الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

29
م س ب له ل ا ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا لاة ص ل وا لام س ل وا ى عل ا" دن ي س ا" ي( ب ي( ب ح و مد ح م ى عل و له0 ا ه ب ح ص و ن عي م ح7 ا ود ج و ل ا ى م لا س> لا ا ى" ف ن ي ي ك ن ر م7 لا ا ل ي ق" وف ت س ب ر ك ب م و ل و ك رة" ض حا م ن م اء ق ل> ا س س7 ؤ م م عل ات ي ل ق7 لا ا، ه ب م لا س> لا ا د7 وران وة ع الد ه ب م لا س> لا ا ى" ف ا ورون7 اا، ك ري م7 وا" اد ي س7 لا ا ور ت ك الد د ي هd ش ل ا ى عل ن ب ر ص تi مب ل ا، ي" ن ا ي ك ل ا مه ح ر له ال ي، ل عا ت اها ق ل7 ا ى" ف ه ب ع م ح اء" رقd ش ل ا نt ي ي" ن ا ي ك ل ا عاون ت ل ل، ه" اف قd ت ل واود حدر ب و ت ك7 ا ن م عام2000 م س ب له ل ا ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا1

Upload: marib

Post on 27-Jul-2015

227 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

الرحيم الرحمن الله بسمأجمعين وصحبه آله وعلى محمد وحبيبنا سيدنا على والسالم والصالة

اإلسالمي الوجود قبل األمريكتين في

كولومب كريستوف أوروبا في اإلسالمية الدعوة ورائد اإلسالمية، األقليات علم مؤسس إلقاء من محاضرة في ألقاها تعالى، الله رحمه الكتاني، المنتصر بن علي الشهيد الدكتور األستاذ وأمريكا،

2000 عام من أكتوبر حدود والثقافة، للتعاون الكتانيين الشرفاء جمعية

الرحيم الرحمن الله بسمأجمعين وصحبه آله وعلى محمد وحبيبنا سيدنا على والسالم والصالة

كنت منذ عليه التعرف في ابتدأت وأنا جدا، وشيق األهمية، غاية في حقيقة الموضوع قصة هو – أنفسهم األميركان يقول كما – فالتاريخ عامة؛ أميركا. وبصفة في مقيما

أميركا باكتشاف نسمع عندما معناها: أنه "،History is a story of the rankersالمنتصرين: " عامة بصفة األوروبيون أصبح أميركا اكتشاف بعد أن لوال كولومب، كريستوف طرف من بديهة. خرافة األوروبيين طرف من أميركا اكتشاف قصة لكانت العالم؛ على المهيمنين هم خاصة الشعوب، من كثير لدن من معروفة كانت بل كولومب، كريستوف يكتشفها لم ألنه

اإلسالمية. الشعوب

كتيبات: ثالثة على أبنيه سوف هذا وعرضي:األول الكتاب

مكتوبة اإلنترنت، من عنه نسخة هو عندي والذي الصدور، طريق في جدا مهم كتاب Luiza" توليدو، دو فيريس أل إيزابيل لويزا وكتبته "،Africa versus Americaباإلسبانية: "

Isabel al ferris Do Tolido،" سيدونسا مدينة دوقة وهي "Cedonia،" إحدى سليلة وهي " باراميدا دو لوقا سان مدينة من قريبا قصرها في تعيش زالت وال اإلسبانية، العائالت أكبر

1

Page 2: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

San Luca De Paramida،" ووثائق مكتبة وعندها األندلس، في الكبير الوادي نهر قرب في اإلسالمي الوجود عن خاصة وبصفة األندلس، تاريخ عن عامة، بصفة نوعها، من فريدة

في جنراالت وكانوا إسبانيا حكام كانوا أجدادها ألن كولومب، كريستوف قبل أمريكا في التي اإلسبانية. فالوثائق البحرية وأميراالت األندلس حكام وكانوا اإلسباني، الجيش

جدا. هامة تعتبر ملكها

:الثاني والكتاب اللبناني الوزراء رئيس من بتمويل امبو مختار والدكتور أنا استكتبتها مقاالت مجموعة هو

عن منها مجلدان اليوم، العالم في اإلسالمي الوجود عن موسوعة ضمن الحريري، رفيق أستاذ مسلم، أمريكي وهو كويك، الحكيم الله عبد كتبه فيها مقال أمريكا. أول في اإلسالم Black" تايغرز بالك مجموعة من أمريكا. كان في نضالي تاريخ وله تورنتو، جامعة في

Tigers،" كريستوف قبل أمريكا في اإلسالم عن هاته المشهورين. ومقاالته من وكان جدا. ومهمة موثقة مقاالت وهي كولومب،

:الثالث الكتاب يعيره ال شخص رآه إذا اسم "،The Malingers" الميلنجر واسمه باإلنجليزي، جدا، مهم

شرق في تقع األباالش، جبال "،The white of the Appalachians" أحيانا يسمونهم اهتماما،كينيدي" " اسمه: "براند أحدهم "ميلونجونز"، يسمونهم سكان وبها المتحدة، الواليات

Brand Kennedy،" الغربية، فرجينيا جامعة من بتمويل الميلونجونس أصول عن كتابا كتب اآلن، إلى إسالمية عادات فيهم وبقيت البرتغال، أندلسيي من إسالمية أصولهم أن وتبين" لينكولن"، الناس: "أبراهام من الطبقة هذه إلى تنتمي التي الشخصيات أهم ومن

Abraham Lincoln،" النصارى من لألندلس انتقاما كان للعبيد لينكولن أبراهام وتحرير السهولة. بهذه يمسح ال التاريخ إن إذ مباشرة، غير بطريقة

محاضرتي، نقاط أهم لكم ألخص أن أريد الشيقة المقدمة بهذهوهي:كولومب؟. كريستوف قبل أمريكا في اإلسالمي الوجود تثبت التي البراهين هي أوال: ما

مسحت؟. وهذا أم اآلن، إلى آثار له مازالت كولومب كريستوف قبل الوجود هذا ثانيا: هل Residual Islamأسميه: " ما وهو العالم، حول اإلسالم بمستقبل اهتمامي عن ناتج السؤال

around the world،" القارات بقاع مختلف في اإلسالم بقايا من وهي بأكملها شعوب توجد عن بأمثلة ونأتي يكون، ما أسهل من يعتبر إليهم اإلسالم رجوع ذلك: أن ومعنى الخمس،أمريكا.

كولومب كرستوف قبل من أميركا اكتشاف بأن القول إلى أرجع أن أريد المقدمة هذه بعد إلى وصلوا اإلسكندنافيين بأن مستفيضة براهين هناك اآلن ألن صريحة، كذبة هو إنما

Toll Hoyer Da" داليدا هايير تول ذلك مثال كولومب، كريستوف قبل عام ألف أمريكاlida،" البردي بورق صفها بباخرة بالمغرب آسفي مدينة من خرج تعرفون كما الذي "

Papyrus،" ذهبوا المصريين قدماء أن بذلك وبرهن بسهولة، أميركا إلى المحيط وقطع أميريكا. إلى كذلك

من اإلسالم بعد خاصة وبصفة وبعده، اإلسالم قبل متواصلة كانت أميركا مع فالعالقات إذا؛ علينا مرت خرافة تعتبر كلمة "اكتشاف"، لفظة فإن اإلسالمية. إذن الشعوب طرف

إذ غيرها، في وال اإلسالمية المدارس في ألحد يعلrم ال سأذكره الذي وهذا ألطفالها، ونعلمها

2

Page 3: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

ليس العربية فوثائقنا الشديد األسف ومع الغرب، في اآلن هي الباقية الوثائق معظم إنلوجدوا. بحثوا ولو يبحثوا، لم باحثينا ألن شيء، منها عندنا "القارة يقولوا لن القديمة الوثائق في ألنه البحث، في صعوبة الباحث سيجد طبعا؛

ففي اآلن، نقسمها كما قارات إلى سابقا القارات تقسيم يكن لم أنه إذ األمريكية"، إفريقيا عن يتكلمون وكذا. فعندما كذا مناخ مناخ، إلى العالم يقسمون كانوا الماضيإفريقيا. من أمريكا ويعدون مناخها، عن يتكلمون

كريستوف قبل أمريكا في اإلسالمي الوجود عن حديثي سأقسم اثنتين: منطقتين إلى كولومب

واألندلس. المغرب فاألولى: منطبعا. إسالمية وكلها اإلسالمية، العربية إفريقيا الثانية: من

: والأندلس المغرب الأولى المنطقة : اللغوية واآلثار الكلمات، الوقت، هذا في اآلن الموجودة واآلثار القرائن لغة أوال؛ ففي

بكثرة وأمازيغية عربية كلمات هناك الحمر بسبب الهنود إال موجودة تكون أن يمكن وال ، القديمة – الكتب في جاءت التي التاريخية القرائن هناك، قديم أمازيغي أو عربي وجود

العربية – وغير اآلن العربية إلى الموجودة عليه واآلثار عمل الذي الكبير المجهود رغمالقارة في اإلسالمي الوجود أو لإلسالم أثر أي لمسح كولومب كريستوف بعد اإلسبان،

. التاريخ لتحريف طبعا وذلك األميريكية، . إلى نظرنا إذا الظلمات بحر األطلسي المحيط يسمون كانوا قديما القرائنالعرب ) بالعربية ) الجنوبية أميريكا في كوفية كتابات اكتشفت أنه نجد ، األثرية فمن األركيويوجية ،

هناك إلى وأخرى. أوصلها رومانية ذهبية عمالت تحوي كنوزا أماكن عدة في واكتشفوا ؟يعتبر إسالمية. فيه الذي العملة ضرب تاريخ فإن ما محل في كنز اكتشف إذا العادة وفي

. عملة وآخر العلمي البحث في طبيعي وذلك المذكور، المحل إلى الكنز وصول تاريخالقرن في وصلت إسالمية باخرة ثمة أن أي الميالدي، الثامن للقرن كانت اكتشفوها

. هناك ذهبها وتركت المحل ذلك إلى الميالدي الثامنكثيرة - - أخرى أمثلة فيض من غيض إال وهو وما ذكرناه ما نقارن بعض دعنا في جاء بما

" : . مروج كتابه في ذكر المسعودي؛ الحسين بن علي الحسن أبو مثال العربية الكتب أمهات " عام المكتوب الجوهر ومعادن اسمه ميالدية 956الذهب قرطبة من المغامرين أحد أن ،

وصل أن إلى أصحابه من جماعة مع الظلمات بحر عبر األسود، بن سعيد بن الخشخاشسنة ورجع الظلمات، بحر وراء األرض اعتبر 889إلى زمنه في الكالم هذا قرأ من ربما م،

كالم وهو الحقا، لكم أترجمها ربما المسعودي كالم من قطعة عندي وهنا مخرفا، المؤلف. الخشخاش بمغامرة متعلق

بل ووصفهم، وصلها، التي األرض في أناسا وجد بأنه رحلته من عاد لما الخشخاش وقال : األرض سماها أرضا الظلمات بحر بعد رسم للعالم، خريطة المسعودي رسم لما

كان. كما أرض، أي الظلمات بحر بعد ليس أنه يدrع ولم هناك أرضا رسم فيكون المجهولة. وكتبهم خرائطهم في األوروبيون يدعيه

وراء أرضا ثمة أن يعرفون المسلمون كان الميالدي التاسع القرن في إنه أيذهب والذي كولومب، كريستوف ادعاه كما الهند هي وليست الظلمات، بحر

لم الهند، إلى ذهب إنما أنه يظن وهو ومات، وعاش وعاد األرض تلك إلى

3

Page 4: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

. يسمي جهل بكل هذا يومنا فإلى ولذلك جديدة أرضا اكتشف أنه قط يظنالغربية " بالهند أمريكا ".L’Inde Occidental. West Indiaاألوروبيون

القوطية، بن عمر ذكرها قصة وهي العربي؛ التاريخ في عندنا أخرى تاريخية وثيقة وثمةعام األندلسي فروخ ابن رحلة عن حديثه : م999وهي فروخ ابن أن كالمه من يظهر ومما ،

كناريا " جزر زار أنه غير أمريكا، إلى يصل وقطع" Canariesلم األطلسي، المحيط في ، . األندلس إلى عاد ثم كناريا أهالي ووصف األطلسي، المحيط في أخرى جزر إلى منها

الشريف قصة وهي جميعنا، يعرفها وربما ذكرت، ما جميع من أكثر مفصلة قصة وثمةبين الميالدي عشر الثاني القرن في عاش الذي من م1180-1099اإلدريسي كان والذي ،

" الملك " ، روجر اصطفاه الذي الجغرافي العالم هو وكان إدريسيا، حمrوديا شريفا سبتة،ولم اإلسالم، تجاه المتفتحين الصقليين الملوك من يعد كان الذي لصقلية، النورماندي

. أيديهم من وأخذوها صقلية النورمانديون احتل عندما المسلمين يضطهدوالمسالك " الممالك كتابه : ففي خرجوا" جماعة وهم المغرورين؛ الشباب بقصة جاءإشبونة " من بحر" Lisbonببواخر المغامرون هؤالء وقطع وقتها، المسلمين يد في وكانت ،

. ملوكها ووصفوا وصفوها أرض إلى وصلوا وأنهم قصتهم وذكروا بعضهم، ورجع الظلمات،. هناك بالعربية يتكلمون أناسا وجدوا أنهم ذكروا أنهم األمر في والغريب

إلى قبلهم وصلوا كثيرين أناسا أن على دليل فهذا هناك بالعربية يتكلمون أناس كان وإذاكان أنه وعلى المحليين، الملوك وبين بينهم ترجمانا ليكونوا العربية أهلها تعلم حتى هناك،

. هؤالء أعطاه الذي الوصف األرض تلك على التاريخ ذلك في إسالمي وجود هناك. البحر جزر من غيرهما أو إسبانيوال، أو كوبا الكارابية، للجزر وصف أنه يظهر المغامرون

: . رسموا فاألوروبيون كذلك أمثلة اللغة في فأعطي وغيرها اللغة في أخرى أمثلة وهناكعام وذلك لفلوريدا، خريطة ومنها ألمريكا، أسماء 1564خريطة ذات مدنا فيها ذكروا م،

. هجرة كانت فبالضروري هناك، عربية أسماء تكون ولكي والمغرب األندلس في توجد : . ميارقة، مدينة هناك الخارطة في مثال األقل على عام المائتي أو المائة قبل عربية

بالبليار، اآلن المسماة الشرقية الجزر من جزيرة وهي لميورقة، تحريف أنها وواضح . اسمها وأخرى األندلس جنوب الواقعة لقادس تحريف وهي كاديكا، اسمها ومدينة

. ... : " إلخ" مراكش تساوي اكو rمارمني، تشجيع إثر على األهمية غاية في كتابا كتبت وثائقها على بناء سيدونيا، مدينة دوقة

. هو؟ ما جدا، غريبا شيئا اكتشفت الموريسكيين عن دراساتي في إنني حيثعام بأنه الدولة 1644اكتشفت وإعادة إسبانيا، من لتحريرها األندلس في مؤامرة قامت م،

فيها :اإلسالمية أربع فئات المؤامرة هذه في دخلت ،في: هزيمتها بعد قبل من أضاعته كانت الذي استقاللها أول وذلك البرتغال، ملك أوال

عام وفي إسبانيا، إلى وانضمت المخازن، واد .1644معركة استقاللها أعادت م، " وهو: " النصراني، اسمه الوثائق تعط لم ، الحر طاهر اسمه المرية والية من شخصية ثانيا

. . معه وجماعة هو ثار األحمر بني بيت إلى نفسه ينسبالنصارى،: مع التعاون أرادوا بأنهم يظنون المغربية الوثائق في الرباط، موريسكيو ثالثا

الوادي مصب يدخلوا أن المقرر كان حيث األندلس، تحرير أرادوا الحقيقة في أنهم غير. إشبيلية ويحتلوا ببواخر الكبير

: إسبانيا: ملك باسم الحاكم كان والذي سيدونيا، مدينة دوق عندنا الشاهد هو وهذا رابعها . النصرانية السلطة يمثل الذي سيدونيا مدينة دوق فكيف األندلس منطقة على

.!!! . ) ذلك) أفهم لم األندلس؟ تحرير أجل من بمؤامرة يقوم األندلس على المسيحية

4

Page 5: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

شاطوها في استدعتني سيدونيا لمدينة الحالية الدوقة التقيت فلما الكبير، الوادي مصب قرب باراميدا، دو لوقا سان مدينة )قصرها( قرب

حيث أتوقع، كنت مما أغرب كان بجوابها ذلك؟!". وإذا سبب لها: "ما فقلت أكثر بل مسلمون، – سيدونيا مدينة دوق عائلة – أصلنا ألن أجابتني: "بديهي؛

كنت قصرنا؛ في أريك لي: "تعال سرا". وقالت مسلمين كنا أننا ذلك من وفعال القصر"، داخل مسجدا أسفله وجدت أسقطته وعندما حائطا أدق

- الدوق هذا القصر. فإذن؛ داخل المسجد ذلك في – المحاضر أنا – صليتاألندلس. لتحرير كبير بمجهود - قام الله رحمه

ثالثمائة منذ بالوثائق مليئة فاخرة مكتبة عندها أن سيدونيا؛ مدينة دوقة في واألهمية ! على والبرهان ، الجنوبية أميركا مسلمي وثائق ضمنها من عام، وخمسمائة وأربعمائة

. أنها وأخبرتني كولومب كريستوف من عام أربعمائة قبل أميريكا في اإلسالمي الوجودوتعدم، – – وثائقها تسرق أن من عاما سبعين حوالي تبلغ وهي ماتت إذا أنها من خائفة

" : " " : هذا يومنا إلى بأنه تقول وهي ، هذا يومنا إلى إسبانيا نصارى في ثقة ال بأنه تقول ألنها." بها الناس إقناع يحبون التي التاريخية لخرافاتهم المضادة التاريخية الوثائق يعدمون

" " : هذا لكتابتها األساس السبب ذلك فكان ، فيه الوثائق هذه وضعي كتابا اكتبي لها قلت " " : موثق رائع، وثائقي كتاب ، أميركا إلى إفريقيا من سمته الذي الكتاب فهذا الكتاب،الشهر هذا في صدر الكتاب هذا سيدونيا، مدينة دوق مكتبة في عندهم التي بالوثائق

سنة) مكتوب( 2000نهاية هو حيث أخرى، لغات وإلى للعربية، يترجم أن الضروري ومن ، . اإلسبانية باللغة

ياسين – بن الله عبد والد ياسين أن المغاربة، معاشر نعرفها ال التي المهمة المسائل ومنالبرازيل، – شمال المناطق إلى وذهب األطلسي المحيط قطع المرابطين دولة مؤسس

. كبيرة منطقة وأسس أتباعه، من جماعات مع هناك إلى ذهب اإلسالم فيها ونشر وغينيا، : . إفريقيا شمال في تكن لم المرابطية الدولة إن أي المرابطية للدولة تابعة كانت

وغينيا، البرازيل شمال اآلن يسمى فيما أيضا كانت وإنما فحسب، والبرتغال واألندلس. المذكورة الدوقة تملكها التي بالوثائق موثق وهذا

: وفعال، مراكش، فاس، اسمها المناطق تلك في وقرى مدن هناك هذا؛ يومنا وإلى ... قالت أنها غير اإلسبان، الرحالة مع جاءت األسماء تلك أن أظن كنت وقد سال تلمسان،عام: " أربعمائة قبل المسلمين وجود مع كانت إنما اإلسبان، مجيء قبل كانت بل ال؛ لي

." كولومب كريستوف من : اليوم يسمى وما واألندلس، المغرب بين العالقات شديد وبتلخيص عامة بصفة إذا؛

أو – اإلسباني الطرف من سواء فاآلن العلماء؛ معظم وحسب متواصلة، كانت بأميريكامنتشرا – اإلسالم كان كولومب كريستوف قبل أن يعتقدون فإنهم األميركي الطرف من

كونكيسادور " به قام عمل أول وأن جنوبها، وفي أمريكا شمال " –Conquistadorفيعلى – بالقضاء األندلس، في كان الذي اإلسالم على هجومهم متابعة هو النصارى اإلسبان

. القارة تلك في إسالمي وجود أي تبرهن التي الوثائق على والقضاء اإلسالم. شيء كل على القضاء يستطيعوا لم الكبير المجهود هذا ورغم

: أميركا مع وإفريقيا العثمانية الدولة علاقة الثانية المنطقةبذكر وسأكمل كولومب، كريستوف قبل أميركا مع العثمانية الدولة عالقة نرى اآلن

. كولومب كريستوف قبل أمريكا مع الغربية إفريقيا في اإلسالمية الممالك عالقات

5

Page 6: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

الدين 1929عام محيي بيري رسمها األطلسي للمحيط خريطة اكتشفت م،سنة وذلك وقته، في العثمانية البحرية رئيس كان الذي :919رايس، / أي هـ

: 1515-1510حوالي: تعطي أنها فيها الغريب اآلن الموجودة الخريطة م،الوقت ذلك في معروف غير متناه بتفصيل أمريكا شواطيء خريطة

يكتشفها لم وأماكن بأنهار أتى بل فقط، الشواطيء ليس بل بالتأكيد، : أعوام إال بأن – – 1560-1540األوروبيون رايس بيري ذكر وكما يعني فهذا م،

األندلسيين وللبحارين له خريطة تسعين حوالي على مبنية الخريطة هذهسيكونون قبله المسلمون أو هو فسواء قبله، قدموا الذين والمغاربة. األوروبيين قبل اسمها وعرفوا المناطق، تلك قطعا عرفوا

في بكثير األوروبيين على تقدمهم على تدل التي الخريطة هذه في المسائل ضمن ومن : يعرفها يكن لم األطلسي المحيط في جزرا أظهروا أنهم األمريكية بالقارة معرفتهم

" : األخضر الرأس جزر فيها بما فيهم" Cap Verdeاألوروبيون، وبما األزور، وجزر وماديرا، ، ." أظهر " أنه األمر في والغريب الخالدات جزر نسميها كنا التي بالتفصيل، كناريا جزر

يصلها لم التي أميركا، جنوب قارة غرب تشيلي جبال هي التي األنتس جبال بالتفصيلعام إال ومصبه 1527األوروبيون بالتفصيل، األمازون ونهر كولومبيا، في أنهارا وأظهر م،

. األمازون نهر وأظهر خرائطهم في موجودين وال األوروبيين عند معروفين يكونا لم |ن الذي" " ، ماراجو اآلن يسمونها جزيرة بوضوح المذكور النهر مصب في رسم بحيث بالتفصيل،

السادس القرن آخر إال األوروبيون وصلها ما التي الحالية الخريطة في موجودة اآلن وهيعشر.

عام العثماني أحمد للحاج خريطة هناك ذلك بعد كذلك 1559من تدل وهي م،. األوروبيين معرفة على متفوقة األميركية بالقارة واضحة معرفة على

تحتل أن عشر السادس القرن في لألوروبيين كان الذي الكبير الرعب أن والحقيقةعشر السادس القرن في أنه ونذكر هاجسهم، كان منها وتطردهم أمريكا العثمانية الدولةبيد محاربين، مضطهدين الموريسكيون كان إسبانيا، في يزال ما اإلسالمي الوجود كان

. مقاومين يزالون ما كانوا أنهملكم قلت فكما األفارقة؛ عام: أما داليدا هايير تول التي 1969أظهر بالرحلة م،

يكون أن باإلمكان أنه الكاريبي البحر إلى المغربية آسفي مدينة من بها قام . . كبيرا تشابها وجدوا ألنهم لماذا؟ أمريكا إلى أبحروا قد المصريين قدماء

. المصرية والحضارة األزتك حضارة بينمن كانوا الغربية إفريقيا مسلمي من البحر قطع من أول أن يظهر وفعال؛

األبصار " مسالك كتاب في قال العمري الدين شهاب ألن مالي، مملكة ) ( " لما واضحة غير كلمة سموسة من مالي سلطان بأن األمصار وممالك

عام للحج الذهب 1327ذهب ثمن أن لحد طريقه في الذهب يوزع ذهب م،مائتي أنشأ سلفه بأن وأخبر الذهب، من وزعه ما بسبب مصر في رخص

حكم في عليه وأنابه األخرى الضفة نحو األطلسي المحيط وقطع سفينة. . الملك في هو بقي وبذلك قط يعد ولم مالي

على تدل المتحدة الواليات وجنوب والبرازيل البيرو في كتابات ووvجدت وهي الماندينك؛ بلغة اإلفريقية بالحروف إما كتابات من اإلفريقي الوجود

عربية. كوفية بحروف أو يسمونهم: "الفالن"، اآلن، مسلم كله لشعب لغة هذا. يومنا إلى الحمر الهنود في لها آثارا المانديكية اللغة تركت وكذلك

6

Page 7: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

وجنوب شمال إلى الكاريبي البحر من المانديك انتشر والحقيقة؛ لغة بحروف تكتب مازالت هذا يومنا إلى هندية قبائل وهناك األمريكتين،

. الماندينكذلك من يبق ولم وآثارهم المانديكي والوجود اإلسالمي الوجود جميع اإلسبان طمس هل

. بمن! األوائل األوروبيين المكتشفين كتابات إلى رجعنا فإذا يمكن وال كثير، هذا ، شيء؟. أميريكا في اإلسالمي الوجود ذكروا بأنهم نجد كولومب؛ كريستوف فيهم

عام فمثال؛ فيرنيل ليون كتبه كتاب اسم 1920في هارفرد، جامعة في أستاذا وكان م،" " " ، أمريكا واكتشاف إفريقيا :Africa and the discovery of Americaالكتاب فيه" يقول ،

" أمريكا" في اإلسالمي بالوجود الكامل الوعي واعيا كان كولومب كريستوف وركز إن ، انتشروا خاصة بصفة المانديك بأن وقال وثقافية، ولغوية زراعية براهين على براهينه في

" " : إيروكوا وهما الحمر، الهنود قبائل من قبيلتين مع وتزاوجوا أمريكا، وشمال وسط في - - " أمريكا،" جنوب الكاريبي البحر في ذكر كما وانتشروا أمريكا، شمال في الكونكير و

. كندا جهات إلى وصلوا حتى وشماال . من بأنهم يظن وكان أمريكا في أفارقة وجد بأنه نفسه كولومب كريستوف وذكر بل

أصليون سكان يوجد ال ولكن األصليين، !.زنوج السكان . أتوا؟ أين فمن أمريكا في" " " " "، أمريكا بربر كتابه في ذكر فرنسي كاتب كوفين ،"Les Berberes d’Ameriqueجيم

" " " ، المامي اسمها قبيلة أمريكا في تسكن كانت في" Almamiبأنه معروفة كلمة وهي ، " " : ، اإلمام معناها الغربية أكثريتهم إفريقيا بأن وذكر المسلمين، زعماء عن تقال وهي

. كولومب كريستوف قبل وذلك الوسطى، أمريكا في الهندوراس في كانتفي " "كذلك " ، المكسيك الحتالل القديم التاريخ Historia Antigua de la conquestaكتاب

de Mexico " : بصفة" والبرازيل الوسطى أمريكا كانت قال إيبيرا، إيروسكو لمانويل ، الوسطى أمريكا في وانتشروا إفريقيا من جاؤوا سود لشعوب مستعمرات خاصة،

والشمالية ".والجنوبيةعام كارسيس، فرانسسكو الراهب اكتشف مع 1775كما مختلطة السود من قبيلة م

" " ، الجديدة المكسيك األمريكية المتحدة الواليات في نيوميكسيكو في الحمر الهنود . ال أنه وبما للسود بأنها كاملة داللة تدل المرفقة الخريطة في تظهر تماثيل واكتشف

. إفريقيا من قادمين كانوا إذ�ا سود، أمريكا في يوجدشيئين في أمريكا، في اإلسالمي اإلفريقي للوجود آثار هناك ذكر، ما كل على وزيادة

. مع: التجارة أن ومعروف كولومبوس قبل القطن، وتجارة اإلفريقي، الذهب تجارة هامين . الذهبي أحمد موالي وسيدي الصحراء عبر الذهب على كلها كانت وإفريقيا المغربإسالمية – – دولة لضرب تومبوكتو إلى الصحراء قطع كثيرا يعجبني ال والذي السعدي

بتحرير يطالبونه كانوا الذين المغاربة طلبات ويسكت ذهبها ينهب كي مسكينة. األندلس في الموريسكيين

: التالي التحليل على يرتكز ألنه كان، مكان أي في اإلفريقي الذهب معرفة السهل منيوجد 32لكل الذهب من و 18قسمة الذهب، و 6من الفضة، وهذه 8من نحاس، أقسام

. هذا وجد عشر الثالث القرن منذ وخاصة إفريقي، أصله أن على تدل الذهب من التركيبة. بأمريكا الحمر الهنود عند الذهب

القرائن من أكثر قرائن هناك لغوية، ا ول4كن قرائن هناك الذهب؛ على المبنية. عيان شهود وقرائن

7

Page 8: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

: اللغوية القرائنشبيهة هي النقود، على اإلفريقية اللغات أو العربية، باللغة تطلق التي الكلمات أن

تكون أن يمكن ال الكلمات وهذه الحمر، الهنود قبائل طرف من تستعمل التي بالكلمات. األوروبي أو اإلسباني الغزوين طريق عن جاءت

" " " : . : غواني: الحمر الهنود بلغة أصبحت وغنيمة وغنية، غنى، بالعربية ،"Guaniفمثال : " " : . من: حلي بمعنى ، نيكاي بلغتهم أصبحت ونحاس، ونقية، كنقود، كلمة الذهب معناها : . . : " " : " أن. " أي ملوكهم من للملك لقبا وكذلك الذهب أي ، توب صارت ، التبر كلمة ذهب

. هناك عربي وجود لوال إليهم تصل أن يمكن ال العربية الكلمات هذهالغربية، إفريقيا من جاء بل أمريكا، في قطن يكن لم ألنه كذلك؛ مهمة القطن تجارة

" : قطنيا لباسا يلبسون الحمر الهنود إن قال حيث كتاباته في نفسه كولومب وتعجب. ." كذلك الكالم ذلك أكد وابنه المسلمات الغرناطيات النساء تلبسه الذي باللباس شبيها

في – – اآلن موجودة قبيلة أن الله شاء إن بعد من سأفصله ما وهو األمر في والغريب " " : كاليفونا اسمها الوسطى : " ”Galifona“أمريكا الحمر الهنود يسمونهم غواتيماال، في

الذين" الماندينكا المسلمين بقايا من وهم األلوان، سود أنهم غير حمر هنود ألنهم ، السود . عند هذا عن سأتكلم اآلن إلى إسالمية عادات زالت ال عاداتهم من وكثير هناك، كانوا

. مصيرها؟ كان وكيف بها، ف�عل ماذا الشعوب، هذه بقايا عن حديثي" " " : " " ، كالريون ديلي اسمها جريدة في مقال في موس مييرا في" Daily Clarionوقال ،

" عام" بتاريخ الوسطى، أميريكا في الموجودة الصغيرة الجمهوريات إحدى وهي ، بيليز1946 : عام: " الكاريبي، البحر أي الغربية، الهند كولومب كريستوف اكتشف عندما م1493 " " : كانوا ، الكاريب اسمهم الشعر، خشن اللون، أبيض البشر من جنسا وجد م،

والعنف، التعدي يكرهون ومسالما، موحدا شعبا وكانوا البحر، في وصيادين مزارعين،. ."! : : قال هكذا العربية ولغتهم اإلسالم، دينهم وكان

." " : لم وانقرضوا الكاريب كان يقولون الشيء، هذا يعلموننا ال المدرسة في نحن .! .!! البحر في بالكاريبي، الجزر تلك تسمى اليوم هذا وإلى أفنوهم أفنوهم بل ينقرضوا؛

. عليهم سميت الكاريبي، " " : هذا – – يومنا إلى بقوا وقد ، الكاليفونا هم الحمر للهنود لمخالطتهم وذلك بقوا والذين

ال اإلسالمية العادات من الكثير ألن إسالمية، أصولهم أن شك وال الوسطى، أمريكا في. فيهم زالت

. اآلن؟ الشعوب هذه هي أيناإلسالم، إلى رجع منهم وكثير الكاليفونا، مع عالقات أنشأ المسلم الشباب من كثير

. الكاليفونا هؤالء بين الشواطيء تلك في تظهر كثيرة مساجد وأصبحتالسادس القرن أوائل في البرتغال من مهاجرون هم والذين الميلونجونس، هؤالء أما

واحتلوا البرتغاليون جاء فلما البرازيل، إلى التفتيش محاكم من هربوا فقد عشر؛أن قبل الشمالية، أمريكا إلى وهربوا البواخر فركبوا التفتيش، محاكم تابعتهم البرازيل؛

. عاملوهم عادوا لما اإلنجليز أن غير الحمر الهنود قبائل مع واختلطوا اإلنجليز، يصلها" : . بروند اسمه منهم واحد األباالش جبال إلى فهربوا وإبادة، قتال الحمر، الهنود معاملة

"، الغربية" "Brand Kennedy"كينيدي فرجينيا جامعة من تمويال أخذ ،West Virginia"، . منهم واحد ألنه أتوا، أين ومن القبائل، هؤالء أصول لدراسة

8

Page 9: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

األندلسيين - - المسلمين من ذكرت كما أصولهم بأن اكتشف عاداتهم؛ دراسة من .وبدءامن بطريقة لنفسه وينتقم إال �ضطهد ي شعب فأي مخيف، التاريخ أن األمر في والغريب

الطرق: " انظر " ، لينكولن أبراهام هو الشعب، هذا سليل هو الذي المتحدة، الواليات زعماء أحد

تحرير في الجذور بأن يظهر وبذلك يشبههم، كيف الميلونجونز أفراد وصورة صورته إلى. البيض النصارى من الطريقة بتلك فانتقم نفسه، يحرر كأنه هي السود

تورنتو جامعة في أستاذ هو والذي نفسه، الكتاب هذا أهداني الذي أصله ”Toronto”وهذا ، . للزنوج: األخرى الجهة ومن للميلونجونس، ينتمي جهة من كذلك

أن منه أردت إنما الذي التقديم هذا بعد أقولها أن أردت التي األمر وخالصة: الفكرية شهيتكم أفتح

بالرغم – – تجاهه، خصاص من نعاني المغاربة نحن الشديد األسف ومع المجال هذا أنفي كبير نقص من نعاني الجنوبية أميركا تجاه الحركة وبهذه باألمر، المعنيين نحن أننا من

. الشأن، هذا في وثائق عندنا أنه ضروري الشيء؟ هذا عن تراثنا في نبحث كيف جامعاتنا، " اسم " لها كان ، أمريكا اسمه شيء الوقت ذلك يكن لم ألنه بأمريكا، يسموها لن وبالطبع

. . لنعرف وثائقنا في نبحث أن الممكن من كان لكن ندري ال بالضبط؟ هو ما شك، بال آخركريستوف قبل الجنوبية وأمريكا الشمالية بأمريكا تربطنا كانت التي العالقة هذه

كولومب. : أنفسنا على نعتمد أن يجب التاريخ، يخص ما وخاصة عامة، بصفة أنه الثاني والموضوع

. بأن الفرنسية المدرسة في يعلمونني كانوا صغيرا كنت عندما أنه أذكر أنا جذورنا لمعرفةشعب له، هوية ال له تاريخ ال الذي الشعب ألن ليحطمونا، وذلك تاريخ، لهم ليس العرب

. وكان وكذا، كذا تاريخنا بأن ينبهني كان الله رحمه الوالد أن ولوال التاريخية لذكراه فاقد. فظيعة نقص مركبات وعندي لكبرت وكذا، كذا المفاخر من ألمتنا

الشعوب وجود تمحو أن تريد التي المتغطرسة للشعوب القوية األسلحة وإحدى . : في نعتمد أن علينا العار من فإنه ولذلك التاريخ تحريف هي األخرى المستضعفة

... وإن الغربية، الوثائق على غيره أو المغاربة، تاريخ أو اإلسالم، تاريخ أو تاريخنا، اكتشافوالتي سيدونيا، مدينة دوقة عند ما مثل الغرب في إسالمية آثار بقاء على الله نحمد كنا

أمريكا في عام وخمسمائة أربعمائة اإلسالمي الوجود على وبرهنت وثائقها أخرجت " " . شعبا بأن ليثبت ، كينيدي براند مثل واحد يأتي أو كولومب كريستوف قبل الجنوبية

. إسالمية أصول ذو الشمالية أمريكا من كامال : هؤالء مع عالقات نربط أن علينا واجب أنه وهي واحدة؛ توصية أوصي أن أريد وبهذا

. . والسالم ولكم لي الله وأستغفر هذا، قولي أقول المجال هذا في األبحاث ونحيي الناس،. وبركاته الله ورحمة عليكم

: المشاركين السادة تدخلات والآن القيمة، المحاضرة انتهتمداخلة رئيس الجلسة الدكتور أسامة بن الناصر الكتاني

أشكر الدكتور سيدي علي على أن حظانا باالستمتاع بهذه الذخيرة الحية من المعلومات الوافرة والغزيرة، حول موضوع يعد من أندر الموضوعات، ومعلوماته من

أندر المعلومات، ويتفضل المناقش األول عمي موالي إدريس للمناقشة:

9

Page 10: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

مناقشة العالمة الدكتور إدريس ابن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف المخلوقين

وعلى آله وصحبه أجمعين. مع األسف أنني لم أحضر بداية العرض، ولكن كنت تحدثت مع موالي علي في هذا الموضوع عدة مرات، وأعجبت حقيقة باهتمامه وتتبعه لكل المراجع والمصادر التي

تعين على هذا الكشف، ألنه – وبالنسبة للشعب المغربي والعالم العربي كله،عب التاريخ والجغرافيا – هذا ميدان يكاد يكون مجهوال. وكما وبالنسبة للجامعات وش�

تعلمون؛ فالوالد – رحمه الله – في "السلوة"، وفي تاريخ موالي إدريس، وفي غيرهما من مؤلفاته، وغيره من المغاربة كلهم تأسفوا لكون المغاربة ومؤرخيهم بصفة خاصة، ال يعتبرون بكتابة التاريخ. هذا نقص قديم. ومع األسف أن هذا النقص ازداد تعمقا في

عهد االستقالل وإنشاء الجامعات وشعب التاريخ والجغرافيا. وأنا منذ عشرين سنة كنت أتساءل وأستغرب من شعبة التاريخ والجغرافيا ومن

أساتذتها الذين هم مختصون؛ ما ذا كتبوا؟، وماذا أحيوا؟، وماذا نشروا فيما يتعلق بتاريخ المغرب على األقل؟. في حين أننا نجد أساتذة شرقيين، سوريين ومصريين وفلسطينيين، جاؤوا للمغرب كأساتذة فقط أو زوار، وأعجبوا، وكتبوا مؤلفات عن

المرابطين والموحدين، وتاريخ المغرب باختصار، ولكن أساتذة التاريخ الرسميين الذين هم في الجامعات وكليات اآلداب أهملوا - حقيقة - ذلك، بحيث كم من مشارقة –

سواء سفارات أو إسالميين – يطلبون مني إعطاءهم تاريخا للمغرب مختصرا ومبوبا ومحلال، فلما أبحث ال أكاد أجد سوى كتب مدرسية في التاريخ، هزيلة، وال أجد

للمؤرخين المغاربة إعادة كتابة التاريخ، فأحرى بالنسبة لهذا الموضوع. وباختصار؛ أعتبر أنه لحسن الحظ أن أحد الشرفاء الكتانيين الباحثين العلماء اهتم بهذا

الموضوع، ولذلك أقترح أن يطبع هذا العرض في كراسة، وأن نقيم ندوة ثقافية تاريخية علمية في إحدى القاعات الكبيرة، أو في "نادي الفكر اإلسالمي" – ولكن

القاعة صغيرة! – وأن نستدعي الصحفيين والسفراء المعتدrين بمثل هذا الموضوع، وأن نستدعي أساتذة شعب التاريخ في الرباط والدار البيضاء لقربهما على األقل، وأن

نستدعي بعض المهتمين في لجان الحركة اإلسالمية لتقديم عرض لكل هذه الوثائق، مصحوب بكراسة مطبوعة فيها خالصة هذا العرض، لتسهيل التعريف بهذا التاريخ

للصحفيين حتى ينشروه، إلثارة اهتمام أساتذة التاريخ المغاربة به، الستدعاء – أيضا –أساتذة الجامعات بتطوان والشمال، والذين يهتمون بتاريخ األندلس.

فمن حسن الحظ ربما جمعية األسرة الكتانية كانت لها األسبقية في عرض هذا الموضوع، وهو حري بمثل هذه األسبقية، ليكون أعضاء األسرة والمثقفون والعلماء

على علم به، وحتى يساهموا هم كذلك في هذه الندوة الثقافية التاريخية العلمية،عندما يقيمونها في أقرب وقت عندما يكون ذلك الكتيب جاهزا.

كلمة الدكتور عمر بن إدريس الكتاني أنا كذلك أشكر سيدي علي على هذا العرض القيم، وعلى تلك المعلومات التي – في

الحقيقة – استفردنا بها – أعتقد – على المستوى العالمي، ألن هذا الموضوع جديدعلى جميع المستويات.

10

Page 11: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

أنا أقول: بأنه يجب إنشاء خلية بحث، ألن هذا الموضوع كبير ومهم جدا، ولماذا ال تنشأ خلية بحث بمساعدة أساتذة جامعيين مهتمين من إسبانيا ومن أمريكا الالتينية، وأن

يتعاونوا كلهم على كشف المعطيات والمعلومات والوثائق؟.)قال الدكتور علي: وأميركا الشمالية كذلك(. وال شك أنها ستثير االهتمام والفضول من الباحثين، حتى إذا

لم يكونوا مسلمين. إذا كانت معطيات أصلية موجودة فمعنى ذلك: أنه توجد معطيات غير مكتشفة حتى اآلن، وال شك أن باحثين نزهاء مؤرخين - حتى من أمريكا الالتينية - سيكون عندهم

اهتمام بهذا الجانب، ألن الباحثين النزهاء ال شك من وجودهم في جامعات تلك الدول. والجاليات اإلسالمية في تلك الدول يمكن أن تكتشفهم وتربط عالئق بهم، إما بواسطة

اإلنترنيت أو غيره، وتنشيء خلية بحث تستمر في هذا الموضوع. وحتى في الواليات المتحدة يمكن أن يقوم أناس بهذا الجانب، وخصوصا أن الجديد

في البحث العلمي هو: عالقة الهنود الحمر بالقبائل المسلمة، وعالقة األفارقة – كذلك– بالمسلمين األفارقة في القارة األمريكية.

فهذه الثالثية مهمة جدا، وال شك أنها ستثير عدة وحدات للبحث. أما على مستوى المغرب: فتساؤلي هو: اكتشاف هذه القارة؛ هل الوثائق العربية الموجودة لحد اآلن لم تذكر بشكل بارز هذه الرحالت التي اخترقت بحر الظلمات

وبقيت مسألة مجهولة أو شبه مجهولة؟، لماذا هذه الوثائق الموجودة في العالم العربي لم تثر هذه المسألة التي تكلمنا فيها؟. هل وقع تدمير لتلك الوثائق على

مستوى األندلس، ولم تنتشر في باقي الدول العربية؟. وهذا احتمال كبير؛ ألن أغلب الوثائق الموجودة ضمن هذا اإلطار وقع القضاء عليها على مستوى األندلس، وما وصل

العالم العربي سوى الفتات. ولكن مستوى هذا االكتشاف لم يكن له صدى في العالم العربي. أنا أتساءل: ما هي األسباب واالحتماالت التي تجعل من هذا االكتشاف الكبير، وخصوصا مع وجود عدة قرون من العالقات مع األفارقة والشمال إفريقيين كذلك، ولم يبق أثر ذلك بشكل

كبير، حتى وإن كان اسم أميركا الالتينية غير معروف في ذلك الوقت؟. هذا هوسؤالي.

تدخل الدكتورة نزهة ابن الخياط الزكاري في الحقيقة؛ باإلضافة إلى ما قاله سيدي عمر، وما قاله خالي موالي إدريس، بضرورة

إقامة ندوة على المستوى الوطني، ضرورة خلق خلية للبحث في الميدان، أنا أقول: بأن هناك عدة خاليا في البحث في ميادين وتاريخ "المورو"، وهي موجودة في تونس وموجودة في المغرب، وأنا أعرف المجموعة التي تقوم بها، ومن المفروض أن تنشر

بوابة على اإلنترنيت - كما قال سيدي عمر - يكفي أن نبدأ وأن نعلن عن وجود مجموعة تهتم بهذا الموضوع حتى يتصل بهذه البوابة جميع من يهتم بهذا األمر على

مدى أربع وعشرين ساعة، أو ثمانية وأربعين ساعة فقط. إذا: خلية بحث وخلق بوابة، ثم ندوة ندولية – باإلضافة إلى ذلك. في انتظار تكوين

خلية بحث، نعمل على ندوة دولية تجمع على مستوى العالم كله، وبالخصوص معاهد الدراسات اإلسالمية، ونحن نعرف أن معاهد الدراسات اإلسالمية - بالخصوص

الموجودة في ألمانيا - تضم أناسا لهم نوع من الموضوعية. طبعا؛ ربما يكونون من

11

Page 12: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

محبي اإلسالم أو غيرهم، غير أنهم معروفون بالنسبة لألجناس األخرى، كالفرنسيينمثال، لهم نوع من الموضوعية.

إذا؛ أنا ال أشك في هذه المعاهد أنها إذا دخلت ستجعل هذا الموضوع فاعال، إذن: ندوة على مستوى المغرب، ندوة على المستوى الدولي، خلق بوابة على اإلنترنيت، بحيث

تظهر وجود مهتمين في المغرب، ومن هم. تعطى ملخصا لما قيل اآلن، ما قاله الدكتور يمكن أن ينشأ له ملخص في صفحتين، ويعطى كخطوة أولى، وهو سيجلب

الناس الذين يهتمون بهذا الموضوع في العالم كله...وشكرا.

تدخل الدكتور حمزة بن علي الكتاني نشكر والدنا الدكتور المحاضر على ما أفادنا به من معلومات، كما نشكر األساتذة

المتدخلين، ولكن عندي بعض اإلضافات الطفيفة: م، بحثا كتبه الدكتور علي مروة، وهو باحث لبناني يدرس1994ذلك أني قرأت سنة

في بعض جامعات نيويورك، كتب هذا البحث بمناسبة مرور خمسمائة عام على اكتشاف أمريكا على حسب دعوى الغرب، وهو في عشر صفحات باإلنجليزية.

ومضمنه: أن كريستوف كولومب لم يكن أول من اكتشف أمريكا، إنما كان المسلمون قبله منذ القرن الثامن الميالدي، ومن ضمن هذه اإلضافات التي ذكرها: نقول عن

كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، والتي تنص على عالقات بين المممالك اإلسالميةفي وسط إفريقيا وبين المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.

وكذلك نقل من رحلة كريستوف كولومب التي كتبها بعد رحلته، بعض اآلثار اإلسالمية، وبعض المعالم اإلسالمية التي شاهدها، ومن ذلك: أنه عندما اقترب إلى كوبا وجد

مسجدا مبنيا على تل من تاللها، ووصف ذلك المسجد. وهذا يدل على أنه حتى فيكتبهم – الغربيين – أنفسهم كانت هذه المسألة عندهم معروفة.

ومن المفيد في هذا البحث: أنه نقل عن حوالي ثالثين مرجعا، وتلك المراجع أغلبها كتبت في أمريكا وفي أوروبا، أغلبها وهو حوالي تسعين في المائة منها، أحدها مقال في بعض الجرائد الغربية يقول: "لست أنت أول من اكتشف أمريكا يا كولومبوس".

كما نص المقال على وجود جامعات إسالمية في أمريكا الشمالية قبل كولومب، وهذه المعلومة تجعلنا نتساءل: ما هو التراث العلمي والفقهي والتاريخي والمذهبي الذي

أنتجته تلك الجامعات، وأين هو؟. ومن ضمن المسائل المفيدة: أن العبيد وما كان من محنتهم بعد القرن الخامس عشر الميالدي، كان عندما قامت الحرب الصليبية ضد الممالك اإلسالمية في إفريقيا، وكانلوا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية من المسلمين، وهم حوالي rأغلب العبيد الذين رح

في المائة، وكان فيهم علماء، وكان فيهم شعراء. واآلن توجد عدة جمعيات تجمع84 التراث الذي وجدوه مخبأ مما كتبه هؤالء العبيد، فيه من الشعر، ومن الكتابات الدينية،وعندنا صور لبعض المخطوطات من البرازيل، وهي بالخط العربي الكوفي اإلفريقي.

وهذا المجال – وهو الحروب الصليبية األمريكية ضد المسلمين في إفريقيا – يا حبذاأن يبحث كذلك، إما ضمن الجمعية أو خارجها.

تدخل الدكتور المهدي الحلو

12

Page 13: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

أنا أضيف رأيي إلى اقتراح موالي إدريس ومن بعده، وهذا سيزيدك – الدكتور علي – شغال على شغلك، ألن هذا الذي ذكرت لنا إنما هو من الفرضيات، ألن قولك بأن

العرب اكتشفوا أمريكا قبل كريستوف كولومب بستمائة سنة )قال الدكتور علي:عفوا؛ كلمة "اكتشفوا" الغها من كالمك، أنا إنما قلت: تواجدوا(. نعم: أقصد: تواجدوا.

ولكن األعمال التي أطلبها منك حتى يكون لكالمك هوامش قوية: - فالسؤال األول: من أول من ذهب من العرب ألمريكا وكيف ذهب، ومتى ذهب؟. وكيف انتشر اإلسالم في أمريكا؟، بحيث إن كالمك اعتمد على أنه: إذا وجدنا آثارا

فذلك حجة. - كيف عندما جاء كريستوف كولومب، وجاء مع قوم من أوروبا أواخر القرن الخامس

م، وهذا هو1492عشر، كيف تمكنوا من محو هذا التواجد اإلسالمي؟، ثم اآلن وبعد السؤال الذي أعتقد أنه مهم، ألنه ال يحيلنا فقط على هذا التاريخ، إنما يحيلنا كذلك

على المستقبل، وأنا أعتقد أن المستقبل – في بعض الحاالت – أهم من الماضي، معأن معرفة التاريخ مهمة، ألنها تعتبر األساس في مستقبلنا.

والتاريخ فعال مهم، فقد ذكروا بأن هذا الرجل جاء واكتشف أمريكا – زعما – عام م، ثم جاءت الساكنة األوروبية شماال وجنوبا أواسط القرن الثامن عشر، وأنه1492

خالل قرنين من الزمان خلقت هذه القارة أقوى قوة سياسية واقتصادية استراتيجيةوعسكرية على المستوى العالمي.

كيف أننا نحن الدول اإلسالمية والعربية، وكانت عندنا اإلمكانيات، ونحن من بين م، كيف تخلينا أصال عن كل15، و8األوائل ممن ذهب إلى تلك القارة، بين القرنين

تواجد لنا في تلك المنطقة، وسمحنا ألوروبا أن تكون هي المسيطرة على العالم انطالقا من ذلك؟. وأعتقد أن هذا أكثر أهمية، حيث التاريخ يعطينا إشكالية أننا –

كعرب ومسلمين – منذ كنا من األوائل الذين اكتشفوا تلك القارة حتى أصبحنا اليومفي موقع التبعية بشكل أو بآخر لهم.

مداخلة الدكتور نجيب بن محمد الفاطمي الكتاني في الحقيقة هذا عرض شيق وقيم، الذي أقامه الدكتور سيدي علي، وأنا أشاطر الرأي

الدكتور موالي إدريس، ألن هذا الكالم – في الحقيقة – شيء ال نعرفه، وفوجئنا به، وبما أننا فوجيئنا به، إذا؛ فالغالب أن المغاربة ككل، أو الناس على الصعيد العالمي،

هم أيضا ستكون لديهم مفاجأة. إذا كانت هناك ندوة أو محاضرة في هذا الشأن. ولكن الذي أريد أن أضيفه هو: هل يمكن إذا قررنا – نحن الجمعية – أن نقوم بنشاط

علمي ونقيم محاضرة أو عدة محاضرات، أن نستدعي كاتبة هذا الكتاب )الدكتور علي: نعم، نعم(، ولو أنها كما قلتم مسنة؟. )الدكتور علي: نعم، وكذلك صاحب المقال

من الممكن أن يأتي(، نعم وذلك إلثراء هذا الموضوع، ألنها مادام أنها ألفت هذا الكتاب، إذن؛ لقد قامت ببحوثات عدة في هذا الميدان، فيمكنها أن تساعد – خاصة وأنها أوروبية وأجنبية – )الدكتور علي: نعم وهي تتكلم الفرنسية بطالقة(، نعم، إذا؛

أظن أن ما ذكروه من الممكن أن يحصل، وفكرة فتح بوابة في اإلنترنيت كذلك مهمة جدا، ألنها تجعلنا نعمم هذا الموضوع، وأن ال يبقى مقتصرا على الصعيدين الوطني أو

المحلي، ولكن يصبح له صدى عالمي مشهور، وشكرا.

13

Page 14: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

مداخلة األستاذ عبد الله الكامل بن الطيب الكتاني أشكر ابن العم الدكتور سيدي علي على هذه المسامرة الطريفة، التي أضافت إلى معلوماتنا التاريخية معلومات مهمة في ميدان ربما كنا نجهله تمام الجهل، وإن كان

لوالدكم المرحوم سيدي المنتصر – رحمه الله – منذ سنوات عديدة شغف بهذا الموضوع، وأذكر أنه كتب عنه في بعض المجالت المشرقية والمغربية، كما تحدث عن

الفتية المغرورين في مجالسه. فهذه بداية كانت تراود كثيرا من الباحثين، ومن علماء المسلمين، تعويضا عما يفقده المسلمون من مكانة في العالم اليوم. وبغض النظر عن هذا الجانب العاطفي، هناك

جانب علمي ينبغي أن يتخذ المسار العلمي الذي تتخذه جميع البحوث ابتعادا عن المسائل الصحفية ومسائل الندوات، ألن الحقائق العلمية ال تنشر بالصحافة أو

اإلنترنيت أو بالدعاية، هذه مسائل حديثة لترويج فكرة سياسية أو لبيع منتوج أو لغيرذلك.

أما المسائل العلمية }وأما ما ينفع الناس فيمكث في األرض{، الحقائق العلمية، ال يمكن أن تمحى، ال يمكن أن يمحوها ال اإلنترنيت وال أكثر من اإلنترنيت، فاإلنترنيت موجة مارة وستأتي بعد اإلنترنيت موجة أهم، واكتشافات تدهش العالم كما يتوقعه

العلماء. لنعد إلى موضوع التاريخ: هناك تاريخ حقيقي وتاريخ مفترى، وكثير من حقائق التاريخ

لم يعرفها أي أحد، فالتاريخ الذي نعرفه هو الذي يدرسه العلماء، ألن التاريخ بيد من؟، بيد السلطة، التاريخ الذي نعرفه هو التاريخ الرسمي، كم من أشياء نعيشها اليوم،

وعاصرناها وعرفناها، في سنوات قليلة، كل واحد عمره خمسون سنة، ثالثون سنة، أربعون سنة، فهناك حقائق تاريخية ال تجد لها صدى ال في الصحافة وال في الميديا وال

في اإلنترنت وال في التاريخ، ولكن الذي بقى هو التاريخ الرسمي الذي يكتبه الممولون الساهرون، الحريصون على تحويل ذلك التاريخ وإظهاره للعالم كحقائق ثابتة وحقائق

دائمة. ولذلك؛ فقضية وجود المسلمين في أمريكا ووجود غير المسلمين قبل الفراعنة كذلك،

هي مسائل لم تكن وراءها مصلحة، ولم تكن وراءهم سلطة، لم يكن وراءهم تاريخ رسمي يشجع، ولذلك يلفت النظر إلى أن قضية كريستوف كولومب ثبتت ألنه كانت وراءه سلطة، كان مموال. وهو نفسه لم يكن يعرف أنه سيكتشف أمريكا، ذهب في

مهمة سياسية رسمية لكتابة تاريخ جديد، وكتب ذلك التاريخ. ولذلك فإن بحث الدكتور لننظر كيف نريده؟، هل نريده تاريخا علميا، أو تاريخا سياسيا؟. إن كان تاريخا سياسيا فليس هذا من شأننا، لسنا بسياسيين ولسنا

بسلطويين، ال مغاربة وال أندلسيين وال إسبانيين وال غير ذلك، فمن مصلحة أصحاب التاريخ وأصحاب السلطة أن عندهم وسائل ليكتبوا هذا التاريخ، نحن إذا أردنا أن نسير

كعلماء فلنتخذ هذه الطريقة التي قامت بها هذه الدوقة اإلسبانية حيث كتبت هذا الكتاب ومولته بطريقتها الهادئة، فنحن أيضا نبحث في هذا الطريق، ونضعه في

السوق العلمية، وللعلماء أن يقرروا.

تعقيب المحاضر الدكتور علي الكتاني

14

Page 15: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

في الحقيقة أنا شخصيا اهتمامي بتاريخ الوجود اإلسالمي في القارة األميركية وغيرها، هو سند لمستقبل الوجود اإلسالمي في القارة األميركية، وأعطي بعض المعلومات

التي هي نتيجة للتقديم الذي قدمته: وذلك طبقابمخطوطة بالعربية وجدها في مكتبة بألمانيا،ذلك أن صديقا عراقيا أتاني

لما يعرفه عني من االهتمام بأمريكا واإلسالم بها، والمخطوطة تأتي في مائة وعشرين صفحة، بخط عربي مشرقي جميل، وكتبها رجل اسمه "كذا البغدادي"، الذي كان إمام

البحرية العثمانية في إصطنبول، أصله من بغداد وكان يعيش في سوريا، وعين إماما للبحرية العثمانية. هذا الرجل خرج في مهمة بحرية من إصطنبول للبصرة، وبالطبع لم

تكن وقتئذ قناة السويس، فالطريق من إصطنبول إلى البصرة بحرا، كان عليه أن يقطع من أجلها البحر األبيض المتوسط مارا بجبل طارق والمحيط األطلسي، عائدا

من طريق رأس الرجاء الصالح إلى المحيط الهندي، ثم خليج فارس أو الخليج العربي،إلى البصرة.

ولما وصلوا إلى المحيط األطلسي أرسلتهم التيارات البحرية إلى ريو ديجانيرو، في البرازيل، قال وهو يتحدث في كتابه المشوق جدا أنه خرج من الشارع للسفينة، وإذا

بأناس ينادونه: "السالم عليكم" فظنهم يستهزئون به. وفي قصة طويلة، اكتشف وجود جماعة إسالمية سرية، وقرر البقاء ثمة، فبقي عاما بينهم، مارا من بالد ألخرى، وقد

سماها، وأعطى تفصيال عن طريقة عيش هذه الجماعات اإلسالمية السرية. هذا الكتاب أعطيته إلحدى طالباتي في جامعة ابن رشد اإلسالمية في قرطبة للحصول

على اإلجازة )البكالوريوس( وترجمته من العربية لإلسبانية، وهي برتغالية، وقد.وعدتني أنها ستترجمه إلى لغتها البرتغالية

وهذا يعني أن هذا الوجود اإلسالمي بقي متواصال ولم يمح، وأنا – والحمد لله – وفقني الله، ألنني بالنسبة للمنطقة شمال البرازيل وغينيا، والتي كانت تابعة للدولة

المرابطية، والتي فيها دولتان مستقلتان من غير البرازيل، وهما: سورينام وغويانا، غوينا كانت إنجليزية، وسورينام كانت هولندية، وغويانا الفرنسية ما زالت إلى اآلن

مستعمرة فرنسية، أدخلت إلى منظمة المؤتمر اإلسالمي اثنين منهما، وترينيداد في الطريق، حيث أقنعتهم باالنضمام إلى تلك المنظمة، فسورينام ليس فيها سوى خمسة

وثالثين في المائة من المسلمين، وغويانا أدخلتها كذلك عضوا في منظمة المؤتمر اإلسالمي، وهناك احتمال دخول ثالث أو أربع دول أخرى من تلك المنطقة إلى منظمة

المؤتمر اإلسالمي. وصدر كتاب في غويانا كنت اطلعت عليه، اسمه:أحبت هذه المنطقة اإلسالم،

"، وهو يتحدث عن وجود األفارقة في أميركا قبلDeep Roots"الجذور العميقة" " والذي أحب التنويه به: أن هذا األمر هناك أناس كثر متحمسونكريستوف كولومب،

له، والدوقة نفسها مستعدة إلعطاء جناح في قصرها إلنشاء مدرسة في العالقات بيناألندلس وأمريكا الجنوبية قبل كريستوف كولومب.

والذي أريد ذكره هو: أن مشكلتنا هي مشكلة البحث العلمي، سواء في الهندسة، أو في التاريخ، فإنه ضعيف في بالدنا مع األسف الشديد، وربما السبب في ذلك هو عدم

ثقتنا في أنفسنا، فنظن صعوبة الدخول إلى مجاالت صعبة خطيرة كهذه، فيضحكعلينا الناس، أو نخطيء في آرائنا، أو غير ذلك!.

ولكن األمريكان واألوروبيين – وخاصة األمريكان – بحثوا في هذا األمر، وباستطاعتي كتابة الئحة تضم عشرين كتابا ألف في هذا الموضوع، واآلن هناك تراث في ذلك

باللغة اإلنجليزية وغيرها. فلماذا ال نكتب نحن العرب؟. ال أدري، ال أدري!!..

15

Page 16: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

عندنا في تراثنا إشارات عديدة، ذكرت بعضها في كلمتي هذه، في "مروج الذهب"،غنا طلبة للبحث في هذا التراث سيجدونه، ألنعند الشريف اإلدريسي... rإلخ، وإذا فر

الكثير من المحالت التي نقرأ أنها في إفريقيا ليست في إفريقيا بل هي في أمريكا في الحقيقة، فلم يكن اسمها أمريكا، الجميع كان يدعى إفريقيا، ألن المؤرخين

والجغرافيين قديما لم يكونوا يقسمون العالم إلى قارات بل إلى مناخات، ولذلكيمكن أن نحسب أمريكا الجنوبية على إفريقيا.

فأنا يسعدني - كما ذكرتم - إقامة ندوة في هذا األمر، وقد فكرت في ذلك: أن نقيم مؤتمرا دوليا وال نأتي بهذين الباحثين فقط، دوقة مدينة سيدونيا وعبد الحكيم كويك،

بل نأتي بالعشرات من المختصين في هذا المجال، ومعظمهم – مع األسف الشديد – ليسوا عربا وال مسلمين، ولكن عندهم الجرأة العلمية والكفاءة ليقولوا ما يعرفونه

حقيقة، ال يهم ما يكون دينهم، ولو وجدنا من يمول هذا المؤتمر فبكل فرح. أنا كل ما يهمني في هذا األمر شخصيا، وأقصد بشخصيا كل عربي ومسلم يهمه

إشعاع أمته: النقطة األولى: يجب أن نعرف تاريخنا حقيقة، كيف نحن المغاربة ال نعرف أن دولتنا المرابطية نصفها كان في إفريقيا وأوروبا، والنصف اآلخر كان في أمريكا وال علم لنا به؟!. حتى أحتاج أن تأتيني دوقة اإلسبان وتعطيني الوثائق مبرهنة على وجود الدولة

المرابطية هناك في غويانا. وأنا متأكد تأكدا كامال أن ذلك موجود في وثائقنا غير أننا لم نعرف قراءتها، ألن وصولنا إلى ذلك التاريخ كأننا نحل اللغة الهيروكليفية، فيجب أن

تفهم، فربما تظن أنه يتحدث عن السودان وهو في ذلك الوقت يتحدث عن أمريكا!. وبالمثال؛ في وثيقة: "جاء إلى مدينتين فوق الجبال: واحدة اسمها سال، واألخرى:

الرباط، على بعد خمسمائة كلم"، فالبديهة أن هذه ليست الرباط وسال التي نعرفها، إنما بديهة أنها محل آخر. فالقاريء يجب أن يقرأ بوعي، فهو يتحدث عن سال والرباط

التين في البرازيل واللتين أسسهما أولئك، فربما تكون كثير من القصص المكتوبة بهذه الطريقة، نظنها تتحدث عن مناطق معينة وليس األمر كذلك. وإذا وقعنا على

تناقض قلنا: هذا إنما خبط. ال؛ ال تقل: إنه خبط، بل فتش عن سبب االختالف. فيجبأن يكون عندنا الوعي العلمي عند قراءة تاريخنا.

النقطة الثانية: وهي فظيعة ومرعبة عند رؤيتها، ذلك أنه ال يمكن القضاء على شعب من الشعوب. أنا عندما أرى أبراهام لينكولن انتقم لألندلس باسم تحرير السود في�شف بعد – أندلسي، هذا شيء مرعب، إذن؛ ال يمكن أن أميركا ألن أصله – فيما اكت�قتل أمة من األمم، وكذلك هذا الوجود بالرغم من أنه لم يبق منه سوى بقايا، فإنه ت كذلك الرماد الذي يحيى. وبرهان ذلك: أنني أنا شخصيا صليت وراء إمام من الهنود الحمر في غويانا، ربما هذا من ساللتهم، ربما هؤالء الشباب الذين يذهبون ألمريكا

الوسطى إلى تلك القبيلة يدخلون أهلها لإلسالم، ألنه من السهولة إدخالهم لإلسالم.. "، فيNew Zeelandفأنا شخصيا كنت في منطقة أخرى، وذلك في زيالندا الجديدة "

المحيط الهادي، وتعمدت أن ألتقي بزعماء "الماورين" الكبار وشيوخهم، وهم - "الماوري" - سكان نيوزيلندا األصليون، وقلت لهم: "عدوا المسلمين المتواجدين هنا ضيوفكم، وليسوا ضيوف ضيوف األوروبيين البيض، هم ضيوفكم، فقط لونهم أبيض، ولكنهم مسلمون"، وأنشأنا عالقة بينهم, والشاهد عندنا: أن زعيمهم قال لي: "الذي

نعتقده هو أن أصلنا من المشرق"، بل فهمت منه أنه يريد القول بأن أصلهم من بالدعربية.

16

Page 17: الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب

صحيح هذا أو ليس بصحيح، المهم أنه ممكن إنشاء عالقات والبناء عليها بخصوص نشر اإلسالم بينهم، نحن مقصرون تقصيرا شديدا، وأقول: "نحن" أي: المسلمين، عندنا إمكانيات كبيرة لربط العالقات مع شعوب األرض، سواء أوروبا أو أمريكا أو غيرها،

خاصة الشعوب األصلية، بيد أننا معرضون عن ذلك.rون": نحب أن نؤذى ونضطهد، ثم نبكي، ونقول: "هؤالء آذونا"، فعال؛ نحن "مازوشي

سواء اليهود أو النصارى أو غيرهم، ونحن في إمكاننا أن نقلب الدنيا إذا أردنا، فقطبالتي هي أحسن.

فاآلن – مثال – اإلمكانية التي عند هذه الدوقة ليست عند الحكومات المغربية كلها، عندها إمكانية، وهي مستعدة لبذل مالها وبيتها وكل شيء، ولكن لماذا؟. ألنها تنتمي

إلينا، تنتمي إلينا، تشعر بأن أصلها مسلم، وعندها وثائق، وعندها إمكانية، وعندهاحرية. ومثلها كثير في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا.

فلو أنشأنا جمعية للدراسات التاريخية األمريكية األوروبية، أو أي شيء بهذا المعنى؛ ياما يمكن أن نفعله وننتجه، ولكن تبقى المشكلة دائما هي: من أين التمويل؟.

نحن الدول النامية – مع األسف الشديد – ونحن من المغطوسين فيها، ال نعطي قيمة للبحث، وال نموله، دول أخرى تعطي قيمة للبحث واحدا في المائة من مدخولها للبحث

، فنعم ما فعلنا. ليس عندنا 10-6*1العلمي، أو ثالثة في المائة، أما نحن؛ فإذا أعطينا بحث علمي ال في الفيزياء وال في الكيمياء، وال في التاريخ، وال في الجغرافيا، وال في

أي شيء... أما بالنسبة للمغرب كمغرب؛ فنحن يجب أن نعرف جذورنا وتاريخنا، ال نعرف ذلك

جيدا، وتوجد مجاالت كثيرة للبحث فيه، وأعيد وأكرر: يجب أن نقرأ كتبنا القديمة بعيون جديدة، لنجيد فهمها، ألننا إذا لم نفهمها؛ لم نستفد شيئا، وبالتأكيد يمكن أن نجد معلومات كثيرة جديدة أكثر من هذه المعلومات. وأنا إنما أتطفل ألنني مهندس

كهربائي، فأنا فضولي فقط، ها. ها. ها.

انتهت

17