:ناوــــعب لابقإ دمحم دنع نيدلا ةفسلف a-maabdi s.pdf ·...

65
باح ــ ورقـــــــــــــــــلة ـــ جامعة قاصدي مرعلومية ال كلجتماعيةنية وانسا ا قسمفلسفة الفلسفةريخ الص: تا تخص شهادة ماسترطلباتال متستكم مقدمة مذكرة أمي كادي إاد عد: بدي عامرة مع سميرة معبدي ــــوان: بعن قشت و نو أ و جيزت علنا: ./...../...... بتاريخ :............ ألسادة :ة من اة المكونلجنم ال ما- تاذ مساعد أسستاذ: بن قويدر عاشور ا- أ- باح ورقلة / رئيسا جامعة قاصدي مر- تاذ مساعد أسحمد الصديقذ: بن غزالة مستا ا- ب- قلة /مشرفا باحورعة قاصديمر جام- تاذ مساعد أسذ: برابح عمرستا ا أ- باحورقلة / مناقشعة قاصديمر جام ا عند محمد إقبالسفة الدين فللجامعية: السنة ا6102 / 6102 م

Upload: others

Post on 22-Jan-2020

18 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

جامعة قاصدي مرباح ــ ورقـــــــــــــــــلة ـــ

اإلنسانية واالجتماعيةكلية العلوم

الفلسفةقسم

تخصص: تاريخ الفلسفة

كاديميأمذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة ماستر

معبدي سميرة –معبدي عامرة :عدادإ

بعنــــوان:

:جيزت علناو أنوقشت و

............بتاريخ : ....../...../. مام اللجنة المكونة من السادة :أ

جامعة قاصدي مرباح ورقلة / رئيسا -أ-األستاذ: بن قويدر عاشور أستاذ مساعد -

جامعة قاصديمرباحورقلة /مشرفا -ب-األستاذ: بن غزالة محمد الصديق أستاذ مساعد -

اجامعة قاصديمرباحورقلة / مناقش -أ–األستاذ: برابح عمر أستاذ مساعد -

فلسفة الدين عند محمد إقبال

م6102/6102السنة الجامعية:

شكر وتقدير:

حمد اهلل ربي حمدا كثيرا وأثني عليو وأرفع شكري إليو على توفيقو لنا في إتمام ىذا العمل ا

والمعرفة.البسيط الذي نتمنى أن يكون منارة في دروب طلب العلم

على ىذا العمل: المشرف أستاذي الذيكما نتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى

بن غزالة محمد الصديق على توجيهاتو لنا وإرشاداتو الثمينة والقيمة من اجل إتمام ىذا

العمل وبلوغ الهدف.

كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع أساتذة الفلسفة الكرام، ونخص بالذكر األستاذ

من أول المشوار الكريم رياض طاىير،واألستاذ بن قويدر عاشور الذي واصل مسيرتو معنا

ستاذ برابح عمر الذي كان يعاملنا بهدو واحترام،ااصة األستاذ أحمد زيممي واأل الجامعي

الذي كان يحفزنا دائما من اجل بلوغ الهدف ، وإلي االستاذ سعد اهلل علي الذي يبذل

مجهوداتو إليصال المعرفة لنا ، وإلى كل من سقطو من قلمي سهوا كما ال ننسى أن نقدم

زيل الشكر إلى من زرعوا فينا بذور العلم وسقونا حب المعرفة والعلم األول ابتدائية دومة ج

احمد، والى كل طلبة دفعة فلسفة .

الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على ااتم األنبيا والمرسلين

اىدي ىذا العمل إلى : ن من ربتني وأعانتني بالصلوات والدعوات إلى اغلي إنسا

في ىذا الوجود أمي الحبيبة. إلى من عمل بكد وعلمني معنى الوفا والكفاح وأوصلني إلى ما أنا عليو،

حياتي أبي المالي رحمو اهلل. إلى نور إلى أاي الوحيد محمد الحافظ وزوجتو وإلى أاواتي)إسمهان،نجوى، عائشة،إيمان،آية،سميرة(.

وأزواجهم يم،أسيل،زياد،عبدالرحمان،عمران،سجود(.والى أوالد إاوتي:)مبارك عبد الكر

إلى أعمامي وأوالدىم إلى عماتي وأاوالي وااالتي. إلى من عمل معي وشجعني على إتمام ىذا العمل إلى زميلي :أحمدي ليمام.

والى زميلتي :فاطيمة موىوبي. وإلى صديقاتي:وداد ،وفا ،زينب ،كنزة،

.ي،ىد فاطمة الزىرا ،رباب،سليمة،صوريا،انسا أستاذي المشرف:بن غزالة محمد صديق. ىكما أىدي ىذا العمل إل

اىدي ىذا العمل.

الحمد هلل ربي العالمين والصالة والسالم على اشرف المرسلين اىدي ىذا العمل إلى: نبع

الحنان أمي المالية التي كانت وعا ا لي بالدعوات ،إلى من كان سندا لي في ىذه الحياة

بكل شرف أبي المالي رحمو الو.واحمل اسمو

جي الذي يقف بجانب في الصرا والضرا رشيد والى كل عائلة و إلى شريك حياتي وز

زوجي

إلى أاي الوحيد محمد الحافظ وزوجتو،إلى

أاواتي)اسمهان،نجوى،عائشة،إيمان،أية،عامرة(والى أزواجهم

د(.وأوالدىم)زياد،أسيل،عبدالرحمان،مبارك عبد الكريم،عمران،سجو

والى أعمامي وزوجاتهم وأوالدىم،إلى أاوالي وااالتي

.)زينب،كنزة،فاطمة،رباب،صورية،سليمة،انسا ،فاطمة(وإلي صديقاتي

مقدمة

أ

:مقدمة

فمسفة الديف شغمت اىتماما كاسعا ،عند الكثير مف المفكريف الغربييف كمنيـ فبلسفة األلماف

كاف مسائمو ،ا كاضحامأنيا كانت تبدك لنا في أكؿ كىمة أنيا مفيك كىيغؿ ....الخ كما أمثاؿ:كانط

متمايزة ، أم أنيا عمـ مستقؿ كمتمايز عف العمـك األخرل ،لكف عند التأمؿ في معناىا يتضح أف

اإلشكاؿ كمثير لمجدؿ ،كما نجدىا طرحت في الفكر اإلسبلمي مف اجؿ دراسة الديف لديو تعريفيا

( Mohammed iqbal 7711_7397اذ تجمت لدل الفيمسكؼ محمد إقباؿ:)كمكاضيعو المختمفة ،

دراستيا مف اجؿ معرفة حقيقة الكجكد ،إذ يعتبر إلى كسعحيث يعتبر مف بيف المفكريف الذيف

كقد ترؾ اثرا كبيرا في ،محمد إقباؿ احد الشخصيات البارزة في اإلسبلـ فقد كاف شاعرا كفيمسكفا

اطبلعو كفيمو لئلسبلـ، كمنو فمكضكع بحثنا يدكر حكؿ ىذه العاـ اإلسبلمي مف خبلؿ

الشخصية العظيمة ،كسبب دراستو لمكضكع فمسفة الديف ،كما تحتكيو مف مكاضيع كأفكار دينية

كفمسفية.

كمف دكافع اختيارنا لمكضكع بحثنا "فمسفة الديف عند محمد إقباؿ" نرجعيا إلى عكامؿ ذاتية،

ة تتمثؿ في ميمنا الشخصي لدراسة كاالطبلع عمى ما قدمو مف دراسات فالذاتي مكضكعية، كعكامؿ

سفة اإلسبلمية، أما المكضكعية فتتمثؿ في محاكلة معرفة ما تتضمنو فمسفة الديف محكؿ الفكر كالف

ككذا إبراز ىذه الشخصية . ككذا الديف كالفمسفة، عند محمد إقباؿ،

ب

مفيكـ فمسفة الديف عند محمد إقباؿ؟ كما تتفرع كتدكر اإلشكالية الرئيسية في البحث حكؿ :ما

ىذه اإلشكالية إلى التساؤالت التالية: ما ىك مفيـك الفمسفة؟ كما ىك مفيكـ الديف؟ كما ىي

؟عند محمد اقباؿ العبلقة بيف الفمسفة كالديف؟ كما ىي أىـ المكاضيع التي تحتكييا فمسفة الديف

، خاتمة(.ؿفصك ث، ثبلطرقنا في بحثنا إلى:)مقدمةكلئلجابة عف ىذه التساؤالت السابقة ت

تطرقنا فيو إلى مفيكـ الفمسفة كالديف كتطكرىما ا، كمالفصؿ األكؿ:تناكلنا فيو مفيـك فمسفة الديفالتاريخي كالعبلقة بينيما في مختمؼ العصكر،كذلؾ مف اجؿ الكصكؿ إلى معرفة أكلية حكؿ فمسفة

الديف.

فمسفة الديف عند محمد إقباؿ لغرض معرفة أىـ المكاضيع التي تحتكييا ،وتناكلنا فيالفصؿ الثاني: فمسفة الديف كسبب دراستو ليا.

مفيـك تناكلنا :تناكلنا فيو مكضكع اإلنساف مف الكجكد إلى الخمكد ،كفيو لمفصؿ الثالثأما بالنسبة الخمكد،كمدل الترابط بينيما. الخمؽ عنده ككذا بداياتو األكلى،كمكضكع

ما المنيج المتبع ىك التاريخي ،الف طبيعة المكضكع تدفعنا إلى إتباع ىذا المنيج. كما تطرقنا أ إلى المنيج التحميمي مف اجؿ تحميؿ المشكمة التي نكد اإلجابة عنيا.

ككاف اليدؼ مف ىذه الدراسة ىك االطبلع عمى ىذه الشخصية كتكضيح مكانتيا في العاـ فة الديف في فكره.اإلسبلمي،ككذلؾ إبراز فمس

أم بحث ال يخمك مف الصعكبات ،فقد كاجيتنا بعض العراقيؿ :كىي صعكبة تكضيح كبما أف المكضكع المدركس كما يحتكيو،ألنو يحكم مكاضيع متنكعة كشاممة،أما مف جانب المصادر

ر الذم كاف كالمراجع فقد تطرقنا إلى كؿ منيما ،مف جانب المصادر فقد اعتمدنا عمى مؤلفو الكبي يحكم جؿ مكاضيع بحثنا كىك) تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ ككذالؾ رسالة الخمكد(.

ج

أما عف المراجع فقد اعتمدنا عمى عدة كتب متنكعة منيا محاضرات إسبلمية في الفكر كالدعكة لمكاتب أبي حسف عمي الحسني الندكم،ككتاب حسف حنفي :محمد إقباؿ فيمسكؼ الذاتية، باإلضافة إلى العديد مف المكسكعات كالمقاالت.كفي أخير أتمنى أف يككف ىذا البحث المتكاضع

طريؽ مف اجؿ جذب كمكاصمة بعض الطبلب لدراسة ىذه الشخصية.

الفصل األول:

فة الدينمفهوم فلس

المبحث األول: مفيوم الفمسفة والدين

المبحث الثاني: فمسفة الدين وتطورىا التاريخي

المطمب األول: عالقة الفمسفة بالدين عند اليونان

المطمب الثاني: عالقة الفمسفة بالدين في القرون الوسطى )أوغسطين وتوما االكويني(

العصر الحديث )كانط ،ىيقل ( المطمب الثالث: عالقة الفمسفة بالدين في

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

:مفيوم الفمسفة والدين األولالمبحث

مفيوم الفمسفة::1

كثار حكليا جدؿ طكيؿ كعميؽ ،ات العصكر كالمجتمع رشغمت الفمسفة الفكر اإلنساني عب

في الختبلؼذا مصدر مدارات أك تيارات فكرية متباينة فكاف ى إلىحكؿ انتماء الفمسفة

مذاىبيـ عبر العصكر. كاختبلؼالفبلسفة باختبلؼيؼ الفمسفة كذلؾ عر ت

كمف ىنا يعتبر مفيكـ الفمسفة .لغة عمى أنيا كممة يكنانية األصؿ اشتقيا فيثاغكس*

pythagoras فيبل صكفيا "الفيمسكؼ اليكناني مف كممتيفPHILA-SOPHIA كمعناه

كناف قبؿ فيثاغكرس ينشدكف الحكمة التي كاف معناىا عندىـ في يمحبة الحكمة كقد كاف ال

ك ،كتطكرت إلى الشعر كالمكسيقى ،الفبلحة أكالتجارة أكأكؿ األمر ميارة في فف الصناعة

محب إنماكالفيمسكؼ ليس حكيما ،حكمة الحياة أنيا عمى فيمت الفمسفة في ذلؾ الحيف

أفلمحكمة....ألف اهلل ىك الحكيـ كمف الضركرم الإنساف أف يجد ليعرؼ أنو لمف استطاعتو

1."لممعرفة تكاقايككف محب لمحكمة

لظركؼ الحياة الفعمية في ببلد اليكناف عامة كفي أثينا كانعكاسفالفمسفة اليكنانية إذف نشأت

كأف الفبلسفة الطبيعيكف لـ يككنكا يفيمكف مف الفمسفة إال أنيا بحث عف العناصر ،خاصة

كالكشؼ عف أصؿ الككف كأف فمسفتيـ كانت متكسعة لكؿ مياديف المعرفة البشرية التي ،

سامكس في بحر ايجة تأثر بالتيار الفمسفي األيكني أسس جمعية فمسفية في كرتكنيا ؽ ـ كلد في جزيرة295*فيثاغكرس:ماجد فخرم مؤسسة ثقافية لمتأليؼ كالنشر بيركت ،لعب دكرا رئيسيا في سياسة المدينة .)انظر تاريخ الفمسفة اليكنانية ، ،59ص ،7335 ،7ط،لبناف ، .4،6ص ص،)د.ب(،7دار المنار،ط،الفمسفيةطرؽ تدريس المكاد ،محمكد أبك زيد ك فاطمة طمبة 7

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

فاحترفكا السفسطائيكفككانت متجية نحك العالـ الخارجي ثـ جاء ،كانت في ذلؾ الكقت

راط ابتعد عف الطبيعة كما تحتكيو مف مشكبلت منشغبل في دراسة أما سق،الجدؿ كالخطابة

كقد انزؿ الفمسفة مف السماء إلى األرض باحثا عف الحقائؽ خاصة المبادئ الخمقية ،اإلنساف

.مف عدؿ كخير كفضيمة

العمـ بحقائؽ األشياء ".كما جاء في معجـ جميؿ صميبا أف الفمسفة مصطمح يطمؽ عمى

.ككانت الفمسفة عند القدامى مشتممة عمى جميع العمـك كىي قسماف 1"كالعمؿ بما ىك أصمح

أما العمـ ،نظرم فينقسـ إلى العمـ اإلليي كالعمف األعمى كالعمـ الرياضي كالعمـ األكسط

كثانيا سياسة ،أكال سياسة الرجؿ نفسو كىك ما يسمى بعمـ األخبلؽ،العممي فينقسـ إلى أقساـ

المدينة كالممؾ كاألمة . كثالثا سياسة،الرجؿ بأىمو

حيث أف الفمسفة تتصؼ بالشمكؿ كالكحدة كالتعميؽ في التفسير كالتعميؿ كالبحث عف

بحيث يعرفيا كؿ مف :،األسباب القصكل كالمبادئ األكلى

أك ىي عمـ بالعمؿ ،عمى أنيا عمـ المكجكد بما ىك مكجكد "(ؽ ـ :974-955)أرسطك

العمـ باهلل بذاتو كقد سماىا الفمسفة األكلى تمييز ليا عف كتصبح الفمسفة ،األكلى األشياء

كاف ليذا التعريؼ األرسطي مدل عند الفبلسفة ،ذم يسميو بالفمسفة الثانية العمـ الطبيعي ال

.761ص ،7375 ،د ط،5ج ،بيركت ،دار الكتاب المبناني ،جميؿ صميبا : المعجـ الفمسفي 1

عمى يده كىك احد ذالتحؽ بأكاديمية أفبلطكف كتتممفيمسكؼ يكناني كلد في مدينة إستا غير ،(ؽ ـ955-974*أرسطك : ) ،7373 ،د ط ،القاىرة ،لمنشر دار قباء،طر:الفمسفة اليكنانية تاريخيا كمشكبلتيا عظماء المفكريف.)أنظر أمير حممي م

.559ص

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

كىك الطريؽ نحك ،حيث يرل أرسطك أف التفمسؼ متعة1."البلحقيف في مختمؼ الحضارات

لعقؿ مف خبلؿ ممارسة كظائؼ متعددة.السعادة اإلنسانية التي تقـك عمى فاعمية ا

:فيعرفيا عمى أنيا الكقكؼ عمى حقائؽ األشياء كميا عمى ق ( 451-911)أما إبف سينا

أما بالنسبة لمعصكر الحديثة فمفظ الفمسفة يطمؽ ،قدر ما يمكف مف اإلنساف ما يقؼ عميو

كما أف ،لعمـك كاألخبلؽعمى دراسة المبادئ األكلى التي تفسر المعرفة تفسيرا عقميا كفمسفة ا

نظرية القيـ كتشمؿ عمـ المنطؽ كعمـ الجماؿ كعمـ األخبلؽ بحيث تسمى تشمؿ الفمسفة

ك فكره الذم يجعؿ صاحبو قادرا ،بالعمـك المعيارية كمكضكعيا دراسة مظاىر العقؿ البشرم

يا حرة نشاط حر غير نفعي .إن"نظرة متعالية حيث أف الفمسفة ىي عمى النظر في األشياء

كانيا لكف مف الكاف االستمتاع كىذه ،الحاجة تعزز الركح بذاتو ترفعو كتثبتوفبعد زكاؿ قمؽ

.2الكممة معناىا تمؾ االفراح كالشكاغؿ التي ال تتكقؼ عمى ضركرات خارجية"

مفيوم الدين : -5

رخيف ككافة الديف يعتبر مف أبرز المفاىيـ التي شكمت جدال كبيرا بيف الفبلسفة كالعمماء كالمؤ

ف حيث يتكاجد ىذا المفيـك في العقكؿ بشكؿ مستمر ،أصحاب العقكؿ المبدعة كانت كا

مفيكـ الديف .سكؼ نقدـ ىذا المنطمؽ كمف،كضده أمتحيزة لو

. 72ص ،5172، 7ط ،الجزائر ،مؤسسة كنكز الحكمة لمنشر ،مف الباحثيف : مبادئ الفمسفة العامة مجمكعة1 ،7ط،ب د،دارسات كالنشر كالتكزيعالمؤسسة الجامعية لم ،ىيجؿ : محاضرات في تاريخ الفمسفة تر : خميؿ احمد خميؿ 2

.49ص،7376

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

كيركف فيو فكرة الربط :سكاء الربط ، RELIGARمف RELIGION اشتقاؽىك الدين لغة :

،كالسيرة كالسياسة ،بية يقصد بو العادة كالحاؿ كفي العر ،1الكاجب تجاه بعض الممارسات .

كمنو : مالؾ يـك الديف. ،كالطاعة كالجزاء ،كالرأم كالحكـ

،الديف كىك العادة كالشأف كدانو يدينو دينا بالكسر "ـ( : 355-ـ764كيعرفو الرازم * )

كما ،ما تديف تداف كيقاؿ : ك ،أم جازه ،كالديف ىك الجزاء كالمكافئة يقاؿ : دانو يدينو دينا

نا لمدينكفكقكلو تعالى : ،عممت تجازم تجازل بفعمؾ كبحسب ما يكفز لمجأم ، كا

كمف الديف المغكم سكؼ 2." كالمديف العبد ،مف صفات اهلل تعالى الديافكمنو ،محاسبكف

معرفة شاممة لمكضكع الديف .مف المفيـك االصطبلحي حيث نتمكف إلىنتطرؽ

متميزة بكجكد إيبلؼ مف األفراد المتحديف بأداء بعض اجتماعيةػ مؤسسة أػػ : اصطالحا

ال يمكف كضع شيء ،بعض الصيغ باالعتقاد في قيمة مطمقة كباعتمادالعبادات المنتظمة

الفرد إلى قكة ركحية بتنصيب ،تيدؼ الجماعة إلى حفظو اعتقادآخر في كفة ميزانيا كىك

ما كثيرة ،ا إما كقكة منتشرةأرفع مف اإلنساف كىذا ينظر إليي ما كحيدة ،كا كىي اهلل. ،كا

مألكفة مكضكعيا اهلل " الديف ىك تحديدا المطالبة كاعتقاداتكأفعاؿب ػػػ نسؽ فردم لمشاعر

3جانب كجية نظر العمـ " . إلى،كاإليمافبكجو نظر الشعكب

الديف في الفمسفة الحديثة عدة معاني : كما لمفظ

.7514ص ،5117 ،5ط ،باريس ،منشكرات العكيدات بيركت ،المجمد األكؿ ،أندريو الالند : مكسكعة الالند الفمسفية 1ـ(: محمد بف أبي بكر عبد القادر الرازم أخذ اسمو الرم التي كلد فييا اشتير بالطب كلقب بطبيب 355-ـ764*الرازم )

.976ص،5116، 9ط ،دار الطميعة لمنشر ،مسمميف .)أنظر : جكرج طرابيشي :معجـ الفبلسفة ال .(37ص ،7333 ،2ط ،7ج ،بيركت ،الرازم: مختار الصحاح 2 .7512ص ،مرجع سابؽ ،أندريو الالند : مكسكعة الالند الفمسفية 3

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

كاألفعاؿ الحاصمة لمنفس مف جراء حبيا هلل كعبادتيا إياه كطاعتيا اإلدراكاتػػػ الديف جممة 7

ألكامره .

أك بالتقدـ أك الجماؿ اإلنسانية ،كاإليماف بالعمـ ،ىك اإليماف بالقيـ المطبقة كالعمؿ بيا "ػػػ 5

فضؿ ال ،ذم يحب خالقو كيعمؿ بما شرعو ففضؿ المؤمف بيذه القيـ كفضؿ المتعبد ال ،

نكار لمذات ،اىما عمى اآلخر إال بما يتصؼ بو مف مجرد حدإل خبلص كا 1. "كحب كا

كىك في ،مف األمـ إعتقادا أك عمبل مف المبادئ التي تديف بيا أمةإذا فالديف ىك جممة

الشرع اإلسبلمي ىك االستسبلـ كالتسميـ هلل بالكحدانية كأفراده بالعبادة قكال كفعبل .

: ذىبممة والمالفرق بين الدين وال-

مف حيث ،كمف حيث أنيا جماعة تسمى ممة ،إف الشريعة مف حيث إنيا مطاعة تسمى دينا

إف الديف منسكب ،كالمذىب ،كالممة ،كقيؿ :الفرؽ بيف الديف ،تسمى مذىبا إليياأنيا يرجع

كيطمؽ لفظ ،كليذا قيؿ أنيا ممتدة بالذات كمتغايرة باالعتبار ،إلى اهلل بعضيا مكاف بعض

ذا أطمؽ "،كىي السنة أم ماشرعو اهلل لعباده مف السنف كاألحكاـ،لديف أيضا عمى الشريعة ا كا

كالديف ،لفظ الديف عمى الممة دؿ عمى جماعة معينة مف الناس ىدفيا تمجيد اهلل كعبادتو

كالمذىب منسكب إلى ،كالممة منسكبة إلى الرسكؿ،تعالى المسيحي فيك مف ذات نظاـ خاص

كما أف الديف أيضا ،ليا قكانينيا كتقاليدىا كتعاليميا را ما تستعمؿ ىذه األلفاظ ككثي،المجتيد

انو مؤسسة إجتماعية تضـ أفراد يتحمكف بالصفات اآلتية :

.219ص ،مرجع سابؽ ،جميؿ صميبا : المعجـ الفمسفي 1

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

قياميـ ببعض الشعائر .،قبكليـ بعض األحكاـ المشتركة -أ

كحرصيـ عمى تأكيد ىذا اإليماف كحفظو .،إيمانيـ بقيـ مطمقة -ب

مفارقة ليذا العالـ أك سارية فيو ،أف اإلنساف متصؿ بالقكة ركحية أعمى منو إعتقادىـ-ج

1."مكحدة أككثيرة ،

لمدين : االجتماعيالتعريف

مف حيث المعتقدات كالمؤسسات كالسمكؾ كالكظائؼ جمعيةاجتماعيةالديف كظاىرة إلىينظر

، فمف بيف الذيف أسيمكا في معركفةال االجتماعيةلو كيقـك بدراستيا كفؽ المناىج االجتماعية

أم ديف ىك أف "( يقكؿ:7727-7371*)DURKHEIMالديني دكركايـ االجتماععمـ

يدعي جامعا ،كاحد أخبلقي إيبلؼمنظكمة متماسكة مف المعتقدات كالممارسات تجمع في

حيث أصبح ىذا التعريؼ الذم قدمو دكر كايـ لمديف األكثر شيكعا 2."كؿ الذيف ينتمكف إليو

أنو " تـ تعريؼ الديف: إذ االجتماعلعمـ أكسفكردحيث في قامكس ،الديني االجتماعي عمـ ف

كالتي ،مجمكعة مف المعتقدات كالرمكز كالممارسات كالشعائر التي تنيض عمى فكرة المقدس

كالمقدس تقابؿ العمماني أك اجتماعيتكحد بيف المؤمنيف بيذه المعتقدات في مجتمع ديني

. 219ص،مرجع سابؽ ،:المعجمالفمسفي جميؿ صميبا 1تمسؾ بتقاليد الديف )أنظر محمد عمي ،مف أسرة ييكدية ،( ييكدم فرنسي كلد في مدينة ايبيناؿ 7371-7727*دكر كايـ )

. 776ص ،د ط ،د س ،اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية ،ـ االجتماع محمد:تاريخ عم .74ص ، 5117 ،د ط ،القاىرة ،دار قباء لمنشر ،محمد عثماف الخشت :مدخؿ لفمسفة الديف 2

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

الديف االجتماعكيعرؼ عمماء ،األكلى تتضمف مشاعر الخشية كالرىبنة فاآل،الدنيكم

1."كليس عمى أساس اإليماف بإلو أك آلية ،سإلى المقدباإلشارة

التعريف الفمسفي لمدين:

بلسفة مف خبلؿ إذ ال يكجد إتفاؽ بيف الف ،مديف بتنكع الفبلسفةيتعدد التعريؼ الفمسفي ل

حيث أف الفمسفة ليست ،ـ ينظر إليو مف كجية نظر خاصة فكؿ مني ،تحديد ماىية الديف

نما تتنكع بتنكع الفبلسفة كمف أىـ التعريفات ،كياف كاحدا مثؿ العالـ الرياضي أك الطبيعي كا

التي يقدما الفبلسفة لمديف ما يمي:

باعتبارىاكميا DUTICSلديف ىك معرفة الكاجبات ( :ا7154-7714)Kant كانط يقكؿ

ىك ،أف الديف ىك الركح كاعيا جكىره "فيرل Hegl(*7112-7797) أما ىيجؿ" إلييةأكامر

،كىكذا فمفيـك الديف عنده ىك بحث المتناىي،ارتفاع الركح مف المتناىي إلى البلمتناىي

كمف ىنا فإف الديف بشكؿ عاـ ىك عبلقة لمكعي الذم مف أجمو ،بحيث اإلنساف عف المطمؽ

2."بالذات تككف كجكده

النفسي لمدين:التعريف

المدرسة الختبلؼفي عمـ النفس كذلؾ ،تكجد ىنالؾ العديد مف التعريفات المختمفة لمديف

فمنو مف يؤمف بو كيمارس ،ككذلؾ لممكقؼ الديني الذم يتبناه صاحب التعريؼ،النفسية

. 72ص، سابؽمرجع ،محمد عثماف الخشت :مدخؿ إلى فمسفة الديف 1تكفي بمرض الككليرا في برليف )أنظر جكرج ،كيعتبر مف أىـ فبلسفة األلماف ،*ىيجؿ:فيمسكؼ ألماني كلد في شتكتغارت

(. 157ص ،مرجع سابؽ ،معجـ الفبلسفة ،طرابيشي .77ص،مرجع سابؽ مدخؿ إلى فمسفة الديف،محمد عثماف الخشت : 2

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

كمنيـ مف يعتبره عرض مف أعراض الصراعات النفسية التي لـ ،شعائره كطقكسو كمنيـ ال

عبلجيا.يتـ

ؿ كتابو "التحميؿ مف خبل Eric Frommفمف أشير التعريفات لمديف تعريؼ إيرؾ فركـ

ركيعطي لمفرد إطالمفكر كالعمؿ تشترؾ فيو جماعة ما أم مذىب "يقكؿ :النفسي لمديف

1"لمتكجيو كمكضكعات لمعبادة

ج التكحيد أدياف كثيرة خار –كمازالت –ألنو قد كجدت ،حيث يفيـ الديف عمى ىذا النحك

اعتبارإال أننا ،كنربط تصكر الديف بمذىب يدكر حكؿ اإللو كالقكل القائمة عمى الطبيعة ،

الديانة التكحيدية إطار لفيـ جميع األدياف األخرل .

حيث ال يكجد منيج كاحد في ىذا ،كمنو فعمـ النفس الديني يدرس الديف مف زاكية نفسية

كمف أىـ الذيف أسيمكا ،خبلؿ تعدد المدارس النفسية العمـ بؿ كجكد مناىج متعددة كذلؾ مف

في ىذا المجاؿ كطبقكه عمى الظكاىر النفسية الدينية ىك إيرؾ فركـ.

تطرقنا سابقا إلى مفيـك الديف في مختمؼ العمـك كالمياديف كحسب مختمؼ الفبلسفة

أما اآلف سكؼ نعرض أنكاع الديف .،كالمفكريف

: أنواع الدين

فكاف منبع الديف :كىي تؤمف بتعدد اآللية مثؿ بعض أدياف مصر الفرعكنية، كن الشر أديا-أ

في ىذه المرحمة ىك القمؽ ،إزاء أحداث الحياة كالخكؼ مف المجيكؿ كمف المشاىد أك المعمـك

المتمثؿ في تقمب الظكاىر الطبيعية فضبل عف األمؿ في المستقبؿ .

،الت 1 52،ص7311حميؿ النفسي لديف ،تر:فؤادزكريا،مكتبةغريب،القاىرة،د ط ،إيرؾ فرـك

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

:أديان التسمسل اليرمي لآللية-ب

كالكظائؼكتكزيع بينيما المياـ لشرؾ القائمة بتسمسؿ اآللية تسمسبل تفاضميا،كىي أدياف ا

األكبر الذم تجعؿ لو اإللو إلىحيث تصؿ األعمى إلى األدنى،كترتيبيا ترتيبا ىرميا مف

متعددة كمتسمسمة كفكقيا جميعا بإليةالتي تؤمف اإلغريؽالسيطرة كالييمنة عمييا مثؿ ديانة

رب األرباب زيكس .

اإلسبلـ. المسيحية، :كىي التي تؤمف بالو كاحد ،مثؿ الييكدية،أديان التوحيد-ج

االعتقاد إلىىك تعبير مستعمؿ خصكصا في القرف الثامف عشر، كيشير :الدين الطبيعي-د

في كجكد اهلل كخمكد الركح، دكف االعتقاد في الكحي كالنبكة ،فيك مجمكعة اعتقادات بكجكد

باعتبارىا كميا مف األخبلقيلمعمؿ اإللزاميلنفس كخمكدىا كبالطابع اهلل كرحمتو ،كبركحانية ا

أرل في الديف ": (7117-7175كحي الكعي "النكر الداخمي" الذم ينكر الكؿ قاؿ ركسك)

الديف الطبيعي الذم يدأب المسيحيكف عمى خمطة مف أكما يضارع تقريبا كحدة الكجكد

فاف منبع الديف الطبيعي مف حب 1"لمعاكسة مباشرةأك البلديف الذم يشكؿ العقيدة ا اإللحاد

في أثارهالحقيقة كالرغبة في رؤية عالـ متجانس محكـك بالنظاـ ،كاف كاف ىذا ال ينفي بقاء

لكف منبعو كاألمؿفالديف الطبيعي يحركو بدرجة ما القمؽ كالخكؼ " مرحمتي الشرؾ كالتكحيد،

قة كالرغبة في رؤية عالـ متجانس يحكمو حب الحقي أعبلهالرئيسي كالجكىرم ىك كما سبؽ

كاتب كأديب كفيمسكؼ ناؿ جائزة ديجكف حكؿ العمـك كالفنكف مف ،:مف أسرة فرنسية 7117-7175جاف جاؾ ركسك

،دط،تكزيع د ب نكميديا لمطباعة كال،معجـ الفبلسفة القدامى كالمحدثيف ،انظر نبيؿ دادكة،مؤلفاتو العقد االجتماعي .767- 761.ص

. 73،مرجع سابؽ ،جميؿ صميبا 1

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

النظاـ ،كيكجد ىذا الدافع عند بعض العقكؿ الفمسفية التي تمتمؾ فرصة التفكير في ىدكء

1."بالو كاحد يتصؼ بككنو حكيما مبدعا قدير اإليماف إلىكفراغ، كتصؿ

مفيوم فمسفة الدين:

التي كاألنماطر مف الصكر كاف ليا تاريخ كبي العكس،أك العبلقة بيف الفمسفة كالديف إف

المختمفة كتراكحت تمؾ الصكر بيف سيطرة بأشكالياالزالت تنعكس عمى كاقعنا الحالي ،

يقمؿ مف قكة أفعمى شكؿ التقاء كاختبلؼ ،كىناؾ مف يحاكؿ أك أخركىيمنة طرؼ عمى

الصداـ بينيما ،كىناؾ مف يقمؿ مف كجكد عبلقة بينيما .

لؤلدياففسير العقبلني لتككيف بنية الديف عبر الفحص الحر الت "كعميو ففمسفة الديف ىي:

عف الديف بشكؿ عاـ مف حيث ىك إم،كالكشؼ عف طبيعة الديف مف حيث ىك ديف ،

مقدسة ،كمف حيث ىك نمط بأمكرمنظكمة متماسكة مف المعتقدات كالممارسات المتعمقة

كالككف كاإلنساف كتحديد يةاإللكىكامتحاف العقائد كالتصكرات لمتفكير في قضايا الكجكد،

طبيعة العبلقة بيف كؿ مستكل مف مستكيات الكجكد ، كالبحث في الطبيعة الكمية كالقيـ

كتحديد العبلقة بيف كنمط تطكير الفكر الديني في التاريخ، كالنظـ كالممارسات الدينية،

يكشؼ عف تفسير كمي لمديف ، إلىبعرض الكصكؿ األخرلالتفكير كأنماطالتفكير الديني

التي يقكـ عمييا بطبيعة تصكره لمعبلقة بيف كأسسو منابعو في العقؿ كالنفس كالطبيعة،

المتناىي كالبلمتناىي كالمنطؽ الذم بحكـ نشأتو كتطكره كاضمحبللو ،حيث تستعيف فمسفة

. 59دط .ص ،القاىرة ،دار قباء لمنشر كالتكزيع ،محمد عثماف الخشت :الديف كالميتافيزيقا في فمسفة ىيـك 1

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

الديف عمى تحقيؽ ذلؾ بمنجزات العمـك اإلنسانية كاالجتماعية مثؿ :عمـ النفس الديني كتاريخ

.1"كعمـ االجتماع الديني كاالنثركبكلكجيا ،األدياف،كمقارنة ديافاأل

كمف حيث ىك نمط ة الديف تبحث في قضايا الديف مف حيث ىك ديف كعقيدة،فسكعميو ففم

الككف" ككذلؾ تحديد العبلقة بينيما كذلؾ ، االلكىية،اإلنساف" لمتفكير في قضايا الكجكد

، كلكنيا ال ؿ نتائجيا قبكال مطمقا ،بؿ تختبرىا كتمحصيا لكي تقب باالعتماد عمى بعض العمـك

تستعيف بنتائج العمـك الطبيعية األحيافتميز بيف اليقيف كالمحتمؿ مف نتائجيا ،كفي بعض

األحياءالتي دخمت حيز الثبكت كالتي ال تزاؿ في طكر الفركض كالنظريات مثؿ :عمـ

كالعالـ اإلنسافالعقائد الدينية عف طبيعة كالفيزياء... التي تستعيف بيا في تقكيـ كالبيكلكجيا،،

الديف ،كىنالؾ مف الفبلسفة ةفمسفة الديف تنتيج المنيج العقبلني النقدم في دراس أف،كما

البرغماتي. التحميمي، المنطقي، مثؿ :المنيج التجريبي ،الكصفي، أخرلمف يفضمكف مناىج

نما بسمطة العقؿ كال تتفكر في ،ال تتكصؿ بسمطة المؤسسة الكينكتية"فمسفة الديف إفكما كا

نما في ذات اإلنساف كعبلقتو باإللو، كبفضؿ استبداؿ فمسفة الديف سمطة العقؿ ذات اإللو كا

فإنيا تككف عبارة عف مكاف سمطة الكينكت كاستبداليا النظر اإلنساني مكاف النظر اإلليي،

حيث إف فمسفة الديف ثمرة مف ثمار حركة التحرر الفكرية التي اتصؼ بيا عصر األنكار،

،محمد عثماف الخشث :1 .92ص،مرجع سابؽ الديف كالميتافيزيقا في فمسفة ىيـك

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

تجدد الفيـ مككناتيا كمقتضياتيا في سياؽ المستجدات الفكرية كتشتغؿ بالمسائؿ النظرية

نما بالمسائؿ العممية المشخصة 1. "المجردة كا

المبحث الثاني:فمسفة الدين وتطورىا التاريخي

. دين عند اليونانالمطمب األول:عالقة الفمسفة بال

إف البدايات األكلى لمفمسفة كانت عند اليكناف القدامى نتاج أصؿ لمعقؿ اليكناني حيث تمتاز

كذلؾ مف خبلؿ حبيـ لمحقيقة كالعمؿ بقدرات عقمية خاصة كالتأمؿ كالتحميؿ كاالستنباط،

ف ذك طابعكا بأنومف اجؿ الكصكؿ ليا. كاف ىذه الخصائص العقمية القديمة كتفكيرىـ تميز

كما تكصؼ نشأة الفمسفة في ببلد اليكناف بالمعجزة الف اليكناف اخترعكا " أسطكرم ساذج،

نمط جديد مف التفكير لـ يكف عند سابقييـ، حيث نقمكا العقؿ اإلنساني مف مرحمة "المتكس"

.2"األسطكرية إلى مرحمة" المكغكس" أم العقؿ

اليكناف ، كىذا األمر راجع إلى غياب ىيئة دينية لـ يكف ىناؾ صراع بيف الفمسفة كالديف عند

كما أف العقؿ اليكناني كاف جريئا ألنو لـ يكف تحت كطاية "مركزية تقـك بنشر عقائد ثابتة

ديف منزؿ ،كعميو فاف العيد اليكناني بدأ يخمك مف صراع بيف العقؿ كالديف كما أف اختبلط

فقده قكتو، لكف ىذا ال يعني أف الفبلسفة اليكناف الديف الشعبي لميكناف بالخرافات كاألساطير أ

لمحداثة الغربية،المركز الثقافي العربي،الدارالبيضاء،المغرب األخبلقيمساىمة في النقد األخبلؽطو عبد الرحماف :سؤاؿ 7 552،ص7،5111،ط .73ص،مرجع سابؽ ،مف الباحثيف :مبادلء الفمسفة العامة مجمكعة5

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

حيث 1."لـ يتناكلكا المسائؿ الدينية في الحقيقة، بؿ عبركا عف مكاقفيـ اتجاه تمؾ المسائؿ

انقسمكا إلى فريقيف :

فريؽ يزدرم اآللية كيجعؿ عمييا صفات البشر .-7

اصطنعيا البشر لكصؼ اآللية فريؽ نزه اآللية ألنيـ تيقنكا مف األساطير الدينية خياالت-5

فقدتناكلكا ،كالى ىذا الطريؽ ينتمي أغمب فبلسفة اليكناف أفبلطكف ،أرسطك ، كالركاقييف.

المسائؿ الدينية تناكال عقميا كنظريا.

الدين في العصور الوسطى.:العالقة بين الفمسفة و يالمطمب الثان

مف أكبر ،(491-924:يعد القديس أكغسطيف ) Augustinأكغسطيفالقديس :أوال

ىتـ إبؿ رجؿ ديف ،الفبلسفة البلىكتييف النصارل فيك لـ يكف فيمسكؼ بالمعنى الدقيؽ

نما ،لـ يكف يعني بالفمسفة بالمعنى المحدد ليا اليـك " ،بالمعرفة التي ىي فمسفة لذلؾ كا

البلىكت ليس فكرا إفإستعاف فيو بالتفسيرات الفمسفية لكي يؤكد اديني اعتبرىا نشاطا عقميا

نمافمسفيا كاىتـ بفيـ ما يؤمف بو مف حقائؽ كشفيا اهلل في ،ىك استخداـ لمفكر الفمسفي كا

أما في ،2قكلتو الشييرة " أؤمف كي أتعقؿ"الكتاب المقدس كلذلؾ لكي يطمأف قمبو كقاؿ م

مدركات مادية ،لمعرفة رأل أكغسطيف أف المعرفة تشتمؿ عمى نكعيف مف المدركات مجاؿ ا

اإلدراؾثـ يعقبيا ،في الجسـ الحادثةتنشا مف انتباه النفس لمتغيرات األكلى، معنكية كأخرل

.25ص،مرجع سابؽ ،:مبادلء الفمسفة العامة الباحثيفمجمكعة مف 1( مف أكبر الفبلسفة491-924أكغسطيف : ) البلىكتييف النصارل في العصكر الكسطى تعتبره الكنيستاف الكاثكليكية

يكسؼ كـر ،ىيب ثـ تعيينو أسقفا حتى كفاتو .)أنظر إقميـتمت تسميتو كاىنا في 937كفي عاـ ،كاالنجميكانية قديسا كاحدا .(52ص ،د س ،9ط ،القاىرة ،دار المعارؼ ،في العصكر الكسطى األكربية: تاريخ الفمسفة

.97ص ،مرجع نفسو ،في العصكر الكسطى بيةك األكر يكسؼ كـر : تاريخ الفمسفة 2

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

دراؾ،اهلل تعالى إدراؾالمدركات المعنكية فيي مثؿ : إما،كىك فعؿ النفس كحدىا النفس كا

ككؿ شئ لديو ،عمى الركحنيات أكديات اسكاء الصادرة عمى الم’بنكعييا حكاـكاألكالمبلئكة

فبل شئ ثابت.،نفسو اإلنسانيمتغير حتى العقؿ

باألخبلقياتفقد اىتـ ، البلىكتيةمف خبلؿ فمسفتو بمكغ السعادة إلىييدؼ فككاف أكغسطي

ؾ بفضؿ إعتماده عمى المكحى بو كذل اإللييكاعتمد فييا عمى نصكص الىكتية مف القانكف

. األكامركالتقارير الدينية مثؿ : إفعؿ كال تفعؿ كغيرىا مف األخبلقية األكامر

،(7514-7552: يعتقد تكما االككيني )Thomas A'Aquinالقديس تكما االككيني ثانيا :

مكانية ،بعدـ جدكل الميتافيزيقا كيرل انو بعدـ السيكلة في فيـ األفكار الدينية شرحيا كا

كتفسيرىا باعتبارىا أحداث نفسية اجتماعية كىك ما اظير المبلمح الرئيسية لفمسفتو . حيث

كىك فكر يسعى لفيـ ،السمة الرئيسية في فكر االككيني ىي الفكر البلىكتي كالفمسفي معا إف

مف خبلؿ فيـ العبلقة بينيما كبيف اإللو الخالؽ ،طبيعة العبلقة بيف القكل العاقمة لئلنساف

،كذلؾ مف خبلؿ فيمو لمككف ،خالصة مخمص عند النصارل بكصفو عقبل محضا كركحاال

أك(الفمسفة)إال أف فترة االىتماـ اإليديكلكجي في مناقشة العبلقة بيف البلىكت )الديف ( كبيف

كالمعرفة نكعاف : ،نكع مف أنكاع المعرفة فيـك أصبح اإليماف بيذا الم ،بيف العقؿ كالنقؿ

إالإفكمعرفة مادية يستمدىا مف عقمو كحكاسو ،نية يستمدىا اإلنساف مف داخمو معرفة إيما

بالتصديؽ الديف في مجاؿ اإلنساف إلييايرل باف الحقيقة كاحدة يصؿ "تكما االككيني :

( كلد في مدينة أككينك الكاقعة بيف ركما كنابكلي 7514-7552تكما االككيني :)، تمقى تعميمو في ايطاليا كباريس،

(.547ص ،الفبلسفة: مرجع سابؽ جكرج طرابيشي: معجـ ،كتتممذ في الفمسفة البلىكتية عمى ألبير الكبير .)أنظر

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

إال أف 1"العقؿ عف طريؽ االستنتاج كالقياسفي مجاؿ الفمسفة ب إليياكيصؿ ،القمبي كاإليماف

كبيف الفكر ،االعتقاد الديني أك اإليمافخص رأيو في العبلقة بيف البلىكتييف ل فىناؾ م

يكجد شيء معقكؿ " ني أؤمف ألنو الالفمسفي العقمي في عبارة كاحدة " إ

ىيجل (. –عالقة الفمسفة بالدين في العصر الحديث )كانط : ثلالمطمب الثا

كىذا ،صكرة كاحدة خذتأعبر التاريخ فيي لـ ؿاأشكعدة اتخاذأف عبلقة الفمسفة بالديف

حسب نظرة كتصكر رجاؿ الديف )عمماء الديف( لمفمسفة كحسب رؤية الفبلسفة لمديف كلعؿ

الحديث عمى سبيؿ المثاؿ نأخذ كؿ مف ،مف ابرز ىذه التصكرات ليذه العبلقة في الفمسفة

كانط كىيجؿ نمكذجا لذلؾ :

ض الديف في الفمسفة تعار إف إلىفقد ذىب ": kant (7154-7714)كانط -7

لكف عف طريؽ التأكيؿ العقبلني المحض لمكتب المقدسة يمكف ،معناىا الحرفي

2."يمتقي مع الفمسفة إفلمديف

الكصكؿ إمكانيةالبد أف يصدـ بما يعارض ، األدياففالمرء حيف يعمؿ عقمو في بعض

مع يتعارض إفكىنا يرل كانط ضركرة تطيير العقيدة مف كؿ مايمكف ،عقيدة عقمية إلى

قد كانطلك ،التأكيؿ نصكص الكتاب إلىككسيمة التطيير ىي المجكء ،العقؿ المحض

يطير عقيدة الكنيسة مف أفكاستطاع ،تأكيؿ نصكص العيد الجديد تأكيؿ عقميا محضا ب

،دط ،االسكندرية ،دار الكفاء لدنيا الطباعة كالنشر ،ىيـك إلىإبراىيـ مصطفى إبراىيـ : الفمسفة الحديثة مف ديكارت 1 . 97ص ، 5111

( كلد بمدينة ؼ بكركسيا 7714-7154كانط: )،كىك فيمسكؼ المثالية )انظر ، 7141جامعة كينجسيريج سنة يدرس ف . (731ص ،7372، اإلسكندرية ،مؤسسة الثقافة الجامعية،في فمسفة التاريخ ،احمد محمكد صبحي

. 97ص ،مرجع سابؽ ،فمسفة الديف إلىؿ محمد عثماف الخشت :مدخ 2

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

حتى انو جردىا مف جكىرىا كىنا يؤكد ،يككف مضاد لمنزعة العقمية أفكؿ ما يمكف

ىذا التطيير كأداة،عقائد مف الشكائذ التي تعارض العقؿ كانط ضركرة تطيير الديف كال

لتأكيؿ النصكص الدينية التي يحكم مبادئ أربعة تتمثؿ في التأكيؿ حيث كضع كانط

معناىا الظاىرم تعارض تاـ مع العقؿ.

يتقبميا العقؿ ال"يمـز تأكيؿ أم نص ديني يتضمف عقيدة تتجاكز حدكد العقؿ :األولالمبدأ

د ئمثاؿ :العقا ،لقيمة خمقية ذات تأثير في الحياةث تصبح ىذه العقيدة متضمنة حي" المحض

حسب كانط ال أنياالعادم حيث لئلنساف ياإلليالتشبييية التي تحاكؿ تقريب التصكر

ينبغي تأكيميا تأكيبل تنزيييا . األساسكعمى ىذا ، كاإلنسافتنص حقيقة المشابية بيف اهلل

فالديف حسب كانط ، أخبلقيسمكؾ أداةىك إنما،ليس غاية في ذاتو مافاإلي: المبدأ الثاني

كما ، أخبلقيةالعممية كيفعميا فبل فائدة لمعقيدة بدكف كظيفة األخبلؽىك الجانب الذم يجسد

ال قيمو ليا. أنيا

الكاممة عف اإلنساف:مف الضركرم تأكيؿ النصكص الدينية لبياف مسؤكلية المبدأ الثالث

.أفعالو

كعندما ،األخبلقيالكماؿ لىإللمكصك ف يسعى بعممو الخاص ا لئلنساف :البد المبدأ الرابع

1يعجز عف ذلؾ لو االعتقاد بكجكد مساعدة خارجية متعالية.

.47ص،مرجع سابؽ مدخؿ الى فمسفة الديف،محمد عثماف الخشت: 1

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

ىي عبلقة التقاء ال ،كمف خبلؿ ماسبؽ ذكره يمكف القكؿ أف العبلقة بيف الفمسفة كالديف

أما بالنسبة لييغؿ فسكؼ ،المقدسة حسب كانطكذلؾ عف طريؽ التأكيؿ العقمي لمكتب ،تنافر

.نتطرؽ إلى ذلؾ ك نرل الخبلؼ القائـ

يبيف سبب الصراع بيف الفمسفة كالديف إف (:حاكؿ ىيغؿ7111-7797)hugelىيغؿ -5

كاف ،بالديف ةمف حدة ىذا الصراع بأف يصؿ الفمسف ؼيخف أفلكنو في نفس الكقت يحاكؿ ،

ىك مؤمف انو مع مركر الزمف سكؼ تككف ىناؾ مصالحة ك ،يحدد األسس المشتركة بينيما

كاف الديف ىك مرحمة ، اإليمافالعقؿ ىك ألساس كأنا،تعقبل اإليمافيجعؿ أفكلقد حاكؿ ،

كالتي أكغسطيفمثؿ القديس ،ءأطركحات اآلبامف مراحؿ تطكر الركح المطمؽ كيتبنى

إلى لتعقؿ حتى اليصؿا إلىيتجو إف ىإل يمافاإلأم عمى ،تعقؿ اإليمافتتمخص باف

نما،السذاجة الفعمي. اإليماف إلى كا

بيف ،الديف ىك الركح المطمؽ أم الكحدة القائمة في ذاتيا كلذاتيا أف "حيث يقكؿ ىيجؿ :

كأنو الركح في حقيقتيا المطمقة ، أزليا اإنتاجكىي الكحدة التي تنتج ،مكضكعية الركح كتصكره

حيث 1."ثة مف درجات تطكر الركح في حقيقتيا المطمقةالديف ىك مبدأ مف الدرجة الثال إف،

إف ،الفمسفة إليوكتصؿ ،البلىكت ىك المركز التي تنطمؽ منو الفمسفة كما يرل ىيغؿ أف

تعبير التعبد يحتكم عمى أيأف ،حقيقةال كالتعبد فكرة في حاؿ بحث عف نفس ،الديف فمسفة

لؤلفكارىناؾ صكرة صريحة إنما، يفكر في صكرة ضمنية فقط كالديف ال محتكل فكرم.

.776ص، 5175، 7ط،بيركت لبناف ،منشكرات الضفاؼ ،مجمكعة مف المؤلفيف ،ىيثـ محمد يسر :فمسفة الديف 1

مفهىم فلسفة الذيه : األول الفصل

كشكميما كاحد كىك معرفو اهلل ،محتكل الديف ىك الفمسفة كاحد ىك اهلل إف إال،حة رينظرية ص

كغير مباشرة في الفمسفة .،كلكف ىذه المعرفة مباشرة في الديف ،لنفسو بنفسو

كتؤكد حرية ،كرية تقكـ الفمسفة بدكف الغاية الدينية الضر أفحيث انو ىيغؿ يرل انو اليمكف

أفيريد إنما،يستبدؿ دينا بديف آخر ال"كاف ىيجؿ ،الفكر عمى الضركرة المسبقة لبلعتقاد

الديف المسيحي ىك المحظة النيائية أفكذلؾ 1"كالديف المسيحي خصكصا،يفيـ الديف عمكما

يؿ الديف تأى إعادةالمحاكلة الييجمية في إف، اإلنسافالضركرية كالتربكية التي يمر بيا

كقد بدأت عممية النقد في حياة ،سكؼ تجابو بالنقد مف عدة اتجاىات في مستكيات مختمفة

الفيمسكؼ نفسو .

. 773ص،،سابؽ مرجع،سر :فمسفة الديف يىيثـ محمد 1

الفصل الثاني:

فلسفة الدين عند محمد إقبال

المبحث األول: خصائص الخطاب الفمسفي والديني عند محمد إقبال

المبحث الثاني: الزمان والحقيقة المطمقة

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

52

خصائص الخطاب الفمسفي والديني عند محمد إقبال.:المبحثاألول

إسبلمي إف التفكير في اإلسبلـ يتناكؿ مسالة أساسيو كىي إمكانية بناء خطاب فمسفي

تنكيرم راىيني،مف اجؿ إصبلح الديف مف جية ،ككذا بناء حداثة دينيو مف جية أخرل،مف

إقباؿ محمد اجؿ إعطاء اإلسبلـ مقكماتو الفكرية كالعقمية كالركحية ،كىذا الطرح الذم أراد

(7711-7397:Mohammed Iqbal)كذالؾ مف " *تكضيحو في كتابيو تجديد التفكير الديني

الحديثة األكربيةف مكانة الديف في العالـ الحديث إماـ تقدـ كصعكد الفمسفات اجؿ الدفاع ع

ليا تأثير،الف ىذه األخيرة أزاحت كقمصت مكانة الديف بحيث حددت لو مساحات ضيقو ال

،الف 1"إال في المجاؿ الفردم كبذلؾ انتصر العمـ كأصبح لو مكانو عمى حساب منزلة الديف

في فكره كفمسفتو حيث كاف يجد في نفسو الثقة كالكفاءة في مناقشة الديف يشغؿ حيزا كبيرا

ىؤالء الفبلسفة كمناظراتيـ ،خصكصا انو أراد تكجيو خطابو لؤلكركبييف أنفسيـ ألنيـ لـ

يعطك أىميو لديف إال إف إقباؿ ركز مشركعو الفمسفي كالديني كذلؾ مف خبلؿ قرأتو لمقراف

لفمسفة العربية كعمكميا ،كاالىتماـ يقضيا الديف كالعقؿ كالتراث اإلسبلمي ،كذلؾ كفؽ ركح ا

،كالفمسفة كالديف ،الحرية اإلنسانية بيف القضاء كالقدر كعبلقة اإلسبلـ بالتاريخ ،ككذا حضكر

الفمسفة الغربية في خطابو التجديدم حكؿ اإلسبلـ ،فيك يتطرؽ إلى الفمسفة التي يرل إقباؿ

سند مكضع شؾ ،كظيفتيا إف تتقصى فركض الفكر ركح البحث الحر تضع كؿ"بأنيا ىي

. WWW ALMILAD:COM،:محمد إقباؿ كتجديد الفكر الديني في اإلسبلـ زكي الميبلد 1

التحؽ بكمية في ،ينحدر مف أسرة براىمية ،،(كلد بمدينة سيبلككف الكاقعة في كالية بنجاب 7397-7711)*محمد إقباؿ نسى إقباؿ فضمو )انظر ابك الحسف عمى كلـ ي،أستاذ المغة الفارسية كالعربية بمده حيث تعر ؼ عمى السيد مير حسف

(.277ص ،7327،د ط،القاىرة،العربي مطبعة دار الكتاب،شاعر اإلسبلـ الدكتكر محمد إقباؿ ،الحسني الندكم

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

52

اإلنساني التي لـ يمحصيا النقد إلى أغكارىا ،أما الديف فجكىره اإليماف ،كاإليماف كالطائر

،فغاية الديف كىدفو األسمى ىك تكيؼ 1"يعرؼ طريقو الخالي مف معالـ غير مسترشد بالعقؿ

اف حقائقو التي يشتمؿ عمييا إال تبقى اإلسبلـ كىدايتة في تدبيره لنفسو كفي صمتو بغيره،ك

غير مقرره،إقباؿ يريد إف يكضح لنا ضركرة الحذر كالحفاظ بخصكص طبيعة التعامؿ

ذا كاف لمفمسفة حؽ الحكـ عمى الديف فاف "الفمسفي مع الديف كمراعاة قضاياه فيقكؿ إقباؿ كا

كاف ىذا الحكـ قائما عمى طبيعية مايراد الحكـ عميو لف يذعف لحكـ الفمسفة إال إذا كاف ىذا

أساس شركط ،كلكي تحقؽ ىذا الحكـ يجب إف تعطي لديف أىمية بالغة لمديف ألنو ليس أمر

،كىنا إف الفمسفة عند تقديرىا لمديف يجب أف 2"جزئي أك مجرد بؿ ىك تعبير عف اإلنساف كمو

تضاد تككف مطمعو عمى أكضاعو األساسية الف لو شانا جكىريا ،بحيث انو اليكجد أم

بالضركرة ألنيما ينشاف مف أصؿ كاحد،كاف كؿ منيما يكمؿ األخر ،فالديف يدرؾ الحقيقة في

جممتيا كيركز نظرتو نحكل الخمكد ،بينما الفمسفة تدرؾ الحقيقة جزءا جزءا مف حيث ىي

تحدث،حيث أف كؿ كاحد منيما يفتقر إلى األخر في تجديد قكتو ،ككؿ منيما يمتمس شيكد

في الحياة،كما يتجو إقباؿ إلى الفمسفة اليكنانية باف لدييا قكة ثقافية عظيمة في نفس الحقيقة

تاريخ اإلسبلـ ،كاف الفمسفة اليكنانية مع أنيا كسعت أفاؽ النظر العقمي عند مفكرم اإلسبلـ

غشت عمى أبصارىـ في فيـ القراف ،الف ركحو تتعارض في جكىرىا مع تعاليـ الفمسفة

قباؿ يرل باف الغزالي القراف كاتجو إلى إقامة الديف عمى الشؾ فمسفي كىي ذات القديمة كا

.1ص ،5111، 5ط،د ب ،دار اليداية ،تر :عباس محمكد ،محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ 1 .7ص، نفسومصدر ال2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

52

حاكلت بناء "دعائـ غير مامكنو العكاقب عمى الديف كال تسكغيا ركح القراف يقكؿ إقباؿ:

الفمسفة الدينية اإلسبلمية بناءا جديدا ،أخذا بعيف االعتبار مأثكر مف الفمسفة اإلسبلمية إلى

اإلنسانية مف تطكر في نكاحييا المختمفة كلمحظو الراىنة مناسبة جانب ماجرل عمى المعرفة

.1"كؿ الناسبة لعمؿ ىكذا

إذأف، اإلسبلميالعالم إليياكصؿ التي نتيجة إلىؿ صكىذا التشكيؾ الذم كضعو الغزالي ك

المذىب العقمي قضى عمى التشكيؾ الذم كاف ذك مكضع مرمكؽ عمى الرغـ مف

يف خاب رجاؤه في فكرة التحميؿ اتجو إلى الرياضيات الصكفية، أف الغزالي حاضمحبللو،حيث

كيرل أف المذىب العقمي نجح ألنو جعؿ الديف حؽ الكجكد مستقبل عف العمـ ك الفمسفة

كالميتافيزيقا.

كمف ىنا فاف الفكر الفمسفي اليكجد حد يقؼ عنده ،حيث انو كؿ ماتقدمت المعرفة كاتسع

أراء أخرل كىنا تدعي ترقيب كيقضو إلىكر،تمكف الكصؿ مجاليا فتحت مسالؾ جديدة لمف

كعناية بتقدـ الفكر اإلنساني،كيرل باف النقد شرط أساسي لتعامؿ مع المكرث الفمسفي كىنا

حاكؿ نقد الفمسفة العربية اإلسبلمية بحجة إتباعيا األعمى ألرسطك كاف إقباؿ نقد إقباؿفاف

مذىبو كاف لو تأثير عمى أفد العقؿ الفعاؿ حيث ابف رشد ألنو اصطنع المذىب القائؿ بخمك

ابف رشد قد غابت عميو فكرة إسبلمية مثمرة عظيمة " الحياة العقمية األكركبية فيرل إقباؿ:

كساعد في نمك فمسفة لمحياة تكرثت الضعؼ كتغشي عمى بصر اإلنساف عند نظره إلى نفسو

،71،ص سابؽ،تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ ،مصدر محمد إقباؿ1

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

52

يركز عمى الجانب الركحي كالديني كمف ىنا يتضح باف إقباؿ كاف1."كالى ربيو كالى دنياه

يجعمو يدافع عف عمـ الكبلـ في شقو النقمي ،حيث يرل إقباؿ إف االشاعرة كانكا ،كىك ما

صائبيف في الدفاع عف رأم أىؿ السنة مف المنطؽ اليكناني ،ككاف ليـ السبؽ عف الفمسفة

عتزلة ألنيـ قصرك في المثالية إلى قدر مف احدث أرائيا ،إال انو كاف يكجو نقدا كبيرا لمم

فيميـ لديف عمى أساس انو مجمكعة مف العقائد كجيميـ انو حقيقة حيكية،ارجعكا الديف إلى

نسؽ المعاني المنطقية ككصبل إلى مكقؼ سمبي بحت ،سكاء إف كاف ذلؾ مف الناحية العممي

أك الدينية كيقرر بأنو الجدكل الستقبلؿ الفكر عف الكاقع في عالـ التجربة.

ضح إقباؿ عمى انو اليمكف إنكار الدعكة التي نيض بيا الغزالي عمى أنيا دعكه لمتبشير كيك

كىي تماثؿ الدعكة التي قاـ بيا كانط حيث يرل باف الديف يمكف اف يمحي مجيد، بمبداء

كمنو جاء مذىب المنفعة في فمسفو األخبلؽ ،كىنا تمكف العقيدة الدينية مف سجؿ المقدسات،

نيا ستشكؿ ثابتا في تصكرات المذىب العقمي مف سيادة اإللحاد كىي قضية يثيرىا إقباؿ كا

الفكر الفمسفي كالديني اتجاه الغرب .

كمف اجؿ بقاء خصكصية الديف يرل إقباؿ إف كانط بيف قصكر العقؿ اإلنساني فيدـ بذلؾ

قصكر إف " مبناه المذىب العقمي أقكل ما احتكاه المنطؽ أك الفمسفة البرانية ،يقكؿ إقباؿ:

الفيـ المنطقي الذم يكاجو كثير مف الجزئيات المتنافرة فيما بينيما ،كالتي ال أمؿ في ردىا

جميعا إلى كحدة كاحدة ،ىذا القصكر الذم يجعمنا نشؾ في إمكاف تكصؿ العقؿ إلى إدراؾ

الفيـ المنطقي يعجز عف تصكر ىذه الكثرة مف الجزئيات إف كفي الحؽقاطع ،

.77،ص سابؽ محمد إقباؿ ،تجديد التفكير الديني ،مصدر 1

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

52

ف الفكر قادرا عمى الكصكؿ إلى الحركة العميقة ،كاف التصكرات المتناىية .كمنو فا1"متماسكة

فالفكر مف حيث ىك طبيعة فجكىره ليس قارا ىي عبارة عف حركات تجميو،ك التي تختمؼ

ء.مى الكقت الذم يحيف فيو االنتيامعطبل ،بؿ ىك متحرؾ فعاؿ يكشؼ ع

:المطمقة ةالزمن والحقيقالمبحث الثاني:

ث، حيلتغير كالتحكؿبابؿ ىك عمى العكس مف ذلؾ فيك يتصؼ دائـ:أك س ثابت الزماف لي إف

سيطرة ا، ككذةمستمرة كمتكاصمانو مركب مف االثنيف التغير كاالستمرارم انو في حركو

يتغير ،كذلؾ ليس إفالزمف لو القدرة عمى التغير ،كيجب فبحيث إ.األخرعمى إحداىما

نمانقص أكضعفا الحياة دائمة الحركة إف":إقباؿيقكؿ إذة الذم يقكـ عميو ىك قانكف الحيا كا

أفدائمة الشباب ،كاف الحياة الخمية مف القدرة عمى النمك كالتطكر يمكف ،دائمة االنسياب،

العادية النكفؽ في أمكرنافي حياتنا اليكمية كمجريات أننا.كما 2"الحياة أخر إال شيأيتككف

يقكـ بالحفاظ عمى خكاصو الجيدة أفلزمف مف اجؿ ما لصراع الذم يقكـ بو ا إدراكنا

الذم يعتبر مثاؿ عف الحركة األنيارنير مف نأخذكالسميمة ،كطبيعتو كالى الحقيقة ،فمثبل

تماثؿ سابقتيا عمى إحداىماكما مف األكقاتفي مختمؼ األمكاجلو العديد مف أفحيث

بقي مكجكد مف سنيف طكيمة ،محافظا انو إالالعابرة أمكاجوكعمى الرغـ مف تعدد ،اإلطبلؽ

كالنيؿ....كغيرىا ىي كفرات، الدجمو، نير العربية مثؿ: األنيارعمى خصكصياتو فمثبل

فكرة الزماف بما ليا إلى إقباؿكانت في العصكر الماضية ،كىنا سكؼ يتطرؽ أفنفسيا منذ

.74ص،سابؽتجديد التفكير الديني ،مصدر ،محمد إقباؿ 1،دمشؽ بيركت،دار ابف 7،ط9أبي حسف عمي الحسني الندكم،محاضرات إسبلمية في الفكر كالدعكة،ج2

.244،ص5117كثير،

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

03

قديـ عند اليكناف،ال الفمسفيكالى فكرة الزماف في الفكر الطبيعة، أكمف صمة بنظرية العالـ

كالمتكمميف كمسالة الزماف في الفمسفة عمكما ،كاف فكره الزماف اإلسبلـككذا عند فبلسفة

كبقيت فكرة الزماف مكضكعا سكاء في الفيزياء في ممتدة حتى بعد ظيكر الفكر العممي،

نتصكرىا. أفمختمؼ العصكر ،لما ليا مف اثر في معرفة الحقيقة التي يمكف

في تحميمو لفكرة الزماف كاف غرضو بناء تصكر عاـ عف الككف الذم يكافؽ أنإقباؿحيث

حيث أننا إذا رجعنا إلى القراف الكريـ فاف اإلشارة إلى فكرة الزماف قد معنى الخمؽ كالكجكد،

يدبر األمر من السماء إلى األرض ثم تطرقت إلييا الكثير مف اآليات منيا قكلو تعالى:"

1تعدكف" قداره ألف سنة ممايعرج إليو في يوم كان م

إلىبما تحممو مف النظر العقمي ىي التي بينت إقباؿحسب محمد اآليةككانت ىذه

المسمميف التدبر في معاني الزماف في سياؽ عقمي فمسفي لمعرفة بداية الكجكد يعرؼ بيا

.،كاف مكضكع الزماف يشغؿ المفكريف كالمتصكفة مف المسمميف

السابقة ،ككما يقكؿ الحديث الشريؼ قكؿ رسكؿ اآلية كرناه في ذ كيظير ذلؾ مف خبلؿ ما

تسبك الدىر فاف الدىر ىك اهلل ".مى اهلل عميو كسمـ :"ال اهلل ص

،كاف الزمف يشؽ الصغير األكقاتفي األفعاؿلذلؾ كانت سيؼ حاد قاطع، كاف الكقت ىك

في الككف أمؿكلت كاألمساليـك أسيرعمى ":إقباؿقكؿ يو كالبحر كما فعؿ مكسى بعزيمت

الكامف في القمب كالى النظر في حقيقة الزماف ،فيك ليس خط مستقيما يرفضو برغسكف

.2سكرة سجدة أيو .1

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

03

يابا،يذرعو ذىابا ليشقى عميو اك يمؼ بو رجؿ الديف كشاحو ،بؿ ىك ،صباحا كمساء، كا

.1"شمعة تقطع الزنا بنارىا ،الزماف ىك الخمكد كليس المكاف الزماف ىك اهلل

:الخارجيـالزمن الموضوعي 1

نمامباشرا ، رأيايقدـ لنا مف خبلؿ مف خبلؿ دراستو لمكضكع الزماف ال إقباؿمحمد إف كا

سابقيو ،كمحاكلة معرفة كتكضيح نقائصيـ مف ألراءيقدـ مكقفو مف خبلؿ دراستو كاطبلعو

لىاجؿ الكصكؿ في نتيجة نيائية التي سكؼ تككف عبارة عف مكقفا حقيقيا مف الزمف األخيرا

إلىمف خبلؿ نظرتو اإلسبلـبداء في عرضو لمكضكع الزماف في يس إقباؿ أفحيف ،في

التي كاف ليا السبؽ في دراسة كمناقشة مكضكع األكلىالفرقة أنيـ االشاعرة حيث يرل

محاكلة في تاريخ أكؿكلعؿ نظرة االشاعرة في الزماف ىي " :إقباؿالزماف فمسفيا كعقميا يقكؿ

فالزماف عند االشاعرة يتركب مف زماف فيما فمسفيا،لفيـ ال اإلسبلميالفكر

لحظة مف الزماف تكجد لحظة أك نيفآالقكؿ باف كؿ إلىيؤدم الرأمىذا أفمفردة،ككاضحنآ

االشاعرة نظر كالى ىذه أفانو يرل إال.2"انو يكجد في الزماف خبلء أمخالية مف الزماف

لزماف ككجكد حقيقي ،كاف تاريخ تجعمنا نعي حقيقة ا النقطة مف جية مكضكعية بحتو ال

فدراسة االشاعرة لزماف لـ تكف الفمسفة يؤكد اف ىذا المكقؼ كاف مكجكد عند اليكناف،

إلىكفساد ىذه النتيجة يرجع "في ىذا المجاؿ: إقباؿفي تاريخ الفمسفة ،فيقكؿ األكلىالمحاكلة

لىنظرك م أنو دث في تاريخ الفكر نقطة البحث مف جية مكضكعية بحتو ،كلـ يعتبرك بما ح ا

.756،ص 7،5113ط ،حسف حنفي ،محمد إقباؿ فيمسكؼ الذاتية ،دار المدار اإلسبلمي،د ب1 .71محمد إقباؿ ،تجديد التفكير الديني،مصدر سابؽ،ص2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

05

إال إف أرسطك يعالج 1."يصؿ كالى نتيجة ما أفنفسو دكف الرأماليكناني فقد اصطنع اليكناف

كيحاكؿ تفسير NUmكيبدءا بإثارة بعض المشكبلت المتعمقة بكجكد فكرة اآلف "فكرة الزماف:

البلكجكد،عبلقة الزماف بالحركة ،فطبيعة الزماف غريبة الف كجكده غامض بؿ ىك اقرب إلى

حركة فبل فما فيو مف ماض كمستقبؿ غير مكجكديف كليس ىناؾ حاضر ثابت فحيث ال

يسمى باآلف ...فالزماف كـ متصؿ ينقسـ إلى ماال كيمكف أف نفيـ الزماف بكاسطة ما زماف،

نياية كشانو االمتداد المكاني المتصؿ أك الخط ،فالخط ينقسـ إلى ماال نياية كليس لو حد

كز إف نعتبر النقطة جزء الخط ،الف أم خط يمكف أف ينقسـ إلى خطيف كىكذا اصغر،إذ ليج

كلما كاف مف المستحيؿ عند أرسطك كجكد آف ذم صفة خاصة يمكف اف يككف -االستمرار

بداية كليس نياية في الكقت ذاتو لزمف معيف ،أك يككف عمى العكس نياية كليس بدكره بداية

كفي عصرنا ىذا ":إقباؿى مكضكع الزماف حيث يقكؿ .ككذلؾ نيكتف تطرؽ إل2"لزمف معيف

"كالمجاز القائـ كصؼ نيكتف "الزماف بأنو شئ في نفسو كفي طبيعتو الذاتية يتدفؽ بالتساكم

في فكرة الجدكؿ المائي كما يتضمنو ىذا الكصؼ يكحي باعتراض جدم عمى رأيو في

ي ىذا الجدكؿ المائي ، شئ عند انغماسو ف يتأثرالزماف فميس في مقدكرنا اف نفيـ كيؼ

أفاليمكف أنناال تشاركو في تدفقو ،كما ياألشياء التككيؼ يختمؼ ىذا الشئ عف غيره مف

التشبيو بالجدكؿ المائي أساسنفيمو عمى أفحاكلنا إذانككف فكره عف مبداء الزماف كمنتياه

طبيعة الزماف فانو يقاؿ في ما أفضؿالمركر ىي أكالحركة أكالتدفؽ ، ألفاظكىذا لك كانت

71،صسابؽ ،مصدرفي اإلسبلـ محمد إقباؿ ،تجديد التفكير الديني1 .737،ص7337دط،دار قباء لمطباعة كالنشر كالتكزيع،القاىرة،أميرة حممي مطر :الفمسفة اليكنانية تاريخيا كمشكبلتيا،2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

00

،ثـ زماف غيره نقيس بو األكلىنقيس بو حركة الزماف أخريككف ىناؾ زماف أفينبغي

لفكره الزماف، ىذا التشبيو الذم قدمو نيكتف أف،1"النياية ما إلىحركة الزماف الثاني كىكذا

محمد مف خبلؿ العمـ كحقائقو المختمفة فيقكؿ إلييا يربط نتائجو المتكصؿ إقباؿ أف كما

الف الكشكفات حكـ العمـ الحديث في ىذا الصدد ىك عيف حكـ االشاعرة، أفكالكاقع ":إقباؿ

في الطبيعيات فيما يتعمؽ بطبعو الزماف تتصكر المادة غير متصمو كالعبارة التالية الحديثة

جدير بالذكرل في philosoph and physies"ركنجر" لؤلستاذ" مف كتاب "فمسفة كالطبيعيات

مف الكاضح أصبحالطبيعة ال تظفر ، أفلمقاـ :"عمى العكس مما قالو المتقدمكف مف ىذا ا

،ككؿ نظاـ محسكسةالعاـ يتغير مف طفرات مفاجئة ،كليس تغيره درجات غير أفالجمي

لقبكؿ عدد متناه مف حاالت متمايزة ،كلما كاف العاـ بيف حالتيف إالطبيعي ليس ميسرا

كبيذا يككف مكقكفا،أك ـ الحركة فاف الزماف يككف عند ذلؾ معمقا متغايرتيف مباشرة يككف عدي

2."الزماف مركب مف ذرات إفالزماف نفسو غير متصؿ كمعنى ىذا

حيث ،ةإلى الحقيقكصمنا أننانظرية االشاعرة مف العمـ الحديث ال يعني إف

يككف الزماف الكاقع خارجي فعميو إفالعمـ كبحكـ مكضكعو يبحث دائما في الكاقع ،بحيث أف

قباؿىك ما يقبؿ القياس ، كما يجب تجاكز ىذا لمعرفة الزماف كحقيقتو، إفيكجو دائما كا

الزماف حالة إعطاءكذلؾ مف خبلؿ تجاكز مبداء الزماف كحالة كعي في الخارج حتى ندركو،

ة جيكد االشاعرة في بنا النظري إف" :إقباؿالحقيقة الذاتية لمزماف يقكؿ إدراؾنفسية مف اجؿ

.71محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ،مصدر سابؽ،ص1 .71ص، نفسومصدر 2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

03

،شانو شاف المحدثيف كاف قاصرا كؿ القصكر مف ناحية التحميؿ السيككلكجي ،فعجزك عجزا

نظريتيـ أفمف ناحيتيـ سبابا في اإلخفاؽالناحية الذاتية لمزماف، ككاف ىذا إدراؾتاما في

األخرفي الزماف جعمت نمط الذرات المادية كنمط الذرات الزمانية منفصميف كبل منيما عف

الزماف مف ناحية إلىتطرقنا إذ أننا إقباؿكما يرل 1."تربط بينيـ عبلقة عضكية أفدكف

.اإللييةنطبؽ الزماف الذرم عمى الذات إفال يمكف أننامكضكعية بحتو ،

:ـالزمن الذاتي الداخمي2

آراء تعبر عف إلى إقباؿمف اجؿ معرفة حقيقة الزماف مف قبؿ العمماء المسمميف تطرؽ

ذلؾ ،كيبرز مدل صعكبة المعضمة كىـ :فخر الديف الرازم ،كالشاعر الصكفي العراقي

ىذه األخيرةعمماء الديف مف المسمميف في العصكر أدرؾكلقد ": إقباؿ،حيث يقكؿ

في رأيا Zoura"مبل جبلؿ الديف يذكر في فقرة مف كتابو "زاكر" داإلدراؾ فنجالمشكبلت تماـ

( في الزماف كتقكؿ الفقرة :لك Royce" ركيس")ألستاذا برأمكر العالـ العصرم الزماف يذ

اعتبرنا الزماف نكعا مف االمتداد يجعؿ ظيكر الحكادث ممكنا بكصفيا مركبا يسير كيتحرؾ

القدرة أحكاؿمف أصميوحالة بأنونصفو أف إالفمسنا نستطيع ثـ تصكرنا ىذا االمتداد كحدة،

الزماف في عبلقتو تأمؿ ىإلحيث انو يشير 2."المتعاقبة أحكاؿيع التي تحيط بجم اإلليية

كتمقي صفة تجعمو مدركا خارجيا. اإللييةبالذات

.77،صسابؽمحمد إقباؿ ،تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ ،مصدر 1 .73،ص،نفسو مصدر 2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

02

إذ، الزماف،ب العراقي فيك تناكؿ مكضكع الزماف كيرل انو مختمؼ بحسالشاعر الصكفي أما

بإمكانو حركة الزماف ليس كاحدة بؿ متدرجة بيف المفارقات التي ىي جكىر المادة الذم أف

المكضكع نظرة إلىكالعراقي الشاعر الصكفي ينظر ": إقباؿيى يقكؿ لالزماف اال إلى إيصالنا

مختمؼ مراتب الكجكد إلىشبيو بيذه فيك تصكر صنكفا غير متناىية مف الزماف بالنسبة

المتحيزة الذم ينشاء عف حركة األجساـالمتكسطة بيف المادة كالركحانية البحتة فزماف

مجيكلة ،بحيث انو ماداـ ثمتو يكـ مف كبطبيعةماض كحاضر كمستقبؿ إلىكينقسـ بلؾاألف

لـ ينقص فانو اليـك التالي لف يجي ،كزماف المفارقات طبيعو التعاقب كذلؾ ،كلكف األياـ

المتحيزة ال يزيد عف يكـ كاحد مف األجساـمف زماف مركره يككف بحيث انو عامبل متكامبل،

ذ. كالمفرقات األياـ ،كىك اإللييدرجة فدرجة في سمـ المفارقات فاف نبمغ الزمف إلىارتقينا كا

يقبؿ التجزؤ كالتكالي زماف مجرد تجريدا تاما مف صفة المركر كاالنصراـ كمف ثمة فيك ال

في حيف فخر الديف الرازم اختص بمعضمة الزماف بالبحث المكضكعي لكنو لـ 1."كالتغير

كفخر الديف الرازم ىك الكحيد بيف ": إقباؿعترؼ بعجزه فيقكؿ المعنى الحقيقي كا إلىيصؿ

الذم يظير انو اختص بمعضمة الزماف بعنايتو الفائقة ،فقد تناكؿ بالدرس اإلسبلـعمماء

في عصره ،كىك عمى الجممة ينيج في بحثو اآلراءالمحض في كتابو المباحث الشرقية جميع

2."نتائج حاسمة في المكضكع لىإمنيجا مكضكعيا كينتيي بعجزه عف الكصكؿ

.31،صسابؽمصدر ، محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ1 .31مصدر نفسو،ص 2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

02

فإذاالمعنى مف ماىية الزماف ، إلىمناقشة لياتو المكاقؼ التقرب الستخمص مف خبلؿ كن

التجارب التي تبيف لنا حقيقة الزماف؟ أنكاعكاف تصكر مكضكعي خارجي غامض ،فما ىي

فيـ ىذا المكقؼ شعكر ،كلكي ن إلىالتجربة الداخمية التي تستند ىإقباؿ إلكمف ىنا يتطرؽ

العاـ إلىالعاممة متجو األكلى، جيتيف إلىتقسيـ النفس إلىحيث يرجعنا إقباؿمف

كاقعية ألنياالعمؿ كالفعؿ إلىكالنقطة التي ينطمؽ منيا متجية إدراكوالمكضكعي مف اجؿ

كىي النفس العالمة فيي داخمية متصمة. أال الثانية أما،

الذم يحكمو التعاقب بفعؿ العقؿ ،فنا عمى مظير الزماف تحميؿ التجربة الشعكرية يكق إف

قاببل أكالذم يمتنع عف التعاقب ،فيك مف جية متصؿ لكنو ليس ماديا األصيؿكالزماف

كلكي نحمؿ فكرة الزماف الداخمي المكجكد في تجربتنا ،لمقياس كال يمكف مبلحقتو بفاعمية العقؿ

يقر ؿكاف إقباالزمف الداخمي الشعكرم، أمكمة الشعكرية فنجده يحمؿ فكرة برغسكف في الديم

مكضكع أصبححتى (7347ػ7723) Bergsonمف تناكؿ فكرة الديمكمة ىك برغسكف أنأكؿ

كبعد ذلؾ يطرحيا كاليدؼ ىك تبيف كمعرفة الحالة الداخمية أفكارفمسفتو حيث يناقش

اصريف يدرس ظاىرة الفكر المع أعبلـانفرد برغسكف مف بيف سائر ":ؿكيقكؿ إقباالشعكرية،

مافي تحميؿ ىذا أبينثـ إيجازفي رأيولكـ كسأعرضالديمكمة في الزماف دراسة عميقة ،

1."لفكرة الزماف في الكجكد كأكمؿفي أكمف قصكر لعمنا نحدد بيا مقتضيات نظر الرأم

" صاحب فكرة ،حاز عمى جائزة نكبؿ لآلداب ،كرس حياتو لمفمسفة ،"كلد في باريس 7347-7723برغسكف

".765ص،مرجع سابؽ ،الديمكمة"انظر جكرج طرابيشي .21ص،محمد إقباؿ : تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ ،مصدر سابؽ 1

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

02

ية النفس العاممة تجعؿ القكة متكاصمة بالكاقع ثنائيتيففتعتبر ثنائية النفس حسب برغسكف

التي باإلحساساتخارج ذاتيا المكضكعية المرتبطة إلىذاتيا بؿ إلىالنفس التنظر كأيضا،

كالنفس تعيش ىنا "مع طبيعتيا كماىية الزماف الذم تدركو ،فمكقؼ برغسكف مف ىذا : تتأقمـ

كأمرتكشؼ عف ذاتيا اغير أني خارج ذاتيا بكجو ما ىي تحفظ بكحدتيا بكصفيا كبل،

ف سمسمة مف حاالت معينة كمف ثمتة فيي سمسمة مف حاالت عديدة كعمى اليعدك كاف يكك

الطكؿ كالقصر كىك ال يكاد إليوىذا فالزماف الذم تعيش فيو النفس العاممة ىك الذم نسند

الزماف عمى ىذا الكصؼ أفكخط مستقيـ...كلكف برغسكف يرل إاليتميز المكاف كال ندركو

1."في الزماف المتحيز كجكد زائؼ ليس زمانا في الحقيقة كاف الكجكد

إليياكعدـ االلتفاؼ ةالحالة المتمايز إلىالنفس لكي نكصؿ أعماؽنتجو نحكل أفيجب إذف

العالـ إلىالنفس العاممة كمف اجؿ سعييا الدائـ لمعمؿ المتكجو أففي اغمب حياتنا ،ىك

ذاتيا إلىعيا مف االلتفاؼ الخارجي ككاف بحركتيا التكرارية تحيط بالنفس العالمة سياج يمن

،كىنا تصبح التجربة الشعكرية تحت العقؿ الذم ىك المبداء االلي في تفكير ليبقى الكجكد

في سعينا ألننا": إقباؿفي لحظات قميمة يقكؿ إالالداخمي لتجربتنا الشعكرية ال يتضح

عنا أجنبيةيا كراء المكجكدات الخارجية ننسج حكؿ النفس العالمة حجابا يجعم المتكاصؿ

التأمؿنفكسنا كنبمغ المركز الداخمي لتجربة في لحظات أعماؽ،كنحف نغكص في بالكمية

كحاالت الشعكر في حياة ىذه الذات العميقة العميؽ ،فقط عندما تككف النفس العاممة معطمة،

.27لتفكير الديني في اإلسبلـ ،مصدر سابؽ ،صمحمد إقباؿ :تجديد ا1

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

02

دة دفعة كاح ؾحيث تدرؾ بالتجربة الشعكرية تدر كالحقيقة1."األخيرتذيب كؿ كاحدة منيا في

ألنيااستدالالت أكمقدمات إلىككاف الزماف بالنسبة لمذات العالمة التدرؾ مجزاة كال تحتاج

كعمى ىذا فاف فييا ديمكمة بحتو إقباؿلحظات حدسية متعالية عف التجربة الخارجية يقكؿ

ة الحركة باعتبارىا زمانا خارجيا يتناقض مع الحقيقة المكجكد إذنتأمؿالتشكبيا شائبة الحيز ،

في لحظة إدراكويتناسب كجرياف الزمف الداخمي ،فيما يمكف في الداخؿ ،كالزمف الخارجي ال

مف لحظات الديمكمة قد يستغرؽ ساعات مف اجؿ التعبير عنو كقياسا قد يككف تعبير القراف

السنيف أالؼالكريـ "كممح البصر"التي ىي لحظة ضئيمة مف حياتنا الشعكرية قد تككف

ضمنة في الخمؽ متالحركة ال إلىنظرنا إذا أننا":إقباؿزماف الخارجي يقكؿ بمرجعية مف ال

السنيف ىك مف كجية نظر أالؼفيمناىا فيما عقميا كجدناىا قد استغرقت أممف الخارج

نعبر بكممات عمى أفعمى انو يستحيؿ عمينا فعؿ مقرر غير منقسـ "كممح البصر" أخرل

عف إقباؿكىنا يعبر 2."الف المغة تكيفت بالزماف المجرد تةالبحالباطني لمديمكمة اإلدراؾىذا

حقيقة الزماف ىك حالة مف الديمكمة المحظة التي يصبح فييا الماضي كالحاضر كالمستقبؿ

في تجربة حية غير متصمة غير قابمة لبلنقساـ ،كيظير لنا باعتباره كبل مركبا كما حالة

الحقيقة إدراؾلعاممة قاـ بيا الفكر ليسيؿ عميو فعبل مف النفس ا إالالتجزئة التي ندركيا

إذفالزماف المحض " يؤكد: إقباؿلكنيا تبقى جزئية كخارجية كليست حقيقة كاممة ،كمنو نجد

نماكما يكشفو التحميؿ العميؽ لحياتنا الشعكرية ليس خيطا مف لحظات متفرقة متقمبة ىك كا

.27،صسابؽمصدر ،محمد إقباؿ :تجديد الفكر الديني في اإلسبلـ 1 .61مصدر نفسو ، ص2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

02

كالمستقبؿ الحاضر كمؤثر فيو، كؿ مركب ،ليس الماضي فيو متخمفا كلكنو متحرؾ مع

نما ليجتاز بعد، أماموبكصفو مكجكدا يتصؿ بيذا الكؿ المركب ال يتصؿ بيذا الكؿ كا

كىنا فاف النكع المحقؽ 1."قابؿ لمتحقيؽ إمكافالمركب بمعنى انو ماثؿ في طبيعتو في صكرة

نحسو،بحيثأك باف الزماف كما نشعر بو ال كما نفكر فيو إقباؿحيث يقكؿ اإللييمف الزماف

ميزة ليذا الزمف انو يتخطى حدكد الحتمية التي تجعمو مشدكدا لمعمؿ بؿ ىك فعؿ يتـ أىـ إف

في الديمكمة كخاصيتيا التحرر مف كؿ القيكد.

أف إالنبلحظ تشابيا بينيما أفلفكرة الديمكمة عند برغسكف يمكننا إقباؿكمف ىنا فاف تحميؿ

خصكصا في فكرة الغائية نجدىا مف خبلؿ مكقؼ جعمو يكجو ليا نقدا إقباؿنظر أعمؽ

أكبرغسكف كاضحا فييا الغائية تعني الكصكؿ كالنياية كىذا يتعارض مع مكقفو مف الزماف

:"كيرل إقباؿتتكقؼ ألف الغائية تبطأ حركة الزماف البلمتناىي كيرل أفيجب الديمكمة ال

يضيئو قبس مف غاية قريبة ة الاندفاع الباحث الحيكم قديما في حريتو الخالق أفبرغسكف

يمكنو ييديو شيء كال يربطو نظاـ كال يستيدؼ نتيجة فيك تحكـ مطمؽ ال أكبعيدة فيك ال

2بسمككو ". التنبؤ

ألنو يجعؿ فكرة الزماف ،يرل باف برغسكف كاف ذك نقص في تفسيره إقباؿكمف ىذا فاف

لمبحث أصميةقيمة أنيارغـ مف تعرؼ معنى الغاية بال خصكصا ك اتجاىيا في المستقبؿ ال

حيث تنتيي ،بؿ ىي الحقيقة التي تجعؿ لمزماف معنى الكجكد الحقيقي ،في فكرة الزماف

صديؽ:فمسفة التجديد الحضارم في فكر محمد إقباؿ ،)مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في فمسفة الحضارة البف غزالة محمد 1 .777. 771ص (ص5179-5175سنة جامعة باتنة،

.67ص،مصدر سابؽ ،محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ 2

فلسفة الذيه عىذ محمذ إقبال :الفصل الثاوي

33

أفغاياتو القصكل كىك كجكد اهلل كىي التي عمؽ عنيا برغسكف يقكؿ إقباؿ :" إلىبالزماف

كمجرد إاليبدك رفض الغائية يفيـ مف ككنو حصيمة نمط منعدـ تحقيؽ الزمف بحيث ال

فما يحدث ىنا ىك نفي فاعمية الزماف ماداـ سكل المسافة 1تجسيد برنامج مقدـ سمفا ".

كيمتد ،تفصؿ البداية عف اليدؼ الذم تتطمبو في ىذه الحالة ينتفي الحدث بمعناه الحقيقي

كيمكنيا أف تعرؼ ،الماضي كالحاضر معا في رؤية ذىنية قادرة عمى احتكاء الزمف بكاممو

بحسب عبارة الببلس . االبتداءمنذ لحظة النياية

إلىفإف النظر ،في حاالت المستقبؿ إالكمنو ففكرة الغائية اليمكف رؤيتيا كال تحميميا

لكنيما ،الحاالت الشعكرية تجعمنا مرتبطيف بالماضي كالحاضر متأثريف بالذاكرة كاإلدراؾ

ىذه التجربة تأتي مف إفبؿ ،كرية التجربة الشع إلييماتنتيي أفليس الحديف الذيف يجب

نحك المستقبؿ. االنفتاح

.65ص،سابؽ مصدر،محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني في اإلسبلـ 1

ثالث:الفصل ال

االنسان من الوجود الى الخلود

مفيوم الخمق عند محمد إقبالالمبحث األول:

مسألة الخمود المبحث الثاني:

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

35

إقبال.مفيوم الخمق عند محمد األول:المبحث

مف قصة الخمؽ عتبر الخمؽ مف بيف أىـ المكاضيع التي عالجيا محمد إقباؿ ككاف الغرضي

يقة لقصة الخمؽ كفي ىذا المجاؿ يريد أيضا تحديد المعاني العم،ىك معرفة المعنى الحقيقي لمكجكد

تجسيد لحالة مف حاالت االرتقاء البشرم في مستكل الكعي القائـ عمى أساس مف االختيار

قباؿ حيف تكمـ عف الخمؽ نجده كقبؿ أف يصؿ إلى قصة ؾ،كالحرية ما جاءت في القرآف كا

تجسيد فالصكرة التي نجدىا عند السامييف تسعى ل،كالقرآف اإلنجيؿيعيدنا إلى ذات القصة مف

الفناء إلى األمرالذم حتما سينتيي بو اإلنسانيحالة مف حاالت القمؽ عمى الكجكد كالمصير

كلما "يقكؿ محمد إقباؿ: 1 ،كالتفكير فييا ىك الذم يفسر لنا حالة التعاسة عند البابمييف ،كالمكت

ة كاف طبيعيا الحياة نظرة متشائم إلىفإف نظره ،أم سمطاف عمى قكل الطبيعة لئلنسافلـ يكف

رجؿ إلىتقدـ كامرأة،كشجرة "رمز عضك التذكير"كعمى ذلؾ نجد في نقش بابمي قديـ ثعبانا ،

إلىكاضح كىك أف سقكط الرجؿ مف حالة مفترضة األسطكرةكمعنى ىذه "رمز البكارة "تفاحة

لمقصة رآفالقالتصكر أما2."الجنسي الرجؿ لممرأة أكؿ مرة االختبلطحاالت السعادة كاف سببو

القرآف الكريـ يتجنب الدخكؿ في أفكما ،فيكال يسعى إلى اإلغراؽ في التفاصيؿ كالتصكر الحسي

فالقرآف يسقط مف "الجزئيات كالتفاصيؿ حتى اليتحكؿ إتجاه القصة إلى مجرد حالة سرد تاريخي

ة الحية كحؼ حكاي،كحكاية خمؽ حكاء مف ضمع مف ضمكع آدـ ،ركاية إسقاطا تما ذكر الحية

متشائمةالنظر إلى الحياة نظرة مف تجريد لمقصة مف طابعيا الجنسي كمما نكحي بو أصبل

غرض القرآف مف ركاية القصة ليس السرد التاريخي الضمع يقصد بو اإلشارة إلى حكايةؼ ذكح،

.751ص،مرجع سابؽ ،بف غزالة محمد الصديؽ :فمسفة التجديد الحضارم في فكر محمد إقباؿ 1 .31ص،سابؽمصدر ،بلـ محمد إقباؿ: تجديد تفكير ديني في اإلس 2

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

30

ريخ تمييدا لبياف تا ذم يعطينا كىدفا ألصؿ الرجؿ كالمرأةكما ىك الحاؿ في كتاب العيد القديـ ال،

تتعمؽ بكصفو الشجرة األكلى،حادثتيف متمايزتيف إلىحيث أف القرآف الكريـ يقسـ القصة ،1"إسرائيؿ

وزوجك الجنة وكال منيا رغدا حيث شئتما وال تقربا أنت"أسكن فقط التي كانت في قكلو تعالى

قكلو تعالى يبمى أما الثانية خاصة بشجرة الخمد كممؾ ال2، ىذه الشجرة فتكوننا من الظالمين "

كما أف ركاية القرآف الكريـ تقـك 3،"يبمىاآدم ىل أدلك عمى وممك الي"فوسوس إليو الشيطان قال :

عمى أف آدـ كحكاء أزاىما الشيطاف الذم يكسكس في صدكر الناس فذاقا مف ثمار الشجرتيف

يانو األكؿ طرد مف جنة عدف فكر عص إلنساف أناعمى حيف ركاية العيد القديـ تقـك عمى ،كميتيما

القرآف الكريـ فيجعؿ األرض مستقرا كمتاعا لئلنساف أف إال،كأنو يقكؿ أف األرض عصيا ف آدـ ،

إىبطو بعضكم ببعض عدو ولكم في قال :"ينبغي أف يشكر اهلل عز كجؿ عميو ففي قكلو تعالى

كممة جنة التي كافتراضاألرض إلىنزكؿ آدـ أفث يح4حين ". إلىاألرض مستقر ومتاع

األرض إلىفتفرض أف اإلنساف مف ىذه الجنة ،في ىذا تدؿ عمى جنة كراء الحس ستعممتا

حيث أف الجنة 5،نباتا" األرضمن أنبتكم:"واهلل بحيث انو ليس غريبا عف ىذه اآلية إذ يقكؿ تعالى

التي يككف بيا ،التي ذكرت في ىذه القصة لـ تكف نفس الجنة التي كعد اهلل بيا عباده المخمصيف

إال أف الجنة التي كرد ذكرىا في ىتو القصة كانت تحمؿ كاقعة معصية ،مقاـ خالدا لممتقيف

إذ أف إقباؿ يريد أف يبيف المراد مف ىذه القضية فيقكؿ ،اإلنساف لربو ثـ خركجو مف ىذه الجنة

.31ص،سابؽ مصدر،محمد إقباؿ: تجديد تفكير ديني في اإلسبلـ 1 .92اآلية ،سكرة البقرة 2 .751اآلية ،سكرة طو 3 .59اآلية ،سكرة األعراؼ 4 .71اآلية ،سكرة نكح 5

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

33

لو نفسا حرة الشعكر بأنو إلىية الشيكة الغريزية اإلنساف مف بدا رتقاءإألحرل بياف "إنما أريد بيا با

اإلنساف مف انتقاؿبؿ ىك ،كليس يعني اليبكط أم فساد أخبلقي ،قادرة عمى الشؾ كالعصياف

مف حمـ اليقظةىك نكع مف ،ظيكر أكؿ بارقة مف بكارؽ الشعكر بالنفس إلىالشعكر البسيط

حيث أنو ال 1الطبيعة أحدثتيا خفقة مف الشعكر بأف اإلنساف صمة عميو شخصيتو بكجكده ".

يمكف الحكـ عميو كال،مكانا لمعذاب كتقيد حرية اإلنساف كاعتبارىايمكف النظر إلى ىاتو األرض

الخطيئةالمعصية كتقيد مف قدرات اإلنساف كعيشو في خكؼ كتكتر بسبب كقكعو في بارتكابو

المعصية األكلى لئلنساف كانت أكؿ فعؿ تتمثؿ فيو حرية"محمد إقباؿ يرل أف أفإال ،األصمية

الشجرة كاف أكؿ فعؿ مف أجؿ إلى االقتراببحيث أف اهلل أمر آدـ كحذره مف عدـ 2."االختيار

حيث أف طبيعة النفس تبقى عمى ،كأف تكمف ىذه الحرية في عمؿ الخير،ختيار كبيانيا الحرية اال

حيث ،كىك الذم أدل باإلنساف إلى المعصية ،طبيعتيا كأف ىدفيا ىك المعرفة كالك صكؿ إلييا

بينما ثانييما متعمؽ بالرغبة ،ل أف المغزل مف القصة األكؿ ىك متعمؽ لمكصكؿ إلى المعرفة ير

فوسوس إليو الشيطان قال ياآدم ىل أدلك ":قكلو تعالى،اإلستمرارية كالكجكد ك،في التكاثر كالقكة

ورق فأكال منيا فبدت ليما سوآتيما وطفقتا يخصفن عمييما من ،عمى شجرة الخمد وممك اليبمي

بو ربو أمرهكأف نسياف آدـ لما 3الجنة وعصى آدم ربو فغوى وثم إجتباه ربو فتاب عميو وىدى".

حيث أف ،ك كاف يريد معرفة اإلنسانية ،بينما أف آدـ كاف عجكال ،لـ يكف نتيجة أف شك كاف بداخمو

رمزية التي كانت بال(MBALVATSKIمحمد إقباؿ يبيف لمدراسة التي قدميا مداـ بالفاتسكي )

.719ص ،مصدر سابؽ،محمد إقباؿ: تجديد تفكير ديني في اإلسبلـ 1 .719ص ،مصدر نفسو ،2 .773اآلية ،رة طوسك 3

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

32

( إف الشجرة كانت عند SECRET DOCTRIM)فتقكؿ في كتابيا المذىب السرم ،القديمة

ألنو،ككاضح أف آدـ حـك عميو أف يذكؽ تمرة ىذه الشجرة "،القدماء رمزا خفيا عمى عمـ الغيب

مييئا لنكع آخر ،كؿ ذلؾ بصفة عامة ،كألف عناده الحسي كقكاه الغافمة ،تناىيو مف حيث ىك نفس

1."كىذا النكع الذم يقتضي الكد في معاناة المبلحظة ،أنكاع المعرفة مف

كما أف اهلل سبحانو كتعالى إستكدع اإلنساف أمانة في الخبلفة الكبرل في كؿ ىذا الككف

ككؿ مايحتكم مف ،عمى كؿ مف سخر لو مف القكل كالطاقات كاألشياء كاألحياء فيو ،العريض

دراؾ الجكا كاستعداداتمعرفة زمة لو في الخبلفة عف النكاميس الككنية كعمى كؿ ما نب البلكا

عميو أكمؿاهلل فأل ،وكأىكائو كمنفعت، أحياناتغمب عميو الشيكات ،يحكيو إال أنو مخمكؽ ضعيؼ

مف ،مف شيكات اإلغراءكالعجز كخضكعو ليذا ظير مف ىذا الضعؼ ماأكؿ كاف ،نعمتو كرعايتو

كلـ يكف ،مف الشيطاف لو بشيكة الخمكد كشيكة الممؾ ائوإغك يصكره القراف الكريـ مف خبلؿ ما

كىك تصكير "كنساينو كذلؾ تحذير اهلل سبحانو كتعالى لو ،يذكر انو العدك كالذم يتربص بو

ال،مالـ يعتصـ باهلل كمنيجو لمحياة اإلنسافلمحقيقة الخالدة في فيك الشقاء كالنكد في حياة الدنيا كا

ذافنسي كلـ تجد لو عزما ،ادـ مف قبؿ إلىعيدنا :كلقد األخرلكفي الحياة قمنا :لممبلئكة كا

ؾ فبل يخرجنكما مف الجنة عدك لؾ كلزكج ذاىإف ، يا ادـقمنا إبميس أبى إالفسجدكا األدـ اسجدك

2."ما فييا كال تضحى ضكانؾ ال ت،تجكع فييا كال تعرل أفنؾ ا،فتشقى

كد عمى ذلؾ مف منطمؽ ؤ كىك ي، اإلنسانيةكاحد مف مناصرم الحرية إقباؿحيث يعد محمد

كذلؾ بكسكسة الشيطاف ،تفسيره لخطيئة ادـ الكاردة في القراف الكريـ مف خبلؿ ماذكرناه مسبقا

.717ص ،مصدر سابؽ ،محمد إقباؿ: تجديد تفكير ديني في اإلسبلـ 1 .56ص،7377د ب، ،3ط، دار الشركؽ،سيد قطب :اإلسبلـ كمشكبلت الحضارة 2

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

32

فعؿ لو أكؿكانت لئلنساف ىاألكلفالمعصية " إقباؿيقكؿ إذ،كاكؿ مف شجرة التي نياه اهلل عنيا

األكلىفمف خبلؿ الشعكر بالمعصية ،1"....كغفكلوتمثؿ في حرية االختيار كليذا تاب اهلل عمى ادـ

،الشعكر بأف لو ذات حرة تفكر كتشؾ كتعصي إلىمف الشعكر الغريزم البسيط اإلنسافانتقؿ

..ىي تجسد ىذه الحرية ..، إقباؿفي نظر األرضفالحكمة مف العيش عمى

أفحيث ،مد عبده في مسالة الجبر كاالختيار يتفؽ كثيرا مع مح إقباؿ محمد أفحيث نبلحظ

بالرغـ مف إذ،فيك محدكد كحرا معا ،نسميو طبيعة ثنائية أفيمكف ما لئلنسافكؿ منيما يقرا باف

ذاتو إلىيتطمع ،انو يتغمب عميو بعض الطرؽ فيك حسب محمد عبده إالككنا خاضعا لمضركرة

أطراؼتجدىا الدرجات مف الكماؿ التي إلىأعمىكف في قدرتو السمك لالحياة غير محدكدة ك

2المراتب كالغايات.

كفؽ درجات الكماؿ كارتقت،سمات الذات التي بمغت مكانتيا بالتربية أىـتعد الحرية مف إذف

إقباؿالكامؿ الذم يمقبو فإال لئلنساالحقيقية التتكفر ةفالحرية اإلنساني،قاربت الذات االالىيةالتي

كتخطي كؿ العقبات مف اجؿ تحقيؽ الحرية."كىك الذم سخر المادة لخدمتو رباإلنساف الح"

المبحث الثاني :مسألة الخمود .

فمسفية كدينية كالتي تخص فمسفة الديف في الصميـ إشكالية أعظـ إقباؿلقد تناكؿ محمد

األمرخاصة عندما يتعمؽ ،الفمسفةك كىي مسألة الخمكد كحيث شكمت صراع بيف الديف ،

. اإلنسافب

.33ص،مصدر سابؽ، في اإلسبلـ محمد إقباؿ :تجديد التفكير الديني 1د ب، ثبات قراءة في فمسفة التربية عند محمد إقباؿ :) نيؿ شيادة الماجستير ،أمحمد شبمي :تربية الذات اإلنسانية بيف النفي كاإل 2

.796(ص5117،5113سنة

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

32

الخمكد في كتابو "رسالة الخمكد"بشككل مف غربة النفس عبر محمد إقباؿ عف مسألة

عشت كقد عشت في فراؽ أففيك يقكؿ::منذ أصميافي العالـ كفرقيا عف اإلنسانية

1ليي عما يكف خمؽ تمؾ السمكات ".إ فاكشؼ لي يا

حيث انتقده في ىذه المسالة ،ابف رشد رأم ىإلنو درس ىذه المسالة مف خبلؿ الرجكع أإال

حيث 2،"ما نتيجة إلىعمى القكؿ انو لـ يصؿ جراأ كاني ال"ميتافيزيقية بحتة حيث قاؿ : مف ناحية

فيذاف المفظاف ،القراف استعمؿ لفظي النفس كالركح أفيرل ألنوفرؽ ابف رشد بيف الجسـ كالعقؿ

متضاديف )الخمكد كالفناء(كمف ىنا اإلنسافيكضعاف في الظاىر باف ىناؾ صراع بيف مبدئيف في

كلؾ مف خبلؿ محاكلتو لفيـ جديد لماىية النفس ،اإلنسانيالبحث عـ كحدة الكجكد إقباؿؿ حاك

القرآف ال أساسثينية ابف رشد التي قامت عمى أ إف إقباؿحيث يرل ،كالعقؿ كالجسد اإلنسانية

بأم القرآفيرل باف كممة النفس لـ تستعمؿ في ألنو3"قد أخطأ بأنوفاني ازعـ "منيا فيقكؿ أساس

بؿ ىك ،ابف رشد ليس لو صكرة لمجسد رأمالتي تخيميا العقؿ في اصطبلحي مف المعاني عنىم

ينتقد كانط في مسالة خمكد إقباؿمحمد أفكما ،مف الكجكد مختمؼ عمى كجكد الفرد نكع

عميو الدراسات الحديثة يتكقؼ أدخمتوكانط كما أكردىاالتي األخبلقيةالحجج أففيك يرل ،النفس

يعجز العقؿ عميو أمرفكانط يرل باف الخمكد ،مف مقتضيات العدالة اإليماف أنكاع عمى نكع مف

لكنيا ال تتحقؽ كحدتيا ،كيشمؿ مف الفضيمة كالسعادة األعمىالخير إلىحسبو يسعى فاإلنساف

.ياة الفرد في ىذا العالـ المحسكسفي ح

.91ص،7314،د ط ،القاىرة،مطابع سجؿ العرب ،الخمكد رسالة: إقباؿمحمد 1 .799مصدر سابؽ ص ،الديني :تجديد الفكر إقباؿمحمد 2 .794ص،نفسو مصدرال3

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

32

كيتضح ،ة الخمكدعمى فكر ايجابي في مسال حيث أف تاريخ الفكر الحديث كذلؾ يشتمؿ

حيث سماه "العكد األبدم" حيث يكشؼ(7311-7744نيتشو)ا إلييفي المذىب الذم تطرؽ ذلك

يريف مف الكث أذىافقد ظيرت في األبدمفكرة العكد الف ،عف اتجاه حقيقي في العقؿ الحديث

يا كضكح أكىك قكتيا أكثر مف ككنيا محبا ليا إليياكالذم دفعو ،حكالي زمف عمى قبؿ نيتشو

حتميا متناىية كما انو يرل باف إالأنيا ،نشاط في الككف ثابتة كمحددة أف كما بيف نيتشو،المنطقي

يحدث في أفكمنو فالنشاط ال يمكف ،ة بؿ ىك محرؾ حركة دائرية مستمرةالزماف ليس صكرة ذاتي

كليس ،ةكال نياي ،كىذا النشاط الدائـ الحركة ليس لو بدأ"حيث تككف مراكزه محدكدة ،مجاؿ خالي

الككف ليست جديدة البدا بؿ كميا أحداثجميع أفحيث 1."أخيركال تغير أكؿفيو تكازف كال تغير

نيا ،حدثت في الماضي أحداثيا أنعبارة الد كابدم كسكؼ تحدث في مستمرة كال يكجد شيء خ كا

ال ،المستقبؿ تحديث لفظ العكد تعبر دائما عمى ال أفكما .األعمى اإلنساففبل ضماف لعكدة كا

كىذه الفكرة في ىذه المحظة كأفكار ،كالعنكبكت الشعرم ،كؿ شيء عاد"الثابت فيقكؿ نيتشو

حياتؾ كالساعة أف اإلنساف اأيي ،كؿ شيء سكؼ يعكد إفالتي تجكؿ في خاطرؾ عف األخيرة

كستتؤلأل،فييا حبة أنتكىذه ىي الدكرة التي ،كأبداالرممية ستعكد مف جديد كستفرغ مف جديد دائما

األكثرنكع مف اآلية إالفيك ،األبدمذىبو في العكد م كمف ىنا يبيف نيتشو،2"األبدمف جديد كالى

الزماف إلىفيك ينظر ،يقكـ عمى فرض صالح مف فركض العمـ إنما ،يقكـ عمى الحقيقة جمكدا ال

،ىاألعم اإلنسافسكؼ تعكد مجددا كعمى إحداث ية مفنظرة مكضكعية كيعتبره سمسمة غير متناى

كجد مرات ال تعد مف قبؿ كاف ميبلده أمر البد منو.

.796،مصدر سابؽ،صاإلسبلـالديني في تجديد التفكير إقباؿمحمد 1 .791،صسابؽ،مصدر اإلسبلـتجديد التفكير الديني في إقباؿمحمد 2

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

32

،سيعاد خمقيا مف جديد بعد مكتيا كفنائيا كاألشياء كاإلنسافترل باف الككف األبدمفكرة العكد أكال:

كاف كؿ ،األبددكرات متشابية ليا كالى تأتيناسكؼ أنيا إذكىذه الدكرة الحياتية ليست ىي النياية

كؿ المكجكدات ستظير عمى الحياة أفبحيث ،نسخة عنيا ككأنياسبقتيا دكرة حياتية تشبو التي

التي جرت سكؼ تعكد كميا مرة كاألحداثكاف كؿ الظكاىر ،نقصافأك كما في سابقتيا دكف زيادة

األشياءجميع أف:فأنت تقكؿ ما غريب عنا تعميمؾ يازار "فيقكؿ نيتشو :،تشابو سابقتيا أخرل

1"األشياءأيضاعداد ليا كمعناىا جميع كجدنا مف قبؿ مرارا إل كبأننا،كف كنحف معيا عائد أبداتعكد

كزمف أحداثوكمف ىنا فاف ىذا التعاقب لدكرات الحياة سيجعؿ المقاء بيف زمف الماضي كزمف ،

إلىاتخذ اتجاه آخر كىك العكدة إقباؿمحمد إالأفعمى بكابة اسميا )اآلف(. كأحداثوالمستقبؿ

بعضو اإلنسافالقرآف في مصير رأم إف"إقباؿيقكؿ ، اإلنسافيد مصير القرآف مف اجؿ تحد

ذات أحكاـف في ىذا الصدد يصرح ببعض آبيكلكجي الف القر أقكلو،كبعضو بيكلكجي،أخبلقي

فيك يحدث مثبل عف ،تعمقنا في فيـ طبيعة الحية إالإذاطابع بيكلكجي النستطيع فيمو

فيـ مصطمح النشكر إقباؿ أفكما 2،"لتكقؼ بعد المكتحالة قد تككف ضربا مف ا كىك،"البرزخ"

النشكر كيستشيد عمى إثباتيرل باف القراف الكريـ يخالؼ المسيحية في ألنوبصكرة مخالفة

حيث يرل بأنو ظاىرة ككنية في الحياة تحدث فقط عند ،البعث الفعمي لشخص التاريخي إمكانية

أمثالكم إالأمميطير بجناحيو طائر وال األرضعمى وما من دابة"قاؿ تعالى ، تكالحيكاناالطيكر

الركح ليا بداية في أفكمف ىنا يبيف 3،"ربيم يحشرون إلىمافرطنا في الكتاب من شيء ثم

.774 ،، د س739،،د طاإلسكندرية،مطبعة البصير ،فيمكسفارس،تر ،نيتشو:ىكذا تكمـ زرادشت 1 .797ص،سابؽ مصدر ،في اإلسبلـ:تجديد الفكر الديني إقباؿمحمد 2 .97ة اآلي،األنعاـسكرة3

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

23

كاضحة ما تسمى قضايا أمكرأكانو ىناؾ إقباإللىكفي مسألةخمكد النفس يرجعو ،كقت محدد ليا

،الجدؿ أكتككف محؿ لمنقاش أفؼ حكليا كال يمكف بحيث اليكجد ىنالؾ أم خبل،مف القرآف الكريـ

حيث يمخصيا في النقاط التالية:

ف لدييا لحظة أك ،لـ تكف تكجد مف قبؿ فبل سابؽ ليا كأنيا،الركح ليا بداية في الزماف أف: أوال

انتياء كزكاؿ .

مف خبلؿ إقباؿكىنا يبيف ،ىذه األرض غير ممكف إلىالقرآف الكريـ يكضح بأف الرجكع أفثانيا:

لعمي اعمل ،جاء أحدىم الموت قال رب ارجعون احتى إذ:"قاؿ تعالى،يكجد خمكدالقرآف الكريـ انو ال

كىذه اآلية 1.يوم يبعثون" إلىكممة ىو قائميا ومن ورائيم برزخ أنياصالحا فيما تركت كال

لى التي نشأ فييا الحياة األك إلىيعكد مف جديد أفاإلنساف بعد مكتو اليمكنو إفالقرآنية تكضح

مرة .أكل

بحيث يذىب جيؿ ،بحيث أف لكؿ لحظة حياة نياية،ليس ببلء األجؿ:إف النياية أم انقضاء ثالثا

،يفقد فرديتو ال ألنو إال لئلنسافكاف كاف مصير النياية ،كيأتي جيؿ آخر جديد في ىذا الككف

بؿ "جزاءه ،تب السعادة اإلنسانيةمرا األعمىالقرآف اليعد التحرر التاـ مف المتناىي ":إقباؿفيقكؿ

حتى أف منظر ،كىك تفرده كقكة نشاطو بكصفو ركحا،" ىك تدرجو في السيطرة عمى نفسواألكفى

ئناف الركح التي ميؤثر في كماؿ اط أف"الفناء الكمي" الذم يسبؽ يـك الحساب مباشرة اليمكف

حيث يبيف أف التناىي ،د تكضيح التصكؼ في كحدة الكجك إلىكيتجو إقباؿ 2،"اكتممت النمك

ىي تككف بؿ ىك حقيقة البلمتنا،يمكنو تصكره إلى غير نياية الذم ال االمتدادالحؽ كليس معناه

،(717-33سكرة المؤمنكف :اآلية ) 1 .793مصدر سابؽ، ص ،في اإلسبلـ:تجديد الفكر الديني إقباؿمحمد 2

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

23

كيكضح بأف الفترة التي تثبت فييا البصر عمى القكة نرل عندىا أف الذات ، في القكة ال في اإلمتداد

ليا بإعتبار االمتداد ا فإذا نظر ":إقباؿكؿ يق،متمايزة عف الذات الغير متناىية تككف أفيجب المتناىية

بإعتبار "القكة" فإني وإلينظر اأما إذ،كنت مستغرقا في النظاـ المكاني الزماني الذم انتسب إليو

فأنا متمايز ،عني بالكمية أجنبيا ،النظاـ المكاني الزماني نفسو بكصفو "غيرا " مكاجيا لي إلىانظر

ف كنت كثيؽ الصمة بوعف ذلؾ الذم اعتمد عميو في حياتي كمنو فإف اإلنساف في 1،"كقكامي كا

ف بقي فيو مبلييف السنيف فبل ،معنى الككف كاف يصير خالدا إلىنظر القرآف يمكف أف ينسب كا

حيث أف النفس يمكف تخميصيا مف الفساد كيمكف تزكيتيا مف ،يمكف أف يككف كما كاف مف قبؿ

كالمكت ىك أكؿ إبتبلء ،فالحياة تغير مجاال لعمؿ النفس"خبلؿ العمؿ في ىذه الحياة .يقكؿ إقباؿ :

بؿ ىناؾ أعماؿ تكتب ،كأعماؿ تكرث األلـ ،كليس ىناؾ أعماؿ تكرث المذة ،لنشاطيا المركب

كمبدأ ،كيفيا لحياة مستقمةيلمفناء أك فالعمؿ ىك الذم يعد النفس،لمنفس البقاء أك تكتب ليا الفناء

ينالو كعميو فإف الخمكد ال 2،"ىك إحتراـ لمنفس في غير مف الناسالعمؿ الذم يكتب لمنفس البقاء

نما يصؿ ،اإلنساف بكصفو ف اإلنساف مجرد مرشح إكا ليو مف خبلؿ ما يبذلو مف جيد شخصي كا

ف المادية كقعت في أخطاء منيا أف الشعكر ا،الغير كأف كؿ مف ،لمتناىي يستنقد مكضكعوكا

المكضكع.الفمسفة كالعمـ ىك طريؽ البحث في ىذا

الركح القكة التي تكاجو الصدمة التي يحدثيا فناء أمدكاف العمؿ الحاضر قد إذاكمنو

،القرآف الكريـالبدف كأف المكت يككف مجرد مجاز إلى البرزخ الذم جاء في كصف

.741ص ،صدر نفسوم1 .747ص،صدر سابؽم، اإلسبلـ :تجديد الفكر الديني إقباؿمحمد 2

وسان مه الىجىد الى الخلىداإل الفصل الثالث:

25

كعميو فإف الخمكد بعد المكت ليس حقا مكتسبا لدل كؿ إنساف بؿ ىك إستعداد يقع التكصؿ إليو

حيث يكاصؿ إقباؿ عمى الكتيرة نفسيا ليؤكد أف حالة ،بذلو كؿ نفس مف جيد شخص بحيث ما ت

،إنيا ىي حياة مختمفة تممح فييا النفس أكجو جديدة مف الحقيقة،البرزخ التككف حالة تكقع سمبي

كمنو يككف بعث النفكس بعد لحظة المكت حادثا خارجيا ىك كماؿ لحركة ،كتتييأ لمتكيؼ معيا

التكفيؽ في حياتنا األرضية ىلإتتكؽ النفكس التيؿ النفس كال مناص مف القكؿ بأف الحياة في داخ

:عاجزة عف الخمكد كآلية لمتحميؿ فيقكؿ إقباؿ

بكادينا خمكد لمزماف ببل صكر نمت فيو المعاني

1."لف تراني"خي كميما لساف ساكت عفآحكيـ دائما

.313(ص ،د س9،ط رابف كثي،بيركت،دار عبد المجيد غكرم، )دمشؽ إعداد،عماؿ الكاممة: األإقباؿمحمد 1

الخاتمة

22

خـــــــــاتـــــمة:

كعمى ضكء ما طرح حكؿ مكضكع فمسفة الديف مركرا بالعديد مف الفبلسفة كالمفكريف، إذ كمف خبلؿ ،حمد إقباؿ الذم عالج ىذه المسالةكاجيتيـ العديد مف الصعكبات مركرا بالمفكر م

الفصكؿ السابقة كصمنا إلى عدة نتائج تتعمؽ بفمسفة الديف عند محمد إقباؿ كيمكننا إبزار أىـ لنتائج في النقاط التالية:ا

إف مكضكع فمسفة الديف عند محمد إقباؿ،كاف مسارا نكعيا ،سعى إلى تحرير الديف مف سمطة

التقميد كمف المنظكر الفقيي المتزمت،رغـ محاكالت الفيمسكؼ إعطاء أىمية كبيرة لمتصكؼ

كاألشاعرة عمى حساب المعتزلة كابف رشد.

ف يريد مف خبلؿ دراستو لفمسفة الديف أف يعطي لنا تعريفا شامبل كما أف محمد إقباؿ كا

لمتمييز في مسائميا،كاف يقدـ دراسة جادة حكليا ،ككاف ذلؾ مكضح في كتابو تجديد التفكير الديني

في اإلسبلـ إذ يعتبر أكؿ دراسة لذلؾ.

،إذ ألكلى لئلسبلـالسائد في القركف اإف أساس فمسفة الديف ىك الكشؼ عف النظاـ المعرفي

أنيا تتيح لنا قراءة تاريخنا الركحي،كمعرفة كيفية إنتاج المعنى في ىذا التاريخ إذ أف فمسفة الديف

تعدنا ببياف أنماط التأمبلت البشرية الزمنية المتغيرة لمديف،حيث أنيا نكع مف الفمسفة تعتمد عمى

نية كتفسيرىا.العقؿ في بحث كتحميؿ المقدسات كالمعتقدات كالظكاىر الدي

كمعرفة صفاتو ككيفية تحديد كمنو ففمسفة الديف تتناكؿ أسئمة تتعمؽ بإمكاف معرفة كجكد اهلل،

ككيفية فيـ طبيعة اهلل كالعبلقة بيف كجكده كماىيتو، ككذلؾ تتعمؽ بطبيعة العبلقة بيف اهلل كالعاـ،

22

اإليماف فييا كعبلقة كدكر لدينية،الديف نفسو، كطبيعة المغة الدينية كما يتعمؽ بمعنى العبادة ا

اإليماف بالعقؿ.

المراجعالمصادر قائمة

22

قائمة المصادر والمراجع:

_قائمة المصادر:1

القراف الكريـ. -7

9،ط ربف كثي،بيركت،دار ا، إعداد عبد المجيد غكرم، )دمشؽاألعمال الكاممة،محمد إقباؿ -5

.)

دار ،ميدم عبلـتر:عباس محمكد مراجعة ،،تجديد التفكير الديني في اإلسالممحمد إقباؿ -9

. 5111، 5ط ،اليداية

.7314،القاىرة،مطابع سجؿ العرب،)د،ط(،رسالةالخمودمحمد إقباؿ، -4

قائمة المراجع: -2

دار الكفاء لدنا لمطابعة ،اإلسكندرية،الفمسفة الحديثة من ديكارت إلى ىيوممصطفى، إبراىيـ -2

كالنشر،)دط،دس(.

:عبد الماجد رت ،ي الفكر والدعوة،محاضرات إسالمية فأبي حسف عمي الحسني الندكل -6

.5117 ،7،ط9،جردارابف كثيغكرم،بيركت،

.7372سكندرية،مؤسسة الثقافة الجامعية،)د،ط(،اإل،،فمسفةالتاريخاحمد محمكد صبحي -1

.7333،بمد(،س()د،)د،2،بيركت، ط7،جمختار الصحاح الرازم، -7

.7337باء،)د.ط(،القاىرة،دار ق ،ومشكالتيا،الفمسفة اليونانية تاريخياأميرة حممي مطر -3

،إ -71 .7311القاىرة،مكتبة غريب، ،تر:فؤادزكريا،التحميل النفسي لدينريؾ فرـك

22

الجزائر،مؤسسة كنكز الحكمة مبادئ الفمسفة العامة،تأليؼ مجمكعة مف الباحثيف، -77

.5172، 7لنشر كالتكزيع،ط

.5113 ،7،دار المدار اإلسبلمي،طمحمد إقبال فيمسوف الذاتيةحسف حنفي، -75

.7377 ،3،دار الشركؽ،طحضارة اإلسالمية ومشكالتياالسيد قطب، -79

سؤال األخالق مساىمة في النقد األخالقي لمحداثة طو عبد الرحماف، -74

.5111، 7،المغرب،المركز الثقافي العربي الدر البيضاء،طالغربية

،بيركت 7مؤسسة الثقافة لنشر،ط لبناف، ،بيركتتاريخ الفمسفة اليونانية فخرم، ماجد 15-

لبناف.

،)دط،دس(.طرق تدريس المواد الفمسفيةحمد أبك زيد كفاطمة طمبة،م 16-

،القاىرة،دار قباء لنشر ،الدين والميتافيزيقا في فمسفة ىيومالخشتمحمد عثماف 17-

كالتكزيع،)دط،دس(.

القاىرة،دار قباء لنشر ،لى فمسفة الدينإمدخل ،محمد عثماف الخشت16-

.5117كالتكزيع،)دط(،

،7،بيركت لبناف،ط الضفاؼ مجمكعة مف المؤلفيف،منشكرات ،ينالد فمسفة يسر، ـيثى17-

5175.

.7397سكندرية،مطبعة البصير،اإل تر:فميكسفارس،،ىكذا تكمم زرادشتنيتشو، -18

المؤسسة الجامعية لدراسات كالنشر ،تر:خميؿ احمد خميؿ،محاضرات في فمسفة التاريخىيغؿ،19-

.7376 ،7كالتكزيع،ط

23

51-، ،القاىرة،دار المعارؼ مصر لنشر في العصور الوسطى ةروبيو األ تاريخ الفمسفة يكسؼ كـر

،)دس(.9كالتكزيع،ط

قائمة المقاالت بالعربية: -3

.www.almilad.comتجديد الفكر الديني في اإلسالم محمد إقبال، لميبلد زكيا -57

:قائمة الرسائل الجامعية بالعربية -4

قراءة في فمسفة التربية عند محمد ،اإلثباتتربية الذات اإلنسانية بين النفي و شيمي، حمدأ -55

(.5117-5117نسانية،دبإقباؿ،)مذكرة ماجستير في فمسفة التربية في العمـك اإل

،)مذكرة ماجستير فمسفة التجديد الحضاري في الفكر محمد إقبال ،بف غزالة محمد الصديؽ -59

(.5179-5175في فمسفة الحضارة،باتنة،

قائمة المعاجم والقواميس:-5

بيركت تعكيدات، منشكرا األكؿ، ،المجمد الفمسفية الالند موسوعة ،ندرم الالندأ-54

.5117 ،5باريس،ط

(.7375بناني،دط،م،)بيركت:دار الكتاب ال،المعجم الفمسفيصميبا جميؿ -52

.5116 ،9بيركت :دار الطميعة،ط ،الفمسفة معجم طرابيشي، جكرج -56

س(.د، دط نكميديا،،)معجم الفالسفة القدامى والمحدثين نبيمدادكدة، – 51

23

فيرس المحتويات

الصفحة العنوان

I شكر وعرفان

II اإلهداء

أ المقدمة

الدين فلسفة مفهوم: األول الفصل

32 والدين الفلسفة مفهومول: المبحث األ

32 التاريخي وتطوره الدين فلسفةالمبحث الثاني:

32 اليونان عند بالدين الفلسفة عالقة: األول المطلب

32 (كوينيوغسطينوتومااإلأ) الوسطى القرون في بالدين الفلسفة عالقةالمطلب الثاني:

53 ( لغكانط،هي) العصرالحديث في بالدينة الفلسف عالقةالمطلب الثالث:

إقبال محمد عند الدين فلسفةالفصل الثاني:

52 إقبال محمد عند والديني الفلسفي الخطاب خصائص المبحث األول:

52 الزمان والحقيقة المطلقة المبحث الثاني:

الخلود لىإ الوجود مناإلنسان الفصل الثالث:

35 مفهوم الخلق عند محمد إقبال المبحث األول:

32 مسألة الخلود المبحث الثاني:

22 الخاتمة

22 المراجع المصادر و قائمة

:الدراسـة مـمخـص

بالمغة العربية : .1

لتػو تقػـك عمػى إعػادة لـ تكف فمسفة الديف عند محمد إقباؿ عمى سنة سػابقيو أك الػذيف عاصػركه ،فمحاك بعػاده عػف الركػكد كالجمػكد االعتبار لئلسػبلـ، كذلػؾ إلخراجػو مػف دائػرة الشػككؾ كالشػبيات مػف جيػة كا

كمػف اجػؿ الكصػكؿ مػف جيػة أخػرل ،كذلػؾ مػف اجػؿ إقامػة فمسػفة دينيػة قائمػة عمػى الكجػو الصػحيح،يف ككػػذا الفمسػفة كالػػدالفصػػؿ األكؿ تناكلنػا فيػػو إلػى ىػػذا اليػدؼ قسػػمنا ىػذا العمػػؿ إلػى ثػػبلث فصػػكؿ،

العصكر)اليكنانية،الكسػػطى،الحديث(،أما الفصػػؿ الثػػاني :تطرقنػػا فيػػو إلػػى العبلقػػة بينيمػػا فػػي مختمػػؼككػذا الزمػاف فمسفة الديف عند محمد إقباؿ كما كضحنا فيو خصائص الخطاب الفمسفي كالديني عنده،

ف مف الكجكد الى الخمػكد ،كأدرجنػا تطرقنا فيو إلى مكضكع اإلنسا كالحقيقة المطمقة،أما الفصؿ الثالث: فيو مفيـك الخمؽ ،كمسالة الخمكد.

English Language:-2

Muhammad Iqbal's philosophy of religion was not the approach of his

predecessors or contemporaries ،، and his attempt was based on the re-

consideration of Islam، to his removal from the circle of suspicions on

the one hand and his dimensions of stagnation and inertia on the other،

in order to establish a religious philosophy properly based، and in

order to reach this goal we divided this work into three chapters،

chapter I dealt with philosophy and religion as well as the relationship

between them in different ages (Greek، Central، modern)، the second

chapter We discussed the philosophy of religion at Muhammad Iqbal

as we explained the characteristics of the philosophical and religious

discourse at him، as well as the absolute time and reality، and chapter

III: We touched on the human subject of existence to eternity، in

which we incorporated the concept of creation and the question of

immortality.