الحكم للميدان

شعر

أحمد رساج

لضم اإلبر

قصص محمد إس�عيل جاد

2012

الحكم للميدان

شعر

أحمد رساج

الطبعة الثانية: 2012

رقم اإليداع: 2012/21710

الرتقيم الدوىل: 978-977-6405-32-5

دار األدهم للنرش والتوزيع12 شارع صفية زغلول- متفرع من شارع قرص العينى،

القاهرة، مرصت: 01023486228 - 01150288741 - 01227341893

e mail: daladham@yahoo.com دار األدهم للنرش والتوزيع

املدير العام: فـارس خضـر

املدير الفنى: هنـد سمـري

املخرج املنفذ: حسام عنرت

اإلهداء...

إىل ثورة يناير اجمليدةإىل روح شهدائها

إىل عبق كرامتها الذي غمر العاملإىل ميدان التحرير والعزة والكرامة

5

حالة تحرير

6

7

الدعوة عامةة املرسح عن صعود الأبطال اإىل منص

8

9

مال احلضور عىل احلضور:�أيعاد عرض الأمس �أم عرض جديد؟

هس احلضور اإىل احلضور:وهللا ال �أدري رمبا...

رد احلضور عىل احلضور:عت وال تذع لكن س

�أن املمثل يعتل..جنم قدير قد يرث

ضك احلضور علهيام:هل تعرفون...

�ألج املسارح لك يومنفس املمثل واملؤلف واحلضور؟

ر احلضور من احلضور: سفمل اجمليء؟

دمع احلضور:دوري �أيجء..

ين لكن حلما هزامء ستسستجيب �أن الس

دوري احلضور...........

10

ع السكونظهر املمثل دافعا

طفال وقال: املعجزة..ق واحلضور معه املؤلف واملنس

نظر احلضور اإىل احلضور:�أين احلضور؟!

مل ن�أت اإال يك نرى جنما حقيقيا فام هذا الأفول؟

مل املؤلف دوره:�أين املمثل فهيام؟

�أيكون هذا الغر �أم رمز اذلبول؟زام احلضور

ا متقنا رصخ احلضور: نريد نصمل يكتث �أحد؛..

ما بني رلك ال�سيخ يف ن:ال تقلل م�هدي �أبدا؛.. �أذن امللق

ما زلت جنام مفعماما بني جر الغر يف جيش محيط: جاء اإرث زاحفا؛

ف�أان املمثل والنصوص

11

هاج احلضورصعد احلضور دفع املمثل عنوة

ر الودل ادلممي وتبخمكل احلضور

ه فتسابق الكورال يرسق ودثبت احلضور مع احلضور

عىل املنصة يرجتل:قد عاد نصقد عاد جنمي

وليبد�أ العرض اجلديد

12

13

أشالء هامان عن سقوط الباستيل املرصي

14

15

سري وخطريرسي وخطري

�أن تفتح صندوقا مخبوءا ملعون�أن ترس ذئبا مجروحا مذعور

رسي وخطري�أن تجب �أخفاخ

ادين اسني القو اصني العس البص�أفراخ النور

�أن يل احلمك الفرد الرعب/ اجلوع/ الزيف/احلمل املقهور

خرس �أن ينصت شعب للأويقبل رجل الأبرص

يف شغف وحبوررسي وخطري

يخ فذلته �أن ينس شسسقطت يف اجلب املسحور

�أن ي�هد منتك مكسور العينني �أنالرب جتىل يف الودل امللهم يك

يصبح رازقنا امل�كور – �أدام هللا سسنني املليك -

16

�أن الغرق/ اذلحب/ ال�لل/ الغصب/ الرمجمن ثلل السلطان املربوك شهادة�أن اخلوف/النوح املكتوم عبادة

�أن العدو خلف حذاء السسيدة الأوىلحج مربور بإذن السلطان القادر املقدور

رسي وخطريطللية

قف عىل �أطالل الغريجل زانزهنا

مل اإىل غرف التحقيق انزلحذرا ملعاقل تعذيب فهيا ما ال عني ستى

ال وال �أذن ال وال خطرت بوساوس عفريت

ملهم من �أبلسة لتى الوطن املصهور

قرابني مهزل لتعارص كيف تصاغ

مالحم ظاهران والسريابك �أشالء من

17

لن تدري من؟�أو لمن؟

ارها واربع عند �أقباء مطبقات معحللوا �أو �أذيبوا وامنح رواحئها

حبك احملفوظ - كأرسار طفل -ما بني مه وغ

ستى ما لن يكق؟ من يصد

فابك وابكوابك

نن ال نبك �أايمك اي صاحبة الطلل

ما ر�أينا غري التقطيع والتذبيحومحو الأمل

ل نن نن؟!ان ام وتر هز اإن

جفرى رمغنا دمع مل يعكر �أعراس عيد احلملمثلام ستغرد �أم العروس

18

ودمعتا يف الوجه عىل الفرح الفم

خارت دول شادت نفسهاش وادلم اكخلفافيش بلنتت �أقدامك اي شهيد

اإليك سسنفوهبا ال هنمت

اعرتاف باملوتمت يف مت اي زنزانة

ميان اي لالإالقرب كذل لكين يح

ما �أدراك؟حقا ما �أدراين؟

فلعل اإذ مه القلب- يف حلظة طيش مخبول-

�أن يذكر سلطاين�أبلغ رشاين عن رشاين

فانسحبت �أوردت من عصياين

نصح الكبد املوتور خبلع فوري�أوص ببيان:

19

اإن اخلارج مدسوس يطان من قبل ال�س

ينا �أن �أجندته قد ثبت دل

ل عدواين معم �أربعة الأطراف وتقد

ووقع وفد الأمعاءنساين من�ورا اإ

فتوفاين �أمر نوراينمت يف مت اي جبانة

ميان اي لالإ

20

21

موقعة اجلملبني �أنبل النبالء و�أحط الأوغاد تودل الروح

22

23

)1(ال بد من مجل لينترص االإمام

الزيف اكلزيف ضبابهواخلوف اكخلوف ظالمه

واجلرح اكجلرح نزيفهواحلق اكحلق حنيننا

ال بد من مجل لينترص االإمام)2(من عمل الطفل امجليل رصاخه؟

�ألأن جوعا يقرص الأح�اء مجرا حارقا

ع؟ و�أمامه الثدي الطهور موزمن عمل املرصي

ا، �أن يلقى املنية بسوهو الصبور عىل الأذى من �ألف �ألف �أو يزيد؟

�ألأن عري بناته بلغ املدى؟

�ألأن قهر فؤاده حسق الغدا؟

ية تسلسل داره؟ �ألأن حاشس

بيت العناكب حاطنا

رشقا وغرب والفرائس تلتوي

�أملا ونزفا

ال بد من مجل لينترص االإمام)3(

ك مر من معر البالد بالء؛

فاجلوع والقهر هام الأحياء

الآن تزع �أننا بدع و�أنك

عاشق لتاهبا بناء؟!

�أرسلت غازك

والرصاص ميينه وشامهل

بق وذبت يف شس

زهور الفجر ترجو و�أدها

فاتتك رصخة عاشق

غصبوا حبيبة معره

فاتتك دعوة عابد

حرقوا مصاحف قلبه

ال بد من مجل لينترص االإمام

25

)3(مل يبق غريك اي مجل

لك اجلحافل �أسقطتوذئاب �أمنك فللت

مل يبق غريك اي مجل ا كعالمة كربى عىل وجه الزمان واإهنها: – لو دققت – م�أساة تعاد بنص

امحل مقيص قتيل غدركزت اذرف دموعا ج

وارصخ ب�أرض هللا ترجو الانتقامامجع رجال لكهم:

الراقصون الناهبون عىل الميني، امل العازفون الناه�ون كجوقة: عىل ال�

اإن العدا فوق الثغوراإن االإمام مخادع وجنوده:

حبش ومعقها العلوج ك الت مفمينة من روم قلبا فرس �أراتل وصقالب وصهيون... مهال..! قائد الكورال،

لك قبائل ادلنيا تروم قتالمك؟!ال بد من مجل لينترص االإمام

26

)4(رفعوا املصاحف والأانجيل

فتحوا املطابق والزانزينوجتمع اخلطباء يتطبون:

عد اي �أمريفر اجلليل هذا الكم هللا يف الس

ور�أيت يف وجه الصباح بيارق التحكمي...!لكن شيئا مل يكن:

�أن اخلوارج مل يكونوا بيننا، �أن مل يعد

غري القصاص وغري ملحمة ال�هيد احليتتلو انرها:

ال بد من نرص واإن طال املقامالم ال بد من جفر واإن ع الظ

ال بد من مجل لينترص االإمام)4(

مل تبق صفنيمل تبق خدعة

مل يبق غريك اي رحيلويكون نرصك اي كنانة

ال بد من مجل لينترص االإمام

27

يناير العظيم هنا ال يعيد التارخي نفسه

28

29

)1968( حارب؛ فبنتك تتم

طهر جراحك بل�هيدل شهيدك بلعبور

لكوارفع سالحك للسالح

اي �أهيا املك من زمن الرسالذي يميين

ان؟ �أين بيعة عزاي �أهيا الثوري من سفر النضال

تعبت �أم هزمتك - اي �أمل -اجليوش مبكرها؟!

فلتنتفض يك ينت�ي جبل الأاكذيب اللعني

حارب)1972(

حىت مىت اي سسيد الغليونتبعد انران

وتبيت سيناء القريبة بعد�أفالك احملال

وتنئ قدس القلب يف جسن

30

اخلرافة والهواناي �أهيا املرصي ال تنس القتال

ارفع ساليح اي �أخال سمل يف قلب لهم لكتائب

يطان تقتل خلها قبل العدا ال�سقاتل عدو النيل والأقص وبغداد

قاتلقاتل

)2011(خادع وورث واسستعدست اجلبابرة الكئيب

اكتب عىل اجلدران �أنك خادل�أنت االإهل �أبو االإهل

اطرد بنهيا للعراءواجعل بالد الغري ت�ألك معرمه

وامنح بطون البحر خري حلومهمهادن عداها واستح

يف قرصك العايل البعيدقد مات شعب �أنت حامكه الرشسيد

ما بني اإغراق واإمراض واإحباط

31

سار القطار يدوس �أعناق البالد، مىض القطار يدوس القضبان �أحالم العباد يكرس

خرج القطارخرج القطارسقط القطارسقط النظام

32

33

هنا القاهرة لها شغف بلعجائب

34

)1(شهيد وتلحق طروادة الصامدة

حريق وتسسبق رومالها �أن تكون الفريدة والقادرة

هنا القاهرةمدينتنا الصابرة

مدينتنا الساحرة)2(

لها شغف بلعجائب؛ثالثون عاما خريفا وراء خريف

وفرعون يمنو ويمنوففي لك دار شرب

عىل لك

بثويف لك

نربعىل لك

كأن البالد سواه خواءيقول احلكمي: دعوه

سسي�أت �أوان احلصاد دعوهر�أيت مناجلها يف القلوب

دعوه

35

فضم الغالل بوقتونر الفساد بوقت

واإن لها شغفا بلعجائب)3(

تقول العجوزسريجع وج�ي مجيال

سريجع شعري طويالف�أدفن وج�ي

وحني يئي اذلي �أرسلته القرىوحني يئي اذلي �أطلقته ال�وارع

�أراها العروس الصبية لها شغف بلعجائب

37

احلكم للميدان عودوا اإىل امليدان

38

39

عودي اإىل امليدان

لك الوجوه �أانلك القلوب �أانلك احلقول هنا

لك اجلوامع والكنائس... هنالك الالكم هنا

ولتنظري...�أي الرجال �أو النساء �أان

عودي اإىل امليدانيف وحمك فهناك سس

وهناك انر وعملاجملد للميداناجملد للميدان

.............قالوا ب�أنك بكية

قالوا ب�أين طائش مخدوع�أو خائن مدسوس

�أو قاتل م�أجور

1

2

و�أقول: ال تبك عل�أنت احلبيبة وال�هيدة واحلياة

و�أان الرضيع عىل يديك يريد ماءك للحياة

قويل لنفسك ال سواها ال سواك:اإان هنا يك ن�سنق الطغياناإان هنا يك نقرع الأجراس

مرص اليت يف خاطر الأحالم تمنو وردة

بلروح تسقى بحلنني الصادق الألوانمرص اليت يف سالف

الأزمان تنجو حرةهنا مل تتفر فكأ

قربا لها وكأنه ما اكنعودي اإىل امليدان

نني للسسيف حني انطوى صرب السسللموت حني انت�ى وجع الأنني

املوت للطغياناجملد للميدان

41

عودي اإىل امليدان

ي يديك الطاهرة مدر وخذي هبا: حجرا تسط

يف حناايه توارخي الأبةودما كأن حلوهل

– لطزاجة ومالحة وطهارة – مكل يزنل بللهب

وضعي دموعك فهيامفاإذا �أان

حصن املقاومة العصواإذا �أان

اتج ال�هادة والوالدة والغضب�أان الغضب

مل يبق يل غري احملبة والغضبغري احلنني اإىل اللهب

عودي اإىل امليدان

عودي اإىل امليدانال احلصن يمي، ال اخلديعة،

ال النداء املر:

3

4

42

عام قليل اإن الطاإن اجملاعة قادمة

اإن العدا فهيم نرىال للالكب عىل املناورواغيت ال للقرابني الط

ال لصنائع السلطان ت�وىال شء يدينا سوى امليدان

اجملد للميداناجملد للميدان

عودي اإىل امليدان

عودي اإىل امليدانزمعوا ب�أن عداك فينا فانظري

�أين العدا؟من للعدا لو يسقط السلطان؟!من للعدا لو يسقط السلطان؟!

عودي اإىل امليدان

عودي اإىل امليداناحلق فيه اكحلقيقة؛

فالكهام يسعى لأمر واحد

5

6

43

والكهام مر شه�ي حارق حاذق والكهام ترك الالكم عىل املنابر والهواتف

والكهام ترك اخلوارللم انر ليس يطفئا احلواررب ليس يلهيه احلوار للثار اإ

فلتحلوافلتحلوااإان هنا

يف ثورة امليداناإان هنا

يف رصخة/ يف بسمة/ يف هسة/يف دمعة/ يف غنوة

وسن�سنق الطغياناحلمك للميداناجملد للميداناجملد للميدان

عودوا اإىل امليدان عودوا اإىل امليدان

44

45

امليدان حترير لأن صوت مل يزل صوت

46

47

)1(

... ولأن صوت مل يزل صوت

ولأن صوت مل يكن صوتك

يفه ويدي طاهراتن من ذهب املعز وسس

ويدي عامراتن من كزن احلقيقة

ف�أان سسيوف يف حصون من �أمل

ماء الراوية و�أان ادل

و�أان اجلراح ال�افية

و�أان الأغاين والأماين الطاهرة

ميداننا ترير

)2(

ولأن قلب مل يزل قلب

ودماي همر لليت خلق الفؤاد هوى لها

ن زاد لها النبض اإ

ن قل لها النبض اإ

ن ظل لها النبض اإ

ن طل لها النبض اإ

ميداننا ترير

)3(

ولأن حلمي مل يزل حلمي؛

رؤايي ظافرة ترفرف يف املدى:

السجن للسجان

واملوت للطغيان

واجلدب للسلطان

اإين �أرى: نرصا قادما

اإين �أرى: فتحا ظاهرا

يفي معي؛ وغناي دسستور، اإين �أرى: سس

وخطوي ملحمة

مس تسجد والقمر ين �أرى: ال� اإ

ين �أرى، اإ

ين �أرى اإ

اي اإخوت: هذي يدي

نا، وبسسيفنا، وبصوتنا حيق بف�أسس فلرندم اجلب الس

ودعاؤان:

ميداننا ترير

49

)4( ولأن حلمي مل يزل حلمي؛

راايتنا راية�أحالمنا غاية

ميداننا هو شاهد القربميداننا هو شاهد احلمل

ميداننا ترير)5(

ولأن جريح مل يزل نزفافدمي دمي

ولأن رسك مل يزل وسكولأن قلبك مل يزل لقبك

فرساننا ال�هداء، شهداؤان الثوار، ث��واران الأبناء، �أبناؤان الفرسان، ميداننا امليدان، ميداننا التحرير

50

51

طرديةياد، كيف تفر؟! اي �أهيا الص

52

53

... وتزلزل الصياد يرقب خطوان

ذا مل التجرب من وراء دروعه حىت اإ

ذا �ألقى رصاص اخلوف واخلذالن حىت اإرفضت قنابهل التفجر والتقت برصاصه

واخض من وجع الفرار خيالنا:...

اي �أهيا الصياد، كيف تفر؟!اي �أهيا الصياد، ما ل خائفا؟!

معك الرصاص معك القنابل

معك الكتائب واجلحافلومعي �أخ

ومعي جرايح انزفةاي �أهيا الصياد، �ألقيت ال�سباك

برفة و�أان الفريسة والطعام �أان الرضوخ بال حدود

ليل من اجلدود اإىل اجلدود �أان اذل

54

اي �أهيا الصياد، كيف تفر؟!�أر�أيت موت لعنة؟!

د نفسها؟! د �أر�أيت رويح لك قنبةل جت�أر�أيت �أنفاس تيل الغاز مساك طيبا؟!

�أر�أيتين �أجنو و�أمنو قاهرا؛فالرصاص وريدان،

وهتافنا الرشاينوارع لحمنا هذي ال�

العاري ونن داثرهااي �أهيا الصياد ال ترتد؟

ن؟ ج واملدج �أين املصفح واملرو�أين املرافع واخملادع واخملاتل؟

زوار قتل الفجر �أين؟ الطبال �أين؟الهوال �أين؟ الهوان �أين؟قارون �أين؟هامان �أين؟فرعون �أين؟

55

زمن األساطري ور�أيت ال�هداء

56

57

يكيف الأساطري املهجورة:

تنني خرايف يطلب لك عام فتاة يلعق، يغصب،

يبس، ينب اثنية... يطلب...حىت اكن ودل مغمور

يف املسحور بلسسور�أينا

يف امليدان:الأبناء الفقراء الأمراء املالك الأجراء صفوفا

ور�أينا التننيجبار ثالثني

حراق مالينيزراع رساطني

ينفث نرياان ومالعني ور�أيت الفتيان يتقون فينتفضون �ألوفا

ور�أيت �أمريتنا احللوة حلوة

58

تنجو من يد السجان تلهو مبسوخ التنني و�أبناه

وتطبب بلبسامت نني جراح عاف سس

عالة تسقط ور�أيت السيف رشك الأحرار

ور�أيت الغيالن تقفز صارخةمن قنبةل الغاز اإذ نلقاها تتبعها رصخات اجلرح

تسجنا �أفئدة الثلكى يف اجلب اخملتومور�أيت التنني

م�أسورا مدحوريبك جربوت ثالثني

ور�أيت ال�هداءبلسسيف املسحور

والوعد املنثوروالقلب املنصورور�أيت ال�هداءور�أيت ال�هداء

59

فرسان الساحات اخلالية اإىل لصوص الثورة

60

61

)1( قل ما ت�اء مىت ت�اء ملن ت�اء،

وانسب لصوتك �أنه الهادي

د للنجاء ر واحملد راحمل

ع علهيم يف الفضاء الرحب وز

آالء اذلاكء �

ن لكن بربك ال ت

شعبا كغرس الأرض

بكرا ال تقل:

اإما النجاة عىل يدي �أو الهالك

رحل الطغاة ولن يكون

ملرصان فرعوهنا املنسوج

يف رحم السامء

دار الزمان ولن يعود

واغيت انت�ى ة العرش الط لسد

عرص املذاحب والقرابني انت�ى

عرص العبادة والسسيادة والرايء

ما عاد عرش للمليك الفرد

يف زمن امجلاهري الأساطري

62

فاخت لنفسك ساحة �أخرىوامحل نصاحئك السديدةوادفن دفاترك الرشسيدة

عب يدرك �أنه ال�صنع النجاة بصدره

فعالم ترف بلهراء؟)2(

هذي مجوع احلمل قد خلقت هواهاوالكون يرشف عطرها

يرجو رضاها�أتظن نفسك قادرا

�أن ي�هد ال�هداء �أنك درعهم�أنت اذلي فر ابتداء؟!�أنت اذلي كر انتاء؟!

)3(اي سسيد الأقوال قف

قرب ال�هيد اإمامهجرح املقاوم حقه

م ليس يرسق صربه �أو شهدهوباكء �أ

مل يرشب الغاز املسسيل للحنني

63

تدافعا،

مل تؤخذ الطلقات يف وهل الأحبة

يك جتيء

عىل حصان من ذهب

ماذا معك

ها؟غري الالكم عىل املنابر لك

)4(

مل يرحل ال�هداء بعد

مل يقتل الفرسان بعد

ان وس خيار مل ت�ألك احلرب الض

ما زال فينا شاهد �أن ادلماء تدفقت

ونراك يف ال�اشات تلهث داعيا:

ها قد وصلنا فارجعوا

فهم احلامة ونفذوا

فعىل احلدود جتمعوا

ما زال يف اجلنب اجلرحي عالمة؛

قبل من الأسفلت عند عناقه

�أو طلقة مرت جبنب عندما

ا زحفت جامل اللص تنقذ رهب

)5(مل يزنل ال�هداء يك ها يرث احلقيقة ضد

واذكر لنفسك قولها: هذا التقي حبيبنا

ة ل الهموم هبم شهد املعارك لكها، مح

ة معرها و�أزاح مغالآن صار - كام تقول برقة -:

قي عدوان هذا ال�خذل املواطن لكها، جعل الهموم دايران

و�أراد محوك حلمنااإان نراك صب�أت

)6(حاور وانور والتحم

والبس هالهيل املناضل واحتدمد مع الثوار �أنغام العزمية وانسجم رد

ارجع لقرصك اتراك حبات �أعيننا هنا

تروي عىل الأسفلت كيف سسينت�ي غاة بعمرها جيش الط

65

د خ ثيابك بلعطور متد مضلك ما ت�اء و�أطلق الرميوت يبحث

الهثا عن صورة ل �أو لقاء

اي �أهيا الثوري من زمن النخاسة

حراسمك حراسه

�أسسيادك جالسه

الآن صار غرميمك، حضانة الفريوس

يطان تتىل مرة واهب �أمنه ملراس ال�س

تؤذي مقاصد رشعمك؟!

ن واستح

ر للثائر املرصي راحئة تكر

غازمه وفرارمه وركوعهم

بندائه

و�أنينه

ودمائه

وده وص

تقص رواحئ زيفمك

فاإذا يه امليدان

راحئة يه املزيان

66

)6(وقيادة الأوطان غري قيادة

اكت قلت و�أنت قلت: الرشى واحلبيب هو املفد

هم وز يف فقه الأمئة لك �أي

رشك وتوحيد؟ياسة غدرها �ألأن يف عرف السس�أن ترفع الأيدي لضم فيه طعن

غادر يعلوه تنديد وشبوقيادة الأوطان غريقيادة الرشاكت خري

فامسح بوجك نعلهمواجلس بذل بينمفقيادة الأحرار غري

)7(الك يف كفر احلقيقة واحد:

من بع شربامن بع غازامن بع حلام

من بع صوت

67

ميك البس بلوفرك السىل رسول ادليكتاتور اخمللوع اإ

68

69

ميك البس بلوفرك الساصنع ب�اشة بس محبوب

مة ادلخول احفظ مقدوارس عىل وجه القناع

هدوء شسيخ صابر وحنون�أنعش حضورك بالإشارةوالعبارة وادلعابة والهجوم

بلغ كثريا يف الوعودن قليال بلوعيد بط

�أبق البالء مع الوالء ئب تفري اترك جامل اذل

لحمنا ولتصطنع منع الباكء ال تعتذر

عن دورك املرسوم يف جحر الثعالبعن صتك املوزونعن رسك املفضوح

قد اكن دورا وانت�ى؛فر�أيت نفسك مقنعا

ور�أت بصائران القناعال تعتذر

70

قد اكن دورا وانت�ى؛اإذ غامر املكل احملارص بلوزير مموها

لتطيح خيل بلبيادق اإذ تسى النرص مقتب وبراقا؛ فضح

�أوال بلفيل �أردف قلعةوهنا تاموت واضعا

اإايك يف ظهر اخلصومقد اكن دورا وانت�ى؛

فهنا تامسك دافعااإايك يف قلب الهجوم

ال�اه مات فمن سستحميال تعتف

�أخدعت �أم ك�فتكياسة - نقةل - اي س السسفهيا البيادق حرة تلهو

بالعبك الرئيساي �أهيا املبعوث من قرص الرئيس

خلع الرئيسفاخلع قناعك واصطحب

عهد اخلداع

71

ميك واحفظ بلوفرك السآت ف�ستاؤك �

والربد يف املنفى صقيعوخريفمك دان

واجلوع يف املنفى عيب ميك البس بلوفرك السميك البس بلوفرك الس

البسالبس

73

لك اخليار النصائح الأخرية مللوك الرماد

74

75

)1(ول اخليار اجلوهري - عىل احلقيقة -

ليس لغري الهروب فكل

�أن ترب الآن انت�ىدور البطول مل يعد شء يقال؛

ال تبك من ذبت يداك،ال ت�ك من حضنت ربك

�أنت اذلي سلمت قلب للظالم زرعت يف حرص طيور

الغدر تنش عرضنا؛يفي للعدا؟ من بع سسمن صار حصنا للئام؟

من جاب يف طول البالد وعرضهاد الأطهار يمي اللصوص يرش

من ظل يزرع �أرضنا رسطانه اجمللوب من بل السالم!

من ظل يزرع شعبنااإرهابه املسستل من خوف الالكم!

فكل اخليار اجلوهري - عىل احلقيقة -

76

ليس لغري الهروب فكل

)2(امحل مصائبك اجلليةل وانرصف

امحل زمانك وانرصفامحل رجال وانرصفاخرج بال سبب سواه

�أعد الطفول والرجول والكرامةالالفتات... الالفتات... الالفتات...

الالفتات تدك قلعتك احلصينة،الالفتات تزيل صورتك الكبرية،الالفتات تزحي نظرتك العجيبة،

الالفتات تميت بسمتك اللعينة،تدنو من القرص املنيف، زئريها:

شعب يريدك خارجامن بره/ من بره/ من هسه املكبوت

فاخرج كأنك مل تكنوكأنك ادلاء اخلبيث بصدرها

ودم ال�هيد دواؤها املوصوفيف بب الأنني

77

فصل الثالثني املريرةفكل اخليار اجلوهري - عىل احلقيقة -

ليس لغري الهروب فكل

)3(لف العنيد ما زلت اي فرعون يف الص

وعصاه ت�ألك حسرك والكممك ورصاصمكقرانؤك استبقوا الركوع ببابه

الربوع تصنواوتسايل الأبرار من لك

بملوت واحتضنوا الثاكىل يف خ�وع: ال نريد سوى الرحيل لخاطر

ال�هداء واجلرح و�أبناء الندىفبحقهم وبق �أانت املدى

ارحل طريدا بدلعاءارحل ذليال بلنداء؛عب هيدر ماحيا ال�

: ال نريد سوى الرحيل نوات ذل سسفكل اخليار اجلوهري - عىل احلقيقة -

ليس لغري الهروب فكل

78

79

املاء واجلراد اصدوا

80

81

)1(

نك مل تقل قل مرة �أخرى لأ

اي �أهيا الأخض،

اإما شعوب الأرض ال

تفقه الكما معجام

آلهة تراها من عند �

يف جتليك املداوم هامئا؛

فتى الزحام خالء

وترى النداء هراء

وترى امجلوع ساكرى

يك مخازن ال�عب اجلديد ا دل اإم

بضغطة

د مجدك ادلامي د سرنى طالئعها جت

ق حني تصمت، حني تنس تصف

وحيك الكوين...!

اي مال الأرسار قل

اي صاحب الأخبار قل

قل: �أين شعبك؟ �أين؟

قل: �أين وحيك؟ �أين؟

82

)2( �أان من رعيت ومن زرعت

ومن صنعت �أان البالد

�أان العباد �أان �أان

اي �أهيا اجلرذان اإين دامئ

يعة مثل احلقيقة والرش

مثل الرجول والأنوثة

فلتحلوا من �أرض �أبنائ

الكرام الطائعني الطاهرين

ولتخرجوا من جنيت

الكربى اليت خلقت يداي )3(

اي �أهيا الثوار،

اية فاصدوا لمك البداية والن

مير هذا الأخض امللعون سس

موا من نسل اجلراد فصم

من صربك فلاك ييط وال ياط

ومن دم ال�هداء طوفاان عصيا قاهرا

ملحمة فتاها عوا من لك وجتم

83

لمك البالد وما سواك ال يرىفلتصمدوا

ولتصمدوا، ولتصمدوا)4(

الكتبالأخض امللعون يف لك

�أر�أيت مثكل يف اجلنون �أر�أيت مثل يف الغضب

�أر�أيت مثكل يف اجلحور�أر�أيت مثل يف ال�هب

جري ومالنا ادفع سالحك للأوجلحرك اجملهول فر

وحلصنك املذعور فر

ن�أت ان سس اإ

ن�أت ان سس اإ

84

85

نشيد األحرار يف مدحي من يسستحق املدحي

87

ال����ك����ون ي�����ه��د واخل���ل���ي���ق���ة ت��ب��ر

���ب���اب وي��ق��ه��ر ���مل ي�����ن ل���ل����س ال���ظ

وادلم����ا بالإرادة ال��ق��ي��ام��ة ص���اغ���وا

يسعر واجل����ح����مي ب���ع���ث ف��������الآن

م���غ���ل���ل: ج���ن���وه وم����ا ال���ط���غ���اة ذل

ق����ت����ل وت�����ري�����ب وع����ه����ر ي���ه���ر

اجل��ن ح�����رم ك ال����ف����ردوس ج���ن���ة اي

ر تتخط وال����ع����دا �أرض�������ك �أب����ن����اء م���سس���ت���ذل بغ اكن ن اإ ل��ن��ا ح����ق

ه احل��������مت امل�����ه�����ني ال������اكرس ه���������د

م���رسع���ا �أق���ب���ل ال����ت����ارخي اي اكت�����ب

واف����ت����ح ك���ت���اب���ك ف���ال���زم���ان ي��غ��ري

م�����رص ال����يت ب�����د�أ ال����زم����ان م������داره

يتعرث خ�����ط�����وه،... ي����راق����ب ف��هي��ا

���ب���اب���ه وت����أل���ق���ت ع������ادت ف�����اكن شس

ل���ل���ح���ق ت����دع����و وال�����ع�����دال ت��ن��رش

اي اكت�����ب ال����ت����ارخي ك��ي��ف ر�أي���ت���ن���ا؟

تنظر ف��احل��ق��ي��ق��ة ؛ ذه�������ول �أب����ع����د

عزامئها ه��ب��ت �أم����ة ق��ب��ال �أر�أي������ت

م��������دى ت�����ث�����ور وت��������ز�أر ب��������ك

88

رج�������اءه ال�����ن�����داء مج�����ع اإذا ح����ىت وت����وات����ر ال���ف���رس���ان ج���ي�������ا ي��ع��رب

مهلاكت م��اح��ي��ات ���ي���ول سس س���ال���ت ������ر ق����اض����ي����ات ل����ل����ب����الء ت������دم

س���ال���ت سس���ي���ول زارع�������ات بن���ي���ات�����ر ص�����ان�����ع�����ات ل����ل����ب����الد ت�����ع�����م

اي اكت�����ب ال����ت����ارخي س���ائ���ل س���ف���رك؟ احمل�����ين ع���ن وط�����ين، ت�����راه ي���ع���رب

ق���واف���ل ال���ت���ق���اة؛ مه الأبة ف��ه��م ���ي���ل ال���ع���ص ال��ك��وث��ر ال���ث���وار وال���ن

م���غ���رب ت����س����اءل ق���ام���وا ذا اإ ق�����وم ؟ تعرب ر�أس ف����وق امل�������ارق ك��ي��ف

ق ال���ق���ص ن�����داءه وت���س���ام���ع ال�����رشف���ت���ح���ول امل������أس�����ور وح�������ا ي�����أرس

مت حط رم��اه��ا م��ن ال��ك��ن��ان��ة ه����ذي

واس����������أل جح����ارت����ا؛ ف��ع��ن��ا ي�����ربالأىل �أج�����داث ف����وق ب����ربك واع����رب

وا رام������وا ال��ك��ن��ان��ة ل��ل��غ��الل ف���ق���ربقاهر هن�����ري اإن ب��ع��ي��ن��ك واسس���ب���ح

��ي��ل ع����زا ي��م��ر ب�����دم ال�����ه��ي��د ي��سس

89

س��ط��ر ال�����ه��ي��د ن���زي���ف���ه ون����س���ي���ده

ت����رب وال�����ف�����رائ�����د ����ن����ب����ين سس ان اإ

ذا اإ ح���ىت م����ج����دان ���ن���ب���ين سس ان اإي��ف��خ��روا �أال ع����ز ال���ف���راع���ن ب���ع���ث

احمل��ب��ة غ���ري ال الآن ب���ع���د ق���ي���د ال سستظهر ال��ب��ن��اء ويف ال��ق��ل��وب يف

ع���ائ���ب���ا ال����ب����الد ب������ر�أ اذلي اإن وه������ب ال��ك��ن��ان��ة رسه�����ا ي���ت���ص���ور

ت��راج��ع��ت ف������اع ادل مه ذا اإ ش��ع��ب

فينرص ت���سس���ت���ج���ري اجل���ب���اب���ر �أم������م ����ى ال���ن آالء � ف�����وق ون���ي���ل ش���ع���ب

تبر واخل���ل���ي���ق���ة ي�������ه���د ال����ك����ون

90

91

من وجع الفتى

92

93

عن شوارع احلصارهداء: اإىل محارص اإ

94

95

)1(

تنتحب امل��ل��ح ف���وق ج��راح��ك ع ود

واط�����رح ه�����واك ل��ت��ن��س �أن��ن��ا ع���رب

ع���اج���زة؟ �أانت س���وى ج��ن��ي��ن��ا م���اذا

واخل��ط��ب الأف���ع���ال يه ن���ل �أع����از

هذا جفاف حلوقنا بمنابر ادلمع اخلصيب وراية الأناب بب

دع يف جسد احلبيب كأن دهرا من مخاض اذلل البتداء الص

ينفث قيحه و�أبيت وحدي يف الزحام قوافال؛

مجر عىل زهري وظل غباره ليل...وسنبكة تدك صباحنا هذا

�أان

يجا فانثن يد ن�س به حرائق شيبه ولطاملا حال الن�س طفل تعذ

يج �أملا، ولطاملا حال الن�س

يدا فانثن �ألقا ن�س

وذاك دليلنا: )الليل �أضيق ما يكون دلى العناق فكيف صار

اإىل غروب انتيت كيف جنوبه؟! كيف صار شامل قلب؟!

وليدان قبل امجلاع(

ننتظر سس

96

)2(بهلل اي ربع املها ال تندثر

حي بقية وال منا نفر ال الرميا صادحا فردوسه صاغت نسس

ان هواها من ربها لو سقر اإهز اذلي البوح من ر ش �أذاهنا قذى؛ عىل تنام مئذنة ل

الهوامد فاسستحال رمادها انرا فكيف هروبنا؟ال تبعديين عن غبار اخليل �أقتات اخلنا

ما عاد حضنك يبتغيين، صوين دموعك عن يين. ثيايب وارمح

ال غمي �أغزر من عيونك اي عروس فكفكفي... نا العص، فغدا ي�ب عىل صور الليل فارسس

للموج شط واسع عال سينكرس الرذاذ عىل الرخامننتظر سس

)3(اإذ يرشقون عىل احلوائط... خنجرااإذ يرسون عىل اخلرائط... خنجرا

ال تمسك بملقبض.هذا �أنني اجلرح يف عينيك مظلمة، مداد انزف، ال، ال مفر

97

الفؤاد س��اح عىل ت حط اليت املتاريس وس��ط ضيعيت اي

ي جبمر ضاعة قربن �أفئدة؛ حصوهنا. هزي بكرم جالهل، مد

يكن صرب جليل قادر، يتساقط الفعل اجلليل

فيا رفيقة حلمنا، ال تزين؛ تكل اجلراح وما حوت

مهر.... دليل محبة تهي�ي علينا واطلب منا املزيد.....

ننتظر سس

ديسمرب- 1997 م

98

99

اآلن تسقط... من قرون

100

101

)1(

يدي الآن تسقط سس

فردا، وحيدا، شائا

�أرثيك وحدي

فاملنابر تلتوي

ا هائال خوفا وه

قد بت فارسها

ل املظفر وامللك

ل واملدشن واملبج

بلأماين والأغاين

والندامى والأشاوس

والن�امى اتئا

يدي �أرثيك وحدي سس

ن العروبة �أفقدت اإ

يفا سامواي جليال زائرا سس

�أنت اذلي �أطلقت

�أسد الغاب

يف وجه الطغاة

ما حصن اجلبابر محط

102

محنيا هام الرعود بنيت

مجد العرب من حجر اجملرة

تك فاننت ترجو مود

النجوم و�أنت تذوي

دامعا حتام اي موالي قل؟

فتد: مهال

الة ضكيت عند الص

مع النب بساحة الأقص الأسري

هللا �أكرب ملهمي، كنا نردد:

تات جاء هادينا ليلقي يف ال�س

قبائل الأرجاس والأجناس

والطاغوت واجلربوت

يف غرانطة الوله�ى اللقا

يف غرانطة الوله�ى العناق

�أبكيك وحدي قيرصي

رقات والناس يف الط

تلتمس اليقني

�أو غاب حقا؟

يرصخون ويضحكون ويندبون

103

و�أان اذلي

خب�أت موتك من قرون

يدي �أبكيك وحدي سس

وها ضبابيا... رشودا

ولتن�أ الآن العلوج

)2(

يدي الآن تسقط سس

ال شهرزاد عىل شفاهك

شهراير الوغد يمتكل احلاكية

اية وادعا فالتمس قبو الن

يت دورك مقنعا �أد

من اكن هيتف:

نا جند اخلليفة ن اإ

يف احلقيقة نا سس ن اإ

ه ظل االإهل عىل غيوم الغيب ن اإ

لع علمي قاهر مط

فاإذا بنا وجحافل التت املهول

تدوس �أثداء الفرات

ملن امل�انق عند �أسوار املدينة؟

104

يت دورك رائعا �أينا؟ �أد

يه ذي دماان

نفط موالان املديد

يت دورك مبدعا �أد

فاحسب دخان لفائف املوت

تار هيبط الآن السس انتبه فسس

حي اجلند من نص القتال ليست

يد بغداد الذليذ: يرنمون ن�س)بغداد حضن داف

ثغر شه�ي ساخن القبالت

�أنفاسها مجر وجنة ريقها

عسل مصفى م�عل الآهات(

...

قد حان وقت الرقص

يد يك يراتح هوالكو الرشس

؟ هل كنت يوما مثهل

تن�ى وت�أمر

ترتقي عرش امجلامج

يف خ�وع

تفر الأخدود، تلهب انره

105

يجار من يك ت�عل السس لحم العبيد

كر فحاذر صاحب، قد حان وقت الس والتدخني

)3(الآن تدري �أننا

نن الضحية وال�هود امء فارفع يديك اإىل الس

واطلب هبذا القبو طول بقاء

ت ذا ص عل العظام اإ ترجو لساحقها النجاءيدي الآن تسقط سس

جرذا حقريا اتفها

)4(ت �أبكيك وحدي در

رغ القيود عىل حدود القلب

106

تنجو زفرت

هو ذا فؤادي

مزقة

فاحمي به

بعض ادلموع الطاهرة

اي طاهرة

�أبكيك وحدي مهجيت

�أبكيك �أنت بال وداع

�أبكيك فردوسا

مضاع

ديسمرب 2003

107

تغريبة السندباد

108

)1(

- هذي الغيوم تتابعت

- بعض الغيوم خرافة

بعض الغيوم فاكهة

وق بعض الغيوم رسائل ال�

انتظر

ل الغامم شواطئا فلربام مح

ولربام جحب ال�عاع املسستعر

)2(

- املوج يعلو زاعقا

- دع عنك �أشسباح الأعاصري

المتس لحن اللآلئ

يف اذلواكر...

]تذكر البنت التي كنا نغازلها معا هي غنوة هي نجمة سبحان من فيروزها

وبدونه ال صبح، ال نيروز، ال كون األحبة-... أبدعا[

....

109

لهم القراصنة الرباح؛ تاء فنحن نعدو اكلأايئل يف شس

لك ما فيه غريب، اي محار،

يل �أغنية الطفول اإ

غنين حىت الامثل غنين حىت �أعود

احك الأماس قبلام تنا وذبنا يف دروب الصمت

نترب الوجوه؛ �أ�أنت �أنت؟ �أان �أان؟!

ويه احلقيقة؟ وصفة العراف يف فك

القراصنة الغالظ ونن �أبعد ما نكون عن اجلبابر:

تنا/ليس من غرق يرحي جلتنا/ ليس ليس من خر تذيب غصمن سور يزيل غنوتنا/ ليس يف صت مجيب غنين

اي موج وامسح غربيت مضت العصافري امجليةل

دون لقيا دفيت

110

يد بال نسيب و�أان الرش

يلقى بذرة من سس

لك ما فهيا غريب

غنين اي موج

عن بدر

يعيد حبيبيت

للصبح للنريوز يف حلظ

يد املنمر بلن�س املتمي

)3(

- مطر... مطرما - ك �أمطرت مح

ففرت روحنا

نو الطفول، والكهول، والرحيل

آهاتنا: تضعت �

ياع تنني عاصفة الض

ل البضائع

فائن والس

واذلخائر

خذ صكواك �أغرقت

�أحالمنا �أعامران فهيا

111

وخذ ما ت�ست�ي؛ �أرواحنا/�أوراقنا/�أسامءان/زفراتنا

واجعل ثرى �أوطاننا قربا وشاهده احلننيفيا حسائب، �أين تنني بال قلب؟ فال �أبدا

تصري عيونه بردا عىل �أشواقنا

�أين السسيول الاكحسات؟ و�أين رحي من جمن

ال تريد سوى الرماد؟ و�أين ظلمتك املميتة؟ �أين �ألقى من

بالدي لو كفن؟

)4(- هذي العواصف اكرس

- ت�أت وتك عن كهول يف البطون وعن عروس يف احلداد

112

وعن دواء يف القبور

تات ال رجوع، وعن شس

وال كهول، وال عروس،

وال قبور فمن سريوي غريها؟ دعها تدك

صدوران حىت النخاع

لعلها تمض به

وتط يوما يف بالدي

ذرة تمنو وتمنو

يك جتيء غزاليت

فتحيك حلمي اكمال

ونعود من

بطن البحار

بمهرها

قربا ل�م�ون الأخري

2007م

113

نغن

114

115

نغينيد ملن ينقون الن�س

د يف النفس ذا ما ترد اإبعض صداه

نغينملن يصلبون ال�هيد

ببعىل لك

ملن يسحلون الأماينبقلب غرير

ملن يزرعون املراث درب

عىل لكنغين

وليس الغناء خيواليوفا وليس الغناء سس

ذا ما تناءى الباكء ذا فلنغن اإ اإ

116

117

مع السندباد اإىل محمد فكري اجلزار

118

119

�أسوارهاامء حد الس

حراسهابوم وغيالن

فرساهناحلل وتيجان و�أسامء

�أهنارهابر من الأوجاع

وامع وارع والص يراتد ال�واملراضع والبيوت

�أبناؤها �أشسباح شع ذابل

تروي دماه حدائق السلطان ك �ألف عام

بع... �ألوف؟ اي ترى سسحان الرحيل فال تقف؛

هذي اخلفافيش اليت تقعي بباب الومه تقاتل ظلها

دان الرحيل فمل...

120

هذي الثو�لك �أجضت �أحالمها:

)�أو ليس صدرك حصننا؟

�أو ليس قربك بيننا؟(

انظر... مواويل الصباح

عىل امل�انق تلتوي

ونزيفها جفر شهيد

ك متن يف دج القهر

الطلوع

مذهول مل تدر

�أن سسيوفها ركعت

و�أن جنودها محلوا

الورود لك غاز

ال مل تدر اإ

ليب الوغد والص

يفتس الربوع

مل تدر اإال

والفؤاد احلر

قيع يلتحف الص

حان الرحيل ومل يعد للمهر

�أن يبقى �أسريا

121

مت يف كهوف الصارحل لنفسك للرحيل املوج عن زمن اخلرافة

واخلريف س�أظل �أحص بل�حص

ك مر من عطش؟ ك مر من جوع؟ ك �ألف عام قد مضت بع... �ألوف؟ سس

122

123

وصية

124

125

كربان وشاختخيول الأماين...

ضياعا وجوعاوبثا عن النجم يف كبد الغمي

كربان وضاقت خطاان...وطالت لحاان

قليال... كثرياكربان...

�أما اكن يمكن �أن تمل الرحي من

بل - ال يذوب عىل ببه... العاشقون دماء ودمعا -

ميا؟ نسس�أما اكن يمكن �أن تنرش ال�مس

عن قبةل - ال يرد مبحراهبا الالئذونحيارى وهلك -

سالماسالم علينا...

فهذا الطريق اجلحمي

126

آخر العمر يفض اإىل �

وليس سواه

خطاان ثوان... نزيف

و�أنفاس هذي اجلياد...

مراث ملا ينقض

واحلوافر حفر لبيت �أخري

نراه عىل مرشف ادلرب

يمنو

ويفغر فاه

�أما اكن يمكن �أن نصد...

الأغنيات كام وعدوان:

... هنال سوف ترون...

... وسوف... وسوف...

ف�أين هناك؟!

وال عني فينا وال فم

كربان...

وشاهت وجوه �أضاءت

طريق الضالل هالال كذوب

كربان...

وهذا الأوان خريف... رماد

127

وتكل البالد رساب... رسابفيا من...،

لتحمل سالمي...

ىل بل ال يذوب اإعىل ببه العاشقون

ىل قبةل ال يرد اإمبحراهبا الالئذون

ىل و.. اإسالما... سالما

128

129

الشعرية والوعي في ديوان»الحكم للميدان«

إهداءإىل »أطهر ثوار التاريخ« شهداء ثورة يناير وأحيائها:

لكنانته صنعكم اهلل على عينه.أ.د.حممد فكري اجلزاركلية اآلداب – جامعة املنوفية

130

131

ه���ذا دي����وان م��ش��ك��ل يف ل��غ��ت��ه.. م��ش��ك��ل يف بنيته.. مشكل يف إنتاجيته.. هو ديوان مشكل يف طبيعة شعريته اليت ال تنكفئ على نصها، ويف الوقت نفسه ال يستلبها املنزلتني هاتني، ب��ني املنزلة خ��ارج��ه��ا، وإمن��ا تصطنع، يف آليات شديدة النوعية تؤسس خلصوصية النص. وانطالقا من الوعي يف كليته – وليس الشعري فحسب – جيمع هات الواقع«، ليس الديوان بني »موجبات النص« و»موجعرب العالمات اللغوية، وإمنا من خالل عدد من التقنيات للعالمة، إن وج��دت، من الواقعية ال��يت ترفع املرجعيات تعمل ال��يت النصية التقنيات مستوى إىل اللغة مستوى على إرجاء إنتاجيتها بانتظار »القراءة« اليت وحدها قادرة على تفعيل املرجعيات الواقعية للعالمة وتأويل التقنيات

النصية على ضوئها. إن كلية ال��وع��ي ال��يت أش��رن��ا إليها هل��ي ش��رط جوهري ال��يت تدفعه إىل أن للجمع بني كل من موجبات النص يكتفي بذاته، أو أن يبدو مكتفيا بذاته، وبني موجهات اإلبداع، فاعليات م��وض��وع متتلك، حبسب ال��يت ال��واق��ع م��داخ��الهت��ا على ال��ن��ص ب���دءا م��ن ع��الم��ات��ه ووص����وال إىل نصيته. وذل���ك اجل��م��ع ب��ني م��ا للنص وم��ا ل��ل��واق��ع، ليس باألمر اهلني، فكل واحد من االثنني ينزع باجتاه ال يلتقي مع اآلخر، ومن هنا أمهية الوعي الكلي الذي ال يتميز فيه

132

اجلمايل من الواقعي، بل يكون اجلمايل وكأنه تأويل نوعي للواقع، ويكون الواقع وكأنه نص بانتظار هذا التأويل.

وحني يعمل اإلب��داع على إجناز هذا التأويل، ال بد أنه ا، وأهم هذه السمات اعتماد ا له مساته اخلاصة جد يبدع نصتقنيات نوعية يف األداء ال حتجب الواقعي حلساب اجلمايل، ويف الوقت نفسه ال تتورط يف املباشرة الفجة على حسابه.

وأهم تقنيات ديوان »احلكم للميدان«: • تكثيف دور العتبات النصية.

• التوسل ببعض تقنيات األجناس األخرى.عتبات النص

امل������وازي������ة« ال�����ن�����ص، أو: »ال����ن����ص����ي����ة ع����ت����ب����ات مت����ث����ل أوىل جينيت«]1[ »ج��رار عند ،PARATEXTUALITY

ا ومحلها هذه التقنيات اليت احتفى هبا شاعرنا احتفاء خاصالكثر من رؤية الديوان، باعتبارها فاحتة التلقي بامتياز.

وقد قسم »جينيت« تلك النصية املوازية إىل نوعني، األول: خارجي خاص بالناشر، واآلخر: داخلي خاص باملؤلف]2[ غر أننا ال نفرق بني االثنني، وال نرى فائدة من )1( عدد جرار جينيت أنواع املتعاليات النصية يف: العنوان، والعنوان الفرعي، والعنوان ال��داخ��ل��ي، وال��دي��ب��اج��ات، وال��ت��ذي��ي��الت، والتنبيهات، وال��ت��ص��دي��ر، واحل��واش��ي اجلانبية، والرسوم، والزخرفة، التوجيهية، والعبارة للعمل، املذيلة واهلوامش السفلية، واحلواشي ونوع الغالف.. إىل آخره. راجع: أطراس - جرار جينيت - ت: املختار حسين -

http://www.aljabriabed.net - 16 :جملة فكر ونقد – العدد)2( راجع: عتبات، جرار جينيت من النص إىل املناص - عبد احلق بلعابد- الدار العربية للعلوم )ناشرون(/منشورات االختالف- بروت/اجلزائر- ط: 1 - 2008 -

ص: 44 وما بعدها

133

ذلك، ما دمنا ننظر إىل تلك النصية باالعتبار السابق، أعين التلقي. أما القسمة األوىل، فمرتبطة بنوع العالمات، أعين نصية موازية أيقونية، وأخرى رمزية )أي لغوية(. ويقع الغالف ومظهره الشكلي يف األوىل، أما األخ��رى فيقع فيها: العنوان الرئيسي، واإلهداءات، والعناوين الداخلية، والتعليقات، واهل���وام���ش، والسفلية، اجلانبية واحل��واش��ي

والتاريخ..عتبة العنوان – العناوين

ي��ت��وزع دي����وان »احل��ك��م ل��ل��م��ي��دان« ع��ل��ى جمموعتني، ل��واح��دة م��ن قصائدها األوىل: »ح��ال��ة حت��ري��ر« مل يضع تارخيا، واألخرى: »من وجع الفىت« تعود أقدم قصائدها إىل 1997 وأحدثها إىل 2007. كأن الشاعر يطابق بني أولية الوجود املكاين للمجموعة األوىل وراهنية التحديد التاريخ. والتقابل بني املؤرخ ال��زم��ين، وم��ن مث ع��راه��ا من وغر امل��ؤرخ، أو الراهن والسابق يفتتح تقابال آخر على وجع و»م��ن حترير« »حالة العتبتني/العنوانني: مستوى العتبة التقابالت مجيعا تقع حتت دالل��ة ال��ف��ىت«، وه��ذه عنوان وه��و للميدان« »احلكم ال��دي��وان: األعلى/عنوان إحدى قصائد اجملموعة األوىل، مبا يعين، من جهة، أن العتبة. ومن جهة النوعية على وظيفة للديوان مداخلته األخرى. على األوىل اجملموعة أول��ي��ة على يؤكد أخ��رى

134

وإذا كان »جينيت« قد أشار إىل املعقول وغر املعقول مما جعله عتبات نصية، وكان من بينها »عنوان النص«، فمن الغريب أنه قد أمهل عالقة العناوين بعضها البعض، والرؤية الفكرية أو اإلبداعية خلف ترتيبها، ليس فقط، وإمنا وطبيعة التفاعالت بني العتبة ونصها، إذ تركها حرة وك��أن ال إم��ك��ان للكشف ع��ن آل��ي��اهت��ا، أو أهن��ا تند عن

الضبط املنهجي]3[.. إذا ك���ان امل��ب��دع ي��ب��دأ م��ن ال��ن��ص؛ ي��ض��ع ل��ه حواشيه إن وج��دت، مث يضع عنوانه/عتبته، وي��أيت الناشر فيضع عتبات أخ��رى، والتحليل املنهجي يأخذ اجتاها عكسيا من أوىل عتبات الديوان أو النص دخوال إىل أصغر عتبة داخ��ل��ه، أع��ين احل��اش��ي��ة، أك��ان��ت جانبية أو سفلية. أما االجتاه األول فمؤسس على تلق ذوقي، إن للمؤلف أو الناشر، وليس بإمكان القراءة الناقدة أن تكتشف أسس هذا التلقي الذوقي إال باالجتاه العكسي من الغالف إىل وح��دات النص الصغرى، وهي رحلة كفيلة بأن يتحول ذلك التلقي إىل معرفة نقدية من خالل نسق العالقات

التفاعلية اليت تقوم بني النص وعتباته..)1( راجع: عتبات، جرار جينيت من النص إىل املناص – عبد احلق بلعابد –الدار

العربية للعلوم ناشرون – بروت – ط: 1 – 2008 - ص: 35 وما بعدها.

135

عتبات الديوان:

136

الديوان حتيل إىل عدد من الرئيسية/عنوان العتبة إن اخلطابات السياسية والفقهية، أخطرها مفهوم »احلاكمية« الذي روجت له مجاعات اإلسالم السياسي يف مصر منذ اإلحالة ه��ذه إىل يتداعى امل��اض��ي، مث ال��ق��رن أربعينيات التارخيية الواقعة إىل للخوارج، وص��وال التارخيي اخلطاب حني رفع أصحاب »معاوية بن أيب سفيان« املصاحف على أسنة الرماح، بعد أن كادت اهلزمية تلحق هبم، طالبني التحاكم إىل ال��ق��رآن ال��ك��رمي، وك��ان رأي اإلم��ام علي أن القوم حيتالون على موقفهم العسكري، وأن احلكم مليدان القتال، إال أن فريقا من جيش اإلمام جازت عليه احليلة ورف���ض اس��ت��م��رار ال��ق��ت��ال، وك���ان م��ا ك��ان مم��ا ذك��رت��ه كتب التاريخ. وتأيت العتبة الثانية/اإلهداء لتتحمل بالدالالت السابقة عابرة التاريخ إىل اللحظة الراهنة: الزمان: يناير التحرير)القاهرة( ميدان وامل��ك��ان: )2011 يناير 25(

ليكون: »احلكم للميدان« ال سواه. مث���ة إس���ق���اط ل��ل��ت��ارخي��ي ع��ل��ى اآلين، ل��ي��ت��ط��اب��ق موقف أصحاب احلق يف الزمنني ويتطابق املبطلون يف الزمنني، فليس بني احلق والباطل أمور مشتبهات، ومن هنا كان اإلجياز القاطع يف العنوان: »احلكم للميدان«. ومفهوم »احل��ك��م« و»ال��ت��ح��اك��م« يقتضي دالل��ة االخ��ت��الف بني موقفني، ودالل���ة ال��ص��راع ب��ني معسكرين، وه��و م��ا جعل

137

تارخييا متقدمة جمموعة جمموعتني، على يتوزع ال��دي��وان وطباعيا عن األخرى املتأخرة تارخييا وطباعيا كذلك.

ومبقابلة »م��ن وج��ع ال��ف��ىت« ب�«حالة حت��ري��ر«، يف ضوء الداللة السابقة، تصبح اجملموعة املتأخرة علة لألوىل وسببا لوجودها وخلفية شعرية هلا، وكأن التحرير حترير لذات الفىت عليه. النص للشعر تيسر مما وليس أوجاعها، من مجيع وينعكس الصراع الذي محلته العتبات بني ذينك املعسكرين، سابقا وراهنا على السواء، على التقنية األساس اليت قامت عليها قامت اليت الغنائية والتقنية األوىل، اجملموعة عليها اجملموعة التالية، وتصبح وحدة الديوان قائمة على اجلدل

ما بني الدرامي والغنائي، وهو ما سنراه الحقا. تبدو عتبات اجملموعة األوىل مجيعا وقد أحلق بكل عتبة منها عتبة ثانوية/حاشية تفسرية، بينما خلت اجملموعة األخرى من ذلك اللهم غر إهدائني أحدمها عام، ورمبا ��ل، واآلخ���ر خ��اص، مبعىن أهنما ك��ان خاصا ولكنه جم��ه��ا، أو خمفض فعلهما فاعلتني دالل��ي ثانويتان غر عتبتان ال����داليل إىل ال��درج��ة ال��ص��ف��ر. ول��ك��ون ع��ت��ب��ات اجملموعة األوىل مضاعفة: 14 »عتبة« و14 »حاشية جانبية«، داللة إطارية، نظرا للعالقات املزدوجة للمجموعة نصيا وواقعيا، وهو ما نالحظه من توزع العتبات واحلواشي بني

الشاعرية والواقعية.

138

عتبة المجموعة: »حالة تحرير«هذه عتبة بسيط ظاهرها اللغوي؛ فمعجميا هي كلمتان إحدامها شديدة التعميم تنطبق على كل شيء وأي شيء: أم��ا األخرى إليها ك��ل كلمة وأي كلمة. ح��ال��ة، وت��ض��اف فأكثر امتالء، فهي – باإلضافة لداللتها كمفردة – تقتضي وضعية نقيضة هلا يستمد منها املصدر قوته الداللية. وقاعديا، ص املفردة فاملفردتان نكرتان وبينهما عالقة تضايف، ختصإليها: مبا يضاف )امل��ض��اف( التعميم: »ح��ال��ة« الشديدة »حترير«، مث يتبقى للنحو الزعم بوجود حمذوف يتم تقديره، POETICS »لنصبح إزاء مجلة مفيدة. هنا ختتلف »الشعريةفاألوىل GRAMMATICAL »ال��ن��ح��وي��ة« م��ن وت��ت��م��ي��ز ب��ني الشعرية ي��ط��اب��ق ل��ألخ��رى إىل ح��د أن ك��وه��ني نقيض مفهوم بتوسيع ،UNGRAMMATICAL وال��الحن��وي��ة ال��الحن��وي��ة ع��ن دائ���رة اإلس��ن��اد ال��يت ح��ص��ره »ج���ون كوهني« فيها]4[، ففي رأينا، ال تعود الشعرية )الال حنوية( إىل »الال مالءمة« بني املستويني النحوي واملعجمي بل إىل أكثر من اللغوية للعالمات الداللية تعليق اإلنتاجية هذا، أعين إىل على نظام آخر خمتلف متاما عن النظام النحوي، أوجدت هذه العالمات يف تركيب كامل أم ال. إذ إن »العالمات الشعرية« ال تنحصر يف العالمات اللغوية لتنحصر من مث )4( راجع: بناء لغة الشعر – جون كوهني – ت: د. أمحد درويش – اهليئة العامة

لقصور الثقافة – القاهرة – 1990/10/15 – ص: 111 وما بعدها

139

يف أنظمة اللغة، وإمنا مبقدورها أن تستقطب إىل العالمة/لتعويض لغوية أنظمة غر اللغوية عالمات من العالمات

نقصها حنويا. يؤوله ظ��اه��ر، بنقص حن���وي تتمتع ال��س��اب��ق��ة وال��ع��ت��ب��ة ب��ي��ن��م��ا – وم�����ن منظور ب��ت��ق��دي��ر حم�������ذوف، ال���ن���ح���وي���ون الوحيدة العالمة النقص ه��ذا يستقطب – »الشعرية« تأخذ القصيدة إن إذ الطباعي«، »البياض له: املتوفرة »شعريتها ودالالهتا من مستواها اخلطي، وعالماهتا غر اللغوية، وكل ما حييط بالنص، فالقصيدة صمت وصوت، سواد وسط البياض، وللرسم املرافق هلا داللته، وللتشكيل

اخلطي الذي جاءت فيه أهدافه«]5[..والتلقي البصري للعتبة: »حالة حترير« يعين تلقي البياض الطباعي احمليط هبا باعتباره عالمة بصرية تقوم بدور على قدر كبر من األمهية يف تعويض النقص النحوي يف العتبة، فجدل األسود/العتبة والبياض الطباعي يطابق جدال من ن��وع آخ���ر.. ج��دال فلسفيا ب��ني احل��ض��ور وال��غ��ي��اب.. بني مطابقا اللغوي التحرير »دال« ليصبح والعدم، الوجود لدال حضوره بصريا أو خطيا/دال الوجود، بينما يطابق التنكر دالل��ة تتولد وهكذا البياض/الغياب/العدم، دال اليت مل تفلح اإلضافة يف تعريفها إال قاعديا فحسب، إهنا )5( التلقي البصري للشعر، مناذج شعرية جزائرية معاصرة – د.خريف حممد الصاحل – امللتقى الدويل اخلامس: السيمياء والنص األديب – جامعة حممد خيضر – كلية اآلداب واللغويات – قسم األدب العريب – بسكرة )اجلزائر( – 15 -17 نوفمرب 2008

– ص: 451، 452.

140

حالة استثنائية بامتياز يف وسط حلظة عبودية يبدو وكأن الشاعر يؤبدها، أو أهنا – يف أقل تقدير – حلظة سائدة وقاعدية.. وتكون هذه العتبة بداللتها كلحظة استثنائية

فاعلة يف العتبات اليت تعنوهنا..عتبات اجملموعة األوىل: حالة حترير:-

الحاشية الجانبيةالعتبةعوة عامة ة املسرح(1- الد )عن صعود األبطال إىل منص)عن سقوط الباستيل املصري(2- أشالء هامان )بني أنبل النبالء وأحط األوغاد تولد الروح(3- موقعة اجلمل ناير العظيم )هنا ال يعيد التاريخ نفسه(4- ي�)هلا شغف بالعجائب(5- هنا القاهرة

)عودوا إىل الميدان(6- احلكم للميدان )ألن صويت مل يزل صويت( 7- امليدان حترير

ياد، كيف تفر؟!(8- طردية ها الص )يا أي�هداء(9- زمن األساطر )ورأيت الش

احات اخلالية )إىل لصوص الثورة(10- فرسان السميك رك الس لوف� )إىل رسول الديكتاتور املخلوع(11- البس ب�

)النصائح األخرة مللوك الرماد(12- لك اخليار )اصمدوا(13- املاء واجلراد

)يف مديح من يستحق املديح( 14- نشيد األحرار

141

ال يفرتض يف العتبة/العنوان أن حتمل مالمح ما تعنونه أو بعضها، إن ش��ع��را فشعر، وإن س���ردا ف��س��رد، وإمن��ا هي حمض مدخل قد حيمل هذا امللمح أو ذاك، أو ال حيمل أي وسم أجناسي مطلقا. وعلى الرغم من هذا، فثمة ما جيعل من العنوان، رئيسيا كان أو فرعيا، حامال ومسا شعريا بالقوة يتمثل يف »ال حنويته«، ونظرا ملركزية الوعي، يف كليته كما سبق القول، يف إنتاج الديوان، فقد أحلق الشاعر كل عتبة وحاشيتها، العتبة بني الشعرية وراوح��ت إضافية، حباشية الواحدة منهما ختفيضا لصفة األخ��رى والعكس، لتصبح

وقد تتعادل االثنتان يف الصفة، شعرية أو سردية..شعرية العتبة – سردية احلاشية: البس بلوفرك السميك

– إىل رسول الديكتاتور املخلوع.هلا القاهرة – هنا احلاشية: العتبة – شعرية س��ردي��ة

شغف بالعجائب.شعرية العتبة – شعرية احلاشية: طردية – يأيها الصياد

كيف تفر؟.للميدان – احلاشية: احلكم العتبة – سردية سردية

عودوا إىل امليدان.أما على املستوى الداليل فقد كانت وظيفة احلاشية اجلانبية هي وظيفتها شرحا أو تعليقا حيدد اجتاه احلراك

الداليل لدوال العتبة..

142

النص أو شعرية الوعيالمجموعة األولى: »حالة تحرير«

جدل »الدراما – السرد« ة ع��وة ع��ام��ة، ع��ن صعود األب��ط��ال إل��ى منص »ال��د

المسرح«.تنقسم عتبة/عنوان النص األول يف اجملموعة األوىل – هلاتني األوليتني أمهيتهما – إىل قسمني، قسم تداويل شعيب )مجاهري(: »الدعوة عامة« وتستخدم عادة يف أوساطنا الشعبية يف األفراح. والقسم اآلخر شارح هلا شرحا دراميا وفقا لعالمتني تضمنهما: »األبطال« و»خشبة املسرح«، لكن اإلشكال يف املصدر »صعود« وليس »دخول« كما هو معتاد العرض الدرامي، ويف حرف اجلر: »عن«. هذا اإلشكال يغلق أفق اإلنتاجية الداللية للعالمتني ويؤجلها حلساب النص. وال تفلح العتبة اجلامعة يف هذه اجملموعة: »حالة حترير« يف فتح ذلك األفق، وحىت كلمة »حترير« الواقع اخلارجي )ميدان تتعطل قدرهتا على اإلحالة إىل التحرير(، ومن مث يتعمق تأجيل اإلنتاجية الداللية ويقوى احتياج كل العالمات يف العتبتني إىل النص سياقا يفعل

من وظيفتها السيميائية..يرتكز نص العتبة األوىل إىل كلمة أساسية: »احلضور« مث مسندا إليها ع��ددا من األفعال )م��ال – مهس – رد

143

– ضحك – سخر – دم���ع..( لكن ال��الف��ت أن شبه اجلملة: »على احلضور« تصاحب عالقة اإلسناد لتعدية الفاعل ب��اجت��اه تتم التعدية ه��ذه أن غ��ر الفعل/املسند، نفسه. نستطيع جتريد نسق ضابط لنص العتبة كله يتمثل يف: )فعل( – احلضور – )حرف جر( – احلضور. وهذا ]الفعل – اجلملة: بناء العربية يف القاعدة يلتزم النسق الفاعل – الفضلة[. واللتزام القاعدة – كما هو اخلروج عليها – سيميائيتها، أما التزامها وهو ما يعنينا، فإنه مينح »احل��ض��ور« دالل��ة م��ؤك��دة على مجعيته، ف��دائ��م��ا م��ا كان العربية مجعيا، وك��ان اخل��روج عليها فرديا. القاعدة التزام فهم كيف ميكننا الكلمة لداللة اجلمعي املنظور وهب��ذا ف��اع��ال مرة يشغل »احل��ض��ور« موقعني حن��وي��ني خمتلفني: ومفعوال أخرى، وكالمها لفعل واحد؟ إن تباين األفعال ال يصيب مجعية احل��ض��ور ب���أي س���وء، وإمن���ا ه��و تداول لشاغليها، متييز دون النحوية( )ال��دالل��ي��ة كما للمواقع أفرادا، م��ن مالحمهم أعلى هب��م/احل��ض��ور يرتفع م��ا فثمة واحدا فعال تبدو مجيعا ال��يت املؤقتة أفعاهلم م��ن وأمس��ى الفعل هو فعل االنتظار مكتفني يف متضيتهم زمن هذا

بكوهنم »حضورا« اآلن وهنا..يقول الشاعر:

سخر احلضور من احلضور:

144

فلم اجمليء؟دمع احلضور:

دوري أجيء..لكن حلما هزين

ماء ستستجيب أن السدوري احلضور

ت���ك���ررت ك��ل��م��ة »احل����ض����ور« 24 م�����رة، وه����و تكرار الفت وعلى قدر كبر من األمهية، إذ يناط به عدد من الوظائف اليت حترك املشهد عرب أطراف أخرى: املؤلف – املمثل – املخرج - الكورال، واجلمهور ثابت يف مجعيته م��ا بلغت حركة األطراف إذا صامد يف ح��ض��وره. ح��ىت األخ��رى منتهاها بالنسبة للحضور امتلك فعله املتعدي

إىل سواه: بت احلضور مع احلضور ث�

على املنصة يرجتل:ي قد عاد نصقد عاد جنميعود إلى إشكاليات العتبة:

- عن: ال��س��رد هي تقنية أن األوىل، العتبة ن��ص م��ن ي��ب��دو اجلر فحرف مث وم��ن الدرامية، التقنية وليست السائدة

145

ه��ذا يشر إىل حم��ذوف ليس له أن يظهر يف العتبة ولو تقديريا، فوحده النص الذي يقوم بتقديره: أقوال الراوي ]ع����ن..[. فهل احن��ل اإلش���ك���ال؟.. ال أع��ت��ق��د، ب��ل حل املسرحية والعالمة ال��ع��الم��ات ب��ني إش��ك��ال آخ��ر مكانه السردية بامتياز: »الراوي«. صحيح أن للراوي موقعه يف النظرية الدرامية، ولكنه خمتلف متاما ضرورة ووظيفة عنه

يف النظرية السردية]6[يعي جيدا – حبكم كونه كاتبا مسرحيا إن شاعرنا النظريتني كذلك. وب��ني املوقعني، احلاسم بني الفرق –لكنه يعي – كذلك – أن الشعرية هلا طرائقها املتجاوزة

لألجناس واملوظفة لتقنيات خمتلف األجناس كذلك. وإذا كان النص قد اختار تقنية »الراوي احملايد« الذي يرصد حدثا دراميا، أو حدثا تصنع عالماته فضاء دراميا يتضامن سيميائيا مع عالمات عتبته، فهذا التداخل بني التقنية السردية: ال��راوي، والعالمات الدرامية ذات القوة االصطالحية، سواء يف العتبة أو النص، من قبيل: خشبة – م��س��رح – ع���رض – أب���ط���ال.. ي��ش��ر إىل أن حيادية ال���راوي م��زع��وم��ة، ف��ال��راوي منصرف ع��ن احل��دث وعرضه

الرواية النظرية السردية: معجم مصطلحات نقد ال��راوي يف )6( راج��ع يف وضعيات – مكتبة لبنان ناشرون / مكتبة النهار – ب��روت – ط: 1 - 2002– د.لطيف

زيتوين – ص: 95 وما بعدها.

146

وخشبة هذا العرض منتميا، حبكم سرده، إىل اجلمهور، ر عليه]7[، هذه واحدة. واألخرى، يف ظل هذا بئ� وكأنه ي�التبئر، ال يظل الراوي حمايدا، بل يبدو وكأنه عليم – وإن

نبؤي – مبا سيحدث يف النهاية. بشكل ت�- صعود:

يف ال��ع��رض امل��س��رح��ي ي��دخ��ل امل��م��ث��ل��ون، ك��ل املمثلني أبطاال وغر أبطال. وما دامت مثة خشبة )منصة( عرض فإن اجلمهور يقع أدىن منها ومن املمثلني، وبالتايل ففعل الصعود لن يكون للمثلني مطلقا، ولكنه – إن حدث – سيكون للجمهور. فعتبة النص حتمل النبوءة نفسها النبوءة باطنيا، احملايد ظاهريا/العليم ال��راوي اليت حيملها اليت تستعلن يف هناية النص: صعود اجلمهور على خشبة األبطال ليصبحوا جم��رد »ح��ض��ور« م��ن لينتقلوا امل��س��رح احلقيقيني للنص األصلي، وليبدأ العرض اجلديد.. العرض

احلقيقي.ي��ب��دو ال��ن��ص األول، ع��ت��ب��ة ون��س��ي��ج��ا، وق���د خ��ال من ال��يت ال مينع حضورها ك��ون النص أه��م عالمات الشعر تفعيليا أو نثريا، فالقافية تقنية منفصلة متاما عن الوزن، )7( التبئر مصطلح لساين انتقل إىل النظرية السردية ليعرب عن »وجهة نظر« املالحظ أو رؤيته، سواء كان شخصية أو الراوي، ولذا فهو أنواع ثالثة: التبئر األدىن أو الصفر. شخوص ألح��د تظهر الوقائع كما توصف وفيها واملتعدد الثابت الداخلي والتبئر

الرواية. والتبئر اخلارجي وفيه تسرد الوقائع كما تظهر للسارد اخلارجي.

147

وليس اجلمع بينهما يف عناوين كتب علمهما إال دليل ع��ل��ى ذل���ك. وه���ي – أع���ين ال��ق��اف��ي��ة – أق���وى العالمات الشكلية على ك��ون ال��ن��ص ش��ع��را يف ح��ال��ة احل��ض��ور، أو م��ن جنس آخ��ر يف ح��ال��ة ال��غ��ي��اب. وخ��ل��و ال��ن��ص األول نفيا ليس العالمة، ه��ذه يف جمموعة »حالة حترير« من الشعر فثمة نصوص أخ��رى حتضر النتمائها إىل جنس القافية فيها وبقوة، ولكنه ختفيض لدرجة الشعرية )نسبة إىل اجلنس( يف سبيل شعرية )باملفهوم االصطالحي( متزج بني األجناس املتنوعة، وكأن الشعر حتول، يف هذا النص، ا.. فضاء للتفاعل األجناسي ليصبح فضاء أكثر منه نص

متهيدا للنصوص التالية. ولكن، يف كل ما مر من عالمات، أي مسرح وأي نص وأي حضور...؟ إىل آخر األسئلة املمكنة، إن 25 اإلجابة تكون أن م��ن أشهر التحرير م��ي��دان وإن يناير غ��ر ممكنة على أح��د. ولكن األم��ان��ة م��ع النص تفرض علينا أال نسقط التارخيي على اجلمايل هبذا التعسف، فما تزال إحالة العالمات يف األسئلة السابقة إحالة ضعيفة، أج��ربت عليه وإن مل يكن ضعفا ذاتيا فيها، بل ضعفا حىت حني، وبالرغم من هذا القصد اإلبداعي، فاستجالء

بعض هذه املالمح املؤجلة ممكن.. إن الواقع، أي واقع، يقوم على أساس صراع له مست

148

درامي، غر أن السلطة تنظم بنيات هذا الصراع حلساب توازن القوى الذي يسمح باستمرارها، وحني خيتل هذا ال��ت��وازن ويفرض ال��ص��راع منطقه ال��ث��وري على ال��ال منطق البنيوي للسلطة، حينئذ يتقدم األساس الدرامي مشهد الواقع ويدير عالقاته بديال من السلطة. وعندما يكون العالقة خماطر تتجلى للشعرية، موضوعا التحول ه��ذا امل��ب��دع أن مي��ده��ا بتقنية ب��ال��واق��ع، ويصبح على امل��ب��اش��رة أداء أو أكثر قادرة على تنظيم عالقة النص بالواقع دون السقوط يف املباشرة. وقد وفق الشاعر والكاتب املسرحي »أمحد سراج« يف اختيار عدد من تقنيات جنسي: السرد وال��درام��ا لشعريته، فاتكأ على درام��ا املشهد املصري يف ليستخلص يناير(، 25 )ث���ورة بالقاهرة التحرير م��ي��دان جم��م��وع��ة ع��ن��اص��ر م��ن ف��ن امل��س��رح: ال��ن��ص – ال��ع��رض – اجلمهور، ويضع قصيدته/نصه الشعري يف موضع صوت »الراوي« الذي يصلب عينيه على اجلمهور وليس على

النص املعروض. جدل الشعر – السرد

»أشالء هامان.. عن سقوط الباستيل املصري«يبدو أن »ال���راوي« يتحول عن سرديته إىل الدرامية عرب مونولوج »سري وخطر«، وكأنه على املنصة )خشبة العرض( يؤثث مشهدا مل يعد موجودا متوسال يف ذلك

149

بكل إمكانات الشعر من وزن وقافية ومجل قصرة وجناس والزمة وصور.. إىل آخره:

سري وخطيرسري وخطر

أن تفتح صندوقا خمبوءا ملعونأن حترس ذئبا جمروحا مذعور

سري وخطرأن حتجب أفخاخ

اسني القوادين اصني العس البصأفراخ النور

اجلوع/ ال����رع����ب/ ال���ف���رد احل���ك���م ي���ل���د أن الزيف/

احللم املقهورأن ينصت شعب لألخرس

ويقبل رجل األبرص يف شغف وحبور

مداخلة نصها على النص ه��ذا عتبة مداخلة تبدو أو مستوى الرتكيب بامتياز، س��واء على مستوى بنيوية للمبتدأ اخل��رب موقع تشغل فالعتبة تركيبيا، أم��ا ال��دالل��ة. املتمثل يف »أن« والفعل املضارع املنصوب هبا واملؤوالن

150

باملصدر]8[، وموقعه يف النص مبتدأ مؤخر للخرب املقدم: »سري وخطر«.

تتوازى هذه العالقة اإلسنادية بني العتبة والنص مع عالقة أخرى تبدو وكأهنا نصية، حيث تدخل العتبة إىل فاحتتها، ه��ي مقاطع إىل فتحوله بنيتها بكامل ال��ن��ص بينما تلعب املقاطع دور املشاهد اجلزئية اليت جتمع العتبة ر تنوع تلك املقاطع. بينها مستندة إىل فضاء داليل يؤطتعليق، وأم���ا اجلملة العتبة حم��ض امل��ف��ارق��ة يف أن إال أن املؤولة باملصدر: »أن تفعل كذا.. = فعل كذا..«، فإهنا قائمة يف املستقبل، ومن مث فليس بإمكان ال العتبة وال نصها وال تضافرمها معا أن تنجز داللة كلية/نصية راهنة، إمن��ا هي مجيعا إجن��از من ن��وع مغاير: إجن��از سيكولوجي موضوعه: العامل، وأسلوبه: املونولوج، ووظيفته: التمهيد ملا سيأيت، وذلك عرب املنولوج الدرامي/املناجاة، إذ يهدم الشاعر الفرق بني العاطفة والبصرة مقدما وجهة نظر م��ن م��ن��ظ��ور خمتلف وف��ري��د ع��م��ا ه��و س��ائ��د، فيما يقوله »أسامة ف��رح��ات«]9[. إن بشاعة ما ميكن أن يشاهده )8( »أن: حرف نصب ومصدري واستقبال، تنصب الفعل املضارع، وتعني وقوعه يف زمن االستقبال.. وتؤول هي والفعل مبصدر يكون حمله من اإلعراب حسب مقتضى الكالم«: املعجم ال��وايف يف أدوات النحو العريب – د.علي توفيق احلمد ود.يوسف

مجيل الزعيب – دار األمل – إربد – ط: 2 – 1993 – ص: 75.)9( املونولوج بني الدراما والشعر – أسامة فرحات – اهليئة املصرية العامة – القاهرة

- )1997( – ص: 165، 166 بتصرف

151

األبطال – اجلمهور سابقا – مما كان سريا وخطرا تضع ال����راوي – ه��ذا العليم باطنيا – حت��ت وط���أة رع��ب من ن��وع آخ��ر: حت��ول ال��ظ��ين إىل حقيقة واهل��اج��س إىل واقع، فيبعد »أن��اه« عن لغته ال إرادي��ا متوسال بضمر اآلخر: »أنت« حماوال االستئناس بآخر يصاحبه داخل »الغرفة احملرمة«]10[ )غرفة جهنم]11[(.. إن االستخدام الشعري لضمر املخاطب يف التعبر عن النفس قدمي قدم الشعر اجلاهلي، وارتبط ارتباطا جذريا بالوقوف على األطالل، ف����إذا ال وع���ي ال�����راوي ي��س��ت��دع��ي م���وروث���ه وت���راث���ه مسندا إيقاعاهتم من جهارة مستمدا أسالفه إىل سيكولوجيته

صالبته يف املقطع التايل من النص: »طللية«:- حنن ال نبكي أيامك يا صاحبة الطلل

قطيع والتذبيح نا غر الت� ما رأي�وحمو األمل

لك حنن حنن؟!ر هزنا ا وت� إمن

ر أعراس عك فجرى رغمنا دمع مل ي�)10( الغرفة املائة يف أسطورة ذي اللحية الزرقاء الذي أمر زوجته أال تفتحها وهلا احلرية الغرفة، فوجدت جثث انتهزت فرصة غيابه وفتحت الزوجة أن الغرف، إال بقية يف

ثالثني امرأة.. إىل آخر األسطورة. )1(( غرفة جهنم: حجرة فعلية كانت موجودة يف جهاز مباحث أمن الدولة اللعني، وتضم كل املعلومات عن املسئولني بدءا من الرئيس وحىت أصغر فرد يف حاشية أصغر

مسئول أو رجل أعمال. وعالقة الشبه قوية بني هذه الغرفة والغرفة األسطورية.

152

عيد احللمها مثلما ست�زغرد أم العروس ودمعت�

يف الوجه على الفرح فمخارت دولة شادت نفسهام كاخلفافيش بالنهش والد

حتت أقدامك يا شهيدإليك سنهفوهبا ال هنتم

يبدو أن الراوي – وقد ضم ال� أنا إىل ال� أنت وصار صوتا مجعيا: حنن - امتلك توازنه، وثبت وعيه، وبدأت عالقة بصرته بعاطفته أكثر متاسكا، فانتظم إيقاعه إىل الشعرية، متحوال حد ما، وأشرقت قوافيه خلل سطوره بانتماء الواقف على األطالل عاطفيا إىل طلله، إىل موقف الفاحشة«، ال ه��ذه »ال��دول��ة – يهتم بطلل نقيض ال بأشالء هاماهنا، وال باسم قصر رعبه:الباستيل املصري،

وإمنا منتميا إىل بعض ذاته الذي استشهد ها هنا.. على للوقوف ال��ت��ارخي��ي التحول هب��ذا الشاعر – إن األط�����الل - ي��ؤك��د ع��ل��ى ع���الم���ات ب��ع��ي��ن��ه��ا م���ن العتبة: أشالء – سقوط، ماحيا أية إسقاطات لعالمات أخرى: هامان – الباستيل املصري، ومن مث يدلف إىل تفاصيل التفاصيل: »الزنزانة« اليت يكتشف التشابه الصويت بينها

153

وبني التصريف العامي )الشعيب( لكلمة »جب« العربية إىل »جبانة«، فيبدأ ب��األوىل وينتهي باألخرى حيث ال

فرق بني امليت واملعتقل اللهم إال يف راحة األول.اعتراف بالموت

مرت يف مرت يا زنزانةيا لإلميان

القرب كذلك لكين حيما أدراك؟

حقا ما أدراين؟فلعلي إذ هم القلب

- يف حلظة طيش خمبول- أن يذكر سلطاين

أبلغ شريان عن شريانفانسحبت أورديت من عصيايننصح الكبد املوتور خبلع فوري

أوصى ببيان:إن اخلارج مدسوس

يطان من قبل الشقد ثبت لدينا أن أجندته

عمل عدواينم أربعة األطراف وتقد

154

ووقع وفد األمعاءمنشورا إنساين

توفاين أمر نوراين ف�مرت يف مرت يا جبانة

يا لإلميانتبلغ لكي بالشعري تتوسل مريرة إزاء سخرية لسنا أقصاها داللة، وإمنا حنن إزاء وقائع يومية يف الغرفة املائة إمن��ا الشعري هو هذا ال��زرق��اء«، اللحية من قصر »ذي التماهي الذي حيدث بني »الراوي« ومشاهد تلك الغرفة يتداخل بل للضحية، ال���راوي صوته مينح قاعدته فعلى الصوتان بشكل يضيع الفروق بني االثنني، وعرب ضياع

الفروق هذا يثبت النص نفسه كهوية للصوتني:مرت يف مرت يا زنزانة

يا لإلميانالقرب كذلك لكين حي

ما أدراك؟حقا ما أدراين؟

فلعلي...أما تقنية التناص النوعي مع الرتاث فلها السيادة يف نصوص اجملموعة املتبقية، واجتماع التناص إىل املونولوج التداعي املنظم وليس احلر. س لنوع من ال��درام��ي، يؤس

155

فعلى قاعدة »الشهيد« يداعي التاريخ أحداثه عرب عالقة تشبيهية باطنة بني التارخيي والواقعي، اإلمام والثائر حيث ال فرق، وبني موقعيت اجلمل: القدمية )أيام موالنا اإلمام علي بن أيب طالب( واحلديثة يف ميدان التحرير، وكأنه مجل واحد يعرب التاريخ، ومعسكره هو معسكره وأصحاب ، ويعطي ال��وع��ي م��ربرات��ه لتلك احل��ق ه��م أص��ح��اب احل���ق

املقاربة التشبيهية:الكل يف كفر احلقيقة واحد:

من باع شربامن باع غازا

من باع حلمامن باع صوت

يرتكه الستنباط الشبه وال ��س وج��ه ي��ؤس الشاعر إن اليت املقاربة ينفي منطق الفعل اإلبداعي املتلقي، وه��ذا بالرغم ال��ت��ط��اب��ق، ليحل ب��الغ��ي��ا، التشبيه عليها يعمل م��ن ال��ف��روق الزمنية ب��ني »امل��ش��ب��ه« و»امل��ش��ب��ه ب���ه«، حمل

املقاربة..ينتقل الشاعر إىل مظاهرات الطلبة سنيت 1968 و إىل بعد – ليصل – واحل����رب، ب��احل��ق املطالبة 1972حلظته التارخيية 2011، حيث حياكم وحيكم على النص السابق وممثليه، يقول »أمحد سراج« خماطبا أحد )كبار(

156

هؤالء متوسال بلغة املسرح:ال تعتذر

عن دورك املرسوم يف جحر الثعالبعن صمتك املوزونعن سرك املفضوح

قد كان دورا وانتهى؛فرأيت نفسك مقنعاورأت بصائرنا القناع

عتذر ال ت�قد كان دورا وانت�هى؛

الثوار، يدخل أحد يف حماولة لاللتفاف على نص النص يف ]Cast[ املمثلني جملموعة الثانويني األف���راد ال��ق��دمي، فيتوسل ب��ه ال����راوي الس��ت��ج��الء وع��ي األبطال ال��ص��اع��دي��ن ب��ن��ص ج��دي��د مت��ام��ا م��ن��ص��ة امل���س���رح، وبعد الفروق يلتقط الشخصية ودوره���ا، لتلك س��رد وصفي الدقيقة بني »القناع« و»اإلقناع«، وفيما يشبه الطرد، وليس جمرد الرفض، ففي فعل النهي: »ال تعتذر« داللة داللة املؤكدة )اخلربية( التقريرية اجلملة ويف السلطة.. النص اجلديد والنص الصراع بني لينهي درام��ا الطرد، القدمي.. دراما الصعود/االستيالء على منصة العرض..

157

الوصفية.. املشاهد للتاريخ عرب املنظم التداعي درام��ا ينهي كل ذلك مبا يؤكد على الصفة الدرامية يف عتبة النص األخر: »نشيد األحرار« لتقوم عالقة تدال بني عالمة احلرية يف هذه العتبة وعالمة البطولة يف احلاشية النص األول من هذه اجملموعة.. عالقة لعتبة اجلانبية القوة السيميائية ما جيعل من كل حر تبلغ من ت��دال

بطال ومن كل بطل حرا، وال فرق.. ي���رتدد ه��ذا ال��وع��ي يف ن��ص آخ��ر ينتقل م��ن املمثل يف النص القدمي خماطبا بطله يف قصيدة » لك اخليار

)النصائح األخرة مللوك الرماد(«:ولك اخليار اجلوهري - على احلقيقة -

ليس لكلك غر اهلروب ف�

أن هترب اآلن انتهىعد شيء يقال؛ دور البطولة مل ي�

ال تبك من ذحبت يداك،ويف صوت محاسي جيمع الشاعر كل ممثلي النص/

العهد البائد معطيا هلم ضمائر الغياب )الضمائر األكثر امل��س��رح( واض��ع��ا صوته م��الءم��ة الختفائهم م��ن منصة

اجلمعي بصيغة املتكلم إزاءهم مجيعا، يقول الشاعر:

158

أنا من رعيت ومن زرعت ومن صنعت أنا البالد

أنا العباد أنا أنايا أيها اجلرذان إين دائمريعة مثلي احلقيقة والشمثلي الرجولة واألنوثة

فلرتحلوا من أرض أبنائيالكرام الطائعني الطاهرين

ولتخرجوا من جنيت الكربى اليت خلقت يداي

إن لتعبر »ول��ت��خ��رج��وا م��ن ج��ن��يت« م��رك��زي��ت��ه يف فهم وت��أوي��ل م��ا قبلها، ف��ه��ي ت��ن��اص ص��ري��ح )ب��اجل��م��ل��ة وليس املفردة( مع القرآن الكرمي، ففي آخر سورة الفجر يقول إلى المطمئنة}27{ ارجعي فس ها الن� ت� أي� تعاىل: »يا ربك راضية مرضية}28{ فادخلي في عبادي}29{ وادخلي جنتي}30{«، أما شاعرنا فمخاطبوه خمتلفون عن ه��ذه النفس املطمئنة، بل هم نقائض هل��ا، وم��ن مث جيري الشاعر على اخلطاب القرآين جمموعة التحويالت ال��الزم��ة ليالئم ب��ني ن��ص اآلي���ات واخ��ت��الف املخاطبني، وك��أن ه��ذه اآلي��ات مكون داليل أساسي )بنية عميقة( عرب جتليها، ه��و الشاعر وتعبر »تشومسكي« مبفهوم

159

بنية )12(Transformation Rules التحويالت قوانني املقدس وبالسمت ج��ن��يت«. من سطحية: »ولتخرجوا املتكرر – التصريح املتكلم، يكون يلف ص��وت ال��ذي إع���الء الكلمة ع��ن داللتها ال��ت��ك��رار وسيلة م��ن وس��ائ��ل املباشرة – بضمر األنا مسندا إليه أفعال كل أنا راصدا مراحل األط��وار احلضارية على الرتتيب: »من رعيت – من زرعت – من صنعت«، وحىت ال تلتبس علينا هذه ال� »أنا«يسند إليها املكان واإلنسان: »البالد – العباد« املتكلم م��ن ضمر متجليا الشعب الشعب ك��ل ف��ن��رى ال��ف��رد، وال��وط��ن متبديا م��ن األف��ع��ال ال��س��اب��ق��ة.. ليلتبس واخلطاب ب��ال��واح��د، الثائر وال��ك��ل الثائر بالكل ال��واح��د الديين ميد الشعري باملقدس، س��واء على حمور االختيار

إفراديا أو حمور التوزيع تركيبيا. الشعر الخالص

نشيد األحرارأول ذكر للنشيد كان يف الدراما اإلغريقية على لسان أرس��ط��و ال���ذي جعله واح�����دا م��ن وس��ائ��ل ت��زي��ني الدراما )التزيني األسلويب(. أما يف الثقافة العربية، فالنشيد أغنية ولغته بالقوة حلنه وميتاز املغنني جمموعة تؤديها محاسية

بالوضوح الداليل. )12( راجع املخطط املوجود يف: األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد اللغة العربية –

د.ميشال زكريا – املؤسسة اجلامعية – بروت – ط: 2 – 1986 – ص: 17.

160

تبهر واخل�����ل�����ي�����ق�����ة ي�����ش�����ه�����د ال�������ك�������ون �����ب�����اب وي�����ق�����ه�����ر �����ل�����م حي����������ىن ل�����ل�����ش ال�����ظ

والدما ب��������������اإلرادة ال����ق����ي����ام����ة ص�����اغ�����وا يسعر واجل�������ح�������ي�������م ب������ع������ث ف���������������اآلن

مغلل: ج�����ن�����وه وم���������ا ال�����ط�����غ�����اة ذل ق��������ت��������ل وخت�����������ري�����������ب وع����������ه����������ر جي�������ه�������ر

ي����ا ج����ن����ة ال������ف������ردوس ك�����م ح��������رم اجلىنر تخط ت� وال��������ع��������دا أرض�������������ك أب�������ن�������اء

ال بد هلذا الصعود التارخيي على منصة العرض من قصيدة/نشيد يلعب دور العالمة املفتوحة دالالهتا على طبيعة النص اجل��دي��د. وبالرغم م��ن ك��ون ذل��ك الصعود احملددون، وفاعلوه زم��ان��ه ومكانه ل��ه أي ت��ارخي��ي��ا، فعال م��ن خ��الل بعض الكونية يرفعه إىل مرتبة الشاعر ف��إن قبيل: »ال��ك��ون – م��ن امل��ف��ردات، الصغرى: العالمات اخلليقة – القيامة – البعث – جنة – جحيم – أبناء - ال��ع��دى«. ولكي يكتمل نشيدا ال ب��د ل��ه م��ن نفس كالسيكي، متثل يف حلنه/وزنه القوي اإليقاع، وعدد من و»ج��ن��ة – ت��ق��ه��ر«، – »تبهر البديعية: التحسينات ج��ن��ان«، و»ح��رم – تتخطر«. ه��ذا فضال عن طبيعة األصوات اليت يغلب عليها اجلهر مبا يتناسب مع الوزن

واملوضوع.

161

المجموعة الثانية: »من وجع الفتى«ال تنفصل عتبات اجملموعة الثانية عن العتبة/الغالف،

وال عن عتبة/عنوان اجملموعة األوىل، كما سنرى:

الحاشية الجانبية

162

يبدو أن التأريخ لقصائد هذه اجملموعة ليس مقصودا، وكذلك حواشيها اجلانبية، والتحليل يعتمد أول ما يعتمد على قصدية املبدع، وخباصة يف العتبات. لكن ما ميكن أن الغائبة، احلاضرة، وكذلك التواريخ من نستنتجه أن يناير 2011 قصائد اجملموعة كلها تقع زمنيا قبل 25 القصائد ال��يت تطبع الغنائية اخلالصة لنا وه��ذا ما يفسر الست مؤيدة بعتبتها: »من وجع الفىت« اليت حتتاج إىل

ترو يف قراءهتا. ب���غ���ض ال��ن��ظ��ر ع���ن امل����ف����ردة ال��وظ��ي��ف��ي��ة: »م��������ن«، مثة للفتوة، نقيض فالوجع األخ��ري��ني، املفردتني بني تناقض حتتم مسألة ال��واح��د النحوي الرتكيب داخ��ل والتناقض على القراءة أن تبحث عن املستوى األعلى الذي ينحل فيه هذا التناقض، وإن حلساب إحدى املفردتني، أو على حساهبما معا افتتاحا ملستوى أعلى مبقدوره أن حيل هذا التناقض أو يستثمره. يورد »ابن منظور« يف معىن الكلمة عن »القتييب« قوله: »ليس الفىت مبعىن الشاب واحلدث، إمن��ا الكامل اجل��زل م��ن ال��رج��ال، ي��دل��ك على ذل��ك قول

الشاعر:عم الشبان ة... ليس الفىت مبن� إن الفىت محال كل ملم

قال ابن هرمة:

163

قد يدرك الشرف الفىت ورداؤه... خلق وجيب قميصه مرقوع«]13[

ويؤكد د.عمر الدسوقي هذا املعىن فقال: »الفىت ال بد أن يكون قويا شجاعا، فيه عزم ومضاء، وهذه صفات يت، إذا ختلق بأخالق فت� الشباب. ويقول الشيخ املسن: ت�أما امل��ش��اق«]14[ واحتمال اجلسمية القوة من الشباب »ال��وج��ع« فيقول »اب��ن منظور«: »ال��وج��ع: اس��م جامع ل��ك��ل م���رض م���ؤمل، واجل��م��ع أوج�����اع، وق���د وج�����ع فالن.. ع: واإلجي����اع: اإلي���الم، وأوج���ع يف ال��ع��دو: أث��خ��ن، وت�وج

ى الوجع«]15[ تشكونتوقف إزاء قول »ابن منظور« إن الوجع اسم جامع العامة ميكن استثمارها الداللة م��ؤمل، فهذه م��رض لكل لتتجاوز املرض اجلسدي، وتلتحق، وفق منظور الديوان له السياسي، إىل أمراض الوطن، وتصبح فتوة الفىت يف حتم

عبء هذه األمراض/الوجع.من عتبة عنوان اجملموعة اليت تتواصل دالليا مع عتبة اجملموعة األوىل: حالة حترير، إىل عتبات القصائد الست احلاشيتني توحي تكون رسائل خاصة، كما تكاد ال��يت )13( - لسان العرب – ابن منظور – حتقيق: عبد اهلل علي الكبر وآخرون – دار

املعارف – القاهرة – د.ت – اجمللد اخلامس – ص: 3347.)14( الفتوة عند العرب – د.عمر الدسوقي – هنضة مصر – القاهرة – ط: 3 –

1959– ص: 11.)15( لسان العرب – مرجع سابق – اجلزء السادس – ص: 4772.

164

اجلانبيتني، أو رسائل عامة كما يف العتبة: »وصية«، أو وص��ف حملفزات ه��ذا وذاك: »نغين« على قصرها، وكل غر خال من »وجع« ما ل� »الفىت«. وطبيعي أن يكون احملفز هو مرتكز شعرية اجملموعة، ومن مث نضعها موضعها

ونبتدئ منها:نغين

ملن خينقون النشيدردد يف النفس إذا ما ت�

بعض صداهنغين

ملن يصلبون الشهيدعلى كل باب

ملن يسحلون األماينبقلب غرير

ملن يزرعون املراثيعلى كل درب

نغينوليس الغناء خيوالوليس الغناء سيوفا

غن إذا ما تناءى البكاء ]16[ إذا فلن�)16( هكذا أرادها الشاعر بصريا: تتوسط الصفحة.

165

يستثمر الشاعر كون فعل الغناء فعال الزما ال يتعدى ل���زوم هذا )ل�����(، وألن اجل���ر يه حب��رف فيعد إىل مفعوله، الفعل قانون لغوي، وال ميكن إسقاط تقنية شعرية عليه، فهو ال يتوصل حبرف اجلر مباشرة إىل املفعول بامسه وإمنا عرب اسم وظيفي: اسم املوصول )من( الذي حيتاج إىل أراد أن الشاعر ��ا، وق��د أرى أن مجلة لكي ميتلئ دالل��ييفصل ب��ني الفعل اجل��م��ايل: »ن��غ��ين« وم��ا ميتد إل��ي��ه من من – النشيد خي��ن��ق��ون »م���ن للغناء: نقيضة مفاعيل يصلبون الشهيد – من يسحلون األماين – من يزرعون املراثي«، وال يكتفي مبجرد التناقض، وإمنا ينهيه مبا حيله، الشكل ولنتأمل ما سبق، تالئم تركيبية وإن يف صيغة

التايل:

166

مثة تناقض بني طبيعة الرتكيب الذي يفرض االنسجام النحوي على حمتوياته اليت تتناقض بديهيا، ففعل السلطة ال��غ��ن��اء. هذا ب��دي��ه��ي للفعل اجل��م��ايل: ال��وح��ش��ي نقيض التناقض بني النحوي والداليل البديل: الثورة، أو كما عرب النص »السيوف واخليول«، إال أهنا حتضر نكرة ومنفية، انسجاما مع تآلف املتناقضني، ومن مث ترتفع الثورة إىل فضاء النص باعتبارها أمنية تسكن الفراغ الطباعي وتؤطر الوجود البصري للنص أو لنقل حتاصره، ويصبح التناقض ال��ف��راغ الطباعي وال��وج��ود البصري أكثر كلية، أع��ين بني للنص، ومنه تتولد هذه الغاللة الشفيفة من احل��زن اليت تغلف إيقاع النص ونلتقيها يف القافية سواء الصرحية أو امل��ؤول��ة هب��ا، أع��ين تكرار الصيغة الصرفية يف هناية بعض

األسطر الشعرية.يف قصيدة »عن شوارع احلصار« املهداة إىل مواطن هذه الشوارع: »إىل حماصر« ينسلخ ضمر املتكلم من مج��اع��ة املتكلمني خ��ارج��ا م��ن غنائهم امل���دان داخ���ال يف غنائيته اخلاصة مكتفيا خبطاب هذا احملاصر يقول »أمحد

سراج«:ودع جراحك فوق امللح تنتحب

واطرح هواك لتنس أننا عربماذا جنينا سوى أنات عاجزة؟

أعجاز نل هي األفعال واخلطب

167

مع اخلصيب وراية األناب هذا جفاف حلوقنا مبنابر الددع يف جسد احلبيب كأن دهرا من باب البتداء الصفث قيحه وأبيت وحدي يف الزحام ن� خماض الذل ي�

وافال ق�مجر على زهري وظل غباره ليل.... وسنبكة تدك

صباحنا هذا أنا« مثة حوار مجايل بني شكل هذا النص وخطابه، حيث تتجاور فيه ثالثة أشكال إيقاعية، فالبداية منتظمة خليليا من حبر »البسيط« والسطر الشعري الذي يشغل سطرين تفعيلة حبر »الكامل«: يعتمد تفعيلي خالص طباعيني فاعلن«، وميتد هذا السطر امتدادا منهكا لنفس قارئه، »مت�»اخلصيب« »الباء«: الداخلية: القافية تقيده أن دون و»احلبيب« فالقافية بداية تفعيلة جديدة وليست هناية ي��وج��د من ب��ص��وت مل ل��ذا فالسطر الشعري ينتهي هل��ا؛ قبل، فال ميكن اعتباره قافية، إمنا هو يؤخذ باعتبار املقطع السابق ببيت النموذج ي��رد فيه: »ف���ال«. وينتهي ال��ذي شعري يوشك أن ينتظم خليليا لكن الشاعر يزيد تفاعيله

الست تفعيلة سابعة.. واملدهش أن الشاعر يتوسل بالوزن العريب الرتاثي يف ف��إذا كانت العروبة هي ال��ذات اجلمعية )العربية( هجاء يضع وك��أن��ه ع��رب، أننا فلننس العاجز والفعل اخلطب

168

»ال��ش��ع��ر« ك��ذل��ك، وم���ن خ���الل ال��ش��ك��ل ال����وزين الرتاثي وإيقاعه العايل يف التشبيه البليغ: أعجاز نل )ال تثمر( ه��ي األف��ع��ال واخل��ط��ب.. وب��االن��ت��ق��ال إىل شكل السطر الشعري ليصف احلالة اجلمعية مستال نفسه منها، مميزا بني الوعي الفعلي جلماعته والوعي املمكن لنصه، ومن مث ينجز هذه املفارقة الدالة: »وأبيت وحدي قوافال«.. إن هذه الكلمة األخرة إشكالية، فمعناها املعجمي غر معناها التداويل، إذ إن القفول هو العودة، والعرب تطلقها الرحلة أم النص، أراد املعنيني الرحلة، فأي تفاؤال على العودة؟.. إن الشكل التفعيلي ينتهي إشكاليا يف مقابل وضوح الشكل اخلليلي، أما الشكل اخلليلي فإن التفعيلة

الزائدة متثل مرتكزا لقراءة كل ما سبق:مجر على زهري وظل غباره ليل.... وسنبكة تدك

صباحنا هذا أناالبيت، وأخذ الشاعر أصر على تشطر الغريب أن ليضعها يف هناية الثاين الشطر التفعيلة األوىل من ج��زء بيته على ينظم التشطر م��ن ه��ذا بالرغم األول. وك��أن��ه العروضي التشكيل إن إي��ق��اع��ي��ا. ول��ي��س ت��رك��ي��يب أس���اس

للبيت جيب أن يكون كما يلي:مجر على زهري، وظل غباره.... ليل، وسنبكة تدك

صباحنا

169

ال��ب��ي��ت خليليا، ول��ك��ن��ه مل يكتمل، من اك��ت��م��ل ل��ق��د وجهة نظر الشاعر، دالليا فاجلملة املتبقية اساس كل ما سبق: »هذا أنا«. إن الشاعر جيادل، شكليا، عن حقه يف اخلروج على النسق.. النظام.. قانونية قمعه، وال يرى ب��أن يفصل ذات��ه عن واقعها. لكن األهم مثة داع يلزمه على مستوى الوعي هو تساوق ضمر ال� »حنن« مع ال� »أنا«، وهو ما يتجاوب مع الرتكيب النحوي املعقد، أو

لنقل النواقص النحوية، كما يبني هذا املخطط:

الضمائر، ب��ني النحوي ه��و يف اخللط إن اإلش��ك��ال وه��و خلط ميكن جت���اوزه يف امل��ش��ار إل��ي��ه، ولكنه يشكل أكثر يف إسناد ضمر املتكلم إىل اسم اإلش��ارة بكل ما أشار إليه وما فيه من ضمائر، وال يفيدنا تقدير احملذوف

بشيء، هذا حنويا. النحو تراجع فكلما متاما فاألمر خمتلف أم��ا شعريا تقدمت الشعرية، وك���أن مث��ة ارت��ب��اط ش��رط��ي ب��ني تراجع ذاك وت���ق���دم ه����ذه وال���ع���ك���س. إن ال��ش��اع��ر م���ن خالل

170

اجلمل الثالث خيلق صورة رمزية مركبة هلويته اليت حترتق ويتحول رمادها إىل ليل ال أمل له يف صباح، وإذ فرغ العامل من الصورة ع��ادل بينها وبني حضوره الفعلي يف ع��رب اس��م اإلش���ارة ال���ذي ال يفعل أك��ث��ر م��ن ال��رب��ط بني اهل��وي��ة ال��رم��زي��ة واحل��ض��ور ال��ف��ع��ل��ي، ول���و ب��ان��ت��ه��اك قانونية ال��ع��روض ال��ع��ددي��ة.. ب��ن��اء على ه���ذا، ال ت��ب��دو ]قوافال[ أهن��ا رح��ل��ة، وال ه��ي ع���ودة، ول��ك��ن ال��ش��اع��ر خي��ت��ار منها مجاعيتها فحسب مؤكدا على هذا االختيار مبا سبقها: »وأب��ي��ت وح���دي«.. إن��ه ال��واح��د/ال��ك��ل أو لنقل الفرد/

اجلميع بفضل وعيه املمكن]17[.. إن الشكل الطباعي، صناعة الشاعر وخطاب الصفحة الشعرية، فرض علينا ه��ذه ال��ق��راءة، وإال ف��إن لالمتداد اخلطي ل��ل��دوال قانونه الالشعري الذي حياول تقدير الشاذ بالقاعدي والكتايب عروضيا املزيد فالبيت بالسمعي. والبصري بالشفاهي

يليه:

)17( هناك نوعان من الوعي: الوعي الفعلي والوعي املمكن، أما األول فهو: الوعي القائم هو: وعي آين حلظي , من املمكن أن يعي مشاكله اليت يعيشها , لكنه ال ميلك لنفسه حلوال يف مواجهتها والعمل على جتاوزها. فكل جمموعة اجتماعية حتاول فهم الواقع وتفسره انطالقا من ظروفها االجتماعية والسياسية واالقتصادية والفكرية والدينية والرتبوية , دون أن يكون هلا تصور مستقبلي وإيديولوجيا القرتاح بديل إجيايب ومثايل حلياهتا املعيشية. أما الوعي الفعلي فهو: وعي التغير والتطوير, ويصبح الوعي املمكن للطبقة وإي��دي��ول��وج��ي��ا فلسفيا وت��ص��ورا ل��ل��ع��امل رؤي���ة املنسجم األديب ال��ع��م��ل أي كلية االجتماعية. إن هذا الوعي املمكن يرتبط باحللول اجلذرية اليت تطرحها الطبقة لتنفي مشكالهتا, وت��ص��ل إىل درج���ة م��ن ال��ت��وازن يف ال��ع��الق��ات م��ع غ��ره��ا م��ن الطبقات أو

اجملموعات.

171

به حرائق شيبه ولطالما حال النشيد نشيجا عذ »طفل ت�نى ألما، ولطالما حال النشيج ث� فان�

نى ألقا« ث� نشيدا فان�تركيبيا، قبلها مب��ا أن��ا« »ه��ذا اجلملة تلتحق طباعيا ولغويا مبا بعدها، أما شعريا، فهذه صورة جديدة يتكرر فيها ضمر املتكلم تقديرا حنوبا أو افرتاضا قرائيا إذ ال فرق، صورة تتغلغل دواخل هذا الفىت وجتمع له بني النقيضني: ال��ط��ف��ول��ة وال��ش��ي��ب، ت��ن��اق��ض ال��ت��ح��والت م��ن النشيد إىل بينما »الفىت« غائب النشيد، النشيج إىل النشيج ومن ب��ني احل��ال��ني ال ميلك إال ه��ذا الغناء امل��رف��وع ابتهاال إىل

رفيقة احللم اجلمعي:يا رفيقة حلمنا، ال تحزني؛ تلك الجراح وما حوت »ف�

مهر.... دليل محبة تيهي علينا واطلبي منا المزيد..... سننتظر«

وللحلم بالعاصفة اليت رفعها من قبل »مظفر النواب« إىل م��رت��ب��ة األم����ل، م��ك��ان��ه يف رح��ل��ة االغ�����رتاب: »تغريبة

السندباد«: »دعها تدك

صدورنا حىت النخاع لعلها متضي به

وما يف بالدي وحتط ي�نمو نمو وت� ذرة ت�

172

كي جتيء غزاليتتحيك حلمي كامال ف�

عود من ون� بطن البحار

مبهرهارا لشمشون األخر« ب� ق�موغال يف الرمز بدءا من »العاصفة« ف� »الغزالة« ف� االنتظار أس��ط��ورة الثنايا مجلة حتيل إىل »مش��ش��ون« ويف ثويب أودي��س��ي��وس]18[: »حتيك زوج��ة لبنيلوب اإلغريقية كامال«، كل ذلك يتواشج يف نسيج واحد ويتناص مع فعل االنتظار السابق، ويؤسس للحلم الوحيد: القضاء على املتجرب اجلديد )يف املخيلة الشعبية ال يرد اسم مششون إال موصوفا باجلبار(. إن هذه التغريبة تتجاوب مع قصيدة أخ��رى تظهر فيها م��ف��ردة »ال��س��ن��دب��اد« م��رة أخ��رى لكن املوقف خمتلف، واملعىن املباشر يقتضي آخر نقيضا له. أما

)18( أسطورة إغريقية تعترب إحدى روائع هومروس , وتبني شدة وقوة وعمق احلب. وحتكي األسطورة عن بنيلوب املرأة الشهرة ومجيلة عصرها اليت أحبت أوديسيوس أحد مشاهر قادة اإلغريق وملك إيكاثا حبا عميقا وبادهلا هو نفس احلب وتزوجا وعاشا معا حياة مآلها باحلب واإلخالص واملودة. وذات يوم ذهب زوجها إىل احلرب. وبعد أن هدأت احلرب , عاد املقاتلون واألسرى من احلرب جلزيرهتم وترقبت اجلميلة بنيلوب رجوع زوجها , فلم يرجع وطال هبا االنتظار وطال غيابه، وتقدم هلا الكثرون يودون قرهبا وال��زواج منها , لكنها رفضتهم مجيعا , ورفضت أن تفكر يف األم��ر إال بعد أن تنتهي من تطريز ثوب تشغله بنفسها لذكرى حبيبها الغائب. ومرت السنوات الطوال وهي تطرز هذا الثوب , وكلما أوشكت على االنتهاء منه تفك ما طرزته لتعيده حىت

تطول مدة االنتظار والرفض , حىت مت املستحيل وحتقق حلمها ورجع زوجها.

173

عنوان القصيدة فهو »مع السندباد« وحاشيتها اجلانبية: »إىل حم��م��د ف��ك��ري اجل�����زار«، وم��وض��وع��ه��ا إدان����ة الواقع، عتبتها، أكثر من اجلانبية باحلاشية النص مهتما ويبدو وأسلوب اخلطاب الذي يدرج خالله وصف الواقع، وال خيتلف الوصف يف شيء عما سبق نظرا الرهتانه إىل وعي الشاعر بواقعه، إال أن توظيف الوصف وتنسيج عالقته ا معىن اقتضاء باخلطاب وبعض مفاطع النص، يبين س��رمغايرا ملوافقة املتكلم هلذا السندباد )املختلف عن األول( ال��راح��ل، ففي تعليق على الرحلة، فهو يدين ه��ذا على

ذلك الوصف يتساءل الشاعر:)أو ليس صدرك حصننا؟

أو ليس قبرك بيننا؟(وال إجابة إال إدانة يفرضها ما يسكن فضاء السؤالني

من سؤالني آخرين:- أو ليس صدرك حصننا؟ )قكيف ترحل؟(

- أو ليس قبرك بيننا؟ )فإلى أين ترحل؟(الصامدون يف بشاعة الواقع غر اهلاربني منه، واملغرتبون يف ذواهتم غر املتغربني يف بالد الناس، وتغريبة السندباد الباحث ع��ن العاصفة غ��ر ه��ذا األخ���ر ال��ف��ار م��ن وجه القهر. إن الشاعر يقدم منطني للرد على الواقع وينحاز

خفية لألول ويرتك للنص أن يقدم مربرات اآلخر..

174

الدرامية للمشاهد كل ما سبق يرسم خلفية غنائية األوىل وموت اجمل��م��وع��ة ال���ث���ورة/ال���ع���اص���ف���ة يف ل��ت��ح��ق��ق على /الفتيان/األبطال الفىت وصعود مششون، ج��ربوت منصة املسرح يرجتلون نص حريتهم وحرية وطنهم، ومتأل بني م��ا اجلانبية وحاشيتها ال��ق��اه��رة« »هنا قصيدة عتبة م��ق��دم��ة امل��ش��ه��د ال��درام��ي/اجمل��م��وع��ة األوىل وب���ني اخللفية اجلانبية: احلاشية قاعدة فعلى الثانية، الغنائية/اجملموعة »هلا شغف بالعجائب« تأويل للتحول الكبر من شعرية الغنائية املفرطة إىل شعرية الدرامية الواقعية، ومن مث تدخل ال��ن��ص ل.ت��ك��ون الزم���ة تتكرر يف هن��اي��ة املقطعني نسيج

األخرين.. يقول أمحد سراج:)1(

امدة لحق طروادة الص شهيد وت�حريق وتسبق روما

هلا أن تكون الفريدة والقادرةهنا القاهرة

ابرة نا الص مدينت�احرة نا الس مدينت�

ال��ص��رف��ي��ة فعلها ع��ل��ى حم���ور االخ��ت��ي��ار، وحني للصيغ يكون اسم العلم مركزا موضوعاتيا تصبح له اهليمنة على حمور االختيار وتصبح الصيغة الصرفية أداته يف استجالء

175

)الثورة( للموضوع بالنسبة »القاهرة« ومركزية مركزيته. والنص )العتبة( على السواء يرتدد صداها يف: »القادرة – الصابرة – الساحرة«، وفيما يبدو أن للرتتيب داللته

فاملقطع الثاين خاص بالصرب:)2(

هلا شغف بالعجائب؛ثالثون عاما خريفا وراء خريف

وفرعون ينمو وينمويف كل دار

على كل شربويف كل بث

على كل نربكأن البالد سواه خواء

يقول احلكيم: دعوهسيأيت أوان احلصاد

رأيت مناجلها يف القلوبدعوه

فضم الغالل بوقتوحنر الفساد بوقت

وإن هلا شغفا بالعجائب

176

اليت تشر، اجلانبية باحلاشية الثاين املقطع يفتتح ال��ت��ق��ري��ري، أن مث���ة م���ا س��ي��ح��دث، غ���ر ما بشكلها يبعده هذا إش���ارة واملستقبل ق��ائ��م، لكنها جم��رد ه��و ينمو وخيضر ش��يء وال خريفا الثالثني ب��ني التقابل البيوت وذرات يتفرعن يف ال��ذي الفرعون ه��ذا غ��ر اهلواء، غر أن إلشارة البداية من حيملها: »احلكيم« من والطبيعي جهة م��ن حكمته إىل يلتجئ ال���ذي جهة أخرى، فتتوسل حكمته باستعارة لنبوءة الثورة اليت تتجسد »مناجل« ويتحول مكبوهتا إىل مكان: الضمائر. أو ختبؤها تنطوي عليها، القلوب«، »يف مث يسند هذه النبوءة إىل الطبيعي: »ضم الغالل«، فلكل شيء ميقاته حىت الثورات. وتتالءم النبوءة مع استعادة احلاشية اجلانبية ولكن مؤكدة هذه املرة.. إهنا

الصفة الثانية: الصابرة.ويأيت املقطع الثالث خاصا بالصفة الثالثة: الساحرة،

يقول أمحد سراج)3(

قول العجوز ت�سرجع وجهي مجيالسرجع شعري طويال

فأدفن وجهي

177

وحني جييئ الذي أرسلته القرىوارع وحني جييئ الذي أطلقته الش

أراها العروس الصبية هلا شغف بالعجائب

يشر هذا املقطع إىل شيوع نبوءة احلكيم، يف القرى يف الشوارع، وحلول ميقاهتا، فيذهب من يذهب لنحر الفساد، وتتعلق أمنية املتكلم/السارد بعودة هؤالء الذين ال��ث��الث��ني خريفا/ ال��ع��ج��وز ذات بانتظار حت��ول ذه��ب��وا،

القاهرة عروسا صبية، مرددا يف إميان صويف: هلا شغف بالعجائب، إهنا املفردة/الصفة الثالثة: »الساحرة.. أما الصفة الثالثة: »القادرة« فشائعة يف املقطعني قدرة على

الصرب وقدرة على السحر. إن ه���ذا ال��ن��ص ال��ب��س��ي��ط ال���رائ���ع يف ب��س��اط��ت��ه واحد م��ن ال��ت��ق��ن��ي��ات ال��ش��ع��ري��ة ال���يت تتغلب ف��ي��ه ق��ص��د النص الشاعر فقصد إب��داع��ه. وحم��ف��زات الشاعر على قصد وه��ي مجلة/عالمة الواقعية، العالمات نصيا يف يتمثل واح��دة: »هنا القاهرة«، أما قصد النص فهذه اجلملة اليت أفلتت من أسر الواقعي لتحقق شعريتها كاملة: هلا شغف بالعجائب، ومن مث تتحول الفاعلية على حمور الشاعر إىل هذه م��ن األخ��ري��ن املقطعني االختيار يف التوزيع كما اجلملة ختتار ما يالئمها ومتتد على حم��ور

178

تريد، وال تكتفي بذلك بل تفرض نفسها الزمة ال بد بالرغم من كونه ال��داليل لسواها احل��راك لتضبط منها

اختياراهتا وتوزيعاهتا..أخرا، فبديهي أال تفي مقدمة ديوان مبوجبات قراءته ك��ل��ه��ا، وب��دي��ه��ي أال ي��زع��م ك��ات��ب امل��ق��دم��ة ه���ذا الزعم، خصوصا حني يراوح الديوان بني موضوعه الواقعي ونوعه الشعري، فهذه املراوحة – يف زعمي – من أعقد جوانب

مقاربته نقديا، مثلما هي من أعقد جوانب إبداعه.أ.د. حممد فكري اجلزار

179

سيرة ذاتية

أحمد سراج��اد كتاب مصر، عضو جلنة ، عضو احت شاعر ومسرحي مصريبوزارة م��رك��زي حم��اض��ر ال��ش��روق، ب���دار التعليمية املناهج تأليف التحرير م��دي��ر للثقافة، األع��ل��ى باجمللس ل��غ��وي م��دق��ق الثقافة،

واإلعالم بدار املؤيد للنشر اإللكرتوينتاريخ الميالد: 7 من أغسطس عام 1975

المؤهالت العلمية: دبلومة دراسات عليا، ختصص: صحافة، كلية اإلعالم، جامعة القاهرة، 2005

ليسانس آداب وتربية، ختصص: لغة عربية، كلية الرتبية، جامعة املنوفية.

األعمال المنشورة: 1( مسرحية زمن احلصار – اهليئة العامة للكتاب 2005

2( مسرحية القرار – اهليئة العامة لقصور الثقافة- سلسلة نصوص مسرحية 2009

3( مسرحية فصول السنة املصرية - اهليئة العامة لقصور الثقافة- يناير 2012م

4( ديوان احلكم للميدان - طبعة خاصة - 2011

180

الثقافة امل��س��ائ��ي- األه����رام )اب����داع – ق��ص��ائ��د متفرقة )5اجلديدة – دوريات أخرى(

6( دراس���ة ت��ارخي��ي��ة ع��ن آخ��ر أي���ام ال��ع��رب يف األن��دل��س – صحيفة عقيديت

ال����ربدة – 7( دراس����ة حتليلية لقصائد أمح���د ش��وق��ي )هن���ج اهلمزية النبوية – سلوا قليب...(

العربية )اللغة إبراهيم لقصائد حافظ حتليلية دراس��ة )8تنعى حظها - العمرية -...(

9( متاهة الوحل. دراسة نقدية. جريدة مسرحنا.وسائل االتصال:

A1serag@yahoo.com :1- الربيد اإللكرتوين a_serag@hotmaial.com

2- فيس بوك: facebook.com/a1serag.

4- اهلاتف احملمول: 0105789427

181

182

الفهرس

3.................................................. إهداء • حالة حترير. ...........................................5الدعوة عامة.......................................... 6أشالء ه��ام��ان....................................... 9موقعة اجلمل....................................... 15يناير العظيم........................................ 21هنا القاهرة......................................... 25احلكم للميدان...................................... 29امليدان حترير....................................... 3539 طردية............................................ زمن األساطري....................................... 43فرسان الساحات اخلالية.............................. 47ميك................................ 55 البس بلوفرك السلك اخل���ي���ار...................................... 59املاء واجلراد......................................... 6367 األحرار...................................... نشيد • من وجع الفتى......................................... 71عن شوارع احلصار.................................... 73اآلن تسقط... من قرون.............................. 77تغريبة السندباد.................................... 85

183

91 نغن.............................................. مع السندباد........................................ 93وص��ي��ة........................................... 97الشعرية والوعي يف ديوان »احلكم للميدان«................ 101سرية ذات��ي��ة....................................... 151154 احملتويات.........................................

184

حقوق الطبع حمفوظة© دار األدهم للنشر والتوزيع