دمرت مساحة

القاهرة (، فإن التدمير الشامل لمدن مصر األساسية (3) مربعكيلومتر 24,14والمقدرة بـ

إسرائيل لحوالي ثماني ، فتحتاج ²كلم144، والمقدرة مساحتها بـ)واإلسكندرية والجيزة

�#���2ن، -(1) Jذآ� MN 2O��. 64، 63 ص. MN ذآ�J أ����I 4# ه��8ي، -(2) 2O��. 198 ص. .196 اcMK* UI6�$، ص -(3)

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

127

مدينة كبيرة أساسية في الدول 30، وبذلك يتطلب تدمير "هيروشيما"قنابل من عيار

قنبلة، فمن خالل ما تقدم وفي ظل امتالك إسرائيل وحدها 80 إلى 70العربية إلى مابين

دون التطرق إلى إشكالية -للسالح النووي في المنطقة، فقد يكفي وجود عدد قليل منها

إلى إلحاق الضرر بالدول العربية -كمية والنوعية لتحقيق أهداف إسرائيل األساسيةال

.وتدمير معظم مدنها الرئيسية تدميرا شبه كامل

إن هذا النوع من االستخدام غالبا ما يكون مرتبطا بالصراع الدولي وتحديدا بمفهوم

نسبة كبيرة من موارد التدمير المؤكد المتبادل أو امتالك القدرة المؤكدة على تدمير

وأهداف الخصم، وهذا في سياق حسابات الزمة لسيناريوهات الضربة األولى والضربة

الثانية، الستقرار ميزان الردع النووي بين الطرفين، كما أن هذا التصور مرتبط بأقصى

.مستويات الحرب النووية و هي الحرب النووية الشاملة

فبالنظر إلى طبيعة وعدد األهداف المحتملة ال . أما فيما يخص الحالة اإلسرائيلية

مبرر المتالك قوة بهدف تدميرها بالكامل، فتنحصر كل األهداف في عدد قليل من الدول،

غير أن إسرائيل انتهجت منطق القوة العظمى في بناء قواتها النووية السيما في إطار

ووفق هذا المنطق لم تصل سباق التسلح بين القطبين حيت بلغت قدراتهما حجما كبيرا،

إسرائيل إلى حد الكفاية فهي ال تزال تطورها وفي هذا اإلطار هناك مستويين لهذا

:المنطق

يقوم المنطق اإلسرائيلي على احتمال وجود ضربة أولى : مستوى القوة اإلستراتيجية -

عربية يمكن أن تكون على شكل حرب شاملة أو هجوم بالصواريخ واألسلحة التقليدية

و هجوم باألسلحة الكيماوية والبيولوجية، ومن هذا المنطق سيؤدي هذا الهجوم إلى أ

خسائر كبيرة في القوة النووية سواء بتدمير قواعد اإلطالق، أو وسائل التوصيل أو

مستودعات تخزين هذه األسلحة، وذلك ما سيحدث شلال جزئيا لقدرة الرد بالضربة

.الثانية

قامت إسرائيل بتطوير قوة نووية كبيرة تحسبا لالعتبارات وبناءا على هذا السيناريو

.السابقة وقامت بامتالك ترسانة إستراتيجية كبيرة لالستخدام الدفاعي بشكل أساسي

المنطق اإلسرائيلي ال يستند إلى فكرة امتالك حد معين من : مستوى القوة التكتيكية -

اب عدد معين من القنابل النووية األسلحة النووية التكتيكية كذلك، أو االكتفاء باكتس

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

128

التكتيكية بالقدر الذي يتيح لها هزيمة القوات المهاجمة، بل يستند إلى تخطيط القوى

العظمى الستخدام األسلحة التكتيكية خاصة الواليات المتحدة األمريكية التي تعتمد على

يرا شبه كامل منطق تحكمه اعتبارات تدفع إلى التفكير في تدمير القوات المهاجمة تدم

باستخدام أعداد كبيرة من األسلحة التكتيكية، ولقد قامت القيادة العسكرية للواليات

كتيبة 100المتحدة بدراسة وتحليل استخدام هذه األسلحة في إطار معركة تخوضها

سرية بوضع عدة احتماالت للوضع القتالي وهذا في إطار تحديد متوسط 700و

ة الالزمة لتدمير الوحدات المعينة، وتم الوصول إلى أن سرية الشحنات النووية التكتيكي

30 كيلوطن وكتيبة مشاة تحتاج إلى 2مشاة واحدة تتطلب شحنة نووية ذات عيار

كيلوطن، واستنادا 500 إلى 300كيلوطن، وقيادة قتالية مؤلفة من ثالث كتائب تتطلب

قذيفة نووية تكتيكية من 250 إلى150إلى هذه النتائج فإن إسرائيل تحتاج إلى امتالك

كيلوطن لتدمير وحدة جيش من ثالث كتائب وهذا في جبهة قتال واحدة، إذن 2عيار

في حالة تعدد جبهات الحرب تحتاج إلى أعداد كبيرة من هذه القذائف إذا كان الهدف

.تدمير كل الوحدات القتالية تدميرا شبه كلي

ئيل تملك ما يزيد عن حد الكفاية النووي فإن إسرا- وإلى حد ما-فمن خالل ما سبق

وهذا بصرف النظر عن توجهاتها نحو تطوير االستمرار في مضاعفة هذه القدرة، فمن

الناحية النظرية فإن عدد صغير من القنابل المتنوعة والمختلفة العيارات تكفي لبناء ردع

يكية وهذا ما نووي ذو مصداقية ويمكن أن يضاف إليها عدد صغير من األسلحة التكت

.يحقق حد الكفاية

: مسألة اختبار كفاءة األسلحة النووية-

إن أي دراسة الحتماالت االستخدام الفعلي لهذه األسلحة ترتبط بتجربة هذه األخيرة

حول قابليتها لالستخدام فكل أنواع األسلحة النووية تحتاج إلى اختبار لقياس مدى تطابق

وتها التدميرية المفترضة، وكل الدول النووية قامت بإجراء قوتها التدميرية الفعلية مع ق

تجارب على هذه األسلحة كإعالن رسمي أمام دول العالم بأنها امتلكت فعال هذا السالح،

إلسرائيل لكنها لم تعلن عن ذلك -على األرجح-وقد نسب إجراء تجارب نووية ثالث

.بصورة رسمية

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

129

الفتراض السائد هو أن القوة النووية ودون التعرض لصحة ذلك من عدمه فإن ا

اإلسرائيلية قابلة لالستخدام الفعلي دون حاجة إلجراء تجارب لذلك، وأنها تعتمد بطمأنينة

على هذه القوة في بناء إستراتيجية ردع ذات مصداقية، وإضافة إلى التجارب النووية

:المنسوبة إليها فإن هذا االفتراض يقوم على عاملين أساسيين

إسرائيل قامت بامتالك أول سالح نووي في وقت متأخر نسبيا إذا ما قورنت أن .1

20بالدول النووية األخرى، وأولى األسلحة التي اكتسبتها هي القنابل الذرية ذات عيار

كيلوطن وهي األكثر انتشارا حيث أصبحت ال تحتاج إلى اختبار طالما تصمم وفق ما هو

لكن ما يلزم اختباره هو األسلحة التكتيكية التي معروف حول طريقة صنعها وتركيبها،

يستلزم تطويرها القيام بعمليات تصغير متتالية أصغر من السالح األول الذي اكتسبته،

وكذلك ما يحتاج لالختبار هو القنابل الهيدروجينية والنيترونية ذات التصميمات المعقدة إذ

ها، وفي هذا اإلطار فإن إسرائيل ال يمكن الوثوق في كفاءتها دون إجراء تجارب علي

تمكنت من الحصول على التصميمات المعقدة لهذا النوع من األسلحة بهدف إنتاجها وال

تختلف عن ذلك بهدف تجريبها، فاستندت إلى فرنسا في إنتاج القنابل الهيدروجينية وإلى

االختبارات الهند في تجربتها وكذلك اعتمدت على الواليات المتحدة في إمدادها بنتائج

والتصميمات الدقيقة لألسلحة النووية التكتيكية والتي تسهل إنتاجها من خالل نجاحها في

العديد من العمليات االستخباراتية السرية للحصول على هذه المعلومات، مثل ما قام به

أحد رجال المخابرات األمريكية بتمرير أسرار تكنولوجيا أمريكية خاصة بأبحاث

، وكذلك (1)األقمار الصناعية واألسلحة النووية إلى المخابرات اإلسرائيليةالصواريخ و

تجدر اإلشارة إلى التسهيالت التي حصلت عليها من خالل تعاونها الوثيق مع فرنسا مما

جعلها تحصل على قدرة عالية في تصميم وإنتاج أكثر هذه األسلحة تعقيدا دون الحاجة إلى

كفلتها لها المشاركة في التجارب الفرنسية في الجزائر سواء اختبارها، هذه الحاجة التي

.بالحضور المباشر في العملية أو عن طريق الحصول على كافة البيانات األساسية

عالية جدا، مما يجعلها ) نووية(إن إسرائيل تتوفر على قاعدة تكنولوجية وتقنية .2

أخرى لضمان كفاءة هذه تتجاوز عراقيل إجراء التجارب النووية ضمن إيجاد خيارات

األسلحة عن طريق إجراء عملية المحاكاة والتي تتضمن إجراء الحسابات الخاصة بالقوة

MN ذآ��D� J ا$�Yه6، -(1) 2O��. 200 ص.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

130

للفعالية التي تتميز بها والدقة والسرعة " السوبر كمبيوتر"التدميرية للسالح بواسطة أجهزة

.نيةفي إجراء الحسابات المعقدة التي تتعلق بصنع القنابل الهيدروجينية والنيترو

ومن خالل ما تقدم فإنه يمكن تأكيد افتراض قابلية األسلحة النووية اإلسرائيلية

وهذا من ناحية أن األسلحة النووية يصبح مشكوكا في كفاءتها في حالة (لالستخدام الفعلي

، إما ألن بعضها لم يكن في حاجة لالختبار أو ألن بعضها صمم على أساس )عدم تجربتها

دقيق تتضاءل من خالله نسبة الخطأ، أو تم إجراء االختبارات خبرة سابقة بشكل

".السوبر كمبيوتر"االفتراضية من خالل أجهزة

: مسألة خط األمان النووي-

ويقصد به مدى إمكانية إسرائيل الستخدام األسلحة النووية ضد أهداف عربية دون

دول المحايدة غير أن يعود ذلك عليها بالضرر وكذلك دون أن يعود بالضرر على ال

المشتركة في الصراع، وبالنظر إلى الرقعة الجغرافية للشرق األوسط فإن هذه المسألة

تطرح بشكل أكبر من أي منطقة أخرى، فاستخدام أسلحة ذات عيارات مختلفة في المنطقة

قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بإسرائيل نفسها أوال وإلحاق أضرارا في جنوب وشرق

.صل إلى آسيا وإفريقياأوروبا، وقد ي

وتأثر إسرائيل من جراء استخدامها للسالح النووي في المنطقة يتوقف بالدرجة

األولى على نوع وعيار السالح الذي تستخدمه وكذلك المسافة التي تفصل الهدف عن

قاعدة اإلطالق إضافة إلى طريقة تفجير هذا السالح، وكل هذه العوامل الثالثة تتداخل في

عقدة حول احتماالت تأثرها، وكل عامل من العوامل السابقة ينتج تأثيرات مختلفة عالقة م

عن العامل اآلخر، فمثال القنبلة الذرية تنتج قدرا أقل من التدمير مع قدر أكبر من

اإلشعاعات مقارنة بالقنبلة الهيدروجينية كما أن الغبار النووي الناتج عن تفجير فوق سطح

ذلك الناتج عن تفجير هوائي، إضافة إلى عامل المسافة فكلما كان األرض أكبر بكثير من

الهدف قريبا كلما زاد احتمال تأثر إسرائيل بها، ومن جهة أخرى فإن األسلحة النووية

التكتيكية تقوم على عوامل أكثر تعقيدا في تقدير آثارها الجانبية نظرا لكونها تستخدم في

.سافة غير بعيدة منهامسارح العمليات في الحدود أو على م

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

131

وبصفة عامة فإنه يصعب تحديد دقيق يؤكد أن استعمال نوع معين من األسلحة

النووية وبطريقة معينة وعلى مسافة معينة، سيكون له أثر على إسرائيل أم ال، فمثال

كيلوطن، إال أن التأثيرات 20رغم أنهما من نفس العيار " ناغازاكي"و" هيروشيما"قنبلتي

بين األولى والثانية، إذن يستوجب هذا األمر القيام بدراسات معمقة حول نوعيات اختلفت

األسلحة الممكن استخدامها وحول النتائج التدميرية واإلشعاعات المنبعثة منها، والمسافات

الفاصلة بين األهداف وقواعد اإلطالق إضافة إلى نوع المباني والمنشآت المقامة في كل

.رات الهواء في المنطقةمدينة، ومسارات تيا

:إال أن إسرائيل استطاعت تجاوز هذه اإلشكالية من خالل ما يلي

المسافات الفاصلة بين إسرائيل واألهداف، فإن احتماالت تأثرها باستخدامها هذا السالح -

ضد أهداف عربية قريبة، ستكون كبيرة أما إذا كانت المسافة بعيدة فإن احتماالت

ثر اإلشعاعي يكون محتمال إذا استخدمت أسلحتها ضد أهداف في تأثرها تتضاءل، فاأل

.(1)لبنان أو سوريا أو األردن

وعلى هذا األساس فإنها تستطيع تجنب أكبر قدر من التأثير، من خالل استهداف

مواقع بعيدة نسبيا، كالقاهرة وطرابلس وبغداد، وهذا ما يجعل استخدامها لألسلحة

كون بطريقة أكثر أمنا كلما بعدت األهداف، وفي مقابل ذلك ي) الذرية تحديدا(النووية

بأنه باستطاعتها الحد من تأثيرات الهجوم على مواقع قريبة، وهذا باستخدامها

.لألسلحة النووية التكتيكية ذات العيار الصغير

إن التفجيرات التي تحدث على سطح األرض تكون أكثر تأثيرا من : طريقة التفجير -

ي تحدث في الهواء، وهذا من ناحية الغبار الذري المنبعث من القنبلة، إذ التفجيرات الت

أن التفجير األرضي تكون فيه نسبة الغبار الذري عالية فإذا استخدمت إسرائيل هذه

الطريقة ضد سوريا أو مصر فهناك احتمال ألن يصل الغبار الذري إليها، خاصة إذا

.كان االنفجار متزامنا مع تيار هوائي قوي

ويمكن إلسرائيل استهداف تجمعات سكانية عربية من خالل تفجيرات على ارتفاع

معين فوق هذه األهداف ويتضاءل بهذه الطريقة نسب اإلشعاع التي قد تصيبها،

وبهذه فإن إسرائيل تملك خيارات بهذا الشأن تجعلها تقلص من إمكانية تأثرها من

.149، 148، ص MN ذآ�J��2O. ا�0 ا��ت ا�#"! ا���وI! ا7�ا�9#�!: ; ود ا�'�ة ��D ا$M-م، -(1)

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

132

شرق األوسط خاصة وأنها تملك أنواع جراء استخدامها السالح النووي في منطقة ال

.متطورة ومختلفة من هذا السالح

فمن خالل ما تقدم فإن إسرائيل ستتعرض إلى أقصى حد من اآلثار إذا استخدمت

أسلحة النووية ذات قوة تدميرية كبيرة بطريقة التفجير على سطح األرض وضد أهداف

ة وبطريقة التفجير في الهواء وضد قريبة ويتقلص هذا االحتمال إذا استخدمت قنابل صغير

.أهداف بعيدة

إذن ال يمكن الجزم بأنه ليس باستطاعتها استخدام رؤوسها النووية لمجرد ضيق

المساحة الجغرافية للشرق األوسط والتي تجعل تحديد حط اآلمان النووي بالنسبة إليها

.يصالأمرا صعبان فترسانتها تتميز بالتنوع في طبيعة وقوة وفي وسائل اإل

: مسألة إدماج ونشر األسلحة النووية-

تعتبر قضية مهما جدا لقياس قابلية هذا السالح لالستخدام العسكري، فنشره وإدماجه

ضمن أصناف وفروع القوات العسكرية التقليدية يرجح إمكانية استخدامه بنسبة أكبر،

وات بشرية متلقية ق-إضافة إلى قواعد اإلطالق ونظم اإليصال-فسالح النووي يتطلب

لتدريبات مكثفة، وتخضع لنفس نظام القوة البشرية في الجيش العادي تحت إشراف قيادة

عامة غالبا ما تكون متصلة بالرئيس ووزارة الدفاع، باإلضافة إلى التحديد المسبق

والمدروس لمواقع تمركز وسائل اإلطالق، وهذا كله غير معروف في الحالة اإلسرائيلية

التي " قنبلة في الطابق األسفل"اسة الغموض، واألمر مقتصر على ما يعرف بـبسبب سي

تدل على أن األسلحة اإلسرائيلية توجد في المخازن وهي مفككة، وهذا ما أثار قابليتها في

االستخدام ومدى االستعداد للحالة التي تطلق فيها هذه األسلحة، ووفق ما نشر حول حالة

فإن أوضاع نشر القوة النووية اإلسرائيلية 1973 إبان حرب التأهب النووي التي طرأت

:تتميز بالخصائص التالية

القيادة العامة للقوة النووية اإلسرائيلية المعدة لالستعمال كانت تخضع مباشرة ألوامر -

رئيس الوزراء، وهو أمر موارد بالنظر إلى اعتبار أن قرار استخدام هذا النوع من

ية عموما هو قرار سياسي وليس قرار عسكري، ويرجع هذا إلى السالح والقوة العسكر

بإحالة الشؤون النووية إلى إشراف مكتب رئيس الوزراء بدال من " ليفي أشكول"قيام

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

133

عندما كان وزيرا للدفاع، وأصبحت منذ ذلك الوقت 1966وزارة الدفاع وهذا سنة

ة النووية تناقش بصفة دورية المسائل المتعلقة بإنتاج وتخزين وإمكانية استخدام األسلح

في منتدى رؤساء الوزراء الذي يضم رئيس الوزراء الحالي والرؤساء السابقين الذين

.يجتمعون خصيصا لمعالجة القضايا المرتبطة بالسياسة النووية

لم تكون القنابل مجهزة وقابلة لالستخدام بل 1973عند إعالن حالة الطوارئ سنة -

ساعة إذ قامت بتركيبها بعد إعالن حالة 78لب تركيبها كانت مفككة ومخزنة، يتط

، وهي جاهزة (1)الطوارئ، والراجح أنها أعيدت إلى المخازن دون إعادة تفكيكها

لالستعمال باإلضافة إلى تعبئة صواريخ عدة برؤوس نووية جاهزة؛ ومن ضمن القوة

" 4أف" من طائراتالنووية التي كانت ضمن حالة الطوارئ قوة جوية إستراتيجية تتكون

"F4 " كفير"وطائرات" "Kfir " ،مخصصة لنقل القنابل النووية وقت إصدار األمر بذلك

.وكانت معدة ومجهزة فنيا ومدربة على كيفية اإلطالق

وبعد منتصف الثمانينيات أصبحت القيادة النووية اإلسرائيلية مشكلة من أربع هيئات

ووي بدون أمر مباشر من رئيس الوزراء حيث تم االتفاق على عدم إطالق أي سالح ن

ووزير الدفاع وقائد أركان الجيش وأضيف قائد سالح الجو نظر لتفضيل الطائرات على

وسائل اإلطالق األخرى لما يتميز به من كفاءة وقدرات عالية، وعالوة على ذلك أصبحت

النووية، هذه القيادة الرباعية تتوفر على هيئة تخطيط تتولى تحديد أهداف األسلحة

ويختلف عدد هذه األهداف باختالف رؤية القيادة السياسية والعسكرية من فترة زمنية إلى

الثانية ازداد عدد " بيغين"إلى وزارة الدفاع في حكومة " أرييل شارون"أخرى فبوصول

األهداف النووية تبعا لرؤيته الموسعة حول األمن القومي اإلسرائيلي، إذ أصبح يرى أن

توسعت لتشمل االتحاد السوفيتي، فعمل ) الدول العربية وإيران(لتهديد المعروفة مصادر ا

على تحديد أهداف جديدة داخل االتحاد السوفيتي سابقا، وكلف الهيئة المكلفة بذلك " شارون"

في جمع المعلومات حولها من أجل ضبط عملت التوجيه، وتواصلت عملية نشر هذه

ية اإلسرائيلية ودمجها فيها وكانت تتم هذه العملية عقب األسلحة في هيكل القوة العسكر

إنتاج كل سالح جديد مباشرة، كما توصل نشر أسراب الطائرات المجهزة فنيا والمخبئة

" جيريكو"تحت األرض وتدريب طيارين خاصين بالقصف النووي، وجهزت صورايخ

(1)- YHE* 2O�3123 ص .ا�.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

134

ثالث منصات إلطالق لديها على األقل1973لتحميلها بالرؤوس النووية، حيث كانت سنة

.هذه الصواريخ

وطالما أنها نجحت في صناعة قنابل وقذائف نووية تكتيكية فإنه ال يوجد عائق في

نشر هذه األخيرة ودمجها ضمن القوة العسكرية مقارنة بالقنابل الكبيرة، حيث تمكنت من

ة كيلوطن وهذا منذ سن20تستطيع قذف قنابل نووية بعيار " هاون"تطوير مدافع

، كما أن استعمال المدفعية النووية يشبه إلى حد ما عمليات إطالق األسلحة (1)1953

.التقليدية وهذا ما يسهل عملية النشر واإلدماج

من خالل النقاط األربعة السابقة التي تتضمن كيفية نجاح إسرائيل في تجاوز

فتجاوزت مشكلة العدد العراقيل العسكرية والتقنية المحتملة الستخدام األسلحة النووية،

الكافي لتدمير األهداف باكتسابها ألنواع عديدة من القنابل يمكنها أن تحدث دمارا شامل

ضد األهداف التي توجه ضدها، ونظم إيصال يمكن أن تنقل أي سالح إلى أبعد نقطة في

الشرق األوسط وهي طرابلس، كما تجاوزت مشكلة االختبار الميداني لهذه األسلحة خاصة

وأنها أصبحت ال تحتاج إلى ذلك بسبب التكنولوجيا العالية التي توفر الدقة في التصميم

وقوة االنفجار، ذلك أن القنبلتين اللتين ألقيتا على اليابان لم تقم الواليات المتحدة بتجربتهما

، ومنحت لها طريقة تصغير القنابل النووية تجاوز مشكلة خط اآلمان النووية (2)من قبل

وز الضيق الجغرافي للمنطقة بتحديد أهداف بعيدة نسبيا عن األراضي اإلسرائيلية، وتجا

لم يعد هناك مجال واسع في ) قنبلة في الطابق السفلي(كما أن قضية القنبلة المفككة

طرحها طالما أن هناك هيكل قيادة نووية وعملية نشر وإدماج هذه األسلحة في قواعد

.(3)البالدعسكرية مختلفة في وسط وشمال

إذن من الناحية العسكرية ال توجد هناك قيود فعلية تعرقل استخدام هذه األسلحة ضد

أهداف في الشرق األوسط وهذا يشكل عصب التهديد العسكري للسالح النووي اإلسرائيلي

رغم وجود العديد من القيود حول استخدام هذا السالح، فكل ما زادت القوة التدميرية ألي

لميول إلى استخدامه، وما بقي راجحا وعقالنيا هو أنها ستستعمل هذه األسلحة سالح قل ا

إذا تعرض وجودها للفناء أو تعرضت لحرب شاملة تمتد إلى كل أراضيها، ومع تطوير

.34، ص )2006(، 09 ا$?�د .ا� ��ع ا�=�:�، "ا$&�رات وا]� �*#�ت ا$?b$ "#A6)U أ�23" *�و8"" إ6Aاه#@ آ�%#�، -(1)

(2)- Pean, Op.cit. p 147. �. ا$?)�*. و<%6ون، "3:ا�a��Eت و���ذ68 ا�tE3ام ا$M-ح ا$)�وي �. ا$!6ق ا9و" ���� ��D ا$M-م، -(3) ، MN 2O��

J279ص . ذآ�.

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

135

بعض دول المنطقة ألسلحة فوق التقليدية وصواريخ باليستية فإن إمكانية الضربة الثانية

. هجوميا يشكل حدا أدنى من الردع المتبادلفي حالة استخدامها لهذه األسلحة

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

136

.خالصة الفصل الثاني

إن سياسة إسرائيل النووية قائمة على أربعة أسس أصبحت تشكل عقيدة موروثة عن

القادة المؤسسين للدولة العبرية، أول هذه األسس هو مبدأ الغموض في المجال النووي أي

ذه األسلحة لديها ويهدف إلى تحقيق ردع ضد الدول العربية من خالل عدم تأكيد أو نفي ه

شكها في ذلك وتعتبره إسرائيل أكثر نجاحا وتحقيقا ألهداف أمنها القومي، والمبدأ الثاني

هو مبدأ االحتكار النووي اإلقليمي، ومنع أي دولة من الحصول على هذا السالح، أما

سوأ الحاالت الذي يتعلق برصد أهم سيناريوهات المبدأ الثالث فهو مبدأ االستعداد أل

.االستخدام العسكري لهذه األسلحة ضد األعداء المحتملين

وتمكنت من توظيف امتالكها لهذه األسلحة في تحقيق أهداف متعددة األبعاد، وأول

هذه المكاسب كان في إطار الصراع العربي اإلسرائيلي وعملية السالم حيث استطاعت

تخدام الوظيفية الردعية لهذا السالح سياسيا في توجيه عالقاتها الشرق تدريجيا اس

األوسطية نحو المسار الذي تريده، وثاني هذه المكاسب يتعلق بالمكانة اإلقليمية والهيمنة

التي حققتها من خالل هذه المكاسب وتثبيت وجودها في الشرق األوسط على أنها جزء ال

جاح فيتمثل في البعد الدولي الذي تمكن من رصد تحالفات يتجزأ منه، أما ثالث أوجه الن

دولية وإستراتيجية في مجال الدفاع واألمن والتعاون النووي بين إسرائيل وكل من الدول

النووية غير المعلنة كالهند وباكستان، إضافة إلى تحالفها اإلستراتيجي مع تركيا، وكل هذه

لبي على دول المنطقة خاصة العربية منها، المكاسب في حقيقة األمر تعود باألثر الس

فعندما تعقد إسرائيل اتفاقية دفاع مشترك مع دولة إسالمية كتركيا مثال يشكل ذلك حصارا

.وتضيق الخناق على الدائرة اإلستراتيجية العربية اإلسالمية

وهناك أبعاد أخرى لخطر األسلحة النووية اإلسرائيلية على الدول العربية ودول

قة عموما لما تشكله من تهديد لالستقرار واألمن اإلقليمي، ذلك أن هناك إجماع دولي المنط

يؤكد أن انتشار هذه األسلحة في أي منطقة من العالم يعتبر خطرا متعدد األوجه على

اإلنسانية جمعاء لما تفرضه من اضطرابات وتوترات وعدم الثقة بين الدول، إضافة إلى

زيادة النفقات العسكرية التي تشل اقتصاديات الدول النامية، دفع السباق نحو التسلح و

وامتالكه يخلق حالة قلق دائم في الدول المجاورة خاصة إذا كانت عالقاتها متوترة مع

الدولة النووية وهذا ما ينطبق على الحالة اإلسرائيلية، خاصة الخوف المتعلق بإمكانية

.خماطر التهديد النووي اإلسرائيلي على دول املنطقة: الفصـل الثاين

137

بعض القادة العسكريين غير العقالنيين وصول جماعة متطرفة إلى السلطة أو استيالء

على الحكم بانقالب عسكري تجعل هذه الفئة مرشحة أكثر الستعمال هذا السالح عسكريا

دون مسؤولية، وعالوة على ذلك فإن المنشآت اإلسرائيلية ال تخضع إلجراءات السالمة

المنطقة بآثاره النووية التي تجعل إمكانية حدوث كارثة انفجار نووي ينعكس على كل دول

األوكرانية مثال، وهذا بغض النظر عن األخطار البيئية التي " تشيرنوبل"الوخيمة كحادثة

.تهدد حياة كل الكائنات الحية

أما األخطار العسكرية التي تعد أساس المشكلة النووية في الشرق األوسط فتتعلق

الستخدام األسلحة النووية فعال بنجاح إسرائيل في تجاوز العقبات العسكرية والتقنية نظريا

.ضد أهداف في المنطقة قد تولد كارثة إنسانية عظمى

في ظل كل هذه األخطار التي ترتبت على إدخال إسرائيل لهذا النوع من األسلحة

إلى الشرق األوسط فكيف كانت ردود األفعال اإلقليمية لتجاوز هذه المشكلة؟ وما هي

ل مع المشكلة النووية في الشرق األوسط؟إجراءات المجتمع الدولي للتعام

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

138

.اآلليات اإلقليمية والدولية لمواجهة المشكلة النووية: الفصل الثالث

لقد أثارت المسالة النووية في الشرق األوسط جدال واسعا على المستوى الدولي

ه نظرا لالختالف الكبير في اآلراء حول قضية نزع السالح النووي وإخالء المنطقة من هذ

األسلحة، فاألخطار التي ترتبت عن إدخال هذا النوع من األسلحة إلى منطقة يسودها

التوتر والصراعات المعقدة أصبحت تشكل تهديدا حرجا على األمن واالستقرار اإلقليميين،

خاصة بالنظر إلى السياسة المميزة والخاصة التي تنتهجها إسرائيل في إدارة شؤونها

السرية والغموض والتعتيم مما يزيد من تعاظم األخطار والتهديدات النووية التي تتميز ب

.مع تزايد قلق الدول المجاورة من االنعكاسات السلبية لتطور هذه المسألة

ومن زاوية أخرى فإن إسرائيل زادت في تعقيد الوضع إلى أبعد الحدود عندما

ة والتي تتعلق بعالقاتها صارت توظف هذا الملف في القضايا السياسية الشائكة في المنطق

مع باقي الدول، وبإصرارها على رفض كل المبادرات الدولية التي تسعى لمعالجة قضية

السالح النووي في الشرق األوسط، والتأكيد على أنها لن تقبل بالدخول في أي مفاوضات

حسب - بهذا الشأن ما لم يرافقه إقامة سالم دائم وعادل في المنطقة وتشارك فيه كل الدول

أين يتم االعتراف بها من قبل جميع الدول العربية وإقامة عالقات - مفهومها للسالم

.طبيعية معها

إن فشل اآلليات الدولية في إخالء المنطقة من األسلحة النووية، وفشلها حتى في

الضغط على إسرائيل لإلفصاح عن حقيقة ترسانتها ومفاعالتها النووية، دفع بعض دول

ى محاولة كسر االحتكار النووي اإلسرائيلي، لكن استعمال اإلجراءات القسرية المنطقة إل

ضدها ومنعها من ذلك باستعمال القوة العسكرية بقيادة الواليات المتحدة، أقنع البعض

اآلخر بحقيقة ازدواجية سياسة منع االنتشار، واالنتقائية التي تتميز بها، ومن ثم اللجوء

. ة إيجاد حلول للقضيةإلى الدبلوماسية لمحاول

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

139

.المجتمع الدولي والسالح النووي اإلسرائيلي: المبحث األول

.مبادرات القانون الدولي: المطلب األول

، ألول 1974 سنة 29 لقد أدرجت المنظمة في دورتها رقم:منظمة األمم المتحدة .1

إنشاء منطقة خالية من : "مرة بندا على جدول أعمالها يعالج هذه المسألة يحمل عنوان

وكان هذا البند بناء على طلب إيران بالدعوة إلى " األسلحة النووية في الشرق األوسط

الحظر النهائي لصنع هذه األسلحة واقتنائها وتجربتها ونقلها وتخزينها، وتم اعتماد المقترح

ؤرخ في الم29، الدورة 3263القرار رقم(اإليراني كأول قرار أممي حول هذه القضية

يدعو كل دول المنطقة إلى المشاركة في إخالئها من األسلحة النووية ) 1974ديسمبر

واالنضمام إلى معاهدة عدم االنتشار لما في ذلك من تعزيز للسلم واألمن، ومنذ هذا

التاريخ أصبحت الجمعية العامة تدرج هذا الموضوع في جدول أعمالها وتتخذ قرارات

.بشأنه

في الدورة 1981يتخصص باإلشارة إلى إسرائيل كان سنة أمميغير أن أول قرار

للجمعية العامة، حيث قدم فريق الخبراء الذي شكله األمين العام إلعداد دراسة عن 36

أنه ليس ثمة شك في امتالك إسرائيل للقدرة على : ")1(التسلح النووي، تقريرا ذكر فيه

، تبعه إصدار قرار مجلس "في المنطقة صناعة أسلحة نووية ووسائل إطالقها نحو أهداف

الذي يلزم إسرائيل بإخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، ) 1981 (487األمن رقم

غير أن رفضها لذلك لم يدفع مجلس األمن التخاذ اإلجراءات المخولة له في إجبارها على

.ذلك بسبب الدعم األمريكي لها

قترحت عشرون دولة معظمها من دول الشرق ا) 1985(40وفي الدورة العادية رقم

، وضرورة التعامل الحاسم مع الرفض 487األوسط مشروعا يطالب بالتنفيذ الفوري للقرار

المتكرر إلسرائيل إللزام نفسها بعدم صناعة أسلحة نووية، وأكد المشروع على أنه حان

مها على ذلك، وقد رافق الوقت لتدخل مجلس األمن باتخاذه للتدابير العاجلة والفعالة إلرغا

هذا المشروع مذكرة لألمين العام لألمم المتحدة، يوضح فيها الدالئل المتاحة حول األنشطة

MN ذآ��D� ، J ا$�6#@ و ���gن- )1( 2O��.110 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

140

، ويؤكد مدى القلق الذي تبديه )1(النووية في إسرائيل وقدرتها على صنع هذه األسلحة

.المنظمة من المسألة

زم به إسرائيل مرة حول نفس المضمون لم تلت1995وأعيد اتخاذ قرار آخر سنة

بناءا على مشروع 2002أخرى، كما أصدرت الجمعية العامة لألمم المتحدة قرارا سنة

إقامة منطقة خالية من األسلحة النووية، حثت فيه جميع األطراف المعنية مباشرة باألمر

على النظر بجدية في اتخاذ ما يلزم من خطوات عملية وعاجلة لتنفيذ هذا المشروع،

.ول المنطقة التي لم تنضم بعد إلى معاهدة عدم االنتشار إلى فعل ذلكودعت د

وعلى الرغم من كل هذه القرارات األممية التي اتخذت إال أن إسرائيل ظلت تتنكر

وترفض كل قرار يتخذ ضدها، سواء إذا تعلق األمر بأسلحتها النووية أو بما تقترفه من

نابع من عدم اعترافها وعدم ثقتها في القانون جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وهذا الموقف

الدولي من جهة، وإصرارها على مواصلة استخدام سياسة الغموض النووي لتحقيق

.أهدافها القومية

وتدابير لمعالجة بعدة مبادرات هي األخرى قامت: الوكالة الدولية للطاقة الذرية .2

دول الكبرى الموالية إلسرائيل حال هذه المشكلة غير أن عدم إلزامية قراراتها وتبعيتها لل

دون إيجاد صرامة تجاه المشكلة، وبقي موضوع القدرة النووية اإلسرائيلية مدرجا على

دعت من 1991جدول أعمال الوكالة وأصدرت بشأنه عدة قرارات أهمها كان في سبتمبر

ضاع خالله الوكالة إسرائيل إلى االمتثال دون إبطاء إلى قرار مجلس األمن حول إخ

منشآتها لرقابة الوكالة، وحث القرار جميع الدول التي تزودها بمواد أو معدات نووية أن

.تطبق الضمانات الشاملة على صادراتها

وأهم نشاطات الوكالة هو نظام الضمانات، فأصدرت العديد من القرارات حول

تطالب 2002 سبتمبر20تطبيق الضمانات في الشرق األوسط أهمها ذلك الذي صدر في

فيه جميع الدول المعنية مباشرة باتخاذ الخطوات الالزمة إلخالء المنطقة من األسلحة

النووية بطريقة يمكن التحقق منها بشكل متبادل وفعال، ودعى القرار إلى انضمام جميع

دول المنطقة إلى النظم الدولية لمنع االنتشار بما في ذلك معاهدة عدم االنتشار كوسيلة

�$. وا�2�$.، - )(1E� Jذآ� MN 2O��.95-84 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

141

المشاركة في إخالء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وتعزيز السلم و األمن الستكمال

.الدوليين

كررت الوكالة الطلب من إسرائيل لفتح منشآتها النووية في ديمونة ألغراض التفتيش

" شارون" حيث أعرب 2004في جويلية " محمد البر ادعي"في أول زيارة للمدير العام

إذا تخلى الجيران العرب عن ما " القدرات الردعية" التخلي عن عقب الزيارة انه باإلمكان

، كما صرح بأن بالده )1(لديهم من أسلحة دمار شامل وطبقوا اتفاق سالم إقليمي تطبيقا تاما

تحتاج إلى امتالك كل أنواع القوة العسكرية لحماية أمنها وأنها لن تتخلى عن سياسة

كانية اطالع أي هيئة دولية أو دولة على السر الغموض النووي، أي انه أكد على عدم إم

.النووي اإلسرائيلي

وال تزال الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى يومنا هذا تواجه اكبر الصعوبات في

أعمالها في منطقة الشرق األوسط وهذا دائما بسبب الرفض اإلسرائيلي المستمر لألركان

ة التكنولوجيا النووية واألمان والتحقق، وبذلك فقد الرئيسية الثالثة لعمل الوكالة وهي مراقب

ساهمت في إضعاف السلطة القانونية المطلوبة للوكالة لتنفيذ جميع اإلجراءات

والضمانات، وجعل الدول األخرى في المنطقة أيضا تقلص من ثقتها في أعمال الوكالة

توكول إضافي ساري ذلك أن األردن هي الدولة الوحيدة في الشرق األوسط التي لها برو

.)2()بروتوكول للضمانات الشاملة(المفعول

إن معاهدة عدم انتشار األسلحة :االتفاقيات الدولية للحد من األسلحة النووية .3

النووية هي أبرز المعاهدات في هذا المجال، حيث تلزم الموقعين عليها الذين لم تكن لديهم

ها، كما تلزم الدول النووية بعدم بعدم السعي للحصول علي1968هذه األسلحة سنة

.مساعدة الدول األخرى في الحصول عليها

أما في منطقة الشرق األوسط فإن كل الدول هي طرف في المعاهدة باستثناء

إسرائيل التي لم توقع عليها وال على اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

، ا�W#H0 و*Qع ا�GHح وا��%، �. B2#A و<%6ون"2005ا$&�ى ا$)�و8" ا$?�$�#" "آ4M(EM86، .م.آ�8/ وه�*q.ن. }�*�ن- )1(

.856ص. ، �XD3 UI6 ذآ�2005V6ب ا���Hي ا�0D: ا� و��)2( - ،.(#��2#�س B#3ر �دور ا$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8" �. ا$X&�E وا$�6اDJ" وا$��u*�ت وأ`6ه� �. إ*!�ء �)'&" %�$#" "

�. ��D ا$�6#@ و<%6ون، "�4 أ�23" ا$���ر ا$!��/ �. ا$!6ق ا9و3: ،Jذآ� MN 2O�� .77ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

142

ف تجاه المعاهدة على الرغم من وجود بعض ، بسبب موقفها المعرو)8حسب الجدول رقم(

التوجهات الداخلية التي تدعو إلى االنضمام إلى المعاهدة على غرار بعض األكاديميين

الذي يرى أن هذا االنضمام له عدة مزايا وفوائد خاصة *"افرايم عنبار"اإلسرائيليين أمثال

وان توقيعها لن يحرمها من و أن المعاهدة ال تتضمن إفرازات خطيرة على امن إسرائيل،

سالحها النووي أو يفرض عليها التخلص منه إضافة إلى انه يمكن أن يقلل من التهديد

.العربي ويخفف من سباق التسلح غير التقليدي

.)1(موقف دول الشرق األوسط من معاهدة عدم انتشار األسلحة النووية :8الجدول رقم

انات المنعقد مع الوكالة الدولية اتفاق الضم تاريخ االنضمام الدولة

للطاقة الذرية

1992 ماي 18بدا نفاذه في 1969 سبتمبر 24 سوريا

1972 فيفري 29بدا نفاذه في 1969 اكتوبر 29 العراق

1974 ماي 15بدا نفاذه في 1970 فيفري 02 إيران

1978 فيفري 21بدا نفاذه في 1970 فيفري 11 األردن

1973 مارس 05بدا نفاذه في 1970 جويلية15 لبنان

1980 جويلية 08بدا نفاذه في 1975 ماي 26 ليبيا

--- 1979 جوان 01 اليمن

1982 جوان 30بدا نفاذه في 1981 فيفري 26 مصر

--- 1988 أكتوبر 03 العربية السعودية

--- 1988 نوفمبر 03 البحرين

--- 1989 افريل 03 قطر

1999 ماي 10تم توقيعه في 1989 نوفمبر 17 الكويت

--- 1995 سبتمبر 26 اإلمارات

1999 سبتمبر 20تمت الموافقة عليه في 1997 جانفي 23 عمان

--- --- إسرائيل

.6ا�A "?��I 4� .2#Zرإ8-ن ه� أ�E3ذ ��I?. إ3- *)1( - �(##�، 1999 د6D�M8 .1999ا��I�'0 ا���Hي �#�آ��! ا� و��! �#)�6! ا�qرI! �&6 ا$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8"،:

.144-140ص

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

143

فمن خالل الجدول تتضح لنا أن كل دول المنطقة بادرت إلى االنضمام إلى المعاهدة

بسوريا واألردن ولبنان إضافة حيث كانت دول الطوق هي السباقة في ذلك ويتعلق األمر

إلى كل من العراق وإيران و بقيت مصر إلى غاية عقد اتفاقية سالم مع إسرائيل فانضمت

، لتتبعها نهاية في الثمانينيات دول الخليج العربي، لتبقى إسرائيل الدولة 1981سنة

ا لالنضمام الوحيدة التي لم تنضم إلى المعاهدة حيث ظلت الدول العربية تواصل في دعوته

.ولم تجد صدا لذلك

وفي جانب آخر فان المبادرات الدولية المختلفة على صعيد االتفاقيات الدولية بشان

الحد من التسلح النووي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل عموما فلم تلق استحسانا من

Chemical "طرف إسرائيل، ففي مجال األسلحة الكيماوية فان اتفاقية األسلحة الكيماوية

Weapons Convention" عضوا، وفي منطقة الشرق 148 فقد كانت تضم 1993، لسنة

األوسط فقد انضمت لها كل الدول باستثناء إسرائيل ومصر ولبنان وسوريا، وكذا اتفاقية

Biolological And Toxin Weapons"األسلحة البيولوجية والتكسينية

Convention "توقع عليها إسرائيل وسوريا ومصر ، هي األخرى لم1972لسنة

Comprehensive"، كما أن اتفاقية الحظر الكلي للتجارب النووية)1(واإلمارات العربية

Nuclear Test Ban Treaty "فقد قدمت حولها إسرائيل عدة 1996المبرمة سنة ،

تحفظات وهذا بهدف استبعاد أي قيد قانوني يعرقل قدراتها النووية، وطالبت من جهة

، *أخرى بأن تكون عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة الحظر الكلي للتجارب النووية

بهدف محاولة إيجاد فرصة أخرى لممارسة الضغط على الدول العربية وإيران التي قد

تسعى لتطوير أو إجراء تجارب نووية، كما أنها تيقنت من أن انضمامها لهذه المعاهدة لن

ترسانتها النووية، بل تستغلها كحجة قانونية تحسبا إلمكانية يكون له أثر على سياستها و

تطوير إيران ألسلحة نووية ومحاولة تجربتها، وبعبارة أخرى فإن اآلثار القانونية لهذه

2�ود، - )1(E#$ B#I""8ا�239" ا$ #��و "#J�KLوا "#(#M E$وا "#I�$�#D$ا�239" ا "#J�KLدور ا B8B?L "ا$�6#@ و �D� .�<%6ون،

Jذآ� MN 2O�� .27ص. �4 اJ�KL#" ا$�6Y ا$ E2$ .2[�رب ا$)�و8"، و�X#&�L �NE�N أه�اف وأ67اض 11 ه. ا$�)�Y" ا$E. أxM3 و�&� $��2دة - *

�ده�(A ��9ى �NEK$�t� أو �N#2� "?J��ده�، و�6اDJ" آ/ ا$E[�وزات ا$�ND L6L .E ا$�ول ا$�(A X#D'Lو "#J�KLa6. اY*ا :#"! ا���و�M7 !Iن ا$[)�ي،s� �*�*�'2)!6، : ا9ردن.ا��<2 ا�$ /Z31ص. 2000دار وا.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

144

المعاهدة بالذات تكون شديدة الوقع على الدول غير النووية، بينما تعود باالمتياز على

.)1( القائمالدول النووية وتكرس بذلك الوضع النووي

معاهدة وقف إنتاج المواد "وهناك معاهدة أخرى مهمة ذات صلة بالموضوع وهي

وتهدف 1978والمقترحة منذ عام "Fissile Material Cut off Treaty" "االنشطارية

إلى حظر المواد االنشطارية الالزمة لصنع هذه األسلحة، وتم تفعيلها بعد اقتراح الرئيس

بضرورة منع إنتاج البلوتونيوم 1993 سبتمبر27في " يل كلينتونب"األمريكي السابق

واليورانيوم عالي التخصيب ألغراض صنع المتفجرات النووية، وتفعيل نظام الرقابة

الدولية على كل المفاعالت المتواجدة في مختلف دول العالم، وهذا ما لم يتناسب مع

هذا المجال والموجهة لألغراض الرؤية اإلسرائيلية لكونه يقضي بوقف نشاطاتها في

العسكرية وقبول التفتيش، وهذا ما ترفضه تجاوبا مع موقفها التقليدي، غير أنها لم تغضب

أنها "1993اإلدارة األمريكية بالرفض المباشر، فقد أبلغتها بصورة غير رسمية في نوفمبر

في حقيقة األمر لم ، لكنها )2("تستطيع التعايش مع اقتراح كلينتون حول الحد من التسلح

تنضم إلى المبادرة، أما باقي االتفاقيات الدولية األخرى فإن إسرائيل لم تنضم بصورة

التي " الحظر الجزئي للتجارب النووية"كاملة وبدون تحفظات أو تصريحات إال لمعاهدتي

والتي تحرم تجريب هذه األسلحة في الغالف الجوي والفضاء 1963 أوت 05أبرمت في

التي تتضمن 1967 جانفي 27في " الفضاء الخارجي"جي وتحت الماء، ومعاهدة الخار

تحريم وضع أي أجسام تحمل أسلحة نووية في المدار المحيط باألرض أو على القمر أو

.في األجرام السماوية األخرى

كما لم توقع على معاهدة حظر وضع أسلحة دمار شامل في قاع البحار والمحيطات

األرضية، وال على اتفاقية تحريم األسلحة البيولوجية وصدقت بالتحفظ أو تحت تربتها

على اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية التي تهدف إلى حماية المواد النووية لألغراض

يوضح لنا موقف دول الشرق األوسط من ) 9(السلمية أثناء النقل الدولي، والجدول رقم

تي تهدف إلى الحد من األسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل مختلف االتفاقيات الدولية ال

.وكيف ساهمت إسرائيل في عرقلة نجاح هذه االتفاقيات

)1( -YHE* 2O�338-30 ص.ا�. MN ذآ�J آ�ه4، - )2( 2O��.50 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

145

.)1(دول الشرق األوسط ومعاهدات الحد من التسلح): 9(الجدول رقم

معاهدة

الحظر

الجزئي

للتجارب

النووية

معاهدة

الفضاء

الخارجي

معاهدة

عدم

انتشار

سلحة األ

النووية

معاهدة

قاع

البحار

اتفاقية

الحماية

المادية

للمواد

النووية

معاهدة

الحظر

الشامل

للتجارب

النووية

اتفاقية

األسلحة

البيولوجية

اتفاقية

األسلحة

الكيماوية

برتوكول

جنيف

R S R R --- R R R R األردن

--- R --- R R S R --- --- اإلمارات

**R R --- --- R* S --- S R إسرائيل

R S R R --- S R R R إيران

R --- --- R --- R R --- --- البحرين

R R R R R R R R R ليبيا

R R R --- --- --- S --- R سوريا

R R R R --- S R R R اليمن

R R R R --- --- R --- R العراق

--- R --- R* R R R --- --- عمان

*R R --- R R R R --- --- قطر

�د8/، : ا$��bر- )1(A 4*"ح-M$ع اB* ت�#J�KL2{ واME$و<%6ون، "ا$�� �4 ا B2#A .� ا�W#H0 و*Qع ا�GHح وا��% ،

MN ذآ�J،2005ا��0Dب ا���Hي : ا� و�� 2O�� . ي، 1113-1077 ص�N��Aو Jذآ� MN 2O��. 153 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

146

*R R R --- R* R --- R R الكويت

R R R S R --- --- --- R لبنان

R R R --- --- S S --- R مصر

R R --- --- R R R --- --- السعودية

Ratified/acceded :Rدولة مصدقة أو منضمة بشكل نهائي .

Signed :Sدولة موقعة على االتفاقية بأحرف األولى .

.ار إليها بتقديم تحفظ أو تصريح بشأن المعاهدة قامت هذه الدول المش*

قامت إسرائيل بتقديم تحفظ مفاده أن البرتوكول المذكور ملزم لها فقط في ما يتعلق بالدول التي **

وقعت وصدقت أو انضمت إليه، وال يعود ملزما إلسرائيل في ما يتعلق بأي دولة معادية تتخلى قواتها المسلحة

لقوات النظامية أو غير النظامية أو مجموعات أو أفراد تعمل انطالقا من أراضيها، عن أو قوات حلفائها أو ا

.احترامي المحظورات التي هي هدف البرتوكول

.السياسة األمريكية تجاه المسألة النووية في الشرق األوسط: المطلب الثاني

إلى منع لقد كانت الواليات المتحدة األمريكية من بين الدول األولى التي دعت

انتشار هذه األسلحة في العالم، خاصة في فترة الحرب الباردة عندما بدأت حليفتها

اإلستراتيجية في الشرق األوسط في السعي المتالك هذه القوة، في الوقت الذي أرادت فيه

.أن تحكم قبضتها على هذا الموضوع

دواجية في التعامل مع االز: الميزة األساسية للسياسة األمريكية في هذا الميدان هي

الملفات النووية لدول العالم تحت شعار منع االنتشار، وتتكرس هذه االزدواجية ضمن

Non-Proliferation"األول يتعلق بما يعرف بسياسة عدم االنتشار: طريقين أساسين

Policy "سياسة : عند استخدام الوسائل الدبلوماسية المرتبطة بوزارة الخارجية، والثاني

عندما يتعلق األمر باستخدام " Counter-Proliferation Policy"االنتشار ) حظر (منع

، )1(عناصر القوة العسكرية المتاحة من طرف وزارة الدفاع األمريكية وجهاز استخباراتها

ويبدو أن إسرائيل ليست معنية بأي من هاتين السياستين حسب ما أثبته التطورات

:اليات المتحدة األمريكيةالتاريخية في عالقاتها مع الو

(1)- Hajjar, Op.cit. p 38.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

147

في بداية األمر عندما كان البرنامج النووي حديث النشأة وبعد اكتشاف حقيقة مفاعل

ببعض " إيزنهاور"ديمونة من طرف المخابرات األمريكية، قام الرئيس األمريكي

الضغوطات الشكلية إذ قام باستدعاء السفير اإلسرائيلي في واشنطن لالستفسار عن

ولعل أساس الضغط الذي مارسته اإلدارة األمريكية هو مخافة أن يعتبر الموضوع،

االتحاد السوفيتي أن هذا البرنامج يدخل ضمن سياسة الذرة من أجل السالم التي أقرها

، ومخافة أن يلجأ االتحاد السوفيتي إلى نقل هذه التكنولوجيا إلى 1953سنة " إيزنهاور"

، ولم تكن هذه الضغوط التزاما بمبادئ سياسة منع )1(دول المنطقة أو دول أخرى كرد فعل

لتطالب بفتح المفاعل للرقابة الدولية وتشرع في " جون كيندي"االنتشار، ثم جاءت إدارة

إلى 1964إرسال عدة بعثات تفتيشية من مسؤولين وعلماء بزيارات منتظمة من سنة

األمريكية وتزويدها يطمح ألن يرفع درجة الضمانات األمنية" كيندي"، وكان 1966

، غير أن هذه )2(باألسلحة التقليدية مقابل تخليها عن مخططات تطوير األسلحة النووية

.الزيارات أخذت طابع التعاون وليس طابع التفتيش

ولقد تجسدت الحماية األمريكية للبرنامج النووية اإلسرائيلية بصورة واضحة المعالم

عملية (بإخفاء عملية سرقة اليورانيوم المخصب عندما قام " جونسون"في عهد الرئيس

من طرف المخابرات اإلسرائيلية، وهذا رغم صدور بالغ من طرف المخابرات ) أبولو

األمريكية تؤكد فيه أن إسرائيل تطور سالحا نوويا أو تملكه فعال، فلم تحرك اإلدارة

ريكية التي قامت األمريكية ساكنا فلم تتخذ اإلجراءات الالزمة، وبقيت الشركة األم

بالتواطؤ لتحويل هذا اليورانيوم تعمل لصالح الحكومة اإلسرائيلية وتشرف على كل

.)3(عمليات التدريب والتكوين بعلمي كل السلطات األمريكية

وتواصلت هذه السياسة تجاه هذا الموضوع بنفس الوتيرة التي تخدم المصالح

كانت إسرائيل قد اطمأنت على قنبلتها " رجيمي كارت"اإلسرائيلية أكثر وفي عهد الرئيس

النووية من الضغط األمريكي بل أصبحت أمريكا ملتزمة بحمايتها، وثبت ذلك عند

اكتشاف األقمار الصناعية األمريكية للتفجير النووي المشترك بين جنوب إفريقيا وإسرائيل

MN ذآ�6K� Jون، - )1( 2O��. 272 ص. �رج و- )2(I .ل ودو7-س�A .ل، . ب�A��زA : ،U8#6وت. �I6L" ���� زآ�86 إ���3#/.أ���DI وإ�ا�9E$ن $2)!6 وا�M#A

.57، ص 1994)3( - ،4867 N 2O��،Jذآ� M 167 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

148

إلى 1980ي ، وعندما قدمت وكالة االستخبارات المركزية تقريرا في جانف1979سنة

مجلس األمن القومي أكدت فيها أن ذلك كان فعال تجربة نووية مشتركة، فلم يبد الرئيس

أي إجراء أو تصريح رسمي أو تنديد ولم تتخذ إدارته أي إجراءات في ما يتعلق " كارتر"

.بسياسة منع االنتشار النووي

جراءات من وفي الوقت نفسه أن المحاوالت النووية العراقية تواجه بأعنف اإل

، كما أن تدمير المفاعل 2003القصف الجوي والحصار االقتصادي ثم االحتالل سنة

العراقي من طرف القوات اإلسرائيلية شجعه مسؤولون أمريكيون، واعتبر أنه دفاع

شرعي لدولة نووية ضد دولة وقعت على معاهدة عدم انتشار وتسعى الختراقها، وفي

1979كا ضغطا كبيرا على دول أخرى مثل باكستان سنة نفس الفترة كانت تمارس أمري

من أجل إيقاف تطويرها النووي، حيث منعت الشركة نفسها التي قامت بشحن اليورانيوم

.حين حاولت بيع اليورانيوم إلى باكستان) شراكة أسمرة (1968إلى إسرائيل سنة

ئيل بشأن هي األخرى لم تتخذ أية إجراءات ضد إسرا" رونالد ريغان"حكومة

أسلحتها النووية وال حول انضمامها إلى معاهدة عدم انتشار النووي، بل قدمت لها عدة

مساعدات ومعدات السيما في مجال الفضاء واألقمار الصناعية ذات األغراض العسكرية

توجيه الصواريخ وتحديد األهداف وتفعيل األنظمة المضادة للصواريخ الباليستية (

أفق (كنت إسرائيل بفضل ذلك من تطوير سلسلة األقمار الصناعية وتم) وأغراض التجسس

، إضافة إلى أن الواليات المتحدة قامت بالتصويت ضد قرار الجمعية )3، أفق 2، أفق 1

والقاضي بفتح مفاعل ديمونة للتفتيش الدولي، ورغم أن 1985العامة لألمم المتحدة لسنة

" تقرير فانونو"عن برنامج النووي اإلسرائيلي صدر خاللها التقرير المفصل " ريغان"عهدة

.فإنها لم تتخذ تدابير منع االنتشار

ازدادت الحماية األمريكية إلسرائيل والدفاع " جورج بوش األب"وفي عهد الرئيس

عنها والحفاظ عن أمنها، فبعد قصف العراق إلسرائيل في حرب الخليج الثانية أبدى العديد

حقها في استخدام األسلحة غير التقليدية، وفي الوقت نفسه وبعد من المسؤولين األمريكيين

الحرب فرضت عقوبات اقتصادية قاسية على العراق تخللتها عدة عمليات قصف جوي

أمريكي بتهمة تطوير برامج سرية ألسلحة الدمار الشامل، وأنها استعملت أسلحة كيماوية

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

149

من آثار العقوبات االقتصادية التي ضد إسرائيل، وفي جانب أخر لم يسلم الشعب الليبي

.فرضت عليه لنفس األسباب

إلخالء الشرق األوسط من أسلحة الدمار الشامل تأكيدا " بوش"وقد كانت مبادرة

وهي (إضافيا لحق إسرائيل في الحفاظ على ترسانتها النووية وتحقيق اعتراف دولي بذلك

ا التقليدي والشكلي لضرورة انضمام كل أول مبادرة أمريكية تعالج المسألة وتتجاوز تأييده

، ويبرز هذا من خالل أهم ما جاء في المبادرة )دول المنطقة إلى معاهدة عدم االنتشار

:1991في سبتمبر " بوش"التي أعلنها

مطالبة دول المنطقة بتنفيذ حظر يمكن التحقق منه في ما يتعلق بإنتاج المواد النووية .1

.)1(ي ما يتعلق بامتالكهاالمستخدمة في صنع األسلحة وف

دعوة جميع الدول إلى عدم السعي إلى الحصول على األسلحة النووية أو إنتاجها .2

.مستقبال

ضرورة قيام دول المنطقة التي تمتلك مخزونا لألسلحة الكيماوية والتكسينية .3

والبيولوجية بالتخلص منها ومن جميع المواد والعناصر والمعدات التي تستخدم في

.)2(صنعها

من خالل مضمون المبادرة األمريكية يتضح أنها لم تدعو إلى التخلص من مخزون

األسلحة النووية اإلسرائيلية، وأن إخالء المنطقة ال يمسها بل يتضمن وقف إنتاج المواد

االنشطارية مستقبال مع الحفاظ على ما تملكه وانضمامها إلى المعاهدة، فهذه المبادرة هي

لتوصيات أو األفكار المتعلقة بترتيبات الحد من التسلح ال يمكن قبولها مجرد مجموعة من ا

بهذا السياق من طرف الدول العربية التي تختلف في نظرتها حول إخالء المنطقة من هذه

.األسلحة

وبعد حرب الخليج الثانية كانت اإلدارة األمريكية ال تزال تكرس االزدواجية،

األوسط كانت تعتبر المسألة النووية غير أساسية، في الشرق" بيل كلينتون"فسياسة

ووضعت في أولويتها تسريع المفاوضات لعقد اتفاقية سالم بين إسرائيل والسلطة

الفلسطينية وكذلك مع األردن وسوريا بهدف االنطالق في مرحلة ثانية للمفاوضات حول

MN ذآ�J آ�ه4، - )1( 2O��. 49 ص. �. ا$?)�*. "ا$��Dدرة ا$�B($ "86bع أ�23" ا$���ر ا$!��/ �4 ا$!6ق ا9و3: وإ��NA ���� "�#&86ء ا$�48 ا$_�6ي، - )2( ،

MN ذآ�Jو<%6ون، 2O��. 119 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

150

للموضوع النووي، " زبيري"الحد من التسلح في المنطقة، وكرست بذلك هذه السياسة نظرة

وكانت تعتبر واشنطن أن إسرائيل لديها سبب كافي لالمتناع عن االنضمام إلى المعاهدة،

وهو التهديد المستمر ألمنها القومي من طرف دول الجوار، وحتى بعد عقد اتفاقيات

، كما أن العديد من دول الجوار ال )1(السالم فإن إيران والعراق مصادر تهديد كذلك

بوجود دولة إسرائيل، فالواليات المتحدة ترى أنه في ظل هذه الظروف واألسباب تعترف

، وفي نفس الفترة كان القصف األمريكي *ال يمكن التفاوض معها بشأن أسلحتها النووية

عاصفة "على العراق ال يزال متواصال بتهمة تطويرها ألسلحة محظورة ضمن عملية

على الرغم من أنها كانت قد 1998في ديسمبر " ثعلب الصحراء"ثم عملية " الصحراء

.قدمت كل ما تملكه من مخزون لألسلحة الكيماوية والبيولوجية

، أصدر وزير 1996 أفريل 24 إلى 13وعقب العدوان اإلسرائيلي على لبنان من

تصريحين مختلفين يؤكدان ازدواجية " William Bry" "وليام براي"الدفاع األمريكي

األول هو تأكيده لحق إسرائيل في استخدام األسلحة النووية : منع االنتشارتطبيق تدابير

لحماية أمنها ووقوف الواليات المتحدة بجانبها في كل األحوال، والتصريح الثاني هو

تهديده بضرب ليبيا باألسلحة النووية إذا ثبت أنها تقوم بتطوير أسلحة كيماوية، وهذين

أهمها أن أمريكا لم تؤكد فقط امتالك إسرائيل للسالح التصريحين يتضمنان عدة دالالت

النووي وتعترف به، بل أكدت على الترخيص باستخدامه، كما أنها مستعدة الستخدام هذا

السالح إذا تجرأت احدى دول المنطقة على تطوير قدرات عسكرية بشكل يحقق ردعا

.)2(ئيلي للسالح النوويممكنا تجاه إسرائيل، فهي تسعى إذن لحماية االحتكار اإلسرا

قررت الحكومة األمريكية بقيادة 2001 سبتمبر 11وفي مرحلة ما بعد أحداث

القضاء على النظام العراقي عن طريق الغزو العسكري رغم أن " جورج والكر بوش"

صرح قبل الغزو بشهرين أن " محمد البرادعي"المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

م تعثر على أي دليل يثبت أن العراق قد أحيا برنامج أسلحته النووية منذ إلغائه الوكالة ل" (1)- Feldman, Op.cit. p 615.

)�دي ا$)�وي، وا$6D� .Eت �)c أ`)�ء ا*?&�د �6�Lm ا$�8��E وا$�6اI?" $�?�ه�ة هkا ا$��OJ اc�3�&EL . 86�9 آ/ دول ا$- * "(M$ "8و�، gE3�A)�ء رو3#� ا$E. أآ�ت }86T / !A و��M$ ^2� 6{�Dن وز68 %�ر�NE#I ��1995م ا*E!�ر ا�239" ا$)

.Feldman, Ibid :أ*6y ^2� .6Yورة ا*��uم إ63اZ#/ إ$^ ا$�?�ه�ة" أ*�ري آ�ز68اف" p 616. .39،40، ص�A1997ون دار *!6، : ا$&�ه6ة.*�5ات �� ا�'�I�l ا� و��! ا�3=�]�ة ��Dا | ا9}?/، - )2(

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

151

، ومن جهة أخرى واصلت أمريكا قيادة المجتمع الدولي في ممارسة )1("في التسعينيات

الضغط على إيران عن طريق الوكالة ومجلس األمن لدفعها نحو التخلي عن برنامجها

ل يؤكد أنه موجه ألغراض عسكرية أو أنها اخترقت النووي، رغم أنها ال تملك أي دلي

احد بنود المعاهدة، بينما تواصل إسرائيل تطوير ترسانتها النووية بما يترتب عنها من

هذا " بوش"أخطار وتهديد لألمن والسلم الدوليين دون التعامل معها بشكل صارم، وقد برر

ا يتميز بالالشفافية، وأنها دولة الموقف بكون أن إيران دولة غير ديمقراطية ونظام حكمه

تدعم اإلرهاب، وهي تسعى سرا لمحاولة تخصيب اليورانيوم من أجل صنع أسلحة نووية

تهدد بها السلم واألمن الدوليين، واعتبر أن باقي الدول األخرى التي سمحت لها أمريكا

يمقراطية وال هي دول برهنت على أنها د)كالهند وإسرائيل(باكتساب التكنولوجيا النووية

*تسعى لنشر أو تصدير هذه التكنولوجيا

)1( - ،.(#�MN ذآ�B#3 Jر 2O�� .82ص. * - 6D� "ش�A " "K#�T U� V6اIل أ��x3"�4 هkا ا$6أي �4 %-ل ��ار �'A 4'({وا" "Washington Post "

�b$م ا86�9 #"، $2?�د ا��. إcEA�I �2^ ا$mMال ا$�E$.2006 ��رس 29در 8 �8��E$�Aة : ، و��E�$�8ت اa�$��ذا U(�L ا$j$ذ .� �(N$ا xو8"، ود���، وا�239" ا$)�و8" ا]63اZ#2#"؟ و�J *!6 ا$��ار �. *qK ...إ68ان �4 ا�E-ك ا$'�J" ا$)

.$�E$ا � =:ا$?�د �2^ ا$)�="QUESTION: how we don’t allow Iran to have nuclear energy, yet we’re supporting India... BUSH: yes, I know, I got it. QUESTION: and Israel’s nuclear weapons. BUSH: good good. I wouldn’t necessarily--well, first of all, let me explain the policy and then

you can draw whatever conclusion you want. BUSH: first of all, it’s in our interests that India use nuclear power to power their economic

growth because, as I told you, there is a global connection between demand for fossil fuels elsewhere and price here.

So I went to India and I said – actually, that’s very sophisticated question, … but I said we ought to encourage you to use nuclear power ……

My attitude is that, over 30years, they have proven themselves to be a nonproliferator, that they’re a transparent democracy. It’s in our interests that they develop nuclear power to help their economy grow. They need power and they need energy to do so.

And they’re willing to go under the safeguards of IAEA. Which is an international forum to make sure that there are certain safeguards.

IRAN, the Iranians, are a nontransparent society. They’re certainly not a democracy. they are sponsors of terrorism. they have jointed the IAEA and yet we caught them cheating.

In other words, they weren’t upholding the agreements. And they ‘re started to try to enrich uranium in order to develop a weapons program..

India is heading to the IAEA. The Iranians are ignoring IAEA. And so, to answer your question about potential conflict of civilian energy power, I have said that I support the Russian proposal that says the Iranians should have a civilian nuclear industry…….but not en able that the Iranians to learn to enrich in order to develop a weapons program."

See: the site:

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

152

إن هيمنة الواليات المتحدة على مختلف الهيئات والمؤسسات الدولية مكنتها من تنفيذ

سياستها االنتقائية في مجال منع االنتشار خاصة في الشرق األوسط، وجعلت مواقف

اعتبرت كل الدول 1995راجعةالدول الكبرى أكثر تبعية لها ففي مؤتمر التمديد والم

.الكبرى أن إسرائيل لها مبرر شرعي لعدم توقيعها على المعاهدة

والواليات المتحدة تمارس الضغط من خالل حق الفيتو في مجلس األمن لمعارضة

أي قرار ال يستجيب لتوجهاتها، باإلضافة إلى قوتها العسكرية الكبيرة وسيطرتها على

ي تتيح لها شن أي حملة عسكرية ضد أي دولة تسعى لتطوير هياكل الحلف األطلسي الت

.سالح محظور

ومن جانب آخر فإنها تسيطر سيطرة شبه مطلقة على المنظمة األساسية التي تهتم

بشؤون الذرة وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يفتح لها مجاال واسعا لتوجيهها

تتالءم مع مصالحها اإلستراتيجية، ومن أهم واتخاذ القرارات والتدابير المناسبة التي

:مظاهر الهيمنة األمريكية المالية والسياسية واإلدارية على عمل الوكالة نجد مايلي

مليون دوالر من 74,75 على مبلغ 2004حصلت الوكالة لفائدة صندوقها المالي سنة .1

ربع هذا ، ودفعت الواليات المتحدة وحدها)دولة138(قبل جميع الدول األعضاء

مليون دوالر، ويشكل أضعاف ما ساهمت به الدول 18,68أي ما يعادل %) 25(المبلغ

ثم 5,26 مليون دوالر، ثم بريطانيا بـ6,15الكبرى األخرى حيث ساهمت فرنسا بـ

.)1( ألف دوالر852 ثم روسيا بـ1,08الصين بـ

والتي تمنحها -ة بلغت مجموع األموال المتاحة للوكالة خارج إطار الميزانية العام .2

، ساهمت الواليات 2004 مليون دوالر سنة 18,27 حوالي-الدول األعضاء والمنظمات

.)2( مليون دوالر8,72بمبلغ % 40المتحدة منها بنسبة أكثر من

من خبرائها ومحاضريها ومتخصصيها في شتى 224ساهمت الواليات المتحدة بـ .3

خبير، 186 نسبة وتليها بريطانيا خبير، وهي أعلى2618المجاالت وهذا من مجموع

www.washingtonpost.com/wp-dym/content/article/03/29:AR2006032901620.html

[07/05/2006]. )1( - �(##��I�'C ا��I 3 ا�=�م �=�م : �I�'C ا�0=�ون ا�0'�� �#�آ��! ا� و��! �#)�6! ا�qرI! �&6 ا$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8"،:

.9-6، ص2005أوت. 2004)2( - ،YHE* 2O�316صا�.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

153

وهذا يعني أن هناك سيطرة مطلقة للجنسيتين األمريكية والبريطانية على خبراء وفنيي

. دولة138الوكالة إذا علمنا أن عدد الدول األعضاء التي تساهم بخبرائها هو

يا فهل الخبراء األمريكيون ملزمون بالسعي نحو مراقبة األنشطة النووية والتكنولوج

المتعلقة بها ونقل المواد االنشطارية بطريقة عادلة وحيادية أم يتعين عليهم إتباع سياسة

حكومتهم االنتقائية؟ وهل يمكن للواليات المتحدة أن تغطي أكبر النسب من التكاليف

وميزانية منظمة دولية ال تحقق مصالحها اإلستراتيجية وتعارض سياست

.لعربيةمواقف الدول ا: المبحث الثاني

رغم أن المواقف العربية تجاه هذا القضية تشترك كلها في الرفض القاطع لفكرة

امتالك إسرائيل للسالح النووي إال أن التباين كان واضحا بين كل دولة وأخرى وهذا

ضمن ثالث مواقف أساسية أولها هو الموقف الدبلوماسي الذي تمثله الجامعة العربية

ا في مباحثات الرقابة على التسلح في المنطقة واقتراح ومصر التي لعبت دورا مهم

مبادرات إنشاء منطقة خالية من األسلحة النووية، والموقف الثاني وهو موقف محاولة

تحقيق التوازن اإلستراتيجي مع إسرائيل ضمن اتجاهين مختلفين أولهما محاولة تحقيق

ما محاولة تحقيق قدرات عسكرية قدرة نووية عسكرية من قبل كل من العراق وليبيا وثانيه

.تقليدية وغير تقليدية لتحقيق رادع أدنى أمام القوة النووية اإلسرائيلية

.الموقف الدبلوماسي: المطلب األول

لقد تبنت الجامعة عدة قرارات بشأن :المبادرات في إطار جامعة الدول العربية .1

، 1992 سبتمبر 13ة في المنعقد98 في الدورة 5232الموضوع وأهمها القرار رقم

ويتضمن هذا القرار تنسيق مواقف الدول العربية تجاه األسلحة الدمار الشامل وكذلك

:الجهود الرامية إلخالء المنطقة منها، وتضمن كذلك ما يلي

أكد هذا القرار التأييد المطلق إلنشاء هذه المنطقة باعتبار أن ذلك هو أفضل وسيلة -

.نطقةلتحقق األمن لكافة دول الم

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

154

تطبيق اتفاقية حظر األسلحة الكيماوية في إطار الجهود الرامية إلنشاء هذه المنطقة، -

بقدر ما تستجيب إسرائيل إلى المطالب الدولية باالنضمام إلى معاهدة عدم االنتشار

.تحت نظام الرقابة الدولية

ضع كافة دعوة الدول المصدرة للسالح والدول األعضاء في المعاهدة إلى العمل على و -

.دول الشرق األوسط لمنشآتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية

لفت نظر المجتمع الدولي ومجلس األمن خاصة إلى خطورة ما تملكه إسرائيل من -

).النووية والبيولوجية والكيماوية(قدرات تمكنها من تصنيع مختلف األسلحة المتطورة

ضاء في مؤتمر نزع السالح لمتابعة هذا الموضوع تشكيل لجنة من الدول العربية األع -

.وتنسيق الموقف العربي مع التجمعات الدولية األخرى

: والذي تضمن ما يلي1993 في الدورة العادية لسنة 5285هناك قرار الجامعة رقم

.التأكيد على القرار السابق -

ن العام في مهامه تشكيل لجنة من الدول األعضاء تقوم بإعداد دراسة فنية تساعد األمي -

وبما يقوي الموقف العربي بخصوص تحويل المنطقة إلى منطقة خالية من أسلحة

.الدمار الشامل

تكليف األمين العام بمتابعة الجهود وتكثيف االتصاالت إلعالن هذه المنطقة والتزام -

.الدول بتنفيذ أحكامها

1993 سبتمبر 21 المنعقدة في100 الصادر عن الدورة 5335ثم جاء القرار رقم

:وأهم ما جاء فيه ما يلي

.تأكيد القرارين السابقين -

تشكيل لجنة تضم األردن والسعودية وسوريا ومصر والعراق والجزائر والمغرب للقيام -

بالدراسة الفنية الالزمة في ضوء الردود التي تلقتها األمانة العامة وتحديد المواقف

.ي المحافل الدولية المختلفةالعربية المشتركة بشأن هذا الموضوع ف

.تكثيف الجهود في األمم المتحدة من أجل إعالن إنشاء هذه المنطقة -

1990 ماي 30وقبل إصدار هذه القرارات الثالث أصدرت القمة غير العادية في

ببغداد بيانا خاصا بإخالء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ومن ضمن ما جاء في البيان

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

155

نب التركيز على نوع واحد من هذه األسلحة ألن ذلك يعني في جوهره التأكيد على تج

.تبني منهجا انتقائيا فالخطورة نفسها يفرضها كل نوع من هذه األسلحة في المنطقة

*"إعالن دمشق بشأن التنسيق والتعاون بين الدول العربية"إضافة إلى ذلك فقد تضمن

ماع إلى السعي لتفعيل إنشاء هذه المنطقة بندا خاصا يحث كل األطراف المشتركة في االجت

.من خالل األجهزة الدولية المعنية

تم إصدار قرار من الجامعة العربية والذي تم تقديمه إلى الجمعية 1995وفي سنة

العامة لألمم المتحدة على إثر انعقاد مؤتمر المراجعة والتمديد لمعاهدة عدم االنتشار،

أساسية تتعلق بتقديم اقتراحات وحلول للمشكلة النووية وتضمن هذا القرار ثمانية نقاط

وتهديد الذي تواجهه الدول العربية من قبل إسرائيل، فجاء في النقطة الثانية منه أن األمن

واالستقرار في المنطقة يقتضيان إزالة كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل، وتضمنت النقطة

النووية اإلسرائيلية وكذا برنامجها النووي الخارج الثالثة تنبيها وتنويها لخطورة السياسة

عن النظام الدولي وذلك بأنه يشكل تهديد لألمن اإلقليمي ويقلل من صدقية معاهدة عدم

االنتشار وعالميتها، كما أن تكريس األمر الواقع بإلزام دول الشرق األوسط ماعدا إسرائيل

.)1(المنطقة واستقرارهابنظام منع االنتشار يشكل خلال خطيرا يهدد أمن

وما نالحظه على معظم المبادرات العربية المشتركة أنها تتميز بعدم وجود دعم

دولي فعال دبلوماسيا وسياسيا نظرا الستمرار الهيمنة األمريكية وحمايتها المطلقة

إلسرائيل، كما أن المبادرات العربية خاصة في الجامعة العربية ال تتجاوز التنديد وإصدار

القرارات والبيانات التي لن تؤثر في تغيير النهج اإلسرائيلي في مجال األسلحة النووية،

كما أن التنازالت المستمرة التي تحتويها هذه المبادرات تشكل ضعفا بالنسبة للطرف

.العربي ونجاحا للسياسة النووية اإلسرائيلية

مصـر دورا لقــد أدت : المبــــادرة المـــــــصرية .2

مهما على الصعيد الدبلوماسي في شأن إخالء الشرق األوسط من أسلحة الدمار الشامل،

، أي بدأت مصر 1974وهذا بداية مع االقتراح الثنائي رفقة إيران لهذا الموضوع سنة

* - p8ر�EA X!د� .� 6bر�8 و���" إ$^ 3�y2#[. إt$ون ا�?E$ا q2]� .� ،1991 ��رس 06 ه� ا��EIع $�2ول ا�u�9ء X2l6ة أT�?�$2#�#" اJ[�8 ا$�و$#" وا�u&$ل ا�� 6Y($ت ا�NIو w86&Lو "#A6?$ون ا�?E$�A X2?E8 6كE!� ن�#A ار�Tإ @Lو

".إ�-ن د�!X"�2^ ا$D#�ن ��ي (، 25 ا$?�د .�=#���ت دو��!، "6J1995ار �[��I q2?" ا$�ول ا$?A6#" ا$�&�م إ$^ ا$[�?#" ا$?��" $��@ ا$���Eة "- )1(

.52، ص )1995

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

156

توضح توجهاتها وقلقها الشديد تجاه التسلح النووي اإلسرائيلي، والسعي لحشد الرأي العام

من نظيره " عمرو موسى"ه، فقد طالب وزير الخارجية المصري السابق الدولي ضد

اإلسرائيلي بأن يقبل بالموافقة على زيارة بعض المتخصصين المصريين لموقع ديمونة،

إذا افترضنا أن موسى وصل إلى ديمونة ولم يجد السالح : "بقوله" بيريز"حيث رفض

، )1("التي عملنا لها طوال الفترة الماضيةالنووي، عندها ستضيع منا كل إستراتيجية الردع

إن وجود " عن 1995عقب مؤتمر التمديد والمراجعة لسنة " عمرو موسى"كما أعرب

برنامج نووي خارج إطار ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى حدودنا الشرقية

ولية وإلى والبد على إسرائيل أن تنضم إلى المفاوضات الد... نعتبره وضعية خطيرة

.)2("معاهدة عدم االنتشار النووي وأن تضع كل منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة

08التي تقدم بها في " حسني مبارك"لكن أهم مبادرة مصرية كانت مبادرة الرئيس

تتضمن مشروعا إلقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق 1990أفريل

:هااألوسط وأهم ما جاء في

ضرورة تحريم جميع أسلحة الدمار الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية في الشرق -

.األوسط

.تقوم جميع دول المنطقة بتقديم تعهدات متساوية ومبادلة بهذا الشأن -

.ضرورة وضع إجراءات وأساليب لضمان التزام جميع الدول باالتفاق الكامل -

مجموعة من المقترحات 1994ويلية ج04كما قدم وزير الخارجية المصري في

:المصرية لتدعيم مبادرة الرئيس في مجال بناء الثقة

دعوة الدول الرئيسية المصدرة للسالح خاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس األمن -

إضافة إلى إسرائيل والدول العربية إلى التأييد الواضح وغير المشروط إلقامة هذه

.خاذ خطوات تعرقل ذلكالمنطقة، وتعهدها بعدم ات

دعوة هذه الدول لضمان انضمام كافة دول الشرق األوسط إلى المعاهدة وإلى نظام -

.التفتيش النووي الدولي

:دعوة دول المنطقة التي لم تكن قد فعلت ذلك إلى اإلعالن عن تعهدها بـ -

2����D� ""#3 ا$���6ن ��D ا$?�ل، - )1(A�$86"اb�$ة ا��E�$ا�9@ ا .�! ،"1998-1981 وB* �8�uJع ا$M-ح ��Hا�

.45، ص )2001أ�86/ (، 144ا$?�د ا� و��!، (2)- Karem, Op.cit. p 627.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

157

.بعدم استخدام األسلحة البيولوجية الكيماوية أو النووية .أ

.ول على أسلحة النوويةبعدم إنتاج أو الحص .ب

.بعدم إنتاج أو الحصول على مواد نووية صالحة لالستخدام العسكري .ج

.بقبول نظام التفتيش الدولي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية .د

كما بلورت مصر موقفها النهائي تجاه إنشاء هذه المنطقة وتجاه الموقف اإلسرائيلي

رسالة التي وجهتها إلى األمين العام لألمم المتحدة الذي يشكل عائقا في ذلك من خالل ال

وأكدت فيها أنها ملتزمة بإنشاء هذه المنطقة وأنها باعتبارها دولة 1997 أوت 06في

طرف في معاهدة عدم االنتشار فقد أبدت بوضوح رفضها للخيار النووي الذي ترى أنه

ألسف أن تبقى خارج يشكل تهديدا خطيرا في الشرق األوسط وقد اختارت إسرائيل ل

المعاهدة مما أدى إلى عدم توازن خطير في المنطقة، كما رفضت في هذه الرسالة الموقف

اإلسرائيلي المتعلق بكون أن السالم والعالقات االقتصادية المكتملة النمو بين جميع الدول

لالتينية هي شرط أساسي إلنشاء هذه المنطقة، ذلك أن تأزم العالقات في إفريقيا وأمريكا ا

وجنوب شرق آسيا لم تعرقل إنشاء مثل هذه المناطق، وتضمنت الرسالة رفض الشروط

المسبقة اإلسرائيلية التي ترى فيها أنها طريقة مؤكدة للفشل وأن إنشاء هذه المنطقة هو في

حد ذاته من دعائم بناء الثقة وعمل من أعمال المصالحة السياسية، وال يمكن تحقيق السالم

صبو إليه إسرائيل في ظل منطقة متفجرة وتحت تهديد الخطر النووي الذي ت

.)1(اإلسرائيلي

:وعموما فإن الموقف المصري يتبلور في النقاط التالية

إن رفضها لالنضمام إلى المعاهدة وتطبيق الضمانات يمكن أن يثير مزيدا من الشكوك -

.)2(ألمن في المنطقةوذلك ما يشكل عقبة إلحراز أي تقدم في مجال نزع السالح وا

إن السماح لها بمواصلة أنشطة نووية غامضة خارج الرقابة الدولية سيؤدي ال محالة -

إلى انتشار أسلحة الدمار الشامل ويمكن أن يتطور إلى سباق تسلح إقليمي له عواقب

خطيرة، وألجل حماية المنطقة من سباق التسلح النووي فيجب أن تخضع كل الدول إلى

MN ذآ��D� J ا$?�ل، - )1( 2O��. 55 ص. ، 71، ص )1995رU#A (، 22، ا$?�د ا� را�ت ا�H#E)���!، "ا$)�و6b�"8 وإ63اZ#/ وا$�?�ه�ة " ���� 3#� أ���، - )2(

72.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

158

زامات ونفس المسؤوليات، كما يجب تجاوز االزدواجية بما ال يتفق مع مبدأ نفس االلت

.عالمية المعاهدة

يجب االقتناع بأن مسألة السالح النووي اإلسرائيلي وأخطاره ليست عبارة عن خالف -

سياسي إقليمي، وإنما هي قضية جوهرية متعلقة بمدى مصداقية النظام العالمي لمنع

ضغط على إسرائيل ألن تنضم إلى المعاهدة وأن تستجيب االنتشار، لذلك يجب ال

.)1(لمطالبات مصر المتكررة في هذا الشأن

ورغم كل هذه المبادرات المصرية لمحاولة التخلص من التهديد النووي اإلسرائيلي

:بوسائل دبلوماسية إال أنها فشلت في ذلك بسبب عدة عوامل أهمها

قه المستقل وربطه بشروط مسبقة يصعب رفض إسرائيل لمعالجة الموضوع في سيا .أ

تحقيقها إضافة إلى عدم اعترافها بالمعاهدة ونظام الضمانات، فقد اشترط المندوب

:اإلسرائيلي في األمم المتحدة أربعة شروط على قبول االقتراح المصري

.أي ينبغي تناول المسألة النووية في السياق الكامل لعملية السالم: الشمول -

أي ال يمكن تحقيق أو ضمان عدم االنتشار النووي إال بجعل المنطقة : ليمياإلطار اإلق -

.قابلة إلمكانية التحقق من خلوها من األسلحة النووية

أي البدء أوال بتدابير بناء الثقة واألمن مع إعطاء األولوية للنظام التي : النهج التدريجي -

.أثبتت التجربة أنها تدميرية ومزعزعة لالستقرار

أي التفاوض الحر والمباشر بين جميع دول المنطقة باإلضافة إلى : ة عملية السالمأسبقي -

.ترتيبات التحقق المتبادل

السلوك التصويتي للدول في إطار الجمعية العامة لألمم المتحدة أو الوكالة الدولية .ب

للطاقة الذرية والذي أصبح يتميز بالتبعية إلى السلوك التصويتي األمريكي خاصة

ربي عموما الذي يتميز باالنحياز الكامل إلسرائيل خاصة في الشؤون المتعلقة والغ

بأمنها القومي وهذا ما أفشل الدبلوماسية المصرية في حمل المجتمع الدولي إلى الضغط

.على إسرائيل

وما زاد من حدة تأثير العاملين السابقين هو استمرار مصر في تقديم تنازالت حول .ج

الوفود المصرية في األمم المتحدة تقوم بتقديم تعديالت على الموضوع، حيث كانت

)1( - YHE* 2O�357 ص .ا�.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

159

، وهذا ما كان )صيغ منقحة للمشروع(مشروع إخالء المنطقة من األسلحة النووية

عندما غيرت 1994سبب في تحفظ بعض الدول العربية ذاتها مثل ليبيا والعراق سنة

" لتسلح النووي اإلسرائيليا"مصر عنوان مشروع القرار المقدم إلى الجمعية العامة من

، وهذا ما تعتبره إسرائيل نجاحا "حظر االنتشار النووي في الشرق األوسط"إلى

دبلوماسيا يشجعها على زيادة تقديم شروطها األولية ومطالبها العتقادها بإمكانية التنازل

.العربي

قفين آخرين إن الدول العربية لم تتخذ الخيار الدبلوماسي كخيار وحيد وإنما هناك مو

موحدين من حيث الهدف وهو ترجيح ميزان القوى لصالحها، ومختلفين في الطريقة

فأحدهما يركز على بناء قدرات عسكرية تقليدية وغير تقليدية متطورة لتحقيق حد أدنى

.من الردع المتبادل، وآخر بتطور برامج نووية لتحقيق توازن الرعب النووي

.لخيار النوويموقف تبني ا: المطلب الثاني

استندت العراق على طاقاتها البشرية الخاصة والتي : العراقي″″″″النووي″″″″البرنامج .1

كانت مؤهلة بنسبة كبيرة لالنطالق في برنامج نووي مستقل، فقد كانت الحكومة العراقية

)1( عالما ومهندسا في المجال النووي43645 توظف في مصالحها حوالي 1972سنة

ول العربية، ومن جهة أخرى اعتمدت العراق في هذا البرنامج على كأكبر نسبة في الد

الدول الصناعية الكبرى وخاصة فرنسا التي وضعت حجر األساس لهذا البرنامج وذلك

لبناء )3(مع فرنسا" صدام حسين"، وقد عقد الرئيس الراحل )2(1981 و1975بين سنتي

ض السلمية والثاني هو موقع ميغاواط لألغرا500مفاعالت نووية أولها كان بقوة

، كما "أوزيرس"أو ) 2تموز(ومفاعل آخر هو مفاعل " أوزاريك"أو ما يعرف بـ) 1تموز(

تعاونت مع االتحاد السوفيتي سابقا، وألمانيا الغربية وبعض الشركات البلجيكية كما

قدت تعاونت مع الواليات المتحدة األمريكية في إطار مشروع الذرة مقابل السالم، وقد ع

.لجنة الطاقة الذرية العراقية عدة عقود مع شركة إيطالية لصنع وقود المفاعالت النووية

� :'�ء I O : ا�)�6! ا���وI! ا�=�:�! �K'b^ ��*�ن، - )1(��P.6وت#A : ان�I ،"#A6?$ة ا���، ص 6�1985آB درا�3ت ا$41.

(2)- François Géré, La Prolifération Nucléaire. France :Presses Universitaires De France, Avril 1995, p 63.

(3)- Le Gelte, Op.cit. p 120,121.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

160

إلى مراحل متقدمة من العمل في مجال فصل " تموز"وقد بلغت األشغال في مفاعلي

البلوتونيوم غير أن القصف اإلسرائيلي للمفاعل عرقل هذه األشغال بصورة كبيرة، لكن

الرئيس العراقي على تحقيق الخيار النووي من خالل تصريحه بعد هذه الحادثة عزم

وأن أي قوة لن تستطيع منع العراق من ... في أقرب وقت" تموز"بإعادة بناء مفاعلي "

البرنامج "، وأعلن عن االنطالق في برنامج واسع أطالق عليه )1("تحقيق قدرتها النووية

ين وتكليفهم بمهمة االنطالق في برنامج حيث قام باستدعاء كبار العلماء العراقي" الوطني

نووي يعتمد هذه المرة على تقنية تخصيب اليورانيوم، ويجب أن يحاط بالسرية والكتمان

وأن يكون تحت إشراف لجنة الطاقة الذرية العراقية بهدف صناعة قنابل نووية، وكان ذلك

مهام محددة ضمن مراحل متتالية وفي إطار أربعة مجموعات بحث متفرقة لكل منها

ودقيقة، وكان يضم البرنامج الجديد خمسة مواقع نووية، ثالث منها بالقرب من بغداد

، واثنان في الشمال بالقرب من الموصل، )موقع التويثة، وموقع األثير، موقع الطارمية(

وقد تواصلت الجهود العراقية إلى أن تمكنت من تخطي كل المراحل الصعبة إلنتاج

وتمكنت مجموعات البحث األربعة من إنجاز تصميم ابتدائي للقنبلة النووية السالح النووي

، وبقيت مهمة تصنيع وإنتاج القطع المكونة لها لهيئة التصنيع 1990في أواخر سنة

الذي كان يضم مفاعل " التويثة"العسكري العراقية، لكن تم قصف أهم موقع وهو موقع

ن طرف القوات األمريكية ليتوقف البرنامج لكن هذه المرة م1991، في جانفي "تموز"

.)2(النووي العراقي عند هذا الحد

:ويمكننا إبراز المالحظات التالية المتعلقة بالخيار النووي العراقي لمواجهة إسرائيل

إذا كانت إيران وإسرائيل قد شكلتا الدافع األساسي للعراق لالنطالق في برنامج نووي -

هو 1981سنة " البرنامج الوطني"األساسي الذي أقيم ألجله في السبعينيات، فإن الهدف

متخوفا من " صدام حسين"كسر االحتكار اإلسرائيلي في المنطقة، ففي بداية األمر كان

التطور اإليراني في عهد الشاه في مجال استغالل الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء،

صف اإلسرائيلي للمفاعل العراقي أصبح وسعي الشاه لتعزيز قوته اإلقليمية، لكن بعد الق

الهدف األساسي هو مواجهة التحدي النووي اإلسرائيلي واالنتقام، وتجلى ذلك بصورة

(1)- Pean, Op.cit. p 174.

�6آA : B#6وت.;'�'! ا��*�N�g ا���وي ا�=�ا�6: ا�0P1اف ا�&�� y 6K?I#�ء 6K?I و*?��ن 3?� ا$�48 ا$)?#�.، - )2( .127، ص 2005درا�3ت ا$���ة ا$?A6#"، ��ي

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

161

" البرنامج الوطني "*واضحة عقب القصف حيث صرح الرئيس العراقي ألحد مهندسي

ك البد لنا أن نبني بسواعد وعقول العراقيين برنامجا نوويا بديال، والبد من امتال"

، فهو موجه بدرجة أولى ضد "السالح النووي ليكون رادعا العتداءات إسرائيل

استغل أول فرصة تشتعل فيها الحرب لقصف تل أبيب " صدام"إسرائيل، ذلك أن

في حرب الخليج الثانية، وأن هذه األخيرة أدركت هي األخرى أن " سكود"بصواريخ

ا السالح الستهدف إسرائيل بالدرجة هذا البرنامج موجه ضده ولو تمكن من اكتساب هذ

األولى، فقامت عن طريق أجهزتها المخابراتية ووسائل اإلعالم العالمية بتعظيم خطورة

هذا البرنامج على المنطقة بأكملها، كما قامت بعمليات تهدف إلى عرقلة هذا البرنامج

" المشديحي"واغتيال الفيزيائي " عبد الرحمان رسول"كاغتيال الدكتور العراقي

، وكذلك عملية تفجير أحد مكونات المفاعل العراقي "سلمان رشيد سلمان"والدكتور

األساسية الذي كان بصدد الشحن نحو العراقي بأحد الموانئ الفرنسية، كل هذه األعمال

التي قامت بها إسرائيل زادت من ترشيحها لتكون أول هدف عسكري عراقي في حالة

.من مضاعفة الجهود العراقية الستكمال البرنامجنشوب أي نزاع، كما زادت

في سياسة منع االنتشار النووي، فمن جهة " االزدواجية"لقد أثبت التجربة العراقية بحق -

رغم أن كل الدالئل كانت تشير إلى أن إسرائيل تقوم بتطوير -في سنوات السبعينيات-

دولي لمنعها، وفي مقابل ذلك أسلحة نووية ولم تتدخل الواليات المتحدة وال المجتمع ال

إلى أن البرنامج النووي العراقي قد توقف 1992ورغم أن كل الدالئل كانت تشير سنة

وكذلك توقف معه برنامج األسلحة البيولوجية والكيماوية، وهذا لم يمنع الواليات

المتحدة من قصف العراق عدة مرات وفرض حصار عليه ومن ثم احتالله في ماي

: امتالك أسلحة الدمار الشامل رغم الحقائق التالية بحجة2003

إن كل البعثات التفتيش وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بداية بلجنة .1

، ثم التقارير المتتابعة *"UNMOVIC" "األنموفيك"ثم لجنة " UNSCOM" "األونيسكوم"

* - .� wT�(� ة�� /_E{و8" ا��#�8Bء ا$) .��راV دو$" E2^ دآ� BZ�� .J6ا� � هkا ا$�N)�س ه� y 6K?I#�ء 6K?I، وه "#Jر8" ا$?6اk$ا "J�'$ا "(]$ .�، وآkا رq#Z )1970-1967(ا$?6اق أه��N ر�MJ q#Z. ا$�8B#Kء وا$���K/ ا$)�وي

?A�E$68 ا�'E$6ة ا$�را�3ت واZدا q#Zر ور�!EM4 و�#g��A ا9%#6ة VkN$ q#Zر wZ�* @` ،"#Jر8" ا$?6اk$ا "J�'$2[)" ا$ ")1975 -1988(6ED$3وآ#��و�8ت - ، `@ ��68 �!6وع ا) .Jوي ا$?6ا�، وه� )1991-1989ا3a@ اB�6$ي s��*6D2$ ا$)

.Jا$?6ا q#Z62$ 4#A6&�$6ز اA4 أ�. �م- * M#*ة، : ا9و��E�$ا @��$ "T�t$(وه. ا$2[)" اUnited Nations Special Commission( "T�% "(]$ .وه

@Jا$&6ار ر X#D'E$ 4�9ا q2]� /DJ 4� xM3iL687 "(M$ 1991 "8ع ا�239" ا$ #��وB(A X2?E�$6اق وا?$�A ص�t$ا

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

162

ة دمار شامل، فلجنة للوكالة أكدت كلها على أن العراق قد تخلى عن تطوير برامج أسلح

مفاده أن العراق أصبحت بعيدة جدا 1995األونيسكوم قدمت تقريرا إلى مجلس األمن سنة

على التصنيع في المجال العسكري النووي، وأن عمليات القصف األمريكي أثناء عملية

قد أوقفت بالكامل عمليات تخصيب اليورانيوم، ثم رفعت تقريرها " عاصفة الصحراء"

الذي يقر أن مهمة تفتيش المواقع الرئيسية قد 1998 ماي 04لى المجلس في النهائي إ

اكتملت، وبالرغم من كل هذا فإن الشعب العراقي لم يسلم من عملية عسكرية أخرى

.1998في ديسمبر" عملية ثعلب الصحراء"

حيث عين على رأسها " األنموفيك"وعندما تم إلغاء عمل اللجنة واستبدالها بـ .2

، لم تجد هذه األخيرة األدلة 1999سنة" Hans Blix" "هانز بليكس"سابق للوكالة المدير ال

، وقدمت تقريرها 2002الكافية إلدانة العراق، التي أبدت تعاونا وثيقا معها ابتداء من سنة

، الذي أكد عدم وجود أي دليل لوجود هذه 2003 مارس 16النهائي إلى مجلس األمن في

وأن العراق التزمت التزاما كليا بتنفيذ بنود قرار مجلس األمن األسلحة أو برنامج لها،

قدم تقريرا آخر يؤكد فيه العراق أبدت تعاونا ايجابيا ونشطا " بليكس"، كما أن 1441رقم

مع لجنته، وأكد أنه اشرف على بداية السلطات العراقية بتنفيذ آخر ما طلب منها وهو

، وبدأ تنفيذ )كلم180-150(ت المدى القصيرذا" 2صمود"تدمير كل ما تملك من صواريخ

، ورغم كل ذلك إال أن الرئيس األمريكي لم يتأخر عن 2003ذلك فعال في أواخر فيفري

لشن الحرب على العراق بهذه التهمة، وفي المقابل فإن إسرائيل 2003 مارس 20موعد

لة أكثر من خمسين ترفض التفتيش والرقابة الدولية لبرنامجها النووي السري وأسلحتها طي

.سنة دون ردة فعل مماثلة

أنه ال وجود لهذه األسلحة أو 2003جانفي 27محمد البرادعي أعلن في .3

برامجها في العراق وأن هذا ما أثبته عمل خبراء الوكالة، وأنه باإلمكان تجنب الحرب،

�ارp8 ا$EM#$�D#"، و68أk#K(L 68�� �N3ي c(#?L ا$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8"b$ا اkوآ "#I�$�#D$أ�� ، وا"j#���N. " ا9*�

United Nations For Monitoring and Verification"�@ ا$���Eة A�J62$" وا$X&�E وا$EKE#\ $[)" ا9Commitee " @Jا$&6ار ر k#K(E$ 4�9ا q2]� /DJ 4� xM3iL "T�% "(]$ .1441وه "(M$ 2002 "�239ع اB($ ،

"#EM#$�D$ا p8ار�b$ا اkوآ "#I�$�#D$ا$ #��و8" و ا.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

163

ديد ومن جهة أخرى نفى رئيس مجموعة مسح العراق وجود هذه األسلحة كما نفى ذلك الع

.*من المسؤولين األمريكيين أنفسهم

وبهذا فشلت محاوالت العراق في إنتاج قنابل نووية لمجابهة االحتكار النووي

اإلسرائيلي، نظرا لعدة أسباب أهمها الحملة اإلعالمية والسياسية الدولية التي قادتها

يهدد اإلنسانية الواليات المتحدة وإسرائيل التي ضخمت البرنامج النووي العراقي على أنه

.والسلم واألمن

اهتمت ليبيا بهذا المجال منذ أواخر الستينيات، وأبرمت : الليبي″″″″النووي″″″″البرنامج .2

في هذا الشأن العديد من االتفاقيات مع كل من فرنسا وألمانيا والهند واألرجنتين والسويد

ذلك، فاتجهت والبرازيل، غير أن الضغوط األمريكية حالت دون تمكنها من النجاح في

إذ تم االتفاق على انجاز مفاعلين، وتم إنشاء آخر في 1976إلى االتحاد السوفييتي سنة

، وحاولت استيراد سالح نووي سرا حيث قدمت الدعم المالي لبرنامج باكستان 1986سنة

ة قطع ر تمت مصاد2003 عامالنووي مقابل االستفادة من خبراتها في هذا الميدان، وفي

على متن سفينة مسجلة في ألمانيا، كانت متوجهة طرد مركزي كانت موجودةمن جهاز

مليون دوالر لقيامه بمهمة 34، وتورط في ذلك مهندس ألماني تحصل على مبلغ يابإلى لي

.)1(شحن هذه األجهزة

لكن لم تتمكن من الوصول إلى برنامج حقيقي يؤهلها إلى امتالك أسلحة نووية،

ذا الفشل الذي دفع بها في آخر المطاف إلى تجريد نفسها طواعية من كل وترجع أسباب ه

:برامج أسلحتها غير التقليدية، إلى العوامل التالية

أدى نقص المؤهالت العلمية في ليبيا إلى تأخير وعدم فعالية برنامجها النووي، فقد كان -

هو عدد ضئيل ، و8319 يقدر بـ1973عدد العلماء والمهندسين في مجال الذرة سنة

لبرنامج نووي طموح خاصة إذا قورن هذا العدد بنظيره في مصر مثال التي كانت

، وهذا )2(33376، والسعودية بـ43645 عالما، والعراق بـ593254تتوفر على *- «Le 13 janvier 2001, le ministre american de la défence D. Rumsfeld déclarait au contraire

n’avoir aucune preuve que les Irakiens aient repris leurs traveaux dans le domaine chimique et biologique.» CF: Le Guelt, Op.cit. p125.

)1( -" .D#2$وي ا� :�2^ ا$��UJ ا6E $aو*.، "���آ�" أ$��*. �. uJ#" ا$s��*6D ا$)http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_4815000/4815744.stm. p 03.

[28/12/2006] )2( - ،^K'b�Jذآ� MN 2O�� .40،41ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

164

النقص في المؤهالت البشرية حال دون االنطالق في مشروع نووي وطني مستقل على

.غرار المشروع العراقي

األولية للطاقة النووية على غرار اليورانيوم والبلوتونيوم، أو باألحرى نقص الموارد -

نقص تكنولوجيا االستكشاف وعدم قدرة ليبيا على نقلها بسبب الحصار الذي كان

.مفروضا عليها

، وبسبب "لوكربي"توتر العالقات الدبلوماسية الليبية مع الدول الغربية بسبب قضية -

ر الشامل من طرف المخابرات الغربية، مما جعل الواليات اكتشاف برنامج أسلحة الدما

المتحدة وحلفائها تفرض حصارا اقتصاديا عليها، ساهم في تقليص وتطويق مبادالتها

.التجارية بما في ذلك العسكرية السيما المتعلقة بصناعة أسلحة دمار شامل

جديدة التي استحدثتها بحقيقة الظروف الدولية ال" معمر القذافي"اقتناع الرئيس الليبي -

سبتمبر، بتزايد مظاهر الهيمنة األمريكية على العالم، إضافة إلى مصير 11أحداث

.التجربة العراقية

وبناء على هذه الظروف اقتنع الرئيس الليبي بأنه ال جدوى من امتالك بالده للسالح

قد تغيرت، ، ذلك أن الظروف الدولية"ضد من سنستخدمه؟: ")1(النووي على حد تعبيره

وفي مقابل ذلك كان ينتظر أن تتحصل بالده على تحفيزات ومكافئات وضمانات أمنية

مقابل تخليها عن برنامج أسلحتها، إذ صرح أن بالده أصيبت بخيبة أمل كبيرة جراء عدم

حصولها على ضمانات أمنية كافية من قبل الواليات المتحدة واليابان واالتحاد

ا لم تحصل ليبيا على مكافئات وضمانات فإن ذلك لن يشجع دوال ، وأنه إذ)2(األوروبي

.أخرى على القيام بنفس الخطوة

وبناء على الظروف السابقة قامت ليبيا بتطبيع عالقاتها مع الدول الغربية، وقبلت في

بدفع تعويضات ألهالي ضحايا الطائرة األمريكية التي أسقطت في منطقة 2003سبتمبر

ضحية، 270 ماليين دوالر لعائلة كل ضحية من 10، والمقدرة بـ1988سنة " لوكربي"

عاما برنامجا سريا هدفه تحويل وتخصيب اليورانيوم، وأنه 20وأقرت أنها واصلت طيلة

! ا� و��!،، "�Aا�8�I "8ة: ا$?-�Jت اD#2$#" ا9وروA#"" أ��� �lه6، - )1(��H159 ا$?�د ا� ،) .K*�I2005( 199، ص. )2( - YHE* 2O�3200 ص.ا�.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

165

- 1980كان يرمي إلنتاج سالح نووي، وأنها قامت باستيراد مواد نووية فيما بين سنتي

اولة امتالك أسلحة نووية أو أسلحة دمار ، وبذلك توقفت التجربة الليبية في مح)1(2003

.شامل وبرامج الصواريخ الباليستية كذلك

.الخيارات العربية البديلة: المطلب الثالث

في ظل تصلب الموقف اإلسرائيلي، وصعوبة تجاوز الدول العربية للتهديد النووي

ة وسياستها في الشرق األوسط، وإحكام القبضة األمريكية على انتشار األسلحة النووي

المنحازة، ماذا بقي أمام الدول العربية من خيارات؟

يذهب العديد من اإلستراتيجيون :الخيار العسكري لتطوير أسلحة غير تقليدية .1

إلى ترجيح تبني موقف عسكري صارم تجاه هذه المشكلة، يهدف إلى اكتساب *العرب

حقيق أدنى رادع متبادل أمام أسلحة غير تقليدية السيما الصواريخ الباليستية، كمدخل لت

السالح النووي اإلسرائيلي، فضال عن ذلك يتوجب مواصلة تحديث األسلحة التقليدية ذات

القدرات التدميرية العالية، بالخصوص لدى دول الطوق كمصر وسوريا، ويستند مؤيدو

ة ذاتيا، أولها هو رخص وسهولة تصنيع هذه األسلح: هذا الخيار إلى المزايا التي يتمتع بها

وثانيتها المرونة في استخدامها مقارنة باألساليب المعقدة والقنوات المتشابكة التخاذ قرار

استخدام السالح النووي، وثالثها أن االستخدام غير المقيد لها يجعلها وسيلة ردع ذات

صدقية كبيرة، وخاصة منها الصواريخ التكتيكية والصواريخ قصيرة المدى التي قد تهدد

. إسرائيل عند نشرها ضمن القوات المسلحة لدول الطوقأمن

أن هذا الخيار سيكون حال مناسبا " سعد الدين الشاذلي"ويرى الفريق المصري

لمواجهة إسرائيل عن طريق حشد قوات عربية تقليدية فعلية على مستوى دول الطوق

، مما يشكل رادعا قويا ضد -قبل االحتالل األمريكي-خرى كالعراق أساسا، ودول أ

إسرائيل ذلك أنه فشلت سياسة الردع وتطورت األوضاع إلى حرب شاملة فإن الدول

)1( - �(##�، 2004د6D�M8. 2004ا��I�'0 ا���Hي �#�آ��! ا� و��! �#)�6! ا�qر�H� !I! �&6 ا$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8"،: .94ص

* - "(3 .��ان k* 2001آN(#A 4� 6@ أو$�j ا$48k }�رآ�ا �. ا$)�وة ا$?�2#" ا$E. �&�ت (� x�L ،"وي��. ا$!6ق ا$t#�ر ا$) �. }mون ا$2ME{ ا$)�وي �. ا$!6ق ا9و3: : ، أ��gل"ا9و3: �Et�$ا9زه6، وا "?��I 4� 68�7 �Aد أ���� ����

���Nي ��I 4� @3�&2A?" ا$[Bا6Z، ور�8ض �K'b^ �[�ه� �4 ه#�"�D� ����8 ا$M-م، وزآ6A6، وb� 4� 4#M� �= �" إ$^ ��N. أ�#4 ه��8ي= �y86"، إb�$ر8" اk$ا "J�'$6ي 3?� ا$�48 اb�$ا X86K$86#4 ا9آ�د�8##4 آ� M?$ا �?Aو

cl ادm� /#D* ���� 6يb�$اء ا� .ا$!�ذ$.، وا2$

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

166

ماليين، في حين أن إسرائيل ال 3 الى2العربية باستطاعتها تحمل خسائر بشرية من

ار العسكري يجب أن يكون ألف قتيل، كما يرى أن الخي150تستطيع تحمل أكثر من

بشكل تشارك فيه كل الدول العربية بنسب متكافئة من دخلها القومي في بناء جيش عربي

، بما في ذلك القدرات الصاروخية التي يملكها )1(وتعزيزه بأنظمة عسكرية تقليدية حديثة

تشكيل قوة العرب قد تشكل رادعا مناسبا لو ارتكز ذلك على اإليمان بمبدأ توزيع األدوار ل

قوامها الصواريخ القصيرة المدى، مع قوة جوية متطورة لما يلزم لشل العمق اإلسرائيلي

، قد تشل قدرتها ² ألف كلم21وإحداث اكبر حجم من الخسائر في مساحة ال تزيد عن

.على الرد باألسلحة النووية

ي مفتقدة لكن هذا الرأي يتطلب إرادة سياسية قوية لدى كل الحكام العرب والتي ه

في وقتنا الحاضر نظرا لتفكك األمن القومي العربي وغياب التنسيق في السياسات األمنية؛

وقد يتحقق هذا الخيار بشكل انفرادي بأن تقوم به احدى دول الطوق منفردة بتطوير أنظمة

صواريخ متطورة وأسلحة غير تقليدية تتمكن من خاللها من ردع إسرائيل، دون التخلي

الدبلوماسي في السعي إلخالء الشرق األوسط من أسلحة الدمار الشامل، بحيث عن النهج

تكون هذه الترسانة العربية محل تفاوض، وتشكل وسيلة ضغط مزدوجة ويتحقق التكامل

بين القوة العسكرية والسياسية لدفع إسرائيل نحو التنازل عن موقفها تجاه ترسانتها

.النووية

ويندرج هذا الخيار ضمن بناء : ام اإلشعاعات النوويةالخيارات العسكرية الستخد .2

قاعدة علمية نووية لألغراض السلمية، وما ينتج عنها من مواد مشعة يمكن استخدامها

كسالح، فاألسلحة اإلشعاعية تتميز عن غيرها بأنها قابلة للتحكم في شدتها والعمل على

وسيلة فعالة لتحقيق األهداف التي الحد من آثارها، وتحديد المناطق المراد إصابتها، وهي

يصعب تحقيقها بالوسائل العسكرية األخرى، عالوة على ذلك فإن المواد المشعة

المستخدمة في صنع هذه األسلحة تنتج من مفاعالت الطاقة النووية بكل أنواعها بما في

عن ، وبكميات كبيرة فمثال تقدر كمية المخلفات المشعة)2(ذلك ذات األغراض السلمية

طن من المواد العالية اإلشعاع في 3 ميغاواط بحوالي 1000تشغيل محطة نووية بقوة

. 308-303، ص1984ا$�M3m" ا$��E 2$ "#(lب، : ا$[Bا6Z. 1993-1984ا����ر ا�=�DHي ا�=�:� 3?� ا$�48 ا$!�ذ$.، - )1(�. ا$?)�*. " 86" ا9%6ى ا$���tEM" $~}?���ت ا$)�و8"ا�239" ا$)�و8" وا$t#�رات ا$?M" ر�8ض �K'b^ �[�ه�، - )2( ،

MN ذآ�Jو<%6ون، 2O�� .298 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

167

مدة ثالث سنوات، إضافة إلى أن هذا السالح ال يحدث دمارا شامال في المنشآت مما يتيح

استخدامه ألغراض هجومية في منع عبور العدو للممرات المائية وإغالق الممرات

م القوات المعادية على االنسحاب وإجبار المدنيين على إخالء الجبلية، ودفاعية في إرغا

المدن والمناطق اإلستراتيجية المستهدفة؛ أما وسائل اإلطالق فهذه األسلحة ال تتطلب

وسائل متطورة على غرار السالح النووي، بل باإلمكان نشرها وتركيبها على قذائف

و على الطائرات كما أنها تكون على المدفعية العادية أو على الصواريخ قصيرة المدى أ

شكل سوائل أو مواد صلبة، وبهذا قد تستطيع الدول العربية إذا تمكنت من التحكم في

التقنية النووية لألغراض السلمية أن تنجح في تصنيع هذه األسلحة لتكون رادعا بديال في

قنية التي تتعلق وجه الرادع النووي اإلسرائيلي، غير أنه يجب تجاوز بعض الصعوبات الت

التكنولوجيا الحديثة لفصل المواد المشعة عن الشوائب األخرى، وفي عملية تركيب هذه

األسلحة كرؤوس للصواريخ، وكل هذا يتطلب تعاون نووي بين جميع األقطار العربية

.وتسخير كل اإلمكانيات العلمية والمادية

ثيف ومضاعفة النشاط ويتضمن هذا الخيار تك:خيار تفعيل النهج الدبلوماسي .3

العربي الدبلوماسي والسياسي، واستغالل التطورات اإلقليمية في المسألة النووية خاصة

تطورات الملف النووي اإليراني بهدف تشديد الضغط على إسرائيل ومواصلة الضغط

الدبلوماسي عليها لجرها إلى القبول بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والتوقيع

:على معاهدة عدم االنتشار، ويتضمن هذا الخيار الخطوات التالية

العمل على البحث والدراسة في الدول العربية في إيجاد منهج إلنشاء هذه المنطقة، -

وتحديد خطوات عملية إلنشائها، والنظر في إمكانية إنشاء نظام عربي للتفتيش والتحقق

.بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

ضرورة التوصل إلى قاعدة اتفاق عربية حول مشروع معاهدة إلنشاء هذه المنطقة، -

وإيجاد صيغة قانونية محددة ومدروسة تتفق عليها كل الدول العربية، تمهيدا لطرحها

على الساحة الدولية، ودعوة إسرائيل لالنضمام إليها، وتوعية المجتمع الدولي بمخاطر

.ةاألنشطة النووية اإلسرائيلي

استمرار الدبلوماسية العربية في الضغط والتنديد في المؤتمرات الدورية لتمديد -

ومراجعة معاهدة عدم انتشار األسلحة النووية لدفع إسرائيل لالنضمام إليها بما يضمن

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

168

تعزيز نظام منع االنتشار في المنطقة، وتحقيق عالمية المعاهدة بانضمام كافة الدول

تطبيق نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية على جميع دون استثناء، والدعوة ل

المنشآت النووية في الشرق األوسط بما في ذلك إسرائيل وبنفس الوتيرة التي تطبق بها

.على مصر وإيران وليبيا

استمرار الضغط في منظمة األمم المتحدة، والمطالبة بتأييد وتطبيق قرار الجمعية -

النضمام إلى معاهدة عدم االنتشار، والدعوة لضرورة العامة الذي طالب إسرائيل با

، واللذان 1991 لسنة 687، والقرار رقم1981 لسنة 487تطبيق قرار مجلس األمن رقم

يحثان إسرائيل على وضع كافة منشآتها النووية لنظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة

.الذرية ونظام التفتيش الدولي

ن التوقيع على معاهدة حظر األسلحة الكيماوية ضرورة عزوف الدول العربية ع -

.ومعاهدة األسلحة البيولوجية بهدف اشتراط توقيع إسرائيل على معاهدة عدم االنتشار

لقد أصبح هذا القرار خيارا إستراتيجيا في :الخيار النووي لالستخدامات السلمية .4

ة السلمية يتجه اآلن نحو بناء المحطات النووية للطاقراآلونة األخيرة، السيما وأن انتشا

32الدول النامية بعدما حققت الدول المتقدمة تطورا كبيرا في هذا الميدان، فهناك حاليا

بلغ عدد المفاعالت محطة في الدول النامية، حيث 18محطة نووية قيد االنجاز منها

امها في ، يتركز استخد2004دولة حتى نهاية 33 مفاعال في 439النووية لتوليد الكهرباء

146(نصف عدد المحطات النووية تقريبا في أوروبا الغربية جد الدول المتقدمة، حيث يو

مفاعالت في الواليات المتحدة 104مفاعال، منها 118(وأمريكا الشمالية ، )مفاعال

تقريبا في الدول النامية، حيث تعتمد معظم الدول المتقدمة % 10، على حين يوجد )وحدها

% 66في فرنسا، % 78ة من الكهرباء بالطاقة النووية، وتبلغ تلك النسبة على إنتاج نسب

في % 35في ألمانيا، % 30فى روسيا االتحادية، % 16فى سلوفاكيا، % 65في السويد،

وعلى العكس تنتج بعض الدول النامية نسبة ضئيلة . في الواليات المتحدة% 20اليابان،

، %)7.3(والهند %) 4(والبرازيل %) 7(جنتين من الكهرباء بالطاقة النووية مثل األر

، إذ أصبحت الطاقة النووية محال لمجاالت التنمية في الصناعة %)6.6(وجنوب أفريقيا

والطب والزراعة وأكثر من ذلك أصبحت طاقة بديلة في ظل االعتماد الكلي للدول العربية

بية السيما مصر التي وهذا ما عبرت عنه العديد من الدول العرعلى الطاقة النفطية،

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

169

أصبحت تلح على ضرورة تطوير الطاقة النووية السلمية لما تمثله من قوة دفع حقيقية

للتنمية االقتصادية والتطور، وكانت سباقة في ذلك ابتداء من االستفادة من برنامج الذرة

ما ميغاواط، ك2على اثر ذلك بقوة " إنشاص"، وتم بناء مفاعل 1953مقابل السالم لسنة

أسست مركز بحوث وتكنولوجيا اإلشعاع أين بدأ فعال االهتمام المصري بالبعد التنموي

بطرح مناقصة دولية بإنشاء مفاعل كبير 1983، ثم قامت مصر سنة )1(للطاقة الذرية

دفعت الرئيس المصري إلى توقيف هذا " تشيرنوبل" ميغاواط، غير أن حادثة 900بطاقة

شراء مفاعالت نووية إلنتاج الكهرباء " أن 1992ن في جويلية البرنامج مؤقتا عندما أعل

وعدم توفر الفنيين والعمال وصعوبة ... يمثل عبء اقتصاديا ضخما على ميزانية الدولة

، لكن لم يتوقف البرنامج )2("احتواء الحوادث مثل حادث تشيرنوبل في االتحاد السوفيتي

ى إعادة إحياء الطاقة النووية كطاقة إل2006بشكل نهائي إذ دعى الرئيس المصري في

.بديلة تشكل الطاقة األساسية في المستقبل

�رات واLa[�ه�ت ا$�6b� :"#2D&EM و��'�ت ا$&�ى ا$)�و8"" ��دل ���� أ���،- (1)'E$�86ة ا9ه6ام، ا$?�د "اI ،160، )

: ، �2^ ا$��UJ ا]$ 6Eو*.)2006�6Dا68 http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/SB2K42.HTM.[22/02/2007]

)2( - ،U��I Jذآ� MN 2O��. 99، 98 ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

170

.البرنامج النووي اإليراني وسيناريوهات المسألة النووية: المبحث الثالث

1957لقد سعت إيران منذ عهد الشاه إلى تطوير برنامج نووي، ولكنه بدأ فعال سنة

ميغاواط وبدأ العمل به 5ات المتحدة لبناء مفاعل طهران البحثي بطاقة باتفاقية مع الوالي

، وقد تواصلت الجهود اإليرانية منذ ذلك الحين إلى اكتساب التكنولوجيا النووية 1968سنة

بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، وهذا باالستعانة بالخبرات األجنبية إذ تعاونت مع أكثر

ومن جهة أخرى سعت لتحديث أنظمتها التسلحية التقليدية دولة في هذا المجال، 20من

وغير التقليدية خاصة أنظمة الصواريخ، وهذا ما يبدي محاولة تأكيدها على مكانتها

اإلقليمية والدولية وتأكيد االعتماد الذاتي الدفاعي، وقد أصبح اآلن لدى إيران أكثر من

ميغاواط 1200×2بطاقة "" شهربو"سبع مفاعالت نووية بطاقة معتبرة أهمها موقعي

440×2بطاقة " غورغان" ميغاواط، وموقعي 935×2بطاقة " دار خوفين"وموقعي

ميغاواط، وتمكنت من التحكم في تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم بنسب معتبرة، ويعتقد

الخبراء الغرب في مجال التكنولوجيا النووية العسكرية أن إيران ستتمكن في غضون

ناعة أول سالح نووي، ويعتقد بعضهم أنها ستتمكن من ذلك في أواخر سنة من ص2010

2008*.

*-« Les expertites conduites par certains spécialistes de la prolifération nucléaire sont un peu

plus pessimistes. En 2005 l’ IISS ( london) et l’ISIS (washington) estimaient que l’Iran pourait fabriquer une arme nucléaire...a l’horison de 2009-2010. l’estimation présentée ici...soit dès la fin 2008 au mement de l’éléction présidentielle américaine .» voir :

Bruno Tertrais, "IRAN : la bombe fin 2008 ? ", sur le site : www.frstrategie.org/barrecompetances/profileDessuasionDsfenses/20061315/pdf.p5,6.[07/05/

2006]

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

171

ويمكننا إبراز عدة أسباب جوهرية دفعت بإيران إلى الحصول على القدرة النووية

:وأهمها

التهديد النووي اإلسرائيلي إذ ال تزال إسرائيل الدولة النووية الوحيد في المنطقة، وال -

هي الخطر األساسي الذي يهدد أمنها بعد سقوط النظام العراقي تزال تعتبر أن إيران

واعتدال السياسة الخارجية الليبية والتطبيع مع الدول العربية، خاصة بالنظر للموقف

مؤتمر دعم 2001الثابت إليران تجاه القضية الفلسطينية إذ تبنت طهران سنة

، )1(حياء اليوم العالمي للقدساالنتفاضة الفلسطينية، كما كان الخميني أول من دعى إل

ومن جهة أخرى أدى استمرار تجاهل القدرات النووية اإلسرائيلية، واستمرار تجاهل

الدعوات اإليرانية المتكررة إلخالء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل إلى فقدانها للثقة

.في الخيار الدبلوماسي و السياسي

لثورة اإلسالمية، واألزمات المتتالية بين استمرار الضغط األمريكي والغربي منذ ا -

إيران والواليات المتحدة، وسعي هذه األخيرة إلى تطبيق مذهب االحتواء المزدوج مع

مضاعفة عدد القواعد العسكرية في المنطقة، وغزو العراق، وتصنيف إيران ضمن

ارجيا؛ دول محور الشر، وقيادة المجتمع الدولي إلى مؤامرات تهدف إلى عزل إيران خ

كل هذا أقنع اإليرانيين بأن التهديد العسكري األمريكي لبالدهم غير بعيد، والبد من

.االستعداد لذلك

روسيا : تواجد إيران في محيط نووي، إذ أنها محاطة بقوى نووية من جهات ثالث -

وأوكرانيا وكازاخستان وروسيا البيضاء من الشمال، والهند وباكستان من الشرق،

.ن الغربوإسرائيل م

.موقف إسرائيل من البرنامج النووي اإليراني: المطلب األول

لقد ظلت إسرائيل متخوفة من أي برنامج نووي في المنطقة يغير موازين القوى،

بضرب أي منشاة نووية في الشرق األوسط، لكن الوضع " مبدأ بيغين"وهذا ما يتضمنه

سياسة الردع من خالل "الة ارتباك في اإليراني يختلف عن حالة العراق، ألنها أفرزت ح

، 103ا$?�دurون ا�و، . "ا$D#�ن ا$6Nl 6�Lm�$ .��Etان $��@ اy�KE*a" ا$�A ""#(#'M2Kون ذآw��T 6 ا$�&�ل، - )1(

) O#T2001(228، ص.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

172

اإلسرائيلية، ففي الظروف الراهنة إسرائيل غير قادرة على االنتقال إلى سياسة " الشك

الردع العلني ألن األمر أصبح مرتبطا بالسياسة النووية اإليرانية، فمادام المجتمع الدولي

إسرائيل لن تعلن يواصل ضغطه على إيران من اجل التخلي عن خيارها النووي، فإن

رسميا بامتالكها ألسلحة نووية لما يسببه ذلك من إحراج للمجتمع الدولي وخاصة أمريكا

التي تقود الحملة ضد إيران، وإذا فعلت ذلك فإنه سيشكل مبررا كافيا وذريعة لعدم

،)1(التزامها بقوانين منع االنتشار، إذن سيبقى الغموض النووي اإلسرائيلي في نفس المسار

أن 2006عندما صرح لصحيفة ألمانية في صائفة " إيهود أولمرت"ذلك أن رئيس الوزراء

إيران تسعى المتالك أسلحة نووية مثل التي بحوزة إسرائيل فأثار هذا التصريح ضجة

سياسية كبيرة في الحكومة اإلسرائيلية، لما يتضمنه من إعالن بامتالك إسرائيل لهذا

إلى أن بالده " الكنيست"إلى تدارك ذلك والتصريح من " ريزبي"السالح، وهو ما دفع بـ

.بطريقة صحيحة" أولمرت"ستستمر في سياسة الغموض وأن الصحافة لم تفهم تصريح

ولقد أبدى المفكرون اإلستراتيجيون من جامعة تل أبيب قلقا واضحا تجاه البرنامج

" 2006-2005الشرق األوسطتقرير التوازن اإلستراتيجي في "النووي اإليراني من خالل

حيث اعتبروا أن هذا البرنامج هو خطر حقيقي على المنطقة وأنه مادامت لم تفرض

عقوبات صارمة على إيران فإن مسألة امتالكها للسالح النووي هي مسألة وقت فحسب

، وأنه يجب القيام بعملية عسكرية جوية ضد منشآتها )2(ولم يعد يفصلها الكثير منه عن ذلك

ووية، وقد أعدت عدة دراسات لتقديم سيناريوهات مختلفة لذلك، وأكد نائب وزير الدفاع الن

أن بالده ستلجأ لذلك كحل أخير في حالة " Ephraim Sneh" "إفرايم سنيه"اإلسرائيلي

فشل كل الجهود الدولية إليقاف هذا البرنامج، ودعى نائب رئيس الوزراء في الجمعية

جوب التدخل لمنع إيران من إرهاب العالم بأسلحتها النووية واعتبر العامة لألمم المتحدة بو

أن أمن العالم مهدد بالضياع ودعى مجلس األمن إلى أن يتخذ موقفا سريعا وعاجال، فهي

أكثر استعدادا للقيام بعملية عسكرية ضد إيران وأكثر رغبة في ذلك، فباإلضافة إلى ما

�" ا$?A6#"ا*�tEب *[�د وا$��A" "$iMون ذآw��T 6 ا$�&�ل، - )1(��b$ا .�O86% (، 120 ا$?�د .urون ا�و، "ا$)�و8"

.186، ص )2005�. ا$!6ق ا9و3: "- )2( .]#L6اE3[ازن ا�E$686 ا&L2005-206".*6وE $[ا UJ� :، L "?��I/ أw#A، �2^ ا$�

http://arabe.menara.ma/includArNx/print.asp?article_id=6212&categorie=&lmodule=usa

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

173

ت وإمكانيات التزويد بالوقود في الجو فإن يتميز به الطيران اإلسرائيلي من قدرا

الصواريخ المتوسطة المدى التي تملكها تفوق مسافة األلف كيلومتر التي تفصلها عن

طهران، وقد ترددت بعض التقارير التي تشير إلى عقد صفقة سرية مع الهند تقضي

رب كامل باستخدام إسرائيل لألراضي الهندية من أجل قصف إيران، إضافة إلى تواجد س

بكامل طاقمها وذخيرتها ووجود غواصتين نوويتين " 16أف "من الطائرات اإلسرائيلية

إسرائيليتين في المياه اإلقليمية الهندية دليل على استعدادها لشن الهجوم، ومن جهة أخرى

في صحراء النقب لمحاكاة الهجوم أعلنت روسيا عن رصدها لعملية عسكرية إسرائيلية

، وقامت بالنشر 2004ووي مشابه لمفاعل بو شهر اإليراني في سبتمبر على مفاعل ن

، لكن يبقى تطبيق مبدأ )1(في الشمال تحسبا للرد الصاروخي اإليراني" 2ارو"الفعلي لنظام

بيغين بمنع إيران عسكريا من إنهاء مشروعها النووي قرارا صعبا للغاية لدى صناع

. )2(القرار اإلسرائيليين

قف األمريكي فال يختلف كثيرا فالرفض القاطع لهذا البرنامج وقيادة الحملة أما المو -

العالمية ضد إيران، لكن التفاعالت السياسية والدبلوماسية أكثر توترا من إسرائيل وذلك

وجهت العديد من االتهامات ضد إيران فإضافة إلى انتقادها حول " بوش"ألن إدارة

اية اإلرهاب ومعارضتها وعرقلتها لمسار السالم في البرنامج النووي فهي تتهمها برع

الشرق األوسط وتهديدها لدول الجوار في الخليج، وانتهاك النظام اإليراني لحقوق اإلنسان

وأنه غير ديمقراطي وبالتالي ال يحق له الحصول على هذه التكنولوجيا، وفي المقابل فإن

وعدم التدخل في 1979عية ثورة المطالب اإليرانية تتمثل في ضرورة االعتراف بشر

الشؤون الداخلية ورفع العقوبات االقتصادية، ومغادرة القوات األمريكية من الخليج

العربي، وال تزال إيران في مفاوضات دولية متتالية سواء في مجلس األمن أو في

لذرية أو مع االتحاد األوروبي أو في العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة ا) 1+5(مجموعة

والتي لم تستطع إثبات وجود أي نوايا عسكرية للبرنامج أو أي خروقات لبنود معاهدة عدم

االنتشار، ورغم ذلك فإن اإلستراتجية العسكرية األمريكية ال تزال ترجح القيام بقصف

2�م،- )1(Y� ل��I ""#*و8" ا]68ا�! ا� و��!،"3#)�ر8�ه�ت ا$?�/ ا$?M 6ي �y ا$�)!�ت ا$)��H159، ا$?�د ا� ،

).K*�I2005(267، ص. (2)- Shlomo Brom, “ is there BIGIN doctrine still a variable option for Israel” in Sokolski and

Clawson, Op.cit. pp145-152.

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

174

جوي وصاروخي شامل تستخدم فيه أحدث أنواع القنابل الذكية والصواريخ الموجهة آليا

: يشتبه أنها مواقع نووية، ويندرج هذا ضمن ثالثة سيناريوهات موقعا24لضرب

حيث " توم ماكلنيري"السيناريو الذي أعده الفريق المتقاعد من سالح الجو األمريكي .أ

موقع إيراني تشكل البنية التحتية اإليرانية وكافة منشآتها 1000يتضمن استهداف

طائرة أخرى، لتنطلق 45ة ثم تدعم طائرة في البداي15اإلستراتيجية، وهذا باستخدام

في اليوم الثاني موجات أخرى من القصف الجوي انطالقا من القواعد العسكرية في

دول الخليج وأفغانستان، ويجهض بذلك البرنامج النووي اإليراني لمدة ال تقل عن

.خمس سنوات

ستعمال ويركز على ا" مركز الدراسات اإلستراتيجية والعالمية بواشنطن"سيناريو .ب

غارة جوية تستهدف المواقع الحساسة بالقنابل 100باإلضافة إلى " كروز"صواريخ

.الذكية

ويقترح معدو هذا السيناريو استهداف المواقع النووية " أوكسفورد"سيناريو مجموعة .ج

فقط مع مواقع القوة العسكرية اإليرانية من ثكنات وقواعد عسكرية ومخازن األسلحة

.على األقل" كروز" صاروخ 200 فيه بقصف مكثف تستخدم

ويبقى دائما احتمال الحملة العسكرية على إيران مستبعدا على األقل في الوقت الراهن

:نظرا لألسباب التالية

مضاعفات الحرب في العراق وانعكاساتها على عدم االستقرار في المنطقة وفي : أوال

تها سوق النفط واحتمال استعمال إيران العالم، واستنادا إلى األرقام القياسية التي سجل

من احتياجاتها النفطية، إضافة إلى ذلك فإن %11لورقة النفط، ذلك أنها تمد أوروبا بـ

.وضع القوات األمريكية في العراق ال يسمح لها بشن حرب أخرى في المنطقة

ان داخل الغطاء الدبلوماسي والدعم الذي تشكله كل من الصين وروسيا لصالح إير: ثانيا

مجلس األمن وفي المجتمع الدولي عموما في منع استصدار أي قرار ضدها خاصة فيما

يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية أو عسكرية، وهذا استنادا إلى السياسية البراغماتية التي

تنتهجها الدولتان لما لديهما من مصالح اقتصادية وإستراتيجية في إيران إضافة إلى أنهما

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

175

ر مصدر لتكنولوجيات النووية ومعدات وتجهيزات المفاعالت النووية إليران، تشكالن أكب

كل هذا يجعل قرار استخدام القوة من طرف مجلس األمن أمرا مستبعدا، كما أن

الدبلوماسية اإليرانية نجحت في اكتساب العديد من الحلفاء الجدد في أوروبا وأسيا بما

.يعزز موقفها السياسي

ت االقتصادية والعسكرية والعمق االستراتيجي الذي تتميز به إيران تعرقل المقوما: ثالثا

بشكل كبير القيام بعمليات عسكرية ضدها، خاصة فيما يتعلق بتشتت موقعها النووية في

مساحة تشكل ما يقارب ثالثة أضعاف المساحة العراقية وكذلك بعد المسافة بين إسرائيل

إلى العالقات الوثيقة التي رصدتها إيران تجاريا كلم، إضافة1000وإيران بأكثر من

واقتصاديا مع العديد من الدول الكبرى، وكذا سيطرتها على مضيق هرمز الذي تمر منه

معظم ناقالت البترول الغربية، المنظومة العسكرية السيما الصاروخية التي تتمتع بها

.سط وشبه القارة الهنديةإيران وتمكنها من الرد على أي هجوم في منطقة الشرق األو

االنتقادات الكبيرة الموجهة حاليا للخيار العسكري لحل األزمة اإليرانية، وأبرز هذه : رابعا

مارس 05االنتقادات التقرير البريطاني الذي نشرته مجموعة أكسفورد لألبحاث في

هم الخبير والذي قام به عدد كبير من محللي وخبراء اإلستراتيجية العسكرية وأبرز2007

، صدر التقرير "هانز بليكس"وكبير المفتشين الدوليين السابق " فرانك برنابي"النووي

وقد استنتج معدوه أن سلبيات القصف الجوي " هل تنجح الضربات الجوية ؟ : " بعنوان

وآثاره الوخيمة على الشعب اإليراني والمنطقة هي أكبر من األهداف التي يسعى لتحقيقها،

أن هذا القصد سيفشل في تحقيق هذه األهداف، إذ أن الضربات العسكرية وأشار إلى

.)1(ستزيد من إصرار طهران على الحصول على أسلحة نووية

الوضعية القانونية السليمة للبرنامج النووي اإليراني تشكل ورقة ضغط ومبررا : خامسا

ها تستند إلى المادة الرابعة قويا إليران في الدفاع عن نفسها لمواصلة هذا البرنامج، ذلك أن

من معاهدة عدم االنتشار والتي تكفل لها الحق في امتالك التكنولوجيا النووية لألغراض

(1) – www.elaph.com/ elaphweb/politics/2007/03/216159.html. [10/03/2007]

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

176

، مع عدم وجود أي دليل يثبت 1970السلمية ولم تخترق بنودها منذ أن وقعت عليها سنة

.النوايا العسكرية للبرنامج

لوكالة الدولية للطاقة الذرية ابتداء من سنة تمكنت إيران من تحسين عالقاتها مع ا: سادسا

عام، كما أن عدولها عن هذه السياسية القى 18 بعد أن كانت تخفي نشاطاتها طول 2003

استحسانا كبيرا من طرف الوكالة بحيث وقعت معها على بروتوكول إضافي للضمانات

ها الوكالة وزودتها بموجبه بكافة اإلعالنات والتصريحات والتوضيحات التي طلبت

بخصوص برنامجها النووي، كما أتاحت كل األماكن المراد معاينتها من طرف المفتشين،

مكن 2004حيث أفاد التقرير السنوي للوكالة بأن التقدم في المفاوضات مع إيران سنة

الوكالة من استنتاج أن جميع المواد المعلنة في إيران قد تم حصرها وأن هذه المواد لم

.)1(أنشطة محظورةتحرف صوب

.الموقف العربي من البرنامج النووي اإليراني: المطلب الثاني

يتميز الموقف العربي بالغموض والتضارب في اآلراء مع عدم وجود اتفاق موحد

:حول الموضوع

يتجلى موقفها من خالل كلمة أمينها العام الفتتاح االجتماع : جامعة الدول العربية -

بتأكيده على أن المنطقة ال يمكنها 2007ية العرب في مارس الدوري لوزراء الخارج

تحمل برامج نووية عسكرية ويجب إخالء الشرق األوسط من األسلحة النووية ودون

استثناء إسرائيل من ذلك، وطالب عمر موسى بتعاون تام بين الوكالة وإيران وضرورة

، فهي ترفض الحلول )2(الوصول إلى حل سياسي كحل وحيد للمشكلة المثارة مع إيران

.غير الدبلوماسية للقضية كما ترفض وجود السالح النووي في المنطقة

أما الحكومات العربية فقد اتبعت في بداية األمر سياسة الصمت والتجاهل وهي -

سياسة معروفة في السياسات الخارجية للدول، وهي لم تنتهجها باعتبار أنها غير معنية

�ي 2$�آ�$" ا$�و$#" J�'2$" ا$kر8" $?�م - )1((M$686 ا&E$2004 ا ،Jذآ� MN 2O�� 94، ص. :، �2^ ا$��UJ ا]$ 6Eو*."ا$?6ب �868ون �Iوa ز�)#� ��M*aب ا$&�ات اD(I9#" �4 ا$?6اق " ���� ��D ا|، - )2(

www.swissinfo.org/ara/international/ticker/detail.html [12/03/2007]

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

177

مشروع النووي اإليراني، وإنما هناك اعتبار ساد في بداية األمر باألزمة الناجمة عن ال

لدى الدول العربية مفاده أن األزمة ترتبط بشكل أساسي بمجمل التفاعالت األمريكية

اإليرانية منذ الثورة اإلسالمية، ومن جهة أخرى ترتبط بالتهديدات المتبادلة بين إيران

مة بالعديد من الدول العربية إلى الوقوع في وإسرائيل، وفي الوقت ذاته أدت هذه األز

معضلة حسابات الربح والخسارة باعتبار أن النشاط اإليراني هو رد على االحتكار

النووي اإلسرائيلي في المنطقة والذي يشكل التهديد األساسي ألمن الدول العربية،

منع االنتشار، فأصبحت ترى فيه أداة ضغط على إسرائيل لالنضمام إلى النظام الدولي ل

كما أن هناك اعتبار آخر يمكن من خالله تفسير التجاهل والصمت المتبع من طرف الدول

العربية وهو أن طبيعة األزمة كانت تتميز بقدر كبير من السيولة وعدم الوضوح في نوايا

وخيارات األطراف األساسية، فلم تعلن إيران صراحة عن رغبتها في امتالك هذا السالح

ها كانت تنفي كل االتهامات الموجهة لها بشأن نواياها العسكرية وكانت ترفض في بل أن

، بينما كان الطرف الدولي 2003نفس الوقت قبول أي نوع من الرقابة والتفتيش إلى غاية

بقيادة الواليات المتحدة يسعى لإليقاف النهائي والشامل لهذه األنشطة النووية وهذا األمر

دين فنية وتقنية تتعلق بطبيعة هذه األنشطة مما دفع الدول العربية إلى حصر األزمة في ميا

التحلي بسياسية الصمت إلى حين أن تتضح معالم األزمة وتداعياتها اإلقليمية ولم يتم تبني

أي موقف محدد، لكن عندما تطورت األوضاع باتجاه إحالة الملف اإليراني إلى مجلس

ول إمكانية فرض عقوبات اقتصادية أو توجيه ضربات األمن وتعالي األصوات الغربية ح

عسكرية وما قد يتأتى عن ذلك من زيادة عدم االستقرار، فبدأت الدول العربية ببلورة

:موقفها على النحو التالي

كانت سوريا من بين الدول األوائل التي اتخذت موقفا واضحا، : الموقف السوري -

امتالكها للقوة النووية وسارعت في إقامة فقد عبرت عن تأييدها ودعمها إليران في

:تحالف استراتيجي معها ويستند الموقف السوري المؤيد إليران إلى عدة اعتبارات أهمها

أن امتالك إيران ألسلحة نووية قد يعزز المكانة اإلقليمية من حيث النفوذ والقوة أمام .1

قد تتطور إلى مجاالت إسرائيل خاصة بالنظر إلى العالقات الوثيقة مع طهران والتي

.التعاون النووي والعسكري

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

178

يعتبر المسؤولون السوريون أنه لمواجهة الخطر النووي اإلسرائيلي يتوجب وجود .2

قوة نووية أخرى في المنطقة، وفي ظل عجز سوريا والدول العربية األخرى عن

.ذلك يستلزم عليهم دعم إيران باعتبارها حليفا استراتيجيا

مستهدفة أيضا من طرف الواليات المتحدة وإسرائيل وأن أمنها ترى سوريا أنها .3

يتعرض للتهديد والضغط وسوف تؤدي القدرات النووية اإليرانية إلى تخفيف الضغط

.عليها

:يتجلى من خالل النقاط التاليـة التي عبر عنها وزير خارجيتها: الموقف المصري -

ي إطار معاهدة عدم االنتشار أو في التأكيد على ضرورة التزام كل الدول بتعهداتها ف .1

اتفاقيات الضمانات بما يسمح للمجتمع الدولي لتأكيد النوايا السلمية للبرنامج

.اإليراني

.إن مصر ال تقبل بظهور قوة نووية عسكرية في المنطقة .2

أهمية عدم المساس بحق الدول في االنتفاع من االستخدامات السلمية للطاقة النووية .3

. مكفوال لكل الدول األطراف في المعاهدةباعتباره حقا

وبهذا فإن الموقف الرسمي لمصر هو الرفض القاطع المتالك إيران لهذه األسلحة

وترى أنه إذا حدث ذلك سيزيد من ضعف المكانة السياسية لمصر في العالم اإلسالمي

وار وفي منطقة الشرق األوسط خاصة بعد تضائل الدور المصري اإلقليمي في لعب أد

أساسية خالل التطورات المختلفة في المنطقة، كما أن امتالك إيران لهذا السالح سوف

يضع القيادة السياسية في مصر في موقف حرج أمام الرأي العام الداخلي الذي أصبح

كغيره من الشعوب العربية يرى في إيران القوة الوحيدة القادرة على الوقوف أمام الهيمنة

.ائيلية في المنطقةاألمريكية واإلسر

ومن جهة أخرى تسعى الدبلوماسية المصرية إلى استثمار الضغوط المفروضة على

إيران من أجل تطبيق فكرة إخالء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، كما تسعى في المقابل

مصر إلى محاولة إحياء برنامجها النووي لألغراض السلمية وهذا ما نادت به منذ سنة

ما أعلن الرئيس المصري عن إمكانية بالده إلحياء برامج نووي ألغراض عند2006

.الطب واستخراج الطاقة الكهربائية

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

179

هناك توافق بين دول المجلس حول هذا : موقف دول مجلس التعاون الخليجي -

:الموضوع ويتمثل هذا الموقف قيما يلـي

إلى إخالء 2004 سبتمبر 13دعوة دول المجلس من خالل بيان وزراء الخارجية في .1

المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وحث المجتمع الدولي على العمل بجدية إلنشائها

والضغط على إسرائيل إلى العدول عن رفض هذه المبادرات واإليفاء بالتزاماتها

وتعهداتها القانونية خاصة ما وقعت عليه ضم الفقرة الرابعة من معاهدة السالم

فقد تعهد الطرفان على العمل على إنشاء هذه المنطقة ضمن إطار األردنية اإلسرائيلية

.سالم دائم وعادل

ويتضمن البيان إطارا عاما لموقف هذه الدول من القضية النووية في الشرق األوسط .2

ويتخلل هذه اإلطار توافق ضمني وغير معلن وغير متفق عليه بشكل مسبق حول

النووية خارج إطار االستخدامات السلمية؛ مبدأ وجوب منع إيران من تطوير قدراتها

وأهم أسباب ذلك هو وجود بعض الخالفات اإليرانية الخليجية خاصة الخالف مع

اإلمارات المتحدة حول الجزر الثالثة إضافة إلى احتضان دول الخليج لقواعد

.عسكرية أمريكية ترى فيها إيران تهديدا ألمنها

القضية النووية سيناريوهات تطور : المطلب الثالث

في ظل مجموعة التطورات التي استحدثها الملف النووي اإليراني على مجمل

محاور القضية النووية في الشرق األوسط ومن خالل مختلف التفاعالت السياسية بين دول

المنطقة واألدوار التي تلعبها القوى الدولية ومختلف التحالفات وأبعادها العسكرية

لرصد أهم احتماالت تطور هذه " طريقة السجال أو السيناريو"ننا استخدام واالقتصادية، يمك

المسألة ذلك أن إيران ستكون الفاعل الرئيسي في مسار هذه القضية إضافة الى إسرائيل

:ويمكننا استقراء أربعة سيناريوهات مختلفة

أي أن إيران تستمر في المضي قدما في :سيناريو استمرار الوضع الحالي .1

ب اليورانيوم وقد تصل إلى الدرجة الالزمة لصنع قنابل نووية، وفي المقابل تستمر تخصي

إسرائيل في سياسية الغموض النووي، ففي هذه الحالة تتضاعف الجهود األمريكية

واإلسرائيلية في إقناع المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات قسرية ضد إيران من

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

180

وهذا ما سيضر أبرز حلفائها اإلستراتيجيين خالل فرض عقوبات اقتصادية أو حصار

كالصين وروسيا والتي ستواصل دعمها السياسي والدبلوماسي إليران من أجل منع هذه

.اإلجراءات

وبفشل المساعي األمريكية واإلسرائيلية إليقاف المشروع اإليراني قد تتطور

أو اإلسرائيلية بشن األوضاع إلى آخر حل وهو الحل العسكري بقيام القوات األمريكية

هجمات جوية وصاروخية على المنشآت اإليرانية قبل أن تنجح في إنتاج اليورانيوم عالي

لكي ال تخلف عملية التدمير أثارا إشعاعية تسبب كارثة إنسانية في الشرق (التخصيب

وفي هذه الحالة لن تبقى إيران دون ردة فعل فقد تستخدم منظومتها العسكرية ) األوسط

صاروخية المتطورة ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في المنطقة مستعينة بذلك بأبرز وال

حلفائها خاصة سوريا، أما الدول العربية فلن تكون بمعزل عن هذه التطورات إذ أن دول

الخليج قد تكون أهدافا للرد اإليراني ضد القواعد العسكرية المتواجدة في كل من الكويت،

رات العربية المتحدة، إضافة إلى تضاعف نشاط حركات المقاومة قطر، البحرين، اإلما

الشيعية في جنوب العراق وقد تمتد عملياتها إلى دول الجوار خاصة الكويت، وبذلك

ستدخل المنطقة في مغبة صراعات ومواجهات تؤدي إلى حالة من عدم االستقرار ذات

.انعكاسات ال تستطيع تحملها دول المنطقة

سيناريو يرجح المحللون احتمال المواجهة العسكرية بشكل إنفرادي من وفي هذا ال

طرف إسرائيل أو الواليات المتحدة أو كالهما معا دون مشاركة قوة دولية في إطار

مجلس األمن أو قوة أوروبية مشتركة وهذا ألن هذه القوة غير متاحة على األقل في

تناع الواليات المتحدة بصعوبة رصد إجماع اق: المستقبل القريب نظرا لالعتبارات التالية

دولي للقيام بتدخل عسكري ضدها أو حتى عقوبات اقتصادية صارمة بسبب رفض كل

من روسيا والصين لذلك في مجلس األمن مما جعل المندوب األمريكي في مجلس األمن

يقلص ويحصر هذه العقوبات فقط في تجميد أرصدة بعض المسؤولين اإليرانيين ووضع

قيود على سفرياتهم، إضافة إلى رفض روسيا للعقوبات المتعلقة بتجميد التعاون النووي

بو "ألنها مرتبطة بطهران في صفقات كبرى في هذا المجال أبرزها صفقة إنشاء مفاعل

، وفقدان هذه الصفقات يمثل خسارة كبيرة لالقتصاد الروسي، أما الصين فتستورد "شهر

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

181

مليون برميل يوميا، 7.9 حوالي 2007ن إيران وتبلغ سنة ثلث احتياجاتها النفطية م

أكدت أنه ال مجال اآلن للحديث عن " أنجيال ميركل"إضافة إلى أن المستشارة األلمانية

الخيار العسكري تجاه إيران، كما أن فرنسا رفضت توسيع الصراع الدائر مع إيران

المشكلة ) 1+5(ون مجموعة ليشمل مواجهة حضارية بين اإلسالم والغرب، وبهذا فتك

الخيار العسكري في حل األزمة اإليرانية أو 6 من 4للتفاوض مع إيران تعارض بأغلبية

استخدام سياسية اإلكراه، وفي المقابل فإن ممثلي السياسة الخارجية األوروبية يميلون أكثر

ي لمجموعة إلى سياسة التحفيزات والمكافآت ويتبين ذلك من خالل عرض اإلتحاد األوروب

من الحوافز والضمانات األمنية واالقتصادية ودفع إيران إلى أداء دور محتمل في

.الترتيبات اإلقليمية األمنية خاصة في العراق

ومما تقدم، فإن الواليات المتحدة وإسرائيل ستكونان مضطرتان لمواجهة إيران

لقوات البريطانية، عسكريا بصفة انفرادية ضمن هذا السيناريو مع احتمال مشاركة ا

وتستخدم إيران كل ما أتيح لها من قوة عسكرية ومقومات بما في ذلك استخدام ورق النفط

للضغط على المجتمع الدولي من أجل التحرك لصالحها ويكون ذلك عن طريق مضيق

. مليون برميل نفط إلى الغرب18هرمز الذي يمر عبره يوميا

يتضمن نجاح الواليات المتحدة وإسرائيل :يةسيناريو رضوخ إيران للمطالب الدول .2

في جر إيران دبلوماسيا للتخلي عن مشروعها وتفكيك برنامجها النووي وربما قد تبقي

إيران على برامج سلمية بكفالة روسية أو صينية وتحت المراقبة الدائمة بالوكالة الدولية

نشطة عسكرية، وإيران لن للطاقة الذرية من أجل تأكيد عدم تحويل هذا البرنامج إلى أ

تتخلى عن خيارها النووي إال إذا كانت هناك تحفيزات مغرية تقدمها الدول الغربية السيما

األوروبية فيما يتعلق بتأمين المعدات الالزمة لتشغيل مفاعالت توليد الكهرباء وفك العزلة

انضمامها إلى منظمة السياسية واالقتصادية مع العالم الغربي وإبرام اتفاقيات تجارة حرة و

التجارة العالمية، إضافة إلى الحصول على ضمانات أمنية فيما يتعلق بالتهديدات األمريكية

واإلسرائيلية، وحتى إذا تحققت هذه الشروط يتوجب التخلي عن المشروع سيطرة التيار

اإلسالمي على مجلس الشورى اإليراني الذي يعتبر أن المفاوضات مع أوروبا حول

ف النووي فرصة إيران الذهبية للخروج من عزلتها واستعادة المكانة اإلقليمية والدولية المل

بينما المحافظون الذين يشكلون األغلبية في مجلس الشورى الحالي ال يؤيدون أي اتفاق مع

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

182

اإلتحاد األوروبي ويشككون في الوعود األوروبية على غرار التجربة الليبية التي لم تلقى

.والضمانات الكافية التي توازي تخليها عن برامج أسلحتها غير التقليديةالتحفيزات

أما إذا تحققت الشروط السابقة وقبلت إيران بالمطالب الدولية فإن ذلك سيكون له

:آثار واضحة على المسألة النووية وأهمها

سيزداد التدخل األمريكي في المنطقة لتطبيق سياسة منع االنتشار وتضاعف الوكالة -

الدولية نشاطها من أجل الحفاظ على االحتكار النووي اإلسرائيلي وتقوم أمريكا بخلق

آليات جديدة وشروط وقيود دولية وقانونية مستحدثة لالستخدامات السلمية للطاقة

.النووية

ستزداد مكانة إسرائيل اإلقليمية وستكون راعية لسياسة منع االنتشار في الشرق األوسط -

، إذ أنها ستعتبر أن هذه الخطوة تعد نجاحا كبيرا ألحد أهم مبادئ ويتعاظم نفوذها

ويزداد بذلك التهديد النووي اإلسرائيلي على الدول " بيغين"سياستها النووية وهو مبدأ

العربية ودول الطوق خاصة سوريا التي ستجد نفسها معزولة أكثر من السابق

م مع إسرائيل ومن أجل تجريدها ويتواصل الضغط عليها من أجل جرها لعقد اتفاق سال

.من أسلحتها غير التقليدية

الدول العربية األخرى ستجد في الموقف اإليراني مبررا إضافيا للضغط على إسرائيل -

النضمامها إلى معاهدة عدم االنتشار وتكثف الجهود الدبلوماسية إلقامة منطقة خالية من

عربية والدبلوماسية المصرية التي األسلحة النووية خاصة عن طريق جامعة الدول ال

كانت تعارض وجود أي برنامج نووي عسكري في المنطقة وستدعو إلى ضرورة

االستفادة من مزايا المادة الرابعة لمعاهدة عدم االنتشار، وفي الوقت ذاته سيكون

الموقف اإليراني ضمن هذا السيناريو مبررا للدول العربية من أجل إحياء برامج نووية

ية والسعي لمطالبة الدول الكبرى بعقد اتفاقيات تعاون نووي وخاصة من طرف سلم

ليبيا التي سبق لها وأن فككت طواعية برنامجها النووي ولم تحصل على مكافآت

.وضمانات كافية

ويتضمن زيادة نفوذ :سيناريو حدوث تغيير في موازين القوى الدولية في المنطقة .3

سيما روسيا والصين ولعب أدوار جديدة لها من خالل إحدى الدول النووية الكبرى ال

هيمنتها على نسب معتبر من النفط والغاز وعلى السوق الكبيرة التي تشكلها منطقة الشرق

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

183

األوسط وبالمقابل تتأزم عالقاتها بالدولة العظمى مما سيولد صراع بالوكالة على غرار ما

ن إيران وإسرائيل، وهذا ما سيخلق كان إبان الحرب الباردة وستمثل هذا الصراع كل م

حالة جديدة من التحالفات ويعاد توزيع األدوار اإلستراتيجية حيث يسعى كل طرف إلى

الحصول على حلفاء جدد في المنطقة وستتمكن إيران ربما من الحصول على مضلة

معها نووية روسية أو صينية في وجه السالح النووي اإلسرائيلي وتعقد تحالفا استراتيجيا

على غرار التحالف األمريكي اإلسرائيلي وتوظف الورقة النفطية للحصول على حلفاء

جدد في آسيا وأوروبا مما سيغير التوازنات اإلقليمية تتغير من خاللها موازين القوى في

الشرق األوسط، وقد تنظم العديد من الدول العربية إلى الصف اإليراني لمواجهة النفوذ

رائيلي، وفي هذه الحالة قد تقوم إسرائيل بنشر أسلحتها النووية ضمن األمريكي واإلس

قوتها العسكرية والتهديد باستخدامها ضد أهداف عربية أو ضد إيران خاصة عندما يتطور

الوضع إلى تهديد أمن إسرائيل من طرف سوريا أو لبنان بدعم إيراني، سيكون بذلك

.ألخيرالسالح النووي اإلسرائيلي سالح المالذ ا

وهو احتمال نجاحها في التملص من :سيناريو امتالك إيران للسالح النووي .4

الضغوط األمريكية والرقابة الدولية وتطوير برنامج نووي سري يحقق لها إنتاج

اليورانيوم عالي التخصيب، وتنجح في ظل ظروف معينة في إجراء أول تجربة نووية،

في المنطقة مرحلة جديدة بكامل معطياتها وتتباين في هذه الحالة ستدخل المسألة النووية

:ردود األفعال إقليميا ودوليا

ستسارع إيران على الفور بتوظيف مزايا امتالك هذا السالح ووضع وظيفته الردعية -

محل التجريب عن طريق االبتزاز السياسي والمساومة من خالل مضاعفة مطالبها

لى المستوى اإلقليمي والدولي على حد سواء السياسية واالقتصادية واإلستراتيجية ع

، 2006وهنا ستضع المجتمع الدولي أمام األمر الواقع على غرار كوريا الشمالية سنة

وهنا ستتعامل إيران مع الواليات المتحدة وأوروبا وفق محددات وضوابط يضعها

النووية لكل اإليرانيون أنفسهم مستفيدين من عيوب التجارب السابقة في تفكيك البرامج

.من جنوب إفريقيا وليبيا وتتبع مسار المفاوضات مع كوريا الشمالية لالستفادة منها

تستعيد إيران مكانتها اإلقليمية باالعتماد على الوظيفة اإلستراتيجية للسالح النووي -

وستتمكن من إبعاد احتمال المواجهة العسكرية أو التعرض لحملة عسكرية من طرف

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

184

كله توازن الرعب النووي من حذر واحتياطات تجاه أي صراعات إسرائيل لما يش

.عسكرية بين الطرفين

يضطر المجتمع الدولي إلى تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من المطالب اإليرانية مقابل -

تفكيكها للقنابل النووية، وتلعب إسرائيل وأمريكا دورا كبيرا في ذلك من أجل إعادة

.ة وهي حالة االحتكار النووي اإلسرائيلياألوضاع إلى حالتها الطبيعي

يؤدي هذا الوضع إلى حالة من االرتباك في السياسة النووية اإلسرائيلية وتحدث حالة -

من الصراع داخل مؤسسات صنع القرار حول هذا الموضوع مما قد يدفعها إلى إعادة

تضطر إلى النظر في سياستها النووية التي فشلت في إبقاء االحتكار لصالحها وربما

اإلعالن صراحة عن ترسانتها النووية والتي لم يسبق لها وأن فعلت ذلك، كما أن تبادل

الرعب النووي اإلقليمي بين إسرائيل وإيران وإن كان يختلف عن الحالة السوفيتية

األمريكية إبان الحرب الباردة فإنه سيؤدي إلى سباق التسلح النووي في المنطقة ويسعى

حديث منظومته العسكرية وكسب المزيد من الحلفاء ويتجه كل طرف كل طرف إلى ت

إلى التطوير الكمي والكيفي ألسلحته النووية ونظم إيصالها، ولن تتخلى إيران في هذه

الحالة عن أسلحتها النووية إال باشتراط أن تقوم إسرائيل بنفس الخطوة وتفكك جميع

بقا مما سيدفع المجتمع الدولي إلى أسلحتها النووية وسيكون ذلك شرطا ضروريا ومس

تحريك اآلليات الدولية لمنع االنتشار وإقناع الطرفين بضرورة توقيع معاهدة إقليمية

.لجعل الشرق األوسط منطقة خالية من األسلحة النووية

أما سوريا في هذه الحالة فلن تتوانى في توثيق عالقاتها العسكرية واإلستراتيجية مع -

من تحصين موقعها إزاء إمكانية المواجهة العسكرية مع إسرائيل، إيران لما تتيحه

ومصر ستتقلص مكانتها اإلقليمية ويتضاءل دورها خاصة لما ستثبته هذه الحالة من

فشل مبادراتها العديدة حول إخالء المنطقة من األسلحة النووية ومعارضة أي برنامج

سيثبت فشال آخرا للمساعي ، ذلك أن الواقع الجديد1974نووي عسكري منذ سنة

المصرية بعدما فشلت في السابق في جر إسرائيل إلى فتح منشآتها النووية للتفتيش،

لكن مصر ستواصل جهودها الدولية وتكثف المفاوضات بإشراك كل من إسرائيل

.وإيران

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

185

وعلى غرار الموقف المصري فإن الدول العربية األخرى والتي كانت ترفض وجود

نووي خاصة دول الخليج ستواصل جهودها لدفع إيران إلى تفكيك هذه األسلحة أي برنامج

.لما ترى فيه من تهديد على أمنها وعدم االستقرار الذي سيولده تطور األوضاع

.اآلليات اإلقليمية والدولية ملواجهة املشكلة النووية: الفصـل الثالث

186

خالصة الفصل الثالث

لقد أثبتت التجربة اإلسرائيلية فشل كل المساعي الدولية لمنع انتشار األسلحة النووية

لقانون الدولي والمنظمات المتخصصة وما زاد األمر تعقيدا هو السياسة في إطار ا

األمريكية لمنع االنتشار التي تطبقها بشكل انتقائي مما يضعف مصداقيتها ويجعلها محل

شك لدى العديد من الدول خاصة العراق وإيران التين رأتا أنه من حقهما مواجهة القوة

وهو ما زاد األوضاع تأزما ودفع بالواليات المتحدة إلى النووية اإلسرائيلية بقوة مماثلة،

تأكيد هذه االزدواجية بشن الحرب على العراق وإجهاض برنامجه النووي، في حين

اختارت دول عربية أخرى خيارا عسكريا لتحقيق أدنى حد من الردع المتبادل مما

لثمانينات خاصة في استحدث حالة جديدة من سباق التسلح شهدتها المنطقة منذ بداية ا

مجال الصواريخ الباليستية، أما الجهود الدبلوماسية فقد منيت بفشل في استدراج إسرائيل

.إلى الدخول في نظام منع االنتشار

وفي ظل هذه المواقف المتباينة وما زاد الموقف العربي تفككا واختالفا هو ظهور

لواليات المتحدة األمريكية بغزو من جهة وقيام ا2002المسألة النووية اإليرانية منذ

بتهمة محاولتها اكتساب أسلحة دمار شامل من جهة أخرى وأصبحت 2003العراق سنة

المواقف الرسمية للدول العربية حول المسألة النووية في الشرق األوسط أكثر اختالفا

.وغموضا فال يوجد موقف رسمي موحد للحكومات العربية تجاه هذه المسألة

.اخلـامتـــة

187

مـــة الخـات

إن إدخال إسرائيل لألسلحة النووية إلى الشرق األوسط، ورغم أنها حققت العديد من

المكاسب إقليميا ودوليا، إال أن هذه األسلحة أثرت تأثيرا كبيرا على االستقرار واألمن

اإلقليمي، وما أبدته التطورات اإلقليمية هو أن أكبر العقبات التي واجهتها دعائم االستقرار

لمنطقة هو عدم الوصول إلى أرضية مشتركة أو االتفاق حول موضوع الحد من في ا

التسلح والرقابة على السالح وفشل اللجنة التي أقامتها دول المنطقة ألجل ذلك، عالوة

على ذلك تبقى السياسة النووية اإلسرائيلية تشكل أكبر عقبة في سبيل إنشاء منطقة خالية

رب إنشاء هذا النوع من المناطق نجحت في جهات كثيرة من األسلحة النووية، فكل تجا

وتم إعالن 1967سنة " تالتيلولكو"من العالم، ففي أمريكا الالتينية تم التوقيع على معاهدة

منطقة خالية من األسلحة النووية في أمريكا الالتينية، ونفس األمر بالنسبة لمعاهدة

" بالندابا" المحيط الهادي، ثم اتفاقية إلنشاء هذه المنطقة في1985سنة " راروتونجا"

إلعالن إفريقيا منطقة خالية من األسلحة النووية بحيث فككت بموجبها جنوب إفريقيا

بإعالن هذه المنطقة في جنوب 1997سنة " بانكوك"قنابلها النووية الست، وتم عقد اتفاقية

.شرق آسيا

اإلسرائيلي يشكل تهديدا كبيرا لكن منطقة الشرق األوسط، يبقى فيها السالح النووي

لدول المنطقة، خاصة وأن عالقاتها مع دول المنطقة تتسم بالتوتر، ذلك أن سياسة

الغموض التي تنتهجها تنتج تنوعا لمظاهر التهديد خاصة بسبب عدم اكتراثها باآلليات

.الدولية للرقابة وصيانة المفاعالت النووية وسالمة المنشآت

:تنتاجات التالية حول المشكلة النووية في الشرق األوسطويمكن حصر أهم االس

إن سباق التسلح الذي عاشته المنطقة بعد االحتالل اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية -

شكل أهم مظهر للصراعات اإلقليمية التي كانت سائدة بين العرب وإسرائيل مما دفع

.تقليدية والصواريخ الباليستيةالطرفين إلى دفع هذه الظاهرة إلى مجال األسلحة غير ال

مرت عملية بناء القدرة النووية اإلسرائيلية بثالث مراحل أساسية، أولها هي مرحلة -

اتخاذ القرار لتبني الخيار النووي وهذا القرار كان متزامنا مع ظهور الدولة العبرية

تجنب كل ، وهذا موازاة مع تهيئة االوضاع الدولية واإلقليمية ل"بن غوريون"بقيادة

.اخلـامتـــة

188

العراقيل الممكن وقوعها، وثانيها هي مرحلة اتخاذ القرار إلنتاج أول قطعة نووية وكان

التي أثبتت هشاشة العديد من دعائم القوة اإلسرائيلية وأوجدت 1967ذلك عقب حرب

" شيمون بيريز"و" ديفيد ين غوريون"و " موشي دايان"بذلك الدافع الموضوعي لكل من

في البرنامج النووي وهي تركيب أول قنبلة نووية دون اإلعالن عن للقيام بأهم خطوة

، وفي هذه المرحلة نجحت الدبلوماسية اإلسرائيلية وأجهزتها 1968ذلك سنة

االستخباراتية في تكوين أكبر اللوبيات في حكومات الدول الكبرى من أجل توفير حماية

توظيفها سياسيا وبحرية تامة، وثالث أكبر لبرنامجها وألسلحتها النووية وتوسيع المجال ل

هذه المراحل هو مرحلة اتخاذ القرار بتطوير الترسانة النووية العسكرية وكان ذلك بعد

، إذ خلصت إسرائيل إلى ضرورة وجود أسلحة نووية تتطابق مع البيئة 1973حرب

.اإلقليمية والجغرافية للمنطقة لترجيح إمكانية استخدامها

ح النووي اإلسرائيلي أصبح حقيقة وواقعا وأن هناك اعتراف دولي بالرغم من أن السال -

غير معلن بشرعية امتالكها لهذا السالح، إال أنها انتهجت سياسة نووية فريدة تختلف

عن كل دولة أخرى تمتلك هذا السالح وتتميز هذه السياسية بأربعة مبادئ أساسية هي

ستعداد ألسوء الحاالت ومبدأ الرفض مبدأ الغموض النووي ومبدأ االحتكار ومبدأ اال

.المطلق آلليات القانون الدولي والتفاوض بشأن ترسانتها النووية

ال يمكن إنكار الوظيفة اإلستراتيجية للسالح النووي اإلسرائيلي وما حققته من مكاسب -

من ذلك بداية بالمكاسب السياسية في إطار الصراع العربي اإلسرائيلي ومحاولة فرض

سرائيلي في المنطقة وجر بعض الدول العربية لعقد اتفاقيات سالم معها، إضافة سالم إ

على الوظيفة اإلقليمية للسالح النووي الذي وضع إسرائيل في موقع القوى الفعالة في

غرب آسيا والشرق األوسط واستعماله كأداة لتمرير مشروع الشرق أوسطية، عالوة

دولي قوة نووية متطورة السيما في عالقتها على ذلك فإنها أصبحت على المستوى ال

مع الدولة العظمى مما جعلها وسيطا لنقل التكنولوجيا النووية الحديثة إلى الدول النووية

، وكل هذه المكاسب تنعكس في حقيقة األمر )باكستان والهند(األخرى غير المعلنة

.سلبا على الدول العربية

.اخلـامتـــة

189

اة حقيقية لعدم االستقرار في المنطقة، ويعتبر أهم إن السالح النووي اإلسرائيلي هو مدع -

فالسبب الذي أعلنت : سبب يغذي الصراعات والحروب التي تحصل في الشرق األوسط

به الحرب على العراق لم يكن إال محاولة هذه األخيرة لكسر االحتكار النووي

لى إيران، اإلقليمي، وكذا الحصار الذي فرض على ليبيا والضغوط الدولية المسلطة ع

مالها من سبب سوى أن هذه الدول رفضت السياسة األمريكية لمنع االنتشار النووي في

.المنطقة التي تستثني إسرائيل منها

إن مازاد من تفاقم اآلثار اإلقليمية السلبية للسالح النووي اإلسرائيلي هو سياسة منع -

تثني إسرائيل بصورة غير االنتشار النووي التي تقودها الواليات المتحدة، ألنها تس

قانونية وانتقائية وهو ما يفقد الثقة فيها ويدفع إلى تغذية ظاهرة سباق التسلح في

المنطقة، ويؤدي إلى فشل إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ومن األسلحة

. النووية في الشرق األوسط

لح إسرائيل، فإنها أفرزت أكثر بقدر ما حققت األسلحة النووية قدرا من المكاسب لصا -

من ذلك من المخاطر على دول الشرق األوسط كافة وأصبحت بذلك هذه الدول تواجه

مشكلة حقيقية تهدد أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى األخطار المتعددة األبعاد

.المترتبة عن تداعيات إدخال إسرائيل لهذا السالح إلى الشرق األوسط

العسكري، فإن القدرة النووية اإلسرائيلية تمكنت من تجاوز العقبات أما خطر التهديد -

األربعة األساسية التي تعيق استخدام هذه األسلحة عسكريا في الشرق األوسط، ويتعلق

األمر بحد الكفاية وهو العدد الالزم للرؤوس النووية لتدمير األهداف المخطط لها وهذا

، وثانيها هو إشكالية 1968األسلحة ابتداء من سنة ما تجاوزته في إنتاج العديد من هذه

تجريب هذه األسلحة وهو ما تجاوزته بمشاركتها في التجارب الهندية والفرنسية وفي

جنوب أفريقيا، إضافة إلى حصولها على أجهزة متطورة تساعد على محاكاة التجارب

من تصغير القنابل النووية نظريا، وثالثها مسألة خط األمان النووي، إذ أنها تمكنت

كيلوطن والتي تستطيع استعمالها بما يالءم جغرافيا الشرق 20النووية إلى أقل من

قضية إدماج ونشر هذه األسلحة ضمن القوة العسكرية وهي األخرى ااألوسط، ورابعته

.اخلـامتـــة

190

تجاوزتها إسرائيل، وبهذا تكون قد تجاوزت كل العقبات العسكرية والتقنية في استخدام

.ح وهذا ما يضاعف التهديد العسكري النووي للدول العربيةهذا السال

إن تفكك األمن القومي العربي كان سببا رئيسيا في عدم وجود سياسة عربية مشتركة -

لمواجهة التحدي النووي اإلسرائيلي، فتباينت بذلك ردود األفعال، إذ كانت مصر رائدة

سعى للحصول على تزكية في مبادرات إخالء المنطقة من هذه األسلحة وكانت ت

المجتمع الدولي لمبادراتها وتبعتها في ذلك دول الخليج العربي في اختيار النهج

الدبلوماسي، بينما اتخذت العراق وليبيا موقفا يتميز بالسعي نحو خلق توازن استراتيجي

في األسلحة النووية مع إسرائيل غير أن هذه األخيرة جندت كل الوسائل واآلليات لمنع

.أي دولة في المنطقة من الحصول على أسلحة نووية

اتبعت إيران موقفا مناهضا لالحتكار النووي اإلسرائيلي، فمثلما كانت سباقة لمبادرة -

إخالء المنطقة من األسلحة النووية، كانت أيضا سباقة إلطالق برنامج نووي يوازيه

ئيلي الذي تعتبره يشكل تطوير للمنظومة العسكرية التقليدية لمواجهة التحدي اإلسرا

.تهديدا ألمنها

التوصيات

في ظل عدم الحصول على نتائج مرضية من المبادرات العربية لمواجهة هذه

المشكلة التي يزداد تنوع أبعادها خاصة في ظل االحتالل األمريكي للعراق بسبب سعيه

الوقت الذي فشل المتالك أسلحة دمار شامل وتطور قضية البرنامج النووي اإليراني في

فيه المجتمع الدولي في كبح جماح السياسة اإلسرائيلية وتجاوزاتها في جميع المجاالت،

يتوجب في خضم هذه الظروف على الدول العربية أن توحد الجهود لمواجهة التهديد

:النووي اإلسرائيلي ضمن

نية لمعاهدة قيام الخبراء والباحثين العرب بمواصلة العمل والبحث في وضع أسس قانو -

تهدف إلى إنشاء منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل في الشرق األوسط ودراسة

الخطوات العملية والدقيقة في سبيل إنشاء هذه المنطقة، وإنشاء معاهد ومراكز تهتم

).على غرار معهد ستوكهولم لبحوث السالم العالمي(بضبط التسليح في المنطقة

.اخلـامتـــة

191

شترك بين الجامعة العربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطوير إنشاء مبادرة تعاون م -

هيئة عربية مشتركة تهتم بشؤون ومسار استخدام الطاقة النووية وخلق نظام عربي

للتفتيش والرقابة، ونظام للرصد والتحقيق والبحث في نظام الضمانات في إطار الوكالة

.وتقويته بما يتالءم مع المنطقة

الل المادة الرابعة من معاهدة عدم انتشار األسلحة النووية من أجل ضرورة استغ -

تخطيط وتنفيذ برنامج متكامل للتكنولوجيا النووية السلمية كحق تكفله هذه المعاهدة،

وتطوير برامج نووية سلمية باعتبارها طاقة بديلة، وضرورة إعادة االعتبار لهيئة

لمي واستثمار الكفاءات العربية في هذا عربية للطاقة النووية وتطوير التعاون الع

المجال، فباإلضافة إلى المزايا االقتصادية واإلستراتيجية للطاقة النووية السلمية، فإن

لها مزايا عسكرية تتمثل في توفير المواد المشعة التي تنتج عن المفاعالت وتشكيل

.مواد أساسية في صناعة أسلحة إشعاعية من شأنها تشكيل رادع إضافي

ضرورة استمرار الدول العربية في تطوير القدرات العسكرية التقليدية والتركيز على -

1000(والمتوسطة المدى ) كلم1000 إلى 500(الصواريخ الباليستية القصيرة المدى

التي تؤدي إلى دعم القدرات العسكرية العربية وأن توثق عالقاتها ) كلم5500إلى

.ي هذا المجال كالصين وكوريا الشمالية وأوكرانيا وروسياالعسكرية مع الدول الرائدة ف

توجيه اهتمام الدبلوماسية العربية للعب دور مهم تجاه القضية النووية اإليرانية -

واستثمار الضغوط الدولية على إيران لتحقيق مبدأ عدم التمييز وحث المجتمع الدولي

.على ممارسة نفس هذه الضغوط على إسرائيل

هضة التسلح النووي اإلسرائيلي على الساحة الدولية وفضح نشاطاتها مواصلة منا -

النووية من خالل التلويح بالمخاطر التي تنجر عنها في المنطقة ونقل هذا االهتمام على

مستوى الشعوب من خالل دعم حركات وجمعيات شعباوية داخل الدول العربية للدعوة

.نسيق مع نظيراتها في دول العالمإلى مناهضة التسلح النووي اإلسرائيلي والت

االهتمام بإجراءات السالمة البيئية المرتبطة باستخدام الطاقة النووية وتعزيز االتصاالت -

بكل المنظمات الدولية واإلقليمية المعنية بشؤون البيئة واإلنسانية إلثارة قضية تقادم

.رق األوسطمفاعل ديمونة اإلسرائيلي ومخاوف التلوث النووي البيئي في الش

192

.الخرائط والصور

خريطة الشرق األوسط

193

موقع مفاعل ديمونة النووي

194

صور التقطت بواسطة األقمار الصناعية

.لمفاعل ديمونة اإلسرائيلي

195

.قائمة الجداول

.32ص ........................ لشرق األوسط نفقات الدفاع لدول ا)1(الجدول رقم

نمو القوات العسكرية في الشرق األوسط عقب الحروب العربية) 2(الجدول رقم

.34ص ............................... اإلسرائيلية لدول الطوق األساسية وإسرائيل

.58ص .............. ..ة المقارنة بين القدرات العربية واإلسرائيلي)3(الجدول رقم

.62ص ......... نفقات الدفاع اإلسرائيلية كنسبة من الدخل القومي) 4(الجدول رقم

.63ص .............. تطور التجارة العسكرية الخارجية إلسرائيل) 5(الجدول رقم

.88 ص....... التقديرات السائدة لعدد الرؤوس النووية اإلسرائيلية ) 6(الجدول رقم

.104ص .......... الرأي العام اإلسرائيلي واستخدام السالح النووي ) 7(الجدول رقم

موقف دول الشرق األوسط من معاهدة عدم انتشار األسلحة) 8(الجدول رقم

.143ص ................................................................... النووية

.146ص .......... الشرق األوسط ومعاهدات الحد من التسلحدول ) 9(الجدول رقم

196

.قائمة األشكال

راقي قبل وبعد حرب الخليج منحنى بياني يمثل اإلنفاق العسكري الع) 1(الشكل رقم

.36ص .................................................................. األولى

يراني قبل وبعد حرب الخليج منحنى بياني يمثل اإلنفاق العسكري اإل)2(الشكل رقم

.36ص .................................................................. األولى

دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية في الفترة الممتدة مابين ) 3(الشكل رقم

.39ص ................................... ..................1975-1970سنتي

دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية في الفترة الممتدة مابين ) 4(الشكل رقم

.39ص ..................................................... 1985-1981سنتي

فترة الممتدة مابين دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية في ال) 5(الشكل رقم

.39ص ..................................................... 1990-1986سنتي

دائرة نسبية تمثل واردات األسلحة العربية في الفترة الممتدة مابين ) 6(الشكل رقم

.39ص ..................................................... 2004-2000سنتي

197

:قائـمة المـراجـع المعتـمدة

:الكــتب .1

:باللغة العربية .أ

بدون دار نشر، : القاهرة.نظرات في القضايا الدولية المعاصرة عبد اهللا،األشعل،*

1997.

، دار وائل للنشر: األردن. لألسلحة النوويةة القانونييةالوضع ،الجندي، غسان*

2000.

إسرائيل النووية وبناء الشرق األوسط خصائص ترسانة ،عصام فاهم العامري،*

أبو .دراسة في الوظيفة اإلقليمية والدولية إلسرائيل خالل األعوام القادمة: الجديد

.1999مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية، : ظبي

-1970اإلنفاق العسكري في الوطن العربي : السالح والخبز،الفارسي، عبد الرزاق*

.1993 مركز دراسات الوحدة العربية،:نلبنا. 1990

مركز دارسات الوحدة العربية، : لبنان . الصناعة العسكرية العربيةايغ، يزيد،الص*

1992.

المؤسسة : الجزائر. 1993-1984الخيار العسكري العربي ،سعد الدين الشاذلي،*

.1984الوطنية للكتاب،

معارك خاسرة وانتصارات : 1973 –1947حروبنا مع إسرائيل ، قصادالشرع، *

.1997 الشروق للنشر والتوزيع، األردن، دار.ضائعة

.1977وكالة المطبوعات،: الكويت.مناهج البحث العلميبدوي، عبد الرحمان، *

موفم :الجزائر. دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعيةبوحوش، عمار،*

.2002للنشر والتوزيع،

ترجمة محمد زكريا .أمريكا وإسرائيل، ب. ، دوغالسبول وجورج .، وبول*

.1994بيسان للنشر والتوزيع، : بيروت. إسماعيل

198

: اإلسكندرية .ماذا نحن فاعلون؟: العرب وإسرائيل والقنبلة الذرية ،جامع، نبيل*

.2001منشأة المعارف،

.جتماعيةتقنيات ومناهج البحث في العلوم السياسية واالجندلي، عبد الناصر، *

.2005ديوان المطبوعات الجامعية، : الجزائر

حقيقة البرنامج : االعتراف األخير نعمان سعد الدين ، ،النعيمي وضياء جعفر،جعفر*

.2005ماي مركز دراسات الوحدة العربية، : بيروت.النووي العراقي

دار : مصر .في الفكر االستراتيجي اإلسرائيليالحرب والسالم ، ، أمين حامدهويدي *

.1994المستقبل،

. ع العربي اإلسرائيلي بين الرادع التقليدي والرادع النووياالصر ـــ، ،ــ*

.1987 مركز دراسات الوحدة العربية،:بيروت

العسكرة واألمن في الشرق األوسط وتأثيرهما على ، أمينفهميهويدي، *

.1991، دار الشروق: مصر. الديمقراطية والتنمية

التوازن العسكري في الشرق ،زئيف دوف و ايتان،، مارك و تماري ،هيلر *

.1984دار الجليل للنشر ، : ترجمة نبيه الجزائري، عمان. األوسط

سياسة كامب ديفيد وأبعادها الدولية : عصر التسوية ،عدنان السيد حسين،*

.1990دار النفائس، : لبنان. واإلقليمية

سلسلة . إعادة النظر في المسألة النووية: يدنحو شرق أوسط جد ،كوهن، آفنر*

مركز اإلمارات للدراسات والبحوث : يأبو ظب. )1العدد(دراسات عالمية،

.1995اإلستراتيجية،

التغيرات في التوازن العسكري في الشرق : بعد العاصفة،انتوني.هـ ،كوردسمان*

.1994لهالل، دار ا: و غزالة، مصرترجمة وتقديم محمد عبد الحليم أب. األوسط

النزاعات العربية العربية وتطور النظام اإلقليمي العربي عبد القادر، ،محمودي*

.2002، الوطنية لالتصالمنشورات المؤسسة: الجزائر .1985 – 1945

األسلحة البيولوجية والكيماوية بين الحرب والمخابرات ،عبد الهادي مصباح،*

.انية، بدون تاريخ نشرالدار المصرية اللبن: مصر. واإلرهاب

199

، مطبعة دار أسامة: مصر.سرائيل والقنبلة الذريةإ ،احمد محمود وحلمي،،متولي*

.1987جانفي

دار الطليعة :بيروت. اإلستراتيجية النووية اإلسرائيلية رشيد سلمان، ،سلمان*

.1988للطباعة والنشر، ديسمبر

مطابع : مصر. رهاب النوويالقنبلة النووية واإل ،محمد مصطفى عبد الباقي،*

.1995 األهرام التجارية،

: مصر. استخدامات األسلحة النووية اإلسرائيلية: حدود القوة،، محمدالسالمد عب*

.1996مركز األهرام للدراسات السياسية واإلستراتيجية،

مركز دراسات : بيروت.عامل بقاء جديد: الطاقة النووية العربية ،مصطفى عدنان،*

.1985جوان ، ة العربيةالوحد

: اإلمارات العربية المتحدة.رائيليةاإلستراتيجية العسكرية اإلس، أمين محمود ،عطايا*

.1998ت للدراسات والبحوث اإلستراتيجية، مركز اإلمارا

نزع أسلحة : السالم الشامل أو الدمار الشامل ،عبد الفتاحبدوي، ممدوح و، عطية*

ر الصالح للدراسات اإلستراتيجية واإلنتاج اإلعالمي، دا: باريس. الدمار الشامل

1991.

المؤسسة : بيروت. ، ترجمة تيسير الناشف معضلة إسرائيل النووية ،، يئيرعفرون*

.1993العربية للدراسات والنشر،

دار الجليل : عمان. ، ترجمة غازي السعديالخيار النووي اإلسرائيلي ،شاي ،فيلدمان*

.1984جويلية للنشر،

مركز دراسات : بيروت.المعونات األمريكية إلسرائيل ،ربيع، محمد عبد العزيز*

.1990الوحدة العربية،

المفاهيم والمناهج واالقترابات : المنهجية في التحليل السياسيشلبي، محمد، *

.1977: الجزائر.واألدوات

ترجمة سرمد الطائي، . التنمية السياسية والتنمية االقتصادية واألمن ،محمد خاتمي،*

.2002دار الفكر، : سوريا

200

ترجمة محمود ، 3ط، أمريكا وإسرائيل في الشرق األوسط: بالسيف ،ستيفن ،غرين*

بوعات للتوزيع والنشر، شركة المط: بيروت،زايد، تقديم محمد حسنين هيكل

1990.

: األجنبيةباللغة .ب

* Bregman, Ahrone et El-tahri, Jihan, Israel et les arabes : la guerre de 50 ans. TR Peggy Frankston et Guiloineau, France: arte édition,

1998.

* Catudal, Honoré.M, Israel Nuclear Weaponry :a New Arms Race

in the Middle East. London: Gray seal Books, 1991.

* Géré, François, La Prolifération Nucléaire. France: Presses Unive- -rsitaires De France, Avril 1995.

* Labbé, Marie-Hélène, la Tentation Nucléaire. France: payot

éditions, 1995.

* Lefever, Ernest.W, Les armes Nucléaires dans le Tiers monde.

Tr : Bruno Barou Renault. Paris :ECONOMICA, 1981.

* Leguelt, Georges, le Terrorisme Nucléaire :Risque Majeur, Fantasme ou épouvantail. Paris :Presse Universitaire de France,

2003.

* Massoulie, François, Les Conflicts Du Proche Orient: 20eme

Sciecle . Italie : Giunti Gruppo Editoriale, 1994.

* Pean, Pierre, Les deux Bombes :Comment la France a donne la

bombe a Isreal et a l’Irak. Paris: Fayard, 1982.

201

:المــقاالت .2

:باللغة العربية .أ

من شرعية الصراع إلى شرعية : نظم المواجهة العربية "،حسن ،ببو طالأ *

ؤسسة األهرام م: القاهرة، )2000أفريل (، 140 العدد ،، السياسة الدولية"المنافسة

.93- 88 ص للدراسات اإلستراتيجية،ث الخيار النووي اإلسرائيلي بين الصراع المتوار "،محمد محمود، أبو غدير*

الخيار النووي في الشرق وآخرون،، في العناني، إبراهيم محمد "والمستقبل السالم

.186-157، ص 2001مركز دراسات الوحدة العربية، : بيروت،األوسط

، في "النفقات العسكرية في الشرق األوسط بعد حرب العراق"وولي، توغن، اومي*

الكتاب السنوي : التسلح ونزع السالح واألمن الدولي وآخرون، ،ك.ج.ليسون، آبيلز

)Sipri 2004(،مركز دراسات الوحدة : بيروتحسن وآخرون، ، ترجمة حسن

.582-573، ص2004العربية، نوفمبر

، الدراسات الفلسطينية، "ر وإسرائيل والمعاهدة النوويةمص "،حمد سيد مأحمد، *

.75-71ص مؤسسة الدراسات الفلسطينية، : بيروت،)1995ربيع (، 22العدد

تجربة إسرائيل في مواجهة : الوجه اإلكراهي للدبلوماسية" البكري، عدنان، *

مركز دراسات : بيروت،)1983جوان (، 53 العددالمستقبل العربي،، "العرب

.26-18 صلوحدة العربية،ا

العالقات الهندية اإلسرائيلية وانعكاساتها على األمن "،ناظم عبد الواحد الجاسور،*

مركز : بيروت،)2002جانفي(، 275 العدد،المستقبل العربي ،"القومي العربي

.123-119 صدراسات الوحدة العربية،

202

، في "المنا المعاصرتأمالت في الردع النووية في ع "،أحمد صدقي الدجاني،*

: الرباط،هل يشكل انتشار األسلحة النووية عامل ردع؟ إدريس وآخرون، ،خليل

.107-101، ص 1999مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، ماي

الدفاع العربي،، "أبعاد الخطر النووي في الشرق األوسط "،خضر الدهراوي، *

.40-37ص، 2005دار الصياد، : بيروت،)2005نوفمبر(، 2العدد

، "التوجهات الجديدة للصناعات العسكرية اإلسرائيلية "،الدسوقي، مراد إبراهيم *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة، )1993أكتوبر (، 114، العدد السياسة الدولية

.233-231ص اإلستراتيجية،

العربي التهديد النووي اإلسرائيلي لألمن القومي "،محمد سليمان مفلح الزيود،*

.272-229ص . مرجع سبق ذكره وآخرون،في العناني ،)"1991-1999(

، 103 العددالمستقبل العربي،، "التهديد النووي اإلسرائيلي" الناشف، تيسير، *

.13-04 صمركز دراسات الوحدة العربية،: بيروت،)1987سبتمبر (

، " الحالة اإلسرائيلية:عملية اتخاذ القرار في شؤون التسلح "، قدريمحمد السعيد،*

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة، )2000جانفي (، 139، العدد السياسة الدولية

.230-225ص اإلستراتيجية،

صفقة الصواريخ الصينية والتهديد اإلسرائيلي "، خالد زكريا ،السرجاني *

األهرام مؤسسة : القاهرة، )1988جويلية (، 93 العدد ، السياسة الدولية،"للسعودية

.161-157 ص للدراسات اإلستراتيجية،

،"المظاهر والدالالت: التطبيع الخليجي اإلسرائيلي "،أشرف سعد العيسوي، *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة،)2006جانفي( ،163العدد ،السياسة الدولية

.167-164 صاإلستراتيجية،

،السياسة الدولية، "سرائيليةرؤية جديدة للعالقات الهندية اإل "،مصطفى الفقي،*

.128-124، ص )1983جانفي (، 71العدد

المبادرة المصرية لنزع أسلحة الدمار الشامل من "، بهاء الدينمحمد الغمري، *

.132-119ص .مرجع سبق ذكره وآخرون،في العناني ، " األوسط وإفريقياالشرق

203

،السياسة الدولية ،"1973بركتوأ7التهديدات النووية وحرب "،محمد إبراهيم إمام،*

مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية، : القاهرة، )1998أكتوبر( ،134العدد

.86-74ص

،"سالح الجو اإلسرائيلي وتدمير المنشآت النووية اإليرانية" أفراني، دانيال، *

.90-83 ص ،)2005صيف (، 119 العددشؤون األوسط،

، "اد والمسألة النووية في الصحافة العربية نجانتخاب" بدون ذكر صاحب مقال، *

.186، ص )2005خريف (، 120 العدد ،شؤون األوسط

قرار مجلس جامعة الدول العربية المقدم إلى الجمعية "بدون ذكر صاحب المقال، *

.52، ص )1995ماي (، 25 العدد .معلومات دولية، "1995العامة لألمم المتحدة

التسلح وآخرون، ، في بيلز"ح واتفاقيات نزع السالحالحد من التسل " نن،،بوديل*

.، مرجع سبق ذكره)Sipri 2005( الكتاب السنوي: ونزع السالح واألمن الدولي

.1114- 1077 ص

في العناني ، "حول المشكلة النووية في الشرق األوسط "،بلقاسم بومهدي،*

.154-147 ص.مرجع سبق ذكره آخرون،و

، العدد السياسة الدولية، "والطاقة النووية في إسرائيل نسافر "،صفاء جمال الدين،*

-186 ص مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة، )1985أفريل (، 80

189.

، 117 العدد شؤون األوسط،، "إسرائيل والقدرة النووية اإليرانية" دبوق، يحي، *

.84-57 ص ،)2005شتاء (

تخلي ليبيا عن األسلحة النووية والبيولوجي "،ن.شانون كايل،و جون، هارت *

التسلح ونزع السالح واألمن في بيلز وآخرون،" الكيماوية والصواريخ الباليستية

.918-893ص .مرجع سبق ذكره ،)Sipri 2005(الكتاب السنوي : الدولي

من األسلحة مشكالت إنشاء منطقة خالية" ، عادل محمد،فوزي وأحمد ،حماد*

وآخرون،في العناني ، "رها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق األوسطالنووية وغي

.72-51 ص.مرجع سبق ذكره

204

، )"دراسة مقارنة(المناطق الخالية من األسلحة النووية " ـــ،،ــ ـ، *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة، )2001أفريل (، 144العدد ،السياسة الدولية

.38- 26 ص اإلستراتيجية،

العدد السياسة الدولية،، "بداية جديدة: العالقات الليبية األوروبية "،أحمد ر،طاه *

ص مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة ،)2005جانفي (، 159

197-199.

، عبد المنعم وآخرونسعيد، في " منظور أردني لضبط التسلح "،عبد اهللا طوقان، *

ترجمة ،البحث عن أرضية مشتركة: طضبط التسلح واألمن في الشرق األوس

مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية، : محمد زهير، القاهرةدياب، وتحرير

.112-103، ص 1995

شؤون األوسط، ، "سياسة إيران الخارجية إزاء إسرائيل" يوسفي، أمين حاجي، *

.82-67 ص ،)2005صيف (، 119 العدد

وسط في تقرير الميزان العسكري للمعهد الشرق األ "،عبد المنعم سعيد كاطو، *

،)1998فريل أ(، 132، العدد السياسة الدولية،"الدولي للدراسات اإلستراتيجية

.284-280 ص مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة

، في بيلز"2005القوى النووية العالمية . "م.هانس كريستنسن،ون . شانون،كايل *

، )Sipri 2005(الكتاب السنوي : ونزع السالح واألمن الدوليالتسلح وآخرون،

.856-821 ص.مرجع سبق ذكره

الدفاع ، "الملفات النووية من كوريا وإسرائيل إلى طهران "،إبراهيم كاخيا،*

.37-32 ص ،2006دار الصياد، : بيروت،)2006فيفري (، 5، العدد العربي

.الدفاع العربي، "ة لصنع أسلحة نوويةالقدرات واإلمكانيات العربي " ـــ،،ــ *

.37- 33 ص ،2006دار الصياد، : بيروت ،)2006نوفمبر (، 09العدد

كسينية واتفاقية األسلحة اتفاقية األسلحة البيولوجية والتتعزيز دور " ، جيز،ليتلوود*

، إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار مها وآخرون،، في عبد الرحيم"الكيماوية

،النظم الدولية لمنع االنتشار والتجارب اإلقليمية: ل في الشرق األوسطالشام

.36-24ص .2004معهد األمم المتحدة لبحوث نزع السالح ، : جنيف

205

األسلحة النووية والخيارات العسكرية األخرى "،رياض مصطفى مجاهد، *

هرام مؤسسة األ: القاهرةوآخرون،في العناني، ، "المستخدمة لإلشعاعات النووية

.306-295 صللدراسات اإلستراتيجية،

، "التنافس االستراتيجي بين إيران والعراق في الخليج "،حمد إبراهيمأ محمود،*

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة ،)1999ل يفرأ(، 136العدد السياسة الدولية،

.124-120ص اإلستراتيجية، ، العدد السياسة الدولية، "ي والبرنامج الفضائي اإلسرائيل5أفق " ـــ،،ــ *

ص مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة،)2002جويلية ( ،149

246-248.

المستقبل العربي،، "المضمون االقتصادي للقوة اإلسرائيلية" ملحم، ملحم خالد، *

.83-76 صمركز دراسات الوحدة العربية،: بيروت،)1991فيفري (، 144 العدد

السياسة ، "التحدي النووي اإلسرائيلي وقضية السالم "،إسماعيل صبري مقلد، *

مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة،)1978أفريل(، 52، العدد الدولية

.45-41ص

منظور : ضبط التسلح واألمن اإلقليمي في الشرق األوسط "،حسن مشهدي، *

.102-93ص ، هسبق ذكرمرجع عبد المنعم، ،، في سعيد"إيراني

،"سيناريوهات العمل العسكري ضد المنشآت النووية اإليرانية "،جمال مظلوم، *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة ،)2005جانفي(، 159العدد ،السياسة الدولية

.269-265 صاإلستراتيجية،

من دراسة في نفقات التسلح التقليدي : السوق الدولية لتجارة السالح "،عالء سالم،*

: القاهرة ،)1995جويلية (، 121، العدد السياسة الدولية، "1991 إلى 1950

.194-189 ص مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،

،السياسة الدولية، "العالقات اإلستراتيجية بين الهند وإسرائيل "،حسام سويلم،*

ص ستراتيجية،مؤسسة األهرام للدراسات اإل: القاهرة،)2000أكتوبر (، 142العدد

241-244.

206

، في بيلز"2003 الكبرى المنتجة لألسلحة ةالشركات المائ "،إيمون سوري،*

،)Sipri 2005(الكتاب السنوي : التسلح ونزع السالح واألمن الدولي وآخرون،

.600-587ص ، مرجع سبق ذكره

-453، ص في المرجع نفسه" اإلنفاق العسكري" اليزابيت وآخرون، ، سكونز*

497.

،"حرب الخليج وإمكانية حظر تصدير األسلحة إليران "،أيمن السيد عبد الوهاب، *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة، )1988جويلية (، 93العدد السياسة الدولية،

.135-132 صاإلستراتيجية،

، السياسة الدولية، "إسرائيل والتوازنات العربية الراهنة " ، وحيد، عبد المجيد *

صمؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة ،)1981جويلية ( ، 65 العدد

72-75.

، "حول مبيعات األسلحة اإلسرائيلية في أمريكا الالتينية "،سيد عبد المجيد،*

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة،)1983جويلية (، 73، العدد السياسة الدولية

.136-134 ص اإلستراتيجية،احتماالت ومحاذير استخدام السالح النووي في الشرق "،محمد سالم، عبد ال*

.292-273ص ،مرجع سبق ذكره وآخرون،في العناني ، "األوسط

السياسة ، "الخصائص والمقومات: الرؤوس النووية اإلسرائيلية " ـــ،، ــ*

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة ،)1994أكتوبر ( ،118 العدد ،الدولية

.33- 24 ص اتيجية،اإلستر

مقارنة بين : تطور مفهوم التحقق في اتفاقيات نزع السالح "،مصطفى عبد العال،*

، السياسة الدولية ،"سلحة الكيماوية االنتشار النووي ومعاهدة حظر األمعاهدة منع

مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة،)1995 فريلأ( ،120 العدد

.92-86ص

الدبلوماسية وقضايا نزع السالح في األمم المتحدة "، الرحمانبدع ل،عبد العا *

مؤسسة : القاهرة ،)2001أفريل (، 144العدد السياسة الدولية، ،"1981-1998

.45-40 ص األهرام للدراسات اإلستراتيجية،

207

االستخدام -اإلمكانيات: الخيار النووي اإلسرائيلي "،محمود سعيد عبد الظاهر،*

،مرجع سبق ذكره وآخرون،في العناني ، )"اإلستراتيجي للسالح النوويالمضمون (

.228-187ص

، السياسة الدولية،"التحالف العسكري التركي اإلسرائيلي "،جهاد عودة،*

مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة،)2003جويلية(، 153العدد

.328- 322ص

، "ألمن واألسلحة الكيماوية في الشرق األوسطرؤية لمستقبل ا "،محمد نبيل فهمي،*

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة ،)1990أكتوبر (، 102العدد السياسة الدولية،

.159-156 ص اإلستراتيجية،

دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق والمراقبة "، سيزرفيلموس فيني، *

من أسلحة الدمار الشامل في الشرق والضمانات وأثرها في إنشاء منطقة خالية

.83-76ص. مرجع سبق ذكره، في عبد الرحيم وآخرون، "األوسط

السياسة ، "أبعاد نظرية األمن اإلسرائيلي بعد التسوية" أنيس، ممدوح، فتحي*

مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة،)1996افريل(، 124العددالدولية،

.236-230ص

السياسة ، "العقيدة العسكرية اإلسرائيلية بين االستمرار والتغير "،ـــ ،ــ *

مؤسسة األهرام للدراسات : القاهرة،)1996جويلية(، 125 العددالدولية،

.231-228 ص اإلستراتيجية،

، السياسة الدولية،"االتفاق التركي اإلسرائيلي وعملية السالم"، عبد اهللا صالح، *

صمؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية،: القاهرة ،)1996جويلية( ،125العدد

78-81.

208

:باللغة األجنبية .ب

* Cirincione, Joseph, "du plutonium en Israèl" ,courier international, N° 498, (du 18 au 24 mai 2000), pp 43-49.

* Delpech, Thérése, "La Biologique: Arme de XXIeme Sciecle", Politique Etrangere, N° 5138, (Mars 2005), Paris: Institut français

des relations internationales), pp 81-93. * Dinn, Rewis.A, "Le nouvel agenda de la non-proliferation",

Politique Etrangère, N° 6666, (Mars 1995), Paris: Institut français des relations internationales, pp 681-694.

* Feldman, Shai, "L’extention du TNP et la maitrise des armements

nucléaires au Moyen Orient", Ibid. pp 609-620.

* Karem, Mahmoud, "La conferance d’extension du TNP: vue du tiers

monde", Ibid. pp 621-632. * Kochavi, Arieh.J, "Stuggle Against Jewish Immigration To Palestine", Middle eastern studies, N° 03 (July 1998), London:

Frank cass Publishers, pp 141-151. * Mansour, Kamil, "L’impasse colonial d’Israel" revue des études palesteniennes, N° 3, Vol 30, (été 2001),Washington : institut des

études palesteniennes, pp 20-25. * Martin, David et Rocard, Michel, "La menace des armes nucléaires

ne doit pas ètre éternelle", Politique Etrangère, N°7013, (Janvier 2000), Paris : Institut français des relations internationales, pp213-

231. * Quinlan , Michalil, "Au-delà de l’arme nucléaire", Politique

Etrangère, N°7014, (Janvier 2001), Paris: Institut français des relations internationales, pp 185-199.

* Shapira, Anita, "Ben Gurion and the bibble: the forging of historical

narrative", middle eastern studies, (October 1997), London: Frank cass Publishers, pp 649-652.

209

* Schell, Jonathan, "The Folly of Arms Control", Foreign Affairs, N° 5, Vol 79, (September, October 2000), pp 24-28.

* Singh, Jasjit., "La non-proliferation nucléaire au 21em siècle", Politique Etrangère, N° 6666, (Mars 1995), Paris: Institut français

des relations internationales), pp 633-679. * Tucker, Johnatan.B, "Armes Biologiques: Quelque Leçons Iraqiannes", N° 5138, (Mars 2005), Paris: Institut français des

relations internationales), pp 119-127.

المواقع اإللكترونية .3

:باللغة العربية. أ

:على الموقع االلكتروني" ارتباك اإلستراتيجية اإلسرائيلية"أمنون كابليوك، * http://www.mondiploar.com [20-4-2006].

:، على الموقع االلكتروني"محاكمة ألماني في قضية البرنامج النووي الليبي* http://www.news.bbc.co.uk/go/pr/fr/hi/arabic/world_news/newsid_48

15000/4815744.stm.[28/12/2006]. ،"التطورات واالتجاهات المستقبلية :مصر ومحطات القوى النووية"،عادل محمد أحمد*

:، على الموقع اإللكتروني)2006 فبراير(،160العدد جريدة األهرام، http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/SB2K42.HTM.

، جامعة تل أبيب، على "206-2005تقرير التوازن اإلستراتيجي في الشرق األوسط "*

:الموقع اإللكترونيhttp://www.arabe.menara.ma/includArNx/print.asp?article_id=6212&

categorie=&lmodule=usa ، " النسحاب القوات األجنبية من العراق العرب يريدون جدوال زمنيا" محمد عبد اهللا، *

:على الموقع اإللكترونيhttp://www.swissinfo.org/ara/international/ticker/detail.html[12/0

3/2007]

210

:باللغة األجنبية. ب* Abdel-Azim, Mohamed, "L’Usage politique du nucléaire au

Moyen-Orient: Israel et ses voisins 1995-2000", sur le site: www.dociep.univlyon2.Fr/Ressources/Documents/Etudiants/Me

moires/DEA/abdelazimm/thèse.html, [18/06/2006], 213 pages. * Bowen, Wyn.Q and Kidd, Joanna, "The Nuclear Capabilities and Ambitions of Iran’s Neighbours", in Sokolski, Henri and Clawson, Patrick, "Getting Ready For a Nuclear Ready Iran", in

the site: www.strategicstudiesinstitute.army.mill/pdffiles/pub629pdf.[

07.05.2006], pp 23-69. * Brom, Shlomo, "is there BIGIN doctrine still a variable option

for Israel" Ibid. pp145-162. * Farr, Warner.D, "the Third Temple’s Holly of Hollies: Israel

Nuclear Weapons", in the site: www.fas.org/nuke/guide/israel/nuke/farr-html.[07/05/2006],

23 pages. * Hajjar, Sami.G, "Security Implications Of The Proliferation Of The Weapons Of Mass Destruction in The Middle East", in The

Site: www.strategicstudiesinstitute.army.mill/pdffiles/pub629pdf,[

07.05.2006], 53 pages. * Pierart, Piere, "Israel: Mordechai Vanunu prisonnier nucléaire

depuis 17 ans" sur le site: -05-14.[969=article-id?3php.article/info.legrandsoir.www

2006.pages4 , ]

* Sieff, Martin "Israel buying 3 submarines to carry nuclear missils", in the site:

www.fas.org/nuke/guide/Israel/sub/international/1.html,[15/05/2006], 3 pages.

* Tertrais, Bruno, "IRAN: la bombe fin 2008?", sur le site: www.frstrategie.org/barrecompetances/profileDessuasionDsf

enses/20061315/pdf. [07/05/2006], 9 page.

211

*www.elaph.com/elaphweb/politics/2007/03/216159.html.[10/03/2007].

*www.washingtonpost.com/wpdym/content/article/03/29:AR2006032901620.html.[07/05/2006].

التقارير .4

التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية،: فيينا*

.1999 ديسمبر .1999

وكالة الدولية للطاقة الذرية التقرير السنوي لل مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية،: فيينا*

.2002 ديسمبر .2002

التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية،: فيينا*

.2003 ديسمبر .2003

التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية،: فيينا*

.2004يسمبرد. 2004لسنة

تقرير التعاون التقني للوكالة الدولية للطاقة مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية،: فيينا*

.2005أوت. 2004تقرير المدير العام لعام : الذرية

.الموسوعات والمعاجم .5

: لبنان). سالح (4 ج.الموسوعة العسكريةوآخرون، ) مشرفا(أكرم ديري *

.292، ص 1990، 2 والنشر، طالمؤسسة العربية للدراسات

: لبنان). سباق التسلح (3ج . موسوعة السياسةعبد الوهاب الكيالي وآخرون، *

.128-126، ص 1993المؤسسة العربية للدراسات والنشر،

212

:الفــهرس

الصفحة الموضوع

.11ص ...... .....الصراعات اإلقليمية وسباق التسلح في الشرق األوسط : فصل تمهيدي

.13ص ........................... 1948الصراعات اإلقليمية منذ سنة : المبحث األول

.13ص ................................ 1973-1948المرحلة األولى : المطلب األول

.13ص .......................................... ................أهم األحداث الواقعة

.15ص .................................................. ........خصوصيات المرحلة

.18ص .............................. 1973المرحلة الثانية مابعد سنة : المطلب الثاني

.18ص .......................................... .................أهم األحداث الواقعة

.21ص ..................................................... ....خصوصيات المرحلة

.29ص ........................ ظاهرة سباق التسلح في الشرق األوسط : المبحث الثاني

.30ص .............. مالمح ومسارات سباق التسلح في الشرق األوسط :المطلب األول

.33ص ........................................ لح بين دول الطوق وإسرائيل سباق التس

.35ص ..................... سباق التسلح بين العراق وإيران أثناء حرب الخليج األولى

.38ص ................................................ سباق التسلح في الخليج العربي

.41ص....................... األسلحة غير التقليدية في الشرق األوسط : نيالمطلب الثا

.41ص .................................................... أنواع أسلحة الدمار الشامل

.43ص ................................ انتشار أسلحة الدمار الشامل في الشرق األوسط

.46ص .......................................... يخ في الشرق األوسط برامج الصوار

.50ص ...................................................... خالصة الفصل التمهيدي

.52ص .......................... نشوء وتطور القوة النووية اإلسرائيلية : الفصل األول

.52ص ........................................................... مقدمة الفصل األول

.54ص ................................... السياسة التسلحية اإلسرائيلية : المبحث األول

.54ص ........................................ عقيدة األمن اإلسرائيلية : المطلب األول

.61ص .......................... السياسة اإلسرائيلية في شؤون التسلح : المطلب الثاني

.62ص ........................................... السعي لخلق صناعة عسكرية محلية

213

.64ص.............................. االعتماد على دولة كبرى كمورد عسكري أساسي

الصفحة الموضوع

.66ص ............ الخيار النووي اإلسرائيلي وأهم مراحله دوافـــع: المبحث الثاني

.66ص ..................................... الخيار النووي دوافـــع: المطلب األول

.68ص ................ الدول المتعاونة مع إسرائيل في المجال النووي : المطلب الثاني

.68ص .............................................................. ن الفرنسي التعاو

.72ص ..................................................... التعاون مع جنوب إفريقيا

.73ص ............................................................. التعاون األمريكي

.75ص .......................... مراحل بناء القوة النووية اإلسرائيلية : مطلب الثالثال

.75ص ....................................... مرحلة اتخاذ القرار لتبني الخيار النووي

.78ص .................................... مرحلة اتخاذ القرار إلنتاج أول قنبلة نووية

.79ص ................................................ مرحلة تطوير الترسانة النووية

.81ص .. ............ الترسانة النووية اإلسرائيلية بشـــأنتقديرات : المطلب الرابع

.81ص ......................................... دالئل امتالك إسرائيل للسالح النووي

.87ص ............................ التقديرات السائدة لعدد الرؤوس النووية اإلسرائيلية

.93ص ......................................................... خالصة الفصل األول

.94ص ............ التهديد النووي اإلسرائيلي على دول المنطقة مخاطر: الفصل الثاني

.94ص ........................................................... قدمة الفصل الثاني م

.96ص....... ....................خصائص السياسة النووية اإلسرائيلية : المبحث األول

.96ص ......................................... مبدأ الغموض النووي :المطلب األول

.100 ص....... ..................................مبدأ االحتكار النووي : لب الثانيالمط

.102ص ........ .........................مبدأ االستعداد ألسوا الحاالت :المطلب الثالث

.103ص ... .........من التسلح ونزع السالح مبدأ رفض مبادرات الحد :المطلب الرابع

.103ص .... ............ن األسلحة النووية ا من مبادرات إخالء الشرق األوسط مموقفه

.105ص ................................ موقفها من معاهدة عدم انتشار األسلحة النووية

.108ص ............... المكاسب اإلسرائيلية من امتالكها للسالح النووي :المبحث الثاني

.108ص .............. مكاسبها على مستوى الصراع العربي اإلسرائيلي : األولالمطلب

.110ص ......... ...........الوظيفة اإلقليمية للسالح النووي اإلسرائيلي :المطلب الثاني

.112ص .......... ...........المكاسب اإلسرائيلية على المستوى الدولي : المطلب الثالث

.115ص ... ..........أبعاد التهديد النووي اإلسرائيلي لالستقرار اإلقليمي : ثالثالمبحث ال

214

.115ص ... ....................السالح النووي وعدم االستقرار اإلقليمي : المطلب األول

الصفحة الموضوع

.120ص ....... األخطار المترتبة عن إدخال السالح النووي إلى المنطقة : المطلب الثاني

.120ص ............ طبيعة أهداف االستخدام العسكري لهذه األسلحة في الشرق األوسط

.120ص .................................................. النفقات االقتصادية المتزايدة

.121ص ...... .........................................مستوى عقالنية صانعي القرار

.121ص ....................................................... سالمة األسلحة النووية

.123ص ............................................. خصوصية منطقة الشرق األوسط

.123ص ...... ..........................االنعكاسات البيئية للبرنامج النووي اإلسرائيلي

مضمون(مقومات وإمكانيات االستخدام الفعلي لألسلحة النووية : المطلب الثالث

.125ص ) ............................ التهديد العسكري لهذه األسلحة ضد الدول العربية

.125ص ..... ............................العدد الالزم للرؤوس النووية لتدمير األهداف

.128ص .. ........................................مسألة اختبار كفاءة األسلحة النووية

.130ص . ...................................................مسألة خط األمان النووي

.133ص ... ........................................مسألة إدماج ونشر األسلحة النووية

.137ص ........................................................ خالصة الفصل الثاني

.138ص ............. اآلليات اإلقليمية والدولية لمواجهة المشكلة النووية : الفصل الثالث

.138 ص .......................................................... مقدمة الفصل الثالث

.139ص ................... المجتمع الدولي والسالح النووي اإلسرائيلي : المبحث األول

.139ص ....................................... مبادرات القانون الدولي : المطلب األول

.139ص . .........................................................منظمة األمم المتحدة

.140ص .................................................. الوكالة الدولية للطاقة الذرية

.141ص .................................... االتفاقيات الدولية للحد من األسلحة النووية

.146ص ..... وسط السياسة األمريكية اتجاه المسألة النووية في الشرق األ: المطلب الثاني

.153ص ......................................... مواقف الدول العربية : المبحث الثاني

.153ص ........................................... الموقف الدبلوماسي : المطلب األول

.153ص ......... ............................المبادرات في إطار جامعة الدول العربية

.155ص ..... .................................... ...................المبادرة المصرية

.159ص .................................... موقف تبني الخيار النووي : المطلب الثاني

.159ص ...... ............................................. العراقي ″النووي″البرنامج

215

.162ص ......... ............................................ الليبي ″النووي″البرنامج

الصفحة الموضوع

.164ص ...................................... الخيارات العربية البديلة : المطلب الثالث

.164ص ................................... يدية الخيار العسكري لتطوير أسلحة غير تقل

.166ص .............................. الخيارات العسكرية الستخدام اإلشعاعات النووية

.167ص ................................................. خيار تفعيل النهج الدبلوماسي

.168ص .......................................... الخيار النووي لالستخدامات السلمية

.170ص ... قضية النووية النووي اإليراني وسيناريوهات تطور البرنامجال: المبحث الثالث

.171ص ........ ..........برنامج النووي اإليراني موقف إسرائيل من ال: المطلب األول

.176ص ................. مج النووي اإليراني الموقف العربي من البرنا: المطلب الثاني

.179ص ............................ النووية قضيةسيناريوهات تطور ال: المطلب الثالث

.179ص .............................................. سيناريو استمرار الوضع الحالي

.181ص .................................. .....سيناريو رضوخ إيران للمطالب الدولية

.182ص ................... سيناريو حدوث تغيير في موازين القوى الدولية في المنطقة

.183ص ......................................... سيناريو امتالك إيران للسالح النووي

.185ص ................................ ........................خالصة الفصل الثالث

.186ص ............................................................... الخـاتمـــة

.216ص ............... ... ...........................................الخرائط والصور

.219ص ................................... .............................قائمة الجداول

.220ص ................................................................ قائمة األشكال

.221ص ............................................... قائـمة المـراجـع المعتـمدة