international conference on arabic studies & islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17...

18
16 مسلميلثقافية لى الهوية احفاظ علمي في الستعليم ا ورة دعم ال ضرنيمح الديلتساسلمي وايش اللتعا لتعزيز ا غانا الدكتور/ عبد الصمد عبد اميةست العربة واسا قسم الدرا، داب، كلية ا معهد آسيا جامعة م لبورنليا. ا أس( [email protected] ) مقدمة/ملخصره ا إطا ع هذا البحث يتطلودد ل نظرارات ؤة لبحوث اتاححة اسا طبيعة اتعلق إثارة مسائل ت إلسلمي غانامية لدى مسوية ا با، ثبيتها ية وتوذه ا هم على توجيه ومدى قدرا، لتؤدي دورهاايته ومح الديه بلتسا وتعزيز اسلمييش اللتعاء، وا وعطاعلة أخذالفاواطنة ان ا ضما فعال ال أثرهادث وث هم. وغسلم اتعليم ال يعلمر الذي ام ه أفضل امدواتلهوية بلماية لثبيت وام جيه والت التو مقدمة عواملممن ام عنه أمة مستغه ت لوث الذيلثاذا ا لقيام لتها وضمان فاعليتهامفاظ على هوي ا لفئات أو فئة من ادهاة كل فرد من أفرا حيا ا حيو و، يقا هو ثق مس ا وتكاتفهاودها وتفاعل جهد غاياج عنه توحيا ينت فها أهدا العمرانيةارسة قيمها مة ورسو ا الروحيةيثار.ون والتعا احم وا اد وال التو ظل وكذاا تعاملها وتعاوواطنة طن وا الو عهمتشارك معهم أو تتعامل معهم أو تتعايش م مع من تة وال مح والرلتساس من ا على أسا.سلم ا من غويةفظة على اائل الوسان أهم ا متعليم لكون ال واية، ثبيتا و جيها وت توموضاع ا ل تقوث سيحاولباح فإن اتعليمية ال الراسلمي هنة غاناعرفة لثقافيةويتهم اثبيت ها على ت مدى قدر توجيهها ومفاظ عليها وااب ، وأسبذه القدرة، ه أو معرفة مدى عجزها عن ذلك، ب هذا العجز. وأسبا علماويةفظة امقيقية على اا ا بأنلباحث نظر ا مية تعهسفية الثقا اريج جسلم انليفةن انسا ارضلعامر لعل الفا ا ولناشر اة والرلخ لInternational Conference On Arabic Studies & Islamic Civilization Journal homepage: https://worldconferences.net/journals/icasic

Upload: others

Post on 08-Sep-2019

17 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

16

ضرورة دعم التعليم اإلسالمي في الحفاظ على الهوية الثقافية لمسلمي

غانا لتعزيز التعايش السلمي والتسامح الديني

الدكتور/ عبد الصمد عبد اهلل معهد آسيا، كلية اآلداب، قسم الدراسات العربة واإلسالمية

أسرتاليا. –لبورن جامعة م

([email protected])

مقدمة/ملخص

إىل إثارة مسائل تتعلق –طبيعة املساحة املتاحة لبحوث املؤمتراتنظرا ل – حملدوديتطلع هذا البحث يف إطاره ا

ومحايتها، لتؤدي دورهاومدى قدرهتم على توجيه هذه اهلوية وتثبيتها ،باهلوية اإلسالمية لدى مسلمي غاناوحتدث أثرها الفعال يف ضمان املواطنة الفاعلة أخذا وعطاء، والتعايش السلمي وتعزيز التسامح الديين بني

مقدمة عوامل التوجيه والتثبيت واحلماية للهوية بله أفضل األدوات يفاألمر الذي جيعل التعليم املسلمني وغريهم.أو فئة من الفئات يف احلفاظ على هويتها وضمان فاعليتها للقيام هبذا الثالوث الذي ال تستغين عنه أمة من األمم

مما ينتج عنه توحيد غاياهتا وتفاعل جهودها وتكاتفها يف مسريهتا حنو حتقيق ،وحيوهتا يف حياة كل فرد من أفرادها تعاملها وتعاواها وكذا يف يف ظل التواد والرتاحم والتعاون واإليثار. الروحية املرسومة وممارسة قيمها العمرانية أهدافها

على أساس من التسامح والرمحة والرب مع من تتعايش معهم أو تتعامل معهم أو تتشارك معهم يف الوطن واملواطنة من غري املسلمني.

فإن الباحث سيحاول تقومي األوضاع توجيها وتثبيتا ومحاية، ولكون التعليم من أهم الوسائل احملافظة على اهلوية، وأسباب واحلفاظ عليها وتوجيهها مدى قدرهتا على تثبيت هويتهم الثقافيةملعرفة غانا هنة ملسلميالراالتعليمية

بأن احملافظة احلقيقية على اهلوية علما وأسباب هذا العجز. ،مدى عجزها عن ذلك معرفة أو هذه القدرة،للخري والرمحة الناشر و الفاعل العامر لألرض اإلنسان املسلم اخلليفة ختريجالثقافية اإلسالمية تعين يف نظر الباحث

International Conference On

Arabic Studies & Islamic Civilization

Journal homepage: https://worldconferences.net/journals/icasic

Page 2: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

17

ظل اإلميان باهلل عنه يفاألمر باملعروف وإتيانه والنهي عن املنكر واالنتهاء من والسعادة لكل البشر يف إطار الواحد األحد، ليستحق بذلك البطاقة الشخصية اليت تسمه باخلريية املطلقة مصداقا لقوله تعاىل:

كنتم خي م أ مرونب

للن استأ رجت خ

روفةأ نعنٱل مع منكروتن هو

ٱل منونب هوتؤ ءامنٱلل ولو ل ه

ن همٱل كتبأ ال همم منونلكنخي ثهمٱل مؤ ك

(١١١آل عمران: )١١٠ٱل فسقونوأ

طرحي هذا البحث ، فإنوتوجيهها يف ظل تثبيت اهلوية واحلفاظ عليها غانا،ملسلمي عليميةولتقومي األوضاع التسواء يف ذلك عموما. حمصلة التعليم الذي حيظى به املسلمون يف غانا خالل عنها منأسئلة يتطلع إىل اإلجابة

ذا التقومي نطرح األسئلة اآلتية:ويف ه التعليم العام منه واخلاص الذي نعين به هنا ما يسمى بالتعليم اإلسالمي.ما مدى وعي مسلمي غانا هبويتهم الثقافية؟ إىل أي مدى حقق التعليم الذي حظي به املسلمون يف املاضي

كيف يعزز التعليم والذي حيظون به يف احلاضر هويتهم وذاتيتهم الفاعلة يف اجملتمع الغاين وحافظ عليهما؟ ما هو البديل األنسب لتحقيق هوية مسلمي غانا الثقافية اإلسالمية ح الديين؟ اإلسالمي التعايش السلمي والتسام

ة، لتؤدي مهمتها يف فظاحموذاتيتهم الفاعلة يف اجملتمع الغاين مع احلفاظ عليهما وعيا وتوجيها وتثبيتا ومحاية و مع افية الدينية ملسلمي غاناالثق هل تتعارض اهلويةتثمري التنمية والرخاء والتعايش السلمي والتسامح الديين؟

واحدة هي املواطنة جبميع متطلباهتا ولوازمها حتت مظلة اإلثنيةاهلوية الغانية اليت جتمع الغانيني مبختلف مشارهبم ؟املدنية

التنمية، التسامح الديين، اهلوية، التعليم اإلسالمي: كلمات مفتاحية

________________________________________________________________

ARTICLE INFO

Article History:

Received : 28 February 2017

Accepted : 21 June 2017

E-ISSN : 2289-6759 @ worldconferences.net - Koperasi Kolej Universiti Islam Antarabangsa Selangor Berhad

ICASIC Journal Vol 4 – 2017 (PP 16-32)

Page 3: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

18

مفهوم الهوية

يشري مفهوم اهلوية إىل ما يكون به الشيء هو هو ، أي من حيث تشخصه وحتققه يف ذاته ومتييزه عن غريه "... ، فهو وعاء الضمري اجلمعي ألي تكتل بشري ، وحمتوى هلذا الضمري يف نفس اآلن ، مبا يشمله من قيم وعادات

1"احلياة داخل نطاق احلفاظ على كيااهاومقومات تكيف وعي اجلماعة وإرادهتا يف الوجود و إن احلديث عن احملافظة على اهلوية اإلسالمية يستلزم معرفة هذه اهلوية وإدراك أبعادها الواسعة وجتلياهتا العملية املختلفة. وعليه سنذكر بإجياز قسمات هذه اهلوية اإلسالمية أو مقوماهتا للوصول إىل معرفة مدى وعي مسلمي

اإلسالمية. ةالثقافي غانا هبويتهم اإلسالم والهوية

إن ،وبتعبري آخر .إن اإلسالم هو هوية كل مسلم واإلسالم هو االستسالم هلل تعاىل يف كل ما يأتيه املسلم ويدعاملسلم هو ذلك الشخص الذي حيكم اإلسالم حياته فال يتحرك إال يف إطاره وقيمه ومبادئه وتصوراته يف احلياة

قل لكون واإلنسانيف او واألحياء رب لل وممات وم ياي ونسك صلت ١٦٢ٱل علميإن ( ١٦١األنعام: )

وهذه اهلوية هلا مقومات عدة أمهها ما يلي: -6 والعواطف املشاعر-5والفضائل األخالق-4واملفاهيم األفكار-3والعب ادات الشعائر-2 العقيدة – 1

.والتقاليد اآلداب-7 اإلنسانية العلياالقيم فإىل أي مدى حتققت هذه اهلوية لدى ،حبسب اعتقاد الباحث أو مقوماهتا قسمات اهلوية اإلسالمية ذكروبعد

مسلمي غانا بعيدة عن التشويه واالزدواجية؟ة تلك السمات االتصاف مبظاهر اهلوية اإلسالمية، وخاصالوعي و ال شك أن مسلمي غانا على قدر كبري من

الظاهرية اليت تؤكد على متسكهم هبويتهم اإلسالمية وخاصة يف املناسبات اإلسالمية املهمة كاألعياد ومراسم ومن أهم معامل وكذلك إقامة الصلوات يف املساجد وارتفاع أصوات األذان يف املساجد. ،الزواج والوالدة واجلنازة

ي واحلاضر بضرورة تعليم أوالدهم تعليما إسالميا يؤكد على هويتهم وعيهم هبويتهم اإلسالمية متسكهم يف املاضغري أننا إذا دققنا النظر يف شؤون مسلمي غانا حاليا فإننا جند أن مظاهر هذه اهلوية الفكرية وحيافظ عليها.

. ومنخارجيةوالثقافية واالجتماعية قد بدأت تدب إليها عوامل اهلدم والتشويه واالختالل نتيجة عوامل داخلية و أهم هذه العوامل العامل الرتبوي الذي ترتكز عليه عملية توجيه اهلوية وتثبيتها ومحايتها أكثر مما ترتكز على غريه

.22ص ،8811ط اجلديدة،السلسلة العلم،كتاب للمغرب،اهلوية الثقافية :كتابضمن حبث املغربية،اهلوية الثقافية مكونات اجلراري،عباس 1

Page 4: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

19

. فيا ترى إىل أي مدى حقق التعليم الذي حظي به املسلمون يف املاضي والذي حيظون به يف احلاضر من العوامل غاين وحافظ عليهما؟هويتهم وذاتيتهم الفاعلة يف اجملتمع ال

دور التربية والتعليم في الحفاظ على الهوية

وياهتا ودعمها واحلفاظ إن الرتبية والتعليم مها الدعامتان األساسيتان اللتان تعتمد عليهما الشعوب يف إثبات هوالفلسفات اليت صوراتعليها من الزوال واالضمحالل. إذ بالرتبية والتعليم يتم غرس العقائد والقيم واملبادئ والت

ومات وجودها وعوامل باعتبارها مق ،تؤمن هبا األمم وتعمل على تروجيها واحلفاظ عليها وتنشئة أبنائها عليهاوالدرعاهوضها وتقدمها إن أي نظام . وعليه فنة والذوبانيمالواقي خلصوصياهتا وثوابتها وصمام أمااها من اهل

تقوميية املستمرة على هذه عية حيتكم إليها يف مساره ويبين إجراءاته التربوي أو تعليمي ال بد أن يستند إىل مرجديات املرحلة ومتطلباهتا، مع املراجعة املستمرة للمرجعية نفسها لتطوير املتغريات لتتواكب مع حت املرجعية احملكمة

بد منه لكونه سنة ال وإعادة تأكيد الثوابت خبطاب يستجيب لتساؤالت العصر وحتديات التدافع احلضاري الذي كونية بشرية.2

قدرهتما على ولنعرج اآلن على التعليم يف غانا بنوعيه العام واخلاص املسمى باإلسالمي لنتعرف على مدى الدينية احلضارية، فاعل مؤثر هوختريج جيل واع ملسؤوليت تثبيت اهلوية الثقافية للمسلمني واحلفاظ عليها املسامهة يف

متسامح رحيم يف تعامله مع اآلخرين مقسط بار مبن مل يعاده من غري املسلمني. يف اهضته القومية،

:)المدارس الحكومية( التعليم العامنقصد بالتعليم العام يف غانا ذلك النظام التعليمي الذي وضعته احلكومة الغانية لرتبية كافة رعاياها

وإذا كان النظام التعليمي يقوم على "جمموع املبادئ والقيم اإلثنية والدينية. انتماءاهتمبغض النظر عن ومواطنيها الكلية اليت توجه العملية التعليمية لتحقق أهدافا تصبو إليها مؤسسة تعليمية معينة يف بيئة معينة ويف عصر معني،

نظام الرتبوي فإن هذا التصور للنظام التعليمي يعين قيام هذا النظام على عناصر ثالثة ال بد من مراعاهتا يف ال التعليمي وهذه العناصر هي:

املرجعية اليت تعين الفلسفات والقيم واملبادئ العامة اليت تقوم عليها العملية التعليمية واليت يستند إليها يف .أ صياغة األهداف التعليمية وتوجيه العملية التعليمية بصورة عامة.

من النتائج والغايات اليت ميكن أن تتحقق يف ظل األهداف اليت تعين استبصارا سابقا ومقدما جلملة .ب اإلمكانات املتاحة ومتثل هذه األهداف النواة األساس اليت تتحرك فيها العملية التعليمية.

٠٤الحج: انظر: 2

Page 5: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

20

البيئة اليت يقصد هبا الظروف اليت حتيط بالشخصية املستهدفة بالتعليم وباجملتمع الذي يراد إحداث تغيري .جويف بيئته كما يؤثر املتعلم هو اآلخر يف البيئة بعد تعلمه وحيازته مجلة من فيه، وتؤثر يف شخصية املتعلم

.3األدوات واملعارففإن أول ما يظهر للعيان هو عدم وضوح ،وعندما ينظر املرء إىل التعليم العام يف غانا، مرجعيته وأهدافه وبيئته

الذي جيعل املتقدمة، األمرركات احلياة الفاعلة مرجعيته وقرهبا إىل العلمانية اليت تقصي دور الدين عن دائرة حمالنظام التعليمي الغاين شبيها بالتعليم الوافد الذي قد على غري مثال البيئة األفريقية بصفة عامة والبيئة الغانية

نا بصفة خاصة، مما جيعل على أهدافه ضبابية شديدة ال يتسع احليز الضيق هلذا البحث ملناقشتها. واملهم عندي ه هو مدى مالءمة هذا النظام للهوية الثقافية ملسلمي غانا.

إن من نافلة القول تأكيد التناقض الواضح بني املرجعية العلمانية اليت يستند إليه التعليم الغاين العام وبني اهلوية ملرجعية الدينية القائمة واليت تقوم على ا ،الثقافية اإلسالمية اليت ينتمي إليها املسلمون أينما وجدوا يف بقاع األرض

على التوحيد يف العقيدة واإلميان بأن اهلل سبحانه هو خالق الكون ومن فيه ومدبر أمر اخللق مجيعا واحملتكم إليه يف كل شؤون احلياة واألحياء. هذا من حيث املرجعية.

نظام وافد أو يشبه الوافد لعدم أما من حيث األهداف فإذا سلمنا بأن النظام التعليمي العام املوجود اآلن يف غانافإنه ليس من باب الشطط واملبالغة أن نقول إن أهدافه أيضا ال ختتلف عن أهداف ،مالءمته للبيئة األفريقية

يقوم على تربية النزعة الفردية من أجل اإلنتاج الفردي املادي. وهو هدف يتعارض مع يالوافد الذالنظام الغريب اليت تعين بالفرد من خالل اجلماعة وتعطي للفرد أمهيته من خالل أمهية اجلماعة من غري أهداف اإلسالم الرتبوية

أن يكون هناك اهتمام بأحدمها على حساب اآلخر حتقيقا لنزعة التوازن واالعتدال والوسطية اليت هي أهم مسات 4اإلسالم واملسلمني.

ام وبني اهلوية اإلسالمية للمسلمني قد ظهرت له آثار يف وهذا التناقض البني الذي يقوم بني النظام التعليمي العنتاج هذا النظام وذلك يف أوساط غري املسلمني فضال عن املسلمني وقد بدت آثاره السلبية على الشباب الغاين

فوجد .منها: املستوى الفكري والديين واألخالقي واالجتماعي ،خصوصا واألفريقي عموما على خمتلف املستوياتباب مسلمون ومثقفون مسلمون يؤمنون بضرورة فصل الدين عن الدولة، والفصل بني الديين والدنيوي وحصر ش

جمال الدين يف دور العبادة مما أحدث خلخلة أدت إىل فقدان التوازن بني اجلانب املادي واألديب بني شباب األمور اليت تزيد يف معنوية املسلم املسلمني ومثقفيهم، أضف إىل ذلك خلو هذا النظام يف مفردات منهجه عن

عن طريق تعريفه بتاريخ اإلسالم واملسلمني اجمليد الذي من شأنه أن يرفع من معنويات املسلم ويبعثه على االعتزاز

ه السنة الثامنة 1411المحرم 63مية الوافدة في أفريقيا قراءة في البديل الحضاري، كتاب األمة، العدد النظم التعليانظر: قطب مصطفى سانو، 3

نقال عن الدمرداش، سرحان ومنير، كامل، المناهج المعاصرة. 46-45صص عشرة

في تربية الفرد وإخراج األمة، المعهد ةالميلمزيد من األفكار حول تربية الفرد في اإلسالم انظر: الكيالني، ماجد عرسان" أهداف التربية اإلس 4

م 1116( 22العالمي للفكر اإلسالمي، سلسلة إسالمية المعرفة )

Page 6: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

21

بل إن كل ما ميكن أن يتضمنه هذا النظام التعليمي من تاريخ اإلسالم واملسلمني إمنا هو .بالنفس والثقة بالذاتواليت يستغلها اآلخر يد على السلبيات واالحنرافات اليت وجدت يف بعض تاريخ اإلسالم السياسييصب يف التأكخمرجا هلا من سياقها الصحيح، مؤوال هلا بطريقة ختدم أغراضه التوسعية وهيمنته احلضارية وهتزيز ،مشوها حلقائقها

واليأس عن استعادة األجماد وحتقيق الريادة الثقة بالذات اجلمعي يف قلوب املسلمني وتكريس الشعور باالاهزامية ملسلمي غرب أفريقيا تتجاهل عنه معظم املناهج التعليمية مشرفا وجميدا على أن هناك تارخيا حضاريا من حديد.

ميثل نقلة حضارية وبالتايل جيهله كثري من أبناء املنطقة كما جيهله كثري من مسلمي املنطقة رغم أنه ،احلكومية 5.وإهلام وخلق الدافعية مكما ميثل مصدر استلها التاريخ القومي احلضاري للمنطقة من حامسة

أما على الصعيد االجتماعي فإن هذا النظام التعليمي قد جعل املثل األعلى للحياة االجتماعية عند أصحاب وهي حياة تقوم .ماعيةهو احلياة االجتماعية الغربية على صعيد العالقات االجت بقصد أو بغري قصد، هذا التعليم

. وهي بذلك تتعارض مع احلياة اإلسالمية القائمة على االلتزام وروح 6وحب الذات واألنانية املطلقة على اإلباحيةاجلماعة ورابطة اإلخاء وحب اخلري للجميع وإنكار الذات والعمل على مصلحة اجملموع. ولقد تنبأ املسلمون بعيد

من نتائج سلبية وعواقب وخيمة عنه نظامهم التعليمي املشبوه ا ميكن أن يتمخضاحتالل املستعمرين املنطقة مبملسلمني يف هويتهم الثقافية اإلسالمية إذا اعتنقوا هذا النظام التعليمي وربوا أبناءهم عليه. وكان ذلك عندما على ا

ائهم إىل املدارس احلكومية إرسال أبن املسلمون . فرفضاملستعمرينكان يشرف على التعليم الغزاة احملتلون من . وفعال قد حدث لبعض أبناء املسلمني الذين ةخوفا من تغيري هويتهم وتبديل دينهم ووالئهم ألمتهم اإلسالمي

حىت إن بعضهم قد .ربوا هبذا النظام التعليمي االستعماري ما كان املسلمون خيافون من وقوعه من تغيري اهلوية هلل املستعان وعليه التكالن.ارتد عن دينه وتنكر لقومه وا

يف ظل هذه األوضاع التعليمية اليت يصعب معها احملافظة على هوية املسلمني فكر بعض الغيورين من املسلمني يف ذات ة ي. فاقرتح بعضهم إضافة املناهج احلكوموالبديل األنسب إجياد احللول املناسبة هلذه املشكلة التعليمية

إىل مناهج املدارس اإلسالمية اليت كانت تدرس العلوم الدينية فقط، ظنا منهم د بعيد،، إىل حالعلمانيةاملرجعية أن ذلك سيحقق التوازن املطلوب الذي يرجى من ورائه إعطاء أبناء املسلمني ما يكفل هلم املشاركة الفاعلة يف

ء هويتهم اإلسالمية واحلفاظ ، وذلك بفعل املناهج احلكومية، وما يضمن بقاةجماالت احلياة املختلفة يف الدول"املدارس العربية واإلجنليزية اةومن هنا كانت جتربة املدارس املسم .عليه، وذلك بفعل املناهج اإلسالمية

(Arabic and English School). وقد جنحت بعض هذه املدارس من حيث احملافظة على اهلويةق يف إكساب الطلبة املهارات الالزمة ملواصلة دراستهم إىل مل توف –إن مل يكن كلها –اإلسالمية إال أن معظمها

والدول اإلسالمية التي قامت في المنطقة قبل وصول المستعمرين الغزاة والمحتلين. تمن أمثلة ذلك إنجازات اإلمبراطوريا5

النظم التعليمية الوافدة في أفريقيا قراءة في ريقيا من الغرب المستعمر: الدكتور سنو، قطب مصطفى: انظر لمزيد من مضار النظام الوافد إلى أف6

123-11صص البديل الحضاري،

Page 7: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

22

املهارات الالزمة للمشاركة يف وظائف الدولة اإلدارية إكساب املراحل العالية يف املعاهد العلمية أو اجلامعات أو وسياسيا؟ فيا ترى ملاذا أخفقت هذه احملاولة يف تفعيل أبناء املسلمني اجتماعيا وإداريا واقتصاديا 7وغريها.

ال شك أن جمرد التفكري يف إجياد حل مناسب ألوضاع املسلمني الدينية أمر إجيايب وطيب يدل على الوعي بديل جيادبضرورة احلفاظ على هوية املسلمني الثقافية وخصوصيتهم الدينية. وناهيك مبا يف احملاولة احلقيقية على إ

مور اليت هتدد هذه اهلوية اإلسالمية. غري أن البديل املسمى أنسب للمسلمني من دليل على اليقظة والتفطن لألباملدارس العربية واإلجنليزية ما هو إال عملية تبسيطية أشبه ما تكون بالتلفيق منها بإجياد حل إسالمي، ذلك أنه

كما قلنا إن أي نظام تعليمي جيب أن يقوم على عناصر ثالثة هي املرجعية واألهداف والبيئة.املدارس اإلسالمية لتسري جنبا إىل جنب مع املناهج الدينية إىل-_وبدون أسلمتها ناهج احلكومية برمتهاونقل امل

وذلك إذا عرفنا أن مرجعية املناهج احلكومية مرجعية علمانية وأهدافها ،يعين يف أبسط صوره اجلمع بني املتناقضنيناهج الدينية ذات املرجعية اإلسالمية، فكيف يلتقيان ذات نزعة فردية مادية أنانية. األمر الذي يتناقض مع امل

ويعمالن يف تناسق وانسجام جنبا إىل جنب؟ إن هذا العمل يشبه إىل حد بعيد قول الشاعر العريب: أيها املنكح الثريا سهيال * عمرك اهلل كيف يلتقيان

اإلسالم ومقاصده الرتبوية أو على األقل عدم ولعل غياب الوعي الكامل بالتصور اإلسالمي الرتبوي وأهدافبإدخال املناهج الرتبوية احلكومية إىل –مشكورين –استيعاهبا لدى أولئك الغيورين من املسلمني الذين قاموا

املدارس اإلسالمية وراء هذا احلل التلفيقي التبسيطي. ولو توفر هلم هذا الوعي أو االستيعاب للفلسفة الرتبوية بعد العلمانية ياهتا رجعبغربلة هذه املناهج وتعديل م لقاموا-مع حتفظ الستعمال مصطلح الفلسفة- يةاإلسالم

املراجعة والتدقيق وفقا لألهداف الرتبوية اإلسالمية والتصور اإلسالمي الرصني مع مراعاة البيئة التعليمية ضات وخترج أنصاف املتعلمني أضف إىل هتا. وإذ مل يفعلوا ذلك فقد ظلت هذه املدارس تعج باملتناقاوخصوصي

ذلك إمكانية أن يؤدي مثل هذه املناهج املتناقضة إىل إحداث نوع من االزدواجية الفكرية والثقافية لدى طالهبا بالعربية واإلجنليزية. وكذلك املسماةوخاصة إذا عرفنا نوعية الكوادر العلمية اليت تدرس هذه املناهج يف املدارس

التأهيل الرتبوي الرصني. وبذا معظمها مية اليت تدرس املناهج الدينية يف هذه املدارس واليت ينقصالكوادر العل تظل مشكلة تثبيت اهلوية اإلسالمية وتوجيهها ومحايتها قائمة مع التعليم العام احلكومي والنظام التعليمي

" علما بأن احلكومة العربية واإلجنليزيةدارس "امل هاخلاص املساند من احلكومة والذي يطلق على مدارس اإلسالمي .قد تبنت جزئيا بعض هذه املدارس

واقع اجملتمع من إذا نبع إال ميكن له أن حيقق ذلكال و .والتعليم يعد دعامة رئيسية يف تقدم اجملتمع ورقيه وتطورهبة أخرى غري مالئمة. فلكل مستعارا أو مستوردا أو منقوال عن تر وليس إذا كانوتكيف مع تربته وجوه وثقافته

جمتمع فلسفة اجتماعية يؤمن هبا ويسري عليها ويعد أفراده على ضوئها. وعلماء اجملتمع ومفكروه وقادة الرأي فيه

لاللتحاق بالجامعات شيء من التحسن لدى بضع مدارس في تحقيق نسبة ضئيلة جدا من طالبها المجاميع المطلوبة ةقد تحقق مؤخرا بالنسب7

جامعة.لاللتحاق بال

Page 8: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

23

هم الذين يرتمجون هذه الفلسفة االجتماعية إىل فلسفة تربوية تقود التعليم ليقود هو اآلخر اجملتمع إىل الرقي مي من حيث أهدافه ومناهجه وأنشطته واجتاهاته اخل... انعكاس للنظريات الرتبوية واآلراء والتقدم. والنظام التعلي

واألفكار اليت يتبناها ويؤمن هبا العلماء واملفكرون وقادة الرأي يف اجملتمع. وعليه فإن املناهج احلكومية اليت تبنتها مع الرؤيةهذا النظام نسجمإعادة الصياغة لياملدارس اإلسالمية على عالهتا حباجة إىل مراجعة يتم من خالهلا

ية اإلسالمية، وذلك يف عناصره التعليمية أو الرتبوية من حيث األهداف واحملتوى إىل غري ذلك من عناصر و الرتبالعملية التعليمية. وهذا أمر ليس مبستحيل بل هو يف دائرة املمكنات، إذ إن النظام التعليمي ليس شيئا جامدا بل

إمكانية داخلية قوامها املرونة، كما أن لديه قوة متكنه من اختيار استجابته من بني عدة استجابات يواجه هبا لديه كما أن عملية إعادة الصياغة جيب أن تضمن بقاء األهداف الضغوط اخلارجية أو القوى الداخلية اخلالقة.

النواتج التعليمية واملهارات العامة املطلوب اكتساهبا الرتبوية واملعرفية العامة اليت تبنتها احلكومة من حيث حتقيق ومامل تتم إعادة الصياغة هبذا الشكل فإن أخشى ما ولكن من خالل الرؤية اإلسالمية للكون واحلياة واألحياء.

أخشاه أن حيدث هذا األخذ العشوائي تناقضات تصدم نفوس املتعلمني يف املدارس اإلسالمية، ملا ينتج عن هذا إخفاق مريع على فشل عندئذ وستكون النتيجة .ج املرجتل من تقابل وتباين واضحني بني التصورات والقيماملز

علمانية. وذلك لكون مرجعية تلك املناهج املأخوذة من غري متحيص مرجعية –والعياذ باهلل –ذريع بيت دعائمها ومحايتها فهو اآلخر أما التعليم اخلاص اإلسالمي الذي ساهم ومل يزل يساهم على تأكيد اهلوية وتث

ها فيحباجة إىل اإلصالح ليستطيع القيام بدوره يف ظل الظروف التارخيية اليت متر هبا األمة يف عصر العوملة اليت يراد واملهيمنة عليه اقتصاديا وسياسيا وفكريا ،املسيطرة على العاملو ذوبان هويات األمم يف بوتقة هوية احلضارة الغالبة

إال أنه قد عجز إىل حد ما، سكريا. ففي حني استطاع هذا التعليم أن حيقق ويثبت اهلوية الثقافة اإلسالميةوعاملشاركة الفاعلة يف احلياة السياسية و وعن متكينهم من اإلعمار عن حتقيق ذاتية املسلمني الفاعلة يف اجملتمع الغاين

ن للسملني حضور فاعل ومؤثر على مجيع األصعدة وامليادين واالقتصادية والفكرية والعسكرية للدولة، حيث يكو رتم هلم كلمة ويستجاب هلم دعوة وال ينظر إليهم على وخاصة يف تطوير مرافق الدولة وخططها التنموية حىت حيح

والقليل املوجود من املسلمني الذين هلم مشاركة فيقضى األمر يف غياهبم وال يستأذنون وهم شهود. ،أاهم عالةالة من نتاج املدارس احلكومية أو املدارس اخلاصة اليت تطبق املناهج احلكومية حبذافريها من غري تعليم الدين. فع

أما عن وضوح اهلوية اإلسالمية تصورا وقيما ومبادئ لدى هؤالء القلة الفاعلة، فلك أن تتصور وتتحدث عنه. لتسامح الدين هلو ذاك الذي يعزز اهلوية اإلسالمية الذي يعزز التعايش السلمي وا يوعليه فإن التعليم اإلسالم

وميكن من املشاركة الفاعلة املؤثرة واملوجهة. أي ذلك التعليم الذي جيمع بني الدين والدنيا يف توازن وانسجام.احلايل يف غانا عن اجلمع الصحيح بني الدين والدنيا وختريج املسلم يولنعرج علي بيان قصور التعليم اإلسالم لفاعل.ا

إشكالية تقسيم المواد الدراسية إلى مواد دينية ومواد علمانية

Page 9: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

24

إن طبيعة التعليم اإلسالمي الصحيح تكمن يف نظرته املتوازنة إىل العلم واملعرفة وقرنه العلم بالعمل والدين بالدنيا، قيم العدل والرمحة والتسامح ودعوته إىل األمر باملعروف والنهي عن املنكر يف ظل اإلميان بالواحد األحد، وتعزيز

والسالم ووحدة البشر، والتقوى والعمل الصاحل واألخالق الفاضلة. وال شك أنه إن طبق كما ينبغي أدى إىل إعمار األرض والتعايش السلمي والتسامح الديين نتيجة مجعه بني الدين والدنيا والروح واملادة والعلم واإلميان يف

عظمة الرؤية اإلسالمية وتفوقه على مجيع الرؤى البشرية لكونه أنسب للطبيعة لب ميثتوازن وتناسق وانسجام عجيالبشرية املتزنة. وللسعي إىل التطبيق السليم ملبادئ التعليم اإلسالمي املتوازن لتحقيق أهدافه السامية يف ختريج

فال بد من إصالح أوضاعه الراهنة املسلم اخلليفة العامر لألرض التقي، والعادل النقي الناشر للخري والرمحة، ليكون قادرا على حتقيق هذه املعاين وختريج متعلمني هبذه املواصفات املذكورة.

إن أول خطوة يف إصالح هذا التعليم اإلسالمي هو إصالح مفهومه األحادي املغزى واملعىن، والذي قصر 8الدنيا ناسيا أن اإلسالم دين ودنيا. تاركا الدنيا ألصحاب ،التعليم اإلسالمي على علوم الدين فقط

وقد نتج عن هذه النظرة األحادية للتعليم اإلسالمي أن ختلف املسلمون يف غانا ويف كثري من ربوع املنطقة عن اللهم إال من كان منهم قد أخذ حبظ .والسياسي واالقتصادي عن الركب اإلداري ختلفواكما ،الركب احلضاري

–وها حنن اليوم وقد ثبت فشل نظام التعليم االستعماري وخترج على مناهجها التعليمية. روافر من ثقافة املستعميوجد بوادر جادة وفاعلة يف تقدمي البديل ال-مزاجهملكونه مقدودا على غري مثال أهل املنطقة ومركبا على غري

عهم واستوعبوا متطلبات اإلسالمي الذي أثبت جناحه يف املنطقة فيما مضى عندما أحسن املسلمون فهم واق ظروفهم ونظروا إىل التعليم اإلسالمي نظرة تتسم بالشمول وتتصف بفهم مقاصد اإلسالم الدينية والدنيوية.

استطاع النظام التعليمي اإلسالمي بصورته الراهنة يف غانا إىل حد بعيد ختريج وبناء املسلم الصاحل ءيف حني ألمر باملعروف والنهي عن املنكر عن طريق الدعوة القولية وذلك يف جمال املصلح الذي يفهم دينه ويقوم مبهمة ا

هذه اللحظة حىتفإنه مل يستطع ،ة هلل سبحانه وتعاىلنو ينالعقيدة اليت هي األساس واملرتكز الذي ترتكز عليه الدناء احلضاري والتعمري أن يبين املسلم الصاحل املصلح العامر لألرض املساهم يف الب –يف نظري وقد أكون خمطئا –

الفهم احمسنمعا، والذي يفقه دينه ويقوم مبهمة األمر باملعروف والنهي عن املنكر بصفة قولية وعملية .املاديحتكمه يف هذا الفقه وذلك الوعي املتجدد ،الوعي مبسؤولية اإلنسانية وخاصة األمة الوسط العصره ومتجدد

عنده املرجعية األوىل يف تعامله مع الظروف واألحداث املتجددة مقاصد اإلسالم الكربى حبيث متثل دوماوبالتايل يتبوأ موقعه الفاعل يف املتغريات احمللية وحضارهتا. والتحديات اليت ما فتئت تواجه األمة الوسط يف هويتها

راد األمة الوسط جتاه والعاملية حبسب استعداداته وقدراته ومواهبه مستشعرا يف نفسه مسؤوليته اجلسيمة كفرد من أفاإلنسانية واليت فضلت من قبل الباري جل وعز ألاها تسهر على حتقيق السعادة للبشرية يف الدارين لقيامها مبهمة

، وكفرد من أفراد جمتمعه األمر باملعروف والنهي عن املنكر مدفوعة يف ذلك بإميااها الراسخ باهلل سبحانه وتعاىل

م 1197، عيسى البابي الحلبي 3لمعرفة أثر التربية اإلسالمية في النهضة العلمية والعقلية انظر: محمد عطية، التربية اإلسالمية وفالسفتها، ط 8

. 45مصر. ص ص

Page 10: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

25

نة وواجباهتا حمسنا اجلمع بني هويته الوطنية احمللية وهويته اإلسالمية ذات الصبغة العاملية. الوطين واعيا حلقوق املواطإن التعليم اإلسالمي بصورته الراهنة يصعب عليه بناء شخصية مسلمة هبذه املواصفات املتوازنة الشاملة، ألن

لنظرة املتكاملة إىل اإلسالم على أنه دين إعداده للمسلم ناقص وغري متوازن خللوه يف مهمته الرتبوية من استيعاب ايف ذلك استعداداته ىودنيا. تلك النظرة اليت تستدعي إعداد اإلنسان املسلم إعدادا فكريا ونفسيا ووظيفيا مراع

ما مل تتعارض مع –وقدراته وحاجات اجملتمع الذي يعيش فيه، مع مرونة تنفتح وتتفتح على جتارب اآلخرين وقد اهتم القرآن كثريا بتطوير جوانب اإلنسان الروحية وتراعي ظروف التطور يف الزمان واملكان. –أصول اإلسالم

فاإلسالم الذي أدرك طبيعة اإلنسان املكونة من املادة والروح يقرر ضرورة تنمية مجيع جوانب 9واملادية وتنميتهماعن التمكني والرفاهية نتيجة التزام شرع اهلل، كل أولئك للتأكيد ويتحدث القرآن كثرياشخصيته املادية والروحية.

على تنمية اجلانب املادي لإلنسان مبا سخره اهلل له من إمكانات لتطوير ذلك بنفسه عن طريق ما وهبه اهلل من عليم قد تكفل اهلل سبحانه وتعاىل بتو 10استعدادات بعد إرادة تنمية جانبه الروحي بفرض الشعائر التعبدية.

اإلنسان على املستوى العقائدي الديين عن طريق األنبياء والرسل ملزما إياه االعتماد الكلي على تعاليم السماء يف هذا املضمار، بينما جند أنه تركه على املستوى الطبيعي ليلتمس طريقه جبهده اخلاص مستعينا باهلل وملتزما

على الطاقات املعرفية الكامنة فيه بتزويد من اهلل واليت تتمثل يف بشرعه ليبتكر ويكشف ويطور معتمدا بعد اهلل وعليه فإن إمهال العلوم غري الدينية إمهال وتعطيل لطاقات .11وسائل املعرفة اليت زود هبا وهي احلواس والعقل

رارها كما كشف اإلنسان اخلالقة وهو ما مل يشأ اهلل له. ولو أراد اهلل ذلك لإلنسان لكشف له قوانني الطبيعة وأسله عن طريق رسله قوانني العقيدة واألخالق ألن ذلك مما ال يتسع لعقله الوصول إىل حقيقته من تلقاء نفسه وبدون تعليم من اهلل. أما يف جمال الطبيعة واألشياء فلم يشأ اهلل سبحانه أن يكشف لإلنسان عن قوانينها ألن

لى الفعل والكشف واالبتكار، ولو حدث أن وجد اإلنسان نفسه هذا إمهال لطاقات اإلنسان اخلالقة وقدرهتا عجل قدرته وحماوالته اإلبداعية وألسلم –إذن وبشكل حمتم –فجأة أمام النواميس الطبيعية على حقيقتها أللغيت

هل كان أما العقيدة واملنهج والقيم اخللقية ف نفسه لكسل فكري واتكالية مل يرد اهلل لإلنسان أن يقع يف أسارها.اإلنسان من نفسه للكشف عنها؟ إن هذه القيم وتلك العقيدة أو ذلك ىمن املنطق أن تظل غامضة وأن يسع

املنهج ما داما يرتبطان أساسا بالعامل األوسع وميتدان إىل ما وراء احلس الظاهر للعيان. ما داما ينأيان دائما عن دودة ونسبيته احلسية، فليس من السهل عليه إذن أن يرتك وحده رؤية اإلنسان املباشرة وحركته النسبية وحريته احمل

12للسعي وراء أهداف مل يتهيأ للكشف عنها.

٠١- ٠١: ونوح ٧٩: انظر اآليات، النحل9

م 1175ألول والثاني انظر: التفسير اإلسالمي للتاريخ، مجلة المسلم المعاصر، العدد ا10

٨٧النحل: انظر: 11 انظر، عماد الدين خليل 36م ص 1175: التفسير اإلسالمي للتاريخ، مجلة المسلم المعاصر، العدد األول والثاني 12

Page 11: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

26

ومما سبق ندرك أن املسلم يستمد قيمه ومبادئه وتصوراته الكونية من وحي اخلالق املدبر الرازق ويعمل عقله السماء وتوجيهاهتا وبالتايل فإن نظرته إىل العلم ووجدانه يف تنظيم حياته وممارسة فعله احلضاري حمكوما بتعليمات

واملعرفة والكون واحلياة نابعة من مشكاة الوحي. وبذلك يكون الوحي لدى املسلم املصدر األساس للمعرفة وهو أيضا احلاكم على مصادر املعرفة األخرى. وهو كذلك صمام أمان وبوصلة جناة للمسلم يف جتواله الكتشاف

ياة ويف سياحاته الفكرية اإلبداعية وإعماره لألرض استجابة لنداء السماء وأداء لواجباته الدينية أسرار الكون واحلمتالزمتني متوازيتني متواكبتني كركبيت البعري. ولتحقيق ذلك حبسب مقاصد الشرع، فإنه ال من إعادة ةوالدنيوي

ة لربطه بالرسالة احلضارية اليت أنيط هبا املسلم النظر يف نظام التعليم اإلسالمي يف غانا ومراجعته مفهوما وممارساخلليفة املنتمي إىل خري أمة أخرجت للناس إلسعاد البشرية وإنقاذها من الدمار بنشر احلق والعدل وتعزيز احلرية

علمانية والسالم بتحرير العقل اإلنساين. وهذا يستدعي ضرورة إزالة الثنائية املزعومة بني املواد اإلسالمية واملواد الواليت جعلت بينهما حجرا حمجورا أضر كثريا بأبناء املسلمني يف النهوض العلمي والشهود احلضاري، وإن كانت هناك مربرات أوقعت بعض املسلمني، عن غفلة، يف هذا االعتقاد الفاصل بني املعرفتني وذلك بتأثري وطأة املفهوم

يف النزعة املادية. و إعادة النظر واملراجعة املطلوبة حباجة إىل جهود الغريب للمعرفة وإبعاده الوحي عن دائرهتا إيغاالمضنية يقوم هبا فريق من العلماء والرتبويون مدعومني ماديا ومعنويا، منطلقني يف مهمتهم الشاقة من املفهوم

ذه اجلهود املضنية اإلسالمي الشمويل للمعرفة ومن منطلقاته احلضارية املتوازنة اجلامعة بني الدين والدنيا. وهبالبديل األنسب لتحقيق هوية مسلمي غانا الثقافية اإلسالمية وذاتيتهم الفاعلة يف اجملتمع املخلصة ميكن تقدمي

ة، لتؤدي مهمتها يف تثمري التنمية والرخاء والتعايش فظاحمالغاين مع احلفاظ عليهما وعيا وتوجيها وتثبيتا ومحاية و السلمي والتسامح الديين.

شمولية النظرة إلى العلم والمعرفة في الرؤية اإلسالمية إن البديل التعليمي اإلسالمي األنسب والقادر على احلفاظ على اهلوية والذاتية الثقافية الفاعلة العامرة واملؤثرة، هلو

مرتامية أطراف العلم، التعليم اإلسالمي الذي ميثل النظرة الشمولية ألهداف الرتبية اإلسالمية الواسعة نطاق املعرفة املعرفة يف اإلسالم متعددة اآلفاق واسعة النطاق ولو كانت يف اإلسالم حمصورة يف اجلامعة بني الدين والدنيا. ف

واسعة النطاق. جمال واحد ال تتعداه ملا كان هلا الفاعلية املطلوبة لتطوير اجملتمع وتغيريه، بل هي متعددة اآلفاقاق املعرفة يف اإلسالم قضية االستخالف واالستعمار لإلنسان من قبل الباري القادر املدبر وناهيك دليال لتعدد آف

عز وجل، وقد تكررت هذه القضية أكثر من مرة يف القرآن الكرمي، مما يدل على أمهيتها القصوى يف تصميم األرض ليقوم بتعمريها وإذا كان اهلل عز وجل قد استخلف اإلنسان على 13اهليكل احلضاري للرؤية اإلسالمية.

واستثمارها بذكر اهلل وإذا كان كل ما خلقه اهلل إمنا هو مسخر لإلنسان فإن اإلنسان ال ميكن أن يقوم بواجب

٦١هود: : ةنظر اآليا13

Page 12: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

27

اخلالفة إال بقدر ما يتزود به من العلم واحلكمة ومن البصر واخلربة. ومن هنا كان اجتاه القرآن دوما إىل تزويد القادر على إعمار هذا الكون باسم اهلل ومبا جيعله الصاحل ملمارسة احلياة يف أية اإلنسان مبا جيعل منه اإلنسان

على أن اجتاه املعرفة يف اإلسالم يرنو للتغيري االجتماعي 14مرحلة من املراحل اليت متر فيها هذه احلياة بكلمة اهلل.اختالف وصور تباين وآية هذا االجتاه ما املتسم بطابع التدرج مع األخذ بعني االعتبار ما بني اجملتمعات من أوجه

جنده راسخا يف فقهنا اإلسالمي أو النظام التشريعي اإلسالمي من مبادئ مثل: تغيري األحكام وفقا الختالف وحنرتز هنا عن املعاين الفلسفية العالقة مبصطلح الواقعية –الظروف واألحوال وأعتقد أن هذه الواقعية اإلسالمية

القدمي ،ي اليت محلت اإلمام اجلليل حممد بن إدريس الشافعي على التمذهب مبذهبني يف الفتوىه –من اآلخر واحلديث. وناهيك مبا يف شريعتنا الغراء من مبدأ رفع احلرج تيسريا على الناس ومراعاة الختالف الظروف

ول ابن القيم "وهذا فضل ويف هذا األصل النفيس الذي كاد يغيب يف خطابنا اإلسالمي اليوم يق 15واألحوال.اجلهل به غلط عظيم على الشريعة، أوجب من احلرج واملشقة وتكليف ما ال سبيل بعظيم النفع جدا وقع بسب

إليه ما يعلم من أن الشريعة الباهرة ال تأيت به. فإن الشريعة مبناها وأساسها على احلكم واملصاحل وهي عدل كلها ة خرجت عن العدل إىل اجلور وعن الرمحة إىل ضدها وعن احلكمة إىل العبث ورمحة كلها وحكمة كلها وكل مسأل

هلل در ابن القيم ورمحه اهلل رمحة واسعة، إنه قد وضع املعيار .16فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل"غري ذلك من الصائب واملكيال الدقيق الذي ميكن من خالله أن منيز بني ما هو هام وأساسي للمجتمع وما هو

وجهة النظر اإلسالمي، وهو كالم يدور يف فلك تلك املستويات الثالثة اليت ميز هبا فقهاؤنا األجالء املصاحل االجتماعية يف اإلسالم وهي:

.الكماليات 3احلاجيات 2الضروريات 1الضروريات يوه ذكوراملالسلم من واألهم املرتبة األوىل ويكفي أن نزن نظامنا التعليمي اإلسالمي يف غانا على

ولنتيقن من ضرورة توسيع دائرة هذا التعليم. فالضروريات تشمل كافة ،نقص هذا التعليم وما ال ينقصهيلنرى ما ة للحياة الفردية واالجتماعية الصاحلة يف نظر اإلسالم ستاألفعال واألشياء اليت تتوقف عليها صيانة األركان ال

العرض-واملال -النسل هـ -العقل د -ج النفس -بالدين -أ وهذه األركان هي:بت مبا ال جمال للشك واملراء ضرورة حتسني هذا التعليم ثفإن وزن تعليمنا مبيزااهما ي والتكميلياتأما احلاجيات

ليكون إسالميا بشكل مشويل وذلك بتوسيع آفاقه ليشمل علوم الدين والدنيا. ويوم يكون التعليم اإلسالمي يفهبذا املفهوم الشمويل الذي جيمع بني الدين والدنيا، ويستهدف إجياد اإلنسان الصاحل عموما ملنطقةا غانا ويف

ويبتغي حتقيق السعادة للملتزمني هبذه العبادة الشاملة يف الدنيا ،العابد هلل سبحانه وتعاىل مبفهوم العبادة الشاملاملنطقة قاطبة يف ، يومئذ يعود للمسلمني يف غانا و المولإلنسانية مجعاء انطالقا من رمحانية رسالة اإلس واآلخرة

81م ص8891انظر: حممد خلف اهلل، القرآن والثورة الثقافية، دار األجنلو املصرية، القاهرة ،14

بتصرف 129سعيد إمساعيل علي، اجتماعية املعرفة يف الرتبية اإلسالمية صانظر: 15

.82ص 3 م ، ج9111، دار الكتب العلمية ، الموقعين إعالم محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية ابو عبد هللا ،16

Page 13: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

28

دورهم الفعال والريادي يف احلياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية حمفوظي اهلوية ليتسلموا القيادة من ، ارجديد ويقودوا شعوب املنطقة إىل طريق السعادة والصالح واألمن والرخاء والتعاون البناء والتقدم واالزه

العدل والرب والتسامح والسالم كما ميلي عليهم دينهم الذي يدينون اهلل به. ئحيدوهم يف ذلك االلتزام مبباد، جيد صعوبة بالغة يف املشاركة عموما املنطقة غانا ويف وغين عن البيان أن من خيرجه التعليم اإلسالمي احلايل يف

والسياسية واإلدارية، الفتقاده غالبا املهارات الالزمة للمشاركة. يف خمتلف مناشط احلياة االجتماعية واالقتصادية . يف ضطهاد وما يرتتب على ذلك من نوع شعور بالتظلماألمر الذي يورثه غالبا نوعا من الشعور بالنقص واال

اليت هبا ينري حني أن املتوقع من مثله ليس فقط املشاركة الفعالة وإمنا املشاركة املوجهة لكونه حيمل مشاعل اهلداية وقد أورثت هذه احلالة نوعا من الشعور باحلرمان واالحنسار، األمر اهلداية والسعادة يف الدارين. ريدالطريق ملن ي

الذي قد يعقب نوعا من الكره والنقم يف النفس إزاء اآلخرين الذين تتهيأ هلم مجيع الفرص وتتفتح هلم مجيع األبواب.

لغت أحيانا إىل مستوى افتقاد لغة التخاطب الفكري وهي اللغة الرمسية اليت إن مظاهر عجزه عن املشاركة ب. فهو ال يستطيع قراءة اجلرائد اليومية وال االستماع إىل األخبار اشم املستغلعلينا املستعمر الغ هاورثناها أو فرضأ

هي و تهم.ة ثقافة استعمارية ومناقشوبالتايل ال يقدر على خماطبة النخبة املثقف ،الرمسية اليت تذاع باللغة الرمسيةتنصاع له إال إذا كان يتكلم باللغة اليت رتم أحدا والحتاليت متتلك زمام القرارات اليت حتكم حياة اجلميع وال النخبة

ومقصودنا باللغة هنا مفهوم أبعد من حدود األلفاظ وتفتخر وتتعاىل هبا غرورا وجهال. تفهمها وتتكلم هباعلى واأتيهم لو ناقشيواحلال كذلك أن م، فأىن هلوالتصورات يتجاوزها إىل حدود األفكار والقيمواملعاين، إذ

املنسجم مع طبيعة اإلنسان األفريقي السوي يف كثري من هلم البديل اإلسالمي واقدميحصواهم من القواعد و واألمن والسالم لشعوب املنطقة الذي ال غىن عنه لتحقيق السعادة والصالح والوئام والرخاءو جوانب إنسانيته،

يف ودعوتنا إىل تعدد آفاق التعليم اإلسالمي .لقيامه على العدل والرمحة والسالم بصفة خاصة وللعامل بصفة عامةال يعين إطالقا إلغاء املعاهد املتخصصة يف الدراسات الشرعية بل العكس صحيح، إال أاها هي األخرى غانا

يف املناهج وطرق التدريس لتؤهل خرجييها للقيام مبهمة التوجيه والقيادة بشكل أليق حباجة إىل إصالحات جذرية وأنسب للتحديات اليت تواجه اإلسالم واملسلمني يف عصر العوملة اليت حتمل يف طياهتا هلذه األمة حتديات مل

يدة القدمية ويستجيب هلا تطلب تربية وتأهيال تعليميا يتناسب مع هذه التحديات اجلد ، وبالتايليسبق هلا مثيل .بنحو يثبت تفوق البدائل اإلسالمية لكونا ربانية املصدر

ويضيق اجملال هنا للتطرق إىل بيان طرق اإلصالح والتطوير هلذه املعاهد اإلسالمية يف غانا للطبيعة االختصارية من تلك النظرة األحادية . على أن مناهج هذه املعاهد هي األخرى مل تسلمبحثال اتصف هبا هذياليت جيب أن

الضيقة للتعليم اإلسالمي ولعل اهلل أن ينسأ يف العمر ويتيح فرصة أخرى لتناول هذا املوضوع بالدراسة والتقومي .يشكل أوسع

Page 14: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

29

المطلوب المنهج التربوي أو التعليم اإلسالميويف غانا على ب إفريقيا خصوصا إن املنهج الرتبوي أو التعليم اإلسالمي القادر على انتشال األمة عموما وشعو

من ختلفها احلضاري والقيادي هلو ذلك الذي ينزع إىل عدم التفريق بني علوم الدين وعلوم الدنيا، األخص ةالديني واد، وأن الفرق القائم بني املوأاهما متكامالن ويعتربمها وحدة غري قابلة للتجزئة ألنه ال غىن عنهما معا

وليس يف طبيعة املادة النظامني التعليميني فرق كامن يف املرجعية اليت يستند إليها كل منهو ةالعلماني وادواملاملدروسة. وعندما تتغري مرجعية التعليم العلماين وتتحول إىل املرجعية اإلسالمية فإاها عندئذ تكون إسالمية الطابع

مي نكون قد وضعنا أقدامنا على طريق ختريج وعندما يتم إحداث هذا التوازن املطلوب يف التعليم اإلسال واملنزع.املسلم اخلليفة العامر لألرض والناشر للعدل والرمحة والسالم والذي حيمل اخلري للبشرية مجعاء بصرف النظر عن

خلفياهتم الدينية والعرقية. على أن مناهج التعليم اإلسالمي املطلوب جيب أن تتوفر فيها السمات التالية:

بناء شخصية متكاملة مستعدة للتعامل اإلجيايب مع مجيع ظروف احلياة وجوانبها املتعددة، القدرة على–ومؤمنة بأن التعليم أو التعلم عملية مستمرة طوال العمر ليس هلا انقطاع أو انتهاء، األمر الذي يضمن

جتدد الوعي لديها وجتديد قدراهتا ومهاراهتا املختلفة. –بتوفيق اهلل

لرتكيز على احتياجات املسلم الروحية واملادية معا واعتبارمها كال ال يتجزأ واعتبار الدنيا مزرعة االهتمام وا لآلخرة.

وتربيتهم على مكارم األخالق وحماسن الصفات م،عقوهلو نفوس املتعلمنييف غرس العقيدة الصحيحةدف النبيل والذي فيه وعلى الشغف املفرط بطلب العلم واكتساب املعارف والسعي احلثيث حنو اهل

.بغض النظر عن جنسهم ودينهم ولواهم إسعاد البشرية مجعاء

غري كاف وأن فصل العلم عن العمل هالتأكيد على ضرورة اقرتان العلم بالعمل وأن حتصيل العلم وحدأمر باطل من شأنه أن يؤثر سلبا على حركة العمران ونشاط السكان بل إنه ليؤدي إىل التخلف العلمي الذي يستتبع التخلف احلضاري، ألن ذلك يؤدي إىل تفويض األعمال الصاحلة إىل ذوي اجلهل والغباوة،

إذ يتوجب واحلالة هذه أن يسند إصالح اجملتمع إليهم لتخلي العلماء عن ذلك.

ية تنمية قدرات املتعلمني العقلية والتفكريية وتشجيعهم على إعمال العقل ونبذ التقليد األعمى واالتباع الساذجة، وتزويدهم مبهارات التحليل والتعليل لتوظيف هذه املهارات يف حياهتم العملية.

د على مبدأ السعادة األبدية والشعور باألمن عن طريق اإلميان باهلل وتوحيده ووحدة العلوم والبشر يالتأك ووحدة اآلمال.

Page 15: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

30

اهلل وطلب العلم يف مجيع جماالت املساعدة على التخلق بأخالق علماء املسلمني، واليت منها خشيةاملعرفة من املهد إىل اللحد مع اإلميان مبحدودية القدرة البشرية ومطلقية علم اهلل وقدرته، والسعي احلثيث

إىل االستزادة من العلم واملعرفة لتوسيع اآلفاق املعرفية.

ية والرمحة واإلحسان واملودة الرتبية على اإلخالص يف القول والعمل مع غرس قيم احلب والتفاين والتضح واإلخاء والصدق واألمانة والتقوى واإلطاعة هلل سبحانه وتعاىل.

وحسن بنائه على القيم ،الرتبية على حب اجملتمع وخدمته واملسامهة يف تلبية احتياجات اجملتمع املادية األخالقية الفاضلة وتوفري األمن واألمان والعزة واملنعة له.

ري حمتوى منهجي يساعد املتعلمني على اكتشاف مواهبهم وقدراهتم اخلاصة واستغالهلا يف القدرة على توف حتقيق ذواهتم.

القدرة على مساعدة املتعلمني يف تنمية قدراهتم اإلبداعية عن طريق تشجيع حرية التفكري والتحليل واملناقشة واملناظرة يف جو مفعم باحلب واالحرتام وحرية الرأي.

بالذات واالعتزاز بالنفس واالفتخار باالنتماء وتوظيف التاريخ يف هذا الصدد. غرس الثقة

توفري التدريب الفين واملهين والوظيفي كوحدة أساسية يف مفردات املنهج مع التأكيد على قيمة العملتساعد ودور العمال يف بناء اجملتمع، مع تقدمي عناية خاصة للتدريب املهين أو الرتبية املهنية بطريقة

املتعلمني على اكتشاف قدراهتم املهنية ومهاراهتم الصناعية، األمر الذي يعينهم على اختيار أعماهلم يف املستقبل.

وغين عن البيان أن منهجا يتسم هبذه املواصفات يتطلب مطبقني ومنفذين يتسمون مبواصفات عالية اجلودة املعلمني اجليدين املتميزين القادرين على حسن إجياد مهيةت بالغة التمكن، ومن هنا يتحتم التأكيد على أاوقدر

. وال شك أن بناء نظام تعليمي باملواصفات املذكورة سلفا استيعاب املنهج وصواب تطبيقه يف العملية التعليميةليت بأمس احلاجة إىل دعم مايل ولوجسيت وإرادة سياسية. يساعد كل ذلك على توفري البيئة التعليمية املناسبة وا

تشمل املدرسني األكفاء واملناهج الرصينة والكتب الدراسية املالئمة واملرافق الرتبوية الالزمة. األمر الذي جيعل املدارس اإلسالمية مدارس أمنوذجية منافسة ألرقى املدارس اخلاصة والعامة اليت تضمن لطالهبا احلصول على أكثر

ما يتم توفري بيئات تعلمية عالية اجلودة التعلمية يف علوم الدين الكراسي الدراسية يف اجلامعات الغانية. وعندوالدنيا وباملواصفات اآلنفة الذكر، فإنه يصعب على املنظمات املتطرفة ترويج خطاهبم الديين املتطرف على

المي الشباب املسلم الغاين الذي ترىب يف مثل هذه املدارس اإلسالمية اليت مل تربه على الوسطية والوعي اإلسالصحيح املعتدل فحسب، وإمنا أعدته إعدادا تنافسيا يسهل عليه املنافسة الشريفة واملتفوقة مع نظرائه ممن خترجوا من املدارس غري اإلسالمية من إخوانه املسلمني وإخوانه يف الوطن والقومية نظرا لتعدد آفاقه وثراء خياله وسعة

دين اليت يتميز هبا. ومبثل هذا التعليم اإلسالمي لن يشعر الشاب تفكريه وقوة إبداعه وسعة علمه بفضل علوم ال

Page 16: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

31

املسلم بشيء من النقص أو التظلم بتضييق الفرص أو تقليلها وسد األبواب أمامه، الشعور الذي قد يحستغل لدى هتم. بعض ضعاف النفوس وقليلي العلم بدينهم من بعض املغرضني املستغلني للدين لتحقيق مآرهبم وتطبيق أجندا

وغين عن البيان أن نظاما تعليميا إسالميا متوازنا مرنا وباملواصفات املذكورة يف هذا البحث سيعزز ويثبت وحيافظ على اهلوية اإلسالمية وحيميها، وسيخرج املسلم اخلليفة الفاعل النافع املؤثر إجيابيا، العامر لألرض واحلافظ للبيئة

يقوم بكل ليها وإىل إشاعتها ونشر السالم وحتقيق الوئام بني بين البشر. وسالراين إىل سعادة البشرية والساعي إهبذه املهمة اخلرية متمسكا بدينه معتزا هبويته اليت تدعم هويته الوطنية وحتسنها وتكملها لتعطيه متيزا إجيابيا على

ألن حتقيق هذه املعاين إخوانه يف املواطنة والوطن حبيث يسعدون به وال يشقون، ويرتقون به وال يتخلفون، واملقاصد هو الذي يدعو إليه دينه وحيث عليه، وتؤكد عليه هويته الثقافية الدينية اليت ال تتعارض وال تصارع مع يف املعاين واملقاصد العامة للهوية الثقافية الغانية اجلامعة للغانيني بكل أطيافهم واليت تسعى حكومة غانا إىل

ف أفراد مواطنيها وجمتمعاهتم. وقد وردت دعائم اهلوية الثقافية الغانية على النحو اآليت:دعمها وتعزيزها بني خمتل

وافقت واليت للثقافة الوطنية اللجنة قبل من م2001 عام نشرت اليت غانا جلمهورية الثقافية "يف وثيقة السياسة الغانية وهي على النحو التايل:لتعزيز اهلوية الثقافية رئيسة أهداف ثالثة تعيني مت غانا، عليها حكومة

من واملواقف اإلنسان، مفاهيم كرامة يف عليها املنصوص تلك مثل لغانا التقليدية الثقافية القيم وتعزيز توثيق أوال: العمل واألسرة وكرامة والسالم واالعتماد على الذات والوحدة والصدق والصدق، والنظام، والقانون والبيئة الطبيعة .الوطين لتضامنوا واجملتمع

واالندماج الدميقراطي احلكم باإلنسان وتطوير صلة ذات وجعلها الثقافية مؤسساتنا وتطوير منو ضمان ثانيا، .الوطين يف برامج الدولة يف التنمية البشرية لتساهم الثقافية الربامج وتطوير الغانية الثقافية احلياة تعزيز ثالثا:

واحلديثة واحلرف التقليدية واستخدام الفنون وتعزيز عليها واحملافظة الرتاث على احلفاظ خالل من املادي والتقدم 17الفقر". حدة وختفيف الثروة خللق اليدوية

مع اهلوية الغانية اليت جتمع الغانيني مبختلف مشارهبم الثقافية الدينية ملسلمي غانا تتعارض اهلوية الوهكذا جند أنه املدنية، وإن خلت اهلوية الثقافية الغانية من هي املواطنة جبميع متطلباهتا ولوازمهاو ،ةوالدينية يف سلة واحد اإلثنية

كثري من أسس ودعائم ومقومات اهلوية الثقافية اإلسالمية املميزة للمسلم واملوجهة له واملؤثرة إجيابا على أدائه ية أو إقصاء هلا، وإمنا متثل إكماال وإثراء هلا وعطائه وتعامله. وهي زيادات ال متثل صراعا مع اهلوية الثقافية الغان

وتعزيرا. الخاتمة

17 Ghanaian Culture, National Identity and Development

18/12/2006 http://www.ghanaculture.gov.gh/index1.php?linkid=352 Retrieved: 20/02/17

Page 17: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

32

األوضاع التعليمية وقوم توجيها وتثبيتا ومحاية، التعليم من أهم الوسائل احملافظة على اهلوية لقد أثبت البحث أنومظهرا أسباب ،واحلفاظ عليها وتوجيهها قدرهتا على تثبيت هويتهم الثقافيةضعف مثبتاالراهنة ملسلمي غانا أن احملافظة احلقيقية على وأسباب هذا العجز مؤكدا ب مدى عجز األوضاع التعليمية الراهنة و ضعف هذه القدرة،

والسعادة للخري والرمحة الناشر و اإلنسان املسلم اخلليفة الفاعل العامر لألرض ختريجاهلوية الثقافية اإلسالمية تعين اإلميان باهلل عنه جيدوه يف كل ذلكملعروف وإتيانه والنهي عن املنكر واالنتهاء األمر با من لكل البشر يف إطار

األوضاع حتقيقه قوهذا ما ال تطي الواحد األحد، ليستحق بذلك البطاقة الشخصية اليت تسمه باخلريية املطلقةه من النظام التعليمي وقد أثبت البحث أن املخرج الذي هبذه املواصفات ال يتوافر حتقيق . التعليمية الراهنة

املسلم اخلليفة الفاعل اإلسالمي احلايل مقرتحا البديل التعليمي اإل سالمي الناجع الناجح القادر على ختريجمعتزا هبويته اإلسالمية املكملة هلويته الوطنية واحملسنة هلا والسعادة لكل البشرللخري والرمحة الناشر و العامر لألرض

لوئام. كما أثبت البحث أن النظام التعليمي اإلسالمي املطلوب حباجة إىل دعم معريف يف ظل من االنسجام وا ومايل وكوادر علمية وإرادة سياسية.

المصادر والمراجع بكتا م(8888) أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم احلراين أبو العباس، شيخ االسالم تقي الدين،، بن تيميةا

8، طعلي حسن علي عبد احلميد احلليب قيقحت اإلمساعلية، –دار األصالة ،العبوديةالنظم التعليمية الوافدة في أفريقيا قراءة في البديل م( 8888-ه8188سانو، قطب مصطفى، )

ه السنة الثامنة عشرة8188احملرم 33، كتاب األمة، العدد الحضارين حبوث مؤمتر "بناء نظرية تربوية إسالمية ، ضماإلسالميةاجتماعية المعرفة في التربية إمساعيل،سعيد ، علي

معاصرة" للمغرب،اهلوية الثقافية كتاب حبوث ضمنحبث ،المغربيةمكونات الهوية الثقافية م(8811اجلراري، )عباس 8ط اجلديدة،السلسلة العلم،كتاب

م 8891د األول والثاين العد املعاصر،جملة املسلم ،للتاريخالتفسير اإلسالمي ( م8891الدين، ) خليل، عماد، املعهد العاملي في تربية الفرد وإخراج األمة ةأهداف التربية اإلسالميم( 8883الكيالين، ماجد عرسان، )

( 20للفكر اإلسالمي، سلسلة إسالمية املعرفة ) علمية.الدار الكتب الموقعين، م( إعالم8888)اهلل، حممد بن أيب بكر بن أيوب ابو عبد ، ابن قيم اجلوزية

.القاهرة املصرية،دار األجنلو ،الثقافيةالقرآن والثورة (م8891)اهلل، حممد، خلف . 3، عيسى البايب احلليب مصر ط التربية اإلسالمية وفالسفتهام( 8819عطية، حممد، )

هـ، 8133 ةذو القعد، جملة األزهر المفهوم اإلسالمي للحرية (م2082 _هـ، 8133، )عمارة، حممد "11" السنة" 88م اجلزء"2082توبر أك

Page 18: International Conference On Arabic Studies & Islamic ... 034 ضرورة دعم... · 17 للهاب نايملإا لظ في هنع ءاهتنلااو ركنلما نع يهنلاو

33

، مكتبة وهبة، القاهرة.المجتمع اإلسالمي الذي ننشده م( مالمح8883-هـ 8183القرضاوي، يوسف، ) لمراجع األجنبيةا

Ghanaian Culture, National Identity and Development 1

18/12/2006 http://www.ghanaculture.gov.gh/index1.php?linkid=352