mohamed adam
TRANSCRIPT
1
غابة الحليب والفحم
شعر
دمآمحمد
2
كل هذا الليل كل تلك المقابر التى تمأل الهواء
ديوان المراثى
3
ضالهطرق
األثيمالسماء بمرمرها األرض برائحة كفلها
النجوم بحدقة عينيها المخفوقتين بالرماد والشوك
العشب بانتمائه المرن للندى بةاليقظة بأحالمها العذ السالم كفكرة منبثقة
النهار باستطراداته المهلكة الليل بأغنياته المخضبة بالدم
الطرق الالمعة للعتمة الحروف بحدسها المشع
اللغة بانصياعها المطلق للكلمة الكلمة بانصهارها الفوضوى
فى العالم لكل ذلك
كان يتعين على الليل أن يكتب بملعقته الكبيرة ى إلسمكأنا قنصاص نهائ
!!الجسد المضلل أيها
4
!!أجاممنون
أطلب اعترافا من أحد وال حتى غفرانا ألى شئال أنا اليد التى تعمل مع اآلخرين
هى نفس اليد التى تعمل ضد اآلخرين
يتساقط الكل فى الزمن وما الليل والنهار
اككل تلك األشريضاف إلى منصوبإال شرك لحياةالتى تعترض سبيلنا فى ا
سالم الروح الضاله !! سالم األرض العميانه
من معرفة أكيدةليس هناك منيمكن أن يضمها الز
إلى تلك المعرفة التى للموت يد تنسج الثوب وأخرى تمزقه ورقة تسقط
وأخرى تنبت مكانها الزمن حصاد وأعمى
!!ال يأبه إال آللته الميكانيكية التى تعمل
42/11/4002
5
ومعلم الر
حقـا ن الرومان هنا بالفعل ؟اهل ك
وهل جاء اإلسكندر يالقه الجرارة فب
للفاتنة كى يصطاد من األبيض لؤلؤة المصرية
!كليوباترا ؟ كيف انفتح البحران على بعضهما
كليوباترا !والمتوسط ؟
6
سماء مطروح
تهبط األيدى اإللهية وببطء على سماء مطروح
شبه حدقة البحرلتلمس شعرها الذى ي !!عجيبة
علم الروم األبيض
شاطئ روميل ليس ثمة ما يشغل الروح
قعة الروحوسوى ق ردا ذراعيه المتوسط ينهض فا العشاق ومحتضنا صخرة
الغرامإلى أن يصل إلى شاطئ مما يذكرك بليلى مراد
وهى تسحب المتوسط خلف ركبتيها وتلتقط بشفتيها الفيروزيتين
ةأغني دامعة
!!لساكنى مطروح
7
جبل الموتى إلى روح الكاهن
حوت –بات م. ق 200حوالى
هنا
حيث يلتقى اآلب باإلبن والسماء باألرض
وتقف الروح شامخة وعلى قيد ذراع من األبدية
..هنا وفوق جبل الموتى
مع مالئكته السيدحيث يقعد وشياطينه نه الثمينة بين معاد وأساطيره
بين سندياناته الهائلة ومطارقه الجمة
من خشب وحنانات على طاولة تستطيع أن تلمس النجوم بشفتيك
ر حتىأن تسه –كذلك –ويمكنك حوت –الكاهن بات مع
وكافة األنبياء والمقدسين !!فى غرفة الدفن هذه
وال يمكن لكل تلك السماء الواطئة
8
ح إال أن تنزل على ساللم الرو بةخرال
خطوة خطوة
ى ركبتيكللتجلس ع وتنام فى حجرك الذى يمتلئ بالعتمة
والشك وبال ضغينة واحدة
تتجول بحرية وأبهة بين إصبعين من أصابعك الخمس
وردية بثبات بينما تواصل أحالمها الالز كما يمكنك وفى اآلن نفسه
أن تمدد رجليك فى الفضاء الغويط بالزمان وال تعود تعبأ
والمكان فيه تقيم ل آخرألنه لم يكن للشمس من ليل
-ك السنوات يتوعبر كل ها - سوى المؤاخاة
والضحك ومع ذلك
9
تظل األرض عريانة حانة العبثى ف
هذه هنا
.. !!فقط وهنا وفوق جيل الموتى
من أحد يمكنك أن تكلم هللا وبال واسطة وذلك عبر شبكاته الضوئية
التى تنهمر اءالمط ووخي مثل قبلة
كثيفة من الدمع
ع بوالهواء المش !!باليقظة
هسيو جبل الموتى
42/10/4002
10
كـــالم
هكذا تقول أختى الشجرة !الضوء
كالم ال يفقهه سوى الندى !هكذا تقول سيدتى الغيمة
المطر العشبعلى تتساقطالتى السماءدموع
والعشب كلمات األرض
التى تبكى لوحدها !قول الموت الحطاب هكذا ي
بمناجلى هذه الهواء سوف أحصد رقبة
األرض وأجز ضحكة !!الرنانة
11
!!أفيــون
الحياة بنفس التعب واليأس نواصل سوف تحت أسرتنا الملونة صغارا بيناهما راللذين
وأسقف بيوتنا الواطئة فلم يكن ثمة ما نفعله فى الحياة
!!ذاتها سوى الحياة للموتنمتثل وسوف مثل نبتة
وكرسالة أخيرة فى سلة الزمن لكى نقرأها بتمعن وعمق ال
يون الحار من األف أخيرة وإنما لنمضغها كقطعة وسوف نختار كذلك
أن ننحاز إلى تلك المصائر المجهولة والكلمات المتقاطعة
التى تتوارى بعيدا عن الخيبة والنسيان الكة لكل هذا العالمخلف الجدران المته
كل ذلك– ولو لدقيقة واحدة –ودون أن ننحاز
ربات القدر اللعينة إلى ذلك الكائن المهمل تحت عبء ض المالحةالخشنة وصرخاتنا
إلى أن نسير فى تلك الشوارع المطهمة بالجنون
12
والغفلة عليها الزمن آثاره المبقعة بالدم والتى يترك والرطوبة
القليل من الذكريات المشققة –هنا وعلى األرض–وسوف نترك والكثير من األحالم البائدة
تلك األحالم جارحتين غب بعينينالتى تر وأجنحة !!كليلة
10/10/4002الثالثاء
13
نوافـذ مضى
ال يتذكر أى شئ سوى أعمال الهدم والبناء التى تتم بداخله
نافذةثمت كان وكان ثمت بيت
اآلن لت النافذةرح
ولم يتبق من البيت شوارعه سوى ذكرياته التى تقيم فوق أصابعه و
عندما داهمته هذه الفكرة مأ لكافة النوافذ أن تتوافد عليه أو
ه ته الورقية اوركب طائر ومضىوأوهام لنهر أن يتأمل خيباته الالنهائيةتاركا ل
وطوفاناته ثمت ليال كثيرة لم يتذوق فيها طعم النوم
وى هاتيك األحالم التى برزت فجأةس عبر الشبابيك
والغبار وها هو ذا يسندها بيديه المكبلتين
ما حتى ال تقع فى هاوية من هاوياته
!!ترتفع أخذت التى
11/4/4002
14
عن النظر !!وانعدام النظر
إلى عبد الوهاب البياتى
أكتب عن النظر
!!وانعدام النظر جلس فى حقل مجاورعن المرأة التى ت
ى رأسها من األحالمل فلت عن األرض
فوق مقعد خشبى التى تقرفص منكسرة لتنظر إلى السماء
المتواطئة بطيورها الليلية
والتى تعرف أنها لن تعود منها أبدا عن الرجل
ة رأسىالذى ينام فى خلفي ويحلم رافعا مؤخرته
التى تشبه حبة التين الشوكى الزجاج الملونة يه يمسك بكرةوفى إحدى يد
وباألخرى لهرمة ايمسك بقواقع الواقع
والعدم- ... وكلما هممت أن -
15
يضحك بملء كفيه ويقهقه غارزا مهاميزه البنكرياسية
ر فى قصبة صدرى التى تنفغ أن تهدأ واحدة لكافة كوابيسى الليلية وال يدع ولو فرصة
أو حتى تتوقف لتلتقط أنفاسها تى تشبه المساميرال
والحجر أكتب
عن الحزن الذى يمد خراطيمه البالستيكية تينيويفتح شفتيه الجهنم بينما يجلس بجانبى
وعلى نفس المقعد هازئـا ومطرقعا أصابعه الخمس
كأنما ليتأمل السماء وهى تتفكك
أكتب عن السماء التى تخلع ثوبها األنثوى
فى عز الظهيرة –من أحد ودونما خشية –ة وتتعرى بوحشي التناقضحتى ال تقع فى
16
الشكأو ما يتكوم النهار خائرا مثل قنفذ بين
!!على زجاج نافذة أكتب
عن األرض !!التى تنقبض وتنبسط مثل لبؤة
عن الصحراوات التى ال تتناهى بداخلى أبدا عن األمل
الذى يضحك كثيرا من اليأس بملء إرادته
ذى ينتظر فى كل لحظة وعن اليأس ال على قارعة األمل
كالبات ب مثل حقل !خفافيش و
عن الروث اإلنسانى الذى يتسع ليشمل العالم الحى
والعالم الميت على حد سواء
عن الوجود اإلنسانى المضمحل الذى يتكرمش مثل ورقة كرنب
17
أكتب عن الشمعدانات التى تنطفئ أسفل المائدة
اءببينما تسعل وتتث وهى تبحث فى حقيبتها الكرتونية
!!عن عجلة الرياح عن القمر الذى ينطفئ بيأس كامل
وهو فى كامل الهيئة وى فى العراءععن النجمة التى ت
ودون أن يسمع عواءها أحد عن الحديقة التى ترفض أن تقيم فى النظر
عن النظر وإنعدام النظر
فى حديقة اآللهة الجافة حيموعلى بوابات الج
المتشققة أكتب
عن مدرسة الذباب األعمى التى تئن باألفكار المدروسة
وغير المدروسة عن النسبية
18
والكوانتم وما بعد الحداثة
أكتب عن الديكتاتوريات المباشرة
وغير المباشرة للدولة العصرية عن الديمقراطيات المكللة بالرعب
والدم تيت هذهعن حقيقة الحكمة فى أكاديمية الخرا
أكتب رن الد عن البحر الذى يغتسل من
ل والس وهو يبحث لنفسه عن بحر آخر
ليقيم فيه عن الشجرة
التى ال تعرف شيئا عن حكمة الغناء أو الرنين المغناطيس
وأشعة إكس والعالج الكيماوى
وجراحة القلب المفتوح
19
وسرطان الرئة وحرب النجوم المتوحشة والرأسمالية
لمة والعو واقتصاد السوق
وتفكك االمبراطوريات هللاوإعادة تصنيع
!!فى المصانع الورقية أكتب
عن الوردة التى ال تعرف شيئـا عن فتنة الخالص وأحالم اليقظة
عن األنا واألنا األعلى وفلسفة نيتشة
والكوجيتو الديكارتى ووحدة الوجود عند محى الدين بن عربى
جوطواسين الحال ونظرية الحلول
واالتحاد عن البراجماتية وأثرها الحاسم فى لعبة التاريخ
20
والجغرافيا أكتب
عن بالغة اللغة فوق حنجرة فراشة وتعطل الضوء
!!على شفتى امرأة أكتب
عن العدالة التى نسيها الرب
فى سنترال عمومى وذلك بعد أن أخذ كافة
المفاتيح واألقفال وترك األطفال
نها بالحجارةيرجمو ويطاردونها باألحذية والمسامير
ويقذفوها بالبصل !!والطماطم
أكتب عن قوات الطوارئ الدولية
وقوات األمن المركزى وقوانين الطوارئ
21
والقوانين االستثنائية ومجلس األمن
وصكوك الغفران والعالم أحادى القطبية عن أمريكا المتوحشة
اللبؤة وجنراالتها الكالب
يعتصرون العالم بين أسنانهم الشرهة وهم كما يعتصرون حبات الطماطم والفاصوليا
تقربا إلى كافة رؤسائهم القتلة من ساكنى البيت األبيض
ووكالة المخابرات األمريكية CIAوعمالء الـ
أولئك الحفنة من الخراتيت المخنثون
الذين يحكمون العالم من خلف ظهر هللا بال منازع
!!أو قوة أكتب
22
عن العنف !!والعنف المضاد
أكتب عن الثالوث المقدس
وحكمة الموت والعشاء األخير للمسيح
وحقيقة المناولة عن الجسد
الذى تحول إلى خبز والخبز الذى تحول إلى خمر
والخمر التى تحولت إلى علف من عقائد
!!وأيديولوجيات أكتب
عن القديس يوحنا المعمدان ل صلواته األربعالذى يهم
من أجل إصالح فردتى حذاء على مذبح الرب
بينما تركع السماء الراسخة إلى جواره
23
!!وفى كوب مائه الذى يندلق أكتب
عن أحجار الكنيسة المعلقة والتى ال تعرف شيئـا عن السيدة مريم العذراء
وطىيويهوذا االسخر وبيالطس البنطى ومريم المجدلية ويوسف النجار
حكاية الثالثين فضة هذهو واإلغواء األخير للمسيح
للسيد كاز نتزاكس أكتب
عن الهواء الذى يقف عاريا ووحيدا - وعلى عكاز وأعمى -
فى منطقة ما بين الشهيق والزفير
ليتنفس ببطء وإنسانية
على كتفى امرأة !!تنام شبه عاشقة
24
أكتب عن الشيطان نفسه مر اإلنسانىمالنفق المظلم للالذى يقف فى نهاية
أممسكـ ببلطته المقدسة
ع الرؤوس لكى يقط ويفقأ العيون
ويمزق كل تلك األرواح اإلنسانية المتسخة
ويحيل كافة العوالم المرئية -
–والالمرئية إلى أشالء وجزازات
ويلقى بها فى نهاية األمر- إلى صندوق قمامته الضخم المنقعر والذى يعرف عادة بالجحيم
أنا اإلنسان الغائب عن الوعى والواعى بنصف عين
أكتب عن موت العالم !!واإلنسان معا
12/2/4002
25
عن محمد آدم !!وهاملت
إلى محسن إطيمش
أن تكون أوال تكون ليست هذه هى المشكلة أن تنغرس فى قلب الشر الكامل وأنت تبحث عن الخير المحض
ةأن تمتلئ يدك بالظلم !!وأن يمتلك فمك حكمة الحجر أن تجلس على حافـة السرير
أعزل وبال يقين واحد
لتراقب فراشة ضاله أن تعترف وأنت على فراش الموت
أن العالم ال شئ وأن الوجود بال هدف أكيد
ماذا يفعل كل أولئك القديسين الخونة بأرديتهم الطويلة
!!وكلماتهم التى تشبه المخاط ؟ آه
كان هذا الليل حالكالقد ولم نجد وقتـا كافيا لنركض فيه إلى النهار
لقد كان هذا النهار قصيرا جدا وال يكفى لفقمة أن تبتلع ريقها
26
قدرى قدر السمكة فى الشص وروحى
حقل أشواك وغوايات
فلنقف دقيقة واحدة وتشبه الحداد على العالم الميت
والعالم الحى على السواء وأنت يا روحى الدبقه
لك السالم لك السالم
لم يكن يعرف أن الرب يتربص به فسار وحيدا فى الظلمة
ومفتشا عن لغة الرب الواضحة
!!السهلة أيقن أن كل عشبة إنما هى لغة بعينها
- وتختلف من عشبة إلى عشبة - ولكن كيف له أن يعرف
كيف له أن يتكلم مع العشب والحجر
27
فى آن واحد كيف له أن يعقد صداقة غاوية مع البحر والملح
بصورة كافية كيف له أن يجلس مع الضوء
على أريكة واحدة وليقذفا الليل بحصى الوحدة
وليقوال له إلى الجحيم أيها الليل !!لتأكل قلبك الظلمه
كيف له وهو العائش فى الشك دائما ة أن يخترع لغة تفصح عن شكل الورد
كيف له أن يعرف سر الكلمة
الكلمة التى تنطق أوال تنطق
وفى كل يوم يخرج باحثـا عن الرب فى الشتاء مثلما فى الصيف -
- فى النهار مثلما فى الليل لم ال يكون الرب نفسه مختبئـا خلف هذه السحابة
أو وراء تلك الصخرة
28
لم ال يكون فى جوف هذا البحر أو هناك تلك الظلمة فى قلب
لم ال تكون كل هذه السموات الشاسعة ترابا لرجليه الذهبيتين
ولم ال يكون كل هذا القمر الزاهى أرجوحة لنعليه
الكريمتين كم من السنوات يتعين على أن أقطعها
حتى أصل إلى بوابته الضخمة ذات األقفال الهائلة
!!والرتاجات ؟ رالسيأقدامى كلت من
تعبت من الشك نفسى تفتتت عظام روحى
وأنا أبحث عنك فى السكك
ال لم يكن الرب بكل هذه القسوة فى يوم ال
ولم تكن مالئكته الرنانة
29
!بكل هذه الغلظة أو القسوة ؟ من الذى اخترع الضوء وجعله يسير كالقطط
قولى لى يا روحى الجريحة كيف تكون النور فى اليوم األول للعالم
ومن الذى اخترع الكالم فى اللغة ..واللغة فى الحرف
!!حقـا حقا
من الذى اخترع الفكرة الفكرة الحسنة
!!والفكرة السيئة على السواء سنواتى التى أضعتها كأحد الكالب الجريحة
باحثـا عن الرب لم تسفر عن أى شئ وال حتى عن أمل كاذب
فى الخالص نفسه انأو حتى نعمة النسي
الخالص كل أولئك الكالب الذين يعيشونا محظوظون أنتم ي
بال أفكار !!أو حتى كلمات كالمحاريث
30
الكلمات حيوانات شرسة
واألفكار سموات بأنياب
وخطاطيف أنا ملطخ بالعار بالفجيعة مثلما أنا ملطخ
أعرف أن حياتى ة مثل عرب معطوبة
ومحملة باألوساخ عمل أو طوحين ترن وبالكراكات ت
مزيت وبشوارع محشوة
بالخيانات !!والحصى
كثيرا ما راودتنى مثل هذه األفكار أن أعيد ترتيب السموات مثلما أود أن أفرش كل هذه النجوم الزاهية
تحت قدمى
31
وأنا أسير فى السكك أن أتمشى تحت ظهيرة واطئة وال يشغلنى الموت فى شئ
أغنية جافة وليس فى فمى سوى وبضع كلمات تقينى عبء الليل كله
كثيرا نسحيت من الليل فى الليلما ا
لكى أطارد األحالم الضالة
والكوابيس المؤجلة التى تتربص بى فى كل شهيق -
- أو زفير روحى التى تفحمت من السؤال الشك
كثيرا ما كنت أشبكها فى حبل غسيل
وتحت حوائط العزلة ينة المسننة هذهوالضغ
أتركها لتجف- على بوابة مستنقع -
أجلسهذه ة بوأمام عربة الزمن المعطو
32
مثل ملك بخسارات وبال تيجان
!!أيها الزمن الحطاب ذو األيد دع يدك التى تعمل وبال رحمة واحدة
واجلس على صخرة اليأس المبجلة هذه مثل حشرة
قارضة وية وتحت سماء بسكاكين ق
وكالبات واترك لروحك المصنوعة من صلصال كالفخار
أن تنام على ساحل األبد وبال تواطؤ
أنا شجرة النسيان العالقة فى الالشئ الشمس
ليست بهذه الفكرة أو تلك دائما
البحر على مسيرة يوم واحد من األبدية والسماء
33
أرجوحة الزمن الواطئة
قوية دائماعلى جدران القالع ال ما يكتب الطغاة أخطاءهم
بينما يزينون الجسور التى يعبرون عليها
بماليين العظام الجافة واألرواح التى تتطلع إلى العدالة
على شجرة اليأس الصلبة
ثمة صلوات للنهار !!بدموع من حصى
42/10/4001
(العدد األول( ض)مجلة )
34
أسالك شائكه ولم يعدالذى ذهب إلى البحر رعن فتحى عام
أن تمتد يدك إلى الفكره أن تحصل على قليل من الماء لكى تتجرع سحابه
أن تجلس إلى المائدة ليال لتراقب فراشة ضاله
أن تعلق شمسا شاسعة على أنبوبة غاز أن تذهب إلى الحرب بقليل من األصدقاء وكثير من الخيبات
أن تقول للرب فذة بيتك الوحيدة وأنت تقتح نا
عم صباحا أيها الرب أن تكتب على األسالك الشائكة قصيدة حب
ال مرأة ال تبادلك الرغبه
أن تنام عاريا وشبه أعزل
حتى من فكرة الموت هذه أن تجلس إلى جوار أحالمك
مثل الدببة الجائعة والسحالى الصخابة
35
أن ال تهتم بكل أفكار الفالسفة لنقودوكافة مزيفى ا
ومخترعى األسلحة الجرثومية وآالف الحروب الصغيرة التى تحدث فى العالم
كب والتى يسفك فيها الدم للر- وكل ذلك -
من أجل الفقراء أن تطأ بقدميك المعوجتين
ظلك الذى يتبعك مثل كلب
أن تتخفف من كل أكاذبيك اليومية الصغيرة بقليل من الالمباالة
والضحك نهر مرتينأن تنزل ال
فى نفس الوقت وأن تجفف قدميك
حتى من السمك الميت أن تغمص عينيك قليال
وتحدق جيدا فى السماء التى تنسحب إلى الواقع
36
أن تفكك حياتك مثل عربة
وتقف بها على األرصفة !!لتبيعها كقطعة خردة
أن تبول على كل ماال يعجبك فى هذا العالم بدءا من الساسة
ء والروسا وانتهاء
بكل رؤساء األحزاب الخونة أن تصلى صالة مودع
وتترك العالم خلف ظهرك !مثل بيضة فاسده
أن تضحك بملء فمك وتقول فليذهب إلى الجحيم كل مشعلى الحرائق
وسارقى أقوات الشعب أن ال يكون لك هدف
آخر فى حياتك فى ظل الظروف الدولية الراهنة
37
حتى ولو كان الذهاب !!إلى المرحاض
أن تسند رأسك إلى ظلك مثل فكرة تالفة
وتضع إحدى قدميك على األخرى
وال تعود تعبأ بما كان وما سيكون أن تضع فى سلة مهمالت
كافة القديسين المجدفى األفواه
ب ة ذ وكل األنبياء الك وتكومهم فى حجرة متربة
وتغلق عليهم باألقفال ة أن تأخذ معك البحر فى نزه
خلوية وبعيدا عن سياسة المد
والجزر هذه على العدم من رقبته أن تقبض
وتدقه بالمدقات فال يعود يطاردك
38
أو حتى يؤرقك مثل حشرة بآالف األنياب واألجنحة
أن تسخر وبضراوة بالغة من فكرة الزمان
والمكان وتعتبرهما غير معقولتين
وال إنسانيتين أن تضع الحياة فى جيبك
كشئ زائد عن الحاجة تماما وتتبرع بها ألول عابر سبيل
أن تتوقف عن صنع أوهامك الالمجدية
عن الخير والشر
واإلمام العادل وسلطة الجماهير عن الخير فى ذاته
والعدم المحض وكافة أكاذيبك المدمرة عن السالم
والحب
39
أن تقول عن حياتك إنها تشبه إطار سيارة فارغ
وبابيكياأو عربة ر أن تجتث من رأسك كافة األفكار الزائفة
عن العالم اآلخر وأساطيره الالمجدية
عن الجنة والجحيم
والعود األبدى ناسخ األرواحوت
بينما الناس يتضورون جوعا فى الشوارع
ويبحثون عن لقمة واحدة فى صناديق القمامة كالخنازير
أن توقف رئيس الدولة نبيةفى إحدى الطرق الجا
لتسأله عن فكرته الواضحة
عن العدل والحرية
تلك هى على األقل حياة شاقة
!!لشاعر عظيم
1/5/4005 جريدة العربى الناصرى
40
عن محمد مستجاب با اليونانىزورو
لنسهر الليلة فوق جبل جلعاد
أنت تدخن الحشيش والماريجوانا
وأنا أتلقف حليب الزرقة الغاوية يها السيد محمد مستجاب ال تبتئس أ
فليس للزمن وجود وليس للمكان من معنى آخر
سوى تلك الروح القلقة التى تتلفها وراءك
مثل سلة من المحار أو تلك الفكرة التى تقيم عليها مقبرتك
وبعيدا عن مدار الجاذبية تحت قبة السماء التى تغويك
وليس ثمة شئ يمكن ليدك العليلة هذه أن تكتبه تلك النثارات الصغيرةسوى
من السيرة الذاتية لبطلك المفضل نعمان عبد الحافظ
!!ال لن تمر عليك أوائل النسيم وكما كانت تفعل من قبل
41
ال ولن تخطفك بنات القمر المسحور لتلف بك على جمل أعرج
فى ليالى الحصاد والصيف
–ولمرة استثنائية –وسوف تتوقف بمفردك البلدى عند حقل من الفل والذرة العويجة
لتجمع القليل من الحطب البارد والحشائش الذابلة
لزوم ما يلزم وما ال يلزم
أعرف أنك فى الفجر سوف تغادر هذه القرية اللعينة
ديروط الشريف وسوف تركب حصانك الخشبى
وتحمل فوق ظهرك بقجتك الخالية كصياد لضفادع برية
وسحالى المغبشة بالجوع وتخرج إلى الغيطان
ل والس
42
لتتأمل قطرة صغيرة من الندى الجارح تقف شاردة
على ذؤابة شجرة التوت التى أطعمتك لبنها الحاف
وآوتك فى حضنها الرحيم لبضع سنين وها أنت ذا
تقاتل الزمن كأحد البدو الرحل أو المتسولين العتاة
وهو يقترب منك بأسنانه الفراسة صدئة ونواجذه ال
ربما يقترب الفجر منك
وأنت فى حالتك هذه تدعك عينك المعطوبة بعصير النوم
والتوتياء لتتأمل كم هى جميلة كل هذه النجمة
!!وكم هو فاتن كل هذا العالم ولم يكن يشغلك األخوة كرامازوف فى شئ
ولم تفكر لمرة واحدة فى مصير راسكولينكوف اإلستثنائى
43
ذلك تماما بل على العكس من كنت كشجرة سرو ضريرة
على كافة السكك التى تسكنها فى الليل وتحمل فى جيب بنطالك المرقع
قصة تشيكوف األثيرة لديك- موت موظف -
إال أنك وفى الحقيقة وكما صرحت بذلك أكثر من مرة
كنت مفتونا بشخصية واحدة على األقل هى زوربا اليونانى ذلك العدمى الرائع
المفتون بالعالم والساخر الفذ من كل شئ فى هذا العالم
بدءا من الموت وانتهاء بالوجود ذاته
مما جعلك تركب كافة القطارات المتعاكسة فى نفس الوقت لتطل على العالم
من شرفته الساخرة المليئة بالحكايات المرة
44
واألكاذيب السوداء األمر الذى كلفك ثالثة مليمات ونصف
دفعتها عن طيب خاطر لقاء تلك الرحلة المقدسة
التى بدأت من ديروط الشريف نتهتاو
على عتبة الرب الرنانة بضحكة ساخره
وها أنت ذا تحمل بقجتك األثيرة لديك والتي تمتلئ بالضفادع
البرية والسحالى العمالقة
لتقف بمفردك تحت تلك السماء الواطئة بنصف عين القدامىكأحد القراصنة
فى انتظار أن تفتح لك السماء أبوابها الواسعة
ودون أن تعطلك !!ولو لدقيقة واحدة
أخبار األدب
1/2/4002
45
يوسف الصائغ
وألنك أكثر من شاعر سأعلق قمرا أخيرا على باب بيتك
وال أدع العتمة تتسلل إليك أبدا اأنت أيها الضل يل الذى ال يلعب إال مع النجوم دائم
وال ينام إال فى بيت الطاعة سنواتك العارية التى أنفقتها بمفردك
وعبر زنزانات الوطن لم تكن سوى حقل حنانات
!!وأودية ماس بماذا تفكر األن يا صديقى اليسوعى
!وعلى أى دكة خشبية تجلس فى شارع السعدون ؟ ربما
تجلس تحت قدمى أبى نؤاس خربة ذلك القابع فى ركن الذاكرة ال كتمثال ألحد األنبياء القدامى
!!أو ربما أحد مقاتلى جيش على بن محمد هل تبنى نفقـا فى األرض
لكى تصعد إلى السماء خطوة خطوة أم تقف وحيدا على جسر الحرية
لكى تجمع الدماء التى تتساقط من تمثال بدر شاكر السياب
46
وقصائد عبد الوهاب البياتى صوحنجرة سركون بول
ومن سروال قديم لجان دمو سقط فجأة
تحت سنابك الخيل المغولى لكى ترفع مذكرة إلى السماء
التى تتهمها فيه وبعمق التحالف باالنحياز الكامل إلى قوات
ال تبتئس !!أيها الولد المحب
ال تبتئس فألنك أكثر من شاعر
وأكبر من خطيئة مقدسة
ء دجلة سوف تأخذك الشفقة قليال على ما الذى صار بلون الدم
وسوف تقعد على الرصيف الموازى لفندق الرشيد والذى صار مركزا لقيادة قوات التحالف
بعدما كان يتجمع فيه كوكبة من الكرادلة الشعراء ومحبى الوطن
47
بعيدا عن أعين الديكتاتور لتجمع ألف جمجمة
!وجمجمة إلى جوار ألف نجمة ونجمة ى الليل كالضلـيل تماما وسوف تخرج ف
وكما يفعل آخر قط برى ألف رأس مقطوعة –كذلك –لتضع
كتذكار أخير على الحرية وتضعها فى سلة من النخيل
والقصب العراقى بينما تدخل يدك فى جيبك الذى صار مثقوبا
مثل وطنك تماما
بفعل الرصاص - والخناجر المدببة
وطائرات األباتشى –رات الرؤية الليلية ونظا
لتخرج مليارات األحالم التى سقطت على األرض فجأة
وداستها األقدام المتوحشة لجنود اليانكى وأحذية المجنزرات الثقيلة
48
والتى نسيها أصحابها فى لحظات الجحيم والقصف
ولتتناول وجبة من الخبز والزيتون
مع صديقتك الحرية على كرسى بائس ن مقاهى الكرادة شرق فى مقهى شعبى م أو سوق الشورجة
كل ذلك وبعد أن تكون قد استيقظت تماما
كوعل –كما هى عادتك دائما –فى العاشرة صباحا وأعمى
لتبحث عن نجمة الفجر !!التى أفلتت
ومثل جنرال الجيش الميت فى رواية إسماعيل كاداريه سوف تظل تبحث عن أسماء الشوارع التى اختفت
على الخريطة تماما من ونهائيا
وكذلك عن عدد من نياشين أصدقائك القدامى التى دفنوها
49
في المقابر التي تمأل الهواء وال تظهر إال عبر شاشات التلفاز
بينما يظهر السيد جورج بوش كأحد رعاة البقر فى صحراء السماوة
!!أو على حدود الربع الخالى كناسى الشوارعهل تفتش عن الكلمات األخيرة ل
وبائعى المرطبات والجيمر
وقبل القصف األمريكى للمدينة بثالث دقائق !ونصف ثانية على األقل ؟
صديقي يوسف الصائغ أيها اليسوعى
ليست الشوارع التى نعرفها بسيماها فقط هى التى اختفت وإنما الشعراء كذلك
أولئك الغواة الذين قرروا فى لحظة واحدة –مرة –وا المدينة أن يهجر وإلى األبد
بال قصيدة شعر واحدة أو حتى تفعيلة رجز أخيرة
مما أجبر المدينة الحزينة أن تمشى وراءهم
50
وهى بمالبس الحداد وكما يليق بشعراء غادروا المدينة
ودون أن يذرف أحدهم دمعة واحدة على بوابة بغداد
أو البصرة أو تحت تمثال بدر شاكر السياب
شط العرب على وإنما أخذوا يكومون أوجاعهم والتى تشبه حويصالت الطير
فى أنبوبات اسطوانية حتى ال يتعرف عليها أحد
أو يسألهم رجال الجوازات عن مصدر تلك األحزان والتى نجحوا فى تهريبها أخيرا
وبعد صعوبات جمة وبعيدا عن السلطات التى أخذت تصوب بنادقها
نحو قلوبهم ى تحمل خرائط سرية ألوطانهم الت
تلك التى أخذت تنمو من جديد مثل فطر
.على رئة البحر
جريدة القدس العربى 12/8/4005
51
إبرة الحظ
بمعاولنا الصدئة هذه سوف نكنس حجارة السماء الواطئة
ونتوقف قليال على إبرة الحظ
ال لكى نحكى عن سمكة الروح الشريرة
تى نفتش عن القوة الدافعةأو ح للتطور الخالق
لهذا العالم أو ذاك
بل لنتوقف بإزاء حياة عابرة
ال تلبث أن تزول أو حتى تختفى تحت أول بلطة
!!لعابر سبيل وسوف نطوى السماء العليمة كذلك
بيدين عابرتين وخاليتين تماما !!من الفوضى
52
هذا العالم حتى إذا ما وصلنا إلى الطرف األقصى من ودققنا النظر
فى كل تلك الفجوات العميقة لثقوب السماء السوداء أدركنا على الفور
أننا دخلنا غابة متفحمة من التصورات
والرؤى والتى ال تلبث أن تتالشى
ميكانيكية وأن الزمن ما هو إال ساعة تعمل وببطء
وفق اإلرادة العمياء لكل هذا الكون ما كنا نحسبه هو الصواب بعينه وأن
كان هو الخطأ الفادح !!فى نفس الوقت
فإذا ما بحثنا هناك بحرية وعمق عن هللا ذلك الجالس على عرش العالم
قدميه الهائلتينب ومالئكته الغالظ
أو حتى البطولية المخلوطة بالنعاس أى أثر من آثاره
والزمن أدركنا على الفور أننا
إبرة الحظ كنا نبحث عن !!العاثرة
القدس العربى
53
54
اب البهجة حط
أو مالك النظرة األخير عبد الحفيظ. فى مديح السيدة ج]
!![المرأة التى بكثافة المالئكة وخفة النسيان
عيناك تخترقان حجب الزمن
والنسيان وتحطان هنا أو هناك على صخرة الروح
التى تندثر مثل فكرة بال خطأ واحد
!و حتى مالحظة أخيرة من أحد أ !!أيها الزمن
أيتها الحشرة السامة ويا صانع السرادقات
والعزم كيف حافظت وعبر كل هاتيك السنوات
بمهارة العب سيرك –وحذق عازف أورج ضرير على هاتين العينين الواسعتين
الرائعتين وذلك رغم صخورك التى تنحدر
هولم تقدر يدك المسننة هذ أن تزيل من على حوائط الذاكرة الدبقة
شكل الضحكة الوحيدة
55
التى برنة الفراشات وحيوية جذع أعزل ولم تعد تعرف كذلك
- حتى ولو لمرة واحدة - وعبر أنيابك القوية
أن تقتلع من على مرآة الزمن الضحلة
هواء تلك المرأة الغامضة التى تسكن الروح بكثافة المالئكة
نسيانوخفة ال تمهل أيها الزمن
!تمهل وال تكن مثل بحار وأعمى
فصوت خطواتك العليمة المدربة يتردد عبر كل شئ بدءا من الضوء الراسخ
وانتهاء بلحظة الموت الرنان وحفالته التنكرية
وذلك رغم أن نظاراتك التى تجرى على المحطات
واألرصفة لتمسح كل شئ على األرض
56
بقع من الغبار والدمال تترك سوء على سلم الذاكرة المتآكل
!!أيها الزمن يا حطاب البهجة
توقف تلك الضحكة الناعمة التى تحتفظ –لى –وأترك
ببالغة النسيان الخالص وفكرة الضوء
وال تجلس على باب بيتى مثل حداد بسنديانات ومطارق
واترك لى قليال من الوقت شفة التى تعمل كمستعمرات نائية حتى أتذكر تلك ال
وقبل أن تتحول إلى قارة !!غارقه
أيها الزمن يا حطاب الموت ويا خطاف الزمن
ال تترك لخيولك الصاهلة المتوحشة والمدوية عبر األفق
57
وزنزاناتك الواسعة بحجم الهواء أن تدوس بحوافرها التى تطق بالشرر والحتف
على تلك النظرة اليتيمة لقاة الم
على قاع الذاكرة كتذكار أكيد لبحار ميت
وعالمة نهائية على صالبة هذا العالم
.. !وتماسكه
جريدة التجمع
58
الشيخ الرئيس ابن سينا
ترى
لماذا أغمضت عينيك عن طريق الجنة اآلن ووقفت بمفردك على مفازة الجحيم
مثل كلب صيد يتشمم أخطاءه التاريخية
ه الطويل بتمعن ويلحس ذيل وأنفة
فيما يبحث لنفسه عن مستقر ومستودع
فى مسلسل العقل المنفعل تارة !!والعقل الفعال تارة أخرى
وفيما كنت تبحث كذلك عن مراوغة العقل اإلنسانى فى كافة الخرائب التى خلفها وراءه الرب كنت تتشمم الضوء بأذنيك المدربتين جيدا
عة على السمع والطا بينما يقبع فى داخلك ذلك الشيخ المسن
الذى يقبض بكلتا يديه على حشرة الرغبة السامة
والصالة القائمة –وبمجرد النظر -كما كنت ترى أيها الشيخ المسن
59
أن الزمن مثل حفنة من الغبارة يمكن لك أن تستدرجها أو تختزنها فى أوانى الذاكرة اله رم
اج –لك كذ –ويمكن لك أن تستنبتها فى أصص من الع أو البالستيك
كما يمكن لك أن تلمسه أو حتى تدركه بالعين المجردة وتستطيع أن تفعصه ذلك الزمن الكلب
مثل بعوضة لزجة حتى ال تتعطل آلة الرؤية الوحيدة التى لديك
أو تشغلك عن مراقبة تلك الطيور السماوية الضالة ك من الجحيم فجأةالتي تهبط علي
أو تتنزل من الغيم مثل طبق طائر
وها أنت ذا تفركه فى لحظة من العمى والتعب !!الزمن
بين أصابعك الخمس لتتخلص منه وبحركة عفوية مثل نغمة نشاز
أو كشئ زائد عن الحاجة تماما إذ ليس ثمة معنى لكل هذا العالم
!!سوى الفوضى هكذا
60
ء من الناس تماماوكما يفعل السفهال والذباب رحت تجلس على السكك التى تمتلئ بالبعوض والقم
والوحوش المدربة على القنص والقتل وكافة الفرائس التى تنهش لحمك الحى وكالب السلطة ذات الرائحة الزنخة
لتعرض عليها فى أوقات فراغك ومعاناتك
بضاعتك المزجاة عن العقل المنفعل تارة والعقل الفعال تارة أخرى
ولم تكن وحدها تلك كافة المرايا التى تحملها بين جنبيك مثل حبة من خردل
تك أو هى ثمرتك الطازجة الوحيدة التى تحتفظ بها فى جر أو تحت قبو بيتك المزدان بالجماجم الفارغة
والمجلدات المنقوعة فى الماء اآلسن والنعاس الحار
لك الروح المتأنقة الشرهة وإنما ت والتي تقف شامخة على بوابات الجحيم
61
وكافة القالع الصدئة الراسخة للروح التى تهيم دون أن تعبأ أو تهتم
بكل تلك الطيور السماوية الغريبة ذات الرنين من فصيلة العين الواحدة
والتى ترفرف بمناقيرها المعوجة عاليا عى التى هربت من الجحيم فجأة على مقربة منكبينما تقف كافة األفا
لتلتهم ثمرتك الغضة التى تفرعت
.على كافة الطرق القدس العربى
11/10/4002
62
رائى سليم السام
لماذا يطاردني صوتك أيها الخنزير البرى
مثل مجنزرة على بوابة أم قصر ة واطئة تحت طهير -السمك المسجوف -و -الجيمر -أالزلت تأكل
وتتحسس خاليا جسمك المعطوبة خلية خلية
لتنقيها من الشطايا العالقة والدم المغشوش
وطلقات العدو المطاطية وأنت تتمشى بمفردك على شاطئ الفرات
طيلة ثالث ليال سويا لو لدقيقة واحدة لم تتذوق فيها طعم النوم و وال تكلم الناس إال رمزا ت المغيرة بالقنابل خشية أن تصيبك الطائرا
الفسفورية وأرق الصحيان الدائم
بينما تمسك بيدك األثيمة نجمة الفجر التى ال تطلع أبدا وأنت تقف فى الظالم كمتسول وأعمى
- أمام بوابة هارون الرشيد - منتظرا أن يخرج الحجاج بن يوسف الثقفى
63
وفى يده مسبحته الكهرمانية !هب الخالص الذى يلوح به على الخوارج دائما ؟وسيف ه المصنوع من الذ
أالزلت تتذكر اإلمام على فى خطبة الجمعة وهو يندد باالحتالل األمريكى للمدينة المقدسة
فى النجف وكربالء
بينما يقف الدم العراقى ضريرا وشبه أخرس
وهو يشاهد جثة الحسين ورأس اإلمام جعفر الصادق وهى
على مرأى ومسمع من العامة تجرجر فى الشوارع ورجال المخابرات األمريكية
- كحالة عبثية للتاريخ اإلنسانى - فى نوبة من نوبات ضحكاته الساخرة
بينما تحتفظ أنت ومثل تينة معطوبة بين شفتيك المجففتين بنجمة منطفئة
كنت خبأتها فى زمان الطفولة
64
:ونزوات الصبا الجارحة ألندلـسيا زمـان الوصل با
جادك الغيث إذا الغيث همـى ... !!لم يكن وصلك إال حلما
أيها المعتزلى األثيم أالزلت تتذكر عبد الوهاب البياتى
ببدلته المغسولة بماء السماء والمصنوعة من القصب العراقي وجمار النخل
يخبئ فى جيب بنطاله الكاكى قمرا عراقيا نفيما كا انجح فى تهريبه أخير
من أربيل إلى السليمانية ليستقر فوق جبل قاسيون
بينما يجلس على أرصفة دمشق كأحد الدونكشتيين العظام ليلقى بقصائده التى تشبه الهواء
إلى الهواء ويمسك بكلتا يديه صنارة الريح !!وكثيرا من الموشحات األندلسية
أال زال بدر شاكر السياب يقف بمفرده على شط العرب
ويتذكر وفيقة وجيكور
65
أم أن الطيور السماوية التى هربت من القصف المدفعى والصاروخى لتعبر الفرات
ما عادت هى األخرى تحط إال على بوابات أبى غريب صنات ومعسكر الرشيد للعراقيات المح
والنشامى وتقف مكبلة أمام جون أبى زيد
يمروالحاكم العسكرى السابق للمدينة السيد برا UNهذه الطيور التى تقف مكسورة أمام مكتب الـ
وقوات التحالف لتتلقى المعونات اليومية من الخبز والدقيق
وتنظر إلى الحرية باعتبارها أحد التماثيل التى صنعها الديكتاتور فى أيام مجده
ولتشكل فى نهاية األمر طبقا اصطناعيا جورج بوش وتونى بليرال يلتقط سوى اإلشارات اإللهية للسيدين
وهما يقفان في شرفة فندق الرشيد- باعتباره المقر الصيفى لقيادة قوات التحالف األجنبية -
وها أنت ذا تضحك فى كمك الذى يمتلئ باألغانى
66
بدءا من أغنيات القبانجى وناظم الغزالى ونازك المالئكة
وانتهاء بصوت كاظم الساهر دوهو يقف على بوابات بغدا
فى انتظار أن يحصل على تأشيرة الدخول إلى الرصافة والكرخ - عيون المهابين الرصافة والجسر -
لكى يغنى لكل العصافير التى هربت من بغداد فى ساعة القصف الرحيم للمدينة
وظلت واقفة على الحدود فى انتظار أن يسمحوا لها بالمرور من بين كل تلك األسالك الشائكة
CIAالـ وأختام ما الذى يجعل الهواء جريحا وإلى هذا الحد
ما الذى يجعل الزمن يلبس شارة الحداد وهو يجوب شوارع األعظمية بحثا عن جبرا إبراهيم جبرا
وسركون بولص، وسعدى يوسف، وحسب الشيخ جعفر ويوسف الصائغ، وجان دمو، وجواد الحطاب
67
مئوية 54رارة وخزعل الماجدى، ومحمد خضير فى درجة ح تحت الصفر
محمد خضير ذلك األخضر األخضر القابع فى ركن من أركان البصرة كأحد العشتاريين القدامى
ليراقب التاريخ من فوهة غرفته التى تشبه السجن وهو يمر تحت شرفته حامال فى بقجته
أحذية جانكيز خان وأوسمته ورايته المصنوعة من جمجمتين
رحة وعين منج فيما يعبر الفرات على كتب اللغة والنحو
وديوان المتنبى ومخطوط التوحيدى فى اإلشارات االلهية
ويدهس بنعليه الثقيلتين رأس واصل بن عطاء
فيما يبول بتلذذ وأنفة على المنزلة بين المنزلتين ويجرجر وراءه ماليين الجثث التى حولت ذلك النهر الكبير
إلى دمعة منكسرة !!بحجم السماء
جريدة التجمع 4002نوفمبر 11السبت
68
واد سليمج
يدك
التى تنسج من حجارة الطريق أنشودة قوية ل العراقى وتشبه الس
لبغداد الجريحة فى ساحة التحرير
يدك هذه وردة حمراء
فوق سترة العمال والموظفين
وبائعى الجيمر والمرطبات
ف كيف تخلط المالط بالسماءكنت يا جواد سليم تعر والمشاحيف
بجامعى البوص والسمك الميت
ال لكى تشم هواء الحرية الضخم عبر اللوحة
وإنما لتقتنص من الضوء خيطا سميكا ه الدمويشب
فى تأوهاته
69
وأنت تمسك الفرشاة بأصابعك التى تعرف كيف تضع المتنبى
بجوار رشدى العامل وبدر شاكر السياب
جوار الحالج إلى والسهروردى
والجيند فى سلة واحدة (1)مع شيركو بيكه س
وألف ليلة وليلة إلى جوار نهج البالغة وشرح ابن أبى الحديد
لتجليات اإلمام على بن أبى طالب ولم يكن ينقصك فى تلك اللوحة زهوة اللون
بقدر ما ينقصها اإلطار ألثر القدامىككل قصاصى ا –أنت يا جواد سليم –وكنت
تعرف كيف تتبع طائر القطا من بلد إلى بلد فى تأرجحاته
!!عبر صحراء السماوة البالغة القيظ ما الذى ينقص لوحتك األن يا جواد سليم
أهو اللون األزرق أم قلم الكحل
(1)
شاعر كردى كبير
70
الذي علقته في رقبة أبى نؤاس ذلك القابع فى ركن مهمل من المتحف الكبير
لف نظارتيه السميكتين وهو ينظر من خ إلى خشفتى جنان المستدقتين
وصدرها المفلق كحبتى رمان آسيويتين
وتمضع بين شفتيك الكهرمانيتين بينما تمسك بكأس الخمرة أغنية القمر العراقى اليتيم
ما الذى ينقصك األن يا صديقى جواد سليمبا أهو القبانجى فى مقام الص
أم هو ناظم الغزالى !ت خيمة الحجاز كار ؟تح
وهو يصعد السلم الموسيقى بطبقاته المأخوذة طبقة طبقة فوق دجلة الكليم دائما
هل تنقصك مخطوطات الخليل بن أحمد الفراهيدى فى علم العروض
أو لسان العرب البن منظور أم أغنيات البدو الرحل وأناشيد الرعيان األوائل
71
فوق جبل حاج عمران ومندلى مشارف زاخو المآلنة بالجوعى من األكراد وعلى
ر اآلرام ع وهم يجمعون فى صفائحهم ب من فوق حقول االلغام التى زرعتها قوات التحالف
فوق نجمة مرتدة هناك
بجوار مقبرة اإلمام على وضريح السيدة فاطمة الزهراء
بينما يقف فائق حسن يقدميه الخشبيتين
مثل طائر الحجل حصانا بريالكى يرسم
بحجم دمعة الرب !!الكسيرة
42/10/4002 األربعاء
هواحدة سيو جريدة التجمع
4002نوفمبر 11السبت
72
صالة قانا
نحن الذين أتينا في زمن الغزوات والحرب
ولم يكن لنا من حظ لنتوقف قليال تحت كل هذا الهواء وكل هذه الشمس
نحن الذين توضأنا بالدم م والليلة خمس مرات على األقلفى اليو
نحن الذين صمدنا وآلالف من السنوات
فوق هذه األرض ألنه لم يكن لنا من أرض
غير هذه األرضنا الهواء بسواعدنا المكللة حتى ت حسس
باليقين والرغبة
نحن الذين أنبتنا ضحكة الفجر الرنانة وبلباقة
على حافة الليل الكليم ا من مبرر خالص وداخل أسوار كل هذا العالمولم يعد لن
سوى أن نتوقف بإزاء صلواتنا التى ال تنتهى وكلماتنا التى تشبه الروث الجاف
73
حتى يغمرنا السالم وتعمنا النعمة
بدال من اليأس والعمى
نحن الذين أجلسنا النهار حتى على صخرة مبللة !وبجوار صرخاتنا المزنرة باأللم
كنا لم كيف نمضى أوقاتنا الضحلة نتع
بجوار ضحكاتنا التى تشبه الحصى ال
لن يهزمنا كل هذا النهار بمراراته
وخيباته التى ال تنتهى ال
الجرارة لن يهزمنا كل هذا الليل بجيوشه وأسلحته التى تشبه القنابل العنقودية
ال لن نتوقف بإزاء كلمات العدو المطاطية
ةوضرباته الساحق ومعاوله المسننة بالخراب
74
واليأس وسوف نتوقف بإزاء كل هذه الوردة
لنتعلم منها معنى الربيع ال لن نتوقف عن السمع والكالم
وال حتى عن فطرة النظر ألننا نعرف كيف تتسع حلوقنا للغناء دائما
وكيف تتطلع عيوننا إلى شرفة الفجر الميالة سوف نتشبث باألرض
تشبث بالهواءومثلما ن والحلم
وسوف نقول ألطفالنا أمكثوا قليال فوق كل هذه األرض
إلى أن تطلع نجمة الفجر يكفيكم كل هذا الندى يكفيكم كل هذا العشب
وتكفيكم كل هذه األغانى وسوف نقول لكم أخيرا
اغفر لهم يا أبى ومثلما غفرت للذين من قبلهم
75
ألننا ومن فوق هذه األرض
يف نحيى السالمنعرف ك بأذرعنا التى تنز بالدم
!!والشرف
الهالل 4002سبتمبر
76
لم يكن هناك أحد ليبكى على إلى جميله حسن نصر
!!أمى
لم يكن هناك أحد ليبكى على لقد استشرت أنفاسى
كانت أوردتى تتطلع إلى بضجر وحنانات لقد استشرت مفاصلى
ز كانت روحى تتوكأ على عكا وأعمى مشوة أبكم
وأصم إلى درجة الفطام
انتظرت ألف سنة وأنا أتابع صراخاتى التى تشبه جوف القفر
أو تلك الكاتدرائيات المفخخة كانت جراحى التى تصاعد إلى السموات
مثل دراجة هوائية وفى فجوات
بحجم الكرة األرضية لم يكن هناك أحد ليبكى على
فقط كانت هناك
77
ةضحك ض اتي التي تشبه األر وكلماتى التى تتفوق على العدم ذاته
لم تكن تلك حياتى التى أريد أن أبتكرها لقد كانت أحبولة
وبصدق األمر الذى كلفنى أنشوطة قوية
لكى أطارد الريح لقد كنت أطارد األسى
ال الدمع كان الدمع مثل قمر متفحم على عين فراشة منجرحة
سى مثل أسد رابض فى الفم وكان األ وكنت أتالعب مع الفوضى
بيأس كامل وعصى بخيبات
!!وشخاليل وها أنذا
اتى الهوائية على شفير الهاوية أعطل دراج ألركن حذائى المتسخ بالعالم
على رصيف السماء الخالى من المارة تماما
78
كيف لى وأنا الجالس على فوهة العدم هذه
هذا العشب الشوكى أن أطأ كل والطحالب المسننة
التى تنمو وبغزارة على عشبة الروح المس ة ؟و !س ومن أين لها أن تعرف كل هذه الطحالب
ما هو األلم ذو األنياب والوطء واأليد وال ما هو الزمن ذو السكاكين أو ما هى الروح ذات الصدع
!!والحراشف الجالس أنا -وبأية آلة حادة يمكن لى
على سفينة النسيان - هذه
أن أكشط من على هواء الذاكرة المالحة كراهيتى الكاملة لكل هذا العالم
كيف لى أن أقلب كل هذه المائدة من األساطير والخرافات التى يجلس عليها الرب
فى مواجهة الشيطان بينما هما فى عراك دائم من األزل لألبد
79
كلب وبال يقينوأنا بينها مثل كيف لى أن أصرخ بملء فمى ألقول
أن الجحيم إحدى شراكه القوية حول روحى التى كلت من الوطء
!!والوخذ كيف لى أن أقول أن الوجود اإلنسانى
فارغ ومثل حشرة فى دورة الزمن
وأن العنف فى الساعات سوف أجلس على رصيف الحياة المبجل
تضر الشمسوأتابع تحركاتى إلى أن تح أو تمور الجبال مورا
وبال يأس كامل أو حتى ندم بليغ
سوف أترك لروحى المتسخة أن تنام على عجلة األبدية
إلى أن تكتشف هى األخرى أن الوجود ال شئ لقد كانت حياتى لعبة خاسرة باألساس
أو مسرحية فجة على طول الخط أسرفت فى البكاء لحد الضحك
80
الضحك لحد البكاءوأسرفت في أنتهز هذه الفرصة ألقول
بصلة وبال شفاء من أحد .. لقد كانت حياتى !!أو حتى ربيع وحيد
لقد عقدت اتفاقا نهائيا مع العالم أن آكل أمعائى فى الصباح
وفى الظهيرة أجلس إلى طاولتى الخشبية ألنظفها
!!من كل تعب النهار الليلية -أن أضع أحالمى وكافة كوابيسى
فى درج مكتبى –والنهارية وفى الليل أعود ألعبث بأسنانها التى كاألرانب وأفكك بنطلوناتها المرقعة
أعرف أعرف
أن كل هذه األحالم التى صنعتها من أكياس البالستيك ونفايات النايلون
كثيرا ما أرصها على أرضية الزمن الرطبة هذه لكى أعرضها على المارة
بخس بثمن
81
عدد عليها شكل سنواتى الضالة وعدد خيباتى الالنهائية أل أو أرجوكم
ال تنظروا إلى بشفقة مثل فأر ميت أو خبيزة نادمة
على األقل لقد حضرت حربين عالميتين
وحفرت اآلالف من الحفر البرميلية وخرجت من كافة الحروب التى دخلتها
بطال وبال إله واحد
أنبياء قدامى أو حتى لقد أجهضت الماليين من األحالم الصغيرة
من على مائدتى المتسخة هذه وعبر هذا الليل الرنان انتظرت مشهد الفجر
وهو يطلع على عصا الليل البردانة ... !!لمرة واحدة على األقل
شاهدت المسيح وهو يمشى فى األسواق بينما يكرز بمعمودية الدم
82
ك باأللميب يبجسده الذ وكلماته
التى تشبه الحصى لم يكن هناك من أحد ليبكى على
أنا الذى أسرفت فى البكاء لحد الضحك !!وأسرفت فى الضحك لحد البكاء
استنهض الغبار وأقول له سالما
سالما أيها الغبار الراسخ مثل فم لم تكن فى يوم من األيام بال قدمين ضالتين
امرهأو حتى عجيزة ض لم تكن بال أحالم أو حتى إقامات على األرض
ولم تكن كذلك بال أسنان !!أو حتى أنياب
كنت تأكل الحشود مثل حشرة وتنام على مخداتي مثل يرقة أيها األلم ياأنقاضى المستترة ويا أجزائى المنبتة من العالم
وأنت يا روحى لم تكونى أبدا
83
بنت الطبيعة الحية لميتة على السواء أو ا
كنت طبيعة وكفى أعرف أن الحياة صعبة وبال ميكانزمات
وفى داخل كل هذه الصحراوات التى تضج بالحركة والتى نسميها أرواحا
ب الموت على سقاالتنا التى سوف نرك بحجم الكرة األرضية
ونقول له أنت حصاد وأعمى
سوف نترك لك بيوضنا التى نسيها الزمن صيف األبدية الفارغعلى ر فالتقطها
أرغفة على حجم مقاساتك اواصنع لنفسك منه أيها الهالك المهلك
سوف نتركك تعوى على الطرقات مثل كلب -
إلى أن تقبض بنفسك على رقبة الحياة
أو تشدها من غالصمها وتقول لها
84
..أيتها الحياة ..أيها الزمن
أيتها المقبرة اإللهية !!ت األبهة ذا
11/1/4002 هصحارى سيو
85
أحالم كرتونيه
سوف نسند قامة هذه السماء العليمة ببطء
وبيدين فارغتين تماما
سوف نجلس إلى رصيف خال من المارة تماما ومن اآلالء
وسوف نصنع الكثير من األحالم ونضعها إلى جوارنا فى قفص مهمل من الكرتون
إلهيةمثل طيور ملونة
ربما لكى نحافظ عليها من اليأس وحتى ال تقتحمها أعين المارة
!!أو تداهمها ريح عقور فإذا
ما جاعت تلك األحالم أو حتى أصابها العطب من الخوف
وأصبحت على شفا حفرة من الجنون أو الموت
سوف نطعمها المزيد من األحالم البائدة والمقيدة بالسالسل
86
...ك وهنا وفى آخر الليل
سوف نسندها إلى جوار الحوائط المكللة بالعتب
شد والر ال
لكى نشاهد نجمة الفجر التى ال تطلع أبدا وإنما لنسترق السمع كذلك
إلى كل ما يعتور كل هذا الليل .من هزائم
مجلة الشعر
6002
87
استراحة المحارب
لبرهة ية سوف نقنع أنفسنا برغباتنا القو
–على األطالل –فى البكاء مثل حمامة ضالة !!أو نجمة مراوغة
وسوف نقول لشمسنا التى تميل إلى الزوال هذه تحت سراويلنا المرصعة بالخيبة
والندم أيتها السموات
ليس ثمة أياد أخرى يمكن لها أن تعمل أو حتى تعترض طرقنا المتشابكة
والمتشابهة فى نفس الوقت سوى أنهارك التى أخذت تجف تحت أقدامنا المدرعة بالشقوق
والحراشف وكأننا مجموعة من الغزاة والمرابطين
يجرجرون خلفهم أحذيتهم المدبوغة باألشالء والتضرعات
وأسلحتهم الصدئة التى دمرتها الحروب ولم نكن فى يوم من األيام مجموعة من المالئكة
88
م الطويلة البيضاء يسحبون خلفهم أرديته وحكاياتهم التى تشبه األساطير والسالحف
لينزلوا فوق أرض أخرى أقل قسوة من كل تلك األرض التى جدفنا فوقها وبعمق
وتركنا هنالك فوقها أحالمنا المتهالكة وكلماتنا التى تشبه الروث الجاف
حتى احترقت عليها كلماتنا التى زرعناها بأيدينا لوبنا المهترئةعلى حواف ق
والتى خددها اليأس من فرط مافكرنا طويال
!!فى النسيان
89
جحيم بورخيس
لم تشأ األقدار أن تمد إليك يديها الرخاميتين فى ساعة النحس هذه وال أن تمنحك ولو لحظة واحدة من الشجاعة لكى تعلن الخالص
على صخرة اآللهة المجوفة التى تتنشف بالزبد المحروق
ريتات النحاس وكب وإنما كانت هناك تلك اآللهة البيضاء
التى فتحت عليك بوابة الجحيم
لتنظر من خالل بوابتها الواسعة الضخمة
على كل أولئك العميان الذين سبقوك إليها بأناة وصبر
فقط كان هناك ميلتون الذى فقد الذاكرة فى المنفى
من فرط ما تورمت قدماه قائق الخردة وهو يبيع الليف ور بحقيبته المجعدة
وشعره المنكوش األكرت ويتجول فى ساحاتها الخربة الخاوية
90
التي اكتظت بالكفرة والمشعوذين
فيما كان يحمل تحت إبطيه المعروقتين مخطوطا كامال من الفردوس المفقود
!!وتريزياس ذلك القاحل الضرير
الذى يقف على بوابة أثينا السوداء صاه الغليظة من البلوطممسكا بع
رز بيديه الخشبيتين على فيما كان يك تمثال من الرخام الحى
للجميلة أفروديت وها أنت ذا ياسيدى بورخيس تقف صامدا كأحد الثيران الجريحة
ومن خالل موسوعاتك المتربة وكتب الهرامسة
رافين والع واألطالس العمالقة المشبوكة على بكرة الخيط
رفة مكتبتك التى تحتضن المحيطتقف فى ش على زاويتين قائمتين
91
لتجدف على الرب إلهك الحى إذ تنظر إلى كل أولئك القراصنة
المكممى األفواه والحليقى الرؤوس الذين يمسكون بأيديهم البلط
والفئوس والخناجر الالمعة المدببة وهم يطأون بأقدامهم أرض وطنك المدرج بالدم
الشرقى للمدينة الجميلة لكى يحتلوا الميناء بيونس أيرس
ولم تكن ليدك المسرفةفى الغفلة هذه أن تعرف الطريق إلى الالتينية القديمة
لكي تتبين حقيقة األمر تماما
كما لم تعد تعرف الفرق بين اإلستعارة المكنية وشرطة المراقئ
عه القديمالة ولم يكن لكولمبس ذلك المتعجرف العجوز وهو ينظر من خالالل آلالة اسالتطال داخل قمرته المعتمة على ظهر السفينة العمالقة إيزابيل
أن يقرأ فى عينيك المطفأتين وهو يبحر بين الحيتان المتوحشة وأسماك القرش الزرقاء
92
الخريطة المترامية األطراف ألمريكا الجنوبية تلك المتوحشة اللبؤة بأساطيرها المدهشة
ونسائها المتشحات بالجنس وةوالشه
فقط كان البحار العجوز ينظر إلى عينيك المطفأتين كسهلين مقفرين أو كاسطرالب أخير
على مذبح الرب اآلن
وقد سبق السيف العزل واختارتك السماء السوداء
من بين كل أولئك السفاحين والقتلة لتكتب بيدك العميانة األسطورة األخيرة
للهندى األحمر م كتائب الرب ذلك المهزوم دائما أما
وفيما كنت تتحسس جسد امرأتك بشفتيك المزرورتين
كشجرتى جوز ساقطتين وفمك الذى يشبه البوغاز
93
وتجلس خلف أساطير اليونان السوداء واآللهة المبجلة لجيل إيثاكا
كانت طيور الرخ العمالقة ترفرف عاليا فى سقف غرفتك التى تشبه السجن
بآالف المجلدات والموشاة والصور
وشرائح الديانات القديمة من الصابئة
والمجوس والمندائيين والكلدانيين واآلشوريين وكل أنبياء العهد القديم
لكى تعيد رسم خريطة الزمن البك المذهبعلى اسطر
الذى اخترعه أحد جنود قورش العظيم فيما كان يحاصر مدينة الرب المقدسة
أورشيلم ارة وكبرياءولم تشأ بكل ما تحمل من مر
أن تفتح فمك لتصطاد فراشاتك الطائشة الخضراء أو لتلقط أنفاسك المجففة حتى تتمكن من كتابة قصيدتك األخيرة
94
التي ترثى فيها كل أولئك الهنود الحمر
الذين فقدوا أرواحهم وهياكلهم المقدسة
ومحرقاتهم هناك على مذبح الرب فيما كان الرجل األبيض
لص الجديدذلك المخ يقتلع وبضراوة بالغة كل تلك األساطير والتماثيل
التى صنعها آباؤك وأجدادك من أجل أن يقيم ناطحات سحاب عمالقة
وصواريخ عابرة للقارات وقنابل هيدروجينية
تستطيع أن تعيد توزيع جغرافية العالم وتقلب التاريخ رأسا على عقب
وذلك بدال من مملكة ابن اإلنسان ذه المرةولكن ه
من بابل التى فقدت صالحها أمام الرب لكى تقف مصلوبة
!!على بوابة أورشيلم سقطت
95
سقطت بابل العظيمة ! ويل !ويل
المدينة العظيمة المدينة القوية
ألنها تقول فى قلبها أنا جالسة ملكة ولست أرملة
موت وحزن ودموع تحترق بالنار
ألن الرب اإلله الذى يدين قوى سقطت بابل العظيمة
هللوا يا !!هللوايا
96
كزار حنتوش
سوف أدهن السماء بدمعة كبيرة وبإحدى أغنياتك التى تركتها على حجارة البصرة
وأدعو كافة العصافير التى طارت من ساحة الشهداء أن تحط على قبرك الذى يشبه حنجرة باكية لسركون بولص
أنت أيها السيد كزار حنتوشقابلتنى فى ليلة عاصفة قرب ميناء البصرة ووقفت على دكتالك الخشالية تنظالر إلالى يامن
شط العرب باعتباره معجزة من معجزات الرب لم تكن تمسك فى إحدى يديك غير شمسك التى تبحث عن الدفء
هذه الشمس التى أخذت تتكوم تحت قدميك مثل نبته جافية
طيرفيما ترفع قميصك المنسوج من الدم واألسا وتطوح به عبر سموات كردستان
هل أخالذتك العالزة بالاإلثم وأنالت تعالرض جروحالك علالى طاولالة المفاوضالات أمالام الحالاكم العسكرى للمدينة
بينما يقف على مقربة منك عقيل على وهو
97
يحاول أن يربط بين دجلة والفرات بمنالديل صالغير لقرويالة صالغيرة كانالت تحلالب النالوق خوفوق جبال كردستان ومشارف زا
!هل كنت تحلم بوطن يشبه المستعمرات دائما ؟ كيف أصبحت رئتاك اللتان تورمتا بفعل محبة الوطن مثل نهرين صغيرين من الدم
فيما العلوج األمريكان يحتسون البيرة المثلجة والفودكا على الطريق ما بين الرصافة والكرخ
ولم يكن ثمة طريق آخر يسلكه المندائيون والصابئة
كلدانيونوال وكهان أور
والعبرانيون األوائل إال ذلك الطريق الذى يمر بين شرايينك ودمك
ألم تقل لى ونحن على مشارف العمارة
قد بنى خيمة هائلة للرب أن آزر فيما يسجد للبعل على بوابات بابل
كيف تركت قصيدتك هكذا عارية فى العراء الضحل
98
تذكاريا ودون أن تقيم لها نصبا أو حتى تنسج لها وبيديك اللتين احترفتا كتابة القصائد
درعا واقية من القنابل العنقودية ودبابات ميركافا
التي تجوب شوارع بغداد فيما يعرف اآلن بالمنطقة الخضراء لكى تحاصر قصائدك ورهل أنهيت قصيدتك التى أخفيتها فى جيب بنطالك الخلفى وبعيدا عن أعين الديكتات
وحين سئمت من المطاردة جلست فى حانة من حانات السليمانية ورحت تبكى على امرأة تشبه شمس أرييل لماذا قررت أن تموت اآلن ياكزار حنتوش
وقبل أن ترى الوردة التى !زرعتها فى دمك ؟
99
قصائد إلى شاكر عبد الحميد
(1) تبتكر لنفسك شكل نافورة جديدة
نجمة واحدةوتحاول أن تصطاد ولو بينما األفق كله
!!معلق بغيوم نظارتك (6)
ستضحك كثيرا نعم سوف تضحك كثيرا
من هذه الغيوم التى تحاول أن تحرق أصابعك ولكنك
وفى نهاية األمر ستأخذ البحر ناحية الصحراء لتلقنه أول درس فى النبل اإلنسانى
(3) الوحدة
هذه الوحدة اللعينة الطيبة المرحة
لشرسة ا التى تخبئها فى جيب بنطالك األيسر
دائما سوف تتبرع بها ألول عابر سبيل يحاول أن يقتنص من بين أصابعك
كلمه كلمة واحدة فقط
تعرف كيف تغير من وضع السماء قليال وتقترح شكال آخر
يليق باألرض(5)
الزمن بغباره وأشجاره الجافه وطيوره المملحة
شرفة نافذتك كثيرا ما يحط على العالية هذه
ليتطلع طويال إلى تلك الشمس الرائعة
التى تربيها بجوار احالمك وكواببيسك
(4) سوف تطلع من النوم كأحد النوارس القديمة
100
وممسكا فى يديك بلطه بحجم السماء التى نحبها بعمق بلطة قوية
لكى تنقى الحديقة من كافة األعشاب الضريرة
الميتة وربما تجلس ذات يوم واألسماك
101
كأحد البوذيين القدامى على شاطئ النيل لتتناول وجبة دسمة
أنت والسماء !!على طاولة واحدة
(2) لماذا
لم تقل لكل هذا األلم الذى يجرى فى الشوارع وينام على األفاريز
ويضحك فى داخلك دائما أن يتوقف قليال
هذه ريثما تغتسل من شمسك الباردة وأن تتخفف ولو قليال من كل تلك األحزان
التى تتناثر على الطرقات مثل حبات المشمش وربما تجفف بطرف ضحتك الخضراء
دموع عينيك اللتين تتشبثان بتراب مصر ودموع فقرائها ومواويل عشاقها
وعديد نسائها المتشحات بالسواد دائما مثل ممياوات شادى عبد السالم
د المليجىودموع محمو
102
في األرض تلك التى تحولت الى غابة
من نخيل وكبرياء
(7) ال تبتئس
أيها الولد المحب فسوف نعرف كيف نكنس الزمن بمعاولنا الصدئة هذه
وسوف نتوقف قليال فى يوم من األيام على شرفة النسيان الخالص لنتذكر سويا وعلى بعد مترين فقط من هذه الغيوم التى تتآكل بداخلنا ونعرفها
كل أولئالك األصالدقاء الالذين رحلالوا فالى سالنوات المالوت والعمالى وخلفالوا وراءهالم صالور خيباتهم وأمنياتهم
التى تتآكل بفعل اإلهمال والندم تلك الخيبات التى نسجوها من حرير النسيان
والزمن وعلقوها على الحوائط المتآكلة لنحاس الذاكرة الخربة
103
فى شوارع معتمة .ه خالية أو شب
(8) األلم
هذا الذى نتفحصه بأيدينا تحت أسرتنا كالكمثرى –ليل نهار –وندحرجه وينام هادئا
تحت مخداتنا سوف نمضغه بأسناننا الوقحه هذه مثل علقة
ونتركه ليعوى على الطرقات مثل كلب وفوق هذه األرض
سوف نواصل الغناء دائما بال أحالم مؤكدة مسننة أو حتى ضغينة
إلى أن تطلع نجمة الفجر التى ال تطلع أبدا وسوف نبتكر لألرض اسما آخر يليق باألمل
واليأس (9)
أعرف أعرف
أنك سوف تذهب إلى أمك فى آخر الليل
104
لتطلب منها رغيفا من الخبز اليابس المطحون من الذرة العويجه والشعير المنقوع بضحكات األطفال
ك شيئا من الصبروربما تطلب منها كذل لتستعين به على طول الرحلة
وقلة الزادوها أنت ذا تفتح عينيالك علالى وطنالك الالذى يشالبه خريطالة مالن اليالأس وطنالك الالذى نهباله
اللصوص والخونة وحاصرته الدببة المرنة
والثعالى الصخابة وما عاد بإمكانك أن تجد فيه
مكانا واحدا !!حتى لمقبرتك
(10) محب ال تبتئسأيها الولد ال
ففى ساعات الوحدة الهرمة واليأس الرنانأرجوك ال تطلب أى شئ أخر سوى تلك الوردة الصغيرة التى ماتت هناك على جدران
غرفتك وفوق المرايا الى تطاردك أينما تذهب
لكى تضعها فى فمك وذلك بدال من الكلمات التى أصابها
!!العمى
105
بئر أيوب ئا الرأسفي وحدته جلس أيوب مطأط
بذهنه طافت أفكار ومدن
لم يشأ أن يغسل الضوء بأصابعه أو يجفف السماء بدموعه التى كانت تجرى تحت مخداته كالسيل
تذكر محراثه وأدوات حصاده
أيام مجده وعزه
التى كانت تتنطط تحت رجليه كالقطط ومثل ب ركة وحيدة تطلع إلى الشمس
التى كانت تمأل السماء فى حجره كالفراشاتوتتساقط
ما زال القمر يمأل السماء بخياشيمة والنجوم تغسل الليل بيد واثقة
تذكر سنواته التى أنفقتها فى تلك الصحراوات
الشاسعة
106
باحثا عن الرب !!مثل بقرة
تذكر امرأته اللعوب التى تركها أمام التنور وهى تعد وجبه العشاء
بينما تسيل على جسده كالحليب فى الليل تذكر
صحراوات أرض كنعان الحارقة لليل والطير
وعد الرب آلبائه وأجدادة بأرض اللبن والعسل خياالت سدوم وعمورة
بنات أدوم األسطوريات وهن يستحممن فى النبع
تحت ضوء النجوم الوهاجة ويتنشفن بالقمر الصيفي
آه يالتلك اللذة
كالندوب ويالتلك الكلمات الرازحة فى الصدر وياألولئك الشقراوات الالتى يفقن المقصورات فى الخيام
107
ويقفن كالبيض المكنون والدر كالالمن –وهن يمألن جالرارهن الفخاريالة بضالحكاتهن الشالفافة التالى تساليل علالى الطالرق
- والسلوى أين ذهبن أو تطلعن ويالرقصاتهن التى تشبه حفيف المالئكة والجن
لى المزاميروغنائهن الذى يتفوق ع !!بالدف
لم يكن يعرف أن للزمن سكاكين قوية وأنياب التى تتآكل بفعل الشيوخة والنسيان يفكر لمرة واحدة فى عظام مفاصلهولم
فقط ، تذكر حة على الطين والرمل والتى تتناثر على جسالده مثالل حصالوات بحراشالف سنواته المجر
وقناديل والفم تحسس دمامله التى تبقع اللسان
لم أأنا النجمة الغريقالة ،أأنا سنبلتك الوحيدة فى حقل الحسك والدم هذا: لم أنا يارب قل لى
فى غيمة العالم هذه والتى تمد اليها حبالك القوية لتنتشلها من الغرق فى اليم لم تضع يدك الراسخة تحت رأسى دائما كتذكار
108
حي على وجودك الذي يزلزل كيانى دران روحي مثل عاصفة برعودات ويهدد ج وبروق
لم أخذتنى أنا من بين كل غنمك لكى تغرس سكاكينك
القوية حول روحى وفوق رقبتى ودون أن تحز لم
اصطدتنى أنا فى شبكتك الوحيدة من بين كل سمك البحر
لم حولتنى أنا فى الليل إلى فريسة
وفى النهار وضعتنى على ناصية الطرق ن عبرة كى أكو
!!ليس فى جعبتى أى شئ فى يوم من األيام لم تكن لى حربة أو قوس
لم أسرق من حديقتك نجمة واحدة لتفعل بى ما فعلت
فى وقت حصادى قدمت قرابينى وعلى مذبحك العالى
109
ر قاتى أقمت مح كنت نعمة فى عينيك
مثلما كنت نعمة فى عينى امة والعدل تفحصت حصاة روحى ومثلما مشيت فى طرقك باإلستق
حتى تفحمت ى فلماذا تضع يدك القوية على جسم
ن تقرحت إلى أ وسلطت على مالئكتك
من ذوى األجنحة ليضربوا أرض روحى بالسكاكين
والبلط !!حتى نشفت أحصاة أنا
كى تدحرجنى كل هذه الرياح أزهرة أنا كى يخزنى كل هذا الشوك
الشكوك فوق مائدتى وطاوالتى وتضع كل هذه لم
تخيرتنى أنا من بين كل هذا العالم !لتختبرنى ؟
110
شفتاى لم تنطقا بحرف واحد خطأ
ولم تجدفا بكلمة عن الشر واإلثم حادت نفسى
وما انحرفت قدماى قط أرض جارى لم أطأ
ومن بئر أخى لم أشرب ولو قطرة واحدة فلماذا عيناك دائما تخترقانى
كأنما أنا ثمرتك الوحيدة فى هذا العالم و التى تشتهى أن تفرسها بين أنيابك وتلقى بها كالخرقة تحت أظالف وحوش البر
وفى الليل تضع قوسك وسيفك فوق كتفى
وبالنهار ترجنى مثل قشة أصخرة أنا
!حتى تالحقنى بكل تلك الضربات والعواصف ناأ أبحر
حتى أحتمل مدك وجزرك وغضب أمواجك وطواحينك
وأسماك قرشك الجراحة
111
وقاع بحرك المفتوح كالهاوية والقبر
ارفع يدك عنى أيها اآلب اإلله فأنا فى غاية الظمأ
شفتاى مترعتان بالغضب واأللم
بينما تصر أسنانى على ثمرتك الحجرية هذه !!ال
ال تتعجل أيها األلم العجوز ضوء فهذه المناجل المشرعة لل
والشراشف التى تناضل ضد الموت سوف تتعرف عليك
ودون تفاصيل ال
ب اإللهلست صنوا لك أيها اآل مل كل هذا الجسد جزيرة الديدان هذه حتى تح
وتضع فوق تلك النبتة الصغيرة التى تسمى الروح كل ثقل الجبال
أنا
112
وردة بألف جرح أيتها الصخرة
!!التى تسند العالم اأيوب اسمع ي
ماذا تعرف عن كلمة الرب المؤسسة للعالم كما هى السارية فى الطير والبحر
ماذا تعرف عن الريح من أين تنبع وأين تصب
أو أين تذهب فى آخر الليل من أنت قل لى
صغيرة على وجه الغمر قشة ناتئة فوق سفح جبل حصاة
حرف غارق بين أبجدية منقرضة لغة
حياة يوشك أن يضمحل أو يزول وتاريخ أنت سوسنة
أم عود ليفكة أنت أم عامود نار حس
الزمن يأتى ويعود
113
الشمس تذهب لتنام وفى الصباح تخرج أكثر مما أعرف اإلنسانعرف يماذا
لقد جبلتك من الطين وبيدى هاتين سويت معدتك
وأمعاءك وجعلت لك أنهارا تجرى فى داخلك ال تعرف
د شوارعهاعد وبحارا ال تدرك عمق مراسيها
فى داخلك يسكن العالم كله أما أنت فلست أكثر من حشرة
صنعت لها عينين لتبصر وقلبا لتحب
منحتك النظرة والنظر فى أرضى أسكنتك أنت وذريتك من بعدك
حالم بالليلوجعلت لك األ حتى تغتسل من تعب النهار
وبيدى مسحت على زجاج عينيك
لكى تبصر خيط النور والظل أريتك الفجر
114
وهو يشرق على الجبل والسهل
وأهديت إليك سمك البحر كى تأكل وتفرح
أسمعتك كلماتى على األرض حتى تكون نعمة لك فى عينيك وأنت تقدم محرقاتك وقرابينك
ولم أكن فى حاجة ال إلى محرقاتك وال إلى قرابينك
ألنت لك الحديد والصخر علتك مثل وردة بريةوج
فى جوف الصحراوات المخوفة هذهيتك سو
مثل طير البر مام عينى أوجعلتك على صورتى كى تكون كامال
قل لي أأنت أسست المسكونة حتى تقف أمامى لتسألنى
أأنت شققت البحر بمحارثيك وجعلت موجه ظلمات بعضها فوق بعض
115
ء والصيفأأنت أسست مدارات السحب فى الشتا وحددت مسارات النجوم
وجعلت الكواكب تضوى فى الليل ماذا تعرف عن الكربون المشع
وحركة الجاذبية ودوران األفالك ومملكة سدوم
وعموره وأين كنت قبل الكون وبعد الكون
قبلك عصور مضت وأخرى سوف تأتى
ماذا تعرف عن سمك البحر كيف يأكل فى الليل
وماهى أحالمه تعرف ماهى األفكار التى راودتنى وأنا أصنع لك حبة الرمل هذه هل
تلك التى عليها تمشى وتنام تحلم
وتقيم أوتاد خيمتك
116
وفى الليل تشعل نيران محرقاتك كى يخافك ذئب البر
ووحش الغاب !!أنظر
هل تعرف شيئا عن حكمة الحياة والموت وأين ستدفق عظامك بين هاتيك الصحراوات
اذا عن روحك التي بين جنبيكوم أين أخبئها
وكيف أحتفظ بها فى صناديقى وماذا أعمل بها فى أوقات فراغى ماذا رأيت أبعد من أنفك يا أيوب
انظر إلى وحوش البر كيف تتغذى كل أومن أين ت
ومن جعل لها مخالب وضراسات
لماذا تركت الشيطان يتسلل إلى عظم روحك الشك هذه ويغرس فى قلبك ثمرة
اسقط مع االيام !!اسقط أيها الشعر
117
سنوك التى أرهقت نفسك بها لتزرع وتحصد
أين ذهبت وكيف صارت كالبر ماذا عن تعب يدك
وآلتك المعطوبة التى بين فخديك ألك كل هذه األرض لتبنى عليها مملكتك
ولتغرس بها بذرتك المعطوبة هذه ألك كل هذا العالم
يثك الصدئة لتحرثة بمحار من صنع يديك
قلت لى من عمل يدى غرست وأكلت
حسنا ومن عمل يدى كذلك أصنع ما يحلولى
تارة أكون عشبة
كون رملة أوتارة كون قمرا أتارة وتارة
118
ادا للعالم أكون حص تارة أكون أغنية بين شفتى وردة
وتارة أكون قوسا وسيفا تارة أكون برقا ورعدا
ارة بنفسجات وحصىوت !!أيوب
قطعانك تعرف مراحها فى النهار وفى الليل تلمها إلى حظيرتك
تماما ومثلما أعرف عدد قطعانى
وأودية أنهارى من أين تنبع وإلى أين تصب
أيوب أخرج من فوق هذه األرض إن استطعت
قل لملك الموت أن ال يأتى إليك وأنصب أنت شبكتك للموت
ء على مقاسكاصنع لك سما كى تعرف عدد نجومها
ومجراتها استمل إليك الصخر
119
والمطر إن قدرت
ال تمل بقلبك عنى يا أيوب ن استطعت فى الشمسإحدق
حدق جيدا سوف تبصر بنفسك العدم ماثال من فرط ما رأيت
أنا هو أنا
لست صخرة كى أنطحك يا أيوب وأتركك تتفتت فى السيل
ال يديك أنظر إليك وال بعمل
أأنت أسست العالم حتى تقعد لى على الطرق لتسألنى ؟؟ وعلى رأس كل شارع لتجدف على
أنا خالق الخير والشر وجعلتهما مثل كبشين
متناطحين البد من وجود الخير
120
كى يمأل الشر دالءه وأوعيته
الخير المحض غير موجود والشر المحض غير موجود
سالما سالما
الهس لك يا أيوب
كل األنهار تجرى إلى البحر والبحر نفسه ليس بمآلن
121
مقهى الغبار لى سيد العراقىإ
فى هذا المقهى الكرسى له رأس طاوله
والدخان قط أعمى هذا الغبار يقبض على من هدومى
ويزعق فى بأعلى صوته إنه رفيقى الذى يقاسمنى الوحدة
واأللم طيلة النهار هكذا لم يكن لى أن أجلس
أحدق فى الشوارع الخالية من المارة وأن أقبض على العالم من مؤخرته
فى األركان يأتى الموتى فى آخر الليل
ليتحسسوا ريح العالم ورغم حدة أصواتهم المزعجة إال أنهم يضحكون
وبضراوة يطلقون صرخاتهم التي تشبه الفقاعات
فوق موائد الدخان والفحم هذه
الرقم طاولة مقلوبة صار واألتوبيسات نعوشا طائرة
122
الزمن !نفسه وحده
سوف نعلقة هو اآلخر فوق مسمار بجوار عامل المقهى ليأكل ويشرب ويتمخض إال أنه يجلس على أريكة الليل الفضفاضة
مل روحه الهرمةأليتو وأسنانه التى تتساقط على المقاعد
هذا الفنجان واحدة شقة مفروشة بغرفة
ودورة مياه الشجر يحاول الكالم معى دون جدوى
فينخرط فى النحيب فجأة هىقفى هذا الم
الغبار يستعد للجنون الخطأ صواب فادح
والصواب خطأ غير مقصود اآلن
لم يعد لى سوى هذا الفنجان المآلن باليأس والهزائم
!!ياله من صديق
123
سرياليه(1)
هسقطت ورق من أعلى الشجره
الشجرة صارت بيتا والبيت له نوافذ
وأحالم حلم بحجم األمس وحلم بحجم اليوم
حلم بحجم راحة الكف وحلم بحجم الموت
غير أن كل هذه األحالم سريعا ما تغادر البيت لتستقر فى أرض الشارع
كى توقف المارة وتكشف لهم عن سيقانها
المنزوعة األوراق والرغبة(6)
سماء بدبابيس ومشابك
هناك نجوم ال تود أن ترى أشرعة مدببة للحزن
أن تستسلم لبخار الروح التى تبقبق فى الخالء
124
أن تدفع الجنون أمامك مثل عربة مكسوره
وتقوده إلى الشوارع مثل ضليل وأعمى
بال غطاء واحد للرأس !!ما يستر العوره حتى أو
ثمة حياة لها طعم السالحف وحياة أخرى
لها شكل الجعارين أنا حياتى
تغسل قدميها المشققتين فوق ساللم الجنون
وتنام تحت عربة روبابيكيا وأمام خزان مياه
فارغ !!تتوقف لتغنى
125
السماء بحبالها الواثقه السماء
بحبالها الواثقه تقترب وببطء من قارورة األرض المهشمة
ال شوارع لكل هذا الزجاج ية لكل تلك اللذةوال آن
شمس المعدن تتربع وبضراوة على طاوالت النحاس
والفحم ثمة جزيرة من األفيال المملحة
ترقد هناك على حجارة السماء
الراسخة صلوات غامضة تصعد من جبل الروح
صوب تلك األرض التى تقف على إبرة الخطأ بخطا طيفك الملونة
أيها النهار طتوقف بجوار كل تلك الحوائ
حتى التفلت حجارة اللذة
من عين الماء
126
أميرة زغلول جسدك بعيد عن جسدى روحك بعيدة عن روحى
فى الليل أفتقد حرارة أنفاسك
ويقين جسمك ضحكتك
كأس فارغة ترن بين شفتى
صدرك أغنية فى قفص جسدك
بعيد عن جسدى وكلماتى فى العاصفة
أه جسدك بعيد عن جسدى
!!ياله من جحيم ماذا أفعل فى كل هذا الليل
بدون عينيك !الكوكبيتين ؟
127
باسلة أنت فى الليل بأسنانك الالمعة البيضاء
سوف تقضمين شجرة الدموع على أنفك
الذى يشبه برج لبنان الناظر تجاه دمشق بصهيل سوف تتوقف فراشات
لتتأمل ربيع أنفاسك
بيديك المعجونتين من الكستناء والعاج على جسدى تكتبين
آخر كلماتك باسلة أنت فى الليل
!!أيتها الضارية في النهار
128
الجهات األربع الريح تهب من الشرق ماذا تريد الريح أن تقول الريح تهب من الغرب
ماذا تريد الريح أن تقول ح تهب من الجنوبيالر
ماذا تريد الريح أن تقول الريح تهب من الشمال لماذا تريد الريح أن تقو
الريح تتوقف !لم ال تقول الريح ؟
129
األسئله ماذا تقول الشمس عن هذا الضوء الذى يتسلل من عينيك ؟
ماذا يقول الربيع عن كل تلك األغنيات التى تخرج من فمك ؟ ماذا يقول النهار عن يديك اللتين تعمالن بقوة العاصفة ؟
ماذا يقول الخريف الطرقات عن أيامك التى تخلفينها وراءك على
فيلمها قمر الغياب دائما سنواتك المترعة باليأس
تتذوق بمفردها عسل ضوئك
130
عمل شاق الخبز األسود
والضحكة العجوز النار التى تتأجج فى األصابع
والفراشات التى تبحث عن عمل كلها مؤشرات
لروحك التى تعزف على جبل من نار ودخان
جاف هو النهار بدون رغباتك
تةمي هى الساعات
بدون عمل يديك
131
عزف ال
لم يكن الضوء وحده هو الذى يشاركنى الغرف
والسرير األغطية والشراشف
فقط كان ربيعك القديم هو الذى يجرى على الطرقات
الظل الغارق ويشاركنى ا حياة جامده
رماد مدفون فى الرماد سنوات من فحم
وكحل كان هواء جسدك
ى غرفة الظل الذى يتسلل ف العارف هذه حياة جامده
وسنوات من فحم كيف أقف وحيدا على قدمين عاريتين
من رصاص ! ورغبة ؟
132
فن الشعر فى سنواته المحملة بالكوابيس والفحم
حاول أن يتكلم كان فمه الذى يشبه خريطة من اإلردواز
يقف عائقا أمام نظرته التى تحاول أن تخترع شجره
ضال كان هناكأى قمر !ليشهد ضحكة الفجر الواثق بنفسه ؟
ف ؟ !أى تمتمة لزمردات كانت تمأل هواء الغر أخذته اللغة إلى حظيرتها الملونة
باألساطير والطبوغرافيات
وتركته هناك ليجف وبانفعال وردة صامتة
وخفة كائن أعمى أخذ يتساءل
هل كان الموت الرنان !!خص الرمل ؟يتربص بالغابة التى ت
133
أميرة زغلول ثانية أشجار الجوز
وأوراق الحور والصفصاف تحمل دائما رائحة أنفك األخضر
بأصابعك المحملة باليقين
والشك أبدأ الرغبة فى انتهاك األسوار الشاهقة للزمن حول جسمك
وأدخل فى غاية ملمعة
من األساطير والحكايات
إلى أن أنتهى من عينيك أنت تها السفينة التى ما توقفت قطأي
تحت أية سموات أيتها التينة التى تشبه الرحم
والفم أظل أحفر وأحفر سوف
حول تلك الجذور التى تبحث دائما عن نبع .وشمس
134
ألفت خليفه عندما تقف سمكة الصباح هذه
على بعد خطوتين اثنتين من شفيتك بكوتين بحليب اآللهة السكرانأنظر إلى ذراعيك الكهرمانيتين والمس
فيما شمسك التى تتوسد حدائقك فى عزلة شبه كاملة
تعرف كيف تقرأ أناشيد الليل !!بيد باسلة
أى عين منجرحة تلك التى يعزف عليها الزمن بأصابعه وأغنياته
حركة جسمك الواسعة لك
وحدك قدرة الزمن على الضحك
ءفيالجسمك الذى ينسج من حرير الضو وحقيقة الماس
كلماتك !!التى تعرف كيف تسند يأس العالم
135
مؤاخاه افتحى كل هذه النوافذ للضوء
اجمعى شمل الليل للسفن اسمعى شمس العالم الصغرى
وهى تتدفق بحيوية وطراوة
على كافة األدوية ومثل قلبك الذى يشبه فراشة حرون
انظرى الحافيتينإلى شهوة الطبيعية المندلقة تحت قدميك
مثل نجمتين متناغمتين
ما الذى يؤاخى بين جسمك !وموسيقى شفتك السفلى ؟
.اه من شمسك التى تشهق بأنهار
136
أغنية يأس وأمل أشعر باليأس من األمل
بعشبة طرية سوف أبنى بيتا بكلمة أجيرة سوف
أخترع نشيدا بقبلة راسخة
سوف أسوى جسدا هذا النهار توقفوا قليال بإزاء كل
اتركوا كل هذا الهواء الجريح يتسلل خارجا
ال تلمسوا قيثارة القمر حتى ال تبكى سمكة الريح
الزهرة والمنجل
فى عناق أجير السمكة والشط
فى موسم حصاد الروح والجسد مقدمة سفينه
.سوف نطبع العالم بقبالتنا التى تسيجه
137
حركتان(1)
نجمه توقف على جبل آخرنجمة مثل هذه سوف ت ال لتحضن كل هذا الليل
وإنما لتتامل وببطء رائحة الفجر
(6) أنطفى وأضئ
على جدران الجسد ذلك الجسد الذى يشبه مجاهل األنهار والليل
بقبلة داكنة
وفم عجوز سوف تهتف الريح
!!واألرض دائما تصغى
138
أنقاض هنار وفوق تلك األرض التى تنبت الحج
الظل الحارق للندىفى حيث تفاجأ الريح بصندلها المعوج
يمكن للزمن كذلك أن يكون أرجوحة
تتربع عليه مثلثات ظل وحرائق
يمكن لكل تلك السماء أمنا العجوز
أن تكون عجانا أمام تنور الموت
!!األعمى
139
حجر السماء السماء حجر
شجرة واطئة تنصبين عليها خيمتك ناتومياه بال أيقو
كه ر أو ب ال ظل لظلك الذى يرشد
أو يطغى فقط حياة جامدة
يمكن أن نطلق عليها خنجرا أو عكازا ومثل بنات نعش الصغرى
رة تنام على األرداف الرخوة ثمة نجوم مكس لحجارة السماء
الراسخة بيد الزمن الالهئة
تبنين عرشك على الماء أيتها الرصاصية
مثل مدينة أساطير بال
.أو حكايات
140
كبريت العالم ترفعين طاولة من نحاس إلى نافذة أعلى
من الليل أبكم
وأصم لل بخفة ا الهواء الذى يتسكل هذ
ترفضين السؤال الفحم وترفضين السؤال األجير
فيما تمنحين فمك حكمة اللذة الضارعة وجسدك الرغبة بكاملها
إذ سد الذى يموج الضوءال يمكن لكل هذا الج
ويعيد اكتشافه !!إال ان يكون كبريت العالم
141
ح شمس تترج دائما
نسير وفى ظل خطواتنا قارة غارقة فى الكلمات التى ال تهدأ إال على صالبة الوردة
واسطوانه الردفين وآنية السرة يتوقف العالم
ليحكى وينصهر !!الليل
هذا الليل األجمل من كنسية بعد حتى من األرض ذاتهاواأل
يعترف بالخطأ على القبة المجدبة للزمن
أرض رمل ونبوءات
وعلى التفاحة الزجاجية لشفتيك السهوبيتين !!ثمت شمس تترجح
142
مدى ما هذه الريح التى تمر من أمام منزلك
ن تحت نهديك ما هذا الربيع الذى يتحص البحر ما هذا الجسد الذى يتذكر دائما رائحة
فى ثيابك وفى الليل
يفر إلى هضبة السماء العليمة كلماتك
تشبه البرق والرعد اللذين يختلجان فوق سرتك
ويختبئان هناك فى كامل اللذة تحت ردفيك الكوكبيتين
صوتك يشى بخلو الكمانات من الرغبة بضحكة صغيرة بيضاء
تبدأين يومك األخيرةفيما ينتهى جسدك من عمل حصاده وأغنيته
.على صخرة المدى
143
باب توما ربما
تتقابل األزهار مسرعة
ذات مساء على رصيف خال من المارة تماما
ولكن النهار الواثق بنفسه سوف يتوقف على نحلة الغيم هذه
وبعدها سوف يقف الضوء على باب توما ضريرا
وربما يقلب بعصا الوحدة األفاريز
والشوارع لة بحثا عن بص
ناشفة تشبه عشبة الحقيقة
ما الذى يقوله المغنى الضرير على باب توما
لجيتار يعزف الهاوية بيدين مبصرتين
وفم !أدرد ؟
144
أيتها الغيمةواصلى النشيد لطالما غنيت
مثل كوكب وحيد ولكن بال صوت
لطالما غنيت
مثل نجم ولكن بال جناحين أو حتى قفازات
النهارأنا الذى أفتح نوافذ وفى الليل أنام مثل نافورة بأخطائى
وأركن الزمن بأشرعته الهائلة تحت مخداتى لم يكن لى حظ
أنا البحار األعمى أن أراقب الريح
وهى تخرج من برزخ إلى برزخ ولم يمهلنى الحظ
سم حبيباتىاأن أكتب على جدران الزمن
بفرشاة من نار ودخان نة العالمولم أكن أعرف كيف أقود سفي
منح السالم والحبأالغارقة هذه لكى فقط غنيت
بعينين ويدين !!وقلب
145
الحبة السمره أو
الكلب فى المقهى كلب أسود
ينام فى المقهى ينام هادئا
ومعطال أحالمه ينتقل من مكان
إلى مكان ال يرقب الزمن
إال من خالل المطر والشمس
وال يسمى أحالمه يلسوى خشبة الل
بينما يرقب العالم !!من فوهة مؤخرته
146
ناريمان الفقى فى مدرسة تلبنت أبشيش اإلبتدائية
!!يولد الفجر أيضا هل كنت تدركين معنى الزمن
1925وأنت تجلسين فى أول الصف فى ذلك الوقت من العام وتلفين حول عنقك شاال من الكشمير األبيض
الذى يشبه حفيف المالئكة منداه بحليب العصافيرفما شفتك ال
وحبات التوت الصيفى ال تكاد تفصح عن كلمة واحدة من ذاتها خشية أن يفلت الكالم من علبه الملونة
وأشجاره التى تخبئينها فى جيب مريلتك القطنية
وبالالين دفالالاترك وأوراقالالك التالالى تمتلالالئ بالطباشالالير والفراشالالات التالالى تهالالب مالالن صالاليف تلبنالالت أبشيش الحارق لك مثل شجرة من الكمثرىلتنام تحت ظ
أنت أيتها الرسولة الخارجة من إطار الزمن والمتمنعة بقسوة حتى على الزمن نفسه
مثل أيقونة من الذهب الخالص والغناء الفارسى ال
على األقل فى ذلك الوقت -أنا وأنت –لم نكن نعلم
147
أن الزمن هذه األنشوطة المليئة بالقطارات المتعاكسة واألكاذيب كن له أن يطعم أرواحنا الراسخة بمياهه الكثيفة السوداءيم
ولم نكن نعلم كذلك أن الزمن ذلك الوحش الضريربأصابعه العنكبوتية يمكن أن يقطف من على أشجارنا النيئة تلك الضحكات التى جمعناهالا
!!معا من على الندى ليلقى بها كالعليقة فوق أشجاره الشوكية ومياهه الضحلة المؤجلة أيتها الخضراء دائما
كلما أمر من أمام مدرسة تلبنت أبشاليش اإلبتدائيالة المشالتركة أكتشالف أن قلبالى ذلالك العالابر بنعال من ريح وضالحكات ال يالزال قابعالا فالى تلالك الفصالول المتراصالة فالى الالذاكرة وعلالى نفالالس المقاعالالالد التالالالى عالهالالالا الصالالدأ والنسالالاليان وأننالالالى ذلالالالك الصالالغير الالالالذى يكالالالره التالالالاريخ
جغرافيالالا ومعلالالم الحسالالاب والنحالالو فيمالالا ينظالالر إلالالى الشالالمس التالالى تشالالع مالالن عينيالالك بينمالالا والصوتك الذى يشبه موسيقى الغرفالة ال يالزال يقالف بمفالرده فالى طالابور الصالباح لكالى يحيالى
النهار مثل صوت أسمهان الجريح فوق صخرة مطروح فيما كافة
148
ونالة وأجنحتهالا المبللالة بالالدمع العصافير التالي تمالر بالالذاكرة تتوقالف لكالى ترفالع قبعاتهالا المللتسمع نشيدك الخالص لشجرة السالابوتة والتالى كنالت تفضاللينها علالى كافالة األشالجار داخالل
فناء المدرسة بينما الشمس تلك األخت الرضيعة لضحكتك الخضراء تتسلل مالن الفنالاء الخلفالى للمدرسالة
لكهرمالانيتين كيالف لكى تضع كراريسها وأصابع حليهالا وعلالب ألوانهالا لتالتعلم مالن شالفتيك اتسالالتقبل الصالالباح بشالالكل يليالالق دائمالالا بالصالالباح ولتقالالف وراءك فالالى طالالابور الصالالف الرابالالع
االبتدائى فى انتظار أن تسمحى لها بالخروج إلى السكك والشوارع هل ما زال صوتك الذى يشبه الكمانات دائما يشبه الكمانات دائما ؟
ت كافالة السالاللم الموساليقية فالوق إطالار قالأم أنك ومن فرط ولعلك الطاغى بالموسيقى قد عل خشبى لصورة الزمن وهو ملفوف بشرائط الحداد التى تعلن أن الغياب هو الشرط الوحيد
للوجود !!!ناريمان
!!ال شئ يشبهك وأنت فى الصف الرابع اإلبتدائى ؟
149
سركون بولص
قطعا سيسلك هذه الدروب التى انحنت أوراقها على خطواتنا
ا التي تعمل مثل كوكب خربولم يكن ليدن أن تعرف الطريق إلى هذه األرض
ير الطيور قولم يكن لهذا الجسد أن يغسل تراب نوافيره بمنا التى تقف مثل كوابيس مؤجلة على ساحة السماء الراسخة
لتؤسس لموسيقى الرغبة أما آن لتلك الفراشة أن تنام على سرير الليل
أما آن لهذا النهار و لدقيقة واحدةأن يتوقف ول
على سن إبرة قطعا
سيمسك بأصابع البيانو ليعزف عليها نغمة التراب
ولن يكون هناك سوى الضوء ذلك العراف األعمى !!إلوركسترا الفراغ
توقفى أيتها الفراشات التى تسير على شرنقة العدم إلى أن ينتهى العالم
150
على شفا جرف هار أو على مسافة كافية
من الجحيم .تهذا
64/10/6007
151
غابة الحليب والفحم
152
اليد التى تلمس الهواء
اليد التى تلمس الهواء
كان عليها أن تتذكر الجسد وهو يمسك
بين شفتيه الغرينيتين
تلك النظرة األجيرة
!!التى تبحث عن غابة اللذة
بين الجسد والفم
تستيقظ الرغبة
الشئ
الشئ
لجسد تلك الثقة يمكن أن يمنح ا
التى يكتسبها الضوء
على حواف النسيان
إال النظرة ؟
153
المالك األزرق
أيها المالك األزرق ذو الفم الذهبى
دورك على المسرح الكبير بمفردك -هناك –وأنت تمثل
وتمسك بالبوق بين يديك لتعتصر العالم
مثل حبة طماطم فاسدة
دع هل أصابك القرف والص
من كل تلك الديدان التى يسيل منها الدم
على مائدتك التى تكتظ بالقتلى
وبينما تنفخ أنت بالبوق تسقط البحاروالمحيطات على األرض
وتنحدر الشمس
إلى تلك الهوة الفاغرة الفم للعالم
لكى تستدير األرض تحت قدميك كالرحى
!! األرض
هذه الجوهرة المعصوبة العينين
بخرة والجراثيم باأل
حيث تسقط تحت أقدام المالئكة
والشياطين
أيها المالك ذو المنقار الذهبى
الكل يمضى
نحو تلك الهاوية المجهولة التى ال يعود منها أحد أبدا
بال طمأنينة واحدة للروح
154
أو حتى دليل واحد على سالمة اإلياب
ما من شئ يمكن أن يستنقذ الزمن
- المعطوبة تلك اآللة -
من العتمة المدوية التى تحيط بالكل
وتسيطر على الكل فى نفس الوقت
حتى التجاعيد المغضنة للجسد
الذى كان يمتلئ يوما ما بالشهوات الزاهرة
والمجرات
!التى ترقد تحت خمائره وعصائره
اآلن
يمكن ليدك المحراثية أيتها الجرافة الكبيرة
لعب أن تكنس كل أوراق ال
من على هذه الطاولة التى يتحلق حولها الكافة
ودون شعور واحد بالخسارة
ومن غير أن تسقط من عينيك دمعة واحدة
وتشبه التعزية
على كل أولئك العميان الذين يتحلقون
!!حول الطاولة
155
المتغضى إلى شاعر سبعينى
الرجل الكلب
مرأته ا لحممن الذى يكتب الشعر فى الصباح ويأكل
وفى المساء يذهب إلى المرحاض العمومى
لكى يكتب اسم حبيبته المومس بشفرة حالقة حادة على الحائط
ثم يقف وهو بالطربوش التركى كالمطران
لكى يلتقط لنفسه صوره التى تجمع مابين الحداثة
وما بعد الحداثة
وماسحى األحذية
روض الفرجوبائعى الخضار والفاصوليا فى سوق
فى سلة واحدة
ال لشىء إال ألن المرآة التى يرى نفسه فيها
اليمكن أن تلتقط صورته الرسمية إال إذا كان يهز ذيله
أو يهر كالقطط
فى الصحف الحكومية غالبا -
-وغير الرسمية أحيانا
وينبح كالكلب
ح .نتظار أن تجود عليه السيدة جافى
بكلمة تشبه البراز
ى ذيل صحيفة النهارف
أو يستقبله الشاعر الفسفورى بالغائط الذى يليق به
156
لكى يظهر فى الكادر بجوار أمه العاقر
- وكما صرح هو نفسه -
حتى يحسبه الساسه والنخاسة بجبته وقفطانه
أحد اإلنكشاريين العظام
أو ذلك الطواشى الضخم الذى يخدم فى الحرملك
بأناة
وصبر
هيئة الدركى حتى يأخذ
أو صبغة الشاعر الرسمى
الرجل الكلب
الذى بدأ حياته لوطيا ثم انتهى مقلدا
فى ورشة الخياطة
(ن ) لقاء ما تجود عليه السيدة
من صفة رجل
إلى قواد
البواب
النداب
المتغضى
العنين
اليأكل من فرج امرأته طول الوقت
157
الذى يكتب الشعر فى الصباح
ساء يذهب إلى المرحاض العمومى وفى الم
لكى يرسم امرأته المومس بالسوتيان والكيلوت
ولكى يلتقط لنفسه صوره التى تجمع ما بين الحداثة
!!وبائعى الخضار فى سلة واحدة
158
جغرافية االستعارة
النظرة المنكسرة للزمن
الرؤية المنعكسة للتاريخ
هذه هى اليد
الالشئ التى تقبض بذاتها على
لم يكن للبحار األعمى
إال أن يموت على شرفة المحار
وهو يمسك بين أسنانه ومخالبه بالدفة المعوجة للعالم
ورقة تسقط
وأخرى تطيرها الذاكرة
عبر فضاء النظرة
الثاقبة لألشياء
كيف تنكسف الشمس على رحى المجاز
أيتها الروح التى تصهل
وبضراوة
اص عبر بوابة الرص
والفحم
لم يكن لنا أن نعمل
!!ستعارة اال إال وفق جغرافية
أيها الرفاق
لقد تأخر بنا الوقت كثيرا
159
والزمن الذى كنا نحسبه يعمل وفق إرادتنا العليمة لهذا الكون
لم يكن غير حفار أعمى
يعمل وفي المكان الخطأ دائما
وبنفس الروح الرنانة
لغابة من الرخام واآلجر
وهو يتربع على الجدران
والنوافذ
مثل قط بمخالب
وال يرقب إال تلك الحشرة الجهنمية
التى التكف عن الدوران والسعى تحت أسرتنا
المغبشة بالكوابيس
واألحالم
تلك األحالم المعراة عن الواقع
والنعمة
وال يترك فوق شفاهنا المشققة
إال كتل الرصاص
والفحم
كتمثال حى
على تلك الملهاة الالإنسانية
للعالم الحى
والعالم الميت على حد سواء
أيها الرفاق
لقد تأخر بنا الوقت
! كثيرا ؟
160
القديس أوغسطين 1
أأنت تمتلك ساعة الرمل هذه
ال الشجرة التى تعرف
وال التوتة التى تنام تحت جذعها
وتحلم بإمكانية تغيير العالم
!!ن تقيم داخل كل هذه الغرفة يمكن لها أ
ال الحمامة
التى ترفرف بجناحين عاليا
وال تلك العتمة التى للروح
يمكن أن تصلح ساعتك الخربة التى تسير
عكس الزمن
معا
سوف نسلخ هذه الروح
مثل فأرة عمياء
وسوف نعتصر كل هذا التراب
فى المعاصر
إلى أن تدخل الشمس الى كهفها الليلى
أو تخرج من دورة المياه العمومية
لتواجه عنف الساعات
أه
أيها السيد الذى يجلس قبالة هللا
أى أنقاض سوف تحملها معك إلى القبر
161
وأنت تصر الماء
فى صرة
وتنام تحت جدران كنسية
مهدمة
أنت
أيها القديس الذى يعرف كيف ينسج على النول
غباره
ومنخفضاته
أية عالمة
سوف نكشطها معا من على وجه األرض
ليتك تشاركنى
!ساعة اليد المعطلة هذة ؟
162
4
كم يلزمنا من الهواء
لنقيس عمق الليل
كم يلزمنا من الوقت
لنقف على رصيف الزمن الخائخ
ولنشهد معا
وفى ليلة بارده
تفكك السماء
معا سوف نقف على شفا الجحيم
ع أجنحة اليأس لنقط
هذه
وبأصابعنا التى ينز منها الدم
سوف نحفر بئر األبدية
الفارغ
ه آ
كم يلزمنا من الهواء
لنقيس عمق الليل
كم يلزمنا من الليل
!!لنقيس عمق النهار
163
1
ببساطة
وبال ندم أجير
سوف تقف هذه النجمة الواثقة على
حريرة الغيم
الواقعى والالواقعى
أسيره حياة
أية زهرة هذه تلك التى يمكن لها أن تمارس
رغباتها الجنسية
على سنابل الليل
وحدها الفراشات
تعرف عمق النعمة
!!ألنها تضاهى المتعدد
164
الطائر المنكود الحظ
أيها الطائر المنكود الحظ
ذو المنجل
والبلطة
أعرف
أنك قد ال تصيب برحمتك من تشاء
هناك فى ثيابك المخضبة بالدم ولكنك ترقد
وتضع على صدرك عقودك المدالة
من الخرز
والعاج
وعلى رأسك تضع صليبك المعقوف ذى النجمة
وفى آخر الليل
تركن عجالتك الذهبية
ودواليبك
آالت زرعك
وحرثك
أناجيلك
وشموعك المطفأة
فى الطرق الجانبية لكل تلك الشوارع القاحلة
اه المعر
ن الحكمة م
165
والمعرفة الحسنة
لكى تنصب شبكتك الجهنمية هذه
ل الجبل ي ألتصطاد بها من تشاء من
والسهل
أو كل عابر سبيل ال يعرف
عن معنى الحياة أى شئ
كيف يفلت من أنشوطاتك القوية
افاتك وجر
التى تلفها حول رقبته مثل أخطبوط بحراشف
لم خر جزار فى هذا العاآوكما يفعل
!! أيها اآلبق الكلب
توقف بجنازيرك العابرة للقارات هذه
وخناجرك المدببة
وال تلحس بلسانك الفظ
ولعابك الخشن
ذيل جالليبى
وطاولة أحالمى
وال تقترب
أيها اآلبق الكلب
من كل تلك العتبة التى ال يتوقف عليها سوى الفراشات الالمعة للضوء
166
واتركها
فراشات ترك كل تلك الا
التى تأوى إلى مخدعها فى أخر الليل
لتغنى لك
أغنيتها الوحيدة المرحة
عم صباحا
أيها الطائر األعمى
يا صائد الفراشات
!! والحظ
167
الزيتونة إلى محمود درويش
سوف أشاطرك الموت أيها السيد العاطل عن العمل
وأقتسم معك رغيف خبزك الجاف
ولبن أمك
شرف هناك على وطنك وأنت ت
الذى سرقه اللصوص
كما يسرقون طنجرة من الماء
ربما
تتربع على طاولة من أرائك وأرجوان
وأنت توزع على الالجئين من أبناء وطنك الذى استشهد على الحدود
وداخل المعتقالت
والزنازين
الخريطة المتبقية لقريتك البروة
ة من الزيتون فى حفل توزيع الغنائم تحت غصن شجر
وهى تبكى مع القمر
فى انتظار أن يعود أهلك مع المساء
لكى يقفوا دقيقة واحدة من الحداد تليق بك
من خلف الرشاشات اآللية
والسالح األبيض
دقيقة واحدة من الحداد
وكما يليق بجنرال ميت
168
سقط بين جنوده
وقواده
إلى أن تتشمم عظامك
رائحة األرض
ملتك فى بطنها مثل أم التى ح
فى انتظار أن تلدك فى الربيع القادم
مع أوراقك
وقصائدك
التى أخذت تزهر على الحدود
وتطوف حول وطنك الحى
كالفراشات
التى راحت تتسلل من خلف األسوار الشائكة
لتلقى نظرة أخيرة عليك
أنت
أيتها الزجسة التى ما لها من مثيل
وحيدة يا أثر الفراشة ال
!! على األرض
169
الجميلة النائمة (ن برغم كل شئ . إلى هـ )
قومى
أيتها األميرة واغتسلى من نومك
فسوف يتبعك الفجر الذى ينام تحت ركبتيك
ويرقد متوسدا
حشيشته العالقة
تحت سرتك
وبين فخذيك
نهضى ا
أيتها الجميلة النائمة
رض فبعد قليل سوف تشرق الشمس على األ
وبعد أن تعلقت طويال تحت قبتك العالية
ال
تجاه شمسك التمد أصابعها البردانة ب
ونوافذك المغلقة أبدا
وإنما لتتأكد من أن لها حريرا يمشى على األرض
وينام هادئا
تحت شفتك السفلى
وأغنياتك
وسوف تعرف كذلك أن أشجار التفاح
والتوت البرى
170
ضر ما كان لها أن تخ
إال فوق شفتيك اإللهيتين
قومى
أيتها الجميلة المصنوعة
من عسل األنهار
وفاكهة الجنات
فلم يعد على الفجر
إال القليل من الوقت
وبعدها سوف نتوقف قليال
حة لنطأ بأقدامنا المجر
كل هذا العشب اإللهى
الذى يرقد مبهورا
تحت قبة جسمك
ومرمر فخذيك
!! األثيمتين
171
األشعار التى التخص أحدا سواى
فقط
على الورق قليال لو أنعس لو تنام الكلمات تحت يدى كالحيوانات
إذن السترحت من كتابة األشعار
وألخذت الحروف مكانها إلى جوارى على الطاولة لت لها رأسها فغس
وطبطبت على كفلها وأطعمتها بيدى هاتين لحكايات لتنام تحت مخداتى كا
بدال من أن تهر كالقطط المتوحشة والكالب الضالة
فقط لوتنام تحت يدى
172
إذن ألطفأت لها المصابيح وأخذت النجوم تتكلم
والقمر يسهر بجانبى على النافذة والسترحت من تعب كل هذه الحياة
لقد تعبت من كتابة األشعار ...هذه
! األشعار التى التخص أحدا سواى
173
اآلب اإلله
أعرف أنك لن تتخلى عنى
حينما رفعت سمواتك
وأسست المسكونة
وبقيت أنا
بعينين
مشقوقتين
بالرماد
والملح
أتطلع الى أصابعك القوية التى تعمل كالنول
وهى تنسج العالم قطعة قطعة
وإلى كافة بنائيك العظام الذين يصعدون ويهبطون من السماء
على سقاالتهم الهوائية
لكى يشيدوا المدن
ويؤسسوا التاريخ والعدم
ال
لن أتطلع إلى بوابة الجحيم تلك
ألحصى عدد صرعاك
وكافة أنبيائك الكذبة
أولئك الغواة الذين يخلطون السيمياء القديمة
باألساطير والسحر
174
وإنما
أللتقط
جمرة واحدة سقطت من بين أصابعك
تضئ العالم لكى
الذى تعشش فيه الدببة
والعناكب
!!ويعلوه الدم
أيها اآلب اإلله
ألم يكن لقابيل طفلك األول
وجه قاتل ؟؟
175
أغنية الفجر ليس لنا أن نرقـ ع السماء بأكفنا التى تعبت من الضراعة
والنسيان
وال أن ننقل األرض إلى مركز آخر
والسنوات
حكات التى أنفقناها فى المما
والضحك
كل تلك السنوات
لم يعدلها من فكرة أخرى
عن كل ذلك اليأس الممض
الذى يكلل العالم
أعرف
أعرف
أننا سوف نتوقف ولمرة أخيرة
كذلك
بإزاء كل تلك األغنية التى تطلع من الفجر
176
على ساللم بيوتنا المتآكلة
اه عن النعمة وأشجارنا المعر
واألرصفة لتنزل إلى الشوارع
كتعبير أخير عن الحرية
التى تمشى على األرض
بقدمين
!! فارهتين
177
آثار أقدام جانبية
دع يدك التى تعمل بمفردها فى الضوء
وألق بمراسيك على شاطئ الذاكرة
فالقوة الدافعة للنظرهى
هى نفس القوة الدافعة للحجر الخالق
وال تستسلم لوهن العقل أبدا
فستجد طريقا يضم رفاتك أينما سرت
وأغنياتك
أينما وجهت نظرك دائما فستجد نفس األرض
التى مشى عليها آباؤك وأجدادك
تئز من تحت قدميك كالنوارج
فيما يستحثك العرق الحى
لكافة الذين سبقوك
ال تقل لهذه الشمس أو تلك أن تتوقف قليال على جزر المحار
صة قطوال تقل عن معرفتك إنها ناق
وغير مكتملة
فقط
هبط قليال على القاعا
فستجد آثار أقدام
وضحكات
لعلها من قرون مضت
تنظر إليك
بعينين زائغتين
!! ف عنها كل هذا الوهج اإلنسانى ودون أن يج
178
م.ق 582
م.ق 582فى األول من نيسان
كان الملك المعظم نبوخذ نصر يجلس على سريره األخاذ فى قصره
على ضفاف دجلة بين كبار رجال الدولة الذى بناه
وقواد جنده
هذا السرير المصنوع من خشب الماهوجنى
والمطرز بالجواهر الثمينة والآللئ والنقوش البابلية
من رؤوس الغزالن واأليائل الصحراوية واألقنعة اإلغريقية
فيما كانت تجلس معه على العرش
تلك الغانية اللعوب إيائيل
تمناها اآلالف من شباب بابل وبالد ما بين النهرين والتى
وكان المهر الذى قدمه لها نبوخذ نصر
عشرة آالف رأس من رؤوس األعداء
وكذلك اآلالف من الهكتارات الخصبة من األرض الواقعة حول نهرى دجلة والفرات
ناهيك عن أكداس الذهب والفضة التى زين بها قصورها
وغرف نومها
ناك فى األفنية والممرات وفرشها ه
لتمشى عليها بقدمين ملكيتين
تلك المرأة التى كان كثيرا ما يشبهها باآللهة البابلية
نظرا لما تتمتع به من جسد ثر ال مثيل له
ومن شفتين كرزيتين
179
وعينين كرديتين من لهيب الكهرمانات
وفيما كان يستعرض جنده وقواد جيشه
متوالية من مشاة وراكبى عجالت حربيةوهم يسيرون فى صفوف
وقاذفى سهام مجوفة
كانوا يشرعون الرماح عاليا
وهم يهتفون باسم الملك المظفر نبوخذ نصر
باعتباره الملك الخالد سليل اآللهة
تلك اآللهة التى كشفت له عن عشبة الخلود
والتى ما منحتها ألحد من قبل
كافة الممالك والتى طاف جلجامش العجوز من أجلها
وخاض الكثير من األهوال التى ال يمكن أن يصدقها عقل
كما اتبع وفى اآلن نفسه نبوءات العرافين والكهنة
وضاربى الودع والرمل وكل قصاصى األثر فى المدينة
وقدم لذلك اآلالف من الذبائح والقرابين
من أجل الحصول على عشبة الخلود هذه
رش أورشليم آنذاك ولم يكن الجالس على ع
- وهو الملك نيقوئيديموس -
يدرك أن تلك المرأة اللعوب إيائيل والتى تمناها اآلالف
من شباب بابل
وبنوا لها الحدائق المعلقة
180
والزق ورات
وأحضروا لها كافة الهدايا الغريبة واألحصنة األسطورية
التى تستيطع الوصول إلى عين الشمس
فى أقل من لمح البصر
قد رأت فى أحالمها حلما واحدا متكررا فقط
أن أورشليم بأسوارها
وقالعها
ومعابدها
سوف تسقط هى األخرى بين يدى نبوخذ نصر
وسوف يعيد تخطيط شوارعها
وهندسة أبنيتها
ويسن لها ما يشاء من القوانين والتشريعات
نعم
سوف تسقط أورشليم ومثلما سقطت كافة المدائن
حتها جيوشه المنتصرة المظفرة التى اجتا
ومثلما تسقط ورقة الخريف تحت حدوة حصان
وهى التى اجتاحت كافة الممالك المحصنة
وأخضعتها
ولم يقف فى سبيلها أية مدينة
مهما كانت مدججة بالسالح
181
والقالع
األمر الذى جعله يستغرق فى حصار المدينة المقدسة
ثالثة أعوام وسبعة أشهر
أيام وثالثة
وليلة واحدة
وكانت حصيلة الحصار عدة آالف من القتلى
ناهيك عن الذين فروا من القتل
وقرروا أن يموتوا هناك فى الصحراوات القاسية
وبعيدا عن مدينة الرب المقدسة هذه
وطالما أن الرب نفسه لم يتدخل لهزيمة األعداء
- كما وعدهم فى كتبه المقدسة –وإخضاعهم
ر عن مدينتهم وهم حاملو أختام الربأو فك الحصا
ووصاياه
والمدافعون عن كل تلك األرض التى منحها لهم الرب
بموجب العهد الذى قطعه على نفسه آلبائهم
إبراهيم وإسحق ويعقوب
بدال من كل أولئك الكفرة والمجدفين وعبدة األصنام من الكنعانيين
واآلراميين
-خلصاؤه األتقياء بإعتبار أنهم أصفياء الرب و -
...وهكذا
182
وهكذا
راح الكهنة وضاربو الدفوف والصنوج النحاسية والمغنون
ومدبجو القصائد الخماسية الوزن والحماسية
يتلوون تحت أرجل القوات الظافرة المنتصرة
ويشيدون بالخصائل العظيمة لملك الملوك المظفر نبوخذ نصر
الثقيلة الذى جاء ليحررهم من وصايا الرب
والقرابين التى ال تنتهى من الماعز واألغنام والضأن
وأولئك الكهنة الذين يسومونهم سوء العذاب
من أجل وصايا الرب المقدسة
شئ واحد كان ينقص تلك المرأة اللعوب إيائيل
أن تقف فى قدس األقداس عارية تماما
لترى حدائق بابل المعلقة
من شرفة منزلها
!!م فى أورشلي
فلم يكن يعنيها فى شئ ذهب أورشليم
أو حتى بقرة الرب المقدسة
ولم تسترح للعقود المدالة على صدور النساء
وال على خصورهن
وال بتلك األوراق المعلقة على جدران الهيكل
من الوصايا العشر
183
التى استعاروها من المعابد المصرية القديمة
- كبضاعة مزجاة -
هندسة اإلقليدية التى أتحفهم بها اليونانيون األوائل وال بتلك ال
لكى يعرفوا أن األرض ليست كروية تماما
وأنها ليست مركز الكون
وأن الثور المجنح الذى يحملها فوق قرنيه الذهبيتين
قد ينتفض فيحدث الزالزل والبراكين
ليهلك كافة الخطاة
والمجدفين
دسة بنائهولم تكن تعبأ ال بالهيكل وال بهن
وال بكل تلك المجلدات الرخوة التى أراق فيها الكهنة
عصير أيامهم
وسنواتهم التى تمجد الرب
الذى وعدهم بهذه األرض
أرض اللبن والعسل
فقط شئ واحد كان يشغل تلك المرأة فى تلك األيام
أن تقف فى قدس األقداس
لكى ترى حدائق بابل المعلقة
!! عتيقة من شرفة أورشليم ال
!!أورشليم
184
يا مدينة الرب المقدسة
ويا قاتلة األنبياء
وسط البرية وتتلفتين حولك ؤةسوف تقفين كاللب
فال تجدين أحدا ينظر إليك
أيتها العاهرة الممصوصة ككل زناة الليل
شوارعك مآلنة بالبغاة
والمجدفين
ومياه أنهارك تفيض بالضفادع الميتة
والكالب النافقة
دموعك تمأل اآلفاق وتتجلط فوق خرائبك
مثل روث الخيل
على بنيك تنوحين كل أيام الدهر
وإلى أبد المسكونة
أيتها البومة العمياء
على أرصفتك الملعونة ال يسكن سوى الذباب والقمل
وفى شوارعك اليمشى سوى البرص والعميان
وفى أفنية دورك
دور فدور
اليلعب سوى الوطاويط
غربانوال
185
وكل بنات آوى
صدى نواحك يتردد عبر الزمن
وال يوجد من يمد لك يد العون
صرخاتك ال تسمع عبر األودية
ومشاعلك دائما مطفأة
وبدون راع تتسللين إلى أرض الغرباء دائما
ونساؤك ال يعملن سوى بغايا
أيتها المنبوذة بين األمم
بعمل يديك تسقطين تحت األنقاض
وبعمل قلبك
تنامين مؤرقة كورقة ظل كل أيام حياتكسوف
كداعرة تلمين حولك اللصوص
وقطاع الطرق من كل فج
يدك ليست قوية
وال مستقيمة
قلبك مملوء رجسا
وعينك تفيض بالشر
لم فعلت ما فعلت يا أورشليم
هل من أجلك خلق هللا العالم
أم من أجل العالم خلقك أنت
186
يا نهر الورم
والقروح
رة الجسد اإلنسانىعلى شج
لم فعلت ما فعلت
....أيتها المدينه ال
!! ياندم الرب األخير
جريدة أخبار األدب
187
ترنيمة جسمك صيف حارق
بحرك بال أصياف
أنفك لهيب الشهوة الغامض
عينك سيمفونية تعج بالتآلفات المتضادة
وغير المتضادة
بطنك علم أجناس الشعوب
ومنجم هجرات
لربيع األجيرهذا ا
له أن يعمل بمفرده كبحار بين سرتك
وبطنك
ان بالضحايا أما ردفاك فخليجان يعج
وأسماك القرش النهمة
يالغيمك الكظيم فوق جبروت
شمسك
!!كفلك آية بميزان
188
عناقيد الغضب
نعم
سوف تدوى القنابل
والطائرات المغيرة
والمروحيات
والمجنزرات الثقيلة
عربات اإلسعاف و
لتتداعى أبنية الفجر الميالة
وسوف يصعد طائر الموت إلى أعلى البناية
ليصطاد العصافير بالشص
ويؤجل قليال ما
أغنية الليلك
والفراشات
ريثما يتوغل جنود المظالت وعبر األسالك الشائكة
بفوهات بنادقهم
10ودباباتهم الـ سنتريوم والـ إم
و لدقيقة واحدةلكى يؤخروا ول
آذان الفجر
على السطوح –بائسا ومترنحا –الذى يصعد
واألنقاض
وهو يلملم جثته المدرجة بالدم
189
من على درج النهار
الذى يطلع من الحفر
!! والخنادق
إنه الموت
الذى يفرد جناحيه الرصاصيتين عبر السماء المفتوحة
واألرض
بأصابعه العتيقة
نقى ضحاياه كما ينقى حبات األرز وهو ي
والطماطم
–ولو نصف دقيقة –وال يترك لهم
كى يقولوا لألرض التى ولدوا عليها
صباح الخير أيتها األرض
يا أمنا الرؤوم
التى تمدنا بالخبز
والحرية
مهما كانت طائرات العدو النفاثة
وقنابله العنقودية
فسوف نعرف كيف نحبك
ونحييك
أكثر من شجرة الرئم هذه
تحت مخداتنا هادئا رغم الموت الذى ينام
190
وأطراف أصابعنا
وسوف تنب ت هناك وبعد ألف عام من القتل
والدم
شجرة الحرية
التى تقف عليها عصافير السالم
!! لتغنى للعدالة الضريرة
نعم
قتلوا كل شئا
قتلوا الشجر ا
والحجر
يتسلل خفية قتلوا النهار وهو ا
من شرفة إلى شرفة
ومن شارع إلى شارع
فى ساعات الصباح األولى
وقبل أن يشب عن الطوق
إلى أن تنجرح الشمس
ويتضرج وجه القمر
بالدم
قتلوا العصافير التى تعبر من بناية إلى بناية ا
ألنها لم تستأذنكم فى الطيران والضحك
191
قتلوا الفجر ا
أللف بألوانه ا
وبرصاصاتكم المطاطية
وستراتكم الواقية
لكى تنعموا بالحرية
واألمن
!ولكن ترى أية حرية هذه ؟
تلك التى تنتزعونها من ضحكات األطفال
وعويل األمهات
وأنتم تحولون األرض
انة ؟ !إلى جب
لن نستأذنكم ولو لدقيقة واحدة
لكى ندفن موتانا
أو نربط شريانا
إلى شريان
لن نتوقف أمامكم و
لكى نلملم ضحكاتنا التى سقطت على الطرقات
وتحت أفرع الشجر فى بحيرة الدم هذه
أى شئ عن العدل –كذلك –ال ولن نقول لكم
والحرية
192
!!فقط
سوف نغنى لحبة القمح التى نعرف كيف نزرعها جيدا
تحت جدران األسالك الشائكة والممرات
لغومة بالمتفجرات وفوق كل تلك األرض الم
والموت
سوف نغنى للقمر الجريح
الذى يعرف الطريق إلى بيوتنا المركونة فى العراء والطل
سوف نغنى للقمر الضرير
الذى يمأل حناجرنا بالضوء
باألمل تنا وأغنيا
وسوف نمأل جرارنا بالخبز والماء
بدال من أوعيتكم المآلنة بالدم
والكراهية
لم لكى يعرف العا
أن ألف حرب
وحرب
ال يمكن لها أن تقتلعنا من جذورنا
إال إذا استطعتم أنتم
أن تقتلعوا السماء من جذورها
وأن تحطموا القمر
193
!! بالمعاول
بقيثارة
وجمجمة
سوف نكسركم
فلم تكن السيدة مريم
وهى تعبر الحدود
من الناصرة
إلى بيت لحم
ه األرض تعرف أنكم سوف تلوثون كل هذ
بالدم
لجثة جوأن السيد المسيح وهو يئن فوق ال
يدرك
أنكم سوف تصلبونه كل يوم
فى صورة شعب أعزل وراجمات
يا من تحولتم
إلى خنازير
وقتلة
سم يهوه الذى تحول من إله للعدل اب
والحرية
- حسب شريعتكم -
194
إلى مصاص دماء
بقيثارة
وجمجمة مكسورة
سوف نهزمكم
!! ها القتلة أي
هنا
اليد التى تزين السماء بماء كالمهل
واألرض التى تقف على قدمين مصلوبتين
وفم ضال
الشجرة التى تختبئ من الظل فى الشمس
:وتقول للريح
أيتها الريح
ال سالم لك على األرض
سوى خشخشة المادة الغفل
هنا
المياه التى تهرب عميقا
من النسيان
كشف عن صهللة الجذر وت
فى الوحدة –بمفرده –القمر الذى يسهر
ويتوكأ على قطيفة الندم
195
الحمراء
هنا
الليل الذى ال يسكن إال فى حديقة األلم
وال يمسك فى يديه
سوى حدقة الموت المسننه
هنا
الساعات التى تقف هرمة
وشائخة
على الحوائط المزركشة بالغياب
على أنشوطة الزمن خيرأكشاهد
أيتها السموات التى ال تسمع
أو ترى
سوف نكشطك بمعول
!! ويطن
196
صالة من أجل سالم العالم
خرين لنعمل مع اآل
بإنسانية وذكاء قلب
ال
لم يكن لتلك الشجرة أن تعرف ما هو الشرق وال ما هو الغرب
ولم يكن لكل تلك الوردة
جميع إال أن تعطى عطرها لل
أسسوا لكل هذا النهار
أن يكون بال ندم واحد
أو حتى لحظة كراهية
قولوا
لكل تلك الشمس أن تمنح ضوءها
لكل هذا العشب اإلنسانى
أينما كان
وحيثما حل
بال شرق واحد
أو غرب أخير
الشرق والغرب
وجهان لحقيقة واحدة
هى
العالم
197
فقط
الروح الخالص هناك يد تعمل من أجل سالم
فقط
هنالك قلب يغنى
من أجل الحب
دوا األرض مج
!! ألننا أبناء هللا
198
صالة
!!للذين أحبهم و يمطروننى بوابل من الحجارة
للذين ال أحبهم بغير نتيجة معروفة
ألولئك الذين سقطوا هناك على األرض بال لحظة واحدة من األمل
أو النسيان
نون هناك مع الريح فى برج واحد فى غرف الصفيح ألولئك الذين يسك
والمازوت وعلى أسطح المقابر المجاورة يتناولون طعامهم مع الموتى
وال يعرفون النهار إال من خالل فتحات التهوية
وأنابيب الغاز
لتلك التى تستلقى على فراش الندم
وتداعب خشخاش الذاكرة
لتصنع من الوحدة جنات وحوريات
بمفردها تحت مروحة الصيف العنيدة وتقف
كى تطرد ذبابة االلم
!!وتودع النهار بيدين حانيتين
ألولئك الذين يغنون رغم األلم والغياب
الشبابيك
التى يتركونها وراءهم شبه مفتوحة
والنوافذ
التى تركوا فوقها ذكرياتهم لتجف
مثل علف الماشية
199
وحبات الكركم
بالسرطان وهى تكنس الدار بيديها الممتلئتين بالجزع والنسيان ألمى التى ماتت
!!ودون أن تعرف شيا عن فتنة األمل
- معلقة -للسنوات التى تركتها هناك
على األرض
فى ليلة عاصفة ومضيت نحو البحر
وال أعرف عن السماء سوى ذلك اللون األزرق
من الجرح
وها هى ذى السكك التى أسير عليها
ئن تحت قدمى مثل بعوضة وت
لزجة
من على مائدتى -هناك –لكل تلك الشمس التى كنستها
فى لحظة من الغضب وقلت للرب
!!أريد أن اعرف لم كل هذه المسامير التى تمأل العالم ؟
مولود أنا فى جبال ضوئك
أيتها الحياة الراسخة بغير فم
أنا بديل مؤقت
آللهة من خشب
من شفقه أطلب سماء
!! قوامها األرض
200
صاروفيم
بضحكته الصفراء
سوف يتوقف هذا المالك على مبعدة أخيرة من حجر وطوفانات
وسوف يصعد على ساللمه الرخامية
ال
ليراقب التاريخ
من فوهة غرفته التى تشرف على الجحيم دائما
وإنما ليكنس الشمس بأصابعه المعروقة
ئكة وهو يتأمل المال
!!الذين يرسفون فى األغالل
201
شمس مزدوجة
شمس مزدوجة لكل هذا الليل
شمس خضراء
فوق نهديك
الموسوعيتين
العيون
واأليدى
األذرع
والسيقان
الشفاة
والمرمر
كلمات أسيرة
القبلة زمردة الجسد
الذى ال ينحسر
اللسان
عسل الكلمات
المخضر
القمر
ل وينحك أغنية النهد الذى يتحاي
ال تقتلوا الفراشات
فوق إبرة الليل
202
ما عاد هناك متسع
لكل تلك المماحكات
تسعى قليال ا
أيتها السماء
وأنت
أيتها الشمس العالقة
فوق القبة
أرجوك
حى الردفين قليال وض
تحت قلق األصابع
.....................
..................... نهر جسدكيوم أن مألت يدى من
قلت للعالم
!!نعم
203
سهر
بجسد منهمر
وماء كالمهل
سوف تقف السماء على مرمى حجر من األرض
لتلتقط طيورها الوحيدة
من مخلب الليل
ال
لكى تقف الشمس
على سن إبرة
وإنما لتتنفس
بحيوية وبطء
!!حرير ذلك النهار
أيتها الشجرة
أين تقيمين مقبرتك
شتاء فى آخر ال
هناك
وعلى منعرج السيل
سوف يسهر الليل
على شفا قمر
!! منجرح
204
سعدى يوسف
واألن
أيها السيد الطفل
لم نعد نبصر فى أيدينا غير العرق واآلجر
وسنوات الحصى والرغبة التى توقفت على الجدران والنوافذ
وأودية الكريستال التى تمتلئ بالدم
- والمفتوحة عبر األفق -رنا الملقاة فوق ظهورنا لتقف شاهدة على قبو
وأيامنا التى عانينا فيها وبمفردنا الخطأ والنسيان ودون تدخل من الطبيعة الحية
أو الصامتة على حد سواء
تلك األيام التى أترعناها بالقنوط والنكران
يتها الحوئط المفتوحة لليل أ
با تذكاريا على قارعة الطريق ليس ثمة مانفعل اآلن سوى أن نقيم نص
لسنواتنا المضللة وأغنياتنا المجرحة على الرمل ودون أن نمتثل لأللم
واخلنا الذى يزهر على أطراف أصابعنا ود ذلك الخفاش العجوز
وهو يعض بأنيابه العنكبوتية على زهرة الخشخاش الالمعة التى ربيناها صغارا
تحت أسرتنا الملونة
ار أعمى على اختراق الطبقات الآلإنسانية للعالم فيما يعمل كحف
ودون أن يصيبه الغثيان أو الملل
وال يريد أن يتوقف ولو للحظة واحدة حتى يصل الى تلك الشبكات الضوئية
العميقة التى تربط الجسد بالجسد
ذر جوالجذر بال
وها هو ذا األلم يقف سدا ترابيا منيعا بين الشهيق والزفير
!! حالمنا المبتكرةأل
205
سراب
آه
لقد شاخت السنوات
التى كنت أطاردها على الرمل
ولم يعد هناك ذلك السراب الذى كنت أحسبه ماء
وأطارده بعصا الراعى
ماذا فعلت بالزمن الذى يتسرب من بين يدى
كالمطبات والحفر
لم أكن أملك غير ضوئك الذى ينضح بالزيت
قبة كنيسة مثل قنديل معلق تحت
آه
لقد طارت تلك الحمامات
التى كانت تحط على أحالمى وأعرفها بمناقيرها
وعبر الظهيرة المدوخة
ولم يتبق لها سوى صوتك
الذى يشبه العظاءات
.واليتم
206
أيها الليل دعنا نواصل الغناء
أيها الليل
دعنا نواصل الغناء
نحن الذين ودعنا مضارب القبيلة
البردانةإبلنا على صخور الليل وربطنا
ولم يكن يتبعناغير سمك البحر
ئق الفراشات الشيطانية اأو حد
فقط
توقفنا تحت سموات واطئة بحجم الكف
وأخذنا ساللنا المآلنة
بالملح
والهزيمة
وفة جوارتكنا على حوائط الموت الم
وبدون أن نأبه ألى شئ
قلنا آللهتنا الورقية
اكم الجثث على بوابات الفجر العارفلماذا تتر
أيتها األلهة التى التكف عن الضحك والنسيان
أيها الليل
دعنا نواصل الغناء
إلى أن تنتهى حناجرنا
من الكوابيس
!! والضجر
207
خائط العوالم
فى الليالى الثقيالت
كان المعرى الضرير يجلس على أريكته الخشبية
ليدقها بالمدقات وهو قابض على حروف اللغة
سورة الكرسى –ومن فوق دكته الخشبية –فيما هو يتلو
وإذ
تفكر للحظة واحدة فى
زمن الطفولة الملئ باألحالم
والمسامير
أدرك وهو على مشارف السبعين من العمر
أن الطريق إلى الجنة
جد طويلة وشاقة
وأن عليه أن يمر على ذلك الصراط المستقيم أوال
قبل أن يصل إلى خاتمة الرحلة و
ويلقى به فى نهاية المطاف فى نار جهنم
والتى يدرك بحدسه األكيد
أن أحدا قد ال يتجاوزها أبدا
إال المالئكة األجلون
واألنبياء البررة
وكذلك الخل ص من القديسين والرهبان
وحاملو مفاتيح الرب وصولجاناته
208
المضنى وراء حواشى النحو والصرف وأن ستين سنة من الكدح
والسعى الحثيث وراء سراديب اللغة
ومنغلقاتها
والدخول إلى قيعانها األسفنجية
ومياهها السردابية الشاسعة
ال يكفى إلدراك معنى واحد من معانيها المترامية األطراف
ل األعمى –فكيف له –وهو الضلي
حت تطارده فى العتمة أن يقبض على تلك الخفافيش التى را
وتلعب برأسه
-ليل نهار -
ابات الدور حين تغل ق بو
وتنطفئ نواقيس الشوارع
وفوانيس الخمارات
وليس ثمة غير الهوام
وأشباح الظالم الهرمة
المتقدة األعين
!والرؤوس ؟
–وهو العائش فى الحقيقة دائما –كيف له
تحت نعليه أن يتثبت من كل ذلك اليأس الناشب
الغليظتين
209
والقائم هناك على جدران الروح
كشجرة هائلة
وكيف له أن يعلقه فوق جدران البيت
-كتعويذة خالدة -
وهو المكلل بالخديعة
والغى
كيف له أن يعلق كل تلك الصور الشاهقة عن المالئكة
والجحيم
وكل قابضى األرواح هؤالء
س الشك بأنيابه وهو الذى يلم –ألم يكن له
–وأظافره
أن يتحسس تراب العتمة
بقدميه الشائختين
وعينيه المعوجتين
فيما يمسك بكلتا يديه بعصاه التى يهش بها على غنمه
وكالبه الضالة
-عبر الصحراوات المترامية األطراف -
والتى تحاصره ليل نهار أينما يذهب
! وحيثما يحل ؟
ى تعبر بعيدا عن الجاذبية كيف يتيح لمراكبه الت
210
أن تتوقف هناك عند حافة السماء
وتحت قبة النجوم التى أخذت تتسع بحجم رغيف من الخبز
والملح
ليجمع فى شباكه الورقية
أغنياته
وصلواته
ويلقى بها إلى السمك الميت
الذى استخرجه حيا من الذاكرة
ى األرض وعبر سنواته التى أنفقها هناك وبمفرده عل
بال لحظة واحدة من اختيار واحد
أو حتى إرادة شريرة
هل اكتشف اآلن وهو يدب على قدمين واهيتين
وفم أدرد
إال من بقايا السوس والروائح الكريهة -
–وعشاء البارحة المالح الخشن
أن للوجود معنى آخر
رأسه في غير تلك الوطاويط التى تلعب
وتحاصره ليل نهار
أنها الجحيم ك
ولو جرة واحدة من كل تلك الجرار –ودون أن يمأل
211
الكثيرة المترامية على حواف الترع
ومسارب األنهار
أو يلقى إلى المجهول بدالئه التى أصبحت تشكل
حائطا صلبا
يشغله حتى عن كل تلك الهاوية
التى أصبحت تحدق فيه بعينين مبصرتين
!! وفم أدرد ؟
يعرف أن الطريق إلى الجنة لقد كان
–عبر بوابة الجحيم –بد وأن يمر ال
الذى أخذ يتحسسه بكلتا يديه
فيما يشبك أيامه األخيرة
ولياليه
الوحدة ةفى صنار
والعجز
تلك الصنارات التى يشبكها بخيط
طويل
من الدم
والحمى الروماتيزمية
وأوجاع النخاع الشوكى
كل المفاصل آوت
212
ر عينيه المطفأتين عب
وبئر الهاوية
انة المكتظ بالقطط الرن
والثعابين
المتكاثفة
وها هو ذا
–فى السكك والشوارع –يتخبط ليل نهار
وعلى غير هدى إال من الذاكرة المطعمة باألصداف الفارغة
وإبر النحل
كيف له
وهو الضليل األعمى
- هدى ليجد علي النار –أن يمسك بخيط اإلبرة
ليلضم الخيط األبيض أو
فى الخيط األسود من الفجر
فيما يقول وهو على شفا الهاوية
يا خائط العالم
!! خطنى
213
سر الحريةج
حينما احتلت جحافل المغول الفرات األوسط
لم يكن هناك ثمة سفينة محملة بالمؤن والذخائر
ولم يكن ثمة أثر لطائر الراقوق األزرق
اإلوز العراقى أو حديقة
والحجل
... !! فقط
كان هناك جنكيزخان الذى يرقد فى خفته مقرورا
المقدسة " أور" فى تلك الخيمة المنصوبة بإزاء
ممددا قدميه حتى حافة السماء التى تندلق على األرض
ومفكرا
فى اآلن نفسه
فى كل تلك المدن والفيانى
ب عنها الشمس وفى كل هذه الممالك التى ال تغي
ارة والتى سحقتها جيوشه الجر
وترقد ضائعة تحت قدميه
اد جنده وخاصته وفيما كان قو
يلفون الفرات األوسط بحثا عن ماء السماء
لجامشجوخبيئة
ويلقون باآلالف المؤلفة من الكتب والذخائر
وأقالم الوراقين
214
اخ المصنوعة من الكاغد ورقائق النس
نات المدبوغة بالملح وجلود الحيوا
والشمس
وكذلك الفهارس العمالقة التى قام برسمها
كبار الجغرافيين فى العالم
والتى تضم كافة البلدان والممالك وخرائط المدن التفصيلية
وأسماء البحار والمحيطات التى تبق ع العالم
باإلضافة
إلى كل تلك المجلدات الضخمة المرصعة بالياقوت والماس
والتى تحدد مواقع النجوم
وتعين بدقة متناهية دوران األفالك
والشمس
كان دجلة فى ذلك النهار الكظيم يغص بالدم
من فرط الجثث التى أخذت تطفو على الماء
فيما األسماك التى أكلت كفايتها من األدمغة والمعى
ترقص متالمعة تحت عين الشمس الالهبة
ماعية هذهوكأنما فى رقصتها الج
وثنى تؤدى صالة الجحيم لطائر
ول ما
فعالة وناجزة لم يجد قواد جنده من وسيلة
215
يعبرون عليها نهر دجلة الذى يمتلئ بالجثث والجماجم
على جنكيزخان –وكان ذا حصافة وخبث –قترح أحدهم ا
أن يصنعوا محرقة هائلة
ة إلى الدمكتلك التى كانوا يقدمونها آللهتهم الشره -
والتى تركوها هناك وراءهم فى آسيا الصغرى
–فى انتظار عودتهم مكللين بالنصر
من الكتب والمجلدات التى توجد فى أية بقعة من هذه األرض
التى أصحبت خالية تماما بفعل الخوف من القتل
والقنص
بما فى ذلك كل تلك النسخ التى فى حوزة العلماء والفالسفة
رجال الدين من القرآن الكريم واألناجيل المقدسة وكافة
وأسفار الملوك األول
"أور" و" أشور" وتماثيل
وكل تلك الجداريات التى خلفها وراءه بانيبال العظيم
وأن يخلطوا كل ذلك الرماد المتبقى
بكل تلك الجثث التى أخذت تتزايد يوما بعد يوم
حتى كادت أن تصل إلى عنان السماء
وأصبحت تشكل حاجزا حرجا يهدد الحياة فى ذاتها
ولكى يصنعوا فى نهاية األمر من كل ذلك العجين المخلوط
جسرا هائال يربط ما بين الضفتين المتقابلتين
216
لنهر دجلة العظيم
وبعد أن يكونوا قد صبوا عليها وعلى كل تلك األشالء والجثث
زبر الحديد
وقطر النحاس
ك اآلالف من أطنان الحجارة النفاثة وكذل
التى صنع منها جلجامش العجوز
مدينته الطيارة
والتى تشبه الجمجمة
!! المحطمة
217
هذه الوحدة وطائرها األخرس
!! الوحدة
هذه الوحدة اللعينة التى تطأطئ الرأس
وتجعل الزمن يتحشرج
كالحشرة
الوحدة
المائدة هذه الوحدة التى تأكل معى على
وتغسل األطباق
وتنتشر كقط أملس
وك على الش
والسكاكين
وكافة المالعق
وأرضية الحجرات
ومفارش األسرة
والتى تلتهم بشفتيها الجهنميتين
كل ما أقدمه لها من حجج
و مرايا
وبقايا ما فى األطباق من أطعمة
والتى تعمل تحت صخور الروح المدببة
خارها الكثيف وهى تنفث ب
فى الخفاء
218
إلى أن تنفجر تحت مياه الروح اللزجة
وتفيض على كافة المسام
كيف نقبض على هذه الوحدة الشرهة
من رأسها
وندقها بالمدقات
إلى أن تنفثئ كالبثور التى تظهر
على الشفاه
والجلد
لتذروها كالرياح إلى المستقنعات والبرك
عالى ولتقف هناك فى األ
على رأس طائرها األخرس
لتنقر بمناقيرها
المجوفة
!! فى قلب الظلمة
219
مرثية مالك بن الريب األخيرة
بيدك األثيمة هذه
سوف تجرح كواكب الليل
على أريكة خشبية –وبمفردك –وسوف تجلس
ام تمثال أبى نؤاس قد
ذلك القابع على الفرات األوسط
مر التى يحبهاال لتناوله كأس الخ
ر وكلما أراد أن يشرب أو يذك
وتنتابه اللذة
وال لتحكى له عن قطرة الدم
التى أخذت تسيل من قلب نينوى
تجاه خيمة الرب الهائلة هذهاب
وإنما لتكدس خيباتك الالنهائية
وأنت ترفع يدك األثيمة هذه وبضراوة بالغة
إلى يسوع المسيح وأمه السيدة العذراء
-لك الكنيسة المهدمة فى ت -
التى كان يؤمها أهلك وعشيرتك
من قبل أن يقف الحواريون
والكهنة
والنساك
220
والودعوضاربو الدفوف
فى عزاء الطلح
وعلى األسالك الشائكة
فى انتظار أن يحصلوا على تأشيرة من القوات االمريكية
تتيح لهم الحصول على صكوك الغفران
ينة الجحيم هذهأو الهروب من مد
من أجل أن يصطفوا على مائدة الرب المقدسة
فى انتظار أن تخرج عليهم
تلك اللبؤة
المومس
كوندليزاريس
لتمنحهم الحرية
والسالم
وبعد أن تكون قد منحت فخذيها
لكافة القوات االمريكية
من أجل أن ينهلوا من ماء فرجها
!! الذى يسيل كالفرات
221
!!أفعل بكل هذه الحياة ماذا عساى أن
البد أن الزمن قد محا كل شئ
الحذاء اإلفريقى ذو الرقبة من الجلد
النهر القديم الذى يغتسل فيه القمر خمس مرات في اليوم والليلة
أبى ذلك الخيمائى العظيم
بنظراتة المقدسة
وأنابيقه التى يحتفظ بها تحت مخداته
الكونية التى ال تنتهى فى انتظار أن يجد حال لمعضلته
كيف يحول التراب إلى ذهب
وال يعود ذلك المعدن اللعين مقصورا
على طبقة دون طبقة
أمى
بجلبابها المنطفئ دائما
وهى تشعل التنور إلعداد وجبة العشاء الساخن
ألبى
وذلك القدر من اللحم
كومة األوحال العالقة بقدمى
لتجوال المضنىبعد نهار طويل وشاق من ا
فى طرقات الريف
الجافة
شجرة السنط العجوز
222
والتى ما كان يحلو لها النوم إال ساعة الظهيرة
المقبرة القديمة
التى تخترق القرية من أقصاها إلى أقصاها
وكأنها تذكار أبدى على يد هللا
التى تعمل فى الخفاء دائما
األصدقاء القدامى
ة فى طياراتهم الورقي
وأحالمهم
التى فقدت األطراف والشفاه
وما عادت سوى أعقاب سجائر وعلب صفيح
ووطاويط
أشباح الفجر الغامضة وهى تطل برؤوسها البيضاء
والتى تشبه ملك الموت دائما
بأجنحته الهائلة
وترساناته
صرير الجنادب المحتدمة
أثناء ممارسة اللذة
تحت ساقية
معطلة
لماعة التى تخترق مدية الظالم الشهب ال
مثل صرخة
مة مكو
اآلن
!!ماذا عساى أن أفعل بكل هذه الحياة
223
ال غالب إال اهلل حكاية عن حياة
أبى عبد اهلل الصغير م 1214أخر ملوك األندلس
1
فى يوم من األيام لم تكن تحلم أمه
بأن يكون ملكا على كل تلك األرض
البعيدة
ة تماما عن مك
أو يقف بمفرده فوق ربوة عالية
تشرف على ساحة قصر الحمراء
لكى يقطف نجمة الفجر
الذى يعرف دائما أنها تطلع متأللئة
وزاهية
على سماء غرناطة
تلك النجمة التى تذكره دائما بالصحراوات العربية
والتى أتى منها أجداده األولون
حل أولئك الغزاة من البدو الر
الذين جابوا الصحارى
بحثا عن الماء
والكأل
وحملوا الجرار
والسيف
على أكتافهم
وفوق ظهور األتن المحشوة بالهوى الجارح
224
-للخيام والمضارب -
ها الظمأ والتى هد
وأتلفها النسيان
ولم يكن يشغلهم فى شئ
إال ذلك السراب الذى يلمع من بعيد
ثـفه التى تتراص طبقة وتتراءى لهم ك
إثر طبقة
!! عبر الحلم واليقظة
وليس ثمة أمل فى أن يتوقف
أو ينهزم
تحت تلك الشمس الظافرة
لشهور الصيف العنيدة
ومن هناك
وعبر بادية الشام البالغة الحر
والقر
جاءوا
ليجتازوا المدن والفيافى
وليصلوا أخيرا من أقصى الشرق
الغرب إلى أقصى
جاءوا
225
وعبر كل تلك األرض
التى يمشى عليها القمر بأغنياته الجريحة
ومواويله التى تشبه الحرير والسيسبان
ويمكن فيها للنجم أن يقطف باليدين
آه
من كل تلك األرض
التى تجرى من تحتها األنهار
ويتفجر منها الماء
فى الصخر
وفيها من الحور العين
والقيان
مغنيات من الجوارى اللواتى يتالمعن وال
كالماسات
والآللئ
ماالعين رأت
وال أذن سمعت
وأخيرا
كان يتعين عليهم أن يتوقفوا تحت كل تلك السماء الحريرية
لغرناطة
التى تسيل على شوارعها اللذة
226
والشهوة كالسلسبيل
وليشهدوا من فوق كنائسها العالية
أن ال إله إال هللا
!!وأن محمدا رسول هللا
4
أيها الفجر المضاعف ال تقترب
فالسموات التى تعودت على الندم
والخسارة
لم تعد تلك السموات التى تهبط بمناطيدها اإلسفنجية
وأحالمها الورقية
عبر النوافير
واألودية
والطيور الملونة
واألراجيح
صارت األرض أسلحة
ومعارك
ت دم وبحيرا
التى كنت أقطفها باليدين والنجمة المستقيمة
صارت هى األخرى غريبة
!! وغير مواتية
!!توقفى
227
الجهنمية أيتها العجلة
الحظ السئ يا عجلة
مثل طاحونة
ربة مخ
وتوقف كذلك
أيها الفجر المضاعف على درج القصر
ريثما أجمع سراويلى
ورايات مملكتى
رات جندى وشا
لكى أعبر المضيق إلى الشمال األفريقى
وآلخر مرة سوف
أتطلع إلى قصر الحمراء بغرفه المذهبة
وشرفات غرناطة
التى تعلوها الفراشات
والضوء
وربما تطلع نجمة الفجر
لمرة أخيرة كذلك
على جبال األندلس
فوق هذه األرض هنا وفالسنوات التى قطعناها
خام كانت من الر
.والقطيفة
228
1
!!اآلن
وقد ذهبت كل هذه المدينة إلى النهر
وذهبت كل تلك السنوات البعيدة إلى حيث الالشئ
ولم يتبق من الفجر المضاعف
إال حفنتان من تراب
ورمل
وبقى الزمن
الذى يعمل بمفرده كحفار وأعمى
ويصهل هناك على درج القصر
كاسطوانة فارغة من األيائل
بخطا طيفه التى ال تنتهى و
يجرى من األبد إلى األزل عبر صحراواته الواسعة
ومجراه العميق
وال يصل إلى منتهاه أبدا
أيها الزمن
يا حجر الرحى
أيتها الطاحونة الفارغة الحمراء
! هل هذه هى النهاية البائسة لألحالم ؟
هل هذا هو الليل المدجج بالكوابيس
والعتمة
229
هذه هى نهاية الصلوات التى ال تنتهى إال للعدم هل
:من يقول
إن هذه النجمة الغريقة الزرقاء
كانت تشبه تلك النجمة الواثقة
بحبالها الفسفورية
تحت سماء األندلس
كالقطيفة
وتشرف هناك على الوادى الكبير عبر النهر
من يقول
إن هذا الحجر الناشئ فوق تلك المستنقعات
البرارى الالنهائية و
واألبنية المهدمة من اآلجر
والقش
هو هو نفسه ذلك الحجر الالمع الحى
الذى يتفجر منه الماء
فى سماء األندلس الالزوردية
وعبر بواباتها الواسعة
ومواخيرها
وإسطبالتها المجهزة بالصافنات
وبناياتها المطرزة بالكهرمان
230
والسوسن
: من يقول
إن هذه الطيور بمناقيرها الخشبية المشققة
هى هى نفس الطيور التى كانت تتالمع باألمس
فوق سماء األندلس العتيقة
وقبابها النحاسية المطلية بالذهب
والفضة
تلك الطيور التى تمسك فى مناقيرها الملونة
بغصن زيتونها األخضر
ومتخيالتها التى تشبه الكواكب الدرية
من النساء
والولدان
كيف أضعت كل هذه البالد من يدى
بأصابعى سوى ترابها اللين الجاف يعلق ولم يعد
أندلسى ضرير وصوت جيتار لمغن
وهو يغنى أغنيته األخيرة
للجميلة إيزابيل
هنا كانت األرض -
والسماء
جنبا إلى جنب
231
أيتها األندلس الرحيبة
نهاراتك
ردواز من إ
وزيزفونات
باألحالم أرضك مرصعة
والسواسن
نساؤك مالهن من مثيل
ومياه أنهارك التى تجرى كاألرجوان والشهد
ال تنبع إال من السماء
وال تصب سوى فى الجنة
أنت
يا مدينة األحالم
والفراشات
لياليك جسر من النساء الذى ال ينضب
ويتفوق على الحليب
سحر وال
زرقة عينيك
مثل العندم
وماء الكوثر
تكاسل النور والظل يفى طرقك الالمعة
232
وفى ساحاتك الصاهلة
ال نرى سوى الحوريات
وشقائق النعمان
ك سوى الزمن بوال يسيل على أطرف جالبي
الذى يجرى على السكك
كالنواقيس
والكاتدرائيات
أيتها السموات المضاعفة
قليال ليال توقفى ق
على األبواب
ية للزمن فوالشاببيك الخل
ريثما أحصى عدد قتالى
وما أضعت من ذهب
وفراشات
فالسنوات
التى أضعناها فوق هذه األرض
كانت من األحالم
والقطيفة
أيها الفجر المضاعف ال تقترب
ال غالب إال هللا
!! ال غالب إال هللا
233
قصائد أقل إنسانية إلى المتبنى
كيف تلمس الهواء الذى يصير أقل شساعة
وإنسانية
من كل تلك األرض التى تكورها بين شفتيك كاللفافة
وكيف تركب حصانك الخشبى ومعك خبزك وملحك
الذى يلتقطه لك بعض السيارة
لتعبر به من صحراوات الروم البالغة القسوة
إلى بالد ما بين النهرين
ية وحدود أنطاك
كيف يصنع من اللغة جيدا أنت الذى يعرف
زوارق
ومحاريث
وينصب شبكته الثقيلة من الدمع
ليخيط بها فى نهاية الليل
أوهامه
وطيوره الفخارية
التى تقف شامخة
ومتحفزة
على بوابة سيف الدولة
فى انتظار أن تمن عليك السماء بكلمة واحدة
لتفك بها المغاليق
234
اللغة عبر
!! والعالم
ال
لم يكن سيف الدولة الحمدانى أقل ذكاء منك
–كاللبؤة –وأنت تقف بين يديه
لكى تخيط له القصائد التى كتبتها على مقاسه
وبالتفصيل
بعدد أنفاسه الالمعة
وذخائره
وهو يلقى إليك من شرفته العالية
بالدراهم
والدنانير
ك أكثر من اللغة ذاتها التى تلمع بين عيني
فيما تحمل بقجتك المثقوبة فوق رأسك
التى تمتلئ بالصئبان
والقمل
وتصنع من اللغة نعال واسعا
تستطيع أن تصبه فى رجل كل أحد
حتى ولو كان هذا الال أحد هو كافور اإلخشيدى نفسه
ذلك العبد اآلبق
235
- مصر –والحاكم الفعلى لدرة العالم
الغليظتين بقدميه
وشفته المشقوقة كطرف منجل
ال
لم يكن السبيل إلى ذاته
!! سوى موته
وفيما كنت تعبر الطريق إلى مصر
-تلك المرأة اللعوب -
وتاركا خلف ظهرك الروم
وصحراء السماوة
ومدينتيك المفضلتين
الرصافة
والكرخ
كنت توقف جوادك الخشبى
اء الفرات لكى يروى ظمأه من م
وللمرة األخيرة فى التاريخ
عة اآلل فى ملم
والقفر
ح للرصافة وكنت تلو
والكرخ
236
بقبضة يدك التى تعرف جيدا
كيف تعيد إلى االستعارة المكنية
مكانها الالئق
فى الواقع
والتاريخ
فيما كانت تلك الصورة الفريدة التى تشغلك دائما
وطوال الوقت
كيف يمكنك الجمع بين الماء
والنار
! فى صفيحة ؟
أنت
أيها المهزوم الذى علمتهم
كيف يتم خيانة اللغة جهرا
وجرجرة كافة الكلمات من أعضائها التناسلية
أمام العامة -
–والدهماء
إلى محاكم التفتيش
وكناسى الشوارع
وبائعى المرطبات
والروبابيكيا
237
غة أرجوحة بحجم لعب األطفال من اللوكيف يصنعون
لكى ينافقوا بها السماء على مكث
واألرض
-على طاولة مستديرة -
ولكى تصبح فى نهاية األمر تلك اللعبة اللعينة
من الحروف
والكلمات البالستيكية
دنانير
وأرغفة
وذلك بدال من أن يربوا اللغة فى الهواء الطلق
لتتعلم معنى الحرية
و فى حويصالت الطير كأرواح الشهداء تماما أ
إلى أن أصبحت تلك الصحراوات العربية الشاسعة
جزيرة من الدم
!! والمعتقالت
238
سـرديتان 1سردية
نه النسيان الذى يسيطرعلى كل اتجاه إ
البحار
والرمل
األحالم
والسكك
والكل ينسى
لقد كانت حياتى خربة وخاويه
- اث قديم لفالح بابلى مثل محر -
وتسير من ظلمة إلى ظلمة
وفى نفق مظلم
تترك موداتها العليمة وخياناتها
لقد اتفق لى أن أرى الجرذان
تسير فى السكك
وتعلو البنايات
وتقفز من النوافذ
وتتسلق شبابيك الروح
كما تتسلق القطط أكوام القمامة
وبقع الفجر الجافة
لقد سبق لى أن رأيت
239
الشمس تنكمش من البرد الخالص
والبرد الخالص يهرب من الدفء الخالص
الشمال
يبحث عن الجنوب فى الشرق
الشمال فى الغرب عن والشرق يبحث
والمستعمرات رمز كل شئ
المستعمرات فى راحة اليد
والمستعمرات فى البنطلون
المستعمرات فى حدقة العين
والمستعمرات فى ياقة القميص
ستعمرات فى الحذاءالم
والمستعمرات فى الرقبة
ال توجد أرض أخرى ألمارس عليها
حريتى وبعنف
ال توجد سماء ثامنة
ألهبط عليها بمناطيدى وطائراتى الورقية
ليس ثمة شمس غير هذه الشمس
أللقنها درسا فى االختيار اإلنسانى الحر
أو ألجلس تحت حوافها المتضرسة المتشققة
نيتى التى أحبها بعمق وأغنى أغ
240
ودون أن يزاحمنى أحد
-حتى ولو كان الرب نفسه -
آه
من هذه الفقمة التى تقف فى الحلق كالشوكة
وتبول ليل نهار فى مؤخرة الرأس
ن أن تتركنى ولو لدقيقة واحدة وود
آه من هذا الهراء الذى يسد على كافة المنافذ
وبالمناسبة ماذا صنعت له
تربص بىلكى ي
طيلة كل هذه السنوات
لم كان كل هذا الليل
لم كانت كل تلك الكوابيس التى تجرى
على األرض كالقطط
بال أمشاط لتفلية الرأس
أو حتى أسنان لالستحمام
لم كانت كل هذه الجدران
واألبواب
والنوافذ
لم كانت أصال كل هذه األشجار والحدائق
فى يده بلطة نسان يحملطالما أن اإل
241
وفى السماء
يكمن الجحيم
!دائما ؟
بلطة فى األسنان
وبلطة فى الكتف
بلطة فى الوريد
وبلطة على الفم
بلطة فى القلب
وأخرى على الذاكرة
!!لم كل هذه البلط ؟
لقد ضقت ذرعا بكل شئ
اإلنسان
والحيوان والنبات
األرض
والسماء
واآلن
اليس لدى ما أخسره تمام
22لقد ماتت أمى فى حرب
بطلقة فى الرأس
ومات أبى وهو يعمل على شاحنة
242
فى جبال كردستان
العراق
ولم يرسلوا لنا جثته
-وحسنا فعلوا -
ماذا نصنع بكل هذه الجثث
لقد تركوها فى العراء إلى أن تعفنت
ألم أقل
ليس لدى ما أخسره فى هذه الحياة
سوى الحياة ذاتها
ياة النافقة الح
والحياة الهاذية
ال تسخروا منى يا أبناء القطط والكالب
فحتى اآلن لم يقل لى أحد
ما هى الفكرة االساسية لكل هذا العالم
وال هو الهدف النهائى
لكل هذا الوجود ؟
ه ى كانت تدور فى رأستوال ما هى االفكار ال
وهو يصنع كل هذا الخراء
داخل مصنعه الواسع
لذى يسمى اإلنسانية ا
هل سأظل أكتب االشعار
!حتى حمرة الشفق ؟
243
4سردية
فى الحياة التى منحنى الرب إياها
شاهدت الكثير والكثير
لم أكن أريد أن أشرب من هذه الكأس
ولكننى شربت
لم أكن أريد أن أنزل إلى هذه الشوارع
الجمة
الكثيفة
الملتوية
ولكننى نزلت
نت لى ذكريات لقد كا
بعضها أسود
وبعضها اآلخر أبيض
وبمرور الوقت
تحولت هذه الذكريات إلى أحالم رخوة وعجينة
بال عجيزة
أو فم
بال بصيرة
أو حتى ثديين
فى كل ليلة
بأناة
244
وصبر
أنزل إلى الشوارع الجمة الكثيفة الملتوية
ألرى
وأسمع
وأحس
الم ماذا صنع هللا بكل هذه األح
البعض ركلها باألقدام
والبعض اآلخر نصب لها
كمائن وحفر
البعض خل ع لها أسنانها
والبعض اآلخر ضربها على مؤخرتها
بالقباقيب
والجزم
البعض بصق فى وجهها
والبعض اآلخر سخر منها
وبضراوة
البعض استعمل هراوة ليهشها
من على األفاريز
والسكك
مل مسدسات كاتمة للصوت والبعض اآلخر استع
245
وسكاكين وبلط
لكى يقضى عليها
رغم أن هذه االحالم
لم تكن تفعل أى شئ
سوى أن تبيض وتفقس فى الفراغ
أنا
لم أكن أريد الشرب من هذه الكأس
ولكننى شربت
من اآلن فصاعدا
لن أدع أحالمى تصعد وتهبط
على األرصفة أبدا
رة أجيرة من أحد أو تقف على الطرقات لتتسول نظ
أو حتى كلمة واحدة
من كلب
لن أترك ورائى أى شئ أبدا يدل على
لتلتقطه أنوفكم القذرة
وقلوبكم التى يمألها الروث والضغينة
لن أترك سوى كتلة من العدم اللزج
المعجون بالندم
والخسارات
246
هذا العدم الذى أربيه كل يوم
تحت سقف بيتى
كائنة هناك أقصد زنزانتى ال
-فى أعلى هذه البناية -
وسوف أغلق عليه باألقفال
والمفاتيح
لئال ينزل هو اآلخر
إلى الشوارع المجاورة
فيصيبكم بالعدوى
وينتقل إلى الشجر
والحدائق
أحيانا
أشعر أن بى رغبة فى الصراخ لحد األلم
أصرخ فى وجه كل تلك األرصفة المغرر بها لم ال
ارع المخدوعة والشو
لم ال اصرخ فى مؤخرة كل هذه النوافذ
قل فى اليوم والليلة التى تضاء لمرة واحدة على األ
أصرخ فى كل هذه البيوت لم ال
والشبابيك
التى تفتح وتغلق
247
مثل مومس
تنعظ
لم ال اصرخ فى كل أولئك الكفرة والمجدفين
الذين يحجبون عنى الضوء
لكل هذه الدولة العصريةإلى الجحيم
بالسجون والمعتقالت التى تمتلئ
واللصوص
والخونة
ورة بالقوادين والمخنثين وأصحاب الرياسات الن
أحيانا
أشعر أن بى رغبة قوية فى أن أصير حجرا
الحجر مكنون فى ذاته
هل أكون مكنونا فى ذاتى
الحجر مكتف بذاته
هل أكون مكتفيا بذاتى
الحجر
ال يسأل عن الماهية
أو العرض
وال ماهو الجوهر
أو ما هى الميتافيزيقا
248
والعدم ؟
أنا أسأل عن
الجوهر
والعرض
عن الموت
والموسيقى
عن األحالم
!!والقطط
أحيانا
أشعر أننى جزء من مؤامرة كونية
فال أعجب إال بفردتى حذاء
ال أحس
وال أشعر بالثقل
فى كل رجال الدين أولئك وال أفكر
الكالب
بعيونهم الفوالذية
ولحاهم التى تشبه مؤخرات الخنازير
وروث الخيل
:انظر
إلى أرجلهم التى تخب أمام حظائر الرب
فى خيالء
وزهو
249
كم هو جميل أن تكون بال رغبات
أو حتى أحاسيس
مثال
أن ال يكون لك رغبة فى ممارسة الجنس
رأة حتى ولو كانت مريم العذراء مع أى ام
مثال
أن ال يكون لك رغبة فى األمل
أو الحلم
الرغبة تعنى الضغينة المسننة
أفقد الرغبة في القدرة على الفعل
والال فعل
إذا كان هللا موجودا حقا فلم ال يسمعنى
وأنا أبكى
أو أصرخ
وأموت كالكلب
ات أين كان نائما طيلة كل هذه السنو
هل كان نائما وراء أبواب كنيسته المعلقة
وماذا كان يعمل بالفعل
عندما كانت الدماء تسيل فى العالم
كب للر
250
وال يرف له جفن
أو يحرك ساكنا
عقلى ال يتوقف عن الدوران
مثل ساعة بزنبرك
وروحى حقل أشواك
وعقارب
وبال زمن أيضا
فيه ومن فرط التفكير فى الال مفكر
كثيرا ما انتابتنى هذه الرغبة القوية
فى البكاء
والضحك
فى نفس الوقت
أشخر شخرة قوية
بحجم السموات السبع
واألراضين السبع
وال أجد لدى غير شيئى الصغير
الذى أخرجه للعالم وبال مباالة أيضا
أعطى ظهرى ألى شيء
ولكل شيء
ذات يوم قال لى أبى
251
!! دان هللا موجو
فضحكت
وقلت حسنا يا أبى أن هللا موجود
ماذا فعلت له أنا تلك الحشرة الضريرة
لكى يزرع تحت مخداتى كل هذه المقابر
وكل تلك األحالم المرعبة
عن المالئكة الذين ينتظروننى هناك على بوابة الجحيم
!!بالهراوات والمدى
ومن يومها راح عقلى الصغير يعمل
ن آالت بكل ما فيه م
وتروس
!!هل حقا ان هللا موجود ؟
وماذا كان يعمل خلف هذا الجبل طيلة كل هذه السنوات
هل كان يربى الخنازير
أم يعمل سائقا لألظعان
هل كان يعمل كناسا لهذه الغيوم
أم يعمل حطابا فى كل تلك الخرائب
هل كان يعمل ميكانيكى سيارات خردة
عطوبة لكى يصلح عجلة العالم الم
أم يدير بورصتة العمومية
252
لكى تشهر كافة البورصات
إفالسها
ماذا يبيع فوق عربته المعطوبة هذه
هل يبيع مناديل الكلينكس
أم يتاجر بالصلبان المذهبة لألطفال
لقاء جنته الموعودة
المستحيلة
هل يعمل بائع سجائر سري ح
أم تاجر قماش
وخردة
ألم أقل
شرب من هذه الكأس أأريد أن لم أكن
ولكننى شربت
سنوات
وأنا أشغل نفسى بكل هذا السؤال
لم كانت كل هذه السموات البعيدة
وإلى هذا الحد
ولم تكن تحت قدمى آلسير عليها
وذلك بدال من هذه األرض
المملوءة بالمطبات
253
والدم
بذراعى هاتين
رحت أجمع الحطب
قبة السماء الواسعة لعلها تسمع وأشعل النار تحت
أو ترى
وها أنذا أغزل األسى والدمع
فى سلة واحدة
فى الصيف كنت أنتظر الشتاء
وفى الشتاء كنت أنتظر الصيف
على أحر من الجمر
!يالها من مأساة
ومثل قطارات متعاكسة
أسير فى االتجاة الخطأدائما
وفى الطرق المغطاة بالعظام
والدم
نتظر الموت بأسى بالغ أا أنذا وه
وأقعد على األرصفة المعادية
ألجمع فراشات الدمع
! السوداء
254
المثلث العظمة
فى المساء األخير كان الرجل المقوس الظهر والذى تجاوز الرابعة بعد المائة
يجلس إلى رفاقه الثالثة الذين اختارهم بعناية لرحلته السماوية الشاقة
ول لهم ولم يشأ أن يق
!!أن العالم ال شئ
وأن المرئى والالمرئى ماهو إال صورة من صور الحقيقة المتعددة الجوانب
ال لزاوية الرؤية مهما تعددت األسباب إوالتى ال تخضع فى نهاية األمر
وأن االنعكاس الصحيح لألشياء ما هو إال الصورة التى تحيط بالعالم
فإذا ما انعدم الزمان والمكان
لم يعد للعالم وجود باألساس
فالضوء ال يكون ضوءا إال ألنه يحمل بداخله الجوهر الحى للنور
وليست المرآة إال اختراعا للواقع
وما يحل باألشياء من حياة وموت ليس سوى لمحة عابرة من ذلك الوجود الممتد
والالمتناهى
كم من السنوات كانت هذه األرض
بقى ؟وكم من السنوات سوف ت
كل شى يحدث بواسطة الطبيعة والقدرة -
وليس ثمة مكان خال من العناية تماما
فالعناية هى العلة الحرة للصانع األمهر
لكل هذا الكون
والقدر
255
الذى نحسبه مصادفة
وفوضى
خاضع للعناية بالضرورة
–وإلى القدر تخضع كافة العوالم
وعلى ذلك
!!انظروا أيها الرفاق
كم أن هذه النافذة مقدسة ألنها مفتوحة على السماء
وأن هذا الفراغ الذى يحاصرنا ويمتد من أعلى نقطة فى السماء
إلى أقصى نقطة فى باطن األرض
مشغول دائما باألرواح واألنفس
وليس ثمة خالء قط فى هذا الكون
الماء كالزيت واإلناء شكل الماء
ع تغير فى الصورة والذهب مثل الفحم م
وكل حيوان سيعود منقادا ببصيرته الداخلية
إلى محل إقامته الذى يناسبه
وما هذه األرواح الترابية المتناسخة المتناسجة
إال جزء من ذلك العالم العلوى الذى جوهره النور والظلمة
وما الزمن إال ذلك الحجر من الذرات والضوء
وال متصلة فى حركة صيرورة ال منفصلة
والذى يمتد من الخالد إلى الفانى ومن الفانى إلى الخالد
256
وذلك دون أن يختلط الماء بالزيت
وإلى النور تخضع كافة العوالم
ودورة فدورة تأتى األشياء وتذهب
!!إلى أن يمتلئ البحر بالزبد
كان ذلك الرجل الجالس على العتبة
لمقوس الظهروالذى تجاوز الرابعة بعد المائة وا
.هو المثلث العظمة
257
فى الطريق إلى مكة
تطلق طائرها بالليل ( ط.ل)فى الطريق إلى مكة كانت السيدة
ليعود اليها فى آخر النهار محمال بالرمل والحصى
من بين كل الطيور –ذلك العنيد األخرس –ولم تكن تعلم أن طائر الموت
خالدة الذى يرفرف بجناحيه األبيضين كتعويذة
وإذ رأت أن الطريق إلى مكة جد طويلة وشاقة
وأن شمس الظهيرة المعلقة فى كبد السماء تعمل كيد حارقة
أو كطير حارس بجناحين من نار
ودخان
جلست إلى ظل نخلة ضاوية
وتذكرت السيدة مريم وهى فى نفس الموقف تماما
بينما تهز جذع النخلة فيساقط عليها رطبا جنيا
لم تشأ أن تفعل كذلك –وفى وسط هذه الصحراوات الضارية –نها ولك
حتى ال تجرب الرب إلهها الحى
غير أن صورة السيدة هاجر والطفل
ودون أن يند عنها ولو صرخة واحدة –فى النهاية –هى التى طغت على المخيلة
لطلب الماء
أو العون
فقط
ن يتسلل إلى مخدعها راحت تتذكر الفجر بوميضه الفاتن الذى كا
وهو يدس يده تحت مخداتها المنداة بالعصافير
واألحالم
258
القليل من الخبز الجافو
وحبات الشعير والتوت
فيما يدغدغ برفق الفجر نهديها الناشبتين
على صحن الصدر الرخامى المنسوج من غابات الكهرمان والضوء
وقبل أن تجرى فى عروقهما اللذة واأللم
: قالت
من أى مكان ينبع ذلك النور الذى يشبه حباب الماء والجمر
وأين ترفرف تلك الحمامات التى ال أبصرها جيدا
ولكنها تطير هناك تحت جفنى
وما هى كل تلك األصوات التى تأتينى كالوحى
والمزامير
وليس هناك من بشر أو حيوان فى ذلك القفر الال إنسانى
تحت قدمى يتطاوللذى ليس ثمة غير السراب ا
ويحيط بى وأتعلق به كالقشة
فيما الطريق إلى مكة ال تزال جد طويلة وشاقة
وإذ أغفت تحت تلك النخلة الضاوية فى العراء الضحل
- ومثل راكب إتان أعزل -
راحت تحدق فى تلك الصحراوات التى تتراص إلى ماالنهاية
والسموات التى تنتقش بالشهب والسحب
259
ثل ثوب مرصع باليواقيت والماس م
فى انتظار أن يجيئها المخاض
إلى جذع النخلة
أو حتى تساقط عليها السماء كثفا من الماء
لكى تبلل لسانها الجاف الذى كاد أن يتوقف تماما
من فرط ما أتلفه الظمأ
!! والنسيان
260
غابة الحليب والفحم
ألالسنوات التى أنفقتها فى جمع الماء والك
كانت كفيلة بصعودها إلى السماء السابعة
والولوج منها إلى األرض
فى رحلة كان لها مايبررها من أجل اكتشاف قارة من البلهارسيا
والحمى الروماتيزمية
وقبل أن يصيبها الوهن وفقدان الذاكرة
وتحلل الروح
وامتالء الجسد بالقروح
والدود
إال أن يديها المدربتين جيدا
قاط دودة الحقل والصمغعلى الت
يديها المشققتين كقارتين منفصلتين
لم تتركا لها فرصة واحدة
لتقول لرجلها فى الفراش فى ساعة األورجازم
أن هناك زهرة برية
تنمو على حواف قلبها المآلن بالشقوق
والذى أثقلته الشيخوخة والمرض
ولم يكن ينبت على عينيها فى تلك الوحدة القاسية
غصن من الريحانذلك ال
الذى أخذت تجففه فى العراء الطلق
لتصنع لنفسها
261
فى ساعات الندم والضجر
كوبا من المودة الساخرة
لتبلل به ريقها الذى امتأل بنباتات الفطر
والبكتريا
وإذ كان يغلبها البكاء واأللم
من فرط الوحدة
وخشونة العظام
كانت تجلس أمام المسجد الكبير
سنة من يد هللالتتسول ح
األمر الذى جعلها تدور فى شوارع القرية
بشعرها المنكوش األكرت وعينيها الحمراوين
- كنهرين صغيرين من الدم -
وكإحدى الجنيات
لتجلس تحت تلك الشمس القائظة
فى انتظار أن تفتح لها تلك السموات الراسخة
أبوابها المغلقة دائما
يم فيه لتبحث لنفسها عن مأوى آخر تق
بدال من تلك المفازة اللعينة التى كان يتعين عليها
أن تقطعها كل يوم
حتى تصل إلى غابة الحليب
. والفحم
262
بين يسوع المسيح والمعلم نيقوديموس
هذه األرض التى تسقط من النافذة مثل تينة معطوبة
كيف يمكن ليديك اإلثنتين أن ترمماها
الحسك سنواتك التى أنفقتها بين
والشوك
ال يمكن أن تصلح الستئصال الشر من هذا العالم
وال أن تبدد كل تلك الظلمة الغاوية التى تغطى وجه المسكونة
واآلن
!!يا يسوعى الحبيب
وبعد أن تكللت بالدم
والشوك
أين هو ملكوت الرب الذى حدثتنا عنه مرارا وتكرارا
والذى كما قلت
ر أتانسوف يأتى على ظه
هل أومن كى أعقل
!!أم أعقل كى أومن ؟
البعض قد يرى أن الحياة جميلة بما يكفى
والبعض اآلخر قد يرى أن الحياة ال تساوى بصلة
إذ ذاك
أضع الشمس فى يمينى
والقمر فى يسارى
263
وأقف على رأس طاولة فى مقهى
وأعيد تخطيط العالم هكذا
النجوم فى ناحية
ية األخرىوالمرأة فى الناح
هللا فى ناحية
والشيطان فى الناحية األخرى
السماء فى ناحية
واألرض فى ناحية أخرى
ال أفكر مطلقا فى لعبة الجنة
أو النار هذه لعبته الخطرة المدوية
إذ أعتبرهما غير معقولين
وال إنسانيتين
وفيما أنطلق فى السير وأغذ الخطى آناء الليل وأطراف النهار
الصحراوات الرهيبة فى تلك
والطرق الجهنمية
التى يمتلئ بها العالم
أضع كل هذه األفكار فى سلة جانبية
وأغطيها بالتراب
والفحم
وأبدأ بالغناء فجأة
264
!!سمع يا نيقوديموس ا
لقد تعملت الكثير من الحب
تعلمت أن أمسك األلم بأنيابى
وأن أصر الماء فى صرة
ونزلت لقد صعدت إلى السماء
أللف مرة قلت أصعد إلى هذه الوردة ألنام أنا والقمر
كصديقين فى سرير واحد
أللف شمس جمعت كل هذا الندى
كنت أصغى إلى الحصى والشوك
تحت وابل المطر
كنت أجمع الش عر فى سالل من الشك
لم تكن هناك أغنية واحدة ألغنيها فى فراشى الذى يمتلئ
بالليل
الحياة الضرورة لقد كانت هناك
والحب الضرورة
والموت الضرورة
لقد مشيت فى السكك التى تمتلئ بالدموع
والدم
كنت أنا واأللم
كصديقين
265
لقد تعملت الكثير من الحب
!!نيقوديموس
ملكوت الرب للذين يعاينونه
وليس ألولئك العميان الذين يلمسون الحياة بشفاههم
وفى التنور الهائل الكبير
ف يتخبط الكل تحت تلك المطارق العمالقة سو
من الحديد والرصاص المنصهر
ولن يتغير وجه األرض
التى قد تنطبق عليها السماء
فى النهاية
!!ويسقط الكل مثل ورقة
266
طحان الهواء
رجل يطحن الذاكرة
بلحيته التى تمتلئ بالفراشات
والظل
ومطحنته التى ال تتوقف عن العمل أبدا
ب خياالته ويرك
وأوهامه
على سقف دراجة بخارية
بسقاالت
وهاهو ذا
يتنفس هواء الغرف المقبضة
بآالته الخشبية
ونيرنجاناته
وبكرات خيطه التى يعلقها فى رقبته وينسجها فى الظلمة المدوية
بكرة إثر بكرة
-والمصوبة دائما بإزاء الفجر -
ربما
ة التى اشتراها ليسدل عليها الستائر المذهب
من بائع عاديات قديم
وخردة
وليصنع لنفسه كوبا من الكحول
267
المخلوط بالنسيان
والشمع
وإذ يكتشف أن الشمس العالقة فى سقف الغرفة
ال تزال تغط فى النوم
تحت أغطيتها البردانة
يجلس وحيدا مثل وعل وأعمى
على أريكة فضفاضة من نعاس
وحجر
–كذلك –ه ليصنع لنفس
شمسا أخرى
أقل قسوة حتى من الضوء الهالك نفسه
أو الرغبة فى ذاتها
بينما يجمع مساميره
وحصى أرضه
غاباته التى يحرسها بالليل والنهار
ليلقى بها فى سلة من المهمالت
كتذكار أخير على رحلة فارغة
من رحالته التى تنتهى أبدا
أن يطحن الهواء وال يملك فى نهاية األمر إال
بأنابيقه المزدوجة
ولحيته الكثة الكثيفة التى تمتلئ بالفراشات
!! والظل
268
هيرودس انتيباس
هكذا
ورغم أن الملك هيردوس انتيباس كان كريما مع عماله وبنائيه وخدمه على السواء
فقد رأى حلما واحدا متكررا
لس بمفرده على قبة الملك أن ملك اليهود القادم سوف يسلبه العرش وسوف يج
وأن السماء المرصعة بالنجوم والسحب
سوف تتحول في نهاية األمر إلى بحيرة مليئة بالسمك والخبز
وحتى عندما كان الملك
هيردوس انتيباس يرقد على سريره األخاذ والمصنوع من
خشب الماهجونى والمطرز باليواقيت والجواهر
ألبيضين ويدور في سقف الغرفة مثل فراشة ضالة كان ملك الموت يرفرف بجناحيه ا
القصرولما كان األطباء والكهنة والعرافون يحيطون بالسرير من كل جانب ويتمشون في غرف
كالعاهرات في انتظار لحظات الوداع األخيرة
كان الجنود الرومان يدورون في شوارع الناصرة والجليل األعلى وفى أزقة الرامة وأورشليم
عن ملك اليهود القادم والذي تنبأ به ميخا النبي بحثا
األمر الذي أقلق هيرودس انتيباس كثيرا وجعل الفوضى تدب في جوانب القصر العتيد
–عبر برية الجليل القاحلة –في ذلك الوقت كان يوسف النجار يحمل زوجته األثيرة لديه
ما في كل خطوة يخطونهابحثا عما يقتات به فيما المالك الحارس الذي كان يتبعه
يهمس في أذن مريم أنك تحملين ملك اليهود القادم
األمر الذي جعلها تغلق عينيها طويال وهى تحاول الهرب من هذه البرية القاحلة
والتي ال يتراءى فيها سوى العرق والسراب والعطش
269
غير أن حلما واحدا متكررا أخذ يطاردها باستمرار ولعدة ليال خلت
وهو كيف يمكن المرأة يوسف النجار تلك التي ال تلبس غير جلباب أزرق من الكتان والخيش
وخفين باليين من الخوص وسعف النخل أن تحمل في بطنها ملك اليهود القادم
وهى التي لم تذهب إلى أورشليم لمرة واحدة
ولم تقدم في حياتها كبشا واحدا ذبيحة
من الجنود الرومان وكل ما رأته كان أولئك الثلة
وهم يدقون المسامير في الرسغين األبيضين لوليدها الطفل
ويكللون الرأس بالشوك بينما الدم يسيل فى شوارع الناصرة حتى عتبة الباب
فيما الجمهور الغفير من المجذومين والعميان والبرص يشكلون جيشا هائال
في انتظار لحظة الخالص
من الرب ذاته
270
السمكرحلة صيد
أو
الفوضوي
رجــل البنـك
الفوضوي
رجل البنك
الذي يقبض على قططه في المساء
ويجلس إلى شموعه السوداء
كل لحم امرأته في النهارليأ
هل يزيف ميزانيته
أم يضحك على الهواء وهو يمر من خالل أنبوبة ماصة
!على الجدران ؟
رجل البنك الذي يضبط النقود
متلبسة
بغاء في بئر السلموهى تمارس ال
وفى الليل يعلق مالبسها الداخلية على الشرفات
وفى أعلى نقطة فوق السطوح
والعمارات
وذلك بدال من علم الدولة الرسمي
وبعد أن يفرغ من كل ذلك تماما
يجلس إلى عادياته
وموداته
ليقرأ نهج البالغة لإلمام على
وشرح بن أبى الحديد
271
ماركس والفتوحات المكية ورأس المال لكارل
ومقاتل الطالبيين وألف ليلة وليلة
ورجوع الشيخ إلى صباه
الخ ..الخ
وعندما يخيفه النعاس أو تأخذه سنة من النوم
ل عليه ال يجد ما يفعله أو يعو
سوى أن يربط حذاءه
إلى رجل السرير
خشية أن يفقده في الصباح
وهو واقف على محطة الباص العمومية
!!في انتظار حافلة تقله إلى السماء السابعة
رجل البنك الفوضوي الذي يعرف أنه ال ينقصه الغرام
أو الميكروباص
لكي يؤسس لدورة رأس المال
وأثرها الحاسم في لعبة التاريخ
والجغرافيا
الفوضوي
ابن ماء السماء
الذي ينشر ميزانياته
ودفاتر حساباته على األرصفة
272
ران والجد
ةو فوق أسطح البيوت المتآكلة حتى ال تصيبها العت
أو تأكلها الفئران
من فرط ما أعمل فيها مصباحه الذي يكاد زيته يضيء
ولو لم تمسسه النار
رجل البنك الفوضوي
الذي يولم لكتائب الغبار أمنياته
ومالبساته التي ال تنتهي إال عند حدود الرأسمالية المتوحشة
لية الجديدة واألصو
وحروب الردة
وكتائب الرب المقدسة
وهى تدافع عن اإلله الجديد
في إدارة األصول
وتخلى الدولة عن دورها الحاسم
لصالح مجموع من الفئران الضالة
والكالب المتوحشة التي تنام في مراحيض السلطة ليل نهار
فيما تبحث لنفسها عن موطئ قدم
تحت أحذية اليانكى
عالم البيت األبيض وأ
التي ترفرف دائما
273
على مؤخرة رؤساء العالم الثالث
فيما العلوج األمريكان يشعلون الحرائق المدوية CIAوعمالء ال
في قبة اإلمام على
واألهواز
ومدينة الرشيد
ويستبدلون الكتاب المقدس
بوثيقة الدم
والفاصوليا
ما الذي يفعله الرجل البنك الفوضوي
سوى أن يجلس في ركن الغرفة ليعوى كالكالب
والقطط
بينما العاهرة زوجته
تأخذ في تلوين فخذيها بالبطاطس واللفت
وكافة العمالت األجنبية
ثم تبدأ في التمرين اليومي على ضرب صورته التي تنام على أرضية الغرفة
باألحذية ذات الرائحة الزنخة
والقباقيب ال لشيء
لم كيف تمارس اليوجا إال لتتع
بعد أن فقدت االتصال
الجنسي بالتاريخ
274
والجغرافيا
فيما تضع في سوتياناتها المزركشة
أوراق الدوالر المزورة
وتمسح بها مراحيض السكك الحديدية
للهيكل د انتقاما من الحراس الجد
CIAوعمالء ال
وجنراالت أمريكا المتوحشة
اللبؤة
رجل البنك الفوضوي
الذي يضع التعاليم المقدسة
للسيد الو تسو في كفة
واألصول والخصوم في كفة
ويغلق عليها في الخزينة المسلحة بالمفاتيح
خشية أن يسرقها اللصوص مع العمالت الورقية
وال يفرج عنها إال بقسيمة الصادر
والوارد
بانتظار أن يفتح جنته الموعودة
لرجال األعمال
ددة الجنسيةوالشركات متع
على أن يصدر مرسوما إلهيا في نهاية األمر
275
بطرد الفقراء والمعوزين من جنته الموعودة هذه
رجل البنك
ذو العوينات
الذي يضع المونوكل على طرف أنفة لكي ينظر إلى العالم
من خالل ماضيه الذي أكلته الصدقات
والتبرعات
ي تسير في الشوارع الجانبية تلك المخلوقات الرثة التإال وال يبصر
كاألوبئة واألرانب المجففة وهى تفتش في صناديق الزبالة
عن لقمة سائغة أو وجبة دسمة من وجبات أبناء الذوات
اللصوص الجدد للوطن
والخونة
الجواسيس
رجل البنك الفوضوي
الذي يسكر في المساء على طاولة من قش وخيانات
وريات المختنقاتويحلم بنساء جويا األسط
بالشهوة
و الزنوجة
و ال يضع في ثالجاته األمريكية األتوماتك
إال صورة أرنستو جيفارا أو موتسي تونج
كالخناجر وهو مسجى على طاولة من خشب و حنانات فيما يبك الدم من رئتيه
276
وحول فتحتي األنف الرصاصيتين
حتى ال تقلقه الكوابيس
ال بعد أن يتناول كأسين من الفودكا الملوثة باألرغفة الجائعة وال يتسنى له النوم إ
وحليب األمهات
!فيما يعيد تخطيط العالم بحيث يجعل األعالي أسافل
ال يحبس رجل البنك الفوضوي لم
كافة كوابيسه التي تطارده على العشاء في قفص من الحديد والرخام
ويلقى بها تحت أرجل المارة
وه والسوتيان لكي يمارس رياضة وينزل بالماي
العدو والسباحة فوق بحيرة من األحالم الكرتونية
التي قنصها من القيمة المضافة للعدالة
والديون المعدومة
وأصحاب العمالت المضروبة
وتجار المخدرات
وكافة غاسلي األموال على مستوى العالم
لكي ال يصاب بعسر في الهضم
ادي أو حتىأو التبول الالإر
تطاله النوستالجيا
رجل البنك الفوضوي
في سلة جانبية على مائدة القمار –أخيرا –الذي يضع النهار
277
ويمسك بسكينه القوية
ثم يقطع رقبته قطعة قطعة
وال يترك سوى بيوضه التي تتعفن كقطعة خردة
أو يعلقها على عمود نور في وسط الشارع
ادرا على المواجهةحتى ال يعود ذلك النهار ق
أو الصراع الطبقي
وال يشير إليه إال بسبابته التي تتآكل كقاتل
ولص
وسوف يقلب الليل في أول مقلب زبالة يصادفه
الليل ذلك المجهول ذو العتمة والقبعات
الذي يتهدده دائما بالكوابيس
والسجن
كارل ماركسفيما يترك لرغباته الورقية التي تظهر وبضراوة على مؤخرة
ومارتن لوثر كنج
والسيدة مريم المجدلية
وسوف يضع آالف الدوالرات المزيفة كذلك
–الجيوكاندا –بين شفتي رائعة ليوناردو دافنشى
حتى ال تعود تغمز له بعينيها اللعوبتين كمحترفة دعارة رسمية
بين سرواله ه وليبصق على العالم منئولكي يضع تلك االبتسامة اللعينة تحت حذا
وشرفة مؤخرته
278
ال يجرب رجل البنك الفوضوي لم
أن يضع آلة عد النقود أمام سلفادور دالي والكتاب المقدس
وأن يضع المكنسة الكهربائية فوق رأس هيجل
والقديس بولس الرسول
ال يجرب أن يصنع من النهر قطعة فلين تطفو ولم
على سطح الذاكرة
لزهور اإلصطناعيةال يجفف تلك ا ولم
التي تنبت على المائدة إلى جواره
ويجعل منها شوارع وأبنية تصلح إليواء القطط الضالة
وأبناء الكالب
بكافة فيروساتهم الملوثة بفقر الدم
او الغرغرين
ال يقول إن هذه الحياة صندل لم
وأن الليل عدة مقاه
على قارعة البيمارستانات
زواجأأو جورب بثمانية
وسروال
هل له أن يقلق نفسه أخيرا بكل تلك األكاذيب الملونة
عن العدل
والحرية
279
وتدخل هللا الحاسم في التاريخ
ال يقول لنفسه وهو يربط حذاءه لم
أنا –هو –أنا
وكما قال الرب لموسى وهو يناوله التوراة
أهيه الذي أهيه
ال يجرب رجل البنك الفوضوي كذلك لم
يصنع من الكرسي آنية للزهور أن
ولم ال يجفف الشمس التي تتسلل إليه من فرج البيوت
تحت مخداته
وفى الليل يقف على األرصفة المبللة بالخيبة ليبعها كتاجر خردة
أو يجعل منها امرأة تتبول على الرصيف
الفوضوي رجل البنك
بوتات ضخمة الذي يرى أن العالم ال شيء سوف يزرر ياقة قميصه بعنك
وسالحف
وينزل إلى أرض الشارع ليبشر بحضارة
األنقاض
و التآكالت
رجل البنك
الفوضوي
الذي يقبض على قططه في المساء
280
ويأكل لحم امرأته في النهار
وعندما تحين ساعته سوف يهتف
يا لها من نهاية تعسة
لمسرحية ال تريد أن تنتهي
ل من وضع العالم وربما يعد
ضع الموت قدام الحياة لي
أو يصر الماء في صرة
وسوف يطلع إلى السماء السابعة في عربة من زجاج
وقش
وتجرها ثالثة خيول
وحوذي أعمى
ال لشيء إال ليزن األرض عن بعد بقصبة من هواء
ويقيس المسافة ما بين المجرة والمجرة
بقلم رصاص
وعدة مكعبات من نشارة وفحم
ألمرليكتشف في نهاية ا
أن السماء صندل
والليل جورب
!!بثمانية أرواح
مجلة نزوي
4010أبريل
281
إبرة من قش
هكذا كانوا يثرثرون عن الليل ذي النجوم والقبعات
عن األنهار
وحروب اإلسكندر األكبر
عن المغول
والقوة الفعالة لألهرام
عن الديانات
ومخترعي األسلحة الجرثومية
ث إلى الهواء بال مرئياته فيما كنت أتحد
وحيواناته
التي تقف صفا عالقا من الماس
والماعز الجبلي
الذي يقود في نهاية األمر إلى الممر المعتم
وعبر كل تلك الساللم الواطئة التي تربط
السماء
واألرض
!!بإبرة من قش
282
اختراعات صباحية
صباح الخير : أخترع وردة ألقول لها
ا لينام إلى جواري على المائدةاخترع قمر
نه على مهلأخترع نهرا ألشرب م
أخترع سماء ألتجول فيها بحرية
أخترع أرضا ألسير عليها بمفردي
أخترع شمسا ألقول لها أنت شقيقتي
أخترع امرأة ألعشقها أمام عتبة السماء
أخترع نجمة ألكتب فوقها قصائدي
أخترع أغنية لينطق الحجر
كونشرتات وحدائق ويؤلف بضع
أخترع فجرا حتى ال تنطفئ بقية الكواكب
أخترع بحرا ألبحث فيه عن لؤلؤتي
أخترع نشيدا صباحيا
حتى ال يشيخ العالم
283
ءساعات األلم الزرقا
ومثل كافة المقابر القديمة
سوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
ال لننكش الريح بأصابعنا
التي ينز منها الدم
نكتب عن أمنياتنا التي تشبه الجذام والسل الرئوي أو
وإنما لنتعرف على الشمس
التي تشبه كرة من النحاس
والمغنسيوم
وسوف نتعرف كذلك على األلم
من خالل كل تلك الخرائط السرية التي تركها الغزاة
أثناء تجوالهم الراسخ
فوق أجسادنا التي أصبحت جلودا دبقة ألحذيتهم العسكرية
وأرضا صلبة لممرات اعتقالهم
وسوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
ال لنكتب عن عجالتنا الحربية التي صنعناها من عظام الموتى
وأغنيات الرعاة
وإنما لنكدس أسماء كل الطغاة الذين مروا
من فوق صحراواتنا التي بقيت كشاهدة أخيرة
على غرف التعذيب والدفن
ماعي و الفردي ومقابر الموت الج
284
واألرغفة الممغنطة باألسالك الكهربائية
و المعجونة بالروث الجاف
وحبوب منع الحمل
وسوف نترك فوق وجه الفضاء الغويط
صورا شخصية أليامنا
التي امتزجت بالرعب
والدم
بع سنواتنا المعجونة بخميرة الرق الذي ب
ووصاياه الجمة
ليتسرب منها الخوف في نهاية األمر
طريا
والمعا
مثل شمس دبقة
على طاوالتنا التي امتألت بالكوابيس
والمسامير
.حتى ال تحرقنا ساعات األلم الزرقاء
285
شجرتك األسيرة
شجرتك العالية
حين يجلس الرب على مقعده العالي
وتخرج العصافير من ساحة الكاتدرائيات
كالشهداء
والقديسين
ونه وال يجد القساوسة شيئا يفعل
سوى أن ينشفوا أرديتهم الطويلة
ولحاهم الخشنة
بكلمات الرب المطاطة ووصاياه
سوف تقفين أنت
كتمثال من الرخام الحي
وبجوار شجرة الدفلى الناشفة
لكي تعيدى ترتيب العالم
بيديك االثنتين اللتين ترممان حقائق التاريخ
والجغرافيا
بالعشاء األخير
والمناولة
وردة التي بين شفتيك على مذبح الرب الرنانوتضعين ال
فيما تتركين لعسل يديك أن يتكوم
على نفس الحديقة المجاورة لروحك تماما
أو على الساللم المتحركة لطبقات جسمك الحي
286
فيما تخرج الكلمات من بين شفتيك النيئتين
كالفراشات الملونة
والعصافير
التي تتسلق وبعفوية كاملة
سموات الواسعة لروحك التي تخبئينهاغابة ال
في جيب بنطالك الخلفي
وتحت مخداتك المحشوة بالحكايات
واألساطير
فيما صدرك الذي يشبه غابة كاملة من الموسيقى
يرقد هناك في ذلك البعد األسطوري ما بين رياضيات الجنس
والنغمة األخيرة لشهوة المالئكة
المرحة
في العراء الرنانحيث تقف شجرتك األسيرة
ال لشيء إال لتسمع غناءك
الذي يشبه قطيفة من السموات واألرض أنت
أيتها الساكنة هناك في الجنات
األصحاب يسمعون صوتك
وضجيج حركتك
وأنا
!!ال أسمع إال صدى غاباتك التي تشتعل
287
تناقضات
اللتقاط األنفاس واحدة الحياة فرصة لم تترك لي
أظنها صديقتي الشجرة التي
تكمن لي في نهاية الممر
مثل قاتل
!!ولص
القمر الذي أتطلع إليه من النافذة
يوقعني في المطبات والحفر
التي أرغب في الوصول إليها الشاسعةالسموات
فوق دراجتي البخارية
ال أقطعها إال في النوم
الوردة التي أعلقها على طرف سترتي
تتأهب لالنقضاض على
تم أنفاسي حتى النهاياتوتك
على أحداق من حجر –تتثاءب –فيما هي جالسة
وكمانات
النوارج التي أجلس عليها ألغنى بمفردي في الصيف
تدوس على أمعائي
وتقترح شكل شراييني
الربيع الذي أنتظره كل ليلة
ال يحمل في حقيبته سوى الندم
288
والكثير من الزهور السوداء
- بمفردي –ه الطريق الذي أسير في
كثيرا ما أكتشف في نهايته نفس الضغينة المسننة والجنون الرابض كحجر
القلم الذي أكتب به
يحدق طويال إلى الكلمات التي أقوم بحراستها
ه شذراوينظر إلي
باعتبارها زوائد دودية ونتوءات
كثيرا
ما أشم رائحة المستنقعات في كل شيء
ئدة مثل كلب ميتفي الطعام الذي يرقد على الما
في إشارات المرور التي يشتبك
على إطاراتها البالستيكية
البعوض
و الدوسنتاريا
وكافة أمراض الحياة العصرية
الملفات التي أحملها كل يوم
ال تعرف شيئا عن الحداثة
أو ما بعد الحداثة
ومثل كافة القطط والكالب ال تفعل أي
–شيء سوى أن تهز ذيولها وتتثاءب
289
وال تزيد عن كونها شهادة ميالد
على إفالس العصر
ووثائق دامغة
على عبثية الفعل اإلنساني
الفراشات التي تأتى إلى متنكرة
وهاربة من الحقول
والغابات
لتحط على شرفة منزلي
هي بالتأكيد أرواح ضالة لموتى
يطالبون بالعدالة
وحرية المرور و الحركة
وينام تحت فروة الرأس الهواء الذي أتنفسه حارق
فيما يعمل فوق الجلد
كاإلبر
والمسامير
الليل الذي يواريني عن الشوارع البعوضية
واألرصفة
ما هو إال بضع خفافيش ترقد إلى جواري
على الفقاعات
والسكك
290
الزمن الذي أضعه في جيبي كالمشابك
كثيرا ما يتسول أمام منزلي طالبا الصدقات
ية ليقضى فيها حاجته إلى التبول الالإراديودورة مياه عموم
آه
ماذا أفعل أنا بأناى الزائفة هذه
وبكل هذه الفوضى التي تتكدس فوق سريري
وعلى طاوالتي
أنا كاتب النص الملتزم
و الال ملتزم
.في هذا العالم
291
قشة يركلها المارة باألقدام
مضيع أنا مثل قشة
ومدفون مثل بارجة في قاع بئر
خل في منافسة حادة مع القططأد
والكالب
لكي أثبت أن هللا موجود
كالنقانق وأضحك من األحالم التي تطاردني في السكك
البردانة من النوافذ وتمد لي أصابعها
بينما الحياة تمضى
في الشارع
بهدوء وبطء
العالم يسير باطراد نحو الهاوية و
أو كوابيس على جانبي النافذة ثمة أشجار بال أحالم
ثمة أوراق تسقط زاخرة على األرض
كانت تعج بالحياة
!!والضوء
أو الزمن الزي يمضي بال نهاية هل كانت تفكر في الخلود أو عودة الروح
أم أنها تمضى في طريقها المرسوم بعناية نحو العدم والالشيء
وفى أي شيء أختلف أنا عن هذه األوراق
أنا فكرة هللا الفذة
فته المعمارية التي تجلس على الرصيف المقابل وتح
.حتى ال يدهسها المارة باألقدام
292
مشروع كتابة قصيده
سأحاول أن أكتب قصيدة جديدة
هاأنذا أمد يدي إلى الورقة
الورقة المنزوعة من األشجار
البياض يهرب إلى الداخل
الداخل األشد سوادا حتى من الحياة ذاتها
ذه المنضدة بالذاتلماذا أجلس إلى ه
وكلما أردت أن أكتب قصيدة جديدة
ألهذا األمر عالقة بالفلسفة الوضعية
والسلم الموسيقى
ألهذه الرغبة إحساس دفين بالعبث و الال جدوى
ثمة جرائد
ومجالت
وصحف مبعثرة من األمس
خرائب معقدة تمتد إلى ما ال نهاية
فناجين قهوة
وإحساسات
تصنع بكل هذه الحروف والنقطيدي ال تعرف ماذا
سوف ألتقطها بالمالقط وهى تعبر الرصيف
أو تتعطل عند إشارة مرور
تانغئعيناى زا
293
وتنظران إلى الال شيء
أعيد تخطيط العالم وأنا أنظر من النافذة بالضبط
أو جالس على طرف سريري
سريري الذي كل من الوطء
ومن مؤخرات المارة
ياة الزائفة هذهأضحك ببالهة من لعبة الح
وربما أدلق شاحنة من الحبر فوق كل ما كتبت
أو سمعت
أو قرأت
لكي أمحو كل هذه النفايات عن رأسي
اآلن
وأنا الكائن العابر والمنعزل
المحذوف من كل سجالت العالم الرسمية
و الال رسمية
الغائب عن األوسمة والنياشين
وفى هذه الصباحية الرثة حيث أجلس وأتأمل
ربما مر هذا العالم من قبل
ربما حاول أحدهم كتابة مثل هذه القصيدة بالذات
خترع أحدهم شجرةاربما
وأوقعها في حبه
294
ربما اجتث أحدهم نهرا ليحبسه فوق سطح بيته
ينة وينبثق الوجود من جديد سوف تمضى هذه اللحظات اللع
الوجود العابر
الفاتن
اآلني
و المتالشي
آه
ف أركن دراجتي الهوائية بجوار قصائديسو
ألنام
واضعا ذراعي تحت رأسي
وصارا األلم في صرة
بنصف عين الجارحةومحدقا إلى الشمس
لعلى أنسى مشروع هذه القصيدة
وال يعود ينبثق من كتلة الروح
!!إال طنطنة ذبابة كهر بائية
295
الموت بحد ذاته
زهرة الخشخاش الموت ذلك الحيوان األسود الرابض بجوار
وقمر الجنيات األسود
بأجنحته العنكبوتية
وأنيابه الالنهائية
سوف يقبض على الكل
فيما العتمة تجتاح العالم
وال تترك ولو فرصة واحدة للحياة
الحياة الرائعة
المجنونة العاقلة
العميقة الغور
!!والقرار
ال تأت
ال تأت أيها الخفاش األسود بأجنحتك العنكبوتية
وأنيابك الالنهائية
و أمهلني قليال أيها الوغد
296
ريثما تجف سراويلي
فسوف أغلق باب حجرتي بالمفاتيح
وأطفئ كافة المصابيح
وال أدع الهواء يتسلل حتى من الذاكرة نفسها
وربما تدخل من عقب الباب مثل كبش أملح
حينئذ
سوف أنام بجوار أحالمي كالدببة المسنة
ذبابك الذي يطن - عنها –لكي أطرد
عبر األشرعة
والنوافذ
أيها الموت
!هل تموت ؟
297
وعوره
سأواصل كتابة األشعار بدون رغبة أو ألم
بدون رغبة حتى من الرغبة ذاتها
!!وبدون ألم حتى من األمل نفسه
أعرف أن األشعار جميعها زائفة
والكلمات غبار على أحذية العالم
ه الحياة عالم أعول أنا في هذ
!!أعلى كتابة األشعار ؟
وماذا كان يفعل الحالج و النفرى إذن
ماذا كانت تفعل سافو و هيراقليطس
في الشوارع ل ث وماذا كان يفعل أفالطون بمدينته الفاضلة وهو يبحث عن الم
و بارمنيدس
عن التاريخ ذي األظافر
واالنهيارات
ماذا عن الحروب والدم والمواسم
سيختفي من هذا العالم كل شيء
حتى الجمال والحب والميتافيزيقا
الميتافيزيقا التي لم تكن حال ألي شيء
ثمة ميتا فيزيقيات كثيرة ومتعارضة
ميتافيزيقا الموسيقى
وميتافيزيقا الحجر
ميتافيزيقا الروح
وميتافيزيقا الجسد
كل شيء سيختفي
سيذهب إلى البحر
الواسع رالبحر الكبي
ة الصفرإلى نقط
.إلي أعلي نقطة في البناية
298
الحياة لم تكن سهلة أبدا
أذكر تلك الخراف التي كانت تأتيني في النوم
و أهشها عبر الذاكرة الخربة
أذكر الشمس الراقدة عبر الحقول والمستنقعات
الندى تأذكر صباحيا
والنهار الرائق كالسلحفاة
أذكر وردة النحاس و القطن
أحالم أبى والكثير من
محمصتلك األحالم التي لم تكن تزيد عن رغيف
و حصوة من الملح
أكتب عن أفالطون –وفى عز البرد –ما الذي يجعلني
وأنا أحاول إصالح
فردتي حذائي
ما الذي يجعلني أقرأ ديستويفسكى
وأنا أكثر من راسكولينكوف
واحد
وفيما أغط في النوم
ات ال مبالية لرسوم األطفالعلى جدران مكتبتي ثمة فراش
تعبر النهر سوأفالم كرتونية بجوامي
وها أنذا أرسم الشهوة في بحيرة من الملح
وأحدق مليا إلى القمر من منظور أرنب
299
بطاطس ومقبالت
تلك وجبتي الصباحية
العالم معطوب وأنا أحاول إصالحه
يا لها من فكرة خيالية
التفاصيل وها هم رجال القانون يغرقون في
من أجل صفقة البطاطس
واللفت
ويسنون القوانين بالمقشات
قانون لهندسة الوراثة
وقانون لهندسة البيئة
قانون لجباية الضرائب
وقانون آخر الحتكار الهواء
والشمس
قانون لسرقة الوطن
وقانون أخر لإلعدامات
الحياة لم تكن سهله أبدا
ما الذي يجعلني أفكر في العالم
وأنا لم أكن بالنسبة له أكثر من حصوة
فارغة
في قاع قارورة
300
بين محيطات بأنياب
!!وأسماك فك مفترس
آه
ال يوجد سوى أرقى الدائم من الميتافيزيقا
أيتها الحيوانات الراكدة
على حسكة الروح
هاهي الشمس تعلو على قصبة األفق
والعالم ال يفكر إال في مصنوعاته الجلدية
نا أفكر في العالموأ
!!وفى حتمية الحل النهائي للكرة األرضية المعطوبة
301
عفيفي أبو حجازي
(1)
في ليالي الصيف العتيقة
كان يمسك بأنواله
ومغازله
وتحت ضوء القمر المخنوق
و النجوم التي تميل إلى الزوال دائما
كان يترك لخرافه الضالة التي صنعها من الصلصال
واآلجر
عى في صحن المسجد أن تر
وكان عندما يتذكر سنواته التي أنفقها
في جمع السيسبان
وحب الكافور
و الخروع
كان يسند ظهره الذي امتأل بالبثور والدمامل إلى جميزة ناشفة
ويبدأ في تشييد مدنه و شوارعه التي يعلقها على الجدران
وشجر األضاليا
مذراته الخشبية و ال يجد لديه ما يفعله سوى أن يمسك ب
لكي يذرى بها تلك الساعات الهرمة
التي أنفقها في غسيل كوابيسه
و أوهامه
التي جففتها الشيخوخة
و نشفتها السنوات
وذلك
قبل أن يعود إلى أنواله ومغازله
وبكرات خيطه التي ينسج منها آلهته الورقية
وصلواته
التي يقدمها قربانا
إلى الموت الرنان
302
(4)
أمام المسجد الكبير
كان يجلس الشيخ المسن عفيفي أبو حجازي
ولم يكن يترك لفراشاته الليلة أن تنام أو تهدأ
من قبل أن يعمدها بالتراب و اآلجر
و فيما كان يجدل الهواء على سلم من كرتون
و قش
كان يعرف أن الموت الحطاب سوف يمر في آخر الليل
مال في يديه الدفوف راكبا حصانه الخشبي و حا
والمزامير
وأن أطفال القرية أولئك الغواة الصغار
سوف يرجمونه بالبصل
و الطماطم
وهم يشيعونه حتى المقابر
باألغنيات التي تبقع الهواء
!!والدمع
فيما كان الشيخ المسن عفيفي أبو حجازي
ن الحياة ما هي إال لعبة ورقية أيعرف
ال تلبث أن تزول
و تنتهي أ
وسوف يخرج الممثلون الصغار
من الباب الخلفي للمسرح
وقبل أن يسدل الستار
وال يتبقى من كلمات المؤلف
سوى كلمه واحدة
!!النهاية
303
(1)
في عريشته التي بناها على شاطئ البحر
من الحكايات
و األساطير
الكراكى كان يحلو له و في آخر الليل دائما أن يجمع حواليه طيور
و السمك الميت ال لشئ إال ليصنع خرزه الملون
. . .وأغنياته التي يرصع بها صدر السماء
ويرصها هناك فوق الطوف البحري و ليصنع من كلماته التي ينحتها من الحجر
واآلجر
صلواته التي يقدمها إلى الماء
فيما كان يجلس إلى جوار أحالمه كالدببة الجائعة
لي الصخابةو السحا
لكي يؤسس لوحدته التي تتعالى
مثل صرح من الرخام
والحصى
ولم يكن يفعل أي شئ
سوى أن ينام و ظهره إلى العراء الطلق
إلى أن تقلبه الشمس في الظهيرة كالكالب الضالة و القطط الميتة
و تحت مخداته التي يحشوها بالطوب و القش
نية السموات النجوم التي قطفها من آ كان يخبئ
والزبد المحروق
حتى إذا جاءه ملك الموت بمعاوله المحدبة
و آالت جره
لم يجد لديه ما يسرقه سوى خرزه الملون
و طيور الكراكى التي تحلق بعيدا في السماء الراسخة
!!و أغنياته التي يتركها هناك على العتبة
304
(2)
يف و يسعل كالقردة و النسانيس حين تقدمت به السنوات أخذ ينفث بخاره الكث
وكان يجلس على مصطبة الدار
دئما ليغنى أغنيته المرحة التي كان يغنيها أمام القبر
وفى رحلة الوداع األخيرة
أخذ يجمع بطاطينه
وحاجياته
و نوارسه البيضاء
و السوداء
وتوجه إلى مقبرة القرية لكي يفترش ظله
الذي سبقه هناك كي يموت
مازال يتبعه مثل كلب و
و هناك
وعلى الطريق الترابي المؤدى إلى المقبرة
كان ملك الموت يفترش األرض
بألحفته
وسجاداته
ويقوده ببطء
إلى حيث العظام التي تتراص إلى ما ال نهاية
سةشر والجماجم التي تتكوم كالبنيان المرصوص ومخلفات حرب
فيما ظلت هناك وعلى باب المقبرة
جمجمة أخيرة
تحدق فيه بعينين رائبتين
وفم يملؤه التراب
!!والعناكب
305
(5)
حين فاجأه الموت الرنان
وهو يجلس على عتبه الدار بجلبابه المتسخ بالزيوت والشحم
و عكاكيزه العمياء
كانت سنواته التي تلمع كالضغينة
ويعدها كاألرانب
تتراءى له من بعيد
البحار و المحيطات مثل سفينة تمخر
!!أو كعجلة معطوبة في نهاية الممر
و لما لم يكن يملك في نوبة الحراسة المصغرة هذه
سوى حجر من الفلين الذي يتركه على السطح
ليغوى به تلك السمكات التي تتراءى له في النوم
كالقطيفة
كان يجلس إلى حجر الرحى كأحد الثيران الجريحة
رنيه ليشد الزمن من ق
الرخاميتين
بأصابعه التي يشبكها في صنارته الوحيدة
ويتركه هناك ليحف
مثل كيس من الدمع
وقبل أن يهوى فوق رأسه كالثعالب و حبات األضاليا
وعندما كان يحدق في مرآته التي سرقها من الزمن
ويحملها في جيبه كالخرز و اإلوز
كان ال يبصر إال تلك السنوات الضريرة
التي ينشرها على حبل غسيل
و فوق سطح بيته الذي ال يلعب عليه سوى الفئران
و القطط
ما الذي يفعله الموت الرنان
بأغنياته التي يتركها هناك على األرض
وسكاكينه
!التي تجز رقبة الهواء ؟
306
شهوة
في الخمسين
لم أبلغ قاع تلك الوردة
وال ذروة هذا العالم
ين بيدين كليلت
وقلب منجرح
سوف أقطف قمرا أبيض
وأقترب من شهوة األرض
التي ال يعرف أنينها
!! سوى الجذر
307
القمر األحمر
إلى محمد الطوبى
و محمد شكري
!! الليلة
سوف نقتفى أثر هذه النجمة أو تلك
وسوف نتوقف على حدود طنجة الواطئة الحارة
فون من الطوارق و البدو الرحلالتي هجرها األعراب و الطوا
و صارت مدينة مفتوحة لبائعي السجائر المهربة و المخدرات
و سوف يمكنك كذلك و بعيدا عن نبرة الحزن هذه
ودون أن تفتش في أوراقك القديمة عن األسبلة
و األضرحة
و صرخات طارق بن زياد وهو يعبر المضيق ليصل إلى نهاية المحيط
لس العتيقة بحثا عن األند
أن تتبع هذه الشمس إلى خط النهايات
تلك الشمس التي فرت من تحت عباءة الليل البردانة
كي تسند رأسها إلى حائط مقبرة كان يسكنها المهدي بن بركه
و لكي تكتب شعرا جميال في محبوبتك فطوم
تلك المرأة التي أغوتك طويال
و شغلتك بشعرها المحموم
ني الذي يشبه خيط الحرير و ثديها الزيتو
و القز
و أعطيتها من سنوات عمرك القليلة
بعد أن وهبتها كل زيتونك و خبزك الحافي
308
و ما تركت لها على المائدة سوى حرائقك التي أخذت تشتعل في كل اتجاه
أنت أيها السيد الهرم المبجل
نم هانئا هادئا
ن تفي بحاجاتك الملحةفليس ثمة من أحال م أو كوابيس يمكن لها أ
و طرائقك إلى الوجود إال الشعر
أذكر
كيف صارحتها بجنوناتك وولعك في ليلة ما من ليالي الصيف العتيقة
ورحت تغنى لها أغنياتك التي تشبه حب الرمان ثم أخذت
تتبعها من بلد إلى بلد ومن مفازة إلى مفازة
أسالفك القدامى من الرواقيين و البدو الرحلتماما كما كنت تتبع األثر ومثلما كان يفعل
و األعراب
ودون أن تبلل رجليك في مياه األطلسي أو األبيض المتوسط
لكي تغتسل من ألم الحب
والشعر
في قارورة كنت خبأتها في طيات جلبابك األسود
وتحت جدران سجن تازما مارت بعيدا عن رجال الدرك و حراس السلطة األقوياء
اآلن
بعد أن هدأت العاصفة الترابيةو
دعنا نتجول على شواطئ األبيض المتوسط
ودعنا ال نكتب مظلمة إلى الوالي بل نغنى أغنيتك األخيرة إلى القمر األحمر
309
وال نتطلع إلى الهواء الذي يذخر باألساطير
والفلسفات
دعنا نتوكأ على أحزاننا التي تشبه الدمامل وأعواد الحطب الجاف
الشاسعة التي تفصل بيننا تنبوح أبدا بكل تلك الصحراوا و ال
وال بكل تلك الهزائم التي تمأل العالم كالمخاط
وسوف نتوقف كذلك و لمرة أخيرة فقط تحت حائط قديم
لبيت كان يسكنه محمد شكري على أطراف طنجة الغادرة الميمونة
لنبنى نفقا في األرض
ألساطير أو طابقا آخر من الحكايات و ا
ألطفال القنيطرة الذين ينتظرون القمر األحمر لعبد الوهاب الدكالى
بشغف بالغ
ويأس غير محموم
حتى إذا ما جاءت الشمس في آخر الليل عريانة و صابئة
يمكن لك أن تخيطها تحت جلبابك المزركش باألغنيات و الليالي
أو تخبئها في دورق من الزجاج المغربي المعشق
و داخل غرفتك التي تشبه السجن و الخالية تماما من األسرة و النوم أ
لكي تخلع عنها كل تلك السراويل المبلولة
و تعلق الزمن على نفس المشجب الذي كنت تعلق عليه عصافيرك و ذكرياتك
و قصائدك التي كنت تحفظها عن ظهر قلب
! صديقي محمد الطوبى
310
لجوالإنما هي فتنتك أيها الشاعر ا
الذي التقيته قبل عشرين عاما
و لم أكن أعرف أن الزمن بآلته الحدباء الجافة
سوف يكون له من القوة و الضراوة
ما يمكنه من أن يقرض أرواحنا التي أخذت تجف قطعة قطعة
تحت الموائد و األرصفة
ودون أن يتوقف أو يتلكأ لمرة واحدة
ومهما أرسلنا نحن من ضراعة و شفاعات
إلى أن نختفي تماما من الوجود
ودون أن نخلف كذلك وراءنا سوى مجموعة من الدوائر المتشابكة
و المتقاطعة
على أرواحنا الميتة
وأجزائنا الحساسة
تلك الدوائر التي يتعين عليها أن تتالشى
رويدا رويدا
مثل حجر يهبط
!!إلى المحيط
311
حرية العدم
بتنا بالزوغان و العمى في السنوات التي أصا
كنا نتعلق مثل طير مصلوب فوق شجرة اليأس الرنان
وبأسناننا التي تنز باأللم و الخطأ
وكلماتنا التي تنزلق ناحية اإلثم و البراءة
كنا نفتل حبالنا الصوتية الجافة لنتسلق عليها حتى نصل إلى أعلى نقطة
في الفضاء الغويط
نقطعها في رحلة الصعود و الهبوط هذهو لكن المسافة التي كنا
ما كان يمكن لها أن تفي بحاجاتنا الملحة
الكتشاف قارة واحدة
من قاراتنا الغارقة
وال كانت مبررا خالصا على وجودنا اإلنساني الممض
في هذا العالم
و لم يكن ثمة من شاهد على صلواتنا المحروقة
و التي نقدمها آللهتنا الورقية
جوهرة الروح التي تنبثق من كل هذه المادة الغفل سوى
.والتي تسمى أحيانا بالعدم
312
لعبة المصائر المتقاطعة
عندما تأخذك الشفقة قليال على هذا النحو أو ذاك
عندما تدرك ألول وهلة أن الطرق الصحيحة و الصائبة للعالم
ما هي إال نفس الطرق التي تفصلك عن المصير اإلنساني
تعود تشغلك فكرة األمل و اليأس في شئ و ال
أو يفصلك عن الهدف النهائي للوجود إال بضع خطوات حذرة
األمر الذي يجعلك تتردد كثيرا في المضي ابعد من ذلك
ألن هذا الطريق أو ذاك
! ! سوف يقودك في النهاية إلى نفس المصائر المتقطعة
313
مخزن الغبار
السماء حجرأريد أن أمد ذراعي أللتقط
أن أنام وعيناى مفتوحتان على هضبة األفق
أن أحلم وأنا أقطف النجوم
وسالسل السحب التي تتراكم فوق ذوائب الجبال والنخل
ضحك وأنا أطارد أسراب المذنباتأأن
والنمل
أن أخرج من منزلي وأنا احمل فوق رأسي خمرا
أن أقف على ناصية الشارع وأنا أصرخ
صباح الخير
أبناء األفاعي يا
!!هاأنذا أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه
أريد أن أنتقل من قارة إلى قارة
وكما ينتقل العبير من فأرة المسك إلى فأرة المسك
أريد أن أتسلق جبال الضوء الراسخة
كما يتسلق رجل بمفرده صواري السفن
وقيعان المحيطات
أريد أن أضع في يدي مشكاة
أتنقل من ظلمة إلى ظلمة وأنا
أريد أن أقبل جسد محبوبتى التي تغط في النوم
تحت شجرة سنط عارية
314
كما أقبل فراشة ضالة
أو يأتها المخاض إلى جذع النخل فتموت ضحكا
ال غرقا
أريد أن أضع نحلة من الجنون و النرجسات
بين نهديها التاريخيين
فأسمعها تشهق من فرط الرغبة
من قسوةأو تصرخ
األلم
أريد أن أنظر إلى سرة امرأة باذخة
بخشوع قياصرة
وحنانات قادة جيوش
كأنها أهراء غالل
وربيع بترسانات
أريد أن أتغطى بشراشفها الملونة عندما تتركني السماء
عاريا
ووحيدا
ضاال
وغارقا
على الرصيف
أريد أن أشرب من ضحكات امرأة محبوكة
315
فوق جسدي
ها التي ترن في الفضاء الغويطبصولجانات
حتى تفسد قواعد اللغة
و تنهدم قواعد الجغرافيا وأسس التاريخ
ويظهر أثر البالغة الجسدية حتى على الحجر نفسه
ويبدأ خلل في السيمفونيات
!!والموسيقى
أريد إلها بال سماسرة
أو حتى مغفرة واحدة
أريد أرضا بال أسالك شائكة
جوازات سفر حتى أو
طنا بحجم الهواء و
والضوء
أريد دساتير بال قانون عقوبات
أو سجون
أو معتقالت
بال بذالت عسكرية
أو إشارات مرور
أريد قادة بال خطط خمسيه
أو سباعية
316
أو حتى كولوخوزات
أريد سفنا شراعية تنقل الضوء إلى السماء
بدال من صلواتنا االصطناعية
التي تشبه المجاعات
والقمل
ابيب الروث الجافوأن
وصحراء الربع الخالي
ر الهواء في الليليصف ما دائما ةوعلى صارياتها المقهقه
وترقص النوارس فى الفجر
السماء بالضحك و تضج
!!في النهار
أريد أن أرى هللا جهرة
من وراء حجاب ال
وهو يجلس معي على األرصفة أو على كرسيه الذي يسع السموات واألرض
كسرات خبزي الجافة ويشاركني
وأحالمي المحروقة
وخوفي الممض من الجحيم ذاته
ية العقاب هؤالءوزبان
الذين تمتلئ بهم كتبه المقدسة
ويقفون على حافة السماء بالحراب المسننة
317
والمسامير
وآالت العقاب التي تقطر بالدم
الرغبة ةلم ال تعزف السماء سيمفوني
من قبورهم المبعثرة لم ال يخرج كل هؤالء الموتى
ليقولوا لنا أي شيء
أي شيء
عن الجنة المنتظرة
!!والجحيم المنقعر
لم ال تسقط كل هذه النجوم في حجري
وتنام على طاوالتي
فيما أقدم لها المن
والسلوى
أريد أن ينام هللا إلى جواري وعلى نفس المصعد الذي
يحملني من طابق إلى طابق
ة من الحصىعلى مخدتي المصنوع
والشوك
ومثل كل أطفال اللعب الكهربائية
لكي يجرب مرارة الفقد لمرة واحدة
في حياته الطويلة الخرفة
بدال من أن يزعجنا بكوابيسه التالفة
318
وهراواته الغليظة
ومنجنيقاته
إلى الظالم أيها العالم المتالشي
إلى الظلمة الغاوية أيتها السموات واألرض
ل هذه الكالب السعرانةلم ال تسهر ك
إال على أرض روحي الجريحة
هل هذا هو الجحيم حقا
أنا طائر أسير
أبص من القفص الصدري الذي حبسوني فيه
فأرى األنهار فارغة
والسحب جافة
واألقمار مفقوءة العينين
أرى الشموس كرات من الثلج
والدم
أرى الليل بحارا
وأعمى
كاز أرى النهار ضريرا وفى يده ع
وعلى كتفيه تتسول الحضارات
ويبول التاريخ من مؤخرته
السحب أغنيات بثالثة أرجل
319
ونصف فم
والكواكب حبات كركم
ونباتات فاصوليا
المجرات صهوات جواد ميت
ومنحنيات
الظل دموع من حجارة
وقواميس كهربائية
أبول بضجر و حميمية على االقتصاد الكوني السريع
دة الجنسية والقوات متعد
ونهاية التاريخ لفوكوياما التعيس
أنظر إلى القارات الخمس
ألعرف ماذا صنعت خارطة الطريق بكل هؤالء
كتائب جنكيز خان
وهوالكو
صرخات طارق بن زياد األخيرة
وأنف كليوباترا
كتائب الردة
وكتائب الرب المقدسة وغير المقدسة كذلك
نبياء العهد القديم أنا ال أعرف ماذا أصنع بكل أ
هؤالء
320
هل أكنسهم بالمكانس
أم أضعهم في غرف الغاز والفحم
!وأطوح بهم إلى المستنقعات ؟
القراصنة أخوتي
والمصلوبون فوق أعواد المشانق رفاق دربي
والمنسيون في الزنازين
وكتب التاريخ
وشواطئ الجغرافيا
كلهم كلهم أصدقائي المنسيون على طاولة مقهى
في حارة ضيقة
!!على ناصية الريح
في رأسي مستعمرات نائية
و بها أخاديد
أحالمي أعبئوها في علب كبريت نقالة
بها إلى الال شئوأسر
في مكوك فضائي خارج الزمن
لتقيم بمفردها هناك على حافة الثقوب السوداء
بال ضغينة واحدة
أو حتى خيانات
ل العظيم من بين أوردتي ينبع نهر الكريستا
321
وأغاني الرعاة الفضفاضة
- جنبا إلى جنب –على طاولتي ينام الرخام والزمن
بحوافره الخشبية
وكافة دواليبه
وعرباته الخشبية المصكوكة باألشباح
والديمقراطيات المخوخة
واللسانيات
والحروب العرقية
والورقية
وكافة األنبياء الكذبة
وديكتاتورية األعراب
ت األنباءووكاال
أجمع الشرق والغرب في قنينة واحدة
ا من الصباحموأظل أشربه
وحتى المساء
ودون أن يرف لي جفن
وفى آخر األمر أحقنهما باألمصال و اللقاحات
اللقاحات الواقية من اإليدز
وإنفلونزا الطيور
322
إنفلونزا الخنازير من
وإنفلونزا البهائم
إنفلونزا القططمن
الب وإنفلونزا الك
إنفلونزا الحمير من
وإنفلونزا الفئران
اإلنفلونزا اآلسيوية من
واإلنفلونزا اإلفريقية
إنفلونزا سوق المناخمن
وإنفلونزا برجى التجارة
سبتمبر11إنفلونزا من
وإنفلونزا طالبان
إنفلونزا صدام حسين من
وانفلونزا نورييجا
انفلونزا ماركس من
وانفلونزا آدم سميث
إنفلونزا كاسترو وستالينمن
وانفلونزا ريجان
ومونيكا
إنفلونزا بوش اآلب من
323
وبوش اآلبن
وانفلونزا الروح القدس
إنفلونزا الحاخاماتمن
وانفلونزا القساوسة
إنفلونزا الشيوخمن
والفقهاء
وانفلونزا هتلر
انفلونزا موسولينىمن
وانفلونزا اسبينوزا
انفلونزا هيجل من
ونزا بابا روما وانفل
انفلونزا الحجاج بن يوسف الثقفى من
وإنفلونزا الهولوكست
إلى آخر االقتراحات اإلنفلونزية التاريخية
إلى أن ينتهي العالم
على مؤخرة أمريكا العاهرة اللبؤة
قدماى في فمي
و روحي سوف أغرفها بالمالعق
والسكاكين
عيناى في حذائي
324
أنا طائر أسير
قفص الصدري الذي حبسوني فيه أبص من ال
فأرى العالم فأرة
بثالثة نوافذ
وأربعة شبابيك
بكل هذا الليلأنا ماذا أفعل
أنا مربوط على بوابة الجحيم
بحبل من مسد
!! وكالبات
325
ال مرئيات
(1)
ألن ثمة من يملك النظرة المفقودة للعالم
سوف تستمر هذه الحياة
اغ الغويطالن ثمة من يجدف في الفر
من الرغبة يةبذراع خال
سوف يستمر الموت الرنان
آلن الال أمل هو األمل بحد ذاته
سوف يستمر العدم
ألن ثمة من يقف على الرصيف الخالي من المارة تماما والمقابل للسماء دائما
سوف يستمر صراخ كل هؤالء الموتى
!!وحدها الحياة تعرف كيف تكون الحياة
326
(4)
ورا اصطناعية لكي أشم رائحة العالم أطلب زه
أطلب أطرافا ورقية لكى أواصل الحياة
المجرى الدائم للعالم
مجراي الزائف
الحقيقى
والواقعي
هوهو نفس المجرى الدائم لكل شيء
لألطباق والمالعق
للشوك والسكاكين
لألطفال
والمستنقعات
آه
الحياة امنحوني قليال من الوقت أيها السادة ألراقب
من شرفة الحياة
قليال من الوقت ألغنى أغنياتي البالستيكية
والورقية على حد سواء
قليال من الوقت ألتشارك مع العالم
العالم األفقي
والعالم الرأسي
العالم الالعالم
327
وبعيدا عن كل ذلك العالم الذي يبدأ من الكينونة
وينتهي على أرضية الشوارع
والحفر
األحالم سقطت تحت قدمي كم من
كم نجمة هوت تحت القناطر
أو انتحرت من فوق أعلى الكباري
كم قمرا أخفيته تحت المائدة أو في حقيبتي الجلدية
وأشعلت له الشموع في الليل
حتى ال يبكى من الوحدة
أو يتسلل عائدا إلى السماء
في سيارة واقية من الرصاص
أنا طائر يعبر المحيطات
يقتفى سوى أثر الضوء على السككوال
وفى كافة الخرائب الكونية
الوداع
!!الوداع
يا حيواتى الواقعية
والالواقعية
على السواء
الوداع
!!الوداع
يا طيوري الماتزال على أهبة االستعداد دائما
328
(1)
أنا عدة آالت جر بألف ذراع اليكترونية
ومحاريث
مؤسسة بآالف المكاتب
أطفال األنابيب و
تنام عليها كافة النجوم أريكة
والمؤن
والذخائر اإلنسانية
والحيوانية
على السواء
أشير إلى هذه الناحية من الجسر لم
لماذا أصفق دائما للقمر
وبالمناسبة هل هي عادة يومية
حين يطلع وعندما يغيب
في عدة مدن في وقت واحدمصرانية الحياة رحلة
نة في الرأس مدي
ومدينة في القلب
مدينة في الدماغ
ومدينة في األحالم
والالشيء
أرعى هذه الزهور بمفردي
أطبطب على كفل كل هذه الكينونات بكياناتي
ال يشغلني الربيع في شيء
بقدر ما يشغلنى عمل هذه اآلالت
لآلالت أرواح
ومقابر صدقة كذلك
وبقدر مالها من شرايين وأوردة
لكل هذه الحياة الفاغرة الفميا
!!مثل هاوية
329
(2)
ابدأ من حيث أنت
اركل كل هذه الغرفة
السقالة ، العشبة ، الذاكرة ال فرق
ال فرق
ال فرق على اإلطالق في أن تكون أو ال تكون
ال شيء سيتغير في هذا العالم
بدءا من حروب اإلبادة
ةوانتهاء بالمجاعات والرأسمالية المتوحش
! وبالمناسبة أين هو المسيح اآلن ؟
اصرخ فلن يسمعك أحد
ابك فلن تجد أحدا إلى جوارك
المعطوبة ةنفس الشاشة السينمائي
التي تعرض فلمين في وقت واحد
الحياة في جانب
والموت في الجانب اآلخر
نفس الشاشة التي تعرض الحياة بقسوة
وبال توجسات
إنه الموت المجاني
المجانية والحياة
في غرفة التعذيب الواسعة الكبيرة
330
والتي تسمى العالم
هاهي اللعبة ستستمر إلى ما ال نهاية
وأنت واقف على سقالة العالم الخربة
مثل ساعة بزنبرك
تضع يدك في جيبك
وتمسك بسلسلة مفاتيحك
وبالمناسبة
أي عالم هذا الذي تحكمه الصدفة
وتحرسه الكالب المتوحشة
ادخل أيها الليل ادخل
فليس في الغرفة سواى
!!على األقل
وأنت
أيتها الروح الكونية التي تشكل المحيط
أو تقيم بداخلي
الروح التي تعبر الشواطئ
وتتلكأ على األرصفة
والجدران
وتقف هناك على ناحية الحارات المعتمة لليل
حيث الهواء الذي يتعرف على الهواء
331
يكون أكثر إنسانية من الهواء ذاتهويريد أن
حيث الحجر مركون إلى ذاته
وال يفكر إال في كينونته
حيث النجوم ال تلمع إال عبر المجرات الالنهائية
والغرف الواسعة المتسخة
من العالم
أريد أن تكون خطواتي أكبر من نظرتي
أريد لهذا العالم أن يكون مضاعفا
و منضغطا
فأضعه في جيبي
وأغلق عليه باب حجرتي وأربطه بالسالسل إلى طرف سريري
سريري الذي يشبه منطادا حيوانيا
أو بركانيا ال فرق
تبحر فيه األحالم
والسكك
في الليل
وفى النهاية يهبط بعجالته الحلزونية
إلى األرض
وأنت
أيتها األشجار
332
واألفرع
أيتها الشوارع واألزقة
أيتها األحجار
ياتوالبنا
أيتها األنهار
والعناكب المسننة
أيتها الفراشات
والجنيات
يا إخوتي جميعا
ألمسكن جميعكن بحناني الصيفي
وتيارات هوائي
حيث يقيم النظر في النظرة
ويرتجف الوعي في الخاليا الكونية للعالم وال تعود خلية تخاف من خلية
أريد أن أخرج عن ذاتي دائما
ي غطاءاتها العظمية المرئية أن أشق عن روح
و الالمرئية
أن أخرج إلى حيث ينغمر الكل بالضوء
أو أفرد قلوعي للريح
وأسافر
إلى أين
333
!! ال أعرف
ولكن رغبة السفر دائما تحدوني
تقودني كخلد أعمى
وتفرطني على األرصفة
والمحطات
وأنت
أيتها المراكب الشراعية السكرانة
الحجرية يا مراكب روحي
السائلة
إلى أين تبحرين وليس ثمة شيء
سوى الفوضى
الفوضى التي تلف الكون واألشياء بشريط أسود
وسالسل جهنمية
خر علينا أن نخوض فيهآفوراء كل بحر هناك بحر
أو نقطعه
وخلف كل سفينة رأسية
هناك سفينة أخرى غير رأسية
أو متلكئة
ر وبعد كل محيط هناك محيط أخ
من نفس الدائرة أبدأ
334
وإلى نفس النقطة أنتهي
!! الخالص
!!الخالص
يا قطط روحي السوداء
يا آنيتي و أواني
يا زجاجاتي الفارغة
وأربطة عنقي
يا أحالمي المركونة على الرصيف
وتحت أرجل المارة
بال فزاعات
!!أو نواطير حقل
من رأى منكم حلما عابرا
ر فليضربه بالسواطي
والجزم
وليلق به على بوابة الجحيم
األحالم متاريس في الرأس
وقطط تتناسل بشراسة
في المخيلة
وطائرات ورقية ال تملك العودة إلى نفس النقطة أبدا
أنا الواقعي
335
و الالواقعي
الغر
اليافع
الناهق
النافق
المراوغ الكسول
األحمق
العارف
المنحرف
السكران
الطحان
زالخبا
الوراق
العجان
والجوهري في الوقت ذاته
وأنتن أيتها الغابات الراسيات في األرض
كالجبال
وتقفن هناك في آخر األفق
أو المضيق ال فرق
أشارككن أحزانكن اليرقية
336
وأقف على بوابتكن معصوب العينين
وفى يدي هراواتي الفلكية
و منجنيقاتي
حتى تعود الفراشات إليكن
ت بالموسيقىوهن محمال
!!وأكياس الحنانات
337
جورج بهجوري
يدك التي تقبض على اللون
تعرف كيف تقبض على العالم في نفس الوقت
أنت
أيها الطائر الضليل الذي يعرف كيف ينتقل من متاهة
إلى متاهة
ومن غرفة فوق أسطح المنازل
تديرها امرأة شرموطة
إلى غرفة
في الموسيقى
ر الذي ينتقل من قارةأنت أيها الطائ
إلى قارة
كما تنتقل فراشة
إلى فراشة
ثة جكيف تلتقي أنت والسيد على جل
وتحت عجالت بنوارج
هل تقلقك قشة
!أم يزعجك الناموس ؟
338
منعرج الكثافة الالإنسانية
339
ترقب
لما ق
ترغب يد النهار العاشقة أن تفعل
وقلما تدوم تلك اللذة
انة سوف تنكش حجارة األرض بيدها الرن
هذه الزهرة
إيماءة لشجرة على غصن منكسر
سوف يطلع الفجر على ساللمه العالية
ويتعالى األلق
الذى ينتزع
ثمة رغبة لم يكن لها أبدا
أن تعرف
غير أن عينين سوداوين
!!سوف ترتقبان
340
خسارات
خسارة فادحه
أن ال تحلم هذه الشجره
أن تعمل هذه الروح خسارة فادحة
ككسارة أحجار
خسارة فادحه
ثنتين أن يكتب قمر بيديه اال
على أعلى منحدر
وعلى متسع من هاويتين
.أنا حياة محذوفه
خسارة فادحه
نان أن تحدق فى الموت الر
في العدم بينما العالم يبلل رجليه فى الدم
خسارة فادحه
ةأن تقود النهار إلى مراعيك الالنهائي
فيما ليلك الذى يشبه المستنقعات
341
ينام هادئا إلى جوارك
خسارة فادحه
أن تضع يدك فى جيبك
وتتأمل القمر
وهو يضحك تحت جمجمة منخورة
لطفل أعمى
خسارة فادحه
أن تنام تحت زهرة وحيده
بينما يحرق الربيع أزهاره على قارعة الطريق
خسارة فادحه
أن تفكر فى البحر
تغرق بينما السفن
342
وال يتبقى لدى البحارة
إال سمك القرش
وندم المرجان األزرق
خسارة فادحه
أن تنبت كل هذه األحالم
فوق آنية من بالستيك
وأرض
من فحم
خسارة فادحه أن يكون كل هذا الليل
فوهة بثالثة براكين
خسارة فادحه
أن تكون كل هذه الصلوات
لالشىء
خسارة فادحه
.وال تكونأن تكون أ
343
أزهار فجريه
آه
من شمسك التى ال تتوقف إال عند دائرة الظل
من خياناتك التى تشغل الليل
بحنانات
وحصى
أه من روحك التى تصرخ
فوق جسمى
مثل علقة دامغة
وأغنيات بفجر
اتركى لروحك أن تقول ال
فمك سوف يقول نعم
اتركى لجسدك أن يقول ال
بين شفتى ذهب صدرك سوف ينضج
وعلى مبعدة من ألف صيف
اتركى لعينيك السهوليتين
344
أن ترانى ميتا
اعة سوف تبعثنى حيا أصابعك اللم
قلبى ملىء بالمخاوف
والشك
وقلبك مطمئن إلى خطواتك التى تتوقع
!!وتحد س
شعرك ملىء بالتصورات والرؤى
بينما فمك يصنع المستقبل
ويؤرخ لكواكب اللذة
يدةأيتها الس
لكم أحب ذهب يديك المضاعف
وأزهار فجرك
!!الرائجة
345
رمل متحرك
من خالل الحب
يتحد السالم بالمعرفة
واإلرادة
بالرغبة
أيها الندى
ال تستسلم كثيرا لرغبة الشمس
فكل هذه األنهار
سوف تذهب أخيرا إلى البحر
الرغبة الالنهائية للعشب
هائيةال تختلف كثيرا عن الرغبة الالن
!للضوء
المجد
والثروة
عرض زائل وال تخص أى شىء
346
أو تخضع ألى شىء
كل األمور واحدة
فقط
ك الكل الذى يضبط العالملهنا
مثل قائد ألوركسترا الزمن
بيده العليمة تنبسط السماء على األرض
وتنطلق الروح فى الجسد
تماما
النهارمثلما يولج النهار فى الليل ويولج الليل فى
البدن
فى البدن
والجسد فى الجسد
والعين فى العين
تلك
اعة !!حكمة الحياة اللم
347
ثمة نهارات غائمة
وأخرى مستفيضة
وصائفة
ثمة أرض منبسطة وتعج بالضوارى
وأخرى واطئة
ة الحياة والموتوال تعرف أى شىء عن حكم
من ذا الذى يوحد الروح فى الجسد
ويجعل الزمن يمتد إلى ما ال نهاية
الفناء الذى يطرق العالم ويكومه مثل كومة
من األنقاض
والتناقضات
سوف يطوقك فى النهاية كذلك
وسوف يتبعك الزمن
ببلطته القوية
وقوسه األخرق
348
الذى ال ينحرف أبدا
د السالم بالمعرفة من خالل الحب يتح
والرغبة باإلرادة
فالهوة الفاغرة الفم
سوف تبتلع كل شىء
حتى المستقبل كذلك
ذلك القط األعمى الذى يلوح من بعيد
نقطة الدائرة
هى الدائرة نفسها
.فى الحقيقة
349
منعرج الكثافة الال إنسانية
رج فى سنن الليل الهواء الذى يترج
ليس أقل قليال
لهواء الذى يسكن فى أعلى البرجمن ذلك ا
وفوق أسطح البيوت
والطرق الرطبة للكوابيس
ليس ثمة ما نفعله طيلة الزمن
سوى أن نراقب الليل
وهو يتسلل من فرج النهار
مثل فراشة ضالة
ونراقب النهار
وهو يكنس بيديه المعروقتين
تلك الحيوانات
المتفحمة
التى تركها الموت
ة المهدمةعلى بقع الذاكر
350
والطرق المتربة
!!لكافة المستنقعات
إلى أين تقودنا هذه الطرق الال نهائية
!للهواء؟
هنا
وعلى بعد خطوتين
اثنتين
من منعرج الكثافة الال إنسانية
للعالم
سوف نعبر على كافة التصورات اللزجة
ألشجار السماء المحترقه
وسوف نواصل الغناء
بعين منجرحة
351
ارة الشوارع الرطبةعلى حج
لألمس
يالهذا الزمن
الذى يقف مصلوبا
وأعمى
على هواء األشجار العالية للرغبه
فيما يفكر بأناة
وعمق
!!فى كراسات الال معنى
352
غيمة سانشوبانزا
فى ظلى تسكن حمامة فارهه
على بابى تقف شجرة بأربع نوافذ وثالث أساطير
ئماهذه الريح التى تأتى من الغرب دا
تعرف كيف تتوقف على قبعة جنرال ميت
ح للعابرينوربما تلو
بتحيات مريرة
وبضع دونكيشوتات قدامى
ما الذى تفعل هذه الغيمة المحملة
باالسطقسات
والزمن
وذلك عبر األحالم الكرتونية لكناسى الشوارع
ومصابيح الليل المغلقة
ما الذى يفعله ملك الذباب البستونى
س تحت حبل غسيل سوى أن يجل
المرأة عجوز
353
تترك طيورها الليلية العمياء لترعى الهواء
والظل
ما الذى يجعل السماء تتفك ك
فى عز الظهيرة العدوة
اة وهى تخلع سراويلها الداخلية المند
لتترك لنجمة الفجر الضالة
حيواتها الراسخة
!!وحيواناتها المفخخة
دعينى
أيتها الكالب العدوة
التى ال تنهش إال نجمة الصبح العميانة
لكى أحل ضيفا
على الشوارع الممغنطة بالحروب والدم
والتى أخبئوها فى جيب بنطالى األيسر
354
وأنت
أيتها العجلة المكفهرة
يا عجلة الحظ
العمياء
لم ال تتوقف عجالتك الخشبية
إال على قوائم األسفلت
المعجون بأمعاء المارة
.جر وعرق اآل
355
منجم الرغبات الطليقه
يبدو أن شيئا ما لن يحدث طيلة هذا النهار
القدمان اللتان مشيت بهما ناحية الكركم والليل
الفجر الذى يندس وبضراوة
تحت لسانى
الليل
راوة طهذا الليل الذى استطاع أن يحتفظ ب
الجذر
وكائنات األنقاض
ايا الذاكرة مع الضحكة الخائخة التى تقبع فى زو
الخربة للنسيان
اليدان
اللتان عملتا وبقسوة
على اكتشاف المناطق األكثر نأيا لحفائر الرغبة
فوق جسمى
وهما تتحسسان بعناية
356
ورغبة
جزائر الماس
ومناجم الالزورد
المشربة بالحمرة
كل ذلك
فيما جسمك ينتصب عاليا تحت قبة الفجر
الذى ال يندثر
خرج عن الطاولة دائمالمالك ي
أو كحارس لغابة من اآلجر
أمس
كان يتعين على أن أرقد تحت ستائر الرغبة
العالية
لحكاية أجيرة
357
ربما
بال أيقونات
أو حتى مصابيح
وها نحن نتحسس الشمس
التى خرجت ألول مرة من تحت غابة النسيان
الكثيفة
ة إلى جوارى عريان -أنت -فيما ترقدين
وكقط أرقط
لتتذكرى
كل تلك الينابيع
التى تتفجر تحت قنطرة الجسد
وشهوات المنجم الملحى
!!للرغبة
نعم
سوف أزيح ستائر الزمن الصلبة هذه
من تحت وطأة معاولك
وفيضانات
رغبتك
وبيدى هاتين سوف أغرس وردة حمراء
فوق حليبك الذى أخذ يتفرع إلى شمس
!!وأرخبيالت
358
دنسيان أكي
ة لنترك لرغباتنا الحار
شكل أسنانها التى تلتهب
تحت ظهيرة مغبرة
لشمس
!!واطئة
لنترك لصلواتنا الشائخة
كل تلك النضارة التى تنتزع من صالبة
القشرة
الداخلية
لألمل
افاته الكبيرة سوف يتوقف النهار ذو األيد بجر
على نقا الجسد الكامل
!!للعالم
نسيان أكيد
كيف يمسح عن العينيعرف
359
اعةتلك الدمعة اللم
لكل خطأ الروح
وكل ذلك العجز الفادح للجسد
هناك
وأمام كل تلك السفن المحملة باألسرى
وعبر أنفاق الزمن
الال مرئية
سوف نتوقف أخيرا
أمام بوابة السموات التى تعمل
وبال حارس واحد
ليسهر على نسياننا األكيد
وبعيدا
ك الجاذبية الخانقةعن كل تل
!!للذكرى
360
مستنقع الرخام
فى النهارات البارده
كثيرا ما يلملم الليل عباءاته الفضية
وينام تحت سريرى
الذى يشبه الخرائط السرية للزمن
ليستمتع بأساطيره
وأغنياته
تلك األغنيات
التى ينسجها العالم بيديه الرخاميتين
فوق طاولة من قش
ونعاس
اآلن
ماذا تفعل الريح سوى أن تتمشى على الجانب
األكثر بطئا من الرغبه
ماذا يفعل كل أولئك الغرقى فوق هذه السفن
مسوى أن يتركوا أحالمه
وصرخاتهم
التى تشبه الملح الجاف فوق مدار الجاذبية
ال يمكن لكل هذه األرض
أن تنام تحت سقيفة العتمة
إال وفى جيبها قمر ضرير
القمر األخضر أيها
ألم يكن لك أن تجلس على الناحية األخرى من الجسر
لتتأمل الفضاء
!بعين منجرحة؟
361
تكاثر
الفراغ الذى يتوقف على الجدران
الزمن الذى يتكاثر على مخدات النوم وأحواض الغسيل
لينهش حويصلة العدم
العنكبوتات الضخمة
التى تعبث بأرجلها الهائلة
ألسى فوق أنشوطات ا
والندم
ال شىء
ال شىء يشبه تلك اليرقة السامة
ة نيالتى تتكور بأفعوا
على الحركة األسطوانية للزمن
أية
آلهة تلك التى تتكسر بمنحوتاتها الرثة
وأغانيها
التى تشبه الروث الجاف
362
على الطبلة اإلردوازية لألفق
كمن يعلك رئتيه
بأصابعه
وأنيابه
يفقس على صنارة الريحهذا العدم الذى يبيض و
ماذا يفعل كل قارعى الطبول هؤالء
فى هذه التراجيديا الال إنسانية
للعدم
!!أنا بحار وأعمى
363
قانون الجاذبيه
حياتنا هذه
تلك التى تقع بين المرئى والال مرئى
بستان شائخ
لصيدالنى ال يتقن حرفته
وال يعرف الرحمة أبدا
األزلية ما إن تقع ويبطء هذه التفاحة
من أعلى الشجرة
إلى األرض
إال وينقطع ذلك الخيط الرفيع
الذى يربط مركز الثقل الكونى
بذلك البستانى
النائم
!تحت قبة مغفرته؟
364
دوال
الصاعد نفس الهابط
والهابط عين الصاعد
نفس القفل
الذى يغلق الباب يفتحه
الظل شريعة النور
والنور جوهر الظل وحركته
ر تكمن فى الحجر ذاته صورة الحج
كما تكمن صورة الماء
فى الماء
اليد التى تمسك بالهواء
تفيض على الفكرة
والعين التى تبصر المادة
تتعثر فى حقيقة العدم
أى فكرة هذه
تلك التى تخضع العالم
!!للتماثل
365
الكلمات
الكلمات
تلك الوطاويط التى تطاردنى
فى آخر الليل
بعينين زائغتين
م أدرد وف
ما إن يهدأ الظالم -
وتخف الحركة
حتى يقف السكون على قدميه
الخشبيتين
مثل العب ضرير
لسيرك متنقل
وها هى الكلمات المدججة باألفكار
الضحلة
واألغنيات الجمة
تدخل غرفتى مثل طائر الحجل
366
رأسها رافعة
العنفوانى
بقبعاتها السوداء تارة
خرىوقبعاتها الحمراء تارة أ
القبعات السوداء -
تشبه السجن
والقبعات الحمراء
-عالمة على الندم
أيتها الكلمات
أخرجى من غرفى الضيقة المعزولة
ورفرفى بعيدا عنى
أريد أن أنام
بال كلمة واحدة عن الفجر األجير
!!فى حراسة العنكبوت األعزل
آه
من تلك الكلمات التى تنزو
على ثياب اللغة
ببقع
من مالط
.وأرجوان
367
جنكيزخان
الممالك التى من هواء وقش
األبنية العتيقة
والسجالت العسكرية
معسكرات الجند
ورواتب الحاشية
النساء اللواتى نمن فى فراشى لليلة
أو ليلتين
النياشين المعلقة على الجدران
والحوائط
مثل ذكريات مالحة
لجماجم الجند
وحراس البوابات
لبالد التى دخلتها ألف مرة ا
مثل دورات المياه
368
وما تركت على طرف حذائى
وال ذرة واحدة من الغبار
السفن المحملة بالغالل
واألسرى
كتب التاريخ والجغرافيا
التى أعبئها فى أجولة الخيش
والملح
العربات المكتظة بالتيجان
والعروش
والتى تجرها البغال -
والحمير
ميال لتباع كمخلفات عبر آالف األ
!!لجيوشى المنتصرة
المدن المطوية
والمدن المغلوبة
369
المدن اآلسرة
والمدن المأسورة
هذه اإلمبراطوريات التى ال تغرب عنها الشمس أبدا
والتى ما استسلمت لقياصرة قط
أو فاتحين سواى
ها هى اآلن قد استسلمت لجنودى
وق واد جندى
بال حربة واحدة
!! يل لفرسأو صه
السقوط المدوى للتماثيل العمالقة
واآللهة ذات السطوة والرنين
آالف الجند الذين يتناثرون
عبر الفيافى
والصحراوات المترامية األطراف
كوليمة زاخرة
370
للحي ات
والعقبان
كل هذه الممالك التى فتحتها
من هواء
وقش
يالعبث العالم
والتاريخ
!!اللعنة
!!الجحيم كل هذا المجد فليذهب إلى
371
كبير اآللهة
فى تلك السنوات
كان يجلس كبير اآللهة على األبسطة الصوفية
المحشوة بالضحكات
والقش
يتحدثون فيما بينهم برغبة قوية وخشية -أى اآللهة -فيما كانوا
عن انحالل األجرام السماوية
واالحتباس الحرارى
وتفك ك قانون الجاذبية
ق المفاجئ الذى أخذ يعترىوالتشق
الجهة الشمالية لنظام المجموعة الشمسية
مما قد يجلب معه انهيار الكون
بأكمله
وفيما
كان يجلس كبير اآللهة
ممددا رجليه
372
فى وجه بقية اآللهة
ونافثا بخاره الكثيف كتعويذة خالدة
وفى لحظة من الضغينة المناوئة
والطيش
كافة المخلوقات البشريةاقترح جاللته بإبادة
-تلك الحشرات السامة -
التى ال تكف أبدا عن الصراخ
والجلبة
حتى يتمكن كافة اآللهة المبجلين من التفكير العميق
وتدبير شئون بقية العوالم
والتى هى أولى بالرعاية
من كل تلك المسوخ التى ال تكف أبدا
عن الصراخ
القتلو
373
بينما اقترح ثالث
تحول كافة األنهار إلى دمأن ت
وصديد
حتى يهلك الحرث والنسل
وذلك الكائن القردى اللعين
والذى كان خطأ فادحا
من اآللهة آنذاك
وإذ
كان النقاش محتدما إلى هذا الحد
ستأذن كبير اآللهةا
فى أن يذهب إلى دورة المياه العمومية
-التى تسمى األرض -
لرحبلكى يقضى حاجته فى الخالء ا
فيما كان باقى اآللهة يباركون رب األرباب
على فعلته التى صفقوا لها طويال
!!وعد وها من بدائع صنعه
374
ساحة القديس بطرس الرسول
المرأة التى قد توقد الشموع كل ليلة
فى ساحة القديس بطرس الرسول
ب رحيما بها فى ساعة النزع األخيرة من أجل أن يكون الر
ى اختفت من الكتب والتواريخوالت
وزوايا األرصفة
والمعابد القديمة
اس النسيانبوأصبحت تطوف فى الذاكرة بل
والجزع
تعرف جيدا
النيئتينأن رائحة يديها
تشبه عرق شجرة الكستناء الوحيدة
التى تقف صامدة فى وجه الريح
وذلك رغم مرور أربع حروب دامية
وعدة شتاءات لم تترك سوى
أغنية بائسة ألرغن قديم
375
فى فناء الكنيسة
المعلقة
وألنها تعرف الرب جيدا
وال تطمئن مطلقا إلى خططه
وأالعيبه
وال إلى مالئكته الذين يحملون فى أيديهم
البلط
والسكاكين
من أجل كافة الخطاة والمجدفين
فقد اختارت فى ساعات الندم
والحسرة
يتينأن تركع على ركبتيها اإلردواز
وكفلها التفاحي
أمام تمثال من الرخام األبيض
للسيدة مريم العذراء
376
كاشفة
للتمثال عن كل تلك الدموع
التى تنفجر وبضراوة بين األوردة
والشرايين
وعاهدت السيد يسوع المسيح نفسه
له هاعلى أن تهب حياتها كل
من ندم -واحدة -ودون أدنى ذرة
أو شك
الحرب األخيرة حبيبها وذلك قبل أن تأخذ
الذى لم تعد تعرف عنه أى شىء
ولما
لم يكن يخامرها أدنى شك
فى أنه سوف يعود ذات يوم
مكلال بالغار
والمجد
377
فقد ربطت على قلبها بكلماته األخيرة
وأغنياته التى صاغها فى ساعة الوداع
ودون أن تنبس ولو بكلمة واحدة
سوى تلك الدموع البليغة
م بطعم األل
والدم
والكلمات التى تنحبس فى الحلق
كالشوك
ورغم ذلك
فقد أخذت تطلق طيورها الليلية
األسيرة
فى كافة األرجاء
فى انتظار أن تعود تلك الطيور
وفى منقارها األخضر
غصن زيتون
378
جاف
أو حتى تخبرها بكلمة واحدة عن رجلها المحارب
لطويلوإذ اشتاقت في ليلة من ليالي الشتاء ا
إلى دفء أنفاسه
وعمل يديه الحانيتين
وإلى حليب جسده الساخن
فقد ظلت واقفة أمام المذبح
لعشر ليال
كاملة
سلل إلى قلبها الوهنتودون أن ي
أو تنخر فى روحها الوساوس
د وظلت ترد
وبال انقطاع
أين أنت أيها الحبيب
يا من اصطفيتك كلك لنفسى
379
لسانى كلماتك التى تركتها تحت
مثل بضع زيتونات جافة
وعلى شفتى مثل حبة شمس
تعويذتى الخالدة
من السأم
واليأس
!أيها الحبيب النائم تحت جلدى
فى الليالى الحالكة مثل حسكة
رأيتك بعين قلبى
وأسكنتك بمفردك
فى منازل الروح
العالية
وفى ليالى الحصاد والصيف
أطلقت عليك نسائم محبتى
وأدخلتك
380
مثل فراشة مغوية بألف فم
إلى جنات جسدى
لتأكل وتشرب
حتى يولى الصيف الحارق
نان ويأتى الربيع الر
هناك
وعلى مصبات أنهارى
وكافة أوديتى
جعلتك ترعى كالغزالن
وطيور البر
وتتنقل من غصن لغصن
مثل حجل إلهى
لنفسى -كلك -واصطفيتك
أيها الحبيب
أيها الغريب
لمحارب يا رجلى ا
381
يا من جعلت لك من كلماتى
كأس زبيب وخمر
حتى أخفف عنك وطأة الزمن
وضراوة النسيان
ال تقل إنك ال تعرفنى
ال تقل إنك ال تسمعنى
وال تقل إنك ال تحدق فى بئر روحك
المآلن بالزهر
والشمس وال ترانى
حدق
حدق جيدا
فسوف تجدنى مثل عملة ذهبية من قرون ترن
مخنوق تحت قمر
ويشرق عليك وحدك
382
أيها الغريب
يا من أخذت العقل كله
وتجولت فى كافة معاقل الروح كالخطيئة المحببة
إلى أن تركت الجسد
يتلظى
ستوائيةظار أن تهطل على كافة أمطارك االفى انت
وصبوات شهواتك
الحارقة
بكل هذا الجسدأنا ماذا أفعل
الذى فقد سيطرته واتزانه
يديكبدون عمل
الل ماعتين
ووقع أنفاسك
!المدربة؟
أيها الحبيب
383
أيها الساكن هناك بين الجن ات
وعلى مصبات األنهار
يا كل لغاتى المفردة
ويا عنقود عنبى األحمر
لك
وحدك
سوف أهيئ سريرى الذى صنعته
من القز
والحكايات
وسوف أنتظرك إلى أن تكتمل دورة أيامك
ولياليك
إذ تلمعانوأرى نجوم عينيك
فى األفق
مثل نجمة مخاتلة
أو قمر
384
يخرج عن المدار
ويعود
ليقف أمام بابى
وتحت نافذتى
أين أنت
!قل لى؟
ا سمع التمثال ولم
تلك الدعوات الحارة
والصلوات القائمة
التى تخرج من فم السيدة كالسيل
أدرك
أن الصمت
والوقار
اللذين يحتفظ بهما لنفسه
ةومنذ سنوات بعيد
385
بال طائل
فما كان منه
إال أن نزل عن قاعدته الرخامية
وتحول إلى طائر بجناحين أزرقين
وفم أخضر
وطوق السيدة
ه الخرزيتين يبشفت
فيما كانت آخر الشمعات الثالث التى أشعلتها السيدة لنفسها
ال تزال ترسل أضواءها الساهرة
هذه األضواء
التى تحولت إلى خبز
وخمر
من دموع حمراء وكتل
وكأن الرب نفسه قد بدأ يتحنن وينزل من على صليبه المعقود
فى ساحة القديس
!بطرس الرسول؟
386
مرآة
أحيانا تستبد بنا المرآة
فال نلبث إال أن نعكس صورتها الملغومة
على كافة األشياء
لتتأكد من نفسها
وأن ما صنعته بنا
هذه المرآة
فى ذاتهاليس إال صورة األشياء
إلى أن تظهر فى آخر الليل
هادئة
ومطمئنة
فى هيئة أفكار
وصور
!!المرآة
هذه التى يلهو بها الطفل
وهى تعكس شمسه البعيدة
ويحتفظ بها فى ساعة الغسق والوحدة
كى يعيد رسم أفكاره
وأحالمه الغائرة
بعيدا عن الواقع والفكر
المرأة الرغبة
!!والمرآة الزمن
387
ع المعنىودا
فى وداع المعنى
د المعنى نفسه أبد
يقف الهواء على سن إبرة
ويتعلق الضوء
بالشفة
ما ينحرف هو ما يستقيم كذلك
سلطة الماضى تكمن فى الحاضر
والمستقبل هو حجر الزاوية
يالهؤالء البنائين
أجرح األشياء
ألبدد الرغبة
أقترب من الصيرورة
ألنشد المعنى
لىالعالم الهيو
والعالم الرمز
يسقطان فى شبك الناصبة
إنه العقل
حيوان الوجود
!!المجرد
388
أغنية مرحة عن الليل
بتؤدة
ائدالعسوف نرتقى درج الليل
وكما هى العادة دائما
سوف نتوقف قليال لنغنى
على حجارة السماء الراسخة
وسوف نكتب على حواف األنهار
الرائجة
بعضا
ساذجةمن أغنياتنا ال
وعاداتنا السيئة
ة أيتها الوحدة السام
ال عزاء لى تحت كل هذه السموات
وال مغفرة لك
فوق كل هذه األرض
النجوم الرصاصية الغامضة
389
واألماسى الزائفة
لكلماتنا الميتة
وصلواتنا العمياء
سوف تغتسل بالندم
فوق جدران الزمن
الصلب
ما من نعمة سوف تعمل
أكيدة فى نهاية الممرما من كلمة
أيتها الرحمة اإللهية
أين هى يدك التى تعمل
وبين كل هذا األلم
ما من عزاء أكيد
!!لهذا العالم
390
طائر الغبار
على هيئة طائر من الغبار
تقف الوحدة العزالء
ممسكة بذراعين خشبيتين
!!وبمنقارها الذى يشخب بالدم
زالءما الذى تريدينه أيتها الوحدة الع
غير عينين نضاختين
وفم ينفث الحجر
على طبق من نار
ونحاس
أيتها الوحدة
يا طائر الغبار
توقفى بسفنك التى تشبه الندم
وسنابلك التى تشبه البخار
نانة وعلى مرمى حجر من مسالك الروح الر
لكل هذا الوجود اإلنسانى الممض
توقفى
على قاع تلك الكواكب الغائرة للزمن
تعبر كل هذه الحشود الهائلة كى
بمراياها
.التى تعج بالضحايا
391
العربات ذات الجياد الخشبية للزمن
النفق األزرق للجياد الميته
فئران الروح الصدئه
صلوات العدم األجير
فوق أشرعة الفجر المي الة
الدم األخضر
لطائر الليل الفحمى
الصمت المقترح
لكنسية الشتاء المعلقة
ق لنب
الليل مفتوحا على نجمتنا
العارية
لنبق
الليل مفتوحا
على كفل امرأة
ر بالعشب تعرف كيف تغر
392
وتجعل القمر
يشهق
على كأسى الفخذين الرخاميتين
ودون
أن تبد د عنها
!!رعشة الهواء
لنبق
الليل مفتوحا
على تلك القبل الال إنسانية
يحةالتى ال تعرف إال طعم السنوات الجر
بطيورها البالستيكية
وأنهارها المالحة
وبأياديها
المرحة لمتلكئة ا
ووعودها األجيرة
سوف تطرق هذه النجمة السوداء
نوافذ السماء العليمة
تلك النوافذ
التى تنحل تحت عربة الزمن
ودون أن تند عنها
ولو
!!صرخة واحدة
393
أغنية إلى نفسي
لقد تعلمت الكثير من الحب
علمت أن أمسك األلم بأنيابى ت
وأن
أصر الماء فى صرة
لقد صعدت إلى السماء ونزلت
وما رأيت أى شىء
أللف مرة قلت
أصعد إلى هذه الهاوية
وما جمعت سوى الحصى
والرمل
اسة س فى بأنيابه الفر كان العدم يتفر
ويحك ذيله الطويل بخياالتى المملحة
وأنهارى الغارقة
ة أنفىويقف على بواب
مثل ذبابة تطن
394
أللف مرة قلت
أصعد إلى هذه الوردة
وأللف شمس
جمعت كل هذا الندى
كنت أصغى إلى الحصى
والرمل
تحت وابل من المطر
وكنت أجمع الشك
فى سلة من األلم
لم تكن هناك أغنية واحدة ألغنيها لنفسى
-وذلك عبر الليل كله -
ادع فى فراشى الذى يمتلىء بالنمل والضف
كانت هناك الحياة الضرورة
والموت الضرورة
لقد مشيت فى السكك التى تمتلىء بالدموع
395
والدم
كنت أنا واأللم صديقين
فى حياة مترعة
باليأس
لقد تعلمت الكثير من الحب
تعلمت أن أمسك األلم بأنيابى
وأن
أصر الماء فى صرة
فمن صعد إلى السماء ونزل؟
396
تعويذة
ن.هـ
ت أن
أيتها المعزى اإللهية
أبدا
لم تعرفى الصالة إال كندم أخير
ولم تعرفى النوم
إال كاستيقاظ خالص للعشب
رائحة ثوبك التى تشبه شمس الغابات
وطعم يديك المبقعتين بالتوت
وحليب األي ل الجبلى
شريعتك الغائبة عن
اآلب
واإلبن
والروح القدس
لروحك الواثقة لم تكن الحياة أبدا بالنسبة
إال حقل أشواك
وأرض حنانات
397
أنت
األكثر من فراشة
واألعمق من قمر بشراشيب
كلماتك التى تخرج من بين شفتيك
الطافيتين
على بحيرات األلم
والشوك
انات لم تكن سوى حض
!!أزهار
بيديك الطيبتين
كحمامتين سيدتين
كنت تنضجين خبزنا كفافنا
وب دائمافى جوف تنورك المنص
على أطراف الصحراوات
والرب
398
ولم يكن لك من أحالم تشغلك
سوى تلك األحالم البائدة التى تخبئينها
فى طرف ثوبك
وعلى أجنحة فراشاتك
التى تنبعث فى الليل وعبر حركة جسمك
الواسعة تماما
التى تطردين بها األسى والوحشة
عن روحك الجريحة
دائما
شاتأعرف أن هذه الفرا
بلد إلى بلد من سوف تتبعك
ومن مدينة إلى مدينة
مثل طائر اإلوز
على أطراف أصابعك -هناك -لتقف
مثل غابة من الحليب والفحم
وعلى أعالى فمك
تنطلق دائما
آه
من نظرتك األجيرة
.أيها النسيان الذى ال يعرف طعم الندم أبدا
399
عمل الذاكره
اكات صدئة تلك الذاكرة التى تعمل م ثل كر
وتتوقف فى المحطات النائية
ألبراج الليل
لينزل منها الوقادون
وعمال اإلنقاذ
وحاملو النفائس البشرية
واألساطير
ولتتزود بالطاقة الالزمة للقصور الذاتى
وبعيدا عن عوامل التعرية
هذه الذاكرة
سوف تتوقف كذلك
على حوائط الساعات
والعزلة
أولئك الذين فقدوا أرواحهم لتتذكر كل
ومعاطفهم
النجاة العمالقة قفوق أطوا
لسفينة غارقة ترقد فى األعماق
وتنمو عليها قارات هائلة من الطحالب المجوفة
ونباتات الفطر
لتصنع منها نجمة أسطورية
.لكالب البحر
400
عناكب
هذه العناكب المدوية فى الفراغ والظلمه
أكل من لحم روحى ليل نهار هذه العناكب التى ت
على مائدة العدم اللزجة
وتصفق بجناحيها البنيين
فتتساقط طور الالمباالة المرحة
فوق أطباق الصمت
الباذخة
هذه العناكب الليلية التى تسرح على أرضية الغرفة
وتمأل نوافذ النهار
بأسنانها البالستيكية
هذه العناكب
سوف تجلس هى األخرى
األرصفة المتآكلة لليل على
لتتأكد من األحالم النحاسية
لطيور الندم
وهى تنسج بجناحيها الرخاميتين
وفوق كل تلك السكك
التى نسير عليها محاصرين باأللم
والغياب
!!جمجمة الزمن المتدحرجة أبدا
401
مالحظات
و
تعليق ات
(1)
الطائر األزرق ذو المنقار الذهبى
باب غرفتى كثيرا ما يتوقف على
ليتأكد من خلوها من األحالم
وكثيرا
ما أسمعه وهو ينق ر فى شراشف السرير
والمخدات
إال إنه -
وعندما يأخذ الليل فى الغناء فجأة
-وتبدأ ساعات الحائط فى مراقبة الوحدة
ال يملك هذا الطائر األزرق
إال أن يحل ق بجناحيه عاليا
على هيئة قوس قزح
فى كل تلك األحالم فيما أحدق
التى تتساقط على الجدران
وأرضية الغرفة
!حتى ال تقع السماء على األرض
402
(2)
لماذا
ال يقف ذلك الطائر الضرير
إال على عظم روحى
وال يحرك رجليه إال كالممياوات عند مطلع كل فجر
فإذا ما أراد أن يجرب آالته الحربية
ومعاوله المسننة
قعات الشاسعةفوق المستن
بعجالته المطهمة بالدروع
والخفافيش الملونة
ال يلبث إال أن يطير بجناحيه المنحوتين
من الرخام
واأللم
وفى منقاره المعقوف رقبة طائر أخرق
وال يشبه فصيلته الحيوانية
إال فى الضحك
والنسيان
وال ينظر إلى األرض إال من خالل فوهته الحربية
قعرة التى تخترق كافة الخالياوتلسكوباته الم
اإلنسانية
ومن فوق حصونه المدججة بالعجالت والنار
ليستطلع العالم كإله راسخ
.من آلهة الصيد
403
جلجامش
عن األغنية الصامتة التى تغنيها اللذة
عبر مسالك الليل
حانة سيدورى -1
حينما فتحت سيدورى أبواب الحانة
ذات صباح خريفى
ذى أتى لتوه من مدينة أورككان جلجامش ال
ذات األبواب السبعة والمسيجة بالذهب والفضة
يحمل على ظهره بقجته وأدوات صيده وقنصه
ومن خلفه ظهر أنكيدو ذلك الفارس الشجاع
ممتطيا صهوة جواد أصهب
وإذ رأت سيدورى جلجامش بذراعيه المفتولتين
كعارضتين خشبيتين ملفوفتين بجسده الذى يشبه
سد مندك وبعينيه اللتين تطقان بالشررجسد أ
والحتف هتفت
جلجامش
لم ال تدخل
هأنذا قد أعددت لك كل شىء
404
المائدة
وزقاق الخمر
شعرى الطويل الذى يشبه قطعا من الليل
سوف أجعله مخدة لرأسك الجميل هذا
جسدى الرطب الحلو
الحار
كرقائق الذهب
ضه ليكون حوضا ل خيولك الصاهلة هذهسوف أرو
شفتاى الحارقتان
كسلكتين من القرمز
والمفتولتان من العاج
وشقائق الضوء
سوف يكونا كأسى نبيذ لشفتيك اإللهيتين هاتين
!جلجامش
خمرة جسمى الذى ما أعطيته ألحد من قبلك
405
سوف أعطيها كلها لك
مفاتيح بيتى
وأسرار دارى
سوف أجعلك خازنا عليها
كنوزى
واتم أصابعىوخ
بكارة جناتى
وكافة لذائذى
سوف تكون ملكا متوجا عليها
يا كل أنهارى التى تنبع من الجهات
-وعبر سواحلى المترامية األطراف -
سوف تخو ض فيها بمفردك
بدءا
من القبة الواسعة لجسمى
وحتى اللجة الشاسعة لروحى
406
خذنى يا قرصانى الجميل
بأصابعك خذنى
تى تضعضع الجبل بأسنانك ال
وتخلخل مفاصل الروح
خذنى
بشفتيك القرصانيتين
الجحيميتين
وريقك العذب
خذنى
خذنى وال تخف
بكل تعب أيامك
وسهر لياليك
بكل يأسك
وأملك
خذنى
407
يا جلجامش
أرض روحي التي لم يمش عليها أحد من قبل
رها بين إصبعيك سوف أجعلك تدو
كالرحى
وتعلقها في آخر الليل
لمشاعل كا
شة نومك على فر
سوف أجعلك تهرسها بيديك القويتين
وتتذوق حليبها الساخن
بشفتيك الجهنميتين
اعتصرنى أيها الحبيب
وكما تعتصر تفاحة ناضجة
نانتين فكك عروة جسمى على مرأى ومسمع من شفتيك الر
كما تفك ك حبال سفنك
الراسخة
408
التى تعبر البحار والمحيطات
ى ركبتيك السنديانيتيننفضنى عل
وكما يفعل بأعواد الحنطة
حصادو أرضك
ابو !!فاقكآوجو
خمر روحى التى أحتفظ بها ومنذ ألف من السنوات
سوف أسكبها تحت نعليك
كالدرانق
عصير أيامى
منفرط على أكمامك يا شمسى الحارة
ويا سواسنى الميالة
ر من بين أعضائى كالنبع شهواتى التى تتفج
جزتها كلها لكح
لتعبر عليها من غابة إلى غابة
ومن حليب
409
إلى حليب
بين غابات الحنطة والزيتون
سوف أجعلك تنام كملك
وأنا لك كوصيفة
!!وعاشقه
سأدلك على شجرة الخلد
وملك ال يبلى
ال تفتش عن سموات أخرى يا جلجامش
غير هذه السماء لن تجد
ال تبحث عن أرض أخرى
المقيم يا رجلى
سوى هذه األرض ليس ثمة أرض
الحياة رحلة بين موتين
410
يا جلجامش
والحب هو اللحظة الوحيدة التى تعزف الخلود
فى الزمن
أرضى هى الخلود
والزمن
سوف أجعلك تزرع كل هذه األرض
بأشجارك الملونة
وكافة أسماكك البرية
حقولى الجافة
وسهولى المترامية األطراف
ها بمياه آبارك وأنهاركسوف تروي
التى ما لها من مثيل
ادها الوحيد أنت وسوف تكون حص
دارس حنطتها األمهر
وقناص براريها المهيب
وعلى ظهرك
سوف تحمل حربتك الوحيدة
وفوق ظهرك قوسك
411
وسيفك
اذ لتحميها من كل متلصص وأخ
فإذا ما غابت الشمس
سوف تعود إلى ألدفئك من برد الليل
ل تعب النهار ومن ك
من سمن روحى
وعسل قلبى
حياتى سوف أطعمك كل أيام
فعن أى شىء تفتش
يا درقة الروح الحادة
إلى أين تسعى يا جلجامش
إن الحياة التى تبغى لن تجد
واآللهة التى
قدرت الموت على البشرية
! ستأثرت هى بالحياةا
412
!سيدورى هذه السمكة الذهبية وعيناها من الزمرد -2
أتذكرك يا شفيعة سوف
ومثلما تتذكر غابة السنديان العتيقة فجرا شتائيا
يخرج من تحت األنقاض دائما
ق جسدك العالى بيدين تشهقان وسوف أطو
إذ تكشفان عن منابع اللذة فى حرير النحاس
الذى يتوقف تحت أنقاضك الشاهقة
كم مرة يتعين على هذا الن حات البارع
ميله وأراغيلهأن يمسك بأزا
لينحت كل كل هذا الرخام
الذى يشبه جسمك
أنت
أيتها اللؤلؤة الكبيرة
بدروعك الهائلة
ودموع عينيك اللتين تشبهان فحم الكمانات وعرق الماس
413
سوف أتذكرك
يا سيدورى
أيتها المليكة المتوجة
على الماء
!!والشمس
ومثلما يتذكر هللا عاصفة
سوف أتذكرك
ا سيدورىي
أنت
أيتها السمكة الذهبية بعينيك الالزورديتين
!!المشعوقلبك
414
األخيرة ورقة التوت
آه
يا روحي التي تتفسخ من األلم
انسي أننا ذهبنا إلي البحر ذات مرة
انسي أننا تكلمنا باألقدام
واألرجل
واألصابع
انسي ضحكة األعين الخالصة
وتفتح الجسدين علي نافذة واحدة
ي الليالي العديدة التي أترعناهاانس
بالشهوة
وعسل الحليب المر
انسي الكتابة المختلسة للنظر
عبر الهواء
الذي يقف مشلوحا علي طرف األصابع
ومجري الدم
ويترسخ في المخيلة
كالنقانق
415
انسي الشوارع التي قطعنها معا بالضحكات
واحتكاكات الرغبة الشرسة
كعصافير الجنة ونحن نتنقل علي األرصفة
وعبر آالف األميال
اجة واحدةودون أن نستقل ولو در
انسي المحاريث التي تحفر في جسدينا كالمسامير
والبلط
ونحن نرقد في غرفتين
منفصلتين
وبيننا المصابيح المطفأة لقطط الشوارع الضالة
انسي الرغبات الكثيرة التي تركناها علي األرصفة للعشب
وهي تتقشر بحسرة
وألم
وتفتش عن سفينة عابرة تحملها إلي المجرات
انسي السنوات التي عبأناها في أكياس الرمل
416
والحصى
ولم تعد سوي أشواك
وقنافذ
علي شبكة الروح الضوئية
انسي الزمن الذي تركناه معلقا في الفراغ المحض مثل خلد أعمي
هناك في الشوارع
وتحت أقدام المارة
يتنطط
مثل قط مذبوح
بينما الشهوة التي قطفناها معا وباليدين ترقد شاسعة مثل بحر
يا روحي التي تتفسخ من األلم
أرجوك
انسي كل شيء
!!انسي كل شيء
(1)فما عدنا نريد مزيدا من الحياه
417
أحجار الغابة السوداء
418
منحوتــــات منحوتة أنت من الندي والماس
ال تعرف اليأسصدرك خالصة الحكمة التي
كلماتك مالها من مثيل خالص
.ع راية من األعاجيب صنماؤك الذي يخرج من بين الصلب والترائب ي
هسيس
حصيفتشت عن آثار نعليك بين ال
سمعت خطواتك وهي تنتقل بين الفراشات
كانت السحب التي تنفرش في األفق
. مخدة لنعليك الكريمتين
419
فه د ص
فة في الليل أتق د لب علي فراشك الرحيم كالص
والنسيان بالعسلاألفق ألية كانت عصافيرك تموفي الظلمة الغا
فيما أشجارك التي تصطف علي الجدران
.تفرد شعرها للريح لكي تصنع لك مروحة من الصيف الكليم
طيات
خذة في النوم قومي أيتها اآل
فما زال علي الفجر بعيد ونحن في أول الليل
لنجوم تتلفلف بجسدك الذي ينام جنب النهار وا
. أتلظي كوأنا في طيات حلم
420
هحجار
في السماء التي تشبه الحجر الكريم
كانت النجوم تلمع والشهب تتراص إلى ماال نهاية
فيما كانت األرض تلثغ عريانة
. في ردائها الذي يتلفلف بالدم
أيقونه
زورد أيتها المرأة التي تشبه اآلس والال
ورة من حنانات فصدرك نا
الله من ذهبجسدك أيقونة لقديسين يقدمون الصلوات واألبخرة
. تحت القبة بحثا عن منجمك الذي يرقد هناك
421
سماع
غرفتكفي صلواتي التي أنفقتها طويال أمام باب
كان صدي أنفاسك يتردد عبر األودية والمسالك
ورائحة شعرك تسمع من بعيد
ومجرة وبحر أما عن .عينيك فلؤلؤتان
أصوات
يا لطعم شفتيك الجهنميتين
والسحريا لصوتك الذي يذكرني بالجنات
نهاركاأل يا لشهيقك الذي يتفجر من الفردوس
.الليليا لشعرك الذي يظلل
422
ساللم
الباهتعلي الساللم المتآكلة للفراغ
كان الزمن يسكن في خيمته الالنهائية
األفق الجرداء وعلي مزامير
. كنت تنسجين كلماتك التي تشبه العدم والنقانق
ال يقين
والحكمة جسدك يقف عاريا بين الجنون
بين اليقظة والنوم عصافيرك تزين األفق
بين اليقين والاليقين كلماتك بعدد الحصي والرمل
.خاذة أين هي ألويتك فننزع الدروعألأيتها الطاغية ا
423
إيقاعات
خضراأل ولم يتبق علي السرير ة الجميلة مضت بال منغصات أو مطاردات الليل
من الذكريات صغيرة سوي رائحة العرق والمطر وقافلة
إال السحر واألساطير حلولم يتبق من الجسد الجميل ال
.بإيقاع مختلف هو الزمن وحيدةولم يبق علي الجدران سوي أغنية
ينابيع
ب الكواكب فيما كان غناؤنا الذي يشبه ح
ق بين الحلم واليقظة فيما كانت لغة األصابع التي تفر
فيما كانت عصافيرك التي تخرج من الينابيع والبحر
.اردوازـ علي طاولة من حنانات وفيما كان هالك الجسدين ـ معا
424
إوز
الشمس التي تطلع من المحيط وراء خط األفق
مك كالكهرماناتمياه البحر الساكنة التي تتكسر علي جس
ساعداك اللذان يلتفان حول جسمي كعصافير اللذة
.كة هللا ر مرايا أرجوانية إلوزك الذي يسبح في ب
ذهب
عصر ذلك اليوم ورحت توقدين الشموع المثلثة وراءك في الكنيسة حينما وقفت
ووجه يشع بالرحمة واثقتينتنظر إليك بعينين المقدسة كانت العذراء
الن من القلبيت دموع عينيك اللتين تنس إذ ذاك رأ
.ذهبيلمع مثل غابة من الوأنت تتحولين إلى فراشة ووجهك
425
صيد
كتبت اسمي بأحجار الرغبة رجوانيعلي صليبك األ
علي جسمك الذي يشبه خيطا من الرخام والماس
جسدي أن يسبح بمفرده في البحيرة لتركت
.األعاليأنا وأنت رحنا نصطاد السمك في
ارتعاشات
الرجفة التي تدب في األصابع
الخبزالندي الذي يسري في الروح بدال من
نتظار الفجر علي سن إبرة ا
.الفراغالذي ال يفكر سوي في كشهوات جسدهي أليست هذه
426
ركوع
ات اليليةبعلي طاولة المناو
يركع عصفور ثمة كان
في الطيران والتهفهف الرغبةفيما تأخذ
.في المنجمالذي يجمع األبيض واألسود ما
سبل
إذ تتذكر المرأة سبل عشاقها
تترك لجسدها الذي يتمدد علي األرائك
أن يناقش الشهوة الطاغية بشفتين نجميتين
.البراءةالحليب ووفم يمتلئ ب
427
األغاني
هذه الطاولة التي تكتظ باألشعار واألغاني
تحلم بالربيعوكانت باألمس شجرة
لما كانت ترحل إلى النهر في الفجر وقب
.أن تتمشي علي حائط الموتحالمها الراسخة ألكانت تترك
حقد
هقواقع فارغ
ترقد في األعماق
ورغم ماليين السنين
. هتتطلع إلى الشمس بعين حاقد
428
ع ل تط
بعينين باردتين
ينظر الرجل الواقف في النافذة إلى الشارع
فيما تهبط نجمة ضالة
.ي طرف قميصهعل
آلهه
اآللهه
هحتي اآللهه ينظرون إلى العالم من شرفته الواسع
كثيرا ما يضحكون من هذه الميلودراما
التي تبدأ بالحياة وتنتهي بالموت
429
وقف
نظرا ألنني من سكان هذا الوقف
وقفت ذات يوم أمام شاهدة قبر
الراحلين بعض ورحت أسجل أسماء
.اهلتينذار تتطلع إلي بعينين صب غير شجرة هناك لم يكن
هجران
أنت بعيدة عن جسمي تماما
لكن عصافيرك ال تهجر الغرف مطلقا
القمر كالسماوي وجهك لعطي في الليل
.الغرفة فيما جسدك يعزف بمفرده موسيقي
430
مسيح
في الوحدة بعينيها الشرستين قحينما تحد
ة جلجثة وأصعد إليها درجة إثر درج يلنفس نعأص
وأنتظر حاملي السيوف والبلط
.هذه الوطءألصنع من نفسي ذبيحة في مملكة
نزوات
أغلقت الباب وقدت قميصها من دبر
واءونادت علي جسدها الذي يتحرش بقطيفة اله
عصافير الوحدة فرسفيما راحت تقول لنفسها وهي تت
. تسكرينني يا امرأة
431
هبرود
هنا ، علي البحر والرمل
بدية نجلس كأصدقاءأنا واأل
تحت شمس باردة
.ونطفئ األلم
تحليل
أنفك طائر الليل الذي يحلق في البعيد
أصابعك شمعدانات وبال نهاية
كالتفاحاتصدرك يصعد ويهبط علي أصابعي
.يا لتلك اللذة التي تصعد من شوارعك
432
استقاالت
أستقيل من هذا الليل
أستقيل من كل هذا النهار
علي رمالك الساخنة أنطفئ وأضئ
.ألم تكن شمسك الرائعة خزان حنانات ومالعب صيف
األحد
اليوم أحد
وأجراس الكنيسة المعلقة ال تزال تدق في األعالي
بمفرده علي الجلجثة فنا أال زال الرب يقسح
.غفر لهم يا أبيا: ين بملء فمك خرصأذكر أنك كنت الوحيدة التي ت
433
رواقيه
مناطيد من ورق
هء نازفوسما
تلك هي حكاية يكررها الرواقيون دائما
.ر األلوهةكعلي ظهور حميرهم الوحشية التي تبت
سلحفاه
السلحفاة التي تنام علي جنبها األيمن
دائما ما تتقلب في الليل
لكي تتأكد أن السماء في موضعها اآلمن تماما
.وأن األرض مرحاضها الغويط
434
نزالقا
الفضفاض ما الذي يفعله النعاس
هه وبكرات خيطتقايلرجل يجلس علي كرسي متحرك وفي يده منجن
وفيما ينظر إلى السماء التي تنزلق ببطء نحو البحر
ب السنط كالوطاويط هتتساقط السنوات حوالي .وح
عكاكيز
فيما تتحرك كل هذه السماء القعيدة علي المرآة
ليس هناك سوي عصفور وحيد
الباردة تين باألرض وينظر إلى الشمس يحك جناحيه المتصالب
.أ علي عكازها في الظهيرة كالتي تتو
435
عماء
الحياة التي نحسبها عمياء وغير مجدية
كثيرا ما نضعها في الصناديق الجانبية لغرف الروح
باألقفال والمفاتيح ليهاغلق عنو
.الليل من عنبرخشية أن يسرقها اللصوص
تنقل
اشة العمياء تنقلي تنقلي أيتها الفر
فعلي سريرك الذي تصنعينه من خز وأرجوانات
سوف يأتي الشتاء بكامل آالته ومعاوله
.لكي يلف يرقته الشاهقة حول روحك تماما
436
خيوط
المجد لك أيتها السيدة
التي تجلس في باحة الدار ليال بمفردها
وهي تمسك بخيط إبرة ومغزل
.نلكي تصنع ألحالمها أغطية وبطاطي
آثار
قمر ينزلق االلهيةعلي الصخرة
تتشقق ثعالبوآثار
ولم يكن هناك ثمة شئ
.غير الهواء الذي يقف مصلوبا علي سن إبرة
437
مدي
موجة تروح
وأخري تجئ
الظالم كبد ية تحزدالصمت م
.يلليتنزه وحيدا علي منحدرات الالصيفي مر القذا وها هو
تحرر
لبحرالشمس التي تغيب طويال في ا
وترقد هناك في األعماق
مضئنتظار صباح آخر افي
.لتتحرر من أسر الجنيات والذهب
438
قبور
ما الذي تفعله هذه الفراشة العمياء
سوي أن تظل طول عمرها تفرز رغاءها الشفاف
لكي تصنع لنفسها أخيرا
.الخز قبرا من الحرير
غرقي
بأعلي صوتي ناديت
أيتها الحبيبة باللذات
يفعل كل أولئك الغرقي ماذا
. كالقصعة بجسدك الذي ينهمر بين السماء واألرض
439
تأسيس
الشجرة الوحيدة التي تؤسسينها عبر العالم
يقف عليها ألف طائر وطائر بصناجات ومواويل
تري ماذا تفعل كل تلك الموسيقي
.لفينها وراءك علي الطرقات كالرملخالتي ت
أكواب
سهرك حمي
ية بعصافير ومهابطواتك أودلوص
ماذا تفعل نظرتك الحكيمة هذه
.في كوب مائي الذي يندلق
440
نخر
تحت نعليك يهتف الحصي
في صوتك رغبة جامحة وغسق
رسة النبويةفأيتها ال
.أال تتوقفين أبدا عن الصهيل والنخر
أقفاص
صهيلإذ مررت قرب جسمك الذي يشبه نبعا من ال
والحكايات كان قلبي الذي يمتلئ باألغاني
اإللهيين يقف مصلوبا علي منجمي صدرك
.كأغنية يتيمة في قفص
441
شعاعاتا
السالم لك أيتها المرأة الممعنة في القسوة
فال الليل بكل أبهته وبساتينه
وال النهار بكل عنفوانه وحججه
.قادر علي لمس جوهرتك التي تشع هناك في األعالي
حتاللا
ي غير صورتكعندما أفتح النافذة ال أر
عندما أغلق النافذة ال أري غير صوتك
أسأل نفسي أية أسلحة عنكبوتية تملكينها أيتها الواهبة الموهوبة
. بين السماء واألرض يحتل جسدك كل هذه المساحة لكي
442
هطاول
أحيانا ما أدحرج القمر علي طاولة الليل البردانة
وقش أحيانا ما أدحرج السماء علي مقعد من نحاس
دفيما أصعد خلفك كالمناطي
.لكي أمسك بأساطيرك العالية أو طيفك الذي يمر
التصاق
فجرخطوتك بمفردها
فسر قانون الجاذبيةيعرف كيف ي
في إناء واحد والفم جاذبية الروح التي تعرف كيف تلتصق بالجسد
.بشرط أن تكون عينك هي المدارات
443
هغجري
صوتك ناقوس يرن
ب رلم الحفي فضاء العا
تكشف عن وجه الشمس العريانة التي تجلجل تككضح
!أي غجرية أنت في ثوب راهبة ؟
خاتم
النهر الذي تنزلين إليه مرتين في آن واحد
السماء التي تكتبين علي جدرانها الشاهقة أسماء عشاقك ومريديك
الزمن الذي تلبسينه كالخاتم بين أصبعيك وتنقشين عليه بعض أغنياتك
.ات مرحة لروحك التي تتأججكلم
444
ترويض
المرأة التي تروض الغبار
وتنام ملفوفة بأغنياتها
لليلفي الصباح تفتح أبوابها
.هوهي تكنس من علي أبواب الدار أكوام العصافير القتيل
نحت
المسننة هلوالزمن بآالته الخشبية ومعا
يضرب علي هاوية الروح الرن انة
بره الجافوال يترك عليهاسوي بقع ح
.وأنيابه التي يخر منها الدم
445
مرثيه
نحن الذين علي مشارف الموت
نربط كلماتنا علي هاوية الريح
ونعلقها بحبال من النسيان الخالص
.ال نعود منها أبدا قد في رحلة
مناديل
هصالة واحدة تعرفها العاشقة تفاحات الرغب
صالة واحدة يعرفها العاشق عنب الجسد
حدة تعزفها الريح صالة وا
.همناديل الوداع الفضفاض
446
عروش
شفتاك من عنب وكرز: أيتها المرأة
قولي لي أيتها الحكيمة في الليل
لماذا يهرب القمر دائما إلى عينيك
.وكلما أراد أن يتخفف من عبء الجسد كله
اقتراحات
هفي صوتك دائما ما تصرخ الرغب
الرغبة التي تمتلئ بزهور السموات
وزنابق األرض
.جسدك يقترح إعادة ترتيب العالم
447
مدارج
في الطرق البعيدة وعلي مدارج الجبال والنمل
في الطرق األكثر صحوا لمنحدراتنا الرحبة
سوف يتوقف طائر الراقوف األزرق
.األسود العنكبوتي ليحكي عن عنف الساعات ومائها
هموم
خصلة من شعرك
تتركينها علي الطرقات ونظرة ـ وحيدة ـ من عينك التي
همثل معصم يد أو ساعة استوائي
.يحمل هموم جسدكمحموم رجل
448
همحار
محارة فارغة وتسكن الشمس
إنها الهاجرة
دورانسوف أحكي لك عن غربة الساعات التي تتوقف عن ال
.لكي تتأمل غيوم شمسك
خوف
ثمة نافذة وبيت
وصيدوطائر يقف بال
الهواء بعجالتها األربعورجل يركن دراجته التي تصعد
.علي سقالة من خوف
449
وسادة
تكشفين عن وسادة الزمن
أنت أيتها الرغبة التي تكتظ
همساكنك العالي
.زجاجة وشمس
هشيخوخ
والجنون رغبةفي سنوات ال
كنت أخبئ كل هذه النجوم في جيبي
اآلن وبعد أن تقدم بي العمر
.أصبحت أطأ كل تلك السنوات بقدمي
450
قالطري
هذا الطريق ناعالم يدل
إن لم يكن علي عدد أنفاسك التي تخضر في السكك
مثل قمر جريح
.فوق ساقيه من ألم
صداقه
األلم والمعرفة صديقان
ما إن نشرع في فتح كل تلك النوافذ
إال ويتشقق الجلد وتتساقط األسنان
.ية التي تجد فووال يبقي هناك سوي الها
451
هأغني
ه حبيبتي كلك جميلة يا ك جميل كل
فقفي األ ان تهدالنيتربشفتاك تحت نقابك وعيناك حمامتان
خصرك عصير كواكب ووسوسة حلي مسبوك
.جواهرك ال تشع سوي بالليل والناس نيام
شسوع
ال حد لهو ليل الرب شاسع
مسكونة هي خطواتك بإيقاع الصحراوات
الزمن إناء فارغ وال مقياس له سوي نظرتك
.هالغاب كنسيمن أنت وحدك
452
عنكبوتات
في النفق المظلم للعالم
ناجات نعليكصفي الفضاء الذي يحتوي علي جسدك ويمتلئ ب
يتأهب الفراغ بأجنحته العنكبوتية
.التي تتقافز كلكي يقبض علي أسماك
متاهه
من أي مكان تنبع عين الماء
التي تتفجر خلفك وأنت تسيرين في السكك كالفراشات
مثل طائر يأتي من الشرقوها أنت ذي
.اتك سوي المتاهةووال أثر لخط
453
فخذ
بعدة فهود صغيرة دنه ي ترسمين علي فخذيك رأس
فيما عشبك البري ينمو وبغزارة
علي منحدرات جسمك الجبلية
.يا لهوائك الذي يكتظ باإلثم والبراءة
ترميم
نحن الذين ولدنا فوق ضفات األنهار
لعشب عن انقرأ كنااطئة وتحت أسقف بيوتنا الو
رمم كل هذا النهار يكيف
.ة جافهجعل من فم الليل أغنيكيف يو
454
هيرق
حتي الشمس التي نصنعها بأنفسنا وتجلب لنا الدفء
تقف هي األخري مصلوبة فوق جبل األلم المدنس
الذي يخرج من أفواهنا الجريحة
.مثل يرقة تنفعص
هرفرف
بالليل يهذه الطيور التي ترفرف فوق رأس
هرها الذهبية صلواتها الجامحقيوهي تحمل في منا
عدم وأغنياتها التي تستخلصها من التراب وال
.ةرقامفنتظار لحظة الاأعرف كيف أهدهدها وهي ترقد بجانبي في
455
أبراج
هول أن هذه القبرقمن ي
كانت تسكن في أعلي برج من أبراج هذه الشجرة
التي ترقد مقطوعة
.ارعلي شفا جرف ه
جدران
المرأة التي تحد ق مليا إلى الجدران
كثيرا ما يصيبها اليأس الرنان وهي تقف عارية أمام زجاجة اللذة
أن يتذكر الملئ بالحكايات فيما تترك لجسدها
.هذه الجسور كل كل أولئك الغزاة الذين مروا من تحت
456
صورتها
نجمة طائشة بال شك وبال نوافذ
في كبد السماء تلك التي تقف شاخصة
سوف تأتي الشمس هذه المهرة البرية
.دائما لتسترد صورتها من المرأة
ارةق
رمل في المحارة
تلك األيام الجانحة كل يتذكر وعلي قلق
التي كان يرقد فيها في األعماق
.ارة اللؤلؤقأكيدة حتي تتشكل ة معدينتظر ووه
457
طنين
سلم يعد أمامه في هذه الكأ
تطن غير ذبابة
هكذا مضي أغلب الوقت
يغرق السماء بين أصبعين من أصابعه وهو
هفريس
شجرة واقفة تخربش الريح بأصابعها الخمس
ريحعلي سقالة من
وها هي األوراق تكتب تاريخ سقوطها علي األرض
.النسيان حدقةولم يبق أمام تلك الشجرة اال أن تنام تحت
458
نقش
نحلة الموت
الصلبة عاولهابم
جدران الزمن تهدم
.وال تترك سوي نقش بارز علي فوهة قبر
سفر
أيتها السموات
كوني رحيمة بنا
فال الموتي يريدون أن يناموا
.وال األحياء يرغبون في السفر
459
جدل
هكذا
وجدت نفسي فجأة
أتأمل الحياة
.من شرفة الموت
هنزو
في الليل كانت العصافير تهبط في السكك
الغرينيتين حجرا أحمر والشمس تمسك بيديها
وتحك به كعبيها البرونزيتين
!!لتمسك بشفتيها سمكة الماء التي تنزلق
460
مراعي
بيتك الذي تحرسه الغزالن وترعي فيه اآليائل
برج بابل الصاعد فيه كالنازل
والنازل إليه كالصاعد
.وأنت غارقة في الغي
ربوة
غيمة أهتفمن خرجتكلما
أيها العبير صه صه
غيمة أهتف أيتها السواقي توقفي عن األلمفي دخلت كلما
.م بين ربوةوجه حبيبي أحمر وأبيض ومعل
461
قضم
أقضم الفراغ
البطاطسصص الزمن أمامي مثل تل من أر
وأنكش الحوائط المجاورة لروحي تماما
.السنط بعدة أعواد من
شمعدانان
هعلي باب الكنيسة المجاور
هواء ثمة شمعدانان يشعالن ال
وإذ أفتح الباب كان السيد علي الجلجثة يقف متبوعا بالفراشات
.والمرأة التي تغسل القدمين تصنع من الدموع جوقة من العصافير
462
انعكاس
العالم مرآة
تعكسين عليها شمسك
أعميوفيما يبقي لظلي أن يقف في العراء الطلق ككناس
.وبعيدا عن نطاق الجاذبية
أنت
ةامرأة غربي نظرة واحدة من
أججت مشاعري
ذكرتني بعينيك اللتين خبأتهما في ظل فراشة
.هعلي شاطئ النهر تلك الظهير
463
هرغو
من علي أصابعك تخرج الفراشات جائعة
يخرج الربيع الذي يتجول في الحقول بأبهة من علي صدرك
تكتسب الشمس رغوتها الكرزيتين من علي شفتيك
.بيعفماذا لو كشفت عن بقية الينا
فقط فجر
ال أريدك لي
بالشهوة نينهال أريد جسمك الذي تزي
ال أريد بيتك الذي يمتلئ بالعصافير
.ليلفقط أريد شمسك التي تشع دائما في ال
464
الفأرة
ذات ليلة كنت سكرانا
فأجلست القمر علي ركبتي
ها أنت ذي أيتها الفأرة العمياء: وقلت لألرض
.في متاهة غابتك أنا حطاب ترن لم يعد غير فأسك التي
حياتي
حياتي مدببة مثل حجر مسنون
أحيانا أربطها في حبل غسيل
مثل طائرة ورقية
.عبر الالشئايتها الفقمة الورقية وأقول لها حلقي حلقي في األعالي
465
انفراد
كثيرا ما أقطع الليل بمفردي
الغربية البعيدة هحتي أصل إلى جزائر
الشمسهناك حيث ال تقبل
.وال يمكن للقمر أن يدس أنفه
جسور
بين جزر ومد
تقع األرض المشتركة التي تفصل ما بيننا
ر طيوره الجريحةوكل منا يطي
.الهش رغبةعلي جسر المسرعة حتي تتقابل
466
هبرود
شقةني أيتها المرأة العايانتظر
القليل من الزيت و فسوف أجمع بعض الحطب
الساخنة ألصنع لك عشاء من اللذة
.ال تمحوه برودة المواسم
مطره
أيتها المطرة كم مرة أتيت إلى األرض
وفي ثوب عاشقة
أيها الزمن النقال
.كم ركبت أحصنةمن خشب
467
نرد
لعب النرد أنا والوحدة أعندما كنت
عي وهي تصفقصابكانت الجدران تلتف حولي وتلتصق بأ
رس اللعبوذات مرة اكتشفت أن الجدران نفسها أخذت تما
.حول فلسفة الشك والوحدة في غرفة جانبية نتجادل فيما أنا
الثالث سمكات.
الليلة ، الليلة فقط وبعد عدة ظهيرات من الجوع
عبارة عن حصوة من ملح مجروش كانتناولت عشائي أخيرا
وسمكة من نشارة وفحم
.وعدة أرغفة من طحالب وفطريات فوق طاولة من حصى
468
حرائق
أوقدوا البحر للسفن كي تمر في المضيق
فلم يعد على رصيف الميناء غير أغنية يتيمة وقمر ضرير
سطوانة من الغاز ما نفعهاهذه اال
.إن لم تكن إلشعال الحرائق الصغيرة في هذا العالم
غيث
وضعت يدي في جيب بنطالي الخالي من الهموم
اءكانت السحب الطليقة في السم
تلعب الثالث ورقات على أرض الطبيعة العتيقة
.هي تغني جادك الغيثو
469
أمنيه
أن أرى الشمس تنام إلى جواري أهو كثير على
والقمر يسبح على طرف سريري
بينما النملة التي تقطع الجدران طوال وعرضا
.تبحث عن حبه قمح معلقة تحت سقف الظهيرة
تناقض
ينشق البحر ويغرق جنود فرعونبيدك يا موسى
وبيدي ينشق الماء في الزجاجة
وال أمسك سوى بالقواقع الفارغة وحصى الليل البردان
اس األساطير .هلموا هلموا يا حر
470
تخطيط
بخاري يصعد إلى السماء
وأنا جالس إلى طاولتي أطارد الغيوم
ثمة طيور ترفرف بأجنحة من خشب
.الطبق ، طبق السمك الذي خططوا لهوأنا العق بقية
د تزو
سهر الرماد في المدفأه
جيج تتزود للرحلة وأخذت قافلة من الح
ولم ينته الخزاف بعد من عمل يده
!!ولم يعد في اإلبريق سوى ماء جاف
471
سنابل
شجرة صحراوية وأغنية بردانه
في الهواء الطلق –معا –يتعانقان
خةربما جمعتهما ال ضرورة العمياء أو الصدفة المدو
غبه .وينتظران بلهفة أن تتفتح أزهارهما على سنابل الر
عزاء
أصابع صغيرة وتطلب العزاء
على أرضية الغرفة ذات المالءات الرثة
فيما كان يقف الغبار فاردا جناحيه الثعلبيتين
.تسلل العتمهفي محاولة أخيرة إلصالح األسالك الكهربائية حتى ت
472
استلهام
نفس البيانو في الغرفة المجاورة
نفس األصابع التي تركتها السيدة ذات اإليشارب على النغمة
نفس المعزوفة التي مازالت تحلق في سماء الغرفة
ت ل ه م !!مثل طير يتـــيم وي س
ثرثره
لفارغة يفكرون في الكأس ا القدامي في البار القديم جلس أصدقائي
فيما أخذ كل منهم يبحث لنفسه عن سماء أخرى
غير أن أحذية المارة في الشوارع المجاورة
.تضيقكانت أخذت تتسع ألرواحهم التي
473
خزف
يا له من منظر عتيق
السماء تندلق في كوب ماء
وساعة الحائط التي تتكتك منذ سنوات
.ال تزال تمارس نفس المهنة
غثيان
!!وني قليال أيها الرفاق انتظر
ريثما أجفف الزمن وأمسح له يديه المتسختين بالشهوة
إلى المقابر التي تقوم هناك على أطراف الصحراوات وبعدها سوف نخرج معا
.في الشيخوخة أو يشعروا بالنسيانأبدا هؤالء الموتيحتى ال يفكر
474
حوارات
عند الظهيرة تجلس قبرة على صاج مدخنه
وتفلي ريشها المنتفش واحدة فواحده
وفيما تنظر إلي
.يقف هواء الشجر عاريا
تغير
أمس زارتني المرأة التي كنت أحبها في المنام
على األقل سنة ينوالتي لم أرها منذ ما يقرب من عشر
ض في الوحل حتى الركبتين كانت تقف ملفوفة بالضمادات وأنا أخو
.السرير الذي مارسنا عليه الحب له نفس النكهة لم يكن البيت بيتنا وال
475
ذكرى
لماذا أتذكر أمي اآلن وبعد كل هذه السنوات
صباح الخير يا أمي أيتها السنونوة الطيبة : لماذا أقول لها اآلن
وأنا أعرف أنها ترقد هناك في مقبرة القرية
.بال عظام أو حتى فساتين جديدة
بكاء
ت حماال بقرشين في اليومإشتغل عدةفي موانئ
شاء كنت أرفع الطوب من الصبح حتى أذان الع
وأصعد سقالة ال يغني عليها سواي
.ستثمرت رغبتي في البكاء حقا افي الميناء
476
عطاله
عيناي معطلتان
ساعة اليد معطلة كذلك ، وكذلك أجراس الكنيسة المجاورة
والراديو معطل
.واليوم أحد
ـله ج ح
هناك أحد في الشوارع المجاورة لم يكن
سحبت ظلي الذي كان يتبعني مثل كلب
وجلست على صخرة صغيرة أمام بوابة النهار المخلعة
.ورحت ألعب أنا والظل لعبة الحجلة
477
سالسه
أريد أن أكتب الشعر مثلما أتكلم
اد األحمر أو مثلما أتنفس الهواء وأمارس الج نسومثلما أصب الشاي في البر
ولم يكن ينقصني أي شيء في هذا الصباح الرائق
.سوى بيت واحد من الشعر
دون كيشوت
إنها ساعة الرمل
تلك التي يدون عليها الزمن أخطاءه
كذلك لحظات السأم واليأس –نحن –وندون عليها
! ألم يكن دون كيشوت على صواب دائما ؟
478
اعتكاف
أقف أمام الجامع الكبير عصر كل يومفي لحظات الطفولة البعيدة كنت
ألتلقى حسنة من يد هللا التي تعمل في الخفاء دائما
ورحت أمسح دورات المياه والميضاوات وأحرس أحذية المصلين وعكاكيزهم
.ولم يكن ينقصني إال أن أصعد إلى السموات بسلم
؟ ؟ ؟
في عصر البخار والحب كانت اآلالت تعمل بالفحم
الذرة أصبحت القاطرات أسرع من الصوتوفي عصر
ما الذي سيعمله عصر المفاعالت النووية
.كالشصفي كرتنا األرضية المعلقة في الهواء
479
اعتراف
ت رى
لماذا قال السيد وهو على الجلجثة إيلى إيلى لم شبقتنى
ألم يكن يعرف أن السماء مائدة من ورق
!واألرض كرة من المسامير؟
غيظ
رأسي وضعت قبعتي على
طفي الواقي من المطر ورحت أتوكأ على عصاي ولبست مع
لم تمطر السماء ةفجأ
.وطلعت الشمس
480
واقعية
رأيت صورتي في إحدى الجرائد اليومية مرمية على األرض
والمارة يدوسون عليها باألقدام
فقلت أي جدوى من قراءة ماركس وهيجل والقديس أوغسطين
!ه في غيبوبة كهذه ؟وماذا يفعل نيتش
بالده
في كل يوم أذهب ألفتش عنك في السكك
نفس السكك التي تعرف خطواتنا جيدا
والحانات التي سكرنا فيها حتى الصباح
.حتى السرير الذي نمنا فيه لم يعد يتذكر أي شيء
481
ثامار
ثامار
هذه المرأة اللعوب
رقات تنتظرالتي أشعلت النار في جسد يهوذا ووقفت على الط
.ماذا يفعل الخاتم في إصبعين من الحليب ال يجيدان سوى حرق اللذة
رعشات
على الطرق الجبلية الصعبة وقفت تنتظر عاصفة
هبت الريح وكنست ثيابها بأسنان قوية
جسدها بمفرده
.مثل صنارة وقف يرتعش
482
عطش
انظر إلي يا حبيبي!! تعال
أنا في الصيف
ى الطرقات كنحلة غريبة انا واقفة عل
.دخلت بستانا من الزهور دون أن تبل ريقها
اف خز
وكورتا روحي يداك صنعتاني وكورت جسمي
تني على قالبكبأنت صب
يداك كورتاني بالليل والنهار مثل حبة حنطة
اف من عمل يدك .متى تفرغ أيها الخز
483
صلصال
يدك مبلولة بعجين األمس
ك الزرقاء وأنت في ثياب
تنشفين اللذة بلسانك األرجواني
.ساعداك يرفعان عبء النهار
مماحكه
أتجادل مع الهواء في المبردة
أتجادل مع الشمس في الظهيرة وأقول
هذا الصانع أبدا ال يتعب
!!وال تتعطل ساعته الميكانيكية
484
حليب
ئرحين وقفت ثامار على الطرق أخذت تعجن الهواء في ضفا
وتجلس على األرصفة مثل نعجة تثغو
نتظار أن ينتفخ الهواء بالرغبة افي
.واللذة وتضج األرض بالحليب
سالومي
سالومي التي تخلع ثوبها األزرق وتدخل إلى عرشها في الليل
لتتعرى بحرية كاملة أمام رأس يوحنا المعمدان
يكانت تعرف أن تاريخ العالم يصنعه الجسد اإلنسان
.على طبق من اللذة العتيقة
485
المجدليه
ل ت قدمي المسيح الداميتين بدموعها الخضراء ماذا قالت المجدلية بعد ما غس
اللذة وإندلقت الخمرة على األرض وبعد أن شبعت تماما من
هل كانت تفكر في الثالوث المقدس
.أم في جدل التاريخ حول اآلب واإلبن
مصاهرة
طوال الليلدينه تسهر
ويعقوب في القفص
نية من زجاج آوسوائل اللذة
.شكيم وحمور يرغبان في مصاهرة العدم
486
مراوده
خاتمك قالت
وعصابة رأسك
عصاك التي في يدك وخبزك الذي في مخلتك
!!حتى أخرج من ترملي وأصير معزتك
زهر
لم تجز غنمي ، لم تقطع عني مياه أنهارك
سكك أنا ضريرة على ال
وأنت كأسي الفارغة التي ال يلعب فيها سوى الذباب األحمر
.زهرا نةسرتي مآل
487
صوى
لم نخرج من هذا الطريق وال من سواه
ال توجد عالمة واحدة أو صوى
صحراء واسعة وبال نهاية
.أهذا هو كل ما نملك في هذه الرحلة
وصف
حرة أنت كنجمة على المحيط
من األعماق صلبة كلؤلؤة تخرج
لينة كطينة من صلصال
.هكذا رأيت صورتك التي على السحب
488
مرأتانا
دينه ، ثامار
شجرتان ضاربتان في اللذه
عصواهما اللتان تستخرجان الماء من الينابيع
.ت سقيان من عين الرغبة
بقع
أشعلت شمعة وحيدة وجلست في الظالم كي أراك
، كانت ضحكتك التي ترن في الوحدة لم تكوني هنالك أبدا
وصدرك الذي يلعب النرد فوق طاولة جسدي العطشان
.فيما يداك تتركان على قلبي بقع حبك الناشفه
489
أخبار
في البناية المقابلة
مرأة وطفلاتقف
الطفل يلعب بالفراشات
.والمرأة نفسها فراشه
العذراء
أيتها العذراء المقدسه
قفين قليال عند ناصية الشارعأال تتو
ألسألك فعال هل حدث ما حدث
!ولماذا ابنك بالذات وماذا كان يفعل يوسف النجار أنئذ ؟
490
عوالم
تراكتورات ، كولوخزات ، رأسمالية ، امبريالية
فاشية ، اشتراكية ، حربان عالميتان
- مليون من الجرحى 100مليون من القتلى ، 20 -
!ألساطير حول رجل واحد مات منذ ألفي عام ؟فلماذا كل هذه ا
أسطورة
سبع بقرات ثمان
وسبع بقرات عجاف ، زليخة ، المرأة المصرية اللبؤة
تلك هي الحكاية العبرانية القديمة ليوسف مع فوطيفار
.ليت أن اإلسمعيليين لم يبيعوه في بر مصر
491
ات نح
يستطيع أن يعمل نحاتا
و مالط ولكن ال خشب لديه أ
ة من الهواء المحض تفلماذا يحاول أن يصنع منحو
.المرأة تتجول عارية في الحديقة ليال
لهاث
على الرصيف المقابل جلست امرأة
وتعرت بكامل ثيابها
الفخذان ، والردفان ، والسرة
.في المقهى كان ثمة كلب يلهث
492
حساسيه
تحسست راحة اليد
ت يدي على السرة وال ردفين والقمر المنشقمرر
تفتحت عناقيد الشهوة على الجدران
.حتى أورقت كافة النوافذ
أناي
أناي التي تنام إلى جواري
تستيقظ في الصبح مغتسلة من الهموم
تجلس قبالتي على المائدة لتقاسمني الخبز والملحو
.ام حوارا غير متكافئدوصانعة على ال
493
نيتشه
، ولماذا هذا اإلسم بالذات لماذا أحب نيتشه سالومي
عمدان إلى هذا الحدمهل كان نيتشه يكره يوحنا ال
ت أمامه ليلة بكاملها مأ أن سالومي التي تعر
.العزف على آلة الكمان والجسد سوي لم تكن تجيد
شراع
في الحياة التي نحياها يوجد الكثير من الحب
والكثير من الجنون كذلك
ة أنا وحدي اقف في العاصف
.مثل شراع مثقوب
494
تحديق
حدقت في اتجاه الريح
وفي اتجاه البحر
هاربةالكانت الكلمات تخرج من الفم مثل الطيور
.إلي الشوارع شات تأتي ميتهاوالفر
خبز
لم ال يكون هذا النهار كسابقيه
الغروبوالشروق ، الضحى
وأنت ال تأتين أبدا
.في الطريق خبز يحترق
495
وقوف
تأت هذه الفراشة أبدا لتحط على بابي لم
غير ذلك اليوم
أعرف أنك التي أشارت إليها
.أن تقف أمام منزلي
تململ
على قبر بال مشاهدة
يحط غراب أسود
صبار على صبار
.وفي الداخل عظام تتململ
496
إغواء
أركلي الباب بقدميك العاجيتين
خيرخبئي في جيب بنطالك الرمادي قمرنا األ
اتركي ثدييك ينتفضان كرمانتين بريتين
.بين راحتي يدي المعلقتين على عناقيدك المتشابكه
وداع
في النهار األخير لعملية الصلب
لم يطلب المسيح أي شيء سوى كأس صغيرة من الماء
وطبطب على كفل المجدلية بيديه الحنونتين ولمس شعرها األسود
.ى أمه التى تحترقولم يلق نظرة واحدة إل
497
أفالطون
في كهفه كان أفالطون يرى العالم مقلوبا
األرض في السماء ، والسماء في األرض
وعلى طاولته المستديرة وأمام رقائقه كان يعلم تالميذه
.أن نظرية المثل أسطورة مستعارة من فن النحت
حاله
شمعه
شمعتان ، ثالث شمعات
ازوطاولة من خشب وإرد
.المغني الضرير يقف غريقا في غرفة من غبار و
498
فجر
ذات فجر
أخذت أتجول في شوارع القرية بمفردي
كانت البيوت مقابر
.على الطرقترن وال ضحكة واحدة
تجوال
صفصافة ماثلة على البحر
وبئر ماء يجف
وحدها الشمس تغسل ثدييها بيدين عارفتين
وتتجول عارية .كعلى السك كسمكة
499
استراتيجيات
من يقول إننا لم نلتق عصر ذلك اليوم
ألم أصنع من جسدك قارات وموانيء
ومن شفتيك العنابيتين غرفة لممارسة الحب
.ستراتيجياتومن صدرك الرحيم ملجأ لال
ري
قبل أن تغسل المجدلية قدمي المسيح الداميتين
كانت تعرف أن جسدها غرفة مؤجرة لكل عابر سبيل
شسوع الصحراواتالواسع ن حقلها وأ
.اغرفة صالحة للزهور واستنبات كافة الحكاي
500
18 /10 /28
الرئة سرطانماتت أمي ب 28/ 10/ 18في
ورحت أمشي في السكك مثل كلب أعمى
ومن يومها وأنا أصرخ إلى الرب بملء فمي
.معطوبة جرةلماذا أعطيتنا
فالسفه
اورنيتشه ، أفالطون ، شوبنه
جر ، كيركجارد ، كانطدسقراط ، هي
كتشاف قارة السماء اغزاة الشمال أولئك الذين حاولوا
!فيها ، الم تكن هناك مكنسة في يد هللا ؟ النارأو إشعال
501
الما وراء
منذ أن تم صلب المسيح قبل ألفي عام والعالم هو العالم
والبشرية في كل يوم تفتش عن مسيح جديد
ه شماعة أخطائهالكي تعلق علي
.وكأن الزمن يمشي إلى الوراء دائما أو ينام خارج المقهى فاردا ذراعيه
جيره
أمام الفرن في الدار الكبيرة
كانت أمي تشعل الحطب وتعد لنا الخبيز
ولم تكن تكلم أحدا
.واللهبسوى جيرانها من عرائس النار
502
دأب
ذات يوم صنعت لي أمي دمية من الخشب
يومها وأنا أعمل نحاتا للفراغ ومن
وفي لحظات األلم والضوء
. أبحث عن آلهة مكسوره
دراجه
ركنت دراجة الهواء
ورحت أصعد ساللم البيت درجة درجه
لم يكن هناك غير جد ي الذي يجلس أمام الدار مثل جذع نخلة قديم
.نانوفي يده مسبحته التي يحصي عليها سنوات عمره التي تساقطت كاألس
503
نشاره
ت رى أين أنت يا حبيبتي
وفي أي فراش تنامين حاضنة طيورك الزرقاء
أنا أعرف أنك تقد مين جسدك ذبيحة لكل عاشق
.ألم تكوني في يوم مجدليتي
حداثه
لعبة التواطؤات الدولية ، صابون الغسيل المبرمج ، تزييف العمالت الورقية
صولية الجديدة ، والمحافظون الجددماليين الجوعى والمشردين ، األ
لرأسمالية المتوحشة واقتصاد السوقلالرجعي واالنتقامعمليات اإلبادة الجماعيه ،
.كلهجسد عبء اليكفي أن نحمل أال
504
إصرار
على الفخذ البرونزي المسبوك كشجرة اللوز
أخذت المرأة تدق الوشم للرجل الذي تحبه ولم تشأ أن تقول له الوداع
أو أن تمارس الجنس في صالة الجيمانيزم
.فقط لكي يظل الجسد على حالة من الوعي
صباحات
في صباح جميل كهذا ال أجد ما أفعله
سوى أن أجلس على الرصيف المقابل
وأمد د رجلي في الفراغ الغويط وأتود د إلى الهواء المناوش
.ها ، ها ، ها ال جديد تحت الشمس: وأقول لنفسي
505
قأهقأ
في الشوارع المقفرة
تكنس المصابيح العتمة من على جالبيب الليل
وال يتبقى على األرصفة سوى غربان سود
.تقأقيء على كل نأمة
النوافذ
في إحدى كتبه قال العال مة محي الدين بن عربي العالم خيال
أدركت هذه الحقيقة وأنا أفتش في صندوق أمي القديم ، كان ثمة خلخال
وعقد من الكهرمان الحجازي ، وطرحة زفافها التي أكلتها العثة وبضعة أدعية
.وخاتم الزواج وضحكتها التي تركتها على النوافذ وشالها األخضر
506
مستوطنة
يا سيد كافكا أال تجلس قليال معي
لنشرب الشاي في إحدى هذه المقاهي ، أو ندخن الشيشه حيثما اتفق
وحدة الوجود والتقلق بشأن العالم أو
.ولنضحك قليال على الدودة الهائلة ومستوطنة العقاب هذه
لعب
قطط الفراغ التي تلعب معي الدومينو على نفس الطاولة
وتشاركني الوحدة واألطباق والمالعق
الش وك والسكاكين ، األغطية ، الشراشف
.ق أصابعيخر الليل تغلق كافة النوافذ وتبدأ في الغناء فجأة وهي تلعآوفي
507
جميزه
هناك ، عند الساقية المهجورة كانت تقف شجرة جميز راسخه
لطالما صعدنا فوقها وغنينا ، وأكلنا من ثمرها المعطوب وركعنا تحتها بامتنان
وكتبنا على جذعها الغليظ أجمل األشعار لحبيباتنا الجميالت النائمات
. ر معدومقبالة فنااآلن ، تقف هذه الشجرة مثل حارس أعمى
حيوات
في سنواتنا الناشبة كنا نجمع الحطب والقمامة من على الجسور
من النهر كل عظامها ، ونصطاد السمك بالشصونجفف القواقع النيئة حتى نأ
المجاني، وكنا نسخر من الموت أوراق القطن المصابة علي اللطع من ننق يو
.حياة بمجرد النظرضن التوهو يمشي في شوارع القرية كاللص ونحن نح
508
غناءات
كثيرا ما صنعنا من أعواد الحطب والبوص أغنياتنا البسيطة المجوفه
وصنعنا بأنفسنا هذه الموسيقى التى تتسق مع لون جالبيبنا
الموسيقى التى تخرج من الهواء لتصنع الهواء
.وهي تخرج من أفواهنا كالذهب الحار في حلقات ودوائر
استحاالت
تمنى أن يعود بي الزمن إلى الوراء كم أ
بري ذئبألجلس قليال على العشب مثل
وأتمرغ على األرض العطشى ،وأشم رائحة الطين في الفجر
.وأشرب من يد الليل البردانة القليل من الندى حتى تنتصف الظهيره
509
أميره
يا أميره ، كحل عينيك أغراني بالذهاب خلفك في السكك!! أميره
ك مازال يرن على شباكي في الليلصوت
حتى تحولت إلى نجمة ال تطلع إال لي
لي عينيك عني فهما قد غلبتاني .حو
أنثى
بيدين صلبتين وجسد منهمر تقبض أنثى العنكبوت
الجامحه الجسد على فراشات
حفرة الجسد فيوفيما يتفحم الجسد
.الوردة منزلقة وال يتبقى من غثاء الروح سوى الهيكل تخرج
510
قلوع
هللوا يا ، هللوا يا
سوف يبحر الجسد من مرافئه الصغيرة المجهولة
وال يلقي بقلوعه العمالقة ومراكبه إال على سواحل اللذة
. وذلك بعد أن ينقي شجرته العالقة من األساطير
اندحار
تك نازلة على الدرج وفي يدك الكمانرصو
يتعطل أمام عيني
فيما هي تصغي إلى موسيقى جسمك ذات الجلبة باشتياقك تتطلع نفسي إلي
.وأنا أتلصص على ردفيك الكوكبيتين وألحس عرق إبطيك كالدرقه
511
منازله
ن فلتأت وقتما تشاء وعندما تريدناأيها الموت الر
جباليةفي شكل جعران أسود ، أو حتى سحلية
ضتين فاسدتينبي –على المائدة –فلقد تركت لك
.من اللحم المخلوط بالنفايات ا كيلو جرام 20وأقل من
تعليمات
أحبب قريبك، ال تشته امرأة جارك
أدر خدك األيمن ، ال تقتل ، ال تزن ، ال تسرق
عطه الثوب كله ، ملكوت السماء أضيق من ثقب اإلبرة ، طوبى للغرباءإ
.الم مملوء بالخراءتعليمات المؤسسة ، ومن يومها والع هي هذه
512
اختراعات
خزافا أخترع وردة ، وأخترع بيتا وأصير
أخترع نافورة حمراء
وأجلس إلى ظل الشمس
.تنبهني إلى عمل الساعات
شرخ
في الزمن
تأتي األشباح متراكضة فيما تمسك بين أصابعها بمزامير الوحدة
وعلى طاوالت المجاز والفحم
.يقف النهار مصلوبا
513
أناه
أنا من يختلس النظر إلى الظهيره
أنا من يحمل فوانيس العتمه ويمتليء بالشك
ودون أن ينتبه أنا من يرقب ولوج الليل في النهار ، وولوج النهار في الليل
.وهي تعبر األنفاق السرية لليل مةومع ذلك أظل أصفق لطيور العدم الهر
ترنسندنتاليزم
وم ، ظهيرة األمس ظهيرة الغد ، ظهيرة الي
السماء بنافوراتها الالزوردية تعكس التيكلها أوان من النحاس المستطرق
فيما تكتب على حجر الصوان والملح ، جبالك أعلى من الموج
.الموسيقى جبل موجك أعلى من السماء ، سماؤك أعلى حتى من
514
خرزه
مرأتي أيها المراوغ اللصإذ يقف النهار غريقا على باب غرفتي أقول له أين هي ا
أين هي فراشاتي الليلية التي تقف مبلولة على صخرة المدى
ال شك أنك تحمل في طي جالبيبك خرزة الروح الهرمة
.التي تفتح لطيور المحيط حدائق النسيان
الظل
الظل يسمع وينحت
أما األشجار
فتنام عارية
.في إنتظار عمل المكانس
515
نحر
ي الوطاويط التي تنحر في مؤخرة الرأس كثيرة ه
وتنام على المخدات مثل عمل الطحالب
كثيرة هي المصائر المجهوله
.التي تمسك بالفراشات والضوء
خزفيات
بين الفخذين اللدنين يسكن قمر السماء
تتناثر النجوم تحت نعليك أيها الطائر الخزفي افيم
جسدك طاووس ويعشق العزلة
.ول بمفردي بين حدائقك أيتها التفاحة دعيني أتج
516
تغلغل
عين بها صدرك الجميل هذا صغيرة هي أحجارك التي ترص
أريد أن أظل في إحدى هذه الغابات
وأتغلغل في داخل المسام
اساتك .حتى أشرب من عبير كر
أطياف
على السل م ا هناك من أعلى الشاطيء ووضعتها القواقع التي جمعته
الك الفراغ الذي ينصب شبكته الدمعية المجوفةكان هن
منجرحةالصطياد كل تلك الفراشات التي راحت تواصل الغناء بعين
.بحرشاطئ هناك علىتسكن بحثا عن خيمة هائلة كانت
517
عجائز
أدعية العجائز
وهن يتذكرن رائحة الموتى
- قبل أن يصيح الديك ثالث مرات -
.بيده الخشنه ة الزمنكن يتأملن رائح
أيتها النائمة
استيقظي أيتها النائمة تحت الفجر
فعلي فراشك الوثير جمعتنا الصدفة العمياء ذات ليلة
فاكتشفنا أن الجسد بحد ذاته بحر وما له من محيط
أوله كآخره وفيه كل السفن غرقى
518
متاهة إبراهيم
519
متاهة إبراهيم
ترى
لم كل هذا الليل
هذه الغيوم لم كل
أنا وحدى أسير فى السكك التى تختلط بالرمل
أقطع الليل فى النهار
وأقطع النهار فى الليل
ال نجوم لى فتلمع فى األفق
أركض باتجاه البحر وال أمسك بغيمة
ها على خياناتىبأتوكأ على عصاى ألهش
أحيانا
يخيل إلى أن هذه العصا ثعبان
ى المتراصه مثل جبل وأحيانا أهش بها على مخاوف
وتنمو على وجهى مثل فطر بثآليل
وجهى الذى خددته السنوات
وأهلكه الحر و القر
أن أواصل السير –وحدى –لم كتب على
فى السكك التى ال تنتهى
ن لهذا الحزن أن يتوقفآأما
ن لكل تلك الغيوم أن تنقشعآأما
ن لكل هذه الغربان التى تزعق فى أرض روحىآأما
520
أن تبتعد
ليعود لى هدوئى
وتلمع شفتى مثل قصبة
لماذا خرجت من أرض أور
بال كسرة واحدة من خبز
أو جرة صغيرة من ماء
أخرج إلى هنا
إلى بلوطة ممرا
ومن بلوطة ممرا إلى أرض جاسان بمصر
ما هذه األحالم التى تعشش فى الرأس كالوطاويط
والنمل
وتمشى على جدران خيمتى كالسحالى
ما الذى كان يتربص بى طيلة كل هذه السنوات
كان أبى آزر يحرث األرض
ويزرع الشعير
والقمح
هوفى الليل كان يضمنا إلى ف راش
ب والنوى مثل دائرة من الح
وعندما يفرغ من عشائه
كان يحكى عن الزمن
521
وآلهته الرائجة
كان يضحك بملء فمه ويقول
أنا صانع اآللهة الوحيد
نينوىفى أرض
!!وأور
أمي كانت تحلب األغنام والنوق
سوى الحكايات –يجمعنا فى آخر الليل –وال شئ
والنبيذ
كانت أرض أور
تفيض باللبن والعسل
لم يكن ينقصنا أى شئ
غريقية أوكانت الحياة تسير مثل عجلة
ببطء
ولكنها تسير
ولم نكن نخشى من اآللهة أى شر
كانت اآللهة قريبة منا
تنام تحت أسقف بيوتنا الواطئة
وترقد فى حظائرنا مع الماشية
وفوق أسرتنا المصنوعة من الطين والقش
لم تكن تكلفنا أى شئ
522
سوى قطع األحجار
ومجموعة من المسنات
والمناشير
وفى ضوء النهار الجاف
كان يجلس آزر أبى لينحتها بعناية وحذق
فى فمه أراغيله
اته التى يطيرها وبين شفتيه بضع أغني
كاليمامات
والظل
ما الذى حدث يا إسحق
ما الذى حدث يا ساراى
أيتها الزهرة البرية الجميلة
وأين أنت يا هاجر
أما كنت تسكنين هناك فى وديان مصر
بالهم واحد
أو حتى منغصات
ما الذى جعلنى أتركك هناك
فى كل هذه الصحراوات عارية هكذا
ضارية بين الوحوش ال
والظمأ القاتل
523
عن أى شئ أبحث أنا الغائص فى المتاهة حتى النخاع
لم أعد أنام بالليل
وبالنهار أتصلب مثل قشة
كم عانيت وأنا أقطع هذه البرية القاحلة
التى يضل فيها النجم
وتغرق فيها الشمس فى المجرة
هل يكون ما أراه وهما
هل يكون ما أسمعه تهجيس شيطان
ذى حدث يا ساراىما ال
ليس فى جعبتى سوى الصخر
والحصى
فى فمى تسكن الوطاويط
وتحت رأسى تنام الكوابيس
كالقطط والسحالي
أحيانا
توأنا أجتاز الصحراوا
أضيق من روحى فى الواقع
اعد إلى سقف السموات كانت صرخاتى تص
فال تصل إلى شئ
أريد أن أثقب جلد األرض
524
المتاهة من الرمل بين أسنانىأريد أن أمسك بكل هذه
وأطوح بها إلى العدم
أن تكون لى القدرة الالزمة
ألكسر حجر السموات كالرحى
أريد أن أفرك النجوم بين أصابعى
أل ذريها على المنحدرات
واألودية
أن أدشدش الجبال السامقة
فى بوتقة
بقبضة من حجر
أن أطحنها تحت قدمى
مثل حبة من خردل
اك فى المستنقعاتوأتركها هن
لتجف
لم هذا الهالك
أريد أن أوقف حركة األفالك هذه
فال تسمع أو ترى
ال تدور أو تهتز
من شفتى كالسراج ةنى وبنفخهيأن أطفئ الشمس بيم
أدفن القمر
525
فى غيابة
ودتنى هذه األفكاراكثيرا ما ر
أن أدفنكم فى قلب هذه الصحراوات
أنت يا إسحق
وساراى أمك
العاقر
العقيم
أتخلص من كل هذا الذى يشوش على أيام حياتى
ويجعلها كالبصل
واللفت
ويعوق مسيرتى نحو التحرر الكامل
والخالص
خالص روحى
وخالص نفسى التى تتآكل بال يقين واحد
أتقدم لكن إلى أين
فكرت أن أتخلص من كل ما أملك
ألعود إلى العدم مثلما جئت
إبلىأتخلص من أغنامى و
نان هذهوأجلس على صخرة اليأس الر
ألنتظر قدرى
526
ومصيرى
قدرى الذى يتربص بى مثل شص
وينتظرنى هناك على أعلى المنحدر مثل هاوية
وذلك
بدال من أن أقودكم هكذا
وعبر برية الهالك والمر هذه
وفى كل مرة
كنت أصاب بالجزع والنسيان
مثل أعواد الخروع الناشفة
ملح والندموأكياس ال
كيف يمكننى يا إسحق
وبعد كل هذه السنوات
أن أقطع شعرة واحدة من رأسك أنت
أنت الذى انتظرتك لسنوات
وسنوات
مثل كبش أطلس
أو غيمة تمطر
كلت عينى من النظر
وأذنى من السمع
وتقلقلت صخرة روحى
527
نحو المنحدر
وها أنذا أقبض على الال شئ
أل روحى ال أسمع سوى وسوسة العدم تم
قلبى مثل حجر
وروحى حقل أشواك
وغيوم
لم كل هذا يا إسحق
وماذا أمثل أنا فى هذا العالم يا بنى
لم يكن يشغلنى أي شئ
سوى أن أنتظرك أنت
مثل فراشة برية
أنت يا إسحق
كنت أتشقق مثل رملة بائسة
وأطارد كوابيسى الليلية بأسى بالغ
راخات وص
الفجاج وكانت أمك مثل هذه
عذبة
وحارقه
هل يطرح الحسك عنبا
هل تتفجر األنهار من الصخر
528
هل تخرج فراشات الضحى من العدم
رحماك أيتها اآللهة الكسلى
أين غلبتك يا موت
جحيم يا أين شوكتك
أحيانا
كنت أضحك وأقول
أنت يا ساراى أرض ممحلة
وبال شجرة خضراء
أو حتى خبيزة
!!ناشفة
فى كل هذه الصحراوات الكليلة غير الظمألم أكن أبصر
والموت الذى يطاردنى كالخفافيش
أرض حيات
وسحالى
ن الليل كنت أقارن بين أمك وحين ي ج
وهذه الصحراوات يا إسحق
ثم أجلس أمام باب خيمتى مثل عاطل عن العمل
أنظر إلى تماثيل آزر
أبى
بأيديها الضارعة
529
وشفاهها اليابسة
فال تأكلأقدم لها الخبز
أقرب منها الماء فال تشرب
وباحترافات
وتعزية
كنت أصلى لها صلواتى التامة
فال يستجاب لى
ما هذه التماثيل يا أبى؟؟
لم تكن تبصر أى شئ
ولم تكن تسمع أى نداء لى
هل أنا ذرة من الغبار يا إسحق
هل أنا ورقة ناشفة
وع صافة
!!تحملها الريح حيث تشاء
كنت أبكى
بكىوأ
إلى أن تخضر لحيتى مثل قرد
وأشعر أننى مثل نافورة تغلى
530
فال يغمض لى جفن
وفيما ساراى أمك تغط فى النوم
مثل عظاءة موحلة
كانت تستجمع األحالم بين فخديها
كالياقوتة
إلى أن يطلع الليل من الليل
ر والنهار األبيض من الفج
وكنت أنكش الرمل بأصابعى
إلى أن يجف حلقى
من فرط اليأس يا إسحقو
كل الرمل كالنقانقآكنت
وأمضغ الحصى تحت لسانى
كأجنحة الجراد
والقش
إلى أن تنطبخ غابات من الفطر
والطحالب الوارفة
فوق شفتى
أحييك أيتها الصحراوات المتقشعة
أيتها األيدى العبثية للفراغ الالنهائى
أيتها الصلوات المقدمة إلى العدم
والال شئ
531
أنت
أيتها الطرق الملتوية
والمتاهة الضارية
لمدخل الجحيم حقا
أرفع يدى ألحييك بقسوة
فى الوحدة
ومنذ سنوات
وأنا ال أبصر سوى طائر العدم الرجيم هذا
وهو يخيم على بأجنحته الهائلة
ومناقيره الال تعد
بائىآوهو ينقر أرواح
وأجدادى
تلك التى تظهر وتختفى مثل قطط مقوسة
فى الفراغ الالنهائى
لم أسمع سوى أغنية واحدة
ومن فم امرأة بشهوات تتردد
عبر األودية
والمنافى
وعلى مصبات األنهار ومجارى المياه
كنت أرى الموت جاثما
532
وهو يرقص بخفة
طائر
أعمى
كنت أبصر الضوء وهو يطير فى السماء كالمنافير
القمر فى انبزاغه
وهو يتلصص على األرض
بخيانات
وحصى
النهار وهو يتلكأ على قفا الليل
بشموعه التي ال تنطفئ إال تحت قدمى
مثل نمل بارد
ماذا أفعل فى رحلة الجوع والنسيان هذه
تلك الليالى الطويالت التى أكلتنى فيها الحمى
بفمها العنكبوتى
وأرجلها المخاطية السيالة
لقوت ماذا أفعل فى دوامة البحث المتواصل عن ا
والجراد
تحت األشجار الناشفة
!والمستنقعات؟
ما الذى أفعله هنا وفى أرض الكنعانيين القاحله هذه
533
لقد تركت أور بأبنيتها الشامخة
ومجراتها
بآلهتها المنحوتة من الحجر والصخر
بنسائها األسطوريات المغسوالت باللبن والعطر
على أرضها الموشومة بحليب العصافير
يسوالنواق
لقد تركت ذكريات طفولتى
وأحالم سنواتى الضالة
ماذا أفعل أنا
بأشجارى العالقة فى الذاكرة كالشهيق والزفير
بأيامى التى أحملها فوق رأسى كالبقجة
أور الكلدانيين
بشوارعها المسقوفة باللذة
والتضرعات
ونسائها المتشحات بالشهوة
كالجنس
ويتالعبن بالظل
والشمس
خيلكإناث ال
والسمك
534
أين ذهبت كل هذه الصلوات التى كنت أمارسها
عبر األلم
واللذة
مربعات الكسل
والظل
ساعات الضحك
والنسيان
لم أفكر لمرة واحدة فى كل هذا الهالك الذى يحيط بى
كالثعابين
والغى
وأنا أعبر من مفازة إلى مفازة
ومن بئر ماء
إلى بئر ماء
صباح كنت أحمل جرتى كل
أعمل فى بيت أبى كالدواليب وأنا
إزميلى على كتفى
وطعم الملح البارد
فوق شفتى
كالنشارة
وعبر برية السماوة المهلكة بما يكفى
535
كنت أحمل حربتى
وقوسى
لقاء ما يجود به على الحظ
فمرة أصطاد أرنبا بريا
ومرة
ألف شبكتى حول رقبة وعل
أو ظبى
لم أكن ألنكسر أبدا
فى جعبتى
كانت ترقد األحالم إلى ماال نهاية
لم يكن شغل رأسى أى شئ
سواك أنت
أنت يا ساراى الجميلة
وكنت
مثل ثمرة ناضجة
فى نفس الوقت ومحرمة
إلى أن يجمعنا سرير واحد فى آخر الليل
لنجف
أو تهدأ عربات الرغبة التى ال تتوقف عن الدوران أبدا
كنت أرى أمك يا إسحق
536
وأتطلع إلى ساقيها الرائعتين مثل بحر
ساقيها اللتين تشبهان حديقة الخمر
وذراعيها المنحوتتين
من الماس
أتطلع إلى فخذيها اللدنين اللذين يأخذان باللب
إلى صدرها المنحوت بعناية صناع ماهر
من الرخام
فيتشتت العقل
ورغم كل ذلك كنت أسأل
ساراى ماهى الحكمة فى كل هذا يا
ولماذا أنت عاقر وعقيم إلى هذا الحد
ولماذا تشبهين فى نومك
كل تلك الصحراوات اللعينة
أيتها اإلوزة الجميلة
هل هى لعنة آزر الذى تمردت عليه
وتركته هناك يعانى الشيخوخة
والعجز
تركت له آلهته المنحوتة من الحجر
والنحاس
وهربت إلى الصحراوات مثل جرذ
537
ساراى
ا تحولت إلى تمثال من رخام وإردواز لماذ
وبال حس
لماذا أصبحت أرضك خربة وخاوية
حتى بال شجرة لبخ
ما هذه اللعنة التى أصابتنى هنا
وفوق هذه الصحراوات الناشفة إلى أن تشققت
فلتذهب إلى الجحيم كل هذه األحالم
والرؤى
إسحق
ساعدنى على النسيان
مثل حصوة ساعدنى على أن أقف على قدمى
متآكلة
بين أطالل نينوى
وزق ورات بابل
ساعدنى على أن أكون نغمة أخيرة
فوق قيثارات أور
وعلى بوابات بعل
ما الذى حدث
ولماذا تركت هاجر فى الصحراء مثل بطة برية
538
بين غابة الوحوش
والضوارى
أأنا صنعت هذا بيدى يا إسحق
ستطعت أن أفعل كل هذا الخرابكيف ا
يزلزل جدران نفسى الذى
ويهد بنيان روحى
أية خيانة المرأة تعلقت بى
ألتركها هناك فى الفضاء الطلق بال شفقة واحدة
أو حتى رحمة بولدها الرضيع
إسماعيل
أين إسماعيل اآلن يا إسحق
روحى تحجرت
را ونفسى مآلنة م
كيف استسملت وطاوعت أمك يابنى
وتركت ولدى البكر
لى الرملليحبو هناك ع
مثل صبارة
بال حبة واحدة من قمح
أو قربة من ماء
أنا
539
ة ما تركت لهم سوى جزازات من رد
وبقايا ما فى جعبتى من آلهة
ال تغنى وال تسمن من جوع
أي كائن أنا
إسماعيل ولدى وقرة عينى
ياقوتة القلب
وماء النظر
رسةهل هى الغيرة القاتلة يا بنى بين ساراى العبرانية الش
وهاجر المصرية المطيعة
أهو عمى البصر
أم تلك خيانة البصيرة
إسماعيل ولدى الذى تبللت به شفتاى للمرة األولى
لحظة أن أحسست أن العالم حى
مثل شجرة توت
وأرجوانة
للمرة األولى يا إسحق
كنت أحس معنى األرض
والشجر
والنبات
معنى النهر والقمر
540
معنى الماء
ى الليل والنهار والظل معن
كيف يمكن لهذه الطبيعة الصامتة أن تنطق
وأن تتكلم
كيف يولد الشئ من الالشئ
للمرة األولى أحسست أن أرضى تنتفخ بالماء
أن جراب أيامى لم يعد خاويا أو خربا
غنيت ورقصت وطربت
أمسكت بقصبة غنائى وغنيت
كان يمكن لى من أجل إسماعيل أن أواصل التعب
المر إلى أن أجعل الصخر يخضر والكدح
أن أحمل الفأس فوق كتفى
ألشق زند األرض
بحثا عن الخبز
والملح
!!وها هى هاجر
هاجر التى تركت كل شئ من أجلى يا إسحق
أرضها وأهلها
ناسها ولغتها
حكاياتها وشوارعها
541
ذكرياتها التى داست عليها
وجاءت معى هنا
لتجف على الرمل
لتواجه الصمت
سوة الواقع وق
ال
لم أكن أحمل فى جعبتى أى شئ
رأسى كانت معبأة باألساطير
والخياالت
قلبى كان مليئا باألفكار والخرافات
التى تبيض وتفقس فى األرحام
كالفراشات
والبراغل
كانت كل هذه األفكار تعمل فى رأسى كالمسامير والشوك
وكنت أسأل نفسى يا إسحق
من أين أتينا
نذهب فى نهاية الرحلة وإلى أين
الرحلة التى تبدأ من الميالد وتنتهي بالموت
وما هو النهر الكبير الذى يضمنا فى النهاية
أهو العماء الذى يبلع فى جوفه كل شئ
542
وما هو المصير المشترك لكل هذه الكائنات
وأين تختفى العوالم
التى تظهر لتختفى وتختفى لتظهر
استنجدت بكل شئ
السراب واألحالماستنجدت ب
كلمت الحصى
وناديت التراب
توسلت إلى كل اآللهة المقدسة
من عشتار إلى بعل
آلهة نينوى
وكهان بابل العظام
ولم يحدث أى شئ
ماهى نهاية الرحلة يا إسحق
أهو الموت يا بنى
تلك الحشرة اللعينة التى تقف فى الحلق كالشوكة
وتنام فى المخيلة
وتطأطئ الرأس
تحت أرنبة أنفى كالبراغيث وترقد
!!والنمل
لم كل هذا القدر يا إسحق
543
هناك أرض تنبت العسل
والدهن
وهناك أرض تنبت الحسك
والشوك
أهو القدر بالضرورة يا إسحق
أم هى البصيرة العمياء
لكل هذا الكون
وأين تكمن المشيئة التى ال تفهم
وال تبرر
أحيانا
لكنت أتطلع إلى النجوم فى اللي
وهناك أمام باب خيمتى
أرى القمر بازغا
والسموات تتألأل بالشهب والضوء
تأخذنى الرعدة
وأتغش ى
أسهر إلى أن تطلع الشمس وتضئ األفق
صدى كل هذه المجرات لم يكن ليصل إلى
إسحاق
ماذا وراء كل هذه األكمة
544
!وماذا يحجب األفق؟
من بئر إلى بئر
كنت أقفز مثل طائر الحجل
الة إلى فالة ومن ف
كنت أهر كعظاءة
فى يوم من األيام نفد الماء منى يا إسحق
وتطلعت إلى السماء ذات الحجب
وتحت قدمى
كانت الشمس حارقة
وتلمع
والصحراوات تغلى تحت قدمى كالمهل
وال من طريق آخر ألسلكه
ال أعرف أين يكمن الماء ألصل إليه
أيقنت أنى هالك
ال محاله
ظمأ بأمك يابنىشتد الا
توسلت إلى عشتار
وبعل
لم يحدث أى شئ
بكت هاجر طويال وتمرغت على الرمل
545
ولم تقل أى شئ
كان الموت يفتح أفواهه األلف
ولم نكن نملك أى شئ
سوى سف الرمل
والصمت
لماذا أقصيتنا يا إبراهيم من أرض أور
كنا نعمل كالمجاديف
ونأكل خبزنا
كفافنا
جسات بال خوف أو م
لماذا أتيت بنا إلى هذه الصحراوات المخوفة يا إبراهيم
بن آزر اوالفلوات التى ال تنتهى يا
هل أتيت بنا لتغرقنا فى كل هذا السراب
الذى يبتلع كل هذه القفار
أم أتيت بنا لتقتلنا هنا وفى قلب هذه المتاهة
هل أتيت بنا لتجففنا كالبصل
والطماطم
سك أيها السيد الطفل أروماذا يدور فى
لقد كان هناك الفرات الذي يسيل بالسمك
والعسل
546
وكانت هناك كل تلك األرض
التى تمتلىء بالشعير والحنطة
وكان هناك ذلك الضحك
الذى يكلل حياتنا بالنسيان
ألم تكن كل تلك اآللهه التي يصنعها آزر
أجدى ألف مرة من كل أفكارك المجدبة هذه
التى تشبه السراب ورؤاك
والعدم
الصحراوات كالرمل ذلك السراب الذى يمأل
تحت إبطى هحملأو
كالخرزة
عن أى عزاء أبحث لنفسى أنا إلى جوارك
أيها السيد القاحل
وعن أى شىء تفتش أنت أيها الفقمة
لقد تزوجتك ألنك أبن آرز صانع اآللهة
والتماثيل
قلت لى
رض بسوسنات سوف تزهر حياتنا مثل أ
ونخيل
وسوف تجدين فى عينى نعمة وبرا
واآلن
547
هأنذا أموت كالفئران
والسحالى
وسط هذه الصحراوات الموحشة بال أنيس
أو رفيق
بال عزاء واحد
أو حتى أمل
أمشى وراء رجل آفل
وال يعرف أين تقوده أقدامه
فى كل يوم يحدثنى عن أحالم كالمسامير
والقش
ت أنا ماذا فعل
لكي أمشى وراءك فى كل هذه السكك
وعالم تبحث أنت طيلة كل هذه السنوات
أنت جديب ومملح
يا إبراهيم
خذ من خشخاش الذاكرة ما تروى به ظمأ نفسك
آه
من روحك الغليظة كالصخر
والحنطية مثل حميض
وقروحات
548
جعل كل هذه الصحراوات تنبت لك المن ا
والسلوى
هذه األرض مش فوق كل ا
إلى أن تنبت لك السماء عنبا وزهرا
سوف يجف حلقك
وتتورم قدماك
ولن تصل إلى شىء
أيها الخالد فى الوهم
هل تكون حياتنا يا إبراهيم بجحيم كل هذا السراب
الذى يتراءى من بعيد
!!اللعنة
ال
ليس هذا فحسب
لقد نسيتنى من أجل هاجر
...تلك المرآه الـ
هاجر
ريتي التى زوجتها لك جا
ورحت تلتصق بجلدها مثل علقة
وتعمل على جسدها مثل طاحونة
مخددة
549
وبكالبات
لم ينفصل جسدك عن جسدها قط
البئر لك –هى –كأنما كانت
وأنت النبع دائما لجسدها العطشان
وتركتنى
نعم تركتنى فى قلب هذه الصحراوات إلى أن تعفنت
هاجر
أمتى المطيعة
وجاريتى الشفافة
لقد أعطاها لى الفرعون
ومنذ أن أعجب بسوسنات جسدى
ورأى أزهار بشرتى
وشعرى
ولمس بيديه المبصرتين فستقات نهدى
وشرب من حليب أنهارى
وراح يعمل فى مثل فرن
بآلته المجوفة
ووتره المشدود
كالصلب
ألم تقل له أننى أختك يا إبراهيم
550
يةوأنا فراشتك البر
وناقتك الغراء
شمسك الخضراء أنا يا إبراهيم
وسقيفة نفسك
لماذا قبلت أن تقدمنى إليه كالذبيحة
ليشرب من خمر شفتى
وليرتوى من ماء صدرى
فى كل ليلة كان يركبنى مثل عربة مطهمة
وأنا أصهل تحت قدميه
مثل فراشة تجار
ألم تقل له أننى أختك يا إبراهيم
لنبوية التى حملتها من هناكوأنا فرستك ا
من أرض آور
وعبر برارى الكنعانيين تبعتك
وأعطيتك نفسى مثل أرض بمواثيق
كنت لك الظل
والندى
كيف طاوعك قلبك يا إبراهيم
وكيف جرؤت على استحالل جسدى هكذا
551
وتركت أرضك
وبئرك
لفرعون مصر
يشرب منها كيف يشاء
ويزرعها وقتما يريد
ما فعلت يا شقيق نفسى لم فعلت
ه آ
لقد كان لى ملك مصر
وهذه اآلنهار تجرى من تحتى
من يدى الذهب والفضة تتحرك بإشارة واحدة أكداس
ألف وصيفة ووصيفة تحت أمرى
وطوع بنانى
أصبحت عشيقة الفرعون
وأميرة نفسه المفضله
صار الفرعون كالخاتم بين إصبعى
وأنت
لم تكن تعبأ أو تهتم
كل ما كان يشغلك إبلك وأغنامك
حنطتك
ومحصولك الوافي من الشعير والنخل
552
ذهب مصر الذى سرقته لك
لتكدسه فى خزائنك
شاهدنى الفرعون وأنا أسبح هناك فى النهر
كنت مثل سمكة برية
وجسدى يلمع كالفضة
شفتاى تستطلعان الشمس
وشعر رأسى يسبح على الماء
مثل زهرة اللوتس
اراىس
لو شئت لجعلتك ملكة وإلهه لكل هذا الشعب
هكذا قال الفرعون لى يا إبراهيم
لو أردت ألجلستك إلى جوارى على العرش
وأطعمتك بيدى
من جرة مائى أسقيك
ومن خمرة أرضي أروى حدائقك باللبن والسكر
هذه الشمس التى تشرق
أنت
والنجوم التى تلتهب فى الليل لى
بى يا فضتى وذه
يا فراشتى البحرية
553
أبدا
مرأة فى كل أرض مصر تضاهيك أنت إال توجد
يتها المعجونة بأصابع اآللهه السومرية إ
وصلوات بابل المقدسة
يا أجمل بنات آور
من خالل شفتيك تنبجس أنهار خمر وعسل
على شراشف جسدك الفذ تنطلق مزامير بشهوة
وكمانات
أغنياتك وفى الليل تهتف فراشات ب
يا أرجوحة القمر والشمس
االقتراب منك جنة بأنهار من عسل مصفى
واالبتعاد عنك
جحيم بأفاع
وضواري
حين ألمسك بيدى هاتين
يقف شعر رأسى على كالمسامير
وينتفض جذعى
مثل غابة من ليف
يا لك من طاغية
إذا أراك أهتف
554
أقدر على السكون أيتها الموجة ال
عنى ترتبك مفاصلي وإذ تبتعدين
وتتخلع عظام نفسى
وأقع فى الخلط
يا شفرة الجنون والنعمة
أنت أيتها الحورية
مرأة مثلك قطاعلى عرش نفسى لم تجلس
لو شئت
لصنعت عرشك على الماء
وأجلستك على مراكب الشمس
بين مركبات فرعون
بين النجوم ا أيتها المزهرة أبد
بنه عشتار ايا
مش العظيم ويا أخت جلجا
لم يا رجلى الحبيب فعلت ما فعلت
كنت أحبك أنت
أيها الصحراوى المتلفح بالرمل
والعقبان
كنت أسرق من خزائن الفرعون وأعطيك أنت
من غالل مصر
555
كانت خزائنك دائما مألى
ومن قطعان الماشية أعطيتك فوق ما تريد
يا شقيق نفسى
من غنم الفرعون كثرت لك قطعانك
عطيتك المزيد وأ
والمزيد
من أرض جاسان أقطعتك أجود األرض
إلى أن أصبحت السيد األجل
والرجل المطاع
وبالليل
تلصص عليك ة ألكنت آتيك حفي
وألجلس تحت قدميك
كالنبتة
كنت أشتاق إلى حليب جسدك المر
يا إبراهيم
كما تشتاق كل هذه الصحراوات
إلى الندى
كنت رجلى وسيدى
رحلة السنوات الصعبة فى
والصحراوات المهلكة
556
كنت أدرك أن كل ذرة من جسدى
تنطبق على كل خلية من جسدك أنت
وفى الليل
كنت أناديك بأعلى صوتى
أيها الحبيب باللذات أين أنت
وما هو مكانك فنطلع إليك
أين هى شمسك ألشمر عن ساعدى
وأقطف خيوطها بيدى
لصحراوى أنا أسيرة وعبدة ساعدنى أيها األمير ا
على أى صخرة تجلس أيها السماوى
مثل حبق
مزامير تعزف أغنياتك ةوعلى أي
شجرك يظلل على
يا غصن زيتونى األخضر
وال عزاء لى سوى الطلح
أين أنت
!!يا صانع الحب والنوى
حتى عندما كان الفرعون يقلبنى بين يديه كالعجينة
ويطوى جسدى تحت فخذيه
كاإلسفنجة ، حتى
557
عندما كنت أتاوه من اللذة
وأصرخ بأعلى فمى
مثل فراشة ضالة
فوق أرض مراوغة
كانت روحى كل روحى ترفرف حولك أنت
أنت يا ثلتى ومجدى
كنت أنظر إليك فى سقف الغرفة مثل فراشة تحترق
وأنت تحدق فى بعينيك
العسليتين
الجهنميتين
ماد وشفتيك المشقوقتين بالر
والرمل
كلما كان يدعك جسمى بأصابعه الخمس
وأتوجع من الرغبة
كنت أشعر بأصابعك تكلمنى
شفتك تلتف حول سرتى وتهبط إلى قاع روحى
كانت بطنى مثل لؤلؤة تلمع
وجسدى يتشمم رائحة جسدك كالصندل
وأنفاسك عالمة على المداومة
ماذا فعلت بك يا رجلى الحبيب
558
فعلت لتفعل بى ما
قلت لى
إن الفرعون
سوف يمنحك أشجارا
بدال من حدائقى الناشفه
سوف يزرع جسدك يا ساراى بالشعير
والحنطة بدال من الحسك
والشوك
أنا رجل بال بذور
وال فاكهة
روحى خراب أرض
ونفسى مآلنه تعبا
أعرف أنك سوف تثمرين كما تثمر األرض الصالحة
أنا رجل معطوب
تحتاجين أنت إلى الدفء فقط
والكأل
أرضك لينه وخصبة وال تحتاج سوى بضع حنانات و قطرات
ي شئفى جرابى لم يعد هناك أ
وال حتي عشبة ناشفة
أنا قارة غارقة و بال سموات أو حتى سحب
559
كافة قربى مثقوبة ومركونة على الطرق
ليس فى مقدورى أن أمنح جسدى ما يريد يا ساراى
سنة طوال ستين
وأنا أكدح حول جسمك مثل فالح بابلى
بال محاريث أو حتى أدوات صيد وقنص
كنت أعمل على بئر خربة
!!وساقية معطلة
ولم تكن بطنك تريد أن تنتفخ أبدا يا ساراى
أنا بئر جافة
وأنت صحراوات قاتلة
!!وعطشى
مطرى لم ينزل على صحراوتك قط
فلماذا ال يأخذك غيرى
يزرع بساتينك سواى لم ال
أنت
أيتها األجمة
_والدغل
بفأسه
ومحراثه
بأدوات صيده
560
وقنصه
إن كان ذا يدين مدربتين
وعود صلب
يستطيع أن يشق تريتك الصخرية هذه
أن ينحت هذه القشرة الجافة التى تعلو وجه أرضك
وأنهارك
وكواكبه في نفس الوقت أن يغرس قمحه
فقط عليه
فترعك بمحراثه القوى أن ي
ليحيى كل هذه األرض
حتى تنتفخ التربة
ويخرج الحب والنوي
أرض جسمك التى تشققت
وكان أن فكرت فى إله اآللهه
فرعون مصر
وها أنذا يا سارايتى الجميله أعيش فوق هذه األرض
كالملك
أخذت كفايتى وفوق ما أردت
وأنت
ترفلين فى الحرير والقز
561
تجلسين على عرشك وجسمك متوجه
كأسطورة
وحورية
ببضاعة مزجاة
وثروة
تذكرى يا ساراى أيام الجوع والموت
تذكرى تلك الصحراوات الملتهبة التى أتينا منها
ضائعين
ضالين
كانت األرض تغلى تحت أقدامنا كالمراجل والمهل
وتلتهم سنواتنا الرثه
كالحبق
الصحراوات
عظامنا كالمناخل التى كانت تنخل
تذكرى
تذكرى
أيامنا التى أطلقنا فيها العنان للشهوة والحب
كانت أرضنا مالحة
ومياه آبارنا
جافة
562
وقائظة
أنت أعطيت جسدك وأيامك للفرعون
وأنا أعطيتك عرش مصر
تخلصنا من قسوة الرمل
ووعورة الزمن
تخلصنا من طائر العزلة اللعين
ت المر وسراب الصحراوا
تخلصنا من بندول القدر المكفهر
وأحالمنا الجافة
كالزلط
والحصى
وكما أصبحت سيدا ولى أرض
أصبحت أنت ملكة
بتواريخ
وترجمانات
ساراى
ماذا تريدين أبعد من ذلك
أى أحالم لك لم تتحقق يا ساراى
صورك
منحوته فوق معابد أور
563
وعلى بوابات طيبه
ومنف
ل من فوق هذه األرض لك يسجد ك
بنة اآللهة اباعتبارك
وكهنة مصر
تحت إمرتك عجالت بدروع وألوية
ون أمن مدينة
وحتى قلب طيبه
تذكرى يا ساراى
أنك ما جئت من أرض أور
وسط الصحراوات المرعبة
والوحوش الفراسة
أزرعك فى أرض مصر أن إال من أجل
أرض الفراعين
والسحر
نا كل آلهه آزر بماذا نفعت
وتماثيل كنعان
ونوارس نينوى
وزقورات بابل
ماذا أعطتنا أساطير جلجامش
564
وحانات سيدورى
آلهه السومريين
والبابلين العظام
بماذا نفعتنا عجائب نينوى
ذات األلواح
والكتابات المسمارية
هنا فى أرض مصر كأنما يولد العالم للمرة األولى
نظل هكذا إلى األبد يا ساراى كان من الممكن أن
عريانين
جائعين
بال ثروة
أو مجد
اآلن
كل هذه األرض رهن إشارتك أنت
كهنة فرعون
ومعابد أون
وصوامع آمون
لك
أنت وحدك يقدمون الصلوات واألدعية
باسمك ترفع القرابين
565
وجهك على كل عملة
وصك
سمك اهن فى أون ال يفتتح صالته إال باكل ك
أنت
أيتها النرجسة الفريدة
يا كنزى الحبيب
ويا لؤلؤة العالم
كل وصيفة ال تنال بركتها إال إذا ركعت تحت قدميك
وقبلت أطراف أصابعك
ماذا تريدين بعد كل هذا من رجل عاجز
كهل
ال فعل لى أو قوة إال الخرافات والسحر
أحيانا
ما يتراءى لى عالم غير هذا العالم
كل تلك األرض وأرض غير
وسموات أخرى
غير كل تلك السموات
أنا أبحث عن روحى
وسط كل هذا الركام
والفوضى
566
كفى
كفى يا ساراى الجميلة
أنا ضائع بين آلهة آزر وآلهة المصريين
األفكار تعمل في رأسي كالجواميس الهائجة
والجعارين
النطاطة
أنا الباحث عن شىء وال أعرف ما هو
ش عن الحقيقة وراء كل هذه الظواهر أفت
الظاهر ال يعنى الباطن أبدا
والباطن ال يكون شكل الظاهر كذلك
الحيرة تأكل روحى
والشك يمأل قلبى
أنا ضائع وأهوى فى الفراغ
ال يقين تحت قدمى ألمشى عليه
ربما
أعود ثانية إلى الصحراوات التى تمثل خيال الظل
وظهيرة المغترب
ترى
ن يا هاجر أين أنت اآل
ها سوى مرة واحدة فقط هاجر التى لم أطأ
567
وأخذت بطنها تنبعج
مثل الكمثرى
وتتقشر مثل تينة
إسحق
إسحق
ساعدنى يا بنى
لساعات فى الليل وأنا أجلس على فراشى
قضم الفراغ مثل ثمرة حامضة أ
روحي تتفحم
ونفسى تتقشر كسرطان جلد
وثآليل
ة أتوكأعلى العاصف
وفى فمى ال تسكن سوى الضغينة
والمرارات
فى رأسى تدور مدن بطواحين
وتنتقل أفكار
وتتقلب جنازات
على باب خيمتى تنطفىء سموات بكواكب
وتزلزل أرض برواسي
وأعمدة
568
ثمة صلوات تختلط فى قارورة نفسى
وتمأل خراب
أيامى
كيف أضع السكين على رأسك أنت يا إسحق
هذا الحلم الذى يتكرر ويتكرر إلى ما النهاية لم
أن أذبحك بسكين
أى شيطان يعبث بى
ويضللنى فى السكك
إسحق
يا زهرتى البرية
ويأكل تعب أيامى الغليظة
إسحق
كيف أرى دمك وهو يسير على الطرقات
وباألودية يختلط
هل يمكن لدمك أن يتجلط تحت قدمى
كاألغربة
والوطاويط
ة ثعابين تزحف على أرض روحى ثم
فوق منحنيات طائرة
ودروب منفكة
569
وحوش بأنياب وأظافر و
تزأر بضراوة
فى المناطق األكثر نأيا إلنسانيتى المنسحقة
أرى أشجارا تتقصف
لم أكن نائما إذ ذاك
رأيت النجوم تهوى فى البئر
وتتعلق بعمود خيمتى
سر قمرى يسقط فى المحاق وشمسى تتك
إلى آالف الشظايا
كالبا تنهش عظم روحى الصخابة
ألف أسد يزأر على بعد شبر
من نفسى الضالة
ما هذا الذى أراه يقف متربعا على قاع جمجمتى
هل أخطأت يا إسحق حين تركت أرض أور
وتهت فى البرية مثل ندم
بأنياب
وكالبات
أتكون هذه النهاية يا إسحق
ى آزر أم لعنة آلهة أب
لماذا تركت ورائى كل شىء وهربت إلى الصحراء
570
عن أى شىء أفتش
وعالم أبحث وسط هذا الركام من الذكريات والقصص
أى هاجس شرير جعلنى أضيع فوق تلك األرض
كلما أحاول النوم يا إسحق
يلمع النصل تحت جفنى كالوتر والقشة فوق الماء
أسمع صدى الموت
يرن
ى فى قاع حنجرت
ألحس دمك بشفتى
وألمس صدى السنوات كالشفرة
أشباحك تطاردنى فوق مخداتى
كالقطط الشرسة
وأمسك بيدى سكينى مثل فأرة نادمة
وتتنطط
ثانية يلمع الصوت
ذبح إسحق ا
ذبح إسحق ا
هل يكون ذلك جزاء ما صنعت بإسماعيل أخيك
هاجر
فلذة كبدى وسقيفة روحى
571
أة تتساقط على أهى لعنة تلك المر
مثل طائر أعمى
لماذا تركت هاجر فى العراء هناك
فى أرض كنعان
بال عائل واحد
أو حتي رفيق
لم فعلت ما فعلت وطاوعت أمك يا إسحق
أنا ورقة ساقطة
وغصن شجرة منكسر
أنا متاهة الرمل
وال جذر لى
وأشم الوجع بأنيابى
أسند اليأس بقامتى لئال يتراجع
رد المتاهة مثل بقة وأطا
لم كل هذه الرؤيا اآلن يا إسحق
وبعد أن كبرت
وعجزت
بعد أن رأيتك بأم رأسى
وتشممت أنفاسك التى تشبه ورقة الحياة
قل لى
572
ماذا أعمل هنا فى قلب هذه المتاهة الشريرة يا إسحق
عين واحدة تترصدنى
عين آزر
شمس واحدة تنطفىء تحت قدمى
شمس أمك
واحدة أحفظها عن ظهر قلب كلمة
الموت
شجرة واحدة أغرسها أمام شباك بيتى
الحرية
لم أملك فأسا واحدة ألعمل حطابا عند أحد
ولم أشرب من جرة جيرانى قط
أين جوهرتك يا صحراء
أين كلماتك يا رمل
أين شوكتك يا جحيم
وأين غلبتك يا موت
تغرب الشمس كل يوم أسأل لم
يشرق القمر كل ليلة م ول
يتعبا أبدا ألم
حظةليتوقفا ل ألم
تتوارى النجوم واألحالم خلف السحب والدجنة لم
573
وبالليل
أتكوم أمام خيمتى كالنسانيس والبوم
بعمل يدى غرست وأكلت
وها أنذا فى شيخوختى ال أجد غير الرمل
والدم
أحيانا
كنت أقهقه مثل حشرة
مثل قنفذ وأتلوى على الرمل
أجفف أوجاعى بالضحك
والنسيان
إلى أين نحن ذاهبان يا إسحق
ألكل ذلك نهاية
وما هى نهاية القصة ؟؟
فى أرض أور
كانت هناك الخمر والنساء
كانت هناك الضحكات الرنانة
واألماسى التى تمتلىء باللذة
فى األعالى ليس ثمت شىء
اء من الجالس هناك خلف كل هذه األشي
الشجر والرمل الجبال واألفالك
574
الحياة والموت
الحشرات والحيات الطيور واألزهار
السحب والكواكب
كل شىء يذهب ليعود من جديد
وال جديد تحت الشمس
وهنا
وفوق هذه األرض
ال أجد سوى اليأس والموت
وفئران الحقل
فى أوقاتي الكثيرة
وحين كان يشقنى الضجر إلى نصفين
كنت أكلم الحجر والصخر
وال يتردد فى حنجرتي سوى الشوك
وأزهار العصافات
حين نزلت من أرض أور إلى أرض مصر
ساومت
وساومت
عملت مهرجا فى حاشية الفرعون
قدمت أمك وليمة ألعشاب البحر
أطعمت جسدها للكهنة
575
وكل أصحاب السلطة فى مصر
هاكم خبزى فكلوه: قلت لهم
ذا زرعي فا حصدوهوه
حديقتي مشاع لكم
سدها جو
لكل راغب
لم فعلت ما فعلت يا إسحق
ن انظرواآل
ذبحكأني إري أها انذا وفي نهاية الرحلة
ن كبرت أوبعد
واستويت
أأذبحك أنت يا إسحق
أى قدر شرير هذا الذى يتربص بي مثل لص
ويعبث بمصيرى مثل ورقة
و تتدحرج على األرض
د يتكرر كل ليلة حلم واح
أمام عينى
فى يدى سكينى
وأنت ترقد تحت قدمى مثل نبتة
وأنا أحز رقبتك
576
مثل كبش
دمك يسيل على األرض
كالبرك
والوحل
وأنت ابنى
فلذه كبدى
ال تفعل شيئا أو تقاوم
ترقد مستسلما لكل تلك القسوة الال مبررة
وكل هذا الشر
بائي آا لم يفعله أحد من لم أفعل أنا بيدي هاتين م
لم كل هذا الشر الذى يسكن فى الدم
ويعشش على األرض
مثل حوت بأنياب
ومخالب
جل أى شىء قطعت تلك الرحلة اللعينة أومن
من قلب أور العاصية
إلى أرض كنعان الشريرة
بال ربح واحد أمضى حياتى
خساراتى هائلة وبال حد
إسحق لقد جئت فى الوقت الخطأ يا
577
وما جنيت أى شىء
الميالد مثل الموت
والبداية تعنى النهاية دائما
وال جديد تحت كل هذه الشمس
باطيل باطل األ
الكل فى العتمة
والظلمة جاثية
شمس تجنح إلى الزوال
وأخرى تتأهب للطلوع
الليل نفس الليل
والنهار نفس النهار
ة لعبة واحدة ومتكررة إلى ما ال نهاي
أى هدف
نسان الضائع وأى غاية لجهد اإل
تحت عجلة الموت
قبلى قرون مضت
وبعدنا
قرون أخرى سوف تأتى لتخضر من جديد
........يا لها من مسرحية باليه
وخالية من الهدف
578
والهاوية تتربص
هل ثمة شيطان يتربص بى عند كل منحني
وتحت كل قنطرة
وجسد
يتلمظ
فى النهاية
اذا روحي ضائقة يا إسحق لم
وتشعر بالسأم واليأس
خترت هذه الحياة بيدى اأنا ما
وال جئت إلى هذا العالم بمحض إداردة منى
فقط
الحياة هى التى اقتادتنى يا بنى مثل كلب
كان من الممكن أن يكون أبى حدادا
فأكون حدادا بدورى
كان من الممكن أن يكون خزافا
بدورى فأكون خزافا
كتب على أن أكون أبن صانع آلهة لم
وتماثيل
تظهر هذه الصورة أمام عينى وتترسب فى المخيلة لم
أن أذبحك
579
كيف أسلمك إلى الموت يا إسحق
وأنت
لم تعرف عن العالم أى شىء
ولم تر العالم بعد
أنا ممزق يا أسحق
قلبى يتكسر مثل طبق من الخزف
إلى ألف قطعة
وقطعة
هاجر تموت فى الصحراء
وال أعرف أين هى
ولدى البكر وال ما هو مصير إسماعيل
ربما يكون األن جثة
أو فى بطن ذئب
طاوعت ساراى أمك وفعلت بها ما فعلت لم
أتكون تلك النهاية يا إسحق
أم هى لعبة آلهة آزر
هدأ ا
هدأ يا أبى ا
فلكل شىء تحت السموات وقت
للحب وقت
580
لموت وقت آخر ول
للضحك وقت
وللبكاء وقت آخر
للتذكر وقت
وللنسيان وقت آخر
الكل فى المتاهة
والهاوية تتربص بالعالم
أين غلبتك يا موت
!!أين شوكتك يا جحيم
(4008ديسمبر / يناير )
المقطم