سر التوبة والاعتراف

16
سرافع بة وا التو

Upload: orthodoxonline

Post on 31-Oct-2015

652 views

Category:

Documents


8 download

TRANSCRIPT

Page 1: سر التوبة والاعتراف

سر

التوبة واالعرتاف

Page 2: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

1

المحتويات

I................................................................................ 1_ المحتويات II.................................................................................... 2_ مقدمة

III2لكتاب المقدس: ..............................................................._ التوبة في ا _ التوبة في العهد القديم1 _ التوبة في العهد الجديد2

IV................................................ 4_ مسيرة سر التوبة واالعتراف في الكنيسة V............... 5............................................................_ مفهوم الخطيئة

VI............................................................ 6_ أهمية سر التوبة واالعتراف VII........................................................................... 6_ مفهوم التوبة VIII7فاعيل التوبة ........................................................................._ م

IX............................................................................ :8_ أسس التوبة _ فحص الذات1 _ الشعور باالنسحاق والحزن2 _ اإليمان بالرب والثقة بتحننه 3

X..................................................................... 9_ االعتراف أمام كاهن XI.................................................................... :11_ مراحل االعتراف

_ ما قبل االعتراف1 _ خالل االعتراف2 _ ما بعد االعتراف3

XII11قوانين والقصاصات .........................................................._ مفهوم ال XIII............................................................................... 21_ خاتمة

XIV.................................................................. 41.._ مصادر ومراجع

Page 3: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

2

II:مقدمة _ "األسرار هي أبواب النعمة والخالص، ورحمة اهلل التي ال تحد وصالحه غير المتناهي هما

ن تكن، لغويًا، األمور المخفية أو 1")القديس نيقوال كاباسيالس(.اللذان فتحاها لندخلها فهي وا هي تدبير اهلل الخالصي وسر المستترة، لكنها ُتدرك عند المؤمنين في شركة اإليمان. ففي النهاية

2محبته الفائقة.ن عدَّت الكتب األسرار سبعًة، إال أن الكنيسة األرثوذكسية تقر، بأن كل عمٍل، في الروح وا

3القدس، ينمي ويبني الجماعة، هو سر مقدس. 4بمثابة أبواب السماء"،وانطالقًا من حاجة اإلنسان لالشتراك بسر المسيح، تأتي األسرار "

إذا ما ولجناها، ننتقل إلى المسيح معشوقنا. فالمعمودية تلدنا، واإلفخارستية تغذينا وتتحدنا التيبالرب، والميرون يعطينا التثبيت وعربون الروح، في حين يأتي سر التوبة واالعتراف ليصالح اإلنسان

الهدف نفسه أال وهو مع اهلل من جديد من بعد المعمودية، إذا ما ابتعد عنه، وأما بقية األسرار فتخدم االتحاد بالرب.

في هذه الصفحات القليلة، سأحاول أن أتناول سرًا من هذه األسرار، أال وهو سر التوبة واالعتراف، لشعوري بأهمية هذا السر في العودة المستمرة نحو اهلل، وبالتالي االتحاد به. فهو في

ؤمن نحو اهلل، بحيث يصبح اهلل هو المحور في التعريف لغويًا، التغيير الكياني والتحول األكمل للمحياته. وهذا حتى يتحقق، البد أن يكون مبنيًا على أسس قوية واستعداد صحيح لتقبل النعمة اإللهية. يضاحه من خالل ما سأورده من براهين من الكتاب المقدس فعلَّ الرب يساعدني في إيصال ذلك وا

سس والمفاهيم المتعلقة بالتوبة.وحياة الكنيسة، ومن خالل تحديد بعض األ

III:التوبة في الكتاب المقدس _ التوبة في العهد القديم_ 1

الرباط بين الجماعة واهلل كان دومًا معرضًا لالنقطاع بسبب معاٍص قد ترتكبها الجماعة أو الجماعة شخص منها يؤثر قي الجماعة سلبًا. لذا كانت النوائب والنكبات بمثابة المنبه لوعي وادراك

: 32لخطيئتها، فتبادر إذ ذاك إلى استعادة الرباط مع الرب، فتعاقب المسؤولين عن المعصية )خروج(، أو تسارع اللتماس العفو اإللهي بممارسات نسكية وترتيبات 24: 7؛ يش9_7: 25؛ عد28_25

1 . 27، ص 1971يالس، نيقوال، الحياة في المسيح، ترجمة البطريرك الياس الرابع، منشورات النور، _ كاباس

2 .17، ص 1996_ كيرياكوس، األرشمندريت أفرام، أحاديث روحية، دير سيدة البلمند البطريركي،

3 .5ذكس، ص ، مطرانية جبيل والبترون وما يليهما للروم األرثو3_ التوبة واالعتراف، األسرار

4 .23_ كاباسيالس، المرجع السابق، ص

Page 4: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

3

لمسوح (، وتمزيق المالبس ولبس ا11_8: 21مل1؛ 26: 21طقسية خاصة بالتوبة كالصوم )قض(. كما 5: 58(، وافتراش الرماد )أشع12: 22؛ أشع2_1: 19و 31: 6مل2؛ 32_31: 21مل1)

(، وفي أحيان أخرى، 15_6: 16كانت الجماعة تلجأ، في بعض األحيان، إلى الذبائح التكفيرية )عد(، أو تلجأ إلى اعتراف جماعي 33_31: 32إلى طلب الشفاعة بواسطة رئيس ديني أو نبي )خر

5(.34_33: 8مل1مام الرب )أوكثيرًا ما نجد في الكتاب المقدس، أحداثًا ألشخاص يعترفون بخطاياهم، ويقدمون توبة

(، وداود يعترف 23: 4صادقة. فعلى سبيل المثال، يعترف المك المرأتيه بأنه قد قتل رجاًل )تكقد خطئت إلى الرب: "(، ويصرخ إلى 13: 12صم2لناثان النبي بإثمه الذي اقترفه بحق أوريا )

6(.2: 11صم2" )الربالدعوة إلى التوبة، في العهد القديم، تركزت ابتداًء من القرن الثامن قبل الميالد، نتيجًة البتعاد إسرائيل عن اهلل وانتهاكه لعهد الرب. فانتقد األنبياء التوبة الشكلية غير الصادقة، ولم يكتفوا

(، وطلب 6_4: 5" )عاالبحث عن اهللوبة حقيقية مقامها "بشجب الخطايا، بل طالبوا الشعب بت(، والتوجه بالكلية إلى اهلل، والثقة به، 18_16: 1؛ أشع15_4: 5الخير واالبتعاد عن الخطيئة )عا

رضائه. 7والخضوع لمشيئته وا هكذا تجذَّرت التوبة في العهد القديم، حتى باتت نقطًة جوهريًة في بشارة األنبياء وحياة

جماعة التقية. فقد فهم األنبياء التوبة على أنها الطريق الوحيد لعودة الوصال مع اهلل.ال التوبة في العهد الجديد_ 2

ه إلى الشعب، كانت " " توبوا فقد اقترب ملكوت السمواتفي مستهل اإلنجيل، أول دعوة توجَّإسرائيل إلى اهلل ربهم (. هذه الصرخة أطلقها في البدء من كان يهدي كثيرين من بني 17: 4)مت(، أي يوحنا المعمدان، فاتحًا بذلك باب الرجاء في الملكوت، وداعيًا لالعتراف 17_16: 1)لو

(.14_11: 3(، وتقويم السيرة الحياتية )لو8: 3بالخطايا، وصنع أثمار تليق بالتوبة )متملكوت اهلل بات المسيح ذاته يكرر عبارة يوحنا المعمدان، فيدعو الناس إلى التوبة ألن

فالمسيح إنما 8".ال يكتفي فقط بإعالن اقتراب ملكوت اهلل، بل يحققه بقدرتهوشيك التحقق، لكنه ": 15(، ولكي يرد الخروف الضال إلى الحظيرة )لو23: 5جاء ليدعو الخاطئين إلى التوبة )لو

5 .213_212، ص 1999_ معجم الالهوت الكتابي، الطبعة الرابعة، دار المشرق، بيروت،

6_ يازجي، األسقف يوحنا، سر التوبة في الطقس البيزنطي األرثوذكسي، سر التوبة، منشورات معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس،

.149_148، ص 2112الكسليك،7 .214_213، راجع أيضاً معجم الالهوت الكتابي، المرجع السابق، ص 149_148_ المرجع ذاته، ص

8 .216_ معجم الالهوت الكتابي، المرجع السابق، ص

Page 5: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

4

من إذ ذاك، إال أن يتوجه (. فقد جاء ليعتقنا من براثن الموت والخطيئة والفساد. فما على المؤ 7_4 نحو المسيح بكل كيانه. متحواًل نحو الرب دون سواه.

(، 24: 6من هنا كان تأكيد العهد الجديد، على أن اإلنسان ال يمكن أن يخدم سيدين )متكل مولود من اهلل ال يعمل الخطيئة، ألن زرع فإما أن يحيا مع الرب، أو أن يحيا مع الخطيئة، ألن "

(. لذلك على الخاطئ أن يعود 9: 3يو1" )يه، وال يقدر أن يعمل الخطيئة وهو من اهللاهلل ثابت ف(، وكله ثقة بأن الرب سيقبله 22_15: 18و 43_24: 13؛ مت12: 2كو2تائبًا عند السقوط )

بقرح نظير االبن الشاطر والخروف الضال.وطهارة النفس المفقودة بسبب إذًا، التوبة في العهد الجديد هي سر تجديد المعمودية والنعمة

الخطيئة، ومدعاة للعيش وفقًا لوصايا الرب خالل المسيرة نحو الملكوت.

IV:مسيرة سر التوبة واالعتراف في الكنيسة _

لقد أدركت الكنيسة منذ عهدها األول، أهمية سر التوبة واالعتراف. فقد استلمته من الرسل اقبلوا الروح القدس. من غفرتم رًة، حين نفخ فيهم قائاًل: "الذين بدورهم استلموه من الرب مباش

(. لذا سعت الكنيسة أن تحيا هذا 23_22: 21" )يوخطاياه ُتغفر له، ومن أمسكتم خطاياه ُأمسكت السر في كل جوانب حياتها؛ وهذا ما تشهد له شهادات عدة تتوزع على فتراٍت من الزمن.

اف بالخطايا، وضرورة االعتراف قبل المناولة، وطلب فاآلباء الرسوليون حّثوا على االعتر الغفران عن كل الخطايا والسقطات. كما أنها ناشدت األساقفة والكهنة لقبول التائبين.

هذه الممارسة، طبعًا، كانت شخصية وخاصة؛ فلم يكن من قانون ينظم هذا السر وكيفية ، على تنظيم وتفعيل ممارسته في حياة فسعت الكنيسة، وعيًا منها ألهمية هذا السر 9ممارسته.

الجماعة. فظهر السر كنظام كنسي في أوائل القرن الثالث، حيث بدأت تظهر القوانين الصارمة في سر التوبة واالعتراف، كالحرمان من المناولة لسنوات عدة، والقطع من الشركة الكنسية، وفرض

أكد فيها آباء هذه 10ي هذه الفترة ثالثة قرون.أعمال رحمة على التائبين....؛ وقد استغرق التنظيم ف 11الحقبة على التوبة وضرورة االعتراف بانسحاق قلب وتواضع.

مع تنامي الرهبنات اعتبارًا من القرن السابع، لعب الرهبان دورًا هامًا في االرشاد الروحي. ن، وذلك على عهد وقد شهدت هذه الفترة تحول االعتراف الجماعي إلى اعتراٍف فردٍي أمام الكاه

9 .154_153_ يازجي، المرجع السابق، ص

10 .159_ 154_ المرجع ذاته، ص

11 .218_217، ص 1887سرار، المطبعة اللبنانية، بيروت، _ مسرة، الشماس جراسيموس، األنوار في األ

Page 6: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

5

البطريرك نكتاريوس خليفة القديس يوحنا الذهبي الفم. وقد كان ذلك تفاديًا للمشاكل. فصار االعتراف وليس أمام الجماعة. 12أمام الكاهن، الذي يمثل الكنيسة،

نتيجًة لتأثير الفكر السكوالستيكي، طغى العنصر القانوني بدل الوجه العالجي والتطهيري عتبارًا من القرن السادس عشر، تحول السر إلى فرٍض أو واجٍب قانوني يؤهل على السر. فا

لالشتراك في المناولة؛ وُحدد فيما بعد وجوب ممارسته بأربع مرات في السنة )أي خالل األعياد الكبرى(، ثم مرة واحدة خالل الصوم األربعيني المقدس. بعد ذلك ُفرضت غرامٌة ماليٌة على التائبين

ين. طبعًا، هذا يعكس مقدار التراجع الروحي والظروف القاسية المؤلمة التي كان يعيشها والمعترف 13المسيحيون في الشرق.

اآلن تحاول الكنيسة إعادة المفهوم الصحيح لسر التوبة واالعتراف، من خالل إلغاء الكثير دة على تشجيع ممارسة من المفاهيم القضائية والقانونية الخاطئة في السر، ومن خالل محاولتها الجا

هذا السر واإلقبال إليه.هكذا عاشت الكنيسة سر التوبة خالل مراحل حياتها. وقد أدرك آباؤها أهميته، فما توانوا عن

الحث على ممارسته وتنظيمه طوال كل هذه السنوات. V:مفهوم الخطيئة _

عكس مشيئة اهلل الخطيئة بحسب المفهوم المسيحي، هي قوة تسيطر على اإلنسان، تعمل بوعكس اإليمان. فهي من جهٍة قوة الشر التي تسيطر على اإلنسان، ومن جهة أخرى هي العمل ضد

14المشيئة اإللهية.(. لكن بسقوط 31: 1الخطيئة، في البدء، لم تكن موجودًة، فكل شيء كان حسنًا جدًا )تك

سدة ومميتة تشمل كل البشر. اإلنسان األول ظهرت الخطيئة في العالم. أي أنها حالة مرضية فافالموت والفساد صارا كنتيجة للخطيئة، فاالبتعاد عن ينبوع الخير والصالح والحياة يسبب طبيعيًا الموت والشر. وهكذا يستغل الشيطان الخطيئة حتى يسيطر على اإلنسان، ويبعده عن مصدر

رق أكثر فأكثر في لجة الخطيئة، وجوده، أي اهلل. لذا تراه يسعى بكل وسائله حتى يغويه، ويجعله يغ حتى يصل اإلنسان إلى درجٍة يفقد فيها الرجاء بالرب، ويصير عبدًا خادمًا للشيطان.

12

_ جماعة من المسيحيين األرثوذكس في فرنسا، هللا حي، ترجمة د. دعد قناب عائدة، منشورات دير مار الياس شويا البطريركي، ضهور

.432، ص 2111الشوير، لبنان، 13

.162_161_ يازجي، المرجع السابق، ص

14

Page 7: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

6

لكن الرب الذي دبَّر خالصنا بتجسده اإللهي، عاد فولدنا والدة ثانية، وألبسنا اإلنسان الجديد، الدرجة شريطة أن نتقدم إليه بتوبٍة. أي أن "ماحيًا بذلك كل خطايانا، ومعطيًا إيانا إمكانية العودة إليه

هي التوبة، التي صارت والدًة متجددة يعطينا اهلل إياها بعد المعمودية. 15"األولى في العودة إلى اهلل بهذا نتحرر من كل خطايانا السابقة والالحقة.

VI:أهمية سر التوبة واالعتراف _

الصفح عن كل ما اقترفه من خطايا. لكن بما مما ال شك فيه، أن اإلنسان بالمعمودية ينال أنه معرض للسقوط في أية لحظة، فالبد إذًا من سر يعيده إلى األحضان األبوية؛ ألنه من غير الممكن أن تعاد معموديته. لذلك أسس لنا الرب سر التوبة، وأعطانا إياه بمثابة معمودية ثانية،

فمن خالل هذا السر ينال المؤمن التائب، بقوة 16مودية.تصالح اإلنسان مع اهلل إذا ما أخطأ بعد المعفالتوبة الروح القدس، الصفح عن جميع خطاياه التي يعترف بها، ويتحول بكل كيانه إلى اهلل. "

الحقيقية ثورة تهز أعماق الكيان الداخلي اإلنساني، وتبدله بشكل جذري، فيصبح اهلل محور حياة 17".اإلنسان

لتوبة يصالح اإلنسان مع ذاته ومع اآلخرين، لطالما أن الخطيئة باإلضافة إلى أن سر اتسيء للمرء على ثالث أصعدة: اهلل، اآلخر، الذات. لذلك تكمن أهمية هذا السر في دوره الفعال في إعادة اللحمة بين اهلل واإلنسان، وبين اإلنسان نفسه واآلخر، وذلك بالتطهر من الخطيئة التي تسيء

18ذات.اهلل واآلخر وال

VII:مفهوم التوبة _ البداية الواعية للحياة بالمسيح أو الحياة الروحية، هي العودة إلى اهلل في اإلرادة التي تنكر العالم واألنا الشخصي. هذه العودة هي النابعة من حرية اإلنسان وقدرته على االختيار. فكما أنه

ته. وطالما أن اإلنسان معرض للخطأ يرتكب الخطيئة بحريته، كذلك عليه أن يعدل عنها بحريباستمرار، لذلك يجب أن يكون في حالة توبة مستمرة، يفرضها الشوق إلى اهلل والرغبة في الحياة

15

_ Ibid, p. 8716

.86، ص1996_ الدليل الرعائي لألسرار، بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم األرثوذكس، 17

.151_ يازجي، المرجع السابق، ص 18

_ Op.cit. p.98.

Page 8: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

7

هي ليست توبة إلى فضائل، ولكنها توبة إلى اهلل ذاته، هي اتحاد به واقتباس لحياته معه. فالتوبة " 19فينا".

ن اهلل، هي نعمة إلهية وكشف وظهور أوالن لوجهه باإلضافة إلى أن الوعي الشخصي لفقداعطاء الحب اإللهي لنا، مبادرة افتقاد األب البنه، إنها انتظار اإللهي للبشر, فالتوبة الصادقة هي "

20".األب البنه. إنها تحريك اهلل لقلب الخاطئ

باهلل غير هكذا يجب أن تكون التوبة مستمرة بال حدود وغير منتهية، كما أن طريق االتحاد 21منتٍه؛ وهذه االستمرارية ال تنتهي حتى الموت.

VIII:مفاعيل سر التوبة _

مما ال شك فيه أن الروح القدس هو مصدر قوة كل سر. فهو من يعصف في كل األسرار بشكل غير منظور عبر أدوات منظورة حسية. هذه القوة المقدسة الموجودة في كل سر، على الرغم

الكنيسة وفقًا لطقوس ورسوم معينة، إال أنها غير محدودة وال تستنفد مفاعيلها في من أنها تتمم في 22الشكل الذي تظهر لنا فيه.

وسر التوبة كسائر األسرار، فيه الجانب المنظور، الذي يشمل اعتراف التائب أمام الكاهن، تعمل فيه قوة الروح وقراءة إفشين الحل من قبل الكاهن، باإلضافة إلى الجانب غير المنظور، الذي

القدس، فتزيل اآلثام، وتعطي التبرير، وتمنح المصالحة مع اهلل، وتعتق المعترف من عقاب الخطيئة 23األبدي، وتهب الرجاء بالحياة األبدية.

الكنيسة تعتقد بإمكانية الغفران لكل الخطايا بواسطة سر التوبة واالعتراف. فرحمة الرب ال فليست خطيئة بال مغفرة إال التي لكن ذلك مرهون بالتوبة، " .كلها توصف وهي أوسع من خطايانا

سكات صوت الضمير، 24" )القديس اسحق السرياني(.بال توبة ففقدان رجاء التوبة بشكل كامل، وا وتأصل الشر في قلب اإلنسان، هو تجديف على الروح القدس ولن ُيغتفر؛ ففي هذه الحالة يصير

(، وذلك لمعاندة مثل هذا 17_16: 5يو1تكون إذ ذاك خطيئته للموت )اإلنسان مشابهًا للشيطان، و 25اإلنسان ومحاربته للحق والتقوى.

19

.11وبة واالعتراف، المرجع السابق، ص _ الت 20

.83، ص 2111، مطرانية جبيل والبترون وما يليهما للروم األرثوذكس، 1_ خضر، المطران جورج، أهل بيت هللا، الروح والعروس 21

_ p.cit. p. 88. 22

.214، ص 1946، السنة 7و 6ن، مجلة النور، العدد _ الراهب الروسي سلوانس، االعتراف قبل المناولة، ترجمة رزق هللا عرما 23

. 237_236_ مسرة، المرجع السابق، ص 24

، ص 1997_ نينو، الياس شفيق، طريق الخالص، سر التوبة واالعتراف، الطبعة األولى، جمعية الثقافة والتعليم األرثوذكسية، عمان،

18. 25

.237_ 236_ مسرة المرجع السابق، ص

Page 9: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

8

إذًا مفاعيل سر التوبة واالعتراف تتوقف على قبول اإلنسان لها، فالغفران والحل هما ممكنان في كل الحاالت بالتوبة الحقيقية الصادقة.

IX:أسس التوبة _

ار التوبة، البد من شروط وأسس تقوم عليها توبته حتى تكون صادقة حتى يجني المؤمن ثم ومثمرة. هذه األسس تتلخص بما يلي:

فحص الذات: _ 1خطيئته، العمل األول للتوبة بحسب المنطق الطبيعي، هو أن يعود المرء إلى ذاته، فيدرك

" رجع إلى نفسهته، فقد "ويقر في داخله بأنه مذنب، وهذا ما فعله االبن الشاطر حين شعر بغرب (. 21: 15..." )لويا أبي أخطأت(، وقال "17: 15)لو

هنا على المرء أن ينتبه أال يبرر ذاته برمي علل خطاياه على اآلخرين، بل عليه ان يفحص 26ذاته بكل دقة فيعرف خطاياه وآثامه كلها.

الشعور باالنسحاق والحزن:_ 2شعور بالذنب، تدفع المرء إلى االنسحاق والتخشع، الخطيئة تولد في النفس حالة من ال

فتنشًئ في النفس الحزن واألسى كنتيجة لالبتعاد عن اهلل. هذا الحزن، الناتج بسبب الخطيئة، له مفعول كبير على حث اإلنسان على االعتراف بالخفايا بكل صدق. لذا يقول القديس باسيليوس

27".بمرارة، وأن يظهروا من قلوبهم سائر عالمات التوبةيجب على التائبين أن يبكوا الكبير أنه: "فهذه الدموع هي أفضل عالج للخاطئين والمتدنسي األنفس؛ فدموع بطرس المرة هي َمن محت

خطيئة نكرانه للرب، ودموع الزانية هي َمن دفعت المسيح إلى تبريرها.االنسحاق والحزن ناتجين فقط عن خوف أو عقاب ما، لكن البد من االنتباه أال يكون هذا

ألن مثل هذا باطل وغير مفيد، فقد يبعد الخاطئ عن شره، ولكنه ال يقود إلى ندامة حقيقية؛ ولنا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة تبرهن ذلك، فهيرودس حزن عند طلب هيروديا، ويهوذا ندم على فعلته،

خوة يوسف حزنوا على أخيهم حي ن باعوه، ولكن هؤالء جميعًا لم يبرروا، ألن حزنهم لم يكن نابعًا وا عن حب عميق هلل يرذل كل خطيئة ويبغضها. أما الحزن الذي بحسب مشيئة اهلل فكفيل أن ينشئ

28(.11: 7كو2توبًة للخالص ال ندم عليها ) 26

_ p.cit. p. 89. 27

.225_ مسرة، المرجع السابق، ص 28

، الطبعة الثالثة، كنيسة مار جرجس باسبورتنج، اإلسكندرية، 2_ ملطي، القص تادروس يعقوب، تلمذتي ألب اعترافي، الحب الرعوي

.9_8، ص 1979

Page 10: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

9

اإليمان الوطيد بالرب والرجاء بتحننه:_ 3(. لذا على كل تائب أن 43: 11مه غفران الخطايا )أعلقد أعطى الرب جميع المؤمنين باس

ال يشاء أن يؤمن ويثق، بأن الرب قد صار كفارة لخطايانا، فيتقدم واثقًا بأن الرب يقبل التائبين؛ فهو "(. باإلضافة إلى أن مجيئه إلى العالم لم يكن 9: 3بط2" )يهلك أحد بل أن يقبل الجميع إلى التوبة

(. هذا اإليمان يجعل المؤمن واثقًا بخالصه من براثن 13: 9التوبة )مت إال ليدعو خطأًة إلى الشيطان والخطيئة.

X:االعتراف أمام كاهن _

التوبة العميقة إذا ما وجدت في النفس، سرعان ما تولد فيها شعورًا بضرورة االعتراف اد الالزمين الستمرار الحياة واالقرار بالخطايا. األمر الذي يتم عادًة أمام كاهن يمنح الصفح واالرش

فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الروحية للمؤمن. وطالما أن ارتكاب الشر هو ألم لكل األعضاء، "(. إذًا الخطيئة تسيء إلى الكنيسة جمعاء. لذلك ال بد من 26: 12كو1" )األعضاء تتألم معه

مصالحة مع اآلخرين من غير أن فالاالعتراف للعودة إلى أحضان الكنيسة، وتسوية ما اقترف، "يكون الوجه للوجه والقلب للقلب، وال مصالحة مع السيد خارج هذه المعية اإلنسانية التي لنا في

من هنا تأتي ضرورة االعتراف أمام الكاهن، الذي يمثل بشخصه 29".مكان تجليه أي في الكنيسة الكنيسة عامًة.

يبررون ذواتهم باعتراف ذاتي، أو يكتفون بتالوة البعض ينكر ضرورة االعتراف أمام كاهن، فإفشين الحل فوق رؤوسهم دون أي اعتراف. لكن هذا في الحقيقة غير نافع ومناٍف لتسليم الكنيسة. فبهذا ننكر السلطان المعطى من المسيح لرسله ولألساقفة والكهنة على حل الخطايا أو إمساكها،

رف أو أن تُقال. كما أنه كيف للطبيب أن يعالج مريضه فكيف ُتمسك الخطايا أو ُتحل دون أن تعويطببه دون أن يعرف مرضه. فالكاهن مثله مثل الطبيب، والخطيئة المخبأة على حد تعبير القديس

30".هي مرض غير قابل لشفاء الروحباسيليوس الكبير "ا أمام اهلل باإلضافة إلى أن على التائب أن يدرك أن اعترافه ليس أمام الكاهن فحسب، إنم

مباشرًة وفي حضرة الكاهن. فالروح القدس هو من يغفر الخطايا عبر الكاهن، وهو الذي ينمي الحياة

29

.21_ التوبة واالعتراف، المرجع السابق، ص 30

.45ق، ص _ نينو، المرجع الساب

Page 11: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

10

من الالزم االعتراف بالخطايا لمن سلم إليهم "، لذا "وكيل ألسرار اهللالروحية. وما الكاهن سوى " 31" )القديس باسيليوس الكبير(.توزيع أسرار اهلل

تائب أن يضع نصب عينيه، أن عدم اعترافه هو خجل مرذول، وأن إقراره لهذا ينبغي على البخطاياه أمام شخص ألجل نيل الشفاء، هو أفضل بكثير من الوقوف أمام ذلك المشهد العظيم، حين

" )ابن يابني ...... التستحي أن تعترف بخطاياكتُفتح الكتب، وُتعلن المستورات والخفايا. لذلك " (. 31: 4سيراخ

XI:مراحل االعتراف _

توبة اإلنسان تكتمل في اعترافه الشفهي؛ فاالعتراف هو التعبير األكمل للتوبة، وهو بداية ثمارها. لذلك التوبة لوحدها دون اعتراف القيمة لها، وكذلك االعتراف بدون توبة. وهذا ما كان مدركًا

العتراف. وطبعًا هذا السر، على في فكر الكنيسة حين لزمت اإلثنين في سر واحد هو سر التوبة وا الرغم من وحدته، إال أنه يقسم إلى مراحل ثالثة لتسهيل دراسته فقط. هذه المراحل هي:

ما قبل االعتراف:_ 1االعتراف، كما ذكرت سابقًا، هو النتيجة الطبيعية للتوبة، فهذه األخيرة تقود اإلنسان إلى

ثله. لذا يجب على المعترف أواًل أن يصلي إلى اهلل، ليساعده االعتراف أمام اهلل وأمام الكاهن الذي يمفي فحص نفسه وخطاياه فحصًا دقيقًا وصادقًا، وليرسل اهلل له نعمة التوبة الحقيقية والقوة، لكي يتقدم

32".بطبيعتها مدرسة للتوبةفي حياة جديدة، فيعترف بخطاياه بدون حجة أو تبرير، فالصالة "ركيز على الذات، فعلى المعترف أن يفحص حياته وعالقته مع اهلل من بعد ذلك، يأتي الت

وعالقته مع اآلخر. ومن األمور التي تساعدنا في التوبة واالعتراف، مطالعة الكتاب المقدس. فهو يسلط أنوار

باإلضافة إلى الصوم 33اهلل علينا، فينيرنا في فحص ذواتنا، ويشجعنا على االعتراف بثقة بالرب. لبر، التي تنمي الشعور باآلخر، وتقلل من اإلساءة إليه.وأعمال ا خالل االعتراف:_ 2

االشتراك بهذا السر يجب أن يكون بتواضع عميق واعتراف صريح دون تبرير أوحجج لما اقترفناه. فعلى المعترف أن ُيقر بخطاياه ببساطة ووضوح، فال يكثر من الكالم والقصص غير

31

.19_ ملطي، المرجع السابق، ص 32

. 12_ التوبة واالعتراف، المرحع السابق، ص 33

.111_ الدليل الرعائي لألسرار، المرجع السابق، ص

Page 12: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

11

روريات؛ باإلضافة إلى أن عليه أن يعرف أنه خاطئ وبائس، فيتكلم بكل المنتهية، فيكتفي فقط بالض تواضع وانسحاق، ويعترف بدون كذب أو تبرير أو إلقاء الخطايا على اآلخرين.

لذا على المرء المعترف أن يدين نفسه، ويتحدث بكل لباقة وحياء وورع. ألنه بخطيئته التي 34والقريب. كان قد اقترفها، قد أحزن اهلل، وأضر نفسه

مرحلة ما بعد االعتراف:_ 3أهم ما على المعترف أن يدركه ويثق به، هو أن اهلل سيغفر خطاياه كلها إذا ما اعترف بها. فسر التوبة واالعتراف يضع نهاية لالبتعاد عن اهلل، ويعيد العالقة السالمية بين الخالق وخليقته.

محبة والرحمة، لنواله الغفران عن خطاياه كلها. هذا وحينها يعيش اإلنسان ويبتهج ويتهلل بإله ال اإليمان يمكِّن المعترف من أن يجني ثمار التوبة واالعتراف.

من هنا البد للتائب أن يقدم ثمارًا تليق بالتوبة، فبعد أن يصمم اإلنسان على ترك الخطيئة رته بشوق صادق وعزم ونبذها، وينال الحل منها، فما عليه عندئٍذ إال أن ينوي على إصالح سي

أنه ال يكفي للتائبين غفران الخطايا وحده ثابت، وهذا ما يؤكده القديس باسيليوس الكبير بقوله: " 35".للحصول على الخالص، بل من الضروري أن تكون لها أثمارًا تليق بالتوبة

ت وبالتأكيد، أن أكثر ما يساعد المعترف على جني هذه الثمار، هي التمارين واالرشادا الروحية، التي يعطيها األب الروحي، باإلضافة إلى القصاصات والقوانين.

XII:مفهوم القوانين والقصاصات _

م ما بعد االستماع إلى االعتراف ونيل الصفح، ال بد من قصاصات وقوانين روحية تقوِّنا ويعطينا بمثابة الدواء الذي يشفي أهواءالتوى، وتصلح ما تهشَّم. فالعقاب الُمعطى لنا هو "

باإلضافة إلى أنه تقويم للتائبين وتأديب أبوي ناجم عن المحبة 36" )القديس باسيليوس(،الصحة(. فالعقاب، في المفهوم األرثوذكسي، هو ليس إليفاء عدل اهلل، إنما وسيلة 8_6: 12اإللهية )عبر

لما فرض العقاب لتأديب الخاطئ، تنبع من محبة اهلل لإلنسان، وليس من سخطه أو غضبه. فاهلليبدو عقابًا وجزاًء. لكن على أّولي الجبلة حين سقوطهما، على حد تعبير القديس يوحنا الذهبي الفم، "فالطرد كان عماًل 37".في الحقيقة هذا نصيحة ودواء وعناية بالجروح التي نشأت بسبب الخطيئة

34

_ p.cit. p. 101_ 102 35

.228_ مسرة، المرجع السابق، ص 36

_

37

_ Ibid, p. 123

Page 13: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

12

يأكال من شجرة الحياة، فتصبح من أعمال المحبة اإللهية؛ فاهلل لم يشأ إبقاءهما في الفردوس لئالبذلك الخطيئة معهما أزلية. لذا جاء العقاب بالطرد إشارة إلى عناية اهلل بآدم، وليس سخطًا منه. من

هنا فهمت الكنيسة أن القصاص هو لصالحنا وهونصيحة لنا، لكيال نستمر في الخطأ.. لذلك عليهم أن (23: 21طبعًا حق إعطاء القصاص ُمنح للكهنة من الرب نفسه )يو

أن يستعملوا يمارسوا هذا الحق بكل تمييز ودقة، ويعطوا القصاص المالئم للحالة المرضية، أي "ال يجب أن تكون بسيطة ومتعلقة بحجم الخطيئة، لكن فالقصاصات " 38".الدواء النافع لكل مرض

حكمة منقطعة يجب أن ُتؤخذ بعين االعتبار طوعية الخاطئ ....... لذا فالراعي بحاجة إلى النظير، وعشرة آالف عين، حتى يستطيع أن يرى مزاج النفس من كل النواحي. ألنه كما يوجد أناس ُيقادون إلى الجهل، ويفقدون كل رجاء في خالصهم، ألنهم لم يستطيعوا أن يحتملوا األدوية

رض عليهم الممقتة، هكذا يوجد آخرون يؤولون إلى األسوأ، ويصبحون بال رجاء، ألنهم لم ُتف 39)القديس يوحنا الذهبي الفم(. قصاصات موافقة لخطاياهم"

لهذا على المؤمن أن يدرك، أن كل القصاصات والقوانين، ناتجة عن المحبة، فيقبلها بكل ثقة، ويسعى لتطبيقها بفرح، وبذلك يدرب نفسه لئال يقع في الخطيئة ثانيًة. كما وعلى األب الروحي

إعطاء الدواء المناسب، حتى يوصل المعترف إلى طريق الخالص. أن يكون بدوره مميزًا في

XIIIخاتمة _ حاجة اإلنسان إلى القرب من اهلل وعدم االبتعاد عنه، هي حاجة إلى الحياة والوجود. من هنا كان البد لإلنسان المعرض ألن يهجر اهلل، أن يملك عناصر ومؤهالت تعيده إلى األحضان التي

لتوبة واالعتراف على مر العصور بمثابة باب من أبواب السموات التي تعيد غادرها. فكان سر ا ".قد أخطأت يارباإلنسان ثانية إلى الحظيرة، إذا ما هجرها، شريطة أن يصرخ من أعماقه بصدق: "

هكذا فهمت الكنيسة أن سر التوبة واالعتراف حاجة ال بديل لها؛ فسعت في تنظيمها له مؤمنين على ممارسته وفقًا ألسس وعناصر وطقوس، تساعد على تنمية سعيًا حثيثًا، وشجعت ال

وخلق توبة صادقة، تطرق صرخاتها أبواب السماء.هذا السر، كما ذكرت، ُيتمم بواسطة الكاهن، الذي يستمد سلطته من الرب نفسه، فيمثل

عطاء الحل، ويعطي اإلرشاد، ويفرض القوانين وال عقابات المناسبة الكنيسة في االستماع للمعترف وا كتعبير عن محبة لإلنسان الخاطئ، فيقوده بهذا إلى خالصه، ويعيده إلى حظيرة الخراف.

38

.97_96_ الدليل الرعائي ألرسرار، المرجع السابق، ص 39

_ p.cit. p. 128.

Page 14: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

13

هكذا فلندع التوبة بسرها تخلق فينا فكر المسيح، فنرى ما يرى، ونحب ما يحب، ونكره نا األعمال التي يكرها، فتأخذ قلوبنا لتضعها في قلبه بحيث ال يفصل بيننا وبين المخلص حبيب

41".افتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياةولنسارع ألن نهتف قائلين: " 40شيء.

40

.74_ خضر، المرجع السابق، ص 41

.2 ، ص1994، طبعة ثانية، المنشورات األرثوذكسية، طرابلس، تريوديون_

Page 15: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

14

مصادر .1994، دار الكتاب المقدس، الكتاب المقدس_ .1994، طبعة ثانية، المنشورات األرثوذكسية، طرابلس، تريوديون_ .1999رابعة، دار المشرق، بيروت، ، الطبعة المعجم الالهوت الكتابي _

أجنبية وعربية مراجع

_

.1971ترجمة البطريرك الياس الرابع، منشورات النور، ،الحياة في المسيح كاباسيالس، نيقوال،_

Page 16: سر التوبة والاعتراف

...........سر التوبة و االعتراف.........................................................................................................

15

.1996، دير سيدة البلمند البطريركي، أحاديث روحيةكيرياكوس، األرشمندريت أفرام، _ س.، مطرانية جبيل والبترون وما يليهما للروم األرثوذك3، األسرار التوبة واالعتراف_ ، منشورات معهد سر التوبة، سر التوبة في الطقس البيزنطي األرثوذكسياألسقف يوحنا، يازجي، _

.2112الليتورجيا في جامعة الروح القدس، الكسليك، .1887، المطبعة اللبنانية، بيروت، ، األنوار في األسرار_ مسرة، الشماس جراسيموس

جمة د. دعد قناب عائدة، منشورات دير ، تر اهلل حيجماعة من المسيحيين األرثوذكس في فرنسا، _ .2111مار الياس شويا البطريركي، ضهور الشوير، لبنان،

.1996 ، بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم األرثوذكس،الدليل الرعائي لألسرار_ ، مطرانية جبيل والبترون وما يليهما 1، الروح والعروس أهل بيت اهللخضر، المطران جورج، _

.2111األرثوذكس، للروم، الطبعة األولى، جمعية الثقافة والتعليم سر التوبة واالعتراف، طريق الخالص_ نينو، الياس شفيق، .1997األرثوذكسية، عمان،

، الطبعة الثالثة، كنيسة 2، الحب الرعوي تلمذتي ألب اعترافيملطي، القص تادروس يعقوب، _ .1979مار جرجس باسبورتنج، اإلسكندرية، ، الطبعة الثانية، مطبعة ابن العبري، هوالندا، المختار في األسرار_ دوليان، مار فيلوكسينوس يوحنا،

1991 . .1998، مؤسسة دكاش للطباعة، البوار، كسروان، كيف تعترف؟_ جبور، اسبيرو،

.1948، السنة 7مجلة النور، العدد ، األسرار_ كوفالفسكي، بطرس، .1949، السنة 8و 7مجلة النور، العدد ، المعرف والهوت الندامةري، _ كوتيا، الشماس ديمت

.1946، السنة 13و 12مجلة النور، العدد ، االعتراف_ ميشال صوان وراتب خوري، 6، ترجمة رزق اهلل عرمان، مجلة النور، العدد االعتراف قبل المناولةالراهب الروسي سلوانس، _ .1946، السنة 7و