وزارة التـعليم الـعالي والـبحث العـلمي جـامعة الـجزائر

كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم علوم التسيير

:الموضوع

مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في قسم علوم

لتسيير فرع نقود وماليةا

:األستاذة تحت إشراف : من إعداد الطالبة

حفيظ /مليكة شبايكي شناقحنان

: أعضاء لجنة المناقشة )جامعة الجزائر(رئيسا أستاذ التعليم العالي عبد الحميد زعباط:الدكتور

)جامعة الجزائر(مشرفة و مقررة ةمحاضرأستاذة يمليكة شبايك :ذةاألستا )لجزائراجامعة ( عضوا أستاذ محاضر زغدار احمد :األستاذ

)جامعة الجزائر( بديعة بوعقلين أستاذة محاضرة عضوة :األستاذة

)ة الجزائرجامع(عضوا أستاذ محاضر فارس فوضيل :األستاذ

2009/2008 : السنة الجامعية

راتـــتشك

... هذا العملإتمامبداية أحمد اهللا سبحانه وتعالى وأشكره أن وفقني ويسر لي

ثم أتوجه بعظيم االمتنان لوالدي الكريمين أطال اهللا عمرهما،

ولكافة أفراد عائلتي على مساندتها لي

" شبايكي مليكة "وأتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى األستاذة المشرفة

ي فيها شخصيتهايعلى حسن التوجيه والمتابعة، وأح

لما تحمله من أخالقيات ومبادئ سامية

كما أشكر كل من ساعدني من قريب أو بعيد في إنجاز هذا البحث

حــــنان

اإلهــــداء

أمي الحبيبة نبع الحنان و العطف إلى إلى والدي العزيز

راضيـة، مريـم، سـارة: أخواتـيإلى كل تـي زكية وحـوريةاعمإلى جدتي و

ين الرئيس المدير العام الدكتور عصام فاروق حسإلى دفعا قوياأعطاني الذي األدويةلصناعة لشركة الكندي

لمواصلة مشواري الدراسي ووقف دائما بجانبي بالنصائح تعددةمو التوجيهات رغم مشاغله الكثيرة و مسؤولياته ال

إلى كـل هؤالء أهدي ثـمرة جـهدي

حـــنان

الفهـــرس

I

هرســالف

الصفحة المحتويات

I فهرس المحتويات

v قائمة الجداول

vII قائمة األشكال

] ط–أ [ المقدمة

مدخل نظري لالستثمار األجنبي المباشر:الفصل األول 1

تمهيد 2

ماهية االستثمار األجنبي المباشر: مبحث األولال 3

مفهوم االستثمار: المطلب األول 3

مفهوم االستثمار الدولي: المطلب الثاني 7

مفهوم االستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثالث 9

م النظريات المفسرة لقيامهالتطور التاريخي لالستثمار األجنبي المباشر وأه: المبحث الثاني 13

نبذة تاريخية عن االستثمار األجنبي المباشر: المطلب األول 13

النظريات المفسرة لقيام االستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثاني 27

أشكال االستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثالث 51

ات الدولية المتعلقة باالستثمار األجنبي المباشراالتفاقي: المبحث الثالث 55

القواعد اإلرشادية للبنك الدولي بشأن معاملة االستثمارات األجنبية: المطلب األول 55

االتفاقيات الثنائية و مشروع االتفاق متعدد األطراف حول االستثمار: المطلب الثاني 57

التفاقيات متعددة األطراف في إطار المنظمة العالمية للتجارةا: المطلب الثالث 60

دوافع االستثمار األجنبي المباشر و آثاره: المبحث الرابع 67

دوافع االستثمار األجنبي المباشر: المطلب األول 67

ضيفةآثار االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول الم: المطلب الثاني 69

آثار االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول القائمة باالستثمار: المطلب الثالث 79

خالصة الفصل األول 80

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر: الفصل الثاني 81

تمهيد 82

II

جنبي المباشرسياسة الجزائر في جذب االستثمار األ: المبحث األول 83

سياسات إصالح االقتصاد الوطني: المطلب األول 83

اإلطار التشريعي لالستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثاني 92

اإلطار المؤسساتي لالستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثالث 103

ي المباشر في الجزائرتقييم حصيلة االستثمار األجنب: المبحث الثاني 111

1990 تقييم حصيلة االستثمار األجنبي المباشر قبل عام : المطلب األول 111

2000 – 1990خالل الفترة تقييم حصيلة االستثمار األجنبي المباشر: المطلب الثاني 113

2000عد سنة تقييم حصيلة االستثمار األجنبي المباشر ب: المطلب الثالث 120

آثار االستثمار األجنبي المباشر على االقتصاد الوطني: المبحث الثالث 128

آثار االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي: المطلب األول 128

آثار االستثمار األجنبي المباشر على العمالة: المطلب الثاني 134

آثار االستثمار األجنبي المباشر على ميزان المدفوعات: لث المطلب الثا 138

واقع وآفاق االستثمار األجنبي المباشر بالجزائر: المبحث الرابع 140

مؤهالت الجزائر وفرص االستثمار فيها: المطلب األول 140

صعوبات وعراقيل االستثمار في الجزائر: المطلب الثاني 143

األفاق والحلول المقترحة لنجاح االستثمار األجنبي المباشر بالجزائر: المطلب الثالث 148

خالصة الفصل الثاني 151

االستثمار األجنبي المباشر في القطاع الصيدالني: الفصل الثالث152

- دراسة حالة شركة الكندي لصناعة األدوية -

تمهيد 153

الصناعة الصيدالنية: األولالمبحث 154

مفاهيم ومبادئ أساسية في العلوم الصيدالنية: المطلب األول 154

تطور الصناعة الصيدالنية: المطلب الثاني 164

هدف الصناعة الصيدالنية ومقوماتها: المطلب الثالث 166

ي البلدان الناميةالسياسة الصيدالنية الجديدة ف: المبحث الثاني 169

دور التعاون الدولي: المطلب األول 169

على صناعة األدوية في الدول النامية" TRIPS"آثار تطبيق اتفاقية : المطلب الثاني 172

صناعة األدوية في الجزائر: المبحث الثالث 175

III

في الجزائرالتطور التاريخي لصناعة األدوية: المطلب األول 175

واقع صناعة األدوية في الجزائر : المطلب الثاني 182

معوقات صناعة األدوية في الجزائر: المطلب الثالث 190

دراسة حالة شركة الكندي لصناعة األدوية: المبحث الرابع 192

الشركةالتعريف ب: المطلب األول 192

تاريخ الشركة: المطلب الثاني 194

الكندي استثمار أجنبي مباشر في الجزائر: المطلب الثالث 196

خالصة الفصل الثالث 207

الخاتمة 208

المراجع 212

المالحق 221

IV

قائمة الجداول

األشكالو

V

قائمة اجلداول

رقم

الجدول

الصفحة عنوان الجدول

12 عتبة الملكية حسب صندوق النقد الدولي 01

02 التركز الجغرافي لمخزون االستثمار األجنبي المباشر ألهم البلدان المتقدمة خالل الفترة

)1960-1970( 16

17 )1980 - 1970(تدفق االستثمار األجنبي المباشر إلى مناطق العالم للفترة 03

18 1990 وفي نهاية 1980المباشر لكل القطاعات في نهاية مخزون االستثمار األجنبي 04

21 1999 لالستثمار األجنبي المباشر في العالم سنة الدول األكثر استقباال 05

22 تدفقات االستثمار األجنبي المباشر للتسعينات من القرن العشرين 06

24 )2005 – 1994(تدفق االستثمار األجنبي المباشر بحسب المنطقة 07

26 )2008 – 2000(تدفقات االستثمار األجنبي المباشر خالل الفترة 08

45 اختالف أصل المزايا الخاصة للشركات 09

68 المقارنة بين دوافع المستثمر األجنبي و دوافع الدولة المضيفة 10

90 )2009 – 2005(محاور برنامج دعم النمو للفترة 11

104 صالحيات مجلس النقد والقرض 12

110 الخدمات المقدمة للمكاتب والهيئات المكونة للشباك الوحيد 13

14 المخطط الثالثي األول (عدد العقود المبرمة والشركات المختلطة عبر المخططات

)والمخططين الرباعيين112

114 )1993أكتوبر/1990أفريل(توزيع المشاريع االستثمارية المقدمة والمعتمدة خالل الفترة 15

114 )1993 – 1990(طبيعة المشاريع االستثمارية األجنبية في الجزائر 16

115 )1995 سبتمبر – 1994(توزيع المشاريع االستثمارية المصرح بها في الجزائر 17

117 )2000 – 1994(تطور مشاريع الشراكة المصرح عنها في الجزائر 18

117 )31/12/2000 -13/11/1993(زائرتوزيع مشاريع الشراكة حسب القطاعات في الج 19

118 )2000 - 1994(توزيع مشاريع الشراكة حسب المناطق األصلية في الجزائر 20

119 )2000 - 1994(توزيع مشاريع الشراكة حسب دول األصل في الجزائر 21

120 )2006 – 2000(تدفق االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر خالل الفترة 22

23 وزيع مشاريع االستثمار األجنبي المباشر المصرح بها لدى الوكالة الوطنية لترقية ت

)2006 – 2002(االستثمار خارج قطاع المحروقات للفترة 122

124 )2006-2002(أهم الدول المستثمرة في الجزائر خارج قطاع المحروقات خالل الفترة 24

130 )2008 -1999(موه حسب القطاعات تطور حجم الناتج الداخلي الخام ومعدالت ن 25

VI

26 العالقة بين إجمالي تدفق االستثمار األجنبي المباشر والنمو االقتصادي في الجزائر

)2005 – 1994(خالل الفترة 132

134 )2000 – 1994(تطور العمالة المنشأة في إطار الشراكة األجنبية في الجزائر 27

135 )2000 – 1994(نشأة ضمن مشاريع الشراكة األجنبية التوزيع القطاعي للعمالة الم 28

29 توزيع العمالة المنشأة في إطار مشاريع الشراكة األجنبية حسب المناطق المستثمرة

)2000 – 1993(خالل الفترة 135

136 2000تكلفة منصب العمل الموظف من قبل االستثمار األجنبي المباشر لسنة 30

136 )2006 -2000(في الجزائر من االستثمارات األجنبية المباشرة العمالة المنشأة 31

137 )2006 – 2002(توزيع العمالة المنشأة حسب قطاع النشاط للفترة 32

139 )2005 - 1997(ميزان المدفوعات للجزائر في الفترة 33

183 )2008 -2003(واردات األدوية في الجزائر خالل الفترة تطور 34

184 )2007 - 2003( إنتاج األدوية في الجزائر خالل الفترة تطور 35

189 )2007 - 2002(العمالة المنشأة من االستثمارات األجنبية في القطاع الصيدالني 36

197 الطاقة اإلنتاجية لشركة الكندي في السنة 37

198 بعض اآلالت المستوردة من طرف شركة الكندي 38

199 2008جة من طرف شركة الكندي خالل سنة قائمة األدوية المنت 39

205 عدد مناصب العمل التي توفرها شركة الكندي 40

VII

قائمة األشكال

الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل

108 الهيكل التنظيمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار 01

116 )1999 – 1995(تطور تدفقات االستثمار األجنبي المباشر إلى الجزائر 02

185 (2003-2007) و استيرادها في الجزائر األدوية إنتاجتطور 03

193 الهيكل التنظيمي لشركة الكندي لصناعة األدوية 04

195 شركة الكنديالتطور التاريخي لمؤسسي 05

197 )2008 – 2005(تطور شركة الكندي في السوق الجزائرية للفترة 06

200 )2010 - 2005(كندي للفترة تطور مبيعات شركة ال 07

ةـمقدمـال

أ

المقدمة

االقتصاد الدولي المعاصر من خالل تنامي ظاهرة العولمة ، وما تقتضيه من تفكيك تبرز مالمح

التجارة العالمية وزيادة حجم من خالل تعاظماتصادللحواجز بين الدول ، وزيادة التشابك بين االقت

الشركات متعددة الجنسيات أنشطةية ، واكتساح التدفقات المالية ، واتساع نطاق التكتالت اإلقليمية والدول

العالقات االقتصادية الدولية تتسم بعالمية الطلب و أصبحتوبذلك .والتسويقية والمالية اإلنتاجيةللمجاالت

.ية العرض و عالمية المنافسة معال

ذلك ينعكسأنل في هذا السياق ، تحاول الدول النامية التفاعل مع محيطها الخارجي إذ من المحتم

االقتصادية و أهدافها،بما يسمح لها التكيف مع متطلبات االنفتاح العالمي ، و يحقق لها أدائهامستويات على

.العالمي االندماج االيجابي في النظام االقتصادي لهااالجتماعية ويضمن

في قصور مواردها ساأساالتي تعاني منها اقتصاديات الدول النامية تتمثل المشكالت أهم أنإال

تدني معدالت االدخار المحلي دون مستوى :حيث يتجلى ذلك من خالل النمو المضطرد ، الستهدافالمالية

باإلضافة إلى األجنبيةمحدودية الموارد المالية ، والمحليةة المدخرات جوبفاالستثمار المخطط وهذا ما يعرف

دامة ، وهذا ما يعرف تنموية مستأبعادفي مشروعات ذات عض الدول لباالستثنائيةصعوبة توظيف الفوائض

.األجنبيةبفجوة العمالت

أساساية إلى مصادر التمويل الخارجية والمتمثلة النام الدوللجأتهاتين الفجوتين ، بغرض سدو

.المباشرة نبيةاألجاالستثمارات ، والخاصة الرسمية و القروض األجنبية، واألجنبيةالمنح والمساعدات : في

الدول النامية من المنح و المساعدات لم تكن ذات فعالية على معدالت النمو االقتصادي إطالقا ، استفادةإن

من جهة ، إلى جانب الشروط التي تمليها المنظمات الدولية بشان توجيه المنح والمساعدات لمحدوديتهانظر

.إصالحية سياسات ضإلى فر إضافة) ...التعليم-الصحة(إلى قطاعات محددة

فقد وصفت خاصة أو األطراف متعددة أو سواء كانت ثنائية األجنبي االقتراض تجربة الدول النامية مع أما

ة على ينراض تراكم المديونية الخارجية وعدم قدرة الدول المدتبالمريرة ،حيث ترتب عن اإلفراط في اإلق

خانقة صائفة أزمةر الذي فجاألمرغط المستمر من قبل الدائنين ،الوفاء بالتزاماتها المالية إلى جانب الض

.االقتصادية واالجتماعية والسياسية بإبعادها 1982

ب

ونتيجة لهذا الوضع توالت المقترحات لحل هذه المعضلة من قبل الدول الدائنة فضال عن مقترحات الدول

يد في ثمارات واحدة من المقترحات حيث تفلى استإ تحويل جزء من الديون الخارجية إجراءاتوتعد . المدينة

تقليص حجم المديونية إلى جانب إسهامها في تشجيع االستثمار األجنبي المباشر، ولعل أهم سابقة في هذا

.الخارجية من ديونها % 30طالت ، حيث 1985الشأن تلك التي خاضتها الشيلي سنة

أن ام الدول النامية بجذب واستقطاب االستثمار األجنبي، بعد لقد تصاعد في السنوات األخيرة اهتم

في تحقيق النمو االقتصادي وتشجيع االستثمار المحلي، بعد تضاءل هأدركت حقيقة الدور الذي يمكن أن يلعب

مصادر التمويل األخرى، وتفاقم اإلختالالت الهيكلية االقتصادية الداخلية والخارجية التي تعاني منها مثل

.جز في الحساب الجاري، العجز في الموازنة العامة، وارتفاع معدالت البطالة وغيرهاالع

تختلف ،االستثمار األجنبي المباشر أفضل ما هو متاح من مصادر التمويل الخارجيةل كفي حين يش

وعلى الرغم من اآلراء والتوجهات حول مدى مساهمته في تحقيق التنمية االقتصادية في الدول المضيفة له،

، إال أن الشواهد المضيفةتباين وجهات النظر حول مدى أهمية وفعالية االستثمار األجنبي المباشر في الدول

والطويل، وفق شروط موضوعية، في تحقيق معدالت الواقعية تفيد بإمكانية مساهمته في المديين المتوسط

من عالقات وروابط قوية بين البلد المضيف واالقتصاد النمو المستهدفة والقابلة لالستمرار، ذلك لما يجسده

كما يمكن أن تتجاوز هذه الروابط مجاالت التكامل المالي، وحركة عناصر اإلنتاج إلى اإلسهام في .العالمي

زيادة األصول غير المنظورة والمتمثلة أساسا في تعميق مفهوم تقليص نفقات اإلنتاج عن طريق اقتصاديات

العنصر البشري، وتحفيز النشاط أداء نظم التسيير المتقدمة وترقية كنولوجيا، وتوريثالحجم، ونقل الت

.التصديري، ودعم القدرات التنافسية

لمسيرة التكامل العالمي، من خالل المساهمة في ثمار األجنبي المباشر دفعة هامة كما أعطى االست

الدول المضيفة، ومع نشوء نتاجية رأس المال في ربط أسواق رأس المال، وأسواق العمل، وزيادة األجور، وإ

شبكة عالمية من الروابط المتعددة، زادت حركة التجارة بشدة، كما تبنت الشركات متعددة الجنسيات

.رات الناجمة عن التخصص وتوزيع األنشطةواستراتيجيات ذات طابع عالمي متزايد لالستفادة من الوف

الدول النامية جهودا ي المباشر بالنسبة لالقتصاديات المضيفة، تبذل وإدراكا ألهمية االستثمار األجنب

كبيرة لتهيئة مناخها االستثماري، من خالل تكييف أوضاعها االقتصادية، االجتماعية والسياسية، ومنح المزيد

ن إال ذلك أن رأس المال األجنبي ال يتوط.من المزايا والحوافز على النحو الذي يستقطب الشركات األجنبية

استقرارا ومالئمة، من حيث مدى توفر البنى التحتية األساسية واالستقرار السياسي ت األكثر البيئافي

واالجتماعي، وتوافر عوامل اإلنتاج والتسهيالت االئتمانية، وإمكانية تحويل األرباح، ومرونة السياسة

.وليةاإلقليمية والدواالقتصادية، ومدى تناغمها مع المستجدات الوطنية

ج

والجزائر كدولة تمر بمرحلة تحول اقتصادي تقدر بشكل كبير الحاجة الماسة لالستثمار بصفة عامة

ة السهلة في يولكن جذب االستثمار األجنبي المباشر ليس بالعمل، واالستثمار األجنبي المباشر بصفة خاصة

.ظل منافسة دولية عاملة على جذبه

سلة من اإلصالحات االقتصادية منذ االستقالل وذلك للحد من وفي محاولة منها، باشرت الجزائر سل

النقدية والمالية، وتحرير أوجه النشاط االقتصادي، وتأهيل التشوهات الهيكلية، وتحقيق التوازن للمتغيرات

كل ذلك سمح باستقطاب حجم متنام من . لالستثمارة، وتحديث اإلطار التشريعي الناظمالمؤسسات االقتصادي

.رات األجنبية المباشرةاالستثما

هذا وقد تعددت الدول المستثمرة في الجزائر بما في ذلك الدول العربية، إال أن أهم االستثمارات

األجنبية تنفذ من قبل شركات أمريكية، أوروبية ويابانية خاصة في قطاع المحروقات، باعتباره أبرز نشاط

.إنتاجي وتصديري لالقتصاد الجزائري

المباشر الحالي أن حجم االستثمار األجنبي لرغم من االتجاه االنفتاحي لالقتصاد الجزائري، إالوعلى ا

ال تزال دون االستغالل األمثل في القطاعات خارج صال يعكس اإلمكانات الكبيرة المتاحة، والفر

لمحروقات من و هو ما يطرح تساؤالت كثيرة عن نصيب القطاعات االقتصادية األخرى خارج ا .المحروقات

.االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر

و لعل قطاع األدوية يعد من القطاعات الحساسة التي يجب أن تكون الدولة فيها محققة ألمنها الدوائي، و بما

و على الخصوص طرح برزت فكرة البحث في هذا الموضوعاألدوية على عالقة مباشرة بقطاع أننا

: السؤال الجوهري التالييتتمثل فاإلشكالية التي

ما هو أثر هذا و؟ ا خصوصالجزائر في قطاع األدوية في عموما وما حصيلة االستثمار األجنبي المباشر"

"االستثمار على االقتصاد الوطني ؟

: و لإلجابة عن هذا السؤال الجوهري كان لزاما البحث في إجابات لألسئلة الفرعية التالية

ار األجنبي المباشر ؟ وما هي محدداته ؟ماذا نعني باالستثم )1

ي تسعى الجزائر إلى تحقيقه ؟ذما هي طبيعة االستثمار ال )2

إلى أي مدى يمكن أن تكون الحوافز المقدمة للمستثمرين األجانب متسقة مع أهداف التنمية الشاملة )3

في الجزائر ؟

زيادة حصتها من تدفقات رأس فيهل تمكنت السياسات واإلصالحات االقتصادية التي تبنتها الجزائر )4

المال األجنبي ؟

المباشر في الجزائر ما هي التحديات المنتظرة والتطلعات المستقبلية بالنسبة لالستثمار األجنبي )5

وبصفة خاصة في قطاع األدوية ؟

د

الفرضيات

بصدد البحث فيه، د أنها ترتبط بالموضوع الذي نحن قبعد القيام بتجميع المادة العلمية التي نعت

عن األسئلة التي قمنا بصياغتها وسنقوم احتماالقمنا بصياغة فرضيات محددة نعتبرها أكثر اإلجابات

:بفحصها، وتتمثل في

االستثمار األجنبي المباشر مصدر حيوي للتدفقات المالية الدولية، حيث أضحى البديل الرئيسي -1

.اج في االقتصاد العالميلالقتراض الدولي، وأصبح القوة الدافعة لالندم

.يتوقف توطين االستثمار األجنبي المباشر على األهداف اإلستراتيجية للشركات متعددة الجنسيات -2

يختلف التأثير اإليجابي لالستثمار األجنبي المباشر من دولة ألخرى باختالف مزايا ومقومات كل -3

االقتصادية، إضافة إلى مدى سالمة اقتصاد، ومدى القدرة على استغالل وتثمين المتاح من الموارد

.وجاذبية المناخ االستثماري

إن مستقبل االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر زاهر، لكن على السلطات المعينة العمل أكثر -4

.وبجدية لحل المشاكل التي تعيق المستثمر بصفة عامة والمستثمر األجنبي بصفة خاصة

أهمية البحث

الستثمار األجنبي المباشر من خالل ضعف وضآلة مستويات االدخار واالستثمار يمكن إبراز أهمية ا

، واضطرار هذه الدول لتمويل اقتصادياتها عن طريقه، والخروج من دائرة الناميةالمحليين في البلدان

:هالمديونية الخارجية التي أثقلت كاهلها باإلضافة إلى ما يتميز به االستثمار األجنبي المباشر من أن

. وسيلة أكثر أمانا للتمويل إذا ما قورنت بوسائل التمويل األخرى-

. كما أنه يمثل أسهل وسيلة للحصول على أحدث التكنولوجيات-

. باإلضافة إلى تشجيعه على خلق فرص توظيفية، ورفع مهارات العمال، وفتح أسواق جديدة للتصدير-

دولية قوية الستقطابه، وذلك بتقديم الحوافز والتسهيالت ونظرا لكل هذه اإليجابيات، فإن هناك منافسة

.وبعض االمتيازات للمستثمرين األجانب

أسباب اختيار الموضوع

انطالقا من الواقع المعاش، وانطالقا من حالة الركود التي تعرفها الساحة في الدول النامية وعلى

عض المناطق كشرق آسيا تستقطب أكبر عدد ممكن رأسها الجزائر فيما يتعلق بعملية االستثمار، بحيث ظلت ب

من المستثمرين األجانب، بالرغم من أن المزايا والحوافز الموجودة عندنا أكثر هذا من جهة، ومن جهة

تتركز في قطاع واحد وهو قطاع المحروقات مع إهمال ) النامية(أخرى تبين أن االستثمارات في هذه الدول

.القطاعات األخرى

ه

دفعني للبحث عن األسباب والدوافع التي أدت إلى ذلك، والعمل جاهدة للوصول إلى و هو ما

.تشخيص األسباب الحقيقية لهذا الوضع

:كما أن هناك أسباب أخرى نجملها فيما يلي

.إمكانية البحث والدراسة في هذا الموضوع بالنظر إلى أهميته وتوفر المعطيات والبيانات حوله •

من خالل المعالجة والتطرق إلى " نقود ومالية"شعوري بأن هذا الموضوع ذو صلة بتخصصي •

.مختلف العوامل االقتصادية، النقدية والمالية منها والتي يؤثر عليها االستثمار األجنبي المباشر

تسليط الضوء على قانون االستثمار الجديد خدمة للبحث العلمي ومساهمة في توضيح أبعاده •

.نسبة للمستثمرين األجانب وهذا بحكم عملي معهمبال

لمنهج المتبع واألدوات المستخدمةا

ار المنهج الوصفي فيما ي البحث، واختبار صحة الفرضيات المتبناة، قمنا باختإشكاليةلإلجابة على

والضرائب والمالية الستثمار األجنبي المباشر، إلى جانب االستعانة بقوانين االستثمارلبالمفاهيم العامة يتعلق

بعض الجداول والبيانات واألشكال بما يتوافق مع طبيعة وغيرها، باإلضافة إلى االعتماد على عرض

.كما استعنا بالمنهج التحليلي في حل الموضوع. الموضوع واألهداف المرجوة من الدراسة

القديمة، وكذا الرسائل أما األدوات المستخدمة في البحث، فقد ارتكزت على بعض الكتب الجديدة و

العربية واألجنبية، تقارير دولية االستعانة بالندوات العلمية جانبإلى. والمجالت والدوريات وبعض المقاالت

.وعالمية باإلضافة إلى بعض التقارير المحلية والمراجع اإللكترونية ذات الصلة بالبحث

من خالل الرجوع إلى مصادرها في تعادنا بدرجة كبيرة على مختلف القوانين والتشريمكما اعت

. الجرائد الرسمية وكذلك بعض التقارير الواردة في مجال اإلصالحات

. بالدرجة األولى على وثائق المؤسسة محل التربصا، فقد اعتمدنا فيهدراسة الحالةأما

)اإلطار الزمني والمكاني(لدراسة حدود ا

: قد تم تحديد إطارين زماني ومكانيمعالجة إشكالية الموضوع فمن أجل

: اإلطار الزمني

ركزت على فترة إلماما مني بكل جوانب الموضوع، بدأت دراستي في فترات قبل التسعين ثم

التسعينات من القرن العشرين إلى غاية يومنا هذا، لكونها الفترة التي شهدت نموا كبيرا في حجم

لميا، وتزامن ذلك مع االنفتاح الكبير القتصاديات الدول النامية خاصة المباشرة عاالتدفقات المالية

ن بذلك استقراء تاريخية المحددات إفريقيا وأوروبا الشرقية على الشركات األجنبية، محاولي

.االستثمارية واستخالص العبر من التجارب السابقة

و

:اإلطار المكاني

ل سواء د تدفقا رأسماليا تستفيد منه جميع الدوعلى اعتبار أن االستثمار األجنبي المباشر يع

ول نامية، فسوف يقتصر تحليلنا على االستثمارات األجنبية المباشرة كانت دول صناعية كبرى أو د

.الواردة إلى الدول النامية دون غيرها، أما تركيزنا فيكون على الواقع الجزائري

نا في أن نشارك في حل األزمة الجزائرية ولو وتركيز الدراسة مكانيا على الجزائر فهو أمل

بشيء ال يكاد يذكر بالرغم من عدم إلمامنا بكامل جوانب الدراسة نتيجة تشعبها وارتباطها بمتغيرات

.أخرى ال نستطيع حصرها

كما جعلت دراستي تقتصر على االستثمار خارج قطاع المحروقات، ألن المشكلة الحقيقية

ج المحروقات، وألن االستثمار في مجال المحروقات يسير بشكل طبيعي بل تتعلق باالستثمارات خار

.نجد الدول األجنبية تلهث وراءه

أهداف الدراسة

االستثمار الضوء على أهم الصعوبات والعراقيل التي تواجه إن الدراسة ككل ماهي إال محاولة لتسليط

في رأي بعض ول الممكنة وتناول بعض الحل،ا الجزائرعلى رأسهو في البلدان النامية المباشراألجنبي

. االقتصادياإلقالعالمفكرين، كما تهدف إلى التأكيد على شروط

الدراسات السابقة

توجد العديد من الدراسات النظرية والتطبيقية التي حاولت تحليل ظاهرة االستثمارات األجنبية

ولقد تباينت تلك الدراسات من حيث منهجية التحليل ،ضيفةالمباشرة وقياس آثارها على االقتصاديات الم

:والنتائج التي تم التوصل إليها، وفيما يلي نشير إلى أهم الدراسات التي تمكنا اإلطالع عليها

حيث أجريت على قطاع الصناعة في المغرب، : 1993 عام Haddad and Harrison دراسة •

إنتاجية عناصر اإلنتاج في الصناعات المحلية وتبين أن هناك داللة معنوية بين ارتفاع

كما أكدت الدراسة على أن درجة التأثير هذه . والقطاعات التي يتزايد فيه االستثمار األجنبي

األجنبي، وأن درجة استفادة رتتوقف على تحسين التكنولوجيا في الشركات المستقبلة لالستثما

.وافز الحكومية للمستثمرين األجانبالحمحلية من أثر المعرفة يتحدد بالمشروعات ال

والمتعلقة بتأثير االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي في : 1997 عام Hongدراسة •

كوريا، حيث أوضحت الدراسة نجاح قطاع اإلنتاج الكوري في تحفيز النمو االقتصادي، من

ق المزيد من االستثمار األجنبي اإلدارية بفعل تدفتخالل استفادته من التكنولوجيا والمهارا

.المباشر

ز

أظهرت أن تدفقات االسـتثمار األجنبـي التي1996 عام Djankov and HoeKman دراسة •

نمـو المباشر قد ساهمت في نمو تجارة اقتصاديات األسواق الصاعدة، األمر الذي ساعد علـى

دولة ألخـرى، إالّ أن األثـر كـان هيكل التجارة الدولية، قد تباين منالناتج، إالّ أن تأثيره على

.إيجابيا على الميزان التجاري لليابان

حيث قامت بتحليل أثر تدفقات االستثمار األجنبي :2000 عام Agosin and Mayerدراسة •

في إفريقيا، آسيا : من الدول الناميةةالمباشر على تحفيز أو مزاحمة االستثمار المحلي في عين

وقد توصلت الدراسة إلى أن االستثمار األجنبي . 1996-1970ل الفترة وأمريكا الالتينية خال

المباشر له أثر تحفيزي في الدول اآلسيوية، وله أثر مزاحمة في أمريكا الالتينية، وله أثر محايد

.في إفريقيا

ر لجامعة ومن بين الدراسات السابقة التي عالجت الموضوع على مستوى كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيي

:الجزائر نجد

االستثمار األجنبي وآفاقواقع "تومي ، والتي جاءت تحت عنوان عبد الرحمان أطروحة دكتوراه •

التي : 2006 أكتوبر ، " 2009- 1980 االقتصادية في الجزائر اإلصالحاتالمباشر من خالل

قات العالمية المتداولة أظهرت بأن إفريقيا والعالم العربي تعتبر الدول األكثر تضررا من التدف

% 5,12عربي ككل التتعدى اللم اإذ نسبة االستقطاب عند إفريقيا والع،لالستثمار األجنبي المباشر

.بالنسبة للعالم

فعالية االستثمار األجنبي "بن عبد العزيز ، والتي جاءت تحت عنوان فطيمة أطروحة دكتوراه •

أن أظهرتالتي : 2005 -2004 ، " حالة الجزائرالمباشر وآثاره على اقتصاديات الدول النامية

األجنبية المباشرة لوجود سوق واسعة ال أساس له من القول بان الجزائر تشكل قبلة االستثمارات

اللجزائر ال تهتم بالقرارات وا فرؤوس األموال األجنبية القادمة لالستثمار في ،الصحة

نتاجية المحلية في نفس الوقت مركزا للتصدير نحو االهتمامات الوطنية إال إذا كانت الوحدات اإلب

و اهتمام الجزائر باالستثمارات األجنبية نابع في . ذلك بطبيعة الحالأمكن إن المجاورة األسواق

و ضرورة انضمام البالد في ، ضرورة حتمية للظروف االقتصادية الصعبة من جهةمن األساس

. من جهة أخرى من تكتالت و عولمةالسياق الدولي التي تحتمه الظروف الدولية

ح

الصعوبات والعراقيل

: ال تختلف عن صعوبات جل الطلبة وهيالصعوبات

باللغات فمعظمهاأكثر من الكتب، حتى وإن وجدت قلة المراجع ما دفع بنا إلى استعمال المذكرات -

.ا كبيرااألجنبية وترجمتها تستحق وقت

في نحتاج إليها، إما النعدامها أو رفض الجهات المختصة منحها، وحتى التي اإلحصائياتتوفر عدم -

تباين في األرقام الصادرة (أخرى اختالفا بين هيئة و أو وجدت نجد فيها تضاربا إن األحيانبعض

، وتلك الصادرة عن الدوائر الرسمية الوطنية، مما اضطرنا إلى محاولة واإلقليميةعن الهيئات الدولية

).الترجيحالتوفيق و

السرية التي تصبغ العديد من العقود االستثمارية األجنبية حالت دون تحليل واف لواقع نشاط طبيعة -

.الشركات متعددة الجنسيات في الجزائر

عند إعداد الدراسة الميدانية صادفتنا صعوبات جمة في الحصول على اإلحصائيات المتعلقة بمدى -

قتصادية، والتي كنا نرغب في دراستها و تحليلها للوقوف على مساهمة قطاع الدواء في المؤشرات اال

.مدى تطور مساهمة هذا القطاع في االقتصاد الوطني

خطة وهيكل البحث

البحث ألجل دراسة الموضوع بكل مقتضياته وتناول اإلشكالية من جميع جوانبها، ارتأينا تقسيم خطة

وتعقبهم خاتمة عامة تتضمن ملخص البحث دمة عامة ، تسبقهم مقإلى ثالثة فصول تليها دراسة حالة

:والنتائج المتوصل إليها مدعومة باالقتراحات والتوصيات لتختم باآلفاق المستقبلية للموضوع كما يلي

الفصل األول سيكون عبارة عن فصل نظري نتناول فيه مختلف الجوانب النظرية الخاصة

األجنبي ماهية االستثماراألول تناول : مباحثأربعة إلىالفصل ، وقد قسم باالستثمار األجنبي المباشر

المبحث الثالث فقد أما ، النظريات المفسرة لقيامهأهم التاريخي و هالثاني تطور المبحث تناول و ،المباشر

وختمنا الفصل بدوافع االستثمار ، المباشراألجنبيخصص لدراسة االتفاقيات الدولية المتعلقة باالستثمار

. على كل من اقتصاديات الدول المضيفة واقتصاديات الدول القائمة باالستثماروآثاره المباشر ألجنبيا

هو فصل تحليلي نتناول فيه باألرقام حصيلة وآثار سياسة الجزائر في جذب فأما الفصل الثاني

ياسة الجزائر في جذب تناول األول س: وقد قسم الفصل إلى أربعة مباحث ،االستثمار األجنبي المباشر

و قمنا بتقييم هذه السياسة من خالل سرد حصيلة االستثمار األجنبي المباشراالستثمار األجنبي المباشر،

االقتصاد ىالمباشر علاالستثمار األجنبي المبحث الثالث فقد خصص لتحليل آثار في المبحث الثاني، أما

. المباشر في الجزائرألجنبي االستثمار افصل بواقع و آفاق، وختمنا الالوطني

ط

، كذلك ر في القطاع الصيدالني في الجزائرالفصل الثالث خصص لدراسة االستثمار األجنبي المباش

تناول األول مفاهيم ومبادئ أساسية في العلوم الصيدالنية، وتناولنا في : تقسيمه إلى أربعة مباحثب قمنا

دراسة أما المبحث الثالث فقد خصص لبالصناعة الصيدالنية، مختلف الجوانب الخاصة المبحث الثاني

. بتحليل لواقع صناعة الدواء بالجزائر، وختمنا الفصلالسياسة الصيدالنية الجديدة في البلدان النامية

القائمة بدراسة حالة شركة الكندي لصناعة األدوية كأحد االستثمارات األجنبية المباشرة المذكرةتختمو

.ر الجزائفي

1

الفصل األول

ري لالستثمار األجنبي ظمدخل ن

المباشر

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

2

دـــمتهي

يعتبر االستثمار أهم المتغيرات االقتصادية التي تم تناولها في مختلف النظريات االقتصادية المتضمنة

وسبل تحقيـق رفاهيـة في مختلف التيارات الفكرية، وذلك بهدف البحث عن التوازنات االقتصادية الكلية،

.المجتمعات

والمتتبع لتطور العالقات االقتصادية الدولية يدرك وبدون شك أن االهتمام اليوم ينصب علـى أهـم

أنواع االستثمار والمتمثل في االستثمار األجنبي المباشر، كونه أحد الميكانيزمات الرئيسية التي تؤثر حقيقيـا

لكونه يلعـب أخرى لسياسية على المستوى الدولي هذا من جهة، ومن جهة في مسار العالقات االقتصادية وا

.دورا هاما في صياغة المبادئ التي يرتكز عليها النظام العالمي

ولدراسة هذا الموضوع وجب علينا أن نتعرض أوال لالستثمار األجنبي المباشر من الناحية النظريـة

ثم تقـديم مختلـف النظريـات . مع مناطق توزيعه في العالم من خالل التعاريف والتطورات التي شهدها،

المفسرة لقيام هذا النوع من االستثمار، إضافة إلى ذلك سنتطرق إلى أهم االتفاقيات الدوليـة المتعلقـة بـه

سواء علـى الـدول المـضيفة أو ه وسلبيات هوسنختم الفصل بتعداد إيجابيات . ودوافع األطراف المتعاملة فيه

.المصدرة له

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

3

ماهية االستثمار األجنيب املباشر: املبحث األول

وهي ،ين واالقتصاديينإن ظاهرة االستثمار األجنبي المباشر كانت وما زالت تثير إهتمام الباحث

.الجوانب نظرا لصعوبة تحديد أبعاد االستثمار األجنبي المباشر وكذا تعريفه ظاهرة معقدة

لنا تحديد مفهوم االستثمار األجنبي المباشر ارتأينا أن نتعرض أوال إلى مفهوم وعلى هذا، وحتى يتسنى

.الستثمار األجنبي المباشر أنواعه حتى نصل إلى تحديد مفهوم لاالستثمار بصفة عامة وذكر مختلف

مفهوم االستثمار: املطلب األول

. لها، بحيث يتفق عليـه الجميـع محدد إن كلمة االستثمار من الكلمات التي يصعب وضع تعريف

فنظرة األفراد إلى عملية االستثمار وطبيعته تختلف باختالف ظروفهم والمهن التي يشغلونها، واألغراض

التي يبغون تحقيقها من وراء استثماراتهم، وغير ذلك من العوامل التي تجعل من الصعب وضع تعريـف

ت النظر المختلفة، فالمصنع مثال ينظر إلـى عمليـة واحد محدد لكلمة االستثمار بحيث يلتمس مع وجها

االستثمار نظرة تختلف تماما عن نظرة التاجر، وهذه األخيرة تختلف عن مثيالتها بالنسبة لألفراد العاديين

الذين يملكون كميات صغيرة أو كبيرة من رؤوس األموال والذين يرغبون في استخدامها للحصول علـى

.دينعائد مناسب في شتى الميا

وسنعمل في هـذا بناء على تقدم يمكن أن نقول أن المفاهيم اختلفت بصدد وضع تعريف لكلمة االستثمار،

.المجال على إعطاء بعض وجهات النظر المختلفة الخاصة به

:تعريف االستثمار: أوال

يد، والنماء عـادة والثمر هو النماء، فيستثمر معناه ينمي أو يز» ثمر« االستثمار لغة مشتق من فعل

كما تأخذ األشكال المعنوية والمتمثلة فـي حقـوق ،ما يكون في األموال سواء كانت عقارات أو منقوالت

1)1(الملكية الفكرية واألدبية وحقوق االختراع والتأليف

ندوة حول ، االتجاه نحو األساسيات الصحيحة: بي المباشر في الدول العربيةالعريان محمد والجمال محمود، جذب االستثمار األجن): 1 (

.45، ص1997 مارس 25-14الحوافز الممنوحة لالستثمار األجنبي المباشر في الدول العربية، ندوة بمدينة الحمامات تونس بتاريخ

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

4

: ليوتعريف االستثمار يختلف من اقتصاد آلخر، وسنقدم بعض التعاريف لعدد من االقتصاديين البارزين كما

.»وسيطية االستثمار هو شراء أو صنع منتجات آلية و« : مباروفحسب ل -

اقتناء لملك قصد الحصول على امتيازات « : يقول عن االستثمار أنهVizzavona لوبالنسبة -

)1( .»مستمرة كالخدمات والنقود

والذي يفسر اتفاق يتم بين طرف مقاول بغية تحديد أو تطوير جهازه اإلنتاجي« :وهو عبارة عن -

.Pasque Rilli و Ibarrola وهذا حسب )2(.»انتقال رأس المال النقدي إلى رأس مال إنتاجي

عالقة نابعة عن قرار سواء بالنسبة للمشروع أو بالنسبة « : على أنهرشدي شيحةوقد حدده الدكتور -

صول الطويلة لالقتصاد ككل، وهو الرغبة في الحصول على عناصر اإلنتاج الطبيعية وخاصة األ

)3(.»األجل لزيادة وتحسين الطاقة

تخصيص قدر من رأس المال من « : وفي األخير يمكننا أن نضع تعريفا لمفهوم االستثمار على أنه

أجل الحصول إما على وسائل إنتاج جديدة وإما من أجل تطوير وتجديد الوسائل الموجودة، وذلك حتى

.»نتاجية يتسنى لنا الرفع من الطاقة اإل

تصنيفات االستثمار: ثانيا

ييز بين تصنيفات عديدة لالستثمار تختلف باختالف المعيار المعتمد عليه، وسنحاول التطرق التميمكن

)4(:إلى أهم هذه التصنيفات

:يمكن تقسيم االستثمارات حسب الغرض إلى مايلي: الغرضi تصنيف االستثمار حسب- 1 1

من أجل استبدال ت تتمثل في اآلالت والمعدات وكافة وسائل اإلنتاج المشترا: استثمارات التجديد-أ

تتمكن المؤسسة من مواكبة التطور التكنولوجي، وتحسين نوعية اإلنتاج والقدرة ىالمعدات القديمة، حت

:على المنافسة،وعليه فإنه يتعين على المؤسسة أن تحدد وتضبط بشكل دقيق العنصرين التاليين

. المتاحة حتى تتم عملية التجديدلصل األحسن من البدائتحديد األ •

.ضبط توقيت عملية التجديد •

2

2 (1): Vizzavona, La Gestion Financière, 8ème édition, Paris, 1992, P143. (2): Nouveau dictionnaire économique et social, étude sociale, Paris, 1981, P50.

.720ص،1985 ،الجزائر،بن عكنون جامعية،الرشدي شيحة ، االقتصاد المصرفي والنقدي، ديوان المطبوعات ): 3(

.284 ص،1992 الجزائر، ،ديوان المطبوعات الجامعيةحنفي عبد الغفار، اإلدارة المالية المعاصرة، ): 4(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

5

التي يكون من شأنها توسيع الطاقة اإلنتاجية والبيعيـة وذلـك االستثماراتهي : استثمارات النمو -ب

:منتجات جديدة أو زيادة اإلنتاج والمبيعات الحالية فنجدبإدخال وإضافة

ة اإلنتاجية والتي تهدف إلى زيادة طاقة إنتاج المؤسسة بدون التغييـر فـي شـكلية استثمارات السع •

.المنتجات، ويتم ذلك بإضافة آالت جديدة وزيادة عدد الفروع

.استثمارات في منتجات جديدة والتي تهدف إلى زيادة المنتجات واالستجابة لطلب وذوق المستهلك •

:نية تصنيف االستثمارات حسب الطبيعة القانو-2

:تختلف االستثمارات حسب الطبيعة القانونية التي تنتمي إليها، ولذلك يمكن تقسيمها إلى ثالثة أنواع

:استثمارات عمومية -أ

ذلك من أجـل تحقيـق المـصلحة على عاتق الدولة في إطار التنمية الشاملة، و اعادة ما يقع إنجازه

.الخ... المدارس، استثمارات تخص حماية المحيط من التلوث و المستشفياتء، بناكإنجاز الطرقة العام

: استثمارات خاصة-ب

يميز هذا النـوع مـن أهم ما الطبيعيين أو المؤسسات الخاصة، و يتم إنجازها من طرف األشخاص و

.االستثمارات هو السعي نحو تحقيق الربح من طرف أصحابها

:ات مختلطة استثمار-ج

إلنشاء المشاريع الضخمة التي تتطلب رؤوس أمـوال وتكون بمساهمة القطاعين العام والخاص وهذا

ونظرا لضخامتها تلجأ الدولة إلى رؤوس األموال الخاصة محلية كانت أم أجنبية مـن أجـل كبيرة،

.من االستثمارات القيام بهذا النوع

:نية تصنيف االستثمارات حسب المدة الزم-3

:يحدد المشروع االستثماري حسب مدته الزمنية وذلك إلى

:االستثمارات الطويلة األجل - أ

وهي التي يتم إنجازها في مدة تفوق الخمس سنوات، وتكون ذات طابع استراتيجي، كما يتطلب

.إنجازها أموال ضخمة، وتسمى أيضا بالمشاريع اإلستراتيجية

:االستثمارات المتوسطة األجل - ب

تي يتم إنجازها خالل مدة تزيد عن سنتين وتقل عن خمس سنوات، ويعتبر هـذا النـوع مـن هي ال

.االستثمارات مكمال لألهداف اإلستراتيجية

: االستثمارات القصيرة األجل-ج

تقل عن سنتين وغالبـا مـا تـسمى باالسـتثمارات هي تلك االستثمارات التي يتم إنجازها في مدة

. التشغيلية

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

6

)1(وهي على نوعين: الستثمارات حسب شكل التدفق تصنيف ا-4

: االستثمار العيني-أ

األراضي والتجهيزات اإلنتاجية، و المباني ووهي تلك االستثمارات المادية المتمثلة في الممتلكات

إذا ما أراد صاحب االستثمار التخلص منها، فكل من أراد القيام بمشروع ولها درجة سيولة بطيئة جدا

ول الثابتة اعتبر أنه قام باستثمار عيني، أي قدم أموال ص إلى التحصل على هذه األماري وسعىستثا

.ليحصل على ممتلكات تأتي له بعد فترة زمنية معينة بأرباح على طول فترة تشغيل هذه الممتلكات

:االستثمار المالي - ب

واله التي هو بغير الحاجة إليها حاليا هو عملية مالية يقوم بها صاحب رؤوس األموال بتوظيف أم

اقتصاديةمؤسسات مصرفية ومالية بسعر فائدة معينة تأتي له بربح، أو يقوم بشراء أسهم في مؤسسة في

ذات السمعة العالية مقابل فائدة في أخر السنة تتناسب مع نسبة المشاركة في أسهم هـذه الـشركة، معينة

ة عينية، بل إن شراء هذه األسـهم والـسندات جديد مار المالي إضافة يترتب عن هذا االستث وبالتالي ال

.يمكن أن يساهم في تمويل األنشطة االستثمارية العينية

تصنيف االستثمارات على أساس التبويب الجغرافي-5

:ويمكن تقسيم االستثمارات حسب هذا التصنيف إلى نوعين

:االستثمارات المحلية - أ

سـواء ينياالعتبارثماره داخل الوطن من طرف كل األشخاص الطبيعيين أو و تشمل كافة ما تم است

. أو خواص شريطة أن يكونوا مقيمين داخل حدود هذا الوطننكانوا عموميي

: االستثمارات الدولية-ب

و تشمل جميع الفرص المتاحة لتوظيف الفوائض النقدية في األسواق األجنبية، سواء بصورة مباشرة

المستثمر األجنبي بامتالك رأسمال المـشروع اإلنتـاجي مباشرة، فاالستثمار يكون مباشر إذا قام أو غير

وتولي إدارته، أما االستثمار غير المباشر عندما تكون العملية مجرد شـراء أسـهم فـي المـشروعات

)2(.القائمة

. 15-14، ص 1997 ، طاهر حيدر حردان، مبادئ االستثمار، دار المستقبل للنشر والتوزيع )1(

.37 ، ص2000جمال الدين لعويسات ، العالقات االقتصادية الدولية والتنمية، هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، :)2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

7

الدويل مفهوم االستثمار : املطلب الثاينلى تعريف االستثمار بشكل عام ولتصنيفاته، وتوصلنا إلى أن إحـدى تطرقنا في المطلب السابق إ

تتمثل أشكاله؟ وفيما يأنواعه االستثمار الدولي، إذن ما المقصود باالستثمار الدول

تعريفه: أوال

ورد في العديد من كتب االقتصاد الكلي تعاريف بسيطة ومحـددة لـدول اإلنتـاج، االسـتهالك

ا، لكن األمر هو غير كذلك بالنسبة لالستثمار الدولي الذي يصعب حصره نظرا لتعقده واالستثمار وغيره

:ولعمق مفهومه، وهناك عدة تعاريف لالستثمار الدولي نورد منها

متلقية أو مضيفة، بهدف تحقيق جملة مـن األهـداف نه كل استثمار يتم خارج موطنه بحثا عن دولة أ«

والسياسية، سواء ألجل محدد أو ألجال غير محددة، فقـد يكـون هـذا االقتصادية، االجتماعية، المالية

االستثمار مباشر أو غير مباشر، وسواء كان ملك لدولة واحدة أو لعدة دول أو شـركة واحـدة أو عـدة

)1(». شركات

أشكاله: ثانيا

)تخزيني(أو في شكل مخزون) فيضي(لالستثمار الدولي أن يكون في شكل تدفقيمكن

Comme Fluxستثمار الدولي في شكل تدفق اال-1

تجـارة (ويتم حسابه في مدة معينة عادة ما تكون السنة، وهو ما يعادل رصيد الميـزان الجـاري

الصعبة و يضاف إليـه لميزان المدفوعات يطرح منه التسديدات الرسمية بالذهب أو بالعمالت ) وخدمات

. )2(الرساميل الموجودة بالخارجرصيد مداخيل

Comme Stock االستثمار الدولي في شكل تخزين -2

يتكون االستثمار الدولي في فترة زمنية معينة من إجمالي الممتلكات لمستثمري بلد ما في بلدان

. )3( في الفترات السابقة، والتي كدسوها أو اكتنزوها)سواء كانت أموال أو ديونا(أخرى

نجد أيضا الشكل النقدي والمتمثل في قيمة رأس المال المحول في شكل وإلى جانب الشكلين السابقين

.كمنح براءات االختراع أو الترخيص بها: كله التقنيشالخ، أو في ... عملة صعبة أو معدات

، في مجموعة أعمال ندوة حول التنسيق الضريبي لتنمية االستثمارات العربية، جامعة يام لالستثمار الدولفريد النجار، النموذج الع): 1(

.238، ص1995الدول العربية، القاهرة، مصر، )2( : Jacquemot Pierre, la Firme Multinationale: une introduction économique, collection: gestion, Edition:Economica,

Paris, France 1990, P10. .6 ص ،1997 ، االستثمار الدولي، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، )ترجمة علي زيغور وعلي مقلد(جيل برتان : )3(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

8

أنواعـــه: ثالثا

يمكن تصنيف االستثمار الدولي إلى استثمار مباشر وغيـر مباشـر، علـى أسـاس أن حركـات

.االستثمار أو التوظيف في المحفظة واالستثمار األجنبي المباشر: تخذ شكلين أساسيين وهما ت)1(ليالرسام

Investissement ou Placement de Portefeuille: االستثمار في المحفظة-1

كما يسمى أيضا بالتوظيف المنقول أو االستثمار األجنبي غير المباشر، ويتضمن التوظيفات المحققة عـن

سندات واألسهم والتي تتم في مؤسسات قائمة خارج البلد الذي يقيم فيه المستثمرون، وهذا النوع طريق ال

:من التوظيف يتطلب المشاركة في تسيير الشركات األجنبية وعليه يمكن تعريفه كما يلي

ول أو األوراق وأسواق المـال، إذن تعتبـر العمـالت واألوراق صويقصد به كل استثمار في األ « -

)2(»وحصص رأس المال مصادر التمويل التي تجذب رؤوس األموال الدولية ية المال

السندات، األسهم، ضمانات، القروض التي : وهو يمثل ملكية األوراق المالية على اختالف أنواعها « -

، وال يحق للمقرض ممارسة الرقابـة )المصدر(يحصل عليها المقرضون مقابل رأس المال المستثمر

نقل التكنولوجيا والخبرات، كتوريد المعـدات، بؤسسة، وقد يقترن هذا االستثمار أحيانا على نشاط الم

)3(».ة والمختصين فيهاداروإيفاء اإل

، حيث ارتبط هـذا الستيناتولقد شهدت األسواق الدولية تضاعف هذا النوع من العمليات بدءا من

من الدوالرات من بلد إلى آخر، فنمـو رالماليي باتساع أسواق األورو دوالر أين تم تحويل مئات التطور

نوع الثاني لالستثمار الدولي، وهـو ال عالسوق الدولي للعمالت الصعبة هو نفسه مرتبط وبشكل ضيق م

)4(.االستثمار األجنبي المباشر وهذا نتيجة لتعامل البنوك متعددة الجنسية في المراكز المالية الكبرى

:اشر االستثمار األجنبي المب-2

فإذا كان االستثمار األجنبي غير المباشر شكال من أشكال تصدير رأس المال، فإن االستثمار األجنبي

المباشر ال يعد مجرد تصدير لرأس المال في صورته المالية فقط، وإنما يشمل تنظيم إنشاء المشروعات

، في حين أن االستثمار ةتتميز حركة الرساميل عن االستثمار الدولي في كونها تشمل جملة أو مجموعة الرساميل الداخلة والخارج: )1(

.ي لبلد ما هو المجموع االيجابي والسلبي للرساميل التي صدرها وتلقاها نفس البلدالدول .243النجار، النموذج العام لالستثمار الدولي، نفس المرجع السابق، ص فريد :)2(لجامعية، الجزائر، ديوان المطبوعات ا،، األطروحات الخاصة بتطوير الشركات متعددة الجنسية)ترجمة علي القزويني(ميرنوف أأ : )3(

.92، ص1986)4( : Rameses 98, Synthèse Annuelles de l’évolution du Monde, sous Direction de Thierry Montbrial et Pierre Jaquet,

Edition : Dunod, Paris, France 1997, P222.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

9

المشروعات التي تقام في البلـد كيةونقل الخبرات والتكنولوجيا وتأهيل العنصر البشري، مع ضمان حق مل

)1(.المضيف، وحق الرقابة واإلشراف عليها

وعليه يتميز االستثمار األجنبي المباشر عن االستثمار في المحفظة، في كونه يمثل للـشركة وسـيلة

لمراقبة مختلف النشاطات والقائمة في البلدان األجنبية، في حين تعد عمليات االسـتثمار فـي المحفظـة

. )2(مليات ذات طابع مالي محضع

.وباعتبار االستثمار األجنبي المباشر محور دراستنا، سنتطرق إليه بالتفصيل في المطلب الموالي

مفهوم االستثمار األجنيب املباشر: املطلب الثالث

األجنبي تحديد تعريف لالستثمار مطلببعد تعرفنا على ماهية االستثمار الدولي، سنحاول في هذا ال

.المباشر

هو المال الوافد إلى دولة غير دولته والمباشر هي صفة االستثمار، وتعني )3(فاالستثمار األجنبي

المستخدم مباشرة للغرض الذي قدم من أجله، وهو االستثمار والنماء والزيادة وفقا لما وضعته القوانين

أن هناك العديد من التعاريف لالستثمار وتجدر اإلشارة إلى . من ضوابط وأحكام) المضيفة(الوطنية

للمنظمات أو الهيئات الدولية وكذا الكتاب االقتصاديين، نحاول أن نورد أهمها األجنبي المباشر وردت

:فيما يلي

مر مقيم في اقتصاد ما ث االستثمار األجنبي المباشر بحصول مست )FMI(صندوق النقد الدولي عرف •

وتنطوي هذه المصلحة على عالقة طويلة األجل بـين ،تصاد آخر على حصة ثابتة في مشروع في اق

في المشاركة في إدارة المشروع، وسـمي الحق) أي المستثمر ( حيث تعطي له المستثمر والمشروع،

)4(".مشروع االستثمار األجنبي المباشر " ويسمى هذا المشروع ) المستثمر المباشر(هذا المستثمر

إن االستثمار األجنبي المباشر هو عمليـة « : )OMC(لمية للتجارة تعريفه من طرف المنظمة العا •

الـدول (حيث يستعمل أصوله في البلـدان أخـرى )البلد األم (يقوم بها المستثمر المتواجد في بلد ما

)5(.»مع نية تسييرها) المضيفة

.92 ص ،، نفس المرجع السابق)ترجمة علي القزويني(أ أ ميرونوف: )1(: Rameses 98, Opcit, P 222.) 2(

الذي يقيم به، أي أن الشخص وفقا لمفهوم قوانين الجنسية المعمول بها في جميع العالم، من ال يتمتع بجنسية البلد " األجنبي"تعني كلمة : )3(

"وافد"تي يحمل جنسيتها وغالبا يسمى له محل إقامة بدولة ال يتمتع بجنسيتها، أي دولة غير الدولة ال سواء كان طبيعيا أو معنويا، مقيم أو .86 ص،1993 ،359 الفقرة 18صندوق النقد الدولي، دليل ميزان المدفوعات، الطبعة الخامسة، الجزء : )4(

(5): Centre de recherche de faculté Jean Mannet Université, Paris – Sud, Edition : Economica, 1998, P2.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

10

مار األجنبـي فإنها تتبنـى تعـريفين لالسـتث ) OCDE(بالنسبة لمنظمة التعاون والتنمية االقتصادية •

:المباشر

تحرير حركات رؤوس األموال الدولية، حيث أن االستثمار األجنبي المباشر هو انهيعتبر: التعريف األول

:ذلك االستثمار القائم على نظرة تحقيق عالقات تعطي إمكانية تطبيق فعلي على تسيير المؤسسة بواسطة

.الخ...إنشاء أو توسيع مؤسسة، ملحقة -

. مؤسسة جديدة أو قائمة من قبل المساهمة في -

).سنوات أو أكثر 5(ونشير إلى أن طبيعة القرض في هذه الحالة يكون طويل المدى

الذي تتبناه منظمة التعاون والتنمية االقتصادية فإنه يقوم على أهداف إحصائية، ألن التعريف الثاني أما

ون توحيد التعاريف المستعملة من طرف الدول حركة االستثمار المباشر ال يمكن أن تكون بد قياسعملية

لذلك فإن المنظمة قامت بعدة إجراءات للوصول إلى وضع تعريف واحد ،األصلية والدول المضيفة

:مرجعي للدول األعضاء، ويتمثل

كل حكومة، كل مجموعـة مـن أن كل شخص طبيعي، كل مؤسسة عمومية أو خاصة، : التعريف الثاني

ين الذين لهم عالقة تربطهم ببعضهم البعض، كل مجموعة مـن المؤسـسات لـديها الطبيعياألشخاص

الشخصية المعنوية والمرتبطة فيما بينها، تعتبر مستثمرا أجنبيا إذا كان لديها مؤسسة لالستثمار المباشر

)1(.ويعني كذلك فرع أو شركة تابعة تقوم بعمليات استثمارية في بلد غير بلد إقامة المستثمر األجنبي

:François Chesnaisتعريف فرنسوا كسني •

فيها أكثر من األسهم %10 يكون االستثمار األجنبي استثمار مباشر إذا كان المستثمر األجنبي يملك

العادية في حقوق التصويت داخل المؤسسة وهذا المقياس ثم اختباره ألنه يقدر على أن تلك المساهمة هي

)2(.لكه لممارسة تأثير قرارات تسيير المؤسسةاستثمار طويل المدى يسمح لما

:تعريف عبد السالم أبو قحف •

االستثمار األجنبي المباشر هو عبارة عن تملك جزئي للطرف األجنبي للمشروع االستثماري سواء «

.»كان المشروع إنتاجيا أو خدميا

رأس مال مؤسسة في االستثمار األجنبي المباشر يعد مساهمة « أن Mauriceإلى جانب هذا يرى •

مؤسسة أخرى، وذلك بإنشاء فرع لها بالخارج أو الرفع من رأسمالها، استرجاع مؤسـسة أجنبيـة،

.»تكوين مؤسسة أجنبية رفقة أجانب وبأرفع مستوى 3

(1): O.C.D.E, Définitions des références détaillées des investissements internationaux, Paris, France, 1983, P14. 3 .1995، مواقف، مذكرة ماجستير، معهد العلوم االقتصادية، جامعة الجزائر – أثار –عالقات : متعددة الجنسياتشركات يبالة، الدفري:)2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

11

على المشروع ) اإلشراف(يستلزم السيطرة « : االستثمار األجنبي المباشر على أنه جيل برتن ويرى •

ستثمار بشكل إنشاء مؤسسة من قبل المستثمر وحده أو بالمـشاركة المتـساوية أو بحيث يأخذ هذا اال

)1(.»غير المتساوية، كما أنه يأخذ شكل إعادة شراء كلي أو جزئي لمشروع قائم عن مساهمة رأسمال مؤسسة « Rymand Bernardويعبر االستثمار األجنبي المباشر حسب •

ها في الخارج أو الرفع من رأسمالها، أو قيام مؤسسة أجنبية في مؤسسة أخرى، يتم ذلك بإنشاء فرع ل

رفقة شركاء أجانب، أو هو وسيلة تحويل الموارد الحقيقية ورؤوس األموال من دولة إلى أخرى

)2(»وخاصة عند االبتدائية عند إنشاء المؤسسة في إحدى الدول فـي استثمار شركات مقيمة « : االستثمار األجنبي على أنه عبد العزيز هيكل ويرى •

شركات أخرى مقيمة في دول أخرى بشراء هذه الشركات، أو بإنشاء شـركات جديـدة وتزويـدها

برأسمالها األساسي أو بزيادة رأسمال شركات موجودة أصال، ويتضمن هذا المعنى إشراف المستثمر

.»وتدخله في إدارة الشركات التي يستثمر فيها أمواله

: مكلّفون بميزان المدفوعات األمريكي االستثمار األجنبي المباشر على أنـه وقد عرف المحاسبون ال •

كل التدفقات المالية إلى مؤسسة أجنبية، أو كل حيازة جديدة لجزء من الملكية في مؤسسة أجنبيـة، «

تكون لهم حصة هامة مـن ملكيـة هـذه ) عادة مؤسسات (على شرط أن المقيمين في البلد المستثمر

.»المؤسسة

عتبـة الملكيـة « قيمة هذه الملكية تختلف من دولة ألخرى، فقد اختار صندوق النقد الدولي معيار

وذلك %100 و %10، حيث تتراوح النسب فيما بين )Seuil de la propriété(» حسب البلدان

فـي مكن مالكها من ممارسة التأثير الفعال تعلى أساس أن هذه المساهمة هي استثمار طويل األجل

فإنها ستسجل محاسبيا كاسـتثمار %10وإذا كانت النسبة أقل من . القرارات المتعلقة بتسيير الشركة

في المحفظة لذلك نعتبر مستثمري المحفظة ال يمارسون أي تأثير في تسيير الشركة التـي يملكـون

تقـدر بــ ، ويوضح الجدول الموالي تصنيف البلدان وفق عتبة الملكية حيث نجـدها )3(فيها أسهم

. في هولندا%100 في حين تصل إلى مريكيةاأل تحدةمال اليات في الو10%

4

.11 ، ص1982 ،لبنانبيروت، ، 4بعة الثانيةطال، االستثمار الدولي، منشورات عويدات، )لدمق عليترجمة(جيل برتان ): 1(

.246، ص1985، بيروت، 2بعة هيكل عبد العزيز فهمي، موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية، دار النهضة العربية، ط): 2()3( : Chesnais François, la mondialisation du capital, Edition: Syros, collection: Alternative économiques,

Paris, France, 1994, P40 et 43

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

12

عتبة الملكية حسب صندوق النقد الدولي: 01جدول رقم

%100 %50 %25 %20 %10 عتبة الملكية

الدول

الدانمارك

اليــات الو

ــدة مال تح

األمريكية

فلندا

فرنسا

اسبانيا

استراليا

ناليابا

بريطانيا

ألمانيا

النمسا

كندا

هولندا

:Source - O.C.D.E, Pénétration des Entreprises Multinationales dans l'Industrie

Manufacturière Des pays Membres, Document en diffusion générale, 1979. - Hugonnier (B), Investissement directs, Coopération internationale et firme

multinationale, Edition: Economica, Paris, France, 1984, P26.

، وهذه العتبة تختلف من بلد أما الدول النامية فعتبة الملكية فيها تختلف عن تلك في الدول المتقدمة

: هو الحال بالنسبة للبلدان المتقدمة وكأمثلة نجدآلخر مثلما

، اندونيسيا، ماليزيا، المكسيك والشيلي %75، المملكة العربية السعودية %80، البنين %90في الغابون

.%50، أما كوريا الجنوبية فهي %40د، الفيليبين ونيجيريا لهن، ا49%

ومن خالل التعاريف السابقة يكون بإمكاننا صياغة تعريف شامل لالستثمار األجنبي المباشر، وهـو

ضمن حدود ة أو توسيع مؤسسة قائمة، وذلك عن طريق مقيمي دولة معينة جديدأنه تكوين مؤسسة أعمال

حق اإلدارة والتحكم في كل عمليات المؤسسة األجنبية، إضافة إلـى حـق كتمللدولة أخرى، مع إمكانية

.ملكية المؤسسة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

13

التطور التارخيي لالستثمار األجنيب املباشر وأهم النظريات : املبحث الثاين لقيامه املفسرة

سيتضمن هذا المبحث التطور التاريخي لالستثمار األجنبي المباشر، ومناطق توزيعه فـي العـالم،

.وأهم النظريات المفسرة لقيامه

وبناء على ذلك ارتأينا تقسيمه إلى ثالثة . األخير إلى أهم التصنيفات التي تحدد أشكاله كما سنشير فيه في

:مطالب

. يتضمن نبذة تاريخية عن تطور االستثمار األجنبي المباشر:ولالمطلب األ

سنخصصه لسرد أهم النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة قيام االستثمارات األجنبية :المطلب الثاني

.المباشرة

. يتضمن أهم أشكال االستثمار األجنبي المباشر:المطلب الثالث

ستثمار األجنيب املباشرنبذة تارخيية عن اال: املطلب األول

التي كانت إلـى ( ظاهرة جديدة في العالم وال حتى في الدول النامية المباشر ليس االستثمار األجنبي

، بل هي تعود إلى عدة عقود ماضية؛ وسنحاول من خالل هذا المطلب )وقت قريب عبارة عن مستعمرات

ية التاريخية بمسحة مركزة خاصـة علـى فتـرة مار األجنبي المباشر من الناح ثالتطرق إلى تطور االست

.التسعينات من القرن العشرين وبداية األلفية الجديدة

)1( :1990مرحلة ما قبل عام : أوال

):1914(فترة ما قبل الحرب العالمية األولى -1

مار الدولي في مهده األول على يد الفينيقيين الذين فكروا في إقامة نشاطات تجاريـة ثظهر االست

م ومـع االكتـشافات 16م و 15وفي أواخر القـرنين . عام 5000ي أماكن بعيدة عن محل إقامتهم منذ ف

الجغرافية والتوسع األوروبي برزت قوة رأس المال التجاري وهيمنته، كما ظهرت اسـتثمارات خـارج

أوروبا عن طريق شركاتها االستعمارية، وعموما اتخذ االستثمار شكل أوراق مالية بغرض

سامية دحماني ، تقييم مناخ االستثمار ودوره في جذب االستثمار األجنبي المباشر حالة الجزائر في ظل اإلصالحات االقتصادية : )1(

.10ص ، 2001ة وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، مذكرة ماجستير، كلية العلوم االقتصادي،1998- 1988العشرية

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

14

كما تمثل فـي ) كالبن والشاي واألقمشة (بالمتاجرة في بعض المواد الهامة صول على عائد رأسمالي الح

.استثمار الخواص

وقبيل الحرب العالمية األولى، تركزت الحركات الدولية لرؤوس األموال في عدد صـغير مـن

اعية تمكنت من تعظيم حصتها ، فبريطانيا التي عرفت قيام الثورة الصن )بريطانيا، فرنسا وألمانيا (البلدان

فرنسا فقد استثمرت أموالها في الخارج وقامت بـإقراض أما . من التجارة الدولية واالستثمارات األجنبية

كل من روسيا واإلمبراطورية العثمانية كما وجهت ألمانيا استثماراتها نحو أمريكا الجنوبية وبلغت حصة

، فرنـسا بــ $ مليار 11.7بريطانيا بـ : كما يلي 1900ام هذه البلدان من االستثمارات األجنبية في ع

.$ مليار3.4، وألمانيا بـ $ مليار 5.6

:وعموما اتسم االستثمار الدولي في هذه الفترة بما يلي

).يقوم به األفراد، المصارف والشركات الخاصة(كان في جوهره استثمار خاصا -

لبلـدان الرأسـمالية المتطـورة إلـى المنـاطق االتجاه األساسي لحركات رؤوس األموال كان من ا -

.االستعمارية

دى إلى نشوء نوع من التخصص والتقـسيم الـدولي للعمـل أاالتجاه إلى قطاع المواد األولية، مما -

صصت البلدان المتقدمة في إنتاج المواد خصصت بموجبه البلدان النامية في المواد األولية بينما ت خت(

.)المصنعة

األلمانية للكيميـاء BAYERشركة : كات الدولية بإقامة فروع لها في الخارج مثل توسيع نشاط الشر -

SINGER وشـركة 1876، وفـي موسـكو فـي 1865في الواليات المتحدة األمريكية في عام

.1967األمريكية للخياطة في بريطانيا في عام

):1945-1914(فترة ما بين الحربين -2

طأ تدفق رؤوس األموال، ومن بين عوامل تثبيط توسـع االدولي وتب في هذه الفترة تراجع االستثمار

، االعتمـاد علـى 1918 من نشوء حرب أخرى بعدما انتهت في عـام التخوف : الدولية نجد الشركات

السياسة الحمائية بغرض تدعيم الصناعات المحلية وحمايتها من منافسة السلع المستوردة، اتخاذ إجراءات

، وتكون منظومة االقتصاد )1933-1929(ذا فضال عن نشوب أزمة الكساد الكبير الرقابة على النقد وه

.وحيد في العالملاالشتراكي لذلك لم يعد النظام الرأسمالي النظام ا

المتحدة بعد الحرب العالمية األولى الدولة القوية والمهيمنة على االسـتثمارات كما أصبحت الواليات

األول لرؤوس األموال والمصدر لها، وقد شملت هذه الهيمنة عـدة قطاعـات الدولية باعتبارها المستثمر

العمليـات ) 3/2(وذلك بإنشاء أضخم الـشركات، كمـا وجهـت ثلثـي ) البترول وغيرها كالسيارات، (

االستثمارية نحو البلدان النامية قصد ضمان الحصول على المواد األولية بصفة مـستمرة، كمـا كانـت

:ة في هذه الفترة تتوزع كما يلياالستثمارات الخارجي

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

15

بـاقي %22.2، فرنسا %17.3، ألمانيا %50.3 ، بريطانيا %6.3الواليات المتحدة : 1914في عام -

.%3.9العالم

بـاقي %4.7، فرنـسا %1.1، ألمانيا %24.5، بريطانيا %59.1 الواليات المتحدة :1945في عام -

.%10.6العالم

للبلدان الرأسـمالية المتقدمـة كبريطانيـا، النسبيةاجع مراكز القوى يتضح من خالل هذا التوزيع تر

ألمانيا، فرنسا مقارنة بالواليات المتحدة باعتبارها البلد الوحيد الذي خرج من الحرب بأقـل قـدر مـن

.الخسائر

):1960-1945(الفترة -3

الـدولي والـشركات لنمو االسـتثمار مالئمةأصبحت الظروف االقتصادية في هذه الفترة أكثر

وأهم ما يميز هذه الفترة هو الغزو األمريكي ألوروبا قصد إعادة بنائها متعددة الجنسية مقارنة بسابقتها،

تزايـد : ومن عوامل تعزيز هـذا الغـزو ) 1952-1948(اقتصاديا وذلك من خالل مشروع مارشال

تخفيض قيمة العمالت األوروبية، اإلنفاق العسكري مما هيأ فرصا واسعة الستثمار رؤوس أموال هامة،

7000حيث انتقل عـددها مـن ) 1956-1950(وع الشركات األمريكية في الفترة روبذلك تضاعفت ف

. فرع23000فرع إلى

ولكن سرعان ما استردت أوروبا قوتها وتحسنت إمكانات االستثمار فيها، ومن بـين عوامـل انتعـاش

، السوق األوروبية المشتركة )1947(لتعريفة الجمركية والتجارة ميالد االتفاقية العامة ل: االستثمارات

، وبذلك تمكنت الشركات من العمل في نطاق قاري )1958(، المجموعة االقتصادية األوروبية )1957(

كما برزت اليابان كقوة عالمية ثالثة في الستينات، وأصبحت بلدان أوروبا الشرقية مـصدرة لـرؤوس

.1960في عام $ مليار 0.1ارب األموال وذلك ما يق

):1970-1960(الفترة -4

عن االستثمارات الدولية، يتبين بأن هذه األخيرة قد تضاعفت O.C.D.Eحسب تقرير منظمة الـ

.خالل هذه الفترة$ مليار390إلى $ مليار66 مرات، حيث انتقل مخزونها من 06بحوالي

الدولية فيما بين البلدان المتقدمة وهي ما تعـرف باسـم كما عرفت نفس الفترة تركز قوي لالستثمارات

.والجدول الموالي يوضح لنا هذه الفكرة). Croisés(االستثمارات المتقاطعة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

16

التركز الجغرافي لمخزون االستثمار األجنبي المباشر ألهم البلدان المتقدمة خالل ): 02(جدول رقم

)1970-1960(الفترة

.لدان المتقدمةالب): أ(

% الوحدة .الدول النامية): ب(

البلدان األصليةالمنطقة

المضيفة1960 1966 1970 1960-1970

الواليات المتحدة )أ(

)ب(58.9 36.8

66.9 29.4

68.7 52.3

64.8 30.5

بريطانيا )أ(

)ب(61.1 39.0

68.3 30.4

73.1 28.1

67.16 32.5

ألمانيا )أ(

)ب(61.0 39.0

69.6 30.4

71.9 28.1

67.16 32.5

فرنسا )أ(

)ب(61.7 35.2

-

- 77.8 26.1

-

-

اليابان )أ(

)ب(

-

- 50.9 49.1

45.9 50.9

-

-

المجموع )أ(

)ب(242.7 150.0

255.2 139.3

337.4 158.5

199.12 95.5

Multinationales Européennes et , Louis et Autres–Muccheilli Jean :Source

investissements croisés, Economica, 1982, Paris, France, P7.

من إجمالي االستثمارات %70من خالل الجدول نجد أن البلدان المتقدمة تتبادل فيما بينها حوالي

وجه نصف استثماراته إلى البلدان النامية، في حين تدهورت االستثمارات العالمية، باستثناء اليابان الذي ي

األوروبية واألمريكية الموجهة إلى هذه البلدان بسبب ظهور حركة التحرر الوطني وانتشار ظاهرة التأميم

.فيها منذ الستينات

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

17

):1980-1970(الفترة -5

فرع عبر 30000 لديها أكثر من شركة كبرى 10000 على أن هناك حوالي 1980تدل إحصائيات

مـا عـدا (1980 فرع في 104000، وبلغ 1971 فرع في عام 82000، ووصل إلى 1970العالم في

فرع في البلدان النامية، أما فيما يخص مخزون االسـتثمار األجنبـي 7200منها ) بلدان أوروبا الشرقية

ويبـين . 1970مليار دوالر في عام 250ل مقاب 1980 عام في$ مليار 580المباشر في العالم فقد بلغ

) 1980-1970(الجدول الموالي تدفق االستثمار األجنبي المباشر ومناطق توزيعه في العالم خالل الفترة

: مرات في نفس الفترة4حيث ارتفع بحوالي

)1980-1970(تدفق االستثمار األجنبي المباشر إلى مناطق العالم للفترة ): 03(جدول رقم

$مليون : الوحدة

السنـة 1980 1975 1970

% المبلغ % المبلغ % المبلغ البــلد

البلدان المتقدمة ات المتحدةواليال

بريطانيا

7906 1646

850

81.17 18.89

8.72

11238.14341 1453.5

79.87 30.85 10.33

27494.8 10854.8 4885.9

78.22 30.88 13.9

البلدان النامية أمريكا الجنوبية

إفريقيا جنوب أسيا غرب أسيا

1834 815 369 486 142

18.82 8.36 3.78 4.98 1.45

2830.9 1749.1 431 1090.2 1086.4

20.12 12.43 3.06 12.01 7.72

7654.3 5249.1 2187.9 3230.4 3097.6

21.77 14.93 6.22 9.19 8.81

100 35149.1 100 14069 100 9740 اإلجمالي

velopmenteD in World Cooperation ationallTrans A ,er Nations CentUnited: Source

Third Survey, P286. .)1( خالل هذه الفترة%80حظ من خالل الجدول، أن البلدان المقدمة تستحوذ على حوالي نال

. أما البلدان النامية فتبقى نسبتها محدودة رغم ارتفاعها التدريجي

5.نظرا العتبارها محدودة نسبيا) سابقا( ومما يالحظ أن هذا الجدول ال يدمج البلدان االشتراكية

يخص األهمية النسبية لالستثمار األجنبي المباشر للبلدان المتقدمة، فيمكن معرفتها من خالل نسبة هذا األخير إلى التكوين الخام فيما ): 1(

. )FBCF(لرأس المال الثابت

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

18

):1990-1980( الفترة -6

1990 إلى 1986 بلغت تدفقات االستثمارات السنوية المتراكمة من عام دوق النقد الدوليحسب صن

290مقابل $ مليار870وفي اإلجمالي ) 1985-1980(خالل الفترة $ مليار220مقابل $ مليار650

).1980-1970(خالل العشرية $ مليار

).1990-1980(جنبي المباشر للفترة مخزون االستثمار األويوضح الجدول الموالي توزيع

1990 وفي نهاية 1980 لكل القطاعات في نهاية المباشرمخزون االستثمار األجنبي): 04(جدول رقم

$مليار: الوحدة

الواليات

المتحدة

البلدان )3(كانزاس اليابان CEE أوروبا

المصنعة

البلدان

النامية من اإلجمالي

إلى )1( )2( )1( )2( )1( )2( )1( )2( )1( )2( )1( )2( )1( )2( )1( )2(

الواليات المتحدة أوروبا CEE: منها

اليابان )3(آانزاس

- 96 80 6 55

- 231 198 21 86

44 119 103 2 31

297 494 419 10 66

39 94 80 2 27

240 379 321 8 58

4 4 3 - 4

100 43 40 - 24

10 8 7 - 4

37 33 30 2 8

58 227 193 8 94

404 801 687 33 184

7 12 11 1 3

27 35 35 2 5

65 239 204 9 97

431 838 722 35

189

البلدان الصنعة البلدان النامية

أمريكا الجنوبية: منها آسيا

االقتصاديات المرآزية

157 61 47 8 -

338 114 83 23 -

196 56 23 15 -

837 107 55 26 2

162 48 18 13 -

685 92 47 21 2

12 15 4 7 -

167 63 20 37 -

22 5 2 3 -

80 13 5 6 -

387 137 76 33 -

1422 297 163 92 -

23 7 1 5 -

71 34 7 22 10

410 144 77 38 -

1493 331 170 114 12

222 العالـــم )أ(

456 )ب(

254 )أ(

956 )ب(

212 789 )ب(

27 230 27 93 530 1735 )ب(

30 115 560 )أ(

1850 )ب(

.Calculs CEPII a partir des données nationales et du FMI: Source

كندا، ): CANZAS(كانزاس ): 3( 1990في نهاية ): 2( 1980في نهاية ): 1(

.إفريقيانيوزيلندا، أستراليا، جنوب

. أللمانيا2 للواليات المتحدة و4: غير محددة6منها ): أ(

. أللمانيا2 للواليات المتحدة و2: غير محددة4ها من): ب(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

19

األمريكية فـي العـالم، وتمركـز لالستثمارات نالحظ من خالل الجدول السابق، التراجع النسبي

في بلدان المجموعة االقتصادية األوروبية، إضافة إلى ضالة حصة االسـتثمارات االستثمارات األوروبية

مقارنة بتلك الموجهـة إلـى البلـدان ) سابقا(لدان النامية والبلدان ذات االقتصاد المخطط الموجهة إلى الب

.المتقدمة

برنامجنـا 1985رقية قد تبنت في عـام راكية سابقا، نجد بأن البلدان الش فيما يخص البلدان االشت

–شريكتين سـوفياتية : بينهاللتكامل والتقدم العلمي والتقني ومن خالله تأسست شركات ثنائية الشكل فيما

وقد شـمل هـذا . مجرية – تشيكوسلوفاكية، وثالثة شركات سوفياتية –بلغارية، ثالثة شركات سوفياتية

اإلنتاج، الطاقة الذرية، الزراعـة ه، تالي تكاإللكترونيك، االتصاال : البرنامج مختلف المجاالت العصرية

.والصيدلة

والمتمثلة في االنهيار الكلي لالتحاد السوفياتي، 1989ت منذ عام كما عرفت هذه البلدان عدة تطورا

أما مشروعها االقتصادي فقد تمثل في االنتقال إلى اقتصاد السوق مع تطبيق اإلصـالحات فـي مجـال

.األسعار والخصخصة

لمي فـي المستوى العا على وإذا رجعنا إلى البلدان النامية، فبالرغم من نمو حجم االستثمار األجنبي

) 3/2(هذه الفترة إالّ أن هذه البلدان لم تتحصل إالّ على جزء بسيط منه، وتجدر اإلشارة إلـى أن ثلثـي

السـيما البرازيـل، األرجنتـين، (التدفقات الموجهة إلى البلدان النامية قد تركزت في أمريكا الجنوبيـة

%9.69 في حين نجد %29.81بنسبة ) خاصة الصين، ماليزيا وتايلندا (، وفي آسيا )وكولومبياالمكسيك

الواليات المتحـدة، : كما تكمن المصادر األساسية لهذه التدفقات في الثالثية %1.11جنوب آسيا وإفريقيا

.أوروبا واليابان

لقد أصبحت ظاهرة تصدير رؤوس األموال من البلدان النامية لالستثمار في الخارج أحـد سـمات

الخارجية شكل أموال مودعـة بـالبنوك أو مـستثمرة فـي اتهاذ استثمار وعموما تأخ . سنوات الثمانيات

ونات الخزينة، أو في العقارات أو في تملك بعض األصـول اإلنتاجيـة فـي القطـاع ذالسندات أو في أ

.الصناعي أو التجاري أو الخدمي السيما في البلدان المتقدمة

ـ مليون دوالر 444.7 ليوكمثال بلغت استثمارات كوريا الجنوبية في الخارج حوا م اسـتثمارها فـي ت

المناجم وفي الصناعات التحويلية وصناعة األسماك والبناء والنقل والغابات وهي استثمارات تأخذ شـكل

وهناك نقطة هامة تجدر اإلشارة إليهـا، وهـي . شركات دولية النشاط موزعة على مختلف قارات العالم

مـا وقارناه) استثمارات مباشرة، قروض، معونات (ألجنبية حساب ما ينساب إليها من رؤوس األموال ا

من استثماراتها الوطنية بالخارج، أقساط وفوائد على ديونها الخارجية فضال عـن الـدخول ( ينساب منها

، وذلك حتى نتحقق من الحقيقة التي توحي بمعاناة )التي تحولها االستثمارات األجنبية فيها لبالدها األصلية

في رؤوس األموال، وبالتالي ال يمكن تصورها كمصدر لها، لوجـدنا بـأن حجـم ندرةمن هذه البلدان

.االنسياب للخارج أكبر من حجم االنسياب للداخل

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

20

8حـوالي بلغت التدفقات إلى البلدان النامية المستورة للنفط 1984وطبقا لتقرير األمم المتحدة لعام

مليار دوالر نظير توزيعات األربـاح 11.5فعت في نفس الوقت أجنبية، لكنها دمليار دوالر كاستثمارات

التي حولتها االستثمارات األجنبية لبالدها األصلية، كما قامت بتصدير رأس مال صـافي إلـى البلـدان

ا يخص القروض و الهبات الرسمية فقد حـصلت هـذه موفي. مليار دوالر في نفس السنة 6.5 بالمتقدمة

مليار دوالر كفوائد 50.5 مليار دوالر ولكنها دفعت في نفس الوقت ما يعادل 47.5البلدان على ما يعادل

.على ديونها

الراهن لالستثمار األجنبي المباشرعنظرة شاملة عن الوض: ثانيا

)1(:االستثمار األجنبي المباشر في التسعينات من القرن العشرين -1

تحول االهتمام بكل ما يدر أمواال خاصة نتيجة المعلوماتية و من القرن العشرين، تسعينات لفي ا

المزج بين المؤسسات الدولية في طابع احتكار شديد لتطور الشركات متعددة الجنسيات، فمثال حسب

. فرع تابع لها250 000 ب شركة أم عالمية 40 000 هناك 1995إحصائيات األمم المتحدة

ت األجنبية المباشرة متواجدة بقوة في الدول المتقدمة، وهذا ما يوضحه وكمثال، نالحظ دوما أن االستثمارا

:1999 الجدول للدول األكثر استقباال لالستثمارات األجنبية المباشرة في العالم سنة 6

، أطروحة دكتوراه – حالة الجزائر–باشر وآثاره على اقتصاديات الدول النامية فطيمة بن عبد العزيز ، فعالية االستثمار األجنبي الم: )1(

.276ص ، الجزء األول، 2005-2004دولة في العلوم االقتصادية، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

21

1999 لالستثمار األجنبي المباشر في العالم سنة الدول األكثر استقباال: 05جدول رقم

بمليارات الدوالراتاالستثمارات طبيعة التدخل

865.50 إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر في العالم 208.00 إجمالي تدفقات االستثمار األجنبي المباشر في الدول النامية

:إفريقيا منها

أنغوال

نيجيريا

5.00 1.80

1.40

:أوروبا الشرقية

بولونيا

التشيك

21.00

7.50 5.00

:الدول العربية

السعودية

مصر

المغرب

7.80

4.80 1.50 0.85

:أمريكا الالتينية

البرازيل

األرجنتين

90.00

31.00 23.00

:أسيا

منها الصين

هونغ كونغ

106.00

40.00 23.00

:الدول المتقدمة

الواليات المتحدة األمريكية

بريطانيا

276.00

82.00

العربية لضمانة، المؤسس2000لدول العربية لسنة االستثمار في اخ منا تقرير:المصدر

.2000 االستثمار،

لترتفـع 1980 مليار دوالر سنة 500ولقد بلغت جملة االستثمارات األجنبية المباشرة نموا من

مـن جهـة ، و 1996 مليار دوالر سنة 2500 ثم إلى حوالي 1990 مليار دوالر سنة 1500إلى حوالي

مليـار دوالر، ينـشأ 375 حوالي 1997شرة لسنة أخرى بلغ متوسط تدفق االستثمارات الخارجية المبا

في الدول الصناعية ويبلغ متوسط نصيب %70أغلبها في مجموعة الدول الصناعية الرئيسية، يقام منها

ـ %30 إلى الـدول الـصناعية، %60 مليار دوالر توزع 110الدول النامية حوالي ي دول أمريكـا ف

وبهذا بدأت عمليات الخوصصة تجتاح بشكل ملفت لالنتباه في العـالم . في بقية دول العالم %10التينية،ال

. 1998بدءا من سنة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

22

العشرين المباشر للتسعينات من القرن األجنبيتدفقات االستثمار): 6(جدول رقم

مليون دوالر أمريكي: الوحدة

1991 1992

1992 1993

1993 1994

1994 1995

1995 1996

1996 1997

1997 1998

1998 1999

214.6 256.6 246.2 319.8 176.4 114.5 136.9 213.4 تحدة األمريكيةماليات الالو 89.3 135.3 240.1 331.7 38.7 32.0 25.7 20.8 المملكة المتحدة

6.9 19.2 54.9 52.8 46.8 7.5 9.5 10.5 اإلمارات العربية

19.8 24.0 17.6 26.0 17.6 9.1 36.2 21.4 ألمانيا

9.8 4.9 10.2 14.0 13.5 11.1 5.7 8.5 فرنسا

3.0 2.1 7.5 33.9 2.2 1.2 12.4 0.0 هونغ كونغ

0.2 0.9 1.8 0.5 0.3 0.3 0.6 2.0 إيطاليا

59.0 17.8 36.6 82.1 16.3 29.7 22.0 17.7 انالياب

22.8 1.2 17.0 26.9 0.9 1.9 8.2 0.1 السعودية

0.3 0.5 1.7 0.8 0.4 1.2 0.3 3.0 كندا

5.9 26.9 7.7 11.9 4.5 0.1 5.6 0.8 هولندا

4.6 5.9 7.3 31.5 40.8 92.6 0.0 0.0 كوريا

36.1 106.0 67.5 169.8 84.0 53.1 43.3 36.9 أخرى

472.3 601.3 682.1 1101.7 442.4 354.1 306.4 335.1 المجموع

.279 ص ، مرجع سابق،فطيمة بن عبد العزيز: المصدر

: االستثمار األجنبي المباشر مع بداية األلفية الجديدة-2

مباشر إن التدفق الداخل إلى مختلف الدول من االستثمار األجنبي ال ،)6(بالنظر للجدول رقم

. مليار دوالر 553.1 مليار دوالر أما الخارج فكان 548.1كمتوسط سنوي ) 1999-1994(خالل الفترة

أعلى معدالت لتدفق االستثمارات األجنبية المباشرة على مستوى العالم، حيث بلغت 2000بينما شهد سنة

تراجعا مستمرا حتـى سـنة مليار دوالر، ومنذ ذلك التاريخ فإن التدفقات شهدت 1409.6هذه التدفقات

مليار دوالر، وواصلت التدفقات 832.2 تراجعت هذه التدفقات بشكل حاد قارب 2001ففي سنة . 2003

ثم أنخفض مرة أخـرى مليار دوالر، 617.7 لتصل إلى 2002انخفاضها، وإن كان بشكل أقل حدة سنة

، ليحقق 2000 المحقق عام من المستوى%30 مليار دوالر، وهو ما يعادل 557.7 إلى 2003عام

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

23

. مليار دوالر على التوالي916.3 مليار دوالر و 710.8 حيث بلغ 2005 و2004معدالت نمو ايجابية عام

إلـى سـنة 2001ويمكن عرض بعض التفسيرات التي طرحت لتفسير هذا التراجع المستمر من سـنة

2003:)1(

حسن في مؤشراتها إال أنها مازالت بعيدة عن المعدالت حالة البورصات العالمية والتي رغم بعض الت •

.2000المحققة في سنة

ليـون دوالر سـنة م 370تراجع االستثمارات األجنبية المباشرة الموجهة لالندماج واالستحواذ مـن •

، وهذا التراجع يعود في جانب منـه إلـى التراجـع فـي 2003 مليون دوالر سنة 297 إلى 2002

.انتهائها في بعض الدولعمليات الخوصصة أو

صدور تعديالت تنظيمية لصالح تشجيع االستثمار األجنبـي 2003 إلى 2000شهدت الفترة من سنة •

في المقابل فإن . 2003 تعديل سنة 220، وتدرجت لتصل إلى 2000 تعديال سنة 147المباشر بلغت

ابة أو تقليل الحوافز كانت ثالثة المباشر سواء بزيادة الرق يالتعديالت غير المشجعة لالستثمار األجنب

. 2003 تعديل سنة 24 ارتفعت إلى 2000فقط سنة

هذا االنخفاض إلى الركود الذي شهده ) األونتكاد(ويفسر مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية

، وكـذا إلـى 2001 سـبتمبر 11ف الثقة في قطاع االستثمار خاصة بعد أحداث ضع العالمي و االقتصاد

خفاض عملية االندماج بين الشركات العالمية مما أدى إلى زيادة حدة المنافسة من أجـل البحـث عـن ان

%59مواقع أقل تكلفة، ويشير التقرير أن االنخفاض مس خاصة التدفقات الموجهة للدول المتقدمة بنسبة

، إذ أن %2ا بنسبة مع مالحظة زيادة قليلة في دول شرق ووسط أوروب %14نسبة ببينما الدول النامية ف

19 دولة من بين 13 دولة نامية شهدت زيادة في التدفق االستثماري، ونفس المنحى عرفته 146 من 77

باشر كان مرنا إلى حد ما في هـذه دولة في وسط وشرق أوروبا، و هذا يعني أن االستثمار األجنبي الم

.2001 سبتمبر 11الدول رغم الركود االقتصادي العالمي وأحداث

: فترجع إلى2005 وسنة 2004أما أسباب االرتفاع في سنة

.تأثير النمو االقتصادي العالمي •

.تنامي نشاط االندماج والتملك وخاصة عمليات عبر الحدود •

.استمرار تحسين بيئة االستثمار، ونجاح جهود الترويج لألقطار المستضيفة لالستثمارات •

.تبسيط إجراءات الترخيص والمعامالت •

، مذكرة ماجستير في علوم -دراسة مقارنة–العربية السعودية محمد ساحل، تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر و: )1(

.18 ص ،2008 كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، المالية، و النقود فرع،التسيير

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

24

العــ

ـ الم

ي رق شبنوج

ث ولمنكو ووباورأ

لةستق

لمل ادوال

ية .امالن

ت دياصاالقتا

ت دياصاالقتا

مةقدمتال

قةنطلما

548.

1

7.8

166.

4 37

3.9

- 19

94

1999

ط وسمتال

ينولسا

1409

.6

9.1

266.

8 11

33.7

2000

832.

2

11.5

221.

4 59

9.3

2001

617.

7

12.9

163.

6 44

1.2

2002

557.

9

24.2

175.

1 35

8.5

2003

710.

8

39.6

275.

0 39

6.1

2004

916.

3

39.7

334.

3 54

2.3

2005

ارثمستاال

ن مخللداق ادفالت

بيجناأل

شرمبا ال

553.

1

1.6

64.9

486.

6

- 19

94

1999

ط وسمتال

ينولسا

1244

.5

3.2

143.

8 10

79.5

2000

764.

2

2.7

76.7

684.

8 20

01

539.

5

4.7

49.7

. 485.

1 20

02

561.

1

10.7

35.6

514.

8 20

03

813.

1

14 112.

8 68

6.3

2004

778.

7

15.1

117.

5 64

6.2

2005

شرمبا البيجناأل

ر ماستثاال

ن مرجخا الفقلتدا

دوج

قم رل

)07(

ة طقمن السب

بحر اشمب البيجناأل

ر ماستث

االق تدف

)19

94-

2005

( ا

الردو

ر ليا مدةوحل

درصلما

:ارثمستاال

ر ري تقد،كتاوناأل

الي لمعا

2006

:ه ثروأ

ة الينتقاال ويةامالن

ت دياصاالقتن ا مردوا الشرمبا البيجناأل

ر ماستثاال

ة ميلتنى اعل

–ص

02

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

25

وقد اتفقت العديد من الدراسات سابقا، على التفاؤل بمستقبل االستثمار األجنبي المباشر في الفتـرة

النتائج التي توصلت إليها إحـدى الدراسـات لتوقعـات االسـتثمار ) 08(دول رقم المقبلة، ويعرض الج

2006وكما يوضح الجدول فإنه من المتوقع أن تسفر التدفقات سـنة . 2008األجنبي المباشر حتى سنة

2007، إال أن معدل النمو المقدر لـه سـنة %12.2 وبمعدل نمو مقدر بـ 2005عن ارتفاع عن سنة

. على التوالي%8 و%8.9جه االنخفاض تدريجيا ليصل إلى يت2008وسنة

ولعل المثير لالنتباه أيضا، توقع تزايد نصيب الدول المتقدمة من تدفقات االستثمار، حيث يرتفع هذا

.2008 سنة %71.1 ليصل إلى 2005 سنة %71.1النصيب من

وإن كانت نسبة التدفق . %28.3 إلى %28.9أما الدول النامية، فيتراجع نصيبها عن ذات الفترة من

. خالل نفس الفترة%2.8 إلى %2.7إلى الناتج المحلي اإلجمالي في هذه الدول سترتفع من التدفقات الداخلة للدول النامية، وبما يجاوز ومن المتوقع أن تظل الصين محتفظة بالمركز األول في

وال تضم القـوائم المتوقعـة . ملكة المتحدة وهولندا وألمانيا التدفقات الداخلة المتوقعة لكل من فرنسا والم

)1(.ألكبر عشرين دولة متلقية لالستثمار األجنبي المباشر أيا من الدول العربية

أما من ناحية التوجه القطاعي، تضل الخدمات بمفهومها الواسع األكثر استحواذا على هذه التدفقات،

توقع أن يقل التركيز على االستثمارات الجديدة، ويتجه االسـتثمار بـصورة وفي الوقت نفسه فإنه من الم

)2(.أكبر إلى المشاركة واالستحواذ والترخيص والعالقات العامة وغيرها

تطوير اإلدارة العربية المتطلبات، مؤتمر التمويل واالستثمار، ... التوجهات:، االستثمار في ظل العولمةحاتم عبد الجليل الفرنشاوي: )1(

.28، ص 2006لتنمية اإلدارية، القاهرة، لجذب االستثمار، المنظمة العربية ل .28 ص ،نفس المرجع: )2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

26

)2008-2000(تدفقات االستثمار األجنبي المباشر خالل الفترة ): 08(جدول رقم

بالمليار دوالر: الوحدة 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 واتــالسن

التدفقات على مستوى العالم

% معدل النمو

من الناتج المحلي اإلجمالي%

1402.4 28.7

4.5

823.3 41.3

2.6

654.8 20.50

2.0

575.3 12.10

1.6

754.8 31.2

1.8

889.7 17.1

2.1

991.6 12.2

2.3

1079.6 8.9 2.4

1165.7 8.0 2.5

لدول المتقدمةالتدفقات ل

%المعدل النمو

من النتائج المحلي اإلجمالي%

ج اإلجمالي العالميمن النات%

1128.8 35.2

4.7 805

591 47.6

2.5 71.8

462.2 21.7

1.9 70.6

388.4 16.0

1.4 67.5

525.2 35.2

1.7 69.6

268.7 19.7

1.9 71.1

710.4 13.0

2.1 71.6

773.8 8.9 2.3

71.7

835.5 8.0 2.4

71.7

التدفقات للدول النامية

%معدل

ج المحلي اإلجماليمن النات%

من الناتج اإلجمالي العالمي%

273.6 7.5 3.8

19.5

232.3 15.1

3.3 28.2

192.2 17.3

2.6 29.4

186.9 2.8 2.3

32.5

229.6 22.8

2.6 30.4

255 11.0

2.7 28.9

281.2 10.3

2.8 28.4

305.8 8.7 2.8

28.3

330.2 8.0 2.8

28.3

.29ص،حاتم عبد الجليل الفرنشاوي، مرجع سبق ذكره: المصدر

ما مستقبل االستثمارات األجنبيـة المباشـرة مـع «: سؤال الساعة الذي يطرح نفسه بإلحاح هو و

).أزمة بنوك العقار في الواليات المتحدة األمريكية (»ظهور األزمة المالية العالمية الراهنة؟

ل الذي ميز الدراسات السابقة تقابله اليوم األزمة المالية العالمية والتي لم تكن فـي الحـسبان فالتفاؤ

.2008كونها حديثة لم تظهر إالّ في السداسي الثاني من سنة

ن فإن اإلجابة على هذا السؤال لن تكون إالّ بعد مرور بعض السنوات أي حتـى تظهـر ظعلى ما ن

.ه األزمة على االقتصاد العالميجليا أثار ومخلّفات هذ

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

27

النظريات املفسرة لقيام االستثمار األجنيب املباشر: املطلب الثاين

لقد توالت النظريات التي حاولت تفسير ظاهرة االستثمار األجنبي المباشر، واألسباب الكامنـة وراء

ويبدو أن هناك تعددا وتداخال وتباينا بين العوامل تلك االستثمارات، إلى جانب جملة اآلثار المترتبة عنها،

المؤثرة في تكوين قرار االستثمار األجنبي المباشر، سواء ارتبط ذلك بظـروف الدولـة المـضيفة، أو

.متعددة الجنسيات األم، أو بتلك الخاصة بالشركات بظروف الدولة

مار األجنبي المباشر من خالل عرض على هذا األساس، نحاول تحليل الجذور الفكرية لظاهرة االستث

.أهم النظريات ثم تقييمها

:وفي هذا اإلطار نقسم هذه التفسيرات إلى

I. التفسير التقليدي.

II. التفسير الحديث.

I. التفسير التقليدي:

:لقد تعددت النظريات التي تناولت التفسير التقليدي لالستثمار األجنبي المباشر، وفيما يلي أهمها

:ة الكالسيكية والنيوكالسيكيةالنظري: أوال

:عرض النظرية -1

أظهرت أراء الكالسيك دور االستثمار األجنبي المباشر في نمو االقتصاديات الناميـة مـن خـالل

مار في هذه الدول، وقد أشار رواد هذا اإلتجاه إلـى أهميـة التغييـر ثالتخفيف من فجوة االدخار واالست

وقد اعتبـر . بها التقدم التكنولوجي م لم يشيروا إلى الكيفية التي يؤثر التكنولوجي في تحقيق النمو، إالّ أنه

الكالسيك أن النمو االقتصادي يعتمد على عدة عوامل مثل عرض عنصر العمل، ورأس المال، والبرامج

اهتموا بدور رأس ورغم عدم إشارتهم إلى االستثمار األجنبي المباشر بصورة واضحة، إالّ أنّهم . العلمية

.ل والتكنولوجيا في تحفيز النموالما

أما النظرية النيوكالسيكية فقد بنيت على أساس االفتراضات الكالسيكية والمتعلقة أساسـا بفرضـية

المنافسة الكاملة، كما ارتكزت على قواعد وأساسيات المالية، إذ اعتبرت أن األسواق المالية في مختلـف

وليست بالقدر العالي من التطور في الكثير من الدول، الدول هي في الغالب منعزلة عن بعضها البعض،

.خاصة المتخلفة منها

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

28

و اعتبرت هذه النظرية أن االستثمارات األجنبية المباشرة هي بمثابة تحركات دولية لـرأس المـال،

ار فالدول النامية التي تعاني من ندرة في رأس المال ترتفع فيها أسـع . بسبب اختالف أسعار الفائدة ذلك

)1(.الفائدة، وتجتذب رؤوس األموال من الدول الغنية ذات الوفرة في رؤوس األموال

: تقييم النظرية .2

تعد النظرية النيوكالسيكية بسيطة التحليل، وغير قادرة على إعطاء تفـسيرات موضـوعية لحركـة

:االستثمارات األجنبية، ويتضح ذلك من خالل مايلي

لمنافسة الكاملة، وهو بداهة افتراض غير واقعي؛إن النظرية مبنية على فرضية ا -أ

ر تحركات رأس المال تبعا لتغير أسعار الفائدة، وال تفسر كيفية نشأة بتفسيتهتم النظرية فقط -ب

االستثمارات األجنبية؛

إن هدف تعظيم الربح، كما تنص عليه النظرية، ليس هو المحدد األساسي في اتخـاذ قـرار -ج

هناك عوامل أخرى مثل المناخ االستثماري الـسائد فـي البلـد، االستثمار في الخارج، بل

الخ؛... ومعدل النمو وحجم السوق

حاولت النظرية تفسير حركة االستثمار األجنبي المباشر قياسا على حركة التجارة الدوليـة، -د

)2(:وفي الواقع ال تقدم هذه األخيرة تفسيرا محددا حيث تفترض

النتقال من بلد آلخر؛عدم قدرة عوامل اإلنتاج على ا •

تعمل الشركات في سوق تنافسي ينفصل فيه المصدر عن المستورد، وال يستطيع كل منهمـا •

. التأثير وحده على حركة األسعار

ـ تم التبـادل الـدولي داخـل في حين يمثل االستثمار األجنبي المباشر انتقاال لعوامل اإلنتاج وي

.جهامتعددة الجنسيات أكثر مما يتم خارالشركات

العالم، المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة، جامعة عين في نديم إيهاب عز الدين، االستثمارات األجنبية المباشرة والتنمية االقتصادية: )1(

.527 ، ص 1996 العدد الثاني، ،القاهرةشمس، سعيد محمد السيد، الشركات العابرة للقومية ومستقبل الظاهرة القومية، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة : )2(

.25 - 24، ص 1986والفنون واآلداب، الكويت، نوفمبر

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

29

النظرية الماركسية: ثانيا

:عرض النظرية. 1

تغيرت الظروف السياسية واالقتصادية مبرزة الواليـات المتحـدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية،

باستقالل الكثير من – سابقا –األمريكية كقوة عالمية، باإلضافة إلى زيادة الوزن النسبي للكتلة الشرقية

ومن ثم تطور تدريجيا المفهوم الماركسي لنشأة االستثمار األجنبي المباشر، حيث . سيا وإفريقيا الدول في آ

أن قيام وتوسيع الشركات متعددة Magdoff وBarran ،Sweater: يرى الماركسيون الجدد أمثال

قـصاء وإالجنسيات، يمكن تفسيره من خالل سعي هذه الشركات إلى المحافظة على األسعار االحتكارية

وبذلك فهم يرون أن االستثمارات األجنبية لعبة صفرية النتيجة، بمعنـى أن )1(.المنافسين لها من األسواق

فاالسـتثمارات ). الدول النامية ( األجانب تعني في الوقت نفسه خسارة للبلد المضيف ينمكاسب المستثمر

شرين بنفس الدور الذي قامت به الـدول تقوم في القرن الع ) أو الشركات دولية النشاط (األجنبية المباشرة

، وذلك من خالل تثبيت السيطرة االمبريالية وإعاقة التنمية فـي الـدول 19 و 18المستعمرة في القرنيين

مـصدر االسـتثمارات –كذلك فإن معظم األنشطة البحثية المتصلة بالتنمية تتم فـي البلـد األم . النامية

جية تنتج في الدول الصناعية المتقدمة، أما في الدول الناميـة فـإن كما أن معظم السلع اإلنتا –األجنبية

، وهـذا )الخدمات(القطاع الثالث ، أو )االستخراجي(معظم االستثمارات األجنبية تتركز في القطاع األول

التغير الهيكلي الناتج يكون في صالح الدول المتقدمة، ومن شأنه في الوقت نفسه إفقـار غالبيـة الـدول

.ةالنامي

فإن هناك أربعة عوامل تشكل معا أثـرا ،أما عن األثر الداخلي لالستثمارات األجنبية على الدول النامية

:لبا هياإجماليا س

إن الشركات األجنبية تدفع أجورا منخفضة للعمالة المحلية، كما أن معظم األجور تنفق علـى الـسلع -أ

. النمط االستهالكي لصالح السلع الكماليةاالستهالكية الغربية، األمر الذي يؤدي إلى تغيير

إن الشركات األجنبية تستخدم فنا إنتاجيا كثيف رأس المال، حيث يقل الطلب نتيجة لذلك على العمالة - ب

.المحلية

عاد استثمارها في الدول النامية المضيفة، وإنما هاته االستثمارات ال ي إن األرباح الكبيرة التي تحققها -ج

تدفق إلـى 1980 إلى 1978في هذا الصدد يمكن اإلشارة إلى أنه في الفترة . ل المتقدمة تحول إلى الدو

مليار دوالر، نتج عنها أرباح وفوائد ورسوم إلـى 6الدول النامية في صورة استثمارات مباشرة حوالي

)2(.امية مليار دوالر، بينما أعيد استثمار ملياري دوالر فقط في الدول الن13الدول المتقدمة قدرها

)1( : Palma. G, “Dependency: A formal theory of under development or methodology for the analysis of concrete situations of under development?” In Word Development, Vol 6, 1978, P 909.

،21يوط، العدد جامعة أس، المجلة العلمية، كلية التجارة،" بحث في النظرية:االستثمار األجنبي المباشر والتنمية" خليل محمد خليل، : )2(

.20 ص ،1994ديسمبر

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

30

ويالحظ أن االتجاه إلى زيادة هذا التدفق العكسي يزداد مع عدم التأكد وسوء المناخ االستثماري في الدول

)1(.المضيفة

هناك تكاليف تتحملها الدول النامية، تتمثل بشكل أساسي في مشروعات البنية األساسية، والتي تـؤدي -د

مشروعات األجنبية يجعل الفائدة تعود على هذه الشركات إلى توسيع السوق المحلي، حيث ارتباطها بال

الحكومية من الضرائب نتيجـة أكثر منها على الدول المضيفة، يضاف إلى تلك التكاليف نقص اإليرادات

. كوسيلة لجذب االستثمارات األجنبيةاإلعفاءات المقرر لهذه الشركات

عتبر أن اإلنتاج الدولي ناتج عن التناقضات فـي عمليـة ، فإنه ي سمير أمين أما بالنسبة لالقتصادي

اإلنتاج الرأسمالي، الذي يأخذ صورة التعارض بين القدرة الضخمة على اإلنتاج وقـدرة الدولـة علـى

وقد . فقط من خالل توسيع نطاق السوق وذلك بالتوجه نحو الخارج حله رض يمكن اوهذا التع . كاالستهال

خالل العقود األخيرة من القرن التاسع عشر، توسيع طريقة اإلنتاج ألجور ارتفاع ا صاحب تزايد معدالت

مقابلة نقص األرباح ل التوسع في الخارج من خالل االستثمارات األجنبية إال الرأسمالية، ولم يكن هناك بد

في صـورة اسـتثمارات ) إلى األطراف (المترتبة على ارتفاع األجور، فرأس المال يصدر إلى الخارج

وإنما الرتفاع معدل األرباح – في الدول الرأسمالية –ية مباشرة، ليس ألنه ال يمكن أن يستثمر محليا أجنب

)2(.في الخارج

وبقيـة الـدول ) المركـز (م عالقة أو نوع من تقسيم العمل بين الدول الرأسـمالية اإن المحصلة هي قي

راكم الرأسمالي في األولـى، وبتـوطن األطراف، تكيف فيه هذه األخيرة ظروفا بما يؤدي إلى تعظيم الت

. الرأسمالي النظاماالستثمارات األجنبية في األطراف، تطول مرحلة انهيار

بآليات جديدة للنظام الرأسمالي لتخطي أزمته والمتمثلـة فـي بـطء معـدالت النمـو سمير أمين وتنبأ

زمة التي تباشر آثارا سلبية على االقتصادي وأزمة السيولة الدولية خالل ثمانيات القرن العشرين، تلك األ

اقتصاديات األطراف، وتمثل األولى في تكامل دول شرق أوروبا في السوق الداخلي لدول المركز، بينما

تمثل الثانية في شكل خاص لتقسيم العمل الدولي، تترك فيه الصناعات التقليدية بما فيها األسلحة التقليدية

المركز في الصناعات االلكترونية والذريـة والمتـصلة بأبحـاث دول للعالم الثالث، على أن تتخصص

وهكذا يقدر على األطراف مثل هذا التخصص الالمتكافئ مـن أجـل إعطـاء فرصـة للنمـو . الفضاء

)3(.الالمتكافئ للنظام العالمي اللتقاط أنفاسه

المراحل التي يمر بها بمعنى واستناد للتحليل السابق، تعد االستثمارات األجنبية المباشرة، مرحلة من

أو أنها الشكل –سمير أمين كما يرى –النظام الرأسمالي، إما بغرض تعظيم أرباحه، أو إطالة عمره

: Lall. S, The multinational corporation, London, 1984, P 47.)1( : Amine. S, Accumulation on world scale, Vol 1, New York, 1974, P 140.)2(

.09، مرجع سابق، ص خليل محمد خليل: )3(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

31

متعـددة الجنـسيات ز، وذلك من خالل احتكار الشركات األخير من أشكال إحكام تبعية األطراف للمرك

.لرأس المال والتكنولوجيا

:يم النظريةيتق. 2

:لعديد من االنتقادات التي وجهت إلى هذه النظرية، يمكننا إيجازها فيما يليهناك ا

حاولت هذه النظرية تفسير اآلثار المصاحبة لالستثمارات األجنبية المباشرة، في حين لـم -أ

.تستطيع إبراز كيفية نشأة وتطور هذا النوع من االستثمارات

، )األطـراف ( في الدول المـضيفة من خالل عرض اآلثار السلبية لالستثمارات األجنبية -ب

ل أثـر وبذلك فهي تهم . ولية عن هذه اآلثار فإن هذه النظرية تبرئ هذه الدول من المسؤ

ـ العوامل الداخلية والسياسية واالقتصادية المحلية في دول األطراف في تقليـل ال ردود م

.اإليجابي لالستثمارات األجنبية المباشرة

بالتحذير من ل مجد وفعال لالستثمارات األجنبية، واكتفت لم تستطع هذه النظرية تقديم بدي -ج

.متعددة الجنسيات على المقدرات للدول الناميةأخطار هيمنة الشركات

نظرية الميزة المقارنة للنفقات النسبية لريكاردو: ثالثا7

تعـود ي تفوق نسبي في إنتاجها، وهي السلع الت له مفادها أن يتخصص كل بلد في إنتاج السلع التي

ط فإن اختالف النفقات النسبية هو شر عليه بأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالبلدان األخرى، وحسب هذا الباحث

ضروري وكافي لقيام التبادل التجاري، وعليه فإن الفائدة تبقى قائمة في هذا التبادل التجاري حتـى وإن

.كانت إحداهما تتميز بإنتاج السلعتين بنفقات مطلقة أقل

)1(: بين االنتقادات الموجهة إلى هذه النظريةومن

في نظريته القـيم J.S Millطورها فيما بعد االقتصادي (عدم تحديدها لمعدل التبادل بين البلدين .1

).الدولية

أنها تخص التجارة الدولية أكثر من االستثمار األجنبي المباشر، كما تشترط أن تتخصص البلدان .2

ون لها ميزة نسبية فيها، إالّ أنها ال تفسر أسباب اخـتالف هـذه المصدرة في تصنيع منتجات تك

.النفقات، فهي تحدد متى تقوم التجارة الدولية وال تفسر لماذا تقوم

أنها تعتمد على فرضية عدم حركية عوامل اإلنتاج، وفي مقابل ذلـك تنتقـل المنتجـات، فهـذه .3

.لنظر إليها قائمام، أما حاليا فلم يعد ا19الفرضية كانت مبررة في القرن

.22ص ،1978، مصر، ةر النهضة العربية، القاهرعبد الخالق جودة، االقتصاد الدولي، دا): 1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

32

لهيكشر وأولين) نظرية أسعار عوامل اإلنتاج(النظرية السويدية : رابعا

لقد سعى بعض االقتصاديين لتطوير بعض المفاهيم العامة للنظرية الكالسيكية لفهم تدفقات االستثمار

ف النفقات النسبية، اللذان اتفقا على فكرة اختالهكشر وأولين، ومنهم االقتصاديين راألجنبي المباش

وعليه تتوقف قيام التجـارة ،ويرجعان هذا االختالف إلى اختالف الوفرة أو الندرة النسبية لعوامل اإلنتاج

)1(:الدولية على عاملين وهما

.اختالف هبات البلدان من عوامل اإلنتاج -

.اختالف كثافة عوامل اإلنتاج في دول إنتاج السلع -

من عوامل اإلنتـاج التـي كبيرا في إنتاج وتصدير السلع التي تتطلب جزءا وهكذا يتخصص كل بلد

تمتاز بالوفرة النسبية، وفي الوقت نفسه ال تتطلب سوى جزء صغير من عوامل اإلنتـاج التـي تمتـاز

.بالندرة النسبية )2(: ومن بين االنتقادات الموجهة إلى هذه النظرية 8

ب األكبر من االستثمارات المباشرة تتحرك داخل البلدان الرأسـمالية أنها تتناقض مع واقع أن النصي

تتقارب مستويات اإلنتاجية الحدية لرأس المال، إلى جانب ذلك فهي ال تميز بين االستثمار المتقدمة حيث

.المباشر وغير المباشر

ن العوامل المفـسرة ومن بين فوائدها في تفسير حركة االستثمار األجنبي المباشر، أن الجزء األساسي م

لهذه الحركة يرتبط برغبة الشركات في االستفادة من اختالف ظروف العمل واإلنتاج بين البلدان، حيـث

. الدوافع الكبرى لالستثمار في البلدان ذات تكلفة العمل المنخفـضة تمثل االختالفات في تكلفة العمل أحد

.ربحللويتيح بذلك فرصة الحصول على معدل أعلى

ما، عمدت النظرية التقليدية إلى تفسير حركة االستثمار األجنبي المباشر قياسـا علـى حركـة وعمو

التجارة الدولية، إالّ أن هذا القياس واجهته صعوبات عديدة، فنظرية التجارة الدولية ال تقدم تفسيرا محددا

)3(: لالستثمار األجنبي المباشر، حيث افترضت

.نتقال من بلد آلخر عدم قابلية عوامل اإلنتاج لال-

أن الشركات تعمل في سوق تنافسي ينفصل فيه المصدر عن المستورد وكل منهما ال يستطيع التـأثير -

.وحده على حركة األسعار

تم التبـادل الـدولي داخـل وفي المقابل، فاالستثمار األجنبي المباشر يمثل انتقاال لعوامل اإلنتاج، وي

.ظمهاع مما يتم خارجها، نتيجة طبيعة سوق احتكار القلة التي يعمل فيه م أكثراتمتعددة الجنسيالشركات

.23 ص ،عبد الخالق جودة، مرجع سابق: )1(

(2): Hugonnier. B, Opcit P 85 .25-24سعيد محمد السيد ، مرجع سابق، ص :(3)

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

33

II .التفسير الحديث:

ستثمار األجنبي المباشر اختلف عن التفسير التقليدي، وسنقوم في هذا اإلطار لالإن التفسير الحديث

النظريات المعتمدة على : لة فيبالتطرق إلى أهم النظريات الحديثة التي تناولت هذا الموضوع والمتمث

جون دونينغبنية األسواق، النظريات المعتمدة على تنظيم الشركات، النظرية النخبوية ونظرية

. السياسية واالقتصادية الدوليةتوالمستجدا

)هيكل السوق(دة على بنية األسواق تمالنظريات المع: أوال

، وتـؤثر علـى نسبيا السوقية التي تعرف ثباتا يعرف هيكل السوق على أنه مجموعة الخصائص

)1(.سلوك المؤسسات التي تعمل فيه وتمثل جزءا منه

المستثمرة في الخارج يجب أن تتمتع بميزة احتكارية أو تنافـسية، تتفق هذه النظريات على أن الشركات

الخاصة بالبحوث، التطوير تكلفة رأس المال، اقتصاديات الحجم، النفقات : وذلك نسبة ألحد العوامل التالية

الخ، كما يجب أن تكون هذه الميزات معتبرة حتى تتمكن الشركات من تعويض تكاليف عملية ...واإلشهار

نظرية دورة حياة المنتج، نظرية عـدم : ة المعتمدة على بنية السوق تتضمن بفالمقار. التوطين في الخارج

. ونظرية االستخدام الداخلي للمزايا االحتكاريةخال، نظرية احتكار القلةدكمال السوق، نظرية االست

:Raymond Vernonنظرية دورة حياة المنتج لـ - 1Théorie du Cycle de vie du Produit

حيـث قـام " Vernon" ويرجع الفضل في تقديم وتنمية هذه النظرية إلى االقتصادي األمريكي

، الذي يعتبر أول تفسير ديناميكي للعالقة الموجـودة بـين 1966بتطوير نموذج دورة حياة المنتج عام

كما أنها تلقي الضوء على دوافع الشركات متعددة الجنـسيات )2(التجارة الخارجية واالستثمار المباشر

من وراء االستثمارات األجنبية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها توضح كيفيـة و أسـباب انتـشار

وبصفة عامة دورة حياة المنتج تقـوم علـى .لجديدة خارج حدود الدولة األم االبتكارات واالختراعات ا

ثم ) ميالد(ثم تنتج ) حمل(اإلنسان، فإن المنتجات يتم تصورها تبدأ بفكرة وهو أنه مثل افتراض أساسي

)3(.تنضج ثم تبدأ مرحلة المنتج النمطي في االنحدار ثم أخيرا الموت

النظرية تميز بين ثالثة مراحل أساسية ف ،من خالل سلسلة من المراحل ولهذا فإن المنتج له دورة حياة

.مرحلة المنتج الجديد، مرحلة المنتج الناضج، وأخيرا مرحلة المنتج النمطي: في دورة حياة المنتج

: Jacquemin. A, Economie Industrielle Européenne, structures de marché et stratégie industrielle, Dunad, Paris, 1979.)1( : Denis Tersen- Jean luc Bricout, l’investissement Internationale, Edition :Armand Colin, Paris, 1996, P 62.)2(

.57 ، ص2002 رضا عبد السالم، محددات االستثمار األجنبي المباشر في ظل العولمة، جامعة المنصورة، كلية الحقوق، : )3(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

34

New Product: مرحلة المنتج الجديد-ا

ة التي قد ال يمكن معها تحقيق الـربح، الكبير، وأحيانا بالخسائر المالي باإلنفاق هذه المرحلة تتميز

حيث تقام حمالت إعالمية مكثفة خالل مرحلة إدخال المنتج الجديد إلى السوق، وذلك بهدف خلق حالـة

المرحلة يكون من المرغوب أن تكون البداية بـالقرب ، وخالل هذه الجديدة من الوعي بالعالمة التجارية

تكون مرونة الطلب أن ت المطلوبة، كما أن هناك احتماال كبيرا من السوق األم، حتى يسهل إجراء التغيرا

ونظرا لغياب المنافسة في تلك المرحلة، فإن الـشركة صـاحبة .بالنسبة للثمن عالية خالل هذه المرحلة

اإلنتاج كما أنها ال تواجه ضغطا للقيـام باإلنتـاج فـي دول ةالمنتوج الجديد لن تعول أهمية كبرى لتكلف

خفيض العمالة أو أي من التكاليف األخرى بينما يتم تصريف معظم وحدات المنتج الجديد أخرى بغرض ت

في السوق الداخلي للدولة األم، خالل هذه المرحلة ومع بداية نضج المنتج فإن الـشركة المنتجـة تقـوم

كين، بالبحث عن فرص تصديرية، تلك الفرص تظهر أوال في الدول المتقدمة حيث تتشابه أذواق المستهل

.والقدرات الشرائية لدى األفراد

Maturity stage: مرحلة المنتج الناضج-ب

كما تبدأ المنافـسة ،خالل هذه المرحلة يشهد المنتوج عملية نمو سريع، وذلك سبب توسع المستهلكين

ـ هاتهفي الظهور خالل شاء المرحلة، وهذا ما يدفع بالشركة المبتكرة لالستثمار األجنبـي المباشـر، بإن

ه خالل المرحلة األولى مـن خـالل تأدوات إنتاج خاصة بها في الخارج من أجل حماية سوقها الذي خلق

التي تدفع بالشركة لالستثمار فـي الخـارج، ومعظمهـا التصدير، كما أن هناك مجموعة من األساليب

من قبل لواردات بسبب فرض الضرائب على ا دفاعية، كما قد تكون راجعة إلى عدم القدرة على المنافسة

.الدولة المستوردة، ومن ثم ارتفاع ثمن السلعة في السوق المستورد، مما يخفض الطلب عليها9

Decline stage: مرحلة المنتج النمطي-ج

تكلفة اإلنتاج صار حتميا والبحث عن التكلفة المنخفضة يجبر الشركة عند هذا المفترق فإن تخفيض

ها للدول أقل نموا، حيث تكلفة العمل منخفضة، وفي هذه المرحلة فقط يمكـن المبتكرة على تحويل إنتاج

التحدث عن االستثمار األجنبي المباشر في الدول النامية، ولكن تجدر اإلشارة إلـى أن المنتجـات التـي

تنتجها الفروع خالل هذه المرحلة ليست لالستهالك المحلي في الدول المضيفة، وإنما للتـصدير للدولـة

م، أو غيرها من الدول المتقدمة، وهنا تكون إستراتجية الشركة في اإلنتاج من أجل التصدير، ولـيس األ

.الل الوارداتحإل

.57 ص– 2002ا عبد السالم، محددات االستثمار األجنبي المباشر في ظل العولمة، جامعة المنصورة، كلية الحقوق رض): 1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

35

:فوائدها

الصناعية في اتتفسر هذه النظرية التوطنات المباشرة للعديد من الشركات متعددة الجنسي •

األمريكية فـي أمريكـا أين توطنت الشركات (الخارج، وذلك في الستينات والسبعينات

الجنوبية، والشركات األوروبية في بعض بلدان إفريقيا وكوريـا الجنوبيـة، والـشركات

).اليابانية في بلدان جنوب شرق آسيا

مرور الزمن أو تتغير مع اتكما توضح هذه النظرية أن ميزات الشركات متعددة الجنسي •

" فرنون" أطول، ويرجعها لمدة مر هذه األخيرة في بعض القطاعات تشرح لماذا ال تست

إلى أنه عندما تكون التكنولوجيا بسيطة ومعروفة واالستثمار مرتفع، يظهر مخطر هـام

، وهـذا اتوهو إمكانية استيعاب شركات البلدان النامية لخبرة الشركات متعددة الجنـسي

فضال عن ممارسة حكومات هذه البلدان لضغوطات كبيرة قصد فـرض الرقابـة علـى

.كات المقيمة فيها وهذا خاصة في قطاع المناجم والبترولالشر

العتبـاره أن Vernon الباحـث F. Kniker Bockerكما أيد االقتصادي األمريكـي •

حيـث ،) Leader(اتجاه الرائد أي الشركة األم ) Suiveur(الفروع تتبنى سلوك التابع

وهـي حالـة (ائدة فيهـا أقيمت عدة فروع أمريكية في أوروبا بعدما توطنت شركتها الر

Pepsi-Cola, Coca-Cola) ( الشركات التي تعمل في سوق احتكار القلـة وهي حالة

.خاصة في مجال تركيب السيارات والبنوك

: الموجهة إليهاتمن بين االنتقادا

ولـم تتعـرض إلـى شـرح ،توجات الجديدة اهتمت هذه النظرية فقط باالستثمارات الخاصة بالمن •

.في األسواقالخاصة بالمنتوجات التي كانت موجودة مسبقا االستثمارات

تجدر اإلشارة إلى أن هذه النظرية بالرغم من إمكانية تطبيقها على بعـض المنتجـات إالّ أن هنـاك •

لك تأنواعا أخرى من السلع والمنتجات قد يصعب تطبيق النظرية بفروضها السابقة عليها، ومن أمثلة

يصعب على دول أخرى غير الـدول صـاحبة أو السلع التي "لع التفاخر س" السلع التي يطلق عليها

.إنتاجها بسهولةاالبتكار تقليدها أو

تعتبر نظرية دورة حياة المنتج أن كل منتج يجب أن يمر بمراحل محددة ولكن هذا االعتقاد لم يأخـذ •

ؤسـسات لهـا القـدرة بعين االعتبار التفاعالت المتبادلة والمركبة للمؤسسات، فهناك بعض هذه الم

واإلمكانيات العالية للقيام باستراتجيات تجارية حافزة على الصعيد الدولي، وهذه اإلمكانيـات ليـست

التـي بنيـت عليهـا ت االفتراضا أن 1970 بعد سنوات Vernonفقد بين ،دائمة وتتغير مع الوقت

عتبر أن دورة حيـاة المنـتج ة على المؤسسات األمريكية تتالشى، ولكن يبقى دائما ي النظرية المطلق

.يمكنها أن تفسر سلوك بعض المؤسسات نحو االستثمار المباشر

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

36

األمريكية ية المباشرة من الواليات المتحدة اهتمت نظرية دورة حياة المنتج بتفسير االستثمارات األجنب •

ت إلى أوروبا ثم إلى الدول األقل نموا، بحيث تصبح هـذه التفـسيرات محـصورة فـي الخمـسينا

والستينات، حيث كانت هناك اختالفات واضحة في مستوى التقدم التكنولوجي وتكلفة اإلنتـاج بـين

أما في الوقت الراهن ومع التقارب الشديد في مـستوى التقـدم . أوروبا والواليات المتحدة األمريكية

ات المتـشابكة التكنولوجي وتكلفة األجور والطلب المحلي، ال يكون هناك أساس وراء قيام االستثمار

فيما بين الدول األوروبية، أو من الدول األوروبية إلى الواليات المتحدة وبذلك تصبح هذه النظريـة

. دولية مباشرةتاستثماراسباب قيام الدول النامية نفسها بعاجزة عن تفسير أ

Hymer: Théorie des marchés imparfaits نظرية عدم كمال األسواق لـ -2

، وقد انطلق في تحليله من خالل االنتقاد الموجه إلى 1960 في عام هيمرها االقتصادي الكندي اقترح

النظرية النيوكالسيكية التي بينت بأن رؤوس األموال تنتقل من البلدان وفيرة رأس المال وذات معدل فائدة

)1()1(.مرتفع اتجاه البلدان ندرة في رؤوس األموال وذات معدل فائدة نخفضم

ي الواقع حتى وإن تمكنت هذه النظرية من تفسير االستثمارات األمريكية لفترة ما بعد الحرب، إلى أنها وف

بين أوروبا والواليات المتحدة أو بين أوروبا ) Croisésِ(لم تتطرق إلى االستثمارات المتقاطعة

لبلدان المضيفة لتمويل من أسواق ااتالخ، كما أهملت فكرة اقتراض الشركات متعددة الجنسي...واليابان

.االستثمار األجنبي المباشر إلى جانب جزء من عملياتها في وطنها األم

:في نظريته علىهيمر لقد ركز :عرض النظرية

باعتبار الشركات االحتكارية تقوم بتحديد سعر مرتفع نظرا لكونها تتعامل مع عدد هائل من " االحتكار" -أ

.المشترين غير المنتظمين

ع الشركات المتوطنة في الخارج بميزة تكنولوجية أو تنظيمية مقارنة بمنافسيها المتواجدين أن تتمت -ب

، فهي )2("نقص كمال األسواق" لك هو يضيف ميزة أخرى وهي اخل البلد المضيف هو غير كافي، لذد

أن على االستثمار في الخارج، وحتى يتحقق ذلك يجب اتمتعددة الجنسيميزة تنافسية تحفز الشركات

ليا والتي تسمح لها بتحقيق مكاسب تغطي تكاليف وتحتفظ هذه الشركات بميزات نوعية قابلة للترحيل د

)1( : Peyrard. J, Gestion Financière Internationale, Edition: Vuibert, Paris, France, 1995, P183.

عن طريق تصرفات تتبناها الشركة أو عن طريق إدخال إجراءات حكومية، أن يكون إما طبيعيا أو " لنقص كمال األسواق " يمكن ): 2(

أو إنشاء ) تحميها الحكومة(إنشاء أسواق محمية : وهذا قد يحرض الشركات على االستثمار مباشرة في الخارج، ومن هذه التصرفات نجد

: لجمركية المرتفعة على بعض المنتجات راجع، تثبيت التعريفات ا)كاالتحاد األوروبي(أسواق واسعة داخل االتحادات الجمركية Hugonnier.B, Opcit, P86. .

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

37

ي أن تبقاتلذلك يمكن للشركات متعددة الجنسي. التوطن، وأن تكون جديرة بالمنافسة في البلدان األجنبية

)1(: ميزتها على المستوى الدولي بطريقتين

فإن الشيء ) R.A. Coase ( كواسعنى تقتصدها، وحسب االقتصادي بم: تدنية تكاليف السوق

أما في األسواق الكاملة . األسعارتحكم في ميكانيزم الالذي يميز شركة كبرى هو مدى قدرتها على

، كما تتداول المعلومات بسرعة وبدون تنافسيفيمكن للشركات الحصول على السلع والخدمات بسعر

.لى حصر أو تضييق االستثمارات المباشرةتكاليف وهذا ما قد يؤدي إ

وهي ( بين اقتصاديات الحجم المحققة على مستوى القطاع هيمر يميز :لتنظيم الفّعال لموارد الشركةا

، )الناتجة عن تنظيم الشركة(، وتلك المحققة على مستوى الشركة نفسها )ناتجة عن تقسيم العمل

التطوير، –اإلنتاج، التسويق، نشاطات البحث : مستوياتفالقدرة أو الكفاءة في التنظيم تشمل عدة

.نشاطات الموارد البشرية والنشاطات المالية

)2(:فوائدها وحدودها

والتي يعتبرها شرطا " نقص كمال األسواق" باعتباره أول باحث تطرق إلى فكرة لهيمريرجع الفضل

.ظريات التي جاءت من بعده بهذه الفرضيةضروريا لقيام االستثمار األجنبي المباشر، كما احتفظت الن

هي التي تنظم العالم، فهي تتمتع بميزة حث إلى أن الشركات متعددة الجنسياتكما توصل هذا البا

تكنولوجية وتنظيمية وتتوطن في الصناعات المركزة وفي أسواق احتكار القلة، كما تحقق استثمارات

.دة وذات اقتصاديات الحجم الهامةمباشرة في الصناعات ذات التكنولوجية المعق

: اــوبهــعي

ستثمارات األمريكية لفترة ما بعد الحرب، إالّ االفي الواقع، حتى وإن تمكنت هذه النظرية من تفسير

بين أوروبا والواليات المتحدة األمريكية أو بين ) Croisés(أنها لم تتطرق إلى االستثمارات المتقاطعة

من أسواق البلدان المضيفة اتكما أهملت فكرة اقتراض الشركات متعددة الجنسي. الخ...أوروبا واليابان

.لتمويل االستثمارات األجنبية المباشرة إلى جانب جزءا من عملياتها في وطنها األم

فهذه النظرية ال تفسر )M. Casson(وكاسن ) Buckely ( بوكلي: كما أنه وحسب االقتصاديين

جملة متعددة الجنسياتة واحدة في حين تستخدم الشركات ميز علىنب اعتمادهاتدويل الخدمات ، إلى جا

.من الميزات

)1( : J. Peyrard, Opcit, P184. )2( : J. Peyrard, Opcit, P 185.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

38

.بوكلي وكاسن: ألسواق المنتجات الوسيطيةالتدويلنظرية 3- Théorie de l’internationalisation des marchés des produits Intermédiaires.

قصد تفسير ظاهرة تعدد M. Cassonو P.J. Buckely من طرف 1976تم إعدادها في عام

.هيمرالجنسيات للشركات، فهذه النظرية هي توسع وامتداد لنظرية )1(: حسب هذه النظرية: عرض النظرية 10

وأن السوق الداخلي للمجموعة . الخ هي سلع وسيطية...أن المعرفة، الترخيص، الماركات، اإلعالم

اج منتجات نهائية وذلك باستخدام الدراية والمعرفة من جهة، والحصول على متعددة الجنسية يسمح بإنت

وحسب االقتصاديان غالبا ما . أعلى مردودية تمكن من تغطية التكاليف التمهيدية للبحوث من جهة أخرى

سلع التجهيز، وبما أن أسواق هذه المنتجات غير و تكون المنتجات الوسيطية معنوية كالتراخيص والعمال

.ملة تصبح الشركات دوليةكا

عدة مصالح وخدمات خارجية كالتأمين، البنوك، إلىغالبا ما تلجأ الشركة التي تنتج في الخارج

ونتيجة للمخاطر المترتبة عن عدم تحكمها في مختلف . الخ...التسويق، اإلشهار، التوزيع، النقل، التخزين

فنجاح عملية . ات بنفسها وذلك عن طريق استدخالهاالخدمات الخارجية، فإنها تفضل أن تقوم بهذه العملي

االستغالل مرتبط بنوعية وفعالية وأسعار تلك الخدمات من جهة، وبالتحكم أو التقليص من تكاليف تلك

.العمليات من جهة أخرى

وعليه فاالستدخال يساهم في تحقيق تلك الخدمات بأقل تكلفة مقارنة بالسوق، مع تفادي أو تقليل

.سرب التكنولوجية إلى المنافسينمخاطر ت

)2(: عموما نميز في نظرية االستدخال العامة بين نوعين من الميزات وهما

.ميزات مرتبطة بتعدد الجنسية للشركات •

.ميزات مرتبطة باالستثمار باعتباره إحالليا للتصدير أو لإلنتاج بالترخيص •

: Voir :) 1(

* J. Peyrard, Opcit, P186. * Hugonnier. B, Opcit, P57.

:وتكمن هذه الميزات فيمايلي: )2(

.يد من البلدان، تقلل الشركة من الخسائر والمخاطر بمجرد التوطن في العد-

ه الميزات وتقلصه في حالة وجود ذقات في أسعار عوامل اإلنتاج، فالشركة تزيد من إنتاجها في البلد الذي يتمتع بهو االستفادة من الفر-

.ميزات أقل

.ل وضعيتها المهيمنةإمكانية ممارسة الشركة القدرة على الشراء و القدرة على البيع و ذلك من خال-

ة األسواق، التوزيع الدولي لإلنتاج واألسواق، ئاألسعار، االندماجات ضد المنافسة، تجز(إمكانية استخدام قيودا على العمليات التجارية -

.)س والتراخيصناستحديد األسعار دوليا، وضع قيود دولية في إطار اللي

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

39

)1(: فوائدها وحدودها

ة دوره حياة المنتج، كما تأخذ في الحسبان وضعية الشركة التي تخطط هذه النظرية هي مكملة لنظري -

. وتوسعهاهيمروتحضر عدة منتجات لسوقها المحلي وألسواقها األجنبية، فهي تكمل نظرية

بأن هذه النظرية مفسرة لظاهرة تعدد ) C.A.Michalet(ميشالي كما يرى االقتصادي الفرنسي -

.تعددالجنسيات للشركات ومحدثة لهذا ال

صعوبة تجريبها بسبب كون األسواق غير كاملة، إضافة إلى أنها ال تهتم بتعدد : ومن عيــوبـــها

).تدويل الخدمات(الجنسية في مجال الخدمات

:نظرية احتكار القلة 4-

:عرض النظرية

صه، ومن متعددة الجنسيات تتبع سوق احتكار القلة بكل خصائى أصحاب هذا االتجاه أن الشركات ير

المؤسسات العاملة للصناعة، فهذا الشرط هو الذي يمنحأهم هذه الخصائص وجود موانع دخول وخروج

في قطاع الصناعة قوة احتكارية تساعدها على االستثمار األجنبي، حيث أنها تتمتع بميزة احتكارية على

.المؤسسات المحلية في البالد المضيفة

:في ثالث خصائص هي J.S. Bain ممثلة، حسب أما موانع الدخول والخروج فهي

انخفاض تكلفة اإلنتاج؛ •

انخفاض تكلفة اإلعالن، الترويج وتنويع المنتجات؛ •

وفرات الحجم؛ •

فهذه الخصائص هي التي تعط المؤسسات العاملة في هذه السوق قوى احتكارية وتمنع الداخلين الجدد

.للصناعة

مرة بالخارج عن الشركات المحلية في البالد المضيفة بأربع تتميز الشركات المستثCavesووفقا لـ

خصائص مستمدة من موانع الدخول والخروج، وهي التي تدفع بها إلى االستثمار األجنبي المباشر،

)2(: نوجزها فيما يلي :ميزة تقدم البحث العلمي واالبتكار) ا11

بقدرة عالية على القيام بالبحث –ركز وهي في الغالب قليلة العدد شديدة الت–تتمتع هذه الشركات

العلمي والتطوير، كما أن لها ميزة االستخدام األفضل للفنون اإلنتاجية، ولها براءات اختراع وعالمات

: Jacquemot. P, Opcit, P123.) 1(

(2): Caves.R, Multinational enterprise and economic analysis, Cambridge University Press, Cambridge, 1983, P52.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

40

تجارية ومعرفة فنية، فهي تتمتع بتفوق تكنولوجي على المنشآت ألخرى، باإلضافة إلى أنها تتميز عادة

.عار منخفضة لعناصر اإلنتاجبقدرة أعلى على الحصول على أس

:ميزة تكلفة رأس المال) ب

إن الشركات التي تقوم باستثمارات مباشرة خارجية تكون عادة أكثر قدرة من الشركات األخرى على

الدخول إلى أسواق رأس المال سواء العالمية أو المحلية، وهي أيضا على عالقات وثيقة مع البنوك

ها التمويلية بطريقة ولذا فهي قادرة على توجيه مصادرتمويلية ذاتية قوية،العالمية، ولها عادة هياكل

.أفضل :ميزة تنويع المنتجات )ج

تتمتع هذه الشركات بتنوع كبير في منتجاتها وفقا ألذواق المستهلكين وطبيعة األسواق التي تستثمر

.جفيها، كما أن لها القدرة على تحمل التكاليف الضخمة لإلعالن والتروي

:رات الحجمووف )د

تتميز الشركات دولية النشاط بإمكانية تحقيق وفورات الحجم مع كبر المشروع، من خالل طرق

مستوى أعلى، وإمكانية الحصول على أسعار جملة مع كبر حجم تنظيمية راقية، وقيام تخصص على

.المبادالت

ات األجنبية ميزة عن الشركات وتؤدي هذه الوفورات في مجموعها إلى خفض التكاليف ومنح الشرك

المحلية في البالد المضيفة، وكلما زادت موانع الدخول، زاد تركز الصناعة وأصبح الدخول إليها

عسيرا، وزادت الميزة االحتكارية للشركات الموجودة ومكنها ذلك من القيام باستثمارات أجنبية مباشرة

.على نطاق أوسع

رط سهولة دخول الشركات إلى األسواق الخارجية بل البد أنه ال يكفي شSHAPIROولقد أضاف

من توافر إمكانية إنتاجها من السوق في حالة وجود مخاطر عالية، أو تغير ظرف البلد المضيف، أو

)1(.حدوث اختالف في المصالح بين الطرفين

:Caves R, Opcit,P53. )1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

41

:تقييم النظرية

القلة، يمكننا إيجاز أهمها على النحو هناك العديد من االنتقادات التي وجهت إلى نظرية احتكار

:التالي

ستطيع النظرية تفسير محددات االستثمارات المتشابكة، فهي وإن كانت تفسر استثمار مؤسسة تلم

ذات ميزة احتكارية في بلد ال تتمتع فيه المؤسسات المحلية بهذه الميزة، إالّ أنها تعجز عن تفسير

تها بخصائص وميزات متشابهة إلى حد كبير وأيضا ظروف اؤسسحالة البالد المتقدمة التي تتمتع م

.سوق احتكارية متقاربة، ومع ذلك تنشأ استثمارات

ما هي المؤسسة القائد التي تقوم بأول استثمار؟ وما هي : لم تجب هذه النظرية عن تساؤالت مثل

ل البد للمؤسسة القائد كية التفسير؟ وهيتابعة رغم دينامت التابعة؟ ولماذا تظل المؤسسات المؤسسا

أن تقوم باستثمار خارجي؟ ولماذا نجد أن الشركة وفقا الختالف جنسيتها لديها تفضيالت معينة

خاصة بتفضيل االستثمار عن التصدير أو بيع تراخيص، كذلك في أنواع االستثمارات، واتجاهاتها

؟رلالستثمارات في تحديد تفضيالت االستثما

يرا مقنعا لسلوك المؤسسات واتجاهاتها إلى االستثمارات المباشرة لم تعط هذه النظرية تفس

الخارجية، حيث إن رد فعل المؤسسات ال ينجم عنه فقط تبعية المؤسسة لهيكل السوق االحتكاري،

ولكنه عادة ما يكون نابعا من الهيكل التنظيمي الداخلي للمؤسسة، ذلك أن ردود أفعال المؤسسات

ئد والتابع ولكنها تختلف أيضا باختالف قدرتها على اتخاذ القرارات، رغم ال تختلف فقط بين القا

كونها تعمل جميعا في سوق واحدة تتميز بتشابه كبير فيما تواجهه من خصائص السوق، األمر

الذي يبرر أهمية أخذ الهيكل التنظيمي للمؤسسة في االعتبار كمحدد هام للقيام باالستثمار األجنبي

)1(.المباشر

، قسم يم الدولي للعمل، أطروحة دكتوراه منار علي محسن مصطفى، دور الشركات عابرة القوميات بين المحيط االجتماعي والتقس:)1(

.58 ، ص1994، جامعة القاهرة، االقتصاد

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

42

النظريات المعتمدة على تنظيم الشركات: ثانيا

تستعمل هذه النظريات المقارنة التسييرية أو التقارب المركز على سلوك الشركة أو على نماذج تنظيم

:الشركة فنجد

)1(:ة التسييريةبالمقار -1

برى السيما فيما كعات الالتجم مسيرولقد أكد العديد من الباحثين على الدور الذي يمكن أن يلعبه

فإن نمو الشركة يبدأ Penrose" بنروس" يخص عملية اتخاذ قرار االستثمار بالخارج، فحسب االقتصادي

.بتقديم منتجات جديدة في األسواق المحلية إلى غاية غزو األسواق األجنبية الجديدة

هداف من دوافع اتخاذ قرار فقد أعد نموذجا يشرح فيه األ Richardson ريشاردسون أما االقتصادي

:التوطن أو االستثمار في الخارج حيث يوجد داخل الشركة مجموعتين من القرارات وهما

.مجموعة اقتصادية موضوعية غايتها الربح في المدين المتوسط والطويل -

.مجموعة مرتبطة باآلفاق الخاصة للمسيرين أو الموجهين -

:ةة المعتمدة على إستراتجية المؤسسبالمقار -2

ص فإن قرار االستثمار في الخارج ما هو إال استجابة للفرAharouniأهاروني فحسب االقتصادي

أو منبهات ) متمثلة في مدى إرادة اإلدارة العامة لالستثمار بالخارج(التي تنجم سواء عن منبهات داخلية

). السوقهذهمتمثلة في التخوف من فقدان السوق نتيجة منافسة أجنبية قوية في (جية ارخ

:أن هناك بعض المؤسسات التي أصبحت في وقت قصير متعددة الجنسية منهاحيث

)Air liquide ،Nestlé... والعكس بالنسبة ألخرى تأخذ وقتا لتصدير منتجاتها ثم االستثمار ) الخ

فهذه المؤسسات يمكن أن تتبنى إستراتجية للتدويل هجومية أو ) TOYOTA: (المباشر في الخارج مثل

.فاعيةد :اإلستراتجية الهجومية-ا12

تنمو المؤسسات الكبرى حاليا عن طريق إستراتجية هجومية دولية، فتتخذ قرار االستثمار في الخارج

عندما تكون لها معرفة مسبقة باألسواق الخارجية وتتوفر على ميزة تكنولوجية وأيضا لها مكانة في

عديد من الشركات المتوسطة والصغيرة إستراتجية وتتبنى معظم الشركات الكبرى وال. بلدها األصلي

.دولية هجومية

:دفاعيةالستراتجية اإل -ب

:تتوطن الشركات في الخارج قصد تحقيق عدة أهداف دفاعية منها

االحتفاظ بحصتها في السوق؛ •

؛ااالستفادة من عامل التكاليف والتكنولوجي •

ت؛حتى تصبح الشركة أيضا محتكرة للمنتج أو لعدة منتجا •

)1( : Josette Peyrard, Opcit, P187.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

43

من أجل رفع إنتاجها والتقليل من نفقات البحث والتطوير بشكل سريع؛ •

:ي حاالت عديدة منهافكما يمكن للشركة أن تتوطن

.) في كندا والواليات المتحدةLa Fargeكاألسمنت مثل (تشبع السوق المحلي •

Air: اج الغازإنت(المحافظة على سوق المنتجات أو الخدمات التي يكون تصديرها مكلفا جدا •

liquide في العديد من البلدان .(

صة في تشييد مثل الشركات المخت(د مع الحكومات االهتمام بإنشاء فرع في بلد ما قصد إبرام عقو •

فمن المفيد ،)الخ...وشركات الهندسة " Degrement"، شركات معالجة المياه "Colas" الطرقات

. للمناقصات الوطنيةجدا، أن تتواجد في عين المكان حتى تستجيب

لم تقدم استفسارات حول ستثمار األجنبي المباشر، إالّ أنهاوعموما تفسر النظرية في تحليلها اال

. قرارات التوسع المتخذة من قبل الفروع نفسها

:نظريات حول تسيير وتنظيم الشركات اليابانية-3

نظرية تخص الشركات اليابانية استنادا إلى مبدأ اوزاوا كوجيما وتسورومي لقد أعد كل من

.عتمدهتالتسيير والتنظيم الذي

:نظرية تسورومي ) أ

لتشرح فعالية المؤسسات اليابانية مقارنة بالمؤسسات األمريكية وذلك ألسباب تسوروميجاءت نظرية

ة يعتبر فعال نظرا تخص التسيير، فحسب هذا االقتصادي فإن التدويل الذي تقوم به المؤسسات الياباني

المسيرينن في تحليله أن يكذلك يب.الدور الكبير الذي تقوم به غرف التجارة اليابانية وللتنظيم الجيد لها

الياباني فتساهم ج أما في النموذ،في النموذج األمريكي ينفردون بعملية اتخاذ القرارات اإلستراتجية

اذ القرار والمساهمة في النمو االقتصادي والتفكير جميع اإلطارات المتوسطة والسامية في عملية اتخ

وهذا فضال عن وجود عالقات وطيدة وصلة ضيقة بين الموردين والغرف ،في األهداف الطويلة األجل

.التجارية وهذا ما يسمح بالتسيير الجيد والفعال

شركات اليابانية نجد الدور ور الهام الذي تلعبه التجارة وكذلك التنظيم الفعال ألكبر الدباإلضافة إلى ال

الهام للعملة اليابانية، فمنذ وقت طويل تم تقدير الين الياباني بأقل من قيمته قصد تشجيع صادراتها،

.ومنذ رفع الين عرفت معظم الشركات اليابانية انتشار واسعا لتوطناتها في الخارج

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

44

: اوزاوانظرية كوجيما ) ب

:سيتين وهماركزت نظرية كوجيما على نقطتين أسا

أن االستثمارات المباشرة اليابانية تتم بشكل عام في بلدان آسيا؛

.أن هذه االستثمارات تتحقق من طرف الشركات الصغيرة والمتوسطة

ال يرتبط بالواقع ألننا أصبحفحسب هذا التحليل لكوجيما فإنه يبقى صالحا لفترة السبعينات، ولكن بعد ذلك

الخ وبالتالي تعدت ...يابانية المباشرة في أوروبا وكندا والواليات المتحدة األمريكيةنالحظ نمو االستثمارات ال

.اآلسيوية

ن جزء من يباإلضافة إلى ذلك نجد أن أكبر الشركة متعددة الجنسية اليابانية هي التي تقوم بتوط

د من المؤسسات لعل السبب الرئيسي الذي شجع العدي. إنتاجها وليس فقط الشركات الصغيرة والمتوسطة

على االستثمار في الواليات المتحدة األمريكية واإلنتاج بأسعار تنافسية " TOYOTA"اليابانية خاصة منها

إلى 1990ين في 160ن الياباني بحيث انتقل سعر صرف الدوالر من يهو ضعف الدوالر األمريكي أمام ال

.1995ين في 98

قوغزو األسوااشر من أجل تحقيق الربح وحماية مصالحها االستثمار المببإذن يفسر قيام الشركات

.الخارجية

النظرية النخبوية أو اإللكتيكية لإلنتاج الدولي: ثالثا

والذي قام بتفسير Readingاقتصادي ينتمي إلى جامعة " J.H Duning"من بين رواد هذه النظرية

هدفه في ذلك هو البحث عن ،وليدالستثمار ال مع بقية نظريات ا1981االستثمار المباشر في الخارج عام

لماذا؟ أين؟ وكيف؟ ولقد اهتم هذا الباحث : اإلجابة على ثالثة أسئلة أساسية لقيام االستثمار األجنبي المباشر

.بمعرفة سبب تفضيل الشركات التوطن في الخارج عوضا عن القيام بالتصدير أو منح التراخيص

كانت تتمتع بالميزات الثالثة للتدويل ، إذاام باالستثمار األجنبي المباشروحسب دونينغ تفضل الشركة القي

فالتنسيق بين ، و ميزات االستدخال،رجا ميزات التوطن أو اإلقامة في الخ، ميزات خاصة بالشركة:وهي

منح بأوالميزات الثالثة يسمح للشركة لتحقيق ربح اكبر من ذلك الربح المحقق في حالة قيامها بالتصدير

:و تكمن هذه الميزات فيالتراخيص

Advantage Ownership :ميزات خاصة بالشركة )1

:الخ وهي ناتجة عن... العالمات، مصادر التموين، القدرة على التنظيم:وتتمثل في" O " بويرمز لها

ة، امتالك حها البلد من الخبرنالمنافسة غير التامة، وفورات الحجم، دخول إلى السوق، الهبات التي يم

وكل هذه األشكال هي عبارة عن أصول غير مملوكة تكون ملك للمؤسسة . الخ...التكنولوجيا المتطورة

.لزمناوحدها لمدة معينة من

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

45

Location Advantage: ميزات خاصة بالموقع2)

ظام وهي تلك الميزات التي منحها البلد المضيف والمرتبطة بمناخ االستثمار كالن" L"بويرمز لها

.الخ...الضريبي، وتعود هذه الميزات إلى فوارق األسعار ونوعية المدخالت وتكاليف النقل

Internal Advantage: دخالتميزات االس3)

وهي في صالح الشركة التي تنتج في الخارج أكثر من تلك التي تنتج بالتراخيص، " I"ويرمز لها بالرمز

نشاطات قصد تقليص تكاليف الصفقات المبرمة في السوق حيث تعمل على التنسيق والتكامل في كل ال

.الخ...تخفيض تكلفة التبادل، مراقبة العرض واألسواق: وتشمل هذه الميزات

بتنظيم المؤسـسة، " I"بالمنافسة غير التامة، وإمكانية التدويل " O"إذن ترتبط اإلمكانيات الخاصة بـ

لد المضيف واألخذ بعين االعتبار متغيرات التكلفـة خاصـة بالميزة النسبية للب " L"أما إمكانيات التوطن

.تكاليف اإلنتاج وكذا تكاليف النقل والتوزيع

:ويمكن إظهار أصل كل ميزة من المزايا الثالثة السابقة في الجدول التالي

اختالف أصل المزايا الخاصة للشركات): 09(جدول رقم

"I "زات االستدخالمي "L "خاصية التوطن "O"ميزات الملكية

الملكية التكنولوجية -

الحجم واقتصاديات الوفرة -

عنصر : تجهيزات خاصة -

بشري، رؤوس أموال،

تنظيم

الدخول بسهولة إلى -

السوق وإلى عناصر

اإلنتاج والمنتجات

اختالف أسعار المدخالت -

نوعية المدخالت -

تكاليف النقل واالتصال -

التقارب الثقافي -

الحواجز الجمركية -

ف تكاليف الصرفتخفي -

تقليل سرقة حقوق الملكية -

و نوعا (مراقبة االنتاج -

)كما

حماية المعلومات -

.91 P,Opcit, M. Humbert: Source

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

46

خيص، وإذا كانـت لهـا ميـزات افإنها تقوم ببيع التر " O"فإذا كانت للشركة ميزات خاصة بها فقط

وق األجنبي عن طريق التصدير، أما إذا كانت تتمتع فالمؤسسة تدخل الس " OI"خاصة وميزات االستدخال

.فإنها تستوطن بالخارج" OLI) "الخاصة، التوطن واالستدخال(بالميزات الثالثة

:ألنهادونينغ إلكتيكية تعتبر نظرية

ال ترتبط بتقارب واحد وإنما بالعديد من ذلك؛

ق؛تتضمن أيضا أشكال التدويل الموجه نحو العرض والموجه نحو السو

.هتم بكل المعلومات في الخارجت

حسب هذا اإلطار اإللكتيكي يجعلنا نعتقد أن كل أشكال اإلنتاج الدولي لكل الدول يمكـن أن يفـسر ف

بمجموعة من الشرط، وكما أن بعض اإلمكانيات المعروفة ليست متساوية وحاضرة في كل الدول وليست

. خاصة والتدويل والتوظيف يمكن أن تتغير خالل السنوات ثابتة، بحيث اإلمكانيات المرتبطة بالملكية أو ال

كما أن إمكانيات الدول المستقلة تختلف من دولة إلى أخرى ومن فترة ألخرى بالنسبة للبلد، وكذلك هـذه

.اإلمكانيات تفتقدها المؤسسات عندما تقيم في دولة ذات اقتصاد ينمو ألن تكاليف اإلنتاج تتزايد

الدولة لالستثمار األجنبي المباشر بالنسبة لهذه النظرية يرتبط بالمؤسسات المحلية يمكن القول أن ميل نإذ

مكانيات مقدمة من طرف أجهزتها الخاصة بالمقارنة مع ما يمكن أن تقدمه التي تملك إمكانيات خاصة وإ

.ولكن ال يمكن اعتبار هذه النظرية كأفضل نظرية بالنسبة للمؤسسة. الدول األخرى

رية جون دونينغ والمستجدات السياسية واالقتصادية الدوليةنظ: رابعا

يت األنظمة الحاكمة لكل من النظام االقتصادي والسياسي الدولي بقدر محدود من االهتمام في حظ

نظريات االستثمار األجنبي المباشر، والتي ركزت جل اهتمامها إما علـى األنظمـة القوميـة الحاكمـة

. االستثماريةاالدول المضيفة أو الدولة األم أو الشركة ذاتها واستراتيجياتهلالستثمار سواء ب

ألثر دور المنظمات الدولية وما أتت به من اتفاقات مثل منظمـة لك النظريات لم تعط تفسيرا بعد فت

.ين كل من التجارة واالستثمار الدوليالتجارة العالمية وأجهزة األمم المتحدة األخرى في تحرير

فمع اختالف أشكال وأحجام الشركات متعددة الجنسيات، فإن أثر تحرير كل من أنظمـة التجـارة

. واالستثمار من الصعب استنتاجه من النظريات القائمة وذلك بسبب الحاجة إلى تحليل جديد متعدد األبعاد

قتـصاديات القوميـة كما أن اال . فالعولمة أصبحت كلمة السر على المستوى االقتصادي خالل التسعينات

صارت بال تردد وبتلقائية أكثر اندماجا في االقتصاد العالمي من خالل عمليات التجارة العـابرة للحـدود

.رأس المال الدولي و وكذلك التزايد المستمر في كل من االستثمار

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

47

ر استهالكا لـسلع حا على العالم الخارجي، ومن تم صاروا أكث افت ان أكثركما أن المستهلكين صاروا

أجنبية، ولهذا زاد عدد الشركات التي تعمل عبر الحدود، كما أن المدخرين صاروا أكثر استثمارا عن ذي

.قبل في أماكن بعيدة

تطورات غاية في األهمية من بينها زيادة قدرات واستراتجيات الـشركات فاالقتصاد العالمي شهد

ة االتصاالت وااللكترونيات التي قربت كل بعيد ويسرت أمورا متعددة الجنسيات، كما برز في األفق ثور

.كانت من ضرب المستحيل في السابق

فثورة التكنولوجيا بكل ما تحمله من معنى، والتي تزامنت مع سياسات االنفتاح والتحـرر العالميـة

لـى إعـادة كلها أظهرت االستثمار األجنبي المباشر في ثوب جديد، ومن ثم صارت نظرياته بحاجـة إ

.صياغة أو على األقل إلى تطوير كي تواكب تلك التغيرات

على إثر اتفاق األوروجواي خلق نظام اقتـصادي 1994كما أن إنشاء منظمة التجارة العالمية عام

عالمي جديد، وهو النظام الحاكم لكافة المتعاملين فيه بما فيهم الشركات متعددة الجنسيات، وهو أمر لـم

ولكن على الرغم من اسـتمرار . تحتويه نظريات االستثمار ألن معظمها كتب قبل التسعينات تتضمنه أو

، إالّ أنه لم يضف جديدا بشأن أثر تلك المـستجدات 1997جون دونينغ في الكتابة عن نظريته حتى عام

.على عمل النظرية

يود التجارة المرتبطة باالسـتثمار، فاتفاقيات منظمة التجارة العالمية قد تضمنت تنظيما التفاقيات أو ق

كما تحظر أية قيود على الملكية األجنبية أو االشتراطات التي يمكن أن تضعها الدولـة المـضيفة كـأن

.تشترط على الشركة األجنبية شراء مدخالت إنتاج محلية كشرط للموافقة على إقامة المشروع

ع نقاش وتفاوض مـن قبـل دول منظمـة و موض كما أن اتفاق االستثمار متعدد األطراف الذي هو

ي، ومـن ا في حقل تحركات رأس المال الدول يضيف بعدا جديد " OCDE" التعاون االقتصادي والتنمية

المفكرين والمنظمين نحو إضافة تلك األبعاد عند شرحهم ألسباب تلك الظاهرة، ومن ثـم ثم يحرك عقول

.صياغة نظرية محكمة

: د األطراف يتضمن ما يليفاتفاق االستثمار متعد

توفير حماية قانونية لتحقيق حرية المنافسة لكل المستثمرين الوطنيين واألجانب؛

؛ايوفر اآلليات الفعالة إللزام األطراف المتعاقدة بتنفيذ التزاماته

كما يوفر مستوى عال من تحرير وحماية االستثمار بما يناسـب كـل الـدول

.األعضاء، وبما يشجع الدول غير األعضاء على اتخاذ سياسات إصالحية

إلى كل ما سبق من مستجدات السياسات التي تساندها المنظمات الدولية لحمايـة مـستويات أضف

رخيص، الجنسيات خاصة تلك التي تبحث عن العمل الالعمل، وهذا تحدي آخر يواجه الشركات متعددة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

48

العمل الرخيص أو تشغيل العمال لـساعات االستفادة من عنصر فالشركات التي تقوم باالستثمار بغرض

.طويلة، عليها البدء في التفكير بشكل إيجابي لحماية حقوق العمال المالية والصحية والبيئية

ر باالهتمام أال وهو استراتيجيات الترويج لالسـتثمار األجنبـي ظهر على الساحة عامل جديد جدي

المباشر من خالل أدوات ترويجية متعددة سواء كانت حكومية أو خاصة بإشراف حكومي، لغرض الدولة

.متعددةالتي ترغب في استضافة هذا النوع من االستثمار على الشركات الدولية مع تقديم حوافز

برزت في األفق ظاهرة في غاية الخطورة أال وهي عمليات الدمج والتملـك خالل حقبة التسعينات،

فأغلب عمليـات . وذلك لخلق سوق احتكارية كبرى في كافة القطاعات االستثمارية ،بين الشركات الدولية

)1( . كانت في صورة دمج وتملك أي ما يزيد على تريليون دوالر2000االستثمار المباشر خالل عام

وبين الدول المتقدمـة ،كل من الدول المتقدمة مع بعضها البعض ك االتحادات اإلقليمية بين أضف إلى ذل

أو بين الدول النامية وبعضها البعض، تلك االتحادات تمثل تحديا ،والنامية كما هو الحال في اتفاق النافتا

جعل الـدول المتحـدة آخر لنظريات االستثمار األجنبي المباشر القائمة، حيث تؤدي تلك االتحادات إلى

.سوقا واحدا

.وسوف نبين تأثير االتحادات اإلقليمية في الوقت الراهن على االستثمار األجنبي المباشر

وعالقته باالستثمار األجنبي المباشرNAFTAاتفاق التجارة الحرة لدول شمال أمريكا -1

الواليات المتحدة وكندا والمكسيك ثـم مع انجاز اتفاق التجارة الحرة لدول شمال أمريكا الذي يظم

تريليـون دوالر، 6.4يقـدر ي إجمالي م مليون نسبة وناتج قو 355إنشاء سوق قاري يظم ما يزيد على

الحظ الكثيرون أن إنشاء إتحاد كهذا لم يؤد فقط إلى فتح السوق المكسيكية الواسعة، ولكنه أدى أيضا إلى

.اقي دول أمريكا الالتينيةنمو كل من التجارة و االستثمار إلى ب

فاتفاق النافتا أدى إلى خلق بيئة أكثر تحررا لالستثمار األجنبي المباشر من أكثر من اتجـاه، فلقـد

تضمن هذا االتفاق تقوية لبعض األدوات الحمائية، كما أنه يضمن المعاملـة بالمثـل لكـل المـستثمرين

تضمنها اتفاق النافتا ثم تقويتها بشكل أكثر مـن خـالل المنتمين للدول األعضاء، فالمعاملة القومية التي

يخضعون إلجـراءات وشـروط ومن تم فإن مستثمري الدول األعضاء ال . شرط الدولة األولى بالرعاية

.إنشاء معقدة

فهـل . خالل السنوات الماضية تم بحث ما إذا كان التفاق النافتا أي أثر على تركز اإلنتاج والنشاط

إلنشاء إتحاد اقتصادي بين دولتين أو في منطقة معينة على حجم االستثمار األجنبي المباشر هناك من أثر

لك المنطقة ؟ت باستثمارهالذي يمكن

.75بق، صا مرجع سرضا عبد السالم،): 1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

49

ذهب البعض إلى أن الوصول التفاق مثل النافتا يمثل خلق قوي جديد يمكنها أن تؤثر بـشكل كبيـر

.على خلق مناخ لتمدد حجم االستثمار األجنبي المباشر

ـ انتهىوبعد دراسة لتطورات حجم االستثمار األجنبي المباشر خالل السنوات الماضية ى الـبعض إل

لدول شمال أمريكا دفع الشركات الكبرى من الدول الثالث لزيادة حجـم توسع وتطور االتجاه االقتصادي

.تخصصها وذلك وفقا للميزة التنافسية لكل منهم

فيذي بالشركات الكبرى خلص البعض إلى أن أكثر من نـصف مدير تن 50وفي استبيان أجاب عليه

. لدولهم وألنشطة شركاتهمةالشركات الكبرى ترى أن اتفاق النافتا يمثل خطوة إيجابي

أخر أجرته غرفة التجارة األمريكية بالمكسيك، والذي كان قد صمم بغرض معرفة مدى استبيانوفي

شـركة دوليـة، 224بي المباشر، وكان قد أجاب عليه رؤساء نجاح اتفاق النافتا بالنظر لالستثمار األجن

ذهب أغلب المسؤولين عن تلك الشركات إلى شعورهم بالثقة في أن اتفاق النافتا مفيـد للغايـة إلنتاجيـة

.شركاتهم ومن ثم أرباحهم

، ذهب الغالبية العظمى ممن أجرى عليهم االستبيان إلى أن زيادة حجم كل 1997وفي دراسة جراهم

من التجارة واالستثمار هو األمر األكثر توقعا لالتفاق و يفيد كل مـن المكـسيك وبـاقي دول أمريكـا

.الالتينية

اإلتحاد األوروبي وعالقته باالستثمار األجنبي المباشر -2

ـ تأكد على المدى الطويل أن أي تطورات على المؤسسات االقتصادية اإلقليمية والسياسات التجار ة ي

فمـع إنـشاء الجماعـة . كون لها أثرها الفعال على حجم وتمركز االستثمار األجنبي المباشر يمكن أن ي

األوروبية ثارت تساؤالت حول ما إذا كان هدا االتفاق سوف يؤدي إلى خروج االستثمارات من الجماعة

.أو دخولها إليها

حجم االستثمارات في شمال من حيث المبدأ حجم االستثمارات البينية داخل االتحاد األوروبي تعدت

توضـح تلـك . 1990 من الناتج القـومي اإلجمـالي فـي %11 لتصل إلى مستوى 1980في أمريكا

المؤشرات أن التحرك نحو أوروبا أكثر أدى إلى حدوث تغيرات هيكلية في حجم االسـتثمارات البينيـة

.داخل اإلتحاد

األنشطة االستثمارية داخل االتحـاد، حيـث انتهى البعض إلى أن االتحاد األوروبي شجع بقوة حجم

.ترغب الشركات في تقوية أوضاعها في سوق كبرى موحدة وذلك من خالل عمليات الدمج و التملك

إنشاء السوق الموحدة في أوروبا أدى إلى تحول االسـتثمارات إلـى دول أن) 1995(رأى بالدوين

ال وهو ما قد يشجع تلك الدول إلى طلـب العـضوية منطقة التجارة الحرة وإلى دول مثل إسبانيا والبرتغ

.كاملة باالتحاد

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

50

فتجربة كل من المكسيك مع النافتا، والبرتغال وإسبانيا مع االتحاد األوروبي تبين أن االنـضمام ألي

.مة أكثر جاذبية لالستثمار األجنبي المباشرظاتحاد إقليمي يؤدي جعل سوق الدولة المن

أن 2001سات و التكهنات، أوضح تقرير االستثمار في العالم الصادر في سبتمبر تأكيد لكل تلك الدرا

فبعد سنوات مـع تربـع . دول االتحاد األوروبي كانت في مقدمة الدول المصدرة و المستوردة لالستثمار

الواليات المتحدة على عرش الدول المصدرة لالستثمار، ظهرت المملكة المتحدة على القمة حيث بلغـت

أما على جانب الدول المستوردة لالستثمار . بليون دوالر معظمها بدول االتحاد 250ثماراتها بالخارج است

فقد لوحظ أن أربع دول أوروبية كانت في مقدمة الدول المستقبلة لالستثمار العالمي بعد الواليات المتحدة

، )بليـون 123(رنـسا ، ف)بليـون 130(، المملكـة المتحـدة )بليـون 176(ألمانيـا : وهـي ) بليون 228(

)1().بليون95(وبلجيكا

التحادات اإلقليمية األخرى وأثرها على االستثمار األجنبي المباشرا-313

االستثمار األجنبي المباشر، كما عمق من االتحاد اإلقليمي ةلدول أمريكا الالتينيشجع اتفاق التجارة

هذا االتفاق األسواق الواسعة لكل من البرازيل فبعد أن فتح . بين الدول األعضاء في العديد من الصناعات

واألرجنتين، قامت تلك الدولتين بتوفير حوافز وضمانات االستثمار لجذب استثمارات كثيرة من أهمها

.االستثمار في قطاع السيارات والمركبات

لع حرية حركة الس" للسيارات بالبرازيل قال أن فولكس مدير التصدير بشركة يروني جيرا لدين

والقاعدة . عبر الحدود القومية يسر األمر علينا في عملية تخصيص وتنظيم إنتاجنا وتجميع منتجاتنا

األساسية هي أننا ال ننتج نفس المنتج في مكانين مختلفين، فالسلعة تنتج في األرجنتين لتناسب الذوق في

"حاد إقليمي في الدولتينالبرازيل والعكس صحيح، وما كان ذلك ليحدث لوال وجود حرية تجارة وات

االتحاد اإلقليمي بدول أمريكا الالتينية، ليس فقط على جذب االستثمارات من الخارج، ولكن شجع

قامت 1995عام في فعلى سبيل المثالأيضا على تشجيع استثمارات الدول األعضاء فيما بينها،

تلك الشركات في األرجنتين، ووفقا بليون دوالر وكان معظم استثمارات2استثمار الشركات الشيلية ب

. بليون دوالر5قدرت استثمارات تلك الشركات وحدها بـ ) 2001(لتقرير االستثمار في العالم

مثل أيضا التقارب بين الواليات المتحدة ودول أمريكا الالتينية عامال من عوامل جذب االستثمار في

إلى أن النسبة الكبرى من االستثمار ) 1994 (بيتريهى دول بالمنطقة، انت10المنطقة، فبعد دراسة على

فالواليات . ونسبة أقل توجهت خارج المنطقة وغير األعضاء،األجنبي المباشر تركزت بدول المنطقة

.دول أمريكا الالتينيةقتها االستثمارية مع جيرانها من المتحدة هي صاحبة النصيب األكبر في عال

يب دول أوروبا من االستثمارات بدول أمريكا الالتينية قد يكون مرجعه كما أن االنخفاض النسبي لنص

ومن تم فليس من العجيب أن تكون معظم . التاريخ االستعماري البغيض لتلك الدول بأمريكا الالتينية

.97رضا عبد السالم، مرجع سبق ذكره، ص): 1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

51

%31قادمة من الواليات المتحدة، في حين كان نصيب أوروبا ) %62(االستثمارات القادمة لتلك المنطقة

. فقط%7بان واليا

التحركـات نحـو دورا محوريا في " APPEC) " األبيك(في آسيا، لعب اتفاق دول آسيا والباسفيك

من خالل تقوية هذا االتفاق للتعاون االقتصادي تحرير كل من التجارة واالستثمار بالدول األعضاء، وذلك

د صارت البيئـة مهيـأة لكـل مـن والتكنولوجي، وهو ما يدفع بالمنطقة بأكملها نحو النمو، ومن ثم فق

فـي االستثمار والتجارة والتقدم التكنولوجي بتلك المنطقة، وقد أقرت الدول األعضاء في تلـك المنطقـة

ة واالتحادية مـن بينهـا بشنغهاي العديد من االتفاقيات والسياسات التحريري في مؤتمرها 2001أكتوبر

.تحاد األوروبيدة على نمط تلك المعمول بها باالحة موإنشاء عمل

"، اتفاق التجارة الحرة لدول األفتا )دول العشرة(كما أن هناك اتفاق التجارة الحرة لدول اآلسيان

EFTA "مثل حجم االستثمار األجنبي 1992 في عام .كلها هدفها تشجيع نمو كل من التجارة واالستثمار

كما أنه . حجم االستثمار المباشر بالمنطقة من %50 منأكثرالمباشر البيني أي بين الدول األعضاء نسبة

اآلسيوية كان المصدر الرئيسي لالستثمار يأتي من )النمو(في دول منطقة اآلسيان والدول حديثة التصنيع

.دول األبيك واليابان

%30 توجه أكثر من نصف استثمارات دول األبيك إلى دول األبيك ذاتها، 1992وفي نفس العام

إلى الدول األخرى بالعالم، فاالستثمار يقود عملية الوحدة االقتصادية بين دول %20ا، وتوجهت إلى أوروب

.األبيك، كما أن الروابط التجارية دعمت وطورت التحركات االستثمارية

أشكال االستثمار األجنيب املباشر: املطلب الثالث

المباشر، وقد يرجع ذلك إلى تباين في الواقع ال يوجد اتفاق حول أشكال محددة لالستثمار األجنبي

ين من جهة، وإلى الطبيعة المتجددة للشركات متعددة الجنسيات من جهة يالمرجعية الفكرية لالقتصاد

:أخرى، وفيما يلي نحاول أن نشير إلى أهم األشكال

تصنيفا يقضي بتقسيم االستثمار األجنبي المباشر إلىBehrman لقد تبنى :Behrman تصنيف :أوال

)1(:ثالثة أنواع هي

حيث ينحصر هدفه في استخراج ): أو الكولونيالي(االستثمار األجنبي المباشر من النوع االستعماري -1

.المواد الخام واستخدامها في بلد منشأ رأس المال، ويتميز هذا النوع بالتبعية المطلقة للشركة األم

ن متعددة الجنسيات، ديوااألطروحات الخاصة بتطور الشركات ، )ترجمة علي محمد علي تقي عبد الحسين(أ .ميرونوف أ : ) 1(

.94، ص 1983المطبوعات الجامعية، الجزائر،

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

52

وذلك بغرض إنتاج سلع وخدمات : إنتاجيةاالستثمار األجنبي المباشر القاضي بإقامة طاقات -2

وقد تعود للشركة عدة فروع في بلدان مختلفة . مخصصة للبيع في سوق مغلقة في نطاق البلد المضيف فقط

وتتصف العالقات ،)Holding Company( بنية الشركة القابضة – بشكل عام –من العالم، وتشبه بنيتها

كما أن قرارات المقر الرئيسي يتخذ أساسا على ضوء . لمعداتالمتبادلة بين أجزاء وأنواع معينة من ا

.ظروف السوق في البلد الذي يقيم فيه الفرع

والتي تخدم السوق العالمية من خالل توريد المنتجات التي : استثمار الشركات متعددة الجنسيات -3

تتواجد مع الشركة األمقاليم ذات التكاليف المنخفضة، و حيث تتوطن هذه األخيرة في األ،تنتجها الفروع

. مخطط هيكلي واحدضمن )1(:حيث قسم االستثمار األجنبي المباشر إلى ثالثة أنواع هي: تصنيف أبو قحف عبد السالم: اثاني

) خاصاسواء كان قطاعا عاما أو (أو أكثر والذي يتجسد من خالل مساهمة طرفان : االستثمار المشترك1-

األطراف شركة دولية ختراع، أو جميعها، حيث يكون أحدبرة أو براءة االفي رأس المال أو اإلرادة أو الخ

.ة المشروع باالتفاق مع بقية األطرافدارتقوم بإ

ينطوي على التملك المطلق ألموال استثمارية من والذي: االستثمار المملوك بالكامل للمستثمر األجنبي 2-

جية أو تسويقية، حيث يتم تنظيم العالقات بين طرف األجانب في البلدان المضيفة ضمن مشروعات إنتا

لك ذالمقر الرئيسي والفرع حسب اختصاصات وصالحيات الفرع والتفويض الموكل إليه ونوع النشاط، و

.وفق اتفاقيات مبرمة مع البلد المضيف

لها وهي استثمارات يمتلك أصو):عبر القومية(شركات متعددة الجنسيات الاالستثمار األجنبي من قبل 3-

أو يساهم في رأسمالها أكثر من بلد، حيث تتمتع بقدرات تمويلية وتكنولوجية وتنظيمية عالية، األمر الذي

)2(. من االستثمارات األجنبية المباشرة على مستوى العالم%80يمكننا من االستحواذ على نحو

)3(:ر وآخرون المتعلق باألشكال المختلفة لالستثماCharles Omanتصنيف : ثالثا

ولهذا فهي تتسابق البلدان النامية فيما بينها لجذب أكبر حصة من االستثمارات األجنبية المباشرة،

لحيازة التكنولوجيا ودخول أسواق جديدة للتصدير، حيث اتلجأ في بعض األحيان إلى تنويع إستراتجيته

:وفيما يلي أهم هذه األشكال ،ترتكز على األشكال الجديدة لالستثمار

.27 ص ،1989أبو قحف عبد السالم، السياسات واألشكال المختلفة لالستثمارات األجنبية، مؤسسة شباب الجامعة، اإلسكندرية، مصر، )1( والتجارة، كلية التجارة، جامعة عين دتصا محمد بن علي العقال، االستثمار األجنبي المباشر في الدول اإلسالمية، المجلة العلمية لالق: )2(

.176 ص، 1995، 2شمس، مصر، العدد

)3( : Charles Oman et autres, les nouvelles formes d’investissement dans les pays en voie de développement, O.C.D.E, Paris, France, 1989, P11.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

53

Les Entreprises Conjointes المؤسسات المشتركة -1

جية، حيث تقضي يالمشتركة شكال من أشكال التحالفات اإلسترات) المشروعات(تعد المؤسسات

باشتراك دولتين أو أكثر على المستوى الحكومي أو الخاص، بغرض إنتاج سلع أو خدمات ألغراض

صدير، على أن تقوم األطراف المشاركة بالمساهمة فيه بنصيب السوق المحلية أو السوق اإلقليمية أو للت

من العناصر الالزمة لقيامه، مثل رأس المال، المواد الخام، المهارات التنظيمية والتسييرية وفنون

)1(.اإلنتاج

)2(: يمكن هذا النوع من التحالف في البحث عن تقاسم

االلتزامات المالية والمخاطر؛-

مهارات الشريك؛ين المشترك للمهارات، أو باقتناءوذلك بالتكو التكنولوجيا، -

االندماج التجاري، والسياسي في البلد المضيف؛ التعاضد النفسي واالجتماعي لتسهيل-

. توزيع األعباء التسييرية اليومية-

إن فعالية المشروعات المشتركة في البلد المضيف غالبا ما تتوقف على مدى سالمة البيئة

)3( . وتمتع الشركاء المحليين بمراكز قوةةستثمارياال

Les Accords de Licence اتفاقيات التراخيص -2

والتي بموجبها تلتزم الشركات األجنبية اتجاه البلد المضيف بتوريد التكنولوجيا والمعارف التقنية

ضافة إلى إمكانية اقتناءها مقابل دفع جزافي، وحصولها على نسبة من المبيعات واألرباح المحققة، باإل

) Echanges Compensés(لمواد أولية بأسعار منخفضة، كما هو الشأن في اتفاقات التبادل التعويضي

).Règlement en Produit(والتسوية بالمنتج

Contrats de Gestion): اإلدارة( عقود التسيير -3

ة الخاصة يالعمليات واألنشطة الوظيفوالتي بمقتضاها تقوم الشركات األجنبية بإدارة جزء من

ن خالل فترة العقد، وذلك يبمشروع استثماري في البلد المضيف، مع التزامها بتكوين وتأهيل العمال المحلي

.لقاء عوائد مالية

)Contrat Produit et clé en main: ( عقود منتج ومفتاح في اليد-4

دراسة الجدوى على المشروع االستثماري وتقديم حيث يتضمن العقد قيام المستثمر األجنبي بإجراء

كافة تصميماته وطرق تشغيله والتكنولوجيات الالزمة له، وصيانته، وتتفاوت صالحيات الشركات األجنبية

.14 ص ،1995 ، مصر،روعات المشترآة، دار النهضة العربية، القاهرةإبراهيم محمد الفار، اقتصاديات المش: )1(

: Klans Longefeld wirrth, les joints ventures internationals, Edition: GLN, Juillet 1992, P 7.)2( )3( : Giogio Berda Navarettie, Joint venture in developing countries: conflict or corporation: A general analytical

approach, University of Oxford, October 1991, P38.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

54

يمكن أن تستمر إلى غاية الوصول أوحسبما تتضمنه بنود العقد، فقد تتوقف عند انطالق عملية االستغالل،

).عقد منتج في اليد(إلنتاج إلى نسبة معينة من ا

Accord de partage de la Production: اتفاقيات توزيع اإلنتاج-5

ع استخدام هذا النوع من االتفاقات في قطاع المحروقات، حيث تلتزم الشركات األجنبية بما لديها ييش

صولها على نسبة محددة من قدرات تمويلية وتكنولوجية وتسييرية وتسويقية باالستكشاف والتنقيب، مقابل ح

.من اإلنتاج، وتقل في الغالب عن حصة البلد المضيف

La sous-traitance Internationale: اولة الدولية عقود المن-6

بإنجاز مرحلة أو ) اتجاه شركة وطنية(وتسمى أيضا بالتعاقد من الباطن، حيث تلتزم الشركة األجنبية

آلالت والمعدات وقطع الغيار الخاصة بمنتج معين، ويمكن التمييز بين أكثر من عمليات اإلنتاج، أو توريد ا

)1(: أربعة أنواع لعقود المناولة هي

قد يكون بين مستثمرين مستقلين عن بعضهما في بلدان مختلفة، قد تكون واحدة متقدمة واألخرى - أ

نامية؛

مضيفة؛ داخل الدولة ال فروع شركة متعددة الجنسيات وشركة محلية بينقد يكون - ب

متعددة نفس الشركة قد يكون بين شركة متعددة الجنسيات وإحدى فروعها أو بين فرعين من-ج

، ولكن في بلدان مختلفة؛اتالجنسي

قعان في نفس الدولة ين ووع شركات متعددة الجنسيات، مختلفا أو يكون بين فرعين من فر-د

.المضيفة

Fusion et Acquisition): ( االندماج واالستحواذ-7

، أما االستحواذ )2(اتحاد مصالح شريكتين أو أكثر بغرض تكوين كيان جديد(Fusion) يقصد باالندماج

)Acquisition (على شركة أخرى، حيث تظل الشركة األولى ءفينشأ عند قيام إحدى الشركات باالستيال

).3(قائمة بينما تختفي وتذوب الثانية

تحواذ سمة بارزة، حيث تستهدف من خاللها الشركات تعزيز ولقد أصبحت عمليات االندماج واالس

ونشير هنا إلى أن . قدرتها التنافسية، وزيادة امتدادها الجغرافي، وتوسيع حصتها في السوق العالمي

عمليات االندماج واالستحواذ تمثل النوع المهيمن في عمليات اقتناء الشركات القائمة في البلد المضيف،

من هذه%90ى عمليات االندماج واالستحواذ في أوروبا، ثم التوصل إلى نحو م علتوحسب تحقيق

من الشركات المقتناة تم التنازل عنها خالل الخمس %30العمليات لم تحقق النتائج المرجوة منها، وأن

. عملية الشراء تلتسنوات التي

.259أبو قحف عبد السالم، مقدمة في إدارة األعمال الدولية، مكتبة اإلشعاع، الطبعة الرابعة، سنة النشر غير مبينة، ص : )1(

.05ص ،2001،مصر ،درية طارق عبد العال حماد، اندماج وخصخصة البنوك، الدار الجامعية، اإلسكن) 2(

37. ص، 1996 ، مصرمحمد صبح، القرارات المالية اإلستراتيجية، دار النهضة العربية، القاهرة،): 3(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

55

املباشراالتفاقيات الدولية املتعلقة باالستثمار األجنيب: املبحث الثالث

نظرا لتزايد أهمية االستثمار األجنبي المباشر وما يمكن أن يوفره من مزايا لكل من الدولة المصدرة

لها، فقد ظهرت الحاجة إلى صياغة وإقرار أطر قانونية تنظم العالقة ةلتلك االستثمارات أو الدولة المستقبل

الشركات الدولية، أوجنبية المباشرة سواء الدول بين األطراف المختلفة في عمليات أنشطة االستثمارات األ

إالّ أن ذلك ال يعد كافيا من وجهة نظر الدول . وذلك من خالل إقرار التشريعات، وتوفير بيئة مواتية

المصدرة لالستثمارات المباشرة حيث تحث على عقد اتفاقيات ثنائية مع الدول المستقبلة باإلضافة إقليمية

.ومتعددة األطراف

إبرام مثل هذه االتفاقيات تجعل أنشطة االستثمار محمية بالنظامين القانونين الدولي والداخلي على إن

حيث تلتزم األطراف المعنية بتحمل المسؤولية القانونية الدولية في حالة اإلخالل به، إضافة إلى . حد سواء

تنفيذية و ويلزم من تدابير تشريعية عليها اتخاذ ما ذلك فإن ارتباط الدولة بأحكام االتفاق الدولي يفرض

)1(.لتنفيذ ما ارتبط به دوليا و قضائية داخلية إدارية

وفي هذا السياق فقد تم عقد العديد من االتفاقيات الثنائية والمتعددة األطراف المتعلقة باالستثمار،

.)O.C.D.E(إضافة إلى مشروع اتفاق في إطار منظمة التعاون والتنمية االقتصادية

القواعد اإلرشادية للبنك الدويل بشأن معاملة االستثمارات األجنبية: املطلب األولهناك جملة من القواعد اإلرشادية للبنك الدولي بشأن معاملة االستثمارات األجنبية، تم إعدادها عام

ة لالستثمارات، باإلسناد إلى المعاهدات الثنائي) MIGA( من قبل الوكالة الدولية لضمان االستثمار 1991

باإلضافة إلى االتفاقيات الجماعية وقرارات األمم المتحدة، ،وكذا تشريعات االستثمار في الدول المختلفة

)2(. محاكم التحكيم الدولي، وكتابات فقهاء القانون الدولياتوقرار

معاملة االستثمارات األجنبية خمس مواد تمثل في بعض بشأن اإلرشاديةويشمل نص القواعد

اآلخر إضافات يقصد منها تطوير هذا نصوصها جزء من القانون الدولي المعاصر و تمثل في بعضها

.القانون بما يستجيب للحاجة إلى حماية أفضل للمستثمرين األجانب

:وقبل إيراد تلك القواعد اإلرشادية، هناك ثالثة نقاط هامة نشير إليها

هي خطوة مهمة في تطوير معايير دولية مقبولة بصفة إن هذه القواعد ليست نموذجا نهائيا، وإنما -

عامة، تكمل معاهدات االستثمار الثنائية وال تحل محلها؛

.94 ص ،2003 ،إبراهيم محمد العنابي، االتفاقيات الدولية في مجال االستثمار، المؤسسة العربية لضمان االستثمار، الكويت: )1( . 20 ،ص1993و اإلصالح الشامل، دار سعاد صباح، القاهرة ، مصر،شحاتة إبراهيم، نح: )2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

56

عاما مرغوبا فيه، يحتوي على مبادئ أساسية يقصد اإن تلك القواعد تعتبر إرشادية وتمثل إطار -

؛تشجيع االستثمار األجنبي لصالح الدول األعضاء جميعا منها

ى الدول األعضاء أن تنظر لتلك القواعد كمعايير مقيدة في السماح باالستثمارات األجنبية يتعين عل -

.وفي معاملتها في أقاليمها، دون اإلخالل بالقواعد الملزمة للقانون الدولي

ون منها القواعد، وبعض المالحظات تصر لمضمون المواد الخمس التي تتكوفيما يلي عرض مخ

)1(:المرتبطة بها

يمكن تطبيق هذه القواعد " تطبيقها، حيث تشير إلى أنه لنطاقتضمن المادة األولى تعريفا واسعات -1

اإلرشادية من جانب أعضاء مجموعة البنك الدولي بشأن االستثمارات األجنبية الخاصة في إقليم كل

ا قواعد نهت إلى أ كما تؤكد تلك المادة صفة التكميلية وغير اإللزامية لتلك القواعد، حيث أشار،منها

".مكملة للمعاهدات الثنائية والجماعية واألدوات الدولية األخرى

تعالج المادة الثانية مسألة قبول االستثمارات األجنبية أو السماح بالبدء فيها في الدولة المضيفة حيث -2

:تشمل على

مطالبة الدول األعضاء بتسهيل وتشجيع تلك االستثمارات؛ -أ

ق كل دولة في تنظيم قبول تلك االستثمارات على أراضيها، كما نصت على أشارت المادة إلى ح -ب

ات، كحق الدولة المضيفة في رفض استثمار، إذا كان ذلك ال يتفق ومتطلبات األمن ءانبعض االستث

القومي، أو إذا كان ينتمي لقطاعات يحتفظ بها قانون الدولة لمواطنيها، وذلك اتساقا مع أهداف

ية؛التنمية االقتصاد

أشارت المادة إلى أن القيود الواردة على االستثمارات الوطنية والمتعلقة بالنظام العام، والصحة -ج

يجب أن تطبق بصورة مماثلة على االستثمارات األجنبية؛،العامة وحماية البيئة

:تناولت المادة الثالثة أساليب معاملة االستثمار األجنبي، تتضمن أساسا -3

ألرباح الناتجة عن االستثمار، وكذا إعادة رأس المال في حاالت التصفية السماح بحرية تحويل ا -أ

أو البيع، وكذا السماح بحرية التحويل الدوري لجزء معقول من مرتبات وأجور العاملين األجانب؛

أهمية حماية المستثمرين وممتلكاتهم، بما في ذلك الملكية الفكرية؛ -ب

ولو هة العليا لمشروعدارثمر في اختيار القائمين باإل العمل، وكذا حرية المستقأهمية مرونة سو -ج

كان أجنبيا؛

مطالبة الدول األعضاء باتخاذ اإلجراءات المناسبة لمنع ممارسة الفساد في التعامل مع المستثمرين -د

األجانب؛

بنك مصر، قضايا االستثمار األجنبي المباشر في البلدان النامية، نظرة تحليلية للمكاسب والمخاطر، مركز البحوث، بنك مصر، العدد : )1(

.42-41، ص 1997 الثاني،

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

57

توصية الدول المضيفة بعدم التنافس فيما بينها حول تقديم المزايا واإلعفاءات؛ -ه

النامية، دمة ذات الفوائض المالية بعدم إعاقة تدفق االستثمارات الى الدول الدول المتقمطالبة -و

سر ذلك التدفق من خالل ضمان االستثمار، والمساعدات يوتشجيعها على اتخاذ اإلجراءات التي ت

. الفنية، وتقديم المعلومات

مر األجنبي في تتضمن المادة الرابعة معالجة مفصلة لمسألة تحديد التعويض الذي يستحقه المستث -4

.حالة المصادرة، أو التأميم، أو عند فسخ العقد

تناولت المادة الخامسة مسألة تسوية المنازعات بين المستثمر والدولة المضيفة، وتوضيح السبل -5

الممكنة لهذه التسوية، وتؤكد هذه المادة أن المفاوضات هي الطريقة األولى باإلتباع، وفي حالة فشل

ينبغي احترام اختصاص المحاكم الوطنية، إال إذا قبلت الدولة اللجوء إلى أسلوب المفاوضات،

التحكيم أو التوفيق، ثم توصي المادة الدول التي تقبل التحكيم باللجوء إلى المركز الدولي لتسوية

.ة دوليةدمنازعات االستثمار، نظرا لما يتمتع به من تخصص، وحيا

مشروع االتفاق متعدد األطراف حول االستثمارو االتفاقيات الثنائية: املطلب الثاين

،في إطار األهمية التي عني بها االستثمار األجنبي المباشر تم عقد العديد من االتفاقيات الثنائية

. حول االستثماراألطراف بروز مشروع االتفاق متعدد إلى باإلضافة

Les traités bilatéraux d’investissement االتفاقيات الثنائية :أوال

إن رغبة الحكومات في تسهيل تدفقات االستثمار األجنبي المباشر تجسد في ازدياد ملحوظ

، تم 1997ففي مطلع جانفي . لالتفاقيات الثنائية، لحماية وترقية االستثمار، خاصة خالل سنوات التسعينات

2002 أما في نهاية سنة ، )1( بداية التسعينات في440 دولة مقابل 162 اتفاقا ثنائيا يجمع 1330تسجيل

وقد . اتفاق بشأن االزدواج الضريبي2256 بشأن مسائل االستثمار، ونحو ثنائيا اتفاقا2181فقد تم عقد

.2005 اتفاقية بنهاية 2500تزايد عدد االتفاقيات حيث بلغ حوالي

لمخزون العالمي لالستثمار األجنبي من ا%7وحسب التقديرات، يمس هذا النوع من االتفاقيات نحو

من مخزون االستثمار األجنبي المباشر في البلدان النامية وبلدان وسط وشرق أوروبا، كما %22المباشر و

%87أن اتفاقيات االزدواج الضريبي والتي تستهدف تجنيب المهنيين ممن دفع الضرائب مرتين، تغطي

)2(. النامية وبلدان وسط وشرق أوروبامن االستثمار األجنبي المباشر في البلدان

OMC, Rapport Manuel: Mondialisation et commerce international, vol 1, dossier spécial, 1998. :)1( : CNUCED, Rapport sur l’investissement dans le monde, 2001, P21.)2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

58

من االتفاقيات الثنائية تم عقدها بين الدول المتقدمة والدول النامية، %62نشير هنا إلى أن ما يقارب من

فرنسا، ألمانيا، هولندا، بريطانيا والواليات المتحدة : حيث يأتي على رأس البلدان المتقدمة كل من

.األمريكية

%11 تم تسجيل نحو 1997لنامية ضاعفت من االتفاقيات الثنائية فيما بينها، ففي عام كما أن البلدان ا

الجزائر، الشيلي، : من اتفاقيات االستثمار الثنائية بين الدول النامية ويأتي على رأس البلدان النامية كل من

.الصين وجمهورية كوريا

، تستهدف )اإلقليمي(ت على المستوى الجهوي ات الثنائية، توجد مجموعة من الترتيبايإلى جانب االتفاق

ىوعلى محدودية االتفاقيات اإلقليمية التي تعن. ترقية االستثمار، حيث تندرج في نطاق التكامل الجهوي

ىبمسائل االستثمار، إالّ أن عددا منها يندرج ضمن المعاهدات التجارية، إن االتفاقيات اإلقليمية التي تعن

1957ول مسائل االستثمار األجنبي، تتجسد باألساس في معاهدة روما لعام حزية باإلجراءات غير التميي

L’accord sur( األوروبية، ومعاهدة الفضاء االقتصادي األوروبي ةالمنشئة للمجموعة االقتصادي

l’espace économique Européen (والمعاهدات الخاصة بإنشاء :l’ALENA , le Mercosure

l’ANASEاالستثمار الحرتغالب اتفاقيا في العتبار أن اتفاقيات التبادل الحر، هي كما يمكن ا .

)MAI (مشروع االتفاق متعدد األطراف حول االستثمار: ثانيا14

Multilateral Agreement on Investment (MAI) Accord Multilatéral sur l'Investissement (AMI)

مفاوضات تهدف إلى 1995 خالل ماي )OCDE()1(االقتصادية فتحت منظمة التعاون والتنمية

منذ بداية المفاوضات، إلى أن OCDEإنشاء اتفاق متعدد األطراف حول االستثمارات، ولقد أشارت

، وإن كان ال يحق لها الدخول كطرف في المفاوضات، إالّ أنه يمكن OCDEالدول غير األعضاء في

.AMIلها أن تنضم إلى اتفاقية

إلى السماح للمستثمرين بحماية أفضل ضد المصادرة، أو أية إجراءات OCDE يهدف مشروع

تعسفية أخرى، وإلى إنشاء آليات تسوية النزاعات وإلى خلق مجموعة قواعد موحدة تقوم على حماية

.المستثمرين وعلى دخولهم السوق، والتي ليست متضمنة في المعاهدات الثنائية حول االستثمارات

إن خلق التوافق بين القواعد التي تحكم االستثمارات األجنبية المباشرة، والمشجعة من طرف

OCDE يستهدف القضاء تدريجيا على التصرفات التمييزية لبعض الحكومات اتجاه الشركات متعددة ،

من %65، ونحو ج من تدفقات االستثمارات المباشرة إلى الخار%85 أكثر ثراء في العالم، حيث تمثل نحو 29 الدول OCDEتضم ): 1(

.التدفقات الواردة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

59

ؤسسات التجارية الجنسيات بصورة يتم معها دخول المؤسسات التجارية األجنبية األسواق في نفس ظروف الم

. الوطنية

. هو تحرير االستثمارات أكثر من خلق إطار حقيقي لتنظيم هذه االستثماراتAMIبهذا المعنى، فإن هدف

:على ثالثة محاور رئيسية هي" AMI" ذا، وترتكز اتفاقية ه

تحقيق مستويات عالية لحماية االستثمار؛ -1

تحقيق مستويات عالية لتحرير االستثمار؛ -2

.نظم لتسوية وفض المنازعاتتوفير -3

:أساساكما أن هناك جملة من البنود قد تم التوصل لصياغتها بشكل نهائي، تتعلق

تعريف المستثمر ومظاهر حمايته؛ -

حيث ينص مشروع االتفاقية على وجوب أن ال تقل : معاملة المستثمرين واالستثمارات األجنبية -

كما تناول . لك المعاملة التي يلقاها المستثمر الوطني عن تيالمعاملة التي يلقاها المستثمر األجنب

مشروع االتفاقية بعض اإلجراءات االحترازية التي يمكن أن تلجأ لها الدولة المضيفة في بعض

.المجاالت المالية والتي ال تتعارض ونصوص تلك االتفاقية

)1(:ا تتعلق بما يليفي حين هناك مجموعة من البنود لم يتم التوصل إلى صياغة نهائية بشأنه

نصوص خاصة بتسوية وفض المنازعات التي قد تشأ بين الدولة األم والدولة المضيفة، أو بين -

المستثمر األجنبي والدولة المضيفة؛

حيث تطالب بعض الدول بضرورة مراجعة الحوافز الممنوحة : نصوص خاصة بحوافز االستثمار -

خرى باستبعاد هذا الموضوع من نصوص في شكل إعفاءات ضريبية، بينما تطالب دول أ

مشروع االتفاقية؛

نصوص خاصة بإقرار أنظمة جديدة لنفاذ المستثمرين إلى الدول الخارجية في حاالت الخوصصة -

واالحتكارات العامة لبعض األنشطة االقتصادية، حيث تمت المطالبة بعدم التمييز بين الوطنيين

واألجانب؛

ين العاملين في المشروع االستثماري، حيث يهتم بتحركات هؤالء نصوص تتعلق باألفراد الرئيسي -

العاملين في المشروع االستثماري وأسرهم، وتسهيل دخولهم وإقامتهم في الدولة المستضيفة

.لالستثمار

.47 ص،بقا مرجع سبنك مصر،): 1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

60

جارة عددة األطراف يف إطار املنظمة العاملية للتتاالتفاقيات م: املطلب الثالثLes accords Multilatérales sur l’investissement dans le cadre de l’OMC

اتفاق متعدد األطراف يتعلق OMCفي الواقع، ال يوجد لحد اآلن في نطاق المنظمة العالمية للتجارة

تاريخ مرة في وألول ن جولة األوروغوايبمسائل االستثمار، إذ األمر ال يزال قيد النقاش واالختبار، إالّ أ

:المفاوضات التجارية، قد أقرت نصوصا هامة تتعلق باالستثمار األجنبي المباشر هي

اتفاق تدابير االستثمار المتصلة بالتجارة؛ -

الخدمات؛في لتجارة لاالتفاقية العامة -

.اتفاقية الجوانب التجارية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية -

:تفاقياتوفيما يلي إشارة مختصرة لهذه اال

) Trim’s(اتفاق تدابير االستثمار المتصلة بالتجارة : أوالAgreement on the trade-related investment measures Accord sur les mesures concernant les investissements liés au commerce

راحا بضرورة وضع وروغواي، قدمت الواليات المتحدة اقتاألعندما بدأت المفاوضات في جولة

تتناول المفاوضات السياسات التي كما اقترحت كذلك أن،ضوابط لتدابير االستثمار التي تشوه التجارة

تؤثر على تدفق االستثمار ألجنبي المباشر، وقد أدى اعتراض البلدان النامية على بحث القضايا

ضات على موضوع محدد، وهو تدابير في النهاية إلى اقتصار المفاوGATTاالستثمارية ضمن نطاق

.االستثمار المتصلة بالتجارة

الية، وتنظيم االستثمار األجنبي هناك الحوافز المبإن من بين التدابير التي تبنتها الحكومات الستقطا

من األرض والخدمات األخرى على أسس تفضيلية، فضال عن ذلك، الخصم الضريبي، توفير مساحة

)1(.ت شروطا لتشجيع االستثمار أو االلتزام باستخدامه طبقا لبعض األوليات الوطنيةتضع الحكوما

وتجدر اإلشارة إلى أن هذا االتفاق يحظر على البلدان استخدام خمسة تدابير متصلة بالتجارة، حيث

دأ العاملة المحلية على الواردات، ومن ثم فإنها تخالف مبتتعطي أفضلية المنتجا) أي هذه التدابير(أنها

: ليي تشمل هذه التدابير ما ،الوطنية

من المدخالت قدرااللتزام بشراء منتجات من منشأ محلي، أو أي مصدر محلي، أي ضرورة استخدام -1

المحلية في اإلنتاج؛

هيئة األمم المتحدة للتجارة والتنمية، دليل األعمال إلى اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، أمانة الكومنولث، مركز التجارة الدولية، : )1(

.206 ص ،1995

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

61

أن يكون شراء أو استخدام منتجات مستوردة من جانب مؤسسة ما مرتبطا بحجم أو قيمة المنتجات -2

رها، أي تشترط أن تكون الواردات مساوية لنسبة معينة من الصادرات يم بتصدالمحلية التي تقو

؛)جاريتمتطلبات التوازن ال(

الشركة األجنبية باستيراد منتجات تستخدم في إنتاجها المحلي أو ترتبط به عموما، بكمية تتناسب إلزام -3

مع حجم أو قيمة اإلنتاج المحلي الذي تصدره؛

منتجات تستخدم في إنتاجها أو ترتبط به بتقييد حصولها على العملة األجنبية، إلزام الشركة األجنبية ل -4

شرط توازن العمالت " على مبلغ يتناسب مع تدفقات العملة التي ترجع لتلك الشركة، ويطلق عليه

؛"األجنبية، أو متطلبات التحويل األجنبي المؤدية إلى قيود على الواردات

منتجات أو بيعها للتصدير، حيث تشترط بعض الدول المضيفة على قيام الشركة األجنبية بتصدير -5

المستثمر األجنبي أن يصدر كمية معينة من إنتاجه ال تقل عن نسبة معينة من إنتاجه المحلي الكلي،

".شرط حدود التصدير " طلق عليه يو

.االتفاقية العامة للتجارة في الخدمات: ثانياThe General Agreement of trade in services (GATS) Accord Général sur le commerce des services (AGCS)

على مجال واسع من النشاطات االقتصادية، وقد قسمت أمانة منظمة التجارة " خدمات " تشمل كلمة

)1(:قطاعات اإلثني عشر التاليةالالعالمية هذه النشاطات المتنوعة إلى

؛)ا في ذلك الخدمات المهنية وخدمات الحاسوببم(خدمات األعمال التجارية -

خدمات التوزيع؛ -

خدمات االتصاالت؛ -

الخدمات الهندسية؛ خدمات التشييد و -

الخدمات التعليمية؛ -

الخدمات البيئية؛ -

الخدمات الصحية؛ -

؛)التأمين والخدمات المصرفية(الخدمات المالية -

احة والسفر؛يخدمات الس -

الرياضية؛ وةالخدمات الترفيهية، الثقافي -

خدمات النقل؛ -

.خدمات األخرى غير المشمولة في مكان آخرال -

.257 ص ، سابقعهيئة األمم المتحدة للتجارة والتنمية، مرج )1(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

62

. قطاعا فرعيا155كما قسمت هذه القطاعات اإلثني عشر إلى

إلى تعزيز النمو االقتصادي لجميع الشركاء التجاريين، ولتطوير البلدان GATSتهدف اتفاقية

ي تقدم مجموعة شاملة من القواعد المتضمنة تقديم النامية من خالل تطوير تجارة الخدمات، وبذلك فه

)1(.الخدمات الدولية بكل أنواعها، بما في ذلك الوجود التجاري، المماثل لالستثمار األجنبي المباشر

:ن ما يلييبي يتألف من إطارGATSوتجدر اإلشارة إلى أن هيكل اتفاق تجارة الخدمات

الحق التي تحدد مالتدابير التي تؤثر على تجارة الخدمات، والالمفاهيم العامة والقواعد المطبقة على -

المبادئ والقواعد للقطاعات النوعية التي تكمل نص االتفاق؛

التعهدات المحددة بتحرير التجارة في قطاعات الخدمات والقطاعات الفرعية المدرجة في الجداول -

الوطنية للبلدان األعضاء؛

)2(:مادة ومالحق، حيث تنص على ما يلي) 35(في خمس وثالثين GATSهذا وتقع اتفاقية الخدمات أي عدم التمييز بين األطراف في (تنص االتفاقية على العمل بمبدأ معاملة الدولة األولى بالرعاية -15

، ومعاملة كل دولة للشركات المقدمة للخدمات سواء كانت محلية أو أجنبية على )تبادل المزايا

قدم المساواة؛

سير وصول الخدمات التي مصدرها ية زيادة دور الدول النامية في التجارة الدولية، من خالل تمساند -

الدول النامية إلى أسواق الدول المتقدمة؛

التعهد بتقديم معلومات حول القوانين واللوائح الوطنية والممارسات التي تحكم الخدمات؛ -

ت على أساس تمييزي وبشرط أن يشمل السماح للتجمعات االقتصادية والتجارية تبادل أفضليا -

التبادل جزءا هاما من قطاع الخدمات؛

اتخاذ األطراف إجراءات لتسيير القوانين واللوائح الداخلية، ومالءمتها لتطبيق أحكام هذه االتفاقية، -

والعمل على اإلسراع في البث في أي شكوى متعلقة بإجراءات تطبيق قانون أو الئحة؛

ذي لديه شركات احتكارية أن يضمن أن تتصرف تلك الشركات طبقا لسلوك يتعين على الطرف ال -

تجاري، ال يتناقض مع التزاماته لألطراف األخرى؛

ينبغي على األطراف أن ال تطبق قيودا على التحويالت وتسديد المعامالت التجارية الملزمة -

بمقتضى هذه االتفاقية؛

التفاقيات العامة للتجارة في الخدمات، المؤتمر العاشر لرجال األعمال شريف حسن، االستثمارات العربية في الخدمات ضمن ا: )1(

.15 ص ،2003 ديسمبر 10- 9والمستثمرين العرب، الجزائر

صبري عبد الرحمان، أثر االتفاق العام لتجارة الخدمات عربيا ودوليا على قطاع النقل البري العربي مع إشارة للسكك الحديدية، مجلة ): 2(

.116-115، ص2003، 21عة، بنك الكويت الصناعي، العدد المال والصنا

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

63

لى الواردات ألغراض ميزان المدفوعات، في حالة يسمح باستخدام إجراءات الوقاية، والقيود ع -

مواجهة صعوبات في ميزان المدفوعات؛

تشويهية على تجارة الخدمات، ولذلك ينبغي الدخول في اإلعانات الرسمية أثارتدرك األطراف أن ل -

آلثار التشويهية، ويتعين على اتعدد األطراف لتجنب هذه اق ممفاوضات للتوصل إلى اتف

ل المعلومات حول اإلعانات الرسمية المتعلقة بتجارة الخدمات التي تمنح أصحاب األطراف تباد

الخدمات المحلية؛

تنص االتفاقية على أحكام خاصة وملزمة لألطراف في مجال الوصول إلى األسواق، والمعاملة -

" وستدرج هذه التعهدات في . الوطنية والتحرير التدريجي لتجارة الخدمات على أساس قطاعي

ويضاف إليها جدول زمني لتنفيذ هذه التعهدات؛" اول االلتزامات جد

اقتضت الضرورة لذلك، لتنفيذ أحكام هذه االتفاقية، وذلك في إطار عمل كلمايجتمع ممثلو األطراف -

مشترك، وبقصد تعزيز هذه االتفاقية؛

لمالية، على أربعة مالحق تنص على قواعد عامة تتعلق بقطاع الخدمات اةتحتوي االتفاقي -

.ةالمدمات المواصالت الجوية وتنقل العاالتصاالت، خ

يادة ونظرا لضعف القدرة التنافسية للبلدان النامية في معظم قطاع الخدمات، وحاجتها إلى ز

هذا القطاع، تضمن االتفاق نصوصا تعطي مرونة للبلدان النامية لولية نصيب مساهمتها في التجارة الد

:هذا المجال، أهمهاواألقل نموا في

التزام البلدان المتقدمة بإنشاء مراكز اتصال في غضون عامين من بدء تنفيذ االتفاق، لتسهيل

لنامية على معلومات عن أسواق الخدمات في تلك البلدان، فيما يتعلق بالجوانب احصول البلدان

تطوير صادراتها من الخدمات؛التجارية والفنية والتكنولوجية، التي تحتاج إليها البلدان النامية ل

فرض ن مدفوعاتها، بما يعطيها الحق في االعتراف بالصعوبات التي تواجهها البلدان النامية لموازي

قيود مؤقتة على المدفوعات والتحويالت الخاصة بأنشطة الخدمات التي تلتزم بتحريرها، وكذلك

سب لتنفيذ برامج التنمية االقتصادية؛استخدام القيود لضمان الحفاظ على مستوى احتياطي مالي منا

السماح ألية دولة باتخاذ إجراءات وقائية خاصة لحماية قطاعات خدمات التزمت بتحريرها وفقا

لالتفاق، وسحب أو تعديل التزاماتها بعد ثالث سنوات من بدء تنفيذ هذه االلتزامات عند تعرضها

للخلل في ميزان المدفوعات؛

برام اتفاقيات لتحديد قطاعات الخدمات مع البلدان أخرى، نامية أو متقدمة ، السماح ألية دولة بإ

ومنح األطراف من البلدان النامية معاملة أفضل من الممنوحة للبلدان المتقدمة؛

السماح بأن ال تطبق أحكام االتفاق المتعلقة بشروط الدولة األكثر رعاية على قوانين المشتريات

الحكومية؛

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

64

تفاق على اإلجراءات الخاصة بحماية اآلداب العامة والنظام العام، وحماية الحياة، ال يطبق اال

وصحة اإلنسان والحيوان والنبات، كما يتسم بالتفرقة في المعاملة بين راعيا الدول وفقا التفاقيات

منع االزدواج الضريبي؛

تح قطاعات أقل من التي يراعي في جوالت المفاوضات القائمة منح البلدان المرونة المناسبة لف

تفتحها البلدان المتقدمة بما يتناسب مع أوضاعها التنموية؛

االعتراف في إطار المفاوضات التي ستجري حول دعم تجارة الخدمات واإلجراءات التعويضية،

عم في برامج التنمية في البلدان النامية ومراعاة حاجة تلك البلدان إلى المرونة في دبدور ال

.المجال

)1(:ي بمبادئها ما يلGATSهذا وقد يترتب على التزام الدول المتضمنة التفاقية

إمكانية التنبؤ بالسياسات المحلية للدولة العضو، حيث تضعف تلك االلتزامات من قوة جماعات

المصالح المحلية التي تسعى للحفاظ على مكاسب معينة، ولكن في ظل التزامات الدولة، ال

يد، وفي ذات الوقت تعطي هذه االلتزامات مؤشرا على سياسات الدولة يتحقق لها ما تر

المعينة؛

إن هذه االلتزامات تفيد في تشكيل وتحديد اإلصالحات االقتصادية والتنظيمية المطلوبة؛

يمكن للمستثمرين المحليين واألجانب، أخذ هذه االلتزامات كمؤشرات لمعرفة مدى استقرار

ت تغييرها في المستقبل، مما يساعد الدول على حفز االستثمارات، السياسة المحلية واحتماال

وجذب االستثمارات األجنبية؛

إن التزام دولة عضو بتطبيق تنظيمات وتدابير معينة، يشجع الدول األعضاء األخرى على

.القيام بالمثل

البازعي، حميد بن سليمان، اتفاقية الخدمات المالية وأثارها المحتملة على القطاع المصرفي السعودي، المجلة االقتصادية السعودية، )1(

.280 ، ص1999، الثانيمركز النشر االقتصادي، الرياض، السنة األولى، العدد

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

65

TRIPSاتفاقية الجوانب التجارية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية : ثالثا Trade Related Aspects of Intellectual Property Rights.

Accord sur les aspects des droits de propriété intellectuelle qui touchent au commerce.

ينصرف مفهوم الملكية الفكرية إلى إبداعات الفكر اإلنساني، وهي الحقوق الواردة على األشياء غير

الملكية : ، ويمكن تقسيم هذه الحقوق إلى قسمين هما)1(معروفة بحقوق الملكية الذهنيةالملموسة، وال

تضم الملكية الصناعية االختراعات والمركات التجارية، أما حقوق المؤلف .الصناعية، وحقوق المؤلف

.فهي الحقوق الخاصة بأعمال اإلبداع والتأليف

ن غيرها، هي أنها غير قابلة لإلدراك المادي، فهي تنصرف أهم ما يميز حقوق الملكية الفكرية عإن

إلى ما هو غير ملموس ماديا، حيث ترتبط بنور المعلومة المندمجة في األشياء المادية الملموسة، كما أن

هذه الحقوق تتمتع بالحماية لفترات زمنية معينة، على عكس حقوق الملكية عموما، فهي غير محددة لزمن،

ال عن تميز تلك الحقوق بأنها محلية، أي تطبق وفق ظروف كل دولة بما يناسب خصائصها فض

)2(.االجتماعية، الثقافية واالقتصادية

تجدر اإلشارة أن هناك مجموعة من المعاهدات الدولية واإلقليمية، خاصة بحماية حقوق الملكية

:نذكر منها). Wipo(العالمية للملكية الفكرية ، تدار من خالل المنظمة TRIPSالفكرية، سبقت اتفاقية

والمركات التجارية؛ التي تغطي البراءات1883معاهدة باريس -

حول المؤلف؛1886معاهدة برن -

؛UPOV (1961(االتحاد الدولي لحماية األصناف الحديثة للنباتات -

؛)معاهدة إقليمية (1973معاهدة البراءة األوروبية -

.1989ت النموذج الخاص باألشياء الدقيقة اتفاقية حماية تصميما -

:أما بالنسبة للدول النامية، يوجد مكتبين إقليميين في إفريقيا هما

؛)APRIPO(لملكية الفكرية اإلقليمية اإلفريقية ا منظمة -

).OAPI(منظمة اإلفريقية للملكية الفكرية ال -

ندوة حقوق الملكية الفكرية في مصر، رئاسة " التحديات والفرص : طار التنميةإريف محمد هشام، حماية الملكية الفكرية في مصر والش )1(

.1 ، ص1992 ودعم اتخاذ القرار، تمجلس الوزراء، مركز المعلوماجلة آفاق اقتصادية، اتحاد غرف التجارة والصناعة ، م"حماية حقوق الملكية الفكرية والنمو االقتصادي" محمد جاد اهللا محمود، ياسر: )2(

.141، ص2000 ،21/84في دول اإلمارات العربية المتحدة، مجلة

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

66

لتقليد غير المشروع، دعت الدول وبغرض استعادة نصيبها السوقي الذي تناقص من جراء ا

إلى تدويل حماية الملكية الفكرية، ونقلها من المستوى المحلي –صاحبة االختراع -الصناعية

واإلقليمي إلى المستوى العالمي، وذلك ما تم التوصل إليه خالل دورة أوروجواي في ما يسمى باتفاقية

"TRIPS" .

ثيقةام االتفاقية الدولية الرئيسية في مجال الملكية الفكرية وإحك " TRIPS" وهكذا جمعت اتفاقية

واحدة، فحققت الترابط فيما بينها، بعد أن كانت هذه األحكام متفرقة ومبعثرة في االتفاقيات الدولية

المختلفة، وألزمت جميع الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية بتطبيق أحكامها بغض النظر عن

)1(. هذه االتفاقيات الدولية أو عدم االنضمام إليهاانضمامها إلى

منها أنها تشجع روح االبتكار التكنولوجي، ونقل ) 7(إن الهدف الرئيسي لالتفاقية كما ورد بالمادة

وتنطلق االتفاقية من المبادئ العامة لـ . التكنولوجيا بما يساعد على تحقيق المنفعة لمنتجها ومستخدمها

"GATT"ا المعاملة الوطنية لكافة الدول األعضاء، وهذا قد يدفع األجانب لنقل تطبيق أفكارهم ، وأهمه

ين، ويساعد ذلك على نشر التكنولوجيا يألي من الدول األعضاء طالما أنهم سوف يعاملون معاملة الوطن

.وتحقيق المزيد من المنفعة

فصاح الواضح عن االختراع المتقدم به كما تناولت المادة التاسعة والعشرين من االتفاقية ضرورة اإل

صاحبه للحصول على براءة بما يسمح بتنفيذه من قبل شخص يمتلك الخبرة التخصصية، ومن ثم قد يكون

ذلك دافعا النتقال المخترع أو القائم باإلنتاج بموجب هذا االختراع إلى الدول األخرى لإلنتاج بنفسه هناك

.الدخول في مشروعات مشتركةفي صورة استثمار أجنبي مباشر أو

، ندوة قطر والطريق إلى العولمة االقتصادية، غرفة تجارة TRIPS حسام الدين عبد الغني الصغير، الملكية الصناعية في اتفاقية : )1(

.6ص ،2002 مارس14-13وصناعة قطر، الدوحة،

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

67

دوافع االستثمار األجنيب املباشر وآثاره: املبحث الرابع

بعد التعرض إلى المفاهيم المختلفة لالستثمار األجنبي المباشر، وإلى تطـوره التـاريخي ومختلـف

نا أن نسلط الـضوء النظريات المفسرة له، وبعد التطرق إلى االتفاقيات الدولية المتعلقة به، كان البد علي

على دوافع األطراف المتدخلة فيه، وكذا على آثاره سواء تعلق األمـر بالبلـدان المـصدرة أو البلـدان

.المضيفة له

:وعلى هذا األساس تم تقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب

. يتضمن دوافع االستثمارات األجنبية المباشرة:المطلب األول

.على آثار االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول المضيفة نركز فيه :المطلب الثاني

. نشير فيه إلى أثار االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول القائمة باالستثمار:المطلب الثالث

ردوافع االستثمار األجنيب املباش: املطلب األول

مجموعة من المحددات إلى تخضع وإنما ، ارتجالية أووية ليس عملية عف أجنبيةباستثمارات القيام إن

.، ولعل أهم عامل يتجسد في الدافع من هذا االستثمار العوامل و التي تؤثر في مسارهاأو

مستثمرين و دوافع البلد المـضيف، فلكـل المباشر نميز بين دوافع ال األجنبيو لدراسة دوافع االستثمار

.أهدافه و غاياته

:يفيما يل تتمثل تحقيقهاالمستثمرون هداف التي يؤملإن أهم األ

؛ استخدامها في صناعتهاألجل ،الحصول على المواد الخام من الدول المستثمر فيها -1

والتي ال تـستطيع هـذه الـشركات ،إيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها لتسويق فائض السلع الراكدة -2

تسويقها في موطنها؛

حيث أن أجرة العامل فـي ،ر التكلفة في الدول المستثمرة فيها من ميزة انخفاض عناص االستفادة -3

تلك الدول تكون عادة اقل من أجرة العامل في الدول المتقدمة صـناعيا، وكـذلك فـان تكلفـة

الحصول على المواد الخام أو تكلفة النقل قد تكون في هذه الدول اقل منها في الـدول المتقدمـة

صناعيا؛

جيع االستثمار و اإلعفاءات الضريبية، التي تمنحها الكثيـر مـن الـدول االستفادة من قوانين تش -4

المستثمر فيها من اجل جذب االستثمارات األجنبية إليها؛

قد تحقق أرباحـا األجنبية الشركات أن إذ المستثمرة،االستفادة من فرص تحقيق الربح في الدول -5

ها داخل موطنها؛من استثماراتها األجنبية تفوق بكثير أرباحها من عمليات

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

68

واألسعار من حيث الجودة ، بمنافسة الشركات و الصناعات المحلية األجنبيةسهولة قيام الشركات -6

؛ المال لديهارأس وذلك بسبب تملكها للتكنولوجيا المتقدمة و وفرة ،ونوع الخدمة

و انتـشرت توزعت انه كلما إذ األجنبية، استثمارات الشركات إليهاالمخاطر التي تتعرض تقليل -7

.كلما قلت مخاطر هذه االستثماراتاالستثمارات على عدد اكبر من الدول

و تسعى الدول المضيفة لالستثمار األجنبي المباشر إلى تحقيق أهداف إستراتيجية و التغلـب علـى بعـض

:يالصعوبات التي تواجهها ويمكن تلخيصها فيما يل

؛ اإلدارية الموجودة في الشركات األجنبيةوالخبراتاالستفادة من التكنولوجيا المتقدمة

حل مشكلة البطالة، وذلك بتشغيل عدد من العاطلين عن العمل في المشروعات التي يتم إنشاؤها؛

حسين ميزان المدفوعات عن طريق زيادة الصادرات و التقليل من الواردات، وذلك من خالل ت

.ال السلع المستوردة بالسلع المنتجة محليا باستبداإلنتاج المحلي حيث يساهم هذا اإلنتاجزيادة

.و يلخص الجدول الموالي مجمل الدوافع الخاصة بالمستثمر و بالبلد المضيف

الدولة المضيفة دوافعالمقارنة بين دوافع المستثمر األجنبي و: 10جدول رقم

دوافع البلد المضيف دوافع المستثمر

النمـو، التوسـع : البحث عن أسواق جديدة -1

.وغزو األسواق الخارجية

االستفادة من اإلعفاءات الضريبية والمزايا -2

.الممنوحة

لعمالـة ةاالستفادة من األجـور المنخفـض -3

.الدول المضيفة

.استغالل المواد المتاحة في الدول المضيفة -4

.استغالل الفرض االستثمارية المحلية -5

.دمةاالتخلص من التكنولوجيا المتق -6

.التخلص من مخزون راكد -7

.اعتبارات إستراتيجية -8

.توظيف عوامل اإلنتاج المحلية -1

.محاولة حل مشكلة البطالة -2 .الحصول على التكنولوجيا المتقدمة -3 إحالل اإلنتاج المحلي محل الواردات مع االهتمـام -4

).الوافدة(بالتصدير في إطار الشركات القائمة

.االحتكاك بالكفاءة األجنبية -5

التنافـسي المركز سينتنمية التجارة الخارجية وتح -6

. للبلد

. تحقيق تقدم اقتصادي -7

،2000، ة، اإلسـكندري الدولي والتنسيق الضريبي، مؤسسة شباب الجامعة ر، االستثما فريد النجار : المصدر

.36ص

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

69

املضيفةل االستثمار األجنيب املباشر على اقتصاديات الدوثارآ: املطلب الثاين االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول المضيفة، يعد مسألة مثيـرة آثارإن محاولة تحليل

حيـث تـرى المجموعـة المؤيـدة بـأن . لشركات متعددة الجنسيات ارض ومؤيد لنشاط اللجدل بين مع

نمو الدول المضيفة عن طريق سد الفجـوة بـين المباشرة تساهم في زيادة معدالت االستثمارات األجنبية

في حـين . العاملة باإلضافة إلى ترقية حجم الصادرات اليدستثمار، ونقل التكنولوجيا وتأهيل االدخار واال

ترى المجموعة المعارضة أن أعباء االستثمار األجنبي المباشر تفوق مزاياه، حيث يتسبب فـي تعميـق

ثيره الـسلبي عجز ميزان المدفوعات، ويعمل على تشويه أنماط اإلنتاج واالستهالك الوطني، إلى جانب تأ

هذه على القوانين والسياسات وعلى هذا األساس انعكست وجهات النظر .على القرارات السياسية الوطنية

.المعتمدة في كل دولة

.تحليل لمزايا وأعباء االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول المضيفةيلي وفيما

.المباشرالمزايا المرتبطة باالستثمار األجنبي : أوال

تشير العديد من األدبيات االقتصادية إلى جملة المزايا التي يمكن أن تحققها االسـتثمارات األجنبيـة

المباشرة في الدول المضيفة، خاصة تحفيز النمو االقتصادي، وما يرتبط من مؤشرات خارجية، مثل نقل

لفجـوة بـين االدخـار واالسـتثمار التكنولوجيا، وزيادة كفاءة رأس المال البشري، باإلضافة إلى سـد ا

: األجنبي المباشرلالستثمار لمختلف وجهات النظر الداعمة المحليين، وفيما يلي تحليل

عوائد تكنولوجيا االستثمار األجنبي المباشر -1

تثمار األجنبي المباشر، حيـث إن هناك العديد من العوائد واآلثار إليجابية المصاحبة لتكنولوجيا االس

التي تحفـز مـن ةكات متعددة الجنسيات في الدول المضيفة، تجلب معها التكنولوجيا الالزم فروع الشر

خاللها الشركات المحلية على بذل الجهد لحماية نصيبها وأرباحها في السوق المحلي، وبالتالي العمل على

.الرفع من إنتاجيتها

، أو من خالل المنافسة بما يساعد على ةويحدث هذا من خالل عمليات المحاكاة ونسخ التكنولوجيا األجنبي

تطوير أساليب اإلنتاج محليا، أم من خالل انتقال المهارات من فروع الشركات األجنبية إلـى الـشركات

.المحلية

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

70

بغـي ولكي تعظم الدول المضيفة منافعها من التكنولوجيا المصاحبة لالستثمار األجنبي المباشـر، ين

)1(:توافر جملة من الشروط أهمها

وضع الخطط التي تحـدد نـوع التكنولوجيـا وإعطاء أهمية للتخطيط العلمي والتكنولوجي، -أ

؛توطرق وأساليب نقلها، واعتماد المنهجيات العلمية والعملية لتحديد األولويا

البحث والتطوير، وخلق األجواء المالئمة للعاملين فيها، العلمي وأجهزة دعم مؤسسات البحث -ب

لهم، وتوسيع التبادل العلمي مع المؤسسات المشابهة في الخـارج فـي وتوفير مستلزمات عم

شكل عقود لتبادل الخبرة؛

والتكنولوجيـة تشجيع تأسيس بيوت الخبرة واالستشارة، وتسهيل توفير المعلومات العلميـة -ج

باستخدام نظم قواعد المعلومات الحديثة؛

اب وتوظيـف وتطـوير قـدرتها علـى اسـتيع تطوير أساليب تكوين اإلطارات بما يعزز -د

.الحديثةالتكنولوجيات

وضع التشريعات الخاصة بنقل التكنولوجيا من خالل تنفيذ عقود الـشراكة مـع الـشركات -ه

.األجنبية

ي المباشـر وتجدر اإلشارة إلى أن هناك العديد من الدراسات قد أجريت لقياس تأثير االستثمار األجنب

على النمو االقتصادي في البلدان المـضيفة، ومـن بـين هـذه ، وتأثير ذلك اإلنتاجيةعلى خلق العوائد

:الدراسات نذكر مايلي

حيث أجريت على قطاع الصناعة في المغرب، : 1993 عام Haddad and Harrisonدراسة

وتبين أن هناك داللة معنوية بين ارتفاع إنتاجية عناصر اإلنتاج في الصناعات المحلية والقطاعات

كما أكدت الدراسة على أن درجة التأثير هـذه، تتوقـف علـى . الستثمار األجنبي التي يتزايد فيه ا

األجنبي، وأن درجـة اسـتفادة المـشروعات رتحسين التكنولوجيا في الشركات المستقبلة لالستثما

)2(.فز الحكومية للمستثمرين األجانبالمحلية من أثر المعرفة يتحدد بأثر الحوا

دولة نامية خـالل الفتـرة 69 لعينة مكونة من :1995عام Whalee و Borenzteinدراسة

، حيث أوضحت النتائج أن تأثير االستثمار األجنبي المباشر على النمو فـي الدولـة 1970-1989

المضيفة يتوقف على رصيد رأس المال البشري المتوفر لديها، باإلضافة إلى ذلك، فإن التكنولوجيا

شر، يمكن أن تساهم في تحقيق زيادة معدل النمـو فـي الدولـة المصاحبة لالستثمار األجنبي المبا

)3(.علـى اسـتيعاب التكنولوجيـا ) أي الدولـة المـضيفة (المضيفة فقـط، فـي حالـة قـدرتها

.39، ص1987 ،أكتوبر 30، مجلة التعاون الصناعي في الخليج العربي، العدد "اتخطيط ونقل التكنولوجي" حمداني، نضال إبراهيم وآخرون،ال: )1(

)2( : Haddad. M, Harrison. A,”Are there positive spillovers from direct foreign investment?”Evidence from panel Data for Marocco.Journal of Development Economics,Vol 42,El Servier Science Publishes Bv,North Holland, 1993, P 52 .

ناصف إيمان عطية، تأثير الوفورات الخارجية لالستثمار األجنبي المباشر على النمو في الدول النامية، مؤتمر االستثمار والتنمية وتحديات القرن : )3(

.213،ص 2003 سبتمبر 13-11 اإلسكندرية،،المجلد األول،21

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

71

والمتعلقة بتأثير االستثمار األجنبي المباشر على النمو االقتصادي في : 1997 عام Hongدراسة

إلنتاج الكوري في تحفيز النمو االقتصادي، من خالل كوريا، حيث أوضحت الدراسة نجاح قطاع ا

)1(. اإلدارية بفعل تدفق المزيد من االستثمار األجنبي المباشرتاستفادته من التكنولوجيا والمهارا

على مجموعـة مـن الـدول : 1998عام ) OCDE(دراسة منظمة التعاون والتنمية االقتصادية

الستثمار األجنبي المباشر لأن ند، حيث أوضحت الدراسة ، وتايال الصين، ماليزيا، سنغافورة : منها

على النمو االقتصادي من خالل استقطاب رأس المال المـادي والتكنولوجيـا الحديثـة يأثر إيجاب

)2(.المصاحبين له، إذ ترتب على التكنولوجيا زيادة تنافسية الشركات المحلية في األسواق العالمية

ل بأن هناك العديد من الشواهد التطبيقية تثبت اآلثار اإليجابيـة المرافقـة ، يمكننا القو على ضوء ما سبق

لتدفق االستثمارات األجنبية المباشرة، خاصة ما تعلق بتوريث التكنولوجيا، وتأهيل رأس المال البـشري،

.وزيادة إنتاجية عناصر اإلنتاج

أثر االستثمار األجنبي المباشر على التجارة الخارجية -2

جارة الخارجية إحدى القنوات األساسية التي ينتقل من خاللها تأثير االسـتثمار األجنبـي تعتبر الت -3

ويحدث ذلك حال تدفق رؤوس األموال األجنبية إلى البلـدان المـضيفة . المباشر على النمو االقتصادي

إلـى مصطحبة معها جملة من التكنولوجيات، والمهارات وشبكات اإلنتاج والتسويق الدولية، باإلضـافة

.مختلف العالمات التجارية

: والختبار تأثير االستثمار األجنبي المباشر على التصدير، ينبغي التفرقة بين مسألتين، هما -4

متعددة الجنسيات إلى القدرات التصديرية لفروع الشركات حيث يتمثل في زيادة : األثر المباشر - أ

لها إلجراء العمليات التصنيعية على المواد األسواق الخارجية، نظرا لما تتمتع به من إمكانيات تؤه

الخام، وإبرام عقود التصدير للخارج، باإلضافة إلى مهاراتها التسويقية وبالتالي تتغير إستراتيجية

.التصنيع لترقية الصادرات

لمجموعة من المزايا المصاحبة لالسـتثمار األجنبـي بالنـسبة والذي ينشأ تبعا :ر األثر غير المباش - ب

:ات المحلية، وذلك من خاللللشرك

نقل التكنولوجيا الحديثة في مجال اإلنتاج التصديري إلى الشركات المحلية، وبالشكل الذي يؤدي إلى •

لمحلية وعناصر اإلنتاج؛تغيير الخصائص التكنولوجية للمنتجات ا

نقل المهارات اإلدارية إلى الدول المضيفة؛ •

)1( : Hong.K, «Foreign Capital and Economic Growth in Korea: 1970-1999 », Journal of Economic

Development, Vol 22, N°1, June 1997,P79. )2( : OCDE, « Recent trends in Foreign Direct Investment », Survey of OCDE work on international

investment, 1998, P 17.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

72

من حلقات اإلتـصال التـي تملكهـا ) إطار المشروعات المشتركةخاصة في (لية حاستفادة الشركات الم •

.الشركات متعددة الجنسيات في األسواق الخارجية

أما عن تأثير االستثمار األجنبي المباشر على واردات الدول المضيفة، فمن المتوقـع أن تـنخفض

أمـا . متعـددة الجنـسيات خاصة بالنسبة للمنتجات النهائية، حيث يتم إنتاجها بواسطة فروع الـشركات

حالة عدم إمكانية الحصول عليها داخل أسواق الوسيطية، فيتوقع زيادتها، خاصة في الواردات من السلع

.الدول المضيفة

متعددة الجنـسيات فـي الشركات وفي هذا السياق، تثبت العديد من الشواهد التطبيقية نجاعة نشاط

:ويمكننا اإلشارة إلى بعض الدراسات على النحو التالي. ةزيادة القدرات التصديرية بالبلدان المضيف

لـب جرة هذه الدول فـي ب، وبالتطبيق على دول اآلسيان، خ 1999 عام Thomsenأوضحت دراسة

االستثمار األجنبي المباشر، أثبتت نجاحا في زيادة صادرتها، خاصة في بعض القطاعات التـصديرية

.الف مقومات كل قطاع تصديريمقارنة بغيرها من القطاعات، بسبب اخت

وذلك بفعـل %2.6 إلى 1992-1989وصل معدل النمو في تايالند، خالل الفترة : على سبيل المثال

دور الشركات متعددة الجنسيات في زيادة صادراتها، خاصة في المنتجات اإللكترونيـة، إذ أصـبحت

.ر خالل التسعيناتتايالند تاسع دولة في العالم من حيث تصديرها ألجهزة الكمبيوت

إلى أن تدفقات االستثمار األجنبـي 1996 لعام Hoekman and Djankovأظهرت دراسة كل من

نمو الناتج، إالّ المباشر قد ساهمت في نمو تجارة اقتصاديات األسواق الصاعدة، األمر الذي ساعد على

ان إيجابيا على الميزان ك أن األثر هيكل التجارة الدولية، قد تباين من دولة ألخرى، إالّ أن تأثيره على

.التجاري لليابان

: 2002دراسة عبيد جمال محمد عطية لعام

أجريت الدراسة لغرض قياس تأثير االستثمار األجنبي المباشر على الصادرات المـصرية خـالل

:، حيث أظهرت نتائج القياس ما يلي2000-1978الفترة

األجنبي المباشر في السنة السابقة على الـصادرات، حيـث وجود تأثير إيجابي ومعنوي لالستثمار -

، ويعكس ذلـك اسـتفادة 0.49بلغت قيمة معامل االستثمار األجنبي المباشر في السنة السابقة حوالي

أي مع زيادة مليون جنيه في . االقتصاد المصري من االستثمار األجنبي المباشر في زيادة الصادرات

. ألف جنيه خالل الفترة490زيد مقدار الصادرات بنحو شكل استثمار أجنبي مباشر، ي

التأثير اإليجابي والمعنوي للصادرات في السنة السابقة على الصادرات في السنة الحالية، حيث بلـغ -

.0.99السابقة مل الصادرات في السنة امع

صحب ذلك مـن ومن هنا، يظهر التأثير اإليجابي لالستثمار األجنبي المباشر على الصادرات، وما ي

.تأثير إيجابي على الميزان التجاري، ومن تم ميزان المدفوعات، و النمو االقتصادي

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

73

أثر االستثمار األجنبي المباشر على االستثمار المحلي -3

االستثمار األجنبي المباشر بواسطة رؤوس أموال أجنبية، كما يمكن لجوء من المفترض أن يتم تمويل

.تراض من السوق المحلي للدولـة المـضيفة قى تمويل استثماراتهم عن طريق اال المستثمرين األجانب إل

توجيهه إلى الشركات األجنبية، األمر قد يترتب عليه حرمـان وبتالي فإن جزءا من المدخرات المحلية يتم

.مالمستثمرين المحليين من تمويل استثماراته

ي تحدد العالقة بين األثـر التكـاملي واألثـر على هذا األساس، فإن طريقة تمويل االستثمار األجنب

.المحلي و االستثمار اإلحاللي لهذا النوع من االستثمار

االبتكـاري ر في االستثمار األجنبي المباشر، والخاصة باالسـتثما Schumpeter إلى فكرة واستنادا

صـول الـشركات عن طريقة عمليات اإلحالل، فقد الحظ أن معظـم أ توالذي يقصد به زوال االبتكارا

متعددة الجنسيات وفروعها في الدول المضيفة، تنطوي على تكنولوجيات متقدمة، ومهارات راقية، وقنوات

. لتسويق المنتجات دوليا

فإذا كان االستثمار المحلي في الدول المضيفة يستخدم تكنولوجيات تقليدية، فمن المتوقع أن ال تصمد

فروع الشركات متعددة الجنسيات، مما يترتب عليه خروج العديد مـن الشركات المحلية أمام المنافسة مع

وبالتالي يقـال . روعات من دائرة النشاط االقتصادي، ومنه سوف ينخفض حجم االستثمارات المحلية المش

إن االستثمار األجنبي المباشر له أثر إحاللي، حيث يؤثر ذلك سلبا على معدل النمو االقتصادي في الـدول

.، أو على األقل تثبيط ذلك المعدل)يفرض ثبات العوامل األخرى المؤثرة في النمو االقتصادي(المضيفة

أن هذه الـشركات المضيفة تملك تكنولوجيا متقدمة بواسطة شركاتها المحلية، أو أما إذا كانت الدولة

يتم تمويلـه مـن خـالل الل التكنولوجيا الحديثة محل القديمة، وأن االستثمار األجنبي لها القدرة على إح

رؤوس أموال أجنبية، فهنا ينشأ األثر التكاملي، والذي من شأنه تحفيز معدل النمو االقتصادي في الـدول

.المضيفة

متعـددة اللي أو التكـاملي لنـشاط الـشركات ار األثر اإلح ناك بعض الدراسات التي حاولت اختب ه

: يمكننا اإلشارة إلى أهمها على النحو اآلتي، الجنسيات على االستثمار المحلي في الدول المضيفة

العالقة بين االستثمار باختبار حيث قامت الدراسة : 1997 لعام Bayoumi and Lipworthدراسة

، حيث ترتب على األجنبي المباشر واالستثمار المحلي في اليابان، وانتهت إلى أن هناك عالقة تكاملية

ف الموارد العاطلة، ولذلك اعتبر االستثمار األجنبي المباشر نشاط الشركات األجنبية امتصاص وتوظي

)1(. عنصر إلى رصيد االستثمار المحليإضافة بمثابة

(1): Bayoumi.T, and Lipworth.G, " Japanese Foreign Direct Investment and Regional trade ", IMF working paper, WP/97/103, Asia pacific Department, IMF, August 1997 , P27.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

74

حيث قامت بتحليل أثر تدفقات االستثمار األجنبي : 2000 لعام Agosin and Mayerدراسة

ية، في إفريقيا، آسيا وأمريكا المباشر على تحفيز أو مزاحمة االستثمار المحلي في عينه من الدول النام

وقد توصلت الدراسة إلى أن االستثمار األجنبي المباشر له أثر . 1996-1970الالتينية خالل الفترة

.تحفيزي في الدول اآلسيوية، وله أثر مزاحمة في أمريكا الالتينية، وله أثر محايد في إفريقيا

خالل لى مجموعة من دول جنوب آسيا أجريت الدراسة ع : 2002 لعام Pradeep Agrawalدراسة

وأوضحت أن االستثمارات األجنبية المباشرة سمحت في العديد مـن الحـاالت ،1996-1980الفترة

)1(.بزيادة حجم االستثمار المحلي،بما يؤكد وجود أثر تكاملي بين االستثمار األجنبي واالستثمار المحلي16

ةأثر االستثمار األجنبي المباشر على العمال4-

عند بحث اآلثار المحتملة لالستثمار األجنبي المباشر على توظيف العمالة، سواء اآلثار المباشـرة أو

غير المباشرة، فإنه يجب اإلشارة إلى أن الدراسات التطبيقية التي تناولت البعد التوظيفي للشركات متعددة

الخـالف بـين المؤيـدين الجنسيات ال تزال محدودة، كما أن نتائجها جاءت متناقضة يـصعب حـسم

.رضيناوالمع

وعلى العموم، من المحتمل قيام الشركات األجنبية بدور هام في النهوض بمستويات التوظيـف مـن

إضـافة . خالل فرص العمل المباشرة، التي يتيحها انسياب رؤوس األموال األجنبية إلى الدول المـضيفة

باشرة، والتي تتحقق نتيجة عـدم الـروابط الخلفيـة إلى ذلك، قد تنشأ العديد من فرص التوظيف غير الم

.واألمامية مع الصناعات المحلية

أثر االستثمار األجنبي المباشر على رفع كفاءة العاملين-5

تعد الشركات متعددة الجنسيات مصدرا أساسيا لالرتقاء بأداء العاملين، نظرا لطول خبرتها، وقدرتها

يعة أنشطتها التي تتطلب التجديد المستمر، والتنافس الدائم حتى تتمكن من المالية والبشرية، باإلضافة لطب

.تعظيم أرباحها، والنفاذ إلى المزيد من األسواق األجنبية

متعددة الجنسيات بمهارات إدارية وتنظيمية مميزة، يعطي فرصة للعمالة المحليـة إن تمتع الشركات

ألمر الذي من شأنه أن ينعكس بصورة إيجابية علـى أداء في الدول المضيفة، من اكتسابها ومحاكاتها، ا

مثـل (ولعل العديد من الشواهد الواقعية تثبت استفادة بعض اقتصاديات الدول النامية . الشركات المحلية

من األساليب اإلدارية األمريكية واليابانيـة، ) الصين، بعض دول أمريكا الالتينية ودول جنوب شرق آسيا

.ائقحيث طبقت بنجاح ف

(1): Pradeep Agrawal, Economic Impact of FDI in south Asia, Institute of Economic Growth, Delhi University, India, 2002 ,P36.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

75

األعباء المرتبطة باالستثمار األجنبي المباشر: ثانيا

اآلثار على ميزان المدفوعات -1

إن محاولة تحليل األثر على ميزان مدفوعات البلد المضيف تستوجب تقييم المـوارد الداخلـة إلـى

القـصير ين ستثمار األجنبي المباشر فـي المـدي الموارد الخارجة، كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لال

.والطويل، مع حساب أثاره والتكلفة البديلة

ويشير المعارضون إلى أنه في المدى المتوسط تكون االستثمارات األجنبية المباشرة ذات أثار سلبية

:على ميزان المدفوعات، وذلك نظرا لعدد من األسباب أهمها مايلي االستثمار األجنبي المباشر ال تلبـث أن إن اآلثار اإليجابية على ميزان المدفوعات والمصاحبة لتدفق -أ

متعددة الجنسيات سوف يؤدي لزيادة واردات ثار سلبية، حيث إن نشاط الشركات تنقلب بعد فترة إلى آ

تبدأ في تحويـل أرباحهـا إلـى الدولة المضيفة من السلع الوسيطة والخدمات، كما أن تلك الشركات

لتمويل الوارد لتلك الشركات من البنوك في الخارج، ودفع الخارج، هذا باإلضافة إلى دفع الفوائد عن ا

مقابل براءات االختراع والمعونة التقنية، هذا عالوة على تحويل جزء من مرتبات العاملين األجانـب

)1(.في هذه المشروعات للخارج

وشبكة بالرغم من إمكانية زيادة صادرات الدولة المضيفة من خالل نشاط الشركات متعددة الجنسيات، -ب

الواسعة باألسواق الدولية، فإن هناك ممارسات من جانب تلك الشركات تحد من أهمية هـذه ااتصاالته

أساسا في قيام الشركة ذاتها بالحد من صادرات فروعها، حيـث تلجـأ إلـى حمايـة اإلمكانية، تتمثل

.ن غيرهاأسواقها العالمية من منافسة الفروع، وال تسمح إالّ بالتصدير ألسواق محددة دو

تـسعير يفة، وذلك نتيجـة سياسـة قع على ميزان مدفوعات الدولة المض هناك مزيد من الضغوط قد ت -ج

الصادرات والواردات التي تتبعها الشركات متعددة الجنسيات، خاصة في حالة التكامل الرأسي مع عدد

لـبعض فروعهـا فروعها، حيث إن الشركة األم قد تغالي في أسعار السلع والخدمات التـي تقـدمها

)over-invoicing( كما قد تلجأ لتسعير الصادرات من السلع والخدمات من بعض فروعها بأقل من ،

وقد يكون الدافع وراء هذه السياسة هو محاولة الشركة متعددة الجنـسية نقـل عـبء . قيمتها الحقيقية

ـ الضرائب من دولة ذات معدالت ضرائب مرتفعة إلى أخرى ذات معدالت منخفضة، لك ذأو قد تلجأ ل

كوسيلة مستترة لنقل األرباح من دولة تفرض قيودا مشددة على تحويل األرباح ورأس المال إلى دولة

)2(. ذات قيودا أقل تشددأخرى

، المؤتمر السنوي " في تمويل التنمية االقتصادية في مصر في ظل آليات السوق االستثمار األجنبي المباشردور " أمينة زكي شبانة، ): 1(

.13ص ، 1994ة المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع، القاهرة، الثامن لالقتصاديين المصريين، الجمعي

.15ص ،نفس المرجع): 2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

76

الـصرف سـعر على ميزان المدفوعات، يعتمد على نظـام إن تأثير االستثمارات األجنبية المباشرة -د

إنه في ظل أسعار الصرف المرنة فإن أي اختالل بين العـرض المعمول به في الدولة المضيفة، حيث

والطلب على العمالت األجنبية يتم تصحيحه عن طريق تعديل سعر الصرف، وفي حالة زيادة الطلب

أما إذا كانت الدولة تطبق أسعار الصرف الثابتة، فـإن . على العرض، فإنه يتم تخفيض سعر الصرف

أنه أن الت األجنبية الناتج من االستثمارات األجنبية المباشرة، من ش صافي الزيادة في الطلب على العم

.زيادة عجز ميزان المدفوعاتيل الفائض أو ليؤدي إلى تق

إن االستثمار األجنبي المباشر في بعض القطاعات الخدمية مثل السياحة والفندقة والتجارة يعود بالنفع -ه

باح االستثمار، والتي يتم تحويلها إلى الخارج، فـضال الكبير على الشركات األجنبية، وذلك الرتفاع أر

على أن هذا المجال من النشاط ال يحتاج إلى إسهام المستثمرين إالّ بقدر ضئيل مـن أنـشطة البحـث

)1 (.والتطوير

اآلثار على تفاقم المديونية الخارجية -2

سبب عمليـة تحويـل أوضحت بعض الدراسات أن حجم رؤوس األموال التي تغادر الدول النامية، ب

األرباح، أكثر من حجم رؤوس األموال التي تتدفق إليها في شكل استثمارات أجنبية مباشرة، األمر الذي

. )2(يؤدي إلى تزايد حاجة الدول النامية للتمويل، فتضطر لمزيد من االقتراض، وبالتالي ترتفع مـديونيتها

المباشرة بالمساهمة الحقيقية في زيـادة رأس المـال بمعنى آخر، أنه بدال من قيام االستثمارات األجنبية

المتاح لتمويل الدول المضيفة لها، فهي تسبب نقصا فيما هو متاح أصال، وبدال من أن يخفف مـن حـدة

.تراضها فهي تزيد حاجتها إليهقا

ـ (لوجهة النظر هذه، عز البعض تزايد مديونية دول أمريكا الالتينية جزئيا وتأكيدا دول وهي أكبر ال

إلى التزايد الكبير في إجمالي مـدفوعات ) النامية مديونية وأكثرها استقباال لالستثمارات األجنبية المباشرة

هذا الوضع مـن وجدت دول أمريكا الالتينية أنه ال يمكن مواجهة ... : " بالقول تخدمة هذه االستثمارا

)3 (". ف األجنبي، أو تخفيض احتياطاتها من الصرةها التجاريخالل استعمال فوائض

إن أثر تحويل األرباح على تفاقم المديونية، قد ال يظهر إالّ بعد فترة، حيـث تـساهم االسـتثمارات

األجنبية المباشرة في تدفق رؤوس األموال للدول النامية المضيفة لها، ومع مرور الوقت يالحظ التـدفق

. إلى زيادة االقتراضالعكسي للموارد المالية، األمر الذي يدفع الدول النامية

17

.551نديم إيهاب عز الدين ، مرجع سابق ، ص): 1(

، مجلة الدراسات "أثر تحويل أرباح االستثمارات األجنبية المباشرة على تفاقم مديونية الدول النامية " لي عاطف حسين، النف): 2(

.118 ، ص1988، 5الدبلوماسية، وزارة الخارجية، المملكة العربية السعودية، العدد(3): Anibal Pinto, " Economic Relations Between Latin America and United states: some implications and perspectives ", in Julio Coleter and Richard Fagen (eds) " Latin America and United states: the changing political realities ", Stanfor University Press, California, 1974, P109.

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

77

هذا وتبرز العالقة محل البحث من خالل أثر تحويل األرباح على موازين مدفوعات كـل مـن الـدول

خالل الـستينات مـن القـرن ف. ا في األولى وعجزا في الثانية تولد فائض المتقدمة والدول النامية، حيث

، في حين زادت مدفوعاتها %19كية بمعدل العشرين، زادت صادرات دول أمريكا الالتينية للسوق األمري

، هذه االستثمارات لم تعمل حتى لتتساوى معـدالت %39لخدمة االستثمارات األمريكية المباشرة بنسبة

)1(.صادرات الدول النامية المضيفة لها مع معدالت المدفوعات التي تؤديها هذه الدول لها

ةاآلثار على السياسة االقتصادية والسيادة الوطني -3

رضون لالستثمارات األجنبية بعض القضايا المتعلقة بتأثير تلك االستثمارات على السياسات اير المع يث

العامة للدولة المضيفة، وكذا قابليتها للخضوع لضغوط الحكومات األجنبية بشكل غير مباشر من خـالل

ومن ثـم فـإن . ط أيضا الشركات متعددة الجنسيات، باإلضافة إلى تعرض المصالح الوطنية لهذه الضغو

وقـد ، من االستقالل االقتصادي والسياسي للدولة المـضيفة صنشاط تلك الشركات قد يؤدي إلى االنتقا

يرجع ذلك إلى تمتع فروع الشركات األجنبية بالعديد من البدائل غير المتاحة للشركات الوطنيـة، كـأن

ية والبيئية في الدولة المضيفة، والتـي مـن تتجنب مثال اإلذعان للتشريعات المتعلقة بالجوانب االجتماع

ر بسهولة نقل أنشطتها االستثمارية لدولة أخـرى لـيس لـديها تلـك وتقر شأنها زيادة تكاليف اإلنتاج،

كما أن إمكانية حصول تلك الشركات على التمويل الالزم في شكل قروض دولية، قد يعجـل . التشريعات

ية التي تستخدمها الدولة المـضيفة لـضمان التـوازن الـداخلي بإبطال مفعول السياسات االقتصادية الكل

)2(.والخارجي

أما بالنسبة لمسألة الخضوع لضغوط الحكومات األجنبية، وأثر ذلك على المصالح الوطنيـة للدولـة

المضيفة، فإن ذلك ينشأ من كون فروع الشركة متعددة الجنسية يكون مسؤوال أمام سـلطتين سياسـيتين

حيث إن سعي الشركات األجنبية لتعظيم أرباحها علـى . الدولة المضيفة وحكومة الدولة األم حكومة : هما

المستوى الدولي، يدفعها إلى تركيز سلطة اتخاذ القرارات في يد الشركة األم، بدال مـن إتبـاع أسـلوب

ة ال تملـك الالمركزية وتفويض اتخاذ القرارات الهامة لفروعها، وهذا يعني أن الدول الناميـة المـضيف

18موعة)3(.السلطة الكاملة على جزء هام من الطاقة اإلنتاجية الموجودة داخل حدودها

وتجدر اإلشارة إلى أن نشاط الشركات متعددة الجنسيات في الدول المضيفة، يؤدي إلى خلق طبقـة

يقهـا من المنتفعين ترتبط مصالحها بمصالح تلك الشركات، ويتوقف استمرار إرضاء تلـك الطبقـة وتحق

وتشتمل طبقة المنتفعين على مجموعة . لمكاسب كبيرة على استمرار ارتباطهم بتلك الشركات داخل بالدهم

.120بق ،صالي عاطف حسين، مرجع سالنف): 1(

.16، صابقبنك مصر، مرجع س) 2(

. 2ص ،1994، سبتمبر 42الصناعي، العددحشاد نبيل، الجات وانعكاساتها على اقتصاديات الدول العربية، سلسة رسائل بنك الكويت ): 3(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

78

ويشكل هؤالء ، السماسرة وغيرهم، والذين يعملون مع تلك الشركات أو لحسابها، الموردين و الوكالءمن

)1(.مجموعة ضغط للدفاع عن تلك الشركات ووجودها في بالدهم

آلثار على أنماط اإلنتاج، االستهالك وتوزيع الدخلا -4

يرى المعارضون لنشاط الشركات متعددة الجنسيات أن االستثمارات األجنبية تكرس ظاهرة االزدواج

في االقتصاد الوطني، حيث ينقسم إلى مشروعات جديدة أجنبية تعمل بأحدث التقنيات وأخـرى تقليديـة

.وطنية

يتمتع ءا، حيث األغنياء ويزداد توزيع الدخل سو ضع زيادة الفجوة بين الفقراء و ويترتب على هذا الو

القطاع األول بمرتبات عالية ومستويات معيشة راقية، بينما يعاني العاملون في القطاع الثاني من انخفاض

)2(.مستوى األجور وما يترتب عليه من تدهور في أحوال المعيشة

التي تجذب االستثمار األجنبي المباشر هي تلك التـي تحقـق الـربح ثم إن طبيعة السلع والخدمات

الوافر، وتتناسب مع حاجات وأذواق المستهلكين ذوي الدخول المرتفعة، األمر الذي قد يتسبب في تشويه

القدرة علـى االدخـار، صأنماط اإلنتاج واالستهالك لشريحة عريضة من األفراد، بل قد يؤدي إلى تناق

نفاق االستهالكي، وتظهر هنا خطورة اإلعالن وما تحدثه من تأثير قوي على القـرارات بسبب تزايد اإل

.ةاالستهالكي

اآلثار على البيئة5-

تتسبب أنشطة الشركات متعددة الجنسيات التي تتوطن في الدول النامية في تفاقم مشكلة البيئة، خاصة

وصناعات اإلسمنت، ذلك أنهـا ةوكيماويت البتر طية والتعدينية والصناعا في الصناعات االستخراجية النف

تستند إلى تقنيات ومصانع متقادمة محظورة في مواطنها األصلية، بسبب تزايد االهتمام الرسمي والشعبي

. البيئية والصحية، في حين ال يوجد ذلك االهتمام بنفس الدرجة في الدول الناميةربالمعايي

اآلثار على التقنية والعمالة6-

بيعة التقنية المستخدمة من قبل الشركات األجنبية غالبا ما ال تتالءم مع ظروف الدول الناميـة، ن ط إ

اخترعت وجددت لتتناسب وظروف البلدان الصناعية، وال يمكن نقل بعض منها إالّ ) أي التقنية (ذلك أنها

مـن ا صعوبة استيعابه وبشروط قاسية تعجز الدول النامية عن الوفاء بها، باإلضافة إلى باهظةبتكاليف

األمر الذي قد يساعد علـى ،قبل العناصر البشرية في البلدان المضيفة نظرا لمحدودية التكوين والتأهيل

إن هذا االتجاه من شأنه . تفضيل اآلالت والمعدات الحديثة في النشاط االقتصادي بدال من القوى العاملة

اجتماعية وضغوطات سياسية على صانعي القـرار تكريس ظاهرة البطالة، وما ينجم عنها من مشكالت

.في الدول النامية

.16 سابق، ص ع بنك مصر، مرج: )1( .552نديم إيهاب عز الدين ، مرجع سابق ، ص: )2(

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

79

رآثار االستثمار األجنيب املباشر على اقتصاديات الدول القائمة باالستثما: املطلب الثالثآثار االستثمار األجنبي المباشر على اقتصاديات الدول المضيفة، كان البـد بعدما سلطنا الضوء على

.)المصدرة له(على اقتصاديات الدول القائمة باالستثمار آلثارهمن التعرض

األول نذكر فيه مزاياه والثاني سيتـضمن العيـوب : وعلى هذا األساس نقسم هذا المطلب إلى فرعين

.واآلثار السلبية الناجمة عنه

.المزايا أو المكاسب المحتملة من االستثمار األجنبي المباشر: أوال

الستثمار األجنبي المباشر فإن الدول المصدرة له هي األخرى تستفيد من فة ل غرار الدول المضي على

:بعض المزايا الناتجة عن القيام باالستثمار األجنبي المباشر في الخارج ويمكن إدراجها فيمايلي

استغالل المواد األولية واليد العاملة بأقل تكلفة، مع السيطرة على عناصر اإلنتاج؛ -1

مدفوعاتها، من خالل العوائد واألرباح المتأتية من القيام باالسـتثمار والتـي تحسين وضعية ميزان -2

والبعيد؛تحول إلى البلد األصلي، وهذا على المدى المتوسط

الوحدات المحلية؛إيجاد أسواق لتصريف منتوجاتها، وتبادل الخبرة مع -3

تحقيق معدالت عالية من األرباح، وزيادة قيمة األصول اإلنتاجية؛ -4

حصول على االمتيازات التي تقدمها الدول المضيفة للمستثمر األجنبي وكمثال على ذلك االمتيازات ال -5

والجمركية؛ةالضريبي

. المضيفة الدولالتلوث والمشاكل البيئية في الدول األصلية ونقلها إلىتخفيض حدة -6

.العيوب واآلثار السلبية الناجمة عن االستثمار األجنبي المباشر: ثانيا

ي الواقع أنه وبالرغم من تعدد مزايا االستثمار األجنبي المباشر، نجد أن له آثار سلبية على الـدول ف

:المصدرة له، وأهم عيوبه مايلي

التأثير السلبي على ميزان المدفوعات بسبب التدفقات من رؤوس األموال نحو الدول المـضيفة فـي -1

المدى القصير والمتوسط؛

ة المضيفة، والتي تعيق التوظيف وعمليات التصدير وحتى تحويل األربـاح القيود التي تقرضها الدول -2

والفوائد من االستثمارات إلى الدولة األم؛

زيادة البطالة في الدولة األصلية، وذلك بسبب االعتماد على اليد العاملة الرخيـصة الموجـودة فـي -3

الدولة المضيفة؛

تضييع أو تقليل فرص التصدير؛ -4

إقصاء الطرف األجنبي من المشروع مما يؤدي إلـى طني بعد فترة زمنية إلى قد يسعى الطرف الو -5

ارتفاع درجة الخطر غير التجاري، وهذا يتنافى مع أهداف المستثمر األجنبي الساعية إلـى البقـاء

.والنمو واالستقرار في السوق

ري لالستثمار األجنبي المباشرظمدخل ن الفصل األول

80

الفصل األولخالصة

من دولة ألخرى على بنقل رؤوس األموال يعتبر االستثمار األجنبي المباشر ظاهرة اقتصادية تسمح

مما جعله يكون مقصد العديد . ة للمشروع االستثماري يل، وتعطي صاحبها حق التملك واإلدار المدى الطو

.من الدول النامية والمتقدمة على حد سواء

اشـر، م التنافس بين دول العالم لجذب أكبر قدر ممكن من تدفقات االستثمار األجنبـي المب دولقد احت

وفي هذا الصدد حازت الدول المتقدمة على النصيب األكبر من . باعتباره وسيلة تمويل فعالة القتصادياتها

. بالمقارنة مع الدول النامية التي لم تتعدى الثلث من إجمالي التدفقات،هذه التدفقات

ية، وإنما يخـضع إلـى غير أن التنافس العالمي لجذب االستثمار األجنبي المباشر ال يتم بطريقة عفو

في بـادئ ) النظريات(مجموعة من المحددات والعوامل، وهذا ما عكف على توضيحه الفكر االقتصادي

أنها لم تنجح في هذا المسعى، والسبب هو أن أغلب هذه النظريات أعطت تفـسير للظـاهرة غير األمر

.اعتمادا على عنصر أو عدة عناصر مع إهمال العناصر األخرى

ة أخرى توصلت العديد من الدراسات العلمية إلى نتائج مفادها أن مساهمة االتفاقيات الدوليـة من جه

والضمانات الموجهة للمستثمرين تكون في جذب االستثمار األجنبي المباشر من خالل مختلف التسهيالت

يـادة تحركـات وكذلك أثبتت الشواهد دور التكتالت االقتصادية اإلقليمية فـي ز . ثانوية وليست أساسية

العوائـق األعضاء عن طريق توفير الظروف المواتية وإزالة االستثمارات األجنبية المباشرة داخل الدول

أن إنشاء منظمة التجارة العالمية كتب شـهادة مـيالد وفتح األسواق أمام المستثمر ليتحرك بحرية، كما

تدابير تجارية من شأنها التـأثير علـى جديدة لالستثمار األجنبي المباشر، من خالل النص على منع أية

ألوروغواي وتؤثر على االستثمار األجنبـي ااالستثمار، وكذا حماية الملكية الفكرية التي تضمنتها جولة

.المباشر سواء بشكل مباشر أو غير مباشر

ار سلبية ومما الشك فيه أن كل التفسيرات تؤكد نتيجة واحدة مفادها أن لالستثمار األجنبي المباشر آث

بالدول القائمة به أو الدول المضيفة له، إالّ أن الـسياسات االقتـصادية األمروأخرى إيجابية سواء تعلق

.ليةحالصحيحة المتبعة في هذه األقطار هي التي تحدد مدى االستفادة منه في تنمية اقتصاديتها الم

81

الفصل الثاني

تجربة استقطاب االستثمار

األجنبي المباشر في الجزائر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

82

متهيـــد

المباشر تختلف عن بقية الدول النامية التي كانت تنظر لم تكن نظرة الجزائر إلى االستثمار األجنبي

ر التي صدرت بعد االستقالل في الجزائر، إليه نظرة تمألها الريبة والشك، عكستها مختلف تشريعات االستثما

القطاع الخاص وإعطاء فضاء واسع للقطاع العام، وفرض قيود واسعة على نشاط بحيث تميزت بتهميش

.الشركات األجنبية

على هذا النظام وقدرته ة عفي نجا وبعد فشل النهج االشتراكي في عقر داره، أدى إلى التشكيك ذاه

لإلصالح االقتصادي برامج و تنفيذقتصاد السوق اية، مما أدى بالجزائر إلى انتهاج مواجهة التحديات المستقبل

. الكلية وكذلك تنفيذ برامج الخوصصةالتوازناتوالهيكلي كان لها وقعها على

وألجل إثبات إرادتها بخصوص تشجيع االستثمار األجنبي المباشر، لجأت إلى صياغة تشريعات

أساليب تكرس ثقة ابه، والترويج من خالل يئة كل الظروف المالئمة الجتذذلك، وتهونظم وترتيبات تخص

.المستثمرين األجانب فيها على أنها تشكل قطبا مناسبا لتجسيده

هذا ورغم كل الجهود المبذولة إال أن ثمة مجموعة من العوائق تشوه بيئة األعمال وتسبب في

.قات إضافة إلى بعض القطاعات األخرىانحصار االستثمار األجنبي المباشر في قطاع المحرو

:وسوف نتناول هذه المسائل من خالل أربع مباحث هي

سياسة الجزائر في جذب االستثمار األجنبي المباشر: المبحث األول

تقييم حصيلة االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر :المبحث الثاني

االقتصاد الوطني االستثمار األجنبي المباشر علىثارآ: المبحث الثالث

االستثمار األجنبي المباشر بالجزائرفاقآوواقع : المبحث الرابع

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

83

سياسة اجلزائر يف جذب االستثمار األجنيب املباشر: املبحث األول

سياسة هادفة للتنمية االقتصادية، ورثت الجزائر عن االستعمار اقتصاد شبه مدمر استوجب وضع

بأسلوب التخطيط الذي تضمن برامج استثمارية ضخمة للتنمية، اعتمدت في وفي السبعينات أخذت الجزائر

تمويلها على االقتراض الخارجي إلى جانب اإليرادات البترولية باعتبارها الدخل الوحيد، والتي سرعان ما

م تراجع ثاالستثمار ومن ، مما أدى إلى ضعف وتيرة 1986تقلصت بسبب انهيار أسعار البترول في عام

االقتصادية قصد التقليل من اإلصالحاتكما قامت الدولة بسلسلة من ة التنمية وارتفاع معدالت البطالة، عملي

الخ...عبء المديونية وارتفاع معدالت التضخم وعجز ميزان المدفوعات، والتخفيف من التبعية إلى الخارج

رأت الجزائر أن استعادة ) ميصندوق النقد الدولي والبنك العال(وتحت ضغط الهيئات المالية الدولية

توازن االقتصاد الكلي يكمن في التخلي عن االقتصاد المخطط والتوجه نحو اقتصاد السوق، ولن يكون ذلك

إال بتحرير التجارة الخارجية وتشجيع االستثمار األجنبي المباشر كوسيلة هامة لتمويل االقتصاد الوطني، وفي

.قوانين المشجعة لجلب المستثمرين األجانب قدمت الجزائر جملة من الاإلطارهذا

وفي هذا المبحث سنحاول التطرق إلى مختلف مراحل االقتصاد الوطني، ثم نحاول عرض قوانين االستثمار

.التي سنتها الجزائر وكذا بعض الهيئات المكلفة بمتابعة وترقية االستثمار

سياسات إصالح االقتصاد الوطين: املطلب األول كغيرها من البلدان النامية بعدة إصالحات اقتصادية في ظل التغيرات االقتصادية رمرت الجزائ

العالمية، وكبلد حديث العهد باالستقالل انتهج في بدايته النهج االشتراكي، كحل للم الشمل تحت يد واحدة

تساير مع االندماج والهوسلطة واحدة، بعد التشتت الذي كان عليه زمن االستعمار الفرنسي وبات علي

.بناء دولة قوية سياسيا واقتصاديااالقتصاد العالمي ومسايرة التغيرات، ألجل )1(

:وسنتطرق بالذكر إلى ما ميز كل مرحلة من مراحل التغيرات االقتصادية

1970 إلى 1962الفترة من : أوال

ذلك أنها كانت ادي، واالقتصالسنوات األولى من بداية االستقالل بانعدام االستقرار السياسيتميزت

التي كانت في وتسوية األوضاع السياسية واألمنية واالجتماعية رفترة مهمة للتخلص من مخلفات االستعما

قامت الحكومة آنذاك بتأميم األراضي الفالحية التي كانت ملكا 1963 ال تقبل فيها االنتظار، ففي عام حالة

أنشأت الشركة الوطنية لنقل 1964عام يير الذاتي، وكذلك للمعمرين، وطبق على القطاع الفالحي نظام التس

، مذكرة ماجستير في علوم 2005 -1998نعيمة أوعيل ، واقع االستثمار األجنبي المباشر في ظل التغيرات االقتصادية في الجزائر : 1

. 48، ص 2006- 2005التسيير، فرع نقود ومالية، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

84

انتقلت الشركات الوطنية المتمثلة في قطاع الصناعة وقطاع الخدمات 1965وتجارة المحروقات، وفي عام

تم تأميم قطاع 1967 تم تأميم قطاعات المناجم والبنوك، وفي عام 1966إلى نظام التسيير الذاتي، وفي عام

ومشتقات المحروقات ، وقد عملت الحكومة الجزائرية آنذاك محاولة بسط نفوذها على توزيع مواد

بانتهاج لفك االرتباط مع االقتصاد الفرنسي ورسم معالم انطالق المسيرة التنموية للبالد، االقتصاد، وسعت

لتغيير األوضاع 1967، وقد كانت االنطالقة الفعلية عام النهج االشتراكي متمثال في نظام التخطيط المركزي

عقب االستقالل، ووضع الوسائل المادية الالزمة لتحقيق مخططات مقبلة، وقد عرفت الجزائر في هذه

.المرحلة اإلعداد لمخطط رباعي يهدف إلى إتمام األهداف التنموية، وقد تم اعتماده بداية السبعينات

1980 إلى 1970الفترة من : ثانيا

ا المخطط الرباعي األول همتمام األهداف التنموية، إلططين رباعيين عرفت عشرية السبعينات مخ

).1978 -1974(والمخطط الرباعي الثاني ) 1973 -1970(

:المخطط الرباعي األول -1

النمو غير المتوازن، وهي تعني نمو جميع إستراتيجيةتبنت السلطات الجزائرية في هذه الحقبة

ك بالنسبة للقطاعات األخرى وهو قطاع الصناعة القاعدية يادة قطاع واحد، هو المحررالقطاعات ب

النمو غير المتوازن، فاستحوذ على إستراتيجية، ولعب هذا األخير دورا رائدا في )صناعة وسائل اإلنتاج(

من حجم اإلنفاق االستثماري اإلجمالي، خالل % 17,79 االستثماري وصل إلى اإلنفاقأكبر حجم من

.% 85, 14ل، يليه قطاع المحروقات بـ المخطط الرباعي األو

:المخطط الرباعي الثاني -2

االقتصادية المخطط الرباعي األول، واصلت الحكومة تطبيق سياساتهاإستراتيجيةضمن نفس

النسبة األكبر من اإلنتاج الوطني الخام، وتعد هذه % 50 بحجم استثمار كبير وصلت قيمته إلىالكلية

ى البحر األبيض المتوسط، ويعود الفضل في ذلك إلى ارتفاع أسعار البترول في في الدول المطلة عل

األسواق الدولية، األمر الذي دفع بالسلطات الجزائرية إلى رفع حجم اإلنفاق االستثماري لقطاع

.% 16,91، يليه قطاع الصناعة القاعدية بـ % 17,82المحروقات بنسبة

سعت الدولة ياب دور القطاع الخاص في إحداث التنمية، حيث والمالحظ في مرحلة السبعينات هو غ

ا ذإحكام قبضتها على االقتصاد من خالل توسيع القطاع العمومي والسيطرة عليه،حيث انتقلت حصة ه

هذا من جهة، ومن 1978عام % 65,42 إلى 1969 عام % 34,07القطاع في اإلنتاج الداخلي من

ائدة واستقرار مستويات األسعار ألن الدولة كانت تقوم بعملية تدعيم ثبات كل من أسعار الفجهة ثانية

.األسعار

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

85

:(1) الثمانيناتأزمة

مع بداية عقد الثمانينات دخلت اقتصاديات أغلب بلدان العالم حقبة جديدة تختلف معالمها عن حقبة

واضح فضت معه بشكل اتجهت أسعار النفط عالميا للتدهور وانخ1982بتداءا من عام السبعينات، فا

شروط التبادل التجاري في غير صالح الدول النامية، بسبب ارتفاع أسعار العوائد النفطية، وتدهورت

التجارية، وبالذات للدول غير الواردات مقارنة بأسعار الصادرات، مما أدى إلى تفاقم عجز الموازين

، بتوقف الشيلي 1982ينية في خريف عام النفطية واندلعت أزمة الديون الخارجية لدول أمريكا الالت

الدولية بمراجعة نفسها وحدثت موجة والمكسيك واألرجنتين عن دفع أعباء ديونها، فبدأت البنوك التجارية

.انحسار كبير في حركة اإلقراض الدولي

أهم من النصف الثاني لعقد الثمانينات في أزمة اقتصادية، ابتداءوهكذا وجدت كثير من الدول نفسها

ضعف (عدم وجود مصادر كافية لتمويل هذه األعباء ع ممعالمها ارتفاع أعباء الديون الخارجية

، مع وجود عجز كبير في موازين )الصادرات، وانحسار القروض الخارجية والمعونات األجنبية

تمويل مصادر ال-تقريبا–المدفوعات، ومن ثم الحاجة إلى االقتراض الخارجي في الوقت الذي جفت فيه

الخارجية، وكل ذلك تزامن مع تردي معدالت النمو االقتصادي، وزيادة في معدالت البطالة والتضخم

.وتدهور قدرة الدولة على القيام بوظائفها التقليدية وتقديم خدماتها االجتماعية

ول إلى العوامل الداخلية والخارجية، تفاقمت األزمة فاتجهت كثير من الدونتيجة لتركيبة معقدة من

عادة جدولة ديونها، حيث طلب الدائنون من هذه الدول االتفاق مع صندوق النقد إلنادي باريس ولندن

.الدولي لتطبيق برامج التصحيح االقتصادي والتكييف الهيكلي كشرط مسبق للموافقة على إعادة الجدولة

1989 إلى 1980الفترة من : ثالثا

مليار دوالر من احتياطيات 14 حوالي 1982 و 1979ما بين كدست الجزائر خالل الفترة الممتدة

الذهب لدى الخزينة األمريكية، وكان ذلك نتيجة لالرتفاع المذهل ألسعار البترول خالل الفترة الممتدة بين

بدأت أسعار البترول باالنخفاض، وبدأت الجزائر 1982، وابتداء من سنة 1981 حتى 1979و 1973

ادية من سياسة التصنيع إلى سياسة محاربة الندرة باللجوء إلى احتياطاتها، حيث االقتصتغير سياستها

وضعت خالل هذه الفترة مخططين خماسيين يمتازان باالعتمادات المالية الكبيرة، والبداية كانت بالتخلي

، والذي هدف )1984 -1980( النمو غير المتوازن من خالل المخطط الخماسي األول إستراتيجيةعن

لى تصفية االختالالت وتصحيح اإلخفاقات السابقة، وذلك بإعادة هيكلة المؤسسات العمومية االقتصادية، إ

.ألجل تحقيق التوازن القطاعي بين الفالحة والصناعة، وزيادة االرتباط بين الصناعة والنشاطات المنتجة

مليار دج، وقطاع 78 مليار دج، نال قطاع المحروقات 560رصد لهذا المخطط غالف مالي قدر بـ

: مليار دج، وقد حقق المخطط مجموعة من النتائج والتوقعات تتمثل في59.2الفالحة

(1) 54 ص ،مرجع سابقنعيمة أوعيل، :

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

86

؛1984 مليار دج سنة 79 إلى 1979 مليار دج سنة 55.5تطور االستثمار من

؛ مع تسجيل تفاوت نسب نمو كل قطاع% 8.2تحقيق معدل نمو سنوي يقدر بـ

؛سنويا ألف وظيفة 235خلق حوالي على مستوى التشغيل، فقد قدر

، إلى 1979 مليار دج سنة 61على صعيد استخدام اإلنتاج، توقع المخطط زيادة االستهالك من

.1984 مليار دج سنة 93.5

، بدأت تتجلى األزمة المالية واالقتصادية في 1986وبعد االنخفاض العنيف لسعر البترول في سنة

ي ميزان المدفوعات، ومع االنحسار الكبير والشديد في حركة اإلقراض الجزائر، وأصبحت تعاني من عجز ف

30الدولي، لجأت الجزائر إلى بنوك عربية وتم اقتراض قروض قصيرة األجل بفوائد مرتفعة وصلت حتى

، ومنها القرض الذي منحته )قروض رسمية بين حكومتين(لك اللجوء إلى القروض الثنائية ذ وتم ك ،%

يلة، وقد استعملت الجزائر آنذاك سياسة تقليص مليار فرنك فرنسي بشروط ثق8مبلغ ب فرنسا للجزائر

رين فيه الجاري لميزان المدفوعات، الذي يعتبر أهم عنص الحساب لتحسين% 35 وذلك بنسبة االستيراد

مخطط الخماسي استيراد السلع وفوائد المديونية التي يجب دفعها في كل األحوال، وفي هذه الفترة تم اعتماد ال

دج الذي جاء في فترة صعبة مليار 828.38وقد خص باعتماد مالي يقدر بـ )1989 -1985(الثاني

.احتدت فيها األزمة االقتصادية الجزائرية

، 1986وفي ظل هذه الظروف قامت الحكومة بمجموعة من اإلصالحات مست القطاع البنكي سنة

.لمؤسسات العمومية االستقاللية وجعلها تخضع للقانون التجاري، ومنح ا1987وكذا اإلصالح الزراعي سنة

أدى إلى تخفيض نفقات التجهيز ثم نفقات التسيير، نظرا 1988لكن االنخفاض في سعر البترول سنة

من إيرادات الميزانية، مما أدى إلى تفاقم األزمة % 50تمثل إيراداته النخفاض عائدات البترول، الذي

05راء تخفيض األجور وتوقيف التشغيل، وانفجرت هذه األزمة متجلية في مظاهرات االجتماعية من ج

، التي غيرت فيها الجزائر سياستها من سياسة الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية كبداية 1988أكتوبر

.سياسة نحو االنفتاح

لى حالها، وهذا ما دفع والرغبة في إجراء التغييرات، فإن األوضاع بقيت عاإلصالحاتولكن رغم هذه

الجزائر باللجوء إلى الهيئات الدولية والمتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، في إطار الحتمية

.الدولية إلحداث التغييرات المناسبة

(1)1998 إلى 1989الفترة من : رابعا

اسي واالقتصادي ، والتي كانت تدعو إلى تغيير الوضع السي1988 أكتوبر 05بعد مظاهرات

، وبالتالي تم إلغاء الكثير 1989واالجتماعي الذي تردى بشكل كبير، تم وضع دستور جديد في شهر فيفري

.من البنود التي تمثل حاجزا وعائقا للتغيير االقتصادي

57 ص ،مرجع سابقعيمة أوعيل، ن : (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

87

،ن وهو ممثل الدائني(FMI) تم توقيع أول اتفاقية تأكيد مع صندوق النقد الدولي 1989ماي 30وفي

وتضمنت هذه االتفاقية طلب المساندة، ومن هنا قرر الصندوق أن 1990 أفريل 30 االتفاقية في هذهوتنتهي

بالمفاوضات مع البلدان تسيير غير المالئم لالقتصاد الجزائري يجب أن يتغير وبشروط معينة لكي يبدأال

ة للجزائر وطرح الحلول المالئمة قام بوضع مذكرة تتضمن وصفا دقيقا للحالة االقتصاديحيث الدائنة،

قبلت الجزائر بالحتمية أي بالبرامج تباعها وذلك في إطار برامج التكييف الهيكلي، وبذلك إوالسياسية الواجب

. من طرف خبراء الصندوقةالمفروض

20 دوالر ثم انخفض حتى وصل 100ومع بداية أزمة الخليج الثانية ارتفع سعر برميل البترول إلى

1991 جوان 03، وتم تخفيض قيمة الدينار، وعلى إثر ذلك تم توقيع اتفاقية تأكيد ثانية وذلك بتاريخ دوالر

.1992 ماي 03وتنتهي في

لكن طلبت الجزائر من صندوق النقد الدولي اتفاقية تأكيد ثالثة لمدة ثالث سنوات، 1992وفي ماي

).اغتيال الرئيس محمد بوضياف(قرار السياسي تم منحها سنة واحدة فقط، وذلك بسبب الغموض وعدم االست

انخفضت أسعار البترول وعانت الجزائر من صعوبات في تسيير المديونية، وتم 1993وفي سنة

مالك آنذاك بمفاوضات مع الصندوق ، وبدأت حكومة رضا 1994 في بداية التوقف عن تسديد خدمة الدين

إعادة الجدولة، وفي جديدة وهي عليها بل تم اقتراح اتفاقية صل للحصول على قروض أخرى، لكنها لم تتح

.ظل األزمة وغلق السوق المالي في وجه البلدان التي تعيش أزمة مالية قبلت الجزائر بهذه االتفاقية

:الشروط المفروضة من طرف البنك الدولي -1

دوالر في إطار برنامج مليون350 بتقديم قرض يبلغ 1991 جوان 03وعد البنك الدولي الجزائر في

:التكييف الهيكلي، وهذا بشروط وهي

وبالتالي تم 1995إلغاء احتكار الدولة لقطاع التأمين، وقد نفذت الجزائر هذا اإللغاء سنة

؛تحرير قطاع التأمين

بعد أن كان مقتصرا على يةتعديل القانون التجاري وإدخال قانون اإلفالس للمؤسسات العموم

؛1991فقط وقد تم ذلك ابتداء من صة المؤسسات الخا

؛1992 و 1991فرض إصالحات في قطاعي الضرائب والجمارك وكان في الفترة

قيام بمراجعة حسابات البنوك العمومية والمؤسسات الكبرى من أجل تقييم حالتها الحقيقيةال

؛- في انتظار سياسة التخصيص-

ور ونمو القطاع الخاص، وقد صدر قانون لصالح تطراالستثماتقليص دور الدولة من جانب

.1995الخوصصة في الجزائر سنة

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

88

:إعادة الجدولة -2

عادة جدولة ديونها، إل اتجهت الجزائر إلى نادي باريس بغرض التفاوض معه 1994في بداية سنة

حديد بت الذي قام،ممثل الدائنينوالذي رفض التفاوض معها وألزمها بالتوجه إلى صندوق النقد الدولي

عادة جدولة ديونها، وفي أفريل إللكي تتحصل على الموافقة للجزائر وعليها إتباعه برنامج اقتصادي

تم إمضاء االتفاق مع الصندوق، ومن ثم تمت إعادة جدولة الديون مع نادي باريس وفق شروط 1994

:محددة وهي

إلعادة حيث تم تحديد برنامج ،ولتهاوهي الفترة المحددة للديون المستحقة إلعادة جد :فترة التجميد

1995 الى نهاية 1993 ومع نادي باريس من نهاية 1994فريل أ من أالجدولة مع الصندوق بد

؛فيها النقاش حول الديون التي سيعاد جدولتها و التي لن يعاد جدولتها يبدأث حي،كفترة تجميد

؛ر مليار دوال4 قدرت بـ : الحصة القابلة إلعادة الجدولة

تشمل إعادة الجدولة أصل الدين، أما الفوائد فالمبدأ هو الوفاء الفوري بها، إال أن الجزائر :الفوائد

؛استفادت من إعادة جدولة الفوائد مع نادي باريس كاستثناء

استفادت الجزائر من فترة تأخير تقدر بسنتين، وفترة إمهال تقدر بـ خمس : آجال إعادة الجدولة

. سنة كأجل محدد للتسديد12ة مد ىلسنوات، وع

و بهذا تعتبر إعادة الجدولة كقرض جديد و بالتالي يترتب عليه فوائد جديدة تكون خاضعة لشروط السوق

.المالية

عادة إلعلى اتفاق ، وحصلت 1995وبعد االتفاق مع نادي باريس، توجهت الجزائر إلى نادي لندن سنة

طرح نفس البنود التي فرضها نادي باريس مع وجود بعض جدولة الديون المصرفية غير المضمونة، وتم

، كما تم تسديد الفوائد القديمة 1997 حتى 1994االختالفات، حيث دامت فترة التجميد ثالث سنوات من

. سنة كأجل محدد للتسديد12إمهال، و فورا، وحصلت على سنة كفترة تأخير وخمس سنوات كفترة

1995 نادي باريس لمناقشة إعادة جدولة الديون المترتبة من أفريل إلى بعد ذلك لجأت الجزائر مرة ثانية

.1998إلى غاية أفريل

تم توقيع اتفاق، في إطار ما يسمى 1995أما فيما يخص عالقة الجزائر بصندوق النقد الدولي ففي سنة

عاما من تأكيد التي دامطبعا بعد انتهاء فترة اتفاقية التوهذا بالتسهيلة الموسعة، يدوم لمدة ثالث سنوات

.1995 إلى أفريل 1994أفريل

قد حصل انخفاض في خدمة المديونية، وابتداءا 1998 و 1994أنه في الفترة الممتدة بين ونالحظ

1999وهذا ما أدى إلى ارتفاع االحتياطات النقدية، ثم عاد في بدأ سعر البترول باالرتفاع، 1997من

، وهكذا، وفي ظل تسديدات منخفضة وارتفاع مداخيل العائدات البترولية، خفاض ثم ارتفع مرة أخرىلالن

مليار دوالر، حيث بلغ سعر برميل 30 إلى أكثر من 2004وصلت االحتياطات النقدية في جانفي

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

89

. دوالر كسعر مرجعي في الميزانية العامة19 دوالر مع العلم أن الحكومة اعتمدت سعر 33البترول إلى

أصبح السعر و، مليار دوالر150 وصل االحتياطي النقدي للجزائر إلى حوالي 2008 في نهاية و

. دوالر37المرجعي المعتمد هو

(1)2005 إلى 1998الفترة من : خامسا

كان الهدف منه 1995إن برنامج التسهيلة الموسعة الذي تبنته الجزائر مع صندوق النقد الدولي سنة

عادة مستويات مقبولة للنمو، مما يسمح بتخفيض نسبة البطالة التي تزايد تحقيق استقرار االقتصاد واست

معدلها بشكل قوي، وبالتالي تحسين مستوى معيشة السكان، وقد سمحت هذه السياسة للجزائر بمضمونها

سائدا الهادف إلى تحقيق االستقرار، بالدخول في األلفية الجديدة باقتصاد مغاير لذلك االقتصاد الذي كان

كما تشهد على ذلك النتائج المحققة في ميدان التوازن االقتصادي الكلي على وجه الل سنوات الثمانينات،خ

.الخصوص

، الهدف منه بعث النمو )2004 - 2001(لقد تم وضع برنامج لدعم اإلنعاش االقتصادي للفترة

امج بعد المعاينة منصب شغل، وقد جاء هذا البرن850.000وإنشاء % 6 إلى 5بمعدل سنوي يقارب

ق هذه األهداف باالعتماد على المداخيل المعتبرة من الجباية البترولية، يلالقتصاد الجزائري، مع إرادة تحق

في احتواء الضغوط االجتماعية والسياسية، من خالل وضع هذا ما ولد رغبة لدى السلطات الجزائرية

.البرنامج

المتعلق بتطوير 2001 أوت 21المؤرخ في )03 / 01(المرحلة إصدار األمر كما تم في هذه

، والذي يدل 1993الصادر في ) 12 / 93(االستثمار، وقد جاء هذا األمر ليعدل ويتمم المرسوم التشريعي

على االهتمام الكبير باالستثمار األجنبي والسعي إلى جذب أكبر قدر ممكن من االستثمارات األجنبية،

، إال أن هذا لم ينقص من الجهود المبذولة لجعل االستثمار 2000ول سنة رغم ارتفاع أسعار البتروذلك

األجنبي مصدر بديل للتمويل على غرار النفط، ولقد تم وضع برنامج إنعاش ثاني متمم لما جاء في

ماليير 7، حيث خصص له مبلغ 2007 لينتهي سنة 2005ابتداءا من سنة اإلنعاش األول، وذلكبرنامج

. الدرس والمضي قدما في مسيرة التنمية االقتصادية الشاملةباستيعادليل على كبر دوالر، وهذا أ

، والذي تم التوقيع 2005 أوت 12 األوروبي في داالتحاوقد تم البدء في تطبيق اتفاق االنضمام إلى

15 بمدينة فاالنس االسبانية، وهو االتفاق الذي عرض على موافقة البلدان2002 أفريل 22عليه في

. لم تكن معنية بالمصادقة2004ي انضمت إليه سنة العشرة الت أن حيث األوروبيلالتحاد

الجزائر أن الهدف الرئيسي من هذا االتفاق هو مضاعفة االستثمارات األوروبية المباشرة، وتعتبر

حيث دعت من خالل االتفاق الدول األوروبية إلى مضاعفة تبادالتها التجارية معها للوصول إلى

(1) 70 ص ،مرجع سابقنعيمة أوعيل، :

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

90

االستثمار، خاصة أن الجزائر ملزمة في إطار اتفاق الشراكة بتفكيك التعريفات الجمركية، وهذا على

.2017مراحل للوصول إلى تفكيكها نهائيا في سنة

حيث 25ويتضمن اتفاق الشراكة العديد من المجاالت للتعاون بين الجزائر والبلدان األوروبية الـ

رفين بخلق منطقة تبادل حر تسمح بحرية تنقل البضائع على فترة انتقالية ينص هذا االتفاق عل التزام الط

بعين االعتبار المواثيق الدولية خاصة اتفاقيات منطقة التجارة العالمية، سنة، وتأخذ هذه المنطقة 12لمدة

كما سيسمح هذا االتفاق للمنتوجات الجزائرية الصناعية منها ونصف المصنعة بأن تباع في األسواق

.ألوروبية وأن تدخلها دون الخضوع إلى التعاريف الجمركيةا

أما بالنسبة لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة فإن هناك عراقيل اشتكت منها واشنطن تتمثل في

نظام ترخيص االستيراد، قانون ممارسة التجارة الدولية، المؤسسات العمومية : أربعة نقاط وهي

ذه المؤسسات، وأخيرا تجارة الدولة، حيث تشترط الجزائر على األجانبوخوصصتها ودعم الدولة له

الذين يريدون ممارسة عملية االستيراد أو توزيع المواد المستوردة، أن يكون لهم مقر أو مكتب للتمثيل في

الجزائر، في حين أن واشنطن تريد الحصول عل حق األشخاص األجانب في التجارة دون القيود التي

.الجزائرتفرضها

(1) برنامج دعم النمو2009 – 2005الفترة : سادسا

جاء برنامج دعم النمو بخمسة محاور تمثل مجموعة من األهداف االقتصادية واالجتماعية أوجزها

:على النحو التالي

)2009 -2005(محاور برنامج دعم النمو للفترة : 11جدول رقم

% )دجمليار (المبلغ المحاور

45,41 1.908,5 برنامج تحسين ظروف معيشة السكان*

40,53 1.703,1 برنامج تطوير المنشآت األساسية*

8,03 337,2 برنامج دعم التنمية االقتصادية*

4,85 203,9 برنامج تطوير الخدمة العمومية*

1,18 50,0 برنامج تطوير التكنولوجيات الجديدة االتصال*

100 4.202,7 )2009 -2005(امج الخماسي مجموعة البرن

. 242 ص ،مرجع ال نفس،تومي عبد الرحمان:المصدر

، أطروحة 1980-2009، واقع و آفاق االستثمار األجنبي المباشر من خالل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر عبد الرحمان تومي: (1)

.242 ص ،2006دكتوراه في العلوم االقتصادية، جامعة الجزائر، أكتوبر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

91

: هذا البرنامج يمكن الوقوف عند بعض المالحظاتفيما يخص

دينار للدوالر الواحد، معنى ذلك أن الغالف المالي المخصص 70 على اعتبار أن معدل الصرف هو /1

، نضيف له برنامج صندوق الجنوب وبرنامج صندوق الهضاب $ مليار 60لهذا البرنامج هو في حدود

وعليه يكون مجموع ما خصص ) 2009 - 2005(للفترة $ مليار 20العليا بغالف مالي يصل إلى

.$ مليار 80لالستثمار حوالي

ا يؤكد هذا الغالف المالي الضخم يؤكد بصدق عزم الدولة على اإلقالع ويترجم سياسة دعم النمو، كم-

.مدى جاهزية الدولة للمساهمة بقوة في تحريك عجلة التنمية باستثمارات عمومية

في ظل ) محلي وأجنبي( من هذا الغالف تأتي كتمويل من السوق % 50إذا جاز لنا أن نتوقع -

خالل $ مليار100 وتحسن مناخ األعمال، تكون بذلك الجزائر قد ضخت أكثر من ياالستقرار األمن

.الفترة

من البطالة والفقر وعلى صناع كنا أشرنا في الفترة السابقة بأن الجبهة االجتماعية قد تضررت / 2

ن برنامج دعم النمو قد خصص أكبر االقرار أن يعملوا من أجل إعادة التوازن االجتماعي، وبالفعل ف

ت، يليه قطاع من مجموع االستثمارا% 45,41غالف مالي لتحسين ظروف معيشة السكان وذلك بنسبة

حيث يعمل على تحسين وتطوير مناخ االستثمار بشكل عام، ثم يليه في المقام % 40,53اإلسناد بنسبة

يستهدف مباشرة كل من قطاع الفالحة والذي % 8,03الثالث محور دعم التنمية االقتصادية بنسبة

حسن من قدراتها اإلنتاجية، توهي كلها قطاعات منتجة يمكن أن ،ةوالصناعة والصيد البحري والسياح

.وبالتالي تلبية جزء من الطلب الداخلي والخارجي

من التحصيل % 45 لكون النسيج الصناعي يتركز بالخصوص في واليات الوسط و أن حوالي نظرا/ 3

، وإلعادة التوازن لإلنتاج الصناعي واليد العاملة وتطور العمران (1)الضريبي تأتي من ثالثة واليات

لي إعادة التوازن لإلنتاج اإلقليمي مول هذا البرنامج كل من صندوق الجنوب وصندوق الهضاب وبالتا

وذلك من خالل منح اعتمادات ) بين الجنوب والهضاب( والية 30تستثمر في $ مليار 20العليا بحوالي

.الدفع ورخص البرنامج عن طريق الميزانية السنوية

.هي العاصمة، البليدة، بومرداس: (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

92

يعي لالستثمار األجنيب املباشراإلطار التشر: املطلب الثاين

ا ، وهذا بعد ه في السنوات األخيرة مرحلة تطور سريعة تهدف فيها إلى تحرير اقتصادتعيش الجزائر

في خوضها لتجربة التخطيط الممركز والمعتمد أساسا على القطاع العام وتصدير البترول، حيث لم تنص

.من تدخل األجانب في سيادة الدولةقوانينها على تشجيع االستثمارات األجنبية خوفا

بعد األزمة البترولية ونقص موارد الدولة، عمدت الحكومة الجزائرية إلى تطبيق إصالحات جديدة

الشغل وتحقيق التنمية لترقية سياسة االستثمارات األجنبية نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في توفير مناصب

.االقتصادية

الدولة بتعديالت وإصالحات اقتصادية ومالية هامة، بإصدار عدة قوانين في إطار هذه السياسة قامت

.تهدف إلى فتح المجال أمام المستثمرين وكذا تقديم تسهيالت في مختلف الميادين

قوانين فترة الستينات: أوال

.1966 والثاني سنة 1963دار قانونين لالستثمارات األجنبية أولهما سنة شهدت عشرية الستينات إص

:(1) 1963قانون االستثمار الصادر في -1

المتعلق 277 -63 وهو القانون رقم ،1963 جويلية 26لقد صدر أول قانون لالستثمارات في

األولى إلى رؤوس األموال األجنبية مركزا ، وكان موجها بالدرجة باالستثمارات الخاصة الوطنية واألجنبية

: من أجل تنمية وتطوير البالد، وقد نص على عدة ضماناتعلى ضرورة االهتمام باالستثمارات األجنبية

األجانب، و المعنويينوتتعلق بحرية االستثمار لألشخاص الطبيعيين: الضمانات العامة -أ

إضافة إلى حرية اإلقامة والتنقل بالنسبة لمسيري ومستخدمي هذه المؤسسات، وكذا المساواة

).5 و 3،4المواد (جانب ضمان عدم نزع الملكية ائية إلى بأمام القانون السيما المساواة الج ويخص هذا النظام المؤسسات التي يشمل برنامجها : المؤسسات المنشاة عن طريق اتفاقية -ب

إنجاز المشروع االستثماري سنة، على أن يتم 30 ماليين في مدة 5االستثماري على مبلغ

منصب شغل للجزائريين، كما 100في منطقة أو قطاع يتسمان باألولوية، أو ينشأ أكثر من

سنة 15لالتفاقية أن تنص على االمتيازات الواردة في االعتماد مع تجميد النظامي لمدة يمكن

.إضافة إلى تخفيض نسبة فائدة قروض التجهيز وتخفيض الضرائب على السلع المستوردة

. 53،الجريدة الرسمية العدد المتعلق باالستثمارات الخاصة الوطنية واألجنبية1963 جويلية 26 المؤرخ في 277 - 63 رقمالقانون: (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

93

ن ضمانات خاصة وتستفيد هذه المؤسسات بقرار من الوزير المعني م: المؤسسات المعتمدة -ج

من األرباح الصافية السنوية، والتحويل الحر لألموال المتنازل % 50(بتحويل األموال

مقابل ضمان تكوين وترقية المؤسسات ، الحماية الجمركية، الدعم االقتصادي لإلنتاج)عنها

.للعمال واإلطارات الجزائريةالمعتمدة

يك في مدى مصداقيته وعدم مطابقته للواقع، إذ أن الجزائر لم يعرف هذا القانون تطبيقا وذلك راجع للتشك

، وقد أظهرت نيتها في عدم تطبيقه مادامت لم تبادر بدراسة 1964 – 1963بتاميمات كانت آنذاك تقوم

.1966الملفات التي سلمت لها، وتداركا لمساوئه صدر قانون آخر لالستثمار الخاص سنة

:1966قانون االستثمار لسنة -2

تبنت الجزائر قانونا جديدا لتحديد دور رؤوس األموال في إطار التنمية 1963فشل قانون بعد

االقتصادية، ومكانته وأشكاله والضمانات الخاصة به، حيث جاء مختلفا عن سابقه من خالل المبادئ التي

.وضعت فيه

(1)وارتكز هذا القانون على مبدأين أساسيين

وللمستثمرين حق ) 02مادة (دولة لفكرة احتكار المجاالت الحيوية يشير المبدأ األول إلى تأكيد ال •

). 04مادة ( مسبق من قبل السلطات اإلدارية اعتماداالستثمار في قطاعات أخرى بعد الحصول على

يمكن للدولة أن تكون لها مبادرة االستثمار إما عن طريق الشركات المختلطة وإما عن طريق إجراء

).05المادة (ت معينة مناقصات إلحداث مؤسسا

الضمانات في المساواة أمام ، حيث تتمثل واالمتيازاتأما المبدأ الثاني فتمثل في منح الضمانات •

، وحق تحويل األموال واألرباح الصافية )10المادة (المساواة أمام القانون الجبائي لقانون السيما ا

أو ئية تتعلق باإلعفاء التام أو الجزئيوتتمثل االمتيازات هي األخرى في أنها جبا ).11المادة (

سنوات والرسم على األرباح الصناعية 10التناقصي من رسم االنتقال بعوض، والرسم العقاري لمدة

).14المادة (والتجارية وغيرها

في جلب المستثمرين األجانب ألنه كان ينص على اتفاقية التأميم وألن الفصل في 1966وفشل قانون

.ان يخضع للمحاكم والقانون الجزائريالنزاعات ك

.1966 سبتمبر 17ة في المؤرخ80 يتضمن قانون االستثمار، الجريدة الرسمية العدد 15/06/1966، المؤرخ في 66/284األمر رقم : (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

94

قوانين فترة الثمانينات: ثانيا

.1986 والثاني سنة 1982تميزت هذه الفترة بصدور قانونين لتشجيع االستثمارات األجنبية أولهما سنة

(1) 1982قانون االستثمار لسنة -1

مليون دج، 30بلغه عن يخضع كل مشروع يقل م:" حيث جاء في نص المادة1982 أوت 82صدر في

يبادر به شخص أو عدة أشخاص طبيعيين ذوي الجنسية الجزائرية والمقيمين بالجزائر ألحكام هذا القانون

".وينجز وفقها

وصفت باالنفتاحية على الخارج سياسة اقتصادية جديدة انتهاجتميزت ظروف إصدار هذا القانون

قتصادية التي كانت تعطي األولوية للقطاع الصناعي، والقطاع الخاص، كما سجل تراجع عن السياسة اال

. للمنشآت االجتماعية كالسكن والتهيئة العمرانيةةاألولوي وتم إعطاء

قانون يخص تأسيس المؤسسات 1982فقد تبنت الجزائر في سنة وفيما يخص االستثمارات األجنبية

لطة بمثابة شركات أسهم وتمثل المشاركة االقتصادية المختلطة وسيرها، وتعد الشركات االقتصادية المخت

مع ضمان % 49، أما الشركات األجنبية فال يمكنها أن تتجاوز مع ضمان التسويق % 51الجزائرية فيها

.تكوين المستخدمين ونقل التكنولوجيا

للمؤسسات األجنبية لتحويل أرباحها إلى بلدها 13 – 82باإلضافة إلى الضمانات التي قدمها قانون

ومن بين أهم . صلي، إال أنها لن تتحصل على العوائد إال إذا كانت نشاطاتها في المحروقاتاأل

:المختلطة بمجرد تأسيسها ما يلياالمتيازات التي تستفيد منها الشركات

.لضرورية لنشاطها اإلعفاء من الحق على التحويل بالمقابل لكل المشروعات العقارية -

.ألرباح الصناعية والتجارية لمدة ثالثة سنوات اإلعفاء من الضريبة على ا-

. الخضوع للقانون التجاري حيث يكون تأسيسها كشركة أسهم ذات مسؤولية محدودة-

. اإلعفاء من الضريبة العقارية لمدة خمس سنوات أو من الضريبة على األجر اإلضافي-

.ها أصبحت رقابة اقتصادية غير خاضعة لنفس الرقابة المطبقة على المؤسسات االشتراكية ولكن-

. ال تخضع للقانون العام والوصاية الوزارية-

. تقوم صناديق المساهمة بتسيير رأس مالها-

في تنمية االقتصاد الوطني قامت السلطات العمومية بتأكيد دور القطاع الخاص 1983وفي سنة

، والذي يتمثل دوره األساسي في توجيه "الديوان الوطني لتوجيه ومتابعة وتنسيق االستثمارات"بإنشاء

النشاطات ذات األولوية في مجال التنمية، المتابعة الدائمة لتطور االستثمارات الخاصة الوطنية نحو

المؤرخة 35 الجريدة الرسمية العدد ، يتعلق بتأسيس الشركات المختلطة و سيرها1982 /08 /28: المؤرخ في82/13القانون رقم (1) :

.08/1982/ 31في

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

95

القطاع الخاص، إعالم المستثمر بالقوانين والتنظيمات المتعلقة بمجال النشاط والقيام بالدراسات المختلفة

.على النشاط االقتصاديحول تأثير القطاع الخاص

إلى اكتشاف محدوديته حيث بلغ حجم االستثمار في الفترة 11 – 82وقد أدى تطبيق القانون

: مشروع ، وتكمن النقائص في2338 مليار دج ضمن 2.4 حوالي 1985 – 1983

ة من واستبعاد نسبة كبيرإجبار أصحاب االستثمارات الخاصة على اإلقامة في التراب الوطني -

.المستثمرين غير المقيمين ورجال األعمال

.يمنع االستثمار في بعض أنواع النشاطات مما خلق حالة احتكار -

تحديد سقف االستثمار، بالحد من القدرة على امتالك تكنولوجيا متطورة وبالتالي تحقيق معايير -

.المردودية المطلوبة (1):1988قانون االستثمار لسنة -2

، وبالمقارنة مع القوانين السابقة التي 1988 يوليو من سنة 12 المؤرخ بتاريخ 25/ 88ظهر قانون

الحصول على الرخصة، حيث اختفى هذا اإلجراء بصدور هذا القانون أكدت في معظمها ضرورة

.واختفى معه أيضا القيد المتعلق بالقيمة اإلجمالية لالستثمار

أعطيت الحرية للمؤسسات االقتصادية 88/25تضمنها القانون من هذه التعديالت التي يوانطالقا

. مع الخطة السنوية واالستفادة من االمتيازات والتشجيعات الجبائية نشاطهاالتي يتماشى

الذي كان يعتبر المعرقل الوحيد االعتماد إلغاء إجراء طلب هوومن أبرز ما جاء به هذا القانون

.باإلضافة إلى إجراءات أخرى

:لغاء إجراء االعتماد إ-أ

ضمنيا لهذا اإلجراء في نصوصه األمر الذي يدل على أن هناك إلغاءا 88/25لم يتطرق قانون

وسيلة لمراقبة تطور القطاع االعتمادلالعتماد، حيث كانت تعتبره القوانين السابقة التي أقرت طلب

ما كانت تدفع المستثمرين الخواص الخاص، إال أن هذه الوسيلة أدت إلى ظهور البيروقراطية وغالبا

.الذين عانوا كثيرا من هذه اإلجراءات التعسفية إلى استثمار أموالهم في أنشطة صغيرة :إلغاء القيد المتعلق بمبلغ االستثمار -ب

الذي كان يمنع المستثمرين الخواص استثمار أموالهم في عدة مشاريع 82/11على عكس القانون

مليون 35 مليون دج والتي تم تعديلها ورفعها إلى 30صوى لهذا المشروع ال تتجاوز وإن تكن التكلفة الق

.1985دج في سنة

. 2 الجريدة الرسمية العدد ، المتعلق باالستثمار1988 يوليو 12المؤرخ في (1) : القانون رقم 25/88

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

96

تخطى هذه الشكليات ولم ينص على أي إجراء من هذا النوع بل يمكن لكل الطاقات 88/25إن قانون

أو خارجها أن يساهموا في دفع عجلة التنمية االقتصادية على كانوا مقيمين في الجزائر الوطنية سواء

.82/11عكس قانون

:1988ون االستثمار لسنة ن تقييم قا-جـ

ضعف حجم االستثمارات التي بلغت : لم يكن في المستوى المطلوب نتيجة جملة من األسباب منها

لمخصصة الستيراد التجهيزات ، وذلك راجع إلى نقص العملة الصعبة ا1988 مشروع فقط في سنة 211

والمواد الضرورية للمشروع االستثماري الصناعي إضافة إلى اختالل التوزيع الجغرافي لتلك

المشروعات وعدم تمكنها من توفير مناصب شغل هامة ومن كل هذا نالحظ أن اإلعفاءات الضريبية

.المفتوحة كانت غير كافية

قوانين فترة التسعينات: ثالثا

منعرجا هاما لتطور قوانين االستثمار حيث تبينت بعدها اإلرادة الواضحة لإلدارة 1990نة تعتبر س

10 – 90الجزائرية من أجل استقطاب المزيد من رؤوس األموال األجنبية، حيث تم إصدار قانون

. تم إصدار قانون آخر لجذب المستثمرين األجانب1993المتعلق بالنقد والقرض، وفي سنة

(1):90/10ن النقد والقرض قانو /1

بمثابة تنظيم جديد لمعالجة ملفات االستثمارات األجنبية 90/10يعتبر صدور قانون النقد والقرض

كما اسند لمجلس النقد والقرض مهمة إصدار قرارات المطابقة للمشاريع ،على مستوى بنك الجزائر

انون استثمار لكنه تنظيم لسوق الصرف لقد نص هذا القانون على االستثمارات وهو ليس بق. المقدمة

.وحركة رؤوس األموال

المتعلق بالشركات المختلطة الذي أضحى غير 13-86 ورقم 13-82وقد ألغى هذا القانون القانونين رقم

51(المفعول، حيث تم إلغاء األحكام التي كانت سارية والتي تفرض أغلبية رأس المال األجنبي ساري

طة، كما ادخل هذا القانون تميزا بين المقيمين وغير المقيمين حيث للشركات المختلبالنسبة ) % 46 - %

الجزائر لتمويل أية نشاطات اقتصادية غير مخصص إلىرخص لغير المقيمين بتحويل رؤوس األموال

.للدولة صراحة

:وقد كرس هذا القانون عدة مبادئ تتمثل في

ة للدولة، إلى جانب تحديد شروط تدخل الرأسمال حرية االستثمار باستثناء القطاعات المخصص -أ

.الخاص

(1) : المتعلق بالنقد و القرض 1990 \ 04 \14 المؤرخ في 10 \ 90 انظر القانون رقم

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

97

.حرية تحويل رؤوس األموال بعد تأشيرة بنك الجزائر، وفي مدة شهرين من تقديم الطلب -ب

الضمانات الواردة في االتفاقيات الدولية التي توقع عليها الجزائر، وتجدر اإلشارة إلى أنه في تاريخ -ج

.نظم الجزائر إلى أية اتفاقية لالستثماراتصدور هذا القانون لم تصادق ولم ت

حيث يقدم طلب إلى )Avis de confirmété(تبسيط عملية االستثمار الخاضع للرأي بالمطالبة -د

مجلس النقد والقرض ليبث في الملف خالل شهرين، مع إمكانية الطعن في حالة الرفض أمام الغرفة

.اإلدارية للمحكمة

لى الضمانات المتعلقة بالتحويل مع اإلبقاء على االمتيازات الناجمة على كما نص هذا القانون ع

. المتعلقين بالشركات المختلطة االقتصادية13-86 و 13-82القانونين رقم

تبني استقاللية البنك المركزي، إلغاء التمييز : إلى جانب المبادئ السابقة، هناك مبادئ أخرى نذكر منها

، تبني مفاهيم المقيم وغير المقيم عوضا عن الوطني واألجنبي، التصريح بين القطاع العام والخاص

و تقديمه لبنك الجزائر و ليس على مستوى باالستثمارات األجنبية وتسجيلها في مجلس النقد والقرض

.اللجنة الوطنية لالستثمارات

المتعلق 14-86قم على القانون ر1991حدثت تعديالت في نوفمبر قانون النقد و القرض إلى إضافة

التي بالمحروقات، وقد وردت هذه التعديالت لتدعيم إرادة االنفتاح المكرسة في قانون النقد والقرض و

تخفيف من (األجنبية باالستثمار في اآلبار البترولية الثانوية بإدخال إجراءات تشجيعية خولت للشركات

.د أكبر في التنقيب على البترول والغازالشركات من المساهمة بمجهولتمكين هذه ) العبء الضريبي

(1):1993قانون ترقية االستثمار لعام / 2

المتعلق بترقية االستثمارات تعبير عن إرادة االنفتاح االقتصادي 1993يعد قانون االستثمارات لعام

:و للسياسة الجديدة لترقية االستثمار، وترتكز فلسفة هذا القانون على

، والمستثمر المقيم وغير المقيم من جهة االستثمار الخاص والعمومي من جهةإنهاء التفرقة بين

أخرى، مع حرية االستثمار بالنسبة للمقيمين وغير المقيمين، بمعنى يصبح جميع المتعاملين متساوون

.أمام القانون

ر، عدم فرض شكليات ثقيلة ومعقدة بهدف تسهيل االستثمار وإجراءات عقد االستثمار في الجزائ

بمعنى إلغاء اإلجراءات الموافقة التي كانت موجودة من قبل واالكتفاء بالتصريح البسيط، إضافة إلى

.تقديم الضمانات المشجعة على االستثمار على المستوى الجبائي والجمركي

تتكفل بتدعيم المستثمرين من خالل " APSIوكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارات "تحديد هيئة

الوحيد الذي يتولى مهمة تقييم المشاريع االستثمارية وذلك بمراعاة معايير االقتصاد الكلي مع الشباك

.منح االمتيازات التي نص عليها القانون

(1):. المتعلق بترقية االستثمارات 1993 \ 10 \ 05 المؤرخ في 12 \ 93 المرسوم التشريعي رقم

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

98

والضمانات المتعلقة باللجوء إلى التحكيم الدولي ) رأس المال واألرباح(ل يالتأكيد على ضمانات التحو

.المجالفي هذا وذلك وفق االتفاقيات المبرمة

. األنظمة الخاصة، نظام المناطق الحرة،النظام العام: وجود عدة أنظمة محفزة

باستثناء ( كل األحكام السابقة المخالفة لهذا المرسوم التشريعي 1993 قانون االستثمار لعام ىلقد ألغ

).القوانين المتعلقة بالمحروقات

: فيما يلي1993وتتمثل األهداف الرئيسية لقانون

ث عن كيفية تحقيق اندماج أكبر لالقتصاد الوطني من خالل تنشيط االستثمار في مجال اإلنتاج البح

وذلك بغرض مواجهة ،ومن خالل االستخدام الدائم والمتزايد لرؤوس األموال والتكنولوجيات

.تشغيل واالستهالكالالحاجات المتزايدة والخاصة ب

رض أية قيود على رأس المال األجنبي خارج القطاعات التأكيد على إرادة الدولة في االنفتاح دون ف

.الحساسة وإقامة عالقة الثقة مع المستثمر

تستهدف توسيع مشاركة رأس المال الوطني واألجنبي لتحقيق برامج االستثمارات الجديدة والتي

طني، التكفل باألولويات التي تحددها الدولة في مختلف المجاالت التي تحقق إدماج االقتصاد الو

إحالل الواردات، خلق مناصب العمل، ترقية الصادرات خارج المحروقات، تثمين الموارد المحلية

وبشكل عام كل استثمار من شأنه اإلسهام في تقليص درجة تبعية االقتصاد الوطني لألسواق

.الوطني من جهة أخرىباع الحاجيات األساسية للسوق شالخارجية من جهة، وإ

أصبح ميدان االستثمار واالمتيازات 05/10/1993 المؤرخ في 12-93تشريعي رقم بصدور المرسوم ال

.المرتبطة به أكثر وضوحا

فترة ما بعد التسعينات: رابعا

تميزت هذه الفترة بعودة االستقرار السياسي واألمني وتحسن في األوضاع االقتصادية، مما استلزم

بيرة من القوانين والمراسيم واألوامر، كلها تدخل في عمق مواكبة هذه األوضاع الجديدة إصدار حزمة ك

اإلصالحات وقد مست كل القطاعات بدون استثناء، ومن التشريعات التي عالجت موضوع االستثمار

:األجنبي مايلي

(1):03-01قانون االستثمار رقم -1

جهت المستثمر قصد رفع العراقيل التي وا12-93 تعويضا لألمر رقم 03-01لقد جاء األمر رقم

والشباك الوحيد، وعدم ) APSI( والمتمثلة في التداخل في الصالحيات بين وكالة 12-93في ظل قانون

. (1): 2001\ 08\22 المؤرخة ب 47دد سمية العر الجريدة ال، المتعلق بتطوير االستثمار2001\08\20 المؤرخ في 03 \01األمر رقم

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

99

بتشجيع وترقية االستثمار في تطبيق النصوص القانونية ومركزية االنسجام بين الهيئات المكلفة

و متابعةكالة ترقيةالقرارات، فضال على أنه تم منح اختصاصات وصالحيات كثيرة ومعقدة لو

:من بينها االستثمار

. استالم تسريحات وطلبات المستثمرين-

القيام بالتقويم المطلوب للمشاريع االستثمارية قصد صياغة قرار منح المزايا التي يطلبها المستثمر أو -

.رفضها

. القيام بمساعدة المستثمرين إداريا عن طريق الشباك الوحيد-

بإصدار األمر رقم 12-93 المشرع الجزائري إلى إعادة النظر في قانون درل باهذه المشاكففي ظل

المتعلق بتطوير االستثمار، حيث أهم ما جاء به من حيث األجهزة هو إنشاء المجلس الوطني 01-03

الذي )(ANDI(وهذا من أجل التخفيف على الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ) CNI(لالستثمار

، حيث كلف المجلس الوطني لالستثمار بالفصل في االمتيازات الممنوحة )APSIال لوكالةجاءت استبدا

وتحديد المناطق التي يمكن أن تستفيد من النظام االستثنائي وذلك باقتراح تدابير تحفيزية لالستثمارات،

ملفات، وهذا قصد تقليص مدة الرد على )ANDI و CNIأي هناك توزيع للمهام بين الهيئتين (

إلى ) 12-93حسب قانون (اإليداع لطلب االمتياز يوم كأقصى أجل ابتداء من تاريخ 60المستثمرين من

).03-01حسب قانون ( يوم فقط 30

منوحة للمستثمرين م الذي حدد االمتيازات والضمانات ال12-93على غرار المرسوم التشريعي رقم

منه نص 11لق بتطوير االستثمار وفي المادة والمتع 20/08/2001 المؤرخ في 03 -01فإن األمر رقم

سنوات من النشاط الفعلي من 10بعد معاينة انطالق االستغالل يستفيد االستثمار من إعفاء لمدة : على أنه

على األرباح الموزعة، ومن الدفع ومن الضريبة على الدخل اإلجماليالضريبة على أرباح الشركات

سنوات من الرسم العقاري على الملكيات 10لمهني، وكذا اإلعفاء لمدة افي ومن الرسم على النشاط ازالج

.العقارية التي تدخل في إطار االستثمار

من األمر رقم 14، فقد أكدت المادة 12-93وفضال عن عدم التمييز المنصوص عليه في قانون

اص الطبيعيين على أن يعامل األشخاص الطبيعيين والمعنويين األجانب نفس معاملة األشخ01-03

من نفس 16والواجبات المتعلقة باالستثمار، كما نصت المادة والمعنويين الجزائريين في مجال الحقوق

إال في الحاالت ) كالتأميم(إدارية األمر على أنه ال يمكن أن تكون االستثمارات المنجزة موضوع مصادرة

ينبغي أن يترتب على المصادرة تعويض عادل المنصوص عليها في التشريع المعمول به، وإذا كان والبد ف

.ومنصف

وما يمكن اإلشارة إليه في هذا القانون هو وضع جهازين لالستثمار يتمثل األول في المجلس الوطني

قوم بدراسة مهام كل جهاز في المطلب سن و،لالستثمار والثاني في الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار

.الموالي

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

100

(1): والمتعلق بالنقد والقرض2003 أوت سنة 26 في المؤرخ11-03األمر -2

أوت 26 المؤرخ في 11-03 المتعلق بالنقد والقرض بموجب األمر 10-90تم إلغاء القانون رقم

سمح بإعادة النظر في تنظيم وسير القطاع البنكي خاصة فيما يتعلق بدور كل من بنك الذي 2003

مراقبة البنوك والمؤسسات المالية إلى جانب قواعد الصرف وكذا عملية ،الجزائر ومجلس النقد والقرض

.وحركات رؤوس األموال

: نذكرروأهم ما جاء في هذا األمر فيما يخص تشجيع االستثمار األجنبي المباش

يسمح لغير المقيمين إنشاء بنوك ومؤسسات مالية لوحدهم أو بالمساهمة مع مقيمين، حيث نصت

أنه يسمح للبنوك والمؤسسات المالية األجنبية أن تفتح 11-03 من األمر رقم 85 و84المادة

.فروعا لها في الجزائر شريطة أن تتم المعاملة بالمثل

السماح بتحويل المداخيل والفوائد وإعادة تحويل رؤوس األموال وهذا ما نصت عليه صراحة

والفوائد واإليرادات المداخيل رؤوس األموال وكل النتائج و "11-03 من األمر رقم 126المادة

وسواها من األموال المتصلة بالتمويل يسمح بإعادة تحويلها وتتمتع بالضمانات المنصوص عليها

".في االتفاقيات الدولية التي وقعتها الجزائر

(2)2005 سنة فريل أ28 المؤرخ في 07-05قانون المحروقات رقم -3

أو محروقات هو رمز من رموز السيادة الوطنيةلقد ظل االعتقاد السائد منذ االستقالل بان قطاع ال

أين استغلت السلطة ظروف مواتية لتمرير مشروع 2005، واستمر هذا الوضع إلى غاية ثمرة االستقالل

. المحروقات الجديدقانون

:أهم مضامين قانون المحروقات الجديد

،ون فريد من نوعه في الدول الناميةمنه قانيتميز قانون المحروقات الجديد بثراء المحتوى الذي تجعل

:ويمكن تلخيص أهم ما يتضمنه هذا القانون في

حيث تم تبني مبدأ األسعار الحرة حسب قواعد العرض : التخلي عن اختصاص تحديد األسعار -أ

.والطلب سواء تعلق األمر بالتصدير أو االستيراد

قام المشرع الجزائري بموجب :أو االستغالل/النظام الجبائي المطبق على نشاطات البحث و -ب

.شاملة للجباية البترولية اجعةرقانون المحروقات الجديد بم

2003\ 08 \ 27 الصادرة بتاريخ 52 الجريدة الرسمية العدد ، المتعلق بالنقد والقرض2003\ 08\ 26 المؤرخ في 11\03األمر :(1)

2005\07\ 19درة بتاريخ الصا50 الجريدة الرسمية العدد ،2005 \ 04 \ 28 المتعلق بالمحروقات المؤرخ في 07 \ 05القانون رقم :(2)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

101

يشترط القانون الجديد للمحروقات لمباشرة : تبسيط إجراءات االستثمار في قطاع المحروقات -ج

من قانون المحروقات 05 وقد عرفته المادة ،النشاط في قطاع المحروقات حيازة سند منجمي

أو االستغالل المحروقات وال يترتب على بالبحثوثيقة تخص كل ترخيص" :على أنه

".أي حق في الملكية ال على السطح وال على مستوى باطن األرضالترخيص

للمحروقات عن الصيغ الجديدتراجع المشرع على ضوء القانون :الرجوع إلى عهد االمتياز -د

عود على نفس التقنيات المعمول بها في النظم القانونية التي استحدثها بفضل ثورة التأميمات لي

المؤرخ في 11-58الرأسمالية والتي وردت أيضا في قانون البترول الصحراوي رقم

والذي اعتمد أيضا في األساس على تقنية أو عقد االمتياز لتسيير نشاط النقل 22/11/1958

.باألنابيب

استبعاد القضاء الوطني من (لتحكيم تسوية منازعات المتعاقدين مع سلطة النفط عن طرق ا -ه

من قانون المحروقات كيفية تسوية المنازعات التي تحدث 58نظمت المادة ): هاته التسوية

:بين الوكالة والمتعاقدين وقد ميز هذا النص بين طريقتين للتسوية

.طريقة التسوية من خالل المصالحة المسبقة وفق الشروط المتفق عليها في العقد

.إلى التحكيم التجاري الدولياللجوء

إعادة ترتيب دور شركة سونطراك واسترجاع الدولة : نزع الطابع السيادي لشركة سونطراك -و

وتجريدها من دور المتعامل الوحيد ولهذا ،مهمة السلطة العمومية التي مارستها الشركة

ت المالزمة إليهما تلك الصالحياالغرض يتضمن القانون استحداث وكالتين متخصصتين تؤول

.لها

2006 أكتوبر 15 األحد حيث اعتمد المجلس الشعبي الجزائري يوم ، مراجعة هذا القانونتولقد تم

و يفرض ،كسوناطرا السيطرة على القطاع من قبل شركة بإحكام يعد ،2005تعديال لقانون المحروقات

. استثنائيةأرباحاي تحقق التاألجنبية ضريبة جديدة على الشركات النفطية أيضاالتعديل

المتعلق 2005 لقانون افريل 2006 جوان 09الوزراء مشاريع تعديالت يوم و اعتمد مجلس

من 15% سوناطراك ماال يقل عن باإلجماع و تمنح هذه التعديالت التي تم المصادقة عليها ،بالمحروقات

ا يفرض التعديل الجديد على شركاء كماألجنبية،حصة التنقيب و التشغيل و التكرير من قبل الشركات

وتتراوح ، دوالر30 تجاوز سعر برميل النفط الخام إذا أرباح على ما تحققه من األجانبسوناطراك

50 %. و 5 % ما بين 2006 أوتالضريبة الجديدة التي تم اعتمادها في الفاتح من

اإلحالة و حمايتها من أنابيبت عبر سوناطراك حقوقا استثنائية في نقل المحروقاأخرىو تمنح تعديالت

.على التحكيم الدولي في حالة نشوب نزاعات مع شريك ما

و ، الممكنةاألرباح أقصىو كان هدف هذا التعديل اغتنام فرصة ازدهار قطاع المحروقات لتحقيق

.تعزيز دور الدولة للتحكم في قطاع الطاقة

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

102

(1) 2006 جويلية سنة 15 المؤرخ في 08-06األمر -4

جويلية سنة 15 الموافق لـ 1427عام جمادى الثانية 19 المؤرخ في 08-06جاء األمر رقم

أوت 20 لالموافق1422 المؤرخ في أول جمادى الثانية عام 03-01 يعدل ويتمم األمر رقم 2006

ت يمكننا ذكر والمتعلق بتطوير االستثمار، ويتضمن هذا األمر مجموعة من التعديالت و التتما2001سنة

:أهمها فيما يلي

التشريع والتنظيمات المتعلقة بالنشاطات المقننة وحماية تنجز االستثمارات في حرية تامة مع مراعاة -أ

القوانين البيئة، وتستفيد هذه االستثمارات بقوة القانون من الحماية والضمانات المنصوص عليها في

التي تستفيد من مزايا هذا األمر قبل إنجازها إلى والتنظيمات المعمول بها، وتخضع االستثمارات

.تصريح باالستثمار لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار

تستفيد االستثمارات ذات األهمية بالنسبة لالقتصاد الوطني من مزايا تعد عن طريق التفاوض بين -ب

ترقية االستثمار، وتحدد المستثمر والوكالة التي تتصرف باسم الدولة تحت إشراف الوزير المكلف ب

االستثمارات ذات األهمية بالنسبة لالقتصاد الوطني حسب معايير تضبط عن طريق التنظيم بعد رأي

.مطابق من المجلس الوطني لالستثمار

ينشأ لدى الوزير المكلف بترقية االستثمارات مجلس وطني لالستثمار، ويوضع تحت سلطة ورئاسة -ج

االستثمارات وبسياسة دعم االستثمارات، بإستراتيجيةيكلف هذا المجلس بالمسائل المتصلة الحكومة، و

، وبصفة عامة بكل المسائل المتصلة بتنفيذ 12وبالموافقة على االتفاقيات المنصوص عليها في المادة

.أحكام هذا األمر

المتعلق بتطوير االستثمار 2006 \ 07 \ 15 المؤرخ في 08 \ 06 انظر األمر :(1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

103

املباشراإلطار املؤسسايت لالستثمار األجنيب: املطلب الثالث

سعيا منها لترقية االستثمارات األجنبية والمحلية، قامت الجزائر بإنشاء عدة هيئات وأجهزة تتكفل

مجلس : بهذه المهمة تمثل الدولة وتكون قريبة من المستثمر المحلي واألجنبي، ومن بين هذه الهيئات نجد

الصناعات وزارة الخوصصة، ومتابعة االستثمارات، مجلس والنقد والقرض، وكالة ترقية ودعم

للتطرق إلى مجلس النقد والقرض، المجلس الوطني طلبالصغيرة والمتوسطة، وقد خصصنا هذا الم

.لالستثمار والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار

مجلس النقد والقرض: أوال

ارات األجنبية مثابة تنظيم جديد لمعالجة ملفات االستثم10-90يعد صدور قانون النقد والقرض رقم

اسند لمجلس النقد والقرض عدة مهام منها إصدار قرارات المطابقة على مستوى بنك الجزائر، كما

المقدمة، لذلك خصصنا هذا المطلب لعرض نشأة مجلس النقد والقرض وصالحياته، وكيفية للمشاريع

.الحصول على رأي المطابقة من طرف هذا المجلس

:نشأته وصالحياته -1

جملة من األنظمة قصد تنظيم النشاط 10-90د اتخذ مجلس النقد والقرض منذ صدوره بالقانون لق

(1):المصرفي، وإدخال المرونة الالزمة للتعامل وتسهيل تنفيذ القانون، وتتمثل هذه األنظمة في

.األنظمة العامة المتعلقة بالبنوك والمؤسسات المالية -أ

.يات تطبيقها على البنوك والمؤسسات لماليةاألنظمة الخاصة بقواعد التسيير وكيف -ب

.القواعد الخاصة بمراقبة الصرف والتجارة الخارجية -ج

.ك وإصدار النقود وكيفية تداول العملة النحاسية واألوراق المصرفيةاألنظمة المتعلقة بس -د

يمارس المجلس عدة صالحيات باعتباره مجلس إدارة البنك10-90وحسب قانون النقد والقرض

المركزي من جهة، وباعتباره سلطة نقدية تصدر أنظمة وترعى تنفيذها والجدول الموالي يبرز هذه

.الصالحيات

.45 ص ،1997، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعيةلشعب محفوظ، سلسلة القانون االقتصادي، : (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

104

صالحيات مجلس النقد والقرض: 12 رقمجدول

صالحيات المجلس بصفته مجلس إدارة البنك

المركزي

صالحيات المجلس بصفته كسلطة نقدية

. إدارة شؤون البنك المركزي-

إحداث لجانا من بين أعضائه يستشيرها ويحدد -

.صالحياتها وتكوينها ضمن قواعد معينة

إلبداء ) عامة، خاصة( االلتجاء إلى أية مؤسسة -

.الرأي واالستشارة

االستشارية وسلطة التنظيم إحداث بعض الهياكل -

.العام وسلطة الموافقة واإلصدار لألنظمة

سسات المالية بإنشاء البنوك والمؤ الترخيص -

.الجزائرية وتعديل هذه التراخيص والرجوع عنها

الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك والمؤسسات -

.المالية األجنبية

تفويض صالحيات فيما يخص تطبيق نظام -

.الصرف

.54السابق، ص نفس المرجع محفوظ،لشعب : المصدر مجلس إدارة بنك الجزائر من الحيات وقد أعيد النظر في صالحيات مجلس النقد والقرض، وص

2001-02-27لـ الموافق 1421 ذي الحجة عام 04 المؤرخ في 01-01خالل إصدار األمر رقم

تم الفصل بين وظيفة مجلس النقد و أين. المتعلق بالنقد و القرض 10-90 و المتمم للقانون رقم المعدل

بـ 10-90المجلس في القانون "ض لفظإدارة بنك الجزائر، حيث تم تعوي مجلس يفةظو والقرض

، 71في المواد " بمجلس النقد والقرض" و103 و102، 87، 53، 32، 28في المواد " مجلس اإلدارة"

72 ،73 ،76 ،78 ،79 ،98 ،117 ،118 ،119 ،121 ،123 ،127 ،129 ،130 ،131 ،132 ،

(1)" 205 و 204، 203، 187، 185، 170، 159، 142، 140، 139، 136، 133

02المادة( ومراقباناإلدارةومجلس نواب 03ويتولى تسيير بنك الجزائر وإدارته ومراقبته محافظ يساعده

في ، أما مجلس النقد والقرض فيتكون من ثالثة أشخاص يختارون بحكم كفاءتهم )01-01من األمر

وذلك طبقا ،الجمهوريةالمسائل االقتصادية والنقدية ويتم تعيينهم في المجلس بموجب مرسوم من رئيس

10-90تدرج ضمن أحكام القانون ( المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض 01-01 من األمر 10للمادة

). مكرر43للمادة

10-90 المعدل والمتمم للقانون رقم 2001-02- 27 الموافق لـ1421 ذي الحجة عام 04 المؤرخ في 01- 01 من األمر 12المادة : (1)

. المتعلق بالنقد والقرض1990-04- 14: الموافق لـ1410 رمضان عام 19المؤرخ في

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

105

رخص قانون النقد والقرض لغير المقيمين بتحويل رؤوس األموال إلى الجزائر لتمويل أية نشاطات

مجلس النقد والقرض بأن هذه رؤوس األموال يجب أن اقتصادية غير مخصصة صراحة للدولة ويرى

( 1 ):تساهم في

.والخدمات التي تحدث فائض في العمالت الصعبةتمويل نشاطات إنتاج السلع

.تقليص اللجوء إلى استيراد السلع والخدمات

.تحسين توزيع السلع المعمرة والتجهيزات

.ضمان صيانة السلع المعمرة والتجهيزات

نشطة التي تدعم مردودية الخدمات العمومية كالنقل واالتصاالت، توزيع المياه والكهرباء ضمان األ

.وذلك تحت شرط مسبق لموافقة السلطات المعنية

:مهامه -2

وبعد ،لمإن مجلس النقد والقرض مكلف بدراسة الملف االقتصادي الذي يقدمه كل مستثمر محت

استثماري مقدم، كما يجب أن يتم اتخاذ القرار بقة لكل مشروع الدراسة يقوم المجلس باتخاذ قرار المطا

( 2 )في أجل أقصاه شهرين

، يجب أن يحصل المستثمر )استثمار مباشر أو شراكة مع متعامل مقيم(فإلنجاز مشروع استثماري

النقد والقرض، ويحدد من طرف مجلس ) Avis de conformité" (إعالن المطابقة"األجنبي على

لمجلس النقد والقرض شروط االستثمار األجنبي وإجراءات ) 1990-09-08 (03-90رقم التنظيم

.الحصول على إعالن المطابقة

:ويجب أن يستجيب االستثمار لبعض المعايير التي تراعي حاجات االقتصاد الوطني والمتمثلة في

.توازن سوق الصرف -أ

.إحداث وترقية الشغل -ب

. الجزائريينتحسين مستوى اإلطارات والمستخدمين -ج

إمتالك الوسائل التقنية والعامة وتحقيق االستغالل األمثل محليا لبراءات االختراع والعالمة التجارية -د

.المسجلة والعالمة المحلية في الجزائر طبقا لالتفاقيات الدولية

( 1) : Voir: - Algérie 30ans, situation économique, bilan perspectives, MA les média, Associes, Alger, 1994, P 301 -Articles 181, 183 de loi nº 90-10 du 14 Avril 1990, portant sur la monnaie et du crédit. ( 2) : Déboub Yousef, le nouveau mécanisme économique en Algérie, Office des Publications Universitaires, Alger, 1995, p164.

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

106

وم هذه األخيرة ويجب أن توجه طلبات إعالن المطابقة إلى إحدى البنوك التجارية المعتمدة، وتق

بإرسال هذه الطلبات إلى إدارة حركات رؤوس األموال لبنك الجزائر التي تقوم بدراستها بشكل معمق

(1).وتصدر لكل منها إعالن لتوضيح ذلك لمجلس النقد والقرض

وي ذوتجدر اإلشارة إلى أن إعالن المطابقة ال يخص فقط االستثمار المباشر إنما يخص أيضا نظام

)Grossistes(وبائعوا الجملة ) Concessionnaires (االمتيازات

ابتداء من تاريخ الحصول على إعالن المطابقة وكذا بعد إتمام ينطلق تماراثفتحقيق أو انجاز االست

از بائعوا الجملة فإن عملية إنجاالمتيازات، أما في نظام ذوي ) أشهر06مهلة ال تتعدى (اإلجراءات اإلدارية

نشاط تجاري وممارسة ) Agrément préalable(المشروع تأتي بعد الحصول على تصريح مسبق

والمتمثل في استيراد المنتج من الخارج ثم بيعه في السوق الوطنية، وذلك بغرض توفير التدفقات النقدية التي

(2)اريثمتسمح بتمويل جزئي للمشروع االست

المجلس الوطني لالستثمار: ثانيا

حيث مارث المتعلق بتطوير االست01-03نشأ المجلس الوطني لالستثمار بموجب المرسوم التشريعي أ

".يرأسه رئيس الحكومة" المجلس"ينشأ مجلس وطني لالستثمار يدعى في صلب النص " منه 18نصت المادة

(3):ويتكون هذا المجلس من عدة أعضاء هم على التوالي

وزير المالية -

والمناجموزير الطاقة -

وزير التجارة_

الصناعة وزير -

وزير المساهمة-

وزير التهيئة العمرانية-

ولقد عهدت إلى هذا المجلس مهام كثيرة في ميدان تشجيع االستثمار، وخلق الظروف المالئمة

في اقتراح إستراتيجية تطوير تتلخص مهامه01-03من المرسوم التشريعي 19النتعاشها، فبمقتضى المادة

بين القرارات التي تتخذها االنسجاموهذه المهمة من شأنها إدخال المزيد من الستثمار، وتحديد أولوياته، ا

لتحقيق المزيد من االستثمارات، وإزالة العوائق والصعوبات التي الدءوبعملها السلطات العمومية في مجال

اقتصادية كفيلة إستراتيجيةية، ورسم كما أن هذا المجلس مدعو للمساهمة في توضيح الرؤ. تعترض سبيله

(1) : Mouvement des capitaux, bilan des investissement agrées par le CMC, In : Média Bank, nº 10,fév/Mars 1994,P 40. (2) OULD MOUSSA YACINE, pourquoi le partenariat? In : Mutation nº04, éditée par la chambre nationale du commerce, Alger, Juin 1993, P40.

.2001 سبتمبر 24 وسير المجلس الوطني لالستثمار، المؤرخ في م وتنظي المتعلق بتشكيل281-01تنفيذي وم الالمرسمن "5المادة " (3):

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الثاني الفصل

107

انطالقا من اإلمكانات، والوسائل المالية والبشرية المتاحة كما يقترح المجلس بتحقيق األهداف المرسومة

التطورات الحاصلة على مستوى الساحة عاتخاذ التدابير التحضيرية المختلفة ويراعي مدى توافقها م

في االتفاقيات التي تبرمها الدولة مع المستثمرين ، ومن مهامه أيضا الفصل االقتصادية الداخلية والخارجية

الذين يمنحون منافع وامتيازات إضافية نظرا لألهمية الخاصة لهذه االستثمارات التي يتعهدون بإنجازها،

.ح الدولةومعروف أن الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار هي التي تقوم بإبرام هذا النوع من االتفاقيات لصال

ومن المهام الموكلة إليه أيضا الحسم في األهداف المرسومة للتهيئة اإلقليمية كما يبث في مسألة

اختيار المناطق التي تستحق االستفادة من النظام االستثنائي، الذي بمقتضاه تستفيد االستثمارات التي تنجز في

، وتلك التي تكتسي أهمية خاصة بالنسبة المناطق التي تتطلب تنميتها مساهمة خاصة من طرف الدولة

لالقتصاد الوطني، السيما عندما تستعمل تكنولوجيات خاصة من شأنها المحافظة على البيئة والموارد

المجلس مهمة تقديم المقترحات للحكومة فيما يتعلق بالقرارات والتدابير إلى كما أوكلت. (1)الطبيعية

مار وتشجيعه، وقد يرى المجلس ضرورة استحداث مؤسسات وهياكل الضرورية لتنفيذ وترتيب دعم االستث

.مالية من شأنها تحقيق تمويل أفضل لالستثمار، وبالتالي المساهمة في تطويره

االستثماررالوكالة الوطنية لتطوي: ثالثا

المتعلق بتطوير 03-01أنشأت الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار مع إصدار المرسوم التشريعي

تنشأ لدى رئيس الحكومة وكالة وطنية لتطوير االستثمار تدعى في " منه 6ستثمار، حيث أقرت المادة اال

" "الوكالة"لب النص ص

الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي، ويقع مقرها

.لي، كما يمكن لها إنشاء مكاتب تمثيل في الخارجبمدينة الجزائر، ولها هياكل ال مركزية على المستوى المح

:من أهم األدوار للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار نجد مايلي

.استقبال وإعالم المستثمرين المقيمين وغير المقيمين من أجل مباشرة مشاريعهم االستثمارية )1

.منح المزايا المتعلقة باالستثمار في إطار الترتيب المعمول به )2

.كليات التأسيسية للمؤسسات وتجسيد المشاريع بواسطة خدمات الشباك الوحيدشالقيام بالتسهيل )3

بتطوير المتعلق 03-01 من المرسوم التشريعي 28تسيير صندوق دعم االستثمار المذكور في المادة )4

.2001 أوت 20االستثمار المؤرخ في

.ل مدة اإلعفاءالتأكد من احترام االلتزامات التي تعهد بها المستثمرون خال )5

:التنظيم اإلداري للوكالة •

، حيث يترأسها المدير العام بمساعدة األمين 282-01تم تنظيم الوكالة بتطبيق المرسوم التنفيذي رقم

:ANDIالعام، والشكل الموالي يوضح الهيكل التنظيمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار

ومدى قدرته على تطوير االستثمارات الوطنية واألجنبية، مجلة ر متعلق بتطوير االستثما03-01مضمون أحكام األمر: محمد يوسفي: (1)

.51- 50، ص 2001، الجزائر، 23اإلدارة، العدد

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائرالفصل الثاني

108

الهيكل التنظيمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار: 01شكل رقم

ANDIالوكالة الوطنية لتطوير االستثمار : المصدر

الشباك الوحيد

المدير العام

األمانة العامة

المديرية المراجعة والمراقبة

03مديرية

فرع دعم االستثمار تفرع االستثمار األجنبي المباشر واالتفاقيا فرع الشباك الوحيد فرع ترقية االستثمارات

03مديرية 03مديرية 02مديرية 02مديرية

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

109

:المدير العام

يعتبر المدير العام مسؤوال على سير عمل الوكالة فيما يخص التسيير المالي واإلداري، ويدير

، ويساعده في تسيير (*) كما يقوم بتمثيلها في العدالة وفي الحياة المدنية ،مصالح الوكالة ويتحرك باسمها

. معينون حسب القواعد المعمول بهاالوكالة أمين عام له منصب مدير دراسات وكذلك مديرون آخرون

:الشباك الوحيد

يقوم الشباك الوحيد بتوفير الخدمات اإلدارية الضرورية لتحقيق وكذا تخفيف وتبسيط إجراءات

وشكليات تأسيس المؤسسات وإنجاز المشاريع، كما يسهر على تنفيذ هذه اإلجراءات المقررة، كما يضم هذا

وكالة نفسها، وكذلك من هم في المجلس الوطني للسجل التجاري، الضرائب، الشباك الممثلين المحليين لل

الجمارك، التهيئة الحضارية والعمل، التنظيمات المكلفة بالعقارات الموجهة لالستثمار، المجلس الشعبي البلدي

.والجدول الموالي يوضح مختلف الهيئات المكونة للشباك الوحيد والخدمات المقدمة

يملك المدير العام صالحية تشكيل مجموعة عمل أو تشاور لتدعيم وتحسين عمل الوكالة كما يقوم بإعداد تقرير فصلي لدى : (*)

واالتفاقات التي لها عالقة بمهمة المجلس الوطني لالستثمار، هذا ويقوم بإعداد موازنة العمل والتجهيز للوكالة، وإبرام العقود

.الوكالة ويمكن له في حدود صالحياته أن يفوض إمضاءه

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

110

الخدمات المقدمة للمكاتب والهيئات المكونة للشباك الوحيد: 13جدول رقم

الخدمات المقدمة المكاتب والهيئات

اإليداع التي تخص كل النشاطات التي لم يكن لها رخصة استخراج شهادات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار

مر تقديم كل المعلومات المفيدة للمستث ومن قبل

استخراج شهادة مؤقتة تسمح للمستثمر بتكملة اإلجراءات الضرورية إلنجاز المركز الوطني للسجل التجاري

مشروعه

مساعدة المستثمر في تسوية اإلجراءات التي تفرضها إدارة الجمارك بسبب مديرية الجمارك

إنجاز مشروعه وتنفيذ قرار منح االمتياز

إضافة إلى تقديم المعلومات الجبائية إلى المستثمرين لتحضير مشاريعهم مديرية الضرائب

فإنها تساعدهم في تسوية الصعوبات الممكن مواجهتها خالل تنفيذ

المشروع، خصوصا فيما يتعلق بقرار منح االمتياز

التنظيمات المكلفة بالعقارات

الموجهة لالستثمار

مالك غير المنقولة التي يحتمل أن إعالم المستثمر بالمتاحات العقارية واأل

تستقبل مشروعه

مساعدة المستثمر على تكملة اإلجراءات المتعقلة بالحصول على رخصة مديرية التهيئة العمرانية

.البناء، ورخص أخرى تتعلق بالبناء

اإلعالم بشكل التشريعات المتعلقة بالعمل مديرية العمل

منح تراخيص العمل

بعقود البناء أو تعديل الشركات وبمحاضر ةل وتحصيل الحقوق المتعلقتسجي قباضة الضرائب

مداولة أعضاء التسيير واإلدارة

إتاوات أخرى ما عدى المتعلقة بقباضة الضرائب الواجبة تحصيل حقوق و الخزينة

بسبب إنشاء الشركة

االستثمارالمصادقة على كل الوثائق الضرورية والالزمة في ملفات المجلس الشعبي البلدي

.الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار: المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

111

تقييم حصيلة االستثمار األجنيب املباشر يف اجلزائر: املبحث الثاين

ت الجزائر سابقا على االستثمار المحلي الذي كان يتطلب رؤوس أموال ضخمة وإطارات لقد اعتمد

سواء تحقيق : قادرة على تسيير وتشغيل المشاريع، إال أن افتقارها لهذه العوامل جعلها تلجأ لالستثمار األجنبي

الخ، لذلك ...ثمارات مملوكة بالكامل، أو شركات مختلطة االقتصاد أو الدخول في شراكة مع األجانب است

قبل عام : مراحل هي03خصصنا هذا المبحث للتطرق إلى حصيلة االستثمارات األجنبية في الجزائر عبر

. 2000 وأخيرا بعد سنة 2000-1990، الفترة 1990

1990ستثمار األجنيب قبل عام تقييم حصيلة اال: املطلب األوليعود االستثمار األجنبي في الجزائر إلى بداية الستينات وذلك من خالل إصدار قانونين لالستثمار في

نصت أحكامه على إمكانية اشتراك الذي 1963، ورغم إصدار قانون االستثمار في عام 1966-1963عام

لم يعرف نجاحا نتيجة لتدهور تلطة االقتصاد، إال أنهرأس المال األجنبي مع الجزائر عن طريق شركات مخ

الوضعية االقتصادية واالجتماعية للبلد والتي لم تسمح بدورها للنهوض باالستثمار الصناعي، وبفشل هذا

المحلي ورأس المال الخاص المحلي االدخار، الذي اهتم بمسألة 1966القانون تم إصدار قانون جديد في عام

مقارنة بسابقه حيث تحقق في إطاره مشروعان فقط، أما ، فهذا القانون عرف نجاحا نسبياجنبياألواالستثمار

مليون دج، وساهمت في خلق 880 فقد قدرت االستثمارات الخاصة بحوالي 1974-1967في الفترة

ورغم ذلك تبقى هذه النتائج متواضعة إذا ما قارناها . مشروع800 منصب عمل في حوالي 27300

(1) ات المتزايدة للبلدبالحاج

إلى غاية بداية الثمانينات ظهور 1966علم وعموما عرف تطور االستثمار األجنبي في الجزائر منذ

للميكانيك، أما " المو"نذكر منها ، شركة الحديد و الصلب بعنابة، شركة ) شركة20(شركات مختلطة االقتصاد

متخصصة في 03 منها في مجال خدمات البترول، و8ة، شركة مختلط14في مجال المحروقات فقد أنشأت

ويرجع أصل األطراف .للتوزيع في تطوير الهياكل القاعدية01 في الهندسة المدنية و02إنجاز المصانع،

، الشركات ) شركات06(شركات أمريكا الشمالية : سونطراك في هذه الشركات إلى األجنبية المشاركة مع

، الشركات )شركتين(، الشركات الفرنسية )شركتين(ركات ألمانيا الشرقية ، ش) شركات03(اإليطالية

).شركة(الرومانية

أربعة في ) % 51ر من ثأك(و في كافة الحاالت نجد بأن مشاركة سونطراك في الشركة المختلطة باألغلبية

.حاالت

(1) Mezaache.A, Investissements Directs Etrangers et Politiques de Développement Industriel, Nº39, Décembre 1996, P27.

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

112

اعتمدت الجزائر على عدة االقتصاد تتوسع بشكل ملحوظ خالل السبعينات أينكما أخذت الشركات المختلطة

بالتنمية االقتصادية السيما في المجال الصناعي الذي استفاد من حصة األسد في أنماط من العقود للنهوض

مجمل االستثمارات سواء في المخطط الثالثي األول والمخططين الرباعي األول والثاني، ومن بين العقود

ندسية والمفتاح في اليد والمنتج في اليد وهذا ما يوضحه الجدول التي أبرمتها الجزائر نجد عقود الدراسات اله

(1) : الموالي

عدد العقود المبرمة والشركات المختلطة عبر المخططات: 14جدول رقم

العقود

المخططات

الشركات

المختلطة

عقد المفتاح

في اليد

عقد المنتج

في اليد

و التنظيمعقود عقود االنجاز

تركيب

لتجهيزاتا

عقود

لدراسات ا

والهندسة

Iالثالثي

)67- 70(

Iالرباعي

)70-74(

IIالرباعي

)84-87(

05 07 08

06 27 58

01 01 16

18 15 02

30 34 19

16 16 13

45 83 35 18 91 20 المجموع

فرع ،تقنيات واستراتيجيات الدخول إلى األسواق الخارجيةقدي عبد المجيد، محاضرات في مقياس : المصدر

. 1994 -1993التجارة الدولية، معهد العلوم االقتصادية، العام الجامعي

ليليه المخطط الخماسي ) 84-80(جاء المخطط الخماسي األول ) 79-78(وبعد فترة عدم التخطيط

الخاص والمحلي وضرورة مشاركتهما في التنمية المحلية، الثاني، وقد اهتم األول بفكرة التفتح على االستثمار

، الذي كان يهدف إلى ترقية االستثمار األجنبي في إطار 1982قانون االستثمار لعام وفي هذه الفترة جاء

وعليه ظهرت شركات مختلطة عديدة السيما في مجال ) % 49 و % 51 القاعدة(الشركات المختلطة

معاشو ، النظام القانوني عمار : راجع1977-1962رات حسب النشاط والبلد للفترة للمزيد من التفاصيل حول عقود إنجاز االستثما: (1)

.187 ص ،1989، الجزائر ،، بن عكنونديوان المطبوعات الجامعية، لعقود المفتاح في اليد

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

113

ثمارات، ولمدى تنوع التقنيات المتعلقة بالبحث واالستغالل، وفي مجال البناء المحروقات نظرا لسعة االست

(1)واألشغال العمومية نظرا إلنفراد هذه الشركات بشكل أكبر وإمضائها ألهم العقود

قتصاداال المتعلق بتأسيس شركات مختلطة 13 -82 المعدل والمتمم لقانون 13 -86وبصدور قانون

كز الهاتفية راات مختلطة في مجال السياحة والصناعة الخاصة بسلع التجهيز كالمعدة شرك وسيرها، ظهرت

).مكيفات هوائية(بالسكك الحديدية وصناعة التجهيزات المنزلية والمعدات الخاصة

اإليطالية إلنتاج ) FIAT( مع شركة فيات ك ظهرت شركة تركيب السيارات باالشترا1987عام ففي

تم إبرام بروتوكول اتفاق إلنشاء شركة لصناعة المصاعد، كما تم إنشاء 1989وفي عام . ألف سيارة30

10في إطار البحث واستغالل المحروقات حوالي (العديد من الشركات التي تعمل في مجال المحروقات

و بسلسلة أ" شركات مع أطراف فرنسية، إيطالية، صينية، كويتية08أنشئت ، وفي مجال السياحة )شركات

(2).لتي توطنت في تونسا" نواس

مما سبق يالحظ بأن االستثمار األجنبي في هذه المرحلة وفي إطار الشركات المختلطة يؤكد على

ضرورة قيام التصنيع في مجال الحديد والصلب والصناعات الميكانيكية، فاالستثمارات في هذه المجاالت

األمر الذي دفع باالستعانة بالمهارات ،والمعداتتتطلب تقنيات عالية من حيث المراقبة اإللكترونية واآلالت

.والخبرات األجنبية

2000 -1990 األجنيب خالل الفترةتقييم حصيلة االستثمار : املطلب الثاين

إن وضعية تدفقات االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر خالل التسعينات تأثرت بالوضعية األمنية

إلى حجم المشاريع المقدمة إلى مجلس النقد والقرض الذي كان المسؤول فإذا ما نظرنا ،1991منذ جوان

3 طلب اعتماد لمشروع استثماري خالل 300في تلك الفترة نجد أنه تلقى ) الترخيص(على تقديم المطابقة

ويتضمن هذا ) مشروع( ملف 202وقبل منها ) 1993 حتى أكتوبر 1990أفريل (سنوات ونصف من العمل

(3) . مشروع استثماري13 للمقيمين يريدون تحقيقها خارج الوطن يقدر بـ العدد مشاريع

.و الجدول التالي يوضح نسبة الملفات التي قبلت و تم اعتمادها خالل هذه الفترة

(1) Benachenhou, les firmes Etrangères et les transferts des techniques vers l’économie Algerienne, P44. (2) : voir : Algérie 1990, Etudes sixième programme de pays 1992-1996, Programme des nations unies pour le développement, Alger, Septembre 1999, P 186.

، مذكرة ماجستير في 2006- 1996هشام بوعافية، أثر اإلصالحات االقتصادية على جذب االستثمار األجنبي في الجزائر خالل الفترة : (3)

. 79 ص ، الجزائر ،العلوم االقتصادية، فرع نقود ومالية، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

114

الفترة المقدمة والمعتمدة خالل االستثمارية توزيع المشاريع: 15جدول رقم

)1993 أكتوبر -1990أفريل (

نسبة الملفات المقبولة الملفات المعتمدة الملفات المقدمة نوع المشروع

% 80 105 134 االستثمار

% 68 66 97 الوكالء

% 43 31 72 التجار بالجملة

% 67 202 300 المجموع

. 79 ص ،مرجع سابق،هشام بوعافية :المصدر

طلبات االعتماد ولقد توجه المستثمر األجنبي من% 67وبالتالي منح مجلس النقد والقرض ما نسبته

17بحيث توجه . 1990 والتي لم تكن مفتوحة بالنسبة له من قبل إستراتيجيةإلى القطاعات التي كانت

مشروع 14و ) % 14( مشروع إلى الفالحة والصيد 12 و )% 20(مشروع إلى قطاع الكيمياء و البالستيك

.)% 6( مشاريع إلى المحروقات 5و ) % 16 ( الكيميائيةالصناعات الميكانيكية

:وبالنسبة لطبيعة المشاريع االستثمارية األجنبية يمكن مالحظتها من خالل الجدول التالي

)1993 -1990(طبيعة المشاريع االستثمارية األجنبية في الجزائر : 16جدول رقم

% عدد المؤسسات

14 25 مؤسسات أجنبية

58 106 شتركة مع مؤسسات خاصةمؤسسات م

مؤسسات مشتركة مع مؤسسات

عمومية

53 28

100 184 مجموع المشاريع

. 80 ص ،مرجع سابق،هشام بوعافية : المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

115

نستنتج أن أكثر من نصف المستثمرين األجانب يفضلون الشراكة مع ) 16(من خالل الجدول

صغيرة ومتوسطة وتمثل ثمارات هي في شكل مؤسسات كما يمكن ذكر أن هذه االستالمستثمرين الخواص،

.إلى صناعة السيارات والصناعات الصيدالنية والبتروكيماوية والموجهة خاصة184 من المجموع % 60

% 53 مشروع معتمد أي 184 مشروعا من 97الستثمارات نجد أن اوإذا ما بحثنا عن أصل هذه

21 مشروع تليها إيطاليا بـ 38نسا المرتبة األولى بـ ل ضمنه فر االتحاد األوروبي وتحتتعود لصالح

. مشروع16مشروع ثم إسبانيا بـ

% 60ها في المحروقات والخدمات البترولية بـ اتوحسب التخصصات نجد أن فرنسا ترتكز استثمار

. % 20والمحروقات والخدمات البترولية بـ % 50خاصة نحو الفالحة والصيد بـ و بالنسبة إليطاليا موجهة

و مع إصدار قانون ترقية % 73 إلى المؤسسات االسبانية بـ فيهالمحروقات فإن الهيمنة تعودأما قطاع

مجلس النقد والقرض إلى وكالة ترقية نمنح اعتمادات االستثمار لألجانب م، تحول 1993االستثمار لسنة

خارج ( المهمة بموجب هذا القانون ضمن الشباك الواحد الذي خولت له هذهAPSIودعم ومتابعة االستثمار

). مشروع71 (1995 إلى غاية سبتمبر 1994وتلقت هذه الوكالة من جانفي ) قطاع الطاقة و المناجم

:ويتوزع حسب هذه القطاعات

. مشروع29الصناعة بـ -

. مشاريع6الخدمات بـ -

. مشاريع6السياحة بـ -

. مشاريع4الصحة بـ -

:وتتوزع حسب المناطق كما يلي

)1995سبتمبر - 1994(توزيع المشاريع االستثمارية المصرح بها في الجزائر : 17جدول رقم

% عدد المشاريع الدولة

23 16 فرنسا

18 13 ايطاليا

11 8 اسبانيا

16 11 ألمانيا، بلجيكا، انجلترا

4 3 الواليات المتحدة األمريكية

4 3 كندا

24 17 دول أخرى

100 71 عمجموع المشاري

. 81 ص ،مرجع سابق،هشام بوعافية :المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

116

اتفاق 15وبالنسبة لقطاع المحروقات تم عقد .مشروع) 78 (1995ووصل عدد المشاريع إلى غاية ديسمبر

. من بين هذه العقود5 وتستقطب الشركات األوروبية 1995 و ماي 1991ما بين

ي المباشر تغيرت عن تلك الفترة السابقة والشكل رقم نالحظ أن وضعية االستثمار األجنب1995ولكن بعد

.يوضح ذلك) 2(

)1999-1995(تطور تدفقات االستثمار األجنبي المباشر إلى الجزائر : 02شكل رقم

تدفقات االستثمار األجنبي

-

-

-

-

-

-

-

. 81 ص ،مرجع سابق،هشام بوعافية : المصدر

من تدفقات االستثمار األجنبي % 80 قطاع المحروقات بحيث اتجه وتتجه أغلب هذه االستثمارات إلى

إلى ) $ مليون80(والباقي $ مليون320أي ما يعادل ) المحروقات(إلى قطاع الطاقة 1999المباشر لسنة

بها ليسجل ، ولقد عرفت هذه األخيرة ارتفاعا في عدد المشاريع المصرح )وقاتخارج المحر(باقي القطاعات

.)2000 -1994( بربع المشاريع المسجلة للفترة 2000أعلى نسبة في سنة

. يوضح تطور مشاريع الشراكة المصرح بها في الجزائر18و الجدول رقم

0 100

200

300

400

500 600

700

مليون دوالر

1995

5

447

1996 1997 1998 1999

سنواتال

630

500 400

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

117

)2000 -1994(جزائر تطور مشاريع الشراكة المصرح عنها في ال: 18جدول رقم

) $مليون (حجم االستثمار )مليون دج(حجم االستثمار النسبة عدد المشاريع السنة

)$1-دج76.95على أساس(1994 61 15 9.036 117 1995 17 04 19.871 258.5 1996 49 12 16.810 218.5 1997 59 15 21.347 277 1998 51 13 18.902 245.5 1999 60 15 26.699 347 2000 100 25 51.826 673.5 2137 164.461 100 397 المجموع

APSIوكالة ترقية ودعم ومتابعة االستثمارات : المصدر

:الشراكة هذه حسب القطاعات كما يليوتتوزع مشاريع

)31/12/2000إلى13/11/1993من (توزيع مشاريع الشراكة حسب القطاعات في الجزائر: 19جدول رقم

حجم االستثمار من إجمالي تدفقات الفترة % دد المشاريعع القطاع

06 04 16 الفالحة

53 59 233 الصناعة

06 10 38 أشغال البناء

05 04 15 السياحة

29 19 75 الخدمات

0.3 01 02 الصحة

0.7 05 18 التجارة

$ مليون2137 – مليون دج 164461 % 100 100 397 المجوع

APSIوكالة : المصدر

في الجزائر تتوزع على عدد من قطاعات األجنبية االستثمارات أن نجد 19 الجدول رقم إلىاستنادا

المشاريع ما نصف من بأكثر مشروع أي 233االقتصاد الوطني، حيث يحتل قطاع الصناعة الصدارة ب

. مشروع38ل العمومية ب البناء و األشغا قطاع مشروع، ثم75يليها قطاع الخدمات ب ،59 % نسبته

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

118

، فقطاع التجارة لم أهميتها قطاعات التجارة والفالحة و السياحة لم تخص بالمستويات المرغوبة رغم أما

.% 4 الفالحة و السياحة قطاع واالستثمارات، إجمالي من 5 % إاليسجل

، رغم سلسلة من إجمالي المشاريع % 1في حين لم يستقطب قطاع الصحة سوى مشروعين ما نسبته

.اإلصالحات و التحفيزات الممنوحة للقطاع

%23 المشاريع، تليها الدول العربية بإجمالي من %62ب مركز الصدارة األوروبية و تحتل الدول

.يوضح توزيع مشاريع الشراكة حسب المناطق األصلية الجدول الموالي و

)2000 -1994( حسب المناطق األصلية في الجزائر توزيع مشاريع الشراكة: 20جدول رقم

حجم االستثمار من إجمالي تدفقات الفترة % عدد المشاريع المنطقة

42.5 62 248 أوربا

33.5 23 91 الدول العربية

01.4 06 23 آسيا

16.5 7.5 30 أمريكا

00.3 0.5 02 إفريقيا

06 01 03 مناطق أخرى

$ مليون 2137 - مليون دج164461 % 100 100 397 المجموع

APSIوكالة : المصدر

أن 21 نالحظ من خالل الجدول رقم ،األصل توزيع مشاريع الشراكة حسب دول إلى نظرنا إذاو

%8 و اسبانيا ب % 10 من إجمالي المشاريع، ايطاليا ب %21المراتب الثالثة األولى تتوزع بين فرنسا ب

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

119

)2000 -1994(توزيع مشاريع الشراكة حسب دول األصل في الجزائر : 21جدول رقم

% عدد المشاريع المنطقة

21 82 فرنسا

10 40 إيطاليا

08 33 إسبانيا

06 24 تونس

5.5 22 ألمانيا

05 19 الصين

04 17 سوريا

04 16 األردن

04 16 تركيا

3.5 15 يةمريكاأل تحدةماليات الالو

29 133 دول أخرى

100 397 المجموع

APSIوكالة : المصدر

:من خالل ما سبق يمكن تسجيل المالحظات التالية

العامل 1993 وليس قانون ترقية االستثمار لسنة 1995نمو عدد مشاريع الشراكة في الجزائر خاصة منذ

ب إلى اإلستراتيجية المتبعة من قبل الدولة في الوحيد في ذلك وإنما يعود دعم استقطاب المستثمرين األجان

ألجل إعادة التوازن االقتصادي والتي أدت إلى نتائج مرضية في االقتصاد الكلي التي تظهرالميادينكافة

:من خالل

.1996في سنة % 19 إلى 1995في % 30 شديد في معدل التضخم من معدل يقارب ضانخفا -

بحيث 1994على خطوتين أفريل % 50تخفيضا حوالي استقرار معدل الصرف بعدما عرف -

DA 36= 1 $ بحيث 1994والثاني في سبتمبر DA 41= 1$

.1996عام %3.4 إلى1993 في % 0.2النمو من ارتفاع معدل -

توازن ميزاني -

مراقبة شديدة في الكتلة النقدية -

31.2 لتصبح 1996عام $ يار مل33.6 و 1995في $ مليار31.4(استقرار المديونية الخارجية -

).1997عام $ مليار

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

120

على ما يقارب 1996ارتفاع في احتياطات الصرف األجنبي بحيث تحصل البنك المركزي في عام -

. أشهر واردات من السلع والخدمات4أي بأكثر من $ مليار 4.5

.انفتاح التجارة الخارجية -

قتصادي إلى الجزائر وتغيرت وجهة نظر كل هذه المؤشرات أدت إلى بداية عودة االستقرار اال

.المستثمرين األجانب حول إمكانيات وفرص االستثمار في الجزائر

2000 بعد سنة املباشراألجنيباالستثمار تقييم حصيلة : املطلب الثالث إلى جلب العديد من 2000 أدى التحسن في الظروف االقتصادية واألمنية للجزائر بعد سنة

.تثمارات األجنبية، حيث دخلت شركات عالمية عمالقة و متعاملين اقتصاديين من النوع الثقيلاالس

و يمكن إدراك ذلك من خالل ارتفاع حجم تدفقات االستثمارات األجنبية المباشرة في الفترة الممتدة بين

: ، والجدول الموالي يوضح ذلك2006 و 2000

)2006 -2000(ر األجنبي المباشر في الجزائر خالل الفترة تدفق االستثما: 22جدول رقم

)مليون دج(الوحدة

المبلغ عدد المشاريع السنوات

2000 30660

2001 83720 2002 86 40636 2003 79 40179 2004 105 154590 2005 84 112917 2006 100 253524 716226 454 المجموع

:العتماد علىمن إعداد الطالبة با: المصدر1/ UNCTAD, world investment report 2006, FDI from Developing and Transition Economies: Implications for Development, United Nations New York and Geneva, 2006, P 136.

. 02/12/2008، معطيات متحصل عليها بتاريخ )ANDI( الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار -2

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

121

2000 نالحظ أن االستثمار األجنبي المباشر شهد انخفاضا في سنة )22(رقم الجدولمن خالل

مقارنة بنهاية سنوات التسعينات، رغم أن هذه السنة عرفت أعلى قيم التدفق لالستثمار األجنبي المباشر

.في العالم

30660 لتدفقات االستثمار األجنبي المباشر حيث ارتفع من ا ملحوظاارتفاع نسجل 2001وفي سنة

وهذا راجع إلى أن الجزائر في هذه السنة ، 2001 مليون دج سنة 83720 إلى 2000مليون دج سنة

كانت ثالث وجهة لهذا االستثمار على المستوى اإلفريقي بعد إفريقيا الجنوبية والمغرب، وقبل أنغوال،

السودان، مع العلم أن إفريقيا على المستوى العالمي ليست منطقة جاذبة لالستثمار األجنبي نيجيريا و

فإفريقيا تبقى وجهة هامشية لهذا االستثمار إذ تسجل ، المباشر مقارنة مع أوروبا الوسطى والشرقية وآسيا

. فقط من التدفقات العالمية% 2

مليون دج للسنتين 40179 مليون دج و 40636ر إلى انخفضت بعدها تدفقات االستثمار األجنبي المباش

)وهذا الوضع كان سائدا في العالم بأسره كما سبق وذكرنا في الفصل األول( على التوالي2003و2002

لهذه التدفقات، وهذا بسبب بداية تحسن األوضاع في ا ملحوظا ارتفاع2004لنشهد إبتداءا من سنة

).الخ...األمني، تحسن الوضع االقتصادياالستقرار النسبي للوضع (الجزائر

من )% 70-66(لقطاع واحد هو قطاع المحروقات ه موجمعظمه هذا التدفق فيأنكما نسجل

الذي يمكن لالتشغي على كفاءة االقتصاد و على تأثير هذا التدفق لن يكون له أنهذا يعني . المجموع

.ناقص على عدة قطاعات بالتا كان هذا التدفق موزعإذاتحقيقه

والمؤهالت ص وذلك رغم الفرمحدودا، المباشر في القطاعات غير النفطية األجنبيزال االستثمار ال ي

حيث لم تتعد المشاريع . ، الصناعة وغيرهاةسواء الزراعة، الخدمات، السياحطاع كل ق ع بهاتالتي يتم

يوضح 23 مشروع استثماري والجدول رقم 454 ،2006 إلى سنة 2002االستثمارية المجمعة منذ سنة

.ذلك

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

122

توزيع مشاريع االستثمار األجنبي المباشر المصرح بها لدى الوكالة الوطنية لترقية : 23جدول رقم

)2006-2002(االستثمار خارج قطاع المحروقات للفترة

عدد مناصب العمل )مليون دج(المبلغ ععدد المشاري القطاع

480 1982 8 الفالحة

17855 22169 61 البنك واألشغال العمومية

17426 306953 271 الصناعة

892 5982 4 الصحة

2017 7810 18 النقل

3547 25454 8 السياحة

19859 68910 81 الخدمات

2468 162586 3 االتصاالت

64544 601845 454 المجموع

.02/12/2008بتاريخ ، معطيات متحصل عليها )ANDI(الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار : المصدر

271ويتبين من خالل الجدول أعاله أن الصناعة لها الحصة الكبيرة من المشاريع االستثمارية بحوالي

مليون دج، 162586 مشاريع بقيمة3 قطاع االتصاالت بحوالي ا مليون دج، ويليه360953مشروع بقيمة

68910 مشروع بقيمة 81أما المرتبة الثالثة فعادت لقطاع الخدمات حيث بلغ عدد المشاريع فيه حوالي

مليون دج، في حين بقيت قطاعات أخرى ضعيفة لم تستقطب عددا كبيرا من المشاريع االستثمارية كقطاع

االتصاالت وتكنولوجيا وعرف قطاع . مشاريع8 مشروع والزراعة بـ18 مشاريع، والنقل بـ4الصحة بـ

ذا في السنوات األخيرة رغم المعدل الضعيف لتدفق االستثمار األجنبي المباشر في ها نوعياإلعالم تحوال

6 مليون خط ثابت بكثافة 2.6 مليون جزائري وفرت حوالي 30القطاع مقارنة مع زيادة الطلب، فبالنسبة لـ

.% 120 حيث أن هذا المعدل في الدول المتقدمة يصل إلى 2003في سبتمبر % 10.2 و 2002 سنة %

والذي 2000وقد تم إصالح هذا القطاع من خالل قانون البريد واالتصاالت السلكية والالسلكية سنة

بيع الرخصة الثانية لشركة أوراسكوم المصرية والرخصة الثالثة (فتح المنافسة في مجال الهاتف النقال

كما فتح المجال لتوطين العديد من البنوك األجنبية في االقتصاد الجزائري، ) . لالتصاالت للشركة الكويتية

ترست انترناسيونال : الخ، وبعض شركات التأمين مثل... بنك، سوسيتي جنرالABCالبركة، بنك : مثل

.الخ...ستاراوشركة هن

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

123

2001حية العربية في الجزائر بلغت في سنة شير األرقام أن عدد المشاريع السياتوفي ميدان السياحة

مليار دوالر، أما القطاعات األخرى كالزراعة والصحة فالزالت 2.85 مشروع تصل إلى 683أكثر من

كة فيها مع عدم االكتفاء بالنوايا فقط، إضافة إلى تسويق ادون المستوى حيث يجب العمل على تكثيف الشر

.الفرص المتوفرة عليها

تعددت الدول المستثمرة في الجزائر سواء كانت دوال أجنبية أو عربية، وقد يصنف بعضها ضمن ولقد

األجنبية المباشرة تنفذ من قبل الشركات متعددة الجنسيات، االستثماراتمشروعات الشراكة، إال أن أهم

ارج قطاع دولة مستثمرة في الجزائر خ26 يوضح أهم 24خاصة في قطاع المحروقات، والجدول رقم

.)2006-2002(المحروقات خالل الفترة

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

124

)2006-2002(أهم الدول المستثمرة في الجزائر خارج قطاع المحروقات خالل الفترة : 24الجدول رقم

المبلغ عدد المشاريع البلدان

131249 23 مصر

88525 2 الكويت

72534 4 إلمارات العربية المتحدةا

71163 19 إسبانيا

32363 94 فرنسا

20204 7 السعودية

17158 5 الواليات المتحدة األمريكية

15926 16 الصين

13260 2 هولندا

11949 6 لكسمبورغ

9426 55 سوريا

8319 24 تركيا

7799 6 ألمانيا

6158 26 إيطاليا

5875 27 ليبيا

5337 2 كوبا

3460 4 كندا

3164 9 بلجيكا

3071 2 البحرين

2432 10 األردن

2233 25 تونس

1897 5 سويسرا

1698 12 لبنان

1660 3 البرتغال

1168 4 لبنان-فرنسا

63816 62 أخرىبلدان

601845 454 المجموع

.مليون دج: الوحدة2008\12\02 معطيات متحصل عليها بتاريخ ،الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار:المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

125

مليون دج، 131249ارج قطاع المحروقات وذلك بأزيد من مصر أهم مستثمر في الجزائر ختعد

، وفي 2001سنة " جيزي"بعد دخول شركة أوراسكوم حيث استثمرت في مجال االتصاالت تحت إسم وذلك

مليون دج، وذلك بعد 88525الثاني فيعتبر الكويت بمبلغ أما المستثمر ، 2004ارس م في ACCاإلسمنت

مليون دج، 72534، وتلتها في المرتبة الثالثة اإلمارات العربية بمبلغ 2004 سنة دخول الوطنية لالتصاالت

مليون دج وذلك من 32363 مليون دج، أما المرتبة الخامسة فجاءت فرنسا بمبلغ 71163ثم اسبانيا بمبلغ

بة مليون دج، وفي المرت20204، وتعد السعودية المستثمر األجنبي السادس بمبلغ ... "دانون"خالل شركة

الباقي على الدول األخرى ، مليون دج ويتوزع17158السابعة جاءت الواليات المتحدة األمريكية بمبلغ

.بنسب ضعيفة

المحروقات محتشمة ودون طموحات الموجهة للقطاعات خارج وبصفة عامة فإن االستثمارات

:االقتصاد الجزائري بالنظر إلى الفرص الموجودة فيه، ولعل ذلك راجع إلى

دد المستثمرين الخواص الجزائريين في اقتحام مجال االستثمار والمخاطرة في المشروعات وهم تر -

. بمثابة مؤشر للمستثمرين األجانب

كوفاس، هذا التقييم : بالغ فيه للمخاطرة في الجزائر من قبل بعض المؤسسات األجنبية مثلمالتقييم ال -

ذ أنه رغم التحسن المسجل ال تزال المخاطرة في المسجل يؤثر على عدم جاذبية االقتصاد الجزائري إ

.الجزائر سلبية للمستثمر األجنبي

للتجارة والصناعة في حوار نشرته جريدة ةوفي تصريح للسيد إبراهيم بن جابر رئيس الغرفة الجزائري

في الصفحة الخامسة، بأن االستثمارات األوروبية والفرنسية تبقى 2008 أفريل 20الخبر بتاريخ

مليون أورو 300و 2006 مليون أورو عام 400يرا إلى أن الفرنسيون استثمروا حوالي شواضعة، ممت

.2007عام

كما أشار . المحروقات خارجوأن االستثمارات ضعيفةوقال بأن األوروبيين عموما ال يزالون مترددين

ا البلد، وتملك هذه الشركات شركات بوركينابية رائدة خالل زيارته لهذتفاجأ بتواجد أن الوفد الجزائري

فوائض مالية تدفعها للطموح لالستثمار، وهو ما قامت به من خالل اقتراح مشاريع في الجزائر في مجال

(1).التأمينات والصناعة

.05 ص ،2008 أفريل 20يومية الخبر، األحد : (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

126

عودة منكما عبرت مصادر على عالقة بقطاع االستثمارات العربية في الجزائر عن مخاوف شديدة

إليهاجدا التي خلص الجزائر بسبب النتائج السلبية إلىال العربية عن القدوم موجة عزوف رؤوس األمو

الماضي بالجزائر والذي اضر جدا بسمعة أكتوبر العرب الذي عقد في األعمالالمؤتمر العاشر لرجال

ائهم منتدى رؤساء المؤسسات الجزائريين لنظرأعضاءة التي قابل بها بالجزائر بسبب التصرفات الغري

أن المستثمرين الخليجيين الجادين سيفكرون ألف مرة من اآلن فصاعدا " ألخبار اليوم"وقال المصدر . عربال

المؤسسات بسبب المعاملة الغريبة التي أستقبلهم بها المسؤولين في منتدى رؤساءقبل القدوم إلى الجزائر

وأكدت وكالة ترقية .وس األموال العربيةالبيروقراطية التي لم تغير من سلوكها نحو رؤالمتحالفين مع اإلدارة

تقدر قيمتها األولية 2007االستثمارات أنها سجلت مجموعة من المشاريع االستثمارية العربية الضخمة لسنة

الكهرباء و االتصاالت و السياحة و الفندقة و إنتاج و مليار دوالر أمريكي، في مجاالت الطاقة5.612

الفالحية العالية الجودة، غير أنها تراوح مكانها وإنتاج األسمدة و مراكز األعمال العقارات و المراكز التجارية

ولكن وبسبب 2008حسب الوكالة أن تنطلق حوالي عشرة مشاريع بداية سنة وكان مقررا . بسبب العراقيل

حوالي مليار اإلدارية سجلت الدراسات الخاصة بها تأخرا ومن المتوقع أن يصل غالفها المالي إلىالعراقيل

تدوالر، ويتعلق األمر بقطاعات السياحة واألدوية وإنتاج الكهرباء وبناء مراكز أعمال، وفي قطاع تكنولوجيا

والمجموعة " كيبكو"اإلعالم الجديدة، وإنتاج األسمدة، وهي المشاريع التي ستطلقها المجموعة الكويتية

ة تكنولوجية كبيرة بالمدينة الجديدة سيدي عبد اهللا، وإنجاز تمتان بمشروع إنجاز حظيرهالم" إعمار " اإلماراتية

الواجهة البحرية الجديدة للجزائر العاصمة، ووصل األمر السنة الماضية إلى إطالع رئيس الجمهورية على

، وهو المشروع الذي "إعمار"مجسم مشروع تحويل خليج الجزائر العاصمة من طرف المجموعة اإلماراتية

وكشف تقرير . المشروعإطالق فعلتها وتنجحٍ في تعطيلاإلدارةمليار دوالر، قبل أن تفعل 2تفوق قيمته

تعادل مجموع قيمة المشاريع العربية 2007مسجلة للسنة الللوكالة أن قيمة المشاريع االستثمارية العربية

217ه السنوات خالل هذ ، حيث سجل 2006 و 2000المسجلة في الجزائر في مختلف المجاالت بين سنوات

مشروع استثماري 174 مشروع شراكة بين مجموعات عربية وجزائرية، و 53مشروعا استثماريا منها

تحلية مياه البحر ومشاريع في قطاع الصيدلة مصانع إنشاء مليار دج في مجال 432.969مباشر بقيمة

وزادت الضربات . عاصمةوالسياحة والفندقة في مختلف مناطق التوسع السياحي خاصة بسواحل غرب ال

اشتدادا بعدما تأكد أنها الوحيدة التي نجحت خالل السنوات األخيرة بالمقارنة لالستثمارات العربية في الجزائر

. الغربية نفسهاتنتج لصالح الشركات مع االستثمارات الغربية التي تركزت على حقول النفط والغاز التي

الستثمارات العربية في الجزائر هي السياحة تمثل الوجهة الرئيسية لوأشار التقرير إلى أن القطاعات التي

فيما بدأت الوكالة الوطنية لترقية االستثمارات في الفترة األخيرة تسجل واالتصاالت متبوعة بالعقارات،

بالقطاع الصناعي من طرف رؤوس األموال العربية وخاصة في مجاالت إنتاج اإلسمنت واألسمدة اهتماما

هي مشروع 2008 في تجسيدها بداية سنة االنطالقج الكهرباء، وكشفت الوكالة أن المشاريع التي سيتم وإنتا

منتدى "إنجاز المركب السياحي سيدي فرج ومشروع إنجاز المركب السياحي موريتي الذي أطلقت عليه تسمية

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

127

في انجاز حظيرة التسلية بالرياح إلى االنطالقوالذي كان تابعا إلقامة الدولة الساحل، باإلضافة " الجزائر

هذه المشاريع السياحية الكبرى بالعاصمة، حيث قدرت الوكالة الجزائرية لترقية االستثمارات قيمة

مليار دج، كما 136.350ي يقدر بـذ مليار دج أغلبها مخصص لحظيرة الرياح الكبرى وال226.350بـ

اكز أعمال جديدة ومجموعة من العقارات الموجهة و مر تأخر اإلنطالق في إنجاز فنادق 2007شهدت سنة

استثمارية خليجية على وجه الخصوص حيث مليار دج، من طرف مجموعات 24.428لقطاع األعمال بقيمة

المباشرة العربية المخصصة لمنطقة شمال إفريقيا إلى دعم حصتها من االستثمارات " رسميا"تسعى الجزائر

االستثمارات نحو وجهات أن اللوبي الفرانكفوني لم يتأخر في تنفير هذه مليار دوالر، إال100والبالغة

6قرابة استثمر العرب في الجزائر 2006 و 2000سنوات وبين . مجاورة جد تنافسية وهي المغرب وتونس

راسكوم الرائدة في الجزائر لوحدها، حيث استثمرت في قطاع و مليار دوالر لمجموعة أ2.4منها (مليار دوالر

وتنفذ المجموعة القطرية ، )االتصاالت النقالة وإنتاج اإلسمنت، وانتقلت حاليا إلى إنتاج األسمدة بوالية وهران

ةالسن هذه استالمهمامشاريع هامة في قطاع العقار حيث تقوم بإنجاز برجين في الشراقة سيتم الفيصل هولدينغ

الغربية للعاصمة، وهي المشاريع التي في الجهة باإلضافة إلى خمسة أبراج أخرى ومركز تجاري قيد اإلنجاز

تأكد أن االستثمار العربي حاضر في الجزائر في مختلف القطاعات رغم الحرب المعلنة وغير المعلنة عليه،

وعلى . مثل الهواتف النقالة، العقار، البنوك، التأمينات، السياحة، صناعة اإلسمنت، والصناعة الصيدالنية

في الجزائر من طرف المستثمرين العرب ى االستثمارات العربية إال أن النتائج المحققة الرغم من الحرب عل

وأشارت . مجموعة أوراسكوم الرائدة جدا أو المجموعات األردنية في قطاع الدواء نتائجأكثر من مقبولة، مثل

البنوك اعات ط بقصا المستثمرين العرب مهتمون بشكل خأن التقارير العديدة الصادرة عن مصادر رسمية إلى

ئر، وهم من جنسيات لبنانية والتأمينات، وهناك خمسة مقاولين عرب عبروا عن استعدادهم للدخول إلى الجزا

2015 -2006وحسب وكالة ترقية االستثمار فإن العشرية المقبلة . ومن المغرب وتونس ،وإماراتية وقطرية

من الشروط المطلوبة من األدنىيطة أن يجتمع الحد ستعرف تدفقا هاما لالستثمار العربي في الجزائر، شر

هنا ال يتعلق باستثمارات تتطلب تكنولوجيا عالية وال األمر أنوعلى الرغم من . المستثمرينطرف هؤالء

إال أنه أصبح لها األثر الواضح بالنسبة للمستثمرين . استثمارات محركة بشكل خاص لالقتصاد الجزائري

لها لوحدها لتفعل بها ما حكرانق اللوبيات التي تريد الحفاظ على السوق المحلية خن األجانب، وهو ما زاد م

(1).تريد

قال منشور في الموقع الجزائر، مفي عبد الوهاب بوكروح، مستثمرين عرب يفكرون في تحويل أنظارهم عن االستثمار: (1)

http:// bwahab 2505. maktoobblog. com , consulté le 13/12/2007

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

128

الوطين آثار االستثمار األجنيب املباشر على االقتصاد: املبحث الثالث

لالستثمار األجنبي المباشر آثار كبرى على االقتصاد الوطني تتمثل في األثر على ميزان المدفوعات

أن وعلى العمالة وفي نقل التكنولوجيا وعلى التنمية االقتصادية، باإلضافة إلى اآلثار الثانوية التي يمكن

.يخلفها هذا االستثمار

القتصادي، العمالة وميزان االنمو : لكن في هذه الدراسة سوف نقتصر فقط على ثالثة متغيرات هي

.المدفوعات وذلك لعدم حصولنا على معلومات وافية تخص باقي المتغيرات االقتصادية

مادنا لنفس الفترة الزمنية لدراسة أثر يالحظ عدم اعت ونشير أيضا بأن المتصفح لهذا المبحث سوف

.األجنبي المباشر على المتغيرات الثالث، وإنما عدم تقيدنا بذلك راجع لما توفر لدينا من معطيات االستثمار

أثر االستثمار األجنيب املباشر على النمو االقتصادي يف اجلزائر: املطلب األول

المباشر لتلبية متطلبات التنمية خالل الفترة األجنبي تسعى الجزائر إلى جذب المزيد من االستثمار

). 2009-2005(القادمة خاصة في ظل البرامج المعلن عنها والخاصة بدعم النمو االقتصادي للفترة

بعد فترة من –) 2008-2000(وقد سجلت الجزائر معدالت نمو ايجابية خالل السنوات األخيرة

والتي يمكن إرجاعها بشكل -ي خالل عقد التسعينات من القرن الماضياالنكماش االقتصادي والنمو المتدن

أساسي إلى الطفرة المسجلة في أسعار النفط في األسواق الدولية الذي انعكس إيجابيا على أداء االقتصاد

الجزائري، باإلضافة إلى تحسن مؤشرات أداء االقتصاد الكلي الناتجة عن تطبيق إصالحات واسعة النطاق

ار برنامج التعديل الهيكلي، وكذا تحسن مؤشرات القطاع الزراعي الذي سجل معدالت نمو إيجابية في إط

، وذلك راجع لعدة عوامل، ومن بين هذه العوامل نذكر مثال غزارة األمطار 2003 عام % 19.5بلغت

عة وقطاع األغذية االستثنائية التي عرفتها الجزائر في تلك السنة والتي كان لها آثار إيجابية على الزرا

ووضع االقتصاد العالمي الذي كان جد إيجابي للجزائر من خالل أسعار البترول المرتفعة حيث بلغ الفالحية،

، وقد عرفت 2005 دوالر سنة 54.54، و 2004سنة دوالر38.63، و 2003 دوالر للبرميل سنة 28.89

سمح ببعث مخططين لإلنعاش االقتصادي األول االجزائر فائضا ماليا ال سابق له في هذه السنوات، وهذا م

مليار دوالر، لذا فإن تسريع النمو االقتصادي 55 بمبلغ 2005 مليار دوالر، والثاني عام 7 بمبلغ 2001عام

الذي تعرفه الجزائر حاليا ال يستطيع أن يكون نمو دائم ألنه ال يركز على الشركات المحلية، وإلنجاح

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

129

مرضي ودائم البد من التأثير على الطلب وعلى شكل عرض االقتصاد الوطني الحصول على نمو اقتصادي

(1) .خاصة بتشجيع اإلنتاج الوطني

تطور حجم الناتج الداخلي الخام ومعدالت نموه حسب القطاعات خالل الفترة 25ويعكس الجدول رقم

)1999- 2008.(

، )2005 - 1995(، دراسة تحليلية لحالة الجزائر خالل الفترة يبالل لوعيل ، االستثمار األجنبي المباشر وعالقته بالنمو االقتصاد: (1)

، 2007قتصادي، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، أفريل فرع التحليل اال مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،

.124ص

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر لفصل الثاني ا

130

)2008 -1999( تطور حجم الناتج الداخلي الخام ومعدالت نموه حسب القطاعات خالل الفترة: 25 جدول رقم

*2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 الوحدة

الناتج

الداخلي

PIBالخام

11008 9372 8464 7544 6127 5264 4546 4261 4124 3238 مليار دينار

معدل نمو

PIBال % 3,2 2,2 2,7 4,7 6,9 5,2 5,1 2,0 3,0 3,0

معدل نمو

PIBال

في قطاع

المحروقات

% 6,1 4,9 1,6- 3,7 8,8 3,3 5,1 … … …

معدل نمو

PIBال

خارج قطاع

المحروقات

% 2,4 1,2 5,4 5,3 6,0 6,2 4,7 5,6 6,3 6,1

معطيات مؤقتة *:

".2008 -1999 المؤشرات االقتصادية للجزائر للمدة "، تقرير وزارة المالية:المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

131

أن الناتج الداخلي الخام في االرتفاع من سنة إلى أخرى، حيث 25م نالحظ من خالل الجدول رق

مليار دينار 11008، و قدر ب 2007 مليار دينار سنة 9372 إلى 1999 مليار دينار سنة 3238انتقل من

.2008جزائري في سنة

: ويتبين من خالل تحليل الجدول

الداخلي الخام، وبالتالي آثاره على معدالت الدور الذي يلعبه قطاع المحروقات في تكوين الناتج -

النمو االقتصادي المحققة خالل الفترة األخيرة، وباعتبار هذا القطاع أكبر قطاع مستقطب لالستثمار األجنبي

المباشر، فحجم التدفقات المسجلة فيه لها دور كبير على أداء القطاع ومعدالت نموه وبالتالي أداء النمو

. في الجزائراالقتصادي اإلجمالي

أن معدل نمو الناتج الداخلي الخام خارج قطاع المحروقات في االرتفاع من سنة ألخرى، حيث -

، و هذا دليل على بداية اهتمام الدولة بتنمية القطاعات 2008 سنة 6,1 % إلى 1999سنة 2,4 %ارتفع من

.خارج قطاع المحروقات

لمباشر على النمو االقتصادي يمكن استعراض معدالت النمو وإلظهار أثر تدفقات االستثمار األجنبي ا

واستعراض عدة مؤشرات توضح العالقة بين إجمالي تدفق االستثمار 2005 -1994المحققة خالل فترة

األجنبي المباشر إلى الجزائر ومعدالت نموه، ونسبته من إجمالي الناتج المحلي، باإلضافة إلى تطورات حجم

)GDP ((*)ن إجمالي الناتج الداخلياالستثمار كنسبة م

: ويستعرض الجدول الموالي مختلف هذه المؤشرات

(*) GDP : Gross Domestic Product

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

132

)2005 -1994(العالقة بين إجمالي تدفق االستثمار األجنبي المباشر والنمو االقتصادي في الجزائر خالل الفترة : 26جدول رقم

1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005

الناتج الداخلي الخام

)مليار دج(

1487

2005

2570

2780

2830

3238

4124

4261

4546

5264

6127

7499 معدل النمو

)%(االقتصادي

-

3.8

4.1

1.1

5.1

3.2

2.2

2.7

4.7

6.9

5.2

5.1

تدفق االستثمار

األجنبي

مليار (المباشر

(1))دج

....

00

14.78

14.99

29.43

33.75

32.96

92.4

84.85

49.06

63.55

79.31

معدل نمو االستثمار

األجنبي المباشر

)%(

-

-

-

1.42

96.33

33.75

-2.34

180.33

-8.17

-1842.

29.53

24.79

من FDIنسبة الـ

GDP(*)الـ- - 0.57 0.53 1.04 1.04 0.79 2.16 1.86 0.93 1.03 1.05

حجم االستثمار

GDP/ تراكم خام.... .... .... .... .... 24.4 20.7 22.7 24.4 24.0 24.1 23.9

.محولة من الدوالر األمريكي إلى الدينار الجزائري على أساس متوسط سعر الصرف في كل سنةالقيم : (1)

تشير إلى عدم توفر البيانات في السنة المذكورة ... - (*)GDP : Gross Domestic Product )الناتج الداخلي الخام (

.127ص مرجع سابق، ،لوعيل بالل:المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

133

يبين الجدول أن حجم الناتج الداخلي الخام عرف تطورات مهمة تعكس معدالت النمو المحققة خالل الفترة

)2002-2005.(

مليار دينار عام 4124 إلى 1995 مليار دينار سنة 2005حجم الناتج الداخلي الخام من حوالي ارتفع

، وإن كانت جل هذه % 3.2) 2000-1995( محققا معدالت نمو متذبذبة تراوحت كمتوسط للفترة 2000

إيجابية فقد ظلت دون المستويات المرجوة، هذا ما يتماشى مع تدفقات متدنية من االستثمار األجنبي المعدالت

، % 96.33 (1999 و 1998 نمت بمعدالت مهمة خاصة عام مليار دينار طيلة الفترة، وإن33المباشر لم تتجاوز

14.99من (االستثمارات المستقطبة مقارنة بالنسبة التي سبقتها تضاعف في حجم 1998، سجلت سنة )% 33.75

سجلت معدل النمو األعلى ، ونشير إلى أن هذه السنة )1998 مليار دينار عام 29.43 إلى 1997مليار دينار سنة

-1998(كنسبة من الناتج الداخلي الخام سجلت هاتين السنتين ، وحتى %5.1، مقداره )2000-1995(طيلة الفترة

، وتعكس هذه التطورات GDP من الـ% 1.04لالستثمارات األجنبية المباشرة بمعدل بلغ نسبة أعلى ) 1999

.1999 عام % 24.4 والتي قدرت بـ GDPالنسبة المرتفعة لحجم االستثمار كتراكم خام بالنسبة للـ

معدل نمو سلبي لتدفق االستثمار األجنبي المباشر إلى ) % 2.2(2000ويترافق مع تراجع معدل النمو عام

كما يالحظ أن حجم االستثمار كتراكم خام % 0.7 إلى حوالي GDP، وتراجع نسبته من الـ)% 2.34-(الجزائر

.% 20.7 قد تراجع إلى أدنى مستوى له في حدود GDPمن الـ

طفرة في معدالت النمو المحققة بلغت أعلى مستوياتها عام ) 2005-2001(قد عرفت السنوات الالحقة

، كما عرفت تدفقات االستثمار األجنبي المباشر طفرة خالل هذه الفترة مقارنة % 6.9 بمعدل نمو بلغ 2003

.بالفترة السابقة وإن كانت معدالت نموها عرفت تذبذبا

الذي يظل أفضل سنة من حيث استقطاب 2001ر مسجل فيما يخص هذه التدفقات سجل عام كان أهم تطو

لكن ظل حجم وإن كانت سجلت معدل نمو سلبي 2002 بالنسبة للجزائر، تليها سنة المباشرةاألجنبيةاالستثمارات

المسجلة فيما يخص إن هذه التطورات جاءت معاكسة لتلك . مليار دوالر84.85التدفقات المستقطبة مهما بلغ

معدل نمو أدنى مستويات سجل )% FDI 180.33أفضل معدل نمو الـ (2001معدالت النمو المحققة، إذ في سنة

وفي . % 2.16 كانت هي األعلى بمعدل بلغ GDPللـ بالنسبة FDIإال أن نسبة الـ ) % 2.7(الفترة له خالل هذه

المباشرة الى ادنى المستويات األجنبيةور تدفق االستثمارات أعلى مستوى له تدهنموالسجل معدل أين 2003سنة

مستويات مرتفعة GDP، رغم هذا بلغ حجم االستثمار كتراكم خام من الـ% 42.18-سلبي بلغ مسجال معدل نمو

خالل هذه الفترة مما يفسر بزيادة االستثمارات المحلية تحت زيادة نفقات التجهيز في ظل % 24ظلت في حدود

وبرنامج دعم 2004-2001برنامج اإلنعاش االقتصادي ( النمو وإنعاش االقتصاد الوطني لدعمالمعلن عنهاامج البر

).2009-2005 (النمو االقتصادي

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

134

أثر االستثمار األجنيب املباشر على العمالة: املطلب الثاين الجهود لجذب االستثمارات األجنبية يعتبر خلق مناصب عمل احد أهم األسباب التي تدفع بالدول إلى بذل

. المباشرة، خاصة الدول التي تكتظ بالسكان و تعاني من ارتفاع معدالت البطالة لديها

تخفيض مستوى إلى أدت االقتصادية التي اإلصالحات خاصة مع ،الجزائر واحدة من هذه الدول تعيش نفس المشكل

.ي القطاع الخاصالعمل في القطاع العام وال تخلق إال القليل ف

غير نوعا ما من المعطيات الخاصة بنسبة البطالة و نسبة العمالة، وفيمايلي دخول االستثمارات األجنبية أنإال

. و بعدها2000قبل سنة : في الجزائر من خالل فترتين هذه االستثمارات على العمالة أثرنستعرض

(1)2000 قبل سنة: أوال

أن المشاريع االستثمارية التي تضمنت الشراكة األجنبية APSI وكالة حسب التصريحات المقدمة من

: وموزعة حسب السنوات التالية،عامل47300 قد وظفت ما يقارب 2000 إلى غاية سنة 1994منذ

2000-1994تطور العمالة المنشأة في إطار الشراكة األجنبية في الجزائر : 27جدول رقم

النسبة المئوية% عدد العمالة ريععدد المشا السنوات1994 61 8.747 18 1995 17 2.550 05 1996 49 6.070 13 1997 59 6.378 13 1998 51 5.902 12 1999 60 5.957 13 2000 100 11.696 25 100 47.300 397 المجموع

APSIوكالة : المصدر

هي السنة التي تم فيها توظيف أكبر عدد من العمال بنسبة ربع المجموع الموظف من 2000سنة فنالحظ أن

: المواليالجدول هو مبين في ، وتتوزع هذه العمالة حسب القطاعات كما2000 إلى غاية نهاية 1994

.84 سابق، ص مرجع ، هشام بوعافية: (1)

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

135

(1994-2000) يةمشاريع الشراكة األجنبي للعمالة المنشأة ضمن التوزيع القطاع: 28جدول رقم

النسبة المئوية% عدد العمالة عدد المشاريع القطاع

8 3.925 16 الفالحة

60 28.550 233 الصناعة

14 6.787 38 أشغال البناء

05 2.257 15 السياحة

11 5.324 75 الخدمات

1 114 02 الصحة

1 343 18 التجارة

100 47.300 397 المجموع

APSIوكالة : المصدر

وإذا ما %60فنجد أن قطاع الصناعة هو الذي يستحوذ على أكبر نسبة من مجموع الموظف والمقدرة بـ

منصب 6277درسنا جنسيات المؤسسات الموظفة لهذه العمالة سنرى أن المرتبة األولى تعود إلى فرنسا بتوفير

.(1) منصب عمل5757 منصب ثم ألمانيا بـ 6031عمل تليها إيطاليا

13/11/1993 من المجموع الموظف منذ 67 فإن أوروبا هي التي توظف ما نسبته ةالمناطق المستثمرأما حسب

: التالي29، كما هو موضح في الجدول رقم 2000إلى غية نهاية

توزيع العمالة المنشأة في إطار مشاريع الشراكة األجنبية حسب المناطق المستثمرة: 29جدول رقم (2000-1993)

النسبة المئوية% عدد العمالة عدد المشاريع مناطق المستثمرةال

67 31.832 248 أوروبا

19 8.966 91 الدول العربية

05 2.257 23 آسيا

7.5 3.562 30 أمريكا

0.05 27 02 إفريقيا

1.45 656 03 دول أخرى

100 47.300 397 المجموع

APSIوكالة : المصدر

(1) APSI

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

136

جنوب بقيت - فكرة التعاون جنوبأنيبرهن مما ، رغم القرب الجغرافياألخيرة المرتبة فيإفريقيا تأتيو

. و السياسات الضرورية لتجسيدها ميدانيااإلجراءاتحبرا على ورق ولم تتخذ

لم نتطرق لتكلفة منصب العمل الواحد من قبل هذه إذاو نعتقد بان الصورة لن تكون واضحة فيما يتعلق بالعمالة

: 30مارات و الذي يوضحه الجدول رقم االستث

2000 لسنة في الجزائر المباشراألجنبي االستثمار تكلفة منصب العمل الموظف من قبل : 30جدول رقم

على ) مليون دوالر(حجم االستثمار )مليون دج(حجم االستثمار العمالة القطاعات

دج76.95= $ 1أساس

2000 لسنة

ل تكلفة منصب العم

)الدوالر(

39.370 1124 86.470 28.550 الصناعي

46.522 105 8.091 2.275 السياحي

32.612 128 9.832 3.925 الفالحي

39.070 1357 104.393 34.732 المجموع

.86هشام بوعافية ،مرجع سابق، ص : المصدر

2000بعد سنة : ثانيا

وير االستثمارات أن المشاريع االستثمارية حسب التصريحات المقدمة من طرف الوكالة الوطنية لتط

يوضح لنا 31والجدول رقم ) 2006-2000( منصب عمل في الفترة الممتدة 80847 ما يقارب شغلتاألجنبية قد

:ذلك

)2006-2000(العمالة المنشأة في الجزائر من االستثمارات األجنبية المباشرة خالل الفترة : 31جدول

نشأةعدد العمالة الم السنوات2000 11694 2001 4609 2002 12188 2003 8173 2004 6731 2005 8656 2006 28796 80847 المجموع

. 02/12/2008: الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار، معطيات متحصل عليها بتاريخ: المصدر

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

137

المباشرة خالل األجنبيةالستثمارات تذبذبا واضحا في عدد العمالة المنشاة من ا31 نالحظ من خالل الجدول

،2000 مقارنة بسنة 7085 بانخفاض ملحوظ قدر ب 2001 في سنة أدناهحيث سجل ، (2000-2006) الفترة

2003 في سنة 4015، ثم انخفض مجددا ب 2002ليعاود بعد ذلك االرتفاع الى نفس المستوى تقريبا في سنة

. 28796لت أعلى عدد للعمالة قدر ب التي سج2006ليستقر نسبيا الى غاية سنة

على العمالة، البد من معرفة مساهمة كل قطاع في توفير المباشرةاألجنبية و الستكمال دراسة اثر االستثمارات

:مناصب العمل، و هذا ما يوضحه الجدول الموالي

)2006-2002 (توزيع العمالة المنشأة حسب قطاع النشاط للفترة: 32جدول رقم

العمالة المنشأة عدد المشاريع قطاع النشاط

480 8 الفالحة

17855 61 البناء واألشغال العمومية

17426 271 الصناعة

892 4 الصحة

2017 18 النقل

3547 8 السياحة

19859 81 الخدمات

2468 3 االتصاالت

64544 454 المجموع

.02/12/2008 معطيات محصل عليها بتاريخ ،ستثماراتالوكالة الوطنية لتطوير اال:لمصدرا

مشروع 81 حيث وفر هذا القطاع ب، أن قطاع الخدمات احتل الصدارة32نالحظ من خالل الجدول

العمومية بنسب متقاربة رغم الفرق الشاسع في األشغال منصب عمل، يليه قطاعي الصناعة و البناء و 19859

مساهمة كل من قطاع السياحة و االتصاالت و النقل معتبرة إذا ما قورنت بقطاعي نهما، و تعتبرعدد المشاريع بي

. نسبةأدنىسجلت الصحة و الفالحة التي

هذا الترتيب يفقد معناه إذا أخذنا بعين االعتبار عدد العمالة المنشاة من المشروع الواحد، فباستعمال أنغير

منصب عمل في 64 منصب عمل لم يساهم سوى ب17426ب قطاع الصناعة أنمتوسط حسابي بسيط نالحظ

منصب عمل 823 منصب عمل بمعدل 2468 مشاريع 3المشروع الواحد مقارنة بقطاع االتصاالت الذي حقق ب

.للمشروع الواحد

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

138

وكتقييم ألثر االستثمار األجنبي المباشر على العمالة نقول أن توطنه خالل السنوات القليلة الماضية قد ساهم

سواء لذوي المؤهالت العلمية أو لغيرهم خاصة في قطاع المحروقات وما عملبشكل فعال في توفير مناصب

يتصل به وعكس ذلك خارج هذا القطاع، ومع هذا ال يزال الواقع المحقق بعيد عن ما يمكن تحقيقه بالنظر إلى

.الفرص والمؤهالت التي تتمتع بها البالد

ستثمار األجنيب املباشر على ميزان املدفوعاتأثر اال: املطلب الثالثالتدفقات المالية أو كمصدر تمويلي من مصادر التمويل عناصر االستثمار األجنبي المباشر عنصر منيعتبر

. ألية دولة، وذلك ألجل تمويل العجز في ميزان العمليات الجارية أو لتكملة الفجوة االدخارية المحليةةالخارجي

يرتكز بدرجة أساسية على المحروقات حيث بلغت نسبة المحروقات من اعتبار أن االقتصاد الوطني وعلى

القطاع، من خالل أداء هذا ولكون االستثمارات األجنبية تعمل على ترقية ،2005 في عام % 98.3الصادرات

تالي فإن تأثير االستثمار األجنبي االكتشافات الجديدة لالحتياطات وزيادة حجم اإلنتاج، وتعظيم حصة الصادرات وبال

.المباشر في قطاع المحروقات إيجابي على ميزان المدفوعات

كذلك يؤثر تدفق االستثمار األجنبي المباشر خارج قطاع المحروقات على ميزان المدفوعات من خالل

:تأثيره على حساب رأس المال، ولمعرفة هذا األثر نورد الجدول الموالي

تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر الفصل الثاني

139

)2005-1997( ميزان المدفوعات للجزائر في الفترة :33جدول رقم

السنوات

البيان

1997

1998

1999

2000

2001

2002

2003

2004

2005

الحساب

الجاري

3.45 - 0.91 0.02 8.93 7.06 4.37 8.84 11.12 21.72

حساب رأس

المال

-2.29 -0.83 -2.4 -1.36 - 0.87 - 0.71 - 1.37 - 1.87 4.78

االستثمار

شرابالم

0.26 0.50 0.46 0.42 1.18 0.97 0.62 0.62 1.02

رؤوس اموال

رسمية

- 2.51 - 1.33 - 1.97 - 1.96 - 1.99 - 1.32 - 1.38 - 2.23 - 2.97

األخطاء

والمحذوفات

- 0.04 0.00 - 0.89 0.18 - 0.06 - 0.36 - 0.61 - 0.26 - 2.83

وضعية

ميزان

المدفوعات

1.16 - 1.74 - 2.38 7.57 6.19 3.66 7.47 9.25 16.94

.94 صسابق، عساحل، مرج محمد : المصدر

في حساب نالحظ أثر االستثمار األجنبي المباشر خارج قطاع المحروقات على ميزان المدفوعات ممثال

من الجدول مليار دوالر خالل األربع سنوات األولى 0.41 رأس المال حيث زاد حساب رأس المال من متوسط

خالل خمسة سنوات األخيرة، هذا التحسن في حساب رأس المال ساهم بصورة كبيرة مليار دوالر 0.882لمتوسط

(1).في تعزيز الفائض في ميزان المدفوعات

93،94 ص سابق، مرجع محمد ساحل، : (1)

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

140

واقع وآفاق االستثمار األجنيب املباشر باجلزائر: املبحث الرابع

تثمرين األجانب إالّ س ثقة المتحقاقسباالكفيلة ) الخ...الطبيعية، البشرية (تمتع الجزائر بوفرة الموارد

أن هذه المؤهالت تبقى غير كافية نظرا لوجود بعض الحواجز التي تقف في وجه هؤالء المستثمرين، وقد

.نا هذا المبحث إلبراز ذلكخصص

فيهااالستثمارالت اجلزائر وفرص مؤه: املطلب األول

أن العتبار، لكنه يبقى غير كافي االستثمار أمر ضروري لترقية لالستثماراتإن وضع إطار قانوني

دى المحفز، وإنما على عوامل أخرى تبرز ماالستثمارالميزة المقارنة ال تتركز فقط على وجود قانون

كافة المعطيات الحقيقية للمجتمع استغاللجاذبية البلد مقارنة بالبلدان األخرى، األمر الذي يقتضي العمل على

الجزائري من فرص وإمكانيات والسؤال الذي يتبادر إلى دهننا هو معرفة ما يمكن للجزائر عرضه

.للمتعاملين األجانب حاليا ومستقبال

:مؤهالت الجزائر: أوال

:(1)نذكر منها فيها، لالستثمارالجزائر بمؤهالت هامة تجعلها من بين البلدان الواعدة تتمتع

األجنبية،االستثماراتإرادة سياسة واضحة في التفتح على العالم الخارجي وجلب -1

محفز،االستثمار وجود قانون -2

ب العربي ير للطاقة غير ملوث وغير مكلف، وفريد من نوعه على مستوى المغر وجود منبع وف -3

، فالجزائر غنية بالبترول في منطقة حاسي مسعود أما الغاز الطبيعي )الغاز الطبيعي( وإفريقيا

ويتنقل الغاز الطبيعي . ين أمناس على المادتين معاعفيتركز في حاسي الرمل، وتحتوي منطقة

صنفت الجزائر على والبترول من الحقول إلى الموانئ بواسطة أنابيب للتكرير والتمييع والتصدير، و

يدة للبترول في دم، وكأول بلد مكتشف لمنابع ج1999الصعيد العالمي كسابع بلد منتج للغاز في عام

).1995 – 1994( الفترة

:راجع كل من : (1)⋅•

.25، 11، 9، ص1993، الجزائر، بن عكنون،يوان المطبوعات الجامعيةد، إقتصاد الجزائر المستقلة، دهني أحم• Abdelkamel Fenradji, directeur de cabinet ministère de l’industrie et des mines, In : Média Bank, N°

09, Dec, Jan 94, P26. • Accession de l’Algérie à L’OMC, problématique d’insertion au commerce International, In :

l’économiste Algérie, semaine du 18 au 24 Mars 2001, P14 et 15.

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

141

راعاة األسعار الدولية، مبية معتبرة بأسعار وشروط تنافسية وجود ثروات طبيعية وموارد أولية محل -4

الرصاص، النحاس، الزنك والزئبق وغيرها، ويعد الحديد ، وتتمثل الثروة المعدنية في الحديد

غار جبيالت الذي يحتوي على أكبر،المعادن إنتاجا، ويوجد خاصة في مناجم الونزة، بوخضرة أهم

العنق، والكويف ويصنع منه السمادي الجزائر، ويستخرج الفوسفات من منجمي جبلإحتياطي ف

.لتخصيب التربة

، حيث تتمتع الجزائر )األسواق العربية، اإلفريقية واألوروبية( القرب الجغرافي من أسواق التصدير -5

كم على جنوب البحر المتوسط وحدود مشتركة مع 1200لها بموقع جغرافي ممتاز، فبشواطئ طو

،ات ، تمثل الجزائر ملتقى القار) والنيجرالمالي(بلدان اإلتحاد المغاربي وبلدان الساحل

وجود عالقات دولية ثنائية أو متعددة األطراف على الصعيدين اإلقتصادي واإلجتماعي، -6

رم سكاني شاب، فإذا رجعنا إلى توزيع السكان حسب تتمتع الجزائر بيد عاملة مؤهلة نسبيا، وبه -7

30 أقل من % 83,66 ، سنة 20 أقل من % 42, 25 سنة، 15 أقل من % 36,20:السن نجد

:أما توزيع السكان حسب الفئات نجد.سنة

من إجمالي السكان،% 82,25 تمثل ) سنة14-6(فئة السكان في سن الدراسة •

من إجمالي السكان،% 10,57تمثل ) 59-15(ملفئة السكان القادرين على الع •

من إجمالي السكان،% 6 ,64 سنة تمثل 60 من أكثرفئة السكان في سن الشيخوخة •

أما ،يرتكز النشاط الصناعي واألراضي الزراعية في شمال البلد حيث يسود إعتدال المناخ المتوسط -8

فهو يشمل الصحراء فهي منطقة غنية الجنوب إضافة إلى أنه يشكل رصيدا هائال للزراعة المسقية

من الغاز الطبيعي،3 مليار م3200بالموارد الطبيعية والمحروقات وبإحتياطي قابل للتجديد يقدر بـ

تشكل الهياكل القاعدية شريان اإلقتصاد الجزائري، وتشكل تنميتها ركيزة هامة، وتتمتّع الجزائر -9

ألف كلم، وهي األهم على الصعيد المغاربي 90ات بوفرة الهياكل القاعدية، إذ تبلغ شبكة الطرق

لكل ألف نسمة، أما شبكة السكك الحديدية فتغطي الجزء األكبر للبلد وتمتد على كم 7,3بنسبة

، كما تضم ) دوليا يجري العمل على تحديثهاا مطار13منها ( 31 كم، والمطارات فعددها 4500

). موانئ خاصة بالمحروقات4و ) متعددة(لعمليات موانئ لكافة ا9( ميناء رئيسيا 13الجزائر

% 96 نسمة، وهي أتوماتيكية بنسبة1000 خط لكل 3 ,9وإذا رجعنا إلى شبكة اإلتصال الهاتفي فتبلغ

. ألف كم160وفيما يتعلق بإنتاج الطاقة الكهربائية فتتوزع وفق شبكة طولها . وتغطي كافة التراب الوطني

ز الطبيعي فهي تصل غالبية المدن واألقطاب الصناعية الهامة، كما تقدر نسبة التوصيل أما عن طاقة الغا

.% 70بشبكة المياه الصالحة للشرب بـ

ية الستحقاق ثقة المستثمرين بمواردها ول بأن الجزائر تجمع الشروط الوافمما سبق، يمكن الق

ثروات السياحية غير المستغلة ونسيجها الصناعي اإلنتاج الصناعي والواحتياطالطاقوية وإمكانياتها البشرية

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

142

مليون نسمة، تمنح فرصا 35والهيكلي مقارنة بالبلدان النامية األخرى، وتمثل الجزائر سوقا واعدة بـ

مكانة تترجم احتالل تشكيل فضاء أورومغاربي للتبادل الحر، تحرص الجزائر على انتظاروفي . لالستثمار

.إمكانياتها ومؤهالتها

المتاحة في الجزائراالستثماررص ف: انياث

في مختلف القطاعات ، وهناك لالستثمار عديدة اتملك الجزائر هيكلة صناعية متنوعة، فهي تمنح فرص

عدة نشاطات يمكن أن تعرض إلمكانية الشراكة كالبتروكيمياء والسيراميك، إلى جانب ذلك توجد فرص

في مختلف القطاعات االستثمار والصغيرة وهناك عدة إمكانيات وفرص لتنمية وتطوير المؤسسات المتوسطة

(1):نذكر منها

،... )تصريف المياه، التطهير، شبكات المباني، تسميد األرض ( األراضي استصالح -1

كالحبوب الزيتية (األنشطة الفالحية وتربية المواشي في األراضي المستصلحة والزراعات الصناعية -2

، إنتاج األسمدة واألطر المطاطية،)ية والقطنوالطماطم الصناع

التنقيب عن المياه، -3

نشاط تربية األسماك، -4

تحسين المجال العقاري، (المنشآت األساسية وبنايات التجهيز الريفي المتعلقة باإلنتاج الفالحي -5

،) الحيوانات وشبكة تجزئة األراضيوحظائر

ومي للغاز الطبيعي،إنتاج الكهرباء وتوزيعها العمومي، والتوزيع العم -6

في ميادين المناجم والطاقة بما فيها المحروقات،والتنقيبالبحث -7

الفوالذ، التصفيح، السباكة، قنوات السدود واألنابيب غير ( القاعدية للصلب والحديد والمعادن الصناعة -8

،)الملحمة

سمدة الفوسفاتية اآلزوتية األ( التركيبية والحبر إنتاج المنتجات البتروكيماوية القاعدية ، واأللياف -9

الزجاج المسطح، زجاج السيارات، القارورات الصغيرة ( ، وصناعة الزجاج ... )والعضوية،

،)واألواني الزجاجية، المخبرية والزجاج البصري

،...)مواد بيولوجية، منتجات بيطرية، ( صناعة األدوات الطبية الثقيلة -10

،... ) آليات التشغيل ومحوالت القوة،المحركات، المضاغط،(صناعة مواد التجهيز -11

إنتاج السيارات الصناعية والسيارات الخاصة، -12

النقل بالسكك الحديدية، والترميم البحري، والمواصالت السلكية والالسلكية، -13

الصيانة والتجديد الصناعي، -14

.170، 169سابق، ص مرجع ، 1992تقرير مناخ االستثمار في الدول العربية لعام : (1)

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

143

،االجتماعيبناء السكن -15

ترميم المواقع التاريخية واألثرية وأشغال حمايتها، -16

،)الفنادق والمركبات السياحية( السياحة -17

نشاط قرض اإليجار، -18

)أدوات مخبرية مثال(ات التقليدية الفنية وصناعية العتاد المدرسي والتربوي الصناع -19

).طبع كتب األطفال والمدارس والجامعات(اإلنتاج ذو الطابع الثقافي أو الفني -20

يف اجلزائراالستثمار صعوبات وعراقيل :الثايناملطلب

الجزائر والمزايا المتعددة والحوافز إالّ أن كل المؤشرات تؤكد اتخذتها السياسة اإلصالحية التي رغم

األجنبي خارج االستثمار انعدام لم يتقدم في الجزائر، بل أكثر من ذلك االستثمارعلى حقيقة مرة وهي أن

من وجود العديد من رجال األعمال عليها هي ناالمحروقات هذه الحقيقة األولى، والحقيقة الثانية التي وقف

. في بالدهم ويستثمرون أموالهم في الخارج بمبالغ كبيرةاالستثماريرفضون فكرة ذوي الجنسية الجزائرية

من أرض الواقع هو أن المستثمرين المحليين في مجملهم هاناواستمد عليها أيضا ناوالحقيقة الثالثة التي وقف

، االستثمار وقوانين االستثمار، فهم يجهلون قواعد باالستثمارعرفة المتعلقة يفتقدون إلى عنصر الثقافة والم

إلى ة دون أن يرى مشروعه النور وطريقه التي تمنحها الوكالاالستثمار من مزايا استفادفهناك الكثير من

(1):ا يليلخصها فيمن في الجزائر سوف االستثمار، وهناك أمور عدة تقف أمام تقدم (Réalisation)التحقيق

:واإلداريلمحور القانوني ا-أوال

لتطويرقرأ إحصائيات الوكالة الوطنية نبحث في هذا الموضوع، خاصة عندما نحن ندرس ونو

فهذه التقارير ، اإلجتماعي فهي إحصائيات ال تعد تذكر و المجلس اإلقتصادياي يعده التالتقارير واإلستثمار

بالدنا، وليست هذه نظرة تشاؤمية، وعند اإلطالع على بعض في مجملها تؤكد ضعف اإلستثمار في

هذا الضعف إلى عدة أسباب من وأرجعت بعضها.قولهنجة لهذا الموضوع تؤكد صحة ما لالمذكرات المعا

خصص ن أن نان هذا المنطلق قررمبينها وجود فراغ قانوني أو بالضبط أن المشكل قانوني في الجزائر، و

93 إليها أن القانون سواء ناتأكد من هذا الجانب، لكن الحقيقة التي وصلنإلستثمار حتى بقوانين اا خاصامطلب

أو المشروع الذي يتم إعداده اآلن فكلها قوانين محفزة لجلب 95 أو 94 هأو التعديالت التي طرأت علي

.المستثمرين

(1): ص،2001،جامعة الجزائر،ر مذكرة ماجستي،حالة الجزائر واقع وآفاق االستثمار في الدول العربية دراسة ، العربي غويني 129.

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

144

ة، إذ نكتفي بقراءتها ووضعها لكن المفارقة أنه عندما نلجأ إلى تطبيقها فثمة المشكلة فهي قوانين نظري

.ة لعلها تنفعنا في بحوثناصفي الجرائد الرسمية والكتب والمجالت المتخص

لإلستثمار، وال يكفي إصدار بة أو الطاردةذمل الرئيسية الجاإن المحور القانوني يعتبر حاليا أحد العوا

.سة الجزاء والعقاب سياوإتباع عند التنفيذالقوانين والقرارات بل ال بد من المتابعة

:وما يمكن مالحظته على مسار القوانين اإلستثمارية في الجزائر فقد تمثلت فيما يلي

: الجانب القانوني/1

فينة واألخرى أن هناك إصدار جديد لقوانين وتعديالت وهذا في تبين بين الاستقرارهاوانين، وعدم كثرة الق-

ع فيهم الشك و الخوف،حد ذاته عامل طارد للمستثمرين بحيث يزر

حيث أن العديد من إدارات الضرائب ال تفهم بشكل جيد هذه ،سياسات اإلعفاء من الضرائب عدم وضوح -

،اإلعفاءات و بالتالي ال يتم تطبيقها بالشكل السليم و المجدي

غياب قانون واضح لألمالك المنقولة والعقار،-

.تجداتس لتطورات األوضاع والمتغيرات والم عدم مسايرة قوانين اإلستثمار في الجزائر-

:الجانب اإلداري/ 2

روتين في اإلجراءات وإنجاز المعامالت هي الصفة الغالبة على اإلدارة الجزائرية ،يروقراطية وال الب-

إنعدام أنظمة معلومات مالئمة،-

إنعدام البيانات والمعلومات الدقيقة،-

شرفة على اإلستثمار وباقي الهيئات األخرى التي لها دور في عملية عدم وجود تنسيق بين الهيئة الم-

.اإلستثمار، وبالتالي فإن المستثمر يجد نفسه مشتتا بين أكثر من مركز من مراكز إتخاذ القرار

فنجد مثال أن مستثمر ما يأخذ قرار متعلق باإلستثمار لكن عندما يلجأ إلى اإلدارة المحلية سواء كانت الوالية

.البلدية فإنه يجد في إنتظاره التثبيط والعراقيلأو

:المحور السياسي -ثانيا

ال يمكن أن ننكر بأي حال من األحوال دور الجانب السياسي في معادلة جلب اإلستثمار فيعتبر أحد

ي واإلستقرار األمني أالعناصر األساسية لجلب أو طرد لإلستثمارات، وإذا تكلمنا عن اإلستقرار السياسي

باإلضافة إلى اإلستقرار النسبي للطاقم الحكومي ، داخلية أو مشاكل حدودية بين الدولةاضطراباتعدم وجود

.أو حتى اإلطارات ذات المناصب التي لها صلة مباشرة في مراكز إتخاذ القرارات المتعلقة باإلستثمارات

نسبي على استقرارف، فهناك األمني فلم يعد بذلك الهاجس الكبير الذي يخيلالستقراربالنسبة

عدم استقرار إالّ أنرددونها لم تعد بذلك الحجم، ي األمني، وبالتالي فإن الحجة األمنية التي كانوا المستوى

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

145

يؤثر بشكل سلبي على التنفيذ الجيد للقوانين و يدخل الريبة لدى إداراتهم رأسالعديد من المسؤولين على

.األجنبيالمستثمر

:ر اإلقتصادي المحو-ثالثا

ل وصراع لم يتم الحسم فيه اة جدياسي تشهد بالدنا في هذه المرحلاق المحور اإلقتصادي والسفي سيو

فيما يتعلق باإلصالحات اإلقتصادية وكيفية تطبيقها وتنفيذها، وقد وصل األمر إلى اإلضطرابات، وهذا كله

اإلقتصادية بما فيها اإلستثمارات، فهناك من راجع إلى تباين وجهات النظر حول كيفية تطبيق اإلصالحات

اإلنتقال إلى إقتصاد يرى أن اإلصالحات اإلقتصادية ضرورة حتمية لتحريك اآللة اإلقتصادية في الجزائر و

من، وبينمن يرفض مبدأ اإلصالحات من أساسهالسوق الذي تفرضه التحوالت التي يشهدها العالم، و بين

.تكلفة إجتماعية منخفضةال يعارض اإلصالحات لكن ب

الخ كيف تتصور رد فعل ... الحكومية، نقابة العمال بين األطرافإذا في خضم هذا الصراع القائم

المستثمرين األجانب في حالة عدم اإلستقرار؟

بالنسبة للمؤشرات اإلقتصادية والتي تعتبر من المؤشرات الدالة على اال أحد ينكر أن هناك تحسن

، )معدالت النمو والعجز الداخلي(شر السياسة المالية ؤم: المؤشراتوضاع اإلقتصادية، وهذهإستقرار األ

ا التحسن ناتج ، لكن هذ)التضخم( ومؤشر السياسة النقدية) العجز الخارجي( ة التوازن الخارجي مؤشر سياس

حسن أسعار البترول ضة إتبعتها الحكومة ونتيجة التعديل الهيكلي، وال ننسى كذلك تعن سياسة تقشفية مح

ريك اإلستثمار في بالدنا ألن تقريبا كل العناصر األخرى والتي هذه المؤشرات لن تكون كافية لتح. مؤخرا

: عناصر رئيسية في معادلة جذب اإلستثمار غير متوفرة، وغير موجودة لدينا، ومن بين هذه العناصرتعتبر

سات موجودة في البورصة، ولم مؤسلحد الساعة، أربعة أدوات اإلستثمار المالي في الجزائر محدودية /1

و في المقابل نجد أن هناك إتجاه ورغبة المستثمرين األجانب حاليا وعلى . هذه األخيرة إنطالقة حقيقيةتنطلق

قبل األزمة المالية الحالية،المستوى العالمي في التوجه لإلستثمار المالي بدال من اإلستثمار المادي،

إنخفاض معدالت اإلدخار وتفضيل عامل السيولة،/2

خريطة در المتعلقة بالمشروعات، وعدم توفر في المعلومات وطريقة تبادلها، وقلة المصا الكبير النقص/3

.للمشروعات اإلستثمارية والفرص المجدية والمتاحة لإلستثمار

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

146

:المحور المالي -رابعا

نقص الخبرة المهنية لدى : أنه نظام متأخر لعدة أسباب نذكر أهمهايتسم النظام البنكي الجزائري ب

المشرفين على البنوك الجزائرية، وهذا ما زاد في معاناة المتعاملين مع هذه البنوك من نوعية الخدمات

، إضافة إلى إتسام عمل )تحليل الوثائق، تسيير حسابات الزبائن معالجة ومتابعة العمليات(البنكية المقدمة

لبنوك بالبيروقراطية وسيادة العمل اليدوي وضعف التجهيز بالتقنية الحديثة من جهة وغياب البنوك ا

.المتخصصة من جهة أخرى

:وجاء في تقرير لمنظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية إلى أن

نقل صك بنكي من بنك آلخر عملية قد تأخذ على األقل شهرا، •

وجود أخطاء في الحسابات، •

12رق الحصول على إجابة لبنك معين من مجلس النقد والقرض وقتا طويال قد يصل إلى ستغي •

.شهر

وأسباب ذلك إلى إنتماء معظم البنوك الجزائرية إلى القطاع العاموأوضح نفس التقرير بأنه ترجع

امل مع التعي محدودية السوق النقدية، ورغم وجود عدد قليل جدا من البنوك الخاصة المعروفة بمرونتها ف

.المستثمرين إالّ أنها ال تتوفر على شبكة وكالتها الخاصة في المدن الكبيرة للبالد

جهها اعن بعض العراقيل المالية التي يو) APSI( تقرير لوكالة ترقية ودعم اإلستثمارات ذكركما

:ن نذكر منهاوالمستثمر

4 و 3حين يتراوح هذا األجل حوالي قبل منح القرض في ) يقارب السنة(يتسغرق البنك وقتا طويال •

أشهر في كل من تونس والمغرب،

،)قد تعادل مرتين قيمة المشروع(يشترط البنك من المقاول ضمانات باهضة •

عدم قدرة البنك على تمويل المشروع بالعملة الصعبة نظرا لنذرتها ولعدم توفر البنك على خطوط •

يفات البنكية،لتوظ، إضافة إلى قلة اإليداعات واالقرض الكافية

رغم إنخفاض معدالت الفائدة إالّ أنه يبقى غير كاف لتحقيق ديناميكية كبيرة في مجال إنعاش •

.اإلستثمار

يتضح مما سبق بأن النظام البنكي الجزائري قد أثر بقسط كبير على إهتمام المستثمرين األجانب بحكم

فت لتمويل عجز ميزانية ل عديدة خصوصا وأنها وظني من مشاكإحتكاكهم به، فالبنوك الجزائرية التي تعا

، وجدت نفسها في أزمة خانقة حيث قدرت قيمة المؤسسات العمومية خالل عشريتين على األقل

. مليار دينار جزائري500 بـ 1998القروض المالية غير مضمونة التسديد إلى غاية نهاية عام

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

147

:محور العقار -خامسا

ي تساعد في عدم إستقرار المستثمرين األجانب وإلزامهم على الرحيل، نجد من بين العراقيل الت

.المشاكل المتعلقة بالعقار فيما يخص األرض وملكيتها

على مستوى الواليات CALPI((1) (االستثمارأسندت مهمة منح األراضي إلى لجنة دعم وترقية

ن األجانب الخواص لشراء هذه األراضي بإعتبار ثمروتوالتي يرأسها والي الوالية، ومع ذلك غالبا يلجأ المس

إضافة إلى ذلك، توجد .أن مسؤولي تلك اللجنة يقومون بمساومات ومزايدات في أسعار هذه األراضي

غير متوفر مما يخلق مشكلة إثبات الملكية، مشاكل أخرى تتعلق بسند ملكية األراضي، التي يبقى معظمها

على المساحات الجانبية قد تفوق في بعض األحيان ضعف الستيالءواوبالتالي التنازع على األراضي

إلى جانب ذلك يوجد مشكلة بيع . باالستثمار ألغراض ال عالقة لها استغاللهاالمساحة الممنوحة قانونيا، ويتم

.االغتناء بهدف استثماريةالقطع األرضية من طرف المستفيدين من مشاريع

حول الحواجز التي تعترض ) APSI (االستثماراتالة ترقية ودعم وفي هذا اإلطار، أوضح تقرير وك

المشاريع الواليات على العموم ليست جاهزة بعد الستقبال: المقاولين للحصول على األراضي بأن

، نظرا لعدم توفر السلطات المحلية على مسح األراضي المتوفرة على مستوى الوالية، وباستثناء االستثمارية

عة للخواص فإن األراضي األخرى تبقى طبيعتها وملكيتها مجهولة والتي غالبا ما تمنح األراضي التاب

للمقاولين والمستثمرين بدون سندات إثبات، وهذا ما يؤدي إلى ظهور نزاعات خاصة في حالة ظهور

البنك يشترط ضمانات لطات المحلية، مع العلم أنالمالكين الحقيقيين بعد منح األراضي من طرف الس

، وفي بعض األحيان تكون األسعار المحددة مقابل قبل منحه ألي قرض للمقاول) ملكية ال سنداإلطالع على(

.التنازل عن األرض جد مرتفعة

إضافة إلى ذلك، يعد اإلجراء الذي إتخذته وزارة المالية والمتمثل في البيع بالمزاد العلني لألراضي،

دام سيتم إكتساب هذه األراضي من طرف األشخاص األكثر غنى، عامل غير محفز بالنسبة للمستثمرين ما

. المنتجةاالستثماراتوالذين قد يستخدمونها ألغراض أخرى غير

محققة ومجهزة إالّ أنها لم استثمارية حاالت مشاريع االستثماراتوأحصى تقرير وكالة ترقية ودعم

ستفيد غاز، وهذا ما يدل على أنه قد ال تاه والتنطلق بعد في عملية اإلستغالل بسبب نقص الكهرباء والمي

، نظرا لعدم توفر الخ... األراضي الممنوحة للمستثمرين من المنافع العامة كالطرق والمياه والكهرباء

نتيجة لنقص الغالف المالي بهذه المنافع الميزانية الالزمة إلقامة األشغال الخاصة على المحليةالسلطات

.لميزانية التجهيز

المدير العام السابق لصندوق النقد أن إذهذه المعوقات اصبحت معروفة داخليا و خارجيا كذلك

األجنبي منعدم في الجزائر خارج نطاق المحروقات فما االستثمار بان 2001 في لقاء معه سنة أكدالدولي

(1) : CALPI : Comité d’Assistance à la localisation et à la Promotion de l’Investissement.

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

148

يجب أن نعلم أن " : قائالن القدوم إلى الجزائر؟ فأردفهي األسباب التي أدت إلى عزوف المستثمرين ع

يجب توفير االستثماراتللمستثمرين خيارات عديدة وهناك منافسة كبيرة، وإذا أرادت الجزائر إستقطاب

أي –ئقا، وأن يكون هناك قانون لألمالك المنقولة والعقار، ويتم تطبيقه امناخ مناسب وأالّ تكون اإلدارة ع

ة المبادرة للمؤسسات، ودور محوري وهام للقطاع في شفافية ووضوح، وأن تكون هناك حري–القانون

ييس واضحة العتبارها غير البنكي ال سيما فيما يخص سياسة القروض التي يجب أن تخضع لمقا

(1)".موضوعية

املباشر باجلزائراألجنيباالستثمار اآلفاق واحللول املقترحة لنجاح : املطلب الثالث

، وحسب الفرص والمؤهالت التي االقتصاديين حسب رأي دواع في الجزائر االستثمارإن مستقبل

يتميز بها هذا البلد، ولكن يجب على السلطات حل المشاكل التي تعيق المستثمر عامة والمستثمر األجنبي

سواء العربية أواالقتصادية السوق من خالل التكتالت اقتصاد في االندماجالسير بخطى ثابتة نحو وخاصة،

:بي، ويمكننا تناول هذا المطلب من خالل ما يليو اإلتحاد األورمعالمغاربية أو

تجاوز المشاكل الراهنة: أوال

الخاص االستثمار التي تواجه لالمشاك أكبر باعتبارهاإذا كان واجبا على الدولة حل إشكالية العقار

ة عن مشكل العقار، وذلك واعقدها، فإنه عليها كذلك العمل على تجاوز المشاكل الراهنة التي ال تقل صعوب

:عن طريق اتخاذ جملة من التدابير واإلجراءات

وذلك على كل المستويات،باالستثمارتنشيط وتوضيح اإلجراءات القانونية والتنظيمية المتعلقة -1

على منهجية إتصال تسمح للمستثمرين اإلطالع على كل ما يتعلق بترقية االعتمادضرورة -2

،االستثمار

تي الضرائب والجمارك وكذا وضع سياسة عقارية تتماشى ارتحديث إدو القطاع البنكي،إعادة هيكلة -3

وإقتصاد السوق،

االستثمارإنشاء بنك معلومات حول اإلمكانيات الموجودة واإلمتيازات والضمانات المقدمة وفرص -4

المتوفرة،

القاعدية،البحث عن أشكال جديدة إلشتراك القطاع الخاص في تسيير المرافق والمنشآت -5

لية، قضاء أكثر فعالية وشفافية وإستقالتطوير األمن، وإصالح جهاز العدالة للوصول إلى -6

تطوير المنشآت القاعدية والتخفيف من األعباء الجبائية التي تثقل كاهل المؤسسات، -7

تطوير إنتاجية العمل والبحث على تناسق بين عرض اليد العاملة والحاجة الخاصة بالمؤسسات، -8

(1): 2001 مارس 11 ، جريدة الخبر اليومية

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

149

ادة النظر في اإلطار المؤسساتي لإلستثمار بهدف الحد من البيروقراطية، وتنمية الشفافية وفعالية إع -9

.الجهاز

، والدولة االستثماراتالمشاكل الراهنة سبيل لتخطي الواقع السابق وفتح صفحة جديدة نحو إن تجاوز

: حاليا توفر مختلف البرامج والوسائل لدفع عجلة التنمية منها

إلى 2001 مليار دينار لمدة أربعة سنوات من 525له الذي رصدت االقتصاديج اإلنعاش برنام -

مليار للفالحة والصيد البحري، 20.2 مليار دينار منها 185, 9 تم تخصيص 2002، في سنة 2004

مليار لدعم 15 مليار لألشغال الكبرى والبنى التحتية، 77.9 مليار للتنمية المحلية، 42.9و

تحقيق التوازن الجهوي ومكافحة الفقر مع و حات من بين أهدافه إنشاء مناصب الشغل، اإلصال

. بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطةاالهتمام

هذا ، مليار دوالر80 خصص له غالف مالي هام قدر ب : )2009 -2005 (برنامج دعم النمو -

الل تسريع وتيرة الغالف المالي يؤكد بصدق عزم الدولة على تحريك عجلة التنمية من خ

. نقاط الضعف التي يعاني منها االقتصاد الوطنيألهم و بالتالي التقليص التدريجي ،اإلصالحات

و جاء هذا البرنامج بخمس محاور تمثل مجموعة من األهداف االقتصادية و االجتماعية يمكن

ية االقتصادية، تطوير الخدمة العمومية، و تحسين ظروف معيشة السكان، دعم التنم: إيجازها فيمايلي

.تطوير التكنولوجيات الحديثة

" االستثمارصندوق دعم " تم إنشاء رين في الجزائرمكما أنه و من أجل إعطاء دفع قوي للمستث

ايا التي تمنحها وهو عبارة عن حساب تخصيص من ميزانية التجهيز موجه لتمويل تكفل الدولة بالمز

كإنجاز الطرق، ويحدد النفقات االستثمارية خاصة المرتبطة بأشغال التهيئة لمواقع المشاريع لالستثمارات

مليار 1.3، وقد إستفاد هذا الصندوق من مبلغ لالستثمارالتي تدخل ضمن هذا الصندوق المجلس الوطني

. بإختالف أنواعهالالستثماراتلية وهو ما يمكن من اإلنطالقة الفع2002دينار جزائري سنة

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

150

: في ضوء الشراكة األجنبيةاالستثمار: ثانيا

تسعى الجزائر لربط عالقات تعاون مع العديد من الدول والمنظمات بغرض جلب اإلستثمارات

منها والوصول إلى مصادر تمويل لتحقيق التنمية، وقد لجأت في هذا المجال إلى اإلتفاقيات الدولية

إدماج اإلقتصاد الجزائري في ا، هدفه2001 ديسمبر 19الشراكة مع اإلتحاد األوروبي الموقعة في

عصرنة اآللة الصناعية من خالل التكنولوجيا الحديثة، كما يضمن جلب اإلستثمارات والمنظومة الدولية،

إلغاء الحواجز الجمركية، األوروبية، ومن آثار هذا اإلتفاق تقديم المساعدات األوروبية الناتجة عن

.تحقيق إستثمارات مشتركة في اإلتصاالت، والمصارف وقطاع اإلنتاجو

، وتبقى الواليات المتحدة شريكا 2005 سنة مع اإلتحاد األوروبي توقيع اتفاق الشراكة إلى إضافة

2001 ماليير دوالر حجم اإلستثمارات سنة 4أساسيا خاصة في مجال المحروقات حيث من مجموع

. وهناك مجال أوسع للتنافس الدولي لكسب مواقع إستثمارية في الجزائر%90تشكل المحروقات

. مع بلدان عربية7دول أوروبية و مع 21 منها 37 هو2005 ي أبرم سنةذوكان عدد العقود ال

مشروع في مجال الزراعة الغذائية خمسة في الكيمياء 12القطاعات التي تمت فيها الشراكة

.لصيدلة، ٍأربعة في الصناعة اإللكترونية، أربعة في المناجم وثالثة في مواد البناءوا

ستثمار األجنبي المباشر في الجزائرتجربة استقطاب اال الفصل الثاني

151

خالصة الفصل الثاين

باالستناد إلى ما تم التطرق إليه في هذا الفصل نصل إلى مجمل القول أنه بالرغم من الجهود

بية المباشرة، إال أن حجمها المسجل في البالد ال يتناسب المبذولة والمكرسة لترقية وتشجيع االستثمارات األجن

بأي حال من األحوال مع مستوى الطموحات الذي كان متوقعا من وراء التوسع في منح الحوافز والتسهيالت

كما أن حجمها لم يقترب من مستوى االستفادة من الفرص االستثمارية الهائلة التي ،للمستثمرين األجانب

.القتصاد الوطنييتوفر عليها ا

كما أن تحليل أثر االستثمار األجنبي المباشر يعد أمرا مبكرا، ذلك أن تجربة االنفتاح على رأس المال

األجنبي لم تترسخ بعد، ثم إن معظم االستثمارات تتركز في قطاع المحروقات الذي يعد القاطرة التي تقود

تدفق االستثمار األجنبي المباشر المسجل في الجزائر االقتصاد الوطني، ويفسر معظم النمو المحقق، وال يعد

.مؤشرا يعكس نمو االقتصاد الوطني، وقد تنعكس الصورة في حالة تآزره مع نمو االستثمار المحلي

وتبقى قدرة الجزائر على استقطاب المزيد من االستثمارات األجنبية المباشرة وآثارها المتوقعة على

لترويج لألفكار والفرص االستثمارية لتسليط الضوء على ما هو متاح من بالقدرة على اةالنمو مرهون

مشروعات جديرة باالستثمار، وذلك في سبيل تثمين المقدرات االقتصادية وتوسيع القاعدة اإلنتاجية إضافة

.إلى تنويع الشركاء االقتصاديين واالستفادة من إمكانياتهم وخبرتهم

152

الفصل الثالث

االستثمار األجنبي المباشر في

القطاع الصيدالني

دراسة حالة

لصناعة األدوية شركة الكندي

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

153

متهيـــد

تتميز بقيمة إضـافية أنهالية، أي ايعتبر قطاع الصناعة الصيدالنية من القطاعات ذات المردودية الع

لـى االنية تتطلب مهارات وقدرات تقنية مختصة كبيرة، باإلضافة الصناعة الصيد أنعالية، ويعود ذلك إلى

الفائـدة تبلغ نـسبة ر من التقنية، فعلى سبيل المثال الوسائل والمعدات المتطورة، والتي تحتوي على قدر كبي

%15 بينـما تتجاوز هذه النـسبة الــ %5 رقم األعمال في صناعة السيارات عموما حوالي إلىالسنوية

فـي الـصناعـة الـصيــدالنية لـدى بعـض المؤسـسات %25 حوالي إلى بعض األحيان لتصل في

(MERCK , GLAXO…).

باإلضافة إلى ذلك فإن هذه الصناعة تعتبر من جملة القطاعات اإلستراتيجية ألي بلد، وعلى غـرار

.احد أهم محاور التنمية في أي إقتصاد وطني" األمن الصحي" يكون "األمن الغذائي"

وتركيـزات متـسارعة بـين مختلـف ات أنه خالل األعوام األخيرة ظهرت حركة تحالف لمالحظوا

اكبر المجموعات الصيدالنية العالمية، وتعود هذه الحركة إلى إدراك هذه المجموعات لضرورة توفير موارد

.خاصة فيما يتعلق منها بالبحث والتطوير من أجل منافسة أكبر

في الجزائر تعتبر ال بأس بها، إال أنها تواجه تحـديات كثيـرة منهـا صناعة الدواء أنوبالرغم من

فـي مستوى الدولي والمتغيرات اإلقتصادية العالمية واإلقليمية، وحتى الوطنية اآلخـذة الوضعية الدواء على

ـ ة البزوغ يوما بعد يوم، ومن ابرز التحديات التي تستوجب على صناعة الدواء الوطنية مجابهتها نجـد إتفاقي

والتي تعمل المنظمة العالمية للتجارة على ضمان تنفيذ مختلف بنودها علـى TRIPSحقوق الملكية الفكرية

كل الدول األعضاء فيها، وبإعتبار الجزائر قد قطعت شوطا في المفاوضات بغية اإلنظمام لهذه المنظمة فإنها

. حماية حقوق الملكية الفكريةنها إتفاقيةمتفاقيات التي جاءت بها واالة بتطبيق كل مستكون ملز

رتأينـا تقـسيمه إلـى أربعـة هذا الفصل ، لذا ا وسوف نتناول كل هذه المسائل بالتفصيل من خالل

:مباحث

.الصناعة الصيدالنية :المبحث األول

.السياسة الصيدالنية الجديدة في البلدان النامية :المبحث الثاني

.صناعة األدوية في الجزائر :المبحث الثالث

.دراسة حالة شركة الكندي لصناعة األدوية :المبحث الرابع

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

154

الصناعة الصيدالنية: األولاملبحث

شهدت الصناعة الصيدالنية تطورات كبيرة بفضل الصناعة الكيميائية، حيث أن أول اإلبتكارات في

انت اكبر ممون قبل مجال الصناعة الصيدالنية كان نتيجة أبحاث األلمان في الصناعة الكيميائية والتي ك

الحرب العالمية األولى، بعد ذلك مس تطور الصناعة الصيدالنية مختلف أنحاء العالم خاصة دول أوروبا التي

أصبحت تملك مخابر مختصة في الصيدلة، وهذه المخابر انحدرت من الصيدليات العائلية الصغيرة، عكس

)1(.ن خالل الصناعة الكيميائيةألمانيا التي نتجت الصناعة الصيدالنية فيها وتطورت م

وخالل العشرين سنة األخيرة، أدت العولمة والمنافسة الشديدة إلى تحالف أكبر اإلتحادات الصيدالنية

.مع الصناعة الكيميائية والبترولية

أساسية يف العلوم الصيدالنيةئمفاهيم ومباد: األولاملطلب

حر لدى اإلنسان هما المـصدر األساسـي ألي قاعـدة الضمير الحي والتفكير ال أنمما ال شك فيه

أخالقية نوية يجب أن تخضع لقوانين ومبادئ أخالقية، كما أن العالقة التي تربط بين البشر مادية كانت أم مع

.وأدبية مجردة وبعيدة كل البعد عن األهواء والمصالح

الصيدالنية و أصحاب المهن الطبية ولذلك فقد فرضت مختلف المجتمعات قديمة كانت أو حديثة، على

أن يكونوا أكثر الناس حرصا على مراعاة وتطبيق القواعد والقوانين المبنية على أساس الضمير الحي لـدى

.)2(مممارستهم لمهنته

علم الصيدلة: أوال

:مفهوم علم الصيدلة –1

فالصيدلة علم يبحـث .سويق وبيع هو عبارة عن العلم الذي يختص بدراسة الصيدلة كعلم، فن، توزيع، ت

أو نصف تخليقية، أيـضا ) مواد الكيميائية المزيج من ( قية كيماوية ي تخل أوفي أصول األدوية، طبيعية كانت

كرة ماجستير تخصص سبر مذ،" ان على مستوى الجزائر العاصمة استبي" ستهالك المواد الصيدالنيةدراسة تحليلية إل بعوني، ليلى: )1(

.20 ص ،2007-2006تسيير، جامعة الجزائر، األراء، كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم ال .6، ص نفس المرجعبعوني، ليلى: )2(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

155

والكيميائية والفيزيولوجية لألدوية المختلفة، كما أنه يبحث مدى فعالية األدويـة ةالفيزيائييبحث في الخواص

لتخلص منها بأفضل الطرق، باإلضافة على ذلك فإن علم الـصيدلة يبحـث فـي وتأثيراتها السمية، وكيفية ا

.تحليلها ومعايرتها وطرق حفظ األدوية والمستحضرات العالجية

ختص بطرق تحضير و تركيب األدوية والمستحضرات العالجية المختلفة يأيضا فالصيدلة فن، حيث

ومستحـضرات دوائيـة ية المختلفة، أيضا صرفها بأشـكال نمن موادها األولية، إلى غاية أشكالها الصيدال

جاهزة، مع توفير اإلرشادات والنصائح الضرورية الالزمة التي يحتاجها المريض إلى غاية استعمال الدواء

الصحيح وحسب األصول الصيدالنية العالجية، حيث يتم النصح واإلرشاد من أجـل اسـتغالل التـأثيرات

والتخلص من التأثيرات السمية والـسلبية عنـد اسـتعمال االبتعاد كذلك من اجل ،اءالعالجية اإليجابية للدو

. الوقاية من األمراضأو تخفيف اآلالم أوغاية المعالجة أو التشخيص باألدوية المختلفة

و د اريعالوة على ذلك فإن الصيدلة علم يختص بتسويق و توزيع األدوية، حيث تختص أيـضا باسـت

. موادها األولية، كذلك تصدير األدويةأويق و توزيع وبيع األدوية تخزين وتسو

حيـث تحمـي صـحة - فهي مهنة ذات طبيعة إنسانية اجتماعية بحتـة -أما بالنسبة للصيدلة كمهنة

وتقيه من األمراض واألوبئة المختلفة ، فتزوده باألدوية الفعالة والتطعيمات الضرورية وفق المجتمعوسالمة

.نية العلمية واألخالقيةاألصول الف

:علم الصيدلة الحديث –2

إن أكبر تحول عرفه علم الصيدلة سجل خالل القرن الثامن عشر، حيث أصـبحت الكيميـاء بعـد

اكتشافها أساس لعلم الصيدلة، ومن ثم تحولت تطبيقات هذا العلم من الصيدليات العائلية الصغيرة والمخـابر

الضخمة والمخابر الجد متطورة وبرأس مال جد معتبر، وبذلك لم يعد يعتمد هذا العلـم البسيطة إلى المصانع

مصادر الحيوانية والنباتية فقط، بل تعدها إلى المواد الكيميائية المبتكرة التي بـدأت تثبـت وجودهـا العلى

.وفعاليتها

عتمد على التعاويذ والـدجل ة يبتعد شيئا فشيء عن الطرق اإلختيارية التي ت وبذلك أصبح علم الصيدل

ويتجه أكثر فأكثر إلى المسار العلمي الدقيق الذي يعتمد بالدرجة األولى على التجربة والحقائق العلمية، وبذلك

علـم ل الطبي، ومن بين أقدم وأشهر النتائج التي توصل إليهـا ا من متطلبات المج ا كبير ا يغطي جزء أصبح

:الصيدلة الحديث، ما يلي

مادة المـوغفين مـن - Friedrich Wilhem – اكتشف العالم فريدريك وليام 1806يا سنة في ألمان-

.La morphine de l'opium –األفيون

مادة البروم - Antoine Jérôme Balard – اكتشف العالم انطوان جيروم بالرد 1825 في فرنسا سنة -

Le Brome.

. من سنة ألخرىثم توالت االكتشافات في هذا المجال و تطورت

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

156

الصيديل والصيدلية: ثانيا

):الصيدالني( الصيدلي -1

) الصيدالني(تعريف الصيدلي -أ

األدوية على اختالف صورها، واختيار األجـود مـن أنواع بجميع ف هو الشخص أو الفرد المحتر

ة إلى غاية وقتنا الحـالي، التراكيب التي خلدها أهل الطب والصيدل بأفضل مركبة، أو، مفردة كانت أنواعها

والصيدالني هو من يحمل شهادة تخصص في الصيدلة من جامعة معترف بها، كما انـه يحمـل رخـصة

.مزاولة المهنة

):صيدالني( ويختلف أصل كلمة صيدلي

م، فإن كلمة صيدالني مأخوذة من كلمة جندالني، 1050 فحسب ما جاء عن البيروني الذي توفي عام

.يم صادا مع مرور الزمن فأصبحت تعرف بصيدالنيحيث تحولت الج

الطيب، العطر المستخلص من خـشب أفواهأما أصل كلمة جندالني فهي مأخوذة من كلمة جندن، التي تعني

Sandal Wood –الصندل

.الدواء أو فارسي وتعني العقار - هنديأصلوهنالك أيضا ما يقال بان كلمة صيدلة، ذات

، والتي تدل على عطر الصندل المستخلص من خشب الصندل –) نةيدص ( صندنة عربيأما بالنسبة لألصل ال

صـيدناني المعـروف حاليـا بالـصيدالني أو أوحيث يسمى الشخص القائم بعملية اإلستخالص صندالني

. Pharmacistالصيدلي

لكن هناك ما يقابل كلمة صيدلي في اللغة الالتينية خاصة بـالقرون الوسـطى حيـث وجـد عـدة

التـي Herbarius وتعني العطـار، Aromatarius وتعني الصباغ ، Pigmentarius -مصطلحات منها

الطبية، حيث أن جميع هذه المصطلحات مازالت مستعملة لغايـة وقتنـا باألعشاب من يهتم أوتعني العشاب

.الحاضر في مجال الطب الشعبي

Type of pharmaceutical practice :الصيدليمجال العمل -ب

الصيدلي المزاول يؤدي وظائف عديدة بعـضها ذو عالقـة مباشـرة بتخصـصه أنمن المعروف

. ذو عالقة غير مباشرة بتخصصهاآلخرالصيدالني ، والبعض

: المجاالت واألعمال الصيدالنية التي يمكن أن يشغلها الصيدالني ما يليأهمومن

ألحيان مسؤولية كبيرة وأساسية في مجال صرف و حيث يتولى الصيدلي في معظم ا : توزيع الدوائي ال

Over the-الطاولـة ) فـوق ( الـصرف علـى " توزيع األدوية، ومن أصعب مهام الصرف نجد

counter-أي صرف و توزيع األدوية بدون وصفة طبية .

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

157

.الصناعة الدوائية

التعليم الصيدالني

المهنـة، واإلشـراف علـى تطبيـق اإلدارة الصيدالنية وذلك باإلشراف على وضع شروط مزاولة

.التشريعات في هذا المجال

.تسجيل األدوية وتسعيرها

).مثل المخدرات( مراقبة استيراد األدوية والعقاقير الخطرة

.الرقابة النوعية على األدوية

.ة المختلفةيتقديم الخدمات الصيدالن

جة تأهيلهم ومعلومـاتهم اإلضـافية، ، لها عالقة بدر أخرىوا في مجاالت ملكما يمكن للصيادلة أن يع

ـ والمياه، التخليـق الكم األغذية، علم السموم، تحليل األدويةعلم الجراثيم، علم : مثل ائي، مـواد التجميـل ي

.وغيرها ... واألغذيةواألصبغة واألقمشة

):الصيدالني( جبات الصيدلي وا-ج

هي اإللتـزام ) مهنة الصيدلة (ولته لمهنته من الواجبات العامة التي تقع على عاتق الصيدلي أثناء مزا

ـ بالقوانين والمبادئ ألخالق وآداب المهنة الصيدالنية، كما يجب عليه مساعدة الجهات الصحية في جهود ا ه

ى المعـايير الـصحية ويف الصحي للرفع مـن مـست ثقالمبذولة لحماية الصحة بتقديم النصح واإلرشاد والت

.للمجتمع

جب على الصيدلي أن يلتزم بها، أسس وأخالقيات مهنة الصيدلة التي أقر بها من أهم المبادئ التي ي و

)1(:وهي) 1988( استراليا –اإلتحاد الدولي للصيادلة في اجتماع سيدني

ال خدمة الصحة العامة واألفراد احترام قوانين وقواعد المهنة وتقـدير جالصيدالني العامل في م على

.حياة اإلنسان

. يكون عادال في معاملته لجميع المرضى دون تمييزعلى الصيدالني أن

.متابعة الجديد في علم الصيدلةبصيدالني تحديث معلوماته المهنية باستمرار لعلى ا

يبوح بأي معلومات عن المـريض إال بإذنـه أو فـي ال على الصيدالني احترام أسرار مهنته وأن

ضمن ما هو مـسموح عنه ببعض المعلومات فيها مصلحة المريض البوح تحتمالحاالت النادرة التي

.به قانونيا

.على الصيدالني تنفيذ المهام الصيدالنية بحرص وتركيز

على الصيدالني احترام حق المريض في حرية اإلختيار ضمن الحدود المشروعة في إطار القـوانين

.والتشريعات الصيدالنية

.09 ص ، مرجع سابقبعوني، ليلى: )1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

158

: مريض- طبيب- العالقة الثالثية ما بين صيدالني-د

إن العالقة التي تربط الصيدلي بالطبيب، عالقة وطيدة وقوية، بحيث ال يستطيع أي منهما أن يستغني

عن اآلخر، فيجب على الصيدلي أن يتقيد بالوصفة الطبية التي حررها الطبيب وفي حالة وجود أي خلـل أو

إلعتبـار ا بعين اآخذلل، خطأ في هذه الوصفة يجب على الصيدالني اإلتصال بالطبيب لتصحيح الخطأ أو الخ

.المصلحة الصحية للمريض

:يض من أهمهارلصيدلي واجبات اتجاه المكما أن ل

.المحافظة على أسرار المرضى -

.يجب على الصيدلي ترك الحرية للمريض في اختيار الصيدلية التي يرغب في التعامل معها -

مهور، بحيث ال ترفـع وال تخفـض إال ب على الصيادلة التقيد باألسعار المحددة لبيع األدوية للج جي -

.ضمن أحكام القانون

تقديم النصائح واإلرشادات الالزمة للمرضى حول طرق استعمال األدوية والمستحضرات الصيدالنية -

.حسب ما هو محرر في الوصفة الطبية

ء ويجب على المريض أن يحترم كل من الطبيب والصيدلي ويتعاون معهما، من اجل الوصول إلى الشفا

التام، كما يجب عليه أن يكون صادقا وصريحا في حديثه، ألن أي تصريح غير صحيح وغير صريح من

التشخيص الخاطئ للمريض وبالتـالي يـؤدي إلىحالته المرضية، قد يؤدي بالطبيب قبل المريض عن

.بالصيدالني إلى صرف األدوية والمستحضرات الصيدالنية غير المناسبة

-Pharmacy – الصيدلية -2

بغداد خالل القرن الثامن الميالدي، حيث بعهد الخليفة المنصور تأسست أول صيدلية في التاريخ في

.كان هذا التاريخ بداية انفصال مهنة الصيدلة واستقاللها عن مهنة الطب

:تعريف الصيدلية -أ

خدماته المهنية المختلفة، ي الذي يؤدي فيه الصيدل المعد والمجهز ،المحدد) المكان( عبارة عن الموقع

كتحضير و تركيب األدوية، صرفها و توزيعها بأشكال صيدالنية مختلفة ومناسبة لما جاء في الوصفة الطبية

تطبيق وتلبية ما وصفه الطبيب لمعالجة المريض وحماية صـحته يعمل على صرفها لمريض ما، غاية التي

.من أي مرض كان

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

159

:أصل كلمة صيدلية -ب

، Pharmaconي ن ذات أصل يوناني، حيث استنبطت أصال من الجذر اليونـا Pharmacyة إن كلم

)1(.عقار أو دواء إلى ترجم وأخيراثم أصبح يعني سما، تعويذة الذي كان يعني سابقا

المستعملة في كثير من البلدان والتي تعني اليوم الـصيدلية، أي مكـان خـزن Apothecaryأما كلمة

.Apotheca ر، فأصلها يوناني مأخوذ من الجذر األدوية والعقاقي

:أنواع الصيدليات -ج

:من أهم األنواع الرئيسية للصيدليات ما يلي

Professional Pharmacy :المهنية الصيدلية *

هي الصيدلية الخاصة التي تقتصر خدماتها على الخدمات الصيدالنية المهنية من تحضير الوصـفات

موازين الحرارة ، واإلبر وما شـابه ذلـك : ية والمعدات واللوازم الطبية مثل الطبية وتوفير بعض األدو

أيضا أدوات الجراحة، ولوازم التشخيص، عالوة على لوازم غرف المرضى وأغذية الحمية وغيرها من

. وتحديد طريقة استعمالهاالختيارهااللوازم الصحية األخرى التي تحتاج إلى معرفة وتخصص،

لصيدليات المهنية توجد في المستشفيات والمراكز الصحية وتؤدي خدمات خاصة لمرضـى مثل هذه ا

تلك المراكز والمستشفيات، ولذلك فهي تعرف باسم الصيدليات الخاصة أو صيدليات المستشفيات والمراكـز

.الصحية

الخـدمات وتحتوي هذه الصيدلية على قسم إدارة المواد و مراقبة المخزن، حيث يقوم هذا الفرع من

مخـزون كـافي مـن جميـع المـواد ن، بتأمي يات الطبية بالمستشفى رتعاون مع قسم المشت لالصيدالنية وبا

:الصيدالنية وغير الصيدالنية، والهدف من وجود هذا القسم في الصيدلية هو

ضمان التوازن والسير في تزويد الصيدلية باألدوية الضرورية للمستـشفى، وكـذلك كـل المـواد -

.نية األخرىالصيدال

.إعادة تعبئة األدوية في عبوات خاصة بنظام الجرعة الواحد، وتزويد الصيدلية الداخلية بها -

.تحضير التركيبات الصيدالنية غير المتوفرة تجاريا -

حتياجاتها، مـع تفـادي اتوزيع المخزون الالزم من المواد الصيدالنية لجميع أقسام المستشفى بحسب -

. نقصه، واإلنتباه لمدة الصالحيةأوة المخزون الزيادة الكبيرة في كمي

. 21ص ، 1999،ردناأل، عمان ، مؤسسة الوراق، مقدمة في علم الصيدلة و تاريخها،ري شكور رسمية ما: )1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

160

Community Pharmacy صيدلية المجتمع *

هي الصيدليات الموجودة في األحياء المختلفة للمدن والقرى، وتؤدي إضافة للخدمات الـصيدالنية

لـوازم غـرف -: ، تقديم خدمات واسعة وسلع كثيرة تتعلق بالصحة العامة والنظافة مثـل االعتياديةالمهنية

لمرضى، لوازم الصيدلية المنزلية، لوازم النظافة العامة والشخصية، لـوازم العنايـة بالمرضـى والرضـع

إلخ... الحمية وأغذية األطفال، ولوازم التجميل وأغذيةواألطفال والشيوخ،

املواد الصيدالنية واألدوية : ثالثادوية منتجات إستراتيجية وهامة، وهذا راجع لآلثار التي يخلفهـا تعتبر المواد الصيدالنية وباألخص األ

على المجتمعات بعدم تلبية حاجياتهم وتطلعاتهم، ألنها تشكل أحد أولويـات مـصالح نقصها فقدانها أو حتى

.الصحة

مفهوم المواد الصيدالنية –1

ة نتيجة البحث المتواصـل والتجـارب المواد الصيدالنية هي تلك المواد الناتجة من الصناعة الصيدالني

القدماء من أجل التداوي، ومن أهـم الكيميائية والطبيعية، باإلضافة إلى ذلك الوصفات القديمة التي استعملها

نجد في المقدمة األدوية والتي تعتبر ركيزة للمجتمع و ضرورة ال يمكن التخلـي عنهـا، ةالمواد الصيدالني

). األحياء-تكنولوجيا( يبيوتكنولوجة، حيوانية، إنسانية، كيميائي،نباتية:وهي ذات أصول مختلفة

الصادر في 05-85 المواد الصيدالنية والتي منها األدوية حددت في القانون الجزائري بالقانون رقم أنكما

31 الصادر فـي 17-90 المتعلق بحماية و رفع مستوى الصحة، والمعدل بالقانون رقم 1985 فيفري 16

)1(:، كما يلي1990ة جويلي

المواد الصيدالنية تحتوي كل من األدوية، المتفاعالت البيولوجية، المـواد الكيميائيـة الخاصـة : 169المادة

بالعقاقير، المواد المحضرة من قبل الصيدلي، وكل من أدوات ومواد التضميد، وكذلك كل المـواد األخـرى

.الضرورية في الطب والبيطرة

Medicine, Médicament, Drug: العقاردواء العالج،ال –2

يشمل الدواء كل مادة أو مجموعة مواد سواء كانت من أصل طبيعي أو كيمـاوي، تـستعمل فـي

تشخيص أمراض اإلنسان أو الكائنات الحية األخرى، كذلك تضم كل مادة أو مجموعة مـواد تعمـل علـى

وتخفيف اآلالم الناجمة عـن مـرض معـين أو أي اضـطراب تسكين أوالمعالجة والشفاء من األمراض،

. كل مادة تستعمل للوقاية من األمراضالدواءفيزيولوجي، كذلك يشمل

(1) : CNES, Commission population et besoins sociaux, le médicament plate-forme pour un débat social, Projet de rapport, Novembre 2001, P11.

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

161

بأنه كل مادة من غير األغذية، التي تؤثر على بنية الجـسم أو أي ) العقار(أيضا يمكن تعريف الدواء

.يةوظيفة من وظائفه، وتعمل على إعادتها إلى الحالة الطبيع

وكثيرا ما تستعمل كلمة عالج بدل كلمة عقار، حيث أن كلمة عقار تدل على األدويـة ذات األصـل

النباتي لكنها حاليا توسعت في معناها، وأصبحت تشمل كل األدوية ذات األصول الطبيعيـة، سـواء كانـت

التـي pharmacon -نانية معدنية، وهي كلمة ذات أصل يوناني، مأخوذة من الكلمة اليو أونباتية، حيوانية،

.تعني عقار

: من القانون السابق ذكره كما يلي)1(171 والمادة 170 وعرف المشرع الجزائري الدواء في المادة

مريض سواء كان إنسانا أو لية ل ئ تركيب مقدم يحتوي على ميزات استشفائية و وقا أوإن الدواء هو كل مادة

:تاليةحيوانا، ويتمثل الدواء في المواد ال

.المواد الضرورية للعافية والصحة وتخفيف اآلالم

.مواد تنظيف وتجميل البشرة والشعر

.المواد الخاصة بنظم التغذية والحمية

.مواد التغذية الحيوانية

.المواد البيطرية المخصصة لحماية صحة الحيوانات

:حيث تعتمد األدوية في صناعتها على صناعتين مختلفتين وهما

. تهتم بصناعة المواد الصيدالنية والمتاجرة فيها وذلك تحت مراقبة الصيدليين:ة الصيدالنيةالصناع-ا

و تهتم بصناعة و بيع المواد الكيميائية التي تستعمل في الصناعة الـصيدالنية فقـط :الصناعة الكيميائية -ب

.بالجملة

:خصائص الدواء وصفاته التقنية –3

: وفعالة يمكن تحديد خصائصه حسب عدة تسميات كل دواء مركب من مواد نشيطةإن

. وهي معقدة وغير مستعملة في العمل التطبيقي اليومي:التسمية الكيميائية-ا

وهـي OMSلمنظمة العالمية للـصحة ا إن هذه التسمية وضعت من طرف :تسمية المنتوجات المجمعة -ب

.دانتسمية رسمية وبسيطة وسهلة التطبيق كما هي مستعملة في كل البل

. وهي محددة حسب اسم اختصاصي وتكون عادة عالمة مسجلة:التسمية التجارية-ج

بما أن المنتجات الصيدالنية ليست كغيرها من المنتجات األخرى فإن أي دواء لديه رمزه الخاص بـه و

الرمز يتكون في قائمة األدوية المسجلة من قبل أي دولة، وهذا أوعلى مستوى المؤسسات التي تنتج األدوية

.إلخ...من حروف وأرقام متعلقة باسم المؤسسة المنتجة لهذا الدواء، شكله الصيدالني ، التصنيف العالجي

(1) : CNES, Novembre 2001, Opcit, P21.

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

162

يجب على المؤسسة التي هي بـصدد )AMM()1( ولكي يتحصل الدواء على رخصة طرحه في السوق

ك باإلضافة إلى إثبات جودة نوعيتـه بذل إنتاجه أن تثبت انه فعال لعالج مرض ما، وان تقدم ضمان للمرضى

.وفعاليته العالجية وتبيان اآلثار الجانبية التي قد يسببها وتداعيات استعماله ومحاذيره

:وتتمثل الصفات التقنية للدواء فيما يلي

حيث يصبح الـدواء لالستهالك وهذا يعني التاريخ المحدد ):انتهاء الصالحية ( تاريخ الزوال

عند تجاوزه التاريخ المحدد وهو تـاريخ لالستهالكلمريض وغير صالح خطيرا على صحة ا

.الصالحية

يجب أن تحتوي التعبئة األولية والثانوية للدواء كل المعلومات الضرورية وهذا بعـدة :التعبئة

:لغات ومن بين هذه المعلومات

)DCI()2( الجماعية العالمية التسمية-

..). ، شرابأقراص( صيدالني الشكل ال-

. تاريخ انتهاء الصالحية-

.الخ... الكمية المأخوذة -

كيفية استعمال الدواء ومدة العالج-

. اسم وعنوان الصانع-

األدويةأنواع –4

:أنواعتوجد عدة أصبحت نظرا لتطور البحث وطرق اإلنتاج في مجال األدوية

Le médicament innovant: الدواء المبتكر -أ

هي األدوية التي استفادت بأول رخصة، لتطرح في السوق على أساس الوثائق المقدمة لترسـيخ

.واثبات فعاليتها وجودتها

. تعريفها كمواد مبتكرةي سوقت منذ سنوات عديدة، ال يمكنفي حالة األدوية الت

Le médicament de référence: ت الدواء بشهادة المؤهال -ب

يتمتـع ألنه مكان دواء آخر في التطبيق العالجي، يأخذهو الدواء الجديد الذي من المفروض أن

.بنفس التأثير والفعالية، لتشابه محتوياته

هو دواء مبتكـر بـالنظر لفعاليتـه وجودتـه ) بالمرجعية( الدواء بشهادة المؤهالت أنمع العلم

يعوضه في السوق يمكن أن أن دواء يمكن لكان الدواء المبتكر غير متوفر فإن أو المسجلة، وإذا

يكون تسويقه مسرح به ويجب أن تكون فعاليته وجودته مسجلة أنمرجعية، بشرط باليسمى دواء

.ومعترف بها بوثائق رسمية

)1( : Autorisation de Mise sur le Marché )2( : Dénomination Commune Internationale

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

163

Les médicaments essentiels:األدوية األصلية -ج

المستهلكين بهدف العـالج الـصحي، أغلبية التي تشبع حاجات األدوية األدوية األصلية هي تلك

تكون متوفرة في كل لحظة وبكميات كافية، تحت الشكل الصيدالني المخصص، أنوالتي يجب

هذه األدوية براعة اختراعها لم تدخل في الميدان العمومي بعد وما تـزال محميـة أنمع العلم

.قانونيا

Les médicaments génériques:سةياألدوية الجن -د

سة عبارة عن نسخة لألدوية األصلية التي يمكن الحصول عليها بعد دخول براعـة ياألدوية الجن

اإلختراع في الميدان العمومي عند نهاية المدة القانونية لحمايتها وتتراوح هذه األخيرة عـشرين

حكـرا وتبقى صـناعته ) AMM( تاريخ الحصول على رخصة طرحه في السوق أعاما من بد

، )AMM( السوق قبـل الحـصول علـى أودع إذا أماه، تعلى الطرف الذي توصل إلى تركيب

ـ تنخفض الفترة المسموح بها ل 10 مـن لإلستغالل واالحتكار من قبل المخبر المكتشف إلـى أق

.سنوات

توجه إلـى البحـث أن يسمح للمنتجين توفير النفقات التي من المفروض األدويةهذا النوع من

بأسعار معقولة، يسوقوا هذه المنتجات أنكن للمنتجين مير في مجال األدوية الجديدة، كما ي والتطو

بثمن يقـل عـن ثمـن الـدواء األخيرة، حيث تباع هذه المختلفة جتماعيةفي متناول الشرائح اال

.%30 إلى %15األصلي بنسبة

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

164

تطور الصناعة الصيدالنية: الثايناملطلب ائيين والعقارين في مخابرهم التقليدية يكميات األدوية تصنع من طرف الكيمفي القديم كانت معظم

الصغيرة، فالدواء عرف منذ القدم وقد استعمله اإلغريق وقدماء المصريين في معالجة مرضاهم، مما كون

.لديهم خبرات معتبرة نتيجة تجربة استعمال مختلف الموارد التي وجدوها في الطبيعة كاألعشاب والمعادن

، لسوائ, خليط(ين يقومون بتحضير الوصفات أصبحت هذه النشاطات فيما بعد خاصة بصيادلة محلي

...).غبرة و أقراص

ارتفاع وكذلك االجتماعيولكن مع تطور الزمن والتطور الهائل في التكنولوجيا وأنظمة الضمان

تطور عبر الزمن من خالل عدة سمح للصناعة الصيدالنية بالوالحاجات،مستوى المعرفة وتزايد الموارد

.مراحل

تقلة في القرن الثالث عشر وذلك في عهد ملك ألمانيا اعتراف بالصيدلة كممارسة ومهنة مس أولكان

على ممارسة الصيدلة كمهنة عدة طرأت في القرنين السادس عشر والسابع عشر فقد أمافريدرك الثاني،

القضايا التي أهمبعاد وذلك في ظل القانون اإلنجليزي، من األساليب وكذا األ ومتغيرات من حيث المفاهيم

حيث بين الطبيب والصيدلي في مجال الرعاية الصحية،األدوارنالت نصيبا كبيرا من اإلهتمام عملية تقاسم

.كان الصيادلة يقدمون خدمات الرعاية الصحية أسوة باألطباء

انت اغلب الصيدليات عبارة عن متاجرة لبيع أنواع م، وقد ك1646 وقد تأسست أول صيدلية في أمريكا سنة

البقالة ومختلف العقاقير الطبية تحت سقف واحد، أما أول متجر متخصص في بيع األدوية والعقاقير فقط فكان

Schlegal Drug Stores: م تحت اسم1850ة سناألمريكيةاليات المتحدة في الو

ر إال بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك نتيجة للتطور ولم تلق الصناعة الصيدالنية الرواج المنتظ

نطالقة الفعلية لها مع اكتشاف المضادات الحيوية من ه الصناعة الكيماوية ، وكانت اإلالكبير الذي عرفت

مصنع إلنتاجه في أول وأقيم ، م1928 سنة البنسيلين مكتشف Alexander Fliningطرف العالم البريطاني

.م1942ة سناألمريكيةة الواليات المتحد

لقد عرفت فترة األربعينات من القرن العشرين بفترة النمو، حيث تميزت هذه األخيرة باتساع السوق

واستيعابه ألي اختراع جديد وذلك للنقص الكبير الذي شهده في هذا المجال، وألن هذه الصناعة جديدة ولم

.تحتكر بعد

طرح أكبر عدد ممكن من المنتجات الجديدة القابلة وتمثل الهدف األساسي لهذه المرحلة في

. حاجات المستهلكينإشباعيدة والفعالية المطلوبة، ألجل تهالك، والتي تتمتع بالنوعية الجلإلس

:وتميزت هذه الفترة بالسهولة لعدة أسباب من أهمها نجد

.ية، مما أحدث ثورة في عالم الصحةملكثرة اإلكتشافات الع -

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

165

تنشيط الرغبة في هذه إلىأدى التي شهدها قانون الحماية اإلجتماعية ، مما التطورات الهامة -

.الصناعة

".الحق في الصحة" التطور الفكري للسكان، والرغبة في إبراز مفهوم -

نمو اإلقتصاد العالمي سمح بإستقطاب وإمتصاص هذا التطور لتطوير النفقات في مجال الصحة، -

. كبيراابحيث سجل هذا السوق نمو

تميزت هذه الفترة باستراتيجية نمو متمركزة حول المنتجات، وتمثل هدف المصنعين في تنمية -

.حصصهم في السوق

:على عكس سنوات السبعينات التي تميزت بما يلي

.بع بعض األسواقبداية تش -

أدى على اكتشاف اآلثار الجانبية والسامة لبعض يعرها السرتحديد القيود المنظمة للسوق وتطو -

.منتجات الصيدالنيةال

في اكتشاف و وضع مفاهيم وطرق وصفات ا كبيرا تسارع1990 غاية إلىقة وسجلت السنوات الساب

التطوير، التغلغل ,ت حين كانت تطرح وبوضوح األسئلة حول البحثاستراتيجية ، في نفس الوق

.الخ...، المكاسب والممتلكات المنشآتتطوير كل من والجغرافي والسيطرة على األسواق،

اب مرموقين في اإلختصاص من عدة جامعات بارزة ذات صيت تو برزت عدة مراجع صدرت بأقالم ك

.عالمي

واعد التسويق والتسيير المعمول بها من قبل قأناإلنشقاق والتراجع ، حيث : عرفت فترة التسعينات

. لم تتركها تتطور بمرونةأنهاا أكبر لإلبداع كما بإعطاء الصناعة الصيدالنية فرصتشيدالمؤسسات لم

ومع بزوغ طرق جديدة لتنظيم نفقات الصحة، نادت الصناعة الصيدالنية من جديد مع بداية األلفية

.لتكيف مع الموجوداتلالجديدة لإلبتكار والتجديد وليس

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

166

مقومااو هدف الصناعة الصيدالنية :لثالثااملطلب

نيةهدف الصناعة الصيدال :أوال

أجود و أحسنيتمثل هدف الصناعة الصيدالنية في تطوير وسائل اإلنتاج والبحث من اجل أن تضع

)1(. منتجات هذه األخيرة تطرح في السوق تحت شروط جد صارمةأناألدوية بين يدي الجهاز الطبي، كما

الطبي وجعله أكثر وتهدف الصناعة الصيدالنية لتقديم الخدمات الصحية، وتحسين مستوى العالج

.فعالية، وتوفير المواد الصيدالنية وباألخص األدوية بالكميات الكافية والجودة المطلوبة

:أهمية الصناعة الصيدالنية :ثانيا

.واالقتصاد الصناعة الصيدالنية تعتبر في غاية األهمية لكل من السكان إن

:أهمية الصناعة الصيدالنية لصحة السكان -1

استهالك مهمة فيما يخص صحة السكان، ألن واد الصيدالنية وباألخص األدوية تحتل مكانةإن الم

االستهالكاألدوية له دور كبير في انخفاض نسبة الوفيات بصفة عامة و وفيات األطفال بصفة خاصة، وهذا

في 1870ة سنة سنة في الدول الصناعي 40له دور أيضا في ارتفاع أمل الحياة عند الوالدة حيث أنه تعدى

.1999 سنة خالل سنة 80، و1960 سنة خالل سنة 70حين تعدى

من خالل تطور واتحاد كل من الطب والمواد الصيدالنية تمكنت الدول المتطورة من القضاء على

لناتجة عن الميكروبات الجزئي من األمراض المعدية واألمراض اأواألوبئة، وضمان الشفاء التام

الخ، كما تمكنت من تخفيف آالم .....le tétanos ، التيتانوس la typhoïdeيد التفوئ : والفيروسات مثل

الخ، ومن ... سيداالالسرطان، : ومعانات المرضى المصابين باألمراض الناتجة عن خلل في الجينات، مثل

بداء السكري للكثير من المصابين باألمراض المزمنة كالمصابين أصبحخالل تطور الصناعة الصيدالنية

.األنسولين: الفعالة، مثل االكتشافاتالعيش حياة طبيعية لحد ما واألمل في الحياة األطول وذلك بسبب

: الصيدالنية في اإلقتصاد الصناعةأهمية-2

منذ القرن الثامن عشر تضاعفت مدة الحياة النشيطة والعملية للفرد أكثر من ثالث مرات على ما

الهائل في جودة العمل، باالرتفاعهذا التحسن الملحوظ بفضل األدوية، وهذا ما سمح كانت عليه من قبل، و

.مما أدى إلى نمو وتطور اقتصادي لم يسبق له مثيل

: Rapport du CNES, Novembre 2001, Opcit, P80.)1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

167

ن تدهور مستوى الصحة سيؤدي ، الاالقتصاديإن الحالة الصحية للسكان تلعب دورا هاما في النمو

بالتالي سيؤثر و يؤثر سلبا على نوعية العمل و جودته،إلى تقليل ساعات العمل وانخفاض المردودية وهذا

.االقتصادعلى سير

وتساهم المواد الصيدالنية في الحفاظ على صحة الحيوانات خاصة حيوانات المزارع وتعمل على

القطاع ةالحفاظ على السالالت النقية التي تزود األسواق بأجود المنتجات، وبالتالي فإنها ترفع من مردودي

.الحيالف

ن العمل الجيد في الصناعة يحتاج تقدم الصناعة الصيدالنية مكاسب أخرى إلقتصاد أي دولة، اللكما

لتوفير عدد هائل من مناصب ا بالتالي تشكل مصدرو ذات النشاط الخلقي،من القطاعاتإلى تدخل كثير

.العمل

مقومات وخصائص الصناعة الصيدالنية: ثالثا

في قطاع الصناعة الصيدالنية تحت ظروف خاصة نظرا للطبيعة اإلستثنائية والمنفعة يتم النشاط

المترتبة عن منتجات هذه الصناعة، حيث تتحكم في محيطها عوامل أكثر خصوصية ودقة، دون إغفال

ة سن قوانين وتشريعات محلية و دولية نظرا للخطورة التي قد تترتب يجالصرامة المفروضة على القطاع نت

محاولة إحتكارها، مما يعرض حياة الماليين من البشر أون هذه المنتجات في حالة إساءة إستخدامها، ع

.للخطر، دون إغفال القيود المفروضة على األسعار حيث تعتبر أقل المؤشرات التسويقية مرونة

:ويمكن إيجاز خصائص الصناعة الصيدالنية فيما يلي

ا المجال تتطلب ميزانية ضخمة كنولوجيا حيث أن األبحاث في هذتعتبر صناعة كثيفة رأس المال والت

عن توفيرها كثير من المنظمات الصيدالنية، لذا فالسمة األساسية ألغلب هاته المنظمات هي تعجز

ما يعرف بالشركات متعددة الجنسيات، حيث توفر أموال ضخمة للقيام أوالضخامة وتعدد الفروع

خابر تضم نخبة من الكيميائيين و البيولوجيين أو بالتعاون مع مخابر بعملية البحث والتطوير في م

على مستوى المخابر الوطنية التي تكون ميزانيتها أوطب والصيدلة، التتبع الجامعات العريقة في

ممولة من طرف الدولة في سبيل تطوير البحث العلمي أو منظمات دولية كمنظمة الصحة الدولية

OMS )1(.

والتعويضات األسعار أنا في العالم، حيث نجد ن الصناعات تقنيأكثراعة الصيدالنية من تعتبر الصن

.تحدد بواسطة تشريعات وقوانين تضعها الحكومات والسلطات الصحية

تتمتع الصناعة الصيدالنية بمعدالت إنتاجية عالية نظرا للجمهور الواسع للمستهلكين حيث نجد أن

. تعتمد على خطط طموحة لتقليص التكاليفأنهامئات الماليين، كما خطوط اإلنتاج تقدر وحداتها ب

: Organisation Mondiale de la Santé. )1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

168

كية، ويشكل نظام التوزيع جزء ال يتجزأ من يتتمتع الصناعة الصيدالنية بأنظمة توزيع دينام

ة تجارة عول على العالقات بينها وبين شبكاستراتيجيات التسويق الصيدالني، كما أن الصناعة ت

يع بشكل أساسي في إيصال المنتجات إلى المستهلك النهائي بكفاءة وفعالية األدوية، حيث يساهم التوز

.عاليتين

ن بعض المخابر تقوم تتميز الصناعة الصيدالنية بالتخصص الشديد والمهارات العالية، حيث نجد أ

شريحة معينة من ل أخرى تنتج نجد شركاتصيدالنية تتفوق فيها على المنافسين، بينما بإنتاج مواد

.وق الصيدالنيالس

تعتبر الصناعة الصيدالنية صناعة تشتد فيها المنافسة بإعتبارها صناعة مربحة تثير رغبة اآلخرين

في الدخول إلى أسواقها، بالرغم من سيطرة عدد قليل من المنظمات الصيدالنية على سوق المنتجات

.التي تصرف بوصفة طبية

ح األدوية في السوق الحصول على تراخيص من يتطلب اإلستثمار في السوق الصيدالني وكذا طر

.السلطات المكلفة بذلك

تدخل الصناعة الصيدالنية ضمن الصناعات اإلستراتيجية التي تخضع لألولوية عند تخصيص

.الميزانيات في الدول نظرا إلرتباطها بالصحة العمومية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

169

نية اجلديدة يف البلدان الناميةلصيدالا السياسة: يناملبحث الثا

تحدد ،كون وفق سياسة صيدالنية وطنية مسطرةاسبة ينلدان النامية باألدوية المإن تموين سكان الب

.الوسائل لتفادي العقبات الناتجة عن الهيئات المحتكرة للصناعة الصيدالنية في العالم

من إصالح بل ال بد،ة وليس إجراءات ظرفيةي تضع سياسة صيدالنية حقيقأنينبغي على البلدان النامية

إن تطور هذه الصناعة في البلدان النامية عبارة عن قرار حكومي . اإلنتاجقنن وياالحتياجاتجذري يحدد

.وهذا لتحسين تموين السكان باألدوية

وضع سياسة لىإفي هذا الموضوع اتسمت العشريات األخيرة بتوجيهات في هذا المضمار ترمي

.دوليصيدالنية مندرجة في إطار التعاون ال

دور التعاون الدويل: املطلب األول

ال تزال حاجة الدول النامية لألدوية غير مشبعة رغم التدخل الحاسم للسلطات العمومية في التموين

حصر الواردات من إلىأدى بها نقص وفرة العملة الصعبة والعجز في ميزانية المدفوعات أن إال ،باألدوية

. الصناعة الصيدالنية من جهة أخرىوير وتطجهة و وضع مخططات لقيام

إما جلب الشركات األجنبية و إما إمتالك : لكن قيام صناعة صيدالنية داخل الحدود مرهون بإمكانيتين

.القدرات اإلنتاجية الذاتية

سهلة الوضع لكنها تحتوي على عدة سلبيات كما أن عائداتها محدودة، أما األولىقد تكون الحالة

.مصانع لألدويةوجب أمواال ضخمة و موارد محلية إلقامة ستالثانية فت

األجنبية أما الحصول على المهارات التقنية و براءات اإلنتاج فيمر غالبا عن طريق اإلستثمارات

. بين الشركات المحلية و الشركات األجنبيةأخرىالمباشرة أو بواسطة عقود ترخيص أو عقود

لى إنتاج و توزيع المواد ن الشركات الكبرى ليس فقط عفي الواقع تسيطر مجموعة صغيرة م

ة وباألخص األدوية، بل وكذلك على التكنولوجيا الصيدالنية التي تعد مصدر قوة في سوق المواد ينالصيدال

.الصيدالنية وعامل أساسي للمنافسة

تموين بالمواد تها التكنولوجية وسيطرتها على مصادر الارفالشركات متعددة الجنسيات تعتمد على قد

األولية والمواد الفعالة، وتحكمها في شبكات التوزيع وعلى قدراتها في التسيير، إضافة إلى إمكانية دخولها

.الخ... إلى األسواق المالية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

170

وتبرر هذه الشركات أسعارها المرتفعة بارتفاع تكاليف بحوثها في المواد الطبية والعالجية الجديدة،

انتشارا في الدول عن األدوية التي تخص األمراض األكثر كبيرة للبحث أهميةطي وهذه الشركات ال تع

ماشى والمشاكل الصحية للبلدان متعددة الجنسيات ال يتقات البحوث لدى الشركات النامية، وبالفعل فإن اتجاه نف

وفر على أسواق أين البحوث الخاصة باألمراض المنتشرة في البلدان المتقدمة والتي تتإلىالنامية، بل تميل

.يتمتع الفرد بالدخل المرتفع

ن رد السائرة في طريق النمو مثل الهند، البرازيل، المكسيك و األ الدولمع كل ذلك تقوم بعض

مجهودات لتطوير الصناعة الصيدالنية المحلية لها، وهذا من اجل تخفيف مشكل التبعية نحو بمحاوالت و

.الدول المهيمنة

الجديدة للتعاون الدولي المتعلقة بالصناعة الصيدالنية يمكن حصرها في مشاركة إن التوجيهات

.أخرى وسلوك المنظمات الدولية من جهة ،البلدان في المحاضرات الدولية من جهة

كبيرا لخلق صناعة صيدالنية محلية، وفي اهتماما البلدان النامية توليإن :موقف البلدان النامية -أوال

أقيمت عدة محاضرات لتحديد الخطوط الموجهة للسياسة الصيدالنية الجديدة والتي ينبغي هذا الموضوع

: أن تؤسس وفق هذه التوصيات

.األدوية ذات األولوية لكل بلد إعداد قائمة -1

.مركزية التموين للمواد الصيدالنية -2

.إصالح نظام الشهادات -3

.المراقبة اإلدراية لإلعالم -4

.نية في كل بلد من البلدان الناميةالخلق التدريجي لصناعة صيدال -5

.وفي النهاية إنشاء مراكز تعاونية للتكنولوجيا واإلنتاج -6

للتنمية المتحدةاألمم ومنظمة )OMS )1للصحة كالمنظمة العالميةهذه التوصيات تدعوا المنظمات الدولية

تحت إلنشاء مجموعات عمل)3(CNUCED ومؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية )ONUDI)2الصناعية

. األمم المتحدة للتعاون من اجل دراسة الوسائل الضرورية لتجسيد النشاطات الموصى بها عملرعاية برامج

)1( : OMS:Organisation Mondial de la Santé

)2( : ONUDI : Organisation des Nations Unies pour le Développement Industriel.

)3( : CNUCED : Conférence des Nations Unies sur le Commerce et le Développement.

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

171

ONUDI وOMSتبذل عدة مؤسسات متخصصة لألمم المتحدة خاصة : دور المنظمات الدولية -ثانيا

لبلدان النامية بالمواد الصيدالنية مجهودات إلعداد وضع سياسة عامة من اجل تموين اCNUCED و

.بأسعار معقولة وتقوية قدراتها اإلنتاجية مع تزويدها باإلمكانيات التكنولوجية

:دور مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية -1

هيئة األمم المتحدة للتجارة والتنمية كقطاع يجب أن يحضى أمانةتعتبر الصناعة الصيدالنية من قبل

.لتقوية القدرة اإلنتاجية وترقية اإلمكانيات التكنولوجية في البلدان الناميةبإهتمام خاص

ينبغي اإلشارة بان الدور المحدد لهيئة األمم المتحدة للتجارة والتنمية يتمثل في المفاوضات حول

.إعداد قانون تسيير التحويالت التكنولوجية في القطاع الصيدالني

:لتنمية الصناعيةور منظمة األمم المتحدة لد - 2

هذه المنظمة لمساعدة الدول النامية هي خلق صناعة صيدالنية من اجل اتخذتهاإن التوصيات التي

.حل مشاكل قطاع األدوية

:وتتمثل هذه التوصيات في النقاط التالية

.ة واألدوية المجزأةوفرة المواد الوسيط -أ

.إتفاقيات خاصة بإنتاج األدوية -ب

.صناعة الدواء الضروري -ج

تحقيق أدوية باألعشاب الطبية -د

. منح البلدان النامية الوسائل الكافية لتحسين قدراتها التموينية بالمواد التلقيحيةوأخيرا -ه

اإلنتاجية بالتفاوض مع الشركات ساهمت منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية في وضع الوحدات

. هامة و ضروريةة بصناعة بعض األدوية التي تعتبرمتعددة الجنسيات الخاص :المنظمة العالمية للصحة دور– 3

لقد صاغت المنظمة العالمية للصحة في العشرية األخيرة عدة توصيالت للسماح للبلدان النامية

.ل تطوير المستوى الصحي للسكاناج ومساعدتها من ،بتموينها باألدوية المحتاجة لها

الوسائل التي تسمح أحسناجات العالجية والبحث عن تلعب هذه المنظمة دورا هاما في تقييم اإلحتي

.بتلبيتها

لتلبية ) دواء200 (األدويةصت لجنة خبراء هذه المنظمة بإعداد قائمة نموذجية لبعض ووهكذا أ

.اإلحتياجات الضرورية للدول النامية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

172

:أسبابها في النقاط التاليةعرفت هذه المنظمات الدولية عدة مشاكل مع بداية الثمانينات والتي يمكن أن نلخص

.أهمية التكاليف الناجمة عن التسيير اإلداري والبيروقراطي •

.بطء مسار إتخاذ القرار •

.ة لتطبيق الحلول في حالة التوصياتينقص القدرة الحقيق •

.نقص وسائل التمويل للمشروع المقرر •

.ضغط الشركات متعددة الجنسيات •

على صناعة األدوية يف الدول النامية TRIPS اتفاقية آثار تطبيق:ينالثااملطلب

وان اتفاقية حقوق الملكية الفكرية ،صناعة األدوية باعتبارها تقوم على األبحاث العلمية لخصوصية نظرا

تختص بالنسبة للدواء بالتعامل مع براءات اإلختراع المتولدة عن أنشطة البحث والتطوير الدوائي، وعليه

:كاسات السلبية لهذه اإلتفاقية على صناعة األدوية في البلدان النامية في النقاط التاليةيمكن تقديم اإلنع )1(

حيث تقوم مختبرات األبحاث و الشركات العالمية إلى :كثرة براءات اإلختراع لحماية نفس الدواء -أوال

خرين من تصنيع أو تقديم عدد كبير من براءات اإلختراع لحماية نفس المادة الفعالة بهدف منع اآل

.اإلستفادة منها، في حين يقوم المصنع المبتكر باستغالل واحدة أو اثنين فقط منها

المختبرات أو ات الجنسي متعددة اإلتفاقية الشركاتألزمتوال يقف األمر عند هذا الحد فحسب، فقد

براءة اإلختراع، وهذا ما األخرى بتقديم الدليل والحجة على انه لم يستعمل نفس أسلوب اإلنتاج المحمي ب

.سة في موقف ضعيفييجعل منتجي األدوية الجن

وإضافة إلى الحماية ببراءات اإلختراع المتعلقة بتشييد المادة الفعالة يتم إصدار براءات اختراع

.) أقراص، امبوالت(أخرى تخص العمليات التشكيلية والشكل الصيدالني

الحماية واحتكار السوق، ونتيجة لذلك لمواد الفعالة بهدف تمديد فترةإضافة إلى قيام الشركات بإضافة بعض ا

االختراع بدون إلزام قانوني إلستعمالها، مما يؤدي إلى تمديد يحصل تراكم للعشرات أو المئات من براءات

.فترة اإلحتكار لصالح مالك براءة االختراع

ولوجي في مجال صناعة األدوية، فإنه يجري التطور العلمي والتكنبفعل: تمديد فترة الحماية -ثانيا

تقصير مستمر لدورة حياة المنتجات، ومعنى أن تضع اإلتفاقية فترة لحماية براءات االختراع كحد أدنى

غير منطقيا، حيث تنتهي دورة حياة المنتج قبل مرور العشرين عاما حسب نوع أمراعاما يعد )20(قدره

–جمع صيدال حالة م- ادق بوشنافة، اآلثار المحتملة النضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة على قطاع صناعة األدويةالص: )1(

.185، ص 2007- 2006أطروحة دكتوراه، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

173

لى تأخر فترة اإلستفادة العامة للحماية بدون مبرر، وهو ما يؤدي ا ديالمنتوج، وبالتالي يكون هناك تمد

للبلدان النامية، في حين تتشبع الشركات العالمية صاحبة البراءة من ريوع المعارف العلمية والتكنولوجية

. تكاليف البحث لتغطيةمقابلك مما تستحق أكثر

تفاقية فإنه تمنح براءات بخصوص قا لال طب: مكتشفات في جسم اإلنساناحتكار براءات على-ثالثا

التابعات الجينية المسؤولة عن التغيرات المرضية في جسم اإلنسان، وان البراءة الممنوحة ال تمثل بمجرد

يحدث ألي أن ما يتصل بمرض يمكن أمراعتراف يسبق المعرفة العلمية بقدر ما تمثل فرصة الحتكار

تؤدي إلى إكتشاف أن ولكون هذه البراءة تتعلق بمعرفة يمكن إنسان في أي مكان على الكرة األرضية،

.هات وتحالفات ومصالح محتكري البراءاتيرتبط بتوج أنن احتكار هذه المعرفة أأدوية جديدة فمن ش

من الدول األعضاء TRIPSتتطلب : المبتكر الدواءالحماية اإلدارية للمعلومات برخصة تسويق-رابعا

ومات غير المشاعة والناتجة بالخصوص عن الدراسات والتجارب التي يتطلب اية المعلمحالقيام ب

كبيرا، وبناءا عليه تختلف قوانين الدول في تحديد المدة الزمنية التي يجب عليها مجهوداالحصول عليها

ة استخدام هذه المعلومات، وتقديم ملف تسجيل الدواء بل السماح لشركات األدوية الجنيسمراعاتها ق

أن القانون األوروبي ال يتيح للشركات المنتجة رة البراءة، فنجد على سبيل المثالس بعد انتهاء فتيالجن

أن، وفي المقابل نجد سنوات من إيداعها10 إلى 6سة استغالل هذه المعلومات قبل مضي يألدوية الجنل

حماية للمعلومات و كمدة سنوات3 سنوات كمدة حماية لألدوية الجديدة، و 5الواليات المتحدة تحدد

استغالل هذه المعلومات في ترويج الدراسات الطبية لألدوية القديمة و ال يسمح للشركات الجنيسة

.أدويتها

تطبيق منن الدول النامية األعضاء في المنظمة العالمية للتجارة متخوفة جدا إضافة لما سبق ذكره فا

:لدوائية وذلك كونها ستؤدي إلى اتفاقية حقوق الملكية الفكرية على الصناعة ا

دراسة لمركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري أكدت حيث :ارتفاع أسعار المنتجات الدوائية /1

سترتفع بنسب عالية تزيد على ثالث أضعاف،وهو األدوية أسعار أن) مصر عضو بالمنظمة العالمية للتجارة(

.ة السكان على الحصول على األدوية األساسيةما سيؤثر سلبا على الصحة العامة وقدر

بسبب براءات اإلختراع التي ستبقى حكرا على أصحابها فقط ولمدة طويلة، : تراجع اإلنتاج الدوائي/2

ت من األدوية القديمة التي كانبإنتاجها إلى غزو الشركات متعددة الجنسيات ألسواق البلدان النامية إضافة

.خيص منها في الماضيشركات محلية بتراتنتجها

التضييق على المصنعين وعلى المستوردين والموزعين ومستودعات األدوية والمستخدمين للسلعة الدوائية /3

مباشر وضرورة المستغل لهذه البراءة بشكل أوختراع من حيث اضطرارهم للتعامل مع صاحب براءة اال

.الي حصر مصادر التوريد الدوائي وتقييدها المتبعة في التصنيع وبالتمعرفتهم بالطريقة اإلنتاجية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

174

لمنتجات نهائية تتمتع ببراءة استحداث طرق تصنيعية جديدةأو تضييق فرص البحث والتطوير واالجتهاد /4

اختراع سارية المفعول، ويمتد هذا التضييق للمدة المقدمة لبراءات االختراع حيث ال يسمح بصنع نفس المنتج

. عاما20دة باستخدام طرق جديدة لم

سيحدث هناك زيادة في مستوى الواردات مقارنة بما كانت عليه في السابق، وبالمقابل تراجع في /5

.صادرات األدوية الموجودة

من خالل ما سبق التطرق إليه نالحظ بان اتفاقية حقوق الملكية الفكرية في إطار المنظمة العالمية

يع في وجه الصناعة الدوائية في الدول النامية، حيث يأتي خطر تطبيق نبمثابة الحاجز الملتجارة تعتبر حقيقة ل

سيطرة وتحكم مراكز األبحاث العالمية في المستحضرات الطبية والمواد الخام، على إمكانيةاالتفاقية من

.إعتبار أن الصناعة في البلدان النامية في هذا المجال ال تزال فتية وهي في مراحل التطوير والتقليد

إدخال منتوج جديد له حق الحماية فمن المتوقع أن يكون سعره مرتفعا على ما كان عليه، ألن أن اكم

جل براءات اإلختراع تحدث للشركة المنتجة الحق بأن تسترد ما دفعته في بحوثها واستثماراتها، ولما كانت

براءات في المستقبل، ومن ثم المتقدمة فقد بات من المتوقع ارتفاع تكلفة الحصول على هذه الفي الدول

.ارتفاع تكلفة إنتاج الدواء وبالتالي أسعار اإلستهالك

قد فرضت على الدول النامية في مجال صناعة األدوية حربا TRIPSومن هنا يتضح أن اتفاقية

من كثر تضررا األغير عادلة وغير متكافئة، وعملت على منعها من امتالك تكنولوجيا الدواء، وهي البلدان

األمراض الفتاكة والقاتلة ذات التكلفة المرتفعة، والتي ال يقوى المواطن على دفعها في الظروف العادية نظرا

اح اإلقتصادي تفتهاج الدول النامية لسياسات اإلنإلنخفاض الدخل وتدني القدرة الشرائية، خاصة بعد ان

.سلع األجنبية منافسة الأماموتحرير أسعار التجارة الخارجية وفتح األبواب

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

175

صناعة األدوية يف اجلزائر: ثالثاملبحث ال

، االستقالل أو بعد الفرنسياالستعمار صناعة فتية، سواء في عهد في الجزائرتعتبر صناعة األدوية

لصناعة األدوية، ولكنها تعتمد على الوطنيوال تتوفر الجزائر على مصانع كبيرة ومنتشرة عبر التراب

صناعة األدوية أن، حيث االستقاللها الخواص بعد ألمؤسسات التابعة للقطاع العام أو تلك التي أنشبعض ا

م المجهودات المبذولة في هذا المجال خاصة سبة كبيرة من حجم السوق الوطني رغطي نغفي الجزائر ال ت

.في القطاع العام

ية تغطي أسواقها الوطنية بنسب ن جيراننا في المغرب وتونس لهم صناعة دوائأوتجدر اإلشارة ب

من طاقتها اإلنتاجية وتغطي سوقها % 40 مصنعا ال تشتغل إال نسبة 28أعلى من الجزائر، ففي المغرب نجد

. من احتياجاته%43 مخبرا يغطي السوق التونسي بنسبة 30، بينما في تونس نجد % 80الوطني بنسبة

مختلف إلىلبداية جزائر، سوف نتطرق في اوللتعرف عن قرب على حقيقة صناعة األدوية بال

في الجزائر ها واقعإلىالمراحل التي مرت بها هذه الصناعة منذ عهد اإلستعمار حتى اليوم، ثم نتطرق

من توضيح والوقوف عند الصعوبات والمعوقات التي تحول دون تطور هذه الصناعة في األخيرلنتمكن في

.الجزائر

اجلزائرارخيي لصناعة األدوية يف التطور الت: املطلب األول

االستعمارية مراحل مختلفة منذ الحقبة بأربعيمكن القول بان صناعة األدوية في الجزائر قد مرت

)1(:إلى اليوم وهي

.ما قبل االستقالل: المرحلة األولى

.1982 إلى 1962من سنة : المرحلة الثانية

.1987 إلى 1982من سنة : المرحلة الثالثة

. إلى اليوم1987من سنة : رحلة الرابعةالم

كانت صناعة األدوية في الجزائر محصورة على شركة :خالل الحقبة اإلستعمارية: المرحلة األولى •

، وغداة اإلستقالل تم اإلعالن عن ميالد 1952والتي أنشأت سنة بيوتيكBIOTICواحدة هي

. فرمالPHARMAL وهو مؤسسة 1962مشروع جديد الذي رأى النور سنة

(1) : CNES, Commission population et besoins sociaux, le médicament plate-forme pour un débat social, Alger, Décembre 2003, P 64.

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

176

خالل هذه المرحلة تم إنشاء الصيدلية المركزية :1982 إلى سنة 1962من سنة : المرحلة الثانية •

وهي مؤسسة عمومية أصبحت تشرف منذ نشأتها على مجمل قطاع 1963 سنة P.C.Aالجزائر

لصناعة األدوية منذ العام PHARMAL و BIOTICتوزيع األدوية وكذا كل من مؤسستي

، وأصبحت الصيدلية المركزية 1972لحقت بهما وحدة الحراش الصناعية منذ العام ، ثم 1965

بمجهودات جبارة في سبيل ترقية وتأهيل P.C.Aتحتكر كذلك استيراد األدوية، وقامت حينئذ مؤسسة

اليد العاملة وكذا تطوير وتحديث وسائل اإلنتاج، وأصبحت تسيطر على قطاع الصناعة الدوائية في

.سواء من ناحية اإلنتاج، البيع والتوزيعالجزائر

يرمي إلى تطوير وتحديث جديدوخالل هذه المرحلة عكفت الجزائر على تطبيق مخطط

خالل إيفاد عدد كبير من الصيادلة الصناعيين للتكوين في البلدان األوروبية، منصناعة األدوية

ديدة، حيث أقدمت الشركة الوطنية وعملت كذلك على الشروع في إنجاز مشاريع صناعية ج

وية بالمدية، كما تم إنشاء على انجاز مركب جديد للمضادات الحي) S.N.I.C(للصناعات الكيميائية

، كما تم البدء في إنجاز مشروع 1969سنة ) SOCOTHYDسوكوتيد (المرحلة مؤسسة ه هذخالل

بالمدية والذي كان من ، إال أن كل من مشروع المضادات الحيويةPASTEURمعهد باستور

، في حين معهد باستور 1988المنتظر أن ينطلق مع نهاية السبعينات في اإلنتاج لم يتحقق إال في سنة

.بقي قيد اإلنجاز حتى مطلع التسعينات هذه المرحلة جاءت مع وضع خاص ميز :1987 إلى سنة 1982من سنة : ةلثالمرحلة الثا •

:عادة الهيكلة العضوية للمؤسسات، والتي كانت تهدف إلىاإلقتصاد الجزائري وهو مرحلة إ

.فصل وظائف البيع عن اإلنتاج -

.إنشاء وحدات جهوية مكلفة بالبيع والتوزيع -

:وفي ظل إعادة الهيكلة استحدثت خمس مؤسسات وهي

بالشرق، ENCOPHARM بالوسط، ENAPHARM: ثالث مؤسسات جهوية للبيع والتوزيع هي -

ENOPHARMد، كما قامت كل من مؤسسة بغرب البالENAPHARM و ENCOPHARM

) Le concentré d’Hymodialyse(وحدة شرشال إلنتاج : بإنجاز ثالث وحدات إنتاجية هي

، ووحدة عنابة إلنتاج Sirops ، وحدة قسنطينة إلنتاج السوائل 1994والتي انطلقت فعليا سنة

).Comprimés(األقراص

).ENEMEDI(زات الطبية مؤسسة إلنتاج وتوزيع التجهي -

استحوذت على كل من مؤسساتتيوال )SAIDAL( األدوية والمسماة صيدال إلنتاجمؤسسة -

) BIOTIC-PHARMAL ( ومركب المضادات الحيوية بالمدية التابع لمؤسسة)La SANIC.(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

177

خاصة بعد ة تطورات كبيرة حل وقد شهدت هذه المر: إلى اليوم1988من سنة : المرحلة الرابعة •

في االستثمارور قانون جديد لترقية دتحرير التجارة الخارجية وصدور قانون النقد والقرض وص

الجزائر، هذه القوانين كلها تسمح بتدخل القطاع الوطني واألجنبي في االستيراد، التوزيع بالجملة

.وكذا إنتاج األدوية

أي متعاملون خواص " concessionaires" قانون النقد والقرض يستعمل مفهوم وكالء أنحيث

نتاجية محلية، حيث كان امقابل تراخيص اإلستيراد لألدوية يجبرون في ظرف سنتين بإنشاء وحدات

.أي المخبر الصيدالني الجزائري) L.P.A( لمؤسسة 1991ل سنة ا إعتماد يمنح في هذا المجأول

، وتم 1992 في وجه القطاع الخاص في مجال اإلنتاج قد أزيل سنة يقفوكان آخر حاجز قانوني

بموجب مرسوم وزاري " رخصة اإلستغالل لمؤسسة إنتاج أو توزيع المنتجات الصيدالنية:" تعويضه بـ

.1992صادر في جويلية

وبموجب هذا المرسوم تم نهائيا رفع الحصار على القطاع الخاص لصناعة األدوية، وهو ما سمح

فيما بعد باقتحام الخواص المحليين أو األجانب لهذا القطاع، كما انه خالل هذه المرحلة أصبح القطاع

العام يعاني بفعل الوضعية اإلقتصادية التي يعيشها، حيث أصبحت مؤسسات التوزيع الثالثة تعاني من

تها مؤسسة ، ونفس الحالة عاش1997منافسة شديدة وصعوبات مالية كبيرة، حيث تم حلها سنة

)ENEMEDI.(

كما تميزت هذه المرحلة بإعادة هيكلة جديدة اختفت على إثرها المؤسسات الثالثة وعوضت

متخصصة ) DIGROMED(متخصصة في مجال اإلستيراد، ) SIMEDAL(بمؤسسات جديدة هي

.للتموين بالتجزئة) ENDIMED(في مجال التموين بالجملة ومؤسسة

أجهزة (تجهيزات الطبية الإلنتاج األجهزة الكهربائية تنتج كذلك ) ENIE(سسة إضافة لذلك نجد مؤ

).إنتاج كراسي طب األسنان (NOVER إلنتاج الزجاج وفرعها ENAVAومؤسسة ) األشعة

هذه أنمن خالل السرد التاريخي الذي رأيناه لتطور صناعة األدوية في الجزائر يمكننا القول

على حتافتكرة من طرف القطاع العام وبإتباع الدولة الجزائرية لسياسة اإلنالصناعة كانت في األول مح

: القطاع الخاص، وفيما يلي ذكر ألهم ما جاء في كل قطاعأمامل افتح المج وإقتصاد السوق

: وتطور الصيدلية المركزية الجزائريةنشأة: أوال

1971 – 1963: مرحلة التأسيس -1

استطاعت هذه ،1963ريل فأ10جزائرية بمقتضى القرار المؤرخ في تم تأسيس الصيدلية المركزية ال

تستحوذ على سوق األدوية بشكل تدريجي، حيث أخذت مكانة عدد هام من المتعاملين وذلك بدءا أنالمؤسسة

.من التمثيل البسيط إلى الشركات الضخمة للتوزيع

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

178

دمات المدنية الصحية، كما تحصلت الصيدلية المركزية على المخازن العمومية للخ1963فمن

.أسندت لها مهمة تسيير عدد معتبر من الصيدليات

مجموع الممتلكات لثالث مؤسسات لتجار الجملة ثم 1965ورثت الصيدلية المركزية الجزائرية سنة

.تم تأميمها

عتاد منحت للصيدلية المركزية صالحية احتكار استيراد المنتجات الصيدالنية وكذلك ال1969في سنة

، 1969الطبي، كما شهدت هذه المرحلة مشروع وحدة لإلنتاج والمتمثل في وحدة سكوتيد التي أسست سنة

.وكذلك مشروع معهد باستور

الصيدلية المركزية استطاعت استخالف كل من المخازن العامة التي كانت أنومما سبق يمكننا القول

المتعامل األساسي والمهيمن ذلك بفضلبائعين حيث أصبحت وكذا تجار الجملة والعديد من الآنذاكمتواجدة

.على القطاع الصيدالني بالجزائر

PCA)1(واستخدم مخطط تطوير الصناعة الصيدالنية طوال هذه الفترة الصيدلية المركزية الجزائرية

ك من اجل تسهيل كوسيلة احتكار للقطاع العام الصيدالني لمختلف عمليات االستيراد، التوزيع واإلنتاج، وذل

في طفل1000 طفل من بين 180العالج وتوفير متطلباته، والتقليل من نسبة وفيات األطفال التي تعدت وفاة

.تلك الفترة، ولذا فقد ركزت هذه المرحلة على استيراد اللقاحات بحمالت عديدة لتلقيح األطفال

:1982 – 1971: مرحلة اإلزدهار -2

السيولة المالية وتضاعف رؤوس األموال بالعملة الصعبة ، وهذا ما تميزت سنوات السبعينات بوفرة

ساعد الصيدلية المركزية على توسيع مجال نشاطاتها سواء في المراقبة الشاملة للواردات أو على مستوى

. التوزيع بالجملة لإلنتاج

%) 100(ي ثم الكامل التدريجاالسترجاع بإعادةج، فقد قامت الصيدلية المركزية وفيما يتعلق باإلنتا

فارمال و بيوتيك: لوحدتي اإلنتاج

أما على مستوى شبكة التوزيع فأنفقت الشركة مبالغ مالية معتبرة لضمان التخزين وفي نفس الوقت

.ضمان العمليات الالمركزية وكما قامت بإنشاء مخبر مركزي لمراقبة النوعية

إنشاءاعت الصيدلية المركزية القيام بدراسات قصد وفيما يتعلق باإلستراتيجية الصناعية، استط

ة، كما وحدات تصنيع لألدوية والعتاد الطبي بما في ذلك إنشاء مركب للمضادات الحيوية الكائن بالمدي

. و وضع صناعة صيدالنية وطينةإنشاءكرست سياسة التصنيع بهدف

استهالك قدره 1974ت سنة وحققت هذه المرحلة تطور كبير في استهالك األدوية فبعدما سجل

. مليون دج1230 سجلت استهالك 1982 مليون دج، فإن سنة 606.7

)1( : Pharmacie Central Algérienne

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

179

:1982عة وإعادة الهيكلة بعد عام مراجمرحلة ال -3

إعادة النظر فيما يخص دور القطاع العمومي في مجال األدوية أو مراجعات ةتميزت هذه المرحلة بعد

عد مرور خمسة عشر عاما من إنشاء الصيدلية المركزية، بقيت لوطنية، فبة اومحتوى السياسة الصيدالني

.المؤسسة مرتبطة بدورها كأكبر وسيط بين المؤسسات والشركات الصيدالنية والسوق الوطني

وبالفعل بقيت الصيدلية المركزية خاضعة لمؤشرات السوق وإلتزامها بضمان وفرة المواد المطلوبة،

محددة إداريا دون تجاوز الغالف المالي للعملة الصعبة المخصص من طرف لااستنادا إلى القائمة االسمية

.الدولة لمثل هذه الواردات

عرفت الصيدلية المركزية الجزائرية عملية هيكلة، حيث انقسمت إلى خمس 1982وفي سنة

:مؤسسات وهي

المؤرخ 161 -82 هذه الشركة بمقتضى المرسوم رقم أنشئت: ة لإلنتاج الصيدالنيي المؤسسة الوطن-

لها مهمة إنتاج األدوية، ويتكون رأس مالها من ثالث وحدات وأسندت، 1982 أفريل 27في

)فارمال، بيوتيك، ومركب إلنتاج المضادات الحيوية بالمدية(

. تم إنشاء شركة صيدال1989 اإلستقاللية في شهر فبراير إلىوبعد انتقال هذه المؤسسة

افريل 27 المؤرخ في 162-82شئت هذه الشركة بمقتضى المرسوم أن)ENEMEDI(انميدي -

قرها بالجزائر وأسندت لها مهمة احتكار توزيع العتاد الطبي من األدوات الصغيرة قع م وي1982

. العاليةلتجهيزات الكبيرة ذات التكنولوجياومواد اإلستهالك وا

أفريل 27 المؤرخ في 163-82أنشئت هذه الشركة بمقتضى المرسوم )ENAPHARM(أنفارم -

ويقع مقرها بالجزائر العاصمة وتتكفل بتموين القطاع الصحي للبالد وكما تضمن أيضا تموين 1982

.ا المراكز الطبية اإلجتماعية للمؤسسات الواقعة في ناحية الوسطكذالوكاالت العمومية والخاصة و

أفريل 27المؤرخ في 164-82أنشئت هذه الشركة بمقتضى المرسوم )ENOPHARM(أنوفارم -

. ويقع مقرها بوهران وأسندت لها مهمة تموين كل الموزعين بالناحية الغربية1982

27 المؤرخ في 165-82أنشئت هذه الشركة بمقتضى المرسوم )ENCOPHARM(أنفكوفارم -

.نطقة الشرقمع مقرها بقسنطينة وتتكفل بتموين ويق1982أفريل

انوفارم، : الفارمات الثالثة أدى إلى حل1997توزيع األدوية سنة طاع إعادة تنظيم قأنكما

: انكوفارم، وحلت محلها ثالث شركات وهيفارم وانا

.وأسندت لها مهمة التوزيع بالجملة ونصف الجملة للمواد الصيدالنية): DIGROMED(روماد ديغ -

. لحساب ديغرومادوأسندت لها مهمة استيراد المواد الصيدالنية): SIMEDAL(سميدال -

وتتكفل بتسيير شبكة التجزئة للمنتجات الصيدالنية وتموين الوكاالت ): ENDIMED(انديماد -

.العمومية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

180

ووالتي اسندت لها مهمة التموين )P.C.H()1( ذلك إنشاء الصيدلية المركزية للمستشفيات باإلضافة إلى

.الصحي العامالتخزين و توزيع األدوية والعتاد الطبي الجراحي للقطاع

كما وضع جهاز لدعم نشاط وزارة الصحة، واعيد النظر في السياسة المتبعة في استيراد، تسجيل،

.مراقبة و توزيع األدوية

. بدأ احتكار الدولة لتجارة المواد الصيدالنية يتالشى1988كم انه ابتداء من سنة

صناعة األدوية في القطاع العام: ثانيا

العام لصناعة األدوية إعادة تنظيم مختلفة، حيث تم حل مؤسسات التوزيع الثالثة لقد شهد القطاع

وضمها لمؤسسة صيدال، التي أصبحت المنتج الرئيسي للمنتجات الصيدالنية الوطنية، وتم في نفس السنة

ت تحويلها إلى مجمع صناعي، ونجد معها كل من معهد باستور وكذا مؤسسة سوكوتيد التي تنتج المستهلكا

.الطبية والضمادات

:مجمع صيدال -1

وهو يسيطر على صناعة األدوية بالجزائر، وقد دخل المجمع لبورصة القيم المنقولة بالجزائر منذ سنة

: ويتكون المجمع من ثالثة فروع إنتاجية كبيرة وهي1996

.مركب المضادات الحيوية بالمدية: فرع انتبيوتيكال -

.ضاء ، وحدة قسنطينة و وحدة عنابةويضم وحدة الدار البي: فرع فارمال -

.ويضم وحدة جسر قسنطينة، وحدة الحراش و وحدة شرشال: فرع بيوتيك - :(I.P.A)معهد باستور الجزائر -2

أصبح يسمى 1909في سنة بغرض القيام بالتحاليل المخبرية، و1894لقد أنشيء هذا المعهد سنة

كملحق للمعهد األم في باريس وهو بمثابة مخبر ) l'Institut Pasteur D'Alger(ور الجزائري بمعهد باست

، ولم يتم تشغيله 1962 الفرنسيين سنة االطاراتللبحث العلمي وفق طرق باستور، وتوقف نشاطه بعد رحيل

، وأصبح في مجال البحث العلمي والتكوين) Dr Robert NEEL( من طرف الدكتور1971إال في سنة

21 المؤرخة في 45 – 71ري بموجب التعليمة الوزارية رقم ناعي وتجامؤسسة عمومية ذات طابع ص

: مهامه تتمثل فيما يلي1971جوان

.البحث في مجال الميكروبيولوجية -

.واللقاحات ذات اإلستعمال البشري والحيواني) Serums (انتاج وتوزيع السيروم -

.التكوين العلمي والتقني للعمال في المجال الصيدالني -

)1( : Pharmacie Central des Hôpitaux

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

181

ذات طابع عمومية معهد باستور الجزائر مؤسسةأصبح 74-94لتنفيذي رقم بموجب المرسوم او

بيئي، وتحاليل مخبرية تقدر اليواني أو د بيولوجية لإلستعمال البشري والحصناعي وتجاري، وينتج المعهد موا

. منتوج130بنحو

: SCOTHYD: سوكوتيد -3

2000قدر رقم أعمالها سنة عامل 700، وتشغل نحو 1969وهي مؤسسة عمومية تم إنشاؤها سنة

مليون دينار جزائري، تنتج المستهلكات الطبية والضمادات، وهي تغطى احتياجات السوق الوطني 1.5:بـ

تراكم ديونها لدى أهمها، إال أن هذه المؤسسة تعاني من صعوبات جمة )1(%93بهذه المواد بنسبة

قد أنها، كما 2000 مليون دينار جزائري سنة 273المستشفيات وعدم قدرتها على تحصيلها والتي بلغت نحو

) .ISO 9002(تحصلت على شهادة

)2( صناعة األدوية في القطاع الخاص: ثالثا

تعتبر تجربة القطاع الخاص الجزائري في مجال صناعة األدوية حديثة جدا، حيث انه في سنة

أخرى 13صناعة األدوية و متخصصة في18هذا المجال من بينها مؤسسة في 31 تم إنشاء 1999

، ويعتبر هذا القطاع في تطور مستمر، ) Le conditionnement(متخصصة في إنتاج التعبئة والتغليف

:ومن بين أهم هذه المؤسسات نجد

1- LADPHARMA :يد المخابر الخاصة الجزائرية في مجال صناعة األدوية، تم ويعتبر عم

مقره بوالية البليدة، وينتج هذا المخبر حاليا " جبارمخابر الدكتور"، تحت اسم 1985تأسيسه سنة

des corticoïdes; des veinotoniques, des antibiotiques, des( منتجا دوائيا منها 34

antitussifs (مليون وحدة بيع 15، وحوالي %20اإلنتاجية إال بنسبة اقاتهط ،ولكنه ال يستغل

.سنويا

، 1991وقد تحصل على اعتماد لصناعة األدوية سنة ): L.A.M: (المخبر الجزائري لألدوية -2

، )Collyres(، و ستة أصناف من شراب تسعة أصناف من ال أصبح ينتج 1998وفي سنة

، كما )COPHAB(، وله كذلك شبكة توزيع خاصة به ثة أصناف من األقراص والكبسوالتثالو

بموجب عقود موقعة بين ) DIGROMED(وزيع األدوية انه يعمل مع المؤسسة العمومية لت

.الطرفين في هذا المجال

Sirops (األدويةوهي تتواجد بمدينة قسنطينة، تنتج نوعين من : BIOPHARM شركة -3

Paracétamol ( 1994وذلك منذ سنة.

: Rapport du CNES, Décembre 2003, Opcit, P69.)1(

. 271 ص ، مرجع سابقادق بوشنافة،الص: )2(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

182

بالتوزيع لألدوية، ثم باإلستيراد للمنتجات 1993وبدأت في العمل سنة : ALPHARM مخابر -4

بدأت هذه المخابر في إنتاج عدد كبير من األصناف الدوائية 1999الدوائية، وفي شهر جوان

. مجاالت استشفائية مختلفةي منتج دوائي ف45المقسمة على نحو

الىأربع وحدات إنتاجية وتصل طاقته اإلنتاجية ) 4(ويحتوي على : )L.P.A(المخبر الصيدالني -5

، والمخبر عبارة عن 1997 مليون وحدة بيع سنويا، وهو في وضع نمو مستمر منذ العام 86

، يشغل نحو ألف عامل، )1999نهاية ( مليار دينار جزائري 1.1شركة برأسمال اجتماعي قدره

وتعتبر هذه الشركة بمثابة أكبر مستورد خاص جزائري لألدوية، ولها شراكة مع عدد من المخابر

.العالمية األجنبية

ضوع البحث، وسنتطرق لها بالتفصيل وهي دراسة الحالة مو: شركة الكندي لصناعة األدوية -6

.الحقا

واقع صناعة األدوية يف اجلزائر: املطلب الثاين

و يعتبر القطاع العام ، التجربة الجزائرية في مجال صناعة األدوية فتية مقارنة بغيرها من الدول تعتبر

خل هذا المجال إال مع مطلع إذا ما قورن بالقطاع الخاص الذي لم يد،هو المسيطر على هذه الصناعة

بعد تحرير سوق األدوية وإجبار المتعاملين الخواص في هذه السوق بضرورة بناء وحدات ، التسعينات

و هكذا بدأت المشروعات الخاصة ترى النور . لألدويةدصناعية بعد مرور سنتين من بدء عملية االستيرا

يتطلب رؤوس أموال ،غامرة في قطاع حساسرغم صغر رأس المال الخاص الوطني وعدم قدرته على الم

.كبيرة و تكنولوجية راقية و حديثة كقطاع األدوية

فالقطاع العام لصناعة األدوية كان يعاني من مشاكل مالية كبيرة، إضافة إلى تشغيل عدد من العمال يفوق

بالمنتجات األجنبية طاقة التوظيف الضرورية لكل مصنع، ناهيك عن ضعف فعالية المنتجات الوطنية مقارنة

نتيجة سوء استغالل الموارد المتاحة، و هو ما تطلب من الدولة أن تمضي في سياسة جديدة إلعادة هيكلة هذه

والتي سمحت في األخير بتحسين ،المؤسسات بغية الحفاظ عليها و استمرارها من خالل مخططات التقويم

و أصبحت تبحث لنفسها عن مكان ،ة و الماليةوضعية هذه المؤسسات و خروجها من ضائقتها االقتصادي

وسط هذه المنافسة الشديدة المفروضة عليها سواء من طرف منتجي القطاع الخاص أو من طرف الشركات

.األجنبية

ورغم كل الجهود تبقى الصناعة الدوائية في الجزائر ضعيفة ليس بمقدورها تلبية احتياجات السوق

و عليه تعتمد الجزائر بنسبة كبيرة على ، الحيوية و الضرورية لصحة اإلنسانالوطني من هذه المادة

.الواردات لتلبية هذه الحاجيات خاصة في مجال تموين الصناعة المحلية بالمواد األولية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

183

مساهمة اإلنتاج الوطني للدواء في تغطية احتياجات السوق المحلية: أوال

ي غير كافي لتغطية حاجات السكان، فهاإنتاجهف للمواد الصيدالنية ا كبيرامستوردعتبر الجزائر ت

و 2000 مليون دوالر في سنة 500فاتورة االستيراد فاقت ، لألدويةا من استهالكه% 70ستورد ما يقارب ت

: و هذا ما يوضحه الجدول الموالي،2008 مليار دوالر في سنة 1,4

-2008 ) 2003( في الجزائردات األدوية تطور وار: 34 جدول رقم

مليار دوالر:الوحدة *2008 2007 2006 2005 2004 2003 لسنوات

واردات

ألدويةا

0 ,77 1,025 1,146 1,170 1,400 1,400

من حصةال

السوقيإجمال

88% 82% 78% 72% 66%

2008 للعشرة األشهر األولى فقط لسنة : *2008Liberté , 2008CALYON Algérie , )2005(P .O.N.U: Source

حيث انتقلت من ، أن فاتورة استيراد األدوية في االرتفاع من سنة إلى أخرى34نالحظ من الجدول رقم

2007مليار دوالر سنة 1,400 ثم إلى 2004مليار دوالر سنة 1,025 إلى2003 مليار دوالر سنة 77, 0

لكن إذا رأينا .مليار دوالر 1,400 حيث سجل في العشرة األشهر األولى فقط 2008و نتوقع أن ترتفع سنة

2004 سنة %82 الى2003 سنة %88 فمن ،حصة الواردات من إجمالي السوق نالحظ أنها في االنخفاض

. مما يدل على أن اإلنتاج الوطني في االرتفاع2007سنة % 66ثم إلى

السوق احتياجاتإال الجزء الضئيل منية لألدوية بالرغم من بعض التقدم تغطي الصناعة الوطن ال

وفي الغالب يصرح بأرقام مختلفة فيما يخص معدل التغطية هذا فالبعض يقيمون معدل التغطية ،الوطنية

بينما يقيمه آخرون حسب القيمة بمقارنة قيمة اإلنتاج الوطني بقيمة ،ع على الصعيد الماديبوحدات البي

.الواردات

تتوفر لديهم صناعة صيدالنية تغطي ،إلى أن جيراننا القريبين في المغرب و تونس يجب اإلشارة هنا

من طاقته اإلنتاجية % 40ة مصنعا ال يشتغل إال بنسب28 ففي المغرب يستطيع ،حاجاتهما بمعدالت أعلى

. من الحاجات% 43 مخبرا تغطية نسبة 30وفي تونس يضمن . من حاجات السوق% 80أن يغطي نسبة

المرحلة الممتدة بين ل فخال، ال يعني المعدل الضعيف للتغطية في الجزائر أن اإلنتاج الوطني لم يتطور

مليون وحدة بيع إلى أكثر من 16قطاع العمومي انتقل من عندما كان اإلنتاج تابعا لل1995 إلى 1977سنتي

. سنة18 مليون، فاإلنتاج تضاعف خمس مرات خالل فترة 80

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

184

و .1999 مليون وحدة بيع سنة 260ع و مليون وحدة بي5,242 ب 1997 قدرت الطاقات اإلنتاجية سنة

.38,4% و 61,6 لى التوالي بنسبة تتوزع الطاقات اإلنتاجية هذه بين القطاع العمومي و القطاع الخاص ع

حسب % 20 بنسبة 2000 وفي سنة ، بالقيمة المادية %30 قدرت تغطية الطلب بنسبة 1999في سنة

حيث كانت تشكيلة وتبقى هذه التغطية في الظاهر محدودة في الجزء الضعيف من قائمة األدوية ،القيمة

تعتبر أساسية من قائمة تحتوي على % 60 منها نسبة ، نوعا310األدوية المنتجة في الجزائر تقدر ب

. من هذه القائمة% 22,10 دواء أي ما يقارب نسبة 1400حوالي

عشر وحدات منها خصصت للمنتجات شبه ، وحدة لإلنتاج44 تم إحصاء 2000 ديسمبر سنة 31تاريخ ب

.الصيدالنية

غير أن ،من احتياجات السوق 34 %د الصيدالنية حوالي فلقد غطى اإلنتاج الوطني للموا 2007 في سنة أما

و هكذا فان الجزائر . من النسبة المذكورة سابقا50 %مة المصنوعة محليا ال تتجاوز انسبة األدوية اله

. من األدوية المهمة المستهلكة محليا85 %مازالت تستورد حوالي

. لصناعة األدوية38منها ،ة وحدة لصناعة المواد الصيدالني54في نفس السنة تم عد

.2007 و 2003و يوضح الجدول الموالي تطور صناعة األدوية بالجزائر بالقيمة في الفترة الممتدة ما بين

-2007 ) 2003(الجزائرفي األدوية إنتاج تطور : 35 جدول رقم

مليار دوالر:الوحدة

2007 2006 2005 2004 2003 السنوات

0,721 0,455 0,323 0,225 0,105 إنتاج األدوية

الحصة من

السوق

% 12 %18 %22 %28 %34

.2008CALYON Algérie , )2005(P .O.N.U: Source

حيث انتقل من ،رتفاع من سنة إلى أخرىان اإلنتاج الوطني لألدوية في أ35 نالحظ من الجدول رقم

مليار دوالر سنة 0,721 لتصل إلى 2005مليار دوالر سنة 0,323 إلى 2003 مليار دوالر سنة 0,105

إلى 2003 سنة 12 % حيث ارتفع من ،رتفاع كذلكا و حصة هذا اإلنتاج من إجمالي السوق في .2007

.2007 سنة % 34 إلى ثم2005 سنة %22

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

185

: و يمكننا مقارنة قيمة الواردات باإلنتاج الوطني لألدوية من خالل الشكل الموالي

-2007 ) 2003(في الجزائر هاواستيراداألدوية إنتاج تطور 03 :شكل رقم

ة (2003 -2007 ) اج االدوي تطور قيمة واردات و انت

0200400600800

1000120014001600

2003 2004 2005 2006 2007

السنوات

ر)والن د

يوبمل

ج (نتااال

/ت ردالواا

الوارداتاالنتاج

.35 و34 الطالبة باالعتماد على الجدولين رقم إعداد من :المصدر

و هو أن حصة األدوية 35 و 34 يتبين لنا ما تم ذكره في الجدولين رقم 03 من خالل الشكل رقم

بعد عام تستحوذ على حصص االمستوردة عرفت انخفاضا مقارنة باألدوية المصنعة محليا التي أصبحت عام

ديدة من طرف و هذا راجع إلى تزايد اإلنتاج و الحصول على براءات اختراع ج،إضافية من السوق

تتميز باالختالف الكبير فالبعض منها عبارة مع العلم أن وحدات اإلنتاج. في الجزائرالمصنعين المتواجدين

نحتفظ ن يجب إذن أ.أما العديد منها فهي عبارة عن وحدات بسيطة للتوظيب،عن وحدات صغيرة للتشكيل

. لصناعة األدوية في الجزائر الحقيقيفي األذهان بان إعالن الطاقات اإلنتاجية ال يعكس الواقع

وتطرح وضعية و واقع صناعة األدوية في الجزائر خالفا بين ممثلي الحكومة و ممثلي االتحاد

كد تنامي اإلنتاج الوطني للداللة ؤ تعتمد الحكومة على اإلحصائيات التي تث حي،الوطني للفاعلين في الصيدلة

تحدث المنتجون عن وضعية خطيرة يعيشونها تهدد بقاءهم السيما بعد يا بينمعلى تطور هذا القطاع،

.االنضمام إلى منظمة التجارة العالمية

فتتاح أشغال الملتقى الدولي حول آفاق ا في جلياوظهر هذا الخالف في الرؤى بين الطرفين

د الوطني للفاعلين في بالجزائر، المنظم من طرف اإلتحا24/10/2007الصناعات الصيدالنية يوم األربعاء

الصيدلة الذي يضم أهم الشركات العاملة في المجال منها صيدال، والذي عرف حضور أربعة وزراء هم

وزير الصحة والسكان وإصالح المستشفيات السابق ، و وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة

.رقية االستثمارات وتةلى وزير الصناعإزير التضامن الوطني إضافة و التقليدية،و

هذا الحضور القوي لممثلي الحكومة استغربه الحاضرون باعتبار أن برنامج الملتقى أعلن فيه عن

افتتاح األشغال من طرف وزير التجارة الذي غاب عن الحدث وفسر بعض المالحظين هذا التغيير في

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

186

يد وعودها المتعلقة باستمرارية البرنامج إلى حساسية الموضوع المطروح للنقاش و رغبة الحكومة في تجس

.التشاور مع الشركاء إليجاد الحلول للمشاكل المطروحة

الذي شدد من البداية على انه لم يكن مسؤوال ال ( وزير الصحة السابق عمار توقد اقتصر تدخلو

)مجالعن صناعة األدوية وال عن إنتاجها و استيرادها وتوزيعها ولكن عن جزء فقط من النشاط في هذا ال

. سرد أرقام وإحصائيات تتعلق بواقع الدواء في الجزائرعلى

أن معدل استهالك الدواء المستورد بالنسبة للفرد الجزائري الواحد قدرت )1(أكد السيد عمار توحيث

، في حين بلغ المعدل بالنسبة 2005 أورو في 30.52 بينما كانت تمثل 2006 أورو في 30.9: سنويا بـ

.2005 أورو في 25.18 و 2006 أورو في 23.28ي لإلنتاج الوطن

وبالنسبة لتغطية اإلحتياجات الوطنية عن طريق اإلنتاج المحلي، أوضح السيد عمار تو أنها انتقلت

أرقام .. 2006 بالمائة في 34.54 ثم الى2005 بالمائة في 29.13 إلى 2004 بالمائة في 24.72من

يقال، حتى وإن اعترف بأن ذلك ا تطور اإلنتاج الوطني للدواء عكس م علىاعتبرها السيد عمار تو ، دليال

.غير كاف

بوصولها 2005 فقد عرفت ارتفاعا قياسيا في 2004 مليون أورو في 758أما الواردات التي بلغت

، فيما بلغت في السداسي األول 2006 مليون أورو في 900 مليار أورو لتعاود النزول إلى 1.4إلى سقف

. مليون أورو476والي ح2007

بعد أن قررت الحكومة دعم األدوية 2007سنة و أن ترتفع فاتورة الدواء نهاية و توقع السيد عمار ت

19: و بـ2007 ماليير دج، حسب ما تقرر في قانون المالية لسنة 9المضادة للسرطان وإاللتهاب بمبلغ

.2008مليار دج في قانون المالية

االرئيسي للجزائر للمواد الصيدالنية رغم أنها فقدت في السنوات األخيرة جزءوتبقى فرنسا الممول

.من السوق لصالح شركات أوروبية وأخرى عربية

في % 77أن واردات الجزائر الصيدالنية من فرنسا انخفضت نسبتها من )2(وتوضح اإلحصائيات

المواد غ عدد منتجي، ويبل%20خفاض نسبته بان2006في % 58، ثم 2005في % 69 إلى 2004

. مختصين في استيراد األدوية فقط78، منهم 121 فيما يصل عدد المستوردين إلى 54الصيدالنية

منها أدوية جنيسة، وهو % 60 دواء وأكثر من 4286أما قائمة األدوية التي يتم تعويضها فتضم حاليا

ودعمه ورغم إستعمال هذا النوع من وطنيما اعتبره وزير الصحة سابقا دليال على تشجيع الدولة لإلنتاج ال

.الدواء في الجزائر يبقى ضعيفا مقارنة حتى ببعض الدول األوروبية

حميد تمار عندما أكد أن سياسة الحكومة واضحة و أنها مستعدة لمساعدة وقد وافقه أيضا السيد

انه في الكثير من الحاالت يحدث أن الفاعلين الوطنيين لتطوير الصناعة الصيدالنية، رغم أنه لفت االنتباه إلى

: http//www.el-massa.com, consulté le 13/12/2007.)1(

.نفس المرجع : )2(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

187

تتعارض مصالح الدولة مع مصالح المؤسسات، ألن األولى تضع نصب عينيها المستهلك بالدرجة األولى،

.لكنه اعتبر أن إيجاد نقاط توافق أمرا ممكن طالما توفرت اإلرادة لدى الطرفين

الىمن مؤسسات صغيرة ومتوسطة شركات الدواء الوطنية التي تتشكل أساسا وفي هذا السياق دعى

التفكير في اإلندماج مع بعضها البعض لتكوين شركات كبيرة أو اإلندماج مع شركة صيدال العمومية التي

.تفكر الحكومة في تحويلها إلى عمالق إلنتاج الدواء

لصالحها سعيا لتغير طرق عملها ، حيثرنامج التأهيل الذي وضعكما دعاها إلى االستفادة من ب

مشيرا " عليكم أن تتغيروا" أنتقد السيد تمار ، بصفة مباشرة طرق تسييرها الحالية وقال للمتعاملين الحاليين

إلى ضرورة التحول نحو التخصص في اإلنتاج واقترح عليهم في هذا السياق االستفادة من خدمات المكاتب

.القانونية التي تضعها الوزارة تحت تصرفهم

ف من اإلستثمارات األجنبية المباشرة أمر غير منطقي ألن هذه األخيرة موجودة فعال في كما اعتبر أن التخو

.الجزائر عبر االستيراد

واعترف السيد مصطفى بن بادة من جانبه بالمشاكل التي تعيشها وحدات إنتاج األدوية الوطنية،

ر في كيفية استغالل هذا الفرع داعيا إلى اتخاذ إجراءات عملية للمحافظة أوال على ما هو موجود والتفكي

.الصناعي، ملحا على ضرورة إشراك المستوردين في النقاش وعلى التقريب بين الصناعيين ومراكز البحث

اعتبر أن اإلنظمام إلى منظمة التجارة العالمية ي فقد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات رضا حميانأما

وقال أن االنفتاح اإلقتصادي لم يجلب .غياب تأطير التجارة الخارجيةال يعد مشكال، لكنه يطرح انشغاالت في

كما عبر حمياني عن رفض فكرة اإلندماج ، . للجزائر أي شيء، داعيا إلى وضع إستراتيجية صناعية عملية

كما رفض فكرة اإلندماج - أغلبها مؤسسات عائلية–التي قال أنها ال تدخل في ثقافة المؤسسات الجزائرية

. صيدال معتبرا أن األصح هو التعامل مع شركات عالميةمع

مام إلى هذه األخيرة ،ال يمكنه أن ينفي ضمة التجارة العالمية أن اإلنظمن جانبها أكدت ممثلة منو

.ية التي يمكن ألي دولة اللجوء إليها في حالة تطلب األمر ذلكئبصفة تامة اإلجراءات الحما

عرضه من إحصائيات في هذا المنتدى يتبين لنا حقيقة الصناعة من خالل ما ذكر سابقا و ما تم

أنها في تطور وارتفاع إال أنها ال تزال ضعيفة لم ترقى بعد إلى التطلعات :الدوائية في الجزائر و هي

. واستمرار التبعية للخارج في هذا المجال، حيث أنها ال تغطي نصف المتطلبات الوطنية،المنتظرة

: والمتضمن مايلي، 2008 ديسمبر 14قرار ومع صدور

القيام ببناء وحدة ،على كل متعامل وطني أو أجنبي يريد تسويق منتجاته في الجزائريجب

. كذلك كل تصريح جديد لالستيراد يشترط إقامة وحدة صناعية مستقبال.صناعية

واد كل مستورد متحصل على تصريح باالستيراد مجبر أن يقدم ملف إقامة وحدة صناعة الم

. وان يحقق استثماره في مدة ال تتجاوز السنتين،الصيدالنية في مدة ال تتجاوز ستة أشهر

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

188

أن يقوم بتصنيع هذه المواد ،على كل مستورد يقوم بتركيب المواد الصيدالنية التي يستوردها

.ةمحليا في مدة ال تتجاوز السن

أي ، تسمية180قائمة تحتوي على فقد تم منع استيراد ،منع استيراد األدوية المصنوعة محليا

دواء مصنوع محليا و هذا بهدف زيادة طاقة اإلنتاج المحلي و تلبية حاجات 359ما يقارب

) .ضروريمراجعة هذه القائمة في كل مرة (السكان

. رؤية تفاؤلية لمستقبل االستثمار في قطاع صناعة األدوية في الجزائرك إذن بصدور هذا القرار، هنا

و باعتبار أن هذا القطاع حساس و يتطلب رؤوس أموال كبيرة و تكنولوجية عالية و حديثة وهذا ما يفتح

. للقيام باالستثمار للشركات األجنبيةأكثرالمجال

تأثير االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد الوطني: ثانيا

االستثمارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد بما أن موضوع هذا البحث هو تأثير

الجزائري، كان بودنا تحليل اآلثار التي خلفتها هذه االستثمارات على االقتصاد الوطني لنتمكن من التكهن بما

.2008 ديسمبر 14ستخلفه من آثار بعد صدور قرار

ارات األجنبية في قطاع األدوية على االقتصاد إال انه و بعد البحث الميداني تبين لنا أن تحليل اثر االستثم

شطة في هذا القطاع تعد على األصابع، ونسبة مساهمتها في الن، فعدد المخابر نوعا ماا مبكراالوطني أمر

وفي الواقع ال توجد إحصائيات كافية عن نصيب قطاع األدوية من إجمالي االستثمارات .االقتصاد ال تذكر

إذ أن مصادر اإلحصائيات الرسمية عندنا ال تزال غير مهيأة . االقتصاد الوطنياألجنبية وعن أثرها على

سواء من ناحية تحليل المعطيات و توفيرها، أو من ناحية التكامل فيما بينها، فالوكالة الوطنية لتطوير

جزة، أما ال توضح سوى االستثمارات المسجلة أو المرخص لها دون التطرق إلى االستثمارات المنراالستثما

بنك الجزائر فال يشير إال لتدفقات رؤوس األموال األجنبية دون اإلشارة إلى القطاعات االقتصادية، في حين

إلنتاج، كما أن الشركات التي أنشئتتكتفي مديرية الجمارك بإحصاء تدفقات اآلالت و المعدات ووسائط ا

.رك بعين االعتبارجراء حاالت االندماج و االستحواذ ال تأخذها مديرية الجما

وما تمكنا الحصول عليه فقط هو أثرها على العمالة،فحسب تصريحات الوكالة الوطنية لترقية االستثمار

ANDI إن فرص العمل التي وفرتها االستثمارات األجنبية في القطاع الصيدالني في الفترة الممتدة ما بين

و هي نسبة ضعيفة بالمقارنة بما 2,5 %بة مشروع أي بنس16 من خالل 850 قدرت ب 2007 و 2002

)1(: وفرته اجمالى االستثمارات األجنبية و الجدول التالي يوضح ذلك

.2008 الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار : )1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

189

-2007 ) 2002( العمالة المنشاة من االستثمارات األجنبية في القطاع الصيدالني : 36جدول رقم

مليون دينار جزائري: الوحدة

عدد مناصب العمل المبلغ عدد المشاريع السنوات2002 0 0 0 2003 2 1910 279 2004 4 2343 369 2005 1 417 70 2006 4 3148 337 2007 5 5506 850 1905 13324 16 المجموع

مجموع االستثمارات

األجنبية

588 747596 77564

موع النسبة من مج

االستثمارات

% 2,72 %1,78 % 2,45

.2008 ، الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار:المصدر أصبح الجميع ملزما بإقامة وحدات صناعية و عليه نتوقع زيادة 2008 ديسمبر 14و بصدور قرار

لمدفوعات من خالل انخفاض الصادرات كما نتوقع أن يكون األثر ايجابي على النمو وميزان ا، العمالة المنشاة

وهذا عموما ما ، نقل التكنولوجيا و تأهيل اليد العاملة في هذا القطاع،و ايجابي أيضا فيو ارتفاع الواردات

.أثبته توطن االستثمارات األجنبية المباشرة في العالم

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

190

وية باجلزائردصناعة األمعوقات :الثالثاملطلب إقتصاد السوق كخيار في ظل التغيرات اإلقتصادية التي تعيشها الجزائر، خاصة منذ تبني نهج

ها على اإلقتصاد العالمي بعد تحرير التجارة الخارجية واحتدام المنافسة األجنبية في مناخوانفتاحللجزائر،

جابهتها في كل السوق الوطني، أصبحت الصناعة الوطنية تعاني من صعوبات كبيرة ال تقوى على م

الخاص، وتعتبر الصناعة الدوائية التي نحن بصدد القطاع أوالقطاعات الصناعية سواء التابعة للقطاع العام

صعوبات جمة وقيود منالبحث فيها واحدة من هذا القطاع الصناعي الوطني التي أصبحت بدورها تعاني

ناحية من الناحية البيولوجية وكذا من طهامختلفة يصعب عليها تخطيها ومواجهتها نظرا لحداثتها ولضغ

.العنصر البشري المؤهل

)1( :ومن بين هذه الصعوبات والمعوقات التي تواجهها هذه الصناعة نجد

تعويض األدوية:أوال

أشهر منذ 9 إلى 6ففي بداية األمر هناك إجراءات إدارية معقدة تستغرق وقتا طويال يتراوح من

كما أنه بالنسبة للمنتجين المحليين . يتم وصولها على مراكز الدفع ليتم التعويض عنهاإيداع ملف األدوية حتى

لى امل يثبت تسجيل الدواء إضافة ا آخر يتمثل في تقديم طلب لتعويض الدواء مرفق كا إدارينجد مشكال

) P.P.A(لسعر شهادة اأونسبة للسعر المطبق على األدوية المستورد إليداع بالاالملف التقني له، وبطاقة

بلجنة يمر الملف ، ثماالجتماعية لألدوية المصنعة محليا، هذا الملف يقدم لوزارة العمل والحماية بالنسبة

والتي استحدثت بموجب القرار اإلداري المشترك المؤرخ في ) C.R.M(خاصة تسمى بلجنة تعويض األدوية

المعوضة األدوية ضمن قائمة وتصنيف الدواء إما الملف، ومن ثم يتم قبول2003 أوت 16

)Remboursables ( ويوضع على قسيمتها)la vignette ( ،تدرج ضمن قائمة األدوية غير أوخط اخضر

.ويوضع عليها خط احمر) non remboursables(المعوضة

من طرف الضمان اإلجتماعي والتي تعتبر في المعوضةوالمشكل المطروح هو هذه األدوية غير

هرب المرضى منها وطلب وجة محليا، وبالتالي فهي تسبب مشكل تسويقي للمنتجات الوطنية، غالبيتها منت

) إجراءات التعويض(حتى يتسنى لهم الحصول على تعويضات، أي ) عادة تكون مستوردة(منتجات أخرى

.المطبقة تقف كعائق في وجه الصناعة الدوائية المحلية

. 274-273 ص ، مرجع سابقادق بوشنافة،الص: )1(

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

191

سياسة التسعير:ثانيا

دم وجود حرية في تسعير المنتجات طبقا لمبدأ التكلفة، و وجود هوامش محددة من طرف الدولة نظرا لع

، والمحدد لسقف هوامش الربح لألدوية، يضاف إلى 1995 أفريل 26 المؤرخ في 119-95طبقا للقرار رقم

ؤدي إلى الخارج، فهي تنشكل الرسوم الكبيرة المفروضة على مدخالت القطاع والقادمة في الغالب م

تضخيم نفقات اإلنتاج المحلي، مما يجعل أسعارها تتعادل مع أسعار المنتجات النهائية المستوردة، وهو ما

.يشجع استيراد األدوية على حساب إنتاجها محليا

النظام المصرفي وسياسة القرض:ثالثا

هيالت، خاصة في هذا المجال يعاني القطاع الصناعي من مشكل عدم وجود تحفيزات مصرفية وتس

بمعدالت فائدة مخفضة ال تثقل كاهل المستثمرين في هذا المجال، االستغالل أو لالستثمارفي منح القروض

.إضافة إلى عدم تغطية مخاطر الصرف

مشكلة العقار الصناعي :رابعا

حيث نجد المشكل مطروح بحدة في الجزائر، ويصعب إيجاد حل له، حيث انه أصبح متداوال حتى

د الجزائري، وتأميم األراضي وما نتج المراحل التي مر بها اإلقتصاالمستوى السياسي، نظرا لمختلف في

ز في مناطق صناعية معينة مؤهلة مركعنه من مشاكل ، حيث أصبح المستثمرون يبحثون دائما عن الت

.وفي كل الشروط الضرورية الخاصة بممارسة النشاط اإلنتاجيتوتس

) PHARMACOLOGIE( ين والمتخصصين في مجال الفارماكولوجيةندرة الباحث :خامسا

ليس بمقدورهم ) Pharmacien(حيث نجد الجامعة الجزائرية تطرح في سوق العمل صيادلة فقط

أدوية ومستحضرات صيدالنية البتكار البحث بأعمالاإللمام بمختلف علوم األدوية، حتى يتسنى لهم القيام

. العامأولية سواء في القطاع الخاص جديدة تدعم الصناعة المح

و إنشاء تخصصات ،و هو ما يطرح بإلحاح إعادة النظر في محتوى برامج التكوين الجامعي لفرع الصيدلة

.تتعمق في مجاالت الفارماكولوجية و البحوث الكيميائية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

192

دراسة حالة شركة الكندي لصناعة األدوية: الرابعاملبحث

إما و األجنبية، جلب االستثمارات إما :بإمكانيتينة متكاملة داخل الحدود مرهون قيام صناعة صيدالنيإن

. الذاتيةاإلنتاجيةامتالك القدرات

صناعة صيدالنية إلقامة الضخمة األموال الذاتية وعدم توفر اإلنتاجية اإلمكانيات محدودية أن رأيناوقد

أن كما ، رغم سلبيات هذا الحل و محدودية عائداتهنبيةاألججزائر لجلب االستثمارات اتجاه الإلى أدىناجعة

. المباشرةاألجنبية يمر غالبا عن طريق االستثمارات اإلنتاجالحصول على المهارات التقنية وبراءات

قطاع األدوية في المباشرة في األجنبيةومن خالل هذا المبحث سنحاول تسليط الضوء على احد االستثمارات

.ص ما أسفرت عنه سياسة الجزائر في تشجيع هذا النوع من االستثمار الستخال،الجزائر

التعريف بالشركة: املطلب األول

شركة الكندي لصناعة األدوية:التسمية -

2005 أكتوبر :التأسيس -

2006 :سنة بناء المصنع -

شركة ذات أسهم:الشكل -

سنة99 :مدة الحياة -

دالنية وشبه الصيدالنية تصدير وتصنيع المواد الصي– استيراد :النشاط -

دج1 008 770 000 :رأس مال الشركة -

الجزائر-دالي إبراهيم : اإلدارة * :المقر -

الجزائر-المنطقة الصناعية بسيدي عبد اهللا الرحمانية : المصنع *

)04( موضح في الشكل رقم:الهيكل التنظيمي -

193

يالفصل الثالث االستثمار األجنبي المباشر في القطاع الصيدالن

الهيكل التنظيمي لشركة الكندي لصناعة األدوية: 04شكل رقم

ةـــة األدويـــندي لصناعـركة الكـــش

ور عصام فاروقـعام الدكتـمدير الـال

األستاذ حسـام سويدعامـمدير الـالنائب

إدارة المبيعات

والتسويق

إدارة تنظيم إدارة المخططات

العالقات

إدارة تطوير

التجارة

اإلدارة والمالية

قسم

المبيعات

قسم

تسويقال

قسم

المشروع

اإلنشائي

قسم

التوريدات

قسمال

التقني

قسم

البحث و

التطوير

أقسام خطوط اإلنتاج

قسم

اإلدارة

قسم

المالية

المدراء

مدراء

1درجة

2مدراء درجة

رؤساء األقسام

الموظفين

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

194

الشركةتاريخ: الثايناملطلب

، في شكل شركة ذات مسؤولية محدودة 2005تأسست شركة الكندي لصناعة األدوية في أكتوبر

: دج بحصص متساوية بين كل من3 260 000 بمساهمة رأس مال أجنبي قدره

باألردن، وهي اآلن من أكبر المصانع باألردن حيث 1989تأسست عام :شركة المتحدة األردنية -1

.منتجات إلى ألمانياتقوم بتصدير بعض ال

بمدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية، برأس مال قدره 1994تأسست عام : شركة تبوك السعودية -2

مليون دوالر أمريكي وهي اآلن تقوم بالتصدير إلى 60 مليون ريال سعودي أي ما يعادل 200

.يكيةالسويد وعلى وشك الحصول على رخصة التصدير إلى الواليات المتحدة األمر

شركة الكندي لصناعة األدوية عضو مجموعة منير سختيان التي لها وجود ضخم في جميع أنحاء العالم،

.والشكل الموالي يبين التطور التاريخي للمؤسسين

الفصل الثالث االستثمار األجنبي المباشر في القطاع الصيدالني

195

EU GMP

للصناعةشركة نرويش

2007 األمريكيةالواليات المتحدة

األدويةشركة الكندي لصناعة

2005 الجزائرللصناعة و التوزيع

جالبيتشركة

1965 فلسطين والتوزيع للصناعة

شركة منير سختيان

1964 االردن للتوزيع

تيانخسمنيرعةومجم

1933 لسطين فللتوزيع

كوشركة تب

و التوزيع للصناعة

السعودية 1994

المتحدةشركة

1989 األردن و التوزيع للصناعة

التطور التاريخي للمؤسسين: 05شكل رقم

مجموعة منير سختيانمجموعة منير سختيان

EU GMP سنة من التجربة في الصناعة الدوائية70اكتر من )األوروبي بي أم جي( 2008 يف متوقع FDA

األوروبي مينا و االتحاد إلىالتصدير

سوق رائجة

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

196

الكندي استثمار أجنيب مباشر يف اجلزائر: الثالثاملطلب

المؤرخ 06/ م ص ت / و ص س 310اطها بموجب الترخيص رقم بدأت شركة الكندي مزاولة نش

والمتضمن رخصة إلقامة وحدة لتصنيع المواد الصيدالنية والموجهة للطب البشري، 2006في أفريل

المتعلق برخص استغالل مؤسسة 1992 فيفري 16 المؤرخ في 285 – 92لتنفيذي رقم اوبمقتضى المرسوم

12 المؤرخ في 114 – 99 أو توزيعها المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم /تصنيع المواد الصيدالنية و

، والذي منحها حق تصنيع األدوية الجنيسة في الجزائر إضافة إلى تطوير هذه األدوية وذلك 1993ماي

والذي تنوي الشركة من خالله إحداث قفزة ) R & D(الحتواء شركة الكندي على قسم للبحث والتطوير

. في مجال صناعة الدواء في الجزائر باعتبار وجود هذا القسم في مصنع لألدوية سابقة في الجزائرنوعية

. تحت الرعاية السامية لوزير الصحة السابق السيد عمار تو2008 أفريل 12 وقد افتتح مصنع الكندي يوم

متر مربع، 10000 مليون دوالر أمريكي ويتربع على مساحة قدرها 30كلف مصنع الكندي حوالي

على شهادة الجودة والنوعية 2008وقد أنشأ وفقا للمعايير الدولية حيث تحصلت شركة الكندي في سنة

.2009وتتوقع حصولها على رخصة التصدير إلى أوربا في سنة ) FDA(األمريكية

ن تحقيق مكانة هامة في السوق الجزائرية ع) سنوات3(استطاعت شركة الكندي في مدة قصيرة

منهم يباع في السوق والبقية ستنطلق 72 منتج مسجل، 96طريق المنتجات التي تستوردها حيث تملك حاليا

منتج تحت التسجيل والتطوير والشكل الموالي يوضح ترتيب شركة الكندي في السوق 92قريبا، وهناك أيضا

.2008بر الدولية في ديسمIMS الجزائرية عبر السنوات حسب دراسة قامت بها شركة

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

197

)2008 - 2005(تطور شركة الكندي في السوق الجزائرية للفترة : 06 شكل رقم

. 2008Décembre, IMS: Source ، حيث تعتبر أحدث مؤسسة صناعية 2008 الثاني لسنة بدأت شركة الكندي التصنيع خالل السداسي

بليون وحدة وفقا لبرنامجها اإلنتاجي، كما هو موضح في الجدول 5,1سيكون لها القدرة على إنتاج أكثر من

:الموالي

الطاقة اإلنتاجية لشركة الكندي في السنة: 37 جدول رقم

السنة/ لوحدة اطاقة الشكل اإلنتاجي

بليون1 اد صلبةمو1.

مليون500 أقراص1.1

مليون500 كبسوالت2.1

مليون35 مواد نصف الصلبة والسائلة2.

مليون20 السوائل1.2

مليون15 المراهم والكريمات2.2

مليون15 الحقن3. Source: Houssam Mansi, EL KENDI Pharmaceutical Manufacturing Company, Site

Master File, December 2008, P06.

0.10

0.30

0.50

0.70

1.10

0.90

1.30

1.50

1.70

2005 2006 2007 2008

160

140

120

80

100

60

40

20 17

25

46

95

السنوات

سوق المبيعات

الجزائري

)بليون دوالر(

المبيعات

المرتبة

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

198

حيث أن أعلى ، يظهر لنا الجدول أعاله برنامج شركة الكندي اإلنتاجي من خالل ثالثة أشكال مختلفة

. فالحقن، تليها المواد نصف الصلبة والسائلة،طاقة إنتاجية يسجلها مصنع الكندي في المواد الصلبة

حداثة استثمار هذه الشركة فان األرقام المسجلة تدل على الدخول القوي لشركة الكندي مجال و بالنظر إلى

.الدواء في الجزائر

و تعود هذه الطاقة اإلنتاجية الكبيرة الستعمال مصنع الكندي احدث وسائل اإلنتاج في الصناعة الدوائية كما

: يوضحه الجدول التالي

وردة من طرف شركة الكنديبعض اآلالت المست: 38جدول رقم

المؤسسة الموردة اآلالت

SDMO مولد كهربائي

MANGAZZINI غاليات بخار

RIAC آالت ضغط الهواء

STILMAS وحدة معالجة الماء

SCHNIEDER محوالت كهربائية

AXOMATIC آلة تحضير السوائل

BOSCH خالطة المراهم

SEJONG آلة حشو المراهم

BOSCH ئلآلة تعبئة السوا

BOSCH آلة ضغط األقراص

YENCHEN آلة حشو الكبسوالت

MULLER آلة تجفيف السوائل

SEJONG خالطة عالية

SEJONG خالطة المخروط المضاعف

BOSCH آلة التغليف

HYUNDAI المصاعد للمصنع

PROTECH آالت مخبر الجودة و النوعية

PROTECH + YENCHEN آالت مخبر البحث والتطوير

إن استيراد شركة الكندي آلالت من طرف مؤسسات رائدة في مجالها دليل على أهمية االستثمار التي

.وفي الملحق صور بعض هذه اآلالت. في الجزائرتقوم به الشركة

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

199

والستيراد اآلالت المذكورة سابقا استفادت شركة الكندي بمقتضى قرار المجلس الوطني

لمدة ) TVA( من اإلعفاء من ضريبة الرسم على القيمة المضافة 01/2006/ 16مار المؤرخ في لالستث

. سنوات، كما هو مبين في الملحق3

:وقد انطلقت دورة استغالل مصنع الكندي من خالل خطين إنتاجيين هما

)أقراص وكبسوالت(خط المواد الصلبة -

.لوالسوائ) مراهم وكريمات(خط المواد نصف الصلبة -

.2010 سيشرع العمل فيه في سنة ) Injectableخط الحقن (و مشروع الخط الثالث

: كما هو مبين في الجدول التالي2008 مستحضر في سنة 11وتعمل الكندي على صناعة

2008قائمة األدوية المنتجة من طرف شركة الكندي خالل سنة : 39جدول رقم

الشكل االنتاجي اسم الدواءFlazol 500 mg أقراص

Flazol OS سائل Zeta Cream كريم

Zeta pomade مرهم Prof OS سائل

Rapidus 50 mg أقراص Divido 75 mg كبسوالت Tabiflex Cool مرهم Metfor 850 mg أقراص

Ezilax مشروب Mentex مشروب

ية يظهر جليا من خالل مستوى إن عزم شركة الكندي على تحقيق مكانة مهمة في السوق الجزائر

والشكل التالي. المبيعات المحققة في فترة وجيزة هذا من جهة، وكذا تطلعاتها للسنوات القادمة من جهة أخرى

: يوضع ذلك

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

200

ت شركة الكنديتطور مبيعا:07شكل رقم

2010 -2005للفترة

فريقعمل ثمرة هو االنجازهذاإن :من متكون

والمبيعات التسويق مدير -التسويق مدير -مبيعات مدراء 4 -منتج مديرا -طبي ممثل 46 -تجاري مشرف -تجاريين ممثلين 06 - مستشفىممثال-

المبيعات المتوقعة

المبيعات المحققة

السنوات

المبيعات مليون دوالر

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

201

إذا استطاعت شركة الكندي تحقيق تطلعاتها فيما يخص اإلنتاج والتسويق فإنها ستكون قادرة على ضمان

السوق الجزائرية والتي تمثل إحدى األهداف الرئيسية لمجموعة منير سختيان، وكذلك ستكون ذراع جديد

.أوروباوقوي لهذه المجموعة في

تعمل شركة الكندي جاهدة على تحقيق اكتفاء في مجال الدواء في الجزائر والعمل بالموازاة على

اكتساب أسواق خارجية، وفي هذا الصدد قد بدأت الشركة نشاطات جديدة بدخولها لألسواق العالمية حيث

وقريبا في أوروبا ) نستان بكازخستان، أوكرنيا، روسيا، أدربيجان وتوركم(بدأت التوغل في آسيا

.الغربية

202

السوق الجزائرية هدف الشركة هو تغطية كل احتياجات

203

العالميةاألسواقإلىو الوصول

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

204

أخيرا ومن خالل دراستنا لحالة شركة الكندي كاستثمار أجنبي مباشر في الجزائر لمسنا طموحها

ة أخرى، من جه) الجزائر(لتحقيق المنفعة لكل من شخصها المعنوي كشركة من جهة، وللبلد المستضيف

:وفي مايلي أهم أهدافها

.أن تكون أحد رواد الصناعة البارزين في الحقل الصيدالني -

.أن يكون لها دور رئيسي في تطوير الصناعة الدوائية في الجزائر -

.خلق أصناف دوائية قوية وفريدة في األسواق العالمية -

.دة لفترة أطول وبسعادةتغيير حياة األفراد إلى األحسن بمساعدتهم على االحتفاظ بصحة جي -

.بناء عالقات مهنية طويلة األمد مع شركائها ومورديها مع اإلبقاء على طابع الصداقة -

.تحقيق أرباح ترضي مستثمريها في أقصر وقت ممكن -

خلق مناصب شغل جديدة وتدريبها وتأهيلها لتكون قادرة على مواكبة جديدة لصناعة الدواء في -

.مثل مساهمة وتطلعات شركة الكندي في امتصاص البطالة في الجزائرالعالم، والجدول الموالي ي

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

205

عدد مناصب العمل التي توفرها شركة الكندي: 40جدول رقم

عدد الموظفين المتوقع عدد الموظفين الحالي األقسام

25 11 قسم اإلنتاج

17 9 قسم مراقبة النوعية

9 6 قسم تأمين النوعية

4 1 قسم البحث والتطوير

16 8 قسم الهندسة

18 8 قسم التوريدات

3 2 قسم التطوير التجاري

8 3 قسم اإلدارة

15 10 قسم المالية

6 3 قسم اإلعالم اآللي

80 70 قسم التسويق والمبيعات

4 2 قسم التسجيل

205 133 المجموع

.2008بشرية لشركة الكندي ،جوان مصلحة الموارد ال:المرجع

كممثل لمستثمر أجنبيعصام فاروق حسين وفي حوار أجريناه مع المدير العام لشركة الكندي الدكتور

االستثمار في الجزائر صرح بأن الجزائر بلد يتمتع بمؤهالت هائلة لقيام صناعة صيدالنية غير حول مناخ

:رغم التحفيزات المقدمة، ومن جملة هاته المشاكل ذكرأنه يعاني من الكثير من المشاكل

قامت وزارة الصحة بإلغاء وثيقة برنامج 2006فمثال في سنة : عدم وجود التنسيق بين اإلدارات -1

استيراد الدواء، ولكن عدم حصول إدارة الجمارك على أي وثيقة رسمية من وزارة الصحة تثبت

. بقيت بضاعته في الموانئ لفترة طويلةذلك أوقع المستورد في مشاكل عديدة حيث

إن بعض القرارات تتخذ بدون أي دراسة مقدمة حتى أنها تكون تعجيزية : اتخاذ القراراتعشوائية -2

.في بعض األحيان

أعلنت وزارة الصحة بأنه لتسجيل أي دواء يجب إحضار شهادة ) 2006( السنة فمثال وفي أواخر نفس

.من خمس قاراتتسعيرة هذا الدواء في خمس دول

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

206

غير أن الجزائر : عدم وجود إطار زمني محدد لدراسة مختلف العمليات على مستوى اإلدارات -3

تشترك في هذه النقطة مع معظم الدول العربية

فقد اصطدم مصنع الكندي في بداية إنشائه بواقع : عدم وجود التهيئة الالزمة في المناطق الصناعية -4

ء، ولم يتم إنهاء هذا المشكل إال بتدخل شخصي من رئيس غياب توصيالت الكهرباء و الما

دفع مستحقات التوصيل على الكندي، وقد تعين على شركة عبد العزيز بوتفليقةالجمهورية السيد

.حسابها الخاص

أنه يتعين عصام فاروق فحسب رأي الدكتور :عدم أخذ طبيعة المشروع كمرجع في منح التحفيزات -5

لمفاضلة بين المشاريع فيما يخص منح التحفيزات و االمتيازات وأخذ على السلطات المعينة ا

.إستراتيجية المشاريع كمرجع فإنشاء مصنع للدواء ليس كإنشاء مصنع للحلويات

مما جعلها تفتقد لإلطارات الفنية المحترفة التي ترجوها : افتقار الجزائر لسياسة التنمية البشرية -6

تخرجين من الجامعة في الجزائر هم صيادلة عامة تلزمهم دراسات فالصيادلة الم. الصناعة الدوائية

.في الخارج للتخصص في الصناعة الدوائية

بأنه رغم كل العراقيل والمشاكل التي تواجه المستثمرين عصام الفاروق الدكتور أكدوفي األخير

ستثمار األجنبي المباشر في األجانب بصفة عامة وشركة الكندي بصفة خاصة يبقى المناخ العام لال

.الجزائر مشجعا لجلب رؤوس األموال نتيجة امتالك الجزائر لسوق واسعة خاصة في مجال األدوية

القطاع الصيدالني االستثمار األجنبي المباشر في الفصل الثالث

207

الثالثخالصة الفصل

في هذا الفصل نصل إلى أن المواد الصيدالنية ليست كباقي المنتجات األخرى التي تطرح في

نتاجها، توزيعها واستهالكها، وذلك نظرا للدور المهم الذي تلعبه في السوق، من حيث طريقة اكتشافها، إ

اقتصاد أي مجتمع من المجتمعات باختالف الزمان والمكان، بالحفاظ على صحة أفراد المجتمع وبذلك الحفاظ

ويصرف من ) الصيدلية( والحصول على المواد الصيدالنية يتم في أماكن محددة .لالقتصادعلى السير الجيد

رف أشخاص مختصين متمرسين، كما أن الطلب على هذه األخيرة مرتبط بالحالة الصحية لألفراد، ط

.ونوعية األمراض الشائعة في المجتمع، وال يعتمد كثيرا على رغبة الفرد

وللصناعة الصيدالنية وباألخص صناعة األدوية مداخيل جد معتبرة تساهم في رفع مستوى

صاريف الكبيرة التي تصرف في مجال البحث والتطوير الذي يعتمد على علم الصيدلة ، رغم الماالقتصاد

. المتوصل إليها في ميدان الصيدلة والكيمياءواالكتشافات

تعمل على وضع سياسة صيدالنية هادفة من اجل الحفاظ على سالمة أن ولهذا على الجزائر

م في مسار استهالك األدوية وذلك من خالل نظام ن للدولة دور جد هامواطنيها واستقرار اقتصادها ، ال

تبعه، كما يجب على الدولة مراقبة العروض التي تطرح في السوق من حيث جودة ت الذي االجتماعيةالحماية

.النوعية، الفعالية ومدى أمن األدوية والتقليل قدر اإلمكان من اآلثار الجانبية

208

ةــخاتمــال

209

ةــخاتمـــال

ام التنافس على رؤوس األموال األجنبية بين مختلف الدول المتقدمة د الراهنة باحتتتسم البيئة الدولية

ي في توفير التمويل يلعبه االستثمار األجنب وذلك نتيجة للدور الهام الذي ،والدول النامية على حد سواء

ونقل التكنولوجيا والمساهمة في رفع مستويات المداخيل والمعيشة وخلق جيةاإلنتاالمطلوب إلقامة المشاريع

المزيد من فرص العمل والتعزيز في قواعد اإلنتاج وتحسين المهارات والخبرات اإلدارية وتحقيق ميزات

.تنافسية في مجال التصدير والتسويق

امية التي تعاني من تفاقم أزماتها ويحتل االستثمار األجنبي المباشر أهمية استثنائية في الدول الن

وفي ظل تصاعد مؤشرات المديونية . تقلص مصادر التمويل المختلفةأهميتهالمالية، والشيء الذي زاد من

أمامها وتضخم التكاليف المرافقة لالقتراض من العالم الخارجي، فإن مصادر التمويل التي تبقى متاحة

جنبي المباشر من جهة، وتنشيط االستثمار المحلي والسيطرة عليه تنحصر في العمل على جلب االستثمار األ

.من جهة أخرى

كل الدول النامية بوجه عام بسن تشريعات تمنح حوافز مغرية للمستثمرين وفي هذا اإلطار قامت

والجزائر واحدة من بين هذه الدول التي وضعت . ز التي تقف في طريقهمجاألجانب، وتزيل كل القيود والحوا

.ذه التشريعات والحوافزه

وتماشيا مع ما تم عرضه من إصالحات وامتيازات تشجيعية، وما توفر كمؤهالت، فقد عرف

االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر مرحلة جديدة لحجم التدفقات من رؤوس األموال، خاصة بعد

.التسعينات رغم العراقيل والمشاكل الموجودة

الدراسةنتائج

:العمل المقدم توصلنا إلى استخالص النتائج التاليةمن خالل

لقد أصبح االستثمار األجنبي المباشر مصدرا مهما للتمويل الخارجي للكثير من الدول النامية، -1

.وهو شكل مختلف لتدفقات رؤوس األموال الخارجية

في عمليات تدريب يعمل االستثمار األجنبي المباشر على ترقية المهارات، ويساهم بشكل كبير -2

.العمال المحليين، وله دور كبير في تحسين العمل اإلداري وتحديث طرق التسيير

تعتبر الجزائر من بين الدول التي استطاعت تغيير موقفها اتجاه االستثمار األجنبي المباشر، -3

جيعه، تسعى حاليا إلى ة لتشيد الذي يعارض كل محاولة أو كل إرادفبعدما كانت تتميز بالموقف المتشدد والمق

.جتذابهالإيجاد السبل الكفيلة

210

في وجود جذب االستثمار األجنبي المباشر، إن القوانين والتحفيزات لوحدها تعد غير كافية ل-4

. البيروقراطية المعيقة لالستثمارسلسلة من العراقيل

.إشكالية العقار من بين أهم عوائق االستثمار في الجزائر-5

يستحوذ قطاع المحروقات على إذ االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر بنسب متفاوتة،يتوزع -6

. أما باقي القطاعات فتستفيد من حصة قليلة منههذا االستثمار من تدفقات األكبرالنصيب

يعتبر نقول أن االستثمار األجنبي المباشر في هذا القطاع ) وع الدراسةموض(وعن قطاع األدوية

فأغلبية الشركات التي استثمرت في الجزائر اقتصر عملها على التعبئة والتغليف بسبب ما ،داضئيال ج

. مما لم يسمح للصناعة الدوائية بالتطور في الجزائر،واجهته من عراقيل كثيرة

االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر ال يزال دون المستوى المطلوب، ولم يصل بعد إلى عتبة -7

.بسبب عدم تبني الجزائر في مواجهة مشاكلها لسياسة الحلول الجذريةلمبذولة، وهذا الجهود ا

التوصيات

على ضوء النتائج والمالحظات المتوصل إليها، ومن أجل ترشيد السياسة االستثمارية الجزائرية،

:وصيات التاليةقدم االقتراحات والتنلمواكبة التطورات العالمية الراهنة، والتنمية االقتصادية لتدعيم

لي على نظام الحوافز واإلعفاءات الضريبية، إذ أنها لن تجذب المستثمرين إذا عدم االعتماد الك-1

ل على إصالح المناخ العام لالستثمار في وبالتالي يجب العم،كانت ظروف العمل واإلنتاج غير مشجعة

.واإلقليميةالجزائر، وذلك من جميع النواحي االجتماعية والسياسية واالقتصادية

الهتمام بالتنمية البشرية في الجزائر، ألنها تؤدي إلى زيادة الكفاءة وانتشار استخدام ل نوصي -2

.االقتصادي فهي أحد محددات النمو ،التكنولوجيا وتشجيع االبتكارات

العمل على تحسين صورة الجزائر في الخارج، وذلك من خالل تكثيف المحادثات مع الدول -3

األجنبية، وفتح ملفات للتعاون والشراكة، إضافة إلى إضفاء الثقة على مناخ االستثمار وبيئة األعمال

طاع غير النفطي، وتوجيه والتعريف بالفرص االستثمارية وتسويقها خاصة ما يتعلق منها بالق،بالجزائر

.السفارات ومختلف األجهزة بالخارج للعمل على ذلك

الطرق، االتصاالت والمواصالت، مرافق االستقبال، : البنى األساسية(ل با تحسين هياكل االستق-4

وتسهيل اإلجراءات الخاصة بانطالق المشاريع االستثمارية، مع العمل على ) الخ...قوانين اإلقامة والسفر

.سين سوق العمل وااللتزام بالضمانات الدولية في مجال االستثمارتح

إعادة تأهيل وإصالح اإلدارة الجزائرية من خالل محاربة الفساد اإلداري واإلجراءات -5

عليها، مع ضرورة تجنب التعارض بين القوانين وخاصة على مستوى الشفافية والثقةالبيروقراطية، وإضفاء

211

مع تأكيد العمل على تحديث اإلدارتين معا، وتزويد المكلفين والمؤسسات . إدارة الجماركإدارة الضرائب و

.بالمعلومات الكافية والحديثة مع ضرورة تنسيق وتسهيل اإلجراءات الضريبية لهم

. و األجهزةاتالعمل على تحديث أنظمة المعلومات لتسهيل تنقل هذه األخيرة بين مختلف اإلدار -6

و الحد من لألدوية الوطني اإلنتاج تشجيع إلى الرامي 2008 ديسمبر 14رار صدور قإن -7

من خالل ،عليها استغاللها لفرض نفسها في السوق الجزائريةي فرصة ذهبية يمنح شركة الكند،استيرادها

. قلة المنافسين في الوقت الراهن و هذا في ظل إنتاجهازيادة خطة

ركة الكندي إعادة جملة الدراسات المتعلقة بالتوسع والتغلغل في تستلزم الظروف الجديدة على ش -8

.في مختلف واليات الوطن فروع للشركة إنشاء وهذا من خالل ،السوق الوطنية

يتوجب على شركة الكندي وضع استراتيجيات مرنة و محكمة في نفس الوقت، تضمن من -9

طالما أنها شركة ذات أسهم برؤوس ) المية الراهنة كاألزمة المالية الع(خاللها الصمود في وجه األزمات

. أموال أجنبية تعمل حاليا على الحصول على شهادة التصدير إلى أوروبا و الواليات المتحدة األمريكية

و األردن و تعتمد شركة الكندي على استقطاب اليد العاملة المؤهلة من الدول العربية كمصر -10

جديرة الن فإنها ، كانت تفتقر للكفاءةإنجزائر تملك في المقابل عمالة نشيطة و الأن نرى أننا غير ،فلسطين

الن اليد العمالة المحلية اقل كلفة من اليد العمالة ،الدراسات التدريبية بتكوينو تأهيلتمنحها الشركة فرصة

.مستقطبة من الخارجلليد العاملة ال اخذين بعين االعتبار االمتيازات الممنوحة ،األحوال في كل األجنبية

اليد العاملة و نقل وتأهيل مباشر في الجزائر بتشغيل أجنبي قامت شركة الكندي كمثال الستثمار وإذا

تكون الجزائر قد بلغت مبتغاها من تبنيها سياسة تشجيع ،التكنولوجيات الحديثة كما هو مرجو منها

.األجنبيةاالستثمارات

آفاق البحث

قطاع األدوية في الجزائر، غير أننا نرى أن حول االستثمار األجنبي المباشر في لقد انصب بحثنا

).الخ...كقطاع الخدمات، السياحة،(هناك قطاعات أخرى تصلح أن تكون موضوع لدراسات الحقة

14 صدور قرار جاءت قبل في قطاع األدويةكما أن دراستنا لموضوع االستثمار األجنبي المباشر

حدوث األزمة المالية ، وقبل الوطني لألدوية والحد من استيرادهااإلنتاجلرامي إلى تشجيع ا2008ديسمبر

لهذا جديدةولهذا نرى أن أي دراسة، )2008التي ظهرت في السداسي الثاني من سنة (العالمية الراهنة

. من شأنها إثراء البحث العلمي و ستكون هامة في المستقبللموضوعا

212

راجعـمة املــقائ

213

قائمة املراجعI / المراجع باللغة العربية

:الكتب •االستثمار، إبراهيم محمد العنابي، االتفاقيات الدولية في مجال االستثمار، المؤسسة العربية لضمان -1

.2003 ،الكويت

.1995،مصر ،هرة إبراهيم محمد الفار، اقتصاديات المشروعات المشتركة، دار النهضة العربية، القا-2

واألشكال المختلفة لالستثمارات األجنبية، مؤسسة شباب الجامعة، أبو قحف عبد السالم، السياسات -3

.1989 ، مصر،اإلسكندرية

سنة مصر، الرابعة، أبو قحف عبد السالم، مقدمة في إدارة األعمال الدولية، مكتب اإلشعاع، الطبعة-4

.غير مبينة النشر

.1993 ،قتصاد الجزائر المستقلة، ، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون ، الجزائرأحمد هني ، ا -5

جمال الدين لعويسات، العالقات االقتصادية الدولية والتنمية، هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر -6

2000.

لبنان ،ت، بيروت االستثمار الدولي، منشورات عويدا،)دلترجمة علي زيغور وعلي مق( جيل برتان -7

1970.

بيروت، لبنان ،بعة الثانيةطال، عويدات ، منشورات ، االستثمار الدولي) مقلدعلي ترجمة(جيل برتان -8

1982.

.1992 ،رديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنون، الجزائ حنفي عبد الغفار، اإلدارة المالية المعاصرة، -9

.1999، األردن، نيدلة و تاريخها، مؤسسة الوراق، عمارسمية ماري شكور، مقدمة في علم الص -10

.1985، رديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنون، الجزائ رشدي شيحة ، االقتصاد المصرفي والنقدي، -11

جامعة المنصورة، كلية الحقوق ،لمة رضا عبد السالم، محددات االستثمار األجنبي المباشر في ظل العو-12

2002.

.1993 ،مصر،راهيم، نحو اإلصالح الشامل، دار السعاد صباح، القاهرة شحاتة إب-13

.2001 ،مصر ،اإلسكندرية طارق عبد العال حماد، اندماج وخصخصة البنوك، الدار الجامعية، -14

.1997 ،والتوزيعاالستثمار، دار المستقبل للنشر طاهر حيدر حردان، مبادئ -15

.1978، القاهرة، مصر،ولي، دار النهضة العربية عبد الخالق جودة، االقتصاد الد-16

، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، عمار معاشو ، النظام القانوني لعقود المفتاح في اليد -17

.1989 ،الجزائر

.2000 ،ر مص، فريد النجار، االستثمار الدولي والتنسيق الضريبي، مؤسسة شباب الجامعة، اإلسكندرية-18

.1997 ، الجزائر،ديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنونالقانون االقتصادي، لشعب ، سلسلة محفوظ -19

.1996 ،مصر،ة العربية، القاهرة محمد صبح، القرارات المالية االستراتيجة، دار النهض-20

214

متعددةالخاصة بتطور الشركات ، األطروحات )ترجمة علي محمد علي تقي عبد الحسين(أ . ميرونوف أ-21

.1983 ، الجزائر،بن عكنون الجنسيات، ديوان المطبوعات الجامعية،

ديوان متعددة الجنسية، األطروحات الخاصة بتطور الشركات ، )ترجمة علي القزويني(أ . ميرونوف أ-22

.1986 ،، الجزائرالمطبوعات الجامعية، بن عكنون

بعة طالحصائية، النهضة العربية، هيكل عبد العزيز فهمي، موسوعة المصطلحات االقتصادية واإل-23

.1985لبنان،بيروت، الثانية،

:الرسائل واألطروحات •الصادق بوشنافة، اآلثار المحتملة النضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة على قطاع صناعة -1

، أطروحة دكتوراه، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة "حالة مجمع صيدال"األدوية

.2007-2006الجزائر،

دراسة حالة الجزائر، مذكرة ماجستير، : االستثمار في الدول العربيةآفاقالعربي غويني، واقع و -2

. 2001جامعة الجزائر،

دراسة تحليلية لحالة الجزائر : بالل لوعيل ، االستثمار األجنبي المباشر وعالقته بالنمو االقتصادي -3

رة ماجستير في العلوم االقتصادية، فرع التحليل االقتصادي، ، مذك)2005 - 1995(خالل الفترة

.2007كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر، أفريل

حالة الجزائر في : سامية دحماني ، تقييم مناخ االستثمار ودوره في جذب االستثمار األجنبي المباشر -4

، مذكرة ماجستير، كلية العلوم االقتصادية 1998 -1988ظل اإلصالحات االقتصادية العشرية

.2001وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

عبد الرحمان تومي ، واقع وآفاق االستثمار األجنبي المباشر من خالل اإلصالحات االقتصادية في -5

، أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية، كلية العلوم االقتصادية وعلوم 2009 – 1980الجزائر

.2006ير، جامعة الجزائر، أكتوبر التسي

، مذكرة – حالة الجزائر– دراسة تحليلية تقييمية : فؤاد محفوظي ، االستثمار األجنبي المباشر -6

– 2006ماجستير في العلوم االقتصادية، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

2007.

مواقف، مذكرة ماجستير، معهد العلوم - آثار–القات ع: فريد يبالة ، الشركات متعددة الجنسيات -7

.1995االقتصادية، جامعة الجزائر،

-فطيمة بن عبد العزيز ، فعالية االستثمار األجنبي المباشر وآثاره على اقتصاديات الدول النامية -8

قتصادية الجزء األول، أطروحة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية، كلية العلوم اال-حالة الجزائر

.2005 – 2004وعلوم التسيير، جامعة الجزائر،

215

، "إستبيان على مستوى الجزائر العاصمة"ليلى بعوني ، دراسة تحليلية الستهالك المواد الصيدالنية -9

مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية، تخصص سبر آراء، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،

.2007 – 2006جامعة الجزائر،

دراسة –محمد ساحل، تجربة استقطاب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر والعربية السعودية -10

المالية ، كلية العلوم االقتصادية وعلوم و النقود ،مذكرة ماجستير في علوم التسيير،فرع–مقارنة

.2008التسيير، جامعة الجزائر،

ميات بين المحيط االجتماعي والتقسيم الدولي منار علي محسن مصطفى، دور الشركات عابرة القو -11

.1994للعمل، أطروحة دكتوراه، قسم االقتصاد، جامعة القاهرة ،

-1998أوعيل، واقع االستثمار األجنبي المباشر في ظل التغيرات االقتصادية في الجزائر نعيمة -12

قتصادية وعلوم التسيير، نقود ومالية، كلية العلوم اال، مذكرة ماجستير في علوم التسيير، فرع2005

.2006 – 2005جامعة الجزائر،

بوعافية، أثر اإلصالحات االقتصادية على جذب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر خالل هشام -13

، مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية، فرع نقود ومالية، كلية العلوم 2006 – 1996الفترة

.2006 – 2005 ، الجزائراالقتصادية وعلوم التسيير، جامعة

:الندوات والمؤتمرات والمحاضرات • ندوة ،"التحديات والفرص " محمد هشام، حماية الملكية الفكرية في مصر وإطار التنمية الشريف -1

.1992 ، القراراتخاذمركز المعلومات ودعم رية في مصر،رئاسة مجلس الوزراء،حقوق الملكية الفك

االتجاه نحو : جذب االستثمار األجنبي المباشر في الدول العربيةالعريان محمد والجمال محمود، -2

األساسيات الصحيحة، ندوة حول الحوافز الممنوحة لالستثمارات األجنبية المباشرة في الدول

.1997 مارس 25 – 24العربية، ندوة بمدينة الحمامات تونس بتاريخ

تمويل التنمية االقتصادية في مصر في ظل المباشر في األجنبياالستثمار دور ، زكي شبانةأمينة -3

الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي ، المؤتمر السنوي الثامن لالقتصاديين المصريين، السوقآليات

.1994 ، مصر، القاهرة، و التشريعاإلحصاءو

المتطلبات،مؤتمر التمويل... التوجهات: حاتم عبد الجليل الفرنشاوي، االستثمار في ظل العولمة -4

.2006العربية لجذب االستثمار،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية، القاهرة، تطوير اإلدارة:واالستثمار

، ندوة قطر والطريق إلى TRIPSحسام الدين عبد الغني الصغير، الملكية الصناعية في اتفاقية -5

.2002 مارس 14- 13العولمة االقتصادية، غرفة تجارة وصناعة قطر، الدوحة

حسن، االستثمارات العربية في الخدمات ضمن االتفاقية العامة للتجارة في الخدمات، المؤتمر شريف -6

.2003 ديسمبر 09-10العاشر لرجال األعمال و المستثمرين العرب، الجزائر

عبد المجيد قدي ، محاضرات في مقياس تقنيات واستراتيجيات الدخول إلى األسواق الخارجية، فرع -7

.1994 – 1993، معهد العلوم االقتصادية، العام الجامعي التجارة الدولية

216

لتنمية ي عة أعمال ندوة حول التنسيق الضريب النموذج العام لالستثمار الدولي، في مجموفريد النجار، -8

.1995 ،لدول العربية، القاهرة، مصرااالستثمارات العربية، جامعة

ار األجنبي المباشر على النمو في الدول الخارجية لالستثم ناصف إيمان عطية،تأثير الوفرات -9

.2003 سبتمبر 11/13المجلد األول،اإلسكندرية،21النامية،مؤتمر االستثمار والتنمية وتحديات القرن

:المجالت والدوريات والجرائد •البازعي، حميد بن سليمان، اتفاقية الخدمات المالية وآثارها المحتملة على القطاع المصرفي -1

مجلة االقتصادية السعودية، مركز النشر االقتصادي، الرياض، السنة األولى، العدد السعودي، ال

.1999 ،الثاني

مجلة التعاون الصناعي في الخليج ،" تخطيط ونقل التكنولوجيا "،الحمداني، نضال إبراهيم وآخرون -2

.1987، أكتوبر 30العربي، العدد

تفاقم مديونية الدول علىاألجنبية المباشرةأثر تحويل أرباح االستثمارات "النفلي عاطف حسين، -3

.1988 ،5، مجلة الدراسات الدبلوماسية، وزارة الخارجية، المملكة العربية السعودية، العدد "النامية

، نظرة تحليلية للمكاسب والمخاطر: قضايا االستثمار األجنبي المباشر في البلدان الناميةبنك مصر، -4

.1997 ،2 بنك مصر، العددالبحوث،مركز

.2001 مارس 11، اليوميةجريدة الخبر -5

.2008 أفريل 20جريدة الخبر اليومية، األحد -6

ة بحث في النظرية، المجلة العلمية، كلي: خليل محمد خليل، االستثمار األجنبي المباشر والتنمية -7

.1994، ديسمبر 21التجارة، جامعة أسيوط، العدد

لقومية ومستقبل الظاهرة القومية، سلسلة كتب ثقافية شهرية سعيد محمد السيد، الشركات العابرة ل -8

.1986 نوفمبر ، الكويت،يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب

صبري عبد الرحمان، أثر االتفاق العام لتجارة الخدمات عربيا ودوليا على قطاع النقل البري العربي -9

.2003 ،21عة، بنك الكويت الصناعي، العدد مع إشارة للسكك الحديدية، مجلة المال والصنا

المجلة العلمية لالقتصاد محمد بن علي العقال، االستثمار األجنبي المباشر في الدول اإلسالمية، -10

.1995 ،2والتجارة، كلية التجارة، جامعة عين شمس، مصر، العدد

متعلق بتطوير االستثمار ومدى قدرته على تطوير ال 01/03محمد يوسفي، مضمون أحكام األمر -11

.2001، الجزائر، 23ستثمارات الوطنية واألجنبية، مجلة اإلدارة، العدد الا

نبيل حشاد ، الجات وانعكاساتها على اقتصاديات الدول العربية، سلسلة رسائل بنك الكويت الصناعي -12

.1994، سبتمبر 42العدد

رات األجنبية المباشرة والتنمية االقتصادية في العالم، المجلة العلمية إيهاب عزالدين، االستثمانديم -13

.1996 ،اد والتجارة، كلية التجارة، جامعة عين شمس، القاهرة، العدد الثانيلالقتص

217

اقتصادية، مجلة آفاق ،ياسر محمد جاد اهللا محمود، حماية حقوق الملكية الفكرية والنمو االقتصادي -14

.2000 ، .84. 21والصناعة في دولة اإلمارات العربية المتحدة، المجلد إتحاد غرف التجارة :التقارير ودالئل األعمال • المباشر الوارد من االقتصاديات النامية األجنبياالستثمار : 2006 تقرير االستثمار العالمي ،االونكتاد -1

. على التنميةأثرهو االنتقالية و

.1992، المؤسسة العربية لضمان االستثمار، 1992بية لعام تقرير مناخ االستثمار في الدول العر -2

.2000، المؤسسة العربية لضمان االستثمار، 2000تقرير مناخ االستثمار في الدول العربية لسنة -3

.1993 ،18صندوق النقد الدولي، دليل ميزان المدفوعات، الطبعة الخامسة، الجزء -4

ل األعمال إلى اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، أمانة المتحدة للتجارة والتنمية، دليهيئة األمم -5

.1995 ،الكومنولث، مركز التجارة الدولية

".2008 -1999المؤشرات االقتصادية الجزائرية للمدة "وزارة المالية، تقرير -6 :القوانين والمراسيم •رسمية، العدد يتضمن قانون االستثمار، الجريدة ال15/16/1966 المؤرخ في، 66/284األمر رقم -1

.1966 سبتمبر 17المؤرخة في ، 80

.27/02/2001 الموافق لـ 1421 ذي الحجة عام 04المؤرخ في 01 -01األمر -2

المتعلق بتطوير االستثمار، الجريدة الرسمية، العدد 2001/ 08/ 20 المؤرخ في 03 /01األمر رقم -3

.2001 /08 /22 في ة، المؤرخ47

المتعلق بالنقد و القرض، الجريدة الرسمية، العدد 2003 /08 /26 المؤرخ في11/ 03األمر رقم -4

.2003 /08/ 27، المؤرخة في 52

. المتعلق بتطوير االستثمار15/07/2006 المؤرخ في 08/ 06األمر -5

.، المتعلق باالستثمارات الخاصة الوطنية و األجنبية1963 جويلية 26 المؤرخ في 277-63القانون -6

المتعلق باالستثمارات ،الجريدة الرسمية 1963/ 07 /26 الصادر في 277/ 63القانون رقم -7

. 53العدد

يتعلق بتأسيس الشركات المختلطة و سيرها، 1982 /08/ 28 المؤرخ في 13 /82القانون رقم -8

.1982 /08/ 31 فية، المؤرخ35الجريدة الرسمية، العدد

.2 باالستثمار، الجريدة الرسمية، العدد المتعلق1988 /07/ 25 المؤرخ في 25 /88القانون رقم -9

، 50، الجريدة الرسمية، العدد، 28/04/2005 المتعلق بالمحروقات المؤرخ في 05/07القانون رقم -10

.2005/ 07 /19 بتاريخ ةالصادر

. المتعلق بالنقد و القرض14/04/1990 المؤرخ في 10/ 90القانون رقم -11

. المتعلق بترقية االستثمارات05/10/1993ي المؤرخ ف93/12المرسوم التشريعي رقم -12

218

المؤرخ في ،تنظيم وسير المجلس الوطني لالستثمار و المتعلق بتشكيل01/281المرسوم التنفيذي -13

24/09/2001. :مواقع األنترنات •عبد الوهاب بوكروح، مستثمرين عرب يفكرون في تحويل أنظارهم عن االستثمار في الجزائر، -1

:وقعمقال منشور في مhttp : bwahab 2505. maktooblog. Com, Consulté le 13/12/2007. 2-http : //www.cl- massa. Com, Consulté le 13/12/2007.

II /المراجع باللغة األجنبية:

• Les ouvrages : 1- Amine. S, Accumulation on world scale, vol 1, New York, 1974. 2- Benachenou, Les firmes étrangères et les transferts des techniques vers

l’économie Algérienne. 3- Chesnais François, La mondialisation du capitale, Edition : Syros, collection :

Alternative économique, Paris, France ,1994. 4- Deboub Youcef, Le nouveau mécanisme économique en Algérie, Office des

Publications Universitaires, Alger, 1995. 5- Denis Tersen, Jean-Luc Bricout, L’investissement international, Edition :

Armand Colin, Paris, France, 1996. 6- Hugonnier.B, Investissement Direct : Coopération internationales et firme

multinationale, Edition : Economica, Paris, France ,1984. 7- Jacquemin. A, Economie industrielle Européenne : Structures de marché et

stratégie industrielle, Dunod, Paris, France, 1979. 8- Jacquemot Pierre, La firme multinationale : une introduction économique,

collection : Gestion, Edition : Economica, Paris, France ,1990. 9- Klams Longefeld wirth, Les joints ventrues internationales, Edition : GLN,

Juillet 1992. 10- Lall.S, The multinational corporation, London, 1984. 11- Muccheilli Jean-Louis et autres, Multinationales Européennes et

investissement croisés, Edition: Economica, Paris, France, 1982. 12- Palma.G, Dependency: A formal theory of under development or

methodology for the analysis of concrete situations under development in word development, vol 6, 1978.

13- Peyrard.J, Gestion financière internationale, Edition: Vuibert, Paris, France 1995.

14- Ramses 98, Synthèses Annuelles de l’évolution du monde sans direction de Thierry Montbrial et Pierre Jacquet, Edition : Dunod, Paris, France, 1997.

15- Vizzavona, La gestion financière, 8ème édition, Paris, France, 1992.

219

• Les revues : 1- Accession de l’Algérie à l’OMC, Problématique d’insertion au commerce

international, In : l’économiste Algérie, semaine du 18 au 24 Mars 2001. 2- Mezaache. A, Investissements directs étrangers et politique de développement

industriel, nº39, Décembre 1996.

• Les Rapports : 1- Abdelkamel Fernadji, Directeur de cabinet, Ministère de l’industrie et des

mines, In : Media Bank, Nº 09, Décembre 1994. 2- Algérie 1990, Etudes sixième programme de pays 1992- 1996, Programme des

nations unies pour le développement, Alger, Septembre 1990. 3- Algérie 30 ans, Situation économique, Bilan perspectif, MA les médias

Associés, Alger, 1994. 4- Anibal Pinto, Economic relations between Latin America and United States:

Same implication and perspectives, In: Julio Coleter and Richard Fagen (eds) Latin America and the united states: the changing political realities, Stam for university press, California, 1974.

5- Bayoumi .T and Lipworth.G, Japanese foreign direct investment and regional trade, IMF working paper, WP/97/103, Asia pacific department IMF, August 1997.

6- Caves.R, Multinational enterprise and economic analysis, Cambridge university press, Cambridge, 1983.

7- Centre de recherche de faculté Jean Mannet Université, Paris Sud, Edition : Economica, 1998.

8- Charles Oman et autres, Les nouvelles formes d’investissement dans les pays en voie de développement, O.C.D.E, Paris, France, 1989.

9- CNES, Commission population et besoins sociaux, le médicament plate-forme pour un débat social, projet de rapport, Novembre 2001.

10- CNES, Commission population et besoins sociaux, le médicament plate-forme pour un débat social, projet de rapport, Décembre 2003.

11- CNUCED, Rapport sur l’investissement dans le monde 2001. 12- Giorgio Berda Navarette, Joint ventures in developing countries: Conflict or

corporation, A general analytical approach, University of Oxford, October 1991.

13- Haddad.M, Harrison. A, Are there positive spillovers from direct foreign investment? Evidence from panel data for Morocco, Journal of development Economics, vol 92. El Sevier science publishes B.V North Holland, 1993.

14- Hong. K, Foreign capital and economic growth in Korea 1970- 1990, Journal of economic development, vol 22, N°1, June 1997.

15- Houssam Mansi, EL KENDI Pharmaceutical Manufacturing Company, Site Master File, December 2008.

16- Mouvement des capitaux, bilan des investissements agrées par le CMC, In : Média Bank, N°10, Février/ Mars 1994.

220

17- Nouveau dictionnaire économique et social, Etude social, Paris, France, 1981.

18- O.C.D.E, Définitions des références détaillées des investissements internationaux, Paris, France, 1983.

19- O.C.D.E, Pénétration des entreprises multinationales dans l’industrie manufacturière des pays membres, Document en diffusion générale, 1979.

20- O.C.D.E, Recent trends in foreign direct investment, Survey of O.C.D.E, work on international investment, 1998.

21- OMC, Rapport Manuel: Mondialisation et commerce international. Vol1 : dossier spécial, 1998.

22- Ould Moussa Yacine, Pourquoi le partenariat ? In : Mutation N°04 éditée par la chambre nationale du commerce, Alger, Juin 1993.

23- Pradeep Agrowal, Economic impact of FDI in south Asia, Institute of economic growth, Delhi University, India, 2002.

24- UNCTA, World investment, report 2006, FDI from developing and transition Economies: Implication for development united nations, New York and Geneva 2006.

25- United Nation Center, A Translational cooperation in world development third survey.

• les texts et décrets: 1- Loi N° 90 – 10 du 14 avril 1990, Portant sur la monnaie et crédit.

221

المالحق

pt-Î1 .ft",fs. ,4i(" d;lrt-cl1 drt*irb f"Jâj..4pYtb 4rrl-r)

ô.rct! . û o;jl ) -aj3 5 -o Àt-at rJ v ' J \ i e J J , ù u t r "

'f -*;i1Ë. oÇgf -g rlllgl,* c,rfrll _,fj r

.gl*æÂl J djrLil çr*z )tal;-,Tl

:,d_çæ*l : ;"*.j1 ,, d;|*i .*l

,g;Lill ;"ti) q+t lt cJ[irtl J elJl'l +it.,Ç_pUJt -9 Âr..rt,a;!Tl ,{Ê-rl(;ll ÂhiJl r

c,,Tt+Jl d, ùJtr;Jf ,f j J>ti*,t I rl,:.1 r

.UtIl J Â+ÀJl

* , - .*:-** y

gc3,At CrUl4.,AJl 1 gf[*7*j1 gæ ôrLi:-,1J

é cellLc.ir-rï! srtlt gy$t d kJ"Â.J.fl ôJt !,Tl .."*.- flt**-t1 e"êlEtsrXJl ôrrrl éJ.{l+Jl i} ê é

.çJ-i<J)l grlt ÛÉ k*r,r rî;lts-ttl

i l l l l ; : l | l \ \ \ ' , ; t i ! l i r . l i , t

d Ctll 03-01 dt ç*ujl rrll is"rrË4JJrfl clt*]:*,)l J"-b.4J-ult ,2001 '> jî29

*r 1s d Crlr 08-06 d-r r)tr d'1Jt jtu,)l ^-N Â;^!.-{t iJtsrl r'i ,2006Âes; d ç-rlr! gÙa. c,,ti +P â*;Jâ

fkll JJ'r eJ +lâlt -9 gd*Il #rair*Jl:aoJkJt

r,tÉ,îrikr Sbl\ -9 c,rtltduTl Çj r

It! d gdJ.i:*Jt &l-tS ôJeL*,. ,p)b! r

cp4LlLi'o;Bl

rtji!*e 4r*.n"fJt .rtrtraTl rtri*ul J*(*;.,g1[-lJt sVl, S gL"-rjJ,l

i,jt4.rr*,ltt Â-et!,t tr"t;tl g^.0 r

clt*]uil ne : $yt;-,o JÊ.,F*j r

j q:t,ai!!l e{)ÉJi ;la!t}t -,x.- çJ 6lLCl r

clLc.rulJ u,6â;Àl

.4$u c,rkp eo ù;t u '>tl'/c1p J et* .

- s *** j*

ça*lj-, I jl-€â Jtair-,YJ s,ùrl u*l+Jl r

clt*r;*,)l J"-b J ÊoJ

,"ibr' éJ:Jl |c ,""ff) ô-t*z-l éJ*t + .

{"lùl a'"oJ-Jl c,,l+all _9 rrlllrTl J,aiit;t*"i-')tl

, L:rilt it*!a'rt', J t'J Â4s +tA fçl t'4 )s ) qJ S4JL'Jb" c',rtK; .

cll*lujl ç.c.-tJ éyl;'e t

cjo.tl-ù4.U qle l,bilV t

r,,.-;taî; ejlF J"'-âS ) el-fo Â*aL*o r

c,qJb -f ô_trg o1! aly.: r

.4r,brl A1,q,$Jl J d/r^dl ;iJt.;iôr111 r

:drJETr crllT.:)l J ètidl ,F çf f>tJt .t .rtt ÉJlSJl d ù;.t+

(crljF)l e!ô :$i Jt"j:-,)ti e"P\ Lltl 'ûl)t+.i eJ*j; n*y ,fXr! )t4j:iJ)lJiâJ+btl;J6rl...er\.uJl

.f_rt ..rJrJ+*U;llrprtr-i {*-'Jr4+..i1& ô:g çltr,*r.,J trJ; Ç.rt+rJtJâ*lJ..5Ult5,It

.,pSr>tt*,t .

n<Jf: )l.jr-)t{ e";eJtJï+r J LuJ"!r

Aela 72Jf ,r+ crljtiir)l C, ,,jt..J5îpr+î t O I jr*)r tg!d orl!:.}J ,é! J."*rJ

.L:rilt J>li-"t tU!Jcg;115:Jl J+*Jt 61râ-rl r

dJ'!" t JS.,g É** : C*".y ct'.:Li1!r..S1|+i:-r)l É-rff

.Â5 -rè\ lrrlrr)l fti!.,i ûrJ"j:*Jl fXr!.: ô.teL-e

,"slt ôJtL"^.. S &Jp J!J^æJl ,;* ;tasJt É çç otr-9Jr. 5"uil.psp )Vt^). j, J)\t Ul.ll ô11r)1g

"iyo,J

1.i5 J iJiËJl V*s I k,É ,sU.trl c.rtltr.c d/ kJ /_rq q pJt p>tr!'k;.sJ'*'

;æ Âildt s;\t uerStt rÇt ta;, F J,"^U elrl.6Tl tl,ul j J4il-Jl ôrrt*,oÇ1

* S{\uof f.iJl ,P JÈ,J.rî,* a;,r.ct*. J dryl "# *,-elt !!âlL JAil.Jl fyr!.qJl4b'Jl+ d

J*JrPt pJ; I .tÇ'ltJ=r*, 1,|J!,Lrgt *!Jt1 ëJ-rJt'r lyr)l

I ar-T_9Jt é,y,ts çf ,"XJt .t*2_jJtJtJJl,.l.l.i.l"

03-01 dt ./ull ,")r ;" 23 l:ûr *i ---rU,pr yYtr dr.9 JJ'II ,2001 .r1î 2C; é C)îlù!l,Jt Js , 2000 *"I"r 15 d C)îr 08-06a,;rll irlllrll I crqdl 1j5 ; iJtS_ttJ ùJr.lt09 d C)11 356-06 dt l-r-Jl ù. Jt***,T11

.2006r ÉÎ

olrl_6!J:ç; "hî cr ç.SyXJl rr,1 :JçJt k;i

.ûcJ"ir.-*U Jfrl diltel )tejlil oÇL.o

gltclla,";ù

+ly'bJliJ"/J,o

, " t . . , r / t , . > ,

Jl.!tJU Ail\\l Ai:{Jl

ùlJ.rJliJ"t"&

l r l, l *

[-i,,.tiJlL ;Jæà J N

.e.r.IJt -r:Jt -Iâll , orL; ç ' v ' r J. jLcil-rTl .lJ, Cl_É j;"1XJt,tU_llCr"a .rb a,6rt*lt

( ôLrrLJl c,,llti'Jl{ Â-"V tdl} , 2006 *f

) cslt***Tl L.l-r$t C-r ..r*- t3'ôyJt1

.4l'i..b

A"Jç l{lj" g;'. :ar-.:lrJt ollLe*-,)lJ ,Tf,-'.aÈ .,p-71

: (iSAgtr;Jt ) .,iLir-rïl f t}.lJl

tç! .p.r:*; sJt dJâL{l ..J a;orJt crtlt***,)t -ï

:4"_f lr"lj" gro :aJ-9'tJt êbV Â4ÂL-..4#Jl

ot<tr ri éÈt ;j53r Çç*l g é-"*.1t+) ;"tXJt çt,lt .r[:Jt JtiiÎ .+ttr{

'Llrilt:o.ùJt .:t-aé}J btl,t4r"alt rtl5 glLCl-+or"$b by-fr l3*z *"5-S S 4:* t{lj, g^'.

,"yJ *ltl" 'U;tfit iJl.rJr -9 ,.::*It ;ru ô.:.13

'ç#tiil

)teir.rTl 4r"t4t

Jdt ,2001 ,tj 20 ê Crlr 03.-01yTt2006ql"1 15 ..J Crll 08-06 J"T! r.Jt-rt A: .-J" ùt-r" ç-itÈl ç-rlæJl o;ÉtiJl J

:aJUJt trUte;Jl

,t4Jc J.,êr.Il otltpT!./[JI fJt rcr[zt,rll, ;rr*lt ê::S-t,hÉ *-f ..gar***Il Jf g J"tr;ll j ôT-9tJt r

UtCtUrJl otjLiiït-9 ertJablr e-h ,fa..Lr.i r

c û l1 1*l:r T I ar-t"- J èp..'iJ,-, I p ") I ô s,rrrl f 1 i

cg;ÉUlt J c511.:)l ûrlJl çtÉ!.

Iti alt d d;rtt eS;t J! ,r+tJl çti! ..Crr.llt _nrJl û*J4jLJt S o'-jlÈt aJl.tJt q al j

'qtsryjt ôJ.r,l él+rr iJl g;'tJ ôr!-i* ôlt*r!11;

,À," J:"r çrr ç:rt i,,t, 7 2," o ;rllH,* ;,* iË;l

çiUiljl lllaJlJ ll'Jl ttlàl.lj o*Jq Jyilil J jçyl ôr,;, (3)

)t4ir*r)l qf

ljlif l{ )t4i:-rll "fr ;,,.)i e) ,,-fV sî ?V cÇ1*JÎç'*1, 4À jS

çtt.Î

Î.)UrLij ;r-iJ

b rrt..rllJ # ÂætlaJ_)LÉiTl otlLliJtj

08-06 dt e"r.Jl $"âri{ ôtltl*Jl ai^,t;)t t-tc

rrlltor*'Tt tj51 ' 2006 *f 15 d CJlt.ret jt lil: ttoi,Tt g- tt!!d F, çJt

fcrt".t.lt-l3tJt on trelll.;.cTl rJ,. ôUt*ll lJrt" rrt -t}1 J CtJl Js

.p q nj.Jl tt4l j ô,^f L, L.;u.;Jl ,w t t / .

" \ i J . v \ P J

fltai:*rlr j L,ùgiJ,J,l.Ja;t*.i:*t r

cgts)l c,rl1.r! 3*ri.,a,t(4Jt ô.:bl1îJ+LJt ô.:tpt r

J<, "1,

a*.rl.o Jb ,fi-t d Â"ÀtJl rcÂ,i,l Ji 4,-Jô crtcaL*,.

si 4f âa.,oJ, t$l d .rtLt*Jt ôrb:*l r.4J)

jLô*.^,)lJ.CJ: gr,tj:*r-J -h*.-{ r', e.t* J! )l4r:*,Tl e;âta)"

b*-{t aJ-tsrryJl ôrrrl ÉJ*t|":Jl c,rtr.rr rcac j;riajt+) J4ir*Jt irc: ,>l

((2)tJllt e^i r

,f S rl5-pJt ,f ',-e-li ath! ç e,r..Jl r

ot./rI1

)tê..ryl.ëa,Ài

15 ..J ôtr\t 08-06 dt ,'lta dtl J&rl

e"tU gr TrlJrl ra**Il go t€Je éi:. ô& Jyt:tr-tJt e )tAeJJt

etJl oâ2u"t*3 45J..}t é;otl;r rtrc)l r

, i ô Ét ", l.--r;, ;Jl-l ôr;y*Ity ôu:*JI J.èç J ' r / ç ,aJ,Élî i t+!

b*i aeLull tc*ÂIl & uJ*.Jl ;,0 s,ticTT r., ôLrr*It J"* dJt-.Jtl J etJl Jâ2u-

, i ô Ét, , [--u, JIJ lîFôtuiJl yiôrr;r*It\ P J I J ç

,,;t*l*)l 1l4t

ap e-*. a$Ut J, 1,*,t d, r çtipTl r

;û! d *i ,J' ;-1tÀJt eç.$lt ,F ,ra".;tr l ' i t

?: r-êV ol tV t;-c-o-:."jiJt-b -êàÀ lS

J<, d L-ttl l1l4ir*rl p" r,,.roaî Ji, :Jl t4i r;[:*, -:Jt ùUIt z rl: cèl*aL*.c

J v ' \ J - \ P v I J J

.al;,tJl UUV Â.Â1,*r

(J.l-Jâ 1b.h-rl r

c6bj)l crl)$ 3"^,-5J.,ilKJt ô.:tpt 1î;a['tt ô:tpt r

' / | - / . i , t , I : -

J5, *'ll ;srrJl Jb r,i; ;i Â*ÂLJl rci-i^ç Jl E,tÂj s)t4ÀL*,.

)i 4F â4eJ, Ju!d etrtt'tJl ôstrr-,l r.4i.t)

.,.:rtt jdJl r !tî ,& [-J*^Jl gr rticTl rJ l > ' / I

ç+Il luuJt ..J" r-Jl s,,o rtie)l r

l.te !. c.,b$l -9i gtJt 6Lsl otlt.i.J J.tg' :b\çJ if..lt ôljl4brït 1j51(1) ôL*.,,Jl

.â4, )t: i / ; t t :"yr

s,É ôtrir*Jl lJrto èL.gl ) etJl Js

Lr.ÊJt it+lçP ôJ{rt+ JÉJJ.rrjl (2)elit

irTt

' : l : : : : : : ' ' : : '

. - ' : : : : ] l '

tt't-lJl 4b )Jt4ir*,lU e.F .

2007 1\ 1 1 j irlt 08 07 dr çi;-lt t.r-JrPr (^

)(1).èljç.^yl !i ôtjlJl .)UJr! J eLJl ,.)u,uJl :.tæ-.iJt

.J t j l j l lF " * j tÂJr5 jJ r ée ! *a Ieô) lc - t r3 t

'.1' r, .,,.'i ...'.,';,.;,,:: ;,,.,-.;, .r'':.'1r:' ....: t..:,;:''.,.,,..,,:: ,*t ,:,;;;lt: .t il;il.*,ïl ,1.*ll*r.,....'i

" .: *

+*tebit-àJl ëA,:,U;"J>\i:-.Xr jyLj lÂ;l-t ' rr+ .ç-ê,r )Î*--aà.:JP.*Jla3L-rJ<rg,::. ,*o;l*. i :- , I 6

:;" f;,rtl J:,:-," ..-e-ll

3tlt Î .,l.c +"t Jl .r lslJJl -b Li;J t d/ cr lJ- ( 1 0 ) Jl, ô.rJ r Uçïl r

,Édl -bL*Jl .5l, e-Jl ;ry rolSJlJ t

)t.b!..J Jrr..l1 q-,61 et$Il .# ftti'Jt e-Jt .r ç.tcr)t r

.sl_i- (10)Ji, ô-tJ çb!) lg,"tUf r lJrl lLcir) l

rlriitU a.|i ;d.. rri.i iJf i1lbiirll ëll,itl /r

ûi lÈti r;r. a*Êr rr!+Cgfi rr.Èj l..r lÈ.I .f.bCl9 iÉllll iri O Ar;blt rlllll 9rl f ,iiJf ,* Êilri

.iflrir. irii sJ!çàli

+"b ,y Sl.,c"jÇtôt plyl ,lUaTt tj.o J ôr"rjt ôl;Ul.i;l.;)l él, +i.Jt4iilyJ Pjt -*fatt allty't+ aJtSrJt g

;?blJirJl L"jtÈ\ Â,JJ{.+.U 4*-r1 ôJ,"-}l ,J +ti;Tt o,ta;s1

. ar-dJt

*tr, .r-r .,ùjr lUa!>rJ o.-JU t"^!t oti ell;Lt*r.;ir :.ra

. Jt*iilyJ *jtr-l"tt;*.1ùr f i,r -i+ Ê.b:Jt .Erb .t t*J

,f tçf ,îtJ5 orrU:-)lorgJ t.6r,-. -,(4 r:Jr t-1j,1-r-,_iÎ;fu

: ÇTtlr" l l t:91.ru (5 ).-4t tÂt4!i5Jl ,rt-*)tAI'r.. j - 1

erbû*!)t .r ta-nr; Ç\-ê\s ?y)\s j-Èt _p -b jl 1s.Wt t

A* ,y rly, èleblil i'b an-LI! .,J+t ët-LJl .rrr s;)t

It#) q,r,.Jl èLJ}lj èH ,4i-tt i/t ;,. yi rr_p:-)l

clLrlr) l

t**Àt cr-lti'Jt gl5llt $+ ;ill;Jt J"+*'Jt j,y c ctrrt r

'kJl,iL{ '''[..*l ùtJl 'rJ'l'ÂJr lk-)l 15,J eti)Uèls1r.U i-...1[:Jt : jdt ua*" t"*i Jr+-rlt a_p ,t rtr.c! r

.JtIr_,i, j cluu.Jr,.Ct")U;-."4tJ1*,Jl-irjl ot$lltJÉâJ- t.J f-rtirjt e-jt.r çkcl r

;r rl.trl crt;*, (10) ry tÂtaii ôdJ ,J>\i-,Tt nVt ê

- 2

d/ çJL{;içlt CL*I! tÀrr, Jt Jyiilit ,J Ltr$tQt* g,"1u:r*Jl

.o6,:Jt gltÎ..!e 2,"-êt,yçtcc)l r

. ,r*lt-bt*Jt,-ts e-Jlgr rt-c.c!l r

, t^ru>tJ o}rl .ri*lt r;1,li ;5s, o>bî ôJJSiJl !rJ,r .rLc ôrt5.t Jj"'ltëJ*U t+! +lt;1til.;" gl"

ëLJr,iruâriJl rrâ,- lsJr ) 2007 .,t'1 1 1 i a)îr * Ot :,j"fl ::,::i,

)1.-)r,? .jâij LiJê rr i l lsi.Jr J.tu Jr ô,.! * ô r' 'r ' ' l

:oo*î-9î ë:,,,cV 1i pv,iJl.tJl g" 4rlt i.-èt-.. j*,Jl k-9 çeJLJ" Uh,.

ç r

.É.br' rt ari)tJ Â-oV ÂtJ-z,Jq -li .

' âJ9rIl û. i-li aral{ OCJf lfi slsr{ iJl Algf t - i

cJ.t"Jq lLo*rl f

c6kiltotl,r.i g*j r

,ilfu t ôrtrt .9Î J"a"tJr ôrlpr r,{i"c Jiqr-ô e[.ÂL*.. J*, ..,l.c a*r_"Jt .li-r j Â"arJr r

'ql5;i Ç7e'a*y lg!i stlat':'Jtô':!url r

,;.,;lt;;'g,, ,'r' c,,lllriryl g,. ôtri:*Jl Jr ût Jrl Ji#1 6k;! crtlt:; fô1Jt4j!i1 tsS 12007 4r 15 Gl Ctlt 08-06 dt rlt Jy+

âût )t;i/: tt-plt g, ttll../ l;"rlt

. ' ' ' t ,*,ll iBr j;*tLr tr.u ;Jr qôtgJt .r:c,rt..r,.r ,rLJt t5,w t J J ' t g J ' I \ i J 4 / ! 9

' - . : i ; l ; * ï l

.'''trt-It,*tb1 rt"*,y l. gsd t

,l,"lll Ct' Jl,+ ùJJl 3tt.r lrlJrl d*Il g kJ, Jll. ôr" Jyt'*U ;,o ôtir*JlJ.à ot^bU:";Jt !,rl}lJtdr-,Tl rlir*,"

ûÇu;\1 ,f ,r*"6j 'ey.;rÉ11 J, j i 'e);r rte.cl l rc;t*r-,il tuld d,.11 if LA'JI

"ù"6j (oo/"2)ujl! ùLit tÀj$ i.jaig:,-{ éy ,* t

,Jtlt tî, çi ert:qJrl dï*..,"t'Jr rJÂ'Jr

Ç ,al6jt dÉ k"*,li ,r+ ,.r1ttal! US sÏ çf iJy.rJt J,tS; rc;[oL,)tj1*! ar;>tJr +orUit èljuJl.r a,ildt Jtr*lrrra,1

Jf crt .t}lJ gLJlrr:.," t*,l4iL,alli4*iJl,-& o#t;,. rllc)l r, ;1.,Ér, it jl+l J ô É Ç. -|'.U Jt I UJ ôUA, li ôrJ,or*o, ôt*-lt. . y r . y \ p .

ôtri:-llx''c ôrlyJtC;'fo" Ç r*fJ"+l r.ilrl.r çtl.o)t r.Jt4j:-,Tl jl+!çC ôJiç JÉJJ ç:JlJ

) t ) ) t

, ) )J ç-È (J. l ) ) t l (J3\* \

- æ e 9 u - r . ô i t - j . ô ; r J l- 9 ' r - r r . ç J .

,i1ô.tJl gne ,ar-Il ,ôJaLJl

.Âd+1 ,.rl-ilt

.aiL

.4{t4.{

.ùL-4X

CJ'*+ : O:V

,il.r*,rfa."r tô -S*. 1;;rL;-i

.J';Jt fi .t\". .;1,:i

guadra r@and i .dz

gua lger@and i .dz

gub l ida@and i .dz

g uba tna@and i .dz

gube ja ia@and i .dz

G u t lem cen@a nd i .dz

gut ia re t@and i .dz

g ucons ta n t ine@a nd i .dz

: I -.:,'.,1 ::

;;..i.,,,"',i'.|'1*9.,!e ,]!.

lt lri ,;(-" 1 03 "2.r.+,!t+ttllte"*(213) (0) 49.96.05.7 0 :,-,!taJt

(213) (0) 49.96.08.98 :rJtiJt

-i\Èt çtr ù-..' - C.ttt r.ê a)tÀ c27

(0) 21 .7 7 .32.62 I 63 :. irQt(2 1 3) (0) 21 .7 7 .32.57 :u-StiJt

ô+l.Jr . 1 9 54 ;*s yJ ji a-u(2 1 3) (0) 25.40.85.8 1 :r-0,Çr(2 1 3 ) (0) 25.40.81 .78 :rJriJr

i-fu g*.rrl)ylçtl(21 3) (0) 33.86.1 8.42 : .ÀÇt

Q1, (0) 33.86.1 9.02 :r .Sul ti,-r+l .Eu èldljJr :"<J JiJ J\* €

Q1, Q) 3 4.22.62.3 4 : . ! tdt

Q 1' (Ù 3 4.22.6 4.52 : u-sr;)tJt*J ,428 + rr ;"tf!pt"lt1u(2 1 3 ) (0) 43 .20.22.83 :,i':Qt

Q1 3) (Ù 43.20.22.7 9 : u,stÂtJjç.'JIl .rt

Q1 3) (0) 46.42.27 .7 9 :.istalt

Q1 b (b 46.42.1 1 .95 :rJriJrÀ+!i.{.t}r É' d"- orl *rtryt ort

Q13) (0) 31 .95.73.36 : .ÀtaJt ; ' ' * '

Q1 3)(0) 3',| .95.73.33 :rJriJrib299: -c '1961 rysi17 i ;u

Q1 3)(0) 36.84. 1 8.5 8 :.,e,QJr(21 3) (0) 36.84.19.59 :g.sulJr

.r.-i,-i*.'1 J érJi. gt)Jl) LJL3

(21 3) (0) 48.51 .24.59 : ,bdt(21 3) (0) 48.51 .24.63:rJti lr

4te .rt)lÀJr ilÉ: -p.r+J,r;r f, ' l-:(2 1 3) (0)38.86.37.05 :-u$t(21 3) (0) 38.86.36.97 :u^Sriu

,rtp.9 . ts,'e.lt ,ùrr.ÇtgLLiJtlldlf glUr !t* pu

(213)(0) 41 .34.25.05:c.ôQJr . ' '(2 1 3 ) (0) 41 .34.24.33 :rJr.êJr

Â$JJ .JJ$ ùr:.j, LJIJr(2 1 3) (0) 29.7 6.35.80 :s,c;QJt(2 1 3) (0) 29.7 6.55.7 2 : u-Sri)t

ç,iàb-

iJ4Jl (;itsJl (ôJ.,tJ

,Alt!,ôJ(S- ,;{Ut

.Â-;,r"1r.oî é3- , j1ûoJt

(fli:r (ô-:ij+r/ ,se cJl91

, j<*rt,.1 Ç.l'1,J.!:,, rl I j-Li-.

. j -9 . t -+,11*r

,rl;Jl ,çy'-! ,41:ti> ,iJl1.1

.c*,t,;d ,-bt;'iJ

guset i f@and i .dz

gusa ida@and i .dz

guannaba@and i .dz

guoran@and i .dz

guouarg la@and i .dz

ir3(ft ,-*s Lt e,

Itreg-,)t f-N *-lr

| $ tlAl zffi -fi*t tIrJ cfyxll +tlla a:IrZ006/00/0290/0 É, or:r*T! cl -,p

i::

:rrlr o"" y , .rL1.)t -r_fdJ+lti200l û^b^ëf 20 ç Cry 0B,fOt

: trJtrJl

it ç-Ull y'i oia:,c.

ç., : , 19 j 18 ,9 ,3 ,1

J ftbt J 4(- i,r d,t*:ll , 20Ol r* 24 êC'lr 281-01 pfr,çj+::tt frJt s,b,oÊ. J -

:

: #s c cLi'i! rrl^:lt 2001 ù.1fi- 24 ,s Ct!.t zgz-}L r.-r.,,çj+rrr ry-Jr Lîb*. ) -

,* 51s 50, 33i, 32 ,3 :trll L*," y , .rl-*.,yt tF +tJt -n6-tt Jjb:

'

e ,'rr)t Utfl lt-.--Jl a"rft ;ç;,;,;.a:lt J2001 ,-$ 3l é Crlt çr,uJt fy,Jr 6.æ'1.) _' ,

, Jl--"")l .r_F,'jJ t;rs'*-"Jt oljt -Yt ;,^.:{r 200ill0lll6 ,l C-:!t *} ,*-lt -rAr j} 6^brir-Kr--Lttôsi'L.z)ti..a c'rs if-,g.1çT.rç,.eJr ^:rj,r ieu"a L:A,flff ,f.ijr 03-01 ,îtr)l

' i

i , "L_1.:Tt ieu"Êll ç.t(Jr' i

JtsJ, ÔL:*--, ôL-+ J1*^Jl .rp ;,,. ùte.:rll .rljtoi,yt * I JL.l:-yt{ eêl 6èi, J_

i

"ô.-1^r!t 4etr^n.lJ é*<lr Ii;nôsyl $g*,,,ipt5 irJi

: j i r*r ; : ; , t l, : ]

os lB,ldig7 13ry : ç1ra.:Jt ;[**tr pr-r:00051613 9Oi7 457 : ;$r .iJr

t,,, t,

a-;'Jl L:+tr $U"i d ô.:.rét a1r-ra:l I Ls-ilfb rtei! ,t^::-11;U! .fi:"til Ï. ' , 1

, . 'Jél UÂ ci*tr

:

. :ùy;at r :3ôrr l rci ô,t-*910.037.183

6r:;1 6y.Q i,-;r! | læv_e ç! rJ. o>\-çl 2 o:rlt 4 df ,r:tr .rLs_)t ,b^:r:I i:-Jl

l i

I i . f : " rJ t :4ôr t l tÀrrro ç{i (ùtrJt o; e,ar-:rlty'r

,; i ;rrUt :crdJl

i i 1648 : n{.rl.Jr l_)

,, i -itÈt :iYrl

i lsr^bU:Jr :5ô^rrlrt li !

: ilUJt ,rt.bt-:..:Jt ,Lr,,)t ,|^.1, I

r çIqi.ajr rtlr tsue tl, -L

- \^ . ]r

,i 1P4207 : !t+Jr /",' 'ï,\

i i, i , .

"ir-3r!r ief',,.[J ç"r(Jr *{.,.t,,ôt5,tt ufiudJrj itÉ z006l0aloigott e, ,r* /

:ti

: ;"ltrJt" lt.EuJrcr 5 Jl I ;,. rt;J.t $ o)-ef

: jt+)l d, ri{

z ,î , (oty-,)r*rij3 ô.jL-1\ é i, Fl, rf---r; ,5Jf ; ô.>-,yill .rl_r,lt ,),

-6,Jt ,r#'-.U

' '

,Ll--:Jt :t-*l ,);-xV J*rJ.tt .:.,t.."rtt J # 4*rJt{ ijtâtt i*ill .# -)t ,r cUc)t -

..Elél ér)l ù/ LÀjLuit ( 5l i,o1;-..- ug' etr

.Jtr..yl :V! e Jrs,tt r.1rilr irtrLi)t J4 *<lr ,jf A* er rur)r_, . l l

: .i i

:jH)' ô;il lJrij' û-.rr"lr : gôrrlr.Jy't ti et;,.! 4-.,u cr "l.r+! ,[ lerr*,; i!,3 ] .11 ;rjÀr ;eyrirr, ,"r1 j._ J*ru

. ' i

--bJ'-f l y*-* ré:r, r,î.;Ï, Ï ;iî i;iîî;i, ;Ïi, ' . , 1 - -

- : i - ' i

.\JtAt d Ji.à*:Jr .FU* r çrt-x.tr J.**Jl

:.,1+t ùtlt fUâ r^ r,a-r;--!r trtj^lJ.J*Utf pU"lr : l0 ô.:tl

,

cç--tyt 4iit;.tr çK-!r i etl e u-1;Jt otjr*,yt V-r sî tE ,.t, ùî it1sil ;'(r- : ll ôrrlr'oljt.Yt rrr' 6:l;'"^>tl L "olt .:rt l!Y! É*tl ofi_l f& all.- ., ,Jr*;lf +1tJr

i iip l;L:cl ci-, J*f .i ci,ÀJl :* 7_t4r J*+ .rl u,a ci;LÂlt ifyU, ;i*,r*l* : 12 ôrtlr

.d;''.:Jl Q (:At ç.re il.- ,) LÇ ,e -Ât # :4;t -)t y t* ytc ç.fi; i ---Ç. ];.--

" &;: ! r ie r:^alj .e,r(t r z{ r ar ô s 3,t * 4 s }* c, r i fr.ti i[ 006/0p/0 rffi! îUl,\, '

' / Ê r ' " z l ' - - - . ' ' . " , ' - : ; -

l

, i I , ; ' .

" . , , ' ' : l, ,

t ' - . '

" ' " r !

:pUa: l t :6ô l t l t

+"'F u *o

")'ï;::1s;r;i;ï ;ïf:ffi i r;ï,'::

l ;r i .

u--Âù/rjgr i:rlr 4qj! -,,sr Jlr:-)r ub!QkJrJ**r .:Ktj:^Ir r.J;t:Jr :-#\:14ôrrlr.ilttrt 4.'..:.i .r5! y! c:l)ta}J ;:_rér ç;EJt ô;^tt iJ.b (Jé1.

,*<;1r;;utr çtGlr ilet,, c )j^n.j*Jr ,r!)r Jr *. Ê gF ,F çrr: 15 ôrûrr l i

,i : .JrJll i{JtJl

, tF r C# : 16 ôrrlrJL-J';'J,I crlcl;)t , rt+lj ry'r rI

"r è*r :Jrr^*r i,ur aj-lJt ,.;:tpJ)i,ur arJJr dtj.Çirirr .ru>,,î *rffi, $*fi $8, .,*,

av-a"ir-lrrr 4er;.eu ç*$r 6rJ"or;.r3 usj*c.,r.: if,,.r, zooîlootorpgllljrl.;i,.

"'l | -*,-ffi)

-t 'i. i...'1.'i,',1

ffi*.

-iw\--r.t

Wi,K{s$.iffifi{i drtdgHl *bkelli:riiôôs*iMtîisi,ffi:$tNûlwiwY,ïils:hi,:1È:Êl:r'rrillt:rrtfrrsffi)È5ffii1ffiwwt

119 09*'*9414'r"yg{:g198-Ëqt"r'-s1- -*

piia,9l,;î'N&.iib.+tih,hjii,j9?,r4!tgi,n'l l,r;)t \!):\] rJ' éLl r-lt .iii/r t-lL ) i,È! Lôçh..:j 1els r,r , ; , of i ' r . - , J J ê", ,rSJt" " ! -

in ,,'**i *"j 1,,L. i,,* i,r -à)t '1^ try ta ,it;r'- Z0O: ré1.u Lr l- ,r)l +U--aJ ..-:SJl et "a'! - , ' r r -L -a u;n. l .o '

- ,

. ; \ | l

L1i l r :uÈ\, r ,É, È r)r) i i ; rdr ; r ' rJùI.di

1rùLÊtut)S L l*hr

_,lJ d'J j,ill l-u ul' LJI ;,1'], *-l ul

J- .4;;- Ls ù.Lrr CrYl c-j: {j ,*'tr

rj,r ,: jjr -rj ,J-J 1 {er)l r1,:l ir_;'i

. i . r r \ ' y , ) . , , i rb: l t t t ,V v éi. l - > J i i l * Â . , :

1É':" e ' ,da:J r t . Jr , ; rr i - û ?*! i . 6l i i r

l ' IâJ,dr l ! : '1, 'J 'k

ç*:Jr J; ;- I a Jlç 13 LJL

,- ui . -* , .$: s Uj-"JlJ1,J dL;--r' L1"L ,! ^:r.ll {U ltl , - r'YriËJl- ' .,*r**",11', '*a*

î"ir'jqt' ùYdr ùrr;Éu r.- ; - . ; r .Jr- 1>;*11 jrLj lAl éF

.;1 .Àl Ji il+)l ;--:Jl jr $,

itjt;di & rulJr di ç*ttul go rÉii ,,ioq- ' r i i l l lJpl y l l0. .Li Jt t -L

. rl Jl .- .;t-"vl L(J 2L:;l j -l-r

Jt-L .i ^j-al' .ù)l-i .;l ,r ùL , -.:,

"i,iroi !..-",,,,:"jç'r* uL' tu,. - . : : i - u . , J , . s i . L r - .

le4dr .:BJ ,,is d]r J"

l;_Ét!il ,;,{ Ê1} a!J.r4l dlÈ r,ét'l r.,1rjl .q.r.J1 ûFlg!

n$h$r 6iliJlut @æi_9, f"t'-"di;l20q)q P* Étu_SSJI /J,$

lLtsr'Ul 'à

ftÀ l 1' 0,,,- - . È ç i c ' -

! ,1 ' , , "- .

r . -- i r . r ' , . ; . , . "^ .1 'S\

G j 1 * ' - i l r ; - . . - - . , " . ! "

i , l l . L : ' i l . : ' r : r r -

,.rrt*l U!15-ll oLLlt ;. -qr,.J1 1)L-l ,1.:jq 2009 ij*

i:ri.ijjl I.,LJL *.r i-iu*jj ;j,-Ly r*"ll *,i-. r,"-;Çl

: i , ;* . j ' .u, , \ ' . ; ; . {sJ: ;14 ,ç l- . , .11". ; o-.1 'L__, jJ ù*, ! j . - - - .+< r l f , 'Jr -Li l j * /

t;,.;,;1 .,, .-t....,;:r' .' -.r: t, - .i..---<r-a sJ,: - : - , . J- l ' ;L.Jr . r-- : r - . . - '

- ; r . .JL rL-| , ) l

" lp t . t l . t " + ' ," :1"-J, - l ; ! . ; iL t ; -ul l r , - , \ t

1LÀ;11!lsr;:- ûnl i:U ,JrrnlJ-nl i," ti)Utl iljl4-Jli ijJtL 4j"l'! ,5Q i*.:,,1,,p(J1 ;",-,rlrjl ËlrXl j

fl cLt Jl ;ruLUl oLJIJ L*Jl ùU,Jl ^.iD ni Jur À:JLII

4(rj ,l*ir. Êé il-itl ÀrJl !,)t.,-*jYl ; Lr-jiU J ' {500 -l.l .Ur r i JL*l -,*- .+)'J::ltr4j

,rll ,* J' 5...,ir -L:'{1 i r .*:jl' ,'ll i)LNl /:+D - â 1 É r ' J r : . . . J t . L . J t , , . . i . : 1 , i . * . - - t i ] , t " . t t

.r- ,rjll

r.Jl r.51 J.ii -;t.llj .1,43,)l rl)lp-lll r( ..'l :;î, Ul

.lltjGr$, rl,.^j j LUj.,l .-.i ,*;Jj i l,r:'.,.'" ,, I 1;.p,

ollLf-r /ua-'.i,j.lr

J/ r.2009 .a ^ i à l *

ir! jli; i!.!:si)!,Ë fJ+ ,

"jlr: ç:::, ,{\ \;n L "{i :J-J,'JI L; , -.ll ilJI i.tjli iiJnl èl)l# uJr éËrl rtr*Îr 16(@ ùtJ!

;=s.ril j+rjjlJ ; ;.1 ;rtç; dljt ,ii :,,-. , .. , il0{a5 EJlpld fl7b"}rlj'il?,khJl till dê Frù4:êlL ; r - L . . - L , i r l x - : l 1 r , i . a d f i , / , . j r , , . 1 , r . - ; ! î ? u r j " l

L i , Â U , 6 , I t , , . i . j ; r r r r i l L i , ^ " , . 1 j ; ) , ! L - r 1 , e , u Ç J l . . : i ( l J l J L r . . . 1 9 9 ù J I r : f +

.r;ilrll ,H! ù-i . ). r .i:tly'I iLul rll Gb

!;u- r!z.ll pçrl)i11, Lt tr', I I ;t- ;r--ibJr ùrFlJl iùù t I Jsl ùÉ)ù C{jil

, ,L l . i . i r - \ :z la: : . , ; . "-" j , - i i - r , -è, , ,J1 t . ! ' ;La! lÈ: l rsù},$tdJô?'o30cl l ' , )êj

é Fir,aU -w f, r*" L,\-,..; [.;.a" .]1,- rr, i.),-j,, )"JLr ;rt' ol! 613-Jl lÇr+

r\.ilii u-.Lç :- '-jjl i)1;,, ;:!1r-, ,,L.1 - "!.}ij ;f.;I,!)l ,Jj tr"i

Ji :jD)L Jr*Jr ;1 *, .jj... .-t l :-.,, .r.ri r.1: -iDrlr rrr+g\t1 dr],tji4lr di +ur rs,i!_4!.r ,1i-. .-!,- ) :. ::, -: ;i-o t*,lldl jÉ Lird,q"rliùr y $etriJtI rÀ,,]tj

1 : ; É r l i r . i r i , f , l J $ r

i , É : - ) t : , . - . : , . , J - , i - l : - . r . . - t . r " - - l ! r " 1 " . - i t - : r ! + J - diL.*i ;J-' rr,a" ,: -.-lr ;rirr . - tr-1..!iu ;tuJjl/l tJrjJl f,)'y;r ,Jilji!LL<;-,41 3 i-,.,r i,-L( ,r;, j- - rJ.Jl Jt-!.Jt l+ tqnl

.irlir .J! a1;.11 !-!- r ;'1, i,i, ro r- (;DAn cjjr isji!,?r :\kt+rl uô bq *k *.É; i : Ë; É , ; I vr id i . . . _, , _, _1 , i S. ' i ; u ; , - ,"a"d,ro Âi. ) rq -" i ) i ry; ' - l , l r3 l - ' J . , i_; * ; . _*, , ;q "+r i ;_.1. *r , : r

, . lÉtr ,r l ! €16] lol i i l i . , ! l . , " , -r i i ,_r _rr i . , : r ,J_-. ,r . ,

. L . ' . L , t : J - , - , l r J ' " - - - L -

:;1;",;)- .*..r -,i.r', J: -..i .q r:rr- F' rù uË lr|r le' -'

, À *Jl . -; ,uii. , ?-,.1l iG:ll .s, -L;., .,.. ..:.i ' b Lçlr'" Jr ;rrE or5- l6J/'Ur L6qrf,jr

,* a* , t - i , , . i t , , ; r ç. , , ; ; r , l . . r . r . r j tJ lqj i l lJ l tur

; ! J L , . r i J , ù - , L . i ' r : l , u r . . . . { r 9 5 r i i l r . i ' o i ; 9r * l ' , " : . * u - " ; t . , - "

. . . r : r , r . ; . - u ' i l - J r l r l ; r L i i . l i - i r r i

*ol - , . " , ' , " ' , . . , , i - , , , i I i r , . ' ; - - . ; - r . r ; ,prr - -u; . t ; * ;. r l l . | : , )1,<rJ L--] l r ' i , - l l i . ,+l t / .u Jl i - iL; :L ;1/{ , . l r ! r:3ru*l i l t i lssp$i i .4".1irLl .urr l r :*Ly:t ;u: l loq:; t

'e(-rrsj . r* i , . ' i l j f l1Jl ,JJ i t i - r , , l , r l ; t ! î ; ,ut* lb, |q4i2, l rJ j l lJ+qt! tdlv j t j tJ j

,"--i+Èffi.;6it .-int uC

ii*i,l:;J;* ol

+.ir.l.n ir-À'J;j

r ï l i; ' " - l i

irr,*. l#iilti4j,{+d#lrj| l : r ; -, . Uijl ;-!-i :T!"1 I

l ;"rrr;+il ,L - r t# +i+Y. ! t ,L

{$r

o =t r À r( } |6O x

Ë(},Ë =6.Éôr.9

+EX r d= nE.EY Ê iv

É R'E

e.8$',iÈ 6'*ô i È ; agEË3 a Ê

rE.EE o . o .

s "Ë'EEg

lvo

ôo

x

)+

q

(}i

ôo

À

'oc

ol+)

EË ÊË@ F ( t

e û 9 .

e F"r':ËâF;B.Ëx, "o * c ,

eÊ âiÊ ! aâFs .

*E3 Ë !i C )5 o= ^Ë 6 -3 æ

Ë H

( D c ), ' oo13È , âË,È.

ËEgËE ïËi I i gË?Ë ËËË âË gB ââ,ç gÉ H É âg*i;s{-i: i's E -"

rg rË iË ïeË ig gEeËËe Ë gË FEt

I

I

D '

3..l

D

.l

o.(D

r+ --

o.o\

:rL*J

otFrfFl

II

Ë'p

(no\T

o\Ë

E q Ë1a $:Ë Ë.qEFËËË ËEqsâËFË 5F 1:.s ËË. r 1È Ë â'E * É;;'F* EE Ëï ilËË'â F[ ËEF i gr ËiË â â:Ëff eaif râË g: Ëg ggËeFsg 1ËË E E > q u - E r " " F i à X P - - - ? . F ; , 9 I $ ; .

*E r*Ë ÊË9HË$FFrEeË*aEç I

)

I

ssÇc\s

l-lL t r ,-È:rut) :, - .t<tsrS'.'

. . : t . : , . . .

,+r'ÈÉr

CDHrr(l - icD\,9-:l - o :

GitrlF{' ;l<-CD.f-f-tFF. ) i

EEI:r..-l

t'qCDr+-Ê-l d .

et- \-,

@ -t-tÊ,c . rFl - .et <-f.r{t ,@ld

. t -CD

RfgF - Ë .X ; ' E

HÈ â- = ( !

€gsSgfrw ' Ér a]aFrÈ

ËïlââËFHinEgEêiKÊtâËl

F l I7 é ,d à

B O6 a

A0Ë

6 ' t rÊ L ^6 U ,

a ! <

= i

o  )

v t t

gEËô . '

ç 9 -

ÉËE' 6 6FoÈ,ç F*

x 5 È1 .

È Êr tr'r. E ^ of i É'o

r r < È t

sSË

i I rËËË lËBâËi lmffiâglgglgH 5âë î8 *

Ëegt i*ËË$ËË3;i[ Ë â â î Ë ËË Ë çrâ H's3,

$€H tiBBtËË iiiËgilËi.rËô .F 'VEp rdË*

BE sâic ncilF9BiË3+Ei FFËË

F tE â:ËËË$ËËÉ ; i 6 ' - I

. ilËi iËF FEÊB'e'

aiHâËgErrËe*ËîËff$iÊel, ïEËgÊËEï ïËâËââËï î iË â

,tl:rELOr (D:;

FË) iS

r : 6g .Ëô : '

ptH

'rër-lo

:t! î'

:x.:

o\o .

o

( t .

o

()

(Drrt'

c,(a

o ô

È ? t

o F

? 6

:16.;ài^ . 8

È , ôt r oÉ . 9

lË 'R$ c,,É !.)- PÉ,6 . 5g ?

gfiË€Ëg@ I . o

eÊË.l . O -

. '-@ :;

o t r ' 9E ' = ô

T ' 6 6 -

rËEiËiE,s'Ëlç

s sËËX Y . -

aelg ' s$

15r;6:. ( D : E i@ p

'*

€ ' 6 ,"$ s,i lFï 6 '

Ë Ë

:$ffiâ'i H "s,8,Ë: EF; rF

râîg tcÀo.)

'ai'

(ù(}

(D

(!ota

5

.qirFri+ i :fi,,Ë'

F u to8 =

EÊe.3- i6:a 9f v i '

iilir:i,li)l= o ôI t r 9 .

.S EEFl 9!

R Ë -ÉËsPj;^ eF e g

H'gâa9 aÈ o5 -ô\ Èt

E.FÉP

à 6 ' ç '

o : r 6 'a a ?o " o st r o t r , :e . a 7 '

?TF

l1

L)o

""-,1' ---'-

مستخلص

نقل رؤوس األموال من دولة ألخرى تيعتبر االستثمار األجنبي المباشر ظاهرة اقتصادية، تسمح ب

مما جعله يكون مقصد . على المدى الطويل، وتعطي صاحبها حق التملك واإلدارة للمشروع االستثماري

.العديد من الدول النامية والمتقدمة على حد سواء

م التنافس بين دول العالم لجذب أكبر قدر ممكن من تدفقات االستثمار األجنبي المباشر، دولقد احت

وفي هذا الصدد حازت الدول المتقدمة على النصيب األكبر من هذه . باعتباره وسيلة تمويل فعالة القتصادياتها

.لتدفقات الثلث من إجمالي ا حصتها بالمقارنة مع الدول النامية التي لم تتعدى،التدفقات

والجزائر كدولة تمر بمرحلة تحول اقتصادي تقدر بشكل كبير الحاجة الماسة لالستثمار بصفة عامة

واالستثمار األجنبي المباشر بصفة خاصة، ولكن جذب االستثمار األجنبي المباشر ليس بالعملية السهلة في

.ظل منافسة دولية عاملة على جذبه

ها، باشرت الجزائر سلسلة من اإلصالحات االقتصادية منذ االستقالل وذلك للحد من وفي محاولة من

التشوهات الهيكلية، وتحقيق التوازن للمتغيرات النقدية والمالية، وتحرير أوجه النشاط االقتصادي، وتأهيل

جم متنام من كل ذلك سمح باستقطاب ح.المؤسسات االقتصادية، وتحديث اإلطار التشريعي الناظم لالستثمار

.االستثمارات األجنبية المباشرة

أن حجم االستثمار ، إالهذا وقد تعددت الدول المستثمرة في الجزائر، بما في ذلك الدول العربية

ال ص والفرو الجهود المبذولة و المكرسة لترقيتهاألجنبي المباشر الحالي ال يعكس اإلمكانات الكبيرة المتاحة،

.تزال دون االستغالل األمثل في القطاعات خارج المحروقات

للصناعة أن استخلصنا -القطاع موضوع الدراسة- في الجزائر األدوية من خالل دراستنا لقطاع و

الصيدالنية وباألخص صناعة األدوية مداخيل جد معتبرة تساهم في رفع مستوى االقتصاد، رغم المصاريف

.مجال البحث والتطويرجهة لالموالكبيرة

الجزائر تعمل على وضع سياسة صيدالنية هادفة من اجل الحفاظ على سالمة مواطنيها واستقرار و

اقتصادها ، الن للدولة دور جد هام في مسار استهالك األدوية وذلك من خالل نظام الحماية االجتماعية الذي

تطرح في السوق من حيث جودة النوعية، الفعالية ومدى تبعه، كما يجب على الدولة مراقبة العروض التي ت

.أمن األدوية والتقليل قدر اإلمكان من اآلثار الجانبية

كاستثمار أجنبي مباشر في الجزائر لمسنا لصناعة األدويةحالة شركة الكنديومن خالل دراسة

من جهة ) الجزائر(المستضيف طموحها لتحقيق المنفعة لكل من شخصها المعنوي كشركة من جهة، وللبلد

.أخرى

تبقى قدرة الجزائر على استقطاب المزيد من االستثمارات األجنبية المباشرة وآثارها بصفة عامة و

المتوقعة على النمو مرهون بالقدرة على الترويج لألفكار والفرص االستثمارية لتسليط الضوء على ما هو

في سبيل تثمين المقدرات االقتصادية وتوسيع القاعدة اإلنتاجية متاح من مشروعات جديرة باالستثمار، وذلك

.إضافة إلى تنويع الشركاء االقتصاديين واالستفادة من إمكانياتهم وخبرتهم

Extrait L’investissement Direct Etranger (IDE) est un phénomène économique qui permet la circulation des capitaux d’un pays à un autre dans le long terme, et donne à l’investisseur le droit de propriété et de gestion du projet d’investissement. La concurrence entre les pays du monde est respectée pour attirer le plus grand nombre de flux des investissements directs étrangers, qui représentent un moyen de financement efficace pour leurs économies. L’Algérie est un pays qui passe par une phase économique transitoire, constate un grand besoin d’investissement, notamment l’Investissement Direct Etranger, ce ci demeure difficile vu la grande demande internationale en la matière. L’Algérie a procédée depuis son indépendance à une série de réforme économique, pour mettre fin aux anomalies structurelles, et parvenir à l’équilibre des variables monétaires et financières, à la libéralisation des aspects de l’activité économique, à la réhabilitation des institutions économiques, et à la modernisation du cadre législatif régissant l’investissement, ce qui a contribué à capter l’IDE, mais le taux de ce dernier ne reflète pas les capacités disponibles et les efforts fournis pour le développer et les opportunités ne sont pas totalement exploitées en dehors du secteur des hydrocarbures. Grâce à une étude du domaine des médicaments en Algérie de l’industrie pharmaceutique, on a constaté d’important flux monétaires qui contribuent au développement économique malgré les grands frais destinés au domaine de la recherche et du développement. L’Algérie vise à travers sa politique pharmaceutique a assurer la sécurité des citoyens, et la stabilité de son économie, car elle joue un rôle très important dans le processus de la consommation des médicaments, à travers le système de la sécurité sociale qu’elle pratique. L’Etat doit tout de même contrôler les offres émises sur le marché en matière de qualité, d’efficacité et des effets secondaires. A travers l’étude de cas au niveau de la société EL KENDI INDUSTRIE DU MEDICAMENT, en étant un IDE en Algérie, on a constaté ses intentions de réaliser son propre intérêt en tan que personne morale, ainsi que celui du pays hôte (l’Algérie). Enfin, la capacité de l’Algérie en générale à capter davantage les IDE, et les effets prévus sur la croissance demeurent liés à la capacité de promouvoir les idées et les opportunités d’investissements pour mettre l’accent sur ce qui est disponible comme projets d’investissements, et cela afin d’élargir la base de production ainsi qu’à la diversification des partenaires économiques et de bénéficier de leurs capacités et leurs expériences.