1 

 

داية المتعبد السالكه

الشيخ صالح عبد شرح السميع اآلبي األزهري

متن األخضري ىعل

في الفقه على مذهب السادة المالكية

األخضري للشيخ عبدالرحمن

2 

 

3 

 

هداية المتعبد السالك

بسم اهللا الرحمن الرحيم

حمد وآله وصحبه وسلموصلى اهللا على نبينا م

الحمد هللا رب العالمين، والصالة والسالم على سيدنا أول ما يجب. محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين

الحمد هللا الذي وشح الدين بطلعة سيد األنبياء ،والمرسلين، وجعل أمته خير أمة وملته خير ملة

)المؤلف (.فهو سيد األبرار، وهم السادة األخيار

وإنما بدأ بحمد هللا أداء لما وجب ووفاء ) هللالحمد ( آل ": صلى اهللا عليه وسلمبما طلب وعمال بقوله

4 

 

5 

 

أي "دأ بالحمد فهو أجذم يب بال ال يأمر ذ أي األقطع آما في المصباح، ،آالرجل األجذم

وهو من قطعت أنامل يديه أو من قام به الجذام وآلها تدل على حصول العيب . آما في القاموس

على أن الحمد واجب ولو ،نفر وعدم الكمالالمصلى اهللا عليه مرة في العمر آالصالة على النبي

. الشهادةيوآلمتوسلم

أي مربيهم على موائد آرمه وبر ) رب العالمين( إحسانه

والصالة والسالم على سيدنا محمد خاتم النبيين (وإنما أتى بالصالة وفاء بما ) وإمام المرسلين طلب لجانب من

تصحيح إيمانه ثم معرفة ما يصلح به : على المكلفويجب .فرض عينه آأحكام الصالة والطهارة والصيام

عليه أن يحافظ على حدود اهللا ويقف عند أمره ونهيه .ويتوب إلى اهللا سبحانه قبل أن يسخط عليه

لواله لم توجد الدنيا من العدم ، فهو مصباح لدنيا الفضل ونبراس الهدى المخصوص بعز ا

.رف اآلخرةتو

فأول ) أول ما يجب على المكلف تصحيح إيمانه ( ، معرفة الصانعىصل إلمولاالواجبات النظر

ل ما ك اإليمان واألصل لأس فهو ،والعلم بوجودهيطلب من المكلف من معرفة ما يجب وما يجوز

6 

 

لك س ي إيمانه وانتظم فتم وبهذا ،وما يستحيل يا عباد فاتقون {: ىلم بقوله تعاهعباده المشار إلي

ن معرفة ما يجب أل وإنما آان هذا تمام اإليمان } عز وجل وما يجوز وما يستحيل تستلزم هللا

م الصالة ه حق الرسل علييمعرفة مثل ذلك ف .والسالم

ا يصلح به فرض عينه آأحكام الصالة مم ث( نشأة يأ: ثم بعد هذه النشأة)والطهارة والصيام

يلزم ما ،هة وجوب وجودمعرفة الصانع ومعرفه وال تكمل سا ال تطهر نفمم عليه هللافرض ا

ي وما جعل عليكم ف{: قال تعالى،سريرته إال به نولكج رالدين من ح

وشروط التوبة الندم على ما فات، والنية أن ال يعود إلى ذنب فيما بقى عليه من عمره، وأن يترك المعصية

يحل له أن يؤخر في ساعتها إن آان متلبسا بها، وال حتى يهديني اهللا فإنه من: التوبة، وال يقول

الصالة، :فما فرض اهللا عليه} يريد ليطهرآم فهي واجبة على آل مكلف بعينه وال يغنيه عن فعلها فعل غيره عنه، ولها أحكام تخصها ال تتحقق وجودا وال آماال إال بها، فيجب عليه

. معرفة ذلك

لى حدود اهللا ويقف عند ويجب عليه أن يحافظ ع( وهي ما أقامه اهللا من شرائعه ) أمره ونهيه

وطلب المحافظة على فعله من الواجبات والمندوبات، وحث على ترآه من المحرمات

7 

 

والمكروهات، فمن امتثل األوامر واجتنب المنهيات فقد حافظ على حدود اهللا وأقام شرعه

.القويم وهدي إلى الصراط المستقيم

) إلى اهللا تعالى قبل أن يسخط عليه ويتوب ( ليست التوبة أمرا وراء امتثال المأمورات، وإنما عناها المؤلف بالذآر بما لها من مزيد العناية، فإن اإلنسان قل إن يسلم من الهفوات ومن الوقوع في . المحذورات مع وصفه بإقامة الشريعة المطهرة

اء قط سومن ذا الذي ما

ويجب .خذالن وطمس البصيرةعالمات الشقاء وال عليه حفظ لسانه من الفحشاء

فينبغي لإلنسان الكامل المبادرة عند طرو ما اقترف من اإلساءة أن يخلع ثوب القذر، ويتمثل بين يدي ذي العزة ويتحلى بلباس اإلجالل والمهابة والتذآر، فيبصر قبح اإلساءة فيسرع

اتقوا إذا إن الذين { باإلنابة والرجوع إلى الرقيب مسهم طائف من الشيطان تذآروا فإذا هم

الندم على ما فات، : وشروط التوبة. ( }مبصرون والنية أن ال يعود إلى الذنب فيما بقي من عمره، وأن يترك المعصية في ساعتها إن آان متلبسا بها، وال يجل له أن يؤخر التوبة وال يقول حتى

الخذالن يهديني اهللا، فإنه من عالمة الشقاء ولما ذآر أن التوبة واإلنابة ) وطمس البصيرة

والرجوع إلى اهللا مما اقترف من السيئات من الواجب على المكلف فعله، ال يتحقق ذلك وال

8 

 

يحصل في خارج العيان إال بمعدات تتقوم بها يجعلها بعضهم أرآانا ويجعلها ،بةوهوية المت

أخذ يبين ذلك على جهة، آمصنفنا،بعضهم شرطا ط فمن شرو.خلا) ..طروشو( : الشرطية فقال

التوبة أن تألم نفس الفاعل وتحزن من جرم وقبح ومنها نية عدم العود إلى الذنب مرة ثانية ،ما فعل

ومنها أن ينخلع عن ،والندم على ما فات

والمنكر والكالم القبيح وإيمان الطالق، وانتهار المسلم . شرعيوإهانته، وسبه وتخويفه في غير حق

جريمته في الحال وال يؤخر التوبة ويسوف بها إلى زمان آت، ألن ذلك من عالمات الشقاء وطمس البصيرة ومقت الجبار، نعوذ باهللا من

. غضبه ومقته وطرده وشر أنفسنا

ويجب عليه حفظ لسانه عن الفحشاء والمنكر ( والكالم القبيح وأيمان الطالق وانتهار المسلم

أي ) تخويفه في غير حق شرعي وإهانته وسبه ومن الواجب على المكلف صون لسانه وحفظه عن الباطل، أي من األقوال حيث إن مصدر ذلك

والباطل هو خالف الحق، ويتعلق الباطل . اللسانبالسب والقذف بأن يشتم إنسانا أو : من األقوال

يقع في عرضه آأن يقول له يا زاني أو إنه من صلى د ما ال يخفى فقد قال الزناة، وفيه من الوعي

إن أزنى الزنا استحالل عرض : "اهللا عليه وسلمأي اعتقاد حليته، هذا مدلول الحديث إال " المسلم

أنه غير مراد، ألن المراد التكلم في عرضه، لكن

9 

 

لما تكلم في عرضه آان آأنه مستحل له فلذا أطلق االستحالل عليه، هذا صريح القذف، وأما

يقول له أنا لست بزان وغرضه التعريض به آأن أن المخاطب زان، أو أنا لست ابن زنا وغرضه

: أي من الباطل، ومنه.أن المخاطب ابن زناه

ويجب عليه حفظ بصره عن ا لنظر إلى الحرام، وال يحل له أن ينظر إلى مسلم بنظرة تؤذيه إال أن يكون

.فاسقا فيجب هجرانه

ستطاع ما اويجب عليه حفظ جميع جوارحه

انتهار المسلم وإهانته، بأن يغلظ عليه في القول . فاالنتهار األخذ بأطراف الكالم على جهة الشدة

ومنه السباب وهو آثرة السب، بأن يسبه المرة " سباب المؤمن فسوق: " بعد المرة، ففي الحديث

فيؤخذ منه اتصاف فاعله بالفسق، وال خبر بعد . خبر رسول اهللا

ف بطالق، إذ المشروع، أي الذي ومنه أن ال يحلأذن فيه الشرع الحلف باهللا والصمت عن الحلف بغيره، ومن أفراد ذلك الحلف بالطالق والحلف بالنبي وبالكعبة، وغير ذلك مما عظم شرعا، فال يجوز الحلف بشيء من ذلك، ومصداق ذلك قوله

من آان حالفا فليحلف : " عليه الصالة والسالم ". باهللا أول ليصمت

ويجب عليه حفظ بصره عن النظر إلى الحرام، ( وال يحل له أن ينظر إلى مسلم بنظرة تؤذيه، إال

10 

 

أي من الواجب ) أن يكون فاسقا فيجب هجرانه على المكلف غض البصر أي آسر

وأن يحب هللا ويبغض له ويرضى له ويغضب له، .ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

ة والنميمة والكبر والعجب ويحرم عليه الكذب والغيب والرياء والسمعة والحسد والبغض ورؤية الفضل على

العين عن النظر إلى جميع المحرمات آالنظر لألجنبية واألمرد على جهة اللذة، وليس في

. النظرة األولى بغير تعمد حرج، أي إثم

اإلجماع على أن العين ال يتعلق : قال ابن القطانم الجوارح آفة على القلب ولكنها أعظ،بها آبيرة

اهـ .يا والديندن خراب اليور فمرع األسوأ

تص وجوب غض البصر عن خواعلم أنه ال ير ظ بل يجب غضه عن الن،المحرمات بما ذآر

وأما ،للغير على وجه االحتقار ما لم يكن فاسقادر ق إن لم يرهجهإن آان فاسقا فيجب عليه أن ي

ها يدر علقي أو آان ،ة تجبرهدعلى موعظته لش وأما لو آان يتمكن ،لكنه ال يقبلها لعدم عقل ونحو

وإبعاده عن فعل الكبائر بعقوبته بيده إن همن زجرم أو بمجرد وعظه له آا أو برفعه للحامآان حاآ

وال ، عن فعل الكبائرهوجب عليه زجره وإبعاد . ز له ترآه وهجره ويج

11 

 

)يع جوارحه ما استطاع جم ويجب عليه حفظ ( فظ فيح

الغير والهمز واللمز، والعبث والسخرية، والزنا والنظر إلى األجنبية والتلذذ بكالمها وأآل أموال

العينين عن النظر إلى المحرمات، آالنظر إلى األجنبية أو األمرد على وجه االلتذاذ، ويحفظ الفرج عن الزنا واللواط، ويحفظ اللسان عن

ن عن سماع الكذب والغيبة والنميمة، ويحفظ األذالغيبة والنميمة، فالغيبة والنميمة يتعلق بهما األمر من جهتين، جهة السماع وجهة التكلم بها، ومثل ذلك الكذب والقذف، ويحفظ اليدين عن تناول الحرام، والرجلين عن المشي إلى أماآن الخنا

وعد اهللا ) ويبغض له وأن يحب هللا. ( والفساد بما ال تقدر العقول سبحانه وتعالى المتحابين هللا

يقول اهللا تعالى "عن اإلحاطة بكنه، ففي الحديث يوم القيامة أين المتحابون ألجلي؟ أظلهم في ظلي

وال يعلم آنه هذا المنصب " يوم ال ظل إال ظلالرفيع إال من قذف اهللا في قلوبهم نور المعرفة، وهم ورثة الشارع صلوات اله عليه، وإليه

في مقعد صدق عند مليك { : اإلشارة بقوله تعالىوقوله في بيانه أنه ظل عرشه، أو إنه في } مقتدر

ية عن الكرامة أو غير ذلك، فهذه نتائج أفكار اآن) ويرضى له ويغضب له : ( قوله .ال تفي بالمرام

أي يفعل ما رضيى به اهللا وإن أسخط الناس

12 

 

وأغضبهم، ويغضب مما يغضب منه اهللا وإن أحبه

يب نفس واألآل الشفاعة أو الدين الناس بغير ط .وتأخير الصالة عن أوقاتها

وال يحل له صحبة فاسق

الناس وأرضاهم، فهو دائر مع رضا اهللا دوران المعلول مع العلة، فحيث وجدت العلة وجد

يلذل فكذلك ،]انتفى [المعلول وحيث انتفت حيث وجد ما فيه رضا ، لهيرضى وهللايغضب

يث وجد ما فيه ح وس،ا وإن غضب الني رضهللا وهذا من س، غضب وإن أرضى الناغضب اهللا

.ال اإليمان وزمام المعرفةم آي هيعلو الهمة الت

)ى عن المنكر ه ويأمر بالمعروف وين( والمنكر آل ، الشرع منالمعروف آل ما عرف

ل ائر والوصئب والبحائ آالسوا،ما أنكره الشرع المنكر عني فاآلمر بالمعروف والناه،واألزالم

وخدمة الشريعة من نصب إلقامة حدود اهللا ألن الغرض ، هذا الزماني وأين هو ف،الغراء

عن المنكر على جهة ياآلمر بالمعروف والناه وهو من نصبه باعة المسلمين ألمر دينهم ،اإللزام .ودنياهم

ب كذ ال)ة ميلنميبة واغ والكذبرم عليه الح وي( هو عليه وهو الف هاخهو اإلخبار عن الشيء ب

13 

 

على أال لعنة اهللا{: الىعمن آبائر الذنوب لقوله ت عالمات النفاق ن وم}الكاذبين

وال يطلب رضا . وال مجالسته لغير ضرورة {: ، قال اهللا سبحانه وتعالى المخلوقين بسخط الخالق

والله

عالمات المنافق : " صلى اهللا عليه وسلملقوله الحديث، وهو من آفات .. " إذا حدث آذب: ثالث

اللسان الذي يورد صاحبه الموارد، ففي األثر أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق

إنه : ما هذا ؟ فقال: فرآه يجذب لسانه، فقال لهفإذا آان هذا - يعني موارد السوء-أوردني موارد

خبر الصديق الذي فضله فوق الثريا، وقد حرسه ه الصادق بمزيد الكمال اهللا من السوء وأخبر عن

الذي ال يوجد في غيره ممن طلعت عليه الشمس )يبةغوال(وقوله .يرهغبعد األنبياء، فما بالك ب

من شأنه ي أ، غيره ما يكرهي يقول فن أيوه يذآر ن يكره أناس اإلننرج ما إذا آاخ ف،ذلك

ا م شأنه ذلك آس والمدح لي، هذا مدحن أل،بطاعة وعليه فإذا مدحه بما ،رهذآاأ ي فويونجزم به ال جهة أنه آذب ال من ن فحرم م، فيهسيكره ولي

ال قةن السي وف.جهوري قاله األ،جهة أنه غيبة ما نأتدرو": صلى اهللا عليه وسلم هللاول ارس

ذآرك : قال،وله أعلمس ورهللا ا:الغيبة ؟ قالوا فيجب ، والمستمع لها آقائلها".أخاك بما يكره

ف خ لم ينى الفاعل إنهي نها أسمععلى آل من

14 

 

. وإال وجبت عليه مفارقته مع اإلنكار بقلبه،هنم م إذ الغيبة ث

وقال . } ورسوله أحق أن يرضوه إن آانوا مؤمنين ال طاعة لمخلوق في معصية : "عليه والسالم

،اه إحداها من حيث اإلقدام علي:لها جهتانع نف فاألولى ت،ابواألخرى من حيث أذية المغت

ا مع التوبة ه والثانية البد في،ا التوبة بمجردهاهفي ولو بالبراءة ،اهن صاحبعمن طلب عفو المغتاب

.يةكالمجهول متعلقها عند المال

به لمتكلم نقل الكالم عن اي وه)ة ميلنموا(وقوله آأن يقول فالن يقول ،إلى غيره على وجه اإلفساد

إفشاء السر وهتك الستر ا ه فحقيقت،فيك آذا وآذا .عما يكره آشفه

ى اعلم أن بداية الهداية إل) والعجب ربك وال( والنهج القويم التواضع إلى م المستقيطالصرا

فمن ،ا اإلخالصه ونهايت،]ري والقديلق القوخ[ عمله مثقال ذرة من آبر أو عجب فقد يآان ف ي وف،مله وعد من األخسرين أعماالعحبط

وقال "نا أغنى الشرآاء عن الشرك أ": يثدحلا وال يخفاك ما }الصخين الالد أال له {: تعالىهللااة التنبيه وتقديم الخبر د نظم اآلية الكريمة من أيف على أن مقام ، إال الحصرنكتة له س لييالذ

بنو نتم أ": الحديثي وف،ى آل ذلكبالعبودية يأ

15 

 

من فإذا آان األصل واحدا" وآدم من تراب ،آدم يوطأ يالتراب الذ

". الخالق

وال يحل له أن يفعل فعال حتى يعلم حكم اهللا فيه ويسأل العلماء ويقتدي بالمتبعين لسنة محمد

. باألقدام فكيف يتكبر ويفتخر

ما قيل في الكبر والعجب ) والرياء والسمعة ( . يقال فيهما، فالمال واحد

وهو من ر، يوهو تمني زوال نعمة الغ) والحسد ( آبائر الذنوب لما اشتمل عليه من أذية الحسود، بل لو أمعنت النظر لرأيت أن فيه اعتراضا على

لم أعطيت هذا : اهللا في أفعاله، وآأنه يقولوحرمت هذا، ولم يدر أن اهللا حكيم ال يفعل إال بمقتضى الحكمة، ومتصرف فال يقع في ملكه إال ما أراده وسبق به علمه، ومن آان بهذه

. ( األوصاف ال اعتراض عليه في أفعالههو أن يبغض الناس لما يرى لهم من ) والبغض

الفضل وليس هو في درجتم، وهو داء بالقلب . يعبر عنه بالغل، آلما أتقدت ناره ازداد

في علم أو عمل أو ) ورؤية الفضل على الغير ( رفعة أو مكانة أو غير ذلك مما يورث النفس

وقع إبليس اللعين في الحسرة عتوا وهو الذي أ :آلدمحيث قال حين أمره اهللا بالسجود

صلى اهللا عليه وسلم الذين يدلون على طاعة اهللا،

16 

 

ويجب على آل عاقل أن } قال أنا خير منه { يتباعد عن هذا الوصف الذميم الذي ضره أقرب

. من نفعه لبئس هو

الهمز تعييب اإلنسان ) والهمز واللمز ( : وفي الحديث. اللمز تعيبيه بغيابهبحضوره، و

ون والمشاءون بالنميمة زالهمازون واللما" وجوه ي اهللا فللبرآء العنت، يحشرهمالباغون

قال بعض ،لكالب صورة اي في أ"البكالإال ولد د بحث عن فاعلها فلم يوجدوق: مةاألئ .زنى

ج نلعب الشطرآ ، اللهو واللعبي أ) والعبث ( ": قال عليه الصالة والسالم.ونحوه من آل باطل

مالعبة : المؤمن باطل إال ثالثةيآل لهو يلها على ه تدريبي أ- هس وتأديب فر،الرجل امرأته

. "ه س ورميه بقو-الكر والفر

أن يرى غيره حقيرا فيعبث بهي ه) والسخرية ( ويقرب من هذا ما يعبر عنه ،أ به ويحتقرههز ييأ

نه أل : بقولهسيهقفأل علله ام،يسر المبكبالمزاح وقال . رش الى إلي رفع الهيبة ويؤدى إلييؤد

وال ، ال تمازح الشريف فيحتقرك:لحكماءبعض ا ويستعان على ترك هذه ،ء فيتجرأ عليكيالدن

. ى ه انت.ة الناسباألشياء بالخلوة ومجان

وال يرضى لنفسه ما. ويحذرون من اتباع الشيطان

17 

 

لمكلف الزنا، لقول أي مما يحرم على ا ) والزنا( أي المتجاوزون } فأولئك هم العادون { : اهللا تعالى

ما ال يحل لهم، فكل من ارتكب الزنا فقد تعدى وتجاوز ما ال يحل له، ومثله اللواط واالستمناء

آل ) والنظر إلى األجنبية والتلذذ بكالمها . ( باليدذلك مما يحرم على الشخص، فيحرم عليه النظر

ة لغير الوجه واليدين، وإلى الوجه إلى األجنبيواليدين إن صاحب هذا قصد االلتذاذ، ويحرم

. عليه أيضا التلذذ بكالم األجنبية

وهو ) وأآل أموال الناس بغير طيب نفس ( وال تأآلوا أموالكم بالباطل { : المعني بقوله تعالى

. وهو ما ال يباح شرعا}

من وهو ما يأخذه الرجل) واألآل بالشفاعة ( غيره على وجه شفاعة، سواء اشترطه الشافع على المشفوع له أم ال، ومن ذلك ما يأخذه آبير المسلمين على أن يخرجهم من موضع الخوف إل

. موضع األمن

مثال ذلك من أظهر الصالح ) أو الدين ( فيواسونه باألموال ألجل أن تحصل لهم برآة ذلك الشخص على زعم أن هذا وصف حقيقي به،

فيحرم عليه أخذ

أعمارهم في غير رضيه المفلسون الذين ضاعت طاعة اهللا تعالى،

18 

 

وتأخير (. ما يعطونه ألنه لم يصادف محلهرم عليه ذلك من غير ح يي أ)الصالة عن أوقاتها

هناك من سا اتفق عليه وليمم بل هو ،منازعق وال س وال يحل له صحبة فا(. جواز ذلكبيقول

،رم عليه ذلكح يي أ)رة ضروغيرمجالسته ل ألن ،جرههوإذا آان األمر آذلك فيجب عليه أن ي

(. صحبته تورث القلب قسوة لمسارقة األخالق ال ي أ)وال يطلب رضا المخلوقين بسخط الخالق

أمر يوجب يم فه أيديييتبع أغراضهم طمعا لما ف ، ورسوله أحق بالرضاهللا فا، وغضبههللاخط اس

سوله أحق أن ر وهللا وا{: لىبحانه وتعاس هللاقال ا، وقال عليه الصالة } إن آانوا مؤمنين هويرض

. " معصية الخالق ي فقال طاعة لمخلو": والسالم

فيه هللا احكم وال يحل له أن يفعل فعال حتى يعلم ( أن ال - خصوصا العالم - لإلنسان نبغي يي أ)

يقدم على فعل أمر وال يخطو خطوة إال إن علم ال يكون يما يفعله أو يخطر إليه، أ فيهللاحكم ا بل إما واجبا أو ،ا وال مكروها وال مباحامرمح

،اهقابلتم يابة ال تكون إال فث ألن اإل،مندوباا يكون مم ي أ،ير ذلكغوالمراد ال تكون خطواته ل

مرتبة ي فال يناف،أدنى من ذلك

.فيا حسرتهم ويا يطول بكائهم يوم القيامة

صدون بخطواتهم ثوابا ال دنيويا الكمال الذين ال يقأي فيما لم يهتد ) ويسأل العلماء . ( وال أخرويا

. إلى حكم اهللا فيه

19 

 

صلى اهللا عليه ويقتدي المتبعين لسنة محمد ( وهم من تذرعوا باليقين وغاصت أقدامهم ) وسلم

في بحار الشريعة، فاستخرجوا نفائس األحكام دلوا عنها ومكارم األخالق ووسعتهم السنة فلم يع

الذين ( إلى البدعة خوف المالمة، وقليل ما هم ) يدلون على اهللا ويحذرون من اتباع الشيطان

ألن يهدي اهللا بك رجال واحدا : " ففي الحديث ". خير لك من حمر النعم

يه المفلسون الذين ضوال يرضى لنفسه ما ر( ) ى تعال طاعة اهللاغير يضاعت أعمارهم ف

يام صوم القيامة بصالة وزآاة و يتيالمفلس من يأ ،وعليه من التبعات والحقوق ما يستأصل ما عمل

بل يطرح ،يع أعماله الخيريةجم تستأصل يأ وحسبك قوله عليه الصالة غيره،ت ئايسعليه من يوم تي من يأيا المفلس من أمتنم إ": والسالم

أآل هذا وتمالقيامة بصالة وصيام وزآاة وقد ش ي فيعط،هذا وضرب هذامال هذا وسفك دم

نسأل اهللا أن يوفقنا التباع سنة نبينا وشفيعنا وسيدنا .محمد صلى اهللا عليه وسلم

هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا نفدت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم

. فهذا هو المفلس" وطرح عليه، ثم طرح في النار

20 

 

والت ) م القيامة فيا حسرتهم ويا طول بكائهم يو( حين مناص، وال تخلص وال آرة إلى الدنيا حتى

. يتدارآوا ما أفسدت يد الغفالت

نة سفقنا التباع و أن يىبحانه وتعالس نسأل اهللا( الشك ) صلى اهللا عليه وسلمنبينا وشفيعنا محمد

فال يقصد إال جنابه ، جدير وحقيق بالسؤالاهللاأن ن العاقبة ونعوذ به نسأله حس،وال يطرق إال بابه األنبياء داه األمين سيجب[، من سوء المنقلب

. ]لينسوالمر

فصل في أقسام الطهارة

. وطهارة خبث-2. طهارة حدث-1: الطهارة قسمانوال يصح الجميع إال بالماء الطاهر المطر، وهو الذي

لم يتغير لونه أو طعمه أو رائحته بما يفارقه غالبا

، مصدر طهر:الطهارة) هارة فصل في الط( النظافة والنزاهة : وهي لغة،بضم الهاء أو فتحها

وشرعا صفة حكمية توجب ،من األدناس جواز استباحة - أي الموصوف بها -لموصوفه

. الصالة به أوله

21 

 

) الطهارة قسمان طهارة حدث وطهارة خبث ( الطهارة في اصطالح أهل الشرع صفة حكمية

:استباحة الممنوع منه بدونهاتوجب لمن قامت به فإن آان الممنوع منه صالة ونحوها فهي طهارة

والحدث هو المنع القائم ،أي الطهارة منه: حدثباألعضاء لموجب من بول ونحوه أو جنابة أو

وإن آان الممنوع منه بالنسبة . حيض أو نفاسلمن يريد الدخول في الصالة ثوبا أو مكانا فهي

. ارة منهطهارة خبث أي الطه

وال يصح الجميع إال بالماء الطاهر المطهر ( وهو الذي لم يتغير لونه أو طعمه أو رائحته بما

يفارقه غالبا آالزيت والسمن

آالزيت والسمن والدسم آله والوذح والصابون ... والوسخ ونحوه، وال بأس التراب والحماة والسبخة

.ونحوه

،حوهوالدسم آله والوذح والصابون والوسخ ونوال بأس بالتراب والحمأة والسبخة والخز ونحوه

يعنى أنه يشترط في الماء الذي يستعمل في آل ) أي طهارة الحدث وطهارة ،من الطهارتين

وهو الماء ، أن يكون طاهرا مطهرا،الخبث آماء البحر وماء اآلبار وماء الثلج ،المطلق فمسلوب الطهورية ال يرفع حكم الحدث ،والبرد

.حكم الخبثوال

إما تغير : والذي يسلب الطهورية أحد أشياء .اللون أو الطعم أو الريح

22 

 

والمغير لواحد من هذه األوصاف الثالثة، أي إما أن يكون مما يفارق الماء غالبا ، إلخ...الطعم

وحينئذ يكون له دخل في سلب ،آالسمن ونحوهالطهورية ويسمى الماء مضافا، وإما أن يكون

فارق الماء غالبا آالسبخة ونحوها وحينئذ مما ال ي . ال يسلب الطهورية فيستعمل في الوضوء ونحوه

فصل

إذا تعينت النجاسة غسل محلها، فإن التبست غسل ومن شك في إصابة النجاسة نضح، وإن . الثوب آله

أصابه

فصل إذا تعينت النجاسة غسل محلها، فإن ( إذا أصاب يعني أنه) التبست غسل الثوب آله

ة غير معفو عنها فال يخلو إما سالثوب مثال نجا :ع اإلصابة أم الوضأن يكون متحققا م

هل سفإن آان متحققا موضع اإلصابة فاألمر ابة وال صسل على موضع اإلغ اليفيقتصر ف

ة بالنجاس يحكم ألنه ال ،يطالب بغسل آل الثوب وإن لم يتحقق موضع ،إال على موضع اإلصابة

يكون فإنه يؤمر بغسل الثوب آله حتى اإلصابةعلى يقين من طهارته ألنه لو اقتصر على غسل بعض منه احتمل أن يكون ما أصابه النجس غير

23 

 

فاالقتصار على ، شكيذلك البعض وال يزال فالبعض ال يرفع الشك وإنما يرفعه غسل آل

. الثوب

ابه ص أن وإ،ة نضحسجان إصابة اليومن شك ف( تعمل س ا)جاسته فال نضح عليه ن يء شك فشي

: ورتينصآالمه على

يء وشك هل شة سانج ناسقق اإلنتح :إحداها ءيابه ذلك الشصأ

ومن تذآر . شيء شك في نجاسته فال نضح عليه النجاسة وهو في الصالة قطع إال أن يخاف خروج

أي هل أصاب شيئا من متعلقاته آالثوب مثال، أو ]إذا[ أي حين -ئذ لم يصبه، والواجب عليه حين

نضح ما شك -تحقق النجاسة وشك في اإلصابة .في إصابة النجاسة له

تحقق اإلصابة وشك في نجاسة المصيب، : ثانيتهاأي دار الشك بين نجاسته وعدم نجاسته، والفرض أنه تحقق اإلصابة، وفي هذه الصورة ال يطلب

. بشيء

ومن تذآر النجاسة وهو في الصالة قطع، إال ( أن يخاف خروج الوقت، ومن صلى بها ناسيا

إزالة النجاسة ) وتذآر بعد السالم أعاد في الوقت :واجب مع الذآر والقدرة

24 

 

عد إال برفلو دخل الصالة ناسيا النجاسة ولم يتذآ وأما لو دخل الصالة . الوقتيالسالم أعاد ف

ي إال بعد السالم أعاد فرة ولم يتذآسا بنجامالعالما بنجاسة ثوبه عو دخل الصالة وأما ل .الوقت

ا فإنه يعيا هأو بدنه أو مكانه وآان قادرا على إزالت .أبدا

آر ا ذمة سيا لنجاس الصالة ناي ما إذا دخل فيبق أثناء الصالة ي وتذآر ف،من الثوب ونحوه

ا هفالمشهور أنه يقطع الصالة ويخرج إلزالت ،مطلقا

لسالم أعاد ومن صلى بها ناسيا وتذآر بعد ا. الوقت .في الوقت

.آان في سعة من الوقت] إن[أمكنه النزع أم ال، أما إذ ضاق الوقت بحيث لو خرج إلزالة النجاسة ثم رجع إلى صالته لخرج الوقت وجب عليه التمادي وحرم عليه القطع، ألن المحافظة على

.الوقت أولى

25 

 

فصل

وغسلالنية، وغسل الوجه،: فرائض الوضوء سبع

قدم الوضوء ) فرائض الوضوء سبعة : فصل( على الغسل لتكرره وتأسيا بالقرآن في قوله تعالى

. إلخ} يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة { :

والوضوء مشتق من الوضاءة وهي النظافة والفرائض جمع فريضة بمعنى ،والحسنوالوضوء بفتح الواو اسم للماء المعد . مفروضة

. ر، وبالضم اسم للفعلللطه

هي قصد الشيء مقترنا بفعله، فإن آان ) النية ( ذلك الشيء وضوءا فينوي عند غسل الوجه

الفريضة، ]أو[استباحة الصالة أو رفع الحدث يومحلها القلب وتكون عند أول مفعول آالوجه ف

. الصالةيالوضوء وعند تكبيرة اإلحرام ف

ن س الحية وه مشتق من الوجاه) وغسل الوجه ( ولذا قيل فالن وجيه القوم ،ن األعضاءسألنه أح

وإنما عده المصنف من الفرائض ،إذا آان حسنا

26 

 

إذا قمتم إلى { : قولهي تعالى أمر بغسله فهللاألن ا إن هللا وأمر من ا، اآلية}م الصالة فاغسلوا وجوهك

. لم يقترن بالمعارض للوجوب

وحده طوال منابت

ن، ومسح الرأس، وغسل الرجلين اليدين إلى المرفقي .إلى الكعبين، والدلك، والفور

شعر الرأس المعتاد إلى منتهى الذقن، وأما حده عرضا فمن األذن إلى األذن، وحينئذ فاألصلع

ال يجب عليه غسل ،هأسوهو الذي انحسر شعر رنه ليس من ألموضع ما انحسر عليه الشعر

الشعر عره عن منبت ش نزل ي واألغم الذ،الوجهالمعتاد يجب عليه غسل ما نزل عن محل الشعر

وغسل اليدين إلى (. المعتاد ألنه من الوجه المرفقين ثالث ىل اليدين إلس غ)المرفقين ية آالم المصنف آاآلي ف)ىإل( و،الفرائض

يجب غسل اليدين مع ئذ وحين،الكريمة بمعنى مع ما عميج فلو ترك غسلهما لم يكن آتيا ب،المرفقين

باطال عند من يقول هجب عليه ويكون وضوءي . ا قلنا بمعنى مع م آ)إلى(ن أ و،بدخول الغاية

هذا رابع الفرائض فيجب مسح ) سأالرح س وم( فلو اقتصر على مسح بعضه لم س،أريع الجم أن يبدأ بمقدم ألآمل والمسح على الوجه ا،يجز ، آخرهاإلى يأ: لى الجمجمةإ هيتنه حتى يأسر

27 

 

وال ، المشتمل على الدماغسأرعظم الوالجمجمة . ين الرجل والمرأة ب ذلك ي فقفر

هذا خامس ) الكعبين إلى وغسل الرجلين ( الفرائض

غسل اليدين إلى الكوعين عند الشروع، : وسننه والمضمضة، واالستنشاق، واالستنثار، ورد مسح

العظمان هما و،عبينلك اإلىل الرجلين سفيجب غ ويجب ،بارزان عند مفصل الساقين الي أ،الناتئان

ال يترك لمعة ئقبيه لع يتبع أن، ئعلى المتوضويل لألعقاب من " : الحديثي وف،فيبطل وضوؤه

. "النار

الفرائض وهو الغسل مع س هذا ساد) والدلك (ونه واجبا لذاته أو إليصال آ ي وف،ءلماصب ا .نه واجب لذاتهأ والمشهور ،رة خالفشالماء للب

ور أن ف ومعنى ال،ذا سابع الفرائضه )ر والفو( ،سل بزمن طويلغ اليه فئال يفرق بين أعضا

يتراخى البمعنى أنه يوال بعضها بعض بحيث المعتبر ن بعضهم أحكى و،حتى تجف أعضاؤه

الطول العرف فما يعده العرف طوال يعتبر يف: قائال،يعده طوال فال يعتبر طوال وما ال،طوال

باختالف األبدان واألزمان فال إن الجفاف يختلف . فاف األعضاءج بي أ،يحدد الطول به

) الكوعين عند الشروع ىلإ وسننه غسل اليدين (نة سمت الد وإنما ق،نة غسل اليدين أوالس من اليأ

28 

 

ل الوجه اتباعا له عليه س هو غيعلى الفرض الذ فعله ذلك يالصالة والسالم ف

ماء لهما، والترتيب الرأس، ومسح األذنين، وتجديد ال .ئضابين الفر

فإن تذآره: ومن نسي فرضا من أعضائه

فاليدان يختبر ،مت ألجل اختبار الماءدوقيل إنما ق ،ضة يختبر بها الطعمم والمض،بهما اللون

. يختبر به الريحاقتنشسواال

آون المضمضة ) اقتنشسضة واالم والمض( هو ،نةس آل منهما يأ: نةس قتنشاسواال وذهب بعض المتأخرين ،عروف من المذهبالم واألفضل أن ، منهما فضيلةآللى أنها فضيلة إ

. رفاتغيكون آل منهما بثالث

، وهو إخراج الماء بريح األنف)ثار واالستن (بهام من واإلوصفة ذلك أن يضع أصبعيه السبابة

،كا لهسيده اليسرى على ما الن من أنفه ما . ا هو السنةذ ه،ويخرج الماء بريح أنفه

ي أن الرد بعد المسح الذيأ) سأالر ورد مسح ( . سنة،و فرضه

آل منهما ي أ)هما لجديد الماء تح األذنين وسوم( وتجديد الماء ،ة على حدةسنح س فالم،تقلةسة مسنح ما س يمنفة المسح أص و،دةحة على سنما له .باإلبهامين سأر اليليبابتين وما س الوجه باليلي

29 

 

رب فعله وما بعده، وإن طال فعله وحده وأعاد ما بالقومن .وإن ترك سنة فعلها وال يعيد الصالة. صلى قبله

نسى لمعة غسلها وحدها بنية وإن صلى قبل ذلك

أي من السنة أن ) والترتيب بين الفرائض ( يرتب بين أعضاء وضوئه، فيغسل الوجه قبل اليدين، واليدين قبل مسح الرأس، ومسح الرأس قبل غسل الرجلين، فالتنكيس على هذا القول خالف السنة، فلو غسل يديه قبل وجهه آان تارآا السنة، وروي عن مالك أنه واجب وعليه فلو نكس بأن غسل يديه قبل وجهه آان وضوؤه

. باطال إن لم يأت بالمنكس ثانيا، واهللا أعلم

ومن نسى فرضا من أعضائه، فإن تذآره ( عده، وإن طال فعله وحده وأعاد بالقرب فعله وما ب

ال يخلو حال الشخص المتوضئ، ) ما صلى قبله من أمرين إذا تذآر أنه نسى شيئا من فرائض

إما أن يكون التذآر عن قرب بأن تذآر : وضوئهقبل أن تجف أعضاء وضوئه، وإما أن يتذآر بعد أن يطول الزمن بين الوضوء والتذآر، وفي إطالة

ا ترآه من الفرائض وما األول يطالب بغسل مبعده إلى أن يتم أعضاء الوضوء، وفي الحالة الثانية يقتصر على غسل المتروك ليس إال ويعيد صالته التي قد صالها قبل التذآر إن آان قد

. صلى قبل إتيانه بالمتروك

.أعاد

30 

 

ومن تذآر المضمضة واالستنشاق بعد أن شرع في .ءهالوجه فال يرجع إليهما حتى يتم وضو

فتارك ) وإن ترك سنة فعلها وال يعيا الصالة ( سنة من سنن الوضوء إنما يطالب بفعلها لما يستقبل من الصالة إن أراد أن يصلي بذلك الوضوء الذي ترك شيئا من سننه، وال يطالب بإعادة ما صلى حين الترك لخفة األمر في ترك السنة ألنها من المكمالت، بخالف الفرض فإنه

. وقف عليه حقيقة الشيء لكونه جزءا منهامما تت

ومن نسي لمعة غسلها وحدها بنية، وإن صلى ( حكم اللمعة حكم العضو بتمامه ) قبل ذلك أعاد

في وجوب الغسل وإعادة ما فعل من الصالة قبل الغسل، والبد مع الغسل من نية رفع الحدث عن

.ذلك المتروك

شرع ومن تذآر المضمضة واالستنشاق بعد أن( فإذا ) في الوجه فال يرجع إليهما حتى يتم وضوءه

تمم وضوءه رجع إلى فعلهما، وإنما لم يرجع إليهما حين التلبس بالفرض لما يلزم على ذلك من

. الرجوع من الفرض إلى السنة وال قائل بذلك

التسمية، والسواك، والزائد على الضربة : وفضائله ية بمقدم الرأس،األولى في الوجه واليدين، والبدا

بأن تذآر اسم اهللا قبل ) التسمية :وفضائله( لما ورد في ) والسواك ( .الشروع في الفعل

فضله من األحاديث ويكون االستياك بعيدان غير المكروه منها، آعيدان الرمان ]األشجار[

31 

 

والزائد على الغسلة األولى في ( .والريحانلثانية المشهور أن الغسلة ا) الوجه واليدين

والثالثة في الوجه واليدين فضيلة، ولذا عد المصنف الزائد على الفرض في الفضائل وقيل

وعن اإلمام أشهب أن . الثانية سنة والثالثة فضيلةوإنما خص الفضيلة بالزائد . الغسلة الثانية فرض

على األولى بالوجه واليدين دون الرجلين ألن غسل الرجلين أآثر العلماء قائل بعدم التحديد في

بعدد مخصوص بل المدار على االتقاء لكونهما هذا هو ) والبداية بمقدم الرأس ( .محل األوساخ

( .المشهور، وحكى ابن رشد قوال بالسنيةالمعدود من الفضائل ترتيب ) وترتيب السنن

وأما ترتيبها مع ،السنن بعضها مع بعضنيته وهو منقول عن ابن سالفرائض فقد قيل ب

، وذهب غيره إلى أن ذلك من الفضائل،حبيبب يوترت: الم المختصر حيث قالآوإليه يشير

فحكم على آل من الترتيبين ،ننه أو مع فرائضهس ) وقلة الماء على العضو ( .لفضيلةاب

وترتيب السنن، وقلة الماء على العضو، وتقديم ويجب تخليل أصابع اليدين، .اليمنى على اليسرىويجب تخليل اللحية . بع الرجلينويستحب في أصا

الخفيفة في

ولكن مع اإلحكام، فحيث ال إحكام ال فضيلة، بل إن أسبغ األعضاء فوضوؤه صحيح وفاتته الفضيلة، وإن لم يسبغ األعضاء فقد فاته الواجب

والمنوب وبطل وضوؤه

32 

 

لما ورد من ) م اليمنى على اليسرى يوتقد( : " عليه وسلمصلى اهللاألحاديث التي منها قوله

"إذا توضأ أحدآم فليبدأ بميامنه

ويجب تخليل أصابع اليدين ويستحب في أصابع ( لما آان التخليل مختلف الحكم باختالف ) الرجلين

أعضاء المتوضئ، ولو أطلق الحكم وعده من الفضائل بأن قال وتخليل األصابع ألوهم أنهم

يدين فضيلة في آل األصابع ال فرق بين أصابع الوالرجلين، ولذا نص المصنف على محل الفضيلة ومحل الوجوب ألجل أن يرتفع ذلك اإليهام، فلله

. دره عالما

دون ءوض الوييفة فلخفليل اللحية اخ ويجب ت( آثيفةل ولو آانت س الغيليلها فخ ويجب ت،الكثيفة

، لستلف بالنسبة للوضوء والغخ حكم اللحية ي) تخليل الوضوء وجوب اليفحكمها ف

الوضوء دون الكثيفة، ويجب تخليلها في الغسل ولو .آانت آثيفة

إن آانت خفيفة، ونعني بالخفيفة ما تظهر البشرة تحتها بحيث ترى عند المواجهة، بخالف الكثيفة،

]تخليلها[وهي ما ال تظهر البشرة تحتها فال يجب بل يكفي غسلها ومرور اليد عليها إلى منتهى

فصيل بالنسبة للوضوء، وأما الشعر، هذا التبالنسبة للغسل فيجب تخليلها مطلقا ال فرق بين

.خفيفة وآثيفة

33 

 

فصل

:فاألحداث: نواقض الوضوء أحدث وأسباب

)باب ساث وأحدأ: الوضوءقضنوا: فصل(

وهو ، وهو ما ينقض بنفسه،ع حدثجماألحداث ي فيج من أحد المخرجين آالبول والمنخرما ي

.بعض صوره

وهو ما ال ينقض الوضوء ،ببسع جمباب ساألو من زوال العقل ث إلى الحدين بما يؤدكفسه ولنب

. خ ل إ... الذآرسى ومهولمس من تشت

ي البول والغائط والريح والمذ: فاألحداث( ي البول والود: يخرج من القبلي فالذ)والودي

فيجب الوضوء بسبب خروج واحد من ي،ذلموا

34 

 

فإن ، إن آان خروجه على وفق العادةشياءاألهذه بعض أحواله ي فسخرج على خالف العادة آالسل

ج من الدبر خر يي والذ.فال يجب منه الوضوءبب خروج س فيجب الوضوء ب،حيالغائط والر

ون الريح من الدبر ال من يكا بشرط أن هواحد منح ي فال نقض بالر،القبل وال من فرج المرأة

الغائط أن يكون من ييشترط ف و،ارج منهمالخان لم تضر ا ولو تحت المقعد،الدبر ال من ثقب ي ويجب أيضا الوضوء من المن،آالمخرج المعتاد

بعض أحواله وهو ما إذا خرج للذة غير يف .معتادة

: واألسباب .البول والغائط والريح والمذي والودي النوم الثقيل، واإلغماء، والسكر، والجنون،

النوم الثقيل واإلغماء والسكر : واألسباب( أي من األسباب التي تؤدي إلى نقض ) والجنون النوم ويشترط فيه أن يكون ثقيال وهو : الوضوء

ما يزيل التمييز ويذهب الشعور وال يدري ومنها اإلغماء وهو مرض في . صاحبه بما فعل

ومن أغمي عليه فعليه : الرأس، قال اإلمام مالكسكر ولو سكر بحالل آمن ومنها ال. الوضوء

ومنها . شرب لبنا يعتقد أنه غير مسكر فسكر منهالجنون وال فرق بين آونه طبعا أو من الجن، وال يخفى أن ذلك في جنون يتقطع ال إن آان مطبقا

وإنما وجب الوضوء من . فال يحكم عليه بشيءهذه الثالثة؛ أعني اإلغماء والسكر والجنون، ألنه

35 

 

ع آونه أخف حاال من هذه لما وجب بالنوم مالثالثة ألنه يزول بيسير االنتباه، آان وجوبه بهذه

. ( الثالثة أولى ألنها أدخل في استتار العقلأي ) والقبلة ولمس المرأة إن قصد اللذة أو وجدها

: من األسباب التي تؤدي، إلى نقض الوضوءالقبلة بضم القاف، بمعنى التقبيل، وظاهر

يدها بقصد اللذة، أنها تنقض المصنف حيث لم يقمطلقا سواء مع قصد اللذة أو ال، وسواء قبلة الفم

أو غيره،

والقبلة، ولمس المرأة إن قصد اللذة أو وجدها، ومس .الذآر بباطن الكف أو بباطن األصابع

أن القبلة في الفم :والذي يجري على التحقيقتنقض مطلقا، قصد االلتذاذ أم ال، ألنها مظنة

لتذاذ أي ال تنفك عنه غالبا، ما لم تكن قرينة االيلتذ بها على قصد ]ال[صارفة اللذة آقبلة صغيرة

وأما .يبل الوداعسرم على محالرحمة أو ذات ي ويأتس، على حكم اللميعلى غير الفم فتجر

: قولهي يذآره فييل الذص فيه التفتيا ما يأهفيفهوم مال) وجدهاو قصد اللذة أن المرأة إسولم(

ي يقال في والذ.لها الذآر األمردث بل م،للمرأة أو المقبل س الالمن أ:س اللميقبلة غير الفم وف

د اللذة ووجدها آان ذلك ص قنم إف غير اليف آان ن قصد ووجد إن إى وأول،وءضموجبا للو

.س هكذا حكم الالم،ن يلتذ به عادةم سالملمووؤه ض بالغا والتذ انتقض ون آان فإسوأما الملمو

36 

 

ير صء عليه ما لم يقصد اللذة فييوإال فال ش أو باطن لكفباطن اب الذآر مس و(. امسال

الذآر لما سجب الوضوء من موي ي أ)األصابع م ذآره آ أحدسإذا م ": الموطإ وغيرهيف

ك ن هل هو إال بضعة م" : وأما حديث"فليتوضأ عن طلق وقد قالوا فيه إنه ي متكلم فيه ألنه رو"

ةئجرمن الم

ومن شك في حدث وجب عليه الوضوء، إال أن يكون .موسوسا فال شيء عليه

ويجب عليه غسل الذآر

. فيسقط حديثه

وسواء آان المس بباطن الكف أو بباطن األصابع أو بجنبيهما، ويدخل في ذلك رؤوس األصابع

في الذآر للعهد، ) ال(فإنها من جملة الجنب، وين آونه متعمد والمعهود ذآر نفس، ال فرق ب

للمس أو ساهيا، والتذاذ المسه من الكمرة أو من .غيرها

وأما مس ذآر غيره فال ينقض به إن قصد اللذة . أو وجدها

ومن شك في حدث وجب عليه الوضوء، إال أن ( أي من موجبات ) يكون موسوسا فال شيء عليه

الوضوء الشك في الحدث لمن تيقن الطهارة وشك الشك يما معا أهك فيش من ى وأول، الحدثيف الطهارة يقنهما معا أي أو ت، الطهارة والحدثيف

37 

 

ما لم يكن ، السابق منهمايحدث وشك فلوا داخله الشك ي أما إن آان مستنكحا أ،مستنكحا

. ء عليهيه فال شست وساوروآث

ويجب غسل الذآر آله من المذي، وال يغسل ( الشهوة األنثيين، والمذي هو الماء الخارج عند

الصغرى بتفكير أو نظر

والمذي هو الماء . آله من المذي، وال يغسل األنثيين .الخارج عند الشهوة الصغرى بتفكر أو نظر أو غيره

]وشيئا[ أن مما يوجب الوضوء، ييعن) أو غيره المذي بسكون الذاي وهو ماء أبيض رقيق :آخر

يخرج عند اللذة باإلنعاظ أي قيام الذآر بسبب وجوب : العبة أو التفكير، فموجبه شيئانالم

الوضوء، وغسل الذآر آله بنية، فغسل بعضه .غير آاف وآذلك غسل الكل بال نية

38 

 

فصل

صالة، وال طواف، وال مس : ال يحل لغير المتوضئنسخة القرآن العظيم وال جلدها، ال بيده وال بعود

س لوحونحوه، إال الجزء منها المتعلم فيه، وال م

ال يحل لغير المتوضئ صالة وال طواف :فصل( وال مس نسخة القرآن العظيم وال جلدها، ال بيده

آل ) وال بعود ونحوه، إال الجزء منها المتعلم فيه عبادة مشروطة بشرط يحرم التلبس بها بدون ما شرط فيها، ألنه يكون حينئذ متلبسا بعبادة فاسدة،

ذا علمت ذلك إ. وآل ما آان آذلك فهو حرامعلما، فاعلم أنه يحرم الدخول في الصالة بدون طهارة، ومثلها آل ما آانت الطهارة شرطا، آالطواف ومس المصحف، إال أنهم اغتفروا عدم حرمة المس لبعض المصحف لضرورة التعليم، فيجوز للمتعلم أن يمس جزءا من المصحف للعلة

. التي ذآرناها وهي ضرورة التعليم

لوح القرآن العظيم على غير وضوء إال والمس ( أي ال يخرص في ) المتعلم فيه أو معلم يصححه

مس اللوح الذي فيه آيات من القرآن بدون وضوء إال لمن آان متعلما لضرورة التعلم أو آان معلما

ولكن آان الداعي لمسه تصحيح ما فيه من

39 

 

القرآن العظيم على غير الوضوء إال لمتعلم فيه أو يصححه، والصبي في مس القرآن آالكبير واإلثم معلم

. على مناوله له

.ومن صلى بغير وضوء عامدا فهو آافر والعياذ باهللا

آيات القرآن، هذا هو الذي عناه المصنف رحمه . اهللا

والصبي في مس القرآن آالكبير، واإلثم على ( لما آان مس المصحف بدون وضوء ) مناوله له

ذلك الصبي والبالغ من حيث حراما، ويستوي في عدم جواز المس، وآان تعلق اإلثم بالبالغ ظاهرا، ألنه مكلف، وآل مكلف لو خالف ما أمر به يكونون آثما، ولكنه مشكل بالنسبة للصبي لعدم

واإلثم على : (تكليفه، نبه على ذلك المصنف بقوله ). من ناوله ذلك

ومن صلى بغير وضوء عامدا فهو آافر والعياذ( قد أمر اهللا سبحانه وتعالى آل من أراد ) باهللا

إذا قمتم إلى { : القيام إلى الصالة بالوضوء بقولهاآلية، واألمر من اهللا } الصالة فاغسلوا وجوهكم

إيجاب وتكليف يجب تصديقه واإليمان به والعمل على مقتضاه، فمن تهاون في ذلك واستخف به

، محكوم فهو ممقوت من قبل الشارع، غير محترمعليه بالكفر لتهاونه بأوامر اهللا وعدم الخضوع لها باإلذعان والقبول، وهو أيضا مطرود عن أهل

. القبلة والجماعة، نعوذ باهللا من سوء العاقبة

فصل

40 

 

الجنابة والحيض : يجب الغسل من ثالثة أشياء . والنفاس

الجنابة : يجب الغسل من ثالثة أشياء: فصل( ) والحيض والنفاس

هذا الفصل معقود لبيان موجبات الغسل، أي األشياء التي يكون حصولها موجبا للغسل

الجنابة، : ومقتضيا له، وهي ثالثة أشياء . والحيض، والنفاس

فالجنابة من التجنب، وهو البعد، ومنه الجار الجنب أي البعيد، ولما آان المتصف بمعنى

عنى الجنابة بعيدا عن العبادة سمي جنبا لهذا الم . الملحوظ فيه

أحدها خروج المني بلذة معتادة : فالجنابة قسمان( فالجنابة أي ) في نوم أو يقظة، بجماع أو غيره

الوصف القائم بالشخص المانع له من استباحة ما : أحدها: شرطت فيه الطهارة، آالصالة، له سببان

خروج المني مطلقا في نوم أو يقظة، بجماع أو بلذة معتادة في نوم أو يقظة غيره، فخروج المني

بجماع أو غيره موجب للغسل، والمني ماء أبيض خاثر يجمع مع اللذة الكبرى، رائحته آرائحة

الثاني مغيب ( .الطلع أو آرائحة العجين

: فالجنابة قسمان

أحدهما خروج المني بلذة معتادة في نوم أو يقظة . بجماع أو غيره

41 

 

.رجمغيب الحشفة في الف: الثانيو

ومن رأى في منامه آأنه يجامع ولم

يعنى أن الثاني من موجبات ) الحشفة في الفرج الغسل مغيب الحشفة أو قدرها من مقطوعها في الفرج، وإن لم ينزل، لما روي من قوله عليه

إذا جلس بين شعبها األربع ثم : " الصالة والسالمإذا التقى : " وقوله ،"جهدها فقد وجب الغسل

أي ختان الرجل " ان فقد وجب الغسل الختانوخفاض المرأة، وإنما سميا ختانين من باب التغليب، وسواء في ذلك فرج اآلدمية والبهيمة، وآذلك مغيبها في الدبر موجب الغسل بشرط الطاقة، ويجب على المفعول به حيث آان بالغا،

. لحمله على الفاعل في الحد والغسل

وال يخرج منه شيء ومن رأى في منامه يجامع( ألن الغسل في غير الجماع ) فال شيء عليه

منوط بخروج المني، وأما الجماع فليس الغسل فيه منوطا فيه باإلنزال بل المدار على مغيب

. الحشفة آما تقدم وإن لم ينزل

.يخرج منه مني فال شيء عليه

ومن وجد في ثوبه منيا يابسا ال يدري متى أصابه .د ما صلى من آخر نومه نامها فيهاغتسل وأعا

ومن وجد في ثوبه منيا يابسا ال يدري متى ( أصابه اغتسل وأعاد ما صلى من أخر نومة نامها

42 

 

يع ما جمفواجب الذي تبرأ به الذمة أن يعيد ) فيه . أن يغتسلد نومة نامها بعآخرصلى من

فصل

، والدلك، النية عند الشروع، والفور: فرائض الغسل .والعموم

غسل اليدين إلى الكوعين آالوضوء،: وسننه

فرائض الغسل، النية عند الشروع : فصل ( )والفور والدلك والعموم

يعني أن الغسل الذي يستباح به آل ما يتوقف على الطهارة بجعل الشارع الطهارة له ال يتحقق

أولها النية : وال يعتد به شرعا إال بأربعة أمورلشروع وهو أن ينوي فرائض الغسل أو عند ا

43 

 

وثانيها . استباحة الممنوع أو رفع الحدث األآبر أي - الفور وهو أن يأتي بالغسل في فور واحد

فال يترك غسل العضو حتى يجف -في وقتالدلك وهو مس األعضاء : وثالثها. العضو اآلخر

بعد صب الماء عليها حتى يتحقق وصول الماء ميم الجسد بالماء بحيث ال ورابعها تع. للبشرة

ا غار من م د ويجب عليه أن يتعه،يترك شيئا منه فيتعهد أذنيه بأن يأخذ ،ا ينبو عنه الماءممده سج

آفه ثم يميل أذنه على آفه ويغسلها وال يالماء ف ويتعهد ، ذلك من ضرري فلماا هء فيلمايصب ا

. إبطيه ومرفقيه وسرته

، وغسل صماخ والمضمضة واالستنشاق واالستنثاراألذن وهي الثقبة الداخلة في الرأس، وأما صحفة

.األذن فيجب غسل ظاهرها وباطنها

وسننه غسل اليدين إلى الكوعين آالوضوء، ( والمضمضة واالستنشاق واالستنثار وغسل صماخ األذن، وهي الثقبة الداخلة في الرأس، وأما

ليس ) صحفة األذن فيجب غسل ظاهرها وباطنها المصنف آتيا على األقوال أنها ثالثة آما نقل آالم

ذلك القرافي عن القاضي عياض، ومنهم من يعدها أربعة، ومنهم من يعدها خمسة آما ذهب

. إليه المصنف رحمه اهللا

وفضائله البداءة بغسل النجاسة، ثم الذآر فينوي ( عنده، ثم أعضاء الوضوء مرة، ثم أعضاء جسده،

يم شق جسده األيمن، وتثليث غسل الرأس، وتقد

44 

 

يعني أن مكمالت ) وتقليل الماء على األعضاء الغسل أي التي يكون بها على أآمل الوجوه، وليست داخلة في حقيقته حتى ال يتحقق وال يحصل إال بها، بل هي محصلة صفة الكمال، ولذا

ل بإزالة ما غتسدأ المبأن ي: عدت في الفضائل د عني وينو،هللا ايم يسمث ،ذىاألعلى بدنه من م يغسل فرجه بنية ث ألآبر،حدث الالتسمية رفع ا

حدث حتى ال الرفع

البداية بغسل النجاسة، ثم الذآر فينوي : وفضائلهعنده، ثم أعضاء الوضوء مرة مرة، ثم أعلى جسده، وتثليث غسل الرأس، وتقديم شق جسده األيمن،

.وتقليل الماء على األعضاء

ومن نسي لمعة أو عضوا من

يحتاج إلى غسله مرة ثانية إذا وصل إلى محله في أثناء غسله، ثم يتوضأ بأن يغسل أعضاء وضوئه مرة مرة، وفي آونه يتمم وضوءه ويغسل رجليه أو يؤخرها إلى آخر الغسل خالف مشهور، قال بعضهم األول، وقال بعضهم بالثاني، ثم يثلث غسل رأسه، ثم يقدم في الغسل األعالي قبل

، والميامن قبل المياسر، ثم في حال األسافل . الغسل يتناول القليل من الماء مع اإلحكام

ومن نسي لمعة أو عضوا من غسله بادر إلى ( غسله حين تذآره ولو بعد شهر وأعاد ما صلى قبله، وإن أخره بعد ذآره بطل غسله، فإن آان في أعضاء الوضوء وصادفه غسل الوضوء

45 

 

ب على آل من وجب قد علمت أن الواج) أجزأه ل لموجب من الموجبات من جنابة أو سعليه الغ

ه،يع جسدجم أن يغسل ،حيض إلى آخر الموجباتا أو لمعة عمدا يكون غسله وضعبحيث لو ترك

. باطال

، ما إذا آان الترك لشيء من ذلك نسيانايبق

غسله بادر إلى غسل حين تذآره ولو بعد شهر، وأعاد فإن . ه بعد ذآره بطل غسلهما صلى قبله، وإن أخر

آان في أعضاء الوضوء وصادفه غسل الوضوء .أجزأه

والواجب عليه حينئذ، أي حين ما يذآر المتروك من لمعة أو عضو، أن يبادر بغسل ذلك حتى يتم

معتبر آوقت ناسي بة للنسغسله، فوقت التذآر بالض ئ فرانقد عدوا الفور مويما س ،س بالفعلبلتالرك ما وجب عليه من المبادرة فإذا ت،لسالغ ن وعلى آل حال إ،لهسل المتروك فقد بطل غسبغ ن أو أبطله بأ، فعل المتروكنله بأسحح غص

ل المتروك من لمعة أو عضو البد من سترك غ نل بعد أسلوات بذلك الغصإعادة ما فعله من ال

بما ترآه من لمعة أو يل آخر ويأتس بغييأت . عضو فورا

46 

 

فصل

يحل للجنب دخول المسجد، وال قراءة القرآن إال ال وال يجوز لمن ال يقدر. اآلية ونحوها للتعوذ ونحوه

وال قراءة ،فصل ال يحل للجنب دخول المسجد( )م إال اآلية ونحوها للتعوذ ونحوه يالقرآن العظ

نوع من قبل الشرع من دخول مجنب مل أن اييعنحد فيه قدم ألس ليهللايت اب ألن المسجد ،دسالمج

حين تلبسه بالجنابة ]والخبث[إال ألجل العبادة، قام به، وأيضا داخلي للمانع الذ،لهاهليس من أ

، مناجاته حضرة الرب طالبي فالمسجد داخل وأنى يكون " ربهيجنا يي المصل"لما ورد

.اهد منافيجوالجنب بهذه األوصاف الشريفة مع و

،اءة القرآننوع من قرم الجنب ميوهو أيضا أ ،بحانه وتعالىس يخاطب الرب القارئألن

ومصدر ذلك األحاديث ،والجنب ليس أهال لذلك وقد ،جي ربهنا يئ فقد ورد أن القار،الصحيحة

اغتفر له العلماء قراءة الشيء اليسير ألجل التعوذ ل عن حكم من سئتدالل آأن لو سأو ألجل اال

.األحكام فاستدل عليه بآية من القرآن

تيدر على الماء البارد أن يأقز لمن ال يو وال يج( إال أن يحتلم فال ،زوجته حتى يعد اآللة

47 

 

على الماء البارد أن يأتي زوجته حتى يعد اآللة، إال .أن يحتلم، فال شيء عليه

يعني أن من خاف من استعمال الماء ) شيء عليه البارد حدوث ضرر أو زيادته ال يجوز له الوطء

معنى أنه ممنوع من وطء زوجته لما لزوجته، بيلزم على ذلك من نقله من الغسل بالماء إلى التيمم، والتيمم رخصة شرعت للعذر، وليس الوطء عذرا، إال أن يتضرر بذلك أي بترك الوطء وحينئذ يجوز له اإلقدام على الوطء ويتيمم، ويجوز له الوطء أيضا إن وجد ما يزيل

.د أجرة الحمامبه ضرر الماء البارد أو وج

وأما إن حصلت له الجنابة باحتالم فال شيء . عليه، وينتقل للتيمم من غير منع

فصل في التيمم

ويتيمم المسافر في غير معصية، والمريض لفريضة ويتيمم الحاضر الصحيح للفرائض إذا خاف. أو نافلة

48 

 

ويتيمم المسافر في غير :فصل في التيمم( الشك أن )فريضة أو نافلة والمريض ل،معصيةر بالمحافظة على الصلوات بقوله تعالى مالشارع أ

وجعل لها شروطا }حافظوا على الصلوات {: ، فمن شروطها الطهارة فال تتأدى إال بها،وآداباهارة ال لط وا،"مفتاحها الطهور " : الحديثيوف

عن يلاتعمال الماء المطلق الخستحمل إال با سبحانه لم لكنه و،لبه الطهورية تسياألوصاف الت

يضيق على المكلفين حتى إن الطهارة ال تحصل ،واء وقت الصحة ووقت المرضسإال بالماء

ووقت وجود الماء ،حضرلووقت السفر ووقت ا :الفق بل نفى عنهم الحرج والضيق ،ووقت عدمه

جعل بل }رج ح الدين من ي عليكم فجعلا وم{لنا السنة المطهرة ما ينت بء وسمحالنا ملة حنيفة ، أوقات األعذار وما ال يجب عليناييجب علينا ف

واقتفت ، يرخص لنا فيهلموما رخص لنا فيه وما ذلك يأثر ذلك األئمة األعالم ودونوا ف

وال يتيمم الحاضر الصحيح لنافلة وال . خروج وقتها

وفرائض .جمعة وال جنازة إال إذا تعينت عليه الجنازة النية، والصعيد الطاهر، ومسح: التيمم

. الكتب الكافية

إذا علمت ذلك فلنذآر لك أن من الرخص التيمم، وال تيمموا { : وهو لغة القصد، ومنه قوله تعالى

49 

 

أي ال تقصدوه، وشرعا } الخبيث منه تنفقون .طهارة ترابية تستعمل في الوجه والكفين

ومندوحتها، أي الطهارة الترابية، أي األمور السفر المباح أي الخالي عن : وزة لهاالمج

المعاصي آسفر الحج والتجارة والسفر لطلب العلم، وليس السفر بمجرده آافيا في إباحة التيمم حتى إن آان مسافر يرخص له في التيمم، بل البد معه من فقد الماء الكافي أو وجوده مع الحاجة إليه إلحياء محترم، وآذلك المرض،

يقدر على استعمال الماء، أي فالمريض الذي ال فاقد القدرة على استعماله أو آان قادرا على االستعمال ولكنه يخاف تأخر المرض أو زيادته فرضه التيمم، ويتيمم لجميع الصلوات سواء الفرض أو النفل، وليست الرخصة في حقه

وأما الحاضر الصحيح الذي . قاصرة على الفرضله وخاف إذا يقدر على استعمال الماء وواجد

استعمل الماء خروج

الوجه، ومسح اليدين إلى الكوعين، وضربة األرض .األولى، والفور، ودخول الوقت، واتصاله بالصالة

هو التراب والطوب والحجر، والثلج: والصعيد

المحافظة على الصالة ى والشرع ندب إل،الوقت ، بطهارة ترابيةتي فيسوغ له أن يأ،اه وقتيف

ر على الصالة المفروضة دون النافلة ولكن يقتصا أيضا له ودون الجمعة فال يتيمم ،فال يتيمم لها

ودون الجنازة فال يتيمم ،ا بدال وهو الظهرلهألن

50 

 

هت عليه بأن ال يوجد غيرنلها أيضا إال إذا تعيوفقد الماء وإذا انتظرنا وجود الماء تغيرت فإنه

. اه عليييتيمم ويصل

ومسح ، والصعيد الطاهر،لنية ا:ض التيممئواف و(ربة ض و، ومسح اليدين إلى الكوعين،الوجه

واتصاله ، ودخول الوقت، والفور،األرض األولى عدم ي وقد علمت أن التيمم واجب ف)بالصالة

وله واجبات ،تعمالهسالماء أو عدم القدرة على ا . ومندوباتننسو

، استباحة الصالةوي وهو أن ين،فواجباته النيةحدث ال يرتفع لحدث ألن ال رفع اوي ينوال

قصده بأن يقصد يأ: والصعيد الطيب.بالتيمميمموا ت ف{: تعالىهللا لقول ا،الصعيد الطاهر

ح س طاهرا فيمي أ }صعيدا طيبا

وال يجوز بالجص المطبوخ، . الخضخاض ونحو ذلكووالحصير والخشب والحشيش ونحوه، ورخص

إن لم يجدللمريض في حائط الحجر والطوب

أي يمسح بما التصق به وجهه : به وجهه ويديهويديه، أي من واجبات التيمم الصعيد الطاهر وهو المعني بالطيب في اآلية على ما فسر به

وهو على آل ما . مالك وجماعة من الصحابةصعد على وجه األرض، من تراب أو رمل أو حجارة أو ملح أو شب أو آبريت أو نحاس أو

ر المعادن، إال معدن الذهب والفضة حديد وسائوالجواهر ونحوها مما ال يقع به التواضع فال

51 

 

يصح التيمم على آل شيء منها، إال أن الملح ونحوه آالشب والكبريت والمعادن التي يجوز التيمم عليها ال يتيمم عليها إال في مواضعها أو نقلت عن مواضعها ولم تصر في أيدي الناس

. فال يجوز التيمم عليهاآالعقاقير، وإال

وإذا آان الواجب عليه مسح الوجه واليدين إلى الكوعين، فيلزمه تعميم الوجه آله بالمسح آما يعممه في الوضوء بالماء، ويلزمه أيضا مسح يديه إلى الكوعين ظاهرهما وباطنهما ويخلل أصابعهما، وأما مسحهما إلى المرفقين فمن

ألولى، وليس ومن واجباته الضربة ا. السنن المراد

.مناوال غيره

تجديد الصعيد ليديه، ومسح ما بين الكوعين : وسننه .والمرفقين، والترتيب

حقيقة الضرب، بل المراد أنه يضعهما على ما يتيمم عليه، وال يشترط علوق شيء بكفه لما تقرر من جواز التيمم على الصخر والحجر الذي ال

لفور، بأن يكون ومن واجباته ا. يعلق منه شيءومن واجباته . في فور واحد، أي في وقت واحد

. دخول الوقت، فالتيمم قبل دخول الوقت ال يصحومن واجباته أن يكون متصال بالصالة، فلو فصل بينه وبين الفرض أعاد تيممه، ويسير الفصل

. مغتفر، ومنه مقدار قراءة آية الكرسي

52 

 

لثلج والصعيد هو التراب والطوب والحجر وا( قد علمت أن المراد ) والخضخاض ونحو ذلك

بالصعيد آل ما صعد على وجه األرض من تراب أو حجر إلى آخر ما تقدم من بيان ما يجوز

.التيمم عليه

وال ( :وما ال يجوز منه ما ذآره المصنف بقوله ،شبخل وا، والحصير،يجوز بالجص المطبوخ

فهذه المذآورات ال يصح )حشيش ونحوهلواحجر ل حال ايورخص للمريض ف( . اهلتيمم عليا

)والطوب إن لم يجد مناوال غيره

التسمية، وتقديم اليمنى على اليسرى، : وفضائله .وتقديم ظاهر الذراع على باطنه ومقدمه على مؤخره

المريض إذا : فقد نقل ابن يونس عن ابن الموازنلم يجد من يناوله ترابا فإنه يتيمم على الحائط

بني بالطوب والحجارة إذا لم يكن مستورا الم . بالجص والجير

تجديد الصعيد ليد، ومسح ما بين : وسننه( أي يسن للمتيمم ) الكوعين والمرفقين، والترتيب

أن يجدد ضربة ثانية لليدين وليست واجبة حتى ويسن له أيضا . يترتب على ترآها بطالن التيمم

الواجب مسح ما بين الكوعين إلى المرفقين، فالمسح إلى الكوعين فلو اقتصر على المسح إلى

ويسن له أيضا . الكوعين أجزاه وآان تارآا للسنة . أن يرتب بين مسح الوجه واليدين

53 

 

التسمية، وتقديم اليمنى على اليسرى : وفضائله( وتقديم ظاهر الذراع على باطنه ومقدمه على

أي يندب للمتيمم أن يسمي اهللا عندما ) مؤخره يد التيمم، ويندب له أيضا أن يقدم اليد اليمنى ير

على اليد اليسرى في المسح، وأن يكون مسح اليدين من ظاهرها مقدما على مسح باطنهما، وأن يكون أعلى العضو مقدما في المسح على أسفله

ومقدمه على : (وهو الذي عناه المصنف بقوله ) . مؤخره

بتيمم وال تصلى فريضتان . آالوضوء: ونواقضه واحد، ومن تيمم لفريضة جاز له النوافل بعدها، ومس

يعني أن مبطالت ) ونواقضه آالوضوء ( الوضوء سواء آانت أحداثا أو أسبابا هي مبطالت التيمم، ويزاد على مبطالت الوضوء في التيمم وجود الماء الكافي، فلو تيمم ووجد الماء آافيا قبل

ط أن يتسع الدخول في الصالة بطل التيمم، بشرالوقت بحيث يدرك الصالة بعد تحصيل الطهارة

، ومن وجد الماء بقربه.المائية وإال صلى بتيممه . أو نسيه فيه فإنه يعيد في الوقت،أو رحله

وصورة من وجد الماء بقربه أنه طلب الماء طلبا ال يشق عليه فلم يجده ثم تيمم وصلى ثم وجد

ت ألنه فرط في الماء الذي طلبه فإنه يعيد في الوقالطلب، فلو وجد غيره لم يعده، فإن لم يطلبه أعاد

وصورة ما إذا وجده برحله أنه طلبه برحله . أبدام وجده ثلى ص فتيمم و،ال يشق عليه فلم يجدهطلبا

54 

 

فإن لم يطلبه أعاد ، الوقتيبرحله فإنه يعيد ف آأن يعلم ، الماء برحلهي وصورة ما إذا نس.أبدا

م تذآره ثلى صيمم وتم نسيه وثأن برحله الماء فلو ، الوقتياغه من الصالة فإنه يعيد ففربعد

يضتان فر وال تصلى (. الصالة قطعيعلم به ففريتين سواء آانتا حضريتين أو س )بتيمم واحد فلو خالف ، الوقت أم اليا فتترآش ا،أو منسيتين

المصحف، والطواف، والتالوة إن نوى ذلك واتصلت وجاز بتيمم النافلة آل ما .لم يخرج الوقتبالصالة و

وصلى صالتين بتيمم واحد أعاد الثانية أبدا، استثنوا من ذلك المريض الذي ال يقدر على مس الماء لضرر بجسمه مقيم، أي ضرر الزم بقي إلى وقت الصالة الثانية، وقد اتفق أنه لم يفعل األولى في وقتها إما عمدا أو نسيانا أو جهال به،

ن يصليهما معا بتيمم واحد وإن آان آثما باألخير أ .

ومن تيمم لفريضة جاز له النوافل بعدها ومس ( المصحف والطواف والتالوة إن نوى ذلك

يعني أن ) واتصلت بالصالة ولم يخرج الوقت من تيمم لفرضه جاز له أن يصلي به من النوافل ما شاء، ما لم تكثر جدا، والكثرة بالعرف، بشرط

تصاله بالفرض ويسير الفصل مغتفر ومنه مقدار اقراءة آية الكرسي، وبشرط عدم خروج الوقت، فإن حصل طول آأن خرج من المسجد أو خرج

وال . الوقت فال يجوز له أن يتنفل بهذا التيمم

55 

 

يشترط أن ينوى صالة النفل بعد الفرض خالفا لظاهر المصنف، ويجوز له أيضا مس المصحف

.ن والطواف ورآعتاهوالتالوة للقرآ

) وجاز بتيمم النافلة آل ما ذآر، إال الفريضة ( يعني أن من آان فرضه التيمم وتيمم للنافلة جاز

له أن يفعل به ما

.ذآر إال الفريضة

ومن صلى العشاء بتيمم قام للشفع والوتر بعدها من .غير تأخير

.ومن تيمم من جنابة فالبد من نيتها

لتالوة والطواف، إال شاء من مس المصحف واالفرض أي الصالة الفرض، فال يجوز له أن يصليها بتيمم النفل ألن الفرض أعلى من النفل

. واألعلى ال يتبع ما هو دونه

ومن صلى العشاء بتيمم قام للشفع والوتر بعدها ( لما علمت من تبيعة النوافل ) من غير تأخير

للفرائض، والتأخير صير الفريضة في حكم معدوم، وال يعقل وجود التابع بدون المتبوع، ال

وإذا آان األمر آذلك، فليحافظ على اتصال الشفع والوتر بالعشاء من آان فرضه التيمم، فإن أخرهما على العشاء فال يصليهما إال بتيمم آخر

. غير تيمم العشاء

ألن ) ومن تيمم من جنابة فالبد من نيتها ( ية، فال يتقوم العمل األعمال ال تدور إال على الن

56 

 

إال بنية، فمن آانت عليه جنابة وآان فرضه التيمم وي بأن ين، التيمميا عند الشروع فهفالبد من نيت

رفع وي ال ين،استباحة الصالة أو فرض التيمم . الحدث ألن التيمم ال رفع الحدث على المشهور

فصل في الحيض

وأآثر الحيض. مبتدأة ومعتادة وحامل: والنساء وللمعتادة عادتها، فإن. للمبتدأة خمسة عشر يوما

)فصل في الحيض(

فسه من قبل من نيعرف الحيض بأنه الدم الخارج بر شسة عمأة خدتب حق الميه فأآثر و،حمل عادةتا وال حد ألقله من حيث الزمن وله حد من ومي

.عد الدفقة حيضات ف، المقدارحيث

الحيض أآثر و،ساء مبتدأة ومعتادة وحاملن وال( وللمعتادة عادتها فإذ ،ر يوماشة عمسللمبتدأة خ

اوز جتمادى بها الدم زادت ثالثة أيام ما لم تبحانه وتعالى شرف س أخبر )عشر يوما سة مخ: فقال عز من قائل، وبرفعة قدرهنينساإلع انوالريفه وتكريمه ش وت} آدم نيا بن ولقد آرم{

ور طوية ميه ترفعه عن درجة البنيقتضياقوى ت بها يماا وأحكادود ووضع له ح،فاحسالبه ويضع عن آاهله ثقل العار سفظ نحرفه ويش

به عالمات بها س ووضع لحفظ ن،وثقل الصغار

57 

 

ات حواء بالحيض ن فقضى على ب،به ثابتاس ننيكو ليسد آل ،ليختبر به الرحم هل علق بالحمل أم ال

ناء فيه مختلفات الحكم فمنهنس وال. نسب نسبهذي بق لهاس لم ينم

فإن تمادى بها الدم زادت ثالثة أيام ما لم تجاوز وللحامل بعد ثالثة أشهر خمسة . خمسة عشر يوما عشر يوما ونحوها،

بق لها س ومنهن من ،حيض ولم تقرر لها عادة فأشار ، ومنهن الحوامل،ا عادةلهحيض وتقررت

.خل إ..)والنساء( : آل ذلك المصنف بقولهىإل

ر لها ق لم يسبق لها حيض ولم تيبتدأة التفالم إن تمادى بها الدم زيادة على عادة النساء ،عادة

سة عشر خمفال يعتبر منه بالنسبة للحيض إال ،حيضل النقاء من ابحكم لها يحكم وبعد هذا يوما،

، وتوطأ إلى غير ذلك من األحكاميفتصوم وتصل .اومسة عشر يخمه بالنسبة لها ثرفأآ

إن ، سبق لها الحيض وتقررت لها عادةوأما منا وزاد على عادتها فإنها هتمادى نزول الدم علي

فإن عادتها آانت ،تستظهر بثالثة أيام على عادتها وإن آانت ،عشرة أيام مثال استظهرت بثالثة أيام

وإن آانت ،شر استظهرت بيومينععادتها ثالثة وإن آانت عادتها ،أربعة عشر استظهرت بيوم

بعد ذلك ي ثم ه،ا فال استظهارومة عشر يسخم .مستحاضة

58 

 

يوما ر شسة عخمهر ش وللحامل بعد ثالثة أ( فإن ،هر عشرون ونحوهاشتة أس وبعد ،ونحوها

ا متقطع الدم لفقت أيا

وبعد ستة أشهر عشرون ونحوها، فإن انقطع الدم .لفقت أيامه حتى تكمل عادتها

ف وال مس وال يحل للحائض صالة وال صوم وال طوا .مصحف وال دخول مسجد

يعني بأن الحامل إذا مضى ) حتى تكمل عادتها عليها ثالثة أشهر بعد أن علقت بالحمل ونزل بها الحيض وتمادى بها زيادة على عادتها، فإنها تمكث خمسة عشر يوما ونحوها آالعشرين، وبعد هذا يعتبر استحاضة، وإذا مضى لها ستة أشهر

ل ونزل بها الحيض واستمر بعد أن علقت بالحمزيادة على عادتها فإنها تمكث عشرين يوما ونحوها آالخمسة والعشرين، ثم هي بعد ذلك مستحاضة، هذا إذا اسمتمر عليها الدم ولم ينقطع فإنها تمكث ما سبق تقريره من الخمسة عشر ونحوها والعشرين ونحوها، فإذا تقطع الدم لفقت

مل عادتها أيامه بعضها إلى بعض حتى تكالمعلومة على ما تقدر من التفصيل، ثم تصير بعد

. ذلك مستحاضة

وال يحل للحائض صالة وال صوم وال طواف ( وال مس مصحف وال دخول مسجد وعليها قضاء

قد علمت ) الصوم دون الصالة وقراءتها جائزة

59 

 

مما يثبت لهذه المذآورات من الشرف ما ينقضي لتلبس بشيء ببعد صاحبة هذا القدر عن ا

. وقراءتها جائزة. وعليها قضاء الصوم دون الصالةوال يحل لزوجها فرجها وال ما بين سرتها ورآبتيها

.حتى تغتسل

منها، ويستمر هذا المنع حتى ينقضي هذا القدر حسا ومعنى، وبعد هذا ال تطالب بشيء، وال يتوجه عليها خطاب بقضاء شيء مما ذآر،

إنما آان بأمر جديد وقضاء الصوم دون غيره غير الخطاب الذي آان حال التلبس بالحيض، فإنه لم يتوجه لها بطلب القضاء، ويجوز لها

. قراءة القرءان

وال يحل لزوجها فرجها وال ما بين سرتها ( وإنما منع زوج الحائض ) ورآبتيها حتى تغتسل

، ذلك من األذىيحيض لما فلها حال ائمن وط قل هو ،حيضم عن الكويسألون {: تعالىهللالقول ا

تع لتم وأما ا}ض يحم اليأذى فاعتزلوا النساء فبما بين السرة والرآبة فال أذى فيه من حيث ذاته

ي في المحذور الذيوإنما يخشى منه الوقوع ف ويستمر ذلك ، فألجل ذلك منع،اقترافه األذى

وبعد ،المنع حتى النقاء من الحيض واالغتسال . محذوراذلك يباح ما آان

60 

 

فصل في النفاس

وأآثره ستون يوما، فإذا . والنفاس آالحيض في منعهانقطع الدم قبلها ولو في يوم الوالدة، اغتسلت

وصلت،

) النفاس ي فصل ف(

،اوم ستون يأآثره و، منعهي آالحيض فسوالنفا يوم الوالدة اغتسلت يفإذا انقطع الدم قبلها ولو ف

سة خمم فإن آان بينهما فإذا عاودها الد،وصلت حيضا وإال ضم إلى ي آان الثانآثرا فأومعشر ي هو والدة س النفا) س وآان من تمام النفا،األول

، ولذا يقال دمي، قاله الجوهر،المرأة ال نفس الدم وحكمه أنه يمنع ما ، نفسهىوالشيء ال يضاف إل

فإذا انقطع ،ن يوماوتوأآثره س ،يمنع منه الحيض حصل ي اليوم الذيا ولو فوملستين يالدم قبل ا .ا زوجهاه ويأتيي فإنها تغتسل وتصلسفيه النفا

فإن عاودها ف،ويعلم انقطاعه بالقصة أو الجفو انقطع عنها دم ي أن المرأة النفساء التيالدم يعن

تسلت وأبيحت لها غ وأمرناها بالغسل واسالنفاالة وغيرها ومن وطء ص من سموانع النفا

لو عاودها الدم ثانيا فال يخلو إما أن ،الهزوجها أو يعاودها ثرا فأآومسة عشر يخميعاودها بعد

سة خم أقل من ي في أقل من ذلك أيف

61 

 

فإذا عاودها الدم فإن آان بينهما خمسة عشر يوما فأآثر آان الثاني حيضا، وإال ضم إلى األول وآان من

.تمام النفاس

ر يوما عشر يوما، فإن عاودها بعد خمسة عشفإنه يعتبر حيضا ويعطى أحكام الحيض التي بينت في باب الحيض، وإن عاودها في أقل من خمسة عشر يوما حكم بأنه نفاس ويعطى أحكام

.النفاس فتضمه لألول ويكون من تمام النفاس

فصل في األوقات

من زوال الشمس إلى آخر: الوقت المختار للظهر

)ت فصل في بيان األوقا(

62 

 

أما معرفة األوقات فواجبة على آل مكلف أمكنه على معنى ، فرض عين على آل مكلفهي ف،ذلك

الصالة حتى ي الدخول فسانأنه ال يجوز لإلن . اهيتحقق دخول وقت

وقت وهو الزمن المقدر للعبادة معج وقاتواأل ،ا وقت قضاءمإو اء وهو إما وقت أد،شرعا

،رةضروا وقت ووقت األداء إما وقت اختيار وإم .سعواالختيار إما وقت فضيلة وإما وقت تو

الوقت المختار للظهر من زوال الشمس إلى ( من يبتدئ أن أول وقت الظهر ي أ)لقامة آخر ا

بد السماء وأخذ آلها عن مي ي أ،زوال الشمس ألنه ، الزيادة إن آان هناك ظل للزواليالظل ف

قى ب يقى للعود ظل قليل وقد البعند الزوال قد ي ،نةس الي وزيد مرتين فةء من الظل وذلك بمكيش

السنة وهو أول يوم يوبالمدينة المنورة مرة ف آخر القامة وهو أن يصير ظل آل هي وينت،اهفي

. شيء مثله

ي أ)ختار للعصر من القامة إلى االصفرار م وال( أن أول

. من القامة إلى اإلصفرار: والمختار للعصر. القامة قدر ما: والمختار لمغرب. ا إلى الغروبوضروريهم

الوقت المختار لصالة العصر يبتدئ من آخر القامة األولى وينتهي إلى االصفرار، وذلك إذا

أن ]وهو[صار ظل آل شيء مثله، وعلى هذا

63 

 

،أول الوقت المختار للعصر آخر القامة األولىفهما مشترآان، وهل الظهر تشارك العصر في

أربع رآعات أو العصر تشارك أول وقتها بمقدارالظهر في آخر وقتها بمقدار أربع رآعات؟ فعلى األول لو أخر الظهر حتى دخل وقت العصر وأوقع الظهر أول وقت العصر آان غير آثم، وعلى الثاني لو صلى العصر عندما بقي مقدار أربع رآعات من القامة األولى آان مؤديا لها في

. ة وقتها محكوما عليها بالصح

أي ويمتد الوقت ) وضروريهما إلى الغروب ( الضروري للعصر من االصفرار إلى غروب

. الشمس

والمختار للمغرب قدر ما تصلى فيه بعد ( أي يدخل الوقت المختار بغروب ) شروطها

الشمس ويمتد بقدر فعلها بعد تحصيل شروطها . من طهارة وستر عورة واستقبال قبلة ونحو ذلك

ار للعشاء من مغيب الشفق إلى ثلث الليل والمخت( )األول

من مغيب : والمختار للعشاء. تصلى فيه بعد شروطها وضروريهما إلى طلوع. الشفق إلى ثلث الليل األول

أي أن أول الوقت المختار للعشاء يبتدئ من مغيب الشفق األحم ويمتد إلى ثلث الليل األول،

. ( ر للعشاءفثلث الليل األول هو الوقت المختاأي الوقت ) وضروريهما إلى طلوع الفجر

64 

 

الضروري للمغرب والعشاء، وينتهي بطلوع الفجر، فإذا طلع الفجر فقد فات وقتهما

. الضروري

والمختار للصبح من الفجر إلى اإلسفار األعلى ( ئتدبيعني أن الوقت المختار لصالة الصبح ي)

ي ف انصداع الضوء المنتشريمن طلوع الفجر أ ، اإلسفار األعلىى إلهيأقصى المشرق وينت

تتراءى فيه الوجوه ي الذي أ،والغاية خارجة ذلك البصر المتوسط يويراعى ف

قد علمت أن ) طلوع الشمس ى إلاه وضروري( خارجة )سفار األعلى اإلىإل( قوله يالغاية ف على ) طلوع الشمسىإل( ذ يكون قوله ئوحين

يبتدئ لصالة الصبح يمعنى أن الوقت الضرور ي أ، طلوع الشمسىار األعلى إلسفمن أول اإل

. إلى الجزء األول من الطلوع

قد بين ) الجميع ما وراء ذلك ي والقضاء ف(المصنف األوقات االختيارية واألوقات

الضرورية لكل صالة من

من الفجر إلى اإلسفار : والمختار للصبح. الفجر . الشمساألعلى، وضروريه إلى طلوع

.والقضاء في الجميع ما وراء ذلك

ومن أخر الصالة حتى خرج وقتها فعليه ذنب عظيم، وال تصلى نافلة. إال أن يكون ناسيا أو نائما

65 

 

والقضاء في الجميع ما ( الصلوات الخمس، فقوله يشعر بأن إيقاع الصالة في آل من ) وراء ذلك

، أي االختياري والضروري يسمى أداء: الوقتينوهو آذلك، إال أن اإلثم على من أخر الصالة إلى الوقت الضروري من حيث إن هذا الوقت لم يرخص الشارع في إيقاع الصالة فيه إال ألرباب الضرورات دون غيرهم ممن ليس لهم ضرورة

. تدعوهم إلى تأخير الصالة إلى هذا الوقت

من أخر الصالة حتى خرج وقتها فعليه ذنب و( قد حدد اهللا ) يكون ناسيا أو نائما عظيم إال أن

سبحانه وتعالى أوقاتا للصالة، وأمر بالمحافظة كم يعجز على إيقاع الصالة في تلك األوقات لح

عن إدراآها أصحاب الفكر الثاقبة وال يكاد يحول حول هذا المنصب الرفيع إال من أوقد اهللا في قلبه

ي، مصباحا ملكوتيا يدرك به حقائق األشياء آما ه وال يخفى عليك أن اهللا سبحانه

بعد صالة الصبح إلى ارتفاع الشمس، وبعد صالة العصر إلى صالة المغرب، وبعد طلوع الفجر إال الورد

وتعالى خالق جميع األشياء فضال منه فهو المنعم، والشك في وجوب شكر المنعم، أال ترى أن اهللا

مس أقم الصالة لدلوك الش{ : قد خاطب نبيه بقولهأي عند الدلوك فأوجب عليه الشكر في هذا }

الوقت أداء لواجب هذه النعمة العظيمة التي تفضل بها سبحانه، فنعمة إيجاد هذا النير من أعظم النعم الموجبة لشكر المنعم في هذه األوقات

66 

 

بإقامة الصالة فيها، فمن أخر الصالة عن هذه للحكمة رقا الشارع فهو خاه عينياألوقات الت

ث ال ي ح، مستحق النتقامهالحكيممضيع ألوامر ،نشؤه العذرم ي وأما التأخير الذ. التأخيريعذر ف

ما فبينه قوله ائيا أو نسمثل من أخر الصالة نا الخطأ ي رفع عن أمت": صلى اهللا عليه وسلم

".والنسيان

وال تصلى نافلة بعد صالة الصبح إلى ارتفاع ( ة المغرب وبعد صالة العصر إلى صالسالشم

وعند ،م عنهئوبعد طلوع الفجر إال الورد لناجلوس إمام الجمعة على المنبر وبعد الجمعة حتى

عن صالة النافلة هي ليس الن)سجد لمرج من اخي ، هذه األوقات على جهة الحرمة على عمومهيف

بعضها يبل تكره النافلة ف

لنائم عنه، وعند جلوس إمام الجمعة على المنبر، . والجمعة حتى يخرج من المسجدوبعد

فتكره النافلة بعد صالة . وتحرم في البعض اآلخرالصبح إلى وقت الطلوع، فإذا أخذت في الطلوع حرمت النافلة حتى يتكامل طلوعها فتعود الكراهة حتى ترتفع قيد رمح، ويجوز بعد صالة الصبح إلى اإلسفار الجنازة التي لم يخش تغيرها وسجود

يفعالن قبل اإلسفار، ويكرهان وقت التالوة، فاإلسفار، وأما الجنازة التي يخشى تغيرها فال

. تحرم وقت المانع وال تكره وقت الكراهة

67 

 

وتكره النافلة أيضا بعد صالة العصر إلى االصفرار، فإذا آان االصفرار اشتدت الكراهة إلى أن تأخذ الشمس في الغروب، فإذا أخذت في

إلى مغيب الشمس، فإذا الغروب حرمت النافلة . غابت رجعت الكراهة إلى أن تصلى المغرب

وتكره أيضا بعد الفجر وقبل صالة الصبح إال رآعتي الفجر، والورد لمن نام عنه، والشفع

. والوتر مطلقا نام عنهما أم ال

وآذلك ال تجوز النافلة إذا جلس الخطيب على المنبر، فإذا شرع في الخطبة حرم فعل آل شيء

نفل وغيره سواء، وال يجوز التنفل بعد صالة الالجمعة حتى ينصرف الناس من المسجد أو

.يمضي زمن انصرافهم

فصل في شروط الصالة

طهارة الحدث، وطهارة الخبث من : وشرط الصالةالبدن والثوب والمكان، وستر العورة، واستقبال

القبلة،

الصالة مما علم ) فصل في شروط الصالة ( الدين بالضرورة، فجاحد وجوبها آافر وجوبه من

ولها . يستناب، فإن تاب فاألمر ظاهر، وإال قتل : شروط وجوب وشروط صحة

اإلسالم، والبلوغ، : أما شروط وجوبها فخمسةوالعقل، وارتفاع دم الحيض والنفاس، ودخول

. وبلوغ الدعوة: زاد عياض. الوقت

68 

 

وهي أعظم العبادات، ألنها فرضت في السماء لة اإلسراء، وذلك بمكة قبل الهجرة بسنة، لي

واختلف في آيفية فرضها، فعن عائشة رضي اهللا عنها أنها فرضت رآعتين في الحضر والسفر،

: وقيل. فأقرت في السفر وزيدت في الحضرفرضت أربع رآعات ثم قصر منها رآعتان في السفر إال المغرب والصبح، فإن األولى فرضت

ين، والدليل لهذا القول قوله ثالثا والثانية ورآعت إن اهللا وضع عن المسافر ": صلى اهللا عليه وسلم

. "الصوم وشطر الصالة

: وأما شروط الصحة فأشار إليها المصنف بقوله وشروط (

وعورة الرجل ما .وترك الكالم، وترك األفعال الكثيرة والمرأة آلها. بين السرة والرآبة

الخبث من البدن الصالة طهارة الحدث، وطهارة والثوب والمكان، وستر العورة، واستقبال القبلة،

أي من ) وترك الكالم وترك األفعال الكثيرة الشروط التي ال تؤدى الصالة وال تقوم إال بها الطهارة من الحدث األآبر واألصغر، فالمحدث يحرم عليه التلبس بالصالة، وإذا وقع ونزل

ومن شروط . وصلى محدثا آانت صالته باطلةطهارة الثوب والبدن والمكان، : صحتها أيضا

ففاقد طهارة الثوب أو البدن أو المكان صالته

69 

 

ستر العورة، : ومن شروط صحتها أيضا. باطلةفلو دخل في الصالة غير مستور العورة فصالته

استقبال القبلة، فمن صلى مستدبر : ومنها .باطلةة شماله القبلة أو آانت القبلة جهة يمينه أو جه

.فصالته باطلة، وال يضر االنحراف اليسر جداترك الكالم، فالكالم مفسد للصالة إال إذا : ومنها

آان إلصالحها، وفي عد هذا من شروط الصحة نظر، ووجه النظر أن هذا إنما يعد في الموانع ال في الشروط ألن الكالم مانع من صحة الصالة ال

لصالة مثل أنه يشترط حصوله قبل الدخول في االطهارة واالستقبال إلى آخر الشروط المطلوبة

. من المكلف عند إرادة الدخول في الصالة

وتكره الصالة في . عورة ما عدا الوجه والكفينومن تنجس ثوبه . السراويل، ال إذا آان فوقها شيء

ولم

ومثل هذا يقال في األفعال الكثيرة فإنها مانعة من آانت آثيرة وآانت صحة الصالة إذا حصلت و

من غير جنس الصالة، وأما اليسير فمغتفر آان من جنس الصالة آرفع يديه في السجود، أو آان من غير جنسها آما إذا ابتلع شيئا يسيرا آان بين

. أسنانه

وعورة الرجل ما بين السرة والرآبة، والمرأة (لما آان من ) آلها عورة ما عدا الوجه والكفين

تر العورة آان هذا داعيا إلي شروط الصالة سبيان العورة، فبين المصنف رحمه اهللا أن عورة

70 

 

الرجل ما بين السرة والرآبة، فيجب على الرجل ستر ما بين السرة والرآبة، وليس هذا مطلوبا في الصالة خاصة، بل قبل الصالة وخارج الصالة سواء في وجوب ستر ما بين السرة والرآبة، وإن

فيحرم عليه ،يع أحوال المكلفهذا واجب في جما بالصالة أم سواء آان متلبسآشف شيء من هذا

شف آ هاليع فيحرم ،د المرأة عورةس جعيجم و.ال بعورة فال سا ليهما و،فينكشيء ما عدا الوجه وال

. ا آشفهما وال آشف شيء منهماهيحرم علي

السراويل إال إذا آان فوقها يو وتكره الصالة ف( )شيء

ا غيره ولم يجد ماء يغسله به أو لم يكن عنده يجد ثوب ما يلبس حتى يغسله خروج الوقت صلى

الحكم بالكراهة إذا لم يكن شفافا يبدو منه لون العورة، وإال آان حراما ما لم يكن فوقه شيء آثيف يحجب لون العورة، وإال انتفت الحرمة

. والكراهة

ماء ومن تنجس ثوبه ولم يجد ثوبا غيره ولم يجد(يغسله به أو لم يكن عنده ما يلبس حتى يغسله

قد علمت ) وخاف خروج الوقت صلى بنجاسته أن إزالة النجاسة شرط من شروط الصحة فيجب إزالتها على ثوب المصلي وبدنه ومكانه، ولكن هذا الشرط مشروط بشرط آخر وهو أن يكون قادرا على إزالتها، بأن وجد من الماء ما يطهر

71 

 

ان الوقت متسعا بحيث يمكنه أن يزيل الثوب وآالنجاسة ويدرك الصالة وأن يوجد ثوبا آخر يستر

لما المتنجس،به عورته عندما يباشر تطهير ثوبه فإن وجدت هذه ،تر العورةست من وجوب معل

لى ص وإال ،الشروط وجب عليه إزالة النجاسة وآانت طقط عنه هذا الشرسس والمتنجبثوبه

وال يحل (. ة ثوبه جاسنصالته صحيحة مع خير الصالة لعدم الطهارة ومن فعل ذلك فقد تأ

ل تأخير الصالة عل فليس له أن ي)عصى ربه ة ثوبه ألن نجاسب

ومن . وال يجوز تأخير الصالة لعدم الطهارة. بنجاسته . فعل ذلك فقد عصى ربه

ومن .ومن لم يجد ما يستر به عورته صلى عريانا الوقت، وآلأخطأ القبلة أعاد في

الشارع لم يضيق عليه بل جعل له سعة في الدين وبين له ما يلزمه عند عدم الخروج، وما يلزمه إذا تعذر عليه األمر، فمن أخر الصالة عن وقتها ألجل نجاسة ثوبه مثال فقد ضيق على نفسه وعصى ربه لعدم امتثاله لما وجب عليه من إيقاع

ث لم يقدر الصالة في وقتها مع نجاسة ثوبه حي . على اإلزالة

) ومن لم يجد ما يستر به عورته صلى عريانا(يعنى أم المكلف إذا ضاق عليه األمر ولم يوجد ما يستر به عورته، من ثوب نمس أو حرير، وتعذر عليه جميع ما يستر به عورته من حشيش أو

72 

 

حطب أو طين يتمعك فيه، فيجب عليه أن يصلي ى يجد ما يستر به عريانا وال يؤخر الصالة حت

. عورته

ومن أخطأ القبلة أعاد في الوقت، وآل إعادة في (الوقت فهي فضيلة، وآل ما تعاد منه الصالة في

اعلم أن ) الوقت فال تعاد منه الفائتة والنافلةالواجب على غير من بمكة والمدينة وآان عنده علم باألدلة المنصوبة على جهة القبلة واجتهد في

ي الوقت فهي فضيلة، وآل ما تعاد منه الصالة إعادة ف .في الوقت فال تعاد منه الفائتة والنافلة

جهة غلبت على ظنه ألمارتها فملى إليها ثم تبين له بعد الفراغ منها أنه أخطأ القبلة باستدبارها أو االنحراف عنها انحرافا شديدا أعاد في الوقت

عليه االختياري على سيبل الندب، وإنما لم يجباإلعادة أبدا ألنه لم يترك أمرا وجب عليه حتى

ر يرتب على ترآه إعادة الصالة م فكل أ،يعيد أبدا اإلعادة بعد خروج يتفن الوقت وتيية فتالوق

لى ص ما لو :يا وهن معيالوقت آالصورة التالته ص أتم أن وبعد ،قدا أنه متوجه إلى القبلةتمعد نس عج نوبثلى بص أو ،ين أنه أخطا القبلةبت

ثوب يلى فص أو ،ةنجاسعدم القدرة على إزالة النه مطالب بإعادة إا لن وق.جد غيرهيحرير لم

دب غير مطالب ن السبيل الوقت على يالة فالص

73 

 

افلة وال ن أجله الن ال تعاد م،بإعادتها بعد خروجهء يا بشسة متلبئتلة أو الفاالنافلى صة فمن ئتالفاو الحرير ال إعادة أسجنوب الث الننا مرا ذآممة بالوقت وبالفراغ من نوط اإلعادة من أل،عليها ما تقع فيه تهلة وقوالنافا تهرج وقخة ئتافالة الصقى بعد فعلها حتى يطالب يبد ممت لها وقت سولي

. أعلم هللا وا،بإعادتها فيه

فصل

نية الصالة المعينة، وتكبيرة اإلحرام، : فرائض الصالةحة، والقيام لها، والرآوع، والرفع والقيام لها، والفات

منه

: أربعة عشر فريضة )الصالةفرائض : فصل(

وهي أن ينوي ) نية الصالة المعينة ( أولها الصالة ويعينها بكونها ظهرا مثال، وال يضر مخالفة النطق للنية، فلو آانت الصالة التي يريد أن يؤديها ظهرا مثال وقصدها بالنية ونطق بغير

ير متعمد لذلك فال شيء عليه اسمها غ

اعلم أن اإلحرام ) تكبيرة اإلحرام ( ثانيها ) و( إما النية أو التكبيرة أو هما مع االستقبال قد رجح هذا الثالث األجهوري، فاإلضافة على األول في قولهم تكبيرة اإلحرام من إضافة المصاحب للصاحب، وعلى الثاني بيانه، وعلى الثالث من

وال يجزئ في تكبيرة اإلحرام . زء للكلإضافة الجبالمد الطبيعي للفظ الجاللة، " اهللا أآبر"غير لفظ

. فال يجزئ اهللا العظيم أو نحوه وتبطل به الصالة

74 

 

وهي فرض في حق اإلمام والفذ اتفاقا، وفي حق وروي عن مالك أن . المأموم على المشهور

ودليل . اإلمام يحمل تكبيرة اإلحرام عن المأمومصلى اهللا عليه وجوبها ما في الصحيحين من قوله

وسلم

والسجود على الجبهة، والرفع منه، واالعتدال، والطمأنينة، والترتيب بين فرائضها، والسالم،

.وجلوسه الذي يقارنه

مفتاح الصالة الطهور وتحريمها التكبير " أي ) القيام لها ( ثالثها ) و ( "وتحليلها التسليم

رائض القيام لتكبير ة اإلحرام، وشرطية ثالث الفالقيام لها إذا آانت الصالة فرضا وآان المصلي

إذا آبر : غير مسبوق، وأما المسبوق ففي المدونة أي - ونوى به انعقد، - أي عند الرآوع -للرآوع

أو نواه الرآوع أو لم ينوهما ألنه -اإلحرام ينصرف لإلحرام أجزأه ذلك الرآوع، بمعنى

وفسرها الباجي بما ينفي . عة وصحت الصالةالرآشرطية القيام، أي بشيء ينفي آون القيام شرطا في التكبير من أوله إلى آخره، بل شرط في أول

حال ي وعليه فلو أوقعه من قيام وأتمه فكبير،الت ، تلك الرآعةئجزتاالنحطاط أو بعده بال فصل ف

) الفاتحة( رابعها ) و ( .صالتهفإن فصل بطلت إذ الواجب ،اءة الفاتحةقر رابع الفرائض يأ

وال يفصل بين ،القراءة ألنه ال تكليف إال بفعل

75 

 

ره آ فقد ذ، الفاتحة بشيءةاءقرتكبيرة اإلحرام وبيح والدعاء بين سهور عند التلمش القول ايمالك ف

تحب بعضهم الفصل بينهما سوا اإلحرام والقراءة سمك ابحانك اللهم وبحمدك وتباركس" :بلفظ

خامسها)و ( "وتعالى جدك وال إله غيرك

.مقارنتها لتكبيرة اإلحرام: وشرط النية

اإلقامة، والسورة التي بعد الفاتحة، والقيام : وسننها لها

أي خامس الفرائض القيام لقراءة ) القيام لها ( ( سادسها ) و ( . الفاتحة، فال تصح من جلوس

، وإذا أي سادس الفرائض الرآوع) الرآوع رآعت فتمكن يديك من رآبتيك، وتسوي ظهرك وال ترفع رأسك وال تطأطئه، وتجافى أي تباعد عضديك على جنبيك، وتعتقد بقلبك الخضوع

الرفع ( سابعها ) و ( . والتذلل هللا سبحانه وتعالىأي من الرآوع، فالرفع من الرآوع حتى ) منه

تعتدل قائما واجب، فلو ترآت االعتدال بأن لم السجود ( ثامنها ) و ( .تستو قائما بطلت الصالة

أي ثامن الفرائض السجود على ) على الجبة الجبة، وهي مستديرة ما بين الحاجبين إلى الناصية، فالواجب الذي يترتب على ترآه اإلعادة أبدا السجود على الجبهة، وأما السجود على األنف فليس فيه إال اإلعادة في الوقت االختياري

على ما اعتمد األجهوري، وذآر الزرقاني أنه ( تاسعها ) و ( . الضروري بناء على أنه واجب

76 

 

أي تاسع الفرائض الرفع من السجود، ) الرفع منه وإذا رفعت رأسك من السجود فإنك ترفع يديك عن األرض فتجعلهما على رآبتيك فإذا لم

ترفعهما عن األرض ففي بطالن صالتك

فيه، والجهر فيما يجهر فيه، وسمع والسر فيما يسر اهللا لمن حمده، وآل تكبيرة سنة إال األولى

قوالن، أشهرهما على ما قال ابن عمر البطالن، ) و ( . واألصح على ما قال القرافي عدم البطالن

أي عاشر الفرائض ) االعتدال ( عاشرها االعتدال، وهو أن تستوي قائما إذا رفعت من

.السا إذا رفعت من السجودالرآوع وأن تستوي ج عشر يحادل ا) الطمأنينة ( عشرتها يحاد) و (

ن مفاصلك مئ أن تطيوه ،من الفرائض الطمأنينةوع وبعد رفعك من آوتستقر بعد رفعك من الر

ما يحصل به ىينة قدر زائد علن فالطمأ،السجود الرفع من يأ: من الر فعين ي آلالواجب ف

عشرتها ي ثان) و (. وع والرفع من السجودآالر فرائض الصالة ي أ) الترتيب بين فرائضها (

صوص مخفالواجب أن تؤدى الصالة على وضع ة يربكقة بتمسبوون النية بعد القيام غير تكبأن

اءة الفاتحة قر وأن تكون لها،اإلحرام بل مقارنة إلى آخر هكذاوع قبل السجود وآوع والرآقبل الر

ي أ) السالم (تها رعش ثالث ) و (. ة الصالةئهي وال ، السالم: الصالةئضالثالث عشر من فرا

إمام وفذ ، مصلآل فرضيته على يخالف ف

77 

 

ويتعين له ، فال يخرج من الصالة إال به،ومأموم غيره جزي وال ي"السالم عليكم"لفظ

والتشهدان، والجلوس لهما، وتقديم الفاتحة على مأموم، والجهرالسورة، والتسليمة الثانية والثالثة لل

وهل يفتقر إلى نية الخروج من الصالة أم ال؟ قوالن مشهوران، فعلى األول لو سلم من غير نية الخروج منها بطلت صالته، والثاني وهو الراجح عدم االشتراط آما يفيده آالم ابن عرفة وأقره

جلوسه الذي ( رابع عشرتها ) و ( . األجهورييه السالم أي الجلوس الذي يقع ف) يقارنه

بالجلوس بقدر ما يحمل به التحليل من الصالة واجب، فلو أتى بالسالم في حال رفعه من السجود بطلت صالته لما علمت أن الجلوس بقدر ما يوقع السالم الذي يحصل به التحليل من الصالة واجب، وترك أي واجب من واجبات الصالة

شروط النية مقارنتها لتكبيرة (و . مفسد لها فإن تأخرت عن تكبيرة اإلحرام فال ) إلحرام ا

تجزي اتفاقا، وإن تقدمت بكثير فكذلك، وإن تقدمت بيسير فقوالن مشهوران، باإلجزاء

ومفاد ميارة أن الراجح منهما اإلجزاء .وعدمهاء إذا لم يقل عنهم زظاهر المذهب اإلج: حيث قال

سة المذمومة الوسواشتراط المقارنة المؤدية إلى ي فدل ذلك على أنهم تسامحوا ف،وطبعاشرعا ومعنى اشتراط المقارنة على ليسير،التقديم ا أنه يجوز الفصل بين نياثالقول ال

78 

 

بالتسليمة الواجبة، والصالة على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، والسجود على األنف والكفين والرآبتين

النية والتكبير ال أنه يشترط أن تكون النية . للتكبير أهـ مصاحبة

أي من سنن الصالة اإلقامة، ) اإلقامة :سننها( و وهي آآد من اآلذان التصالها بالصالة، ولقول ابن

وهي . إن من ترآها عمدا بطلت صالته: آنانة سنة عين عن المنفرد وسنة آفاية في حق اإلمام والمأمومين، وإنما تسن اإلقامة إذا آان الوقت

أي من ) السورة (و . تهامتسعا وإال سقطت سني ،سنن الصالة قراءة سورة أو آية أو بعض آية له

فقراءة سورة آاملة بعد أم القرآن مستحب، : قالوالسنة مطلق الزيادة على أم القرآن، بدليل أن السجود إنما هو دائر مع ما زاد على الفاتحة إال

،أي لقراءة السورة) القيام لها ( و .السورة سنة أخرى غير سنة ]من[السورة فكون قراءة

. القراءة

) السر فيما يسر فيه والجهر فيما يجهر فيه ( و الصالة ينن الصالة الجهر بالقراءة فس من يأ الصالة ي والسر بالقراءة ف،ة آالصبحيهرجال

. السرية آالظهر والعصر

يسن أن يقول اإلمام ي أ) حمدهلمن سمع اهللا و( ذ عند فوال

79 

 

لقدمين، والسترة لغير المأموم وأقلها غلظ وأطراف ا .رمح وطول ذراع طاهر ثابت غير مشوش

وال يقول " سمع اهللا لمن حمده"الرفع من الرآوع " اللهم ربنا لك الحمد: "ذلك المأموم وإنما يقول

ومصدر هذا التفصيل ما في الموطأ وغيره أنه إذا قال اإلمام سمع : " قالصلى اهللا عليه وسلم

اللهم ربنا لك الحمد، فإنه : لمن حمده، فقولوااهللا من وافق قوله قول اإلمام غفر له ما تقدم من ذنبه

. "

أي أن آل تكبيرة ) وآل تكبيرة سنة إال األولى ( من تكبيرات الصالة سنة إال تكبيرة اإلحرام، أي التكبيرة التي يدخل بها في حرمات الصالة فإنها

. فرض آما تقدم

فلفظهما المختار ) ان والجلوس لهما والتشهد( التحيات هللا الزاآيات : عندنا معاشر المالكية وهو

إلى آخر التشهد، سنة واإلتيان بالتشهد من ... هللاجلوس سنة، فكل من التشهد والجلوس له سنة

. مستقلة

فلو قرأ السورة ) وتقديم الفاتحة على السورة ( ، فالسنة تأخير أوال ثم قرأ الفاتحة آان تارآا للسنة

. قراءة السورة عن الفاتحة

فيسن في حق ) والتسليمة الثانية والثالثة للمأموم ( المأموم

80 

 

رفع اليدين عند اإلحرام حتى تقابال : وفضائلهاربنا ولك الحمد، : األذنين، وقول المأموم والفذ

والتأمين

أن يأتي بتسليمة ثانية بعد تسليمة التحليل قبل ا التسلم على من على يمينه، وجهه يقصد به

وبتسليمة ثالثة يقصد بها الرد على من على يساره إن آان على يساره من أدرك دون رآعة بأن

والجهر . ( أدرك التشهد فقط أو سجدة أو سجدتينوهي تسليمة التحليل من ) بالتسليمة الواجبة

الصالة، أي التي يخرج بها من حرمات الصالة، هر فيه بل سنية الجهر قاصرة فغيرها ال يسن الج

صلى اهللا عليه والصالة على رسول اهللا . ( عليها يسن بعد أن يفرغ من التشهد أن ي أ)وسلم (. صلى اهللا عليه وسلم هللال ارسو على ييصل السجود على األنف ي أ)جود على األنف سوالنن س من ي أ)ين كف وال(. نة وقيل بوجوبهس

اشر ب ويستحب أن ي،الصالة السجود على الكفين ال يكون بينهما وبين األرض ي أ:بكفه األرض

اشر ب أن ييأ: الوجهيا يستحب ذلك فم آ.حائلبه األرض وال يكون بينه وبين األرض حائل ألن

وألجل ذلك آره السجود على ،ذلك من التواضع واغتفر ،عم من صوف وقطننما فيه ترفه وت

ألنه آاألرض واألحسن ترآه صيرالح

بعد الفاتحة للفذ والمأموم وال يقولها اإلمام إال في قراءة السر، والتسبيح في الرآوع، والدعاء في

81 

 

السجود، وتطويل القراءة في الصبح والظهر تليها، وتقصيرها في

. ]ىاألول[ا خالف هفالسجود علي

فالسنة أن يكون ) والرآبتين وأطراف القدمين ( رض ناصبا في السجود واضعا رآبتيه على األ

قدميه وبطون أصابعهما إلى األرض، ويزاد على هذا على جهة االستحباب أن يفرق بين رآبتيه وأن يرفع بطنه عن فخذيه، ودليله من السنة ما

آان إذا صلى اهللا عليه وسلم أنه :رواه أبو داودسجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء

. من فخذيه

وأقلها غلظ رمح وطول والسترة لغير المأموم ( فيسن لإلمام إن خشي المرور بين يديه أن ) ذراع

يضع شيئا يستر به ألجل أن يتقي المرور بين يديه، وآذلك يسن في حق الفذ، وأما المأموم

وأقل ما يكفي في السترة . فاإلمام سترة لهالمطلوبة على جهة السنة أن تكون غلظ رمح

) طاهر . ( وطول ذراع، فال يكفي أقل من ذلكأي يشترط في المتخذ سترة أن يكون طاهرا، فالنجس ال يتخذ سترة، وإذا وقع ونزل واتخذ منه

سترة ال يكفي

العصر والمغرب، وتوسطها في العشاء، وتكون والهيئة . السورة األولى قبل الثانية وأطول منها

المعلومة في الرآوع والسجود والجلوس، والقنوت سرا قبل

82 

 

ثابت، فغير الثابت ال يتخذ . ( ل السنةفي حصوسترة ألنه ال يحصل به الغرض من اتقاء المرور

فالمتشوش آالدابة التي ) بين يديه غير مشوش يخشى ذهابها والمرأة التي يخشى منها الفتنة ال

. تتخذ سترة

وفضائلها رفع اليدين عند اإلحرام حتى تقابال ( يرفع يديه أي من فضائل الصالة أن) األذنين

حتى تحاذي أذنيه في تكبيرة اإلحرام، وال يطلب ذلك منه في باق انتقاالت الصالة آالرآوع

. والرفع منه والقيام من اثنين، بل إنه يكره

أما ) وقول المأموم والفذ ربنا ولك الحمد ( سمع اهللا : المأموم فيقول ذلك بعد أن يقول إمامه

قتصر على ربنا لمن حمده، فال يجمع بينهما بل يوأما الفذ فيجمع بين قول سمع اهللا . ولك الحمد

.لمن حمده وقول ربنا ولك الحمد

والتأمين بعد الفاتحة للفذ والمأموم وال يقولها ( يعني أنه يندب للفذ أن يؤمن ) اإلمام إال في السر

بعد قراءة الفاتحة ولكن يسر فيه ولو آانت

صبح ويجوز بعد الرآوع وبعد السورة في ثانية ال الرآوع، والدعاء بعد التشهد الثاني، ويكون التشهد

الصالة جهرية، وآذا يندب للمأموم إذا قال إمامه ، فإن آانت "آمين"أن يقول " وال الضالين"

الصالة سرية تحرى تأمين اإلمام وأمن، وال يندب لإلمام التأمين إال في الصالة السرية،

83 

 

. ( جهرية أيضاوروي عن مالك أنه يؤمن في الوإنما ) والتسبيح في الرآوع والدعاء في السجود

خص التسبيح بالرآوع والدعاء في السجود لما أما الرآوع : " قالصلى اهللا عليه وسلم صح أنه

فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا فيه من ( . " أن يستجاب لكم- أي حقيق-الدعاء فقمين

أي ) لظهر تليها وتطويل القراءة في الصبح وايندب أن تكون القراءة في صالة الصبح من

]القول[طوال المفصل وهو من الحجرات على المرتضى إلى عبس، وأما القراءة في صالة الظهر فبنحو القراءة في الصبح فتكون من طوال المفصل وهو ألشهب وابن حبيب، أو دون ذلك

وتقصيرها في العصر . ( وهو لمالك ويحيأي يندب تقصير القراءة في العصر ) والمغرب

والمغرب بأن يقرأ فيها من قصار المفصل وهو من الضحى إلى الختم، أي إلى سورة الناس

أي يندب ) وتوسطها في العشاء ( . والغاية داخلة أن يتوسط

والتيامن بالسالم، وتحريك . الثاني أطول من األولالة، ويكره االلتفات في الص .السبابة في التشهد

وتغميض

في قراءة العشاء، فيقرأ فيها من متوسطات وتكون . ( المفصل، وهو من عبس إلى الضحىأي يندب ) السورة األولى قبل الثانية وأطول منها

أن تكون القراءة على نحو تريب المصحف، وأن

84 

 

تكون في الرآعة األولى أطول من السورة في لرآوع والهيئة المعلومة في ا( . الرآعة الثانية

أي من فضائل الصالة أن ) والسجود والجلوس يكون رآوعه وسجوده وجلوسه على هيئة مخصوصة، فالهيئة الفاضلة في الرآوع أن يسوي ظهره وال يطأطئ رأسه وال يرفعه، وأن يباعد عضديه عن جنبيه، وينصب رآبتيه، ويمكن

والهيئة الفاضلة في السجود .راحتيه من رآبتيه ويجنح بعضديه حتى ،عن فخذيةأن يرفع بطنه

اتر س هناك س بياض إبطه على تقدير أن ليرهظي وأن يضع يديه حذو منكبيه ضاما ،على إبطه وال يفترش ذراعيه ،ها إلى القبلةؤوسأصابعه ور

وأن يمكن ،ى عن ذلكه السبع فقد ورد النافتراش سجلول اية الفاضلة فئ والهي.ته من األرضهجب

نى ليم وتنصب رجلك اىريس رجلك اليأن تثن وفضيلة هذه ،وتكون بطون أصابعها إلى األرض

سص جلوتخة ال ئالهي

العينين، والبسملة والتعوذ في الفريضة ويجوزان في النقل، والوقوف على رجل واحدة إال أن يطول قيامه،

واقتران

دون جلوس، بل جلوس التشهد والجلوس بين لى سيبل السجدتين سواء في طلب هذه الهيئة ع

. الفضيلة

والقنوت سرا قبل الرآوع وبعد السورة في ثانية ( أي يطلب القنوت ) الصبح ويجوز بعد الرآوع

85 

 

على سبيل الفضيلة باللفظ المختار عند المالكية إلخ في ... اللهم إنا نستعينك ونستغفرك: وهو

صالة الصبح خاصة، ومحله أن يكون في الرآعة ة وقبل الرآوع، فإن سها الثانية بعد قراءة السور

عن اإلتيان به قبل الرآوع أتى به بعد الرآوع، أي ) والدعاء بعد التشهد الثاني . ( أي يجوز ذلك

أشهد : يندب الدعاء بعد التشهد الثاني، آأن تقولأن الذي جاء به محمد حق وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية ال ريب فيها وأن اهللا

ويكون التشهد الثاني ( . القبوريبعث من في أي يندب ذلك ) أطول من األول

أي يندب التيامن بالسالم ) والتيامن بالسالم ( بقدر ما ترى صفحة الوجه، فلو سلم على يساره قاصدا التحليل لم تبطل صالته على المشهور ألنه

وتحريك السبابة (. إنما ترك التيامن وهو فضيلة صبعهأأن يحرك يندب ي أ) التشهد يف

رجليه، وجعل درهم أو غيره في فمه، وآذلك آل ما يشوشه في جيبه أو آمه أو على ظهره، والتفكر في

أمور

. السبابة يمينا وشماال في حال تشهده

، وتغميض العينين،ويكره االلتفات في الصالة( ي ويجوزان ف،والبسملة والتعوذ في الفريضة

دة إال أن يطول والوقوف على رجل واح،لفالن ي وجعل درهم أو غيره ف، واقتران رجليه،قيامه وطلب من ى سبحانه وتعالاهللا قد ندب )فمه

86 

 

إقام الصالة ألجل أن يذآروا عظمته لمكلفينا }الة لذآرى صأقم ال{ :بحانه وتعالى فقال لنبيهس

ألمته إلى أن وجه متو لنبيه فهتوجهوآل أمر يكون وال وذلك ال .يظهر دليل التخصيص

موقف ييحصل إال عند مالحظة الشخص أنه فاعد عن هذا بآل ما ي، فيكره تعالىالعظمة هللا

فمن ذلك ،ل القلب عن المراقبةغالغرض ويش بالصالة ألن االلتفات يتبعه سااللتفات وهو متلب

،ل بهغ والنظر يصرف القلب عما هو مشتر،ظالنه صورة صالت ير وتصعخشولفعند ذلك يذهب ا

ابا ذ عسد الناش من أ" الحديث أن ي وف،ال روحب ية فه إال أن الكر"يوم القيامة المصورون

ا من هتغميض العين ليست لهذه العلة بل لما في وعسى أن ال يكون عخشولإظهار التواضع وا

. آذلك

.الدنيا، وآل ما يشغله عن الخشوع في الصالة

وآذلك آل ما يشوشه في جيبه أو آمه أو على ( أي مثل ذلك، أي مثل ما تقدم، والكراهة ) ظهره

آراهة وضع شيء في جيبه أو آمه أو على ظهره مما يشوش عليه آأن يضع شيئا من الخبز أو غيره في جيبه أو آمه أو يحمل شيئا ثقيال على ظهره والتفكر في أمور الدنيا وآل ما يشغله عن

. الخشوع في الصالة

ة الخضوع قد علمت أن الغرض من الصالوالتذلل، بل هي نفس الخضوع والتذلل، فيكره آل

87 

 

ما ينافي هذا الغرض ويبعد العبد عن سيده، وليس بين العبد وسيده مسافة قريبة بالخضوع لعظمته

.وبعده بعدم الحضور في حضرته

فصل

للصالة نور عظيم تشرق به قلوب المصلين وال يناله ى الصالة ففرغ قلبك منفإذا أتيت إل. إال الخاشعون

للصالة نور عظيم تشرق به قلوب : فصل( اعلم أن ) المصلين وال يناله إال الخاشعون

الصالة وصلة بين العبد والرب، ولهذا آانت أعظم أرآان الدين بعد الشهادتين، وقد اشتملت على الثناء على اهللا بما ال يوجد في غيرها من

.العبادات

ال العبد الحمد هللا رب إذا ق: " ففي الحديثإلى آخر .." العالمين، قال اهللا مجدني عبدي

مجدني : "الحديث، وال يخفى عليك أن قوله تعالىثناء منه سبحانه وتعالى على عبده أي " عبدي

ثناء، وال يصدر الثناء من اهللا إال على عبد خاشع

88 

 

فإذا تمت ،ق بالحقلح يرى ا،عالم بمقام اإللوهيةان واشتغل ألآوارتحل عن اله هذه البداية

جان الطبيعة والتحق بالمأل س وخرج من ،بالمكون واقتبس من نبراس من مدح بقوله تعالى ،األعلى

عداد من ي وآان ف}خلق عظيم لعلى كنإ و{: ؤمنون بالغيب يين ذال{ : بقوله هللامدحهم ا

ئكولأ . ينفقون مزقناهرا ممويقيمون الصالة و ئكوأولربهم ى من دعلى ه

الدنيا وما فيها، واشتعل بمراقبة مواالك الذي تصلي لوجهه واعتقد أن الصالة خشوع وتواضع هللا سبحانه بالقيام والرآوع والسجود وإجالل وتعظيم له بالتكبير

فعلى العاقل أن يرى الحق في آل } هم المفلحون أعماله، الصالة وغيرها سواء حتى، تشرق عليه

ص المصنف الصالة لما لها أنوار اليقين، وإنما خمن مزيد المزية على غيرها من العبادات لما

. علمت بأنها وصلة بين العبد والرب

يا وما الدنرغ قلبك من ففإذا أتيت إلى الصالة ف( ، لوجههي تصلي واشتغل بمراقبة موالك الذ،اهفي

بحانه س واعتقد أن الصالة خشوع وتواضع هللا له وتعظيموإجالل ،بالقيام والرآوع والسجود

إذا تلبست ي يعن)بالتكبير والتسبيح والذآر قوم بها حقيقة الصالة من الرآوع ت يباألعمال الت

أنت يوالسجود فأت بها على وجه يليق بالذ ،ون توجهك إال إليهيك بأن ال ،ين يديهبواقف

، عالما بأنه رقيب عليك،وفكرك مقصور عليه

89 

 

مل اعتقادا مطابقا ذا العبه عخضولمعتقد التذلل وا ي بأن يكون خضوعك وتذللك وصفا لك ف،للواقع

ذ تحقق باإلحسان ئ وحين،رمالواقع ونفس األ أن تعبد " :صلى اهللا عليه وسلمالمشار إليه بقوله

هللا

فحافظ على صالتك فإنها أعظم . والتسبيح والذآر العبادات، وال تترك

. الحديث.. " آأنك تراه

) فإنها أعظم العبادات فحافظ على صالتك( الشك أن المحافظ على الصالة المأمور بها من

حافظوا على { : قبل الشرع بقوله تعالى ال } الصلوات والصالة الوسطى وقوموا هللا قانتين

تحصل وال تتحقق إال إذا أتى بها على أآمل أحوالها وأحسن هيئاتها بأن يكون خاشعا

عليه، ال متواضعا معظما لمواله قاصرا هذا } إياك نعبد { : يشرك معه غيره أال تراه يقول

تبحانه إال إذا تمحضستص العبادة به خوال ت . وتواطأ على ذلك القلب واللسان،لذاته

لك عن غ وال تترك الشيطان يلعب بقلبك ويش(صالتك حتى يطمس قلبك ويحرمك من لذة أنوار

ى ه فإنها تن،اهشوع فيلخ فعليك بدوام ا،الصالة فاستعن ،اهعن الفحشاء والمنكر بسبب الخشوع في

اعلم أن القلب بين ) إنه خير مستعان باهللا فإذا ،نية والخطرات الشيطانيةحماالتنزالت الر

90 

 

نية ويكون ذلك بالذآرى حماألمت به التنزالت الر رقيب عليه هللا بأن يذآر أن ا،والمراقبة

س الشيطان يلعب بقلبك ويشغلك عن صالتك حتى يطم .قلبك ويحرمك من لذة أنوار الصالة

فعليك بدوام الخشوع فيها فإنها تنهى عن الفحشاء فاستعن باهللا إنه خير . والمنكر بسبب الخشوع فيها

.مستعان

مطلع على ما احتوى عليه قلبه وانطوت عليه سريرته، ذاآرا وقوفه بين يديه، فعند ذلك يخنس

{ : لىالشيطان، وإلى ذلك اإلشارة بقوله تعاأي الذي يخنس عند ذآر اهللا، } الوسواس الخناس

فإذا فرغ القلب عن الذآر ومراقبة الرقيب تنزلت إلى القلب الخواطر الشيطانية، وأخذ الشيطان يلعب بالقلب ويحرآه آيف شاء، فيذآره ما غاب عنه لصرفه عما هو فيه من عبادات، ثم يكر عليه

دة، فإذا وصل آرة ثانية بالتخليط في أعمال العباإلى هذه الدرجة فسد عمله وضل سعيه وحرم لذة العبادة، فالحصن المنيع لهذا النازل الفظيع هو مراقبة الرقيب ومصابرة القلب بمداومة الذآر،

وأمر أهلك بالصالة { : قال اهللا تعالى لنبيهفإذا اصطبر عليها بمداومة } واصطبر عليها

تالشت الذآر وحضور القلب وخشوع الجوارحالخواطر الشيطانية وال يكون إذا للشيطان عليه

إن { : سلطان، وتتحقق بالعبودية وينتظم في سلك وآانت صالته } عبادي ليس عليك عليهم سلطان

91 

 

إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر { مما تنهاه .}ولذآر اهللا أآبر

فصل

للصالة المفروضة سبعة أحوال مرتبة تؤدى عليها، : ة منها على الوجوب، وثالثة على االستحبابأربع

أولها القيام بغير استناد، ثم : فالتي على الوجوب القيام باستناد،

للصالة المفروضة سبعة أحوال مرتبة : فصل ( تؤدى عليها، أربعة منها على الوجوب وثالثة

) على االستحباب

اعلم أن المكلف مخاطب بأداء الصالة على أي دام بعقله، وال تسقط عنه إذا عجز حال آان ما

عن حالة من أحوالها، بل إذا عجز عن حالة نقله طلب منه أن يؤدى يالشرع إلى حالة أخرى، و

الصالة عن هذه الحالة، وال يكون ذلك خلال في صالته، إال أن الترتيب بين هذه األحوال تارة

فالترتيب الواجب . يكون واجبا وتارة يكون مندوبايترتب على ترآه خلل الصالة، هو الذي

والمندوب ما ليس آذلك، وإلى األول أشار أولها : فالتي على الوجوب: ( المصنف بقوله

القيام بغير استناد، ثم القيام باستناد، ثم الجلوس بغير استناد، ثم الجلوس باستناد، فالترتيب بين هذه األربعة على الوجوب، إذا قدر على حالة

قد ندب ) دونها بطلت صالته منها وصلى بحالة

92 

 

الشرع وطلب من المكلف القيام في الصالة لما فيه من مزيد التواضع ألنه عنوان

. ثم الجلوس بغير استناد، ثم الجلوس باستنادفالترتيب بين هذه األربعة على الوجوب إذا قدر على

. حالة منها وصلى بحالة دونها بطلب صالته

أن يصلي العاجز : اب هيوالثالثة التي على االستحب عن هذه الثالثة

وقوموا هللا { : الخشوع والخضوع، وفي اآلية أي خاضعين متواضعين، فإذا قام به أمر } قانتين

يمنعه من القيام مستقال بنفسه اتخذ الواسطة، حقه القيام مستندا غير ين الواجب فيكووحينئذ

وال يجوز ،أنه ال يستند إلى حائط وال إلى جنب ، القيام مستندا إال إذا عجز عن القيام مستقالله

مر ابتداء بدون عجز بطلت ألر هذا اباشفلو وهكذا الحكم ،صالته ووجبت عليه اإلعادة أبدا

فلو صلى من جلوس ،ربعةألحوال ا باق األيفه صالتتندا بطلت سمع قدرته على القيام م

أن ،ره المصنفآ هكذا ذ،ووجبت عليه اإلعادة مستقال وسين القيام مستندا والجلالترتيب ب

الفقه آتب ي نصوا عليه في الذن ولك،واجب ،ينهما مندوببواطلعت عليه أن الترتيب

ا أنه م آ،ا هو بين الجلوسيننموالترتيب الواجب إما وبين االضطجاع بحالته على الجنب هواجب بين

لى صوآذا لو . اهـ .هراأليمن واأليسر وعلى الظ بغير سجلولمع قدرته على امن جلوس مستندا

تنادسا

93 

 

على جنبه األيمن، ثم على األيسر ثم على : المذآورة .ظهره، فإن خالف في الثالثة لم يبطل صالته

واالستناد الذي تبطل به صالة القادر على ترآه هو الذي يسقط

والثالثة . ( بطلت صالته ووجبت عليه اإلعادة اجز على التي على االستحباب هي أي يصلي الع

هذه الثالثة المذآورة على جنبيه األيمن ثم األيسر ثم على ظهر، فإذا خالف في الثالثة لم تبطل

قد علمت أن الشرع نقل المكلف من ) صالته حالة إلى حالة أخرى عند العجز عن الحالة المطلوبة ابتداء في الصالة، فيتدرج معه إلى أن

، وإنما يبلغ أسفل الدرجات، وهي الجلوس مستنداآانت هذه الحالة أسفل الدرجات ألن التواضع فيها ببعض األرآان دون بعض، وليس بعد هذه الحالة إال األحوال التي ال عنوان فيها على التواضع إال باإليماء باألطراف، وآيفية ذلك أنه إن لم يقدر على الجلوس مستندا أنه يضطجع

دب ويندب له أن يقدم جنبه األيمن على جهة النووجهه إلى القبلة، ويومئ برأسه، فإن عجز على اإليماء برأسه أومأ بعينه وحاجبه، فإن لم يستطع فبإصبعه، والظاهر آما قال األجهوري أن تريب اإليماء بهذه المذآورات واجب، فإن عجز عن

سر،االضطجاع على جنبه األيمن فعلى جنبه األي ىدر فعلقفإن لم ي

.سقط بسقوطه فهو مكروهبسقوطه، وإن آان ال ي

94 

 

وأما النافلة فيجوز للقادر على القيام أن يصليها ويجوز أن يدخلها . جالسا، وله نصف أجر القائم

جالسا ويقوم بعد

ظهره ورجاله إلى القبلة، وحكم هذه التراتيب االستحباب، فال شيء في ترك شيء منها واالنتقال إلى غيره ولو مع عدم العجز عنه، لما

أن المطلوب اإليماء باألطراف ألعمال علمتالصالة، وهو يحصل على آل حالة من هذه

واالستناد الذي تبطل صالة . ( األحوال الثالثةالقادر على ترآه هو الذي تسقط بسقوطه، وإن

قد علمت أن ) آان ال تسقط بسقوطه فهو مكروه الترتيب بين القيام مستقال والقيام مستندا واجب

لى القيام مستندا إال إذا عجز عن القيام فال ينتقل إمستقال، فإذا استند القادر على القيام مستقال إلى شيء آعمود مثال، بحيث لو أزيل ما استند إليه لسقط، بطلت صالته، فهذا االستناد الذي يدور عليه البطالن، وال يعتبر االنتقال إليه إال عند

د بحيث لو وأما االستنا،العجز عن القيام استقالالأزيل ما أسند إليه لسقط المستند لشدة تمكن

ومدار الكراهة على عدم تمكن االستناد .االستنادبحيث لو أزيل ما أسند إليه لم يسقط لعدم تمكن

.االستناد

وأما النافلة فيجوز للقادر على القيام أن يصليها (

ذلك، أو يدخلها قائما ويجلس بعد ذلك إال أن يدخلها .ة القيام فيها فيمتنع جلوسه بعد ذلكبني

95 

 

جالسا وله نصف أجر القائم، ويجوز أن يدخلها جالسا ويقوم بعد ذلك، أو يدخلها قائما ويجلس بعد ذلك، إال أن يدخلها بنية القيام فيمتنع جلوسه بعد

يعني أن القيام في الصالة على جهة ) ذلك الوجوب والشرطية إنما هو في صالة الفرض،

النفل فال يشترط فيه القيام ولو للقادر عليه، وأما فله أن يصليه من جلوس ابتداء بل يحرم به وهو جالس ويتمه آذلك، وله أن يحرم به من جلوس ثم يأتي به من قيام، وله أن يحرم به من قيام ثم يأتي به من جلوس، وله أن يأتي برآعة من قيام وبرآعة من جلوس، آل ذلك جائز، إال إذا نوى

أن يأتي بالنافلة من قيام فال يجوز له بعد ذلك أن فجميع األحوال التي تقدمت . يأتي بها من جلوس

من حيث الجواز والصحة، وأما من حيث الجزاء والثواب فليس له إال النصف من الثواب لنقص بعض ما يحصل به التواضع، وهو القيام ألن

.الجزاء من جنس العمل

فصل

ي الذمة من الصلوات وال يحل يجب قضاء ما ف التفريط فيها، ومن صلى آل يوم خمسة أيام فليس

الذمة من الصلوات ياء ما فقضيجب : فصل( خمسةوم يلى آل ص ومن ،اهفريط فيتوال يحل ال

96 

 

الشك أن المكلف إن لم يفعل ) بمفرط سأيام فلي حدده له الشرع يما وجب عليه من الوقت الذ

وبراءة الذمة ، بهف آلغولة بماشته مذمصارت ذمته ي فيجب على من رتب فئذ وحين،واجبة

شيء من الصلوات المفروضة أن يقضيه على رجه عن خ يي والذ،ا بالتأخيرمثآالفور وإال آان

لك االمتثال أن يفعل س ي وينظمه فيرعهدة التأخ بأن يشغل األوقات الخالية عن ، قدرتهيما ف

تي أو يأ،مته ذيغاله الضرورية بقضاء ما فشأ األمرين ي فأ،ة أيامخمس آل يوم بقضاء في (. م والتقصيرث عنه اإليجه عن التفريط وينفخري

إن آانت حضرية ،ا على نحو ما فاتتههويقضي ،فرية قضاها سفريةس وإن آان ،قضاها حضرية

) سفر ي حضر أو فيواء آان حين القضاء فس ، قضاء الصالة وقت الفواتير فب أن المعتيأ

الحضر قضاها حضرية ولو آان يفلو فاتته ف ولو ،وقت القضاء متلبسا بالسفر بأن آان مسافرا

السفر قضاها يفاتته ف

إن آان حضرية : ويقضيها على نحو ما فاتته. بمفرطقضاها حضرية، وإن آان سفرية قضاها سفرية،

.سواء آان حين القضاء في حضر أو سفر

يسير الفوائت مع والترتيب يبن الحاضرتين وبين الحاضرة واجب مع

. سفرية ولو آان وقت القضاء حاضرا

97 

 

ت ئرتين وبين يسير الفواضيب بين الحات والتر(ل هنا جم أ)مع الحاضرة واجب مع الذآر

فة الوجوب بين صين بالمصنف و لم يفته بين الحاضرة وبين يسير صن وتيالحاضر

س ي ول،ينوب الوجي فيفيد بظاهره تساو،تائالفو إذ وجوب الترتيب بين الحاضرتين على ،آذلك صحة الثانية مع ي فطرشيبل الشرطية إذ هو س

ر يحة الحاضرة مع يسص ي وليس شرطا ف،الذآرينها بت إذ تصح الحاضرة ولو لم يرتب ئالفوا ومعنى آون الترتيب بينها ،تئين يسير الفوابو

ت واجبا أنه يثاب على فعله ئوبين يسير الفوا أنه األمر غاية ،بترآه مع صحة الحاضرةم ثويأ

إن ، باقياييعيد الحاضرة ما دام الوقت الضرور. تئوافال آان حين دخوله الحاضرة ذاآرا يسير

ونعلم أن من ،ين الواجبينب رقوبهذا نعلم الفر على صقدم العووجب عليه ظهر يوم وعصره

،اآرا أنه إن لم يؤد الظهر بطلت العصرذهر ظال

ومن آانت عليه . واليسير أربع صلوات فأدنىالذآر، أربع صلوات فأقل صالها قبل الحاضرة ولو خرج

وال يتنفل من . ويجوز القضاء في آل وقت. وقتهاعليه القضاء، وال يصلي الضحى، وال قيام رمضان،

وال يجوز له إال

وجب عليه إعادتها أبدا، وأما لو قدم صالة يلزمه إال اإلعادة العصر ناسيا لصالة الظهر فال

في الوقت الضروري، فإذا خرج الوقت فال إعادة واليسير أربع صلوات فأدنى، ومن آانت ( .عليه

98 

 

عليه أربع صلوات فأقل صالها قبل الحاضرة في عده اليسير أربع صلوات ) ولو خرج وقتها

جرى منه على أحد القولين، واآلخر أنه خمس لوات صلوات، وعلى ما مشى عليه فالخمس ص

من حيز الكثير فال يجب الترتيب بينها وبين ير أربع س والي: ثم فرع على قوله.الحاضرة

وآان ،خل إ.. ومن آانت: قوله،صلوات فأدنى فمن آانت عليه : بالفاء بأن يقولتيولى أن يأاأل

حاصل أن من آانت عليه ل وا،خل إ..أربع صلوات ةئت الفعل الصالة الفايأربع صلوات أنه يقدم ف وإن خاف خروج وقت ،وجوبا على الحاضرة

حت مع صرة ض فإن خالف وقدم الحا،رةضالحا وما ذآرنا من تقدم .ياننس العمد دون اليم فثاإل

رة ضحال وقت اقاليسير على الحاضرة وإن ضا . وقال ابن وهب إنه يبدأ بالحاضرة،هو المشهور

الشفع والوتر والفجر والعيدان والخسوف .واالستسقاء

جوز لمن عليهم القضاء أن يصلوا جماعة إذا وي استوت

من ليل ونهار، ) ويجوز القضاء في آل وقت ( وعند طلوع الشمس وعند غروبها، حيث تحقق ترآها أو ظنه، وأما المشكوك في ترآها وعدمه على السواء فيجب قضاؤها ولكن يتوقى أوقات النهي، وجوبا في نهي الحرمة وندبا في نهي

وأما الوهم والتحويز العقلي فال يجب الكراهة،

99 

 

وال ( .بهما قضاء وال يندب، آما قاله الحطابيتنفل من عليه القضاء، و وال يصلي الضحى وال قيام رمضان وال يجوز له إال الشفع والوتر

يعني ) والفجر والعيدان والخسوف واالستسقاء أن من اشتغلت ذمته بالفرائض يجب عليه أن

ه وال يدع ذمته مشغولة ويتشاغل يبادر بفراغ ذمتبما ليس هو مقررا من النوافل، غير أنهم استثنوا السنن المؤآدة العتناء الشرع بها، وتأآد طلبها

ويجوز لمن عليهم ( .في األوقات التي عيناها له) القضاء أن يصلوا جماعة إذا استوت صالتهم

بأن آانت الصالة المقضية ظهرا مثال، فإذا ي قضاء صالة من الصلوات الخمس اشترآوا ف

جاز أن يصلوها جماعة بأن يؤمهم واحد منهم

عدد ما عليه من القضاء يومن نس(

ومن نسي عدد ما عليه من القضاء صلى . صالتهم .عددا ال يبقى معه شك

بأن يأتي بعدد ) صلى عددا ال يبقى معه شك يحيط بجميع ما شك فيه يقينا، وال يكفي الظن، إذ

مة ال تبرأ إال مع اليقين، فالظن ال يكفي في الذ . براءة الذمة

مثال ذلك ما إذا نسى هل ما ترآه من الصالة، الصبح أو الظهر أو العصر أو الجميع، فإنه يأتي بجميع ما دار عليه الشك وال تبرأ ذمته إال بفضل

.الجميع

100 

 

باب في السهو

سجدتان : فللنقصان. وسجود السهو في الصالة سنة: قبل السالم بعد تمام التشهدين يزيد بعدهما، وللزيادة

سجدتان بعد السالم يتشهد بعدهما

أي في بيان حكمه )باب في سجود السهو( وحكمه أنه سنة على ما في . وصفته ومحله

المختصر، وفي الطراز وجوب البعدي، قاله .هوهسجدتان ولو تكرر سصفته أنه و.التتائي

وإن ،رتب عن نقص آان قبل السالم إن ت:لهمحو وإن ترتب عن ،ترتب عن زيادة آان بعد السالم

ول عن ذهوالسهو ال .زيادة ونقص آان قبل السالم . ألنه أعم من النسيان، تقدم له ذآر أم ال،الشيء

ي بين القبلق ال فر)نة سجود السهو س و( أيضا ق وال فر، المختصري على ما فيوالبعد

101 

 

يفروضة والنافلة على ما فبين الصالة الم يجود فس ال : وخالف ابن سرين فقال،المدونةصلى اهللا عليه والدليل على المدونة قوله . النافلة "جدتان س لكل سهو ": وسلم

تان قبل السالم بعد تمام التشهدين سجد فللنقصان ( ليس آل نقص يجبر ) تشهد آخر همايزيد بعد

إال باإلتيان بالسجود إذ من النقص ما ال يجبر

ومن نقص وزاد سجد قبل . ويسلم تسليمة أخرى .السالم

ومن نسي السجود القبلي حتى سلم سجد إن آان قريبا، وإن طال أو خرج من المسجد بطل السجود

وتبطل الصالة معه إن آان على ثالث سنن

به مثل ما لو ترك رآنا من الصالة، آالرآوع مثل ما لو ترك مثال، ومنه ما ال يطلب له سجود

فضيلة أو سنة خفيفة، بل السجود للفضيلة مبطل . للصالة

وإنما الذي ينجبر بالسجود السنن المؤآدة وهي قراءة ما زاد على أم القرآن، والسر : ثمانية

والجهر في الفريضة، آل في محله، والتكبير سوى تكبيرة اإلحرام، وقول سمع اهللا لمن حمده،

س له، والتشهد األخير، والتشهد األول، والجلووال يسجد لغير هذه الثمانية، فمن ترك شيئا من

جدتين قبل السالم وبعد أن سهذه الثمانية سجد يتمم تشهده األول والثاني ثم يتشهد ويسلم، إذ من سنة السالم أن يعقب تشهدا وهو اختيار ابن

102 

 

القاسم، وقيل ال يعيد التشهد وهو مروي عن مالك د الملك ألن سنة الجلوس الواحد أيضا واختاره عب

. ال يكرر فيه التشهد مرتين

ا م بعدهد يتشه،المسجدتان بعد الس وللزيادة ( ويسلم

ومن نسي السجود . أو أآثر من ذلك، وإال فال تبطل . البعدي سجده ولو بعد عام

ومن . ومن نقص فريضة فال يجزيه السجود عنها .نقص الفضائل فال سجود عليه

السجود القبلي إال لترك سنتين فأآثر،وال يكون

،يعني أن من زاد شيئا في صالته) تسليمة أخرى اليسير، إذ الزيادة ]جنس[بشرط آون الزيادة من

الكثيرة مبطلة للصالة، سواء آانت من غير أقوال الصالة آالكالم نسيانا وبطول، أو آانت من غير جنس أفعال الصالة مثل أن ينسى أنه في صالة فيأآل ويشرب، أو آانت من جنس أفعال الصالة الكثير منه في الرباعية مثلها أربع رآعات على ،ما شهره ابن الحاجب وفي بطالنها بنصها قوالن

وال فرق في الزيادة اليسيرة التي .فقيل تبطلتجبر بالسجود بين آونها من غير أقوال الصالة

ة أفعال الصالس أو آانت من جن،آالتكلم ساهيا ييء فشها بزيادة س فمن ،آالرآوع والسجود

جدتين بعد السالم سن له أن يسجد سه فإنه يصالت األول سجلول اآتشهدنية س على جهة الدم يتشهث والحاصل ،نة آالفريضةس وجهره ،م يسلم جهراث

103 

 

على تكبير وسجود وتشهد توحم البعديأن هذا نةس أما التشهد فهو ،المسو

حدة فال سجود لها إال السر والجهر، وأما السنة الوافمن أسر في الجهر سجد قبل السالم، ومن جهر في

. السر سجد بعد السالم

ومن تكلم ساهيا سجد بعد السالم، ومن سلم

اإلمام، والسالم واجب غير شرط فال يبطل السجود بترآه، والتكبير يجري فيه ما جرى في

لتكبير، ا: تكبير الصالة، فلو ترك الثالثة وهيوالسالم، والتشهد، وأتى بنيتهن أي السجود : فالظاهر الصحة آما لبعض، بل قال ابن أبي زيد

. لو ترك البعدي بالمرة لم تبطل صالته

يعني أن من ) ومن نقص وزاد سجد قبل السالم ( ا من سننها ومع ذلك ئسها في صالته فنقص شي

ترك مثل أن ي،ا تقدم بيانهمما يسيرا ئا شيهزاد في على الزيادة صجدة فإنه يغلب النقسالتشهد ويزيد ]جهوو[ ،ا ويسلمثاني دم يتشهثالم سويسجد قبل ال

نة السالم أن يعقب سإعادة التشهد ثانيا أن من . تشهدا

لم سجد إن آان س حتى ي السجود القبلي ومن نس( وإن طال أو خرج من المسجد بطل ،ابريق

ن عن ثالث السجود وتبطل الصالة معه إن آا )طل ب وإال فال ت، من ذلكأآثرنن أو س

104 

 

ومن زاد في .من رآعتين ساهيا سجد بعد السالمومن زاد في . الصالة رآعة أو رآعتين سجد بعد السالم

ومن شك في آمال صالته أتى بما . الصالة مثلها بطلتفمن شك في . والشك في النقصان لتحققه. شك فيه

د بعد السالم،رآعة أو سجدة أتى بها وسج

يعني أن من نسي السجود القبلي، أي الذي يفعل قبل السالم حتى سلم من صالته، فال يخلو إما أن يكون تذآره له عن قرب من انصرافه من الصالة

ذ يأتي به وال شيء عليه وناب السجود ئوحين أو إن ،البعدي عن السجود القبلي لعذره بالنسيان

ذآره وانصرافه من طال تذآره بأن بعد ما بين تالصالة وخرج من المسجد بطل السجود وتبعه

حيث آان مترتبا عن نقص ثالث ،بطالن الصالة سجلول آنسيان ا،]آالتحقيق[ :ئي قال التتا،ننس

وأما إن ،يداتمحتالوسط أو ثالث تكبيرات أو تقرأ ينتين خفيفتين آالسورة التسآان مترتبا عن

وطال األمر فال بعد أم القرآن وآالتحميدتين . جود عليه وال بطالنس

)جده ولو بعد عام س ي السجود البعدسي ومن ن( فمن ترك ،هوم للنسيان ومثله الترك عمدافال م

يفعل بعد السالم عمدا أو ي الذي أيالسجود البعد نسيانا فليسجده وإن طال

وإن شك في السالم سلم إن آان قريبا وال سجود . صالتهعليه، وإن طال بطلت

105 

 

والموسوس يترك الوسوسة من قلبه، وال يأتي بما شك فيه ولكن يسجد بعد السالم سواء شك في زيادة

.أو نقصان

ومن جهر في القنوت فال سجود عليه ولكنه يكره .عمده

ومن زاد السورة في الرآعتين األخيرتين فال سجود .عليه

ومن سمع ذآر محمد صلى اهللا عليه وسلم وهو في ة فصلى عليه فال شيء عليه،الصال

الزمن، ألنه ترغيم للشيطان، فناسب أن يسجده في ]ابن أبي زيد[وإن بعد الزمن، وظاهر آالم

المدونة أن يأتي به ولو آان في وقت نهي، وظاهره أيضا أنه إن ترتب من صالة الجمعة ال :يرجع إلى الجامع، والمذهب على ما قال التادلي

الرجوع ه اختصاص:يرجع، وظاهر المختصر وهو المعتمد، وعلى آالم ،بالقبلي دون البعدي

المختصر فمن ترتب عليه سجود قبلي في صالة الجمعة آما لو فاتته الرآعة األولى من الجمعة وقام لقضائها فنسي السورة وخرج من المسجد ولم يطل األمر فإنه رجع للمسجد الذي صلى فيه،

ذي أذنت فيه إذ البد من فعله في الجامع ال .الجمعة

. آان ساهيا أو عامدا أو قائما أو جالساءسوا

106 

 

ومن قرأ سورتين فأآثر في رآعة واحدة أو خرج من سورة إلى سورة، أو رآع قبل تمام السورة فال شيء

.عليه في جميع ذلك

ومن أشار في صالته بيده أو رأسه فال

) ومن نقص فريضة فال يجزيه السجود عنها ( ن جبر الخلل الواقع في الصالة بالسجود أل

مخصوص بغير الفرائض، وأما الفرائض فال جبر بالسجود اتفاقا، بل إن أمكنه تدارك المتروك فأتى به، وإال بطلت الصالة، فمن تيقن أنه ترك رآعة آاملة أو شك في الترك حال تشهده وقبل

وآيفية . سالمه فالبد من اإلتيان بتلك الرآعةبها أنه يأتي بها بانيا على ما سبق من اإلتيان

الرآعات، فلو آانت تلك الرآعة إحدى األوليين فإنه يسجد بعد ذلك قبل السالم النقالب الرآعات فتحقق له الزيادة والنقص، فإن لم تكن من إحدى األوليين فإنه يسجد بعد اإلتيان بتلك الرآعة بعد

واختلف في السهو عن. السالم لتمحض الزيادةالقراءة في رآعة من غير الصبح، آالرباعية أو الثالثية على ثالثة أقوال آلها في المدونة، قيل

الصبح غيرعة من آيجزئ عن القراءة في ر واختار هذا القول عبد ،جود السهو قبل السالمس

الملك

.شيء عليه

ومن آرر الفاتحة ساهيا سجد بعد السالم، وإن آان .نعامدا فالظاهر البطال

107 

 

ومن تذآر السورة بعد انحنائه إلى الرآوع فال يرجع .إليها

ومن تذآر السر أو الجهر قبل الرآوع أعاد القراءة، فإن آان ذلك في

، وقيل يلغيها أي ]لكال[بناء على أنها فرض في الرآعة التي ترك منها قراءة الفاتحة ويأتي برآعة بدلها لفوات تدارآها ويسجد بعد السالم حيث

س بعد رآعتين صحيحتين، بحيث قرأ فيهما جلالفاتحة والسورة، وإال سجد قبل السالم لزيادة الرآعة الملغاة ونقص الجلوس والسورة من الثانية التي ظنها ثالثة، واختار هذا القول ابن القاسم، وهذا يقتضي وجوبها في آل رآعة، وصحح ابن الحاجب القول بوجوبها في آل رآعة، وقال ابن

ش هي الرواية المشهورة، وقيل يسجد قبل شاالسالم وال يأتي برآعة بدلها ويعيد الصالة

وإنما أمر باالحتياط : احتياطا، قال األجهوريلبراءة ذمته مراعاة لمن يقول بوجوبها في آل رآعة، وباإلعادة افترقت الرواية الثالثة من

. األولى

بل نصوا ) ومن نقص الفضائل فال سجود عليه ( على أن من سجد قبل السالم لنقص فضيلة أعاد

أبدا، مثل ذلك من

السورة وحدها أعادها وال سجود عليه، وإن آان في وإن فات بالرآوع . الفاتحة أعادها وسجد بعد السالم

سجد لترك الجهر قبل السالم ولترك السر بعد السالم .سواء آان من الفاتحة أو السورة وحدها

108 

 

ومن ضحك

ت في الصبح فظن أنه يجبر بالسجود ترك القنوجهال منه فجسد قبل السالم، فالصالة باطلة

. واإلعادة أبدية

وال يكون السجود القبلي إال لترك سنتين فأآثر، ( وأما السنة الواحدة فال سجود لها، إال السر والجهر، فمن أسر في الجهر سجد قبل السالم

ترك وأما ) ومن جهر في السر سجد بعد السالم السجود عن التكبيرة الواحدة فهو المشهور، وعليه فإن سجد قبل السالم بطلت صالته ألن السجود ال يترتب إال عن سنتين أو سنة مؤآدة آالسر والجهر، فمن أسر في الصالة الجهرية بأن أتى بالسر مكان الجهر فإنه يسن له السجود قبل

تب السالم ألن السر بالنسبة للجهر نقص، ولذا ترعليه السجود قبل السالم، ومن جهر في الصالة السرية فإنه يسن له السجود بعد السالم ألن الجهر بالنسبة للسر زيادة، ولذا ترتب عليه السجود بعد

. السالم

في الصالة بطلت سواء آان ساهيا أو عامدا، وال . يضحك في صالته إال غافل متالعب

به عن آل ما سوى والمؤمن إذا قام لصالة أعرض بقل اهللا سبحانه

أي ساهيا ) ومن تكلم ساهيا سجد بعد السالم ( وأعن آونه في الصالة أو عن آونه متكلما به،

احترز بالسهو عن العمد فتبطل به الصالة، إال ما

109 

 

آان إلصالحها فال تبطل به إال أن يكثر في نفسه، . والكثرة بالعرف

ما قاله وإنما طلب منه السجود بعد السالم آالمصنف ألنه زيادة، وال تبطل الصالة به ألنه هو معذور بالسهو فيجبر بالسجود، وهذا الحكم خاص باإلمام والفذ، وأما المأموم فإن اإلمام يحمل سهوه

. ما لم يكن فريضة

) ومن سلم من رآعتين ساهيا سجد بعد السالم ( أي بعد أن يأتي بما بقي عليه إن تذآر ذلك

من سلم بعد رآعتين ساهيا وتذآر ذلك بالقرب، فبالقرب فإنه رجع إلصالح صالته بإحرام، ويأتي بما بقي عليه ثم يسجد بعد السالم، لتمحض

. الزيادة، إذ السالم الذي مدر منه زيادة محضة

ومن زاد في الصالة رآعة أو رآعتين سجد بعد ( السالم،

اهللا وترك الدنيا وما فيها، حتى يحضر بقلبه جاللسبحانه وعظمته، ويرتعد قلبه وترهب نفسه من هيبة

وال شيء عليه في .اهللا جل جالله، فهذه صالة المتقينومن أنصت . التبسم، وبكاء الخاشع في الصالة مغتفر

.لمتحدث قليال فال شيء عليه

ومن قام من رآعتين قبل الجلوس،

الفعل الذي من ) ومن زاد في الصالة مثلها بطلت . إما آثير أو يسير: الصالةجنس

110 

 

فالكثير منه الرباعية مثلها، فمن سها بزيادة أربع رآعات في الصالة الرباعية بطلت صالته، وفي بطالنها بنصفها قوالن، فقيل تبطل، وقيل ال تبطل ويسجد للسهو بعد السالم وهو المعتمد، ولذا جرى

والكثير في الثنائية مثلها رآعتان، . عليه المصنف تبطل بزيادة رآعة على المشهور وإليه وال

إلخ، ..) ومن زاد رآعة: (اإلشارة بقول المصنفمثال الثنائية الصبح والجمعة بناء على أنها فرض يومها، وأما الثنائية السفرية فال تبطل إال بزيادة

والكثير في المغرب رآعتان تبطل . أربع رآعاتمد أن بزيادتهما، وال تبطل بزيادة رآعة، والمعت

الثالثية آالرباعية ال تبطل إال بزيادة أربع رآعات .محققات

وتتحقق الرآعة برفع الرأس من الرآوع، فإذا رفع رأسه من ثامنة في رباعية أو من سابعة في

. ثالثية أو من رابعة في ثنائية فقد بطلت الصالة

فإن تذآر قبل أن يفارق األرض بيديه ورآبتيه رجع سجود عليه، وإن فارقها تمادى ولم إلى الجلوس وال

يرجع وسجد قبل السالم، وإن رجع بعد المفارقة وبعد القيام ساهيا أو عامدا صحت صالته وسجد بعد

) ومن شك في آمال صالته أتى بما شك فيه ( فإذا دار الشك بين آونه صلى أربعا أو ثالثا فإنه يبني على المحقق، والمحقق في هذه الصور

فيبني على الثالث ويأتي برآعة رابعة ثم الثالث، . يسجد بعد السالم

111 

 

عة آ ري فمن شك فآتحققه، النقصان ي والشك ف( أن ي أ)جد بعد السالم س بها وتىجدة أسأو ذ فيجب ئ وحين،ه آالمحقق التركآ تريك فلمشكوا

، بهاتيجدة أن يأس رآعة أو يك فشعلى من بعد جل احتمال الزيادة طلب منه السجودألو . المسال

ا وال بيرلم إن آان قس السالم ي وإن شك ف( بفقه لالم المصنف هذا غير آافآ )جود عليه س اللم وسا بير فإن ظاهره أنه متى آان ق،ةسألملا صلى فيه يواء قام من مقامه الذس ،جود عليهس

،واء انحرف عن القبلة أو لم ينحرفس ،أم ال وآان عليه أن

.السالم

في صالته ساهيا سجد بعد السالم، وإن آان ومن نفخ ومن عطس في صالته فال يشتغل . عامدا بطلت صالته

بالحمد وال يرد على من شمته وال يشمت عاطسا، فإن ومن تثاءب في .حمد اهللا فال شيء عليه

يقيد آالمه بقيود حتى يأتي على صور المسألة وإن شك في السالم : منطوقا ومفهوما، بأن يقول

لم وال شيء عليه إن آان قرييا و لم يقم من سمقامه وال انحرف عن القبلة، فيؤخذ منه ثالث

صورة بطريق المنطوق وهى التي : صورذآرها، وصورتان بطريق المفهوم، األولى أنه إذا قام من مقامه والفرض عدم الطول فإنه يرجع

112 

 

بتكبيرة ويتشهد ويسلم ويسجد بعد السالم، والثانية انحرف عن القبلة فإنه يستقبل ويسلم وال أنه إذا

( .يتشهد وال إحرام عليه ولكنه يسجد بعد السالممفهوم من قوله إن آان ) وإن طال بطلت صالته

. قريبا، فهو تصريح بما علم مفهوما

والموسوس يترك الوسوسة من قلبه وال يأتي ( بما شك فيه، ولكن يسجد بعد السالم سواء شك في

أي ليس للوسوسة دواء إال ) قصان زيادة أو ناإلعراض عن وحي الشيطان، وإذا آان األمر آذلك فال يسترسل الموسوس مع الشكوك بل يلهى

عن

الصالة سد فاه، وال ينفث إال في ثوبه من غير إخراج .حروف

ومن شك في حدث أو نجاسة فتفكر في صالته قليال، .ثم تيقن الطهارة فال شيء عليه

ت في الصالة ساهيا فال شيء عليه، وإن ومن التف تعمد فهو مكروه،

آل ما يقذفه الشيطان في قلبه من زيادة في صالته أو نقص فيها، وال إصالح عليه إنما عليه

.أن يسجد بعد السالم

ومن جهر في القنوت فال سجود عليه ولكنه ( يعنى أنه يكره تعمد الجهر في ) يكره عمده

ذا المكروه وجهر به فال القنوت، ولو ارتكب هسجود عليه، بل لو سجد بطلت الصالة إن وقع

. السجود قبل السالم

113 

 

ومن زاد السورة في الرآعتين األخيرتين فال ( بل زيادة السورة فيها مكروهة ) سجود عليه

. والسجود لتلك الزيادة مبطل إن وقع قبل السالم

وهو صلى اهللا عليه وسلم ومن سمع ذآر محمد ( واء آان س الصالة فصلى عليه فال شيء عليه، في

ال يترتب يأ) ساهيا أو عامدا أو قائما أو جالسا صلى اهللا عليه وسلم ع ذآر محمد سمعلى من

وال ي ال قبل،جودس الصالة فصلى عليه يوهو ف وال يكره له ذلك وال ي،بعد

. وإن استدبر القبلة قطع الصالة

في الصالة أو نظر ومن صلى بحرير أو ذهب أو سرق .محرما في عاص وصالته صحيحة

ومن غلط في القراءة بكلمة من غير القرآن سجد بعد السالم، وإن آانت من القرآن فال

يحرم عليه وال تبطل به الصالة، بل يجوز له أن يصلي عليه وينفى عنه آل شيء يلزم المصلي إذا

. تكلم وهو في الصالة

رآعة واحدة، أو ومن قرأ سورتين فأآثر في ( خرج من سورة إلى سورة، أو رآع قبل تمام

أي ال ) السورة فال شيء عليه في جميع ذلك يترتب عليه سجود، فالمنفي هو السجود، فال يترتب عليه سجود ال قبلي وال بعدي، وأما من حيث الكراهة فإنه يكره له أن يقتصر على بعض

.السورة بل تتميمها مندوب

114 

 

ن يزيد على السورة الواحدة لكن وآره له أيضا أ . في الفرض خاصة وأما في النفل فال يكره

ومن أشار في صالته بيده أو رأسه فال شيء ( أي من حيث السجود والبطالن، وأما من ) عليه

حيث الكراهة فإنه من العبث المنهي عنه على . جهة الكراهة

ليس ) ومن آرر الفاتحة ساهيا سجد بعد السالم ( هذا

سجود عليه إال يتغير اللفظ أو يفسد المعنى فيسجد بعد ومن نعس في الصالة فال سجود عليه، وإن .السالم

وأنين المريض .ثقل نومه أعاد الصالة والوضوءمغتفر، والتنحنح للضرورة مغتفر ولإلفهام منكر وال

تبطل

الحكم خاصا بالفاتحة، بل من آرر الرآوع أو وإذ آان . ( د بعد السالمالسجود ساهيا فإنه يسجإذ [ظاهره غير ظاهر، ) عامدا فالظاهر البطالن

. الفاتحة]المعتمد تكرار

ه إلى الرآوع فال ئاحن بعد انةورس تذآر النوم( ن أل،هصالتدى على ما بل يت)ا هيرجع إلي

ة وال نالة والسورة سص النالرآوع رآن من أرآاعليه وإنما الالزم ،ةنيرجع من الفرض إلى الس

.المسالسجود قبل ال

ر أو الجهر قبل الرآوع أعاد س ومن تذآر ال( السورة وحدها أعادها ي ذلك فن فإن آا،القراءة

115 

 

جد س آان الفاتحة أعادها ون وإ،جود عليهسوال محل ي من جهر فن مفاد آالمه أ)الم سبعد ال

نم تذآر قبل أثجهر لل امح ير فسالسر أو أه ن على حسب المطلوب ميرآع فإنه يعيد القراءة

جهر ن فإن آا، جهرا فجهرنر وإسرا فس نإ ،راسا إنه يعيد القراءة لنل السر وقمح يبالقراءة ف

لب ط ةورسة والتح الفاتحة فقط أو الفاي فن آانفإ ه نم

سبحانه اهللا، آره : ومن ناداه أحد فقال له .الصالة به ومن وقف في القراءة ولم يفتح عليه .وصحت صالته

السجود بعد السالم، وإن آان ذلك في السورة فقط أعادها على حسب المطلوب منه وال سجود عليه،

. ومثل ذلك يقال إذا أسر في محل الجهر

جد لترك الجهر قبل س ،وإن فات بالرآوع( أي أن محل ) ولترك السر بعد السالم ،السالم

ينته بأن جهر فسطلب إعادة القراءة إذا خالف وأما ،أو العكس إن تذآر قبل الرآوعمحل السر

فإن آان ترك ،ن رآعأإن فات تدارك القراءة با ه الصالة جهرية يطلب في]لتكون[الجهر بالقراءة

،جهر بالقراءة آالصبح فإنه يسجد قبل السالملاوإن آان ما فات تدارآه بالرآوع هو السر بأن

را سا القراءة هرية تطلب فيسآانت الصالة .نه يسجد بعد السالمآالظهر فإ

116 

 

ترتب عن ي الذدجوسولكن ال يخفى عليه أن ال ترتب عن يرية أو الذس الة الصاليترك السر ف ي الصالة الجهرية إذا آان ذلك فيترك الجهر ف

وأما لو ، مع السورةيخصوص الفاتحة أو ه بل ،ها ال سجود عليهدورة وحس اليترك ذلك ف

م لترك الجهر قبل السالي الذي أيجد القبلسلو السورة فسدت الصالة ووجب عليه يف

أحد ترك تلك اآلية وقرأ ما بعدها، فإن تعذرت عليه وال ينظر مصحفا بين يديه إال أن يكون في. رآع

. إعادتها أبدا

ومن ضحك في الصالة بطلت صالته سواء ( أي قهقه فيها، وهو الضحك ) آان ساهيا أو عامدا

ن آان عمدا سواء آان فذا بصوت، بطلت اتفاقا إأو إماما أو مأموما، وما على المشهور إن آان

وإن ضحك سرورا : سهوا أو غلبة، قال ابن ناجيبما أعده اهللا للمؤمنين آما لو قرأ آية فيها صفة أهل الجنة فضحك سرورا فالظاهر البطالن، وبه

وعلى المشهور في . أفتى غير واحد ممن لقيتهخلف اإلمام فيها ويرجع السهو والغلبة يست

مأموما، أي على صالة باطلة، فيجب عليه إعادتها أبدا وال يعيد الوضوء، ولعل وجه رجوعه مأموما مع اإلعادة أبدا مراعاة من يقول بالصحة مع الغلبة والنسيان قياسا على الكالم، وإن آان الذي ضحك مأموما تمادى مع إمامه

ته وجوبا، استحبابا مراعاة لحقه وإعادة صال

117 

 

أن ال يقدر : وتمادي المأموم مع اإلمام مقيد بقيودعلى الترك في أثاء الضحك فإن قدر على الترك لم يتماد، وأن ال يخاف بتماديه خروج الوقت وإال قطع، وأن ال يلزم على بقائه ضحك المأمومين أو

بعضهم وإال قطع، وأن ال تكون الصالة

أو غيره، فإن ترك الفاتحة فالبد من آمالها بمصحفمنها آية سجد قبل السالم، وإن آان أآثر بطلت

.صالته

وال في ( .جمعة، وإال قطع ولو اتسع الوقتيضحك في صالته إال غافل متالعب، والمؤمن إذا قام للصالة أعرض بقلبه عن آل ما سوى اهللا سبحانه وترك الدنيا وما فيها، حتى يحضر بقلبه

ته ويرتعد قلبه وترهب جالل اهللا سبحانه وعظمنفسه من هيبة اهللا جل جالله، فهذه صالة المتقين

قد أصاب المصنف في جعله من يضحك في ) صالته متالعبا غافال، ولكن وصفه بأنه مصل وأن هذه صالة ليس إال على طريق المشابهة الصورية، وأما وصفه بأنه مصل وأن هذه صالة

تي منها هذا حقيقية فال، إذ األسماء الشرعية الاالسم ال تطلق إال بإزاء مسمياتها الحقيقية، أال

" يناجي ربه: "صلى اهللا عليه وسلمترى أن قوله وال يخبر عنه ،إخبار عنه بأنه متصف بالمناجات

بأنه يناجي ربه إال إذا آان صلى اهللا عليه وسلم وأن صالته ،يطلق عليه أنه مصل إطالقا حقيقيا

ا بأعمال الصالة ال سمتلبصالة حقيقية بأن آان

118 

 

خياله إال ييصرفه عنها صارف وال يقع ف ي الصالة لم يدخل في يضحك في والذ،معبوده

ولم يتلبس بها إال ،رمحرماتها من أول األ يفتح له آل باب من أنواع اللعب ئذ وحين،صورة

فيضحك ويتخيل

ومن فتح على غير إمامه بطلت صالته، وال يفتح على ومن جال .أن ينتظر الفتح أو يفسد المعنىإمامه إال

أنواع ي ويقع ف،ما هو أقبح من الضحك إذ ،ير هواهس إذ هو رهين الشيطان أ،المحذورات هللا الصالة مستحضرا لعظمة ايلو دخل ف

، وخضعت]حكنت[ي أ،النتفضت جوارحه فمن ،وارتعدت فرائصه ووجل قلبه ورهبت نفسه

يستحضر ما ى نيف يضحك وأآآان وصفه هكذا وال ه، معبودي بل تفنى نفسه ف،ينشأ عنه الضحك

تحضار عظمته سر شهوده واآون عنده إال تذيكل بك ويقبل عليه هواس فيغيب عن آل ما ،لطانهسو

ال إي القول والعمل وال يعي فق فيصد،جوارحه يتقبل نما إ{ عداد ي فيكون يؤديها ويعمال التألا ) التبسم ي عليه فءي وال ش(. }تقين لمن ام هللا وال يترتب على ، من حيث بطالن الصالةال يأ

وال يعد ،جودس الصالة يمن حصل منه وهو فمن اتصف به متالعبا إذ ال يعد من العبث حتى

(. يدور عليه قبول العبادةيع الذوخشليذهب ا بشرط أن يأ) الصالة مغتفر ياء الخاشع فبكو

ء أنه إذا آان البك وحاصل ما يتعلق با،يكون غلبه

119 

 

ا أو خشع ت، اختيارا أو غلبه،طلبوت ال يصبغير فيما يظهر يأن يكثر االختيار إال،ال

فكره قليال في أمور الدنيا نقص ثوابه ولم تبطل ومن دفع الماشي بين يديه أو سجد على شق .صالته

جبهته أو سجد

وما لصوت يبطل، آان لتخشع أو مصيبة إن آان ان غلبة ال يبطل إن آان لتخشع اختيارا، فإن آومن أنصت لمتحدث قليال (ه أبطل يروإن آان لغ

،جود عليه ما لم يطل جداس ال ي أ) ء عليهيفال شومن قام من ( آثيرهوإال عد من الفعل المبطل

األرض ق ارف فإن تذآر قبل أن ي،سجلولرآعتين قبل ا

) جود عليهس وال سجلول رجع إلى ا،بيديه ورآبتيهنتين من صالة الفريضة ث أن حكم من قام من ايأ

م تذآر قبل أن ث تزحزح للقيام ي أ،قبل أن يجلسم ث فإنه يرجع ،يفارق األرض بيديه وبرآبتيه

صالته وال سجود عليه على المشهور تم ويديتشه فإن تمادى على القيام عامدا . ذلكيلخفة األمر ف

ترك ثالث ألنه ،بطلت صالته على المشهور ترك ي وقيل ال تبطل على الخالف ف، عامداننس

، الوجوب على األول: فحكم الرجوع،السنة عمداجد قبل س وإن تمادى ناسيا .ينة على الثانسوال

قبل د وإن فارقها تمادى ولم يرجع وسج( .السالم وإن رجع بعد المفارقة وبعد القيام ساهيا ،السالم

ا هذ)حت صالته وسجد بعد السالم صأو عامدا بيديه األولى أن يفارق األرض: بصورتينقادص

120 

 

ولم يعتدل قائما ثم تذآر بعدما فارق ورآبتيه األرض بيديه ورآبتيه،

وال .على طية أو طيتين من عمامته فال شيء عليه وسهو .شيء في غلبة القيء والقلس في الصالة

، والحكم والثانية أن يفارق األرض ويعتدل قائماما ذآره المصنف أنه يتمادى فيهما واحد، وهو

ويسجد قبل السالم، لكن ،على صالته وال يرجععدم الرجوع في األولى على المشهور وعليه ال تبطل صالته إن رجع إلى الجلوس عمدا أو سهوا

يسجد بعد السالم لتحقق الزيادة، وفي و ،أو جهالالثانية متفق عليه، فإن رجع إلى الجلوس عامدا

شهور الصحة وعليه يسجد بعد ففي التوضيح المالسالم لتحقق الزيادة، وإن رجع جاهال ففي النوادر عن سحنون تفسد صالته، وإن رجع

. ناسيا فال تبطل صالته اتفاقا

ومن نفخ في صالته ساهيا سجد بعد السالم، ( حكم النفخ بالفم ) وإن آان عامدا بطلت صالته

، وال في الصالة حكم الكالم، فتبطل بعمده وجهلهتبطل بسهوه وإنما يجبر بالسجود بعد السالم،

، سهوهي فدجوسمده وال عطل بوأما باألنف فال ي واألحرى ،ون عبثايك بأن ال ي األجهورقيدهو

) صالته ي فس ومن عط(. على األفعال الكثيرة ]الطاء[ وبفتح أو ضم ي، الماضيس بفتحة فعط هو ن ماأل )فال يشتغل بالحمد ( ، المضارعيف

121 

 

المأموم يحمله اإلمام، إال أن يكون من نقص وإذا سها المأموم أو نعس أو زوحم عن .الفريضة

الرآوع وهو

أي ال يطلب ) وال يرد على من شمته . ( فيه أهموال يشمت ( .منه الرد باإلشارة، بل منهي عنه

فإن فعل ذلك " يرحمك اهللا"بأن يقول له ) عاطسا ه، فإن حمد اهللا فال عمدا أو جهال بطلت صالت

وال في : شيء عليه، أي في نفسه، وعن سحنوننفسه، آذا ذآر هذا القول في التحقيق وهو

: تثاءب بالمد) ومن تثاءب في الصالة ( .الراجح عضالت يأي فتح فاه لدفع البخارات المحتقنة ف

سد فاه وال ينفث إال في ثوبه من ( الفك اللحمي ع يده اليمنى أي فليض) غير إخراج حروف

ظاهر اليسرى استحبابا، ]أو[ ،ظاهرها أو باطنهافإذا زال عنه التثاؤب هرع في القراءة من غير نفث، وال ينفث وهو في الصالة، خالفا لظاهر

. المصنف

ومن شك في حدث أو نجاسة فتفكر في صالته ( يعني أن ) قليال ثم تيقن الطهارة فال شيء عليه

في نجاسة ثوبه وهو في من شك في الطهارة أو أثناء الصالة تمادى على صالته، ثم إن تبين له الطهر وهو في الصالة أو بعد أن تممها فاألمر ظاهر، أي الصالة صحيحة وال إعادة عليه وال

يترتب عليه سجود،

122 

 

في غير األولى، فإن طمع في إدراك اإلمام قبل رفعه تركمن السجدة الثانية رآع ولحقه، وإن لم يطمع

تبين له الحدث أو نجاسة إنوإن استمر على شكه ومن التفت في . ( الثوب، فالصالة واإلعادة واجبة

الصالة ساهيا فال شيء عليه، وإن تعمد فهو أي أن حكم االلتفات في الصالة الكراهة ) مكروه

إذا تعمده، وال شيء فيه إذا آان من قبيل السهو، طالن وال شيء في عمده وسهوه من حيث ب

يعني ) وإن استدبر القبلة قطع الصالة . ( الصالةأن الحكم بكراهة االلتفات إذا آان عن عمد، وعدم

تدبار س إذا لم يلزم عليه ا،الكراهة إذا آان سهوا فإذا وصل إلى هذه الدرجة بأن التفت ،القبلة

ه، دبري جسمه حتى آانت القبلة وراءه فعميجب ،ة لبطالنهاذ قطع الصالئفالواجب عليه حين

حة ص ي ألن استقبال القبلة شرط ف،ويستأنفها ثانيا ،ا إلى أن تؤدى الصالةمالصالة ابتداء ودوا

. آن من آنات الصالة مفسد لهاي أيفاستدبارها ف الصالة ي فقرسر أو ذهب أو ي ومن صلى بحر(

)ه صحيحة صالت و،ا فهو عاصمرمحأو نظر لف مكى ال األشياء األربعة التحريم علهذهحكم

م عليه التختم فيحر،داخل الصالة وخارجهار إلى ما نظالو ما نسج من الحرير سبالذهب ولب

عليه هللاحرم ا

الرآوع وتبع إمامه وقضى رآعة في موضعها بعد .سالم إمامه

123 

 

وإن سها عن السجود أو زوحم أو نعس

النظر إليه، وتناول ما ليس بمملوك له على جهة ه باالنقطاع به، ولكن لما آانت أنه يتملكه ويستهلك

الصالة محال للتواضع واالنكسار والتذلل والخضوع، ألنها وإن آانت واجبة على المكلف وملزوما بأدائها إال أنه يتقرب بها إلى اهللا لطلب رضاه وبعده عن سخطه وعدم معاقبته بما جناه

أقرب ما : "واقترفه من السيئات، وفي الحديثفينبغي لمن هو " وهو ساجديكون العبد من ربه

في أقرب أآوانه من ربه أن ال يبارزه بالمعاصي وأن يترك ما يوجب سخطه، فلربما وقع في الوهم أن مالبسته هذه األشياء المحرمة في الصالة مؤثر فيها بالفساد فيقضى بطالنها وإعادتها على حرمان الثواب الذي منشؤه غضب اهللا بسبب

ومن : (ذلك المصنف بقولهانتهاك محارمه، دفع حرير ]فيه[إلخ، فمن صلى في ثوب ... ) صلى

أو متختما بذهب أو سرق في الصالة أو نظر محرما فهو عاص هللا وصالته صحيحة، بمعنى أنه سقط عنه الواجب فهو غير مطالب باإلتيان به مرة أخرى، وإن آان فاسدا من حيث الثواب

القراءة ومن غلط في . ( بمعنى ال يثاب عليه بكلمة من غير القرآن سجد بعد

حتى قام اإلمام إلى رآعة أخرى سجد إن طمع في إدراك اإلمام قبل الرآوع وإال ترآه وتبع اإلمام

124 

 

السالم، وإذ آانت من القرآن فال سجود عليه، إال أن يتغير اللفظ أو يفسد المعنى فيسجد بعد السالم

ما أن إ: الكالم الذي يقطع غلطا من المصلي) يكون من القرآن أو من غر القرآن، فإن آان من غير القرآن سجد بعد السالم ألن حكمه حكم الكالم الذي يقع سهوا، وإن آان من القرآن فإما

فإن غير ، أو ال،لمعنىيفسد ا وأأن يغير اللفظ فال الالم وإسجد بعد الساللفظ وأفسد المعنى

.جود عليهس

حيث )جود عليه س الصالة فالي فس ومن نع(ه ساع بأن آان ن،هئآان يحكم عليه بانتقاض وضو

خفيفا جدا ال يصل إلى درجة انتقاض الوضوء فإن وصل ،]بابتحساال[لى جهة إوال إلى طلبه

ه فهو ما ئ بانتقاض وضويحكمإلى درجة بحيث وإن ثقل نومه أعاد ( :ار له المصنف بقولهشأ

الوضوء وإنما وجب عليه )ء وضالصالة والوباب ساضه بسبب النوم الثقيل ألنه من األقالنت

ووجب عليه إعادة الصالة ،المؤدية إلى الحدث ألنه حكم ،ا وهو الطهارةهحتصبفقد شرط

. بانتقاضه بسبب النوم الثقيل

ظاهره وإن آان من )تفر غ وأنين المريض م( األصوات

وقضى رآعة أخرى أيضا، وحيث قضى الرآعة فال .ليه إال أن يكون شاآا في الرآوع أو السجودسجود ع

125 

 

ومن جاءته حية أو عقرب فقتلها فال شيء عليه إال ومن شك .أن يطول فعله أو يستدبر القبلة فإنه يقطع

هل

. الملحقة بالكالم ألنه محل ضرورة

والتنحنح للضرورة مغتفر ولإلفهام منكر، وال ( ح أنه حاصل الكالم في التنحن) تبطل الصالة به

جود سإن آان لضرورة ال تبطل به الصالة وال ا مأحده: لكلماير ضرورة قوالن غول، فيه اتفاقا

واآلخر ال يبطل مطلقا ،ين العمد والسهوب قيفر ي واللخمي األبهرهم واختارسوبه أخذ ابن القا

. لخفة األمر

ه آر،هللابحان اس : ومن ناداه أحد فقال له(ه ألن ذلك صالت طالنبب وقيل )ه صالتحت صو . معنى المحادثةيف

القراءة ولم يفتح عليه أحد ترك ي ومن وقف ف( وال ،عآ فإن تعذر عليه ر،أ ما بعدهاقراآلية و

الفاتحة ييه إال أن يكون فدينظر مصحفا بين ي فإن ترك منها ،الها بمصحف أو غيرهمفالبد من آ

هصالت بطلت أآثرجد قبل السالم وإن آان سآية ( .

أ آية قر فإن ،م ما زاد على أم القرآن السنيةكح وتعذر عليه

هو في الوتر أو في ثانية الشفع جعلها ثانية الشفع ومن تكلم بين الشفع . وسجد بعد السالم ثم أوتر

126 

 

والوتر ساهيا فال شيء عليه، وإن آان عامدا آره وال والمسبوق إن أدرك مع اإلمام أقل من .شيء عليه

يفتح عليه أحد فإنه يترك ما تعذر ما بعدها ولم فإن تعذر عليه ،ياتاآل بما بعده من يعليه ويأتن السنة حصلت بما ألع وال سجود عليه آذلك ر

ة ورس التم أن خاألمر وغاية ،قرأ من السور مصحف بين ي يجوز له أن ينظر فال و،فضيلة

، ترك الفضيلةيمر فأليديه ليتمم السورة لخفة اا م إ،الهام الفاتحة فالالزم عليه آيوأما من وقف ف

فإن لم يكمل ، مصحف بين يديه أو بتلقين أحديفون ما ترك منها آية يكوالفاتحة فال يخلو إما أن

فالالزم عليه السجود قبل السالم ئذفقط وحين آثر وإن آان المتروك منها أ،والصالة صحيحة

.من آية بطلت الصالة

فمن )ه صالت ومن فتح على غير إمامه بطلت ( إمامه غيرالة وفتح على مصل آخر ص يآان ف وال يفتح ( . لعدم الرابطة بينهما،دةسه فافصالت

)د المعنى س أن ينتظر الفتح أو يفالعلى إمامه إ ال يجوز للمأموم أن يلقن إمامه القراءة إذا يأ

يتعذر عليه ولم يفقه ما بعد اآلية الت

ال بعديا، فإن سجد معه رآعة فال يسجد معه ال قبليا وبطلت صالته، وإن أدرك رآعة آاملة أو أآثر سجد معه القبلي وأخر البعدي حتى يتم صالته فيسجد بعد سالمه، فإن سجد مع اإلمام عامدا بطلت صالته وإن

آان

127 

 

أحدهما أن ينتظر اإلمام أن : قرأها إال بأحد أمرينءة، أحدا من المأمومين يفتح عليه، أي يلقنه القرا

وثانيهما أن يأتي اإلمام بكالم يغير المعنى وحينئذ . يجوز له أن يفتح عليه ويلقنه ما تعذر عليه

نيا نقص ثوابه الد ر أمويره قليال ففكومن جال ( غير ي الصالة في فلتفكر ا) صالتهولم تبطل

فإن جال فكره وهو ه،ور المتعلقة بها مكروماأل ،فالصالة صحيحةور الدنيوية م األي الصالة فيف

بمعنى أنه يسقط عنه الفرض ولكنها خالية عن ، إذ الثواب يدور على الخشوع والتواضع،الثواب

آن واحد أنه خاشع يال يجتمع لشخص واحد ف بمعنى أن فكره ،يةوينور الدمل باألغومشت حصول ي إذ حصول أحدها ينف،ول بهاغمش

.األخر

ق شلى جد عس أو ، بين يديهي ومن دفع الماش(ء ي فال ش،جد على طيتين من عمامتهس أو ه،بتهج

إذا مر بين يديه ي أن المصلي يعن)عليه

وإن سها المسبوق بعد سالم . ساهيا سجد بعد السالماإلمام فهو آالمصلي وحده، وإذا ترتب على المسبوق بعدي من جهة إمامه وقبلي من جهة نفسه أجزأه

.القبلي

في السجود رجع قائما،ومن نسي الرآوع وتذآره

فهو مأمور من قبل نمار من بهيمة أو إنسا ،عه عن المرور بين يديهن يدفعه ويمنرع أشالء شير بين يديه فال م دفع من ن فعل ذلك بأافإذ

128 

 

ء شي وآذا ال ،ن فعله موافق لما أمر بهأل ،عليه السجود يكفي ألنه هتهق جبشجد على سعلى من

إذ هو الواجب ،ةهبعلى أيسر ما يمكن من الججد على طية سا إذا ضء عليه أيي وآذا ال ش،عليه ال إ، الصالةن بطالحيثين من عمامته من تيطأو

جود سه اليكر و: المدونةي فف،ره له ذلكيكأنه قدر ن إذا آاي أ،ح الكافت بف،على آور عمامته

ة يفلوا الطاقة اللطث وم،ينتفيين اللطتالطاقة والطاق . الرفيعشاشبالبلغة المغاربة

) الصالة ي فس والقليء غلبة القيء فشي وال ( ،بب إطالقه لم يوافق عليهسف هذا بنآالم المص أو يء من غلبه قنم وهو المشهور أسفعد ابن القا

ي أيء،ه شنرد مدزيرا طاهرا ولم سي ين وآاسقلل يمكن محء بعد انفصاله إلى شيه نلم يرجع م

طرحه

شيئا من القراءة ثم يرآع ويسجد ويستحب له أن يعيد . بعد السالم

ومن نسي سجدة واحدة وتذآرها بعد قيامه رجع جالسا وسجدها إال أن يكون قد جلس قبل القيام فال

ومن نسي سجدتين خر ساجدا ولم. يعيد الجلوس

م تبطل صالته، فتقييد الحكم بهذه القيود ينافي ل: ة ففيهاإطالقه، ومقابل المشهور ما في المدون

ومن تقيأ في الصالة عامدا أو غير عامد ابتدأ الصالة، فإذا نزلنا آالم المصنف على واحد من

. هذين النصين نراه مفارقا

129 

 

وسهو المأموم يحمله اإلمام، إال أن يكون من ( وم تعلق أممال أن السهو من يأ) نقص الفريضة

فإن ،ن أو الفضائلن آالس،بشيء من الصالةمله عنه وال شيء على المأموم من اإلمام يتح ما لم يكن المتروك ،يان ببدل المتروكتسجود وإ

فإن اإلمام ال يحمله عنه ،نا من أرآان الصالةآر ،وع والسجودآ الفاتحة آالرغيرإذا آان الرآن

هو الفاتحة فإن اإلمام يحمله ين الذآوأما الر عنه بل إنه يكره للمأموم قراءة الفاتحة خلف

. الصالة الجهريةيم فاإلما

وع آ أو زوحم عن الرس وإذا سها المأموم أو نع( إدراك اإلمام ي فإن طمع ف، غير األولىيوهو ف

قبل رفعه

.يجلس ويسجد في جميع ذلك بعد السالم

وإن تذآر السجود بعد رفع رأسه من الرآعة التي تليها تمادى على صالته ولم يرجع وألغى رآعة السهو

في موضعها بانيا، وسجد قبل السالم إن وزاد رآعة آانت من

وإن لم يطمع ترك ،ية رآع ولحقهنمن السجدة الثا موضعها يالرآوع وتبع إمامه وقضى رآعة ف

مام إلجن اس ي من آان في أ)الم إمامه سبعد أو سوحصل له مانع من متابعة اإلمام بأن نع

فال يخو ،آوعر اليها عن متابعته فسزوحم أو ي الرآعة األولى أو في أن يكون ذلك فإما

ولى آالثانية أو الثالثة أل غير اي فإن آان ف،غيرها

130 

 

إدراآه ي إما أن يطمع ف:ين أمرينبر ئفأمره دا فإن ،ه من السجدة الثانية أو الأسقبل أن يرفع ر

ن غلب على ظنه أنه إن رآع أدرآه قبل أطمع ب ويتبع ية فإنه يرآعنه من السجدة الثارأسأن يرفع وإن لم يطمع بأن غلب على ظنه أنه إن ،اإلمام

ةرآع ال يدرآه قبل أن يفرغ من السجدة الثانيترك الرآوع وتبعه فيما هو فيه أعمال الصالة

وال ،الم اإلمامسوقضى رآعة أخرى مكانها بعد جد بعد س وإال ،جود إن آان متحققا ترك الرآوعس

.السالم

ثالثة، وبعد السالم إن لم األوليين وتذآر بعد عقد التكن من األوليين أو آانت منهما وتذآر قبل عقد الثالثة

. ألن السورة والجلوس لم يفوتا

.ومن سلم شاآا في آمال صالته بطلت صالته

والسهو في صالة

حتى ،ها عن السجود أو زوحم أو نعسس وإن ( ين طمع فإجد سعة أخرى آقام اإلمام إلى ر

ه وتبع آ وإال تر،ل عقد الرآوع اإلمام قبكإدرا من حصل ي أ)اإلمام وقضى رآعة أخرى أيضا

له مانع من إدراك السجود مع اإلمام حتى قام ها عن السجود سا بأن ه تليياإلمام إلى الرآعة الت

إما : فال يخلو من أمرين،نعس وأأو زوحم عنه اإلمام قبل أن يعقد رآوع ك إدرايأن يطمع ف

ه بأن آ إدراي فإن طمع ف،أو الا ه قام إلييالتجد للحق اإلمام قبل أن سغلب على ظنه بأنه لو

131 

 

،ا فإنه يسجد ويتابع اإلمامه قام إليي التعآوريعقد ه بأن غلب على ظنه أنه آراد إيوإن لم يطمع ف

ي الرآوع من التيجد لفاته إدراك اإلمام فسلو ا هوما فإنه يترك السجود ويتابع اإلمام فيهقام إلي

عة أخرى مكانها بعد آ ري ويقض،متلبس بهجود عليه حيث آان على س وال ،مفارقة اإلمام

. المسجد بعد الس وإال ،يقين من ترك السجود

.القضاء آالسهو في صالة األداء

والسهو في النافلة آالسهو في الفريضة إال في ست الفاتحة، والسورة، والسر، والجهر، وزيادة : مسائل

.ان بعض األرآان إن طالرآعة ونسي

فمن نسي الفاتحة في النافلة وتذآر

ومن جاءته عقرب أو حية فقتلها فال شيء ( ) عليه، إال أن يطول أو يستدبر القبلة فإنه يقطع

أي أن من أتى عليه شيء من هوام األرض آعقرب أو حية فانشغل بقتله فال شيء عليه ما لم

آثيرا،لعرف اهيكثر منه االشتغال بذلك بأن يعد فإن حصل واحد ،تدبار القبلةسأو يلزم على فعله ا . تأنفها سمنها قطع الصالة وا

ثانية الشفع ي الوتر أو فيك هل هو فش ومن ( ي أ)جد بعد السالم ثم أوتر سجعلها ثانية الشفع و

كه فيما هو متلبس به من الصالة ما هو شمن دار ؟الوترمت قبلها أو هو دعة تقآية الرن ثا:فيهذ فالالزم عليه أن يحمل ما هو فيه الشفع ئوحين

132 

 

ال أن يكون ما ضمه م الحت،ويسجد بعد السالمالث رآعات لم يفصل ثب أوتر فيكون قد،هو الوتر

أن يسجد قبل السالم س وآان القيا،بينها بسالمم ث ،المين على هذا االحتثنا ]من[لنقص السالم . يوتر برآعة

سجد قبل السالم، بخالف الفريضة بعد الرآوع تمادى وفإنه يلغي تلك الرآعة ويزيد أخرى ويتمادى، ويكون

.سجوده آما ذآرنا في تارك السجود

ومن نسي السورة أو الجهر أو السر في النافلة وتذآر بعد

ومن تكلم بين الشفع والوتر ساهيا فال شيء ( أي ) وآره وال شيء عليه ، آان عامدانعليه وإ

بين الشفع والوتر بالكالم مكروه إذ أن الفصل آان عمدا، وال آراهة في غير العمد، وعلى آال األمرين ال شيء على من تكلم غير الكراهة حيث

. تعمد الكالم

والمسبوق إن أدرك مع اإلمام أقل من رآعة فال ( سجد معه بطلت إنيسجد معه قبليا وال بعديا، ف

الجماعة حب عليه حكمنسأي أن من لم ي) صالته رآعة ال يدخل مع الجماعة فيما ن أدرك ما دونبأ

لم ألنه ،ي أو بعديجود قبلسا من هترتب عليجد س فإذا ، من نقص أو زيادةهرك مقتضادي

ا بعديا ودجس أو ها قبليا لمقتض اقتضاودجساإلمام ي السجود القبلي فال يدخل معه ال ف،لمقتض آخر

دخل ن فإ، ألنه لم يدرك موجباي البعديوال ف

133 

 

( .هصالت بطلت ي أو بعديبلق سجود يمعه ف ،يجد معه القبلس أآثر أدرك رآعة آاملة ونوا

يوأخر البعد

.الرآوع تمادى وال سجود عليه، بخالف الفريضة

ومن قام إلى ثالثة في النافلة، فإن تذآر قبل عقد الرآوع رجع وسجد بعد السالم، وإن عقد الثالثة

ة وسجد قبل السالم، بخالف تمادى وزاد الرابع الفريضة فإنه يرجع متى

جد مع س فإن ،هتالصه فيسجد بعد صالتحتى يتم جد ساهيا س وإن آان ،هصالتمام عامدا بطلت إلا

ك الجماعة بأن أدرك أن من أدري أ)بعد السالم يمام فإل احكم يكون حكمه أآثرة فآعمام رإلمع ا

ى اإلمام فإن ترتب عل،السهو الحاصل من اإلمام فإذا ،مامإلتض اقضاه فإنه يتابع المق يجود قبلس" : لقوله عليه الصالة والسالم،د معهسج جدس

مام إلها اس وإن ،هوسوليس على من خلف اإلمام مام إلذا ترتب على اإ و)فعليه وعلى من خلفه

رجد معه المأموم بل يؤخس فال ييجود بعدسما فعل جد نظير سم يثه صالت م حتى يتيالبعد بطلت يالف وسجد معه البعدخ فإذا ،اإلماما ما ليس منها وال يعذر هه ألنه أدخل فيصالت بطالن الصالة : العمدحكم الجهل فحكم ،بالجهل

ي وعذره ابن القاسم ف،ووجوب اإلعادة أبدا يقول لمنالجهل فحكم له بحكم النسيان مراعاة

. عليه السجود مع اإلمام

134 

 

ومن نسي رآنا من النافلة .د السالمما ذآر ويسجد بع

آالرآوع أو السجود ولم يتذآر حتى سلم وطال فال

وإذا سها المسبوق بعد سالم اإلمام فهو ( أي أن سهو المأموم في حال ) آالمصلي وحده

القدوة يكمله عنه اإلمام، وأما سهوه في حال قضاء ما فاته فال يحمله عنه، ألن القدوة قد

. إذا حكم المنفردانقطعت، وحكمه

وإذا ترتب على المسبوق بعدي من جهة إمامه ( يعني أنه لو ) وقبلي من جهة نفسه أجزأه القبلي

ترتب على اإلمام سجود بعدي وقلنا إن الحكم في ذلك بالنسبة للمأموم أنه يؤخر البعدي حتى يقضي ما فاته مع اإلمام ويسلم ثم يأتي به، فاتفق أنه بعد

ء ما فاته مع اإلمام ترتب عليه سجود أن قام لقضام ويكفي في أداء يقبلي، فما يكون أولى بالتقد

ويكون هو الذي ،السنة المشهور، أنه يسجد القبلي . سجود وناب عن البعدي م به سنة اليتناد

ومن نسي الرآوع وتذآره في السجود رجع ( قائما، ويستحب له أن يعيد شيئا من القراءة ثم

أي حكم من نسي ) بعد السالم يرآع ويسجد الرآوع ولم يتذآره إال في حال سجوده أنه يرجع

ألن الحرآة ،قائما ليكون رآوعه من قيام

135 

 

ومن .إعادة عليه، بخالف الفريضة فإنه يعيدها أبداقطع النافلة عامدا أو ترك منها رآعة أو سجدة عامدا

أعادها

ع إلى الرآن مقصودة، ويستحب له بعد أن يرجقائما أن يقرأ شيئا من القرآن قبل أن يرآع، ألن من سنة الرآوع أن يكون عقب القراءة، ثم يسن

. له أن يسجد بعد السالم للزيادة التي وقت منه

ومن نسي سجدة واحدة وتذآرها بعد قيامه رجع ( جالسا وسجدها، إال أن يكون قد جلس قبل القيام

دة ولم أي حكم من نسي سج) فال يعيد الجلوس يتذآر إال بعد القيام، أنه يرجع جالسا ليكون سجوده من جلوس، ولو آان جلس أوال، فإن لم

البطالن، :يجلس فالظاهر آما قال بعض األفاضلإذ الجلوس بين السجدتين واجب، وألن قصد السجدة الثانية من حيث آونها ثانية إنما يتحقق

ومن نسي . ( بقصد اإلتيان بها من جلوسين خر ساجدا ولم يجلس ويسجد في جميع سجدت

ا ع حكم من ترك السجدتين ميأ) ذلك بعد السالم للسجود من قيام خر أنه ي،ولم يفقه إال بعد القيام

م ث ،نة السجود بعد الرآوع وال يجلسس يا همآ ، من سنتهسن هذا لي أل، بالسجود من جلوسأتيي

جدة س بما طلب منه فيما إذا ترك أتىوحيث

ومن تنهد في صالته فال شيء عليه إال أن ينطق .اأبد .بحروف

.وإذا سها اإلمام بنقص أو زيادة سبح به المأموم

136 

 

. أو سجدتين فيسن له السجود بعد السالم

وإن تذآر السجود بعد رفع رأسه من الرآعة ( التي تليه تمادى على صالته ولم يرجع، وألغى ، رآعة السهو وزاد رآعة في موضعها بانيا

وسجد قبل السالم إن آانت من األوليين وتذآر بعد عقد الثالثة، وبعد السالم إن لم تكن من األوليين أو آانت منهما وتذآر قبل عقد الثالثة ألن السورة والجلوس لم يفوتا، أي أن محل التدارك إذا لم يعقد الرآوع من الرآعة التي تلي رآعة

سجود ولم النقص، وإال فات التدارك، فمن ترك اليتذآر إال بعد أن عقد الرآوع من الرآعة التي تلي الرآعة التي نسي منها السجود فإنه يتمادى على صالته ويلغي رآعة النقص ويبني على ما لم

فإن آان ما تطرق إليه الخلل .يتطرق إليه الخلل فإنه بعد أن يأتي برآعة مكان ،إحدى األوليين

م لنقص السورة الرآعة الملغاة، يسجد قبل السالمن الرآعة الثالثة التي أقامها مقام إحدى األوليين، ويسجد بعد السالم إن لم تكن إحدى األوليين بأن

ة أو الرابعة أو آانت إحدى األوليين لثاثآانت ال ة ذلك روصوتذآر قبل عقد رآوع الرآعة الثالثة و

وإذا قام إمامك من رآعتين فسبح به، فإن فارق ه، وإن جلس في األولى أو في الثالثة فقم األرض فاتبع وال تجلس

رجل نوى الصالة فقرأ ورآع، ثم نسي السجود، ثم أتى برآعة ثانية تامة برآوعها وسجودها، ثم

137 

 

قام إلى ثالثة وقبل أن يعقد رآوعها تذآر الخلل في الرآعة األولى وقد فات التدارك بعقد التي

فيها الخلل تليها، وحينئذ يلغي الرآعة التي وقع وتقلب الرآعات، فتصير الثانية أولى فيبني عليها ويتمم الرآعة الثالثة ويجعلها الثانية فيقرأ فيها السورة ويجلس فيها بعد السجود، فلم تفته قراءة السورة وال الجلوس بعد السجود، فلم يتطرف إلى صالته إال الرآعة الملغاة وهي زيادة محضة يسن

. الملها السجود بعد الس

) ومن سلم شاآا في آمال صالته بطلت صالته ( ألن الذمة ال تبرأ إال بيقين، وال يقين مع الشك،

طرق الشك في آمال الصالة وعدم زواله قبل والسالم منها مفسد لها، فبمجرد السالم مع الشك في الكمال ترتب في ذمته وصارت ذمته مشغولة

. بها حتى يؤديها

قضاء آالسهو في صالة والسهو في صالة ال( أي أن صالة القضاء وصالة األداء لم ) األداء ء من األحكام ي شييفترقا ف

معه، وإن سجد واحدة وترك الثانية فسبح به وال تقم معه إال أن تخاف عقد رآوعه فاتبعه وال تجلس بعد

يؤدي الصالة في وقتها الزمة ]منف[الالزمة والسهو . ( مته قام بقضائها إذا ترتب في ذ]منآ[

في النافلة آالسهو في الفريضة إال في ست مسائل أي أن حكم السهو في النافلة حكم السهو في )

138 

 

الفريضة، فمن سها في النافلة بزيادة يسيرة، سواء آانت من غير أقوال الصالة آالتكلم ساهيا، أو آانت من جنس أفعال الصالة آالرآوع والسجود،

وخالف ابن ، السالمفليسجد للسهو سجدتين بعد ، النافلةيجود فسين وغيره فقال إنه ال سير

صلى اهللا عليه النافلة قوله يوالدليل على طلبه فحاصل أن لوا . "هو سجدتان سل ك ل": وسلم

حكم س فلي،لئ مساخمس يالنافلة آالفريضة إال فلة سأ وزاد المصنف م،ا آالفريضةهالنافلة في

ولم أر هذه الزيادة ) الفاتحة ( :سادسة وهو قوله ي وحاصلة المسائل الت.ه بعد البحث عنهاغيرل

ا النافلة الفريضة بانضمام زيادة ه فيقتفارالسر، و، والسورة، الفاتحة(ا هالمصنف إلي

ونسيان بعض األرآان إن ،عةآ وزيادة ر،جهرلاور بعد آ النافلة وتذي الفاتحة في فمن نس،طال

الف خ ب،مالرآوع تمادى وسجد قبل السال الرآعة غيالفريضة فإنه يل

ذلك معه ال في ثانية وال في رابعة، فإذا سلم فزد رآعة أخرى بدال من الرآعة التي ألغيتها بانيا وتسجد قبل

رنا آا ذمجوده آسادى ويكون مويزيد أخرى ويت ي هذه إحدى المسائل الت ) تارك السجوديف

رجل : وصورتها،ا النافلة الفريضةه فيقتفارأحرم برآعتين ثم سها عن قراءة الفاتحة ولم

ه صالتدى على ما فإنه يت، إال بعد الرآوعريتذآاءة الفاتحة قرويجبر هذا النقص بسبب ترك

139 

 

ولو حصل منه ذلك السهو ،بالسجود قبل السالم بل إذا ،ذلكآ يكن الحكم الفريضة لم يبعينه ف

ال إر الفريضة ولم يتذآيها عن قراءة الفاتحة فسه صالتدى على مابعد أن عقد الرآوع فإنه يت

ق تطريعة التآن الرا برآعة أخرى مكتيويأ ويكون ،ا الخلل بسبب ترك قراءة الفاتحة منهاهإلي

غير لملغاةعة اآسجوده بعد السالم إن آانت الر ير فس السورة أو جهر أو أي ومن نس( .ولييناأل

، عليهجودسالنافلة وتذآر بعد الرآوع تمادى وال ال يعد ترك شيء من ي يعن)الف الفريضة خب

، النافلة حتى يجبر بالسجوديهذه األشياء نقصا فاءة السورة أو السر أو الجهر قرها عن سبل إذا

إال بعد أن عقد الرآوع فإنه ر النافلة ولم يتذآيف ،يء عليهشدى على صالته ويتممها وال مايت الف ما إذا ترك واحدا من خب

فإن آنتم جماعة األفضل لكم أن تقدموا واحدا .مالسال وإذا زاد اإلمام سجدة ثالثة فسبح به .يتم بكم

را ولم يتذآو الفريضة سهيفلثالثة األشياء اذههه صالتدى على ما فإنه يت،إال بعد عقد الرآوع

ولكن يسن له السجود مع مراعاة مكانه ،ويتممهايقتضيه ا على حسب ما بعديونه قبليا أو آمن

فإن ، السنني تقدم فييل الذلتفصالمتروك من اجد س السجود قبل السالم يآان المتروك يقتض

( .جد بعدسجود بعد س الي وان آان يقتض،قبل فإن تذآر قبل عقد ، النافلةيومن قام إلى ثالثة ف

140 

 

وإن عقد الثالثة ،جد بعد السالمسالرآوع رجع والف خ ب،جد بعد السالمستمادى وزاد الرابعة و

)جع متى ذآر ويسجد بعد السالم رالفريضة فإنه الة النافلة إذا قام إلى ثالثة ص ي حكم من آان فيأع رآو قبل عقد رإما أن يتذآ: رينمر بين أئدا

فإن تذآر قبل ،وعهاآالثالثة أو بعد أن عقد ر بعد د ويسلم ويسجسجلولالرآوع فإنه رجع إلى ا

رآوع در بعد أن عق وإن تذآ،السالم لهذه الزيادةه صالتدى على ماجع بل يتيرة الثالثة فال آعالر

عة رابعة ويسجد قبل السالم لنقض آويضم لها ر بل متى ، الفريضةيذلك فآ وال ،نتينثالم من اسال

ع إلى صالته مطلقا يرجقام إلى رآعة زائدة فإنه سواء تذآر بعد

من وإذا قام اإلمام إلى خامسة تبعه. وال تسجد معه تيقن

عقد رآوع الرآعة التي زادها أو قبل عقد رآوعها، فلو تمادى وتم الرآعة الزائدة بطلت صالته، وإذا فعل ما أمر به من الرجوع إلى صالته مطلقا ولو بعد انعقاد الرآعة الزائدة فإنه

ومن نسي رآنا من النافلة . ( يسجد بعد السالمطال، فال آالرآوع أو السجود ولم يتذآر حتى سلم و

أي أن ) إعادة عليه، بخالف الفريضة فإنه يعيدها أبداحكم النافلة إذا سها عن رآن منها آالرآوع والسجود ولم يتذآر حتى سلم وطال فال إعادة عليه، بخالف ما إذا سها عن رآن من الفريضة

141 

 

ولم يتذآر حتى سلم وطال فإنه ملزوم بإعادتها ومن قطع . ( الأبدا وال تسقط عنه بحال من األحو

النافلة عامدا أو ترك منها رآعة أو سجدة عامدا ،بناء على أن النوافل تلزم بالشروع) أعادها أبدا ن آا بإخالل رده فإذا أفس،ا لزمتههفمن شرع في

ببدلها تيمنها عمدا أو تعمد قطعها لزمه أن يألوجوبها عليه وجوب الفرائض بمجرد الشروع

ا وال تبرأ ذمته إال بفعلها ه بهسنه ألزم نف أل،اهفيء عليه إال يه فال شصالت ي ومن تنهد ف(صحيحة

فإذا ظهر منه حروف صار )أن ينطق بحروف أنه الهوه إستفر غطل عمده ويبم يلكال حكم احكمه

ها اإلمام سذا إ و( .يسجد بعد السالم

فإن . موجبها أو شك فيه، وجلس من تيقن زيادتها جلس

وال : قال مالك) له المأموم بنقص أو زيادة سبحبأس بالتسبيح في الصالة للرجال والنساء، دليله

من نابه : " صلى اهللا عليه وسلممن السنة قوله وهو مذهب المدونة، " شيء في صالته فليسبح

. أن النساء يسبحن وال يصفقن

وإذا قام إمامك من رآعتين فسبح به، فإن فارق ( مام إذا قام من يعني أن اإل) األرض فاتبعه

رآعتين، أي تزحزح للقيام قبل أن يجلس فإنه يسبح به من خلفه، فإن تذآر ورجع قبل أن يفارق األرض بيديه ورآبتيه فاألمر ظاهر، وإن لم يتذآر حتى استقل قائما لم يرجع ويتبعه من خلفه،

142 

 

في غير محل ) وإن جلس . ( ويسجد قبل السالم) ى أو الثالثة في األول( الجلوس آما إذا جلس

إذ هو لم ،فإن المأموم ال يوافقه على هذا الجلوسبح لإلمام س ويؤمر بالقيام وي، هذا المحلييشرع فية فسبح نجد واحدة وترك الثاس وإن ( .رلعله يتذآ

بعه اتاف عقد رآوعه فخ إال أن ت،به وال تقم معه ي الثالثة وال في ال ف،وال تجلس بعد ذلك معه

لم فزد رآعة أخرى بدال من س فإذا ،الرابعة فإن ، وتسجد قبل السالم،ا بانياهيتلغ أيالرآعة الت

م بكم تاعة فاألفضل لكم أن تقدموا واحدا يجم تمآن جد س من خلف اإلمام إذا ي أ)

وإذا سلم اإلمام قبل. األول وقام الثاني بطلت صالته

اإلمام إحدى السجدتين وترك األخرى أنه يسبح ورجع إلى السجدة الثانية فاألمر به، فإذا تذآر

ظاهر، وإن لم رجع واستمر على صالته فال يتبعه المأموم وال يقم معه في آل حال، إال إذا خاف عقد رآوعه فإنه يتبعه، ولكن ال يجلس معه ال في ثانية على حسب اعتقاده بل يستمر على قيامه، وال في رابعة على حسب اعتقاده أيضا،

من صالته بأن سلم منها آنت فإذا فرغ اإلماممطالبا بزيادة رآعة بدل الرآعة التي ألغيتها

ي فن ويكو،قصها بترك إحدى السجدتين منهانل وتسجد قبل ، األقوال واألفعالييا فنرآعة البدل با

واألفضل لمن نابهم هذا األمر إذا آانوا ،السالم

143 

 

الم اإلمام س يقدموا واحدا منهم بعد ناعة أجم . م الصالةليتمم به

ة فسبح به وال تسجد ثجدة ثالس وإذا زاد اإلمام ( يلزم على ترك السجود معه : ال يقال)معه

ن ألنا نقول إ،هباعن مأمورون باتنحمخالفة و وهذا بين ،ر ما أخطأ فيهي غيه فعاباألمر بات غاية األمر أنا نسبح ،تهفالمخ فالواجب إذا ،الخطإ تبعه فال ت فإن رجع فاألمر ظاهر وإال،به

يقن تعه من ب ت: وإذا قام اإلمام إلى خامسة( فإن ،قن زيادتهاي من تس وجل،ك فيهشا أو هموجب

آمال الصالة سبح به من خلفه، فإن صدقه آمل صالته

أن ي يعن) صالته بطلت يجلس األول وقام الثان رباعية أو رابعة يخامسة فآاإلمام إذا قام لزائدة

سة خم ثنائية فمأمومه على يثة ف أو ثال،يةثالث يفا ه ومتيقن موجب،ةآع متيقن انتفاء تلك الر:أقسام

طالن إحدى األربع بوجه من وجوه ببلعلمه ياك فش و، وظان عدمه،جبمو وظان ال،البطالن

د الجازم قاعتالجب باموفمتيقن انتفاء ال .جبموال ،ه وصالة إمامه يجلس وجوبا ويسبحصالتمال كل

وأما من تيقن ثبوت . لمه بعضهمآفإن لم يفقه فإنه يجب :ك فيهش أو همهجب أو ظنه أو توموال

قيامه ي هذه األحوال األربعة أن يتبعه فيعليه ف فإن خالف من أمر بالجلوس أو تبعه .وجوبا

144 

 

ة بطلت صال،مداع أو جلس من أمر بالقيام ،مداعن لم يتبين أن ما فعلوه من المخالفة موافق م آل أما إن تبين لمن حكمه القيام ، األمر نفسيلما فنفس األمر بأن تبين له ي موافقة فعله لما فسفجل

فقال ،عةآ زيادة تلك الرولإلمام عدم موجب وال تضره ،هصالت الظاهر صحة :الحطاب وأما من .ا الحطابذ ولم ينص على ه،المخالفةمام قام إلم تبين أن اث فقام عمدا سجلول احكمه

از ه تصح عند ابن الموتصال فإن ،جبمول سجلول وأما من حكمه ا. البطالنيمخواختار الل

لتيقنه انتفاء الموجب

وسجد بعد السالم، وإن شك في خبره سأل عدلين وجاز لهما الكالم في ذلك، وإن تيقن الكمال عمل

نه بعد الرآعة إذا ك ول،ا ال تبطل صالتهوهس مفقا السهو على وال تجزئه رآعة،ه خطأ يقينهلتبين

الة من حكمه ص وآذا ال تبطل ،أصل المشهورا عما وهس س الجالتيا لكن يأو سهسالقيام فجل

تمر على سأمر به من اتباع اإلمام برآعة إذا ا .اعتقاده ذلك

بح به من سال الصالة ملم اإلمام قبل آس وإذا ( ،المسجد بعد السه وصالتمل آ فإن صدقه ،خلفه

الم كلين وجاز لهما الأل عدس خبره يوإن شك فمال عمل على يقينه وترك ك وإن تيقن ال، ذلكيف

خلفه فيترك يقينه س إال أن يكثر النا،العدلين قبل صالتهلم من س من حكم )م هجع إلييرو

145 

 

لم وهو على غير س إذ لو ،مالكمال معتقدا الكالبح له سالها ليطلب بمجرد السالم أنه يميقين من آ ده وسجد بعصالتل مآدقه ص فإن ،من خلفه خبر من أخبره فإنه يسأل ي وأما إن شك ف،السالم

ه رآعة صالتعدلين فإن أخبراه بأنه نقص من يدقهما أو شك فصقن يمثال رجع إلى قولهما إن ت

فإن لم يتيقن صدقهما أو يشك ،ذلك

على يقينه وترك العدلين إال أن يكثر الناس خلفه .فيترك يقينه ويرجع إليهم

بل يتيقن خالله ما أخبراه به فال يرجع إليهما فيه، بل يبني على ما تيقنه من اإلتمام، ويكون الواجب عليهما إتمام ما بقي عليهما أفذاذا أو بإمام، هذا إذا أخبره عدالن، وأما إذا آثر المخبرون له جدا بحيث يفيد خبرهم العلم الضروري فإنه يرجع

. إليهم ولو تيقن خالف ما أخبروه

.واهللا أعلم