لشعر: كتاب ا عيار لعلوي : املؤلف ا بن طباطبا ا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

وصلى اهللا على سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم

.احلمد هللا رب العاملني، وصلواته على سيدنا حممد وآله الطاهرينك عليه، وفقك اهللا للصواب، وأعان: حممد بن أمحد بن طباطبا العلوي، رمحة اهللا عليه. قال أبو احلسن

.وجنبك اخلطأ، وباعدك منه، وأدام أنس اآلداب باصطفائك هلا، وحياة احلكمة باقتنائك إياهاما سألت أن أصفه لك من الشعر، والسبب الذي يتوصل به إىل نظمه، وتقريب -حاطك اهللا -فهمت

يستغلق عليك منه، وأنا مبني ما سألت عنه، وفاتح ما. ذلك على فهمك، والتأيت لتيسري ما عسر منه عليك . إن شاء اهللا تعاىل

الشعر وأدواته

كالم منظوم، بائن عن املنثور الذي يستعمله الناس يف خماطباهتم، مبا خص به من -أسعدك اهللا -الشعر ونظمه معلوم حمدود، فمن صح طبعه . النظم الذي إن عدل عن جهته جمته األمساع، وفسد على الذوق

تعانة على نظم الشعر بالعروض اليت هي ميزانه، ومن اضطراب عليه الذوق مل يستغن وذوقه مل حيتج إىل االس. من تصحيحه وتقوميه مبعرفة العروض واحلذق به، حىت تعترب معرفته املستفادة كالطبع الذي ال تكلف معه

ه ما فمن تعصت عليه أداة من أدواته، مل يكمل ل. وللشعر أدوات جيب إعدادها قبل مراسه وتكلف نظمه .يتكلفه منه، وبان اخللل فيما ينظمه، وحلقته العيوب من كل جهة

التوسع يف علم اللغة، والرباعة يف فهم اإلعراب، والرواية لفنون اآلداب، واملعرفة بأيام الناس : فمنهاوأنساهبم، ومناقبهم ومثالبهم، والوقوف على مذاهب العرب يف تأسيس الشعر، والتصرف يف معانيه، يف

فن قالته العرب فيه؛ وسلوك مناهجها يف صفاهتا وخماطباهتا وحكاياهتا وأمثاهلا، والسنن املستدلة منها، كل وتعريضها، وإطناهبا وتقصريها، وإطالتها وإجيازها، ولطفها وخالبتها، وعذوبة ألفاظها، وجزالة معانيها

لباسه ما يشاكله من األلفاظ حىت وحسن مبانيها، وحالوة مقاطعها، وإيفاء كل معىن حظه من العبارة، وإوأجتناب ما يشينه من سفساف الكالم وسخيف اللفظ، واملعاين . يربز يف أحسن زي وأهبى صورة

املستربدة، والتشبيهات الكاذبة، واإلشارات اجملهولة، واألوصاف البعيدة، والعبارات الغثة، حىت ال يكون الوشي املنمنم والعقد املنظم، واللباس الرائق، فتسابق معانيه متفاوتا مرقوعا، بل يكون كالسبيكة املفرغة، و

ألفاظه، فيلتذ الفهم حبسن معانيه كالتذاذ السمع مبونق لفظه، وتكون قوافيه كالقوالب ملعانيه، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها، فيكون ما قبلها مسوقا إليها، وال تكون مسوقة إليه، فتقلق يف

ها، وال توافق ما يتصل هبا، وتكون األلفاظ منقادة ملا تراد له، غري مستكرهة، وال متعبة، لطيفة مواضع .املواجل، سهلة املخارج

ومجاع هذه األدوات كمال العقل الذي به تتميز األضداد، ولزوم العدل وإيثار احلسن، واجتناب القبيح، . ووضع األشياء مواضعها

صناعة الشعر

اعر بناء قصيدة خمض املعىن الذي يريد بناء الشعر عليه يف فكره نثرا، وأعد له ما يلبسه إياه فإذا أراد الشفإذا اتفق له بيت يشاكل . من األلفاظ اليت تطابقه، والقوايف اليت توافقه، والوزن الذي يسلس له القول عليه

عاين على غري تنسيق للشعر وترتيب املعىن الذي يرومه أثبته، وأعمل فكره يف شغل القوايف مبا تقتضيه من املفإذا كملت له املعاين، . لفنون القول فيه؛ بل يعلق كل بيت يتفق له نظمه، على تفاوت ما بينه وبني ما قبله

مث يتأمل ما قد أداه إليه . وكثرت األبيات وفق بينها بأبيات تكون نظاما هلا وسلكا جامعا ملا تشتت منهاقصي انتقاده، ويرم ما وهي منه، ويبدل بكل لفظة مستكرهة لفظة سهلة نقية، وإن طبعه ونتجته فكرته، يست

اتفقت له قافية قد شغلها يف معىن من املعاين، واتفق له معىن آخر مضاد للمعىن األول، وكانت تلك القافية أبطل ذلك البيت أو أوقع يف املعىن الثاين منها يف املعىن األول، نقلها إىل املعىن املختار الذي هو أحسن، و

نقض بعضه، وطلب ملعناه قافية تشاكله، ويكون كالنساج احلاذق الذي يفوف وشيه بأحسن التفويت ويسديه وينريه وال يهلهل شيئا منه فيشينه، وكالنقاش الرفيق الذي يضع األصباغ يف أحسن تقاسيم نقشه،

هر الذي يؤلف بني النفيس منها والثمني ويشبع كل صبغ منها حىت يتضاعف حسنه يف العيان، وكناظم اجلووكذلك الشاعر إذا أسس شعره . الرائق، وال يشني عقوده، بأن يفاوت بني جواهرها يف نظمها وتنسيقها

على أن يأيت فيه بالكالم البدوي الفصيح مل خيلط به احلضري املولد، وإذا أتى بلفظة غريبة أتبعها أخواهتا، ط هبا األلفاظ الوحشية النافرة الصعبة القيادة، ويقف على مراتب القول، وكذلك إذا سهل ألفاظه مل خيل

والوصف يف فن بعد فن، ويتعمد الصدق والوفق يف تشبيهاته وحكاياته، وحيضر لبه عند كل خماطبة ووصف، فيخاطب امللوك مبا يستحقونه من جليل املخاطبات، ويتوقى حطها عن مراتبها، وأن خيلطها

ويعد لكل معىن ما يليق به، ولكل طبقة ما يشاكلها، . توقى أن يرفع العامة إىل درجات امللوكبالعامة، كما يحىت تكون االستفادة من قوله يف وضعه الكالم مواضعه أكثر من االستفادة من قوله يف حتسني نسجة

.وإبداع نظمهعر فصوال كفصول الرسائل، ويسلك منهاج أصحاب الرسائل يف بالغاهتم، وتصرفهم يف مكاتباهتم، فإن للش

فيحتاج الشاعر إىل أن يصل كالمه على تصرفه يف فنونه صلة لطيفة، فيتخلص من الزل إىل املديح، ومن املديح إىل الشكوى، ومن الشكوى إىل االستماحة، ومن وصف الديار واآلثار إىل وصف الفيايف والنوق،

ن وصف الظلمان واألعيار إىل وصف اخليل ومن وصف الرعود والربوق إىل وصف الرياض والرواد ومواألسلحة، ومن وصف املفاوز والفيايف إىل وصف الطرد والصيد، ومن وصف الليل والنجوم إىل وصف

ومن االفتخار إىل اقتصاص مآثر األسالف، ومن . املوارد واملياه واهلواجر واآلل، واحلرايب واجلنادب

ار، ومن اإلباء واالعتياض إىل اإلجابة والتسمح، بألطف ختلص االستكانة واخلضوع إىل االستعتاب واالعتذوأحسن حكاية، بال انفصال للمعىن الثاين عما قبله، بل يكون متصال به وممنزجا معه، فإذا استقصى املعىن

.وأحاطه باملراد الذي إليه يسوق القول بأبسر وصف وأخف لفظ مل حيتج إىل تطويله وتكريرهنسه ومعرفة أمسه، متشابه اجلملة، متفاوت التفصيل، خمتلف كاختالف الناس يف والشعر على حتصيل ج

صورهم، وأصواهتم، وعقوهلم، وحظوظهم ومشائلهم، وأخالقهم، فهم متفاضلون يف هذه املعاين، وكذلك األشعار هي متفاضلة يف احلسن على تساويها يف اجلنس؛ ومواقعها من اختيار الناس إياها كمواقع الصور

ولكل اختيار يؤثره، وهوى يتبعه، وبغية ال يستبدل هبا وال . سنة عندهم، واختيارهم ملا يستحسنونه منهااحل .يؤثر سواها

وقد مجعنا ما اخترناه من أشعار الشعراء يف كتاب مسيناه هتذيب الطبع يرتاض من تعاطى قول الشعر بالنظر اين اللطيفة كتناوهلم إياها، فيحتذي على تلك األمثلة فيه، ويسلك املنهاج الذي سلكه الشعراء، ويتناول املع

واقتصرنا على ما أخترناه من غري نفي ملا تركناه، بل الستحسان له . يف الفنون اليت طرقوا أقواهلم فيهاخصصناه به دون ما سواه، وقد شذ عنا الكثري مما وجب اختياره وإيثاره، وإذا استنفدناه أحلقناه مبا اخترناه

.اهللا تعاىلإن شاء

فمن األشعار أشعار حمكمة متقنة األلفاظ حكيمة املعاين، عجيبة التأليف إذا نقضت وجعلت نثرا مل تبطل ومنها أشعار مموهة، مزخرفة عذبة، تروق األمساع واألفهام إذا مرت . جودة معانيها، ومل تفقد جزالة ألفاظها

فاظها، وجمت حالوهتا، ومل يصلح نقضها لبناء صفحا، فإذا حصلت وانتقدت هبرجت معانيها، وزيفت أليستأنف منه، فبعضها كالقصور املشيدة، واألبنية الوثيقة الباقية على مر الدهور، وبعضها كاخليام املوتدة

.اليت تزعزعها الرياح، وتوهيها األمطار، ويسرع إليها البلى، وخيشى عليها التقوض

املعاين واأللفاظ

ا فتحسن فيها وتقبح يف غريها، فهي هلا كاملعرض للجارية احلسناء اليت تزداد حسنا وللمعاين ألفاظ تشاكلهوكم من معىن حسن قد شني مبعرضه الذي أبرز فيه، وكم معرض حسن قد . يف بعض املعارض دون بعض

ابتذل على معىن قبيح ألبسه، وكم من صارم غضب قد انتضاه من وددت لو أنه انتضاه فهزه مث مل يضرب ، وكم من جوهرة نفيسة قد شينت بقرينة هلا بعيدة منها، فأفردت عن أخواهتا املشاكالت هلا، وكم من به

زائف وهبرج قد نفقا على نقادمها، ومن جيد نافق قد هبرج عند البصري بنقده فنفاه سهوا، وكم من زبر سيوف املطبوعة منها، وكم من للمعاين يف حشو األشعار ال حيسن أن يطلبها غري العلماء هبا، والصياقلة لل

حكمة غريبة قد أزدريت لرثاثة كسوهتا، ولو جليت يف غري لباسها ذاك لكثر املشريون إليها، وكم من سقيم .من الشعر قد يئس طبيبه من برئه، عوجل سقمه فعاودته سالمته، وكم من صحيح جين عليه فأرداه حينه

الطبع من بناء إن مل يصلح ألن تسكن األفهام يف ظله مل يبطل وليس خيلو ما أودعناه اختيارنا املسمى هتذيب .أن ينتفع بنقضه، فبعض البناء حيتاج إليه

شعر املولدين

وستعثر يف أشعار املولدين بعجائب استفادوها ممن تقدمهم، ولطفوا يف تناول أصوهلا منهم، ولبسوها على .للطيف سحرهم فيها، وزخرفتهم ملعانيهامن بعدهم، وتكثروا بأبداعها فسلمت هلم عند إدعائها،

واحملنة على شعراء زماننا يف أشعارهم أشد منها على من كان قبلهم ألهنم قد سبقوا إىل كل معىن بديع ولفظ فإن أتوا مبا يقصر عن معاين أولئك، وال يرىب عليها مل يتلق بالقبول . فصيح، وحيلة لطيفة، وخالبة ساحرة

ومع هذا فإن من كان قبلنا يف اجلاهلية اجلهالء، ويف صدر اإلسالم، من الشعراء . وكان كاملطرح اململولكانوا يؤسسون أشعارهم يف املعاين اليت ركبوها على القصد للصدق فيها مدحيا وهجاء، وافتخارا ووصفا،

ط يف من اإلغراق يف الوصف واإلفرا: وترغيبا وترهيبا، إال ما قد احتمل الكذب فيه يف حكم الشعروكان جمرى ما يوردونه جمرى القصص احلق، واملخاطبات بالصدق، فيحابون مبا يثابون ويثابون مبا . التشبيه .حيابون

والشعراء يف عصرنا إمنا يثابون على ما يستحسن من لطيف ما يوردونه من أشعارهم، وبديع ما يغربون من ه من نوادرهم، وأنيق ما ينسجونه من وشي معانيهم، وبليغ ما ينظمونه من ألفاظهم ومضحك ما يوردون

فإذا كان . قوهلم، دون حقائق ما يشتمل عليه من املدح، واهلجاء، وسائر الفنون اليت يصرفون القول فيهاوإذا كان اهلجاء كذلك أيضا . املديح ناقصا عن الصفة اليت ذكرناها، كان سببا حلرمان قائله، واملتوسل به

هجو به وأمنه من سريه، ورواية الناس له، وإذا عتهم إياه وتفكههم بنوادره ال سيما كان سببا الستهانة املوأشعارهم متكلفة غري صادرة عن طبع صحيح، كأشعار العرب اليت سبيلهم يف منظومها سبيلهم يف منثور

. كالمهم الذي ال مشقة عليهم فيه

ودته وحسنه وسالمته من العيوب اليت نبه عليها، فينبغي للشاعر يف عصرنا أن ال يظهر شعره إال بعد ثقته جبوأمر بالتحرز منها، وهني عن استعمال نظائرها، وال يضع يف نفسه أن الشعر موضع اضطرار، وأنه يسلك سبيل من كان قبله، وحيتج باألبيات اليت عيبت على قائلها؛ فليس يقتدى باملسيء، وإمنا االقتداء باحملسن،

وال يغري على معاين الشعر فيودعها شعره، وخيرجها يف أوزان وخمالفة . إال القليلوكل واثق فيه جمل له ألوزان األشعار اليت يتناول منها ما يتناول، ويتوهم أن تغيريه لأللفاظ واألوزان مما يستر سرقته، أو يوجب

أصوهلا يف قلبه، وتصري له فضيلة، بل يدمي النظر يف األشعار اليت قد اخترناها لتلصق معانيها بفهمه، وترسخ مواد لطبعه، ويذرب لسانه بألفاظها؛ فإذا جاش فكره بالشعر أدى إليه نتائج ما استفاده مما نظر فيه من تلك

وكما قد اغترف من . األشعار، فكانت تلك النتيجة كسبيكة مفرغة من مجيع األصناف اليت خترجها املعادنكطيب تركب من أخالط من الطيب كثرية، فيستغرب واد قد مدته سيول جارية من شعاب خمتلفة، و

حفظين أيب : عيانه، ويغمض مستبطنه ويذهب يف ذلك إىل ما حيكى عن خالد بن عبد اهللا القسري، فإنه قالفكان حفظه . تناسها؛ فتناسيتها؛ فلم أرد بعد ذلك شيئا من الكالم إال سهل على: ألف خطبة مث قال يل

.هتذيبا لطبعه، وتلقيحا لذهنه، ومادة لفصاحته، وسببا لبالغته ولسنه وخطابتهلتلك اخلطب رياضة لفهمه، و

طريقة العرب يف التشبيه

واعلم أن العرب أودعت أشعارها من األوصاف والتشبيهات واحلكم ما أحاطت به معرفتها، وأدركه ست تعدو أوصافهم ما صحوهنم البوادي وسقوفهم السماء، فلي: عياهنا، ومرت به جتارهبا وهم أهل وبر

من شتاء، وربيع، وصيف، : رأوه منها وفيها، ويف كل واحدة منهما يف فصول الزمان على اختالفهاوخريف، من ماء، وهواء، ونار، وجبل، ونبات وحيوان، ومجاد، وناطق، وصامت، ومتحرك، وساكن،

ها من التشبيهات ما أدركه من فتضمنت أشعار. وكل متولد من وقت نشوئه، ويف حال منوه إىل حال انتهائهذلك عياهنا وحسها، إىل ما يف طبائعها وأنفسها من حممود األخالق ومذمومها، يف رخائها وشدهتا، ورضاها

وغضبها، وفرحها وغمها، وأمنها وخوفها، وصحتها وسقمها، واحلالت املتصرفة يف خلقها، من حال فشبهت الشيء مبثله تشبيها صادقا على ما ذهبت . املوتالطفولة إىل حال اهلرم، ويف حال احلياة إىل حال

إليه يف معانيها اليت أرادهتا فإذا تأملت أشعارها وفتشت مجيع تشبيهاهتا وجدهتا على ضروب خمتلفة تتدرج فأحسن التشبيهات ما إذا عكس مل ينتقص، . فبعضها أحسن من بعضه، وبعضها ألطف من بعض. أنواعها

ورمبا أشبه الشيء . حبه مثل صاحبه، ويكون صاحبه مثله مشتبها به صورة ومعىنبل يكون كل مشبه بصاوأشبهه جمازا ال . الشيء صورة وخالفه معىن، ورمبا أشبهه معىن وخالفه صورة، ورمبا قاربه وداناه أو شامه

.حقيقةتغر هبا فاحبث عنه ونقر فإذا اتفق لك يف أشعار العرب اليت حيتج هبا تشبيه ال تتلقاه بالقبول، أو حكاية تس

عن معناه، فإنك ال تعدم أن جتد حتته خبيئة إذا أثرهتا عرفت فضل القوم هبا، وعلمت أهنم أدق طبعا من أن ورمبا خفى عليك مذهبهم يف سنن يستعملوهنا بينهم يف حاالت يصفوهنا يف . يلفظوا بكالم ال معىن حتته

م، وال تفهم مثلها إال مساعا، فأذا وقفت على ما أرادوه لطف أشعارهم، فال ميكنك استنباط ما حتت حكاياهت .موقع ما تسمعه من ذلك عند فهمك

للكالم جسد وروح، : كما قال بعض احلكماء. والكالم الذي ال معىن له كاجلسد الذي ال روح فيهثري ال حيصر فأما ما وصفته العرب، وشبهت بعضه ببعض فما أدركه عياهنا فك. فجسده النطق وروحه معناه

.وسنذكر بعض ذلك ونبني حاالته وطبقاته إن شاء اهللا تعاىل. عدده، وأنواعه كثرية

املثل االخالقية عند العرب

وبناء املدح واهلجاء عليها

: وأما ما وجدته يف أخالقها ومدحت به سواها، وذمت من كان على ضد حاله فيه فخالل مشهورة كثريةة، ومنها يف اخللق السخاء والشجاعة، واحللم واحلزم والعزم، والوفاء، منها يف اخللق اجلمال والبسط

والعفاف، والرب، والعقل، واألمانة، والقناعة، والغرية، والصدق، والصرب، والورع، والشكر، واملداراة، والعفو، والعدل واإلحسان، وصلة الرحم، وكتم السر، واملواناة، وأصالة الرأي، واألنفة، والدهاء وعلو

وما يتفرع من هذه اخلالل اليت . اهلمة، والتواضع، والبيان، والبشر، واجللد، والتجارب، والنقض واإلبرامذكرناها من قرى األضياف، وإعطاء العفاة، ومحل املغارم، وقمع األعداء، وكظم الغيظ، وفهم األمور،

واإليثار على النفس، وحفظ ورعاية العهد، والفكرة يف العواقب، واجلد، والتشمري، وقمع الشهوات، الودائع، واجملازاة، ووضع األشياء مواضعها، والذب عن احلرمي، واجتالب احملبة، والتنزه عن الكذب،

واطراح احلرص، وإدخار احملامد واألجر، واالحتراز من العدو، وسيادة العشرية، واجتناب احلسد، والنكاية الصدق، والقيام بالدية وكبت احلساد، واإلسراف يف اخلري، يف األعداء، وبلوغ الغابات، واالستكثار من

واستدامة النعمة، وإصالح كل فاسد، واعتقاد املنن، واستعباد األحرار هبا، وإيناس النافر، واإلقدام على البخل، واجلنب، والطيش، واجلهل، والغدر، واالغترار، : وأضداد هذه اخلالل. بصرية، وحفظ اجلاروالعقوق، واخليانة، واحلرص واملهانة، والكذب، واهللع، وسوء اخللق، ولؤم الظفر، والفشل، والفجور،

واخلور، واإلساءة، وقطيعة الرحم، والنميمة، واخلالف، والدناءة، والغفلة، واحلسد، والبغي، والكرب، .والعبوس، واإلضاعة، والقبح، والدمامة، والقماءة، واالبتذال، واخلرف، والعجز، والعي

ك اخلصال احملمودة حاالت تؤكدها، وتضاعف حسنها، وتزيد يف جاللة املتمسك هبا، كما أن ولتلألضدادها أيضا حاالت تزيد يف احلط ممن وسم بشيء منها ونسب إىل استشعار مذمومها، والتمسك

بفاضحها، كاجلود يف حال العسر موقعه فوق موقعه يف حال اجلدة، ويف حال الصحو أمحد منه يف حال السكر، كما أن البخل من الوافر القادر أشنع منه من املضطر العاجز، والعفو يف حال املقدرة أجل موقعا

منه يف حال العجز، والشجاعة يف حال مبارزة األقران أمحد منها يف حال اإلحراج ووقوع الضرورة، والعفة للذات، واليأس من نيلها، يف حال اعتراض الشهوات والتمكن من اهلوى أفضل منها يف حال فقدان ا

.والقناعة يف حال تربج الدنيا ومطامعها أحسن منها يف حال اليأس وانقطاع الرجاء منهافاستعملت العرب هذه اخلالل وأضدادها، ووصفت هبا يف . وعلى هذا التمثيل، ومجيع اخلصال اليت ذكرناها

فيها، وشعبت منها فنونا من القول وضروبا حايل املدح واهلجاء مع وصف ما يستعد به هلا ويتهأ الستعمالهمن األمثال وصنوفا من التشبيهات ستجدها على تفننها واختالف وجوهها يف االختيار الذي مجعناه،

.فتسلك يف ذلك منهاجهم، وحتتذي على مثاهلم إن شاء اهللا تعاىل

عيار الشعر

علة حسن الشعر

والعلة يف . ا قبله واصطفاه فهو راف، وما جمه ونفاه فهو ناقصوعيار الشعر أن يورد على الفهم الثاقب، فمقبول الفهم الناقد للشعر احلسن الذي يرد عليه، ونفيه للقبيح منه، واهتزازه ملا يقبله، وتكرهه ملا ينفيه، إن

تدال كل حاسة من حواس البدن إمنا تتقبل ما يتصل هبا مما طبعت له إذا كان وروده عليها ورودا لطيفا باعالجور فيه، ومبوافقة ال مضادة معها، فالعني تألف املرأى احلسن، وتقذى باملرأى القبيح الكريه، واألنف يقبل املشم الطيب، ويتأذى باملننت اخلبيث، والفم يلتذ باملذاق احللو، وميج البشع املر، واألذن تتشوف

. لمس اللني الناعم، وتتأذى باخلشن املؤذيللصوت اخلفيض الساكن وتتأذى باجلهري اهلائل، واليد تنعم باملوالفهم يأنس من الكالم بالعدل الصواب احلق، واجلائز املعروف املألوف، ويتشوف إليه، ويتجلى له،

فإذا كان الكالم . ويستوحش من الكالم اجلائر، واخلطأ الباطل، واحملال اجملهول املنكر، وينفر منه، ويصدأ لها، مصفى من كدر العي، مقوما من أود اخلطأ واللحن، ساملا من جور التأليف، الوارد على الفهم منظوم

موزونا مبيزان الصواب لفظا ومعىن وتركيبا اتسعت طرقه، ولطفت مواجله، فقبله الفهم وارتاح له، وأنس ش عند وإذا ورد عليه على ضد هذه الصفة، وكان باطال حماال جمهوال، انسدت طرقه ونفاه واستوح. به

.حسه به، وصدىء له، وتأذى به، كتأذى سائر احلواس مبا خيالفها على ما شرحناهوالنفس تسكن إىل كل ما وافق . وعلة كل حسن مقبول االعتدال، كما أن علة كل قبيح منفي االضطراب

قها اهتزت له هواها، وتقلق مما خيالفه، وهلا أحوال تتصرف هبا، فإذا ورد عليها يف حالة من حاالهتا ما يواف .وحدثت هلا أرحيية وطرب، فإذا ورد عليها ما خيالفها قلقت وأستوحشت

فإذا اجتمع للفهم . وللشعر املوزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه ويرد عليه من حسن تركيبه واعتدال اجزائهواشتماله مع صحة وزن الشعر صحة املعىن وعذوبة اللفظ فصفا مسموعه ومعقوله من الكدر مت قبوله له،

اعتدال الوزن، وصواب املعىن، وحسن األلفاظ، كان : عليه، وإن نقص جزء من أجزائه اليت يعمل هبا وهيومثال ذلك الغناء املطرب الذي يتضاعف له طرب مستعمه، . إنكار الفهم إياه على قدر نقصان أجزائه

وهذه . نه دون ما سواه فناقص الطربفأما املقتصر على طيب اللحن م. املتفهم ملعناه ولفظه مع طيب أحلانهولألشعار احلسنة على اختالفها مواقع لطيفة . حال الفهم فيما يرد عليه من الشعر املوزون مفهوما أو جمهوال

كمواقع الطعوم املركبة اخلفية التركيب اللذيذة املذاق، وكاألراييح الفائحة : عند الفهم ال حتد كيفيتهاوكالنقوش امللونة التقاسيم واألصباغ، وكاإليقاع املطرب املختلف التأليف، املختلفة الطيب والنسيم،

فيلتذها - أعين األشعار احلسنة للفهم -وكاملالمس اللذيذة الشهية احلس، فهي تالئمه إذا وردت عليه وقد . اويقبلها، ويرتشفها كارتشاف الصديان للبارد الزالل، ألن احلكمة غذاء الروح، فأجنع األغذية ألطفه

ما خرج من القلب وقع القلب، : إن من الشعر حكمة وقال عليه السالم: قال النيب صلى اهللا عليه وسلم: وقال بعض الفالسفة. فإذا صدق ورود القول نثرا ونظما أثلج صدره. وما خرج من اللسان مل يتعد اآلذان

.ع الرقى وجنعها فيما تستعمل لهوجعل ذلك برهانا على نف. إن للنفس كلمات روحانية من جنس ذاهتافإذا ورد عليك الشعر اللطيف املعىن، احللو اللفظ، التام البيان، املعتدل الوزن، مازج الروح والءم الفهم، وكان أنفذ من نفث السحر، وأخفى دبيبا من الرقى، وأشد إطرابا من الغناء، فسل السخائم، وحلل العقد،

وقد قال النيب صلى . ان كاخلمر يف لطف دبيبه وإهلائه، وهزه وإثارتهوسخى الشحيح، وشجع اجلبان، وك .إن من البيان لسحرا: اهللا عليه وسلم

علة أخرى

وحلسن الشعر وقبول الفهم إياه علة أخرى وهي موافقته للحال اليت يعد معناه هلا؛ كاملدح يف حال وكاهلجاء يف حال مباراة . ن األولياءاملفاخرة، وحضور من يكبت بانشاده من األعداء، ومن يسر به م

وكاملراثي يف حال جزع املصاب، وتذكر مناقب املفقود . املهاجى، واحلط منه حيث ينكى فيه استماعه له. وكاالعتذار والتنصل من الذنب عند سل سخيمة اجملين عليه، املعتذر إليه. عند تأبينه، والتعزية عنه

وكالغزل والنسيب عند شكوى العاشق، . قران وطلب املغالبةوكالتحريض على القتال عند التقاء األ . واهتياج شوقه وحنينه إىل من يهواه

صدق العبارة

فإذا وافقت هذه احلاالت، تضاعف حسن موقعها عند مستمعها، ال سيما إذا أيدت مبا جيذب القلوب من كتم منها، واالعتراف باحلق يف الصدق عن ذات النفس بكشف املعاين املختلجة فيها، والتصريح مبا كان ي

.مجيعهاومن أحسن . وما خالف هذا فليس بشعر. والشعر هو ما إن عري من معىن بديع مل يعر من حسن الديباجة

املعاين واحلكايات يف الشعر وأشدها استفزازا ملن يسمعها، االبتداء بذكر ما يعلم السامع له إىل أي معىن وقبل توسط العبارة عنه، والتعريض اخلفي الذي يكون خبفائه أبلغ يف معناه يساق القول فيه قبل استتمامه،

فموقع هذين عند الفهم كموقع البشرى عند صاحبها لثقة الفهم . من التصريح الظاهر الذي ال ستر دونه .حبالوة ما يرد عليه من معنامها

ضروب التشبيهات

لشيء صورة وهيئة، ومنها تشبيهه به معىن، ومنها تشبيه الشيء با: فمنها. والتشبيهات على ضروب خمتلفةورمبا امتزجت هذه املعاين . تشبيهه به حركة، وبطئا وسرعة، ومنها تشبيهه به لونا، ومنها تشبيهه به صوتا

بعضها ببعض، فإذا اتفق يف الشيء املشبه بالشيء معنيان أو ثالثة معان من هذه األوصاف قوي التشبيه .وحسن الشعر به للشواهد الكثرية املؤيدة لهوتأكد الصدق فيه،

:فأما تشبيه الشيء بالشيء صورة وهيئة فكقول امرىء القيس لدى وكرها العناب واحلشف البايل... كأن قلوب الطري رطبا ويابسا

:وكقوله وأرحلنا اجلزع الذي مل يثقب... كأن عيون الوحش حول خبائنا

:وكقول عدي بن الرقاع قلم أصاب من الدواة مدادها... أن إبرة روقه تزجى أغن ك

:وأما تشبيه الشيء بالشيء لونا وصورة فكقول امرىء القيس يصف الدرع تضاءل يف الطي كاملربد... ومسرودة السك موضونة

كفيض األيت على اجلدجد... تفيض على املرء أرداهنا :وكقول النابغة

ثاته باإلمثدبردا أسف ل... جتلو بقادميت محامة أيكة جفت أعاليه وأسفله ندي... كاألقحوان غداة غب مسائه

:وكقول محيد بن ثور حصى إمثد بني الصالء سحيق... على أن سحقا من رماد كأنه

:وأما تشبيه الشيء بالشيء صورة ولونا وحركة وهيئة فكقول ذي الرمة كأنه من كلى مفرية سرب... ما بال عينك منها الدمع ينسكب

مشلشل ضيعته بينها الكتب... فراء غرفية أثأى خوارزها و :وكقول الشماخ

تلوح كأهنا الشعرى العبور... لليلى بالعنيزة ضوء نار سواد الليل والريح الدبور... إذا ما قلت أمخدها زهاها

.وهو جنادة بن جزي: وكقول ابن الشماخ :والشمس كاملرآة يف كف األشل وكقول امرىء القيس

سنا هلب مل يتصل بدخان... ت ردينيا كأن سنانه مجع :وكقول ليلى األخيلية

وأسنة زرق خيلن جنوما... قوم رباط اخليل وسط بيوهتم :وأما تشبيه الشيء بالشيء حركة وهيئة فكقول عنترة

هزجا كفعل الشارب املترمن... وترى الذباب هبا يغين وحده كب على الزناد األجذمقدح امل... غردا حيك ذراعه بذراعه

.وكقول األعشى متشي اهلويين كما ميشي الوجى الوجل... غراء فرعاء مصقول عوارضها

مر السحابة ال ريث وال عجل... كأن مشيتها من بيت جارهتا .وكقول محيد بن ثور

سرى دائبا فيه يهب ويهجع... أرقت لربق آخر الليل يلمع كما اسنت يف الغاب احلريق املشيع.. .دنا الليل واسنت استنانا زفيفه

:وكقوله جبثمانه والصبح قد كان يسطع... خفا كإقتذاء الطري والليل مدبر

:وكقول ابن هرمة إىل دفها رأل خيب جنيب... ترى ظلها عند الرواح كأنه

.وكقول اآلخر خصم معد للخصومة موفق... يضحى هبا احلرباء وهو كأنه

:وكقول اآلخر خراطيم أقالم ختط وتعجم ... الطري يف عرصاهتا كأن أنوف

وأما تشبيه الشيء بالشيء معىن ال صورة فكتشبيه اجلواد الكثري العطاء بالبحر واحليا، وتشبيه الشجاع باألسد، وتشبيه اجلميل الباهر احلسن الرواء بالشمس، وتشبيه املهيب املاضي يف األمور بالسيف، وتشبيه

، وتشبيه احلليم الركني باجلبل، وتشبيه احليي بالبكر، وتشبيه العزيز الصعب املرام العايل اهلمة بالنجموتشبيه أضداد هذه املعاين . باملتوقل يف اجلبال والسامي يف العلو، وتشبيه الفائت باحللم، وبأمس الذاهب

ليل بالنقد وبالوتد، كاللئيم بالكلب، واجلبان بالصفرد، والطائش بالفراش، والذ: بأشكاهلا على هذا القياس .والقاسي باحلديد والصخر

وقد فاز قوم خبالل شهروا هبا من اخلري والشر وصاروا أعالما فيها فرمبا شبه هبم فيكونون يف املعاين اليت احتووا عليها وذكروا بشهرهتا جنوما يقتدى هبم، وأعالما يشار إليهم كالسمو أل يف الوفاء، وحامت يف

يف احللم، وسحبان يف البالغة، وقيس يف اخلطابة، ولقمان يف احلكمة، فهم يف التشبيه السخاء، واألحنفجيرون جمرى ما قدمنا ذكره من البحر واحليا والشمس والقمر والسيف، ويكون التشبيه هبم مدحا كالتشبيه

الء يف حال وقوم يذمون فيما شهروا به، يشبه هبم يف حال الذم، كما يشبه هبؤ. هبا، وكذلك أضدادها .كباقل يف العي وهنبقة يف احلمق، والكسعى يف الندامة، واملنزوف صرطا يف اجلنب: املدح

فالشاعر احلاذق ميزج بني هذه املعاين يف التشبيهات لتكثر شواهدها ويتأكد حسنها، ويتوقى االقتصار على .ون كالشيء املعاد اململولذكر املعاين اليت يغري عليها دون اإلبداع فيها والتلطيف هلا لئال يك

أدوات التشبيه

فما كان من التشبيه صادقا قلت يف وصفه كأنه أو قلت ككذا، وما قارب الصدق قلت فيه تراه أو ختاله أو :فمن التشبيه الصادق قول أمرىء القيس. يكاد

مصابيح رهبان تشب لقفال... نظرت إليها والنجوم كأهنا لفرط ضيائها وتعهد الرهبان ملصابيحهم وقيامهم عليها لتزهر إىل الصبح، فشبه النجوم مبصابيح رهبان

تشب لقفال ألن أحياء : وقال. فكذلك النجوم زاهرة طول الليل وتتضاءل للصباح كتضاؤل املصابيح لهالعرب بالبادية إذا قفلت إىل مواضعها اليت تأوي إليها من مصيف إىل مشىت، ومن مشىت إىل مربع أوقدت

ا على قدر كثرة منازهلا وقلتها ليهتدي هبا، فشبه النجوم ومواقعها من السماء بتفرق تلك النريان نريانواجتماعها يف مكان بعد مكان على حسب منازل القفال من أحياء العرب، ويهتدي بالنجوم كما يهتدي

.القفال بالنريان املوقدة هلم :نابغةال: وأما تشبيه الشيء بالشيء معىن ال صورة فكقول

ترى كل ملك دوهنا يتذبذب... أمل تر أن اهللا أعطاك سورة إذا طلعت مل يبد منهن كوكب... فإنك مشس وامللوك كواكب

:وكقوله أيضا وإن خلت أن املنتأى عنك واسع... فإنك كالليل الذي هو مدركي متد هبا أيد إليك نوازع... خطاطيف حجن يف حبال متينة

:وكقوله وسيف أعريته املنية قاطع... نعش الناس سيبه وإنك غيث ي

:وكقول األعشى وسط السيوف إذا ما تضرب البهم... كاهلندواين ال خيزيك مشهده

:وكقول زهري كنت املنري لليلة البدر... لو كنت من شيء سوى بشر ريان ملا جاد بالقطر... وألنت أجود بالعطاء من ال الصريخ وجل يف الذعر رأب... وألنت أشجع من أسامة إذ

عذراء تقطن جانب اخلدر... والنت أحيا من خمدرة لقمان ملا عي باملكر... وألنت أبني حني تنطق من :وكقول النابغة اجلعدي

يفين تقلب أقطار الرحى القطبا... فقد بليت وأفناىن الزمان كما وقال الراعي،

خشنان وحداه إن خاشنته... وكالسيف إن الينته ألن متنه :وكقول الراعي

من اهللا أعطاها امرءا هو شاكر... فما أم عبد اهللا إال عطية جنوم بآفاق السماء نظائر... هي الشمس وافاها اهلالل بنومها

وذو اللب أحيانا مع احللم ذاكر... تذكرها املعروف وهي حيية فأسبل ريان الغمامة ماطر... كما استقبلت غيثا جنوب ضعيفة

: تشبيه الشيء بالشيء حركة وبطئا وسرعة فكقول الراعي وأما

وصوب حاد بالركاب يسوق... كأن يديها بعد ما انضم بدهنا له بكرة حتت الرشاء فلوق... يدا ماتح عجالن رخو مالطه

:وكقول امرىء القيس إذا جنلته رجلها حذف أعسرا... كأن احلصى من خلفها وأمامها

:وكقول اآلخر طالبتا وتر وهاربان... لرجالن واليدان كأمنا ا

:وكقول األخطل

يرهقن جمتمع األعناق والركب... وهن عند اغترار القوم ثورهتا إهذاب أيد هبا يضرين كالعذب... فهن مثت يزىف قذف أرجلها

ينعني فنيان ضرس الدهر واخلطب... كلمع أيدي مثاكيل مثلبة :وكقول محيد بن ثور يسعى كما هرب الشجاع املنفر... زمامها من كل يعملة يظل .وكقول الشماخ

كحية الطود وىل غري مطرود... وكلهن يباري ثين مطرد :وكقول امرىء القيس

كجلمود صخر حطه السيل من عل... مكر مفر مقبل مدبر معا كلمح اليدين يف حيب مكلل... أصاح ترى برقا أريك وميضه .ل األعشىوأما تشبيه الشيء لونا فكقو

كدم الذبيح سلبتها جرباهلا... وسبيئة مما تعتق بابل :وكقول محيد بن ثور

والشمس يف صفراء كالورس... والليل قد ظهرت حنيزته :وكقول الشماخ

أشق كمفرق الرأس الدهني... إذا ما الليل كان الصبح فيه :وكقول عبيد بن األبرص

رض كمضيء الصبح ملاحيف عا... يا من لربق أبيت الليل أرقبه :وكقول زهري

وقد صار لون الليل مثل األرندج... زجرت عليه حرة أرحبية :وكقول امرىء القيس

علي بأنواع اهلموم ليبتلي... وليل كموج البحر أرخى سدوله :وكقول كعب بن زهري

تفرقن منها يف طيالسة خضر... وليلة مشتاق كأن جنومها :وكقول ذي الرمة

إليك كما احتث اليمامة أجدل... ربال الغراب ادرعته وليل كس :وكقول ابن هرمة

على أخريات الليل فتق مشهر... وقد الح للساري الذي كحل السرى متايل عنه اجلل واللون أشقر... كلون احلصان األنبط البطن قائما

:وكقوله وراء الدجى جاد أغر جواد... إيل أن يشق الليل ورد كأنه

:شبيه الشيء بالشيء صوتا فكقول الشماخوأما ت يف البيد صارخة صرير األخطب... أجد كأن صريفها بسديسها

:وكقول الراعي حصاد السفا القى الرياح الزعازعا... كأن دوي احللي حتت ثياهبا

:وكقول الشماخ إذا ارحتلوا تأوه نائحات... كأن هنيفهن بكل فج

:وكقوله ترمن ثكلى أوجعتها اجلنائز... ا ترمنت إذا أنبض الراموان عنه

:وكقول األعشيب كما استعان بريح عشرق زجل... تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت

:وأما االبتداء مبا حيس السامع مبا ينقاد إليه القول فيه قبل استتمامه فكقول النابغة عصائب طري هتتدي بعصائب... إذا ما غزوا باجليش حلق فوقهم

: هذا البيت معىن ما حتلق الطري من أجله، مث أوضحه بقولهفقدم يف من الضاريات بالدماء الذوارب... يصاحبنهم حىت يغرن مغارهم جلوس شيوخ يف مسوك األرانب... تراهن خلف القوم زورا كأهنا

إذا ما التقى اجلمعان أول غالب... جوانح قد أيقن أن قبيله إذا عرضوا اخلطي فوق الكواثب ...هلن عليهم عادة قد عرفنها

:وقول اآلخر وال مدحوك وال عظموا... لعمرك ما الناس أثنوا عليك

إىل أن يعيبوك ما أحجموا... ولو أهنم وجدوا مسلكا :فقدم معىن ما ساق إليه اإلبتداء، فقال يف متامه

وجدت مبا مل يكن يلزم... ولكن صربت ملا ألزموك إىل أن يقولوا وأن يعظموا... وأنت بفضلك أجلأهتم

فكقول عمرو بن معدي . وأما التعريض الذي ينوب عن التصريح، واالختصار الذي ينوب عن اإلطالة :كرب

نطقت، ولكن الرماح أجرت... فلو أن قومي أنطقتين رماحهم

وذكر أي لو أن قومي اعتنوا يف القتال، وصدقوا املصاع، وطعنوا أعداءهم برماحهم فأنطقتين مبدحهم .حسن بالئهم نطقت، ولكن الرماح أجرت أي شقت لساين كما جير لسان الفصيل، يريد أسكتتين

:وكقول اآلخر يف معناه دفنتم بصحراء الغمري القوافيا... بين عمنا ال تذكروا الشعر بعدما

:وكقول قيس بن خويلد يف ضده بلنا يف لقاء القوم جد وكوك... وكنا أناسا أنطقتنا سيوفنا

:وكقول اآلخر إذا نزل اخللخال منزلة القلب... لعمري لنعم احلي حي بين كعب

.إذا ريعت صاحبة اخللخال فأبدت ساقها ومشرت للهرب: يقولوقد قيل يف معىن هذا البيت أيضا إن املرأة إذا . والقلب السوار تبديه املرأة وختفي اخللخال إذا لبستهن

.اريعت لبست اخللخال يف يدها دهش :وكقول محيد بن ثور

وحسبك داء أن تصح وتسلما... أرى بصري قد رابين بعد صحة :وكقول لبيد

وهل أنا إال من ربيعة أو مضر... متىن ابنتاي أن يعيش أبومها :ومن االختصار قول لبيد

وعلى ألسنتهم ذلت نعم... وبنو الريان أعداء لال ين للكرموكذاك احللم ز... زينت أحساهبم أنساهبم

:ومن املدح البليغ املوجز قول امرئ القيس ومن خاله ومن يزيد ومن حجر... وتعرف فيه من أبيه مشائال وتأمل ذا إذا صحا وإذا سكر... مساحة ذا وبر ذا ووفاء ذا

:وكقول حممد بن بشري اخلارجي مثل ابن زيد لقد خلى لك السبال... يا أيها املتمين أن يكون فىت

هل سب من أحد أو سب أو خبال... ائر أخالق عددن له أعدد نظ :وكقول اآلخر

ما حكاه علم البأس األسد... علم الغيث الندى حىت إذا وله الليث مقر باجللد... فله الغيث مقر بالندى

:وكقول اآلخر كخصال عبد اهللا أنصت واستمع... يا من نؤمل أن تكون خصاله

حج احلجيج إليه فاقبل أوفدع.. .فألنصحنك يف املشورة والذي واحلم وكف ودار وامسع واشجع... أصدق وعف وبر واصرب واحتمل

:وكقول اآلخر ر فسمح وحمرب ومجيل... شبه الغيث فيه والليث والبد

فهذه أمثلة ألنواع التشبيهات اليت وعدنا شرحها، ويف كتاب هتذيب الطبع ما يسد اخللل الذي فيها، ويأيت .فلنا وصفه واالستشهاد به من هذا الفن إن شاء اهللا تعاىلعلى ما أغ

األشعار احملكمة وأضدادها

ونذكر اآلن أمثلة لألشعار احملكمة الرصف، املستوفاة املعاين، السلسة األلفاظ، احلسنة الديباجة، وأمثلة على عقوهلم، واألبيات وننبه على اخللل الواقع فيها، ونذكر اليت قد زادت قرحية قاثليها فيها . ألضدادها

اليت أغرق قائلوها فيما ضمنوها من املعاين، واألبيات اليت قصروا فيها عن الغايات اليت جروا إليها يف الفنون اليت وصفوها، والقوايف القلقة يف مواضعها، والقوايف املتمكنة يف مواقعها، واأللفاظ املستكرهة،

واألبيات الرائقة . ا، واملعاين املسترذلة الشائنة لأللفاظ املشغولة هباالنافرة الشائنة للمعاين اليت اشتملت عليه . مساعا، الواهية حتصيال، واألبيات القبيحة نسجا وعبارة، العجيبة معىن وحكمة وإصابة

سنن العرب وتقاليدها

بكاء قتالها حىت وأمثلة لسنن العرب املستعملة بينها، اليت ال تفهم معانيها إال مساعا، كإمساك العرب عن :ويف هذا املعىن. تطلب بثأرها، فإذا أدركته بكت حينئذ قتالها

فليأت نسوتنا بوجه هنار... من كان مسرورا مبقتل مالك يطلمن أوجههن باألسحار... جيد النساء جواسرا يندبنه

فاآلن حني برزن للنظار... قد كن يكنن الوجوه تسترا .ل مالك فليستدل ببكاء نسائنا وندهبن إياه على أنا قد أخذنا بثأرنا وقتلنا قاتلهمن كان مسرورا مبقت: يقول

ويف ذلك يقول النابغة . وككيهم إذا أصاب إبلهم العر واجلرب السليم منها ليذهب العر عن السقيم :متمثال

كذي العر يكوى غريه وهو راتع... يكلفين ذنب امرئ وتركته م امرأة وأحبته، فلم يشق برقعها ومل تشق هي رداءه فإن حبهما يفسد، وكحكمهم إذا أحب الرجل منه

: ويف ذلك يقول عبد بين احلسحاس سحيم. وإذا فعاله دام أمرمها

ومن برقع عن طفلة غري عانس... فكم قد شققنا من رداء حمرب دواليك حىت كلنا غري البس... إذا شق برد شق بالربد مثله

:ويف ذلك يقول النابغة. جل على السليم ليفيقوكتعليقهم احللي واجلال حللى النساء يف يديه قعاقع... يسهد من ليل التمام سليمها

:ويقول رجل من عذرة ترى حوله حلي النساء موضعا... كأين سليم ناله كلم حية

ون إن وكفقئهم عني الفحل إذا بلغت إبل أحدهم ألفا، فإن زادت عن األلف فقأوا العني األخرى، يقول :ويف ذلك يقول قائلهم يشكر ربه على ما وهب له. ذلك يدفع عنها الغارة والعني

يفقا فيها أعني البعران... وهبتها وأنت ذو امتنان

:وقال بعض العرب ممن أدرك اإلسالم يذكر أفعاهلم كي الصحيحات وفقا األعني... وكان شكر القوم عند املنن

:زة تسمى السلوان فيسلو، ففي ذلك يقول القائلوكسقيهم العاشق املاء على خر أو ساقيا فسقاه اليوم سلوانا... يا ليت أن لقليب من يعلله

:وقال آخر فال وجديد العيش يا مي ما أسلو... شربت على سلوانه ماء مزنة

ويف . را إثرهوأوقد نا. أبعده اهللا وأسحقه: وكإيقادهم خلف املسافر الذي ال حيبون رجوعه نارا، ويقولون .ذلك يقول شاعرهم

لنوقد نارا إثرهم للتندم... وذمة أقوام محلت ومل نكن قال . وكضرهبم الثور إذا امتنعت البقر من املاء، ويقولون إن اجلن تركب الثريان فتصد البقر عن الشراب

:األعشى ليعلم من أمسى أحق وأحوبا... فإين وما كلفتموين وربكم

وما ذنبه أن عافت املاء مشربا... يركب ظهره لكالثور واجلين وما إن تعاف املاء إال ليضربا... وما ذنبه أن عافت املاء باقر

:وقال هنشل بن حري وتغرم دارم وهم براء... أتترك عامر وبنو عدي

إذا ما عافت البقر الظماء... كذاك الثور يضرب باهلراوي ويف ذلك يقول . إذا وطئت قتيال شريفا بقي ولدها -ى هلا ولد وهي اليت ال يبق -وكزعمهم أن املقالت

:القائل يقلن أال يلقى على املرء مئزر... تظل مقاليت النساء يطأنه

:وقال الكميت يطلن القعود بعد القيام... وتظل املؤزرات املقاليت

.وإمنا يفعل النساء ذلك بالشريف إذا كان مقتوال غدرا أو قوة .الرجل إذا خدرت رجله فذكر أحب الناس إليه ذهب عنه اخلدر وكزعمهم أن :وقال كثري

بذكرك من خدر هبا فيهون... إذا خدرت رجلي ذكرتك أشتفي :وقالت امراة من بين بكر بن كالب

نادى كنيسة حىت يذهب اخلدر... صب حمب إذا ما رجله خدرت أبدليين هبا أحسن منها، وليجر يف ظلمها وكحذف الصيب منهم سنه إذا سقطت يف عني الشمس، وقوله،

.إياتك أسف ومل يكمد عليه بإمثد... سقته إياه الشمس إال لثاته

:وقال أبو دؤاد ألقى عليه إياه الشمس أدرانا

:وقال طرفة بن العبد يف ذلك. وزعم العرب أن الصيب إذا فعل ذلك مل تنبت أسنانه عوجا وال ثعال بردا أبيض مصقول األشر.. .بدلته الشمس من منبته وهي دائرة تكون بالفرس فيقال فرس مهقوع إذا - وهو الفرس الذي به هقعة - وكزعمهم أن املهقوع

:وقال بعض العرب لصاحب فرس مهقوع. ركبه رجل فعرق الفرس اغتلمت امراته وطمحت إىل غري بعلها هناحليلته وازداد حرا عجا... إذا عرق املهقوع باملرء أنعظت

:فأجابه وقد يركب املهقوع زوج حصان... وقد يركب املهقوع من لست مثله

كعقدهم السلع والعشر يف أذناب الثريان؛ وإضرامهم النريان فيها، وإصعادهم إياها على تلك احلالة يف جبل :ثقفيويف ذلك يقول أمية بن أيب الصلت ال. وهذا إذا حبست السماء قطرها. يستسقون بذلك ويدعون اهللا

س ترى للعضاه فيها صريرا... سنة ازمة ختيل بالنا ريح جنوب وال ترى طحرورا... ال على كوكب نوء وال

مهازيل خشية ان تبورا... ويسوقون باقر السهل للطور عائل وعالت البيقورا... سلع ما ومثله عشر ما

:ل الطائيويف هذا املعىن للور. أي أثقلت البقر مبا حلمت من السلع والعشر

يستمطرون لدى األزمات بالعشر... ال در در رجال خاب سعيهم ذريعة لك بني اهللا واملطر... جاعل أنت بيقورا مسلعة

دخل امرؤ القيس على قيصر . فكان كاملختون. وكزعمهم أن من ولد يف القمر رجعت قلفته إىل وراء :احلمام فرآه فقال فيه

إنك أقلف إال ما جىن القمر ...إين حلفت ميينا غري كاذبة كما جتمع حتت الفلكة الوبر... إذا طعنت به مالت عمامته

وكعقدهم خيطا يسمونه الرمت يف غصن شجرة أو ساقها، إذا سافر أحدهم وتفقد ذلك اخليط عند رجوع وأنشد يف .املسافر منهم فإن وجده على حاله قضى بان أهله مل ختنه، وإن رآه قد حل حكم بأهنا قد خانته

:هذا املعىن كثرة ما توصي وانعقاد الرمت... هل ينفعنك اليوم أن مهت هبم

:ويف معناه أيضا وغرو خلفها والعقد الرمت... خانته ملا رأت شيبا مبفرقه

:وقال الراجز وغره عقد الرمت... به من اجلوى ملم

ا قبل أن يدخل فعثركما ينهق احلمار، مث وكزعمهم أن الرجل إذا أراد قرية فخاف وباءها فوقف على باهبوقال عروة بن الورد يف ذلك، وكان خرج مع أصحابه له إىل خيرب ميتارون فخافوا . دخلها مل يصبه وباؤها

وباءها، فعشروا وأىب عروة أن يفعل، فلما دخلوها وامتاروا وانصرفوا حنو بالدهم مل يبلغوا مكاهنم إال :ة، فقالوعامتهم ميت أو مريض إال عرو

هناق احلمري إنين جلزوع... لعمري لئن عشرت من خشية الردى على روضة األجداد وهي مجيع... فال وألت تلك النفوس وال أتت

:ويف ذلك يقول الشاعر. وكزعمهم أن من علق على نفسه كعب أرنب مل تقربه اجلن وال دعدع يغين وال كعب أرنب... وال ينفع التعشري إن حم واقع

من علق على نفسه كعب أرنب مل تقربه جنات احلمى وعمار الدار : قلت لزيد بن كسوة: ل ابن األعرايبقافقال إي واهللا وشيطان احلماط، وجان العشرية، وغول القفر، وكل اخلوايف، إي واهللا وتطفأ عنه نريان

.السعايل وتبوخفلما رجعت . أو سن هرة، وأشباه ذلكوكزعمهم إذا أرادت جنية صيب قوم فلم تقدر عليه، من سن ثعلب

وحيض - كانت عليه نقرة ثعالب وهررة، واحليض حيض السمرة : إىل صواحباهتا ضرطا من ذلك قالتالسمرة شيء يسيل من السمرة يف محرة دم الغزال، فإذا يبس كان أسود فإذا ديف باملاء عاد أمحر كما

وجه الصيب ورأسه، وتنقط وجه أمه، تسميه نقطة املاء، حني تلد املرأة ختط به . كان، ذلك يزابل صبياهنمواسم هذا اخلط الدودم فهذه األشياء ال تفهم معانيها إال مساعا، ورمبا كانت هلا نظائر يف أشعار احملدثني من

وصف أشياء تعرض يف حاالت غامضة، إذا مل تكن املعرفة هبا متقدمة عسر استنباط معانيها واستربد :وكقول أيب متام .املسموع منها

أعمارهم قبل نضج التني والعنب... تسعون ألفا كآساد الشرى نضجت وكان القوم الذين وصفهم يتواعدون اجليش الذي كان بإزائهم بالقتال، وأن ميعاد فنائهم وقت نضج التني

قريع والعنب وكانت مدة ذلك قريبة يف ذلك الوقت، فلما ظفر هبم حلى الطائي قوهلم على جهة التنضجت : والشماتة، ولوال ما ذهب إليه يف هذا املعىن لكان ما أورده من أبرد الكالم وأغثه، على أن قوله

.أعمارهم، ليس مبستحسن وال مقبول

األبيات املتفاوتة النسج

ول فأما هذه األبيات املستكرهة األلفاظ املتفاوتة النسج، القبيحة العبارة، اليت جيب االحتراز من مثلها فيق :األعشى

وكم من رد أهله مل يرم... أيف الطوف خفت علي الردى .يريد مل يرم أهله :وكقول الراعي

مضى غري مبهور ومنصله انتضى... فلما أتاها حبتر بسالحه

.وانتضى منصله: يريد :وكقول عروة بن أذينة

بالغيب ان قد كان قبل سقاكها... واسق العدو بكأسه واعلم له له يوما بذلت كرامة جلزاكها... مة من ترى أن لو واجز الكرا

وأعلم له بالغيب كالم غث وله رديئة املوقع بشعة املسمع، والبيت الثاين كان خمرجه : فقوله يف البيت األول .واجز الكرامة من ترى، أن لو بذلت له يوما كرامة جلزاكها: أن يقول

:كقوله أيضا هيص اخلف دامية األظلر... وأعملت املطية يف التصايب

أحب فما اشتكاؤك أن تكلي ... أقول هلا هلان علي فيما

:أقول هلان علي فيما أحب أن تكلي فما اشتكاؤك وكقول النابغة: يريد من الضاريات بالدماء الذوارب... يصاحبنهم حىت يغرن مغارهم

مبا قبله، ألن الدماء مجع والذوارب يريد من الضاريات الذوارب بالدماء، وإمنا يصح مثل هذا إذا التبس مجع، ولو كان من الضاريات بالدم الذوارب مل يلتبس، وإن كانت هذه الكلمة حاجزة بني الكلمتني، أعين

.بني الضاريات والذوارب اللتني جيب أن تقرنا معا :وكقول النابغة أيضا

إذا الشمس جمت ريقها بالكالكل... يثرن الثرى حىت يباشرن برده :وكقول الشماخ

ختامص حايف اخليل يف األمعز الوجى... ختامض عن برد الوشاح إذا مشت .ختامص حايف اخليل الوجى يف األمعز: يريد

:وكقول النابغة اجلعدي يف التباشري من الصبح األول... ومشول قهوة بكارهتا

.يف التباشري األول من الصبح: يريد :وكقول ذي الرمة أواخر امليس أصوات الفراريج... يغاهلن بنا كأن أصوات من إ

:وكقوله أيضا. كأن أصوات أواخر امليس أصوات الفراريج من إيغاهلن بنا: يريد أجاري تسهاك وصوت صالصل... الربد عنه وهو من ذو جنونه

.وهو من جنونه ذو أجاري وكقول عمرو بن قميئة: يريد وم من المهاهللا در الي... ملا رأت سانيد ما استعربت

.هللا در من المها اليوم: يريد :وكقول أيب حية النمريي

يهودي يقارب أو يزيل... كما خط الكتاب بكف يوما .كما خط الكتاب يوما بكف يهودي يقارب أو يزيل: يريد

:وكقول امرأة من قيس إذا خاف يوما نبوة ودعامها... هلا أخوا يف احلرب من ال أخا له

:وكقول الفرزدق أبو أمه حي أبوه يقاربه... وما مثله يف الناس إال مملكا

.فهذا هو الكالم الغث املستكره الغلق، وكذلك ما نقدمه، فال جتعلن هذا حجة ولتجتنب ما أشبههوالذي حيتمل فيه بعض هذا إذا ورد يف الشعر هو ما يضطر إليه الشاعر عند اقتصاص خرب أو حكاية كالم

جيز، ومل يكن صدقا وال يكون للشاعر معه اختيار، ألن الكالم ميلكه حينئذ فيحتاج إىل إن أزيل عن جهته ملاتباعه واالنقياد له، فأما ما ميكن الشاعر فيه من تصريف القول وهتذيب األلفاظ واختصارها وتسهيل

.خمارجها، فال عذر له عند اإلتيان مبثل ما وصفناه من هذه األبيات املتقدمةفبىن . عر إذا اضطر إىل اقتصاص خرب يف عشر دبره تدبريا يسلس له معه القول ويطرد فيه املعىنوعلى الشا

. شعره على وزنت حيتمل أن خيشى مبا حيتاج إىل اقتصاصه بزيادة من الكالم خيلط به، او نقص حيذف منهاملزيدة غري خارجة من وتكون الزيادة والنقصان بسريين غري خمدجني؛ ملا يستعان فيه هبما وتكون األلفاظ

كقول األعشى فيما اقتصه من خرب . جنس ما يقتضيه، بل تكون مؤيدة له، وزائدة يف رونقه وحسنه :السموأل

يف جحفل كرهاء الليل جرار... كن كالسموأل إذ طاف اهلمام به حصن حصني وجار غري غدار... باألبلق الفرد من تيماء منزله

أعرض علي كذا أمسعهما حار... إذ سامه خطيت خسف فقال له فاختر وما فيهما حظ ملختار... غدر وثكل أنت بينهما : فقال

اقتل أسريك إين مانع جاري: ... فشك غري قليل مث قال له وإن قتلت كرميا غري غوار... فإن له خلفا إن كنت قاتله

وأخوة مثله ليسوا بأشرار... ماال كثريا وعرضا غري ذي دنس وال إذا مشر حرب بأغمار... على أدب مين فال نزق جروا

رب كرمي وبيض ذات أطهار... وسوف خيلفه إن كنت قاتله وكامتات إذا استودعن أسراري... ال سرهن لدينا ضائع مذق أشرف مسوأل فانظر للدم اجلاري: ... فقال تقدمة إذ قام يقتله

هذا أي انكارطوعا فأنكر ... أأقتل ابنك صربا أو جتيء هبا عليه منطويا كاللذع بالنار... فشك أو داجه والصدر يف مضض

ومل يكن عهده فيها خبتار... واختار أدرعه أن ال يسب هبا

فاختار مكرمة الدنيا على العار... ال أشتري عارا مبكرمة : وقال وزنده يف يالوفاء الثاقب الواري... والصرب منه قدميا، شيمة خلق

إىل استواء هذا الكالم، وسهولة خمرجه، ومتام معانيه وصدق احلكاية فيه، ووقوع كل كلمة موقعها فانظر : وتأمل لطف األعشى فيما حكاه واختصره يف قوله. الذي أريدت له من غري حشد جمتلب وال خلل شائن

ب هبا، فتالىف ذلك اخللل واختار أدراعه أن ال يس: أأقتل ابنك صربا أو جتيء هبا، فأضمر ضمري اهلاء يف قولههبذا الشرح، فاستغىن سامع هذه األبيات عن استماع القصة فيها، وال شتما هلا على اخلرب كله بأوجز كالم،

.وأبلغ حكاية وأحسن تأليف، وألطف إمياءة عيار الشعر

األبيات اليت اغرق قائلوها يف معانيها

:ل النابغة اجلعديفأما األبيات اليت أغرق قائلوها يف معانيها فكقو وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا... بلغنا السماء جندة وتكرما

:وكقول الطرماح من خلقه خفيت عنه بنو أسد... لو كان يخفى على الرمحن خافية

كما أقامت عليه جذمة الوتد... قوم أقام بدار الذل أوهلم :وقوله

هنلت منه متيم وعلت إذا... ولو أن حرقوصا يزقق مكة يكر على صفي متيم لولت... ولو أن برغوثا على ظهر منلة على ذرة معقولة الستقلت... ولو جمعت عليا متيم مجوعها مظلتها يوم الندى الستظلت... ولو أن أم العنكبوت بنت هلم

:وكقول زهري قوم بأوهلم أو جمدهم قعدوا... رم أو كان يقعد فوق الشمس من ك

:وكقول أيب الطمحان القيين دجى الليل حىت نظم اجلزع ثاقبه... أضاءت هلم أحساهبم ووجوههم

:أو كقول امرىء القيس من الذر فوق اإلتب منها ألثرا... من القاصرات الطرف لو دب حمول

:وكقول قيس بن اخلطيم هلا نفذ لوال الشعاع أضاءها... القيس طعنة ثائر طعنت ابن عبد

يرى قائم من دوهنا ما وراءها... ملكت هبا كفي فأهنرت فتقها :وقول اآلخر

فزال عن منكبه الكاهل... ضربته يف امللتقى ضربة

ميشي هبا الرامح والنابل... فصار ما بينهما رهوة :وقول أيب وجزة السعدي

وينطق ما شاح اللسان املسرح... ين واملعلل أروح أال علال من البخت فيها ظل للشق يسبح... بإجانة لو أنه خر بازل

:وكقول النابغة وإن خلت أن ملنتأى عنك واسع... وإنك كالليل الذي هو مدركي متد هبا أيد إليك نوازع... خطاطيف حجن يف حبال متينة

كالصبح، ألنه وصفه يف حال سخطه، فشبهه بالليل وهو له، : ليل الذي هو مدركي ومل يقلكال: وإمنا قال .فهي كلمة جامعة ملعان كثرية

:ومثله للفرزدق ليأخذين واملوت يكره زائره... لقد خفت حىت لو رأى املوت مقبال

إذا هو أغفى وهو سام نواظره... لكان من احلجاج أهون روعة إذا هو أغفى ليكون أشد مبالغة يف الوصف إذا وصفه عند إغفاله باملوت، فما ظنك : ه يف قولهفانظر إىل لطف

.وهو سام نواظره: به ناظرا متأمال يقظا مث نزهه عن اإلغفاء فقال :وكقول جرير

على خبث احلديد إذا لذابا... ولو وضعت فقاح بين منري س كلهم غضاباحسبت النا... إذا غضبت عليك بنو متيم

.وقد سلك مجاعة من الشعراء احملدثني سبيل األوائل يف املعاين اليت أغرقوا فيها :وقال أبو نواس

لتخافك النطف اليت مل تخلق... وأخفت أهل الشرك حىت أنه :وقال بكر بن النطاح

بيض السيوف لذبن يف األغماد... لو صال من غضب أبو دلف على :قال

يوم اهلياج وال يراه جليال... قالوا وينظم فارسني بطعنه ميل إذا نظم الفوارس ميال ... ال تعجبوا فلو أن طول قناته

فمن األشعار احملكمة املتقنة املستوفاة املعاين، احلسنة الرصف، السلسة األلفاظ، اليت قد خرجت : قال قوافيها، وال تكلف يف معانيها، وال داعي ألصحاهبا فيها قول خروج النثر سهولة وانتظاما، فال استكراه يف

:زهري مثانني حوال ال أبالك يسأم... سئمت تكاليف احلياة ومن يعش

تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم... رأيت املنايا خبط عشواء من تصب

يضرس بأنياب ويوطأ مبنسم... ومن ال يصانع يف أمور كثرية ولكنين عن علم ما يف غد عم... وأعلم ما يف اليوم واألمس قبله

يفره ومن ال يتق الشتم يشتم... ومن جيعل املعروف من دون عرضه على قومه يستغن عنه ويذمم... ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله

إىل مطمئن الرب ال يتجمجم... ومن يوف ال يذمم ومن يفض قلبه يطيع العوايل ركبت كل هلذم... عص أطراف الزجاج فإنه ومن ي

يهدم ومن ال يظلم الناس يظلم... ومن ال يذد عن حوضه بسالحه ومن ال يكرم نفسه ال يكرم... ومن يغترب حيسب عدوا صديقه

:كقوله ن ييسروا يغلواوأن يسألوا يعطوا وأ... هنالك إن يستخبلوا املال خيبلوا وأندية ينتاهبا القول والفعل... وفيهم مقامات حسان وجوههم وعند املقلني السماحة والبذل... على مكثريهم حق من يعتريهم جمالس قد يشفى بأحخالمها اجلهل... وإن جئتهم ألفيت حول بيوهتم م عليك وال جذلشكرت فال غر... وإن قام منهم حامل قال قاعد

فلم يفعلوا ومل يكتموا ومل يألوا... سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم توارثه آباء آبائهم قبل... وما يك من خري أتوه فإمنا

وتغرس إال يف منابتها النخل... وهل ينبت اخلطي إال وشيجه :وكقول أيب ذؤيب

س مبعتب من يجزعوالدهر لي... أمن املنون وريبها تتوجع ألفيت كل متيمة ال تنفع... وإذا املنية أنشبت أظفارها وإذا ترد إىل قليل تقنع... والنفس راغبة إذا رغبتها

:وكقول أيب قيس بن األسلت مهال فقد أبلغت أمساعي... قالت ومل تقصد لقيل اخلنا ول ذات أوجاعواحلرب غ... واستنكرت لونا له شاحبا

مرا وتبركه بجعجاع... من يذقا احلرب جيد طعمها أطعم نوما غري هتجاع... قد حصت البيضة رأسي فما

كل امرىء يف شأنه ساع... أسعى على جل بين مالك موضونة كالنهي بالقاع... أعددت لألعداء فضفاضة

أبيض مثل امللح قطاع... رونق أحفزها عني بذي ومازن أمسر قراع... صدق حسام وادق حده للدهر جلد غري مجزاع... بز امرىء مستبسل حاذر

دهان والفكة واهلاع... الكيس والقوة خري من اإل رعي يف األقوام كالراعي... ليس قطا مثل قطي وال امل

القتل وجنزي به األعداء كيل الصاع بالصاعال نأمل ذات عرانني ودفاع... بني يدي رجراجة فخمة تهتز يف غيل وأجزاع... كأهنم أسد لدى أشبل

ما كان إبطائي وإسراعي... هال سألت القوم إذ قلصت فيهم وآىب دعوة الداعي... هل أبذل املال على حقه

بالسيف مل يقصر به باعي... لقونس يوم الوغى وأضرب ا :وكقول النمر بن تولب

مع الشيب أبذايل اليت أتبذل... لعمري لقد أنكرت نفسي اربين

يكون كفاف اللحم أو هو أجمل... فصول أراها يف أدميي بعد ما صناع علت به اجللد من عل... كأن حمطا يف يدي حارثية

حوادث أيام تمر وأغفل... دارك ما قبل الشباب وبعده ت فكيف ترى طول السالمة يفعل... يود الفىت طول السالمة جاهدا

:وكقول عنترة شطري وأمحي سائري باملنصل... إين أمرؤ من خري عبس منصبا

ولألفيت خريا من معم مخ... وإذا الكتيبة أحجمت وتالحظت فرقت مجعهم بضربة فيصل... واخليل تعلم والفوارس أنين

أو ال أوكل بالرعيل األول... إذ ال أبادر يف املضيق فوارسي أشدد، وإن يلفوا بضنك أنزل... إن يلحقوا أكرر، وإن يستلحموا

ويفر كل مضلل مستوهل... حني النزول يكون غاية مثلنا حىت أنال به كرمي املأكل... أبيت على الطوى وأظله ولقد

أصبحت عن غرض احلتوف مبعزل... بكرت ختوفين احلتوف كأنين ال بد أن أسقى بذاك املنهل... إن املنية منهل : فأجبتها

مثلي إذا نزلوا بضنك املنزل... إن املنية لو تمثل مثلت تسقي فوارسها نقيع احلنظل... وه كأنما واخليل سامهة الوج

:وكقول األسود بن يعفر تركوا منازهلم وبعد إياد... ماذا أؤمل بعد آل حمرق

كعب بن مامة وابن أم دؤاد... أرض ختريها لطيب مقيلها فكأمنا كانوا على ميعاد... جرت الرياح على حمل ديارهم

يف ظل ملك ثابت األوتاد... ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ما نيل من بصري ومن أجالدي... إما تريين قد بليت وغاضين

وأطعت عاذليت وذل قيادي... وعصيت أصحاب اللذاذة والصبا مذال مبايل لينا أجيادي... فلقد أروح إىل التجار مرجال

:وكقول اخلنساء لكان للدهر صخر مال قنيان. ..لو أن للدهر ماال كان متلده

ف الكرمية ال سقط وال وان... آيب النصيحة محال العظيمة متال معتاق الوثيقة جلد غري ثنيان... حامي احلقيقة نسال الوديقة

وراد مشربة، قطاع أقران... رباء مرقبة، مناع مغلقة من التالد وهوب غري منان.. .يعطيك ماال تكاد النفس تبذله

هباط أودية، سرحان قيعان... شهاد أجنية، محال ألوية كأن يف ريطتيه نضخ أرقان... التارك القرن خمضوبا أنامله

:وكقول القطامي عينا وال حال إال سوف تنتقل... والعيش ال عيش إال ما تقر به

ما يشتهي وألم املخطىء اهلبل... ريا قائلون له والناس من يلق خ وقد يكون من املستعجل الزلل... قد يدرك املتأني بعض حاجته

:وفيها يقول وال الصدور على األعجاز تتكل... ميشني رهوا فال األعجاز خاذلة والريح ساكنة والظل معتدل... فهن معترضات واحلصى رمض

جمنونة أو ترى ما ال ترى اإلبل... ن سامية العينني حتسبها يتبع فقد يهون مع املستنجح العمل... إن ترجعي من أيب عثمان منجحة

إذا تخطأ عبد الواحد األجل... أهل املدينة ال حيزنك شأهنم :وكقوله أيضا

بادي من يتقني وال مكتومه... يقتلننا حبديث ليس يعلمه مواقع املاء من ذي الغلة الصادي... فهن ينبذن من قول يصبن به من القطامي قوال غري أفناد... من مبلغ زفر القيسي مدحته

وبين قومك إال ضربة اهلادي... إين وإن كان قومي ليس بينهم باديوقد تعرض مين مقتل ... مثن عليك فما استيقنت معرفيت

ولن أبدل إحسانا بإفساد... فلن أثيبك بالنعماء مشتمة وإن مدحت لقد أحسنت إصفادي... فإن هجوتك ما متت مكارميت

واهللا جيعل أقواما مبرصاد... وإن قدرت على يوم جزيت به أنا وقيسا تواعدنا مليعاد... أبلغ ربيعة وأعالها وأسفلها

ما كان خاط عليهم كل زراد... نقد بها نقريهم هلذميات :وكقول ذي الرمة

كأهنم الكراون أبصرن بازيا... من آل أيب موسى ترى القوم حوله وال ينبسون القول إال تناجيا... فما يغربون الضحك إال تبسما كما يبهر البدر النجوم السواريا... لدى ملك يعلو الرجال بضوئه

مهاة علت من رمل يربين رابيا... ا أمست الشعرى العبور كأهنا إذ تبارون أنتم والشمال تباريا... فما مرتع اجلريان إال جفانكم

:وكقول سالمة بن جندل قليلة الزيع من سن وتركيب... سوى الثقاف قناها فهي حمكمة

مواتح البئر أو أشطان مطلوب ...كأهنا بأكف القوم إذا لحقوا كان الصراخ له قرع الظنابيب... كنا إذا ما أتانا صارخ فزع

وشد لبد على جرداء سرحوب... وشد كور على وجناء ناجية :وكقول املغرية بن حبناء

أتى املرء يوم السوء من حيث ال يدري... فإن يك عاراىما لقيت فرمبا زمان الغىن إال قريبا من الفقر... أر ذا عيش يدوم وال أرى ومل

ومن حيىي ال يعدم بالء من الدهر... ومن يفتقر يعلم مكان صديقه صديقي واخلالن أن يعلموا عسري... وإين ألستحيي إذا كنت معسرا حياء وإكراما وما يب من كرب... وأهجر خالين وما خان عهدهم إىل أحد دوين وإن كان ذا وفر... وأكرم نفسي أن ترى يب حاجة

وصدت وجوه دون أرحامها البتر... وملا رأيت املال قد حيل دونه وأزرق مشحوذا كحافية النسر... جعلت حليف النفس عصبا ونثرة

أجروظيفة حق يف ثناء ويف ... وال خير يف عيش أمرىء ال ترى له :وكقول الفرزدق

بشيء لقاتلنا املنية عن بشر... ولو أن قوما قاتلوا الدهر قبلنا بأبيض ميمون النقيبة واألمر... ولكن فجعنا والرزيئة مثله تفرجت األثواب عن قمر بدر... أغر أبو العاصي أبوه كأمنا

واكبها الزهرعليه الثريا يف ك... فإال تكن هند بكته فقد بكت ثوى غري متبوع بذم وال غدر... وإن أبا مروان بشر أخاكم إليه ولكن ال تقية للدهر... وما أحد ذا فاقة كان مثلنا

وأن جنوم الليل بعدك ال تسري... أمل تر أن األرض هدت جبالها ازة والقربشوى فرس بني اجلن... ضربت ومل أظلم لبشر بصارم

طويال أمرته اجلياد على شزر... أغر صرحييا فال أعوج أمته ليوم رهان لو غدوت معي جتري... ألست شحيحا إن ركبتك بعده

:وقال يرثى بنيه على الباكي بكيت على صقوري... ولو كان البكاء يرد شيئا

جمرييوما منهن من أحد ... بين أصاهبم قدر املنايا ألمسي وهو خمتشع الصخور... ولو كانوا بين جبل فمانوا

حرارة مثل ملتهب السعري... إذا حنت نوار هتيج مني

فؤادينا اللذين مع القبور... حنني الواهلني إذا ذكرنا هراقة شنتني على بعري... كأن تشرب العربات منها

رار أو يكر إىل نذورض... كأن الليل حيبسه علينا ألدهم يف مباركها عقري... كأن جنومه شول تثنى

:وكقوله لغمي بأعواد املنية بابها... وحمفورة ال ماء فيها مهيبة

إىل عصبة ال تستعار ثوابها... أناخ إليها أبناي ضيفي مقامة احلرب هرت كالبها ودرعي إذا ما... وكانوا هم املال الذي ال أبيعه

ومن حية قد كان مسا لعاهبا... وكم قاتل للجوع قد كان فيهم تكاد حيازميي تفر صالبها... إذا ذكرت أمساؤهم أو دعوتهم

كنفسي إذ هم يف فؤادي لبابها... وإين وأشرايف عليهم وما أرى ت حرابهاأقيمت عواليها وشد... كراكز أرماح جتزعن بعد ما

قذى هيج مين بالبكاء انسكابها... إذا ذكرت عيين الذين هم هلا عليهم بآجال املنايا كتابها... بنو األرض قد كانوا بين فعزين بدعوته ما يتقي لو يجابها... وداع علي اهللا لو مت قد رأى اما قبابهاحيايت له مشا عظ... ومن متمن أن أموت وقد بنت عشوزنة زوراء صما كعابها... بقيت وأبقت من قنايت مصيبيت

مبثل بين انفض عنها هضابها... على حدث لو أن سلمى أصاهبا كسري اجلناح ما تدق عقابها... وما زلت أرمي احلرب حىت تركتها

:وكقول الراعي يك والوجد الذي أجدخطوي ونأ... وإين وإياك والشكوى اليت قصرت

هو الشفاء له والري لو يرد... لكاملاء والظالع الصديان يطلبه سيان أفلح من يعطي ومن يعد... ضايف العطية راجيه وسائله باحلق فينا فما أبقوا وما قصدوا... أزرى بأموالنا قوم أمرتهم

ترك له سبدوفق العيال فلم ي... أما الفقري الذي كانت حلوبته عال التالتل من أمواهلم عقد... واختل ذو الوفر واملثرون قد بقيت

وإن لقوا مثلها يف قابل فسدوا... فإن رفعت هبم رأسا نعشتهم :وكقول أيب النجم العجلي

طري منطر من ظالل عماء... واخليل تسبح بالكماة كأهنا مثل اجلنادب من حصي املعزاء... خيرجن من رهج دوين ظالله

زبدا خلطن بياضه بدماء... يلفظن من وجع الشكيم وعجمه وتركن صاحبها بدار ثواء... كم من كرمية معشر أيمنها حىت تنال كواكب اجلوازاء... إن األعادي لن تنال قدمينا صبح يشق طيالس الظلماء... كم يف جليم من أغر كأنه

حىت ميوت مشال كل شتاء... ر يكلل بالسديف جفانه حب رجعت خباطره صدور ظماء... وجمرب خضل السنان إذا التقى جمل تعمده عصيم هناء... صدىء القباء من احلديد كأنه

حجر األكام وال عصا الطرفاء... إنا وجدك ما يكون سالحنا قب تشوق نحو كل دعاء... يد وقرح نأوى إىل حلق احلد

حىت طرقن نساءنا بنساء... ولقد غدون على طهية غدوة بيض الغضون سوابغ األثناء... تلكم مراكبنا وفوق حبائنا

ثلج يطن على متون هناء... قدرن من حلق كأن شعاعها بعد مسارح األمحاء وتبيح... حتمي الرماح لنا محانا كله كل جيري بعزة ووفاء... إن السيوف جترينا وجنريها عن حد كل كتيبة خرساء... ال ينثنني وال نرد حدودها

عمل احلريق بيابس احللفاء... إنا لتعمل بالصفوف سيوفنا .وكقول عبد الشارق بن عبد العزى اجلهين

حنييها وإن كرمت علينا... يا ردينا أال حييت عنا على أضماتنا وقد احتوينا... ردينة لو رأيت غداة جئنا

فقال أال انعموا بالقوم عينا... فأرسلنا أبا عمرو ربيئا فلم نغدر بفارسهم لدينا... ودسوا فارسا منهم عشاء

ناكمثل السيل نركب وازعي... فجاءوا عارضا بردا وجئنا فقلنا أحسين صربا جهينا... تنادوا يا لبهثة إذا رأونا

فجلنا جولة مث أرعوينا... مسعنا دعوة عن ظهر غيب أخننا للكالكل فارمتينا... فلما أن تواقفنا قليال

وهم ومشوا إلينامشينا حن... فلما مل تدع قوسا وسهما إذا حجلوا بأسياف ردينا... تأللؤ مزنة برقت ألخرى ثالثة فتية وقتلت قينا... شددنا شدة فقتلت منهم

بأرجل مثلهم ورموا جوينا... وشدوا شدة أخرى فجروا وكان القتل للفتيان زينا... وكان أخي جوين ذا حفاظ

وأبنا بالسيوف قد احننينا. ..فآبوا بالرماح مكسرات ولو خفت لنا الكلمى سلينا... وباتوا بالصعيد هلم أحاح :وكقول املثقب العبدي

ومنعك ما سألت كأن تبيين... أفاطم قبل بيتك متعيين تمر هبا رياح الصيف دوين... فال تعدي مواعد كاذبات

صلت هبا مييينعنادك ما و... فإين لو تعاندين مشايل كذلك أجتوي من جيتويين... إذا لقطعتها ولقلت بيين

:وفيها يقول فأعرف منك غثي من مسيين... وإما أن تكون أخي حبق عدوا أتقيك وتتقيين... وإال فاطرحين واختذين

أريد اخلري أيهما يليين... فما أدري إذا ميمت أرضا أم الشر الذي هو يبتغيين... أأخلري الذي أنا أبتغيه

:وكقول هنشل بن حري املازين وإن سقيت كرام الناس فاسقينا... إنا محيوك يا سلمى فحيينا عنه وال هو باألبناء يشرينا... إنا بين هنشل ال ندعي ألب تلق السوابق منا واملصلينا... إن تبتدر غاية يوما ملكرمة

إال افتلينا غالما سيدا فينا... أبدا وليس يهلك منا سيد ولو نسام هبا يف األين أغلينا... إنا لنرخص يوم الروع أنفسنا

نأسو بأموالنا آثار أيدينا... بيض مفارقنا تغلي مراجلنا قول الكماة أال أين احملامونا... إين ملن معشر أفىن أوائلهم من فارس خاهلم إياه يعنونا... احد فدعوا لو كان يف األلف منا و

حد الظباة وصلناها بأيدينا... إذا الكماة تنحوا أن ينالهم

مع البكاة على من فات يبكونا... وال تراهم وإن جلت مصيبتم عنا احلفاظ وأسياف تواتينا... ونركب الكره أحيانا فيفرجه :يوكقول عدي بن زيد التميم

تروح له بالواعظات وتغتدي... كفى واعظا للمرء أيام دهره سنون طوال قد أتت دون مولدي... بليت وأبليت الرجال وأصبحت رجاال عرت من مثل بؤسى وأسعد... فال أنا بدع من حوادث تعتري

مىت تغوها يغو الذي بك يقتدى... فنفسك فاحفظها من الغي والردى فمثال هبا فاجز املطالب أو زد... انت النعماء عندك ال مرىء وإن ك

ومل تنك بالبؤسى عدوك فابعد... إن أنت مل تنفع بودك أهله وقل مثلما قالوا وال تتزيد... إذا أنت فاكهت الرجال فال تلع

فإن القرين باملقارن مقتد... عن املرء ال تسأل وأبصر قرينه فعف وال تطلب جبهد فتنكد... طالبت الرجال نواهلم إذا أنت

حبلمك يف رفق وملا تشدد... ستدرك من ذي الفحش حقك كله وما اسطعت من خري لنفسك فازدد... فال تقصرن من سعي من قد ورثته

وذا الذم فاذممه وذا احلمد فامحد... وبالصدق فانطق إن نطقت وال تلم من اليوم سؤال أن ييسر يف غد... ذو حاجة إن منعته عسى سائل

على املرء من وقع احلسام املهند... وظلم ذوي القرىب أشد مضاضة وقام جناة الشر للشر فاقعد... إذا ما رأيت الشر يبعث أهله

:وكقول عبد امللك بن عبد الرحيم احلارثي فقلت هلا إن الكرام قليل ...تعيرنا أنا قليل عديدنا

شباب تسامى للعال وكهول... وما قل من كانت بقاياه مثلنا عزيز وجار األكثرين ذليل... وما ضرنا أنا قليل وجارنا

منيع يرد الطرف وهو كليل... لنا جبل حيتله من جنريه رسا أصله حتت الثرى ومسا به إىل النجم فرع ال ينال طويل

إذا ما رأته عامر وسلول... وحنن أناس ال نرى القتل سبة وتكرهه آجاهلم فتطول... يقصر حب املوت آجالنا لنا وال طل منا حيث كان قتيل... وما مات منا سيد حتف أنفه وليست على غري احلديد تسيل... تسيل على حد الظباة نفوسنا

وال ينكرون القول حني نقول... لى الناس قوهلم وننكر إن شئنا ع قئول ملا قال الكرام فعول... إذا سيد منا خال قام سيد

وال ذمنا يف النازلني نزيل... وما أمخدت نار لنا دون طارق هلا غرر معلومة وحجول... وأيامنا مشهودة يف عدونا

هبا من قراع الدارعني فلول... وأسيافنا يف كل شرق ومغرب فتغمد حىت يستباح قبيل... معودة أال تسل نصالها

:وكقول مروان بن أيب حفصة أسود هلا يف غيل خفان أشبل... بنو مطر يوم اللقاء كأهنم

جلارهم بني السماكني منزل... هم املانعون اجلار حىت كأمنا كأوهلم يف اجلاهلية أول... ومل يكن هبا ليل يف اإلسالم سادوا

أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا... هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا وإن أحسنوا يف النائبات وأمجلوا... وال يستطيع الفاعلون فعاهلم وأحالهم منها لدى الوزن أثقل... تالث بأمثال اجلبال حباهم من أشعار القدماء واحملدثني أصحاب البدائع واملعاين اللطيفة الدقيقة جتب روايتها فهذه األشعار وما شاكلها

.والتكثر حلفظها

األشعار الغثة املتكلفة النسج

ومن األشعار الغثة األلفاظ، الباردة املعاين، املتكلفة النسج، القلقة القوايف، املضادة لألشعار اليت قدمناها، :قول األعشى واحتلت الغمر فاجلدين فالفرعا... وأمسى حبلها انقطعا بانت سعاد

:ال يسلم منها مخسة أبيات، ونكتبها ليوقف على التكلف الظاهر فيها بعد ائتالف وخري الود ما نفعا... بانت وقد أسأرت يف النفس حاجتها

مما يزين للمشغوف ما صنعا... تعصي الوشاة وكان احلب آونة دهر يعود على تشتيت ما مجعا... إىل شيء فغيره وكان شيء

من احلوادث إال الشيب والصلعا... وأنكرتين وما كان الذي نكرت وهيا وينزل منها األعصم الصدعا... قد يترك الدهر يف حلقاء راسية إن كان عنك غراب البني قد وقعا ... وما طالبك شيئا لست مدركه

يا رب جنب أيب اإلتالف والوجعا... بنيت وقد قربت مرحتال تقول فقد عصاها أبوها والذي شفعا... واستشفعت من سراة القوم ذا شرف

هم إذا خالط احليزوم والضلعا... مهال بنية إن املرء يبعثه نوما فإن جلنب املرء مضطجعا... عليك مثل الذي صليت واغتمضي

أوب املسافر إن ريثا وإن سرعا... ي قافل الركبان وانتظري واستنجد

لذي اغتراب وال يرجو له رجعا... وال تكوين كمن ال يرجتي أحدا أهدت له من بعيد نظرة جزعا... كوين كمثل الذي إذ غاب واحدها

حقا كما صدق الذئيب إذ سجعا... ما نظرت ذات أشفار كنظرهتا إنسان عني ومؤقا مل يكن قمعا... قلبت مقلة ليست مبقرفة إذ

ورفع اآلل رأس الكلب فارتفعا... فنظرت نظرة ليست بكاذبة أو خيصف النعل ويلي أية صنعا... قالت أرى رجال يف كفه كتف

جيشان يزجي املوت والشرعا... فكذبوها مبا قالت فصبحهم ذو آل وهدموا شاخص البنيان فاتضعا... أهل جو من مساكنهم فاستنزلوا

حىت تراه عليها يبتغي الشيعا... وبلدة يرهب اجلواب خشيتها بالليل إال نثيم البوم والضوعا... ال يسمع املرء فيها ما يؤنسه

همي عليها إذا ما آلها لمعا... كلفت عمياءها نفسي وشيعين فاللعن أوىل هلا من أن يقال لعا... لوث عفرناة إذا عثرت بذات

بعد الكاللة أن تستويف النسعا... ختال حقا عليها كلما ضمرت عن فرج معقومة مل تتبع ربعا... تلوى بعذق خصاب كلما خطرت

بالشيطني مهاة تبتغى درعا... كأهنا بعد ما أفضي النجاد هبا للصيد قدما خفى الشخص إذ خشعا... هلا ضاىبء يف األرض مفتحص أهوى

ترى من القديف أعناقها قطعا... بأكلب كسراء النبل ضارية ومثله مثلها عن واحد خدعا... فظل خيدعها عن نفس واحدها أن املنية يوما أرسلت سبعا... حىت إذا غفلت عنه وما شعرت

بابن فقد أطعمت حلما وقد فجعا... دارت لتطعمه حلما ويفجعها صدر النهار تراعى ثرية رتعا... فظل يأكل منه وهي الهية

جاءت لترضع شق النفس لو رضعا... حىت إذا فيقة يف ضرعها اجتمعت أقطاع مسك وسافت من دم دفعا... عجلى إىل املعهد األدىن ففاجأها

كل دهاها وكل عندها اجتمعا... صرفت واهلا ثكلى على عجل فان من ذا هلذا وقلب الشاة قد صقعا... وبات قطر وشفان يصفقها

ذو آل بنهان يبغى صحبه املتعا... حىت إذا ذر قرن الشمس صبحها ترى من القد يف أعناقها قطعا... بأكلب كسراء النبل ضاربة

إال الدوائر واألظالف والزمعا... مل يترك من خلفها شبها فتلك تؤم هوذة النكسا وال ورعا... أنضيتها بعد ما طال اهلباب هبا

ال يفشلون إذا ما آنسوا فزعا... يا هوذ إنك من قوم أوىل حسب وال يرون إىل جاراهتم خنعا... هم اخلضارم إن غابوا وإن شهدوا

يوما إذا ضمت احملذورة القزعا... سيوفهم أمن جلارهم قوم مثل السيوف وسم عاتق نقعا... وهم إذا احلرب قد أبدت نواجذها

يكن عليه عياال طول ما اجتمعا... من يعف هوذة أو حيلل بساحته

يكن هلوذة فيما نابه تبعا... وإن جتامعه يف اجللى جمامعة إذا تعمم فوق التاج أو وضعا... هوذة يسجد غري متئب ومن ير

صواغها ال ترى عيبا وال طبعا... له اكاليل بالياقوت قصصها أبو قدامة حمبوا بذاك معا... وكل زوج من الديباج يلبسه لو قارع الناس عن أحساهبم قرعا... أغر أبلج يستسقى الغمام به

وقد جتاوز عنه اجلهل فانقشعا... ب منه فتل مرته مل ينقض الشي أشياخهم فأطاق احلمل واضطلعا... قد محلوه فتي السن ما محلت

أبا قدامة إال احلزم فارتفعا... وجربوه فما زادت جتارهبم أبدوا له احلزم أو أن شاء مبتدعا... يرعى إىل قول سادات الرجال إذا

وكاد يسمو إىل اجلوزاء واطلعا... شآم فضل سؤودده قد نال أهل قدما مسا جلسيم األمر فافترعا... مث تناول كلبا يف مساوهتا

إىل املدائن خاض املوت وادرعا... قاد اجلياد من اجلوين منعلة طول احلياة وال يوهون ما رقعا... ال يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا

وما يرد بعد من ذي فرقة مجعا... رد مجيع بعد فرقه وما ي يدق آذيه البوصي والشرعا... وما جماور هيت إذ طغى فطما يكاد يعلو ربا اجلرفني مطلعا... جييش طوفانه إذ عب حمتفال

ترى حوالبه من مده ترعا... هبت له الريح فامتدت غوار به إن ضن ذو الوفر باإلعطاء أو خدعا... د منه حني تسأله يوما بأجو

ومثل أخالقه من سيء منعا... ومثل هوذة أعطى املال سائله كل سريضى بأن يدعى له تبعا... تلقى له سادة األقوام تابعة

حبر املواهب للوراد والشرعا... يا هوذ يا خري من ميشى على قدم ملا أتوه أسارى كلهم ضرعا... متيما بهم أيام صفقتهم سائل

ال يستطيعون بعد الضر منتفعا... وسط املشقر يف عشواء مظلمة ملا رأى الناس فيهم مطعما جنعا... لو أطعموا املن والسلوى مكانهم فقد حسوا بعد من أنفاسه جرعا... بظلمهم ينطاع امللك إذ غدروا

رسال من القول خمفوضا وما رفعا... للملك أطلق منهم مائة وقال فكلهم عانيا من غلة خلعا... ففك عن مائة منهم أسارهم

يرجوا إالله مبا أسدى وما صنعا... به تقرب يوم الفصح حمتسبا إن قال كلمة معروف هبا نفعا... وما أراد هبا نعمى يثاب هبا

إن قال قائلنا حقا هبا وسعى... بذاكم نعمة سبقت فال يرون :فهذه القصيدة ستة وسبعون بيتا التكلف فيها ظاهر بين إال يف ستة أبيات وهي

يا رب جنب أيب اإلتالف والوجعا... تقول بنيت وقد قربت مرحتال افاللعن أدىن هلا من أن أقول لع... بذات لوث عفرناة إذا عثرت ترى من القد يف أعناقها قطعا... بأكلب كسراء النبل ضاربة

ال يفشلون إذا ما آنسوا فزعا... يا هوذ إنك من قوم أوىل حسب لو قارع الناس عن أحساهبم قرعا... أغر أبلج يستسقى الغمام به

اطول احلياة وال يوهون ما وقع... ال يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا والذي يوجبه نسج الشعر أن . وفيها خلل ظاهر، ولكنها باإلضافة اىل سائر األبيات نقية بعيدة عن التكلف

.يا رب جنب أيب االتالف واألوجاع أو التلف والوجع: يقول :ومثل هذه القصيدة يف التكلف وبشاعة القول قوله أيضا يف قصيدته

لعمرك ما طول هذا الزمن

وإن يسألوا ماله ال يضن... أمره يرشدوا فإن يتبعوا وما إن بعظم له من وهن... وما إن على قلبه غمرة يساقطها كسقاط اللجن... وما إن على جاره تلفة

إذا بطنة راجعته سكن... ومل يسع يف احلرب سعي امرىء تالىف ألخرى عظيم العكن... عليها وإن فاته أكلة

وهمك يف الغزو ال يف السمن... يرى همه أبدا خصره فمثل هذا الشعر وما شاكله يصدىء الفهم ويورث الغم، ال كما جيلو اهلم ويشحذ الفهم من قول أمحد بن

:أيب طاهر مل حيمد األجودان البحر واملطر... إذا أبو أمحد جادت لنا يده

تضاءل األنور ان الشمس والقمر.. .وإن أضاء لنا نور بغرته تأخر املاضيان السيف والقدر... وإن مضى رأيه أو جد عزمته

مل يدر ما املزعجان اخلوف واحلذر... من مل يكن حذرا من حد سطوته فإن أمر فحلو عنده الصرب... حلو إذا أنت مل تبعث مرارته لني املهزة إال أنه حجر ...سهل اخلالئق إال أنه خشن إن صال يوما وال الصمصامة الذكر... ال حية ذكر يف مثل صولته

باألمر رد عليه الرأي والنظر... إذا الرجال طغوا أو إذ هم وعدوا

إذ جود كل جواد عنده خبر... اجلود منه عيان ال ارتياب به .يهفهذا الشعر من الصفو الذي ال كدر ف

وأكثر من يستحسن الشعر تقليدا على حسب شهرة الشاعر وتقدم زمانه، وإال فهذا الشعر أوىل .باالستحسان واالستجادة من كل شعر تقدمه

املعاين املشتركة السرقات

وإذا تناول الشاعر املعاين اليت قد سبق إليها فأبرزها يف أحسن من الكسوة اليت عليها مل يعب بل وجب له ..ضل لطفه وإحسانه فيهف

:كقول أيب نواس لغريك إنسانا فأنت الذي نعين... وإن جرت األلفاظ منا مبدحة :أخذه من األحوص حيث يقول

فما هي إال البن ليلى املكرم... مىت ما أقل يف آخر الدهر مدحة :وكقول دعبل

كحبي للضيوف النازلينا... أحب الشيب ملا قيل ضيف :أخذه من قول األحوص أيضا حيث يقول

كأمنا كان ضيفا نازال رحال... فبان مين شبايب بعد لذته :وكقول دعبل أيضا

ضحك املشيب برأسه فبكى... ال تعجيب يا سلم من رجل :أخذه من قول احلسني بن مطري

تضحك األرض من بكاء السماء... كل يوم بأقحوان جديد :وكقول أيب نواس

حبتها بأنواع التصاوير فارس... دور علينا الراح يف عسجدية ت مها تدريها بالقسي الفوارس... قرارتها كسرى ويف جنباهتا

وللماء ما حازت عليه القالنس... فللخمر ما زرت عليه جيوهبا :أخذه أبو احلسني بن أمحد بن حيىي الكاتب فقال

جباه هبا لديه مزيدا أحد... ومدامة ال يبتغي من ربه عربا برزن من اجلنان وغيدا... يف كأسها صور يظن حلسنها

للشاربني هبا كواعب غيدا... قد صف يف كاساهتا صور حلت ذهبا ودرا توأما وفريدا... فإذا جرى فيها املزاج تقسمت

وجعلن ذا لنحورهن عقودا... فكأنهن لبسن ذاك جماسدا . ذا من أبدع ما قيل يف هذا املعىن وأحسنهفه

وحيتاج من سلك هذه السبيل إىل الطاف احليلة وتدقيق النظر يف تناول املعاين واستعارهتا، وتلبيسها حىت ختفى على نقادها والبصراء هبا، وينفرد بشهرهتا كأنه غري مسبوق إليها، فيستعمل املعاين املأخوذة يف غري

منه، فإذا وجد معىن لطيفا يف تشبيب أو غزل استعمله يف املديح، وإن وجده يف املديح اجلنس الذي تناوهلااستعمله يف اهلجاء؛ وإن وجده يف وصف ناقة أو فرس استعمله يف وصف اإلنسان، وإن وجده يف وصف

إنسان استعمله يف وصف هبيمة، فإن عكس املعاين على اختالف وجوهها غري متعذر على من أحسن سها واستعماهلا يف األبواب اليت حيتاج إليها فيها، وإن وجد املعىن اللطيف يف املنثور من الكالم، أو يف عك

ويكون ذلك كالصائغ الذي يذيب الذهب . اخلطب والرسائل فتناوله وجعله شعرا كان أخفى وأحسنلثوب على ما رأى من والفضة املصوغني فيعيد صياغتهما بأحسن مما كانا عليه، وكالصباغ الذي يصبغ ا

.األصباغ احلسنةفإذا أبرز الصائغ ما صاغه يف غري اهليئة اليت عهد عليها، وأظهر الصباغ ما صبغه على غري اللون الذي عهد قبل، التبس األمر يف املصوغ ويف املصبوغ على رائيهما، فكذلك املعاين وأخذها واستعماهلا يف األشعار على

حبل معقود الكالم؛ فالشعر رسائل : مباذا قدرت على البالغة فقال: قيل للعتايب .اختالف فنون القول فيهاوجتدها . معقودة، والرسائل شعر، وإذا فتشت أشعار الشعراء كلها وجدهتا متناسبة، إما تناسبا قريبا أو بعيدا

.هدا على ما نقولوسنذكر من ذلك ما يكون شا. مناسبة لكالم اخلطباء، وخطب البلغاء، وفقر احلكماءمن ذلك أن عطاء بن أيب صيفي الثقفي دخل على يزيد بن معاوية فعزاه عن أبيه وهنأه باخلالفة، وهو أول

أصبحت رزيت خليفة الله، وأعطيت خالفة الله، قضى معاوية حنبه : من عزى وهنأ يف مقام واحد فقالفاشكر الله على عظيم العطية، واحتسب عند الله فيغفر الله ذنبه، ووليت الرياسة وكنت أحق بالسياسة

فأخذه أبو دالمة فقال يرثي . جليل الرزية، وأعظم الله يف معاوية أجرك، وأجزل على اخلالفة عونك :املنصور وميدح املهدي

بإمامها جذىل، وأخرى تذرف... عيناي واحدة ترى مسرورة ويسرها ما تعرف ما أنكرت... تبكي وتضحك تارة يسؤوها ويسرها أن قام هذا األرأف... فيسوءها موت اخلليفة أوال

شعرا أرجله وآخر أنتف... ما إن مسعت وال رأيت كما أرى وأتاكم من بعده من خيلف... هلك اخلليفة يال أمة أمحد

ولذاك جنات النعيم وزخرف... أهدى هلذا الله فضل خالفة واستبشروا بقيام ذا وتشرفوا... ع خريكم ووليكم فابكوا ملصر

:فأخذه أبو الشيص فقال يرثي الرشيد وميدح املخلوع فنحن يف وحشة ويف أنس... جرت جواد بالسعد والنحس فنحن يف مأمت ويف عرس... فالعني تبكي والسن ضاحكة

وتبكينا وفاة اإلمام باألمس... يضحكنا القائم األمني اخللد وهذا بطوس يف رمس... بدران، هذا أمس ببغداد يف

وما وعظ بكالمه موعظة . طاملا كان هذا الشخص واعظا بليغا: وملا مات االسكندر ندبه أرسططاليس فقال :فأخذه صاحل بن القدوس فقال: قط أبلغ من وعظه بسكوته

مث قالوا وللنساء حنيب... وينادونه وقد صم عنهم أيها املقول األلد اخلطيب... الذي عاق أن ترد جوابا من

فيما قد ترى وانت خطيب... إن تكن ال تطيق رجع جواب مثل وعظ السكوت إذ ال تجيب... ذو عظات وما وعظت بشيء

:فاختصره أبو العتاهية يف بيت فقال فأنت اليوم أوعظ منك حيا... وكانت يف حياتك يل عظات

صلى الله عليه -حدثنا أن النيب : ما حدثكم محاد فقلت: انصرفت من جملس فقال يل أيب: قال ابن عائشةوقاتل الله محيد بن : فقال أيب. لو مل يلف ابن آدم إال على الصحة والسالمة لكفى هبما داء: قال -وسلم

:ثور حيث يقول صح وتسلماوحسبك داء أن ت... أرى بصري قد خانين بعد صحة

:ولله در النمر بن تولب حيث يقول

فأالهنا اإلصباح واإلمساء... كانت قنايت ال تليني لغامز ليصبحين فإذا السالمة داء... ودعوت ريب بالسالمة جاهدا

:وحيث يقول أيضا فكيف ترى طول السالمة يفعل... يود الفىت طول السالمة جاهدا

:ولله در القائل أمسى فالن ألهله حكما... ال يعجب املرء أن يقال له أضحى على الوجه طول ما سلما... إن سره طول عيشه فلقد

:فسمع حممود الواراق هذه األبيات فقال وساعدت نفسه فيها أمانيها... يهوى البقاء فإن مد البقاء له

ملا يرى من تصاريف البلى فيها... ه شغال أبقى البقاء له يف نفس :فأخذه عبد الصمد بن املعذل فقال

وإمنا يفىن من البقاء... يهوى البقاء رهبة الفناء ورمبا أحسن الشاعر يف معىن ببدعه فيكرره يف شعره على عبارات خمتلفة، وإذا انقلبت احلالة اليت يصف

خيرج عن حد اإلصابة فيه، كما قال عبد الصمد بن املعذل يف مدح فيها ما يصف، قلب ذلك املعىن ومل :سعيد بن سلم الباهلي

سعيد بن سلم ضوء كل بالد... أال قل لسارق الليل ال ختش ضلة :فلما مات رثاه فقال

ضوء البالد قد خبا ذباله... يا ساريا حرية ضالله :وكما قال علي بن اجلهم

حبس وأي مهند ال يغمد... ا حبست فقلت ليس بضائري قالو كبرا وأوباش السباع تردد... أو ما رأيت الليث يألف غيله

:فلما نصب للناس وعري بالشاذياخ قال حسنا وملء صدورهم تبجيال... نصبوا حبمد الله ملء عيوهنم

فالسيف أهول ما يرى مسلوال ...ما غابه أن بز عنه ثيابه فتشبه يف حال حبسه بالسيف مغمدا، ويف حال تعريته بالسيف مسلوال وبالليث إلفا لغيله تارة، ومفارقا

.لغيله تارة :ومما يستحسن جدا قول علي بن حممود بن نصر

أن جنوم الليل ليست تغور... ال أظلم الليل وال أدعي طال وإن زارت فليلي قصري... فإن مل تزر ليلي كما شاءت

يا أمري املؤمنني أنت الزمان، : كيف الزمان عليك فقال: وأخذ هذا املعىن من قول الرجل ملعاوية حيث سأله .إذا صلحت صلح الزمان، وإذا فسدت فسد الزمان

دق نظره ولطف فهمه، ولو ذهبنا وكل ما أودعناه هذا الكتاب فأمثلة يقاس عليها أشكالها، وفيها مقنع ملننستقصي كل باب من األبواب اليت أودعناها كتابنا لطال وطال النظر فيه، وف فاستشهدنا باجلزء على

.الكل، وآثرنا االختصار على التطويل الشعر احلسن اللفظ الواهي املعىن

ية حتصيال ومعىن، وإنما يستحسن منها اتفاق ومن األبيات احلسنة األلفاظ املستعذبة الرائقة مساعا، الواهوالعبارة عما كان يف الضمري منها، وحكايات ما جرى . احلاالت اليت وضعت فيها، وتذكر اللذات مبعانيها

:من حقائقها دون نسج الشعر وجودته، وإحكام وصفه وإتقان معناه قول مجيل ري الدمع منها األناملوإذ هي تذ... فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها

وقتلي مبا قالت هناك حتاول... عشية قالت يف العتاب قتلتين :وكقول جرير

وشال بعينك ال يزال معينا... إن الذين غدوا بلبك غادروا ماذا لقيت من اهلوى ولقينا... غيضن من عرباهتن وقلن يل

:وكقول األعشى ويلي عليك وويلي منك يا رجل ...قالت هريرة ملا جئت زائرها

.ويلي األوىل هتدد، وويلي الثانية استكانه :وكقول قيس بن ذريح

فمن يل بأخرى مثلها قد أطلت... خليلي هذي زفرة قد غلبتها

تسوق اليت تأيت اليت قد تولت... ويب زفرات لو يدمن قتلتين :وكقول عمر بن أيب ربيعة

تباشري من واضح أسفرا... بدا غفلن عن الليل حىت بأكسية اخلز أن تقفرا... ففممن يعفني آثارنا

فاملستحسن من هذه األبيات حقائق معانيها الواقعة ألصحاهبا الواصفني هلا دون صنعة الشعر وأحكامه، فأما :قول القائل

حومسح باألركان من هو ماس... وملا قضينا من مىن كل حاجة وال ينظر الغادي الذي هو رائح... وشدت على حدب املهاري رحالنا

وسالت بأعناق املطي األباطح... أخذنا بأطراف األحاديث بيننا هذا الشعر هو استشعار قائله لفرحة قفوله إىل بلده وسروره باحلاجة اليت وصفها، من قضاء حجة وأنسه

فهو معىن مستوىف على قدر مراد . يل األباطح بأعناق املطي كما تسيل باملياهبرفقائه، وحمادثتهم ووصفه س .الشاعر

.وأما املعرض احلسن الذي ابتذل على ما يشاكله من املعاين فكقول كثري إذا وطنت يوما هلا النفس ذلت... فقلت هلا يا عز كل مصيبة

.يف وصف حرب لكان أشعر الناسقد قالت العلماء لو أن كثريا جعل هذا البيت :وكقول القطامى يف وصف النوق وال الصدور على األعجاز تتكل... ميشني رهوا فال األعجاز خاذلة

:وكقول كثري أيضا. لو جعل هذا الوصف للنساء دون النوق كان أحسن إلينا مقلية إذا ما تقلت... أسيئي بنا أو أحسين ال ملومة

.البيت يف وصف الدنيا لكان أشعر الناس: ء لو قالقالت العلما :ومن األبيات اليت ختلب معانيها للطافة الكالم فيها قول زهري

كأنك تعطيه الذي أنت سائله... تراه إذا ما جئته متهلال ولكنه قد يهلك املال نائله... أخى ثقة ما تهلك اخلمر ماله

قعودا لديه بالصرمي عواذله... ه غدوت عليه غدوة فرأيت وأعيا فما يدرين أين خماتله... يفدينه طورا وطورا يلمنه

فعول إذا ما وجد باألمر فاعله... فأعرض منه عن كرمي مرزء :وقول طفيل الغنوي

بنا فعلنا يف الواطئني فزلت... جزى اهللا عنا جعفرا حني أزلفت تالقي الذي القوه منا مللمت... أن ميلوتا ولو أن أمنا أبوا

:وكقول كثري بن عبد الرمحن اخلزاعي

حصان عليها نظم در يزينها... إذا ما أورد الغزو مل تثن همه بكت فبكى مما شجاها قطينها... هنته فلما مل تر النهي عاقة

وقول ابن هرمة أن ال أعاجل بعدك األسفارا... لقيتك ساملا إىن نذرت لئن

:وقول محزة بن بيض أقم علينا يوما فلم أقم... تقول يل والعيون هاجعة

وأي وجه إال إىل احلكم... أي الوجوه انتجعت قلت لها هذا ابن بيض بالباب يبتسم... مىت يقل صاحبا سرادقة

فهات إذا حل أعطين سلمي... ال قد كنت أسلمت فيك مقتب :وقول اآلخر

فتخرب منهما كرما ولينا... نقلبه لنبلو حالتيه منيل إذا منيل على أبينا... منيل على جوانبه كأنا

:وقول أيب العتاهية تفري إليك سباسبا ورماال... إن املطايا تشتكيك ألهنا

وإذا رجعن بنا رجعن ثقاال... ة فإذا أتني بنا أتني خمف

الشعر الصحيح املعىن، الرث الصياغة

ومن احلكم العجيبة، واملعاين الصحيحة الرثة الكسوية، اليت مل يتنوق يف معرضها الذي أبرزت فيه قول :القائل

ونسكن حني متضي ذاهبات... نراع إذا اجلنائز قابلتنا ما غاب عادت رائعاتفل... كروعة ثلة ملغار ذئب

:وكقول اآلخر حيور رمادا بعد إذ هو ساطع... وما املرء إال كالشهاب وضوؤه

وال بد أن ترد الودائع... وما املال واألهلون إال وديعة :وكقول اآلخر

بهم غدا فعل املوارب... دار العدو تنظرا ت مبنة إن مل تعاقب ...فإذا ظفرت هبم ظفر

:وكقول اآلخر فأنت رخي البال والنفس تذهب... قدرت على نفسي فأزمعت قتلها ورود حياض املوت والطفل يلعب... كعصفورة يف كف طفل يسومها

: وكقول اآلخر

فالدهر غري معتبه... من يلم الدهر أال ف الدهر أو تقلبه. ..أو يتعجب لصرو

ينسب إىل مصطحبه... ومن يصاحب صاحبا أو شائنات ريبه... بزائنات رشده

جرب بجربه... ورمبا غر صحيحا يف لبسه ومركبه... تعرف ما حال الفىت

عنك ويف توثبه... ويف مشأزيزته إليك أو حتببه... عليك أو إصغائه يوما مخول منصبه... واملرء قد يدركه

املعىن البارع يف املعرض احلسن

فأما املعىن الصحيح البارع احلسن، الذي قد أبرز يف أحسن معرض وأهبى كسوة، وأرق لفظ، فقول مسلم :بن الوليد األنصاري

لكالغمد يوم الروع زايله النصل... وإين وإمساعيل بعد فراقه فالكالوحش يدنيها من األنس احملل ... قوما بعده أو أزرهم فإن أغش

التشبيهات البعيدة الغلو

ومن التشبيهات البعيدة اليت مل يطلف أصحاهبا فيها، ومل خيرج كالمهم يف العبارة عنها سلسا سهال قول :النابغة

علق أريق على متون صوار... ختدى هبم أدم كأن رحاهلا :كقول زهري بن أيب سلمىو

كمنصل العتر دمى رأسه النسك... فزل عنها وأوىف رأس رقبته :وكقول خفاف بن ندبه

ومتوهنا كخيوطه الكتان... أبقى هلا التعداء من عتداهتا قول بشر أراد أن قوائمها دقت حىت عادت كأهنا اخليوط، وأراد ضلوعها فقال متوهنا و. والعتدات القوائم

:بن أيب خازم كأن مشاهلا بعد الدبور... وجر الرامسات هبا ذيوال

كما وشم النواشر بالنؤور... رماد بني أظار ثالث .فشبه الشمال والدبور بالرماد

:وكقول أوس بن حجر

والتف ديك برجلها وخنزير... كأن هرا جنينا عند غرضتها :بيعةوكقول لبيد بن ر

قردمانيا وتركا كالبصل... فخمة زفراء ترتي بالعرى :وكقول النابغة اجلعدي

من السمقني أخلق مستقاها... كأن حجاج مقلتها قليب :واحلجاج ال يغور ألنه العظم الذي ينبت عليه شعر احلاجب وقول ساعدة بن جؤية

اق الظباء الفوارققداح كأعن... كساها رطيب الريش فاعتدلت هلا . شبه اهلام بأعناق الظباء، ولو وصفها بالدقة كان أوىل

األبيات اليت زادت قرحية قائليها على عقوهلم

:ومن األبيات اليت زادت قرحية قائليها على عقوهلم قول كثري غزا كامنات الود مين فناهلا... فإن أمري املؤمنني برفقه

:لكوقوله أيضا خياطب عبد امل وخترج من مكامنها ضبايب... وما زالت رقاك تسل ضغين

أجابت حية حتت احلجاب... ويرقيين لك احلاوون حىت :وقوله أيضا

بعريان نرعى يف اخلالء ونعزب... أال ليتنا يا عز من غري ريبة على حسنها جرباء تعدى وأجرب... كالنا به عر فمن يرنا يقل

فال هو يرعانا وال حنن نطلب... ن لذي مال كثري مغفل نكو علينا فال ننفك نرمى ونضرب... إذا ما وردنا منهال صاح أهله هجان وأين مصعب مث هنرب... وددت وبيت اهللا أنك بكرة

.لقد أردت يب الشقاء الطويل، ومن املنية ما هو أوطأ من هذه احلال: فقال له عزة :وكقول اآلخر يف زبيدة أم حممد األمني

طوىب لسائلك املثاب... أزبيدة ابنة جعفر تعطى األكف من الرغاب... تعطني من رجليك ما :وكقول جرير بن عطية

لو شئت ساقكم إيل قطينا... هذا ابن عمي يف دمشق خليفة وقال له عمر ! تفخر بقومك حىت تعديت إىل ذكر اخللفاءيا أبا حزرة مل تصنع شيئا، أعجزت أن : فقيل له

.لو شاء ساقكم إيل قطينا، لسقتهم إليك عن آخر: أما لو قلت. جعلتين شرطيا لك: بن عبد العزيز هال غضبت لنا وأنت أمري ... يا بشر حق لوجهك التبشري

جرير يا آل بارق فيم سب... قد كان حقك أن تقول لبارق :وكقول األخطل: أما وجد ابن اللخناء رسوال غريي وقال: فقال بشر

لقتلي أصيبت من سليم وعامر... أال سائل اجلحاف هل هوثائر فقدر أن يعري اجلحاف هبذا القول ويقصر به فيه، فأجراه اجلحاف جمرى التحريض، ففعل بقومه ما دعى

:األخطل إىل أن يقول إىل اله منها املشتكى واملعول... قع اجلحاف بالبشر وقعة لقد أو

فلو سكت عن هذا بعد ذلك القول األول لكان أمجل به، مث مل يرض حىت أوعد وهتدد عند ذلك اخلليفة :فقال

يكن عن قريش مستمار ومرحل... فإن مل تغيرها قريش مبلكها :وكقوله أيضا وال لعا لبين ذكوان إذ عثروا... هللا قيسا من ضاللتها فال هدى ا

وقيس عيالن من أخالقهم الضجر... ضجوا من احلرب إذا عضت غواربهم :لو كان كما زعمت ملا قلت: فقال له عبد امللك

اىل اهللا منها املشتكي واملعول... لقد أوقع اجلحاف بالبشر وقعة وكقول الفرزدق

وجمر جعثن والزبري مقاال... ت فينا غري غدر مجاشع أوجد .فأقر بأشياء لو سكت عنها كان أستر

:وكقوله أيضا: قال زعانف لوال عز سعد لذلت... وإن متيما كلها غري سعدها

:وكقول بشر: وقد وضع من قومه وهجاهم هبذا القول قال وأيدي الندي يف الصاحلني فروض... تكن لك يف قومي بد يشكروهنا

:وقول النابغة اجلعدي رأت مليت شابت وشابت لداتيا... وما راهبا من ريبة غري أهنا

:وقول األعشى: وأي ريبة أعظم من أن رأته قد شاب منتشل النحض أعمى ضريرا... رأت رجال غائر الوافدين

:وقوله حلوادث إال الشيب والصلعامن ا... وأنكرتين وما كان الذي نكرت

:وقوله جهال بأم خليد حبل من تصل... صدت هريرة ما تكلمنا

ريب املنون ودهر خاتل خبل... أأن رأت رجال أعشى أضر به :وكقول الكميت

وإن عاب قويل العيب... إليك يا خري من تضمنت األرض عليه وسلم، واليعيب قوله يف وصفه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عائب إال يعين رسول اهللا صلى اهللا

.كافر باهللا مشرك :وقول حسان

إذا تفرقت األهواء والشيع... أكرم بقوم رسول اهللا شعيتهم .هم شيعة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألن يف هذا الكالم جفاء: كان جيب أن يقول :وقول جنادة بن جنية

من حنو بلدهتا ناع فينعاها... من حبها أمتىن أن يالقيين أو تضمن النفس يأسا مث تسالها... لكي أقول فراق ال لقاء له

الشعر القاصر عن الغايات

ومن األبيات اليت قصر فيها أصحاهبا عن الغايات اليت أجروا إليها ومل يسدوا اخللل الواقع فيها معىن ولفظا :ريء القيسقول ام

وللزجر منه وقع أخرج مهذب... فللساق ألهوب وللسوط درة .إن فرسا حيتاج إىل أن يستعان عليه هبذه األشياء لغري جواد: فقيل له

:وقول املسيب بن علس بناج عليه الصعريية مكدم... وقد أتناسى اهلم عند احتضاره

.ريية من مسات النوقوالصع. استنوق اجلمل: فسمعه طرفة فقال :وقول الشماخ

رحى حيزومها كرحى الطحني... فنعم املعترى رحلت إليه .وإمنا توصف النجائب بصغر الكركرة ولطف اخلف

:وقوله جلاما وسرجا فوق أعوج خمتال... وأعددت للساقني والرجل والنسا وقول األعشى. وإمنا يلجم الشدقان ال الساقان

جون غواربه تلتطم... خليج الفرات وما مزبد من إذا ما مساؤهم مل تغم... بأجود منه مبا عونه

.ميدح ملكا ويذكر أنه إمنا جيود باملاعون :وقوله

ويوم حيان أخي جابر... شتان ما يومي على كورها .وكان حيان أشهر وأعلى ذكرا من جابر فأضافه إليه اضطرارا

:وقول عدي بن زيد كصالة القني مذكارا ... د عديت دوسرة ولق

.واملذكار اليت تلد الذكران، واملثنات عندهم أمحد :وقال الشماخ

وكان يف قصر من عهدها طول... بانت سعاد ففي العينني ملمول .وصاري يف قصر من عهدها طول: وكان يف طول من عهدها قصر، أو يقول: كان ينبغي أن يقول

:اإليلدي وقول أيب داؤد مرة الفؤاد مشارف القبض... لو أنها بذلت لذي سقم

حران من وجد هبا مض... أنس احلديث لظل مكتئبا .يذهب سقمه، لكان أبلغ لنعتها: لو أنه قال

:وقول أيب ذؤيب وأظلم دوين ليلها وهنارها... وال يهنئ الواشني أن قد هجرتها

.وأظلم دوهنا ليلي وهناري: يقولكان ينبغي أن :وقوله

مسيع فما أدري أرشد طالبها... عصاين إليها القلب إين ألمره .أم غي، فنقص العبارة: كان ينبغي أن يقول

:وقول ساعدة بن جؤبة آليقنت أين كدت بعدك أكمد... فلو نبأتك األرض أو لو مسعته

.كدت أكمد: قوله إين بعدك كمد، لكان أبلغ من: لو قال :وقول أبن أمحر

سيف ابن أمحر يشكو الرأس والكبدا... غادرين سهمه أعشى وغادره .غادرين سهمه أعور فلم ميكنه، فقال أعشى: أراد

:وقول طرفة حفافيه شكا يف العسيب مبسرد... كأن جناحي مضرحي تكنفا

.هذا كثيفا طويال عريضاوإمنا توصف النجائب بدقة شعر الذنب وخفته، وجعله :وقول امرئ القيس

كسا وجهها سعف منتشر... وأركب يف الروع خيفانة :وقول احلطيئة: شبه ناصيتها بسعف النخل لطوهلا، وإذا غطى الشعر العني مل يكن الفرس كرميا

تصعده األمور إىل عالها... ومن يطلب مساعي آل ألي لب مساعيهم عجز عنها وقصر ن بلوغها فأما إذا تساوى هبم غريهم فأي فضل من ط: كان ينبغي أن يقول

:وقوله. هلم وبيض كأوالد النعام كثيف... صفوف وماذي احلديد عليهم

.شبه البيض باوالد النعام، أراد بيض النعام :وقول لبيد العامري

أمأل اجلفنة من شحم القلل... ولقد أعوص باخلصم وقد :راد السنام، وال يسمى السنام شحما وقولهأ

زل عن مثل مقامي وزحل... لو يقوم الفيل أو فياله .وليس للفيال مثل أيد الفيل فيذكره

:ولقوله النابغة الذبياين حرب يوائل منها كل تنبال... ماضي اجلنان أخي صرب إذا نزلت

لك فكيف صار القصري أوىل بطلب املوئل من الطويل، وإن جعل التنبال القصري من الرجال، فإن كان كذالتنبال اجلبان فهو أعيب ألن اجلبان خائف وجل، اشتدت به احلرب أم سكنت، وإن كان عن مثل قول

:اهلمذاين من األهوال شجعان الرجال... يكر على املصاف إذا تعادى

:وقول طرفة بن العبد وضرهتا مركنة ذرور. ..من الزمرات أسبل قادماها

:ومثله قول امرئ القيس. ال يكون القادمان إال ملا له آخرون، وتلك الناقة اليت هلا أربعة أخالف كأن احلي بينهم نعي... إذا مست قوادمها أرنت :وقول املسيب بن علس

خبميصة سرح اليدين وساع... فتسل حاجتها إذا هي أعرضت ملساء بني عوامض األنساع... نطرة مبوضع كورها وكأن ق

نبض الفرائض جمفر األضالع... وإذا أطفت هبا أطفت بكلكل فكيف تكون مخيصة وقد شبهها بالقنطرة ال تكون إال عظيمة، وقال هي جمفرة األضالع، فكل هذا ينقض

.ما ذكره من اخلمص :وقول احلطيئة: قال

متطرف حىت الصباح يدور... حرج يالوذ بالكناس كأنه وعاله أسطع ال يرد منري... حىت إذا ما الصبح شق عموده صدأ احلديد أطارهن الكري... وحصى الكثيب بصفحتيه كأنه

.زعم أنه مل يزل يطوف حىت أصبح وأشرف على الكثيب فمن أين احلصى بصفحتيه

الشعر الرديء النسج

ة األلفاظ القلقة القوايف، الرديئة النسح فليست تسلم من عيب يلحقها يف حشوها ومن األبيات املستكره :أو قوافيها، أو ألفاظها، او معانيها، قول أيب العيال اهلذيل

صداع الرأس والوصب... ذكرت أخي فعاودين . فذكر الرأس مع الصداع فضل

:وقول أوس بن حجر ن كان حمضا يف العمومة خموالوإ... وهم ملقل املال أوالد علة .فقوله املال مع مقل فضل

:وكقول عبد الرمحن بن عبد اهللا بن كعب بن مالك اخلزرجي والقلب منها مطار القلب حمذور... قيدت وقد الن هاديها وحاركها

:وكقول اآلخر وهند أتى من دوهنا النأي والبعد... أال حبذا هند وأرض هبا هند

.له البعد مع ذكر النأي فضلفقو :وكقول األعشى

فأصبت حبة قلبها وطحاهلا... فرميت غفلة عينه عن شأته :وقوله

وأوىل املالمة الرجال... استأثر اهللا فالوفاء وبالعدل :وقول احلطيئة

وقلص عن برد الشارب مشافره... قروا جارك العيمان ملا جفوته .أراد شفتيه

:ل املزرد داعي الزنجوقو على البكر ميريه بساق وحافر... فما برح الولدان حىت رأيته

.يريد بساق وقدم :وقول حسان

صرت جنادبه من الظهر... وتكلفي اليوم الطويل وقد .أراد بالظهر حر الظهرية

وقول املتلمس ت قابوسما عاش عمرو، وما عمر... إن تسلكي سبل املوماة منجدة

.أراد ما عاش عمرو وما عمر قابوس :وقوله

مل تر مشسا وال زمهريرا... من القاصرات سجوف احلجال

.أراد مل تر مشسا وال قمرا، ومل يصبها حر وال برد :وقول علقمة بن عبدة

صواعقها لطريهن دبيب... كأهنم صابت عليهم ساحبة :وقوله

كأن تطياهبا يف األنف مشموم... ري هبا حيملن أترجة نضح العب :وقول عامر بن الطفيل

شرا سيفه العليا وجذ املعاصما... تناولته فاحتل سيفي ذبابة :وقول خفاف بن ندبة

فواصلني إذا واصلت أمثايل... إن تعرضي وتضين بالنوال لنا :وقول علقمة بن عبدة

عيد الشباب عصر حان مشيبب... طحابك قلب يف احلسان طروب

الشعر احملكم النسج

:ومن القوايف الواقعة يف مواضعها، املتمكنة من مواقعها، قول أمرئ القيس يف قصديته اليت يقول فيها شديد مشك الغضا اجلنب فعم املنطق... وقد أغتدى قبل العطاس هبيكل

:قوله كذئب الغضا ميشي الضراء ويتقي ...بعثنا ربيثا قبل ذلك حممال .فوقعت يتقي موقعا حسنا

:وكذلك قول النابغة بردا أسف لثاته باإلثمد... جتلو بقادميت محامة أيكة

جفت أعاليه وأسفله ندي... كاألقحوان غداة غب مسائه عذب إذا ما ذقته قلت ازدد... زعم اهلمام بأن فاها بارد

يروى بريقها من العطش الصدي... زعم اهلمام ومل أذقه أنه .ومن العطش الصدي وقعا موقعني عجيبني: فقوله وأسفله ندي

:وقول زهري ولكنين عن علم ما يف غد عم... وأعلم ما يف اليوم واألمس قبله

.عم واقعة موقعا حسنا: فقوله :وكقوله

واقفر من سلمى التعانيق فالثقل... يصحو صحا القلب عن سلمى فقد كان ال على صري أمر ما مير وما حيلو... وقد كنت من سلمى سنينا مثانيا

.حيلو حسنة املوقع: فقوله

:وكقوله يف قصيدته اليت يقول فيها وحفظ ومن يلحم إىل الشر أنشج... لذي احللم من ذبيان عندي مودة

:قوله على جيف احلسرى جمالس تنتجي... الطري يف منزالته خموف كأن

.تنتجي حسنة املوقع جدا: فقوله :وكقوله

دعيت نزال ولج يف الذعر... ولنعم حشو الدرع أنت إذا ض القوم خيلق مث ال يغري... وإنك تفري ما خلقت وبع

من ليث أيب أجري طال... وألنت أشجع حني يتجه األب .مث ال يفري وأيب أجري حسنان يف موقعهما: فقوله

:وكقول بشر على زلق زوالق ذي كهاف... فما صدع حبية أو بشرج خمالبها كأطراف األسايف ... تزل اللقوة الشغواء عنها

إذا ما ضيم جريان الضعاف... بأحرز موئال من جار أوس .كأطراف األسايف حسنة املوقع: هفقول

:وكقول األعشى خرساء خيشى الذائدون نصالها... وإذا تكون كتيبة ملمومة

بالسيف تضرب معلما أبطالها... كنت املقدم غري البس جنة ما كان خالقها املليك قضى هلا... وعلمت أن النفس تلقى حتفها

.قضى هلا عجيبة املوقع: فقوله :وكقوله

يروي سنانا كالقدامى وثعلبا... ومثل الذي تولونين يف بيوتكم علي من الريح اجلنوب وال الصبا... وما عنده زرىف علمت دالله

:وكذلك قوله وأخرى تداويت منها بها... وكأس شربت على لذة

هاأتيت الفتوة من باب... لكي يعلم الناس أني أمرؤ .منها هبا لطيفة حسنة املوقع جدا: فقوله

:وكقول أيب كبري اهلذيل جمر الظهرية يف اليفاع األطول... ولقد ربأت إىل الصحاب تواكلوا

مجر مبسبكة تشب ملصطلي... يف رأس مشرفة القذال كأهنا

:وكقول أيب خراش سل عن ماجد حمض سوى أنه قد... ومل أدر من ألقى عليه رداءه

توكل باألدىن وإن جل ما ميضي... بلى إهنا تعفو الكلوم وإمنا .فقوله ميضي حسنة جيدا :وكقول عروة بن أذينة

له من بعد ميعته جتلي... وكل هوى دان عين زمانا عذلت النفس قبل على هوى يل... كأين مل أكن من بعد ألف

وبلاين اهلوى فيمن يبلي... ت عصرا فإن أقصر فقد أجري .فقوله هوى يل لطيفة املوقع

:وكقول ذي الرمة يف قصيدته كأهنم يريدون احتماال... أراح فريق جريتك اجلماال

ومل أر نادي اآلظعان بايل... فكدت أموت من حزن عليهم .بايل عجيبة املوقع: فقوله

:وكقول الفرزدق هجوت الطوال الشم من هضب يذبل... ان فإمنا فإن هتج آل الزبرق

فراسخ تنضي الطرف للمتأمل... وقد ينبح الكلب النجوم ودونه عظام املخازي عن عطية تنجلي... أرى الليل جيلوه النهار وال أرى

.تنجلي متمكنة يف موضعها: فقوله :وكقول احلطيئة

ال يذهب العرف بني اهللا والناس... من يفعل اخلري ال يعدم جوازيه واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي... دع املكارم ال ترحل لبغيتها

.الكاسي عجيبة املوقع: فقوله :وكقوله

جتنب جار بيتهم الشتاء... إذا نزل الشتاء بأرض قوم من األيام مظلمة أضاءوا... هم القوم الذين إذا أملت

.أضاءوا حسنة املوقع: قولهففهذه أمثله قد احتذى عليها احملدثون من الشعراء وسلكوا منهاج من تقدمهم فيها، وأبدعوا يف أشياء منها

:ستعثر هبا يف أشعارهم كقول أيب عيينة املهليب ومبا اصطفيتك للهوى فأثييب... دنيا دعوتك مسمعا فأجييب

إني بعهدك واثق فثقي يب... ا دومى أدم لك بالوفاء على الصف .فثقي يب لطيفة جدا يستدل هبا على حذق قائلها بنسج الشعر: فقوله

التخلص

ومن األبيات اليت ختلص هبا قائلوها إىل املعاين اليت أرادوها من مديح أو هجاء أو افتخار او غري ذلك، احملدثون من الشعراء دون من تقدمهم، ألن ولطفوا يف صلة ما بعدها هبافصارت غري منقطعة عنها، ما أبدعه

مذهب األوائل يف ذلك واحد، وهو قوهلم عند وصف الفيايف وقطعها بسري النوق، وحكاية ما عانوا يف :كقول األعشى: إنا جتشمنا ذلك إىل فالن يعنون املمدوح: أسفارهم

أرجي عطاء صاحلا من نوالكا... إىل هوذة الوهاب أزجي مطييت :وكقوله

نؤم هوذة ال نكسا وال ورعا... أنضيتها بعدما طال اهلباب هبا ال يفشلون إذا ما آنسوا فزعا... يا هوذ إنك من قوم أوىل حسب

:وكقوله وما إن لغريك إعمالها... فذلك شبهته ناقيت

وقصدك يعطف إقبالها... فمنك تؤوب إذا أدبرت : وكقوله

س إذا شط باحلبيب الفراق... أزور بين قي فعلى مثلها :وكقوله

دأبت السرى وحسرت القلوصا... إليك ابن جفنة من شقة مناسم تدمى وخفا رهيصا... تشكى إيل فلم أشكها

حتل عليهم حمال عويصا... يراك األعادي على رغمهم :وكقوله

عرض السخال مطييت تضع... قطعت وإىل ابن سلمى حارث فأمت أحسن ما هم صنعوا... ورث السيادة عن أوائله

:وكقوله وآخذ من كل حي عصم... إىل املرء قيس أطيل السرى

: املديحأو يستأنف الكالم بعد انقضاء التشبيب ووصف القبائل والنوق وغريها فيقطع عما قبله ويبدأ مبعىن :قول زهري

على معتفيه ما تغب نوافله... وأبيض فياض يداه غمامة .أو يتوصل إىل املديح بعد شكوى الزمان ووصف حمنه وخطوبه فيستجار منه باملمدوح

فما عرض أو فما مزيدا أو فما : فيقال. أو يستأنف وصف السحاب أو البحر أو األسد أو الشمس أوالقمرفما الشمس والقمر أو البدر باجود بأشجع أو بأحسن من فالن، يعنون املمدوح، فسلك احملدثون خمدرا أو

:غري هذه السبيل ولطفوا القول يف معىن التخلص إىل املعاين اليت أرادوها، فمن ذلك قول منصور النمري

أمري املؤمنني جتد مقاال... إذا امتنع املقال عليك فأمدح وضعن مدائحا ومحلن ماال... به ركاب فىت ما إن تزال

:وقول أيب الشيص فاتوك أنقاضا على أنقاض... أكل الوجيف حلومها وحلومهم

ورجعن عنك وهن عنه رواض... ولقد أتتك على اخلطوب سواخطا :وكقول حممد بن وهب

وبدا خالل سواده وضح... حىت استرد الليل خلعته وجه اخلليفة حني ميتدح... كأن غرته وبدا الصباح

:وكقوله يف ختلصه من وصف الديار إل وصف شوقه دثرا فال علم وال نضد... طلالن طال عليهما األمد

بعد األحبة مثل ما أجد... لبسا البلى فكأمنا وجدا :وكقول بكر بن النطاح يف ختلصه إىل االفتخار

ب فأمواجه بينها تزخر... للسرا ودوية خلقت حلوال كأمنهم الرببر... ترى جنها بني أضعافها

فألينهم خشن أزور... كأن حنيفة حتميهم :وكقوله

بلسان قامسه الندى يتكلم... يا من يريد بأن تكلمه الندى ك الكيمياء األعظمكلتا يدي... مدح ابن عيسى قاسم فاسدد به

:وكقول دعبل هبا النور يزهر من كل فن... وميثاء خضراء زريبة

تأود كالشارب املرجحن... ضحوكا إذا العبته الرياح بديباج كسرى وعصب اليمن... فشبه صحيب نواره

سنأشبهه جبناب احل... فقلت بعدتم ولكنىن وال الكنز إال اعتقاد املنن... فتى ال يرىاملال إال العطاء

:وكقوله باليأس تقطع عادة املعتاد... قالت وقد ذكرتها عهد الصبا

موصولة بزيادة املزداد... إال اإلمام فإن عادة جوده :وكقول عبد الرمحن بن حممد الغساين

بعض غاراتنا على األعداء... وكأن الرسوم أخىن عليها :كقوله يف ختلصه اىل االفتخار أيضا

فتصيب قومك سطوة من معشري... واهني مجالك ان ينال مقاتلي

:وكقول أيب متام الطائي عليه اسحق يوم الروع منتقما... صب الفراق علينا صب من كثب

:وكقول البحتري لتصايب يف خدود اخلرائددموع ا... شقائق حيملن الندى فكأنه

تليها بتلك البارقات الرواعد... كأن يد الفتح بن خاقان أقبلت :وكقوله

دمن حبسن على الرياح األربع... بني الشقيقة فاللوى فاألجرع

ضمنته أحشاء احملب املوجع... فكأمنا ضمنت معالمها الذي :وكقوله

وآخره فيه وأوله عندي... اب مزنة جير على الغيث هد أبو صاحل قد بت منه على وعد... تعجل عن ميقاته فكأنه

:وكقوله مبحتفل الشؤبوب صاب فأفعما... أقول لثجاج الغمام وقد سرى

تبني هبا حىت تضارع هيثما... أقل وأكثر لست تبلع غاية أضاء هلا األفق الذي كان مظلما... فىت لبست منه الليايل حماسنا

:وكقوله إذ بقي الفتح بن خاقان والقطر... لعمرك ما الدنيا بناقصة اجلدا

:وكقوله بغرة مسؤول رأى البشر سائله... أبرق جتلى أم بدا ابن مدبر

:وكقوله هسقاك احليا روحاته وبواكر... أدارهم األوىل بدارة جلجل

فروتك رياه وجادك ماطره... وجاءك حيكي يوسف بن حممد :وكقوله

تبلج عيسى حني يلفظ بالوعد... كأن سناها بالعشي لشرهبا :وكقوله

ختشى وعيسى بن إبراهيم يل سند... آليت ال أجعل اإلعدام حادثة :وكقول وهب اهلمداين يف يف األرض حيث امساعيل... ي والر وأطلب الريف يا ندمي

:وكقوله كاألمسر يف راحة ابن حماد... أيام غصن الشباب يهتز

:وكقوله ماء نكاحا بغري تطليق... ال والذي سن للمدامة وال

امل من أمحد بن مسروق... ما مقلت مقلتاي امسع يف الع :وكقول علي بن جبلة

وألبسه غلال أرمدا... ه نوءه وغيث تألف إذا ما حتري أو عردا... تظل الرياح تهادي به

ل قد وعد األرض أن ترغدا... صدوق املخيلة وإين الظال ء أهوى إىل اجللمد اجللمدا... كأن تواليه بالعرا

تدعو زرارة أو معبدا... تداعي متيم غداة اجلفار :بن اجلهم وكقول علي

شغلت هبا عينا قليال هجودها... وسارية ترتاد أرضا جتودها فتاة تزجيها عجوز تقودها... أتتنا هبا ريح الصبا وكأهنا

بأودية ما تستفيق مدودها... فما برحت بغداد حتى تفجرت هاأتاها من الريح الشمال يريد... فلما قضت حق العراق وأهله

جنود عبيد اهللا ولت بنودها... فمرت كفوت الطرف سعيا كأهنا :وكقوله

تقلص عنه أعجاز الظالم... وترن وللصباح معقبات أضوء الصبح أم ضوء اإلمام... فلما أن جتلى قال صحيب

:وقول أيب الغمر هارون بن حممد الرازي كما جاوب املطى املطي.. .مكفهر ترنح أعطافه رجا

حبل حان وضعه حوىل... وتالال كأنما يف حشاه ملك سيبه هني مري... ظل حيكي جبوده جود كفي

:وكقول البحتري من وبله حقا هلا معلوما... سقيت رباك بكل نوء جاعل ن بكف إبراهيمالسقيته... فلو أنين أعطيت فيهن املىن

:وكقوله عقل العيس كي جتيب الدعاء... لبيك واحلل : قل لداعى الغمام

بسنا برقه غداة تراءى... عارض من أيب سعيد دعاين :وقول أيب متام

فقد أظلك إحسان ابن حسان... إساءة احلادثات استبطني نفقا :وكقوله

تريا وجوه األرض كيف تصور... تقصيا نظريكما يا صاحيب زهر الربا فكأمنا و مقمر... تريا نهارا مشرقا قد شابه خلق اإلمام وهديه املتيسر... خلق أطل من الربيع كأنه

:وقوله أقواهتا لتصرف األحراس... إن الذي خلق اخلالئق قاتها

وبنو الرجاء لهم بنو العباس... ألرض معروف السماء قرى هلا فا فيهم وهم جبل امللوك الراسي... القوم ظل اهللا أسكن دينه

:وقوله جماهدات القوافي يف أيب دلفا... جياهد الشوق طورا مث يتبعه

:وكقوله ين وبني النوائبتقطع ما بي... إذا العيس وافت يب أبادلف فقد

:وقوله خيل ابن يوسف واألبطال تطرد... تداو من شوقك األقصى مبا صنعت

أال جياورها يف مهجة كمد... ذاك السرور الذي آلت بشاشته :وقوله

حممد بن أيب مروان والنوب... مل جيتمع قط يف مصر وال طرف :وكقوله

مسح اليدين ببذل ود مضمر... قي فوجدتين ولقد بلون خالئ وكذاك أعجب من مساحة جعفر... يعجبن مين إن مسحت مبهجيت صافحن كف نواله امليسر... ملك إذا احلاجات لذن حبقوه

الشعر البعيد الغلق

اء املشكل، ويتعمد ما خالف ذلك، وينبغي للشاعر أن جيتنب اإلشارات البعيدة، واحلكايات الغلقة، واإلميويستعمل من اجملاز ما يقارب احلقيقة، وال يبعد عنها، ومن االستعارات ما يليق باملعاين اليت يأيت هبا، فمن

:احلكايات الغلقة واإلشارات البعيدة قول املثقب يف وصف ناقته أهذا دينه أبدا وديين... تقول وقد درأت هلا وضيين

أما يبقي علي وال يقيين... ر حل وارحتال أكل الدهفهذه احلكاية كلها عن ناقته من اجملاز املباعد للحقيقة، وإمنا أراد الشاعر أن الناقة لو تكلمت ألعربت عن

:والذي يقارب احلقيقة قول عنترة يف وصف فرسه. شكواها مبثل هذا القول إيل بعربة وحتمحموشكا ... فازور عن وقع القنا بلبانه

:وقول بشار إىل اجلأتب إال أنها ال ختاطبه... غدت عانة تشكو بأبصارها الصدى

:ومن اإلمياء املشكل الذي ال يفهم، وقد أفرط يف حكايته قول اآلخر لوالك هذا العام مل أحجج... أومت بكفيها من اهلودج

لوال أنت مل أخرجخبيا و... أنت إىل مكة أخرجتين . فهذا الكالم كله ليس مما يدل عليه إمياء وال تعرب عنه إشارة

مالءمة معاين الشعر ملبانيه

وليست ختلو األشعار من أن يقتص فيها أشياء هي قائمة يف النفوس والعقول، فيحسن العبارة عنها وإظهار قد عرفه طبعه وقبله فهمه، فيثار بذلك ما كان ما يكمن يف الضمائر منها فيبتهج السامع ملا يريد عليه مما

دفينا ويربز به ما كان مكنونا، فينكشف للفهم غطاؤه، فيتمكن من وجدانه بعد العناء يف نشدانه، أو تودع حكمة تألفها النفوس، وترتاح لصدق القول فها وما أتت به التجارب منها، أو تضمن صفات صادقة

طابقة تصاب حقائقها، ويلطف يف تقريب البعيد منها، فيؤنس النافر الوحشي وتشبيهات موافقة، وأمثاال محىت يعود مألوفا حمبوبا، ويبعد املألوف املأنوس به حىت يصري وحشيا غريبا، فإن السمع إذا ورد عليه ما قد

فإذا لطف الشاعر مله من املعاين املكررة والصفات املشهورة اليت قد كثر وردوها عليه جمه وثقل عليه رعيه، لشوب ذلك مبا يلبسه عليه، فقرب منه بعيدا أو بعد منه قريبا، أو جلل لطفيا، أو لطف جليال أصغى إليه

وهذا تطريق إىل تناول املعاين واستعارهتا، والتلطف يف استعماهلا على . ودعاه واستحسنه السامع واجتباهيه قبل، أو تضمن أشياء يوجبها أحوال الزمان على اختالفه اختالف جهاهتا اليت تتناول منها، كما نبهنا عل

وحوادثه على تصرفها، فيكون فيها غرائب مستحسنة وعجائب بديعة مستطرفة، من صفات وحكايات وخماطبات يف كل فن توجبه احلال اليت ينشأ قول الشعر من أجلها، فتدفع به العظائم وتسل به السخائم،

وإذ قد قالت احلكماء . األلباب ملا يشتمل عليه من دقيق اللفظ ولطيف املعىن وختلب به العقول، وتسحر بهفجسده النطق وروحه معناه، فواجب على صانع الشعر أن يصنعه صنعة . إن للكالم الواحد جسدا وروحا

حماسنه، متقنة، لطيفة مقبولة حسنة، جمتلبة حملبة السامع له والناظر بعقله إليه، مستدعية لعشق املتأمل يف واملتفرس يف بدائعه، فيحسه جسما وحيققه روحا، أي يتيقنه لفظا، ويبدعه معىن، وجيتنب إخراجه على ضد

هذه الصفة فيكسوه قبحا ويربزه مسخا، بل يسوي أعضاءه وزنا، ويعدل أجزاءه تأليفا، وحيسن صورته بول رقة وحيصنه جزالة، ويدنيه سالسة إصابه، ويكثر رونقه اختصارا، ويكرم عنصره صدقا، ويفيده الق

.وينأى به إعجازا، ويعلم أنه نتيجة عقله، ومثرة لبه وصورة علمه، واحلاكم عليه أوله

مفتتح الشعر مطلعه

وينبغي للشاعر أن حيترز يف أشعاره ومفتتح أقواله مما يتطري به أو يستجفى من الكالم واملخاطبات، كذكر ال سيما يف القصائد اليت تضمن . وتشتت األالف ونعي الشباب، وذم الزمان البكاء ووصف إقفار الديار،

وتستعمل هذه املعاين يف املراثي ووصف اخلطوب احلادثة، فإن الكالم إذا كان مؤسسا . املدائح أو التهاينمثل على هذا املثال تطري منه سامعه، وإن كان يعلم أن الشاعر إمنا خياطب نفسه دون املمدوح، فيجتنب،

:ابتداء قول األعشى وسؤايل وهل ترد سؤايل... ما بكاء الكبري باألطالل ف برحيني من صبا ومشال... دمنة قفرة تعاورها الصي

:ومثل قول ذي الرمة كأنه من كلى مفرية سرب... ما بال عينك منها الدمع ينسكب

:وقد أنكر الفضل بن حيىي الربمكي على أيب نواس قوله عليك وإين مل أخنك ودادي... ى إن اخلشوع لبادي أربع البل

:وتطري منه فلما انتهى إىل قوله بين برمك من رائحني وغادي... سالم على الدنيا إذا ما فقدمت

وأنشد البحتري أبا سعيد حممد بن . استحكم تطريه، فيقال إنه مل ينقص إال أسبوع حىت نزلت به النازلة :ايوسف الثغري قصيدته اليت أوهل ووشك نوى حي تزم أباعره... لك الويل من ليل تطاول آخره

.الويل لك واحلرب: فقال له أبو سعيدوليجتنب يف التشبيب من يوافق امسها بعض نساء املمدوح من أمة أو قرابة أو غريها، وكذلك ما يتصل به

ما بقي من : مروان فقال لهسببه أو يتعلق به ومهه، فإن أرطأة بن سهية الشاعر دخل على عبد امللك بن :ولكين قد قلت. ما أطرب وال أحزن يا أمري املؤمنني وإمنا يقال الشعر ألحدمها: شعرك فقال

كأكل األرض ساقطة احلديد... رأيت الدهر يأكل كل حي سوى نفس ابن آدم من مزيد... وما تبغي املنية حني تغدو لوليد تويف نذرها بأيب ا... وأحسب أهنا ستكر يوما

وكان عبد امللك يكىن أبا . أنا أبو الوليد يا أمري املؤمنني: ما تقول ثكلتك أمك فقال: فقال له عبد امللك .الوليد أيضا، فلم يزل يعرف كراهة شعره يف وجه عبد امللك إىل أن مات

يف الكناية عنه فليجتنب الشاعر هذا وما شاكله مما سبيله كسبيله، وإذا مر له معىن يستبشع اللفظ به لطفوأجل املخاطب عن استقباله مبا يتكرهه منه وعدل اللفظ عن كاف املخاطبة إىل ياء اإلضافة إىل نفسه إن مل :ينكر الشعر، او احتال يف ذلك مبا حيتزز به مما ذممناه ويوقف به على أرب نفسه ولطف فهمه كقول القائل

مث خامدشهاب حريق واقد ... وال حتسنب احلزن يبقي فإنه كإلفك وجدان الذي أنت واجد... سآلف فقدان الذي قد فقدته

ستألف فقدان الذي قد فقدته كإلفك وجدان الذي قد وجدته؛ أي تتعزى عن مصيبتك : وإمنا أراد الشاعربالسلو فانظر إليه كيف لطف يف إضافة ذكر املفقود الذي يتطري منه إىل نفسه، وما يتفاءل إليه من الوجدان

.املخاطب، فجعل املوجود املألوف للمعزى، واملفقود لنفسه إىلوحيكى أن أبا دلف استنشد أبا حكيمة راشدا الكاتب بعض ما رثى أيره وأعجب مبا مسعه من معاين قوله يف

:ذلك الفن فانشده أال ذهب األير الذي كنت تعرف

.أمك كانت تعرف: فقال له أبو دلف

تأليف الشعر

يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن جتاورها أو قبحه فيالئم بينها وينبغي للشاعر أنلتنتظم له معانيها، ويتصل كالمه فيها، وال جيعل بني ما قد ابتدأ وصفه وبني متامه فضال من حشو ليس من

ل بيت، فال جنس ما هو فيه، فينسي السامع املعىن الذي يسوق القول إليه، كما أنه حيترز من ذلك يف كيباعد كلمة من أختها، وال حيجز بينها وبني متامها حبشو يشينها، ويتفقد كل مصراع، هل يشاكل ما قبله،

فرمبا اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما يف موضع اآلخر، فال يتنبه على ذلك إال من دق ناقلني له فيسمعون على جهة ويؤدونه على ورمبا وقع اخللل يف الشعر من جهة الرواة وال. نظره ولطف فهمه

:غريها سهوا، واليتذكرون حقيقة ما مسعوه منه، كقول أمرئ القيس ومل أتبطن كاعبا ذات خلخال... كأين مل أركب جوادا للذة

خليلي كري كرة بعد إجفال... ومل أسبأ الزق الروي ومل أقل كل واحد منهما يف موضع اآلخر كان أشكل وأدخل هكذا الرواية ومها بيتان حسنان، ولو وضع مصراع

:يف استواء النسج فكان يروي خليلي كري كرة بعد إجفال... كأين مل أركب جوادا ومل أقل

ومل وأتبطن كاعبا ذات خلخال... ومل أسبأ الزق الروي للذة :وكقول ابن هرمة

وقدحي بكفي زنادا شحاحا... وإين وتركي ندى األكرمني وملبسة بيض أخرى جناحا... كة بيضها يف العراء كتار

:وقال الفرزدق سرابيل قيس أو سحوق العمائم... وإنك إذ هتجو متيما وترتشي

سراب اذاعته رياح السمائم... كمهريق ماء بالفالة وغره :كان جيب أن يكون بيت البن هرمة مع بيت للفرزدق، وبيت للفرزدق مع بيت البن هرمة فيقال

وقدحي بكفي زنادا شحاحا... وتركي ندى األكرمني وإين سراب أذاعته رياح السمائم... كمهريق ماء بالفالة وغره

:ويقال سرابيل قيس أو سحوق العمائم... وإنك إذا هتجو متيما وترتشي

وملبسة بيض أخرى جناحا... كتاركة بيضها بالعراء وإذا تأملت أشعار . شبيها بعيدا غري واقع موقعه الذي أريد لهحىت يصح التشبيه للشاعرين مجيعا وإال كان ت

:كقول طرفة. القدماء مل تعدم فيها أبياتا خمتلفة املصاريع ولكن مىت يسترفد القوم ارفد... ولست حبالل التالع خمافة

:فاملصراع الثاين غري مشاكل لألول، كقول األعشى نوفات وهبماء خيفقفيأف ت... وإن امرءا أهواه بيين وبينه وأن تعلمي أن املعان موفق... حملقوقة أن تستجييب لصوته

.وأن تعلمي أن املعان موفق غري مشاكل ملا قبله: فقوله :وكقوله

لو قارع الناس عن أحساهبم قرعا ... أغر أبيض يستسقي الغمام به

وأحسن الشعر ما ينتظم القول . فسهفاملصراع الثاين غري مشاكل لألول وإن كان كل واحد منهما قائما بنفيه انتظاما يتسق به أوله مع آخره على ما ينسقه قائله، فإن قدم بيت على بيت دخله اخللل كما يدخل

الرسائل واخلطب إذا نفض تأليفها، فإن الشعر إذا أسس فصول الرسائل القائمة بأنفسها، وكلمات احلكمة وسومة باختصارها مل حيسن نظمه، بل جيب أن تكون القصيدة كلها املستقلة بذاهتا، واألمثال السائرة امل

ككلمة واحدة يف اشتباه أوهلا بآخرها، نسجا وحسنا وفصاحة، وجزالة ألفاظ، ودقة معان وصواب تأليف، ويكون خروج الشاعر من كل معىن يصنعه إىل غريه من املعاين خروجا لطيفا على ما شرطناه يف أول

رج القصيدة كأهنا مفرغة إفراغا، كاألشعار اليت استشهدنا هبا يف اجلودة واحلسن واستواء الكتاب، حىت ختالنظم، ال تناقض يف معانيها، وال وهي يف مبانيها، وال تكلف يف نسجها، تقتضي كل كلمة ما بعدها،

مع إىل قوافيه قبل أن فإذا كان الشعر على هذا املثال سبق السا. ويكون ما بعدها متعلقا هبا مفتقرا إليها :ينتهي إليها رواية، ورمبا سبق إىل إمتام مصراع منه إصرارا يوجبه تأسيس الشعر كقول البحتري

لظباها التأويل والتنزيال... سليل البيض قربها فأقاموا :وإذا ساملوا أعزوا ذليال وكقوله: فيقتضي هذا املصراع أن يكون متامه بال سبب يوم اللقاء كالمي... أحلت دمي من غري جرم وحرمت

حشاشة صب يف حنول عظامي... فداؤك ما أبقيت مين فإنه سجاما على اخلدين بعد سجام... صلي مغرما قد واتر الشوق دمعه

.فليس الذي حللته مبحلل .وليس الذي حرمته حبرام: يقتضي أن يكون متامه

املعىن الذي أريدت له ويكون شاهدها معها ال وأحسن الشعر ما يوضع فيه كل كلمة موضعها حىت يطابق

:حتتاج إىل تفسري من غري ذاهتا كقول جنوب أخت عمرو ذي الكلب إذا نبها منك داه عضاال... فأقسمت يا عمرو لو نبأك

مقيتا، مفيدا نفوسا وماال... إذا نبها ليث عريسة بوجناء حرف تشكى الكالال... وخرق جتاوزت جمهوله

وكنت دجى الليل فيه اهلالال... نهار به مشسه فكنت الوقوهلا مقيتا مث فسرت ذلك فقالت نفوسا وماال، ووصفته هنارا بالشمس، . فتأمل تنسيق هذا الكالم وحسنه

وليال باهلالل، فعلى هذا املثال جيب أن ينسق الكالم صدقا ال كذب فيه، وحقيقة ال جماز معها فلسفيا كقول :القائل فما أنا دار أيها هاج يل كريب... أربع مين حلت منك أربع ويف

أم النطق يف مسعي أم احلب يف قليب... أوجهك يف عيين أم الريق يف فمي

القوايف

وسألت أسعدك اهللا عن حدود القوايف، وعلى كم وجه تتصرف قوايف الشعر قوايف الشعر كلها تنقسم على ل كاتب وحاسب وضارب، أو على فعال مثل كتاب وحساب أما أن تكون على فاعل مث: سبعة أقسام

أو على . وجواب، أو على مفعل مثل مكتب ومضرب ومركب، أو على فعيل مثل حبيب وكئيب وطبيبأو على فعيل مثل كليب، . فعل مثل ذهب، وحسب وطرب، أو على فعل مثل ضرب، وقلب، وقطب

والعشرين، فمنها ما يطلق ومنها ما يقيد مث على هذا حىت تأيت على احلروف الثمانية. ونصيب وعذيبيضاف كل بناء منها إىل هائها املذكر أو املئنث، فيقول كاتبه أو كاتبها، أو كتاهبا، أو مركبة، أو مركبها، أو

فهذه . حبيبه، أو حبيبها، أو ذهبه أو ذهبها أو ضربه أو ضرهبا، أو كليبه أو كليبها، ويتفق هذا يف الرجزاليت مل يذكرها أحد ممن تقدم، فأدرها على مجيع احلروف واختر من بيتها أعذهبا وأشكلها حدود القوايف

نفعك اهللا بفهمك ومتعك بعلمك وأسعدك يف الدارين مبنه . للمعىن الذي تروم بناء الشعر عليه إن شاء اهللا . ورأفته

ISLAM ICBOOK.WS ينجمي| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا