137

إعادة تأهيل المراآز التقليدية للمدينة العربية حالة دراسيةـــالتجربة اللبنانية

Rehabilitation for Traditional Centers of Arab Cities Lebanese Experiment – Case Study

حامت عبد املنعم الطويل أستاذ مساعد ـ كلية اهلندسة املعمارية

ت ـ لبنانجامعة بريوت العربية ـ بريو Email: drtawil@hotmail.com

Mob. / 009613679195 - Fax / 00961818402

Abstract: Traditional centers in Arab cities play a crucial role in emphasizing their historic background where they represent the tradition origin of the shape and formation of the Arab city as well as shedding the light on the concept and shape if their urban fabric with all its aspects and its reflection on the social, cultural and economical environment of the cities’ community. The political and economic changes which the Arab cities have been through in the twentieth century has had its negative effect on traditional city centers, where new centers have been located away from the traditional ones attracting different activities with them. Some Arab cities have had some trials to save their traditional centers and stop their decline by using different ways to rehabilitate them. The paper aims at finding solutions and alternatives to fight the decline of the traditional city centers highlighting the significance of rehabilitation. Unique project in the same field are examined concentrating on the Lebanese experiment as a case study and studying the negative and positive aspects of three Lebanese cities: Beirut, Sidon, Tripoli, Reviewing the reasons behind the formation of new city centers, and the treatments which have been made to face this problem.

:مقدمــــــــــــــــــة ال – ١راثي لتلك املـدن ، تلعب املراكز التقليدية للمدن العربية دوراً حيوياً يف التأكيد على البعد احلضاري و التارخيي و الت

حيث متثل اجلذور التراثية لشكل و تكوين املدينة العربية إضافة اىل وضوح فكر و شكل النسيج العمراين بكل أبعاده و إنعكاساته على البيئة اإلجتماعية و الثقافية و اإلقتصادية هلذه اجملتمعات مؤثراً فيها و متـأثراً هبـا ، و قـد كـان

إلقتصادية اليت مرت هبا املنطقة العربية يف القرن العشرين سلبياهتا على املراكز التقليدية حيث للمتغريات السياسية و ا ممـا أثـر حتولت مراكز تلك املدن اىل مناطق جديدة مكونة مراكز حديثة جاذبة معها النشاطات و اإلهتمامات،

بعض الدول العربية مبحاوالت و جتارب للحد بالسلب بأشكال خمتلفة على املراكز التقليدية القدمية، هذا و قد قامت . من إهنيار وتدهور املراكز التقليدية من خالل إعادة تأهيلها بسياسات و أساليب خمتلفة

تتميز التجربة اللبنانية يف هذا اجملال عن العديد من التجارب األخرى حيث اهنا مرت حبروب خمتلفة كانت أحد أهـم .إعادة التأهيل اليت قامت هبا مؤسسات حكومية و أخرى أهلية أو غري حكومية األسباب ملشروعات اإلرتقاء و

: The problems المشكالت و أسباب تدهور المرآز التقليدي للمدينة العربية -٢

138

إن أهم أسباب تدهور املراكز التقليدية للمدن التارخيية العربية هو ظهور مراكز بديلة جديد لتلك املدن ، األمر الذي يفقد املركز التقليدي دوره و حموريته يف دائرة اإلهتمامات ، حيث يأيت هذا التحول اىل مراكز جديدة للمدينة بنـاء

:على جمموعة من األسباب اإلدارية و الترفيهية و الثقافية وهي على النحو التايل

:Changing the functions التحول الوظيفي-١-٢كباً مع النمو الطبيعي للكتلة العمرانية هلا ، و ملبياً لإلحتياجات الوظيفية و اإلدارية للمجتمع يأيت منو مركز املدينة متوا

البشري ، و مع التطور يف النظم و األنساق السياسية و اإلدارية للدول تظهر غالباً مشكلة مسايرة منو مركز املدينـة ية حيث تظهر وظائف و مؤسسات و هياكل إدارية جديدة هلذا التطور ، أيضاً من تغري يف شكل و هياكل النظم اإلدار

ختتلف عن الواقع اإلداري و التنظيمـي للفتـرات السـابقة ) اخل ...وزارات مراكز حبثية جمالس حملية أو برملانية ( .لعمليات التطوير

:Movement and Transportation أداء الحرآة و المواصالت-٢-٢ملركز املدينة و مع النمو الطبيعي للسكان و مواكبة لتلبية إحتياجاهتم ، حيدث منو طبيعي يف مع ظهور وظائف جديدة

الكتلة العمرانية سواء للمدينة ككل أو املركز على وجه اخلصوص، و مع ظهور السيارة كوسيلة رئيسـية للحركـة و ما يستتبعه من خدمات أساسية هلا ) اخل...حافالت ، قطارات، مترو أنفاق ( إضافة اىل وسائل املواصالت املختلفة

من حمطات أو ساحات إنتظار اىل جانب املكون الرئيسي و هو الطرق ، أصبح النسيج العمراين للمركز التقليـدي أو التارخيي للمدينة غري قادر على إستيعاب هذا النمط من احلركة و املواصالت،

:Entertainments and Commercial Progress النمو الترفيهي و التجاري-٣-٢مع التطور األقتصادي و تطور أساليب التعامل و حركة البيع و الشراء، فتحول شكل السوق التجاري اىل املمـرات

مروراً بالطرق التجارية التقليدية مبراكز املدن العربية، هذا باإلضافة اىل ظهور تطور هائل يف ) Malls(التجارية املغلقة . لترفيهية ، مل يتمكن املركز التقليدى من مسايرهتاالوسائل ا

:Cultural Progress النمو الثقافي-٤-٢أن التطور الدائم يف تقدمي املنتج الثقايف و تعامل املستعملني معة حول اإلحتياج اليه اىل واقع عملي و فعلـي بإنتقـال

طيع مواجهة التطور يف تقدمي نظم املعلومات املتطورة و بعـض مركز املدينة اىل مركز جديد، فاملركز التقليدي مل يست ما خيتص باملساحات الضخمة أو بظهور هذه األنشطة أساساً ) اخل ... دور أوبرا – سينما –مسرح ( الوسائل الثقافية

.يف فترات تالية كتطور طبيعي يف أنظمة الثقافة و املعلومات : هجرة السكان األصليين -٥-٢جه املراكز التقليدية واملدن القدمية حتديات متنوعة أثرت يف توازن احلياة اإلجتماعية و اإلقتصـادية للسـكان، و توا

هجرة السكان األصليني حبثاً عن الراحة و منط معيشي جديد نتيجة لتراجع مستوى اخلدمات و البنية التحتية للمدينة ). ٢٠٠٢القاسم ( ة القدمية يشكل أحد أسباب التدهور للمدينة القدمي

: سبل إعادة تأهيل المراآز التقليدية للمدينة العربية -٣

139

: تعتمد عمليات التنمية و إعادة تأهيل املراكز التقليدية للمدينة العربية على التايل :Transportation and Communication على مستوى المواصالت و اإلتصاالت– ١ – ٣

لى مستوى املركز التقليدى بأسلوب متطور يواجه املتطلبات املستقبلية و يليب تطوير شبكة اإلتصاالت ع -اإلحتياجات املعاصرة يف جمال اإلتصاالت من هواتف أو شبكات إنترنت، أيضاً تشجيع اإلستثمارات الصغرية يف

. جمال مقاهي النت و مكاتب اخلدمات و اإلتصاالت

مل املركز كروكي إفتراضي ملخطط مدينة تش) ١شكل (التقليدي و املركز احلديث و العالقة بينهما و تفعيل دور الطرق واملواصالت بينهما، كما يوضح موضع املنطقة اإلنتقالية املقترحة ، جتنيب املركز التقليدي الطرق احلديثة و املخترقة و إلستخدام األنفاق كبديل ملشكلة إختراق

) الباحث –صدر امل.( الطرق الضرورية للمركز التقليدي

حتسني شبكة الطرق احمليطة باملركز و تطوير و حتسني أداء طريق دائري حيتوي الكيان العمراين للمركـز، إضـافة اىل

مع ربط هذه الطرق بشبكة الطرق للمدينة، كما ) Transition Area(طريق دائري آخر حيوي املنطقة اإلنتقالية املركز التقليدي و مركز املدينة املعاصر، و مراكز التجمعات السكانية و مراكز يراعى حتسني احملاور احلركية فيما بني

التجمعات احلركية من حمطات رئيسية للسكك احلديدية أو حمطات حافالت هنائية بإلضافة ألحياء املدينـة املختلفـة، كذلك املعاجلة التخطيطيـة و .ليدىتنتهي بساحات كبرية باملنطقة اإلنتقالية تصب عند املداخل الرئيسية للمركز التق

املعمارية للطرق أو الكباري املخترقة للمركز التقليدي و اليت يتسبب عنها مشاكل بصرية و بيئية ملوثة للبيئة احلضرية للمركز التقليدي، و ذلك بتحويل احلركة منها اىل مناطق جديدة أو اإلستبدال باألنفاق و جتربة املنطقة التارخيية مبدينة

كم و ٤لقاهرة ميثل أحد األمثلة الناجحة هلذا التوجه حيث مت تنفيذ نفق األزهر مبحوريه من و اىل مركز املدينة بطول ا . حىت منطقة الدراسة

:Rehabilitation of Urban Fabric على مستوى إعادة تأهيل النسيج العمراني-٢-٣ :النسيج العمراين اىل املقترحات التاليةتتطلب مرحلة التعامل مع املركز التقليدي على مستوى

) :Transition Area ( تحديد منطقة إنتقالية-١-٢-٣املنطقة اإلنتقالية هي منطقة أو شرحية حتيط باملركز التقليدي املراد احلفاظ عليه و إعادة تأهيله ، و هي متثل جزءاً مـن

احمليط باملركز التقليدي أو التـارخيي و التخصـيص املفتـرض النسيج العمراين احمليط ، يتم حتديدها بناءاً علي موقعها ، قد تشمل املنطقة اإلنتقالية مناطق خضراء أو مناطق ) Traditional center Edges( حلدود املركز التقليدي

ركـز عمرانية أو مناطق فضاء ، ، حيث خيتص دور هذه املنطقة يف التأهيل احلركي و النفسي و التشكيلي فيما بني امل ) Re- Land use(التقليدي و باقي أجزاء املدينة ، كما يتم على هذا األساس حتديد و إعادة إستعماالت األراضي

:هلذه املنطقة اإلنتقالية على النحو التايل

140

كروكي إفتراضي للمركز التقليدي للمدينة ) ٢شكل ( العربية وضح عليهٌ تراح املنطقة اإلنتقالية و املـداخل

يسية للمركز و مواضع مواقف السيارات و أحواش الرئاخلدمة ، أيضاً الطريق الدائري حول املركـز و آخـر حول املنطقة اإلنتقالية، خدمة املواصالت بني املركـز

) الباحث –املصدر ( احلديث و املركز التقليدي

. التقليديختصيص مناطق إلنتظار السيارات توزع بشكل يتناسب مع مداخل و خمارج املركز - .ختصيص املناطق الفضاء هبذه املنطقة هبدف إستخدامها كأحواش خدمة للشحن و التفريغ خلدمة املركز -تشجيع زيادة املناطق اخلضراء سواء بتنمية املناطق املوجودة أو إستحداثها هبدف حتسني البيئة احمليطة باملركز -

.هلواء من مصادر التلوث احمليطة باملركزبصرياً و مجالياً إضافة اىل الدور البيئي يف تنقية احتسني حالة الطرق املخصصة للسيارات هبذه املنطقة هبدف اإلستعاضة عن الطرق الداخلية باملركز و -

.األستعانة هبا فقط كطرق تستخدم للطوارئة التشكيالت وضع الضوابط و اإلشتراطات املعمارية للبناء هبذه املنطقة لتحييد الطابع املعماري هلا و هتيئ -

.املعمارية هلذه املنطقة جتنباً للتباين املتوقع للطابع املعماري فيما بني املركز و املناطق احمليطة

:Rehabilitation for Urban Spaces إعادة تأهيل الحيزات الخارجية للمرآز التقليدي-٢-٢-٣ لوسائل املفترضة إلعادة التأهيل للمراكز التقليدية، إن إعادة تأهيل و تنسيق احليزات احلضرية اخلارجية تعد أحد أهم ا

حيث تعد مدخالً رئيسياً لتفعيل دور األنشطة الترفيهية و الثقافية عند مرحلة إعادة التأهيل، يشمل ذلـك املمـرات ، ) Paths, Piazzas, Intersections, Nodes and Edges( والساحات و التقاطعات والنواة و احلدود

Landscape(سات البصرية ملسارات احلركة أو ما خيتص فيمـا بعـد بأسـلوب تنسـبق املوقـع سواء بالدراArchitecture ( ،كذلك رفع و إزالة العشوائيات و األجزاء املضافة دون تنسيق مع احمليط العمـرين التـارخيي ،

تنظيم و تنسيق املداخل و املخارج سواءاً كانت األجزاء املضافة داخل النطاق احلركي أو حىت النهايات العليا للمباين، للمركز و اليت تساهم بشكل كبري يف تسهيل عملية التدفق احلركي من و اىل املركز، أيضاً هتيئة السـاحات العامـة

. هبدف تفعيل دور األنشطة و املهرجانات املفترض إقامتها أو تفعيل ما هو قائم منها

:Landscape Architecture لتقليدي إعادة دراسة تنسيق المواقع للمرآز ا-٣-٢-٣ :تشمل عملية تنسيق املوقع للمركز التقليدي عند إعادة التأهيل جمموعة من الضوابط تتمثل يف التايل

اإلهتمام بتهيئة املركز خلدمة مجيع احلاالت و األعمار و الفئات السنية مبا يف ذلك ذوي اإلحتياجات اخلاصة - .اخل .... مناطق خاصة إلنتظار السيارات اخلاصة هبم من إختالفات للمناسيب أو ختصيص

الربط التشكيلي فيما بني الطابع املعماري و التراثي الفين للمركز القدمي و إعادة تشكيل األرضيات سواء -

141

من إختيار اخلامات أو شكل التصميم و الذي ميكن إستنباطه من القيم التشكيلية الفنية التراثية معمارية أو .فنية

بعناية خاصة تعتمد على توافق تصميماهتا مع البيئة ) Street’s Furniture(ختيار عناصر فرش الطرق إ -العمرانية احمليطة سواء كان ذلك بالتوافق أو التضاد املستحب و الذي يوجد نوعاً من إضفاء إسلوباً فنياً

. صميمات متطورة يعرب عن التواصل فيما بني القدمي كاستخدام عناصر ذات خامات حديثة و تإعادة تنظيم و جتهيز املركز التقليدي بنظم متطورة يف اإلضاءة تتناسب يف تشكيالهتا و إضاءهتا مع الطابع -

.املعماري و التراثي للمركز التقليدي ، مبا يضفي عليه شخصية مميزة متطورة على مستوى املدينة

رية كروكي يوضح أحد أساليب املعاجلات املعما) ٣شكل (

للواجهات و األجزاء املضافة إثر التهدم بفعل احلرب باملركز التقليدي لبريوت بعد إعادة التأهيل حيث عوجلت باستخدام تشكيالً معمارياً متطوراً لبعض األجزاء املتهدمة مع االحتفاظ بالطابع املعماري التقليدي للعمارة اللبنانية، هبدف التأكيد على

. مع مواكبة املركز للتطور املعماري املعاصرالطابع احمللي التراثي ) الباحث –املصدر (

:Architecture and rehabilitation دور العمارة في إعادة التأهيل٣ – ٣

: للعمارة دور بارز عند عملية إعادة تأهيل املركز التقليدي للمدينة العربية يشمل جمموعة التوجهات التاليةهيل و توظيف املباين التراثية و ذات القيمة التارخيية ، يراعى يف ذلك حتديد الوظائف و حتديد املباين إعادة تأ -

املناسبة لتحقيق هذا الغرض بأفضل أداء ، يعتمد ذلك على اختيار أفضل املباين ذات القيمة التارخيية تستطيع .في كما تتناسب مع الوظائف املطروحةالقيام هبذا الدور و اليت حتتل مواقع حيوية ختدم الغرض الوظي

املعاصرة أو احلديثة يف حالة االحتياج ) Additions( حتديث املباين ذات القيمة التارخيية ببعض اإلضافات - ).٣شكل ( ملساحات إضافية و اليت من شأهنا تفعيل الدور احلسي للمستعملني و الزائرين للمركز التقليدي

ملركز التقليدي جيب أن تكون هلا صفة التواصل الفكري والتصميمي ، باستخدام إن تصميم املباين احلديثة با -فكر ورؤى متطورة يف التصميم املعماري ، ليس اهلدف منها إلغاء الشخصية التراثية للعمارة باملركز

ث رؤية التقليدي التارخيي ولكن التحديث والتطوير مبنهجية هتدف إيل إجياد نوع من التضاد بني القدمي احلدي .مميزة ومبتكرة للعمارة يف املراكز التقليدية عند إعادة التأهيل

:Cultural Development اإلعالم والتنمية الثقافية– ٤ – ٣إن إجياد الشعور بإنتماء اجملتمع إىل املشروع سيكون الضمان األساسي لنجاحه ، أيضاً إعطاء مشروع اإلرتقاء حظه من

عند التعامل مع اهليئات اإلجتماعية املختلفة، وهذا يعطي اإلعالم املرئي واملسموع واملقروء اإلعالم اجلماهريي خاصة

142

أمهية خاصة، حيث أهنا تصل إىل داخل اجملتمع و تشرح بأسلوب بسيط لألفراد و اجلماعات أمهية و دور املشروع يف ، و تفعيل دور املؤسسات احلكومية ودور )١٩٨٦ -عبد الباقي إبراهيم( التنمية و أمهية و دور املشاركة اإلجتماعية

الثقافة يف إقامة املهرجانات و اإلحتفاليات اليت تتناسب مع البعد التارخيي و التراثي للمركز التقليدي، كذلك مسامهة ية أو املؤسسات و اجلمعيات غري احلكومية يف تنشيط الدور الثقايف للمركز التقليدي ، بإقامة الندوات أو املعارض الفن

املواسم الثقافية مع التأكيد على التشجيع احلكومي و الرمسي هلذه املؤسسات، أيضاً تشجيع و توطيد العالقات الثنائية وإقامة مشروعات للتآخي بني املراكز التقليدية على مستوى املدن العربية قد يساهم يف تنشيط الدور الثقايف و التنموي

.للطرفني

: Emotional endowment العاطفي لمرآز المدينة تفعيل اإلنتماء-٥ - ٣إن حتقيق اإلنتماء العاطفي بني السكان و مركز مدينتهم يكون بارتباطهم بعضهم بـبعض أثنـاء ممارسـتهم للنشـاط

كما ميكن من خالل هذا ...اإلجتماعي و الثقايف و الفين و الذي حيقق اإلحتياجات املادية و الروحية هلم على حد سواء شاط نشر الثقافة الفنية على أوسع جمال بعرض املعروضات الفنية يف الساحات و احلدائق باإلضافة إىل إقامة احلفالت الن

). ١٩٧٥مجعه (املوسيقية و الفنون الشعبية يف املناسبات و األعياد القومية

:Project Management إدارة المشروع- ٦ – ٣رار من األولويات عند البدء بعملية إعادة التأهيل ، حيث يأخذ يف اإلعتبار استقصاء إن مشاركة املستعملني يف إختاذ الق

آراء املستعملني سواء من األهايل أو الزوار باستخدام إستمارات اإلستبيان كذلك أمهية املشاركات الشعبية من هيئات و اري خيتص مبشروع التنمية للمركز مؤسسات و مجعيات غري حكومية، أيضاً جيب إنشاء هيئة مستقلة ذات هيكل إد

التقليدي يتضمن اجلهات الرمسية و احلكومية متمثلة يف بعض الوزارات احليوية و اليت هلا دور فاعل يف هذه النوعية من املشروعات كوزارة الثقافة و السياحة و األشغال واملالية و الداخلية و مديريات األثار و احملليات ، كما تشمل أيضاً

للجهات و املؤسسات غري احلكومية و رجال الفكر ممن هلم دور بارز يف خدمة اجملتمع ، و يكون دور هذا اهليكل ممثلنياملتكامل هو رسم و دراسة و املوافقة على السياسات املقترحة و اخلطط املستقبلية للمركز التقليدي ضمن إطار املخطط

، كذلك جيب )٢٠٠١دار العمران ( تنفيذ املرحلي للمشروع الشامل للمدينة ككل ، إضافة اىل اإلشراف على الاإلهتمام باجلانب الواقعي التطبيقي، و هذا يرتبط اىل حد كبري ببناء اهلياكل اإلدارية و التنظيمية لنقل النظرية اىل الواقع،

من خالل عقد دورات لذا جيب عقد برامج تدريب و تأهيل الكوادر الفنية حيث يأخذ التدريب خطني متوازيني، األول تدريبية مكثفة لرفع كفاءة العاملني، أما الثاين فهو من التدريب أثناء العمل، حيث يعمل جمموعة من املتدربني مع خبري

، ، و لتاليف مشكلة )١٩٨٦ -عبد الباقي إبراهيم( متخصص يقوم بنقل خربته من خالل املمارسة اليومية اىل املتدربني، إقتراح السياسات و ترمجتها اىل قرارات تنفيذية مث حبث التداخل و التعارض بني هذه القرارات تداخل القرارات جيب

).١٩٨٦حازم إبراهيم ( حيث توضع أولويات و برامج التنفيذ املناسبة

:Financing Resources مصادر التمويل- ٧ -٣ملناسبة ملصادر التمويل ، و بدراسة عدد من التجارب تتطلب عمليات التنمية املتواصلة للمركز التقليدي إجياد البدائل ا

العربية ملدن خاضت جتارب للتنمية املتواصلة مثل مدينة أصيله و حلب و صنعاء ، جند اهنا قامت بتنويع وتفعيل دور التمويل التمويل حىت ميكنها من مواصلة دورها احلضاري يف جمتمعاهتا، حيث قامت السياسة التمويلية ملدينة أصيلة على

143

الناتج من النشاطات و املهرجانات الىت أقيمت خصيصاً هلذا الغرض، ما تبعه من توفري فرص العمل للمستعملني ، أيضاً مسامهة احلكومة و املؤسسات غري احلكومية خبالف املصادر اخلارجية من احلكومة الربتغالية و الشركات املتعددة

على اجلهات الرمسية و صندوق األحياء وأسس صندوق لإلستثمارات اجلنسيات، أما حلب فقامت مصادر التمويلالصغرية و املتوسطة لتحقيق التنمية املستدامة للمدينة القدمية، أما صنعاء فجاءت مصادر التمويل من احلكومات و

اليونسكو و اهليئات الدولية لتنفيذ مشروعات ريادية يف املرحلة األوىل ضمن مشروع مشترك بني احلكومة و منظمة برامج التطور التابع لألمم املتحدة ، من ذلك أيضاً توفري نظام متويل مدروس ، خيدم التنفيذ الناجح للخطط التنموية و الذي يعمل على إحداث التنمية املستدامة اليت تؤدي بدورها اىل اإلكتفاء الذايت بالتمويل الناتج عن عمليات اإلستثمار

، أيضاً تشجيع سياسات احلوافز احلكومية املؤثرة و اليت أمثرت نتائج إجيابية )٢٠٠١العمران دار ( يف منطقة الدراسة يف جتارب التنمية اإلقليمية على املستوى العاملي، منها إستحداث أنظمة حوافز حكومية متعددة ما بني تسهيل اإلئتمان و

ومية لتقليل تكاليف العمالة على املستثمرين ولتشجيع القروض املباشرة و اإلعفاءات الضريبية و إعانات العمالة احلككذلك ذاتية التمويل و اليت يقصد هبا ). Esam,1996(على زيادة القوى العاملة يف مشروعاهتم .أصحاب املشاريع

( له البحث يف إمكانية إستغالل العتاصر واملكونات القائمة و الطاقات الكامنة يف املشروع للحصول على التمويل الذايت ).١٩٨٦حازم إبراهيم

:The Lebanese Experiment التجربة اللبنانية إلعادة تأهيل المراآز التقليدية– ٤ ختتلف التجربة اللبنانية إلعادة تأهيل املراكز التقليدية التارخيية عن مثيالهتا يف املدن العربية األخرى، يرجع ذلك اىل

ة اىل إهنيار و تدهور املراكز التقليدية هلا، سواء كانت حرب أهلية أو حرب إضافة احلروب كأحد أهم األسباب املؤدي، إن أهم أسباب تدهور و إهنيار املركز التقليدي ملدينة بريوت كان )١٩٨٢األجتياح اإلسرائيلي للبنان عام (خارجية

تياح اإلسرائيلي على أما مثيله مبدينة صيدا فجاءت نتيجة لإلج) ١٩٩٠-١٩٧٥(نتيجة مباشرة للحروب األهلية املدينة، أما طرابلس فيأيت تدهور مركز املدينة التقليدي هلا ألسباب تقليدية إضافة اىل تأثرها أيضاً باحلروب سواء األهلية أو اخلارجية بصورة غري مباشرة، هذا وقد قامت احلكومة اللبنانية بتجارب خمتلفة إلعادة تأهيل تلك املراكز

:على النحو التايل

:Beirut Traditional Center إعادة تأهيل المرآز التقليدي لمدينة بيروت– ١ – ٤يقع املركز التقليدي ملدينة بريوت على الواجهة البحرية للمدينة، كوهنا مدينة ساحلية منت و تطورت إنطالقاً من

، واليت )١٩٩٠-١٩٧٥(ية اللبنانية موضع امليناء، و قد أتى تدهور و تدمري املركز التقليدي للمدينة إثر احلرب األهل بكامل املدينة من اجلنوب اىل الشمال قسمت على أثرها املدينة اىل بريوت الشرقية والغربية أما ١أفرزت حدوداً فاصلة

، بإنتهاء احلرب األهلية )4شكل ( مركز املدينة فقد أعترب كله منطقة عازلة كونه منطقة خدمية للطرفني املتنازعني كومة إعادة تأهيل مركز املدينة بناء على ختصيص شركة عقارية مسامهة لتويل عملية اإلستثمار والتنمية قررت احل

ملشروع إعادة التأهيل وبالتعاون مع اجلهات الرمسية واحلكومية للموافقة على تنظيم العمران مبنطقة مركز املدينة حيث تعديل ( وميثله رئيس جملس الوزراء خبصوص عن رئيس اجلمهورية١٩٩٤ عام ٤٨٣٠صدر مرسوم حكومي رقم

قسمت بيروت بخط فاصل من الجنوب الى الشمال مرورًا بطريق رأسي سمي بخط التماس نسبة الى فصله المدينة الى جزئين بين 1

المسلمين و المسيحيين آما أطلق عليه أيضًا الخط األخضر نسبة الى نمو الحشائش و النباتات طبيعيًا بكامل الطريق نتيجة آونه منطقة . استخدامها إضافة الى التدمير الكلي للبنية التحتية و المباني المحيطة بكامل هذا الطريق الفاصلعازلة ال يمكن المرور أو

144

مشل . التصميم و النظام التوجيهي العام و تصديق التصميم والنظام التفصيلي ملنطقة الوسط التجاري يف مدينة بريوت :على النحو التايل) ٤٨٣٠مرسوم (هذا املرسوم جمموعة من الشروط املنظمة للبناء أو التعديل أو إعادة التأهيل

نطقة الوسط التجاري حبدود واضحة حيث حيدها من الشمال البحر و الغرب شارع فخر حتديد م - .الدين ومن اجلنوب جادة فؤاد شهاب أما من الشرق فهي احلدود الشرقية لشارع جورج حداد

تقسيم املنطقة اىل عشرة قطاعات تنظيمية كأساس لترمجة إقتراحات و إجتاهات التصميم التفصيلي -ط إلستعمال األراضي، تعكس الوظائف و الطابع العمراين املنشود يف كل قطاع، تشمل اىل قواعد وشرو

الشروط اخلائص العمرانية و املعمارية للقطاع واستعماالت األراضي واإلستعماالت املمنوعة ضمن املباين الطرق وحدود والعقارات واملساحات والقياسات الدنيا للعقارات ومعدل اإلستثمار وتركيز األبنية نسبة اىل

األبنية اجملاورة، كما تشمل أيضاً الغالف واحلد األقصى لإلرتفاعات واملعاجلات املعمارية للواجهات واألبنية .احملافظ عليها

حتل اإلشتراطات العمرانية لتنظيم العمران بالوسط التجاري لبريوت حمل اإلشتراطات املعمول هبا - .، وهي القوانني السابقة أو احلالية املنظمة للعمران باملدينة بقانون التنظيم املدين وقانون البناء

مستوى التدمري احلادث ملركز مدينة بريوت أئر احلرب األهلية ، مستوى التدمري للعمارة و النسيج العمراين ملنطقة ) ٤شكل ( . )Peter&Sarkis1998_ Gabriel 1992_ املصدر ( وسط البلد بعد األحداث

وضعت شروط للتنقيب عن األثار مبنطقة املركز حتت إشراف املديرية العامة لألثار، تتضمن شروطاً -

تشمل ضرورة قيام العلماء باإلعالم عن أية عملية للتنقيب حتدد من خالهلا اهلدف منها وحجم األعمال كتشافات احليوية يعلم التنظيم ومدة التنفيذ والتكلفة املتوقعة ووسائل التمويل املفترضة، كذلك يف حالة اإل

ومالكي العقار إضافة اىل برجمة أعمال التنقيب مبا ال يؤخر أو ) املستثمر الرئيسي ( املدين والشركة العقارية يعيق مشروعات اإلعمار كما تشكل جلنة للتنسق بني عمليات التنقيب وأعمال البنية التحتية اىل جلنة

145

. واألثار وجملس اإلمناء واإلعمار والشركة العقاريةتتضمن ممثلني عن التنظيم املدينإعتمدت الشروط املتعلقة باملناطق واملباين احملافظ عليها على عدة إعتبارات منها الترتيب املستقبلي -

لشبكة املواصالت والبىن التحتية، كما تشمل تصنيف املباين اىل أبنية حمافظ عليها لطابعها املعماري أو جودها ضمن جمموعة أبنية ذات طابع معماري مميز، ومباين حمافظ عليها إلسباب أخرى، كما التارخيي أو و

مشلت أيضاً أشتراطات إلعادة تأهيل هذه املباين منها احلفاظ على املساحة املبنية واحلجم و الطابع املعماري ناؤها وفقاً للبناء األصلي من هلا، كما ال يسمح هبدم هذه األبنية، ويف حالة هتدمها إلسباب كارثية ، يعاد ب

.حجم وإرتفاع و طابع معماري و طبقاً لدفتر شروط التنظيم املدينبالنسبة للمباين اجلديدة خصصت جمموعة من املواد التنظيمية يف القانون و اليت تضع شروطاً و -

الضوابط ضوابط تنظيمية للبناء يف منطقة وسط بريوت التجاري، إعتمدت يف مضموهنا على حتديد كلاملمكنة واليت تنسق العالقة عمرانياً بشكل دقيق، كما مشلت حتديد الكثافة البنائية للعقار مع جتاهل املساحات املخصصة ألقفاص السالمل وغرف اخلدمات والشرفات واللوجيات والطوابق السفلية من

اطق املقام عليها البناء مع املساحات احملتسبة ، كما حددت اإلرتفاعات بالتنسق مع عروض الطرق و املن سم ، حتديد عدد مواقف السيارات بالتناسب مع ١٨٠إستثناء ثكنات القرميد و اليت ال يتجوز إرتفاعها

.اإلستعماالت املقترحة واملساحات ، أما يف حالة الفنادق خصصت تبعاً لعدد الغرف الطرق سواء على مستوى التصميم احلضري روعي احلدود القصوى لإلرتفاعات وعروض -

خصصت للسيارات أو تلك املخصصة للمشاة، أيضاً حدود الساحات و املناطق اخلضراء، إحترام مداخل املباين خاصة ذات البعد التارخيي و مراعاة محاية املناظر الطبيعية و املنظورات املعمارية احملافظ عليها، كما

يها مع متطلبات السالمة واألمان وطابع القطاع إشترط بالنسبة للطرق و الشوارع املستحدثة مراعاة متاشواملكون احلضري الواقع به الطريق من بيئة عمرانية وطبيعية موجودة باملكان وطبوغرافية للموقع ، مراعاة

.اخل..الشروط والضوابط الفنية يف تصميم الطرق من عروض وتقاطعات وممرات مشاة ضمن مراحل التطوير املختلفة للمشروع حيث إعادة التصميم احلضري ملنطقة ساحة الشهداء -

وجهت كفراغ حضري مفتوح جتاه البحر بدون حدود هلا، و اعتماد هذا التفريغ احلضري كبوابة حبرية لبريوت تطـل على البحـر كإمتداد طبيعي لساحة الشهداء وطريق األوتوستراد احملوري من وسط املدينة

).٥شكل ( اىل املطار

146

اإلقتراح األويل ملركز املدينة وفيه اجلزيرة املقترحة و عالقتها مبركز املدينة ، و يف الشكل الثاين ) ٥شكل ( Angus& Maluf –املصدر (منظور جمسم ملركز املدينة و الكتل املبنية و الفراغات عند إقتراح املشروع،

1996(

لوسط البلد، حيث يعد هذا اجلزء كعامل مت إضافة جزء مردوم بالبحر يقع على الواجهة البحرية -إستثماري لرفع األداء اإلقتصادي للمشروع، و تشكل بداية كجزيرة للسكن و األنشطة الترفيهية للمستوى فوق الفاخر تصل بوسط البلد عن طريق جسور، مث عدل املشروع اىل جزء متالصق مع مركز

لفاخر مع بعض األنشطة الترفيهية و السياحية، يف كل املدينة و أعيد ختصيص إستعماالته لتشمل املستوى ااحلاالت يعترب هذا اجلزء إضافة سلبية على املستوى البيئي و يقلل من قيمة هذا املشروع الرائد يف جماالت

.إعادة التأهيل ملراكز املدن ذات البعد التارخيي ملا ميثله من أضرار بيئية

قلب املركز التقليدي عقب أحداث ساحة النجمة، ) ٦شكل ( احلرب وبعد إعادة التأهيل، ويالحظ إعادة برج الساعة والذي ميثل أحد رموز الساحة اىل موضعه، و الشكل الثالث يوضح أحد مناذج اإلشتراطات البنائية ملركز املدينة وحماولة احلفاظ على

Angus& Maluf –املصدر( الطابع العمراين من خالهلا ، 1996-Aymen Terrawy 2000(

147

عناصر تنسيق املوقع و تأثيث الطرق ملنطقة ) ٧شكل ( وسط البلد ببريوت وقد أخذت من أحدث التقنيات واإلنتاج العاملي للشركات كركيزة ومنطلقاً للتعبري عن تواصل املركز التقليدي لبريوت مع املتطلبات العصرية

ني، فهي جتمع فيما بني التوافق مع واإلحتياجية للمستعملالطابع العمراين والتراث الفين للمكان واملنتجات وعناصر

) الباحث –املصدر ( الفرش للطرق العصرية

مت تنفيذ العديد من املراحل مبشروع إعادة تأهيل مركز املدينة التقليدي ملدينة بريوت، حيث يقوم على التوازن فيما بني فة مبا جيذب أكرب كم ممكن من املستعملني،فيعتمد املشروع على إستثمارات للبيع أو اإلجيار يف جماالت األنشطة املختل

أنشطة ثقافية وحكومية ، فنادق، مناطق ترفيهية، مكاتب، متعددة تظهرها خريطة إستعماالت األراضي من أنشطة إسكان، يكمن اإلستناد اىل ذلك من النشاط )Annual Report-2001( ألف متر مربع ٤،٦٩٠تصل تشكل يف جمملها

املتنامي للمركز املايل حيث يقع شارع البنوك، كذلك األنشطة اإلدارية املختلفة و سراي احلكومة، كذلك فإن األنشطة الترفيهية و التجارية املنتشرة حالياً تساهم بشكل فعال يف تنشيط و إحياء املركز، من ناحية أخرى فقد إعتمد املركز بعد

إعادة التأهيل يف جذبه للمستثمرين و املستعملني و الزائرين على معاصرة تشكيل و تكوين املركز و مواكبته للمتطلبات .العصرية و التقنية املتقدمة و إرتكازاً على القيم اجلمالية و التراثية للعمارة و العمران للمركز التقليدي التراثي

:Sidon Traditional Center لمدينة صيدا إعادة تأهيل المرآز التقليدي– ٢ – ٤تقع مدينة صيدا اجلنوب من بريوت بنحو مخسون كيلومتراً، تتميز املدينة ببعد تارخي كبري ميثله العديد من احلضارات اً بداية من احلضارة الفينيقية و مروراً بالعديد من احلضارات أمهها تأثرياً الرومانية والفارسية واإلسالمية و إنتهاء. باململوكي و العثماين و اللذان ميثالن حجر الزاوية يف تشكيل و تكوين املدينة القدمية و املركز التارخيي لصيدا احلالية

مدينة صيدا شأهنا شأن معظم املدن الساحلية يف منوها و تطورها التخطيطي حيث يقع مركزها التقليدي على الواجهة ١٩٨٢ النواة اليت نشأت منها املدينة، و مع اإلجتياح اإلسرائيلي للبنان عام البحرية للمدينة كنيجة طبيعية ملوضع

كانت الواجهة البحرية ومركز املدينة التقليدي ضمن أولويات أهداف القصف اجلوي والبحري أيضاً ما أدى اىل تدهور

148

العديد من املباين األثرية وذات القيمة و إهنيار املركز التقليدي بصورة مباشرة، إهنارت معه شبكات البنية التحتية و هتدم التارخيية إضافة اىل ظهور العشوائيات وحتول يف شكل النسيج العمراين للمركز و ما تبع ذلك من تلوث بصري ، هجرة السكان األصليني و ظهور سكان جدد ليس هلم إنتماء للبعد التارخيي للمكان، تدهور املستوى الثقايف واإلجتماعي

. للسكانتبنت احلكومة عملية إعادة تأهيل املدينة القدمية و املركز التقليدي ضمن إطار دراسة متكاملة مشلت الواجهة البحرية

مؤسسة احلريري و ( ، كما كان للمؤسسات غري احلكومية دور فاعل يف تنفيذ سياسات اإلرتقاء ١٩٩٦للمدينة عام .ملناطق و املباين التراثية بصيدا القدميةمن خالل تأهيل و إعادة توظيف بعض ا) مؤسسة عوده

):٢٠٠١-دار العمران( هذا و قد مشلت خطة إعادة تأهيل صيدا القدمية السياسات و القرارات التالية

إعادة تأهيل املركز التقليدي ملدينة صيدا جاْ ) ٨شكل ( ل ضمن مشروع إعادة تأهيل الواجهة البحرية للمدينة، مش

املشروع حتديد منطقة إنتقالية، حتسني و تنمية البنية التحتية –املصدر . (وعالقة املركز التقليدي بالواجهة البحرية للمدينة

)٢٠٠١دار العمران

149

إقرار هيكل إداري و تنظيمي يشمل جمموعة من اجلهات احلكومية و الرمسية و املؤسسات غري احلكومية و بعض -

. ذات الثقل و التأثري اجملتمعياألفراد و اجلهات

.مشاركة املستعملني يف مشروع اإلرتقاء من خالل إستقصاء آراء املستعملني بأستخدام إستمارات اإلستبيان -

حتديد و تعريف احلدود األصلية للمدينة التراثية و عمل منطقة إنتقالية حتيط باملدينة القدمية تكون وظيفتها تأهيل - توفري مناطق إلنتظار السيارات وأحواش خلدمة – فيما بني البلد القدمية وصيدا احلالية حتول الطابع املعماري

.املتطلبات التجارية، منع إستخدام السيارات داخل نطاق املركز التقليدي بإستثناء حاالت الطوارئ

ئي بني السكان إحداث التنمية و التطوير اإلجتماعي واإلقتصادي لسكان املنطقة القدمية و إجياد توازن بي - .ومنطقتهم حبيث يتم السيطرة على أعداد السكان و إستدامة أساليب معيشتهم

.التطوير و التشجيع السياحي يف صيدا القدمية كوهنا أحد أقطاب التراث احلضاري و الثقايف لصيدا -

. احلضري رفع العشوائيات من نطاق النسيج العمراين مع تفعيل دور املمرات و الساحات و حتسني النسق -

).اخل..خان األفرجنه،مصنع الصابون( إعادة تأهيل و توظيف بعض املباين األثرية و ذات القيمة التارخيية -

.احملافظة على النسيج العمراين والطابع املعماري، و إتباع سياسة احلفاظ و مراقبة اإلرث احلضاري القدمي -

.ارية بصيدا القدمية هبدف اإلرتقاء إقتصادياً بالسكانتنمية الصناعات احلرفية و حتسني البية للممرات التج -

.مجع ومعاجلة القمامة بنظام اإلستخدام املكثف لأليدي العاملة لتناسب هذا اإلسلوب مع شكل النسج العمراين -

ميكن إعتبار تنفيذ املسار السياحي و األوتوستراد البحري ملدينة ) ٩شكل (

ت ملشروع إعادة تأهيل الواجهة البحرية للمدينة، أما صيدا أهم املنجزاداخل نطاق املدينة القدمية و املركز التقليدي هلا فتم تنفيذ بعض املسارات شاملة األرضيات و احلوائط املغلفة للفراغ ، يف الصورة مسار معاد تأهيله يؤكد ضرورة احلفاظ على الطابع العمراين والتراثي للمركز القدمي ومتحف

) الباحث –املصدر ( مصنع الصابون مسامهة من مؤسسة عوده

150

ميكن اإلشارة اىل ما مت إجنازه من مشروع إعادة تأهيل الواجهة البحرية ملدينة صيدا يتلخص يف الطريق البحري

بعض ، إضافة اىل بعض الطرقات واملمرات للمدينة القدمية ومركزها التقليدي، بإستبدال)األوتوستراد البحري (أرضيات املمرات و احلوائط و بعض البوابات ذات القيمة التارخيية، كذلك التحسني النسيب لبعض شبكات البنية التحتية لبعض املناطق احملدودة، كما مت إعادة تأهيل بعض املباين ذات القيمة التراثية والتارخيية، منها خان األفرجنة

يري حيث يقوم اخلان حالياً بدور ثقايف حموري على مستوى املدينة، على والذي مت إعادة تأهيله من قبل مؤسسة احلراجلانب اآلخر قامت مؤسسة عوده بإعادة تأهيل مبىن مصنع الصابون التراثي و الذي وظف كمتحف يوضح هذه

. الصناعة التراثية و ذات البعد التارخيي

:Tripoli Traditional Center إعادة تأهيل المرآز التقليدي لمدينة طرابلس– ٣ – ٤مرت بالعديد . كم اىل الشمال٨٢طرابلس هي مدينة ساحلية متثل عاصمة الشمال اللبناين ، تبعد عن بريوت حوايل

من احلضارات اليت أثرت عليها عمرانياً و إجتماعياً، تأثرت بشكل كبري بالعصر اململوكي و الذي أثرى طرابلس لى مستوى النسيج العمراين أو على مستوى العمارة، ومركز املدينة التقليدي يتمتع القدمية بطابع عمراين مميزسواء ع

، تدهور هذا املركز شأنه يف ذلك شأن معظم املراكز التقليدية للمدن العربية )٢٠٠٣منيمنه ( بطابع معماري مملوكي ر العشوائيات والتعدي على األثار وتدهور إضافة اىل تأثري احلروب اللبنانية سلباً عليه، من إهنيار للبنية التحتية وظهو

و قد قامت عدة جهات بإعادة التأهيل و ترميم بعض املباين التراثية وذات القيمة التارخيية . املباين ذات القيمة التارخييةلس حيث قامت مجهورية املانيا اإلحتادية بترميم خان اخلياطني ومسامهة مؤسسة احلريري يف عملية إعادة تأهيل طراب

، إال أن هذا ال يتعدى كونه حاالت منفردة و ال تشمل ) ٢٠٠٣ يناير-منيمنه( القدمية برفع األنقاض جراء احلروب إال أن ما مييز املركز التقليدي ملدينة طرابلس هو تواجد السكان . خطة متكاملة إلعادة تأهيل املركز التقليدي للمدينة

املركز بصورة نشطة وذات تبادل تفاعلي بني املركز واملستعملني، كما جيري األصليني هبا وتفاعلهم مع املركز وظهور حالياً بعض احملاوالت ولكن بشكل غري رمسي ، هتدف إلقامة جتربة مشاهبة ملنطقة سوليدير أو الوسط التجاري واملركز

.التقليدي ملدينة بريوت

151

نة طرابلسمع يتجانب املركز التقليدي ملدي ) ١٠شكل (

املركز احلديث للمدينة كما أن له طابع و نسيج عمراين مميز، سوق اخلياطني مبدينة طرابلس أحد املشروعات اليت مت ترميمها و إعادة تأهيلها، املسجد الكبري أحد املكونات و البؤر الرئيسية للنسيج العمراين للمركز التقليدي لطرابلس

- الباحث – AUB 1995 –املصادرحسب الترتيب (Jidejian1980(

بدراسة التجربة اللبنانية من خالل إعادة تأهيل املركز التقليدي ملدينة بريوت تتضح بعض السلبيات تتلخص يف املشكالت اإلقتصادية يف تقدير قيمة العقارات بني الشركة العقارية املسامهة و املالك احلقيقيني للمباين أو األراضي

يط العمراين ملركز املدينة، كما ميثل اجلزء املضاف واملردوم يف البحر عامال بيئياً سلبياً ملا يشكله من خطورة الواقعة باحملعلى التحوالت البيئية البحرية وعالقتها بالبيئة احلدودية اليابسة للمدينة و تغيري احلدود التراثية و التارخيية للواجهة

على اجلانب اآلخر نتجت عن التجربة العديد من . اإلطالق وهو مركز املدينةالبحرية للمدينة يف أهم مناطقها على اإلجيابيات الىت مت حتقيقها من منو وظهور هذا املشروع، إعتمد ذلك على إدارة و هيكلة للمشروع على مستوى

صادي تستطيع يتناسب مع هذا البعد التارخيي لوسط البلد ، نظام إستثماري كشركة عقارية مسامهة ذات كيان إقتمواجهة املشكالت اإلقتصادية اليت غالباً ما تواكب هذه النوعية من املشروعات، حتديد خمطط شامل للمشروع

حيدد بناء عليه كل ما خيتص باملشروع من خالل اإلطار العام واملخطط الشامل ) Master plan( واملنطقة ة متكاملة و تفصيلية لكل عناصر البيئة العمرانية املضافة أو للمشروع، بناء عليه مت حتديد ضوابط و إشتراطات عمراني

تلك احملافظ سواء على مستوى التصميم احلضري أو تنسق املواقع أو العمارة إضافة اىل تنسيق كل ذلك مع شبكات ت احلياتية البنية التحتية و شبكات الطرق و املواصالت على مستوى املدينة مبنهجية علمية متطورة و مواكبة للمتطلبا

والتكنولوجية، جناح النظام الرقايب و املتابعة خلطوات تنفيذ املراحل للمشروع أدى ذلك اىل جناح هذه التجربة، ميكن :تلخيص ذلك يف التايل

. للمشروعMaster Planاإلرتكاز بشكل أساسي على املخطط الشامل •تص بالعمارة و التفاصيل املعمارية احلفاظ على اهلوية العمرانية سواء للحيزات احلضرية أو ما خي •

خامات بناء أو مفردات تنسيق املوقع و فرش ( قدر اإلمكان، مع ربط ذلك بالعناصر املتطورة .كذلك دمج العناصر املعمارية املضافة بإسلوب علمي متطور) الطرقات

الل األنشطة جناح عملية اإلدارة و التسويق يف تفعيل الدور الثقايف و الترفيهي للمركز من خ • ).حفالت غنائية بساحة النجمة كذلك تنظيم املاراثون األول يف لبنان( الثقافية واملهرجانات

.احلفاظ علي املناطق األثرية املكتشفة باملنطقة و تطوير املشروع بناء على املستجدات • .رايا احلكومةالتأكيد على البعد التالرخي و التراثي من خالل تفعيل دور األثار املكتشفة خلف س •

152

.اإللتزام مبستوى راق يف األداء سواء للمشروعات املطروحة من قبل الشركة أو املستثمرين • .جناح التجربة يتمثل يف نظام إداري على مستوي عال مبا يؤهله لقيادة و إدارة هذه التجربة •

ية للمدينة و هو األمر الذي مل يضع أما جتربة صيدا فاملركز التقليدي هلا هو جزء من مشروع التنمية للواجهة البحراملركز حتديداً يف دائرة الضوء األمر الذي أبطأ من تنفيذ إعادة التأهيل للمركز التقليدي هلا، لكنه بصورته كمشروع يغطي معظم اجلوانب املؤهلة لنجاح التجربة، على اجلانب اآلخر فإن جتربة مدينة طرابلس ال تتعدى كوهنا إعادة تأهيل

املكونات ملركز املدينة و مل ترتقي ملستوى املشروع الشامل من حيث إعادة التإهيل للمركز التقليدي للمدينة ، لبعض بالرغم من النشاط املتدفق ملركزها و شعور املستعملني باإلنتماء له بشكل وافر، األمر الذي يسمح بنجاح مشروعات

و التنظيمي بناء على القدرات البشرية و الطاقات الكامنة إعادة التأهيل ملركزها يف حالة وجود الدعم املايل .للمستعملني و الغري مستغلة

:الخالصة و التوصيات

إن مشروعات إعادة تأهيل املراكز التقليدية للمينة العربية تعتمد على حماور أساسية ثالث هي العامل اإلقتصادي و الثالث و هو العامل البشري و املسامهات البشرية من جانب املستعملني و تتلخص اإلداري إضافة اىل العامل األساسي

: هذه العناصر يف النقاط التاليةحتديد املركز حبدود واضحة له، مع ختطيط طريق دائري حوله مع ربطه مبحاور حركية رئيسية -

.مركزها احلديثمبركز املدينة، إضافة اىل تفعيل حركة املواصالت بني املركز التقليدي و تنظيم منطقة إنتقالية بني املركز واحمليط العمراين تكون مهمتها متهيد التضاد املتوقع يف الطابع -

153

. العمراين وسرعة احلركة باإلضافة ايل توفريها ملناطق إنتظار للسيارات و أخرى كأحواش خدمة .ورية املتدفقة من و اىل املركزختطيط طريق دائري حول املنطقة اإلنتقالية إلستيعاب احلركة املر - .جتنيب الطرق أو اجلسور املخترقة املرور باملركز بتحويل مساراهتا أو إستخدام األنفاق كبديل هلا - .تنمية احليزات احلضرية و النسيج العمراين للمركز مع تفعيل النشاطات الثقافية و الترفيهية به - . تنمية، و رفع العشوائيات مع حتسني البيئة العمرانيةإعادة تأهيل البنية التحتية كأساس لعمليات ال - .التأكيد على مواكبة املركز التقليدي للعمارة املعاصرة من خالل األجزاء املضافة أو املباين اجلديدة -الدمج املتواصل فيما بني التراث و التحديث هبدف إجياد مناخ معاصر للمركز جيذب معه -

. مل ذلك املعاجلات املعمارية و عناصر تنسيق املوقع و أساليب فرش الطرقاملستعملني واملستثمريني، يشتشكيل هياكل إدارية شاملة جهات رمسية و أخرى أهلية تكون مهمتها إختاذ القرارات بإستقاللية -

.تامةالتأكيد على دور املستعملني يف إختاذ القرارات التصميمية و التخطيطية بإستخدام إستمارات -

.ناإلستبياتنويع مصادر التمويل من متويل ذايت اىل متويل دويل أو حكومي أو من خالل املؤسسات واجلهات -

.غري احلكومية مع التأكيد على تفعيل دور التمويل و اإلستثمار هبدف حتقيق التنمية املستدامة للمركزؤسسات غري تفعيل الدور اإلعالمي و الثقايف للمركز مع التأكيد على مشاركة اهليئات وامل -

.احلكومية .تفعيل اإلنتماء العاطفي للمركز من خالل تنظيم املعارض واحلفالت واملهرجانات الفنية باملركز -

:المراجع العربية .، ختطيط و تنظيم الواجهة البحرية ملدينة صيدا ، تقرير أعمال املرحلة الثانية) ٢٠٠١(ار العمران د - مركز الدراسات – جده - اإلرتقاء بالبيئة العمرانية للمدن –، اإلرتقاء باملناطق التارخيية ، ندوة ) ١٩٨٦( إبراهيم -حازم -

.التخطيطية و املعمارية

154

كلية الفنون اجلميلة ، جامعة حلوان–، مركز املدينة املعاصرة، ماجستري ، قسم العمارة ) ١٩٧٥( مجعة حممد إبراهيم - – جده - اإلرتقاء بالبيئة العمرانية للمدن – ، املدخل لإلرتقاء بالبيئة العمرانية للمدينة، ندوة )١٩٨٦( إبراهيم -عبد الباقي -

مركز الدراسات التخطيطية و املعمارية، التصميم احلضري املستدام ملدينة جاوا التارخيية ، ندوة التنمية العمرانية يف املناطق الصحراوية ) ٢٠٠٢( جمد -احلمود -

.Vieria,1993عن . هـ ١٤٢٣ ،الرياض ٨٢٢ اجلزء األول ص -ناء فيهاومشكالت الب“A Checklist for Sustainable Development “in source guide for Building Connection:

Livable, Sustainable Communities,” American Institute of Architects, Washington, DC. ، إعادة تنمية املدن الصحراوية القدمية الطموحات و الواقع، ندوة التنمية العمرانية يف املناطق )٢٠٠٢ ( رمضان الطاهر-أبوالقاسم -

. هـ ١٤٢٣ ،الرياض ٨٢٢ اجلزء األول ص -الصحراوية و مشكالت البناء فيها صيدا، كلية اهلندسة ، إستراتيجية و سياسات التخطيط لتنظيم الواجهة البحرية ملدينة)٢٠٠١(بدران راسم و الصباغ سامي -

.املعمارية ، جامعة بريوت العربية ، مؤمتر إعمار اجلنوب . بريوت– دار النهار -، الربج ساحة احلرية و بوابة املشرق٢٠٠٠. فارس ساسيز–تويين غسان -جملة ، صالة و احلداثةدراسة و تطبيق ما بني األ: عود اىل طرابلس و إعادة تأهيل جمرى هنر أبو علي و حميطه-٢٠٠٣منيمنه سامي -

. جامعة بريوت العربية– كلية اهلندسة املعمارية – ٢٠٠٣ يناير ١٥ ، العدد٨٥العمارة و التخطيط صـ مجعية متخرجي جامعة بريوت العربية يف الشمال و املركز الوطين – ندوة – طرابلس و املستقبل – ٢٠٠٣ يناير –منيمنه سامي -

. إحتاد بلديات الفيحاء–نموية لإلحصاء و التوثيق و البحوث الت مرسوم حكومي عن رئيس -تعديل التصميم و النظام التفصيلي ملنطقة الوسط التجاري يف مدينة بريوت ( -١٩٩٤ –مرسوم -

عن اجلريدة الرمسية اللبنانية -رفيق احلريري / احلكومة اللبنانية السيدReferences: - Heyat Salam-Liebich.1983.The Architecture of the Mamluk City of Tripoli. The Aga Khan Program for Islamic Architecture-Harvard University and Massachusetts institute of Technology. - Rowe Peter and Sarkis Hesham.1998. Projecting Beirut. Prestel- Verlag Munich. London- New York. - Jidejian Nina.1980, Tripoli through the Ages. Dar EL- MASHREQ Publishers Beirut. - Gavin Angus and Maluf Ramez,1996, ACADEMY EDITIONS. Solidere The Lebanese Company for Development and Reconstruction of Beirut Central District, SAL - Gulick John, 1967. Tripoli a Modern City, Oxford University Press, London. - Saad Rifat and Abbas Yehya, 1973, Development of the old city of Saida, Faculty of Architecture, Beirut Arab University. - Abbas Yhya, 1974, Urban Spaces in the Arab City, Master, Faculty of Architecture, Beirut Arab University. - Gabriel Basilico, 1992, Beirut City Center, Les Editions du Cypres. - BAU & Tripoli Municipality,2000,Rehabilitation of Abou Ali River path & along banks side area. - Annual Report – Solidere,1996, The Lebanese Company for the Development and Reconstruction of Beirut Central District S.a.l. - Annual Report – Solidere,1998, The Lebanese Company for the Development and Reconstruction of Beirut Central District S.a.l. - Annual Report – Solidere,2001, The Lebanese Company for the Development and Reconstruction of Beirut Central District S.a.l. - Annual Report – Solidere,2002, The Lebanese Company for the Development and Reconstruction of Beirut Central District S.a.l.