كلمة الناشر التفكـــــــــــــــــــــرو التحقيـــــــــــــــــــــق يف تـــــــــــــــــــــاريخ الفكـــــــــــــــــــــرو يظهـــــــــــــــــــــر البحـــــــــــــــــــــث

ــــــــــــــــذي ــــــــــــــــة الرفيعــــــــــــــــة لبحــــــــــــــــث املعــــــــــــــــاد يف الوقــــــــــــــــت ال البشــــــــــــــــري املكان يثبـــــــــــــــت فيـــــــــــــــه النظـــــــــــــــر العميـــــــــــــــق أمهيـــــــــــــــة املعـــــــــــــــاد يف إعطـــــــــــــــاء املعـــــــــــــــىن

ولـــــــــــــــــذا يعتـــــــــــــــــرب االعتقـــــــــــــــــاد باملعـــــــــــــــــاد أرضـــــــــــــــــية مناســــــــــــــــــبة ، للحيـــــــــــــــــاة اســــــــــــــــــاس قبوهلــــــــــــــــــا أو للتصـــــــــــــــــديق بقضــــــــــــــــــايا أخــــــــــــــــــرى الـــــــــــــــــيت علــــــــــــــــــى

، عــــــــــــــــدم قبوهلــــــــــــــــا تظهــــــــــــــــر مــــــــــــــــذاهب ومــــــــــــــــدارس فكريــــــــــــــــة متعــــــــــــــــددة ماهيــــــــــــة، ومــــــــــــن هــــــــــــذه القضــــــــــــايا : وجــــــــــــود الــــــــــــروح وعــــــــــــدم وجودهــــــــــــا

احلســــــــــــــــاب، بقــــــــــــــــاء الــــــــــــــــروح أو فنــــــــــــــــاء الــــــــــــــــروح، وحقيقــــــــــــــــة الــــــــــــــــروح .من قبيل هذه املواضيع. وحنوها .. واجلزاء و

املرتبطـــــــــــــــــــــةو وأن واحـــــــــــــــــــــدا مـــــــــــــــــــــن أهـــــــــــــــــــــم املســـــــــــــــــــــائل املتعلقـــــــــــــــــــــة فــــــــــــــإن جمــــــــــــــال االخــــــــــــــتالف ، النـــــــــــــارو باملعـــــــــــــاد هــــــــــــــي مســــــــــــــألة اجلنــــــــــــــة

ألن هنــــــــــــــــاك ، واســــــــــــــــع جــــــــــــــــدا العــــــــــــــــذاب و يف حبــــــــــــــــث نــــــــــــــــار جهــــــــــــــــنم اليتناســـــــــــــــــب مـــــــــــــــــع الرمحـــــــــــــــــة اإلهليـــــــــــــــــة بعـــــــــــــــــض يـــــــــــــــــرى ان العـــــــــــــــــذاب

الــــــــــبعض ى بينمــــــــــا يــــــــــر ، بــــــــــل يكــــــــــون ذلــــــــــك مضــــــــــادا ــــــــــا، الواســــــــــعة يف ، اآلخـــــــــــــر ان ذلـــــــــــــك ناشـــــــــــــيء مـــــــــــــن العدالـــــــــــــة املطلقـــــــــــــة هللا تعـــــــــــــاىل

ظـــــــــــــــــــــاهر اآليـــــــــــــــــــــات آخـــــــــــــــــــــرون اســـــــــــــــــــــتنادا علـــــــــــــــــــــى حـــــــــــــــــــــني يـــــــــــــــــــــرى

ولـــــــــــــــــــذا، والروايـــــــــــــــــــات ان العـــــــــــــــــــذاب متوجـــــــــــــــــــه ومتعلـــــــــــــــــــق باجلســـــــــــــــــــم .القول باملعاد اجلسماين نراهم يصرون على

وهنـــــــــــــــــــــاك قـــــــــــــــــــــراءة جديـــــــــــــــــــــدة يعتمـــــــــــــــــــــدها بعـــــــــــــــــــــض املفكـــــــــــــــــــــرينــــــــــــــــى والفالســــــــــــــــفة النظــــــــــــــــر العقلــــــــــــــــي والعرفــــــــــــــــاين اســــــــــــــــتنادا مــــــــــــــــنهم عل

.تبني كيفية املعاد والثواب والعقاب الخلـــــــــــود فـــــــــــيوالكتــــــــــاب الـــــــــــذي بــــــــــني يـــــــــــديك حيمــــــــــل عنوانـــــــــــا

أثـــــــــــــــر الشـــــــــــــــيخ الفاضــــــــــــــل احملـــــــــــــــرتم حممــــــــــــــد عبـــــــــــــــد اخلـــــــــــــــالق جهــــــــــــــنمــــــــــــــــف االبعــــــــــــــــاد املختلفــــــــــــــــة واملتعــــــــــــــــددة، كــــــــــــــــاظم ــــــــــــــــه املؤل ــــــــــــــــاول في تن

ني آراء ونظريـــــــــــــــــــــــــات تبيـــــــــــــــــــــــــ باالضـــــــــــــــــــــــــافة اىل ، هلـــــــــــــــــــــــــذا املوضـــــــــــــــــــــــــوع .املفسرين واملتكلمني والفالسفة حوله

وقــــــــــــــــــــد أخــــــــــــــــــــذت معاونيــــــــــــــــــــة التحقيــــــــــــــــــــق يف املركــــــــــــــــــــز العــــــــــــــــــــاملي نفســــــــــــــها بــــــــــــــذل قصــــــــــــــارى جهــــــــــــــدها للدراســــــــــــــات االســــــــــــــالمية علــــــــــــــى

مــــــــــــــــــع كامـــــــــــــــــــل رعايتهــــــــــــــــــا وعنايتهـــــــــــــــــــا لتقــــــــــــــــــدمي مثـــــــــــــــــــرات احملققـــــــــــــــــــني طال ــــــــــــــــــــــا مــــــــــــــــــــــع فــــــــــــــــــــــائق تقــــــــــــــــــــــديرها والبــــــــــــــــــــــاحثني األفاضــــــــــــــــــــــل اىل

.دعائها هلم بالتوفيق املستمرو ، واحرتامها هلم

المركز العالمي للدراسات اإلسالمية معاونية التحقيق

ش ١٣٨٣/ ١٤٢٦محرم الحرام

الفهرس ١١ المقدمة ١٧ امور تمهيدية عامة

١٧ . اخللود يف جهنم لغة ١ ١٩ . حملة تأرخيية إىل مسألة اخللود يف جهنم٢

٢٢ . اخللود يف جهنم عند األديان٣ ٢٢ األول : األديان املصرية القدمية

٢٣ ) ا وسية الثاين : الديانة الزرادشتية ( ٢٤ ) الديانة اهلندية القدمية الثالث : الديانة الفيدية (

٢٤ الرابع : الديانة اليهودية ٢٥ اخلامس : الديانة املسيحية ٢٧ آراء المفسرين حول الخلود في جهنم

٢٨ جهنمأدلة املثبتني للخلود يف ٢٨ . داللة لفظ اخللود على الدوام١

٣٠ تفسري آيات اخللود يف النار ٣٨ اخلالصة

٤٠ . داللة لفظ املقيم على الدوام٢ ٤٥ اخلالصة

٤٦ . داللة عدم اخلروج وعدم الغياب عن النار على دوام العقاب٣ ٥٢ اخلالصة

٥٤ . داللة نفي املوت عن أهل النار على دوام العقاب٤ ٥٨ اخلالصة

٥٩ . داللة املنع من دخول اجلنة على اخللود يف جهنم٥ ٦٢ أدلة النافني للخلود يف جهنم

٦٢ . حمدودية العذاب١ ٦٣ . داللة االستثناء عن اخللود على انقطاع العذاب٢

٧٩ . داللة اللبث أحقابا يف النار على حمدودية البقاء يف جهنم٣ ٨٠ أقوال اللغويني يف معىن احلقب ٨٠ آية احلقب عند املفسرين ٨٢ النتيجة

٨٥ اخلالصة ٨٧ المخلدون في النار في نظر القرآن

٨٧ . الكفار واملشركون١ ٩٢ الشرك يف الرؤية القرآنية

٩٤ . املنافقون٢ ٩٦ . الغارقون يف الذنوب٣

٩٧ . قاتل املؤمن٤ ١٠٤ كل الرباآ. ٥

١٠٥ اخلالصة ١٠٧ الخلود في جهنم عند المتكلمين ١٠٨ املعتزلة ١٠٩ مباين املعتزلة يف وعيد مرتكب الكبرية

١٠٩ . االميان١ ١٠٩ . املنزلة بني املنزلتني٢ ١١٠ . التحابط والتكفري٣

١١١ . العفو االهلي٤ ١١١ . الشفاعة٥

١١٢ ي املعتزلة يف مرتكب الكبريةأر ١١٢ دلة املعتزلة يف خلود مرتكب الكبرية يف النارأ

١١٢ يةدلة العقلاأل ١١٢ . دليل املنع عن االستحقاق والتفضل ملرتكب الكبرية١

١١٣ . دليل املنع من اجتماع استحقاق الثواب والعقاب٢ ١١٣ . دليل قبح ذم احملسن٣

١١٤ األدلة النقلية ١١٤ . اآليات القرآنية١

١١٥ . الروايات٢ ١١٥ التحقيق يف أدلة املعتزلة

١١٥ . نقد قوهلم يف اإلميان١ ١١٦ نقد قوهلم يف االحباط .٢

١١٧ األدلة على بطالن االحباط ١١٨ االدلة على بطالن املوازنة ١١٩ نقد األدلة املعتزلة يف خلود مرتكب الكبرية يف النار

١١٩ . األدلة العقلية١ ١٢١ . نقد األدلية النقلية٢

١٢٤ اخلوارج ١٢٥ مباين اخلوارج يف خلود مرتكب الكبرية يف النار

١٢٥ يف االميانقوهلم ١٢٧ رأي اخلوارج يف مرتكب الكبرية ١٢٩ أدلة اخلوارج يف خلود مرتكب الكبرية يف النار ١٣٠ مذاهب أهل السنة ١٣٠ األشاعرة

١٣١ مباين األشاعرة يف وعيد مرتكب الكبرية ١٣١ . قوهلم يف اميان مرتكب الكبرية١

١٣١ . العفو االهلي٢ ١٣٢ . الشفاعة٣

١٣٢ وعيد مرتكب الكبريةرأي األشاعرة يف ١٣٣ دليل األشاعرة على انقطاع عقاب مرتكب الكبرية ١٣٣ املاتريدة ١٣٤ مباين املاتريدية يف وعيد مرتكب الكبرية

١٣٤ . قوهلم يف اميان مرتكب الكبرية١ ١٣٤ . العفو اإلهلي٢

١٣٤ . الشفاعة٣ ١٣٥ رأي املاتريدية يف وعيد مرتكب الكبرية ١٣٥ السلفية

١٣٦ ابن تيمية .١ ١٣٦ األول : قوله يف اميان مرتكب الكبرية ١٣٧ الثاين : قوله يف الشفاعة النبوية والعفو االهلي ١٣٧ الثالث : قوله يف وعيد مرتكب الكبرية ١٣٧ الرابع : قوله يف وعيد الكفار

١٣٨ ) ه ٧٥١ . ابن القيم اجلوزية (٢ ١٣٩ مذاهب الشيعة

١٣٩ ) االمامية الشيعة االثنا عشرية ( ١٤٠ مباين الشيعة االمامية يف مرتكب الكبرية

١٤٠ . قوهلم يف اميان مرتكب الكبرية١ ١٤١ . العفو االهلي٢

١٤٢ . الشفاعة٣ ١٤٣ رأى الشيعة االمامية يف وعيد مرتكب الكبرية ١٤٣ أدلة االمامية على انقطاع وعيد مرتكب الكبرية ١٤٥ ةمباين الزيدية يف وعيد مرتكب الكبري

١٤٥ . قوهلم يف اميان مرتكب الكبرية١ ١٤٦ . االحباط والتكفري٢

١٤٨ . العفو االهلي٣ ١٥٠ رأي الزيدية يف وعيد مرتكب الكبرية ١٥٠ أدلة الزيدية يف خلود مرتكب الكبرية يف النار

١٥٠ . الدليل العقلي١ ١٥٠ . الدليل النقلي٢

١٥٢ اإلمساعيلية ١٥٣ رأى االمساعيلية يف الوعيد ١٥٣ األوىل : قوهلم يف االميان ١٥٥ الثانية : قوهلم يف الكفر والشرك ١٥٦ الثالثة : قوهلم يف أركان الدين

١٥٦ الرابعة : قوهلم يف العبادة ١٥٧ اخلامسة : قوهلم يف العفو الشفاعة ١٥٨ السادسة : قوهلم يف معاصي املوالني لالئمة وعدم املوالني ١٥٩ النتائج ١٦٢ اخلالصة ١٦٥ آراء المخالفين للخلود في النار ١٦٦ التحقيق يف أقوال املخالفني

١٦٦ . الصحابة١ ١٦٨ . ابن تيمية وابن قيم اجلوزية٢

١٧٠ نقد أدلة ابن القيم ١٧١ . الشيخ حممد عبده٣

١٧١ . الشيخ حممود شلتوت٤ ١٧٢ . الدكتور حممد صادقي٥

١٧٣ ) ه ١٢٨املتوىف . اجلهم بن صفوان (٦ ١٧٤ ) ه ٢٣٥ـ ١٣٥ . أبو اهلذيل العالف (٧

١٧٥ التحقيق يف قول أيب اهلذيل العالف واجلهم بن صفوان ١٧٦ . قول جمهول القائل٨

١٧٧ . حممد عزة دروزه٩ ١٧٨ التحقيق يف القول الثامن والتاسع

١٧٩ ) م ١٩٣٨املتوىف . حممد إقبال الالهوري (١٠ ١٧٩ التحقيق يف قول حممد اقبال ١٨٠ اخلالصة ١٨٣ الخلود في جهنم عند الفالسفة

١٨٣ ) ه ٣٣٩املتوىف . أبو نصر الفارايب (١ ١٩٠ ) ه ٤٢٨املتوىف . الشيخ الرئيس ابن سينا (٢

١٩٦ ) ه ٥٨١املتوىف . ابن طفيل األندلسي (٣ ١٩٩ ) ه ٥٨٧املتوىف . شهاب الدين السهروردي (٤

٢٠١ ) ه ١٠٥٠املتوىف . صدر الدين الشريازي (٥ ٢٠٢ أ) منافاة العذاب األبدي مع اإلجياد والعلية ٢٠٣ ب) منافاة العذاب األبدي مع الرمحة االهلية الشاملة للكل ٢٠٣ ج) ثبات وبقاء الفطرة وعرضية اهليئات الردية املوجبة للعذاب ٢٠٤ اثبات رجوع صدرالدين الشريازي عن نظرية اخللود النوعي

٢٠٦ ) ه ١٠٩٢املتوىف حمسن الفيض الكاشاين (. مال ٦ ٢٠٩ ) ه ١٢٨٨املتوىف . مال هادي السبزواري (٧

٢١٠ ) ه ١٤٠٢ . العالمة حممد حسني الطباطبائي (٨ ٢١٥ . جالل الدين اآلشتياين٩

٢١٩ إنتقادات اآلشتياين للعرفاء يف قوهلم بانقطاع العذاب عن الكفار ٢٢٢ اخلالصة ٢٢٧ المصادر

٢٢٧ ملصادر العربيةا ٢٣٥ املصادر الفارسية

المقدمةــــــــــــــــاء واملرســــــــــــــــلني ــــــــــــــــاطر الســــــــــــــــموات واالرضــــــــــــــــني باعــــــــــــــــث األنبي احلمــــــــــــــــدهللا رب العــــــــــــــــاملني ف والصــــــــــــــالة والســــــــــــــالم علــــــــــــــى أكــــــــــــــرم اخلالئــــــــــــــق امجعــــــــــــــني وافضــــــــــــــل األنبيــــــــــــــاء واملرســــــــــــــلني نبينــــــــــــــا

.حممد وعلى آله الطيبني الطاهرين هـــــــــــــــذا الكتـــــــــــــــاب يتنـــــــــــــــاول مفهومـــــــــــــــا هامـــــــــــــــا مـــــــــــــــن املفـــــــــــــــاهيم الدينيـــــــــــــــة حبيـــــــــــــــث يســـــــــــــــتحق الوقــــــــــوف عنــــــــــده والتوجــــــــــه اليــــــــــه لكونــــــــــه يشــــــــــكل جــــــــــزء مهمــــــــــا مــــــــــن أحبــــــــــاث املعــــــــــاد حيــــــــــث أن

بــــــــــــل ويف ، االساســــــــــــية يف كــــــــــــل االديــــــــــــان الســــــــــــماويةاإلعتقــــــــــــاد باملعــــــــــــاد يعــــــــــــد مــــــــــــن العناصــــــــــــر الـــــــــــدين اإلســـــــــــالمي احلنيـــــــــــف كثـــــــــــري مـــــــــــن املـــــــــــذاهب الوضـــــــــــعية وانـــــــــــه ميثـــــــــــل ركنـــــــــــا مـــــــــــن اركـــــــــــان

ومبــــــــــــــا ان هــــــــــــــذا ، وهــــــــــــــذا املفهــــــــــــــوم هــــــــــــــو مفهــــــــــــــوم اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم، كالتوحيــــــــــــــد والنبــــــــــــــوةـــــــــــــف ـــــــــــــق مـــــــــــــن قبـــــــــــــل علمـــــــــــــاء اإلســـــــــــــالم مبختل املفهـــــــــــــوم قـــــــــــــد كـــــــــــــان مـــــــــــــوردا للبحـــــــــــــث والتحقي

ممـــــــــــــــــــا دفعنـــــــــــــــــــا اىل دراســـــــــــــــــــة آراء ، طـــــــــــــــــــوائفهم مـــــــــــــــــــن املفســـــــــــــــــــرين واملتكلمـــــــــــــــــــني والفالســـــــــــــــــــفةـــــــــــــة املفســـــــــــــرين أوال حـــــــــــــول هـــــــــــــذا امل ـــــــــــــذي تضـــــــــــــمنته العشـــــــــــــرات مـــــــــــــن اآليـــــــــــــات القرآني فهـــــــــــــوم ال

ومــــــــــــــــن مث البحــــــــــــــــث يف آراء املتكلمــــــــــــــــني مبختلــــــــــــــــف مــــــــــــــــذاهبهم مــــــــــــــــن ، تصــــــــــــــــرحيا أو تلوحيــــــــــــــــا الســــــــــــــــنة والشــــــــــــــــيعة وغــــــــــــــــريهم وأخــــــــــــــــريا االطــــــــــــــــالع علــــــــــــــــى آراء الفالســــــــــــــــفة املســــــــــــــــلمني مـــــــــــــــــن

وحتليـــــــــــــــــــــــــل هـــــــــــــــــــــــــذه اآلراء ، املشـــــــــــــــــــــــــائني واالشـــــــــــــــــــــــــراقيني ومدرســـــــــــــــــــــــــة احلكمـــــــــــــــــــــــــة املتعاليـــــــــــــــــــــــــة .صها للوصول اىل النتائج املقنعة شرعا وعقال يف هذا املوضوعحيومت

ــــــــــد وقعــــــــــت مــــــــــورد خــــــــــالف بــــــــــني املفســــــــــرين مــــــــــن جهــــــــــة وبــــــــــني ومبــــــــــا ان هــــــــــذا املوضــــــــــوع قــــــــــــــرية املطروحــــــــــــــة ــــــــــــــة الكث املتكلمــــــــــــــني مــــــــــــــن جهــــــــــــــة أخــــــــــــــرى باالضــــــــــــــافة اىل اإلشــــــــــــــكالت العقلي

بنـــــــــاء علـــــــــى و ، فاقتضـــــــــت الضـــــــــرورة البحـــــــــث عنـــــــــه، مـــــــــن قبـــــــــل بعـــــــــض الفالســـــــــفة واملتكلمـــــــــني فاهلـــــــــــدف األساســـــــــــي مـــــــــــن البحـــــــــــث هـــــــــــو حـــــــــــل هـــــــــــذه املعضـــــــــــلة كمســـــــــــألة عقائديـــــــــــة ، ذلـــــــــــك

ــــــــــــــــــوف علــــــــــــــــــى آراء علمــــــــــــــــــاء اإلســــــــــــــــــالم مــــــــــــــــــن املفســــــــــــــــــرين واملتكل ، والفالســــــــــــــــــفةمــــــــــــــــــنيوالوق باالضـــــــــــــــــافة اىل : انـــــــــــــــــه يقـــــــــــــــــوي اجلانـــــــــــــــــب الروحـــــــــــــــــي واملعنـــــــــــــــــوي عنـــــــــــــــــد االنســـــــــــــــــان فاملعـــــــــــــــــاد

ال القـــــــــــــــرآين والتفســــــــــــــــريي والبحـــــــــــــــوث املرتبطـــــــــــــــة بــــــــــــــــه ـــــــــــــــدف أساســـــــــــــــا وبــــــــــــــــاألخص يف ا ـــــــــــــــ ومـــــــــــــن هنــــــــــــــا تـــــــــــــأيت أمهيــــــــــــــة هــــــــــــــذا ، اىل تقويـــــــــــــة وترســــــــــــــيخ البعـــــــــــــد االميــــــــــــــاين عنـــــــــــــد املســــــــــــــلمني

البحـــــــــــــث فـــــــــــــان ترســـــــــــــيخ عقيـــــــــــــدة اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم يف النفـــــــــــــوس مفيـــــــــــــد للحيـــــــــــــاة الدنيويـــــــــــــة لكونـــــــــــــه جيعـــــــــــــل احليـــــــــــــاة اإلنســـــــــــــانية حيـــــــــــــاة ، واألخرويـــــــــــــة النـــــــــــــه ترســـــــــــــيخ إلنســـــــــــــانية االنســـــــــــــان

وتضــــــــــعيفها تقويــــــــــة للفســــــــــاد والطغيــــــــــان الــــــــــذي بــــــــــات ، والفســــــــــاد ســــــــــعيدة بعيــــــــــدة عــــــــــن الظلــــــــــمــــــــــذي نعــــــــــيش فيــــــــــه نتيجــــــــــة بعــــــــــدنا عــــــــــن االميــــــــــان واالعتقــــــــــاد باملعــــــــــاد ــــــــــارزة للعصــــــــــر ال عالمــــــــــة ب واملســــــــــــائل املرتبطــــــــــــة بــــــــــــه ومــــــــــــن ضــــــــــــمنها مســــــــــــألة اخللــــــــــــود يف جهــــــــــــنم ويف كــــــــــــل ذلــــــــــــك داللــــــــــــة

يـــــــــــــــاة واضـــــــــــــــحة علـــــــــــــــى امهيـــــــــــــــة هـــــــــــــــذا البحـــــــــــــــث وضـــــــــــــــرورته لتـــــــــــــــأثريه العظـــــــــــــــيم يف اصـــــــــــــــالح احل .الدنيوية واألخروية

ممــــــــــــا ، ومفهــــــــــــوم اخللــــــــــــود يف جهــــــــــــنم قــــــــــــد طــــــــــــرح قبــــــــــــل كــــــــــــل شــــــــــــيء يف القــــــــــــرآن الكــــــــــــرمي دفـــــــــــــــــــع علمـــــــــــــــــــاء اإلســـــــــــــــــــالم اىل ان يتنـــــــــــــــــــاولوه يف طوايـــــــــــــــــــا احبـــــــــــــــــــائهم وحتقيقـــــــــــــــــــا م العلميـــــــــــــــــــة ــــــــــــــري مــــــــــــــن مؤلفــــــــــــــات هــــــــــــــؤالء مل جنــــــــــــــد مــــــــــــــن حبــــــــــــــث يف هــــــــــــــذا ولكــــــــــــــن عنــــــــــــــدما تتبعنــــــــــــــا الكث

وصـــــــــــــــا املتقـــــــــــــــدمني ســـــــــــــــواء كـــــــــــــــان مفســـــــــــــــروهم املوضـــــــــــــــوع بصـــــــــــــــورة متكاملـــــــــــــــة ومســـــــــــــــتقلة خص ، والســـــــــــــيد مرتضــــــــــــى علـــــــــــــم اهلـــــــــــــدى، او متكلمــــــــــــوهم أو فالســـــــــــــفتهم امثــــــــــــال الشـــــــــــــيخ املفيــــــــــــد

، واجلرجـــــــــــــاين، ومقـــــــــــــداد الســـــــــــــيوري، والعالمـــــــــــــة احللـــــــــــــي، والطربســـــــــــــي، والشـــــــــــــيخ الطوســـــــــــــي فقــــــــــــد حبــــــــــــث هــــــــــــؤالء ، وابــــــــــــن ســــــــــــينا وآخــــــــــــرون، والفــــــــــــارايب، والفخــــــــــــر الــــــــــــرازي، والتفتــــــــــــازاين

ــــــــــود يف جهــــــــــنمحــــــــــ ، ول هــــــــــذا املفهــــــــــوم إمــــــــــا بإشــــــــــارات عــــــــــابرة ضــــــــــمن تفســــــــــريهم آليــــــــــات اخلل

أو ضــــــــــمن حبــــــــــثهم عــــــــــن وعيــــــــــد مرتكــــــــــب الكبــــــــــرية أهــــــــــو خملــــــــــد ، كمــــــــــا هــــــــــو حــــــــــال املفســــــــــرين أو االقتصــــــــــــار علــــــــــــى النظــــــــــــر العقلــــــــــــي للموضــــــــــــوع ، كمــــــــــــا فعــــــــــــل املتكلمــــــــــــون، يف النــــــــــــار ام ال

.األخروية كما كان ديدن الفالسفةضمن حبثهم عن الشر أو السعادة والشقاوة ـــــــــــــــــة ـــــــــــــــــى التحقيقـــــــــــــــــات والبحـــــــــــــــــوث العقلي ـــــــــــــــــذي طـــــــــــــــــرأ عل وبعـــــــــــــــــد التطـــــــــــــــــور والتوســـــــــــــــــع ال

توســــــــــــــع ، والفلســــــــــــــفية وتــــــــــــــأثر البحــــــــــــــوث الكالميــــــــــــــة والتفســــــــــــــريية بتلــــــــــــــك االحبــــــــــــــاث العقليــــــــــــــة وبـــــــــاألخص ابــــــــن قـــــــــيم ، وأول مــــــــن كتـــــــــب عنــــــــه هـــــــــم الســــــــلفية، البحــــــــث حـــــــــول هــــــــذا املفهـــــــــوم

وقـــــــــــــــد حتـــــــــــــــدث عـــــــــــــــن اخللـــــــــــــــود يف جهـــــــــــــــنم بصـــــــــــــــورة مفصـــــــــــــــلة نســـــــــــــــيبا يف كتابـــــــــــــــه ، اجلوزيـــــــــــــــةـــــــــــا كالميـــــــــــا أراد بـــــــــــه انكـــــــــــار اخللـــــــــــود االبـــــــــــدي وإثبـــــــــــات ، حـــــــــــادي األرواح وكـــــــــــان البحـــــــــــث حبث

، وأشــــــــــــار اليـــــــــــه ايضــــــــــــا يف العديــــــــــــد مـــــــــــن كتبــــــــــــه األخــــــــــــرى، انقطـــــــــــاع العــــــــــــذاب عـــــــــــن الكفــــــــــــارــــــــــــــر فــــــــــــــأكثر ــــــــــــــزمن توســــــــــــــع البحــــــــــــــث حــــــــــــــول هــــــــــــــذا املفهــــــــــــــوم أكث فمــــــــــــــثال جنــــــــــــــد ، ومبــــــــــــــرور ال

ــــــــــــه ــــــــــــاول هــــــــــــذا املفهــــــــــــوم بالبحــــــــــــث والتحقيــــــــــــق يف تفســــــــــــريه وكتاب ــــــــــــدين الشــــــــــــريازي يتن صــــــــــــدر ال وتبعــــــــه تلميــــــــذه الفــــــــيض ، متــــــــأثرا بالعرفــــــــاء األســــــــفار األربعــــــــة والشــــــــواهد الربوبيــــــــة والعرشــــــــية

.اصول المعارفالكاشاين يف كتابه وامــــــــــــــــــا املعاصــــــــــــــــــرون فنجــــــــــــــــــد مــــــــــــــــــنهم الــــــــــــــــــدكتور حممــــــــــــــــــد صــــــــــــــــــادقي يتطــــــــــــــــــرق اىل هــــــــــــــــــذا

حمــــــــــاوال إثبــــــــــات انقطــــــــــاع العــــــــــذاب عــــــــــن الفرقــــــــــان فــــــــــي تفســــــــــير القــــــــــرآن املفهــــــــــوم يف كتابــــــــــه ـــــــــــزان فمـــــــــــا جنـــــــــــد العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــايي يف كتابـــــــــــه ، الكفـــــــــــار تبعـــــــــــا البـــــــــــن قـــــــــــيم اجلوزيـــــــــــة المي

ــــــــــــــة فــــــــــــــي تفســــــــــــــير القــــــــــــــرآن حيــــــــــــــاول اثبــــــــــــــات اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم ورد اإلشــــــــــــــكاالت العقلي مث يـــــــــــــــــأيت جـــــــــــــــــالل الـــــــــــــــــدين ، رآنيـــــــــــــــــة والعقليـــــــــــــــــةالـــــــــــــــــواردة عليـــــــــــــــــه باإلســـــــــــــــــتناد اىل األدلـــــــــــــــــة الق

وحيــــــــــــــاول الــــــــــــــدفاع عـــــــــــــن اخللــــــــــــــود بأســــــــــــــلوب عقلـــــــــــــي ورد اإلشــــــــــــــكاالت الــــــــــــــواردة ، اآلشـــــــــــــتياين لصـــــــــــــــدر الـــــــــــــــدين الشـــــــــــــــريازي ويف زاد المســـــــــــــــافروذلـــــــــــــــك بشـــــــــــــــرحه علـــــــــــــــى كتـــــــــــــــاب ، عليــــــــــــــه

.اصول المعارف للفيض الكاشانيمقدمته لكتاب إن مــــــــــن يؤلــــــــــف كتابــــــــــا أو يبحــــــــــث موضــــــــــوعا فانــــــــــه يهــــــــــدف إمــــــــــا اىل ابتــــــــــداع واخــــــــــرتاع مــــــــــا

أو طويـــــــــل مســـــــــهب، أو غـــــــــامض يشـــــــــرحه، أو شـــــــــيء نـــــــــاقص يتممـــــــــه، مل يســـــــــبق إليـــــــــه غـــــــــريه

دون اإلخــــــــــــــالل مبعانيــــــــــــــه أو متفــــــــــــــرق جيمعــــــــــــــه أو مــــــــــــــتخلط يرتبــــــــــــــه وحيســــــــــــــن نظمــــــــــــــه هخيتصــــــــــــــر اعــــــــــــــا جديــــــــــــــدا النــــــــــــــه مطــــــــــــــروح وحبــــــــــــــث اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم لــــــــــــــيس ابتــــــــــــــداعا واخرت .وهكــــــــــــــذا

مســـــــــــــــبقا يف الكتـــــــــــــــاب والســـــــــــــــنة وقبـــــــــــــــل ذلـــــــــــــــك يف الكتـــــــــــــــب املقدســـــــــــــــة لألديـــــــــــــــان الســـــــــــــــماوية ــــــــــــــب ــــــــــــــد يف األمــــــــــــــر هــــــــــــــو مجــــــــــــــع املعلومــــــــــــــات املتفرقــــــــــــــة واملختلطــــــــــــــة يف طوايــــــــــــــا كت وإمنــــــــــــــا اجلدي التفســـــــــــــــــري والكـــــــــــــــــالم والفلســــــــــــــــــفة ونظمهـــــــــــــــــا وترتيبهــــــــــــــــــا وترتيبـــــــــــــــــا منطقيــــــــــــــــــا حبلـــــــــــــــــة جديــــــــــــــــــدة

حيـــــــــــــث ، وبيـــــــــــــان املطالـــــــــــــب املطروحـــــــــــــة بصـــــــــــــورة يســـــــــــــهل فهمهـــــــــــــاومنســـــــــــــجمة يف مضـــــــــــــامينها كتــــــــــب عنــــــــــه ــــــــــذه مــــــــــن حبــــــــــث يف هــــــــــذا املوضــــــــــوع أو ـــــــــــ وفــــــــــق مســــــــــاحة اطالعــــــــــي ـــــــــــ مل أجــــــــــد

ــــــــــــــــــه لــــــــــــــــــيس مــــــــــــــــــن يالصــــــــــــــــــورة ال يف اجلانــــــــــــــــــب التفســــــــــــــــــري وال الكالمــــــــــــــــــي وال الفلســــــــــــــــــفي الن ، متشـــــــــــــــتت املـــــــــــــــذاهب يف خصوصـــــــــــــــهو الســـــــــــــــهل البحـــــــــــــــث يف موضـــــــــــــــوع متشـــــــــــــــابك األبعـــــــــــــــاد

ـــــــــيت ، جـــــــــزءا مـــــــــن مســـــــــائل املعـــــــــادوالـــــــــذي يعـــــــــد وهـــــــــذه املســـــــــائل كمـــــــــا نعلـــــــــم مـــــــــن الغيبيـــــــــات الـــــــــــــات جزئيا ـــــــــــــا أو فروعهـــــــــــــا إال ال مي ـــــــــــــوحي وهـــــــــــــذا املوضـــــــــــــوع اهلـــــــــــــام كـــــــــــــن اثب ـــــــــــــق ال عـــــــــــــن طري

عقائـــــــــــــديا قـــــــــــــد أخربنـــــــــــــا الـــــــــــــوحي بـــــــــــــه يف الكتـــــــــــــاب وأكدتـــــــــــــه األحاديـــــــــــــث الشـــــــــــــريفة وروايـــــــــــــات مــــــــــــــت علــــــــــــــى إثبــــــــــــــات اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم وان األدلــــــــــــــة العقليــــــــــــــة الــــــــــــــيت اقي املعصــــــــــــــومني

ال ميكــــــــــــن اإلعتمــــــــــــاد عليهــــــــــــا لوحــــــــــــدها كمســــــــــــألة مســــــــــــلم ــــــــــــا عقليــــــــــــا لــــــــــــوال الــــــــــــوحي االهلــــــــــــي الـــــــــــــذي أخربنـــــــــــــا بـــــــــــــه فاإلدلـــــــــــــة العقليـــــــــــــة تعتـــــــــــــرب مؤيـــــــــــــدات إلثبـــــــــــــات إخبـــــــــــــار الـــــــــــــوحي بوجـــــــــــــود

ـــــــــــــى ، اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم ـــــــــــــة بظاهرهـــــــــــــا عل ـــــــــــــة الدال كمـــــــــــــا ان وجـــــــــــــود بعـــــــــــــض اآليـــــــــــــات القرآني الكفـــــــــــار ممـــــــــــا زاد مـــــــــــن مشـــــــــــكلة البحـــــــــــث يف هـــــــــــذا املوضـــــــــــوع وايضـــــــــــا انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب عـــــــــــن

ـــــــــــــاخللود يف جهـــــــــــــنم حـــــــــــــىت جعلـــــــــــــت ـــــــــــــة علـــــــــــــى القـــــــــــــول ب وجـــــــــــــود بعـــــــــــــض اإلشـــــــــــــكاالت العقليــــــــــــذهب إىل القــــــــــــول بإنقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب عــــــــــــن الكفــــــــــــار ــــــــــــبعض مــــــــــــن علمــــــــــــاء اإلســــــــــــالم أن ي ال

ـــــــــــ وألجـــــــــــل هـــــــــــذا كلـــــــــــه فقـــــــــــد صـــــــــــرح صـــــــــــدرالدين الشـــــــــــريازي بـــــــــــان هـــــــــــذا املســـــــــــألة أي حبـــــــــــث ـــــــــــــــ يف جهــــــــــــــنم اخللــــــــــــــود ووضــــــــــــــفها احملقــــــــــــــق الســــــــــــــبزواري با ــــــــــــــا ) املســــــــــــــائل العويصــــــــــــــة ( مــــــــــــــن ـ

.) من األسرار اليت ال تفهمها العقول وتضرها و لكها ( يتبـــــــــــــع الباحـــــــــــــث يف كـــــــــــــل موضـــــــــــــوع منهجـــــــــــــا جمـــــــــــــددا واســـــــــــــلوبا معينـــــــــــــا مـــــــــــــن بـــــــــــــني وفـــــــــــــرة

ــــــــــــــاهج وتعــــــــــــــددها مثــــــــــــــل ــــــــــــــيواملــــــــــــــنهج ، النقلــــــــــــــياملــــــــــــــنهج ، املن ، التجــــــــــــــرييبواملــــــــــــــنهج ، العقل واملــــــــــــــــنهج التكــــــــــــــــاملي ومــــــــــــــــا إىل ذلــــــــــــــــك واملوضــــــــــــــــوع الــــــــــــــــذي نبتغــــــــــــــــي ، واملــــــــــــــــنهج الوجــــــــــــــــداين

البحــــــــــث فيــــــــــه يتضــــــــــمن أقســــــــــاما متعــــــــــددة مــــــــــن العلــــــــــوم حيتــــــــــاج البحــــــــــث يف كــــــــــل قســــــــــم منهــــــــــا ابتـــــــــــاع مـــــــــــنهج معـــــــــــني وبنـــــــــــاءا علـــــــــــى ذلـــــــــــك فـــــــــــان حبثنـــــــــــا عـــــــــــن اخللـــــــــــود يف جهـــــــــــنم يف اجلانـــــــــــب

ــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــداول أو مزاول ــــــــــــــــــاب التفســــــــــــــــــريي حيتــــــــــــــــــاج اىل ت ــــــــــــــــــي باإلســــــــــــــــــتناد اىل الكت املــــــــــــــــــنهج النقل مبعـــــــــــــــىن ، والســـــــــــــــنة فيمـــــــــــــــا البحـــــــــــــــث يف القســـــــــــــــم الكالمـــــــــــــــي حباجـــــــــــــــة اىل املـــــــــــــــنهج التكـــــــــــــــاملي

اســـــــــــــتخدام أكثـــــــــــــر مـــــــــــــن مـــــــــــــنهج يف البحـــــــــــــث فيســـــــــــــتخدم تـــــــــــــارة املـــــــــــــنهج العقلـــــــــــــي يف إثبـــــــــــــات بعـــــــــــــض اآلراء أو نفيهـــــــــــــا وتـــــــــــــارة أخـــــــــــــرى يســـــــــــــتخدم املـــــــــــــنهج النقلـــــــــــــي مـــــــــــــن اآليـــــــــــــات القرآنيـــــــــــــة

وتـــــــــــــــارة ثالثــــــــــــــة يســـــــــــــــتفاد مـــــــــــــــن لنبويـــــــــــــــة الشـــــــــــــــريفة وروايــــــــــــــات املعصـــــــــــــــومني واألحاديــــــــــــــث اـــــــــــــده ـــــــــــــه وتفني ـــــــــــــا القســـــــــــــم الفلســـــــــــــفي للموضـــــــــــــوع .املنهجـــــــــــــني معـــــــــــــا يف اثبـــــــــــــات رأي أو إبطال إم

.فيفتقد اىل املنهج العقلي وحده ويف اخلتـــــــــــام أقـــــــــــدم جزيـــــــــــل شـــــــــــكري وتقـــــــــــديري لكـــــــــــل األســـــــــــاتذة الـــــــــــذين قـــــــــــدموا لنـــــــــــا يـــــــــــد

، هـــــــــذا الكتــــــــــاب وأخـــــــــص مــــــــــنهم بالـــــــــذكر آيــــــــــة اهللا الـــــــــدكتور أمحــــــــــد البهشــــــــــيتالعـــــــــون يف إمتــــــــــام كمـــــــــــــــا أشـــــــــــــــكر معاونيـــــــــــــــة التحقيـــــــــــــــق يف املركـــــــــــــــز العـــــــــــــــاملي للدراســـــــــــــــات اإلســـــــــــــــالمية واالخـــــــــــــــوة ــــــــــــــى مــــــــــــــا بــــــــــــــذلوه مــــــــــــــن اجلهــــــــــــــود املضــــــــــــــنية يف العــــــــــــــاملني يف دار النشــــــــــــــر التابعــــــــــــــة للمركــــــــــــــز عل

.يقومن اهللا التوف، إخراج هذا الكتاب ذه احللة القشيبة حممد عبد اخلالق كاظم

ه ١٤٢٦حمرم احلرام ٢٩قم املقدسة ـ

١

امور تمهيدية عامة الخلود في جهنم لغة .١

ذكر اللغويون للخلود معنيني : األول : الخلود : قـــــــــــال ، وقـــــــــــد ذهــــــــــب اليـــــــــــه معظــــــــــم اللغـــــــــــويني، أوال : ان اخللــــــــــود موضـــــــــــوع لــــــــــدوام البقـــــــــــاء

خلـــــــــــــــد .: اخللـــــــــــــــد دوام البقـــــــــــــــاء يف دار ال خيـــــــــــــــرج منهـــــــــــــــا ) ه ٧١١املتـــــــــــــــوىف ( ابـــــــــــــــن منظـــــــــــــــور وقـــــــــــال ، دار اخللـــــــــــد : اآلخـــــــــــرة لبقـــــــــــاء أهلهـــــــــــا فيهـــــــــــاو .خيلـــــــــــد خلـــــــــــدا وخلـــــــــــودا : بقـــــــــــي وأقـــــــــــام

، وأخلــــــــــد اهللا أهــــــــــل اجلنــــــــــة إخــــــــــالدا ، أيضــــــــــا : وأهــــــــــل اجلنــــــــــة خالــــــــــدون خملــــــــــدون آخــــــــــر األبــــــــــدـــــــده (وقولـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــه أخل أي يعمـــــــل عمـــــــل مـــــــن ال يظـــــــن مـــــــع يســـــــاره ١ )يحســـــــب أن مال

.أنه ميوتـــــــــــــذلك ـــــــــــــد ل ـــــــــــــذي أســـــــــــــن ومل يشـــــــــــــب كأنـــــــــــــه خمل وذهـــــــــــــب ٢ .واملخلـــــــــــــد مـــــــــــــن الرجـــــــــــــال : ال

ــــــــــــــــوىف ( األزهــــــــــــــــري ــــــــــــــــال اجلــــــــــــــــوهري ٣ .أيضــــــــــــــــا إىل هــــــــــــــــذا املعــــــــــــــــىن ) ه ٣٧٠املت ــــــــــــــــوىف ( وق املتــــــــــــــد دوام البقــــــــــــــاء ) ه ٣٩٣ ــــــــــــــودا تقــــــــــــــول :، : اخلل ــــــــــــــد خل وأخلــــــــــــــده اهللا، خلــــــــــــــد الرجــــــــــــــل خيل

________________ .٦٥، ١٦٤ص ، ٣ج ، لسان العرب، . ابن منظور االفريقي٢ .٣، . اهلمزة١ .٢٧٧ص ، ٧ج ، تهذيب اللغة، . راجع : حممد بن امحد االزهري٣

١ .وقيل ألثايف الصخور خوالد لبقائها بعد دورس األطالل، وخلده ختليدا : خلـــــــــــد : اخلــــــــــاء والــــــــــالم والــــــــــدال أصــــــــــل واحـــــــــــد ) ه ٣٩٥املتــــــــــوىف ( وقــــــــــال ابــــــــــن فــــــــــارس

.ومنـــــــــه : جنـــــــــة اخللـــــــــد، وأخلـــــــــد أيضـــــــــا ، يـــــــــدل علـــــــــى الثبـــــــــات واملالزمـــــــــة فيقـــــــــال خلـــــــــد : أقـــــــــامــــــد إىل األرض إذا لصــــــق ــــــا ــــــى األرض (قــــــال تعــــــاىل : ، ويقــــــال : أخل ــــــد إل ٢، )ولكنــــــه أخل

ـــــدان مخلـــــدون (فأمـــــا قولـــــه تعـــــاىل : ـــــيهم ول ، وهـــــو البقـــــاء، فهـــــو مـــــن اخللـــــد ٣ )ويطـــــوف عل ٤ .أي ال ميوتون

املتـــــــــــــــوىف ( قـــــــــــــــال الراغـــــــــــــــب االصـــــــــــــــفهاين، ثانيـــــــــــــــا : أن اخللـــــــــــــــود مبعـــــــــــــــىن طـــــــــــــــول املكـــــــــــــــثـــــــــيت، : اخللـــــــــود هـــــــــو تـــــــــربي الشـــــــــيء مـــــــــن اعـــــــــرتاض الفســـــــــاد ) ه ٤٢٥ ـــــــــة ال وبقـــــــــاؤه علـــــــــى احلال

كقــــــــــوهلم ، وكــــــــــل مــــــــــا يتباطــــــــــأ عنــــــــــه التغيــــــــــري والفســــــــــاد تصــــــــــفه العــــــــــرب بــــــــــاخللود، هــــــــــو عليهــــــــــا .وذلك لطول مكثها ال لدوام بقائها، لالثايف خوالد

ــــــــدون (قــــــــال تعــــــــاىل : ، يقــــــــال : خلــــــــد خيلــــــــد خلــــــــودا واخللــــــــد : اســــــــم ٥، )لعلكــــــــم تخلــــــــــذي يبقــــــــــى مــــــــــن االنســــــــــان علــــــــــى حالتــــــــــه ــــــــــا ، للجــــــــــزء ال ــــــــــال يســــــــــتحيل مــــــــــادام االنســــــــــان حي ف

ومنـــــــــــه قيـــــــــــل : ، وأصـــــــــــل املخلـــــــــــد : الـــــــــــذي يبقـــــــــــى مـــــــــــدة طويلـــــــــــة، اســـــــــــتحالة ســـــــــــائر أعضـــــــــــائهــــــــــه الشــــــــــيب ــــــــــد ملــــــــــن أبطــــــــــأ عن ــــــــــدة : هــــــــــي الــــــــــيت تبقــــــــــى ثناياهــــــــــا حــــــــــىت ، رجــــــــــل خمل ودابــــــــــة خمل

واخللـــــــــــود يف اجلنـــــــــــة : بقـــــــــــاء األشـــــــــــياء علــــــــــــى .مث اســـــــــــتعري للمتبقـــــــــــي دائمــــــــــــا ، ختـــــــــــرج رباعيتهـــــــــــا ٦ .ة اليت عليها من غري اعرتض الفساداحلال

ـــــــــــــاني : جهـــــــــــــنم ـــــــــــــام : القعـــــــــــــر البعيـــــــــــــد الث وبئـــــــــــــر جهـــــــــــــنم ، قـــــــــــــال ابـــــــــــــن منظـــــــــــــور : اجلهن وبــــــــــــه مسيــــــــــــت جهــــــــــــنم لبعــــــــــــد قعرهــــــــــــا ومل ، وجهنــــــــــــام بكســــــــــــر اجلــــــــــــيم واهلــــــــــــاء : بعيــــــــــــدة القعــــــــــــر

٧ .يقولوا جهنام فيها________________

.١٩٦، . األعراف٢ .٤٦٩ص ، ٢ج ، الصحاح، امساعيل بن محاد اجلوهري .١ .٢٠٨، ٢٠٧ص ، ٢ج ، معجم مقاييس اللغة، . أمحد بن فارس٤ .١٩، . اإلنسان٣ .٢٩٢، ٢٩١ص ، مفردات الفاظ القرآن، . الراغب األصفهاين٦ .١٢٩، الشعراء .٥ .١١٢٢ص ، ١٢ج ، لسان العرب. ٧

١ .وبه مسيت جهنم، القعرأي بعيدة ، وقال الزبيدي : جهنم كعملس فقــــــــــــــــال ، وإختلــــــــــــــــف اللغويــــــــــــــــون يف أصــــــــــــــــل الكلمــــــــــــــــة هــــــــــــــــل إ ــــــــــــــــا عربيــــــــــــــــة أم أعجميــــــــــــــــة

ـــــــــيت يعـــــــــذب اهللا ـــــــــا يف ـــــــــار ال ـــــــــونس : جهـــــــــنم اســـــــــم للن ـــــــــال ي ـــــــــوالن : ق األزهـــــــــري : يف جهـــــــــنم ق وقيــــــــــــل : جهــــــــــــنم اســــــــــــم عــــــــــــريب ، وهــــــــــــي أعجميــــــــــــة ال جتــــــــــــري للتعريــــــــــــف والعجمــــــــــــة، اآلخــــــــــــرة

٢ .وإمنا مل جتر لثقل التعريف مع التأين، قعرهامسيت نار اآلخرة ا لبعد ، يعــــــــــذب ــــــــــا اهللا عزوجــــــــــل عبــــــــــادهيتوقــــــــــال اجلــــــــــوهري : جهــــــــــنم : مــــــــــن أمســــــــــاء النــــــــــار الــــــــــ

ــــــــــــــــــث منــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــة ، وهــــــــــــــــــو ملحــــــــــــــــــق باخلماســــــــــــــــــي بتشــــــــــــــــــديد احلــــــــــــــــــرف الثال والجتــــــــــــــــــرى للمعرف ٣ .ويقال : هو فارسي معرب، والتأنيث

ـــــــــال ابـــــــــن خالويـــــــــه ـــــــــام للبعيـــــــــدة القعـــــــــربئـــــــــر ج، قـــــــــال ابـــــــــن منظـــــــــور : وق ـــــــــت ، هن ومنـــــــــه مسي ٤ .قال : فهذا يدل أ ا عربية، جهنم

. لمحة تأريخية إلى مسألة الخلود في جهنم٢ـــــــــــود يف جهـــــــــــنم مؤكـــــــــــدا عليـــــــــــه يف العشـــــــــــرات مـــــــــــن أشـــــــــــار القـــــــــــرآن الكـــــــــــرمي إىل مســـــــــــألة اخلل

ويف مقابــــــــــــل ذلــــــــــــك مل تنقــــــــــــل لنــــــــــــا كتــــــــــــب األحاديــــــــــــث يف هــــــــــــذه املســــــــــــألة ، اآليــــــــــــات القرآنيــــــــــــةـــــــــــى النـــــــــــيب تســـــــــــاؤ ســـــــــــوى مـــــــــــا أشـــــــــــكله أحـــــــــــد علمـــــــــــاء ال أو اعرتاضـــــــــــا مـــــــــــن الصـــــــــــحابة عل

وجــــــــــــــواب ، بكــــــــــــــون اخللـــــــــــــود منافيــــــــــــــا للعـــــــــــــدل اإلهلــــــــــــــي اليهـــــــــــــود معرتضــــــــــــــا علـــــــــــــى النــــــــــــــيب بـــــــــــل علـــــــــــى أن املســـــــــــلمني يف زمـــــــــــن النـــــــــــيب ، وهـــــــــــذا يـــــــــــدل ٥ .عـــــــــــن إشـــــــــــكاله النـــــــــــيب

وحـــــــــــــــىت يف عصـــــــــــــــر التـــــــــــــــابعني كـــــــــــــــانوا يعتـــــــــــــــربون مســـــــــــــــألة اخللـــــــــــــــود يف جهـــــــــــــــنم مـــــــــــــــن األمـــــــــــــــور البديهيــــــــــــة حبيــــــــــــث مل يســــــــــــألوا عــــــــــــن املقصــــــــــــود مــــــــــــن معــــــــــــىن اخللــــــــــــود أهــــــــــــو الــــــــــــدوام األبــــــــــــدي أم

؟ املكث الطويل أمــــــــــــا مـــــــــــــا رواه أهـــــــــــــل الســـــــــــــنة مـــــــــــــن حـــــــــــــديثني عـــــــــــــن أيب أمامـــــــــــــة فقـــــــــــــد صـــــــــــــرحوا أنفســـــــــــــهم

________________ .٥١٥ص ، ٦ج ، تهذيب اللغة. ٢ .٢٣٥ص ، ٨ج ، تاج العروس، مد مرتضى الزبيدي. حم١ .١١٢ص ، ١٢ج ، لسان العرب. ٤ .١٨٩٢ص ، ٥ج ، الصحاح. ٣ .٣٨٧ص ، التوحيد، الشيخ الصدوق .٥

عـــــــــــــن القاســـــــــــــم بـــــــــــــن عبـــــــــــــد ، فقـــــــــــــد نقـــــــــــــل الطـــــــــــــرباين عـــــــــــــن جعفـــــــــــــر بـــــــــــــن الـــــــــــــزبري، بضـــــــــــــعفها ليــــــــــــأتني علــــــــــــى جهــــــــــــنم يــــــــــــوم كأ ــــــــــــا ورق « : عــــــــــــن النــــــــــــيب ، أمامــــــــــــةعــــــــــــن أيب ، الــــــــــــرمحن

ـــــــــه جعفـــــــــر .» هـــــــــاج أمحـــــــــر ختفـــــــــق أبوا ـــــــــا ـــــــــه : وفي ـــــــــد ضـــــــــعف الطـــــــــرباين هـــــــــذا احلـــــــــديث بقول وق ١ .وهو ضعيف، بن الزبري

عـــــــــــن ، وقـــــــــــال ابـــــــــــن القـــــــــــيم : وقـــــــــــد نقـــــــــــل اخلطيـــــــــــب يف تارخيـــــــــــه عـــــــــــن جعفـــــــــــر بـــــــــــن الـــــــــــزبري يــــــــأيت علــــــــى « : قــــــــال : قــــــــال رســــــــول اهللا ، عــــــــن أيب أمامــــــــة، القاســــــــم بــــــــن عبــــــــد الــــــــرمحن

.» جهـــــــــــنم يـــــــــــوم مـــــــــــا فيهــــــــــــا مـــــــــــن بـــــــــــين آدم أحـــــــــــد ختفــــــــــــق أبوا ـــــــــــا كأ ـــــــــــا أبـــــــــــواب املوحــــــــــــدينــــــــى هــــــــذا وحــــــــده ــــــــيس العمــــــــدة عل ــــــــن القــــــــيم : ول ــــــــان إســــــــناده ضــــــــعيف، وقــــــــال اب ــــــــد روي ، ف وق

٢ .من وجه آخر عن ابن مسعود ض اصـــــــــــحابة مـــــــــــن أقـــــــــــوال متناقضـــــــــــة بشـــــــــــأن اخللـــــــــــود يف النـــــــــــار وأمـــــــــــا مـــــــــــا نقـــــــــــل عـــــــــــن بعـــــــــــ

ـــــــــ أمثـــــــــال عمـــــــــر وابـــــــــن مســـــــــعود وأيب هريـــــــــرة ، فهـــــــــيـ ســـــــــتأيت االشـــــــــارة اليهـــــــــا يف حملهـــــــــا ـ وال ميكـــــــــــــن التأكـــــــــــــد مـــــــــــــن ، أقـــــــــــــوال معـــــــــــــدودة، بغـــــــــــــض النظـــــــــــــر عـــــــــــــن صـــــــــــــحتها أو ســـــــــــــقمها

فـــــــــــال ميكـــــــــــن التعويـــــــــــل علـــــــــــى هـــــــــــذه األقـــــــــــوال يف اثبـــــــــــات ، صـــــــــــدورها مـــــــــــن هـــــــــــؤالء الصـــــــــــحابة .ود معارضة واختالف على مسألة اخللود يف جهنم بني األصحابوج

ـــــــــــــد أثـــــــــــــري موضـــــــــــــوع اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم وطفـــــــــــــا إىل واجهـــــــــــــة الســـــــــــــاحة الفكريـــــــــــــة مـــــــــــــع وق ، ظهـــــــــــــــور اخلـــــــــــــــوارج الـــــــــــــــذين أمجعـــــــــــــــوا علـــــــــــــــى كفـــــــــــــــر مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية وخلـــــــــــــــوده يف النـــــــــــــــار ، فأصــــــــــبح النــــــــــاس منــــــــــذ ذلــــــــــك الوقــــــــــت خمتلفــــــــــني يف أصــــــــــحاب الــــــــــذنوب مــــــــــن أمــــــــــة االســــــــــالم

ودارت دائــــــــــــــــــــرة هــــــــــــــــــــذا اخلـــــــــــــــــــــالف اجلــــــــــــــــــــديل يف مرتكــــــــــــــــــــب الكبـــــــــــــــــــــرية إىل زمــــــــــــــــــــن احلســـــــــــــــــــــن واحتــــــــــــد اخلــــــــــــالف فرجعــــــــــــوا ، البصــــــــــــري حيــــــــــــث إتفــــــــــــق يف زمانــــــــــــه أن حــــــــــــدثت فتنــــــــــــة األزارقــــــــــــة

، إىل البصـــــــــــــري الـــــــــــــذي كـــــــــــــان يقلـــــــــــــي دروســـــــــــــا يف التفســـــــــــــري واحلـــــــــــــديث يف مســـــــــــــجد البصـــــــــــــرة طـــــــــاء وقـــــــــال : إنـــــــــهوعارضـــــــــه تلميـــــــــذه واصـــــــــل بـــــــــن ع، فحكـــــــــم بـــــــــأن مرتكـــــــــب الكبـــــــــرية منـــــــــافق

________________ .٤٤٠ص ، شفاء العليل، اجع : ابن القيم اجلوزي. ر ١ .٤٤٣ص ، المصدر السابق. راجع : ٢

فـــــــــأدى اخلـــــــــالف يف هـــــــــذه املســـــــــألة إىل انفصـــــــــال واصـــــــــل بـــــــــن عطـــــــــاء ، يف منزلـــــــــة بـــــــــني منـــــــــزلتني ١ .االعتزالوشكلوا النواة األوىل ملذهب ، وعمرو بن عبيد عن احلسن الصري

ــــــــــــي كــــــــــــرم اهللا وجهــــــــــــه اجلــــــــــــدل يف مســــــــــــألة ــــــــــــو زهــــــــــــرة : وقــــــــــــد وجــــــــــــد يف عهــــــــــــد عل قــــــــــــال أب فـــــــــــإن اجلـــــــــــدل يف هـــــــــــذه ) مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية ( وهـــــــــــي مســـــــــــألة، أخـــــــــــرى غـــــــــــري مســـــــــــألة القـــــــــــدر

إذ حكمــــــــــــــوا بكفــــــــــــــر مــــــــــــــن رضــــــــــــــي بــــــــــــــالتحكيم ، املســــــــــــــألة أثــــــــــــــاره اخلــــــــــــــوارج بعــــــــــــــد التحكــــــــــــــيم وقـــــــــد جـــــــــر هـــــــــذا ، كمـــــــــا كفـــــــــروا مـــــــــن معـــــــــه )رض( وكفـــــــــروا عليـــــــــا ، باعتبـــــــــاره كبـــــــــرية يف نظـــــــــرهم

وأهــــــــــــــو خملــــــــــــــد ؟ إىل املناقشــــــــــــــة يف شــــــــــــــأن مرتكــــــــــــــب الكبــــــــــــــرية أهــــــــــــــو مــــــــــــــؤمن أو غــــــــــــــري مــــــــــــــؤمنـــــــــــــه الغفـــــــــــــران ، وإن رمحـــــــــــــة اهللا وســـــــــــــعت كـــــــــــــل شـــــــــــــيء ؟ يف النـــــــــــــار يـــــــــــــوم القيامـــــــــــــة أم يرجـــــــــــــى ل

ــــــــــــا كبــــــــــــريا ــــــــــــك اختالف ــــــــــــف العلمــــــــــــاء يف ذل ــــــــــــد حــــــــــــىت اختل ، وأخــــــــــــذ اجلــــــــــــدل فيهــــــــــــا ينمــــــــــــو ويزي اء هــــــــــــــذه املســــــــــــــألة رأس املســــــــــــــائل الــــــــــــــيت عنــــــــــــــوا ــــــــــــــا حــــــــــــــىت كانــــــــــــــت ويعــــــــــــــد بعــــــــــــــض العلمــــــــــــــ ٢ .السبب يف تسميتهم املعتزلة

ولكــــــــــــــن كــــــــــــــل تلــــــــــــــك األحــــــــــــــداث كانــــــــــــــت لصــــــــــــــاحل فكــــــــــــــرة اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم وتأكيــــــــــــــد حيــــــــــــث ، وقـــــــــــد اســــــــــــتمرت تلـــــــــــك احلالـــــــــــة بــــــــــــني املتكلمـــــــــــني واملفســـــــــــرين فيمــــــــــــا بعـــــــــــد، عليهـــــــــــا

مثــــــــــــــة مـــــــــــــــن يعــــــــــــــارض فكـــــــــــــــرة ومل يكـــــــــــــــن ، كــــــــــــــانوا متفقـــــــــــــــني يف مســــــــــــــألة اخللـــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم ففــــــــــــــــي هــــــــــــــــذا القــــــــــــــــرن بــــــــــــــــرزت آراء ، اخللـــــــــــــــود يف النــــــــــــــــار حــــــــــــــــىت القــــــــــــــــرن الســــــــــــــــابع اهلجـــــــــــــــري

ــــــــــة ، معارضــــــــــة للقــــــــــول بــــــــــاخللود يف النــــــــــار مــــــــــن قبــــــــــل ابــــــــــن تيميــــــــــة وتلميــــــــــذه ابــــــــــن القــــــــــيم اجلوزي .فذهبوا إىل القول بفناء النار وانقطاع عذاب أهلها

ـــــــــــــــاء ـــــــــــــــود يف العـــــــــــــــذاب ، وأمـــــــــــــــا بالنســـــــــــــــبة إىل العرف فاملشـــــــــــــــهور أن أول مـــــــــــــــن خـــــــــــــــالف اخلل مســـــــتدال علـــــــى انقطـــــــاع العـــــــذاب مـــــــن أهـــــــل ) ه ٦٨٣ ــــــــ ٥٦٠ ( هـــــــو حمـــــــي الـــــــدين ابـــــــن عـــــــريب

وتابعـــــــــه علـــــــــى هـــــــــذا القـــــــــول أكثـــــــــر مـــــــــن تـــــــــأخر ، النـــــــــار مـــــــــع أنـــــــــه القائـــــــــل خبلـــــــــودهم يف جهـــــــــنم .عنه من العرفاء

________________ ـــــــــينالشـــــــــيع، اجـــــــــع : هاشـــــــــم معـــــــــروف احلســـــــــىن. ر ١ ـــــــــة ة ب ؛ فضـــــــــل اهللا ٢٢٥، ٢٢٤ص ، األشـــــــــاعرة والمعتزل

.١١٦ص ، تاريخ علم الكالم في االسالم، الزجناين .١٠٢ص ، ١ج ، تاريخ المذاهب االسالمية، . حممد أبو زهرة٢

. الخلود في جهنم عند األديان٣ األول : األديان المصرية القديمة

يقـــــــــــــــــول املــــــــــــــــــؤرخ اليونــــــــــــــــــاين هــــــــــــــــــريودوت : إن املصــــــــــــــــــريني هــــــــــــــــــم أول الشــــــــــــــــــعوب الــــــــــــــــــذين ويـــــــــــــــذهب الـــــــــــــــبعض إىل أن عقيـــــــــــــــدة اخللـــــــــــــــود كانـــــــــــــــت حتتـــــــــــــــل ١، اعتقـــــــــــــــدوا خبلـــــــــــــــود الـــــــــــــــنفس

ـــــــــــرية يف نفـــــــــــوس املصـــــــــــريني ـــــــــــة كب ـــــــــــأرخيي عـــــــــــن املصـــــــــــريني ، مكان إذ ال يكـــــــــــاد يوجـــــــــــد مصـــــــــــدر ت ٢ .نة الصدارة فيهالقدماء إال وفكرة اخللود واحلياة بعد املوت حتتل مكا

ويقــــــــــــول جــــــــــــان نــــــــــــاس : إن املصـــــــــــــريني القــــــــــــدماء كــــــــــــانوا يعتقـــــــــــــدون بــــــــــــأن الســــــــــــعادة بعـــــــــــــد ولــــــــــــذلك فهــــــــــــم ترقــــــــــــوا ، املــــــــــــوت مرتبطــــــــــــة حبفــــــــــــظ البــــــــــــدن وجيــــــــــــب حفظــــــــــــه مــــــــــــن دون عيــــــــــــب

ــــــــــــود و ٣ .التلــــــــــــف والفســــــــــــاد كثــــــــــــريا يف كيفيــــــــــــة حفــــــــــــظ األبــــــــــــدان مــــــــــــن بالنســــــــــــبة إىل فكــــــــــــرة اخللـــــــــــــأن أ ـــــــــــــوزن أعمـــــــــــــاهلم يف جهـــــــــــــنم فهـــــــــــــم كـــــــــــــانوا يعتقـــــــــــــدون ب وزيـــــــــــــريس حياســـــــــــــب األمـــــــــــــوات وي

فمـــــــــــــن رجحـــــــــــــت حســـــــــــــناته الســـــــــــــيئات قـــــــــــــاده اآلهلـــــــــــــة ، مـــــــــــــن الســـــــــــــيئات واحلســـــــــــــنات مبيـــــــــــــزان احمليطـــــــــــــــون بـــــــــــــــأوزيريس إىل جنــــــــــــــــة األمـــــــــــــــوات الصـــــــــــــــاحلني حيــــــــــــــــث يتمتـــــــــــــــع فيهـــــــــــــــا بالســــــــــــــــعادة

وحيكــــــــــم عليــــــــــه ، اخلالــــــــــدة وأمــــــــــا مــــــــــن رجحــــــــــت مســــــــــاؤه فانــــــــــه ال ينجــــــــــو مــــــــــن هــــــــــذا االختبــــــــــار هر يف قــــــــــــربه جيــــــــــــوع ويظمــــــــــــأ ويفرتســــــــــــه وميــــــــــــزق جســــــــــــده كلــــــــــــب مثــــــــــــري بــــــــــــأن يبقــــــــــــى أبــــــــــــد الــــــــــــد

، وخمالبــــــــــــه احلــــــــــــادة كســــــــــــكني ورأســــــــــــه املــــــــــــدبب كتمســــــــــــاح، للرعــــــــــــب بفمــــــــــــه الفــــــــــــاغر كــــــــــــأتونـــــــــــذين رجحـــــــــــت ســـــــــــيئا م حســـــــــــنا م تتحـــــــــــول ٤ .وجســـــــــــمه البشـــــــــــع كتنـــــــــــني وبعـــــــــــض هـــــــــــؤالء ال

ال ـــــــــــــــم كـــــــــــــــانوا ، نســـــــــــــــاؤهم إىل محـــــــــــــــر مـــــــــــــــة تنهـــــــــــــــب أمـــــــــــــــواهلم وتأكـــــــــــــــل علـــــــــــــــى ظهـــــــــــــــورهم وآخــــــــــــرون ال ميلكــــــــــــون ســــــــــــبيال إىل الــــــــــــزاد بســــــــــــبب ، يعملــــــــــــون ليــــــــــــل ــــــــــــار ليضــــــــــــمنوا بقــــــــــــاءهم

ال ــــــــــــــم اســــــــــــــتأثروا خبــــــــــــــريات األرض ومــــــــــــــا ، احلفــــــــــــــر الــــــــــــــيت تــــــــــــــزداد وتتســــــــــــــع حتــــــــــــــت أقــــــــــــــدامهم ٥ .شبعوا فعوقبوا باحلرمان جزاء حرما م لآلخرين

________________ .٢٩ص ، اليهودية والمسيحية واالسالماليوم اآلخر بين ، الدكتور فرج اهللا عبد الباري .١ .٥٨ص ، تاريخ جامع أديان، . راجع : جان يب ناس٣ . املصدر السابق.٢ .١٦٢، ٢ج ، قصة الحضارة، ؛ ويل ديورانت ٤٦ص ، قصة الديانات، . راجع : سليمان مظهر٤ .٤٧، ٤٦ص ، المصدر السابق. راجع : ٥

) المجوسية ( الثاني : الديانة الزرادشتية يقـــــــــــــول جـــــــــــــان نـــــــــــــاس : الـــــــــــــدين الزرادشـــــــــــــيت أول ديـــــــــــــن يف العـــــــــــــامل حتـــــــــــــدث عـــــــــــــن مســـــــــــــألة

١ .وطرح مسألة آخر الزمان مبفهوم كامل، احلياة اآلخرة والقيامة وفيمـــــــــــــــا خيـــــــــــــــص مبســـــــــــــــألة الســـــــــــــــعادة والشـــــــــــــــقاوة للنفـــــــــــــــوس يقـــــــــــــــول زرادشـــــــــــــــت : إن يـــــــــــــــوم

عندئــــــــــذ يبعــــــــــث ، ويف ذلــــــــــك اليــــــــــوم ينتصــــــــــر اإللــــــــــه الواحــــــــــد علــــــــــى الشــــــــــر، احلســــــــــاب قريــــــــــب ، فتشــــــــــــــــتعل وتـــــــــــــــذوب مجيـــــــــــــــع املعــــــــــــــــادن، املـــــــــــــــوتى ويقـــــــــــــــع الــــــــــــــــنجم املـــــــــــــــذنب علـــــــــــــــى األرض وعلـــــــــــــى كــــــــــــل النـــــــــــــاس األحيـــــــــــــاء واألمـــــــــــــوات ، فتنتشــــــــــــر علـــــــــــــى األرض كأ ـــــــــــــا ســــــــــــيل ملتهـــــــــــــب

ــــــــــــــنب دايفء ــــــــــــــه ل ــــــــــــــألرواح اخلــــــــــــــرية وكأن ــــــــــــــذي يبــــــــــــــدو ل املبعــــــــــــــوثني أن يعــــــــــــــربوا جمــــــــــــــرى الســــــــــــــيل الــــــــــــــــه إىل، ــــــــــــــــرهم املــــــــــــــــرور بــــــــــــــــه وميضــــــــــــــــون من وأمــــــــــــــــا األرواح الشــــــــــــــــريرة فتظــــــــــــــــل ، اجلنــــــــــــــــة فيطه

ــــــــــــــــدة يف املعــــــــــــــــدن امللتهــــــــــــــــب ــــــــــــــــد خال ــــــــــــــــه اخلــــــــــــــــري روح .حتــــــــــــــــرتق إىل األب ــــــــــــــــذ يطــــــــــــــــرد اإلل وعندئ الشـــــــــــــــر وكــــــــــــــــل مـــــــــــــــن يتبعــــــــــــــــه مـــــــــــــــن األرواح اخلبيثــــــــــــــــة إىل وســـــــــــــــط األرض ويــــــــــــــــدعها فيهــــــــــــــــا إىل

٢ .ويف ذلك اليوم يبدأ العامل السعيد اخلري الذي ال شر فيه ويدوم سرمديا ، األبد يــــــــــــــــدة الزاردشــــــــــــــــتيني يف اجلنــــــــــــــــة والنــــــــــــــــار قريبــــــــــــــــة الشــــــــــــــــبه عــــــــــــــــن املفهــــــــــــــــوم االســــــــــــــــالمي وعق

والبـــــــــــــد ألرواح ، وهـــــــــــــو الصـــــــــــــراط، فهـــــــــــــم يعتقـــــــــــــدون بـــــــــــــأن هنـــــــــــــاك قنطـــــــــــــرة، للجنـــــــــــــة والنـــــــــــــار فــــــــــــــــــــاألرواح الطيبـــــــــــــــــــــة جتتازهــــــــــــــــــــا وتصـــــــــــــــــــــل إىل ، بأمجعهــــــــــــــــــــا أن جتتـــــــــــــــــــــاز الصــــــــــــــــــــراط املــــــــــــــــــــوتى

در وصــــــــــــ، و ــــــــــــاء اجلانــــــــــــب اآلخــــــــــــر حيــــــــــــث تلقاهــــــــــــا وترحــــــــــــب ــــــــــــا فتــــــــــــاة عــــــــــــذراء ذات قــــــــــــوة .سعيدة منعمة إىل أبد الدهر ـ أي اإللهـ ) مزدا ـ اهوارا ( وهناك تعيش مع، ناهد مليء

ـــــــــــــــة فـــــــــــــــال تســـــــــــــــتطيع أن جتتـــــــــــــــاز الصـــــــــــــــراط فتـــــــــــــــرتدى يف درك مـــــــــــــــن ، وأمـــــــــــــــا الـــــــــــــــروح اخلبيث ومل يكــــــــــن هــــــــــذا اجلحــــــــــيم جمــــــــــرد ، اجلحــــــــــيم يتناســــــــــب عمقــــــــــه مــــــــــع مــــــــــا اقرتفــــــــــت مــــــــــن ذنــــــــــوب

كمـــــــــــا تصـــــــــــفها االديـــــــــــان ، ألرواح طيبـــــــــــة كانـــــــــــت أو حبيثـــــــــــةدار ســـــــــــفلى تـــــــــــذهب اليهـــــــــــا كـــــــــــل ا بــــــــــل كانــــــــــت هاويــــــــــة مظلمــــــــــة مرعبــــــــــة تعــــــــــذب فيهــــــــــا ، األقــــــــــدم عهــــــــــدا مــــــــــن الــــــــــدين الزرادشــــــــــيت

فـــــــــــــاذا كانـــــــــــــت حســـــــــــــنات االنســـــــــــــان تـــــــــــــرجح علـــــــــــــى ســـــــــــــيئاته .األرواح املذنبـــــــــــــة أبـــــــــــــد اآلبـــــــــــــدين________________

.٣٠١، ٣٠٠ص ، قصة الديانات. ٢ .٤٦٣ص ، تاريخ جامع أديان. راجع : ١

وإذا كــــــــــان قــــــــــد ارتكــــــــــب كثــــــــــريا مــــــــــن اخلطايــــــــــا ، قاســــــــــى عــــــــــذابا مؤقتــــــــــا يطهــــــــــره مــــــــــن الــــــــــذنبوب اثــــــــــــين عشــــــــــــر ألــــــــــــف عــــــــــــام يرفــــــــــــع مل يلبــــــــــــث يف العــــــــــــذاب إال ، عــــــــــــض اخلــــــــــــريولكنــــــــــــه فعــــــــــــل ب ١ .بعدها إىل السماء

) الديانة الهندية القديمة ( الثالث : الديانة الفيديةـــــــــــ اآلري اهلنـــــــــــدييقـــــــــــول ويـــــــــــل ديورانـــــــــــت : إن ـــــــــــ مثـــــــــــل زميلـــــــــــه اآلري الفارســـــــــــي ـ بـــــــــــدل أن ـ

ــــــــــــــــدة أبســــــــــــــــط ــــــــــــــــى صــــــــــــــــور متتابعــــــــــــــــة آمــــــــــــــــن بعقي إذ آمــــــــــــــــن ، يعتقــــــــــــــــد يف تناســــــــــــــــخ األرواح علـــــــــالروح بعـــــــــد املـــــــــوت تالقـــــــــي إمـــــــــا عـــــــــذ، بـــــــــاخللود الشخصـــــــــي فإمـــــــــا أن يلقيهـــــــــا، ابا أو نعيمـــــــــا ف

وإمـــــــــــــــا أن يتلقاهـــــــــــــــا ، يف هـــــــــــــــوة مظلمـــــــــــــــة ســـــــــــــــحيقة أو يف جهـــــــــــــــنم ذات الســـــــــــــــعري ) فارونـــــــــــــــا (ــــــــــد كملــــــــــت ودامــــــــــت ) يامــــــــــا ( ــــــــــة حيــــــــــث كــــــــــل صــــــــــنوف اللذائــــــــــذ األرضــــــــــية ق فريفعهــــــــــا إىل اجلن

٢ .إىل أبد اآلبدين

الرابع : الديانة اليهودية الشـــــــــــيء القليـــــــــــل اب العربانيـــــــــــني املقـــــــــــدس مل يقـــــــــــل إال يـــــــــــذهب ويـــــــــــل ديورانـــــــــــت إىل أن كتـــــــــــ

شــــــــــــأن كبــــــــــــري يف ولكــــــــــــن هــــــــــــذه الفكــــــــــــرة أصــــــــــــبحت ذات ، عــــــــــــن خلــــــــــــود الثــــــــــــواب والعقــــــــــــاب شـــــــــاول كانــــــــــت ــــــــــ فقـــــــــد صـــــــــوروا النـــــــــار علـــــــــى أ ـــــــــا جهـــــــــنم أو شـــــــــاول، آراء األحبـــــــــار الدينيـــــــــة

ــــــــــــــ يف رأيهــــــــــــــم مكانــــــــــــــا مظلمــــــــــــــا حتــــــــــــــت األرض يــــــــــــــذهب اليــــــــــــــه مجيــــــــــــــع األمــــــــــــــوات وقســــــــــــــموها ــــــــــــدرج يف درجـــــــــــات العـــــــــــذابكمـــــــــــا قســـــــــــ ـــــــــــدخلها ، موا الســـــــــــماوات إىل ســـــــــــبع طبقـــــــــــات تت وال ي

وحــــــــــــــىت اآلمثــــــــــــــون الــــــــــــــذين يــــــــــــــداومون علــــــــــــــى اإلمث ال يعــــــــــــــذبون ، مــــــــــــــن املختنــــــــــــــني إال أخبــــــــــــــثهم بـــــــــل إن كـــــــــل مـــــــــن يلقـــــــــون يف النـــــــــار خيرجـــــــــون منهـــــــــا مـــــــــرة أخـــــــــرى إال ، فيهـــــــــا إىل أبـــــــــد اآلبـــــــــدين أمـــــا الســـــماء فقـــــد .ومـــــن يســـــب غـــــريه، ومـــــن ينفضـــــح غـــــريه أمـــــام النـــــاس، فئـــــات ثـــــالث : الـــــزاين

٣ .ة والروحيةكانوا يصورو ا يف صورة حديقة حتوي مجيع املسرات اجلسمي________________

.٤٣٥، ٤٣٤ص ، ٢ج ، قصة الحضارةاجع : . ر ١ .٣٤ص ، ٣ج ، المصدر السابق. راجع : ٢ .٢١ص ، ١٤ج ، المصدر السابق. راجع : ٣

ـــــــــــه : إن التلمـــــــــــود يتحـــــــــــدث عـــــــــــن ـــــــــــرج اهللا عبـــــــــــدالباري بقول ـــــــــــدكتور ف ويؤيـــــــــــده مـــــــــــا ذكـــــــــــره الـــــــــه علـــــــــى مـــــــــذنيب ـــــــــه ال ســـــــــلطان ل ـــــــــه علـــــــــى تالمـــــــــذة ، بـــــــــين إســـــــــرائيل اجلحـــــــــيم بأن وال ســـــــــلطان ل

ولكـــــــــــــــن بعـــــــــــــــض احلاخامـــــــــــــــات قـــــــــــــــالوا : إن االســـــــــــــــرائيليني الـــــــــــــــذين ، احلكمـــــــــــــــاء احلاخامـــــــــــــــات وميكثــــــــــون فيهــــــــــا اثــــــــــين عشــــــــــر ، اقرتفــــــــــوا الســــــــــيئات ســــــــــيذهبون مــــــــــع األجانــــــــــب إىل نــــــــــار جهــــــــــنم

١ .وسوف تثري الرياح أجزاءهم حتت نعال الصاحلني، وسوف حترق روحهم، شهرا وفيمــــــــــــــا يتعلــــــــــــــق مبصــــــــــــــري غــــــــــــــري اليهـــــــــــــــود يف اآلخــــــــــــــرة يقــــــــــــــول التلمــــــــــــــود بأنــــــــــــــه ال يـــــــــــــــدخل

وال نصــــــــــــيب هلــــــــــــم فيــــــــــــه ســــــــــــوى ، أمــــــــــــا اجلحــــــــــــيم فهــــــــــــو مــــــــــــأوى الكفــــــــــــار، اجلنــــــــــــة إال اليهــــــــــــود واجلحـــــــــــيم أوســـــــــــع مـــــــــــن النعـــــــــــيم ســـــــــــتني .ملـــــــــــا فيـــــــــــه مـــــــــــن الظـــــــــــالم والعفونـــــــــــة والطـــــــــــني، البكـــــــــــاء والـــــــــــــــــذين ال ، املســــــــــــــــلمنيأيــــــــــــــــديهم وأرجلهـــــــــــــــــم ك الن الـــــــــــــــــذين ال يغســــــــــــــــلون ســـــــــــــــــوى ، مــــــــــــــــرة

يبقــــــــــــــون ) يفعلــــــــــــــون إشــــــــــــــارة الصــــــــــــــليب ( خيتنــــــــــــــون كاملســــــــــــــيحيني الــــــــــــــذين حيركــــــــــــــون أصــــــــــــــابعهم ٢ .هناك خالدين

خيلـــــــــــد ويتبـــــــــــني مـــــــــــن كـــــــــــل مـــــــــــا مـــــــــــر أن عقيـــــــــــدة اليهـــــــــــود عـــــــــــن اجلحـــــــــــيم تـــــــــــتخلص بأنـــــــــــه ال يبقــــــــى ومــــــــن يــــــــدخل النــــــــار مــــــــنهم ال، اليهــــــــود غــــــــري اليهــــــــود كمــــــــا ال يــــــــدخل اجلنــــــــة إال فيــــــــه إال

.بل خيرج منها بعد مدة من العذاب األليم، اآلبدين بدأفيها

الخامس : الديانة المسيحيةـــــــــدين املســـــــــيحي يؤكـــــــــد أيضـــــــــا علـــــــــى فكـــــــــرة اخللـــــــــود يف جهـــــــــنم حيـــــــــث جـــــــــاء يف إجنيـــــــــل ، ال

ـــــــــا مبـــــــــاركي أيب ـــــــــك املعـــــــــد لكـــــــــم مـــــــــن قبـــــــــل إنشـــــــــاء العـــــــــامل، مـــــــــىت قولـــــــــه : تعـــــــــالوا ي ، رثـــــــــوا املل . ..وكنـــــــــــــــــــت غريبـــــــــــــــــــا فـــــــــــــــــــآويتموين، وعطشـــــــــــــــــــت فســـــــــــــــــــقيتموين، ألين جعـــــــــــــــــــت فـــــــــــــــــــأطعمتوين

وحينئـــــــــــذ يقـــــــــــول امللـــــــــــك للـــــــــــذين عـــــــــــن يســــــــــــار : إذهبـــــــــــوا عـــــــــــين يـــــــــــامالعني إىل النـــــــــــار األبديــــــــــــة ٣ .املعدة البليس ومالئكته

________________ .٣٩١ص ، اليوم اآلخر بين اليهودية والمسيحية واالسالماجع : . ر ١ .١٥٤ص ، الديانة اليهودية، االديان المساوية والوضعيةموسوعة ، الدكتور يوسف عيد .٢ .٤٥٨، ٤٥٧ص ، نؤمن، . تيودول ري ومرمية٣

ـــــــــــــــب ـــــــــــــــه : يف نـــــــــــــــار وهلي ـــــــــــــــولس الثانيـــــــــــــــة إىل أهـــــــــــــــل تســـــــــــــــالونيكي قول وجـــــــــــــــاء يف رســـــــــــــــالة بـــــــــــــا نقمـــــــــــــة للـــــــــــــذين اليعرفـــــــــــــون اهللا والـــــــــــــذين ال يطيعـــــــــــــون إجنيـــــــــــــل ربنـــــــــــــا يســـــــــــــوع املســـــــــــــيح معطي

١ .أبدي من وجه الرب من جمد قوته الذين سيعاقبون الك بـــــــــــأن الكنيســـــــــــة حـــــــــــددت إميا ـــــــــــا بالنســـــــــــبة إىل اجلحـــــــــــيم نـــــــــــؤمنويقـــــــــــول مصـــــــــــنف كتـــــــــــاب

يف ثالث نقاط : .اجلحيم موجود طبعا .١ .. والذي حيتمل هالكه يدخلها رأسا بعد املوت٢ ٢ .. اجلحيم أبدي٣

ــــــــــــذي ونقــــــــــــل عــــــــــــن كتــــــــــــاب الالهــــــــــــوت النظــــــــــــامي بأنــــــــــــه يعتقــــــــــــد النصــــــــــــارى أن العــــــــــــذا ب الـــــــــه وعنـــــــــدهم أن مـــــــــن يـــــــــدخل النـــــــــار ال خيـــــــــرج منهـــــــــا ، يتعـــــــــذب بـــــــــه األشـــــــــرار أبـــــــــدي وال ايـــــــــة ل

ويســــــــــــــتدلون .إذ أن حــــــــــــــال األشــــــــــــــرار ال تتغــــــــــــــري وأنــــــــــــــه ال رجــــــــــــــاء للهــــــــــــــالكني مطلقــــــــــــــا ، أبــــــــــــــدا بنصـــــــــــوص كثـــــــــــرية علـــــــــــى أبديـــــــــــة العـــــــــــذاب ملـــــــــــن دخلـــــــــــوا النـــــــــــار إذ ال ايـــــــــــة لقصـــــــــــاص االشـــــــــــرار

٣ .إصالح يف العامل اآلخروأنه ال توبة حقيقية وال ويؤيــــــــد هــــــــذا مــــــــا نقــــــــل عــــــــن ميخائيــــــــل مينــــــــا قولــــــــه : ال يغــــــــرب عــــــــن االذهــــــــان أن العـــــــــذاب ، املخلــــــــــــــــد واهلــــــــــــــــالك األبــــــــــــــــدي والعقوبــــــــــــــــات الدائمــــــــــــــــة واالســــــــــــــــتغراق يف النــــــــــــــــريان اجلهنميــــــــــــــــة

ـــــــــــنحن ، هلـــــــــــي كغريهـــــــــــا مـــــــــــن األســـــــــــرار العســـــــــــرية الفهـــــــــــم يف الديانـــــــــــة املســـــــــــيحية ـــــــــــك ف ومـــــــــــع ذل ٤ .ألن نصوصا إهلية كثرية أيد ا وأثبتتها، واالميان ا ملزمون بتصديقها

وهـــــــــــــي اعتقـــــــــــــاد الديانـــــــــــــة املســـــــــــــيحية ، والنصـــــــــــــوص املـــــــــــــار ذكرهـــــــــــــا تؤيـــــــــــــد هـــــــــــــذه احلقيقـــــــــــــة وعلــــــــــــــى أثرهــــــــــــــا اعرتفــــــــــــــت بــــــــــــــه ، كمــــــــــــــا صــــــــــــــرحت بعــــــــــــــض األناجيــــــــــــــل، بــــــــــــــاخللود يف جهــــــــــــــنم .الكنيسة املسيحية

________________ .٢٨٢، ٢٨١ص ، مسيحية واالسالماليوم اآلخر بين اليهودية وال .١ .٢٨٣ص ، اليوم اآلخر بين اليهودية والمسيحية واالسالم. ٣ .٤٥٨ص ، نؤمن. راجع : ٢ .٢٨٢، ٢٨١ص ، المصدر السابقنقال عن : ٩ص ، ٨: ج١. رسالة تسالونيكي الثانية ٤

٢

آراء المفسرين حول الخلود في جهنم وهــــــــم االكثــــــــرون حيــــــــث ذهبــــــــوا اىل القــــــــول بــــــــاخللود جهــــــــنم :المثبتــــــــين للخلــــــــود فــــــــي .١

ومتســـــــــــــــــكوا يف ، االبـــــــــــــــــدي للكفـــــــــــــــــار واملشـــــــــــــــــركني يف النـــــــــــــــــار مـــــــــــــــــن غـــــــــــــــــري خـــــــــــــــــروج أو فنـــــــــــــــــاءـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــة منهـــــــا قول ـــــــات القرآني ـــــــه بطائفـــــــة مـــــــن اآلي ـــــــوا الي ـــــــروا (اثبـــــــات مـــــــا ذهب والـــــــذين كف

ــــــــدون ــــــــا خال ــــــــك أصــــــــحاب النــــــــار هــــــــم فيه ئ ــــــــا أول بوا بآياتن ــــــــذ ــــــــه : ١ )وك ــــــــد اهللا (وقول وع المنــــافقين والمنافقـــــات والكفــــار نـــــار جهـــــنم خالــــدين فيهـــــا هـــــي حســــبـهم ولعـــــنـهم اهللا ولهـــــم

.لة من االحاديث املروية من الفريقنيومج ٢ )عذاب مقيم فـــــــذهبوا اىل القـــــــول بانقطـــــــاع العـــــــذاب ، وهـــــــم األقلـــــــون. النـــــــافين للخلـــــــود فـــــــي جهـــــــنم :٢

ــــــــــــار ســــــــــــواء كــــــــــــانوا مــــــــــــن العاصــــــــــــني مــــــــــــن املســــــــــــلمني أو مــــــــــــن ــــــــــــداخليني اىل الن ــــــــــــق ال عــــــــــــن مطل الكفـــــــــــار واملشـــــــــــركني بـــــــــــدعوى فنـــــــــــاء النـــــــــــار أو فنائهـــــــــــا مـــــــــــع فنـــــــــــاء اهلهـــــــــــا مســـــــــــتندين يف ذلـــــــــــك

د مـــــــــــن اآليــــــــــــات القرآنيـــــــــــة املشـــــــــــعرة بظاهرهــــــــــــا بانقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب عــــــــــــن الكفـــــــــــار لقولــــــــــــه بعـــــــــــدــــــين فيهــــــا أحقابــــــا (تعــــــاىل بث ــــــواكم خالــــــدين فيهــــــا إال مــــــا شــــــاء ... (وقولــــــه ٣ )ال النــــــار مثـ

.متمسكني يف ذلك بعدد من الروايات ٤ )اهللا إن ربك حكيم عليم ________________

.٢٣، . نبأ٣ .٦٨، . التوبة٢ .٣٩، . البقرة١ .١٢٨، . األنعام٤

أدلة المثبتين للخلود في جهنم اللة لفظ الخلود على الدوام. د١

حيــــــــــث ورد يف أكثــــــــــر مــــــــــن ، متســــــــــكوا باآليــــــــــات القرآنيــــــــــة الــــــــــيت ذكــــــــــر فيهــــــــــا لفــــــــــظ اخللــــــــــودـــــــــــــارة ، جهـــــــــــــنم وبتعبـــــــــــــريات خمتلفـــــــــــــةوهـــــــــــــي تشـــــــــــــري صـــــــــــــرحية إىل اخللـــــــــــــود يف ، ثالثـــــــــــــني آيـــــــــــــة ت

وتـــــــــارة اخـــــــــرى بصـــــــــيغة الفعـــــــــل كقولـــــــــه تعـــــــــاىل ) خالـــــــــدين، خالـــــــــدون ( بصـــــــــيغة الوصـــــــــف مثـــــــــلـــــــا (: ـــــــه مهان ـــــــد في ـــــــه تعـــــــاىل : ١، )ويخل ـــــــد العـــــــذاب كقول ـــــــة بصـــــــيغة االضـــــــافة وقي وتـــــــارة ثالث ٢ .)ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد (

وبالنســــــــــــــبة اىل معــــــــــــــىن اخللــــــــــــــود فقــــــــــــــد ذهــــــــــــــب بعضــــــــــــــهم إىل أن لفــــــــــــــظ اخللــــــــــــــود موضــــــــــــــوع ـــــــــــــدوام ـــــــــــــل، لغـــــــــــــة ملعـــــــــــــىن ال ـــــــــــــبعض اآلخـــــــــــــر إىل أ ـــــــــــــا موضـــــــــــــوع للمكـــــــــــــث الطوي ، وذهـــــــــــــب ال

ومن أقوال القسم األول :، واستعمل يف لسان الشرع مبعىن الدوامـــــــــــــــة االندلســـــــــــــــي ـــــــــــــــال ابـــــــــــــــن عطي ـــــــــــــــوىف ( ق ـــــــــــــــدوام يف احل ) ه ٥٤٦املت يـــــــــــــــاة أو : اخللـــــــــــــــود ال

وقــــــــــــــد يســــــــــــــتعمل اخللــــــــــــــود ، اســــــــــــــتمرت إقامتــــــــــــــه فيــــــــــــــهوخلــــــــــــــد باملكــــــــــــــان إذا ، امللــــــــــــــك وحنــــــــــــــوه ٣ .جمازا فيما يطول

: وظـــــــــــــاهر اللغـــــــــــــة أن اخللـــــــــــــود هـــــــــــــو ) ه ٧٤٥املتــــــــــــوىف ( وقــــــــــــال أبـــــــــــــو حيـــــــــــــان األندلســـــــــــــي واستشهد بقول زهري :، البقاء الدائم الذي ال ينقطع

فلــــــــــــو كــــــــــــان محــــــــــــد خيلــــــــــــد النــــــــــــاس مل متــــــــــــت

٤ولكـــــــــــــــن محـــــــــــــــد النــــــــــــــــاس لـــــــــــــــيس مبخلــــــــــــــــد

وقـــــــــــــد ، : واخللـــــــــــــود : البقـــــــــــــاء ومنـــــــــــــه جنـــــــــــــة اخللـــــــــــــد ) ه ٦٧١املتـــــــــــــوىف ( وقـــــــــــــال القـــــــــــــرطيب ٥ .أي طوله، ومنه قوهلم يف الدعاء : خلد اهللا ملكه، تستعمل جمازا فيما يطول

، : اخللــــــــــد البقــــــــــاء الــــــــــدائم الــــــــــذي ال ينقطــــــــــع ) ه ٧١٠املتــــــــــوىف ( وقــــــــــال عبــــــــــداهللا النســــــــــفي________________

.٥٢، . يونس٢ .٦٩، . الفرقان١ .١١٠، ١٠٩ص ، ١ج ، المحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز، . ابن عطية االندلس٣ .٨٨ص ، ١ج ، النهر الماد من البحر المحيط، أبوحيان األندلسي .٤ .٢٤١ص ، ١ج ، تفسير القرطبي، . حممد بن أمحد القرطيب٥

١ .فا م يقولون بفناء اجلنة وأهلها، وفيه بطالن قول اجلهمية : واخللـــــــــــد عنــــــــــــد املعتزلــــــــــــة ) ه ٧٢٨املتــــــــــــوىف ( وقـــــــــــال نظــــــــــــام الــــــــــــدين القمـــــــــــي النيســــــــــــابوري

ـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــدليل قول ـــــــذي ال ينقطـــــــع ب ـــــــالزم ال ـــــــدائم والبقـــــــاء ال ـــــــات ال ـــــــر (الثب ـــــــا لبش ـــــــا جعلن ومبلــــــك ومــــــنكم مــــــن يـــــــرد إلــــــى أرذل (نفــــــى اخللــــــد عـــــن البشــــــر مــــــع تعمــــــري بعضــــــهم ٢ )مــــــن قـ

ولــــــــــو كـــــــــــان ، وعنــــــــــد االشـــــــــــاعرة اخللــــــــــد خـــــــــــو الثبــــــــــات الطويــــــــــل دام أو مل يـــــــــــدم ٣، )العمــــــــــر ـــــــــه ـــــــــد داخـــــــــال يف مفهـــــــــوم اخللـــــــــد كـــــــــان قول ـــــــــدا (التأبي ـــــــــا أب ـــــــــدين فيه ويقـــــــــال ، تكـــــــــرارا )خال

واحلــــــــــــــــق أن خــــــــــــــــوف ، أو وقــــــــــــــــف وقفــــــــــــــــا خملــــــــــــــــدا ، حبســــــــــــــــا خملــــــــــــــــدا يف العــــــــــــــــرف : حبســــــــــــــــه أي أن خــــــــــوف االنقطــــــــــاع ٤ .ألكــــــــــرمنيا وذلــــــــــك ال يليــــــــــق بــــــــــأكرم، االنقطــــــــــاع يــــــــــنغص النعمــــــــــة

.فيلزم محل اخللود على الدوام، عن أهال جلنة ينغص النعمة عليهمـــــــــــــــدوام ) ه ١٣٣٢املتـــــــــــــــوىف ( امـــــــــــــــا حممـــــــــــــــد القـــــــــــــــامسي فانـــــــــــــــه يفســـــــــــــــر معـــــــــــــــىن اخللـــــــــــــــود بال

ـــــــــــه تعـــــــــــاىل : ، األبـــــــــــدي ـــــــــــك (ففـــــــــــي تفســـــــــــريه لقول ئ ـــــــــــا أول بوا بآياتن ـــــــــــذ ـــــــــــروا وك والـــــــــــذين كف ويــــــــــرى أن ٦، قــــــــــال : ال ميوتــــــــــون وال خيرجــــــــــون ٥ )أصــــــــــحاب النــــــــــار هــــــــــم فيهــــــــــا خالــــــــــدون ــــــــــن (ه لقولــــــــــه تعــــــــــاىل : ففــــــــــي ذيــــــــــل تفســــــــــري ، تفســــــــــري اخللــــــــــود باملكــــــــــث الطويــــــــــل ضــــــــــعيف وم

ـــــه ـــــا وغضـــــب اهللا علي ـــــدا فيه ـــــدا فجـــــزاؤه جهـــــنم خال ـــــا متـعم ـــــل مؤمن نقـــــل ، اآليـــــة ٧ ) ...يـقتـــــــــــــة بقولـــــــــــــه : وقيـــــــــــــل : وردت يف رجـــــــــــــل بعينـــــــــــــه عـــــــــــــددا مـــــــــــــن األقـــــــــــــوال يف تفســـــــــــــري هـــــــــــــذه اآلي

، وقيــــــــــل معناهــــــــــا هـــــــــــذا جــــــــــزاؤه إن جـــــــــــازاه، وقيــــــــــل : املــــــــــراد بـــــــــــاخللود طــــــــــول املــــــــــدة ال الـــــــــــدوام ٨ .وعقبه بقوله : وهذه األقوال كلها ضعيفة أو فاسدة

ــــــــــــــال الشــــــــــــــيخ الطربســــــــــــــي : واخللــــــــــــــد : الثبــــــــــــــات الــــــــــــــدائم والبقــــــــــــــاء ) ه ٥٤٨املتــــــــــــــوىف ( وق ٩الالزم الذي ال ينقطع

________________ .٣٤، االنبياء .٢ .٧١ص ، ١ج ، تفسير النسفي، بداهللا بن أمحد النسفي. ع١ .٥، . احلج٣ .٢٠١ص ، ١ج ، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ظام الدين النيسابوري. ن٤ .١١٠ص ، ٢ج ، تفسير القاسمي، . راجع : حممد القامسي٦ .٣٩، . البقرة٥ .٥ج ، تفسير القاسمي. راجع : ٨ .٩٣، . النساء٧ .٨٧ص ، ١ج ، الجامعجوامع ، . أبو علي الطربسي٩

امـــــــــــا القســـــــــــم الثـــــــــــاين وهـــــــــــم القـــــــــــائلون بأنـــــــــــه موضـــــــــــوع لغـــــــــــة للمكـــــــــــث الطويـــــــــــل واســـــــــــتعمل يف القرآن مبعىن الدوام :

قــــــــــــــال يف ، قــــــــــــــال املراغــــــــــــــي والشــــــــــــــيخ حممــــــــــــــد عبــــــــــــــده : اخللــــــــــــــود لغــــــــــــــة املكــــــــــــــث الطويــــــــــــــل ويــــــــــــراد بــــــــــــه يف ، أي أقــــــــــــام طــــــــــــويال ، األســــــــــــاس : ومــــــــــــن كالمهــــــــــــم خلــــــــــــد فــــــــــــالن يف الســــــــــــجن

ــــــــــــدوام األبــــــــــــديلســــــــــــان ــــــــــــزول، الشــــــــــــرع ال ، أي وهــــــــــــم ال خيرجــــــــــــون منهــــــــــــا وال هــــــــــــي تفــــــــــــين وتـــــــــود ) ه ٤٦٠املتـــــــــوىف ( وقـــــــــال الشـــــــــيخ الطوســـــــــي ١ .بـــــــــل هـــــــــي حيـــــــــاة أبديـــــــــة ال تنتهـــــــــي : واخلل ا دار خلــــــــــود وأهــــــــــل ى الــــــــــدوام ال ــــــــــم يقولــــــــــون ليســــــــــت الــــــــــدنيمعــــــــــرب مــــــــــن العــــــــــرف يــــــــــدل علــــــــــ

٢ .الوضع فانه موضوع لطول احلبسفأما يف أصل ، اجلنة خملدون يريدون الدوامــــــــــي : واخللــــــــــود البقــــــــــاء ــــــــــة الزحيل ــــــــــدكتور وهب ــــــــــال ال ــــــــــد، وق ــــــــــة اخلل ــــــــــه : جن وقــــــــــال يف ٣، ومن

ـــــــــــــــــاه يف ـــــــــــــــــود الكفـــــــــــــــــار يف النـــــــــــــــــار معن ـــــــــــــــــود املـــــــــــــــــؤمنني يف اجلنـــــــــــــــــة وخل موضـــــــــــــــــع آخـــــــــــــــــر : وخلــــــــــــــــدوام األبــــــــــــــــدي ــــــــــــــــوا ، أي ال خيرجــــــــــــــــون منهــــــــــــــــا، الشــــــــــــــــرع : ال وال هــــــــــــــــي تفــــــــــــــــىن ــــــــــــــــم فيزول

٤ .ا هي حياة أبدية ال اية هلاوإمن، بزواهلا وواضـــــــــــــــح أن الفـــــــــــــــريقني متفقـــــــــــــــان علـــــــــــــــى أن اخللـــــــــــــــود يف القـــــــــــــــرآن قـــــــــــــــد اســـــــــــــــتعمل مبعـــــــــــــــىن

.الدوام سواء كان موضوعا لغة للمكث الطويل أو الدوام

تفسير آيات الخلود في النارــــــــــيت ذكــــــــــرت لفــــــــــظ اخللــــــــــود ــــــــــات القرآنيــــــــــة ال ــــــــــي نــــــــــورد تفســــــــــري عــــــــــدد مــــــــــن اآلي ، وفيمــــــــــا يل

اللتها على الدوام األبدي :ونبحث عن دئــــــك أصــــــحاب (ولــــــه تعــــــاىل : . ق١ بـلــــــى مــــــن كســــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه خطيئتــــــه فأول

٥ )النار هم فيها خالدون ________________

، المنـــــــار تفســـــــير، ؛ وراجـــــــع : حممـــــــد رشـــــــيد رضـــــــا ٦٩ص ، ١ج ، تفســـــــيرا لمراغـــــــي، صـــــــطفى املراغـــــــي. م١ .٢٣٤ص ، ١ج .١٧٩ص ، ١ج ، تفسير التبيان، . الشيخ الطوسي٢ .١٠٨ص ، المصدر السابق. ٤ .١٠٥ص ، ١ج ، التفسير المنير، وهبة الزحيلي .. د٣ .٨١، . البقرة٥

ـــــــنا النـــــــار (وهـــــــو قولـــــــه : ، إثبـــــــات ملـــــــا بعـــــــد حـــــــرف النفـــــــي ) بلـــــــى ( ـــــــن تمس أي بلـــــــى )ل ١ .قال به الزخمشري )هم فيها خالدون (متسكم أبدا بدليل قوله :

قــــــال بـــــه العالمــــــة ، املقصــــــود مـــــن الشـــــيئة هنــــــا هـــــو الشـــــرك )مـــــن كســــــب ســـــيئة (وقولـــــه : الن مــــــــــــا عــــــــــــدا الشــــــــــــرك ال ، وقــــــــــــالوا إنــــــــــــه املوافــــــــــــق ملــــــــــــذهبنا، الطربســــــــــــي والشــــــــــــيخ الطوســــــــــــي

٢ .يستحق اخللود أيضـــــــــــــا فســـــــــــــر الســـــــــــــيئة بالشـــــــــــــرك فقـــــــــــــال : إنـــــــــــــا ال ) ه ٦٠٦املتـــــــــــــوىف ( والفخـــــــــــــر الـــــــــــــرازي

بـــــــــــــل بـــــــــــــان يكـــــــــــــون ظـــــــــــــاهره وباطنـــــــــــــه موصـــــــــــــوفا ، نفســـــــــــــر إحاطـــــــــــــة اخلطيئـــــــــــــة بكو ـــــــــــــا كبـــــــــــــريةــــــــــــــه ، باملعصــــــــــــــية ــــــــــــــذي يكــــــــــــــون عاصــــــــــــــيا هللا بقلب ــــــــــــــك إمنــــــــــــــا يتحقــــــــــــــق يف حــــــــــــــق الكــــــــــــــافر ال وذل

ـــــــــــأن هـــــــــــذه ٣ .ولســـــــــــانه وجوارحـــــــــــه ـــــــــــة يف قـــــــــــوهلم ب ـــــــــــى املعتزل ـــــــــــدل وهـــــــــــو ـــــــــــذا يـــــــــــرد عل اآليـــــــــــة ت ٤ .على خلود مرتكب الكبرية يف النار بالشـــــــــــــــــرك قـــــــــــــــــال ي : فإحاطـــــــــــــــــة اخلطيئـــــــــــــــــة ال تتحقـــــــــــــــــق اال وقـــــــــــــــــال العالمـــــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــــائ

لـــــك لمـــــن يشـــــاء (تعــــاىل : وقـــــال أيضـــــا : )إن اهللا ال يـغفـــــر أن يشـــــرك بـــــه ويـغفـــــر مـــــا دون ذ ٥، كالكلمـــــــــــة اجلامعـــــــــــة ملـــــــــــا يوجـــــــــــب اخللـــــــــــود يف النـــــــــــارفكســـــــــــب الســـــــــــيئة وإحاطـــــــــــة اخلطيئـــــــــــة

فـــــــــــــاقرتان الســـــــــــــيئة بإحاطـــــــــــــة املعاصـــــــــــــي ، ألن الســـــــــــــيئة عامـــــــــــــة تشـــــــــــــمل كـــــــــــــل أنـــــــــــــواع املعاصـــــــــــــي .خيصصها بالشرك

ئــــــــك أصـــــــحاب النــــــــار (قولـــــــه : هلــــــــا كمـــــــا تقــــــــول ، أصــــــــحاب النـــــــار هــــــــم املالزمـــــــون )أول ٦قــــــــــال بــــــــــه الشــــــــــيخ الطوســــــــــي ، ني هلــــــــــايعــــــــــين القــــــــــاطنني فيهــــــــــا املالزمــــــــــ، أصــــــــــحاب الصــــــــــحراء

ـــــــــــــار ويالزمو ـــــــــــــا ـــــــــــــه ٧ .وقـــــــــــــال العالمـــــــــــــة الطربســـــــــــــي : أي يصـــــــــــــحبون الن ـــــــــــــا (وقول ـــــــــــــم فيه ه________________

.١٥٨ص ، ١ج ، تفسير الكشاف، الزخمشري .١ .تفسير التبيان، ؛ الشيخ الطوسي ١٤٧ص ، ١ج ، مجمع البيان، . راجع : أبو على الطربسي٢ .١٦٢ص ، ٣ج ، التفسير الكبير، الفخر الرازي. ٣ .١٥٨ص ، ١ج ، تفسير الكشاف. راجع : ٤ .٤١٧ص ، ١ج ، تفسير الميزان، . حممد حسني الطباطبائي٥ .١٤٨ص ، ١ج ، مجمع البيان. ٧ .تفسير التبيان، . الشيخ الطوسي٦

وقــــــــــال أيضــــــــــا : ومــــــــــن ، الـــــــــدوام قــــــــــال اآللوســـــــــي : املــــــــــراد بــــــــــاخللود، أي دائمــــــــــون )خالـــــــــدون ولــــــــــيس ـــــــــــ وهــــــــــو اللبــــــــــث الطويــــــــــل، النــــــــــاس مــــــــــن نقاهــــــــــا حبمــــــــــل اخللــــــــــود علــــــــــى أصــــــــــل الوضــــــــــع

ألن فيــــــــــه ــــــــــوين اخلطــــــــــب يف مقــــــــــام التهويــــــــــل مــــــــــع عــــــــــدم مالئمتــــــــــه محــــــــــل اخللــــــــــود ـــــــــــ بشــــــــــيء والــــــــــــذين آمنــــــــــــوا (ألن هــــــــــــذه اآليـــــــــــة قوبلــــــــــــت بقولــــــــــــه تعــــــــــــاىل : ١ .يف اجلنـــــــــــة علــــــــــــى الــــــــــــدوام

ــــــــوا ــــــــدون وعمل ــــــــم فيهــــــــا خال ــــــــك أصــــــــحاب الجنــــــــة ه ئ ــــــــالحات أول فلمقابلــــــــة اخللــــــــود )الص يف جهــــــــــــــنم مـــــــــــــــع اخللـــــــــــــــود يف اجلنـــــــــــــــة يف هـــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــة يلـــــــــــــــزم أن يكـــــــــــــــون معـــــــــــــــىن اخللـــــــــــــــود يف النـــــــــــار الـــــــــــدوام لكـــــــــــون املقصـــــــــــود مـــــــــــن اخللــــــــــــود يف اجلنـــــــــــة يف اآليـــــــــــة هـــــــــــو الـــــــــــدوام كمـــــــــــا قــــــــــــال

ر مجذوذ عط (تعاىل يف سورة هود : .)اء غيــــــــــــــــــــدين الشـــــــــــــــــــريازي ) ه ٧٩١املتـــــــــــــــــــوىف ( وذكـــــــــــــــــــر البيضـــــــــــــــــــاوي ـــــــــــــــــــوىف ( ٢وصـــــــــــــــــــدر ال املت

ــــــــــذي ) ه ١٠٥٠ ــــــــــدوام ال دلــــــــــيال عقليــــــــــا علــــــــــى كــــــــــون املقصــــــــــود مــــــــــن اخللــــــــــود يف اجلنــــــــــة هــــــــــو ال قـــــــــــال البيضـــــــــــاوي : واعلـــــــــــم أنـــــــــــه ملـــــــــــا كـــــــــــان معظـــــــــــم اللـــــــــــذات احلســـــــــــية مقصـــــــــــورة ، ال ينقطـــــــــــع

ــــــــــاكحعلــــــــــى املســــــــــاكن ــــــــــك ، علــــــــــى مــــــــــادل عليــــــــــه االســــــــــتقراء، واملطــــــــــاعم واملن كــــــــــان مــــــــــالك ذلـــــــــدوام والثبـــــــــات ـــــــــزوال كانـــــــــت منغصـــــــــة ، كلـــــــــه ال فـــــــــإن كـــــــــل نعمـــــــــة جليلـــــــــة إذا قار ـــــــــا خـــــــــوف ال

ومثـــــــــــل مـــــــــــا أعـــــــــــد هلـــــــــــم يف اآلخـــــــــــرة ، غـــــــــــري صـــــــــــافية مـــــــــــن شـــــــــــوائب األمل بشـــــــــــر املـــــــــــؤمنني ـــــــــــاـــــــــــه منهـــــــــــا وأزال عـــــــــــنهم خـــــــــــوف الفـــــــــــوات بوعـــــــــــد ا ـــــــــــى بـــــــــــأ ى مـــــــــــا يســـــــــــتلذ ب ـــــــــــدل عل ـــــــــــود لي خلل

٣ .كماهلم يف التنعيم والسرور مـــــــــــــــن ســـــــــــــــورة يـــــــــــــــونس الـــــــــــــــذي يقابـــــــــــــــل ٢٧والعالمـــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــائي يف تفســـــــــــــــريه لآليـــــــــــــــة

ــــــــار واخللــــــــود يف اجلنــــــــة ــــــــه : ، فيهــــــــا اخللــــــــود يف الن ــــــــال : قول ــــــــم (ق ــــــــك أصــــــــحاب النــــــــار ه ئ أولــــــــــدون ــــــــــا خال ــــــــــة )فيه ــــــــــار لدالل ــــــــــى دوام بقــــــــــائهم يف الن ــــــــــدل عل ــــــــــود عليــــــــــه ي ، الصــــــــــحابة واخلل

٤ .كما أن نظريه يف أصحاب اجلنة يدل على نظريه________________

.٣٠٦ص ، ١ج ، روح المعاني، مود اآللوسي. حم١ .٢٣٤ص ، ٣ج ، تفسير القرآن الكريم، . راجع : صدر الدين الشريازي٢ .٢٥٣ص ، ١ج ، تفسير البيضاوي، . أبو عمر بن حممد البيضاوي٣ .٤٤ص ، ١٠ج ، تفسير الميزان. ٤

ـــــــــالوا : ـــــــــذين ق ـــــــــنا (ونســـــــــتنتج ممـــــــــا ســـــــــبق بـــــــــان هـــــــــذه اآليـــــــــة رد علـــــــــى اليهـــــــــود ال ـــــــــن تمس ل وعلـــــــــى هـــــــــذا حنمــــــــل الســـــــــيئة الـــــــــيت أحاطــــــــت بـــــــــه اخلطيئـــــــــة علـــــــــى )النــــــــار إال أيامـــــــــا معـــــــــدودة

فكأنــــــــــه قــــــــــال : مــــــــــن كســــــــــب ســــــــــيئة مــــــــــن الســــــــــيئات وأحاطــــــــــت تلــــــــــك الســــــــــيئة بــــــــــه ، الشــــــــــركـــــــــــــه املعصـــــــــــــية ـــــــــــــث اســـــــــــــتولت علي ـــــــــــــق إىل النجـــــــــــــاة، حبي ـــــــــــــه طري ـــــــــــــق ل وال يكـــــــــــــون معـــــــــــــه ، ومل يب فــــــــــــال ، الكــــــــــــافرو وهــــــــــــذا إمنــــــــــــا يصــــــــــــدق يف حــــــــــــق املشــــــــــــرك، طاعــــــــــــة يســــــــــــتحق ــــــــــــا الثــــــــــــواب ه وهـــــــــــــذا الـــــــــــــذي أحاطـــــــــــــت بـــــــــــــ .كمـــــــــــــا يـــــــــــــذهب اليـــــــــــــه املعتزلـــــــــــــة، يشـــــــــــــمل مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية

.اآلباد اخلطيئة وأوصلته إىل الشرك يكون مالزما ومصاحبا للنار وملخدا فيها أبدئــــــــك علــــــــيهم لعنــــــــة اهللا (. قولــــــــه تعــــــــاىل : ٢ ــــــــار أول إن الــــــــذين كفــــــــروا ومــــــــاتوا وهــــــــم كف

هم العذاب وال هم ينظرون والمالئكة والناس أجمعين خالدين فيها ال يخف ١. )ف عنــــــــار (قولـــــــه : أي أن مـــــــن مـــــــات مصـــــــرا علـــــــى كفـــــــره ) إن الـــــــذين كفـــــــروا ومـــــــاتوا وهـــــــم كف

ــــــه ــــــب من ــــــرازي، غــــــري تائ ــــــه الفخــــــر ال ــــــه تعــــــاىل : ، ذهــــــب إلي إن الــــــذين (وقــــــال : إن ظــــــاهر قولـــــــار كفـــــــروا ومـــــــاتوا وهـــــــم فـــــــال وجـــــــه لتخصيصـــــــه ، عـــــــام يف حـــــــق كـــــــل مـــــــن كـــــــان كـــــــذلك ) كف

ــــــــــذين ذكــــــــــرهم القــــــــــرآن قبــــــــــل ٢، بــــــــــبعض مــــــــــن كــــــــــان كــــــــــذلك ألن الــــــــــبعض خصــــــــــص اآليــــــــــة بال ٣ .وهم الذين يكتمون القرآن، هذه اآلية

ــــــائي : قولــــــه ــــــار (وقــــــال العالمــــــة الطباطب ــــــم كف ــــــاتوا وه ــــــروا وم كنايــــــة عــــــن ) إن الــــــذين كف فـــــــــــان مـــــــــــن اليـــــــــــدين بـــــــــــدين ، إصـــــــــــرارهم علـــــــــــى كفـــــــــــرهم وعنـــــــــــادهم وتعنـــــــــــتهم يف قبـــــــــــول احلـــــــــــق

بـــــــــــل ، لـــــــــــيس بكـــــــــــافر حبســـــــــــب احلقيقـــــــــــة، احلــــــــــق ال لعنـــــــــــاد واســـــــــــتكبار بـــــــــــل لعـــــــــــدم تبينـــــــــــه لــــــــــه ٤ .مستضعف أمره إىل اهللا

ئـــــــــك علـــــــــيهم لعنـــــــــة اهللا (قولــــــــه : االبعـــــــــاد مـــــــــن الرمحـــــــــة مـــــــــع اجيـــــــــاب العقوبـــــــــة قـــــــــال ) أول ٦ .والعالمة الطربسي ٥به الشيخ الطوسي

________________ .١٨٧ص ، ٣ج ، التفسير الكبير، . الفخر الرازي٣ .١٦٢، ١٦١، . البقرة١ .٣٩٠ص ، ١ج ، تفسير الميزان. ٤ .المصدر السابق. ٣ .٥١ص ، ٢ج ، تفسير التبيان. راجع : ٥ .٤٧٢ص ، ١ج ، مجمع البيان. راجع : ٦

ــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــين (وقول ــــــــــــــــــة والنــــــــــــــــــاس أجمع وأن ، وهــــــــــــــــــي دعــــــــــــــــــاؤهم باللعنــــــــــــــــــة )والمالئك ٢ .ومن اهللا العذاب، وقال القرطيب : اللعنة من العباد الطرد ١، يبعدهم اهللا من رمحته

فيه قوالن : )خالدين فيها (قوله : خالـــــــــــــــدين يف اللعنـــــــــــــــة أي، عائـــــــــــــــد إىل اللعنـــــــــــــــة ) فيهـــــــــــــــا ( األول : أن الضـــــــــــــــمري يف قولـــــــــــــــه

٦ .والقرطيب ٥، والعالمة الطربسي ٤، والفخر الرازي ٣، قال به العالمة الطباطبائي ، أ ــــــــــــا اضــــــــــــمرت تفخيمــــــــــــا لشــــــــــــأ ا و ــــــــــــويال : أن الضــــــــــــمري عائــــــــــــد إىل النــــــــــــار إال الثــــــــــــاين

ــــــــــرازي ــــــــــه الفخــــــــــر ال والظــــــــــاهر أن الشــــــــــيخ ٨، ونســــــــــبه الشــــــــــيخ الطوســــــــــي إىل أيب العاليــــــــــة ٧، قال قـــــــــــــــال : واخللـــــــــــــــود يف اللعنـــــــــــــــة حيتمـــــــــــــــل ، وهـــــــــــــــو اخللـــــــــــــــود يف اللعنـــــــــــــــة، يتبـــــــــــــــىن الـــــــــــــــرأي األول

أمرين : .أحدمها : استحقاق اللعنة مبعىن أ ا حتق عليهم أبدا ٩ .والثاين : يف عاقبة اللعنة وهي النار اليت ال تفىن

ــــــــــذاب (وقولــــــــــه : هم الع ــــــــــنـ ــــــــــف ع أي ال ينقطــــــــــع عــــــــــنهم العــــــــــذاب وال يســــــــــهل )ال يخف ذهــــــــــب اليــــــــــه الفخــــــــــر الــــــــــرازي حيــــــــــث قـــــــــال : بعضــــــــــهم محــــــــــل التخفيــــــــــف علــــــــــى أنــــــــــه ، علـــــــــيهم

ــــــــدوم ــــــــو انقطــــــــع لكــــــــان قــــــــد خــــــــف ، الينقطــــــــع بــــــــل ي ومحلــــــــه آخــــــــرون علــــــــى شــــــــدته ال ، ألنــــــــه ل وقــــــــــد خيــــــــــف بالقلــــــــــة ، واألوىل أن يقــــــــــال : إن العــــــــــذاب قــــــــــد خيــــــــــف باالنقطــــــــــاع، علـــــــــى دوامــــــــــه

فـــــــــــاذا وصـــــــــــف اهللا تعـــــــــــاىل عـــــــــــذا م بأنـــــــــــه ال خيفـــــــــــف ، وقـــــــــــت أو يف بعـــــــــــض األوقـــــــــــاتيف كـــــــــــل ١٠ .اقتضى ذلك نفي مجيع ما ذكرناه

________________ .١٩٠ص ، ٢ج ، تفسير القرطبي. ٢ .المصدر السابق. راجع : ١ .٣٩١ص ، ١ج ، تفسير الميزان. راجع : ٣ .١٨٨ص ، ٣ج ، التفسير الكبير. راجع : ٤ .١٤٧ص ، ١ج ، مجمع البياناجع : . ر ٥ .١٩٠ص ، ٢ج ، تفسير القرطبي. راجع : ٦ .١٨٨ص ، ٣ج ، التفسير الكبير. ٧ .المصدر السابق. راجع : ٩ .٥١ص ، ٢ج ، تفسير التبيان. راجع : ٨

.١٧٥ص ، ٢ج ، التفسير الكبير. ١٠

ــــــــــال ال خيفــــــــــف مــــــــــع ــــــــــه : وإمنــــــــــا ق ــــــــــا مــــــــــن هــــــــــذا القــــــــــول الشــــــــــيخ الطوســــــــــي بقول وذكــــــــــر قريب ، أ ـــــــــــم خملـــــــــــدون ألن التخفيـــــــــــف قـــــــــــد يكـــــــــــون مـــــــــــع اخللـــــــــــود بـــــــــــأن يقـــــــــــل املعـــــــــــاون مـــــــــــا يفعـــــــــــل

، )وال هــــــــم ينظــــــــرون (وقولــــــــه : ١ .فــــــــأراد اهللا أن يبــــــــني أنــــــــه يقــــــــع اخللــــــــود ويرتفــــــــع التخفيــــــــفــــــــــال الفخــــــــــر الــــــــــرازي : واالنظــــــــــار هــــــــــو نظــــــــــرة إلــــــــــى (التأجيــــــــــل والتــــــــــأخري قــــــــــال تعــــــــــاىل : ق فـ

٢ .واملعىن : أن عذا م ال يؤجل )ميسرة ــــــــــــــة ــــــــــــــون للتوب ــــــــــــــال العالمــــــــــــــة الطربســــــــــــــي : ال ميهل ــــــــــــــؤخر عــــــــــــــنهم العــــــــــــــذاب مــــــــــــــن ، وق وال ي

٣ .وقت إىل آخرــــــــــذين كفــــــــــروا ــــــــــاه : إن ال ــــــــــة معن ــــــــــان هــــــــــذه اآلي ــــــــــى و فيتبــــــــــني ممــــــــــا ســــــــــبق ب مــــــــــاتو مصــــــــــرين عل

، ن مــــــــــــن رمحتــــــــــــه تعــــــــــــاىلو فهـــــــــــؤالء علــــــــــــيهم لعنــــــــــــه اهللا ومطـــــــــــرود، ومعانــــــــــــدين للحــــــــــــقكفـــــــــــرهم ومســــــــــــتحقون بــــــــــــذلك العــــــــــــذاب الــــــــــــدائم الــــــــــــذي ال ينقطــــــــــــع عــــــــــــنهم وال خيفــــــــــــف عــــــــــــنهم هــــــــــــذا

هم العــــــــذاب (قــــــــال العالمــــــــة الطباطبــــــــائي : ، العــــــــذاب ــــــــف عــــــــنـ يف تبــــــــديل الســــــــياق ) ال يخف وهـــــــــــذا ٤ .ن اللعنـــــــــــة تتبـــــــــــدل علـــــــــــيهم عـــــــــــذابا بوضـــــــــــع العـــــــــــذاب موضـــــــــــع اللعنـــــــــــة داللـــــــــــة علـــــــــــى أ

ـــــــــــيت اســـــــــــتحقوها بكفـــــــــــرهم وهـــــــــــذا ـــــــــــدائم مـــــــــــالزم ومتبـــــــــــدل عـــــــــــن اللعنـــــــــــة الدائمـــــــــــة ال العـــــــــــذاب ال .العذاب سوف لن يؤخر عنهم يوم القيامة من وقت إىل آخر

ا ومــــــــن يـعــــــــص اهللا ورســــــــوله ويـتـعــــــــد حــــــــدوده يدخلــــــــه نــــــــارا خالــــــــد (. قولــــــــه تعــــــــاىل : ٣ ٥ .)فيها وله عذاب مهين

قـــــــــــال العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي : احلـــــــــــد هـــــــــــو احلـــــــــــاجز بـــــــــــني الشـــــــــــيئني الـــــــــــذي مينـــــــــــع اخـــــــــــتالط واملـــــــــــــــراد بـــــــــــــــه ، كحـــــــــــــــد الـــــــــــــــدار والبســـــــــــــــتان، أحـــــــــــــــدمها بـــــــــــــــاآلخر وارتفـــــــــــــــاع التمـــــــــــــــايز بينهمـــــــــــــــا

٦ .أحكام اإلرث والفرائض املبينة أمـــــــــــا الشــــــــــــيخ ٧ .املواريـــــــــــثوقـــــــــــد روي عـــــــــــن أبـــــــــــن عبــــــــــــاس بأنـــــــــــه خـــــــــــص اآليـــــــــــة بأحكــــــــــــام

________________ .١٨ص ، ٣ج ، التفسير الكبير. ٢ .٥٢، ٥١ص ، ٢ج ، تفسير التبيان. ١ .٣٩١ص ، ١ج ، تفسير الميزان. ٤ .٤٧٢ص ، ١ج ، مجمع البيان. ٣ .٢١٢ص ، ٤ج ، تفسير الميزان. ٦ .١٤، . النساء٥ .٢٣٣ص ، ٤ج ، روح المعاني. راجع : ٧

ـــــــــــيت ذكـــــــــــرت مـــــــــــن أول ـــــــــــة تتنـــــــــــاول األحكـــــــــــام ال ـــــــــــده فقـــــــــــد ذهـــــــــــب إىل أن هـــــــــــذه اآلي حممـــــــــــد عبــــــــــرأي فقــــــــــال : تتنــــــــــاول ١الســــــــــورة إىل مــــــــــا قبــــــــــل هــــــــــذه اآليــــــــــة واآللوســــــــــي أيضــــــــــا تبــــــــــىن هــــــــــذا ال

٢ .االحكام املذكورة يف شؤون اليتامى واملواريث وغريها ، أي مــــــــــــن يعــــــــــــص اهللا ورســــــــــــوله يف املواريــــــــــــث ) ومــــــــــــن يـعــــــــــــص اهللا ورســــــــــــوله (قولــــــــــــه :

ونقــــــــل الفخــــــــر الــــــــرازي عــــــــن بعضــــــــهم قولــــــــه : بــــــــل هــــــــو عــــــــام يــــــــدخل فيــــــــه هــــــــذا وغــــــــريهم مـــــــــن أقصـــــــــــى مـــــــــــا يف البـــــــــــاب أن هـــــــــــذا ، ألن اللفـــــــــــظ عـــــــــــام فوجـــــــــــب أن يتنـــــــــــاول الكـــــــــــل، املعاصـــــــــــي

ولكـــــــــن الصـــــــــحيح أن اآليـــــــــات الـــــــــيت ذكـــــــــرت ٣ .العـــــــــام إمنـــــــــا ذكـــــــــرت عقيـــــــــب تكـــــــــاليف خاصـــــــــة .ية تكون خمصصة هلا فتكون شاملة للمواريث فقطقبل هذه اآلــــــــــه ــــــــــد حــــــــــدوده (قول ــــــــــع )ويـتـع ــــــــــه مــــــــــن يتعــــــــــدى مجي ــــــــــال الشــــــــــيخ الطوســــــــــي : املــــــــــراد ب ق ٥ .وذهب اليه أيضا العالمة الطربسي ٤، ومن كان كذلك فعندنا يكون كافرا ، حدوده

أمـــــــــــــــــــا الشـــــــــــــــــــيخ حممـــــــــــــــــــد عبـــــــــــــــــــده فيفســــــــــــــــــــره بـــــــــــــــــــأن ارتكـــــــــــــــــــاب املعاصـــــــــــــــــــي واحملرمــــــــــــــــــــات اســـــــــــتحالال وعمـــــــــــدا هـــــــــــو مبعـــــــــــىن تعـــــــــــدي احلـــــــــــدود فيخـــــــــــرج االنســـــــــــان مـــــــــــن حـــــــــــد االميـــــــــــان إىل

ــــــــه عاملــــــــا ، حــــــــد الكفــــــــر قــــــــال : أن يقــــــــدم املــــــــرء علــــــــى الــــــــذنب جريئــــــــا عليــــــــه متعمــــــــدا ارتكابــــــــه ل ، كر النهــــــــــي والوعيــــــــــد عليــــــــــهذ ال يصــــــــــرفه عنــــــــــه تــــــــــ، بتحرميــــــــــه مــــــــــؤثرا لــــــــــه علــــــــــى الطاعــــــــــة برتكــــــــــه

حيــــــــــــث آثــــــــــــر طاعــــــــــــة شــــــــــــهوته علــــــــــــى طاعــــــــــــة اهللا فهــــــــــــذا هــــــــــــو الــــــــــــذي أحاطــــــــــــت بــــــــــــه خطئتــــــــــــه ـــــــه (فصـــــــدق عليـــــــه قولـــــــه تعـــــــاىل : ، ورســـــــوله ـــــــى مـــــــن كســـــــب ســـــــيئة وأحاطـــــــت بـــــــه خطيئت بـل

ئك أصحاب النار هم فيها خالدون ٦ )فأولــــــــــــــــــــده حيصــــــــــــــــــــل باســــــــــــــــــــتحالل املعاصــــــــــــــــــــي ــــــــــــــــــــد الشــــــــــــــــــــيخ عب فالتعــــــــــــــــــــدي حلــــــــــــــــــــدود اهللا عن

ـــــــــــــــيت ـــــــــــــــع حـــــــــــــــدود اهللا، حرمهـــــــــــــــا اهللا تعـــــــــــــــاىل واحملرمـــــــــــــــات ال ألن، وال حيتـــــــــــــــاج إىل تعـــــــــــــــدي مجي________________

.٤٢٧ص ، ٤ج ، تفسير المناراجع : . ر ١ .٢٢٧ص ، ٩ج ، التفسير الكبير. ٣ .٢٣٣ص ، ٤ج ، روح المعاني. راجع : ٢ .٢٥٤ص ، ٥ج ، تفسير التبيان. راجع : ٤ .٤٣٣ص ، ٤ج ، تفسير المنار. ٦ .٢٠ص ، ٢ج ، مجمع البيان. راجع : ٥

االصـــــــــــرار علــــــــــــى العصـــــــــــيان مــــــــــــع عـــــــــــدم استشــــــــــــعار اخلـــــــــــوف والنــــــــــــدم ال جيتمـــــــــــع مــــــــــــع االميــــــــــــان فـــــــــــــاخلالف بـــــــــــــني املفســـــــــــــرين حســـــــــــــب ، الصـــــــــــــحيح بعظمـــــــــــــة اهللا وصـــــــــــــدقه يف وعـــــــــــــده وعيـــــــــــــده

١ .رأيه لفظيــــــــــــــــه : يتعــــــــــــــــد حــــــــــــــــدوده يف القســــــــــــــــمة املــــــــــــــــذكورة ــــــــــــــــيب قول وحكــــــــــــــــى اآللوســــــــــــــــي عــــــــــــــــن الكل

فلوكـــــــــان )ويـتـعـــــــــد حـــــــــدوده (وخـــــــــص الــــــــرازي اآليـــــــــة بــــــــالكفر بقرينـــــــــة قولــــــــه : ٢، اســــــــتحالال وقــــــــال .للـــــــزم التكـــــــرار )ومـــــــن يـعـــــــص اهللا ورســـــــوله (املـــــــراد بـــــــه نفـــــــس مـــــــا يـــــــراد مـــــــن قولــــــــه :

ــــــــــــث ــــــــــــى تعــــــــــــدي احلــــــــــــدود املــــــــــــذكورة يف املواري ــــــــــــة حممولــــــــــــة عل قلنــــــــــــا : ، أيضــــــــــــا : قــــــــــــالوا إن اآلي ولكــــــــــن تعــــــــــدي احلــــــــــدود باعتقــــــــــاد أ ــــــــــا واقعــــــــــة ال علــــــــــى وجــــــــــه احلكمــــــــــة ، هــــــــــب أ ــــــــــا كــــــــــذلك

وعلى هذا يكون هذا الوعيد خمتصا بالكافر الذي ال يرضى مبا ذكره اهللا يف هذه اآلية من ، والصواب ٣ .قسمة املواريث

وأشــــــــــــار الشــــــــــــيخ الطوســــــــــــي أيضــــــــــــا إىل هــــــــــــذا املعــــــــــــىن بقولــــــــــــه : مــــــــــــع تســــــــــــليم كــــــــــــون اآليــــــــــــة يــــــــــة علــــــــــى مــــــــــن يتعــــــــــدى احلــــــــــدود مســــــــــتحال هلــــــــــا ميكــــــــــن أن حتمــــــــــل اآلشــــــــــاملة ألهــــــــــل الصــــــــــالة

٤ .فانه يكون كافرا .أي يدخله نارا خالدا يف النار إىل األبد )يدخله نارا خالدا فيها (وقوله : قــــــــال العالمــــــــة الطربســـــــي : مســــــــاه مهينــــــــا ألن اهللا يفعلــــــــه )ولــــــــه عــــــــذاب مهــــــــين ( وقولـــــــه :ــــــــــى وجــــــــــه ا ــــــــــةعل ــــــــــى وجــــــــــه الكرامــــــــــة، الهان ــــــــــب املــــــــــؤمن عل ــــــــــه يثي وذهــــــــــب الشــــــــــيخ ٥ .كمــــــــــا أن

ــــــــــــــــــروح حممــــــــــــــــــد عبــــــــــــــــــده واآللوســــــــــــــــــي إىل أنــــــــــــــــــه تعــــــــــــــــــاىل أراد بالعــــــــــــــــــذاب املهــــــــــــــــــني عــــــــــــــــــذاب ال أي أن هــــــــــذا العاصــــــــــي يعــــــــــذب يف النــــــــــار مــــــــــن حيــــــــــث هــــــــــو حيــــــــــوان يتــــــــــأمل وروحــــــــــه ، باالهانــــــــــة

٦ .تتأمل باالهانة من حيث هو انسان يشعر مبعىن الكرامة والشرف فمــــــــــــــن، مبعـــــــــــــىن هـــــــــــــذه اآليــــــــــــــة امجـــــــــــــاال : هــــــــــــــذه هـــــــــــــي حــــــــــــــدود املواريـــــــــــــث الــــــــــــــيت بيناهـــــــــــــا

________________ .٢٣٣ص ، ٤ج ، روح المعاني. ٢ .المصدر السابق. راجع : ١ .٢٢٩ص ، ٩ج ، تفسير الكبير. راجع : ٣ .٣٧ص ٣ج ، مجمع البيان. ٥ .١٤١ص ، ٣ج ، تفسير التبيان. راجع : ٤ .٢٣٤ص ٤ج ، روح المعاني؛ ٤٣٤، ٤٣٣ص ، ٤ج ، تفسير المنار. راجع : ٦

يف هــــــــــــذه املواريــــــــــــث ويتعــــــــــــدى حــــــــــــدوده فيهــــــــــــا مســــــــــــتحال عصــــــــــــى اهللا عزوجــــــــــــل ورســــــــــــوله فيكـــــــــــــــون ، ال يكـــــــــــــــون إال كـــــــــــــــافرا ، حلرمـــــــــــــــات اهللا ومعانـــــــــــــــدا للحـــــــــــــــق ومصـــــــــــــــرا علـــــــــــــــى ذلـــــــــــــــك

فيكــــــــــون هــــــــــذا العــــــــــذاب ، اهللا النــــــــــار اخلالــــــــــدةفيدخلــــــــــه ، مســــــــــتحاق للعــــــــــذاب األبــــــــــدي اخلالــــــــــد النـــــــــــار كمـــــــــــا قلنـــــــــــا أبـــــــــــدي واخللـــــــــــود يف، كمـــــــــــا تكـــــــــــون اجلنـــــــــــة كرامـــــــــــة للمـــــــــــؤمنني، إهانـــــــــــة لـــــــــــه

ومبــــــــــــا أن املقصــــــــــــود مــــــــــــن اخللــــــــــــود يف اجلنــــــــــــة هــــــــــــو الــــــــــــدوام ، ملقابلتــــــــــــه بآيــــــــــــة اخللــــــــــــود يف اجلنــــــــــــة فاملقصـــــــــــــــــود مـــــــــــــــــن اخللـــــــــــــــــود يف النـــــــــــــــــار أيضـــــــــــــــــا هـــــــــــــــــو الـــــــــــــــــدوام، بـــــــــــــــــدليل الشـــــــــــــــــرع والعقـــــــــــــــــل

.األبدي للمقابلةــــــــــص (وقــــــــــد تكــــــــــرر مضــــــــــمون هــــــــــذه اآليــــــــــة يف ســــــــــورة اجلــــــــــن يف قولــــــــــه تعــــــــــاىل : ومــــــــــن يـع

ــــــــذاب مهــــــــين ــــــــه ع ــــــــا ول ــــــــدا فيه ــــــــارا خال ــــــــه ن ــــــــد حــــــــدوده يدخل وقيــــــــده )اهللا ورســــــــوله ويـتـعـــــــــــيس منقطعـــــــــــا فســـــــــــرون املعصـــــــــــية وقـــــــــــد محـــــــــــل امل، بالتأييـــــــــــد لتأكيـــــــــــد اخللـــــــــــود بكونـــــــــــه أبـــــــــــدا ول

قــــــــــــــــال العالمــــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــــائي : واملــــــــــــــــراد ، يف هــــــــــــــــذه اآليــــــــــــــــة علــــــــــــــــى املعصــــــــــــــــية يف التوحيــــــــــــــــدــــــــ باملعصــــــــية ــــــــ كمــــــــا يشــــــــهده ســــــــياق اآليــــــــات الســــــــابقة ـ معصــــــــية مــــــــا أمــــــــر بــــــــه مــــــــن التوحيــــــــد أو ـ

ــــــــــــــد ومــــــــــــــا يتفــــــــــــــر ــــــــــــــدين وفروعــــــــــــــه غالتوحي ــــــــــــــه مــــــــــــــن أصــــــــــــــول ال فــــــــــــــال يشــــــــــــــمل التهديــــــــــــــد ، علي خبلــــــــــــــــود النــــــــــــــــار إال الكــــــــــــــــافرين بأصــــــــــــــــل الــــــــــــــــدعوة دون مطلــــــــــــــــق أهــــــــــــــــل املعصــــــــــــــــية ، والوعيــــــــــــــــد

ـــــــــــــدين ـــــــــــــروع ال ـــــــــــــد مطلـــــــــــــق العصـــــــــــــاة يف ، املتخلفـــــــــــــني عـــــــــــــن ف فاالحتجـــــــــــــاج باآليـــــــــــــة علـــــــــــــى ختليـــــص (وهـــــي قولـــــه تعـــــاىل : ، يـــــةفلـــــيس بعيـــــدا أن تكـــــون هـــــذه اآل ١ .النـــــار يف غـــــري حملـــــه ـــــن يـع وم

ـــــــــــــــــــدوده ـــــــــــــــــــد ح شـــــــــــــــــــاملة للكفـــــــــــــــــــار وللمســـــــــــــــــــتحلني ، اآليـــــــــــــــــــة ) ... اهللا ورســـــــــــــــــــوله ويـتـع .للمحرمت معا

الخالصة إتفــــــــــــــق املفســــــــــــــرون أن لفــــــــــــــظ اخللــــــــــــــود اســــــــــــــتعمل يف القــــــــــــــرآن مبعــــــــــــــىن الــــــــــــــدوام األبــــــــــــــدي إال

ـــــــــــــات املديـــــــــــــد األعـــــــــــــم مـــــــــــــن الـــــــــــــدوام، األشـــــــــــــاعرة ـــــــــــــود علـــــــــــــى الثب ـــــــــــــوا معـــــــــــــىن اخلل حيـــــــــــــث محل________________

.٥٢ص ، ٢ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١

وبنــــــــــــاء علــــــــــــى ذلــــــــــــك فقــــــــــــد محلــــــــــــوا معــــــــــــىن اخللــــــــــــود يف بعــــــــــــض اآليــــــــــــات القرآنيــــــــــــة ١، وعدمــــــــــــه كآيــــــــــــــة ، املشــــــــــــــعرة بظاهرهــــــــــــــا مشوهلــــــــــــــا للعاصــــــــــــــني مــــــــــــــن املوحــــــــــــــدين علــــــــــــــى املكــــــــــــــث الطويــــــــــــــل

٢ .قتل العمد وغريه من اآليات ، وقـــــــــــد حبثنـــــــــــا يف هـــــــــــذا القســـــــــــم عـــــــــــن ثـــــــــــالث آيـــــــــــات قرآنيـــــــــــة ذكـــــــــــر فيهـــــــــــا لفـــــــــــظ اخللـــــــــــود

.هـــــــــــــذه اآليـــــــــــــات مبعـــــــــــــىن الـــــــــــــدوام األبـــــــــــــدي باتفـــــــــــــاق املفســـــــــــــرينوثبـــــــــــــت أن لفـــــــــــــظ اخللـــــــــــــود يف ــــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه خطيئتــــــه (وهــــــي قولــــــه تعــــــاىل : ، ففــــــي اآليــــــة األوىل ــــــى مــــــن كس بـل

ــــــــــدون ــــــــــك أصــــــــــحاب النــــــــــار هــــــــــم فيهــــــــــا خال ئ أن كســــــــــب الســــــــــيئة إىل درجــــــــــة حــــــــــىت )فأول وهـــــــــــذا ، ســـــــــــان حبيـــــــــــث التبقـــــــــــي معـــــــــــه طاعـــــــــــة أو ثـــــــــــوابأحاطـــــــــــت الســـــــــــيئة بكـــــــــــل وجـــــــــــود اإلن

اتفـــــــــــــق اوهـــــــــــــو مـــــــــــــ، ال يصـــــــــــــدق إال يف حـــــــــــــق الكـــــــــــــافر فيكـــــــــــــون خملـــــــــــــدا يف النـــــــــــــار إىل األبـــــــــــــد .عليه املفسرون

ـــــــــة الثانيـــــــــة ـــــــــه تعـــــــــاىل : ، وأمـــــــــا اآلي ـــــــــار (وهـــــــــي قول ـــــــــم كف ـــــــــاتوا وه ـــــــــروا وم إن الـــــــــذين كفهم ـــــــف عـــــــنـ ـــــــين خالـــــــدين فيهـــــــا ال يخف ـــــــيهم لعنـــــــة اهللا والمالئكـــــــة والنـــــــاس أجمع ئـــــــك عل أول

ــــــــــــم ينظــــــــــــرون ــــــــــــذاب وال ه ــــــــــــدين )الع هــــــــــــذه اآليــــــــــــة صــــــــــــرحية أ ــــــــــــا يف حــــــــــــق الكفــــــــــــار املعان ي مــــــــــــن الرمحــــــــــــة فاســــــــــــتحقوا بــــــــــــذلك اللعنــــــــــــة والطــــــــــــرد األبــــــــــــد، الـــــــــــذين أصــــــــــــروا علــــــــــــى كفــــــــــــرهم

.وتبدلت هذه اللعنة األبدية عليهم إىل عذاب أبدي وخلود دائمي يف النار، اإلهلية وهــــــــــي أيضـــــــــا يف حــــــــــق الكفـــــــــار كقولــــــــــه ، وهنـــــــــاك آيـــــــــة اخــــــــــرى تكـــــــــرر فيهــــــــــا هـــــــــذا الوعيـــــــــد

ومــــا كفـــــروا بـعـــــد إيمـــــانهم وشــــهدوا أن الرســـــول (تعــــاىل : حـــــق وجـــــاءهم كيـــــف يـهـــــدي اهللا قــــــــــــدي القـــــــــــوم الظـــــــــــالمين ـــــــــــات واهللا ال يـه ـــــــــــيهم لعنـــــــــــة اهللا البـيـن ـــــــــــك جـــــــــــزاؤهم أن عل ئ أول

هم العذاب وال هم ينظرون والمالئكة والناس أجمعين ٣ .)خالدين فيها ال يخفف عنــــــــــة الثالثـــــــــةواآل ومـــــــــن يـعـــــــــص اهللا ورســـــــــوله ويـتـعـــــــــد حـــــــــدوده (وهـــــــــي قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، ي

________________ .٢٥٢ص ، ١ج ، تفسير البيضاوياجع : . ر ١ .٨٨، ٨٦، . آل عمران٣ .٢٣٧ص ، ٢ج ، المصدر السابق. راجع : ٢

ــــــــين ــــــــذاب مه ــــــــه ع ــــــــا ول ــــــــدا فيه ــــــــارا خال ــــــــه ن ــــــــة واردة يف معصــــــــية اهللا ورســــــــوله يف )يدخل اآلي ألن املعصــــــــــــــية هنــــــــــــــا مقيــــــــــــــدة ، واملفســــــــــــــرون محلوهــــــــــــــا علــــــــــــــى املســــــــــــــتحل الكــــــــــــــافر، املواريــــــــــــــث

ــــــــــــــث ، بتعــــــــــــــدي احلــــــــــــــدود وهــــــــــــــذا التعــــــــــــــدي ال يصــــــــــــــدق إال يف حــــــــــــــق املســــــــــــــتحل الكــــــــــــــافر حبي ، وقــــــــــــد تكــــــــــــررت هــــــــــــذه اآليــــــــــــة أيضــــــــــــا يف ســــــــــــورة اجلــــــــــــن، نخيــــــــــــرج ــــــــــــا عــــــــــــن حــــــــــــد االميــــــــــــا

ــــــــه تعــــــــاىل : ــــــــا (وهــــــــي قول ــــــــدين فيه ــــــــنم خال ــــــــار جه ــــــــه ن ــــــــإن ل ــــــــص اهللا ورســــــــوله ف ــــــــن يـع ومــــــــــــدا وقــــــــــــد محــــــــــــل املفســــــــــــرون املعصــــــــــــية يف هــــــــــــذه ، حيــــــــــــث أكــــــــــــدت اخللــــــــــــود بالتأييــــــــــــد ١ )أب

وكــــــــــــــذلك تكــــــــــــــرر مضــــــــــــــمون هــــــــــــــذه اآليــــــــــــــة يف ســــــــــــــورة .اآليــــــــــــــة علــــــــــــــى املعصــــــــــــــية يف التوحيــــــــــــــدــــــه تعــــــاىل : ، األحــــــزاب ــــــعيرا (وهــــــي قول ــــــم س ــــــد له ــــــافرين وأع ــــــن الك ــــــدين إن اهللا لع خال

تـنــــا يـــــوم تـقلــــب وجــــوههم فــــي النــــار يـقولــــون يــــا لي فيهــــا أبــــدا ال يجــــدون ولي ــــا وال نصــــيرا وقـــــــــالوا ربـنـــــــــا إنـــــــــا أطعنـــــــــا ســـــــــادتـنا وكبـراءنـــــــــا فأضـــــــــلونا أطعنــــــــا اهللا وأطعنـــــــــا الرســـــــــوال

ـــــــــــــــبيال ومل يؤمنـــــــــــــــوا ، فاآليـــــــــــــــة تشـــــــــــــــري إىل أن هـــــــــــــــؤالء الكفـــــــــــــــار عصـــــــــــــــوا اهللا والرســـــــــــــــول ٢) الس ويف مقابـــــــــــــل ذلـــــــــــــك أطـــــــــــــاعوا ، فكانـــــــــــــت معصـــــــــــــيتهم يف التوحيـــــــــــــد، بـــــــــــــاهللا عزوجـــــــــــــل ورســـــــــــــوله

فاســـــــــــــــتحقوا بـــــــــــــــذلك اللعنـــــــــــــــة االهليـــــــــــــــة ، رؤســـــــــــــــاءهم وســـــــــــــــاد م يف شـــــــــــــــركهم وكفـــــــــــــــرهم بـــــــــــــــاهللا .واخللود األبدي يف النار اليت أعدها اهللا عزوجل هلم يوم القيامة

. داللة لفظ المقيم على الدوام٢ علــــــــى دوام فقــــــــالوا إنــــــــه يــــــــدل ) مقــــــــيم ( إســــــــتدلوا باآليــــــــات القرآنيــــــــة الــــــــيت ذكــــــــر فيهــــــــا لفــــــــظ

ـــــــيم (: ويعـــــــرب باإلقامـــــــة عـــــــن الـــــــدوام حنـــــــو : ٣قـــــــال الراغـــــــب ، العقـــــــاب وأبديتـــــــه )عـــــــذاب مقـــــــــرىء : ـــــــــين (وق ـــــــــام أم ـــــــــي مق ـــــــــين ف ـــــــــه )إن المتق ـــــــــامتهم في ـــــــــدوم إق وقـــــــــال .أي يف مكـــــــــان ت

وقــــــــــال املراغــــــــــي : املقــــــــــيم هــــــــــو ٤، صــــــــــاحب املنــــــــــار : املقــــــــــيم هــــــــــو الثابــــــــــت الــــــــــذي ال يظعــــــــــن ٥ .الثابت الذي ال يرحتل أبدا

________________ .٨٨ـ ٨٦، . آل عمران٢ .٢٣، . اجلن١ .٣٧٩ص ، ٦ج ، تفسير المنار. ٤ .٦٩٢ص ، مفردات الفاظ القرآن. ٣ .١١٣ص ، ٦ج ، تفسير المراغي. ٥

وفيما يلي تفسري عدد من اآليات اليت ذكر فيها لفظ املقيم :ـــــــه تعـــــــاىل : . ق١ وعـــــــد اهللا المنـــــــافقين والمنافقـــــــات والكفـــــــار نـــــــار جهـــــــنم خالـــــــدين (ول

١ .)فيها هي حسبـهم ولعنـهم اهللا ولهم عذاب مقيم ، قــــــــــال الشــــــــــيخ حممــــــــــد عبــــــــــده : الوعــــــــــد يســــــــــتعمل يف اخلــــــــــري والشــــــــــر وفيمــــــــــا ينفــــــــــع ويضــــــــــر

٢ . يكاد يذكر الوعد فيه إال مع ذكر متعلقة صراحة أو ضمنا وال، والوعيد خاص بالثاين وقـــــــــــــــد وعـــــــــــــــد اهللا ســـــــــــــــبحانه يف هـــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــة املنـــــــــــــــافقني واملنافقـــــــــــــــات وعطـــــــــــــــف علـــــــــــــــيهم

وأخــــــــــــر ذكــــــــــــر الكفــــــــــــار يف مقــــــــــــام الوعيــــــــــــد لإليــــــــــــذان بــــــــــــأن ٣ .الكفــــــــــــار أل ــــــــــــم مجيعــــــــــــا ســــــــــــواء ٤ .ن الكفارشر م ـ وإن أظهروا االميان وعملوا أعمال االسالم ـ املنافقني

ــــــــال العالمــــــــة الطربســــــــي : وإمنــــــــا فصــــــــل النفــــــــاق مــــــــن الكفــــــــر ، وإن كــــــــان النفــــــــاق كفــــــــرا ، وق ٥ .ليبني الوعيد على كل واحد من الصنفني

ـــــــــدين فيهـــــــــا (قولـــــــــه : وذهـــــــــب إىل هـــــــــذا ٦ .قـــــــــال الطربســـــــــي : أي دائمـــــــــني فيهـــــــــا، ) خال .منهموقد نقلنا فيما سبق أقوال عدد ، القول مجيع املفسرين

٧ .وال يتجاوز فيها إىل غريها، أي تلك العقوبة كافية هلم )هي حسبـهم (وقوله : ــــــــــــــنـهم اهللا (وقولــــــــــــــه : وقــــــــــــــال العالمــــــــــــــة الطربســــــــــــــي : ، أي أبعــــــــــــــدهم مــــــــــــــن رمحتــــــــــــــه ) لع

ويالزمــــــــــه إبعــــــــــادهم ، والصــــــــــحيح هــــــــــو إبعــــــــــادهم مــــــــــن رمحتــــــــــه ٨ .أبعــــــــــدهم مــــــــــن جنتــــــــــه وخــــــــــريه .من جنته وخريه

ــــــــيم (قولــــــــه : ــــــــذاب مق ــــــــك عــــــــذاب دائــــــــم ال يــــــــزول )ولهــــــــم ع وهــــــــو ، أي وهلــــــــم مــــــــع ذلـــــــــافقني والكفـــــــــار عـــــــــذاب دائـــــــــم مـــــــــع اخللـــــــــود يف النـــــــــار يـــــــــوم ٩، عـــــــــذاب يـــــــــوم القيامـــــــــة أي للمن

________________ .٥٣٥ص ، ١٠ج ، تفسير المنار. ٢ .٦٨، . التوبة١ .٥٣٥ص ، ١٠ج ، تفسير المنار. ٤ .٣٣٦ص ، ٩ج ، تفسير الميزان. راجع : ٣ .المصدر السابق. ٦ .٤٨ص ، ٦ج ، مجمع البيان. ٥ .٤٨ص ، ٦ج ، مجمع البيان. ٨ .٣٣٦ص ، ٩ج ، تفسير الميزان. راجع : ٧ ٦ج ، مجمــــــع البيــــــان؛ ٢٥٤ص ، ٥ج ، تفســــــير التبيــــــان؛ ٣٣٦ص ، ٩ج ، تفســــــير الميــــــزان. راجــــــع : ٩

.٤٨ص

ويؤيــــــــــد هــــــــــذا الــــــــــرأي مـــــــــا ذهــــــــــب إليــــــــــه الزخمشــــــــــري حيـــــــــث قــــــــــال : وهلــــــــــم نــــــــــوع مــــــــــن ، القيامـــــــــة ١ .العذاب سوى الصلي بالنار مقيم دائم كعذاب النار

قــــــــــــــال الزخمشــــــــــــــري : ، وهنــــــــــــــاك وجــــــــــــــه آخــــــــــــــر يف تفســــــــــــــري هــــــــــــــذه اآليــــــــــــــة ذكــــــــــــــره بعضــــــــــــــهمـــــــــــه ـــــــــــد : وهلـــــــــــم عـــــــــــذاب مقـــــــــــيم معهـــــــــــم يف العاجـــــــــــل الينفكـــــــــــون عن وهـــــــــــو مـــــــــــا ، وجيـــــــــــوز أن يري

ه مــــــــــــن تعــــــــــــب النفــــــــــــاق والظــــــــــــاهر املخــــــــــــالف للبــــــــــــاطن خوفــــــــــــا مــــــــــــن املســــــــــــلمني ومــــــــــــا يقاســــــــــــون ٢ .حيذرونه أبدا من الفضيحة ونزول العذاب إن اطلع على أسرارهم

وعمــــــــــوم ٣، وقــــــــــد ذكــــــــــر الفخــــــــــر الــــــــــرازي هــــــــــذا الــــــــــرأي كوجــــــــــه ثــــــــــان لتفســــــــــري هــــــــــذه اآليــــــــــةـــــــــــه وذهـــــــــــب مصـــــــــــنف املنـــــــــــار إىل أنـــــــــــه ال مـــــــــــانع مـــــــــــ ٤ .املفســـــــــــرين رجحـــــــــــوا الوجـــــــــــه األول ن مشول

٥ .ولكنه يف عذاب اآلخرة املعنوي أظهر وأعم وأمشل، ملا يف الدنيا واآلخرة ومبــــــــــــــــا تقــــــــــــــــدم يتضــــــــــــــــح بــــــــــــــــان معــــــــــــــــىن اآليــــــــــــــــة : وعــــــــــــــــد اهللا املنــــــــــــــــافقني والكفــــــــــــــــار بــــــــــــــــأ م

ــــــــــد ــــــــــدون فيهــــــــــا إىل األب ــــــــــى كفــــــــــرهم ، ســــــــــيدخلون جهــــــــــنم وخيل ــــــــــة هلــــــــــم عل ــــــــــة كافي وهــــــــــذه العقوب وأبعـــــــــــــــدهم اهللا مــــــــــــــــن رمحتــــــــــــــــه ، لعقوبــــــــــــــــاتونفـــــــــــــــاقهم ال يتجــــــــــــــــاوز فيهــــــــــــــــا إىل غريهـــــــــــــــا مــــــــــــــــن ا

ـــــــــــ أي باالضـــــــــــافة إىل اخللـــــــــــود يف النـــــــــــار ــــــــــــ وهلـــــــــــم مـــــــــــع ذلـــــــــــك، وجنتـــــــــــه عـــــــــــذاب دائـــــــــــم مقـــــــــــيم ـــــــــــــار ال يســــــــــــتلزم اخللــــــــــــود يف العــــــــــــذاب ــــــــــــوهم كــــــــــــون اخللــــــــــــود يف الن ، ولعلــــــــــــه إشــــــــــــارة إىل دفــــــــــــع ت

ــــــــــة ، فأضــــــــــاف ســــــــــبحانه العــــــــــذاب املقــــــــــيم إىل اخللــــــــــود يف النــــــــــار ففــــــــــي هــــــــــذه اآليــــــــــة مــــــــــن الدالل .على اخللود األبدي والدائم يف عذاب جهنم ما ال خيفى

ـــــه تعـــــاىل : ٢ ـــــن طـــــرف (. قول ـــــرون م ـــــذل ينظ ـــــن ال ـــــعين م ـــــا خاش ه ـــــراهم يـعرضـــــون عليـ وتـــــــوم ــــــة خفــــــي وقــــــال الــــــذين آمنــــــوا إن الخاســــــرين الــــــذين خســــــروا أنفســــــهم وأهلــــــيهم يـ القيام

________________ .٢٨٧، ٢ج ، تفسير الكشاف .١ .٢٨٨ص ، ٢ج ، المصدر السابق. ٢ .١٢٨ص ، ١٦ج ، تفسير الكبير. راجع : ٣ ٥ج ، تفســــــير التبيــــــان؛ ٢٨٧ص ، ٢ج ، تفســــــير الكشــــــاف؛ ٥٣٦ص ١٠ج ، تفســــــير المنــــــار. راجـــــع : ٤

.٣٣٦ص ، ٩ج ، تفسير الميزان؛ ٤٨ص ، ٦ج ، مجمع البيان؛ ٢٥٤ص .٥٣٦ص ١٠ج ، تفسير المنار. راجع : ٥

١ .)أال إن الظالمين في عذاب مقيم ــــــراهم (قولـــــه : هـــــا خاشــــــعين مــــــن الــــــذل ينظـــــرون مــــــن طــــــرف خفــــــي وتـ ) يـعرضــــــون عليـ

ــــــــــــار قبــــــــــــل دخــــــــــــوهلم النــــــــــــار حــــــــــــال كــــــــــــو م ســــــــــــاكنني أي تــــــــــــرى الظــــــــــــاملني يعرضــــــــــــون علــــــــــــى الن أي خفـــــــي النظـــــــر ) مـــــــن طـــــــرف خفـــــــي ينظـــــــرون (متواضـــــــعني بســـــــبب مـــــــاحلقهم مـــــــن الـــــــذل

ــــــــــــوان عــــــــــــذا ا ــــــــــــيهم مــــــــــــن اهلــــــــــــوان يســــــــــــارقون النظــــــــــــر إىل النــــــــــــار هلوهلــــــــــــا وأل ، وضــــــــــــعيفه ملــــــــــــا عل ٢ .ع أبصارهمفال جيرؤون أن ينظروا إىل النار جبمي

ــــــوم (وقولــــــه : ــــــيهم يـ ــــــوا إن الخاســــــرين الــــــذين خســــــروا أنفســــــهم وأهل ــــــال الــــــذين آمن وق أي إن اخلاســــــــــــــرين احلقيقيــــــــــــــني هــــــــــــــم الــــــــــــــذين خســــــــــــــروا أنفســــــــــــــهم حبرما ــــــــــــــا مــــــــــــــن )القيامــــــــــــــة

وأقــــــــــــار ــــــــــــم أوالدهــــــــــــم وأزواجهــــــــــــموخســــــــــــروا أهلــــــــــــيهم وهــــــــــــم ، يــــــــــــوم القيامــــــــــــةنعــــــــــــيم اجلنــــــــــــة ٣ .بعدم االنتفاع م يوم القيامة

وقـــــــــــــــال العالمـــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــائي والقـــــــــــــــرطيب : وقيـــــــــــــــل : أهلـــــــــــــــوهم أزواجهـــــــــــــــم مـــــــــــــــن احلـــــــــــــــور ٤ .وال خيلو من وجه نظرا إىل آيات وراثة اجلنة، وخدمهم يف اجلنة لو آمنوا

ــــــــــــــدنيا ٥، وهــــــــــــــذا القــــــــــــــول منســــــــــــــوب إىل املــــــــــــــؤمنني إمنــــــــــــــا يقولونــــــــــــــه يــــــــــــــوم القيامــــــــــــــة ال يف الـــــــيم (قولـــــــه : ٦، وقـــــــال اآللوســـــــي : القـــــــول يف الـــــــدنيا ـــــــذاب مق ـــــــي ع أي )أال إن الظـــــــالمين ف وأمـــــــــــــــا كـــــــــــــــون هـــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــة مقـــــــــــــــول قـــــــــــــــول املـــــــــــــــؤمنني أم ٧ .يف عـــــــــــــــذاب دائـــــــــــــــم ال زوال لـــــــــــــــه

________________ .٤٥، لشورى. ا١ـــــان. راجـــــع : ٢ ـــــان؛ ١٧٠ص ، ٩ج ، تفســـــير التبي ـــــر؛ ٣٥ص ، ٩ج ، مجمـــــع البي ، ٢٧ج ، التفســـــير الكبي

.٥١ص ، ٢٥ج ، روح المعاني؛ ١٨٢ص ، ٢٧ج ، التفســـــير الكبيـــــر؛ ٦٦ص ، ١٨ج ، تفســـــير الميـــــزان؛ ٣٥ص ، ٩ج ، مجمـــــع البيـــــان. راجــــع : ٣

.٤٦ص ١٦ج ، تفسير القرطبي؛ ١٨٢ص .٤٦ص ١٦ج ، تفسير القرطبيراجع : ، ٦٦ص ، ١٨ج ، تفسير الميزان. ٤ــــزان. راجــــع : ٥ ، ٩ج ، تفســــير التبيــــان؛ ٤٦ص ، ١٦ج ، تفســــير القرطبــــي؛ ٦٦ص ، ١٨ج ، تفســــير المي

.٣٥ص ، ٩ج ، مجمع البيان؛ ١٧٠ص .٣٥ص ، ٢٥ج ، روح المعاني. ٦ ، ٢٧ج ، تفســــــير الكبيــــــر؛ ٣٥ص ، ٩ج ، مجمــــــع البيــــــان؛ ١٧٠ص ، ٩ج ، تفســــــير التبيــــــان. راجــــــع : ٧

.٦٧ص ، ١٨ج ، تفسير الميزان؛ ٤٦ص ١٦ج ، تفسير القرطبي؛ ١٨٢ص

.فجوز املفسرون الوجهني يف ذلك، استئناف لقول اهللا تعاىل ونســــــــــتنتج ممـــــــــــا ســـــــــــبق بــــــــــان اآليـــــــــــة معنـــــــــــاه : تــــــــــرى الظـــــــــــاملني يعرضـــــــــــون علــــــــــى النـــــــــــار قبـــــــــــل

ــــــــــــة مــــــــــــن الــــــــــــ، دخــــــــــــوهلم فيهــــــــــــا ــــــــــــار مــــــــــــن طــــــــــــوهــــــــــــم يف حال ف ر ذل املســــــــــــكنة ينظــــــــــــرون إىل الن فـــــــــــال يســـــــــــتطيعون النظــــــــــر اليهـــــــــــا بتمـــــــــــام أبصـــــــــــارهم ، أي يســـــــــــارقون النظـــــــــــر إىل النــــــــــار، خفــــــــــي واملؤمنـــــــــــــــون عنـــــــــــــــدما يـــــــــــــــرون مـــــــــــــــاحلق بالظـــــــــــــــاملني يف يـــــــــــــــوم القيامـــــــــــــــة مـــــــــــــــن العـــــــــــــــذاب .هلوهلـــــــــــــــا

ـــــــــــــوم ـــــــــــــذين خســـــــــــــروا أنفســـــــــــــهم هـــــــــــــواهلـــــــــــــوان يقولـــــــــــــون إن اخلاســـــــــــــرين حقيقـــــــــــــة يف هـــــــــــــذا الي م ال وخســـــــــــــــــروا أهلـــــــــــــــــيهم مـــــــــــــــــن ، النجـــــــــــــــــاة بتعريضـــــــــــــــــها إىل العـــــــــــــــــذاب املقـــــــــــــــــيم وحرما ـــــــــــــــــا مـــــــــــــــــن

مث ، أل ــــــــــــــــم ال ينتفعــــــــــــــــون ــــــــــــــــم ملــــــــــــــــا حيــــــــــــــــل بيــــــــــــــــنهم وبيــــــــــــــــنهم، األوالد واألزواج واألرقــــــــــــــــابـــــــــــــــــوم : إن الظـــــــــــــــــاملني يف عـــــــــــــــــذاب ـــــــــــــــــك الي ـــــــــــــــــون أو يقـــــــــــــــــول اهللا عزوجـــــــــــــــــل يف ذل يقـــــــــــــــــول املؤمن

.دائم ال يزول عنهمــــــذاب (. قولــــــه تعــــــاىل : ٣ ــــــه ع ــــــه ويحــــــل علي ــــــه عــــــذاب يخزي ــــــون مــــــن يأتي فســــــوف تـعلم ١ .)مقيم ـــــــــه ( ـــــــــن يأتي ـــــــــه ، وجهـــــــــني أحـــــــــدمها : أن تكـــــــــون اســـــــــتفهاما ) مـــــــــن ( قـــــــــالوا يف ) م أي كأن

علـــــــــــــى هـــــــــــــذا الوجـــــــــــــه مرفوعـــــــــــــة ) مـــــــــــــن ( قيـــــــــــــل : فســـــــــــــوف تعلمـــــــــــــون أينـــــــــــــا عـــــــــــــذاب وتكـــــــــــــون وذهــــــــــــب .فتكــــــــــــون يف حمــــــــــــل نصــــــــــــب ) الــــــــــــذي ( : أ ــــــــــــا موصــــــــــــولة مبعــــــــــــىنباالبتــــــــــــداء والثــــــــــــاين

قـــــــــــــــال العالمـــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــائي : ، العالمـــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــائي والطربســـــــــــــــي إىل أ ـــــــــــــــا اســـــــــــــــتفهامية ٢ .لظهور العلم فيما يتعلق باجلملة ال باملفرد، استفهامية ال موصولة ) من ( الظاهر أن

قـــــــالوا املــــــــراد بـــــــه عـــــــذاب االستئصـــــــال يف الــــــــدنيا ) مـــــــن يأتيـــــــه عــــــــذاب يخزيـــــــه (وقولـــــــه : ٣ .وهو الغرق

________________ .٢٦٨، ٢٦٧ص ، ١٧ج ، تفسير الميزان. ٢ .٣٩، . هود١ ، ٥ج ، مجمــــــع البيــــــان؛ ٥١ص ١٢ج ، روح المعــــــاني؛ ٢٢٥ص ، ١٠ج ، المصــــــدر الســــــابق. راجــــــع : ٣

.٢٣٣ص ، ٣ج ، تفسير البيضاوي؛ ١٥٩ص

أي وينــــــــزل عليــــــــه وحيــــــــل بــــــــه حلــــــــول الـــــــــدين )ويحــــــــل عليــــــــه عــــــــذاب مقـــــــــيم (وقولــــــــه : ــــــــــم وهــــــــــو عــــــــــذاب ــــــــــه عــــــــــذاب دائ ــــــــــذي ال انفكــــــــــاك ل ــــــــــالزم ال ١، النــــــــــار يف اآلخــــــــــرة، واحلــــــــــق ال

واآليـــــــــــة تـــــــــــدل بصـــــــــــراحة علـــــــــــى دوام ٢وقـــــــــــال الفخـــــــــــر الـــــــــــرازي : أي جيـــــــــــب عليـــــــــــه وينـــــــــــزل بـــــــــــه .العذاب وعدم انقطاعه

ــــــــــة ال ــــــــــول نــــــــــوح فاآلي ــــــــــرد فيهــــــــــا علــــــــــى قومــــــــــه الــــــــــذين ســــــــــخروا منــــــــــه شــــــــــريفة مقــــــــــول ق ي إشــــــــــارة إىل عـــــــــــذاب ــــــــــــ فســــــــــوف تعلمـــــــــــون أينــــــــــا يأتيــــــــــه عـــــــــــذاب خيزيــــــــــه فقــــــــــال هلــــــــــم نـــــــــــوح

ــــــــــــــ االستئصــــــــــــــال يف الــــــــــــــدنيا وهــــــــــــــو الغــــــــــــــرق ويهينــــــــــــــه ويذلــــــــــــــه مث ينــــــــــــــزل عليــــــــــــــه يــــــــــــــوم القيامــــــــــــــة ـ وممـــــــــا يـــــــــدل علـــــــــى كـــــــــون العـــــــــذاب األول هـــــــــو .وهـــــــــو عـــــــــذاب النـــــــــار، عـــــــــذاب دائـــــــــم ال يفارقـــــــــه

هـــــــــــو املقابلـــــــــــة وتكـــــــــــرر العـــــــــــذاب منكـــــــــــرا ، والثـــــــــــاين هـــــــــــو هـــــــــــذاب اآلخـــــــــــرة، الـــــــــــذي يف الـــــــــــدنيا ٣ .توصيف األول باإلخزاء والثاين باالقامةو .يف اللفظ

الخالصة وقـــــــــــــد ، يف مخـــــــــــــس آيـــــــــــــات قرآنيـــــــــــــة لالشـــــــــــــارة إىل إقامـــــــــــــة العـــــــــــــذاب ) مقـــــــــــــيم ( ورد لفـــــــــــــظ

ـــــــــاتطرحنـــــــــا تفســـــــــري ثـــــــــالث مـــــــــ ـــــــــه تعـــــــــاىل : ، ن هـــــــــذه اآلي ـــــــــة الرابعـــــــــة وهـــــــــي قول إن (أمـــــــــا اآليــــن عــــذاب يـــــوم ــــه ليـفتــــدوا بــــه م ــــي األرض جميعــــا ومثـلــــه مع ــــو أن لهــــم مــــا ف الــــذين كفــــروا لـــم بخـــارجين ـــا ه ـــن النـــار وم ـــوا م ـــدون أن يخرج ـــيم يري ـــذاب أل ـــم ع هم وله ـــنـ ـــا تـقبـــل م ـــة م القيام

ــــــيم ــــــذاب مق ــــــم ع ــــــا وله ه ــــــة بعــــــدم اخلــــــروج مــــــن ٤، ) منـ وقــــــد وعــــــد اهللا الكــــــافرين يف هــــــذه اآليـــــــــدائم إىل تفســـــــــري هـــــــــذه اآليـــــــــة عنـــــــــد البحـــــــــث وســـــــــوف نشـــــــــري، النـــــــــار مـــــــــن العـــــــــذاب املقـــــــــيم ال

.عن الدليل الثالث مـــــــــــــن ٣٩أمــــــــــــا اآليـــــــــــــة اخلامســــــــــــة الـــــــــــــيت ذكــــــــــــرت يف ســـــــــــــورة الزمــــــــــــر فهـــــــــــــي تكــــــــــــرار لآليـــــــــــــة

ـــــــه ويحـــــــل (ســـــــورة هـــــــود الـــــــيت تقـــــــدم تفســـــــريها وهـــــــي قولـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــه عـــــــذاب يخزي مـــــــن يأتي________________

، ١٠ج ، تفســــــير الميــــــزان؛ ٢٣٣ص ، ٣ج ، ســــــير البيضــــــاويتف؛ ٣٩٤ص ، ٢ج ، تفســــــير الكشــــــاف .١ .٢٢٥ص .٢٢٥ص ، ١٧ج ، تفسير الكبير. ٢ .٣٧، ٣٦، . املائدة٤ .٢٢٥ص ، ١٠ج ، تفسير الميزان. راجع : ٣

ـــــــــيم ـــــــــذاب مق ـــــــــه ع ـــــــــيت وردت يف ســـــــــورة هـــــــــود أن ١ )علي ـــــــــني هـــــــــذه اآليـــــــــة وبـــــــــني ال والفـــــــــرق بــــــــا ــــــــدا هــــــــذه اآليــــــــة أمــــــــر مــــــــن اهللا ســــــــبحانه لنبين ليخاطــــــــب بــــــــه مشــــــــركي مكــــــــة ديــــــــدا ووعي

ـــــــــيت وردت يف ســـــــــورة هـــــــــود فهـــــــــي مقـــــــــول قـــــــــول النـــــــــيب نـــــــــوح ، هلـــــــــم خاطـــــــــب أمـــــــــا اآليـــــــــة ال .وعدهم بالعذاب املقيم الدائم يوم القيامةو به الكفار املستهزئني به من قومه

الشـــــــــــــــــــيء املشـــــــــــــــــــرتك بـــــــــــــــــــني هـــــــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــــــات هـــــــــــــــــــي أ ـــــــــــــــــــا واردة يف حـــــــــــــــــــق الكفـــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــار، واملشــــــــــــــــــــركني واملنــــــــــــــــــــافقني ــــــــــــــــــــود هــــــــــــــــــــؤالء يف الن ، واملفســــــــــــــــــــرون متفقــــــــــــــــــــون علــــــــــــــــــــى خل

ــــــــــــدوام األبــــــــــــدي ) مقــــــــــــيم ( وذهبــــــــــــوا إىل أن لفــــــــــــظ بــــــــــــل وحــــــــــــىت ، يف هــــــــــــذه اآليــــــــــــات مبعــــــــــــىن ال ٢ .املخالفون للخلود األبدي يفسرونه بالدوام

وج وعدم الغياب عن النار على دوام العقاب. داللة عدم الخر ٣ إســـــــــتندوا باآليـــــــــات القرآنيـــــــــة الـــــــــيت ذكـــــــــر فيهـــــــــا عـــــــــدم اخلـــــــــروج مـــــــــن النـــــــــار أو عـــــــــدم غيبـــــــــتهم

ومن هذه اآليات :، منهاهم كمـــــا تـبــــــرءوا منـــــ (ولــــه تعـــــاىل : . ق١ نتبــــــرأ مـــــنـ ا وقـــــال الـــــذين اتـبـعـــــوا لـــــو أن لنـــــا كـــــرة فـ

لك يريهم اهللا أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ٣. )كذــــــرأ (أي قــــــال األتبــــــاع )وقــــــال الــــــذين اتـبـعــــــوا (قولــــــه : نتبـ ، لــــــو : للتمــــــين )لنــــــا كــــــرة فـ

ــــــــدنيا ، والكــــــــرة : الرجــــــــوع ــــــــا كــــــــرة ورجوعــــــــا إىل ال ــــــــرءوا (أي ليــــــــت لن ــــــــا تـبـ هم كم ــــــــنـ ــــــــرأ م نتبـ فـ .أي فنتربأ من األنداد املتبوعني يف الدنيا كما تربؤوا منا يف اآلخرة )منا

ـــــــــه : ـــــــــريهم اهللا (وقول لك ي ـــــــــذ ـــــــــيهم ك ـــــــــرات عل ـــــــــالهم حس أي كـــــــــذلك يـــــــــريهم اهللا ) أعمـــــــــــيهم ، أعمـــــــــــاهلم ـــــــــــوعني حســـــــــــرات عل ـــــــــــداد املتب ـــــــــــاعهم األن ـــــــــــل يف ، وهـــــــــــي حـــــــــــبهم واتب ـــــــــــد قي وق

٤املراد من األعمال عدة أقوال : ________________

.٢٥٥ص ، حادي االرواح، . راجع : ابن القيم اجلوزية٢ .٤٠، . الزمر١ .١٦٧، . البقرة٣ ، ٤ج ، تفســـــــير الكبيـــــــر؛ ٢٥١ص ، ١ج ، مجمـــــــع البيـــــــان؛ ٦٩ص ، ٢ج ، تفســـــــير التبيـــــــان. راجـــــــع : ٤

.٢٣٩ص

.األول : املعاصي يتحسرون عليها وروي عـــــــــــــــن أيب جعفـــــــــــــــر .الثـــــــــــــــاين : الطاعـــــــــــــــات يتحســـــــــــــــرون عليهـــــــــــــــا مل مل يعملوهـــــــــــــــا

هــــــــــو الرجــــــــــل يكتســــــــــب املــــــــــال وال يعمــــــــــل فيــــــــــه خــــــــــريا فريثــــــــــه مــــــــــن يعمــــــــــل فيــــــــــه « أنــــــــــه قــــــــــال : .» رة يف ميزان غريهفريى األول ما كسبه حس، عمال صاحلا

ـــــــــــوا ـــــــــــو فعل ـــــــــــيت عرضـــــــــــهم هلـــــــــــا ل ـــــــــــريهم مقـــــــــــادير الثـــــــــــواب ال ـــــــــــواب : فـــــــــــان اهللا ي ـــــــــــث : الث الثال والفخــــــــــــر ١ورجــــــــــــح الشــــــــــــيخ الطوســــــــــــي ـــــــــــــ مل فرطــــــــــــوا فيــــــــــــه ـــــــــــــ الطاعــــــــــــات فيتحســــــــــــرون عليــــــــــــه

٤، والزخمشــــــــــــــري ٣، القــــــــــــــول األول وكــــــــــــــذلك ذهــــــــــــــب اليــــــــــــــه العالمــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــائي ٢الــــــــــــــرازي ــــــــــــده ٥، واملراغــــــــــــي ــــــــــــة حمتملــــــــــــة ٦ .والشــــــــــــيخ حممــــــــــــد عب أمــــــــــــا العالمــــــــــــة الطربســــــــــــي فقــــــــــــال : اآلي

ومحلهــــــــــــا علــــــــــــى الوجــــــــــــه األول وهــــــــــــو ٧ .فــــــــــــاألوىل احلمــــــــــــل علــــــــــــى العمــــــــــــوم، جلميــــــــــــع الوجــــــــــــوه .أوىل، كما تشري اليه اآلية، املعاصي واختاذ املتبوعني اندادا واتباعهم هلم

، قــــــال البيضــــــاوي : أصـــــــله ومــــــا خيرجـــــــون، )ومــــــا هـــــــم بخــــــارجين مـــــــن النـــــــار (وقولــــــه : فعـــــــــــــدل بــــــــــــــه إىل هـــــــــــــذه العبــــــــــــــارة للمبالغـــــــــــــة يف اخللــــــــــــــود واالقنـــــــــــــاط عــــــــــــــن اخلـــــــــــــالص والرجــــــــــــــوع

٨ .إىل الدنيا

ـــــــن النـــــــار (وقـــــــال القـــــــرطيب : قولـــــــه ـــــــا هـــــــم بخـــــــارجين م دليـــــــل علـــــــى خلـــــــود الكفـــــــار )وم وهــــــــــذا قــــــــــول أهــــــــــل الســــــــــنة هلــــــــــذه اآليــــــــــة ولقولــــــــــه تعــــــــــاىل : ، وأ ــــــــــم ال خيرجــــــــــون منهــــــــــا، فيهــــــــــا

١٠ .٩ ) وال يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط (ـــــــــق وقـــــــــال العالمـــــــــة الطباطبـــــــــائي : فيـــــــــه حجـــــــــة علـــــــــى القـــــــــائلني بانقطـــــــــاع العـــــــــذاب مـــــــــن طري

.وذلك كون ظاهر اآلية صرحية يف عدم اخلروج وال يقبل التأويل ١١ .الظواهر________________

.٢٣٩ص ، ٤ج ، تفسير الكبير. راجع : ٢ .٦٩ص ، ٢ج ، تفسير التبيان. راجع : ١ .٢١٢ص ، ١ج ، تفسير الكشاف. راجع : ٤ .٤٠٨ص ، ١ج ، تفسير الميزان. راجع : ٣ .٨١، ٨٠ص ٢ج ، تفسير المنار. ٦ .٤١ص ، ٢ج ، تفسير المراغي. راجع : ٥ .٤٤٤ص ١ج ، تفسير البيضاوي. ٨ .٢٥١ص ، ١ج ، مجمع البيان. راجع : ٧ .٢٠٧ص ، ٢ج ، تفسير القرطبي. ١٠ .٤٠، . االعراف٩

.٤٠٨ص ، ١ج ، تفسير الميزان. ١١

وأســـــــــــــــــند العالمـــــــــــــــــة ، وقـــــــــــــــــد محـــــــــــــــــل املفســـــــــــــــــرون اآليـــــــــــــــــة علـــــــــــــــــى أ ـــــــــــــــــا واردة يف الكفـــــــــــــــــار ٢، وقـــــــــــال بـــــــــــه أيضـــــــــــا الشـــــــــــيخ حممـــــــــــد عبــــــــــــده، هـــــــــــذا القـــــــــــول إىل ابـــــــــــن عبـــــــــــاس ١الطربســـــــــــي

ـــــــــــرازي كمـــــــــــا يفهـــــــــــم ذلـــــــــــك أيضـــــــــــا مـــــــــــن تفســـــــــــري ٥، والقـــــــــــرطيب ٤، واآللوســـــــــــي ٣، والفخـــــــــــر ال .لآلية ٧واملراغي ٦، العالمة الطباطبائي

أهــــــــــل وقــــــــــد احــــــــــتج بعــــــــــض أهــــــــــل الســــــــــنة ــــــــــذه اآليــــــــــة علــــــــــى أن أصــــــــــحاب الكبــــــــــائر مــــــــــن ختصـــــــــــيص هلـــــــــــم بعـــــــــــدم اخلـــــــــــروج ) ومـــــــــــاهم ( القبلـــــــــــة خيرجـــــــــــون مـــــــــــن النـــــــــــار فقـــــــــــالوا : إن قولـــــــــــه

٨ .على سبيل احلصر فوجب أن يكون عدم اخلروج خمصوصا بالكفارـــــــــذين اتبعـــــــــوا األنـــــــــداد ـــــــــال األتبـــــــــاع ال ـــــــــني بـــــــــان معـــــــــىن اآليـــــــــة : وق ومـــــــــن كـــــــــل مـــــــــا تقـــــــــدم يتبــــــــــــدنيا مــــــــــــن هــــــــــــؤالء املتبــــــــــــوعني كمــــــــــــا ــــــــــــدنيا فنتــــــــــــربأ يف ال ــــــــــــا رجعــــــــــــة إىل ال املتبــــــــــــوعني : ليــــــــــــت لن

ـــــــــــــا ـــــــــــــا يف اآلخـــــــــــــرة ومل ينفعون ـــــــــــــربؤوا من ـــــــــــــه ســـــــــــــبحانه ســـــــــــــوف ، ت ـــــــــــــه أن وردهـــــــــــــم اهللا تعـــــــــــــاىل بقول حســــــــــــــرة ، ريهم ويظهــــــــــــــر هلــــــــــــــم أعمــــــــــــــاهلم الســــــــــــــيئة ومعاصــــــــــــــيهم وهــــــــــــــو إتبــــــــــــــاعهم االنــــــــــــــداديــــــــــــــ

وســــــــــوف ال خيرجــــــــــون مــــــــــن ، يــــــــــوم القيامــــــــــة وندامــــــــــة علــــــــــى مــــــــــا اقرتفــــــــــوه مــــــــــن الشــــــــــرك والكفــــــــــر .بل يبقون فيها خملدين أبدا ، النار

ــــــه (. قولــــــه تعــــــاىل : ٢ ــــــا ومثـلــــــه مع ــــــا فــــــي األرض جميع إن الــــــذين كفــــــروا لــــــو أن لهــــــم مهم ولهـــ ـــذاب يــــوم القيامـــة مـــا تـقبـــل مـــنـ ـــدوا بـــه مـــن ع ـــذاب ألـــيم يريـــدون أن يخرجـــوا ليـفت م ع

ها ولهم عذاب مقيم ٩ .)من النار وما هم بخارجين منــــــــــــيت ســـــــــــبقتها ـــــــــــة ال ـــــــــــل لآلي ـــــــــــة تعلي ـــــــــــه ١٠، وأ ـــــــــــا تؤكـــــــــــد مضـــــــــــمو ا، هـــــــــــذه اآلي وهـــــــــــي قول

________________ .٨١ص ، ٢ج ، تفسير المنار. راجع : ٢ .٢٥١ص ، ١ج ، مجمع البيان. راجع : ١ .٣٧، ٣٦ص ، ٢ج ، روح المعاني. ٤ .٢٣٩ص ، ٤ج ، تفسير الكبير. راجع : ٣ .٤٠٨ص ، ١ج ، تفسير الميزان. راجع : ٦ .٢٠٧ص ، ٢ج ، تفسير القرطبي. ٥ .٤١ص ، ٢ج ، تفسير المراغي. راجع : ٧ .٣٧، ٣٦، . املائدة٩ .٣٧، ٣٦، ٢ج ، روح المعاني؛ ٢٣٩ص ، ٤ج ، تفسير الكبير. راجع : ٨

، تفســــــــير المراغــــــــي؛ ٣٨٧ص ، ٦ج ، تفســــــــير المنــــــــار؛ ٣٢٨ص ، ٥ج ، تفســــــــير الميــــــــزان. راجــــــــع : ١٠ .١١٣ص ، ٦ج

ــــــه الوســــــيلة وجاهــــــدوا فــــــي ســــــبيله ( تعــــــاىل : ــــــوا إلي تـغ ــــــوا اهللا وابـ ــــــوا اتـق يــــــا أيـهــــــا الــــــذين آمنــــــــــــــم تـفلحــــــــــــــون ــــــــــــــت املــــــــــــــدار يف النجــــــــــــــاة والفــــــــــــــوز هــــــــــــــو التقــــــــــــــوى هللا وابتغــــــــــــــاء )لعلك فجعل

ـــــــــــــوم القيامـــــــــــــة إال .الوســـــــــــــيلة واجلهـــــــــــــاد يف ســـــــــــــبيله فـــــــــــــال يصـــــــــــــرف العـــــــــــــذاب عـــــــــــــن االنســـــــــــــان ي بــــــــــــالتقوى وابتغــــــــــــاء الوســــــــــــيلة اليــــــــــــه واجلهــــــــــــاد يف ســــــــــــبيله حــــــــــــىت لــــــــــــو ملــــــــــــك االنســــــــــــان الكــــــــــــافر

ــــــــــــــ واملشــــــــــــــرك غــــــــــــــري املتقــــــــــــــي مــــــــــــــن اهللا ســــــــــــــبحانه مــــــــــــــا يف األرض مجيعــــــــــــــا وهــــــــــــــو أقصــــــــــــــى مــــــــــــــا ـــــــــــدنيوي ــــــــــ يتمنــــــــــاه االنســــــــــان مــــــــــن امللــــــــــك ال ــــــــــه ضــــــــــعفا مــــــــــا يف ـ واضــــــــــيف اليــــــــــه مثلــــــــــه ليكــــــــــون ل

مــــــــــــــا تقبــــــــــــــل مــــــــــــــنهم ، وم القيامــــــــــــــةوأراد أن يفتــــــــــــــدي بــــــــــــــه مــــــــــــــن عــــــــــــــذاب يـــــــــــــ، األرض مجيعـــــــــــــا .بل يعذ م عذابا مؤملا وموجعا ، عوضا وفداء عن العذاب

هــــا ولهــــم عــــذاب مقــــيم ( :قولــــه )يريــــدون أن يخرجــــوا مــــن النــــار ومــــا هــــم بخــــارجين منـ ١فيه ثالثة أقوال : ) يريدون أن يخرجوا من النار (قوله :

أحدها : يتمنون أن خيرجوا منها فجعل االرادة ها هنا متنيا ــــــــــــه كلمــــــــــــا رفعــــــــــــتهم النــــــــــــار بلهبهــــــــــــا رجــــــــــــوا أن ثانيهــــــــــــا : معنــــــــــــاه االرادة علــــــــــــى احلقيقــــــــــــة ألن

ها أعيدوا فيها (وهو قوله : ، خيرجوا منها .)كلما أرادوا أن يخرجوا منـ كمـــــــــــا قـــــــــــال تعـــــــــــاىل : ، يكـــــــــــادون أن خيرجـــــــــــوا منهـــــــــــا إذا رفعـــــــــــتهم بلهبهـــــــــــاثالثهـــــــــــا : معنـــــــــــاه

.أي يكاد ويقارب )جدارا يريد أن ينقض ( وقـــــــــال املراغـــــــــي : ٢ .ومـــــــــا هـــــــــم خبـــــــــارجني مـــــــــن النـــــــــار ألنـــــــــه عـــــــــذاب دائـــــــــم ثابـــــــــت ال يـــــــــزول

ـــــــــــــدا ـــــــــــــذي ال يرحتـــــــــــــل أب ـــــــــــــ أي يتمنـــــــــــــون اخلـــــــــــــروج مـــــــــــــن النـــــــــــــار، املقـــــــــــــيم هـــــــــــــو الثابـــــــــــــت ال دار ـ ٣ .بعد دخوهلم فيها وما هم خبارجني منها البتةـ الشقاءو ابالعذ

هــــــا (. قولـــــه تعـــــاىل : ٣ وأمــــــا الـــــذين فســــــقوا فمـــــأواهم النــــــار كلمـــــا أرادوا أن يخرجــــــوا منـ________________

، ١١ج ، تفســـــير الكبيـــــر؛ ١٩٠ص ، ٣ج ، مجمـــــع البيـــــان؛ ٥١٠ص ، ٣ج ، تفســـــير التبيـــــاناجـــــع : . ر ١ .٢٢١ص ، ٣ج ، مجمــــــع البيــــــان؛ ٣٢٩ص ٥ج ، تفســــــير الميــــــزان؛ ٥١١ص ، ٣ج ، تفســــــير التبيــــــان. راجــــــع : ٢

.١٩٠ص .١١٣ص ، ٦ج ، تفسير المراغي. ٣

بون و أعيدوا فيها ١. ) قيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذــــــــه : ــــــــا الــــــــذين فســــــــقواو (قول ــــــــه ) أم ــــــــاهللا وكــــــــذبوا باملعــــــــاد بــــــــدليل قول ــــــــذين كفــــــــروا ب أي ال

بون و (تعاىل يف ذيل اآلية .) قيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذ وقـــــــــــال ٢ .املــــــــــأوى : اســـــــــــم مكـــــــــــان أي ملجــــــــــأهم ومنـــــــــــزهلم ) فمـــــــــــأواهم النـــــــــــار (وقولــــــــــه

وقــــــــــــــال العالمــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــائي : ٣ .املراغــــــــــــــي : مســــــــــــــاكنهم الــــــــــــــيت يــــــــــــــأوون اليهــــــــــــــا يف اآلخــــــــــــــرةـــــــــــه : ـــــــــــا أرادوا أن (كـــــــــــون النـــــــــــار مـــــــــــأواهم الزمـــــــــــه خلـــــــــــودهم فيهـــــــــــا ولـــــــــــذلك عقبـــــــــــه بقول كلم

ها أعيدوا فيها ٤ .)يخرجوا منـــــــل حقــــــي : قولــــــه ــــــا أرادوا أ (وقــــــال الشــــــيخ امساعي ــــــا أعيــــــدوا فيهــــــا كلم ه )ن يخرجــــــوا منـ

ـــــــــت (عبـــــــــارة عـــــــــن اخللـــــــــود فيهـــــــــا فانـــــــــه ال خـــــــــروج وال إعـــــــــادة يف احلقيقـــــــــة كقولـــــــــه : كلمـــــــــا خب ٥ .) زدناهم سعيرا

٦ .عبارة عن خلودهم فيها، اآلية ) ... كلما أرادوا (وقال البيضاوي : قوله وقــــــــــــــــال املراغــــــــــــــــي : روي أن هلــــــــــــــــب النــــــــــــــــار يضــــــــــــــــر م فريتفعــــــــــــــــون إىل أعالهــــــــــــــــا حــــــــــــــــىت إذا قربــــــــــــــــوا مـــــــــــــــــن أبوا ـــــــــــــــــا وأرادوا أن خيرجـــــــــــــــــوا منهـــــــــــــــــا يضـــــــــــــــــر م اللهـــــــــــــــــب فيهـــــــــــــــــوون إىل قعرهـــــــــــــــــا

٧ .وهكذا يفعل م أبدا ويـــــــــــــروي البضـــــــــــــاوي عـــــــــــــن الفضـــــــــــــيل بـــــــــــــن عيـــــــــــــاض قولـــــــــــــه : واهللا إن األيـــــــــــــدي ملؤثقـــــــــــــة وإن

٨ .معهماللهب لريفعهم واملالئكة تق فمعــــــــــــىن اآليــــــــــــة امجــــــــــــاال : قــــــــــــال ســــــــــــبحانه وأمــــــــــــا الفاســــــــــــقون املنكــــــــــــرون للمعــــــــــــاد فمــــــــــــأواهم

ـــــــــــدون إىل األبـــــــــــد مثلمـــــــــــا ، النـــــــــــار ـــــــــــذي يســـــــــــتقرون فيـــــــــــه هـــــــــــم خال أي ملجـــــــــــأهم ومســـــــــــتقرهم الـــــــــة ـــــــــون يف اجلن ـــــــــة : ، يســـــــــتقر املؤمن ـــــــــل هـــــــــذه اآلي ـــــــــال تعـــــــــاىل قب ـــــــــا (كمـــــــــا ق ـــــــــواأم الـــــــــذين آمن

________________ .١٢٣ص ، ٧ج ، روح البيان، . امساعيل حقي الربوسوي٢ .٢٠، لسجدة. ا١ .٢٦٤ص ، ١٦ج ، تفسير الميزان. ٤ .١١٥ص ، ٢١ج ، تفسير المراغي. ٣ .٣٥٩ص ، ٤ج ، تفسير البيضاوي. ٦ .١٢٣ص ، ٧ج ، روح البيان. ٥ .٣٥٩ص ، ٤ ج، تفسير البيضاوي. راجع : ٨ .١١٥ص ، ٢١ج ، تفسير المراغي. ٧

لهـــــــــم جنـــــــــات المـــــــــأوى نــــــــــزالو ـــــــــالحات فـ وكلمـــــــــا مهـــــــــوا بـــــــــاخلروج مـــــــــن النـــــــــار ) عملـــــــــوا الصــــــــــال تعــــــــــاىل : ــــــــــم و (للخــــــــــالص مــــــــــن عــــــــــذا ا قمعــــــــــتهم املالئكــــــــــة وأعــــــــــاد م إليهــــــــــا كمــــــــــا ق له

ـــــــد ـــــــن حدي ـــــــامع م ـــــــدا ) مق ـــــــار جهـــــــنم ، فـــــــال خيرجـــــــون منهـــــــا أب ـــــــوا عـــــــذاب ن ويقـــــــال هلـــــــم : ذوق .واآلية خمتصة بالكفار بدليل تكذيبهم للمعاد .اليت كنتم تكذبون ا يف الدنيا

ــــــه تعــــــاىل : ٤ ين و (. قول ــــــد ــــــلونـها يـــــــوم ال ــــــيم يص ــــــار لفــــــي جح هــــــا و إن الفج ــــــم عنـ مــــــا ه ١ .) بغائبين

والظــــــــــــاهر أن املــــــــــــراد ، الفجــــــــــــار هــــــــــــم املنخرقــــــــــــون بالــــــــــــذنوبقـــــــــــال العالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي : ٢ .إذ ال خلود ملؤمن يف النار، م املتهتكون من الكفار

وقــــــــــــال العالمــــــــــــة الطربســــــــــــي : املــــــــــــراد مــــــــــــن الفجــــــــــــار هنــــــــــــا الكفــــــــــــار املكــــــــــــذبون للنــــــــــــيب ين (لقولـــــــــــه : ويـــــــــــذهب الشــــــــــــيخ ٣ .أي يلزمو ـــــــــــا بكـــــــــــو م فيهــــــــــــا ) يصـــــــــــلونـها يـــــــــــــوم الــــــــــــد

٤ .الطوسي أيضا إىل أن املراد من الفجار هم الكفارهــــــــا بغــــــــائبين و (وقولــــــــه : عطــــــــف تفســــــــريي ٥قــــــــال العالمــــــــة الطباطبــــــــائي : ) مــــــــا هــــــــم عنـ

ين (علـــــــى قولـــــــه : ـــــــوم الـــــــد ، يؤكـــــــد معـــــــين مالزمتهـــــــم للجحـــــــيم وخلـــــــودهم فيهـــــــا ) يصـــــــلونـها يــــــــــا هـــــــــم بخـــــــــارجين و (فاآليـــــــــة يف معـــــــــىن قولـــــــــه : ، خـــــــــروجهم منهـــــــــا واملـــــــــراد بغيبـــــــــتهم عنهـــــــــا م

، : أي ال يكونـــــــــون غــــــــائبني عنهـــــــــا ٨والطربســــــــي ٧: وقــــــــال الشــــــــيخ الطوســـــــــي ٦ ) مــــــــن النـــــــــار ـــــــائبين و (وقـــــــال اآللوســـــــي : .بـــــــل يكونـــــــون مؤبـــــــدين فيهـــــــا ـــــــا بغ ه ـــــــا هـــــــم عنـ ، طرفـــــــة عـــــــني ) م

ـــــــــــان املـــــــــــراد اســـــــــــتمرار النفـــــــــــي مـــــــــــا هـــــــــــم و (وهـــــــــــو كقولـــــــــــه تعـــــــــــاىل : ، ال نفـــــــــــي االســـــــــــتمرارفهــــــــــا فــــــــــي الــــــــــد وأ ــــــــــم اليزالــــــــــون حيســــــــــون ، اللــــــــــة علــــــــــى ســــــــــرمدية العــــــــــذاب ) بخــــــــــارجين منـ

ـــــــــار وقـــــــــال البيضـــــــــاوي : ١٠، وذهـــــــــب إىل هـــــــــذا القـــــــــول أيضـــــــــا الشـــــــــيخ إمساعيـــــــــل حقـــــــــي ٩ .بالن________________

.٢٢٧ص ، ٢٠ج ، الميزانتفسير .٢ .١٦ـ ١٤، النفطار. ا١ .٢٩٣ص ، ١٠ج ، تفسير التبيان. ٤ .٤٥٠ص ، ١٠ج ، مجمع البيان. ٣ .١٦٧، . البقرة٦ .٢٢٧ص ، ٢٠ج ، تفسير الميزان. ٥ .٤٥٠ص ، ١٠ج ، مجمع البيان. راجع : ٨ .٢٩٣ص ، ١٠ج ، تفسير التبيان. راجع : ٧ .٣٦٢ص ، ١٠ج ، روح البيان. راجع : ١٠ .٦٦ص ، ٣٠ج ، روح المعاني. ٩

ها بغائبين و ( ١ .فيها خللودهم ) ما هم عنـ ) قيــــــــــل ( وهنــــــــــاك قــــــــــول آخــــــــــر يف تفســــــــــري هــــــــــذه اآليــــــــــة نقلــــــــــه بعــــــــــض املفســــــــــرين بقــــــــــوهلم :

بــــــــل كــــــــانوا ، وهــــــــو أ ــــــــم مــــــــا كــــــــانوا غــــــــائبني عنهــــــــا قبــــــــل ذلــــــــك بالكليــــــــة، داللــــــــة علــــــــى ضــــــــعفه القـــــــــــــرب روضـــــــــــــة مـــــــــــــن ريـــــــــــــاض « : جيـــــــــــــدون مسومهـــــــــــــا يف قبـــــــــــــورهم حســـــــــــــبما قـــــــــــــال النـــــــــــــيب

٢ .» أو حفرة من خفر النريان، اجلنةـــــــــال املراغـــــــــي : هـــــــــا بغـــــــــائبين و (وق ، أي إ ـــــــــم ال يغيبـــــــــون عـــــــــن اجلحـــــــــيم ) مـــــــــا هـــــــــم عنـ ٣ .بل هم مالزمون هلا، وال ينفكون عن عذا ا

وهـــــــــــــــم املكـــــــــــــــذبون واملنكـــــــــــــــرون للحشـــــــــــــــر، اآليـــــــــــــــة هـــــــــــــــي إن الفجـــــــــــــــارفخالصـــــــــــــــة معـــــــــــــــىن لفـــــــــي نـــــــــار جهـــــــــنم يالزمو ــــــــــا يـــــــــوم القيامـــــــــة وال يغيبـــــــــون عنهــــــــــا ٤ ـــــــــــ كمـــــــــا قـــــــــال الربوســـــــــوي ــــــــــ

ــــــــة علــــــــى خلــــــــود الكفــــــــار ، بــــــــل خيلــــــــدون فيهــــــــا إىل األبــــــــد، طرفــــــــة عــــــــني ففــــــــي هــــــــذه اآليــــــــة دالل .يف نار جهنم وعدم انقطاع عذا م

الخالصةــــــــــد ، أربــــــــــع آيــــــــــات يصــــــــــرح فيهــــــــــا بعــــــــــدم خــــــــــروج الكفــــــــــار مــــــــــن النــــــــــاروردت يف القــــــــــرآن وق

فالـــــــــذين كفـــــــــروا (وهـــــــــي قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، أمـــــــــا اآليـــــــــة الرابعـــــــــة، ســـــــــبق تفســـــــــري ثـــــــــالث منهـــــــــاــــوق رءوســــهم الحمــــيم يصــــهر بــــه مــــا فــــي بطــــونهم قطعــــت لهــــم ثيــــاب مــــن نــــار يصــــب مــــن فـ

هـــــا مـــــن غـــــم أعيـــــدوا فيهـــــاو الجلـــــود و لهـــــم مقـــــامع مـــــن حديـــــد كلمـــــا أرادوا أن يخرجـــــوا منـ ويف نفــــــــــي اخلـــــــــــروج الــــــــــوارد يف هـــــــــــذه اآليــــــــــات داللـــــــــــة علـــــــــــى ٥ ) ذوقــــــــــوا عـــــــــــذاب الحريـــــــــــق و

مطلــــــــــــق ومل ونفــــــــــــي اخلــــــــــــروج ، ألن عــــــــــــدم خــــــــــــروجهم منهــــــــــــا معنــــــــــــاه بقــــــــــــاؤهم فيهــــــــــــا، اخللــــــــــــود وهــــــــذه اآليــــــــات، فيكــــــــون البقــــــــاء أيضــــــــا دائميــــــــا غــــــــري مقيــــــــد مبــــــــدة معينــــــــة، يقيــــــــد مبــــــــدة معينــــــــة

________________ .٤٦١ص ص ، ٥ج ، تفسير البيضاوي .١ـــــــان. راجـــــــع : ٢ ، ٥ج ، تفســـــــير البيضـــــــامي؛ ٦٦ص ، ٣٠ج ، روح المعـــــــاني؛ ٣٦٢ص ، ١٠ج ، روح البي

.٧١٧ص ، ٤ ج، تفسير الكشاف؛ ٤٦١ص .٦٩ص ، ٣٠ج ، تفسير المراغي. ٣ .٢٢ـ ١٩، . احلج٥ .٣٦٢ص ، ١٠ج ، روح البيان. راجع : ٤

وقــــــــــــــــد وعـــــــــــــــدهم القــــــــــــــــرآن يف الكثــــــــــــــــري مــــــــــــــــن اآليــــــــــــــــات ، صـــــــــــــــرحية أ ــــــــــــــــا خمتصــــــــــــــــة بالكفــــــــــــــــار وهـــــــــــذا مؤيـــــــــــد آخـــــــــــر بكـــــــــــون اآليـــــــــــات القرآنيـــــــــــة الـــــــــــيت ، بـــــــــــاخللود يف النـــــــــــار وبالعـــــــــــذاب املقـــــــــــيم

خروج الكفار من النار إشارة إىل عدم اخلروج االبدي من النار.صرحت بعدم ، وهنـــــــــاك آيـــــــــة أخـــــــــرى ســـــــــبق تفســـــــــريها أيضـــــــــا صـــــــــرحت بعـــــــــدم غيبـــــــــة الفجـــــــــار مـــــــــن النـــــــــار

ين و (وهـــــــي قولـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــوم الـــــــد ـــــــار لفـــــــي جحـــــــيم يصـــــــلونـها يـ هـــــــا و إن الفج مـــــــا هـــــــم عنـــــــــائبين ــــــــوا إىل أن قولــــــــه ، ) بغ ــــــــائبين و (فاملفســــــــرون ذهب ــــــــا بغ ه ــــــــم عنـ ــــــــا ه مبعــــــــىن قولــــــــه : ) م

ــــــن النــــــار و ( ــــــم بخــــــارجين م ــــــا ه ، وقــــــد ثبــــــت أن هــــــذه اآليــــــة دالــــــة علــــــى اخللــــــود يف النــــــار ) مــــــــه تعــــــــاىل : ــــــــم و (وأ ــــــــا تعبــــــــري آخــــــــر عــــــــن معــــــــىن اخللــــــــود فيثبــــــــت بــــــــذلك أن قول ــــــــا ه ــــــــا م ه عنـ

ألن عــــــــــــــدم الغيبــــــــــــــة عــــــــــــــن ، دال أيضــــــــــــــا علــــــــــــــى اخللــــــــــــــود ودوام البقــــــــــــــاء يف النــــــــــــــار ) بين بغــــــــــــــائ وإذا كـــــــــــان عـــــــــــدم اخلـــــــــــروج دائميـــــــــــا كـــــــــــان ، النـــــــــــار مبعـــــــــــىن عـــــــــــدم اخلـــــــــــروج منهـــــــــــا والبقـــــــــــاء فيهـــــــــــا

.عدم الغيبة دائميا أيضا وقــــــــــــــد نقلنــــــــــــــا أقــــــــــــــوال بعــــــــــــــض املفســــــــــــــرين يف ، وهــــــــــــــذه اآليــــــــــــــة أيضــــــــــــــا خمتصــــــــــــــة بالكفــــــــــــــار

ـــــــــــــة أخـــــــــــــرى يف ، كـــــــــــــون املقصـــــــــــــود مـــــــــــــن الفجـــــــــــــار الكفـــــــــــــار معـــــــــــــىن الفجـــــــــــــار ويف وهنـــــــــــــاك قرينــــــــار (وهــــــــي قولــــــــه تعــــــــاىل : ، كــــــــون اآليــــــــة خمتصــــــــة بالكفــــــــار واملكــــــــذبني كــــــــال إن كتــــــــاب الفج

ب و لفـــــي ســـــجين بين الـــــذين يكـــــذ ون مـــــا أدراك مـــــا ســـــجين كتـــــاب مرقـــــوم ويـــــل يـومئـــــذ للمكـــــذين .حيث عرب عن الفجار يف ذيل اآلية باملكذبني باملعاد ١ ) بيـوم الد

ـــــــــــاك آيـــــــــــات أخـــــــــــرى يـــــــــــرد فيهـــــــــــا ســـــــــــبحانه طلـــــــــــب الكـــــــــــافرين وســـــــــــؤاهلم اخلـــــــــــروج مـــــــــــن وهنــــــين (ففــــــي قولــــــه تعــــــاىل : ، النــــــار نتـ ــــــين فاعتـرفـنــــــا بــــــذ و قــــــالوا ربـنــــــا أمتـنــــــا اثـ نتـ نوبنا أحيـيتـنــــــا اثـ

هـــــــل إلـــــــى خـــــــروج مـــــــن ســـــــبيل ذلكـــــــم بأنـــــــه إذا دعـــــــي اهللا وحـــــــده كفـــــــرتم إن يشـــــــرك بـــــــه و فـــــــــي الكبيــــــــر فلــــــــم يــــــــردهم ســــــــبحانه بقولــــــــه مــــــــثال كــــــــال إنكــــــــم ٢ ) تـؤمنــــــــوا فــــــــالحكم للــــــــه العل

وقـــــــــــال، يــــــــــدل علــــــــــى أنـــــــــــه ال ســــــــــبيل إىل اخلــــــــــروجبــــــــــل أجـــــــــــا م جبــــــــــواب ، ال خترجــــــــــون منهــــــــــا________________

.١٢، ١١، . غافر٢ .١١ـ ٧، . املطففني١

ففيــــــــــــه ، ســـــــــــبحانه هلـــــــــــم ذلكـــــــــــم العـــــــــــذاب بســـــــــــبب كفـــــــــــركم بتوحيـــــــــــد اهللا وإميـــــــــــانكم باالشـــــــــــراك وقــــــــــــــــال العالمــــــــــــــــة الطربســــــــــــــــي : ويف الكــــــــــــــــالم حــــــــــــــــذف ، رد هلــــــــــــــــم علــــــــــــــــى طلــــــــــــــــبهم اخلــــــــــــــــروج

١ .أنه ال سبيل لكم إىل اخلروجتقديره : فأجيبوا بــــــدنا فإنــــــا ظــــــالمون (ويف قولــــــه تعــــــاىل : ــــــإن ع ــــــا ف ه ــــــا منـ ــــــا أخرجن ــــــال اخســــــئوا ربـن ق

ــــا ــــون و فيه ــــا ال تكلم ــــاغفر لن ــــا آمنــــا ف ــــون ربـن ــــن عبــــادي يـقول ــــق م ارحمنــــاو إنــــه كــــان فريـــــــر الـــــــراحمين و هم و فاتخـــــــذتموهم ســـــــخريا حتـــــــى أنســـــــوكم ذكـــــــري أنـــــــت خيـ كنـــــــتم مـــــــنـ

، وقـــــــــد زجـــــــــرهم اهللا ســـــــــبحانه يف هـــــــــذه اآليـــــــــة زجـــــــــر الكـــــــــالب إهانـــــــــة هلـــــــــم ٢، ) تضـــــــــحكون ففيــــــــــــــــه، و ـــــــــــــــاهم عـــــــــــــــن الكــــــــــــــــالم والســـــــــــــــؤال عـــــــــــــــن اخلــــــــــــــــروج مبالغـــــــــــــــة يف االهانـــــــــــــــة واإلذالل

.إياس وإقناط للكفار من النجاة والفوز بسبب كفرهم وسخريتهم من املؤمنني

. داللة نفي الموت عن أهل النار على دوام العقاب٤ إســـــــــــتدلوا علـــــــــــى دوام العقـــــــــــاب واخللـــــــــــود يف النـــــــــــار باآليـــــــــــات القرآنيـــــــــــة الـــــــــــيت تنفـــــــــــي املـــــــــــوت

ومن هذه اآليات :، عن بعض الداخلني فيهاـــرى يـتجنبـهـــا األشـــقى و (ولـــه تعـــاىل : . ق١ ثـــم ال يمـــوت الـــذي يصـــلى النـــار الكبـ

٣ .) فيها وال يحيى ، الضــــــــــمري يعــــــــــود إىل الــــــــــذكرى حســــــــــب ســــــــــياق اآليــــــــــة ) ويـتجنبـهــــــــــا األشــــــــــقى (قولــــــــــه :

واملقصــــــــــود مــــــــــن األشــــــــــقى بقرينــــــــــة )ســــــــــيذكر مــــــــــن يخشــــــــــى (وهــــــــــي قولــــــــــه تعــــــــــاىل قبلهــــــــــا : والــــــــــذي ال يكـــــــــــون يف قلبـــــــــــه ٤ .املقابلــــــــــة مـــــــــــن لــــــــــيس يف قلبـــــــــــه شـــــــــــيء مــــــــــن خشـــــــــــية اهللا تعـــــــــــاىل

كمــــــــا أشــــــــار إليــــــــه العالمــــــــة الطربســــــــي بقولــــــــه : أي ، شــــــــيء مــــــــن خشــــــــية اهللا تعــــــــاىل هــــــــو الكــــــــافر فـــــــــــــأعظمهم درجـــــــــــــة فيهـــــــــــــا هـــــــــــــو ، أشـــــــــــــقى العصـــــــــــــاة فـــــــــــــإن للعاصـــــــــــــني درجـــــــــــــات يف الشـــــــــــــقاوة

ألنــــــــــه، وقــــــــــال الزخمشــــــــــري : األشــــــــــقى الكــــــــــافر ٥، وتوحيــــــــــده وعبــــــــــد غــــــــــريهالــــــــــذي كفــــــــــر بــــــــــاهللا________________

.١١٠ـ ١٠٧، . املؤمنون٢ .٥١٧ص ، ٨ج ، مجمع البيان. ١ .٢٦٩ص ، ٢٠ج ، تفسير الميزان. ٤ .١٣ـ ١١، . األعلى٣ .٤٧٦ص ، ١٠ج ، مجمع البيان. ٥

١ .أشقى من الفاسق أو هو أشقى الكفره لتوغله يف عدواة رسول اهللا ـــــــرى (وقولــــــه : قــــــال العالمـــــــة الطباطبـــــــائي : النـــــــار الكـــــــربى ، )الـــــــذي يصـــــــلى النـــــــار الكبـ

وقــــــــال آخــــــــرون : املــــــــراد ــــــــا ٢ .فهــــــــي نــــــــار كــــــــربى بالقيــــــــاس إىل نــــــــار الــــــــدنيا، هــــــــي نــــــــار جهــــــــنم ٤ .ونسب الشيخ الطوسي هذا القول إىل الفراء ٣ .كات جهنمأسفل در

٥ .للرتاخــــــــي حبســــــــب رتبــــــــة الكــــــــالم ) مث ( )ثــــــــم ال يمــــــــوت فيهــــــــا وال يحيــــــــى (وقولــــــــه : للرتاخـــــــــــــــي مــــــــــــــن مراتـــــــــــــــب الشـــــــــــــــدة الن الــــــــــــــرتدد بـــــــــــــــني املـــــــــــــــوت ) مث ( وقــــــــــــــال الربوســـــــــــــــوي : و

٧ .وذهب إىل هذا القول أيضا الفخر الرازي ٦ .واحلياة أفضع من نفس الصلي مــــــــــــــن نفــــــــــــــي املــــــــــــــوت واحليــــــــــــــاة عنــــــــــــــه دوقــــــــــــــال العالمــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــائي يف تفســــــــــــــريه : املــــــــــــــرا

ــــــــان النجــــــــاة مبعــــــــىن انقطــــــــاع العــــــــذاب بأحــــــــد أمــــــــرين ؛ إمــــــــا ، معــــــــا نفــــــــي النجــــــــاة نفيــــــــا مؤبــــــــدا ف اة مـــــــــن وإمـــــــــا أن تتبـــــــــدل صـــــــــفة احليـــــــــ، بانقطـــــــــاع وجـــــــــودهاملـــــــــوت حـــــــــىت ينقطـــــــــع عنـــــــــه العـــــــــذاب

فـــــــــــــــاملراد باحليـــــــــــــــاة يف اآليـــــــــــــــة احليـــــــــــــــاة ، إىل الراحـــــــــــــــةالشـــــــــــــــقاء إىل الســـــــــــــــعادة ومـــــــــــــــن العـــــــــــــــذاب ٨ .) ال حي فريجى وال ميت فينسى ( الطيبة على حد قوهلم يف احلرض :

وقــــــــــــال اآللوســــــــــــي : وقــــــــــــد يقــــــــــــال إن مــــــــــــث ذلــــــــــــك الكــــــــــــالم يقــــــــــــال ملــــــــــــن وقــــــــــــع يف شــــــــــــدة وأمــــــــر الرتاخــــــــي ، لــــــــودهم يف العــــــــذابفــــــــال يبعــــــــد أن يكــــــــون فيــــــــه اشــــــــارة إىل خ، واســــــــتمر فيهــــــــا

٩ .دخوهلا نلظهور أن اخللود يف النار الكربى أفظع م، الرتيب عليه ظاهرا أيضا وقــــــــال الســــــــيد قطــــــــب : حيــــــــث ميتــــــــد بقــــــــاؤه فيهــــــــا ويطــــــــول فــــــــال هــــــــو ميــــــــوت فيجــــــــد طعــــــــم

________________ .٧٤٠ص ، ٤ج ، تفسير الكشاف .١ .٤٧٦ص ، ١٠ج ، مجمع البيان؛ ٢٦٩ص ، ٢٠ج ، تفسير الميزان. راجع : ٢ ، روح المعــــــــاني؛ ١٢٦ص ، ٣٠ج ، تفســــــــير المراغــــــــي؛ ٧٤٠ص ، ٤ج ، تفســــــــير الكشــــــــاف. راجــــــــع : ٣

.١٠٨ص ، ٣٠ج .٣٣٢ص ، ١٠ج ، تفسير التبيان. راجع : ٤ .١٠٨ص ، ٣٠ج ، روح المعاني؛ ٢٦٩ص ، ٢٠ج ، تفسير الميزان. راجع : ٥ .٤٠٩ص ، ١٠ج ، البيانروح . ٦ .٢٦٩ص ، ٢٠ج ، تفسير الميزان. ٨ .١٤٧ص ، ٣١ج ، تفسير الكبير. راجع : ٧ .١٠٨ص ، ٣٠ج ، روح المعاني. ٩

إمنـــــــــــــا هـــــــــــــو العـــــــــــــذاب اخلالـــــــــــــد الـــــــــــــذي يتطلـــــــــــــع ، وال هـــــــــــــو حيـــــــــــــىي يف أمـــــــــــــن وراحـــــــــــــة، الراحـــــــــــــة ١ .صاحبه إىل املوت كما يتطلع إىل االمنية الكربى

ــــــوت فيهــــــا وال يحيــــــى (وقــــــال املراغــــــي : أي ومــــــن شــــــقي هــــــذا الشــــــقاء ولقــــــي )ثــــــم ال يمـــــــــد فيهـــــــــا ـــــــــك النـــــــــار خيل ـــــــــد غايـــــــــة، هـــــــــذا العـــــــــذاب بتل ـــــــــه عن وال جيـــــــــد آلالمـــــــــه ، وال يقـــــــــف عذاب

٢ .وال حيىي احلياة الطيبة فيسعد ا، فال هو ميوت فيسرتيح، ايةـــــــــــــــــال القاشـــــــــــــــــاين ـــــــــــــــــال الربوســـــــــــــــــوي : ق ـــــــــــــــــاع إنعدامـــــــــــــــــه وق وال حيـــــــــــــــــىي ، : ال ميـــــــــــــــــوت المتن

، يتمــــــــــــــىن عنــــــــــــــدها املــــــــــــــوت، أي يتعــــــــــــــذب دائمــــــــــــــا ســــــــــــــرمدا ، باحلقيقــــــــــــــة هلالكــــــــــــــه الروحــــــــــــــاين ٣ .وال حيا مطلقا ، فال يكون ميتا مطلقا ، وكلما احرتق وهلك أعيد إىل احلياة وعذب

ج مــــــــــــن فنفــــــــــــي املــــــــــــوت واحليــــــــــــاة معــــــــــــا نفــــــــــــي النقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب ونفــــــــــــي للنجــــــــــــاة واخلــــــــــــرو .النار واثبات للخلود األبدي يف النار

ــــــــــــــــذي ــــــــــــــــالقرآن األشــــــــــــــــقى ال ــــــــــــــــذكرة واملوعظــــــــــــــــة ب فمعــــــــــــــــىن اآليــــــــــــــــة امجــــــــــــــــاال : يتجنــــــــــــــــب الت وهــــــــــــو ســــــــــــوف يــــــــــــالزم نــــــــــــار جهــــــــــــنم ، ال يــــــــــــؤمن بــــــــــــاهللا وال يف قلبــــــــــــه شــــــــــــيء مــــــــــــن خشــــــــــــية اهللا

بــــــــــــل يكــــــــــــون يف ، حبيــــــــــــث ال ميــــــــــــوت فيهــــــــــــا حــــــــــــىت يســــــــــــرتيح وال يعــــــــــــيش فيهــــــــــــا حيــــــــــــاة طيبــــــــــــة ألن نفـــــــــــي املــــــــــــوت عنـــــــــــه مبعــــــــــــىن بقائــــــــــــه ، خملـــــــــــدا يف نــــــــــــار جهـــــــــــنم إىل األبــــــــــــدعـــــــــــذاب دائــــــــــــم و

.ونفي احلياة الطيبة عنه مبعىن استدامة العذاب عليه، يف جهنمــــف (. قولـــه تعــــاىل : ٢ والــــذين كفــــروا لهـــم نــــار جهــــنم ال يـقضــــى علــــيهم فـيموتــــوا وال يخف

لك نجزي كل كفور هم من عذابها كذ ٤ .)عنـ ٥ .بوحدانية اهللا وجحدوا نبوة نبيه ) الذين كفرواو (قوله :

.جزاء على كفرهم ) لهم نار جهنم (وقوله : ــــــن (وقولــــــه : هم م ــــــنـ ــــــف ع ــــــوا وال يخف ــــــيهم فـيموت ــــــذابها ال يـقضــــــى عل قــــــال الفخــــــر )ع

________________ .١٤١ص ، ٢٩ج ، في ظالل القرآن، يد قطب. س١ .٤٠٩ص ، ١٠ج ، روح البيان. ٣ .١٢٧ص ، ٣٠ج ، تفسير المراغي. ٢ .٤١٠ص ، ٩ج ، مجمع البيان. ٥ .٣٦، . فاطر٤

وقــــــــــــال املراغــــــــــــي : ال حيكــــــــــــم ١ .بــــــــــــل العــــــــــــذاب دائــــــــــــم، الــــــــــــرازي : أي ال يســــــــــــرتحيون بــــــــــــاملوت بــــــــــل ، وال خيفــــــــــف عــــــــــنهم العــــــــــذاب فيهــــــــــا، علــــــــــيهم فيهــــــــــا مبــــــــــوت ثــــــــــان فيســــــــــرتحيوا مــــــــــن اآلالم

.ومقصوده أن العذاب دائم عليهم ٢ .كلما خبت زيد سعريهاـــــــــــــيهم مبـــــــــــــوت ثـــــــــــــان ـــــــــــــوا (وقـــــــــــــال الربوســـــــــــــوي : ال حيكـــــــــــــم عل ويســـــــــــــرتحيوا مـــــــــــــن ) فـيموت

هم من عذابها (العذاب ٣ .بل كلما خبت زيد استعارها، طرفة عني )وال يخفف عنــــــــه : ـــــــل كفـــــــور (وقول ـــــــزي ك أي ومثـــــــل هـــــــذا العـــــــذاب ونظـــــــريه جنـــــــازي كـــــــل ) كـــــــذلك نج

.جاحد كثري الكفران هلـــــــــــــم نـــــــــــــار ، فمعـــــــــــــىن اآليـــــــــــــة : الـــــــــــــذين جحـــــــــــــدوا بوجـــــــــــــود اهللا أو وحدانيتـــــــــــــه ونبـــــــــــــوة نبيـــــــــــــه

فهـــــــــــــم بـــــــــــــاقون يف ، حبيـــــــــــــث ال يقضـــــــــــــى علـــــــــــــيهم بـــــــــــــاملوت يف النـــــــــــــار حـــــــــــــىت يســـــــــــــرتحيوا جهـــــــــــــنم وكـــــــذلك العقـــــــاب ، فالبقـــــــاء أبـــــــدي، وال خيفـــــــف عـــــــنهم العـــــــذاب طرفـــــــة عـــــــني، النـــــــار إىل األبـــــــد

.ومبثل هذا العذاب جيازي سبحانه كل جاحد شديد الكفر، جزاء لكفرهم، أبدينا ربك قال إنكم ماكثون نادوا يا مالك و (. قوله تعاىل : ٣ ٤ .) ليـقض عليـ

المجـــــــــرمين فـــــــــي إن (قولـــــــــه : ، كمـــــــــا ورد يف ســـــــــياق هـــــــــذه اآليــــــــة، أي ونــــــــادى ا رمـــــــــون فنـــــــــادوا مـــــــــن شــــــــدة العـــــــــذاب : ليمتنــــــــا ربـــــــــك حـــــــــىت ، اآليــــــــة ) ... عــــــــذاب جهـــــــــنم خالـــــــــدون

.نسرتيحو نتخلص من العذاب : وخطـــــــــــــا م مالكــــــــــــــا مبـــــــــــــا يســـــــــــــألونه مـــــــــــــن اهللا ســــــــــــــبحانه ٥لعالمـــــــــــــة الطباطبـــــــــــــائي وقـــــــــــــال ا

٦ .) كال إنـهم عن ربهم يـومئذ لمحجوبون (كما قال تعاىل : ، لكو م حمجوبني عنه وحنــــــــــــوه ، أي ال خـــــــــــروج لكــــــــــــم منهــــــــــــا وال حمــــــــــــيص، فيجيـــــــــــبهم مالــــــــــــك : إنكــــــــــــم مــــــــــــاكثون

ـــــــذابها (قولـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــن ع هم م ـــــــنـ ـــــــف ع ـــــــوا وال يخف ـــــــيهم فـيموت ـــــــه : )ال يـقضـــــــى عل وقول________________

.٢٨ص ، ٢٦ج ، تفسير الكبير .١ .٣٥٤ص ، ٧ج ، روح البيان. ٣ .١٣٢ص ، ٢٢ج ، تفسير المراغي. ٢ .١٢٣ص ، ١٨ج ، تفسير الميزان. ٥ .٧٧، . الزخرف٤ .١٥، املطففني. ٦

رى ويـتجنبـها األشقى ( ١ .)ثم ال يموت فيها وال يحيى الذي يصلى النار الكبـ ٢ .أي البثون دائمون يف العذاب ) إنكم ماكثون (وقال العالمة الطربسي :

املكــــــــــــــث : ثيــــــــــــــاب مــــــــــــــع ) مــــــــــــــاكثون إنكــــــــــــــم ( وقــــــــــــــال إمساعيــــــــــــــل حقــــــــــــــي الربوســــــــــــــي : ٣ .أي مقيمون يف العذاب أبدا ال خالص لكم منه مبوت وال بغريه، انتظار

٤ .ال خالص لكم مبوت وال بغريه ) قال إنكم ماكثون (وقال البيضاوي : ٥ .واملراد خالدون، وفيه استهزاء، البثون ) ماكثون (وقال الزخمشري :

ــــــــ أي الكفــــــــار، تبــــــــني مبــــــــا مــــــــر بــــــــان اآليــــــــة معنــــــــاه : إن ا ــــــــرمنيفقــــــــد كمــــــــا قــــــــال العالمــــــــة ـ وهــــــــــــو املفهــــــــــــوم مــــــــــــن ســــــــــــياق اآليــــــــــــة حيــــــــــــث ٨، واآللوســــــــــــي ٧والفخــــــــــــر الــــــــــــرازي ٦الطربســــــــــــي

ــــــالحق (عقبــــــه تعــــــاىل بقولــــــه : ــــــاكم ب ن ــــــد جئـ ــــــركم للحــــــق كــــــارهون و لق ــــــ ) لكــــــن أكثـ ينــــــادون ـ ويطلبـــــــــــــــون منـــــــــــــــه أن يســـــــــــــــأل ربـــــــــــــــه أن يقضـــــــــــــــي علـــــــــــــــيهم بـــــــــــــــاملوت ، ا خـــــــــــــــازن النـــــــــــــــارمالكـــــــــــــــ

وجييـــــــــــبهم مالــــــــــــك بـــــــــــأنكم بــــــــــــاقون ، ويفنـــــــــــيهم مـــــــــــن الوجــــــــــــود حـــــــــــىت يســـــــــــرتحيوا مــــــــــــن العـــــــــــذابـــــــــــــدا ـــــــــــــار جهـــــــــــــنم ومـــــــــــــاكثون فيهـــــــــــــا أب ففـــــــــــــي هـــــــــــــذا اجلـــــــــــــواب إشـــــــــــــارة إىل رد ، ومقيمـــــــــــــون يف ن

ال إنكــــــــــــــــم كأنـــــــــــــــه قــــــــــــــــ، طلـــــــــــــــبهم مــــــــــــــــن اهللا ســـــــــــــــبحانه بإعــــــــــــــــدامهم مــــــــــــــــن الوجـــــــــــــــود بــــــــــــــــاملوت .بل تبقون يف العذاب أبدا ، المتوتون

الخالصة كمـــــــــا .اآليـــــــــات القرآنيـــــــــة الـــــــــيت تنفـــــــــي املـــــــــوت يف النـــــــــار بعضـــــــــها تنفـــــــــي املـــــــــوت واحليـــــــــاة معـــــــــا

ــرى ويـتجنبـهــا األشــقى (يف قولــه تعــاىل : ثــم ال يمــوت فيهــا الــذي يصــلى النــار الكبـــــــى ــــــه تعــــــاىل : ، وقــــــد تقــــــدم تفســــــريه )وال يحي ــــــا (وكــــــذلك يف قول ــــــأت ربــــــه مجرم ــــــن ي إنــــــه م

________________ .٥٧ص ، ٩ج ، مجمع البيان. ٢ .١١١ص ، ٢٥ج ، تفسير المراغي. ١ .١٥٤ص ، ٥ج ، تفسير البيضاوي. ٤ .٣٩٣ص ، ٨ج ، روح البيان. ٣ .٥٧ص ، ٩ج ، مجمع البيان. راجع : ٦ .٢٦٤ص ، ٤ج ، تفسير الكشاف. ٥ .١٠٣ص ، ٢٥ج ، روح المعاني. راجع : ٨ .٢٢٦ص ، ٢٧ج ، تفسير الكبير. راجع : ٧ .١٣ـ ١١، ى. األعل٩

ــــــى ــــــوت فيهــــــا وال يحي ــــــه جهــــــنم ال يم ــــــإن ل فنفــــــي املــــــوت يف هــــــاتني اآليتــــــني مبعــــــىن دوام ١ )فـــــــــــة عـــــــــــنهم مبعـــــــــــىن دوام العقـــــــــــاب دوامـــــــــــا ـــــــــــاة الطيب ـــــــــــود فيهـــــــــــا ونفـــــــــــي احلي ـــــــــــار واخلل البقـــــــــــاء يف الن

هاتــــــــــان اآليتــــــــــان كمــــــــــا تــــــــــدالن علــــــــــى اخللــــــــــود األبــــــــــدي يف النــــــــــار تــــــــــدالن أيضــــــــــا علــــــــــى .أبــــــــــديا .اخللود األبدي يف العذاب

وقـــــــــــــد ثبـــــــــــــت فيمـــــــــــــا ســـــــــــــبق اختصـــــــــــــاص اآليـــــــــــــة ، وهاتـــــــــــــان اآليتـــــــــــــان خمتصـــــــــــــتان بالكفـــــــــــــار ألنـــــــــــه قابـــــــــــل ســـــــــــبحانه ، ار أمـــــــــــا اآليـــــــــــة الثانيـــــــــــة فهـــــــــــي أيضـــــــــــا خمتصـــــــــــة بالكفـــــــــــاراألوىل بالكفـــــــــــ

ـــــــــة : ، ا ـــــــــرمني مـــــــــع املـــــــــؤمنني ـــــــــب هـــــــــذه اآلي ـــــــــال تعـــــــــاىل عقي ـــــــــه مؤمنـــــــــا (حيـــــــــث ق ومـــــــــن يأتئـــــــــــك لهـــــــــــم الـــــــــــدرجات العلـــــــــــى ـــــــــــالحات فأول فاملقصـــــــــــود مـــــــــــن .اآليـــــــــــة )قـــــــــــد عمـــــــــــل الص

.وهم الكفار، هم غري املؤمنني ا رمني يف اآليةـــــــــــف ، ويف آيـــــــــــة أخـــــــــــرى ينفـــــــــــي فيهـــــــــــا ســـــــــــبحانه املـــــــــــوت عـــــــــــن الكفـــــــــــار وينفـــــــــــي معـــــــــــه ختفي

والـــــذين كفـــــروا لهـــــم نـــــار جهـــــنم ال يـقضـــــى علـــــيهم فـيموتـــــوا (قـــــال تعـــــاىل : ، العـــــذاب عـــــنهملك ــــــذ ــــــذابها ك ــــــن ع هم م ــــــنـ ــــــف ع ــــــور وال يخف ــــــل كف ــــــزي ك ــــــة واضــــــحة أ ــــــا تشــــــري ، )نج اآلي

ألن نفــــــــــــــــي املــــــــــــــــوت إشــــــــــــــــارة إىل اخللــــــــــــــــود يف ، مبعناهــــــــــــــــا إىل مضــــــــــــــــمون اآليتــــــــــــــــني الســــــــــــــــابقتني فهــــــــــــــذه اآليــــــــــــــة أيضــــــــــــــا كـــــــــــــــاآليتينت ، ونفــــــــــــــي التخفيــــــــــــــف إشــــــــــــــارة إىل دوام العــــــــــــــذاب، النــــــــــــــار

.العذابكما تدل على دوام ، السابقتني تدل على البقاء األبدي يف جهنمـــــــــــــك وهنـــــــــــــاك آيـــــــــــــة أخـــــــــــــرى ينفـــــــــــــي فيهـــــــــــــا ســـــــــــــبحانه املـــــــــــــوت عـــــــــــــن ا ـــــــــــــرمني بلســـــــــــــان مالــــــــــــــه أن يقضــــــــــــــي علــــــــــــــيهم ــــــــــــــب مــــــــــــــن رب ــــــــــــــأن يطل ــــــــــــــدما يناديــــــــــــــه ا رمــــــــــــــون ب ــــــــــــــار عن خــــــــــــــازن الن

إنكـــــــــــــــم (فيجيـــــــــــــــبهم مالـــــــــــــــك بقولـــــــــــــــه : ، بـــــــــــــــاملوت ويعـــــــــــــــدمهم ليســـــــــــــــرتحيوا عـــــــــــــــن العـــــــــــــــذاب .املوت بإثبات البقاء األبدي يف النارفنفى ، أي باقون اىل األبد يف النار ) ماكثون

. داللة المنع من دخول الجنة على الخلود في جهنم٥ ومن اآليات اليت أشارت إىل عدم دخول الكفار اجلنة هي قوله تعاىل :

ــــماء و ( ــــواب الس ــــم أبـ ــــتح له ــــا ال تـف ه ــــا واســــتكبـروا عنـ بوا بآياتن ــــدخلون إن الــــذين كــــذ ال ي________________

.٧٤، طه .١

لك نجزي المجرمين ١ )الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذـــــــــا (قولـــــــــه : بوا بآياتن هـــــــــاو إن الـــــــــذين كـــــــــذ أي الـــــــــذين كـــــــــذبوا ديـــــــــن اهللا ) اســـــــــتكبـروا عنـ .األدلة على توحيده والنبوة والبعث واجلزاء واستكربوا عن قبوهلا ومبا جاء به منــــــــماء (وقولــــــــه : ــــــــواب الس ــــــــتح لهــــــــم أبـ أي ال تفــــــــتح أبــــــــواب الســــــــماء ألرواحهــــــــم ) ال تـف

ــــــــــل : ال تفــــــــــتح ألرواحهــــــــــم إذا ٢ .كمــــــــــا عــــــــــن ابــــــــــن عبــــــــــاس، كمــــــــــا يفــــــــــتح ألرواح املــــــــــؤمنني وقيـــــــــــــــواب الســـــــــــــــماء ـــــــــــــــول وال ، خرجـــــــــــــــت مـــــــــــــــن أجســـــــــــــــادهم أب ـــــــــــــــا م ق وال يصـــــــــــــــعد هلـــــــــــــــم يف حي

٤ .وقيل : ال يصعد هلم عمل صاحل ٣ .عمل واب الســـــــــــماء بـــــــــــ: والـــــــــــذي نفـــــــــــاه اهللا تعـــــــــــاىل مـــــــــــن تفتـــــــــــيح أ ٥وقـــــــــــال العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي

مطلــــــــــــــــــق يف نفســــــــــــــــــه يشــــــــــــــــــمل الفــــــــــــــــــتح لولــــــــــــــــــوج أدعيــــــــــــــــــتهم وصــــــــــــــــــعود أعمــــــــــــــــــاهلم ودخــــــــــــــــــول ــــــــــــه : ، أرواحهــــــــــــم ــــــــــــه بقول ــــــــــــدخلون و (غــــــــــــري أن تعقيب ــــــــــــى أن ) الجنــــــــــــة ال ي ــــــــــــة عل اخل كالقرين

فـــــــــــان ظـــــــــــاهر كالمـــــــــــه أن اجلنـــــــــــة يف الســـــــــــماء ، املـــــــــــراد نفـــــــــــي أن يفـــــــــــتح با ـــــــــــا لـــــــــــدخوهلم اجلنـــــــــــة ٦ .) ما توعدون و في السماء رزقكم و (كما هو يف قوله :

أمـــــــــــــا املؤمنـــــــــــــون فرتفـــــــــــــع أعمـــــــــــــاهلم « أنـــــــــــــه قـــــــــــــال : وروي عـــــــــــــن أيب جعفـــــــــــــر الصـــــــــــــادق وأمـــــــــــــا الكـــــــــــــافر فيصـــــــــــــعد بعملـــــــــــــه وروحـــــــــــــه ، فتفـــــــــــــتح هلـــــــــــــم أبوا ـــــــــــــا، وأرواحهـــــــــــــم إىل الســـــــــــــماء

وهـــــــــــــــــو واد ، إهبطـــــــــــــــــوا بـــــــــــــــــه إىل ســـــــــــــــــجني، حـــــــــــــــــىت إذا بلـــــــــــــــــغ إىل الســـــــــــــــــماء فنـــــــــــــــــادى منـــــــــــــــــاد ٧ .» حبضرموت يقال له برهوت

فكـــــــــــــون ، والمنافـــــــــــــاة بـــــــــــــني هـــــــــــــذه الروايـــــــــــــة وبـــــــــــــني ماذهـــــــــــــب اليـــــــــــــه العالمـــــــــــــة الطباطبـــــــــــــائي ولكـــــــــــــــــن مــــــــــــــــورد اآليـــــــــــــــــة ، وأرواحهـــــــــــــــــم تصــــــــــــــــعد اىل الســـــــــــــــــماء صــــــــــــــــحيحأعمــــــــــــــــال املــــــــــــــــؤمنني

.خمتص بصعود األرواح لدخول اجلنة________________

.٤٠، ألعراف. ا١ ، ٨ ج، روح المعــــــاني؛ ٢٠٦ص ، ٧ج ، تفســــــير القرطبــــــي؛ ٤١٨ص ، ٤ج ، مجمــــــع البيــــــان. راجــــــع : ٢

.١١٨ص .١٥١ص ، ٨ج ، تفسير المراغي. راجع : ٣ .١١٥ص ، ٨ج ، تفسير الميزان. ٥ .١٠٣ص ، ٢ج ، ير الكشافتفس. ٤ .٤١٨ص ، ٤ج ، مجمع البيان. ٧ .٢٢، . الذاريات٦

ــــــاط (وقولــــــه : ــــــج الجمــــــل فــــــي ســــــم الخي قــــــال العالمــــــة )وال يــــــدخلون الجنــــــة حتــــــى يل ١ .واملعىن ال يدخلون اجلنة أبدا الطربسي : أي حىت يدخل البعري يف ثقب اإلبرة

وهـــــــــــــذا دليـــــــــــــل قطعـــــــــــــي ، فـــــــــــــال يـــــــــــــدخلو ا البتـــــــــــــة، وقـــــــــــــال القـــــــــــــرطيب : واجلمـــــــــــــل ال يلـــــــــــــج ٢ .ال جيوز العفو عنهم

أي ومثـــــــــل مـــــــــا جزينـــــــــاه هـــــــــؤالء جنـــــــــزي ســـــــــائر ) كـــــــــذلك نجـــــــــزي المجـــــــــرمين و (وقولـــــــــه : ٣ .ا رمني املكذبني بآيات اهللا

فـــــــــــــــــــــاملعىن إن املكـــــــــــــــــــــذبني حلجـــــــــــــــــــــج اهللا تعـــــــــــــــــــــاىل مـــــــــــــــــــــن التوحيـــــــــــــــــــــد والنبـــــــــــــــــــــوة والبعـــــــــــــــــــــث ال تفـــــــــــــــــتح ألرواحهـــــــــــــــــم أبـــــــــــــــــواب ، واملســـــــــــــــــتكربين عـــــــــــــــــن االميـــــــــــــــــان ـــــــــــــــــا وقبوهلـــــــــــــــــا، واجلـــــــــــــــــزاء

ويســـــــــــتحيل دخـــــــــــوهلم فيهـــــــــــا كمـــــــــــا يســـــــــــتحيل دخـــــــــــول ، الســـــــــــماء حـــــــــــىت يـــــــــــدخلوا اجلنـــــــــــة أبـــــــــــدا لمــــــــــــا جزينــــــــــــا هــــــــــــؤالء ومث، اجلمــــــــــــل حبجمــــــــــــه الكبــــــــــــري ثقــــــــــــب اإلبــــــــــــرة وهــــــــــــو حبجمــــــــــــه الصــــــــــــغري

.جنازي سائر ا رمني املكذبني بآيات اهللا ويســــــــــــــــتفاد مــــــــــــــــن هــــــــــــــــذه اآليــــــــــــــــة يف إثبــــــــــــــــات خلــــــــــــــــود الكفــــــــــــــــار املكــــــــــــــــذبني يف النــــــــــــــــار ألن

فــــــــــــــاذا اســـــــــــــتحال دخولـــــــــــــه اجلنــــــــــــــة إىل ، االنســـــــــــــان عاقبتـــــــــــــه إمـــــــــــــا إىل اجلنــــــــــــــة وإمـــــــــــــا إىل النـــــــــــــار لهـــــــم مـــــــن جهـــــــنم (ولـــــــه : ولـــــــذلك عقبــــــه تعـــــــاىل بق، األبــــــد فالبـــــــد أن يـــــــدخل النـــــــار اىل األبـــــــد

ــــــوقهم غــــــواش و مهــــــاد ــــــن فـ ، فيخلــــــدون يف النــــــار إىل األبــــــد ٤ ) كــــــذلك نجــــــزي الظــــــالمين و م .أل م ممنوعون عن دخول اجلنة إىل األبد

ــــــــه تعــــــــاىل : ، وهنــــــــاك آيــــــــة أخــــــــرى تؤكــــــــد مضــــــــمون هــــــــذه اآليــــــــة ــــــــن ... (وهــــــــي قول إنــــــــه مقـــــد حـــــرم اللـــــه عليـــــه الجنـــــة يشـــــرك ٥، ) مـــــا للظـــــالمين مـــــن أنصـــــار و مـــــأواه النـــــار و باللـــــه فـ

أي أن املشـــــــــــــــــــــركني ٦، فـــــــــــــــــــــالتحرمي يف هـــــــــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــــــــة حتـــــــــــــــــــــرمي منـــــــــــــــــــــع ال حتـــــــــــــــــــــرمي عبـــــــــــــــــــــادة وإذا منعـــــــــــــــوا مـــــــــــــــن دخــــــــــــــــول اجلنـــــــــــــــة فالبـــــــــــــــد أن يكــــــــــــــــون، ممنوعـــــــــــــــون مـــــــــــــــن دخـــــــــــــــول اجلنــــــــــــــــة

________________ .٢٠٦ص ، ٧ج ، تفسير القرطبي. ٢ .لمصدر السابق. ا١ .٤١٩ص ، ٤ج ، مجمع البيان. ٣ .٧٢، . املائدة٥ .٤١، . االعراف٤ .٢٢٨ص ، ٣ج ، مجمع البيان. راجع : ٦

ـــــــــــار ـــــــــــق، مصـــــــــــريهم إىل الن ـــــــــــة هنـــــــــــا مطل ـــــــــــة الســـــــــــابقة ، واملنـــــــــــع مـــــــــــن دخـــــــــــول اجلن كمـــــــــــا يف اآلي .فيكون بقاؤهم يف النار أيضا دائميا وأبديا ، فهو منع دائمي، غري مقيد بزمان معني

أدلة النافين للخلود في جهنم حدودية العذاب. م١

مث ، أو أيامــــــــا معــــــــدودة، قــــــــول بعضــــــــهم : إن أهــــــــل النــــــــار يعــــــــذبون فيهــــــــا إىل وقــــــــت حمــــــــدودــــــــــد نســــــــــب ابــــــــــن القــــــــــيم اجلوزيــــــــــة ، خيرجــــــــــون منهــــــــــا وخيلفهــــــــــم فيهــــــــــا قومــــــــــا آخــــــــــرين هــــــــــذا ١وق

.القول إىل اليهود فقـــــــــــــد قـــــــــــــال : إعلـــــــــــــم أن بعـــــــــــــض املمكـــــــــــــورين ٢أمـــــــــــــا الشـــــــــــــيخ صـــــــــــــدر الـــــــــــــدين الشـــــــــــــريازي

لفــــــــــــــرط ــــــــــــــ مـــــــــــــن ضـــــــــــــالل املالحـــــــــــــدة وجهــــــــــــــال الفالســـــــــــــفة والطباعيـــــــــــــة وغـــــــــــــريهم ــــــــــــــ بالعقـــــــــــــل قــــــــــــد ظنــــــــــــوا أن قبــــــــــــائح أعمــــــــــــاهلم وفضــــــــــــائح أفعــــــــــــاهلم ال ، غفلــــــــــــتهم وغلبــــــــــــة مغــــــــــــاليط ظنــــــــــــو م

ـــــــــــــــاذا فارقـــــــــــــــت األرواح األجســـــــــــــــاد يرجـــــــــــــــع كـــــــــــــــل شـــــــــــــــيء إىل ، تـــــــــــــــؤثر يف صـــــــــــــــفاء أحـــــــــــــــواهلم ف واألرواح ترجــــــــــــــــــــع إىل حظــــــــــــــــــــائر القــــــــــــــــــــدس ، فاألجســــــــــــــــــــاد ترجــــــــــــــــــــع إىل العناصــــــــــــــــــــر، أصــــــــــــــــــــله

ـــــــــــائج األعمـــــــــــال إال أيامـــــــــــا معـــــــــــدودة كمـــــــــــا حكـــــــــــى اهللا عـــــــــــنهم يف ، واليزامحهـــــــــــا شـــــــــــيء مـــــــــــن نت ٣ ) قالوا لن تمسنا النار إال أياما معدودة و (قوله :

ئــــــك (وقــــــد كــــــذ م القــــــرآن بقولــــــه : بـلــــــى مــــــن كســــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه خطيئتــــــه فأولــــــــــدون ــــــــــم فيهــــــــــا خال ــــــــــحاب النــــــــــار ه ــــــــــائر املعاصــــــــــي ٤، )أص أي أن ارتكــــــــــاب الســــــــــيئة وكب

بــــــــــــل أن تكــــــــــــون تلــــــــــــك املعاصــــــــــــي ، لــــــــــــيس هــــــــــــو املوجــــــــــــب خللــــــــــــود االنســــــــــــان يف نــــــــــــار جهــــــــــــنم ، حميطـــــــــــــــة بوجـــــــــــــــود االنســـــــــــــــان حبيـــــــــــــــث التـــــــــــــــدع لـــــــــــــــه جمـــــــــــــــاال للهدايـــــــــــــــة وطريقـــــــــــــــا إىل النجـــــــــــــــاة

ـــــــــــــاهللا تعـــــــــــــاىل ـــــــــــــى الســـــــــــــيئة وعـــــــــــــدم .فتســـــــــــــوق االنســـــــــــــان إىل الكفـــــــــــــر والشـــــــــــــرك ب فاالصـــــــــــــرار عل________________

.٢٤٨ص ، حادي االرواحاجع : . ر ١ .٢٩٠ص ، ٥ج ، تفسير القرآن الكريم، . صدر الدين الشريازي٢ .٨١، . البقرة٤ .٨٠، رة. البق٣

وبالنتيجــــــــــــة حتـــــــــــــيط بقلبـــــــــــــه وجتعلـــــــــــــه ، التوبــــــــــــة عنهـــــــــــــا يـــــــــــــؤدي إىل إحاطــــــــــــة الســـــــــــــيئة باالنســـــــــــــان كمـــــــــــــا يشـــــــــــــري ، فاليرجـــــــــــــع إىل طريـــــــــــــق اهلدايـــــــــــــة، ســـــــــــــوادا وينطفـــــــــــــيء نـــــــــــــور االميـــــــــــــان يف قلبـــــــــــــه

فــــــــاذا ، مـــــــا مـــــــن عبـــــــد إال ويف قلبـــــــه نكتـــــــة بيضـــــــاء« قـــــــال : إليـــــــه مـــــــاروي عـــــــن أيب جعفـــــــر ـــــــــــك الســـــــــــواد، أذنـــــــــــب ذنبـــــــــــا خـــــــــــرج يف النكتـــــــــــة نكتـــــــــــة ســـــــــــوداء وإن ، فـــــــــــان تـــــــــــاب ذهـــــــــــب ذل

فــــــــــــاذا تغطــــــــــــى البيــــــــــــاض مل ، متــــــــــــادي يف الــــــــــــذنوب زاد ذلــــــــــــك الســــــــــــواد حــــــــــــىت يغطــــــــــــي البيــــــــــــاض كـــــــال بـــــــل ران علـــــــى قـلـــــــوبهم مـــــــا (وهـــــــو قــــــول اهللا عزوجـــــــل :، يرجــــــع صـــــــاحبه إىل خــــــري أبـــــــدا

١ .)كانوا يكسبون

. داللة االستثناء عن الخلود على انقطاع العذاب٢ــــــــــــده ــــــــــــة وتقيي ذهــــــــــــب بعضــــــــــــهم إىل أن االســــــــــــتثناء مــــــــــــن اخللــــــــــــود يف بعــــــــــــض اآليــــــــــــات القرآني

هم (كمـــــــــا يف قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ٢، مبشـــــــــيئة اهللا تعـــــــــاىل دال علـــــــــى عـــــــــدم أبديتـــــــــه وانقطاعـــــــــه فمـــــــــنـ خالـــدين فيهــــا النــــار لهـــم فيهـــا زفيـــر وشـــهيق فأمـــا الـــذين شـــقوا ففـــي شـــقي وســـعيد

ــــــا شــــــاء ربــــــك ــــــماوات واألرض إال م ــــــت الس ــــــد مــــــا دام وقولــــــه ٣ )إن ربــــــك فـعــــــال لمــــــا يريـــاؤهم (: تعـــاىل نـــس وقـــال أولي ـــن اإل ـــا يـــا معشـــر الجـــن قـــد اســـتكثـرتم م ـــوم يحشـــرهم جميع ويـ

لــــت لنــــا قــــال النــــار مثـــــواك نــــس ربـنــــا اســــتمتع بـعضــــنا بــــبـعض وبـلغنــــا أجلنــــا الــــذي أج م مــــن اإلــــــــدين في ــــــــيم خال ــــــــيم عل ــــــــاء اللــــــــه إن ربــــــــك حك ــــــــا ش ــــــــا إال م ــــــــبعض اآلخــــــــر : ٤ )ه وقــــــــال ال

ــــــــــك العــــــــــذاب يف ، االســــــــــتثناء هنــــــــــا اســــــــــتثناء مــــــــــن مــــــــــدة عقــــــــــا م فــــــــــذلك يــــــــــدل علــــــــــى زوال ذل ٥ .وقت هذا االستثناء

________________ ــــــو بحــــــار اال، ر ا لســــــي؛ حممــــــد بــــــاق ٢٧٣ص ، ٢ج ، اصــــــول الكــــــافي، مــــــد بــــــن يعقــــــوب الكليــــــين. حم١ ، ارن

ـــــــــــــدين الشـــــــــــــريازي ٣٣٢ص ، ٧٣ج ـــــــــــــرآن الكـــــــــــــريم، ؛ وراجـــــــــــــع : صـــــــــــــدر ال ٢٩١ص ، ٥ج ، تفســـــــــــــير الق .٤٩٣ص ، ٦ج ، پيام قرآن، ومكارم الشريازي

؛ ٤٧ص ، ٣٠ج ، تفســـــــــــير الفرقـــــــــــان، والـــــــــــدكتور حممـــــــــــد صـــــــــــادقي ٢٥٧ج ، حـــــــــــادي االرواح. راجـــــــــــع : ٢ .١٣٩ص ، ١٥ج .١٢٨، . األنعام٤ .١٠٧ـ ١٠٥، . هود٣ .٦٣ص ، ١٧ج ، تفسير الكبير. راجع : ٥

أم علــــــــــــى ، ولنبحــــــــــــث يف اآليتــــــــــــني لنــــــــــــرى هــــــــــــل إ مــــــــــــا تــــــــــــدالن علــــــــــــى إنقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب دوام العذاب :

هم شـقي وسـعيد ... (وله تعـاىل : . ق١ فأمـا الـذين شـقوا ففـي النـار لهـم فيهـا زفيـر فمـنـــــماوات واألرض إال مــــا شــــاء ربــــك إن ربــــك فـعــــال وشــــهيق خالــــدين فيهــــا مــــا دامــــت الس ١ .)لما يريد

هم شــــــــقي وســــــــعيد (قولــــــــه : بــــــــأ م قســــــــمان : أشــــــــقياء وهــــــــم إخبــــــــار منــــــــه تعــــــــاىل )فمــــــــنــــــــــــــواب، املســـــــــــــتحقون للعقـــــــــــــاب ـــــــــــــوة أســـــــــــــباب ، وســـــــــــــعداء وهـــــــــــــم املســـــــــــــتحقون للث والشـــــــــــــقاء ق

والشــــــــــقي مــــــــــن شــــــــــقي بســــــــــوء عملــــــــــه يف معاصــــــــــي .والســــــــــعادة قــــــــــوة أســــــــــباب النعمــــــــــة، الــــــــــبالء ٢ .والسعيد من سعد حبسن عمله يف طاعة اهللا، اهللا

ـــــــه تعـــــــاىل : ـــــــائي : ظـــــــاهر قول ـــــــال العالمـــــــة الطباطب ـــــــقي (وق هم ش ـــــــنـ ـــــــعيد و فم ال تفيـــــــد ) س وهـــــــــــــو املالئـــــــــــــم ظـــــــــــــاهرا لتفســـــــــــــيمه تعـــــــــــــاىل النـــــــــــــاس إىل ، حصـــــــــــــر أهـــــــــــــل اجلمـــــــــــــع يف الفـــــــــــــريقني

ـــــــــــــه احلجـــــــــــــة يف ـــــــــــــتم علي مـــــــــــــؤمن وكـــــــــــــافر ومستضـــــــــــــعف كاألطفـــــــــــــال وا ـــــــــــــانني وكـــــــــــــل مـــــــــــــن مل تـــــــــــــيس بيـــــــــــــان أصـــــــــــــناف النـــــــــــــاس حبســـــــــــــب إال أن الغـــــــــــــرض املســـــــــــــرودة، الـــــــــــــدنيا ـــــــــــــه اآليـــــــــــــات ل ل

وهــــــــــو أنــــــــــه يــــــــــوم جممــــــــــوع لــــــــــه ، بــــــــــل مــــــــــن حيــــــــــث شــــــــــأن هــــــــــذا اليــــــــــوم، العمــــــــــل واالســــــــــتحقاقـــــــــاس ـــــــــه أحـــــــــد، الن ـــــــــف عن ـــــــــوم مشـــــــــهود ال يتخل ـــــــــار، وي ـــــــــة أو ن ـــــــــه ينتهـــــــــي إىل جن فاآليـــــــــة ٣ .وأن

.ناظرة إىل عاقبة وخامتة االنسان فهو إما إىل اجلنة وإما إىل النار أي الـــــذين شــــــقوا )أمـــــا الـــــذين شــــــقوا ففـــــي النـــــار لهـــــم فيهــــــا زفيـــــر وشـــــهيق ف (وقولـــــه :

والــــــــــــــزفري : ، باســــــــــــــتحقاقهم العــــــــــــــذاب جــــــــــــــزاء علــــــــــــــى أعمــــــــــــــاهلم القبيحــــــــــــــة داخلــــــــــــــون يف النــــــــــــــار ٤ .والشهيق رده كما قال الزخمشري، إخراج النفس

________________ .١٠٧ـ ١٠٥، ود. ه١ــــــان. راجــــــع : ٢ ــــــان؛ ٦٥ص ، ٦ج ، تفســــــير التبي ــــــار، ١٩٤ص ، ٥ج ، مجمــــــع البي ، ١٢ج ، تفســــــير المن

.٨٥ص ، ١٢ج ، تفسير المراغي؛ ١٥٨ص .١٨ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٣ .٤٣٠ص ، ٢ج ، تفسير الكشاف. ٤

وقـــــــــال : الشـــــــــهيق ١ .وقــــــــال الراغـــــــــب : الـــــــــزفري : تــــــــردد الـــــــــنفس حـــــــــىت تنـــــــــتفخ الضــــــــلوع منـــــــــه ٢ .والزفري مده، وهو رد النفس، طول الزفري

وقـــــــــــال الشـــــــــــيخ الطوســـــــــــي : الــــــــــــزفري : ترديـــــــــــد الـــــــــــنفس مـــــــــــع الصــــــــــــوت مـــــــــــن احلـــــــــــزن حــــــــــــىت ٣ .وقال : الشهيق : صوت فظيع خيرج من اجلوف مبد النفس، تنتفخ الضلوع

واملــــــــــــــــــراد ا ـــــــــــــــــــم يــــــــــــــــــرددون أنفاســـــــــــــــــــهم اىل صــــــــــــــــــدورهم مث خيرجو ـــــــــــــــــــا فيمــــــــــــــــــدو ا برفـــــــــــــــــــع كمــــــــــا يفعــــــــــل احلمـــــــــــار ، ألنــــــــــني مــــــــــن شــــــــــدة حــــــــــر النــــــــــار وعظــــــــــم الكربــــــــــةالصــــــــــوت بالبكــــــــــاء وا

٤ .ذلك عند يقهــــــــــه : ــــــــــا (وقول ــــــــــدين فيه ٥، كمــــــــــا قــــــــــال الربوســــــــــوي، أي مقيمــــــــــني دائمــــــــــني فيهــــــــــا ) خال

٦ .وقال الشيخ الطوسي : واخللود الكون يف األمر أبدا ـــــــــماوات ما (وقولـــــــــه : ، نـــــــــوع مـــــــــن التقييـــــــــد يفيـــــــــد تأكيـــــــــد اخللـــــــــود ) األرض و دامـــــــــت الس

وقــــــــــــــــد ذكــــــــــــــــرت يف املقصــــــــــــــــود مــــــــــــــــن ٧ .واملعــــــــــــــــىن دائمــــــــــــــــني فيهــــــــــــــــا دوام الســــــــــــــــماوات واألرض السماوات واألرض عدة وجوه منها :

ــــــــــــــــدليل ، ومهــــــــــــــــا ال يفنيــــــــــــــــان، أوال : أن املــــــــــــــــراد مســــــــــــــــاوات اجلنــــــــــــــــة والنــــــــــــــــار وأرضــــــــــــــــهما والـــــــــــــو (علـــــــــــــى أن هلمـــــــــــــا مســـــــــــــاوات وأرضـــــــــــــا قولـــــــــــــه تعـــــــــــــاىل : ـــــــــــــر األرض يـ م تـبـــــــــــــدل األرض غيـ

ــــــماوات ــــــث نشــــــاء (وقولــــــه : )والس ــــــن الجنــــــة حي ــــــوأ م ــــــا األرض نـتبـ ثانيــــــا : أن ٨ .)وأورثـن املـــــــــــــــراد مســـــــــــــــاوات اجلنـــــــــــــــة والنـــــــــــــــار وأرضـــــــــــــــهما ألنـــــــــــــــه البـــــــــــــــد ألهـــــــــــــــل اآلخـــــــــــــــرة ممـــــــــــــــا يظلهـــــــــــــــم

٩ .ل ما استقر عليه قدمك فهو أرضوك، وكل ما أظلك فهو مساء، ويقلهم________________

.٤٨٦ص ، المصدر السابق. ٢ .٣٨٠ص ، مفردات الفاظ القرآن. ١ .٢٢ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٤ .١٩٢ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٣ .١٩٢ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٦ .١٨٨ص ، ٤ج ، روح البيان. ٥ .٢٣ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٧ .٤٣٠ص ، ٢ج ، تفسير الكشاف؛ ١٩٤ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٨ .المصدر السابق. راجع : ٩

ـــــــــــال بســـــــــــخافته ـــــــــــد رد العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي هـــــــــــذا الوجـــــــــــه وق ـــــــــــات للســـــــــــماء ، وق ألنـــــــــــه إثب وأن اجلنـــــــــــــــــة والنـــــــــــــــــار البـــــــــــــــــد أن يتصـــــــــــــــــور هلمـــــــــــــــــا فـــــــــــــــــوق ، واألرض مـــــــــــــــــن جهـــــــــــــــــة اإلضـــــــــــــــــافة

ومساؤهــــــــــــــــــا وأرضــــــــــــــــــهما تبعــــــــــــــــــني هلمـــــــــــــــــــا يف ، أصــــــــــــــــــال فتكــــــــــــــــــون اجلنــــــــــــــــــة والنــــــــــــــــــار ، وحتــــــــــــــــــتــــــــــــالعكس كمــــــــــــا ، الوجــــــــــــود ــــــــــــد بقــــــــــــاء مسائهمــــــــــــا وأرضــــــــــــهما مبــــــــــــدة دوامهمــــــــــــا ال ب والزمــــــــــــه حتدي

١ .فعل يف اآلية كمــــــــــــــا أن دوام الســــــــــــــماء ، وهـــــــــــــي دائمــــــــــــــة أبـــــــــــــدا ، ثالثـــــــــــــا : أن املــــــــــــــراد مادامـــــــــــــت اآلخــــــــــــــرة

٢ .واألرض يف الدنيا قدر مدة بقائهاـــــــــماوات (ي يف رده : ولعـــــــــل املـــــــــراد أن قولـــــــــه : قـــــــــال العالمـــــــــة الطباطبـــــــــائ ـــــــــت الس ـــــــــا دام م

ــــــــــــــك : كلمتــــــــــــــه تكلــــــــــــــيم املســــــــــــــتهزيء اهلــــــــــــــازيء ، موضــــــــــــــوع وضــــــــــــــع التشــــــــــــــبيه ) األرض و كقول فلـــــــــو أريـــــــــد بـــــــــذلك التشـــــــــبيه أفـــــــــاد خـــــــــالف ، بـــــــــه أي مثـــــــــل تكلـــــــــيم مـــــــــن يســـــــــتهزيء ويهـــــــــزا بـــــــــه

٣ .بذلك اللفظولو أريد غري ذلك مل يف ، أعين االنقطاع، املقصود فــــــــــان للعــــــــــرب ، بــــــــــل املــــــــــراد التبعيــــــــــد، رابعــــــــــا : أنــــــــــه ال يــــــــــراد بــــــــــه الســــــــــماء واألرض بعينهــــــــــا

، ال أفعـــــــــل ذلـــــــــك مـــــــــا اختلـــــــــف الليـــــــــل والنهـــــــــار، يقولـــــــــون، ألفاظـــــــــا للتبعيـــــــــد يف معـــــــــىن التأييـــــــــد ومـــــــــــــا اختلـــــــــــــف ، ومـــــــــــــا أطـــــــــــــت االبـــــــــــــل، ومانبـــــــــــــت النبـــــــــــــت، ومادامـــــــــــــت الســـــــــــــموات واالرض

ال ظنـــــــــــا مـــــــــــنهم أن هـــــــــــذه األشـــــــــــياء ، ويف أشـــــــــــباه ذلـــــــــــك، ومـــــــــــا ذرق شـــــــــــارق، اجلـــــــــــرة والـــــــــــدرة فخــــــــــــــاطبهم ســــــــــــــبحانه باملتعــــــــــــــارف مــــــــــــــن ، ال التوقيــــــــــــــتويريــــــــــــــدون بــــــــــــــذلك التأييــــــــــــــد ، تتغــــــــــــــري

٤ .كالمهم على قدر عقوهلم وقــــــــــــــد أجــــــــــــــاب العالمــــــــــــــة عــــــــــــــن هــــــــــــــذا الوجــــــــــــــه بــــــــــــــأ م اســــــــــــــتعملوها يف التأبيــــــــــــــد وأكثــــــــــــــروا

وأمـــــــــــا مـــــــــــن يصـــــــــــرح يف كالمـــــــــــه بأ ـــــــــــا .دائمـــــــــــة مؤبـــــــــــدةظنـــــــــــا مـــــــــــنهم أن هـــــــــــذه األمـــــــــــور ، منـــــــــــهـــــــــــــة ـــــــــــــة الوجـــــــــــــود منقطعـــــــــــــة فاني ـــــــــــــرائض النفـــــــــــــوس، مؤجل ـــــــــــــذلك إحـــــــــــــدى ف ، ويعـــــــــــــد االميـــــــــــــان ب

________________ .١٩٤ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٢ .٢٤ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. راجع : ١ .١٩٤ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٤ .٢٦ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٣

ــــــــــــد بــــــــــــأي صــــــــــــورة تصــــــــــــورت ــــــــــــه وضــــــــــــعها يف الكــــــــــــالم موضــــــــــــع التأبي ــــــــــــف ال ، فالحيســــــــــــن من كيـــــــــماوات (وقــــــــد قـــــــــال تعـــــــــاىل : نـهمـــــــــا إال و األرض و مـــــــــا خلقنـــــــــا الس أجـــــــــل و بـــــــــالحق مـــــــــا بـيـ

وكيــــــــــف يصـــــــــح مــــــــــع ذلــــــــــك أن يقــــــــــال : إن اجلنــــــــــة والنــــــــــار خالــــــــــدتان أبــــــــــدا ١ ؟ ) ... مســــــــــم ى ٢ ؟ مادامت السماوات واألرض

يف املقصــــــــــود ٤والقــــــــــرطيب ٣نقــــــــــل العالمــــــــــة الطربســــــــــي ) مــــــــــا شــــــــــاء ربــــــــــك إال (وقولــــــــــه : وهي كما يلي :، من االستثناء عشرة وجوه

والزيـــــــــــــادة مـــــــــــــن النعـــــــــــــيم ، أوال : أنـــــــــــــه إســـــــــــــتثناء يف الزيـــــــــــــادة مـــــــــــــن العـــــــــــــذاب ألهـــــــــــــل النـــــــــــــار كمــــــــا يقـــــــــول ، ربـــــــــك مــــــــن الزيـــــــــادة علــــــــى هــــــــذا املقـــــــــداروالتقـــــــــدير إال مــــــــا شــــــــاء ، ألهــــــــل اجلنــــــــة

، األلفــــــــــــني اللــــــــــــذين أقرضــــــــــــتكهما وقــــــــــــت كــــــــــــذاجــــــــــــل لغــــــــــــريه : يل عليــــــــــــك ألــــــــــــف دينــــــــــــار إال الر وعلــــــــــى ، ألن الكثــــــــــري ال يســــــــــتثىن مــــــــــن القليــــــــــل، فاأللفــــــــــان زيــــــــــادة علــــــــــى األلــــــــــف بغــــــــــري شــــــــــك

ــــــــا ، أي ســــــــوى ماشــــــــاء ربــــــــك ) ســــــــوى ( مبعــــــــىن )إال ( هــــــــذا يكــــــــون كمــــــــا يقــــــــال : ماكــــــــان معن وقـــــــد رده العالمـــــــة الطباطبـــــــائي بقولـــــــه : إنـــــــه مبـــــــين علـــــــى عـــــــدم .أي ســـــــوى زيـــــــد، رجـــــــل إال زيـــــــد

٥ .وقد عرفت خالفه، الدوام واألبدية ) األرض و ما دامت السماوات (إفادة قوله : وأن الـــــــــــــــــــــذي ، ملســـــــــــــــــــــتثىن منـــــــــــــــــــــهواوقـــــــــــــــــــــال ابـــــــــــــــــــــن القـــــــــــــــــــــيم : الختفـــــــــــــــــــــى منـــــــــــــــــــــا فرتـــــــــــــــــــــه

٦ .ملا قبلها ) إال ( همه املخاطب خمالفة ما بعديفـــــــــــــع علـــــــــــــى مقـــــــــــــامهم يف احملشـــــــــــــر واحلســـــــــــــاب ال ـــــــــــــم حينئـــــــــــــذ ، ثانيـــــــــــــا : أن االســـــــــــــتثناء واق

، ليســـــــــــوا يف جنـــــــــــة والنـــــــــــار ومـــــــــــدة كـــــــــــو م يف الـــــــــــربزخ الـــــــــــذي هـــــــــــو مـــــــــــا بـــــــــــني املـــــــــــوت واحليـــــــــــاةـــــــــــون يف ـــــــــــدين فيهـــــــــــا أبـــــــــــدا ومل يســـــــــــتثن لظـــــــــــن الظـــــــــــان أ ـــــــــــم يكون ـــــــــــو قـــــــــــال خال ألنـــــــــــه تعـــــــــــاىل ل

فحصــــــــل لالســــــــتثناء، أو مــــــــن بعــــــــد انقطــــــــاع التكليــــــــف، النــــــــار واجلنــــــــة مــــــــن لــــــــدن نــــــــزول اآليــــــــة________________

.٢٦ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٢ .٣، . االحقاف١ .١٩٦ـ ١٩٤ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٣ .٣٠ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٥ .١٠٢ـ ٩٩ص ، ٩ج ، تفسير القرطبي. ٤ .٢٥١ص ، حادي االرواح. ٦

؟ فــــــــــــان قيــــــــــــل : كيــــــــــــف يســــــــــــتثين مــــــــــــن اخللــــــــــــود يف النــــــــــــار مــــــــــــا قبــــــــــــل الــــــــــــدخول فيهــــــــــــا .فائـــــــــــدة .فاجلواب : أن ذلك جائز اإلخبار به قبل الدخول فيها

وأشــــــــكل العالمــــــــة الطباطبـــــــــائي علــــــــى هــــــــذا الوجـــــــــه بقولــــــــه : إنــــــــه الدليـــــــــل عليــــــــه مــــــــن جهـــــــــة ــــــه : ، اللفــــــظ ــــــقي (علــــــى أن هــــــذا الوجــــــه بظــــــاهره مبــــــين علــــــى إفــــــادة قول هم ش ــــــنـ ــــــعيد و فم ) س

١ .وقد عرفت ما فيه، الشقاوة والسعادة اجلربيتني من غري اكتساب واختيار ال إنــــــــه ال خــــــــراج مــــــــا قبــــــــل دخــــــــوهلم إليهــــــــا مــــــــن الزمــــــــان وقــــــــال ابــــــــن القــــــــيم : وقــــــــول مــــــــن قــــــــ

ــــــــــــدنيا أيضــــــــــــا ال يســــــــــــاعد عليــــــــــــه وجــــــــــــه الكــــــــــــالم ــــــــــــربزخ واملوقــــــــــــف ومــــــــــــدة ال فانــــــــــــه ، كزمــــــــــــان ال اســـــــــــــتثناء مـــــــــــــن مجلـــــــــــــة خربيـــــــــــــة مضـــــــــــــمو ا أ ـــــــــــــم إذا دخلـــــــــــــوا النـــــــــــــار لبثـــــــــــــوا فيهـــــــــــــا مـــــــــــــدة دوام

ـــــــــــــــــل الـــــــــــــــــدخول، الســـــــــــــــــماوات واألرض إال مـــــــــــــــــا شـــــــــــــــــاء اهللا ـــــــــــــــــيس املـــــــــــــــــراد االســـــــــــــــــتثناء قب ، ول ربـنـــــــــا اســـــــــتمتع بـعضـــــــــنا (أال تـــــــــرى أنـــــــــه ســـــــــبحانه خيـــــــــاطبهم ـــــــــذا يف النـــــــــار حـــــــــني يقولـــــــــون :

ـــــبـعض ـــــت لنـــــاو ب ل ـــــا الـــــذي أج النـــــار مثــــــواكم خالـــــدين (فيقـــــول هلـــــم حينئـــــذ : ) بـلغنـــــا أجلن ٢. )فيها إال ما شاء الله

وتقــــــــديره إال ) شــــــــهيق و لهــــــــم فيهــــــــا زفيــــــــر (ثالثــــــــا : إن االســــــــتثناء األول يتصــــــــل بقولــــــــه : وال يتعلـــــــــــــق ، مـــــــــــــا شـــــــــــــاء ربـــــــــــــك مـــــــــــــن أجنـــــــــــــاس العـــــــــــــذاب اخلارجـــــــــــــة عـــــــــــــن هـــــــــــــذين الضـــــــــــــربني

ــــــــــاخللود ــــــــــه الكــــــــــالم، االســــــــــتثناء ب ــــــــــا دل علي ــــــــــال : هلــــــــــم ، ويف أهــــــــــل اجلنــــــــــة يتصــــــــــل ب ــــــــــه ق فكأنر مجذوذ (من أنواع النعيم وإمنا دل عليه قوله : فيها نعيم اال ما شاء ربك .) عطاء غيـ

ـــــــــــه قطـــــــــــع التصـــــــــــال الســـــــــــياق ووحدتـــــــــــه مـــــــــــن غـــــــــــري ـــــــــــه أن قـــــــــــال العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي : وفيــــــــــه أخــــــــــذ، دليــــــــــل ــــــــــة مبعــــــــــىن االســــــــــتثناء ) إال ( األوىل مبعــــــــــىن ســــــــــوى و ) إال ( وفي ــــــــــى ، الثاني عل

وال أن ) شـــــــهيق و لهــــــم فيهـــــــا زفيــــــر (األوىل بقولـــــــه : ) إال ( أنــــــه ال قرينــــــة هنـــــــاك علــــــى تعلــــــقـــــه : ـــــر مجـــــذوذ (قول فانـــــه إمنـــــا يـــــدل علـــــى دوام العطـــــاء ال ، يـــــدل علـــــى مـــــا ذكـــــر ) عطـــــاء غيـ

ـــــــــــع أنـــــــــــواع العطـــــــــــاء أو بعضـــــــــــها ـــــــــــواع النعـــــــــــيم .علـــــــــــى مجي ـــــــــــدة يف اســـــــــــتثناء بعـــــــــــض أن مث أيـــــــــــة فائ________________

.٢٥١ص ، حادي االرواح. ٢ .٣٠ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ١

والظـــــــــــرف ظـــــــــــرف الـــــــــــدعوة ، واملقـــــــــــام مقـــــــــــام التطميـــــــــــع والتبشـــــــــــري، وإظهـــــــــــار ذلـــــــــــك للســـــــــــامعني ١ .فهذا أسخف الوجوه ؟ والرتغيب

وأضـــــــــاف ، أي ومـــــــــا شـــــــــاء ربـــــــــك مـــــــــن الزيـــــــــادة ) الـــــــــواو ( مبعـــــــــىن ) إال ( رابعـــــــــا : أن يكـــــــــون ٢ .ضعفه النحويونالعالمة الطربسي : وهذا القول قد

ــــــــــــواو ومل يثبــــــــــــتعــــــــــــمب ) إال ( وقــــــــــــال العالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي يف رده : إن كــــــــــــون وإمنــــــــــــا ، ىن ال علــــــــــــــى أن الوجــــــــــــــه مبــــــــــــــين علــــــــــــــى عــــــــــــــدم إفــــــــــــــادة التقــــــــــــــدير .ذكـــــــــــــره الفــــــــــــــراء لكــــــــــــــنهم ضــــــــــــــعفوه

٣ .وقد عرفت ما فيه، والتحديد السابق على االستثناء يف اآليتني الدوامــــــــــــذين ــــــــــــذين شــــــــــــقوا مــــــــــــن أدخــــــــــــل النــــــــــــار مــــــــــــن أهــــــــــــل التوحيــــــــــــد ال خامســــــــــــا : أن املــــــــــــراد بال

فقـــــــــــــال ســـــــــــــبحانه إ ـــــــــــــم معـــــــــــــاقبون يف ، ضـــــــــــــموا إىل إميـــــــــــــا م وطـــــــــــــاعتهم ارتكـــــــــــــاب املعاصـــــــــــــي .النار إال ما شاء ربك من إخراجهم منها إىل اجلنة وإيصال ثواب طاعتهم اليهم

الن مــــــــــن ، مــــــــــن خلــــــــــودهم أيضــــــــــا وأمــــــــــا االســــــــــتثناء الــــــــــذي يف أهــــــــــل اجلنــــــــــة فهــــــــــو إســــــــــتثناء ينقــــــــــــل مــــــــــــن النــــــــــــار إىل اجلنــــــــــــة وخيلــــــــــــد فيهــــــــــــا البــــــــــــد يف اإلخبــــــــــــار عنــــــــــــه بتأييــــــــــــد خلــــــــــــوده مــــــــــــن

فكأنـــــــــه قــــــــال : إ ـــــــــم يف اجلنـــــــــة خالــــــــدين فيهـــــــــا إال مـــــــــا شـــــــــاء ، اســــــــتثناء مـــــــــا تقـــــــــدم مــــــــن حالـــــــــه .ربك من الوقت الذي أدخلهم فيه النار

وإمنــــــــــا أجـــــــــــرى ، وا بأعيـــــــــــا مقــــــــــالوا : والــــــــــذين شـــــــــــقوا يف هــــــــــذا القـــــــــــول هــــــــــم الـــــــــــذين ســــــــــعد فـــــــــــاذا أدخلـــــــــــوا يف النـــــــــــار ، علـــــــــــيهم كـــــــــــل مـــــــــــن الوصـــــــــــفني يف احلـــــــــــال الـــــــــــذي يليـــــــــــق بـــــــــــه ذلـــــــــــك

وإذا أدخلـــــــــــــوا يف اجلنـــــــــــــة وأثبتـــــــــــــوا فيهـــــــــــــا فهـــــــــــــم أهـــــــــــــل ، وعوقبـــــــــــــوا فيهـــــــــــــا فهـــــــــــــم أهـــــــــــــل شـــــــــــــقاء وأيب ســـــــــــــعيد ، وجــــــــــــابر بـــــــــــــن عبـــــــــــــد اهللا، ونســـــــــــــبوا هـــــــــــــذا القــــــــــــول إىل ابـــــــــــــن عبـــــــــــــاس، ســــــــــــعادة

.ومجاعة من التابعنياخلدري من الصحابة فانــــــــــــه ، وأشــــــــــــكل العالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي علــــــــــــى هــــــــــــذا القــــــــــــول بكونــــــــــــه ال يالئــــــــــــم الســــــــــــياق

هم شـــــــــقي (تعـــــــــاىل قســـــــــم أهـــــــــل اجلمـــــــــع يـــــــــوم القيامـــــــــة إىل قســـــــــمني : ومـــــــــن ) ســـــــــعيد و فمـــــــــنـ________________

.١٩٥ص ، ٥ج ، مجمع البيان. ٢ .٣١ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ١ .٣١ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. ٣

مبـــــــدوآن ) أمـــــــا الـــــــذين ســـــــعدواو (اخل وقولـــــــه : ) فأمـــــــا الـــــــذين شـــــــقوا (املعلـــــــوم أن قولـــــــه : هم شـــــــــــقي وســـــــــــعيد (بأمـــــــــــا التفصـــــــــــيلية مســـــــــــوقان لتفصـــــــــــيل مـــــــــــا أمجـــــــــــل يف قولـــــــــــه : )فمـــــــــــنـ

، النــــــــــــار ال طائفــــــــــــة مــــــــــــنهم خاصــــــــــــةوالزم ذلــــــــــــك كــــــــــــون املــــــــــــراد بالــــــــــــذين شــــــــــــقوا مجيــــــــــــع أهــــــــــــل واملـــــــــــــراد بالـــــــــــــذين ســـــــــــــعدوا مجيـــــــــــــع أصـــــــــــــحاب اجلنـــــــــــــة ال خصـــــــــــــوص مـــــــــــــن أخـــــــــــــرج مـــــــــــــن النـــــــــــــار

.وأدخل اجلنةهم شــــــــقي وســــــــعيد (اللهــــــــم إال أن يقــــــــال املــــــــراد بقولــــــــه : وصــــــــف طائفــــــــة خاصــــــــة )فمــــــــنـ

وهـــــــــــم الـــــــــــذين أدخلـــــــــــوا ، وذلـــــــــــك أن بعـــــــــــض أهـــــــــــل اجلمـــــــــــع شـــــــــــقي وســـــــــــعيد معـــــــــــا ، بأعيـــــــــــا مــــــــــــــدين مادامــــــــــــــت الســــــــــــــموات واألرض إال مــــــــــــــا شــــــــــــــاء ربــــــــــــــك أن ــــــــــــــار واســــــــــــــتقروا فيهــــــــــــــا خال الن خيـــــــــــرجهم منهـــــــــــا ويـــــــــــدخلهم اجلنـــــــــــة ويســـــــــــعدهم ـــــــــــا فيخلـــــــــــدوا فيهـــــــــــا إال مقـــــــــــدارا مـــــــــــن الزمـــــــــــان

.كانوا فيه أشقياء ساكنني يف النار قبل أن يدخلوا اجلنةـــــــــدمناه مـــــــــن االشـــــــــكال وهـــــــــو أن الســـــــــياق الظـــــــــاهر يف وصـــــــــف أهـــــــــل ، لكـــــــــن ينتقـــــــــل مـــــــــا ق

وميكــــــــــــــن أن يقــــــــــــــرر هــــــــــــــذا .اجلمـــــــــــــع عامــــــــــــــة ال يســــــــــــــاعد علـــــــــــــى إرادة طائفــــــــــــــة خاصــــــــــــــة مـــــــــــــنهمهم شـــــــقي وســـــــعيد (الوجـــــــه علـــــــى وجـــــــه التعمـــــــيم بـــــــأن يقـــــــال : املـــــــراد بقولـــــــه : تقســـــــيم )فمـــــــنـ

ــــــــه : ، عامــــــــة أهــــــــل اجلمــــــــع إىل الشــــــــقي والســــــــعيد ــــــــقوا (واملــــــــراد بقول مجيــــــــع أهــــــــل ) الــــــــذين ش ويكـــــــــون املـــــــــراد باالســـــــــتثناء ، مجيـــــــــع أصـــــــــحاب اجلنـــــــــة ) الـــــــــذين ســـــــــعدوا (وبقولـــــــــه : ، النـــــــــار

يف املوضـــــــــــــعني اســـــــــــــتثناء حـــــــــــــال الفســـــــــــــاق مـــــــــــــن أهـــــــــــــل التوحيـــــــــــــد الـــــــــــــذين خيـــــــــــــرجهم اهللا تعـــــــــــــاىل ـــــــــــة ـــــــــــار ويـــــــــــدخلهم اجلن ـــــــــــى الوجـــــــــــه ، مـــــــــــن الن وحينئـــــــــــذ يســـــــــــلم مـــــــــــن جـــــــــــل مـــــــــــا كـــــــــــان يـــــــــــرد عل

١ .السابق من اإلشكال وهـــــــــــــــذا املقصـــــــــــــــود مـــــــــــــــن قـــــــــــــــول العالمـــــــــــــــة الطربســـــــــــــــي حيـــــــــــــــث قـــــــــــــــال : وجيـــــــــــــــوز أن يريـــــــــــــــد

ــــــــــه : هــــــــــنبالــــــــــذين شــــــــــقوا مجيــــــــــع الــــــــــداخلني إىل ج ــــــــــا شــــــــــاء ربــــــــــك (م مث اســــــــــتثىن بقول )إال مـــــــــواب والبـــــــــد أن يوصـــــــــل إليـــــــــه ـــــــــا (وتقـــــــــديره ، أهـــــــــل الطاعـــــــــات مـــــــــنهم ممـــــــــن اســـــــــتحق الث إال م

وأمــــــــــــا يف أهــــــــــــل اجلنــــــــــــة .النــــــــــــار ويدخلــــــــــــه اجلنــــــــــــة أن خيرجــــــــــــه بتوحيــــــــــــده مــــــــــــن )شــــــــــــاء ربــــــــــــك ________________

.٣٢، ٣١ص ، لمصدر السابق. ا١

١ .فهو استثناء من خلودهم أيضا ملا ذكرناه أيضا سادســــــــــــــــا : إن تعليــــــــــــــــق ذلــــــــــــــــك باملشــــــــــــــــيئة علــــــــــــــــى ســــــــــــــــبيل التأكيــــــــــــــــد للخلــــــــــــــــود والتبعيــــــــــــــــد

فكأنــــــــــــه تعليــــــــــــق ، بــــــــــــه ألن اهللا تعــــــــــــاىل ال يشــــــــــــاء إال ختليـــــــــــدهم علــــــــــــى مــــــــــــا حكـــــــــــم، للخـــــــــــروج .مبا ال يكون ألنه ال يشاء أن خيرجهم منها، ملا ال يكون

ويــــــــــرده العالمــــــــــة الطباطبــــــــــائي بكــــــــــون هــــــــــذا الوجــــــــــه يشــــــــــارك مــــــــــع مــــــــــا تبنــــــــــاه هــــــــــو بــــــــــدعوى غــــــــــــــري أن الوجـــــــــــــه الــــــــــــــذي ، كـــــــــــــون االســـــــــــــتثناء يف املــــــــــــــوردين غـــــــــــــري مســــــــــــــوق لـــــــــــــنقض اخللـــــــــــــود

وهــــــــــــذا الوجــــــــــــه خيــــــــــــتص ، االهليــــــــــــة تبنــــــــــــاه خيــــــــــــتص بكــــــــــــون االســــــــــــتثناء لبيــــــــــــان إطــــــــــــالق القــــــــــــدرةــــــــــــــــود ال ينــــــــــــــــتقض بســــــــــــــــبب مــــــــــــــــن األســــــــــــــــباب إال أن بــــــــــــــــدعوى أن االســــــــــــــــتثناء لبيــــــــــــــــان أن اخلل

.ولن يشاء أصال ، يشاء اهللا انتقاضه هــــب أن ، الدليــــل عليــــه ) ولــــن يشــــاء أصــــال (فــــان قولــــه : ، وهــــذا هــــو وجــــه الضــــعف فيــــه

ـــــر مجـــــذوذ (قولـــــه يف أهـــــل اجلنـــــة : لكـــــن قولـــــه : إن ، يشـــــعر أو يـــــدل علـــــى ذلـــــك ) عطـــــاء غيـ ٢ .ال يشعر به وال يدل عليه لو مل يشعر خبالفه كما هو ظاهر ) ربك فـعال لما يريد (

أنــــــه أراد ) إن ربــــــك فـعــــــال لمــــــا يريــــــد (ســــــابعا : إن اهللا ســــــبحانه اســــــتثىن مث عــــــزم بقولــــــه : قريـــــــــــــب منــــــــــــــه مــــــــــــــا قالــــــــــــــه الزجـــــــــــــاج وغــــــــــــــريه أنــــــــــــــه اســــــــــــــتثناء و ، قالــــــــــــــه احلســــــــــــــن، أن خيلـــــــــــــدهم

ـــــــــــــــك تســـــــــــــــتثنيه العـــــــــــــــرب وتفعلـــــــــــــــه كمـــــــــــــــا تقـــــــــــــــول : واهللا الضـــــــــــــــربن زيـــــــــــــــدا إال أن أرى غـــــــــــــــري ذل واملعــــــــــــــىن يف االســــــــــــــتثناء علــــــــــــــى هــــــــــــــذا إين لــــــــــــــو شــــــــــــــئت أن ال ، وأنــــــــــــــت عــــــــــــــازم علــــــــــــــى ضــــــــــــــربه

٣ .وهذا هو الوجه الذي تبناه العالمة الطباطبائي .أضربه لفعلتـــــــــا : إن ا ملـــــــــراد بـــــــــه اســـــــــتثناء مـــــــــن الزمـــــــــان الـــــــــذي ســـــــــبق فيـــــــــه طائفـــــــــة مـــــــــن أهـــــــــل النـــــــــار ثامن

فانــــــــــه تعــــــــــاىل يقــــــــــول : ، وكــــــــــذا يف الطوائــــــــــف الــــــــــذين يــــــــــدخلون اجلنــــــــــة، دخلوهــــــــــا قبــــــــــل طائفــــــــــةـــرا ( ـــنم زم ـــى جه ـــروا إل ـــر (، )وســـيق الـــذين كف ـــى الجنـــة زم ـــم إل ـــوا ربـه )ا وســـيق الـــذين اتـق

ـــــــدخل بعـــــــد الزمـــــــرة ـــــــد أن يقـــــــع بينهمـــــــا تفـــــــاوت يف الزمـــــــان، فـــــــالزمرة مـــــــنهم ت ـــــــذي، فالب وهـــــــو ال________________

.٣٣ـ ٣٢ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. راجع : ٢ .١٩٥ص ، ٥ج ، مجمع البيان. راجع : ١ .٢٩ـ ٢٨ص ، المصدر السابق. راجع : ٣

.ونقل هذا الوجه حيىي بن سالم البصري، )شاء ربك إال ما (يستثنيه تعاىل بقوله : خالــــــــــــــدين فيهــــــــــــــا (ويــــــــــــــرده العالمــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــائي بقولــــــــــــــه : إن الظــــــــــــــاهر مــــــــــــــن قولــــــــــــــه :

ـــــــماوات ـــــــا دامـــــــت الس اخل أن )ففـــــــي الجنـــــــة خالـــــــدين فيهـــــــا(وكـــــــذا يف قولـــــــه : )األرض و م ١ .النار أو اجلنة من جهة النهاية ال من جهة البدايةالوصف ناظر إىل مدة الكون يف

تاســــــــــــــــعا : إن املعــــــــــــــــىن خالــــــــــــــــدون يف النــــــــــــــــار دائمــــــــــــــــون فيهــــــــــــــــا مــــــــــــــــدة كــــــــــــــــو م يف القبــــــــــــــــور وإذا فنيتــــــــــــــــا وعــــــــــــــــدمتا إنقطــــــــــــــــع عقــــــــــــــــا م إىل أن ، مادامــــــــــــــــت الســــــــــــــــماوات واألرض يف الــــــــــــــــدنيا

.ما يكون يف اآلخرة وقع على )إال ما شاء ربك (وقوله : ، يبعثهم اهللا للحساب وقــــــــــــــــال العالمــــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــــائي يف رده : إن مرجعــــــــــــــــه إىل الوجــــــــــــــــه الثــــــــــــــــاين املبــــــــــــــــين علــــــــــــــــى

٢ .وقد عرفت ما يرد عليه، مع اختالف ما يف التقرير )سوى( مبعىن )إال ( أخذـــــــــا شـــــــــاء ربـــــــــك (عاشـــــــــرا : إن املـــــــــراد : ، أن يتجـــــــــاوز عـــــــــنهم فـــــــــال يـــــــــدخلهم النـــــــــار )إال م

ــــــــــــــذين شــــــــــــــقوا ــــــــــــــد اىل ال ــــــــــــــذين شــــــــــــــقوا ، فاالســــــــــــــتثناء مــــــــــــــن الضــــــــــــــمري العائ والتقــــــــــــــدير فأمــــــــــــــا ال والظــــــــــــاهر أن هــــــــــــذا القائــــــــــــل يوجــــــــــــه االســــــــــــتثناء يف ، فكــــــــــــائنون يف النــــــــــــار إال مــــــــــــا شــــــــــــاء ربــــــــــــك

ـــــة ـــــعدواو (ناحيـــــة أهـــــل اجلن ـــــا الـــــذين س ـــــهـ أم ـــــاء ربـــــك ـ إىل قول ـــــا ش ـــــأن املـــــراد )إال م ب واملعــــــــــــــىن أن الســــــــــــــعداء يف اجلنــــــــــــــة ، التوحيــــــــــــــد اخلــــــــــــــارجون مــــــــــــــن النــــــــــــــار إىل اجلنــــــــــــــةبــــــــــــــه أهــــــــــــــل

ــــــــــــــــدون فيهــــــــــــــــا إال الفســــــــــــــــاق مــــــــــــــــن أهــــــــــــــــل التوحيــــــــــــــــد مث خيرجــــــــــــــــون ، فــــــــــــــــإ م يف النــــــــــــــــار، خال .ونسب هذا الوجه إىل أيب جملز، فيدخلون اجلنة

وقــــــــــــد أشــــــــــــكل عليــــــــــــه العالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي بقولــــــــــــه : إن مــــــــــــا ذكــــــــــــره إمنــــــــــــا جيــــــــــــري يف أول وهـــــــــــو كائنـــــــــــا مـــــــــــا ، فالثـــــــــــاين مـــــــــــن االســـــــــــتثنائني البـــــــــــد أن يوجـــــــــــه بوجـــــــــــه آخـــــــــــر، ثنائنياالســـــــــــت

علـــــــــــــى أن العصـــــــــــــاة مـــــــــــــن املـــــــــــــؤمنني .كـــــــــــــان يوجـــــــــــــب انتقـــــــــــــاض وحـــــــــــــدة الســـــــــــــياق يف اآليتـــــــــــــني ، ال يعفـــــــــى عـــــــــنهم جزافـــــــــا ، الــــــــذين يعفـــــــــو اهللا ســـــــــبحانه عـــــــــنهم فـــــــــال يــــــــدخلهم النـــــــــار مـــــــــن رأس

فيـــــــــــــدخلون يف، ن بـــــــــــــذلك ســـــــــــــعداءفيصـــــــــــــريو ، وإمنـــــــــــــا يعفـــــــــــــى لصـــــــــــــاحل عملهـــــــــــــم أو لشـــــــــــــفاعة________________

.٣٤، ٣٣ص ، المصدر السابق. ٢ .٣٣ص ، ١١ج ، لمصدر السابق. ا١

اخل مـــــــــن غـــــــــري أن يـــــــــدخلوا يف زمـــــــــرة ) أمـــــــــا الـــــــــذين ســـــــــعدوا ففـــــــــي الجنـــــــــة و (اآليـــــــــة الثانيـــــــــة وباجلملـــــــــــــة هـــــــــــــم ليســـــــــــــوا بأشـــــــــــــقياء حـــــــــــــىت ، مث يســـــــــــــتثنوا لعـــــــــــــدم دخـــــــــــــوهلم النـــــــــــــار، األشـــــــــــــقياء ١ .بل سعداء داخلون يف اجلنة من أول، يستثنوا

ــــــــــــــــيت ذكرهــــــــــــــــا ، الوجــــــــــــــــه الصــــــــــــــــحيح يف املــــــــــــــــراد مــــــــــــــــن أداة اإلســــــــــــــــتثناء هــــــــــــــــذه الوجــــــــــــــــوه ال فــــــــــــإن أكثرهــــــــــــا ال ختلــــــــــــو مــــــــــــن إشــــــــــــكال عــــــــــــدا ، العالمــــــــــــة الطربســــــــــــي وغــــــــــــريه مــــــــــــن املفســــــــــــرين

وهــــــــــــذان الوجهــــــــــــان مهــــــــــــا ، حيــــــــــــث ميكــــــــــــن تفســــــــــــري اآليــــــــــــة علــــــــــــى ضــــــــــــوئهما، وجهـــــــــــني منهــــــــــــا وهــــــــــــو كــــــــــــون االســــــــــــتثناء اســــــــــــتثناء مــــــــــــن اخللــــــــــــود إلخــــــــــــراج املــــــــــــذنبني مــــــــــــن ، الوجــــــــــــه اخلــــــــــــامس

ـــــــــــيس اســـــــــــتثناء مـــــــــــن اخللـــــــــــود بـــــــــــل لبيـــــــــــان ، املوحـــــــــــدين والوجـــــــــــه الســـــــــــابع وهـــــــــــو أن االســـــــــــتثناء ل .إطالق القدرة اإلهلية

والعالمـــــــــــــة ٢أمـــــــــــــا الوجـــــــــــــه اخلـــــــــــــامس فقـــــــــــــد ذهـــــــــــــب اليـــــــــــــه كـــــــــــــل مـــــــــــــن الشـــــــــــــيخ الطوســـــــــــــي ــــــــــــــاه العالمــــــــــــــة ٥ .والربوســــــــــــــوي ٤والبيضــــــــــــــاوي ٣ســــــــــــــي الطرب وأمــــــــــــــا الوجــــــــــــــه الســــــــــــــابع فقــــــــــــــد تبن

ــــــــــــــــــــائي ــــــــــــــــــــده ٦الطباطب والعالمــــــــــــــــــــة مرتضــــــــــــــــــــى ٨وامحــــــــــــــــــــد املراغــــــــــــــــــــي ٧والشــــــــــــــــــــيخ حممــــــــــــــــــــد عب ، فيمــــــــــــا أجــــــــــــاز الشــــــــــــيخ مكــــــــــــارم الشـــــــــــريازي الــــــــــــوجهني حمــــــــــــتمال وجهــــــــــــا ثالثــــــــــــا ٩، العســـــــــــكري

ــــــــــــــوجهني اخلــــــــــــــامس والســــــــــــــابع ــــــــــــــق مــــــــــــــن ال ــــــــــــــة وهــــــــــــــو كــــــــــــــون اال، وهــــــــــــــو تلفي ســــــــــــــتثناء يف اجلمل ، األوىل إشـــــــــــــــــــارة إىل املـــــــــــــــــــؤمنني املـــــــــــــــــــذنبني الـــــــــــــــــــذين يعتقـــــــــــــــــــون مـــــــــــــــــــن النـــــــــــــــــــار بعـــــــــــــــــــد مـــــــــــــــــــدة

ـــــــــــــــة إشـــــــــــــــارة إىل قـــــــــــــــدرة اهللا ســـــــــــــــبحانه والشـــــــــــــــاهد عليـــــــــــــــه ورود ، واالســـــــــــــــتثناء يف اجلملـــــــــــــــة الثاني ليــــــــــدل ، يف اجلملــــــــــة األوىل بعــــــــــد االســــــــــتثناء ) إن ربــــــــــك فـعــــــــــال لمــــــــــا يريــــــــــد (قولـــــــــه تعــــــــــاىل

ــــــــــــــــر (ويف اجلملــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــة ورود قولــــــــــــــــه : عطــــــــــــــــآء ، ى حتقــــــــــــــــق املشــــــــــــــــيئة اإلهليــــــــــــــــةعلــــــــــــــــ غيـ________________

.٦٨، ٦٧ص ، ٦ج ، تفسير التبيان. راجع : ٢ .٣٤ص ، ١١ج ، لمصدر السابق. ا١ .٢٦٣ص ، ٣ج ، تفسير البيضاوي. راجع : ٤ .٦٨، ٦٧ص ، ٦ج ، تفسير التبيان. راجع : ٣ .٢٩، ٢٨ص ، ١١ج ، تفسير الميزان. راجع : ٦ .١٨٨ص ، ٤ج ، روح البيان. راجع : ٥ .١٦١، ٦٠ص ، ١٢ج ، تفسير المنار. راجع : ٧ .٨٧ص ، ١٢ج ، تفسير المراغي. راجع : ٨ .٣٩٤ص ، عقائد االسالم من القرآن الكريم، . راجع : السيد مرتضى العسكري٩

١ .ليدل على األبدية ) مجذوذ إن االســــــــــتثناء علــــــــــى هــــــــــذا الوجــــــــــه اســــــــــتثناء مــــــــــن اخللــــــــــود توضــــــــــيح الوجــــــــــه الخــــــــــامس :

أي أ ــــــــــــــم ، كمــــــــــــــا يشــــــــــــــري اليــــــــــــــه االســــــــــــــتثناء األول، يف النــــــــــــــار إلخــــــــــــــراج فســــــــــــــاق املوحــــــــــــــدين فـــــــــــاخللود هنـــــــــــا منـــــــــــتقض باعتبـــــــــــار ، ســـــــــــوف خيرجـــــــــــون مـــــــــــن النـــــــــــار بعـــــــــــد مـــــــــــدة مـــــــــــن العـــــــــــذاب

فـــــــــــــــاخللود ، إىل أ ـــــــــــــــم مفـــــــــــــــارقون اجلنـــــــــــــــة أيـــــــــــــــام عـــــــــــــــذا مويف االســـــــــــــــتثناء يشـــــــــــــــري، االنتهـــــــــــــــاء .على هذا منتقض باعتبار االبتداء يف االستثناء الثاين

ــــــى هــــــذا التفســــــري ال يكــــــون قولــــــه تعــــــاىل : ــــــقي (فــــــإن قيــــــل : إنــــــه عل هم ش ــــــنـ ــــــعيد و فم ) س ، ألن مــــــــــن شــــــــــرطه أن تكــــــــــون صــــــــــفة كــــــــــل قســــــــــم منتفيــــــــــة عــــــــــن قســــــــــيمه، تقســــــــــيما صــــــــــحيحا

.قد اجتمع الوصفان يف مصداق واحد وهنا وإن حــــــــــــــاهلم ال خيلــــــــــــــو عــــــــــــــن ، قلنــــــــــــــا : إن أهــــــــــــــل املوقــــــــــــــف ال خيرجــــــــــــــون عــــــــــــــن القســــــــــــــمني

، وذلــــــــــــك ال مينــــــــــــع اجتمــــــــــــاع األمــــــــــــرين يف شــــــــــــخص واحــــــــــــد باعتبــــــــــــارين، الســــــــــــعادة والشــــــــــــقاوة ٢ .وسعيدا يف زمان آخر، فيكون شقيا يف زمان

ـــــــــــــه صـــــــــــــاحب ـــــــــــــة مـــــــــــــا نقل ـــــــــــــد هـــــــــــــذا الوجـــــــــــــه رواي تفســـــــــــــري الربهـــــــــــــان مســـــــــــــندا إىل وممـــــــــــــا يؤيـــــماوات (عـــــن قـــــول اهللا : محـــــران قـــــال : ســـــألت أبـــــا جعفـــــر خالـــــدين فيهـــــا مـــــا دامـــــت الس

٣ .» هذه يف الذين خيرجون من النار« قال : ) األرض و خالــــــــــدين فيهــــــــــا ( :توضــــــــــيح الوجــــــــــه الســــــــــابع : إذ قلنــــــــــا : إن االســــــــــتثناء يف قولــــــــــه تعــــــــــاىل

ـــــماوات واألرض إال مـــــا شـــــاء ربـــــك إن ربـــــك فـعـــــال لمـــــا يريـــــد اســـــتثناء مـــــن )مـــــا دامـــــت الســـــــــــدين ـــــــــــدون فيهـــــــــــا إال مـــــــــــا شـــــــــــاء ، ضـــــــــــمري اجلمـــــــــــع املســـــــــــترت يف خال واملعـــــــــــىن هـــــــــــم مجيعـــــــــــا خال ا يف األخبـــــــــــــــار أن املـــــــــــــــذنبني فيكـــــــــــــــون تصـــــــــــــــديقا ملـــــــــــــــ، اهللا أن خيـــــــــــــــرج منهـــــــــــــــا ويـــــــــــــــدخل اجلنـــــــــــــــة

بــــــــــــــل خيرجــــــــــــــون منهــــــــــــــا ويــــــــــــــدخلون اجلنــــــــــــــة، والعصــــــــــــــاة مــــــــــــــن املــــــــــــــؤمنني اليــــــــــــــدومون يف النــــــــــــــار________________

.٦٨، ٦٧ص ، ٧ج ، االمثل في تفسير كتاب اهللا المنزل، اجع : ناصر مكارم الشريازي. ر ١ .٢٦٣ص ، ٣ج ، تفسير البيضاوي. راجع : ٢ .١٠ح ، ٢٣٤ص ، ٣ج ، البرهان في تفسير القرآن، البحراين. السيد هاشم ٣

.يف انتقاض العموم وصحة االستثناء فإن خروج البعض كاف ، للشفاعة يف اآلخرةـــــا الـــــذين ســـــعدوا ففـــــي الجنـــــة و ( والكـــــالم فـــــي اآليـــــة التاليـــــة : اخل نظـــــري الكـــــالم يف ) أم

غــــــــــــري أن االســــــــــــتثناء يف آيــــــــــــة اجلنــــــــــــة يعقبــــــــــــه قولــــــــــــه ، الســــــــــــياقالشــــــــــــرتاكهما يف ، هـــــــــــذه اآليــــــــــــةـــــــــــذوذ (تعـــــــــــاىل : ـــــــــــر مج ـــــــــــاء غيـ والزمـــــــــــه أن ال يكـــــــــــون االســـــــــــتثناء مشـــــــــــريا إىل حتقـــــــــــق ) عط بــــــــــل هــــــــــو مشــــــــــري إىل إمكــــــــــان ، فإنــــــــــه ال يالئــــــــــم كــــــــــون اجلنــــــــــة عطــــــــــاء غــــــــــري مقطــــــــــوع، الوقــــــــــوع لكـــــــــــن ، إال أن خيـــــــــــرجهم اهللا منهـــــــــــاواملعـــــــــــىن أن أهـــــــــــل اجلنـــــــــــة خالـــــــــــدون فيهـــــــــــا أبـــــــــــدا ، الوقـــــــــــوع

فيكــــــــــــون ، واهللا غــــــــــــري شــــــــــــاء ذلــــــــــــك أبــــــــــــدا ، وهــــــــــــم غــــــــــــري خــــــــــــارجني منهــــــــــــا، العطيــــــــــــة دائميــــــــــــة وأن قـــــــــــــدرة اهللا ســـــــــــــبحانه التنقطـــــــــــــع عـــــــــــــنهم ، االســـــــــــــتثناء مســـــــــــــوقا الثبـــــــــــــات القـــــــــــــدرة املطلقـــــــــــــة

فلــــــــــــه تعــــــــــــاىل أن خيــــــــــــرجهم مــــــــــــن اجلنــــــــــــة وإن وعــــــــــــد هلــــــــــــم البقــــــــــــاء ، بإدخــــــــــــاهلم اجلنــــــــــــة اخلالــــــــــــدة .واهللا ال خيلف امليعاد، لكنه تعاىل ال خيرجهم ملكان وعده، ا دائما فيه

ـــــــــــع يف هـــــــــــذه اآليـــــــــــة ـــــــــــ والكـــــــــــالم يف االســـــــــــتثناء الواق ـــــــــــة النـــــــــــار ـ ـــــــــــ أعـــــــــــين آي ـــــــــــة ـ نظـــــــــــريه يف آي ) إن ربـك فـعـال لمـا يريـد (وإن اختتمـت اآليـة بقولـه : ، لوحدة السياق باملقابلـة واحملـاذاة، اجلنة ١ .من االشارة إىل التحقق ماال خيفىوفيه

ــــــــــه : عــــــــــن أيب وممــــــــــا يؤيــــــــــد هــــــــــذا الوجــــــــــه روايــــــــــة مــــــــــا نقلــــــــــه صــــــــــاحب تفســــــــــري الربهــــــــــان بقولهم شــــــقي (يف قولـــــه بصـــــري عـــــن أيب جعفــــــر يف ذكـــــر أهـــــل النــــــار « قــــــال : ) ســـــعيد و فمـــــنـ

ــــــــــا الــــــــــذين ســــــــــعدوا ففــــــــــي الجنــــــــــة (ولــــــــــيس يف ذكــــــــــر أهــــــــــل اجلنــــــــــة اســــــــــتثناء ، اســــــــــتثناء وأمر مجذوذ ٢ .» )خالدين فيها ما دامت السماوات واألرض إال ما شاء ربك عطاء غيـ

يشـــــــــــــــري فيهـــــــــــــــا اىل أن ويعلـــــــــــــــق العالمـــــــــــــــة الطباطبـــــــــــــــائي علـــــــــــــــى هـــــــــــــــذه الروايـــــــــــــــة بأنـــــــــــــــه ــــــــــر مجــــــــــذوذ ( أهــــــــــل اجلنــــــــــة ملــــــــــا عقبــــــــــه اهللا بقولــــــــــه : االســــــــــتثناء باملشــــــــــيئة يف مل ) عطــــــــــاء غيـ

وأمنـــــــــــا يــــــــــدل علــــــــــى إطـــــــــــالق، يكــــــــــن اســــــــــتثناء داال علـــــــــــى إخــــــــــراج بعــــــــــض أهـــــــــــل اجلنــــــــــة منهــــــــــا________________

.٢٩، ٢٨ص ، ١١ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١ .٣ج ، البرهان في تفسير القرآن. ٢

ــــــــه : ، القــــــــدرة ــــــــه معقــــــــب بقول ــــــــار فإن ــــــــا (خبــــــــالف االســــــــتثناء يف أهــــــــل الن ــــــــال لم إن ربــــــــك فـع .املشعر بوقوع الفعل ) يريد

وأصــــــــــــــح الــــــــــــــوجهني هــــــــــــــو الوجــــــــــــــه الســــــــــــــابع الــــــــــــــذي ذهــــــــــــــب اليــــــــــــــه العالمــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــائي ســـــــنـقرئك فـــــــال تنســـــــى (ويؤيـــــــده مــــــا ذكـــــــره الفــــــراء يف تفســـــــريه لقولـــــــه تعــــــاىل : ، وآخــــــرون

خالــــــــدين فيهــــــــا (وهـــــــو كقولــــــــه : ، قـــــــال : مل يشــــــــأ أن ينســـــــى شــــــــيئا ، )إال مـــــــا شــــــــاء اللــــــــه ـــــــماوات واألرض إال مــــــا شـــــــاء ربــــــك وأنــــــت قائــــــل يف الكـــــــالم : .وال يشـــــــاء )مــــــا دامــــــت الس

، والنيـــــــــــة أال متنعـــــــــــه .وإال أن أشـــــــــــاء أن أمنعـــــــــــك، ألعطينـــــــــــك كـــــــــــل مـــــــــــا ســـــــــــألت إال ماشـــــــــــئت ٢ .وعلى هذا جماري األميان يستثىن فيها ونية احلالف التمام

ــــــــــــه : هم شــــــــــــقي (وميكــــــــــــن االســــــــــــتدالل علــــــــــــى فســــــــــــاد الوجــــــــــــه اخلــــــــــــامس مــــــــــــن قول ــــــــــــنـ فم وإمــــــــــا ، فهــــــــــو إمــــــــــا إىل اجلنــــــــــة، فاآليــــــــــة نـــــــــاظرة إىل عاقبــــــــــة االنســــــــــان يــــــــــوم القيامــــــــــة ) ســــــــــعيد و

وعلــــــــــــــى ، أو مــــــــــــــن املخلــــــــــــــدين يف اجلنــــــــــــــة، خلــــــــــــــدين يف النــــــــــــــارأي إمــــــــــــــا مــــــــــــــن امل، إىل النــــــــــــــار فـــــــــــــال يشـــــــــــــمل فســـــــــــــاق ، هـــــــــــــذا يكـــــــــــــون املقصـــــــــــــود مـــــــــــــن األشـــــــــــــقياء يف اآليـــــــــــــة هـــــــــــــم الكفـــــــــــــار

وعلـــــــــــــى هـــــــــــــذا ، املوحـــــــــــــدين حـــــــــــــىت نقـــــــــــــول إن االســـــــــــــتثناء إلخـــــــــــــراج املـــــــــــــذنبني مـــــــــــــن املوحـــــــــــــدين .خللودفالبد من تفسري اآلية بكو ا إلثبات املشيئة اإلهلية وليست استثناءا من ا

ـــــــــات القرآنيـــــــــة ـــــــــد مـــــــــا قلنـــــــــاه هـــــــــو مـــــــــا يتقـــــــــدمها ومـــــــــا يتعقبهـــــــــا مـــــــــن اآلي ، وممـــــــــا يؤكـــــــــد ويؤيــــــــــود حتكــــــــــي عــــــــــن قصــــــــــص األمــــــــــم الغــــــــــابرة ــــــــــى آيــــــــــة اخلل ــــــــــيت تقــــــــــدمت عل ــــــــــات القرآنيــــــــــة ال فاآلي

والــــــــــــــــــذي ســــــــــــــــــاقهم إىل عــــــــــــــــــذاب ، وعــــــــــــــــــن شــــــــــــــــــركهم واســــــــــــــــــتكبارهم عــــــــــــــــــن قبــــــــــــــــــول احلــــــــــــــــــق فــــــال تــــــك فــــــي مريــــــة (وهــــــو قولــــــه تعــــــاىل : ، وكــــــذلك مــــــا يتعقبهــــــا مــــــن اآليــــــات، االستئصــــــال

بــــل وإنــــا لموفــــوهم نصــــيبـهم غ ــــؤالء مــــا يـعبــــدون إال كمــــا يـعبــــد آبــــاؤهم مــــن قـ ــــا يـعبــــد ه ــــر مم يـــــــــــوص ــــــــــة اخللــــــــــود ومــــــــــا ســــــــــبقها مــــــــــن تفصــــــــــيل لقصــــــــــص )منق ــــــــــع علــــــــــى آي ــــــــــة تفري وهــــــــــذه اآلي

________________ .٤١ص ، ١١ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١ .٢٥٦ص ، ٣ج ، معاني القرآن، . راجع : أيب زكريا بن زياد الفراء٢

كمـــــــــــــا قـــــــــــــال العالمـــــــــــــة ، وفيهـــــــــــــا ايئـــــــــــــاس للكـــــــــــــافرين مـــــــــــــن العفـــــــــــــو االهلـــــــــــــي، االمـــــــــــــم الغـــــــــــــابرة بــــــــــــان ال يكــــــــــــون ويف هــــــــــــذه اآليــــــــــــة يــــــــــــأمر اهللا تعــــــــــــاىل نبيــــــــــــه ٢ .والطربســــــــــــي ١الطباطبــــــــــــائي

ــــــــــد اولئــــــــــك االمــــــــــم ، يف شــــــــــك مــــــــــن عبــــــــــادة قومــــــــــه لغــــــــــري اهللا ومــــــــــا يعبــــــــــد هــــــــــؤالء إال كمــــــــــا يعبـــــــــذين كـــــــــانوا آبـــــــــاءهم ـــــــــا ، اهلالكـــــــــة ال وال شـــــــــك انـــــــــا ســـــــــنعطيهم حظهـــــــــم مـــــــــن اجلـــــــــزاء كمـــــــــا فعلن

فكـــــــــل ذلــــــــك دليـــــــــل علـــــــــى ، علــــــــى أن ســـــــــورة هــــــــود بكاملهـــــــــا نزلـــــــــت يف مكــــــــة .ذلــــــــك بآبـــــــــائهم وال ريــــــــــــــب أن الكفــــــــــــــار خملــــــــــــــدون يف النـــــــــــــــار ، قصــــــــــــــود مــــــــــــــن األشــــــــــــــقياء هــــــــــــــم الكفــــــــــــــارأن امل

وعلـــــــى هـــــــذا الميكـــــــن ) مـــــــا هـــــــم بخـــــــارجين مـــــــن النـــــــار و (كقولـــــــه تعـــــــاىل : ، بصـــــــريح القـــــــرآن ، محــــــــــــــل االســــــــــــــتثناء يف آيــــــــــــــة اخللــــــــــــــود يف النــــــــــــــار علــــــــــــــى اســــــــــــــتثناء الفســــــــــــــاق مــــــــــــــن املوحــــــــــــــدين

ه فيلـــــــــزم محلهـــــــــا علـــــــــى كـــــــــون املقصـــــــــود منهـــــــــا هـــــــــو ومـــــــــا تقـــــــــدم مـــــــــن بيـــــــــان فســـــــــاد بقيـــــــــة الوجـــــــــو .وانه ال خيرج شيء عن إرادته تعاىل، إثبات املشيئة االهلية

ـــــــــــوم القيامـــــــــــة ينقســـــــــــمون إىل مـــــــــــن هـــــــــــو فـــــــــــاملعىن : أن اهللا تعـــــــــــاىل خيـــــــــــرب أن أهـــــــــــل اجلمـــــــــــع ي وإىل مــــــــــن هــــــــــو ســــــــــعيد ، شــــــــــقي لســــــــــوء عملــــــــــه مــــــــــن الكفــــــــــر والشــــــــــرك والتكــــــــــذيب بآيــــــــــات اهللا

وســــــــــياق اآليـــــــــــة يــــــــــدل علــــــــــى حصـــــــــــر أهــــــــــل اجلمـــــــــــع يــــــــــوم القيامـــــــــــة ، احلالميانــــــــــه وعملــــــــــه الصــــــــــــــــــــه تعـــــــــاىل : ، يف الفـــــــــريقني الســـــــــعداء واالشـــــــــقياء ـــــــــع ال (فهـــــــــي نظـــــــــري قول ـــــــــوم الجم ـــــــــذر يـ وتن

ـــعير ولـــو شـــاء اللــه لجعلهـــم أمـــة واحـــدة ولكـــن ريــب فيـــه فريـــق فـــي الجنـــة وفريــق فـــي الســــق (فقولــــه : ٣ )يــــدخل مــــن يشــــاء فــــي رحمتــــه والظــــالمون مــــا لهــــم مــــن ولــــي وال نصــــير فري

ــــــي الجنــــــة ــــــي الســــــعير و ف ــــــق ف ــــــد احلصــــــر ) فري ــــــة الســــــياق أ ــــــا تفي ــــــ، مبعون ت وحــــــدها وإن كان ، واآليـــــــــــة نـــــــــــاظرة إىل عاقبـــــــــــة االنســـــــــــان ونتيجـــــــــــة عملـــــــــــه يـــــــــــوم القيامـــــــــــة، مبعـــــــــــزل عـــــــــــن الداللـــــــــــة

وبعـــــــد ذلـــــــك فصـــــــلت اآليـــــــة حـــــــال ، وإمـــــــا مـــــــن الســـــــعداء أبـــــــدا ، فهـــــــو إمـــــــا مـــــــن االشـــــــقياء أبـــــــدا وهـــــــــؤالء ، فأمـــــــــا الـــــــــذين شـــــــــقوا فهـــــــــم داخلـــــــــون يف النـــــــــار، ) أمـــــــــا ( الفـــــــــريقني حبـــــــــرف التفصـــــــــيل يـــــــــــــــــرددون أنفاســـــــــــــــــهم يف صـــــــــــــــــدورهم وخيرجو ـــــــــــــــــا بصـــــــــــــــــوت عـــــــــــــــــالمـــــــــــــــــن شـــــــــــــــــدة العـــــــــــــــــذاب

________________ .٤٤ص ، ١١ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١ .٨، . الشورى ٣ .١٩٨ص ، ٥ج ، مجمع البيان. راجع : ٢

وهـــــــــــؤالء ميكثــــــــــــون يف ، وهـــــــــــم يف النـــــــــــار كمــــــــــــا يفعـــــــــــل احلمـــــــــــار يف يقـــــــــــه، بالبكـــــــــــاء واألنيـــــــــــين وكمـــــــــــــــا هـــــــــــــــي دائمـــــــــــــــة فعـــــــــــــــذا م ، مســـــــــــــــاوات اآلخـــــــــــــــرة وأرضـــــــــــــــهاالنـــــــــــــــار خملـــــــــــــــدين مادامـــــــــــــــت

ــــــــــــة ــــــــــــار دائمــــــــــــة وأبدي ــــــــــــار مبشــــــــــــيئة اهللا تعــــــــــــاىل كمــــــــــــا كــــــــــــان ، وبقــــــــــــاؤهم يف الن ودخــــــــــــوهلم اىل الن وارادتــــــــــــــه تعــــــــــــــاىل ، دخـــــــــــــوهلم اىل اجلنــــــــــــــة مبشــــــــــــــيئة اهللا حيــــــــــــــث ال خيــــــــــــــرج شــــــــــــــيء مــــــــــــــن قدرتــــــــــــــه

وقدرتـــــــــــه باقيـــــــــــة علـــــــــــى ماكانـــــــــــت عليـــــــــــه ، والـــــــــــيت ال تنقطـــــــــــع عـــــــــــنهم بادخـــــــــــاهلم اجلنـــــــــــة اخلالـــــــــــدة ، لكنـــــــــــه ال خيـــــــــــرجهم منهـــــــــــا ملكـــــــــــان وعـــــــــــده، فلـــــــــــه تعـــــــــــاىل أن خيـــــــــــرجهم منهـــــــــــا، قبـــــــــــل ذلـــــــــــك

وكـــــــــــــذلك االســـــــــــــتثناء الواقـــــــــــــع يف هـــــــــــــذه اآليـــــــــــــة نظـــــــــــــريه يف ، وهـــــــــــــو الـــــــــــــذي ال خيلـــــــــــــف امليعـــــــــــــاد آيــــــــــــــــة اجلنــــــــــــــــة لوحــــــــــــــــدة الســــــــــــــــياق وباملقابلــــــــــــــــة واحملــــــــــــــــاذاة فأهــــــــــــــــل اخللــــــــــــــــود يف النــــــــــــــــار كاهــــــــــــــــل

وذلـــــــــــــــك ألنـــــــــــــــه ، جلنـــــــــــــــة ال خيرجـــــــــــــــون منهـــــــــــــــا أبـــــــــــــــدا إال أن يشـــــــــــــــاء اهللا ســـــــــــــــبحانهاخللـــــــــــــــود يف اــــــــــدير ــــــــــى كــــــــــل شــــــــــيء ق ــــــــــع ، تعــــــــــاىل شــــــــــأنه عل وال يوجــــــــــب فعــــــــــل مــــــــــن األفعــــــــــال إعطــــــــــاء أو من

ألن قدرتــــــــــــه مطلقــــــــــــة غــــــــــــري ، أو خــــــــــــروج األمــــــــــــر مــــــــــــن يــــــــــــده، ســــــــــــلب قدرتــــــــــــه علــــــــــــى خالفــــــــــــه مـــــا يشـــــاء هـــــو ومـــــا يريـــــد مــــــن وإن اهللا تعـــــاىل يفعــــــل ، مقيـــــدة بتقـــــدير دون تقـــــدير وأمـــــر دون أمـــــر

فاآليـــــة كمــــــا تــــــرى ال داللـــــة فيهــــــا علــــــى انقطـــــاع العــــــذاب وإن احتملــــــت .إخالدهـــــم يف النــــــار أبــــــدا ـــــــــى اخـــــــــراج املـــــــــذنبني مـــــــــن املوحـــــــــدين ال ـــــــــة عل ـــــــــود فهـــــــــي دال ـــــــــى االســـــــــتثناء مـــــــــن اخلل داللتهـــــــــا عل

١ ) ار ما هم بخارجين من الن و (وقد قال تعاىل :، إخراج الكفار من النارــــس (: . قولــــه تعــــاىل٢ ن ــــن اإل ــــتكثـرتم م ــــد اس ــــر الجــــن ق ــــا معش ــــا ي ــــوم يحشــــرهم جميع ويـ

ـــــا لـــــت لن نـــــس ربـنـــــا اســـــتمتع بـعضـــــنا بـــــبـعض وبـلغنـــــا أجلنـــــا الـــــذي أج وقـــــال أوليـــــاؤهم مـــــن اإل ٢ .)قال النار مثـواكم خالدين فيها إال ما شاء الله إن ربك حكيم عليم

ـــــــــة واردة يف حـــــــــق الكفـــــــــار ـــــــــة، هـــــــــذه اآلي ـــــــــدليل هـــــــــو مـــــــــا بتبعهـــــــــا بعـــــــــد آي وهـــــــــو قولـــــــــه ، والــــــنكم يـ (تعــــــاىل : ــــــأتكم رســــــل م ــــــس ألــــــم ي ن ــــــر الجــــــن واإل ــــــيكم آيــــــاتي يــــــا معش قصــــــون عل

نـيا وشــــهدوا ــــد ــــاة ال ــــرتـهم الحي ــــى أنفســــنا وغ ــــهدنا عل ــــالوا ش ــــذا ق ــــومكم ه ــــاء يـ ــــذرونكم لق وين________________

.١٢٨، . االنعام٢ .١٦٧، . البقرة١

فســــــــهم أنـهــــــــم كــــــــانوا كــــــــافرين فاآليــــــــة ختاطــــــــب اولئــــــــك الــــــــذين دخلــــــــوا يف واليــــــــة ١ ) علــــــــى أنـ وكــــــــــــــذلك ختاطــــــــــــــب أولوليــــــــــــــاءهم مــــــــــــــن شــــــــــــــياطني اجلــــــــــــــن بأنــــــــــــــه أرســــــــــــــل إلــــــــــــــيهم ، الشــــــــــــــياطني ، وقصـــــــــــــــوا علـــــــــــــــيهم آيــــــــــــــــات اهللا وعالئمـــــــــــــــه الـــــــــــــــيت تــــــــــــــــدل علـــــــــــــــى الـــــــــــــــدين احلــــــــــــــــق، الرســـــــــــــــل

وأنــــــــــــه ســــــــــــبحانه ســـــــــــوف يــــــــــــوفقهم للحســــــــــــاب علــــــــــــى ، وأنـــــــــــذروهم عــــــــــــن لقــــــــــــاء يـــــــــــوم القيامــــــــــــة وشــــــــــهدوا ، وأ ــــــــــم شــــــــــهدوا علــــــــــى أنفســــــــــهم بكــــــــــل ذلــــــــــك، جيــــــــــازيهم مبــــــــــا عملــــــــــوا أعمــــــــــاهلم مث

وكـــــــان كـــــــل ذلـــــــك عـــــــن علـــــــم مـــــــنهم ، أيضـــــــا بـــــــأ م كـــــــانوا كـــــــافرين بكـــــــل مـــــــا جـــــــاء بـــــــه الرســـــــل )إال مـــــــــا شـــــــــاء ربـــــــــك (وقـــــــــد ثبـــــــــت يف تفســـــــــري اآليـــــــــة الســـــــــابقة أن قولـــــــــه : .ال عـــــــــن غفلـــــــــة

ــــــــــيس اســــــــــتثناء عــــــــــن اخللــــــــــود وانــــــــــه ال خيــــــــــرج ، لقــــــــــدرة االهليــــــــــة املطلقــــــــــةبــــــــــل هــــــــــو الثبــــــــــات ا، ل .شيء عن ارادته تعاىل

ألن اآليــــــــــــة ، فاالســــــــــــتثناء يف هــــــــــــذه اآليــــــــــــة أيضــــــــــــا لــــــــــــيس اســــــــــــتثناء عــــــــــــن اخللــــــــــــود يف النــــــــــــارـــــــــــــة يف حـــــــــــــق الكفـــــــــــــار وقـــــــــــــد اتفـــــــــــــق املفســـــــــــــرون علـــــــــــــى أن الكفـــــــــــــار خملـــــــــــــدون يف النـــــــــــــار ، نازل

وهــــــــــي أ ــــــــــا ، آليــــــــــة الســــــــــابقةوعلــــــــــى هــــــــــذا يلــــــــــزم تفســــــــــريها مبــــــــــا فســــــــــرنا بــــــــــه ا، خلــــــــــودا أبــــــــــديا وخلـــــــــــــودهم يف ، الثبـــــــــــــات كـــــــــــــون خلـــــــــــــود الكـــــــــــــافرين يف النـــــــــــــار واقـــــــــــــع عـــــــــــــن إرادتـــــــــــــه ســـــــــــــبحانه

ولكنــــــــــــــه ال ، بــــــــــــــل ان شــــــــــــــاء أن خيــــــــــــــرجهم منهــــــــــــــا فعــــــــــــــل، النــــــــــــــار اليســــــــــــــلب عــــــــــــــنهم إرادتــــــــــــــه .بل جيازيهم على كفرهم وأعماهلم القبيحة، خيرجهم منها وال يشاء ذلك

النار على محدودية البقاء في جهنم. داللة اللبث أحقابا في ٣ـــــــين فيهـــــــا أحقابـــــــا (قـــــــالوا : إن احلقـــــــب يف قولـــــــه تعـــــــاىل : بث زمـــــــن حمـــــــدود عرفنـــــــاه أم ٢ )ال

، فجمعـــــــــــه أيضـــــــــــا حمـــــــــــدود ال تتصـــــــــــور فيـــــــــــه الال ايـــــــــــة الزمنيـــــــــــة للمكـــــــــــوث يف النـــــــــــار، جهلنـــــــــــاهــــــــــى انقطــــــــــاع العــــــــــذاب ــــــــــدل عل ــــــــــة ت ــــــــــى ، فهــــــــــذه اآلي ــــــــــه عل ــــــــــوا إلي ــــــــــات مــــــــــا ذهب واســــــــــتندوا يف إثب

٣ .بعض الروايات املنقولة عن األصحاب________________

.٢٣، . النبأ٢ .١٣٠، . االنعام١ .٢٥٤، ٢٥٣ص ، ٢٥٠ ـ ١٤٩ص ، حادي االرواح؛ ٤٣ ـ ٤١ص ، ٣٠ج ، تفسير الفرقان. راجع : ٣

أقوال اللغويين في معنى الحقب ١ .والصحيح أن احلقبة مدة من الزمان مبهمةال الراغب : . ق١ ٢ .. قال األزهري : وقال الليث : احلقبة زمان من الدهر ال وقت له٢ ٣ .. قال ابن منظور : واحلقبة من الدهر : مدة ال وقت هلا٣ ، وهـــــــــــــــــي الســـــــــــــــــنون، . قـــــــــــــــــال اجلـــــــــــــــــوهري : واحلقبـــــــــــــــــة بالكســـــــــــــــــر : واحـــــــــــــــــدة احلقـــــــــــــــــب٤

٤ .)أو أمضي حقبا (ومنه قوله تعاىل : ، رواألحقاب : الدهو ، واحلقب : الدهر

آية الحقب عند المفسرين ذهب الشـــــــــــــيخ الطوســـــــــــــي والعالمـــــــــــــة الطربســــــــــــي إىل أن املقصـــــــــــــود مـــــــــــــن اآليـــــــــــــة هـــــــــــــو . يــــــــــــ١

ال ، واملعــــــــــــىن : أي البثــــــــــــني فيهــــــــــــا أحقابــــــــــــا ، توقيــــــــــــت ألنــــــــــــواع العــــــــــــذاب ال ملكــــــــــــثهم يف النــــــــــــار مث يلبثـــــــــــــــون فيهـــــــــــــــا ، شـــــــــــــــربا إال محيمـــــــــــــــا وغســـــــــــــــاقا يـــــــــــــــذوقون يف تلـــــــــــــــك األحقـــــــــــــــاب بـــــــــــــــردا وال

٥ .يذوقون غري احلميم والغساق من أنواع العذاب كالزقوم والزمهرير وحنوه كلمـــــــــــا مضــــــــــــى ، . إن معـــــــــــىن اآليـــــــــــة : البثـــــــــــني فيهـــــــــــا أحقابــــــــــــا متتابعـــــــــــة ال انقطـــــــــــاع هلـــــــــــا٢

٧، والبيضـــــــــــاوي ٦، وذهـــــــــــب إىل هـــــــــــذا الـــــــــــرأي أمحـــــــــــد املراغـــــــــــي .حقـــــــــــب تعبـــــــــــه حقـــــــــــب آخـــــــــــر ١٢، والقاضــــــــــــي عبــــــــــــداجلبار ١١، والربوســــــــــــوي ١٠، واآللوســــــــــــي ٩، والقــــــــــــرطيب ٨، الزخمشــــــــــــريو

وظــــــــــــاهر كــــــــــــالم العالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي أنــــــــــــه مييــــــــــــل إىل هــــــــــــذا ١٣ .والشــــــــــــيخ مكــــــــــــارم الشــــــــــــريازي________________

.٧٣ص ، ٤ج ، تهذيب اللغة. ٢ .٢٤٨ص ، الفاظ القرآن. مفردات ١ .٣٢٦ص ، ١ج ، لسان العرب، . ابن منظور االفريقي٣ .١١٤ص ، ١ج ، الصحاح، . امساعيل بن محاد اجلوهري٤ .٤٢٤ص ، ١ج ، ، مجمع البيان؛ ٢٢٤ص ، ١٠ج ، تفسير التبيان. راجع : ٥ .٤٤١ص ، ٥ج ، تفسير البيضاوي. راجع : ٧ .١٣ص ، ٣٠ج ، تفسير المراغي. راجع : ٦ .٢٧٧ص ، ١٩ج ، تفسير القرطبي. راجع : ٩ .٦٦٨ص ، ٤ج ، تفسير الكشاف. راجع : ٨

.٣٠٢ص ، ١٠ج ، روح البيان. راجع : ١١ .١٥، ١٤ص ، ٣٠ج ، روح المعاني. راجع : ١٠ .٤٤٦ص ، تنزيه القرآن عن المطاعن، . راجع : القاضي عبداجلبار بن امحج١٢ .٣٠٤ص ، ١٩ج ، االمثل في تفسير كتاب اهللا المنزل. راجع : ١٣

فهـــــــــــو بعـــــــــــد نقلـــــــــــه الـــــــــــوجهني اللـــــــــــذين ذكرنامهـــــــــــا يف معـــــــــــىن اآليـــــــــــة قـــــــــــال : إن قولـــــــــــه : ، الـــــــــــرأيــــــذابا ( ــــــدكم إال ع ــــــن نزي ل ــــــذوقوا فـ ــــــه : )ف ــــــين (الخيلــــــو مــــــن ظهــــــور يف كــــــون املــــــراد بقول بث ال

١ .اخللود دون االنقطاع )فيها أحقابا آية احلقب يف الروايات :

ال خيـــــــــرج مـــــــــن « : ويف جممـــــــــع البيـــــــــان عـــــــــن ابـــــــــن عمـــــــــر قـــــــــال : قـــــــــال رســـــــــول اهللا .١ والســــــــــنة ، واحلقــــــــــب بضـــــــــع وســــــــــتون ســــــــــنة، النـــــــــار مــــــــــن دخلهــــــــــا حــــــــــىت ميكـــــــــث فيهــــــــــا أحقابــــــــــا

ورواه ٢، كل يوم كألف سنة مما تعدون فال يتكلن أحد على أن خيرج من النار، ثالمثائة وستون يوما ٣ .يضا السيوطي يف تفسريها

ـــــــــن ابـــــــــراهيم : قولـــــــــه : ٢ إن جهـــــــــنم (. ويف تفســـــــــري نـــــــــور الثقلـــــــــني : عـــــــــن تفســـــــــري علـــــــــي بـــــادا ـــــت مرص ـــــا (قـــــال : قائمـــــة : )كان ـــــا أحقاب ـــــين فيه بث ، قـــــال : االحقـــــاب : الســـــنني، )الـــــــــــة وســـــــــــتون يومـــــــــــا ، واحلقـــــــــــب ســـــــــــنة ـــــــــــوم كـــــــــــألف، والســـــــــــنه ثالمثائ ٤ .ســـــــــــنة ممـــــــــــا تعـــــــــــدون والي

٥ .مثله وفيه أيضا عن أيب عبداهللا قـــــــــال : قـــــــــال عمـــــــــر : لـــــــــو لبـــــــــث أهـــــــــل النـــــــــار ، . ويف الـــــــــدر املنثـــــــــور مرويـــــــــا عـــــــــن احلســـــــــن٣

ذكـــــــــــر ذلـــــــــــك يف تفســــــــــــري ٦ .يف النـــــــــــار عـــــــــــدد رمــــــــــــل عـــــــــــاجل لكـــــــــــان هلــــــــــــم يـــــــــــوم خيرجـــــــــــون فيــــــــــــهبثين فيها أحقابا (قوله تعاىل : ٧ .)ال

ويف الــــــــــدر املنثــــــــــور : قــــــــــال ابــــــــــن مســــــــــعود : ليــــــــــأتني علــــــــــى جهــــــــــنم زمــــــــــان ولــــــــــيس فيهــــــــــا .٤ ٧ .وذلك بعدما يلبئون فيها أحقابا ، أحد

. ويف تفســــــــــري نــــــــــور الثقلــــــــــني عــــــــــن العياشــــــــــي باســــــــــناده عــــــــــن محــــــــــران قــــــــــال : ســــــــــالت أبــــــــــا ٥ـــــــذين خيرجـــــــون مـــــــن النـــــــار« عـــــــن هـــــــذه اآليـــــــة فقـــــــال : جعفـــــــر قـــــــال : وروى .» هـــــــذه يف ال

٨ .األحول مثله________________

.٤٢٤، ص ١٠، ج مجمع البيان. ٢ .١٦٩، ١٦٨ص ٢٠، ج تفسير الميزان. ١ .٣٩٥ص ، ٨ ج، الدر المنثور، . راجع : جالل الدين السيوطي٣ .٤٩٥، ص المصدر السابق. راجع : ٥ .٤٩٤، ص ٥، ج نور الثقلين. عبد علي العروسي ، ٤ .المصدر السابق. راجع : ٧ .٤٧٨، ص ٤، ج الدر المنثور. راجع : ٦ .٤٩٥ص ، ٥ج ، نور الثقلين. ٨

النتيجة إن امعــــــــــــان النظــــــــــــر إىل اجلانــــــــــــب اللغــــــــــــوي والتفســــــــــــريي والروائــــــــــــي ملعــــــــــــىن هــــــــــــذه اآليــــــــــــة مــــــــــــع

حلاظ سياق اآلية يقودنا إىل النتائج التالية : وإذا كـــــــــان كـــــــــذلك فهـــــــــي ، مـــــــــان مبهمـــــــــةن معـــــــــىن األحقـــــــــاب لغـــــــــة هـــــــــي مـــــــــدة مـــــــــن الز . ا١

ــــــــة ــــــــث ، غــــــــري حمــــــــددة مبــــــــدة معين ــــــــى اللب ــــــــة عل ــــــــة دال ــــــــك ميكــــــــن القــــــــول بــــــــأن اآلي ــــــــى ذل وبنــــــــاء علبثـــــــــين (كمـــــــــا اســـــــــتنتج القـــــــــرطيب بقولـــــــــه : قـــــــــال ابـــــــــن كيســـــــــان : قولـــــــــه : ، االبـــــــــدي يف النـــــــــار ال

١ .فكأنه قال أبدا ، ال غاية هلا انتهاء )فيها أحقابا ـــــــــــــى ٢ ـــــــــــــدل عل ـــــــــــــوجهني اللـــــــــــــذين تقـــــــــــــدم ذكرمهـــــــــــــا ال ي ـــــــــــــة علـــــــــــــى كـــــــــــــال ال . ان تفســـــــــــــري اآلي

.بل يدل على دوامه، انقطاع العذاب عن الكفارـــــــــه النـــــــــيب ٣ ـــــــــوة وبكـــــــــل مـــــــــا جـــــــــاء ب ـــــــــد للطـــــــــاغني املكـــــــــذبني للمعـــــــــاد والنب ـــــــــة وعي . اآلي

ابا ابا إنـهـــــم كـــــانوا ال يـرجـــــون حســـــ (ملــــا عقبـــــه بقولـــــه : بوا بآياتنـــــا كـــــذ وعلـــــى هـــــذا )وكـــــذـــــــــــ فاآليـــــــــــة غـــــــــــري شـــــــــــاملة للمـــــــــــذنبني ـــــــــــ مـــــــــــن املـــــــــــؤمنني كمـــــــــــا ذهبـــــــــــت إليـــــــــــه بعـــــــــــض الروايـــــــــــات ـ ـ

.حىت يقال إ ا الخراج املذنبني من املؤمننيبثـــــــــين فيهــــــــا أحقابـــــــــا (. وممــــــــا يؤيــــــــد كـــــــــون املقصــــــــود مـــــــــن قولــــــــه : ٤ تأبيــــــــد العـــــــــذاب )ال

ــــــــ ــــــــذابا (ه تعــــــــاىل : هــــــــو قول ــــــــدكم إال ع ــــــــن نزي ل ــــــــذوقوا فـ ــــــــائي : إن )ف قــــــــال العالمــــــــة الطباطبــــــــه تعــــــــاىل : ــــــــذابا (املــــــــراد بقول ــــــــدكم إال ع ــــــــن نزي ل أن مــــــــا تذوقونــــــــه بعــــــــد عــــــــذاب ذقتمــــــــوه )فـ

ــــــــى عــــــــذاب، فهــــــــو عــــــــذاب بعــــــــد عــــــــذاب، عــــــــذاب آخــــــــر ــــــــال تزالــــــــون يضــــــــاف ، وعــــــــذاب عل ف ٢ .فاقنطوا من أن تنالوا شيئا مما تطلبون وحتبون، إىل عذابكم القدميعذاب جديد

ـــــــدكم إال عـــــــذابا (وقـــــــال املراغـــــــي : قولـــــــه : لـــــــن نزي أن فيهـــــــا تقريعـــــــا وتوبيخـــــــا )فـــــــذوقوا فـ ٣ .وتيئيسا من الغفران، وغضبا من الرحم الرامحني، هلم يف يوم الفصل

ـــــــــــد روي عـــــــــــن النـــــــــــيب وقـــــــــــال الشـــــــــــيخ الربوســـــــــــوي : ـــــــــــة أشـــــــــــد مـــــــــــا يف وق أن هـــــــــــذه اآلي فكلمـــــــــــا اســـــــــــتغاثوا مـــــــــــن، أي ألن فيهـــــــــــا االيـــــــــــاس مـــــــــــن اخلـــــــــــروج، القـــــــــــرآن علـــــــــــى أهـــــــــــل النـــــــــــار________________

.١٧٩ص ، ١٩ج ، تفسير القرطبي .١ .١٥، ص ٣٠، ج تفسير المراغي. ٣ .١٦٩، ص ٢٠، ج تفسير الميزان. ٢

فتكــــــــــون كــــــــــل مرتبـــــــــة منــــــــــه متناهيــــــــــة يف الشــــــــــدة وإن ، العــــــــــذاب اغيثــــــــــوا بأشـــــــــد منــــــــــهنـــــــــوع مــــــــــن ١كانت مراتبه غري متناهية حبسب العدد والعدة.

والســــــــــــــــــنة ، . وخبصـــــــــــــــــوص الروايــــــــــــــــــات الــــــــــــــــــيت تفســــــــــــــــــر احلقــــــــــــــــــب بالســــــــــــــــــنة أو الســــــــــــــــــنني٥ هــــــــــذه الروايــــــــــات اليقصــــــــــد ــــــــــا ، ثالمثائــــــــــة وســــــــــتون يومــــــــــا واليــــــــــوم كــــــــــألف ســــــــــنة ممــــــــــا تعــــــــــدون

بــــــــــل هـــــــــــي كنايــــــــــة عـــــــــــن أبديـــــــــــة ، لزمـــــــــــان وكــــــــــون احلقـــــــــــب مــــــــــدة معينـــــــــــة مــــــــــن الزمـــــــــــانحتديــــــــــد اــــــــــال الفــــــــــراء : احلقــــــــــب مثــــــــــانون ســــــــــنة، العــــــــــذاب ــــــــــة وســــــــــتون يومــــــــــا ، ق ــــــــــوم ، والســــــــــنة ثالمثائ اليـــــــيس هـــــــذا ممـــــــا يـــــــدل علـــــــى غايـــــــة كمـــــــا يظـــــــن ، ألـــــــف ســـــــنة مـــــــن عـــــــدد الـــــــدنيا، منهـــــــا قـــــــال : ول

ة أحقــــــــــــاب أو عشــــــــــــرة فــــــــــــاملعىن وإمنــــــــــــا يـــــــــــدل علــــــــــــى الغايــــــــــــة التوقيــــــــــــت مخســـــــــــ، بعـــــــــــض النــــــــــــاس ٢ .كلما مضى حقب تبعه حقب آخر، أ م يلبثون أحقابا

ـــــــار عـــــــدد ـــــــث أهـــــــل النـــــــار يف الن وأمـــــــا مـــــــا روي عـــــــن بعـــــــض الصـــــــحابة كقـــــــول عمـــــــر : لـــــــو لب أو قـــــــــول ابـــــــــن مســـــــــعود : ليـــــــــأتني علـــــــــى جهـــــــــنم ، رمـــــــــل عـــــــــاجل لكـــــــــان هلـــــــــم يـــــــــوم خيرجـــــــــون فيـــــــــه

ـــــــــيس فيهـــــــــا أحـــــــــد بعـــــــــد مـــــــــا يلبثـــــــــون فيهـــــــــا أح ـــــــــا زمـــــــــان ول ـــــــــات ونظريا ـــــــــا كمـــــــــا .قاب هـــــــــذه الرواي ولـــــــــو فرضـــــــــت ، هـــــــــي مـــــــــن أقـــــــــوال الصـــــــــحابة وال حجـــــــــة فيهـــــــــا علـــــــــى غـــــــــريهم ٣يقـــــــــول العالمـــــــــة

مــــــــــا هــــــــــم و (وقــــــــــد قــــــــــال تعــــــــــاىل : ، روايــــــــــات موقوفــــــــــة لكانــــــــــت مطروحــــــــــة مبخالفــــــــــة الكتــــــــــاب ٤ .) بخارجين من النار

فقـــــد ذكــــــر املفســـــرون ذكــــــروا يف معـــــىن اآليــــــة فالوجـــــه الصــــــحيح فــــــي معنـــــى آيــــــة الحقــــــب :ـــــة عليهمـــــا ـــــذي ذكـــــره القـــــائلون بانقطـــــاع العـــــذاب، وجهـــــني ميكـــــن محـــــل اآلي وهـــــو ، أمـــــا الوجـــــه ال

ــــــاه ــــــا حمــــــدودا عرفنــــــاه أو جهلن ــــــى انقطــــــاع العــــــذاب، كــــــون احلقــــــب زمن فهــــــو ، وان اآليــــــة دالــــــة عل .لود يف النارالنه معارض للكتاب والسنة املصرحة باخل، قول باطل وفاسد

أمـــــــــــــــا الوجهـــــــــــــــان املـــــــــــــــذكوران للمفســـــــــــــــرين فالوجـــــــــــــــه األول منهمـــــــــــــــا هـــــــــــــــو كـــــــــــــــون املقصـــــــــــــــود وعلــــــــــى هــــــــــذا االعتبــــــــــار يكــــــــــون، مــــــــــن اآليــــــــــة توقيــــــــــت لنــــــــــوع العــــــــــذاب ال ملكــــــــــثهم يف العــــــــــذاب

________________ .٣٠٧ص ، ١٠ج ، روح البيان .١ .٣٢٦ص ، ١ج ، لسان العرب؛ وراجع : ٧٣ص ، ٤ج ، تهذيب اللغة. ٢ .١٦٧. البقرة ، ٤ .٤٠، ٣٩، ص ١١، ج تفسير الميزان. ٣

ـــــــردا وال (ويكـــــــون قولـــــــه تعـــــــاىل : ، املقصـــــــود مـــــــن االحقـــــــاب مـــــــدة معينـــــــة ـــــــا بـ ال يـــــــذوقون فيهــــــرابا فيكــــــون قيــــــدا ) البثــــــني ( حــــــاال مــــــن الضــــــمري املســــــتكن يف )إال حميمــــــا وغســــــاقا شـــــــــــا غـــــــــــري ذائقـــــــــــني إال محيمـــــــــــا وغســـــــــــاقا ، للبـــــــــــث ـــــــــــوا فيهـــــــــــا أحقاب مث يكـــــــــــون ، فيحتمـــــــــــل أن يلبث

وكـــــــــذا إن جعـــــــــل أحقابـــــــــا منصـــــــــوبا باليـــــــــذوقون ، هلـــــــــم لبـــــــــث علـــــــــى حـــــــــال آخـــــــــر مـــــــــن العـــــــــذاب اخل ) ال يــــــذوقون فيهــــــا (وقــــــال : ومثلــــــه لــــــو جعــــــل ، قــــــال االلوســــــي : إن فيــــــه بعــــــد .قيــــــدا لــــــه ١ .لكنه أبعد من سابقه، هلا ال جلهنم» فيها« وضمري» أحقابا « صفة لـ

ـــــــــــل : ـــــــــــا (وقـــــــــــال العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي : قي ـــــــــــذوقون فيه ـــــــــــا « اخل صـــــــــــفة ) ال ي » أحقاب وهـــــــــــي أ ـــــــــــم اليـــــــــــذوقون فيهـــــــــــا ، واملعـــــــــــىن البثنـــــــــــني فيهـــــــــــا أحقابـــــــــــا هـــــــــــي علـــــــــــى هـــــــــــذه الصـــــــــــفة

ـــــــــــــى غـــــــــــــري هـــــــــــــذه الصـــــــــــــفة إىل غـــــــــــــري ، بـــــــــــــردا وال شـــــــــــــرابا إال محيمـــــــــــــا وغســـــــــــــاقا ـــــــــــــون عل مث يكونـــــــة ـــــــو ســـــــاعد الســـــــياق، النهاي ـــــــال : وهـــــــو حســـــــن ل ـــــــل ( ونســـــــبة هـــــــذا القـــــــول إىل ٢ .ق دليـــــــل ) قي

.على ضعفه عنده وقد أشار أيضا بعدم مساعدة السياق هلذا االعتبار وهـــــــــــو أن معـــــــــــىن اآليـــــــــــة أ ـــــــــــم يلبثـــــــــــون يف النـــــــــــار أحقابـــــــــــا متتابعـــــــــــة ، وأمـــــــــــا الوجـــــــــــه الثـــــــــــاين

اخل حســـــــــب هـــــــــذا الوجـــــــــه ) ال يـــــــــذوقون فيهـــــــــا (فيكـــــــــون قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، نقطـــــــــاع فيهـــــــــاال ا .عائد إىل جهنم ) فيها ( والضمري يف قوله، مجلة مستأنفة وليس حاال

ــــــــــــه : أصــــــــــــل احلقــــــــــــب مــــــــــــن ــــــــــــرازي عــــــــــــن الفــــــــــــراء قول ــــــــــــرأي مانقلــــــــــــه ال ــــــــــــد هــــــــــــذا ال وممــــــــــــا يؤيــــــــــــابع يقــــــــــــال : أحقــــــــــــب ــــــــــــرتادف والتت ــــــــــــه ، إذا أردف، ال ــــــــــــةومن وكــــــــــــل مــــــــــــن محــــــــــــل وزرا ، احلقيب

ويؤيــــــــــده أيضــــــــــا مــــــــــا قالــــــــــه الربوســــــــــوي حيــــــــــث قــــــــــال : وأصــــــــــل احلقــــــــــب مــــــــــن ٣ .فقــــــــــد احتقــــــــــبـــــــــــابع يقـــــــــــال : أحقـــــــــــب إذا أردف ـــــــــــرتادف والتت ـــــــــــادة يف مـــــــــــؤخرة ، ال ـــــــــــة : وهـــــــــــي الرف ومنـــــــــــه احلقيب

٤ .واحملقــــــــــب املــــــــــردف، وكــــــــــل مــــــــــا شــــــــــد يف مــــــــــؤخر رحــــــــــل أو قتــــــــــب فقــــــــــد احتقــــــــــب، القتــــــــــب .يف اللغويني احلقب مبدة من الزمان مبهمةويؤيده كذلك تعر

ـــــــــــذي قبلـــــــــــه أكثـــــــــــر املفســـــــــــرين ، فـــــــــــاألوىل أن حيمـــــــــــل معـــــــــــىن اآليـــــــــــة علـــــــــــى الوجـــــــــــه الثـــــــــــاين ال .وهو البعيد عن االشكاالت اليت ترد على الوجه األول

________________ .١٦٨، ص ٢٠، ج تفسير الميزان. ٢ .١٥، ص ٣٠، ج روح المعاني. ١ .٣٠٢، ص ١٠، ج روح البيان. ٤ .١٣، ص ٣١، ج تفسير الكبير. ٣

الخالصةــــــــــدقيق عــــــــــن آراء املفســــــــــرين حــــــــــول هــــــــــذا املوضــــــــــوع ــــــــــتفحص والت ــــــــــأن ، بعــــــــــد ال ــــــــــا ب ــــــــــني لن تب

ــــــــــــل عــــــــــــدة حمــــــــــــدودة ــــــــــــار مقاب ــــــــــــود األبــــــــــــدي للكفــــــــــــار يف الن ــــــــــــات اخلل ــــــــــــذهبون إىل اثب ــــــــــــبهم ي أغلــــــــــــيت ال ، مــــــــــــن املخــــــــــــالفني ــــــــــــة القرآنيــــــــــــة القطعيــــــــــــة ال واملثبتــــــــــــون يســــــــــــتندون إىل عــــــــــــدد مــــــــــــن األدل

وقـــــــــــــــــــد حصـــــــــــــــــــرناها يف مخســـــــــــــــــــة أدلـــــــــــــــــــة مراعـــــــــــــــــــاة ، تقبـــــــــــــــــــل الشـــــــــــــــــــك يف إثبـــــــــــــــــــات اخللـــــــــــــــــــودـــــــــــة ا ـــــــــــيت ، لبحـــــــــــثحملدودي حيـــــــــــث ) اخللـــــــــــود ( ذكـــــــــــر فيهـــــــــــا لفـــــــــــظمنهـــــــــــا اآليـــــــــــات القرآنيـــــــــــة ال

، وامأمجــــــــــــــع املفســـــــــــــــرون علـــــــــــــــى أن لفــــــــــــــظ اخللـــــــــــــــود قـــــــــــــــد أســــــــــــــتعمل يف القـــــــــــــــرآن مبعـــــــــــــــىن الـــــــــــــــدـــــــــــــايل فـــــــــــــان آيـــــــــــــات اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم دالـــــــــــــة علـــــــــــــى دوام العقـــــــــــــاب ومنهـــــــــــــا اآليـــــــــــــات ، وبالت

) املقــــــــيم ( وقــــــــد اتفــــــــق املفســــــــرون علــــــــى أن لفــــــــظ، ) املقــــــــيم ( القرآنيــــــــة الــــــــيت ذكــــــــر فيهــــــــا لفــــــــظ وأن العــــــــــــــذاب املقــــــــــــــيم مبعــــــــــــــىن العــــــــــــــذاب الــــــــــــــدائم بــــــــــــــل وحــــــــــــــىت املخــــــــــــــالفون ، مبعــــــــــــــىن الــــــــــــــدائم

ومنهــــــــــــا اآليــــــــــــات القرآنيــــــــــــة الــــــــــــيت ذكــــــــــــر فيهــــــــــــا عــــــــــــدم ، لــــــــــــدوامللخلــــــــــــود أقــــــــــــروا بأ ــــــــــــا مبعــــــــــــىن ا وقـــــــــــال العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي بـــــــــــأن آيـــــــــــات ، خـــــــــــروج أو عـــــــــــدم غيـــــــــــاب الكفـــــــــــار عـــــــــــن النـــــــــــار

، عـــــــــدم اخلـــــــــروج مـــــــــن النـــــــــار حجـــــــــة علـــــــــى القـــــــــائلني بانقطـــــــــاع العـــــــــذاب عـــــــــن طريـــــــــق الظـــــــــواهر ا فقــــــــــد اعتربهــــــــــ، أمــــــــــا خبصــــــــــوص اآليــــــــــة الــــــــــيت ذكــــــــــر فيهــــــــــا عــــــــــدم غيــــــــــاب الكفــــــــــار عــــــــــن النــــــــــار

العالمــــــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــــــائي والشــــــــــــــــــيخ الطوســــــــــــــــــي والطربســــــــــــــــــي واآللوســــــــــــــــــي وإمساعيــــــــــــــــــل حقــــــــــــــــــي ــــــن النــــــار و (مبعــــــىن قولــــــه تعــــــاىل : ــــــارجين م ــــــم بخ ــــــا ه ــــــار ) م ، الــــــدال علــــــى دوام البقــــــاء يف الن

ــــــــــــــار ــــــــــــــيت تتضــــــــــــــمن نفــــــــــــــي املــــــــــــــوت عــــــــــــــن أهــــــــــــــل الن ــــــــــــــات ال وذهــــــــــــــب العالمــــــــــــــة ، ومنهــــــــــــــا اآليـــــــــــــــــــل حقـــــــــــــــــــي إىل أن نفـــــــــــــــــــي املـــــــــــــــــــوت ـــــــــــــــــــائي واآللوســـــــــــــــــــي والســـــــــــــــــــيد قطـــــــــــــــــــب وإمساعي الطباطب

أمـــــــــا اآليـــــــــة الـــــــــيت ذكـــــــــر فيهـــــــــا نفـــــــــي ، واحليـــــــــاة عـــــــــن أهـــــــــل النـــــــــار دليـــــــــل علـــــــــى خلـــــــــودهم فيهـــــــــا فقــــــــــــــد اســــــــــــــتدل ــــــــــــــا الفخــــــــــــــر الــــــــــــــرازي واملراغــــــــــــــي ، املــــــــــــــوت مــــــــــــــع عــــــــــــــدم ختفيــــــــــــــف العــــــــــــــذاب

يت أشـــــــــــــارت إىل ومنهـــــــــــــا اآليـــــــــــــات القرآنيـــــــــــــة الـــــــــــــ، وإمساعيـــــــــــــل حقـــــــــــــي علـــــــــــــى أبديـــــــــــــة العـــــــــــــذاب .استحالة دخول الكفار إىل اجلنة أو حرمتها عليهم

أمــــــــــــــــــا املخــــــــــــــــــالفون للخلــــــــــــــــــود األبــــــــــــــــــدي فقــــــــــــــــــد اســــــــــــــــــتندوا بــــــــــــــــــبعض اآليــــــــــــــــــات القرآنيــــــــــــــــــة منهـــــــــا آيـــــــــات اخللـــــــــود يف النـــــــــار الـــــــــيت ، لالســـــــــتدالل ـــــــــا علـــــــــى انقطـــــــــاع العـــــــــذاب عـــــــــن الكفـــــــــار ـــــــــــــا ابـــــــــــــن قـــــــــــــيم اجلوزيـــــــــــــة فاســـــــــــــتدل ، تتضـــــــــــــمن أداة االســـــــــــــتثناء واملقيـــــــــــــدة باملشـــــــــــــيئة االهليـــــــــــــة

ـــــــــــى انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب ـــــــــــدكتور صـــــــــــادقي عل ـــــــــــات .وال ـــــــــــدقيق يف هـــــــــــذه اآلي وبعـــــــــــد التحقيـــــــــــق والت وهلــــــــــذا فقــــــــــد ذهــــــــــب العالمــــــــــة الطباطبــــــــــائي ، تبــــــــــني با ــــــــــا غــــــــــري دالــــــــــة علــــــــــى انقطــــــــــاع العــــــــــذاب

ـــــــــــــــات هـــــــــــــــي ال ثبـــــــــــــــات ـــــــــــــــده والعالمـــــــــــــــة العســـــــــــــــكري إىل أن هـــــــــــــــذه اآلي واملراغـــــــــــــــي وحممـــــــــــــــد عبـــــــــــة ـــــــــــة علـــــــــــى انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب، القـــــــــــدرة واملشـــــــــــيئة االهلي ـــــــــــة اخـــــــــــرى .وليســـــــــــت دال ـــــــــــاك آي وهن

ـــــــــــدكتور صـــــــــــادقي وغـــــــــــريهم الثبـــــــــــات انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب ، متســـــــــــك ـــــــــــا ابـــــــــــن قـــــــــــيم اجلوزيـــــــــــة وال وقــــــــــــــد ثبــــــــــــــت أيضــــــــــــــا لــــــــــــــدى ، وهــــــــــــــي اآليــــــــــــــة الــــــــــــــيت قيــــــــــــــدت اللبــــــــــــــث يف النــــــــــــــار باألحقــــــــــــــاب

.املفسرين عدم داللة هذه اآلية على انقطاع العذاب

٣

في النار في نظر القرآنالمخلدون لكفار والمشركون. ا١

جنـــــــــد أول آيـــــــــة ، عنـــــــــدما نطـــــــــالع اآليـــــــــات القرآنيـــــــــة الـــــــــيت تتحـــــــــدث عـــــــــن اخللـــــــــود يف جهـــــــــنم قــــــــــــــال ، يف القـــــــــــــرآن توعــــــــــــــد الكفـــــــــــــار بــــــــــــــاخللود يف النـــــــــــــار تتحــــــــــــــدث عـــــــــــــن املكــــــــــــــذبني مـــــــــــــنهم

ئـــــــــــك أصــــــــــــحاب النـــــــــــار هــــــــــــم فيهــــــــــــا (تعـــــــــــاىل : بوا بآياتنــــــــــــا أول والـــــــــــذين كفــــــــــــروا وكـــــــــــذ ٢ .وقد تكررت هذه اآلية أيضا مع اختالف يسري يف سورة التغابن ١، )خالدون

فيمـــــــــــــــــــا نـــــــــــــــــــرى يف آيـــــــــــــــــــة أخـــــــــــــــــــرى أ ـــــــــــــــــــا تضـــــــــــــــــــيف إىل الكفـــــــــــــــــــار املكـــــــــــــــــــذبني وصـــــــــــــــــــف ئـــــــــك أصـــــــــحاب النـــــــــار والـــــــــذ (قـــــــــال تعـــــــــاىل : ، املســـــــــتكربين بوا بآياتنـــــــــا أول ين كفـــــــــروا وكـــــــــذ

وخيربنـــــــــــــا البـــــــــــــاري جـــــــــــــل شـــــــــــــأنه يف آيـــــــــــــة أخـــــــــــــرى أن هـــــــــــــؤالء ٣، )هـــــــــــــم فيهـــــــــــــا خالـــــــــــــدون ـــــــــــــد إن (قـــــــــــــال تعـــــــــــــاىل : ، املكـــــــــــــذبني واملســـــــــــــتكربين ممنوعـــــــــــــون مـــــــــــــن دخـــــــــــــول اجلنـــــــــــــة إىل األب

ـــــماء وال يـــــدخلون الجنـــــة ـــــواب الس ـــــم أبـ ـــــتح له ـــــا ال تـف ه ـــــا واســـــتكبـروا عنـ بوا بآياتن الـــــذين كـــــذلك نجزي المجرمين ٤ .)حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذ

________________ .٣٦. األعراف ، ٣ .١٠التغابن ، . راجع :٢ .٣٩. البقرة ، ١ .٤٠، . االعراف٤

ويف آيــــــــــــــــة أخــــــــــــــــرى يــــــــــــــــذكر املكــــــــــــــــذبني بــــــــــــــــالقرآن وبــــــــــــــــالنبوة ومبــــــــــــــــا جــــــــــــــــاء بــــــــــــــــه األنبيــــــــــــــــاء بوا بالكتـــــــاب وبمــــــــا أرســـــــلنا بــــــــه (قـــــــال تعــــــــاىل : ، مــــــــن الـــــــدين الســـــــالمعلـــــــيهم الـــــــذين كــــــــذ

ــــــئس (إىل أن قــــــال : )رســــــلنا فســــــوف يـعلمــــــون ــــــا فب ــــــدين فيه ــــــنم خال ــــــواب جه ــــــوا أبـ ادخل ١ .)مثـوى المتكبرين

ـــــــــــــدين اهللا بعـــــــــــــدم املغفـــــــــــــرة هلـــــــــــــم وعـــــــــــــدم ويف ســـــــــــــورة النســـــــــــــاء أوعـــــــــــــد الكفـــــــــــــار احملـــــــــــــاربني ل إن (قــــــــــال تعــــــــــاىل : ، بــــــــــل يهــــــــــديهم إىل طريــــــــــق النــــــــــار األبديــــــــــة، هــــــــــدايتهم إىل طريــــــــــق اجلنــــــــــة

ـــدا ـــد ضـــلوا ضـــالال بعي ـــبيل اللـــه ق ـــن س ـــروا وصـــدوا ع ـــوا الـــذين كف ـــروا وظلم إن الـــذين كفـــدا وكـــان لـــم يكـــن اللـــه ليـغفـــر لهـــم وال ليـهـــديـهم طريقـــا ـــدين فيهـــا أب ـــق جهـــنم خال إال طري

لك ٢ .)على الله يسيرا ذــــــــــــدما يهــــــــــــدد ســــــــــــبحانه الكفــــــــــــار بالعــــــــــــذاب ــــــــــــدة عن ــــــــــــة عدي ــــــــــــات قرآني وهكــــــــــــذا جنــــــــــــد يف آي

، يتحــــــــــــدث عـــــــــــــن نــــــــــــوع خـــــــــــــاص مــــــــــــن الكفـــــــــــــار ال مطلــــــــــــق الكفـــــــــــــار، أو بــــــــــــاخللود يف النـــــــــــــار وثالثــــــــــــــة ، وأخـــــــــــــرى باملكـــــــــــــذبني بالكتـــــــــــــاب، فيقيـــــــــــــدهم تـــــــــــــارة باملكـــــــــــــذبني باآليـــــــــــــات االهليــــــــــــــة

ـــــــــــــــــات اهللا، باملكـــــــــــــــــذبني باملعـــــــــــــــــاد وخامســـــــــــــــــة يضـــــــــــــــــيف إلـــــــــــــــــيهم ، ورابعـــــــــــــــــة باملســـــــــــــــــتهزئني بآي ٣وصف املستكربين وحنوها من األوصاف.

وأنــــــــــــزل ، وهــــــــــــذة اآليــــــــــــات تــــــــــــدل علــــــــــــى ان هــــــــــــؤالء الكفــــــــــــار قــــــــــــد أرســــــــــــل إلــــــــــــيهم الرســــــــــــل ومت تبلـــــــــــــيغهم مبـــــــــــــا يف هـــــــــــــذه الكتـــــــــــــب مـــــــــــــن الوعـــــــــــــد والوعيـــــــــــــد والبعـــــــــــــث ، علـــــــــــــيهم الكتـــــــــــــاب

ـــــــــــك جحـــــــــــدوا بآيـــــــــــات ، احلجـــــــــــة وبالنتيجـــــــــــة متـــــــــــت علـــــــــــيهم، واجلـــــــــــزاء ولكـــــــــــنهم يف مقابـــــــــــل ذل ، واســــــــــــتكربوا عــــــــــــن قبوهلــــــــــــا واالميــــــــــــان ــــــــــــا، وكــــــــــــذبوا برســــــــــــله ومبــــــــــــا جــــــــــــاؤوا بــــــــــــه، اهللا ودينــــــــــــه

فوعـــــــــــــــــــدهم اهللا عزوجـــــــــــــــــــل يف مقابـــــــــــــــــــل كفـــــــــــــــــــرهم وتعنـــــــــــــــــــتهم بـــــــــــــــــــاخللود يف العـــــــــــــــــــذاب جـــــــــــــــــــزاء .لكفرهم وإعراضهم عن قبول احلق

________________ .١٦٩ـ ١٦٧النساء ، .٢ .٧٦ـ ٧٠. غافر ، ١ .٣٧، ٣٦، ؛ فاطر ١٠١، ١٠٠، ؛ طه ٣٥، . راجع : اجلاثية٣

ـــــــــى ضـــــــــوء ماتقـــــــــدم مثـــــــــة ســـــــــؤال يطـــــــــرح نفســـــــــه ومفـــــــــاده : مـــــــــاذا يكـــــــــون مصـــــــــري الـــــــــذين وعل فهــــــــــــــل نقــــــــــــــول إ ــــــــــــــم ؟ ولكــــــــــــــنهم مل يكونــــــــــــــوا مبكــــــــــــــذبني وال مبســــــــــــــتكربين، مل يؤمنــــــــــــــوا بــــــــــــــاهللا

ل هــــــــــــــــــــؤالء املســــــــــــــــــــتكربين واملكــــــــــــــــــــذبني خملــــــــــــــــــــدون يف النــــــــــــــــــــار كمــــــــــــــــــــا خيلــــــــــــــــــــد فيهــــــــــــــــــــا أمثــــــــــــــــــــا فهــــــــــــــذا مــــــــــــــاال يقبلــــــــــــــه إنســــــــــــــان عاقــــــــــــــل فضــــــــــــــال عــــــــــــــن أن يكــــــــــــــون ، واملســــــــــــــتهزئني بآيــــــــــــــات اهللا

.واهللا عزوجل منزه عنه، والظلم قبيح، مقبوال عند اهللا عزوجل ألنه مبثابة الظلم وهلــــــــــــــــذا نــــــــــــــــرى أن القــــــــــــــــرآن الكــــــــــــــــرمي حيــــــــــــــــل هــــــــــــــــذه املشــــــــــــــــكلة باطالقــــــــــــــــه علــــــــــــــــى هــــــــــــــــؤالء

وبالنســــــــــــــــبة اىل املستضــــــــــــــــعفني فقــــــــــــــــد قــــــــــــــــال ، املستضــــــــــــــــعفني واملــــــــــــــــرجني ألمــــــــــــــــر اهللامصــــــــــــــــطلح ـــــــالوا كنـــــــا (تعـــــــاىل : ـــــــتم ق ـــــــيم كن ـــــــالوا ف ـــــــة ظـــــــالمي أنفســـــــهم ق إن الـــــــذين تـوفـــــــاهم المالئك

ـــــــعة فـ ـــــــن أرض اللـــــــه واس ـــــــم تك ـــــــالوا أل ـــــــي األرض ق ـــــــك مستضـــــــعفين ف ئ ـــــــا فأول ـــــــاجروا فيه تـه إال المستضـــــــعفين مـــــــن الرجـــــــال والنســـــــاء والولـــــــدان مـــــــأواهم جهـــــــنم وســـــــاءت مصـــــــيرا

هم وكـــ ال يســـتطيعون حيلـــة وال يـهتـــدون ســـبيال ئـــك عســـى اللـــه أن يـعفـــو عـــنـ ان اللــــه فأولــــــــــــورا ، فــــــــــــالقرآن الكــــــــــــرمي يف هــــــــــــذه اآليــــــــــــة يبــــــــــــني لنــــــــــــا معــــــــــــىن االستضــــــــــــعاف ١ .)عفــــــــــــو ا غف

والعالمــــــــــــة الطباطبــــــــــــائي يعقــــــــــــب علــــــــــــى هــــــــــــذه اآليــــــــــــة ، ويعــــــــــــني لنــــــــــــا مــــــــــــن هــــــــــــم املستضــــــــــــعفون بقولـــــــــــه : إن اهللا ســـــــــــبحانه يعـــــــــــد اجلهـــــــــــل بالـــــــــــدين وكـــــــــــل ممنوعيـــــــــــة عـــــــــــن إقامـــــــــــة شـــــــــــعائر الـــــــــــدين

ــــــــــــــه العفــــــــــــــ ــــــــــــــل مــــــــــــــنهم ، و االهلــــــــــــــيظلمــــــــــــــا الينال ــــــــــــــك املستضــــــــــــــعفني ويقب مث يســــــــــــــتثين مــــــــــــــن ذل وهـــــــــــو عـــــــــــدم ، مث يعـــــــــــرفهم مبـــــــــــا يعمهـــــــــــم وغـــــــــــريهم مـــــــــــن الوصـــــــــــف، معـــــــــــذر م باالستضـــــــــــعاف

ـــــــــــدفعون بـــــــــــه احملـــــــــــذور عـــــــــــن أنفســـــــــــهم وهـــــــــــذا املعـــــــــــىن كمـــــــــــا يتحقـــــــــــق فـــــــــــيمن ، متكـــــــــــنهم ممـــــــــــا يـــــــــــدين لعـــــــــــدم وجـــــــــــود عـــــــــــامل ـــــــــــا ـــــــــــه يف أرض ال ســـــــــــبيل فيهـــــــــــا إىل تلقـــــــــــي معـــــــــــارف ال أحـــــــــــيط ب

أو الســــــــــــبيل إىل العمــــــــــــل مبقتضــــــــــــى تلــــــــــــك املعــــــــــــارف للتشــــــــــــديد فيــــــــــــه مبــــــــــــا ، خبــــــــــــري بتفاصــــــــــــيلها اليطــــــــــــاق مــــــــــــن العــــــــــــذاب مــــــــــــع عــــــــــــدم االســــــــــــتطاعة مــــــــــــن اخلــــــــــــروج واهلجــــــــــــرة إىل دار االســــــــــــالم وااللتحــــــــــــــــاق باملســــــــــــــــلمني لضــــــــــــــــعف يف الفكــــــــــــــــر أو ملــــــــــــــــرض أو نقــــــــــــــــص يف البــــــــــــــــدن أو لفقــــــــــــــــر

________________ .٩٩ـ ٩٧، لنساء. ا١

كــــــــــذلك يتحقــــــــــق فــــــــــيمن مل ينتقــــــــــل ذهنــــــــــه إىل حــــــــــق ثابــــــــــت يف املعــــــــــارف ، وحنــــــــــو ذلــــــــــكمــــــــــايل ، الدينيـــــــــــة ومل يهتـــــــــــد فكـــــــــــره اليـــــــــــه مـــــــــــع كونـــــــــــه ممـــــــــــن اليعانـــــــــــد احلـــــــــــق واليســـــــــــتكرب عنـــــــــــه أصـــــــــــال

لكـــــــــن خفــــــــي عنـــــــــه احلــــــــق لشـــــــــي مــــــــن العوامـــــــــل املختلفـــــــــة ، بــــــــل لـــــــــو ظهــــــــره عنـــــــــده حــــــــق اتبعـــــــــه ١ .املوجبة لذلك

الن ، هـــــــــــــم القاصـــــــــــــرون وليســـــــــــــوا املقصـــــــــــــرين فاملستضـــــــــــــعفون مـــــــــــــن وجهـــــــــــــة نظـــــــــــــر القـــــــــــــرآن بـــــــــــل كـــــــــــان إمـــــــــــا لعـــــــــــارض عقلـــــــــــي أو جســـــــــــمي أو ، قصـــــــــــورهم مل يكـــــــــــن باختيـــــــــــارهم ووســـــــــــعهم

، وحنــــــــــــوه مــــــــــــن العوامــــــــــــل الــــــــــــيت جعلــــــــــــتهم بعيــــــــــــدين عــــــــــــن ســــــــــــبيل اهلدايــــــــــــة، اقتصــــــــــــادي قــــــــــــاهرــــــــــــــــوا ــــــــــــــــة مل يكونــــــــــــــــوا يرفضــــــــــــــــو ا ومل يكون ــــــــــــــــو كــــــــــــــــان قــــــــــــــــد عــــــــــــــــرض علــــــــــــــــيهم ســــــــــــــــبيل اهلداي ول

ـــــــــــــــ الــــــــــــــيت ذكرناهــــــــــــــا ـــــــــــــــ ولكــــــــــــــن غفلــــــــــــــوا عــــــــــــــن احلــــــــــــــق للعوامــــــــــــــل، ايســــــــــــــتكربون عــــــــــــــن قبوهلــــــــــــــ .اخلارجة عن وسعهم واختيارهم

وذكــــــــــــــرت مــــــــــــــن ، وهنــــــــــــــاك روايــــــــــــــات متضــــــــــــــافرة قــــــــــــــد أشــــــــــــــارت إىل معــــــــــــــىن االستضــــــــــــــعاف ومن هذه الروايات :، يشملهم هذا املعىن

ــــــــال : ســــــــألت أبــــــــا جعفــــــــر . عــــــــ١ ــــــــذي « فقــــــــال :، عــــــــن املستضــــــــعف ن زرارة ق هــــــــو ال اليســـــــــــــتطيع أن ، وال يهتـــــــــــــدي ســـــــــــــبيال إىل االميـــــــــــــان، يهتـــــــــــــدي حيلـــــــــــــة إىل الكفـــــــــــــر فيكفـــــــــــــرال

فهــــــــــم الصــــــــــبيان ومــــــــــن كــــــــــان مــــــــــن الرجــــــــــال والنســــــــــاء علــــــــــى ، وال يســــــــــتطيع أن يكفــــــــــر، يــــــــــؤمن ٢ .» مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم

لـــــــيس مـــــــن عـــــــرف اخـــــــتالف النـــــــاس ف« : . عـــــــن أيب بصـــــــري قـــــــال : قـــــــال أبـــــــو عبـــــــداهللا ٢ ٣» مبستضعف

ــــــــن خالــــــــد٣ ــــــــال : ســــــــالته عــــــــن أيب جعفــــــــر ، . ويف تفســــــــري العياشــــــــي عــــــــن ســــــــليمان ب ق واخلـــــــــــادم تقـــــــــــول هلـــــــــــا صـــــــــــل فتصـــــــــــلي، البلهـــــــــــاء يف خـــــــــــدرها« فقـــــــــــال :، عـــــــــــن املستضـــــــــــعف

________________ .٤٠٤، ص ٢، ج اصول الكافي. ٢ .٥١، ص ٥، ج تفسير الميزان. ١ .٤٠٥ص ، السابقالمصدر . ٣

، والكبــــــــري الفــــــــاين، واجلليــــــــب الــــــــذي اليــــــــدري إال مــــــــا قلــــــــت لــــــــه، ال تــــــــدري إال مــــــــا قلــــــــت هلــــــــا فأمـــــــــا رجـــــــــل شـــــــــديد العنـــــــــق جـــــــــدل خصـــــــــم يتـــــــــوىل ، هـــــــــؤالء املستضـــــــــعفون، والصـــــــــيب والصـــــــــغري

١ .» ال والكرامة ؟ الشراء والبيع ال تستطيع أن تعينه يف شي تقول هذا املستضعفــــــــــا و (ر اهللا فقــــــــــد قــــــــــال تعــــــــــاىل فــــــــــيهم املرجــــــــــون ألمــــــــــ ــــــــــر اللــــــــــه إم آخــــــــــرون مرجــــــــــون ألم

بـهم ـــــذ ـــــوب علـــــيهم و يـع ـــــيم و إمـــــا يـت هـــــذه اآليـــــة منطبقـــــة حبســـــب نفســـــها ٢ .) اللـــــه علـــــيم حكـــــــــــــــــذين هـــــــــــــــــم احلـــــــــــــــــد الفاصـــــــــــــــــل بـــــــــــــــــني احملســـــــــــــــــنني واملســـــــــــــــــيئني وان ، علـــــــــــــــــى املستضـــــــــــــــــعفني ال

ــــــــــــــــــــــذي خلفــــــــــــــــــــــوا مث تــــــــــــــــــــــابوا وردت اآليــــــــــــــــــــــة يف والفــــــــــــــــــــــرق بينهمــــــــــــــــــــــا أن آيــــــــــــــــــــــة ، الثالثــــــــــــــــــــــة الـــــــان (املستضـــــــعفني بينـــــــت عاقبـــــــة امـــــــرهم بقولـــــــه : هم وك ـــــــو عـــــــنـ ئـــــــك عســـــــى اللـــــــه أن يـعف فأول

ــــــــورا ــــــــو ا غف ــــــــون (أمــــــــا آيــــــــة ، ففيــــــــه إشــــــــارة إىل مشــــــــول عفــــــــو اهللا تعــــــــاىل هلــــــــم )اللــــــــه عف مرجــــــــــر اللــــــــــه ــــــــــة أمــــــــــرهم ) ألم ــــــــــه عاقب ــــــــــؤول الي ــــــــــني مــــــــــا ي ــــــــــم يب ــــــــــال الشــــــــــهيد املطهــــــــــري : ٣ .فل وق

ــــــــــة ــــــــــر اللــــــــــه (وأقصــــــــــى مايســــــــــتفاد مــــــــــن آي ــــــــــون ألم ، أن أعمــــــــــاهلم يفصــــــــــل فيهــــــــــا اهللا )مرج ٤ .تشري إىل مشول عفو اهللا ومغفرته هلم ) املستضعفني ( ولكن آية

ومــــــــــــــن تشــــــــــــــملهم ) اهللا املرجــــــــــــــون ألمــــــــــــــر ( وهنــــــــــــــاك روايــــــــــــــات عديــــــــــــــدة تشــــــــــــــري إىل معــــــــــــــىن ومن هذه الروايات :، هذه اآلية

وآخـــــــــــــرون مرجـــــــــــــون (يف قـــــــــــــول اهللا عزوجـــــــــــــل : عـــــــــــــن أيب جعفـــــــــــــر ، ن زرارة. عـــــــــــــ١ قـــــــــوم كـــــــــانوا مشـــــــــركني فقتلـــــــــوا مثـــــــــل محـــــــــزة وجعفـــــــــر وأشـــــــــباههما مـــــــــن « قـــــــــال : ) ألمـــــــــر اللـــــــــه

ــــــــــــــــوا يف االســــــــــــــــالم، املــــــــــــــــؤمنني ومل يعرفــــــــــــــــوا ، فوحــــــــــــــــدوا اهللا وتركــــــــــــــــوا الشــــــــــــــــرك، مث أ ــــــــــــــــم دخل ومل يكونــــــــــــــــوا علــــــــــــــــى ، اإلميــــــــــــــــان بقلــــــــــــــــو م فيكونــــــــــــــــوا مــــــــــــــــن املــــــــــــــــؤمنني فتجــــــــــــــــب هلــــــــــــــــم اجلنــــــــــــــــة

ـــــــــار ـــــــــك احلـــــــــال مرجـــــــــون ألمـــــــــر اهللا إمـــــــــا ، جحـــــــــودهم فيكفـــــــــروا فتجـــــــــب هلـــــــــم الن ـــــــــى تل فهـــــــــم عل ٥ .» يعذ م وإما يتوب عليهم

________________ .٤٣٥ص ، ١ج ، العياشي تفسير، مد بن مسعود العياشي. حم١ .٣٨١، ص ٩، ج تفسير الميزان. راجع : ٣ .١٠٦. التوبة ، ٢ .٤٠٧، ص ٢، ج اصول الكافي. ٥ .٣٧١، ص العدل االلهي. مرتضى املطهري ، ٤

عــــــــــــــــن . ويف تفســــــــــــــــري العياشــــــــــــــــي عــــــــــــــــن محــــــــــــــــران قــــــــــــــــال : ســــــــــــــــالت أبــــــــــــــــا عبــــــــــــــــداهللا ٢ ١ .» وهم املرجون المر اهللا، وال بالكفار، باملؤمننيهم ليسوا « قال :، املستضعفني

الشرك في الرؤية القرآنية ففــــــــــــــي بعــــــــــــــض آياتــــــــــــــه ، حتــــــــــــــدث القــــــــــــــرآن الكــــــــــــــرمي عــــــــــــــن مصــــــــــــــري املشــــــــــــــركني يف اآلخــــــــــــــرة

ــــــــة فقــــــــال تعــــــــاىل : ــــــــه (وعــــــــدهم باحلرمــــــــان مــــــــن املغفــــــــرة االهلي ــــــــر أن يشــــــــرك ب إن اللــــــــه ال يـغفـــــــــا دون و ـــــــــر م ـــــــــاء يـغف ـــــــــن يش ـــــــــك لم ونـــــــــرى يف بعـــــــــض آخـــــــــر مـــــــــن آياتـــــــــه يوعـــــــــدهم ٢، ) ذل

ـــــــه (قـــــــال تعـــــــاىل : ، باحلرمـــــــان مـــــــن دخـــــــول اجلنـــــــة ـــــــد حـــــــرم اللـــــــه علي ق ـــــــن يشـــــــرك باللـــــــه فـ مـــــــــــث مـــــــــــن آياتـــــــــــه بـــــــــــاخللود يف النـــــــــــار ٣، ) الجنـــــــــــة كمـــــــــــا يف ، ووعـــــــــــدهم أيضـــــــــــا يف قســـــــــــم ثال

مــــا كــــان للمشــــركين أن يـعمــــروا مســــاجد اللــــه شــــاهدين علــــى أنفســــهم بــــالكفر (قولـــه تعــــاىل : ـــــــدون ـــــــم خال ـــــــي النـــــــار ه ـــــــالهم وف ـــــــت أعم ـــــــك حبط ئ ـــــــه تعـــــــاىل : ٤، )أول الـــــــذين إن (وقول

٥ .) ... ي نار جهنم خالدين فيهاالمشركين ف و كفروا من أهل الكتاب ، وقــــــــــد يقــــــــــال : إن خلــــــــــود املشــــــــــركني يف النــــــــــار قــــــــــد ثبــــــــــت عنــــــــــد حــــــــــديثكم عــــــــــن الكفــــــــــار

؟ ألن الشرك من نوع من الكفر فما الفائدة يف حبثه هنا بعنوان مستقل وهـــــــــــو هـــــــــــل إن اخللـــــــــــود يف النـــــــــــار ، ولالجابـــــــــــة عـــــــــــن هـــــــــــذا الســـــــــــؤال نطـــــــــــرح ســـــــــــؤاال آخـــــــــــر

وهــــــــــو ، ولإلجابــــــــــة عــــــــــن هــــــــــذا الســــــــــوال نطــــــــــرح أيضــــــــــا ســــــــــؤاال ثالثــــــــــا ، املشــــــــــركني عــــــــــام جلميــــــــــع حبيــــــــــــــــــث يكــــــــــــــــــون االنســــــــــــــــــان ؟ أنــــــــــــــــــه هــــــــــــــــــل ميكــــــــــــــــــن أن جيتمــــــــــــــــــع الشــــــــــــــــــرك مــــــــــــــــــع االميــــــــــــــــــان

.مؤمنا ومشركا يف آن واحدــــــــــــــد يكــــــــــــــون اجلــــــــــــــواب يف أول األمــــــــــــــر بــــــــــــــالنفي ــــــــــــــد الــــــــــــــتمعن يف اآليــــــــــــــات ، وق ولكــــــــــــــن عن

ومـــــــــــا (وقـــــــــــد أشـــــــــــار إليـــــــــــه القـــــــــــرآن الكـــــــــــرمي يف قولـــــــــــه تعـــــــــــاىل : ، القرآنيـــــــــــة جنـــــــــــد أنـــــــــــه ممكـــــــــــنــــــــرهم باللــــــــه إال وهــــــــم مشــــــــركون فاملقصــــــــود مــــــــن الشــــــــرك يف هــــــــذه اآليــــــــة هــــــــو ٦ )يـــــــــؤمن أكثـ

________________ .٧٢. املائدة ، ٢ .٢٦١، ص ٢، ج تفسير العياشي. ١ .٦البينة ، . ٥ .١٧. التوبة ، ٤ .١١٦. النساء ، ٣ .١٠٦، . يوسف٦

ــــــــــــــذي كمــــــــــــــا جــــــــــــــاء يف بعــــــــــــــض الروايــــــــــــــات عــــــــــــــن املعصــــــــــــــومني ، الشــــــــــــــرك يف الطاعــــــــــــــة والـــــــــــه ـــــــــــي، وميســـــــــــى بالشـــــــــــرك اخلفـــــــــــي، ســـــــــــوف نشـــــــــــري إلي ـــــــــــل الشـــــــــــرك اجلل ـــــــــــذي يقاب وهـــــــــــو ، وال

.أي ان يتخذ االنسان معبودا غريه، الشرك يف العبادةــــــــــأن تلــــــــــبس ــــــــــال مــــــــــا ملخصــــــــــه : ب ــــــــــى هــــــــــذه اآليــــــــــة ق ــــــــــائي يف تعليقــــــــــه عل والعالمــــــــــة الطباطب

الجيتمعــــــــــــــــان يف ، االنســــــــــــــــان باالميــــــــــــــــان والشــــــــــــــــرك معــــــــــــــــا مــــــــــــــــع كو مــــــــــــــــا معنيــــــــــــــــني متقــــــــــــــــابلني إمنـــــــــــــا ، حمـــــــــــــل واحـــــــــــــد نظـــــــــــــري تلبســـــــــــــه بســـــــــــــائر االعتقـــــــــــــادات املتناقضـــــــــــــة واالخـــــــــــــالق املتضـــــــــــــادة

فتختلـــــــــف ، نفســـــــــها القـــــــــوة والضـــــــــعفيكـــــــــون مـــــــــن جهـــــــــة كو ـــــــــا مـــــــــن العمـــــــــاين الـــــــــيت تقبـــــــــل يف إال ، فــــــــــــان القــــــــــــرب والبعــــــــــــد املطلقــــــــــــني ال جيتمــــــــــــان، كــــــــــــالقرب والبعــــــــــــد، بالنســــــــــــبة واالضــــــــــــافة

ـــــــــــــا نســـــــــــــبيني ال ميتنعـــــــــــــان عـــــــــــــن االجتمـــــــــــــاع ـــــــــــــني الشـــــــــــــرك واالميـــــــــــــان مراتـــــــــــــب .أ مـــــــــــــا اذا كان وب وهــــــــــــي الــــــــــــيت جيتمــــــــــــع فيــــــــــــه الطرفــــــــــــان ، خمتلفــــــــــــة بــــــــــــالقرب مــــــــــــن أحــــــــــــد اجلــــــــــــانبني والبعــــــــــــد منــــــــــــه

فــــــــــــاملراد بالشــــــــــــرك يف اآليــــــــــــة بعــــــــــــض مراتبــــــــــــه الــــــــــــذي جيــــــــــــامع بعــــــــــــض .نحــــــــــــو مــــــــــــن االجتمــــــــــــاعب ١ .وهو املسمى باصطالح فن األخالق بالشرك اخلفي، مراتب االميان

وهنـــــــــــــــــاك روايـــــــــــــــــات عديـــــــــــــــــدة أشـــــــــــــــــارت إىل هـــــــــــــــــذا املعـــــــــــــــــىن يف تفســـــــــــــــــري اآليـــــــــــــــــة اآلنفـــــــــــــــــة ومن هذه الروايات :، الذكرـــــــــــول اهللا تبـــــــــــارك عـــــــــــن أيب جعفـــــــــــر تفســـــــــــري القمـــــــــــي مرويـــــــــــا عـــــــــــن الفضـــــــــــيل . يف١ يف ق

ـــــم مشـــــركون (وتعـــــاىل : ـــــؤمن أكثــــــرهم باللـــــه إال وه ولـــــيس شـــــرك طاعـــــة « قـــــال :، ) ومـــــا يـ أطــــــــــــاعوا فيهــــــــــــا الشــــــــــــيطان واملعاصــــــــــــي الــــــــــــيت يرتكبــــــــــــون فهــــــــــــي شــــــــــــرك طاعــــــــــــة ، شــــــــــــرك عبــــــــــــادة

ــــــــــــــيس باشــــــــــــــراك ، فأشــــــــــــــركوا بــــــــــــــاهللا يف الطاعــــــــــــــة لغــــــــــــــريه ويف تفســــــــــــــري العياشــــــــــــــي ٢» عبــــــــــــــادةول ٣ .مرويا عن زراة مثله

ــــــــــك بــــــــــن عطيــــــــــة، . ويف تفســــــــــري العياشــــــــــي٢ ــــــــــه : عــــــــــن أيب عبــــــــــداهللا ، عــــــــــن مال يف قول________________

.٢٧٦ص ، ١١ج ، تفسير الميزان .١ .٣٥٨ص ، ١ج ، تفسير القمي، . علي بن ابراهيم القمي٢ .٣٧٣ص ، ٢ج ، تفسير العياشي. ٣

ــــــرهم باللــــــه إال وهــــــم مشــــــركون (ومــــــا هــــــو قــــــول الرجــــــل : لــــــوال فــــــالن « قــــــال : )يـــــــؤمن أكثـــــــــالن ألصــــــــبت كــــــــذا وكــــــــذا، هللكــــــــت ــــــــوال ف ــــــــايل، ول ــــــــد جعــــــــل هللا ، ولضــــــــاع عي ــــــــه ق أال تــــــــرى أن

ــــــــــه ــــــــــدفع عن ــــــــــن اهللا ؟ شــــــــــريكا يف ملكــــــــــه يرزقــــــــــه وي ــــــــــوال أن م ــــــــــت : فيقــــــــــول : ل ــــــــــي قــــــــــال : قل عل ١ .» قال : نعم ال بأس ذا ؟ بفالن هللكت

عــــــــــن . ويف تفســــــــــري العياشــــــــــي أيضــــــــــا مرويــــــــــا عــــــــــن زرارة قــــــــــال : ســــــــــالت أبــــــــــا جعفــــــــــر ٣ـــــــم مشـــــــركون (قـــــــول اهللا : ـــــــرهم باللـــــــه إال وه ـــــــؤمن أكثـ ـــــــا يـ ـــــــك قـــــــول « قـــــــال : )وم مـــــــن ذل

٢ .» الرجل : ال وحياتك ونســــــــــــتنتج مــــــــــــن كــــــــــــل مــــــــــــا مــــــــــــر بـــــــــــــأن الشــــــــــــرك اخلفــــــــــــي كمــــــــــــا أشــــــــــــارت إليــــــــــــه الروايـــــــــــــات

ــــــــــــى اآلخــــــــــــرين يف دفــــــــــــع الضــــــــــــرر أو كســــــــــــالســــــــــــابقة مــــــــــــن قبيــــــــــــل املعاصــــــــــــي أو االتكــــــــــــا ب ل علـــــــــالن هللكـــــــــت ـــــــــوال ف ـــــــــول بعضـــــــــهم : ل ـــــــــل ق ـــــــــافع مث ـــــــــل ، املن أو القســـــــــم بغـــــــــري اهللا عـــــــــز وجـــــــــل مث

بـــــــــــل ميكـــــــــــن ، انكــــــــــل ذلـــــــــــك ال يوجــــــــــب خـــــــــــروج صــــــــــاحبه مـــــــــــن االميــــــــــ، قولــــــــــه : ال وحياتـــــــــــك ، وبالنتيجـــــــــــــــة فـــــــــــــــال يكـــــــــــــــون املشـــــــــــــــرك شـــــــــــــــركا خفيـــــــــــــــا خملـــــــــــــــدا يف النـــــــــــــــار، أن جيتمـــــــــــــــع معـــــــــــــــه

ـــــــــــه ـــــــــــى إميان ـــــــــــه عل ـــــــــــك لبقائ ـــــــــــي، وذل ـــــــــــى عكـــــــــــس املشـــــــــــرك بالشـــــــــــرك اجلل ـــــــــــه ، عل واملســـــــــــلوب من .وهو السبب يف خلوده األبدي يف النار، االميان

. المنافقون٢ـــــــــــى االســـــــــــالم ـــــــــــافقني وضـــــــــــررهم عل فقـــــــــــد اهـــــــــــتم القـــــــــــرآن ، واملســـــــــــلمنيلعظـــــــــــم خطـــــــــــورة املن

ســــــــــــــوره كســـــــــــــورة البقــــــــــــــرة وآل عمــــــــــــــران مـــــــــــــنالكـــــــــــــرمي بــــــــــــــأمر املنـــــــــــــافقني وذكــــــــــــــرهم يف العديــــــــــــــد والنســـــــــــــــــــاء واملائــــــــــــــــــــدة واألنفــــــــــــــــــــال والتوبــــــــــــــــــــة والعنكبـــــــــــــــــــوت واألحــــــــــــــــــــزاب والفــــــــــــــــــــتح واحلديــــــــــــــــــــد

فكشــــــــــــــــف عــــــــــــــــن أكــــــــــــــــاذيبهم قــــــــــــــــال تعــــــــــــــــاىل : ، واحلشــــــــــــــــر واملنــــــــــــــــافقون والتحــــــــــــــــرمي وا ادلــــــــــــــــةــافقين لكــاذبون اللــه و ( ــا غضــب (وقــال : ٣، ) يشــهد إن المن ــر إلــى الــذين تـولــوا قـوم ــم تـ أل

________________ .١. املنافقني ، ٣ .٣٧٢، ص المصدر السابق. ٢ .٣٧٤، ص لمصدر السابق. ا١

هم و ــــنـ ــــنكم وال م ــــا هــــم م ــــيهم م ــــم يـعلمــــون اللــــه عل ــــى الكــــذب وه ــــون عل وفضــــح ١، )يحلف حيـــــــــــث قـــــــــــال تعـــــــــــاىل : ، أيضـــــــــــا عـــــــــــن تـــــــــــآمرهم ضـــــــــــد االســـــــــــالم واملســـــــــــلمني وخـــــــــــداعهم هلـــــــــــم

يخــــادعون اللــــه ومــــن النــــاس مــــن يـقــــول آمنــــا باللــــه وبــــاليـوم اآلخــــر ومــــا هــــم بمــــؤمنين (ــــا يشــــعرون ــــا يخــــدعون إال أنفســــهم وم ــــوا وم ــــم (وقــــال أيضــــا : ٢ )والــــذين آمن ــــل له وإذا قي

ـــــالوا إنمـــــا نحـــــن مصـــــلحون أال إنـهـــــم هـــــم المفســـــدون ولكـــــن ال تـفســـــدوا فـــــي األرض ق صــــــــم بكــــــــم (تغراقهم يف النفــــــــاق والكفــــــــر وصــــــــفهم تعــــــــاىل بقولــــــــه : والســــــــ ٣، )ال يشــــــــعرون

أي إن هــــــــــــؤالء املنــــــــــــافقني ال يرجعــــــــــــون إىل طريــــــــــــق اهلدايــــــــــــة ٤ )عمــــــــــــي فـهــــــــــــم ال يـرجعــــــــــــون فســـــــــــلب ســـــــــــبحانه املغفـــــــــــرة ، مبـــــــــــا كســـــــــــبت أيـــــــــــديهم ومبـــــــــــا اختـــــــــــاروا ألنفســـــــــــهم مـــــــــــن الضـــــــــــالل

ــيهم أ (قــال تعــاىل : ، مــنهم ــم إن ســواء عل ــر اللــه له ــن يـغف ــم ل ــم تســتـغفر له ســتـغفرت لهــم أم ل وهـــــــــذه اآليـــــــــة تشـــــــــري إىل أن اســـــــــتغفار النـــــــــيب ٥، ) اللـــــــــه ال يـهـــــــــدي القـــــــــوم الفاســـــــــقين

كعدمـــــــــــه ألنـــــــــــه تعـــــــــــاىل فاســـــــــــتغفاره ، هلـــــــــــوءالء املنـــــــــــافقني وعـــــــــــدم اســـــــــــتغفاره هلـــــــــــم ســـــــــــواء .سوف لن يغفر هلؤالء بسبب كفرهم وعدائهم لالسالم

ــــــــــــــــن ، ومبــــــــــــــــا أن هــــــــــــــــؤالء املنــــــــــــــــافقني غــــــــــــــــري مســــــــــــــــتحقني للمغفــــــــــــــــرة مــــــــــــــــن اهللا عزوجــــــــــــــــل ول وهــــــــــذا مــــــــــا وعــــــــــدهم اهللا ، فهــــــــــم إذا خملــــــــــدون يف النــــــــــار، ينالوهــــــــــا أبــــــــــدا مبــــــــــا قــــــــــدمت أيــــــــــديهم

ــــافقين وعــــد (قــــال : ، تعــــاىل ــــا هــــي و المنافقــــات و اللــــه المن ــــدين فيه ــــار جهــــنم خال ــــار ن الكف ففــــــــي هــــــــذه اآليــــــــة قــــــــدم ســــــــبحانه ذكــــــــر ٦ ) لهــــــــم عــــــــذاب مقــــــــيم و لعــــــــنـهم اللــــــــه و حســــــــبـهم

خطــــــــــرهم لكــــــــــون، أل ــــــــــم أســــــــــوأ حــــــــــاال مــــــــــن الكفــــــــــار، املنــــــــــافقني واملنافقــــــــــات علــــــــــى الكفــــــــــار وكيـــــــــــــــــدهم ومكـــــــــــــــــرهم هلـــــــــــــــــدم كيـــــــــــــــــان االســـــــــــــــــالم أشـــــــــــــــــد مـــــــــــــــــن كيـــــــــــــــــد املشـــــــــــــــــركني واليهـــــــــــــــــود

٧ .) هم العدو فاحذرهم (والنصارى حىت قال تعاىل عنهم : ـــــــــــم يـعلمـــــــــــوا (ويف ســـــــــــورة التوبـــــــــــة أيضـــــــــــا وعـــــــــــدهم بـــــــــــاخللود يف النـــــــــــار بقولـــــــــــه تعـــــــــــاىل : أل

________________ .١٢، ١١. البقرة ، ٣ .٩، ٨البقرة ، . ٢ .١٤. ا ادلة ، ١ .٦٨. التوبة ، ٦ .٦. املنافقون ، ٥ .١٨. البقرة ، ٤ .٤، . املنافقون٧

ــــيم ــــزي العظ ــــك الخ ل ــــا ذ ــــدا فيه ــــنم خال ــــار جه ــــه ن ــــأن ل ــــوله ف ــــن يحــــادد اللــــه ورس ١ .) أنــــه مـــــــــــه : ـــــــــــة جنـــــــــــد أنـــــــــــه ســـــــــــبحانه بعـــــــــــد ذكـــــــــــر مســـــــــــاوئهم توعـــــــــــدهم بقول لـــــــــــن (ويف ســـــــــــورة ا ادل

ئـــــــك أصـــــــحاب النـــــــار هـــــــم فيهـــــــا هم أمـــــــوالهم وال أوالدهـــــــم مـــــــن اللـــــــه شـــــــيئا أول تـغنـــــــي عـــــــنـــــــــــــدون ــــــــــــافقني أمــــــــــــواهلم وال أوالدهــــــــــــم الــــــــــــيت يف ٢ )خال تخــــــــــــرون ــــــــــــا فــــــــــــال تتفــــــــــــع هــــــــــــؤالء املنــــــــــــدنيا ــــــــــــار يــــــــــــوم القيامــــــــــــة، يف ال وســــــــــــوف جيمعهــــــــــــم اهللا ، فهــــــــــــي ال تــــــــــــدع عــــــــــــنهم عــــــــــــذاب الن

ــــــافقين والكــــــافرين . .. (قــــــال تعــــــاىل : ، ســــــبحانه مــــــع الكــــــافرين يف النــــــار إن اللــــــه جــــــامع المن يـــــــدا علـــــــى كـــــــو م فاآليـــــــة قـــــــدمت املنـــــــافقني علـــــــى الكفـــــــار إشـــــــارة وتأك ٣ )فـــــــي جهـــــــنم جميعـــــــا .أسوأ حاال من الكفار

. الغارقون في الذنوب٣ الـــــــــذنوب واملعاصـــــــــي هلـــــــــا آثـــــــــار دنيويـــــــــة كمـــــــــا أن هلـــــــــا أثـــــــــارا أخرويـــــــــة مـــــــــن العـــــــــذاب املنقطـــــــــع

ــــــــــــــــــد ــــــــــــــــــدائم املخل ــــــــــــــــــات ، إىل العــــــــــــــــــذاب ال ــــــــــــــــــة مــــــــــــــــــا جــــــــــــــــــاء يف الرواي ومــــــــــــــــــن آثارهــــــــــــــــــا الدنيوي ومنها :، املتضافرة عن املعصومني

أمــــــــا إنــــــــه لــــــــيس مــــــــن عــــــــرق « قــــــــال : اهللا عــــــــن أيب عبــــــــد، هشــــــــام بــــــــن ســــــــاملن . عــــــــ١ـــــــــــــــذنب ـــــــــــــــة وال صـــــــــــــــداع وال مـــــــــــــــرض إال ب ـــــــــــــــول اهللا عزوجـــــــــــــــل يف ، يضـــــــــــــــرب وال نكب ـــــــــــــــك ق وذل

ــديكم ويـعفــو عــن كثيــر (كتابــه : ــن مصــيبة فبمــا كســبت أي قــال : مث قــال : ، )ومــا أصــابكم م ٤ .» يعفو اهللا أكثر مما يؤاخذ بهوما

إن العبــــــــد ليــــــــذنب الــــــــذنب « قــــــــال : عــــــــن أيب جعفــــــــر ، . عــــــــن الفضــــــــيل بــــــــن يســــــــار٢ ٥ .» فيزوى عنه الرزق

ان العبــــــــد يســــــــأل اهللا احلاجــــــــة « قــــــــال : عــــــــن أيب جعفــــــــر ، . عــــــــن حممــــــــد بــــــــن مســــــــلم٣ فيـــــــــذنب العبـــــــــد ذنبـــــــــا ، وقـــــــــت بطـــــــــيءأو إىل ، فيكـــــــــون مـــــــــن شـــــــــأنه قضـــــــــاؤها إىل أجـــــــــل قريـــــــــب

________________ .١٤٠. النساء ، ٣ .١٧. ا ادلة ، ٢ .٦٣. التوبة ، ١ .٢٧٠، ص المصدر السابق. ٥ .٢٦٩، ص ٢، ج اصول الكافي. ٤

فيقـــــــــــــول اهللا تبـــــــــــــارك وتعـــــــــــــاىل للملـــــــــــــك : ال تقـــــــــــــض حاجتـــــــــــــه وأحرمـــــــــــــه إياهـــــــــــــا فانـــــــــــــه تعـــــــــــــرض ١ .» لسخطي واستوجب احلرمان مين

ومــــــــــــــــن آثارهـــــــــــــــــا االخرويـــــــــــــــــة هـــــــــــــــــي أن العبـــــــــــــــــد إذا اقـــــــــــــــــرتف املعصـــــــــــــــــية واســـــــــــــــــتمر عليهـــــــــــــــــا ـــــــــؤدي بـــــــــه إىل ســـــــــلب التوفيـــــــــق للنـــــــــدم فـــــــــال يـــــــــدع لـــــــــه طريقـــــــــا للنجـــــــــاة وقـــــــــد روي عـــــــــن أيب ، في

إذا أذنــــــب الرجــــــل « يقــــــول : اهللا مسعــــــت أبــــــا عبـــــد« قـــــال : اهللا عــــــن أيب عبــــــد، بصـــــريـــــــــــى ، فـــــــــــان تـــــــــــاب امنحـــــــــــت، ســـــــــــوداءخـــــــــــرج يف قلبـــــــــــه نكتـــــــــــة وإن زاد زادت حـــــــــــىت تغلـــــــــــب عل

٢ .» فال يفلح أبدا ، قلبهــــــى مــــــن كســــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه (وهــــــذا مــــــا أشــــــار إليــــــه ســــــبحانه وتعــــــاىل بقولــــــه : بـل

ئـــــــك أصـــــــحاب النـــــــار هـــــــم فيهـــــــا خالـــــــدون ىن قـــــــد وقريـــــــب مـــــــن هـــــــذا املعـــــــ ٣، )خطيئتـــــــه فأولــــــرهقهم ذلــــــة مــــــا (ذكـــــر يف قولــــــه تعــــــاىل : ــــــيئات جــــــزاء ســــــيئة بمثلهــــــا وتـ والــــــذين كســــــبوا الس

ـــك أصـــحاب ئ ـــا أول ـــل مظلم ـــن اللي ـــا م ـــا أغشـــيت وجـــوههم قطع ـــن عاصـــم كأنم ـــن اللـــه م لهـــم م أي أن هــــــــــــؤالء الــــــــــــذين ارتكبــــــــــــوا املعاصــــــــــــي والســـــــــــــيئات ٤ )م فيهــــــــــــا خالــــــــــــدون النــــــــــــار هــــــــــــ

وهــــــــــــو كنايــــــــــــة عــــــــــــن خــــــــــــزيهم ، وصــــــــــــلوا إىل درجــــــــــــة حــــــــــــىت وصــــــــــــفهم القــــــــــــرآن بســــــــــــواد الوجــــــــــــه فكســـــــــــب الســـــــــــيئات واالصـــــــــــرار عليهـــــــــــا يســـــــــــوق االنســـــــــــان حنـــــــــــو الكفـــــــــــر والشـــــــــــرك ، ومـــــــــــذلتهم

ـــــم كـــــ (قـــــال تعـــــاىل : ، وجـــــل والتكـــــذيب بآيـــــات اهللا عـــــز ان عاقبـــــة الـــــذين أســـــاءوا الســـــوأى ثبوا بآيــــــــــات اللــــــــــه وكــــــــــانوا بهــــــــــا يســــــــــتـهزئون ويف النتيجــــــــــة يوصــــــــــله إىل العــــــــــذاب ٥ )أن كــــــــــذ

.ويعرضه إىل غضب اهللا عز وجل ولعنته، اخلالد

. قاتل المؤمن٤ ومــــــــن (قــــــــال تعــــــــاىل : ، النـــــــارالقـــــــرآن الكــــــــرمي يـــــــذكرنا بــــــــان قاتــــــــل املـــــــؤمن عمــــــــدا خملــــــــد يف

ــــــدا فجــــــزاؤه جهــــــنم خالــــــدا فيهــــــا وغضــــــب اللــــــه عليــــــه ولعنــــــه وأعــــــد لــــــه يـقتــــــل مؤمنــــــا متـعم________________

.٨١. البقرة ، ٣ .المصدر السابق. ٢ .٢٧١، ص لمصدر السابق. ا١ .١٠. الروم ، ٥ .٢٧. يونس ، ٤

١ .)عذابا عظيما ــــــــــــده لقاتــــــــــــل املــــــــــــؤمن ــــــــــــظ ســــــــــــبحانه يف وعي ــــــــــــد أغل ــــــــــــع عقوبــــــــــــات ، وق ــــــــــــذكر يف اآليــــــــــــة أرب ف

واللعنــــــــــــــة عليـــــــــــــــه مـــــــــــــــع ، والتعـــــــــــــــرض لغضــــــــــــــب اهللا عزوجـــــــــــــــل، لــــــــــــــه وهـــــــــــــــي خلــــــــــــــود يف النـــــــــــــــار .العذاب العظيم

أي املــــــــــــــؤمن ، هــــــــــــــذه اآليــــــــــــــة واضــــــــــــــحة مــــــــــــــن ســــــــــــــياقها أ ــــــــــــــا نزلــــــــــــــت يف شــــــــــــــأن املــــــــــــــؤمننيــــــــــل ــــــــــذي يقت ــــــــــى ســــــــــبيل العمــــــــــدال ــــــــــيت ســــــــــبقتها قــــــــــد ذكــــــــــر فيهــــــــــا ، مؤمنــــــــــا آخــــــــــر عل فاآليــــــــــة ال

ــــــــل آخــــــــر خطــــــــأ ، ســــــــبحانه حكــــــــم قتــــــــل اخلطــــــــأ ــــــــذي يقت ــــــــال تعــــــــاىل : ، أي حكــــــــم املــــــــؤمن ال قـــــــأ ( ـــــــا إال خط ـــــــل مؤمن ـــــــؤمن أن يـقت ـــــــان لم ـــــــا ك ـــــــل املـــــــؤمن عمـــــــدا ، اخل )وم مث عـــــــرج علـــــــى قت

.يف هذه اآلية وهــــــــــــــو أن املفســــــــــــــرين متفقــــــــــــــون بــــــــــــــأن اخللــــــــــــــود يف ، هــــــــــــــذا الســــــــــــــؤال ومــــــــــــــن هنــــــــــــــا يطــــــــــــــرح فكيـــــــــــف ذكـــــــــــرت اآليـــــــــــة خلــــــــــــود ، وأن املـــــــــــؤمن ال خيلــــــــــــد يف النـــــــــــار، النـــــــــــار خمـــــــــــتص بالكفـــــــــــار .؟ املؤمن القاتل يف النار

وهي :، وللجواب عن هذا السؤال ذكر املفسرون يف معىن اآلية عدة وجوه ويؤيــــــــــــــده مــــــــــــــا روي ، تقبــــــــــــــل توبتــــــــــــــه ريــــــــــــــق ذهــــــــــــــب إىل أن قاتــــــــــــــل املــــــــــــــؤمن عمــــــــــــــدا ال. ف١

٣، وتبـــــــــــىن هـــــــــــذا الـــــــــــرأي الزخمشـــــــــــي ٢، عـــــــــــن ابـــــــــــن عبـــــــــــاس بـــــــــــأن قاتـــــــــــل العمـــــــــــد ال توبـــــــــــة لـــــــــــهـــــــــده ـــــــــداهللا ٤، وحممـــــــــد عب ـــــــــده أيضـــــــــا مـــــــــا روي عـــــــــن أيب عب ـــــــــه ســـــــــئل عـــــــــن املـــــــــؤمن ويؤي : أن

وإن ، لـــــــــهإن كـــــــــان قتلـــــــــه الميانـــــــــه فـــــــــال توبـــــــــة « فقـــــــــال : ؟ ألـــــــــه توبـــــــــة، يقتـــــــــل املـــــــــؤمن معتمـــــــــدا وإن مل ، كــــــــان قتلــــــــه لغضــــــــب أو لســــــــبب شــــــــيء مــــــــن أشــــــــياء الــــــــدنيا فــــــــان توبتــــــــه أن يقــــــــاد منــــــــه

ــــــــــل صــــــــــاحبهم ــــــــــأقر عنــــــــــدهم بقت ــــــــــول ف ــــــــــق إىل أوليــــــــــاء املقت ــــــــــم بــــــــــه انطل ــــــــــان عفــــــــــوا ، يكــــــــــن عل فــــــــــوه أعطــــــــــاهم الديــــــــــة ــــــــــق نســــــــــمة، عنــــــــــه فلــــــــــم يقتل وأطعــــــــــم، وصــــــــــام شــــــــــهرين متتــــــــــابعني، وأعت

________________ .٦٣٠ص ، ٢ج ، الدر المنثور. راجع : ٢ .٩٣ . النساء ،١ .٥٤٩، ٥٤٨ص ، ١ج ، تفسير الكشاف. ٣ .٣٤٠، ٣٣٩ص ، ٥ج ، تفسير المنار. ٤

١ .» ستني مسكينا توبة إىل اهللا عز وجل وقـــــــــــــول ابـــــــــــــن عبـــــــــــــاس خمـــــــــــــالف ومـــــــــــــن الواضـــــــــــــح أن األخـــــــــــــذ بظـــــــــــــاهر قـــــــــــــول االمـــــــــــــام

ــــــــــــــول ــــــــــــــة مــــــــــــــن العاصــــــــــــــي وإن كــــــــــــــان مشــــــــــــــركا أو كــــــــــــــافرا المجــــــــــــــاع املســــــــــــــلمني علــــــــــــــى قب ، التوبــــــــــه تعــــــــــاىل : ــــــــــه (والشــــــــــيخ الطربســــــــــي يف تعليقــــــــــه علــــــــــى قول ــــــــــر أن يشــــــــــرك ب إن اللــــــــــه ال يـغف

ـــــن يشـــــاء ـــــك لم ل ـــــا دون ذ ـــــر م ـــــف ٢، )ويـغف قـــــال : بـــــأن اهللا تعـــــاىل نفـــــى غفـــــران الشـــــرك ومل ين الن االمـــــــــة أمجعــــــــت علـــــــــى ، أن يغفـــــــــر مــــــــن غـــــــــري توبــــــــة بـــــــــل نفــــــــى، غفرانــــــــه علــــــــى كـــــــــل حــــــــال

٣ .أن اهللا يغفر بالتوبةـــــــــول االمـــــــــام ـــــــــة فاملقصـــــــــود مـــــــــن ق ـــــــــل العمـــــــــد للتوب ـــــــــاس هـــــــــو عـــــــــدم توفيـــــــــق قات وابـــــــــن عب

ال يـــــــــــزال املـــــــــــؤمن يف « قـــــــــــال : عـــــــــــن أيب عبـــــــــــداهللا ، فقـــــــــــد روي عـــــــــــن هشـــــــــــام بـــــــــــن ســـــــــــامل وقـــــــــــال : ال يوفــــــــــق قاتـــــــــــل املــــــــــؤمن متعمـــــــــــدا ، حرامــــــــــا فســــــــــحة مــــــــــن دينـــــــــــه مــــــــــامل يصـــــــــــب دمــــــــــا

حيـــــــــث قـــــــــال العالمـــــــــة ، وعـــــــــدم توفيقـــــــــه للتوبـــــــــة مبعـــــــــىن أنـــــــــه ال خيتـــــــــار التوبـــــــــة ٤ .» للتوبـــــــــة أبـــــــــدا الطربســــــــــــي : ومــــــــــــن قــــــــــــال مــــــــــــن أصــــــــــــحابنا أن قاتــــــــــــل املــــــــــــؤمن ال يوفــــــــــــق للتوبــــــــــــة ال ينــــــــــــايف مــــــــــــا

ــــــــــو ألن هــــــــــذا القــــــــــول إن صــــــــــح فامنــــــــــا يــــــــــدل علــــــــــى أنــــــــــه ال خيتــــــــــار، قلنــــــــــاه التوبــــــــــة مــــــــــع أ ــــــــــا ل ٥ .حصلت ألزالت العقاب

، . ويـــــــــرى فريــــــــــق آخــــــــــر بــــــــــأن اآليــــــــــة إخبــــــــــار منــــــــــه تعــــــــــاىل بــــــــــأن ذلــــــــــك جــــــــــزاؤه إن جــــــــــازاه٢ـــــــــــــال جيازيـــــــــــــه ـــــــــــــده مـــــــــــــا روى عـــــــــــــن أيب عبـــــــــــــداهللا ، وقـــــــــــــد يعفـــــــــــــو عنـــــــــــــه ف ـــــــــــــول اهللا ويؤي يف ق

ــــــــدا فجــــــــزاؤه جهــــــــ (عزوجــــــــل : ــــــــا متـعم ــــــــل مؤمن ــــــــن يـقت جــــــــزاؤه جهــــــــنم إن « قــــــــال : )نم وم ويف ا مـــــــــــــــع أيضـــــــــــــــا ٧، مثلـــــــــــــــه ويف جممـــــــــــــــع البيـــــــــــــــان مرويـــــــــــــــا عـــــــــــــــن النـــــــــــــــيب ٦ .» جـــــــــــــــازاه

ـــــــه : ـــــــاس يف قول ـــــــا عـــــــن ابـــــــن عب ـــــــنم فجـــــــزاؤه (مروي ـــــــال : ) جه ـــــــان شـــــــاء، هـــــــي جـــــــزاؤه« ق ف________________

.١٦٣ص ، ١٠ج ، تهذيب االحكام، وراجع : الشيخ الطوسي؛ ٤٣١ص ، ١ج ، تفسير العياشي .١ .٥٧، ص ٣، ج مجمع البيان. ٣ .٤٨. النساء ، ٢ .٩٣، ص ٣، ج مجمع البيان. ٥ .١٦٥، ص ١٠، ج تهذيب االحكام. ٤ .٩٣، ص ٣، ج مجمع البيان. ٧ .١٦٥، ص ١٠، ج تهذيب االحكام. ٦

ـــــــــه، عذبـــــــــه ـــــــــد نســـــــــب العالمـــــــــة الطربســـــــــي ١ .» وإن شـــــــــاء غفـــــــــر ل ـــــــــده ٢وق هـــــــــذا ٣وحممـــــــــد عب .القول إىل أيب جملز

إن (وذهــــــــــب العالمــــــــــة الطباطبــــــــــائي إىل هــــــــــذا الــــــــــرأي حيــــــــــث قــــــــــال : بــــــــــأن قولــــــــــه تعــــــــــاىل : لـــك لمـــن يشـــاء إن اللـــه (وكـــذا قولـــه تعـــاىل : ٤ )اللـــه ال يـغفـــر أن يشـــرك بـــه ويـغفـــر مـــا دون ذ

ــــرحيم ــــو الغفــــور ال فهــــذه اآليــــة ، تصــــلحان لتقييــــد هــــذه اآليــــة ٥ )يـغفــــر الــــذنوب جميعــــا إنــــه ه ٦ .فيمكن العفو بتوبة أو بشفاعة، لكنها ليست بصرحية يف احلتم، توعد بالنار اخلالدة

، اجلـــــــــواب ضـــــــــعيفوقـــــــــد أشـــــــــكل الفخـــــــــر الـــــــــرازي علـــــــــى هـــــــــذا الـــــــــرأي بقولـــــــــه : بـــــــــأن هـــــــــذا ــــــــل العمــــــــد هــــــــو مــــــــا ذكــــــــ ــــــــة أن جــــــــزاء قت ــــــــت ــــــــذه اآلي ــــــــه ثب ــــــــه ، رألن ــــــــات أن ــــــــت بســــــــائر اآلي وثب

)مـــــــــن يـعمـــــــــل ســـــــــوءا يجـــــــــز بـــــــــه (قـــــــــال تعـــــــــاىل : ، تعـــــــــاىل يوصـــــــــل اجلـــــــــزاء إىل املســـــــــتحقنيـرا يــره فمـن يـعمـل مثـ (: وقـال )اليـوم تجزى كل نـفس بما كسـبت (وقال : قـال ذرة خيـ

بـــــل إنــــــه تعــــــاىل ذكــــــر يف هــــــذه اآليـــــة مــــــا يــــــدل علــــــى أنــــــه )ومــــــن يـعمــــــل مثـقــــــال ذرة شــــــر ا يـــــــره ــــــيهم هــــــذا اجلــــــزاء ــــــا (وهــــــو قولــــــه : ، يوصــــــل إل ــــــذابا عظيم ــــــه ع ــــــد ل ــــــان أن هــــــذا )وأع فــــــان بي أعــــــــد لــــــــه و (فلــــــــو كــــــــان قولــــــــه : )فجــــــــزاؤه جهــــــــنم خالــــــــدا فيهــــــــا (جــــــــزاؤه حصــــــــل بقولــــــــه : فلـــــــــو محلنـــــــــاه علـــــــــى االخبـــــــــار بأنـــــــــه ، عـــــــــن االســـــــــتحقاق كـــــــــان تكـــــــــرارا ) عــــــــذابا عظيمـــــــــا إخبـــــــــارا ٧ .فكان ذلك أوىل، سيفعل مل يلزم التكرار

كـــــــــــل جـــــــــــزاء وأشــــــــــكل عليـــــــــــه الشــــــــــيخ حممـــــــــــد عبــــــــــده أيضـــــــــــا بقولــــــــــه : وفيـــــــــــه أن األصــــــــــل يف وإن العفــــــــــو والتجــــــــــوز قــــــــــد يقــــــــــع عــــــــــن بعــــــــــض ، أن يقــــــــــع الســــــــــتحالة كــــــــــذب الوعيــــــــــد كالوعــــــــــد

، فلـــــــــيس هـــــــــذا تفـــــــــص مـــــــــن خلـــــــــود بعـــــــــض القـــــــــاتلني يف النـــــــــار، األفـــــــــراد ألســـــــــباب يعلمهـــــــــا اهللا ٨ .ألن االستثناء إمنا يكون يف الغالب لألقلني، والظاهر أ م يكونون األكثرين________________

.٣٤١، ص ٥، ج تفسير المنار. ٣ .المصدر السابق. ٢ .السابق لمصدر. ا١ .٥٣. الزمر ، ٥ .٤٨. النساء ، ٤ .٤١ص ، ٥ج ، تفسير الميزان. راجع : ٦ .٣٤١، ص ٥، ج تفسير المنار. ٨ .٢٣٩، ص ١٠، ج تفسير الكبير. راجع : ٧

ــــــــــــــــث مــــــــــــــــن املفســــــــــــــــرين بــــــــــــــــأن املــــــــــــــــراد بــــــــــــــــاخللود يف هــــــــــــــــذه اآليــــــــــــــــة ٣ . ويــــــــــــــــرى فريــــــــــــــــق ثال وقــــــــــــــد .ألن اخللــــــــــــــود األبــــــــــــــدي يف النــــــــــــــار خمــــــــــــــتص بالكفــــــــــــــار ١املكــــــــــــــث الطويــــــــــــــل ال الــــــــــــــدوام وهـــــــــــــذا الوجـــــــــــــه يف .كوجـــــــــــــه ثـــــــــــــان يف تفســـــــــــــري هـــــــــــــذه اآليـــــــــــــة ٢ذكـــــــــــــره البيضـــــــــــــاوي وااللوســـــــــــــي

بـــــــــــل حـــــــــــىت ، مبعــــــــــىن الـــــــــــدوامتفســــــــــري اآليـــــــــــة مـــــــــــردود ملــــــــــا بينـــــــــــاه فيمـــــــــــا ســــــــــبق مـــــــــــن أن اخللـــــــــــود القــــــــــــــائلني بكو ــــــــــــــا موضــــــــــــــوعة لغــــــــــــــة للمكــــــــــــــث الطويــــــــــــــل قــــــــــــــالوا بأنــــــــــــــه أســــــــــــــتعمل يف القــــــــــــــرآن

.مبعىن الدوام أي ، . ويــــــــــــــرى فريـــــــــــــــق رابـــــــــــــــع بـــــــــــــــأن العقـــــــــــــــاب املـــــــــــــــذكور يف اآليـــــــــــــــة للقاتـــــــــــــــل املســـــــــــــــتحل٤

وقـــــــــــد اعتـــــــــــربه ، وهـــــــــــو موجـــــــــــب للكفـــــــــــر واخللـــــــــــود يف العـــــــــــذاب، مـــــــــــن بـــــــــــاب انكـــــــــــار التحـــــــــــرمي ونســـــــــــــب هـــــــــــــذا القـــــــــــــول إىل عكرمـــــــــــــة وابـــــــــــــن ، ل الـــــــــــــوجهني يف تفســـــــــــــري اآليـــــــــــــةأو ٣البيضـــــــــــــاوي

ففـــــــــــي ردهـــــــــــم ، ومـــــــــــال إىل هـــــــــــذا الـــــــــــرأي الشـــــــــــيخ الطوســـــــــــي والعالمـــــــــــة الطربســـــــــــي ٤، جـــــــــــريج علـــــــــــــــى املعتزلـــــــــــــــة يف اســـــــــــــــتدالهلم ـــــــــــــــذه اآليـــــــــــــــة علـــــــــــــــى خلـــــــــــــــود مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية يف النـــــــــــــــار

ـــــــه مـــــــا أنكـــــــرت أن يكـــــــون املـــــــراد بـــــــه مـــــــن الثـــــــواب ـــــــه أصـــــــال بـــــــأن يكـــــــون قـــــــالوا : فإنـــــــا نقـــــــول ل لـــــــــه، أو أن يكـــــــــون قتلـــــــــه مســـــــــتحال لقتلـــــــــه، كـــــــــافرا ـــــــــه الميان فانـــــــــه ال خـــــــــالف أن هـــــــــذه ، أو قتل

٥ .صفة من خيلد يف النارــــــــــن (ويؤيــــــــــده مــــــــــا روي عــــــــــن مساعــــــــــة قــــــــــال : قلــــــــــت لــــــــــه : قــــــــــول اهللا تبــــــــــارك وتعــــــــــاىل : وم

ــــــدا فجــــــزاؤه جهــــــنم خالــــــدا فيهــــــا وغضــــــب اللــــــه عليــــــه ولعنــــــه وأعــــــد لــــــه يـقتــــــل مؤمنــــــا متـعم .املعتمـــــــد الـــــــذي يقتلـــــــه علـــــــى دينـــــــه فـــــــذاك التعمـــــــد الـــــــذي ذكـــــــر اهللا« قـــــــال : )عـــــــذابا عظيمـــــــا

ال لعيــــــــب علــــــــى، ه لغضــــــــبقــــــــال : قلــــــــت : فرجــــــــل جــــــــاء إىل رجــــــــل فضــــــــربه بســــــــيفه حــــــــىت قتلــــــــ________________

.١٢٤ص ، ٥ج ، تفسير المراغي .١ .١١٥ص ، ٥ج ، روح المعاني؛ ٢٣٧ص ، ٢ج ، تفسير البيضاوي. راجع : ٢ .٢٣٦ص ، ٢ج ، تفسير البيضاوي. راجع : ٣ .٢٣٦ص ، ٢ج ، تفسير البيضاوي؛ ١٢٥، ٥ج ، تفسير المراغي. راجع : ٤ .٢٩٤ص ، ٣ج ، تفسير البيان؛ وراجع : ٩٣ص ، ٣ج ، البيانمجمع . ٥

ـــــــيس هـــــــذا الـــــــذي ذكـــــــر يف الكتـــــــاب ؟ قتلـــــــه وهـــــــو يقـــــــول بقولـــــــه، دينـــــــه ولكـــــــن يقـــــــاد ، قـــــــال : لـــــــــت ـــــــــة إن قبل ـــــــــه والدي ـــــــــة .ب ـــــــــه توب ـــــــــت : فل ـــــــــال : نعـــــــــم ؟ قل ـــــــــة، ق ـــــــــق رقب ويصـــــــــوم شـــــــــهرين ، يعت

١ .» رجو أن يتاب عليهفأ، ويتوب ويتضرع، ويطعم ستني مسكينا ، متتابعني ويؤيـــــــــــده أيضـــــــــــا مـــــــــــا روي يف ســـــــــــبب نزولـــــــــــه حيـــــــــــث أ ـــــــــــا نزلـــــــــــت يف مقـــــــــــيس بـــــــــــن صـــــــــــبابة

فـــــــــــذكر ذلـــــــــــك لرســـــــــــول اهللا ، وجـــــــــــد أخـــــــــــاه هشـــــــــــاما قتـــــــــــيال يف بـــــــــــين النجـــــــــــار، الكنـــــــــــاين وقـــــــــال لـــــــــه : قـــــــــل لبـــــــــين النجـــــــــار إن علمـــــــــتم قاتـــــــــل ، فأرســـــــــل معـــــــــه قـــــــــيس بـــــــــن هـــــــــالل الفهـــــــــري

ـــــــــــــه هشـــــــــــــام ـــــــــــــه ليقـــــــــــــتص من ـــــــــــــادفعوه إىل أخي ـــــــــــــه، ف ـــــــــــــه ديت ـــــــــــــادفعوا إلي فبلـــــــــــــغ .وان مل تعلمـــــــــــــوا فــــــــــــــأعطوه الديــــــــــــــة، الفهــــــــــــــري الرســــــــــــــالة فلمــــــــــــــا انصــــــــــــــرف ومعــــــــــــــه الفهــــــــــــــري وســــــــــــــوس إليــــــــــــــه ، ف

أقتــــــــل ، أخــــــــذت ديــــــــة أخيــــــــك فيكــــــــون ســــــــبة عليــــــــك، فقــــــــال : مــــــــا صــــــــنعت شــــــــيئا ، الشــــــــيطان وركـــــــــب بعـــــــــريا ، قتلـــــــــهوالديـــــــــة فضـــــــــل فرمـــــــــاه بصـــــــــخرة ف، الـــــــــذي معـــــــــك لتكـــــــــون نفـــــــــس بـــــــــنفس

وأنشد يقول :، ورجع إىل مكة كافرا ــــــــــــــــــــت عقلــــــــــــــــــــه قتلــــــــــــــــــــت بــــــــــــــــــــه فهــــــــــــــــــــرا ومحل

ســـــــــــــــــــراة بـــــــــــــــــــين النجـــــــــــــــــــار أربـــــــــــــــــــاب فـــــــــــــــــــارع

فأدركــــــــــــــــت ثــــــــــــــــأري واضــــــــــــــــطجعت موســــــــــــــــدا

وكنـــــــــــــــــــــــــــــــت إىل األوثـــــــــــــــــــــــــــــــان أول راجـــــــــــــــــــــــــــــــع

ــــــــــــيب ــــــــــــه يف حــــــــــــل وال حــــــــــــرم فقــــــــــــال الن ــــــــــــوم الفــــــــــــتح رواه الضــــــــــــحاك ، ال أؤمن ــــــــــــل ي فقت ٢ .ومجاعة من املفسرين

٣ .فقال : أي مستحال لقتله ) معتمدا ( ويؤيده كذلك ما روي عن ابن عباس يف معىن قوله الرابــــــــــــع وهــــــــــــو كــــــــــــون ، النتيجــــــــــــة : والصــــــــــــحيح هــــــــــــو محــــــــــــل تفســــــــــــري اآليــــــــــــة علــــــــــــى الوجــــــــــــه

التالية :وميكن االستدالل عليه بالنقاط ، القاتل مستحال يف قتله________________

.١٦٤ص ، ١٠ج ، تهذيب االحكام؛ وراجع : ٤٣٠ص ، ١ج ، تفسير العياشي .١ .٢٣٦ص ، ٢ج ، تفسير البيضاوي؛ وراجع : ٩٢ص ، ٣ج ، مجمع البيان. ٢ ، ٤ج ، تفســــــير القــــــرآن الكــــــريم؛ ٩٥ص ، ٢ج ، المحــــــرر الــــــوجيز فــــــي تفســــــير الكتــــــاب العزيــــــز. راجــــــع : ٣

.٣٤٥، ٣٤٤ص

وهـــــــــو قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، أي آيـــــــــة قتـــــــــل اخلطـــــــــأ، آليـــــــــة الـــــــــيت ســـــــــبقت آيـــــــــة قتـــــــــل العمـــــــــد. ا١ فـــــإن معنـــــاه علـــــى أحـــــد وجـــــوه التفســـــري هـــــو : )ومـــــا كـــــان لمـــــؤمن أن يـقتـــــل مؤمنـــــا إال خطـــــأ (

فـــــــــــان ، مؤمنـــــــــــا ومـــــــــــىت قتلـــــــــــه متعمـــــــــــدا مل يكـــــــــــن ، مل يكـــــــــــن ملـــــــــــؤمن أن يقتـــــــــــل مؤمنـــــــــــا متعمـــــــــــدا أي فــــــــــان قتلــــــــــه خطــــــــــأ ال خيرجــــــــــه مــــــــــن ) إال خطــــــــــأ ( مث قــــــــــال :، ذلــــــــــك خيرجــــــــــه مــــــــــن االميــــــــــان

.وهذا يثبت ما ذهبنا إليه ١، االميان و ــــــــــــــدده ، . هنــــــــــــــاك روايــــــــــــــات وأحاديــــــــــــــث عديــــــــــــــدة تشــــــــــــــدد يف وعيــــــــــــــد قاتــــــــــــــل العمــــــــــــــد٢

ومــــــــــــن هــــــــــــذه األحاديــــــــــــث مــــــــــــاروي عــــــــــــن ، بااليــــــــــــاس مــــــــــــن دخــــــــــــول اجلنــــــــــــة وحرمتهــــــــــــا علــــــــــــيهمــــــــــــى « قــــــــــــال : يب النــــــــــــ ــــــــــــو أن الثقلــــــــــــني اجتمعــــــــــــوا علــــــــــــى قتــــــــــــل مــــــــــــؤمن ألكــــــــــــبهم اهللا عل ل

ومـــــــــــــن املعلـــــــــــــوم أن ٢ .» وإن اهللا حـــــــــــــرم اجلنـــــــــــــة علـــــــــــــى القاتـــــــــــــل اآلمـــــــــــــر، منـــــــــــــاخرهم يف النـــــــــــــارـــــــــــــى الكفـــــــــــــار واملشـــــــــــــركني ـــــــــــــنفهم مـــــــــــــن احلـــــــــــــديث الشـــــــــــــريف ، اجلنـــــــــــــة ليســـــــــــــت حمرمـــــــــــــة إال عل ف

.كون القاتل مستحال فهـــــــــــــو بعـــــــــــــد أن أشـــــــــــــار إىل أن تكـــــــــــــرر ، ويؤيـــــــــــــده مـــــــــــــا ذكـــــــــــــره صـــــــــــــدر الـــــــــــــدين الشـــــــــــــريازي

أو نـــــــــــور ، ومينـــــــــــع عـــــــــــن قبـــــــــــول الرمحـــــــــــة االهليـــــــــــة، املعاصـــــــــــي يـــــــــــؤدي إىل ظلمـــــــــــة مـــــــــــرآة القلـــــــــــبـــــــــة ـــــــــار، الشـــــــــفاعة النبوي ـــــــــرية يف الن ـــــــــد صـــــــــاحب هـــــــــذه الكب ـــــــــال : وكـــــــــذا صـــــــــدور بعـــــــــض ، وخيل ق

ـــــــــ ولـــــــــو مـــــــــرة ــــــــــ املعاصـــــــــي غـــــــــري معـــــــــنت اشـــــــــف عـــــــــن كـــــــــون مرتكبـــــــــه ك، كقتـــــــــل املـــــــــؤمن متعمـــــــــدا ـ ٣ .بأمر اآلخرةوالمعتقد ، بشأن الدين

وهـــــــــــو ، وبـــــــــــني الوجـــــــــــه األول ــــــــــــ أي الوجـــــــــــه الرابـــــــــــع ــــــــــــ وميكــــــــــن اجلمـــــــــــع بـــــــــــني هـــــــــــذا الوجـــــــــــه وذلــــــــــك بــــــــــأن نقــــــــــول : إن قاتــــــــــل املــــــــــؤمن ، قــــــــــوهلم بعــــــــــدم قبــــــــــول توبــــــــــة قاتــــــــــل املــــــــــؤمن متعمــــــــــدا

مبعــــــــــىن أنــــــــــه ، ال يوفــــــــــق للتوبــــــــــةســــــــــوف ، والــــــــــذي هــــــــــو أبــــــــــرز مصــــــــــاديق االســــــــــتحالل، لدينــــــــــه .فيكون خملدا يف النار، ال خيتار التوبة

________________ .٦٣١ص ، ٢ج ، الدر المنثور. ٢ .٩٠ص ، ٣ج ، مجمع البيان .١ .٣٥٧ص ، ٤ج ، تفسير القرآن الكريم. راجع : ٣

. آكل الربا٥ فيهــــــــــدد ، يف قتــــــــــل العمــــــــــدكمــــــــــا ، القــــــــــرآن الكــــــــــرمي يشــــــــــدد يف الوعيــــــــــد علــــــــــى أكــــــــــل الربــــــــــا الـــــــــــذين يـــــــــــأكلون (قـــــــــــال تعـــــــــــاىل : ، املتعــــــــــاملني بالربـــــــــــا واملصـــــــــــرين عليـــــــــــه بالعـــــــــــذاب املخلـــــــــــد

لــــك بــــأنـهم قــــالوا إن ــــيطان مــــن المــــس ذ مــــا الربــــا ال يـقومــــون إال كمــــا يـقــــوم الــــذي يـتخبطــــه الشــــل ــــع مث ــــه البـي ل ــــانتـهى فـ ــــن ربــــه ف ــــة م ــــاءه موعظ ــــن ج ــــا فم ــــرم الرب ــــع وح ــــل اللــــه البـي ــــا وأح الرب

ئك أصحاب النار هم فيها خالدون ١ .)ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولــــــــــــة عــــــــــــام يشــــــــــــمل الك ــــــــــــد يف هــــــــــــذه اآلي ــــــــــــا يطــــــــــــرح ، فــــــــــــار واملــــــــــــؤمنني معــــــــــــا الوعي ومــــــــــــن هن

ــــــــــل أكــــــــــل الربــــــــــا ، نفــــــــــس الســــــــــؤال الســــــــــابق وهــــــــــو كيــــــــــف يوجــــــــــب ارتكــــــــــاب الكبــــــــــرية مــــــــــن قبي ؟ فاقتمع أن املؤمن ليس خملدا يف النار باال، اخللود يف النار بالنسبة للمؤمن

بــــــــــــل هــــــــــــو ، واجلــــــــــــواب : هــــــــــــو أن اخللــــــــــــود يف النــــــــــــار لــــــــــــيس معلــــــــــــوال ملطلــــــــــــق أكــــــــــــل الربــــــــــــاـــــــا ـــــــحاب (لعود وعـــــــدم االنتهـــــــاء بعـــــــد التحـــــــرمي وهـــــــو قولـــــــه : مقيـــــــد ب ـــــــك أص ئ ـــــــاد فأول ـــــــن ع وم

ــــــــدون ــــــــا خال ــــــــم فيه ــــــــة ، )النــــــــار ه قــــــــال العالمــــــــة الطباطبــــــــائي : وقــــــــوع العــــــــود يف هــــــــذه اجلملــــــــــل االنتهــــــــــاء الواقــــــــــع يف اجلملــــــــــة الســــــــــابقة ــــــــــدل علــــــــــى أن املــــــــــراد بــــــــــه العــــــــــود الــــــــــذي ، يف مقاب ي

ــــــــــذنب وعــــــــــدم القبــــــــــول للحكــــــــــم، م االنتهــــــــــاءجيــــــــــامع عــــــــــد ــــــــــك االصــــــــــرار علــــــــــى ال ، ويــــــــــالزم ذل ولـــــــــو مل يـــــــــتلفظ يف لســـــــــانه مبـــــــــا يـــــــــدل علـــــــــى ذلـــــــــك فـــــــــان ، وهـــــــــذا هـــــــــو الكفـــــــــر أو الـــــــــردة باطنـــــــــا

ــــــــــو بالنــــــــــدم فهــــــــــو غــــــــــري مســــــــــلم للحكــــــــــم حتقيقــــــــــا وال ، مــــــــــن عــــــــــاد إىل ذنــــــــــب ومل ينتــــــــــه عنــــــــــه ول ٢ .يفلح أبدا

وعمــــــــــــوم مجهـــــــــــــور املفســـــــــــــرين محلـــــــــــــوا هـــــــــــــذه اآليــــــــــــة علـــــــــــــى اآلكـــــــــــــل املســـــــــــــتحل لـــــــــــــه وهـــــــــــــذا ٣ .ال يكون إال كافرا

________________ .٢٧٥، لبقرة. ا١ .٤١٨ص ، ٢ج ، تفسير الميزان. ٢ ، ٧ج ، التفســـــير الكبيـــــر؛ ٣٩٠ص ، ٢ج ، مجمـــــع البيـــــان؛ ٣٦٢ص ٢ج ، تهـــــذيب االحكـــــام. راجـــــع : ٣

ـــــــار تفســـــــير؛ ١٠١ص ، ١ج ، تفســـــــير المبيضـــــــاوي؛ ٥١ص ، ٣ج ، روح المعـــــــاني؛ ٩٨ص ، ٣ج ، المن .٥٧٥ص

الخالصة و أعنـــــــــــــد االمعــــــــــــــان يف اآليــــــــــــــات القرآنيــــــــــــــة الــــــــــــــيت أوعــــــــــــــدت العاصــــــــــــــني بــــــــــــــاخللود يف النــــــــــــــار

ــــــــــــار ــــــــــــيت تعطــــــــــــي معــــــــــــىن اخللــــــــــــود يف الن جنــــــــــــد ، بالعــــــــــــذاب املقــــــــــــيم أو بغــــــــــــريه مــــــــــــن األلفــــــــــــاظ ال مثـــــــــــــل الكفـــــــــــــار ، وبعنـــــــــــــاوين خمتلفـــــــــــــة، عديـــــــــــــدة مـــــــــــــن املخلـــــــــــــدينأ ـــــــــــــا تشـــــــــــــري إىل مصـــــــــــــاديق

.واملشركني واملنافقني وقاتل املؤمن وآكل الربا وغريه من العناوينـــــــــــرى ـــــــــــوع أفعنـــــــــــدما يتحـــــــــــدث القـــــــــــرآن الكـــــــــــرمي عـــــــــــن خلـــــــــــود الكفـــــــــــار ن نـــــــــــه يركـــــــــــز علـــــــــــى ن

وتــــــــــــارة ، فيصــــــــــــفهم تــــــــــــارة باملكــــــــــــذبني، ويقــــــــــــر م بأوصــــــــــــاف معينــــــــــــة، خــــــــــــاص مــــــــــــن الكفــــــــــــارــــــــــــة باملســــــــــــتكربين وهكــــــــــــذا، ملســــــــــــتهزئنياخــــــــــــرى با ــــــــــــارة ثالث ــــــــــــا جنــــــــــــد أن القــــــــــــرآن ، وت ومــــــــــــن هن

فيســــــــــميهم ، بــــــــــل يســــــــــتثين بعضــــــــــا مــــــــــن الكفــــــــــار، الكــــــــــرمي مل خيلــــــــــد مطلــــــــــق الكفــــــــــار يف النــــــــــارـــــــــــــــارة اخـــــــــــــــرى بـــــــــــــــاملرجون ألمـــــــــــــــر اهللا، تـــــــــــــــارة باملستضـــــــــــــــعفني ـــــــــــــــاجني ، وت واعتـــــــــــــــربهم مـــــــــــــــن الن

.لعفو االهليواملشمولني با، من اخللود األبدي يف النار وأمـــــــــــــــــا خبصـــــــــــــــــوص املشـــــــــــــــــركني فـــــــــــــــــالقرآن الكـــــــــــــــــرمي مل خيلـــــــــــــــــد أيضـــــــــــــــــا مطلـــــــــــــــــق املشـــــــــــــــــركني

أو مـــــــــــــــا ، بـــــــــــــــل املخلـــــــــــــــدون يف نظـــــــــــــــر القـــــــــــــــرآن هــــــــــــــم املشـــــــــــــــركون شـــــــــــــــرك عبـــــــــــــــادة، يف النــــــــــــــارـــــــــــــــي ـــــــــــــــربهم يف ، فاســـــــــــــــتثىن مـــــــــــــــنهم املشـــــــــــــــركني بشـــــــــــــــرك خفـــــــــــــــي، يســـــــــــــــمي بالشـــــــــــــــرك اجلل واعت .عداد الناجني من اخللود يف النار

، للمنـــــــــــــــافقني فقـــــــــــــــد ذكـــــــــــــــرهم القـــــــــــــــرآن الكـــــــــــــــرمي يف العشـــــــــــــــرات مـــــــــــــــن ســـــــــــــــورهوبالنســـــــــــــــبة وكــــــــــذ م وخــــــــــداعهم للمســــــــــلمني باظهـــــــــــار ، وفضــــــــــح عــــــــــن كيــــــــــدهم وتــــــــــآمرهم ضــــــــــد االســــــــــالم

ـــــــــــأقبح األوصـــــــــــاف، االميـــــــــــان والســـــــــــتغراقهم يف الكفـــــــــــر والضـــــــــــاللة فقـــــــــــد ســـــــــــلب ، ووصـــــــــــفهم بـــــــــــــه اآليـــــــــــــات القرآنيـــــــــــــة، ســـــــــــــبحانه مغفرتـــــــــــــه عـــــــــــــنهم جـــــــــــــة فقـــــــــــــد ويف النتي، كمـــــــــــــا صـــــــــــــرحت ب

وقـــــــــــــــدمهم علـــــــــــــــى الكفـــــــــــــــار يف الوعيـــــــــــــــد بـــــــــــــــاخللود ، هـــــــــــــــددهم ووعـــــــــــــــدهم بـــــــــــــــاخللود يف النـــــــــــــــار .وذلك لكون خطرهم على االسالم واملسلمني أشد من الكفار، يف أكثر من آية

، وهنــــــــــــــاك مجاعــــــــــــــة مــــــــــــــن املــــــــــــــذنبني قــــــــــــــد هــــــــــــــددهم القــــــــــــــرآن الكــــــــــــــرمي بــــــــــــــاخللود يف النــــــــــــــار

ألن الـــــــــــــــذنوب لوحـــــــــــــــدها ال توجـــــــــــــــب ، وهــــــــــــــؤالء ميكـــــــــــــــن تســـــــــــــــميتهم بالغـــــــــــــــارقني يف الـــــــــــــــذنوبـــــــــــــث تـــــــــــــؤدي إىل إحاطـــــــــــــة الســـــــــــــيئة باالنســـــــــــــان ـــــــــــــار إال إذا تكـــــــــــــررت حبي كمـــــــــــــا ، اخللـــــــــــــود يف الن

أو إىل ســـــــــــواد قلـــــــــــب كمـــــــــــا جـــــــــــاء يف الروايـــــــــــات عـــــــــــن ، صـــــــــــرحت بـــــــــــه آيـــــــــــات القـــــــــــرآن الكـــــــــــرمي وإحاطــــــــــــــة اخلطيئــــــــــــــة باالنســــــــــــــان وســـــــــــــواد قلبــــــــــــــه يســــــــــــــوق االنســــــــــــــان إىل الكفــــــــــــــر ، املعصـــــــــــــومني .فعند ذلك تكون عاقبته اخللود يف النار، يب بآيات اهللاوالشرك والتكذ

والقســـــــــــم اآلخـــــــــــر مـــــــــــن املوعــــــــــــدين بـــــــــــاخللود يف النـــــــــــار هـــــــــــو املــــــــــــؤمن الـــــــــــذي يقتـــــــــــل مؤمنــــــــــــا يتعـــــــــــارض مـــــــــــع مـــــــــــا اتفـــــــــــق عليـــــــــــه ، آخـــــــــــر علـــــــــــى ســـــــــــبيل العمـــــــــــد والوعيـــــــــــد بـــــــــــاخللود يف النـــــــــــار ل وحلـــــــــــــل هـــــــــــــذه املعضـــــــــــــلة محـــــــــــــ، املســـــــــــــلمون مـــــــــــــن اختصـــــــــــــاص اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم بالكفـــــــــــــار

والــــــــــبعض ، وبعضــــــــــهم قــــــــــال بعــــــــــدم قبــــــــــول توبتــــــــــه، بعضــــــــــهم اخللــــــــــود علــــــــــى املكــــــــــث الطويــــــــــل وبعـــــــــــد التحقيـــــــــــق يف هـــــــــــذه األقـــــــــــوال ثبـــــــــــت ، اآلخـــــــــــر محـــــــــــل قتـــــــــــل العمـــــــــــد علـــــــــــى االســـــــــــتحالل

ويؤيـــــــــده مـــــــــا روي مـــــــــن أن معـــــــــىن قتـــــــــل العمـــــــــد هـــــــــو أن يقتلـــــــــه لدينـــــــــه ، صـــــــــحة الوجـــــــــه الثالـــــــــث ، القاتــــــــــل يف هــــــــــذه احلالــــــــــة كــــــــــافرا فيكــــــــــون، الــــــــــذي هــــــــــو عــــــــــني االســــــــــتحالل ال لســــــــــبب آخــــــــــر

.فيستحق اخللود يف النار ، أمــــــــــــــا املتعــــــــــــــاملون بالربــــــــــــــا فقــــــــــــــد وعــــــــــــــدهم القــــــــــــــرآن الكــــــــــــــرمي أيضــــــــــــــا بــــــــــــــاخللود يف النــــــــــــــار

وواضـــــــــــــــــح بـــــــــــــــــأن الوعيـــــــــــــــــد بـــــــــــــــــاخللود يف آيـــــــــــــــــة الربـــــــــــــــــا مطلـــــــــــــــــق حبيـــــــــــــــــث يشـــــــــــــــــمل الكفـــــــــــــــــار وعلـــــــــــــى هـــــــــــــذا فيرتتـــــــــــــب عليـــــــــــــه نفـــــــــــــس إشـــــــــــــكال قتـــــــــــــل العمـــــــــــــد يف كيفيـــــــــــــة ، واملؤمنــــــــــــون معـــــــــــــا

ــــــــــــود يف النــــــــــــار للمــــــــــــؤمنني ــــــــــــق ، مشــــــــــــول وعيــــــــــــد اخلل ــــــــــــيس ملطل ــــــــــــد ل ــــــــــــأن هــــــــــــذا الوعي وأجيــــــــــــب ب بـــــــــل األكـــــــــل املقـــــــــرتن بـــــــــالعود وعـــــــــدم االنتهـــــــــاء بعـــــــــد التحـــــــــرمي الـــــــــذي هـــــــــو مبعـــــــــىن ، أكـــــــــل الربـــــــــا

.وهلذا محل مجهور املفسرين اآلية على اآلكل املستحل، االستحالل املالزم للكفر

٤

كلمينالخلود في جهنم عند المت .إتفق املتكلمون إال من شد على أن الكفار خملدون يف النار على سبيل الدوام

ــــــــــــــال صــــــــــــــاحب املواقــــــــــــــف : أمجــــــــــــــع املســــــــــــــلمون علــــــــــــــى أن الكفــــــــــــــار خملــــــــــــــدون يف النــــــــــــــار ق ١ .أبدا ال ينقطع عذا م : أمجــــــــــــــع املســــــــــــــلمون علــــــــــــــى خلــــــــــــــود أهــــــــــــــل اجلنــــــــــــــة ) ه ٧٩٣املتــــــــــــــوىف ( قـــــــــــــال التفتــــــــــــــازاين

٢ .وخلود الكفار يف النار، يف اجلنة : أمجــــــــــــع أهــــــــــــل الســــــــــــنة وكــــــــــــل مــــــــــــن ) ه ٤٢٩ املتــــــــــــوىف ( قــــــــــــال عبــــــــــــد القــــــــــــاهر البغــــــــــــدادي

وعلــــــــــى دوام نعــــــــــيم أهــــــــــل اجلنــــــــــة ، ســــــــــلف مــــــــــن خيــــــــــار االمــــــــــة علــــــــــى دوام بقــــــــــاء اجلنــــــــــة والنــــــــــار ٣ .ودوام عذاب الكفرة يف النار

: والــــــــــــذي نــــــــــــذهب اليــــــــــــه أن ) ه ٤٣٦املتــــــــــــوىف ( وقــــــــــــال الســــــــــــيد املرتضــــــــــــى علــــــــــــم اهلــــــــــــدى ٤ .ألنه ال خالف بني االمة يف دوامه، عقاب الكفر دائم

________________ .٣٥٥ص ، ٤ج ، شرح المواقف، لشريف اجلرجاين. ا١ .١٣٤ص ، ٥ج ، شرح المقاصد، . سعد الدين التفتازاين٢ .٢٣٨ص ، اصول الدين، . عبد القاهر البغدادي٣ .٣٠٠ص ، الذخيرة في علم الكالم، علم اهلدى. السيد املرتضى ٤

: واعتقادنــــــــــــــــا يف النــــــــــــــــار أ ــــــــــــــــا دار اهلــــــــــــــــوان ) ه ٣٨١ ( )ره( وقــــــــــــــــال الشــــــــــــــــيخ الصــــــــــــــــدوق ١ .ودار االنتقام من أهل الكفر والعصيان وال خيلد فيها إال أهل الكفر والشرك

: أن مـــــــــــــــن توعـــــــــــــــده اهللا ) ه ١٠٦١ املتـــــــــــــــوىف ( ٢وقـــــــــــــــال أمحـــــــــــــــد بـــــــــــــــن حيـــــــــــــــىي الصـــــــــــــــعدي ــــــــــه ، تعــــــــــاىل بالنــــــــــار مــــــــــن الكفــــــــــار فانــــــــــه إذا مــــــــــات مصــــــــــرا علــــــــــى كفــــــــــره غــــــــــري تائــــــــــب عنــــــــــه فإن

.صائر إىل النار وخملد فيها خلودا دائما ـــــــــــرية والفســـــــــــاق مـــــــــــن أهـــــــــــل القبلـــــــــــه ـــــــــــم ، واختلفـــــــــــوا يف مرتكـــــــــــب الكب هـــــــــــل إن عـــــــــــذا م دائ

ــــــــــــدوام ا ؟ أم منقطــــــــــــع لعــــــــــــذاب واخللــــــــــــود يف فــــــــــــذهبت بعــــــــــــض الفــــــــــــرق واملــــــــــــذاهب إىل القــــــــــــول ب فيمـــــــــــا قالـــــــــــت أخـــــــــــرى بانقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب ملرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية فـــــــــــال ، النـــــــــــار ملرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية

.يكون خملدا يف النار وفيما يلي استعراض آلراء عدد من هذه املذاهب يف وعيد الفساق من أهل القبلة :

المعتزلة مللـــــــــك بـــــــــن وهـــــــــي فرقـــــــــة كالميـــــــــة ظهـــــــــرت يف أواخـــــــــر العصـــــــــر االمـــــــــوي إبـــــــــان خالفـــــــــه عبـــــــــد ا

ــــــــــــــ ٦٥ ( مــــــــــــــروان ولكنهــــــــــــــا ازدهــــــــــــــرت وشــــــــــــــغلت الفكــــــــــــــر االســــــــــــــالمي يف العصــــــــــــــر ، ) ه ٦٨ ـــــــــزمن ــــــــع بــــــــني ور وكــــــــان ســــــــبب ظه .العباســــــــي ردحــــــــا طــــــــويال مــــــــن ال ــــــــذي وق هــــــــا هــــــــو اخلــــــــالف ال

ـــــــــ ٢١ ( احلســـــــــن البصـــــــــري ـــــــــ ٨٠ ( وتلميـــــــــذه واصـــــــــل بـــــــــن عطـــــــــاء الغـــــــــزال ) ه ١١٠ ـ ) ه ١٣١ ـــــــــــــرية وخــــــــــــالف واصــــــــــــل اســــــــــــتاذه فقــــــــــــال : إن ، باملنــــــــــــافقفســــــــــــماء احلســــــــــــن ، يف مرتكــــــــــــب الكب

ــــــــــــــيس مبــــــــــــــؤمن وال بكــــــــــــــافر ــــــــــــــزلتني، مرتكــــــــــــــب الكبــــــــــــــرية ل ــــــــــــــة بــــــــــــــني املن مث ، بــــــــــــــل هــــــــــــــو يف منزل واملعتزلــــــــــــــة يف كتـــــــــــــــبهم ، اعتــــــــــــــزل جملــــــــــــــس احلســــــــــــــن واختــــــــــــــذ لـــــــــــــــه جملســــــــــــــا آخــــــــــــــر يف املســــــــــــــجد

فيعــــــــــدون مــــــــــن رجــــــــــال مــــــــــذهبهم كثــــــــــري مــــــــــن، يــــــــــرون أن مــــــــــذهبهم أقــــــــــدم نشــــــــــأة مــــــــــن واصــــــــــل________________

.٧٧ص ، االعتقادات، لشيخ الصدوق. ا١ .٢٥٨ص ، شرح الثالثين مسألة، . امحد بن حيىي الصعدي٢

١ .ويعدون من مذهبهم أيضا احلسن البصري، آل البيت معتــــــــــــــــربة االميــــــــــــــــان ــــــــــــــــا هــــــــــــــــو املعيــــــــــــــــار يف كــــــــــــــــون ، وتبنــــــــــــــــت املعتزلــــــــــــــــة مخســــــــــــــــة اصــــــــــــــــول

ـــــــا ـــــــزال حـــــــىت جيمـــــــع القـــــــول ، االنســـــــان معتزلي ـــــــيس أحـــــــد يســـــــتحق اســـــــم االعت ـــــــاط : ول فقـــــــال اخليـــــــــــد ( باالصـــــــــــول اخلمســـــــــــة : ـــــــــــزلتني، والوعـــــــــــد والوعيـــــــــــد، والعـــــــــــدل، التوحي ـــــــــــة بـــــــــــني املن ، واملنزل

٢ .فاذا مجعت هذه االصول فهو معتزيل ) واألمر باملعروف والنهي عن املنكرـــــــــــــــوىل املتوكـــــــــــــــل العباســـــــــــــــي اخلالفـــــــــــــــة عـــــــــــــــام ، انتصـــــــــــــــر ألهـــــــــــــــل احلـــــــــــــــديث ه ٢٣٢وملـــــــــــــــا ت

ــــــــــــل ــــــــــــن حنب ــــــــــــة وتصــــــــــــدى ، وأكــــــــــــرم االمــــــــــــام أمحــــــــــــد ب ــــــــــــة ، للمعتزل ــــــــــــة النهاي ــــــــــــك بداي وكــــــــــــان ذل ٣ .ملذهب املعتزلة

مباني المعتزلة في وعيد مرتكب الكبيرة

اليمان. ا١ فهـــــــــو عنـــــــــد أيب علـــــــــي اجلبـــــــــائي وابنـــــــــه ، االميـــــــــان عنـــــــــد املعتزلـــــــــة مـــــــــن أفعـــــــــال اجلـــــــــوارح فقـــــــــط

أيب هاشـــــــــــــم وأكثـــــــــــــر معتزلــــــــــــــة البصـــــــــــــرة عبـــــــــــــارة عــــــــــــــن أداء الطاعـــــــــــــات الفـــــــــــــرائض دون النوافــــــــــــــل وعنـــــــــــــــد أيب اهلـــــــــــــــذيل والقاضـــــــــــــــي عبـــــــــــــــد اجلبـــــــــــــــار عبـــــــــــــــارة عـــــــــــــــن أداء ، واجتنـــــــــــــــاب املقبحـــــــــــــــات

٤ .الطاعات الفرائض منها والنوافل واجتناب املقبحات

. المنزلة بين المنزلتين٢ اجتنـــــــــــاب املقبحـــــــــــات والكبـــــــــــائر مـــــــــــن مبـــــــــــا أن مـــــــــــن شـــــــــــرائط االميـــــــــــان عنـــــــــــد املعتزلـــــــــــة هـــــــــــو

ومبــــــــــا أنـــــــــــه مل، فالــــــــــذي يرتكــــــــــب الكبـــــــــــرية يكــــــــــون خارجــــــــــا مــــــــــن االميـــــــــــان عنــــــــــدهم، الــــــــــذنوب________________

فرهنــــــــــگ فــــــــــرق ، ؛ الــــــــــدكتور حممــــــــــد جــــــــــواد مشــــــــــكور ١٠٢ص ، تــــــــــاريخ المــــــــــذاهب االســــــــــالميةاجــــــــــع : . ر ١ .٤١٦، ٤١٥ص ، اسالمى

.١٢٧، ١٢٦ص ، االنتصار، . اخلياط املعتزيل٢ الموســـــــــوعة الميســــــــرة فـــــــــي االديــــــــان والمـــــــــذاهب واالحـــــــــزاب ، . راجــــــــع : الــــــــدكتور مـــــــــانع بــــــــن محـــــــــاد اجلهــــــــين٣

.٦٩ص ، ١ج ، المعاصرة .٥٤ص ، حقائق االيمان؛ ٧٠٧ص ، شرح االصول الخمسة. راجع : ٤

وجعلــــــــــوه يف منزلـــــــــــة بـــــــــــني ، وعلـــــــــــى هــــــــــذا مســـــــــــوه فاســـــــــــقا ، يقــــــــــر بـــــــــــالكفر فهـــــــــــو لــــــــــيس بكـــــــــــافر ١ .منزليت املؤمن والكافر

. التحابط والتكفير٣ـــــــــــائي اىل ، أن التحـــــــــــابط والتكفـــــــــــري يقعـــــــــــان يف الطاعـــــــــــة واملعصـــــــــــية ذهـــــــــــب أبـــــــــــو علـــــــــــي اجلب

ــــــــــال أبــــــــــو هاشــــــــــم : إ مــــــــــا يقعــــــــــان يف الثــــــــــواب والعقــــــــــاب وبــــــــــني القاضــــــــــي عبــــــــــد اجلبــــــــــار ٢ .وق ن ختلــــــــــــص االحبــــــــــــاط والتكفــــــــــــري علــــــــــــى القــــــــــــولني فقــــــــــــال : فــــــــــــاعلم أن املكلــــــــــــف الخيلــــــــــــو إمــــــــــــا أ

وإذا كـــــــــان قـــــــــد مجـــــــــع بينهمـــــــــا فـــــــــال خيلـــــــــو ، أو يكـــــــــون قـــــــــد مجـــــــــع بينهمـــــــــا، طاعاتـــــــــه ومعاصـــــــــيه فانــــــــــه البــــــــــد مـــــــــــن ، أو يزيــــــــــد أحــــــــــدمها علــــــــــى اآلخــــــــــر، إمــــــــــا أن تتســــــــــاوى طاعاتــــــــــه ومعاصــــــــــيه

فقلــــــــــــت : إن ، وإن شــــــــــــئت أوردت ذلــــــــــــك علــــــــــــى وجــــــــــــه آخــــــــــــر .أن يســــــــــــقط األقــــــــــــل بــــــــــــاألكثرـــــــــــا أن يســـــــــــتحق مـــــــــــن وال ، أحـــــــــــدمها أكثـــــــــــر ممـــــــــــا يســـــــــــتحق مـــــــــــن اآلخـــــــــــراملكلـــــــــــف ال خيلـــــــــــو إم

وإذا اســـــــتحق مـــــــن أحـــــــدمها أكثـــــــر مـــــــن ، جيـــــــوز أن يســـــــتحق مـــــــن كـــــــل واحـــــــد منهـــــــا قـــــــدرا واحـــــــدا وهـــــــــذا هـــــــــو القـــــــــول باالحبـــــــــاط ، اآلخـــــــــر فـــــــــان األقـــــــــل البـــــــــد مـــــــــن أن يســـــــــقط بـــــــــاألكثر ويـــــــــزول

٤ .ةوتكفريا إن تأخرت الطاع، ويسمى إحباطا إن تأخرت املعصية ٣، والتكفري ، وقــــــــــــد اختلــــــــــــف أبــــــــــــو علــــــــــــي اجلبــــــــــــائي وابنــــــــــــه أبــــــــــــو هاشــــــــــــم يف كيفيــــــــــــة وقــــــــــــوع اإلحبــــــــــــاط

وأنكــــــــــــره أبــــــــــــو علــــــــــــي وكــــــــــــذلك ذهــــــــــــب إىل القــــــــــــول باملوازنــــــــــــة ، فقــــــــــــال أبــــــــــــو هاشــــــــــــم باملوازنــــــــــــة وصــــــــــــــورته أن يــــــــــــــأيت املكلــــــــــــــف بطاعــــــــــــــة اســــــــــــــتحق عليهــــــــــــــا عشــــــــــــــرة ، القاضــــــــــــــي عبــــــــــــــد اجلبــــــــــــــار فمــــــــــــن ، ا مــــــــــــن العقــــــــــــابومبعصــــــــــــية اســــــــــــتحق عليهــــــــــــا عشــــــــــــريق جــــــــــــزء، أجــــــــــــزاء مــــــــــــن الثــــــــــــواب

مــــــــــــذهب أيب علـــــــــــــي أنــــــــــــه حيســـــــــــــن مـــــــــــــن اهللا تعــــــــــــاىل أن يفعـــــــــــــل بـــــــــــــه يف كــــــــــــل وقـــــــــــــت عشـــــــــــــرين وال يثبــــــــت ملــــــــا كــــــــان قــــــــد اســــــــتحقه علــــــــى الطاعــــــــة الــــــــيت أتــــــــى ــــــــا تــــــــأثري ، جــــــــزءا مــــــــن العقــــــــاب

ـــــــــه ـــــــــه علي ـــــــــك، بعـــــــــدما إزداد عقاب ـــــــــل يقـــــــــبح مـــــــــن اهللا تعـــــــــاىل ذل ـــــــــو هاشـــــــــم : ال ب ـــــــــال أب وال، وق________________

.٦٢٧ص ، المصدر السابق. راجع : ٢ .١٣٧ص المصدر السابقاجع : ر .١ .٦٢٤ص ، شرح االصول الخمسة، . راجع : القاضي عبد اجلبار٣ .٣٨٨ص ، اللوامع االلهية، . املقداد السيوري٤

فأمــــــا العشــــــرة األخــــــرى فإ ــــــا تســــــقط ، حيســــــن منــــــه أن يفعــــــل بــــــه مــــــن العقــــــاب إال عشــــــرة أجــــــزاء .وهذا هو القول باملوازنة ١، الذي قد استحقه على ما أتى به من الطاعةبالثواب

. العفو االلهي٤ إتفقـــــــــــــت املعتزلـــــــــــــة البصـــــــــــــريون والبغـــــــــــــداديون علـــــــــــــى عـــــــــــــدم جـــــــــــــواز العفـــــــــــــو عـــــــــــــن مرتكـــــــــــــب

فقــــــــــــال البصــــــــــــريون : إنــــــــــــه حيســــــــــــن مــــــــــــن اهللا ، واختلفــــــــــــوا يف جــــــــــــوازه عقــــــــــــال ، الكبــــــــــــرية مسعــــــــــــا ـــــــــــه يفعـــــــــــل ـــــــــــم مـــــــــــا ، يعـــــــــــاقبهموأن ال، تعـــــــــــاىل أن يعفـــــــــــو عـــــــــــن العصـــــــــــاة ـــــــــــه أخربنـــــــــــا أن ولكن

بـــــــــــــل ، وقـــــــــــــال البغـــــــــــــداديون : إن ذلـــــــــــــك ال حيســـــــــــــن مـــــــــــــن اهللا تعـــــــــــــاىل إســـــــــــــقاطه، يســـــــــــــتحقونهـــــــــــــة واســـــــــــــتدلوا علـــــــــــــى عـــــــــــــدم جـــــــــــــوازه ، جيـــــــــــــب عليـــــــــــــه أن يعاقـــــــــــــب املســـــــــــــتحق للعقوبـــــــــــــة ال حمال

واللطــــــــــــــف جيــــــــــــــب أن يكــــــــــــــون مفعــــــــــــــوال ، بكــــــــــــــون العقــــــــــــــاب لطفــــــــــــــا مــــــــــــــن جهــــــــــــــة اهللا تعــــــــــــــاىل ٢ .ولكن يكون ذلك إال والعقاب واجب على اهللا تعاىل، على أبلغ الوجوهباملكلف

واســـــــــــــــتدل القاضـــــــــــــــي عبـــــــــــــــد اجلبـــــــــــــــار علـــــــــــــــى جـــــــــــــــواز العفـــــــــــــــو عقـــــــــــــــال وفســـــــــــــــاد مــــــــــــــــذهب ولــــــــــــيس يف إســــــــــــقاطه ، البغــــــــــــداديني بقولــــــــــــه : إن العقــــــــــــاب حــــــــــــق اهللا تعــــــــــــاىل علــــــــــــى اخلصــــــــــــوص

ـــــــــدين ـــــــــه اســـــــــتقاطه كال ـــــــــه اســـــــــتبقاؤه فل ـــــــــيس مـــــــــن توابعـــــــــه وإلي ـــــــــه ملـــــــــا كـــــــــان ، إســـــــــاقط حـــــــــق ل فان وكـــــــــــان ، ومل يتضــــــــــمن إســــــــــقاط حــــــــــق لـــــــــــيس مــــــــــن توابعــــــــــه، حقــــــــــا لصــــــــــاحب الــــــــــدين خالصـــــــــــا

٣ .كما أن له أن يستوفيه كذلك يف مسألتنا، كان له أن يسقطه، اليه استبقاؤه

. الشفاعة٥ـــــــــيب ـــــــــيمن ، شـــــــــفاعة ثابتـــــــــة لألمـــــــــة اتفقـــــــــت االمـــــــــة االســـــــــالمية علـــــــــى أن للن واختلفـــــــــوا ف

فقالـــــــــــــــــت املعتزلـــــــــــــــــة إن الشـــــــــــــــــفاعة للتـــــــــــــــــائبني مـــــــــــــــــن املـــــــــــــــــؤمنني ألن ، تثبــــــــــــــــت لـــــــــــــــــه الشـــــــــــــــــفاعةـــــــــــادة املنـــــــــــافع ـــــــــــدهم لزي ـــــــــــال تشـــــــــــمل الفســـــــــــاق ألن الشـــــــــــفاعة مـــــــــــع االصـــــــــــرار ٤، الشـــــــــــفاعة عن ف

________________ .٦٢٩، ٦٢٨ص ، شرح االصول الخمسةاجع : . ر ١ـــــــــم والعمـــــــــلشـــــــــرح مجـــــــــل ، اهلـــــــــدى؛ املرتضـــــــــى علـــــــــم ٦٤٣ص ، شـــــــــرح االصـــــــــول الخمســـــــــة. راجـــــــــع : ٢ العل

.١٤٤ص .. راجع : املصدر السابق٣ .١٥٦ص ، شرح جمل العلم والعمل؛ ٦٨٨، ٦٨٧ص ، المصدر السابق. رجع : ٤

ــــــــــذنب القبــــــــــيح ــــــــــذين مــــــــــاتوا .علــــــــــى ال ــــــــــار : إن شــــــــــفاعة الفســــــــــاق ال فقــــــــــال القاضــــــــــي عبــــــــــد اجلب ولــــــــــــــد الغــــــــــــــري وترصــــــــــــــد تتنــــــــــــــزل منزلــــــــــــــة الشــــــــــــــفاعة ملــــــــــــــن قتــــــــــــــل، علــــــــــــــى الفســــــــــــــوق ومل يتوبــــــــــــــوا

: وعـــــــــن قـــــــــول النـــــــــيب ١ .فكمـــــــــا أن ذلـــــــــك يقـــــــــبح فكـــــــــذلك هاهنـــــــــا، لآلخـــــــــر حـــــــــىت يقتلـــــــــه قـــــــــالوا : إن هــــــــذا اخلـــــــــرب مل تثبـــــــــت صـــــــــحته .» إدخــــــــرت شـــــــــفاعيت ألهـــــــــل الكبــــــــائر مـــــــــن أمـــــــــيت« ، ومســـــــــألتنا طريقهـــــــــا العلـــــــــم ولـــــــــو صـــــــــح فانـــــــــه منقـــــــــول بطريـــــــــق اآلحـــــــــاد عـــــــــن النـــــــــيب ، أوال

٢ .فال يصح االحتجاج به

رأي المعتزلة في مرتكب الكبيرةـــــــــــــــة غـــــــــــــــري مشـــــــــــــــمول بـــــــــــــــالعفو االهلـــــــــــــــي وال مبـــــــــــــــا أن مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية علـــــــــــــــى رأي املعتزل

ـــــــــــيت ارتكبهـــــــــــا، بالشـــــــــــفاعة ـــــــــــالكبرية ال ـــــــــــه حمبطـــــــــــة ب ـــــــــــه إال ، وأن ثـــــــــــواب طاعات ـــــــــــال يبقـــــــــــى ل أن ف ضــــــــــــــي عبــــــــــــــد اجلبــــــــــــــار : إن الفاســــــــــــــق خيلــــــــــــــد يف النــــــــــــــار قــــــــــــــال القا، يكــــــــــــــون خملــــــــــــــدا يف النــــــــــــــار

٣ .ويستحق العقاب على طريق الدوام، ويعذب فيها أبد اآلبدين ودهر الداهرين

أدلة المعتزلة في خلود مرتكب الكبيرة في النار ، متســـــــــــــــكت املعتزلـــــــــــــــة يف إثبـــــــــــــــات خلـــــــــــــــود مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية يف النـــــــــــــــار بأدلـــــــــــــــة عقليـــــــــــــــة

باالضـــــــــــــــافة إىل األدلـــــــــــــــة النقليـــــــــــــــة مـــــــــــــــن اآليـــــــــــــــات ، واخـــــــــــــــرى مركبـــــــــــــــة مـــــــــــــــن العقـــــــــــــــل والنقـــــــــــــــل وهي ما يلي :، والروايات

األدلة العقلية

ليل المنع عن االستحقاق والتفضل لمرتكب الكبيرة. د١ فــــــــإن مل يــــــــدخل اجلنــــــــة مل ، إن الفاســــــــق لــــــــو خــــــــرج مــــــــن النــــــــار فإمــــــــا أن يــــــــدخل اجلنــــــــة أو ال

النــــــــــــار وجــــــــــــب أن يكـــــــــــــون يففــــــــــــاذا مل يكــــــــــــن يف ، يصــــــــــــح ألنــــــــــــه ال دار بــــــــــــني اجلنــــــــــــة والنــــــــــــار________________

.٦٩٠ص ، المصدر السابق. ٢ .٦٨٨، ص شرح االصول الخمسة .١ .٦٦٦ص ، المصدر السابق. ٣

فـــــــــــــاذا دخـــــــــــــل اجلنـــــــــــــة فـــــــــــــال خيلـــــــــــــو إمـــــــــــــا أن يـــــــــــــدخلها مثابـــــــــــــا أو متفضـــــــــــــال ، اجلنـــــــــــــة ال حمالـــــــــــــةــــــــــــد ، عليــــــــــــه ــــــــــــف إذا دخــــــــــــل اجلنــــــــــــة فالب مــــــــــــن أن يكــــــــــــون ألن االمــــــــــــة إتفقــــــــــــت علــــــــــــى أن املكل

وال جيــــــــــــــوز ، حالــــــــــــــه متميــــــــــــــزا عــــــــــــــن حــــــــــــــال الولــــــــــــــدان املخلــــــــــــــدين وعــــــــــــــن األطفــــــــــــــال وا ــــــــــــــانني واهللا ، وإثابـــــــــــة مــــــــــــن ال يســـــــــــتحق قبيحــــــــــــة، ألنـــــــــــه غــــــــــــري مســـــــــــتحق، أن يـــــــــــدخل اجلنـــــــــــة مثابــــــــــــا

١ .تعاىل ال يفعل القبيح

. دليل المنع من اجتماع استحقاق الثواب والعقاب٢ واســــــــتحقاق العقــــــــاب يبطــــــــل مــــــــا كــــــــان ثابتــــــــا قبــــــــل ، العقــــــــابان الفاســــــــق بفســــــــقه يســــــــتحق والثـــــــــــواب ، وذلـــــــــــك ألن العقـــــــــــاب مضـــــــــــرة خالصـــــــــــة دائمـــــــــــة، ذلـــــــــــك مـــــــــــن اســـــــــــتحقاق الثـــــــــــواب

فكـــــــــــــان اجلمـــــــــــــع بـــــــــــــني اســـــــــــــتحقاقيهما ، واجلمـــــــــــــع بينهمـــــــــــــا حمـــــــــــــال، منفعـــــــــــــة خالصـــــــــــــة دائمـــــــــــــة ٢ .فاذا ثبت استحقاق العقاب وجب أن يزول استحقاق الثواب، حماال

ل قبح ذم المحسن. دلي٣ يلـــــــــزم حســـــــــن ذم مـــــــــن أحســـــــــن الينـــــــــا بـــــــــأعظم مـــــــــا ميكـــــــــن أن يكـــــــــون مـــــــــن االحســـــــــان علـــــــــى

٣ .فامللزوم مثله، زم باطلوالال ، أقل ضرر صدر منه بقولـــــــــــــــــه : وقـــــــــــــــــوهلم إنـــــــــــــــــه معلـــــــــــــــــوم ) ه ٤٦٠ املتـــــــــــــــــوىف ( ويوضـــــــــــــــــحه الشـــــــــــــــــيخ الطوســـــــــــــــــي

ان عظــــــــــيم حنــــــــــو كســــــــــر قلــــــــــم ملــــــــــن لــــــــــه إحســــــــــ، ضــــــــــرورة قــــــــــبح الــــــــــذم علــــــــــى اإلســــــــــاءة الصــــــــــغرية نـــــــــــاء بعـــــــــــد الفقـــــــــــر واإلعـــــــــــزاز بعـــــــــــد غوإنعـــــــــــام جليـــــــــــل حنـــــــــــو ختلـــــــــــيص الـــــــــــنفس مـــــــــــن اهلـــــــــــالك واإل

بطال ـــــــــا يف جنـــــــــب ذلـــــــــك االحســـــــــان بداللـــــــــة أ ـــــــــا لـــــــــو انفـــــــــردتلومل يقـــــــــبح ذلـــــــــك إال ، الـــــــــذل________________

، منــــــــاهج اليقــــــــين فــــــــي اصــــــــول الــــــــدين، ؛ العالمــــــــة احللــــــــي ٦٦٧، ٦٦٦ص ، المصــــــــدر الســــــــابقاجــــــــع : . ر ١ .٣٥٦ص ــــــرازي٢ ــــــدين، . الفخــــــر ال ــــــي اصــــــول ال ــــــدين؛ وراجــــــع : ٢٤٠ص ، االربعــــــين ف ــــــي اصــــــول ال ــــــين ف ــــــاهج اليق ، من

.٣٣٢ص ، ٤ج ، شرح المواقف؛ ٣٥٤ص .٣٥٤ص ، مناهج اليقين في اصول الدين. ٣

وإذا ثبــــــــــت ذلــــــــــك يف املــــــــــدح والــــــــــذم ثبــــــــــت مثلــــــــــه يف ، عنــــــــــه حلســــــــــن ذمــــــــــه علــــــــــى كســــــــــر القلــــــــــم ١ .والعقابالثواب

األدلة النقلية

آليات القرآنية. ا١ـــــــات الوعيـــــــد ـــــــى أن الفاســـــــق يفعـــــــل بـــــــه ، إســـــــتدلوا بعمومـــــــات آي ـــــــالوا بأ ـــــــا كمـــــــا تـــــــدل عل وق

إذ مــــــــــا مــــــــــن آيــــــــــة مــــــــــن هــــــــــذه ، كــــــــــذلك تــــــــــدل علــــــــــى ان خيلــــــــــد، مــــــــــا يســــــــــتحقه مــــــــــن العقوبــــــــــة : ٣ومن هذه اآليات ٢ .اآليات إال وفيها ذكر اخللود والتأبيد أو ما جيرى جمرامها

ـــــــدا (ولـــــــه تعـــــــاىل : . ق١ ـــــــه نـــــــارا خال ـــــــد حـــــــدوده يدخل ـــــــص اللـــــــه ورســـــــوله ويـتـع ومـــــــن يـع ٤ .) ... فيها

دا فجزاؤه جهنم خالدا فيها (. قوله تعاىل : ٢ ٥ .)ومن يـقتل مؤمنا متـعمئــــــك أصــــــحاب (. قولــــــه تعــــــاىل : ٣ بـلــــــى مــــــن كســــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه خطيئتــــــه فأول

٦ .)النار هم فيها خالدون هــــــا (. قولـــــه تعـــــاىل : ٤ وأمــــــا الـــــذين فســــــقوا فمـــــأواهم النــــــار كلمـــــا أرادوا أن يخرجــــــوا منـ

٧ .)أعيدوا فيها ـــار لفـــي جحـــيم (قولــه تعـــاىل : . ٥ ين وإن الفج هـــا يصـــلونـها يــــوم الـــد ومـــا هـــم عنـ

٨ .)بغائبين ٩ .)إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم ال يموت فيها وال يحيى (. قوله تعاىل : ٦

________________ .١٩٨ص ، االقتصاد، لشيخ الطوسي. ا١ .٦٦٦ص ، شرح االصول الخمسة. راجع : ٢ــــف؛ ١٣٣، ١٣٢ص ، ٥ج ، شــــرح المقاصــــد. راجــــع ٣ ، اللوامــــع االلهيــــة؛ ٣٣٣ص ، ٤ج ، شــــرح المواق

.٣٤١ص ، االربعين في اصول الدين؛ ٣٩٧ص .١٤، . النساء٤ .٢٠السجدة ، . ٧ .٨١. البقرة ، ٦ .٩٣. النساء ، ٥ .٧٤. طه ، ٩ .١٦ـ ١٤. االنفطار ، ٨

ــــــــا (ولقولــــــــه تعــــــــاىل : ، وقــــــــالوا : اخللــــــــود هــــــــو الــــــــدوام بالنقــــــــل عــــــــن أهــــــــل اللغــــــــة ومــــــــا جعلنـــــدون ـــــم الخال ـــــت فـه ـــــإن م ـــــد أف ـــــك الخل بل ـــــن قـ ـــــري ١ )لبشـــــر م مـــــع أنـــــه تعـــــاىل قـــــد جعـــــل لكث

ــــــــــل ــــــــــل مل يكــــــــــن هلــــــــــذه ، مــــــــــنهم املكــــــــــث الطوي ــــــــــارة عــــــــــن املكــــــــــث الطوي ــــــــــود عب ــــــــــو كــــــــــان اخلل فلــــــــــا (قــــــــــال تعــــــــــاىل : ، وأيضــــــــــا يصــــــــــح تأكيــــــــــده بلفــــــــــظ التأييــــــــــد، اآليــــــــــة معــــــــــىن ــــــــــدين فيه خال

ـــــــــدا وأنـــــــــه يصـــــــــح أن يتســـــــــثىن ، فلـــــــــو ال أن لفـــــــــظ اخللـــــــــود يفيـــــــــد الـــــــــدوام وإال مل يصـــــــــح ٢، )أب ٣ .من اخللود أي مقدار من الوقت أريد

ت. الروايا٢ تـــــــــــدل علـــــــــــى خلـــــــــــود مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية يف متســـــــــــكوا بأحاديـــــــــــث يروو ـــــــــــا عـــــــــــن النـــــــــــيب

: ٤ومن هذه احلديث ، النار ودوام عقابه .» ال يدخل اجلنة مدمن مخر وال منام وال عاق« : وله . ق١ .» من جبل يف نار جهنم خالدا خملدا من تردى من جبل فهو يرتدي « : . قوله ٢ تـــــــــه يف يـــــــــده جيـــــــــأ ـــــــــا بطنـــــــــه يف نـــــــــار دمـــــــــن قتـــــــــل نفســـــــــه حبديـــــــــدة فحدي« : . قولـــــــــه ٣

.» جهنم خالدا أبدا .» من حيتسي مسا فهو حيتسي مسا يف نار جهنم خالدا أبدا « : . قوله ٤

التحقيق في أدلة المعتزلة

نقد قولهم في اإليمان .١ـــــــــــوا االميـــــــــــان بأنـــــــــــه عبـــــــــــارة عـــــــــــن أداء الطاعـــــــــــات واجتنـــــــــــاب املقبحـــــــــــات وهـــــــــــذا قـــــــــــول ، عرف

ــــانـهم بظلــــم (باطــــل يبطلــــه قولــــه تعــــاىل : ــــم يـلبســــوا إيم وقولــــه تعــــاىل : ٥، )الــــذين آمنــــوا ول________________

.٨، . البينة٢ .٣٤، النبياء. ا١ شــــــرح ؛ ٣٤١ص ، االربعــــــين فــــــي اصــــــول الــــــدين؛ ٣٥٦ص ، منــــــاهج اليقــــــين فــــــي اصــــــول الــــــدين. راجــــــع : ٣

.٤٢٤ص ، ارشاد الطالبين، ؛ املقداد السيوري ٣٣٣ص ، ٤ج ، المواقف .٨٢، . االنعام٥ .٦٧٣ص ، شرح االصول الخمسة. راجع : ٤

ــــــــــالحات ( ــــــــــوا الص ــــــــــوا وعمل حيــــــــــث عطــــــــــف ســــــــــبحانه وتعــــــــــاىل العمــــــــــل ١ )إن الــــــــــذين آمن ولــــــــــــو كــــــــــــان العمــــــــــــل مــــــــــــن االميــــــــــــان ، والعطــــــــــــف يقتضــــــــــــي املغــــــــــــايرة، الصــــــــــــاحل علــــــــــــى االميــــــــــــان

٢ .لكانت اآلية تكريرا لقولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، بـــــــــل هـــــــــو مـــــــــن أعمـــــــــال القلـــــــــب، فاالميـــــــــان لـــــــــيس مـــــــــن عمـــــــــل اجلـــــــــوارح

يمـــان ... ( ئـــك كتــــب فـــي قـلــــوبهم اإل لبــــه ... (وقولــــه تعـــاىل : ٣، ) ... أول إال مـــن أكــــره وقـيمــــــــــــــان وعلــــــــــــــى هــــــــــــــذا فمرتكــــــــــــــب الكبــــــــــــــرية ال خيــــــــــــــرج بارتكابــــــــــــــه ٥، ٤ ) ... مطمــــــــــــــئن باإل فهـــــــــــو مـــــــــــؤمن ، ولكنـــــــــــه يقيـــــــــــد بالفســـــــــــق، ويصـــــــــــدق عليـــــــــــه مـــــــــــؤمن، املعصـــــــــــية عـــــــــــن االميـــــــــــان

ـــــــــــوهلم بـــــــــــأن ، وفاســـــــــــق بارتكابـــــــــــه املعصـــــــــــية، بتصـــــــــــديقه ـــــــــــك يبطـــــــــــل أيضـــــــــــا ق ـــــــــــاء علـــــــــــى ذل وبن ألن مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية ، مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية يف منزلــــــــــــــــة بــــــــــــــــني منــــــــــــــــزليت املــــــــــــــــؤمن والكــــــــــــــــافر

.عندهم ليس مبؤمن

. نقد قولهم في االحباط٢ ات قــــــــــــال املتكلمــــــــــــون : إنــــــــــــه ال خــــــــــــالف يف أن الكفــــــــــــر يزيــــــــــــل اســــــــــــتحقاق ثــــــــــــواب الطاعــــــــــــ

ــــــــــــــيمكن أن يقــــــــــــــال باشــــــــــــــرتاط ، الســــــــــــــابقة واالميــــــــــــــان يزيــــــــــــــل اســــــــــــــتحقاق العقــــــــــــــاب الســــــــــــــابق ف وكــــــــــــذا ، وصــــــــــــول ثــــــــــــواب الطاعــــــــــــات علــــــــــــى عــــــــــــدم حصــــــــــــول الكفــــــــــــر واملــــــــــــوت علــــــــــــى االميــــــــــــانـــــــــــــى الكفـــــــــــــر ـــــــــــــالكفر مشـــــــــــــروط بعـــــــــــــدم االميـــــــــــــان واملـــــــــــــوت عل والقـــــــــــــرآن ، حصـــــــــــــول العقـــــــــــــاب ب

ــــــك : ــــــئن أشــــــركت ليحــــــب . .. (الكــــــرمي صــــــريح يف ذل ــــــك ل ــــــى ٦، ) ... طن عمل ومــــــا يــــــدل علــــــــــــول التوبــــــــــــة قبــــــــــــل املــــــــــــوت وســــــــــــقوط الــــــــــــذنب حينئــــــــــــذ صــــــــــــريح يف عكــــــــــــس ذلــــــــــــك وإمنــــــــــــا .قب

فهــــــــــــــــــل جيــــــــــــــــــوز يف حقــــــــــــــــــه اجتمــــــــــــــــــاع ، اخلــــــــــــــــــالف يف املــــــــــــــــــؤمن الــــــــــــــــــذي ارتكــــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــــائر ــــــــــــــ واملعتزلــــــــــــة ؟ اســــــــــــتحقاق الثــــــــــــواب والعقــــــــــــاب مــــــــــــن غــــــــــــري أن حيــــــــــــبط أحــــــــــــدمها اآلخــــــــــــر أم ال

________________ .١٠٧، ٣٠، ؛ الكهف ٢٣، ؛ هود ٩، ؛ يونس ٢٧٧، لبقرةا .١ .١٧٩ص ، شرح الياقوت، ؛ العالمة احللي ٣٩١ص ، اللوامع االلهية. راجع : ٢ .المصدر السابق. راجع : ٥ .١٠٦. النحل ، ٤ .٢٢. ا ادلة ، ٣ ٦٥. الزمر ، ٦

ــــــــــــــ كمــــــــــــــا هــــــــــــــو واضــــــــــــــح ق الثــــــــــــــواب قــــــــــــــالوا باالحبــــــــــــــاط وعــــــــــــــدم جــــــــــــــواز اجتمــــــــــــــاع اســــــــــــــتحقا ـ املتكلمــــــــــــــــون البطــــــــــــــــال التحــــــــــــــــابط بقســــــــــــــــميه املوازنــــــــــــــــة وعــــــــــــــــدم وقــــــــــــــــد تصــــــــــــــــدى ، والعقــــــــــــــــاب

١ .املوازنة وذهبوا إىل خالفه

األدلة على بطالن االحباط إن القـــــــــــول باالحبـــــــــــاط يوجـــــــــــب فـــــــــــيمن مجـــــــــــع بـــــــــــني االحســـــــــــان واالســـــــــــاءة إىل شـــــــــــخص .١

بـــــــــــــني العقـــــــــــــالء أن يكـــــــــــــون مبنزلـــــــــــــة مـــــــــــــن مل حيســـــــــــــن ومل يســـــــــــــيء اليـــــــــــــه إن تســـــــــــــاوى املســـــــــــــتحق ــــــــــــى االســــــــــــاءة ــــــــــــة مــــــــــــن مل حيســــــــــــن إذا كــــــــــــان املســــــــــــتحق عل ــــــــــــذم أو مبنزل ــــــــــــه مــــــــــــن املــــــــــــدح وال علي

ـــــــــر وكـــــــــل ذلـــــــــك ، أو مبنزلـــــــــة مـــــــــن مل يســـــــــيء إن كـــــــــان املســـــــــتحق علـــــــــى االحســـــــــان أكثـــــــــر، أكثــــــــــــك ظلــــــــــــم ويــــــــــــذهب الفاضــــــــــــل املقــــــــــــداد واخلواجــــــــــــ ٢ .باطــــــــــــل بالضــــــــــــرورة ة الطوســــــــــــي إىل أن ذل

٣ .فيكون قبيحا ٤ .وقال ابن نوخبت : إن العقل ال يقضي مبحو االحسان الكثري باإلساءة القليلة

ــــره (. قولــــه تعــــاىل : ٢ ــــرا يـ ومــــن يـعمــــل مثـقــــال ذرة شــــر ا فمــــن يـعمــــل مثـقــــال ذرة خيـ مـــــــــن (وكـــــــــذا قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، مل تصـــــــــدق هـــــــــذه اآليـــــــــة وعلـــــــــى القـــــــــول باالحبـــــــــاط ٥ .)يــــــــــره

٧ .٦ )يـعمل سوءا يجز به فــــــــــــاذا فعــــــــــــل الكبــــــــــــرية ، . إن اخلصـــــــــــم اعــــــــــــرتف بــــــــــــأن املــــــــــــؤمن اســــــــــــتحق الثـــــــــــواب باميانــــــــــــه٣

، فــــــــــإن بقــــــــــي وجــــــــــب إيصــــــــــال الثــــــــــواب إليــــــــــه، فاالســــــــــتحقاق األول إمــــــــــا أن يبقــــــــــى أوال يبقــــــــــى وإن مل يبق فهو حمال لوجوه :، النار إىل اجلنةوال طريق اليه إال بنقله من

________________ الحاشــــــــية ، ؛ أمحــــــــد األردبيلــــــــي ٣٥٢ص ، منــــــــاهج اليقــــــــين فــــــــي اصــــــــول الــــــــدين، اجــــــــع : العالمــــــــة احللــــــــي. ر ١

.٤٦٩ص ، على الهيات الشرح الجديد للتجريد منــــــــــاهج ، ؛ العالمـــــــــة احللـــــــــي ٤٢ص ، ٢ج ، المنقـــــــــذ مــــــــــن التقليـــــــــد، . راجـــــــــع : حممـــــــــود احملصـــــــــي الـــــــــرازي٢

.٣٥٣ص ، اليقين في اصول الديل .٤٣٩ص ، شرح التجريد، ؛ اخلواجة الطوسي ٣٨٨ص ، اللوامع االلهية. راجع : ٣ .١٢٣. النساء ، ٦ .٨، ٧. الزلزلة ، ٥ .١٧٢، ص شرح الياقوت. ٤ .٤٤٠ص ، شرح التجريد؛ ٣٨٨ص ، ارشاد الطالبين. راجع : ٧

ـــــــــــيس انتفـــــــــــاء البـــــــــــاقي لطريـــــــــــان احلـــــــــــادث أوىل مـــــــــــن انـــــــــــدفاع احلـــــــــــادث األول : وهـــــــــــو أنـــــــــــه ل .لوجود الباقي

الثـــــــــــــاين : وهــــــــــــــو أ مــــــــــــــا لــــــــــــــو كانــــــــــــــا متنـــــــــــــافيني أي ضــــــــــــــدين كــــــــــــــان طريــــــــــــــان االســــــــــــــتحقاق فلـــــــــــــو، الســـــــــــــتحالة اجتمـــــــــــــاع الضـــــــــــــدين، قاالســـــــــــــتحقاق الســـــــــــــابالطـــــــــــــاري مشـــــــــــــروطا بـــــــــــــزوال

١. دث لزم الدورألجل طريان هذا احلاكان زوال السابق . إذا اســـــــــــتحق عشـــــــــــرة أجـــــــــــزاء مـــــــــــن الثـــــــــــواب مث فعـــــــــــل مـــــــــــا بـــــــــــه يســـــــــــتحق عشـــــــــــرة أجـــــــــــزاء ٤

، فالطـــــــــــاريء إمـــــــــــا أن حيـــــــــــبط األول وال ينحـــــــــــبط كمـــــــــــا هـــــــــــو قـــــــــــول أيب علـــــــــــي، مـــــــــــن العقـــــــــــاب والثــــــــــــاين باطــــــــــــل ألن ســــــــــــبب ، أو حيــــــــــــبط وينحــــــــــــبط كمــــــــــــا هــــــــــــو قــــــــــــول أيب هاشــــــــــــم يف املوازنــــــــــــة

د االســــــــــــــــــتحقاق فــــــــــــــــــإذا مل يوجــــــــــــــــــ، االســــــــــــــــــتحقاق الثـــــــــــــــــاينزوال االســـــــــــــــــتحقاق األول وجــــــــــــــــــود وإذا وجــــــــــــــــد االســـــــــــــــــتحقاق الثـــــــــــــــــاين وزال بـــــــــــــــــه األول ، الثــــــــــــــــاين ال يـــــــــــــــــزول االســـــــــــــــــتحقاق األول

فيصـــــــــري هــــــــــذا هــــــــــو ، ألنــــــــــه لـــــــــيس لــــــــــه مزيــــــــــل، اســـــــــتحال أن يــــــــــزول هــــــــــذا االســـــــــتحقاق الثــــــــــاينـــــــــاه ـــــــــي وقـــــــــد أبطلن ـــــــــذي كـــــــــان مـــــــــذهبا أليب عل واحـــــــــد فبقـــــــــي أن يقـــــــــال : كـــــــــل .القســـــــــم األول ال

لكـــــــــن هـــــــــذا حمـــــــــال ألن علـــــــــة عـــــــــدم كـــــــــل ، مـــــــــن االســـــــــتحقاقني يـــــــــزول بـــــــــاآلخر دفعـــــــــة واحـــــــــدةـــــــــو عـــــــــدما دفعـــــــــة لوجـــــــــدا دفعـــــــــة ، واحـــــــــد منهمـــــــــا وجـــــــــود اآلخـــــــــر ـــــــــة موجـــــــــودة يف .فل لكـــــــــن العل ٢ .وهــــــــــــو حمــــــــــــال، فهمــــــــــــا موجــــــــــــودان حــــــــــــال كو مــــــــــــا معــــــــــــدومني، حــــــــــــال حــــــــــــدوث املعلــــــــــــول

.و ذا يبطل االحباط واملوازنة معا

على بطالن الموازنة االدلةــــــــــــ١ ــــــــــــة إذا كــــــــــــان اآلخــــــــــــر ) ه ٦٧٢ املتــــــــــــوىف ( ال اخلواجــــــــــــة الطوســــــــــــي. ق : ولعــــــــــــدم األولوي .وحصول املتناقضني مع التساوي، ضعفا

________________ .١٧٣ص ، شرح الياقوت، ٣٩٧ص ، تلخيص المحصل، اجع : اخلواجة الطوسي. ر ١ـــــــاهج اليقـــــــين؛ وراجـــــــع : ٣٩٩، ٣٩٨ص ، المصـــــــدر الســـــــابق. ٢ ، ٥ج ، شـــــــرح المقاصـــــــد، ١٧٣ص ، من

.١٤ص

ــــــــــــــي ــــــــــــــوىف ( ووضــــــــــــــحه العالمــــــــــــــة احلل ــــــــــــــا إذا فرضــــــــــــــنا اســــــــــــــتحقاق ) ه ٧٢٦ املت ــــــــــــــه : إن بقولــــــــــــواب وعشــــــــــــرة أجــــــــــــزاء مــــــــــــن العقــــــــــــاب ــــــــــــيس إســــــــــــقاط ، املكلــــــــــــف مخســــــــــــة أجــــــــــــزاء مــــــــــــن الث ول

فأمــــــــــــا أن ، إحــــــــــــدى اخلمســــــــــــتني مــــــــــــن العقــــــــــــاب اخلمســــــــــــة مــــــــــــن الثــــــــــــواب أوىل مــــــــــــن األخــــــــــــرىــــــــــه ــــــــــوب، يســــــــــقطا معــــــــــا وهــــــــــو خــــــــــالف مذهب ــــــــــو .أو ال يســــــــــقط شــــــــــيء منهمــــــــــا وهــــــــــو املطل ول

ــــــــــإن تقــــــــــدم ــــــــــواب ومخســــــــــة أجــــــــــزاء مــــــــــن العقــــــــــاب ف ــــــــــه فعــــــــــل مخســــــــــة أجــــــــــزاء مــــــــــن الث فرضــــــــــنا أن الســــــــــــــتحالة صــــــــــــــريورة املعــــــــــــــدوم ، إســــــــــــــقاط أحــــــــــــــدمها لآلخــــــــــــــر مل يســــــــــــــقط البــــــــــــــاقي باملعــــــــــــــدوم

ــــــــــــــا ومــــــــــــــؤثرا ــــــــــــــزم، واملغلــــــــــــــوب غالب وجودمهــــــــــــــا معــــــــــــــا الن وجــــــــــــــود كــــــــــــــل منهمــــــــــــــا وإن تقارنــــــــــــــا ل ١ .وذلك مجع بني القيضني، فيلزم وجودمها حال عدمهما، ينفي وجود اآلخر

وهـــــــــــو بـــــــــــاق قبـــــــــــل ، وهــــــــــو علـــــــــــة يف اســـــــــــتحقاق الثــــــــــواب، . إن االميــــــــــان هـــــــــــو التصـــــــــــديق٢ــــــــــــــــة موجــــــــــــــــودة وجــــــــــــــــب وجــــــــــــــــود معلوهلــــــــــــــــا وهــــــــــــــــو ، املعصــــــــــــــــية وبعــــــــــــــــدها ــــــــــــــــاذا كانــــــــــــــــت العل ف

٢ .واملوازنة معا فيبطل االحباط، املطلوب

نقد األدلة المعتزلة في خلود مرتكب الكبيرة في النار

ألدلة العقلية. ا١ــــــــع عــــــــن االســــــــتحقاق والتفضــــــــل ــــــــاط، األول : دليــــــــل املن ــــــــى االحب ــــــــين عل ــــــــدليل مب ، وهــــــــذا ال

بنــــــــــاء علــــــــــى ، ألن املســــــــــتدل قــــــــــال : وال جيــــــــــوز أن يــــــــــدخل اجلنــــــــــة مثابــــــــــا ألنــــــــــه غــــــــــري مســــــــــتحق وقــــــــــــــــد أبطلنــــــــــــــــا .بارتكـــــــــــــــاب الكبــــــــــــــــرية فــــــــــــــــال يســـــــــــــــتحق ثوابــــــــــــــــا أن طاعاتـــــــــــــــه قــــــــــــــــد أحبطــــــــــــــــت

.فيبطل الدليل أيضا ، االحباط وهــــــــــــذا الـــــــــــــدليل ، الثــــــــــــاين : دليــــــــــــل املنــــــــــــع مـــــــــــــن اجتمــــــــــــاع اســــــــــــتحقاق الثـــــــــــــواب والعقــــــــــــاب

باطل أيضا لوجوه :________________

ــــــــــد .١ ــــــــــدين؛ وراجــــــــــع : ٤٤٠ص ، شــــــــــرح التجري ــــــــــاهج اليقــــــــــين فــــــــــي اصــــــــــول ال تلخــــــــــيص ، ٣٥٣ص ، من .٣٣٩، ٣٣٨ص ، ٤ج ، شرح المواقف؛ ٣٨٩ص ، اللوامع االلهية؛ ٣٩٨ص ، المحصل

.٣٨٩ص ، اللوامع االلهية. ٢

.وقد أبطلناه، إنه مبين على االحباط .١ وال بــــــــــــــــني ، . قـــــــــــــــال الشــــــــــــــــيخ الطوســــــــــــــــي : إنـــــــــــــــه ال تنــــــــــــــــايف بــــــــــــــــني الطاعـــــــــــــــة واملعصــــــــــــــــية٢

ا قلنــــــــــــــــا ال تضــــــــــــــــاد بــــــــــــــــني الطاعــــــــــــــــة . وإمنــــــــــــــــ..املســــــــــــــــتحق عليهــــــــــــــــا مــــــــــــــــن الثــــــــــــــــواب والعقــــــــــــــــاب بــــــــــل نفــــــــــس مــــــــــايقع طاعــــــــــة كــــــــــان جيــــــــــوز أن يقــــــــــع ، أل مــــــــــا مــــــــــن جــــــــــنس واحــــــــــد، واملعصــــــــــية وهـــــــــــو مـــــــــــن جـــــــــــنس ، أال تـــــــــــرى أن قعـــــــــــود االنســـــــــــان يف دار غـــــــــــريه غصـــــــــــبا معصـــــــــــية، معصـــــــــــية

ـــــــــه وكـــــــــذلك ال تضـــــــــاد ، ومهـــــــــا مـــــــــن جـــــــــنس واحـــــــــد، وهـــــــــو حســـــــــن مبـــــــــاح، قعـــــــــوده فيهـــــــــا باذن بــــــــل نفـــــــــس ، ألن الثــــــــواب مــــــــن جــــــــنس العقــــــــاب، ذلــــــــك بعينـــــــــهبــــــــني املســــــــتحق عليهمــــــــا ملثــــــــل

ـــــــــا ـــــــــا كـــــــــان جيـــــــــوز أن يقـــــــــع عقاب ـــــــــى بعـــــــــض ، مـــــــــا يقـــــــــع ثواب ـــــــــع عل ـــــــــواب هـــــــــو النفـــــــــع الواق ألن الث وال شـــــــــــيء يقــــــــــــع نفعـــــــــــا إال وكـــــــــــان جيــــــــــــوز أن يقـــــــــــع ضـــــــــــررا وعقابــــــــــــا بـــــــــــأن يصــــــــــــادفه ، الوجـــــــــــوهــــــــــــايف الثــــــــــــواب و ، نفــــــــــــارا ــــــــــــى تســــــــــــليمه ملــــــــــــا تن ــــــــــــو كــــــــــــان بينهمــــــــــــا تضــــــــــــاد عل العقــــــــــــاب ومهــــــــــــا ول

ألن الســــــــواد والبيــــــــاض قــــــــد ، ألن الضــــــــد احلقيقــــــــي ال ينــــــــايف ضــــــــده يف حـــــــال عدمــــــــه، معـــــــدومان ٢ .وإشار إىل هذا املعىن أيضا العالمة الرازي احلمصي ١ .جيتمعان يف العدم

ــــــــــــــــــــذاتيهما وهــــــــــــــــــــو باطــــــــــــــــــــل لتســــــــــــــــــــاويهما يف ٣ ــــــــــــــــــــا ل . إن االســــــــــــــــــــتحقاقني إمــــــــــــــــــــا أن يتنافيــــــــــزم الرتجــــــــــيح بــــــــــال مــــــــــرجحفــــــــــول أثــــــــــر أحــــــــــدمها خا، املاهيــــــــــة ــــــــــزم اجتمــــــــــاع ، صــــــــــة ل وإن أثــــــــــرا ل

وهــــــــــــو باطــــــــــــل أيضــــــــــــا لوجــــــــــــوب تســــــــــــاوي ، أو ألمــــــــــــر الزم لكــــــــــــل منهمــــــــــــا، الوجــــــــــــود والعــــــــــــدمـــــــــــــه، أو ألمـــــــــــــر عـــــــــــــارض، املاهيـــــــــــــات املتحـــــــــــــدة يف اللـــــــــــــوام ـــــــــــــك جيـــــــــــــوز زوال فيـــــــــــــزول مـــــــــــــا ، وذل

٣ .فجاز االجتماع فوجب إيصاهلما، به حصلت املنافاةـــــــــــث : وهـــــــــــو دليـــــــــــل ـــــــــــبح ذم احملســـــــــــنالثال إذ جيـــــــــــوز ، وجوابـــــــــــه املنـــــــــــع مـــــــــــن قـــــــــــبح الـــــــــــذم .ق

ة ءعنـــــــــــدنا أن يـــــــــــذم باالســـــــــــاءة الصـــــــــــغرية علـــــــــــى إحســـــــــــانه الكثـــــــــــري حلســـــــــــن ذمـــــــــــه علـــــــــــى االســـــــــــا .ألن ما احنبط ال يرجع عند املخالف، فلو كان أحبط ملا حسن ذلك، الصغرية

________________ .١٩٤، ١٩٣ص ، تهذيب االحكام .١ .٤٢ص ، ٢ج ، المنقذ من التقليد. راجع : ٢ .٣٨٩ص ، اللوامع االلهية. راجع : ٣

علـــــــــــى أنـــــــــــه حيســـــــــــن ممـــــــــــن أحســـــــــــن اليـــــــــــه بعـــــــــــض النـــــــــــاس وأســـــــــــاء اليـــــــــــه بإســـــــــــاءة ال تظهـــــــــــر بـــــــــــــأن ، مزيـــــــــــــة أحـــــــــــــدمها علـــــــــــــى اآلخـــــــــــــر أن ميدحـــــــــــــه علـــــــــــــى أحـــــــــــــدمها ويذمـــــــــــــه علـــــــــــــى اآلخـــــــــــــر

وميدحــــــــــــه ويشــــــــــــكره مث يقــــــــــــول : لكنــــــــــــك أســــــــــــأت ايل ، يقــــــــــــول : أحســــــــــــنت إيل بكــــــــــــذا وكــــــــــــذا ٢ .وقال مبضمونه العالمة احللي أيضا ١ .ويعنفه وينكته، بكذا وكذا

. نقد األدلية النقلية٢ــــــــــــيت ذكــــــــــــر فيهــــــــــــا اخللــــــــــــود يف )أ اآليــــــــــــات القرآنيــــــــــــة : وهــــــــــــي عمومــــــــــــات آيــــــــــــات الوعيــــــــــــد ال

حيـــــــــــــث قـــــــــــــالوا : إن هـــــــــــــذه اآليـــــــــــــات عامـــــــــــــة يف الكــــــــــــــافر ، النـــــــــــــار أو مـــــــــــــا يف معـــــــــــــىن اخللـــــــــــــود ويرد على هذا القول أمور منها : .مستدلني ا على خلود الفساق يف النار، والفاسق قـــــــــال الشـــــــــيخ ، بـــــــــل هـــــــــي خمتصـــــــــة للكفـــــــــار، إن هـــــــــذه اآليـــــــــات غـــــــــري شـــــــــاملة للفســـــــــاق .١ ا هــــــــــــي يف فامنـــــــــــ، : كـــــــــــل آيــــــــــــة تتضـــــــــــمن ذكـــــــــــر اخللــــــــــــود يف النـــــــــــار ) ه ٤١٣ املتـــــــــــوىف ( املفيـــــــــــد

ـــــــــــــة بـــــــــــــاهللا تعـــــــــــــاىل بـــــــــــــدالئل العقـــــــــــــول والكتـــــــــــــاب املســـــــــــــطور واخلـــــــــــــرب الكفـــــــــــــار دون أهـــــــــــــل املعرف ٣ .الظاهر واملشهور واالمجاع والرأي السابق ألهل البدع من أصحاب الوعيد

ـــــــــــــال النســـــــــــــفي ـــــــــــــوىف ( وق ـــــــــــــات ) ه ٥٠٨ املت ـــــــــــــدنا أن مـــــــــــــا كـــــــــــــان مـــــــــــــن اآلي : واألصـــــــــــــل عن فهـــــــــــــــو يف املســـــــــــــــتحلني لـــــــــــــــذلك ملـــــــــــــــا أ ـــــــــــــــم ، ودالـــــــــــــــواردة يف الوعيـــــــــــــــد مقرونـــــــــــــــا بـــــــــــــــذكر اخللـــــــــــــــ

ـــــــــــك تلـــــــــــك اجلرميـــــــــــة وذكـــــــــــر ، م علـــــــــــى كفـــــــــــرهم يف احلقيقـــــــــــةفأوعـــــــــــده، كفـــــــــــروا باســـــــــــتحالل ذلـــــــــل (وهلـــــــــذا قلنـــــــــا يف تأويـــــــــل قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، لكو ـــــــــا ســـــــــببا للكفـــــــــر وطريقـــــــــا إليـــــــــه ـــــــــن يـقت وم

ـــــــدا فيهـــــــا ـــــــدا فجـــــــزاؤه جهـــــــنم خال ـــــــا متـعم أي قتلـــــــه ألجـــــــل ، أي معتمـــــــدا إلميانـــــــه ) ... مؤمن ٤ .ومن هذا قصده يف القتل يكون كافرا ، أنه مؤمن

: ال نســــــــــــلم أن مــــــــــــن لــــــــــــه حســــــــــــنات ) ه ٧٥٦ املتــــــــــــوىف ( وقــــــــــــال عضــــــــــــد الــــــــــــدين األجيــــــــــــي________________

.١٩٨ص ، تهذيب االحكام .١ .٣٥٤ص ، مناهج اليقين في اصول الدين، . راجع : العالمة احللي٢ .١١٩ص ، تصحيح االعتقاد، . الشيخ املفيد٣ .٧٧٤ص ، ٢ج ، تبصرة االدلة، . أبو املعني النسفي٤

ـــــــــــــه ـــــــــــــه خطيئت وال نســـــــــــــلم أن مـــــــــــــن اكتســـــــــــــب ، مـــــــــــــن االميـــــــــــــان والطاعـــــــــــــات فقـــــــــــــد أحاطـــــــــــــت ب ومــــــــــن (بــــــــــل بعــــــــــض حــــــــــدوده واملــــــــــراد مــــــــــن قولــــــــــه تعــــــــــاىل : ، خطيئــــــــــة فقــــــــــد تعــــــــــدي حــــــــــدوده

ــــــــدايـقتــــــــل مؤمنــــــــا متـ ١ .كــــــــافرا ذلــــــــك القاتــــــــل إال ، أي قتلــــــــة ألنــــــــه مــــــــؤمن وال يكــــــــون ) ... عمـــــــــــــــيت متســـــــــــــــكت ـــــــــــــــا املعتزلـــــــــــــــة يف رأي االجيـــــــــــــــي ال تتنـــــــــــــــاول مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية ـــــــــــــــات ال فاآلي

والســــــــــــيد ٢، وذهــــــــــــب إىل هــــــــــــذا الــــــــــــرأي أيضــــــــــــا ابــــــــــــن نوخبــــــــــــت .بــــــــــــل هــــــــــــي خمتصــــــــــــة بالكفــــــــــــار ٤ .وذكره مجع من املتكلمني كأحد الوجوه يف هذه املسألة ٣، مرتضى

ـــــــــــــــــــــــــــوىف ( وإمـــــــــــــــــــــــــــام احلـــــــــــــــــــــــــــرمني اجلـــــــــــــــــــــــــــويين ـــــــــــــــــــــــــــة يف ) ه ٤٧٨ املت ـــــــــــــــــــــــــــى املعتزل يف رده عل متســـــــــــكهم بآيــــــــــــة قتـــــــــــل العمــــــــــــد إلثبـــــــــــات خلــــــــــــود مرتكـــــــــــب الكبــــــــــــرية يف النـــــــــــار حيــــــــــــث قــــــــــــال :

ــــــــا (وقــــــــد قــــــــال ابــــــــن عبــــــــاس يف تــــــــأول اآليــــــــة ــــــــن يـقتــــــــل مؤمن والعمــــــــد ، لقتلــــــــه مســــــــتحال )ومـــــــــــى احلقيقـــــــــــة إمنـــــــــــا يصـــــــــــدر مـــــــــــن املســـــــــــتحل فأمـــــــــــا مـــــــــــن يعتقـــــــــــد أن القتـــــــــــل مـــــــــــن أعظـــــــــــم ، عل

وآيــــــــــة ، الكبــــــــــائر فيجرئــــــــــه هــــــــــواه ويزعــــــــــه اعتقــــــــــاده فــــــــــال يقــــــــــدم علــــــــــى األمــــــــــر إال خائفــــــــــا وجــــــــــال ــــــــــــــد واخللــــــــــــــود ــــــــــــــه بالوعي ــــــــــــــه مل يقرن ــــــــــــــرب تعــــــــــــــاىل ملــــــــــــــا ذكــــــــــــــر القصــــــــــــــاص ووجوب ــــــــــــــك أن ال ، ذل

ـــــــــــود مل يتعـــــــــــرض ـــــــــــى أن ، لوجـــــــــــوب القصـــــــــــاصوحيـــــــــــث ذكـــــــــــر اخلل ـــــــــــة عل ـــــــــــك أصـــــــــــدق دالل وذل فــــــــــــــان ، التوعـــــــــــــد بـــــــــــــاخللود للكـــــــــــــافر املســـــــــــــتحل الـــــــــــــذي ال جتـــــــــــــري عليـــــــــــــه ظـــــــــــــواهر االحكـــــــــــــام

٥ .احلريب الذي مل يلتزم أحكامنا إذا قتل مل يقض عليه بوجوب القصاص . إن هـــــــــــــــذه اآليــــــــــــــــات معارضـــــــــــــــة مــــــــــــــــع آيـــــــــــــــات اخللــــــــــــــــود يف الوعـــــــــــــــد كقولــــــــــــــــه تعــــــــــــــــاىل : ٢

ئــــــــك أصــــــــحاب والــــــــذين آمنــــــــو ( ــــــــالحات ال نكلــــــــف نـفســــــــا إال وســــــــعها أول ــــــــوا الص ا وعمل وكــــــــذلك معارضــــــــة مــــــــع آيــــــــات تتضــــــــمن القطــــــــع بغفــــــــران اهللا ٦ )الجنــــــــة هــــــــم فيهــــــــا خالــــــــدون

________________ .٣٣٣ص ، ٤ج ، مناهج اليقين، اجع : الشريف اجلرجاين. ر ١ .١٧٤ص ، شرح الياقوت، لعالمة احللي. راجع : ا٢ .١٤٤ص ، شرح جمل العلم والعمل، . راجع : املرتضى علم اهلدى٣ .١٣٣ص ، ٥ج ، شرح المقاصد؛ ٢٤٢ص ، شرح التجريد؛ ٣٩٧ص ، اللوامع االلهية. راجع : ٤ .٤٢. االعراف ، ٦ .٣٢٦، ص االرشاد. اما احلرمني اجلويين ، ٥

العقاب وهي :تعاىل ملستحقي ولفـــــــظ ١، ) ... وإن ربـــــــك لـــــــذو مغفـــــــرة للنـــــــاس علـــــــى ظلمهـــــــم (أوال : قولـــــــه تعـــــــاىل :

.لظاهر اللفظ، فيقتضي أن الغفران حيصل يف حال الظلم، تفيد احلال ) على (ـــا : قولـــه تعـــاىل : ـــوا مـــن رحمـــة (ثاني ـــى أنفســـهم ال تـقنط ـــا عبـــادي الـــذين أســـرفوا عل قـــل ي

ــــــر الــــــذنوب جميعــــــا ــــــة وال صــــــغر املعصــــــية فيــــــه، ٢ ) ... اللــــــه إن اللــــــه يـغف ، ومل يشــــــرتط التوب .ما أخرجه الدليل من عقاب الكفار ال فينبغي أن حيمل على عمومه إ

لـــــــك لمـــــــن (ثـــــــا : قولـــــــه تعـــــــاىل : ثال إن اللـــــــه ال يـغفـــــــر أن يشـــــــرك بـــــــه ويـغفـــــــر مـــــــا دون ذ واالستدالل باآلية من وجهني : ٣ ) ... يشاء

وحنـــــــــن نعلـــــــــم أنـــــــــه مـــــــــا نفـــــــــى ، أحـــــــــدمها : إنـــــــــه قطـــــــــع تعـــــــــاىل علـــــــــى أنـــــــــه ال يغفـــــــــر الشـــــــــرك فينبغــــــــــي أن ، يغفــــــــــره مــــــــــع عــــــــــدم التوبــــــــــةوإمنــــــــــا نفــــــــــى أن ، غفــــــــــران الشــــــــــرك علــــــــــى كــــــــــل حــــــــــال

يكــــــــــون مــــــــــا أثبتــــــــــه مــــــــــن غفــــــــــران مــــــــــا دون الشــــــــــرك يكــــــــــون أيضــــــــــا مــــــــــع عــــــــــدم التوبــــــــــة حــــــــــىت ال .يكون فرق بني النفي واالثبات

فوجـــــــــــــــب أن ال يكـــــــــــــــون ، ثانيهمــــــــــــــا : إنـــــــــــــــه علــــــــــــــق غفـــــــــــــــران مــــــــــــــا دون الشـــــــــــــــرك باملشــــــــــــــيئة ٤ .معلق باملشيئة وال شيء من الواجب، ألن الغفران معها واجب، مشروطا بالتوبة

ــــــــــــــذكرها لالماميــــــــــــــة واالشــــــــــــــاعرة وغــــــــــــــريهم ٣ ــــــــــــــيت ســــــــــــــوف ن ــــــــــــــوهلم باألدلــــــــــــــة ال ــــــــــــــتقض ق . ين .يف إثبات انقطاع عذاب مرتكب الكبرية

ـــــــــــيب )ب ـــــــــــث الـــــــــــيت رووهـــــــــــا عـــــــــــن الن ـــــــــــث : األحادي واســـــــــــتدلوا ـــــــــــا يف اثبـــــــــــات األحادي ، رضــــــــــــــتها للكتــــــــــــــابهــــــــــــــي أحاديــــــــــــــث مطروحــــــــــــــة مبعا، خلــــــــــــــود مرتكــــــــــــــب الكبــــــــــــــرية يف النــــــــــــــار

، وهــــــــــــي اآليــــــــــــات القرآنيــــــــــــة الــــــــــــيت تتضــــــــــــمن العفــــــــــــو واملغفــــــــــــرة عــــــــــــن املــــــــــــذنبني مــــــــــــن دون توبــــــــــــة وكــــــــــــــــذلك فهــــــــــــــــي معارضــــــــــــــــة لألحاديــــــــــــــــث املتــــــــــــــــواترة، والــــــــــــــــيت أشــــــــــــــــرنا اليهــــــــــــــــا فيمــــــــــــــــا ســــــــــــــــبق

________________ .٤٨. النساء ، ٣ .٥٣. الزمر ، ٢ .٦. الرعد ، ١ ، ؛ العالمــــــة احللــــــي ٤٠٧، ٤٠٦ص ، اللوامــــــع االلهيــــــة؛ ١٥٣ص ، شــــــرح جمــــــل العلــــــم والعمــــــل. راجــــــع : ٤

.٣٥٧ص ، مناهج اليقين في اصول الدين

ـــــــــــــيت أشـــــــــــــارت إىل خـــــــــــــروج بعـــــــــــــض أهـــــــــــــل النـــــــــــــار مـــــــــــــن النـــــــــــــار ، واملنقولـــــــــــــة مـــــــــــــن الفـــــــــــــريقني وال وأيضـــــــــــــا معارضـــــــــــــة حلـــــــــــــديث الشـــــــــــــفاعة املـــــــــــــروي بطـــــــــــــرق كثـــــــــــــرية ١، بعـــــــــــــد أن صـــــــــــــاروا محمـــــــــــــا

ـــــــــل ال ـــــــــه ، فـــــــــريقني أيضـــــــــا وألفـــــــــاظ خمتلفـــــــــة مـــــــــن قب ـــــــــائر « : وهـــــــــو قول شـــــــــفاعيت ألهـــــــــل الكب فـــــــــــــــدل احلـــــــــــــــديث الشـــــــــــــــريف علـــــــــــــــى مشـــــــــــــــول الشـــــــــــــــفاعة ألهـــــــــــــــل الكبـــــــــــــــائر ٢» مـــــــــــــــن أمـــــــــــــــيت

.وخروجهم من النار بالشفاعةـــــــــــــــــــــود ـــــــــــــــــــــث اخلل ـــــــــــــــــــــوا إىل صـــــــــــــــــــــحة أحادي ـــــــــــــــــــــى ، واملتكلمـــــــــــــــــــــون ممـــــــــــــــــــــن ذهب محلوهـــــــــــــــــــــا عل

٣ .دلت على خروج املذنبني من النارمجعا بينها وبني األحاديث اليت ، االستحالل

الخوارج وذلـــــــــــــك عنـــــــــــــدما مـــــــــــــين ، ظهـــــــــــــرت اخلـــــــــــــوارج بعـــــــــــــد قضـــــــــــــية احلكمـــــــــــــني يف حـــــــــــــرب صـــــــــــــفني

ـــــــــــــــالقرآن ـــــــــــــــتحكم ب ـــــــــــــــة باهلزميـــــــــــــــة رفعـــــــــــــــوا املصـــــــــــــــاحف داعـــــــــــــــني إىل ال ورفضـــــــــــــــه ، جـــــــــــــــيش معاوي ولكـــــــــــن مجاعـــــــــــة اخلـــــــــــوارج مـــــــــــن جيشـــــــــــه أجـــــــــــربوه ، مصـــــــــــرا علـــــــــــى القتـــــــــــال أمـــــــــــري املـــــــــــؤمنني

أن يبعـــــــــــــــث عبـــــــــــــــد اهللا بـــــــــــــــن وعنـــــــــــــــدما أراد أمـــــــــــــــري املـــــــــــــــؤمنني ، قبـــــــــــــــول التحكـــــــــــــــيمعلـــــــــــــــى ـــــــــــك وطلبـــــــــــوا منـــــــــــه أن يبعـــــــــــث أبـــــــــــا موســـــــــــى األشـــــــــــعري فلمـــــــــــا ، العبـــــــــــاس رفضـــــــــــت اخلـــــــــــوارج ذل

مـــــــــــر التحكـــــــــــيم إىل النهايـــــــــــة الـــــــــــيت إنتهـــــــــــى اليهـــــــــــا جـــــــــــاءوا مـــــــــــن بعـــــــــــد ذلـــــــــــك واعتـــــــــــربوا أانتهـــــــــــى ، ألنـــــــــــــه كفـــــــــــــر بتحكيمـــــــــــــه، ارتكـــــــــــــبالتحكـــــــــــــيم جرميـــــــــــــة كبـــــــــــــرية وطـــــــــــــالبوه أن يتـــــــــــــوب عمـــــــــــــا

ـــــــوا عليـــــــا » ال حكـــــــم إال هللا« ورفعـــــــوا شـــــــعار : علـــــــى التحكـــــــيم مـــــــع أ ـــــــم هـــــــم الـــــــذين محل ، وعـــــــــــــرف هــــــــــــــؤالء باســـــــــــــم احملكمــــــــــــــة األوىل ، ومحلـــــــــــــوه أيضــــــــــــــا علـــــــــــــى قبــــــــــــــول حمكـــــــــــــم معــــــــــــــني

ـــــــــــــا ـــــــــــــة واحلكمـــــــــــــني فهـــــــــــــؤالء يكفـــــــــــــرون علي ـــــــــــــ وعثمـــــــــــــان ومعاوي ـــــــــــــو موســـــــــــــى ا ـ الشـــــــــــــعري أب والفـــــــــــرق املعروفــــــــــــة، ومـــــــــــن هــــــــــــؤالء افرتقـــــــــــت فــــــــــــرق اخلـــــــــــوارج كلهــــــــــــا ـــــــــــــ وعمـــــــــــرو بــــــــــــن العـــــــــــاص

________________ ، ٥ج ، شـــــــــرح المقاصـــــــــد؛ ٧٩٣ص ، ٢ج ، تبصـــــــــرة االدلـــــــــة؛ ٣٩٦ص ، اللوامـــــــــع االلهيـــــــــةاجـــــــــع : . ر ١

.١٣٦ص شــــــــــــــرح ، الطوســــــــــــــي؛ اخلواجــــــــــــــة ٣٤١ص ، ٤ج ، منــــــــــــــاهج اليقــــــــــــــين، . راجــــــــــــــع : الشــــــــــــــريف اجلرجــــــــــــــاين٢

.٤٤٤ص ، التجريد .٧٩٣ص ، ٢ج ، تبصرة االدلة. راجع : ٣

، والعجـــــــــــــــــــاردة، والبيهســـــــــــــــــــية، والنجـــــــــــــــــــدات، واألساســـــــــــــــــــية للخـــــــــــــــــــوارج هـــــــــــــــــــي : األزارقـــــــــــــــــــة ١ .والباقون فروعهم، والصفرية، واالباضية، والثعالبة

مباني الخوارج في خلود مرتكب الكبيرة في النار

قولهم في االيمان إىل أن االميــــــــــــــــان عنــــــــــــــــد اخلــــــــــــــــوارج عبــــــــــــــــارة عــــــــــــــــن املعرفــــــــــــــــة ٢ذهــــــــــــــــب بعــــــــــــــــض املتكلمــــــــــــــــني

ـــــــــــرار باللســـــــــــان ـــــــــــب واالق ـــــــــــف النجـــــــــــدات .وإن كـــــــــــال طاعـــــــــــة فهـــــــــــي إميـــــــــــان، بالقل ـــــــــــده تعري ويؤي وتـــــــــــرك الفعـــــــــــل ، مـــــــــــن اخلـــــــــــوارج لالميـــــــــــان بأنـــــــــــه هـــــــــــو االقـــــــــــرار بـــــــــــاهللا تعـــــــــــاىل ومالئكتـــــــــــه ورســـــــــــله

فأمــــــــــا مــــــــــا لــــــــــيس يف العقــــــــــل حترميــــــــــه ، ومــــــــــن أخــــــــــل بشــــــــــيء مــــــــــن ذلــــــــــك كفــــــــــر، احملــــــــــرم عقــــــــــال ٣ .من األمور الشرعية فليس من االميان

قــــــــــال : وقــــــــــال أبــــــــــوبيهس : االميــــــــــان هــــــــــو العلــــــــــم ، ويؤيــــــــــده أيضــــــــــا مــــــــــا نقلــــــــــه الشهرســــــــــتاين ولــــــــــيس ، وحيكـــــــــى أنـــــــــه قـــــــــال : االميـــــــــان هـــــــــو االقـــــــــرار والعلـــــــــم، بالقلـــــــــب دون القـــــــــول والعمـــــــــل

ــــــــــــ ــــــــــــرار والعمــــــــــــل هــــــــــــو أحــــــــــــد األمــــــــــــرين دون اآلخــــــــــــر وعامــــــــــــة البيهســــــــــــية ق الوا : إن العلــــــــــــم واالق ٤ .كله إميان

ــــــــــــــبعض اآلخــــــــــــــر مــــــــــــــن املتكلمــــــــــــــني إىل أن االميــــــــــــــان عنــــــــــــــد اخلــــــــــــــوارج ــــــــــــــ وذهــــــــــــــب ال كمــــــــــــــا ـ ٥ .عبارة عن مجيع أفعال اجلوارح من الطاعات بأسرها فرضا ونفال ـ عند املعتزلة

ويؤيـــــــــــــده مـــــــــــــا نقلـــــــــــــه البغـــــــــــــدادي بقولـــــــــــــه : وقالـــــــــــــت اخلـــــــــــــوارج برجـــــــــــــوع االميـــــــــــــان إىل مجيـــــــــــــع________________

، ؛ احلســــــــــن بــــــــــن موســــــــــى النــــــــــوخبيت ٦٠ص ، تــــــــــاريخ المــــــــــذاهب االســــــــــالمية، اجــــــــــع : حممــــــــــد ابــــــــــو زهــــــــــرة. ر ١ ؛ ١٨٧، ١٨٦ص ، فرهنــــــــــگ فــــــــــرق اســــــــــالمى، ؛ الــــــــــدكتور حممــــــــــد جـــــــــواد مشــــــــــكور ٦ص ، فـــــــــرق الشــــــــــيعة

.١١٥ص ، ١ج ، الملل والنحل، عبد الكرمي الشهرستاينــــــن حــــــزم ٢ ــــــروع، األندلســــــي. راجــــــع : اب ، ٥ج ، منــــــاهج اليقــــــين، ؛ الشــــــريف اجلرجــــــاين ٩ص ، االصــــــول والف

.١٧٦ص .٢٥٠ص ، ٢ج ، عدة االكياس، . امحد الشريف القامسي٣ .١٢٦ص ، ١ج ، الملل والنحل. ٤ .٥٤ص ، حقائق االيمان، . الشهيد الثاين٥

هــــــــو رتك بــــــــني هــــــــذه التعــــــــاريف وكيــــــــف مــــــــا كــــــــان فــــــــاألمر املشــــــــ، ١الفــــــــرائض مــــــــع تــــــــرك الكبــــــــائر فالـــــــــذي يـــــــــرتك الطاعـــــــــات ، كـــــــــون فعـــــــــل الطاعـــــــــات واجتنـــــــــاب احملرمـــــــــات مـــــــــن شـــــــــرائط االميـــــــــان

.أو يرتكب املعاصي واحملرمات يكون خارجا من االميان عند اخلوارجـــــــــــــــــاة واملـــــــــــــــــوت وكاحلركـــــــــــــــــة ويـــــــــــــــــذهب اخلـــــــــــــــــوارج إىل أن االميـــــــــــــــــان والكفـــــــــــــــــر ضـــــــــــــــــدان كاحلي

فمـــــــــــــــن مل ، مـــــــــــــــن االميـــــــــــــــان إال ويـــــــــــــــدخل يف الكفـــــــــــــــروأن الشـــــــــــــــخص ال خيـــــــــــــــرج ، والســـــــــــــــكونـــــــــه تعـــــــــاىل : ، يكـــــــــن مؤمنـــــــــا كـــــــــان كـــــــــافرا ال حمالـــــــــة إمـــــــــا . .. (مستشـــــــــهدين علـــــــــى ذلـــــــــك بقول

٣ .٢ )شاكرا وإما كفورا ومبـــــــــــــــــا أن مرتكـــــــــــــــــب الكبـــــــــــــــــرية عنـــــــــــــــــد اخلـــــــــــــــــوارج خـــــــــــــــــارج مـــــــــــــــــن االميـــــــــــــــــان وزائـــــــــــــــــل عنـــــــــــــــــه

ـــــــــــ ٤النجـــــــــــدات مـــــــــــنهم رية إال عـــــــــــوا علـــــــــــى إكفـــــــــــار مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــوهلـــــــــــذا أمج، االميـــــــــــان كمـــــــــــا ــــــــــ ســـــــــوف نبينـــــــــه وذهـــــــــب فريـــــــــق ، فقـــــــــال بعضـــــــــهم : كـــــــــافر غـــــــــري مشـــــــــرك، واختلفـــــــــوا يف كفـــــــــره ـ

ــــــــه .آخــــــــر : أنــــــــه كــــــــافر مشــــــــرك ــــــــه كــــــــافر كفــــــــر نعمت ــــــــث قــــــــالوا : بأن أل ــــــــم يفرقــــــــون ، وفريــــــــق ثال ولــــــــــذلك قالــــــــــت ٥، والشــــــــــرك عنــــــــــدهم نــــــــــوع خمصــــــــــوص مــــــــــن الكفــــــــــر، بــــــــــني الكفــــــــــر والشــــــــــرك

األباضــــــــــــــــــية إن حتــــــــــــــــــرمي الذبيحـــــــــــــــــــة والــــــــــــــــــدفن يف مقــــــــــــــــــابر املســـــــــــــــــــلمني وحنــــــــــــــــــو ذلــــــــــــــــــك مـــــــــــــــــــن ٦ .إمنا جتري على املشركني ال على الكفار، األحكام

قــــــــــــــال البغــــــــــــــدادي : ، األزارقــــــــــــــة والصــــــــــــــفرية اعتــــــــــــــربوا مــــــــــــــرتكيب الكبــــــــــــــائر كفــــــــــــــارا مشــــــــــــــركنيـــــــــــــأ م كفـــــــــــــرة مشـــــــــــــركون ـــــــــــــت الصـــــــــــــفرية مـــــــــــــن اخلـــــــــــــوارج يقولـــــــــــــون يف مـــــــــــــرتكيب الـــــــــــــذنوب ب وكان

٧ .ما قالته األزارقةك والصـــــــــــفرية الزياديـــــــــــة : قالـــــــــــت إن مـــــــــــا كـــــــــــان مـــــــــــن الكبـــــــــــائر ممـــــــــــا لـــــــــــيس فيـــــــــــه حـــــــــــد لعظـــــــــــم

ـــــــرك الصـــــــالة والفـــــــرار مـــــــن الزحـــــــف ـــــــل ت ـــــــذلك، قـــــــدره مث ـــــــه يكفـــــــر ب وأمـــــــا مـــــــا كـــــــان مـــــــن ٨، فان________________

.٣. االنسان ، ٢ .٢٤٩، ص أصول الدين. ١ .١١ص ، ة وعقيدتهاتاريخ االباضي، . أبو القاسم الربادي٣ .٨٦ص ، مقاالت االسالميين، . راجع : أبو احلسن األشعري٤ .المصدر السابق. راجع : ٦ .٢٦٢، ص ٢، ج عدة االكياس. راجع : ٥ .١١٧ص ، الفرق بين الفرق، . عبد القاهر البغدادي٧ .١٣٤ص ، ١ج ، الملل والنحل. راجع : ٨

يســـــــــــمى صـــــــــــاحبه اال باالســـــــــــم املوضـــــــــــوع لـــــــــــه كـــــــــــزان وســـــــــــارق األعمـــــــــــال عليـــــــــــه حـــــــــــد واقـــــــــــع الــــــــــــــــــيس صــــــــــــــــــاحبه كــــــــــــــــــافرا وال مشــــــــــــــــــركا ، وقــــــــــــــــــاذف وحنــــــــــــــــــوه واحملكمــــــــــــــــــة األوىل كــــــــــــــــــانوا ١، ول

٢ .يقولون إ م كفرة وال مشركون أمـــــــــــا النجــــــــــــدات مــــــــــــن اخلــــــــــــوارج فقــــــــــــالوا : إن اصـــــــــــحاب الــــــــــــذنوب مــــــــــــنهم غــــــــــــري خــــــــــــارجني

وا ال نـــــــــــــــدري لعـــــــــــــــل اهللا يعـــــــــــــــذب وقـــــــــــــــال، واملـــــــــــــــذنبني مـــــــــــــــن غـــــــــــــــريهم كفـــــــــــــــار، مـــــــــــــــن االميـــــــــــــــان ٣ .املؤمنني بقدر ذنو م يف غري النار

فهــــــــــــو ، وقــــــــــــالوا : مــــــــــــن نظــــــــــــر نظــــــــــــرة صــــــــــــغرية أو كــــــــــــذب كذبــــــــــــة صــــــــــــغرية واصــــــــــــر عليهــــــــــــا ومــــــــــن زىن وســــــــــرق وشــــــــــرب اخلمــــــــــر غــــــــــري مصــــــــــر عليــــــــــه فهــــــــــو مســــــــــلم إذا كــــــــــان مــــــــــن ، مشــــــــــرك

٤ .موافقيه على دينه ٥ .نعمة وليس فيه كفر دينوقالوا : إن صاحب الكبرية من موافقتهم كافر

النــــــــــــــــه ال يلتــــــــــــــــزم مبــــــــــــــــا ، وقالــــــــــــــــت األباضــــــــــــــــية : إن مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية لــــــــــــــــيس مبــــــــــــــــؤمنــــــــــيس مبشــــــــــرك النــــــــــه يقــــــــــر بالتوحيــــــــــد، يقتضــــــــــيه االميــــــــــان ــــــــــك فهــــــــــو ل فهــــــــــو عنــــــــــدهم ، ومــــــــــع ذل

٦ .كافر كفر نعمة ال كفر ملة ، وقالـــــــــــت الفضـــــــــــيلية مـــــــــــن اخلـــــــــــوارج : إن كـــــــــــل معصـــــــــــية صـــــــــــغرت أو كـــــــــــربت فهـــــــــــي شـــــــــــرك

٧ .صغائر املعاصي مثل كبائرها وإن

رأي الخوارج في مرتكب الكبيرةـــــــــ قـــــــــال صـــــــــاحب كتـــــــــاب يف األديـــــــــان ـــــــــ وهـــــــــو أباضـــــــــي ـ بعـــــــــد أن استشـــــــــهد بقولـــــــــه تعـــــــــاىل : ـ

وســـيق الـــذين كفـــروا إلـــى (وقولـــه تعـــاىل : ٨، )وســـيق الـــذين اتـقـــوا ربـهـــم إلـــى الجنـــة زمـــرا (________________

.٦٢، ص مصدر السابق. راجع : ٢ .٧٠، ص الفرق بين الفرق. راجع : ١ .١٧٠ص ، الحور العين، . أبو سعيد احلمريي٣ .٩١ص ، مقاالت االسالميين؛ ٦٨ص ، الفرق بين الفرق. راجع : ٤ .٥٦ص ، الفرق بين الفرق. راجع : ٥ .١٣٤ص ، ١ج ، الملل والنحل؛ ١٢، ١١ص ، تاريخ االباضية وعقيدتها. راجع : ٦ .٧٢. زمر ، ٨ .١٧٧، ص حور العين. ٧

ـــرا ـــنم زم ـــه تعـــاىل : ١ )جه ـــافرين (وقول ـــدت للك ـــي أع ـــوا النـــار الت قـــال : فقـــد مســـى ٢، )واتـقــــــــــا ــــــــــار كــــــــــافرا لعين ــــــــــرية ومــــــــــات مصــــــــــرا عليهــــــــــا ، اهللا مــــــــــن دخــــــــــل الن وكــــــــــل مــــــــــن عصــــــــــى اهللا بكب

وقــــــــــال أيضــــــــــا : إن صــــــــــاحب الكبــــــــــرية إذا .وخيلــــــــــد يف النــــــــــار بكبريتــــــــــه، فقــــــــــد كفــــــــــر بنعمــــــــــة اهللا وصـــــــــــاحب التوبـــــــــــة واالقـــــــــــالع عـــــــــــن ، مثبتـــــــــــةاته مـــــــــــات مصـــــــــــرا يـــــــــــرى حســـــــــــناته حمبطـــــــــــة وســـــــــــيئ

ألن مرتكـــــــــــــــــب الكبـــــــــــــــــرية كـــــــــــــــــافر ٣ .املعصـــــــــــــــــية يـــــــــــــــــرى حســـــــــــــــــناته مثبتـــــــــــــــــة وســـــــــــــــــيئاته حمبطـــــــــــــــــة .فيكون خملدا يف النار، والكافر حسناته حمبطة، ندهمع

وحـــــــــــــــــىت عنـــــــــــــــــد ، فـــــــــــــــــاخلوارج جممعـــــــــــــــــون علـــــــــــــــــى خلـــــــــــــــــود مرتكـــــــــــــــــب الكبـــــــــــــــــرية يف النـــــــــــــــــارــــــــــــذين اعتــــــــــــربوه كــــــــــــافر نعمــــــــــــة كمــــــــــــا هــــــــــــو واضــــــــــــح ــــــــــــربادي عــــــــــــن األباضــــــــــــيية .ال وقــــــــــــد نقــــــــــــل ال

قـــــــــــــــوهلم : إن مـــــــــــــــرتكيب الكبـــــــــــــــائر واملـــــــــــــــذنبني مـــــــــــــــع املســـــــــــــــلمني يف أحكـــــــــــــــام الـــــــــــــــدنيا القـــــــــــــــرارهم ـــــــــــــــــدبا ـــــــــــــــــائهم باميـــــــــــــــــا م، لتوحي ، وهـــــــــــــــــم مـــــــــــــــــع املشـــــــــــــــــركني يف أحكـــــــــــــــــام اآلخـــــــــــــــــرة لعـــــــــــــــــدم وف

٤ .وملخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل وتركــــــــــــذين اعتــــــــــــربوا املــــــــــــذنبني كفــــــــــــار ملــــــــــــة فــــــــــــأمجعوا علــــــــــــى أن مــــــــــــن ارتكــــــــــــب أمــــــــــــا األزارقــــــــــــة ال

ويكـــــــــون خملـــــــــدا يف النـــــــــار ، وخـــــــــرج بـــــــــه عــــــــن االســـــــــالم، كبــــــــرية مـــــــــن الكبـــــــــائر كفـــــــــر كفــــــــر ملـــــــــة واســـــــــتدلوا عليـــــــــه بكفـــــــــر إبلـــــــــيس وقـــــــــالوا : مـــــــــا ارتكـــــــــب إال كبـــــــــرية حيـــــــــث ، مـــــــــع ســـــــــائر الكفـــــــــار

ــــــــاهللا أمــــــــر بالســــــــجود آلدم وحكــــــــى النســــــــفي عــــــــن جنــــــــدة قولــــــــه : إن ٥ .وإال فهــــــــو عــــــــارف بــــــــــل يعــــــــــذب بقــــــــــدر ذنبــــــــــه مث كانــــــــــت ، وال جيــــــــــوز العفــــــــــو عنــــــــــه، صــــــــــاحب الكبــــــــــرية ال خيلــــــــــد ب

وأمــــــــــــا خمــــــــــــالفوهم ، الظــــــــــــاهر أن هــــــــــــذا قــــــــــــوهلم يف مــــــــــــواقفيهمو ٦ .عاقبــــــــــــة أمــــــــــــره دخــــــــــــول اجلنــــــــــــة .ويالزمه أ م قائلون خبلوده يف النار، فقد اعتربوا كفارا

لــــــــــــــــذا ال تشـــــــــــــــــملهم، ومبــــــــــــــــا أن اخلــــــــــــــــوارج قـــــــــــــــــالوا بكفــــــــــــــــر أهـــــــــــــــــل املعاصــــــــــــــــي والـــــــــــــــــذنوب________________

.١٣١. آل عمران ، ٢ .٧١. الزمر ، ١ .٣٤٧، ٣٤٦ص ، الخوارج، نقال عن : الدكتور غالب عواجي؛ ٨٥ص ، في االديان والفرق. ٣ .١٢٢، ص ١، ج الملل والنحل. ٥ .١٢، ص تاريخ االباضية وعقيدتها. راجع : ٤ .٧٦٧ص ، ٢ج ، تبصرة االدلة. راجع : ٦

قــــــــــــــال االباضــــــــــــــي ســــــــــــــامل بــــــــــــــن محــــــــــــــود الســــــــــــــمائلي : ، الشــــــــــــــفاعة واملغفــــــــــــــرة والعفــــــــــــــو االهلــــــــــــــي فــــــــال يكــــــــون فــــــــيهم ، الكبــــــــائر ال تصــــــــح بعــــــــد مــــــــا صــــــــاروا أعــــــــداء اهللا وكــــــــذلك الشــــــــفاعة ألهــــــــل

وإغضــــــــــــاء ، وقــــــــــــال : قـــــــــــد ثبــــــــــــت عقــــــــــــال أن الشـــــــــــفاعة للعاصــــــــــــي رضـــــــــــاء بعصــــــــــــيانه، مرضـــــــــــيــــــــــول لعدوانــــــــــه، عــــــــــن بطالنــــــــــه ــــــــــال أيضــــــــــا : والقــــــــــول خبــــــــــروج العصــــــــــاة مــــــــــن النــــــــــار ال ١ .وقب وق

ــــــــــد ، م فيهــــــــــايصــــــــــح بعــــــــــد مــــــــــا صــــــــــاروا أعــــــــــداء اهللا عزوجــــــــــل فأوجــــــــــب هلــــــــــم النــــــــــار وأدخلهــــــــــ وق . فلــــــــــو أخرجــــــــــه .. وقــــــــــرر مــــــــــن أول األمــــــــــر أن عاصــــــــــيه يصــــــــــري إىل النــــــــــار، حكــــــــــم بــــــــــني العبــــــــــاد

مـــــــــــن النـــــــــــار لكـــــــــــان هـــــــــــذا خرقـــــــــــا لتلـــــــــــك اآليـــــــــــة الكرميـــــــــــة املعـــــــــــربة مبفهومهـــــــــــا ومنطوقهـــــــــــا علـــــــــــى ٢ .مع أن النصوص النقلية مصرحة بعدم اخلروج من النار، رد ذلك كله

ــــــــه خيــــــــرج مــــــــن النــــــــار مــــــــن كــــــــان يف قلبــــــــه مثقــــــــال ذرة مــــــــن « : وقــــــــال أيضــــــــا : أمــــــــا قول ال أنــــــــــه يــــــــــدخلها مث ، واملعــــــــــىن خيــــــــــرج مــــــــــن حكــــــــــم دخوهلــــــــــا، أي ال يــــــــــدخلها أبــــــــــدا ، » اميــــــــــان

٣ .خيرج منها كما هو املتبادر

أدلة الخوارج في خلود مرتكب الكبيرة في النار يتمســــــــــــك اخلــــــــــــوارج بعمومــــــــــــات آيــــــــــــات الوعيــــــــــــد الــــــــــــيت متســــــــــــكت ــــــــــــا املعتزلــــــــــــة باالضــــــــــــافة

ومن هذه اآليات :، إىل آيات الوعيد اخلاصة بالكفارــــــــه تعــــــــاىل : ــــــــدا (قول ــــــــارا خال ــــــــه ن ــــــــدوده يدخل ــــــــد ح ــــــــوله ويـتـع ــــــــص اللــــــــه ورس ــــــــن يـع وم

مث إن اهللا تعــــــــــاىل .حتقيــــــــــق اســــــــــم العصــــــــــيان واحــــــــــدقــــــــــالوا : والــــــــــذنوب كلهــــــــــا يف ، ) ... فيهــــــــــاـــــــارا خالـــــــدا فيهـــــــا ـــــــال : ، أخـــــــرب أن مـــــــن يعصـــــــيه يدخلـــــــه ن ـــــــقى (مث ق ال يصـــــــالها إال األش

ـــــولى ـــــافرين (وقـــــال تعـــــاىل : ، )الـــــذي كـــــذب وتـ ـــــدت للك ـــــي أع ـــــوا النـــــار الت وقـــــال ، )واتـقــم الكــافرون ... (تعــاىل : ــك ه ئ ــزل اللــه فأول ــا أن ــا (وقــال تعــاىل : ، )ومــن لــم يحكــم بم فأم

ـــــــه ـــــــي كتابـــــــه بيمين ـــــــن أوت ـــــــي كتابـــــــه بشـــــــماله (وقـــــــال تعـــــــاىل : ، )م ـــــــن أوت ـــــــا م قســـــــم )وأم________________

.٢٧ص ، أصدق المناهج في تمييز االباضية من الخوارج، ياجع : سامل بن محود السمائل. ر ١ .٣٥، ص المصدر السابق. ٣ .٢٨، ٢٧، ص المصدر السابق. راجع : ٢

والثـــــــــــــــاين أصــــــــــــــــحاب ، النـــــــــــــــاس قســـــــــــــــمني : أحــــــــــــــــدمها أصـــــــــــــــحاب اليمـــــــــــــــني وهــــــــــــــــم املؤمنـــــــــــــــون ١ .والعاصي من أصحاب الشمال، الشمال وهم الكافرون

ال يـــــــــــزين الـــــــــــزاين « : وهـــــــــــو قولـــــــــــه ، مرويـــــــــــة عـــــــــــن النـــــــــــيبواســـــــــــتدلوا أيضـــــــــــا بأحاديـــــــــــث وال يشــــــــــــــــــرب حــــــــــــــــــني يشــــــــــــــــــرب ، وال يســــــــــــــــــرق الســــــــــــــــــارق وهــــــــــــــــــو مــــــــــــــــــؤمن، وهــــــــــــــــــو مــــــــــــــــــؤمن

.» وهو مؤمن ومــــــن تركهــــــا فقــــــد ، فمــــــن أقامهــــــا فقــــــد أقــــــام الــــــدين، الصــــــالة عمــــــاد الــــــدين« : وقولــــــه ٢ .» هدم الدين

مذاهب أهل السنة

األشاعرة ، األشـــــــــــــاعرة أتبـــــــــــــاع املدرســـــــــــــة الكالميـــــــــــــة أليب احلســـــــــــــن علـــــــــــــي بـــــــــــــن إمساعيـــــــــــــل االشـــــــــــــعري

وكــــــــــــان ، ) ه ٣٢٤ ( وتــــــــــــويف يف بغــــــــــــداد ســــــــــــنة، ) ه ٢٦٠ ( الــــــــــــذي ولــــــــــــد يف البصــــــــــــرة ســــــــــــنةــــــــــــزال ــــــــــــي اجلبــــــــــــائي حــــــــــــىت األربعــــــــــــني ، األشــــــــــــعري علــــــــــــى مــــــــــــذهب االعت ومــــــــــــن تالميــــــــــــذ أيب عل

وبعــــــــــد ســــــــــن األربعــــــــــني تــــــــــرك مــــــــــذهب اإلعتــــــــــزال ، وكــــــــــان اجلبــــــــــائي زوجــــــــــا ألمــــــــــه، مــــــــــن عمــــــــــرهــــــــــــــزال ســــــــــــــنة ــــــــــــــه يف املســــــــــــــجد اجلــــــــــــــامع يف البصــــــــــــــرة عــــــــــــــن مــــــــــــــذهب االعت ــــــــــــــن توبت ٣٠٠ ( واعل

وأســــــــــــس مذهبـــــــــــــه ، ومــــــــــــال إىل أهــــــــــــل احلـــــــــــــديث متبعــــــــــــا املـــــــــــــذهب الشــــــــــــافعي يف الفقـــــــــــــه، ) ه ومـــــــــــن شخصـــــــــــيات األشـــــــــــاعرة الـــــــــــذين كـــــــــــان .الـــــــــــذي مســـــــــــي باملـــــــــــذهب االشـــــــــــعري فيمـــــــــــا بعـــــــــــد

، الكبــــــــــــــري يف تقويــــــــــــــة وتــــــــــــــرويج املــــــــــــــذهب األشــــــــــــــعري هــــــــــــــو أبــــــــــــــوبكر البــــــــــــــاقالينهلــــــــــــــم الــــــــــــــدور ــــــــــــو حامــــــــــــد الغــــــــــــزايل، وإمــــــــــــام احلــــــــــــرمني اجلــــــــــــويين ــــــــــــرازي، وأب والقاضــــــــــــي عضــــــــــــد ، والفخــــــــــــر ال

٣ .والتفتازاين، والشريف اجلرجاين، الدين األجيي________________

.٧٦٧ص ، ٢ج ، تبصرة االدلةاجع : . ر ١ .١٨٤ص ، بحر الكالم، النسفي. أبو املعني ٢ .١٦٠ص ، تاريخ المذاهب االسالمية؛ ٥٩ـ ٥٤ص ، فرهنگ فرق اسالمى. راجع : ٣

مباني األشاعرة في وعيد مرتكب الكبيرة

ولهم في ايمان مرتكب الكبيرة. ق١ .أمجعت األشاعرة إىل أن االميان هو التصديق القليب

. واعلــــــــــــم أن حمـــــــــــــل ..االميـــــــــــــان هــــــــــــو التصــــــــــــديقوأعلــــــــــــم أن حقيقــــــــــــة « فقــــــــــــال البــــــــــــاقالين : ١ .» التصديق هو القلب

٢ .والتصديق بالقلب، وقال عبد القاهر البغدادي : إن أصل االميان املعرفة ٣ .وقال الفخر الرازي : االميان عبارة عن تصديق الرسول بكل ما علم جميئه به

ــــــــــــــدنا التصــــــــــــــديق للرســــــــــــــول ــــــــــــــدين األجيــــــــــــــي : االميــــــــــــــان عن ــــــــــــــال عضــــــــــــــد ال فيمــــــــــــــا علــــــــــــــم وق .جميئه به ضرورة

٤ .وإمجاال فيما علم إمجاال ، فتفصيال فيما علم تفصيال ـــــــــــاء علـــــــــــى مـــــــــــا تقـــــــــــدم تـــــــــــرى األشـــــــــــاعرة أن مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية ال خيـــــــــــرج بفســـــــــــقه مـــــــــــن وبن

: صــــــــــــــاحب الكبــــــــــــــرية عنـــــــــــــدنا مــــــــــــــؤمن مطيــــــــــــــع باميانــــــــــــــه عــــــــــــــاص ٥فقــــــــــــــال الــــــــــــــرازي ، االميـــــــــــــانــــــــــــــدنا مــــــــــــــؤمن: صــــــــــــــاحب الك ٦وقــــــــــــــال صــــــــــــــاحب املقاصــــــــــــــد ، بفســــــــــــــقه وذهــــــــــــــب ، بــــــــــــــرية عن

.أيضا إىل مثله ٧االجيي

. العفو االلهي٢ـــــــــى وقـــــــــوع العفـــــــــو االهلـــــــــي مســـــــــتدلني علـــــــــى جـــــــــوازه بكـــــــــون العقـــــــــاب أمجعـــــــــت االشـــــــــاعرة عل

واســـــــــتدلوا أيضـــــــــا ، وأن فيـــــــــه نفعـــــــــا للعبـــــــــد مـــــــــن غـــــــــري ضـــــــــرر ألحـــــــــد، حقـــــــــه فيحســـــــــن إســـــــــقاطه وهــــــــو الــــــــذي يـقبــــــــل التـوبــــــــة عــــــــن (منهــــــــا قولــــــــه تعــــــــاىل : ، علــــــــى وقوعــــــــه باآليــــــــات القرآنيــــــــة

________________ .٣٣٩، ص الفرق بين الفرق. ٢ .٤٩، ٤٨، ص االنصاف. ابوبكر الباقالين ، ١ .٤٠١ص ، تلخيص المحصل. ٣ .٤٠٣، ص شرح التجريد. ٥ .٣٥٢، ٣٥١، ص ٤، ج مناهج اليقين. ٤ .٢٠٠ص ، ٥ج ، شرح المقاصد. ٦ .٣٦٤ص ، ٤ج ، مناهج اليقين. راجع : ٧

أو يـــــوبقهن بمـــــا كســـــبوا ويـعـــــف عـــــن (وقولـــــه تعـــــاىل : ١، ) عبـــــاده ويـعفـــــو عـــــن الســـــيئات ــــا (وقولــــه تعــــاىل : ٢، )كثيــــر ــــر الــــذنوب جميع إن اللــــه (وقولــــه تعــــاىل : ٣، )إن اللــــه يـغف

لك لمن يشاء ٥ .٤، )ال يـغفر أن يشرك به ويـغفر ما دون ذ

. الشفاعة٣ فقـــــــــــال االهيجــــــــــى : أمجعـــــــــــت األمــــــــــة علـــــــــــى ، أمجعــــــــــت االشـــــــــــاعرة علــــــــــى ثبـــــــــــوت الشــــــــــفاعة

ولكــــــــــن هــــــــــي عنــــــــــدنا ألهــــــــــل ، ثبــــــــــوت أصــــــــــل الشــــــــــفاعة املقبولــــــــــة لــــــــــه عليــــــــــه الصــــــــــالة والســــــــــالم لقولــــــــــــــه عليـــــــــــــه الصـــــــــــــالة والســــــــــــــالم : ، ط العقـــــــــــــاب عـــــــــــــنهمالكبـــــــــــــائر مـــــــــــــن األمـــــــــــــة يف إســــــــــــــقا

ـــــــــــــذنبك ... (ولقولـــــــــــــه تعـــــــــــــاىل : » شـــــــــــــفاعيت الهـــــــــــــل الكبـــــــــــــائر مـــــــــــــن أمـــــــــــــيت« واســـــــــــــتـغفر لـــــــــؤمنين والمؤمنـــــــــات وطلـــــــــب املغفـــــــــرة ، أي ولـــــــــذنب املـــــــــؤمنني لداللـــــــــة القرينـــــــــة ٦، ) ... وللم

٧ .لذنب املؤمن شفاعة

وعيد مرتكب الكبيرةرأي األشاعرة في مبـــــــــــا أن األشـــــــــــاعرة قــــــــــــد قـــــــــــالوا باميــــــــــــان مرتكـــــــــــب الكبــــــــــــرية وجـــــــــــواز مشــــــــــــول العفـــــــــــو االهلــــــــــــي

لـــــــــــــــذلك ذهبـــــــــــــــوا اىل أن مرتكـــــــــــــــب ، وأثبتـــــــــــــــوا الشـــــــــــــــفاعة يف حـــــــــــــــق مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية، لـــــــــــــــهــــــــل إن ، فاملــــــــذهب عنــــــــدهم عــــــــدم القطــــــــع بــــــــالعفو أو العقــــــــاب، الكبــــــــرية إن مــــــــات بــــــــال توبــــــــة بـــــــــــار دائمـــــــــــا ، ذبشـــــــــــاء اهللا عفـــــــــــا وإن شـــــــــــاء عـــــــــــ ـــــــــــرتكهم يف الن ـــــــــــود ، وإذا عـــــــــــذ م ال ي الن اخلل ٨ .يف النار ال يكون إال للكفرة

________________ .٥٣. الزمر ، ٣ .٣٤. الشورى ، ٢ .٢٥. الشورى ، ١ .٤٨، . النساء٤ .٣٤٠ص ، ٤ج ، مناهج اليقين؛ ١٤٩ص ، ٥ج ، شرح المقاصد. راجع : ٥ .١٩، . حممد٦ .١٥٧ص ، ٥ج ، شرح المقاصد؛ وراجع : ٣٤١ص ، ٤ج ، مناهج اليقين. ٧ االربعــــــــين فــــــــي اصــــــــول ؛ ٣٣٩ص ، الفــــــــرق بــــــــين الفــــــــرق؛ ١٣٢ص ، ٥ج ، شــــــــرح المقاصــــــــد. راجــــــــع : ٨

.٣٣٢، ٣٣١ص ، ٤ج ، مناهج اليقين؛ ٢٣٧ص ، الدين

دليل األشاعرة على انقطاع عقاب مرتكب الكبيرة أو يكـــــــــــون مســـــــــــتحقا ، الفاســـــــــــق إمـــــــــــا أن ال يكـــــــــــون مســـــــــــتحقا للعقـــــــــــابقـــــــــــالوا : إن هـــــــــــذا

ــــــــواب ــــــــك مســــــــتحق للث ــــــــه مــــــــع ذل ومــــــــىت كــــــــان األمــــــــر كــــــــذلك وجــــــــب أن يكــــــــون ، للعقــــــــاب لكن .العقاب منقطعا

ـــــــــواب ـــــــــه هـــــــــذا الفســـــــــق كـــــــــان مـــــــــن أهـــــــــل الث ـــــــــل أن صـــــــــدر عن وبيانـــــــــه : أن هـــــــــذا الفاســـــــــق قب وأمـــــــــا عنـــــــــد اخلصـــــــــم فـــــــــبحكم ، أمـــــــــا عنـــــــــدنا فـــــــــبحكم الوعـــــــــد، حبكـــــــــم إميانـــــــــه وســـــــــائر طاعاتـــــــــه

ــــــــك مســــــــتحقا ، االســــــــتحقاق ــــــــك فإمــــــــا أن يصــــــــري بســــــــبب ذل ــــــــه الفســــــــق بعــــــــد ذل وإذا صــــــــدر عنــــــــــب ، أو ال يصــــــــــري كــــــــــذلك، للعقــــــــــاب فــــــــــان مل يصــــــــــر مســــــــــتحقا للعقــــــــــاب فوجــــــــــب أن ال يعاق

، وأمــــــــا إن قلنــــــــا إنــــــــه صــــــــار بفســــــــقه مســــــــتحقا للعقــــــــاب، فضــــــــال عــــــــن أن يكــــــــون عقابــــــــه دائمــــــــا وإذا ، اق العقــــــــــاب ال يزيــــــــــل مــــــــــا كــــــــــان ثابتــــــــــا لــــــــــه مــــــــــن اســــــــــتحقاق الثــــــــــوابفنقــــــــــول : اســــــــــتحق

١ .كان كذلك وجب أن ال يكون عقابه دائما

الماتريدةــــــــــــدي املنســــــــــــوب ــــــــــــو منصــــــــــــور املاتري ــــــــــــن حممــــــــــــود أب ــــــــــــن حممــــــــــــد ب ــــــــــــاع حممــــــــــــد ب املاتريديــــــــــــة أتب

ويعتـــــــــــــرب املاتريـــــــــــــدي مـــــــــــــن أئمـــــــــــــة الكـــــــــــــالم ألهـــــــــــــل ، إىل منطقـــــــــــــة ماتريـــــــــــــد الواقعـــــــــــــة يف مسرقـــــــــــــد ، وكـــــــــــــان مـــــــــــــن أتبـــــــــــــاع أيب حنفيـــــــــــــة يف املســـــــــــــائل الفقهيــــــــــــــة، أهـــــــــــــل الســـــــــــــنة واجلماعـــــــــــــة عنـــــــــــــد

ويعتــــــــــــــــرب أتبــــــــــــــــاع املــــــــــــــــذهب احلنفــــــــــــــــي مـــــــــــــــــن ه ٣٣٣وتــــــــــــــــويف املاتريــــــــــــــــدي يف مسرقنــــــــــــــــد ســــــــــــــــنة .أتباع املاتريدي يف املسائل اإلعتقادية

والســــــــــــبب يف ذلــــــــــــك هــــــــــــو ، واملاتريــــــــــــدي يف علــــــــــــم الكــــــــــــالم أقــــــــــــل شــــــــــــهرة مــــــــــــن االشــــــــــــعري ٢ .لماء احلنفية يف املسائل الكالميةقلة التأليفات لع

________________ .٢٣٧ص ، الربعين في اصول الدين. ا١ .٣٧٩ص ، فرهنگ فرق اسالمى. راجع : ٢

مباني الماتريدية في وعيد مرتكب الكبيرة

ولهم في ايمان مرتكب الكبيرة. ق١ فقــــــــــال : إن االميــــــــــان هــــــــــو ١، يــــــــــرى املاتريــــــــــدي أن االميــــــــــان عبــــــــــارة عــــــــــن التصــــــــــديق القلــــــــــيب

وقــــــــــال يف موضــــــــــع آخــــــــــر : أحــــــــــق مـــــــــــا يكــــــــــون بــــــــــه االميــــــــــان القلــــــــــوب بالســـــــــــمع ٢، التصــــــــــديق ٣ .والعقل مجيعا

ـــــــــــــال أهـــــــــــــل احلـــــــــــــق : مـــــــــــــن ـــــــــــــرية فقـــــــــــــال النســـــــــــــفي : ق وبالنســـــــــــــبة اىل اميـــــــــــــان مرتكـــــــــــــب الكب بــــــــــل لغلبــــــــــة شــــــــــهوة أو ، اقــــــــــرتف كبــــــــــرية غــــــــــري مســــــــــتحل هلــــــــــا وال مســــــــــتخف مبــــــــــن ــــــــــى عنهــــــــــا

فهــــــــــذا امســــــــــه مــــــــــؤمن بقــــــــــي علــــــــــى ، تعــــــــــاىل أن يغفــــــــــر لــــــــــه وخيــــــــــاف أن يعذبــــــــــهمحيــــــــــة يرجــــــــــو اهللا وال خيـــــــــــرج أحـــــــــــد مـــــــــــن ، ومل ينـــــــــــتقص، مـــــــــــا كـــــــــــان عليـــــــــــه مـــــــــــن االميـــــــــــان مل يـــــــــــزل عنـــــــــــه إميانـــــــــــه

٥ .وقال به أيضا املاتريدي ٤ .االميان إال من الباب الذي دخل منه

. العفو اإللهي٢ ألنــــــــــه منكــــــــــر ، غــــــــــري موضــــــــــع العفــــــــــوقــــــــــال املاتريــــــــــدي : إن العفــــــــــو عــــــــــن الكــــــــــافر عفــــــــــو يف

وال كــــــــذلك ، فيكــــــــون يف ذلــــــــك تضــــــــييع العفــــــــو وإبطــــــــال النعمــــــــة، ويــــــــرى ذلــــــــك حقــــــــا ، املــــــــنعم وإلكرامـــــــــــــه ، فلــــــــــــه أعظـــــــــــــم املوضــــــــــــع، بــــــــــــل يعـــــــــــــرف صــــــــــــاحبها املـــــــــــــنعم، أمــــــــــــر ســــــــــــائر املـــــــــــــآمث

٦ .فجائز املغفرة له والعفو عنه يف احلكمة، أعظم احملل

. الشفاعة٣ وأ ـــــــــا جـــــــــاء القـــــــــرآن ـــــــــا واآلثـــــــــار عـــــــــن ، قـــــــــالوا بثبـــــــــوت الشـــــــــفاعة ٨في والنســـــــــ ٧املاتريـــــــــدي ت يســـــــــــــــــتوجب ـــــــــــــــــا املقـــــــــــــــــتالشـــــــــــــــــفاعة يف املعهـــــــــــــــــود تكـــــــــــــــــون عنـــــــــــــــــد زال و رســـــــــــــــــول اهللا

________________ .٧٧٩ص ، ٢ج ، تبصرة االدلةاجع : . ر ١ .٣٧٣، ص المصدر السابق. ٣ .٣٣٢، ص التوحيد. ابو منصور املاتريدي ، ٢ .٧٦٦ص ، ٢ج ، تبصرة االدلة. ٤ .٣٦٢، ص المصدر السابق. ٦ .٣٣٢، ص التوحيد. راجع : املاتريدي ، ٥، ص المصـــــــــــــدر الســـــــــــــابق. ٧

٣٦٥. .٢٨٤، ص بحر الكالم؛ ٧٩٣، ص ٢، ج تبصرة االدلة. راجع : ٨

واســـــــــــتدلوا علـــــــــــى اثبـــــــــــات الشـــــــــــفاعة ، فيعفـــــــــــى عـــــــــــن مرتكبهـــــــــــا بشـــــــــــفاعة األخيـــــــــــار، والعقوبـــــــــــةــــــــه تعــــــــاىل يف حــــــــق الكــــــــافرين : ــــــــرية بقول ــــــــافعين (ملرتكــــــــب الكب ــــــــفاعة الش ــــــــنفعهم ش ــــــــا ت )فم

ــــــــــــذكر يف ــــــــــــو كــــــــــــان ال شــــــــــــفاعة لغــــــــــــري الكــــــــــــافرين مل يكــــــــــــن بتخصــــــــــــيص الكــــــــــــافر بال وقــــــــــــالوا : ل واألخبـــــــــار ، » الكبـــــــــائر مـــــــــن أمـــــــــيتشـــــــــفاعيت ألهـــــــــل « : وبقولـــــــــه ، تقبـــــــــيح أمـــــــــرهم معـــــــــىن

.الكثرية يف خروج أقوام من النار

رأي الماتريدية في وعيد مرتكب الكبيرةــــــــــــــرية إىل مشــــــــــــــيئة اهللا ــــــــــــــة قــــــــــــــالوا بارجــــــــــــــاء صــــــــــــــاحب الكب فقــــــــــــــالوا : لــــــــــــــو مــــــــــــــات ، املاتريدي

ـــــــــ ـــــــــه بفضـــــــــله وكرمـــــــــهمرتكـــــــــب الكبـــــــــرية مـــــــــن غـــــــــري توبـــــــــة فلل ، ه فيـــــــــه املشـــــــــيئة إن شـــــــــاء عفـــــــــا عن وإن شــــــــــــاء ، أو بشــــــــــــفاعة بعــــــــــــض األخيــــــــــــار، معــــــــــــه مــــــــــــن االميــــــــــــان واحلســــــــــــناتأو بربكــــــــــــة مــــــــــــا

ــــــــــــة وال خيلــــــــــــد يف النــــــــــــار وقــــــــــــد ذهبــــــــــــوا ١ .عذبــــــــــــه بقــــــــــــدر ذنبــــــــــــه مث عاقبــــــــــــة أمــــــــــــره اجلنــــــــــــة ال حمالــــــــــــــأخريه أمــــــــــــــر ــــــــــــــا لت ــــــــــــــذي كــــــــــــــان يســــــــــــــمى مرجئي إىل القــــــــــــــول باالرجــــــــــــــاء تبعــــــــــــــا أليب حنيفــــــــــــــة ال

؟ ن أخـــــــــــــذت االرجـــــــــــــاءوقـــــــــــــد روي عنـــــــــــــه أنـــــــــــــه قيـــــــــــــل لـــــــــــــه : ممـــــــــــــ، صـــــــــــــاحب الكبـــــــــــــرية إىل اهللا ٢ .) ال علم لنا (حيث قالوا : فقال : من املالئكة

السلفية ومفهــــــــوم الســــــــلف ٣ .يقـــــــول البــــــــوطي : الســـــــلف هــــــــو القــــــــرون األوىل مـــــــن عمــــــــر هــــــــذه األمـــــــةــــــــــــدها ــــــــــــف يف حتدي ــــــــــــة اختل ــــــــــــة معين ــــــــــــة زمني وإمنــــــــــــا ارتبطــــــــــــت هــــــــــــذه ، ال يشــــــــــــري فقــــــــــــط إىل مرحل

الفـــــــــــــــــرتة الزمينـــــــــــــــــة مبفهـــــــــــــــــوم آخـــــــــــــــــر هـــــــــــــــــو الـــــــــــــــــذي أعطـــــــــــــــــى للســـــــــــــــــلف والســـــــــــــــــلفية مفهومـــــــــــــــــه وهــــــــــــذا مفهــــــــــــوم اســــــــــــتنبط مــــــــــــن حــــــــــــديث رواه كــــــــــــل مــــــــــــن ، ) اخلرييــــــــــــة ( االصــــــــــــطالحي وهــــــــــــوـــــــد، البخـــــــاري ومســـــــلم ـــــــال فعـــــــن عب ـــــــن مســـــــعود ق ـــــــرين« : اهللا ب مث الـــــــذين، خـــــــري النـــــــاس ق

________________ .٧٦٦ص ٢ج ، تبصرة األدلة؛ ٣٨٣ص ، التوحيد، اجع : املاتريدي. ر ١ .٧٦٦ص ، ٢ج ، تبصرة االدلة؛ ٢٨٢ص ، التوحيد، . راجع : املاتريدي٢ .٢٢ص ، السلفية بين أهل السنة واالمامية، . نقال عن : السيد حممد الكثريي٣

وميينـــــــــــــه ، مث جيـــــــــــــيء أقـــــــــــــوام تســـــــــــــبق شـــــــــــــهادة أحـــــــــــــدهم ميينـــــــــــــه، مث الـــــــــــــذين يلـــــــــــــو م، يلـــــــــــــو م مث مـــــــــــــن ، أي أفضـــــــــــــل النـــــــــــــاس هـــــــــــــم مـــــــــــــن عايشـــــــــــــوا الرســـــــــــــول وهـــــــــــــم الصـــــــــــــحابة .» شـــــــــــــهادته

ــــــــــــــابعون ــــــــــــــابعون، عايشــــــــــــــه الصــــــــــــــحابة وهــــــــــــــم الت ــــــــــــــد مســــــــــــــى هــــــــــــــؤالء ، مث مــــــــــــــن عــــــــــــــايش الت وق ١ .التابعني بالسلف الصاحل

ــــــــــــــــع اهلجــــــــــــــــري ــــــــــــــــذين ظهــــــــــــــــروا يف القــــــــــــــــرن الراب ، واملقصــــــــــــــــود بالســــــــــــــــلفية هــــــــــــــــم أولئــــــــــــــــك ال وزعمــــــــــــوا أن مجلــــــــــــة آرائهــــــــــــم تنتهــــــــــــي إىل االمــــــــــــام أمحــــــــــــد بــــــــــــن حنبــــــــــــل ، وكــــــــــــانوا مــــــــــــن احلنابلــــــــــــة

ــــــــــــدة الســــــــــــلف وحــــــــــــارب دو ــــــــــــا ــــــــــــذي أحــــــــــــىي عقي مث جتــــــــــــدد ظهــــــــــــورهم يف القــــــــــــرن الســــــــــــابع ، الـــــــــــاه شـــــــــــيخ اإلســـــــــــالم، اهلجـــــــــــري ـــــــــــة ( أحي ـــــــــــن تيمي ـــــــــــه ) اب ـــــــــــدعوة الي مث ظهـــــــــــرت ، وشـــــــــــدد يف ال

ا حممــــــــــــــد بــــــــــــــن تلـــــــــــــك اآلراء يف اجلزيــــــــــــــرة العربيــــــــــــــة يف القــــــــــــــرن الثــــــــــــــاين عشــــــــــــــر اهلجــــــــــــــري أحياهــــــــــــــ .عبد الوهاب يف اجلزيرة العربية

يتبـــــــــني مـــــــــن هــــــــــذا التعريـــــــــف بـــــــــأن دعــــــــــاة الســـــــــلفية أو مـــــــــذهب الســــــــــلف هـــــــــم شـــــــــرحية مــــــــــن ـــــــــــــــــع لكتـــــــــــــــــب الســـــــــــــــــلفية مـــــــــــــــــن املعاصـــــــــــــــــرين ، أتبـــــــــــــــــاع املـــــــــــــــــذهب احلنبلـــــــــــــــــي والقـــــــــــــــــاريء واملطل

ـــــــــــــدعوة ـــــــــــــة ( ســـــــــــــيجد أن ال وفيمـــــــــــــا يلـــــــــــــي ٢، قـــــــــــــد قامـــــــــــــت مـــــــــــــن رقادهـــــــــــــا ) احلشـــــــــــــوية احلنبلي ء بعض رواد السلفية يف مسألة الوعيد :استعراض آلرا

بن تيمية. ا١

األول : قوله في ايمان مرتكب الكبيرة وهــــــــــو أن االميــــــــــان ، يــــــــــذهب ابــــــــــن تيميــــــــــة يف تعريــــــــــف االميــــــــــان إىل مــــــــــذهب أهــــــــــل احلــــــــــديث

ــــــــــــول باللســــــــــــان وعمــــــــــــل باالركــــــــــــان ــــــــــــب وق ــــــــــــول ، اعتقــــــــــــاد بالقل ــــــــــــدين واالميــــــــــــان ق ــــــــــــال : إن ال ق ٣ .وعمل القلب واللسان واجلوارح، وعمل ؛ قول بالقلب واللسان

ألن األخــــــــــــــــوة االميانيــــــــــــــــة، فيتبـــــــــــــــني أن مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية مــــــــــــــــؤمن يف رأي ابـــــــــــــــن تيميــــــــــــــــة________________

.٤٠ـ ٣٨، ص المصدر السابق. ٢ .٢٣، ص لمصدر السابق. ا١ .١٧٨ص ، شرح العقيدة الواسطية، . صاحل الفوزان٣

ــــــــــاقص ، ثابتــــــــــة مــــــــــع املعاصــــــــــي ــــــــــه، االميــــــــــانفهــــــــــو مــــــــــؤمن ن ــــــــــه فاســــــــــق بكبريت ، أو مــــــــــؤمن باميان ١ .وال يسلب مطلق االسم، فال يعطى االسم املطلق

الثاني : قوله في الشفاعة النبوية والعفو االلهيـــــــــيب ـــــــــن تيميـــــــــة : إن للن يف القيامـــــــــة ثـــــــــالث شـــــــــفاعات : أمـــــــــا الشـــــــــفاعة األوىل يقـــــــــول اب

عــــــــــــــن فيشــــــــــــــفع يف أهــــــــــــــل املوقــــــــــــــف حــــــــــــــىت يقضــــــــــــــي بيــــــــــــــنهم بعــــــــــــــد أن يرتاجــــــــــــــع االنبيــــــــــــــاء ـــــــــــــأن ، الشـــــــــــــفاعة حـــــــــــــىت ينتهـــــــــــــى إليـــــــــــــه ـــــــــــــة ب ـــــــــــــة فيشـــــــــــــفع يف أهـــــــــــــل اجلن وأمـــــــــــــا الشـــــــــــــفاعة الثاني

ـــــــــــــدخلوا اجلنـــــــــــــة ـــــــــــــان الشـــــــــــــفاعتان خاصـــــــــــــتان لـــــــــــــه، ي ـــــــــــــة فيشـــــــــــــفع .وهات وأمـــــــــــــا الشـــــــــــــفاعة الثالث ، النبيـــــــــــــني والصـــــــــــــديقني وغـــــــــــــريهم وهـــــــــــــذه الشـــــــــــــفاعة لـــــــــــــه ولســـــــــــــائر، فـــــــــــــيمن اســـــــــــــتحق النـــــــــــــار

.ويشفع فيمن دخلها أن خيرج منها، فيشفع فيمن استحق النار أن اليدخلها ويبقـــــــــــى ، بــــــــــل بفضـــــــــــله ورمحتـــــــــــه، وقــــــــــال : وخيـــــــــــرج اهللا مـــــــــــن النــــــــــار أقوامـــــــــــا بغـــــــــــري شـــــــــــفاعة

٢ .فينشيء اهللا أقواما فيدخلهم اجلنة، يف اجلنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا

قوله في وعيد مرتكب الكبيرةالثالث : ـــــــــــــق ـــــــــــــرون أهـــــــــــــل القبلـــــــــــــة مبطل يقـــــــــــــول ابـــــــــــــن تيميـــــــــــــة : إن أهـــــــــــــل الســـــــــــــنة واجلماعـــــــــــــة ال يكف

وال يســـــــــــــــلبون الفاســـــــــــــــق امللـــــــــــــــي االســـــــــــــــالم ، كمـــــــــــــــا يفعلـــــــــــــــه اخلـــــــــــــــوارج، املعاصـــــــــــــــي والكبـــــــــــــــائر ٣ .كما تقول املعتزلة، بالكلية وال خيلدونه يف النار

ــــــــــــــــيس مبخلــــــــــــــــد يف النــــــــــــــــار يف رأيــــــــــــــــه لعــــــــــــــــدم زوال اســــــــــــــــم االميــــــــــــــــان فمرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية ل .عنه كما أشرنا

الرابع : قوله في وعيد الكفارــــــــاء النــــــــار وانقطــــــــاع عــــــــذاب الكفــــــــار ــــــــد، الظــــــــاهر أن ابــــــــن تيميــــــــة يــــــــذهب إىل القــــــــول بفن وق

________________ .١٥٦، ص المصدر السابق. راجع : ٢ .المصدر السابق. راجع : ١ .١٧٨ص ، المصدر السابق. راجع : ٣

ــــــــــيم اجلــــــــــوزي ــــــــــن ق ــــــــــذه اب ــــــــــه هــــــــــذا القــــــــــول تلمي ــــــــــي ١، نســــــــــب الي ــــــــــوىف ( ٢والســــــــــفاريين احلنبل املتــــــــــــوجي، ) ه ١١٨٩ ــــــــــــه صــــــــــــديق حســــــــــــن القن ــــــــــــوى ( ويؤيــــــــــــده مــــــــــــا نقل ــــــــــــث ) ه ١٣٠٧املت حي

قــــــــــال : وقــــــــــد نقــــــــــل شــــــــــيخ االســــــــــالم ابــــــــــن تيميــــــــــة القــــــــــول بفنائهــــــــــا عــــــــــن مجــــــــــع مــــــــــن الصــــــــــحابة ٣ .وهو مذهب مرتوك، كشيخه ابن تيميةوقد نصرها هذا القول ابن القيم ، والتابعني

ويؤيـــــــــــده أيضــــــــــــا مــــــــــــا نقلـــــــــــه الســــــــــــقاف عــــــــــــن االلبــــــــــــاين ومضـــــــــــمونه : بــــــــــــأن رد ابــــــــــــن تيميــــــــــــة ــــــــــار ــــــــــة والن ــــــــــاء اجلن ــــــــــة فقــــــــــط مــــــــــن ، القــــــــــول بفن ــــــــــاء اجلن ــــــــــى مــــــــــن قــــــــــال بفن ــــــــــرد عل إمنــــــــــا يعــــــــــين ال

ــــــــــار ــــــــــاء الن ــــــــــال بفن ــــــــــه هــــــــــو نفســــــــــه، اجلهميــــــــــة دون مــــــــــن ق ــــــــــ وأن ــــــــــة ـ ــــــــــن تيمي ــــــــــ أعــــــــــين اب يقــــــــــول ـ وينقــــــــــل ٤ ....بــــــــــل وأن أهلهــــــــــا يــــــــــدخلون اجلنــــــــــة بعــــــــــد ذلــــــــــك، ولــــــــــيس هــــــــــذا فقــــــــــط، بفنائهــــــــــا

عبـــــــــــد الكـــــــــــرمي صـــــــــــاحل ( الســـــــــــقاف بـــــــــــأن أحـــــــــــد املقلـــــــــــدين البـــــــــــن تيميـــــــــــة وابـــــــــــن القـــــــــــيم وامســـــــــــهـــــــــرد علـــــــــى االلبـــــــــاين ومســـــــــاه ) احلميـــــــــد ـــــــــذه وال ـــــــــدفاع عـــــــــن ابـــــــــن تيميـــــــــة وتلمي ـــــــــف كتابـــــــــا لل قـــــــــد أل

٥ .) القول املختار لبيان فناء النار (

) ه ٧٥١ ( بن القيم الجوزية. ا٢ وقـــــــد اســـــــتدل علـــــــى قولـــــــه ، ابـــــــن القـــــــيم مـــــــن القـــــــائلني بفنـــــــاء النـــــــار وانقطـــــــاع عـــــــذاب الكفـــــــار

هـــــــــــذا بـــــــــــأقوال منســـــــــــوبة إىل عـــــــــــدد مـــــــــــن الصـــــــــــحابة أمثـــــــــــال عمـــــــــــر وابـــــــــــن مســـــــــــعود وأيب هريـــــــــــرة واســـــــــــــــتند أيضــــــــــــــا علـــــــــــــــى بعـــــــــــــــض اآليــــــــــــــات القرآنيـــــــــــــــة املشــــــــــــــعرة بظاهرهـــــــــــــــا علـــــــــــــــى ، وآخــــــــــــــرين

بثـــــين فيهـــــا أحقابـــــا (مثـــــل قولـــــه تعـــــاىل ، انقطـــــاع العـــــذاب هم شـــــقي (وقولـــــه تعـــــاىل : )ال فمـــــنـــا زفيــر وشــهيق وســعيد ــم فيه ــا الــذين شــقوا ففــي النــار له ــت فأم ــا دام ــدين فيهــا م خال

________________ .٢٤٨ص ، حادي األرواحاجع : . ر ١ .٢٣٥ص ، ٢ج ، لوامع االنوار االلهية وسواطع االسرار األثرية، . راجع : حممد السفاريين٢ .٢٥٣ص ، ٦ج ، فتح البيان، . حسن صديق القنوجي٣ــــــــار مقدمــــــــة كتــــــــاب ، . راجــــــــع : االلبــــــــاين٤ ــــــــة القــــــــائلين بفنــــــــاء الن نقــــــــال ، للصــــــــنعاينرفــــــــع الســــــــتار البطــــــــال أدل

ــــــــن ، عــــــــن : كتــــــــاب حســــــــن الســــــــقاف ــــــــدة م ــــــــي العقي ــــــــة واأللبــــــــاني ف ــــــــن تيمي ــــــــين اب البشــــــــارة واإلتحــــــــاف لمــــــــا ب .١٥ص ، االختالف

.١٧، ١٦ص ، المصدر السابق. ٥

ــــــد ــــــا يري ــــــا شــــــاء ربــــــك إن ربــــــك فـعــــــال لم ــــــماوات واألرض إال م وحنــــــوه ومتســــــك أيضــــــا )الس وأن االنســــــــــــــــان خلــــــــــــــــق علــــــــــــــــى فطــــــــــــــــرة ، وأن رمحتــــــــــــــــه ســــــــــــــــبقت غضــــــــــــــــبه، بالرمحــــــــــــــــة االهليــــــــــــــــة

ـــــــــــــد ـــــــــــــزوال، التوحي ـــــــــــــل لل ـــــــــــــى خلـــــــــــــود ، والكفـــــــــــــر أمـــــــــــــر عارضـــــــــــــي قاب ـــــــــــــد دل عل وأن القـــــــــــــرآن قـــــــــى بقـــــــــاء النـــــــــار وعـــــــــدم فنائهـــــــــا وهـــــــــذه خالصـــــــــة مـــــــــا ذكـــــــــره ١، الكفـــــــــار يف النـــــــــار ومل يـــــــــدل عل

.وسنبحثه مبزيد من التفصيل يف حمله إن شاء اهللا، ابن القيم يف هذه املسألة

ةمذاهب الشيع ) االمامية ( الشيعة االثنا عشرية

املــــــــــوالني لـــــــــه واملعتقـــــــــدين المامتــــــــــه الشـــــــــيعة اصـــــــــطالحا : علـــــــــم ألتبــــــــــاع أمـــــــــري املـــــــــؤمنني والشـــــــــيعة اإلثنـــــــــا عشــــــــــرية ٢، بـــــــــال فصــــــــــل مـــــــــع نفـــــــــي االمامـــــــــة عــــــــــن غـــــــــريه بعـــــــــد الرســـــــــول

ومسيــــــــــــت بــــــــــــاإلثين ، االخــــــــــــرى فرقــــــــــــة مــــــــــــن الشــــــــــــيعة األكثــــــــــــر عــــــــــــددا قياســــــــــــا للفــــــــــــرق الشــــــــــــيعةـــــــــين هاشـــــــــم يبـــــــــدأون مـــــــــن االمـــــــــام علـــــــــي عشـــــــــرية أل ـــــــــم يعتقـــــــــدون بـــــــــاثين عشـــــــــر إمامـــــــــا مـــــــــن ب

ــــــــــب ــــــــــن أيب طال ــــــــــه احلســــــــــن واحلســــــــــني ب ــــــــــاء احلســــــــــني ، مث ابن مث تســــــــــعة مــــــــــن أبن ٣ريف تاســـــــــــعهم هـــــــــــو اإلمـــــــــــام حممـــــــــــد بـــــــــــن احلســـــــــــن املهـــــــــــدي عجـــــــــــل اهللا تعـــــــــــاىل فرجـــــــــــه الشـــــــــــ

ــــــــــــــت هــــــــــــــذه الفرقــــــــــــــة أيضــــــــــــــا أل ــــــــــــــم يؤمنــــــــــــــون بوجــــــــــــــوب االمامــــــــــــــة ووجودهــــــــــــــا يف كــــــــــــــل ، ومسيــــــــــي والعصــــــــــمة والكمــــــــــال لكــــــــــل إمــــــــــام ، زمــــــــــان ــــــــــنص اجلل ــــــــــون ال ــــــــــرون ٤ويوجب ــــــــــذلك فهــــــــــم ي ول

ويبلغــــــــــــه الرســــــــــــول ، اإلمامــــــــــــة منصــــــــــــبا إهليــــــــــــا يــــــــــــتم إختيــــــــــــاره وتعيينــــــــــــه مــــــــــــن قبــــــــــــل اهللا عزوجــــــــــــل ، ن معصــــــــــــوما مــــــــــــن الــــــــــــذنوب واملعاصــــــــــــي هللا تعــــــــــــاىلوأن اإلمــــــــــــام جيــــــــــــب أن يكــــــــــــو ، اىل االمــــــــــــة

ــــــــــــوم الــــــــــــدين ــــــــــــد عــــــــــــني بالفعــــــــــــل أمــــــــــــري املــــــــــــؤمنني ٥ .وعاملــــــــــــا جبميــــــــــــع عل وأن اهللا عــــــــــــز وجــــــــــــل ق________________

ــــــــة ٢٧٣، ٢٤٨ص ، حــــــــادي االرواحاجــــــــع : . ر ١ ١ج ، مختصــــــــر الصــــــــواعق المرســــــــلة، ؛ ابــــــــن القــــــــيم اجلوزي .٤٥٧ـ ٤٣١ص ، العليلشفاء ، وابن القيم، ٢٣٠ـ ٢١٦ص .٣١ص ، تاريخ االمامية، ؛ الدكتور عبد اهللا فياض ٣٥ص ، أوائل المقاالت، . راجع : الشيخ املفيد٢ .٤٣٥ص ، ٦ج ، الملل والنحل، . راجع : الشيخ السبحاين٣ .٤٠، ٣٩، ص المصدر السابق. راجع : ٥ .٣٥، ص أوائل المقاالت. راجع : ٤

ونــــــــــص عليـــــــــــه بعـــــــــــد وفاتـــــــــــه يف أحاديـــــــــــث عديـــــــــــدة ، طالـــــــــــب إمامـــــــــــا يف حياتـــــــــــهعلــــــــــي بـــــــــــن أيب وأن ١مــــــــــــــن األحاديــــــــــــــث ، وحـــــــــــــديث املنزلــــــــــــــة وغريمهــــــــــــــا، ومتـــــــــــــواترة منهــــــــــــــا حــــــــــــــديث الغــــــــــــــدير

، القرآن الكرمي دل يف العديد من آياته على امامتهـــــيكم اللـــــه ورســـــوله والـــــذين آم (منهـــــا قولـــــه تعـــــاىل : ـــــالة إنمـــــا ول نـــــوا الـــــذين يقيمـــــون الص

أطيعـــــــوا اللـــــــه وأطيعـــــــوا الرســـــــول . .. (وقولـــــــه تعـــــــاىل : ٢ )ويـؤتـــــــون الزكـــــــاة وهـــــــم راكعـــــــون ٤ .٣، ) ... وأولي األمر منكم

، منهــــــــــــا القــــــــــــول بالبــــــــــــداء، وللشــــــــــــيعة اإلماميــــــــــــة إعتقــــــــــــادات يتفــــــــــــردون ــــــــــــا عــــــــــــن غــــــــــــريهم وأن املــــــــــــام احلجــــــــــــة بــــــــــــن احلســــــــــــن ، وأخــــــــــــريا القــــــــــــول بالغيبــــــــــــة، والتقيــــــــــــة ٥، والقــــــــــــول بالرجعــــــــــــة

وأنــــــــــه ، وهــــــــــو املهــــــــــدي املوعــــــــــود يف األحاديــــــــــث والروايــــــــــات، العســــــــــكري هــــــــــو االمــــــــــام الغائــــــــــب ٦ .سوف يظهر قبل آخر الزمان فيمأل األرض قسطا وعدال كما ملئت ظلما وجورا

مرتكب الكبيرةمباني الشيعة االمامية في

ولهم في ايمان مرتكب الكبيرة. ق١ـــــــــــذهب الســـــــــــيد املرتضـــــــــــى ـــــــــــن ٩والفاضـــــــــــل املقـــــــــــداد الســـــــــــيوري ٨والشـــــــــــيخ الطوســـــــــــي ٧ي واب

.إىل ان االميان عبارة عن التصديق بالقلب ١١واحملقق احللي ١٠نوخبت ________________

ــــــــ ٣٩٣ص ، كشــــــــف المــــــــراد، اجــــــــع : العالمــــــــة احللــــــــي. ر ١ ــــــــل والنحــــــــل، الســــــــبحاين ؛ الشــــــــيخ ٣٩٥ ـ ، المل .٢١٤ـ ٢٠٣ص ، شرح جمل العلم والعمل، ؛ السيد مرتضى علم اهلدى ٦٦ـ ٤٣ .٥٩. النساء ، ٣ .٥٥. املائدة ، ٢ .٤٦، ص أوائل المقاالت. راجع : ٥ .٣٩٨ـ ٣٩٤، ص كشف المراد. راجع : ٤ ، الملــــــل والنحــــــل؛ الشــــــيخ الســــــبحاين ٩٦ ـــــــ ٩٤ ص، ١ج ، إكمــــــال الــــــدين، . راجــــــع : الشــــــيخ الصــــــدوق٦

.٣٠٤ـ ٣٠١ص .٥٣٦ص ، الذخيرة، . راجع : املرتضى علم اهلدى٧ .٣٩١، ص اللوامع االلهية. راجع : ٩ .٢٢٧، ص االقتصاد. راجع : الشيخ الطوسي ، ٨

.١٧٩ص ، شرح الياقوت. راجع : ١٠ .١٤٧، ١٤٦ص ، المسلك في اصول الدين، . راجع : احملقق احللي١١

فقـــــــــــد عرفـــــــــــا االميـــــــــــان بأنـــــــــــه عبـــــــــــارة عـــــــــــن ٢، والعالمـــــــــــة احللـــــــــــي ١أمـــــــــــا اخلواجـــــــــــه الطوســـــــــــي .التصديق بالقلب واإلقرار باللسان

وهـــــــــو أنـــــــــه ٤، وتلميـــــــــذه الشـــــــــيخ املفيـــــــــد ٣وهنـــــــــاك تعريـــــــــف آخـــــــــر أقامـــــــــه الشـــــــــيخ الصـــــــــدوق .عبارة عن االعتقاد بالقلب وإقرار باللسان وعمل باألركان

مـــــــــــــا ســـــــــــــبق فالشـــــــــــــيعة االماميـــــــــــــة جممعـــــــــــــون علـــــــــــــى أن مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية ال وبنـــــــــــــاء علـــــــــــــى قــــــــــــــال الشــــــــــــــيخ املفيــــــــــــــد : إن مــــــــــــــرتكيب ، خيــــــــــــــرج بــــــــــــــذلك عــــــــــــــن االميــــــــــــــان لتصــــــــــــــديقه بالقلــــــــــــــب

الكبــــــــــــائر مــــــــــــن أهــــــــــــل املعرفــــــــــــة واالقــــــــــــرار مؤمنــــــــــــون باميــــــــــــا م بــــــــــــاهللا وبرســــــــــــوله ومبــــــــــــا جــــــــــــاء مــــــــــــن ســـــــــم الفســـــــــق وال اســـــــــم وال أطلـــــــــق هلـــــــــم ا، وفاســـــــــقون مبـــــــــا معهـــــــــم عـــــــــن كبـــــــــائر اآلثـــــــــام، عنـــــــــده وأمتنــــــــــع مــــــــــن الوصــــــــــف ، بــــــــــل أقيــــــــــدمها مجيعــــــــــا يف تســــــــــميتهم بكــــــــــل واحــــــــــد منهمــــــــــا، االميــــــــــان

ـــــــــى كـــــــــل حـــــــــال، هلـــــــــم مـــــــــا مـــــــــن االطـــــــــالق ـــــــــد وعل ـــــــــق هلـــــــــم اســـــــــم االســـــــــالم بغـــــــــري تقيي ، وأطل وال ، فهــــــــــو يقصـــــــــــد أن مرتكــــــــــب الكبــــــــــرية لــــــــــيس مبــــــــــؤمن مطلقـــــــــــا ٥ .وهــــــــــذا مــــــــــذهب االماميــــــــــة

.ن فاسق ويطلق عليه أيضا اسم املسلم مطلقا بل هو مؤم، فاسق مطلقا

. العفو االلهي٢ ذهبـــــــــــــــــــت الشـــــــــــــــــــيعة االماميـــــــــــــــــــة إىل جـــــــــــــــــــواز اإلهلـــــــــــــــــــي عقـــــــــــــــــــال باالضـــــــــــــــــــافة إىل اآليـــــــــــــــــــات

ـــــــــة علـــــــــى وقوعـــــــــه أمـــــــــا جـــــــــواز وقوعـــــــــه عقـــــــــال فهـــــــــو أن العقـــــــــاب حـــــــــق اهللا تعـــــــــاىل .القرآنيـــــــــة الدال فجــــــــــــاز تركــــــــــــه ألن العقــــــــــــاب ضــــــــــــرر بــــــــــــاملكلف وال ضــــــــــــرر يف تركــــــــــــه ، اليــــــــــــه قبضــــــــــــه واســــــــــــتيفاؤه

ـــــــــــــى مســـــــــــــتحقه ـــــــــــــدين يف حســـــــــــــن إســـــــــــــقاطه، فيكـــــــــــــون تركـــــــــــــه حســـــــــــــنا ، عل أمـــــــــــــا ، فأشـــــــــــــبه ال وإن ربـــــــك لـــــــذو مغفـــــــرة (اآليــــــات القرآنيـــــــة الدالــــــة علـــــــى وقــــــوع العفـــــــو فمنهــــــا : قولـــــــه تعــــــاىل :

________________ .٤٥٤ص ، شرح التجريداجع : . ر ١ .٣٦٧ص ، مناهج اليقين في اصول الدين. راجع : ٢ .٥٤ص ، الهداية، . راجع : الشيخ الصدوق٣ .٨٥، ص أوائل المقاالت. ٥ .٣٦٧، ص مناهج اليقين في اصول الدين. راجع : ٤

١ .) ... للناس على ظلمهم علـــــــــــى (: ؟ قولـــــــــــه تعـــــــــــاىلألن ، قـــــــــــالوا : اآليـــــــــــة صـــــــــــرحية بـــــــــــأن اهللا تعـــــــــــاىل يغفـــــــــــر الظلـــــــــــم

فتـــــــــــدل ، يــــــــــدل علـــــــــــى احلــــــــــال ) علــــــــــى ( ألن، معنــــــــــاه يف حـــــــــــال كــــــــــو م ظـــــــــــاملني )ظلمهــــــــــم .اآلية على حصول الغفران حال الظلم

لك لمن يشاء (وقوله تعاىل : ٢ إن الله ال يـغفر أن يشرك به ويـغفر ما دون ذ واألول باطــــــــــل لالمجــــــــــاع ، هــــــــــذا الغفــــــــــران إمــــــــــا مــــــــــع التوبــــــــــة أو بــــــــــدون التوبــــــــــة )قــــــــــالوا : إن

ـــــــــاين ـــــــــة فتعـــــــــني الث ـــــــــالتفريق بينهمـــــــــا، بـــــــــأن الشـــــــــرك يغفـــــــــر مـــــــــع التوب وهـــــــــو ، وال ميكـــــــــن القـــــــــول بــــــــة ــــــــك بالتوب ــــــــة وغفــــــــران مــــــــادون ذل ألنــــــــه خيــــــــرج الكــــــــالم ، عــــــــدم غفــــــــران الشــــــــرك مــــــــع عــــــــدم الوب

.ة واجب فال جيوز تعلقه باملشيئةوألن الغفران مع التوب، عن النظم الصحيح قــــل يــــا عبــــادي الــــذين أســــرفوا علــــى أنفســــهم ال تـقنطــــوا مــــن رحمــــة اللــــه (وقولــــه تعــــاىل :

٣ .)إن الله يـغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم فينبغــــــــــــــــي أن حيمــــــــــــــــل علــــــــــــــــى ، صــــــــــــــــغر املعصــــــــــــــــية فيــــــــــــــــهقــــــــــــــــالوا : مل يشــــــــــــــــرتط التوبــــــــــــــــة وال

٤ .عمومه إال ما أخرجه الدليل من عقاب الكفار

. الشفاعة٣ وأ ــــــــــا تكــــــــــون للفســــــــــاق يف ســــــــــقوط عقــــــــــا م ، إتفقــــــــــت االماميــــــــــة علــــــــــى ثبــــــــــوت الشــــــــــفاعة

ــــــــافع ــــــــى ثبــــــــوت الشــــــــفاعة بقولــــــــه تعــــــــاىل : ، وليســــــــت لزيــــــــادة املن عســــــــى أن ... (واســــــــتدلوا علعثــــــــك ربــــــــك مقامــــــــا محمــــــــودا واســــــــتدلوا علــــــــى ، فاملقــــــــام احملمــــــــود هــــــــو مقــــــــام الشــــــــفاعة ٥ )يـبـ

ــــــــه ــــــــدفع الضــــــــرر لقول والشــــــــفاعة إمنــــــــا .» شــــــــفاعيت ألهــــــــل الكبــــــــائر مــــــــن أمــــــــيت« : كو ــــــــا ل ٦ .أما املستغين فالشفاعة له عبث، هي للمحتاج الذي هو الفاسق

________________ .٥٣. الزمر ، ٣ .٤٨. النساء ، ٢ .٦. الرعد ، ١ ، ٤٠٦ص ، اللوامــــــع االلهيــــــة؛ ١٥٤، ١٥٣، ١٤٥، ١٤٤ص ، شــــــرح جمــــــل العلــــــم والعمــــــل. راجــــــع : ٤

.٤٤٣، ٤٤٢ص ، شرح التجريد؛ ٣٥٩، ٣٥٨ص ، مناهج اليقين في اصول الدين؛ ٤٠٧ .٧٩، . االسراء٥ـــــين فـــــي . راجـــــع : ٦ ؛ ١٥٦، ١٥٥ص ، شـــــرح جمـــــل العلـــــم والعمـــــل؛ ٣٦٥ص ، اصـــــول الـــــدينمنـــــاهج اليق

.٤٤٤، ٤٤٣ص ، شرح التجريد

الشيعة االمامية في وعيد مرتكب الكبيرة يرأـــــــــني فيمـــــــــا ســـــــــبق أن الشـــــــــيعة االماميـــــــــة يقـــــــــرون بثبـــــــــوت الشـــــــــفاعة ووقـــــــــوع العفـــــــــو االهلـــــــــي تب

وهـــــــــــــــذا ، عـــــــــــــــن االميـــــــــــــــانوأن مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية ال خيـــــــــــــــرج باملعصـــــــــــــــية ، ملرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــريةــــــــــرية ــــــــــائلون بانقطــــــــــاع عــــــــــذاب مرتكــــــــــب الكب ــــــــــى أ ــــــــــم ق ــــــــــار، يــــــــــدل عل ــــــــــد يف الن ، وأنــــــــــه ال خيل

قـــــــــــال الشــــــــــــيخ املفيـــــــــــد : إتفقــــــــــــت االماميـــــــــــة علــــــــــــى أن الوعيـــــــــــد بــــــــــــاخللود يف النـــــــــــار متوجــــــــــــه إىل الكفـــــــــــــــار خاصــــــــــــــــة دون مـــــــــــــــرتكيب الــــــــــــــــذنوب مـــــــــــــــن أهــــــــــــــــل املعرفـــــــــــــــة بــــــــــــــــاهللا تعـــــــــــــــاىل واالقــــــــــــــــرار

. وإتفقـــــــــت االماميـــــــــة علـــــــــى أن مـــــــــن عـــــــــذب بذنبـــــــــه مـــــــــن أهـــــــــل ..ةبفرائضـــــــــه مـــــــــن أهـــــــــل الصـــــــــالـــــــــــد يف العـــــــــــذاب ـــــــــــة والصـــــــــــالة مل خيل ـــــــــــرار واملعرف ـــــــــــة، االق فيـــــــــــنعم ، وأخـــــــــــرج مـــــــــــن النـــــــــــار إىل اجلن

٢ .وقال حنو هذا القول ابن نوخبت واخلواجة الطوسي وغريمها ١ .فيها على الدوام

أدلة االمامية على انقطاع وعيد مرتكب الكبيرةرا يـره (عاىل : وله ت. ق١ .)ومن يـعمل مثـقال ذرة شر ا يـره فمن يـعمل مثـقال ذرة خيـ

وتقريـــــــــــــر االســـــــــــــتدالل : أن املطيـــــــــــــع باميانـــــــــــــه إذا فعـــــــــــــل معصـــــــــــــية اســـــــــــــتحق ثوابـــــــــــــا وعقابـــــــــــــا فإمـــــــــــــا أن يكونـــــــــــــا دائمـــــــــــــني أو منقطعـــــــــــــني أو أحـــــــــــــدمها دائمـــــــــــــا واآلخـــــــــــــر ، لـــــــــــــبطالن التحـــــــــــــابط

والثـــــــــــــاين يلـــــــــــــزم منـــــــــــــه املطلـــــــــــــوب ، واألول باطـــــــــــــل الســـــــــــــتلزامه اجتمـــــــــــــاع الضـــــــــــــدين، منقطعـــــــــــــا فتعـــــــــــني ، والثالـــــــــــث إمـــــــــــا أن يكـــــــــــون املنقطـــــــــــع هـــــــــــو الثـــــــــــواب وهـــــــــــو باطـــــــــــل باالمجـــــــــــاع، ضـــــــــــمنا

.انقطاع العذاب وهو املطلوبــــــــه تعــــــــاىل : ٢ ــــــــك لمــــــــن (. قول ل ــــــــا دون ذ ــــــــر م ــــــــه ويـغف ــــــــرك ب إن اللــــــــه ال يـغفــــــــر أن يش ٣ .) ... يشاء

ـــــــــــال خـــــــــــالف ـــــــــــه تعـــــــــــاىل الغفـــــــــــران ، والكبـــــــــــرية دون الشـــــــــــرك ب وحينئـــــــــــذ نقـــــــــــول : ســـــــــــلب قول فلــــــــــو كــــــــــان عقابــــــــــه دائمــــــــــا ، فــــــــــدل علــــــــــى الفــــــــــرق بينهمــــــــــا، وأثبتــــــــــه ملــــــــــا دونــــــــــه، عــــــــــن الشــــــــــرك

________________ .٤٧، ٤٦ص ، أوائل المقاالت .١ــــــد؛ ١٧٤ص ، شــــــرح اليــــــاقوت. راجــــــع : ٢ ــــــة؛ ٤٤٠ص ، شــــــرح التجري ؛ ٣٩٦، ٣٩٥ص ، اللوامــــــع االلهي

.٢٧ص ، ٢ج ، المنقذ من التقليد؛ ٧٧ص ، االعتقادات .٤٨، . النساء٣

.ومل يكن لغفرا ما معىن، كعقابه مل يبق بينهما فرق مـــــــــع ، يف النـــــــــار لـــــــــزم مســـــــــاواته للكـــــــــافر الـــــــــذي أتـــــــــى بـــــــــأعظم املعاصـــــــــي. إنـــــــــه لـــــــــو خلـــــــــد ٣

.فكذا امللزوم، والالزم باطل عقال ، أن الفاسق انضم إىل معصيته إميان ، . إنـــــــــــه يقـــــــــــبح منـــــــــــه تعـــــــــــاىل أن يعبـــــــــــده إنســـــــــــان ألـــــــــــف عـــــــــــام مث يفســـــــــــق مـــــــــــرة واحـــــــــــدة٤

.فيحبط تلك الطاعات العظيمة بتلك املرة الواحدة وال ، فــــــــــــال حيســــــــــــن اســــــــــــتحقاقه عقابــــــــــــا غــــــــــــري متنــــــــــــاه، متناهيــــــــــــة . إن معصــــــــــــية الفاســــــــــــق٥

١ .ألنه أتى بأعظم املعاصي، ينتقض بالكافر

الزيديةـــــــة ـــــــة مـــــــن الفـــــــرق الشـــــــيعة املعروف ـــــــن علـــــــي ، الزيدي ـــــــن احلســـــــني ب ـــــــي ب ـــــــد بـــــــن عل أتبـــــــاع زي

ــــــــــ ٧٩ ( املعــــــــــروف بزيــــــــــد الشــــــــــهيد الــــــــــذي كــــــــــان مــــــــــن تالميــــــــــذ واصــــــــــل بــــــــــه عطــــــــــاء ) ه ١٢٢ ـــــــــــــــة ــــــــــــــة يف ، الغــــــــــــــزال مؤســــــــــــــس مــــــــــــــذهب املعتزل وهلــــــــــــــذا فالزيديــــــــــــــة يعــــــــــــــدون مــــــــــــــن أتبــــــــــــــاع املعتزل

.املسائل الكالمية وكــــــــــــــــــل فــــــــــــــــــاطمي إذا كــــــــــــــــــان عاملــــــــــــــــــا الزيديــــــــــــــــــة يــــــــــــــــــرون االمامــــــــــــــــــة يف أوالد فاطمــــــــــــــــــة

وزاهــــــــــــدا وشـــــــــــــجاعا وســــــــــــخيا إذا ادعـــــــــــــى االمامـــــــــــــة وخــــــــــــرج فهـــــــــــــو االمـــــــــــــام ســــــــــــواء كـــــــــــــان مـــــــــــــن ويقولــــــــــون، وهــــــــــم ينكــــــــــرون عصــــــــــمة االمــــــــــام، أو مــــــــــن أبنــــــــــاء احلســــــــــني أوالد احلســــــــــن

ــــــــــــالنص اخلفــــــــــــي ( ــــــــــــيب ) ب ــــــــــــني االمــــــــــــام وأن الن ــــــــــــي بــــــــــــن أيب يف تعي قــــــــــــد عــــــــــــني االمــــــــــــام عل ىوأن االمــــــــــام عليــــــــــا قــــــــــد أطلــــــــــع بعــــــــــض أصــــــــــحابه علــــــــــ، لالمامــــــــــة بــــــــــنص خفــــــــــي طالــــــــــب

ــــــــــة ــــــــــاء علــــــــــى مصــــــــــاحلامامتــــــــــه بصــــــــــورة خمفي ــــــــــة أيب، بن بكــــــــــر وهلــــــــــذا فهــــــــــم يــــــــــرون بصــــــــــحة خالفـــــــــــار الفتنـــــــــــة ـــــــــــني ، وأيضـــــــــــا قـــــــــــالوا بامامـــــــــــة املفضـــــــــــول، وعمـــــــــــر وعثمـــــــــــان إلمخـــــــــــاد ن وجـــــــــــواز تعي

٢ .وينكرون القول بالتقية، املفضول لالمامة مع وجود الفاضل________________

.٣٩٦، ٣٩٥ص ، يةاللوامع االله؛ ٤٢٤، ٤٢٣ص ، ارشاد الطالبيناجع : . ر ١ .٢١ص ، فرق الشيعة، ؛ احلسن بن موسي النوخبيت ٢١٦ـ ٢١٤ص ، فرهنگ فرق اسالمى. ٢

مباني الزيدية في وعيد مرتكب الكبيرة

ولهم في ايمان مرتكب الكبيرة. ق١ ، ذهبـــــــــــــــت الزيديـــــــــــــــة اىل أن االميـــــــــــــــان يعـــــــــــــــين اإلتيـــــــــــــــان بالطاعـــــــــــــــات واجتنـــــــــــــــاب احملرمـــــــــــــــات

ـــــــــــــن حممـــــــــــــد ـــــــــــــال القاســـــــــــــم ب ـــــــــــــيق ـــــــــــــوىف ( بـــــــــــــن عل : االميـــــــــــــان شـــــــــــــرعا اإلتيـــــــــــــان ) ه ١٠٢٩املت وقـــــــــــــــــال أمحـــــــــــــــــد بـــــــــــــــــن حييـــــــــــــــــي الصـــــــــــــــــعدي املتـــــــــــــــــوىف ١ .بالواجبـــــــــــــــــات واجتنـــــــــــــــــاب املقبحـــــــــــــــــات

٢: االميـــــــــــــــــان هـــــــــــــــــو فعـــــــــــــــــل الطاعـــــــــــــــــات واجتنـــــــــــــــــاب احملظـــــــــــــــــورات واملكروهـــــــــــــــــات ) ه ١٠٦١ ( .فحسب هذا التعريف أن املستحبات واملكروهات أيضا من االميان

ـــــــــــــوىف ( محـــــــــــــزةوقـــــــــــــال حييـــــــــــــي بـــــــــــــن ـــــــــــــرار ) ه ٧٤٩املت : االميـــــــــــــان : تصـــــــــــــديق بالقلـــــــــــــب وإق باللســـــــــــــان وعمـــــــــــــل باالركـــــــــــــان وأن االميـــــــــــــان ال جيـــــــــــــوز إطالقـــــــــــــه مـــــــــــــع عـــــــــــــدم أي واحـــــــــــــد مـــــــــــــن

٤وذهــــــــــــب اىل هــــــــــــذا املعــــــــــــىن االمــــــــــــام حييــــــــــــي بــــــــــــن احلســــــــــــني بــــــــــــن القاســــــــــــم ٣، هــــــــــــذه االمــــــــــــور .) ه ٢٩٨املتوىف (

ــــــــــــــــدوا باملعتزلــــــــــــــــة يف امــــــــــــــــا بالنســــــــــــــــبة اىل قــــــــــــــــوهلم يف اميــــــــــــــــان مرتكــــــــــــــــب الك ــــــــــــــــرية فقــــــــــــــــد اقت بـــــــــــــا ، بـــــــــــــل هـــــــــــــو فاســـــــــــــق، هـــــــــــــذه املســـــــــــــألة قـــــــــــــائلني : إن مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية ال يســـــــــــــمي مؤمن

ـــــــزلتني ـــــــة بـــــــني من ـــــــقا (لقولـــــــه تعـــــــاىل : ، وجعلـــــــوه يف منزل ـــــــان فاس ـــــــن ك ـــــــا كم ـــــــان مؤمن ـــــــن ك أفم قــــــــــال االمــــــــــام حيــــــــــىي بــــــــــن احلســــــــــني : إن اصــــــــــحاب الكبــــــــــائر ليســــــــــوا بكفــــــــــار ، )ال يســــــــــتـوون

وأ ــــــــــــــــــــــم ليســــــــــــــــــــــوا بــــــــــــــــــــــأبرار وال فضــــــــــــــــــــــالء وال أزكيــــــــــــــــــــــاء وال ، وال مشــــــــــــــــــــــركني وال منــــــــــــــــــــــافقني . ..ومــــــــــــن كــــــــــــان هكــــــــــــذا مل يطلــــــــــــق عليــــــــــــه اســــــــــــم االميــــــــــــان وال االســــــــــــالم، أطهـــــــــــار وال عــــــــــــدالء

فكــــــــــانوا ، ضــــــــــاللالنــــــــــه قــــــــــد غلــــــــــب علــــــــــيهم اســــــــــم الفســــــــــوق والفجــــــــــور والظلــــــــــم والعــــــــــدوان والـــــــــــزلتني ـــــــــــة بـــــــــــني من ـــــــــــة املـــــــــــؤمنني، أهـــــــــــل منزل ـــــــــــني منزل ـــــــــــيت ب ـــــــــــة الفســـــــــــاق والفجـــــــــــار ال وهـــــــــــي منزل________________

.١٧٩ص ، االساس لعقائد االكياس، اجع : قاسم بن حممد بن علي. ر ١ .٢٧٩ص ، شرح الثالثين مسألة، . امحد بن حييي الصعدي٢ .١١٧ص ، الدينيةالمعالم ، . راجع : حيىي بن محزة٣ .٦٧ص ، ) كتب ورسائل حيىي بن احلسني ( المجموعة الفاخرة. راجع : ٤

١ .والكافرين يف هذه الدنيا وأمحـــــــــــــــد بـــــــــــــــن حســـــــــــــــن ، ) ه ١٠٧٩املتـــــــــــــــوىف ( ٢وقـــــــــــــــال حنـــــــــــــــوه حممـــــــــــــــد بـــــــــــــــن احلســـــــــــــــن

ـــــــــــــــــــــــــوىف ( الرصـــــــــــــــــــــــــاص ـــــــــــــــــــــــــة اىل أن مرتكـــــــــــــــــــــــــب ٣، ) ه ٦٥٦املت ـــــــــــــــــــــــــدماء الزيدي وذهـــــــــــــــــــــــــب ق يـــــــــــروي أمحـــــــــــد القـــــــــــامسي عـــــــــــن مجاعـــــــــــة قـــــــــــوهلم : وقـــــــــــد روى أنـــــــــــه الكبـــــــــــرية كـــــــــــافر نعمـــــــــــة كمـــــــــــا

ويســـــــــمي مرتكـــــــــب الكبـــــــــرية عمـــــــــدا غـــــــــري املخرجـــــــــة عـــــــــن ، والشـــــــــيعة إمجـــــــــاع قـــــــــدماء العـــــــــرتة ٤ .امللة كافر نعمة ألن الطاعات شكر هللا تعاىل فمن تركها أو بعضها فقد كفر نعمة اهللا

. االحباط والتكفير٢ــــــــــوع لكــــــــــنهم اختلفــــــــــوا ، االحبــــــــــاط والكفــــــــــري يف حــــــــــق املكلفــــــــــني اتفقــــــــــت لزيديــــــــــة علــــــــــى وق

يـــــــــــــــــــــرفض ) ه ١٠٥٥املتـــــــــــــــــــــوىف ( فنـــــــــــــــــــــرى أن أمحـــــــــــــــــــــد الشـــــــــــــــــــــريف القـــــــــــــــــــــامسي، يف حقيقتـــــــــــــــــــــه وهــــــــي أن مــــــــن لــــــــه أحــــــــد عشــــــــر جـــــــــزءا ، وهــــــــو القــــــــول باملوازنـــــــــة، مايــــــــذهب اليــــــــه أبــــــــو هاشــــــــم

، مــــــــــــن الثــــــــــــواب وفعــــــــــــل مــــــــــــا يوجــــــــــــب عشــــــــــــرة أجــــــــــــزاء مــــــــــــن العقــــــــــــاب تســــــــــــاقطت العشــــــــــــرتان وبقـــــــــــي جـــــــــــزء مـــــــــــن ، العشـــــــــــرة الـــــــــــيت هـــــــــــي العقـــــــــــاب مكفـــــــــــرة بعشـــــــــــرة مـــــــــــن الثـــــــــــواب وصـــــــــــارت

ــــــــه ، الثــــــــواب يــــــــدخل بــــــــه اجلنــــــــة ــــــــه عشــــــــرة مــــــــن الثــــــــواب وأحــــــــد عشــــــــر مــــــــن العقــــــــاب فان ومــــــــن ل وكـــــــــــذلك .ينحــــــــــبط الثـــــــــــواب بعشـــــــــــرة ويبقــــــــــى عليـــــــــــه جـــــــــــزء مــــــــــن العقـــــــــــاب ويـــــــــــدخل بــــــــــه النـــــــــــار

وهــــــــــو ، ألقــــــــــلوهــــــــــو ســــــــــقوط ا، وهــــــــــو القــــــــــول باملوافــــــــــاة، يــــــــــرفض مــــــــــا ذهــــــــــب اليــــــــــه أبوهاشــــــــــم ، وال يســـــــــــــقط مـــــــــــــن األكثـــــــــــــر شـــــــــــــيء، العشـــــــــــــرة يف مثالنـــــــــــــا بـــــــــــــاألكثر وهـــــــــــــي األحـــــــــــــد عشـــــــــــــر

ـــــــــــــواب يف الصـــــــــــــورة األوىل ـــــــــــــيت هـــــــــــــي الث والعقـــــــــــــاب يف الصـــــــــــــورة ، فيســـــــــــــتحق األحـــــــــــــد عشـــــــــــــر ال ٥ .الثانية كاملة من غري أن يسقط شيء يف مقابلة العشرة

________________ .٧٤ص ، لمصدر السابق. ا١ .٤٢ص ، سبيل الرشاد الى معرفة رب العباد، احلسن. حممد بن ٢ .١٨٠ص ، الخالصة النافعة، . راجع : امحد بن حسن الرصاص٣ .٢٦٧ص ، ٢ج ، عدة االكياس في شرح معاني االساس، . أمحد بن حممد الشريف القامسي٤ .٣٠٤ص ، ٢ج ، المصدر السابق. ٥

ــــــــــرى أن معصــــــــــية واحــــــــــدة إذا خــــــــــتم اال ــــــــــةفالقــــــــــامسي ي ــــــــــه مــــــــــن غــــــــــري توب ، نســــــــــان ــــــــــا حيات وهـــــــــــو أن ، ويؤيـــــــــــده مـــــــــــا نقلـــــــــــه مـــــــــــن جـــــــــــواب املرتضـــــــــــى عـــــــــــن ســـــــــــؤال، فانـــــــــــه خملـــــــــــد يف النـــــــــــار

فيقـــــــــــول : قــــــــــــال ؟ علـــــــــــى املتنـــــــــــاهي عقــــــــــــاب ال يتنـــــــــــاهىاملعصـــــــــــية متناهيـــــــــــة فكيـــــــــــف يســــــــــــتحق املرتضــــــــــى يف جــــــــــواب مســــــــــألة عــــــــــن التخليــــــــــد بالنــــــــــار علــــــــــى ذنــــــــــب واحــــــــــد مــــــــــن كــــــــــالم طويــــــــــل

ــــــــــو أن رجــــــــــال ، هللا عزوجــــــــــل وعــــــــــدل بيــــــــــنهم يف حكمــــــــــهمالفظــــــــــه : وقــــــــــد أنصــــــــــف ا أوال تــــــــــرى ل عصــــــــــى اهللا طــــــــــول عمــــــــــره مث تــــــــــاب وأخلــــــــــص ورجــــــــــع يف صــــــــــحة مــــــــــن بدنــــــــــه مــــــــــن قبــــــــــل نــــــــــزول

ـــــــــــه ـــــــــــه وتغفـــــــــــر ل ـــــــــــذنوب مجيعـــــــــــا حتـــــــــــط عن ـــــــــــك ال ـــــــــــه أن تل ـــــــــــ، املـــــــــــوت ب ـــــــــــك ىوإن مـــــــــــات عل ذل ، فكــــــــــذلك مــــــــــن خــــــــــتم عملــــــــــه باملعصــــــــــية هللا ســــــــــبحانه وتعــــــــــاىل ومــــــــــات عليهــــــــــا، دخــــــــــل اجلنــــــــــة

ـــــــة بـــــــالثواب ـــــــه عنـــــــد التوب ـــــــه بالعـــــــذاب كمـــــــا حكـــــــم ل .نصـــــــاففهـــــــذا عـــــــني العـــــــدل واإل، حكـــــــم ل ولـــــــــــو جـــــــــــاز أن يـــــــــــدخل اجلنـــــــــــة مـــــــــــن مـــــــــــات علـــــــــــى معصـــــــــــية واحـــــــــــدة جلـــــــــــاز أن يـــــــــــدخلها مـــــــــــن

ـــــــــو جـــــــــاز ذلـــــــــك جلـــــــــاز أن يـــــــــدخلها مـــــــــن عصـــــــــى عشـــــــــرا ، مـــــــــات علـــــــــى معصـــــــــية ومعصـــــــــيتني ول ١ .ع االختالف والفسادوإذا جاز ذلك فقد بطل الوعد والوعيد ووق، أو عشرين مرة

ــــــــــــن حيــــــــــــىي الصــــــــــــعدي ــــــــــــرأي أيضــــــــــــا أمحــــــــــــد ب ، ) ه ١٠٦١املتــــــــــــوىف ( وذهــــــــــــب إىل هــــــــــــذا ال قــــــال : وألن الصــــــحيح مــــــن املــــــذهب أن كــــــل مــــــن كانــــــت خامتــــــة طاعتــــــه االصــــــرار علــــــى معصـــــــية

٢ .وذلك مما يرجح القول باالحباط على القول باملوازنة، واحدة فهو من أهل النار وهــــــــــــو قــــــــــــول أيب هاشــــــــــــم علــــــــــــى ، فقــــــــــــد رجــــــــــــح القــــــــــــول باملوازنــــــــــــه أمــــــــــــا حيــــــــــــىي بــــــــــــن محــــــــــــزة

القول باملوافاة الذي ذهب اليه أبو علي اجلبائي واستدل عليه بعدة وجوه : أوهلــــــــــا : إنــــــــــه كــــــــــان جيــــــــــب أن يكــــــــــون حــــــــــال مــــــــــن عبــــــــــد اهللا ألــــــــــف ســــــــــنة مث شــــــــــرب جرعــــــــــة

ألن عقابــــــــــه قــــــــــد أســــــــــقط ثــــــــــواب، كحــــــــــال مــــــــــن مل يعبــــــــــد اهللا يف عمــــــــــره، مــــــــــن مخــــــــــر مث مــــــــــاتــــــــــــه ــــــــــــد اجتمــــــــــــع االســــــــــــتحقاقان، طاعت ــــــــــــه ق ــــــــــــك الطاعــــــــــــات يف شــــــــــــيء مــــــــــــن ، ألن ــــــــــــؤثر تل ومل ت .وفساده معلوم ضرورة، فيكون حاله كحال من مل يعبد اهللا، عقابه

________________ .٣٢٤، ٣٢٣ص ، لمصدر السابق. ا١ .٢٥٤ص ، شرح الثالثين مسألة. ٢

ــــرا يـــــره (وثانيهــــا : قولــــه تعــــاىل : ومــــن يـعمــــل مثـقــــال ذرة فمــــن يـعمــــل مثـقــــال ذرة خيـ .)شر ا يـره

ـــــــــــــرى جـــــــــــــزاءه ـــــــــــــه شـــــــــــــيء مـــــــــــــن ، واملـــــــــــــراد ي ـــــــــــــوفر علي ـــــــــــــه وال ي ـــــــــــــإن مل خيفـــــــــــــف مـــــــــــــن عقاب ف .ثوابه مل يكن لآلية معىن

، وابوثالثهــــــــا : إنـــــــــه قــــــــد أتـــــــــى بالطاعــــــــة علـــــــــى احلـــــــــد الــــــــذي لوقوعهـــــــــا عليــــــــه يســـــــــتحق الثــــــــــــــــــد ـــــــــواب حـــــــــق علـــــــــى اهللا للعب ـــــــــل جيـــــــــب أن ، ينتفـــــــــع املســـــــــتحق بـــــــــذلك فغـــــــــري جـــــــــائز أال ، والث ب

ــــــــك النفــــــــع أو يفعــــــــل مــــــــا يقــــــــوم مقامــــــــه ــــــــه ذل ــــــــة جــــــــزء مــــــــن الضــــــــرر ، يوصــــــــل الي ــــــــوم أن إزال ومعل ١ .فالبد من املوازنة وإال انتقض العدل، كإيصال جزء من النفع

. العفو االلهي٣ حيســـــــــن عقـــــــــال العفـــــــــو عـــــــــن وأنـــــــــه ال، بعـــــــــدم جـــــــــواز العفـــــــــوإتفقـــــــــت الزيديـــــــــة علـــــــــى القـــــــــول

ألن العفــــــــــــــــو إغــــــــــــــــراء للمكلــــــــــــــــف بارتكــــــــــــــــاب ، املعصــــــــــــــــيةعلــــــــــــــــى ر مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية املصــــــــــــــــ وحيســــــــــن منــــــــــه العفــــــــــو قــــــــــال أمحــــــــــد بــــــــــن حيــــــــــىي الصــــــــــعدي : ، ال وهــــــــــو قبــــــــــيح عقــــــــــ، املعاصــــــــــي

ـــــــــــــــــب إتفاقـــــــــــــــــا وال حيســـــــــــــــــن إن علـــــــــــــــــم عـــــــــــــــــدم ، عـــــــــــــــــن العاصـــــــــــــــــي إن علـــــــــــــــــم ارتداعـــــــــــــــــه كالتائــــــــــا : يصــــــــــري العفــــــــــو كــــــــــاالغراء..ارتداعــــــــــه ــــــــــال : قلن ــــــــــيح عقــــــــــال ، . وق وكــــــــــذا ال جيــــــــــوز ، هــــــــــو قب

ـــــــــــــف الوعيـــــــــــــد مـــــــــــــن اهللا تعـــــــــــــاىل للمعـــــــــــــاقبني فـــــــــــــالقول جبـــــــــــــواز العفـــــــــــــو يف رأيـــــــــــــه خلـــــــــــــف ٢ .خل ٣ .) ه ١٠٢٩املتوىف ( وقال مثله القاسم بن حممد .للوعيد

ويقـــــــــــــول أمحـــــــــــــد بـــــــــــــن حيـــــــــــــىي الصـــــــــــــعدي يف موضـــــــــــــع آخـــــــــــــر : أمـــــــــــــا قـــــــــــــول املخـــــــــــــالفني : إن ألن حقيقـــــــــــة املغفـــــــــــرة هـــــــــــي أن ال ، فقـــــــــــول باطـــــــــــل، املغفـــــــــــرة ال تكـــــــــــون مـــــــــــع التوبـــــــــــة والتكفـــــــــــري فانــــــــه تعــــــــاىل قــــــــد قابــــــــل أنــــــــواع الكفــــــــور والعصــــــــيان ، يعجــــــــل للعبــــــــد مــــــــا يســــــــتحقه مــــــــن العقــــــــاب

ـــــــــــنعم واالحســـــــــــان ـــــــــــك أ، بســـــــــــوابغ ال ـــــــــــد، عظـــــــــــم احللـــــــــــم وأوســـــــــــع الغفـــــــــــرانوال شـــــــــــك أن ذل وق________________

.١١٢ص ، المعالم الدينيةاجع : . ر ١ .٢٥٧ص ، شرح الثالثين مسألة، . امحد بن حيىي الصعدي٢ .١٩٤ص ، االساس لعقائد االكياس. راجع : ٣

ثــــــــم عفونــــــــا (كمــــــــا قــــــــال تعــــــــاىل يف قصــــــــة اليهــــــــود : ، مســــــــى اهللا تعــــــــاىل تــــــــأخري العقــــــــاب عفــــــــوا لــك لعلكــم تشــكرون ومــا أصــابكم مــن مصــيبة فبمــا كســبت أيــديكم ( ١ )عــنكم مــن بـعــد ذ

ـــــــر ـــــــن كثي ـــــــو ع ـــــــه تعـــــــاىل : وأيضـــــــا فإنـــــــا نقـــــــول أراد ٢، )ويـعف ـــــــل قول ـــــــات املغفـــــــرة مث وإن (بآيـــرة ل ـــذو مغف إن اللـــه ال يـغفـــر أن يشـــرك (وقولـــه تعـــاىل : ٣، ) ... لنـــاس علـــى ظلمهـــم ربـــك ل

لــــــــك لمــــــــن يشــــــــاء وقــــــــد مســــــــاه اهللا ، املغفــــــــرة مــــــــع التوبــــــــة، وحنــــــــوه ٤ )بــــــــه ويـغفــــــــر مــــــــا دون ذ ٥، )ن وعمـــل صـــالحا ثـــم اهتـــدى وإنـــي لغفـــار لمـــن تـــاب وآمـــ (كمـــا قـــال تعـــاىل : ، غفرانـــا

ــــر (وقولــــه تعــــاىل : ــــى اللــــه تـوبــــة نصــــوحا عســــى ربكــــم أن يكف ــــوا توبــــوا إل يــــا أيـهــــا الــــذين آمنــــار ه ــــا األنـ ــــن تحته ــــدخلكم جنــــات تجــــري م ــــ ٦، )عــــنكم ســــيئاتكم وي ــــن (ه تعــــاىل : وقول وم

إىل غـــري ذلـــك مـــن ٧ )يـعمـــل ســـوءا أو يظلـــم نـفســـه ثـــم يســـتـغفر اللـــه يجـــد اللـــه غفـــورا رحيمـــا ٨ .قد وردت املغفرة يف هذه اآليات وحنوها مقيدة بالتوبة، اآليات

. الشفاعة٤ــــــــن حســــــــن الرصــــــــاص ــــــــوىف ( قــــــــال أمحــــــــد ب : فمــــــــذهبنا أن شــــــــفاعة حممــــــــد ) ه ٦٥٦املت

، وإمنــــــــــــــا تكــــــــــــــون للمــــــــــــــؤمنني والتــــــــــــــائبني، ال تكــــــــــــــون يــــــــــــــوم القيامــــــــــــــة ألحــــــــــــــد مــــــــــــــن الظــــــــــــــاملني وقـــــــــــــــال حنـــــــــــــــوه ٩ .وســـــــــــــــرورا إىل ســـــــــــــــرورهم، فيزيـــــــــــــــدهم اهللا تعـــــــــــــــاىل ـــــــــــــــا نعمـــــــــــــــا إىل نعمهـــــــــــــــم

١٠ .) ه ١٠٧٩املتوىف ( حممد بن احلسن أنــــــــه قــــــــال : شــــــــفاعيت ألهــــــــل الكبــــــــائر مــــــــن وقــــــــال الرصــــــــاص : إن مــــــــا روي عــــــــن النــــــــيب

وأيضـــــــــا فإنـــــــــه ، لـــــــــو قلنـــــــــا بصـــــــــحته فإنـــــــــه مـــــــــن أخبـــــــــار اآلحـــــــــاد الـــــــــيت ال توصـــــــــل للعلـــــــــم، أمـــــــــيت ليســـــــــــــــــت « قـــــــــــــــــال : فإنـــــــــــــــــه روى أن النـــــــــــــــــيب ، معـــــــــــــــــارض ملـــــــــــــــــا رواه احلســـــــــــــــــن البصـــــــــــــــــري

١١ .» الكبائر من أميتشفاعيت ألهل ________________

.٦. الرعد ، ٣ .٣٠. الشورى ، ٢ .٥٢. البقرة ، ١ .٨. التحرمي ، ٦ .٨٢. طه ، ٥ .٤٨. النساء ، ٤ .٢٦٦، ٢٦٥، ص شرح الثالثين مسألة. ٨ .١١٠. النساء ، ٧ .٤٢، ص سبيل الرشاد الي معرفة رب العباد. راجع : ١٠ .١٨٥، ص الخالصة النافعة. ٩

.١٨٥ص ، الخالصة النافعة. راجع : ١١

رأي الزيدية في وعيد مرتكب الكبيرة ، أمجعـــــــــــت الزيديـــــــــــة علـــــــــــى خلـــــــــــود مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية يف النـــــــــــار إذا مـــــــــــات مـــــــــــن دون توبـــــــــــة

قـــــــــــــال أمحــــــــــــــد الصـــــــــــــعدي : إن مــــــــــــــن توعــــــــــــــده اهللا تعـــــــــــــاىل مــــــــــــــن الفســـــــــــــاق بالنــــــــــــــار كمرتكــــــــــــــب ــــــــــــيت هــــــــــــي غــــــــــــري خمرجــــــــــــة مــــــــــــن امللــــــــــــة كالزنــــــــــــ ا وشــــــــــــرب اخلمــــــــــــر وتــــــــــــارك الصــــــــــــالة الفــــــــــــواحش ال

فإنـــــــــه صـــــــــائر ، فإنـــــــــه إذا مـــــــــات مصـــــــــرا علـــــــــى فســـــــــقه غـــــــــري تائـــــــــب منـــــــــه، والزكـــــــــاة وحنـــــــــو ذلـــــــــك ٢ .وقال حنوه أمحد الرصاص ١، وخملد فيها خلودا دائما ، إىل النار

: أن وعـــــــــــــــده ووعيـــــــــــــــده حـــــــــــــــق مـــــــــــــــن ) ه ٢٩٨املتـــــــــــــــوىف ( وقـــــــــــــــال حيـــــــــــــــىي بـــــــــــــــن احلســـــــــــــــني ال مـــــــــــا يقـــــــــــول اجلـــــــــــاهلون ، أدخلـــــــــــه النـــــــــــار أبـــــــــــد األبـــــــــــد أطاعـــــــــــه أدخلـــــــــــه اجلنـــــــــــة ومـــــــــــن عصـــــــــــاه

ويف ، مــــــــــــــــن خــــــــــــــــروج املعــــــــــــــــذبني مــــــــــــــــن العــــــــــــــــذاب املهــــــــــــــــني إىل دار املتقــــــــــــــــني وحمــــــــــــــــل املــــــــــــــــؤمننيــــــدا (ذلــــــك مــــــا يقــــــول رب العــــــاملني ــــــا أب ــــــدين فيه ــــــارجين (ويقــــــول : ٣، )خال ــــــم بخ ــــــا ه وم

ها ٥ .ففي كل ذلك خيرب أنه من دخل النار فهو مقيم فيها ٤، )منـ

أدلة الزيدية في خلود مرتكب الكبيرة في النار

لدليل العقلي. ا١ـــــــه بـــــــه ـــــــيح إغـــــــراء ل ـــــــق شـــــــهوته للقب ـــــــو مل يســـــــتحق العقـــــــاب لكـــــــان خل ـــــــزل ، إن الفاســـــــق ل ويتن

٦ .خلقها مبنزلة قول القائل : إفعل وال بأس عليك

. الدليل النقلي٢ـــــــــف ـــــــــد وقـــــــــالوا : ا )أل ـــــــــات الوعي ـــــــــة بعمومـــــــــات آي ـــــــــة : متســـــــــك الزيديـــــــــة كاملعتزل ـــــــــات القرآني آلي

وأهـــــــــم مـــــــــا متســـــــــكت بـــــــــه، ومل يفصـــــــــل تعـــــــــاىل بـــــــــني الكـــــــــافر والفاســـــــــق، إ ـــــــــا عامـــــــــة للعصـــــــــاة________________

.١٧٧ص ، الخالصة النافعة. راجع : ٢ .٢٦٠ص ، شرح الثالثين مسألة .١ ؛ ١١، ؛ الطـالق ٩، ؛ التغـابن ٦٥، ؛ االحـزاب ١٠٠، ٢٢، ؛ التوبـة١١٩، املائـدة؛ ١٢٢، ٥٧، . النساء٣ .٨، ؛ البينة ٢٣، اجلن .٣٧، . املائدة٤ .٨٣ص ) كتب ورسائل حيىي بن احلسني ( المجموعة الفاخرة. ٥ .٣٢٠ص ، عدة االكياس في شرح معاني االساس. ٦

هي : ١من هذه اآليات ـــــــدا (ولـــــــه تعـــــــاىل : . ق١ ـــــــه نـــــــارا خال ـــــــد حـــــــدوده يدخل ـــــــص اللـــــــه ورســـــــوله ويـتـع ومـــــــن يـع ٢ .) ...فيها

ــــــــــى العمــــــــــوم بــــــــــاخللود يف النــــــــــار ــــــــــأن اهللا توعــــــــــد كــــــــــل عــــــــــاص عل ، واســــــــــتدلوا ــــــــــذه اآليــــــــــة ب وإخــــــــــــالف الوعيـــــــــــــد ، والفاســــــــــــق عــــــــــــاص كمــــــــــــا أن الكــــــــــــافر عــــــــــــاص، واخللــــــــــــود هــــــــــــو الــــــــــــدوام

والـــــــــــذي يـــــــــــدل .واهللا تعـــــــــــاىل ال يفعـــــــــــل القبـــــــــــيح، والكـــــــــــذب قبـــــــــــيح، عـــــــــــن الكـــــــــــذبيكشـــــــــــف ـــــــــــــة الوعيـــــــــــــد أن لفظـــــــــــــة ـــــــــــــى هـــــــــــــذا الوجـــــــــــــه يف الشـــــــــــــرط ) مـــــــــــــن ( علـــــــــــــى عمومي إذا وقعـــــــــــــت عل

وصــــــــــــحة االســــــــــــتثناء ، واجلــــــــــــزاء اقتضــــــــــــت اســــــــــــتغراض كــــــــــــل عاقــــــــــــل بــــــــــــدليل صــــــــــــحة االســــــــــــتثناء .يدل على االستغراق

ــــــدا فجــــــزاؤه جهــــــنم خالــــــدا فيهــــــا وغضــــــب ومــــــن يـقتــــــل مؤم (. قولــــــه تعــــــاىل : ٢ نــــــا متـعمـــــــا ـــــــذابا عظيم ـــــــه ع ـــــــد ل ـــــــه وأع ـــــــه ولعن ـــــــة مـــــــن اآليـــــــات ٣ )اللـــــــه علي ـــــــة عنـــــــد الزيدي وهـــــــذه اآلي

.اخلاصة ألهل الكبائر غري املخرجة من امللةهـــــــا بغـــــــائبين (. قولــــــه تعـــــــاىل : ٣ قـــــــالوا : الضـــــــمري للفجـــــــار وهـــــــو يعـــــــم ٤، ) ومـــــــا هـــــــم عنـ

.كل عاصئــــــك أصــــــحاب (. قولــــــه تعــــــاىل : ٤ بـلــــــى مــــــن كســــــب ســــــيئة وأحاطــــــت بــــــه خطيئتــــــه فأول

.قالوا : ومل يفصل تعاىل يف هذه اآلية بني الكافر والفاسق ٥ )النار هم فيها خالدون ـــــال تـولـــــوهم (. قولـــــه تعـــــاىل : ٥ ـــــا ف ـــــروا زحف ـــــتم الـــــذين كف ـــــوا إذا لقي ـــــا الـــــذين آمن ـــــا أيـه ي

٦ .)فـقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير .. ـ إىل قوله : ـ األدبار لــــيس بأمــــانيكم وال أمــــاني أهــــل الكتــــاب مــــن يـعمــــل ســــوءا يجــــز بــــه (. قولــــه تعــــاىل : ٦

________________ ــــــــــــــــــاس؛ ٣٢١، ٣٢٠ص ، المصــــــــــــــــــدر الســــــــــــــــــابقاجــــــــــــــــــع : . ر ١ ؛ ١٩٤ص ، االســــــــــــــــــاس لعقائــــــــــــــــــد االكي

.١٧٩ـ ١٧٧ص ، الخالصة النافعة .١٤، . النساء٢ .٨١. البقرة ، ٥ .١٦االنفطار ، . ٤ .٩٤. النساء ، ٣ .١٦، ١٥، . االنفال٦

١ .)وال يجد له من دون الله ولي ا وال نصيرا وقــــــــــــالوا : إن آيــــــــــــات الوعــــــــــــد واآليــــــــــــات املشــــــــــــعرة بغفــــــــــــران الــــــــــــذنوب مثــــــــــــل قولــــــــــــه تعــــــــــــاىل :

قـــــل يـــــا عبـــــادي الـــــذين أســـــرفوا علـــــى أنفســـــهم ال تـقنطـــــوا مـــــن رحمـــــة اللـــــه إن اللـــــه يـغفـــــر (ـــــــــــــا وا مـــــــــــــل ال ، أي مطلقـــــــــــــة، وحنوهـــــــــــــا مـــــــــــــن اآليـــــــــــــات جمملـــــــــــــة ٢، ) ... الـــــــــــــذنوب جميع

يف مثـــــــــــل كمـــــــــــا هــــــــــو الواجــــــــــب ، فيجــــــــــب محلهـــــــــــا علــــــــــى املقيــــــــــد، يســــــــــتدل بــــــــــه علـــــــــــى شــــــــــيءــــــد علمــــــاء األصــــــول ــــــك عن ــــــه تعــــــاىل : ، ذل ــــــى حنــــــو قول ــــــن تــــــاب (فتحمــــــل عل ــــــار لم وإنــــــي لغف

ــــدى ــــن وعمــــل صــــالحا ثــــم اهت ــــا الــــذين آمنــــوا توبــــوا إلــــى (وقولــــه تعــــاىل : ٣، )وآم يــــا أيـه ٤ .)فر عنكم سيئاتكم الله تـوبة نصوحا عسى ربكم أن يك

ــــــــه )ب ــــــــدا « : األحاديــــــــث : قول مــــــــن حتســــــــى مســــــــا فهــــــــو يتحســــــــاه يف نــــــــار جهــــــــنم خال .» خملدا فيها .» من تردى من جبل فهو يرتدى من جبل يف النار خالدا خملدا « : وقوله

مـــــــــــن وجـــــــــــيء نفســـــــــــه حبديـــــــــــدة فحديدتـــــــــــه يف يـــــــــــده يوجـــــــــــأ ـــــــــــا بطنـــــــــــه يف « : وقولـــــــــــه .» النار خالدا خملدا

جعــــــــل اهللا ذلــــــــك الســــــــوط ، ن جــــــــائرمــــــــن علــــــــق ســــــــوطا بــــــــني يــــــــدي ســــــــلطا« : وقولــــــــه حيــــــــــــة طوهلــــــــــــا ســـــــــــــبعون ذراعــــــــــــا تســــــــــــلط عليـــــــــــــه يف نــــــــــــار جهــــــــــــنم خالـــــــــــــدا فيهــــــــــــا خملــــــــــــدا ولـــــــــــــه

٥ .ذه األعمال تقتضي الفسقوقالوا : إن ه .» عذاب أليم

اإلسماعيلية االمساعيليـــــــــة عنــــــــــوان عــــــــــام للفــــــــــرق الــــــــــيت اعتقــــــــــدت بعــــــــــد وفــــــــــاة االمــــــــــام جعفــــــــــر بــــــــــن حممــــــــــد

، أو بإمامــــــــــة حفيــــــــــده حممــــــــــد بــــــــــن امساعيـــــــــــل، بإمامــــــــــة ابنــــــــــه األكــــــــــرب امساعيـــــــــــل الصــــــــــادق وأنــــــــــــــه، فالـــــــــــــذين ذهبــــــــــــــوا إىل القــــــــــــــول بإمامــــــــــــــة امساعيــــــــــــــل وزعمــــــــــــــوا بــــــــــــــأن إمساعيــــــــــــــل مل ميــــــــــــــت

________________ .٨٢، . طه٣ .٥٣، . الزمر٢ .١٢٣، لنساء. ا١ .٨، . التحرمي٤ .١٧٩ص ، الخالصة النافعة؛ ٣٢١ص ، ٢ج ، عدة االكياس في شرح معاني االساس. راجع : ٥

أو ، مســـــــــــــــي هـــــــــــــــؤالء باالمساعيليـــــــــــــــة اخلالصـــــــــــــــة علـــــــــــــــى قـــــــــــــــول ابـــــــــــــــن نوخبـــــــــــــــت، هـــــــــــــــو القـــــــــــــــائم .على قول الدكتور مشكور االمساعيلية اخلاصة

أمــــــــــــــا ا موعــــــــــــــة الثانيــــــــــــــة فســــــــــــــميت باالمساعيليــــــــــــــة العامــــــــــــــة وهــــــــــــــي الفرقــــــــــــــة الــــــــــــــيت ادعــــــــــــــت ــــــــــــل ــــــــــــرق، االمامــــــــــــة يف حممــــــــــــد بــــــــــــن امساعي ومــــــــــــن هــــــــــــذه الفــــــــــــرق ، وتشــــــــــــعبت منهــــــــــــا عــــــــــــدة ف

ومــــــــــــــنهم املباركيــــــــــــــة ، اخلطابيـــــــــــــة نســــــــــــــبة إىل مؤسســــــــــــــها أيب اخلطـــــــــــــاب حممــــــــــــــد بــــــــــــــن أيب زينـــــــــــــب ة يــــــــــــــركاوتشــــــــــــــعبت مــــــــــــــن املب، وىل إمساعيــــــــــــــل بــــــــــــــن جعفــــــــــــــرنســــــــــــــبة إىل مؤسســــــــــــــها مبــــــــــــــارك مــــــــــــــ

وهــــــــــــــذه الفــــــــــــــرق أقــــــــــــــرت مبــــــــــــــوت ، فرقــــــــــــــة مسيــــــــــــــت بالقرامطــــــــــــــة نســــــــــــــبة إىل رئيســــــــــــــها قرمطويــــــــــــــه إمساعيـــــــــــــل وقـــــــــــــالوا بـــــــــــــأن االمامـــــــــــــة ال تنتقـــــــــــــل مـــــــــــــن أخ إىل أخ بعـــــــــــــد احلســـــــــــــن واحلســـــــــــــني

.وأن حممد بن إمساعيل هو االمام صـــــــــــــــــــــــرت الفـــــــــــــــــــــــرق االمساعيليـــــــــــــــــــــــة يف ويف عهـــــــــــــــــــــــد الدولـــــــــــــــــــــــة الفاطميـــــــــــــــــــــــة يف مصـــــــــــــــــــــــر احن

وهـــــــــــــو ، وذلـــــــــــــك عنـــــــــــــدما قـــــــــــــام املستنصـــــــــــــر بـــــــــــــاهللا، واملســـــــــــــتعلية، طـــــــــــــائفتني ومهـــــــــــــا : النزاريـــــــــــــةــــــــــــل االمامــــــــــــة مــــــــــــ ــــــــــــه الشــــــــــــثــــــــــــامن خلفــــــــــــاء الفــــــــــــاطميني بتحوي ــــــــــــري نــــــــــــزار إىل ابن ــــــــــــه الكب اب ن ابن

ـــــــــــــأقرت طائفـــــــــــــة منهـــــــــــــا بامامـــــــــــــة املســـــــــــــتعلي، املســـــــــــــتعلي ـــــــــــــى ، ف ـــــــــــــت طائفـــــــــــــة أخـــــــــــــرى عل وبقي ، ومهـــــــــــــا : اآلغاخانيـــــــــــــة، أمـــــــــــــا اليــــــــــــوم فاالمساعيليـــــــــــــة ينقســـــــــــــمون إىل طــــــــــــائفتني، إمامــــــــــــة نـــــــــــــزار

١ .ومها بقايا الفرقتني النزارية واملستعلية، والبهرة

رأى االسماعيلية في الوعيدــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم ومــــــــــــــن خيلــــــــــــــد فيهــــــــــــــا ــــــــــــــة يف مســــــــــــــألة اخلل ــــــــــــــوف علــــــــــــــى آراء االمساعيلي للوق

البد من عرض عدد من املقدمات :

في االيمان األولى : قولهمـــــــــــه ) ه ٣٦٣املتـــــــــــوىف ( يـــــــــــذهب القاضـــــــــــي النعمـــــــــــان بـــــــــــن حممـــــــــــد إىل أن االميـــــــــــان كمـــــــــــا عرف

فمـــــــــــن عرفـــــــــــه اهللا نفســـــــــــه ونبيـــــــــــه، هـــــــــــو االقـــــــــــرار واملعرفـــــــــــة االمـــــــــــام علـــــــــــي بـــــــــــن أيب طالـــــــــــب ________________

ــــــــ ٦٧ص ، فــــــــرق الشــــــــيعةاجــــــــع : . ر ١ ــــــــاريخ فلســــــــفه اســــــــالمى، ؛ هنــــــــري كــــــــورين ٧٢ ـ فرهنــــــــگ ؛ ٣٢ ص، ت .٥٣ـ ٧٤ص ، فرق اسالمى

١ .وإمامة فأقر بذلك فهو مؤمن وقـــــــــال يف موضــــــــــع آخــــــــــر : أدىن مــــــــــا يكــــــــــون بــــــــــه العبــــــــــد مؤمنــــــــــا ان يعرفــــــــــه اهللا نفســــــــــه فيقــــــــــر

ــــــــــه حجتــــــــــه يف أرضــــــــــه وشــــــــــاهده علــــــــــى ، ويعرفــــــــــه نبيــــــــــه فيقــــــــــر لــــــــــه بــــــــــالنبوة، لــــــــــه باإلهليــــــــــة ويعرف ٢ .خلقه فيعتقد بامامته

قــــــــــــــــال املؤيــــــــــــــــد يف الــــــــــــــــدين هبــــــــــــــــة اهللا الشــــــــــــــــريازي ، أقســــــــــــــــام ثالثــــــــــــــــةولالميــــــــــــــــان عنــــــــــــــــدهم ، : وجـــــــــــــــاء ذكــــــــــــــر االميـــــــــــــــان يف نــــــــــــــص القـــــــــــــــرآن علــــــــــــــى وجـــــــــــــــوه خمتلفـــــــــــــــة ) ه ٤٧٠املتــــــــــــــوىف (

.ومنها إميان مشوب بالشرك، فمنها إميان تام خالص ومنها اميان ناقص ئمــــــــــــة واأل وقــــــــــــال : أصــــــــــــحاب االميــــــــــــان اخلــــــــــــالص هــــــــــــم املخلصــــــــــــون يف واليــــــــــــة علــــــــــــي

أمــــــــــــــــا االميــــــــــــــــان النــــــــــــــــاقص فهــــــــــــــــو أول ، مــــــــــــــــن ذريتــــــــــــــــه : واملــــــــــــــــؤمترون هلــــــــــــــــم ائتمــــــــــــــــار الرعيــــــــــــــــةــــــــــــود اآلدمــــــــــــي الــــــــــــذي إذا ــــــــــــل املول ــــــــــــل صــــــــــــاحبه مث ــــــــــــدعوة مث االســــــــــــتجابة واالتصــــــــــــال حبــــــــــــدود ال

فرياعــــــــى منــــــــه كمالـــــــــه ، ولــــــــد وقــــــــع عليــــــــه اســــــــم االنســــــــان لكنــــــــه قاصــــــــر القــــــــدرة ضــــــــعيف اآللــــــــةــــــك قولــــــه تعــــــاىل : ، ومتامــــــه واســــــتقالله ــــــوا باللــــــه (ويــــــدل علــــــى ذل ــــــوا آمن ــــــا الــــــذين آمن ــــــا أيـه ي

بعــــــــد شـــــــــهادته ) آمنـــــــــوا ( ولـــــــــو ال املعــــــــىن الــــــــذي أشـــــــــرنا اليــــــــه لكـــــــــان قولــــــــه : ٣ ) ... ورســــــــوله فـــــــــــــدل بـــــــــــــذلك علـــــــــــــى كــــــــــــون املخـــــــــــــاطبني بافتتـــــــــــــاح إميـــــــــــــا م ، ســــــــــــبحانه بـــــــــــــأ م آمنـــــــــــــوا عبثــــــــــــا

.ام والد مكاملواليد يف افتتاح أي واملقصـــــــــــــــــود مـــــــــــــــــن االميـــــــــــــــــان املشـــــــــــــــــوب بالشـــــــــــــــــرك : أن االميـــــــــــــــــان هـــــــــــــــــو نفـــــــــــــــــس الشـــــــــــــــــيء

ــــــــــــا مــــــــــــن اهللا ســــــــــــبحانه املــــــــــــأخوذ عــــــــــــن رســــــــــــول اهللا ــــــــــــه وحي ــــــــــــزل إلي ــــــــــــه طهــــــــــــرة ، ممــــــــــــا ن ففيــــــــــــــيت تصــــــــــــــدر مــــــــــــــن ــــــــــــــألرواح مــــــــــــــادام مل ختالطــــــــــــــه البــــــــــــــدع واالختالفــــــــــــــات ال للنفــــــــــــــوس وجنــــــــــــــاة ل

ــــــــــــــوقني ــــــــــــــه وحرامــــــــــــــهوكــــــــــــــأ م يشــــــــــــــاركون ، املخل ــــــــــــــه وأمــــــــــــــره وحالل ، اهللا ســــــــــــــبحانه ــــــــــــــا يف دينــــــــك املــــــــاء النــــــــازل، فمهمــــــــا خالطــــــــه مــــــــا هــــــــذه ســــــــبيله صــــــــار اميانــــــــا مشــــــــوبا بالشــــــــرك ومثــــــــال ذل

________________ .٣٤٨ص ، المجالس والمسايرات، القاضي النعمان بن مخمداجع : . ر ١ .١٣٦. النساء ، ٣ .٣٤٩، ص المصدر السابق. راجع : ٢

وإذا غلبـــــــــــت ، مـــــــــــن الســـــــــــماء فهـــــــــــو طهـــــــــــرة جلميـــــــــــع االشـــــــــــياء مـــــــــــا مل تغلـــــــــــب عليـــــــــــه النجاســـــــــــة وكـــــــــــذلك االميــــــــــان إذا خالطتـــــــــــه البـــــــــــدع صــــــــــار شـــــــــــركا وبطـــــــــــل ، عليــــــــــه بطـــــــــــل وذهبــــــــــت منافعـــــــــــه

وال ينفــــــــــع اهللا وال يزكــــــــــي عمــــــــــل أهلــــــــــه وإن كــــــــــان جــــــــــوهر االميــــــــــان باقيــــــــــا مـــــــــــن ، االنتفــــــــــاع بــــــــــه ١ .لهحيث كونه منزال من اهللا سبحانه يف أص

الثانية : قولهم في الكفر والشرك فـــــــاتـقوا النـــــــار التـــــــي وقودهـــــــا (يقــــــول هبـــــــة اهللا الشـــــــريازي يف ذيـــــــل تفســـــــريه لقولـــــــه تعـــــــاىل :

ـــــــافرين ـــــــدت للك ـــــــارة أع ـــــــأن الكفـــــــر هـــــــو الســـــــرت ٢ )النـــــــاس والحج فســـــــمي الكـــــــافر كـــــــافرا ، ب مث إن الكــــــــــــافر علــــــــــــى قســــــــــــمني : أحــــــــــــدمها مــــــــــــن ، لســــــــــــرته مــــــــــــا علمــــــــــــه مــــــــــــن احلــــــــــــق واالميــــــــــــان

ســــــــــــحب ذيلــــــــــــه علــــــــــــى احلــــــــــــق الــــــــــــذي اســــــــــــتبانه واستوضــــــــــــحه طلبــــــــــــا لرياســــــــــــة باطــــــــــــل وحســــــــــــدا وهــــــــــو شــــــــــر القســــــــــمني كأضــــــــــداد األوصــــــــــياء واألئمــــــــــة يف كــــــــــل ، لصــــــــــاحب احلــــــــــق علــــــــــى حقــــــــــه

والقســــــــــــم اآلخــــــــــــر مــــــــــــن تــــــــــــبعهم ، عصــــــــــــر واملتــــــــــــوثبني علــــــــــــى مكــــــــــــانتهم يف الوصــــــــــــاية واالمامــــــــــــة ٣ .واقتدى م يف باطلهم اغرتارا ببدعتهم واخنداعا خبدعهم، على رأيهم

ــــــــاهللا ــــــــد ، وشــــــــرك بواليــــــــة االئمــــــــة، أمــــــــا الشــــــــرك فهــــــــو عنــــــــدهم قســــــــمان أيضــــــــا : شــــــــرك ب وق وادعـــــــــــــــى نســـــــــــــــبته إىل ، حــــــــــــــديثا ) ه ٣٤٧املتـــــــــــــــوىف ( نقــــــــــــــل جعفـــــــــــــــر بــــــــــــــن منصـــــــــــــــور الــــــــــــــيمن

ـــــه تعـــــاىل : النـــــيب ـــــك (يف تفســـــري قول ل ـــــا دون ذ ـــــر م ـــــه ويـغف ـــــر أن يشـــــرك ب إن اللـــــه ال يـغف ولــــــيس هــــــو ، يقولــــــون يف هــــــذا إنــــــه هــــــو الشــــــرك« قــــــال : وزعــــــم أن النــــــيب ٤ )لمــــــن يشــــــاء

ــــــــــــــون ــــــــــــــة أمــــــــــــــري املــــــــــــــؤمنني ، كمــــــــــــــا يقول وإمنــــــــــــــا االشــــــــــــــراك يف هــــــــــــــذا املوضــــــــــــــع أن يشــــــــــــــرك بوالي وليـــــــــــا وإمامـــــــــــا فيجعـــــــــــل معـــــــــــه غـــــــــــريه وجيحـــــــــــد بواليتـــــــــــه فقـــــــــــد ضـــــــــــل ضـــــــــــالال ومـــــــــــن نصـــــــــــبه اهللا

ــــــدا ــــــاهللا غــــــري هــــــذا، بعي ــــــرم اللــــــه ... (قــــــال تعــــــاىل : ، والشــــــرك ب ــــــد ح ق ــــــرك باللــــــه فـ ــــــن يش م________________

.٣٣١ـ ٣٢٤ص ، المجالس المؤيدية، هبة اهللا الشيرازياجع : . ر ١ .٣١٩، ص المجالس المؤيدية. راجع : ٣ .٢٤. البقرة ، ٢ .٤٨، . النساء٤

٢ .» فهذا غري هذا ١ ) عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ــــــــــدين بشــــــــــيء ممــــــــــا ــــــــــه العبــــــــــد مشــــــــــركا أن يت ــــــــــال القاضــــــــــي النعمــــــــــان : أدىن مــــــــــا يكــــــــــون ب وق

وأدىن مــــــــا ، ويعبــــــــد مــــــــن أمــــــــر بــــــــه وهــــــــو غــــــــري اهللا، بــــــــذلكفيــــــــزعم أن اهللا أمــــــــر ، ــــــــى اهللا عنــــــــهـــــــــه ضـــــــــاال ـــــــــأمت بـــــــــه، يكـــــــــون ب ـــــــــى خلقـــــــــه في ٣ .أن ال يعـــــــــرف حجـــــــــة اهللا يف أرضـــــــــه وشـــــــــاهده عل

.فعدم معرفة االمام عندهم ضاللة ورفض األئمة بعد معرفتم هو كفر وشرك

الثالثة : قولهم في أركان الدين رة والصــــــــــــالة والزكــــــــــــاة والصــــــــــــوم واحلــــــــــــج أركــــــــــــان الــــــــــــدين عنــــــــــــد االمساعيليــــــــــــة هــــــــــــي : الطهــــــــــــا

فـــــــــــــإن أطـــــــــــــاع املـــــــــــــؤمن اهللا ، والواليـــــــــــــة عنـــــــــــــدهم أفضـــــــــــــل هـــــــــــــذه األركـــــــــــــان، واجلهـــــــــــــاد والواليـــــــــــــة مث عصــــــــــى االمــــــــــام ، وقــــــــــام بأركــــــــــان الــــــــــدين كلهــــــــــا تعــــــــــاىل وأقــــــــــر برســــــــــالة الرســــــــــول الكــــــــــرمي

٤ .وطاعة الرسول فهو آمث يف معصيته وغري مقبولة منه طاعة اهللا، أو كذب به

الرابعة : قولهم في العبادة االمساعيليــــــــــــــة يقســــــــــــــمون العبــــــــــــــادة إىل عبــــــــــــــادة عمليــــــــــــــة أي العبــــــــــــــادة الظــــــــــــــاهرة وهــــــــــــــو مــــــــــــــا

، وإىل عبـــــــــــادة علميـــــــــــة أي علـــــــــــم البـــــــــــاطن وهـــــــــــو التأويـــــــــــل، يتصـــــــــــل بفـــــــــــرائض الـــــــــــدين وأركانـــــــــــهـــــــــاب . .. (يقـــــــــول محيـــــــــد الـــــــــدين الكرمـــــــــاين يف ذيـــــــــل قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ـــــــــبـعض الكت ـــــــــون ب تـؤمن أفـ

ـــــوم نـيا ويـ ـــــد ـــــاة ال ـــــي الحي ـــــنكم إال خـــــزي ف ـــــك م ل ـــــل ذ ـــــن يـفع ـــــا جـــــزاء م ـــــبـعض فم وتكفـــــرون ب ٥ .) ... القيامة يـردون إلى أشد العذاب

ــــــــــــا ــــــــــــالبعض ويكفــــــــــــر ب ــــــــــــذين تقــــــــــــدم وصــــــــــــفهم ممــــــــــــن يــــــــــــؤمن ب ــــــــــــل النواصــــــــــــب إن ال لبعض مث وكفـــــــــــــرا بالعبـــــــــــــادة الباطنـــــــــــــة، وأمثـــــــــــــاهلم مـــــــــــــن أهـــــــــــــل امللـــــــــــــة إميانـــــــــــــا بالعبـــــــــــــادة الظـــــــــــــاهرة عمـــــــــــــال

________________ .٥٣، ص الكشف. جعفر بن منصور اليمن ، ٢ .٧٢. املائدة ، ١ .٣٤٩ص ، المجالس والمسايرات. راجع : ٣ .٣٠، ٢٩ص ، أعالم االسماعيلية، مصطفى غالب .. راجع : د٤ .٨٥، . البقرة٥

ــــــــــــادة الباطنــــــــــــة علمــــــــــــا ، علمــــــــــــا وكفــــــــــــرا بالعبــــــــــــادة الظــــــــــــاهرة ، والفالســــــــــــفة والغــــــــــــالة إميانــــــــــــا بالعبــــــــــــــذين بــــــــــــــاعوا آخــــــــــــــر م بــــــــــــــرتكهم قبــــــــــــــول قــــــــــــــول أوليــــــــــــــاء اهللا ، عمــــــــــــــال وأشــــــــــــــباههم أولئــــــــــــــك ال

ــــــــوه يف دنيــــــــاهم واعتمــــــــدوا عقــــــــوهلم هم (، وحــــــــدوده مبــــــــا ختيل ــــــــنـ ــــــــف ع ــــــــال يخف ــــــــذاب وال ف الع والهـــــــــــــــم ممـــــــــــــــن يتخلصـــــــــــــــون ممـــــــــــــــا ، أي ال تفـــــــــــــــارقهم اآلالم واحلســـــــــــــــرات )هـــــــــــــــم ينصـــــــــــــــرون

١ .قد متكن من أنفسهم ونشأوا عليه من االعتقادات السقيمة

الخامسة : قولهم في العفو الشفاعةـــــــفاعة يـومئـــــــذ ال تنفـــــــع ا (يقــــــول جعفـــــــر بــــــن منصـــــــور الــــــيمن يف تفســـــــريه لقولـــــــه تعــــــاىل : لش

ـــــوال ـــــه قـ ن ورضـــــي ل ـــــه الـــــرحم قـــــال احلكـــــيم : الينـــــال الشـــــفاعة مـــــن القـــــائم ٢، )إال مـــــن أذن لـــــــــــ صـــــــــــلوات اهللا عليـــــــــــه يـــــــــــوم قيامـــــــــــة ـــــــــــ إشـــــــــــارة إىل يـــــــــــوم القيامـــــــــــة ـ ـــــــــــه بالســـــــــــيف إال ـ ملـــــــــــن أذن ل

مــــــــــــن أتــــــــــــاه بــــــــــــاذن اهللا أتبــــــــــــاع االمــــــــــــام الصــــــــــــامت املســــــــــــتور قبــــــــــــل ظهــــــــــــور يعــــــــــــين إال ، الــــــــــــرمحن فمـــــــــــــن إتبـــــــــــــع ، القــــــــــــائم صـــــــــــــلوات اهللا عليـــــــــــــه ألن إذن اهللا عزوجـــــــــــــل بأيـــــــــــــدي األئمـــــــــــــة والرســـــــــــــل

.إمام عصره فهو يدله ويشري به إىل القائم حبد السيف من إذن اهللاــــــــــه ــــــــــال : الشــــــــــفاعة من أنــــــــــه ال ملــــــــــن كــــــــــان مــــــــــن أهــــــــــل الواليــــــــــة هلــــــــــم إ وكــــــــــذلك شــــــــــفاعة، ق

قصــــــــــــــر عـــــــــــــــن واجــــــــــــــب األعمـــــــــــــــال ورضــــــــــــــي لـــــــــــــــه عمــــــــــــــال منهـــــــــــــــا يف طــــــــــــــاعتهم حمـــــــــــــــىي علـــــــــــــــى ٣ .فرضي اهللا عمله، مواال م وحمبتهم ومود م ومات عليها

املتــــــــــــوىف ( أمــــــــــــا بالنســــــــــــبة إىل العفــــــــــــو االهلــــــــــــي فيــــــــــــذهب إدريــــــــــــس عمــــــــــــاد الــــــــــــدين القريشــــــــــــي ، لألئمـــــــــــــة إىل عــــــــــــدم مشــــــــــــول العفــــــــــــو االهلــــــــــــي ألصــــــــــــحاب العقــــــــــــاب غــــــــــــري املــــــــــــوالني ) ه ٨٧٢

ـــــــــــ ففـــــــــــي شـــــــــــرحه لقـــــــــــول هبـــــــــــة اهللا الشـــــــــــريازي وهـــــــــــو قولـــــــــــه : وبـــــــــــه ـــــــــــ أي باالئمـــــــــــة واألوصـــــــــــياء ـ ـــــــــــــون إىل ــــــــــــواب الراق ــــــــــــاملرتفعون أهــــــــــــل الث ــــــــــــال : ف يرتفــــــــــــع مــــــــــــن يرتفــــــــــــع ويتضــــــــــــع مــــــــــــن يتضــــــــــــع ق

ـــــــــــــــه ـــــــــــــــة يف زمرت ـــــــــــــــى ســـــــــــــــوء ، عـــــــــــــــامل اللطاف ـــــــــــــــون عل واملتضـــــــــــــــعون هـــــــــــــــم أهـــــــــــــــل العقـــــــــــــــاب املنكب ٤ .ى املبعدون ا عن عفو اهللا ورمحتهأعماهلم الصائرون ا إىل النار الكرب

__________________ .١٠٨. طه ، ٢ .٥٨٩، ص العقل، راحة. راجع : أمحد محيد الدين الكرماين ، ١ .٣١٧، ص زهر المعاني. راجع : إدريس عماد الدين القريشي ، ٤ .٨١، ص الكشف. ٣

الموالينالسادسة : قولهم في معاصي الموالين لالئمة وعدم ـــــــــــــــة إىل أن املـــــــــــــــوالني لألئمـــــــــــــــة واملطيعـــــــــــــــني هلـــــــــــــــم والعـــــــــــــــارفني بفضـــــــــــــــلهم يـــــــــــــــذهب االمساعيلي

ـــــــــــــا احلســـــــــــــىن، واحملبـــــــــــــني هلـــــــــــــم ـــــــــــــذين ســـــــــــــبقت هلـــــــــــــم من ألن حمبـــــــــــــة وصـــــــــــــي ، أولئـــــــــــــك أهـــــــــــــل الـــــــــــيب ومعرفـــــــــــة فضـــــــــــله حســـــــــــنة التضـــــــــــر معهـــــــــــا ســـــــــــيئة ه حقيقـــــــــــة الـــــــــــوالء مل ألن مـــــــــــن تـــــــــــوال ، الن

١ .تضره السيئات الكفـــــــــــار يـــــــــــوم القيامـــــــــــة خيســـــــــــرون أعمـــــــــــاهلم وال يـــــــــــنفعهم منهـــــــــــا ويقـــــــــــول إخـــــــــــوان الصـــــــــــفا :

ـــــــــــذين ، وتغـــــــــــنب ســـــــــــيئا م حســـــــــــنا م فـــــــــــال تفـــــــــــي، قليـــــــــــل وال كثـــــــــــري ـــــــــــا وتغـــــــــــنب حســـــــــــنات ال آمنــــــــــــــوا ســــــــــــــيئا م وال تضــــــــــــــرهم وال يؤخــــــــــــــذون ــــــــــــــا إذا كــــــــــــــان رأس حســــــــــــــنات الــــــــــــــذين آمنــــــــــــــوا

هم إذا أدوا وال معصــــــــــــــية تضــــــــــــــر ، معرفــــــــــــــة اهللا ســــــــــــــبحانه وتعــــــــــــــاىل ومعرفــــــــــــــة أوليائــــــــــــــه وطــــــــــــــاعتهمــــــــــزل ــــــــــم القــــــــــدمان مجيعــــــــــا ، مــــــــــا جيــــــــــب علــــــــــيهم وإذا زلــــــــــت بأحــــــــــدهم قــــــــــدم ، ومــــــــــا يكــــــــــاد ي

ــــــــــــــازل ، اعتمــــــــــــــد علــــــــــــــى االخــــــــــــــرى ــــــــــــــذين كفــــــــــــــروا الشــــــــــــــرك بــــــــــــــاهللا وجمــــــــــــــد من ورأس معاصــــــــــــــي ال وال حســـــــــــنة تـــــــــــنفعهم بعـــــــــــد ذلـــــــــــك مـــــــــــن ، أوليائـــــــــــه والتكـــــــــــرب علـــــــــــيهم واخلـــــــــــروج عـــــــــــن طـــــــــــاعتهم

ـــــل (كمـــــا قـــــال اهللا عزوجـــــل : ، وال عمـــــل، صـــــالة أو صـــــيام ـــــن عم ـــــوا م ـــــا عمل ـــــى م ـــــدمنا إل وقــــــــــــورا ــــــــــــاء منث ــــــــــــاه هب فاملعيــــــــــــار يف قبــــــــــــول األعمــــــــــــال عنــــــــــــد االمساعيليــــــــــــة هــــــــــــو ٣ .٢، )فجعلن

طاعـــــــــــــــة األئمـــــــــــــــة والكـــــــــــــــافرون بواليـــــــــــــــة األئمـــــــــــــــة ال تقبـــــــــــــــل أعمـــــــــــــــاهلم مهمـــــــــــــــا بلغـــــــــــــــت هـــــــــــــــذه جعفـــــــــر منصـــــــــور الـــــــــيمن بقولـــــــــه : فمـــــــــن كفـــــــــر بواليـــــــــة وقـــــــــد أشـــــــــار إىل هـــــــــذا أيضـــــــــا ، األعمـــــــــال

ـــــــــــــذلك ـــــــــــــه، أمـــــــــــــري املـــــــــــــؤمنني ولقـــــــــــــي اهللا ب ـــــــــــــاء ، أحـــــــــــــبط اهللا عمل ـــــــــــــه هب وأضـــــــــــــل ســـــــــــــعيه وجعل ، وأنــــــــــه ليـــــــــــوايف الرجـــــــــــل مــــــــــنهم يـــــــــــوم القيامـــــــــــة، وأكـــــــــــبهم علــــــــــى وجـــــــــــوههم يف النـــــــــــار، منثــــــــــورا

فــــــــــال ينفعــــــــــه ، مننيومل يلــــــــــق اهللا بواليــــــــــة أمــــــــــري املــــــــــؤ ، ولــــــــــو أن لــــــــــه أعمــــــــــاال كاجلبــــــــــال الرواســــــــــي ٤ .)وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا (وقال اهللا عز وجل : ، عمله

________________ .٢٣. الفرقان ، ٢ .٣٢٧، ص المصدر السابق. راجع : ١ .١٢٤، ١٢٣ص ، ) من تراث اخوان الصفا ( جامعة الجامعة. راجع : ٣ .٣٧، ٣٨ص ، الكشف. راجع : ٤

النتائجــــــــــــول األعمــــــــــــال عنــــــــــــد ــــــــــــار يف قب ــــــــــــأن املعي نســــــــــــتخلص ممــــــــــــا استعرضــــــــــــناه مــــــــــــن املقــــــــــــدمات ب

بــــــــــــل وحــــــــــــىت قبــــــــــــول طاعــــــــــــة اهللا وطاعــــــــــــة رســــــــــــوله هــــــــــــو طاعــــــــــــة األئمــــــــــــة وقبــــــــــــول ، االمساعيليــــــــــــة وبنــــــــــــــاء علــــــــــــــى ذلــــــــــــــك فــــــــــــــان املــــــــــــــذنبني مــــــــــــــن املــــــــــــــوالني لألئمــــــــــــــة والعــــــــــــــارفني ــــــــــــــم ، واليــــــــــــــتهم

ألن حمبـــــــــــــــة األئمـــــــــــــــة واألوصـــــــــــــــياء ، بـــــــــــــــني هلـــــــــــــــم ال يـــــــــــــــدخلون النـــــــــــــــار وال خيلـــــــــــــــدون فيهـــــــــــــــاواحمل فتشـــــــــــملهم شـــــــــــفاعة االمـــــــــــام القـــــــــــائم يـــــــــــوم القيامـــــــــــة ويكـــــــــــون ، حســـــــــــنة ال تضـــــــــــر معهـــــــــــا ســـــــــــيئة

.عمله مرضيا عند اهللا ، أمــــــــــــا بالنســــــــــــبة إىل العاصــــــــــــني واملــــــــــــذنبني مــــــــــــن أهــــــــــــل امللــــــــــــة مــــــــــــن غــــــــــــري املــــــــــــوالني لألئمــــــــــــة

واختـــــــــــــاذهم ، وذلـــــــــــــك لعـــــــــــــدم قبـــــــــــــول واليـــــــــــــتهم، بواليـــــــــــــة األئمـــــــــــــة فـــــــــــــإ م لشـــــــــــــركهم وكفـــــــــــــرهم وعملهـــــــــــــم بالعبـــــــــــــادة العمليـــــــــــــة الظاهريـــــــــــــة فقـــــــــــــط كالنواصـــــــــــــب ، أئمـــــــــــــة آخـــــــــــــرين بـــــــــــــدال مـــــــــــــنهم

وغــــــــــــريهم مــــــــــــن خلفــــــــــــاء اجلــــــــــــور الــــــــــــذين غصــــــــــــبوا اخلالفــــــــــــة والواليــــــــــــة مــــــــــــن األئمــــــــــــة وأتبــــــــــــاعهم ــــــــــــــاقي األئمــــــــــــــة ــــــــــــــوا إمــــــــــــــامتهم ورفضــــــــــــــوا إمامــــــــــــــة أمــــــــــــــري املــــــــــــــؤمنني وب ــــــــــــــذين قبل ، واألوصــــــــــــــياءال

ــــــــــــذين عملــــــــــــوا بالعبــــــــــــادة الباطنيــــــــــــة وكفــــــــــــروا بالعبــــــــــــادة الظاهريــــــــــــة عمــــــــــــال كالفالســــــــــــفة وأيضــــــــــــا ال .كل هؤالء خملدون يف النار خلودا أبديا ، والغالة برتكهم قبول قول أولياء اهللا

قــــــــــــــــال محيــــــــــــــــد الــــــــــــــــدين كرمــــــــــــــــاين : ومــــــــــــــــن كــــــــــــــــان مصــــــــــــــــرا علــــــــــــــــى ارتكــــــــــــــــاب املعاصـــــــــــــــــي ه مخـــــــــــرة اعتقـــــــــــاده وفعلـــــــــــه مـــــــــــن اخلمـــــــــــار الطويـــــــــــل والندامـــــــــــة فليستبشـــــــــــر مبـــــــــــا تعقبـــــــــــ، والكبـــــــــــائر

ألن نفســــــــــــــه برتكهــــــــــــــا العبــــــــــــــادة واصــــــــــــــالح االخــــــــــــــالق باالحكــــــــــــــام ، والعويــــــــــــــل أبــــــــــــــد اآلبــــــــــــــدين أصـــــــــــــــبحت ذات صـــــــــــــــورة مباينـــــــــــــــة للصـــــــــــــــورة الـــــــــــــــيت ، الشـــــــــــــــرعية وتركهـــــــــــــــا العبـــــــــــــــادة الناموســـــــــــــــية

ــــــــــــة ني فتصــــــــــــري ذات صــــــــــــورت، اكتســــــــــــبتها باالحاطــــــــــــة مبــــــــــــا أحاطــــــــــــت بــــــــــــه مــــــــــــن املعــــــــــــارف اإلهلي متضـــــــــــــــادتني : صـــــــــــــــورة تشـــــــــــــــبه صـــــــــــــــورة املالئكـــــــــــــــة مـــــــــــــــن حيـــــــــــــــث تصـــــــــــــــورت وجـــــــــــــــوب العلـــــــــــــــم

وصــــــــــــــورة أخــــــــــــــرى تشــــــــــــــبه صــــــــــــــورة البهــــــــــــــائم والوحــــــــــــــوش الــــــــــــــيت ال، واالكتفــــــــــــــاء مبــــــــــــــا علمــــــــــــــت

ـــــــــــــه ـــــــــــــرك العمـــــــــــــل واالســـــــــــــتغناء عن ـــــــــــــد ر ـــــــــــــا مـــــــــــــن حيـــــــــــــث تصـــــــــــــورت جـــــــــــــواز ت فالصـــــــــــــورة ، تعبــــــــــــــة احلــــــــــــــدود حافظــــــــــــــة للــــــــــــــذات مــــــــــــــن أن تفــــــــــــــىن ــــــــــــــيت اكتســــــــــــــبتها مبعرف ــــــــــــــك ، املالئكيــــــــــــــة ال وتل

فيحـــــــــــدث مـــــــــــن وجـــــــــــود ، الصـــــــــــورة البهيميـــــــــــة االخـــــــــــرى الـــــــــــيت اكتســـــــــــبتها باقيـــــــــــة فيهـــــــــــا لبقائهـــــــــــا وقــــــــــــد ينتقــــــــــــل مــــــــــــن قضــــــــــــية االمكــــــــــــان إىل قضــــــــــــية ! ويــــــــــــا هلــــــــــــا مــــــــــــن اآلالم، الصــــــــــــورتني اآلالمـــــــــــــــدوام ـــــــــــــــنفس ، فـــــــــــــــيظلم جـــــــــــــــوهره وقتمـــــــــــــــا يـــــــــــــــأمل احـــــــــــــــدمها بـــــــــــــــاآلخر، الوجـــــــــــــــود وال فـــــــــــــــرتد ال

فـــــــــــال حـــــــــــي حتـــــــــــىي حيـــــــــــاة كليـــــــــــة وال هـــــــــــي تفـــــــــــىن ، ة ـــــــــــاتني النهـــــــــــايتني علـــــــــــى أهـــــــــــوال عظيمــــــــــــــــــة ـــــــا وال يحيـــــــى (كمـــــــا قـــــــال تعـــــــاىل : ، فتســـــــرتيح اســـــــرتاحة أبدي يقاســـــــي أمل )ال يمـــــــوت فيه

ـــــــــــــيت بنتهـــــــــــــا األنـــــــــــــوار ـــــــــــــة امللكيـــــــــــــة ال العـــــــــــــذاب يف ذا ـــــــــــــا مـــــــــــــن جهـــــــــــــة مشـــــــــــــس الربيـــــــــــــة يف املدين ١ .القدسية يف يوم كان مقداره مخسني ألف سنة

، العــــــــــذاب األبــــــــــدي بســــــــــبب إنكــــــــــاره لألئمــــــــــة وتكــــــــــربه عــــــــــن قبــــــــــول واليــــــــــتهموكــــــــــل ذلــــــــــك يف شـــــــــــــرحه لقـــــــــــــول ) ه ٥٥٧املتـــــــــــــوىف ( وهــــــــــــو مـــــــــــــا قالـــــــــــــه إبـــــــــــــراهيم بـــــــــــــن احلســــــــــــني احلامـــــــــــــدي

قـــــــــــــال .وهـــــــــــــو قولـــــــــــــه : وذلـــــــــــــك مـــــــــــــن جهــــــــــــة مشـــــــــــــس الربيـــــــــــــة يف املدينـــــــــــــة امللكيـــــــــــــة، الكرمــــــــــــاين فمـــــــــــــن أنكـــــــــــــره ، احلامـــــــــــــدي : يعـــــــــــــين املقـــــــــــــام القـــــــــــــائم يف كـــــــــــــل دور الـــــــــــــذي هـــــــــــــو مشـــــــــــــس دوره

ونــــــــــــزل يف ، وهــــــــــــبط مــــــــــــن الســــــــــــوي األلفــــــــــــي، وتكــــــــــــرب عنــــــــــــه وعصــــــــــــى وقــــــــــــع يف عــــــــــــني اخلطــــــــــــأ ٢ .العذاب السرمدي أبد اآلبدين

ــــــــــال : وكــــــــــل نفــــــــــس ــــــــــك ق ــــــــــد ذل ــــــــــد مــــــــــا يؤي ــــــــــد جــــــــــاء عــــــــــن ســــــــــيدنا املؤي وقــــــــــال أيضــــــــــا : وق خالفــــــــــــــت وقصــــــــــــــرت وجهلــــــــــــــت وضــــــــــــــلت وهفــــــــــــــت إىل حطــــــــــــــام الــــــــــــــدنيا العاجلــــــــــــــة وارتكــــــــــــــاب

صــــــــــــــــارت صــــــــــــــــور ا صــــــــــــــــورة إبليســــــــــــــــية شــــــــــــــــيطانية خمالفــــــــــــــــة ، يميــــــــــــــــةالشــــــــــــــــهوات الفانيــــــــــــــــة البه بـــــــــــل هـــــــــــي خملـــــــــــدة ، وال تقـــــــــــدر أن ترتقـــــــــــي إىل العلـــــــــــى، فالتصـــــــــــري ملكـــــــــــا ، صـــــــــــورة األصـــــــــــلني

٣ . العذاب أبدا يف________________

.٣٠٧، ٣٠٦ص ، كنز الولد، اجع : ابراهيم بن احلسني احلامدي. ر ١ .٣٠٧ص ، المصدر السابق. ٢ .٣٠٨ص ، السابق المصدر. ٣

ـــــــــــى ذكـــــــــــره الســـــــــــالم يـــــــــــوم القيامـــــــــــة ـــــــــــاذا قـــــــــــام القـــــــــــائم عل ـــــــــــد أيضـــــــــــا : ف قـــــــــــال : وقـــــــــــال املؤي ، ألن مثلـــــــــــــــــه حييـــــــــــــــــي ومييـــــــــــــــــت، مبوجـــــــــــــــــب شـــــــــــــــــرط القيامـــــــــــــــــة أن ميـــــــــــــــــوت النـــــــــــــــــاس أمجعـــــــــــــــــني

ـــــــــــاة األبديـــــــــــة ـــــــــــي بـــــــــــالعلم احلي ـــــــــــه فيمـــــــــــر إىل النـــــــــــار ، حيي وإذا وجـــــــــــب مـــــــــــن خالفـــــــــــه القتـــــــــــل فقتل ١ .خالدا فيها

فهـــــــــــم ، شـــــــــــرك بـــــــــــاهللا والكـــــــــــافر واملشـــــــــــرك بواليـــــــــــة االئمـــــــــــة علـــــــــــى حـــــــــــد ســـــــــــواءفالكـــــــــــافر واملـــــــــــــار ـــــــــــــدون يف الن ـــــــــــــال تشـــــــــــــملهم الشـــــــــــــفاعة وال العفـــــــــــــو االهلـــــــــــــي، خمل ـــــــــــــى هـــــــــــــذا فهـــــــــــــم ، ف وعل

كمــــــــــــــــا ، يــــــــــــــــذهبون إىل مــــــــــــــــذهب اخلــــــــــــــــوارج يف كــــــــــــــــون العاصــــــــــــــــي لألئمــــــــــــــــة كفــــــــــــــــارا مشــــــــــــــــركنيــــــــــــــــذهبون إىل مــــــــــــــــذهب املعتزلــــــــــــــــة والزيديــــــــــــــــة واخلــــــــــــــــوارج يف كــــــــــــــــون مــــــــــــــــن دخــــــــــــــــل النــــــــــــــــار ال وي

ـــــــــــة املعتزلـــــــــــة بـــــــــــأن عـــــــــــذاب العاصـــــــــــني ، خيـــــــــــرج منهـــــــــــا أبـــــــــــدا وقـــــــــــد أثبتنـــــــــــا يف البحـــــــــــث عـــــــــــن أدل .وأ م ال خيلدون يف النار، نقطعمن املؤمنني م

________________ .٣١٠ص ، لمصدر السابق. ا١

الخالصة واختلفــــــــــــوا يف ، املتكلمــــــــــــون عــــــــــــدا قليــــــــــــل مــــــــــــنهم علــــــــــــى خلــــــــــــود الكفــــــــــــار يف النــــــــــــارأمجــــــــــــع

وبنــــــــاء علــــــــى ذلــــــــك ، فقــــــــال بعضــــــــهم خبلودهــــــــا فيمــــــــا نفــــــــاه الــــــــبعض اآلخــــــــر، مرتكــــــــب الكبــــــــرية يلزمنــــــــــــــــا البحــــــــــــــــث عــــــــــــــــن آراء املــــــــــــــــذاهب االساســــــــــــــــية مــــــــــــــــن الســــــــــــــــنية والشــــــــــــــــيعية وغــــــــــــــــريهم يف

ع بـــــــــــــالتحقيق عـــــــــــــن آراء فقمنـــــــــــــا يف هـــــــــــــذا القســـــــــــــم مـــــــــــــن املوضـــــــــــــو ، وعيـــــــــــــد مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية ، مثانيـــــــــــــة مـــــــــــــن املـــــــــــــذاهب االســـــــــــــالمية الرئيســـــــــــــية الـــــــــــــيت حبثـــــــــــــت يف وعيـــــــــــــد مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية

ــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــة، واالشــــــــــــــــــاعرة، واخلــــــــــــــــــوارج، وهــــــــــــــــــي : املعتزل ، واالماميــــــــــــــــــة، والســــــــــــــــــلفية، واملاتريدي .وأخريا االمساعيلية، والزيدية

وفيمــــــــــــــــا خيــــــــــــــــص املعتزلــــــــــــــــة فقــــــــــــــــد اعتــــــــــــــــربوا مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية خارجــــــــــــــــا مــــــــــــــــن االميــــــــــــــــان ، فجعلـــــــــــــوه يف منزلـــــــــــــة بـــــــــــــني منـــــــــــــزليت املـــــــــــــؤمن والكـــــــــــــافر، وغـــــــــــــري داخـــــــــــــل يف الكفـــــــــــــر عنـــــــــــــدهم

فحكمـــــــــــــوا عليـــــــــــــه بـــــــــــــاخللود يف النـــــــــــــار بنـــــــــــــاء علـــــــــــــى حتـــــــــــــابط ثـــــــــــــواب طاعاتـــــــــــــه بـــــــــــــالكبرية الـــــــــــــيت واســــــــــــــــــتندوا يف ، يف حقــــــــــــــــــهومل جيــــــــــــــــــوزوا مشــــــــــــــــــول الشــــــــــــــــــفاعة والعفــــــــــــــــــو االهلــــــــــــــــــي ، ارتكبهــــــــــــــــــا

ــــــــــــة ــــــــــــة نقلي ــــــــــــه إىل أدل ــــــــــــوا الي ــــــــــــد، إثبــــــــــــات مــــــــــــا ذهب ــــــــــــات الوعي وبعــــــــــــض ، وهــــــــــــي عمومــــــــــــات آي .واخرى عقلية مبتنية على نظرية التحابط األحاديث اليت نسبوها إىل النيب

فقـــــــــــــــد ، وبعـــــــــــــــد التحقيـــــــــــــــق يف أدلـــــــــــــــة املعتزلـــــــــــــــة ومبـــــــــــــــانيهم يف وعيـــــــــــــــد مرتكـــــــــــــــب الكبـــــــــــــــرية وبـــــــــــذلك يثبـــــــــــت بطـــــــــــالن أدلـــــــــــتهم العقليـــــــــــة املبتنيـــــــــــة علـــــــــــى ، نظريـــــــــــة التحـــــــــــابط ثبـــــــــــت بطـــــــــــالن

التحــــــــــابط وخبصــــــــــوص أدلــــــــــتهم النقليــــــــــة فقــــــــــد ثبــــــــــت أيضــــــــــا بــــــــــأن آيــــــــــات الوعيــــــــــد غــــــــــري شــــــــــاملة وعلــــــــــــى فـــــــــــرض عموميتهـــــــــــا فهـــــــــــي معارضـــــــــــة مــــــــــــع ، بـــــــــــل هـــــــــــي خمتصـــــــــــة بالكفـــــــــــار، للفســـــــــــاق

ـــــــــــــــات تتضـــــــــــــــمن القطـــــــــــــــع بغفـــــــــــــــران اهللا تعـــــــــــــــاىل ملســـــــــــــــتحقي العقـــــــــــــــاب إضـــــــــــــــافة إىل األدلـــــــــــــــة آيــــــــــــيت ، العقليــــــــــــة الــــــــــــيت تثبــــــــــــت انقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب عــــــــــــن مرتكــــــــــــب الكبــــــــــــرية أمــــــــــــا االحاديــــــــــــث ال

.فقد بان بأ ا مطروحة مبعارضتها للكتاب والسنة الصحيحة نسبوها إىل النيب أمــــــــــــــــا اخلــــــــــــــــوارج فبمــــــــــــــــا أ ــــــــــــــــم اعتــــــــــــــــربوا فعــــــــــــــــل الطاعــــــــــــــــات واجتنــــــــــــــــاب احملرمــــــــــــــــات مــــــــــــــــن

فقــــــــــــــد جعلــــــــــــــوا مرتكــــــــــــــب الكبــــــــــــــرية خارجــــــــــــــا مــــــــــــــن االميــــــــــــــان وداخــــــــــــــال يف ، شــــــــــــــرائط االميــــــــــــــان بـــــــــــــل إن بعـــــــــــــض فـــــــــــــرقهم اعتـــــــــــــرب مرتكـــــــــــــب مطلـــــــــــــق املعصـــــــــــــية صـــــــــــــغريها أو كبريهـــــــــــــا، الكفـــــــــــــر

وهلـــــــــــــذا ، فـــــــــــــاخلوارج جممعـــــــــــــون علـــــــــــــى كفـــــــــــــر مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية وخلـــــــــــــوده يف النـــــــــــــار، مشــــــــــــركا ـــــــــــــــدهم غـــــــــــــــري مشـــــــــــــــمول بالشـــــــــــــــفاعة وال بـــــــــــــــالعفو االهلـــــــــــــــي بـــــــــــــــات ومتســـــــــــــــكوا يف اث، فهـــــــــــــــو عن

ــــــــــــد ــــــــــــات الوعي ــــــــــــد باالضــــــــــــافة إىل آي ــــــــــــة بعمومــــــــــــات آيــــــــــــات الوعي ــــــــــــى غــــــــــــرار املعتزل مــــــــــــدعاهم علـــــــــــبعض األحاديـــــــــــث املنســـــــــــوبة إىل النـــــــــــيب ، اخلاصـــــــــــة بالكفـــــــــــار وقـــــــــــد ، واســـــــــــتندوا أيضـــــــــــا ب

.ثبت فيما سبق عدم داللة هذه األدلة على خلود مرتكب الكبريةـــــــــــ وأقـــــــــــروا بـــــــــــأن مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية مـــــــــــؤمن مطيـــــــــــع ، ةأمـــــــــــا األشـــــــــــاعرة فقـــــــــــد خـــــــــــالفوا املعتزل

ــــــــــــه عــــــــــــاص بفســــــــــــقه ومشــــــــــــمول بــــــــــــالعفو االهلــــــــــــ وبــــــــــــذلك ذهبــــــــــــوا ، والشــــــــــــفاعة النبويــــــــــــة يباميان فـــــــــــال ، إىل أن مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية إذا مـــــــــــات مـــــــــــن دون توبـــــــــــة جـــــــــــاز أن يعفـــــــــــو اهللا تعـــــــــــاىل عنـــــــــــه

وقــــــــــــد اســــــــــــتدل الفخــــــــــــر الــــــــــــرازي، ألن اخللــــــــــــود عنــــــــــــدهم خمــــــــــــتص بالكفــــــــــــار، خيلــــــــــــد يف النــــــــــــار .على إثبات ما ذهبوا اليه بدليل نقضي على مبىن املعتزلة

فهــــــــــــــــــم ، واملاتريديــــــــــــــــــة مــــــــــــــــــذهبهم يف وعيــــــــــــــــــد مرتكــــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــــرية مــــــــــــــــــذهب األشــــــــــــــــــاعرة ولـــــــــــو مــــــــــــات ، يـــــــــــرون بـــــــــــأن مرتكــــــــــــب الكبـــــــــــرية غــــــــــــري املســـــــــــتحل ال خيـــــــــــرج بــــــــــــه عـــــــــــن االميــــــــــــان

إن شـــــــــــاء عفـــــــــــا ، ونتيجـــــــــــة لـــــــــــذلك قـــــــــــالوا بإرجائـــــــــــه إىل مشـــــــــــيئة اهللا تعـــــــــــاىل، مـــــــــــن غـــــــــــري توبـــــــــــة .وإن شاء عذبه بقدر ذنبه فال خيلد يف النار، عنه

فـــــــــــــــان مـــــــــــــــن روادهـــــــــــــــم ابـــــــــــــــن تيميـــــــــــــــة وتلميـــــــــــــــذه ابـــــــــــــــن القـــــــــــــــيم ، وبالنســـــــــــــــبة إىل الســـــــــــــــلفية أمــــــــــــا ابــــــــــــن تيميــــــــــــة فهــــــــــــو يــــــــــــرى بــــــــــــأن مرتكــــــــــــب الكبــــــــــــرية ال خيــــــــــــرج بكبريتــــــــــــه مــــــــــــن ، اجلوزيــــــــــــة لشــــــــــــفاعة والعفــــــــــــو فيكــــــــــــون مشــــــــــــموال با، وأنــــــــــــه مــــــــــــؤمن باميانــــــــــــه وفاســــــــــــق بكبريتــــــــــــه، اإلميــــــــــــانـــــــــن ، االهلـــــــــى ـــــــــد الكفـــــــــار فقـــــــــد نقـــــــــل عنـــــــــه تلميـــــــــذه اب فـــــــــال خيلـــــــــد يف النـــــــــار وفيمـــــــــا خيـــــــــص بوعي

القـــــــــــيم والفنـــــــــــوجي والســـــــــــفاريين قولـــــــــــه بفنـــــــــــاء النـــــــــــار وانقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب عـــــــــــن الكفـــــــــــار وعـــــــــــدم وأمــــــــــــا ابــــــــــــن القــــــــــــيم اجلوزيــــــــــــة فقــــــــــــد تبــــــــــــع أســــــــــــتاذه يف إنكــــــــــــار .خلــــــــــــودهم يف النــــــــــــار إىل األبــــــــــــد ويف العديــــــــــــــــد مــــــــــــــــن » حــــــــــــــــادي األرواح« وصــــــــــــــــرح يف كتابــــــــــــــــه، ارخلــــــــــــــــود الكفــــــــــــــــار يف النــــــــــــــــ

واســــــــــتند يف إثبــــــــــات ماذهــــــــــب اليــــــــــه ، كتبـــــــــه األخــــــــــرى بفنــــــــــاء النــــــــــار وانقطــــــــــاع عــــــــــذاب الكفــــــــــارــــــــــــــة العقليــــــــــــــة واآليــــــــــــــات القرآنيــــــــــــــة وبــــــــــــــأقوال منســــــــــــــوبة إىل بعــــــــــــــض ، علــــــــــــــى عــــــــــــــدد مــــــــــــــن األدل

.األصحاب أمثال عمر وابن مسعود وايب هريرة وآخرين

وأمجعــــــــــــــوا ، الماميــــــــــــــة فقــــــــــــــد ثبــــــــــــــت أ ــــــــــــــم خــــــــــــــالفوا املعتزلــــــــــــــة واخلــــــــــــــوارجوأمــــــــــــــا الشــــــــــــــيعة ا ، وأن الشـــــــــــفاعة ثابتـــــــــــة لـــــــــــه، علـــــــــــى عـــــــــــدم خـــــــــــروج مرتكـــــــــــب الكبـــــــــــرية بكبريتـــــــــــه عـــــــــــن اإلميـــــــــــان

وهلــــــــــــذا قــــــــــــالوا بــــــــــــأن اخللــــــــــــود يف النــــــــــــار ، وجيــــــــــــوز أن يعفــــــــــــو اهللا تعــــــــــــاىل عنــــــــــــه عقــــــــــــال وشــــــــــــرعا مســــــــــــــــتندين يف إثبــــــــــــــــات ، وأن مرتكــــــــــــــــب الكبــــــــــــــــرية ال خيلــــــــــــــــد يف النــــــــــــــــار، خمــــــــــــــــتص بالكفــــــــــــــــار

.ذلك بأدلة شرعية واخرى عقليةـــــــــــــرية ـــــــــــــد مرتكـــــــــــــب الكب ـــــــــــــدين للمعتزلـــــــــــــة يف وعي فهـــــــــــــم ، وأمـــــــــــــا الزيديـــــــــــــة فقـــــــــــــد كـــــــــــــانوا مقل

ــــــــــــــــة اعتــــــــــــــــربوه خارجــــــــــــــــا مــــــــــــــــن االميــــــــــــــــان ــــــــــــــــني منــــــــــــــــزليت ، تبعــــــــــــــــا للمعتزل ــــــــــــــــوه يف منزلــــــــــــــــة ب وجعل أمــــــــــــــــــا متــــــــــــــــــأخروهم فيســــــــــــــــــمونه ، ومســــــــــــــــــاه قــــــــــــــــــدماؤهم كــــــــــــــــــافر نعمــــــــــــــــــة، املــــــــــــــــــؤمن والكــــــــــــــــــافر

ــــــــــــيت ارتكبهــــــــــــا إذا مل يتــــــــــــب عنهــــــــــــا، بالفاســــــــــــق ــــــــــــالكبرية ال وإن ، وقــــــــــــالوا إن حســــــــــــناته حتــــــــــــبط ب وإن ، والشــــــــــــــــفاعة ليســــــــــــــــت للمــــــــــــــــذنبني والفســــــــــــــــاق، العفــــــــــــــــو االهلــــــــــــــــي ال حيســــــــــــــــن يف حقــــــــــــــــه

ــــــــــدة بالتوبــــــــــة ــــــــــت علــــــــــى املغفــــــــــرة مقي ــــــــــة الــــــــــيت دل ــــــــــات القرآني ــــــــــك أمجعــــــــــوا ، اآلي ــــــــــاء علــــــــــى ذل وبنـــــــــــــــار إذا ـــــــــــــــرية يف الن ـــــــــــــــود مرتكـــــــــــــــب الكب ـــــــــــــــى خل ـــــــــــــــة عل مســـــــــــــــتندين يف ، مـــــــــــــــات مـــــــــــــــن دون توب

.إثبات ماذهبوا اليه بأدلة مماثلة ألدلة املعتزلة يف هذا املوضوع ، وأمـــــــــــــا اإلمساعيليـــــــــــــة فـــــــــــــإ م مل يبحثـــــــــــــوا عـــــــــــــن وعيـــــــــــــد مرتكـــــــــــــب الكبـــــــــــــرية ـــــــــــــذا العنـــــــــــــوان

وجعلــــــــــــــوا املعيــــــــــــــار للخلــــــــــــــود ، بـــــــــــــل حبثــــــــــــــوا عنــــــــــــــه بعنــــــــــــــوان املــــــــــــــوالني لألئمـــــــــــــة وغــــــــــــــري املــــــــــــــوالني حبيــــــــــــث أن الواليــــــــــــة عنــــــــــــدهم جــــــــــــزء مــــــــــــن االميــــــــــــان ، ار الواليــــــــــــة وحــــــــــــدهيف النــــــــــــار يــــــــــــدور مــــــــــــد

، وركـــــــــــــن مـــــــــــــن أركـــــــــــــان الـــــــــــــدين بـــــــــــــل هـــــــــــــو األســـــــــــــاس يف قبـــــــــــــول طاعـــــــــــــة اهللا وطاعـــــــــــــة رســـــــــــــوله وهلـــــــــــــــذا أمجعـــــــــــــــوا بـــــــــــــــأن املـــــــــــــــذنبني والعاصـــــــــــــــني وهـــــــــــــــم املخـــــــــــــــالفون لألئمـــــــــــــــة واملنكـــــــــــــــرون هلـــــــــــــــم

وال ، فــــــــــــــــال يقبــــــــــــــــل مــــــــــــــــنهم طاعــــــــــــــــة أو عمــــــــــــــــل، يعتــــــــــــــــربون يف عــــــــــــــــداد الكفــــــــــــــــار واملشــــــــــــــــركني وبالنتيجـــــــــــــة فهــــــــــــــم خملـــــــــــــدون يف النــــــــــــــار إىل ، يشـــــــــــــملهم شـــــــــــــفاعة االئمــــــــــــــة وال العفـــــــــــــو االهلــــــــــــــي

ــــــــــد ــــــــــون لألئمــــــــــة فاملــــــــــذنبون مــــــــــنهم يقعــــــــــون مــــــــــوردا للشــــــــــفاعة والعفــــــــــو االهلــــــــــي .األب ، أمــــــــــا املوالــــــــــــــــــــار وال خيلــــــــــــــــــــدون فيهــــــــــــــــــــا ــــــــــــــــــــال يــــــــــــــــــــدخلون الن ــــــــــــــــــــة يــــــــــــــــــــذهبون إىل مــــــــــــــــــــذهب .ف فاالمساعيلي

ـــــــــــــــــار املـــــــــــــــــذنبني كفـــــــــــــــــارا ـــــــــــــــــة ، أو مشـــــــــــــــــركني اخلـــــــــــــــــوارج يف اعتب ـــــــــــــــــذهبون إىل مـــــــــــــــــذهب املعتزل وي .والزيدية واخلوارج يف كون من يدخل النار ال خيرج منها أبدا

٥

آراء المخالفين للخلود في النار وقـــــــــــــد ، تعـــــــــــــددت اآلراء واألقـــــــــــــوال يف مســـــــــــــألة اخللـــــــــــــود يف النـــــــــــــار بـــــــــــــني النـــــــــــــافني واملثبتـــــــــــــني

وميكن حصر هذه اآلراء يف تسعة أقوال وهي : ١، ذكرها بعض املتكلمني دخلهـــــــــا خملـــــــــد فيهـــــــــا أبـــــــــد نبـــــــــل كـــــــــل مـــــــــ، األول : إن مـــــــــن دخلهـــــــــا ال خيـــــــــرج منهـــــــــا أبـــــــــدا

.وهذا قول اخلوارج واملعتزلة والزيدية، اآلباد بإذن اهللا ويبقـــــــــــى فيـــــــــــه الكفـــــــــــار ، كمـــــــــــا ورد يف الســـــــــــنة، الثـــــــــــاين : إن اهللا خيـــــــــــرج منهـــــــــــا مـــــــــــن يشـــــــــــاء

.وهذا قول الشيعة االمامية واألشاعرة واملاتريدية وغريهم، اء لهبقاء الانقض الثالـــــــــــــث : إن أهلهـــــــــــــا يعـــــــــــــذبون مـــــــــــــدة مث تنقلـــــــــــــب علـــــــــــــيهم وتبقـــــــــــــى طبيعـــــــــــــة ناريـــــــــــــة هلـــــــــــــم

.وهذا قول حميي الدين ابن العريب، يتلذذون ا ملوافقتها لطبيعتهم مث، الرابــــــــــــــــع : قــــــــــــــــول مــــــــــــــــن يقــــــــــــــــول : إن اهلهــــــــــــــــا يعــــــــــــــــذبون فيهــــــــــــــــا إىل وقــــــــــــــــت حمــــــــــــــــدود

، وهــــــــــذا القــــــــــول حكــــــــــاه اليهــــــــــود للنــــــــــيب ، خيرجــــــــــون منهــــــــــا وخيلفهــــــــــم فيهــــــــــا قــــــــــوم آخــــــــــرونـــــــن تمســـــــنا النـــــــار إال أيامـــــــا (فقـــــــال تعـــــــاىل : ، وقـــــــد أكـــــــذ م اهللا تعـــــــاىل يف القـــــــرآن ـــــــالوا ل وق

ــــدا فـلــــن يخ ــــد اللــــه عه ــــذتم عن ــــل أتخ ــــدودة ق ــــى اللــــه مــــا مع ــــون عل ــــده أم تـقول ــــف اللــــه عه ل________________

شـــــــــرح العقيـــــــــدة ، ؛ القاضـــــــــي علـــــــــي بـــــــــن ايب العـــــــــز الدمشـــــــــقي ٢٤٩، ٢٤٨ص ، حـــــــــادي االرواحاجـــــــــع : . ر ١ .٤٣ص ، ٣٠ج ، تفسير الفرقان، حممد صادقي .؛ د ٦٢٥، ٦٢٤ص ، ٢ج ، الطحاوية

ـــــى * تـعلمـــــون ال ـــــك أصـــــحاب النـــــار هـــــم مـــــن كســـــب ســـــيئة و بـل ـــــه فأولئ أحاطـــــت بـــــه خطيئت ١ .) فيها خالدون

ــــــــــيس فيهــــــــــا ــــــــــى حاهلــــــــــا ل ــــــــــارا عل ــــــــــول مــــــــــن يقــــــــــول : خيرجــــــــــون منهــــــــــا وتبقــــــــــى ن اخلــــــــــامس : ق .أحد يعذب حكاه شيخ االسالم

الســـــــــادس : قـــــــــول مـــــــــن يقـــــــــول : بـــــــــل تفـــــــــىن بنفســـــــــها أل ـــــــــا حادثـــــــــة بعـــــــــد أن مل تكـــــــــن ومـــــــــا وال فــــــــرق عنـــــــــده ، وهــــــــذا قــــــــول جهــــــــم بــــــــن صــــــــفوان، ثبــــــــت حدوثــــــــه اســــــــتحال بقــــــــاؤه وأبديتــــــــه

.يف ذلك بني اجلنة والنارــــــــــــــــــا م وحركــــــــــــــــــا م ويصــــــــــــــــــريون مجــــــــــــــــــادا الســــــــــــــــــابع : قــــــــــــــــــول مــــــــــــــــــن يقــــــــــــــــــول : تفــــــــــــــــــىن حي

ف طــــــــــــــــردا المتنــــــــــــــــاع ا قـــــــــــــــول أيب اهلــــــــــــــــذيل العـــــــــــــــال وهــــــــــــــــذ، اليتحركـــــــــــــــون وال حيســــــــــــــــون بـــــــــــــــأهلم .واجلنة والنار عنده سواء يف هذا احلكم، حوادث ال اية هلا

فإنــــــــه جعــــــــل هلــــــــا ، الثــــــــامن : قــــــــول مــــــــن يقــــــــول : بــــــــل يفنيهــــــــا ر ــــــــا وخالقهــــــــا تبــــــــارك وتعــــــــاىل .قاله شيخ االسالم، أمدا تنتقي اليه مث تفىن ويزول عذا ا

ــــــــــال : خير ــــــــــول مــــــــــن ق ونســــــــــب ذلــــــــــك ، جــــــــــون منهــــــــــا وينعمــــــــــون بعــــــــــد اخلــــــــــروجالتاســــــــــع : ق .إىل عدد من الفالسفة أمثال صدر املتأهلني والفيض الكاشاين

التحقيق في أقوال المخالفين لصحابة. ا١

أو خبــــــــــــراب النــــــــــــار ، نســــــــــــب القــــــــــــول بإنقطــــــــــــاع عــــــــــــذاب الكفــــــــــــار وخــــــــــــروجهم مــــــــــــن النــــــــــــارـــــــــدين ، إىل بعـــــــــض الصـــــــــحابة، وخـــــــــروج أهلهـــــــــا منهـــــــــا ـــــــــا جـــــــــالل ال ـــــــــه لن ـــــــــواهلم مـــــــــا نقل ومـــــــــن أق

ومن هذه األقوال : ٢، السيوطي وآخرون________________

.٨١، ٨٠لبقرة : . ا١ ، ٦ج ، فــــــــتح البيــــــــان؛ ٢٥٤ ـــــــــ ٢٤٩ص ، حـــــــادي االرواح؛ ٤٧٨ص ، ٤ج ، الــــــــدر المنثــــــــور. راجـــــــع : ٢

ـــــــــــــ ٢٥١ص ، ؛ وحممـــــــــــــد علـــــــــــــي الشـــــــــــــوكاين ١٩٠ص ، ٥ج ، تفســـــــــــــير الثعلبـــــــــــــي، ؛ أمحـــــــــــــد الثعلـــــــــــــيب ٢٥٤ ـ .٥٢٧ص ، ٢ج ، الفتح القدير

أخــــــــرج ابــــــــن املنــــــــذر عــــــــن احلســــــــن عــــــــن عمــــــــر عنــــــــه قــــــــال : لــــــــو لبــــــــث أهــــــــل النــــــــار يف النــــــــار .لكان هلم يوم على ذلك خيرجون فيه، كقدر رمل عاجل

واخــــــــــــرج إســــــــــــحق بــــــــــــن راهويــــــــــــه عــــــــــــن أيب هريــــــــــــرة قــــــــــــال : ســــــــــــيأيت علــــــــــــى جهــــــــــــنم يــــــــــــوم ال .اآلية ) ... فأما الذين شقوا (وقرأ ، يبقى فيها أحد

واخـــــــــــرج ابـــــــــــن املنـــــــــــذر وأبـــــــــــو الشـــــــــــيخ عـــــــــــن ابـــــــــــراهيم قـــــــــــال : مـــــــــــا يف القـــــــــــرآن آيـــــــــــة أرجـــــــــــى ـــــــماوات واألرض إال مـــــــا ... (ألهـــــــل النـــــــار مـــــــن هـــــــذه اآليـــــــة خالـــــــدين فيهـــــــا مـــــــا دامـــــــت الس

.عليها زمان ختفق أبوا اقال : وقال ابن مسعود : ليأتني ) ... شاء ربك ـــــــــن مســـــــــعود ـــــــــيس فيهـــــــــا أحـــــــــد بعـــــــــدما وعـــــــــن اب ـــــــــى جهـــــــــنم زمـــــــــان ل ـــــــــال : ليـــــــــأتني عل ق

.يلبثون فيها أحقابا .وأسرعهما خرابا ، وروى ابن جريرة عن الشعيب قال : جهنم أسرع الدارين عمرانا

ـــــــــن العـــــــــاص ـــــــــن عمـــــــــرو ب ـــــــــداهللا ب ـــــــــوم ، وروى أمحـــــــــد عـــــــــن عب ـــــــــى جهـــــــــنم ي ـــــــــال : ليـــــــــأتني عل ق ونســـــــــــب صـــــــــــديق حســـــــــــن القنـــــــــــوجي والشـــــــــــوكاين القـــــــــــول .تصـــــــــــفق أبوا ـــــــــــا لـــــــــــيس فيهـــــــــــا أحـــــــــــد

مـــــــــن الصـــــــــحابة : ابـــــــــن ، بانقطـــــــــاع عـــــــــذاب الكفـــــــــار إىل عـــــــــدد آخـــــــــر مـــــــــن الصـــــــــحابة والتـــــــــابعني ، ومــــــــــــــــن التــــــــــــــــابعني : أبــــــــــــــــو جملــــــــــــــــز، وأبــــــــــــــــو ســــــــــــــــعيد، وجــــــــــــــــابر، وابــــــــــــــــن عمــــــــــــــــر، عبــــــــــــــــاس

ـــــــــــــن أســـــــــــــلم ـــــــــــــد ب ـــــــــــــن زي ـــــــــــــدالرمحن ب ونســـــــــــــبهما أيضـــــــــــــا إىل أيب أمامـــــــــــــة صـــــــــــــدى ، وغريمهـــــــــــــا وعب ونقــــــل القنــــــوجي أيضــــــا عــــــن ابــــــن تيميــــــة نســــــبة هــــــذا القــــــول إىل احلســــــن ١، بــــــن عجــــــالن البــــــاهلي

٢ .وعلي بن طلحة الواليب ومجاعة من املفسرين، ومحاد بن سلمة، البصري

التحقيق في أقوال الصحابة ء الحجيــــــــــــة فيهــــــــــــا وأ ــــــــــــا أقــــــــــــوال الصــــــــــــحابة علــــــــــــى فــــــــــــرض صــــــــــــحة صــــــــــــدورها مــــــــــــن هــــــــــــؤال

ـــــــــم بخـــــــــارجين مـــــــــن (مثـــــــــل قولـــــــــه تعـــــــــاىل : ، مطروحـــــــــة مبخالفتهـــــــــا لصـــــــــريح القـــــــــرآن ومـــــــــا ه________________

.٥٢٧ص ، ٢ج ، فتح القدير؛ ٢٥٤ص ، ٦ج ، فتح البياناجع : . ر ١ .٢٥١ص ، ٦ج ، المصدر السابق. راجع : ٢

هـــــا ولهـــــم عـــــذاب مقـــــيم (وقولـــــه تعـــــاىل : ١، ) النـــــار ومـــــردودة ٢، )ومـــــا هـــــم بخـــــارجين منـــــــــــن ســــــــــويد ــــــــــاب الزهــــــــــد عــــــــــن النضــــــــــر ب ــــــــــن ســــــــــعيد االهــــــــــوازي يف كت عــــــــــن ، مبــــــــــارواه احلســــــــــني ب

ــــــــال : قلــــــــت أليب عبــــــــد اهللا ، عــــــــن محــــــــران، عــــــــن أيب جعفــــــــر األحــــــــوال، درســــــــت : إنــــــــه ق قلـــــــــت ، ال واهللا إنـــــــــه اخللـــــــــود« تصـــــــــفق أبوا ـــــــــا فقـــــــــال :بلغنـــــــــا أنـــــــــه يـــــــــأتى علـــــــــى جهـــــــــنم حـــــــــىت

ــــماوات واألرض إال مــــا شــــاء ربــــك ... ( فقــــال : هــــذه يف ) ... خالــــدين فيهــــا مــــا دامــــت الس ٣ .» الذين خيرجون من النار

. ابن تيمية وابن قيم الجوزية٢ـــــــة وتلميـــــــذه ابـــــــن القـــــــيم إىل القـــــــول ـــــــذهب ابـــــــن تيمي ـــــــار ي ـــــــا ســـــــابقا ــــــــ بفنـــــــاء الن ــــــــ كمـــــــا ذكرن

ــــــــــــــة ، وخــــــــــــــروج أهلهــــــــــــــا منهــــــــــــــا ودخــــــــــــــوهلم اجلنــــــــــــــة ــــــــــــــن القــــــــــــــيم يف رده للقــــــــــــــائلني بدالل قــــــــــــــال اب ، القــــــــرآن علــــــــى بقــــــــاء النــــــــار وعــــــــدم فنائهــــــــا : فــــــــأين يف القــــــــرآن دليــــــــل واحــــــــد يــــــــدل علــــــــى ذلــــــــك

جني وأ ــــــــــم غــــــــــري خــــــــــار ، نعــــــــــم الــــــــــذي دل عليــــــــــه القــــــــــرآن أن الكفــــــــــار خالــــــــــدين يف النــــــــــار أبــــــــــدا ، وأ ـــــــــــم ال ميوتـــــــــــون فيهـــــــــــا وأن عـــــــــــذا م فيهـــــــــــا مقـــــــــــيم، وأنـــــــــــه يفـــــــــــرت عـــــــــــنهم عـــــــــــذا ا، منهـــــــــــا

وهـــــــــــذا كلـــــــــــه صـــــــــــحيح ممـــــــــــا ال نـــــــــــزاع فيـــــــــــه بـــــــــــني الصـــــــــــحابة والتـــــــــــابعني ، وأنـــــــــــه غـــــــــــرام الزم هلـــــــــــم وهـــــــــــو أنـــــــــــه ، وإمنـــــــــــا النـــــــــــزاع يف أمـــــــــــر آخـــــــــــر، ولـــــــــــيس هـــــــــــذا مـــــــــــورد النـــــــــــزاع، وأئمـــــــــــة املســـــــــــلمني

، وأمــــــــــا كــــــــــون الكفــــــــــار ال خيرجــــــــــون منهــــــــــا، عليهــــــــــا الفنــــــــــاءهــــــــــل النــــــــــار أبديــــــــــة أو ممــــــــــا كتــــــــــب ـــــــــــوا، وال يفـــــــــــرت عـــــــــــنهم مـــــــــــن عـــــــــــذا ا ـــــــــــة حـــــــــــىت ، وال يقضـــــــــــى علـــــــــــيهم فيموت وال يـــــــــــدخلون اجلن

ـــــــــــــاط ـــــــــــــف فيهـــــــــــــا الصـــــــــــــحابة وال التـــــــــــــابعني وال أهـــــــــــــل ، يلـــــــــــــج اجلمـــــــــــــل يف ســـــــــــــم اخلي فلـــــــــــــم خيتل ، اقيــــــــــــةوهــــــــــــذه النصــــــــــــوص وأمثاهلــــــــــــا تقتضــــــــــــي خلــــــــــــودهم يف دار العــــــــــــذاب مادامــــــــــــت ب .الســــــــــــنة

، وال خيرجــــــــــــون منهــــــــــــا مــــــــــــع بقائهــــــــــــا البتــــــــــــة كمــــــــــــا خيــــــــــــرج أهــــــــــــل التوحيــــــــــــد منهــــــــــــا مــــــــــــع بقائهــــــــــــا________________

.٣٧. املائدة ، ٢ .١٦٧. البقرة ، ١ البحـــــــــار، ؛ وراجــــــــع : حممــــــــد بـــــــــاقر ا لســــــــي ٢٦٥ح ، ٩٨ص ، الزهـــــــــد، . حســــــــني بــــــــن ســـــــــعيد األهــــــــوازي٣

.١ح ، ٢٣٣ص ، ٣ج ، ير البرهانتفس، ؛ السيد هاشم البحراين ٣٤٦ص ، ٨ج

ـــــــــــالفرق بـــــــــــني مـــــــــــن خيـــــــــــرج مـــــــــــن احلـــــــــــبس وهـــــــــــو حـــــــــــبس علـــــــــــى حالـــــــــــه وبـــــــــــني مـــــــــــن يبطـــــــــــل ، ف ١، حبسه خبراب احلبس وانتفاضه

ويتوسل ابن القيم اجلوزي يف اثبات ماذهب اليه بعدد من األدلة منها :ــــــــــــــــه ورضــــــــــــــــاه .١ ــــــــــــــــة مــــــــــــــــن موجــــــــــــــــب رمحت ــــــــــــــــار مــــــــــــــــن غضــــــــــــــــبه وســــــــــــــــخطه، إن اجلن ، والن

ـــــــــــــب غضـــــــــــــبه وتســـــــــــــبقه كمـــــــــــــا جـــــــــــــاء يف الصـــــــــــــحيح مـــــــــــــن حـــــــــــــديث أيب ورمحتـــــــــــــه ســـــــــــــبحانه تغل فهـــــــو عنـــــــده موضــــــــوع ، ملـــــــا قضــــــــى اهللا اخللـــــــق كتـــــــب يف كتــــــــاب« أنــــــــه قـــــــال : هريـــــــرة عنـــــــه

، وإذا كـــــــان رضـــــــاه قـــــــد ســـــــبق غضـــــــبه وهـــــــو يغلبـــــــه .» علـــــــى العـــــــرش : إن رمحـــــــيت تغلـــــــب غضـــــــيب ٢ .ب رضاه وما هو من موجب غضبه ممتنعةكانت التسوية بني ما هو من موج

وإذا ، . إن النـــــــــــــــــــار خلقـــــــــــــــــــت ختويفـــــــــــــــــــا للمـــــــــــــــــــؤمنني وتطهـــــــــــــــــــريا للخـــــــــــــــــــاطئني وا ـــــــــــــــــــرمني٢ ألن اهللا ســــــــــبحانه خلــــــــــق عبــــــــــاده علــــــــــى فطــــــــــرة ، تطهــــــــــرت الطهــــــــــر التــــــــــار أخرجــــــــــت مــــــــــن النــــــــــار

ــــــــــــــد واالقــــــــــــــرار خبــــــــــــــالقهم ــــــــــــــر الفطــــــــــــــر مــــــــــــــا غريهــــــــــــــا فأكســــــــــــــبت ، التوحي ولكــــــــــــــن عــــــــــــــرض ألكث وهـــــــــــــــذا اخلبـــــــــــــــث والكفـــــــــــــــر والتكـــــــــــــــذيب أمـــــــــــــــر .وجناســـــــــــــــة وكفـــــــــــــــرا وتكـــــــــــــــذيبا النفـــــــــــــــوس خبثـــــــــــــــا

عارضـــــــــــي طـــــــــــارىء علـــــــــــى الفطـــــــــــرة قابـــــــــــل للـــــــــــزوال ولـــــــــــيس هنـــــــــــاك مـــــــــــا يـــــــــــدل علـــــــــــى اســـــــــــتحالة ٣ .أو كونه أمرا ذاتيا ، زوالهــــــــه ســــــــبحانه صــــــــرحيا بــــــــأن عــــــــذاب النــــــــار ال انتهــــــــاء لــــــــه٣ ــــــــه لــــــــو جــــــــاء اخلــــــــرب من وأنــــــــه ، . إن

، واهللا تعـــــــــاىل ال خيلــــــــف وعـــــــــده، ذلــــــــك وعيـــــــــدا منــــــــه ســــــــبحانهلكــــــــان ، أبــــــــدي ال انقطــــــــاع لـــــــــه وأمـــــــــــــا الوعيـــــــــــــد فمـــــــــــــذهب أهـــــــــــــل الســـــــــــــنة كلهـــــــــــــم أن إخالفـــــــــــــه كـــــــــــــرم وعفـــــــــــــو وجتـــــــــــــاوز ميـــــــــــــدح

ـــــــــــه ـــــــــــىن علي ـــــــــــه ويث ـــــــــــارك وتعـــــــــــاىل ب ـــــــــــرب تب ـــــــــــه إن شـــــــــــاء تركـــــــــــه وإن شـــــــــــاء ، ال ـــــــــــه حـــــــــــق ل بـــــــــــه فانــــــــــــــــأكرم االكــــــــــــــــرمني، والكــــــــــــــــرمي ال يســــــــــــــــتويف حقــــــــــــــــه، اســــــــــــــــتوفاه ــــــــــــــــف ب ــــــــــــــــد صــــــــــــــــرح ، فكي وقــــــــــــــف وعــــــــــــــدهســــــــــــــبحان ــــــــــــــه يف غــــــــــــــري موضــــــــــــــع بأنــــــــــــــه ال خيل ومل يقــــــــــــــل يف موضــــــــــــــع ال ، ه يف كتاب

٤ .خيلف وعيده________________

.٢٥٨، ص المصدر السابق. ٢ .٢٥٥، ص حادي االرواح. ١ .٢٧١، ص المصدر السابق. ٤ .٢٦٠ـ ٢٥٨، ص المصدر السابق. راجع : ٣

نقد أدلة ابن القيمـــــــــــــدليل األول أمـــــــــــــا ، والثـــــــــــــاين ســـــــــــــيأيت إن شـــــــــــــاء اهللا يف الفصـــــــــــــل الرابـــــــــــــعاجلـــــــــــــواب عـــــــــــــن ال

، اجلـــــــــواب عـــــــــن الـــــــــدليل الثالـــــــــث فنقـــــــــول : إن كـــــــــون إخـــــــــالف الوعيـــــــــد كـــــــــرم ميـــــــــدح الـــــــــرب بـــــــــه ولكــــــــن لـــــــــيس علـــــــــى ، كـــــــــل ذلــــــــك صـــــــــحيح، وكونــــــــه حقـــــــــه إن شــــــــاء تركـــــــــه وإن شــــــــاء اســـــــــتوفاه

ر إطالقـــــــــــه حبيـــــــــــث يكـــــــــــون شـــــــــــامال مجيـــــــــــع املكلفـــــــــــني حـــــــــــىت الكفـــــــــــار ألن العفـــــــــــو عـــــــــــن الكفـــــــــــا وإن اهللا عزوجـــــــــــــل قـــــــــــــد هـــــــــــــدد املنـــــــــــــافقني والكفـــــــــــــار بأنـــــــــــــه ســـــــــــــبحانه ســـــــــــــوف ، غـــــــــــــري ممـــــــــــــدوح

وإذا قيــــل لهـــــم تـعـــــالوا يســـــتـغفر لكــــم رســـــول اللـــــه لـــــووا (قــــال تعـــــاىل : ، لــــن يغفـــــر هلــــم أبـــــدا ــــــتـهم يصــــــدون وهــــــم مســــــتكبرون ــــــم ســــــواء رءوســــــهم ورأيـ ــــــيهم أســــــتـغفرت لهــــــم أم ل عل

اسـتـغفر لهـم (وقولـه : ١، )تستـغفر لهم لن يـغفر الله لهـم إن اللـه ال يـهـدي القـوم الفاسـقين ــن ــرة فـل ــم ســبعين م ــتـغفر له ــم إن تس ــتـغفر له ــروا باللــه أو ال تس ــأنـهم كف ــك ب ل ــر اللــه لهــم ذ يـغف

ــــــــوم الفاســــــــقين وكــــــــأن ابــــــــن القــــــــيم مل يقــــــــرأ قولــــــــه تعــــــــاىل : ٢ )ورســــــــوله واللــــــــه ال يـهــــــــدي القــــد ضــــلوا ضــــالال بعيــــدا ( ــــروا وصــــدوا عــــن ســــبيل اللــــه ق ــــروا إن إن الــــذين كف الــــذين كف

إال طريــــق جهــــنم خالــــدين فيهــــا وظلمــــوا لــــم يكــــن اللــــه ليـغفــــر لهــــم وال ليـهــــديـهم طريقــــا لك على الله يسيرا ٣ .)أبدا وكان ذ

وهــــــــــــو أن اهللا ســــــــــــبحانه مل يقــــــــــــل ، هــــــــــــذه اآليــــــــــــات صــــــــــــرحية يف رد مــــــــــــا قالــــــــــــه ابــــــــــــن القــــــــــــيم كمــــــــــــــــا ، ألن عــــــــــــــــدم املغفــــــــــــــــرة األبديــــــــــــــــة، يف موضــــــــــــــــع يف كتابــــــــــــــــه بأنــــــــــــــــه ال خيلــــــــــــــــف وعيــــــــــــــــده

.أشارت إليه اآلية يالزمه العقاب األبدي ، وكــــــــــذلك مــــــــــذهب أهــــــــــل الســــــــــنة يف كــــــــــون إخــــــــــالف الوعيــــــــــد كــــــــــرم لــــــــــيس علــــــــــى إطالقــــــــــه

ــــــــــــــــارفمــــــــــــــــذهب أهــــــــــــــــل الســــــــــــــــنة غــــــــــــــــري الســــــــــــــــلفية أمجعــــــــــــــــوا علــــــــــــــــى خلــــــــــــــــود الكفــــــــــــــــار يف ، الن ومقصـــــــــــــــودهم مــــــــــــــــن كــــــــــــــــون إخالفـــــــــــــــه ســــــــــــــــبحانه للوعيــــــــــــــــد كـــــــــــــــرم يف حــــــــــــــــق العاصــــــــــــــــني مــــــــــــــــن

قــــــــــــــال القــــــــــــــرطيب : فمــــــــــــــن قــــــــــــــال إ ــــــــــــــم، ولــــــــــــــيس يف حــــــــــــــق الكفــــــــــــــار واملشــــــــــــــركني، املــــــــــــــؤمنني________________

.١٦٩ـ ١٦٧، . النساء٣ .٨٠، . التوبة٢ .٦، ٥، ملنافقون. ا١

وأ ــــــــــــــا ، جبملتهــــــــــــــا خاويــــــــــــــة علــــــــــــــى عروشــــــــــــــهاوأن النــــــــــــــار تبقــــــــــــــى خاليــــــــــــــة ، خيرجــــــــــــــون منهــــــــــــــاـــــــــــزول فهـــــــــــو خـــــــــــارج عـــــــــــن متقضـــــــــــى املعقـــــــــــول ـــــــــــه الرســـــــــــول، تفـــــــــــىن وت ، وخمـــــــــــالف ملـــــــــــا جـــــــــــاء ب

١ .وما أمجع عليه أهل السنة واألئمة العدول

. الشيخ محمد عبده٣ الظـــــــــــاهر أن الشـــــــــــيخ حممـــــــــــد عبـــــــــــده يـــــــــــذهب إىل القـــــــــــول بفنـــــــــــاء النـــــــــــار تبعـــــــــــا البـــــــــــن القـــــــــــيم

ولكنــــــــــــه نقــــــــــــل يف تفســــــــــــريه ، ز رأيــــــــــــه صــــــــــــرحيا يف هــــــــــــذه املســــــــــــألةمــــــــــــع أنــــــــــــه مل يــــــــــــرب ، اجلوزيــــــــــــة ويف ، قــــــــــــول ابــــــــــــن القــــــــــــيم بفنــــــــــــاء النــــــــــــار بتفصــــــــــــيله مبــــــــــــا يقــــــــــــارب ثالثــــــــــــني صــــــــــــفحة ) املنــــــــــــار (

ختامــــــــــــه يثــــــــــــين مادحــــــــــــا البــــــــــــن القــــــــــــيم وداعيــــــــــــا لــــــــــــه إىل أن يكافئــــــــــــه اهللا أفضــــــــــــل مــــــــــــا يكــــــــــــايفء ـــــــــى ا جتهـــــــــاده يف شـــــــــرح هـــــــــذا العلمـــــــــاء العـــــــــاملني ويقـــــــــول : فمـــــــــا أعظـــــــــم ثـــــــــواب ابـــــــــن القـــــــــيم عل

وإن خــــــــــــالفهم اجلمهـــــــــــور الــــــــــــذين محلــــــــــــوا ، القـــــــــــول املــــــــــــأثور عـــــــــــن بعــــــــــــض الصــــــــــــحابة والتـــــــــــابعني اخللـــــــــــــود واألبـــــــــــــد اللغـــــــــــــويني يف القـــــــــــــرآن علـــــــــــــى املعـــــــــــــىن االصـــــــــــــطالحي الكالمـــــــــــــي وهـــــــــــــو عـــــــــــــدم

٢ .ونفـــــــــــــس األمـــــــــــــر بالنســـــــــــــبة إىل تعامـــــــــــــل النـــــــــــــاس وعـــــــــــــرفهم يف عـــــــــــــاملهم، النهايـــــــــــــة يف الواقـــــــــــــعــــــــــــةويوكــــــــــــل البحــــــــــــث عــــــــــــن مــــــــــــن ســــــــــــورة ) ١٠٧ ـــــــــــــ ١٠٥ ( هــــــــــــذه املســــــــــــألة إىل تفســــــــــــريه لآلي

وإرادتــــــــــــه ، ويقــــــــــــول هنــــــــــــاك بعــــــــــــد أخــــــــــــذ ورد : إن رمحــــــــــــة اهللا تعــــــــــــاىل أوســــــــــــع وأكمــــــــــــل، هــــــــــــود ٣ .فال يقيدمها شيء وال حييط ما إال علمه، أعم وأمشل

. الشيخ محمود شلتوت٤ــــــــــأخرين ــــــــــه، الشــــــــــيخ شــــــــــلتوت كــــــــــان مــــــــــن علمــــــــــاء األزهــــــــــر املت ــــــــــرى أن ال يوجــــــــــد يف وهــــــــــو ي

وأن خلــــــــــود الكفـــــــــــار يف جهــــــــــنم متوقـــــــــــف علـــــــــــى ، القــــــــــرآن نـــــــــــص قطعــــــــــي علـــــــــــى دوام العـــــــــــذابـــــــــــار، وجـــــــــــود جهـــــــــــنم وبقائهـــــــــــا ـــــــــــص قطعـــــــــــي صـــــــــــريح يف دوام الن ـــــــــــيس يف القـــــــــــرآن ن ـــــــــــال : ل ، ق

________________ .٥١٢ص ، التذكرة، مد بن أمحد القرطيب. حم١ .٩٩ص ، ٨ج ، تفسير المنار، . راجع : حممد رشيد رضا٢ .٢١٦، ٢١٥ص ، ١٢ج ، المصدر السابق. راجع : ٣

وهــــــــــو يســــــــــتحق بـــــــــــأ م ال خيرجــــــــــون منهــــــــــا مادامـــــــــــت ، وامنــــــــــا التصــــــــــريح خبلــــــــــود الكفـــــــــــار فيهــــــــــا ١ .أما إ ا تنقطع أو تدوم فهذا شيء آخر ليس يف القرآن ما يقطع به، موجودة

. الدكتور محمد صادقي٥ يـــــــــــذهب الـــــــــــدكتور صـــــــــــادقي إىل القـــــــــــول بفنـــــــــــاء النـــــــــــار وفنـــــــــــاء أهلهـــــــــــا قـــــــــــائال : إن اآليـــــــــــات القرآنيــــــــــــــــــة الــــــــــــــــــيت تثبــــــــــــــــــت اخللــــــــــــــــــود يف النــــــــــــــــــار وتنفــــــــــــــــــي املــــــــــــــــــوت عــــــــــــــــــن املعــــــــــــــــــذبني وعــــــــــــــــــدم

٢ .)ال يمـــــوت فيهـــــا وال يحيــــــى (مثــــــل قولـــــه تعـــــاىل : ، هـــــذا كلـــــه صـــــحيح، خـــــروجهم منهـــــاـــه تعـــاىل : ـــذابها ... (وقول ـــن ع هم م ـــف عـــنـ ـــوا وال يخف ـــيهم فـيموت فهـــذه ٣ ) ... ال يـقضـــى عل

ــــــــــــة تنفــــــــــــي املــــــــــــوت يف النــــــــــــار ــــــــــــف العــــــــــــذاب عــــــــــــنهم يف ، اآليــــــــــــات القرآني وكــــــــــــذلك تنفــــــــــــي ختفي ، وال تنفـــــــــــى مـــــــــــو م مـــــــــــع مخـــــــــــود النـــــــــــار، ولكـــــــــــن تنفيهـــــــــــا عـــــــــــنهم مـــــــــــاداموا يف النـــــــــــار، النـــــــــــار

هــــا محيصـــــا (: وكــــذلك قولــــه تعـــــاىل ، عــــن النـــــار مــــع بقائهـــــايعــــين ال فـــــرار ٤ )وال يجـــــدون عنـ وكــــــــــذلك قولــــــــــه ، وأمــــــــــا أن ميــــــــــوت أهــــــــــل النــــــــــار مــــــــــع مخــــــــــود النــــــــــار فلــــــــــيس حميصــــــــــا عــــــــــن النــــــــــار

ــــق (تعــــاىل : هــــا مــــن غــــم أعيــــدوا فيهــــا وذوقــــوا عــــذاب الحري ٥ ) كلمــــا أرادوا أن يخرجــــوا منـ إنــــــــــه غــــــــــري املــــــــــوت مــــــــــع ، واخلــــــــــروج عــــــــــن النــــــــــار يعــــــــــين بقــــــــــاءه خــــــــــارج النــــــــــار مــــــــــع بقــــــــــاء النــــــــــار

ــــــــــــــار، مخــــــــــــــود النــــــــــــــار ــــــــــــــى اخللــــــــــــــود يف الن ــــــــــــــة تــــــــــــــدل عل الخلــــــــــــــود ، وهكــــــــــــــذا فاآليــــــــــــــات القرآني فـــــــــال تنـــــــــايف فنــــــــــاءهم ، فـــــــــال داللـــــــــة فيهــــــــــا إال علـــــــــى اخللـــــــــود فيهـــــــــا مادامــــــــــت موجـــــــــودة، النـــــــــار

٦ .بفناء النار صادقي يف اثبات فناء النار وفناء أهلها بعدد من األدلة منها :ومتسك الدكتور

فهـــــــــــي إذا طهـــــــــــرة مـــــــــــن ، لنـــــــــــار إمنـــــــــــا خلقـــــــــــت ختويفـــــــــــا للمـــــــــــؤمنني وتطهـــــــــــريا للخـــــــــــاطئني. ا١ــــــــــــــــــــنفس يف عــــــــــــــــــــامل التكليــــــــــــــــــــف ــــــــــــــــــــيت اكتســــــــــــــــــــبتها ال وإذا أصــــــــــــــــــــبحت، اخلبائــــــــــــــــــــث واألدران ال

________________ .١٣. االعلى ، ٢ .٤٤، ٤٣، ص االسالم عقيدة وشريعة. حممود شلتوت ، ١ .٢٢. احلج ، ٥ .١٢١. النساء ، ٤ .٣٦. فاطر ، ٣ .٣٢٥ـ ٣٢٠ص ، عقائدنا؛ ١٣٦ـ ١٣١ص ، ١٥ج ، تفسير الفرقان. راجع : ٦

لســـــــــــبقة ، فمقتضـــــــــــى العـــــــــــدل أو الفضـــــــــــل والرمحـــــــــــة إفناؤهـــــــــــا بنارهـــــــــــا، الـــــــــــنفس درنـــــــــــا ال يـــــــــــزول ١ .الرمحة للغضب

ومــــــــــــن جــــــــــــاء (فقـــــــــــال تعــــــــــــاىل : ، علـــــــــــى أن اجلــــــــــــزاء مماثـــــــــــل للســــــــــــيئة. يؤكـــــــــــد القــــــــــــرآن ٢ــــــون ــــــال يجــــــزى إال مثـلهــــــا وهــــــم ال يظلم ــــــيئة ف وأن أي عمــــــل فهــــــو حمــــــدود بطبيعــــــة ٢، )بالس

ــــــــــذي ال يزيــــــــــد عــــــــــن العمــــــــــل، احلــــــــــال زمنيــــــــــا ويف كيانــــــــــه وأثــــــــــره ــــــــــ فلــــــــــيكن اجلــــــــــزاء ال بــــــــــل هــــــــــو ـ لــــــــــــيكن ذلــــــــــــك اجلــــــــــــزاء أيضــــــــــــا حمــــــــــــدودا وممــــــــــــاثال لــــــــــــه يف ـــــــــــــ وذاتــــــــــــهنفــــــــــــس العمــــــــــــل مبلكوتــــــــــــه

ـــــــال يجـــــــزى إال مثـلهـــــــا (الســـــــوء ـــــــل ســـــــيئة ف ـــــــن عم فـــــــاذا كـــــــان اخللـــــــود يف العـــــــذاب ٣ ) ... مــــــــــــــديا وال يكــــــــــــــون ، ففــــــــــــــي هــــــــــــــذه الصــــــــــــــورة ال يكــــــــــــــون اجلــــــــــــــزاء ممــــــــــــــاثال للعمــــــــــــــل، خلــــــــــــــودا أب

وكيــــــــــــــف ، حملدوديـــــــــــــة العمــــــــــــــل وعـــــــــــــدم حمدوديــــــــــــــة اجلـــــــــــــزاءالعـــــــــــــذاب الال ــــــــــــــائي جـــــــــــــزاء وفاقــــــــــــــا وهـــــــــــــذا ؟ نســـــــــــــمح ألنفســـــــــــــنا كموحـــــــــــــدين أن نظـــــــــــــن هكـــــــــــــذا ظلـــــــــــــم وقســـــــــــــاوة بـــــــــــــرب العـــــــــــــاملني

٤ .وكتابه دال على حدود العذاب، افرتاء على اهللا .واجلواب عن هذه األدلة نوكله إىل الفصل الرابع إن شاء اهللا تعاىل

) ه ١٢٨المتوفى ( . الجهم بن صفوان٦ـــــــــار وفنـــــــــاء أهلهـــــــــا ـــــــــن ، ونســـــــــب إىل اجلهـــــــــم بـــــــــن صـــــــــفوان القـــــــــول بفنـــــــــاء اجلنـــــــــة والن قـــــــــال ابــــــــــاء للجنــــــــــة وال لنعيمهــــــــــا ــــــــــه الفن ــــــــــار وال ، حــــــــــزم : اتفقــــــــــت فــــــــــرق االمــــــــــة كلهــــــــــا علــــــــــى أن وال للن فأمـــــــــا جهـــــــــم ، لعـــــــــذا ا إال اجلهـــــــــم بـــــــــن صـــــــــفوان وأبـــــــــا اهلـــــــــذيل العـــــــــالف وقومـــــــــا مـــــــــن الـــــــــروافض

ـــــــــــة والنـــــــــــار ـــــــــــان ويفـــــــــــىن أهلهـــــــــــافقـــــــــــال : إن اجلن ـــــــــــن أيب العـــــــــــز ٥ .يفني ـــــــــــال القاضـــــــــــي علـــــــــــي ب وقــــــــوىف ( ــــــــه ألصــــــــله الفاســــــــد الــــــــذي اعتقــــــــده ) ه ٧٢٢املت ــــــــاع وجــــــــود مــــــــا ، : وهــــــــذا قال وهــــــــو امتن

فــــــــــــــرأى جهـــــــــــــم أن مــــــــــــــا مينـــــــــــــع مــــــــــــــن حـــــــــــــوادث ال أول هلــــــــــــــا يف، ال يتنـــــــــــــاهى مــــــــــــــن احلـــــــــــــوادث________________

.١٦٠النعام ، . ا٢ .٤٩، ص ٣٠، ج المصدر السابق. راجع : ١ .١٣٦، ص ١٥؛ ج ٤٨، ص ٣٠، ج المصدر السابق. راجع : ٤ .٤٠. غافر ، ٣ـــــــل واالهـــــــواء والنحـــــــل، . ابـــــــن حـــــــزم األندلســـــــي٥ ـــــــي المل ، االصـــــــول والفـــــــروع؛ ٣٩٥ص ، ٢ج ، الفصـــــــل ف

.٤٣ص

فــــــــــــــــــــدوام الفعــــــــــــــــــــل ممتنــــــــــــــــــــع عنــــــــــــــــــــده علــــــــــــــــــــى الــــــــــــــــــــرب يف ، املاضــــــــــــــــــــي مينعــــــــــــــــــــه يف املســــــــــــــــــــتقبل ١ .هو ممتنع عليه يف املاضيكما ، املستقبل

ـــــــــل قـــــــــول جهـــــــــم بفنـــــــــاء اجلنـــــــــة ) ه ٧١٠املتـــــــــوىف ( أمـــــــــا النســـــــــفي لكـــــــــون جهـــــــــم ، فقـــــــــد عل وحتقيــــــــــــق وصــــــــــــف األوليــــــــــــة بســــــــــــبقه ، يــــــــــــذهب إىل أنــــــــــــه تعــــــــــــاىل وصــــــــــــف بأنــــــــــــه األول واآلخــــــــــــر

ــــــــاق وأوصــــــــافه باقيــــــــة، فوجــــــــب القــــــــول بــــــــه ضــــــــرورة، بعــــــــد فنــــــــاء الكــــــــل فلــــــــو ، وألنــــــــه تعــــــــاىل ب .وذا حمال، قية مع أهلها لوقع التشابه بني اخلالق واملخلوقكانت اجلنة با

واآلخــــــــــــر هــــــــــــو ، وقــــــــــــال يف جوابــــــــــــه : إن األول يف حقــــــــــــه هــــــــــــو الــــــــــــذي ال ابتــــــــــــداء لوجــــــــــــوده ، واآلخــــــــر هــــــــو الفــــــــرد الالحـــــــــق، ويف حقنــــــــا األول هــــــــو الفـــــــــرد الســــــــابق، الــــــــذي ال انتهــــــــاء لــــــــه

ـــــــــــــزوا وذا يف تنزيهـــــــــــــه عـــــــــــــن ، لواتصـــــــــــــافه مـــــــــــــا لبيـــــــــــــان صـــــــــــــفة الكمـــــــــــــال ونفـــــــــــــي النقيصـــــــــــــة وال وأىن يقــــــــــــع التشــــــــــــابه يف البقــــــــــــاء وهــــــــــــو تعــــــــــــاىل ، احتمــــــــــــال احلــــــــــــدوث والفنــــــــــــاء ال فيمــــــــــــا قــــــــــــالوه

٢ ؟. وبقاء اخللق به وهو جائز الوجود، باق لذاته وبقاؤه واجب الوجود

) ه ٢٣٥ـ ١٣٥ ( ف. أبو الهذيل العال ٧ يــــــــــذهب أبـــــــــــو اهلــــــــــذيل إىل القـــــــــــول بفنــــــــــاء حركـــــــــــات أهــــــــــل اجلنـــــــــــة والنــــــــــار دون فنـــــــــــاء اجلنـــــــــــة

إن اجلنــــــــة والنــــــــار ال يفنيــــــــان وال يفــــــــىن أهلهـــــــــا .قــــــــال ابــــــــن حــــــــزم : وقــــــــال أبـــــــــو اهلــــــــذيل، والنــــــــارــــــــــــــة اجلمــــــــــــــاد ال يتحركــــــــــــــون ــــــــــــــاء ، إال أن حركــــــــــــــا م تفــــــــــــــىن ويبقــــــــــــــون مبنزل ــــــــــــــك أحي وهــــــــــــــم يف ذل

٣ .متلذذون أو معذبون وقـــــــــــــد تصـــــــــــــدى اخليـــــــــــــاط علـــــــــــــى الـــــــــــــرد البـــــــــــــن ٤، أيضـــــــــــــا ابـــــــــــــن الراونـــــــــــــدي وأشـــــــــــــار اليـــــــــــــه

ـــــــــــدي ـــــــــــن الراون ـــــــــــدفاع عـــــــــــن أيب اهلـــــــــــذيل بعـــــــــــد اســـــــــــتعراض مـــــــــــا قالـــــــــــه اب ـــــــــــدي وال املتـــــــــــوىف ( الراونـــــــــة مـــــــــع زوال ) ه ٢٩٨ ـــــــــو اهلـــــــــذيل يـــــــــزعم أن أهـــــــــل اجلن ـــــــــال امللحـــــــــد : وقـــــــــد كـــــــــان أب ـــــــــه : ق بقول

________________ .٧١، ص ١، ج تفسير النسفي. ٢ .٤١٩، ٤١٨ ، ص ٢، ج شرح العقيدة الطحاوية. ١ .٣٩٥ص ، ٢ج ، الفصل في الملل والنحل. ٢ .١٦٤ص ، فضيحة المعتزلة، . راجع : ابن الراوندي٤

ـــــــــــات عـــــــــــنهم وصـــــــــــحة عقـــــــــــوهلم وأجســـــــــــادهم ال يقـــــــــــدرون علـــــــــــى قليـــــــــــل مـــــــــــن األفعـــــــــــال وال اآلف وأ ـــــــــــم مضـــــــــــطرون إىل مـــــــــــا هـــــــــــم فيـــــــــــه مـــــــــــن حركـــــــــــة أو ســـــــــــكون أو قيـــــــــــام أو قعـــــــــــود أو ، كثـــــــــــري

وأ ــــــــــــــــم مبنزلــــــــــــــــة احلجــــــــــــــــارة الــــــــــــــــيت إن حركــــــــــــــــت حتركــــــــــــــــت وإن تركــــــــــــــــت ، نظــــــــــــــــر أو اســــــــــــــــتمتاعـــــــــذي هـــــــــو آخـــــــــر مـــــــــا يف ـــــــــدائم ال ـــــــــرد علـــــــــيهم الســـــــــكون ال ـــــــــى حـــــــــال واحـــــــــدة حـــــــــىت ي وقفـــــــــت عل

.قدرة اهللا عنده أن الـــــــــــــدنيا دار عمـــــــــــــل واآلخـــــــــــــرة وقـــــــــــــال اخليـــــــــــــاط يف رده : إن أبـــــــــــــا اهلـــــــــــــذيل كـــــــــــــان يـــــــــــــزعم

ـــــــــــــار ـــــــــــــال : ، دار جـــــــــــــزاء وليســـــــــــــت بـــــــــــــدار عمـــــــــــــل وال دار أمـــــــــــــر وال ـــــــــــــي وال حمنـــــــــــــة وال اختب ق واهللا تعــــــــــــــاىل املتــــــــــــــويل ذلــــــــــــــك النعــــــــــــــيم ، فأهــــــــــــــل اجلنــــــــــــــة يف اجلنــــــــــــــة يتنعمــــــــــــــون فيهــــــــــــــا ويلتــــــــــــــذون

ولــــــــــو كــــــــــانوا يف اجلنــــــــــة مــــــــــع صــــــــــحة عقــــــــــوهلم ، الــــــــــذي يصــــــــــل إلــــــــــيهم وهــــــــــم غــــــــــري فــــــــــاعلني لــــــــــهـــــــــــــنيوأبـــــــــــــدا م جيـــــــــــــو ، ز مـــــــــــــنهم اختيـــــــــــــار األفعـــــــــــــال ووقوعهـــــــــــــا مـــــــــــــنهم لكـــــــــــــانوا مـــــــــــــأمورين منهي

ولكانـــــــــــت اجلنـــــــــــة دار حمنـــــــــــة وأمـــــــــــر ، ولـــــــــــو كـــــــــــانوا كـــــــــــذلك لوقعـــــــــــت مـــــــــــنهم الطاعـــــــــــة واملعصـــــــــــية وقـــــــــــد جــــــــــاء اإلمجـــــــــــاع بـــــــــــأن ، وكـــــــــــان ســــــــــبيلها ســـــــــــبيل الــــــــــدنيا، ومل تكـــــــــــن دار ثــــــــــواب، ىو ــــــــــ

وهــــــــــذا ، دار أمــــــــــر وال ــــــــــيواآلخــــــــــرة دار جــــــــــزاء وليســــــــــت بـــــــــ، الـــــــــدنيا دار عمــــــــــل وأمــــــــــر و ـــــــــي فهـــــــــــذه حجـــــــــــة أيب اهلـــــــــــذيل يف نفيـــــــــــه أن يكـــــــــــون أهـــــــــــل اجلنـــــــــــة ، االمجـــــــــــاع يوجـــــــــــب مـــــــــــا قلـــــــــــت

١ .يفعلون يف احلقيقة

التحقيق في قول أبي الهذيل العالف والجهم بن صفوان فإنـــــــــــه ال ، إن نســــــــــبة القــــــــــول بفنــــــــــاء حركـــــــــــات أهــــــــــل اجلنــــــــــة والنـــــــــــار إىل أيب اهلــــــــــذيل بعيــــــــــدة

ـــــــــه إنســـــــــان ـــــــــو اهلـــــــــذيل العـــــــــالفيقـــــــــول ب ـــــــــه أب ـــــــــل فضـــــــــال مـــــــــن أن يقـــــــــول ب وميكـــــــــن محـــــــــل ، عاقــــــــــاط املعتــــــــــزيل ألن كــــــــــون ، وإن كــــــــــان ال خيلــــــــــو مــــــــــن إشــــــــــكال، كالمــــــــــه علــــــــــى مــــــــــا فســــــــــره اخلي

وال ، االنســــــــــــــــان خمــــــــــــــــريا يف أفعالــــــــــــــــه يف اجلنــــــــــــــــة ال يلــــــــــــــــزم منــــــــــــــــه أن يكــــــــــــــــون مــــــــــــــــأمورا ومنهيــــــــــــــــا ــــــــــــدنيا إىلفــــــــــــبعض النــــــــــــاس وصــــــــــــ، يقتضــــــــــــي ذلــــــــــــك وقــــــــــــوع الطاعــــــــــــة واملعصــــــــــــية مــــــــــــنهم لوا يف ال

________________ .االنتصار، اجع : اخلياط املعتزيل. ر ١

ـــــــــــــــع يف ـــــــــــــــث ميتن ن حقهـــــــــــــــم التكفـــــــــــــــري يف املعصـــــــــــــــية فضـــــــــــــــال عـــــــــــــــ درجـــــــــــــــات مـــــــــــــــن اليقـــــــــــــــني حبي فكيـــــــــــــف يف الـــــــــــــدار اآلخـــــــــــــرة الـــــــــــــيت تنكشــــــــــــف احلقـــــــــــــائق لالنســـــــــــــان ويـــــــــــــرى اجلنـــــــــــــة ، ارتكا ــــــــــــا

فضــــــــــــال عــــــــــــن ارتكا ــــــــــــا ، عصــــــــــــيةفكيــــــــــــف جيــــــــــــرؤ علــــــــــــى التكفــــــــــــري يف امل ؟ والنــــــــــــار بــــــــــــأم عينــــــــــــهــــــــــــــرض إمكــــــــــــــان وقــــــــــــــوع املعصــــــــــــــية مــــــــــــــن االنســــــــــــــان باإلضــــــــــــــافة إىل وصــــــــــــــول أهــــــــــــــل ، علــــــــــــــى ف

فــــــــــــــال ، اجلنـــــــــــــة إىل الغــــــــــــــىن عــــــــــــــن كـــــــــــــل شــــــــــــــيء بفضــــــــــــــل اهللا ونعمــــــــــــــه الـــــــــــــيت أنعمهــــــــــــــا علــــــــــــــيهم .حيتاجون إىل شيء حىت يرتكبوا املعاصي من أجلها

فإنـــــــــــه يتحــــــــــــول إىل ســـــــــــجن وعــــــــــــذاب ، ولـــــــــــو ســـــــــــلب االختيــــــــــــار مـــــــــــن االنســــــــــــان يف اجلنـــــــــــة وكـــــــــــم حـــــــــــدث وحيـــــــــــدث مـــــــــــن ثـــــــــــورات للبشـــــــــــرية يف خمتلـــــــــــف بقـــــــــــاع ، بـــــــــــدل أن يكـــــــــــون نعيمـــــــــــا

العـــــــــــامل مـــــــــــن أجـــــــــــل نيـــــــــــل حريـــــــــــة االختيـــــــــــار والتحـــــــــــرر مـــــــــــن العبوديـــــــــــة والتســـــــــــلط وكـــــــــــذا حـــــــــــال فهـــــــــــــل مــــــــــــن عـــــــــــــدل اهللا تعـــــــــــــاىل أن جيعـــــــــــــل االنســـــــــــــان ، فكيـــــــــــــف يف الـــــــــــــدار اآلخـــــــــــــرة، الــــــــــــدنيا

؟ شيء وقد خلقه حرا وأعطاه االرادة واالختيار جمربا ال اختيار له يف أمـــــــــا نســـــــــبة القـــــــــول بفنـــــــــاء اجلنـــــــــة والنـــــــــار إىل اجلهـــــــــم بـــــــــن صـــــــــفوان فـــــــــال ميكـــــــــن القطـــــــــع بـــــــــه ، والقـــــــــول بصـــــــــدوره منـــــــــه جهـــــــــم ألن هـــــــــذا القــــــــــول قـــــــــد نســـــــــبه اليـــــــــه خصـــــــــومه مـــــــــن األشــــــــــاعرة

ـــــــــــــــرازي ومل ، وغـــــــــــــــريهم ٣وابـــــــــــــــن حـــــــــــــــزم ٢والبغـــــــــــــــدادي ١وأهـــــــــــــــل احلـــــــــــــــديث أمثـــــــــــــــال فخـــــــــــــــر ال ينقلــــــــــــــــه أحــــــــــــــــد مــــــــــــــــن متكلمــــــــــــــــي االماميــــــــــــــــة مــــــــــــــــن املتقــــــــــــــــدمني واملتــــــــــــــــأخرين وفــــــــــــــــق مقـــــــــــــــــدار

.باالضـــــــــــــافة إىل تضـــــــــــــارب آراء النـــــــــــــاقلني يف منشـــــــــــــأ هـــــــــــــذا القـــــــــــــول، اطالعـــــــــــــي علـــــــــــــى كتـــــــــــــبهم .وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على ضعف صدوره من اجلهم بن صفوان

. قول مجهول القائل٨ حيـــــــث قـــــــال : مـــــــن النـــــــاس ، رح باســـــــم قائلـــــــهنقـــــــل هـــــــذا القـــــــول الفخـــــــر الـــــــرازي دون أن يصـــــــ

فأمـــــــــــــا فعـــــــــــــل، مـــــــــــــن قـــــــــــــال إن الوعيـــــــــــــد الـــــــــــــوارد يف الكتـــــــــــــب اإلهليـــــــــــــة إمنـــــــــــــا جـــــــــــــاء للتخويـــــــــــــف________________

.١٢١ص ، معالم اصول الدين، اجع : الفخر الرازي. ر ١ .٣٣٩ص ، الفرق بين الفرق؛ ٢٣٨ص ، اصول الدين. راجع : ٢ .٤٣ص ، االصول والفروع؛ ٣٩٥ص ، ٢ج ، والنحلالفصل في الملل . راجع : ٣

م فذلك ال يوجد واحتج عليه بوجوه :الاالي .األول : أن ذلك العقاب ضرر خال عن النفع فيكون قبيحا

ـــــــــوم القيامـــــــــة ـــــــــاين : إن العبـــــــــد يقـــــــــول ي ـــــــــه العـــــــــاملني هـــــــــذه األشـــــــــياء الـــــــــيت كلفتـــــــــين ، الث يـــــــــا إل كــــــــــان التعــــــــــذيب علــــــــــى ، كمــــــــــة والغــــــــــرضإن كانــــــــــت خاليــــــــــة عــــــــــن احل، ــــــــــا وعصــــــــــيتك فيهــــــــــا

فتلــــــــــــــــك ، وإن كانــــــــــــــــت مشــــــــــــــــتملة علــــــــــــــــى احلكمــــــــــــــــة والغــــــــــــــــرض، تركهــــــــــــــــا ال يليــــــــــــــــق بالرمحــــــــــــــــةــــــــــــت حمتــــــــــــاج إيل وإن كــــــــــــان املقصــــــــــــود مــــــــــــن تكليفــــــــــــي ــــــــــــا ، احلكمــــــــــــة إن عــــــــــــادت اليــــــــــــك فأن

فكيـــــــــــــف يليـــــــــــــق ، فلمـــــــــــــا تركتهـــــــــــــا فمـــــــــــــا قصـــــــــــــرت إال يف حـــــــــــــق نفســـــــــــــي، عـــــــــــــود منافعهـــــــــــــا إيل ؟ ألجل أنه قصر يف حق نفسهباحلكيم أن يعذب حيوانا

فكيـــــــــــف حيســـــــــــن ، الثالـــــــــــث : أن مجيـــــــــــع أفعـــــــــــال العبـــــــــــد مـــــــــــن موجبـــــــــــات أفعـــــــــــال اهللا تعـــــــــــاىل ١ ؟ التعذيب منه

. محمد عزة دروزه٩ــــــــــــــد جــــــــــــــاءت الثــــــــــــــارة الرعــــــــــــــب واخلــــــــــــــوف يف ــــــــــــــذهب حممــــــــــــــد عــــــــــــــزة إىل أن آيــــــــــــــات الوعي ي

ففــــــــــــي .ننيوآيــــــــــــات الوعــــــــــــد الثــــــــــــارة الطمأنينــــــــــــة والغبطــــــــــــة يف قلــــــــــــوب املــــــــــــؤم، قلــــــــــــوب الكفــــــــــــار وبعــــــــــد ذكــــــــــر عـــــــــدد مــــــــــن األقــــــــــوال يف ، مــــــــــن ســــــــــورة هـــــــــود )١٠٧ ــــــــــ ١٠٥ ( تفســـــــــريه لآليــــــــــات قـــــــــــال : والـــــــــــذي نـــــــــــراه أن التعبـــــــــــري مـــــــــــن أســـــــــــاليب الـــــــــــوحي القـــــــــــرآين بقـــــــــــرن ، معـــــــــــىن االســـــــــــتثناء

ـــــــــه ومشـــــــــيئته، كـــــــــل شـــــــــيء مبشـــــــــيئة اهللا تعـــــــــاىل ـــــــــوط بـــــــــامره وإذن ـــــــــا بـــــــــأن كـــــــــل شـــــــــيء من ، إعالنـــــــــــــه ال ضـــــــــــــرورة وال طائـــــــــــــل مـــــــــــــن ال تخمـــــــــــــني يف عبـــــــــــــارة متصـــــــــــــلة باحليـــــــــــــاة األخرويـــــــــــــة الـــــــــــــيت وأن

، هـــــــــــــي حقيقـــــــــــــة إميانـــــــــــــه مغيبـــــــــــــة وأن األوىل الوقـــــــــــــوف منهـــــــــــــا عنـــــــــــــدما وقـــــــــــــف عنـــــــــــــده القـــــــــــــرآن ومالحظــــــــــــــة أن اآليــــــــــــــات يف مجلتهــــــــــــــا بســــــــــــــبيل إنــــــــــــــذار الكفــــــــــــــار الســــــــــــــامعني لريعــــــــــــــووا ويتوبــــــــــــــوا

٢ .وتبشري املؤمنني ليغتبطوا________________

.١٢٢ص ، معالم اصول الدين .١ .٨٧ص ، ٤ج ، التفسير الحديث، . حممد عزة دروزة٢

التحقيق في القول الثامن والتاسعــــــــــف أن الوعيــــــــــد الــــــــــوارد يف القــــــــــرآن إمنــــــــــا جــــــــــاء ــــــــــه لــــــــــو علــــــــــم املكل ــــــــــرد علــــــــــى القــــــــــولني بأن ي

فيكـــــــــــون تغريـــــــــــرا ، فــــــــــال يبقـــــــــــى أثـــــــــــر وفائـــــــــــدة يف هــــــــــذا التخويـــــــــــف، للتخويــــــــــف فقـــــــــــط ال غـــــــــــريـــــــــــــــى ارتكـــــــــــــــاب ـــــــــــــــوارد يف ، املعاصـــــــــــــــيللمكلـــــــــــــــف عل ـــــــــــــــد ال ويف نتيجـــــــــــــــة تنتفـــــــــــــــي فائـــــــــــــــدة الوعي

.تعاىل اهللا عن ذلك علوا كبريا ، ويكون لغوا ، الكتاب اإلهلي ويــــــــــــرد علــــــــــــى القــــــــــــول العاشــــــــــــر يف قولــــــــــــه إن ذلـــــــــــــك العقــــــــــــاب ضــــــــــــرر خــــــــــــال مــــــــــــن النفـــــــــــــع

ألن العقـــــــــــــــاب لـــــــــــــــيس مـــــــــــــــن معـــــــــــــــذب ، هـــــــــــــــذا القـــــــــــــــول لـــــــــــــــيس يف حملـــــــــــــــه، فيكـــــــــــــــون قبيحـــــــــــــــا ــــــــــل هــــــــــو نفــــــــــس أ، خــــــــــارجي ــــــــــواع مــــــــــن العــــــــــذابب ، عمــــــــــال الكفــــــــــر واملعاصــــــــــي يتحــــــــــول إىل أن

قــــــــــال صــــــــــدر الــــــــــدين الشــــــــــريازي : ويف القــــــــــرآن آيــــــــــات كثــــــــــرية دالــــــــــة علــــــــــى أن كــــــــــل مــــــــــا يالقيــــــــــه االنســــــــــان يف اآلخــــــــــرة ويصــــــــــل اليــــــــــه مــــــــــن اجلنـــــــــــة ومــــــــــا فيهــــــــــا مــــــــــن احلــــــــــور والقصــــــــــور والفواكـــــــــــه

ــــــــــــيس إال غا، وغريهــــــــــــا والنــــــــــــار ومــــــــــــا فيهــــــــــــا مــــــــــــن العقــــــــــــارب واحليــــــــــــات وغريهــــــــــــا يــــــــــــة أفعالــــــــــــه ل وإمنــــــــــــــا اجلــــــــــــــزاء هنــــــــــــــاك بــــــــــــــنفس العمــــــــــــــل باعتبــــــــــــــار مــــــــــــــا ، وصــــــــــــــورة أعمالــــــــــــــه وآثــــــــــــــار ملكاتــــــــــــــه

ــون . .. (كقولــه تعــاىل : ، ينتهــي اليــه ــتم تـعمل ــا كن ــا (وقولــه تعــاىل : ١، )وال تجــزون إال م إنم ، ومل يقــــــــل ممـــــــــا كنــــــــتم تعملــــــــون تنبيهـــــــــا علــــــــى هــــــــذا املعـــــــــىن ٢ )تجــــــــزون مــــــــا كنـــــــــتم تـعملــــــــون

٤ .٣، ) ... جزاء أعداء الله النار ... (وقوله : ـــــــــــيت كلفتـــــــــــين ويـــــــــــرد أيضـــــــــــا علـــــــــــى الوجـــــــــــه الثـــــــــــاين وهـــــــــــو قولـــــــــــه : فلمـــــــــــا تركـــــــــــت األشـــــــــــياء ال

ــــــــــبطالن، فمــــــــــا قصــــــــــرت إال يف حــــــــــق نفســــــــــي، ــــــــــا ــــــــــديهي ال ــــــــــه ب ــــــــــة ، أن ألن التكــــــــــاليف اإلهلي ليســــــــــــت مقتصــــــــــــرة علــــــــــــى املســــــــــــائل العباديــــــــــــة مــــــــــــن قبيــــــــــــل الصــــــــــــالة والصــــــــــــوم والزكــــــــــــاة واحلــــــــــــج

بـــــــــل ، وغـــــــــريه مـــــــــن األمـــــــــور العباديـــــــــة حـــــــــىت يكـــــــــون التـــــــــارك هلـــــــــا مقصـــــــــرا يف حـــــــــق نفســـــــــه فقـــــــــطـــــــــــــم ـــــــــــــل الظل ـــــــــــــة مث ـــــــــــــاحلقوق االجتماعي ـــــــــــــواهي املتعلقـــــــــــــة ب هنـــــــــــــاك تكـــــــــــــاليف مـــــــــــــن األوامـــــــــــــر والن

املـــــــــــــــال بالباطـــــــــــــــل وغـــــــــــــــريه مـــــــــــــــن جبميـــــــــــــــع أشـــــــــــــــكاله مـــــــــــــــن القتـــــــــــــــل والزنـــــــــــــــا والســـــــــــــــرقة وأكـــــــــــــــل________________

.٢٨. فصلت ، ٣ .٧. التحرمي ، ٢ .٥٤. يس ، ١ .٢٩٥ص ، ٩ج ، االسفار، . صدر الدين الشريازي٤

وال يليــــــــــــــــــــق ، فالتجــــــــــــــــــــاوز حلقــــــــــــــــــــوق اآلخــــــــــــــــــــرين أكــــــــــــــــــــرب معصــــــــــــــــــــية عنــــــــــــــــــــد اهللا، احملرمــــــــــــــــــــات ولــــــــــــــيس مــــــــــــــن عدلــــــــــــــه أن يــــــــــــــرتك الظــــــــــــــاملني والطغــــــــــــــاة الــــــــــــــذين عــــــــــــــاثوا الفســــــــــــــاد يف ، بالرمحــــــــــــــة

أو الــــــــــــــذين تصــــــــــــــدوا ، وارتكبــــــــــــــوا أنواعــــــــــــــا مــــــــــــــن الظلــــــــــــــم والفســــــــــــــاد، األرض وقتلــــــــــــــوا األبريــــــــــــــاء ال ـــــــــــــــم ليســـــــــــــــوا مقصـــــــــــــــرين ، وكـــــــــــــــذبوا بالرســـــــــــــــاالت االهليـــــــــــــــة، حملاربـــــــــــــــة األنبيـــــــــــــــاء واملرســـــــــــــــلني

، هــــــــــؤالء هــــــــــو عــــــــــني الظلــــــــــمفــــــــــرتك عقــــــــــاب ، كمــــــــــا هــــــــــو واضــــــــــح، يف حــــــــــق أنفســــــــــهم فقــــــــــط علــــــــــــــى أن تــــــــــــــرك التكــــــــــــــاليف العباديــــــــــــــة أمثــــــــــــــال الصــــــــــــــوم والصــــــــــــــالة .تعــــــــــــــاىل اهللا عــــــــــــــن ذلــــــــــــــك

ألنــــــــــــــــه يــــــــــــــــؤدي إىل تشــــــــــــــــجيع ، يالزمــــــــــــــــه يف كثــــــــــــــــري مــــــــــــــــن األحيــــــــــــــــان الفســــــــــــــــاد االجتمــــــــــــــــاعي كمـــــــــــــا أن وجهـــــــــــــه .فيكـــــــــــــون تضـــــــــــــعيفا للـــــــــــــدين وإشـــــــــــــاعة للفســـــــــــــاد، اآلخـــــــــــــرين علـــــــــــــى تركهـــــــــــــا

.لذي هو بديهي البطالنالثالث مبين على القول باجلرب ا

) م١٩٣٨المتوفى ( . محمد إقبال الالهوري١٠ــــــــة ــــــــيس يف االســــــــالم لعنــــــــة أبدي ــــــــه ل ــــــــذي ، يــــــــذهب حممــــــــد إقبــــــــال إىل ان وأن لفــــــــظ األبديــــــــة ال

ـــــــــار ـــــــــات وصـــــــــفا للن ـــــــــة مـــــــــن الزمـــــــــان، جـــــــــاء يف بعـــــــــض اآلي ـــــــــه حقب ، يفســـــــــره القـــــــــرآن نفســـــــــه بأنبثـــــــين فيهـــــــا أحقابـــــــا (قـــــــال تعـــــــاىل : يـــــــرى أن النـــــــار كمـــــــا يصـــــــورها القـــــــرآن ليســـــــت هاويـــــــة ) ال

بــــــــــــل هــــــــــــي جتربــــــــــــة للتقــــــــــــومي قــــــــــــد جتعــــــــــــل ، مــــــــــــن عــــــــــــذاب مقــــــــــــيم يســــــــــــلطها علــــــــــــيهم لالنتقــــــــــــام ١ .النفس القاسية املتحجرة حتس مرة أخرى بنفحات حية من رضوان اهللا

التحقيق في قول محمد اقبالــــــــــه تعــــــــــاىل : ــــــــــال يتمســــــــــك يف إثبــــــــــات انقطــــــــــاع العــــــــــذاب بقول ــــــــــا (حممــــــــــد إقب ــــــــــين فيه بث ال

وقــــــــــــد أثبتنــــــــــــا فيمـــــــــــــا ســــــــــــبق يف الفصــــــــــــل الثــــــــــــاين أن هـــــــــــــذه اآليــــــــــــة التــــــــــــدل علـــــــــــــى )أحقابــــــــــــا .انقطاع العذاب

________________ ــــــــــديني والفلســــــــــفي، مــــــــــد بــــــــــو عزيــــــــــزي. حم١ ــــــــــال ٤٤٤ص ، محمــــــــــد اقبــــــــــال فكــــــــــره ال ؛ وراجــــــــــع : حممــــــــــد اقب

.١٤٢ ص، احياى فكر دينى در اسالم، الهوري

الخالصةـــــــــــــدي يف قمنـــــــــــــا يف هـــــــــــــذا القســـــــــــــم مـــــــــــــن املوضـــــــــــــوع بدراســـــــــــــة آراء املخـــــــــــــالفني للخلـــــــــــــود األب

واســــــــــــــتعراض أقــــــــــــــواهلم يف انقطــــــــــــــاع العــــــــــــــذاب عــــــــــــــن الكفــــــــــــــار لبيــــــــــــــان فســــــــــــــاد هــــــــــــــذه ، النــــــــــــــارـــــــــــــواردة عليهـــــــــــــا وأيضـــــــــــــا لبيـــــــــــــان مـــــــــــــدى صـــــــــــــحة مـــــــــــــا نســـــــــــــب إىل ، األقـــــــــــــوال واالشـــــــــــــكاالت ال

ومــــــــــــن هــــــــــــذه اآلراء القــــــــــــول ، بعــــــــــــض املتكلمــــــــــــني مــــــــــــن األقــــــــــــوال املنافيــــــــــــة للخلــــــــــــود يف جهــــــــــــنمــــــــار ــــــــاء الن ــــــــة، بفن ــــــــن تيمي ــــــــه اب ــــــــث ذهــــــــب الي ــــــــن القــــــــيم اجلــــــــوزي يف ، حي ــــــــذه اب ــــــــه تلمي وصــــــــرح ب ، واســــــــــــــــتدل عليــــــــــــــــه بأدلــــــــــــــــة عقليــــــــــــــــة وبــــــــــــــــأقوال منســــــــــــــــوبة إىل بعــــــــــــــــض األصــــــــــــــــحاب، كتبــــــــــــــــه

، باالضــــــــــــــافة إىل اآليــــــــــــــات القرآنيــــــــــــــة املشــــــــــــــعرة بظاهرهــــــــــــــا بانقطــــــــــــــاع العــــــــــــــذاب عــــــــــــــن الكفــــــــــــــار أمــــــــــــا ، والشــــــــــــيخ حممــــــــــــود شــــــــــــلتوت، يضــــــــــــا الشــــــــــــيخ حممــــــــــــد عبــــــــــــدهومــــــــــــال إىل هــــــــــــذا الــــــــــــرأي أ

ومتســـــــــــك يف ، الـــــــــــدكتور حممـــــــــــد صـــــــــــادقي فقـــــــــــد ذهـــــــــــب إىل القـــــــــــول بفنـــــــــــاء النـــــــــــار مـــــــــــع أهلهـــــــــــا وقـــــــــــد ثبـــــــــــت يف قســـــــــــم التفســـــــــــري ، اثبـــــــــــات ذلـــــــــــك بأدلـــــــــــة مماثلـــــــــــة ألدلـــــــــــة ابـــــــــــن القـــــــــــيم اجلوزيـــــــــــة

ــــــــــيت متســــــــــكوا ــــــــــا علــــــــــى انقطــــــــــاع العــــــــــذاب ــــــــــة اآليــــــــــات ال يف هــــــــــذا وثبــــــــــت أيضــــــــــا ، عــــــــــدم دالل القســـــــــــــم ويف قســــــــــــــم الفلســــــــــــــفة بطـــــــــــــالن أدلــــــــــــــتهم العقليــــــــــــــة وعـــــــــــــدم داللتهــــــــــــــا علــــــــــــــى انقطــــــــــــــاع

أمـــــــــــا أقـــــــــــوال الصـــــــــــحابة أمثـــــــــــال عمـــــــــــر وأيب هريـــــــــــرة وابـــــــــــن مســـــــــــعود ، العـــــــــــذاب عـــــــــــن الكفـــــــــــارــــــــــى انقطــــــــــاع العــــــــــذاب عــــــــــن الكفــــــــــار فهــــــــــي علــــــــــى فــــــــــرض صــــــــــحة ، وغــــــــــريهم ــــــــــت عل ــــــــــيت دل وال

وعلــــــــــى فــــــــــرض حجيتهــــــــــا فا ــــــــــا ، فقــــــــــد تبــــــــــني بأ ــــــــــا الحجيــــــــــة فيهــــــــــا، صــــــــــدورها مــــــــــن هــــــــــؤالء .مطروحة مبخالفتها للكتاب وروايات املعصومني

والــــــــــــذي نســــــــــــب إىل اجلهــــــــــــم بـــــــــــــن ، وأمــــــــــــا القــــــــــــول بفنــــــــــــاء اجلنــــــــــــة والنــــــــــــار وفنـــــــــــــاء أهلهــــــــــــاــــــــــــــه خصــــــــــــــومه مــــــــــــــن األشــــــــــــــاعرة وأهــــــــــــــل احلــــــــــــــديث ومل ينقلــــــــــــــه ، صــــــــــــــفوان فإمنــــــــــــــا ألصــــــــــــــقه علي

وأمــــــــا نســـــــــبة القــــــــول بفنـــــــــاء .ن صـــــــــفوانفــــــــال ميكـــــــــن القطــــــــع بصـــــــــدوره مــــــــن اجلهـــــــــم بــــــــ، غــــــــريهم وميكـــــــــــــن ، فهـــــــــــــي غـــــــــــــري معقولـــــــــــــة، حركـــــــــــــات أهـــــــــــــل اجلنـــــــــــــة والنـــــــــــــرا إىل أيب اهلـــــــــــــذيل العـــــــــــــالف

.ولكنها مع ذلك ال ختلو من إشكال، محل كالمه على ما وجهه اخلياط املعتزيل

وهــــــــــــــو أن آيــــــــــــــات الوعيــــــــــــــد إمنــــــــــــــا جــــــــــــــاءت للتخويــــــــــــــف والثــــــــــــــارة ، وهنــــــــــــــاك قــــــــــــــول آخــــــــــــــر ونســـــــــــــبه ، فـــــــــــــار وقـــــــــــــد ذهـــــــــــــب إىل هـــــــــــــذا القـــــــــــــول حممـــــــــــــد عـــــــــــــزة دروزةالرعـــــــــــــب يف قلـــــــــــــوب الك

ـــــــــــرازي إىل قائـــــــــــل مل يصـــــــــــرح بامســـــــــــه وقـــــــــــد اســـــــــــتدل هـــــــــــذا القائـــــــــــل ا هـــــــــــول ، أيضـــــــــــا الفخـــــــــــر ال وهـــــــــــذا الــــــــــــرأي مـــــــــــن أضـــــــــــعف األقـــــــــــوال يف هــــــــــــذا ، علـــــــــــى هـــــــــــذا الـــــــــــرأي بعــــــــــــدد مـــــــــــن الوجـــــــــــوه

.أيوقد ثبت بطالنه وبطالن الوجوه اليت احتجوا ا على هذا الر ، املوضوعــــــــــــــ وأمــــــــــــــا قــــــــــــــول حممــــــــــــــد إقبــــــــــــــال الالهــــــــــــــوري وهــــــــــــــو أنــــــــــــــه ال يوجــــــــــــــد عــــــــــــــذاب أبــــــــــــــدي يف ـ

ولفــــــــــظ األبديــــــــــة الــــــــــذي جــــــــــاء يف بعــــــــــض اآليــــــــــات وصــــــــــفا للنــــــــــار يــــــــــراد بــــــــــه حقبــــــــــة ، االســــــــــالم ومــــــــــا ذلــــــــــك املقــــــــــدار مــــــــــن العــــــــــذاب إال جتربــــــــــة ، كمــــــــــا يفســــــــــره القــــــــــرآن نفســــــــــه، مــــــــــن الزمــــــــــان

ـــــــــــــة احلقـــــــــــــب ال تـــــــــــــدل علـــــــــــــى ــــــــــــــ للتطهـــــــــــــري والتقـــــــــــــومي فقـــــــــــــد ثبـــــــــــــت يف قســـــــــــــم التفســـــــــــــري أن آي وثبـــــــــــــــــت يف قســـــــــــــــــم الفلســـــــــــــــــفة بـــــــــــــــــأن دار اآلخـــــــــــــــــرة ليســـــــــــــــــت بـــــــــــــــــدار ، حمدوديـــــــــــــــــة العـــــــــــــــــذاب

.استكمال حىت تكون تطهريا للنفوس

٦

الخلود في جهنم عند الفالسفة البحـــــــــــث الفلســـــــــــفي حـــــــــــول اخللـــــــــــود يف العـــــــــــذاب مـــــــــــن املســـــــــــائل املستعصـــــــــــية لالشـــــــــــكاالت

ولوجــــــــــــود خالفــــــــــــات كثــــــــــــرية بــــــــــــني ، ة الــــــــــــيت تــــــــــــرد علــــــــــــى القــــــــــــول بــــــــــــاخللود يف العــــــــــــذابالعقليــــــــــــ حيـــــــــــث قـــــــــــال صـــــــــــدرالدين الشـــــــــــريازي : هـــــــــــذه ، الفالســـــــــــفة والعرفـــــــــــاء وبـــــــــــني العرفـــــــــــاء أنفســـــــــــهم

وكـــــــــذا ، وهـــــــــي موضـــــــــع خـــــــــالف بـــــــــني علمـــــــــاء الرســـــــــوم وعلمـــــــــاء الكشـــــــــوف، مســـــــــألة عويصـــــــــة نـــــــــار الـــــــــذين هـــــــــم موضـــــــــع خـــــــــالف بـــــــــني أهـــــــــل الكشـــــــــف هـــــــــل يســـــــــرمد العـــــــــذاب علـــــــــى أهـــــــــل ال

فينتهـــــــي العـــــــذاب فـــــــيهم ، أو يكـــــــون هلـــــــم نعـــــــيم بـــــــدار الشـــــــقاء، ايـــــــة لـــــــهالمـــــــن أهلهـــــــا إىل مـــــــا وإ ـــــــــم مـــــــــاكثون فيهـــــــــا ، إىل أجـــــــــل مســـــــــمى مـــــــــع اتفـــــــــاقهم علـــــــــى عـــــــــدم خـــــــــروج الكفـــــــــار منهـــــــــا

١ .ولكل منهما ملؤها، فان لكل من الدارين عمارا ، إىل ما ال اية له وهنـــــــــــــا نســـــــــــــتعرض آراء عـــــــــــــدد مـــــــــــــن الفالســـــــــــــفة للوقـــــــــــــوف علـــــــــــــى آرائهـــــــــــــم حـــــــــــــول اخللـــــــــــــود

.يف جهنم

) ه ٣٣٩المتوفى ( أبو نصر الفارابي .١ وكــــــــذلك ، مــــــــذهب الفــــــــارايب يف خلــــــــود الــــــــنفس مــــــــورد خــــــــالف بــــــــني الفالســــــــفة منــــــــذ القــــــــدم

فــــــــــــالبعض قـــــــــــــالوا بــــــــــــأن الفـــــــــــــارايب يــــــــــــؤمن خبلـــــــــــــود، مــــــــــــورد خــــــــــــالف بـــــــــــــني مــــــــــــؤرخي الفلســـــــــــــفة________________

.٣١٣ص ، ) املقدمة ( الشواهد الربوبية؛ ٣٤٧، ٣٤٦ص ، ٩ج ، األسفار .١

وهلـــــــــذا نـــــــــرى ابـــــــــن طفيـــــــــل يـــــــــتهم ١ .والـــــــــبعض اآلخـــــــــر قـــــــــالوا بإنكـــــــــاره خللـــــــــود الـــــــــنفس، الـــــــــنفس قـــــــــــال ابـــــــــــن طفيـــــــــــل : وأمـــــــــــا مـــــــــــا ، الفـــــــــــارايب بـــــــــــالرتدد واالضـــــــــــطراب يف مســـــــــــألة خلـــــــــــود الـــــــــــنفس

ومـــــــــــــا ورد منهـــــــــــــا يف الفلســـــــــــــفة ، فأكثرهـــــــــــــا يف املنطـــــــــــــقوصـــــــــــــل الينـــــــــــــا مـــــــــــــن كتـــــــــــــب أيب نصـــــــــــــر بقــــــــــاء النفــــــــــوس الشــــــــــريرة ) امللــــــــــة الفاضــــــــــلة ( فقــــــــــد أثبــــــــــت يف كتــــــــــاب، فهــــــــــي كثــــــــــرية الشــــــــــكوك

مث صـــــــــــــرح يف السياســـــــــــــة املدنيـــــــــــــة ، بعــــــــــــد املـــــــــــــوت يف آالم ال ايـــــــــــــة هلـــــــــــــا بقـــــــــــــاء ال ايـــــــــــــة هلـــــــــــــا ٢ .ملةبا ا منحلة وصائرة إىل العدم وأنه ال بقاء إال النفوس الكا

وحنـــــــــــــــا الفـــــــــــــــاخوري وخليـــــــــــــــل اجلـــــــــــــــر تبعـــــــــــــــا لـــــــــــــــرأي ابـــــــــــــــن طفيـــــــــــــــل بالنســـــــــــــــبة إىل الفـــــــــــــــارايب ألنــــــــــــــه ، صــــــــــــــرحيا يف هــــــــــــــذا املــــــــــــــورد اخلطــــــــــــــري الواقــــــــــــــع أن الفــــــــــــــارايب يل يــــــــــــــربز رأيــــــــــــــاقــــــــــــــالوا : يف

هــــــــــذا مــــــــــن جهــــــــــة ومــــــــــن جهــــــــــة أخــــــــــرى مل يــــــــــتمكن أن خيــــــــــالف ، كــــــــــان حتــــــــــت تــــــــــأثري أرســــــــــطو وأحيانـــــــــا يقـــــــــول بــــــــــأن ، ود مـــــــــن طبيعـــــــــة الـــــــــنفسيقـــــــــول أحيانـــــــــا بـــــــــأن اخللــــــــــ، تعـــــــــاليم االســـــــــالم

٣ .النفوس اجلاهلة ال حظ هلا يف اخللود وفيمـــــــــــــا يلـــــــــــــي اســـــــــــــتعراض آلراء الفـــــــــــــارايب حـــــــــــــول خلـــــــــــــود الـــــــــــــنفس لبيـــــــــــــان مـــــــــــــدى صـــــــــــــحة

هذه اال امات املنسوبة اليه : يقســـــــــــــــــــم الفـــــــــــــــــــارايب النفـــــــــــــــــــوس إىل أقســـــــــــــــــــام ثالثـــــــــــــــــــة باالرتبـــــــــــــــــــاط إىل اخللـــــــــــــــــــود ؛ وهـــــــــــــــــــي

.والنفوس اجلاهلة، نفوس الشقيةوال، النفوس الفاضلة وحصـــــــــــــول الســـــــــــــعادة للنفـــــــــــــوس الفاضـــــــــــــلة عنـــــــــــــد الفـــــــــــــارايب حيصـــــــــــــل بـــــــــــــزوال الشـــــــــــــرور عـــــــــــــن

وهـــــــــــــو امللـــــــــــــك ، أي الـــــــــــــرئيس األول، املـــــــــــــدن واألمـــــــــــــم وحصـــــــــــــول اخلـــــــــــــريات ومـــــــــــــدبر املدينـــــــــــــةـــــــــــه، عنـــــــــــد القـــــــــــدماء ـــــــــــوحى الي ـــــــــــذي ينبغـــــــــــي أن ي يلـــــــــــتمس إبطـــــــــــال الشـــــــــــرور مجيعـــــــــــا ، وهـــــــــــو ال

وحيتـــــــــــــاج كـــــــــــــل واحـــــــــــــد مـــــــــــــن ، ويتعـــــــــــــاون معـــــــــــــه أهـــــــــــــل املدينـــــــــــــة، مجيعـــــــــــــا واجيـــــــــــــاب اخلـــــــــــــريات أهـــــــــــــــــــــل املدينـــــــــــــــــــــة الفاضـــــــــــــــــــــلة أن يعـــــــــــــــــــــرف مبـــــــــــــــــــــادىء املوجـــــــــــــــــــــودات القصـــــــــــــــــــــوى ومراتبهـــــــــــــــــــــا

________________ .٤٢١ص ، تاريخ فلسفة اسالمي، وحنا الفاخوري، خليل اجلر .اجع : د. ر ١ .٢٣ص ، حي بن يقظان، . ابن طفيل٢ .تاريخ فلسفة اسالمي، ري وخليل اجلر. راجع : حنا الفاخو ٣

ــــــــــــــيت للمدينــــــــــــــة الفاضــــــــــــــلة ومراتــــــــــــــب رئاســــــــــــــتها مث مــــــــــــــن بعــــــــــــــد ، والســــــــــــــعادة والرئاســــــــــــــة األوىل ال وأن ال يقتصـــــــــــر علـــــــــــى أن ، ذلـــــــــــك األفعـــــــــــال احملـــــــــــدودة الـــــــــــيت إذا فعلـــــــــــت نيلـــــــــــت ـــــــــــا الســـــــــــعادة

١ .ويؤخذ أهل املدينة بفعلها، تعلم هذه األفعال دون أن تعمل ا يقـــــــــــول ، كيفيـــــــــــة اخللـــــــــــود يف الســـــــــــعادة لألنفـــــــــــس الفاضـــــــــــلة بعـــــــــــد مفارقـــــــــــة األبـــــــــــدانوعـــــــــــن

فخلفهــــــــــم ، الفـــــــــارايب : فــــــــــاذا مضـــــــــت طائفــــــــــة وبطلـــــــــت أبــــــــــدآ ا وخلصـــــــــت أنفســــــــــها وســـــــــعدتــــــــــــــوا أفعــــــــــــــاهلم خلصــــــــــــــت أيضــــــــــــــا ــــــــــــــة مقــــــــــــــامهم وفعل ــــــــــــــاموا يف املدين ــــــــــــــاس آخــــــــــــــرون بعــــــــــــــدهم ق ن

اضـــــــــــــني مـــــــــــــن تلـــــــــــــك وإذا بطلـــــــــــــت أبـــــــــــــدا م صـــــــــــــاروا إىل مراتـــــــــــــب أولئـــــــــــــك امل .أنفـــــــــــــس هـــــــــــــؤالء ، وجــــــــــــــاوروهم علــــــــــــــى اجلهــــــــــــــة الــــــــــــــيت ـــــــــــــا يكــــــــــــــون جتــــــــــــــاور مــــــــــــــا لــــــــــــــيس بأجســــــــــــــام، الطائفـــــــــــــة

وكلمــــــــــــــا .واتصــــــــــــــلت النفــــــــــــــوس املتشــــــــــــــا ة مــــــــــــــن أهــــــــــــــل الطائفــــــــــــــة الواحــــــــــــــدة بعضــــــــــــــها بــــــــــــــبعض كـــــــــــان التـــــــــــذاذ كـــــــــــل واحـــــــــــد ، كثـــــــــــرت األنفـــــــــــس املتشـــــــــــا ة املفارقـــــــــــة واتصـــــــــــل بعضـــــــــــها بـــــــــــبعض

تـــــــــــذاذ كـــــــــــل مـــــــــــن حلـــــــــــق اآلن ملصـــــــــــادفته وكلمـــــــــــا حلـــــــــــق ـــــــــــم مـــــــــــن بعـــــــــــدهم زاد ال .منهـــــــــــا أزيـــــــــــد ألن كـــــــــــــل واحـــــــــــــدة تعقـــــــــــــل ، وزادت لـــــــــــــذات املاضـــــــــــــني بإتصـــــــــــــال الالحقـــــــــــــني ـــــــــــــم، املاضـــــــــــــني

ويزيـــــــــد مـــــــــا يعقـــــــــل منهـــــــــا بلحـــــــــاق الغـــــــــابرين ـــــــــم يف ، ذا ـــــــــا وتعقـــــــــل مثـــــــــل ذا ـــــــــا مـــــــــرارا كثـــــــــريةــــــــــة ــــــــــذات كــــــــــل واحــــــــــد يف غــــــــــابر الزمــــــــــان بــــــــــال اي ــــــــــد ل ــــــــــك .مســــــــــتقبل الزمــــــــــان يف كــــــــــون تزي وتل

٢ .فهذه هي السعادة القصوى احلقيقية اليت هي غرض العقل الفعال، كل طائفة حالـــــــــــيت ـــــــــــه : وأمـــــــــــا املـــــــــــدن الفاســـــــــــقة فهـــــــــــي ال والنفـــــــــــوس الفاســـــــــــقة فقـــــــــــد عرفهـــــــــــا الفـــــــــــارايب بقول

ـــــــــــــــــوا الســـــــــــــــــعادة واعتقـــــــــــــــــدوها وأرشـــــــــــــــــدوا إىل ، اعتقـــــــــــــــــد أهلهـــــــــــــــــا املبـــــــــــــــــاديء وتصـــــــــــــــــوروها وختيل غــــــــــــــري أ ــــــــــــــم مل يتمســــــــــــــكوا .واعتقــــــــــــــدوهااألفعــــــــــــــال الــــــــــــــيت ينــــــــــــــالون ــــــــــــــا الســــــــــــــعادة وعرفوهــــــــــــــا

ولكـــــــــن مـــــــــالوا ـــــــــواهم وإراد ـــــــــم حنـــــــــو شـــــــــيء مـــــــــا مـــــــــن أغـــــــــراض ، بشـــــــــيء مـــــــــن تلـــــــــك األفعـــــــــال ٣ .وإمنا يباينون أهل اجلاهلية باآلراء اليت يعتقدو ا فقط .أهل اجلاهلية

________________ .٨٥، ٨٤ص ، السياسة المدنية، اجع : الفارايب. ر ١ .٦٥، ٦٤ص ، راء اهل المدينة الفاضلةآ، ؛ راجع : الفارايب ٨٢ص ، المدنيةالسياسة . ٢ .١٠٤، ١٠٣ص ، المصدر السابق. ٣

وعـــــــــــــن علـــــــــــــة شـــــــــــــقاوة هـــــــــــــذه النفـــــــــــــوس وخلودهـــــــــــــا يف الشـــــــــــــقاوة يقـــــــــــــول الفـــــــــــــارايب : وأمـــــــــــــا ــــــــــــيت اكتســــــــــــبوها مــــــــــــن آراء أســــــــــــالفهم ــــــــــــان اهليئــــــــــــات النفســــــــــــانية ال ــــــــــــة الفاضــــــــــــلة ف ، أهــــــــــــل املدين

أنفســــــــــــهم مـــــــــــــن املـــــــــــــادة واهليئــــــــــــات النفســـــــــــــانية الرديـــــــــــــة الــــــــــــيت اكتســـــــــــــبوها مـــــــــــــن فهــــــــــــي ختلـــــــــــــص ـــــــــــــــــة فيلحـــــــــــــــــق ، فتنكـــــــــــــــــدر األوىل وتضـــــــــــــــــادها، فتقـــــــــــــــــرتن إىل اهليئـــــــــــــــــات األوىل، افعـــــــــــــــــال الرذيل

فيجتمـــــــــــع مـــــــــــن هـــــــــــذين أذيـــــــــــان عظيمـــــــــــان ، الـــــــــــنفس مـــــــــــن مضـــــــــــادة هـــــــــــذه لتلـــــــــــك أذى عظـــــــــــيم احلقيقـــــــــــــة يتبعهـــــــــــــا وأن هـــــــــــــذه اهليئـــــــــــــات املســـــــــــــتفادة مـــــــــــــن أفعـــــــــــــال اجلاهليـــــــــــــة هـــــــــــــي ب، للـــــــــــــنفس

ــــــــــــــنفس وإمنــــــــــــــا صــــــــــــــار اجلــــــــــــــزء النــــــــــــــاطق ال يشــــــــــــــعر ، أذى عظــــــــــــــيم يف اجلــــــــــــــزء النــــــــــــــاطق مــــــــــــــن الـــــــــــأذى هـــــــــــذه لتشـــــــــــاغله مبـــــــــــا يـــــــــــورد عليـــــــــــه احلـــــــــــواس فـــــــــــاذا انفـــــــــــرد دون احلـــــــــــواس شـــــــــــعر مبـــــــــــا ، ب

فبقــــــــــى الــــــــــدهر كلــــــــــه يف ، وظهــــــــــر لــــــــــه أذى هــــــــــذه اهليئــــــــــات، يتبــــــــــع هــــــــــذه اهليئــــــــــات مــــــــــن األذى فــــــــــــإن أحلــــــــــــق بــــــــــــه مــــــــــــن هــــــــــــو يف مرتبتــــــــــــه مــــــــــــن أهــــــــــــل تلــــــــــــك املدينــــــــــــة ازداد أذى ، أذى عظــــــــــــيم

تكـــــــــــون زيـــــــــــادات أذاهــــــــــــم يف ، ألن املتالحقـــــــــــني بـــــــــــال ايـــــــــــة، كـــــــــــل واحـــــــــــد مـــــــــــنهم بصـــــــــــاحبه ١ .الزمان بال اية فهذا هو الشقاء املضاد للسعادةــــــــــــــــة ــــــــــــــــة ، أمــــــــــــــــا بالنســــــــــــــــبة إىل النفــــــــــــــــوس اجلاهل ــــــــــــــــديهم املعرف ــــــــــــــــذين مل حتصــــــــــــــــل ل وهــــــــــــــــم ال

ــــــــــــــــالون ، وال بالســــــــــــــــعادة ومل يعتقــــــــــــــــدوا ــــــــــــــــاباملبــــــــــــــــاديء ــــــــــــــــيت ين ومل يرشــــــــــــــــدوا إىل األعمــــــــــــــــال الـــــــــإن أنفســـــــــهم ، ـــــــــا الســـــــــعادة ـــــــــة ف فهـــــــــؤالء يقـــــــــول عـــــــــنهم الفـــــــــارايب : أمـــــــــا أهـــــــــل املـــــــــدن اجلاهلي

تبقـــــــــــــــى غـــــــــــــــري مســـــــــــــــتكملة وحمتاجـــــــــــــــة يف قوامهـــــــــــــــا إىل املـــــــــــــــادة ضـــــــــــــــرورة إن مل يرتســـــــــــــــم فيهـــــــــــــــا فــــــــــاذا بطلــــــــــت املــــــــــادة الــــــــــيت ــــــــــا كــــــــــان ، رســــــــــم حقيقــــــــــة بشــــــــــيء مــــــــــن املعقــــــــــوالت األول أصــــــــــال

وبطلــــــــت القــــــــوى ، بطلــــــــت القــــــــوى الــــــــيت كــــــــان شــــــــأ ا أن يكــــــــون ــــــــا قــــــــوام مــــــــا بطــــــــل، قوامهــــــــاـــــــــــــوام مـــــــــــــا بقـــــــــــــي ـــــــــــــيت كـــــــــــــان مـــــــــــــن شـــــــــــــأ ا أن يكـــــــــــــون ـــــــــــــا ق . وهـــــــــــــؤالء هـــــــــــــم اهلـــــــــــــالكون ..ال ٢ .والصائرون إىل العدم على مثال ما يكون عليه البهائم والسباع واألفاعي

بقولــــــــــــه : فــــــــــــاذا كانــــــــــــت ) السياســــــــــــة املدنيــــــــــــة ( ا املعــــــــــــىن يف كتــــــــــــابوقــــــــــــد أشــــــــــــار إىل هــــــــــــذ________________

.٦٧، ص المصدر السابق. ٢ .٦٨، ٦٧، ص آراء أهل المدينة الفاضلة. ١

فا ـــــــــا تكســـــــــبهم هيئـــــــــات رديـــــــــة مـــــــــن هيئـــــــــات ، أهـــــــــل مدينـــــــــة مـــــــــا غـــــــــري مســـــــــدد حنـــــــــو الســـــــــعادة فلـــــــــــــــــــــــذلك يلتـــــــــــــــــــــــذون باهليئـــــــــــــــــــــــات الـــــــــــــــــــــــيت يكتســـــــــــــــــــــــبو ا .وتصـــــــــــــــــــــــري مرضـــــــــــــــــــــــى، الـــــــــــــــــــــــنفس كمــــــــــــــــا أن مرضــــــــــــــــى األبــــــــــــــــدان مثــــــــــــــــل احملمــــــــــــــــومني لفســــــــــــــــاد حســــــــــــــــهم يســــــــــــــــتلذون ، بأفعــــــــــــــــاهلم

.يتــــــــــــــــأذون باألشــــــــــــــــياء احللــــــــــــــــوة وتظهــــــــــــــــر مــــــــــــــــرة يف هلــــــــــــــــوا م، األشــــــــــــــــياء املــــــــــــــــرة ويســــــــــــــــتحلو اــــــــــــــة وكمــــــــــــــا أن يف ، كــــــــــــــذلك مرضــــــــــــــى األنفــــــــــــــس لفســــــــــــــاد ختــــــــــــــيلهم يســــــــــــــتلذون اهليئــــــــــــــات الردي

ومــــــــــن هــــــــــذه ، يشــــــــــعر بعلتــــــــــه وفــــــــــيهم مــــــــــن يظــــــــــن مــــــــــع ذلــــــــــك أنــــــــــه صــــــــــحيحاملرضــــــــــى مــــــــــن ال مرضــــــــــى كــــــــــذلك مــــــــــن كــــــــــان مــــــــــن .ل طبيــــــــــب أصــــــــــال ســــــــــبيله مــــــــــن املرضــــــــــى ال يصــــــــــغي إىل قــــــــــو

فانــــــــــــه ال .ويظــــــــــــن مــــــــــــع ذلــــــــــــك أنــــــــــــه فاضــــــــــــل صــــــــــــحيح الــــــــــــنفس، النفــــــــــــوس ال يشــــــــــــعر مبرضــــــــــــه فهـــــــــــؤالء تبقـــــــــــى أنفســـــــــــهم هيوالنيــــــــــــة .يصـــــــــــغي أصـــــــــــال إىل قـــــــــــول مرشـــــــــــد وال معلـــــــــــم وال مقـــــــــــوم

١ .ري مستكملة استكماال تفارق به املادة حىت إذا بطلت املادة بطلت هي أيضا غ هــــــــــــــذه الفــــــــــــــرتة الــــــــــــــيت نقلناهــــــــــــــا عــــــــــــــن السياســــــــــــــة املدنيــــــــــــــة أ ــــــــــــــا ٢وقــــــــــــــد محــــــــــــــل بعضــــــــــــــهم

ولكــــــــــــن هــــــــــــذه الفقــــــــــــرة تنطبــــــــــــق علــــــــــــى مــــــــــــا ذكــــــــــــره املعلــــــــــــم الثــــــــــــاين عــــــــــــن ، للنفــــــــــــوس الشــــــــــــقية .للنفوس الشقية على هذه الفقرةالنفوس اجلاهلة باالضافة إىل عدم انطباق تعريفه

؟ ما هو املقصود الفارايب من بطالن وانعدام النفوس اجلاهلةـــــــــــــــة هـــــــــــــــو الســـــــــــــــبب يف ا امـــــــــــــــه مـــــــــــــــن قبـــــــــــــــل ـــــــــــــــم الثـــــــــــــــاين عـــــــــــــــن النفـــــــــــــــوس اجلاهل رأي املعل

ــــــــــنفس ــــــــــه حــــــــــول خلــــــــــود ال ولنــــــــــرى مــــــــــا هــــــــــو مقصــــــــــود الفــــــــــارايب مــــــــــن ، كثــــــــــريين بــــــــــالرتدد يف رأي ؟ أم أن مقصوده شيء آخر، دام مطلقا هل هو البطالن واالنع، بطالن النفوس

وصـــــــــــــــــرح خبلـــــــــــــــــود ، املعلـــــــــــــــــم الثـــــــــــــــــاين ذكـــــــــــــــــر يف نصـــــــــــــــــوص عديـــــــــــــــــدة متنـــــــــــــــــاثرة يف كتبـــــــــــــــــه مفارقـــــــــة باقيــــــــة بعـــــــــد مـــــــــوت ــــــــــ أي الــــــــنفس ــــــــــ : وإ ـــــــــا ) الـــــــــدعاوي القلبيــــــــة ( قـــــــــال يف، الــــــــنفســــــــــدن ــــــــــول الفســــــــــاد، الب ــــــــــة أحــــــــــواال .لــــــــــيس فيهــــــــــا قــــــــــوة قب إمــــــــــا أحــــــــــوال، وإن ــــــــــا بعــــــــــد املفارق________________

٨٣، ٨٢ص ، السياسة المدنية .١ .١٠٤ص ، االنسان في فلسفة الفارابي، ابراهيم العايت .. راجع : د٢

١ .حوال شقاوةأوإما ، سعادةــــــــــــــــــنفس الحمالــــــــــــــــــة فامــــــــــــــــــا يف ، وقــــــــــــــــــال يف التعليقــــــــــــــــــات : اجلســــــــــــــــــم شــــــــــــــــــرط يف وجــــــــــــــــــود ال

ــــــــف علــــــــى بقــــــــاء اجلســــــــم ٢ .بقائهــــــــا فــــــــال حاجــــــــة هلــــــــا إليــــــــه ــــــــنفس ال يتوق ــــــــه ، أي إن بقــــــــاء ال ألن .سيفىن والنفس تظل خالدةـــــــــــــاب ـــــــــــــيت تـــــــــــــدرك املعقـــــــــــــوالت جـــــــــــــوهر ) عيـــــــــــــون املســـــــــــــائل ( وقـــــــــــــال يف كت : إن القـــــــــــــوى ال

ـــــــيس فيـــــــه قـــــــوة قبـــــــول الفســـــــاد، . وهـــــــو مفـــــــارق للمـــــــادة يبقـــــــى بعـــــــد مـــــــوت البـــــــدن..بســـــــيط ، ول وهنــــــــــا أيضــــــــــا يؤكــــــــــد علــــــــــى بقــــــــــاء ٣ .وهــــــــــو االنســــــــــان علــــــــــى احلقيقــــــــــة، وهــــــــــو جــــــــــوهر أحــــــــــدى

.النفس وخلودها بعد موت البدن ومفارقته للنفســــــــــنفس مــــــــــن غــــــــــري فــــــــــرق بــــــــــني كو ــــــــــا فاضــــــــــلة أو شــــــــــقية فهــــــــــذه النصــــــــــوص توكــــــــــد خلــــــــــود ال أو جاهلـــــــــــة ومـــــــــــن هنـــــــــــا نفهـــــــــــم أن مقصـــــــــــود الفـــــــــــارايب مـــــــــــن بطـــــــــــالن النفـــــــــــوس لـــــــــــيس بطال ـــــــــــا

قـــــــــال ، وهـــــــــذا مـــــــــا جعـــــــــل بعـــــــــض البـــــــــاحثني يتصـــــــــدى للـــــــــدفاع عـــــــــن الفـــــــــارايب .وفناءهـــــــــا مطلقـــــــــا ـــــــــــــد حتكـــــــــــــيم الـــــــــــــرأي جنـــــــــــــد أن املقصـــــــــــــود مـــــــــــــن إضـــــــــــــعاف ـــــــــــــدكتور جعفـــــــــــــر آل ياســـــــــــــني : عن ال خلـــــــــــــود بعـــــــــــــض األنفـــــــــــــس الشـــــــــــــريرة هـــــــــــــو حتقيـــــــــــــق لطبيعـــــــــــــة العقيـــــــــــــدة الدينيـــــــــــــة الـــــــــــــيت أكـــــــــــــدت ـــــــــــــك ـــــــــــــب يف ســـــــــــــعاد ا حســـــــــــــب أفعاهلـــــــــــــا وصـــــــــــــدور تل تصـــــــــــــنيف األنفـــــــــــــس االنســـــــــــــانية إىل مرات

ومـــــــــن كـــــــــان ، فمـــــــــن كانـــــــــت نفســــــــه مثقلـــــــــة باخلطايـــــــــا كــــــــان مصـــــــــريه العـــــــــذاب األكــــــــرب .األفعــــــــالــــــــــــاه كــــــــــــان مصــــــــــــريه اآلالم املربحــــــــــــة فهــــــــــــو ، ومــــــــــــن تطهــــــــــــرت نفســــــــــــه، مصــــــــــــريه أقــــــــــــل يف خطاي

وتلـــــــــــك هـــــــــــي نظـــــــــــرة .يف أعلـــــــــــى عليـــــــــــني مـــــــــــع الصـــــــــــديقني والشـــــــــــهداء وحســـــــــــن أولئـــــــــــك رفيقـــــــــــا ــــــــذات ــــــــدفع إ، الفــــــــارايب بال ــــــــاقض مــــــــع نفســــــــهولــــــــيس يف موقفــــــــه هــــــــذا مــــــــا ي ، ىل القــــــــول بأنــــــــه تن

ــــــــى العكــــــــس كــــــــان أمينــــــــا معهــــــــا ــــــــذي، بــــــــل عل ــــــــاحثني للنصــــــــوص هــــــــو ال ولكــــــــن هــــــــم بعــــــــض الب________________

.١٠٤ص ، االنسان في فلسفة الفارابينقال عن : ، ١٠ص ، الدعاوي القلبية، الفاريب .١ .فيةاربع رسائل فلس، ضمن كتاب ٥١ص ، التعليقات، . الفارايب٢ .١٠٤ص ، االنسان في فلسفة الفارابينثال عن : ٦٤ص ، عيون المسائل، . الفارايب٣

١ .قاد إىل هذه األحكامــــــــــــــــدين الشــــــــــــــــريازي يف تفســــــــــــــــريه إىل رأي الفــــــــــــــــارايب يف النفــــــــــــــــوس وقــــــــــــــــد تطــــــــــــــــرق صــــــــــــــــدر ال

وجــــــــــــــــد ا ، اجلاهلـــــــــــــــة بقولـــــــــــــــه : وإذا نظـــــــــــــــرت إىل ذات الـــــــــــــــنفس وفعليتهـــــــــــــــا يف هـــــــــــــــذا العـــــــــــــــاملـــــــــــــــــــــــةمبـــــــــــــــــــــــدأ . وإذا ..القـــــــــــــــــــــــوى اجلســـــــــــــــــــــــمانية ومســـــــــــــــــــــــتخدم اآلالت اإلحساســـــــــــــــــــــــية والتحريكي

ــــــــــــــوة حمضــــــــــــــة وفاقــــــــــــــة ، نظــــــــــــــرت اليهــــــــــــــا حبســــــــــــــب نســــــــــــــبتها إىل وجــــــــــــــود الروحــــــــــــــاين وجــــــــــــــد ا ق صـــــــــــــرفة الرتبــــــــــــــة هلــــــــــــــا عنـــــــــــــد ســــــــــــــكان عــــــــــــــامل الغيــــــــــــــب وعـــــــــــــامل اآلخــــــــــــــرة نســــــــــــــبتها إىل الصــــــــــــــور

ذر بالفعـــــــــــل مثـــــــــــرة األخرويـــــــــــة نســـــــــــبة البـــــــــــذر إىل الثمـــــــــــار والنطفـــــــــــة إىل احليـــــــــــوان فـــــــــــان البـــــــــــذر بـــــــــــــــــــــيس مثــــــــــرة، والنطفــــــــــة نطفــــــــــة بالفعــــــــــل حيــــــــــوان بــــــــــالقوة، بــــــــــالقوة والنطفــــــــــة ليســــــــــت ، والبــــــــــذر ل

فالعقـــــــــــل اهليـــــــــــوالين ال وجـــــــــــود لـــــــــــه يف عـــــــــــامل اآلخـــــــــــرة مـــــــــــا ، حيوانـــــــــــا إال بضـــــــــــرب مـــــــــــن ا ـــــــــــازـــــــــــــه فعليـــــــــــــة روحانيـــــــــــــة وهلـــــــــــــذا ذهـــــــــــــب بعـــــــــــــض احلكمـــــــــــــاء إىل بطـــــــــــــالن النفـــــــــــــوس ، مل حيصـــــــــــــل ل

٢ .بوار البدن وخراب الدنيا خلالية عن العلوم بعدا وميكننـــــــــــــا القـــــــــــــول هنـــــــــــــا بـــــــــــــأن مايقصـــــــــــــده املعلـــــــــــــم الثـــــــــــــاين مـــــــــــــن قولـــــــــــــه بـــــــــــــبطالن النفـــــــــــــوس

ـــــــــــــة ـــــــــــــدما ، اجلاهل ـــــــــــــدين الشـــــــــــــريازي يف األســـــــــــــفار عن ـــــــــــــارة لصـــــــــــــدر ال ميكـــــــــــــن اقتباســـــــــــــه مـــــــــــــن عبــــــــــال : وهــــــــــذا هــــــــــو املــــــــــراد مــــــــــن مــــــــــذهب احلكمــــــــــاء ؛ حتــــــــــدث عــــــــــن عــــــــــذاب اجلهــــــــــل املركــــــــــب ق

يعـــــــــــــــين صـــــــــــــــاحب االعقـــــــــــــــاد الفاســـــــــــــــد الراســـــــــــــــخ يف ، إن عـــــــــــــــذاب اجلهـــــــــــــــل املركـــــــــــــــب أبـــــــــــــــدي فيصــــــــــــري مــــــــــــن اهلــــــــــــالكني املــــــــــــائتني ، ال ميكــــــــــــن عــــــــــــوده إىل الفطــــــــــــرة األصــــــــــــلية، جهلــــــــــــه وعتــــــــــــوه

والينــــــــــــايف ذلــــــــــــك كونــــــــــــه حيــــــــــــا حبيــــــــــــاة أخــــــــــــرى ، عــــــــــــن هــــــــــــذه النشــــــــــــأة وعــــــــــــن احليــــــــــــاة العقليــــــــــــةـــــــة دنيـــــــة ـــــــوت فيهـــــــا وال يحيـــــــى (وقولـــــــه تعـــــــاىل يف حقـــــــه : ، نازل أي ال ميـــــــوت مـــــــوت )ال يم ٣ .وال حيىي حياة العقالء السعداء، البهائم وحنوها

________________ ـــــــدي والفـــــــارايب ( رائـــــــدان فيلســـــــوفان، جعفـــــــر آل ياســـــــني .. د١ االنســـــــان نقـــــــال عـــــــن : ١١٣، ١١٢ص ) الكن

.١٠٧ص ، في فلسفة الفارابي .٢٨١ص ، ٥ج ، تفسير القرآن الكريم، . صدر الدين الشريازي٢ .٣٥٢، ٣٥١ص ، ٩ج ، االسفار. ٣

ـــــــــــــة هـــــــــــــو بطال ـــــــــــــا وانعـــــــــــــدامها عـــــــــــــن فمقصـــــــــــــود الفـــــــــــــارايب مـــــــــــــن بطـــــــــــــالن النفـــــــــــــوس اجلاهل .مرتبة النفوس الفاضلة السعيدة ال بطال ا مطلقا

) ه٤٢٨المتوفى ( . الشيخ الرئيس ابن سينا٢ـــــــــــرئيس عـــــــــــن أحـــــــــــوال األنفـــــــــــس االنســـــــــــانية وســـــــــــعاد ا وشـــــــــــقاو ا بعـــــــــــد يبحـــــــــــث الشـــــــــــيخ ال

ــــــــــــه خصوصــــــــــــا يف كتــــــــــــاب النجــــــــــــاة وإهليــــــــــــات الشــــــــــــفاء ، مفارقــــــــــــة البــــــــــــدن يف العديــــــــــــد مــــــــــــن كتب ويف هـــــــــــذا الصـــــــــــدد يقـــــــــــول الشـــــــــــيخ الـــــــــــرئيس : إن األنفـــــــــــس الناطقـــــــــــة كمـــــــــــا هلـــــــــــا ، واالشـــــــــــارات

اخلـــــــــــــاص ـــــــــــــا أن تصـــــــــــــري عاملــــــــــــــا عقليـــــــــــــا مرتســـــــــــــما فيهـــــــــــــا صــــــــــــــور املعقـــــــــــــوالت مبتدئـــــــــــــة مــــــــــــــن مث الروحانيــــــــــــــة ، ريفة الروحانيــــــــــــــة املطلقــــــــــــــةوهــــــــــــــو ســــــــــــــالكة إىل اجلــــــــــــــواهر الشــــــــــــــ، مبــــــــــــــدأ الكــــــــــــــل

وهكـــــــــــــذا حـــــــــــــىت تنقلـــــــــــــب عاملـــــــــــــا معقـــــــــــــوال موازيـــــــــــــا املوجـــــــــــــود ، املتعلقـــــــــــــة نوعـــــــــــــا مـــــــــــــا باألبـــــــــــــدانــــــــــــق واجلمــــــــــــال احلــــــــــــق ومتحــــــــــــدا ، كلــــــــــــه .ومشــــــــــــاهدا ملــــــــــــا هــــــــــــو احلســــــــــــن املطلــــــــــــق واخلــــــــــــري املطل

ـــــــــــذة وهـــــــــــذه الكمـــــــــــاالت يف التـــــــــــذاذ الـــــــــــنفس ـــــــــــا أعلـــــــــــى وأشـــــــــــرف يف الكـــــــــــم والكيـــــــــــف مـــــــــــن ل بــــــــــل ال يقــــــــــاس ، الكمــــــــــاالت الــــــــــيت حتصــــــــــل عــــــــــن طريــــــــــق ســــــــــائر القــــــــــوى مثــــــــــل اللــــــــــذة احلســــــــــية

ولكــــــــــــــــن يف عاملنــــــــــــــــا وبــــــــــــــــدننا هــــــــــــــــذين وانغمارنــــــــــــــــا يف .بالنســــــــــــــــبة اليهــــــــــــــــا ســــــــــــــــائر الكمــــــــــــــــاالت ١ .الرذائل ال حنس بتلك اللذة العقلية والروحية إذا حصل عندنا شيء من أسبابه يقــــــــــــــول ، بديــــــــــــــة هلــــــــــــــاويف خصــــــــــــــوص شــــــــــــــقاوة النفــــــــــــــوس وســــــــــــــبب حصــــــــــــــول الشــــــــــــــقاوة األ

ـــــــــرئيس مـــــــــا مضـــــــــمونه : وأمـــــــــا إذا إنفصـــــــــلنا عـــــــــن البـــــــــدن ـــــــــنفس منـــــــــا قـــــــــد ، الشـــــــــيخ ال وكانـــــــــت الــــــــــــــدن لكماهلــــــــــــــا وعلــــــــــــــم بوجــــــــــــــوده ولكنــــــــــــــه مل حتصــــــــــــــله مــــــــــــــع كو ــــــــــــــا ، تنبهــــــــــــــت وهــــــــــــــي يف الب

وعــــــــــدم حتصــــــــــيله لكماهلــــــــــا كانــــــــــت النشــــــــــغاهلا بالبــــــــــدن الــــــــــذي أنســــــــــتها ، نازعــــــــــة اليــــــــــه بطبعهــــــــــاــــــــــه عــــــــــن اســــــــــتكمال نفســــــــــها ليصــــــــــل إىل الســــــــــعادةالتوجــــــــــه لكماهلــــــــــا وحتصــــــــــيلها و فعنــــــــــد ، عاقت

ـــــــــــيت ال ، ذلـــــــــــك شـــــــــــعر بـــــــــــاألذى والـــــــــــبالء العظـــــــــــيم الـــــــــــذي ال ينتهـــــــــــي فهـــــــــــذه هـــــــــــي الشـــــــــــقاوة ال .يعادهلا تفريق النار لالتصال وتبديل الزمهرير للمزاج

________________ ، ٣ج ، االشــــارات؛ ٢٩٤، ٢٩٣ص ، النجــــاة؛ ٤٥٧، ٤٦٦ص ، الهيــــات الشــــفاء، اجــــع : ابــــن ســــينا. ر ١

.٣٤٥ص

بــــــــــل للــــــــــذين اكتســــــــــبوا للقــــــــــوة ، وتلــــــــــك الشــــــــــقاوة ال تكــــــــــون لكــــــــــل واحــــــــــد مــــــــــن الناقصــــــــــني وإذا فارقــــــــــــــت البــــــــــــــدن ومل حيصــــــــــــــل علــــــــــــــى كماهلــــــــــــــا وقعــــــــــــــت ، العقليــــــــــــــة التشــــــــــــــوق إىل كماهلــــــــــــــا ١ .يف هذا النوع من الشقاء األبدي

وأشـــــــــــــار إىل هـــــــــــــذا املعــــــــــــــىن أيضـــــــــــــا يف االشــــــــــــــارات بقولـــــــــــــه : واعلــــــــــــــم أن رذيلـــــــــــــة النقصــــــــــــــان ـــــــــــــنفس الشـــــــــــــيقة إىل الكمـــــــــــــال ـــــــــــــأذى ـــــــــــــا ال ـــــــــــــده .إمنـــــــــــــا تت ـــــــــــــه يفي ـــــــــــــك الشـــــــــــــوق تـــــــــــــابع لتنب وذل

وإمنـــــــــــــــا هـــــــــــــــو للجاحـــــــــــــــدين .مـــــــــــــــن هـــــــــــــــذا العـــــــــــــــذاب ] جنيـــــــــــــــة [ والبلـــــــــــــــه جبنبـــــــــــــــة .االكتســـــــــــــــاب ٢ .واملهملني واملعرضني عما أملع به اليهم من احلق

ـــــــــــــــــــيت تنبهـــــــــــــــــــت لكماال ـــــــــــــــــــا ـــــــــــــــــــرئيس هـــــــــــــــــــي للنفـــــــــــــــــــوس ال فالشـــــــــــــــــــقاوة يف رأي الشـــــــــــــــــــيخ الـــــــــــــذلك الشـــــــــــــوق إىل كماهلـــــــــــــا ـــــــــــــت عنهـــــــــــــا، وعلمـــــــــــــت ـــــــــــــا وحصـــــــــــــلت هلـــــــــــــا ب ، ولكنهـــــــــــــا غفل

ـــــــــــــدها ـــــــــــــى هـــــــــــــذه الكمـــــــــــــاالت مـــــــــــــع حصـــــــــــــول الشـــــــــــــوق عن أمـــــــــــــا ، فقصـــــــــــــرت يف احلصـــــــــــــول عل ال يكـــــــــــــــــون هلـــــــــــــــــا شـــــــــــــــــوق إىل ، وهـــــــــــــــــي النفـــــــــــــــــوس الســـــــــــــــــاذجة الصـــــــــــــــــرفة، نفـــــــــــــــــوس البلهـــــــــــــــــاء

، فهـــــــــــــؤالء ال يتعـــــــــــــذبون أل ـــــــــــــم غـــــــــــــري عـــــــــــــارفني بكمـــــــــــــاال م، ال ـــــــــــــا مل تعرفهـــــــــــــا، اكماال ـــــــــــــ .فلم حيصل لديهم شوق إىل كماال م

يقــــــــــــول الشـــــــــــــيخ ، وبشــــــــــــأن النفــــــــــــوس الســــــــــــعيدة وعـــــــــــــن حصــــــــــــول الســــــــــــعادة األبديـــــــــــــة هلــــــــــــاـــــــــنفس حـــــــــدا مـــــــــن الكمـــــــــال ميكنهـــــــــا ـــــــــة بلغـــــــــت مـــــــــن ال ـــــــــت القـــــــــوة العقلي ـــــــــرئيس : وأمـــــــــا إذا كان ال

ـــــــــذي هلـــــــــا أن تبلغـــــــــهبـــــــــه إذا فارقـــــــــت ـــــــــدن أن تســـــــــتكمل االســـــــــتكمال التـــــــــام ال كـــــــــان مثلهـــــــــا ، الب ، وعــــــــرض للحالـــــــــة األشـــــــــهى وكــــــــان ال يشـــــــــعر ـــــــــا، مثــــــــل اخلـــــــــدر الـــــــــذي أذيــــــــق الطعـــــــــم األلـــــــــذ

وتكــــــــــون تلــــــــــك اللــــــــــذة ال مــــــــــن جـــــــــــنس ، فــــــــــزال عنــــــــــه اخلــــــــــدر وطــــــــــالع اللــــــــــذة العظيمــــــــــة دفعــــــــــة الطيبــــــــــة الــــــــــيت للجــــــــــواهر احليــــــــــة بــــــــــل لــــــــــذة تشــــــــــاكل احلالــــــــــة ، اللــــــــــذة احلســــــــــية واحليوانيــــــــــة بوجــــــــــه

٣ .وهي أجل من كل لذة وأشرف، احملضة________________

.٤٩٥، ٤٩٤؛ ص ٤٦٩، ٤٦٨ص ، المصدر السابقاجع : . ر ١ .٣٥٢ص ، ٣ج ، االشارات، . ابن سينا٢ .٤٩٥، ٤٩٤ص ، النجاة؛ ٤٦٩، ٤٦٨ص ، الهيات الشفاء. راجع : ٣

والســـــــــــــــــــــعادة احلقيقيــــــــــــــــــــــة يف رأي الشــــــــــــــــــــــيخ الـــــــــــــــــــــرئيس ال ميكــــــــــــــــــــــن الوصــــــــــــــــــــــول اليهــــــــــــــــــــــا إال أي اجلــــــــــــزء العملـــــــــــــي ، والقــــــــــــوة العمليــــــــــــة، أي القــــــــــــوة العقليـــــــــــــة، باصــــــــــــالح القــــــــــــوتني النظريــــــــــــة

فــــــــال يكفــــــــي إصــــــــالح القــــــــوة العقليــــــــة وحــــــــدها فبنــــــــاء علــــــــى ذلــــــــك يقــــــــول الشــــــــيخ ، مــــــــن الــــــــنفس الــــــــــــرئيس مــــــــــــا ملخصــــــــــــه : إن الســــــــــــعادة احلقيقيــــــــــــة التــــــــــــتم إال بإصــــــــــــالح اجلــــــــــــزء العملــــــــــــي مــــــــــــن

وذلــــــــــــك بــــــــــــأن حيصــــــــــــل هلــــــــــــا ملكــــــــــــة التــــــــــــويط للقــــــــــــوة الناطقــــــــــــة وللقــــــــــــوى احليوانيــــــــــــة ، الــــــــــــنفس وأمـــــــــــا القـــــــــــوة ، أمـــــــــــا القـــــــــــوى احليوانيـــــــــــة فبـــــــــــأن حتصـــــــــــل فيهـــــــــــا هيئـــــــــــة اإلذعـــــــــــان للـــــــــــنفس، معـــــــــــا

وأن ، الـــــــــــــال إنفعــــــــــــــال بالنســـــــــــــبة للبــــــــــــــدنالناطقـــــــــــــة فبـــــــــــــأن حتصــــــــــــــل فيهـــــــــــــا هيئــــــــــــــة االســـــــــــــتعالء و ــــــــــــب ملكــــــــــــة االفــــــــــــراط والتفــــــــــــريط يف هــــــــــــذه القــــــــــــوى ــــــــــــان االفــــــــــــراط والتفــــــــــــريط مقتضــــــــــــيا .يتجن ف

فـــــــــــــــــاذا حصــــــــــــــــل االفـــــــــــــــــراط والتفــــــــــــــــريط يف القـــــــــــــــــوى احليوانيــــــــــــــــة حتصـــــــــــــــــل ، القــــــــــــــــوى احليوانيــــــــــــــــةــــــــــــــــنفس الناطقــــــــــــــــة هيئــــــــــــــــة إذ عانيــــــــــــــــة، هلــــــــــــــــذه القــــــــــــــــوى ملكــــــــــــــــة اســــــــــــــــتعالئية ، وحتصــــــــــــــــل يف ال

يئــــــــــــة يف الــــــــــــنفس الناطقــــــــــــة جيعلهــــــــــــا قويــــــــــــة العالقــــــــــــة مــــــــــــع البــــــــــــدن شــــــــــــديدة وبرتســــــــــــيخ هــــــــــــذه اهل ففــــــــــي هــــــــــذه احلالــــــــــة إذا ، فتحصــــــــــل فيهــــــــــا ملكــــــــــات رديــــــــــة مبــــــــــدؤها البــــــــــدن، االنصــــــــــراف اليــــــــــه

كانـــــــــــت قريـــــــــــب الشـــــــــــبه مـــــــــــن ، فارقـــــــــــت وفيهـــــــــــا امللكـــــــــــة احلاصـــــــــــلة بســـــــــــبب االتصـــــــــــال بالبـــــــــــدن ول غفلتــــــــــــه ــــــــــــذا ومبــــــــــــا يــــــــــــنقص مــــــــــــن ارتباطــــــــــــه بالبــــــــــــدن باملفارقــــــــــــة يــــــــــــز ، احلالــــــــــــة وهــــــــــــي فيــــــــــــه

ومبــــــــا يبقــــــــى معــــــــه مــــــــن التعلــــــــق والعالقــــــــة ، املقــــــــدار عــــــــن حركــــــــة الشــــــــوق الــــــــذي لــــــــه إىل كمالــــــــه فعنـــــــــــد ذلــــــــــــك ، بالبـــــــــــدن يكـــــــــــون حمجوبــــــــــــا بـــــــــــذلك املقـــــــــــدار عــــــــــــن اإلتصـــــــــــال مبحـــــــــــل ســــــــــــعادته

تـــــــــــــــــــــأذت باهليئـــــــــــــــــــــات البدنيـــــــــــــــــــــة وامللكـــــــــــــــــــــات الرديـــــــــــــــــــــة املضـــــــــــــــــــــادة جلوهرهـــــــــــــــــــــا املؤذيـــــــــــــــــــــة أذى واألمــــــــــــر ، بــــــــــــل ألمــــــــــــر عــــــــــــارض غريــــــــــــب، مــــــــــــر الزمولكــــــــــــن هــــــــــــذا األذى لــــــــــــيس أل، عظيمــــــــــــا

ويـــــــــــزول ويبطـــــــــــل مـــــــــــع تـــــــــــرك األفعـــــــــــال الـــــــــــيت كانـــــــــــت ، العـــــــــــارض الغريـــــــــــب ال يـــــــــــدوم وال يبقـــــــــــىـــــــــدة، تثبـــــــــت تلـــــــــك اهليئـــــــــة بتكررهـــــــــا ، فيلـــــــــزم إذن أن تكـــــــــون العقوبـــــــــة حبســـــــــب ذلـــــــــك غـــــــــري خال

١ .بل تزول وتنمحي قليال حىت تركوا النفس وتبلغ السعادة اليت ختصها________________

.٢٩٧، ٢٩٦ص ، ٤٧٢ـ ٤٧٠ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١

وعلــــــــــــــى هــــــــــــــذا فالســــــــــــــعادة احلقيقيــــــــــــــة واملرتبــــــــــــــة العليــــــــــــــا مــــــــــــــن اللــــــــــــــذة ال ميكــــــــــــــن الوصــــــــــــــول ــــــــــة معــــــــــا ــــــــــة والعملي ــــــــــنفس إىل اصــــــــــالح ، إليهــــــــــا اال بإصــــــــــالح القــــــــــوتني النظري ــــــــــاذا انصــــــــــرفت ال ف

ــــــــــــــة فاكتســــــــــــــبت هيئــــــــــــــات القــــــــــــــوة النظريــــــــــــــة وحــــــــــــــدها دون االهتمــــــــــــــام بإ صــــــــــــــالح القــــــــــــــوة العملي فمثــــــــــل هــــــــــذه الــــــــــنفس بعــــــــــد مفارقــــــــــة البــــــــــدن تصــــــــــل يف النتيجــــــــــة إىل نــــــــــوع مــــــــــن ، بدنيــــــــــة رديــــــــــة

وهلـــــــــــــــذا يقـــــــــــــــول ، الســـــــــــــــعادة اخلاصـــــــــــــــة مبرتبتهـــــــــــــــا إال أ ـــــــــــــــا ال تصـــــــــــــــل إىل الســـــــــــــــعادة احلقيقـــــــــــــــة الشـــــــــــــــيخ عـــــــــــــــن الكـــــــــــــــاملني حبســـــــــــــــب القـــــــــــــــوة النظريـــــــــــــــة والعمليـــــــــــــــة : والعـــــــــــــــارفون املتنزهـــــــــــــــون إذا

خلصــــــــــــوا إىل عــــــــــــامل القــــــــــــدس ، عــــــــــــنهم درن مقارنــــــــــــة البــــــــــــدن وانفكــــــــــــوا عــــــــــــن الشــــــــــــواغل وضــــــــــــع ١ .وحصلت هلم اللذة العليا، وانتعشوا بالكمال األعلى، والسعادة

أمـــــــــــــا عــــــــــــــن مصــــــــــــــري نفــــــــــــــوس البلهــــــــــــــاء أو النفــــــــــــــوس الســــــــــــــاذجة الصــــــــــــــرفة فيقــــــــــــــول الشــــــــــــــيخ ــــــــــــرئيس : أمــــــــــــا النفــــــــــــوس البلــــــــــــه الــــــــــــيت مل تكتســــــــــــب الشــــــــــــوق ، البــــــــــــدنفا ــــــــــــا إذا فارقــــــــــــت ، ال

صــــــــــــــارت إىل ســــــــــــــعة مــــــــــــــن رمحــــــــــــــة اهللا تعــــــــــــــاىل ، وكانــــــــــــــت غــــــــــــــري مكتســــــــــــــبة للهيئــــــــــــــات الرديــــــــــــــةــــــــــيس عنــــــــــدها هيئــــــــــة ، ونــــــــــوع مــــــــــن الراحــــــــــة وإن كانــــــــــت مكتســــــــــبة للهيئــــــــــات البدنيــــــــــة الرديــــــــــة ول

ــــــــــــــــــك وال معــــــــــــــــــىن يضــــــــــــــــــاده وينافيــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــة ممنــــــــــــــــــوة بشــــــــــــــــــوقها إىل ، غــــــــــــــــــري ذل فتكــــــــــــــــــون ال حمال فتتعـــــــــــــذب عـــــــــــــذابا شـــــــــــــديدا بفقـــــــــــــد البـــــــــــــدن ومقتضـــــــــــــيات البـــــــــــــدن مـــــــــــــن غـــــــــــــري أن ، مقتضـــــــــــــاها

٢ .قد بطلت وخلق التعلق بالبدن قد بقي الن آلة ذلك، حيصل املشتاق اليهـــــــــــــا م إذا ـــــــــــــه ف ـــــــــــــه : وأمـــــــــــــا البل ـــــــــــــد أشـــــــــــــار إىل هـــــــــــــذا املعـــــــــــــىن يف اإلشـــــــــــــارات أيضـــــــــــــا بقول وق

٣ .تنزهوا خلصوا من البدن إىل سعادة تليق م وهــــــــــــم الــــــــــــذين مل يكــــــــــــن لــــــــــــديهم شــــــــــــوق ، يعتقــــــــــــد أن نفــــــــــــوس البلهــــــــــــاء فالشــــــــــــيخ الــــــــــــرئيس

فهــــــــــــــــذه ، إىل الكمــــــــــــــــاالت أل ــــــــــــــــم مل يعرفوهــــــــــــــــا لســــــــــــــــبب نقــــــــــــــــص يف اســــــــــــــــتعدادا م العقليــــــــــــــــة النفــــــــــــوس اخلاليــــــــــــة مــــــــــــن الكمــــــــــــال إذا كانــــــــــــت خاليــــــــــــة أيضــــــــــــا عمــــــــــــا يضــــــــــــاد الكمــــــــــــاالت مــــــــــــن

ــــــــــــة ــــــــــــوع مــــــــــــن الســــــــــــعادة، اهليئــــــــــــات الردي الــــــــــــذينأمــــــــــــا نفــــــــــــوس البلهــــــــــــاء ، فا ــــــــــــا تصــــــــــــل إىل ن________________

.٣٥٤، ٣٥٣ص ، ٣ج ، االشارات .١ .٣٥٥، ص ٣، ج االشارات. ٣ .٢٩٧، ص ٤٧٢، ص المصدر السابقين. ٢

ـــــــــة ـــــــــارة الشـــــــــيخ أن ، فا ـــــــــا تكـــــــــون يف عـــــــــذاب شـــــــــديد، اكتســـــــــبوا هيئـــــــــات ردي ويفهـــــــــم مـــــــــن عبـــــــــم ـــــــــى هـــــــــؤالء دائ ألنـــــــــه صـــــــــرح بعـــــــــدم حصـــــــــول املشـــــــــتاق اليـــــــــه مـــــــــن الكمـــــــــاالت ، العـــــــــذاب عل

.بعد مفارقة البدن وبقاء ملكة التعلق بالبدن املوجب للعذاب وبقــــــــــي هنــــــــــاك أن نشــــــــــري إىل أن عبــــــــــارة الشــــــــــيخ الــــــــــيت نقلناهــــــــــا فيمــــــــــا ســــــــــبق حــــــــــول نفــــــــــوس

ــــــــــــان الفــــــــــــرق بــــــــــــني الناقصــــــــــــني الــــــــــــذين يتعــــــــــــذبون بنقصــــــــــــا م ســــــــــــواء دام ، البلهــــــــــــاء كانــــــــــــت لبي أمـــــــــــا عبارتـــــــــــه الـــــــــــيت ، وبـــــــــــني الناقصـــــــــــني الـــــــــــذين ال يتعـــــــــــذبون بنقصـــــــــــا م، يـــــــــــدم تعـــــــــــذ م أم مل

.نقلناها هنا ناظرة إىل حكم البلهاء ومجلــــــــــــــــة القــــــــــــــــول إن الشــــــــــــــــيخ الــــــــــــــــرئيس يقســــــــــــــــم النفــــــــــــــــوس اإلنســــــــــــــــانية وفقــــــــــــــــا لســــــــــــــــعاد ا

وشقاو ا إىل أقسام ثالثة :ــــــــــــيت ارتقــــــــــــت إىل الكمــــــــــــال يف القــــــــــــوة النظريــــــــــــة والعمليــــــــــــةأ وبعبــــــــــــارة ، حــــــــــــدها : النفــــــــــــوس ال

.والعمل وهؤالء هم السعداء، أخرى النفوس اليت وصلت إىل كمال العلم ولكنهــــــــــــا مل تصــــــــــــلح ، ثانيهـــــــــــا : النفــــــــــــوس الــــــــــــيت وصــــــــــــلت إىل الكمــــــــــــال يف القــــــــــــوة العقليــــــــــــة

أن ذلــــــــــــك عــــــــــــارض غريــــــــــــب فكســــــــــــبت هيئــــــــــــات رديــــــــــــة إال ، اجلانــــــــــــب العملــــــــــــي مــــــــــــن الــــــــــــنفس ، ســــــــــــب تلــــــــــــك اهليئــــــــــــات الرديــــــــــــةفيكــــــــــــون عــــــــــــذا ا حب، عــــــــــــن جــــــــــــوهر الــــــــــــنفس قابــــــــــــل للــــــــــــزوال

ـــــــــة فهـــــــــي ســـــــــعيدة ـــــــــد اكتســـــــــبت املعرف والشـــــــــقاء عـــــــــارض علـــــــــى الـــــــــنفس ، ألن جـــــــــوهر الـــــــــنفس ق وبالنتيجـــــــــــــــــــة يلحـــــــــــــــــــق ، مــــــــــــــــــن جهـــــــــــــــــــة اهليئـــــــــــــــــــات الرديــــــــــــــــــة العارضـــــــــــــــــــة فيـــــــــــــــــــؤول إىل الــــــــــــــــــزوال

.هؤالء بالسعداء وينتعمون بنوع من السعادةـــــــــــــــــيت قصـــــــــــــــــرت يف إصـــــــــــــــــالح القـــــــــــــــــوتني النظريـــــــــــــــــة أي ، والعمليـــــــــــــــــةثالثهـــــــــــــــــا : النفـــــــــــــــــوس ال

ومل حتصــــــــــــــــلها مــــــــــــــــع علمهــــــــــــــــا بوجــــــــــــــــود هــــــــــــــــذه ، النفــــــــــــــــوس الــــــــــــــــيت غفلــــــــــــــــت عــــــــــــــــن كماال ــــــــــــــــا ومل تصـــــــــــلح أيضـــــــــــا اجلانـــــــــــب العملـــــــــــي مـــــــــــن الـــــــــــنفس فكســـــــــــبت ، الكمـــــــــــاالت العقليـــــــــــة للـــــــــــنفس

.هذه األنفس مصريها الشقاء األبدي، هيئات رديةــــــــــــد أشــــــــــــار الشــــــــــــيخ الــــــــــــرئيس إىل هــــــــــــذه األقســــــــــــام يف االشــــــــــــارات هحيــــــــــــث شــــــــــــبه فيــــــــــــ، وق

حــــــــــــال النفـــــــــــــوس بعـــــــــــــد مفارقـــــــــــــة البـــــــــــــدن باحلــــــــــــاالت الـــــــــــــثالث للبـــــــــــــدن مـــــــــــــن حيـــــــــــــث اجلمـــــــــــــال قــــــــــــال الشــــــــــــيخ : كمــــــــــــا أن أحــــــــــــوال البــــــــــــدن يف هيئتــــــــــــه ثالثــــــــــــة : حــــــــــــال البــــــــــــالغ يف ، والصــــــــــــحة

ـــــــــيس ببـــــــــالغ فيهـــــــــا، اجلمـــــــــال والصـــــــــحة .وحـــــــــال القبـــــــــيح واملســـــــــقام أو الســـــــــقيم، وحـــــــــال مـــــــــن ل البدنيـــــــــــــــة قســـــــــــــــطا وافـــــــــــــــرا أو معتـــــــــــــــدال أو واألول والثـــــــــــــــاين ينـــــــــــــــاالن مـــــــــــــــن الســـــــــــــــعادة العاجلـــــــــــــــة

ــــــــــــالغ يف فضــــــــــــيلة العقــــــــــــل .يســــــــــــلمان كــــــــــــذلك حــــــــــــال النفــــــــــــوس يف هيئتهــــــــــــا ثالثــــــــــــة : حــــــــــــال الب وحـــــــــــال مـــــــــــن لـــــــــــيس لـــــــــــه ذلـــــــــــك ال ، واخللـــــــــــق ولـــــــــــه الدرجـــــــــــة القصـــــــــــوى يف الســـــــــــعادة االخرويـــــــــــة

وإن كــــــــــــــان .ســــــــــــــيما يف املعقــــــــــــــوالت إال أن جهلــــــــــــــه لــــــــــــــيس علــــــــــــــى اجلهــــــــــــــة الضــــــــــــــارة يف املعــــــــــــــاد إال أنــــــــــــه يف مجلــــــــــــة أهــــــــــــل ، ري ذخــــــــــــر مــــــــــــن العلــــــــــــم جســــــــــــيم النفــــــــــــع يف املعــــــــــــادلــــــــــــيس لــــــــــــه كثــــــــــــ

ـــــــــة وآخـــــــــر كاملســـــــــقام والســـــــــقيم هـــــــــو عرضـــــــــة ، الســـــــــالمة ونيـــــــــل حـــــــــظ مـــــــــا مـــــــــن اخلـــــــــريات اآلجل ١ .األذى يف اآلخرة

الشــــــــــــــيخ الــــــــــــــرئيس يف تقســــــــــــــيمه النفــــــــــــــوس إىل األقســــــــــــــام الثالثــــــــــــــة الــــــــــــــيت ذكرناهــــــــــــــا اقتفــــــــــــــى أثــــــــــــــر الشــــــــــــــارع يف تقســــــــــــــيمه النفــــــــــــــوس يــــــــــــــوم القيامــــــــــــــة إىل النفــــــــــــــوس املؤمنــــــــــــــة الصــــــــــــــاحلة الــــــــــــــيت

ــــــــــــــدا يف اجلنــــــــــــــة ــــــــــــــة ، مل تقــــــــــــــرتف مــــــــــــــا يســــــــــــــتحق ــــــــــــــا العقــــــــــــــاب فيكــــــــــــــون خمل والنفــــــــــــــوس املؤمنــــــــيت اقرتفــــــــت بعــــــــض مــــــــا يســــــــتحق ــــــــا العقــــــــاب فيعــــــــذب مبقــــــــدار مــــــــا اقرتفــــــــه مــــــــن الــــــــذنوب ، ال

والنفــــــــــــــوس ، ون فيهــــــــــــــا إىل األبــــــــــــــدوبعــــــــــــــد انتهــــــــــــــاء مــــــــــــــدة العقــــــــــــــاب يــــــــــــــدخلون اجلنــــــــــــــة وخيلــــــــــــــد الكـــــــــــــافرة الـــــــــــــيت لـــــــــــــيس هلـــــــــــــا االعتقـــــــــــــاد الصـــــــــــــحيح والعمـــــــــــــل الصـــــــــــــاحل فيســـــــــــــتحقون اخللـــــــــــــود يف

.النار إىل األبد وبنــــــــــــاء علـــــــــــــى ذلـــــــــــــك نـــــــــــــرى أن الشـــــــــــــيخ الــــــــــــرئيس يـــــــــــــرد علـــــــــــــى املعتزلـــــــــــــة النـــــــــــــافني للقســـــــــــــم ، الثــــــــــــــاين والقــــــــــــــائلني بــــــــــــــأن الســــــــــــــعادة نــــــــــــــوع واحــــــــــــــد ال حتصــــــــــــــل إال باالســــــــــــــتكمال يف العلــــــــــــــم

وأن أهــــــــــــــــــل النجــــــــــــــــــاة ، وأن مــــــــــــــــــرتكيب اخلطايــــــــــــــــــا والرذائــــــــــــــــــل مجيعــــــــــــــــــا خملــــــــــــــــــدون يف العــــــــــــــــــذاب يقــــــــــــــول الشـــــــــــــيخ الــــــــــــــرئيس : وال يقعــــــــــــــن عنـــــــــــــدك أن الســــــــــــــعادة يف اآلخــــــــــــــرة ، يف غايـــــــــــــة القلــــــــــــــةــــــــــوع واحــــــــــد ــــــــــدك أن الســــــــــعادة ال تنــــــــــال أصــــــــــال إال باالســــــــــتكمال يف العلــــــــــم، ن ، وال يقعــــــــــن عن

________________ .٣٢٥ص ، المصدر السابق .١

وال يقعــــــــــــن عنــــــــــــدك أن تفــــــــــــاريق اخلطايــــــــــــا ، وإن كــــــــــــان ذلــــــــــــك جيعــــــــــــل نوعهــــــــــــا نوعــــــــــــا أشــــــــــــرف ، بـــــــــل إمنـــــــــا يهلـــــــــك اهلـــــــــالك الســـــــــرمد ضـــــــــرب مـــــــــن اجلهـــــــــل والرذيلـــــــــة، باتكـــــــــة لعصـــــــــمة النجـــــــــاة

وذلـــــــــــــك يف أقــــــــــــــل ، وإمنـــــــــــــا يعـــــــــــــرض للعـــــــــــــذاب احملــــــــــــــدود ضـــــــــــــرب مـــــــــــــن الرذيلـــــــــــــة وحــــــــــــــد منـــــــــــــه وال تصـــــــــــغ إىل مـــــــــــن جيعـــــــــــل النجـــــــــــاة وقفـــــــــــا علـــــــــــى عـــــــــــدد ومصـــــــــــروفة عـــــــــــن ، أشـــــــــــخاص النـــــــــــاس

١ .واستوسع رمحة اهللا، أهل اجلهل واخلطايا صرفا إىل األبد هــــــــــــو مــــــــــــن لــــــــــــه اجلهــــــــــــل ، فالــــــــــــذي يســــــــــــتحق العقــــــــــــاب األبــــــــــــدي يف رأي الشــــــــــــيخ الــــــــــــرئيس

، كمــــــــــــــا قــــــــــــــال العالمــــــــــــــة قطــــــــــــــب الــــــــــــــدين الراونــــــــــــــدي يف شــــــــــــــرحه لعبــــــــــــــارة الشــــــــــــــيخ، املركــــــــــــــبــــــــــا للعــــــــــذابوأضــــــــــاف : وأمــــــــــا ــــــــــيس كــــــــــل خلــــــــــق ردىء موجب ــــــــــق فل ــــــــــتمكن يف ، اخلل ــــــــــل مــــــــــا ي ب

واملوجــــــــــــــــب للعــــــــــــــــذاب ال يوجــــــــــــــــب إال عــــــــــــــــذابا حمــــــــــــــــدودا منقطعــــــــــــــــا .الــــــــــــــــنفس متكنــــــــــــــــا بالغــــــــــــــــا .٢يزول العذاب وحيصل السعادة

) ه ٥٨١المتوفى ( . ابن طفيل األندلسي٣ لســـــــــــــــفة مل يبـــــــــــــــق مـــــــــــــــن آثـــــــــــــــار ابـــــــــــــــن الطفيـــــــــــــــل املتعـــــــــــــــددة الـــــــــــــــيت نقلهـــــــــــــــا املؤرخـــــــــــــــون يف الف

ــــــــــــوان ــــــــــــات واالهليــــــــــــات إال رســــــــــــالة بعن والــــــــــــذي صــــــــــــاغ فيهــــــــــــا ) حــــــــــــي بــــــــــــن يقظــــــــــــان ( والطبيعيــــــــــــب ــــــــــــذي كت ــــــــــــك بــــــــــــابن ســــــــــــينا ال ــــــــــــأثرا يف ذل عقائــــــــــــده وأفكــــــــــــاره الفلســــــــــــفية بصــــــــــــورة قصــــــــــــة مت

.قبله رسالة بنفس هذا العنوان وقــــــــــــد حبــــــــــــث ابــــــــــــن طفيـــــــــــــل يف هــــــــــــذه الرســــــــــــالة عــــــــــــن مصـــــــــــــري النفــــــــــــوس يف اآلخــــــــــــرة بعـــــــــــــد

وقســــــــــــــم النفــــــــــــــوس حبســــــــــــــب ســــــــــــــعاد ا وشــــــــــــــقاو ا يف اآلخــــــــــــــرة إىل ، انفصــــــــــــــاهلا عــــــــــــــن البــــــــــــــدن ، والنفـــــــــــوس الشـــــــــــقية الـــــــــــيت مآهلـــــــــــا إىل الســـــــــــعادة، أربعـــــــــــة أقســـــــــــام ؛ وهـــــــــــي النفـــــــــــوس الســـــــــــعيدة

.والنفوس اليت ال تكون سعيدة والشقية، والنفوس الشقية إىل األبدـــــــــــنفس ـــــــــــى مـــــــــــدى إدراك ال ـــــــــــف عل ـــــــــــل أن هـــــــــــذه الســـــــــــعادة والشـــــــــــقاوة تتوق ـــــــــــن طفي ويـــــــــــرى اب

________________ ٣٢٨، ٣٢٧ص ، المصدر السابق .١ .) التعليقة ( ٣٢٧ص ، المصدر السابق. راجع : ٢

ــــــــــــه وإقباهلــــــــــــا عليــــــــــــه وشــــــــــــبه النفــــــــــــوس يف ادراكهــــــــــــا واشــــــــــــتياقها .لواجــــــــــــب الوجــــــــــــود واشــــــــــــتياقها لــــــــــــالقوى املدركــــــــــــة ــــــــــــوة الشــــــــــــم وغريهــــــــــــا مــــــــــــن القــــــــــــوى، للمــــــــــــدركات ب ــــــــــــوة البصــــــــــــر وق ــــــــــــل ق ، مث وتــــــــــــارة أخــــــــــــرى تكــــــــــــون ، د منهــــــــــــا تــــــــــــارة تكــــــــــــون مدركــــــــــــة بــــــــــــالقوةوهــــــــــــذه القــــــــــــوى كــــــــــــل واحــــــــــــ

ــــــــط بالفعــــــــل، مدركــــــــة بالفعــــــــل ــــــــدرك ق ــــــــت مل ت يفهــــــــ، وكــــــــل واحــــــــدة مــــــــن هــــــــذه القــــــــوى إن كان أل ــــــــــــــــا مل تتعــــــــــــــــرف بــــــــــــــــه ، مادامــــــــــــــــت بــــــــــــــــالقوة ال تتشــــــــــــــــوق إىل إدراك الشــــــــــــــــىء املخصــــــــــــــــوص

وهـــــــــــذه هـــــــــــي حـــــــــــال النفـــــــــــوس الـــــــــــيت يســـــــــــميها ، مثـــــــــــل مـــــــــــن خلـــــــــــق مكفـــــــــــوف البصـــــــــــر، بعـــــــــــد أمـــــــــــــا إن كانـــــــــــــت قـــــــــــــد أدركـــــــــــــت بالفعـــــــــــــل تـــــــــــــارة مث صـــــــــــــارت ، الفالســـــــــــــفة بـــــــــــــالنفوس اجلاهلـــــــــــــة

أل ــــــــــا قــــــــــد تعرفــــــــــت بــــــــــذلك ، فإ ــــــــــا مادامــــــــــت بــــــــــالقوة تشــــــــــتاق اىل االدراك بالفعــــــــــل، بــــــــــالقوةــــــــــه، املــــــــــدرك ــــــــــه وحنــــــــــت الي ــــــــــزال ، مثــــــــــل مــــــــــن كــــــــــان بصــــــــــريا مث عمــــــــــي، وتعلقــــــــــت ب فإنــــــــــه ال ي

.الشقيةيشتاق إىل املبصرات وهذه هي حال النفوس ـــــــــــه كلمـــــــــــا كـــــــــــان الشـــــــــــ، وبالنســـــــــــبة إىل الشـــــــــــيء املـــــــــــدرك ـــــــــــن طفيـــــــــــل أن ـــــــــــرى اب ء املـــــــــــدرك يي

ــــــــــــــأمل لفقــــــــــــــده أعظــــــــــــــم، أمت وأ ــــــــــــــى وأحســــــــــــــن ــــــــــــــه والت ــــــــــــــاذا كــــــــــــــان يف ، يكــــــــــــــون الشــــــــــــــوق إلي ف وهـــــــــــــــو فـــــــــــــــوق ، األشـــــــــــــــياء شـــــــــــــــيء ال ايـــــــــــــــة لكمالـــــــــــــــه وال غايـــــــــــــــة حلســـــــــــــــنه ومجالـــــــــــــــه و ائـــــــــــــــه

وال حســــــــــــــــــن وال ــــــــــــــــــاء وال ولــــــــــــــــــيس يف الوجــــــــــــــــــود كمــــــــــــــــــال ، الكمــــــــــــــــــال والبهــــــــــــــــــاء واحلســــــــــــــــــن فـــــــــال ، فمـــــــــن فقـــــــــد إدراك ذلــــــــك الشـــــــــيء بعـــــــــد أن تعــــــــرف بـــــــــه، مجــــــــال إال صـــــــــادر مـــــــــن جهتــــــــه

ــــــــــة أنــــــــــه مــــــــــادام فاقــــــــــدا لــــــــــه يكــــــــــون يف ــــــــــة هلــــــــــا كمــــــــــا أن مــــــــــن كــــــــــان مــــــــــدركا لــــــــــه حمال آالم ال اي .و جة وسرور ال اية هلما، لذة ال انفصام هلاعلى الدوام فان له يكون يف

فاملعيـــــــــــــــــار يف ســـــــــــــــــعادة النفـــــــــــــــــوس عنـــــــــــــــــد ابـــــــــــــــــن طفيـــــــــــــــــل هـــــــــــــــــو إدراك واجـــــــــــــــــب الوجـــــــــــــــــود وبنـــــــــاء علــــــــــى ذلـــــــــك يقــــــــــول ابـــــــــن طفيــــــــــل عـــــــــن النفــــــــــوس الــــــــــيت ، واالقبـــــــــال عليــــــــــه بعـــــــــد معرفتــــــــــه

يســــــــــــميها بعــــــــــــض الفالســــــــــــفة بــــــــــــالنفوس اجلاهلــــــــــــة بعــــــــــــد طرحهــــــــــــا للبــــــــــــدن بــــــــــــاملوت : فأمــــــــــــا أن املوجـــــــــود الواجــــــــــب مل يتعـــــــــرف قـــــــــط ــــــــــذا ـــــــــــ يف مـــــــــدة تصــــــــــريفه للبـــــــــدن ــــــــــ يكـــــــــون قبـــــــــل ذلــــــــــك

فهـــــــــــــذا إذا فـــــــــــــارق البـــــــــــــدن ال يشـــــــــــــتاق إىل ذلـــــــــــــك ، الوجـــــــــــــود وال اتصـــــــــــــل بـــــــــــــه وال مســـــــــــــع عنـــــــــــــه .املوجود وال يتأمل لفقده

ـــــــــل هـــــــــذه أن النفـــــــــوس اجلاهلـــــــــة مـــــــــن أهـــــــــل النجـــــــــاة ـــــــــارة ابـــــــــن طفي لعـــــــــدم ، ويفهـــــــــم مـــــــــن عب .وذلك لعدم معرفتهم بوجوده، تأملهم لفقدان وعدم إدراك واجب الوجود

ــــــــــــكويقــــــــــــول عــــــــــــن ــــــــــــل ذل ــــــــــــ النفــــــــــــوس الشــــــــــــقية : وإمــــــــــــا أن يكــــــــــــون قب يف مــــــــــــدة تصــــــــــــريفه ـ وعلــــــــــــم مـــــــــــا هـــــــــــو عليــــــــــــه مـــــــــــن الكمـــــــــــال والعظمــــــــــــة ، قـــــــــــد تعــــــــــــرف ـــــــــــذا املوجـــــــــــود ــــــــــــ للبـــــــــــدن

ـــــــــــه واتبـــــــــــع هـــــــــــواه حـــــــــــىت وافتـــــــــــه منيتـــــــــــه إال ، والســـــــــــلطان والقـــــــــــدرة واحلســـــــــــن ، أنـــــــــــه أعـــــــــــرض عن عــــــــــذاب فيبقــــــــــى يف، فيحــــــــــرم املشــــــــــاهدة وعنــــــــــده الشــــــــــوق اليهــــــــــا، وهــــــــــو علــــــــــى تلــــــــــك احلــــــــــالــــــــــل وآالم ال ايــــــــــة هلــــــــــا ويشــــــــــاهد ، فإمــــــــــا أن يــــــــــتخلص مــــــــــن اآلالم بعــــــــــد جهــــــــــد طويــــــــــل، طوي

وإمـــــــــا أن يبقـــــــــى يف آالمـــــــــه بقـــــــــاء ســـــــــرمديا حبســـــــــب اســـــــــتعداده ، مـــــــــا تشـــــــــوق اليـــــــــه قبـــــــــل ذلـــــــــك .لكل واحد من الوجهني يف حياته اجلسمانية

ــــــــــــــــع الشــــــــــــــــارع يف تقســــــــــــــــيمه النفــــــــــــــــوس الشــــــــــــــــقية إىل ــــــــــــــــارة تب ــــــــــــــــل يف هــــــــــــــــذه العب ابــــــــــــــــن طفيـــــــــــل وأشـــــــــــقياء ، أشـــــــــــقياء يتخلصـــــــــــون مـــــــــــن العـــــــــــذاب ويلحقـــــــــــون بالســـــــــــعداء بعـــــــــــد عـــــــــــذاب طوي

وخلـــــــــــــود العــــــــــــــذاب وانقطاعــــــــــــــه ، ال جنـــــــــــــاة هلــــــــــــــم مـــــــــــــن العــــــــــــــذاب فيخلــــــــــــــدون فيـــــــــــــه إىل األبــــــــــــــد يكــــــــــــون حبســــــــــــب اســــــــــــتعداد كــــــــــــل نفــــــــــــس ملــــــــــــا كســــــــــــبته مــــــــــــن اهليئــــــــــــات الرديــــــــــــة ورســــــــــــوخ هــــــــــــذه

.اهليئات وعدم رسوخها ابـــــــــــــــن طفيــــــــــــــل : وأمــــــــــــــا مـــــــــــــــن تعــــــــــــــرف ـــــــــــــــذا وبالنســــــــــــــبة إىل النفــــــــــــــوس الســـــــــــــــعيدة يقــــــــــــــول

املوجــــــــــــــــود الواجــــــــــــــــب الوجــــــــــــــــود قبــــــــــــــــل أن يفــــــــــــــــارق البــــــــــــــــدن وأقبــــــــــــــــل بكليتــــــــــــــــه عليــــــــــــــــه والتــــــــــــــــزم وهــــــــــــذا علــــــــــــى ، الفكــــــــــــرة يف جاللــــــــــــه وحســــــــــــنه و ائــــــــــــه ومل يعــــــــــــرض عنــــــــــــه حــــــــــــىت وافتــــــــــــه منيتــــــــــــه

فهـــــــــــذا إذا فــــــــــارق البــــــــــدن بقـــــــــــي يف لــــــــــذة ال ايـــــــــــة ، حــــــــــال مــــــــــن االقبـــــــــــال واملشــــــــــاهدة بالفعــــــــــل التصـــــــــــــــال مشــــــــــــــاهدته لـــــــــــــــذلك املوجــــــــــــــود الواجـــــــــــــــب ، وســــــــــــــرور وفـــــــــــــــرح دائــــــــــــــمهلــــــــــــــا وغبطـــــــــــــــة

ــــــــــك املشــــــــــاهدة مــــــــــن الكــــــــــدر والشــــــــــوائب، الوجــــــــــود ويــــــــــزول مــــــــــا تقتضــــــــــيه هــــــــــذه ، وســــــــــالمة تلــــــــــك احلــــــــــال ـــــــــــ القــــــــــوى اجلســــــــــمانية مــــــــــن األمــــــــــور احلســــــــــية الــــــــــيت هــــــــــي آالم ـــــــــــ باإلضــــــــــافة إىل تل

١ .وشرور وعوائق________________

.٦٨، ٦٧ص ، حي بن يقظان، ابن طفيل .١

) ه ٥٨٧المتوفى ( الدين السهروردي شهاب. ٤ كــــــــــــان شــــــــــــيخ اإلشــــــــــــراق شــــــــــــهاب الــــــــــــدين الســــــــــــهروردي يف حبثــــــــــــه عــــــــــــن ســــــــــــعادة وشــــــــــــقاوة

.متأثرا إىل حد كبري بالشيخ الرئيس ابن سينا، النفوس بعد مفارقة البدنــــــــــه عــــــــــن الســــــــــعادة والشــــــــــقاوة يــــــــــذكر عــــــــــدة أصــــــــــول ومقــــــــــدمات ذكرهــــــــــا الشــــــــــيخ ــــــــــل حبث وقب

ـــــــــــ ومـــــــــــن هـــــــــــذه املقـــــــــــدمات : إن كمـــــــــــال اجلـــــــــــوهر املـــــــــــدرك، الـــــــــــرئيس يف حبثـــــــــــه ـــــــــــنفس ـ ـــــــــــ أي ال ـ أن يصــــــــــــري عاملـــــــــــــا عقليـــــــــــــا ينـــــــــــــتقش جبميـــــــــــــع الوجـــــــــــــود مـــــــــــــن لـــــــــــــدن مســـــــــــــبب االســـــــــــــباب احلـــــــــــــق

ـــــــــا علـــــــــى العقـــــــــول والنفـــــــــوس واألجـــــــــرام فمـــــــــا حتتهـــــــــا علـــــــــى النظـــــــــام الـــــــــذي لـــــــــه وأمـــــــــا ، األول آتي هـــــــــو أن حيصــــــــل هلـــــــــا ـــــــــ قتــــــــه باملـــــــــادةأي مــــــــن جهـــــــــة عال ــــــــــ كمالــــــــه مـــــــــن جهــــــــة العقـــــــــل العملــــــــي

وحيصــــــــــل هلــــــــــا العدالــــــــــة وهــــــــــي عفــــــــــة ، اهليئــــــــــة االســــــــــتعالئية علــــــــــى البــــــــــدن والتنفعــــــــــل عــــــــــن قــــــــــواه وهـــــــــــي ملكـــــــــــة توســـــــــــط القـــــــــــوة الشـــــــــــهوانية والغضـــــــــــبية واســـــــــــتعمال القـــــــــــوة ، وشـــــــــــجاعة وحكمـــــــــــة

١ .العملية فيما يدبر به احلياة وما ال يدبر يقـــــــــــول شـــــــــــيخ اإلشـــــــــــراق : ، ديـــــــــــة هلـــــــــــاوعـــــــــــن النفـــــــــــوس الســـــــــــعيدة وحصـــــــــــول الســـــــــــعادة األبــــــــــــذة املعقــــــــــــوالت ــــــــــــا يف هــــــــــــذا العــــــــــــامل ال جنــــــــــــد ل ــــــــــــل واجلهــــــــــــل، وإذا كن ، وال تتــــــــــــأمل عــــــــــــن الرذائ

، والــــــــــذي أشــــــــــغلنا عــــــــــن عاملنــــــــــا، وذلــــــــــك ألجــــــــــل كــــــــــون ســــــــــكر عــــــــــامل الطبيعــــــــــة غالــــــــــب علينــــــــــا فالــــــــــذي لــــــــــه الكمـــــــــال يكــــــــــون هلــــــــــا لــــــــــذة ال ايــــــــــة لــــــــــه وذلــــــــــك ، فـــــــــاذا زالــــــــــت هــــــــــذه الشــــــــــواغل

ويبقـــــــــــــى يف تلـــــــــــــك ، واجـــــــــــــب الوجـــــــــــــود واملـــــــــــــأل االعلـــــــــــــى وعجائـــــــــــــب عـــــــــــــامل النـــــــــــــورمبشـــــــــــــاهدة ٢ .)في مقعد صدق عند مليك مقتدر (اللذة على الدوام

فيقــــــــــــول شــــــــــــيخ ، أمــــــــــــا عــــــــــــن شــــــــــــقاوة النفــــــــــــوس وكيفيــــــــــــة حصــــــــــــول الشــــــــــــقاوة األبديــــــــــــة هلــــــــــــاـــــــــــنفس إىل كماهلـــــــــــا أو مل تتلـــــــــــذذ ، لعوائـــــــــــق بدنيـــــــــــة فـــــــــــان ذلـــــــــــك، االشـــــــــــراق : وإذا مل تشـــــــــــتق ال

وهــــــــــــــذه اهليئــــــــــــــات وامللكــــــــــــــات الرديــــــــــــــة إذا متكنــــــــــــــت بعــــــــــــــد املفارقــــــــــــــة كانــــــــــــــت الــــــــــــــنفس بعــــــــــــــدها________________

، ٨٧ص ، التلويحـــــــــــات، مجموعـــــــــــة مصـــــــــــنفات شـــــــــــيخ اشـــــــــــراق، اجـــــــــــع : شـــــــــــهاب الـــــــــــدين ســـــــــــهروردي. ر ١ .٦٨ص ، نامةپرتو .٧٠ص ، پرتو نامه، مجموعة مصنفات شيخ اشراق، . راجع : سهروردي٢

ـــــــــأمل وليســـــــــت منطبعـــــــــة، ككو ـــــــــا قبلهـــــــــا إال أ ـــــــــا زال عنهـــــــــا مـــــــــانع األمل ـــــــــة ، فتت ـــــــــل هلـــــــــا عالق ب وقـــــــــد حيـــــــــل بينهـــــــــا وبـــــــــني مـــــــــا ، شـــــــــوقية إذا مل حيصـــــــــل هلـــــــــا ملكـــــــــة االتصـــــــــال بالعقـــــــــل الفعـــــــــال

واجلهــــــــــل املركــــــــــب هـــــــــو عــــــــــدم العلــــــــــم بــــــــــاحلق مــــــــــع اعتقــــــــــاد ، تشـــــــــتهي فتتــــــــــأهلم جبهلهــــــــــا املركــــــــــبهــــــو فــــــي اآلخــــــرة أعمــــــى وأضــــــل ســــــبيال ومــــــن كــــــان فــــــ (نقيضــــــه ــــــذه أعمــــــى فـ فتبقــــــى ) ي ه

مقهـــــــــــــــورة خمذولـــــــــــــــة ماهلـــــــــــــــا مـــــــــــــــن شـــــــــــــــفيع وال محـــــــــــــــيم يف نـــــــــــــــار روحانيـــــــــــــــة أشـــــــــــــــد مـــــــــــــــن نـــــــــــــــار ــــــــــل يتأبــــــــــد، جســــــــــمانية ــــــــــذي ال يرجــــــــــى فيــــــــــه النجــــــــــاة ب ومــــــــــا كــــــــــان ، واجلهــــــــــل املركــــــــــب هــــــــــو ال

١ .بسبب عوارض فيزول لنفــــــــــــوس الـــــــــــــيت اكتســـــــــــــبت هيئــــــــــــات وملكـــــــــــــات نفســـــــــــــانية فالشــــــــــــيخ الســـــــــــــهروردي يصـــــــــــــف ا وأصـــــــــــبحت هـــــــــــذه اهليئـــــــــــات وامللكـــــــــــات جـــــــــــزءا مـــــــــــن ، رديـــــــــــة حبيـــــــــــث متكنـــــــــــت مـــــــــــن أنفســـــــــــهم

ألن هـــــــــــــذه النفـــــــــــــوس مل تعتقـــــــــــــد بـــــــــــــأن اللـــــــــــــذة ، جـــــــــــــوهر الـــــــــــــنفس يصـــــــــــــفهم باجلهـــــــــــــل املركـــــــــــــب ، بــــــــــل اعتقــــــــــدت بنقــــــــــيض ذلــــــــــك، والكمــــــــــال هــــــــــي يف التشــــــــــبه باملــــــــــادي والتجــــــــــرد عــــــــــن املــــــــــادة

، بــــــــــــــأن كماهلــــــــــــــا ولــــــــــــــذ ا هــــــــــــــو يف االنغمــــــــــــــاس وانشــــــــــــــغال باملــــــــــــــادة واملاديــــــــــــــاتأي اعتقــــــــــــــدت ـــــــــــــــة يف القـــــــــــــــوة الشـــــــــــــــهوية والغضـــــــــــــــبية ويف اســـــــــــــــتعمال ، وكـــــــــــــــذلك خرجـــــــــــــــوا عـــــــــــــــن حـــــــــــــــد العدال

ونتيجـــــــــة لـــــــــذلك اســـــــــتحقوا اخللـــــــــود يف ، القـــــــــوة العمليـــــــــة فيمـــــــــا يـــــــــدبر بـــــــــه احليـــــــــاة ومـــــــــا ال يـــــــــدبر .فال ترجى هلم النجاة، العذاب األبدي

أمــــــــــــا الــــــــــــذين اكتســــــــــــبوا هيئــــــــــــات وملكــــــــــــات رديــــــــــــة ولكنهــــــــــــا مــــــــــــا متكنــــــــــــت مــــــــــــن أنفســــــــــــهم ولكـــــــــــنهم تركـــــــــــوا ، بـــــــــــل لـــــــــــديهم علـــــــــــم باملبـــــــــــادىء والعقـــــــــــول، ولـــــــــــيس لـــــــــــديهم جهـــــــــــل مركـــــــــــب

ــــــــــــنفس أو أفرطــــــــــــوا فيهــــــــــــا ــــــــــــي مــــــــــــن ال ــــــــــــذا فهــــــــــــو يقــــــــــــول عــــــــــــنهم يف رســــــــــــالة، اجلانــــــــــــب العمل ولــــــــم ) پرتونامــــــــه ( ــــــــذين لــــــــديهم عل ، وا باالصــــــــالح االخالقــــــــيولكــــــــن مل يقومــــــــ، : أمــــــــا أولئــــــــك ال

، فيجـــــــــــــدون عـــــــــــــذابا شـــــــــــــديدا حبيـــــــــــــث علمهـــــــــــــم يســـــــــــــحبهم إىل عـــــــــــــامل النـــــــــــــور واملـــــــــــــأل األعلـــــــــــــى هــــــــــــــــــؤالء يبقــــــــــــــــــون مــــــــــــــــــدة يف، وفســــــــــــــــــقهم يســــــــــــــــــحبهم إىل الظلمــــــــــــــــــات وأســــــــــــــــــفل الســــــــــــــــــافلني

________________ .٨٩، ٨٨ص ، التلوحيات، شراقإمجموعة مصنفات شيخ ، هروردي. س١

١ .النتيجة جيدون اخلالصويف ، العذاب وبالنســــــــــــبة إىل نفــــــــــــوس البلهــــــــــــاء فيقــــــــــــول عــــــــــــنهم شــــــــــــيخ اإلشــــــــــــراق : أمــــــــــــا نفــــــــــــوس البلهــــــــــــاء

٢ .والصاحلني الذين مل يكن معهم معصية باطلة وجهل ضار جيدون اخلالص فـــــــــيفهم مــــــــــن عبـــــــــارة الشــــــــــيخ بـــــــــأن نفــــــــــوس البلهــــــــــاء الـــــــــذين يكــــــــــون معهـــــــــم معــــــــــاص باطلــــــــــة

.ي كما هو مذهب الشيه الرئيس ابن سيناال جيدون اخلالص من العذاب األبد

) ه ١٠٥٠المتوفى ( . صدر الدين الشيرازي٥ حـــــــــاول صـــــــــدر املتــــــــــأهلني الشـــــــــريازي التوفيـــــــــق بــــــــــني الشـــــــــرع الـــــــــذي أكــــــــــد يف العشـــــــــرات مــــــــــن

، وبــــــــــــــني األصــــــــــــــول العقليــــــــــــــة الــــــــــــــيت تبناهــــــــــــــا، اآليــــــــــــــات القرآنيــــــــــــــة علــــــــــــــى اخللــــــــــــــود يف جهــــــــــــــنم فـــــــــــــذهب إىل القــــــــــــول بـــــــــــــاخللود ، لــــــــــــى أحــــــــــــدوالدالــــــــــــة علــــــــــــى عـــــــــــــدم إمكــــــــــــان دوام العـــــــــــــذاب ع

ــــــــــى أن اجلحــــــــــيم وآالمهــــــــــا وشــــــــــرورها ــــــــــة عل ــــــــــدنا أيضــــــــــا أصــــــــــول دال ــــــــــث قــــــــــال : وعن النــــــــــوعي حي إال أن الـــــــــــدوام لكـــــــــــل ، كمـــــــــــا أن اجلنـــــــــــة ونعيمهـــــــــــا وخريا ـــــــــــا دائمـــــــــــة بأهلهـــــــــــا، دائمـــــــــــة بأهلهـــــــــــا

٣ .منهما على معىن آخر قولــــــــــه : فــــــــــان قلــــــــــت : وأشــــــــــار يف موضــــــــــع آخــــــــــر مــــــــــن كتــــــــــاب األســــــــــفار إىل هــــــــــذا املعــــــــــىن ب

ــــــــة علــــــــى انقطــــــــاع العــــــــذاب عــــــــن أهــــــــل النــــــــار ــــــــ هــــــــذه األقــــــــوال الدال وهــــــــي األقــــــــوال الــــــــيت نقلهــــــــا ـ .ينايف ماذكرته سابقا من دوام اآلالم عليهمـ عن ابن عريب والقيصري

إذ ال منافــــــــــاة بــــــــــني عــــــــــدم انقطــــــــــاع العــــــــــذاب عــــــــــن أهــــــــــل النــــــــــار ، قلنــــــــــا : ال نســــــــــلم املنافــــــــــاة ومــــــــــــن األدلــــــــــــة واألصــــــــــــول ٤، عــــــــــــن كــــــــــــل واحــــــــــــد مــــــــــــنهم يف وقــــــــــــتوبــــــــــــني انقطاعــــــــــــه ، أبــــــــــــدا

العقليــــــــــــــــة الــــــــــــــــيت اســــــــــــــــتند اليهــــــــــــــــا صــــــــــــــــدر املتــــــــــــــــأهلني يف إثبــــــــــــــــات اخللــــــــــــــــود النــــــــــــــــوعي وانكــــــــــــــــار اخللود الشخصي :

________________ .٧٢ص ، پرتونامه، مجموعة مصنفات شيخ االشراق، هاب الدين سهروردي. ش١ .٣١٤( املقدمة ) ص شواهد الربوبية، ٣٤٨ص ، ٩، ج االسفار. ٣ .المصدر السابق. ٢ .٣٥٠ص ، المصدر السابق. ٤

منافاة العذاب األبدي مع اإليجاد والعلية )أ قــــــــــــــال صــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــريازي يف تفســــــــــــــريه : إعلــــــــــــــم أن يف تعــــــــــــــذيب اهللا بعــــــــــــــض عبـــــــــــــــاده

ــــــــــدا إشــــــــــكاال عظيمــــــــــا ــــــــــني، عــــــــــذابا أب ــــــــــيح العقلي ، خصوصــــــــــا عنــــــــــد القــــــــــائلني بالتحســــــــــني والتقبــــــــــدهم ــــــــــدئهم ومعي ــــــــــاد وموجــــــــــدهم ومب ــــــــــان اهللا خــــــــــالق العب ــــــــــة االفاضــــــــــة ، ف ــــــــــة الفاعل وشــــــــــأن العل

ــــــــــــى معلوهلــــــــــــا ــــــــــــول إال رشــــــــــــحة مــــــــــــن رشــــــــــــحات جــــــــــــوده، واالجيــــــــــــاد عل ــــــــــــيس املعل وملعــــــــــــة ، إذ ل ١ .والتعذيب األبدي منايف االجياد والعلية، من ملعات وجوده

ــــــــــــــاب األســــــــــــــفار وشــــــــــــــواهد الربو ــــــــــــــك وأشــــــــــــــار إىل هــــــــــــــذا املعــــــــــــــىن يف كت ــــــــــــــه : مث إن ــــــــــــــة بقول بي فلــــــــــو كــــــــــان ، تعلــــــــــم أن نظــــــــــام الــــــــــدنيا ال ينصــــــــــلح إال بنفــــــــــوس جافيــــــــــة وقلــــــــــوب غــــــــــالظ شــــــــــداد

النــــــــــــــاس كلهــــــــــــــم ســــــــــــــعداء بنفــــــــــــــوس خائفــــــــــــــة مــــــــــــــن عــــــــــــــذاب اهللا وقلــــــــــــــوب خاضــــــــــــــعة خاشــــــــــــــعة الختــــــــــــــل النظــــــــــــــام بعــــــــــــــد القــــــــــــــائمني بعمــــــــــــــارة هــــــــــــــذا الــــــــــــــدار مــــــــــــــن النفــــــــــــــوس الغــــــــــــــالظ العتــــــــــــــاة

ــــــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــــــة والدجاجل ــــــــــــــــــــــــز م وكــــــــــــــــــــــــالنفوس املكــــــــــــــــــــــــ، كالفراعن ــــــــــــــــــــــــس جبرب ارة كشــــــــــــــــــــــــياطني اإلنـــــــــــــتهم ـــــــــــــة اجلهلـــــــــــــة كالكفـــــــــــــار، وجبل . وثبـــــــــــــت مبوجـــــــــــــب قضـــــــــــــائه الـــــــــــــالزم ..وكـــــــــــــالنفوس البهيمي

فــــــــــــــاذا كــــــــــــــان ، النافــــــــــــــذ يف قــــــــــــــدره الالحــــــــــــــق احلكــــــــــــــم بوجــــــــــــــود الســــــــــــــعداء واألشــــــــــــــقياء مجيعــــــــــــــا فيكـــــــــــون هلـــــــــــا ، وجـــــــــــود كـــــــــــل طائفـــــــــــة حبســـــــــــب قضـــــــــــاء إهلـــــــــــي ومقتضـــــــــــى ظهـــــــــــور اســـــــــــم ربـــــــــــاين

واألمـــــــــــــور الذاتيـــــــــــــة الـــــــــــــيت جبلـــــــــــــت عليهـــــــــــــا األشـــــــــــــياء إذا ، اتيـــــــــــــةغايـــــــــــــات حقيقيـــــــــــــة ومنـــــــــــــازل ذ وإن وقعــــــــــت املفارقــــــــــة أمــــــــــدا بعيــــــــــدا وحصــــــــــلت ، وقــــــــــع الرجــــــــــوع اليهــــــــــا تكــــــــــون مالئمــــــــــة لذيــــــــــذة

ــــــــنـهم (كمــــــــا قــــــــال تعــــــــاىل : ، احليلولــــــــة عــــــــن االســــــــتقرار عليهــــــــا زمانــــــــا مديــــــــدا بعيــــــــدا وحيــــــــل بـيــــــــــــين مـــــــــــا يشـــــــــــتـهون مث إن اهللا تعـــــــــــاىل يتجلـــــــــــى جبميـــــــــــع األمســـــــــــاء والصـــــــــــفات يف مجيـــــــــــع ، )وبـ

ويف احلـــــــــــــــديث ، وهـــــــــــــــو العزيـــــــــــــــز القهـــــــــــــــار، فهـــــــــــــــو الرمحـــــــــــــــان الـــــــــــــــرحيم، املراتـــــــــــــــب واملقامـــــــــــــــات ٢ .» لو ال أن تذنبون لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون« القدسي :

________________ .٢٩٨ص ، ٥ج ، تفسير القرآن، در الدين الشريازي. ص١ .٣١٥، ٣١٤ص ، ) املقدمة ( شواهد الربوبية؛ وراجع : ٣٤٩، ٣٤٨ص ، ٩ج ، االسفار .٢

منافاة العذاب األبدي مع الرحمة االلهية الشاملة للكل )ب وكــــــل مـــــــا يصــــــدر عنـــــــه ، فــــــان ذاتـــــــه حمــــــض الرمحــــــة واخلـــــــري والنــــــور قــــــال صــــــدر المتـــــــألهين :

ووجــــــــــود العاهــــــــــات والشــــــــــرور إمنــــــــــا ، والكــــــــــرم، جيــــــــــب أن يكــــــــــون مــــــــــن بــــــــــاب اجلــــــــــود واللطــــــــــف ) ســـــــــبقت رمحتـــــــــه غضـــــــــبه ( وألنـــــــــه، وعلـــــــــى ســـــــــبيل الشـــــــــذوذ والنـــــــــدور، يكـــــــــون عنـــــــــه بـــــــــالغرض

١ .والعرض االتفاقي ال يكون دائميا ، والغضب أمر عارض، فإن الرمحة ذاتيةــــــــــــداران أي ــــــــــــه : فعمــــــــــــرت ال ونقــــــــــــل لتأييــــــــــــد كالمــــــــــــه عــــــــــــن ابــــــــــــن عــــــــــــريب يف الفتوحــــــــــــات قول

ووســــــــــــــعت كــــــــــــــل شــــــــــــــيء حــــــــــــــىت ، وســــــــــــــبقت الرمحــــــــــــــة الغضــــــــــــــب، جلحــــــــــــــيمدار النعــــــــــــــيم ودار اـــــــــــرامحني، جهـــــــــــنم ومـــــــــــن فيهـــــــــــا ـــــــــــى ، واهللا أرحـــــــــــم ال وقـــــــــــد وجـــــــــــدنا يف نفوســـــــــــنا ممـــــــــــن جبـــــــــــل عل

واهللا قـــــــــــــد ، الرمحـــــــــــــة حبيـــــــــــــث لـــــــــــــو مكنـــــــــــــه اهللا يف خلقـــــــــــــه ألزال صـــــــــــــفة العـــــــــــــذاب عـــــــــــــن العـــــــــــــامل ، وأمثــــــــايلوصــــــــاحب هــــــــذه الصــــــــفة أنــــــــا ، ومعطــــــــي الكمــــــــال أحــــــــق بــــــــه، أعطــــــــاه هــــــــذه الصــــــــفة

ـــــــــــون أصـــــــــــحاب أهـــــــــــواء وأغـــــــــــراض ـــــــــــاد خملوق ـــــــــــا، وحنـــــــــــن عب ـــــــــــه أرحـــــــــــم خبلقـــــــــــه من ، وال شـــــــــــك أن وحنـــــــــن ، فـــــــــال نشـــــــــك أنـــــــــه أرحـــــــــم خبلقـــــــــه منـــــــــا، وقـــــــــد قـــــــــال عـــــــــن نفســـــــــه إنـــــــــه أرحـــــــــم الـــــــــرامحني

٢ .عرفنا من نفوسنا هذه املبالغة ونقـــــــــل أيضـــــــــا عـــــــــن القيصـــــــــري قولـــــــــه : واعلـــــــــم أن مـــــــــن اكتحلـــــــــت عينـــــــــه بنـــــــــور احلـــــــــق يعلـــــــــم

، ولــــــــــيس هلــــــــــم وجــــــــــود وصــــــــــفة وفعــــــــــل إال بــــــــــاهللا وحولــــــــــه وقوتــــــــــه، عــــــــــامل بأســــــــــره عبــــــــــاد اهللاأن ال ومـــــــــــــــــن شـــــــــــــــــأن مـــــــــــــــــن هـــــــــــــــــو ، وهـــــــــــــــــو الـــــــــــــــــرمحن الـــــــــــــــــرحيم، وكلهـــــــــــــــــم حمتـــــــــــــــــاجون إىل رمحتـــــــــــــــــه

٣ .موصوف ذه الصفات أن ال يعذب أحدا عذابا أبدا

ثبات وبقاء الفطرة وعرضية الهيئات الردية الموجبة للعذاب )جـــــــــــة قـــــــــــال صـــــــــــدرالدين ا ـــــــــــع احلركـــــــــــات الطبيعي لشـــــــــــريازي يف األســـــــــــفار مـــــــــــا ملخصـــــــــــه : أن مجي

واالنســـــــــــــــــــان، واالنتقـــــــــــــــــــاالت يف ذوات الطبـــــــــــــــــــائع والنفـــــــــــــــــــوس إىل اهللا وبـــــــــــــــــــاهللا ويف ســـــــــــــــــــبيل اهللا________________

.٢٩٩، ٢٩٨ص ، ٥ج ، تفسير القرآن، درالدين الشريازي. ص١ .٣١٩، ٣١٨ص ، ) املقدمة ( شواهد الربوبية، ٣٥٣، ٣٥٢ص ، ٩ج ، االسفار. ٢ .٣١٦، ٣٤٩ص ، المصدرين السابقين. ٣

وإذا حصــــــــــــــــــلت يف الكــــــــــــــــــافر واملنــــــــــــــــــافق ، حبســــــــــــــــــب فطرتــــــــــــــــــه داخلــــــــــــــــــة يف الســــــــــــــــــالكني اليــــــــــــــــــه فــــــــــال شــــــــــك ينحــــــــــرف ، والعاصــــــــــي ملكــــــــــات رديــــــــــة حاصــــــــــلة عــــــــــن الكفــــــــــر والنفــــــــــاق والعصــــــــــيان

ــــــــــب يف اآلخــــــــــرة، عمــــــــــا فطــــــــــر عليــــــــــه ــــــــــى وا، وبقــــــــــدر احنرافــــــــــه عــــــــــن الفطــــــــــرة يعاق ــــــــــة عل آلالم دال يقــــــــــــــاوم اهليئــــــــــــــات احليوانيــــــــــــــة الرديــــــــــــــة واألمل ـــــــــــــــ وهــــــــــــــي الفطــــــــــــــرة ـــــــــــــــ وجــــــــــــــود جــــــــــــــوهر أصــــــــــــــلي

، والتقــــــــــــاوم بــــــــــــني املتضــــــــــــادين لــــــــــــيس بــــــــــــدائم وال بــــــــــــأكثري، الناشــــــــــــىء مــــــــــــن هــــــــــــذه اهليئــــــــــــات ومبـــــــــــدأ العـــــــــــذاب أمـــــــــــر ، وملــــــــــا كـــــــــــان اجلـــــــــــوهر النفســـــــــــاين مـــــــــــن االنســـــــــــان غـــــــــــري قابـــــــــــل للفســـــــــــاد

فيكــــــــــــون ، يــــــــــــدوم والعرضــــــــــــي يــــــــــــزول فيعــــــــــــود إىل الفطــــــــــــرةوالــــــــــــذايت ، عــــــــــــارض علــــــــــــى الفطــــــــــــرة ١ .مآله إىل الرمحة

ـــــــــــــــود النـــــــــــــــوعي إىل ـــــــــــــــة اخلل ـــــــــــــــد رجـــــــــــــــع عـــــــــــــــن نظري والظـــــــــــــــاهر أن صـــــــــــــــدرالدين الشـــــــــــــــريازي ق كمــــــــــــا صــــــــــــرح بــــــــــــه عــــــــــــدد مــــــــــــن املعلقــــــــــــني ، القــــــــــــول بــــــــــــاخللود الشخصــــــــــــي يف كتــــــــــــاب العرشــــــــــــية

.واحملشني على كتب صدر املتأهلني

ن نظرية الخلود النوعياثبات رجوع صدرالدين الشيرازي ع الـــــــــذي قيــــــــــل ـــــــــــ هنـــــــــاك عبـــــــــارة للعالمــــــــــة صـــــــــدرالدين الشــــــــــريازي ذكرهـــــــــا يف كتــــــــــاب العرشـــــــــية

ــــــــ إنــــــــه آخــــــــر مــــــــن كتبــــــــه يف حياتــــــــه عــــــــن القــــــــول بــــــــاخللود النــــــــوعي فبعــــــــد ، يفهــــــــم منهــــــــا رجوعــــــــه ـ أن نقـــــــــل فيهـــــــــا عـــــــــن حميـــــــــي الـــــــــدين بـــــــــن عـــــــــريب بـــــــــأن أهـــــــــل النـــــــــار املشـــــــــركني بعـــــــــد انتهـــــــــاء مـــــــــدة

لكـــــــــــون ، نعـــــــــــيم يف النـــــــــــار فيتلـــــــــــذذون مبـــــــــــاهم فيـــــــــــه مـــــــــــن نـــــــــــار وزمهريـــــــــــر عقـــــــــــا م يكـــــــــــون هلـــــــــــم أمعــــــــــن يف هـــــــــذا البــــــــــاب ) الفتوحـــــــــات املكيـــــــــة ( قـــــــــال : وصــــــــــاحب، طبـــــــــاعهم تقتضـــــــــي ذلــــــــــك

ــــــاب ــــــه يف ذلــــــك الكت ــــــالغ في إذ ، وقــــــال يف الفصــــــوص : وأمــــــا أهــــــل النــــــار فمــــــآهلم إىل النعــــــيم، وب .بردا وسالما على من فيهاالبد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون

مبــــــــــا أنــــــــــا مشــــــــــتغل بــــــــــه مــــــــــن الرياضــــــــــات العلميــــــــــة والعمليــــــــــة ـــــــــــ والــــــــــذي الح يل، نــــــــــاأوأمــــــــــا ــــــــــــــ وفيهــــــــــــــا، وإمنــــــــــــــا هــــــــــــــي موضــــــــــــــع األمل واحملــــــــــــــن، أن دار اجلحــــــــــــــيم ليســــــــــــــت بــــــــــــــدار نعــــــــــــــيم ـ

________________ .٣١٨، ٣١٧، ٣٥١ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١

ـــــــــدائم ـــــــــال انقطـــــــــاعلكـــــــــن ، العـــــــــذاب ال ـــــــــى االســـــــــتمرار ب ـــــــــة متجـــــــــددة عل ـــــــــود ، آالمهـــــــــا متفت واجللــــــــــان، فيهــــــــــا متبدلــــــــــة ــــــــــيس هنــــــــــاك موضــــــــــع راحــــــــــة واطمئن ألن منزلتهــــــــــا مــــــــــن ذلــــــــــك العــــــــــامل ، ول

١ .منزلة عامل الكون والفساد من هذا العامل واعتـــــــــــــــرب احملشــــــــــــــــون واملعلقــــــــــــــــون علــــــــــــــــى كتــــــــــــــــب صــــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــــريازي عبــــــــــــــــارة الشــــــــــــــــيخ

فقـــــــــــال اخلواجــــــــــــوي : ولــــــــــــيعلم أن ، ع عــــــــــــن اخللـــــــــــود النــــــــــــوعيهـــــــــــذه بأ ــــــــــــا تـــــــــــدل علــــــــــــى رجـــــــــــو صــــــــــــــــرح بــــــــــــــــدوام اخللـــــــــــــــــود ) احلكمــــــــــــــــة العرشـــــــــــــــــية ( يف كتابــــــــــــــــه) ســـــــــــــــــره قــــــــــــــــدس( املصــــــــــــــــنف

٢ .وتسرمد العذاب وقــــــــــــال جــــــــــــالل الــــــــــــدين اآلشــــــــــــتياين يف تعليقــــــــــــه علــــــــــــى شــــــــــــواهد الربوبيــــــــــــة : مســــــــــــألة خلــــــــــــود

ال يالئـــــــــــــم القواعـــــــــــــد العقليـــــــــــــة واآلثـــــــــــــار الـــــــــــــواردة عـــــــــــــن ، الكفـــــــــــــار وانقطـــــــــــــاع العـــــــــــــذاب عـــــــــــــنهم ٣ .وقد عدل عن هذا القول املصنف العالمة، السالمعليهم محلة الوحي

فقـــــــــــــد قـــــــــــــال يف تعليقتـــــــــــــه علـــــــــــــى شـــــــــــــواهد ، أمـــــــــــــا احملقـــــــــــــق املتألـــــــــــــه مالهـــــــــــــادي الســـــــــــــبزواري ولكــــــــــــــن كالمــــــــــــــه يف ، متشــــــــــــــا ة) ســــــــــــــره قــــــــــــــدس( الربوبيــــــــــــــة : وبعــــــــــــــض كلمــــــــــــــات املصــــــــــــــنف

٤ .فلريد املتشابه إىل احملكم، ماة باحلكمة العرشية حمكمرسالته املس أصــــــــــــــــــر علــــــــــــــــــى عــــــــــــــــــدم رجــــــــــــــــــوع العالمــــــــــــــــــة صــــــــــــــــــدرالدين ٥ولكــــــــــــــــــن أحــــــــــــــــــد املعاصــــــــــــــــــرين

الشــــــــــــــريازي عــــــــــــــن نظريــــــــــــــة اخللــــــــــــــود النــــــــــــــوعي حبجــــــــــــــة أن قولــــــــــــــه يف العرشــــــــــــــية بــــــــــــــدوام العــــــــــــــذاب ومـــــــــــا انكشـــــــــــف لصـــــــــــدرالدين الشـــــــــــريازي ورجـــــــــــع عنـــــــــــه هـــــــــــو ، اليتنـــــــــــاىف مـــــــــــع اخللـــــــــــود النـــــــــــوعي

فقـــــــــال : ويـــــــــدل علـــــــــى مـــــــــا قلنـــــــــاه ، والنقمـــــــــة إىل النعمـــــــــة، نظريـــــــــة تبـــــــــدل العـــــــــذاب إىل العـــــــــذب مــــــــــا نقلــــــــــه يف نفــــــــــس كتــــــــــاب العرشــــــــــية مــــــــــن عبــــــــــارات مفصــــــــــلة عــــــــــن ابــــــــــن عــــــــــريب يشــــــــــري فيهــــــــــا

قبـــــــــــل أن، والتـــــــــــذاذ الكفـــــــــــار بالنـــــــــــار والعقـــــــــــارب واحليـــــــــــات، إىل تبـــــــــــدل العـــــــــــذاب إىل العـــــــــــذب________________

.٩٥ص ، العرشية، زيدرالدين الشريا. ص١ ) التعليقة ( ٣٠٥ص ، ٥ج ، تفسير القرآن الكريم، . صدرالدين الشريازي٢ ) التعليقة ( ٣١٩ص ، ) املقدمة ( شواهد الربوبية، . صدرالدين الشريازي٣ .٧٧٨، ٧٧٧ص ، ) التعليقة ( شواهد الربوبية، . صدرالدين الشريازي٤ .٢١٢ـ ٢٠٦ص ، جهنم چرا، . راجع : حممد حسن قراملكي٥

أمــــــــــا أنـــــــــا والــــــــــذي الح يل مبــــــــــا أنـــــــــا مشــــــــــتغل بـــــــــه مــــــــــن الرياضــــــــــات ( يصـــــــــرح برجوعــــــــــه بقولـــــــــه : .اخل ) ... العلمية والعملية

واحلـــــــــــــــــــــق أن عبـــــــــــــــــــــارة صـــــــــــــــــــــدرالدين الشـــــــــــــــــــــريازي يف كتـــــــــــــــــــــاب العرشـــــــــــــــــــــية دالـــــــــــــــــــــة علـــــــــــــــــــــى ـــــــــــــو ، رجوعـــــــــــــه عـــــــــــــن نظريـــــــــــــة اخللـــــــــــــود النـــــــــــــوعي وإقـــــــــــــراره بـــــــــــــاخللود الشخصـــــــــــــي ألنـــــــــــــه حـــــــــــــىت ل

ـــــــــــدل العـــــــــــذاب إىل العـــــــــــذب ـــــــــــى رجوعـــــــــــه عـــــــــــن القـــــــــــول بتب فإ ـــــــــــا ، ســـــــــــلمنا داللـــــــــــة عبارتـــــــــــه علــــــــــــــاخللود الشخصــــــــــــــي ــــــــــــــك ألن صــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــريازي قــــــــــــــد صــــــــــــــرح يف ، أيضــــــــــــــا إقــــــــــــــرار ب وذل

ــــــــــــى عــــــــــــدم ــــــــــــاء عل ــــــــــــة والعرشــــــــــــية باتفــــــــــــاق الفالســــــــــــفة والعرف ــــــــــــاب األســــــــــــفار وشــــــــــــواهد الربوبي كت ايــــــــة مــــــــع اخــــــــتالفهم يف خلــــــــودهم يف خــــــــروج الكفــــــــار مــــــــن جهــــــــنم وخلــــــــودهم فيهــــــــا إىل مــــــــا ال

١ .العذابـــــــــــــوعي ـــــــــــــة اخللـــــــــــــود الن كـــــــــــــان يـــــــــــــذهب إىل بقـــــــــــــاء الكفـــــــــــــار يف ، فالشـــــــــــــيخ العالمـــــــــــــة يف نظري

النــــــــــــار بعــــــــــــد انتهــــــــــــاء مــــــــــــدة العقــــــــــــاب ووصــــــــــــوهلم إىل نــــــــــــوع مــــــــــــن الراحــــــــــــة والســــــــــــعادة وهــــــــــــم يف ــــــــــاء، جهــــــــــنم ــــــــــد مــــــــــن العرف ــــــــــى أقــــــــــوال العدي ــــــــــد رأيــــــــــه هــــــــــذا عل ــــــــــد متســــــــــك يف تأيي فرجوعــــــــــه .وق وإقـــــــــراره بكــــــــــون اجلحـــــــــيم حمــــــــــال للعـــــــــذاب الــــــــــدائم ، القـــــــــول بتبــــــــــدل العـــــــــذاب إىل العــــــــــذبعـــــــــن

معنـــــــــــــاه أن ، وقبولـــــــــــــه بعــــــــــــدم خـــــــــــــروج الكفــــــــــــار مـــــــــــــن النــــــــــــار أبـــــــــــــدا ، ولــــــــــــيس مكانـــــــــــــا للراحــــــــــــةــــــــــار ــــــــــرد مــــــــــن اهــــــــــل الن ــــــــــى كــــــــــل ف ــــــــــم عل ــــــــــود الشخصــــــــــي يف ، العــــــــــذاب دائ ــــــــــذلك اخلل ــــــــــت ب فيثب

ـــــــــه : .العـــــــــذاب ـــــــــى أن قول ـــــــــدائم ل« عل ـــــــــى وفيهـــــــــا العـــــــــذاب ال ـــــــــة متجـــــــــددة عل كـــــــــن آالمهـــــــــا متفتـــــــــــــــال انقطـــــــــــــــاع ـــــــــــــــة، االســـــــــــــــتمرار ب ـــــــــــــــود فيهـــــــــــــــا متبدل ـــــــــــــــاك موضـــــــــــــــع راحـــــــــــــــة ، واجلل ـــــــــــــــيس هن ول

.فيه من االشارة إىل اخللود الشخصي ما ال خيفى» واطمئنان

) ه ١٠٩٢المتوفى ( . مال محسن الفيض الكاشاني٦ــــــــــــــــو د يف الفــــــــــــــــيض الكاشــــــــــــــــاين حــــــــــــــــذا باســــــــــــــــتاذه صــــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــــريازي يف مســــــــــــــــألة اخلل

ــــــــــــرأي القــــــــــــدمي الســــــــــــتاذه، جهــــــــــــنم حــــــــــــذو النعــــــــــــل بالنعــــــــــــل ــــــــــــىن ال ــــــــــــود، فتب ــــــــــــة اخلل وهــــــــــــو نظري________________

.٩٣ص ، ؛ العرشية ٣١٣ص ، ) املقدمة ( شواهد الربوبية؛ ٣٤٧، ٣٤٦ص ، ٩ج ، األسفاراجع : . ر ١

ويف توضــــــــــــيحه هلـــــــــــــذه النظريــــــــــــة ينقـــــــــــــل ، مبعـــــــــــــىن انقطــــــــــــاع العـــــــــــــذاب عــــــــــــن الكفـــــــــــــار، النــــــــــــوعي عن أستاذه قوله :

وإن ، إن قيـــــــــــل : إن االصـــــــــــول احلكميـــــــــــة دالـــــــــــة علـــــــــــى أن القســـــــــــر ال يـــــــــــدوم علـــــــــــى طبيعـــــــــــة كمــــــــــا ، وأن الرمحــــــــــة االهليــــــــــة وســــــــــعت كــــــــــل شــــــــــيء، لكــــــــــل موجــــــــــود غايــــــــــة يصــــــــــل اليهــــــــــا يومــــــــــا

.) وسعت كل شيء عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي ... (قال جل ثناؤه : ــــــــــــــة علــــــــــــــى وجــــــــــــــود جــــــــــــــوهر أصــــــــــــــلي مقــــــــــــــاوم هلــــــــــــــا والتقــــــــــــــاوم بــــــــــــــني ، وأيضــــــــــــــا : اآلالم دال

.املتضادين ال يكون دائميا وال أكثريا .وقد ورد يف الشرائع : خلود الفريقني يف الدارين فكيف التوفيق

ـــــــــود كـــــــــل واحـــــــــد واحـــــــــد فيهـــــــــا ـــــــــة : خل ـــــــــة يف اجلن ـــــــــود أهـــــــــل اجلن ـــــــــل : معـــــــــىن خل ومعـــــــــىن، قي ١ .خلود أهل النار يف النار أ ا دائمة بأهلها فال منافاة

ــــــــــــــيت واســــــــــــــتدل أيضــــــــــــــا يف إثبــــــــــــــات انقطــــــــــــــاع العــــــــــــــذاب عــــــــــــــن الكفــــــــــــــار بــــــــــــــنفس األدلــــــــــــــة ال فنقـــــــــــــل قـــــــــــــول أســـــــــــــتاذه يف األســـــــــــــفار بقولـــــــــــــه : قـــــــــــــال بعـــــــــــــض أهـــــــــــــل ، متســـــــــــــك ـــــــــــــا أســـــــــــــتاذه

كـــــــــــــان فلو ، التحقيـــــــــــــق : إن نظـــــــــــــام الـــــــــــــدنيا ال ينصـــــــــــــلح إال بنفـــــــــــــوس غليظـــــــــــــة وقلـــــــــــــوب قاســـــــــــــيةــــــــــاس كلهــــــــــم ســــــــــعداء بنفــــــــــوس خائفــــــــــة مــــــــــن عــــــــــذاب اهللا خاشــــــــــية ــــــــــل النظــــــــــام بعــــــــــدم ، الن الخت

والنفــــــــــــوس ، القــــــــــــائمني بعمــــــــــــارة هــــــــــــذه الــــــــــــدار مــــــــــــن النفــــــــــــوس الغــــــــــــالظ كالفراعنــــــــــــة والدجاجــــــــــــة ٢ .. اخل.. والنفوس البهيمية كجهلة الكفار، املكارة كشياطني اإلنس

ـــــــــــأهلني ـــــــــــل آخـــــــــــر لصـــــــــــدر املت ـــــــــــة ، ينقلـــــــــــه عـــــــــــن األســـــــــــفارويشـــــــــــري أيضـــــــــــا إىل دلي وهـــــــــــو ذاتي وعرضـــــــــــية الشـــــــــــرور بقولـــــــــــه : قـــــــــــال بعـــــــــــض أهـــــــــــل ، الرمحـــــــــــة االهليـــــــــــة واخلـــــــــــريات الصـــــــــــادرة عنـــــــــــه

كمــــــــــا أن ، أل ــــــــــا صــــــــــورة غضــــــــــب اهللا، املعرفـــــــــة : إن جهــــــــــنم ليســــــــــت بــــــــــدار حقيقيــــــــــة متأصـــــــــلة ، وقــــــــــــــــد ثبـــــــــــــــــت أن رمحــــــــــــــــة اهللا ذاتيــــــــــــــــة واســــــــــــــــعة كــــــــــــــــل شـــــــــــــــــيء .اجلنــــــــــــــــة صــــــــــــــــورة رمحــــــــــــــــة اهللا

، والشــــــــــــــرور واقعــــــــــــــة بــــــــــــــالعرض، وكــــــــــــــذا اخلــــــــــــــريات صــــــــــــــادرة بالــــــــــــــذات ، والغضــــــــــــــب عارضــــــــــــــي________________

١٧٦ص ، أصول المعارف، الفيض الكاشاين .١ .١٧٨، ١٧٧ص ، المصدر السابق. راجع : ٢

١ .والنار مقدرة بالعرض وبالتبع، فعلى هذا البد أن تكون اجلنة موجودة بالذات ينقـــــــــــــــل مضـــــــــــــــمون مـــــــــــــــا ذكـــــــــــــــره صـــــــــــــــدرالدين وعـــــــــــــــن علـــــــــــــــة انقطـــــــــــــــاع العـــــــــــــــذاب وكيفيتـــــــــــــــه

ـــــــــــــدرك ـــــــــــــا ـــــــــــــى فطـــــــــــــرة ت ـــــــــــــالنفوس الشـــــــــــــقية مادامـــــــــــــت عل ـــــــــــــه : ف الشـــــــــــــريازي يف االســـــــــــــفار بقول النقــــــــــــــــائص واألعــــــــــــــــدام املوصــــــــــــــــوفة ــــــــــــــــا الــــــــــــــــيت مــــــــــــــــن شــــــــــــــــأن تلــــــــــــــــك النفــــــــــــــــوس أن تتصــــــــــــــــف

ـــــــــــــــ مبقابال ـــــــــــــــا فتلـــــــــــــــك اآلالم باقيـــــــــــــــة فيهـــــــــــــــا إىل أن ، فتكـــــــــــــــون هلـــــــــــــــا آالم شـــــــــــــــديدة حبســـــــــــــــبها ـــــــــــزول عنهــــــــــا ادراكهــــــــــا ، إمــــــــــا بتبــــــــــدل فطر ــــــــــا إىل فطــــــــــرة أدىن وأخــــــــــس مــــــــــن تلــــــــــك الفطــــــــــرة، ي

أو بـــــــــــزوال تلـــــــــــك النقـــــــــــائص واالعـــــــــــدام حبصـــــــــــول مقابال ـــــــــــا مـــــــــــن جهـــــــــــة إرتفـــــــــــاع حـــــــــــال تلـــــــــــك ، كانـــــــــــت تعتقـــــــــــدها مـــــــــــن قبـــــــــــل، النفـــــــــــوس وقـــــــــــوة كماال ـــــــــــا واشـــــــــــتغاهلا بـــــــــــادراك أمـــــــــــور عاليـــــــــــة

ـــــــــــــك النصـــــــــــــراف توجههـــــــــــــا عنهـــــــــــــا إىل، وصـــــــــــــارت ذاهلـــــــــــــة عنهـــــــــــــا ممنوعـــــــــــــة عـــــــــــــن إدراكهـــــــــــــا تل ٢ .فعلى التقديرين يزول العذاب وحتصل الراحة، الشواغل احلسية

، وخالصـــــــــــة القـــــــــــول إن الفـــــــــــيض الكاشـــــــــــاين يـــــــــــذهب إىل انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب عـــــــــــن الكفـــــــــــار والظــــــــــــــاهر أنـــــــــــــــه يــــــــــــــذهب إىل خلــــــــــــــود الكفـــــــــــــــار يف ، وأ ــــــــــــــم ليســــــــــــــوا مبخلـــــــــــــــدين يف العــــــــــــــذاب

ىل نــــــــــوع مــــــــــن الراحــــــــــة ووصــــــــــوهلم فيهــــــــــا إ، جهــــــــــنم وانقطــــــــــاع العــــــــــذاب عــــــــــنهم وهــــــــــم يف النــــــــــار وعبــــــــــــــــد الـــــــــــــــــرزاق ، بــــــــــــــــدليل استشــــــــــــــــهاده بــــــــــــــــأقوال بعــــــــــــــــض العرفـــــــــــــــــاء أمثــــــــــــــــال ابــــــــــــــــن عــــــــــــــــريب

حيـــــــــــــث أشـــــــــــــاروا فيهـــــــــــــا إىل خلـــــــــــــود الكفـــــــــــــار يف النـــــــــــــار مـــــــــــــع انقطـــــــــــــاع العـــــــــــــذاب ، الكاشـــــــــــــاين .لكون طبيعتهم تقتضي ذلك، وتلذذهم بالنار والزمهرير، عنهم وهم يف النار

منهـــــــــــا : أن ، لكفـــــــــــار بعـــــــــــدد مـــــــــــن األدلـــــــــــةومتســـــــــــك يف إثبـــــــــــات انقطـــــــــــاع العـــــــــــذاب عـــــــــــن ا وأن الرمحـــــــــــــــة االهليـــــــــــــــة واســـــــــــــــعة وشـــــــــــــــاملة لكـــــــــــــــل شـــــــــــــــيء ، الســـــــــــــــعادة والشـــــــــــــــقاوة بقضـــــــــــــــاء اهللا

وهــــــــذه الرمحـــــــــة ذاتيــــــــة والشـــــــــرور ) ... ورحمتـــــــــي وســــــــعت كـــــــــل شــــــــيء ... (لقولــــــــه تعــــــــاىل : أو أن تتبــــــــــــــــــدل ، والعرضــــــــــــــــــي إمــــــــــــــــــا أن يــــــــــــــــــزول ويرجــــــــــــــــــع الــــــــــــــــــنفس إىل فطر ــــــــــــــــــا، عرضــــــــــــــــــية

وعلــــــــــــى التقــــــــــــديرين يــــــــــــزول العــــــــــــذاب ، وهــــــــــــي الفطــــــــــــرة البهيميــــــــــــة، فطر ــــــــــــا إىل فطــــــــــــرة أخــــــــــــس .وحتصل الراحة

__________________ ١٨٠ص ، المصدر السابق. ٢ ١٨٠، ١٧٩ص ، المصدر السابق .١

) ه ١٢٨٨المتوفى ( . مال هادي السبزواري٧ مـــــــــــــن املـــــــــــــدافعني عـــــــــــــن اخللـــــــــــــود يف جهـــــــــــــنم ودوام العـــــــــــــذاب ) قـــــــــــــده ( احملقـــــــــــــق الســـــــــــــبزواري

مــــــــــــــع أنــــــــــــــه يــــــــــــــذهب إىل أن اخللــــــــــــــود يف العــــــــــــــذاب لــــــــــــــيس مــــــــــــــن ضــــــــــــــروريات ، علــــــــــــــى أهلهــــــــــــــاــــــــــــدين ــــــــــــود الكــــــــــــون يف جهــــــــــــنم مــــــــــــن ، ال ــــــــــــل خل ــــــــــــود العــــــــــــذاب مث ــــــــــــيس خل ــــــــــــث يقــــــــــــول : ل حي

، وال الكتـــــــــــــاب وال الســـــــــــــنة ناصـــــــــــــان يف دوام االيـــــــــــــالم مـــــــــــــن اهللا تعـــــــــــــاىل، ضـــــــــــــروريات الـــــــــــــدينـــــــــــــــــنفس وتعـــــــــــــــــديل إال أن اخل ـــــــــــــــــود مطلقـــــــــــــــــا أدخـــــــــــــــــل يف االنزجـــــــــــــــــار وأدعـــــــــــــــــى إىل تكميـــــــــــــــــل ال ل ١ .فيجب القول به، النظام

ويف معــــــــــــــــــــرض رده لصــــــــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــــــــريازي يف كــــــــــــــــــــون اهليئــــــــــــــــــــات وامللكــــــــــــــــــــات الرديــــــــــــــــــــة يقـــــــــــــــــول ، وأن القســـــــــــــــــر ال يكـــــــــــــــــون دائميـــــــــــــــــا وال أكثريـــــــــــــــــا ، الناشـــــــــــــــــئة مـــــــــــــــــن الكفـــــــــــــــــر قســـــــــــــــــرا

يلــــــــــــــــة جوهريــــــــــــــــة ذهريــــــــــــــــة وامللكــــــــــــــــات الر الســــــــــــــــبزواري : بــــــــــــــــأن شــــــــــــــــقاوة الكفــــــــــــــــر صــــــــــــــــارت جو ـــــــــــا نـــــــــــور إميـــــــــــان حـــــــــــىت يكفرهـــــــــــا ويزيلهـــــــــــا كمـــــــــــا ، والعـــــــــــادت الســـــــــــوء طبيعـــــــــــة ثانيـــــــــــة ـــــــــــيس هن ول

ـــــــــــــــزول، يف الفجـــــــــــــــار مـــــــــــــــن املـــــــــــــــؤمنني ـــــــــــــــال جـــــــــــــــرم ال ت ـــــــــــــــز ، ف ـــــــــــــــيت متي والفطـــــــــــــــرة االنســـــــــــــــانية الـــــــــث مـــــــــن الطيـــــــــب باقيـــــــــة غـــــــــري راضـــــــــية ـــــــــذه القرنـــــــــاء ، فصـــــــــارت مثـــــــــل مركـــــــــب القـــــــــوى، اخلبي

٢ .بل كلتامها طبيعيتان، ا طبيعية واألخرى عرضيةإذ ليس إحدامه أمـــــــــــــا يف رده للمســـــــــــــتدلني علـــــــــــــى انقطـــــــــــــاع العـــــــــــــذاب بكـــــــــــــون اخللـــــــــــــود يف العـــــــــــــذاب منافيـــــــــــــا

اهللا أرحـــــــــــــــم الـــــــــــــــرامحني وأنـــــــــــــــه ( فيقـــــــــــــــول الســـــــــــــــبزواري : الـــــــــــــــبعض قـــــــــــــــالوا :، للرمحـــــــــــــــة االهليـــــــــــــــة ولــــــــــو كــــــــــان ، بولــــــــــدهأرحـــــــــم بالعبــــــــــد مــــــــــن الوالــــــــــد بولــــــــــده وال يرضــــــــــى الوالـــــــــد بالعــــــــــذاب الــــــــــدائم

ـــــــــــــا أنـــــــــــــه أرحـــــــــــــم الـــــــــــــرامحني يف موضـــــــــــــع العفـــــــــــــو والرمحـــــــــــــة وأشـــــــــــــد ( وهـــــــــــــؤالء نســـــــــــــوا بــــــــــــــ ) عاق وكــــــــــذلك غفلـــــــــــوا بــــــــــأن العــــــــــذاب مــــــــــن لــــــــــوازم نفـــــــــــس ) املعــــــــــاقبني يف موضــــــــــع النكــــــــــال والنقمــــــــــة

٣ .وليس من باب تشفي املنتقم، أعمال املعذب________________

٣٤٧ص ، ٩ج ، االســــــــــــفار؛ وراجــــــــــــع : ٧٧٧ص ، بوبيــــــــــــةتعليقــــــــــــات علــــــــــــى شــــــــــــواهد الر ، الســـــــــــبزواري .١ .) التعليقة ( .المصدرين السابقين. ٢ .٣٢٩ص ، مجموعة رسائل سبزواري، . راجع : السبزواري٣

ويف النتيجــــــــــــــــــة فــــــــــــــــــاحملقق الســــــــــــــــــبزواري مــــــــــــــــــع أنــــــــــــــــــه يقــــــــــــــــــول خبلــــــــــــــــــود الكفــــــــــــــــــار يف النــــــــــــــــــار يقــــــــــــول عــــــــــــن هــــــــــــذه املســــــــــــألة : إن املقــــــــــــام مــــــــــــن األســــــــــــرار الــــــــــــيت ال ، ودوام العــــــــــــذاب علــــــــــــيهم

١ .تفهمها العقول وتضرها و لكها

) ه ١٤٠٢ ( . العالمة محمد حسين الطباطبائي٨ يطـــــــــــرح حبثـــــــــــا فلســـــــــــفيا عـــــــــــن مســـــــــــألة ) امليـــــــــــزان ( العالمـــــــــــة الطباطبـــــــــــائي يف تفســـــــــــريه القـــــــــــيم

ذه املســــــــــــألة مــــــــــــن حيــــــــــــث ويشــــــــــــري فيــــــــــــه إىل اخــــــــــــتالف البــــــــــــاحثني يف هــــــــــــ، اخللــــــــــــود يف جهــــــــــــنم .النظر العقلي ومن جهة الظواهر اللفظية للكتاب والسنة

وبالنســــــــــــبة إىل النظــــــــــــر العقلــــــــــــي يقــــــــــــول العالمــــــــــــة بــــــــــــأن النعمــــــــــــة والعــــــــــــذاب طارئــــــــــــان علــــــــــــى ـــــــــــــنفس مـــــــــــــن جهـــــــــــــة جتردهـــــــــــــا وختلقهـــــــــــــا بـــــــــــــأخالق وملكـــــــــــــات فاضـــــــــــــلة أو رديـــــــــــــة ويقســـــــــــــم ، ال

النفـــــــــــــوس تبعـــــــــــــا للمفهـــــــــــــوم القـــــــــــــرآين عـــــــــــــن الســـــــــــــعادة والشـــــــــــــقاوة إىل ثالثـــــــــــــة أقســـــــــــــام : نفـــــــــــــوس .ونفوس شقية شقية الذات، ونفوس شقية سعيدة الذات، سعيدة

ـــــــــــــذات يقـــــــــــــول العالمـــــــــــــة : بـــــــــــــأن امللكـــــــــــــات وبالنســـــــــــــبة إىل النفـــــــــــــوس الشـــــــــــــقية الســـــــــــــعيدة ال ن مالئمــــــــــــــــة وال تكــــــــــــــــو ، واهليئــــــــــــــــات الرديــــــــــــــــة الــــــــــــــــيت اكتســــــــــــــــبها ال تكــــــــــــــــون راســــــــــــــــخة للــــــــــــــــنفس

وهــــــذه الــــــنفس هــــــي الـــــــنفس ، ألن القســــــر ال يكــــــون دائميـــــــا وال أكثريــــــا ، وأ ــــــا ســــــتزول، لــــــذا ا .كالنفس ا رمة، وعليها هيئات شقية ردية ممكنة الزوال عنها، السعيدة ذاتا

وأمـــــــــــا بالنســـــــــــبة إىل النفـــــــــــوس الشـــــــــــقية الشـــــــــــقية الـــــــــــذات فيقـــــــــــول العالمـــــــــــة : بـــــــــــأن اهليئـــــــــــات ـــــــــــــيت رســـــــــــــ ـــــــــــــة ال ـــــــــــــدة تعطـــــــــــــي الردي ـــــــــــــنفس حـــــــــــــىت صـــــــــــــارت صـــــــــــــورا أو كالصـــــــــــــور اجلدي خت يف ال

، كاالنســــــــــــان البخيـــــــــــل الــــــــــــذي صـــــــــــار البخــــــــــــل صـــــــــــورة النســــــــــــانيته، للشـــــــــــيء نوعيــــــــــــة جديـــــــــــدةــــــــــوان ــــــــــدا حتــــــــــت احلي ــــــــــه الصــــــــــائرة بــــــــــه نوعــــــــــا جدي فمــــــــــن املعلــــــــــوم ، كمــــــــــا صــــــــــار النطــــــــــق حليوانيت

ـــــــــــوع جمـــــــــــرد يف نفســـــــــــه دائمـــــــــــي الوجـــــــــــود ـــــــــــه ومجيـــــــــــع مـــــــــــا كـــــــــــان يصـــــــــــد، أن هـــــــــــذا النـــــــــــوع ن ر عنــــــــال أمــــــــره، بالقســــــــر حــــــــال عــــــــدم الرســــــــوخ ــــــــذوق وب ــــــــه وي فهــــــــي تصــــــــدر عــــــــن هــــــــذا، فيعــــــــذب ب

________________ .٢٣٠ص ، مجموعة رسائل سبزواري: ) التعليقة ( ٩٠ص ، ٧ج ، االسفار .١

ـــــــاذن اهللا مـــــــن غـــــــري قســـــــر ـــــــه مـــــــن غـــــــري قســـــــر إال ، النـــــــوع ب ، أ ـــــــا ملـــــــا كانـــــــت صـــــــادرة عـــــــن نوعيت ومثـــــــــــل هــــــــــــذا ، زوال خبـــــــــــالف مــــــــــــا لـــــــــــو كانـــــــــــت حاصـــــــــــلة بالقســـــــــــر فهـــــــــــي دائمـــــــــــة مـــــــــــن غـــــــــــري

مثــــــــــــل مـــــــــــن ابتلــــــــــــى مبـــــــــــرض املاليخوليــــــــــــا أو ، االنســـــــــــان املعـــــــــــذب بلــــــــــــوازم ملكاتـــــــــــه مــــــــــــن وجـــــــــــه فإنــــــــــــه ال يــــــــــــزال يصــــــــــــدر عــــــــــــن قــــــــــــوة ختيلــــــــــــه صــــــــــــور هائلــــــــــــة أو مشــــــــــــوهة ، الكــــــــــــابوس املســــــــــــتمر

ولــــــــــو مل تكــــــــــن ، وهــــــــــو نفســــــــــه هــــــــــو الــــــــــذي يوجــــــــــدها مــــــــــن غــــــــــري قســــــــــر قاســــــــــر، يعــــــــــذب ــــــــــاــــــــــــــــث ، ئمــــــــــــــــة لطبعــــــــــــــــة املــــــــــــــــريض مــــــــــــــــا أوجــــــــــــــــدهامال فهــــــــــــــــو وإن مل يكــــــــــــــــن متأملــــــــــــــــا مــــــــــــــــن حي

ـــــــــث أن العـــــــــذاب مـــــــــا يفـــــــــر منـــــــــه ، انتهـــــــــاء الصـــــــــدور اليـــــــــه نفســـــــــه ـــــــــه معـــــــــذب ـــــــــا مـــــــــن حي لكن وهـــــــــــــذا احلـــــــــــــد ، االنســـــــــــــان إذا مل يبتـــــــــــــل بـــــــــــــه بعـــــــــــــد وجيـــــــــــــب الـــــــــــــتخلص عنـــــــــــــه إذا ابتلـــــــــــــى بـــــــــــــه

االنســـــــــــــــان والصـــــــــــــــور غـــــــــــــــري اجلميلـــــــــــــــة الـــــــــــــــيت تســـــــــــــــتقبل ، يصـــــــــــــــدق علـــــــــــــــى األمـــــــــــــــور املشـــــــــــــــوهة فقـــــــــد بـــــــــان أن العـــــــــذاب خالـــــــــد غـــــــــري منقطـــــــــع عـــــــــن االنســـــــــان الشـــــــــقي ، الشـــــــــقي يف دار آخرتـــــــــه ١ .الذي لذاته شقوة الزمة

وهلـــــــــــــذا جنـــــــــــــد العالمـــــــــــــة يف تعليقـــــــــــــه علـــــــــــــى األســـــــــــــفار يـــــــــــــرد علـــــــــــــى صـــــــــــــدرالدين الشـــــــــــــريازي ــــــــــــو الكفــــــــــــر أو مــــــــــــا جيــــــــــــري جمــــــــــــراه إمــــــــــــا أن خيــــــــــــرج االنســــــــــــان عــــــــــــن الفطــــــــــــرة ــــــــــــه : ال خيل يف قول

وعلــــــــــــــى التقــــــــــــــديرين يلــــــــــــــزم أن ، ويدخلــــــــــــــه يف فطــــــــــــــرة أخــــــــــــــرى مــــــــــــــن نــــــــــــــوع آخــــــــــــــر أو الاألوىل .ال يكون العذاب أبديا

ــــــــــ وجييــــــــــب العالمــــــــــة عنــــــــــه بقولــــــــــه : أمــــــــــا علــــــــــى الشــــــــــق األول وهــــــــــو اخلــــــــــروج عــــــــــن الفطــــــــــرة ــــــــــ حبصـــــــــول نوعيـــــــــة جديـــــــــدة ـــــــــ فـــــــــألن هـــــــــذه الصـــــــــورة اجلديـــــــــدة ـ ـــــــــ كيفمـــــــــا كانـــــــــت ـ هـــــــــي صـــــــــورة ـ

نــــــــــــوع مــــــــــــن التعلـــــــــــق باملــــــــــــادة والنفـــــــــــرة عــــــــــــن عــــــــــــامل بعـــــــــــض امللكــــــــــــات اخلبيثـــــــــــة الــــــــــــيت حقيقتهـــــــــــا مث ، فــــــــــــــــاذا تصـــــــــــــــور ــــــــــــــــا االنســـــــــــــــان وأخــــــــــــــــذت آثارهـــــــــــــــا يف الظهــــــــــــــــور، القـــــــــــــــدس والطهـــــــــــــــارة

وظهـــــــــرت هلـــــــــا حقيقـــــــــة األمـــــــــر كـــــــــان مـــــــــا يصـــــــــدر عنهـــــــــا مـــــــــن اآلثـــــــــار ، فارقـــــــــت الـــــــــنفس البـــــــــدن وهــــــــــــي ال حمــــــــــــيص هلــــــــــــا عــــــــــــن إصــــــــــــدارها ملكــــــــــــان امللكــــــــــــة الــــــــــــيت صــــــــــــارت صــــــــــــورة، مؤملــــــــــــا هلــــــــــــا

________________ .٤١٣، ٤١٢ص ، ١ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١

فهـــــــــذه اآلثـــــــــار آثـــــــــار كماليـــــــــة هلـــــــــا مالئمـــــــــة مـــــــــن حيـــــــــث أ ـــــــــا مؤملـــــــــة منـــــــــافرة النكشـــــــــاف ، هلـــــــــا وهـــــــــــذا نظـــــــــــري مـــــــــــن اعتـــــــــــاد بشـــــــــــيء مـــــــــــن العـــــــــــادات .حقيقتهـــــــــــا لإلنســـــــــــان يف النشـــــــــــأة اآلخـــــــــــرة

فانـــــــــــه ، اســـــــــــتقرار العـــــــــــادةمث انكشـــــــــــف لـــــــــــه مضـــــــــــر ا بعـــــــــــد ، املضـــــــــــرة اهلادمـــــــــــة لبنيـــــــــــان احليـــــــــــاة .عند الفعل يتأمل بعني ما يلتذ

ــــــــــــ وأمــــــــــــا علــــــــــــى الشــــــــــــق الثــــــــــــاين ــــــــــــ هــــــــــــو البقــــــــــــاء علــــــــــــى الفطــــــــــــرة االنســــــــــــانية ـ فــــــــــــان تلــــــــــــك ـ أن شـــــــــــــــيئا منهـــــــــــــــا لـــــــــــــــيس بـــــــــــــــدائم وال وإن كانـــــــــــــــت قســـــــــــــــرية إال ، العـــــــــــــــوارض املؤملـــــــــــــــة املعذبـــــــــــــــة

، والــــــــــــــــــنفس يف طريــــــــــــــــــق االســــــــــــــــــتكمال يف شــــــــــــــــــقاو ا، بــــــــــــــــــل متــــــــــــــــــواردة متبدلــــــــــــــــــة، أكثــــــــــــــــــري يعرضــــــــــــها عــــــــــــارض مــــــــــــن العــــــــــــذاب بعــــــــــــد عــــــــــــارض بتفاعــــــــــــل هيئــــــــــــات الشــــــــــــقاوة بعضــــــــــــها مــــــــــــع

، )كلمـــــــا خبــــــت زدنــــــاهم ســـــــعيرا (كمــــــا يلـــــــوح إليــــــه قولــــــه تعــــــاىل : .بعــــــض إىل غــــــري النهايــــــةـــــــذوقوا العـــــــذ (وقولـــــــه تعـــــــاىل : رهـــــــا لي لناهم جلـــــــودا غيـ )اب كلمـــــــا نضـــــــجت جلـــــــودهم بـــــــد

، لكـــــــــن الـــــــــدائم هـــــــــو نـــــــــوع العـــــــــذاب دون شخصـــــــــه، وباجلملـــــــــة : العـــــــــذاب مـــــــــن قبيـــــــــل القســـــــــر ١ .وهم ال مينعون دوام القسر النوعي وأكثريته

العالمــــــــــــــــة الطباطبــــــــــــــــائي تعــــــــــــــــرض يف تفســــــــــــــــريه إىل بعــــــــــــــــض االشــــــــــــــــكاالت املرتتبــــــــــــــــة علــــــــــــــــى واملطروحــــــــــــــــة أصــــــــــــــــال مــــــــــــــــن قبــــــــــــــــل صــــــــــــــــدرالدين الشــــــــــــــــريازي ، القــــــــــــــــول بــــــــــــــــاخللود يف العــــــــــــــــذاب

وقـــــــــــد أجـــــــــــاب عنهـــــــــــا العالمـــــــــــة ، وبعـــــــــــض العرفـــــــــــاء أمثـــــــــــال ابـــــــــــن عـــــــــــريب والقيصـــــــــــري وغـــــــــــريهم وفيما يلي خالصة هذه االشكاالت مع أجوبتها :، بإجابات وافية شافية

فكيــــــــــــــــف يســــــــــــــــع رمحتــــــــــــــــه أن ، إن اهللا ســــــــــــــــبحانه ذو رمحــــــــــــــــة واســــــــــــــــعة غــــــــــــــــري متناهيــــــــــــــــة .١ ؟ خيلق من مصريه إىل عذاب خالد اليقوم له شيء

ــــــــــــاطيناجلــــــــــــواب : إن ا ــــــــــــأثر الب ــــــــــــب واإلشــــــــــــفاق والت ــــــــــــيس رقــــــــــــة القل ــــــــــــه تعــــــــــــاىل ل ، لرمحــــــــــــة في بــــــــــل معناهــــــــــا العطيــــــــــة واالفاضــــــــــة ملــــــــــا يناســــــــــب ـــــــــــ تعــــــــــاىل عــــــــــن ذلــــــــــكـــــــــــ فا ــــــــــا تســــــــــتلزم املــــــــــادة

وهـــــــــــــــــي، والرمحـــــــــــــــــة رمحتـــــــــــــــــان : رمحــــــــــــــــة عامـــــــــــــــــة، االســــــــــــــــتعداد التـــــــــــــــــام احلاصـــــــــــــــــل يف القابــــــــــــــــل________________

) التعليقة ( ٩٠، ٨٩ص ، ٧ج ، االسفار .١

ورمحـــــــــــــــة ، إعطـــــــــــــــاء مـــــــــــــــا يســـــــــــــــتعد لـــــــــــــــه الشـــــــــــــــيء ويشـــــــــــــــتاقه يف صـــــــــــــــراط الوجـــــــــــــــود والكينونـــــــــــــــة هـــــــــــــي إعطـــــــــــــاء مـــــــــــــا يســـــــــــــتعد الشـــــــــــــيء يف صـــــــــــــراط اهلدايـــــــــــــة إىل التوحيـــــــــــــد وســـــــــــــعادة ، خاصـــــــــــــة الــــــــــــــذي أثــــــــــــــره العــــــــــــــذاب الــــــــــــــدائم لالنســــــــــــــان ، وإعطــــــــــــــاء صــــــــــــــورة الشــــــــــــــقاء الــــــــــــــالزم، القــــــــــــــرب

ـــــــــــــه باســـــــــــــتعداده الشـــــــــــــديد وأمـــــــــــــا ، محـــــــــــــة العامـــــــــــــة بـــــــــــــل هـــــــــــــو منهـــــــــــــاال ينـــــــــــــايف الر ، املســـــــــــــتعد ل فــــــــــال منافــــــــــاة بــــــــــني ، الرمحــــــــــة اخلاصــــــــــة فــــــــــال معــــــــــىن لشــــــــــموهلا ملــــــــــن هــــــــــو خــــــــــارج عــــــــــن صــــــــــراطها

ـــــــــــــــدائم والرمحـــــــــــــــة ســـــــــــــــواء العامـــــــــــــــة منهـــــــــــــــا أو اخلاصـــــــــــــــة كمـــــــــــــــا تبـــــــــــــــني ـــــــــــــــى أن ، العـــــــــــــــذاب ال عل .اإلشكال لو مت جلرى يف العذاب املنقطع أيضا حىت أنواع العذاب الدنيوي

وال معـــــــــــــىن ، يكــــــــــــون عــــــــــــذابا إذا مل يالئـــــــــــــم الطبــــــــــــع فيكــــــــــــون قســــــــــــرا . إن العــــــــــــذاب إمنــــــــــــا ٢ ؟ فكيف يصح وجود عذاب دائم، للقسر الدائم

فانــــــــــــه تــــــــــــارة مبعــــــــــــىن عــــــــــــدم ، اجلــــــــــــواب : جيــــــــــــب أن يعــــــــــــني معــــــــــــىن عــــــــــــدم مالئمــــــــــــة الطبــــــــــــعـــــــــــذي يصـــــــــــدر ، الســـــــــــنخية بـــــــــــني املوضـــــــــــوع واألثـــــــــــر املوجـــــــــــود عنـــــــــــده وهـــــــــــو الفعـــــــــــل القســـــــــــري ال

األثــــــــر املالئــــــــم الــــــــذي يصــــــــدر عــــــــن طبــــــــع الشــــــــيء إذا اقــــــــرتن بــــــــه ويقابلــــــــه ، عــــــــن قســــــــر القاســــــــرـــــــــــه وعـــــــــــاد الشـــــــــــيء يطلبـــــــــــه ـــــــــــذا ، فصـــــــــــارت صـــــــــــورة يف الشـــــــــــيء، آفـــــــــــات ســـــــــــم رســـــــــــخت في

ـــــــــــه، الوجـــــــــــود ـــــــــــائي، وهـــــــــــو يف عـــــــــــني احلـــــــــــال ال حيب ـــــــــــال املاليخولي ـــــــــــه مـــــــــــن مث ـــــــــــا في ، كمـــــــــــا مثلنـــــــــث صـــــــــدورها عـــــــــن طبعـــــــــه الشـــــــــقي اخلبيـــــــــث ثـــــــــار واآل، فهـــــــــذه اآلثـــــــــار مالئمـــــــــة لذاتـــــــــه مـــــــــن حي

، وهـــــــــــي بعينهـــــــــــا عـــــــــــذاب لصـــــــــــدق حـــــــــــد العـــــــــــذاب عليهـــــــــــا، الصـــــــــــادرة عـــــــــــن الطبـــــــــــاع مالئمـــــــــــةـــــــــــــذوق والوجـــــــــــــدان يف ، لكـــــــــــــون الشـــــــــــــيء ال يرتضـــــــــــــيها ـــــــــــــث ال فهـــــــــــــي غـــــــــــــري مرضـــــــــــــية مـــــــــــــن حي

.عن كو ا مرضية من حيث الصدور ؟ فكيف جيازى بعذاب دائم، ذنبا منقطع اآلخر . إن العبد مل يذنب إال ٣

، ترتــــــــــــب أثــــــــــــر غــــــــــــري مرضــــــــــــي علــــــــــــى موضــــــــــــوعه الثابــــــــــــت حقيقــــــــــــةاجلــــــــــــواب : ان العــــــــــــذاب ، فهــــــــــذا األثــــــــــر معلــــــــــول الصــــــــــورة احلاصــــــــــلة بعــــــــــد حتقــــــــــق علــــــــــل معــــــــــدة، وهــــــــــو صــــــــــورة الشــــــــــقاء

ولــــــــــــــيس معلـــــــــــــــوال لتلــــــــــــــك العلــــــــــــــل املعــــــــــــــدة احملــــــــــــــدودة حـــــــــــــــىت، وهــــــــــــــي املخالفــــــــــــــات احملــــــــــــــدودة

ــــــــــــاه لصــــــــــــورة نظــــــــــــري تصــــــــــــور املــــــــــــادة با، وهــــــــــــو حمــــــــــــال، يلــــــــــــزم تــــــــــــأثري املتنــــــــــــاهي أثــــــــــــرا غــــــــــــري متن وال معـــــــــــــىن أن يســـــــــــــأل ويقـــــــــــــال : إن اآلثـــــــــــــار اإلنســـــــــــــانية ، االنســـــــــــــانية بتوســـــــــــــط علـــــــــــــل معـــــــــــــدة

الصـــــــــــــــادرة عـــــــــــــــن االنســـــــــــــــان بعـــــــــــــــد املـــــــــــــــوت صـــــــــــــــدور دائمـــــــــــــــي ســـــــــــــــرمدي حلصـــــــــــــــول معـــــــــــــــدات فكيـــــــــــــف صـــــــــــــار جممـــــــــــــوع منقطـــــــــــــع اآلخـــــــــــــر مـــــــــــــن العلـــــــــــــل ســـــــــــــببا ، مقطوعـــــــــــــة األمـــــــــــــر للمـــــــــــــادة

وهــــــــــــي ـــــــــــــ ن علتهـــــــــــا الفاعلــــــــــــةأل، لصـــــــــــدور اآلثــــــــــــار املــــــــــــذكورة وبقائهـــــــــــا مــــــــــــع االنســــــــــــان دائمــــــــــــا ـــــــــــــ الصـــــــــــــورة االنســـــــــــــانية فكمـــــــــــــا ال معـــــــــــــىن هلـــــــــــــذا ، موجـــــــــــــودة معهـــــــــــــا دائمـــــــــــــا علـــــــــــــى الفـــــــــــــرض ـ

.السؤال ال معىن لذلك أيضا . إن أهــــــــــــــل الشــــــــــــــقاء ال يقصــــــــــــــر خــــــــــــــدمتهم لنظــــــــــــــام التكــــــــــــــوين عــــــــــــــن خــــــــــــــدمات أهــــــــــــــل ٤

فمـــــــــــــــا هـــــــــــــــو املوجـــــــــــــــب لوقـــــــــــــــوعهم يف ، ولـــــــــــــــوالهم مل تتحقـــــــــــــــق ســـــــــــــــعادة لســـــــــــــــعيد، الســــــــــــــعادة ؟ عذاب خملد

ـــــــــــــــى قســـــــــــــــمني : عبوديـــــــــــــــة ـــــــــــــــل الرمحـــــــــــــــة عل ـــــــــــــــة أيضـــــــــــــــا مث اجلـــــــــــــــواب : إن اخلدمـــــــــــــــة والعبودي وعبوديـــــــــــــة خاصـــــــــــــة ، وهـــــــــــــو اخلضـــــــــــــوع واالنفعـــــــــــــال الوجـــــــــــــودي عـــــــــــــن مبـــــــــــــدأ الوجـــــــــــــود، عامــــــــــــة

ـــــــــــــــد ـــــــــــــــة إىل التوحي ـــــــــــــــاد يف صـــــــــــــــراط اهلداي ولكـــــــــــــــل مـــــــــــــــن القســـــــــــــــمني ، وهـــــــــــــــو اخلضـــــــــــــــوع واالنقي يــــــــــــة العامــــــــــــة يف نظــــــــــــام فالعبود، جــــــــــــزاء يناســــــــــــبه وأثــــــــــــر يرتتــــــــــــب عليــــــــــــه وخيصــــــــــــه مــــــــــــن الرمحــــــــــــة

ــــــــــــــدائم كالمهــــــــــــــا مــــــــــــــن ، التكــــــــــــــوين جــــــــــــــزاؤه الرمحــــــــــــــة العامــــــــــــــة والنعمــــــــــــــة الدائمــــــــــــــة والعــــــــــــــذاب ال ، وهـــــــــــــي النعمـــــــــــــة واجلنـــــــــــــة، والعبوديـــــــــــــة اخلاصـــــــــــــة جـــــــــــــزاؤه الرمحـــــــــــــة اخلاصـــــــــــــة، الرمحـــــــــــــة العامـــــــــــــة

.بل الدنيوي أيضا ، على أن هذا اإلشكال لو مت لورد يف مورد عذاب املنقطعـــــــــى اهللا تعـــــــــاىل، ي انتقـــــــــام. إن العـــــــــذاب للعاصـــــــــ٥ ـــــــــه ال يكـــــــــون ، وال جيـــــــــوز االنتقـــــــــام عل ألن

؟ فكيف جيوز منه العذاب املخلد، واهللا تعاىل هو الغين املطلق، إال جلرب النقص وإىل ، اجلــــــــــــواب : إن العــــــــــــذاب الــــــــــــدائم مســــــــــــتند إىل صــــــــــــورة الشــــــــــــقاء الــــــــــــذي يف االنســــــــــــان

ــــــــــــذي يقــــــــــــال يف كــــــــــــل موجــــــــــــود إنــــــــــــه مســــــــــــتند اليــــــــــــه تعــــــــــــاىل ال مبعــــــــــــىن اهللا ســــــــــــبحانه بــــــــــــاملعىن ال نعــــــــــم االنتقـــــــــــام مبعــــــــــىن اجلــــــــــزاء الشـــــــــــاق، االنتقــــــــــام وتشــــــــــفي الصــــــــــدر املســـــــــــتحيل عليــــــــــه تعــــــــــاىل

ــــــــــه ممــــــــــا يصــــــــــدق فيــــــــــه تعــــــــــاىل ــــــــــه املــــــــــوىل عبــــــــــده لتمــــــــــرده علي ــــــــــذي جيــــــــــزي ب ، واألثــــــــــر الســــــــــيء ال علــــــــــــى أن هــــــــــــذا .ولكــــــــــــن ال يســــــــــــتلزم كــــــــــــون العــــــــــــذاب انتقامــــــــــــا ــــــــــــذا املعــــــــــــىن إشــــــــــــكاال البتــــــــــــة

بــــــــــــــــل يف ، ال لــــــــــــــــو مت لــــــــــــــــورد يف مــــــــــــــــورد العــــــــــــــــذاب املؤقــــــــــــــــت املنقطــــــــــــــــع يف اآلخــــــــــــــــرةاإلشــــــــــــــــك ١ .الدنيا أيضا

. جالل الدين اآلشتياني٩ـــــــــــات اخللـــــــــــود يف العـــــــــــذاب ـــــــــــدين اآلشـــــــــــتياين حيـــــــــــاول وبإصـــــــــــرار شـــــــــــديد علـــــــــــى إثب جـــــــــــالل ال

ـــــــــــــــة القـــــــــــــــائلني ، للكفـــــــــــــــار ـــــــــــــــى أدل ـــــــــــــــة ويـــــــــــــــرد عل ـــــــــــــــة شـــــــــــــــرعية وعقلي ـــــــــــــــك بأدل يتمســـــــــــــــك يف ذل بانقطــــــــــــــاع العـــــــــــــــذاب مـــــــــــــــع اعرتافـــــــــــــــه بكـــــــــــــــون اخللـــــــــــــــود يف العـــــــــــــــذاب لـــــــــــــــيس مـــــــــــــــن ضـــــــــــــــروريات

يقــــــــــــول اآلشــــــــــــتياين : صــــــــــــحيح أن ضــــــــــــروري االســــــــــــالم هــــــــــــو اخللــــــــــــود يف جهــــــــــــنم ال ، االســــــــــــالم ولكـــــــــــــن الـــــــــــــدليل احملكـــــــــــــم مـــــــــــــن العقـــــــــــــل والشـــــــــــــرع قـــــــــــــائم علـــــــــــــى ســـــــــــــرمدية ، خلـــــــــــــود العـــــــــــــذاب

٢ .ني واملوحدينوانقطاع العذاب عن العاص، ودوام العذاب للكفار واملشركني وبالنســــــــــــــبة إىل دليلــــــــــــــه الشــــــــــــــرعي يف إثبــــــــــــــات دوام العــــــــــــــذاب يقــــــــــــــول اآلشــــــــــــــتياين : مطــــــــــــــابق ــــــــــــــوده مــــــــــــــا يفهــــــــــــــم مــــــــــــــن النصــــــــــــــوص وظــــــــــــــواهر الكتــــــــــــــاب والســــــــــــــنة يف مســــــــــــــألة العــــــــــــــذاب وخل

، هــــــــــــــــو أن دار جهــــــــــــــــنم مكــــــــــــــــان للعــــــــــــــــذاب واآلالم، ومســــــــــــــــألة النــــــــــــــــريان وجهــــــــــــــــنم ودركاتــــــــــــــــه وال ينحصـــــــــــــــــر يف أحــــــــــــــــــدمها دون ، ليهمــــــــــــــــــاوالعـــــــــــــــــذاب واآلالم متعلـــــــــــــــــق بــــــــــــــــــالروح واجلســـــــــــــــــم ك

وشـــــــــــدة ، ويفهــــــــــم أيضــــــــــا بـــــــــــأن الوقــــــــــوع أو اخللــــــــــود يف جهــــــــــنم مـــــــــــالزم مــــــــــع العــــــــــذاب .اآلخــــــــــر وأيضــــــــــا انقطــــــــــاع ، وضــــــــــعف العــــــــــذاب تــــــــــابع لقــــــــــوة وضــــــــــعف علــــــــــل وأســــــــــباب أنــــــــــواع العــــــــــذاب

ومبــــــــــــدأ العـــــــــــذاب ســـــــــــواء كــــــــــــان ، العـــــــــــذاب ودوامـــــــــــه تـــــــــــابع أيضــــــــــــا ملبـــــــــــدأ العـــــــــــذاب األخـــــــــــروي ام أو علـــــــــــى حنـــــــــــو مؤقـــــــــــت تـــــــــــابع لنحـــــــــــو رســـــــــــوخ مبـــــــــــاديء اآلالم يف بـــــــــــاطن علـــــــــــى حنـــــــــــو الـــــــــــدو

ــــــــــــــار وانفكــــــــــــــاك، نفــــــــــــــس العاصــــــــــــــي واملشــــــــــــــرك والكــــــــــــــافر ــــــــــــــذلك القــــــــــــــول باالســــــــــــــتقرار يف الن ول________________

.٤١٦ـ ٤١٣ص ، ١ج ، تفسير الميزاناجع : . ر ١ .٣٢٤ص ، اصول المعارف مقدمة؛ ٣٥٧ص ، شرح بر زاد المسافر، . راجع : جالل الدين اآلشتياين٢

فإنـــــــــــــه يف نظـــــــــــــر كاتـــــــــــــب هـــــــــــــذه الســـــــــــــطور ، العــــــــــــذاب أو صـــــــــــــريورته عـــــــــــــذبا وســـــــــــــائغا ومرغوبـــــــــــــا ــــــــــــــــى الوجــــــــــــــــود يف ، مــــــــــــــــن األوهــــــــــــــــام ــــــــــــــــق عل ــــــــــــــــات العــــــــــــــــذاب معل ــــــــــــــــات والرواي ويف مجيــــــــــــــــع اآلي

، وهــــــــــــــو أن النــــــــــــــريان ودركا ــــــــــــــا ليســــــــــــــت موضــــــــــــــعا للــــــــــــــذة والرمحــــــــــــــة، جهــــــــــــــنم ــــــــــــــذا املعــــــــــــــىن وبالنتيجـــــــــــــة فا ـــــــــــــا ، بـــــــــــــل آالمهـــــــــــــا متنوعـــــــــــــة وشـــــــــــــروها دائمـــــــــــــة، ةوحمـــــــــــــال لالســـــــــــــرتاحة واملســـــــــــــر

ـــــــــــــــبالء ـــــــــــــــابع للملكـــــــــــــــات الراســـــــــــــــخة احلاصـــــــــــــــلة ، دار العـــــــــــــــذاب والنقمـــــــــــــــة وال ودوام العـــــــــــــــذاب ت ١ .عن األعمال والنيات

كــــــــان رســــــــول « قــــــــال : وهلــــــــذا فهــــــــو يتمســــــــك حبــــــــديث منقــــــــول عــــــــن االمــــــــام الصــــــــادق ـــــــــــــوم جا اهللا ـــــــــــــه رجـــــــــــــل مـــــــــــــن اليهـــــــــــــود، لســـــــــــــا يف مســـــــــــــجدهذات ي ـــــــــــــال ، إذ دخـــــــــــــل علي ق

ـــــــــــم ـــــــــــد اآلبـــــــــــدين مـــــــــــن مل ، اليهـــــــــــودي : فـــــــــــان كـــــــــــان ربـــــــــــك ال يظل ـــــــــــد يف النـــــــــــار أب فكيـــــــــــف خيلـــــــه ؟ يعصـــــــه إال أيامـــــــا معـــــــدودة ـــــــده علـــــــى نيت ـــــــال : خيل ـــــــو بقـــــــي يف ، ق ـــــــه أنـــــــه ل ـــــــم اهللا نيت فمـــــــن عل ونيتـــــــــــه يف ، علـــــــــــى نيتـــــــــــهكـــــــــــان يعصـــــــــــي اهللا عزوجـــــــــــل خلـــــــــــده يف نـــــــــــاره ، الـــــــــــدنيا إىل إنقضـــــــــــائهاــــــه ــــــك شــــــر مــــــن عمل ــــــل علــــــى (: واهللا عزوجــــــل يقــــــول : . إىل أن قــــــال ..ذل ــــــل يـعم ــــــل ك ق

٢ .» )شاكلته فـربكم أعلم بمن هو أهدى سبيال وعـــــــــــــــن طريـــــــــــــــق هـــــــــــــــذا احلـــــــــــــــديث يريـــــــــــــــد اآلشـــــــــــــــتياين أن يثبـــــــــــــــت بـــــــــــــــأن تكـــــــــــــــرر األعمـــــــــــــــال

، بيحــــــــــــة الصــــــــــــادرة عــــــــــــن االنســــــــــــان يــــــــــــؤدي إىل رســــــــــــوخ النيــــــــــــة الســــــــــــوء يف بــــــــــــاطن الــــــــــــنفسالق وبالنتيجـــــــــــــة يكـــــــــــــون العـــــــــــــذاب دائميـــــــــــــا غـــــــــــــري قابـــــــــــــل للـــــــــــــزوال ، فتكـــــــــــــون غـــــــــــــري قابلـــــــــــــة للـــــــــــــزوال

واالنقطـــــــــاع حيـــــــــث يقـــــــــول : اجلهـــــــــة الباقيـــــــــة للعمـــــــــل الـــــــــيت هـــــــــي منشـــــــــأ الثـــــــــواب والعقـــــــــاب هـــــــــي والعمـــــــــــل ، يت ينشـــــــــــأ العمـــــــــــل منهـــــــــــاوالـــــــــــ، نفـــــــــــس النيـــــــــــة احلاصـــــــــــلة يف مقـــــــــــام بـــــــــــاطن االنســـــــــــان

ــــــــــــــاق وواقــــــــــــــع يف دار احلركــــــــــــــات ومركــــــــــــــب مــــــــــــــن األعــــــــــــــراض املتباينــــــــــــــة ، أمــــــــــــــر زائــــــــــــــل وغــــــــــــــري بــــــــــه صــــــــــورة اعتباريــــــــــة ــــــــــك هــــــــــو النيــــــــــة، حبيــــــــــث ل ــــــــــذين، وجــــــــــوهر وبــــــــــاطن ذل وهــــــــــذه النيــــــــــة يف ال________________

.٣٢٦، ٣٢٥؛ ص ٣٥٧ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١ .٣٨٧، ٣٨٦ص ، التوحيد، الصدوق. راجع : الشيخ ٢

تعــــــــــــودوا علــــــــــــى العصــــــــــــيان والتمــــــــــــرد راســــــــــــخة وباقيــــــــــــة وغــــــــــــري قابلــــــــــــة للــــــــــــزوال إىل حــــــــــــد حبيــــــــــــث ومبنزلـــــــــــــــة أمـــــــــــــــر جـــــــــــــــوهري وذايت ، تصـــــــــــــــبح عـــــــــــــــني الـــــــــــــــنفس الـــــــــــــــيت هـــــــــــــــي منشـــــــــــــــأ للعصـــــــــــــــيان

مـــــــــــــلوحســـــــــــــن وقــــــــــــبح الع، للــــــــــــنفس حبيـــــــــــــث يســــــــــــتحيل زواهلـــــــــــــا بــــــــــــدون زوال صـــــــــــــاحب النيــــــــــــة وموجــــــــــــب العــــــــــــذاب يف هــــــــــــذه الصــــــــــــورة أمــــــــــــر ، نة والقبيحــــــــــــةينشــــــــــــأ أيضــــــــــــا مــــــــــــن النيــــــــــــة احلســــــــــــ

ـــــــــذلك فالعـــــــــذاب منبعـــــــــث مـــــــــن ذات النفـــــــــوس الشـــــــــريرة، دائمـــــــــي ـــــــــه يوجـــــــــد ، ول ـــــــــا فإن ومـــــــــن هن ويســـــــــــــــتحيل أن ، تــــــــــــــالزم وجـــــــــــــــودي بـــــــــــــــني النفـــــــــــــــوس الشــــــــــــــريرة وأصـــــــــــــــحاب النيـــــــــــــــات اخلبيثـــــــــــــــة

ــــــــــــــنفس ا واملعلــــــــــــــول ، ألعمــــــــــــــال اخلــــــــــــــري ملنحرفــــــــــــــة عــــــــــــــن الصــــــــــــــراط االنســــــــــــــاين مبــــــــــــــدأ تكــــــــــــــون ال ، أطـــــــــــــــوار الوجـــــــــــــــود ويف اخلســـــــــــــــة والشـــــــــــــــرف والشـــــــــــــــرية واخلرييـــــــــــــــة تـــــــــــــــابع للمـــــــــــــــؤثر والعلـــــــــــــــة يف

.)قل كل يـعمل على شاكلته (قال تعاىل : وهــــــــــي : ترتــــــــــب العــــــــــذاب ، وقــــــــــال : يســــــــــتفاد مــــــــــن هــــــــــذه الروايــــــــــة عــــــــــدة قواعــــــــــد فلســــــــــفية

، والعــــــــــــــذابواملالزمــــــــــــــة التامــــــــــــــة بــــــــــــــني النيــــــــــــــة الســــــــــــــيئة ، علــــــــــــــى الوجــــــــــــــود الواقــــــــــــــع يف جهــــــــــــــنم ١ .ووجوب السنخية بني األثر ومبدئه

ــــــــــــــي علــــــــــــــى أبديــــــــــــــة العــــــــــــــذاب فاآلشــــــــــــــتياين باالضــــــــــــــافة ، ويف خصــــــــــــــوص االســــــــــــــتدالل العقل إىل اســـــــــــــــــتناده إىل العقـــــــــــــــــل يف توضـــــــــــــــــيح الروايـــــــــــــــــة الســـــــــــــــــابقة قـــــــــــــــــد حـــــــــــــــــاول إثبـــــــــــــــــات خلـــــــــــــــــود

ــــــــــة ــــــــــة واملعلولي ــــــــــة وهــــــــــي العلي ــــــــــه فيمــــــــــا ســــــــــبق إمجــــــــــاال ، العــــــــــذاب بقاعــــــــــدة عقلي وقــــــــــد أشــــــــــار إلي فاآلشـــــــــــتياين يعتقـــــــــــد ، دما قـــــــــــال بوجـــــــــــود تـــــــــــالزم وجـــــــــــودي بـــــــــــني النيـــــــــــة الســـــــــــيئة والعـــــــــــذابعنـــــــــــ

فـــــــــــــاذا كـــــــــــــان منشـــــــــــــأ ومبـــــــــــــدأ ، بوجـــــــــــــود عليـــــــــــــة ومعلوليـــــــــــــة بـــــــــــــني العـــــــــــــذاب ومنشـــــــــــــأ العـــــــــــــذاب فقــــــــــال : إذا أصــــــــــبح ، العــــــــــذاب راســــــــــخا وغــــــــــري قابــــــــــل للــــــــــزوال كــــــــــان العــــــــــذاب دائميــــــــــا وأبــــــــــديا

فـــــــــــــإن ، بنيـــــــــــــان قـــــــــــــوي وغـــــــــــــري زائـــــــــــــل منشـــــــــــــأ العـــــــــــــذاب يف النفـــــــــــــوس الشـــــــــــــقية مســـــــــــــتحكما وذا وهــــــــــــو أنــــــــــــه إذا ، والــــــــــــتخلص منــــــــــــه حمــــــــــــال ــــــــــــذا املعــــــــــــىن، موجــــــــــــب العــــــــــــذاب بــــــــــــاق ودائمــــــــــــي

وهــــــــــــو أن، صــــــــــــار منشــــــــــــأ حــــــــــــدوث العــــــــــــذاب يف اآلخــــــــــــرة علــــــــــــة لبقائــــــــــــه أيضــــــــــــا ــــــــــــذا املعــــــــــــىن________________

.٣٢٦، ٣٢٥ص ، مقدمة اصول المعارف؛ ٣٥٨ص ، شرح بر زاد المسافر .١

ـــــــــــب العـــــــــــذاب وصـــــــــــور ، غـــــــــــري جـــــــــــائز الـــــــــــزوال يكـــــــــــون ـــــــــــدأ حركـــــــــــة الـــــــــــنفس يف مرات ويكـــــــــــون مب فــــــــــــان ، ومبــــــــــــا أن منشــــــــــــأ احلركــــــــــــة هـــــــــــو بــــــــــــاطن الــــــــــــذات، منشـــــــــــأ اآلالم أمــــــــــــرا ذاتيــــــــــــا وجوهريـــــــــــا

واملتحــــــــــــــرك إذا كــــــــــــــان حركتــــــــــــــه مــــــــــــــن علـــــــــــــــة ، حركتــــــــــــــه يف مراحــــــــــــــل العــــــــــــــذاب يكــــــــــــــون دوريــــــــــــــا ركــــــــــــــــة ال يف خـــــــــــــــــارج ومل يتحقــــــــــــــــق مـــــــــــــــــانع ودافــــــــــــــــع عـــــــــــــــــن احل، موجــــــــــــــــودة يف صــــــــــــــــميم ذاتـــــــــــــــــهــــــــــــذات ، فيلــــــــــــزم أن يكــــــــــــون عذابــــــــــــه دائميــــــــــــا وغــــــــــــري قابــــــــــــل للــــــــــــزوال، الــــــــــــذات وال يف بــــــــــــاطن ال

ومـــــــــــــن هنـــــــــــــا فـــــــــــــان كـــــــــــــون حركـــــــــــــة أهـــــــــــــايل العـــــــــــــذاب وتلبســـــــــــــهم بالصـــــــــــــور املتـــــــــــــواردة واملنبعثـــــــــــــة ويف مقابـــــــــــــــل الفطـــــــــــــــرة ، ممـــــــــــــــا جيعـــــــــــــــل النجـــــــــــــــاة غـــــــــــــــري ميســـــــــــــــورة، دوريـــــــــــــــة وغـــــــــــــــري مســـــــــــــــتقيمة

ــــــــــــــــنفس حبيــــــــــــــــث ال ميكــــــــــــــــن زواهلــــــــــــــــا بعــــــــــــــــد األصــــــــــــــــلية حتصــــــــــــــــل فطــــــــــــــــرة ثانويــــــــــــــــة يف وجــــــــــــــــود ال ال يكــــــــــــــون ســــــــــــــوى عــــــــــــــدم املعلــــــــــــــول مــــــــــــــع ، جتوهرهــــــــــــــا وانقطــــــــــــــاع العــــــــــــــذاب يف هــــــــــــــذا املــــــــــــــوارد

١ .وجود العلة التامة وذلـــــــــــــك ، ويف موضــــــــــــع آخـــــــــــــر يطـــــــــــــرح هــــــــــــذا االســـــــــــــتدالل بنـــــــــــــاء علــــــــــــى احلركـــــــــــــة اجلوهريـــــــــــــة

ابتــــــــــــــــداء واملعتقــــــــــــــــدين بــــــــــــــــأن جــــــــــــــــوهر الــــــــــــــــنفس يف ، ردا علــــــــــــــــى النــــــــــــــــافني للحركــــــــــــــــة اجلوهريــــــــــــــــة وأن ، الوجــــــــــــــــــود االنســــــــــــــــــاين وقبــــــــــــــــــل ارتكــــــــــــــــــاب املعاصــــــــــــــــــي جــــــــــــــــــوهر جمــــــــــــــــــرد تــــــــــــــــــام الوجــــــــــــــــــود

ــــــــــنفس ال تصــــــــــل إىل مقــــــــــام التجــــــــــرد العقلــــــــــي مــــــــــن جهــــــــــة احلركــــــــــة الذاتيــــــــــة وأ ــــــــــا تبقــــــــــى يف ، الـــــــــــــــذاتيات، نزاهتـــــــــــــــه الذاتيـــــــــــــــة بعـــــــــــــــد ارتكـــــــــــــــاب املعاصـــــــــــــــي ، فـــــــــــــــال تتبـــــــــــــــدل العرضـــــــــــــــيات إىل ال ، ن القســــــــــــــــر لــــــــــــــــيس بــــــــــــــــأكثري وال دائمــــــــــــــــيأل، وبالنتيجــــــــــــــــة تــــــــــــــــزول ملعارضــــــــــــــــته بالــــــــــــــــذاتيات

ـــــــــــــار ـــــــــــــان، فتـــــــــــــزول صـــــــــــــورة الن .ويلحـــــــــــــق الشـــــــــــــخص املعـــــــــــــذب بأهـــــــــــــل االميـــــــــــــان وســـــــــــــكان اجلن أي بنـــــــــــاء علـــــــــــى ، فيقـــــــــــول اآلشـــــــــــتياين ردا علـــــــــــى هـــــــــــؤالء : بنـــــــــــاء علـــــــــــى مســـــــــــلك أهـــــــــــل احلـــــــــــق وبعــــــــــــــد طــــــــــــــي ، احلركــــــــــــــة يف جــــــــــــــوهر الــــــــــــــنفس االنســــــــــــــاين يف ابتــــــــــــــداء وجــــــــــــــوده أمــــــــــــــر بــــــــــــــالقوة

الــــــــــــــدرجات النباتيــــــــــــــة واحليوانيــــــــــــــة تصــــــــــــــل إىل مقــــــــــــــام العقــــــــــــــل الــــــــــــــذي هــــــــــــــو مــــــــــــــالك التكليــــــــــــــف ، ويرجـــــــــــع مجيـــــــــــع األفعـــــــــــال الصـــــــــــادرة منهـــــــــــا منطبقـــــــــــة مـــــــــــع الشـــــــــــرع، ومميـــــــــــز احلســـــــــــن والقـــــــــــبح

________________ .٣٢٣، ٣٢٢ص و ٣٥٦ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١

ـــــــــــــــنفس ـــــــــــــــاطن ال ذا وقعـــــــــــــــت الـــــــــــــــنفس يف وإ، وحيصـــــــــــــــل مـــــــــــــــن الطاعـــــــــــــــة والعصـــــــــــــــيان أثـــــــــــــــر يف ب فـــــــــــــان تكـــــــــــــرر املعاصـــــــــــــي واألعمـــــــــــــال القبيحـــــــــــــة مـــــــــــــن النفـــــــــــــوس الشـــــــــــــريرة ، صـــــــــــــراط الشـــــــــــــهوات

، جيعــــــــــــل بــــــــــــاطن وملكــــــــــــوت الــــــــــــنفس أن يظهــــــــــــر بصــــــــــــورة غــــــــــــري الصــــــــــــورة الظاهريــــــــــــة لإلنســــــــــــان ومـــــــــــع أن أصـــــــــــل الفطـــــــــــرة ، وبالنتيجـــــــــــة تصـــــــــــبح بالتـــــــــــدريج منحرفـــــــــــة عـــــــــــن الصـــــــــــراط االنســـــــــــاين

إال أ ـــــــــــا تضـــــــــــعف ، بالتوحيــــــــــد العبوديـــــــــــة واإلقـــــــــــرار ســـــــــــب تكوينهـــــــــــا مــــــــــنباقيــــــــــة وهلـــــــــــا آثــــــــــار حبـــــــــــــــــــدرجيي عـــــــــــــــــــن الصـــــــــــــــــــراط االنســـــــــــــــــــاين وامللكـــــــــــــــــــات ـــــــــــــــــــيال نتيجـــــــــــــــــــة احنرافهـــــــــــــــــــا الت ـــــــــــــــــــيال قل قل

والصــــــــــــور املرتتبــــــــــــة علــــــــــــى النيــــــــــــات الســــــــــــوء تكــــــــــــون ، احلاصــــــــــــلة مــــــــــــن الشــــــــــــرارة وحــــــــــــب الــــــــــــدنيا هلـــــــــــــا يف مقابـــــــــــــل الفطـــــــــــــرة الذاتيـــــــــــــة بنيـــــــــــــان وأســـــــــــــاس مســـــــــــــتحكم حبيـــــــــــــث يتحـــــــــــــول إىل طبيعـــــــــــــة

فـــــــــــــان ختلـــــــــــــف العـــــــــــــذاب يف هـــــــــــــذه الصـــــــــــــورة ، يـــــــــــــة وطبيعـــــــــــــة ذاتيـــــــــــــة غـــــــــــــري قابلـــــــــــــة للـــــــــــــزوالثانو ــــــــــــــــني واخلــــــــــــــــروج مــــــــــــــــن اجلحــــــــــــــــيم وعــــــــــــــــدم التــــــــــــــــأذي بنــــــــــــــــار الطبيعــــــــــــــــة وانقطاعهــــــــــــــــا عــــــــــــــــن املبتل

هــــــــــــــــــو نفــــــــــــــــــس املعلــــــــــــــــــول عــــــــــــــــــن العلــــــــــــــــــة ، باجلهــــــــــــــــــل املركــــــــــــــــــب مــــــــــــــــــن األشــــــــــــــــــقياء والكفــــــــــــــــــار ١ .ومبنزلة جواز انفكاك الذاتيات من الذات، التامة

اآلشتياني للعرفاء في قولهم بانقطاع العذاب عن الكفارإنتقادات ، وجـــــــــه اآلشـــــــــتياين محلـــــــــة قاســـــــــية علـــــــــى العرفـــــــــاء القـــــــــائلني بانقطـــــــــاع العـــــــــذاب عـــــــــن الكفـــــــــار

ــــــــــــذوقيات ــــــــــــاء مهمــــــــــــا أعجــــــــــــزوا يف مقــــــــــــام تقريــــــــــــر ال ولكــــــــــــنهم يف ، إذ يقــــــــــــول عــــــــــــنهم : إن العرفـــــــــــــــــدي ـــــــــــــــــوا األي ـــــــــــــــــومســـــــــــــــــألة ـــــــــــــــــذه األمه، الربهانيـــــــــــــــــات عـــــــــــــــــاجزون ومغلول ـــــــــــــــــ ةي أي حبـــــــــــــــــث ـ

الـــــــــــيت تعتـــــــــــرب مـــــــــــن األركـــــــــــان وأصـــــــــــول العقائـــــــــــد ومـــــــــــن نفـــــــــــائس املعـــــــــــارف ــــــــــــ اخللـــــــــــود يف جهـــــــــــنم حبيـــــــــــــــــث إن بعـــــــــــــــــض هـــــــــــــــــذه ، نـــــــــــــــــراهم حيلو ـــــــــــــــــا مبطالـــــــــــــــــب شـــــــــــــــــعرية ضـــــــــــــــــعيفة، اإلنســـــــــــــــــانية

٢ .املطالب أوهن من بيت العنكبوت نظمــــــــــــــــا ( بــــــــــــــــأن الوجــــــــــــــــوه املــــــــــــــــذكورة يف كلمــــــــــــــــات العرفــــــــــــــــاء .وقــــــــــــــــال يف موضــــــــــــــــع آخــــــــــــــــر

________________ .٣٣٤، ٣٣٣؛ ص ٣٦٤، ٣٦٣ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١ ) التعليقة ( ٣٣٧؛ ص ٣٦٧ص ، المصدرين السابقين. ٢

١ .يف هذا املقام ليست برهانية بل خطابية ) ونثرا ) انقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب وصــــــــــــريوته عـــــــــــــذبا ( وقــــــــــــال أيضــــــــــــا : إن مــــــــــــا قيــــــــــــل يف هــــــــــــذا املقــــــــــــام

واملتبــــــــــــع يف أمثــــــــــــال هــــــــــــذه ، أنــــــــــــزل اهللا ــــــــــــا مــــــــــــن ســــــــــــلطانومــــــــــــا ، متويــــــــــــه وخيــــــــــــال يف خيــــــــــــال ٢ .املسائل نصوص الكتاب والسنة والرباهني العقلية ال اخلطابات الذوقية

وبالنســــــــــــــبة إىل العالمــــــــــــــة داود القيصــــــــــــــري الــــــــــــــذي يقــــــــــــــول يف شــــــــــــــرحه للفصــــــــــــــوص : اعلــــــــــــــم ــــــــــــيس هلــــــــــــم ، أن مــــــــــــن اكتحلــــــــــــت عينــــــــــــه بنــــــــــــور احلــــــــــــق يعلــــــــــــم أن العــــــــــــامل بأســــــــــــره عبــــــــــــاد اهللا ول

وهــــــــــــــــــو ، وكلهــــــــــــــــــم حمتــــــــــــــــــاجون إىل رمحتــــــــــــــــــه، بــــــــــــــــــاهللا وحولــــــــــــــــــه وقوتــــــــــــــــــه د وصــــــــــــــــــفة إال وجــــــــــــــــــو أال يعــــــــــذب أحـــــــــــدا ، ومـــــــــــن شــــــــــأن مــــــــــن هـــــــــــو موصــــــــــوف ــــــــــذه الصـــــــــــفات، الرمحــــــــــان الــــــــــرحيم

ــــــــــــــدا ــــــــــــــك املقــــــــــــــدار مــــــــــــــن العــــــــــــــذاب أيضــــــــــــــا إال ألجــــــــــــــل إيصــــــــــــــاهلم إىل ، عــــــــــــــذابا أب ولــــــــــــــيس ذل الجـــــــــــل اخلـــــــــــالص ممـــــــــــا ، كمـــــــــــا يـــــــــــذاب الـــــــــــذهب والفضـــــــــــة بالنـــــــــــار، كمـــــــــــاال م املقـــــــــــدرة هلـــــــــــم

.يكدره وينقص عياره ، وقــــــــــــد رده اآلشـــــــــــــتياين بقولـــــــــــــه : العـــــــــــــذاب اإلهلـــــــــــــي لــــــــــــيس مـــــــــــــن بـــــــــــــاب تشـــــــــــــفي القلـــــــــــــب

واحلركــــــــــــــــــة االســــــــــــــــــتكمالية يف اآلخــــــــــــــــــرة غــــــــــــــــــري ، وأيضــــــــــــــــــا اآلخــــــــــــــــــرة ال تكــــــــــــــــــون دار تكامــــــــــــــــــل فانـــــــــــه ، بـــــــــــل إذا كـــــــــــان مبـــــــــــدأ العـــــــــــذاب مـــــــــــن العـــــــــــوارض الغريبـــــــــــة يف جـــــــــــوهر الـــــــــــنفس، ممكنـــــــــــةـــــــــــي، يـــــــــــزول ـــــــــــك ل ـــــــــــاب احلركـــــــــــة االســـــــــــتكماليةوذل ـــــــــــاة ، س مـــــــــــن ب ـــــــــــود يف العـــــــــــذاب ال مناف واخلل

والرمحـــــــــــــــة االهليـــــــــــــــة والعطيـــــــــــــــات الربانيـــــــــــــــة يف القوابـــــــــــــــل حبســـــــــــــــب ، لـــــــــــــــه مـــــــــــــــع الرمحـــــــــــــــة االهليـــــــــــــــة والســـــــــــــــري التـــــــــــــــدرجيي للـــــــــــــــروح يف صـــــــــــــــور ، اســـــــــــــــتعدادات املظـــــــــــــــاهر العلـــــــــــــــى ســـــــــــــــبيل اجلـــــــــــــــزاف

العرضـــــــــــــــيات مبـــــــــــــــاديء العـــــــــــــــذاب واســـــــــــــــتحكام بنيـــــــــــــــان هـــــــــــــــذه الصـــــــــــــــور وجتوهرهـــــــــــــــا وتبـــــــــــــــديل ٣ .ففي هذه احلالة ال ينقطع العذاب بوجه من الوجوه، إىل الذاتيات

ويف موضــــــــــــــع آخـــــــــــــــر حيـــــــــــــــل أيضـــــــــــــــا إشـــــــــــــــكال منافـــــــــــــــاة الرمحـــــــــــــــة اإلهليـــــــــــــــة مـــــــــــــــع اخللـــــــــــــــود يف________________

.٣٣١؛ ص ٣٦٢ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١ ) التعليقة ( ٣١٧ص ، مقدمة الشواهد الربوبية، . صدر الدين الشريازي٢ .٣٣٢ص ، مقدمة اصول المعارف؛ ٣٦٣ص ، شرح بر زاد المسافر. راجع : ٣

ــــــــــــــــه : يف هــــــــــــــــذه الصــــــــــــــــورة ــــــــــــــــ العــــــــــــــــذاب بقول أي يف صــــــــــــــــورة اســــــــــــــــتحقاق النفــــــــــــــــوس الشــــــــــــــــقية ــــــــــــــــ الراســـــــــــــــخة يف املعاصـــــــــــــــي للخلـــــــــــــــود يف العـــــــــــــــذاب العـــــــــــــــذاب والغضـــــــــــــــب مغلـــــــــــــــوب للرمحـــــــــــــــة ـ

النظـــــــــــــام الكلـــــــــــــي للوجـــــــــــــود ولكـــــــــــــن ال يف نفـــــــــــــس واحـــــــــــــدة بـــــــــــــل حبســـــــــــــب، واللطـــــــــــــف االهلـــــــــــــيـــــــــــــك مـــــــــــــن بـــــــــــــاب أن املبتلـــــــــــــني بالعـــــــــــــذاب يف ، وســـــــــــــبقة الرمحـــــــــــــة للغضـــــــــــــب أيضـــــــــــــا حمقـــــــــــــق وذل

١ .مقام املقايسة مع أن النجاة حيسبون أقل من القليل

________________ .٣٢٣؛ ص ٣٥٦ص ، المصدرين السابقيناجع : . ر ١

الخالصة ، وبيــــــــــان موافقتهــــــــــا للعقــــــــــل، عقلنــــــــــة املفــــــــــاهيم االســــــــــالميةحــــــــــاول الفالســــــــــفة منــــــــــذ القــــــــــدم

ومـــــــــــــن هـــــــــــــذه املفـــــــــــــاهيم مفهـــــــــــــوم اخللـــــــــــــود ، لرتســـــــــــــيخ تلـــــــــــــك املفـــــــــــــاهيم يف أذهـــــــــــــان املســـــــــــــلمني وقـــــــــــــد حبـــــــــــــث يف هـــــــــــــذا ، أو الشـــــــــــــقاوة األبديـــــــــــــة حســـــــــــــب اصـــــــــــــطالح الفالســـــــــــــفة، يف جهـــــــــــــنم

ــــــــــــه استعرضــــــــــــنا آراء تســــــــــــعة مــــــــــــنهم، املوضــــــــــــوع الكثــــــــــــري مــــــــــــن الفالســــــــــــفة كنــــــــــــا ممــــــــــــن مت، ولكن ، مـــــــــــــــن احلصـــــــــــــــول علـــــــــــــــى آرائهـــــــــــــــم ابتـــــــــــــــداءا بالقـــــــــــــــدماء مث املتـــــــــــــــأخرين وانتهـــــــــــــــاء باملعاصـــــــــــــــرين

ــــــــــــث قســــــــــــم النفــــــــــــوس بالنســــــــــــبة إىل ســــــــــــعاد ا ومــــــــــــن أقــــــــــــدمهم هــــــــــــو أبــــــــــــو نصــــــــــــر الفــــــــــــارايب حي ، والنفـــــــــــــــــــــوس الشـــــــــــــــــــــقية، وشـــــــــــــــــــــقاو ا األخرويـــــــــــــــــــــة إىل النفـــــــــــــــــــــوس الفاضـــــــــــــــــــــلة أو الســـــــــــــــــــــعيدة

ادة األبديـــــــــــــة حتصـــــــــــــل للنفـــــــــــــوس الفاضـــــــــــــلة ويـــــــــــــرى الفـــــــــــــارايب بـــــــــــــأن الســـــــــــــع .والنفـــــــــــــوس اجلاهلـــــــــــــةـــــــــدن بلحـــــــــوق هـــــــــذه األنفـــــــــس مـــــــــع بعضـــــــــها والنفـــــــــوس الشـــــــــقية الكتســـــــــا ا ، بعـــــــــد مفارقتهـــــــــا للب

وذلــــــــــك بلحــــــــــوق هــــــــــذه ، هيئــــــــــات رديــــــــــة حتصــــــــــل هلــــــــــا الشــــــــــقاوة األبديــــــــــة بعــــــــــد مفارقــــــــــة البــــــــــدن أمـــــــــا النفـــــــــوس اجلاهلـــــــــة فيعتقــــــــــد ، فيتـــــــــأذي كـــــــــل مــــــــــنهم مـــــــــن اآلخـــــــــر، األنفـــــــــس مـــــــــع بعضـــــــــها

ـــــــــــق الســـــــــــعادة فإ ـــــــــــا ـــــــــــادىء الوجـــــــــــود وبطري ـــــــــــأن هـــــــــــذه النفـــــــــــوس لعـــــــــــدم معرفتهـــــــــــا مبب الفـــــــــــارايب بــــــــــــه هــــــــــــذا عــــــــــــن النفــــــــــــوس ، تبقــــــــــــى هيوالنيــــــــــــة غــــــــــــري مســــــــــــتكملة فتنعــــــــــــدم بانعــــــــــــدام املــــــــــــادة وقول

اجلاهلـــــــــــــــة هـــــــــــــــو الســـــــــــــــبب يف ا امـــــــــــــــه مـــــــــــــــن قبـــــــــــــــل كثـــــــــــــــريين بـــــــــــــــالرتدد واالضـــــــــــــــطراب يف رأيـــــــــــــــه ــــــــــه انكــــــــــاره ــــــــــنفس حــــــــــىت أن بعضــــــــــهم نســــــــــب الي ــــــــــود ال ــــــــــنفس حــــــــــول خل ــــــــــود ال ــــــــــالتحقيق .خلل وب

يف رأي الفــــــــــــــارايب حــــــــــــــول خلــــــــــــــود الــــــــــــــنفس ثبــــــــــــــت إقــــــــــــــرار الفــــــــــــــارايب خبلــــــــــــــود مطلــــــــــــــق النفــــــــــــــوس ــــــــــــــة والشــــــــــــــقية أو الفاضــــــــــــــلة ــــــــــــــني بــــــــــــــأن مقصــــــــــــــود الفــــــــــــــارايب مــــــــــــــن انعــــــــــــــدام ، ســــــــــــــواء اجلاهل وتب

بــــــــــل انعــــــــــدامها وبطال ــــــــــا عــــــــــن مرتبـــــــــــة، النفــــــــــوس اجلاهلــــــــــة لــــــــــيس انعــــــــــدامها وفناؤهــــــــــا مطلقــــــــــا .النفوس الفاضلة

ــــــــــرئيس ابــــــــــن ســــــــــينا فقــــــــــد قســــــــــم النفــــــــــوس بالنســــــــــبة إىل ، ومــــــــــن القــــــــــدماء أيضــــــــــا الشــــــــــيخ ال ، ونفـــــــــــــــــوس البلهـــــــــــــــــاء، جزائهـــــــــــــــــا األخـــــــــــــــــروي إىل النفـــــــــــــــــوس الســـــــــــــــــعيدة والنفـــــــــــــــــوس الشـــــــــــــــــقية

ـــــــــه قســـــــــمان ؛ قســـــــــم ارتقـــــــــت إىل كمـــــــــال العلـــــــــم والعمـــــــــل ـــــــــأن هـــــــــذه ، والســـــــــعداء يف رأي ويـــــــــري ب ، للكـــــــــــــاملني يف القـــــــــــــوة النظريـــــــــــــة والعمليـــــــــــــةالســـــــــــــعادة هـــــــــــــي الســـــــــــــعادة احلقيقيـــــــــــــة الـــــــــــــيت هـــــــــــــي

ــــــــــذين أصــــــــــلحوا القــــــــــوة العقليــــــــــة ولكــــــــــنهم اكتســــــــــبوا ، والقســــــــــم اآلخــــــــــر مــــــــــن الســــــــــعداء وهــــــــــم ال وهــــــــــؤالء بعــــــــــد مــــــــــدة مــــــــــن العقــــــــــاب يصــــــــــلون إىل نــــــــــوع ، هيئــــــــــات بدنيــــــــــة رديــــــــــة قابلــــــــــة للــــــــــزوال

ولكـــــــــنهم مل ، واألشـــــــــقياء عنـــــــــده هـــــــــم الـــــــــذين علمـــــــــوا بوجـــــــــود كمـــــــــاالت هلـــــــــم، مـــــــــن الســـــــــعادة وهـــــــــــــــذا الشـــــــــــــــقاء يف رأي ، فوقعـــــــــــــــوا يف الشـــــــــــــــقاء األبـــــــــــــــدي، حيصـــــــــــــــلوها النشـــــــــــــــغاهلم بالبـــــــــــــــدن

وأمــــــــــــــــا البلهــــــــــــــــاء فالشــــــــــــــــيخ يــــــــــــــــري بــــــــــــــــأن ، الشــــــــــــــــيخ ال يكــــــــــــــــون إال للجاحــــــــــــــــدين واملعرضــــــــــــــــني أل ـــــــــــــم مل يعرفوهـــــــــــــا لســـــــــــــبب نقـــــــــــــص يف ، هـــــــــــــؤالء مل حيصـــــــــــــل لـــــــــــــديهم شـــــــــــــوق إىل كمـــــــــــــاال م

ويعتقــــــــــــد بــــــــــــأن هــــــــــــذه النفــــــــــــوس إذا كانــــــــــــت غــــــــــــري مكتســــــــــــبة هليئــــــــــــات ، اســــــــــــتعدادا م العقليــــــــــــة وأمــــــــــــا إذا كانـــــــــــــت ، بدنيــــــــــــة رديــــــــــــة صـــــــــــــارت إىل نــــــــــــوع مــــــــــــن الراحـــــــــــــة ومرتبــــــــــــة مــــــــــــن الســـــــــــــعادة

.مكتسبة لتلك اهليئات صارت إىل العذاب والشقاء األبدي إىل ســــــــــــــــــعاد ا وشــــــــــــــــــقاو ا األخرويـــــــــــــــــــة بالنســــــــــــــــــبة والشــــــــــــــــــيخ الــــــــــــــــــرئيس شــــــــــــــــــبه النفـــــــــــــــــــوس

ــــــــــــــــثالث للبــــــــــــــــ ــــــــــــــــث الصــــــــــــــــحة واجلمــــــــــــــــالباحلــــــــــــــــاالت ال ــــــــــــــــالغ يف اجلمــــــــــــــــال ، دن مــــــــــــــــن حي كالبـــــــــيس ببـــــــــالغ فيهـــــــــا، والصـــــــــحة ـــــــــه مـــــــــن اهـــــــــل الســـــــــالمة وحـــــــــال الســـــــــقيم، ومـــــــــن ل فهـــــــــو ، إال أن

ـــــــــــــى هـــــــــــــذا إقتفـــــــــــــى أثـــــــــــــر الشـــــــــــــارع يف تقســـــــــــــيمه للنفـــــــــــــوس بالنســـــــــــــبة إىل اجلـــــــــــــزاء األخـــــــــــــروي عل نـــــــــــــــــــة والنفـــــــــــــــــــوس املؤم، إىل النفــــــــــــــــــوس املؤمنـــــــــــــــــــة الصــــــــــــــــــاحلة املخلـــــــــــــــــــدة يف الســـــــــــــــــــعادة واجلنــــــــــــــــــة

املذنبـــــــــــــــــة الـــــــــــــــــيت تتعـــــــــــــــــرض إىل عـــــــــــــــــذاب حمـــــــــــــــــدود وتلتحـــــــــــــــــق بعـــــــــــــــــدها بالســـــــــــــــــعداء وختلـــــــــــــــــد يف .اجلنة والنفوس الكافرة املخلدة يف النار إىل األبد

ــــــــــذي حتــــــــــدث يف كتابــــــــــه ) حــــــــــي بــــــــــن يقظــــــــــان ( ومــــــــــنهم أيضــــــــــا ابــــــــــن طفيــــــــــل األندلســــــــــي ال وهـــــــــــــــي : ، فقســـــــــــــــم النفـــــــــــــــوس إىل أربعـــــــــــــــة أقســـــــــــــــام، عـــــــــــــــن الســـــــــــــــعادة والشـــــــــــــــقاوة األخرويـــــــــــــــة

والنفــــــــــــوس الشــــــــــــقية إىل ، والنفــــــــــــوس الشــــــــــــقية الــــــــــــيت مآهلــــــــــــا إىل الســــــــــــعادة، نفــــــــــــوس الســــــــــــعيدةال والســـــــــــــعادة األبديـــــــــــــة عنـــــــــــــد ابـــــــــــــن، والنفـــــــــــــوس الـــــــــــــيت ال تكـــــــــــــون ســـــــــــــعيدة وال شـــــــــــــقية، األبـــــــــــــد

والنفـــــــــــوس الشـــــــــــقية ، طفيـــــــــــل هـــــــــــي للنفـــــــــــوس الـــــــــــيت تعرفـــــــــــت بواجـــــــــــب الوجـــــــــــود وأقبلـــــــــــت عليـــــــــــه ، أ ـــــــــــا أعرضـــــــــــت عنـــــــــــه واتبعـــــــــــت هواهـــــــــــا هـــــــــــي النفـــــــــــوس الـــــــــــيت تعرفـــــــــــت بواجـــــــــــب الوجـــــــــــود إال

وهـــــــــــؤالء إمـــــــــــا أن يكونـــــــــــوا قـــــــــــد اكتســـــــــــبوا هيئـــــــــــات بدنيـــــــــــة رديـــــــــــة غـــــــــــري راســـــــــــخة حبيـــــــــــث تـــــــــــزول وبالنتيجــــــــــــــــة يتخلصــــــــــــــــون مــــــــــــــــن اآلالم بعــــــــــــــــد جهــــــــــــــــد طويــــــــــــــــل ويلحقــــــــــــــــون ، هــــــــــــــــذه اهليئــــــــــــــــات

ـــــــــــــوا قـــــــــــــد اكتســـــــــــــبوا هيئـــــــــــــات بدنيـــــــــــــة ، بالســـــــــــــعداء ـــــــــــــة راســـــــــــــخة فتبقـــــــــــــي يف ر وإمـــــــــــــا أن يكون دي والــــــــيت ، وأمــــــــا النفــــــــوس الــــــــيت ال تكــــــــون ســــــــعيدة وال شــــــــقية، ايــــــــة هلــــــــاعــــــــذاب طويــــــــل وآالم ال

هـــــــــــذه األنفــــــــــــس لعــــــــــــدم معرفتهــــــــــــا بواجــــــــــــب ، يســـــــــــميها بعــــــــــــض الفالســــــــــــفة بــــــــــــالنفوس اجلاهلــــــــــــة .الوجود إذا فارقت البدن ال يتأمل لفقد واجب الوجود فتكون من أهل النجاة

إىل حــــــــــد كبــــــــــري فقــــــــــد كــــــــــان متــــــــــأثرا ، وأمــــــــــا شــــــــــيخ االشــــــــــراق شــــــــــهاب الــــــــــدين الســــــــــهروردي فقســـــــــــــم النفـــــــــــــوس إىل أربعــــــــــــة أقســـــــــــــام : أحـــــــــــــدها النفـــــــــــــوس ، بــــــــــــابن ســـــــــــــينا يف هـــــــــــــذه املســــــــــــألة

وذلـــــــــــــــك ، وهــــــــــــــي النفــــــــــــــوس الــــــــــــــيت وصــــــــــــــلت إىل الكمــــــــــــــال يف العقــــــــــــــل النظــــــــــــــري، الســــــــــــــعيدةــــــــــــــــــور ــــــــــــــــــى وعــــــــــــــــــامل الن فوصــــــــــــــــــلت إىل حــــــــــــــــــد ، مبشــــــــــــــــــاهدة واجــــــــــــــــــب الوجــــــــــــــــــود واملــــــــــــــــــأل االعل

، يف ســــــــــــــعادة ولــــــــــــــذة إىل األبــــــــــــــدفتعــــــــــــــيش هــــــــــــــذه النفــــــــــــــوس ، االعتــــــــــــــدال يف العقــــــــــــــل العملــــــــــــــيــــــــــــــد اكتســــــــــــــبت هيئــــــــــــــات ، وثانيهــــــــــــــا النفــــــــــــــوس الشــــــــــــــقية وهــــــــــــــذه النفــــــــــــــوس إمــــــــــــــا أن تكــــــــــــــون ق وصـــــــــــــــاحب ، فيصـــــــــــــــفهم شـــــــــــــــيخ االشـــــــــــــــراق باجلهـــــــــــــــل املركـــــــــــــــب، وملكــــــــــــــات رديـــــــــــــــة راســـــــــــــــخة

وإمـــــــــــــا أن تكـــــــــــــون قـــــــــــــد ، اجلهـــــــــــــل املركـــــــــــــب عنـــــــــــــده ال يرجـــــــــــــى لـــــــــــــه النجـــــــــــــاة وخيلـــــــــــــد يف النـــــــــــــار فــــــــــــــان هــــــــــــــؤالء يتعرضــــــــــــــون إىل ، لــــــــــــــة للــــــــــــــزوالاكتســــــــــــــبت هيئــــــــــــــات رديــــــــــــــة غــــــــــــــري راســــــــــــــخة وقاب

وثالثهــــــــــــــــا هــــــــــــــــي نفــــــــــــــــوس .عــــــــــــــــذاب حمــــــــــــــــدود مث جيــــــــــــــــدون اخلــــــــــــــــالص ويلحقــــــــــــــــون بالســــــــــــــــعداء ، ويـــــــــــــرى الشـــــــــــــيخ بـــــــــــــأن هـــــــــــــؤالء إذا مل يكـــــــــــــن معهـــــــــــــم معاصـــــــــــــي وذنـــــــــــــوب باطلـــــــــــــة، البلهـــــــــــــاء

.وإال فهم خملدون يف العذاب والشقاوة، فسوف جيدون اخلالص ومـــــــــــــــــــــن املتـــــــــــــــــــــأخرين الـــــــــــــــــــــذين حبثـــــــــــــــــــــوا يف هـــــــــــــــــــــذه املســـــــــــــــــــــألة هـــــــــــــــــــــو العالمـــــــــــــــــــــة احملقـــــــــــــــــــــق

فهـــــــــــو يتفـــــــــــق مـــــــــــع الفالســـــــــــفة يف القـــــــــــول خبلـــــــــــود الكفـــــــــــار يف جهـــــــــــنم، صـــــــــــدرالدين الشـــــــــــريازي

فقـــــــــــــد ، إال أنــــــــــــه لكثــــــــــــرة االشــــــــــــكاالت العقليــــــــــــة علــــــــــــى القــــــــــــول خبلــــــــــــود الكفــــــــــــار يف العــــــــــــذابــــــــــــوعي وانقطــــــــــــاع ــــــــــــاخللود الن العــــــــــــذاب عــــــــــــن كــــــــــــل واحــــــــــــد ذهــــــــــــب يف أول األمــــــــــــر إىل القــــــــــــول ب

ومتســـــــــك يف إثبـــــــــات نظريتـــــــــه هـــــــــذه بعـــــــــدد مـــــــــن ، واحـــــــــد مـــــــــن الكفـــــــــار مـــــــــع بقـــــــــائهم يف جهـــــــــنمــــــــــــــود الكفــــــــــــــار ــــــــــــــاء املخــــــــــــــالفني خلل ــــــــــــــأقوال العرف ــــــــــــــة باالضــــــــــــــافة إىل استشــــــــــــــهاده ب ــــــــــــــة العقلي األدل

.يف العذاب أمثال القيصري وابن عريب وآخرينـــــــــــــدينا رجـــــــــــــوع الشـــــــــــــيخ عـــــــــــــن نظريـــــــــــــة اخللـــــــــــــود النـــــــــــــوعي يف ) العرشـــــــــــــية ( كتابـــــــــــــهوثبـــــــــــــت ل

كمـــــــــا أقــــــــــر بــــــــــذلك املعلقــــــــــني علـــــــــى كتــــــــــب الشــــــــــيخ أمثــــــــــال : ، إىل القـــــــــول بــــــــــاخللود الشخصــــــــــي وقـــــــــــــــــــد حـــــــــــــــــــاول بعــــــــــــــــــــض ، وجـــــــــــــــــــالل الــــــــــــــــــــدين اآلشـــــــــــــــــــتياين، واخلواجـــــــــــــــــــوي، الســـــــــــــــــــبزواري

وأن رجوعــــــــــــــه ، املعاصـــــــــــــرين إثبـــــــــــــات عــــــــــــــدم رجـــــــــــــوع الشــــــــــــــيخ عـــــــــــــن نظريـــــــــــــة اخللــــــــــــــود النـــــــــــــوعي ولكــــــن بينــــــا بأنــــــه مــــــع التســــــليم ، اب إىل العــــــذبوهــــــو تبــــــدل العــــــذ، كــــــان عــــــن قــــــول ابــــــن عــــــريب

.فهو أيضا رجوع عن اخللود النوعي إىل اخللود الشخصي، بصحة هذا املدعي وأمــــــــــــــا تلميــــــــــــــذه مــــــــــــــال حمســــــــــــــن الفــــــــــــــيض الكاشــــــــــــــاين فقــــــــــــــد ذهــــــــــــــب إىل القــــــــــــــول بــــــــــــــاخللود النــــــــــــوعي وانقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب عــــــــــــن الكفــــــــــــار مــــــــــــع بقــــــــــــائهم يف جهــــــــــــنم تبعــــــــــــا للــــــــــــرأي القــــــــــــدمي

ومســــــــــــتندا بــــــــــــنفس األدلــــــــــــة والشــــــــــــواهد الــــــــــــيت ، شــــــــــــهدا بــــــــــــنفس أقــــــــــــوال أســــــــــــتاذهألســــــــــــتاذه مست وأمـــــــــــا مـــــــــــال هـــــــــــادي الســـــــــــبزواري فهـــــــــــو .نقلهـــــــــــا أســـــــــــتاذه صـــــــــــدرالدين الشـــــــــــريازي عـــــــــــن العرفـــــــــــاء

ـــــــــــدين ـــــــــــيس مـــــــــــن ضـــــــــــروريات ال ـــــــــــدي يف العـــــــــــذاب ل ـــــــــــأن اخللـــــــــــود األب ـــــــــــه إىل القـــــــــــول ب مـــــــــــع ذهاب فقـــــــــــــد دافـــــــــــــع عـــــــــــــن فكـــــــــــــرة اخللـــــــــــــود ، وأن الكتـــــــــــــاب والســـــــــــــنة مل ينصـــــــــــــا علـــــــــــــى دوام العقـــــــــــــاب

.ويري بأن القول به أدخل يف االنزجار، األبدي يف النار وبالنســــــــــــــــبة إىل العالمــــــــــــــــة حممــــــــــــــــد حســــــــــــــــني الطباطبــــــــــــــــائي فقــــــــــــــــد قســــــــــــــــم النفــــــــــــــــوس تبعــــــــــــــــا

ـــــــــــــــة إىل ثالثـــــــــــــــة أقســـــــــــــــام وهـــــــــــــــي : ، للمفهـــــــــــــــوم القـــــــــــــــرآين عـــــــــــــــن الســـــــــــــــعادة والشـــــــــــــــقاوة األخروي س الــــــــــــــيت عليهــــــــــــــا هيئـــــــــــــــات وهــــــــــــــي النفــــــــــــــو ، ونفــــــــــــــوس ســــــــــــــعيدة الـــــــــــــــذات، نفــــــــــــــوس ســــــــــــــعيدة

أي النفـــــــــــوس الـــــــــــيت، ونفـــــــــــوس شـــــــــــقية شـــــــــــقية الـــــــــــذات، رديـــــــــــة غـــــــــــري راســـــــــــخة وقابلـــــــــــة للـــــــــــزوال

ويف .وهـــــــــــذه النفـــــــــــوس هـــــــــــي الـــــــــــيت تكـــــــــــون شـــــــــــقاو ا أبديـــــــــــة، عليهـــــــــــا هيئـــــــــــات رديـــــــــــة راســـــــــــخة طــــــــــــــــرح االشــــــــــــــــكاالت العقليــــــــــــــــة االساســــــــــــــــية للمخــــــــــــــــالفني للخلــــــــــــــــود يف ) امليــــــــــــــــزان ( تفســــــــــــــــريه .ابات وافية وشافيةوأجاب عنها باج، النار

هــــــــــــــو ، ومــــــــــــــن الفالســــــــــــــفة املعاصــــــــــــــرين الــــــــــــــذين تطرقــــــــــــــوا إىل هــــــــــــــذا املوضــــــــــــــوع وبالتفصــــــــــــــيل وقـــــــــــــد دافــــــــــــع بقـــــــــــــوة عــــــــــــن فكـــــــــــــرة ، الفيلســــــــــــوف احملقــــــــــــق الســـــــــــــيد جــــــــــــالل الـــــــــــــدين اآلشــــــــــــتياين

اخللــــــــــــود الشخصــــــــــــي يف العــــــــــــذاب مســــــــــــتندا يف إثبــــــــــــات ذلــــــــــــك بأدلــــــــــــة عقليــــــــــــة مســــــــــــتفادة مــــــــــــن ــــــــــود يف ا حيــــــــــث اســــــــــتنبط منهــــــــــا عــــــــــدة قواعــــــــــد فلســــــــــفية ، لنــــــــــاربعــــــــــض الروايــــــــــات املثبتــــــــــة للخل

ـــــــــــع يف جهـــــــــــنم ـــــــــــى الوجـــــــــــود الواق ـــــــــــب العـــــــــــذاب عل ـــــــــــود يف العـــــــــــذاب وهـــــــــــي : ترت ، الثبـــــــــــات اخلل .ووجـــــــــــود الســـــــــــنخية بـــــــــــني األثـــــــــــر ومبدئـــــــــــه، واملالزمـــــــــــة التامـــــــــــة بـــــــــــني النيـــــــــــة الســـــــــــيئة والعـــــــــــذاب

وحــــــــــــاول أيضــــــــــــا اثبــــــــــــات خلــــــــــــود العــــــــــــذاب بقاعــــــــــــدة العليــــــــــــة واملعلوليــــــــــــة حيــــــــــــث ذهــــــــــــب بــــــــــــأن وأن القـــــــــــــول بانقطـــــــــــــاع ، هنـــــــــــــاك رابطـــــــــــــة عليـــــــــــــة ومعلوليـــــــــــــة بـــــــــــــني العـــــــــــــذاب ومنشـــــــــــــأ العـــــــــــــذاب

ـــــــــــ العـــــــــــذاب عـــــــــــن الكفـــــــــــار يف حـــــــــــال رســـــــــــوخ منشـــــــــــأ العـــــــــــذاب ـــــــــــ وهـــــــــــو امللكـــــــــــات الرديـــــــــــة ـ ال ـــــــــــاء ، يكــــــــــون ســــــــــوى عــــــــــدم املعلــــــــــول مــــــــــع وجــــــــــود العلــــــــــة التامــــــــــة ــــــــــك فقــــــــــد وجــــــــــه وبن علــــــــــى ذل

متهمــــــــــــا ، اآلشــــــــــــتياين انتقــــــــــــادا شــــــــــــديدا للعرفــــــــــــاء القــــــــــــائلني بانقطــــــــــــاع العــــــــــــذاب عــــــــــــن الكفــــــــــــار إيــــــــــاهم بــــــــــالعجز يف املســــــــــائل العقليــــــــــة واصــــــــــفا أدلــــــــــتهم علــــــــــى انقطــــــــــاع العــــــــــذاب عــــــــــن الكفــــــــــار

.بأ ا خطابية وليست برهانية

المصادر المصادر العربية

.القرآن الكرمي .١ـــــــــة، ) ق ٢٩٨ ( ابـــــــــن الراونـــــــــدي. ٢ ، بـــــــــريوت، عويـــــــــدات، حتقيـــــــــق : عبـــــــــداالمري االعصـــــــــم، فضـــــــــيحة المعتزل

.م١٩٧٥، م١٩٨٨، پاريســــــــــة٣ ــــــــــداهللا الفــــــــــوزان، شــــــــــرح العقيــــــــــد الواســــــــــطية، . ابــــــــــن تيمي ــــــــــن عب ــــــــــة ، شــــــــــرح : صــــــــــاحل بــــــــــن فــــــــــوزان ب مكتب

.م١٩٩٠/ ق١٤١٠، ٥ط ، الرياض، املعارفـــــــــــن عبـــــــــــداهللا أيب علـــــــــــي، . ابـــــــــــن ســـــــــــينا٤ مـــــــــــع حواشـــــــــــي : ، اإلشـــــــــــارات والتنبيهـــــــــــات، ) ق٤٢٨ ( حســـــــــــني ب

.ش١٣٧٥، ١ط ، قم، نشر البالغة، نصريالدين الطوسي وقطب الدين الرازيــــــــــــ. ٥ ــــــــــــاب الشــــــــــــفاء، ـــ ــــــــــــات مــــــــــــن كت مكتــــــــــــب االعــــــــــــالم ، حتقيــــــــــــق : آيــــــــــــة اهللا حســــــــــــن زاده اآلملــــــــــــي، االلهي

.ش١٣٧٦/ ق١٤١٨، ١ط ، قم، االسالمي .ش١٣٦٤، ٢ط ، طهران، املكتبة املرتضوية، النجاة، ـــ. ٦ ، بــــــــريوت، دار فلســــــــطني، حتقيــــــــق : الــــــــدكتور حممــــــــد عــــــــزت نصــــــــر اهللا، ) ق٥٨١ ( . ابــــــــن طفيــــــــل األندلســــــــي٧

.م١٩٧٠، ١ط ــــــــة االندلســــــــي٨ ــــــــب، . ابــــــــن عطي ــــــــن غال ــــــــد احلــــــــق ب ــــــــوجيز فــــــــي ، )ق ٥٤٦( القاضــــــــي أيب حممــــــــد عب المحــــــــور ال

ــــــــــــاب ــــــــــــزتفســــــــــــير الكت ، بــــــــــــريوت، دار الكتــــــــــــب العلميــــــــــــة، عبدالســــــــــــالم عبدالشــــــــــــايف حممــــــــــــد .حتقيــــــــــــق، العزي .م ٢٠٠١/ ق ١٤٢٢، ١ط حتقيـــــــــق : ، معجـــــــــم مقــــــــاييس اللغـــــــــة، ) ق٣٩٥ ( أيب احلســـــــــن أمحــــــــد بـــــــــن فــــــــارس بـــــــــن زكريــــــــا، . ابــــــــن فــــــــارس٩

.ق١٤٠٤، قم، مكتب االعالم االسالمي، عبدالسالم حممد هارونـــــــل فـــــــي، ) ق٧٥١ ( حممـــــــد بـــــــن أيب بكـــــــر بـــــــن أيـــــــوب الزرعـــــــي الدمشـــــــقي، اجلوزيـــــــة. ابـــــــن قـــــــيم ١٠ شـــــــفاء العلي

، اعتـــــــــــىن بـــــــــــه : خالـــــــــــد عبـــــــــــد اللطيـــــــــــف الســـــــــــبع العلمـــــــــــي، مســـــــــــائل القضـــــــــــاء والقـــــــــــدر والحكمـــــــــــة والتعليـــــــــــل .م١٩٩٨/ ق١٤١٨، ٣ط ، بريوت، دار الكتاب العريب

ــــــــــة١١ ــــــــــن املوصــــــــــلي، مختصــــــــــر الصــــــــــواعق المرســــــــــلة، . ابــــــــــن قــــــــــيم اجلوزي ــــــــــب ، اختصــــــــــره : حممــــــــــد ب دار الكت .م١٩٨٥/ ق١٤٠٥، ١ط ، بريوت، العلمية دار ، حـــــــــادي األرواح إلــــــــــى بـــــــــالد األفــــــــــراح ) ق٧٥١ ( مشـــــــــس الـــــــــدين أيب عبــــــــــداهللا، . ابـــــــــن قـــــــــيم اجلوزيــــــــــة١٢

.بريوت، الكتب العلميةــــــــــن منظــــــــــور األفريقــــــــــي املصــــــــــري١٣ ــــــــــن مكــــــــــرم، . اب ــــــــــدين حممــــــــــد ب لســــــــــان ، ) ق٧١١ ( أيب الفضــــــــــل مجــــــــــال ال

.ش١٣٦٣/ ق١٤٠٥، قم، أدب احلوزة، العرب .٢ط ، بريوت، دار مكتبة احلياة، حتقيق وتقدمي : عارف تامر، جامعة الجامعة، . إخوان الصفا١٤ــــــــد، ) ق٩٩٣ ( املــــــــوىل أمحــــــــد، . األردبيلــــــــي١٥ ــــــــد للتجري ــــــــات الشــــــــرح الجدي ــــــــى الهي ــــــــق : ، الحاشــــــــية عل حتقي

.ش١٣٧٧/ ق١٤٩٠، ٢ ط، قم، مكتب االعالم االسالمي، أمحد العابدي حتقيــــــــق وتقــــــــدمي : عبــــــــد الســــــــالم ، تهــــــــذيب اللغــــــــة، ) ق٣٧٠ ( أيب منصــــــــور حممــــــــد بــــــــن أمحــــــــد، . األزهــــــــري١٦

.م١٩٦٤/ ق١٣٨٤، دار القومية العربية للطباعة، مراجعة : حممد علي النجار، حممد هارون فرانــــــــــز شــــــــــتاينر ، تصــــــــــحيح : هلمــــــــــوت ريــــــــــرت، ) ق٣٢٤ ( ن إمساعيــــــــــلأيب احلســــــــــن علــــــــــي بــــــــــ، . األشــــــــــعري١٧

م.١٩٨٠/ ق١٤٠٠، ٣ط ، بفيسبادن دار احيــــــــاء الــــــــرتاث ، روح المعــــــــاني، ) ق١٢٧٠ ( أيب الفضــــــــل شــــــــهاب الـــــــدين الســــــــيد حممــــــــود، اآللوســـــــي .١٨

.بريوت، العريب ، ) جممــــــــوع كتــــــــب ورســــــــائل ( الفــــــــاخرةالمجموعــــــــة ، ) ق٢٩٨ ( . االمــــــــام حيــــــــىي بــــــــن احلســــــــني بــــــــن القاســــــــم١٩

.م٢٠٠٠/ ق١٤٢٠، ١ط ، صنعاء، دار احلكمة اليمانية، حتقيق : علي أمحد حممد الرازحي وضـــــــع حواشـــــــيه : أمحـــــــد ، الفصـــــــل فـــــــي الملـــــــل واألهـــــــواء والنحـــــــل، ) ق٤٥٦ ( ابـــــــن حـــــــزم، . األندلســـــــي٢٠

.م١٩٩٦/ ق١٤١٦، ١ط ، بريوت، دار الكتب العلمية، مشس الدينــــــن حــــــزم أيب حممــــــد علــــــي بــــــن أمحــــــد، . االندلســــــي الظــــــاهري٢١ دارالكتــــــب ، األصــــــول والفــــــروع، ) ق٤٥٦ ( اب

.م١٩٨٤/ ق١٤٠٤، ١ ط، بريوت، العلمية ، حتقيـــــق : الـــــدكتور عمـــــر األســـــعد، النهـــــر المـــــاد مـــــن البحـــــر المحـــــيط، ) ق٧٤٥ ( أيب حيـــــان، . األندلســـــي٢٢

.م١٩٩٥/ ق١٤١٦، ١ط ، بريوت، ليالناشر : دار اجلــــــــدين أيب عبــــــــداهللا حممــــــــد بــــــــن أمحــــــــد بــــــــن أيب بكــــــــر بــــــــن فــــــــرج، . األنصــــــــاري القــــــــرطيب٢٣ ، ) ق٦٧١ ( مشــــــــس ال

.م١٩٨٧/ ق١٤٠٧، ٢ط ، بريوت، دار الكتب العلمية، حوال الموتى واآلخرةأالتذكرة في ــــــــ، ــــــــــ .٢٤ ، تصـــــــحيح : هشـــــــام مســـــــري البخـــــــاري، ) بـــــــيتفســـــــير القرط ( الجـــــــامع ألحكـــــــام القـــــــرآن المعـــــــروف ب

.م ١٩٩٦/ ق١٤١٦، امللونة ١ط ، بريوت، دار احياء الرتاث العريب .م١٩٨٩، بريوت، دار الفكر العريب، تاريخ المذاهب االسالمية، حممد، . أبو زهرة٢٥ االعتقــــــاد بـــــــه وال االنصـــــــاف فيمــــــا يحــــــب، ) ق ٤٠٣ ( القاضــــــي أيب بكــــــر حممــــــد بــــــن الطيــــــب، ين. البــــــاقال ٢٦

.املكتبة األزهرية للرتاث، حتقيق : حممد زاهد بن احلسن الكوثري، يجوز الجهل بهـــــــاريخ األباضـــــــية وعقيـــــــدتها، ) ق٨١٠ ( أيب الفضـــــــل القاســـــــم بـــــــن ابـــــــراهيم، . الـــــــربادي٢٧ حتقيـــــــق : الـــــــدكتور ، ت

.القاهرة، دار الفضيلة، حممد زينهم حممد عرب وأمحد عبد التواب عوض ، ٤ط ، بــــــــريوت، دار اآلفــــــــاق اجلديــــــــدة، الفــــــــرق بــــــــين الفــــــــرق، ) ق٤٢٩ ( عبــــــــد القــــــــاهر، . البغــــــــدادي٢٨

.م١٤٨٠/ ق١٤٠٠ . حتقيــــق وتعليــــق : د، شــــرح المقاصــــد، ) ق٧٩٣ ( ســــعد الــــدين مســــعود بــــن عمــــر بــــن عبــــداهللا، التفتــــازاين .٢٩

، ١ط ، بــــــــــــــــــريوت، الكتـــــــــــــــــبعـــــــــــــــــامل، تصـــــــــــــــــدير : صـــــــــــــــــاحل موســـــــــــــــــى شـــــــــــــــــرف، عبـــــــــــــــــد الـــــــــــــــــرمحن عمـــــــــــــــــرية .م١٩٨٩/ ق١٤٠٩

ـــــــــدين، ) ق٤٢٩ ( اىب منصـــــــــور عبـــــــــد القـــــــــاهر بـــــــــن ظـــــــــاهر، . التميمـــــــــي البغـــــــــدادي٣٠ ـــــــــب ، أصـــــــــول ال دارالكت .م١٩٨١/ ق١٤٠١، ٣ط ، بريوت، العلميةــــــان، ) ق٤٢٧ ( أيب اســــــحاق أمحــــــد، . الثعلــــــيب٣١ حتقيــــــق : ، ) تفســــــير الثعلبــــــي ( املعــــــروف بـــــــ، الكشــــــف والبي

، ١ط ، بـــــــــــــريوت، دار احيــــــــــــاء الــــــــــــرتاث العــــــــــــريب، مراجعــــــــــــة : نظـــــــــــــري الســــــــــــاعدي، أيب حممــــــــــــد بــــــــــــن عاشــــــــــــور .م٢٠٠٢/ ق١٤٢٢

ــــــن حممــــــد، . اجلرجــــــاين٣٢ ضــــــبطه وصــــــححه : حممــــــود ، شــــــرح المواقــــــف، ) ق٨١٦ ( الســــــيد الشــــــريف علــــــي ب .م١٩٩٨/ ق١٤١٩، ١ط ، بريوت، دار الكتب العلمية، عمر الدمياطي

دار العلــــــــم ، حتقيـــــــق : أمحـــــــد عبـــــــدالغفور عطـــــــار، الصـــــــحاح، ) ق٣٩٣ ( إمساعيـــــــل بـــــــن محـــــــاد، . اجلـــــــوهري٣٣ م.١٩٨٤/ ق١٤٠٤، ٣ط ، بريوت، للماليني

ـــــــــــة فـــــــــــي ، ) ق٤٧٨ ( امـــــــــــام احلـــــــــــرمني أيب املعـــــــــــايل عبـــــــــــدامللك، . اجلـــــــــــويين٣٤ ـــــــــــى قواطـــــــــــع األدل اإلرشـــــــــــاد إل .م١٩٩٢/ ق١٤١٣، ٢ ط، بريوت، سة الكتب الثقافيةمؤس، حتقيق : أسعد متيم، االعتقاد

ــــد، ) ق٥٥٧ ( ابــــراهيم بــــن احلســــني، . احلامــــدي٣٥ ــــز الول ، فرانــــز شــــتاينر بقيســــبادن، مصــــطفى غالــــب، كن .م١٩٧١/ ق١٣٩١

حتقيــــــــــق : قســــــــــم ، البرهــــــــــان فــــــــــي تفســــــــــير القــــــــــرآن، ) ق١١٠٧ ( الســــــــــيد هاشــــــــــم، . احلســــــــــيين البحــــــــــراين٣٦ .ق١٤١٥، ١ ط، قم، مؤسسة البعثة، االسالمية يف مؤسسة البعثةالدراسات

، ٧ط ، بــــــــريوت، دار احيــــــــاء الــــــــرتاث العــــــــريب، روح البيــــــــان، ) ق١١٣٧ ( امساعيــــــــل، . حقــــــــي الربوســــــــوي٣٧ .م١٩٨٥/ ق١٤٠٥

ــــــي٣٨ ــــــن مطهــــــر، . احلل ــــــدين احلســــــن ب ، أنــــــوار الملكــــــوت فــــــي شــــــرح اليــــــاقوت، ) ق٧٢٦ ( العالمــــــة مجــــــال ال .ش١٣٦٣، ٢ط ، قم، انتشارات بيدارـ انتشارات الرضي، حتقيق : حممد جنمي الزجناين

ــــــــرازي٣٩ ــــــــدين حممــــــــود، . احلمصــــــــي ال ــــــــل القــــــــرن الســــــــابع ( ســــــــديد ال ــــــــد، ) أوائ مؤسســــــــة ، المنقــــــــذ مــــــــن التقلي .ق١٤١٤، ١ ط، قم، النشر االسالمي التابعة جلماعة املدرسني

أعيــــــد ، حتقيــــــق : كمــــــال مصــــــطفى، الحــــــور العــــــين، ) ق٥٧٣ ( ســــــعيد بــــــن نشــــــواناالمــــــري أيب، . احلمــــــريي٤٠ .م١٩٧٢ايران ـ طبعه يف طهران

ــــــدين، )٦٠٦( فخــــــر الــــــدين حممــــــد بــــــن عمــــــر، . اخلطيــــــب الــــــرازي٤١ مراجعــــــة وتقــــــدمي : طــــــه ، معــــــالم أصــــــول ال .القاهرة، مكتبة الكليات األزهرية، عبد الرؤوف سعد

تقـــــــــدمي ، االنتصـــــــــار، ) ق٢٩٨ ( الـــــــــرحيم بـــــــــن حممـــــــــد بـــــــــن عثمـــــــــان أيب احلســـــــــني عبـــــــــد، املعتـــــــــزيل. اخليـــــــــاط ٤٢ .القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، ومراجعة : حممد حجازي

، شــــــرح العقيـــــــدة الطحاويـــــــة، ) ق٧٢٢ ( العــــــز يبالقاضــــــي علـــــــي بــــــن علــــــي بـــــــن حممــــــد ابـــــــن ا، . الدمشــــــقي٤٣ ، بـــــــــــــريوت، مؤسســـــــــــــة الرســـــــــــــالة، احملســـــــــــــن الرتكـــــــــــــي وشـــــــــــــعيب االرنـــــــــــــؤوطحتقيـــــــــــــق وتعليـــــــــــــق : عبـــــــــــــد اهللا عبـــــــــــــد

.م١٩٨٧/ ق١٤٠٧، ١ طـــــــــرآن، ) ق٤٢٥ ( . الراغـــــــــب األصـــــــــفهاين٤٤ ـــــــــردات ألفـــــــــاظ الق ـــــــــق : صـــــــــفوان عـــــــــدنان داوودي، مف دار ، حتقي .م١٩٩٦/ ق١٤١٦، ١ ط، بريوت، دار الشامية، دمشق، القلم .٢ط ، بريوت، دار املعرفة، رتفسير المنا، حممد، . رشيد رضا٤٥ دار اآلفـــــاق ، قيـــــق : امـــــام حنفـــــي عبـــــداهللاحت، الخالصـــــة النافعـــــة، ) ق٦٥٦ ( أمحـــــد بـــــن حســـــن، . الرصـــــاص٤٦ .م٢٠٠٢/ ق١٤٢٢، ١ط ، القاهرة، العربية .بريوت، منشورات مكتبة احلياة، تاج العروس من جواهر القاموس، حممد مرتضى، . الزبيدي٤٧ .م١٩٩١/ ق١٤١١، ١ ط، بريوت، دار الفكر املعاصر، التفسير المنير، د. وهبة، الزحيلي .٤٨ .تفسير الكشاف، ) ق٥٢٨ ( جار اهللا حممود بن عمر، . الزخمشري٤٩ ، مراجعـــــــة : حممـــــــد الفلســـــــفي، تـــــــاريخ علـــــــم الكـــــــالم فـــــــي االســـــــالم، شـــــــيخ االســـــــالم فضـــــــل اهللا، . الزجنـــــــاين٥٠

.م١٩٩٧/ ق١٤١٧، ١ط ، مشهد، جممع البحوث االسالمية، : علي هاشمتعريف املقدمة ، ٢ط ، بــــــــــــــــــــــريوت ، املكتــــــــــــــــــــــب االســــــــــــــــــــــالمي، ) ق١١٨٩ ( حممــــــــــــــــــــــد بــــــــــــــــــــــن أمحــــــــــــــــــــــد، . الســــــــــــــــــــــفاريين٥١

.م١٩٨٥/ ق١٤٠٥ـــــــن ، حســـــــن بـــــــن علـــــــي، . الســـــــقاف٥٢ ـــــــدة م ـــــــة واأللبـــــــاني فـــــــي العقي ـــــــن تيمي ـــــــين اب البشـــــــارة واالنحـــــــاف لمـــــــا ب

.م١٩٩٢/ ق١٤١٣، ١ ط، عمان، االمام النوويدار ، األختالف .م١٩٩٨/ ق١٤١٨، ٢ ط، مصر، مكتبة مدبويل، قصة الديانات، . سليمان مظهر٥٣ـــــــــاهج فـــــــــي تمييـــــــــز األباضـــــــــية مـــــــــن ، ســـــــــامل بـــــــــن محـــــــــود بـــــــــن شـــــــــامس، . الســـــــــيايب الســـــــــمائلي٥٤ أصـــــــــدق المن

.م١٩٧٩، سلطنة، الرتاث القومي والثقافةوزارة ، سيدة إمساعيل كاشف .حتقيق وشرح : د، الخوارج .٢ط ، دار احياء الكتب العربية، في ظالل القرآن، . سيد قطب٥٥ـــــــــــى نهـــــــــــج ، ) ق٨٢٦ ( مجـــــــــــال الـــــــــــدين مقـــــــــــداد بـــــــــــن عبـــــــــــداهللا، . الســـــــــــيوري احللـــــــــــي٥٦ إرشـــــــــــاد الطـــــــــــالبين إل

.ق١٤٠٥، مكتبة آية اهللا املرعشي، حتقيق : السيد مهدي الرجائي، المسترشدين حتقيــــــــق وتعليــــــــق : الســــــــيد حممــــــــد ، اللوامــــــــع االلهيــــــــة، ) ق٨٢٦ ( مجــــــــال الــــــــدين مقــــــــداد بــــــــن عبــــــــداهللا، ـــــــــــ .٥٧

.ق١٣٩٧، تربيز، مطبعة شفق، علي القاضي الطباطبائي ، ١ط ، بـــــــــريوت، دار الفكـــــــــر، الـــــــــدر المنثـــــــــور، ) ق٩١١ ( الـــــــــرمحن جـــــــــالل الـــــــــدين عبـــــــــد، . الســـــــــيوطي٥٨

.م١٩٨٢/ ق١٤٠٣

عــــــــدة األكيــــــــاس فـــــــــي شــــــــرح معـــــــــاني ، ) ق١٠٥٥ ( أمحــــــــد بـــــــــن حممــــــــد بــــــــن صـــــــــالح، . الشــــــــريف القــــــــامسي٥٩ .م ١٩٩٥/ ق ١٤١٥، ١ط، صنعاء، دار احلكمة اليمانية، األساس

.دار الشروق، االسالم عقيدة وشريعة، حممود، . شلتوت٦٠ .بريوت، املعرفة دار، فتح القدير، )١٢٥٠( حممد بن علي بن حممد، . الشوكاين٦١ حتقيــــــــــق : ، الملــــــــــل والنحـــــــــل، ) ق٥٤٨ ( أيب الفـــــــــتح حممـــــــــد بــــــــــن عبـــــــــدالكرمي بـــــــــن أمحـــــــــد، . الشهرســـــــــتاين٦٢

.بريوت، دار املعرفة، حممد سيد گيالينـــــائق االيمـــــان، ) ق٩٦٥ ( زيـــــن الـــــدين بـــــن علـــــي بـــــن امحـــــد العـــــاملي، . الشـــــهيد الثـــــاين٦٣ حتقيـــــق : الســـــيد ، حق

.ق١٤٠٩، ١ ط، قم، كتبة آية اهللا املرعشي العامةم، مهدي الرجائيـــــــــل وأســـــــــرار ، ) ق٧٩١ ( أيب ســـــــــعيد عبـــــــــد اهللا أيب عمـــــــــر بـــــــــن حممـــــــــد، . الشـــــــــريازي البيضـــــــــاوي٦٤ ـــــــــوار التنزي أن

، دار الفكـــــــــر، حتقيـــــــــق : عبـــــــــدالقادر عرفـــــــــان العشـــــــــا حســـــــــونة ، ) تفســـــــــير البيضـــــــــاوي ( التأويـــــــــل المعـــــــــروف بــــــــــ .م١٩٩٦/ ق١٤١٦، بريوتــــــــدين هبــــــــة اهللا، . الشــــــــريازي٦٥ ــــــــة، ) ق٤٧٠ ( املؤيــــــــد يف ال حقــــــــق وعلــــــــق عليــــــــه : حممــــــــد ، المجــــــــالس المؤيدي

.م١٩٩٤/ ق١٤١٤، ١ ط، القاهرة، مكتبة مدبويل، عبدالغفار تصــــــــــحيح وتعليــــــــــق : فــــــــــاتن حممــــــــــد ، العرشــــــــــية )١٠٥٠( صــــــــــدر الــــــــــدين حممــــــــــد بــــــــــن ابــــــــــراهيم، . الشــــــــــريازي٦٦

.م٢٠٠٠/ ق١٤٢٠، ١ ط، بريوت، مؤسسة التاريخ العريب، اللبون وفؤاد دكار ، ٥ ط، بــــــــــــريوت، دار احيــــــــــــاء الــــــــــــرتاث العــــــــــــريب، الحكمــــــــــــة المتعاليــــــــــــة فــــــــــــي االســــــــــــفار األربعــــــــــــة، ـــــــــــــــ .٦٧

.م١٩٩٩/ ق١٤١٩ دار التعـــــــــــــارف ، حتقيـــــــــــــق وتعليـــــــــــــق : حممـــــــــــــد جعفـــــــــــــر مشـــــــــــــس الـــــــــــــدين، تفســـــــــــــير القـــــــــــــرآن الكـــــــــــــريم، ــــــــــــــــ .٦٨

.م١٩٩٨/ ق١٤١٩، ٢ ط، بريوت، للمطبوعاتـــــــــــ .٦٩ ـــــــــــة فـــــــــــي المنـــــــــــاهج الســـــــــــلوكية، ـــ تعليـــــــــــق ، مـــــــــــع حواشـــــــــــي : مالهـــــــــــادي الســـــــــــبزواري، شـــــــــــواهد الربوبي

.بريوت، مؤسسة التاريخ العريب، وتصحيح وتقدمي : السيد جالل الدين اآلشتياين ، ٢ ط، طهــــــــران، انتشــــــــارات فرهنــــــــگ اســــــــالمي، الفرقــــــــان فــــــــي تفســــــــير القــــــــرآن، حممــــــــد .د، . صــــــــادقي٧٠

.ق١٤٠٦ .م١٩٩٤/ ق١٤١٤، ٢ ط، بريوت، مؤسسة النور للمطبوعات، عقائدنا، ـــ. ٧١ ، التوحيــــــــد ) ق٣٨١ ( الشــــــــيخ أيب جعفــــــــر حممـــــــد بــــــــن علــــــــي بــــــــن احلســـــــني بــــــــن بابويــــــــه القمـــــــي، . الصـــــــدوق٧٢

مؤسســــــــــــة النشــــــــــــر االســــــــــــالمي التابعــــــــــــة جلماعـــــــــــــة ، تصــــــــــــحيح وتعليــــــــــــق : للســــــــــــيد هاشــــــــــــم احلســــــــــــيين الطهـــــــــــــراين ق.١٤٢٢، ١ ط، قم، املدرسني

ــــــــة، )٣٨١( أيب جعفــــــــر حممــــــــد بــــــــن علــــــــي بــــــــن احلســــــــني بــــــــن بابويــــــــه القمــــــــي، . الصــــــــدوق٧٣ مؤسســــــــة ، الهداي .ق١٤١٨، ١ ط، االمام اهلادي

ــــــــ. ٧٤ ــــــــق : عصــــــــام عبــــــــد الســــــــيد، اإلعتقــــــــادات، ـــ ــــــــ حتقي ــــــــداملطبــــــــوع ضــــــــمن سلســــــــلة مؤلفــــــــات الشــــــــ ـ ، يخ املفي .م١٩٩٣/ ق١٤١٤، ٢ ط، بريوت، داراملفيد

ـــــــن حـــــــابس، . الصـــــــعدي٧٥ ـــــــن أمحـــــــد ب ـــــــن حيـــــــىي ب االيضـــــــاح شـــــــرح المصـــــــباح الشـــــــهير ، ) ق١٠٦١ ( أمحـــــــد بـــــــــين مســـــــــألة ( ب ـــــــــن حيـــــــــىي اليوســـــــــفي، ) شـــــــــرح الثالث ـــــــــة، مراجعـــــــــة وتصـــــــــحيح : حســـــــــن ب ، دار احلكمـــــــــة اليماني

.م٢٠٠٠/ ق١٤٢٠، ١ ط، صنعاءـــــــائي٧٦ مؤسســـــــة االعلمـــــــي ، الميـــــــزان فـــــــي تفســـــــير القـــــــرآن، ) ق١٤٠٢ ( العالمـــــــة حممـــــــد حســـــــني، . الطباطب

.م١٩٧٣/ ق١٣٩٣، ٢ ط، بريوت، للمطبوعاتـــــــــن احلســـــــــن، . الطربســـــــــي٧٧ ـــــــــع الجـــــــــامع، ) ق٥٤٨ ( أيب علـــــــــي الفضـــــــــل ب حتقيـــــــــق ونشـــــــــر : مؤسســـــــــة ، جوام

.ق١٤١٨، ١ ط، قم، الناشر االسالمي التابعة جلماعة املدرسنيــــــــــ. ٧٨ ــــــــــة االســــــــــالمية، تصــــــــــحيح وتعليــــــــــق : هاشــــــــــم الرســــــــــول احملــــــــــاليت، مجمــــــــــع البيــــــــــان، ـــ ــــــــــة العلمي ، املكتب .طهرانــــــدين، . الطوســــــي٧٩ شــــــرح : مجــــــال الــــــدين ، كشــــــف المــــــراد فــــــي شــــــرح تجريــــــد االعتقــــــاد، اخلواجــــــة نصــــــري ال

ـــــــــيالعالمـــــــــة احل ( احلســـــــــن بـــــــــن يوســـــــــف ابـــــــــن علـــــــــي بـــــــــن املطهـــــــــر املعـــــــــروف بــــــــــ مـــــــــع حواشـــــــــي وتعليقـــــــــات : ، ) ل .ش١٣٧١/ ق١٤١٣، ٢ ط، قم، انتشارات شكوري، السيد ابراهيم املوسوي الزجناين

.م١٩٨٥/ ق١٤٠٥، ٢ ط، بريوت، دار االضواء، تلخيص المحصل، ـــ. ٨٠ــــــــان، ) هـــــــــ ٤٦٠ ( شــــــــيخ الطائفــــــــة أيب جعفــــــــر حممــــــــد بــــــــن احلســــــــن، . الطوســــــــي٨١ حتقيــــــــق وتصــــــــحيح : ، التبي

.قم، دار الكتب العلمية، أمحد حبيب قصري العاملي دار ، دار صـــــــــعب، حققـــــــــه وعلـــــــــق عليـــــــــه : الســـــــــيد حســـــــــن املوســـــــــوي اخلرســـــــــان، تهـــــــــذيب األحكـــــــــام، ــــــــــــ. ٨٢

.م١٩٨١/ ق١٤٠١، بريوت، التعارف .م١٩٨٦/ ق١٤٠٦، ٢ ط، بريوت، داراألضواء، االقتصاد فيما يتعلق باالعتقاد، ـــ. ٨٣ .م١٩٩٨، ١ ط، بريوت، دار النبوغ، االنسان في فلسفة الفارابي، د. ابراهيم، . العايت٨٤ـــــــــدكتور فـــــــــرج اهللا، . عبـــــــــدالباري٨٥ ـــــــــين اليهوديـــــــــة والمســـــــــيحية واالســـــــــالم، ال ، دار الوفـــــــــاء، اليـــــــــوم اآلخـــــــــر ب

.م١٩٩٢/ ق١٤١٢، ٢ ط، مصر، املنصورة .م١٩٩٩/ ق١٤٢٠، ١ ط، دمشق، دار الفكر، حممد، . العريب بو عزيزي٨٦ــــــــن مجعــــــــة، . العروســــــــي احلــــــــويزي٨٧ ــــــــد علــــــــي ب ــــــــق : الســــــــيد ، نــــــــور الثقلــــــــين، ) ق١١١٢ ( عب تصــــــــحيح وتعلي

.٢ ط، قم، املطبعة العلمية، هاشم الرسول احملاليت .م١٩٦٢/ ق١٣٨١، بريوت، دار احياء الكتب العربية، التفسير الحديث، حممد، . عزة دروزه٨٨ ، ٤ ط، ايـــــــــــران، التوحيـــــــــــد، عقائـــــــــــد االســـــــــــالم مـــــــــــن القـــــــــــرآن كـــــــــــريم، الســـــــــــيد مرتضـــــــــــى، . العســـــــــــكري٨٩

.م١٩٩٩/ ق١٤٢٠ــــــــدين، ) ق٧٢٦ ( احلســــــــن بــــــــن يوســــــــف بــــــــن املطهــــــــر، . العالمــــــــة احللــــــــي٩٠ ، منــــــــاهج اليقــــــــين فــــــــي أصــــــــول ال

.ش١٣٧٤/ ق١٤١٦، ١ ط، احملقق، حتقيق : حممد رضا األنصاري القمي حتقيـــــق : الســـــيد أمحـــــد ، الـــــذخيرة فـــــي علـــــم الكـــــالم، ) ق٤٣٦ ( الســـــيد الشـــــريف املرتضـــــى، . علـــــم اهلـــــدى٩١

.ق١٤١١، قم، مؤسسة النشر االسالمي التابعة جلماعة املدرسني، احلسيين

شــــــــــرح جمــــــــــل العلــــــــــم ، ) ق٤٣٦ ( الشــــــــــريف املرتضــــــــــى علــــــــــي بــــــــــن احلســــــــــني املوســــــــــوي، . علــــــــــم اهلــــــــــدى٩٢ ، طهــــــــــــــران، دار األســــــــــــــوة للطباعــــــــــــــة والنشــــــــــــــر، تصــــــــــــــحيح وتعليــــــــــــــق :يعقــــــــــــــوب اجلعفــــــــــــــر املراغــــــــــــــي، والعمــــــــــــــل

.ق١٤١٩، ٢ طــــــــة وموقــــــــف االســــــــالم منهــــــــا، د. غالــــــــب بــــــــن علــــــــي، . العــــــــواجي٩٣ ــــــــاريخهم وآراؤهــــــــم االعتقادي ، الخــــــــوارج ت

.م١٩٩٧/ ق١٤١٨، ١ ط، العربية السعودية، دمنهور، مكتبة السنةــــــــق : قســــــــم الدراســــــــات ، تفســــــــير العياشــــــــي، ) ه ٣٢٠ ( أيب النضــــــــر حممــــــــد بــــــــن مســــــــعود، العياشــــــــي. ٩٤ حتقي

.ق١٤٢١، ١ ط، قم، مؤسسة البعثة، االسالمية يف مؤسسة البعثةـــــــان الســـــــماوية والوضـــــــعية، يوســـــــف .د، . عيـــــــد٩٥ ـــــــ موســـــــوعة االدي ـــــــة ـ ـــــــة اليهودي ـــــــاين، الديان ، دار الفكـــــــر اللبن

.م١٩٩٥، ١ ط، بريوت .م١٩٦٤، بريوت، دار اليقظة العربية، أعالم االسماعيلية، مصطفى، . غالب٩٦ ، أربـــــــــع رســــــــائل فلســـــــــفية، ) ق٣٣٩ ( أيب نصــــــــر حممــــــــد بـــــــــن حممــــــــد بــــــــن طرخـــــــــان بــــــــن أوزلــــــــغ، . الفــــــــارايب٩٧

.ش١٣٧١/ ق١٤١٢، ١ ط، طهران، انتشارات حكمت، جعفر آل ياسني .حتقيق : د .م١٨٩٥، آملانياـ طبع يف ليدن، حتقيق : فريدريك ديرتسي، أهل المدينة الفاضلةآراء ، ــ ـ .٩٨ـــــــــ .٩٩ ـــــــــة، ـــ ـــــــــه وعلـــــــــق عليـــــــــه : فـــــــــوزي مـــــــــرتي جنـــــــــار، السياســـــــــة المدني ، انتشـــــــــارات الزهـــــــــراء، حققـــــــــه وقـــــــــدم ل .ش١٣٦٦/ ق١٤٠٨ ١ ط، طهرانـــــرازي١٠٠ ـــــدين، ) ق٦٠٦ ( . الفخـــــر ال ـــــي أصـــــول ال ـــــة ، تعليـــــق : د. حجـــــازي الســـــقاتقـــــدمي و ، األربعـــــين ف مكتب

.م١٩٨٦/ ق١٤٠٦، ١ ط، القاهرة، الكليات األزهرية .تفسير الكبير، ـــ. ١٠١ حتقيــــــق : أمحــــــد يوســــــف جنــــــايت وحممــــــد علــــــي ، معــــــاني القــــــرآن، ) ق٢٠٧ ( أيب زكريــــــا بــــــن زيــــــاد، . الفــــــراء١٠٢ .١ ط، طهران، انتشارات ناصر خسرو، النجارـــــــارف، ) ق١٠٩٢ ( مالحمســـــــن، الكاشـــــــاين. الفـــــــيض ١٠٣ تعليـــــــق وتصـــــــحيح ومقدمـــــــة : الســـــــيد ، أصـــــــول المع

.ش١٣٧٥، ٣ ط، قم، مكتب االعالم االسالمي، جالل الدين اآلشتياين تعليــــــق : حممــــــد قاســــــم عبــــــداهللا ، األســــــاس لعقائــــــد األكيــــــاس، ) ق١٠٢٩ ( . القاســــــم بــــــن حممــــــد بــــــن علــــــي١٠٤ .م١٩٩٤/ ق١٤١٥، ٢ ط، اليمن ـ صعدة، سالميةمكتبة الرتاث اال، اهلامشي حتقيـــــــــق وتعليـــــــــق : حممـــــــــد فـــــــــؤاد عبـــــــــد ، تفســـــــــير القاســـــــــمي، ) ق١٠٢٩ ( حممـــــــــد بـــــــــن علـــــــــي، . القـــــــــامسى١٠٥ .م١٩٧٨/ ق١٣٩٨، ٢ ط، بريوت، دارالفكر، الباقيـــــار . القاضـــــي عبـــــد١٠٦ تنزيـــــه القـــــرآن عـــــن ، ) ق٤١٥ ( عمـــــاد الـــــدين أيب احلســـــن عبـــــد اجلبـــــار بـــــن أمحـــــد، اجلب

.بريوت، دار النهضة احلديثة، الشركة الشرقية للطباعة والنشر ، المطاعن حتقيــــــــــق وتقــــــــــدمي : ، تعليــــــــــق : أمحــــــــــد بــــــــــن احلســــــــــني بــــــــــن أيب هاشــــــــــم، شــــــــــرح األصــــــــــول الخمســــــــــة، ـــــــــــــ .١٠٧

.١٩٨٨/ ق١٤٠٨، أم القرى للطباعة والنشر، الدكتور عبد الكرمي عثمانـــــــــدين، . القريشـــــــــي١٠٨ تقـــــــــدمي وحتقيـــــــــق : الـــــــــدكتور مصـــــــــطفى، زهـــــــــر املعـــــــــاين، ) ه ٨٧٢ ( ادريـــــــــس عمـــــــــاد ال

.م ١٩٩١/ ق١٤١١، ١ط، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، غالب تفســــــير غرائــــــب القــــــرآن ، ) ق٧٢٨ ( نظــــــام الــــــدين احلســــــن بــــــن حممــــــد بــــــن حســــــني، . القمــــــي النيســــــابوري١٠٩

، ١ ط، بـــــــــــــــريوت، دار الكتـــــــــــــــب العلميـــــــــــــــة، يـــــــــــــــق : الشـــــــــــــــيخ زكريـــــــــــــــا غمـــــــــــــــرياتحتق، ورغائـــــــــــــــب الفرقـــــــــــــــان .م١٩٩٦/ ق١٤١٦ ، تفســــــير القمــــــي، ) مـــــن اعــــــالم القــــــرن الثالـــــث والرابــــــع اهلجــــــري ( أيب احلســــــن علـــــي بــــــن ابــــــراهيم، . القمـــــي١١٠

.ق١٣٧٨، النجف األشرف، مطبعة النجف، تصحيح وتعليق : السيد طيب املوسوي اجلزائري ، فـــــــتح البيـــــــان فـــــــي مقاصـــــــد القـــــــرآن، ) ق١٣٠٧ ( صـــــــديق بـــــــن حســـــــن بـــــــن علـــــــي احلســـــــني، القنـــــــوجي .١١١

.م١٩٩٥/ ق١٤١٥، ٢ ط، بريوت، المكتبة العصرية، حتقيق : عبداهللا بن ابراهيم األنصاري .م١٩٩٧/ ق١٤١٨، ١ ط، بريوت، الغدير، السلفية، السيد حممد، . الكثريي١١٢ ، دار األنــــــــدلس، تقـــــــدمي وحتقيـــــــق : مصـــــــطفى غالـــــــب، راحـــــــة العقــــــــل، أمحـــــــد محيـــــــد الـــــــدين، . الكرمـــــــاين١١٣ .م١٩٦٧، ١ ط، بريوتـــــ ٢٣٨ ( ايب جعفـــــر حممـــــد بـــــن يعقـــــوب، . الكليـــــين الـــــرازي١١٤ : تصـــــحيح وتعليـــــق ، أصـــــول الكـــــافي، ) ٢٣٩ ـ

.ش١٣٦٥، طهران، دار الكتب االسالمية، علي أكرب الغفاري ، الزهـــــــــد، ) مـــــــــن اعـــــــــالم القـــــــــرن الثـــــــــاين والثالـــــــــث اهلجـــــــــري ( احلســـــــــني بـــــــــن ســـــــــعيد، هـــــــــوازي. الكـــــــــويف األ١١٥

.ق١٣٩٩، احملقق، حتقيق : مريزا غالم رضا عرفانيان دار ، حتقيـــــــــــق وتقــــــــــدمي : الـــــــــــدكتور فـــــــــــتح اهللا خليفـــــــــــة، التوحيـــــــــــد، ) ق٣٣٣ ( أيب منصـــــــــــور، . املاتريــــــــــدي١١٦

.اجلامعات املصرية ، املصــــــــححة، ٢ ط، بـــــــريوت، مؤسســـــــة الوفـــــــاء، بحـــــــار األنــــــــوار ) ق١١١١ ( بـــــــاقر حممـــــــد، . ا لســـــــي١١٧

.م١٩٨٣/ ق١٤٠٢ــــــدين، ) ق٦٧٦ ( جنــــــم الــــــدين أيب القاســــــم جعفــــــر بــــــن ســــــعيد، . احملقــــــق احللــــــي١١٨ ، المســــــلك فــــــي أصــــــول ال

.ق١٣٧٣/ ق١٤١٤، ١ ط، مشهد، جممع البحوث االسالمية، حتقيق : رضا األستاذي حتقيــــــق وتعليـــــــق : ، ســـــــبيل الرشــــــاد إلـــــــى معرفــــــة رب العبـــــــاد، حممــــــد بــــــن احلســـــــن بــــــن القاســــــم بـــــــن حممــــــد. ١١٩

.م١٩٩٦/ ق١٤١٧، ٣ ط، صعدة، دار الرتاث اليمىن، حممد حيىي سامل عزان .م١٩٨٥، ٢ ط، بريوت، دار احياء الرتاث العريب، تفسير المراغي، أمحد مصطفى، . املراغي١٢٠ الـــــــــــــدار ، ترمجــــــــــــة : حممــــــــــــد عبـــــــــــــداملنعم اخلاقــــــــــــاين، العــــــــــــدل االلهـــــــــــــي، الشــــــــــــهيد مرتضـــــــــــــى، ري. املطهــــــــــــ١٢١

.م١٩٨١/ ق١٤٠١، ١ ط، بريوت، االسالمية .م١٩٧٨، ١ ط، بريوت، دار القلم، الشيعة بين األشاعرة والمعتزلة، هاشم، . معروف احلسين١٢٢ ، ) ق٤١٣ ( املعلــــــم أيب عبــــــداهللا العكــــــربي البغــــــدادي الشــــــيخ حممــــــد بــــــن حممــــــد بــــــن النعمــــــان ابــــــن، . املفيــــــد١٢٣

ـــــــــاالت ـــــــــل المق ـــــــــق : حســـــــــني درگـــــــــاهي، أوائ ـــــــــد، حتقي ـــــــــد، سلســـــــــلة مؤلفـــــــــات الشـــــــــيخ املفي ـــــــــريوت، دار املفي ، ب .م١٩٩٣/ ق١٤١٤، ٢ ط

ــــــــ .١٢٤ ــــــــق : حســــــــني درگــــــــاهي، تصــــــــحيح االعتقــــــــاد، ـــ ــــــــد، حتقي ، داراملفيــــــــد، سلســــــــلة مؤلفــــــــات الشــــــــيخ املفي

.م١٩٩٣/ ق١٤١٤، ٢ ط، تبريو ، ١ ط، بــــــريوت، مؤسســــــة البعثــــــة، األمثــــــل فــــــي تفســــــير كتــــــاب اهللا المنــــــزل، ناصــــــر، . مكــــــارم الشــــــريازي١٢٥

.م١٩٩٢/ ق١٤١٣ــــــــي األديــــــــان والمــــــــذاهب واألحــــــــزاب المعاصــــــــرة. ١٢٦ اشــــــــراف وختطــــــــيط ومراجعــــــــة : ، الموســــــــوعة الميســــــــرة ف

.ق١٤١٨، ٣ ط، الرياض، الندوة العامليةدار ، الدكتور مانع بن محاد اجلهينــــــن أمحــــــد بــــــن حممــــــود، . النســــــفي١٢٧ حتقيــــــق : يوســــــف ، تفســــــير النســــــفي، ) ق٧١٠ ( أيب الربكــــــات عبــــــداهللا ب

.م١٩٩٨/ ق١٤١٦، ١ ط، بريوت، دار الكلم الطيب، علي بديوي حتقيـــــق : د. ، بحـــــر الكـــــالم، ) ق٥٠٨ ( ) أيب املعـــــني النســـــفي ( ميمـــــون بـــــن حممـــــد الشـــــهري بــــــ، . النســـــفي١٢٨

.م١٩٩٧/ ق١٤١٧، ١ ط، مكتبة دار الفرفور، ويل الدين حممد صاحل الفرفورـــــــ .١٢٩ ـــــــي اصـــــــول الـــــــدين، ـــ ـــــــدي ( تبصـــــــرة األدلـــــــة ف ـــــــي منصـــــــور الماتري ـــــــى طريقـــــــة االمـــــــام أب حتقيـــــــق : ، ) عل

.م١٩٩٣، ١ ط، ليماسول، اجلفان واجلايب للطباعة والنشر، كلود سالمة دار ، اعـــــــداد : حممـــــــد الـــــــيعالوي، المجـــــــالس والمســـــــايرات، ) ق٣٤٧ ( القاضـــــــي، . النعمـــــــان بـــــــن حممـــــــد١٣٠

.م١٩٩٧، ٢ ط، بريوت، الغرب االسالميــــــــث ( أيب حممــــــــد احلســــــــن بــــــــن موســــــــى، . النــــــــوخبيت١٣١ ــــــــرق الشــــــــيعة، ) مــــــــن أعــــــــالم القــــــــرن الثال تصــــــــحيح ، ف

، النجــــــــــــــــــف األشــــــــــــــــــرف، املكتبــــــــــــــــــة املرتضــــــــــــــــــوية، موتعليــــــــــــــــــق : الســــــــــــــــــيد حممــــــــــــــــــد صــــــــــــــــــادق آل حبــــــــــــــــــر العلــــــــــــــــــو .م١٩٣٦/ ق١٣٥٥ــــــــــــــؤمن، يت ومرميــــــــــــــة، . ودول ري١٣٢ ، جامعــــــــــــــة روح القــــــــــــــدس، تعريــــــــــــــب : اخلــــــــــــــوري يوســــــــــــــف ضــــــــــــــرغام، ن

.م١٩٨٣، بريوت، ألكسليكـــــــــــــت١٣٣ ـــــــــــــريوت، دار اجليـــــــــــــل، ترمجـــــــــــــة : حممـــــــــــــد بـــــــــــــدران، قصـــــــــــــة الحضـــــــــــــارة، . ويـــــــــــــل وايريـــــــــــــل ديواران ، ب

.م١٩٨٨/ ق١٤٠٨ــــــــن محــــــــزة١٣٤ ــــــــي العقائــــــــد االلهيــــــــة، ) ق٧٤٩ ( . حيــــــــىي ب ــــــــار حممــــــــد ، المعــــــــالم الدينيــــــــة ف ــــــــق : ســــــــيد خمت حتقي

.م١٩٨٨/ ق١٤٠٨، ١ ط، بريوت، دار الفكر املعاصر، أمحد حشادــــــيمن١٣٥ دار ، حتقيــــــق وتقــــــدمي : الــــــدكتور مصــــــطفى غالــــــب، الكشــــــف، ) ق٣٤٧ ( جعفــــــر بــــــن منصــــــور، . ال

.م١٩٨٤/ ق١٤٠٤، ١ ط، بريوت، األندلسي

المصادر الفارسية ، مؤسســــــة انتشـــــارات امــــــري كبــــــري، شـــــرح بــــــر زاد المعــــــاد مــــــال صـــــدرا، الســــــيد جـــــالل الــــــدين، . اآلشـــــتياين١٣٦ .ش١٣٧٧، ١ ط، طهران كــــــــانون ، ترمجــــــــة : أمحــــــــد آرام، احيــــــــاى فكــــــــر دينــــــــى در اســــــــالم، ) م١٩٣٨ ( حممــــــــد، . اقبــــــــال الهــــــــورى١٣٧ .وپژوهشهاى اسالمىنشر

، ويراســــــتار : پرويـــــــز أتـــــــابكى، ترمجــــــة : علـــــــى أصــــــغر حكمـــــــت، تــــــاريخ جـــــــامع اديـــــــان، نـــــــاس .. جــــــان ىب١٣٨ .م١٩٩٦/ ش١٣٧٥، ٨ ط، ران، شركت انتشارات علمى وفرهنگى

تعليـــــــــــق وتصـــــــــــحيح ، مجموعـــــــــــه رســـــــــــائل حكـــــــــــيم ســـــــــــبزوارى، ) ق١٢٨٨ ( مالهـــــــــــادى، . الســـــــــــبزواري١٣٩ .ش ١٣٧٦، ٢ ط، طهران، انتشارات اسوه، السيد جالل الدين اآلشتياىنومقدمة :

، مجموعـــه مصـــنفات شـــيخ اشـــراق، ) ق٥٨٧ ( ) شــيخ االشـــراق ( شـــهاب الــدين املعـــروف بــــ، . الســهروردي١٤٠ .ش١٣٧٢، ٢ ط، طهران، مؤسسة مطالعات وحتقيقات فرهنگ، تصحيح ومقدمة : هانرى كوربان

ــــــــاريخ فلســــــــفه در جهــــــــان اســــــــالمى، حنــــــــا وخليــــــــل اجلــــــــر، . الفــــــــاخورى١٤١ ، ترمجــــــــة : عبــــــــد احملمــــــــد آيــــــــىت، ت .ش١٣٧٧، ٥ ط، ران، شركت انتشارات علمى وفرهنگى

.ش١٣٧٧، ١ ط، قم، ليغات اسالمىمركز انتشارات دفرت تب، جهنم چرا، حممد حسن، . قدردان ملكى١٤٢ مؤسســـــــة انتشـــــــارات ، ترمجـــــــة : الـــــــدكتور اســـــــد اهللا مبشـــــــرى، اســـــــالمىتـــــــاريخ فلســـــــفه ، هـــــــانرى، . كوربـــــــان١٤٣

.ش١٣٧١، ٤ ط، طهران، امري كبري ، مقدمـــــة وتوضـــــيحات : كـــــاظم مـــــدير شـــــانه چـــــى، فرهنـــــگ فـــــرق اســـــالمى، حممـــــد جـــــواد .د، . مشـــــكور١٤٤

.ش١٣٧٥، ٣ ط، مشهد، ) مركز البحوث االسالمية ( آستان قدس رضوى .ش١٣٧٠، ١ ط، انتشارات نسل جوان، پيام قرآن، ناصر، الشريازى. مكارم ١٤٥