جغرافيا النجاح

5

Click here to load reader

Upload: daoudi-mouldi

Post on 13-Apr-2017

129 views

Category:

Education


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: جغرافيا النجاح

1

2015باكلوريا :القصرين

:جغرافيا الفشل...جغرافيا النجاح

ال تبدو نتائج الباكلوريا في دورتها األولى مفاجئة لكّل التونسيين ولم تكن خارجة عن قوانين المنطق

حكمة العلماء والمناطقة تجّلت في ..حتما إلى نفس النتائجنفس الظروف تؤّدي...ومصادراته ومقّدماته

وككل عام تصّدرت نفس المندوبّيات قائمة الناجحين واستقّرت .جغرافيا الباكلوريا في كّل عام دراسيّ

األمر ال يستحّق التعّجب وال التأّسي إنّه عادة تونسّية ككل العادات التي .مندوبّيات أخرى في نهاية القائمة

لقد رسمت خارطة نتائج الباكلوريا الخارطة التنمويّة التونسّية وأعادت طرح .اها منذ االستقاللألفن

أسئلة النظام التربوي وأسئلة العدالة بين الجهات في ما يتعّلق بالبعد التربوي والتعليمي بل إّن : األسئلة

.ي المناطق الداخلّيةسؤال التهميش والظلم التنموي يزداد تحّققا حين تطرح مسألة التعليم ف

وهي النسبة 11.44لم تتجاوز نسبة النجاح في الدورة الرئيسّية 2014/2015وفي السنة الدراسّية

.األدنى على المستوى الوطني

ما يتعّلق بمعالم حاولنا من خالل هذا المقال رصد أهم األسباب التي أّدت إلى مثل هذه النتائج ومنها

بوالية القصرين للمصاعب التنمويّة ما هو انعكاس مباشرومنها فشل المنظومة التربويّة التونسّية عاّمة

.ومنها ما يتعّلق بالبيئة التربويّة واالجتماعّية بالجهة

من األولىألفا منهم خمسون ألفا في المرحلة ) 90(التسعين ز عدد التالميذ في المراحل الثالثةيتجاو

التعليم األساسي وعشرون ألفا في المرحلة الثانية من التعليم األساسي وكذلك عشرون ألفا في المرحلة

مدرسة إعداديّة 32مدرسة ابتدائّية و307مؤّسسة منها 366ّسسات التربويّة ويّة وتبلغ عدد المؤ الثان

بالمائة وهي ) 30(معهدا وتظّل هذه المعطيات التعليمّية مرتبطة بنسبة األمّية التي تتجاوز الثالثين 27و

كما يبلغ عدد األعلى وطنّيا ونسبة البطالة التي تتجاوز العشرين بالمائة وهي من بين النسب األعلى وطنّيا

ويبلغ عددهم في المرحلة الثانويّة 1344المنقطعين عن التعليم في المرحلة الثانية من التعليم األساسي

.تلميذا 2633

Page 2: جغرافيا النجاح

2

.مظاهر التهميش في بعده التربوي والتعليمي: القصرين

ستيناتعاشته الوالية منذ اليشّكل قطاع التعليم في والية القصرين وجها من وجوه التهميش الذي

:ومن تجلّياته التي ساهمت في ضعف النتائج في االمتحانات الوطنّية

.تربويّة ذات بنية تحتّية عاجزة على تحقيق نتائج ممّيزةمؤسسات -1

.نقص فادح في التجهيزات المخبريّة ووسائل العمل التطبيقي -

.المجّهزةنقص في قاعات االختصاص -

.المراجعة نقص في قاعات-

.مكتبات غير مفيدة وغير مطابقة للبرامج المدروسة-

.االستقرار البيداغوجيانعدام -2

كتسبون الذين ي" معبرا للمربّين"معه والية القصرين أضحتحّد إلىفي حركة النقل الدائمة أساساويتمّثل

مهارات بيداغوجّية عبر التكوين في سنوات عملهم األولى ثّم تضطّرهم حاالت صحّية واجتماعّية للنقلة

:ولهذه الظاهرة نتائج بيداغوجّية مؤثّرة في العملّية التربويّة عموما ومنها

.الذين غادروا الجهةحرمان التالمذة من مكاسب بيداغوجّية تمّكن منها األساتذة -

تستوجب عطلة بالنسبة لألساتذة الذين لم يتمكنوا من النقلة وهي حاالت حّية ظهور حاالت ص-

مرض طويلة األمد وفي المندوبّية الجهويّة للتربية بالقصرين إحصائّيات مخيفة حول عطل المرض

).األساتذة النّواب( التي أّدت بدورها إلى اعتماد آلّية التعويض طويلة األمد

آلّية من آلّيات سّد الشغورات الناتجة عن حركة النقل النّواب األساتذة يمّثل :األساتذة النّواب-

الوطنّية أو اإلنسانية وفي هذه اآللّية استغالل لألساتذة النّواب وتأكيد ألساليب التشغيل الهّشة

كما أّن حرمان األساتذة النّواب من التفّقد والتكوين البيداغوجي له آثاره السلبّية على التلميذ

لى إصالح المنظومة التربويّة بما يضمن حّق األستاذ ذلك يجب مراجعتها في إطار العمل عول

.المعّوض والتلميذ

.نظام تقييمي يحتاج إلى المراجعة-3

Page 3: جغرافيا النجاح

3

عامالن رئيسّيان ساهما في اضطراب النظام التقييمي في القطاع التربوي وهما احتساب المعّدل

.الخصوصّية غير المؤّطرةبالمائة والدروس 25السنوي بنسبة

.عام الثورة والثغرة التعليمّية 4-2011

التي ساهمت في ضعف التحصيل المعرفي للتالميذ وتراجع نتائجهم حيث حرم األساسيةمن العوامل

تالميذ المناطق الداخلّية من استكمال كثير من المحاور الرئيسّية المؤثّرة في التكوين المعرفي والعلمي مّما

لم يراع قرارا سياسّيا مرتجال2010/2011وكان قرار استكمال السنة الدراسّية " ثغرات معرفّية" سّبب

المعايير البيداغوجّية والتربويّة ويالحظ المباشرون للعملّية التربويّة في المؤسسات انحدارا مفاجئا في

.مستوى التالميذ المعرفي بعد الثورة

.أثّر على السير الطبيعي للدروسونقابي حراك مطلبي واجتماعي -5

غم تعبيره عن مصاعب تنمويّة عانتها الجهة تعّمق الحراك المطلبي واالجتماعي والنقابي بعد الثورة ور

غلق –اإلضرابات العشوائّية ( منذ عقود فإنّه أثّر تأثير سلبّيا على مردود القطاع التعليمي في الجهة

)احتجاج سياسي يدفع بالتالميذ إلى الشارع للتظاهر–المؤسسات التربويّة للتعبير من احتجاج مطلبي

. الوسط الريفي وآثارها التربويّةسّكان ارتفاع نسبة -6

بالمائة وتبلغ في بعض المعتمديّات نسبة 58الوسط الريفي في والية القصرين سّكان تتجاوز نسبة

بالمائة وهو ما أّدى إلى نتائج اجتماعّية تجّلت في النمط االقتصادي والسلوك االجتماعي حيث 80

أّما في الجانب التعليمي التربوي فلهذه " العروشي"ويتنامى البعد القبلي " المدني" يتضاءل البعد

:النسبة المرتفعة آثار سلبّية ساهمت بدورها في تراجع النتائج في والية القصرين ومنها

ترّكز المؤسسات اإلعداديّة والثانويّة في الوسط البلدي أساسا أّما المؤسسات المرّكزة في الوسط -

الربط بشبكة الماء الصالح للشرب والربط ( األساسّية الريفي فتفتقد لكثير من عناصر البنية

)بشبكة التطهير

)العنف –اإلرهاق ( ربط تالمذة الوسط الريفي بالمؤسسات التربويّة عبر حافالت النقل المدرسي -

.صعوبة المتابعة والمراقبة للتلميذ أثناء ساعتي االستراحة بين الحّصة الصباحّية والحّصة المسائّية-

Page 4: جغرافيا النجاح

4

.احتمال تعّرض التلميذ للعنف أو االنحرافتضاعف-

.االنقطاع المبّكر عن التعليم -

.خارج دائرة االهتمام التربوي: الولّي -7

بل إّن كثيرا منهم يضطّرون للعمل ال يتمّكن األولياء من المراقبة والمتابعة بسبب ضغوط الحياة اليومّية

التي تدعو اليها المؤسسات التربويّة وعدم القدرة عدم القدرة على حضور االجتماعات ( خارج الجهة

)عدم القدرة على متابعة التحوالت النفسّية والتربويّة التي يعانيها التلميذ..على مراقبة الغيابات

.تغييب للعمل االجتماعي التربوي-8

ولم تترّسخ خاّصة فيما يتعّلق بالجانب التربويما يزال العمل الجمعّياتي والمدني ضعيفا وغير فاعل

.بعد ثقافة العمل التطّوعي أو الخيري الذي يهتّم بالتلميذ باعتبارها هدفا للمشروع المدني والتنموي

.دروس خصوصّية عشوائّية-9

لسنة 679تنظيم دروس التدارك أو الّدعم أو الدروس الخصوصّية باألمر عدد رغم ضبط شروط

فإّن الدروس الخصوصّية العشوائّية2014جانفي 06المؤرّخة في 593والمذّكرة عدد 1988

أضحت عامال مساهما في تراجع النتائج بدل سّد الثغرات المعرفّية ودعم مجهود المراجعة بالنسبة

.للتلميذ وتحتاج الدروس الخصوصّية إلى إعادة تنظيم قانوني

وهو ما يستوجب وقفة عوامل متداخلة ساهمت في تراجع نتائج االمتحانات الوطنّية في والية القصرين

تأّمل ومراجعة جاّدة للخيارات التعليمّية والتنمويّة في الجهات الداخلّية ويطرح ملف التعليم في تونس

.باعتباره أولويّة وطنّية بعيدا عن الصراع الحزبي الزائف

محمد المولدي الداودي

عضو النقابة الجهويّة للتعليم الثانوي بالقصرين

Page 5: جغرافيا النجاح

5