مجموع فتاوى ابن تيمية -...

175
ﺗﻴﻤﻴﺔ اﺑﻦ ﻓﺘﺎوى ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻓﻲ) اﻟﻘﺪر آﺘﺎب(

Upload: others

Post on 04-Nov-2020

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

مجموع فتاوى ابن تيمية الثامنالمجلد

في

) آتاب القدر(

Page 2: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

بسم االله الرحمن الرحيم

.السلام على من لا نبي بعدهالحمد الله وحده، والصلاة و

: قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ طيب االله ثراه في قدرة الرب عز وجل: فصــل

دا رة ج د . اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن االله على آل شىء قدير، آما نطق بذلك القرآن في مواضع آثي وقى بسطت الكلام في الرد على من أنكر قدرة ال اه عل د آتبن ين [ رب في غير موضع، آما ق وفي ] المحصل [ ، و ] الأربع

ع ] مسألة آون الرب قادرا مختارا [ في /وغير ذلك، وتكلمنا على ما ذآره الرازي وغيره ] الأصبهانية [ شرح ا وق ، وم .فيها من التقصير الكثير مما ليس هذا موضعه

: هنا مسائل : الملل الذين يصدقون الرسل فنقولالكلام بين أهل : والمقصود هنا

: قد أخبر االله أنه على آل شىء قدير، والناس في هذا على ثلاثة أقوال : المسألة الأولى

ة : طائفة تقول ك طائف ال ذل ا ق دور، آم هذا عام يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وآذلك يدخل في المق

.منهم ابن حزم

ا ذآر : وطائفة تقول دور، آم دخل في المق هذا عام مخصوص يخص منه الممتنع لذاته، فإنه وإن آان شيئا، فإنه لا ي .ذلك ابن عطية وغيره، وآلا القولين خطأ

ين في أن الممتنع لذاته ليس شيئا البتة، و إن آانوا متنازع : هو القول الثالث الذي عليه عامة النظار، وهو : والصواب

ا در اجتماعهم ا في الخارج، ولكن يق ذهن ثابت المعدوم، فإن الممتنع لذاته لا يمكن تحققه في الخارج، ولا يتصوره الفي الذهن، ثم يحكم على ذلك بأنه ممتنع في الخارج؛ إذ آان يمتنع تحققه في الأعيان، وتصوره في الأذهان، إلا على

رآة والسكون في الشىء، فهل يمكن في الخارج أن يجتمع السواد والبياض في الح/ قد تجتمع : وجه التمثيل بأن يقالا : فيقال ؟ محل واحد، آما تجتمع الحرآة والسكون هذا غير ممكن، فيقدر اجتماع نظير الممكن ثم يحكم بامتناعه، وأم

يس بشىء لا في الأعي ل، فل م نفس اجتماع البياض والسواد في محل واحد، فلا يمكن ولا يعق ان، فل ان ولا في الأذه . ] 2 : الحديد [ } وهو على آل شيء قدير { : يدخل في قوله

.أن المعدوم ليس بشىء في الخارج عند الجمهور وهو الصواب : المسألة الثانية

ذا ى مو : وقد يطلقون أن الشىء هو الموجود، فيقال على ه ادرا إلا عل زم ألا يكون ق ه لا يكون فيل م يخلق ا ل جود، وم

ذا عن : قادرا عليه، وهذا قول بعض أهل البدع، قالوا رده، ويحكى ه م ي ا ل ا أراده، دون م ى م ادرا إلا عل لا يكون قد : والذين قالوا . تلميذ النظام ة؛ أحم اع الأئم ه من أتب إن الشىء هو الموجود ـ من نظار المثبتة آالأشعري، ومن وافقال : آالقاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وغيرهما ـ يقولون وغير أحمد، وا : إنه قادر على الموجود، فيق إن هؤلاء أثبت

.هو قادر على الموجود والمعدوم : ما لم تثبته الآية، فالآية أثبتت قدرته على الموجود، وهؤلاء قالوا

ي الأذهان، فما قدره االله وعلم أنه سيكون هو شىء في أن الشىء اسم لما يوجد في الأعيان، ولما يتصور ف : والتحقيقيئا في الخارج /التقدير والعلم والكتاب، وإن لم يكن ه . ش ه قول ون { : ومن ن فيك ه آ ول ل يئا أن يق ره إذا أراد ش ا أم } إنم

ذهن موجودا، إن ، ولفظ الشىء في الآية يتناول هذا وهذا، فهو ع ] 82 : يس [ ا تصوره ال لى آل شىء ما وجد وآل مى أن { : تصور أن يكون موجودا قديرا، لا يستثنى من ذلك شىء، ولا يزاد عليه شىء، آما قال تعالى ادرين عل بلى ق

م قل هو القادر على أن يب { : ، وقال ] 4 : القيامة [ } نسوي بنانه ت أرجلك ام [ } عث عليكم عذابا من فوقكم أو من تح : الأنعزل . ) أعوذ بوجهك ( : أنها لما نزلت قال النبي صلى االله عليه وسلم : ، وقد ثبت في الصحيحين ] 65 ا ن كم { : فلم أو يلبس

Page 3: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

كناه { : فهو قادر على الأولتين وإن لم يفعلهما، وقال . ] هاتان أهون [ : الآية قال } شيعا در فأس اء بق ماء م وأنزلنا من الس . ] 18 : المؤمنون [ } في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون

ا، وتهل : قال المفسرون م . ك مواشيكم، وتخرب أراضيكم لقادرون على أن نذهب به حتى تموتوا عطش ه ل وم أن ومعل

ذبون { : إلى قوله } أفرأيتم الماء الذي تشربون { : يذهب به، وهذا آقوله م تك م أنك ون رزقك ة [ } وتجعل ، ] 82-68 : الواقعئنا { : أنه لو شاء جعل الماء أجاجا وهو لم يفعله، ومثل هذافإنه أخبر . وهذا يدل على أنه قادر على ما لا يفعله و ش ول

أرض { . ] 13 : السجدة [ } لآتينا آل نفس هداها ي ال ن ف آمن م ك ل ونس [ } ولو شاء رب ل { ، ] 99 : ي ا اقتت ه م اء الل و ش } ولان إذا ] 253 : البقرة [ ا؛ لك ادرا عليه م يكن ق و ل ا، فل م يفعله ، فإنه أخبر في غير موضع أنه لو شاء لفعل أشياء وهو ل

.شاءها لم يمكن فعلها

اد /أنه على آل شىء قدير، فيدخل في ذلك : المسألة الثالثة ون . أفعال العباد وغير أفعال العب ة يقول ر المعتزل إن : وأآث .ورةأفعال العبد غير مقد

الى : المسألة الرابعة ه تع ذا آقول ذا، وه د نطقت النصوص به ال نفسه، وق ق { : أنه يدخل في ذلك أفع ذي خل يس ال أول

ى أن يحي { ، ] 81 : يس [ } السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ادر عل وتى أليس ذلك بق ة [ } ي الم ، ] .4 : القيام .ونظائره آثيرة ] 4 : القيامة [ } بلى قادرين على أن نسوي بنانه {

، ] 5 : البلد [ } ليه أحدأيحسب أن لن يقدر ع { ، ] 16 : ق [ } ولقد خلقنا الإنسان { : والقدرة على الأعيان جاءت في مثل قولهون { : أما الكتاب فقوله .وجاءت منصوصا عليها في الكتاب والسنة نهم منتقم ا م ، ] 41 : الزخرف [ } فإما نذهبن بك فإن

ار { : وقولهفبين أنه ـ سبحانه ـ يقدر عليهم أنفسهم، وهذا نص في قدرته على الأعيان المفعولة، يهم بجب ت عل ا أن } ومك ] 22 : الغاشية [ } لست عليهم بمسيطر { ، و ] 45 : ق [ يهم . ونحو ذل ار عل رب هو الجب ى أن ال ه عل دل بمفهوم وهو ي

ره من ] 87 : الأنبياء [ } يهفظن أن لن نقدر عل { : المسيطر، وذلك يستلزم قدرته عليهم، وقوله ول الحسن وغي ى ق ـ عله ول الموصى لأهل ذلك ق ه، وآ ى أمثال ه وعل ادر علي ى أن االله ق ل عل در االله : السلف ممن جعله من القدرة ـ دلي ئن ق ل

ا صنعت ( : فلما حرقوه أعاده االله ـ تعالى ـ وقال له . علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين ـ ) ؟ ما حملك على مه الحديث، وإن االله : فغفر له، وهو آان مخطئا في قوله ! خشيتك يا رب : قال دل علي ا ي ذبني آم ي ليع / لئن قدر االله عل

.قدر عليه، لكن لخشيته وإيمانه غفر االله له هذا الجهل والخطأ الذي وقع منه

ادرون { : إلى قوله } من ماء مهينألم نخلقكم { : وقد يستدل بقوله نعم الق ه ] 23ـ .2 : المرسلات [ } ف ول من جعل ى ق علدرة ه ق ى خلق من القدرة، فإنه يتناول القدرة على المخلوقين وإن آان ـ سبحانه ـ قادرا ـ أيضا ـ على خلقه، فالقدرة عل

ي عليه، والقدرة عليه قدرة على خلقه، وجاء ـ لم لأب ه وس أيضا ـ الحديث منصوصا في مثل قول النبي صلى االله عليدر . ) الله أقدر عليك منك على هذا ( : مسعود لما رآه يضرب عبده ه أق د، وأن ى عين العب رب عل درة ال ان ق ه بي ذا في فه

.عليه منه على عبده، وفيه إثبات قدرة العبد

ذا : قالت طائفةوقد تنازع الناس في قدرة الرب والعبد، ف دوره وه آلا النوعين يتناول الفعل القائم بالفاعل، ويتناول مقأصح الأقوال، وبه نطق الكتاب والسنة، وهو أن آل نوع من القدرتين يتناول الفعل القائم بالقادر ومقدوره المباين له،

ه . وقد تبين بعض ما دل على ذلك في قدرة الرب ذآر قدرت د، ف درة العب ذا وأما ق رة، وه ه آثي ة ب ال القائم ى الأفع علفمن لم يجد فصيام { ، ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : متفق عليه بين الناس الذين يثبتون للعبد قدرة، مثل قوله

تطعنا { ، ] 4 : المجادلة [ } يستطع فإطعام ستين مسكيناشهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم وسيحلفون بالله لو اسهم ون أنفس م يهلك ة } لخرجنا معك ة [ الآي لم ] 24 : التوب ه وس ي صلى االله علي ول النب م تستطع ( : ، وق إن ل ا، ف ل قائم ص

. ) 2 ( ) ا، فإن لم تستطع فعلى جنبكفقاعد ذونها { : وأما المباين لمحل القدرة، فمثل قوله/ رة تأخ انم آثي ه مغ ه } وعدآم الل ى قول د { : إل ا ق دروا عليه م تق رى ل وأخ

. ، فدل على أنهم قدروا على الأول، وهذه يمكن أن يقدروا عليها وقتا آخر ] 21ـ.2 . : الفتح [ } قديرا { إلى } أحاط الله بهاا { : إلى قوله } وغدوا على حرد قادرين { : وهذه قدرة على الأعيان، وقوله را منه ة } عسى ربنا أن يبدلنا خي م [ الآي : القل

. ] 32ـ25

Page 4: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: ثلاثة أقوال } قادرين { : وفي قوله : و الفرجقال أب

ادة : أحدها ه قت د أنفسهم، قال ا : قلت . قادرين على جنتهم عن اتم عنهم ي ح ن أب ادة، رواه اب د وقت ول مجاه ال . وهو ق قا قادرين عند أنفسهم على جنتهم، وثماره : قادرين في أنفسهم، وهذا الذي ذآره البغوي : مجاهد ا، لا يحول بينهم وبينه

.غدا القوم وهم يحدون إلى جنتهم، قادرين على ذلك في أنفسهم : أحد، وعن قتادة قال

نعهم : وقيل . على منعهم : قادرين على المساآين، قاله الشعبي، أي : والثاني : قال أبو الفرج على إعطائهم لكن البخل م .من الإعطاء، واالله أعلم

.واجدون، قاله ابن قتيبة : غدوا وهم قادرين، أى : والثالث

درة، ولكن االله : قلت ة وق إرادة جازم دوا ب ى القصد، فغ الآية وصفتهم بأنهم غدوا على حرد قادرين، فالحرد يرجع إل

ذلك، لتمت ق : قادرين عند أنفسهم، أى : وقول من قال . أعجزهم درتهم، لكن ظنوا أن الأمر يبقى آما آان، ولو آان آ .سلبوا القدرة بإهلاك جنتهم

ة . الحرد في اللغة يكون بمعنى القصد والمنع والغضب : قال البغوي/ و العالي ادة وأب د : قال الحسن وقت ى جد وجه . عل

نهم : وقال القرطبي ومجاهد وعكرمة ال . على أمر مجتمع قد أسسوه بي ى : ق ى القصد؛ لأن القاصد إل ى معن ذا عل وهى الأمر ي . الشىء جاد مجمع عل دة والقتيب و عبي ال أب ى حرد : وق ول : غدوا من أنفسهم عل اآين، يق ع المس ى من : عل

نة ى : حاردت الس ة عل ا مطر، وحاردت الناق م يكن له بن : إذا ل ا ل م يكن له فيان . إذا ل ال الشعبي وس ق : وق ى حن عل .على قدرة : عن ابن عباس : البيوفي تفسير الو . وغضب من المساآين

ذلك : قلت ى الشدة، وآ ه من معن الحرد فيه معنى العزم الشديد، فإن هذا اللفظ يقتضى هذا، وحرد السنة والناقة لما في

يس ادرين ل زم ق ذا الع الحنق والغضب فيه شدة؛ فكان لهم عزم شديد على أخذها، وعلى حرمان المساآين، وغدوا بهل هناك ما يعجز ه، وقي ك آل يظ والغضب، واالله : الحرد : هم وما يمنعهم، لكن جاءها أمر من السماء فأبطل ذل هو الغ

.أعلم

الى ه تع ان، قول ى الأعي درة تكون عل وب ـ أن الق اء { : ونظير هذا ـ وهو صريح في المطل دنيا آم اة ال ل الحي ا مث إنمأمس { : إلى قوله } أنزلناه من السماء ن بال م تغ أن ل يدا آ ا حص ارا فجعلناه ة } أتاها أمرنا ليلا أو نه ونس [ : الآي ، ] 24 : ي

ه ا { : وقول ادرون عليه م ق ا أنه ن أهله ونس [ } وظ ن ] 24 : ي ان ظ ولا الجائحة لك ه ل ين أن ادرين ، يب انوا ق هم صادقا، وآعليها، لكن لما أتاها أمر االله تبين خطأ الظن، ولو لم يكونوا قادرين عليها لا في حال سلامتها ولا في حال عطبها، لم

درة /يكن االله أبطل ظنهم بما أحدثه من الإهلاك، وهؤلاء لم يكونوا ذهبوا ليحصدوا، بل سلبوا القدرة عليها ـ وهي القل ] 25 : القلم [ } على حرد قادرين { : نتفت لانتفاء المحل القابل؛ لا لضعف من الفاعل، وفي تلك قالالتامة ـ فا م يق : ، ول

ال ادرين، أي : قادرين عند أنفسهم، فإن آان آما قاله من ق ونهم ق د بك المعنى واحد، وإن أري د أنفسهم ف يس في : عن ل .مرض والضعف، ولكن بطل محل القدرة آالذي يقدر على النقد والرزق ولا شىء عندهأنفسهم ما ينافى القدرة؛ آال

درون مم { : وقوله تعالى ا يق ف ل وم عاص ي ي ريح ف ى مثل الذين آفروا بربهم أعمالهم آرماد اشتدت به ال بوا عل ا آسم في ] 18 : إبراهيم [ } الضلال البعيد شيء ذلك هو ، فهم في هذه الحال لا يقدرون مما آسبوا على شىء، فدل على أنه

.غير هذا يقدرون على ما آسبوا، وآذلك غيرهم يقدر على ما آسب، فالمراد بالمكسوب المال المكسوب

} وآا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهراضرب الله مثلا عبدا ممل { : وقوله تعالىا لا ] 75 : النحل [ ى م ادر عل ، فلما ذآر في المملوك أنه لا يقدر على شىء، ومقصوده أن الآخر ليس آذلك، بل هو ق

ون يقدر عليه هذا، وهو إثبات الرزق ال لاء يقول ة العق : حسن مقدورا لصاحبه، وصاحبه قادر عليه، و بهذا ينطق عام .فلان يقدر على آذا وآذا، وفلان يقدر على آذا وآذا، ومقدرة هذا دون مقدرة هذا

ا إلا من : ومما يبين ذلك/ ادر أن الملك نائب للعباد على ما ملكهم االله إياه، والملك مستلزم للقدرة فلا يكون مالك هو ق

ال موسى د ق ه، وق دور ل ه مق ى أن دل عل ه، ف : على التصرف بنفسه، أو بوليه أو وآيله، والعقد والمنقول مملوك لمالك

Page 5: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا ] 25 : المائدة [ } رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي { ك ملك ه جعل ذل ه ل ه؛ لطاعت ، لما آان قادرا على التصرف في أخيرنين { : ، وقال تعالى ] 71 : يس [ } فهم لها مالكون { : تعالى له، وقال ه مق ا ل ا آن ذا وم ا ه } وتقولوا سبحان الذي سخر لن

ه : أي ] 31 : الزخرف [ ى قول و معن م، فه ا سخرها له ين لم رنين مطيق م صاروا مق ى أنه دل عل ا { : مطيقين، ف م له فها { : ، وقد قال تعالى } مالكون ه نقب تطاعوا ل وا ] 97 : الكهف [ } فما اسطاعوا أن يظهروه وما اس و نقب م ل ى أنه دل عل ، ف

ك ا ى أن ذل دل عل ا، ف ل هو جعل الشىء منقوب لنقب ذلك لكانوا قد استطاعوا النقب، والنقب ليس هو حرآة أيديهم، ب .مقدور للعباد

دور بالضرورة و مق م فه نوعا له ان مص ا آ م، وم نوعة له ة مص ولات الخارج ى أن المفع القرآن دل عل ا، ف وأيض

وح : والاتفاق، والمنازع يقول الى لن ال تع رآن، ق : ليس شىء خارجا عن محل قدرتهم مصنوعا لهم، و هذا خلاف القك بأعينن { نع الفل اواص ال } ا ووحين ك { : ، وق نع الفل ود [ } ويص ا ] 38، 37 : ه ع آونه ة م ك مخلوق ر أن الفل د أخب ، وق

لكم ما سخر { ، ] 41 : يس [ } وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون { : مصنوعة لبني آدم، وجعلها من آياته، فقال، ] 12 : الزخرف [ } وجعل لكم من الفلك والأنعام ما ترآبون { ، ] 65 : الحج [ } في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره

. ] 96، 95 : الصافات [ } ا تعملونوالله خلقكم وم . قال أتعبدون ما تنحتون { : وقال هاهنا بمعنى الذي، والمراد خلق ما ] ما [ فجعل الأصنام منحوتة معمولة لهم، وأخبر أنه خالقهم، وخالق معمولهم فإن /

اد ال العب ه خالق لأفع ى أن ول . تعملونه من الأصنام، وإذا آان خالقا للمعمول وفيه أثر الفعل، دل عل ا ق ال وأم : من ق .مصدرية، فضعيف جدا ] ما [

الى ال تع ون { : وق انوا يعرش ا آ ه وم ون وقوم نع فرع ان يص ا آ ا م وه ] 137 : الأعراف [ } ودمرن ا بن ر م ا دم ، وإنم

ه وا، وقول ل أن يغرق ك فنيت قب م، فتل ي قامت به ون و { : وعرشوه، فأما الأعراض الت انوا يعرش ا آ ى أن } م ل عل دليون { : العروش مفعول لهم، هم فعلوا العرش الذي فيه، وهو التأليف، ومثل قوله ة تعبث ع آي ل ري : الشعراء [ } أتبنون بك

ال ] 128 وه، حيث ق م بن ي ه ى أن المبن دل عل ون { : ، ي ه ؟ } أتبن ذلك قول ا { : وآ ال بيوت ن الجب ون م عراء [ } وتنحت : الشالواد { : ، وقوله ] 95 : الصافات [ } أتعبدون ما تنحتون { : ، هو آقوله ] 149 م ] 9 : الفجر [ } جابوا الصخر ب ى أنه ، دل عل

.قطعوه : جابوا الصخر، أي

رآين { : ومنه قوله تعالى ة [ } فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المش دور ] 5 : التوب ا يكون بمق تلهم، والأمر إنم أمر بق ، فه ه قول ذبح، ومن ل ال ا { : العبد، فدل على أن القتل مقدور له، وهو الفعل الذي يفعله في الشخص فيموت، وهو مث ا م إل

ن { : ، وقوله ] 95 : المائدة [ } لا تقتلوا الصيد { : ، وقوله ] 3 : المائدة [ } ذآيتم ل م ا قت ل م زاء مث دا فج نكم متعم ه م ومن قتلنعم دة [ } ال ه ] 95 : المائ ه، بخلاف قول ذي قتل ول للآدمي ال ى أن الصيد مقت دل عل تلهمف { : ، ي ه ق ن الل وهم ولك م تقتل } ل

أمور خارجة عن ] 17 : الأنفال [ } وما رميت إذ رميت ولكن الله { : ، فإنه مثل قوله ] 17 : الأنفال [ تلهم حصل ب ، فإن قنهم قدرتهم، مثل إنزال الملائكة، وإلقاء الرعب في قلوبهم، وآذلك الرمي راب يصيب أعي ه أن الت م يكن في قدرت ، ل

.آلهم، ويرعب قلوبهم، فالرمي الذي جعله االله خارجا عن قدرة العبد المعتاد، هو الرمي الذي نفاه االله عنه

دك : قال أبو عبيد رك وأي ال الزجاج . ما ظفرت أنت ولا أصبت، ولكن االله ظف راب، أو : وق ا من ت غ رميك آف ا بل مما رميت قلوبهم بالرعب، إذ رميت : وذآر ابن الأنباري . يملأ عيون ذلك الجيش الكثير، إنما االله تولى ذلك حصا أن

.ولهذا آان هذا أمرا خارجا عن مقدوره، فكان من آيات نبوته . وجوههم بالتراب

ه فعل يق : وقيل وم ب ا بل الرب ـ تعالى ـ لا يقدر إلا على المخلوق المنفصل لا يق ى م در إلا عل د لا يق ه، والعب در علية اع الأئم ه من أتب ول الأشعري ومن وافق ذا ق ه، وه ى : يقوم بذاته، لا يقدر على شىء منفصل عن ي يعل آالقاضي أب

.وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم

ى : قيلإن العبد يقدر على هذا وهذا، والرب لا يقدر إلا على المنفصل وهو قول المعتزلة، و : وقيل إن آليهما يقدر عل .آلاهما يقدر على المنفصل دون المتصل : ما يقوم به دون المنفصل، وما علمت أحدا قال

ل، والفعل نوعان : المسألة الخامسة ى الفع ه عل ه / : أن القدرة هي قدرت د، والنوعان في قول ذي { : لازم، و متع و ال ه

رش خلق السماوات والأر ى الع توى عل م اس ام ث د [ } ض في ستة أي زول ] 4 : الحدي ان والمجيء والن ، فالاستواء والإتي

Page 6: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اء والإعطاء ة والإحي رزق والإمات ق وال ة بالفاعل، والخل ونحو ذلك أفعال لازمة، لا تتعدى إلى مفعول؛ بل هي قائم .ك، تتعدى إلى مفعولوالمنع، والهدى والنصر، والتنزيل ونحو ذل

: والناس في هذين النوعين على ثلاثة أقوال

: منهم من لا يثبت فعلا قائما بالفاعل، لا لازما ولا متعديا، أما اللازم فهو عنده منتف، وأما المتعدى ـ آالخلق ـ فيقول

ة، ومن ة والمعتزل ول الجهمي ذا ق ذا الخلق هو المخلوق، أو معنى غير المخلوق، وه ه، وه بعهم آالأشعري ومتبعي ات . أول قولي القاضي أبي يعلى، وقول ابن عقيل

ون : وآخرون يقولون . الخلق هو المخلوق : وآثير من المعتزلة يقولون ق آخر، : هو غيره، لكن يقول ه خل ق ل أن الخل ب

ول ومنهم م . آما يقوله معمر بن عباد، ويسمون أصحاب المعاني المتسلسلة ه : ن يق ا يقول ق هو نفس الإرادة، آم الخل .من يقوله من بعض المعتزلة من أهل البصرة

لازم : والقول الثاني ائم بنفسه دون ال ون . أن الفعل المتعدي ق وق : فيقول يس هو المخل ائم بنفسه ل ق ق ى . الخل م عل وه

: قولين .منهم من جعل ذلك الفعل حادثا/

ي : قديما، فيقولومنهم من يجعله ديم أزل وين ق دا هو . التخليق والتك يئا واح نهم من يجعل عين التخليق ش وهؤلاء مول ذا ق ذه حوادث وه ا بنفسه، ولا استواء؛ لأن ه زولا قائم ون ن ي، ولا يثبت ديم أزل قديم، والمخلوقين مادته؛ ولكنه ق

ا : الكلابية الذين يقولون ه، آم ل آلام ديم مث ه ق ة فعل ة والحنبلي ر من الحنفي ول آثي ة، وهو ق ن خزيم ال أصحاب اب قا والمالكية والشافعية، ومنهم من يجعل القديم هو النوع وأفراده حادثة، فعلى هذا القول يكون الفعل نفسه مقدورا، وأم

ديم : على قول من يجعله شيئا معينا، فهؤلاء إن قالوا زمهم أن يكون الق الوا قديم، تناقضوا ول دورا، وإن ق ين مق : المع .هو غير مقدور، تناقضوا؛ لأن الفعل يجب أن يكون مقدورا، واالله أعلم

ث ول الثال ين : والق ات الفعل ول : إثب رآن، فنق ه الق ا دل علي دي آم لازم والمتع ه : ال ن نفس ر ع ا أخب ه آم ق : إن ه خل إن

ول السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، و وم : هو قول السلف وأئمة السنة، وهو قول من يق ه تق إنف، وإن آانت به الصفات الاختيارية آأصحاب أبي معاذ وزهير البابي وداود بن علي والكرامية وغيرهم من الطوائ

ون : الكرامية يقولون أتي ويجيء و : بأن النزول والإتيان أفعال تقوم به، وهؤلاء يقول ى أن ي در عل زل ويستوي، يق ين .ونحو ذلك من الأفعال، آما أخبر عن نفسه، وهذا هو الكمال

نهم / د : وقد صرح أئمة هذا القول بأنه يتحرك، آما ذآر ذلك حرب الكرماني عن أهل السنة والجماعة، وسمى م أحم

دا . بن حنبل، وسعيد بن منصور، وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم ن سعيد ال نة، وآذلك ذآره عثمان ب رمي عن أهل السال ا السلف، وق ي أنكره ة الت وال الجهمي ة عن االله ـ عز وجل ـ من أق ي الحرآ ا لا : وجعل نف آل حي متحرك، وم

.أنا مؤمن برب يفعل ما يشاء : أنا آافر برب يتحرك، فقل : إذا قال لك الجهمي : وقال بعضهم . يتحرك فليس بحي

ذه الأ : وهؤلاء يقولون ان لا من جعل ه اد وإن آ إن الجم اد، ف ه دون الجم د جعل ه، فق دورة ل ة ولا مق ر ممكن ال غي فعة ة في الجمل ل الحرآ و يقب ون . يتحرك بنفسه فه ة، : وهؤلاء يقول ه الحرآ ك بوجه ولا تمكن ل ذل الى ـ لا يقب ه ـ تع إن

ذلك هؤلاء والحرآة والفعل صفة آمال، آالعلم والقدرة والإرادة، فالذين ينفون تلك الصفات س لبوه صفات الكمال، فك .الكلابية

لو لم يكن حيا، عليما، سميعا، بصيرا، متكلما؛ للزم أن يكون ميتا، جاهلا، أصم، : وأولئك ـ نفاة الصفات ـ إذا قيل لهم

الم، تكلم ع ادر أعمى، أخرس، وهذه نقائص يجب تنزيهه عنها، فإنه ـ سبحانه ـ قد خلق من هو حي سميع بصير م قة ذي يسمونه عل ال الخالق ال و من آم ول فه وق المعل ال في المخل إن آل آم ذلك، ف متحرك، فهو أولى بأن يكون آ

. فاعلية

Page 7: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال / اقص بالكم ع أن يختص الن الوا . وأيضا، فالقديم الواجب بنفسه أآمل من المحدث، فيمتن اد فلا يسمي : ق ا الجم وأم : ر موضع الجواب عن هذه بأجوبةوقد ذآرنا في غي . حيا ولا ميتا

د سمى : إن الجماد لا يسمى حيا، وإنما يسمى ميتا ما آان قابلا للحياة : أن قولهم : أحدها القرآن ق هو اصطلاح، وإلا ف

يئ { : الجماد ميتا في غير موضع، آقوله تعالى ون ش ا يخلق ه ل ن دون الل دعون م ذين ي ون وال م يخلق ر . ا وه وات غي أمون ان يبعث عرون أي ا يش اء وم ة } أحي ال ] 21، .2 : النحل [ الآي ارة، وق ا وهي حج م { : ، فسمى الأصنام أموات ة له وآي

. ] 33 : يس [ } الأرض الميتة أحييناها

نسلم امتناع قبول هذه الحياة، بل الرب ـ تعالى ـ قد جعل الجمادات قابلة للحياة، ولا يمتنع قبولها لها، لا : الوجه الثانيا اغتسل ا، وموسى لم ى أن الخشب يمكن أن يكون حيوان دل عل فإن االله تعالى قد جعل عصى موسى حية تسعى، ف

ا االله الحوت المشو د أحي ه، وق ر الحجر بثوب د سبح الحصا جعل ثوبه على حجر فف اه، وق ه ومع فت ان مع ذي آ ي الوالطعام ـ سبح وهو يؤآل ـ وآان حجر يسلم على النبي صلى االله عليه وسلم، وحن الجذع، والجبال سبحت مع داود،

. ] 44 : الإسراء [ } وإن من شيء إلا يسبح بحمده { : ونظائر هذا آثيرة، وقد قال تعالى

ا، : أن يقال : ه الثالثالوج اة أآمل ممن لا يقبله ل الحي ا قب وم أن م اة، فمعل ل الحي هب أنه لا يوصف بالموت إلا ما قبرة [ } وآنتم أمواتا فأحياآم { : فيه الروح أآمل من الحجر، وقد قال تعالى/ فالجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ ، ] 28 : البق

.أن يصير حيا في العادة، ناطقا نطقا يسمعه الإنسان السماع المعتاد، فهو أآمل من الحجر والترابفالجنين يمكن

م : وأيضا، فيقال لهم ك ول ل ذل م يقب إن ل رب العالمين إما أن يقبل الاتصاف بالحياة والعلم ونحو ذلك، وإما ألا يقبل، فوه دون يتصف به، آان دون الأعمى الأصم الأبكم، وإن قبلها ه، فجعل ا أآمل من ا يتصف به ان م ا، آ ولم يتصف به

زول، وجنس الحرآة ـ ان، والمجىء، والن ه ـ آالإتي ائم ب ا أن : الإنسان والبهائم، وهكذا يقال لهم في أنواع الفعل الق إمه، يقبل ذلك وإما ألا يقبله، فإن لم يقبله، آانت الأجسام التي تقبل الحرآة ولم تتحرك أآمل منه، وإن قبل ذلك ولم يفعل

ه ه أن يتحرك بنفسه أآمل ممن لا يمكن وم أن من يمكن آان ما يتحرك أآمل منه، فإن الحرآة آمال للمتحرك، ومعل .التحرك، وما يقبل الحرآة أآمل ممن لا يقبلها

ك ي ذل ائص والنفاة عمدتهم أنه لو قبل الحرآة لم يخل منها، ويلزم وجود حوادث لا تتناهى، ثم ادعوا نف ه نق وفي نفي

ال السلف : لا تتناهى، والمثبتون لذلك يقولون ا ق ال، آم ن : هذا هو الكم ك اب ال ذل ا ق اء، آم ا إذا ش زل االله متكلم م ي لال . المبارك، وأحمد بن حنبل وغيرهما ه ق اد أن ن حم يم ب ال : وذآر البخاري عن نع يس بفع ا ل ال، وم الحي هو الفع

ي يس بح د عرف . فل ذا بطلا/ وق ر ه ي غي د بسط ف ا ق وادث، آم ل والح اع دوام الفع رهم بامتن ة وغي ول الجهمي ن ق .الموضع

ى دير عل ى شىء ق ل، فلا يكون عل والمقصود هاهنا، أن هؤلاء لا يجعلونه قادرا على هذه الأفعال، وهي أصل الفع

ه . ] 67 : الزمر [ } هوما قدروا الله حق قدر { : قولهم، بل ولا على شىء، وقد قال قال ابن عباس ـ في رواية الوالبي عن .هذه في الكفار، فأما من آمن أن االله على آل شىء قدير، فقد قدر االله حق قدره : ـ

دره { : وذآروا في قوله ق ق ه ح دروا الل ا ق وه حق ] 74 : الحج [ } م ا عظم ه، وم وه حق معرفت ا عرف ا ، م ه، وم عظمت

ى من : وصفوه حق صفته، وهذه الكلمة ذآرها االله في ثلاثة مواضع ى المشرآين، وعل ة، وعل ى المعطل رد عل في اليء { : أنكر إنزال شىء على البشر، فقال في الأنعام ن ش ر م ى بش ه عل زل الل ا أن الوا م } وما قدروا الله حق قدره إذ ق

ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي { : إلى قوله تعالى } إن الذين تدعون من دون الله { : ، وقال في الحج ] 91 : الأنعام [ ز ان [ } عزي ر ] 74، 73 : الآيت ي الزم ال ف ق { : ، وق ه ح دروا الل ا ق ة وم وم القيام ته ي ا قبض أرض جميع دره وال ق

. ] 67 : الآية [ } والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشرآون

لم : وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود ه وس د، إن االله : أن حبرا من اليهود قال للنبي صلى االله علي ا محم يائر / يوم القيامة يجعل السموات على رى وس اء والث إصبع، والأرض على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والم

فضحك رسول االله صلى االله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر، ثم : قال . أنا الملك : الخلق على إصبع، ثم يهزهن، ويقوللم . الآية } ا الله حق قدرهوما قدرو { : قرأ ه وس رة أن رسول االله صلى االله علي ي هري وفي الصحيحين ـ أيضا ـ عن أب

Page 8: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ول ( : قال م يق وك الأرض : يقبض االله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ث ن مل ك، أي ا المل ول ؟ أن م يق ن : ث أيم يأخذهن ) : لك في الصحيحين من حديث ابن عمر، وآذ ) ؟ أين المتكبرون ؟ الجبارون يطوي االله السموات يوم القيامة ث

رون ؟ أنا الملك، أين الجبارون : بيده اليمنى ثم يقول ال ( ؟ أين المتكب لم ق الى ( : ، وفي لفظ لمس ارك وتع ار تب يأخذ الجبول م يق طهما، ث هما ويبس ل يقبض ا، فجع ه جميع ه بيدي مواته وأرض ن : س ك، أي ا المل ار، وأن ا الجب ك، أن ا المل أن

ر ) ! ؟ وأين المتكبرون ؟ الجبارون ى المنب ويميل رسول االله صلى االله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إل .أسـاقط هو برسول االله صلى االله عليه وسلم : يتحرك من أسفل شىء منه حتى إني لأقـول

قمت مع رسول االله صلى االله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا : مالك الأشجعي قال عن عوف بن : وفي السنن

ال وذ، ق ة عذاب إلا وقف وتع ة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآي ول في رآوعه : يمر بآية رحم ه يق در قيام م رآع بق : ثرأ ، ثم يسجد بقدر ق ) سبحان ذي الجبروت و الملكوت والكبرياء والعظمة ( يامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فق

ورة رأ س م ق ران، ث آل عم مائل . ب ي الش ذي ف ائي والترم و داود والنس ديث . رواه أب ذا الح ي ه ال ف بحان ذي ( : فق / سال . ) الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ا ق ا، آم وك ( : وهذه الأربعة نوزع الرب فيه ن المل ن ا ! ؟ أي ارون أي ! ؟ لجب

. ) العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منهما عذبته ( : ، وقال عز وجل ) ! ؟ أين المتكبرون

ه، ولا ع علي ونفاة الصفات ما قدروا االله حق قدره، فإنه عندهم لا يمسك شيئا ولا يقبضه ولا يطويه، بل آل ذلك ممتن : ما أنزل االله على بشر من شىء لوجهين : ـ أيضا ـ في الحقيقة يقولونيقدر على شىء من ذلك، وهم

الى : أحدهما ال تع د ق ه شىء، وق زل من م ين و، فل يس في العل دهم ل : أن الإنزال إنما يكون من علو، واالله ـ تعالى ـ عن

الحق والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ر { ك ب ام [ } ب يم { ، ] 114 : الأنع ز الحك ه العزي ن الل اب م ل الكت } تنزيمنزل { : إنه خلقه في مخلوق، ونزل منه باطل؛ لأنه قال : إلى غير ذلك، وقولهم ] 2 : ، الأحقاف2 : ، الجاثية1 : الزمر [

ال، والمطر : هذا في غير القرآن، والحديد ذآر أنه أنزله مطلقا، ولم يقل ولم يجئ } من ربك منه، وهو منزل من الجبه : أنزل من السماء، والمراد ك في قول ا ذآر ذل زن، آم زن { : أنه أنزله من السحاب، وهو الم ن الم وه م تم أنزلتم } أأن

. ] 69 : الواقعة [

ك المحل؛ : والثاني ى ذل ا عل اد حكمه إن الصفة إذا قامت بمحل ع ه، ف أنه لو آان من مخلوق لكان صفة له وآلاما لق رك إذا خل ق الأصوات، ومتح ه مصوت إذا خل ذلك لاتصف بأن و اتصف ب ات، ول ولأن االله لا يتصف بالمخلوق

ذه /وا فقد تبين أن الجهمية ما قدر : الحرآات في غيره، إلى غير ذلك، إلى أن قال ون في ه م داخل دره، وإنه االله حق قم من الآية، وإنهم لم يثبتوا قدرته لا على فعل ولا على الكلام بمشيئته، ولا علي نزوله، ولا على إنزاله منه شيئا، فه

م يخ ه ل زمهم أن ا، ويل م يكن قوي ديرا ل ق أبعد الناس عن التصديق بقدرة االله، وأنه على آل شىء قدير، وإذا لم يكن ق لوب { : شيئا، فيلزمهم الدخول في قوله ب والمطل عف الطال ز . ض وي عزي ه لق دره إن الل ق ق ه ح دروا الل ا ق : الحج [ } م

73 ،74 [ .

.التي يثبتونها لا حقيقة لها إنه صار قادرا بعد أن لم يكن، والقدرة : فهم ينفون حقيقة قدرته في الأزل، وحقيقة قولهم

ه ذي دل علي وازم، وعرف الحق ال ا من الل ا يلزمه ة، وم وال الباطل ة الأق م، من تصوره عرف حقيق وهذا أصل مها ا لم ي هي أصول آل الأصول، والضالون فيه ذه الأصول الت ي ه يما ف ول، لا س ول، وصريح المعق صحيح المنق

ان ضيعوا الأصول حرموا الوصول، وقد تبين ام؛ آ أنه آلما تحققت الحقائق، وأعطى النظر والاستدلال حقه من التمتبه ولا، وهو مش ا يسمى معق ره مم تبه بغي م يش ذي ل ول الصريح ال ما دل عليه القرآن هو الحق، وهو الموافق للمعق

الى ه تع انوا { : مختلط، آما قال مجاهد في قول نهم وآ وا دي ذين فرق يعا إن ال ام [ } ش ال ] 159 : الأنع دع : ، ق م أهل الب ه .والشبهات، فهم في أمور مبتدعة في الشرع، مشتبهة في العقل

ه، : والصواب ل من ه تنزي هو ما آان موافقا للشرع مبينا في العقل، فإن االله ـ سبحانه ـ أخبر أن القرآن منزل منه، وأن

من /إنه قول البشر، وأخبر أنه قول رسول آريم من الملائكة ورسول آريم : من قال وأنه آلامه، وأنه قوله، وأنه آفرا ه قرآن ه جعل ر أن يئا، وأخب ه ش م يحدث هو من ه، ل البشر، والرسول يتضمن المرسل، فبين أن آلا من الرسولين بلغ

دث ما يأتيهم م { : عربيا، وقال عما ينزل منه جديدا بعد نزول غيره قديما م مح ن ربه اء [ } ن ذآر م ر ] 2 : الأنبي ، وأخب

Page 9: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ورناآم { : ، وقال ] 11 : طه [ } فلما أتاها نودي ياموسى { : أن للكلام المعين وقتا معينا، آما قال تعالى م ص ولقد خلقناآم ث . ] 11 : الأعراف [ } جدوا لآدمثم قلنا للملائكة اس

ك : والذين قالوا ى ذل ذا حق، لكن ضموا إل إنه مخلوق، ليس معهم حجة إلا ما يدل على أنه تكلم بمشيئته وقدرته، وه

ى أن ما آان بمشيئته لا يقوم بذاته، فغلطوا ولبسوا الحق بالباطل، فضموا ما نطق به القرآن الموافق للشرع والعقل إل .ما أحدثوه من البدع والشبهات

ه لا يكون : وآذلك الذين قالوا وم بذات ا يق إنه قديم، ليس معهم إلا ما يدل على أنه قائم بذاته، لكن ضموا إلى ذلك أن م

ا { : بمشيئته وقدرته، فأخطؤوا في ذلك ولبسوا الحق بالباطل، وأولئك فسروا قوله ا عربي ، ] 3 : الزخرف [ } جعلناه قرآنة { : سميناه، آما في قوله : جعلناه : خلق، وهؤلاء قالوا : جعل بمعنى : بأنه جعله بائنا عنه مخلوقا، وقالوا وجعلوا الملائك

د في الشى ] 19 : الزخرف [ } الذين هم عباد الرحمان إناثا يمن اعتق ال ف ا يق اطلا إذا آانت ، وهذا إنم ا أو ب ء صفة حقي : الصفة خفية، فيقال أخبرعنه بكذا، وآون القرآن عربيا أمر ظاهر لا يحتاج إلى الإخبار، ثم آل من أخبر بأنه عرب

ه ا، فإن ه عربي الى ـ اختص بجعل ا / فقد جعله عربيا بهذا الاعتبار، والرب ـ تع ه قرآن ه، فجعل ه وأنزل م ب ذي تكل هو اله عربيا بف ي وأنزل عل قام بنفسه وهو تكلم به، واختاره لأن يتكلم به عربيا ـ عن غير ذلك من الألسنة ـ باللسان العرب

.به

ى مفعول : ولهذا قال أحمد ديا إل د يكون متع ل، والفعل ق الجعل من االله قد يكون خلقا وقد يكون غير خلق، فالجعل فعوإن آان له مفعول في اللغة آان مفعوله قائما بالفعل؛ مثل التكلم، فإن التكلم مباين له؛ آالخلق، وقد يكون الفعل لازما

ائم ي ق رآن العرب ه والق ائم ب فعل يقوم بالمتكلم والكلام نفسه قائم بالمتكلم، فهو ـ سبحانه ـ جعله قرآنا عربيا، فالجعل قذا يتضمن فعلا؛ هو التكلم، والحروف الم : به، فإن الكلام يتضمن شيئين ل؛ وله ذلك الفع نظومة والأصوات الحاصلة ب

.يجعل القول تارة نوعا من الفعل، وتارة قسيما للفعل، آما قد بسطت هذه الأمور في غير هذا الموضع، واالله أعلم

ه : وقد ذآرت في غير هذا الموضع دليل إذا أعطى حق ك ال أنه ما احتج أحد بدليل سمعي أو عقلي على باطل، إلا وذلة ومي ل لأهل الحق، وأن الأدل ه دلي ه، وأن ول المبطل المحتج ب اد ق ى فس دل عل ز ما يدل عليه مما لا يدل؛ تبين أنه ي

.الصحيحة لا يكون مدلولها إلا حقا، والحق لا يتناقض، بل يصدق بعضه بعضا، واالله أعلم

ال قادرا على ما يشاؤه بمشيئته، فلم يزل متكلما يز/دوام آونه قادرا في الأزل والأبد، فإنه قادر ولا : المسألة السادسة .إذا شاء وآيف شاء، وهذا قول السلف والأئمة آابن المبارك وأحمد

ه : إلى أن قال اس عن قول ن عب ر؛ أن رجلا سأل اب ن جبي ا ـ عن سعيد ب ه { : وفي صحيح البخاري ـ تعليق ان الل وآ

ا { ، ] 73 : الأحزاب [ } غفورا رحيما زا حكيم تح [ } وآان الله عزي يرا { ، ] 7 : الف ميعا بص ه س ان الل ، ] 134 : النساء [ } وآه { ، } وآان الله { : قوله : فكأنه آان فمضى، فقال ابن عباس م } وآان الل ذلك ل ك، وسمى نفسه ب ه يجل نفسه عن ذل فإن

ا ـ . لم يزل آذلك : أحد غيره، وآان أي يجله ذر ـ أيض ن المن رواه عبد بن حميد في تفسيره مسندا موصولا، ورواه اب .في تفسيره، وهذا لفظ رواية عبد

ه لا يثبت الله . والمقصود هنا التنبيه على تنازع الناس في مسألة القدرة ول السلف فإن ل بق م يق ه من ل ة أن وفي الحقيق

يس : ولا يثبته قادرا، فالجهمية ومن اتبعهم، والمعتزلة والقدرية المجبرة والنافية، حقيقة قولهمقدرة، إنه ليس قادرا ولم يثبت درة، فمن ل له الملك، فإن الملك إما أن يكون هو القدرة، أو المقدور، أو آلاهما، وعلى آل تقدير فلابد من الق

.ا لا يثبتون له حمداله القدرة حقيقة لم يثبت له ملكا، آم

ر : وأيضا فالقديم الأزلي : إلى أن قال ا سواه فقي ا سواه، وآل م القيوم الصمد الواجب الوجود بنفسه، الغني عن آل موم ل، والقي ى الكلام والفع يس / إليه، أحق بالكمال من الممكن المحدث المفتقر، فيمتنع أن يكون هذا قادرا عل الصمد ل

: فعل والكلام، إلى أن قالقادرا على ال

ان ذا آ اده؛ وله ى عب و إحسان إل ه فه والمقصود هنا أنه ـ سبحانه ـ عدل لا يظلم وعدله إحسان إلى خلقه، فكل ما خلقال م ق ه، ث ا من مقدورات نجم أنواع ذا ذآر في سورة ال ارى { : مستحقا للحمد على آل حال؛ وله ك تتم اء رب أي آل } فب

Page 10: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ] 55 : النجم [ ه وحكمت ى قدرت ة عل ك من الدلال ، فدل على أن هذه الأنعم مثل إهلاك الأمم المكذبة للرسل، فإن في ذلا هو الفتهم م قاوة في مخ ونعمته على المؤمنين ونصره للرسل، وتحقيق ما جاؤوا به، وأن السعادة في متابعتهم والش

.من أعظم النعم

ه من وجوه وآذلك ما ذآره في سورة ا وق هو من آلائ رحمن، وآل مخل ده : ل ى توحي ه وعل ه علي ه يستدل ب ا أن منهرب م وذآر ال ان والعل اده في . وقدرته وغير ذلك، وأنه يحصل به الإيم ى عب ه عل م االله ب ا أنع ة أفضل م ذه النعم وه

افع لع ات من المن ه ـ الدنيا، وآل مخلوق يعين عليها ويدل عليها، هذا مع ما في المخلوق ا، فإن ر الاستدلال به اده غي بول ذبان { : سبحانه ـ يق ا تك اء ربكم أي آل رحمن [ } فب ال ] 13 : ال ة، وق ذآره من الآي ا ي ذآر م ا ي ك { : ؛ لم اء رب أي آل فب

اني أسمائه، فهي هي النعم، والنعم آلها من آياته الدالة على نفسه المقدس : ، والآلاء } تتمارى ه ومع ة ووحدانيته ونعوته يتضمن ه، فإن آلاء آيات، وآل ما آان من آلائه فهو من آياته، وهذا ظاهر، وآذلك آل ما آان من آياته فهو من آلائ

. التعريف والهداية والدلالة على الرب ـ تعالى ـ وقدرته وحكمته ورحمته ودينه، والهدى أفضل النعم ات، وأيضا، ففيها ن/ وان والنب عم ومنافع لعباده غير الاستدلال، آما في خلق الشمس والقمر والسحاب والمطر والحي

نعم، وتوجب ا من ال ا فيه فإن هذه آلها من آياته، وفيها نعم عظيمة على عباده غير الاستدلال، فهي توجب الشكر لمالى ال تع ة، ق ن الدلال ا م ا فيه ذآر لم ذي جع { : الت و ال كورا وه ذآر أو أراد ش ن أراد أن ي ة لم ار خلف ل والنه } ل اللي

، فإن العبد يدعوه إلى عبادة االله داعي الشكر وداعي ] 8 : ق [ } تبصرة وذآرى لكل عبد منيب { : ، وقال ] 62 : الفرقان [ عليه، وذاك داع إلى شكرها، وقد جبلت النفوس علي حب من أحسن إليها، واالله ـ تعالى ـ هو العلم، فإنه يشهد نعم االله

اللهم ما أصبح بي من نعمة : من قال إذا أصبح ( : المنعم المحسن الذي ما بالعباد من نعمة فمنه وحده، آما في الحديثو ك الي د أدى شكر ذل ك، فق ك أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك ل د أدى شكر تل ك إذا أمسى فق ال ذل م، ومن ق

اس، وفي حديث آخر . ) الليلة ن عب ال ( : رواه أبو حاتم ابن حبان في صحيحه من حديث اب ي لا : من ق د الله رب الحم . ) أشرك به شيئا أشهد أن لا إله إلا االله

ام [ الآية } يكم من ظلمات البر والبحرقل من ينج { : وقد ذم ـ سبحانه ـ من آفر بعد إيمانه آما قال ذا في ] 63 : الأنع ، فه

ال نعم ق ذبون { : آشف الضر، وفي ال م تك م أنك ون رزقك ة [ } وتجعل م االله، : ، أي ] 82 : الواقع ا رزقك شكرآم، وشكر مال ونصيبكم تجعلونه تكذيبا وهو الاستسقاء با اس الصحيح ق ن عب ا ثبت في حديث اب ى /مطر : لأنواء، آم اس عل الن

لم افر ( : عهد رسول االله صلى االله عليه وسلم، فقال صلى االله عليه وس نهم آ اس شاآر وم الوا ) أصبح من الن ذه : ، ق هال بعضهم ة االله، وق ال : رحم ذا، ق ذا وآ وء آ د صدق ن ة : لق ذه الآي ت ه ا { : فنزل وم فل ع النج م بمواق غ } أقس ى بل : حت

.رواه مسلم ] 82ـ 75 : الواقعة [ } وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون {

لم ه وس ة إلا ( : وفي صحيح مسلم ـ أيضا ـ عن أبي هريرة عن رسول االله صلى االله علي زل من السماء من برآ ا أن م، وفي ) بكوآب آذا وآذا ( : ، وفي لفظ له ) الكوآب آذا وآذا : الناس بها آافرين، ينزل االله الغيث فيقول أصبح فريق من

ال ي ق ماء : الصحيحين عن زيد بن خالد الجهن ر س ى إث لم صلاة الصبح عل ه وس ا رسول االله صلى االله علي صلى بنالوا . ) ؟ أتدرون ماذا قال ربكم ( : آانت من الليل، قال م : ق ال ! االله ورسوله أعل ال ( : ق ي : ق ادي مؤمن ب أصبح من عبذاك : مطرنا بفضل االله ورحمته، فذلك مؤمن بي آافر بالكوآب، ومن قال : وآافر، فمن قال ذا، ف ذا وآ وء آ ا بن مطرن

ره، ويشرآه ، وهذا آثير جدا في الكتاب والسنة، يذم ـ ) آافر بي مؤمن بالكوآب ى غي ه إل سبحانه ـ من يضيف إنعام .آانت الريح طيبة، والملاح حاذقا : هو آقولهم : به، قال بعض السلف

ا من د فيه ولهذا قرن الشكر بالتوحيد في الفاتحة وغيرها؛ أولها شكر، وأوسطها توحيد، وفي الخطب المشروعة لاب

ا يناسب من الأمر والنهي تحميد وتوحيد، وهذان هما رآن في آل خطاب، ثم ب عد ذلك يذآر المتكلم من مقصوده م .والترغيب والترهيب، وغير ذلك

د ( : وقوله/ ه الحم ك ول ول عقب ) لا إله إلا االله وحده لا شريك له، له المل ان يق ذلك آ د، وآ د والتحمي ، يتضمن التوحي

د ) الدين ولو آره الكافرون لا إله إلا االله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له ( : الصلاة ، وهو ـ سبحانه ـ يفتتح خطابه بالحمه : ويختم الأمور بالحمد، وأول ما خلق آدم آان أول شىء أنطقه به الحمد، فإنه عطس فأنطقه بقوله : الحمد الله، فقال ل

.وآان أول ما تكلم به الحمد، وأول ما سمعه الرحمة ! يرحمك ربك يا آدم

Page 11: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وم { ، ] 75 : الزمر [ } وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين { : مور بالحمد آقولهوهو يختم الأ ر الق فقطع دابالمين وآخر دعواهم { ، ] 45 : الأنعام [ } الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ونس [ } أن الحمد لله رب الع ، وهو ] .1 : ي

. ] .7 : القصص [ } له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون { : سبحانه

ال والتوحيد أول الدين وآخره، فأول ما دعا إليه الرسول صلى االله عليه وسل ه إلا االله، وق أمرت أن ( : م شهادة أن لا إله إلا االله ى يشهدوا أن لا إل اذ ) أقاتل الناس حت ال لمع ه ( : ، وق دعوهم إلي ا ت يكن أول م اب، فل ا أهل آت أتي قوم : إنك ت

دا رسول االله ه إلا االله، وأن محم ال في الصحيح ـ من ر ) شهادة أن لا إل د فق تم الأمر بالتوحي لم ـ عن ، وخ ة مس واية ( : عثمان رة ) من مات وهو يعلم أن لا إله إلا االله دخل الجن ي هري لم عن أب ة مس : ، وفي الحديث الصحيح من رواي

ه إلا االله ( اآم لا إل وا موت اذ ) لقن ن حديث مع نن م ي الس ة ( : ، وف ه إلا االله دخل الجن ه لا إل ان آخر آلام ن آ ي ) م ، وفا /لأعلم آلمة لا يقولها عبد إني ( المسند ا روح ه ) حين الموت إلا وجد روحه له ى عم ي عرضها عل ة الت ، وهي الكلم

.عند الموت

إذا ان، ف م والإيم فهو ـ سبحانه ـ جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذآر أو أراد شكورا، فيتذآر الآيات المثبتة للعلات، عرف آلاء االله شكره على آلائه، وآلاه و من الآي ان من الآلاء فه ا آ ما متلازمان، فالآيات والآلاء متلازمان، م

ه، وفعل ده، وطاعت وما آان من الآيات فهو من الآلاء، وآذلك الشكر والتذآر متلازمان، فإن الشاآر إنما يشكر بحمره ونه ه من أسمائه وممادحه، ومن أم ه آيات دل علي ا ت ذآر م الخير، ما أمر به، وذلك إنما يكون بت ه ب ى علي ه، فيثن ي

ويطاع في الأمر هذا هو الشكر، ولابد فيهما من التذآر، والمتذآر إذا تذآر آياته عرف ما فيها من النعمة والإحسان، . فآياته تعم المخلوقات آلها، وهي خير ونعم وإحسان

ده ا ر، وهو ـ سبحانه ـ بي اده، وهو خي ى عب ة عل و نعم ه ـ سبحانه ـ فه ه، وفي دعاء فكل ما خلق ر بيدي ر، والخي لخي

. ) والخير بيديك، والشر ليس إليك ( : ، وفي دعاء الاستفتاح ) ونثني عليك الخير آله ( القنوت

يء الذي أ { : ، وقال ] 88 : النمل [ } صنع الله الذي أتقن آل شيء { : وآل ما خلقه االله فله فيه حكمة، آما قال حسن آل ش : ، وهو ـ سبحانه ـ غني عن العالمين، فالحكمة تتضمن شيئين ] 7 : السجدة [ } خلقه

.حكمة تعود إليه يحبها ويرضاها : أحدهما

.إلى عباده، هي نعمة عليهم يفرحون بها و يلتذون بها، وهذا في المأمورات وفي المخلوقات : والثاني/

رح أعظم أما في ال و يف اس، فه مأمورات، فإن الطاعة هو يحبها ويرضاها، ويفرح بتوبة التائب أعظم فرح يعرفه الناد، رة العب ن غي م م ار أعظ ه يغ ا أن أس، آم د الي دها بع ة إذا وج ي الأرض المهلك ه ف زاده وراحلت د ل رح الفاق ا يف مم

ه، والطاعة وغيرته أن يأتي العبد ما حرم عليه، فهو يغار إذا فعل العبد ما ن هاه، ويفرح إذا تاب ورجع إلى ما أمره بود دة تع ه حمي ه من الطاعات عاقبت ا أمر ب ان فيم ع، فك عاقبتها سعادة الدنيا والآخرة، وذلك مما يفرح به العبد المطي

ذاب ياأيها الذين آمنوا هل أد { : إليه وإلى عباده، ففيها حكمة له ورحمة لعباده، قال تعالى ن ع لكم على تجارة تنجيكم ميغفر لكم ذنوبكم . آنتم تعلمونتؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن . أليم

ن . ات تجري من تحتها الأنهار ومساآن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيمويدخلكم جن ر م ا نص رى تحبونه وأخ . ] 13-.1 : الصف [ } الله وفتح قريب وبشر المؤمنين

ار، ففي الجهاد عاقبة محمودة للناس اة من الن ه النج ة، وفي تح، وفي الآخرة الجن في الدنيا يحبونها، وهي النصر والف

، فهو يحب ] 4 : الصف [ } إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا آأنهم بنيان مرصوص { : وقد قال في أول السورةدنيا ذلك، ففيه حكمة عائدة إلى ة في ال يهم من النعم ا يصل إل ذا / االله تعالى، وفيه رحمة للعباد، وهي م والآخرة، هك

.سائر ما أمر به، وآذلك ما خلقه خلقه لحكمة تعود إليه يحبها، وخلقه لرحمة بالعباد ينتفعون بها

يهم وجوه والناس لما تكلموا في علة الخلق وحكمته؛ تكلم آل قوم بحسب علمهم، فأصابوا وجها من ا لحق، وخفى عل .أخرى

Page 12: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

تبه ذلك مع الآخرين، ولا يش وا بعضه وآ د ترآ وهكذا عامة ما تنازع فيه الناس، يكون مع هؤلاء بعض الحق، وقم إنهم ه على الناس الباطل المحض، بل لابد أن يشاب بشىء من الحق؛ فلهذا لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ف

.قوا آل طائفة فيما قالوه من الحق، فهم جاؤوا بالصدق وصدقوا به فلا يختلفونالذين آمنوا بالحق آله، وصد

ولأهل الكلام هنا ثلاثة أقوال لثلاث طوائف مشهورة، وقد وافق آل طائفة ناس من أصحاب الأئمة الأربعة، أصحاب : أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

الوا : قول من نفى الحكمة وقالوا : القول الأول درة : هذا يفضي إلى الحاجة، فق ه الق أثبتوا ل ة، ف ا يشاء لا لحكم يفعل م

ول الأشعري وأصحابه . والمشيئة، وإنه يفعل ما يشاء ذا ق تلزم الحاجة، وه وهذا تعظيم، ونفوا الحكمة لظنهم أنها تسذ /ومن وافقهم؛ آالقاضي أبي يعلى وابن الزاغوني والجويني ن والباجي ونحوهم، وه م اب ول جه ول في الأصل ق ا الق

.صفوان ومن اتبعه من المجبرة

ذا، وهو إنهم : والفلاسفة لهم قول أبعد من ه ه، ف ك من الضرر لا يمكن دفع ر ذل ع من عذاب النفوس وغي ا يق أن مه : ولو قالوا . إنه موجب بذاته، وآل ما يقع هو من لوازم ذاته : يقولون يئته وقدرت د إنه موجب بمش انوا ق ه لك ا يفعل لم

الشر يقع في العالم مغلوبا مع الخير في الوجود، وهذا صحيح؛ لكن هذا يستلزم أن يكون : أصابوا، وقد قالوا ـ أيضا ـ وع من ة ن ول آل طائف ي ق الخالق قد خلق لحكمة معلومة تسلم ولا تعد، وإلا فمع انتفاء هذين يبقى الكلام ضائعا، فف

.ل، فهذه أربعة أقوالالحق ونوع من الباط

.والقول الخامس، قول الأئمة، وهو أن له حكمة في آل ما خلق، بل له في ذلك حكمة ورحمة

م والإحسان : من الثلاثة التي لأهل الكلام ـ : والقول الثاني ـ أي اد، وهو نفعه ى العب ود إل ة تع أمر لحكم ق وي ه يخل أنأنكر إليهم، فلم يخلق، ولم يأمر إلا لذلك، و ة، ف م في تفصيل الحكم هذا قول المعتزلة وغيرهم، ثم من هؤلاء من تكل

ال . القدر، ووضع لربه شرعا بالتعديل والتجويز، وهذا قول القدرية در وق ا : ومنهم من أقر بالق ة خفيت علين . الله حكمات / وهذا قول ابن عقيل ى إثب ة عل ون المعتزل م يوافق در، فه ين للق ره من المثبت وق لكن وغي ى المخل ة ترجع إل حكم .يقرون مع ذلك بالقدر

الوا : والقول الثالث ه، فق ه : قول من أثبت حكمة تعود إلى الرب، لكن بحسب علم وا علي دوه ويثن دوه ويحم م ليعب خلقه

ي ك فل س ويمجدوه، وهم من خلقه لذلك، وهم من وجد منه ذلك فهو مخلوق لذلك، وهم المؤمنون، ومن لم يوجد منه ذلع : قالوا . مخلوقا له ة هي نف وا حكم وهذه حكمة مقصودة وهي واقعة، بخلاف الحكمة التي أثبتتها المعتزلة، فإنهم أثبت

ع فوقعت، : العباد، ثم قالوا ا تق م أنه ة عل خلق من علم أنه لا ينتفع بالخلق بل يتضرر به، فتناقضوا، ونحن أثبتنا حكم . مدهم له، وثناؤهم عليه، وتمجيدهم له، وهذا واقع من المؤمنينوهي معرفة عباده المؤمنين به، وح

ع : قالوا إنزال المطر لنف ة، آ ر حكم ر الكثي وقد يخلق من يتضرر بالخلق لنفع الآخرين، وفعل الشر القليل لأجل الخي

الوا . العباد وإن تضمن ضررا لبعض الناس ؤمنين، : ق ار للم ذيبهم اعتب ار وتع ق الكف اد ومصالح وفي خل ذا . وجه وهد ] أصول الدين [ القول اختيار القاضي أبي حازم ابن القاضي أبي يعلى، ذآره في آتابه اب محم ى آت ذي صنفه عل ال

. بن الهيصم الكرامي

ذا ] 56 : الذاريات [ } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { : وقوله تعالى : قالوا ادة، وه هو مخصوص بمن وقعت منه العبيس /والمراد : قالوا . قول طائفة من السلف والخلف بذلك من وجدت منه العبادة، فهو مخلوق لها، ومن لم توجد منه فل

ن قت : وعن سعيد بن المسيب قال . مخلوقا لها راء واب ال الضحاك والف ة ـ ما خلقت من يعبدني إلا ليعبدني، وآذلك ق يبال : وهذا قول خاص بأهل طاعته ـ قال الضحاك ن الهيصم، ق د ب ره محم : هي للمؤمنين، وهذا قول الكرامية، آما ذآ

ك ل ذل ه قب ه قول دل علي نهم { : وي ول ع ذاريات [ } فت ال ] 54 : ال م ق دون { : ، ث ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق } وم . هؤلاء المؤمنين الذين تنفعهم الذآرى : أي ] 56 : الذاريات [

ب، والقاضي : قالوا ن الطي ي بكر ب وهي غاية مقصودة واقعة، فإن العبادة وقعت من المؤمنين، وهذا القول اختيار أب

وم؛ : إنه لا يفعل لعلة، قالوا ـ واللفظ للقاضي أبي يعلى ـ : أبي يعلى وغيرهما ممن يقول هذا بمعنى الخصوص لا العم

Page 13: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

دليل ذا ب لأن البله والأطفال والمجانين لا يدخلون تحت الخطاب، وإن آانوا من الإنس ،وآذلك الكفار يخرجون من ه . ولجهنم لم يخلق للعبادة، فمن خلق للشقاء ] 179 : الأعراف [ الآية } ولقد ذرأنا لجهنم آثيرا من الجن والإنس { : قوله

ولهم : قلت ة االله، وق قول هؤلاء الكرامية ومن وافقهم،وإن آان أرجح من قول الجهمية والمعتزلة، فيما أثبتوه من حكم

إن ة، ف ه الآي دل علي ا ت ور، ولم ول الجمه ول ضعيف مخالف لق في تفسير الآية، وإن وافقوا فيه بعض السلف، فهو قين قصد العموم ظاهر في ا نهم وب رق بي م يكن ف لآية، وبين بيانا لا يحتمل النقيض ؛ إذ لو آان المراد المؤمنين فقط ل

ه، وا ل ا خلق وا م د فعل ع ق إن الجمي ة، ف ة، مع أن الطاعة / الملائك ذآر الملائك م ت ا، ول ذآر الإنس والجن عموم م ي ول . والعبادة وقعت من الملائكة دون آثير من الإنس والجن

ه؛ وأيضا، ق ل ا خل م يفعل م ه لشىء فل نهم؛ لأن االله خلق د االله م م يعب فإن سياق الآية يقتضي أن هذا ذم وتوبيخ لمن ل

ه ] 57 : الذاريات [ } ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون { : ولهذا عقبها بقوله ين أن ، فإثبات العبادة ونفي هذا يبك خلقهم للعب د ذل ال بع ذا ق إن { : ادة، ولم يرد منهم ما يريده السادة من عبيدهم من الإعانة لهم بالرزق والإطعام، وله ف

ا وا ذنوب ذين ظلم حابهم { نصيبا : أي } لل وب أص ل ذن ذاريات [ } مث ار، أي : أى ] 59 : ال ن الكف دمين م ن : المتق نصيبا مب، وهذا وعيد لمن لم يعبده من الإنس والجن، فذآر هذا الوعيد عقيب هذه الآية ـ من أولها إلى آخرها ـ يتضمن العذا

. وعيد من لم يعبده

ذاريات ذروا { : وذآر عقابه لهم في الدنيا والآخرة، فقال تعالى في أولها ه } وال ى قول ادق { : إل دون لص ا توع وإن . إنمك . إنكم لفي قول مختلف { : ،ثم ذآر قوله ] 6، 1 : الذاريات [ } الدين لواقع ن أف ذاريات [ } يؤفك عنه م م ذآر ] 9، 8 : ال ، ث

ه رة بقول د الآخ ون { : وعي ل الخراص اه . قت رة س ي غم م ف ذين ه دين . ونال وم ال ان ي ألون أي ار . يس ى الن م عل وم ه يال ] 13، .1 : الذاريات [ } يفتنون ون { : ، ثم ذآر وعده للمؤمنين فق ات وعي ي جن ين ف ه } إن المتق ى قول أرض { : إل ي ال وف

ل . وفي السماء رزقكم وما توعدون . نفسكم أفلا تبصرون وفي أ . آيات للموقنين ق مث فورب السماء والأرض إنه لحون م تنطق ذاريات [ } ما أنك ذآر قصة ] 23-15 : ال ره، ف ه بكف ر فعذب ه، ومن آف ه إيمان م ذآر قصص من آمن فنفع ، ث

أليم { : ثم قال/ اهيم ولوط وقومه وعذابهم،إبر ذاب ال افون الع ذين يخ ة لل ا آي ا فيه ى . وترآن لناه إل ي موسى إذ أرس وفر : ، أي ] 38، 37 : الذاريات [ } فرعون بسلطان مبين ول الأآث ذا ق ا ـ ه ة ـ أيض م في قصة موسى آي نهم من ل ين، وم

وقنين { : هو عطف على قوله : يذآر غيره آأبي الفرج، وقيل ات للم أرض آي ي ال ي موسى { ، } وف وهو ضعيف؛ } وفات ى إثب ا عل دل به الفهم، ي بعهم ومن خ اء ومن ات ا ذآر الأنبي وط، فيه وم ل لأن قصة فرعون وعاد هي من جنس ق

. يعين والعصاةالنبوة، وعاقبة المط

ين } وفي أنفسكم { ، } وفي الأرض { : وأما قوله ه لا يفصل ب دمت؛ ولأن د تق ه، وق ى الصانع جل جلال ات عل ك آي ، فتله ه، وهو قول ة { : المعطوف والمعطوف عليه بمثل هذا الكلام الكثير، مع أن قبله لا يصلح العطف علي ا آي ا فيه وترآن

ق } وفي ثمود { ، } وفي عاد { : ثم قال } للذين يخافون العذاب الأليم د، وفرش الأرض، وخل ، ثم ذآر أنه بني السماء بأيال ذلك، فق ه، أمر ب ان وعبادت ا يجب من الإيم ى م ة عل ات الدال ين الآي ا ب ذآرون، فلم م ت : من آل شىء زوجين لعلك

ر . روا إلى الله إني لكم منه نذير مبين فف { ا آخ ه إله ع الل ة } ولا تجعلوا م ذاريات [ الآي ين أن هؤلاء ] 51، .5 : ال م ب ، ثلك ما أتى آذ { : المكذبين من جنس من قبلهم ليتأسى الرسول والمؤمنون ويصبروا على ما ينالهم من أذى الكفار، فقال

. ] 53، 52 : الذاريات [ } أتواصوا به بل هم قوم طاغون . الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون

ة له، واستحقاق من يفعل العقوب دنيا والآخرة، فهذا آله يتضمن أمر الإنس والجن بعبادته وطاعته وطاعة رس في الك د ذل ال بع إذا ق دون { : ف ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق ون . وم د أن يطعم ا أري ن رزق وم نهم م د م ا أري } م

ه، أي ] 57، 56 : الذاريات [ رتهم : ؛ آان هذا مناسبا لما تقدم، مؤتلفا مع ذين أم د هؤلاء ال ا أري ادتي م تهم لعب ا خلق ، إنم . منهم غير ذلك، لا رزقا ولا طعاما

ده : فإذا قيل ذر لمن لا يعب ذا آالع ي في السورة ـ وصار ه دم ـ يعن ا تق لم يرد بذلك إلا المؤمنين، آان هذا مناقضا لم

لها لكنت عابدا، وإنما خلقت هؤلاء أنت لم تخلقني لعبادتك وطاعتك، ولو خلقتني : ممن ذمه االله ووبخه، وغايته يقولا فقط لعبادتك، وأنا خلقتني لأآفر بك وأشرك بك، وأآذب رسلك، وأعبد الشيطان وأطيعه، وقد فعلت ما خلقتني له آمول، ذا الق زم أصحاب ه ا يل ه مم ذا وأمثال ة، فه ي، ولا أستحق العقوب ه، فلا ذنب ل تهم ل ا خلق فعل أولئك المؤمنون م

Page 14: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الوا وآلام االله منزه د، ق ا يري وه؛ : عن هذا، وهم إنما قالوا هذا؛ لأن االله ـ تعالى ـ فعال لم نهم أن يطيع ان أراد م و آ فل . لجعلهم مطيعين، آما جعل المؤمنين

ل الإرادة : والقدرية يقولون لم يرد من هؤلاء ولا هؤلاء إلا الطاعة، لكن هو لم يجعل لا هؤلاء ولا هؤلاء مطيعين، ب

م بمعنى الأ أن أحدثوا إرادته م وطاعتهم، وهؤلاء عصوه ب أن أحدثوا إرادته دوه ب مر يأمر بها الطائفتين، فهؤلاء عب . ومعصيتهم

ن، فلا م يك وأولئك علموا فساد قول القدرية من جهة أن االله خالق آل شىء، وربه ومليكه، وما شاء آان وما لم يشأ ل

ك السمع يكون في ملكه إلا ما شاءه، ولا يكون في مل ى ذل ا دل عل يئته، آم ه ومش ه وخلق ل، / كه شىء إلا بقدرت والعقوهذا مذهب الصحابة قاطبة، وأئمة المسلمين وجمهورهم، وهو مذهب أهل السنة؛ فلأجل هذا عدل أولئك في تفسير

م تق ه، فل م لعبادت ادة الآية إلى الخصوص، فإنهم لم يمكنهم الجمع بين الإيمان بالقدر، وبين أن يكون خلقه نهم العب ع م . خلق الخلق ليعبده المؤمنون منهم، سلك هذا المسلك : من ذرأه لجهنم لم يخلقه لعبادته، فمن قال : له، وقالوا

رهم، فهؤلاء أصلهم ي وغي ي يعل ي بكر وأب يئا : وأما نفاة الحكمة، آالأشعري وأتباعه آالقاضي أب ق ش أن االله لا يخل

ون لشىء، فلم يخلق أحدا لا ل ة، : عبادة ولا لغيرها، وعندهم ليس في القرآن لام آي، لكن قد يقول رآن لام العاقب في القرا { : ، وآذلك يقولون في قوله ] 8 : القصص [ } فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا { : آقوله نم آثي ا لجه ولقد ذرأنإنس من ون ] 179 : الأعراف [ } الجن وال ر أن يكون : يعن ادة، من غي ؤمنين العب ة الم نم، وعاقب ة هؤلاء جه ان عاقب آ

و ضعيف ولهم، وه ذا ق ر، فه ه، لا لشىء آخ ا خلق ل م ق آ ن أراد خل ذا، ولك ذا ولا له م لا له الق قصد أن يخلقه الخ : لوجوه

ه أن لام العاقبة التي لم : أحدها ه { : يقصد فيها الفعل لأجل العاقبة، إنما تكون من جاهل أو عاجز، فالجاهل آقول فالتقط

إنهم : لم يعلم فرعون بهذه العاقبة، والعاجز آقولهم } آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا لدوا للموت، وابنوا للخراب، ف . إن فعله آفعل الجاهل العاجز : ن عن دفعها، واالله ـ تعالى ـ عليم قدير، فلا يقاليعلمون هذه العاقبة، لكنهم عاجزو

اق،وهم يسلمون أن االله : الثاني/ ه بالاتف رادة ل ا هي م ق لأجله ق الخل أن االله أراد هذه الغاية بالاتفاق، فالعبادة التي خل

ون أرادها، وحيث تكون اللام للعاقبة لا يكون الفاعل أراد العاق ة، وهؤلاء يقول ابهم : ب الهم، وأراد عق م وأراد أفع خلقهذا تلزم الحاجة، وه ة يس راد أصلا؛ لأن الفعل للعل رادا لم دهم لا يفعل م ه عن ه ولكن راد ل و م ع فه ا وق عليها، فكل م

. ضعيف بين الضعف، وأهل الخصوص قالوا مثل هذا الجواب

ه هي على العموم لكن ال : وطائفة أخرى قالوا يهم، وأن يئته ف ه ومش وذ قدرت م، ونف ره له م، وقه ده له ادة تعبي مراد بالعب . أصارهم إلى ما خلقهم له، من السعادة والشقاوة، هذا جواب زيد بن أسلم وطائفة، وهذا القول الثاني في تفسير الآية

ه ي قول لم ف ن أس د ب ن زي ريج، ع ن ج ن اب اتم ع ي ح ن أب ت { : وروى اب ا خلق دون وم ا ليعب إنس إل ن وال } الج

ى المعصية، : جبلهم على الشقاوة والسعادة، وقال وهب بن منبه : قال ] 56 : الذاريات [ بلهم عل جبلهم على الطاعة، وجا آتب : ، أي ) ةآل مولود يولد على الفطر ( : وهذا يشبه قول من قال في تفسير قول النبي صلى االله عليه وسلم ى م عل

نهم ة؛ م ل : له من سعادة وشقاوة، آما قال ذلك طائف د قي ه، وق روايتين عن ل في إحدى ال ن حنب د ب ارك وأحم ن المب ابه : أهل القدر يحتجون علينا بهذا الحديث، فقال : لمالك آخره، وهو قول يهم ب املين ( : احتجوا عل انوا ع ا آ م بم ، ) االله أعل

ة في وهذا الجوا ون بالقدري م المعروف دماء وه ة من الق ك طائف ب يصلح أن يجاب به من أنكر العلم، آما آان على ذل . لغة مالك

قاوة، : } يعبدون { ومن فسر هذه الآية بأن المراد بـ : إلى أن قال/ يهم من السعادة والش هو ما جبلهم عليه، وما قدره عل

دين : بمعنى } يعبدون { هؤلاء جعلوا معني وإن ذلك هو معنى الحديث، فإن ون معب يستسلمون لمشيئتي وقدرتي، فيكونى صحيح في نفسه، وإن آانت ذا معن مذللين؛آي يجرى عليهم حكمي ومشيئتي لا يخرجون عن قضائي وقدري، فه

ن، وفي القدرية تنكره، فبإنكارهم لذلك صاروا من أهل البدع، بل االله خالق آل شى م يك ء، وما شاء آان وما لم يشأ للم ه وس رأ، ( : استعاذة النبي صلى االله علي ا ذرأ وب اجر من شر م ر ولا ف ا ب ي لا يجاوزه ة الت أعوذ بكلمات االله التام

. ) وأعوذ بكلمات االله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده

Page 15: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ون { : عالى فكلماته التامة هي التي آون بها الأشياء آما قال ت ن فيك ، ] 82 : يس [ } إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له آ

لا يجاوزها بر ولا فاجر، ولا يخرج أحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور، وهذا المعنى ه ] 179 : الأعراف [ الآية } د ذرأنا لجهنمولق { : قد دل عليه القرآن في غير موضع، آقوله ا { : ، وقول وا إل انوا ليؤمن ا آ م

ه ام [ } أن يشاء الل ك { ، ] 111 : الأنع اب إن ذل ي آت ك ف أرض إن ذل ماء وال ي الس ا ف م م ه يعل م أن الل م تعل ه أل ى الل علفمن يرد الله أن يهديه { ، ] 1.2 : البقرة [ } وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله { : ، وقوله في السحر ] .7 : الحج [ } يسير

. ونحو ذلك ] 125 : الأنعام [ } ل صدره ضيقا حرجايشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجع

دون { : ولكن قوله ا ليعب ذاريات [ } وما خلقت الجن والإنس إل اموا ] 56 : ال ه وح وا إلي ذي ذهب ى ال ذا المعن ه ه رد ب م ي ، لا شىء عن وحكمه/حوله،من أن المخلوقات آلها تحت مشيئته وقهره ذا، لا يشذ منه ة في ه ا داخل ات آله ، فالمخلوق

، .6 : يس [ الآية } وأن اعبدوني . ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين { : هذا، وقد قال تعالىيئا واعبدوا { : ، وقوله ] 61 ه ش رآوا ب ى { ، ] 36 : النساء [ } الله ولا تش ابوا إل دوها وأن اغوت أن يعب وا الط ذين اجتنب والى والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا { ، ] 17 : الزمر [ } الله ال ] 3 : الزمر [ } إلى الله زلف دون { : وق ويعب

. ] 18 : يونس [ } من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم

ه وحده لا شري . فهذا ـ ونحوه ـ آثير في القرآن ه، لم يرد بعبادة االله إلا العبادة التي أمرت بها الرسل، وهي عبادت ك لاء ة أو الأنبي دوا الملائك واء عب ن دون االله، س ه م ا يدعون يطان وم دون الش ل يعب دون االله، ب رآون لا يعب والمش

ذلك ر االله ب ا أخب الي ـ آم ر االله ـ تع دوا غي د عب . والصالحين، أو التماثيل والأصنام المصنوعة، فهؤلاء المشرآون قوالفرق ظاهر بين عبادتهم إياه التي تحصل ؟ لكون قدر االله جاريا عليهمإن جميع الإنس والجن عبدوا االله : فكيف يقال

ادتهم يئته، وتكون عب يهم مش ذ ف دهم هو وينف ين أن يعب ه وطاعة رسوله، وب دين ل بإرادتهم واختيارهم وإخلاصهم ال . للشيطان وللأصنام من المقدور : لغيره

ادة الله ـ أنا : وهذا يشبه قول من يقول من المتأخرين آافر برب يعصى، فيجعل آل ما يقع طاعة، آما جعله هؤلاء عب

يئة ،لكن : تعالى ـ لكونهم تحت المشيئة، وآان بعض شيوخهم يقول عن إبليس د أطاع المش ر، فق ان عصى الأم إن آ . هؤلاء مباحية، يسقطون الأمر

ذا / ل ه ه، ونحوهم، فحاشاهم من مث ن منب ا للأمر وأما زيد بن أسلم، ووهب ب اس تعظيم انوا من أعظم الن إنهم آ ، ف

ائلين در، الق ذبين بالق ى المك رد عل د ،ولكن قصدوا ال ا لا : والنهي، والوعد والوعي ون، ويكون م ا لا يك ه يشاء م بأنا : يشاء، وهؤلاء حقيقة قولهم م م ول هؤلاء، ونع أنه لا يقدر على تعبيدهم، وتصريفهم تحت مشيئته، فأرادوا إبطال ق

. لكن الكلام فيما أريد بالآية ! أرادوا

ال ي : وقول أولئك الإباحية يشبه قول من ق م ـ يعن ه إذا شهد الحك ه الملام، وأن يئة سقط عن ارف إذا شهد المش إن العالوا ذين ق وال المشرآين ال والهم أق ذين تشبه أق : المشيئة ـ لم يستحسن ولم يستقبح سببه، ونحو هذا من أقوال هؤلاء ال

، آما قد بسط الكلام عليه، وبين أن إثبات القدر ] 148 : الأنعام [ } لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء { لم ه وس ي صلى االله علي آل ( : السابق حق، لكن ذلك هو الذي يصير العبد إليه، ليس هو الذي فطر عليه، آما قال النبيها من مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، آما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون ف

ل ضربه . ) ؟ جدعاء لم بمث ه وس ي صلى االله علي ين النب در : فقد ب ان مق دع آ دع، والج م تج ليمة ث د س ة تول ا أن البهيم . عليها، آذلك العبد يولد على الفطرة سليما، ثم يفسد بالتهود والتنصير، وذلك آان مكتوبا أن يكون

ة ذا طائف د قصد ه ه، وق وا ل ا خلق ين م ام، وليست هي / وصاحب هذا القول إنما قاله ليب ع ع أمر واق ادة ب فسروا العب

ا : أبي طلحة المضاف إلى ابن عباس العبادة المأمور بها على ألسن الرسل، ففي تفسير ابن ة طوع روا بالعبودي إلا ليقا { : وآرها، وهذه العبودية آقوله ا وآره أرض طوع ماوات وال ي الس ن ف ران [ } وله أسلم م ه ] 83 : آل عم ه { : ، وقول ولل

در، فيكون ] 15 : الرعد [ } عا وآرهايسجد من في السماوات والأرض طو م الق ان حك ه جري ره بأن ة الك ، وفسرت طائفآالقول قبله، والصحيح أنه انقيادهم لحكمه القدري بغير اختيارهم، آاستسلامهم عند المصائب، وانقيادهم لما يكرهون

ذا من أحكامه الشرعية، فكل أحد لابد له من انقياده لحكمه القدري والشرعي، ر ه فهذا معنى صحيح، قد بسط في غي . الموضع، لكن ليس هو العبادة

Page 16: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

التذلل والانقياد، وآل مخلوق من الجن : ومعنى العبادة في اللغة : إلا ليخضعوا لي ويتذللوا، قالوا : وآذلك قال بعضهم

. خلق والإنس خاضع لقضاء االله ـ تعالى ـ متذلل لمشيئته، لا يملك أحد لنفسه خروجا عما

ه { : وبيان هذا قوله : وقد ذآر أبو الفرج قول ابن عباس هذا، قال ولن الل م ليق ن خلقه ألتهم م ، ] 87 : الزخرف [ } ولئن سال ة توافق من ق ذه الآي ذلك : وه روا ب م يق القهم ل أن االله خ روا ب ذين أق يأتي ـ وهؤلاء ال ا س ون ـ آم ا، إلا ليعرف آره

. بخلاف إسلامهم وخضوعهم له فإنه يكون آرها، وأما نفس الإقرار فهو فطري فطروا عليه، وبذلوه طوعا دون { : روى ابن أبي حاتم عن زائدة عن السدي : قول رابع : وقيل/ ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق ذاريات [ } وم ] 56 : ال

ع : قال ادة لا تنف ادة عب ع، ومن العب ادة تنف ادة عب أرض { خلقهم للعبادة، فمن العب ماوات وال ق الس ن خل ألتهم م ئن س ولهذا منهم عبادة وليس ينفعهم مع شرآهم، وهذا المعنى صحيح، لكن المشرك يعبد الشيطان، ] 38 : الزمر [ } ليقولن الله

ال وما ؤمن { : عدل به االله لا يعبد، ولا يسمى مجرد الإقرار بالصانع عبادة الله مع الشرك باالله، ولكن يقال آما ق ا ي ومول ( : فإيمانهم بالخالق مقرون بشرآهم به، وأما العبادة ففي الحديث ] 1.6 : يوسف [ } أآثرهم بالله إلا وهم مشرآون يق

ذي أشرك : هللا ه لل ادة ) أنا أغنى الشرآاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه برىء، وهو آل ، فعبل دوا االله ـ سبحانه ـ ومث د عب ون ق المشرآين وإن جعلوا بعضها الله لا يقبل منها شيئا، بل آلها لمن أشرآوه، فلا يكون

بلاء، دون إلا ليوحدون، فأما المؤ : هذا قول من قال افر فيوحده في الشدة وال ا الك اء، وأم من فيوحده في الشدة والرخ . ] 65 : العنكبوت [ } فإذا رآبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين { : النعمة والرخاء، بيانه في قوله

ري : قول خامس : وقيل ن ج اتم عن اب ال ذآره ابن أبي ح ال : ج، ق ون، ق ره البغوي عن : ليعرف ادة، وذآ وروى عن قته : قال . إلا ليعرفون : وقال مجاهد : قال . مجاهد ده، ودليل م يعرف وجوده وتوحي م ل م يخلقه وهذا قول حسن؛ لأنه لو لولن { : قوله أرض ليق ه ولئن سألتهم من خلق السماوات وال ال ] 38 : الزمر [ } الل ا : ، فيق ه إنم ى صحيح، وآون ذا المعن ه

ي / عرف بخلقهم يقتضى أن ة الت ة هو الغاي م من المعرف ا حصل له خلقهم شرط في معرفتهم، لا يقتضى أن يكون م } أخذ ربك من بني آدموإذ { : خلقوا لها، و هذا من جنس قول السدى، فإن هذا الإقرار العام هم مشرآون فيه، آما قال

. ، لكن ليس هذا هو العبادة ] 172 : الأعراف [

فهذه الأقوال الأربعة، قول من عرف أن الآية عامة، فأراد أن يفسرها بعبادة تعم الإنس والجن، واعتقد أنه إن فسرها زم أن تكون واق له، ل ة، وهي الطاعة الله والطاعة لرس ادة المعروف ادة بالعب أراد أن يفسرها بعب ع، ف م تق نهم، ول ة م ع

ه، ر قدرت يئته وغي ر مش ه فعصوه بغي م لعبادت ه خلقه ة، وأن واقعة، وظن أنه إذا فسرها بعبادة لم تقع لزمه قول القدرياس في ر من الن ا يصيب آثي ا، آم رد به م ي ا ل ففروا من قول القدرية وهم معذورون في هذا الفرار، لكن فسرها بم

ه الآيات ال ا، آاحتجاج الرافضة بقول دع بظاهره م { : تي يحتج أهل الب كم وأرجلك حوا برءوس دة [ } وامس ى ] 6 : المائ علول ه : مسح ظهر القدمين، فترى المخالفين لهم يذآرون أقوالا ضعيفة، هذا يق ب : مجرورا بالمجاورة، آقول ر ض جح

. وأمثال ذلك ) فحج آدم موسى ( : الضعيفة، وآذلك ما قالوه في قوله خرب، ونحو هذا من الأقوال

ه جمهور المسلمين ذي علي م : والقول السادس ـ وإن آان أبو الفرج لم يذآر فيها إلا أربعة أقوال ـ وهو ال أن االله خلقهذ ديثا يحتجون به ديما وح ذا يوجد المسلمون ق ذا لعبادته وهو فعل ما أمروا به؛ وله ى ه ة عل ى في /ه الآي ى، حت المعن

: ما لهذا خلقت، ولا بهذا أمرت؛ وفي حديث إسرائيلي : وعظهم وتذآيرهم وحكاياتهم، آما في حكاية إبراهيم بن أدهمإن وجدتني وجدت آل شىء، وإن اطلبني تجدني، ف يابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، ف

وهذا هو المأثور عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب، وغيره من . ل شىء وأنا أحب إليك من آل شىءفتك فاتك آ . إلا لآمرهم أن يعبدون، وأدعوهم إلى عبادتي : السلف، فذآروا عن علي بن أبي طالب أنه قال

الوا الى : ق ه تع ده قول ه { : ويؤي دوا الل ا ليعب روا إل ا أم ين وم ة [ } مخلص ه ] 5 : البين ه { : ، وقول دوا الل ا ليعب روا إل ا أم وم

ي ] 31 : التوبة [ } مخلصين ن أب ال اب ت، ق ناد الثاب د بالإس ، وهذا اختيار الزجاج وغيره، وهذا هو المعروف عن مجاهبل، ع : حاتم و أسامة عن ش ا أب د ثنا أبو سعيد الأشج، ثن يح، عن مجاه ي نج ن أب ا { : ن اب إنس إل ن وال ت الج ا خلق وم

. ما خلقتهما إلا للعبادة : لآمرهم وأنهاهم، آذلك روى عن الربيع بن أنس قال : ] 56 : الذاريات [ } ليعبدون

Page 17: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

دى أيحسب الإنسان أن يتر { : ويدل على هذا مثل قوله ة [ } ك س ى ] 36 : القيام ه : ، يعن ؤمر ولا ينهى، وقول ا { : لا ي ل م قاؤآم ا دع ي لول م رب أ بك ان [ } يعب ه : ، أي ] 77 : الفرق ادتكم، وقول ولا عب تم { : ل كرتم وآمن ذابكم إن ش ه بع ل الل ا يفع } م

و { : ، وقوله ] 147 : النساء [ اء ي ذرونكم لق اتي وين يكم آي ون عل ذا يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقص } مكم هدو ألم أعهد إ { : ، وقوله ] 131، .13 : الأنعام [ } وأهلها غافلون { : إلى قوله م ع ه لك ليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إن

رآن / ] 61، .6 : يس [ الآيات } وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم . مبين ا { : وما بعدها، وقالت الجن لما سمعوا الق ياقومنتقيم إنا سمعنا آتابا أنز ق مس ى طري وا داعي . ل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإل ا أجيب ياقومن

دها، وقالت الجن ] 31، .3 : الأحقاف [ الآية } الله وآمنوا به ا بع لمون { : ، وم ا المس ا من لم وأن ن أس طون فم ا القاس ومن . وما بعدها ] 14 : الجن [ الآية } فأولئك تحروا رشدا

م { : وقد قال في القرآن في غير موضع رة [ } ياأيها الناس اعبدوا ربك م { ، ] 21 : البق وا ربك اس اتق ا الن ، ] 1 : الحج [ } ياأيه

د ى الجن، وق رآن عل رأ الق ين، وق ى الثقل د أرسل إل فقد أمرهم بما خلقهم له وأرسل الرسل إلى الإنس والجن، ومحمذبان { : روى أنه لما قرأ عليهم سورة الرحمن وجعل يقرأ رحمن [ } فبأي آلاء ربكما تك ون ] 13 : ال ولا بشىء من : يقول

لمين، ويحتجون . ك ربنا نكذب فلك الحمدآلائ اهير المس ه جم ذي تفهم فهذا هو المعنى الذي قصد بالآية قطعا، وهو الي صلى ل أن النب ن جب اذ ب بالآية عليه، ويعترفون بأنه االله خلقهم ليعبدوه، لا ليضيعوا حقه، وفي الصحيحين عن مع

ا ( : االله عليه وسلم قال له دري م اذ، أت اده يا مع ى عب ال . ) ؟ حق االله عل ال : ق م، ق ى ( : االله ورسوله أعل إن حق االله عل فك وا ذل ى االله إذا فعل اد عل ا حق العب ال : قلت . ) ؟ عباده أن يعبدوه ولا يشرآوا به شيئا، أتدري م ( : االله ورسوله أعلم،ق

ال ، وفي المسند عن ابن عمر عن ) فإن حقهم عليه ألا يعذبهم دي ( : النبي صلى االله عليه وسلم ق ين ي بعثت بالسيف بى من خالف ذل والصغار عل ه، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل ال د االله وحده لا شريك ل ى يعب الساعة حت

. ) أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم : ثم للناس على هذا القول قولان/

. ه، فصارت الأقوال في الآية سبعة، وفي الحكمة خمسةقول أهل السنة المثبتة للقدر، وقول نفات

وع ] 56 : الذاريات [ }وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { : قوله : فأما أهل السنة المثبتون للقدر فيقولون ، لا يستلزم وقا لا يشاء أو يشاء العبادة منهم، آما قال أصحاب هذه الأقوال المتقدمة، ولا ه م يستلزم نفي المقدور أن يكون في ملك

اء، أولئك : مالا يكون، آما قالت القدرية، فهؤلاء يقولون ا لا يش لم يقع ما خلقهم له لكونه يشاء ما لا يكون، ويكون ماد : قالوا ع من العب م يق ا ل أه، فم م يش ع ل م يق ا ل ن، فم م يك أ ل م يش ى إذا آان ما يشاء آان، وما ل ذا معن أها، وه م يش ة ل

. وما خلقهم له فلابد أن يشاء أن يخلقه، فلما لم يشأه أن يخلق هذا لم يخلقهم له : صحيح، ثم قالوا

ون ون : فالطائفتان أصل غلطهم ظنهم أن ما خلقهم له يشاء وقوعه، وأولئك يقول ه، وهؤلاء يقول يشاء : يشاء أن يخلق : ه، وما عندهم أن له مشيئة في أفعال العباد غير الأمر، وهم يعصون أمره؛ فلهذا قالوايأمرهم ب : وقوعه منهم، بمعنى

ون ا يقول ون، آم ا لا يك اء م اء، ويش ا لا يش ى : يكون م ذا المعن ه، وه رهم ب ا أم ه، ويترآون م اهم عن ا نه ون م يفعلون اة لا يقول ة النف ه شاء إلا : صحيح إذا أريد الأمر الشرعي؛ لكن القدري يس طاعة من إن ا ل دهم م ر، فعن ى أم بمعن

. يشاؤه فإنه لا يخلقه عندهم، وإذا لم يخلقه لم يشأه، فإنه ما شاء أن يخلقه خلقه باتفاق المسلمين/ أفعال العباد ما لا

ا يشاء أن يف ه، والقدرية لا تنازع في هذا، لا ينازعون في أنه ما شاء أن يفعله هو فعله، وأنه قادر على أن يفعل م عليئة ل، لكن المش يئته أن يفع لكن عندهم أن أفعال العباد لا تدخل في خلقه، ولا في قدرته، ولا في مشيئته، ولا في مش

خلقهم لعبادته أن يفعلوها هم، وقد أمرهم بها، فإذا لم يفعلوها آان ذلك بمنزلة : المتعلقة بها بمعنى الأمر فقط، فيقولون . عصيان أمره

ن، و هو ـ سبحانه ـ خالق آل شىء : ن للقدر فيقولونوأما المثبتو م يك أ ل م يش ا ل ان وم ك { إنه ما شاء آ اء رب و ش ول

ولو شاء ربك ما { ، ] 253 : البقرة [ } ولو شاء الله ما اقتتلوا { ، ] 118 : هود [ } لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفينو شاء ] 112 : الأنعام [ } فعلوه د شاء أن تكون ؛ إذ ل م يكن ق وأمثال ذلك، فإذا خلقهم للعبادة المأمور بها ولم يفعلوها ل

ا، إرادة شرعية تضمنها ا، وأراد أن يفعلوه ا، ورضى أن يفعلوه أن تكون لكونها، لكن أمرهم بها، وأحب أن يفعلوه . العبادةأمره ب

Page 18: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

دون { : ومن هنا يتبين معنى الآية، فإن قوله ا ليعب إنس إل ن وال ذاريات [ } وما خلقت الج ه ] 56 : ال وا { : ، يشبه قول ولتكمل، ] 37 : الحج [ } ذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداآمآ { : ، وقوله ] 185 : البقرة [ } العدة ولتكبروا الله على ما هداآم

ماوات وم { : ، وقوله ] 7 : الحشر [ } آي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم { : وقوله ي الس ي ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما ف ا فيم يء عل ل ش دة [ } الأرض وأن الله بك ه ] 97 : المائ ثلهن { : ، وقول أرض م ن ال ماوات وم بع س ق س ذي خل ه ال ة } الل الآي

فهو لم يرسله إلا ليطاع، ثم قد ] 64 : النساء [ } ذن اللهوما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإ { : ، وآذلك قوله ] 12 : الطلاق [ . يطاع وقد يعصى

روه ا فعل ليكب ه فعل م ين أن رآن، يب وآذلك ما خلقهم إلا للعبادة، ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون، ومثل هذا آثير في الق

ا أمر ا ره مم ه، وغي ا هو متصف ب وا م وا، وليعلم ه وليعدلوا، ولا يظلم نهم، وفي م ورضيه م ه له اد، وأحب ه العب الله ب . سعادتهم وآمالهم وصلاحهم وفلاحهم إذا فعلوه، ثم منهم من يفعل ذلك ومنهم من لا يفعله

ل م يق م : وهو ـ سبحانه ـ ل يجعلهم ه م ل ه خلقه ذآر أن م ي اني، فل م الث اني، ولا ليفعل به ه فعل الأول ليفعل هو الث إن

را عابدين، فإن ما فعله را ليفعل أم من الأسباب لما يفعله هو من الغايات يجب أن يفعله لا محالة، ويمتنع أن يفعل أمم ه فيحصل بفعله اعلين ل م الف ون ه اني، فيكون م الث وا ه ه فعل الأول ليفعل اني، ولكن ذآر أن ثانيا ولا يفعل الأمر الث

ه ا يحبون ه هو وم ا يحب م، فيحصل م ه ويرضاه له ه سعادتهم، وما يحب ه غايت ه وأمر ب ا خلق دم أن آل م ا تق م، آم ه . محبوبة الله ولعباده، وفيه حكمة له، وفيه رحمة لعباده

ا يستحقه العاصي المخالف وه فاستحقوا م م يفعل ه، ولكن ل ا يحبون ه وم فهذا الذي خلقهم له لو فعلوه لكان فيه ما يحب

دنيا والآخ / لأمره، التارك فعل ما خلق لأجله من ا، عذاب ال ادة ممن فعله د شاء أن تكون العب رة، وهو ـ سبحانه ـ قولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه { : فجعلهم عابدين مسلمين بمشيئته وهداه لهم، وتحبيبه إليهم الإيمان، آما قال تعالى

ا ] 7 : الحجرات [ } والعصيان أولئك هم الراشدونفي قلوبكم وآره إليكم الكفر والفسوق نهم خلق ادة م ، فهؤلاء أراد العب . وأمرا أمرهم بها، وخلقا جعلهم فاعلين

. والصنف الثاني لم يشأ هو أن يخلقهم عابدين، وإن آان قد أمرهم بالعبادة، واالله سبحانه أعلم

اب [ و ] الإذن [ و ] الإرادة [ فصيل وسئل ـ رحمه االله ـ عن ت م [ و ] الكت ا ] التحريم [ و ] القضاء [ و ] الحك ك، مم ر ذل وغي ؟ هو ديني موافق لمحبة االله ورضاه وأمره الشرعي، وما هو آوني موافق لمشيئته الكونية

: فأجاب

الأمر والبعث الحمد الله، هذه الأمور المذآورة، وهي الإرادة والإذن وال ا، آ م والقضاء والتحريم وغيره اب والحك كت

: والإرسال ينقسم في آتاب االله إلى نوعين

ما يتعلق بالأمور الدينية التي يحبها االله ـ تعالى ـ ويرضاها، ويثيب أصحابها، ويدخلهم الجنة، وينصرهم في : أحدهما . ئه المتقين، وحزبه المفلحين وعباده الصالحينالحياة الدنيا وفي الآخرة، وينصر بها العباد من أوليا

اجر، وأهل : والثاني ر والف افر والب ا المؤمن والك ا يشترك فيه ما يتعلق بالحوادث الكونية التي قدرها االله وقضاها مم

ه، وأ و وملائكت يهم ه ه، ويصلي عل بهم ويحبون ذين يح ه ال ل طاعت داؤه، وأه اء االله وأع ار وأولي ل الن ة وأه ل الجن ه . معصيته الذين يبغضهم ويمقتهم ويلعنهم االله ويلعنهم اللاعنون

ورة / يئته، مقه فمن نظر إليها من هذا الوجه شهد الحقيقة الكونية الوجودية، فرأى الأشياء آلها مخلوقة الله، مدبرة بمش

اس،لا مع م يكن وإن شاء الن أ ل م يش ا ل اس، وم أ الن م يش ان وإن ل ره، بحكمته، فما شاء االله آ ه ولا راد لأم قب لحكمك لنفسه دبر مقهور لا يمل ه، م ا ل ورأى أنه ـ سبحانه ـ رب آل شىء ومليكه، له الخلق والأمر، وآل ما سواه مربوبه، ي عن ات، واالله غن ع الجه ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، بل هو عبد فقير إلى االله ـ تعالى ـ من جمي

ية، آما أنه الغني عن ة المجوس م القدري ه، وه ة قصرت عن جميع المخلوقات، وهذا الشهود في نفسه حق، لكن طائف . وطائفة وقفت عنده وهم القدرية المشرآية

Page 19: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

م اد، وغلاته ال العب ه، آأفع يئته وخلق درة االله ومش ه ق ق ب ا لا تتعل ات م أما الأولون، فهم الذين زعموا أن في المخلوق

يهم الصحابة وسلف أنكروا علمه القديم، وآ تابه السابق، وهؤلاء هم أول من حدث من القدرية في هذه الأمة، فرد عل . الأمة، و تبرؤوا منهم

ر ونحوهم،يشهدون وأما الطائفة الثانية، فهم شر منهم، وهم طوائف من أهل السلوك والإرادة والتأله والتصوف والفق

ك هذه الحقيقة ورأوا أن االله خالق المخلوقات آل د ذل زوا بع م يمي ات، ول ع الكائن د جمي ها، فهو خالق أفعال العباد ومريي ولا د ولا ضال، ولا راشد ولا غوي، ولا نب ر، ولا حق ولا باطل، ولا مهت ان ولا نك ر، ولا عرف ان وآف ين إيم ب

دل /متنبئ، ولا ولي الله ولا عدو، ين الع وت، ولا ب وب الله ولا ممق م، ولا ولا مرضى الله ولا مسخوط، ولا محب والظلبين البر و العقوق، ولا بين أعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار، ولا بين الأبرار والفجار، حيث شهدوا ما تجتمع فيه وا ات وعم ين المخلوق ام، فشهدوا المشترك ب ق الع الكائنات من القضاء السابق والمشيئة النافذة والقدرة الشاملة والخل

اروا م ا، وص ارق بينهم ن الف الى ع ه تع ن يخاطب بقول المجرمين { : م لمين آ ل المس ون . أفنجع ف تحكم م آي ا لك } مالى ] 36، 35 : القلم [ ه تع ل المت { : ، وبقول أرض أم نجع ي ال دين ف الحات آالمفس وا الص وا وعمل ذين آمن ل ال ين أم نجع ق

الحات { : ، وبقوله تعالى ] 28 : ص [ } آالفجار وا الص وا وعمل ذين آمن م آال يئات أن نجعله وا الس ذين اجترح } أم حسب الي صلى االله ] 137 : الأعراف [ } بما صبروا وتمت آلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل{ . ] 21 : الجاثية [ ، ومنه قول النب

زل ( : عليه وسلم ا ين رأ، ومن شر م ق وذرأ وب أعوذ بكلمات االله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلل ار، ومن شر آل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر فتن اللي والنه

، فالكلمات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجـر ليست هي أمره ونهيه الشرعيين، ) طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمنه ره ونهي منة لأم ة المتض ات الديني ا الكلم ات، وأم ون الكائن ا يك ي به ي الت ل ه ه، ب ره ونهي وا أم ار عص إن الفج ف

ل الكتب الإل ةالشرعيين، فمث ال : هي ور والقرآن،وق ل والزب وراة والإنجي الى /الت فلى { : تع روا الس ذين آف ة ال ل آلم وجعا ي العلي ه ه ة الل ة [ } وآلم لم ] .4 : التوب ه وس لى االله علي ال ص ة االله ( : ، وق روجهن بكلم تحللتم ف ه ) واس ا قول ، وأم

. فإنه يعم النوعين ] 115 : الأنعام [ } لمة ربك صدقا وعدلاوتمت آ { : تعالى

الى ه تع ل قول ديد { : وأما البعث بالمعنى الأول، ففي مث أس ش ي ب ا أول ادا لن يكم عب ا عل ا بعثن د أولاهم اء وع إذا ج [ } فنهم { : ثل قوله تعالى، والثاني في م ] 5 : الإسراء ولا م أميين رس ي ال ة [ } هو الذي بعث ف الى ] 2 : الجمع ه تع ا { : ، وقول ربن

نهم ولا م يهم رس ث ف رة [ } وابع الى ] 129 : البق ه تع ولا أن اع { : ، وقول ة رس ل أم ي آ ا ف د بعثن وا ولق ه واجتنب دوا الل ب . ] 36 : النحل [ } الطاغوت

الى ه تع ل قول ي مث المعنى الأول، فف ؤزهم أزا { : وأما الإرسال ب افرين ت ى الك ياطين عل لنا الش ا أرس ريم [ } أن ، ] 83 : م

. ] 22 : الحجر [ } لواقح وأرسلنا الرياح { : وقوله تعالى

وح [ } إنا أرسلنا نوحا إلى قومه { : وبالمعنى الثاني، في مثل قوله تعالي الى ] 1 : ن ه تع يرا { : ، وقول الحق بش لناك ب ا أرس إنالى ] 119 : البقرة [ } ونذيرا أل م { : ، وقوله تع لنا واس ن رس ك م ن قبل لنا م الى ] 45 : الزخرف [ } ن أرس ه تع ا { : ، وقول وم

ه { : ، وقوله تعالى ] 64 : النساء [ } أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ه وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إلي أندون ا فاعب اء [ } لا إله إلا أن الى ] 25 : الأنبي ه تع ون { : ، وقول ى فرع لنا إل ا أرس يكم آم اهدا عل ولا ش يكم رس لنا إل ا أرس إن

. ] 16، 15 : المزمل [ } فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا . رسولا ون : عن أقوام يقولون : سئل ـ رحمه االله تعالى / وام يقول تقبل، وأق يئة في : المشيئة مشيئة االله في الماضي والمس المش

؟ ما الصواب . المستقبل لا في الماضي

: فأجاب

ق السموات إن شاء : ، فمن قال في الماضيالماضي مضى بمشيئة االله، والمستقبل لا يكون إلا أن يشاء االله إن االله خلال . االله، وأرسل محمدا إن شاء االله، فقد أخطأ يئته ونحو : ومن ق دا بمش يئة االله، وأرسل محم ق االله السموات بمش خل

. ذلك، فقد أصاب

Page 20: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال . إنه يكون في الوجود شيء بدون مشيئة االله، فقد أخطأ : ومن قال د م : ومن ق م يكن،فق أ ل م يش ا ل ان وم ا شاء االله آ

ا، يئته قطع دا بمش ا، وأرسل محم يئته قطع ق السموات بمش االله خل ا، ف يئة االله قطع ان بمش د آ دم فق أصاب، وآل ما تقا والإنسان الموجود خلقه االله بمشيئته قطعا، وإن شاء االله أن يغير المخلوق من حال إلى حال، فهو قادر على ذلك، فم

. فقد آان بمشيئته قطعا، وإن شاء االله أن يغيره غيره بمشيئته قطعا، واالله أعلمخلقه ما تقول السادة ـ أئمة المسلمين ـ في جماعة اختلفوا في قضاء االله وقدره، وخيره وشره،منهم من يرى أن الخير من /

. أفتونا مأجورين ؟ االله ـ تعالى ـ والشر من النفس خاصة

: خ ـ رضي االله عنه فأجاب الشي

أن االله ـ تعالى ـ خالق آل شىء، وربه ومليكه لا رب غيره ولا خالق سواه، ما شاء آان : مذهب أهل السنة والجماعةوما لم يشأ لم يكن، وهو على آل شىء قدير، وبكل شىء عليم، والعبد مأمور بطاعة االله، وطاعة رسوله، منهي عن

فإن أطاع آان ذلك نعمة، وإن عصى آان مستحقا للذم والعقاب، وآان الله عليه الحجة معصية االله، ومعصية رسوله،أمر البالغة، ولا حجة لأحد على االله ـ تعالى ـ وآل ذلك آائن بقضاء االله وقدره ومشيئته وقدرته، لكن يحب الطاعة وي

. هلها ويهينهمبها، ويثيب أهلها على فعلها ويكرمهم، ويبغض المعصية وينهي عنها، ويعاقب أ

وما أصابكم { : ومعاصيه، آما قال تعالي /وما يصيب العبد من النعم، فاالله أنعم بها عليه، وما يصيبه من الشر فبذنوبه ن ما أصابك من حسنة فمن ا { : ، وقال تعالى ] .3 : الشورى [ } من مصيبة فبما آسبت أيديكم يئة فم ن س ابك م ا أص لله وم

ا أصابك من حزن وذل وشر : أي ] 79 : النساء [ } نفسك ك، وم ه علي م ب االله أنع دى ف ما أصابك من خصب ونصر وهدره، د بقضاء االله وق ؤمن العب د أن ي وقن فبذنوبك وخطاياك، وآل الأشياء آائنة بمشيئة االله وقدرته وخلقه، فلاب وأن ي

. العبد بشرع االله وأمره

ى ابها للمشرآين، ومن نظر إل ان مش د، آ فمن نظر إلى الحقيقة القدرية وأعرض عن الأمر والنهي والوعد والوعيالى ـ د االله ـ تع إذا أحسن حم ذا، ف ذا وبه يين، ومن آمن به ابها للمجوس الأمر والنهي، وآذب بالقضاء والقدر آان مش

ا أذنب وإذا أساء استغ ه السلام ـ لم إن آدم ـ علي ؤمنين، ف دره،فهو من الم فر االله ـ تعالى ـ وعلم أن ذلك بقضاء االله وقان در آ ا، ومن أصر واحتج بالق تاب فاجتباه ربه وهداه، وإبليس أصر واحتج، فلعنه االله وأقصاه، فمن تاب آان آدمي

. م إبليسإبليسيا، فالسعداء يتبعون أباهم، والأشقياء يتبعون عدوه

ا ين ي فنسأل االله أن يهدينا الصراط المستقيم،صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، آم . رب العالمين

ال ( : سئل شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس عن الحديث الذي ورد الي، : إن االله قبض قبضتين، فق ة ولا أب ذه للجن هذه لل الي وه ار ولا أب ذا الحديث صحيح ) ن ة بقبضها ؟ فهل ه دا من الملائك والحديث ؟ واالله قبضها بنفسه، أو أمر أح

هؤلاء إلى النار ولا أبالي، وهؤلاء إلى الجنة : أن االله لما خلق آدم أراه ذريته عن اليمين والشمال، ثم قال ( : الآخر في . وهذا في الصحيح ) ولا أبالي

: اب ـ رضي االله عنه فأج

ي داود ك، وسنن أب أ مال ا في موط ل م نعم، هذا المعنى مشهور عن النبي صلى االله عليه وسلم من وجوه متعددة، مثة ذه الآي ن الخطاب سئل عن ه ة، أن عمر ب ن ربيع وإذ { : والنسائي، وغيره عن مسلم بن يسار، وفي لفظ عن نعيم ب

ال عمر ] 172 : الأعراف [ الآية } ي آدم من ظهورهمأخذ ربك من بن لم، وفي : فق ه وس عن رسول االله صلى االله عليلم : لفظ ه وس ال رسول االله صلى االله علي ا؛ فق م ( : سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم سئل عنه ق آدم، ث إن االله خل

خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج : مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقالال رجل ) هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون/ خلقت : منه ذرية، فقال يم العمل : ، فق ا رسول االله، فف ال رسول ؟ ي فق

ال إن االله إذا خلق الرجل للجنة، استعمله بعمل أهل الجن ( : االله صلى االله عليه وسلم ى عمل من أعم ى يموت عل ة حت

Page 21: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال أهل ى عمل من أعم أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق الرجل للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت عل . ) النار، فيدخله به النار

ال لم : وفي حديث الحكم بن سفيان، عن ثابت، عن أنس بن مالك ق ه وس ال رسول االله صلى االله علي إن االله قبض ( : ق

: وهذا الحديث ونحوه فيه فصلان . ) إلى النار ولا أبالي : إلى الجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال : قبضة فقال

ذا حق : أحدهما ال، وه وا الأعم ل أن يعمل ار من قب ة من أهل الن القدر السابق، وهو أن االله ـ سبحانه ـ علم أهل الجنم : الأئمة؛ آمالك والشافعي وأحمديجب الإيمان به، بل قد نص ان أن االله عل ل يجب الإيم أن من جحد هذا فقد آفر، ب

ا في صحيح ون، آم ل أن يك ه قب ر ب ما سيكون آله قبل أن يكون،ويجب الإيمان بما أخبر به من أنه آتب ذلك، وأخبال ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي رو، عن النب ن عم د االله ب لم عن عب ق إن االله ( : مس ل أن يخل ق قب ادير الخلائ در مق ق

اء ى الم ه عل ان عرش نة، وآ ف س ين أل موات والأرض بخمس ن ) الس ران ب ره عن عم اري وغي ي صحيح البخ ، وفذآر ( : حصين، عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال آان االله ولا شىء غيره، وآان عرشه على الماء، وآتب في ال

. ) ثم خلق السموات والأرض : وفي لفظ آل شىء، وخلق السموات والأرض ال / ه ق لم أن ه وس ين، ( : وفي المسند عن العرباض بن سارية عن النبي صلى االله علي اتم النبي وب بخ د االله مكت ي عن إن

د ا أمي، رأت حين ول تني وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا : قلت : ، وفي حديث ميسرة الفجر ) أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ى آتبت نبي ا رسول االله، مت وفي ؟ ي

. ) وآدم بين الروح والجسد ( : قال ؟ متى آنت نبيا : لفظ

لم وهو الصادق حدثنا رسول االله صلى االله : وفي الصحيحين عن عبد االله بن مسعود ـ رضي االله عنه ـ قال ه وس عليإن خلق أحدآم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ( : المصدوق

روح : ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع آلمات فيقال ه ال نفخ في م ي ال " اآتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد، ث : قال " ا إلا : فوالذي نفسي بيده ـ أو ق ه وبينه ا يكون بين ى م ة حت ره، إن أحدآم ليعمل بعمل أهل الجن ه غي ذي لا إل فوال

. ) ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار

د آنا مع رسول االله صلى االله ع : وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب ـ رضي االله عنه ـ قال ع الغرق لم ببقي ه وس لية ( : في جنازة، فقال الوا . ) ما منكم أحد إلا قد آتب مقعده من النار ومقعده من الجن ى : فق ل عل ا رسول االله، أفلا نتك ي

لسعادة، اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من آان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل ا ( : قال ؟ الكتاب وندع العملقاوة ان من أهل الش ا من آ قاوة /وأم الى ) فسييسر لعمل أهل الش ه تع رأ قول م ق دق { : ، ث ى وص ن أعطى واتق ا م فأم

. ] .1-5 : الليل [ } بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وآذب بالحسنى فسنيسره للعسرى

ال : وفي الصحيح ـ أيضا ـ أنه قيل له ار، فق م ( : يا رسول االله، أعلم أهل الجنة من أهل الن ه ) نع ل ل يم العمل : ، فقي ؟ ففوأنه آتب ، فبين النبي صلى االله عليه وسلم أن االله علم أهل الجنة من أهل النار، ) اعملوا فكل ميسر لما خلق له ( : قال

ه ( : وقال . ذلك ونهاهم أن يتكلوا على هذا الكتاب، ويدعوا العمل آما يفعله الملحدون ، وأن أهل ) آل ميسر لما خلق ل . السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة، وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة، وهذا من أحسن ما يكون من البيان

عالى ـ يعلم الأمور على ما هي عليه، وهو قد جعل للأشياء أسبابا تكون بها، فيعلم أنها تكون وذلك أن االله ـ سبحانه وت

ذا ال ه ى : بتلك الأسباب، آما يعلم أن هذا يولد له بأن يطأ امرأة فيحبلها، فلو ق ي، فلا حاجة إل د ل ه يول م االله أن إذا علقيه من الوطء آان أحمق؛ لأن االله علم أن سيكون بما يقدره من ال ا يس وطء، وآذلك إذا علم أنه هذا ينبت له الزرع بم

م أن سيكون : الماء ويبذره من الحب، فلو قال ان جاهلا ضالا؛ لأن االله عل ذر، آ إذا علم أن سيكون فلا حاجة إلى البم بذلك، وآذلك إذا علم االله أن هذا يشبع بالأآل، وهذا يروي بالشرب، وهذا يموت بالقتل، فلابد من الأ ي عل سباب الت

. االله أن هذه الأمور تكون بها م / االله عل قياء، ف ه يعمل بعمل الأش وآذلك إذا علم أن هذا يكون سعيدا في الآخرة، وهذا شقيا في الآخرة،قلنا ذلك؛ لأن

ل و قي ل، فل ذا العم دا إلا بذ : أنه يشقى به ار أح دخل الن اطلا؛لأن االله لا ي ان ب م يعمل آ ال هو شقي، وإن ل ا ق ه، آم نب

Page 22: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

، فأقسم أنه يملؤها من إبليس وأتباعه، ومن اتبع إبليس ] 58 : ص [ } لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين { : تعالى . فقد عصى االله ـ تعالى ـ ولا يعاقب االله العبد على ما علم أنه يعمله حتى يعمله

املين ( : النبي صلى االله عليه وسلم عن أطفال المشرآين، قال ولهذا لما سئل انوا ع ا آ ى ) االله أعلم بم م : يعن أن االله يعل

ار، ة، ومن عصاه دخل الن ما يعملون لو بلغوا، وقد روى أنهم في القيامة يبعث إليهم رسول، فمن أطاعه دخل الجن . فيظهر ما علمه فيهم من الطاعة والمعصية

أنا أدخل : الجنة، خلقها االله لأهل الإيمان به وطاعته، فمن قدر أن يكون منهم يسره للإيمان والطاعة، فمن قال وآذلك

دخلها ه ي م أن ا عل إن االله إنم ك، ف ى االله في ذل ا عل الجنة، سواء آنت مؤمنا أو آافرا، إذا علم أني من أهلها،آان مفتريإن بالإيمان، فإذا لم يكن معه إيمان، لم ي افرا، ف ل آ ا ب م يكن مؤمن ل من ل كن هذا هو الذي علم االله أنه يدخل الجنة، ب

. االله يعلم أنه من أهل النار، لا من أهل الجنة

باب ن الأس ك م ر ذل االله وغي تعانة ب دعاء والاس اس بال ر الن ذا أم ال . وله ن ق ى : وم الا عل أل اتك و ولا أس ا لا أدع أنداه ونصره / ـ لأن االله جعل الدعاء القدر،آان مخطئا ـ أيضا ه وه والسؤال من الأسباب التي ينال بها مغفرته ورحمت

اد وعواقبهم . ورزقه ه من أحوال العب دره االله وعلم ا ق دعاء، وم دون ال وإذا قدر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بد يس في ال ت، فل ى المواقي ادير إل نيا والآخرة شىء إلا بسبب، واالله خالق الأسباب فإنما قدره االله بأسباب يسوق المق

. والمسببات

ال بعضهم ذا ق ل، : وله ي العق باب نقص ف ون أس باب أن تك و الأس د، ومح ي التوحي رك ف باب ش ى الأس ات إل الالتفزل إن المطر إذا ن والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، ومجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب، ف

ه، وب اء عن د من صرف الانتف إذن االله، ولاب ة ب ح مربي ذر الحب لم يكن ذلك آافيا في حصول النبات، بل لابد من رياء في زال الم د بمجرد إن د لا يول ذلك الول دره، وآ ك بقضاء االله وق ع وآل ذل ام الشروط، وزوال الموان فلابد من تم

ه الفرج، بل آم من أنزل ولم يولد له، بل لابد من أن تم ب ا ي ائر م رحم، وس ه في ال رأة وتربي االله شاء خلقه فتحبل الم . خلقه من الشروط وزوال الموانع

لم ه وس ي صلى االله علي ال النب ذا ق ل هي سبب؛ وله : وآذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة، ب

ه ( ة بعمل الوا . ) إنه لن يدخل أحدآم الجن ال ؟ ا رسول االله ولا أنت ي : ق ه و ( : ق ة من دني االله برحم ا، إلا أن يتغم ولا أنبسبب أعمالكم، والذي نفاه النبي : ، فهذه باء السبب، أي ] 32 : النحل [ } ادخلوا الجنة بما آنتم تعملون { : وقد قال ) فضل

ل : لصلى االله عليه وسلم باء المقابلة، آما يقا اشتريت هذا بهذا، أي ليس العمل عوضا وثمنا آافيا في دخول الجنة، ب . وفضله ورحمته، فبعفوه يمحو السيئات، وبرحمته يأتي بالخيرات، وبفضله يضاعف البرآات/ لابد من عفو االله

: وفي هذا الموضع ضل طائفتان من الناس

ل المقصود، فأعرضوا عن الأسباب الشرعية، والأعمال الصالحة، فريق آمنوا بالقدر، وظنوا أن ذلك آاف في حصو

. وهؤلاء يؤول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب االله ورسله ودينه

ا م، وآم وتهم وعمله ولهم وق ى ح ين عل تأجر، متكل ر من المس ه الأجي وفريق أخذوا يطلبون الجزاء من االله، آما يطلبل ضلال، فإن االله لم يأمر العباد بما أمرهم به حاجة إليه، ولا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا يطلبه المماليك، وهؤلاء جها

ال ا ق ادهم، وهو ـ سبحانه ـ آم ه فس ا في اهم عم ه صلاحهم، ونه ا في وا ( : به، ولكن أمرهم بم ن تبلغ م ل ادي، إنك ياعبوتهم ، فالملك إذا أمر ممل ) ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني وه بق م فعل يهم وه ه إل وآيه بأمر أمرهم لحاجت

التي لم يخلقها لهم، فيطالبون بجزاء ذلك، واالله ـ تعالى ـ غني عن العالمين، فإن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساؤوا بوا ا اآتس يهم م بوا وعل ا آس م م ا، له اء فعليه { فله ن أس ه وم الحا فلنفس ل ص ن عم د م ام للعبي ك بظل ا رب } ا وم

. ] 46 : فصلت [

ا فلا ( : وفي الحديث الصحيح عن االله ـ تعالى ـ أنه قال نكم محرم ه بي ى نفسي وجعلت م عل يا عبادي، إني حرمت الظلل ون باللي م تخطئ ادي، إنك ا عب الموا، ي الي، /تظ ا ولا أب ذنوب جميع ر ال ا أغف ار وأن ا والنه م، ي ر لك تغفروني أغف فاس

Page 23: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا م، ي ه، فاستطعموني أطعمك ائع إلا من أطعمت م ج عبادي، آلكم ضال إلا ما هديته فاستهدوني أهدآم، يا عبادي، آلكنكم عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخرآم وإنسكم وج

ى آانوا على أتقى قلب رجل منك انوا عل م ما زاد ذلك في ملكي شيئا، ياعبادي، لو أن أولكم وآخرآم وإنسكم وجنكم آأفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخرآم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد

ا ك في ملكي شىئا، إلا آم ا نقص ذل ألته م ه واحد فسألوني فأعطيت آل إنسان منهم مس نقص البحر أن يغمس في يالمخيط غمسة واحدة، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد االله، ومن وجد

. ) غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

اده وهو ـ سبحانه ـ مع غناه عن العالمين، خلقهم وأرسل إليهم رسولا يبين لهم ما يسعدهم وما يشقي ه هدى عب هم،ثم إنالمؤمنين لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فمن عليهم بالإيمان والعمل الصالح فخلقه بفضله، وإرساله الرسول بفضله، واب والجزاء هو ذلك الث واهم هي بفضله، فك ر ق واهم وغي رات من ق ه الخي وهدايته لهم بفضله، وجميع ما ينالون ب

ال بفضله، وإن آان أوجب ذلك ع ا ق ذلك آم م، ووعد ب ى نفسه الظل ا حرم عل ه { : لى نفسه، آم ى نفس م عل ب ربك آتؤمنين { : ، وقال تعالى ] 54 : الأنعام [ } الرحمة روم [ } وآان حقا علينا نصر الم م ] 47 : ال ه واجب بحك ع لا محال و واق ، فه

ك، لأن ا/ إيجابه ووعده؛ ل من ذل ك وأق م أعجز من ذل ل ه يئا، ب لخلق لا يوجبون على االله شىئا أو يحرمون عليه شا، ( : وآل نعمة منه فضل، وآل نقمة منه عدل، آما في الحديث المتقدم يكم إياه م أوف م، ث إنما هي أعمالكم أحصيها لك . ) فمن وجد خيرا فليحمد االله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

ى : سيد الاستغفار أن يقول العبد ( : وفي الحديث الصحيح ا عل دك، وأن ا عب ي وأن ت، خلقتن ه إلا أن ي لا إل اللهم أنت رب

ر ه لا يغف عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، إنا إذا أصبح موق ت، من قاله ة الذنوب إلا أن ه دخل الجن ا فمات من ليلت ا به ه ) ن وء ( : ، فقول ي وأب ك بنعمتك عل وء ل أب

ين ذنب : ، اعتراف بإنعام الرب وذنب العبد، آما قال بعض السلف ) بذنبي ي وب إني أصبح بين نعمة تنزل من االله عل . يصعد مني إلى االله، فأريد أن أحدث للنعمة شكرا، وللذنب استغفارا

ا فمن الأمر والنهي معرض ام ب أعرض عن الأمر والنهي والوعد والوعيد ناظرا إلى القدر، فقد ضل، ومن طلب القي

الي ال تع ا ق ؤمن آم ل الم د ضل، ب در، فق تعين { : عن الق اك نس د وإي اك نعب ة [ } إي ر، ] 5 : الفاتح ا للأم ده اتباع ، فنعبى ( : وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال ونستعينه إيمانا بالقدر، المؤمن القوي خير وأحب إل

االله، ولا تعجزن، وإن أصابك شىء فلا ا ينفعك واستعن ب ى م االله من المؤمن الضعيف، وفي آل خير، احرص عل . ) تفتح عمل الشيطان قدر االله وما شاء فعل، فإن لو : لو أني فعلت لكان آذا وآذا، ولكن قل : تقل أن يحرص على ما ينفعه، وهو امتثال الأمر، وهو العبادة، وهو طاعة االله : فأمره النبي صلى االله عليه وسلم بشيئين/

م : ورسوله، وأن يستعين باالله، وهو يتضمن الإيمان بالقدر ا ل ان، وم ا شاء االله آ ه م االله، وأن أنه لا حول ولا قوة إلا ب . كنيشأ لم ي

فمن ظن أنه يطيع االله بلا معونته، آما يزعم القدرية والمجوسية، فقد جحد قدرة االله التامة ومشيئته النافذة، وخلقه لكل د ه، فق ودا، سواء وافق الأمر الشرعي أو خالف ان محم ك آ ه ذل د، ويسر ل شىء، ومن ظن أنه إذا أعين على ما يري

. ووعيده، واستحق من غضبه وعقابه أعظم ما يستحقه الأول جحد دين االله وآذب بكتبه ورسله ووعده

ه ه ويسخطه، وينهى عن ا يبغضه االله ويكره د م د يري ه، وق ه ويقرب إلي أمر ب فإن العبد قد يريد ما يرضاه ويحبه ويه، ( ويعذب صاحبه، فكل من هذين قد يسر له ذلك، آما قال النبي صلى االله عليه وسلم، ق ل ا خل ا من آل ميسر لم أم

قاوة ال ) آان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة، وأما من آان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الش د ق ، وقلاها م { : تعالى نم يص ه جه ا ل م جعلن دحورا ذمومن آان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ث ن أراد . ما م وم

كورا عيهم مش ان س ك آ ان . الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئ ا آ ك وم اء رب ن عط اء م اء وهؤل د هؤل ا نم آلورا ك محظ اء رب ال ت ] .2-18 : الإسراء [ } عط الى، وق ي { : ع ول رب ه فيق ه ونعم ه فأآرم اه رب ا ابتل ان إذا م ا الإنس فأم

. ] 17-15 : الفجر [ } آلا .وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن . أآرمن

Page 24: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

المؤمن يكون بين ـ سبحانه ـ أنه راء، ف راء والض ده بالس ليس آل من ابتلاه في الدنيا يكون قد أهانه، بل هو يبتلى عبال ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي لا يقضي االله ( : صبارا شكورا، فيكون هذا وهذا خيرا له، آما في الصحيح عن النب

ك لأحد إلا ل يس ذل ه، ول را ل ه، وإن أصابته للمؤمن قضاء إلا آان خي را ل ان خي ؤمن، إن أصابته سراء شكر، فك لما { : والمنافق هلوع جزوع، آما قال تعالى . ) ضراء صبر فكان خيرا له ق هلوع ان خل ا . إن الإنس ر جزوع ه الش . إذا مس

ا ر منوع ه الخي لين . وإذا مس ا المص ون . إل لاتهم دائم ى ص م عل ذين ه وم . ال ق معل والهم ح ي أم ذين ف ائل . وال للس . ] 35 -19 : المعارج [ } جنات مكرمون { : إلى قوله } والمحروم

بطر والطغيان، وقد يقصد عبادة االله وطاعته والعمل ولما آان العبد ميسرا لما لا ينفعه، بل يضره من معصية االله وال

ي ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { : الصالح فلا يتأتى له ذلك؛ أمر في آل صلاة بأن يقول د صح عن النب ، وقي : يقول االله عز وجل ( : صلى االله عليه وسلم أنه قال دي نصفين قسمت الصلاة بين ين عب ي، ونصفها : وب نصفها ل

ال إذا ق أل، ف ا س دى م المين { : لعبدي،ولعب ه رب الع د لل ة [ } الحم ال ] 2 : الفاتح ال : ق إذا ق دي، ف دني عب رحمن { : حم الإياك { : مجدني عبدي، فإذا قال : قال ] 4 : الفاتحة [ } يوم الدينمالك { : أثنى علي عبدي، فإذا قال : قال ] 3 : الفاتحة [ } الرحيم

ال : قال } نعبد وإياك نستعين إذا ق ا سأل، ف دي م دي، ولعب ين عب ي وب تقيم { : هذه الآية بين راط المس دنا الص راط . اه صا سأل : قال ] 7، 6 : الفاتحة [ } ير المغضوب عليهم ولا الضالينالذين أنعمت عليهم غ دي م ال . ) فهؤلاء لعبدي ولعب وق

ة : بعض السلف ا في الكتب الأربع ب، جمع علمه ة آت اب، وأربع ة آت زل االله ـ عز وجل ـ مائ ل : أن وراة والإنجي التم الفاتحة في والزبور والفرقان، وجمع الأربعة في القرآن، وعلم القرآن في المفصل، وعلم المفصل في الفاتحة، وعل

. } إياك نعبد وإياك نستعين { : قوله

ا ا إلا م ا فيه ة ملعون م فكل عمل يعمله العبد، ولا يكون طاعة الله وعبادة، وعملا صالحا فهو باطل، فإن الدنيا ملعوند آان الله، وإن نا ارون، وق ل بذلك العمل رئاسة ومالا، فغاية المترئس أن يكون آفرعون، وغاية المتمول أن يكون آق

ه، ذآر االله في سورة القصص من قصة فرعون وقارون ما فيه عبرة لأولى الألباب، وآل عمل لا يعين االله العبد عليه ول فإنه لا يكون ولا ينفع، فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون ل د أن يق ذلك أمر العب دوم، فل ع ولا ي اك { : لا ينف إي

. ] 5 : الفاتحة [ } نعبد وإياك نستعين

دعوه، : والعبد له في المقدور حالان ه وي االله ويتوآل علي دور أن يستعين ب ل المق ه قب ده، فعلي حال قبل القدر وحال بعك، وإن فإذا قدر المقدور بغير فعله فعليه ى ذل د االله عل ة حم ه وهو نعم ان بفعل ه، وإن آ ه أو يرضى ب أن يصبر علي

. آان ذنبا استغفر إليه من ذلك

د الفعل وهو / حال قبل الفعل وهو العزم على الامتثال : وله في المأمور حالان ك، وحال بع ى ذل االله عل والاستعانة بذنبك { : به من الخير، وقال تعالىالاستغفار من التقصير وشكر االله على ما أنعم تغفر ل ق واس ه ح د الل بر إن وع } فاص

افر [ إن ] 55 : غ به، ف د بحس ل عب تغفار آ ان اس ذنب،وإن آ ن ال تغفر م درة ويس ى المصائب المق ره أن يصبر عل ، أمأمور وإن تصبر { : حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقال تعالى زم ال ن ع ك م إن ذل وا ف ران [ } وا وتتق ، ] 186 : آل عم

نين { : وقال يوسف ر المحس يع أج ا يض ه ل إن الل بر ف ق ويص ن يت ه م ى المصائب ] .9 : يوسف [ } إن ذآر الصبر عل ، فلم والتقوى بترك المعائب،وقال النبي صلى ه وس االله ولا تعجزن، وإن ( : االله علي ا ينفعك، واستعن ب ى م احرص عل

. ) قدر االله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان : لو أني فعلت آان آذا وآذا، ولكن قل : أصابك شىء فلا تقل

ه، وإن فأمره إذا أصابته المصائب أن ينظر إلى القدر، ولا يتحسر على الماضي، بل يعلم أ ن ما أصابه لم يكن ليخطئالى ال تع ب، ق د المعائ تغفار عن د المصائب، والاس در عن ى الق النظر إل ن { : ما أخطأه لم يكن ليصيبه، ف اب م ا أص م

ى ا ير مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في آتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك عل ه يس اتكم . لل ا ف ى م وا عل ا تأس لكيله { : ، وقال تعالى ] 23، 22 : الحديد [ } ولا تفرحوا بما آتاآم د قلب } ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يه

لم، واالله ـ سبحانه : لقمة وغيره، قال ع ] 11 : التغابن [ د االله فيرضى ويس ا من عن هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنه . وتعالى ـ أعلم

؟ هل يضل ويهدي : وسئل عن الباري ـ سبحانه/

: فأجاب

Page 25: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ع، إن آل ما في الوجود فهو مخلوق، خلقه بمشيئته وقدرته، وما شاء آان وما لم يشأ لم يكن، و ذي يعطي ويمن هو ال

ك من يشاء وينزعه ممن ولي المل دي، ويسعد ويشقى، وي ر، ويضل ويه ي ويفق ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويغنا وب، م يشاء، ويشرح صدر من يشاء للإسلام ويجعل صدر من يشاء ضيقا آأنما يصعد في السماء، وهو يقلب القل

ين إصبعين و ب اد إلا وه وب العب ن قل ب م ن قل ه م اء أن يزيغ ه، وإن ش ه أقام اء أن يقيم رحمن، إن ش ن أصابع ال مم ر والفسوق والعصيان، أولئك ه يهم الكف ره إل وبهم، وآ ه في قل ان وزين ؤمنين الإيم أزاغه، وهو الذي حبب إلى الم

. الراشدونل ال الخلي لما، والمصلي مصليا، ق لم مس ا { : وهو الذي جعل المس ا واجعلن لمة ربن ة مس ا أم ن ذريتن ك وم لمين ل } مس

راهيم [ } رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي { : ، وقال ] 128 : البقرة [ الى ] .4 : إب ال تع دون { : ، وق ة يه نهم أئم ا م وجعلنبروا ا ص ا لم جدة [ } بأمرن ون ] 24 : الس ال آل فرع ار { : ، وق ى الن دعون إل ة ي اهم أئم ال ] 41 : القصص [ } وجعلن ، وق

ارج [ } وإذا مسه الخير منوعا . إذا مسه الشر جزوعا . إن الإنسان خلق هلوعا { : تعالى ال ] 21-19 : المع نع { : ، وق واص . ] 38 : هود [ } ويصنع الفلك { : ، وقال ] 37 : هود [ } الفلك بأعيننا ووحينا

ه ا بقول ه خلقه الى ـ أن ارك وتع ر االله ـ تب د أخب ي آدم، وق ك مصنوعة لبن ا ير { : والفل ه م ن مثل م م ا له ونوخلقن } آب

ال ] 42 : يس [ وم { : ، وق تخفونها ي ا تس ام بيوت ود الأنع ن جل م م ل لك كنا وجع وتكم س ن بي م م ل لك ه جع وم والل نكم وي ظع . ، وهذه آلها مصنوعة لبني آدم ] .8 : النحل [ الآيات } إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها

ا ] الذي [ بمعنى ] ما [ ، فـ ] 96، 95 : الصافات [ } والله خلقكم وما تعملون . أتعبدون ما تنحتون { : وقال تعالى ، ومن جعله

وس والمب ق المصنوع والملب ا خل ق المنحوت آم ط، لكن إذا خل د غل الق آل صانع مصدرية فق ه خ ى أن ي، دل عل ندا { : وصنعته، وقال تعالى ا مرش ال ] 17 : الكهف [ } من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولي رد { : ،وق ن ي فم

ن ي لام وم دره للإس رح ص ا الله أن يهديه يش يقا حرج دره ض ل ص له يجع ام [ } رد أن يض ،وهو ـ سبحانه ـ ] 125 : الأنعا ة وخاصة، وهو لا يسأل عم ة عام ابغة، ورحم ة س ة، ونعم خالق آل شىء وربه ومليكه، وله فيما خلقه حكمة بالغ

. وحكمته يفعل وهم يسألون، لا لمجرد قدرته وقهره، بل لكمال علمه وقدرته ورحمته

د أحسن آل شىء دها، وق فإنه ـ سبحانه وتعالى ـ أحكم الحاآمين، وأرحم الراحمين، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولل شي { : خلقه، وقال تعالى ن آ ، ] 88 : النمل [ } ءوترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتق

الى ال تع ا ق باب، آم ياء بأس ق الأش د خل ا { : وق د موته أرض بع ه ال ا ب اء فأحي ن م ماء م ن الس ه م زل الل ا أن } ومن { : ، وقال تعالى ] 57 : الأعراف [ } راتفأنزلنا به الماء فأخرجنا به من آل الثم { : ، وقال ] 164 : البقرة [ ه م ه الل دي ب يه

] .16 : المائدة [ } اتبع رضوانه سبل السلام

ة أو ق لعل ام، وهل يخل ق وإنشاء الأن ق الخل الى ـ لخل سئل شيخ الإسلام ـ رحمه االله تعالى ـ عن حسن إرادة االله ـ تعول : لعلة ،فإن قلتم : لا لعلة فهو عبث ـ تعالى االله عنه ـ وإن قيل : إن قيلف ؟ لغير علة زم أن يكون المعل زل، ل إنها لم ت

. إنها محدثة، لزم أن يكون لها علة، والتسلسل محال : لم يزل، وإن قلتم

: فأجاب

ار ل المسائل الكب ا، الحمد الله رب العالمين، هذه المسألة آبيرة من أج ا شعوبا وفروع اس وأعظمه ا الن م فيه ي تكل الته من الأمر والنهي والوعد ه، وأحكام الى ـ وبأسمائه وأفعال ا بصفات االله ـ تع وأآثرها شبها ومحارات، فإن لها تعلقا ة به ا متعلق ات جميعه إن المخلوق ألة، ف ذه المس ق به ا في الوجود متعل والوعيد، وهي داخلة في خلقه وأمره، فكل م

ة و ا، وهي متعلق ة به د ـ متعلق ا ـ الأمر والنهي والوعد والوعي ذلك الشرائع آله ة بالخالق ـ سبحانه ـ وآ هي متعلقق بمسائل القدر والأمر، وبمسائل الصفات والأفعال، وهذه جوامع علوم الناس، فعلم الفقه الذي هو الأمر والنهي متعل

. بها ام الشر / ل الأحك ي تعلي اس ف م الن د تكل اة وق دل والصلاة والزآ د والصدق والع الأمر بالتوحي ي، آ ر والنه عية والأم

أم ؟ والصيام والحج، والنهي عن الشرك والكذب والظلم والفواحش، هل أمر بذلك لحكمة ومصلحة وعلة اقتضت ذلك

Page 26: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ارة والعلا ؟ ذلك لمحض المشيئة وصرف الإرادة ى الأم داعي والباعث أو بمعن ى ال ل الشرع بمعن ة وهل عل وهل ؟ م ؟ يسوغ في الحكمة أن ينهى االله عن التوحيد والصدق والعدل، ويأمر بالشرك والكذب والظلم أم لا

ه ه علي ه مع قدرت زه عن م، هل هو من الى ـ عن الظل ه االله ـ تع ع لنفسه لا يمكن ؟ وتكلم الناس في تنزي م ممتن أم الظل

؟ وقوعه

ه وتكلموا في محبة االله ورضاه وغضبه و ى إرادت وق ؟ سخطه، هل هي بمعن اب المخل واب والعق ذه ؟ أو هي الث أم ه ؟ صفات أخص من الإرادة

ا ائر م د ويحب س ا يري ه ويرضاه آم ده ويحب وتنازعوا فيما وقع في الأرض من الكفر والفسوق والعصيان، هل يري

دث الا و ؟ يح دي ض در أن يه و لا يق يئته، وه ه ومش دون قدرت ع ب و واق ديا أم ه ه ؟ لا يضل مهت ع بقدرت و واق أم هه، ولا ؟ ومشيئته ه ويمقت فاعل ة، وهو يبغضه ويكره ة بالغ ه حكم ع خلق ولا يكون في ملكه ما لا يريد، وله في جمي

ة ه ورضاه، وإن إرادة الإرادة الكوني يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يريده الإرادة الدينية المتضمنة لمحبت . وفروع هذا الأصل آثيرة لا يحتمل هذا الموضع استقصاءها . ناول ما قدره وقضاهالتي تت

ائل، / ذآورة في سؤال الس ة الم ديرات الثلاث ى التق ه إل اس في ولأجل تجاذب هذا الأصل ووقوع الاشتباه فيه،صار الن

. وآل تقدير قال به طوائف من بني آدم من المسلمين وغير المسلمين

دير ول : الأولفالتق ن يق ول م و ق ك : ه ل ذل ل فع داع ولا باعث، ب ة ولا ل أمورات لا لعل ر بالم ات وأم ق المخلوق خله لام والفق ل الك ن أه نة م ى الس ب إل در، وينتس ت الق ن يثب ر مم ول آثي ذا ق يئة وصرف الإرادة، وه لمحض المش

ول وغيرهم، وقد قال بهذا طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وه ول الأشعري، وأصحابه، وق و ق . آثير من نفاة القياس في الفقه ـ الظاهرية آابن حزم وأمثاله

ة : ومن حجة هؤلاء ك العل ا أن يكون وجود تل ه إم ا، فإن تكملا به دونها مس ا ب ان ناقص ة، لك ق لعل ق الخل و خل ه ل أن

اني ثبت أن وعدمها بالنسبة إليه سواء، أو يكون وجودها أولى به، فإن آان الأ ول امتنع أن يفعل لأجلها، وإن آان الث . وجودها أولى به، فيكون مستكملا بها، فيكون قبلها ناقصا

ما ذآره السائل من أن العلة إن آانت قديمة وجب قدم المعلول؛ لأن العلة الغائية وإن آانت متقدمة على : ومن حجتهم

ال ال أ : المعلول في العلم والقصد ـ آما يق درك، ويق ة آخر ال ل، وأول البغي رة آخر العم ا : ول الفك ة به ة الغائي إن العلان حصول /صار الفاعل فاعلا ـ فلا ريب أنها متأخرة في الوجود عنه، فمن فعل فعلا ل، آ لمطلوب يطلبه بذلك الفع

. ا بطريق الأولىالمطلوب بعد الفعل، فإذا قدر أن ذلك المطلوب الذي هو العلة قديما، آان الفعل قديم

ة : إنه يفعل لعلة قديمة، لزم ألا يحدث شىء من الحوادث وهو خلاف المشاهدة، وإن قيل : فلو قيل ة حادث ه فعل لعل إن : لزم محذوران

دهما ون : أح ع أن يك م، امتن ا حك ه منه د إلي م يع إن ل ه، ف ت منفصلة عن ة إذا آان إن العل وادث، ف لا للح ون مح أن يك . ا أولى به من عدمها، وإذا قدر أنه عاد إليه منها حكم، آان ذلك حادثا فتقوم به الحوادثوجوده

ا : أحدهما : أن ذلك يستلزم التسلسل من وجهين : المحذور الثاني أن تلك العلة الحادثة المطلوبة بالفعل هي ـ أيضا ـ مم

إذا يحدثه االله ـ تعالى ـ بقدرته ومشيئته، فإن آانت لغير ا، ف يم فيه اد التقس علة، لزم العبث آما تقدم، وإن آانت لعلة عها : الثاني . آان آل ما أحدثه أحدثه لعله والعلة مما أحدثه، لزم تسلسل الحوادث رادة لنفس أن تلك العلة إما أن تكون م

الى ـ لذ ا أراده االله ـ تع ع حدوثها؛ لأن م ها امتن رادة لنفس إن آانت م ة أخرى، ف ؤخر أو لعل ه لا ي ادر علي ه وهو ق اتإحداثه، وإن آانت مرادة لغيرها، فالقول في ذلك الغير آالقول فيها، ويلزم التسلسل، فهذا ونحوه من حجج من ينفي

. تعليل أفعال االله تعالى وأحكامه

Page 27: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اني دير الث ة : والتق ة الفاعلي ل العل ا يجع ة آم ة قديم ة الغائي ل العل ن يجع ول م ا يق/ ق ة، آم ن قديم ك طوائف م ول ذلإن المبدع : المسلمين آما سيأتي بيانه، وآما يقول ذلك من يقوله من المتفلسفة القائلين بقدم العالم، وهؤلاء أصل قولهم

ولهم م ق رة : للعالم علة تامة تستلزم معلولها، لا يجوز أن يتأخر عنها معلولها، وأعظم حججه ع الأمور المعتب إن جميا، في آونه فاعلا إن ا معلوله أخر عنه ة لا يت ة التام آانت موجودة في الأزل لزم وجود المفعول في الأزل، لأن العل

در إذا ق ول، ف فإنه لو تأخر لم تكن جميع شروط الفعل وجدت في الأزل، فإنا لا نعني بالعلة التامة إلا ما يستلزم المعلة ة التام م تكن العل ة، وإن ل م تكن تام ول ل ا المعل رة في الفعل وهي أنه تخلف عنه ع الأمور المعتب ي هي جمي ـ الت

ا في م يكن جميعه ل، إن ل ا وجود الفع زم من وجوده ي يل ع شروط الفعل الت المقتضى التام لوجود الفعل وهي جميرجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح، وإذا الأزل ـ فلابد إذا وجد المفعول بعد ذلك من تجدد سبب حادث، وإلا لزم ت

ة : ب حادث، فالقول في حدوثه آالقول في الحادث الأول، ويلزم التسلسل، قالواآان هناك سب ة التام فالقول بانتفاء العل . المستلزمة للمفعول يوجب إما التسلسل وإما الترجيح بلا مرجح

ون ثم أآثر هؤلاء يثبتون علة غائية للفعل وهي بعينها الفاعلية، ولكنهم متناقضون، فإنهم يثبتون له الع ة ويثبت لة الغائي

ليس له إرادة بل هو موجب بالذات، لا فاعل بالاختيار، وقولهم باطل من وجوه : لفعله العلة الغائية، ويقولون مع هذا : آثيرة

وم أن بطلان : أن يقال : منها/ ر إحداث محدث، ومعل ا حدث حدث بغي هذا القول يستلزم ألا يحدث شىء، وإن آل م

ن بط ين م ذا أب ا ه رن به ا يقت تلزمة لمعلوله ة المس ة التام ك أن العل رجح، وذل لا م رجيح ب لان التسلسل، وبطلان التة ذه العل معلولها، ولا يجوز أن يتأخر عنها شىء من معلولها، فكل ما حدث من الحوادث لا يجوز أن يحدث عن ه

ذي سماه هؤلا ات سوى الواجب بنفسه ال ه الممكن ا تصدر عن اك م ع صدور التامة، وليس هن إذا امتن ة، ف ة تام ء عل . الحوادث عنه، وليس هناك ما يحدثها غيره لزم أن تحدث بلا محدث

ولهم إن : وأيضا، فلو قدر أن غيره أحدثها، فإن آان واجبا بنفسه، آان القول فيه آالقول في الواجب الأول، وأصل ق

ز أن يصدر على قولهم عن العلة التامة حادث، لا بواسطة الواجب بنفسه علة تامة تستلزم مقارنة معلوله له، فلا يجوا، وإن ه،فامتنع صدور الحوادث عنه ة مع ولا بغير واسطة؛ لأن تلك الواسطة إن آانت من لوازم وجوده آانت قديم

. آانت حادثة، آان القول فيها آالقول في غيرها

إنه محدث، آان : قرا إلى موجب يوجب به، ثم إن قيلوإن قدر أن المحدث للحوادث غير واجب بنفسه، آان ممكنا مفتإن الممكن لا : من الحوادث، وإن قيل ه، ف ذ حدوث الحوادث عن ع حينئ ه، وامتن إنه قديم، آان له علة تامة مستلزمة ل

ة ول لعل ديم معل يوجد هو ولا شىء من صفاته وأفعاله إلا عن الواجب بنفسه، فإذا قدر حدوث الحوادث عن ممكن ق : لم يحدث سبب، لزم الترجيح بلا مرجح، وإن قيل : فإن قيل ؟ يقتضى الحدوث أم لا / هل حدث فيه سبب : ديمة، قيلق

. حدث سبب، لزم التسلسل آما تقدم

جيح أنه إذا لم يكن ثم علة قديمة، لزم التسلسل أو التر : مضمون الحجة : الذي يبين بطلان قولهم أن يقال : الوجه الثانيولهم ك : بلا مرجح، والتسلسل عندآم جائز، فإن أصل ق د شىء، وإن حرآات الفل يئا بع لة ش ذه الحوادث متسلس إن ه

تم واء قل ة س ة القديم ن العل ة م ا الصور الحادث يض عليه ل لأن تف تعداد القواب ي : توجب اس ال، أو ه ل الفع ي العق هع حدوث الواجب الذي يصدر عنه بتوسط العقول،أو غير ذلك من م يمتن دآم ل ائزا عن ان التسلسل ج ائط، وإذا آ الوس

ك أن الشرع ولكم ،وذل الحوادث من غير علة موجبة للمعلول وإن لزم التسلسل، بل هذا خير في الشرع والعقل من قود والنصارى ـمون واليه ل ـ المسل ه أهل المل ا اتفق علي ـ أخبر أن االله خلق السموات والأرض في ستة أيام وهذا مم

ولكم : فإن قيل را من ق ان خي ى في : إنه خلقها بسبب حادث قبل ذلك، آ ان أول ه في الشرع، وآ ة مع ة أزلي ا قديم إنهه لا ا تقتضي أن العقل؛ لأن العقل ليس فيه ما يدل على قدم هذه الأفلاك حتى يعارض الشرع، وهذه الحجة العقلية إنم

تكم إن ال : يحدث شىء إلا بسبب حادث، فإذا قيل سموات والأرض خلقها االله تعالى بما حدث قبل ذلك، لم يكن في حج . العقلية ما يبطل هذا

ا : أن يقال : الوجه الثالث ان ممتنع إن آ ا، ف ل أو ممتنع حدوث حادث بعد حادث بلا نهاية، إما أن يكون ممكنا في العق

ك / في العقل، لزم أن الحوادث جميعها دم حرآات لها أول، آما يقول ذل ولهم بق ه من أهل الكلام، وبطل ق من يقولل ى حوادث قب ا عل الى آالسموات والأرض موقوف ه االله تع ا أحدث الأفلاك، وإن آان ممكنا، أمكن أن يكون حدوث م

Page 28: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

زم ك، فيل ر ذل ادن والمطر والسحاب وغي ات والمع وان والنب ذلك، آما تقولون أنتم فيما يحدث في هذا العالم من الحي . حجتكم على التقديرين فساد

ال م يق ة : ث ات العل ولكم بإثب وا؛ بطل ق م تثبت إن ل وا، ف ا ألا تثبت ة، وإم ة مطلوب ة وغاي الم حكم دع الع وا لمب ا أن تثبت إم

الوجود ا، ف ات، وأيض ك من المخلوق الغائية، وبطل ما تذآرونه من حكمة الباري ـ تعالى ـ في خلق الحيوان وغير ذلول ه من يبطل هذا الق ا يحدث ه ـ سبحانه ـ لم د والإحصاء، آإحداث وق الع ة الموجودة في الوجود أمر يف إن الحكم ؛ ف

ي ه للإنسان الآلات الت در الحاجة، وإحداث تاء بق ه، آإحداث المطر وقت الش ق إلي ه ووقت حاجة الخل ه ورحمت نعمتتم ذا موضع بسطه، وإن أثب يس ه ة ـ وهي باصطلاحكم يحتاج إليها بقدر حاجته، وأمثال ذلك مما ل ة مطلوب ه حكم ل

ه : العلة الغائية ـ لزمكم أن تثبتوا له المشيئة والإرادة بالضرورة، فإن القول دون آون ذا ب بأن الفاعل فعل آذا لحكمة آم هو ون العل ذا يجعل ا؛ وله اس تناقض ر الن مريدا لتلك الحكمة المطلوبة جمع بين النقيضين، وهؤلاء المتفلسفة من أآث

. لم، والعلم هو الإرادة، والإرادة هي القدرة، وأمثال ذلك، آما قد بسط الكلام عليهم في غير هذا الموضعالعا

اس من المسلمين / وهو أنه فعل المفعولات وأمر بالمأمورات لحكمة : وأما التقدير الثالث ر الن ول أآث محمودة، فهذا قة و ي حنيف ول طوائف من أهل وغير المسلمين، وقول طوائف من أصحاب أب رهم، وق د وغي ك وأحم الشافعي ومال

الكلام من المعتزلة والكرامية والمرجئة وغيرهم، وقول أآثر أهل الحديث والتصوف وأهل التفسير وقول أآثر قدماء : الفلاسفة، وآثير من متأخريهم؛ آأبي البرآات وأمثاله؛ لكن هؤلاء على أقوال

ة والشيعة ومن إن الحكمة : منهم من قال المطلوبة مخلوقة منفصلة عنه ـ أيضا ـ آما يقول ذلك من يقوله من المعتزلالوا : وافقهم، وقالوا الثواب، وق ين ب ة في الأمر تعويض المكلف ق، والحكم ى الخل انه إل ك إحس إن فعل : الحكمة في ذل

ه الإحسان إلى الغير حسن محمود في العقل، فخلق الخلق لهذه الحكمة من ام ب م، ولا ق ك حك غير أن يعود إليه من ذل . فعل ولا نعت

د : فقال لهم الناس م يحم ه حك أنتم متناقضون في هذا القول؛ لأن الإحسان إلى الغير محمود لكونه يعود منه على فاعل

دفع م يجده في نفسه ي ة وأل ا لرق ذلك، وإم واب ب د والث ك لأجله، إما لتكميل نفسه بذلك،وإما لقصده الحم بالإحسان ذلى ا إل ذي يحصل منه الخير ال ذ ب رح وتسر وتلت الألم، وإما لالتذاذه وسروره وفرحه بالإحسان، فإن النفس الكريمة تفدر أن ا إذا ق ه، أم ده لأجل م يحم غيرها، فالإحسان إلى الغير محمود لكون المحسن يعود إليه من فعله هذه الأمور حك

فاعل سواء،لم يعلم أن مثل هذا الفعل يحسن منه، بل مثل هذا يعد عبثا في عقول وجود الإحسان وعدمه بالنسبة إلى الذة ه لنفسه ل يس في لا ل ان / العقلاء، وآل من فعل فع ة، آ ة ولا آجل ة بوجه من الوجوه لا عاجل ولا مصلحة ولا منفع

وقعتم في ا ث، ف ذي عابثا ولم يكن محمودا على هذا، وأنتم عللتم أفعاله فرارا من العب إن العبث هو الفعل ال ث، ف لعبلم ه وس الى ـ ولا رسوله صلى االله علي ليس فيه مصلحة ولا منفعة ولا فائدة تعود على الفاعل؛ ولهذا لم يأمر االله ـ تعأمر ة والمصلحة، وإلا ف ك من المنفع ولا أحد من العقلاء أحدا بالإحسان إلى غيره ونفعه ونحو ذلك، إلا لما له في ذل

رح بوجه من الوجوه لافي العاجل ولا في الآجل لا الفاعل بف ة ولا ف ذة ولا سرور ولا منفع ه ل ه من ود إلي عل لا يع . يستحسن من الآمر

ة ك المعتزل ونشأ من هذا الكلام نزاع بين المعتزلة وغيرهم ومن وافقهم في مسألة التحسين والتقبيح العقلي، فأثبت ذل

ي وغيرهم ومن وافقهم من أصحاب أبي حن ك عن أب وا ذل رهم، وحك د وأهل الحديث وغي يفة ومالك والشافعي وأحمى أن ان عل رهم، واتفق الفريق د وغي حنيفة نفسه، ونفي ذلك الأشعرية ومن وافقهم من أصحاب مالك والشافعي وأحم

ل، الحسن والقبح إذا فسرا بكون الفعل نافعا للفاعل ملائما له، ولكونه ضارا للفاعل منافرا له، أنه ه بالعق يمكن معرفتل ذلك، ب آما يعرف بالشرع، وظن من ظن من هؤلاء أن الحسن والقبح المعلوم بالشرع خارج عن هذا، وهذا ليس آا ي نهى االله عنه ال الت ع الأفع جميع الأفعال التي أوجبها االله تعالى وندب إليها هي نافعة لفاعليها ومصلحة لهم، وجمي

ذم هي ضارة لفاعليها ومفسدة في ه، وال افع للفاعل ومصلحة ل حقهم، والحمد والثواب المترتب على طاعة الشارع ن . والعقاب المترتب على معصيته ضار للفاعل ومفسدة له

والمعتزلة أثبتت الحسن في أفعال االله ـ تعالى ـ لا بمعنى حكم يعود إليه من أفعاله، ومنازعوهم لما اعتقدوا ألا حسن /

القبيح في حق االله تعالى هو الممتنع لذاته، وآل ما : لا ما عاد إلى الفاعل منه حكم نفوا ذلك، وقالواولا قبح في الفعل إا لا نا وقبح وا حس ول، وأولئك أثبت ين مفعول ومفع يقدر ممكنا من الأفعال فهو حسن؛ إذ لا فرق بالنسبة إليه عندهم ب

Page 29: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

دهم لا يق ه، إذ عن وم بذات م يق ه حك ل من ى الفاع ود إل د يع انوا ق ك، وإن آ ر ذل ل ولا غي ه لا وصف ولا فع وم بذات . يتناقضون

د، ى العب ون عل ا يوجب ى االله ـ سبحانه ـ م ون عل وا يوجب بح، فجعل د ويق ثم أخذوا يقيسون ذلك على ما يحسن من العب

ة م عن معرف ه ويحرمون عليه من جنس ما يحرمون على العبد، ويسمون ذلك العدل والحكمة مع قصور عقله حكمتا : وعدله ولا يثبتون له مشيئة عامة، ولا قدرة تامة، فلا يجعلونه على آل شىء قدير، ولا يقولون ان وم ا شاء االله آ م

ل { : لم يشأ لم يكن، ولا يقرون بأنه خالق آل شىء، ويثبتون له من الظلم ما نزه نفسه عنه سبحانه، فإنه قال ومن يعمما من الصالحات وه ا هض يئات : ، أي ] 112 : طه [ } و مؤمن فلا يخاف ظلما ول ه من س م، فيحمل علي لا يخاف أن يظل

د { : غيره ولا يهضم من حسناته، وقال تعالى ام للعبي ا بظل ا أن ي صلى االله ] 29 : ق [ } ما يبدل القول لدي وم ال النب ، وقا ـ ع د والترمذي وغيرهم ام أحم ذي رواه الإم ة ال ة، ( : ليه وسلم ـ في حديث البطاق وم القيام ي ي يجاء برجل من أمت

ه : فيقول ؟ هل تنكر من هذا شيئا : فتنشر له تسعة وتسعون سجلا آل سجل مد البصر، فيقال له ك : لا يارب، فيقال ل ألة ( : قال ) إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم/ بلي : ، فيقوللا يارب : فيقول ؟ ألك حسنة ؟ عذر ه بطاق فتخرج لر . ) أشهد أن لا إله إلا االله، فتوضع البطاقة في آفة والسجلات في آفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة : فيها فقد أخب

الى النبي صلى االله عليه وسلم أنه لا يظلم، بل يثاب على ما أتي ال تع ا ق د، آم ال ذرة { : به من التوحي ل مثق ن يعم فم . ] 8، 7 : الزلزلة [ } ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . خيرا يره

ة [ وجمهور هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ون ] عدلي ناته، وخ : يقول ع حس رة واحدة أحبطت جمي ار من فعل آبي د في ن ل

م، ويسمون تخصيصه من يشاء جهنم، فهذا الذي سماه االله ورسوله ظلما يصفون االله به مع دعواهم تنزيهه عن الظلذا ر ه ذه الأمور مبسوط في غي ا، والكلام في ه ة ظلم ة البالغ ه من الحكم ه في ا ل ه لم برحمته وفضله وخلقه ما خلق

. هذا المقامالموضع، ولكن نبهنا على مجامع أصول الناس في

ه، ه في دين ا هو الأصلح ل د م وهؤلاء المعتزلة ومن وافقهم من الشيعة يوجبون على االله ـ سبحانه ـ أن يفعل بكل عبل، : وتنازعوا في وجوب الأصلح في دنياه، ومذهبهم ا فع ر م أنه لا يقدر أن يفعل مع مخلوق من المصلحة الدينية غي

. مهتديا ولا يقدر أن يهدي ضالا ولا يضل

رهم ة وغي لام، آالكرامي اء وأهل الحديث والصوفية وأهل الك ل من الفقه ون بالتعلي ذين يقول ائر الطوائف ال ا س وأمإنه يفعل ما يفعل ـ سبحانه ـ لحكمة يعلمها ـ سبحانه وتعالى ـ : هذا، بل يقولون/والمتفلسفة ـ أيضا ـ فلا يوافقونهم على

ا تكون وقد يعلم العباد أو بعض ا ي يفعله ة الت ك، والأمور العام د لا يعلمون ذل ه وق م علي ا يطلعه ه م لعباد من حكمتالى ال تع ا ق ه آم لم، فإن ه وس د صلى االله علي ال محم ة، آإرس ة عام ة ورحم ة عام ة { : لحكم ا رحم لناك إل ا أرس وم

عظم النعمة على الخلق، وفيه أعظم حكمة ، فإن إرساله آان من أ ] 1.7 : الأنبياء [ } للعالمين

ه { : للخالق ورحمة منه لعباده آما قال تعالى يهم آيات لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا علالى ] 164 : آل عمران [ } ويزآيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ال تع ن { : ، وق اء م وا أهؤل بعض ليقول هم ب ا بعض ذلك فتن وآ

ول ق { : ، وقال ] 53 : الأنعام [ } الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاآرين ا رس د إل ل وما محم ه الرس ن قبل ت م د خليئ ه ش ر الل ن يض ه فل ى عقبي ب عل ن ينقل ابكم وم ى أعق تم عل ل انقلب ات أو قت إين م اآرينأف ه الش يجزي الل آل [ } ا وس

را ألم تر إلى { : ، وقال تعالى ] 144 : عمران راهيم [ } الذين بدلوا نعمة الله آف الوا ] 28 : إب ه : ق د صلى االله علي هو محم . وسلم

: فقد تضرر برسالته طائفة من الناس، آالذين آذبوه من المشرآين وأهل الكتاب، آان عن هذا جوابان : فإذا قال قائل

ي أنه نفعهم بحسب الإمكان، ف : أحدهما ات الت ار الحجج والآي إنه أضعف شرهم الذي آانوا يفعلونه لولا الرسالة بإظه

ل أن يطول نهم مات قب ه م ل شرهم، ومن قتل ى ق تهم حت افتهم وأذل ي أخ زلزلت ما في قلوبهم، وبالجهاد والجزية التبتحصيل المصالح وتكميلها، بعثوا /عمره في الكفر فيعظم آفره، فكان ذلك تقليلا لشره، والرسل ـ صلوات االله عليهم ـ

. وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان

Page 30: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه إذا خرب : والجواب الثاني أن ما حصل من الضرر أمر مغمور في جنب ما حصل من النفع، آالمطر الذي عم نفعه ومصل ان نفع ا آ ارين ونحوهم، وم ة، به بعض البيوت، أو احتبس به بعض المسافرين والمكتسبين آالقص حته عام

آان خيرا مقصودا ورحمة محبوبة وإن تضرر به بعض الناس، وهذا الجواب أجاب به طوائف من المسلمين وأهل . الكلام والفقه وغيرهم من الحنفية والحنبلية وغيرهم ومن الكرامية والصوفية، وهو جواب آثير من المتفلسفة

الى جميع ما يحدثه في الوجود من الضر : وقال هؤلاء ال االله تع ل { : ر، فلابد فيه من حكمة، ق ن آ ذي أتق ه ال نع الل ص

ه { : ، وقال ] 88 : النمل [ } شيء ة لا ] 7 : السجدة [ } الذي أحسن آل شيء خلق ة مطلوب ه حكم ذي يحصل ب ، و الضرر الإلى من تضرر به؛ ولهذا لا يجىء في آلام االله ـ تعالي ـ وآلام رسوله صلى يكون شرا مطلقا، وإن آان شرا بالنسبة

ة وه ثلاث د وج ي أح ر إلا عل ذآر الش ل لا ي ى االله؛ ب ده إل ر وح افة الش لم إض ه وس وم : االله علي ي عم دخل ف ا أن ي إما اشتمل ق، وتضمن م يئة والخل ق المخلوقات، فإنه إذا دخل في العموم؛ أفاد عموم القدرة والمش ة تتعل ه من حكم علي

. بالعموم، وإما أن يضاف إلى السبب الفاعل، وإما أن يحذف فاعله

اب ] 62 : الزمر [ } الله خالق آل شيء { : فالأول، آقوله تعالى ذا الب ك، ومن ه المعطي : ونحو ذل ة آ أسماء االله المقترنه؛ لأن / الرافع، المانع، والضار النافع، المعز المذل، الخافض فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه، ولا الضار عن قرين

اقترانهما يدل على العموم، وآل ما في الوجود من رحمة ونفع ومصلحة فهو من فضله ـ تعالى ـ وما في الوجود من ي صلى ا ا في الصحيحين عن النب ه عدل، آم ة من ه غير ذلك، فهو من عدله، فكل نعمة منه فضل، وآل نقم الله علي

فإنه ؟ يمين االله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض ( : وسلم أنه قالع ده الأخرى القسط يخفض ويرف ده ) لم يغض ما في يمينه، وبي ق، وي ى الخل ا الإحسان إل ى فيه ده اليمن أخبر أن ي ، ف

. لميزان الذي به يخفض ويرفع، فخفضه ورفعه من عدله، وإحسانه إلى خلقه من فضلهالأخرى فيها العدل وا

دا { : وأما حذف الفاعل، فمثل قول الجن م رش م ربه أرض أم أراد به ي ال ن ف د بم ر أري ، ] .1 : الجن [ } وأنا لا ندري أشالين { : حةوقوله تعالى في سورة الفات ا الض يهم ول ر المغضوب عل ونحو ] 7 : الفاتحة [ } صراط الذين أنعمت عليهم غي

. ذلك

ق { : ، وقوله ] 2 : الفلق [ } من شر ما خلق { : وإضافته إلى السبب، آقوله ه ] 79 : الكهف [ } من شر ما خل أراد { : ، مع قول فما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من { : ، وقوله تعالى ] 82 : الكهف [ } ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا آنزهما

د { : ، وقوله تعالى ] 23 : الأعراف [ } ربنا ظلمنا أنفسنا { : ، وقوله ] 79 : النساء [ } سيئة فمن نفسك يبة ق ابتكم مص أولما أص . وأمثال ذلك ] 165 : آل عمران [ } أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم

ه ولهذا ليس من أسماء االله / ه، آقول ذآر الشر في مفعولات ا ي ا { : الحسنى اسم يتضمن الشر، و إنم ي أن ادي أن ئ عب نب

ور ر { : ، وقوله ] .5، 49 : الحجر [ } وأن عذابي هو العذاب الأليم . الغفور الرحيم ه لغف اب وإن ريع العق ك لس يم إن رب } حيم { : ، وقوله ] 167 : الأعراف [ دة [ } اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رح ه ] 98 : المائ ك { : ، وقول ش رب إن بط

ور ] 14-12 : البروج [ } وهو الغفور الودود . إنه هو يبدئ ويعيد . لشديد ، فبين ـ سبحانه ـ أن بطشه شديد، وأنه هو الغف . الودود

ه ] المنتقم [ واسم دا آقول رآن مقي ا جاء في الق لم، وإنم ه وس ليس من أسماء االله الحسنى الثابتة عن النبي صلى االله عليه ] 22 : السجدة [ } إنا من المجرمين منتقمون { : تعالى ام { : ، وقول ز ذو انتق ه عزي راهيم [ } إن الل ذي ] 47 : إب ، والحديث ال

ياقه رؤوف ( : في عدد الأسماء الحسنى الذي يذآر فيه المنتقم فذآر في س و ال تقم العف واب المن ر الت د ) الب يس هو عن لز أو أهل المعرفة بالحديث من آلام النبي صلى االله عليه وسلم د العزي ن عب ، بل هذا ذآره الوليد بن مسلم عن سعيد ب

عن بعض شيوخه؛ ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة إلا الترمذي، رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق، ائر من ر لم، وس ه وس وي ورواه غيره باختلاف في الأسماء، وفي ترتيبها يبين أنه ليس من آلام النبي صلى االله علي

ه صلى روا قول هذا الحديث أنه عن أبي هريرة، ثم عن الأعرج، ثم عن أبي الزناد، لم يذآروا أعيان الأسماء؛ بل ذآة ( : االله عليه وسلم دا من أحصاها دخل الجن ة إلا واح ذا أخرجه أهل الصحيح . ) إن الله تسعة وتسعين اسما مائ وهك

رة، / سماء منآالبخاري ومسلم وغيرهم، ولكن روى عدد الأ ي هري طريق أخرى من حديث محمد بن سيرين عن أبيس في عدد لم، ول ه وس ي صلى االله علي يس من آلام النب ورواه ابن ماجة، وإسناده ضعيف، يعلم أهل الحديث أنه ل

Page 31: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ذا رة، وه ي هري ق أب ن طري روي م ا م ديثان آلاهم ذان الح لم إلا ه ه وس ي صلى االله علي نى عن النب ماء الحس الأس . ط في موضعهمبسو

ذه ا من ه زال يحوك فيه ي آدم لا ي إن نفوس بن ألة، ف ذه المس ة ه ي معرف ع ف ى أصول تنف ه عل ا التنبي والمقصود هن

. المسألة أمر عظيم

ا : وإذا علم العبد ـ من حيث الجملة ـ ا وإيمان ا ازداد علم م آلم ذا، ث اه ه ة آف ة عظيم ه حكم أن الله فيما خلقه وما أمر بال ظهر ل ه، حيث ق ه في آتاب ر االله ب ا { : ه من حكمة االله ورحمته ما يبهر عقله، ويبين له تصديق ما أخب نريهم آياتن س

ال في الحديث الصحيح ] 53 : فصلت [ } في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق لم ق ه وس : ، فإنه صلى االله عليال ) 4 ( ) الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها ( ة، ( : ، وفي الصحيحين عنه أنه ق ة رحم ا مائ وم خلقه ة ي ق الرحم إن االله خل

ده بس عن ة، واحت ك الرحم أنزل منها رحمة واحدة، فبها يتراحم الخلق، حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها من تله ) القيامة جمع هذه إلى تلك فرحم بها عبادهتسعا وتسعين رحمة، فإذا آان يوم ال رسول االله صلى االله علي ، أو آما ق

. وسلم

ه ون حكمت ذين يثبت اء ال رهم من السلف والعلم ة وغي ثم هؤلاء الجمهور من المسلمين وغيرهم آأئمة المذاهب الأربع . بلا حكمة، ومشيئة بلا رحمة ولا محبة ولا رضى الذين لم يثبتوا إلا إرادة / فلا ينفونها، آما نفاها الأشعرية ونحوهم

ر والفسوق ع من الكف ا وق ل م ة والرضى، ب الإرادة والمحب ون ب وجعلوا جميع المخلوقات بالنسبة إليه سواء، لا يفرقده دين : لا يحبه ولا يرضاه دينا قالوا : إنه يحبه ويرضاه آما يريده، وإذا قالوا : والعصيان قالوا ع إنه لا يري م يق ا ل ا وم

ول { : وقد قال تعالى . من الإيمان والتقوى فإنه لا يحبه ولا يرضاه عندهم آما لا يريده ن الق } إذ يبيتون ما لا يرضى مالى ] 1.8 : النساء [ درة االله ـ تع ار ق ى إنك ة عل وم فأخبر أنه لا يرضاه، مع أنه قدره وقضاه ـ لا يوافقون المعتزل ـ وعم

ه نفسه من ا وصف ب لبونه م خلقه ومشيئته وقدرته، ولا يشبهونه بخلقه فيما يوجب ويحرم، آما فعل هؤلاء، ولا يسال، صفاته وأفعاله، بل أثبتوا له ما أثبته لنفسه من الصفات والأفعال، ونزهوه عما نزه عنه نفسه من الصفات والأفع

الوا ه، و : وق الق آل شيء ومليك ديرإن االله خ ى آل شيء ق و عل ن، وه م يك أ ل م يش ا ل ان وم اء آ ا ش و يحب . م وهالمحسنين والمتقين والمقسطين، ويرضى عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، ولا

. يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر ولا يرضى بالقول المخالف لأمر االله ورسوله

الوا ع : وق الى م ال تع ا ق ا، آم ا وأفعاله ات، أعيانه ين المخلوق رق ب د ف ه فق ه ومليك الق آل شيء ورب ه خ ل { : أن أفنجعالمجرمين لمين آ م [ } المس ال ] 35 : القل ا ق وا و { : وآم ذين آمن م آال يئات أن نجعله وا الس ذين اجترح ب ال وا أم حس عمل

ون ا يحكم اء م اتهم س اهم ومم واء محي الحات س ة [ } الص الى ] 21 : الجاثي ال تع وا { : وق وا وعمل ذين آمن ل ال أم نجعير { / : وقال تعالى . ] 28 : ص [ } الصالحات آالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين آالفجار أعمى والبص توي ال . وما يس

وأمثال ذلك مما يبين ] 22-19 : فاطر [ } وما يستوي الأحياء ولا الأموات . ولا الظل ولا الحرور . ولا الظلمات ولا النورالى . الفرق بين المخلوقات ال تع ا ق ؤمن { : وانقسام الخلق إلى شقي وسعيد، آم نكم م افر وم نكم آ م فم ذي خلقك و ال } ه

الى ] 2 : التغابن [ ال تع لالة { : وق يهم الض ق عل ا ح دى وفريق ا ه الى ] .3 : الأعراف [ } فريق ال تع ن { : وق دخل م ي ي اء ف يشفأما الذين آمنوا . ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون { : وقال تعالى ] 31 : الإنسان [ } رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما

رون ة يحب ي روض م ف الحات فه وا الص ذاب . وعمل ي الع ك ف آخرة فأولئ اء ال ا ولق ذبوا بآياتن روا وآ ذين آف ا ال وأم . ونظائر هذا في القرآن آثيرة ] 16-14 : الروم [ } محضرون

ا هو ش ى م ه إل لام والتصوف، وصاروا في ه طوائف من أهل الك ام زل في ذا المق م أن ه ول وينبغي أن يعل ر من ق

أمر وله، وي ة االله ورس د وطاع د والوعي ي والوع ر والنه ون الأم ؤلاء يعظم إن ه ة ف ن القدري وهم م ة ونح المعتزلاولا بالمعروف وينهون عن المنكر، لكن ضلوا في القدر، واعتقدوا أنهم إذا أثبتوا مشيئة عامة وقدرة شاملة وخلقا متن

. ته، وغلطوا في ذلكلكل شيء لزم من ذلك القدح في عدل الرب وحكم

ه ه، وأن فقابل هؤلاء قوم من العلماء والعباد وأهل الكلام والتصوف، فأثبتوا القدر وآمنوا بأن االله رب آل شيء ومليكنهم قصروا في الأمر . ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن ذا حسن وصواب، لك ه، وه ه ومليك وأنه خالق آل شيء ورباء { : فرطوا حتى خرج غلاتهم إلى الإلحاد، فصاروا من جنس المشرآين الذين قالواوالنهي والوعد والوعيد، وأ و ش ل

انوا يشبهون المجوس من حيث . ] 148 : الأنعام [ } الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء فأولئك القدرية وإن آ

Page 32: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الوا إنهم أثبتوا فاعلا لما اعتقدوه ذين ق رآنا { : شرا غير االله ـ سبحانه ـ فهؤلاء شابهوا المشرآين ال ا أش ه م اء الل و ش لد } ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء لمين، وق اق المس ة باتف رون بالجزي إن المجوس يق ، فالمشرآون شر من المجوس، ف

ام ائهم وطع ى حل نس اء إل امهم، ذهب بعض العلم ائهم وطع اح نس ى تحريم نك ة عل ا المشرآون فاتفقت الأم هم، وأمرآي ى أن مش اء عل ور العلم ة، وجمه رون بالجزي م لا يق ا أنه ه وغيرهم هور عن ي المش د ف افعي وأحم ذهب الش وم

ن؛ العرب لا يقرون الجزية وإن أقرت المجوس، فإن النبي صلى االله عليه وسلم لم يقبل الجزية من أحد من المشرآي ال اءهم ( : بل ق ي دم ا؛ عصموا من إذا قالوه ى رسول الله، ف ه إلا االله وأن ى يشهدوا أن لا إل اس حت ل الن أمرت أن أقات

. ) وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على االله عز وجل

و شر ممن أثبت الأمر والنهي ول ى إبطال الأمر والنهي فه ه عل م يثبت والمقصود هنا أن من أثبت القدر واحتج بدر وشهود إن من احتج بالق ق، ف ع الخل ين جمي ل ب ل ب رهم من أهل المل ين المسلمين وغي ه ب ذا متفق علي القدر، وهل ة وأه ل الطاع ار، وأه ؤمنين والكف ور، والم أمور والمحظ ين الم رق ب م يف ات، ول ع المخلوق ة لجمي ة العام الربوبي

وآان عنده آدم وإبليس سواء، ونوح وقومه سواء، وموسى المعصية، لم يؤمن بأحد من الرسل ولا بشيء من الكتب، . وفرعون سواء، والسابقون الأولون وآفار مكة سواء

يما ادة، لا س د والعب ين /وهذا الضلال قد آثر في آثير من أهل التصوف والزه د أهل الكلام المثبت ه توحي وا ب إذا قرن

بغض والرضى ة و ال ات المحب ر إثب ون للقدر والمشيئة من غي ذين يقول ة، و : والسخط، ال د الربوبي د هو توحي التوحيود ألوه المعب ه هو الم ة، ولا يعلمون أن الإل د الإلهي ون توحي وأن . الإلهية عندهم هي القدرة على الاختراع، ولا يعرف

رهم { : مجرد الإقرار بأن االله رب آل شيء لا يكون توحيدا حتى يشهد أن لا إله إلا االله، آما قال تعالى ؤمن أآث ا ي ومون : ، قال عكرمة ] 1.6 : يوسف [ } بالله إلا وهم مشرآون ق السموات والأرض فيقول دون : تسألهم من خل م يعب االله، وه

ون ارف إذا صا : غيره، وهؤلاء يدعون التحقيق والفناء في التوحيد، ويقول ة، وإن الع ة المعرف ذا نهاي ذا إن ه ر في هاملة ة الش ة والقيومي ة العام هوده الربوبي يئة لش تقبح س نة ولا يس ام لا يستحسن حس ن . المق ه م ع في ذا الموضع وق وه

. الشيوخ الكبار من شاء االله، ولا حول ولا قوة إلا باالله

ن { : موهؤلاء غاية توحيدهم هو توحيد المشرآين الذين آانوا يعبدون الأصنام، الذين قال االله عنه أرض وم ن ال قل لميم . سيقولون لله قل أفلا تذآرون . فيها إن آنتم تعلمون رش العظ بع ورب الع ه . قل من رب السماوات الس يقولون لل س

ون ا تتق ل أفل ن بي . ق ل م ون ق تم تعلم ه إن آن ار علي ا يج ر ول و يجي يء وه ل ش وت آ ا . ده ملك ل فأن ه ق يقولون لل سحرون ون [ } تس الى ] 89-84 : المؤمن ال تع خر ا { : ، وق أرض وس ماوات وال ق الس ن خل ألتهم م ئن س ر ول مس والقم لش

زل . الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم . ليقولن الله فأنا يؤفكون ولئن سألتهم من نون من السماء ماء فأحيا به الأ ا يعقل وت [ } رض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أآثرهم ل ، ] 63، 61 : العنكب

ون ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله ب { : وقال تعالى ا يعلم رهم ل ان [ } ل أآث ، ] 25 : لقمون { : وقال تعالى أنى يؤفك ه ف ولن الل م ليق ن خلقه الى ] 87 : الزخرف [ } ولئن سألتهم م ال تع ن { : ، وق رزقكم م ن ي ل م ق

أم السماء والأرض أمن يملك دبر ال ن ي ي وم ن الح ت م رج المي ت ويخ ن المي ي م ر السمع والأبصار ومن يخرج الحرفون فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الض . فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ك . لال فأنا تص ة رب ت آلم ذلك حق آ

ون ا يؤمن م ل قوا أنه ذين فس ى ال ا . عل ده فأن م يعي ق ث دأ الخل ه يب ل الل ده ق م يعي ق ث دأ الخل ن يب رآائكم م ن ش ل م ل ه ق أن يتبع أمن لا يهدي قل هل من شرآائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق . تؤفكون

ون ف تحكم م آي ا لك ونس [ } إلا أن يهدى فم الى ] 35-31 : ي ال تع ن { : ، وق م م زل لك أرض وأن ماوات وال ق الس ن خل أمه ع الل ه م جرها أئل وا ش م أن تنبت ان لك ا آ ة م دائق ذات بهج ه ح ا ب دلون السماء ماء فأنبتن وم يع م ق ل ه ل . ب ن جع أم

ل أآ الأرض قرارا ه ب ع الل ون وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أئله م ا يعلم رهم ل . ثأرض أئ اء ال ذآرون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلف ا ت ا م ه قليل ع الل ه م ي . ل ديكم ف ن يه أم

م . ه عما يشرآونظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أئله مع الله تعالى الل أمن يبدأ الخلق ث . ] 64-.6 : النمل [ } قينيعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أئله مع الله قل هاتوا برهانكم إن آنتم صاد

ان / ل آ ده ملكوت آل شيء، ب القهم، وبي أن االله خالق السموات والأرض وخ رين ب انوا مق وا فإن هؤلاء المشرآين آ

مقرين بالقدر أيضا فإن العرب آانوا يثبتون القدر في الجاهلية، وهو معروف عنهم في النظم والنثر، ومع هذا فلما لم ود والنصارى را من اليه انوا مشرآين ش ره آ دوا غي ل عب ه، ب ة . يكونوا يعبدون االله وحده لا شريك ل ان غاي فمن آ

. حيده توحيد المشرآينتوحيده وتحقيقه هو هذا التوحيد آان غاية تو

Page 33: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

زلت فيه أقدام، وضلت فيه أفهام، وبدل فيه دين المسلمين، والتبس فيه أهل التوحيد بعباد ! وهذا المقام مقام وأي مقام

. الأصنام، على آثير ممن يدعون نهاية التوحيد والتحقيق والمعرفة والكلام

ر ومعلوم عند آل من يؤمن باالله ورسوله أن المعتزل د خي ين للأمر والنهي، والوعد والوعي ة المثبت ة والشيعة القدريه ذا . ممن يسوى بين المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والنبي الصادق، والمتنبئ الكاذب، وأولياء االله وأعدائ ويجعل ه

مى ي مس دخلون ف ؤلاء ي د، وه ة التوحي ق، ونهاي ة التحقي ة [ غاي ل ] القدري لف، ب م الس ذين ذمه ن ال ذم م م أحق بال هو بكر الخلال في ال أب اب السنة [ المعتزلة ونحوهم، آما ق ى : ] آت اد عل ر العب ولهم إن االله أجب ة، وق ى القدري رد عل ال

ال : قلت لأبي عبد االله : المعاصي، وذآر عن المروذي قال اد، فق ر العب ول إن االله أجب ول، وأنكر : رجل يق ذا لا تق هكاد : وذآر عن المروذي رجلا قال . ] 31 : المدثر [ } ضل الله من يشاء ويهدي من يشاءي { : ذلك، وقال إن االله لم يجبر العب

ل، : فرد عليه آخر فقال/ . على المعاصي ن حنب د اب ك أحم ألوا عن ذل در ـ فس ات الق ذلك إثب إن االله جبر العباد ـ أراد بال : جبر، وعلى الذي قال : ا؛ على الذي قالفأنكر عليهما جميع اء { : لم يجبر حتى تاب، وأمر أن يق ن يش ه م ل الل يض . ] 31 : المدثر [ } ويهدي من يشاء

ر [ أنكر سفيان الثوري : وذآر عن عبد الرحمن بن مهدي قال ال ] جب اد : وق ل العب ال المروذ . إن االله جب ول : ىق أراد ق

اءة : إن فيك لخلقين يحبهما االله [ : النبى صلى االله عليه وسلم لأشج عبد القيس ـ يعنى قوله ـ م والأن ال . ] الحل ين : فق أخلق . ماالحمد الله الذي جبلنى على خلقين يحبه : فقال . ] بل خلقين جبلت عليهما [ : فقال ؟ تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما

ا تسمع : قال الأوزاعي : وذآر عن أبي إسحاق الفزاري قال در، فأحببت أن آتيك بهم انى رجلان فسألانى عن الق أت

ال : رحمك االله، أنت أولى بالجواب، قال : آلامهما وتجيبهما، قلت رجلان، فق ه ال الا : فأتانى الأوزاعي ومع ا، فق : تكلما : نازعونا فى القدر ونازعناهم فيه، حتى بلغ بنا وبهم إلى أن قلناقدم علينا ناس من أهل القدر، ف إن االله جبرنا على م

ا، فقلت ا حرم علين ا م ه، ورزقن ا ب د : نهانا عنه، وحال بيننا وبين ما أمرن ه ق وآم ب ا آت وآم بم ذين آت ا هؤلاء، إن ال يال ابتدعوا بدعة وأحدثوا حدثا، وإنى أراآم قد خرجتم من البدعة إلى ا : مثل ما خرجوا إليه، فق ا أب أصبت وأحسنت ي

. إسحاق

ه أعظم من : فقال الزبيدي/ سألت الزبيدي والأوزاعي عن الجبر، : وذآر عن بقية بن الوليد قال أمر االله أعظم وقدرتا أعرف : وقال الأوزاعي . أن يجبر أو يعضل، ولكن يقضي ويقدر، ويخلق ويجبل عبده على ما أحب ر أصلا م للجب

ران والحديث عن ذا يعرف في الق ل، فه ق والجب من القرآن والسنة فأهاب أن أقول ذلك، ولكن القضاء والقدر والخل . رسول االله صلى االله عليه وسلم

در، : وقال ضمرة بن ربيعة . لم نوآل إلى القدر، وإليه نصير : وقد قال مطرف بن الشخير ى الق ؤمر أن نتكل عل م ن ل

. وإليه نصير

ده من ( : وقد ثبت في الصحيح عن النبى صلى االله عليه وسلم قال ة ومقع ده من الجن ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعاب : قالوا . ) النار ال ؟ يا رسول االله، أفلا ندع العمل ونتكل على الكت ه ( : فق ق ل ا خل وا فكل ميسر لم ذا . ) لا، اعمل وه

. عباب واس

الجبر في مسمى ائلين ب وا الق م أدخل ة " والمقصود هنا أن الخلال وغيره من أهل العل انوا لا يحتجون " القدري ، وإن آومعلوم أنه يدخل فى ذم من ذم االله من القدرية من يحتج ! ؟ بالقدر على المعاصي، فكيف بمن يحتج به على المعاصي

ة فى به على إسقاط الأمر والنهي أعظم مما يدخل فيه المنكر له، فإن ضلال هذا أعظم؛ ولهذا قرنت القدرية بالمرجئدعتين تفسد الأمر والنهي والوعد . آلام غير واحد من السلف اتين الب وروي فى ذلك حديث مرفوع؛ لأن آلا من ه

ارم رائض والمح ر الف ون أم د، ويه ان بالوعي اء يضعف الإيم د، فإلارج تج / والوعي دري إن اح ا والق ان عون ه آ بللمرجئ، وإن آذب به آان هو والمرجئ قد تقابلا، هذا يبالغ في التشديد حتى لا يجعل العبد يستعين باالله على فعل ما

. أمر به وترك ما نهى عنه، وهذا يبالغ في الناحية الأخرى

Page 34: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا رت، وتط ا أخب زل الكتب لتصدق الرسل فيم الى أرسل الرسل وأن وم أن االله تع ال ومن المعل ا ق ا أمرت، آم ع فيمه { : تعالى إذن الل اع ب ا ليط ول إل ن رس لنا م ا أرس الى ] 64 : النساء [ } وم ال تع ه { : ، وق اع الل د أط ول فق ع الرس ن يط } م

. لك معارضا للأمر فقد أذهب الأصلفمن أثبت القدر وجعل ذ . ، والإيمان بالقدر من تمام ذلك ] .8 : النساء [

ل هؤلاء ود والنصارى، ب ومعلوم أن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث االله به رسله فهو آافر باتفاق المسلمين واليهإن ان؛ ف ه اثن ق، ولا يتعاشر علي ه مصلحة أحد من الخل وم ب ه، ولا تق نهم أن يعيش ب قولهم متناقض لا يمكن أحدا م

اتم أو أخذ . ن حجة فهو حجة لكل أحد، وإلا فليس حجة لأحد القدر إن آا الم أو شتمه ش ه ظ در أن الرجل ظلم إذا ق فارف إذا . ماله أو أفسد أهله أو غير ذلك، فمتى لامه أو ذمه أو طلب عقوبته أبطل الاحتجاج بالقدر ومن ادعى أن الع

ل شهد القدر سقط عنه الأمر آان هذا الكلام من الكفر الذي لا يرضاه لا اليهود ولا النصارى، بل ذلك ممتنع في العقبعه ا يش اء والسراب، فيحب م ين الم رق ب راب، والعطشان يف ز والت ين الخب رق ب ائع يف إن الج ي الشرع؛ ف ال ف مح

ه / ويرويه دون ما لا ينفعه، والجميع مخلوق الله تعالى، فالحي ـ وإن ه وينعم ا ينفع ين م آان من آان ـ لابد أن يفرق بوهذا حقيقة الأمر والنهي، فإن االله ـ تعالى ـ أمر العباد بما ينفعهم ونهاهم عما . ويسره، وبين ما يضره ويشقيه ويؤلمه

. يضرهم

ه في تند إلي ره، يس راه حجة لغي والناس في الشرع والقدر على أربعة أنواع؛ فشر الخلق من يحتج بالقدر لنفسه ولا يئ اء الذنوب والمعائب، ولا يطم ال بعض العلم ا ق ه في المصائب، آم د المعصية : ن إلي دري وعن د الطاعة ق أنت عن

جبري، أي مذهب وافق هواك تمذهبت به، وبإزاء هؤلاء خير الخلق الذين يصبرون على المصائب ويستغفرون من يبة { : ، وقال تعالى ] 55 : غافر [ } بكفاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذن { : المعائب، آما قال تعالى ن مص ما أصاب م

ير ه يس ى الل ك عل ا إن ذل ل أن نبرأه ن قب اب م ي آت ا ف كم إل ا . في الأرض ولا في أنفس اتكم ول ا ف ى م وا عل ا تأس لكيلالى ] 23، 22 : الحديد [ } آتاآمتفرحوا بما ه { : ، وقال تع د قلب ه يه ؤمن بالل ن ي ه وم إذن الل ا ب يبة إل ن مص اب م ا أص } م

ابن [ لف ] 11 : التغ ض الس ال بع لم : ، ق ى ويس د االله فيرض ن عن ا م يعلم أنه يبة ف يبه المص ل تص و الرج ال . ه قروا والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذآروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر { : تعالى م يص ه ول ا الل الذنوب إل

. ] 135 : آل عمران [ } على ما فعلوا وهم يعلمون

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن { : عالى عن آدم ـ عليه السلام ـ أنه لما فعل ما فعل قال وقد ذآر االله ترين ن الخاس ال ] 23 : الأعراف [ } م ه ق يس أن أ { : ، وعن إبل ي ال م ف أزينن له ويتني ل ا أغ ينبم أغوينهم أجمع } رض ول

به ] 39 : الحجر [ اب أش ي / ، فمن ت ذي في الصحيحين ف يس، والحديث ال به إبل در أش اه آدم، ومن أصر واحتج بالق أبخ فيك من روحه، ( : احتجاج آدم وموسى ـ عليهما السلام ـ لما قال له موسى ده، ونف أنت آدم أبو البشر، خلقك االله بي

ة وع ن الجن ا ونفسك م اذا أخرجتن يء، لم ل ش ماء آ ك أس ه آدم ؟ لم ال ل الته : فق ذي اصطفاك االله برس ت موسى ال أنق ل أن أخل ي قب وى { وبكلامه، وخط لك التوراة بيده، فبكم وجدت مكتوبا عل ه فغ ال ] 121 : طه [ } وعصى آدم رب : ، ق

د من . ) وسىفحج آدم م : قال . بكذا وآذا سنة وهذا الحديث في الصحيحين من حديث أبى هريرة، وقد روى بإسناد جي . حديث عمرـ رضي االله عنه

ه من م من المصيبة بسبب أآل فآدم ـ عليه السلام ـ إنما حج موسى؛ لأن موسى لامه على ما فعل لأجل ما حصل له

ه { : آان قد تاب من الذنب، آما قال تعالي الشجرة، لم يكن لومه له لأجل حق االله في الذنب، فإن آدم ن رب فتلقى آدم م، وموسى ـ ومن هو دون ] 122 : طه [ } ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى { : ، وقال تعالى ] 37 : البقرة [ } آلمات فتاب عليه

ى موسى ـ عليه السلام ـ يعلم أنه در عل بعد التوبة والمغفرة لا يبقى ملام على الذنب، وآدم أعلم باالله من أن يحتج بالقذنب لكانت . الذنب ى ال وموسى ـ عليه السلام ـ أعلم باالله ـ تعالى ـ من أن يقبل هذه الحجة، فإن هذه لو آانت حجة عل

بطل أمر االله ونهيه، بل إنما آان القدر حجة لإبليس عدو آدم، وحجة لفرعون عدو موسى، وحجة لكل آافر وفاجر، و . حجة لآدم على موسى؛ لأنه لام غيره لأجل المصيبة التي حصلت له بفعل ذلك، وتلك المصيبة آانت مكتوبة عليه

خدمت النبي : ، وقال أنس ] 11 : التغابن [ } ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه { : وقد قال تعالى/

ه ؟ صلى االله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، ولا قال لشيء فعلته، لم فعلته م لا فعلت ه ل ؟ ولا لشيء لم أفعلان ( : وآان بعض أهله إذا عاتبني على شيء يقول ي ، وفي الصحيحين عن عائشة ـ رض ) دعوه، فلو قضى شيء لك

د : االله عنها ـ قالت ط، إلا أن يجاه يئا ق ما ضرب رسول االله صلى االله عليه وسلم بيده خادما ولا امرأة ولا دابة ولا شفي سبيل االله، ولا نيل منه شيء قط فانتقم لنفسه إلا أن تنتهك محارم االله، فإذا انتهكت محارم االله لم يقم لغضبه شيء

Page 35: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال صلى االله د ق لم حتى ينتقم الله، وق ه وس دها ( : علي د سرقت لقطعت ي ة بنت محم و أن فاطم ه ) ل ي أمر االله ونهي ، ففؤذ أو قصر م، وإذا آذاه م ة لائ ي االله لوم ذه ف دى حدود االله، ولا تأخ ى من تع يم الحدود عل ة، ويق ى الطاع يسارع إل

. مقصر في حقه، عفا عنه، ولم يؤاخذه نظرا إلى القدر

ا فهذا سبيل الذين أن ذا واجب فيم ا، وه ين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق عم االله عليهم من النبيه السلام ـ ة آفعل آدم ـ علي ى العقوب ه إل قدر من المصائب بغير فعل آدمي آالمصائب السماوية، أو بفعل لا سبيل في

درا؛ لأجل الق ة ـ ولا ق ه شرعا ـ لأجل التوب ى لوم ه لا سبيل إل ه أن فإن م رجل رجلا، فل ا إذا ظل در، وأم ضاء والقالى ال تع ا ق ه، آم ه { : يستوفى مظلمته على وجه العدل، وإن عفا عنه آان أفضل ل دق ب ن تص اص فم روح قص والج

. ] 45 : المائدة [ } فهو آفارة له قدر، لا في المعائب ولا في المصائب التي هي من أفعال العباد، بل وأما الصنف الثالث، فهم الذين لا ينظرون إلى ال/

ى م ينظروا إل د ل يضيفون ذلك آله إلى العبد، وإذا أساؤوا استغفروا، وهذا حسن، لكن إذا أصابتهم مصيبة بفعل العبيما وق : القدر الذي مضى به عليهم، ولا يقولون لمن قصر في حقهم ان، لا س و قضى شيء لك ك دعوه، فل د تكون تل

و { : المصيبة بسبب ذنوبهم فلا ينظرون إليها وقد قال تعالى ل ه ذا ق ى ه تم أن أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلي { : ، وقال تعالى ] 165 : آل عمران [ } من عند أنفسكم ن مص ديكم وما أصابكم م بت أي ا آس ال ] .3 : الشورى [ } بة فبم ، وق

. ] 48 : الشورى [ } وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان آفور { : تعالى

آنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله أينما تكونوا يدرآم الموت ولو { : ومن هذا قوله تعالىديثا وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل آل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يك ن م . ادون يفقهون ح ابك م ا أص

در . ] 79، 78 : النساء [ } حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ي الق ر من مثبت ا آثي ازع فيه فإن هذه الآية تنالى : ونفاته، هؤلاء يقولون ه تع ا من االله؛ لقول ه { : الأفعال آله د الل ن عن ل م ل آ ون . } ق الحسنة من االله : وهؤلاء يقول

. } ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك { : والسيئة من نفسك؛ لقوله

ديرا بالفتح على معنى الاستفهام، وربما ق ] ؟ فمن نفسك [ : وقد يجيبهم الأولون بقراءة مكذوبة أي أفمن : در بعضهم تقالى ؟ نفسك ه تع ول في قول ابك { : وربما قدر بعضهم الق ا أص ون } م ة : فيقول دير الآي ادون { : تق ا يك وم ل اء الق ال هؤل فم

ول } يفقهون حديثا ول االله ـ ق افقين يقولون فيحرفون لفظ القرآن ومعناه، ويجعلون ما هو من ق ول المن الصدق ـ من قائفتين اتين الط ه؛ فكل من ه ل سياق الكلام ينفي ه ب ى ثبوت الذين أنكر االله قولهم، ويضمرون في القرآن ما لا دليل عل

. جاهلة بمعنى القرآن وبحقيقة المذهب الذي تنصره

يس المر : وأما القرآن، فالمراد منه هنا بالحسنات والسيئات نعم والمصائب، ل ه ال ذا آقول اد الطاعات والمعاصي، وهالى رآ { : تع ا يض وا ل بروا وتتق ا وإن تص وا به يئة يفرح بكم س ؤهم وإن تص نة تس كم حس يئاإن تمسس دهم ش آل [ } م آيران ه ] .21 : عم نة تس { : ، وآقول بك حس م إن تص وا وه ل ويتول ن قب ا م ذنا أمرن د أخ وا ق يبة يقول بك مص ؤهم وإن تصة } قل لن يصيبنا إلا ما آتب الله لنا هو مولانا . فرحون ة [ الآي الى ] 51، .5 : التوب ه تع ه قول اهم با { : ، ومن نات وبلون لحس

ون م يرجع يئات لعله راف [ } والس الى ] 168 : الأع ال تع ا ق ون { : آم ا ترجع ة وإلين ر فتن ر والخي وآم بالش } ونبل . بالنعم والمصائب : أي ] 35 : الأنبياء [

ا من جاء بالحس { : وهذا بخلاف قوله ا مثله زى إل ا يج يئة فل اء بالس ن ج ام [ } نة فله عشر أمثالها وم ال ] .16 : الأنع وأمث

د االله : ذلك، فإن المراد بها ز بحم رآن العزي يس في الق اللفظ، فل راد ب ين الم ا يب الطاعة والمعصية، وفي آل موضع مين ل هو مب ال . تعالى إشكال، ب ه إذا ق ك أن ابك { : وذل ا أص ا } م ا ) مسك ( وم رك بك آم ان من فعل غي ك، آ ونحو ذل

ؤهم { : وآما قال تعالى } ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك { : قال ال } إن تصبك حسنة تس وق . } وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم { : تعالى

ذا ] 84 : ، والقصص89 : ، النمل.16 : الأنعام [ } من جاء بالحسنة { : وإذا قال/ ا، فه ه هو الجائي به ه؛ لأن ، آانت من فعل

ك، ين ذل ة يب ياق الآي ه، وس ل ب ا فع د لا فيم ه العب ا فعل ون فيم اد وذم يك ى الجه ياق الحض عل ي س ذا ف ر ه ه ذآ فإنا { : المتخلفين عنه فقال تعالى إن . ياأيها الذين آمنوا خذوا حذرآم فانفروا ثبات أو انفروا جميع ئن ف ن ليبط نكم لم وإن م

Page 36: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

نكم . لله علي إذ لم أآن معهم شهيداأصابتكم مصيبة قال قد أنعم ا ن بي م تك أن ل ولن آ ه ليق ن الل ل م ابكم فض ئن أص ول . ] 73-71 : النساء [ } وبينه مودة ياليتني آنت معهم فأفوز فوزا عظيما

ـ بالجهاد وذم المثبطين، وذآر ما يصيب المؤمنين تارة من المصيبة فيه، وتارة من فضل االله فيه، آما فأمر ـ سبحانه

ال كم { : أصابهم يوم أحد مصيبة فق د أنفس ن عن و م ل ه ذا ق ى ه تم أن ا قل بتم مثليه د أص يبة ق ابتكم مص ا أص آل [ } أولمالى ] 165 : مرانع ال تع ا ق ده، آم م وتأيي تم { : ، وأصابهم يوم بدر فضل من االله بنصره له در وأن ه بب رآم الل د نص ولق

ة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحيا { : ، ثم إنه ـ سبحانه ـ قال ] 123 : آل عمران [ } أذلةال . في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ن الرج عفين م ه والمستض بيل الل ي س اتلون ف ا تق وما لكم ل

ذه { : إلى قوله } والنساء والولدان وا ه نة يقول ن أينما تكونوا يدرآم الموت ولو آنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حس ملمنافقين، إذا أصابهم نصر ، فهذا من آلام الكفار وا ] 78-74 : النساء [ } عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك

الوا : وغيره من النعم قالوا ك من المصائب ق د / : هذا من عند االله، وإن أصابهم ذل وخوف وغير ذل د محم ذا من عن ه . بسبب الدين الذي جاء به، فإن الكفار يضيفون ما أصابهم من المصائب إلى فعل أهل الإيمان

م { : ال تعالىوقد ذآر نظير ذلك في قصة موسى وفرعون، ق رات لعله ن الثم ص م ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونق

ا إ . يذآرون ه أل ن مع روا بموسى وم يئة يطي بهم س ذه وإن تص ا ه الوا لن نة ق ائر فإذا جاءتهم الحس ا ط ه نم د الل } هم عنلون { : ، ونظيره قوله تعالى في سورة يس ] 131، .13 : الأعراف [ يكم لمرس ا إل م إن اغ . قالوا ربنا يعل ا البل ا إل ا علين وم

الى ـ أن ] 18-16 : يس [ } جمنكم وليمسنكم منا عذاب أليمقالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنر . المبين أخبر االله ـ تع ، فم من وه له ر جعل ا أصابهم من الخي الكفار آانوا يتطيرون بالمؤمنين فإذا أصابهم بلاء جعلوه بسبب أهل الإيمان، وم

اء ا { : االله ـ عز وجل ـ فقال تعالى ال هؤل ديثا فم ون ح ادون يفقه ا يك وم ل زل أحسن ] 78 : النساء [ } لق الى ـ ن ، واالله ـ تعيس الخير ونهى عن الشر، فل ر، أمر ب اهم عن المنك المعروف ونه الحديث، فلو فهموا القرآن لعلموا أن االله أمرهم ب

} ما أصابك من حسنة فمن الله { : لعباد، فقال تعالىفيما بعث االله به رسله ما يكون سببا للشر، بل الشر حصل بذنوب ااء [ ك : ، أي ] 79 : النس بب أعمال ت بس ك، وإن آان ا علي م به ة أنع ن االله نعم ة فم ن نصر ورزق وعافي ابك م ا أص م

ره إل ه في قلبك وآ ان وزين ر والفسوق الصالحة، فهو الذي هداك وأعانك ويسرك لليسرى، ومن عليك بالإيم يك الكف . والعصيان

ارك ه تب روي عن رب ا ي لم فيم ه وس ي صلى االله علي ي ذر ـ عن النب وفي آخر الحديث الصحيح الإلهي ـ حديث أب

ك فلا / ياعبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ( : وتعالى ر ذل ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد االله ومن وجد غيا ( : وفي الحديث الصحيح ـ سيد الاستغفار ـ أن يقول العبد ) يلومن إلا نفسه ي وأن ه إلا أنت خلقتن ي لا إل اللهم أنت رب

ا استطعت ذنبي . عبدك، وأنا على عهدك ووعدك م وء ب ي، وأب ك بنعمتك عل وء ل ا صنعت، أب . أعوذ بك من شر ما إذا من قالها إذا أصبح موقن . فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ة، ومن قاله ك دخل الجن ه ذل ا بها فمات من يوم

. ) أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة

وم أحد ] 79 : النساء [ } وما أصابك من سيئة { : ثم قال تعالى ا أصابهم ي ة آم ن نفسك { : من ذل وخوف وهزيم : أي } فمان ذلك مكتوبا مقدرا عليك، فإن القدر ليس حجة لأحد، لا على االله ولا على خلقه، ولو جاز بذنوبك وخطاياك، وإن آ

لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يعاقب ظالم، ولم يقاتل مشرك، ولم يقم حد، ولم يكف أحد عن ظلم . المطابق لما جاء به الرسول . م بصريح المعقولوهذا من الفساد في الدين والدنيا المعلوم ضرورة فساده للعال . أحد

فالقدر يؤمن به ولا يحتج به، فمن لم يؤمن بالقدر ضارع المجوس، ومن احتج به ضارع المشرآين، ومن أقر بالأمره، أنه طعن في حكمته وعارضه برأيه وهوا : والقدر وطعن في عدل االله وحكمته آان شبيها بإبليس، فإن االله ذآر عنه

. ] 39 : الحجر [ } بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض { : وأنه قال

ا الله / وقد ذآر طائفة من أهل الكتاب وبعض المصنفين في المقالات آالشهرستاني ك معارض أنه ناظر الملائكة في ذلا عن تعالى في خلقه وأمره، لكن هذه المناظرة بين إبليس والملا ئكة التي ذآرها الشهرستاني في أول المقالات، ونقله

إن ك، ف بعض أهل الكتاب ليس لها إسناد يعتمد عليه، ولو وجدناها في آتب أهل الكتاب لم يجز أن نصدقها لمجرد ذلذبوه ( : النبي صلى االله عليه وسلم ثبت عنه في الصحيح أنه قال ا أن إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تك م، فإم . ) يحدثوآم بحق فتكذبونه وإما أن يحدثوآم بباطل فتصدقونه

Page 37: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

لمين، ا من المس اب وإم ويشبه ـ واالله أعلم ـ أن تكون تلك المناظرة من وضع بعض المكذبين بالقدر إما من أهل الكت

ل والشهرستاني نقلها من آتب المقالات، والمصنفون في المقالات ينقلون آثيرا من المقالا ت من آتب المعتزلة آما نقذا الأشعري وغيره ما نقله في المقالات من آتب المعتزلة، فإنهم من أآثر الطوائف وأولها تصنيفا في هذا الباب؛ ولها أو قصيدة توجد المقالات منقولة بعباراتهم فوضعوا هذه المناظرة على لسان إبليس، آما رأينا آثيرا منهم يضع آتاب

تم : اليهود أو غيرهم، ومقصودهم بذلك الرد على المثبتين للقدر، يقولون على لسان بعض ه لا ت إن حجة االله على خلقدهم من أثبت ه أثبت الصفات، وعن ان نصرانيا؛ لأن ه آ ن آلاب أن ب اب ي مثال ا وضعوا ف در، آم ذيب بالق إلا بالتك

. المنتسبين إلى السنة ممن لم يعرف حقيقة أمرهاالصفات فقد أشبه النصارى وتتلقى أمثال هذه الحكايات بالقبول من

ى هؤلاء ة حجة عل ة الكريم ه . والمقصود هنا، أن الآي ر أن الى أخب إن االله تع در، ف ى من يحتج بالق وهؤلاء حجة علر أن / عذبهم بذنوبهم، فلو آانت حجتهم مقبولة ه ـ سبحانه ـ أخب در، فإن ى من آذب بالق لم يعذبهم بذنوبهم، وحجة عل

ا هو المحدث د هو المحدث للمعصية آم ى أن العب ون عل ة متفق د، والقدري الحسنة من االله، وأن السيئة من نفس العب . للطاعة، واالله عندهم ما أحدث لا هذا ولا هذا، بل أمر بهذا ونهى عن هذا

ى ا ا عل ي وليس عندهم الله نعمة أنعمها على عباده المؤمنين في الدين إلا وقد أنعم بمثله ن أب ي ب دهم أن عل ار، فعن لكف

ل، ى الفع طالب ـ رضي االله عنه ـ وأبا لهب مستويان في نعمة االله الدينية؛ إذ آل منهما أرسل إليه الرسول، وأقدر علر أن ر بنفسه من غي ذا فعل الكف ا، وه ة آمن به ر أن يخصه بنعم وأزيحت علته، لكن هذا فعل الإيمان بنفسه من غي

ه، يفضل االله عليه ذلك ا لمؤمن ولا خصه بنعمة آمن لأجلها، وعندهم أن االله حبب الإيمان إلى الكفار آأبي لهب وأمثالر والفسوق والعصيان آما حببه إلى المؤمنين آعلي ـ رضي االله عنه ـ وأمثاله، وزينه في قلوب الطائفتين، وآره الكف

ر يهم بغي ه االله إلى الطائفتين سواء، لكن هؤلاء آرهوا ما آرهه االله إل ا آره وا م م يكره ا، وهؤلاء ل ة خصهم به نعم . إليهم

ه أحد م يقل ذا ل إن ه ذهبهم، ف و جاهل بم د، فه ومن توهم عنهم أو من نقل عنهم أن الطاعة من االله والمعصية من العب

ولهم إن أصل ق ه، ف ا ف : من علماء القدرية ولا يمكن أن يقول ه للمعصية، آلاهم د للطاعة آفعل درة إن فعل العب ه بق على ة عل ذه الآي إذا احتجوا به تحصل له من غير أن يخصه االله بإرادة خلقها فيه، ولا قوة جعلها فيه تختص بأحدهما، ف

ه { : لا لهم؛ لأنه تعالى قال/ مذهبهم آانوا جاهلين بمذهبهم وآانت الآية حجة عليهم د الل ن عن ، ] 78 : النساء [ } قل آل من { : يس الحسنات المفعولة ولا السيئات المفعولة من عند االله بل آلاهما من العبد، وقوله تعالىوعندهم ل ابك م ا أص م

يئة ] 79 : النساء [ } حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ة والس دهم الحسنة المفعول إن عن ولهم؛ ف ، مخالف لق . ولة من العبد لا من االله ـ سبحانهالمفع

الى ه تع ه إذا احتج بقول ى إثبات ة عل در بالآي ه { : وآذلك من احتج من مثبتة الق د الل ن عن ل م ل آ ان ] 78 : النساء [ } ق آ

اس الحسنة من االله والسيئة من العبد، ولم : مخطئا، فإن االله ذآر هذه الآية ردا على من يقول : يقل أحد من طوائف الن . إن الحسنة المفعولة من االله، والسيئة المفعولة من العبد

ات ال أهل الإثب د وإن ق إنهم لا ينكرون أن : وأيضا، فإن نفس فعل العب ه؛ ف ه ومفعول ل وق ل ه، وهو مخل إن االله خلق

. االعبد هو المتحرك بالأفعال، وبه قامت، ومنه نشأت، وإن آان االله خلقه

ن نفسك { : وأيضا، فإن قوله بعد هذا يئة فم ن س ابك م ا أص ه وم ع أن ] 79 : النساء [ } ما أصابك من حسنة فمن الل يمتنون : يفسر بالطاعة والمعصية، فإن أهل الإثبات لا يقولون ل يقول إن االله خالق : إن االله خالق إحداهما دون الأخرى، ب

. لجميع الأفعال وآل الحوادث

م / االله خالق آل : أن مذهب سلف الأمة ـ مع قولهم : ومما ينبغي أن يعلم ا ل ان وم ا شاء آ ه م ه، وأن ه ومليك شيء وربر . إذا مسه الشر جزوعا . يشأ لم يكن، وأنه على آل شيء قدير وأنه هو الذي خلق العبد هلوعا ا وإذا مسه الخي منوع

تقيم { : قال تعالى . ونحو ذلك ـ إن العبد فاعل حقيقة وله مشيئة وقدرة نكم أن يس اء . لمن شاء م ا أن يش اءون إل ا تش وماء ا { : وقال تعالى ] 29، 28 : التكوير [ } الله رب العالمين ن ش ذآرة فم بيلا هذه ت ه س ى رب ذ إل ا أن . تخ اءون إل ا تش وم

Page 38: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ذآرة { : وقال تعالى ] .3، 29 : الإنسان [ } يشاء الله ه ت ا إن ره . آل اء ذآ ن ش ل . فم و أه ه ه اء الل ا أن يش ذآرون إل ا ي وم . ] 56-54 : المدثر [ } مغفرةالتقوى وأهل ال

الكفر والفسوق والعصيان أفعال : فقالت المعتزلة ونحوهم من النفاة . وهذا الموضع اضطرب فيه الخائضون في القدر

. واالله منزه عن فعل القبيح باتفاق المسلمين فلا تكون فعلا له . قبيحة

د : لجبروقال من رد عليهم من المائلين إلى ا ل هي آسب للعب اد، ب الا للعب ه وليست أفع الوا . بل هي فعل درة : وق إن قدورها ولا في صفة من صفاتها ا . العبد لا تأثير لها في حدوث مق ا له دورها مقارن ق مق ادة بخل . وأن االله أجرى الع

الوا فيكون الفعل خلقا من االله إبداعا وإحداثا، وآسبا من العبد لوقوعه مقار ه : نا لقدرته، وق دثا لأفعال يس مح د ل إن العبذي : ومع هذا فقد يقولون . ولا موجدا لها ري المحض ال ة والجب إنا لا نقول بالجبر المحض، بل نثبت للعبد قدرة حادث

. لا يثبت للعبد قدرة الوا / ق، فق ين الخل وه وب ذي أثبت ين الكسب ال ون ب ارة ع : وأخذوا يفرق ة، الكسب عب درة الحادث دور بالق ران المق ن اقت

ا ـ . والخلق هو المقدور بالقدرة القديمة الوا ـ أيض ق هو الفعل : وق ه، والخل درة علي ائم بمحل الق الكسب هو الفعل الق . الخارج عن محل القدرة عليه

ه فعل وأوجد وأحد : فقال لهم الناس ين آون ك؛ هذا لا يوجب فرقا بين آون العبد آسب وب ث وصنع وعمل ونحو ذل

. فإن فعله وإحداثه وعمله وصنعه هو أيضا مقدور بالقدرة الحادثة، وهو قائم في محل القدرة الحادثة

درة أثير الق وأيضا، فهذا فرق لا حقيقة له، فإن آون المقدور في محل القدرة أو خارجا عن محلها لا يعود إلى نفس تلاء من أن : فيه، وهو مبني على أصلين االله لا يقدر على فعل يقوم بنفسه، وأن خلقه للعالم هو نفس العالم، وأآثر العق

. المسلمين وغيرهم على خلاف ذلك

ا : والثاني ا عن محله وفي . أن قدرة العبد لا يكون مقدورها إلا في محل وجودها ولا يكون شيء من مقدورها خارج . ذلك نزاع طويل ليس هذا موضعه

. أيضا، فإذا فسر التأثير بمجرد الاقتران فلا فرق بين أن يكون الفارق في المحل أو خارجا عن المحلو

الم، / من المستقر في فطر الناس أن من فعل : وأيضا، قال لهم المنازعون و ظ م فه ادل، ومن فعل الظل و ع دل فه العه اعلا لكذب د ف ن العب م يك إذا ل اذب، ف و آ ذب فه ل الك و ومن فع ون ه زم أن يك ك؛ ل ل االله فاعل ذل ه، ب ه وعدل وظلم

م : المتصف بالكذب والظلم، قالوا ه العل ام ب اس أن من ق وهذا آما قلتم أنتم وسائر الصفاتية، من المستقر في فطر النتكلم، ومن و م تكلم فه ه ال ام ب و متحرك، ومن ق ة فه ه الحرآ فهو عالم، ومن قامت به القدرة فهو قادر، ومن قامت ب

تم د، وقل ذه : قامت به الإرادة فهو مري ائر الصفات، فه ه آس ه في ذي خلق ا للمحل ال ان آلام ا، آ ان الكلام مخلوق إذا آ . القاعدة المطردة فيمن قامت به الصفات نظيرها ـ أيضا ـ من فعل الأفعال

ا ـ الوا ـ أيض ه : وق اد آقول ى العب ال إل ذه الأفع افة ه ذآر إض وء ب رآن ممل الي الق ون { : تع انوا يعمل ا آ زاء بم } ج

ه ] 24 : ، والواقعة17 : السجدة [ ئتم { : ، وقول ا ش وا م ه ] .4 : فصلت [ } اعمل م { : ، وقول ه عملك يري الل وا فس ل اعمل [ } وق . وأمثال ذلك ] 32 : ، هود 9 : ، يونس 277 : البقرة [ } وا وعملوا الصالحاتإن الذين آمن { : ، وقوله ] 1.5 : التوبة

م يكن : وقالوا ـ أيضا ـ و ل يئة، فل ه أو س إن الشرع والعقل متفقان على أن العبد يحمد ويذم على فعله، ويكون حسنة ل

. إلا فعل غيره، لكان ذلك الغير هو المحمود المذموم عليها

: وفي المسألة آلام ليس هذا موضع بسطه، لكن ننبه على نكت نافعة في هذا الموضع المشكل، فنقول ه مسمي : قول القائل/ راد ب ارة ي ل، و ت راد بالفعل نفس الفع ارة ي ه ت ال، فإن ه إجم ذا، لفظ في ذا، وفعل ه ذا فعل ه ه

لا، فإذا أريد بالعمل نفس الفعل الذي هو مسمي المصدر فعلت هذا أفعله فعلا، وعملت هذا أعمله عم : المصدر، فيقول

Page 39: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ذلك د ب ل، وإذا أري آصلاة الإنسان وصيامه ونحو ذلك، فالعمل هنا هو المعمول، وقد اتحد هنا مسمي المصدر والفعه ما يشاء من يعملون ل { : ما يحصل بعمله آنساجة الثوب وبناء الدار ونحو ذلك، فالعمل هنا غير المعمول، قال تعالي

، فجعل هذه المصنوعات معمولة للجن، ومن هذا الباب ] 13 : سبأ [ } محاريب وتماثيل وجفان آالجواب وقدور راسياتون { : قوله تعالي ا تعمل م وم ه خلقك ولين ] 96 : الصافات [ } والل ه في أصح الق ا ( ، فإن ه ) م راد ب ذي، والم ي ال ا : بمعن م

ون . أتعبدون ما تنحتون { : تنحتونه من الأصنام، آما قال تعالي واالله : أي ] 96، 95 : الصافات [ } والله خلقكم وما تعملي صلى االله عل ة عن النب ه حديث حذيف ا، ومن ي تنحتونه لم خلقكم وخلق الأصنام الت ه وس إن االله خالق آل صانع ( : ي

ال ) وصنعته اد من وجه آخر، فيق ال العب ق أفع ه من : ، لكن قد يستدل بالآية على أن االله خل ا يعملون ا لم ان خالق إذا آدون المنحوتات، لزم أن يكون هو الخالق للتأليف الذي أحدثوه فيها، فإنها إنما صارت أوثانا بذلك التأليف، وإلا فهي ب

. ذلك ليست معمولة لهم، وإذا آان خالقا للتأليف، آان خالقا لأفعالهم

ى نفس مسمي ] الصنع [ و ] العمل [ و ] الفعل [ والمقصود أن لفظ ع عل اء والخياطة والنجارة تق ك آلفظ البن واع، وذل / أنا ] القول [ و ] لامالك [ و ] القراءة [ و ] التلاوة [ : المصدر، وعلي المفعول، وآذلك لفظ يقع على نفس مسمي المصدر وعلي م

مي ا مس راد به ا ي و، آم روء المتل رآن المق راءة نفس الق التلاوة والق راد ب لام، في ول والك ن نفس الق ذلك م يحصل ب . المصدر

ا فع : والمقصود هنا أن القائل إذا قال ذلك أنه إن أراد ب د؛ ف ي المصدر هذه التصرفات فعل االله أو فعل العب ل االله بمعن

ائر ة الله آس ة مخلوق ا مفعول ه أنه ل االله وأراد ب ال هي فع ن ق ن م ل، ولك لمين وبصريح العق اق المس ذا باطل باتف فه . المخلوقات فهذا حق

. إنه ليس الله فعل يقوم به، فلا فرق عنده بين فعله ومفعوله وخلقه ومخلوقه : ثم من هؤلاء من قال

د فهي : ذين يفرقون بين هذا وهذا فيقولونوأما الجمهور ال ا العب ه، وأم هذه مخلوقة الله مفعولة الله ليست هي نفس فعل

ين الفعل والمفعول الي ب فعله القائم به، وهي أيضا مفعولة له إذا أريد بالفعل المفعول، فمن لم يفرق في حق الرب تعق إنها فعل االله تعالي وليس لمسمي فعل االله عن : إذا قال ه بطري ة ل د ولا مفعول ا للعب ذ فلا تكون فعل ان، وحينئ ده معني

. هي فعل للرب وللعبد فأثبت مفعولا بين فاعلين : الأولي، وبعض هؤلاء قال

ين د ب ون في العب م يفرق ه، مع أنه ى مفعول وأآثر المعتزلة يوافقون هؤلاء على أن فعل الرب تعالى لا يكون إلا بمعن . وأشكلت المسألة على الطائفتين وحاروا فيها/ لهذا عظم النزاع الفعل والمفعول، ف

ال : وأما من قال ه ق يس هو نفس مخلوقات ات، : خلق الرب تعالى لمخلوقاته ل ائر المخلوق ة آس اد مخلوق ال العب إن أفع

زول إنها نفس : إنها نفس فعل الرب وخلقه، بل قال : ومفعولة للرب آسائر المفعولات، ولم يقل فعل العبد وعلي هذا ته، ولا : الشبهة؛ فإنه يقال وم ب د، وتق الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من آانت فعلا له، آما يفعلها العب

ره من ه في غي ا خلق يتصف بها من آانت مخلوقة له إذا آان قد جعلها صفة لغيره، آما أنه ـ سبحانه ـ لا يتصف بمم يكن هو الطعوم والألوان و ون الإنسان ل ق ل د خل ان ق إذا آ ك، ف ر ذل ادير والحرآات وغي روائح والأشكال والمق ال

م يكن تقبح، ل ذموم مس روه م ا هو مك المتلون به، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعما مرا أو صورة قبيحة ونحو ذلك ممببا : ومعني قبحها . هو متصفا بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة ا، وس آونها ضارة لفاعله

. لذمه وعقابه، وجالبة لألمه وعذابه، وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به، لا على الخالق الذي خلقها فعلا لغيره

ون ؤذ يقول ه : ثم على قول الجمهور الذين يقولون له حكمة فيما خلقه في العالم مما هو مستقبح وضار وم ه ل ا خلق فيموم، ومن ه من الأمراض والغم من هذه الأفعال القبيحة الضارة لفاعلها حكمة عظيمة، آما له حكمة عظيمة فيما خلق

. لا تعلل أفعاله لا يعلل لا هذا ولا هذا : يقول ا ووصبا ونصبا و نحو / ا وعطش ا وجوع ان يوضح ذلك أن االله ـ تعالى ـ إذا خلق في الإنسان عمي ومرض ك، آ ذل

ود . العبد هو المريض الجائع العطشان المتألم ه ولا يع اد إلي ا من الأذي والكراهة ع ا فيه ات وم ذه المخلوق فضرر هك ة . إلى االله ـ تعالى ـ شيء من ذل ك، هي أمور ضارة مكروه ر ونحو ذل م وآف ه من آذب وظل ق في ا خل ذلك م فك

Page 40: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا أن وهذا معني آونها سيئات وقبائح، أي أن . مؤذية ره وتضره، آم ا ـ غي ها تسوء صاحبها وتضره، وقد تسوء ـ أيض . مرضه ونتن ريحه ونحو ذلك قد يسوء غيره ويضره

الى ه تع ا في قول ى سبيل الجزاء، آم وقا عل را وفس د آف ب { : يبين ذلك أن القدرية سلموا أن االله قد يخلق في العب ونقل

ا { : ، وقوله ] .11 : الأنعام [ } آما لم يؤمنوا به أول مرة أفئدتهم وأبصارهم رة [ } في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض : البق ] .5 : الصف [ } فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم { : ، وقوله ] .1

ذ وم أن ه اب، وهي ثم إنه من المعل ا والعق ذم عليه ا ويستحق ال ه يجزي عليه با ل د وآس ا للعب ات تكون فعل ه المخلوقذا ه جزاء من ه ا يخلق القول فيم داء آ اد ابت ال العب ه من أعم ا يخلق ات فيم د أهل الإثب القول عن مخلوقة الله ـ تعالى ـ ف

ذا الوجه، وإن افترقا من وجه آخر، وهم لا يمكنهم أن يفرقوا بينهما بفرق ي ذا، وه ذا فعلا الله دون ه ى آون ه ود إل عإن هذا يحسن من االله ـ تعالى ـ لكونه جزاء للعبد، وذلك لا يحسن منه لكونه ابتداء : فعلا للعبد دون هذا، ولكن يقولون

. بما يضره وهم يقولون لا يحسن منه أن يضر الحيوان إلا بجرم سابق، أو عوض لاحق/للعبد

وق وأما أهل الإثبات لل وق ومخل ين مخل رق ب نهم لا يف ل م م الجمهور ـ . قدر، فمن لم يعل ة ـ وه ائلون بالحكم ا الق وأمه في : فيقولون الله ـ تعالى ـ فيما يخلقه من أذي الحيوان حكم عظيمة آما له حكم في غير هذا، ونحن لا نحصر حكمت

اس، ى الواحد من الن الى ـ عل اس الله ـ تع ذا قي ة الواحد من الثواب والعوض، فإن ه ه بحكم ة االله وعدل ل لحكم وتمثي . الناس وعدله

أنهم يصفون االله بما يخلقه في العالم؛ إذ ليس : والمعتزلة مشبهة في الأفعال معطلة في الصفات، ومن أصولهم الفاسدة

الم ه في الع ا يخلق ه، ويصفونه بم ه فيسمونه ب ائم ب ولهم عندهم صفة الله قائمة به ولا فعل ق ل ق تكلم بكلام : ، مث هو مذي : وقولهم . يخلقه في غيره، ومريد بإرادة يحدثها لا في محل وق ال إن رضاه وغضبه وحبه وبغضه هو نفس المخل

ولهم اب، وق واب والعق ك من : يخلقه من الث ال ذل اذب، وأمث ان هو الظالم الك ه لك د وآذب م العب ا لظل ان خالق و آ ه ل إنروا الأقوال التي إذا ا أظه يما لم يهم، لاس ة عل ر السلف والأئم تد نكي ذا اش ادها بالضرورة، وله تدبرها العاقل علم فس

ا ه هو م ان آلام و آ ه ل الى ـ وأن ار لكلام االله ـ تع ة هو إنك القول بأن القرآن مخلوق، وعلم السلف أن هذا في الحقيقبيح، يخلقه للزم أن يكون آل آلام مخلوق آلاما له، فيكون إنطاقه ل لجلود يوم القيامة، وإنطاقه للجبال والحصي بالتس

ا لكل ان خالق ه، وإذا آ ا ل ك آلام دي والأرجل ونحو ذل ول /وشهادة الأي ذا ق ه، وه ان آل آلام موجود آلام شيء آ : الحلولية من الجهمية آصاحب الفصوص وأمثاله، ولهذا يقولون

نظامهسواء علينا نثره و** وآل آلام في الوجود آلامه

ة في محل : وقد علم بصريح المعقول ق حرآ إذا خل ذلك المحل، ف أن االله تعالى إذا خلق صفة في محل آانت صفة ل

ا أو ق علم آان ذلك المحل هو المتحرك بها، وإذا خلق لونا أو ريحا في جسم آان هو المتلون المتروح بذلك، وإذا خلان هو قدرة أو حياة في محل آان ذلك المحل هو العا ا في محل آ ا وبغض ق إرادة وحب ذلك إذا خل لم القادر الحي، فك

د هو . المريد المحب المبغض ان العب را آ ا وآف ذبا وظلم ه آ ق ل إذا خل د هو الفاعل، ف ان العب د آ ق فعلا لعب وإذا خل . الكاذب الظالم الكافر، وإن خلق له صلاة وصوما وحجا آان العبد هو المصلي الصائم الحاج

واالله تعالى لا يوصف بشيء من مخلوقاته، بل صفاته قائمة بذاته، وهذا مطرد على أصول السلف وجمهور المسلمين

ر : من أهل السنة وغيرهم، ويقولون إن خلق االله للسماوات والأرض ليس هو نفس السماوات والأرض، بل الخلق غيين وافقوهم على إثبات صفات االله وأفعاله؛ فإن المعتزلة ومن المخلوق، لا سيما مذهب السلف والأئمة وأهل السنة الذ

ل م يق ى من ل ذا الأصل عل ه، : وافقهم من الجهمية والقدرية نقضوا ه وق آالأشعري ومن وافق ر المخل ق غي إن الخلة / : فقالوا رتم في الحرآ ا ذآ ره ـ آم ك المحل دون غي ى ذل ا عل اد حكمه م إذا قلتم إن الصفة إذا قامت بمحل ع والعل

ه يسمي عادلا الي، فإن ال االله تع ا من أفع دل والإحسان وغيرهم يكم بالع ك عل تقض ذل والقدرة وسائر الأعراض ـ ان . يعدل خلقه في غيره، محسنا بإحسان خلقه في غيره، فكذا يسمي متكلما بكلام خلقه في غيره

ذا الأصل، ويقو التزام ه ون ب رهم يجيب ون والجمهور من أهل السنة وغي ام بنفسه، : ل ذي ق دل ال ا بالع ان عادل ا آ إنم

ي . ومحسنا بالإحسان الذي قام بنفسه ة الت يم بالرحم وأما المخلوق الذي حصل للعبد فهو أثر ذلك، آما أنه رحمن رح

Page 41: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ي هي مسمي ى الصفة الت ارة عل ع ت ة، واسم الصفة يق ك الرحم ر تل و أث ة فه ه من الرحم ا يخلق ا م هي صفته، وأميقع تارة على الفعل وعلي المخلوق أخري، ] الخلق [ ويقع تارة على متعلقها الذي هو مسمي المفعول؛ آلفظ المصدر،

ارة ى المفعول ت ع عل را، ويق أمر أم والرحمة تقع على هذا وهذا، وآذلك الأمر يقع على أمره الذي هو مصدر أمر يوم و ] العلم [ وآذلك لفظ ] 38 : الأحزاب [ } وراوآان أمر الله قدرا مقد { : آقوله تعالي درة [ يقع على المعل ى ] الق ع عل تق

. المقدور ونظائر هذا متعددة

ه السلام ه ـ علي وق بقول ر مخل وقد استدل الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة في جملة ما استدلوا على أن آلام االله غيه : ونحو ذلك وقالوا ) تاماتأعوذ بكلمات االله ال ( : ـ الاستعاذة لا تحصل بالمخلوق، ونظير هذا قول النبي صلى االله علي

. ) اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك ( : وسلم ى ال / ق من المنتسبين إل ى فري سنة والهدي إلا ومن تدبر هذا الباب ونحوه وجد أهل البدع والضلال لا يستطيلون عل

ه وهم علي ا وافق يهم بم ك، فيحتجون عل بما دخلوا فيه من نوع بدعة أخري وضلال آخر، لا سيما إذا وافقوهم على ذلا فعلت القرامطة من ذلك، ويطلبون لوازمه، حتى يخرجوهم من الدين إن استطاعوا خروج الشعرة من العجين، آم

. طوائف المسلمين الباطنية والفلاسفة وأمثالهم بفريق فريق من

والمعتزلة استطالوا على الأشعرية ونحوهم من المثبتين للصفات والقدر بما وافقوهم عليه من نفي الأفعال القائمة باالله ره من الأمور إذا ـ تعالى ـ فنقضوا بذلك أصلهم الذي استدلوا به عليهم في أن آلام االله غير مخلوق، وأن الكلام وغي

ا ] مسألة القدر [ ه على ذلك المحل، واستطالوا عليهم بذلك في خلق بمحل عاد حكم ، واضطروهم إلى أن جعلوا نفس مدرة ق الق يفعله العبد من القبيح فعلا الله رب العالمين دون العبد، ثم أثبتوا آسبا لا حقيقة له، فإنه لا يعقل من حيث تعل

اس يسخرو ذا صار الن ون بالمقدور فرق بين الكسب والفعل؛ وله ذا، ويقول ال ه ا : ن بمن ق ة له ياء لا حقيق ة أش : ثلاث . طفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، وآسب الأشعري

زوم ين آل مل ع ب ادي يق ران الع ادي، والاقت ران الع واضطروهم إلى أن فسروا تأثير القدرة في المقدور بمجرد الاقت

يس جعل ه درة، فل دور والق ين المق ه ولازمه، ويقع ب ول وعلت ين المعل ع ب أولي من العكس، ويق ذا ب ؤثرا في ه / ذا محاق و إس ول، وأب ى ق ر إل و بك ي أب ر القاض ذا ف ا، وله اوز محله ده لا تتج اد عن درة العب ع أن ق ه م لة عن المنفصذ ى ه اقض، والكلام عل ول من التن ذا الق ا في ه ا رأوا م ول؛ لم ى ق الي الجويني إل و المع ا الإسفرائيني إلى قول، وأب

. مبسوط في موضعه، والمقصود هنا التنبيه

ل ] الرزق [ ولفظ ] الجبر [ ولفظ ] التأثير [ ومن النكت في هذا الباب أن لفظ ال القائ إذا ق ة، ف اظ مجمل هل : ونحو ذلك ألف : لفظ القدرة يتناول نوعين : قيل له أولا ؟ قدرة العبد مؤثرة في مقدورها أم لا

. القدرة الشرعية المصححة للفعل التي هي مناط الأمر والنهي : أحدهما

اني ا : والث أخر عنه دور لا يت ة للمق ي مقارن ي ه ل الت ة للفع ة الموجب درة القدري ه . الق ي قول ذآورة ف ي الم الأولي ه فالي بيلا { : تع ه س تطاع إلي ن اس ت م ج البي اس ح ى الن ه عل ران [ } ولل و آانت هي ] 97 : آل عم ذه الاستطاعة ل إن ه ، ف

ه زاد ان ل رك الحج، سواء آ م يحجج عاصيا بت المقارنة للفعل، لم يجب حج البيت إلا على من حج، فلا يكون من لا، ( : وراحلة وهو قادر على الحج أو لم يكن، وآذلك قول النبي صلى االله عليه وسلم لعمران بن حصين إن صل قائم ف

تطعتم { : ، وآذا قوله تعالي ) لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلي جنب ابن [ } فاتقوا الله ما اس ه صلى ] 16 : التغ ، وقولال ) إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ( : االله عليه وسلم ا : لو أراد استطاعة لا تكون إلا مع الفعل، لكان قد ق فعلوا ف

. له، وهذه الاستطاعة المذآورة في آتب الفقه ولسان العموم/منه ما تفعلون، فلا يكون من لم يفعل شيئا عاصيا

ون د أن : والناس متنازعون في مسمي الاستطاعة والقدرة، فمنهم من لا يثبت استطاعة إلا هذه، ويقول الاستطاعة لابإذا خاضوا مع تكون قبل الفعل، ومنهم من لا يثبت است طاعة إلا ما قارن الفعل، وتجد آثيرا من الفقهاء يتناقضون، فك، وإذا خاضوا في : من يقول من المتكلمين ـ المثبتين للقدر ـ ى ذل وهم عل ل، وافق إن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفع

. الفقه، أثبتوا الاستطاعة المتقدمة التي هي مناط الأمر والنهي

Page 42: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ي وعلي هذا تتف رع مسألة تكليف ما لا يطاق، فإن الطاقة هي الاستطاعة، وهي لفظ مجمل، فالاستطاعة الشرعية التي لا تكون ة الت ا الطاق هي مناط الأمر والنهي لم يكلف االله أحدا شيئا بدونها، فلا يكلف ما لا يطاق بهذا التفسير، وأم

بهذا الاعتبار، فإن هذه ليست مشروطة في شيء من الأمر إلا مقارنة للفعل، فجميع الأمر والنهي تكليف ما لا يطاق . والنهي باتفاق المسلمين

وم ى خلاف المعل ادر عل اط الأمر ؟ وآذا تنازعهم في العبد هل هو ق ي هي من درة الشرعية الت درة الق د بالق إذا أري ف

تطعتم فاتقوا الله ما ا { : والنهي آالاستطاعة المذآورة في قوله تعالى ابن [ } س و ] 16 : التغ اه، فه ره االله ونه ، فكل من أمم ول، فمن عل ة للمفع ي لا تكون إلا مقارن مستطيع بهذا الاعتبار، وإن علم أنه لا يطيعه، وإن أريد بالقدرة القدرية الت

. أنه لا يفعل الفعل، لم تكن هذه القدرة ثابتة له د ومن هذا الباب تنازع الناس في ا/ ا يري ه ؟ لأمر، والإرادة، هل يأمر بما لا يريد أو لا يأمر إلا بم إن الإرادة لفظ في ف

ن، : الإرادة الكونية الشاملة لجميع الحوادث، آقول المسلمين : يراد بالإرادة . إجمال م يك أ ل م يش ا ل ان وم ما شاء االله آه { : وآقوله تعالي ه أن يهدي رد الل ن ي ا فم ا آأنم يقا حرج دره ض ل ص له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس رح ص يش

ا { : ، وقول نوح ـ عليه السلام ـ ] 125 : الأنعام [ } يصعد في السماء م إن آ ح لك نفعكم نصحي إن أردت أن أنص ا ي ن ولولو { : ، ولا ريب أن االله يأمر العباد بما لا يريده بهذا التفسير والمعني، آما قال تعالي ] 34 : هود [ } الله يريد أن يغويكم

ا ، فدل على أنه لم يؤت آل نفس هداها مع أنه قد أمر آ ] 13 : السجدة [ } شئنا لآتينا آل نفس هداها داها، وآم ل نفس بهه أو غصبه، أو ليصلين ردن وديعت دا إن شاء االله، أو لي ه غ ن غريم االله ليقضين دي اتفق العلماء على أن من حلف بل م يفع ه إذا ل ه، فإن ره االله ب ا أم ك مم و ذل اء االله، ونح ان إن ش ومن رمض اء االله، أو ليص ر إن ش ر أو العص الظه

. إن شاء االله، فعلم أن االله لم يشأه مع أمره به : مره به لقولهالمحلوف عليه لا يحنث مع أن االله أ

نن { : وأما الإرادة الدينية، فهي بمعني المحبة والرضا، وهي ملازمة للأمر آقوله تعالي يريد الله ليبين لكم ويهديكم سان يفعل بعض : ، ومنه قول المسلمين ] 26 : النساء [ } الذين من قبلكم ويتوب عليكم ده االله ـ إذا آ يئا لا يري ذا يفعل ش ه

. الفواحش ـ أي أنه لا يحبه ولا يرضاه، بل ينهي عنه ويكرهه

دون ] الجبر [ وآذلك لفظ ال / فيه إجمال يراد به إآراه الفاعل على الفعل ب ا يق رأة عل : رضاه، آم ر الم ى إن الأب يجبيس ه، ول ا يفعل النكاح، واالله تعالى أجل وأعظم من أن يكون مجبرا بهذا التفسير فإنه يخلق للعبد الرضا، والاختيار بم

: ذلك جبرا بهذا الاعتبار، ويراد بالجبر خلق ما في النفوس من الاعتقادات والإرادات؛ آقول محمد بن آعب القرظي ار ا : الجب ى م اد عل ر العب ذي جب ه ـ . أرادال ى ـ رضي االله عن أثور عن عل دعاء الم ا في ال ى : وآم وب عل ار القل جب

. فطراتها، شقيها وسعيدها، والجبر ثابت بهذا التفسير

. فلما آان لفظ الجبر مجملا، نهي الأئمة الأعلام عن إطلاق إثباته أو نفيه

ا فيه إجمال، فقد يراد بلفظ الرزق ] الرزق [ وآذلك لفظ رزق، آم ما أباحه أو ملكه، فلا يدخل الحرام في مسمي هذا الالى ] 3 : البقرة [ } ومما رزقناهم ينفقون { : في قوله تعالى ه تع دآم { : ، وقول أتي أح ل أن ي ن قب اآم م ا رزقن ن م وا م وأنفق

ك ] 75 : النحل [ } ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا { : ، وقوله ] .1 : المنافقون [ } الموت ال ذل . ، وأمثوما { : وقد يراد بالرزق ما ينتفع به الحيوان وإن لم يكن هناك إباحة ولا تمليك، فيدخل فيه الحرام، آما في قوله تعالى

ا من داب ه رزقه ى الل ا عل ه السلام في الصحيح ] 6 : هود [ } ة في الأرض إل ه علي ه ( : ، وقول ه وأجل ه وعمل فيكتب رزق . ) وشقي أو سعيد

دم عن الأوزاعي ا تق ا آم ا أو إثبات ك نفي ولما آان لفظ الجبر والرزق ونحوهما فيها إجمال، منع الأئمة من إطلاق ذل

. إسحاق الفزاري وغيرهما من الأئمةوأبي ظ / ذا لف أثير [ وآ ع ] الت ول، والشرط م ع المعل ة م بب، والعل ع المس بب م دورها آالس ع مق درة م إن الق ال، ف ه إجم في

بابه، ك شرط للفعل وسبب من أس ه، فتل ة علي درة الشرعية المصححة للفعل المتقدم درة الق المشروط، فإن أريد بالقيس وعلة ناقصة ه ل وم أن ام، و معل له، وإن أريد بالقدرة القدرة المقارنة للفعل المستلزمة له، فتلك علة للفعل وسبب ت

Page 43: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

في المخلوقات شيء هو وحده علة تامة وسبب تام للحوادث ـ بمعني أن وجوده مستلزم لوجود الحوادث، بل ليس هذا . يكن إلا مشيئة االله تعالى خاصة، فما شاء االله آان وما لم يشأ لم

ام والشراب في الإشباع والإرواء ونحو وأما الأسباب المخلوقة آالنار في الإحراق، والشمس في الإشراق، والطعع ا موان ذا فلهم ذلك، فجميع هذه الأمور سبب لا يكون الحادث به وحده، بل لابد من أن ينضم إليه سبب آخر، ومع ه

ات واحد يصدر تمنعهما عن الأثر، فكل سبب فهو موقوف على وج يس في المخلوق ع، ول اء الموان ود الشروط وانتف . عنه وحده شيء

الوا ذين ق فة ال أ المتفلس ك خط ين ل ا يب ذا مم ة : وه ار الطبيعي ك بالآث روا ذل د، واعتب ه إلا واح در عن د لا يص الواح

اني . فاعل؛ آالنار : اأحدهم : آالمسخن والمبرد ونحو ذلك، فإن هذا غلط، فإن التسخين لا يكون إلا بشيئين ل؛ : والث قابإن ذلك الشمس، ف ه، وآ م تحرق اقوت ل ى السمندل والي ار إذا وقعت عل راق، وإلا فالن ل للسخونة والاحت آالجسم القاب

ر ع من السحاب والسقوف وغي ه موان ه الشعاع، ول ك، / شعاعها مشروط بالجسم المقابل للشمس الذي ينعكس علي ذل . روه في أنفسهم لا وجود له في الخارج، وقد بسط هذا في غير هذا الموضعفهذا الواحد الذي قد

دعون ي ي ات الت العقول المجردة، وآالكلي الوجود المجرد عن الصفات، وآ فة، آ فإن الواحد العقلي الذي يثبته الفلاس

ان لا ترآب الأنواع منها، وآالمادة والصورة العقليين، وأمثال ذلك لا وجود لها في الخارج، ب ا توجد في الأذه ل إنمذا الواحد لا إن ه ه من أهل الكلام، ف ه من يثبت ذي يثبت رد ال في الأعيان، وهي أشد بعدا عن الوجود من الجوهر الف

. حقيقة له في الخارج، وآذلك الجوهر آما قد بسط في موضعه

اء أن التأثير إذا فسر بوجود شرط الحادث أو سبب يتوقف حد : والمقصود هنا ى سبب آخر وانتف ه عل وث الحادث بموانع ـ وآل ذلك بخلق االله تعالى ـ فهذا حق، وتأثير قدرة العبد في مقدورها ثابت بهذا الاعتبار، وإن فسر التأثير بأن المؤثر مستقل بالأثر من غير مشارك معاون، ولا معاوق مانع، فليس شيء من المخلوقات مؤثرا، بل االله وحده خالق

ا { لا شريك له ولا ند له، فما شاء االله آان وما لم يشأ لم يكن آل شيء ا وم ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ي { ، ] 2 : فاطر [ } يمسك فلا مرسل له من بعده ه ل ن دون الل ماوات قل ادعوا الذين زعمتم م ي الس ال ذرة ف ون مثق ملك

ه . ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ن أذن ل ا لم ده إل فاعة عن ع الش ا تنف بأ [ } ول ، 22 : سن قل أفرأيتم ما تدع { ، ] 23 ل ه ة ه ي برحم ره أو أرادن فات ض ن آاش ل ه ر ه ه بض ي الل ه إن أرادن ن دون الل ون م

. ، ونظائر هذا في القرآن آثيرة ] 38 : الزمر [ } ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوآل المتوآلون

ائفتين، فمن ] التأثير [ فإذا عرف ما في لفظ ين الط دل المتوسط ب من الإجمال والاشتراك، ارتفعت الشبهة وعرف العدرة : قال م يخصه االله بق ان، وإن المؤمن ل إن المؤمن والكافر سواء فيما أنعم االله عليهما من الأسباب المقتضية للإيم

ل ولا إرادة آمن بها، وأن العبد إذا ف اد، وقي وم الفس ه معل عل لم تحدث له معونة من االله وإرادة لم تكن قبل الفعل، فقوله، : لهؤلاء ه أن االله أحدث م ب ره يعل الى أحدث غي م أن االله تع ه يعل ا ب ات، فكل م فعل العبد من جملة الحوادث والممكن

ه فكون العبد فاعلا بعد أن لم يكن أمر ممكن حادث، فإن أمكن صدور هذا المم دون محدث واجب يحدث كن الحادث ب . ويرجح وجوده على عدمه أمكن ذلك في غيره، فانتقض دليل إثبات الصانع

ه رجيح أحد مقدوري ه ت ار يمكن ادر المخت ولا ريب أن آثيرا من متكلمة الإثبات القائلين بالقدر، سلموا للمعتزلة أن الق

ا ألة إحداث الع ع : لمعلى الآخر بلا مرجح، وقالوا في مس ى جمي بتها إل ي نس ة الت ار أو الإرادة القديم ادر المخت إن القبب اقتضي دوث س لا ح ه ب ذي رجحت ت ال ي الوق ات ف ن الممكن ا م دة رجحت أنواع بة واح ة نس وادث والأزمن الح

اعت رجح بلا مرجح آخر، ف رض الرجحان، وادعوا أن القادر المختار يمكنه الترجيح بلا مرجح، أو الإرادة القديمة تأن االله يحدث الحوادث ائلين ب ق /عليهم هناك من نازعهم من أهل الملل والفلاسفة الق وم بنفسه، وأن االله خل ال تق بأفع

ام الوا . السموات والأرض وما بينهما في ستة أي الم ق دم الع ائلين بق اد بالضرورة، : والق وم الفس وه معل ذي قلتم ذا ال ه . سبب، والترجيح بلا مرجح، و ذلك يسد باب إثبات الصانع وتجويز هذا يقتضي حدوث الحوادث بلا

ه من : ثم إن هؤلاء المثبتين للقدر احتجوا بهذه الحجة على نفاة القدر، وقالوا د ل م يكن لاب د أن ل د بع حدوث فعل العب

ك المحدث المرجح د وجود ذل ا، وعن ام يجب محدث مرجح تام غير العبد، فإن ما آان من العبد فهو محدث أيض التوجود فعل العبد، وهذا الذي قالوه حق وهو حجة قاطعة على القدرية والمعتزلة، لكنهم نقضوه وتناقضوا فيه في فعل

Page 44: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

رق ذا الف ان ه إن آ ذات، ف ين الموجب بال ادر وب ين فعل الق ة فرقت ب اك أن البديه وا هن الي، وادع ارك وتع رب تب القول القدرية، وإن آان باطلا، بطل قولهم في إحداث االله وفعله للعالم، صحيحا، بطلت حجتهم على المعتزلة ولم يبطل

وم ام أمر معل رجح ت ه إلا بم ى عدم رجح وجوده عل أن الممكن لا يت ول ب إن الق ر، ف ي نفس الأم ذا هو الباطل ف وهو ك يبطل ق ذآور باطل، وذل الفرق الم ه، ف ام لا تخصيص في أن بالفطرة الضرورية لا يمكن القدح فيه، وهو ع لهم ب

. خلق العالم هو العالم، وأنه حدث بعد أن لم يكن بغير سبب حادث

ا : ومن قال بابا، أو أن وجوده ات ليست أس ا المخلوق الى ـ به ق االله ـ تع ي خل ا من الأسباب الت د وغيره إن قدرة العبفي خلق االله وشرعه من الأسباب عادي آاقتران الدليل بالمدلول؛ فقد جحد ما / آعدمها، وليس هناك إلا مجرد اقتران

ل ا عن الرجل يعق والحكم والعلل، ولم يجعل في العين قوة تمتاز بها عن الخد تبصر بها، ولا في القلب قوة يمتاز بهائع ام المطبوعة من الطب ي الأجس ا ف رون م ا، وهؤلاء ينك راب تحرق به ا عن الت از به وة تمت ار ق ي الن ا، ولا ف به

. والغرائز

. تكلم قوم من الناس في إبطال الأسباب والقوي والطبائع فأضحكوا العقلاء على عقولهم : الفضلاء قال بعض

شبعت عنده ورويت عنده؛ فإن : إنه شبع بالخبز، وروي بالماء، يقول : لا ينبغي للإنسان أن يقول : ثم إن هؤلاء يقولونإن االله يخلق الشبع والري ونحو ذلك من الحوادث عند هذه اب والسنة ف المقترنات بها عادة، لا بها، وهذا خلاف الكت

د { : االله تعالى يقول قناه لبل ا س ه وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقال ا ب ت فأنزلن ميه { : ، وقال تعالي ] 57 : الأعراف [ الآية } من آل الثمرات الماء فأخرجنا به ا ب اء فأحي ن م ماء م ن الس ه م وما أنزل الل

رة [ } الأرض بعد موتها وبث فيها من آل دابة الي ] 164 : البق ال تع اتلوهم يع { : ، وق ديكم ق ه بأي ة [ } ذبهم الل ، ] 14 : التوبال ن { : وق ذاب م ه بع يبكم الل م أن يص ربص بك ن نت نيين ونح دي الحس ا إح ا إل ون بن ل تربص ل ه ديناق ده أو بأي } عن

الي ] 9 : ق [ } زلنا من السماء ماء مبارآا فأنبتنا به جنات وحب الحصيدون { : ، وقال ] 52 : التوبة [ ال تع ذي { : ، وق و ال وهيء ام [ } أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات آل ش الى ] 99 : الأنع ال تع م ت { : ، وق اء أل ماء م ن الس زل م ه أن ر أن الل

الي ] 27 : فاطر [ } فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ه { : ، وقال تع راب ومن ه ش م من اء لك ماء م ن الس زل م ذي أن و ال هيمون ه تس جر في م . ش ت لك رات ينب ل الثم ن آ اب وم ل والأعن ون والنخي زرع والزيت ه ال ال ] 11، .1 : النحل [ } ب ، وق

ا { : تعالي رب مثل تحيي أن يض ا يس ه ل ه } إن الل ي قول را { : إل ه آثي دي ب را ويه ه آثي ل ب رة [ } يض ال ] 26 : البق د { : ، وق قين اب مب ور وآت ه ن لام . جاءآم من الل بل الس وانه س ع رض ن اتب ه م ه الل دي ب دة [ } يه ذا في ] 16، 15 : المائ ل ه ومث

ه لم آقول ه وس وتن ( : القرآن آثير، وآذلك في الحديث عن النبي صلى االله علي ى لا يم ه حت وني ب نكم، إلا آذنتم أحد ملم ) أصلي عليه، فإن االله جاعل بصلاتي عليه برآة ورحمة ه وس ال صلى االله علي ى ( : ، وق وءة عل ور ممل ذه القب إن ه

. ، ومثل هذا آثير ) أهلها ظلمة وإن االله جاعل بصلاتي عليهم نورا

ون ونظير هؤلاء، الذين أبطلوا الأسباب المقدرة في خلق االله ذين يظن ، من أبطل الأسباب المشروعة في أمر االله، آالم يكن ك، وإن ل دون ذل درا حصل ب ان مق رات، إن آ ك من الخي ر ذل ال الصالحة وغي دعاء والأعم أن ما يحصل بال

لم ه وس اب : مقدرا لم يحصل بذلك، وهؤلاء آالذين قالوا للنبي صلى االله علي ى الكت دع العمل ونتكل عل ال ف ؟ أفلا ن : ق . ) لا، اعملوا فكل ميسر لماخلق له (

در االله : وفي السنن أنه قيل رد من ق ا، هل ت اة نتقيه ا، وتق ا، ورقي نسترقي به داوي به ة نت يارسول االله، أرأيت أدوي

در االله ( : فقال ؟ شيئا اء ) هي من ق ال من العلم ال من ق ذا ق ى الأسباب شرك في ا : ؛ وله ات إل د، الالتف ومحو / لتوحي . الأسباب أن تكون أسبابا تغيير في وجه العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع

ل ال القائ إذا ق ذا، ف ببا له ذا س ببات، وجعل ه ق الأسباب والمس دون : واالله ـ سبحانه ـ خل درا حصل ب ذا مق ان ه إن آ

لم السبب وإلا لم يحصل، جوابه أنه مقدر بالسبب ول ه وس ي صلى االله علي ال النب ا ق دون السبب، آم إن ( : يس مقدرا بائهم م في أصلاب آب ا وه م له ار أهلا خلقه ق للن ال ) االله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخل ، وق

عمل أهل السعادة، وأما من اعملوا فكل ميسر لماخلق له أما من آان من أهل السعادة فسييسر ل ( : صلى االله عليه وسلم . ) آان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة

Page 45: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال ه ـ ق ن مسعود ـ رضي االله عن لم ـ وهو الصادق : وفي الصحيحين عن اب ه وس دثنا رسول االله صلى االله علي حل ( : المصدوق ـ ة مث ل إن أحدآم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علق م يكون مضغة مث ك، ث ذل

روح : فيقال : ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع آلمات ه ال ، ) اآتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فياب ( : قال ه الكت ا إلا ذراع، فيسبق علي ه وبينه ا يكون بين ى م فوالذي نفسي بيده، إن أحدآم ليعمل بعمل أهل الجنة حت

ه فيعمل بعمل ا إلا ذراع، فيسبق علي ه وبينه ا يكون بين ى م ار حت أهل النار فيدخلها، وإن أحدآم ليعمل بعمل أهل الن . ) الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

ه / ذي يعمل ار بالعمل ال دخل الن ذا ي ه، وه فبين صلى االله عليه وسلم أن هذا يدخل الجنة بالعمل الذي يعمله ويختم له ب

ع ) إنما الأعمال بالخواتيم ( : به، آما قال صلى االله عليه وسلمويختم له ؛ وذلك لأن جميع الحسنات تحبط بالردة، وجميال الصلاة بطل ل آم دا قب ل الغروب، أو صلى وأحدث عم م أفطر قب السيئات تغفر بالتوبة، ونظير ذلك من صام ث

. عمله

دره وشرعه وبالجملة، فالذي عليه سلف الأمة وأئمتها ما ب ره بق ق االله وأم ون بخل عث االله به رسله وأنزل آتبه، فيؤمني ة الأول ال في الآي ا ق ة، آم ة والديني ه الكوني ديني وإرادت ه ال وني وحكم رح { : بحكمه الك ه يش ه أن يهدي رد الل ن ي فم

ه ] 125 : الأنعام [ } ره ضيقا حرجا آأنما يصعد في السماءصدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صد ، وقال نوح عليالى في الإرادة ] 34 : هود [ } ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن آان الله يريد أن يغويكم { : السلام ال تع ، وقن { : ، وقال ] 185 : البقرة [ } يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { : الدينية ذين م نن ال ديكم س م ويه ين لك يريد الله ليب

رآم { : ، وقال ] 26 : النساء [ } قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم د ليطه ن يري رج ولك ن ح يكم م ل عل ه ليجع ما يريد الل . ] 6 : المائدة [ } وليتم نعمته عليكم

و، وهم مع إقرارهم بأن االله خالق آل شيء وربه ومليكه، وأنه خلق الأشياء بقدرته ومشيئته، يقرون بأ ه إلا ه نه لا إل

ه، ون إلي ه، وينيب ون علي ونه، ويتكل ه ويخش ه ويرجون له، ويحبون ون رس ه ويطيع ره، ويطيعون ادة غي تحق العب لا يسورضاه بذلك، وبغضه لما نهي عنه، / ويوالون أولياءه، ويعادون أعداءه، ويقرون بمحبته لما أمر به ولعباده المؤمنين

أن االله أشد فرحا بتوبة ( : يقرون بما استفاض عن النبي صلى االله عليه وسلم منوللكافرين وسخطه لذلك ومقته له، وال تحت شجرة، عبده التائب من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة، عليها طعامه وشرابه، فطلبها فلم يجدها، فق

. ) براحلتهفلما استيقظ إذا بدابته عليها طعامه وشرابه، فاالله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا

الي ال تع المين { : فهو إلههم الذي يعبدونه وربهم الذي يسألونه آما ق ه رب الع د لل ه } الحم ى قول اك { : إل د وإي اك نعب إيذ ] 5-2 : الفاتحة [ } نستعين ال ال ال الحب مع آم ادة تجمع آم ا ، فهو المعبود المستعان، والعب ه أعظم مم م يحبون ل، فه

د { : يحب آل محب محبوبه آما قال تعالي ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم آحب الله والذين آمنوا أش، آما في الصحيحين عن النبي صلى االله عليه وسلم ، وآل ما يحبونه سواه، فإنما يحبونه لأجله ] 165 : البقرة [ } حبا للهمن آان االله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن آان يحب المرء لا : ثلاث من آن فيه وجد حلاوة الإيمان ( : أنه قال

ار ي في الن ره أن يلق ا يك ه آم ذه االله من د إذ أنق ر بع ره أن يرجع في الكف ان يك ه إلا الله، ومن آ الترمذي ، وفي ) يحبره د ( : وغي ع الله، فق ن أحب الله وأبغض الله وأعطي الله ومن ي االله، وم بغض ف ي االله وال ان الحب ف رى الإيم ق ع أوث

. ) استكمل الإيمان

وهو ـ سبحانه ـ يحب عباده المؤمنين، وآمال الحب هو الخلة التي جعلها االله لإبراهيم ومحمد صلى االله عليهما وسلم، ال / اتخذ إبراهيم خليلا، واستفاضفإن االله ه ق ر وجه أن لم في الصحيح من غي ه وس إن االله ( : عن النبي صلى االله علي

ا راهيم خليل ال ) اتخذني خليلا آما اتخذ إب ا، ولكن ( : ، وق ا بكر خليل ا لاتخذت أب ذا من أهل الأرض خليل و آنت متخ لب ، يعني نفسه؛ ولهذا ات ) صاحبكم خليل االله ة أن االله نفسه يح ائر أهل السنة وأهل المعرف ا وس فق سلف الأمة وأئمته

. ويحب

د ه خال ن صفوان ـ فضحي ب وأنكرت الجهمية ومن اتبعهم محبته، وأول من أنكر ذلك الجعد بن درهم ـ شيخ الجهم به زعم أن أيها الناس، ضحوا تقبل االله ضحاياآم، : بن عبد االله القسري بواسط وقال م، إن ن دره د ب ح بالجع إني مض ف

. ثم نزل فذبحه . االله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسي تكليما، تعالى االله عما يقول الجعد علوا آبيرا

Page 46: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الي ال تع اس؛ ق ا للن ه االله إمام ذي جعل راهيم ال ة إب ذا أصل مل ه ب { : وه راهيم رب ى إب ي وإذ ابتل ال إن أتمهن ق ات ف كلما { : ، وقال ] 124 : البقرة [ } جاعلك للناس إماما راهيم حنيف ة إب ع مل ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتب

. ] 125 : النساء [ } واتخذ الله إبراهيم خليلا

ه، فمن أحب االله : ومن قال ع لمحبت ه تب ة التقرب إلي إن محب إن المراد بمحبة االله محبة التقرب إليه، فقوله متناقض؛ فره ل أم نفسه، أحب التقرب إليه، ومن آان لا يحبه نفسه، امتنع أن يحب التقرب إليه، وأما من آان لا يطيعه ولا يمتث

جعل طاعة االله وسيلة إليه، وقد / آخر، فهو في الحقيقة إنما يحب ذلك الغرض الذي عمل لأجله، وقد إلا لأجل غرضيا أهل الجنة، إن لكم : إذا دخل أهل الجنة الجنة نادي مناد ( : ثبت في الصحيح عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال

ة ؟ ويثقل موازيننا ؟ ألم يبيض وجوهنا ؟ ما هو : عند االله موعدا يريد أن ينجزآموه فيقولون دخلنا الجن ا من ؟ وي ويجرن . ) فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وهو الزيادة ؟ النار

تهم فأخبر أن النظر إليه أحب إليهم من آل ما يتنعمون به، ومحبة النظر إليه تبع لمحبته، فإنما أحبو ه لمحب ا النظر إلي

ه، ذآره ومناجات ذة وسرورا ب ه، ول ا بمعرفت ذآره وتنعم ة ب ة االله، وطمأنين ه محب إياه، وما من مؤمن إلا ويجد في قلبال ذا ق وذلك يقوي ويضعف، ويزيد وينقص بحسب إيمان الخلق، فكل من آان إيمانه أآمل آان تنعمه بهذا أآمل؛ وله

ال ـ وجعلت ( : ث الذي رواه أحمد وغيرهصلى االله عليه وسلم في الحدي م ق اآم النساء والطيب ـ ث ى من دني حبب إلي الصلاة ي ف رة عين ول ) ق لم يق ه وس ان صلى االله علي لال ( : ، وآ ا ب ا بالصلاة ي ذا . ) أرحن ر ه ي غي ذا مبسوط ف وه

. الموضع

ا في والمقصود هنا أن عباده المؤمنين يحبونه وهو يحبهم ـ سبحانه ه، آم ا يحب م لم ه بحسب فعله بهم ل الى ـ وح وتعال لم ق ه وس ي صلى االله علي رة، عن النب ي هري اري عن أب الي ( : صحيح البخ ول االله تع د : يق ا فق ي ولي ادي ل ن ع م

ى ل حت ى بالنواف دي يتقرب إل زال عب ه، ولا ي ا افترضت علي ل أداء م دي بمث ى عب بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلا، / إذا أحببته؛ آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصرأحبه، ف به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي به

رددت عن ا ت ه، وم تعاذني لأعيذن ئن اس ه، ول ألني لأعطين ئن س فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ول . ) اءته ولابد له منهشيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأآره مس

ا : فقد بين د لم ده بحسب فعل العب أن العبد إذا تقرب إلى االله بما يحبه من النوافل بعد الفرائض أحبه االله، فحب االله لعب

ه ان حب ؤمنين، فك اده الم يحبه االله، وما يحبه االله من عبادته وطاعته فهو تبع لحب نفسه، وحب ذلك هو سبب حب عب . ا لحب نفسهللمؤمنين تبع

ا في ى نفسه، آم ي عل ا أثن ل هو آم ه، ب اء علي فالمؤمنون وإن آانوا يحمدون ربهم ويثنون عليه، فهم لا يحصون ثن

ول ان يق ه آ لم أن ه وس ه صلى االله علي ي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من ( : الحديث الصحيح عن م إن اللهال ) أنت آما أثنيت على نفسك عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك، ه ق ه في الصحيح أن لا أحد ( : ، وقد ثبت عن

إن ربك ( : إني حمدت ربي بمحامد فقال : وقال له الأسود بن سريع . ) أحب إليه المدح من االله، من أجل ذلك مدح نفسهى نفسه ، فهو يحب حمد العباد له وحمده لنفسه أعظم من حمد العباد له ) يحب الحمد اؤه عل ه، وثن اءهم علي ، ويحب ثن

م بنفسه من آل أحد، وهو الموصوف أعظم من ثنائهم عليه، وآذلك حبه لنفسه وتعظيمه لنفسه، فهو ـ سبحانه ـ أعلاء رداؤه ة إزاره والكبري ق، فالعظم ول الخلائ ا عق ي لا تبلغه ال الت ي صلى االله . بصفات الكم وفي الصحيح عن النب

ات { : قرأ على المنبرأنه /عليه وسلم ماوات مطوي ة والس وم القيام ته ي ا قبض أرض جميع دره وال ق ق ه ح وما قدروا اللول ( : ، قال ] 67 : الزمر [ } بيمينه سبحانه م يق م يهزهن، ث ا : يقبض االله الأرض، ويطوي السموات بيمينه ث ا أن ك، أن المل

ة ) القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا، أنا الذي أعيدها يمجد ( : ، وفي روايى أحد ) الرب نفسه سبحانه اج إل ، فهو يحمد نفسه ويثني عليها، ويمجد نفسه سبحانه وتعالي، وهو الغني بنفسه لا يحتأن { اه فقير إليه غيره، بل آل ما سو ي ش رحمن [ } يسأله من في السماوات والأرض آل يوم هو ف ، وهو الأحد ] 29 : ال

. الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له آفوا أحد

ين ونحو ال فإذا فرح بتوبة التائب وأحب من تقرب إليه بالنوافل ورضي عن السابقين الأول م يجز أن يق ك، ل هو : ذله ا يحب وا م مفتقر في ذلك إلى غيره ولا مستكمل بسواه، فإنه هو الذي خلق هؤلاء وهو الذي هداهم وأعانهم حتى فعل

. ويرضاه ويفرح به

Page 47: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ي والآخرة، ول د في الأول ه الحم ه، ول ك لا شريك ل فهذه المحبوبات لم تحصل إلا بقدرته ومشيئته و خلقه، فله المل

. الحكم وإليه ترجعون

. فهذا ونحوه يحتج به الجمهور الذين يثبتون لأفعاله حكمة تتعلق به يحبها ويرضاها ويفعل لأجلها : إن هذا يقتضي أنه مستكمل بغيره، فيكون ناقصا قبل ذلك، عنه أجوبة : وقول القائل : قالوا/

ذا، ونحن لا أن هذا منقوض بنفس ما يفعله من المفع : أحدها ا عن ه ان جواب ا في المفعولات آ ان جواب ا آ ولات، فم . نعقل في الشاهد فاعلا إلا مستكملا بفعله

. آماله أن يكون لا يزال قادرا على الفعل بحكمة، فلو قدر آونه غير قادر على ذلك لكان ناقصا : أنهم قالوا : الثاني

م يكن في . مل بغيره باطل، فإن ذلك إنما حصل بقدرته ومشيئته لا شريك له في ذلك إنه مستك : قول القائل : الثالث فل

ل : ذلك محتاجا إلى غيره، وإذا قيل و قي ا ل ان آم ره، آ ى غي ه إل اج في ذي لا يحت ه ال آمل بصفاته أو آمل : آمل بفعل . بذاته

ة آان قبل ذلك ناقصا إن أراد به عدم : قول القائل : الرابع ذي اقتضت الحكم ل الوقت ال ما تجدد فلا نسلم أن عدمه قب

م : وجوده فيه يكون نقصا، وإن أراد بكونه ناقصا معنى غير ذلك فهو ممنوع، بل يقال ذي ل عدم الشيء في الوقت اليء تقتض الحكمة وجوده فيه من الكمال، آما أن وجوده في وقت اقتضاء الحكمة وجوده فيه آمال، فليس عدم آل ش

ذه الأمور / نقصا، بل عدم ما يصلح وجوده ين أن وجود ه ا لا يصلح وجوده نقص فتب ا أن وجود م نقص، آم هو الة الى موصوفا بالصفات الثبوتي حين اقتضت الحكمة عدمها هو النقص، لا أن عدمها هو النقص؛ ولهذا آان الرب تع

ا أن المتضمنة لكماله، وموصوفا بالصفات السلبية المستلزمة لكم ال آم اله أيضا، فكان عدم ما ينفي عنه هو من الكمادة يس آل زي ا، ول ال ونحوه ذلك في الأفع ذا في الصفات، فك ل ه ل مث ال، وإذا عق ه من الكم وجود ما يستحق ثبوتر من ك في آثي ل ذل ل مث ا يعق د، آم ال المزي ا في آم ادات تكون نقص ر من الزي ل آثي ال، ب ذهن من الكم يقدرها ال

ات، والإنسان قد يكون وجود أشياء في حقه في وقت نقصا وعيبا، وفي وقت آخر آمالا ومدحا في حقه، آما الموجود . يكون في وقت مضرة له وفي وقت منفعة له

ل : الخامس ة العق ا ببديه ان معلوم ك آ ى ذل در عل ة، ومن لا يق أن . أنا إذا قدرنا من يقدر على إحداث الحوادث لحكمادر ع ك الق ى ذل درة عل ة، وإذا آانت الق ا إلا حوادث لا تكون قديم ل، مع أن الحوادث لا يمكن وجوده ك أآم ى ذل ل

ذي أآمل، وهذا المقدور لا يكون إلا حادثا آان وجوده هو الكمال، وعدمه قبل ذلك من تمام الكمال، إذ عدم الممتنع ال . هو شرط في وجود الكمال من الكمال

رق لاث ف ا ث م هن م ه ول : ث ة تق وت : فرق ه يم م أن ن عل زل راضيا عم م ي ديم، ول ذا ق ه ورضاه ونحو ه ه وحب إرادت

اء /مؤمنا،ولم يزل ساخطا على من علم أنه يموت ة وأهل الحديث والفقه ه من الكلابي ك من يقول ول ذل ا يق آافرا، آمة والصوفية، فهؤلاء لا يلزمهم التسلسل لأجل حلول الحوادث؛ لكن يعارضهم ازعونهم في الحكم ذي ين رون ال الأآث

م الوا له إنهم ق ازعونهم في الإرادة، ف ا ين ة : المحبوبة، آم ع الأزمن ى جمي بتها إل زل ونس م ت ة ل إذا آانت الإرادة قديم . والحوادث سواء، فاختصاص زمان دون زمان بالحدوث ومفعول دون مفعول، تخصيص بلا مخصص

م المعارضون الإرادة من شأنه : قال أولئك ذا : ا أن تخصص، قال له ا تخصيص ه أنها جنس التخصيص، وأم من ش

الإرادة دون الآخر د من سبب يوجب اختصاص أحدهما ب ل لاب وازم الإرادة، ب . المعين على هذا المعين فليس من لضى التخصيص، وإلا والإنسان يجد من نفسه أنه يخصص بإرادته، ولكنه يعلم أنه لا يريد هذا دون هذا إلا لسبب اقت

فلو تساوى ما يمكن إرادته من جميع الوجوه، امتنع تخصيص الإرادة لواحد من ذلك دون أمثاله، فإن هذا ترجيح بلا ه : مرجح، ومتى جوز هذا انسد باب إثبات الصانع، قالوا ومن تدبر هذا وأمعن النظر فيه علمه حقيقة، وإنما ينازع في

. غير اعتبار لحقيقتهمن يقلد قولا قاله غيره من

Page 48: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه : وهكذا يقول لهم الجمهور إذا أحدث ه، ف ل أن يحدث ه قب ا يحدث ا بم ا وفرح ه ومحب إذا آان االله ـ تعالى ـ راضيا في أزلتم ؟ هل حصل بإحداثه حكمة يحبها ويرضاها ويفرح بها أو لم يحصل إلا ما آان في الأزل إن قل ا : ف م يحصل إلا م ل

امتنع أن تكون المفعولات فعلت لكي يحصل الأزل، /آان في قيل ذاك آان حاصلا بدون ما أحدثه من المفعولات، فذاك، فقولكم آما تضمن أن المفعولات تحدث بلا سبب يحدثه االله تعالى يتضمن أنه يفعلها بلا حكمة يحبها ويرضاها،

. حصل الفعل إلا بهافقولكم يتضمن نفي إرادته المقارنة ومحبته وحكمته التي لا ي : قالوا

الوا . إن الحكمة المتعلقة به تحصل بمشيئته وقدرته آما يحصل الفعل بمشيئته وقدرته : والفرقة الثانية قالوا ام : ق وإن قه ه بذات ه وتسمى . ذلك بذاته، فهو آقيام سائر ما أخبر به من صفاته وأفعال ال ب ام الصفات والأفع ة تنفي قي والمعتزل

ولهم : عراضا والأفعال حوادث، ويقولونالصفات أ ة ق م يعرف حقيق لا تقوم به الأعراض ولا الحوادث، فيتوهم من لة، أنهم ينزهون االله ـ تعالى ـ عن النقائص والعيوب والآفات، ولا ريب أن االله يجب تنزيهه عن آل عيب ونقص وآف

لكمال آمالا يدرك الخلق حقيقته، منزه عن آل نقص فإنه القدوس السلام الصمد السيد الكامل في آل نعت من نعوت اه، تنزيها لا يدرك الخلق آماله، وآل آمال ثبت لموجود من غير استلزام نقص، فالخالق تعالى أحق به وأآمل فيه من

. وآل نقص ينزه عنه مخلوق فالخالق أحق بتنزيهه عنه وأولى ببراءته منه

رهم في تفسير روينا من طريق غير واحد آعثمان بن س ي بكر البيهقي وغي ري، وأب ر الطب عيد الدارمي، وأبي جعفد : قال } الصمد { : علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ذي ق ؤدده، والشريف ال د آمل في س السيد الذي ق

اه، في شرفه، والعظيم الذي قد آمل في عظمته، والحكيم الذي قد آمل في حكمته، وا/ آمل لغني الذي قد آمل في غند آمل والجبار الذي قد آمل في جبروته، والعالم الذي قد آمل في علمه، والحليم الذي قد آمل في حلمه، وهو الذي قه شيء، سبحانه يس آمثل ؤ، ول ه آف يس ل ه، ل في أنواع الشرف والسؤدد،وهو االله عز وجل ،هذه صفة لا تنبغي إلا ل

. الواحد القهار

ال وهذا ا ه : لتفسير ثابت عن عبد االله بن أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة الوالبي، لكن يق إنال ه ق ر أن ن جبي : الصمد : لم يسمع التفسير من ابن عباس، ولكن مثل هذا الكلام ثابت عن السلف، وروى عن سعيد ب

. السيد الذي انتهى سؤدده : الصمد : ق بن سلمة ـ أنه قالوثبت عن أبي وائل ـ شقي . الكامل في صفاته وأفعاله

د والحسن ر ومجاه ن جبي ن المسيب وسعيد اب ر من السلف، آسعيد ب ه آثي ا قال وهذه الأقوال وما أشبهها لا تنافي مد االله ن مسعود وعن عب ول عن اب ذا منق ه، وه ذي لا جوف ل ن والسدي والضحاك وغيرهم، من أن الصمد هو ال ب

. بريدة عن أبيه موقوفا أو مرفوعا، فإن آلا القولين حق آما بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع

ذلك لفظ الحوادث والمحدثات، ولفظ الأعراض في اللغة، قد يفهم منه ما يعرض للإنسان من الأمراض ونحوها، وآدع / قد يفهم ما يحدثه الإنسان من ة والب ال المذموم ا يحدث للإنسان من الأمراض الأفع ي ليست مشروعة، أو م الت

؟ ونحو ذلك، واالله ـ سبحانه وتعالى ـ يجب تنزيهه عما هو فوق ذلك مما فيه نوع نقص فكيف تنزيهه عن هذه الأمور وم : ولكن لم يكن مقصود المعتزلة بقولهم دهم لا يق ه، فعن ه هو منزه عن الأعراض والحوادث إلا نفي صفاته وأفعال ب

ان ولا مجىء علم ولا قدرة ولا مشيئة ولا رحمة ولا حب ولا رضى ولا فرح ولا خلق ولا إحسان ولا عدل ولا إتي . ولا نزول ولا استواء ولا غير ذلك من صفاته وأفعاله

ازعهم في وجماهير المسلمين يخالفونهم في ذلك، ومن الطوائف من ينازعهم في الصفات دون الأفعال، ومنهم من ين

ول دثا، : بعض الصفات دون بعض، ومن الناس من ينازعهم في الفعل القديم ويق ان المفعول مح ديم وإن آ ه ق إن فعل . آما يقول في نظير ذلك من يقوله في الإرادة، وبسط هذه الأقوال وذآر قائليها وأدلتهم مذآور في غير هذا الموضع

. اس عن السؤال المذآوروالمقصود هنا التنبيه على مجامع أجوبة الن

الوا : وهذا الفريق الثاني إذا قال لهم الناس ول في حدوث : إذا أثبتم حكمة حدثت بعد أن لم تكن، لزمكم التسلسل، ق الق

د أن هذه الحكمة آالقول في حدوث سائر ما أحدثه من المفعولات، ونحن نخاطب من يسلم لنا أنه أحدث المحدثات بعه / إنه أحدثها بحكمة حادثة، لم يكن له أن : نالم تكن، فإذا قل ول ل ل نق تلزم التسلسل، ب ول في حدوث : يقول هذا يس الق

. الحكمة آالقول في حدوث المفعول المستعقب للحكمة، فما آان جوابك عن هذا آان جوابنا عن هذا

Page 49: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ة ق الثالث ـ من أئم اء والصوفية وأهل الكلام ـ فلما خصم الفريق الثاني الفريق الأول قال لهم الفري : الحديث والفقه

ذا ا ينفي ه ة م ة الشرعية ولا العقلي م من الأدل يس معك ذا الجواب، ول ل به فوا الغلي م تش هذه حجة جدلية إلزاميةو ول : التسلسل، بل التسلسل نوعان، والدور نوعان

. التسلسل في العلل والمعلولات، فهذا ممتنع وفاقا : أحدهما

رهم : لثانيوا وطوائف من أهل الكلام . التسلسل في الشروط والآثار، فهذا في جوازه قولان معروفان للمسلمين وغي

زل : والحديث والفلسفة يجوزون هذا، ومن هؤلاء السلف والأئمة الذين يقولون م ي ه ل اء، وأن ا إذا ش زل االله متكلم م ي ل . وغيرها يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال

ة اهي في الماضي أدل ا لا يتن اع وجود م ار وامتن ي التسلسل في الآث وبين هؤلاء أن ما استدل به منازعوهم على نفين هؤلاء ي ب ة الت ضعيفة، آدليل المطابقة بين الجملتين مع زيادة إحداهما، وآدليل الشفع والوتر ونحو ذلك من الأدل

ود الأعداد، وبمعلومات االله مع فسادها ونقضوها عليهم بالحوادث في ا تقبل، وبعق د / لمس ا ق ك مم ر ذل ه وغي مقدورات . بسط في موضعه

وهو ألا يوجد هذا إلا بعد هذا ولا يوجد هذا إلا بعد هذا وهذا دور العلل، : فالدور القبلي السبقي ممتنع : والدور نوعان

دور في الشروط وهو أنه لا يكون هذا إلا : وأما الدور المعي الاقتراني ذا هو ال مع هذا ولا يكون هذا إلا مع هذا، فه . وما أشبهها من المتضايفات و المتلازمات، ومثل هذا جائز

وال . فهذه مجامع أجوبة الناس عن هذا السؤال ه : الأول : وهي عدة أق ه ولا أحكام ل لا أفعال ول من لا يعل اني . ق : والث

أمور مبا ه قول من يعلل ذلك ب ة مفعولات ه من جمل ه منفصلة عن ة ل ه : والثالث . ين ة ب أمور قائم ك ب ل ذل ول من يعل قول : والخامس . جنسها حادث : قول من يعلل ذلك بأمور قائمة به متعلقة بقدرته ومشيئته، لكن يقول : والرابع . قديمة ق

ذلك، وإن فإن آان الفعل المق . من يعلل ذلك بأمور متعلقة بمشيئته وقدرته ة آ تضى للحكمة حادث النوع، آانت الحكمديما وإن آانت وع ق ذلك، فيكون الن ة آ ذلك، آانت الحكم زل آ م ي ه ل يئته وأن قدر أنه قام به آلام أو فعل متعلق بمش

. آحاده حادثة

م : ويمكن الجواب عن السؤال بتقسيم حاصر، بأن يقال ا أن لا ريب أن االله ـ عز وجل ـ يحدث مفعولات ل ن، فأم تكة في ر متناهي ا هي غي داء آم / تكون الأفعال المحدثة يجب أن يكون لها ابتداء ويجوز أن تكون غير متناهية في الابت

ل ال القائ إذا ق لها، ف دون تسلس ة : الانتهاء، فإن وجب أن يكون لها ابتداء، أمكن حدوث الحوادث ب ة محدث و فعل لعل لأن الحوادث : القول في حدوث معلولها ويلزم التسلسل، آان جوابه على هذا التقديرلكان القول في حدوث تلك العلة آ

ة يجب أن يكون لها ابتداء، وإذا فعل الفعل لحكمة محدثة آان الفعل وحكمته محدثين، ولا يجب أن يكون للعلة المحدثابتداء بطل هذا السؤال، فكيف إذا وجب علة محدثة، إلا إذا جاز ألا يكون للحوادث ابتداء، فأما إذا جاز أن يكون لها

! ؟ أن يكون لها ابتداء

ائر : وإن قيل د المسلمين وس اء عن يجوز أن تكون الحوادث غير متناهية في الابتداء، آما أنها غير متناهية في الانتهة اء الجن م أهل الملل وجمهور الخلق، ولم ينازع في ذلك إلا بعض أهل البدع الذين يقولون بفن ه الجه ا يقول ار آم والن

ا اء آم بن صفوان، أو بفناء حرآات أهل الجنة، آما يقوله أبو الهذيل، فإن هذين أوجبا أن يكون لجنس الحوادث انتهالوا اء وق الفوهم في الانته داء خ ى وجوب الابت وهم عل داء : يجب أن يكون لها عندهم ابتداء، وأآثر الذين وافق ا ابت له

. والأقوال الثلاثة معروفة في طوائف المسلمين . ليس لها ابتداء ولا انتهاء : والطائفة الثالثة قالت . وليس لها انتهاء

داء جوز تسلسل الحوادث، : والمقصود هنا أن الجواب يحصل على التقديرين، فمن جوز ألا يكون لها نهاية في الابتاني دون الأول، هذا تسلسل في الآثار والشروط، لا تسلسل في ا : وقال ا هو الث ع إنم ال / لعلل والمؤثرات، والممتن : وق

دمي أهل الحديث أخريهم، ومتق إنه لا يقوم دليل على امتناع الثاني آما يقول ذلك طوائف من متقدمي أهل الكلام ومتا في ومتأخريهم، ومن أوجب أن يكون لها ابتداء، قال في حدوث العلة ما يقوله في حدوث المفعول؛ إذ لا ف رق بينهم

. هذا المعنى

Page 50: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ر الأول : ومن الأجوبة الحاصرة أن يقال ذا هو التقري ان ه ه، آ م يجز تعليل . خلق االله إما أن يجوز تعليله أو لا، فإن ل

ى تكلم عل ا ن ق، فإن ا تحق دحا فيم وعلى هذا التقدير فلا يسمى هذا عبثا، وإذا سماه المسمى عبثا؛ لم تكن تسميته عبثا قه فلا ت قدير امتناع التعليل، وإذا آان التعليل ممتنعا وجب القول به، ولو سماه المسمى بأي شيء سماه، وإن جاز تعليل

ذا : يخلو إما أن يجوز تعليله بعلة حادثة وإما ألا يجوز، فإن قيل ى ه ع عل ة وامتن ة قديم زم آون العل ك، ل لا يجوز ذلة : دير جواز تعليل المفعول الحادث بعلة قديمة، وإن قيلالتقدير قدم المعلول؛ فإنا نتكلم على تق ة حادث يجوز تعليله بعل

. أمكن القول بذلك

ة، : ثم إما أن يقال ه لحكم وم ب يجوز تعليل الحوادث بعلة متناهية للفاعل لئلا يلزم أن يقوم به شيء حادث يجب أن يقذا آون الفاعل يحدث فإن قيل بالأول لزم آون . وإن آانت مقدورة مرادة له العلة الحادثة منفصلة عنه، ولزم على ه

ام حادث بالمحدث وإن . الحوادث بعد أن لم تكن لعلة حادثة بغيره من غير حدوث سبب يوجب أول الحوادث، ولا قية في ح / بل لا يجوز أن : قيل ا هو السبب والحكم ه م دوث يحدث الحوادث لغير معنى يعود إليه، بل يجب أن يقوم ب

. الحوادث فإنه يجب القول بذلك

دفع المحذور، وإن : هذا يستلزم التسلسل أو لا يستلزمه، فإن قيل : ثم إما أن يقال لا يستلزمه لم يكن التسلسل لازما فانة ح : قيل ه بعل ة، وإن إن التسلسل لازم لم يكن التسلسل على هذا التقدير محذورا؛ لأن التقدير أنه يجوز تعليل أفعال ادث

. ذلك يستلزم التسلسل

ائزا بنفسه، ان ج ره، وإن آ ا بغي ان ممتنع ا لك تلزم ممتنع و اس ه ل ا، فإن ومن المعلوم أن الأمر الجائز لا يستلزم ممتنعع ثب ا يمتن ه م م يلزم ه ل اع في ا لا امتن ائزا جوازا مطلق ان ج ه، والتقدير أنه جائز جوازا مطلقا لا امتناع فيه، وما آ وت

. فيكون التسلسل على هذا التقدير غير ممتنع

ى ي عل فهذا جواب عن السؤال من غير التزام قول بعينه، بل نبين أنه ليس في نفس الأمر محذور، ولكن السؤال مبن . لزوم العبث، وأنه منتف، ولزوم قدم المفعول، وأنه منتف، ولزوم التسلسل، وأنه منتف : ست مقدمات

ول فصاحب ال ول الأول يق ول : ق اني يق ول الث ث، وصاحب الق زم العب ه يل لم أن ول، : لا أس دم المفع زم ق ه يل لم أن لا أس

ع : لا أسلم أنه يلزم التسلسل، أو يقول/ : وصاحب القول الثالث يقول ذه أرب ع، فه ار ممتن لم أن التسلسل في الآث لا أسا ا فاسد . ممانعات لابد منه ع أن تكون آله ه السؤال وهو ويمتن دفع ب ا صح ان ا وأيه د من صحة واحد منه ل لاب ة، ب

د بسطنا ه، ونحن ق ال ب ام ق ده أحد الأقس المقصود؛ وذلك لأن القسمة العقلية تحصر الأقسام فيما ذآر فمن توجه عن . الكلام على أصول هذه المسألة ولوازمها وأقوال الناس فيها في غير هذا الموضع

ا والمقصود هنا الذب د ذآرن الم، وق دم الع ائلون بق اس الق ى الن ا أورده عل ذا السؤال مم عن مجموع المسلمين، فإن ه

. عنه أجوبة متعددة فيما آتبناه في جواب شبهة القائلين بقدم العالم

ا يحدث في الوجود من : ومن جملة أجوبتهم أن يقال هذا السؤال ليس مختصا بحدوث العالم، بل هو وارد في آل مق السموات ى حدوث خل ورد عل ورده الم ا ي لاء، فكل م ين العق ه ب الحوادث، والحدوث مشهود محسوس متفق علي

. والأرض يورد عليه نظيره في الحوادث المشهودة

ذه ك لا تسعه ه ام، لكن استقصاء الكلام في ذل ذا المق وقد نبهنا على جنس ما تحتج به آل طائفة من الطوائف في ه . يحتمله هذا المقامالأوراق، ولا

ومن فهم ما آتب انفتح له الكلام في هذا الباب، وأمكنه أن يحصل تمام الكلام في جنس هذه المسائل، فإن الكلام فيها /

ا م أدلته م يحك الات ل ى القلب الجزم بمق م عل إذا هج ه المقصود، وإلا ف ذي يحصل ب و ال ام ه د مق ا بع دريج مقام بالتذا يجب أن يكون وطرقها، والجواب عما ي ا؛ فله ى التصديق به ه إل ا أقرب من ذيب به ا والتك ى دفعه ان إل عارضها آ

د االله الخطاب في المسائل المشكلة بطريق ذآر دليل آل قول، ومعارضة الآخر له، حتى يتبين الحق بطريقه لمن يري

Page 51: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ول الحق وهو يهدي ا ور، واالله يق ه من ن ا ل ورا فم م، هدايته، ومن لم يجعل االله له ن م وأحك بيل، واالله سبحانه أعل لس . والحمد الله رب العالمين وصلى االله على محمد وآله وصحبه وسلم

: وسئل

؟ هل أراد االله ـ تعالى المعصية من خلقه أم لا

: فأجاب

. مر بهفيقصد به المشيئة لما خلقه، ويقصد به المحبة والرضا لما أ : مجمل له معنيان ] الإرادة [ لفظ

اد، ولا : فإن آان مقصود السائل إن االله لا يحب الفس ى، ف ذا المعن ا به أنه أحب المعاصي ورضيها وأمر بها فلم يردهه ا نهى عن ال لم ل ق ا { : يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، ب ك مكروه د رب يئه عن ان س ك آ ل ذل : الإسراء [ } آ

ن، ولا يكون في . ] 38 م يك أ ل م يش ا ل ان وم وإن أراد أنها من جملة ما شاءه وخلقه، فاالله خالق آل شيء وما شاء آ . الوجود إلا ما شاء

ا وقد ذآر االله في موضع أنه يريدها، وفي موضع أنه لا يريدها، والمراد بالأول أنه شاءها خلقا، وبالثاني أنه لا يحبه

دره { : آما قال تعالىولا يرضاها أمرا، ل ص له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس رح ص ه يش ه أن يهدي رد الل ن ي فمم إن { : ، وقال نوح ] 125 : الأنعام [ } ضيقا حرجا ح لك نفعكم نصحي إن أردت أن أنص ويكم ولا ي د أن يغ ه يري ان الل آيريد { : ، وقال تعالى ] 185 : البقرة [ } يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { : ، وقال في الثاني ] 34 : هود [ } هو ربكم

يم الله ليبين لكم ويهديكم سن يم حك ذين . ن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عل د ال يكم ويري وب عل د أن يت ه يري واللق ال . يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما نكم وخل عيفا يريد الله أن يخفف ع ان ض ال ] 28-26 : النساء [ } إنس : ، وق

ه { تم نعمت رآم ولي د ليطه ن يري رج ولك ن ح دة [ } ما يريد الله ليجعل عليكم م ال ] 6 : المائ ذهب { : ، وق ه لي د الل ا يري إنم . ] 33 : الأحزاب [ } هل البيت ويطهرآم تطهيراعنكم الرجس أ

ه ـ ي ـ رضي االله عن ول عل لا يرجون : سئل الشيخ الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن تيمية ـ رضي االله عنه ـ عن ق

؟ عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ما معنى ذلك

: فأجاب

ه الحمد الله، هذا ال ه ـ وهو من أحسن الكلام، وأبلغ ي طالب ـ رضي االله عن كلام يؤثر عن أمير المؤمنين علي بن أبالى ال تع ا ق ه، آم ا يصيبه الشر بذنوب د إنم ر، والخوف يكون من الشر، والعب ا { : وأتمه؛ فإن الرجاء يكون للخي وم

و { : ، وقال تعالى ] .3 : الشورى [ } فو عن آثيرأصابكم من مصيبة فبما آسبت أيديكم ويع وت ول أينما تكونوا يدرآم الميئة ي ن عن آنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم س ذه م وا ه ن قول ل م ل آ دك ق

ن نفسك . عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا يئة فم ن س ابك م ا أص ه وم } ما أصابك من حسنة فمن الل . ] 79، 78 : النساء [

. اد بالحسنات والسيئات في هذه الآية الطاعات والمعاصيفإن آثيرا من الناس يظن أن المر

ن { : فيعارضهم قوله } آل من عند الله { : ثم المثبتة للقدر يحتجون بقوله/ ابك م ا أص ه وم ن الل نة فم ما أصابك من حس

ذهبهم ، ونفاة القدر يحتجون ب } سيئة فمن نفسك إن م ك؛ ف م في ذل ة مع غلطه ه، : هذه الثاني ع أعمال ق جمي د يخل أن العب . } آل من عند الله { : ويعارضهم قوله

نات ا الحس ي، وإنم ات والمعاص ي الطاع يئات ه نات والس نهم أن الحس ن ظ دم م ا تق ريقين؛ لم لا الف ط آ ا غل وإنم

نعم والمصائب ة ال ذه الآي ي ه يئات ف الى والس ه تع ي قول ا ف ون { : ، آم م يرجع يئات لعله نات والس اهم بالحس } وبلونالى ] 168 : الأعراف [ ه { : ، وقوله تع ن مع روا بموسى وم يئة يطي بهم س ذه وإن تص ا ه الوا لن نة ق اءتهم الحس إذا ج } ف

Page 52: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

، وقوله ].12 : آل عمران [ } إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها { : ، وقوله تعالى ] 131 : الأعراف [ . ونحو ذلك، وهذا آثير ] 9 : غافر [ } وقهم السيئات { : تعالى

الوا وهذه الآية ذم االله ة ق الهم رزق ونصر وعافي : بها المنافقين الذين ينكلون عما أمر االله به من الجهاد وغيره، فإذا ن

ال : هذا من عند االله، وإن نالهم فقر وذل ومرض قالوا ا ق ه، آم ا ب ذي أمرتن دين ال هذا من عندك ـ يا محمد ـ بسبب الروا { : قوم فرعون لموسى، وذآر االله ذلك عنهم بقوله تعالى يئة يطي بهم س ذه وإن تص ا ه الوا لن نة ق اءتهم الحس فإذا ج

. ] 18 : يس [ } إنا تطيرنا بكم { : ،وآما قال الكفار لرسل عيسى ] 131 : الأعراف [ } بموسى ومن معه

المؤمنين،فبين فالكفار والمنافقون إذا أصابتهم ا /المصائب بذنوبهم تطيروا ب نعم به االله ـ سبحانه ـ أن الحسنة من االله يم { : عليهم، وأن السيئة إنما تصيبهم بذنوبهم؛ ولهذا قال تعالى وما آان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما آان الله معذبهم وه

دفع ] 33 : الأنفال [ } يستغفرون ذاب، فين ذي هو سبب الع ذنب ال ، فأخبر أنه لا يعذب مستغفرا؛ لأن الاستغفار يمحو اله ( : العذاب، آما في سنن أبي داود وابن ماجه عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال تغفار، جعل االله ل ر الاس من أآث

م { : ، وقد قال تعالى ) ن حيث لا يحتسبمن آل هم فرجا، ومن آل ضيق مخرجا، ورزقه م ي لك ه إنن ا الل دوا إل ألا تعب [ } هفضل فضل وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت آل ذي . منه نذير وبشير

. ] 3، 2 : هود

را زاده من فضله، وفي : فبين ك خي د ذل ى أجل مسمى، ومن عمل بع نا إل ا حس ه متاع تغفره متع أن من وحده واستغفار : يقول الشيطان ( : الحديث ه إلا االله، والاس يهم ) أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إل ك بثثت ف ا رأيت ذل ، فلم

. م يذنبون ولا يتوبون؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاالأهواء فه

الى ال تع ذا ق رعون { : وله م يتض راء لعله اء والض ذناهم بالبأس رعوا . فأخ نا تض اءهم بأس ا إذ ج ام [ } فلول ، 42 : الأنعولقد أخذناهم بالعذاب فما { : تضرعوا، فحقهم عند مجىء البأس التضرع، وقال تعالى فهلا إذا جاءهم بأسنا : ، أي ] 43

رعون ا يتض ربهم وم ون [ } استكانوا ل ز . ] 76 : المؤمن د العزي ن عب ال عمر ب ع إلا : ق ذنب، ولا رف لاء إلا ب زل ب ا ن مبنا ا { : بتوبة؛ ولهذا قال تعالى م الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حس ه ونع لل

يطان فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الل . الوآيل م الش ه والله ذو فضل عظيم إنما ذلك . ] 175 -173 : آل عمران [ } يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن آنتم مؤمنين

ه، ا أمر ب ه يوجب فعل م ه، وخوف رهم بخوف اء الشيطان، وأم ؤمنين عن خوف أولي ه، فنهى الم ا نهى عن رك م وت

ه د إلا : والاستغفار من الذنوب، وحينئذ يندفع البلاء وينتصر على الأعداء، فلهذا قال علي رضي االله عن لا يخافن عبا في ه، آم ا نال ا م ه به ي نال ه الت ه، فليخف االله، وليتب من ذنوب ذنبه، وإن سلط عليه مخلوق فما سلط عليه إلا بذنوب

ر ول االله ( : الأث ن : يق ة، وم ه رحم تهم علي اعني جعل ن أط دي، م وك ونواصيهم بي وب المل وك، قل ك المل ا االله، مال أن . ) عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشتغلوا بسب الملوك، وأطيعوني أعطف قلوبهم عليكم

ه ا قول ه : أم د إلا رب أتي بالحس . لا يرجون عب ر، ولا ي ع الش ر ودف ب حصول الخي إن الراجي يطل نات إلا االله، ولا ف

له { يذهب السيئات إلا االله ا راد لفض ر فل ردك بخي و وإن ي ا ه ونس [ } وإن يمسسك الله بضر فلا آاشف له إل ، ] 1.7 : يل، ] 2 : فاطر [ } مسك فلا مرسل له من بعدهما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما ي { رون بالتوآ ، والرجاء مق

الى ال تع ا ق ى االله، آم ل لا يجوز إلا عل ع المضرة، والتوآ ة ودف ن حصول المنفع اه م ا رج ب م ل يطل إن المتوآ : فؤمنين { تم م وا إن آن ه فتوآل دة [ } وعلى الل ال ] 23 : المائ ون { : ، وق ل المتوآل ه فليتوآ ى الل راهيم [ } وعل ال ] 12 : إب ، وق

ى الل { : تعالى ل إن ينصرآم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصرآم من بعده وعل ون ه فليتوآ آل [ } المؤمنله ورس { : وقال تعالى ] .16 : عمران ن فض ه م وله ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الل

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا { : ، وقال تعالى ] 59 : التوبة [ } إنا إلى الله راغبون . ] 173 : آل عمران [ } وقالوا حسبنا الله ونعم الوآيل

الوا بنا االله، أي : فهؤلاء ق بلاء، وأولئ : حس ع ال ي دف ا االله ف وا آافين روا أن يقول و ـ : ك أم اء، فه بنا في جلب النعم حس

سبحانه ـ آاف عبده في إزالة الشر وفي إنالة الخير، أليس االله بكاف عبده، ومن توآل على غير االله ورجاه، خذل من وت اتخ { جهته وحرم، وت مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء آمثل العنكب ت العنكب وت لبي ن البي ا وإن أوه } ذت بيت

Page 53: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ريم [ } آلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا . واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا { ، ] 41 : العنكبوت [ : م، ] 31 : الحج [ } حيقومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان س { ، ] 82، 81

ذولا { ذموما مخ د م ل ، ] 22 : الإسراء [ } لا تجعل مع الله إلها آخر فتقع ال الخلي دوه { : وق رزق واعب ه ال د الل ابتغوا عن ف . ] 17 : العنكبوت [ } واشكروا له إليه ترجعون

الهم آس { : فمن عمل لغير االله رجاء أن ينتفع بما عمل له، آانت صفقته خاسرة، قال االله تعالى روا أعم راب والذين آف، ] 39 : النور [ } ه والله سريع الحساببقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حساب

ى مثل الذين آفروا بربهم أعمالهم آ { : وقال تعالى بوا عل ا آس درون مم ا يق ف ل وم عاص ي ي ريح ف ه ال تدت ب رماد اشالى ] 23 : الفرقان [ } وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا { : ، وقال تعالى ] 18 : إبراهيم [ } شيء : ،وقال تع

ه، فمن عمل : آما قيل في تفسيرها ] 88 : القصص [ } ل شيء هالك إلا وجههآ { ه وجه د ب ا أري آل عمل باطل إلا ملغير االله ورجاه بطل سعيه، والراجي يكون راجيا تارة بعمل يعمله لمن يرجوه، وتارة باعتماد قلبه عليه والتجائه إليه

الى وسؤاله، فذاك نوع من العبا تعين { : دة له، وهذا نوع من الاستعانة به،، وقد قال تع اك نس د وإي اك نعب : الفاتحة [ } إيت و { : ، وقال ] 123 : هود [ } فاعبده وتوآل عليه { : وقال ] 5 ه توآل و علي ا ه ه إل ا إل ي ل اب قل هو رب ه مت : الرعد [ } إلي3. [ .

ا : ومما يوضح ذلك ه، فإنم أن آل خير ونعمة تنال العبد فإنما هي من االله، وآل شر ومصيبة تندفع عنه أو تكشف عناالله ـ سبحانه ـ هو خالق الأسباب آله ا يمنعها االله، وإنما يكشفها االله، وإذا جرى ما جرى من أسبابها على يد خلقه، ف

ائم، أو ة والجن والإنس والبه ة الملائك الى بحرآ ه تع ا يحدث اره وقصده، آم ة حي باختي باب حرآ سواء آانت الأسه ه، فإن ك آل حرآة جماد بما جعل االله فيه من الطبع، أو بقاسر يقسره آحرآة الرياح والمياه ونحو ذلك، فاالله خالق ذل

دعاء لا حول ولا قوة إلا به، وما شاء آان وما لم يشأ ل ه وال رب، والتوآل علي ه لل م يكن، فالرجاء يجب أن يكون آل . له، فإنه إن شاء ذلك ويسره آان وتيسر، ولو لم يشأ الناس، وإن لم يشأه ولم ييسره لم يكن، وإن شاءه الناس

ا يكون بمش المطلوب ـ وإنم در مستقلا ب و ق ه ل المطلوب، فإن يئة االله وهذا واجب لو آان شيء من الأسباب مستقلا ب

يرجى إلا االله، ولا يتوآل إلا عليه، ولا يسأل إلا هو، ولا يستعان إلا به، ولا يستغاث إلا / وتيسيره ـ لكان الواجب ألا يس شيء من ه، فكيف ول وة إلا ب تغاث، ولا حول ولا ق ه المشتكى، وهو المستعان، وهو المس د وإلي ه الحم و، فل ه

ه، الأسباب مستقلا بمطلوب، بل لابد من ا ع والمعارضات عن نضمام أسباب أخر إليه، ولابد أيضا من صرف الموان . حتى يحصل المقصود

المطر وحده لا ينبت ببه، ف فكل سبب فله شريك وله ضد، فإن لم يعاونه شريكه ولم يصرف عنه ضده، لم يحصل س

ى تم حت زرع لا ي م ال ك، ث ر ذل راب وغي واء والت ه من اله ا ينضم إلي ه، النبات إلا بم ات المفسدة ل ه الآف تصرف عنم تصرف د إن ل ك لا يفي وع ذل وى، ومجم اء والق ن الأعض دن م ي الب ل ف ا جع ذي إلا بم راب لا يغ ام والش والطعه إلا ا يفعل المفسدات، والمخلوق الذي يعطيك أو ينصرك، فهو ـ مع أن االله يخلق فيه الإرادة والقوة والفعل ـ فلا يتم م

ة بأسباب آثيرة خارجة عن قدرته تعاونه على مطلوبه، ولو آان ملكا مطاعا، ولابد أن يصرف عن الأسباب المعاونن و جزء م ا ه ين فإنم انع، وآل سبب مع دم الم وب إلا بوجود المقتضى وع تم المطل لا ي ا، ف ا يعارضها ويمانعه م

ا يعين ائر م زاع المقتضى، فليس في الوجود شيء واحد هو مقتضيا، وإن سمى مقتضيا وسمى س ذا ن ه شروطا، فهال . لفظي ذ فيق ة : وحينئ ة تام ات عل ي المخلوق ا أن يكون ف ع، وأم اء الموان د من وجود المقتضى الشروط، وانتف لاب

. تستلزم معلولها، فهذا باطل د / ره فضلا عن أن يعب دعى غي ه لا يستحق لأن ي م أن د االله، وعل اب توحي ه ب تح ل ة، انف ذا حق المعرف ومن عرف هة غ ين الأسباب العلوي يره، ولا يتوآل على غيره، ولا يرجى غيره، وهذا مبرهن بالشرع والعقل، ولا فرق في ذلك ب

فاعة أو ي الش ل ف إن من توآ باب، ف ن الأس ك م ر ذل فاعتهم وغي ؤمنين وش اء والم ة والأنبي ال الملائك فلية، وأفع والسه ل ل ك قي داعي لا : الدعاء على ملك أو نبي أو رجل صالح أو نحو ذل افع وال ذا الش ا سبب من الأسباب فه ذا أيض ه

الى ال تع ا ق ه لا تكون إلا لمن يرضاه، آم ا { : يفعل ذلك إلا بمشيئة االله وقدرته، بل شفاعة أهل طاعت فعون إل ا يش ول . ] 28 : الأنبياء [ } لمن ارتضى

Page 54: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه، فليس أحد يشفع عنده إلا بإذنه الإذن القدري يئته وقدرت اد لا تكون إلا بمش الكوني، فإن شفاعته من جهة أفعال العبفاعة ل هو ـ سبحانه ـ خالق ش ه، ب فليس آالمخلوق الذي يشفع إليه شافع تكون شفاعته بغير حول المشفوع إليه وقوت

ر الشافع آسائر التحولات، ولا حول ولا قوة إلا به، والحول يتضمن التحول من حال إلى حال بحر آة أو إرادة أو غين فعون إلا لم فاعتهم لا يش ل ش ذين تقب ه ال ل طاعت م أه ه، ث ا إلا ب فاعة ولا غيره ي الش ه ف ول ل افع لا ح ك، فالش ذل

وقالوا اتخذ الرحمن { : ارتضى، فلا يطلبون منه ما لا يحب أن يطلب منه، بل الملائكة الذين هم ملائكته آما قال فيهما . لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون . حانه بل عباد مكرمون ولدا سب فعون إل ا يش م ول يعلم ما بين أيديهم وما خلفه

. ] 28-26 : الأنبياء [ } لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ول، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، / ى يق ون حت ل لا يقول ه ب بقونه ب والصادر عنهم إما قول وإما عمل، فالقول لا يس

وعلينا أن نكون معه ومع رسله هكذا، فلا نقول في الدين حتى يقول، ولا نتقدم بين يدي االله ورسوله ولا نعبده إلا بما ر، ف ا أم ل إلا بم ذا ألا نعم ن ه ى م ر، وأعل ذه أم ل ه ي مث ذا ف ان هك تحبة، وإذا آ ة أو مس ا إلا واجب ون أعمالن لا تك

وك ن المل ين م ال الآدمي ن أفع ا، أو م ب أو غيره ن الكواآ ذه م ر ه بابا غي ا أس ل أو رج ن توآ ف بم باب فكي الأس ! ؟ والرؤساء والأصحاب والأصدقاء والمماليك والأتباع وغير ذلك

الوا ما قاله طائ : ومما ينبغي أن يعلم د، ومحو الأسباب : فة من العلماء، ق ى الأسباب شرك في التوحي ات إل أن : الالتف

تكون أسبابا، نقص في العقل والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوآل والرجاء معنى يتألف من . موجب التوحيد والعقل والشرع

ا يستحق أن الالتفات إلى السبب هو اع : وبيان ذلك ات م يس في المخلوق ه، ول تناد إلي اؤه والاس ه ورج تماد القلب علي

ذا م يسخر، وه م يسخره مسبب الأسباب ل إن ل ه، ف هذا، لأنه ليس مستقلا، ولابد له من شرآاء وأضداد، ومع هذا آلا، مما يبين أن االله رب آل شيء ومليكه، وأن السموات والأرض وما بينهما والأفلاك وماحوته لها خال دبر غيره ق ممن الحوادث، / وذلك أن آل ما يصدر عن فلك أو آوآب أو ملك أو غير ذلك، فإنك تجده ليس مستقلا بإحداث شيء

. بل لابد من مشارك ومعاون وهو مع ذلك له معارضات وممانعات

ين ] الفلك الأطلس التاسع [ ومن أعظم ذلك ين والمنجم ر من المتفلسفة الإلهي ذي يظن آثي ه هي ال رهم أن حرآت وغيولا لواجب الوجود وه معل ا أن يجعل السبب في حدوث الحوادث آلها، وإليها انتهى علمهم بأسباب الحوادث، ثم هم إمبتوسط عقل أو نفس أو بغير توسط ذلك، وإما أن ينكروا أن يكون معلولا ويجعلونه واجب الوجود بنفسه، فقولهم هذا

. آانوا مع ذآائهم لا يهتدون لذلك، ولا يهتدي آثير من الناس للرد عليهم في ذلكمن أعظم الأقوال فسادا، وإن

ال ا يق را م إن آثي ة، ف ع الحرآات العلوي ي جمي ه ليست هي السبب ف م أن حرآت ى السماء عل ه : وآل من نظر إل إنكل فلك حرآة أخرى تخصه بحرآته المشرقية يتحرك آل ما فيه من الأفلاك من المشرق إلى المغرب، لكن مع هذا ل

ة تخالف هذه الحرآة فلك الثوابت وفلك الشمس والقمر وغيرهما من الخنس الجواري الكنس، وهذه الحرآات المختلف . ليست عن تلك الحرآة تخالفها، ولا أفلاآها معلولة عن ذلك الفلك التاسع

ران فلو قدر أن الحوادث تكون بحرآة الكواآب، وما يحدث من الأشكال ال ع والتسديس والق ة بالتثليث والتربي مختلف

ة التاسع جزء السبب، / وغير ذلك، فمن المعلوم أن تلك ل حرآ ة التاسع، ب الأشكال المختلفة ليست معلولة عن حرآدر أن إذا ق آما أن حرآة آل فلك جزء السبب، والشكل الفلكي حادث عن مجموع الحرآتين، أو الحرآات المختلفة، ف

ا بالحرآات التسعة اقترن د المستدل عليه دهم بحسب الأفلاك الأخر الزوائ ك عن ر من ذل ت فلها سبع حرآات بل أآثالمختلفة، آالأفلاك البدرية وغيرها مما تكون به استقامة الكواآب ورجوعها، وغير ذلك من حرآاته، وإذا آان آذلك

ا ه مخالف ان قول وادث، آ ع الح ي جمي بب ف ي الس ع ه ة التاس ل حرآ ن جع فة فم ؤلاء الفلاس د ه وم عن و معل ا ه لمتقلة بإحداث شيء من السحب ع الأفلاك فليست مس ة جمي ا سبب حرآ در أنه م إذا ق ل، ث والمنجمين، وعند آل عاقا عن حرآات ام ليست آله ذه الأجس دن؛ لأن حرآات ه والرعود والبروق والأمطار والنبات وأحوال الحيوان والمع

. جب لها حرآات أخر، آما في آل فلك مبتدأ حرآة ليست عن الفلك الآخرالأفلاك، بل فيها قوى وأسباب تو

ا ] طبيعية [ إما : والحرآات آلها ة [ وإم ا ] إرادي ي لا إحساس ] قسرية [ وإم ة هي الت ة للقاسر، والطبيعي ، فالقسرية تابعا حس ي للمتحرك به ة هي الت ذه للمتحرك بها آحرآة التراب إلى أسفل، والإرادي ان من ه ا آ وان، فم ة الحي آحرآ

Page 55: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ن ه م ا في ره لم ا يقس ات إنم ن المخلوق ره م ورا فقاس ان مقس ا آ ه، وم ه من دأ حرآت ه أو إرادة، فمب ع في ا بطب متحرآيس ى ل ك معن ره، وذل ول قس تعداد لقب ذه /الاس ك ه تقلة بتحري لاك إذا اجتمعت ليست مس ات الأف ر، فحرآ ن القاس م

ءا للسبب، آما نشهد أن الشمس جزء سبب في نمو بعض الأجسام ورطوبتها ويبسها الأجسام، وإن جاز أن تكون جزونحو ذلك، ثم بتقدير أن تكون أسبابا فلها موانع ومعارضات؛ إذ ما من سبب يقدر إلا وله مانع إرادي أو طبيعي، أو

بلاء ع ال ا من أعظم الأسباب في دف ال الصالحة، فإنه ذا غير ذلك آالدعاء والصدقة والأعم ازل من السماء، وله النلم ه وس ي صلى االله علي ال النب ا ق ذاب، آم ببا للع ي تكون س : أمرنا بذلك عند الكسوف وغيره من الآيات السماوية الت

ك ( تم ذل إذا رأي اده، ف ا عب ات االله يخوف بهم إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آي . ، وأمر صلى االله عليه وسلم عند الكسوف، بالصلاة والذآر والاستغفار والصدقة والعتاقة ) لاةفافزعوا إلى الص

ه ره، وجدت ك التاسع وغي دا ـ من الفل وإذا عرف أن آل واحد من الموجودات المشهودة، إذا نظرت إليها ـ واحدا واح

ا معارضات أخر، غير مستقل بإحداث شيء أصلا، بل لابد للحوادث من أسباب أخر، وإ ن آان هو جزء سبب، ولهال : علم بذلك أنه ليس في هذه الأمور ما يجوز أن يقال دع : هو المحدث للحوادث المشهودة، فضلا عن أن يق هو المب

ي ان ف ه، وإذا آ ا يضاده ويخالف إن الشيء لا يوجب م ا، ف دفع موجبه ه، وت الف حرآت ة تخ ة حرآ ام المتحرآ للأجسة الآخر، /ة، ما يخالف مقتضاه موجب الفلك التاسع ومقتضاه الأجسام المتحرآ ع أن يكون أحدهما عل ويضاده، امتن

اعلا لنفسه، ا أن الشيء لا يكون ضدا لنفسه ولا ف ا، آم لأن المعلول لا يضاد علته، آما لا يجوز أن يكون فاعلا لهة فإن مضادته لنفسه توجب أن يكون وجوده تابعا لوجوده، فيكون موجود ة متقدم ا معدوما، وفعله لنفسه مع آون العل

. على المعلول يوجب أن تكون نفسه موجودة معدومة

ة عرضية ] الفلك التاسع [ ومن المعلوم أن ه حرآ إذا لم تكن الحوادث والحرآات التي عن قوى الأجسام منه، وإنما منرى ى وأح ه أول ا من ام وقواه س الأجس ون نف ألا تك ا، ف ام ويع ! له ن الأجس ا م لاك وغيره ذلك أن المحرك للأف م ب ل

ا بالحرآات ة وحرآه ى صورها المختلف المشهودة والمبدع لهذه الأجسام بسبب آخر رب غيرها، هو الذي أبدعها عل . المختلفة، وهو المطلوب

ا في حال ثم هذه الكواآب إذا آانت جزء السبب من بعض الحوادث، فإنما تكون جزء السبب في حال دون حال، فإنه

ببا ولا جزءا من ذ س ا،فلا تبقى حينئ ا وأثره ظهورها على وجه الأرض يظهر نورها وأثرها،فإذا أفلت انقطع نورهام [ } لا أحب الآفلين { : السبب؛ولهذا قال الخليل صلى االله عليه وسلم ا ] 67 : الأنع د انقطع أثره ا ق ا في حال أفوله فإنه

ا عنا بالكلية، فلم تبق شبهة يستند إليها المتعلق بها،والرب الذي يدعي ويسأل ويرجى ويتوآل عليه لابد أن يكون قيوموت { : يقيم العبد في جميع الأوقات والأحوال آما قال ا يم ان [ } وتوآل على الحي الذي ل ال ] 58 : الفرق ه { : ، وق ا إل ه ل الل

د لا يرجو /، فهذا وغيره من أنواع ] 2 : ،آل عمران255 : البقرة [ } الحي القيوم إلا هو ار يوجب أن العب النظر والاعتب . إلا االله ولا يتوآل إلا عليه

س، و اق والأنف ات الآف م بآي ذا يعل ه، وه ه لا تصيبه مصيبة إلا بذنوب ا وأما آونه لا يخاف إلا ذنبه، فلما علم من أن بم

. أخبر في آتابه آما هو مبسوط في غير هذا الموضع، وبينا سر ذلك بما لا يحتمله هذا الموضع

ال ه ق ه أن لم عن رب ا ( : وهذا تحقيق ما ثبت في الحديث الصحيح الإلهي حديث أبي ذر عن النبي صلى االله عليه وس يومن إلا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وج ك فلا يل ر ذل د خيرا فليحمد االله، ومن وجد غي

ا يجده من الشر فلا . ) نفسه ه، وإن م م ب ذي أنع إن االله هو ال ه، ف د االله علي فبين أن آل ما يجده العبد من الخير فليحم . يلومن فيه إلا نفسه

د سيد ا ( : وفي الصحيح ـ أيضا ـ عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال ه : لاستغفار أن يقول العب ي لا إل م أنت رب الله

ك بنعمتك وء ل ا صنعت، أب ا استطعت، أعوذ بك من شر م إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك مي ( : ، فقوله ) علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت رار بالنع ) أبوء لك بنعمتك عل راف وإق ة، اعت م

ذنبي ( : وقوله وء ب ال من السلف ) وأب ال من ق ذا ق ذنب؛ وله رار بال د أن أحدث : إق ة وذنب فأري ين نعم ي أصبح ب إنل ال الخلي ا ق ة، آم ل النعم ة والتوآل والرجاء يكون قب د النعم : بالنعمة شكرا وللذنب استغفارا، لكن الشكر يكون بع

لم ] 17 : العنكبوت [ } ق واعبدوه واشكروا لهفابتغوا عند الله الرز { ه وس ي صلى االله علي ة النب د الله، ( : ، وفي خطب الحم

Page 56: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه، ) نستعينه ونستغفره، ونعوذ باالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا تغفار ل ، فجمع بين حمده والاستعانة به والاس . في التوحيد، وهو ظلم وجهل، وهذه حال من دعا غير االله وتوآل عليهفقد تبين أن الالتفات إلى الأسباب شرك

را من : محو الأسباب أن تكون أسبابا : وأما قولهم إن آثي ا، ف ذلك وهو طعن في الشرع أيض و آ نقص في العقل، فه

ين جعلوه ا أن أهل الكلام أنكروا الأسباب بالكلية وجعلوا وجودها آعدمها، آما أن أولئك الطبعي لا مقتضية، وآم ا علين { : المعتزلة فرقوا بين أفعال الحيوان وغيرها، والأقوال الثلاثة باطلة؛ فإن االله يقول وهو الذي يرسل الرياح بشرا ب

رات يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا ل الثم ن آ ، ] 57 : الأعراف [ } به الماء فأخرجنا به ميهدي به الله { : ، وقال تعالى ] 164 : البقرة [ } وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها { : وقال تعالى

لام من ات دة [ } بع رضوانه سبل الس الى ] 16 : المائ ال تع را { : ، وق ه آثي دي ب را ويه ه آثي ل ب رة [ } يض ال ] 26 : البق ، وأمثي : ذلك، فمن قال رق ب م الف باب، ويعل ا أس ل يشهد أنه رآن مع أن الحس والعق ن يفعل عندها لا بها، فقد خالف لفظ الق

ه ز والحصى في أن أحدهما يحصل ب ين الخب وة ليست في الآخر، وب الجبهة وبين العين في اختصاص أحدهما بق . الغذاء دون الآخر

وى : وأما قولهم اد من أق ال العب إن أفع ل، ف الإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، بل هو أيضا قدح في العق

ين آالفجار، ال / الأسباب لما نيط بها، فمن جعل وا الصالحات آالمفسدين في الأرض أو يجعل المتق وا وعمل ذين آمنال من أعظم وم والأعم دعوات والعل ادات وال ه من العب ا أمر االله ب ل م را، ب اس جهلا وأشدهم آف فهو من أعظم الن

ر والفسوق والعصيان هي من أ ا الأسباب، فيما نيط بها من العبادات، وآذلك ما نهى عنه من الكف عظم الأسباب لم . علق بها من الشقاوات

ا رسول االله : ، قالوا ) إنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ( : ومع هذا، فقد قال خير الخلق ال ؟ ولا أنت ي ا، إلا ( : ق ولا أن

ار ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من ( : ، ولما قال لهم ) أن يتغمدني االله برحمة منه وفضل ده من الن ) الجنة، ومقعان من ( : قال ؟ يا رسول االله، أفلا نتكل على الكتاب وندع العمل : قالوا ا من آ ه، أم ق ل ا خل لا، اعملوا فكل ميسر لم

. ) أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة، وأما من آان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة

ال وآذلك الدعاء والتو م : آل من أعظم الأسباب لما جعله االله سببا له، فمن ق ي دعوت أو ل و يحصل ل ي فه در ل ا ق من، : أدع، وتوآلت أو لم أتوآل، فهو بمنزلة من يقول م أؤم ما قسم لي من السعادة والشقاوة فهو يحصل لي آمنت أو ل

ق المقاصد وأطعت أم عصيت، ومعلوم أن هذا ضلال وآفر، وإن آان الأول ليس مثل ه يس تعلي ذا في الضلال؛ إذ لا جعل ة م و بمنزل ه، فه ببا ل دعاء س ا جعل االله ال ان، لكن لا ريب أن م بالدعاء والتوآل آتعليق سعادة الآخرة بالإيم

. الصالح سببا له، وهو قادر على أن يفعله ـ سبحانه ـ بدون هذا السبب، وقد يفعله بسبب آخر/ العمل

ادح في وآذلك من ترك الأس ع المضار ق افع أو دف باب المشروعة المأمور بها أمر إيجاب أو استحباب من جلب المنل، والتوآل ام التوآ ذا من تم وا أن ه ا، وظن أمور به رك الأسباب الم الشرع خارج عن العقل، ومن هنا غلطوا في ت

ه { : مقرون بالعبادة في قوله ا ] 123 : هود [ } فاعبده وتوآل علي أمور به ادة الم رك العب أمور، فمن ت ادة فعل الم ، والعب . وتوآل، لم يكن أحسن حالا ممن عبده ولم يتوآل عليه، بل آلاهما عاص الله تارآا لبعض ما أمر به

تعانة ه، فالاس د علي در العب ا لا يق ه م ه ليعطي تكون والتوآل يتناول التوآل عليه ليعينه على فعل ما أمر، والتوآل علي

الى ال تع ع المضرة، ق ة ودف ه لجلب المنفع ك ويكون التوآل علي م { : على الأعمال، وأما التوآل فأعم من ذل و أنه ولا إل وله إن له ورس ن فض ه م يؤتينا الل ه س بنا الل ه رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حس ون ى الل ة [ } راغب ، ] 59 : التوب

ل الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا ا { : وقال تعالى آل [ } لله ونعم الوآي . ] 173 : عمران

ذا فمن لم يفعل ما أمر به، ل رك التوآل في ه م يكن مستعينا باالله على ذلك، فيكون قد ترك العبادة والاستعانة عليها بت

ي داود ا في سنن أب ذموم، آم ين اختصما : الموضع أيضا، وآخر يتوآل بلا فعل مأمور وهذا هو العجز الم / أن رجلي صلى االله حس : إلى النبي صلى االله عليه وسلم فحكم على أحدهما فقال المقضي عليه ال النب ل، فق م الوآي بى االله ونع

لم ه وس ل ( : علي ر فق ك أم إن غلب الكيس، ف ك ب ن علي ز، ولك ى العج وم عل ل : إن االله يل م الوآي بى االله ونع ي ) حس ، وفالمؤمن القوي خير وأحب إلى االله من المؤمن الضعيف، وفي ( : صحيح مسلم عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال

Page 57: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ل آ ذا، : ل خير، احرص على ما ينفعك واستعن باالله ولا تعجزن، وإن أصابك شىء فلا تق ان آ ذا لك ي فعلت آ و أن ل . ) قدر االله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان : ولكن قل

ي فإن الإنسان ليس مأمورا أن ينظر إلى القدر عندما يؤمر به من الأفعال، ولكن عندما يجري عليه من المصائب التالى ن { : لا حيلة له في دفعها، فما أصابك بفعل الآدميين أو بغير فعلهم، اصبر عليه وارض وسلم، قال تع اب م ا أص م

ابن [ } مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ن مسعو . ] 11 : التغ ا اب ال بعض السلف ـ إم ة ـ ق ا علقم هو : د وإم . الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند االله فيرضى ويسلم

ال ) أتلومني على أمر قدره االله علي قبل أن أخلق بأربعين سنة فحج آدم موسى ( : ولهذا قال آدم لموسى ؛لأن موسى ق

ذا احتج فلامه على المصيبة التي حصلت ؟ لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة : له ا؛ وله ا ذنب ه، لا لأجل آونه بسبب فعلان ه السلام آ عليه آدم بالقدر، وأما آونه لأجل الذنب آما يظنه طوائف من الناس، فليس مرادا بالحديث؛ لأن آدم علي

. والتائب من الذنب آمن لا ذنب له، ولا يجوز لوم التائب باتفاق الناس/قد تاب من الذنب،

ائر وأيضا، فإن آدم ا ل، وس ائر أهل المل لمين، وس اق المس ذنب باتف ى ال در عل يس لأحد أن يحتج بالق حتج بالقدر، ولواع ائر أن وال وس ل النفوس وأخذ الأم ه من قت ا يخطر ل العقلاء، فإن هذا لو آان مقبولا، لأمكن آل أحد أن يفعل م

ه وا دى علي در إذا اعت تج بالق س المح در، ونف تج بالق ي الأرض ويح اد ف ل الفس ه ب ل من م يقب در ل دي بالق تج المعت ح . يتناقض، وتناقض القول يدل على فساده، فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بداية العقول

ر، در دون الأم رون بالق ذين يق ومن ظن أن الإيمان بالقدر، أن االله خالق أفعال العباد آما يظنه المباحية المشرآية، ال

ه والقدرية المجوسية الذين ي ع في قرون بالأمر دون القدر، أو ظن أن التكليف مع ذلك غير معقول، ولكن الشارع أطيل بابا مناسبة للأمر والنهي، ب م يتضمن أس ال ل لمحض المشيئة الإلهية، وأن االله يفعل، وجعل ذلك حجة له في الأفع

ك الشرع أنكر ما اشتملت عليه الشريعة من المصالح والمحاسن والمقاصد التي للعباد في اد، وجعل ذل المعاش والمعمجرد إضافة من غير أن يكون من العلة والمعلول مناسبة وملائمة، وأنكر أن تكون الأفعال على وجوه لأجلها آانت ه ذا آل ع ه رب هو الخالق يمتن حسنة مأمورا بها، وآانت سيئة منهيا عنها احتجاجا على ذلك بالقدر، وأنه مع آون ال

اد فهو مخطئ ضال ي/ ى فس اع عل اب والسنة والإجم ة الكت علم فساد قوله بالضرورة، وبما اتفق عليه العقلاء مع دلال . قوله

ون در، ويقول ون بالق ي آدم يؤمن ة بن إن عام ون لكف : ف ائم، يؤدب انين والبه ى المج دين حت ة المعت ن عقوب د م ه لاب إن

ين عن ل الآدمي و آم درة، وبعف الهم مق ت أفع دوانهم، وإن آان ه أن ع د علي درة فالعب الهم مق ت أفع دوانهم، وإن آان عا در، ويشكر م ا بالق يصبر، وينبغي له أن يرضي بما قدر من المصائب، ويستغفر من الذنوب والمعائب ولا يحتج له

. قدر االله له من النعم والمواهب، فيجمع بين الشكر والصبر والاستغفار والإيمان بالقدر والشرع، واالله أعلمالى ما ه تع اه أن { : تقول السادة أئمة المسلمين أئمة الدين ـ رضي االله عنهم أجمعين ـ في قول يء إذا أردن ا لش ا قولن إنم

ون ن فيك ه آ ول ل دوما فكيف ] .4 : النحل [ } نق ان مع ال، وإن آ ان المخاطب موجودا، فتحصيل الحاصل مح إن آ ، فدوميتصور خط الى ؟ اب المع ه تع دون { : وقول ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق ذاريات [ } وم لام ] 56 : ال ت ال إن آان ، ف

ه، وقين عن عبادت زم ألا يتخلف أحد من المخل للصيرورة في عاقبة الأمر فما صار ذلك، وإن آانت اللام للغرض ل ؟ ا المضيقوليس آذلك، فكيف التخلص من هذ

لم ه وس ه صلى االله علي ي قول الى، وف ات بالرضاء بقضاء االله تع ار والآي ا ورد من الأخب ا هو ( : وفيم م بم جف القل

، فإن آان الدعاء أيضا بما هو آائن، فما فائدة الأمر ] .6 : غافر [ } ادعوني أستجب لكم { : ، وفي معنى قوله تعالى ) آائن . ؟ ولابد من وقوعهبه

: فأجاب شيخ الإسلام، أبو العباس أحمد بن تيمية ـ رحمه االله

. الحمد الله رب العالمين : أما المسألة الأولى فهي مبنية على أصلين/

Page 58: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ذي يكون المخاطب : أحدهما ل هو ال لا من المخاطب، ب ه سبحانه فع ه الفرق بين خطاب التكوين الذي لا يطلب ب ب

لا أمور فع ويخلقه بدون فعل من المخاطب أو قدرة أو إرادة أو وجود له، وبين خطاب التكليف الذي يطلب به من المد ذا الخطاب ق االله ـ وه وة إلا ب ه؛ إذ لا حول ولا ق ه بحول االله وقوت ك جميع أو ترآا يفعله بقدرة وإرادة ـ وإن آان ذل

زاع ؟ عدوم بشرط وجوده أم لا يصح أن يخاطب به إلا بعد وجودهتنازع فيه الناس، هل يصح أن يخاطب به الم ولا ن . بينهم أنه لا يتعلق به حكم الخطاب إلا بعد وجوده

ي درة ؟ وآذلك تنازعوا في الأول، هل هو خطاب حقيق وين بالق دار وسرعة التك ارة عن الاقت والأول هو ؟ أم هو عب

. المشهور عند المنتسبين إلى السنة

ة والشيعة ؟ أن المعدوم في حال عدمه، هل هو شىء أم لا : والأصل الثاني ة المعتزل د ذهب طوائف من متكلم فإنه قى د عل ا زائ ة، وأن وجوده ة ولا مخلوق ر مجعول ات غي وا أن الماهي إلى أنه شىء في الخارج، وذات وعين، وزعم

. ة وغيرهم من الملاحدةحقيقتها، وآذلك ذهب إلى هذا طوائف من المتفلسفة والاتحادي ه في الخارج عن / ى السنة والجماعة، أن ات والمنتسبين إل ة أهل الإثب ول متكلم اس، وهو ق والذي عليه جماهير الن

ه، والآخر وجوده : الذهن قبل وجوده ليس بشىء أصلا ولا ذات ولا عين، وأنه ليس في الخارج شيئان أحدهما حقيقتإن االله ه، ف ى حقيقت د عل دع الزائ ول ومب وق ومجع و مخل ا سواه سبحانه فه ات، فكل م ي هي الماهي ذوات الت دع ال أب

المعدوم ليس بشىء أصلا، وإنما سمى شيئا باعتبار ثبوته في : ومبدوء له ـ سبحانه وتعالى ـ لكن في هؤلاء من يقول . العلم فكان مجازا

ول م، ووج : ومنهم من يق ا في العل ه ثبوت وت والوجود هو شىء وذات، لا ريب أن ل ذا الثب ار ه و باعتب ه، فه ودا في

يس بشىء : وهؤلاء لا يفرقون بين الوجود والثبوت، آما فرق من قال دوم ل المعدوم شىء، ولا يفرقون في آون المع . بين الممكن والممتنع، آما فرق أولئك؛ إذ قد اتفقوا على أن الممتنع ليس بشىء، وإنما النزاع في الممكن

ه والأمر ر عن ق والخب وعمدة من جعله شيئا إنما هو لأنه ثابت في العلم، وباعتبار ذلك صح أن يخص بالقصد والخل

ين الوجود : به والنهي عنه، وغير ذلك قالوا رق ب إن خص الف دم المحض، ف ق بالع وهذه التخصيصات تمتنع أن تتعل . العلمي زالت الشبهة في هذا البابالذي هو الثبوت العيني وبين الوجود الذي هو الثبوت

ل . ] .4 : النحل [ } إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له آن فيكون { : وقوله تعالى/ ذلك الشىء هو معلوم قبل إبداعه وقب

وتعالى ـ يقول ويكتب مما يعلمه ما شاء، آما قال توجيه هذا الخطاب إليه،وبذلك آان مقدرا مقضيا، فإن االله ـ سبحانه ن عمرو د االله ب لم في صحيحه عن عب ذي رواه مس لم في الحديث ال ه وس ادير ( : النبي صلى االله علي در مق إن االله ق

، وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي ) الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنةم ( : عليه وسلم أنه قالصلى االله ذآر آل شىء، ث اء، وآتب في ال ى الم ان عرشه عل آان االله ولم يكن شىء معه وآ

م، ( : ، وفي سنن أبي داود وغيره عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال ) خلق السموات والأرض ق االله القل أول ما خل . ) آائن إلى يوم القيامة ما هو : قال ؟ ما أآتب : اآتب، فقال : فقال له

ار و شىء باعتب ا، فه إلى أمثال ذلك من النصوص التي تبين أن المخلوق قبل أن يخلق آان معلوما مخبرا عنه مكتوبوجوده العلمي الكلامي الكتابي، وإن آانت حقيقته التي هي وجوده العيني ليس ثابتا في الخارج، بل هو عدم محض،

ا ونفي صرف، وهذه ال مراتب الأربعة المشهورة للموجودات، وقد ذآرها االله ـ سبحانه وتعالى ـ في أول سورة أنزلهه ق { : على نبيه في قول ذي خل ك ال م رب رأ باس ق . اق ن عل ان م ق الإنس أآرم . خل ك ال رأ ورب القلم . اق م ب ذي عل م . ال عل . ، وقد بسطنا الكلام في ذلك في غير هذا الموضع ] 5-1 : العلق [ } الإنسان ما لم يعلم

ا { : به القدرة وخلق وآون، آما قال/ وإذا آان آذلك آان الخطاب موجها إلى من توجهت إليه الإرادة وتعلقت ا قولن إنم

ق : ، فالذي يقال له ] .4 : النحل [ } له آن فيكون لشيء إذا أردناه أن نقول ل أن يخل راد قب آن هو الذي يراد، وهو حين ي . له ثبوت وتميز في العلم والتقدير، ولولا ذلك لما تميز المراد المخلوق من غيره، وبهذا يحصل الجواب عن التقسيم

Page 59: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

. حصيل الحاصل محالإن آان المخاطب موجودا، فت : فإن قول السائل

يس موجودا، ولا هو في : يقال له دوم ل ذي هو وجوده، ولا ريب أن المع هذا إذا آان موجودا في الخارج وجوده الع ل جمي الا، ب يس وجوده في الخارج مح دير، فل م والإرادة والتق يئا في العل ان ش د وآ م وأري نفسه ثابت، وأما ما عل

. وجودها في العلم والإرادة المخلوقات لا توجد إلا بعد

! ؟ إن آان معدوما فكيف يتصور خطاب المعدوم : وقول السائل

ذا محال؛ إذ من شرط المخاطب أن : يقال له ه فه ه ويمتثل أما إذا قصد أن يخاطب المعدوم في الخطاب بخطاب يفهمه يطلب يتمكن من الفهم والفعل، والمعدوم لا يتصور أن يفهم ويفعل فيمتنع ى أن ه، بمعن خطاب التكليف له حال عدم

منه حين عدمه أن يفهم ويفعل، وآذلك أيضا يمتنع أن يخاطب المعدوم في الخارج خطاب تكوين، بمعنى أن يعتقد أنه . شىء ثابت في الخارج، وأنه يخاطب بأن يكون

الا، وأما الشىء المعلوم المذآور المكتوب إذا آان توجيه خطاب التكوين إل/ ك مح يس ذل يه مثل توجيه الإرادة إليه، فل

ى ه إل ه وطلب ه ويوجه إرادت د أن يفعل بل هو أمر ممكن، بل مثل ذلك يجده الإنسان في نفسه فيقدر أمرا في نفسه يريى ادرا عل ان ق إن آ ه، ف وب بحسب قدرت راد المطل ون حصول الم ه، ويك ي نفس دره ف ذي ق وب ال راد المطل ك الم ذل

ك من : الإرادة والطلب الجازم، وإن آان عاجزا لم يحصل، وقد يقول الإنسان حصوله، حصل مع ليكن آذا ونحو ذلم أ ل م يش ا ل صيغ الطلب، فيكون المطلوب بحسب قدرته عليه، واالله ـ سبحانه ـ على آل شىء قدير، وما شاء آان وم

. يكن، فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له آن فيكون } ليعبدون { :صــل في اللام التي في قوله ف: فصــل

الى : وأما المسألة الثانية فقول السائل ه تع دون { : قول ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق ذاريات [ } وم ذه ] 56 : ال إن آانت هك ا صار ذل ة الأمر فم لام لل ؟ اللام للصيرورة في عاقب وقين عن وإن آانت ال زم ألا يتخلف أحد من المخل غرض ل

! ؟ وليس الأمر آذلك فما التخلص من هذا المضيق ؟ عبادته

ره السائل : فيقال ا ذآ ا، آم ك أحد هن ل ذل م يق هذه اللام ليست هي اللام التي يسميها النحاة لام العاقبة والصيرورة ولافر؛ } دونيعب { على قول من يفسر / من أن ذلك لم يصر إلا بمعنى يعرفون، يعنى المعرفة التي أمر بها المؤمن والك

ي في آخر سورة هود، ] 119 : هود [ } ولذلك خلقهم { : لكن هذا قول ضعيف، وإنما زعم بعض الناس ذلك في قوله التى الاختلاف، وإن فإن بعض القدرية زعم أن تلك اللام لام العاقبة والصيرورة، أي صارت عاقبتهم ة، وإل إلى الرحم

: ، وقول الشاعر ] 8 : القصص [ } فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا { : لم يقصد ذلك الخالق، وجعلوا ذلك آقوله

**لدوا للموت وابنوا للخراب

ا بعواقب الأمور ومصايرها، فيفعل وهذا ـ أيضا ـ ضعيف هنا؛ لأن لام العقبة إنما تجيء ف ي حق من لا يكون عالمه أن ال ومصايرها، فلا يتصور من ا بعواقب الأفع ا من يكون عالم آل فرعون، فأم الفعل الذي له عاقبة لا يعلمها آ

إن ون، ف ه لا يك م أن ا يعل ه م ة فلا يقصد بفعل ه عاقب ه ل م أن فعل ن يفعل فعلا له عاقبة لا يعلم عاقبته، وإذا عل ك تم ذل . وليس بإرادة

ى ا عل رور به ذفت انتصب المصدر المج ي إذا ح ل، الت ي ولام التعلي ي لام آ ة، وه لام المعروف ي ال لام فه ا ال وأمة هي ذه العل أخرة في الوجود والحصول، وه م والإرادة، مت ة في العل المفعول له، وتسمى العلة الغائية، وهي متقدم

: الفعل، لكن ينبغي أن يعرف أن الإرادة في آتاب االله على نوعينالمراد المطلوب المقصود من ن، : الإرادة الكونية، وهي الإرادة المستلزمة لوقوع المراد، التي يقال فيها : أحدهما/ م يك أ ل م يش ما شاء االله آان وما ل

ه ل قول رح { : وهذه الإرادة في مث ه يش ه أن يهدي رد الل ن ي يقا فم دره ض ل ص له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس صويكم { : ، وقوله ] 125 : الأنعام [ } حرجا ، ] 34 : هود [ } ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن آان الله يريد أن يغ

Page 60: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ت { : ، وقال تعالى ] 253 : البقرة [ } ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد { : الىوقال تع ولولا إذ دخلت جنتك قلين { : رادة هي مدلول اللام في قولهوهذه الإ . ، وأمثال ذلك ] 39 : الكهف [ } ما شاء الله لا قوة إلا بالله ون مختلف . ولا يزال

ا آانت ] 119، 118 : هود [ } إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ة، ولم ا للرحم ، قال السلف؛ خلق فريقا للاختلاف، وفريق . ختلفوا، وقوم رحمواالرحمة هنا الإرادة، وهناك آونية؛ وقع المراد بها، فقوم ا

اني وع الث ا الن زاهم : وأم نهم وج ه والرضا ع ة أهل راد ورضاه ومحب ة الم ي محب رعية، وه ة الش و الإرادة الديني فه

ل { : ، وقوله تعالى ] 185 : البقرة [ } يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { : بالحسنى، آما قال تعالى ما يريد الله ليجعه تم نعمت دة [ } عليكم من حرج ولكن يريد ليطهرآم ولي ه ] 6 : المائ ن { : ،وقول ذين م نن ال ديكم س م ويه ين لك ه ليب د الل يري

ا . ه عليم حكيمقبلكم ويتوب عليكم والل ا عظيم وا ميل هوات أن تميل . والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشق ، فهذه الإرادة ] 28-26 : النساء [ } يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا لا تستلزم وقوع المراد إلا أن يتعل

: به النوع الأول من الإرادة؛ ولهذا آانت الأقسام أربعة أمر : أحدها/ ما تعلقت به الإرادتان، وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة، فإن االله أراده إرادة دين وشرع؛ ف

. انبه وأحبه ورضيه، وأراده إرادة آون فوقع، ولولا ذلك لما آ

ما تعلقت به الإرادة الدينية فقط، وهو ما أمر االله به من الأعمال الصالحة فعصى ذلك الأمر الكفار والفجار، : والثاني . فتلك آلها إرادة دين وهو يحبها ويرضاها لو وقعت ولو لم تقع

آالمباحات والمعاصي : التي لم يأمر بهاما تعلقت به الإرادة الكونية فقط، وهو ما قدره وشاءه من الحوادث : والثالث

فإنه لم يأمر بها ولم يرضها ولم يحبها؛ إذ هو لا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر، ولولا مشيئته وقدرته وخلقه . لها لما آانت ولما وجدت فإنه ما شاء االله آان وما لم يشأ لم يكن

ع ذه الإرادة ولا : والراب ه ه ق ب الم تتعل ذلك، م ان آ ات والمعاصي، وإذا آ واع المباح ن أن ن م م يك ا ل ذا م ذه، فه ه

دون { : : فمقتضى اللام في قوله ذاريات [ } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعب ذه ] 56 : ال ة الشرعية، وه ذه الإرادة الديني ، هو العمل قد يقع مرادها وقد لا يقع، والمعنى أن الغاية التي ادة، فه يحب لهم ويرضى لهم والتي أمروا بفعلها هي العب

ه م تحصل من الذي خلق العباد له، أي هو الذي يحصل آمالهم وصلاحهم الذي به يكونون مرضيين محبوبين، فمن له وصلاحه لك/هذه الغاية؛ آان عادما لما يحب ويرضى ويراد له الإرادة الدينية التي فيها سعادته ونجاته، وعادما مال

ادهما : العدم المستلزم فساده وعذابه، وقول من قال العبادة هي العزيمة أو الفطرية، فقولان ضعيفان فاسدان يظهر فس . من وجوه متعددة

فيما ورد من الأخبار والآيات في الرضا بقضاء االله: فصــل

ر قضاء االله فيما ورد من الأخبار والآي : وأما المسألة الثالثة، فقوله إن آانت المعاصي بغي ات في الرضا بقضاء االله،ف . فهو محال وقدح في التوحيد،وإن آانت بقضاء االله ـ تعالى ـ فكراهتها وبغضها آراهة وبغض لقضاء االله تعالى

در : فيقال ال ليس في آتاب االله، ولا في سنة رسول االله آية، ولا حديث يأمر العباد أن يرضوا بكل مقضى مق من أفع

يس لأحد أن ه، فل ا أمر االله ب اس أن يرضوا بم ى الن ه، ولكن عل ي ب ذا أصل يجب أن يعتن يئها؛ فه العباد حسنها وسهم { : يسخط ما أمر االله به، قال تعالى ي أنفس ا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا ف حرج

ليما الى ] 56 : النساء [ } مما قضيت ويسلموا تس ال تع أحبط { : ، وق وانه ف وا رض ه وآره خط الل ا أس وا م أنهم اتبع ك ب ذلالهم د [ } أعم ال ] 28 : محم اهم { : ، وق ا آت وا م م رض و أنه له ول ن فض ه م يؤتينا الل ه س بنا الل الوا حس وله وق ه ورس الل

وني ] 59 : التوبة [ } ورسوله إنا إلى الله راغبون ديني الشرعي، لا الك ، وذآر الرسول هنا يبين أن الإيتاء هو الإيتاء الا، ( : لحديث الصحيح ا/ القدري، وقال صلى االله عليه وسلم في ا، وبالإسلام دين االله رب ان من رضي ب م الإيم ذاق طع

. ) وبمحمد نبيا

Page 61: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ر أو مرض أو ذل ه بفق ل أن يبتلي ا مث ي ليست ذنوب وينبغي للإنسان أن يرضى مما يقدره االله عليه من المصائب التو ا فه ؟ مشروع، لكن هل هو واجب أو مستحب وأذى الخلق له، فإن الصبر على المصائب واجب، وأما الرضا به . على قولين لأصحاب أحمد وغيرهم، أصحهما أنه مستحب ليس بواجب

ومن المعلوم أن أوثق عري الإيمان الحب في االله والبغض في االله، وقد أمرنا االله أن نأمر بالمعروف ونحبه ونرضاه

ه ونحب أهله، وننهي عن المنكر ونبغضه ونسخطه ونبغض أهله وهم أن ا، فكيف نت نتنا وقلوبن دينا وألس ونجاهدهم بأيك { : وقد قال تعالى لما ذآر ما ذآر من المنهيات ! ؟ ليس في المخلوقات ما نبغضه ونكرهه د رب يئه عن ان س آل ذلك آ

ا راء [ } مكروه ف ] 38 : الإس ا، فكي در له و المق ا وه ان االله يكرهه إذا آ ا ، ف ر االله أن يكرهه ن أم ا م لا يكرههك { : وقال تعالى ؟ ] 7 : الحجرات [ } وآره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون { : ويبغضها،وهو القائل ذل

الهم بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وآرهوا رضو د [ } انه فأحبط أعم الى ] 28 : محم ال تع د ق نهم { : ، وق ا م فونا انتقمن ا آس فلمالى ] 6 : الفتح [ } وغضب الله عليهم ولعنهم { : ، وقال تعالى ] 55 : الزخرف [ } فأغرقناهم ال تع تخفون { : ، وق اس يس ن الن م

ول ن الق ا لا ] 1.8 : النساء [ } ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى م ع م ول الواق أخبر أن من الق ، ف . يرضاه

ا { : وقال تعالى/ وا الص نكم وعمل وا م ذين آمن ه ال بلهم وعد الل ن ق ذين م تخلف ال ا اس أرض آم ي ال تخلفنهم ف لحات ليس

م ى له ذي ارتض نهم ال م دي نن له ور [ } وليمك ال ] 55 : الن ا { : ، وق لام دين م الإس يت لك دة [ } ورض ال ] 3 : المائ وإن { : ، وق، فبين أنه يرضى الدين الذي أمر به، فلو آان يرضى آل شىء لما آان له خصيصة، ] 7 : الزمر [ } شكروا يرضه لكمت

ه ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال ي أمت ده أو تزن ى عب ر من االله أن يزن ال ) لا أحد أغي : ، وقؤمن ( " ار والم هإن االله يغ ا حرم علي د م أتي العب رة االله أن ي ار، وغي ه ) يغ ار من ا يغ ة م رة من آراه ي الغي د ف ، ولاب

. وبغضه وهذا باب واسع } ادعوني أستجب لكم{: في قوله تعالى: فصــل

م ادعو { : ، فما معنى قولـه ) إذا جف القلم بما هو آائن ( : وأما المسألة الرابعة، فقوله تجب لك افر [ } ني أس ، وإن ] .6 : غ ؟ آان الدعاء ـ أيضا ـ مما هو آائن فما فائدة الأمر به ولابد من وقوعه

ال ي اقتضائها : فيق باب ف ائر الأس ة، وآس ي اقتضائها الإثاب ال الصالحة ف ائر الأعم ة آس ي اقتضائه الإجاب دعاء ف ال

ال دعاء : المسببات، ومن ق ادة إن ال يس بسبب، أو هو عب وب المسؤول ل ى حصول المطل ة محضة عل ة ودلال علامبدونه، فهما قولان ضعيفان، / محضة لا أثر له في حصول المطلوب وجودا ولا عدما، بل ما يحصل بالدعاء يحصل

، وفي الصحيحين ] .6 : غافر [ } ب لكموقال ربكم ادعوني أستج { : فإن االله علق الإجابة به تعليق المسبب بالسبب آقولها ( : عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال ة رحم إلا أعطاه به م ولا قطيع ا إث يس فيه دعوة ل دعو االله ب لم ي ا من مس م

ا : إحدى خصال ثلاث ) إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلهال ) االله أآثر ( : إذا نكثر قال ! يارسول االله : قالوا ه، وق أمور ب ق الوعد والجزاء بالعمل الم ، فعلق العطايا بالدعاء تعلي

ك : عمر بن الخطاب ال ذل ه، وأمث إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة مع . آثير

ر ـ سبحانه ـ من وأيضا، فا د أخب باب، وق ائر الأس لواقع المشهود يدل على ذلك ويبينه، آما يدل على ذلك مثله في س

ون { : ذلك ما أخبر به في مثل قوله نعم المجيب وح فل الى ] 75 : الصافات [ } ولقد نادانا ن ه تع ب { : ، وقول ون إذ ذه وذا النن الظ مغاضبا ت م ي آن بحانك إن ت س ا أن ه إل ا إل ات أن ل ي الظلم ادى ف ه فن ه . المينفظن أن لن نقدر علي تجبنا ل فاس

ؤمنين اء [ } ونجيناه من الغم وآذلك ننجي الم ه ] 88، 87 : الأنبي وء { : وقول ف الس اه ويكش ب المضطر إذا دع ن يجي أموارثين { : ، وقوله تعالى عن زآريا ] 62 : النمل [ } ويجعلكم خلفاء الأرض ه . رب لا تذرني فردا وأنت خير ال تجبنا ل فاس

الى ] .9، 89 : الأنبياء [ } وأصلحنا له زوجه ووهبنا له يحيى ال تع ه { : ، وق ين ل ه مخلص وا الل ك دع ي الفل وا ف إذا رآب فن آي { : ، وقال تعالى ] 56 : العنكبوت [ } الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشرآون ام وم ر آالأعل ي البح وار ف ه الج إن . ات

كور بار ش ل ص ات لك ك لآي ي ذل ره إن ف ى ظه ن . يشأ يسكن الريح فيظللن رواآد عل ف ع بوا ويع ا آس وبقهن بم أو ي . ] 35-32 : الشورى [ } لون في آياتنا ما لهم من محيصويعلم الذين يجاد . آثير

Page 62: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

م من ا له ه م ه أن ادلين في آيات م المج ا مع عل ر منه فأخبر أنه إن شاء أوبقهن؛ فاجتمع أخذهم بذنوبهم وعفوه عن آثيه محيص؛ لأنه في مثل هذا الحال يعلم المورد للشبهات في الدلائل الدالة على ربوبية يئته ورحمت ه ومش رب وقدرت ال

] .13 : الرعد [ } وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال { : أنه لا مخلص له مما وقع فيه، آقوله في الآية الأخرى

ا مجرد ي ينتجه ارف الت نفس بالأسباب الاضطرارية أثبت وأرسخ من المع النظر فإن المعارف التي تحصل في اله، فلا يكون هو المحدث للحوادث رب موجب بذات ذه الحال ـ هل ال ل ه زاح عن النفوس في مث ذي ين القياسي ـ ال

ى ؟ ابتداء، ولا يمكنه أن يحدث شيئا ولا يغير العالم حتى يدعي ويسأل ادر عل ال، وق الم بالتفصيل والإجم وهل هو عأو ليس آذلك آما يزعمه من يزعمه من المتفلسفة وغيرهم ؟ تصريف الأحوال، حتى يسأل التحويل من حال إلى حال

ع بمن ا أوق م عم من الضلال، فيجتمع مع العقوبة والعفو من ذي الجلال، علم أهل المراء والجدال، أنه لا محيص لهديانات في الات وال ه من المق ق ب ا يتعل ذا جادلوا في آياته وهو شديد المحال، وقد تكلمنا على هذا وأشباهه وم ر ه غي

. الموضع ك، ولا هو / ه في ذل يس وجوده آعدم وب المسؤول ل ل المطل والمقصود هنا أن يعلم أن الدعاء والسؤال هو سبب لني

ر ك يق رهم، مع أن ذل علامة محضة، آما عليه الكتاب والسنة، وإن آان قد نازع في ذلك طوائف من أهل القبلة وغيد والنصارى والصابئين والمجوس والمشرآين، لكن طوائف من المشرآين به جماهير بني آدم من المسلمين واليهو

ينا ومن سلك ن س ارابي واب ل آالف ه من متفلسفة أهل المل اع أرسطو ومن تبع ائين أتب والصابئين من المتفلسفة المشل المط دعاء في ني أثير ال ه ـ ونحو هؤلاء يزعمون أن ت الكلام والتصوف والفق ك ب ط ذل ا سبيلهما ـ ممن خل وب آم ل

ا ون م ة، فيجعل انية والعقلي وى النفس ة والق ة والطبيعي وى الفلكي ات من الق ات المخلوق ائر الممكن يزعمونه في تأثير سيترتب على الدعاء هو من تأثير النفوس البشرية من غير أن يثبتوا للخالق ـ سبحانه ـ بذلك علما مفصلا أو قدرة على

ى أن يجمع عظام تغيير العالم، أو أن يثبتوا أنه لو ادرا عل دهم ق يس هو عن شاء أن يفعل غير ما فعل لأمكنه ذلك، فل . الإنسان ويسوى بنانه، وهو ـ سبحانه ـ هو الخالق لها ولقواها، فلا حول ولا قوة إلا باالله

؟ وإن آان الدعاء مما هو آائن، فما فائدة الأمر به ولابد من وقوعه : وأما قوله

ال الدع : فيقال اؤه، وين ه دع ه فيستجاب ل نهم من يطيع دعاء فم اد بال ل إذا أمر االله العب ا، ب اء المأمور به لا يجب آون

ق ا عل دعو فلا يحصل م نهم من يعصيه فلا ي ة، وم دعاء والإجاب دور هو ال وم المق ى أن المعل طلبته، ويدل ذلك علدعاء ولا دور ال وم المق يس في المعل ائن هو بالدعاء، فيدل ذلك على أنه ل دعاء الك ة، فال ه /الإجاب م بأن دم العل ذي تق ال

. والدعاء الذي لا يكون هو الذي تقدم العلم بأنه لا يكون . آائن

دعاء : فإن قيل ل ؟ فما فائدة الأمر فيما علم أنه يكون من ال ائر : قي ه، آس أمور ب ال الم ا في امتث الأمر هو سبب أيضدفع ال دعاء سبب ي باب، فال ه الأس ه، لكن يخفف م يدفع وي ل بلاء أق ان سبب ال ه، وإن آ ه دفع وى من ان أق إذا آ بلاء، ف

. ويضعفه؛ ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق، واالله أعلم نت مقتضية للحكمة، فهل فإذا آا ؟ سئل شيخ الإسلام ـ رحمه االله تعالى ـ عن الأقضية، هل هي مقتضية للحكمة أم لا/

. أفتونا مأجورين ؟ فما معنى وجود العذر والحالة هذه . وإذا آانت الإرادة قد تقدمت ؟ أراد من الناس ما هم فاعلوه

: فأجاب

ة ا، ووسع آل شىء رحم درة وحكم ا، وق الى ـ بكل شىء علم ا ـ سبحانه وتع د أحاط ربن المين، ق الحمد الله رب العا، ف ة، وعلم م والرحم ام العل الى بتم اهد الله تع و ش اني إلا وه ى من المع ي السموات والأرض، ولا معن ا من ذرة ف م

الى ه ـ سبحانه وتع وآمال القدرة والحكمة، وما خلق الخلق باطلا، ولا فعل شيئا عبثا، بل هو الحكيم في أفعاله وأقوال . سبحانه بعلمه ـ ثم من حكمته ما أطلع بعض خلقه عليه، ومنه ما استأثر

. إرادة أمر وتشريع، وإرادة قضاء وتقدير : وإرادته قسمان

Page 63: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ديكم { : إنما يتعلق بالطاعات دون المعاصي، سواء وقعت أو لم تقع آما في قوله : فالقسم الأول م ويه يريد الله ليبين لك ] 185 : البقرة [ } يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر { : ، وقوله ] 26 : النساء [ } عليكم سنن الذين من قبلكم ويتوب

ا : وأما القسم الثاني/ الم م د أراد من الع ات، وق ع الحادث ات، محيطة بجمي وهو إرادة التقدير، فهي شاملة لجميع الكائن

رد أن { : بهذا المعنى لا بالمعنى الأول، آما في قوله تعالىهم فاعلوه ن ي لام وم دره للإس رح ص ه يش ه أن يهدي يرد الله ولا ينفعكم نصحي إن أردت { : ، وفي قوله ] 125 : الأنعام [ } يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ان الل م إن آ أن أنصح لك

. ما شاء االله آان وما لم يشأ لم يكن، ونظائره آثيرة : ، وفي قول المسلمين ] 34 : هود [ } يريد أن يغويكم هو ربكم

ى تت ا أن الأول اول الطاعات حدثت أو وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات والمعاصي، دون ما لم يحدث، آم نه تشريعا، رد ب م ي ا ل ديرا م ه تق د الشقي من أراد ب ه تشريعا، والعب ا أراد ب لم تحدث، والسعيد من أراد منه تقديرا مدر ى الق ان بصيرا، ومن نظر إل ين آ اتين العين ال به ى الأعم والحكم يجري على وفق هاتين الإرادتين، فمن نظر إل

ن { : القدر آان أعور، مثل قريش الذين قالوادون الشرع أو الشرع دون لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا مدآم { : ، قال االله تعالى ] 148 : الأنعام [ } شيء ل عن وه آذلك آذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل ه م فتخرج ن عل م

. ] 148 : الأنعام [ } لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون

ه ورضيه دون الإرادة ر ب د أم ة ـ فق ي الإرادة القدري ه ـ وه وده وآون اء االله وج ا ش ل م دوا أن آ ؤلاء اعتق إن ه فالوا الشرعية، ثم رأوا أن شرآهم د شاء االله وجوده ق ا ق ال االله : بغير شرع مم ه، ق د رضيه وأمر ب ذلك { : فيكون ق آ

وه { : بالشرائع من الأمر والنهي ] 148 : الأنعام [ } آذب الذين من قبلهم م فتخرج ن عل دآم م ل عن ل ه نا ق حتى ذاقوا بأسوه } لنا ا حرمتم ون { بأن االله شرع الشرك وتحريم م ذا } إن تتبع ن { في ه ا الظ د } إل دره فق ا ق وهمكم أن آل م وهو ت

ة { تكذبون وتفترون بإبطال شريعته، : أي } وإن أنتم إلا تخرصون { شرعه ة البالغ ه الحج ل فلل ام [ } ق ى ] 149 : الأنع علة ى متابع ين إل ق أجمع اء هدى الخل و ش ذا فل ع ه ده وشريعته، وم ى توحي دعوهم إل يهم ف ه حين أرسل الرسل إل خلقه ألا ه أن يتفضل، ول اء؛ لأن المتفضل ل شريعته، لكنه يمن على من يشاء فيهديه فضلا منه وإحسانا، ويحرم من يش

. ، وله في ذلك حكمة بالغةيتفضل، فترك تفضله على من حرمه عدل منه وقسط

وهو يعاقب الخلق على مخالفة أمره وإرادته الشرعية، وإن آان ذلك بإرادته القدرية، فإن القدر آما جرى بالمعصية إذا دره، ف م بق دره والأل جرى ـ أيضا ـ بعقابها، آما أنه ـ سبحانه ـ قد يقدر على العبد أمراضا تعقبة آلاما، فالمرض بق

د : قد تقدمت الإرادة بالذنب فلا أعاقب، آان بمنزلة قول المريض : دقال العب ألم، وق المرض فلا أت قد تقدمت الإرادة به لا ه جهل فإن ذا مع أن ألم المضروب، وه دمت بالضرب فلا يت تقدمت الإرادة بأآل الحار فلا يحم مزاجي، أو قد تق

أزينن { : يضا، وإنما اعتل بالقدر إبليس حيث قالينفع صاحبه؛ بل اعتلاله بالقدر ذنب ثان يعاقب عليه أ ويتني ل بما أغال ] 39 : الحجر [ } لهم في الأرض رين { : ، وأما آدم فق ن الخاس ونن م ا لنك ا وترحمن ر لن م تغف نا وإن ل ا أنفس ا ظلمن } ربن

. ] 23 : فالأعرا [

ه السلام أو نحوه ـ ال آدم ـ علي ا ق ول آم ه أن يق يس أو /فمن أراد االله سعادته، ألهم ة إبل ل بعل قاوته، اعت ومن أراد شلاء ه العق ال ل ار، فق ى داره شرارة ن ا : نحوها، فيكون آالمستجير من الرمضاء بالنار، ومثله مثل رجل طار إل أطفئه

ذه ؟ من أين آانت : لئلا تحرق المنزل، فأخذ يقول ل به ا زال يتعل ار فم ذه الن ي في ه ا لا ذنب ل ا، وأن ح ألقته هذه ريا ادير، ولا يرده ى المق ذنوب عل ل ال العلل حتى استعرت وانتشرت وأحرقت الدار وما فيها، هذه حال من شرع يحي

ه، بخلاف الشرارة ذي فعل ا، واالله سبحانه بالاستغفار والمعاذير، بل حاله أسوأ من ذلك بالذنب ال ه فيه ه لا فعل ل فإنيوفقنا وإياآم وسائر إخواننا لما يحبه ويرضاه فإنها لا تنال طاعته إلا بمعونته، ولا تترك معصيته إلا بعصمته، واالله

. أعلم ة أم لا / ة، فهل أراد م ؟ وسئل ـ قدس االله روحه ـ عن الأقضية، هل هي مقتضية للحكم ن وإذا آانت مقتضية للحكم

؟ وإذا آانت الإرادة قد تقدمت، فما معنى وجود العذر والحالة هذه ؟ الناس ما هم فاعلوه أم لا

المين : فأجاب د الله رب الع ا . الحم م علم إن االله عل اد، ف ه العب م يعلم داره، وإن ل ي أقضيته وأق ة ف ة بالغ م، الله حكم نعيه { مه لعباده وعلمه لعباده، أو لمن يشاء منهم، وعلم علما لم يعل ع آرس اء وس ا ش ا بم ه إل ولا يحيطون بشيء من علم

] 255 : البقرة [ } السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما

Page 64: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

شاء االله آان، وما لم يشأ لم وهو ـ سبحانه ـ أراد من العباد ما هم فاعلوه إرادة تكوين، آما اتفق المسلمون على أنه ما

ال ا ق ن، وآم يقا { : يك دره ض ل ص له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس رح ص ه يش ه أن يهدي رد الل ن ي افم } حرجين { : ، وآما قال ] 125 : الأنعام [ ون مختلف م إ . ولا يزال ذلك خلقه ك ول م رب ن رح ا م ال ] 119، 118 : هود [ } ل ا ق : ، وآمالقول الثاب { : ، وآما قال ] 253 : البقرة [ } ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد { وا ب ذين آمن ه ال ي يثبت الل ت ف

. ] 27 : إبراهيم [ } الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء

الى ال تع ا ق م { : ولكن لم يرد المعاصي من أصحابها إرادة أمر وشرع ومحبة ورضى ودين، بل ذلك آم ه بك د الل يرير الي م العس د بك رة [ } سر ولا يري الى ] 185 : البق ال تع ا ق بلكم { : ، وآم ن ق ذين م نن ال ديكم س م ويه ين لك ه ليب د الل } يري

ذين يت { ، ] 26 : النساء [ د ال ا والله يريد أن يتوب عليكم ويري ا عظيم وا ميل هوات أن تميل ون الش ف . بع ه أن يخف د الل يريعيفا ان ض ق الإنس نكم وخل اء [ } ع الى ] 28، 27 : النس ال تع د { : ، وق ن يري رج ولك ن ح يكم م ل عل ه ليجع د الل ا يري م

. ] 56 : الذاريات [ } وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون { : ، وآما قال تعالى ] 6 : المائدة [ } ليطهرآم

ر ه في غي ا يليق ب ك بم د بسطت الكلام في ذل دفع الضلال، وق تباه، وين زول الاش ال، ي وبالتقسيم والتفصيل في المق . وضع بسط ذلكموضع من القواعد، إذ ليس هذا م

ه ؟ ما معنى وجود العذر : وأما قول السائل ان عاجزا عن الفعل مع إرادت فالمعذور الذي يعرف أنه معذور هو من آ

ين، : له ك، وهؤلاء ليسوا مكلف آالمريض العاجز عن القيام، والصيام، والجهاد، والفقير العاجز عن الإنفاق، ونحو ذل . آالصبي والمجنون، ومن لم تبلغه الدعوة : وآذلك العاجز عن السماع والفهم ولا معاقبين على ما ترآوه،

ا / ى م ا عل راده، ولا مكره وأما من جعل محبا مختارا راضيا بفعل السيئات حتى فعلها، فليس مجبورا على خلاف م

ذورا ذا مع رورا ! ؟ يرضاه، فكيف يسمى ه ل ينبغي أن يسمى مغ ك ي . ب ق ولكن بسط ذل ة في الخل ى الحكم اج إل حت . والأمر، فهذا مذآور في موضعه، وهذا المكان لا يسعه، واالله أعلم وصلى االله على محمد

: قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية ـ رحمه االله تعالى

ه نفس، وقول ن ال يئة م ن االله والس نة م ون الحس ا آ ين به ي يتب روق الت ي الف ا { : ف اء إنم اده العلم ن عب ه م ى الل } يخشن { : ، و قوله ] 28 : فاطر [ ا بط ا وم ر منه ا ظه واحش م ه } قل إنما حرم ربي الف ى قول ا { : إل ا ل ه م ى الل وا عل وأن تقول

اء ، فإنه ينفي الت ] 33 : الأعراف [ } تعلمون ا للجنس أو لكل واحد من العلم حريم عن غيرها، ويثبته لها، لكن هل أثبته ؟ إنما يحج المسلمون، وذلك أن المستثنى هل هو مقتضى، أو شرط : آما يقال

م يوجب الخشية ففي الآية وأمثالها هو مقتضى فهو عام؛ فإن العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، فإذا آان العل

ة ا من أن أصل الحامل ا ذآرن ين م م، تب ام العل يس بت و جاهل ل يئات، وآل عاص فه رك الس نات وت ى فعل الحس عل . السيئات الجهل وعدم العلم

يئا، يس ش دم ل درة وعدم السمع وعدم البصر، والع وإذا آان آذلك فعدم العلم ليس شيئا موجودا، بل هو مثل عدم الق

د وإنما الشىء الموجود ـ واالله خالق الى، لكن ق ى االله تع دم المحض إل ه موجود، /آل شىء ـ فلا يضاف الع رن ب يقتذا أصدق الأسماء اة، وله وازم الحي ة من ل ة الإرادي ة، والحرآ ا حي ه فإنه ا تحرآ نفس بطبعه ا، وال : فإذا لم يكن عالم

اة ( : الحارث والهمام، وفي الحديث ل ريشة ملق ل القلب مث ه ) مث خ، وفي در إذا استجمعت ال ( : إل ا من الق قلب أشد تقلبا يضرها، واالله ) غليانا ا وترآت م ا ينفعه أرادت م ا يضرها، ف ا وم ا ينفعه ا م داها االله علمه إن ه ذلك، ف ان آ ، فإذا آ

: سبحانه تفضل على بني آدم بأمرين؛ هما أصل السعادة

ا في الصحيحين، ولم : أحدهما ا أن آل مولود يولد على الفطرة، آم ار مرفوع ن حم لم عن عياض اب ي خلقت ( : س إنا ) عبادي حنفاء زين له الحديث، فالنفس بفطرتها إذا ترآت آانت محبة الله تعبده لا تشرك به شيئا، ولكن يفسدها من ي

الى ال تع ياطين الإنس والجن، ق ت { : من ش ورهم ذري ن ظه ي آدم م ن بن ك م ذ رب ة } هموإذ أخ ، ] 172 : الأعراف [ الآي . وتفسير هذه الآية مبسوط في غير هذا الموضع

Page 65: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

يهم من : الثاني ب، وأرسل إل أن االله تعالى هدى الناس هداية عامة، بما جعل فيهم من العقل، وبما أنزل إليهم من الكته } اقرأ باسم ربك الذي خلق { : الرسل، قال تعالى ى قول م { : إل م يعل ا ل ق [ } م الى ] 5-1 : العل ال تع رحمن { : ، وق م . ال عل

أعلى { : ، وقال تعالى ] 4-1 : الرحمن [ } علمه البيان . خلق الإنسان . القرآن ك ال وى . سبح اسم رب ق فس ذي خل ذي . ال واله، ] .1 : البلد [ } وهديناه النجدين { : ، وقال ] 3-1 : الأعلى [ } قدر فهدى ه ل ، ففي آل واحد ما يقتضي معرفته بالحق ومحبت

. وقد هداه إلى أنواع من العلم يمكنه أن يتوصل بها إلى سعادة الآخرة، وجعل في فطرته محبة لذلك د/ ن ق ا الإرادة لك ن لوازمه نفس م ن ال دمي، لك ر ع راض أم ك الإع ه وذل ا ينفع م م ب عل ن طل ان ع يعرض الإنس

ة، اة آانت ميت ذه الحي والحرآة فإنها حية حياة طبيعية، لكن سعادتها أن تحيا الحياة النافعة فتعبد االله، ومتى لم تحى ه : متنعمة بالحياة،ولا ميتة مستريحة من العذاب، قال تعالىوآان ما لها من الحياة الطبيعية موجبا لعذابها، فلا هي حية

ة ولا ] 13 : الأعلى [ } ثم لا يموت فيها ولا يحيا { اة النافع يس بحي الحي دنيا ل ان في ال ا آ ، فالجزاء من جنس العمل لمفذلك من تمام إنعام االله عليها، وإلا فهي ميتا عديم الإحساس، آان في الآخرة آذلك، والنفس إن علمت الحق وأرادته،

. بطبعها لابد لها من مراد معبود غير االله، ومرادات سيئة؛ فهذا ترآب من آونها لم تعرف االله ولم تعبده وهذا عدم

د ابلا لأن يري ول، أي ق القوة والقب دا ب ه مري دا، لكن يجعلون ق الإنسان مري أن االله خل ذا، وب ذا والقدرية يعترفون به هه، وهو ذا آل ل االله خالق ه ا الله، وغلطوا ب يس مخلوق دهم ل ذا عن وهذا، وأما آونه مريدا لهذا المعين وهذا المعين، فه

ول لم يق ه وس ان صلى االله علي ا ( : الذي ألهم النفس فجورها وتقواها، وآ م آت نفسي تقواه خ، واالله ـ سبحانه ـ ) الله إلوجهين من جعل إبراهيم وأهل بيته أئمة يدع ى االله ل ذا إل ون بأمره، وجعل آل فرعون أئمة يدعون إلى النار، ولكن ه : جهة علته الغائية، ومن جهة سببه

وهم / وهم المت ردا ت إذا أضيف مف را إضافيا، ف أما العلة الغائية، فإنه إنما خلقه لحكمة هو باعتبارها خير، وإن آان ش

ق ال : مذهب جهم بن صفوان اب والسنة أن االله خل ة، والكت ة ولا لرحم ه لأحد، لا لحكم ر في ذي لا خي شر المحض الاطلا، : والاعتبار يبطل هذا، آما إذا قيل ان ب م، وآ محمد وأمته يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض؛ آان هذا ذما له

. ا لهم وآان حقايجاهدون لتكون آلمة االله هي العليا ويقتلون من منعهم من ذلك؛ آان هذا مدح : وإذا قيل

إن الرب ـ تعالى ـ حكيم رحيم أحسن آل شىء خلقه وهو أرحم الراحمين، والخير بيديه والشر ليس إليه، لا : فإذا قيلان يمة، آ ة جس ة ونعم ة عظيم ه حكم ه في ة، فل يفعل إلا خيرا، وما خلقه من ألم لبعض الحيوان، ومن أعماله المذموم

. هذا حقا وهو مدح للرب

م : وأما إذا قيل ب، ل اس بلا ذن يخلق الشر الذي لا خير فيه، ولا منفعة لأحد، ولا له فيه حكمة ولا رحمة، ويعذب النم أعظم، م نعل ا ل ة وم يكن مدحا له بل العكس، وقد بينا بعض ما في خلق جهنم وإبليس والسيئات من الحكمة والرحم

. ب والرضا لذاته ولإحسانه هذا حمد شكر، وذاك حمد مطلقاواالله ـ سبحانه وتعالى ـ يستحق الحمد والح

نجم ال في آخر سورة ال ذا ق ه؛ وله : وقد ذآرنا في غير هذا أن ما خلقه فهو نعمة يستحق عليها الشكر، وهو من آلائذآر / ، ] 55 : النجم [ } فبأي آلاء ربك تتمارى { رحمن ي ل { : وفي سورة ال ان آ ا ف ن عليه رحمن [ } م ك، ] 26 : ال ونحو ذل

ه ول عقب ذبان { : ويق ا تك اء ربكم أي آل ه } فب م ذآر قول ـ واللفظ للبغوي ـ ث ال طائفة يم آن { : ق ين حم ا وب ون بينه } يطوفه يزجر عن } آل من عليها فان { : آل ما ذآر االله عز وجل من قوله : قال ] 44 : الرحمن [ ة؛ لأن ، فإنه مواعظ وهو نعم

بهذه الأشياء؛ لأنها } فبأي آلاء ربكما تكذبان { : الزجاج، وابن الجوزي، في الآيات، أي : المعاصي، وقال آخرون منهما اآم م ه إي ده ورزق ى توحي ه آلها نعم في دلالتها إياآم عل الوا في قول رحمن، وق الوه في سورة ال ذا ق وامكم، ه ه ق : ب

ن : ، فبأي نعم ربك التي تدل على وحدانيته تشكك، وقيل ] 55 : النجم [ } فبأي آلاء ربك تتمارى { ال اب ادل، وق تشك وتج . تكذب : عباس

اء، فإ : قلت ذا عداه بالت ذب؛ وله ال ضمن تتمارى معنى تك راء، يق ه تفاعل من الم راء في : ن ا في الهلال، وم تمارين

ري؛ : تتمارى، أي يتمارون، ولم يقل : لما آان الخطاب لهم، قال : القرآن آفر، وهو يكون لتكذيب وتشكيك، ويقال تمتال : ، قيل ] 39 : النجم [ } وأن ليس للإنسان إلا ما سعى { : قالوا . لأن التفاعل يكون بين اثنين ه ق أم { : الوليد بن المغيرة، فإن : ، ثم التفت إليه فقال ] 38-36 : النجم [ } ألا تزر وازرة وزر أخرى . وإبراهيم الذي وفى . لم ينبأ بما في صحف موسى

Page 66: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ار . خلق الإنسان من صلصال آالفخار { : آما قال } ا ما سعىوأن ليس للإنسان إل { ن ن ارج م ن م أي . وخلق الجان م فب . ] 16-14 : الرحمن [ } آلاء ربكما تكذبان

ة تع ه حكم ه في ه، ول كر علي اده يش ى عب ان إل ه إحس ا خلق ل م ي آ هفف ع / ود إلي ه، فجمي ا لذات د عليه تحق أن يحم يس

ذبان { : المخلوقات فيها إنعام إلى عباده آالثقلين المخاطبين بقوله ا تك ا } فبأي آلاء ربكم ات يحصل به ا آي ة أنه من جهنجم [ } النذر الأولى هذا نذير من { : هدايتهم، وتدل على وحدانيته، وصدق أنبيائه؛ ولهذا قال عقيبه ل ] 56 : ال د، : قي محم

ل ول : وقي ان، يق ا متلازم رآن، وهم ى : الق ب الأول ل، والكت ه الرس ذرت ب ا أن ذر بم ذير أن ذا ن ه . ه ذر { : وقول ن الن ميحصل بها ما يحصل من هذه من جنسها، فأفضل النعم نعمة الإيمان، وآل مخلوق فهو من الآيات التي : ، أي } الأولى

الى ال تع ة، ق اب { : النعم أولي الألب رة ل هم عب ي قصص ان ف د آ ال ] 111 : يوسف [ } لق د { : ، وق ل عب رى لك رة وذآ تبص . ] 8 : ق [ } منيب

ه بالصبر، وما يصيب الإنسان إن آان يسره فهو نعمة بينة، وإن آان ي اب علي سوؤه فهو نعمة؛ لأنه يكفر خطاياه ويث

و { ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة لا يعلمها العبد، يئا وه وا ش م وعسى أن تحب ر لك و خي وعسى أن تكرهوا شيئا وهة السراء ، وآلتا النعمتين تحتاج مع الش ] 216 : البقرة [ الآية } شر لكم ا نعم ا الضراء فظاهر، وأم ى الصبر، أم كر إل

ال بعض السلف م نصبر؛ : فتحتاج إلى الصبر على الطاعة فيها، آما ق ا بالسراء فل ا بالضراء فصبرنا، وابتلين ابتلينم، اشتهر ذآر الشكر ذة، وفي الضراء الأل في فلهذا آان أآثر من يدخل الجنة المساآين، لكن لما آان في السراء الل

ه { : السراء والصبر في الضراء، قال تعالى ه } ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها من ى قول بروا { : إل ذين ص ا ال إل . ] 11-9 : هود [ الآية } وعملوا الصالحات

ذا واجب، وأيضا، صاحب السراء أحوج إلى الشكر، وص/ ذا وشكر ه إن صبر ه احب الضراء أحوج إلى الصبر، ف

اع الشكر والصبر تحبا، واجتم ه مس د يكون الشكر في حق وأما صبر السراء فقد يكون مستحبا، وصاحب الضراء ق . يكون مع تألم النفس وتلذذها، وهذا حال يعسر على آثير وبسطه له موضع آخر

نع الى ـ م تم لا والمقصود أن االله ـ تع م وأن إن االله يعل اس، ف ر الن داء لأآث ي الابت ر ف ان لا يظه ه؛ وإن آ ذا آل م به

ه ا يحصل ل تعلمون،وأما ذنوب الإنسان فهي من نفسه، ومع هذا فهي مع حسن العاقبة نعمة،وهي نعمة على غيره لمي اللهم لا تجعلني عبرة لغيري، ولا تجعل غيري أسع " : بها من الاعتبار، ومن هذا قوله ، وفي دعاء " د بما علمتني من

ه ] 85 : يونس [ } ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين { : القرآن ا { : ، وآما في ين إمام ا للمتق ان [ } واجعلن ا . ] 74 : الفرق واجعلن . والآلاء في اللغة هي النعم، وهي تتضمن القدرة أئمة لمن يقتدى بنا، ولا تجعلنا فتنة لمن يضل بنا،

ه ذآر آيات اده، وي ى عب ه إل ا نعم واالله ـ تعالى ـ في القرآن يذآر آياته الدالة على قدرته وربوبيته، ويذآر آياته التي فيه

اع بالمآآل والمشارب والمساآن والملابس ظاهرة لكل ة الانتف ذا المبينة لحكمته، وهي متلازمة، لكن نعم أحد؛ فلهول . ، آما قاله قتادة وغيره ] سورة النعم [ ، وتسمى ] سورة النحل [ استدل بها في اس يق ر من الن ذا فكثي د : وعلى ه الحم

ه يكون ة أنواعه، فإن ا، والشكر أعم من جه ة وغيره ى نعم ه يكون عل بابه؛ فإن ة أس بالقلب /أعم من الشكر من جه . لوق فيه نعمة، لم يكن الحمد إلا على نعمة، والحمد الله على آل حالواللسان واليد، فإذا آان آل مخ

ذين ة ال ذلك القدري ذا، وآ زل عن ه ة بمع ة والجبري نعم، والجهمي ن ال ات م ي المخلوق ا ف ن عرف م م م ذا فه ن ه لك

د الجهم : يقولون يس عن ا ل درة لا تعود الحكمة إليه، بل ما ثم إلا نفع الخلق، فما عندهم إلا شكر، آم درة، والق ة إلا ق يأنه لا يستحق الحمد؛ فله ملك بلا حمد، آما أن : المجردة عن نعمة وحكمة لا يظهر فيها وصف حمد، وحقيقة مذهبهم

. عند المعتزلة له نوع من الحمد بلا ملك، وعند السلف له الملك والحمد تامين

الى ال تع ه إل { : ق ا إل ه ل ه أن هد الل يم ش ز الحك و العزي ا ه ه إل ا إل ط ل ا بالقس م قائم وا العل ة وأول و والملائك آل [ } ا هاعهم، فمن ] 18 : عمران ، فله الوحدانية في إلهيته، وله العدل وله العزة والحكمة، وهذه الأربعة إنما يثبتها السلف وأتب

. ص الرب بعض حقهقصر عن معرفة السنة نق

ه، د إلهيت ي لا يثبت توحي ه، والمعتزل د ربوبيت ل توحي والجهمي الجبري لا يثبت عدلا ولا حكمة، ولا توحيد إلهيته، بإنه يثبت حكمة ما، معناها يعود إلى غيره، فتلك لا تكون حكمة، فمن فعل لا : ولا عدلا ولا عزة ولا حكمة، وإن قال

Page 67: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه لأمر يرجع إليه بل لغي د ثبت أن ة، فق ى نعم ع إلا عل د لا يق ان الحم يم، وإذا آ يس بحك ة ل لاء قاطب ره، فهذا عند العقد، ه، وهو / رأس الشكر، فهو أول الشكر والحم ى نعمت ال هو عل ة، فالشكر بالأعم ى حكم ة وعل ى نعم ان عل وإن آ

. عبادة له لإلهيته التي تتضمن حكمته، فقد صار مجموع الأمور داخلا في الشكر

ذي هوالشكر د ال ا من الشكر، وشرع الحم ان نوع د مجردا إذ آ ولهذا عظم القرآن أمر الشكر، ولم يعظم أمر الحمد ا من الشكر والتوحي . مقولا أمام آل خطاب مع التوحيد، ففي الفاتحة الشكر مع التوحيد، والخطب الشرعية لابد فيه

فيها الشكر والتنزيه والتعظيم، ولا إله إلا االله واالله أآبر فيها التوحيد فسبحان االله وبحمده : والباقيات الصالحات نوعانالمين { ، ] 14 : غافر [ } فادعوا الله مخلصين له الدين { : والتكبير، وقد قال تعالى ه رب الع ، وهل ] 2 : الفاتحة [ } الحمد لل . فيه نظر ليس هذا موضعه ؟ يارية آما قيل في العزم، أم عامالحمد على الأمور الاخت

ربنا ولك الحمد ملء السماء وملء الأرض [ : وفي الصحيح أنه صلى االله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الرآوع يقول

ا أعط انع لم د، لا م ك عب ا ل د، وآلن ت، ولامعطي وملء ما شئت من شىء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العب يحق ما قال : أفعل التفضيل، وقد غلط فيه طائفة فقالوا ] أحق [ و . هذا لفظ الحديث ) لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد

ال ا ق رب، آم ه ال ا يقول ل حق م ول الحق والباطل؛ ب د يق إن العب يس بسديد، ف ذا ل ول { : العبد، وه ق أق الحق والح } فذا : ، ولكن أحق خبر مبتدأ محذوف، أي ] 84 : ص [ د، وله ه العب ا قال د أحق م ه أن الحم د، ففي ال العب ا ق د أحق م الحم

. وجب في آل صلاة ر من هؤلاء : وإذا قيل/ ذا آثي ل العكس؛ وله يخلق ما هو شر محض، لم يكن هذا موجبا لمحبة العباد له، وحمدهم، ب

ه، لكن ينطقون بالذم والشتم نظما و ئ ب ه ممتل انه، فقلب ه بلس م يقل نثرا، وآثير من شيوخهم وعلمائهم يذآر ذلك، وإن لذا، ويقيمون حجج ة من الشيوخ ذآر نحو ه يرى أن ليس في ذآره منفعة، أو يخاف من المسلمين، وفي شعر طائف

ه ي قول ه ف ه نفس ا وصف ب و خلاف م ى االله، وه ه عل يس وأتباع ك ب { : إبل ا رب دوم ام للعبي ا { ، ] 46 : فصلت [ } ظل ومأحق ما قال العبد، يقتضى أن حمده أحق ما قاله العبد؛ لأنه سبحانه : ، فقوله ] 1.1 : هود [ } ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم

. لا يفعل إلا الخير وهو سبحانه

. ن الشر حكمة بالغة ونعمة سابغةونفسه متحرآة بالطبع حرآة لابد فيها م

؟ فلم لا خلقها على غير هذا الوجه : فإذا قيل أتجعل فيها { : آان يكون ذلك خلقا غير الإنسان، وآانت الحكمة بخلقه لا تحصل، وهذا سؤال الملائكة حيث قالوا : قيل

، فعلم من الحكمة في خلق هذا مالم تعلمه ] .3 : البقرة [ } إني أعلم ما لا تعلمون { : هإلى قول } من يفسد فيها ويسفك الدماءالى ال تع ا ق ت، آم ا { / : الملائكة، فكيف يعلمه آحاد الناس، ونفس الإنسان خلق ق هلوع ان خل ر . إن الإنس ه الش إذا مس

ل { : ، وقال ] 21-19 : المعارج [ } مسه الخير منوعاوإذا . جزوعا ن عج اء [ } خلق الإنسان م ة ] 37 : الأنبي ق خلق د خل ، فق . تستلزم وجود ما خلق منها، لحكمة عظيمة ورحمة عميمة فهذا من جهة الغاية مع أن الشر لا يضاف إليه سبحانه

اني ه الث ا الوج ت : وأم ا خلق نفس، فإنه ي تصلح ال م والإرادة الت دم العل د لع ا وج ذا الشر إنم إن ه ة السبب ف ن جه م

انه؛ بفطرتها تقتضي معرفة االله ومحبته، وقد هديت إلى علوم وأعمال تعينها على ذلك، وهذا آله من فضل االله وإحسجن مالت إلى ذلك، وآان ذلك مرآبا من لكن النفس المدينة لما حصل لها من زين لها السيئات من شياطين الإنس وال

م ا، خلقه القول فيه يهم آ ول ف الى ـ وهؤلاء الق ى االله ـ تع دم لا يضاف إل ذا الع ذا الأصل ووجود ه ع، وه عدم ما ينفيئا، واالله خالق يس ش دم المحض، وهو ل لحكمة، فلما آان عدم ما تصلح به هو أحد السببين، والشر المحض هو الع

. سيئات منها باعتبار أنها مستلزمة للحرآة الإراديةآل شىء فكانت ال

ه، ره إلي والعبد إذا اعترف أن االله خالق أفعاله، فإن اعترف إقرارا بخلق االله لكل شىء وبكلماته التامات، واعترافا بفقدر، ا بالق ؤمنين، وإن اعترف احتجاج ذا حال الم ه، فه ه وحكمت ذنب وأنه إن لم يهده فهو ضال، فخضع لعزت ذا ال فه

. أعظم من الأول، وهذا من أتباع الشيطان

Page 68: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ة را : وهنا سؤال سأله طائف ان خي ه لا يقضي للمؤمن من قضاء إلا آ ه /وهو أن يئات، وعن ه الس د قضى علي ه، وق ل : جوابان

ال : أحدهما ذا ق نعم والمصائب؛ وله إن أصابته سراء ( : أن أعمال العباد لم تدخل في الحديث؛ ولكن ما يصيبه من ال

. وهذا ظاهر اللفظ فلا إشكال . إلخ ) شكر، فكان خيرا له

ه ) من سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن ( : إن قدر دخولها، فقد قال صلى االله عليه وسلم : والثاني إذا قضى ل ، فة ا يستحق العقوب و إم يئة، فه ه بس إذا قضى ل ا يسره، ف دلت حسنة فيشكر بأن يحسن فهو مم اب أب إن ت م يتب،ف إذا ل

ؤمن، والمؤمن : عليها،وإن لم يتب ابتلى بمصائب تكفرها فيصبرعليها فيكون ذلك خيرا له وهو قال لا يقضى االله للمه : المطلق هو الذي لا يضره الذنب؛ بل يتوب منه فيكون حينئذ آما جاء في عدة آثار دخل ب ذنب في د ليعمل ال إن العب

تغفاره وشهوده الجنة د وخضوعه واس ذنب يوجب ذل العب ،يعمله فلا يزال يتوب منه حتى يدخل بتوبته منه الجنة وال . لفقره، وفاقته إليه سبحانه

ه ي قول ك { : وف ن نفس اء [ } فم د ] 79 : النس ا، ولا : من الفوائ إن الشر لا يجيء إلا منه ه، ف ى نفس ئن إل د لا يطم أن العب

ه، ويسأل يشتغ يئات عمل االله من شر نفسه وس ل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها، ويستعيذ بع ان أنف ذا آ ه الشر؛ وله ه دعاء / االله أن يعينه على طاعته، فبذلك يحصل له الخير ويدفع عن ه وأحكم دعاء وأعظم ال

. ] 7، 6 : الفاتحة [ } اط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالينصر . اهدنا الصراط المستقيم { : الفاتحة

فإنه إذا هداه هذا الصراط، أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة، والذنوب من ك من لوازم النفس، وهو محتاج إلى الهدى آل دخل في ذل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأآل والشرب، وي

دره من ا يعرف بعض ق ه، وإنم رط الحاجة إلي ه في آل صلاة لف أنواع الحاجات ما لا يمكن إحصاؤه؛ ولهذا أمر بذي يق م ال ل والظل ن الجه ا م ا فيه دعاء، ورأى م ذا ال أمورين به وس الإنس والجن الم ه ونف ر أحوال نفس تضى اعتب

ر دعاء من أعظم الأسباب المقتضية للخي شقاءها في الدنيا، والآخرة، فيعلم أن االله تعالى بفضله ورحمته جعل هذا ال . المانعة من الشر

اني نا الث ار إذا قس ومما يبين ذلك أن االله ـ تعالى ـ لم يقص علينا في القرآن قصة أحد إلا لنعتبرها، وإنما يكون الاعتب

ذبين للرسل بالأول، وآان ا مشترآين في المقتضى والحكم، فلولا أن في نفوس الناس من جنس ما آان في نفوس المكد { : ـ فرعون ومن قبله ـ لم يكن بنا حاجة إلى الاعتبار بمن لا نشبهه قط؛ لكن الأمر آما قال تعالى ا ق ما يقال لك إلا م

ك ن قبل ل م ل للرس ال ] 43 : تفصل [ } قي ون { : ، وق احر أو مجن الوا س ا ق ول إل ن رس بلهم م ن ق ذين م ى ال ا أت ذلك م } آوبهم { : ، وقال تعالى ] 52 : الذاريات [ ابهت قل رة [ } آذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تش ال ] 118 : البق اهئون { : ، وق يض

لتسلكن سنن من آان قبلكم حذو القذة بالقذة، ( / : ؛ ولهذا قال صلى االله عليه وسلم ] .3 : التوبة [ } قول الذين آفروا من قبلدخلتموه الوا ) حتى لو دخلوا جحر ضب ل ود والنصارى : ، ق ال ؟ يارسول االله، اليه ال ) ؟ فمن ( : ق لتأخذن مأخذ ( : ،وق

ذراع بر،وذراعا ب برا بش بلكم ش م ق الوا . ) الأم روم : ق ارس وال ا رسول االله، ف ال ؟ ي ن ( : ق ي ) ؟ فم ديثين ف لا الح ، وآ . الصحيحين

اس ال بعض الن ا رسول ا : ولما آان في غزوة حنين، آان للمشرآين سدرة يعلقون عليها أسلحتهم، فق ا ي الله، اجعل لن

واط م ذات أن ا له واط آم لم . ذات أن ه وس ال صلى االله علي ال أصحاب ( : فق ا ق ده ـ آم ذي نفسي بي تم ـ وال ر قل االله أآب . ) ، إنها سنن لترآبن سنن من آان قبلكم ] 38 : الأعراف [ } اجعل لنا إلها آما لهم آلهة { : موسى

نفس أن تكون وقد بين القرآن أن السيئات من النفس وإن آانت بقدر االله فأعظمها جحود الخالق والشرك به، وطلب ال

د ويطاع من شريكة له سبحانه، أو إلها من دونه، وآل هذين وقع، فإن فرعون وإبليس آل واحد منهما يطلب أن يعبذا إن دون االله، وهذا الذي في فرعون وإبليس غاية الظلم والجهل، وفي نفوس س ذا، وه ائر الإنس والجن شعبة من ه

ارفين ال بعض الع ان، ق يس بحسب الإمك ا من : لم يعن االله العبد ويهده وإلا وقع في بعض ما وقع فيه فرعون وإبل م . نفس إلا وفيها ما في نفس فرعون، إلا أنه قدر فأظهر، وغيره عجز فأضمر

Page 69: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ان، والنفوس وذلك أن الإنسان إذا اعتبر وتعرف نفسه والناس/ و بحسب الإمك رأى الواحد يريد نفسه أن تطاع وتعلا واه، وإنم ه في ه مشحونة بحب العلو والرئاسة بحسب إمكانها، فتجده يوالي من يوافقه على هواه، ويعادي من يخالف

ده ] 43 : الفرقان [ } كون عليه وآيلاأرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت ت { : معبوده ما يهواه ويريده، قال تعالى اس عن ، والنرهم اغي [ : آما هم عند ملوك الكفار من الترك وغي ال، ي ا وإن ] ي ان ولي واهم، آ ، أي صديقي وعدوي، فمن وافق ه

. آان آافرا، وإن لم يوافقه، آان عدوا وإن آان من المتقين، وهذه حال فرعون

ن هؤلا د م ة والواح ن دعوى الإلهي ه فرعون م ن من ا تمك تمكن مم ه لا ي ه، لكن ره بحسب إمكان د أن يطاع أم ء يريادوه، رك طاعتهم ع وجحود الصانع، وهؤلاء وإن أقروا بالصانع، فإذا جاءهم من يدعوهم إلى عبادة االله المتضمنة ت

ا آما عادى فرعون موسى ـ عليه السلام ـ وآثير من الناس عنده عقل وإيمان لا ي ل تطلب نفسه م ذا الحد، ب طلب ها هو ذنب ومعصية الله، ويكون من ا م ان فيه هو عنده، فإذا آان مطاعا مسلما طلب أن يطاع في أغراضه، وإن آ

. أطاعه أحب إليه وأعز عنده ممن أطاع االله وخالف هواه، وهذه شعبة من حال فرعون وسائر المكذبين للرسل

ود وإن آان عالما أو شيخا أحب ا فعلت اليه ا، آم دا وبغي ره حس من يعظمه دون من يعظم نظيره، وربما أبغض نظيؤمن { : موسى قال تعالى/لما بعث االله تعالى من يدعو إلى مثل ما دعى إليه الوا ن ه ق زل الل ا أن وا بم م آمن ل له وإذا قي

ة [ } وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة { : ، وقال ] 91 : البقرة [ الآية } بما أنزل علينا ال ] 4 : البين : ، وقه عن فرعون، ؛ ولهذا أخبر ] 14 : الشورى [ } وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم { ر ب عنهم بنظير ما أخب

ال ] 4 : القصص [ الآية } إن فرعون علا في الأرض { : وسلط عليهم من انتقم به منهم، فقال تعالى عن فرعون ذا ق ؛ وله . ] 38 : القصص [ } ض ولا فسادا والعاقبة للمتقينتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأر { : تعالى

دوه وحده، زل الكتب ليعب دوه، وأرسل الرسل وأن ذآروه ويشكروه ويعب ه لي ق لعبادت ق الخل ا خل واالله ـ سبحانه ـ إنم

ه وما أرسلن { : ويكون الدين آله الله، وتكون آلمة االله هي العليا، قال تعالى ا إل ه ل ه أن وحي إلي ا من قبلك من رسول إلا ندون { : ، وقال ] 25 : الأنبياء [ } إلا أنا فاعبدون ة يعب رحمن آله ن دون ال ا م لنا أجعلن ن رس } واسأل من أرسلنا من قبلك م

ال ] 45 : الزخرف [ ه فق وا في ذا، وألا يتفرق م به دون { : ، وقد أمر الرسل آله م فاعب ا ربك دة وأن ة واح تكم أم ذه أم } إن هاء [ ال ] 92 : الأنبي ا تع { : ، وق ي بم الحا إن وا ص ات واعمل ن الطيب وا م ل آل ا الرس يمياأيه ون عل ة . مل تكم أم ذه أم وإن ه

. ] 52، 51 : المؤمنون [ الآية } واحدة

ال الضحاك : أي : قال قتادة ذلك ق ة، وآ اس . دينكم واحد، وربكم واحد، والشريعة مختلف ن عب ن : وعن اب نكم دي أي ديك واحد، قال ابن أبي حاتم، وروى عن سعيد بن جبير ال الحسن . وقتادة وعبد الرحمن نحو ذل ون، : ق ا يتق م م ين له ب

ة / إن هذه سنتكم سنة واحدة، وهكذا قال : وما يأتون، ثم قال ال : جمهور المفسرين، والأم ا ق ة، آم ة والطريق ا { : المل إنة ى أم ق إما ] 23 : الزخرف [ } وجدنا آباءنا عل ا تسمى الطري ه ، آم ذلك السالك يؤم ه، فك ؤتم ب ا ي ا، لأن السالك فيه م . معلم الخير الذي يأتم به الناس، وإبراهيم ـ عليه السلام ـ جعله االله إماما، وأخبر أنه آان أمة : ويقصده، والأمة أيضا

ا ( : وأمر االله ـ تعالى ـ الرسل أن تكون ملتهم ودينهم واحدا، لا يتفرقون فيه آما في الصحيحين إنا معاشر الأنبياء دينن

ان يصدق بعضهم بعضا ] 13 : الشورى [ الآية } شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا { : ، وقال تعالى ) واحد ذا آ ؛ ولها للرسول صلى ا اء والمشايخ متبع راء والعلم ه لا يختلفون مع تنوع شرائعهم،فمن آان من المطاعين من الأم الله علي

ه االله؛ لأن ا يحب ك، فيحب م إن االله يحب ذل ه، ف ا إلي ا دع ل م ى مث ا إل وسلم أمر بما أمر به ودعا إليه، وأحب من دعذا يطلب أن يكون هو ك؛ فه ى ذل دعو إل ر ي ه نظي ره أن يكون ل دين الله، ومن آ قصده عبادة االله وحده، وأن يكون ال

ذا حال فرعون، ومن طلب المطاع المعبود، وله نصيب من حال فرعون وأش باهه، فمن طلب أن يطاع دون االله فهأن يطاع مع االله فهذا يريد من الناس أن يتخذوا من دون االله أندادا يحبونهم آحب االله، واالله ـ سبحانه ـ أمر ألا يعبد إلا

. يستعان إلا به إياه ولا يكون الدين إلا له، وتكون الموالاة فيه والمعاداة فيه، ولا يتوآل إلا عليه، ولا

ه وسر /فالمتبع للرسل يأمر الناس بما أمرتهم به الرسل؛ ليكون الدين الله لا له، ه وأعان ك، أحب فإذا أمر غيره بمثل ذلنا ه محس أن جعل ه ب د من علي م أن االله ق ى، ويعل ه الأعل اء وجه رب يهم ابتغ ا يحسن إل به؛ وإذا أحسن إلى الناس، فإنم

ه ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { : باالله، وهذا مذآور في الفاتحةفيرى أن عمله الله و ، فلا يطلب ممن أحسن إليجزاء ولا شكورا، ولا يمن عليه بذلك، فإنه قد علم أن االله هو المان عليه إذ استعمله في الإحسان، فعليه أن يشكر االله

أن يشكر االله إذ يسر له ما ينفعه، ومن الناس من يحسن إلى غيره ليمن عليه، أو ليجزيه إذ يسره لليسرى، وعلى ذلك

Page 70: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

د : بطاعته له وتعظيمه إياه أو نفع آخر، وقد يمن عليه فيقول م يعب ذا ل ك، فه أنا فعلت وفعلت بفلان فلم يشكر ونحو ذل . االله ولم يستعنه، فلا عمل الله ولا عمل به، فهو آالمرائي

ذي { : بطل االله صدقة المنان وصدقة المرائي، فقال تعالىوقد أ أذى آال المن وال دقاتكم ب وا ص ا تبطل ياأيها الذين آمنوا ل

فوان عل ل ص ه آمث آخر فمثل وم ال ه والي ؤمن بالل ا ي اس ول اء الن ه رئ ق مال ا ينف لدا ل ه ص ل فترآ ابه واب راب فأص ه ت ين . يقدرون على شيء مما آسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا م

هم آمث ا ت أنفس ه بم ل والل ل فط بها واب م يص إن ل عفين ف ا ض ت أآله ل فآت ابها واب وة أص ة برب يرل جن ون بص } عمل . وتصديقا من أنفسهم يقينا : وقال الشعبي . احتسابا من عند أنفسهم : تثبيتا من أنفسهم : قال قتادة . ] 265، 264 : البقرة [

وه : وقيل ا ترآ م مم ر له . يخرجونها طيبة بها أنفسهم على يقين بالثواب وتصديق بوعد االله يعلمون أن ما أخرجوه خي . إذا آان المعطي محتسبا للأجر من االله لا من الذي أعطاه فلا يمن عليه : قلت

ذنوب وإن : الفرق السادس/ ه وفطره أن ما يبتلى به من ال ه االله ل ا خلق ى عدم فعل م ه عل ة ل و عقوب ا الله فه ان خلق آ

ن أن زي ك، ب عليه، فإنه خلقه لعبادته وحده، ودل عليه الفطرة، فلما لم يفعل ما خلق له وما فطر عليه، عوقب على ذلإلى } إن جهنم جزاؤآم جزاء موفورااذهب فمن تبعك منهم ف { : له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي، قال تعالى

لطان { : قوله يهم س ك عل يس ل الى ] 65-63 : الإسراء [ } إن عبادي ل ال تع وا { : ، وق ذين آمن ى ال لطان عل ه س يس ل ه ل إنإن الذين اتقوا إذا مسهم طائف { : ، وقال تعالى ] ..1، 99 : النحل [ } سلطانه على الذين يتولونهإنما . وعلى ربهم يتوآلون

. ] 2.2، 2.1 : الأعراف [ } نوإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرو . من الشيطان تذآروا فإذا هم مبصرون

الى ال تع ا ق ا { : فتبين أن الإخلاص يمنع من تسلط الشيطان، آم ن عبادن ه م اء إن وء والفحش ه الس رف عن ذلك لنص آيس أ ] 24 : يوسف [ } المخلصين ال ، فكان إلهامه لفجوره عقوبة له وعدم فعل الحسنات ل ى يق را موجودا حت إن االله : م

ه ل، آقول ذلك العم ه جزاء ل ر والمعاصي يجعل ق الكف ذآر االله في خل ا ي ة م ه أن عام خلقه، ومن تدبر القرآن، تبين لل ص { : تعالى له يجع رد أن يض ن ي لام وم ا فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإس يقا حرج ة } دره ض ام [ الآي : الأنعوبهم { : ، وقال تعالى ] 125 ه قل ال ] 5 : الصف [ } فلما زاغوا أزاغ الل تغنى { : ، وق ل واس ن بخ ا م نى . وأم ذب بالحس . وآ

د ] .1-8 : الليل [ } فسنيسره للعسرى أمور، ولاب رك م ى فعل محظور وت ا عل اقبهم به ، وهذا وأمثاله يذآر فيه أعمالا عوا وا بالحسنات، حرآ م يتحرآ ا ل ة وإرادة، فلم ل / لهم من حرآ ا قي يئات عدلا من االله، آم م تشغلها : بالس نفسك إن ل

. بالحق شغلتك بالباطل

م، : ية المكذبة والمجبرة الذين يقولونوهذا الوجه إذا حقق يقطع مادة آلام طائفتي القدر م ظل خلقها لذلك، والتعذيب لهال : يقال لهم وا أنفسهم، يق م ولكن ظلم ا ظلمه م، فم ة له وبهم عقوب ه، إذا نقصته : إنما أوقعهم فيها وطبع على قل ظلمت

. ] 33 : الكهف [ } ه شيئاآلتا الجنتين آتت أآلها ولم تظلم من { : حقه، قال تعالى

ون ا : وآثير منهم يسلمون أن االله خلق من الأعمال ما يكون جزاء على عمل متقدم، ويقول ع لكن م ق طاعة المطي خلون ل جزاء ،فيقول داء، ب ا يوجب أن يكون االله : خلق شيئا من الذنوب ابت ا ذآرن ه االله، وم م يحدث د ل ا يفعل العب أول م

ى خالق آل ة عل ه عقوب ه فأول شىء، لكن أولها عقوبة على عدم فعله لما خلق له، والعدم لا يضاف إلى االله، فما أحدثا دام لا يخلص الله دم، فم ى الع هذا العدم، وسائرها قد يكون عقوبة على ما وجد، وقد يكون عقوبة على استمراره عل

. لا يزال مشرآا والشيطان مسلط عليه

م ولا ثم تخصيصه ـ سبح ه لا يوجب الظل ذا من ه تخصيص بفضله، وه ق ل انه ـ لمن هداه بأن استعمله ابتداء فيما خلا خص ] 1.5 : البقرة [ } والله يختص برحمته من يشاء { : يمنع العدل؛ ولهذا يقول تعالى ه، آم ، وآذلك الفضل هو أعلم ب

ه، بقوى لا توجد في غيرها، / بعض الأبدان ك من حكمت ر ذل ة، وغي ه أمراض وجودي وبسبب عدم القوة قد تحصل ل . وتحقيق هذا يدفع شبهات هذا الباب

الى ه تع ان قول دم الإيم ى ع ة عل ه العقوب ر في ا ذآ رة { : ومم ه أول م وا ب م يؤمن ا ل ارهم آم دتهم وأبص ب أفئ } ونقل

ذا التقليب يكون ] 1.9 : الأنعام [ } وما يشعرآم أنها إذا جاءت لا يؤمنون { : هذا من تمام قوله ] .11 : الأنعام [ ، فذآر أن هذبوا : لمن لم يؤمنوا به أول مرة، وهذا عدم الإيمان، لكن يقال د آ م، وق هذا بعد دعاء الرسول صلى االله عليه وسلم له

ذيب، آإرسال الرسول، وترآوا الإيما ن، وهذه أمور وجودية؛ لكن الموجب هو عدم الإيمان، وما ذآر شرط في التع

Page 71: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

فإنه قد يشتغل عن الإيمان بما جنسه مباح لا يستحق به العقوبة، إلا لأنه شغله عن الإيمان، ومن الناس من يقول ضد . الإيمان هو ترآه، وهو أمر وجودي لا ضد له إلا ذلك

ر لا تنحصر : ابعالفرق الس أن السيئات التي هي المصائب ليس لها سبب إلا ذنبه الذي من نفسه، وما يصير من الخي

در ه بق ه، وهو ـ سبحانه ـ لا يجزي ام االله علي ه من إنع ه، وعمل ره عمل ه وبغي أسبابه؛ لأنه من فضل االله يحصل بعملا يستحق العمل، بل يضاعفه، فلا يتوآل إلا على االله ولا يرجع إلا إل ام، وإنم ام الت ق الع يه، فهو يستحق الشكر المطل

غيره من الشكر ما يكون جزاء على ما يسره االله على يديه من الخير، آشكر الوالدين، فإنه لا يشكر االله من لا يشكر الى المنعم، قال ت/ الناس؛ لكن لا يبلغ من قول أحد وإنعامه أن يشكر بمعصية االله أو يطاع بمعصيته، فإنه هو ا { : ع وم

ه { : ، وقال ] 53 : النحل [ } بكم من نعمة فمن الله ا من ة [ } وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميع ، ] 31 : الجاثيذا ه؛ فله ى مثل در أحد عل ر لا يق ى المعصية والكف ى الطاعة والشكر وعل ي وجزاؤه عل وق ف م يجز أن يطاع مخل ل

ا تطعهم { : معصية الخالق، وقال تعالى م فل } اووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علاحبهما وإن جاهداك على { : ، وفي الآية الأخرى ] 8 : العنكبوت [ الآية ا وص ا تطعهم أن تشرك بي ما ليس لك به علم فل

. ] 15 : لقمان [ } في الدنيا معروفا

ذي ا يستحقه من الشكر ال والمقصود أنه إذا عرف أن النعم آلها من االله، صار توآله ورجاؤه له سبحانه، وإذا علم م . لا يستحقه غيره

ال من ا ق د؛ آم م يعمل بع والشر انحصر سببه في النفس، فعلم من أين يأتي، فاستغفر واستعان باالله واستعاذ به مما ل

ون : قال من السلف ب، : لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه، وهذا خلاف قول الجهمية الذين يقول يعذب بلا ذنن نفسك { : هويخافونه ولو لم يذنبوا، فإذا صدق بقول يئة فم ن س ابك م : النساء [ } ما أصابك من حسنة فمن الله وما أص

ك : ، علم بطلان هذا القول، وقد تقدم قول ابن عباس وغيره ] 79 إن ما أصابهم يوم أحد آان بذنوبهم، لم يستثن من ذل . لئلا يظن أنه عام مخصوصأحدا، وهذا من فوائد تخصيص الخطاب

امن/ رق الث ه : الف ل قول ي مث ث ف فها بالخب ة مذمومة،ووص يئة خبيث ن النفس،والس ت م يئة إذا آان ات { : أن الس الخبيث

ين ور [ } للخبيث لف ] 26 : الن ور الس ال جمه هم : ، ق ال بعض ين، وق ة للخبيث ات الخبيث ال الخب : الكلم وال والأفع ة الأق يثه } ضرب الله مثلا آلمة طيبة { : للخبيثين، وقال تعالى ى قول ة { : إل جرة خبيث ة آش ة خبيث ل آلم راهيم [ } ومث ، ] 26-24 : إب

، والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل، فإذا آانت ] .1 : رفاط [ } إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه { : وقالاس ارب يعاشرون الن ات والعق بها، فمن أراد أن يجعل الحي النفس متصفة بالسوء والخبث، لم يكن محلها إلا ما يناس

أو الأحمق آالسنانير لم يصلح، ومن أراد أن يجعل الكذاب شاهدا لم يصلح، وآذلك من أراد أن يجعل الجاهل معلما،ا في ذبت، آم نفس خبث طهرت، وه ان في ال ل إذا آ سائسا، فالنفوس الخبيثة لا تصلح أن تكون في الجنة الطيبة، ب

. الحديث ) إن المؤمنين إذا نجوا من النار وقفوا على قنطرة ( : الصحيح

ه وإذا علم أن السيئة من نفسه لم يطمع في السعادة التامة مع ما فيه من الشر، ق قول م تحقي ل عل وءا { : ب ل س ن يعم مره . فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره { : ، وقوله ] 123 : النساء [ } يجز به را ي ال ذرة ش ل مثق ن يعم ة [ } وم ، ] 8، 7 : الزلزل

ول ) يمين االله ملأى ( : ل والإحسان، وفي الصحيحوعلم أن الرب جارية أفعاله على قانون العد اد ق م فس الحديث، وعلم و العل ة وأول ه إلا هو والملائك د شهد أن لا إل ة، وهو ـ سبحانه ـ ق اب بلا حكم الجهمية الذين يجعلون الثواب والعق

ى السنة والحديث المعتزلة في القدر والوعيد؛ فلهذا سلك مسلك جهم من/قائما بالقسط، وهم قصدوا مناقضة ينتسب إله نوعان من وأتباع السلف، وآذلك سلكوا في الإيمان والوعيد، مسلك المرجئة الغلاة،جهم وأتباعه، وجهم اشتهر عن

: البدعة

نوع في الأسماء والصفات، فغلا في النفي، ووافقه على ذلك الباطنية والفلاسفة ونحوهم، والمعتزلة في الصفات دون لكلابية ومن وافقهم من الفقهاء وأهل الحديث في نفي الصفات الاختيارية، والكرامية ونحوهم وافقوه على الأسماء، وا

اع اء لامتن الا إذا يش اء، وفع ا إذا ش زل متكلم م ي ع أن يكون ل ه يمتن اهى، وأن ا لا يتن اع دوام م و امتن ك، وه أصل ذلا لا يت ي وجود م ذا الأصل نف و حوادث لا أول لها، وعن ه ه أب ار، ووافق ة والن اء الجن ال بفن تقبل، وق اهي في المس ن . الهذيل إمام المعتزلة على هذا لكن قال تتناهى الحرآات

Page 72: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

و إسماعيل . فالمعتزلة في الصفات مخانيث الجهمية، وأما الكلابية في الصفات ال أب ا ق نهم آم ذلك الأشعرية، ولك وآم أن : لمعتزلة، ومن الناس من يقولالأشعرية الإناث هم مخانيث ا : الأنصاري م يعل المعتزلة مخانيث الفلاسفة؛ لأنه ل

ا أخذوا عن م أخذوا م ذآر أنه تاني ي انيثهم من بعض الوجوه، والشهرس م مخ ذا الأصل، أو لأنه جهما سبقهم إلى هاظرتهم إن إن من ة، الفلاسفة؛ لأنه إنما يرى مناظرة أصحابه الأشعرية معهم بخلاف أئمة السنة، ف ا آانت مع الجهمي م

. السلف بنفي الصفات، وبهذا تميزوا عند السلف عن سائر الطوائف/ وهم المشهورون عند

زلين ان هو وأصحابه يجلسون معت د، وآ ن عبي ه عمرو ب ا أحدث زلتين لم ين المن ة ب ازوا بالمنزل ة، فامت وأما المعتزل . لك بعد موت الحسنأولئك المعتزلة، وآان ذ : للجماعة، فيقول قتادة وغيره

اس مات ن عب ا، واب اس وغيرهم ن عب وبدعة القدرية حدثت قبل ذلك بعد موت معاوية؛ ولهذا تكلم فيهم ابن عمر واباس بعين، فبقى الن ولى الحجاج العراق سنة بضع وس ك ت ه، وعقب ذل ن عمر مات عقب موت ر، واب ن الزبي ل اب قب

ا حدثت يخوضون في القدر بالحجاز والشام والعراق، ان بالحجاز فلم ه آ وأآثره آان بالشام والعراق والبصرة، وأقلالوا زلتين، وق ين المن ة ب وا بالمنزل ة وتكلم ا من : المعتزل ار لا يخرج منه د، وأن الن ود أهل التوحي د وخل اذ الوعي بإنف

. دخلها ضموا إلى ذلك القدر فإنه به يتم

ن ولم يكن الناس إذ ذاك أحدثوا شيئا من نفي د ب ه خال م، فضحى ب م وهو أوله ن دره د ب الصفات، إلى أن ظهر الجعم يتخذ : عبد االله القسري، وقال ه زعم أن االله ل م؛ أن أيها الناس ضحوا تقبل االله ضحاياآم، فإني مضح بالجعد بن دره

. فذبحه، وهذا آان بالعراقإبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما ـ تعالى االله عما يقول الجعد علوا آبيرا ـ ثم نزل ا في / ر آلام اء السنة بالمشرق أآث ثم ظهر جهم من ناحية المشرق من ترمذ، ومنها ظهر رأى جهم؛ ولهذا آان علم

ن د االله ب ل عب ن مصعب، ومث ة ب ان، وخارج ن طهم راهيم ب ل إب راق، مث ام والع از والش ل الحج ن أه ذهبهم م رد مرهم، المبارك، وأمثالهم ،وقد تكلم في د وغي ن زي اد ب ذلك الأوزاعي، وحم ا، وآ ذمهم مالك وابن الماجشون وغيرهم

وإنما اشتهرت مقالتهم من حين محنة الإمام أحمد وغيره من علماء السنة، فإنهم في إمارة المأمون قووا وآثروا، فإنه ، وفيها مات، وردوا أحمد قد آان بخراسان مدة واجتمع بهم، ثم آتب بالمحنة من طرسوس سنة ثمانية عشرة ومائتين

ا يهم م ا رد عل م، فلم ه له ه مع المعتصم، ومناظرت ا آانت محنت ائتين، وفيه ى سنة عشرين وم داد إل ى الحبس ببغ إله ه أشار علي م، وأراد المعتصم إطلاق اهم جهل وظل انهم إي احتجوا به، وذآر أن طلبهم من الناس أن يوافقوهم وامتح

ئلا أطلقوه، من أشار بأن المصلحة ضربه ل افوا ف ة وخ ناعة في العام ا ضربوه قامت الش ة، فلم ة الخلاف تنكسر حرمع الطوائف ن جمي اة الصفات م ه نف ع ل د جم ي دؤاد ق ن أب ان اب نة . وآ اء الس حاق : وعلم د وإس ارك وأحم ابن المب آ

أن خصومه والبخاري يسمون هؤلاء جميعهم جهمية، وصار آثير من المتأخرين من أصحاب أحمد وغيرهم يظنون . آانوا هم المعتزلة، وليس آذلك، بل المعتزلة نوع منهم

دعتان ه ب تهر عن ا اش ا أن جهم داهما : والمقصود هن ي الصفات : إح ة . نف اء : والثاني در والإرج ي الق و ف ل . الغل / فجع

ا غلت المعتز ذان مم درة، وه م ولا ق اد لا فعل له ا الإيمان مجرد معرفة القلب، وجعل العب ا، وأم ه فيهم ة في خلاف ل . الأشعري فوافقه على أصل قوله، ولكن قد ينازعه منازعات لفظية

ال إذا ق ا، ف اه : وجهم لا يثبت شيئا من الصفات، لا الإرادة ولا غيره بغض المعاصي، فمعن إن االله يحب الطاعات وي

ى الكلام اج إل الإرادة فاحت ة أم لا الثواب والعقاب، والأشعري يثبت الصفات آ ا هل هي المحب ال ؟ فيه المعاصي : فقى أن االله لا يحب ه عل نة قبل ل الس ك، وأه ال ذل ن ق ه أول م الي أن و المع ر أب دها، وذآ ا يري ا االله ويرضاها آم يحبه

. المعاصي

أبي إ سماعيل وشاع هذا القول في آثير من الصوفية فوافقوا جهما في مسائل الأفعال والقدر، وخالفوه في الصفات آة، ر الجهمي اب في تكفي ه آت ي الصفات، ول ة في نف الغين في ذم الجهمي ه من المب الأنصاري صاحب ذم الكلام، فإناس بحضرة ال بعض الن نهم، وق ان يلع ا آ نة، وربم ى الس ويبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إل

قول ليس في السموات إله، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ألعن من ي : فقال ؟ أتلعن الأشعرية : نظام الملكببا ولا غ من الأشعرية، لا يثبت س ال أبل ق الأفع ات وخل ألة إرادة الكائن ذا في مس وقام من عنده مغضبا، وهو مع ه

م : حكمة، بل يقول يئة، والحك يئة؛ إن مشاهدة العارف الحكم لا يبقى له استحسان حسنة ولا استقباح س ده هو المش عن

Page 73: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

د ذه، / لأن العارف عنده من يصل إلى مقام الفناء، والحسنة والسيئة يفترقان في حظ العب ذه ويعذب به نعم به ه ي لكون . والالتفات إلى هذا من حظوظ النفس، ومقام الفناء ليس فيه إلا مشاهدة مراد الحق

ا وق آ ة المخل ذا من جه ذا وه ين ه رق ب ا أثبت الف رق، والأشعري لم ارف لا يف دعون أن الع إنهم ي نهم، ف ل م ن أعق

وا ا، فعزل ذا محال قطع ع الحوادث، وه ده جمي زمهم أن يستوى عن د فيل ا العب رب، أم د وحق ال وغلطوا في حق العبالفرق الرحماني، وفرقوا بالطبعي الهوائي الشيطاني، ومن هنا وقع خلق منهم في المعاصي، وآخرون في الفسوق،

. فر حتى جوزوا عبادة الأصنام، ثم آثير منهم ينتقل إلى الوحدة ويصرحون بعبادة آل موجودوآخرون في الك

اء، ة بخلاف الإرج ه الثاني والمقصود الكلام على من نفى الحكم والأسباب والعدل في القدر موافقة لجهم ـ وهي بدعترب يجوز أن يفع : فإنه منسوب إلى طوائف غيره ـ فهؤلاء يقولون بعهم إن ال ذا تجد من ات ه؛ وله در علي ا يق ل آل م

ا وا جهم إنهم إذا وافق ده، ف ا يعتق غير معظم للأمر والنهي، والوعد والوعيد، بل ينحل عنه أو عن بعضه، ويتكلف لماء عن دعون الفن م ي د، وه والأشعري في أن الحسن والقبيح آونه مأمورا أو محظورا، وذلك فرق يعود إلى حظ العب

يفعل هذا لأجل أهل المارستان، : إنه من مقام التلبيس، وتارة يقولون : رة يقولون في امتثال الأمر والنهيالحظوظ، فتا . أي العامة، آما يقوله الشيخ المغربي، إلى أنواع أخر

اذلي/ ل عن الش ا نق ول آم ه أن يق لكهم إذا عظم الأمر والنهي غايت ك مشهودا : ومن سلك مس ي قلب ع ف ، يكون الجم

ل الأمر والنهي؛ تلزم تعطي والفرق على لسانك موجودا، آما يوجد في آلامه وآلام غيره أقوال وأدعية وأحزاب تسده أن ه يجوز عن ا يوجب أن ذا مم ى الطاعة، ونحو ه ه عل ا يعطي ى المعصية أعظم مم مثل دعوى أن االله يعطيه عل

ا يوجد في يجعل الذين اجترحوا السيئات آالذين آمنوا وعملوا الصالحات داء آم ا اعت ة فيه أو أفضل، ويدعون بأدعي . حزب الشاذلي

ون ة : وآخرون من عوامهم يجوزون أن يكرم االله بكرامات أآبر الأولياء من يكون فاجرا، بل آافرا، ويقول ذه موهب ه

ال وعطية، ويظنون أن تلك من آرامات الأولياء، وتكون من الأحوال الشيطانية التي يكون مثلها ان، ق للسحرة والكهاب آت { : تعالى ورهم ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكت ه وراء ظه اب الل

اس واتبعوا ما تتلو الشياط . آأنهم لا يعلمون ون الن روا يعلم ياطين آف ن الش ليمان ولك ين على ملك سليمان وما آفر سون ما نحن فتنة فالسحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إن لا تكفر فيتعلم

د منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقون علموا لمن اشتراه ما له في ا انوا يعلم و آ هم ل ه أنفس روا ب ا ش ئس م اق ولب ن خل وا . لآخرة م وا واتق م آمن و أنه ول

. ] 1.3-1.1 : البقرة [ } لمثوبة من عند الله خير لو آانوا يعلمون دخلتموه ( : وقد قال صلى االله عليه وسلم/ ب ل وا جحر ض و دخل ى ل ذة، حت ذة بالق بلكم حذو الق ان ق ) لتتبعن سنن من آ

. الحديث

اب االله ذ آت ى أن نب يهم إل ر ممن أضله الشيطان من المنتسبين إل رآن عدل آثي والمسلمون الذين جاءهم آتاب االله القل يعظم وراء ظهره، واتبع ماتتلوه الشياطين، فلا يعظم من أمر ال ه، ب رآن بمعادات قرآن بموالاته، ويعادى من أمر الق

وه ا تتل ي تحصل بم م، وه ياطين له ة الش ان بإعان حرة والكه ا الس أتي بمثله ي ت وارق الت بعض الخ أتي ب ن رآه ي م . الشياطين

ار، ال ثم منهم من يعرف أن هذا من الشياطين، ولكن يعظمه لهواه ويفضله على طريقة القرآن، وهؤلاء آف ذين ق آال

ذين آ { : االله تعالى فيهم ون لل اغوت ويقول ت والط ون بالجب اب يؤمن ن الكت يبا م اء ألم تر إلى الذين أوتوا نص روا هؤل فيرا أولئك الذين لعنهم الل . أهدى من الذين آمنوا سبيلا ه نص د ل ن تج ه فل ن الل ، وهؤلاء ] 52، 51 : النساء [ } ه ومن يلع

يهم الى ف م { : ضاهوا الذين قال االله تع ا معه دق لم ه مص د الل ن عن ول م اءهم رس ا ج ه } ولم ى قول ياطين { : إل ن الش ولك ] 1.2، 1.1 : بقرةال [ } آفروا

ى ومنهم من لا يعرف أنه من الشياطين، وقد يقع في هذا طوائف من أهل الكلام والعلم، وأهل العبادة والتصوف، حتا ا يحصل به ياطين، لم ا الش نهم عليه ي تعي ة الت ا من الأحوال العجيب ا رأوه فيه ادة الكواآب والأصنام لم جوزوا عب

Page 74: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه إذا بعض أغراضهم من الظلم والفواح ه وبكتاب رهم ب االله وبكف يم / ش ،فلم يبالوا بشرآهم ب الوا بتعل م يب ك، ول الوا ذل ندهم ل حصل عن ه، ب ر والشرك ودعوا إلي وا الكف د علم انوا ق ه، وإن آ ال ينالون ذلك للناس وتعظيمهم له لرئاسة أو م

ور بم ه خاطب الجمه اد أن لم ،واعتق ه وس ه الرسول صلى االله علي اء ب ا ج اطن ريب وشك فيم ي الب ه ف ة ل ا لا حقيقا ذا مم للمصلحة، آما يقول ذلك من يقوله من الملاحدة الباطنية، ودخل في رأي هؤلاء طائفة من هؤلاء وهؤلاء، وه

. ضاهوا به فارس والروم

دون الكواآب ل النصرانية مشرآين، يعب انوا قب روم آ ار، وال وار، وتسجد للشمس وللن ارس آانت تعظم الأن إن ف فنام، فهؤلاء شر من الذين أشبهوا اليهود والنصارى، فإن هؤلاء ضاهوا أهل الكتاب فيما بدل أو نسخ، وهؤلاء والأص

ق : وقال رحمه االله تعالى . ضاهوا من لا آتاب له ذي خل ا بالخالق ال فالنفوس مفطورة على علم ضروري موجود فيهق ال ا خل ه السماوات ، وأنه خلق السماوات والأرض ليس شيئ منه ال ل ا ق ال موسى لفرعون لم ا ق اس ، آم ال {:ن ق

ال ] 24، 23: الشعراء [} قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن آنتم موقنين. فرعون وما رب العالمين ال {وق ق ]. .5، 49:طـه[} آل شيء خلقه ثم هدىقال ربنا الذي أعطى . فمن ربكما يا موسى : سئل رحمه االله تعالى

إذا أنكر ؟ عمن يعتقد أن الخير من االله والشر من الشيطان وأن الشر هو بيد العبد، إن شاء فعله، وإن شاء لم يفعله، ف

نكم ولا يرضى { ، ] 28آية : الأعراف [ } الفحشاءإن الله لا يأمر ب { : قال االله تعالى : عليه في هذه يقول ي ع فإن الله غنه ] 7آية : الزمر [ } لعباده الكفر ه؛ فإن إذا أراد أن يفعل الشر فعل ده، ف ر من االله وأن الشر بي ذا، أن الخي دة ه ، وإن عقي

. ؟ لشر فعلته، فهل له مشيئة فعالة أم لا إن لي مشيئة فإذا أردت أن أفعل ا : قال

: أصل هذا الكلام له مقدمتان -الحمد الله : فأجاب

داهما بهم : إح ا، ويثي رم أهله نات ويرضاها، ويك الح، ويحب الحس ل الص ان والعم أمر بالإيم د أن االله ي م العب أن يعلد االله ا م جن ون، ويواليهم، ويرضى عنهم، ويحبهم ويحبونه، وه اؤه المتق م أولي البون، وه لمنصورون، وحزب االله الغ

م أهل الصراط وحزبه المفلحون، وعباده الصالحون أهل الجنة، وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وهر والفس . صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . المستقيم وق وأن االله نهى عن السيئات من الكف

م والعصيان، وهو يبغض ذلك ويمقت أهله، ويلعنهم ويغضب عليهم، ويعاقبهم ويعاديهم، وهم أعداء االله ورسوله، وهافر ولا . أولياء الشيطان، وهم أهل النار وهم الأشقياء يس بك افر وفاسق، وعاص ل ين آ ا ب ذا م لكنهم يتقاربون في ه

. فاسق

ان؛ . ن االله رب آل شيء وخالقه ومليكهأن يعلم العبد أ : والمقدمة الثانية لا رب غيره؛ ولا خالق سواه، وأنه ما شاء آا في السماوات . وما لم يشأ لم يكن؛ لا حول ولا قوة إلا به؛ ولا ملجأ منه إلا إليه؛ وأنه على آل شيء قدير ع م فجمي

ا عن من الأعيان وصفاتها؛ وحرآاتها؛ فهي مخلوقة له؛ مقدورة له؛ مص : والأرض رفة بمشيئته، لا يخرج شيء منهه ك ول ه المل ه؛ ل ه إلا هو وحده لا شريك ل ل هو سبحانه لا إل ره؛ ب ك غي قدرته وملكه؛ ولا يشرآه في شيء من ذلة الحمد؛ وهو على آل شيء قدير، فالعبد فقير إلى االله في آل شيء، يحتاج إليه في آل شيء لا يستغني عن االله طرف

. فإذا ثبتت هاتان المقدمتان . فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي لهعين؛ فمن يهده االله

ول دنيا : فنق ي ال عادته ف ك سبب س ان ذل داه، وآ ه وه ه، أعان ى طاعت تعينه عل ة ويس د أن يسأل االله الهداي م العب إذا ألهفيوليه الشيطان، وصد . وقوته والآخرة، وإذا خذل العبد فلم يعبد االله؛ ولم يستعن به، ولم يتوآل عليه، وآل إلى حوله

در دره؛ لا يخرج أحد عن الق ي الوجود هو بقضاء االله وق ون ف ا يك دنيا والآخرة وآل م ي ال بيل، وشقي ف عن السل ى االله حجة؛ ب اء { المقدور، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المحفوظ، وليس لأحد عل و ش ة فل ة البالغ ه الحج ل فلل ق

ه أن . آل نعمة منه فضل، وآل نقمة منه عدل ] 149 : الأنعام [ } لهداآم أجمعين يس ل در، ول ؤمن بالق د أن ي ى العب وعلد در يوجب أن يكون العب ان بالق ل الإيم يحتج به على االله؛ فالإيمان به هدى؛ والاحتجاج به على االله ضلال وغي، ب

د االله فشكره، سواء آانت صبارا شكورا؛ صبورا على البلاء ، شكورا على الرخاء، إذا أصابته نعمة علم أنها من عنذي تفضل ذي يسر عمل الحسنات، وهو ال إن االله هو ال را حصل بسبب سعيها، ف ا، أو آانت خي النعمة حسنة فعله

ك المصي . بالثواب عليها، فله الحمد في ذلك آله ا، وإن آانت تل د وإذا أصابته مصيبة صبر عليه ى ي د جرت عل بة قما أصاب { : غيره، فاالله هو الذي سلط ذلك الشخص، وهو الذي خلق أفعاله، وآانت مكتوبة على العبد؛ آما قال تعالى

Page 75: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ى الل ك عل ا إن ذل ير ي من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في آتاب من قبل أن نبرأه د [ } س يلا { ، ] 22 : الحدي لكالى ] 23آية : الحديد [ } تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاآم ال تع ن { : وق ه وم إذن الل ا ب يبة إل ن مص اب م ا أص م

وعليه . هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند االله فيرضى ويسلم : قالوا . ] 11يةآ : التغابن [ } يؤمن بالله يهد قلبهه : إذا أذنب أن يستغفر ويتوب، ولا يحتج على االله بالقدر، ولا يقول م أن ل يعل ذنب؛ ب ذا ال أي ذنب لي وقد قدر علي ه

دره ومشيئته، إذ لا يكون شيء إلا بمشيئته وقدرته هو المذنب العاصي الفاعل للذنب، وإن آان ذلك آله بقضاء االله وقذي صلى وصام وحج ه هو ال ا أن م نفسه؛ آم ذي ظل وخلقه؛ لكن العبد هو الذي أآل الحرام، وفعل الفاحشة، وهو اله وجاهد، فهو الموصوف بهذه الأفعال؛ وهو المتحرك بهذه الحرآات، وهو الكاسب بهذه المحدثات، له ما آسب وعلي

ذة ما اآتسب، يئته الناف ة ومش ه التام ة بقدرت ة البالغ ك من الحكم ال . واالله خالق ذلك وغيره من الأشياء لما له في ذل قى المصائب، وأن يستغفر . ] 55آية : غافر [ } فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك { : تعالى فعلى العبد أن يصبر عل

واالله تعالى لا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر؛ ولا يحب الفساد، وهو سبحانه خالق آل شيء؛ . من المعائبد . وربه ومليكه، ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن يئة العب ه؛ ومش ادي ل ه، ومن يضلل فلا ه ده االله فلا مضل ل فمن يه

ذا، واالله خالق . ه قدرة على هذا وهذاللخير والشر موجودة، فإن العبد له مشيئة للخير والشر، ول ذا وه وهو العامل لهيئة . ذلك آله وربه ومليكه؛ لا خالق غيره؛ ولا رب سواه؛ ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن يئتين مش وقد أثبت االله المش

ه إن هذه { : الرب؛ ومشيئة العبد؛ وبين أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب في قوله تعالى ى رب تذآرة فمن شاء اتخذ إلبيلا ا . س ا حكيم ان عليم ه آ ه إن الل اء الل ا أن يش اءون إل ا تش ان [ } وم الى ] .3، 29 : الإنس ال تع ر { : وق ا ذآ و إل إن ه

المين . ستقيملمن شاء منكم أن ي . للعالمين وير [ } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب الع الى ] 29 : 27 : التك ال تع د ق : ، وقذه { يئة م أينما تكونوا يدرآكم الموت ولو آنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا ه بهم س ه وإن تص د الل ن عن

ديثا ون ح ادون يفقه ن { ، ] 78 : النساء [ } يقولوا هذه من عندك قل آل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يك ابك م ا أص مابك م ا أص ه وم ن الل نة فم ن نفسك حس يئة فم اء [ } ن س ة : النس ا بالحسنات . ] 79آي راد هن اس يظن أن الم وبعض الن

يئة من : والسيئات الطاعات والمعاصي، فيتنازعون هذا يقول ول الحسنة من االله، والس ذا يق د االله، وه قل آل من عننعم والمصائب نفسك، وآلاهما أخطأ في فهم الآية؛ فإن المراد هنا بالحسنات ه . والسيئات، ال ا في قول اهم { : آم وبلون

ومعنى الآية . أي امتحناهم واختبرناهم بالسراء والضراء . ] 168آية : الأعراف [ } بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعونرز : في المنافقين ل النصر وال ة آانوا إذا أصابتهم حسنة مث الوا . ق والعافي يئة : ق ذا من االله، وإذا أصابتهم س ل -ه مث

هذا من عندك يا محمد أنت الذي جئت بهذا الدين الذي عادانا لأجله الناس، : قالوا -ضرب ومرض وخوف من العدو . ] 78آية : النساء [ } فقهون حديثافمال هؤلاء القوم لا يكادون ي { : وابتلينا لأجله بهذه المصائب، فقال االله تعالى

م االله : أنت إنما أمرتهم بالمعروف ونهيتهم عن المنكر، وما أصابك من نعمة ة أنع ة ورزق فمن االله، نعم نصر وعافي

اك : بها عليك، وما أصابك من سيئة ك، فمن نفسك وذنوبك وخطاي ر ذل ال في . فقر وذل وخوف ومرض وغي ا ق آمد { : وقال تعالى ] .3آية : الشورى [ } وما أصابكم من مصيبة فبما آسبت أيديكم { : ية الأخرىالآ يبة ق أولما أصابتكم مص

وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم { : وقال تعالى ] 165 : آل عمران [ } أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكمإذا . ] 48آية : الشورى [ } فإن الأنسان آفور ان هو الظالم لنفسه، ف اه آ ه وخطاي فالإنسان إذا أصابته المصائب بذنوب

ل أآل تاب واستغفر جعل االله له من آل هم فرجا ومن آل ضي ذنوب مث ق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب، والا مرض . السم ه، وإنم ك آل فهو إذا أآل السم مرض أو مات فهو الذي يمرض ويتألم ويتعذب ويموت، واالله خالق ذل

اق ال . بسبب أآله، وهو الذي ظلم نفسه بأآل السم افع فإن شرب الترياق النافع عافاه االله، فالذنوب آأآل السم، والتري نإذا ه، ف اب علي اب ت إذا ت ة، ف ه التوب ه يلهم آالتوبة النافعة، والعبد فقير إلى االله تعالى في آل حال، فهو بفضله ورحمت

اءه تجاب دع اه اس د ودع أله العب ال . س ا ق ان { : آم داع إذا دع وة ال ب دع ب أجي إني قري ي ف ادي عن ألك عب وإذا سد آذب : ومن قال . ] 186 : البقرة [ } يستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدونفل ر ولا في الشر فق . لا مشيئة له في الخي

ر : ومن قال اره من خي ه باختي ا يفعل يئة لكل م ه مش ل ل ذب؛ ب إنه يشاء شيئا من الخير أو الشر بدون مشيئة االله فقد آالأمر والنهي والوعد وشر، وآ ان ب ذا، ليحصل الإيم ذا وه ان به ل ذلك إنما يكون بمشيئة االله وقدرته فلا بد من الإيم

م يكن ليصيبه ا أخطأه ل ه، وم ومن احتج . والوعيد، والإيمان بالقدر خيره وشره، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئل هؤلاء الضالون بالقدر على المعاصي فحجته داحضة، ومن اعتذر به فعذره غ ول، ب ر مقب يهم بعض . ي ال ف ا ق آم

ه : العلماء ذهبت ب ري، أي مذهب وافق هواك تم د المعصية جب دري وعن م . أنت عند الطاعة ق إن هؤلاء إذا ظلمه فدر ان الق إن آ الحق والباطل، ف ابلوه ب ل يق در، ب ذروه بالق م يع ا ل ان حق ظالم، بل لو فعل الإنسان ما يكرهونه، وإن آ

واه ومعصية حج د ه در عن ة لهم فهو حجة لهؤلاء، وإن لم يكن حجة لهؤلاء لم يكن حجة لهم؛ وإنما يحتج أحدهم بالقه اس ويظلمون در، فصبر . مولاه، لا عند ما يؤذيه الن ى الق اس نظر إل ك إذا آذاه الن العكس في ذل و ب ا المؤمن فه وأمتغفر اب واس و ت اء ه الى . واحتسب، وإذا أس ال تع ا ق ذنبك { : آم تغفر ل ق واس ه ح د الل بر إن وع افر [ } فاص , ] 55 : غ

Page 76: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

در، فالمؤمن يصبر على المصائب ويستغفر من الذنوب والمعايب، والمنافق بالعكس لا يستغفر من ذنبه بل يحتج بالق . واالله سبحانه أعلم . من سعيدا في الدنيا والآخرةولا يصبر على ما أصابه، فلهذا يكون شقيا في الدنيا والآخرة؛ والمؤ

. سئل أبو العباس ابن تيمية عن الخير والشر؛ والقدر الكوني؛ والأمر والنهي الشرعي

م . الحمد الله : فأجاب أ ل م يش ا ل ان وم اعلم أن االله خالق آل شيء وربه ومليكه لا رب غيره ولا خالق سواه؛ ما شاء آعلى آل شيء قدير؛ وبكل شيء عليم؛ والعبد مأمور بطاعة االله؛ وطاعة رسوله؛ منهي عن معصية االله؛ يكن؛ وهو

ه، وإن واب بفضل االله ورحمت ه الأجر والث ان ل ه؛ وآ ومعصية رسوله؛ فإن أطاع آان ذلك نعمة من االله أنعم بها عليائن بقضاء االله عصى آان مستحقا للذم والعقاب؛ وآان الله عليه الحجة البالغة؛ ولا ح ك آ ى االله؛ وآل ذل جة لأحد عل

ا؛ بغض المعصية وينهى عنه وقدره ومشيئته وقدرته؛ لكنه يحب الطاعة ويأمر بها؛ ويثيب أهلها عليها ويكرمهم؛ وينهم ا ويهي ا عليه ب أهله ه . ويعاق ر فبذنوب ن الش يبه م ا يص ه؛ وم ا علي م به إن االله أنع نعم ف ن ال د م ا يصيب العب وم

الى . ومعاصيه ال تع ا ق ديكم { : آم بت أي ا آس يبة فبم ن مص ابكم م ا أص ة : الشورى [ } وم الى ] .3من الآي ال تع ا { : وق من نفسك يئة فم ن س ابك م ة : النساء [ } أصابك من حسنة فمن الله وما أص ا أ : ] 79آي صابك من خصب ونصر أي م

ه يئته وقدرت ة بمش ياء آائن اك؛ وآل الأش ذنوبك وخطاي وهدى فاالله أنعم بها عليك؛ وما أصابك من جدب وذل وشر فبة وأعرض . وخلقه فلا بد أن يؤمن العبد بقضاء االله وقدره؛ وأن يؤمن بشرع االله وأمره ة القدري ى الحقيق فمن نظر إل

ان عن الأمر والنهي والوعد والوعيد در آ ى الأمر والنهي وآذب بالقضاء والق آان مشابها للمشرآين؛ ومن نظر إله بقضاء االله ك آل م أن ذل د االله؛ وإذا أساء استغفر االله؛ وعل ذا، وإذا أحسن حم ذا وه مشابها للمجوسيين، ومن آمن به

داه -عليه السلام -فإن آدم . وقدره فهو من المؤمنين ه وه اه رب اب فاجتب ا أذنب ت يس أصر واستكبر واحتج لم ، وإبلاهم آدم، ون أب عداء يتبع يا، فالس ان إبليس در آ تج بالق ن أصر واح ا، وم ان آدمي اب آ ن ت اه، فم ه وأقص در؛ فلعن بالق

تقيم . والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس ين . فنسأل االله العظيم أن يهدينا الصراط المس يهم من النبي م عل ذين أنع صراط ال . واالله أعلم . لشهداء والصالحينوا . والصديقين

وقال الشيخ رحمه االله

ان -حديث علي رضي االله عنه المخرج في الصحيح لما طرقه النبي صلى االله عليه وسلم وفاطمة ال -وهما نائم : فقي صلى االله ألا تصليان فقال علي يا رسول االله إنما أنفسنا بيد االله إن شاء أن يمسكها وإن شاء أن يرسلها ( ولى النب ؛ ف

، هذا الحديث نص ] 54 : الكهف [ } وآان الأنسان أآثر شيء جدلا { : عليه وسلم وهو يضرب بيده على فخذه وهو يقولد االله ( : في ذم من عارض الأمر بالقدر، فإن قوله نا بي ى آخره ) إنما أنفس رك امت . إل در في ت ى الق تناد إل ر، إس ال الأم ث

ال ذي ق ذموم ال اب الجدل الم ا من ب وهي في نفسها آلمة حق، لكن لا تصلح لمعارضة الأمر بل معارضة الأمر فيهذا ] 54آية : الكهف [ } وآان الأنسان أآثر شيء جدلا { : االله فيه ر ه د وصفهم االله في غي ة وق ام القدري وهؤلاء أحد أقس

. جادلة الباطلة الموضع بالم : سؤال عن القدر

: أورده أحد علماء الذميين فقال

أيا علماء الدين، ذمي دينكم تحير دلوه بأوضح حجة

؟ ولم يرضه مني، فما وجه حيلتي ** إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم

بينوا لي قضيتي ؟ دخولي سبيل ** دعاني، وسد الباب عني، فهل إلى

فما أنا راض بالذي فيه شقوتي** ارض بالقضا : ضلالي، ثم قالقضى ب فربي لا يرضى بشؤم بليتي** فإن آنت بالمقضي يا قوم راضيا

Page 77: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

فقد حرت دلوني على آشف حيرتي** فهل لي رضا، ما ليس يرضاه سيدي

؟ فهل أنا عاص في اتباع المشيئة ** إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة

فباالله فاشفوا بالبراهين علتي** ؟ ر أن أخالف حكمه وهل لي اختيا

ذا، سؤال : فأجاب شيخ الإسلام الشيخ الإمام العالم العلامة أحمد ابن تيمية مرتجلا الحمد الله رب العالمين ا ه سؤالك ي مخاصم رب العرش، باري البرية ** معاند

لبليةقديما به إبليس، أصل ا** فهذا سؤال، خاصم الملأ العلا

على أم رأس هاويا في الحفيرة** ومن يك خصما للمهيمن يرجعن

إلى النار طرا، معشر القدرية** ويدعى خصوم االله يوم معادهم

به االله، أو ماروا به للشريعة** سواء نفوه، أو سعوا ليخاصموا

هو الخوض في فعل الإله بعلة** وأصل ضلال الخلق من آل فرقة

فصاروا على نوع من الجاهلية** موا حكمة له فإنهمو لم يفه

مشيئة رب الخلق باري الخليقة** فإن جميع الكون أوجب فعله

لها من صفات واجبات قديمة** وذات إله الخلق واجبة بما

لوازم ذات االله قاضي القضية** مشيئته مع علمه، ثم قدرة

ع رحمةبها حكمة فيه وأنوا** وإبداعه ما شاء من مبدعاته

من المنكري آياته المستقيمة** ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة

الخلق والأمر الذي في الشريعة** بل الحق أن الحكم الله وحده له

له الملك من غير انتقاص بشرآة** هو الملك المحمود في آل حالة

يكون وما لا لا يكون بحيلة** فما شاء مولانا الإله، فإنه

فلا تخصيص في ذي القضية . يعم** قص فيها، وحكمه وقدرته لا ن

بقدرته آانت، ومحض المشيئة** أريد بذا أن الحوادث آلها

له الحمد حمدا يعتلي آل مدحة** ومالكنا في آل ما قد أراده

ومن حكم فوق العقول الحكيمة** فإن له في الخلق رحمته سرت

لحكم العليا وآل عجيبةمن ا** أمورا يحار العقل فيها إذا رأى

Page 78: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وخلق وإبرام لحكم المشيئة** فنؤمن أن االله عز بقدرة

ونثبت ما في ذاك من آل حكمة** فنثبت هذا آله لإلهنا

نفوه وآروا راجعين بحيرة** وهذا مقام طالما عجز الأولى

وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة** وتحقيق ما فيه بتبيين غوره

وذا عسر في نظم هذي القصيدة** ى لوراد بحره هو المطلب الأقص

لأوصاف مولانا الإله الكريمة** لحاجته إلى بيان محقق

وأفعاله في آل هذي الخليقة** وأسمائه الحسنى، وأحكام دينه

وإلهامه للخلق أفضل نعمة** وهذا بحمد االله قد بان ظاهرا

السقيمةبيان شفاء للنفوس ** وقد قيل في هذا وخط آتابه

فلم قد آان في الأزلية؛ : يقول** مثل سؤال من ؟ لم قد شاء : فقولك

. وتحريمه قد جاء في آل شرعة** وذاك سؤال يبطل العقل وجهه

أنه بإرادة : له نوع عقل** وفي الكون تخصيص آثير يدل من

أو القول بالتجويز رمية حيرة** وإصداره عن واحد بعد واحد

بما قبله من علة موجبية** ريب في تعليق آل مسبب ولا

وإصدارها عن الحكم محض المشيئة** بل الشأن في الأسباب، أسباب ما ترى

أزل عقول الخلق في قعر حفرة** هو الذي ؟ لم شاء الإله : وقولك

لنفع، ورب مبدع للمضرة** فإن المجوس القائلين بخالق

أوائلهم في شبهة الثنوية** عت سؤالهم عن علة السر، أوق

يقولون بالفعل القديم لعلة** وإن ملاحيد الفلاسفة الأولى

فلم يجدوا ذاآم، فضلوا بضلة** بغوا علة للكون بعد انعدامه

ذوي ملة ميمونة نبوية** وإن مبادي الشر في آل أمة

وجاء دروس البينات بفترة** بخوضهمو في ذاآم، صار شرآهم

من العذر مردود لدى آل فطرة** ك نقضا أن ما قد سألته ويكفي

Page 79: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

عليك، وترميهم بكل مذمة** فأنت تعيب الطاعنين جميعهم

وتبغض من ناواك من آل فرقة** وتنحل من والاك صفو مودة

آحالك يا هذا بأرجح حجة** ذوحالهم في آل قول وفعلة

محبة وآل غوي خارج عن** وهبك آففت اللوم عن آل آافر

على الناس في نفس، ومال، وحرمة** فيلزمك الإعراض عن آل ظالم

ولا سارق مالا لصاحب فاقة** ولا تغضبن يوما على سافك دما

ولا ناآح فرجا على وجه غية** ولا شاتم عرضا مصونا، وإن علا

ولا مفسد في الأرض في آل وجهة** ولا قاطع للناس نهج سبيلهم

ولا قاذف للمحصنات بزنية** ر إفكا وفرية ولا شاهد بالزو ولا حاآم للعالمين برشوة** ولا مهلك للحرث والنسل عامدا

ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة** وآف لسان اللوم عن آل مفسد

على ربهم، من آل جاء بفرية** وسهل سبيل الكاذبين تعمدا

م الرياسةبروم فساد النوع، ث** وإن قصدوا إضلال من يستجيبهم

فأغرق في اليم انتقاما بغضبة** وجادل عن الملعون، فرعون، إذ طغى

وآخر طاغ آافر بنبوة** وآل آفور مشرك بإلهه

وقوم لنوح، ثم أصحاب الأيكة** آعاد، ونمروذ، وقوم لصالح من الأنبياء محييا للشريعة** وخاصم لموسى، ثم سائر من أتى

ونالوا من المعاصي بليغ العقوبة** اس إذ بغوا على آونهم قد جاهدوا الن

ولحظة عين، أو تحرك شعرة** وإلا فكل الخلق في آل لفظة

وآل حراك، بل وآل سكينة** وبطشة آف، أو تخطي قديمة

آما أنت فيما قد أتيت بحجة** همو تحت أقدار الإله وحكمه

المقيسة فعال ردى، طردا لهذي** وهبك رفعت اللوم عن آل فاعل

؟ عن الناس طرا عند آل قبيحة ** فهل يمكن رفع الملام جميعه

Page 80: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وترك الورى الإنصاف بين الرعية** وترك عقوبات الذين قد اعتدوا

ولا يعقبن عاد بمثل الجريمة** فلا تضمنن نفس ومال بمثله

؟ ما وجه حيلتي : قبول لقول النذل** وهل في عقول الناس، أو في طباعهم

: صبي، ومجنون، وآل بهيمة ** ما بجسم ابن آدم : ويكفيك نقضا

وفيما يشاء االله أآمل حكمة** من الألم المقضي في غير حيلة

؟ يظن بخلق الفعل، ثم العقوبة ** إذا آان في هذا له حكمة، فما

؟ عن الفعل، فعل العبد عند الطبيعة ** وآيف، ومن هذا عذاب مولد

وآل بتقدير لرب البرية** سم، أوجب الموت أآله آآآل

مثل جرعة غصة . وتعذيب نار** فكفرك يا هذا؛ آسم أآلته

؟ أو بشرعة . إما بالقضا . يعاقب** ألست ترى في هذه الدار من جنى

آذلك في الأخرى بلا مثنوية** ولا عذر للجاني بتقدير خالق لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة **وتقدير رب الخلق للذنب موجب عواقب أفعال العباد الخبيثة** وما آان من جنس المتاب لرفعه

ورب شفاعة . تجاب من الجاني** ودعوة . آخير به تمحى الذنوب

هذي طبيعتي : آقول الذئب . علي** إني مقدر : وقول حليف الشر

طرا بعلةآتقديره الأشياء ** وتقديره للفعل يجلب نقمة

؟ أم هل يقال لعثرة . آذا طبعه** بأنه . فهل ينفعن عذر الملوم

؟ فعل الشرور الشنيعة ** أم الذم والتعذيب أوآد للذي طبيعته ينجيك من نار الإله العظيمة** فإن آنت ترجو أن تجاب بما عسى

مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة** فدونك رب الخلق، فاقصده ضارعا

ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة** وذلل قياد النفس للحق، واسمعن

ولا تعص من يدعو لأقوم شرعة** وما بان من حق فلا تترآنه

وعج عن سبيل الأمة الغضبية** ودع دين ذا العادات، لا تتبعنه

Page 81: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وزن ما عليه الناس بالمعدلية** ومن ضل عن حق فلا تقفونه

تبشر من قد جاء بالحنيفية** هدى هنالك تبدو طالعات من ال

ودين رسول االله خير البرية** ذاك إمامنا . بملة إبراهيم

به جاءت الرسل الكرام السجية** فلا يقبل الرحمن دينا سوى الذي

حوى آل خير في عموم الرسالة** وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي

خرى بأقبح خيبةغدا عنه في الأ** وأخبر عن رب العباد بأن من

وأما هداه فهو فعل الربوبية** فهذي دلالات العباد لحائر

غدا عنه، بل يجري بلا وجه حجة** وفقد الهدى عند الورى لا يفيد من

تزيد عذابا، آاحتجاج مريضة** وحجة محتج بتقدير ربه

أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة** وأما رضانا بالقضاء فإنما

وما آان من مؤذ، بدون جريمة** ، ثم ذل، وغربة آسقم، وفقر

فلا ترتضى، مسخوطة لمشيئة** فأما الأفاعيل التي آرهت لنا

بفعل المعاصي والذنوب الكبيرة** لا رضا : وقد قال قوم من أولي العلم

ولا نرتضي المقضي أقبح خصلة** نرتضي بقضائه : وقال فريق

وما فينا فنلقي بسخطة . ليهإ** وقال فريق نرتضي بإضافة

لمخلوقه، ليست آفعل الغريزة** آما أنها للرب خلق، وأنها

ونسخط من وجه اآتساب الخطيئة** فنرضى من الوجه الذي هو خلقه

لما أمر المولى، وإن بمشيئة** ومعصية العبد المكلف ترآه

بأن العباد في جحيم وجنة** فإن إله الخلق حق مقاله

بل البهم في الآلام أيضا ونعمة** أنهم في هذه الدار هكذا آما

من الفروق بعلم ثم أيد ورحمة** وحكمته العليا اقتضت ما اقتضت

يقدره نحو العذاب بعزة** يسوق أولي التعذيب بالسبب الذي

بأعمال صدق، في رجاء وخشية** ويهدي أولي التنعيم نحو نعيمهم

Page 82: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

يسوق أولي التنعيم نحو السعادة** به وأمر إله الخلق بين ما

أوامره فيه بتيسير صنعة** فمن آان من أهل السعادة أثرت بأمر ولا نهي بتقدير شقوة** ومن آان من أهل الشقاوة لم ينل ولكنه مختار حسن وسوأة** ولا مخرج للعبد عما به قضي ولكنه شاء بخلق الإرادة** فليس بمجبور عديم الإرادة

بها صار مختار الهدى بالضلالة** خلق مشيئة : من أعجب الأشياءو

؟ هل اختار ترك المشيئة : آقولك** ؟ هل اختار ترآا لحكمة : فقولك

ولو نلت هذا الترك فزت بتوبة** وأختار أن لا اختار فعل ضلالة

على ما يشاء االله من ذي المشيئة** وذا ممكن، لكنه متوقف

معان إذا انحلت بفهم غريزة** فافهم ما به قد أجبت من فدونك

والله رب الخلق أآمل مدحة** أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى

على المصطفى المختار خير البرية** وصلى إله الخلق جل جلاله

قال شيخ الإسلام

في أصناف القدرية: فصل

: قد ذآرت في غير موضع أن القدرية ثلاثة أصناف

ة إبليسية ك . قدرية مشرآية وقدرية مجوسية وقدري وا أن ذل در وزعم وا بالقضاء والق ذين اعترف م ال ون فه ا الأول فأمكلام ، إلى آخر ال ] 148 : الأنعام [ } لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء { : يوافق الأمر والنهي، وقالوا

يء { . في سورة الأنعام ن ش ه م ن دون ، في سورة النحل وفي سورة الزخرف ] 35 : النحل [ } لو شاء الله ما عبدنا مدناهم { ا عب ل الشرائع والأ . ] .2 : الزخرف [ } وقالوا لو شاء الرحمن م ى تعطي رهم إل ول أم مر والنهي مع فهؤلاء يئ

را ه آثي ي ب ذي يبتل ي آخذ بناصيتها، وهو ال ة إلا رب ا من داب ه م وق وأن ة لكل مخل ة العام ا -الاعتراف بالربوبي إمالا ا ح ادا وإم قاط -اعتق ات وإس ة للمحرم ى الإباح نهم إل ن يخرج م ى يخرج م راء حت ن الصوفية والفق ف م طوائ

وائهم آفعل المشرآين من العرب الواجبات ورفع العقوبات وإن آان ذلك لا يستتب ة أه لهم وإنما يفعلونه عند موافقا آانت تفعل المشرآون أيضا إذ . ثم إذا خولف هوى أحد منهم قام في دفع ذلك متعديا للحدود غير واقف عند حد آم

د فهذا يريد أمرا والآخر يريد ضده، وآل من الإرادت . هذه الطريقة تتناقض عند تعارض إرادات البشر ين مقدرة فلا باد زم الفس وا . من ترجيح إحداهما أو غيرهما أو آل منهما من وجه وإلا ل ى يجعل ق حت ذا الطري و أصحاب ه د يغل وق

ة . عين الموجودات هي االله آما قد ذآر في غير هذا الموضع يئات الواقع ة في الس ة الإرادة القدري ويتمسكون بموافقه هو مكاس أ : منهم ومن غيرهم آقول الحريري ل ل اه مكاس فقي ا دع نا آافر برب يعصى، وقول بعض أصحابه لم

: إن آان قد عصى الأمر فقد أطاع الإرادة وقول ابن إسرائيل : فقال

مني ففعلي آله طاعات** أصبحت منفعلا لما يختاره

Page 83: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ان في هؤلاء وقد يسمون هذا حقيقة باعتبار أنه حقيقة الربوبية، والحقيقة الموجودة الكائنة أو ا آ الحقيقة الخبرية ولم

شوب من النصارى والنصارى فيهم شوب من الشرك تابعوا المشرآين في ما آانوا عليه من التمسك بالقدر المخالف ذين . للشرع ادقتهم ال ك وإذا اتسع زن هذا مع أنهم يعبدون غير االله الذي قدر الكائنات آما أن هؤلاء فيهم شوب من ذل

وقال رئيس لهم إنما آفر النصارى لأنهم خصصوا فيشرعون . ما نعبد إلا االله إذ لا موجود غيره : لواهم رؤساؤهم قانهم يستقصرونهم ان والأحجار؛ لك ادة الأوث عبادة آل موجود بهذا الاعتبار ويقررون ما آان عليه المشرآون من عب

ان بعض المظاهر والأعي ذا حا . حيث خصصوا العبادة ب وم أن ه ون في ومعل إنهم متفنن ع المشرآين؛ ف صل في جميالآلهة التي يعبدونها وإن اشترآوا في الشرك؛ هذا يعبد الشمس، وهذا يعبد القمر، وهذا يعبد اللات، وهذا يعبد العزى ق ور البشر آل يعل ادة قب ذلك في عب وهذا يعبد مناة الثالثة الأخرى، فكل منهم يتخذ إلهه هواه ويعبد ما يستحسن، وآ

ون الله : والقدرية الثانية المجوسية . تمثال من أحسن به الظن على ا جعل الأول ه آم ون الله شرآاء في خلق ذين يجعل الا : فيقولون . شرآاء في عبادته ة ليست : خالق الخير، غير خالق الشر، ويقول من آان منهم في ملتن ذنوب الواقع إن ال

ه ولا صنعه : ولا يعلمها أيضا ويقولون : واقعة بمشيئة االله تعالى، وربما قالوا إن جميع أفعال الحيوان واقع بغير قدرتاس ن عب ال اب ذا ق املة؛ وله ه الش ذة وقدرت يئته الناف م : فيجحدون مش در ت د فمن وحد االله وآمن بالق در نظام التوحي الق

ده ه توحي در نقض تكذيب ذب بالق د االله وآ ن وح ده وم و الع . توحي ذا ه ون أن ه لب ويزعم ك س ى ذل دل ويضمون إلرا ع آثي الصفات، ويسمونه التوحيد آما يسمي الأولون التلحيد التوحيد فيلحد آل منهما في أسماء االله وصفاته وهذا يق

ي . إما اعتقادا وإما حالا في آثير من المتفقهة والمتكلمة أخرين وابتل ة، والشيعة المت ك في المعتزل اد ذل ع اعتق آما وقه تعظيم ببعض ذلك طوائف من المتقدمين من البصريين والشاميين وقد يبتلى به حالا لا اعتقادا بعض من يغلب علي

اس عن الصوفية . الأمر والنهي من غير ملاحظة للقضاء والقدر ولما بين الطائفتين من التنافي تجد المعتزلة أبعد النذمون ويميلون إلى اليهود وينفرون عن النصارى ويجعلون إثبات الصفات ذا تجدهم ي هو قول النصارى بالأقانيم وله

ر ان هؤلاء في الحروف . النصارى أآثر آما يفعل الجاحظ وغيره آما أن الأولين يميلون إلى النصارى أآث ذا آ ولهالبهم ود غ ود والنصارى؛ واليه ك اليه ا اقتسم ذل دع آم والكلام المبتدع آما آان الأولون في الأصوات والعمل المبت

ة قدرية اب الحروف والكلام . بهذا الاعتبار؛ فإنهم أصحاب شريعة وهم معرضون عن الحقيقة القدري ذا تجد أرب ولهم ى إنه ا حت ة من خالفه ة الشديدة لاحق دون أن العقوب ا سواها ويعتق المبتدع آالمعتزلة يوجبون طريقتهم ويحرمون م

ن بتخليد فساق أهل الملل ويكفرون من خرج عنهم من ف : يقولون ذا التشديد والآصار والأغلال شبه دي رق الأمة وهوتجد أرباب الصوت والعمل المبتدع لا يوجبون ولا يحرمون؛ وإنما يستحبون ويكرهون فيعظمون طريقهم . اليهود

ة في . ويفضلونه ويرغبون فيه حتى يرفعوه فوق قدره بدرجات ا أن الأول رهب يلا آم ة إلا قل فطريقهم رغبة بلا رهبم من الإيجاب الغا ا مع انحلاله ي يفعلونه ادات الت و في العب ه النصارى من الغل ا علي لب برغبة يسيرة وهذا يشبه م

ى سبيل الاستحباب رة عل ا آثي ون أزمان ذا . والاستحباب لكنهم يتعبدون بعبادات آثيرة ويبق يهم ه والفلاسفة يغلب عل . الطريق آما أن المتكلمين يغلب عليهم الطريق الأول

ران : والقسم الثالث ه الأم م خصماء االله . القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن االله صدر عن اقض وه ذا تن دهم ه لكن عن

ي . آما جاء في الحديث ول أب ة آق فهاء الشعراء ونحوهم من الزنادق ال من س وال والأفع ر في أهل الأق وهؤلاء آثيدا . العلاء المعري ل النفوس تعم الين أنهيت عن قت ا عن الح ان أغناه ا آ ا م ادا آتي ا مع ول بعض . وزعمت أن له وقترمي النسوان وتزعق معشر . يقول يا قوم غضوا عنهم الأبصار . يخلق نجوما ويخلق بينها أقمارا : السفهاء الزنادقة

ار . الحضار ه . اطفوا الحريق وبيدك قد رميت الن ر صاحبه وقتل ا يوجب آف ك مم ل ف . ونحو ذل دبر آيف آانت المل تة من ا حدثت القدري ة؛ وإنم ا في الأصل قدري يس فيه ادوا والنصارى والصابئون ل ذين ه وا وال الصحيحة الذين آمن

. لكن النصارى ومن ضارعهم مالوا إلى الصابئة واليهود ومن ضارعهم . المجوس والذين أشرآوا : الملتين الباطلتينوام يحتجون بسابق سئل شيخ الإسلام مفتي الأنام الى ـ عن أق ه االله تع ة ـ رحم ن تيمي د ب بقية السلف أبو العباس أحم

ول االله سبحانه : القدر، ويقولون م { : إنه قد مضي الأمر، والشقي شقي، والسعيد سعيد، محتجين بق بقت له ذين س إن الا في : قائلين ] 1.1 : الأنبياء [ } منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ا، ومالن وب علين ا مكت ر والشر، والزن در الخي بأن االله ق

ال ا عصى، وأن من ق ا،وأن آدم م ة، : الأفعال قدرة، وإنما القدرة الله، ونحن نتوقي ما آتب لن ه إلا االله دخل الجن لا إلفبينوا لنا فساد قول هذه ) االله دخل الجنة، وإن زنى وإن سرقلا إله إلا : من قال ( : محتجين بقوله صلى االله عليه وسلم

؟ الطائفة بالبراهين القاطعة

: فأجاب ـ رحمه االله تعالى

Page 84: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ود إن اليه ود والنصارى، ف ن اليه ر م انوا أآف اد آ ذا الاعتق ى ه وم إذا أصروا عل ؤلاء الق المين، ه د الله رب الع الحمروا والنصارى يؤمنون بالأمر والنهي، وا بعض وآف وا ب دلوا وآمن وا وب اب، لكن حرف واب والعق د، والث لوعد والوعي

بعض إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن { : ببعض، آما قال االله تعالى ببيلا ونكفر ببعض و ك س ين ذل ا . يريدون أن يتخذوا ب ذابا مهين افرين ع دنا للك ا وأعت افرون حق م الك ك ه ذين . أولئ وال

ؤتيهم وف ي ك س نهم أولئ د م ين أح وا ب م يفرق ا آمنوا بالله ورسله ول ورا رحيم ه غف ان الل ورهم وآ -.15 : النساء [ } أج، فإذا آان من آمن ببعض وآفر ببعض فهو آافر حقا، فكيف بمن آفر بالجميع، ولم يقر بأمر االله ونهيه ووعده ] 152

. ووعيده، بل ترك ذلك محتجا بالقدر، فهو أآفر ممن آمن ببعض وآفر ببعض

: ر بطلانه من وجوهوقول هؤلاء يظه

و : أحدها د، فه در حجة للعب ان الق إن آ أن الواحد من هؤلاء إما أن يرى القدر حجة للعبد، وإما ألا يراه حجة للعبد، فه ويفسد حجة لجميع الناس، فإنهم آلهم مشترآون في القدر، وحينئذ فيلزم ألا ينكر على من يظلمه ويشتمه ويأخذ مال

ه وي ذا، حريمه ويضرب عنق ذم ه زال ي إن أحدهم لا ي ذابون متناقضون، ف يعهم آ ك الحرث والنسل، وهؤلاء جم هلدر حجة لمن ان الق إن آ ه، ف ه وينكرون علي ويبغض هذا، ويخالف هذا، حتى إن الذي ينكر عليهم يبغضونه ويعادون

ا : ي أحدفعل المحرمات وترك الواجبات؛ لزمهم ألا يذموا أحدا، ولا يبغضوا أحدا، ولا يقولوا ف و فعل م إنه ظالم، ولر . فعل ه آف ومعلوم أن هذا لا يمكن أحدا فعله، ولو فعل الناس هذا لهلك العالم، فتبين أن قولهم فاسد في العقل، آما أن

. إن القدر حجة للعبد : في الشرع، وأنهم آذابون مفترون في قولهم

وح أن هذا يلزم منه أن يكون إبليس و : الوجه الثاني وم ن ذا / فرعون وق ذورا، وه ه مع ه االله بذنوب اد وآل من أهلك وع . من الكفر الذي اتفق عليه أرباب الملل

ة وأهل : الوجه الثالث ار، ولا أهل الجن ؤمنين والكف ين الم أن هذا يلزم منه ألا يفرق بين أولياء االله وأعداء االله، ولا ب

ور . ي الأعمى والبصير وما يستو { : النار، وقد قال تعالى ا الن رور . ولا الظلمات ول ا الح ل ول ا الظ توي . ول ا يس ومأرض أم أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات آالم { : وقال تعالى ] 22-19 : فاطر [ } الأحياء ولا الأموات فسدين في ال

الى ] 28 : ص [ } نجعل المتقين آالفجار ال تع وا { : ، وق وا وعمل ذين آمن م آال يئات أن نجعله وا الس ذين اجترح ب ال أم حس . ] 21 : الجاثية [ } حكمونالصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما ي

ى وذلك أن هؤلاء جميعهم سبقت لهم عند االله السوابق، وآتب االله مقاديرهم قبل أن يخلقهم، وهم مع هذا قد انقسموا إليس بحجة لأحد در ل ذلك أن القضاء والق م ب سعيد بالإيمان والعمل الصالح، وإلى شقي بالكفر والفسق والعصيان، فعل

. صي االله على معا

ع ر : الوجه الراب ذره غي در فع ذر بالق ه داحضة، ومن اعت در فحجت ه، فمن احتج بالق ه ولا نحتج ب ؤمن ب در ن أن القمقبول، ولو آان الاحتجاج مقبولا ؛ لقبل من إبليس وغيره من العصاة، ولو آان القدر حجة للعباد؛ لم يعذب أحد من

دنيا ولا في الآخرة و د الخلق، لا في ال م تقطع ي در حجة ل ان الق و آ ى ذي /ل يم حد عل ل، ولا أق ل قات سارق، ولا قت . جريمة، ولا جوهد في سبيل االله ولا أمر بالمعروف، ولا نهي عن المنكر

ة، ( : أن النبي صلى االله عليه وسلم سئل عن هذا فإنه قال : الوجه الخامس ما منكم من أحد إلا وقد آتب مقعده من الجن

رواه ) لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ( : يارسول االله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال : فقيل ) ه من النارومقعدل ا رسول االله : البخاري ومسلم، وفي حديث آخر في الصحيح أنه قي ا ! ي دحون، أفيم ه ويك اس في ا يعمل الن أرأيت م

ه الصحف لام، وطويت ب ه الأق ه أم ؟ جفت ب ا جاءهم ب تأنفون مم ا يس ال ؟ فيم ل ـ فق ا قي ه ( : ـ أو آم ا جفت ب ل فيم ب . ) اعملوا فكل ميسر لما خلق له ( : فقال ؟ ففيم العمل : ، فقيل ) الأقلام، وطويت به الصحف

د آتب أ : أن يقال : الوجه السادس و سبحانه ق ه، فه ا هي علي ؤمن، ويعمل إن االله علم الأمور وآتبها على م ا ي ن فلان

د، ه ول ا فيأتي رأة ويطؤه زوج ام ا يت م وآتب أن فلان ا عل صالحا فيدخل الجنة، وفلانا يعصى ويفسق فيدخل النار، آمال زرع، فمن ق ذر فينبت ال ذر الب ا يب روى، وأن فلان ا : وأن فلانا يأآل ويشرب فيشبع وي ة فأن إن آنت من أهل الجن

Page 85: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ل، أدخلها بلا عمل صالح، آان ا بلا عم و دخله قوله قولا باطلا متناقضا؛ لأنه علم أنه يدخل الجنة بعمله الصالح، فل . آان هذا مناقضا لما علمه االله وقدره

د : ومثال ذلك من يقول/ إن االله إذا قضى بالول أنا لا أطأ امرأة، فإن آان قد قضى االله لي بولد فهو يولد، فهذا جاهل، ف

ا أعدها قضى أن أباه يطأ ا ة إنم مرأة فتحبل فتلد، وأما الولد بلا حبل ولا وطء، فإن االله لم يقدره ولم يكتبه، آذلك الجناج ا لا يحت ي أمر االله به ال الت د أن الأعم اطلا، وإذا اعتق االله للمؤمنين، فمن ظن أنه يدخل الجنة بلا إيمان آان ظنه ب

ان آ ا، آ ا أو لا يعمله ين أن يعمله رق ب ا، ولا ف اقض إليه اد ين ذا الاعتق افرين، فه ى الك ة عل رم الجن د ح افرا، واالله ق . الإيمان الذي لا يدخل صاحبه النار

}..إن الذين سبقت لهم منا الحسنى { احتجاجهم بقوله : فصــل

الى ه تع ا قول نى أول { : وأم ا الحس م من بقت له ذين س دونإن ال ا مبع ك عنه اء [ } ئ ن االله ] 1.1 : الأنبي ه م بقت ل ن س ، فمد من ه من االله حسنى، ولكن إذا سبقت للعب الحسنى، فلابد أن يصير مؤمنا تقيا، فمن لم يكن من المؤمنين لم يسبق ل

ه من االله أن ي ابقة، آمن سبق ل رأة االله سابقة استعمله بالعمل الذي يصل به إلى تلك الس أ ام د أن يط د، فلاب ه ول د ل وله من االله حسنى بلا دا سبق ل يحبلها، فإن االله سبحانه قدر الأسباب والمسببات، فسبق منه هذا وهذا، فمن ظن أن أح

. سبب فقد ضل، بل هو ـ سبحانه ـ ميسر الأسباب والمسببات، وهو قد قدر فيما مضى هذا وهذا

جميع أفعالنا قدرةما لنا في : قول القائل: فصــل

ل ول القائ ا ق ر : وأم ادر وغي تطيع الق ين المس رق ب بحانه ـ ف إن االله ـ س ذب، ف د آ درة فق ا ق ع أفعالن ي جمي ا ف ا لن مت { : ، وقال ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : المستطيع، فقال ج البي اس ح بيلا ولله على الن ه س تطاع إلي ن اس } م

عفا { : ، وقال تعالى ] 97 : آل عمران [ وة ض د ق ن بع ل م م جع وة ث عف ق د ض الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعا أن . لمن شاء منكم أن يستقيم { : لا، آما قال تعالى، واالله قد أثبت للعبد مشيئة وفع ] 54 : الروم [ } وشيبة وما تشاءون إل

اف 17 : السجدة [ } جزاء بما آانوا يعملون { : ، وقال ] 29، 28 : التكوير [ } يشاء الله رب العالمين ة 14 : ، الأحق : ، الواقعه سواه، وهو خالق ؛ ] 24 لكن االله سبحانه خالقه وخالق آل ما فيه من قدرة ومشيئة وعمل، فإنه لا رب غيره، ولا إل

. آل وربه ومليكه الزنا وغيره من المعاصي مكتوب علينا : قول القائل: فصــل

إن االله الزنا وغيره من المعاصي مكتوب علينا، فهو آلام صحيح، لكن هذا : وأما قول القائل ه، ف لا ينفعه الاحتجاج بآتب أفعال العباد خيرها وشرها، وآتب ما يصيرون إليه من الشقاوة والسعادة، وجعل الأعمال سببا للثواب والعقاب، ببا للمرض والموت، فمن أآل ه س وآتب ذلك، آما آتب الأمراض وجعلها سببا للموت، وآما آتب أآل السم وجعل

ه السم فإنه يمرض أو يمو ت، واالله قدر وآتب هذا وهذا، آذلك من فعل ما نهى عنه من الكفر والفسق والعصيان، فإن . يعمل ما آتب عليه، وهو مستحق لما آتبه االله من الجزاء لمن عمل ذلك

ه وقال الذين أشرآو { : وحجة هؤلاء بالقدر على المعاصي، من جنس حجة المشرآين، الذين قال االله عنهم اء الل ا لو ش

ذ ل ال ذلك فع يء آ ن ش ه م ن دون بلهم ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا م ن ق ، ] 35 : النحل [ } ين ميء سيقول الذين أشرآوا لو شاء الله م { : وقال تعالى ن ش ا م ا حرمن ا ول ا آباؤن رآنا ول ام [ } ا أش ال االله ] 148 : الأنع ، ق

ا الظ آذلك آذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندآم من علم فتخرجوه لنا إن { : تعالى تم تتبعون إل ن وإن أن . ] 149، 148 : الأنعام [ } قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداآم أجمعين . إلا تخرصون

إن آدم ما عصى فهو مكذب للقرآن : من قال: فصــل

ال إن آدم ما عصى فهو مكذب للقرآن، ويستتاب، فإن ت : ومن قال إن االله ق ل، ف وى { : اب وإلا قت ه فغ } وعصى آدم ربد : والمعصية ] 121 : طه [ ه فق ه آتب زل ب له، وأن ه رس ذي أرسل ب هي مخالفة الأمر الشرعي، فمن خالف أمر االله ال

در االله ن، عصى، وإن آان داخلا فيما قدره االله وقضاه، وهؤلاء ظنوا أن المعصية هي الخروج عن ق ذا لا يمك ، وهوح وم ن يس وفرعون وق ذا، فلا يكون إبل م تكن المعصية إلا ه فإن أحدا من المخلوقات لا يخرج عن قدر االله، فإن ل

Page 86: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

م ممن فعل ان، وإذا تظل وعاد وثمود وجميع الكفار عصاة أيضا؛ لأنهم داخلون في قدر االله، ثم قائل هذا يضرب ويهليس بعاص، فإنه داخل في قدر االله آسائر الخلق، وقائل هذا القول متناقض لا يثبت هذا الذي فعل هذا : هذا به قيل له

. على حال

)لا إله إلا االله دخل الجنة من قال(احتجاجهم بحديث : فصــل

. واحتجاجه بالحديث المذآور ؟ لا إله إلا االله دخل الجنة : من قال : وأما قول القائل

ا { : أن الكتاب والسنة فيهما وعد ووعيد، وقد قال االله تعالى لا ريب : فيقال له ا إنم امى ظلم إن الذين يأآلون أموال اليتذين آم { : ، وقال االله تعالى ] .1 : النساء [ } يأآلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا نكم يا أيها ال والكم بي أآلوا أم ا ت وا ل ن

ا . يما بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله آان بكم رح دوانا وظلم ك ع ل ذل ومن يفعه أن ] .3، 29 : النساء [ } ذلك على الله يسيرا فسوف نصليه نارا وآان د علي اب والسنة، والعب ، ومثل هذا آثير في الكت

. يصدق بهذا وبهذا، لا يؤمن ببعض ويكفر ببعض، فهؤلاء المشرآون أرادوا أن يصدقوا بالوعد، ويكذبوا بالوعيد

ة ة والمعتزل د : والحروري نة والجماعة، أرادوا أن يصدقوا بالوعي ه أهل الس ذي علي أ، وال ا أخط دون الوعد، وآلاهمبألا يتوب، فإن تاب : الإيمان بالوعد والوعيد، فكما أن ما توعد االله به العبد من العقاب، قد بين ـ سبحانه ـ أنه بشروط

ذهبن إن الحسنات ي ألا يشاء / تاب االله عليه، وبألا يكون له حسنات تمحو ذنوبه، ف يئات وب ـ الس ه ف ر ل إن { االله أن يغفانه ] 48 : النساء [ } الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ال بلس ان، فمن ق : ، فهكذا الوعد له تفسير وبي

. ا أنزل االلهلا إله إلا االله، وآذب الرسول، فهو آافر باتفاق المسلمين، وآذلك إن جحد شيئا مم

ه، ر ل ه، وإن شاء غف فلابد من الإيمان بكل ما جاء به الرسول، ثم إن آان من أهل الكبائر فأمره إلى االله إن شاء عذبه ان ل ردة، ومن آ ا ال ة، والحسنات تحبطه ا التوب فإن ارتد عن الإسلام ومات مرتدا، آان في النار، فالسيئات تحبطه

يظلمه، بل من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، واالله ـ تعالى ـ حسنات وسيئات، فإن االله لا . قد يتفضل عليه، ويحسن إليه بمغفرته ورحمته

ار إن الن ة، ف دخل الجن ومن مات على الإيمان فإنه لا يخلد في النار، فالزاني والسارق لا يخلد في النار، بل لابد أن ي

نهم يسمون يخرج منها من آان د : في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وهؤلاء المسؤول ع ة المشرآين، وق ة المباحي القدريه د وآل يدنا محم ى س م، وصلى االله عل الى أعل ان، واالله سبحانه وتع ذا المك ه ه ا يضيق عن ار م جاء في ذمهم من الآث

. وصحبه وسلم، وحسبنا االله ونعم الوآيل

روحه ـ عن قوم قد خصوا بالسعادة، وقوم قد خصوا بالشقاوة، والسعيد لا يشقى والشقي سئل شيخ الإسلام ـ قدس االله ال، فلا وجه لإتعاب بقنا وجود الأعم د س قاوة وق ع الش لا يسعد، وفي الأعمال لا تراد لذاتها، بل لجلب السعادة، ودف

؟ ينوا ذلكالنفس في عمل، ولا آفها عن ملذوذ، فإن المكتوب في القدم واقع لا محالة ب

: فأجاب ـ رحمه االله

ن ران ب الحمد الله، هذه المسألة قد أجاب فيها رسول االله صلى االله عليه وسلم في غير حديث، ففي الصحيحين عن عماملون : قيل " نعم " : قال ؟ يارسول االله أعلم أهل الجنة من أهل النار : قيل : حصين قال يم يعمل الع ال ؟ فف آل ميسر ( : قرواه مسلم في صحيحه . يا رسول االله، آل يعمل لما خلق له أو لما يسر له : قلت : ، وفي رواية البخاري ) لما خلق له

ن حصين : عن أبي الأسود الدؤلي قال ران ب ي عم ه، أشيء قضى : قال ل دحون في وم ويك اس الي ا يعمل الن أرأيت ميهم عليهم ومضى عليهم من قدر سابق، أو يهم وثبتت الحجة عل ه نب اهم ب ا أت ه مم تقبلون ب ل شيء : فقلت ؟ فيما يس ب

ق / : ففزعت من ذلك فزعا شديدا، وقلت : قال ؟ أفلا يكون ذلك ظلما : فقال : قضى عليهم ومضى عليهم قال آل شيء خلين إني ل ! يرحمك االله : االله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال ك، إن رجل م أرد بما سألتك إلا لأجود عقله أشيء : من مزينة أتيا رسول االله صلى االله عليه وسلم فقالا دحون في وم ويك اس الي ا يعمل الن يا رسول االله، أرأيت م

لا، بل ( : فقال ؟ قضى عليهم ومضى فيهم من قدر سابق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم

Page 87: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: الشمس [ } فألهمها فجورها وتقواها . ونفس وما سواها : شيء قضى عليهم، ومضي فيهم، وتصديق ذلك في آتاب االله7 ،8 [ ( .

: عشم فقالجاء سراقة بن مالك بن ج : وروى مسلم في صحيحه عن زهير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد االله قالادير ؟ يا رسول االله، بين لنا ديننا آأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم تقبل ؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المق ا يس أم فيم

ر ؟ ففيم العمل : ، قال ) لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ( : قال ؟ ر بشيء ل : قال زهي و الزبي م أب م تكل م ثآل عامل ( : فقال رسول االله صلى االله عليه وسلم : ، وفي لفظ آخر ) اعملوا فكل ميسر ( : فقال ؟ عما قال : أفهمه فسألت . ) ميسر بعمله

فأتانا رسول االله صلى . آنا في جنازة في بقيع الغرقد : وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب ـ رضى االله عنه ـ قال

ال االله ع م ق ا من ( : ليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته، ث نكم من أحد، م ا م ما رسول االله، أفلا : ، فقال رجل ) نفس منفوسة إلا وقد آتب االله مكانها من الجنة والنار، إلا وقد آتبت شقية أو سعيدة ي

قاوة من أهل الس/نتكل على آتابنا وندع العمل، من آان ان من أهل الش عادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن آاعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة،وأما أهل ( : فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال

رأ ) الشقاوة فسييسرون إلى عمل أهل الشقاوة ى { : ثم ق ن أعطى واتق ا م نى وص . فأم رى . دق بالحس ره لليس . فسنيسة البخاري ] .1 ـ5 : الليل [ } فسنيسره للعسرى . وآذب بالحسنى . وأما من بخل واستغنى ى ( : ، وفي رواي أفلا نتكل عل

قاوة سيصير فمن آان منا من أهل السعادة ؟ آتابنا وندع العمل ان من أهل الش سيصير إلى عمل أهل السعادة ومن آ . الحديث ) أما عمل أهل السعادة : إلى عمل أهل الشقاوة، وقال

ع : وفي رواية في الصحيحين عن علي قال ه فرف آان رسول االله صلى االله عليه وسلم ذات يوم وفي يده عود ينكت ب

ال ؟ فلم نعمل، أولا نتكل ! ، فقالوا يا رسول االله ) وقد علم منزلها من الجنة والنارما منكم من نفس إلا ( : رأسه فقال : قوأما من . فسنيسره لليسرى . وصدق بالحسنى . فأما من أعطى واتقى { : ثم قرأ ) اعملوا، فكل ميسر لما خلق له ! لا ( . } فسنيسره للعسرى . وآذب بالحسنى . خل واستغنى ب

ا ـ من أن االله ـ سبحانه ـ رآن ـ أيض ه الق ا دل علي ا بم ذه الأحاديث وغيره لم في ه فقد أخبر النبي صلى االله عليه وس

ك من وتعالى تقدم علمه وآتابه وقضاؤه بما سيصير إليه العباد من السعادة ر ذل ه بغي ه وآتاب دم علم والشقاوة، آما تقلم ـ وهو : أحوال العباد وغيرهم، آما في الصحيحين عن عبد االله بن مسعود قال ه وس دثنا رسول االله صلى االله علي ح

ه في ( : الصادق المصدوق ـ م يكون / إن أحدآم يجمع خلق ك، ث ل ذل ة مث م يكون علق ة، ث ا نطف ين يوم ه أربع بطن أمأربع آلمات مضغة روح، : مثل ذلك، ثم يبعث االله ملكا ب ه ال نفخ في م ي ه وشقي أو سعيد، ث ه ورزق ه وأجل فيكتب عمل

اب فيعمل ! فوالذي لا إله غيره ه الكت ا إلا ذراع فيسبق علي ه وبينه إن أحدآم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بيناب بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدآم ليعمل بعمل أه ه الكت ا إلا ذراع فيسبق علي ه وبينه ا يكون بين ى م ار حت ل الن

ال ) فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ع الحديث ق ك ورف ن مال ا ( : ، وفي الصحيحين عن أنس ب الرحم ملك إن االله وآل بك : فيقول ال المل ه ق إذا أراد أن يقضي خلق ى أي رب، ذ : أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، ف ؟ آر أو أنث

. ) فيكتب ذلك في بطن أمه ؟ فما الأجل ؟ فما الرزق ؟ شقي أو سعيد

. وهذا المعنى في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري أيضا

. والنصوص والآثار في تقدم علم االله وآتابته وقضائه وتقديره الأشياء قبل خلقها، وأنواعها آثيرة جدا

ين النبي صلى االله عليه وسلم أن ذلك لا ينافى وجود الأعمال التي بها تكون السعادة والشقاوة، وإن من آان من وقد بد نهى أن يتكل أهل السعادة فإنه ييسر لعمل أهل السعادة، ومن آان من أهل الشقاوة فإنه ييسر لعمل أهل الشقاوة، وق

ال هو من / من اتكل الإنسان على القدر السابق ويدع العمل؛ ولهذا آان على القدر السابق وترك ما أمر به من الأعمذي دور ال الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وآان ترآهم لما يجب عليهم من العمل من جملة المق

العمل الواجب يسروا به لعمل أهل الشقاوة، فإن أهل السعادة هم الذين يفعلون المأمور ويترآون المحظور، فمن ترك . الذي أمر به وفعل المحظور متكلا على القدر، آان من جملة أهل الشقاوة الميسرين لعمل أهل الشقاوة

Page 88: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه في ا أجاب ب ر م تقامة، وهو نظي ة السداد والاس لم في غاي ه وس ي صلى االله علي ه النب ذي أجاب ب وهذا الجواب الا يا رسول : الحديث الذي رواه الترمذي أنه قيل ا ؟ االله، أرأيت أدوية نتداوى به ا، هل ؟ ورقى نسترقي به اة نتقيه وتق

ه ) هي من قدر االله ( : فقال ؟ ترد من قدر االله شيئا ا هي علي ى م ياء عل م الأش ؛ وذلك لأن االله ـ سبحانه وتعالى ـ هو يعلا ره وقضى أنه م يجز أن وآذلك يكتبها، فإذا آان قد علم أنها تكون بأسباب من عمل وغي ك، ل در ذل ذلك وق تكون آ

. يظن أن تلك الأمور تكون بدون الأسباب التي جعلها االله أسبابا، وهذا عام في جميع الحوادث

زال : مثال ذلك اح وإن ى النك وين عل إذا علم االله وآتب أنه سيولد لهذين ولد، وجعل االله سبحانه ذلك معلقا باجتماع الأبد، والأسباب الماء المهين الذي ينعق ه وجود الول د منه الولد، فلا يجوز أن يكون وجود الولد بدون السبب الذي علق ب

. وإن آانت نوعين معتادة، وغريبة دت : آولادة الآدمي من أبوين، والغريبة : فالمعتادة/ ا ول آولادة الإنسان من أم فقط آما ولد عيسى، أو من أب فقط آم

. خلق آدم أبو البشر من طين حواء، أو من غير أبوين آما

ذلك ببات، آ ك بالمس ط ذل دم رب ا تق ا، آم ا، وقضاؤه به ديره إياه ا، وتق ه له فجميع الأسباب قد تقدم علم االله بها وآتابتالى ال تع ا ق اب، آم ذا الب ره من ه زال المطر وغي ات من إن ق النب ا يخل ن { : أيضا الأسباب التي به ه م زل الل ا أن وم

ه { : ، وقال ] 164 : البقرة [ } السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من آل دابة ا ب اء فأخرجن فأنزلنا به الموأمثال ذلك، فجميع ذلك مقدر ] .3 : الأنبياء [ } اء آل شيء حيوجعلنا من الم { : ، وقال ] 57 : الأعراف [ } من آل الثمرات

ه ى ماب اج إل ك في وجوده ولا يحت معلوم، مقضى مكتوب قبل تكوينه، فمن ظن أن الشيء إذا علم وآتب أنه يكفي ذل : يكون من الفاعل الذي يفعله وسائر الأسباب، فهو جاهل ضال ضلالا مبينا؛ من وجهين

م : أحدهما د عل من جهة آونه جعل العلم جهلا، فإن العلم يطابق المعلوم، ويتعلق به على ما هو عليه، وهو سبحانه ق

ى : أن المكونات تكون بما يخلقه من الأسباب؛ لأن ذلك هو الواقع، فمن قال ال عل د ق باب، فق إنه يعلم شيئا بدون الأسم إن ا : االله الباطل، وهو بمنزلة من قال الله يعلم أن هذا الولد ولد بلا أبوين، وأن هذا النبات نبت بلا ماء، فإن تعلق العل

ذلك من بطلا، فك دون الأسباب يكون م بالماضي والمستقبل سواء، فكما أن من أخبر عن الماضي بعلم االله بوقوعه به / إن االله علم أنه خلق آدم من غير طين، وعلم : أخبر عن المستقبل آقول القائل اآح، وأن أنه يتناسل الناس من غير تن

. أنبت الزروع من غير ماء ولا تراب فهو باطل ظاهر بطلانه لكل أحد، وآذلك إخباره عن المستقبل

ك، أو : وآذلك الأعمال هي سبب في الثواب والعقاب، فلو قال قائل در ذل ه ق ب، وإن إن االله أخرج آدم من الجنة بلا ذناب { : بلا توبة، وإنه علم ذلك، آان هذا آذبا وبهتانا بخلاف ما إذا قالإنه غفر لآدم : قال ات فت ه آلم ن رب فتلقى آدم مة { ، ] 37 : البقرة [ } عليه ن ورق الجن ا م فان عليهم ا يخص ه يكون ] 121 : طه [ } فأآلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفق ،فإن

. صادقا في ذلك، واالله سبحانه علم ما يكون من آدم قبل أن يكون وهو عالم به بعد أن آان

رهم دين وغي وط وم ود وفرعون ول وآذلك آل ما أخبر به من قصص الأنبياء، فإنه علم أنه أهلك قوم نوح وعاد وثمن { : مانهم وتقواهم، آما قالبذنوبهم، وأنه نجى الأنبياء ومن اتبعهم بإي ون ع ذين ينه ا ال ه أنجين روا ب ا ذآ وا م فلما نس

نه { : ، وقال ] 65 : الأعراف [ } السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما آانوا يفسقون ه فم ذنا بذنب لنا فكلا أخ ن أرس م ما ن أغرقن نهم م أرض وم ه ال فنا ب ن خس نهم م يحة وم ه الص ن أخذت نهم م با وم ه حاص ة } علي وت [ الآي ، ] .4 : العنكب

ن واق { : ، وقال ] 146 : الأنعام [ } ذلك جزيناهم ببغيهم { : وقال افر [ } فأخذهم الله بذنوبهم وما آان لهم من الله م ، ] 21 : غرين { : وقال ا آخ ام [ } فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرن ال ] 6 : الأنع ا { : ، وق ة بم وتهم خاوي ك بي ي فتل وا إن ف ظلم

رى { : ، وقال ] 53، 52 : النمل [ } وأنجينا الذين آمنوا وآانوا يتقون . ذلك لآية لقوم يعلمون ذ الق ك إذا أخ ذ رب ذلك أخ وآيب { / : ، وقال ] 1.2 : هود [ } وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد اء نص ث يش ا حي وأ منه أرض يتب ي ال ف ف ا ليوس وآذلك مكن

ان عب { : ، وقال ] 56 : يوسف [ } برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ه آ وح إن ع ن ا م ن حملن كورا ذرية م } دا شال ] 3 : الإسراء [ حر { : وق اهم بس وط نجين ا آل ل كر . إل ن ش زي م ذلك نج دنا آ ن عن ة م ال ] 35، 34 : القمر [ } نعم : ، وق . وأمثال ذلك في القرآن آثير ] 137 : رافالأع [ } آلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا {

ه ال آقول قاوة بالأعم ا يكون من السعادة والش ره عم ذلك خب ة { : وآ ام الخالي ي الأي لفتم ف ا أس ا بم ربوا هنيئ وا واش } آل

ة [ الى ] 24 : الحاق ه تع ي أورثت { : ، وقول ة الت ك الجن ون وتل تم تعمل ا آن ا بم ه ] 72 : الزخرف [ } موه وا { : ، وقول ذين آمن وال

Page 89: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ] 21 : الطور [ } واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ز { : ، وقول ي ج وم إن يتهم اليه ] 111 : المؤمنون [ } بما صبروا أنهم هم الفائزون را { وقول ة وحري بروا جن ا ص زاهم بم ات } وج ، ] 12 : الإنسان [ الآي

لين . ما سلككم في سقر { : ، وقوله ] 36 : المطففين [ } هل ثوب الكفار ما آانوا يفعلون { : وقوله ن المص ك م م ن الوا ل . قدين . وآنا نخوض مع الخائضين . ولم نك نطعم المسكين ين . وآنا نكذب بيوم ال ا اليق ى أتان نفعهم ش . حت ا ت فاعة فم

. ، وأمثال هذا في القرآن آثير جدا ] 48-42 : المدثر [ } الشافعين

ذآر : بين ـ سبحانه ـ فيما يذآره من سعادة الآخرة، وشقاوتها ا ي ا، آم أن ذلك آان بالأعمال المأمور بها والمنهي عنه . نحو ذلك فيما يقضيه من العقوبات والمثوبات في الدنيا أيضا

ه يكون من : والوجه الثاني/ ا ب ك عم تغناء ذل ك لا يوجب اس ة ذل أن العلم بأن الشيء سيكون والخبر عنه بذلك وآتاب

الأسباب التي لا يتم إلا بها؛ آالفاعل وقدرته ومشيئته، فإن اعتقاد هذا غاية في الجهل، إذ هذا العلم ليس موجبا بنفسه ا لوجود المعلوم باتفاق العلماء، بل هو مط ة علمن ه صفة بمنزل ابق له على ما هو عليه لا يكسبه صفة ولا يكتسب من

ؤثرا يس م م ل ذا العل إن ه بالأمور التي قبلنا آالموجودات التي آانت قبل وجودنا؛ مثل علمنا باالله وأسمائه وصفاته، فو أثير في وجود المعل ه ت ا يكون ل ا م ى في وجود المعلوم باتفاق العلماء، وإن آان من علومن دعونا إل ا ي ا بم م آعلمن

م؛ إذ الإرادة مشروطة بوجود ه شعور وعل ة لا تصدر إلا ممن ل الفعل ويعرفنا صفته وقدره، فإن الأفعال الاختياريه في أثير ل العلم، وهذا التفصيل الموجود في علمنا بحيث ينقسم إلى علم فعلى له تأثير في المعلوم، وعلم انفعالي لا ت

. ل الخطاب في العلموجود المعلوم، هو فص

نهم من : العلم : فإن من الناس من يقول ه طوائف من أهل الكلام، وم ا يقول وم، آم صفة انفعالية لا تأثير له في المعل . بل هو صفة فعلية له تأثير في المعلوم، آما يقوله طوائف من أهل الفلسفة والكلام : يقول

ه في وجود والصواب أنه نوعان، آما بيناه، وهكذ ا علم الرب ـ تبارك وتعالى ـ فإن علمه بنفسه ـ سبحانه ـ لا تأثير ل

ي ه،والقول ف ود معلومات ي وج أثير ف ه ت ا ل ه مم يئته وإرادت ا بمش ي خلقه ه الت ه بمخلوقات ا علم وم، وأم لام /المعل الكه وقدرت ه بعلم ق الشيء خلق الى ـ إذا خل ه ـ سبحانه وتع ق والكتاب آالقول في العلم، فإن ان الخل ذلك آ يئته، ول ه ومش

الى ر { : مستلزما للعلم ودليلا عليه،آما قال تع ف الخبي و اللطي ق وه ن خل م م ا يعل ك [ } أل ا ] 14 : المل ر بم ا إذا أخب ، وأم : لاثة أوجهسيكون قبل أن يكون فعلمه وخبره حينئذ ليس هو المؤثر في وجوده لعلمه وخبره به بعد وجوده لث

. أن العلم والخبر عن المستقبل آالعلم والخبر عن الماضي : أحدها

م : الثاني ين العل رق ب ا الف د بين ر، وق تلزم الخب ا يس يس هو م ق ل تلزمة للخل أن العلم المؤثر هو المستلزم للإرادة المس

. العملي والعلم الخبري

ك من أنه لو قدر أن العلم والخبر ب : الثالث د مع ذل ه لا ب ه فلا ريب أن ما سيكون له تأثير في وجود المعلوم المخبر باب لا يوجب ر والكت م والخب ين أن العل درة والإرادة، فتب دون الق ه ب ا ل م موجب يئة، فلا يكون مجرد العل القدرة والمش

ال ك أن االله ـ سبحانه وتع ى ذل دل عل ا ي د، مم ادر المري ا سيكون من الاآتفاء بذلك عن الفاعل الق ر بم م ويخب ى ـ يعلوع ر لا يوجب وق م والخب ذا العل وم أن ه ك، فمعل ذلك، ومع ذل ر ب ة ويخب يقيم القيام ه س م أن ا يعل مفعولات الرب، آم

. المعلوم المخبر به بدون الأسباب التي جعلها االله أسبابا له

در االله أن يكون سعيدا يكون آلا / السعيد لا يشقى، والشقي لا يسعد، : إذا تبين ذلك فقول السائل م صحيح، أي من قا ي من جملته ا، الت سعيدا، لكن بالأعمال التي جعله يسعد بها، والشقي لا يكون شقيا إلا بالأعمال التي جعله يشقى به

. الاتكال على القدر، وترك الأعمال الواجبة

ه والأعمال لا تراد لذاتها بل لجلب السعادة ودفع : وأما قوله ال ل ال، فيق بقنا وجود الأعم السابق نفس : الشقاوة وقد ساس حيث ر من الن السعادة والشقاوة، أو تقدير السعادة والشقاوة علما وقضاء وآتابا، هذا موضع يشتبه ويغلط فيه آثي

. لا يميزون بين ثبوت الشيء في العلم والتقدير، وبين ثبوته في الوجود والتحقيق

Page 90: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

. علم به والخبر عنه، وآتابته، وليس شيء من ذلك داخلا في ذاته ولا في صفاته القائمة بهفإن الأول هو ال

ال ذي رواه ميسرة ق لم في الحديث الصحيح ال ه وس ي صلى االله علي ول النب : قلت : ولهذا يغلط آثير من الناس في قا : وفي رواية ؟ يارسول االله، متى آنت نبيا ال ؟ متى آتبت نبي روح والجسد ( : ق ين ال ه . ) وآدم ب ه ونبوت ون أن ذات فيظن

ه ال ل د ق ره، وق ين من عم رآن { : وجدت حينئذ، وهذا جهل، فإن االله إنما نبأه على رأس أربع ذا الق ك ه ا إلي ا أوحين بمدى { : وقال ] 3 : يوسف [ } وإن آنت من قبله لمن الغافلين الا فه دك ض ك : وفي الصحيحين ] 7 : الضحى [ } ووج أن المل

. ثلاث مرات ) لست بقارئ ( : اقرأ فقال : قال له ـ حين جاءه ـ ى أن االله : ومن قال/ ا المعن إن النبي صلى االله عليه وسلم آان نبيا قبل أن يوحى إليه، فهو آافر باتفاق المسلمين، وإنم

آتب نبوته فأظهرها وأعلنها بعد خلق جسد آدم، وقبل نفخ الروح فيه، آما أخبر أنه يكتب رزق المولود وأجله وعمله ره د وغي ذي رواه أحم وشقاوته وسعادته بعد خلق جسده، وقبل نفخ الروح فيه، آما في حديث العرباض بن سارية ال

ين، ( : ، وفي رواية ) االله وخاتم النبيين إني عبد ( : عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال إني عبد االله لمكتوب خاتم النبيدعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي رأت حين ولدتني أنه : وإن آدم لمجندل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك

. ) خرج منها نور أضاءت له قصور الشام

اء والطين ( : هوآثير من الجهال المصنفين وغيرهم يروي ين الم ا وآدم ب اء ولا طين ( ، ) آنت نبي ون ) وآدم لا م ويجعل . ذلك وجوده بعينه، وآدم لم يكن بين الماء والطين، بل الماء بعض الطين لا مقابله

د وجود ال : وإذا آان آذلك، فإن قال ا تكون بع ذي السابق نفس السعادة والشقاوة، فقد آذب، فإن السعادة إنم شخص ال

د وجود العامل ولا رزق لا يكون إلا بع ا أن العمل وال هو السعيد، وآذلك الشقاوة لا تكون إلا بعد وجود الشقي، آمذلك فالعمل ـ ان آ ه، وإذا آ ديره لا نفسه وعين ذلك وتق م ب ا السابق هو العل يصير رزقا إلا بعد وجود المرتزق، وإنم

در أن /وآلاهما معلوم مقدر، وهماأيضا ـ سابق آسبق السعادة والشقاوة، م وق أخران في الوجود، واالله سبحانه عل متائر م س ا يعل ذا العمل الصالح يجلب السعادة، آم م أن ه ه، وهو يعل هذا يعمل آذا فيسعد به، وهذا يعمل آذا فيشقى ب

ام فيشبع، ويشر ذا يأآل الطع ذا يأآل السم فيموت، وأن ه م أن ه ا يعل ببات، آم روى، الأسباب والمس ب الشراب فيول السائل اد ق ع لا : وظهر فس دم واق وب في الق ذوذات، والمكت ا عن مل ل، ولا لكفه نفس في عم فلا وجه لإتعاب ال

. محالة

ه من العمل ا يسر ل قاوة الشقي لم ه من العمل الصالح، وش ا يسر ل وذلك أن المكتوب في القدم هو سعادة السعيد لماع عن شهوة هو من الأسباب السيئ، ليس المكتوب أحدهما دون الآخر، فما أمر به العبد من عمل فيه تعب أو امتن

تكلا ه م ا أمر ب د م رك العب ال السعادة، وإذا ت ه ين التي تنال بها السعادة، والمقدر المكتوب هو السعادة والعمل الذي به ذ ان قول قيا، وآ ه ش ول على الكتاب، آان ذلك من المكتوب المقدور الذي يصير ب ة من يق ك بمنزل ا لا آآل ولا : ل أن

ي : أشرب، فإن آان االله قضى بالشبع والري حصل، وإلا لم يحصل، أو يقول ان االله قضي ل إن آ لا أجامع امرأتي، ف . بولد فإنه يكون

در، ى الق اظرا إل ك من مقامات الخاصة ن ا أن ذل تعانة والتوآل ظان رك الاس دعاء أو ت فكل وآذلك من غلط فترك ال

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي لم في صحيحه عن النب ا رواه مس ذا م المؤمن ( : هؤلاء جاهلون ضالون؛ ويشهد لها ينفعك، واستعن ى م ر، احرص عل االله ولا تعجزن، وإن أصابك / القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي آل خي ب

. ) ر االله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطانقد : لو أني فعلت لكان آذا وآذا، ولكن قل : شيء فلا تقل

ره إذا أصابه م أم در، ث ى الق ال عل ذي هو الاتك اه عن العجز ال االله، ونه فأمره بالحرص على ما ينفعه، والاستعانة بال ا ق ك وآم ر ذل ى غي در عل ا لا يق ه هن لم الأمر الله، فإن در ويس ى الق بعض شيء ألا ييأس على ما فاته، بل ينظر إل

. أمر فيه حيلة، وأمر لا حيلة فيه، فما فيه حيلة لا يعجز عنه، وما لا حيلة فيه لا يجزع منه : الأمور أمران : العقلاء

ه ال المقضي علي ى أحدهما، فق لم، فقضى عل ه وس ي صلى االله علي ى النب : وفي سنن أبي داود أن رجلين اختصما إلإذا غلبك ( : نبي صلى االله عليه وسلمال : حسبنا االله ونعم الوآيل، فقال الكيس، ف ى العجز، ولكن عليك ب إن االله يلوم عل

Page 91: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اجز من ( : ، وفي الحديث الآخر ) حسبي االله ونعم الوآيل : أمر فقل د الموت، والع ا بع الكيس من دان نفسه وعمل لم . حديث حسن : رمذي وقالرواه ابن ماجه والت . ) أتبع نفسه هواها وتمنى على االله الأماني

اجز ( : قال رسول االله صلى االله عليه وسلم : وعن شداد بن أوس قال د الموت، والع ا بع الكيس من دان نفسه وعمل لم

اجز : ومن الناس من يصحفه فيقول . من أتبع نفسه هواها وتمنى على االله عز وجل ا هو الع اجر، وإنم ة /الف في مقابل . ) آل شيء بقدر حتى العجز والكيس ( : في الحديث الآخر الكيس، آما

اس وهو ان : وهنا سؤال يعرض لكثير من الن د بالعمل هل آ أت العب م ي و ل ة فل ا لا محال وب واقع ان المكت ه إذا آ أن

. و ذلكونح ؟ لو لم يقتل، هل آان يموت : وهذا السؤال يقال في مسألة المقتول، يقال ؟ المكتوب يتغير

ال : فيقال م : هذا لو لم يعمل عملا صالحا لما آان سعيدا، ولو لم يعمل عملا سيئا لما آان شقيا، وهذا آما يق إن االله يعلان آيف و آ ا لا يكون ل ر بم م والخب اب العل ذا من ب إن ه ون، ف ما آان وما يكون، وما لا يكون لو آان آيف آان يك

ه ون، آقول و آ { : يك دتا ل ه لفس ا الل ة إل ا آله اء [ } ان فيهم ه ] 22 : الأنبي ه { : ، وقول وا عن ا نه ادوا لم و ردوا لع } ول } لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهمو { : ، وقوله ] 47 : التوبة [ } لو خرجوا فيكم ما زادوآم إلا خبالا { : ، وقـولـه ] 28 : الأنعام [ ال ] 23 : الأنفال [ ار، ويق ى الن ة وإل ى الجن اب إل ه ب تح ل ره حين يف د في قب ال للعب ذا : ، وأمثال ذلك، آما روى أنه يق ه

. منزلك، ولو عملت آذا وآذا أبدلك االله به منزلا آخر

ة هذا لو لم يقتله هذ : وآذلك يقال ذه الجمل لازم في ه ه، وال ا لم يمت بل آان يعيش إلا أن يقدر له سبب آخر يموت ب . خلاف الواقع المعلوم والمقدور، والتقدير للممتنع قد يلزمه حكم ممتنع ولا محذور في ذلك

ال ومما يشبه هذه المسألة أن النبي صلى االله عليه وسلم خرج يوم بدر فأخبر أصحابه بمصارع المشرآين ف / ذا ( : ق ه

لان ذا مصرع ف لان، وه ول ) مصرع ف دعاء، ويق ي ال د ف ل يجته ريش، وجع ه دخل الع م إن ا ( : ، ث ي م م انجز ل الله . ؛ وذلك لأن علمه بالنصر، لا يمنع أن يفعل السبب الذي به ينصر، وهو الاستغاثة باالله ) وعدتني

رة لا يشرع إلا وقد غلط بعض الناس هنا وظن أن الدعاء الذي علم وق وع مضمونه آالدعاء الذي في آخر سورة البق

. إن الدعاء ليس هو إلا عبادة محضة؛ لأن المقدور آائن دعا أو لم يدع : عبادة محضة، وهذا آقول بعضهم

ول ؟ إذا آان االله قد جعل الدعاء سببا لنيل المطلوب المقدر، فكيف يقع بدون الدعاء : فيقال له ر ق دع : هموهو نظي أفلا ن ؟ العمل ونتكل على الكتاب

م : ومما يوضح ذلك دم العل أن االله قد علم وآتب أنه يخلق الخلق ويرزقهم ويميتهم ويحييهم، فهل يجوز أن يظن أن تق

ا، والكتاب مغن لهذه الكائنات عن خلقه وقدرته ومشيئته، فكذلك علم االله بما يكون من أفعال العباد، وأنهم يسعدون به . ويشقون آما يعلم ـ مثلا ـ أن الرجل يمرض أو يموت بأآله السم أو جرحه نفسه ونحو ذلك

لام / ديث والتصوف والك ه والح ل الفق ن أه ف م ور الطوائ ا، وجمه ة وأئمته لف الأم ذهب س اه م ذي ذآرن ذا ال وه

: لنهي، وصاروا فريقينوغيرهم، وإنما نازع في ذلك غلاة القدرية، وظنوا أن تقدم العلم يمنع الأمر وا

وا في أواخر اب، وهؤلاء نبغ در وآت ذلك قضاء وق فريق أقروا بالأمر والنهي والثواب والعقاب، وأنكروا أن يتقدم بن عصر الصحابة، فلما سمع الصحابة بدعهم تبرؤوا منهم آما تبرؤوا منهم، ورد عليهم عبد االله بن عمر، وعبد االله ب

ر هؤلاء عباس، وجابر بن عبد االله ى آف د عل ك والشافعي وأحم ة آمال د نص الأئم رهم، وق ن الأسقع وغي ة ب ، وواثل . الذين ينكرون علم االله القديم

ى : والفريق الثاني اج إل ه لا يحت ل، وأن من يقر بتقدم علم االله وآتابه، لكن يزعم أن ذلك يغني عن الأمر والنهي والعم

جنة، بلا عمل أصلا، ومن قضى عليه بالشقاوة شقى بلا عمل، فهؤلاء ليسوا العمل، بل من قضى له بالسعادة دخل البيلا، ر من أولئك وأضل س اس، وهؤلاء أآف ال الن طائفة معدودة من طوائف أهل المقالات، وإنما يقوله آثير من جه

Page 92: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ر من ال : ومضمون قول هؤلاء ود والنصارى تعطيل الأمر والنهي والحلال والحرام والوعد والوعيد، وهؤلاء أآف يه . بكثير، وهؤلاء هم الذين سأل السائل عن مقالتهم

دم، لكن ينكرون اب المتق العلم والكت رون ب م يق ات، / وأما جمهور القدرية، فه اد، وإرادة الكائن ال العب ق أفع أن االله خل

ل حقيقة، وآل هؤلاء مبتدعة ليس للعبد قدرة ولا إرادة حقيقية ولا هو فاع : وتعارضهم القدرية المجبرة الذين يقولون . ضلال

الوا اء { : وشر من هؤلاء من يجعل خلق الأفعال وإرادة االله الكائنات مانعة من الأمر والنهي آالمشرآين الذين ق و ش ل

: من اليهود والنصارى، ومضمون قولهم ، فهؤلاء أآفر ] 148 : الأنعام [ } الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء . تعطيل جميع ما جاءت به الرسل آلهم من الأمر والنهي

ثم قولهم متناقض، معلوم الفساد بالضرورة لا يمكن أن يحيى معه بنو آدم لاستلزامه فساد العباد، فإنه إذا لم يكن علي

ال ا ق واه، آم ا يه ل م د أن يفع ل أح ان لك ي، آ ر ونه اد أم الىالعب ماوات { : تع دت الس واءهم لفس ق أه ع الح و اتب ولإنه يمكن آل أحد مما يهواه من قتل النفوس وفعل الفواحش وأخذ الأموال وغير : ، فإذا قيل ] 71 : المؤمنون [ } والأرض

ي آدم إلا ب و آانت ذلك؛ آان ذلك غاية الفساد ؛ ولهذا لا تعيش أمة من بن ا أمر ونهي، ول ي فيه وع من الشريعة الت ن . بوضع بعض الملوك مع ما فيها من فساد من وجوه أخرى

ك : فإن قيل ع توقف ذل هذا الذي ذآرتموه يبين أن تقدم علم االله وآتابه بالسعادة والشقاوة وغير ذلك من الأمور لا يمن

ي باب الت ال والأس ى الأعم ك الأم/ عل ا تل ل االله به ل جع املا للعم د ع ون العب ع أن يك ك لا يمن ين أن ذل ك يب ور، وذلازع د ـ وإن تن ه بتيسير االله للعب ك آل ان ذل ه، وإن آ دا ل ك مري ى ذل ادرا عل ه يسعده االله، وأن يكون ق ذي ب الصالح ال

ه العل اب الناس في تسمية ذلك جبرا ـ لكن هل يكون العبد قادرا على غير الفعل الذي فعله، الذي سبق ب ذا ؟ م والكت فهه ال من ؟ مما تنازع فيه الناس، آما تنازعوا في أن الاستطاعة هل يجب أن تكون مع الفعل أو يجب أن تتقدم فمن ق

ات د : أهل الإثب ول العب ل، يق ع الفع ون إلا م تطاعة لا تك م : إن الاس ه العل دم ب ا تق و م ه، وه ا يفعل ر م تطيع غي لا يسه، : ستطاعة قد تتقدم الفعل، وقد توجد دون الفعل، فإنه يقولإن الا : والكتاب، ومن قال م يفعل ا ل إنه يكون مستطيعا لم

. ولما علم وآتب أنه لا يفعله

: أن الاستطاعة جاءت في آتاب االله على نوعين : وفصل الخطاب

الى ه تع ه { : الاستطاعة المشترطة للفعل، وهي مناط الأمر والنهي آقول ه ولل تطاع إلي ن اس ت م ج البي اس ح ى الن علنكح { : ، وقوله ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : ، وقوله ] 97 : آل عمران [ } سبيلا ا أن ي نكم طول تطع م ومن لم يس

تطع { ، ] 25 : النساء [ الآية } المحصنات المؤمنات م يس ن ل ا فم ل أن يتماس ن قب ابعين م هرين متت يام ش د فص م يج ن ل فمام م { : ، وقوله ] 4 : المجادلة [ } فإطعام ستين مسكينا ة طع ه فدي ذين يطيقون كين وعلى ال رة [ } س ي ] 148 : البق ول النب ، وق

ن حصين ران ب لم لعم ه وس ب ( : صلى االله علي ى جن تطع فعل م تس إن ل دا، ف تطع فقاع م تس إن ل ا، ف إن . ) صل قائم فالاستطاعة في هذه النصوص لو آانت لا توجد إلا مع الفعل؛ لوجب ألا يجب الحج إلا على من حج، ولا يجب صيام

ى /لا على من شهرين إ ان المعن ام : صام، ولا القيام في الصلاة إلا على من قام، وآ ذين يصومون الشهر طع ى ال عل . مسكين، والآية إنما أنزلت لما آانوا مخيرين بين الصيام والإطعام في شهر رمضان

لنوع الثاني، وقد ذآروا فيها قوله هي المقترنة بالفعل الموجبة له، وهي ا : والاستطاعة التي يكون معها الفعل، قد يقال

الى ] 1.1 : الكهف [ } الذين آانت أعينهم في غطاء عن ذآري وآانوا لا يستطيعون سمعا { : تعالى اعف { : ، وقوله تع يضا { : ، ونحو ذلك قوله ] .2 : هود [ } يبصرون لهم العذاب ما آانوا يستطيعون السمع وما آانوا اقهم أغلال ي أعن ا ف إنا جعلن

. ] 9، 8 : يس [ } وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون . فهي إلى الأذقان فهم مقمحون

إن فإن الاستطاعة المنفية هنا ـ سواء آان نفيها خبرا أو ابتداء ـ ليست هي الاستطاعة المشروطة في الأمر والنهي، فذه وم أن هؤلاء في ه اب، ومعل واب والعق ذم، والث د وال د، والحم تلك إذا انتفت انتفى الأمر والنهي، والوعد والوعي

ذآورة في الحال مأمورون منهي ون موعودون متوعدون، فعلم أن المنفية هنا ليست المشروطة في الأمر والنهي الم . ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { : قوله

Page 93: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال د يق ن ق ى : لك ر لموس ول الخض ي ق ة ف تطاعة المنفي ا آالاس تطاعة هن تطيع م { : الاس ن تس ك ل براإن ي ص } ع

ارك؛لم يكن ] 75، 72، 67 : الكهف [ ة في الفاعل والت ا مجرد المقارن ، فإن هذه الاستطاعة المنفية، لو آان المراد بهة /فرق بين هؤلاء المذمومين وبين المؤمنين، ولا بين الخضر وموسى، فإن آل أحد فعل أو لم يفعل لا تكون المقارن

ا موجودة قبل فعله، والقرآن ي ا مضادة لم م أنه ارك لا عن الفاعل، فعل ا نفيت عن الت دل على أن هذه الاستطاعة إنمة في حق من آتب ذه الاستطاعة منتفي يقوم بالعبد من الموانع التي تصد قلبه عن إرادة الفعل وعمله، وبكل حال فه

. عليه أنه لا يفعل، بل وقضى عليه بذلك

يم، أن إطلاق الق ذا التقس در، : ولوإذا عرف ه وم المق ل، ولا يستطيع خلاف المعل ا فع ر م د لا يستطيع غي أن العب بوإطلاق القول بأن استطاعة الفاعل والتارك سواء، وأن الفاعل لا يختص عن التارك باستطاعة خاصة عرف أن آلا

. الإطلاقين خطأ وبدعة

ى ولهذا اتفق سلف الأمة وأئمتها وجمهور طوائف أهل الكلام على أن ا ون، وعل الله قادر على ما علم وأخبر أنه لا يكة ك طوائف من أهل الضلال من الجهمي ا خالف في ذل ما يمتنع صدوره عنه لعدم إرادته،لا لعدم قدرته عليه، وإنمم اءه وعل ا ش ه فيم ود، ويحصرون قدرت ي الموج دور ف ون انحصار المق ذين يزعم فة الصابئة ال ة والمتفلس والقدري

زعم وجوده، دون ما أ ه من ي ر : خبر أنه لا يكون آما رجحه النظام والأسواري، وآما يقول دور غي يس من المق ه ل أنه { : هذا العالم،ولا في المقدور ما يمكن أن يهدي به الضال،وقد قال االله تعالى ع عظام ن نجم ان أل ى . أيحسب الإنس بل

ة [ } بنانهقادرين على أن نسوي الي ] 4، 3 : القيام ه،وقال تع ه ـ سبحانه ـ لا يسوى بنان ى أن { : مع أن ادر عل و الق ل ه ق . ] 65 : الأنعام [ } س بعضيبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأ

وقكم { : أنه لما نزلت هذه الآية : وقد ثبت في الصحيح عن جابر ن ف ذابا م يكم ع ث عل ى أن يبع ادر عل ال } قل هو الق ق

م { ، ) أعوذ بوجهك ( : النبي صلى االله عليه وسلم ت أرجلك ن تح ال } أو م ذيق { ، ) عوذ بوجهك أ ( : ق يعا وي كم ش أو يلبس . ] 31 : السجدة [ } ولو شئنا لآتينا آل نفس هداها { : ، وقال االله تعالى ) هاتان أهون ( : قال } بعضكم بأس بعض

و م يقول ذي هو : نومن حكى من أهل الكلام عن أهل السنة والجماعة أنه ا فعل ال ر م ى غي ادرا عل يس ق د ل إن العب

ي درة الت ي الق نهم من نف ه ع ا نقل خلاف المعلوم، فإنه مخطئ فيما نقله عنهم من نفي القدرة مطلقا، وهو مصيب فيم . اختص بها الفاعل دون التارك، وهذا من أصول نزاعهم في جواز تكليف ما لا يطاق

ه : تكون إلا مع الفعل، فالتارك لا استطاعة له بحال، يقولالاستطاعة لا : فإن من يقول د آلف إن آل من عصى االله فق

ون د يقول ا ق ه، آم ول : االله مالا يطيق ون، ومن يق الا يطيق وا م اد آلف ع العب إن استطاعة الفعل هي استطاعة : إن جميه وق : الترك، يقول م مستوون في طاقت ا ه وا إلا بم م يكلف ارك إن العباد ل ه واستطاعته،لا يختص الفاعل دون الت درت

ول : باستطاعة خاصة، فإطلاق القول إطلاق الق ه؛ آ ا لا يطيق ه، : بأن العبد آلف بم ى أفعال ور عل ه مجب إذا سلب / بأنول وم االله : القدرة في المأمور نظير إثبات الجبر في المحظور، وإطلاق الق ى خلاف معل ادر مستطيع عل د ق أن العب ب

. دورهومق

ان ى باطل، وإن آ وسلف الأمة وأئمتها ينكرون هذه الإطلاقات آلها، لا سيما آل واحد من طرفي النفي والإثبات علفيه حق أيضا، بل الواجب إطلاق العبارات الحسنة وهي المأثورة التي جاءت بها النصوص، والتفصيل في العبارات

ا يثبت بكلام االله ـ عز وجل ـ المجملة المشتبهة، وآذلك الواجب نظير ذلك ف ي سائر أبواب أصول الدين أن يجعل متملة في آل ات المش ورسوله وإجماع سلف الأمة هي النص المحكم، وتجعل العبارات المحدثة المتقابلة بالنفي والإثب

. من الطرفين في حق وباطل من باب المجمل المشتبه المحتاج إلى تفصيل الممنوع من إطلاق طرفيه

ل، ن حنب د ب دي، وأحم ن مه رحمن ب د ال وري، وعب فيان الث ه الأوزاعي، وس ا قال ذا الموضع م ر ه ا في غي وقد آتبن . وغيرهم من الأئمة من آراهة إطلاق الجبر ومن منع إطلاق نفيه أيضا

دا من الطرفين ه واح ة في ق الأئم و بكر عب . وآذلك أيضا القول بتكليف مالا يطاق، لم تطل ال أب ز، صاحب ق د العزي

ع [ الذي في مقدمة ] آتاب القدر [ الخلال في ه، ] آتاب المقن ول فنتبع ألة ق ذه المس د االله في ه ي عب ا عن أب م يبلغن ه، ل ل

Page 94: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

رآن : آخرون ومنعوا منه، قال/ بتكليف ما لا يطاق، ونفاه : والناس فيه قد اختلفوا، فقال قائلون ه أن الق دنا في والذي عن : ثم قال في آخر الفصل . ا إليه قصدناه، وهو أن االله ـ عز وجل ـ يتعبد خلقه بما يطيقون وما لا يطيقون شهد بصحة م

ول ا فيق وان، : ولعل قائلا أن يعارض قولن ق جاز أن يكلف الأعمى صنعة الأل الا يطي د م و جاز أن يكلف االله العب لا ك فيق ا أشبه ذل ه : لوالمقعد المشي، ومن لا يد له البطش وم الى : ل ه تع اس في قول ن عب ال اب د ق وم { : ق رهم ي ونحش

ن : ] 97 : الإسراء [ } القيامة على وجوههم هو مشيهم على وجوههم، وسقط السؤال في آل ما سألوا عنه على جواب اب . عباس في المشي على الوجوه

الأشعري ـ فيما قدمنا ذآره عنه في هذه المعاني بما وقد أبان أبو الحسن ـ يعني : ثم قال

ى : فيه آفاية، قال القاضي أبو يعلي در عل ا يق ين م لما حكى آلام أبي الحسن ـ يعني أبا الحسن الأشعري ـ قد فصل ب

ال وز، ق تحيل لا يج ا يس ه، وم وز تكليف تحالته فيج ه لا لاس ال ف : فعل عري الاحتم ن الأش ي الحس لام أب اهر آ ا وظ يمه أم لا ل يصح تكليف وده ه تحيل وج ال ؟ يس ه : ق ى فعل در عل ا لا يق و أن م ن التفصيل، وه اه م ا ذآرن والصحيح م

ه در علي ا لا يق ان مم دثا، أو آ ديم مح ديما، والق ين الضدين وجعل المحدث ق الجمع ب لاستحالته آالأمر بالمحال، وآ . خرس الذي لا يقدر على الكلام، فهذا الوجه لا يجوز تكليفهللعجز عنه آالمقعد الذي لا يقدر على القيام، والأ

ان : والوجه الثاني ه الإيم افر آلف ما لا يقدر على فعله لا لاستحالته ولا للعجز عنه، لكن لترآه والاشتغال بضده، آالك

تغاله / في حال آفره؛ لأنه غير م لاش ى العل در عل ذي لا يق ه، فهوآال ذي عاجز عنه ولا مستحيل من ذا ال بالمعيشة، فهد، وذآر ام أحم ذآره القاضي أبو يعلى هو قول جمهور الناس من الفقهاء والمتكلمين وهو قول جمهور أصحاب الإمي الحسن القاضي المنصوص عن الأشعري ـ فيما ذآره القاضي عنه ـ وقد ذآر أن أبا بكر عبد العزيز، ذآر آلام أب

ان من في ذلك آما يذآر المصنف آلام أبي ال ه آ ه وأصحابه؛ لأن ذآر المصنف آلام موافقي ا ي ك، وآم حسن في ذل . جملة المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد وسائر أئمة السنة آما ذآر ذلك في آتبه

أبي ه آ وأما أتباع أبي الحسن فمنهم من وافق نفس الذي ذآره القاضي آأبي علي ابن شاذان وأتباعه، ومنهم من خالف

. إنه يجوز تكليف الممتنع آالجمع بين الضدين والمعجوز عنه : للبان، والرازي وطوائف، قالوامحمد ا

ادة آالمشي : والقول الثالث الذي ذآره أبو بكر عبد العزيز وهو أنه يجوز تكليف آل ما يمكن وإن آان ممتنعا في الع . على الوجوه، ونقط الأعمى المصحف

: قولي التفريق والإطلاق عن أصحاب أحمد فقال : حامد شيخ القاضي أبي يعلى في أصولهوذآر أبوعبد االله بن

تابع لمسألة قوم خصوا بالسعادة: فصــل

ه والأعمى ل ل ال ومن لا عق أمر الأطف ه آ رد الشريعة ب الم ت ل م ذا مث الفكر وه و وجد ب ا وجد في الأمر ول لأنه مه البصر، والفقير النفقة، والزمن أن ان ب زم الإيم ه ل و جاءت ب ه الشريعة، ول ا جاءت ب ك م ة، فكل ذل ى مك يسير إل

ا لا يطاق من : قال . والتصديق فلا يقيد الكلام فيه ى إطلاق الاسم من جواز تكليف م وذهبت طائفة من أصحابنا إل . زمن وأعمى وغيرهم، وهو مذهب جهم وبرغوث

ه يجوز سلامة الآلة، لكن عدم ا : الوجه الثاني ذا أن ى ه دا في معن لطاقة لعدم التوفيق والقبول، وذلك يجوز وجها واح

يس الى لإبل ه تع ه قول دليل علي جد { : التكليف لمن قدر علم االله فيه أنه لا يفعله، وأبي ذلك المعتزلة وال ك أن تس ا منع مع ] 12 : الأعراف [ الآيات } تسجد إذ أمرتك ألا { : ، وقوله ] 75 : ص [ } لما خلقت بيدي ه لا يق ، فأمر وقد سبق من علمه أن

. منه فعله، فكان الأمر متوجها إلي ما قد سبق من علم االله أنه لا يطيقه

ة : القول الثاني ر أجوب ه أآث ال إلي ذي م ه ال الي الجويني أن و المع ي الحسن، منقول عن أبى الحسن أيضا، وزعم أب أبر من أصحابه، و /وأنه الذي ارتضاه آثي ان أب ألة في الموجز، وآ ذه المس و الحسن عن الجواب في ه د توقف أب وق

رج ي الف ل وأب ن عقي ول اب ول الأول ق ذا الق المعالي يختاره أولا، ثم رجع عنه وقطع أن تكليف مالا يطاق محال، وهذا ره، وه رازي وغي ورك، بن الجوزي، وأبي عبد االله ال ن ف ي بكر ب ي إسحاق الإسفرائيني وأب اني هو مذهب أب الث

Page 95: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه مذهب أهل ي الحسن، وأن ه مذهب شيخه أب و إسحاق الإسفرائيني أن ي، وادعى أب وأبي القاسم الأشعري، والغزالين : الحق، فأما القاضي أبو بكر فقد قال اجز، وب ين تكليف الع ق ب ى التفري ه عل ر آلام ه، وأآث بجوازه في بعض آتب

. تكليف القادر على الترك، آما هو قول الجمهور

ادة : وفي المسألة قول ثالث وهو الذي ذآره أبو بكر عبد العزيز أنه يجوز تكليف آل ما يمكن وإن آان ممتنعا في الع . آالمشي على الوجه، ونقط الأعمى المصحف دون الممتنع آالجمع بين الضدين

: إن النزاع فيها في أصلين : وفصل الخطاب في هذه المسألة

ه ورسوله : أحدهما التكليف الواقع الذي اتفق المسلمون علي وقوعه في الشريعة وهو أمر العباد آلهم بما أمرهم االله ب

ا لا يطاق ه تكليف م ال ؟ من الإيمان به وتقواه هل يسمى هذا أو شيء من درة لا تكون إلا مع الفعل : فمن ق أن الق بم : إن العاصي آلف مالا يطيقه، ويقول : يقول دم العل ذلك من زعم أن تق ق، وآ ر مطي ان غي إن آل أحد آلف حين آ

ول : أن يقدر على خلافه، وقال/ والكتاب بالشيء يمنع ذلك من يق ه، وآ ا لا يطيق د آلف م : إن آلف خلاف المعلوم فق . ة لا تبقى إلى حين الفعلإن الاستطاعة المتقدم : إن العرض لا يبقى زمانين، يقول

ا ؟ وهذا في الحقيقة ليس نزاعا في الأفعال التي أمر االله بها ونهى عنها، هل يتناولها التكليف زاع في آونه وإنما هو ن

أن ول ب ق الق ن أطل ان، وأن م درة نوع دمنا أن الق د ق ا، وق ل فعله دورة قب ر مق ا وغي ارك له د الت دورة للعب ر مق غيا ـ الاستطاعة لا ت ة وأئمته ه سلف الأم ا اتفق علي اب والسنة وم ا ورد في الكت كون إلا مع الفعل، فإطلاقه مخالف لم

ة من المنتسبين ى القدري م عل آإطلاق القول بالجبر ـ وإن آان قد أطلق ذلك طوائف من المنتسبين إلى السنة في ردهد ي إلى الإمام أحمد وغيره من أئمة السنة آأبي الحسن، وأبي بكر عب د، والقاضي أب ن حام د االله ب ي عب ز، وأب العزي

بكر، والقاضي أبي يعلى، وأبي المعالي، وأبي الحسن بن الزاغوني وغيرهم، فقد منع من هذا الإطلاق جمهور أهل ول ة نفسه، وهو مقتضى ق العلم آأبي العباس ابن سريج، وأبي العباس القلانسي، وغيرهما، ونقل ذلك عن أبي حنيف

. جميع الأمة

ولين ه الق ك، وحكى في ال : ولهذا امتنع أبو إسحاق بن شاقلا من إطلاق ذل ى ـ - : فق و يعل ه القاضي أب ره عن ا ذآ : فيمر مستطيع، : الاستطاعة مع الفعل أو قبله، حجة من قال ه غي أمر ب وحجة / إن الصلاة والحج والجهاد، لا يجوز أن ي

. وجل، فإذا خلق فيه فعلا فعله إن الفعل خلق من خلق االله عز : من قال

ه مستغن في حال الفعل عن : وهذا آما أن من قال ى الفعل والترك،وأن ا عل در به درة واحدة يق د إلا ق يس للعب ه ل إنة م من القدري و مبطل وه اجر، فه ر والف افر والب ى المؤمن والك ه عل معونة من االله تعالى يفعل بها، وسوى بين نعمت

ل : في الأيام المشهورة حيث آان قولهم الذين حاد منهم ا وجد قب البر عم إن العبد لا يفتقر إلى االله تعالى حال الفعل بول ذا الق الفعل وأنه ليس الله تعالى نعمة أنعم بها على من آمن به وأطاعه أآبر من نعمته علي من آفر به وعصاه، فه

. احب هذا القول خطأ قطعا؛ ولهذا اتفق أهل السنة والجماعة على تضليل ص

ازعهم في أن العرض هل يبقى : ثم النزاع بينهم بعد ذلك في هذه الأمور آثير منه لفظي، ومنه ما هو اعتباري، آتناق سلف أم لا يبقى، وبنوا على ذلك بقاء الاستطاعة، ولكن أحسن الألفاظ والاعتبارات ما يطابق الكتاب والسنة، واتف

ا والواجب أن ه، الأمة وأئمته ذي يجب اتباعه ويسوغ إطلاق د ال اب والسنة هي الأصل المعتم يجعل نصوص الكتإطلاق نفي ما أثبته / ويجعل الألفاظ حتى تنازع فيها الناس نفيا أو إثباتا موقوفة على الاستفسار والتفصيل، ويمنع من

. االله ورسوله، وإطلاق إثبات ما نفى االله ورسوله

ه، وهو نوعان فيما : والأصل الثاني ع : اتفق الناس على أنه غير مقدور للعبد، وتنازعوا في جواز تكليف ا هو ممتن ملا ذا في جوازه عق ين الضدين، فه الجمع ب عادة آالمشي على الوجه والطيران ونحو ذلك، وما هو ممتنع في نفسه آ

ة الشريعة على أن مثل هذا ليس بواقع في ثلاثة أقوال آما تقدم، وأما وقوعه في الشريعة وجوازه شرعا فقد اتفق حمل : الشريعة، وقد حكى انعقاد الإجماع على ذلك غير واحد منهم أبو الحسن بن الزاغوني فقال

Page 96: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

تكليف ما لا يطاق: فصــل

: تكليف ما لا يطاق وهو على ضربين

اب، تكليف ما لا يطاق لوجود ضده من العجز، وذلك مثل أن يكلف الم : أحدهما ام، والأعمى الخط ونقط الكت قعد القيالممتنع ة ب ه ملحق ة في دم الطاق ك لأن ع ه، وذل اع علي د الإجم ا انعق و مم ه وه وز تكليف ا لا يج ذا مم ك، فه ال ذل وأمث

. والمستحيل، وذلك يوجب خروجه عن المقدور فامتنع تكليف مثله

ن يكلف الكافر الذي سبق في علمه أنه لا يستحب التكليف تكليف مالا يطاق لا لوجود ضده من العجز مثل أ : والثانيال /آفرعون وأبى جهل ائز، ق ر ج ألة : وأمثالهم، فهذا جائز، وذهبت المعتزلة إلى أن تكليف مالا يطاق غي ذه المس وه

. آالأصل لهذه

ة من أهل الكلام إ : قلت د ذهب طائف ه ق ه وهذا الإجماع هو إجماع الفقهاء وأهل العلم، فإن ع لذات ى أن تكليف الممتن لاب حيث آلف أن ذا الب ره من ه واقع في الشريعة، وهذا قول الرازي وطائفة قبله، وزعموا أن تكليف أبي لهب وغيار ه يصلي الن ؤمن وأن ه لا ي ر االله أن ه من أخب يصدق بالأخبار التي من جملتها الإخبار بأنه لا يؤمن، وهذا غلط، فإن

م بعد دعاء النبي صلى االله عليه وسلم له إلى الإيمان فقد حقت عليه آلمة العذاب، آالذي يعاين الملائكة وقت الموت ل . يبق بعد هذا مخاطبا من جهة الرسول بهذين الأمرين المتناقضين

ج { : تكليف العاجز واقع محتما بقوله : وآذلك من قال ى الس تطيعون يوم يكشف عن ساق ويدعون إل ا يس م [ } ود فل : القل

ا ] 42 ذا الخطاب إنم ل ه إن مث ا ف ، فإنه يناقض هذا الإجماع، ومضمون الإجماع نفي وقوع ذلك في الشريعة، وأيضأن درتهم ب هو خطاب تعجيز على وجه العقوبة لهم لترآهم السجود وهم سالمون يعاقبون على ترك العبادة في حال ق

ه أمروا بها حال وين، لا يشترط في ة والجزاء من جنس خطاب التك عجزهم على سبيل العقوبة لهم، وخطاب العقوب . قدرة المخاطب إذ ليس المطلوب فعله، وإذا تبينت الأنواع والأقسام زال الاشتباه والإبهام

: قال شيخ الإسلام ـ قدس االله روحه

بسم االله الرحمن الرحيم

د االله فلا الحمد الله، نحمده ونس ا، من يه يئات أعمالن نا ومن س االله من شرور أنفس وذ ب تعينه ونستهديه ونستغفره، ونع

ده ورسوله، دا عب ه، وأشهد أن محم ه إلا االله، وحده لا شريك ل ه، وأشهد أن لا إل ادي ل مضل له، ومن يضلل فلا ه . صلى االله عليه وعلى آله وسلم تسليما آثيرا

. لما احتج عليه بالقدر ) فحج آدم موسى ( : االله عليه وسلم في قوله صلى : فصــل

ال وى، وق ي التق ي الصبر لا ف ذا ف وى فه ر بالصبر والتق ذنوب، وأن االله أم ي ال ي المصائب لا ف ك ف ان أن ذل : وبي . لصبر على المصائب والاستغفار من المعائب، فأمر با ] 55 : غافر [ } فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك {

. وذلك أن بني آدم اضطربوا في هذا المقام ـ مقام تعارض الأمر والقدر ـ وقد بسطنا الكلام على ذلك في مواضع

ال لم، ق ه وس ي صلى االله علي ن النب رة، ع ي هري ديث أب ي الصحيحين ح ت ف د ثب ه ق ا أن تج آدم ( : والمقصود هن اح

اذا ؟ يا آدم : فقال موسىوموسى، ه فلم ك ملائكت أنت أبو البشر الذي خلقك االله بيده، ونفخ فيك من روحه، و أسجد لوراة : فقال له آدم ؟ أخرجتنا ونفسك من الجنة ك الت ا وآتب ل ذي آلمك االله تكليم ا . أنت موسى ال ا مكتوب بكم تجد فيه ف

. ) بأربعين سنة، قال فحج آدم موسى : ، قبل أن أخلق، قال ] 121 : طه [ } وعصى آدم ربه فغوى { :

در السابق اس أن آدم احتج بالق وهو مروي ـ أيضا ـ من طريق عمر بن الخطاب بإسناد حسن، وقد ظن آثير من الن : على نفي الملام على الذنب، ثم صاروا لأجل هذا الظن ثلاثة أحزاب

Page 97: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

آأبي على الجبائي وغيره؛ لأنه من المعلوم بالاضطرار أن هذا خلاف ما جاءت به الرسل : لحديثفريق آذبوا بهذا ااع اء وأتب ع الأنبي ل وجمي لم ب ه وس ي صلى االله علي ه النب ولا ريب أنه يمتنع أن يكون هذا مراد الحديث، ويجب تنزي

. الأنبياء أن يجعلوا القدر حجة لمن عصى االله ورسوله ول بعضهم : آقول بعضهم : ولوه بتأويلات معلومة الفسادوفريق تأ/ اه، وق وم أب ن لا يل اه والاب ان أب : إنما حجه لأنه آ

ول بعضهم ول بعضهم : لأن الذنب آان في شريعة، والملام في أخرى، وق ة، وق د التوب ان بع ذا : لأن الملام آ لأن ه . تختلف فيه دار الدنيا ودار الآخرة

د في نفس وفريق ثالث ك، فلا ب جعلوه عمدة في سقوط الملام عن المخالفين لأمر االله ورسوله، ثم لم يمكنهم طرد ذل

ه وأغراضه، لا د أهوائ ذا عن نهم من صار يحتج به معاشهم في الدنيا أن يلام من فعل ما يضر نفسه وغيره، لكن مل هؤلاء دري، وعن : عند أهواء غيره آما قيل في مث د الطاعة ق ري، أي مذهب وافق هواك أنت عن د المعصية جب

المون ذره، وهؤلاء ظ م يع ه ل ره أو ظلم و أذنب غي در، ول ه، فالواحد من هؤلاء إذا أذنب أخذ يحتج بالق ذهبت ب تم . معتدون

رون ألا فاعل إلا االله، : ومنهم من يقول ا سوي االله، في هذا في حق أهل الحقيقة الذين شهدوا توحيد الربوبية وفنوا عم

فهؤلاء لا يستحسنون حسنة ولا يستقبحون سيئة، فإنهم لا يرون لمخلوق فعلا، بل لا يرون فاعلا إلا االله، بخلاف من ة ذا نهاي ون ه د يجعل ة، وق دعين للحقيق أخري الصوفية الم ر من مت ول آثي ذا ق ب، وه شهد لنفسه فعلا فإنه يذم ويعاق

. ئفة من أهل العلمالتحقيق، وغاية العرفان والتوحيد، وهذا قول طا ر السمعاني/ و المظف ال أب ا : ق ا ساغ لهم أن، فإنم ذا الش ي ه ين آدم وموسى من المحاجة ف ا جرى ب لام فيم ا الك وأم

ذين الحجاج في ذلك؛ لأنهما نبيان جليلان خصا بعلم الحقائق، وأذن لهما في استكشاف السرائر، وليس سبيل الخلق الإبطال حكم الطاعة، ) فحج آدم موسى ( : م والسكوت عما طوي عنهم سبيلها، وليس قولهأمروا بالوقوف عند ما حد له

رجيح ة بت ع الحكم د تق ى السبب، فق ولا إسقاط العمل الواجب، ولكن معناه ترجيح أحد الأمرين، وتقديم رتبة العلة علد ظه ) فحج آدم موسى ( : معني أحد الأمرين، فسبيل قوله الى ، هذا السبيل، وق ال االله تع ذا في قضية آدم، ق ي { : ر ه إن

. ] .3 : البقرة [ } جاعل في الأرض خليفة

وب : إلى أن قال ألا يقرب الشجرة؛ لسابق القضاء المكت ة إلا ب فجاء من هذا أن آدم لم يتهيأ له أن يستديم سكنى الجنال عليه في الخروج منها، وبهذا صال على موسى عن ى موسى فق ه عل ى قضى ل ذا المعن فحج آدم : د المحاجة، وبه

. موسى

ا : ولهذا يقول الشيخ عبد القادر ـ قدس االله روحه ـ : قلت در أمسكوا، وأن آثير من الرجال إذا وصلوا إلي القضاء والقه، وهو ـ رضي انفتحت لي فيه روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، والرجل من يكون منازعا للقدر لا موافقا ل

دباس اد ال ذلك شيخه حم در، وآ ك، وينهي عن الاحتجاج بالق اع ذل االله عنه ـ آان يعظم الأمر والنهي، ويوصي باتبد في / وذلك لما رأوه في أن يجاه أمور ب د م آثير من السالكين من الوقوف عند القدر المعارض للأمر والنهي، والعب

در من ا ق دفع م أمور الله ـ سبيل االله وي دور الم دور المحظور بالمق ازع للمق و من در من الطاعة، فه ا يق المعاصي بم . تعالى ـ وهذا هو دين االله الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل صلوات االله عليهم أجمعين

ر من الفلاسفة ك؛ : وممن يشبه هؤلاء آثي رر ذل رازي يق در، وال أن يشهد سر الق ينا ب ن س ول اب ا آق ان جبري ه آ لأن

. محضا

اقض ة، وهو من ادة فضلا عن العام م والعب وفي الجملة، فهذا المعني دائر في نفوس آثير من الخاصة من أهل العل . لدين الإسلام

: الخضر إنما سقط عنه الملام؛ لأنه آان مشاهدا لحقيقة القدر، ومن شيوخ هؤلاء من آان يقول : ومن هؤلاء من يقول

ى فعل شيء : و قتلت سبعين نبيا لما آنت مخطئا، ومنهم من يقول بطرد قوله بحسب الإمكان فيقولل در عل آل من ق

Page 98: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

در ه الق ا أعان وفعله فلا ملام عليه، فإن قدر أنه خالف غرض غيره فذلك ينازعه، والأقوى منهما يقمر الآخر، فأيهم . فهو المصيب، باعتبار أنه غالب وإلا فما ثم خطأ

بعضه أفضل من بعض والأفضل يستحق أن يكون / : الوجود واحد، ثم يقولون : ومن هؤلاء الاتحادية الذين يقولون

أعلى { : إن فرعون آان صادقا في قوله : ربا للمفضول، ويقولون م ال ة من ] 24 : النازعات [ } أنا ربك ول طائف ذا ق ، وهي ملاحدة المتصوفة المتفلسف ن عرب ول اب ة الاتحادية، آالتلمساني، والقول بالاتحاد العام المسمى وحدة الوجود، هو ق

ا م نزاع ا أن له زاع، آم الطائي وصاحبه القونوي وابن سبعين وابن الفارض وأمثالهم، لكن لهم في المعاد والجزاء نين الوجود الخالق من : وهؤلاء ضلوا من وجوه ؟ في أن الوجود هل هو شيء غير الذوات أم لا رق ب ة عدم الف ا جه ه

. والمخلوق

د : وأما شهود القدر فيقال ام أحم ال الإم ا ق درة االله، آم : لا ريب أن االله ـ تعالى ـ خالق آل شيء ومليكه، والقدر هو قال ن الأفع د، وأن م د والوعي ي، والوع ر والنه ة الأم ي حقيق ذا لا ينف ن ه ائن، لك و آ ا ه ل م در لك و المق ع وه ا ينف م

ة ع من جه نحن لا ننكر اشتراك الجمي ه عذاب، ف ه ب صاحبه،فيحصل له به نعيم، ومنها ما يضر صاحبه فيحصل لة إن العاقب ور، ف ة الأم ة ونهاي المشيئة والربوبية وابتداء الأمور، لكن نثبت فرقا آخر من جهة الحكمة والأوامر الإلهي

الى ال تع د ق ل { : للتقوى، لا لغير المتقين، وق أرض أم نجع ي ال دين ف الحات آالمفس وا الص وا وعمل ذين آمن ل ال أم نجع . ] 35 : القلم [ } أفنجعل المسلمين آالمجرمين { : ، وقال تعالى ] 28 : ص [ } المتقين آالفجار

ه : ة الفرقوإذا آان آذلك فحقيق أن من الأمور ما هو ملائم للإنسان نافع له فيحصل له به اللذة، ومنها ما هو مضاد ل

الحس / ضار له يحصل به الألم، فرجع وم ب رق معل ذا الف ذا، وه ذا وه م، وأسباب ه ذة والأل ين الل رق ب ى الف الفرق إلات، والعقل، والشرع مجمع عليه بين الأولين والآخرين، بل هو معلوم عند ع المخلوق البهائم، بل هذا موجود في جمي

. وإذا أثبتنا الفرق بين الحسنات والسيئات، وهو الفرق بين الحسن والقبيح، فالفرق يرجع إلى هذا

ذا يح، فه ذا قب ذا حسن وه ل ه ه، إذا قي والعقلاء متفقون على أن آون بعض الأفعال ملائما للإنسان، وبعضها منافيا لاب، هل . ما يعلم بالعقل باتفاق العقلاءالحسن والقبح م ذم والعق وتنازعوا في الحسن والقبح، بمعنى آون الفعل سببا لل

ا ذا خارج يس ه لأول، ول اير ل ذا القسم مغ وا أن ه يعلم بالعقل أم لا يعلم إلا بالشرع، وآان من أسباب النزاع أنهم ظناب عنه، فليس في الوجود حسن إلا بمعنى الملائم، ولا قبي ذم والعق م، وال واب ملائ افي، والمدح والث ى المن ح إلا بمعن

. مناف، فهذا نوع من الملائم والمنافي

م إلا بالشرع، ولكن ا لا يعل ه، ولا ريب أن من أنواعه م يح لا في جميع واع الحسن والقب يبقى الكلام في بعض أن . كالنزاع فيما قبحه معلوم لعموم الخلق، آالظلم والكذب ونحو ذل

: والنزاع في أمور

ي : منها بح العقل الم، والق ا لمصلحة الع ه موافق ي هو آون ا، وأن الحسن العقل نا وقبيح ا حس هل للفعل صفة صار به

ل ؟ ذلك/ بخلافه، فهل في الشرع زيادة على م بمجرد العق دنيا والآخرة هل يعل اب في ال ه ؟ وفي أن العق ذا ل وبسط ه . موضع آخر

الناس من أثبت قسما ثالثا للحسن والقبح، وادعى الاتفاق عليه، وهو آون الفعل صفة آمال أو صفة نقص، وهذا ومن

أخرين ره بعض المت ن ذآ ألة، ولك ذه المس ي ه ين ف دمين المتكلم ة المتق ذآره عام م ي م ل ذه عن : القس الرازي، وأخ آ . الفلاسفة

ذا القسم لا يخالف الأول، : والتحقيق ة أن ه ى الموافق ود إل ال هو يع بعض الأفع ذي يحصل للإنسان ب ال ال إن الكم ف

م ى الملائ ال،والنقص إل ود الكم النقص فيع ألم ب ا، وتت ال له و آم ا ه ذ بم النفس تلت م، ف ذة أو الأل و الل ة، وه والمخالف . والمنافي، وهذا مبسوط في موضع آخر

Page 99: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

م أمر والمقصود هنا أن الفرق بين الأفعال الحسنة التي يح ا أل ه به ي يحصل ل يئة الت صل لصاحبها بها لذة، وبين السه يبقي : حسي يعرفه جميع الحيوان، فمن قال من المدعين للحقيقة القدرية، والفناء في توحيد الربوبية، والاصطلام إن

م م ان يفه ه، إن آ ه في م آذب ا يعل ان في عين الجمع بحيث لا يفرق بين ما يؤلم أو ما يلذ،، آان هذا مم ول، وإلا آ ا يق . ضالا يتكلم بما لايعرف حقيقته، وهو الغالب على من يتكلم في هذا

الربوبية ـ فلا يشهد فرقا ما دام فى هذا المشهد، وقد / فإن القوم قد يحصل لأحدهم هذا المشهد ـ مشهد الفناء في توحيد

ا يغيب عنه الإحساس بما يوجب الفرق مدة من الزمان، فيظن هذا الفنا ا لازم ة، وإم ا غاي ء مقاما محمودا، ويجعله إمة يان، والغفل وم والنس ين الن رق ب ل عدم الف ا هو مث نعم ويعذب أحيان ا ي ين م رق ب للسالكين، وهذا غلط، فإن عدم الف

. والاشتغال بشيء عن آخر وهو لا يزيل الفرق الثابت في نفس الأمر، ولا يزيل الإحساس به إذا وجد سببه

رات، والوا ح الأجاج، والعذب الف ين المل ز والشراب، وب حد من هؤلاء لابد أن يجوع أو يعطش، فلا يسوى بين الخبه ونهى : بل لابد أن يفرق بينهما ويقول ا أمر االله ورسوله ب ين آل م رق ب ذا هو الف ب، وه هذا طيب وهذا ليس بطي

. عنه، فإنه أمر بالطيب من القول والعمل، ونهى عن الخبيث

وإذا عرف أن المراد بالفرق هو أن من الأمور ما ينفع، ويوجب اللذة والنعيم، ومنها ما يضر ويوجب الألم والعذاب، دنيا فبعض هذه الأمور تدرك بالحس، وبعضها يدرآه الناس بعقولهم لأمور الدنيا، فيعرفون ما يجلب لهم منفعة في ال

ه الحس، ولفظ وما يجلب لهم مضرة، وهذا من العقل الذي ميز به الإنسان، فإنه يدرك من عواقب الأفعال مالا يدرآ . العقل في القرآن يتضمن ما يجلب به المنفعة وما يدفع به المضرة

يم في الآخرة وينجون من عذاب الآخرة، / واالله ـ تعالى ـ بعث الرسل بتكميل الفطرة، فدلوهم على ما ينالون به النع

أمور والمحظو ذا فالفرق بين الم درك ه م ي ذاب، ومن ل يم والع م، والنع ذة والأل ار، والل ة والن ين الجن الفرق ب ر هو آ . الفرق، فإن آان لسبب أزال عقله هو به معذور، وإلا آان مطالبا بما فعله من الشر وترآه من الخير

ل ا ا يزي اطى م ن يتع اس م ن الن وال، وم ي بعض الأح ه ف زول عقل د ي ن ق اس م ي الن الخمر ولا ريب أن ف ل؛ آ لعق

ا في ل بعضهم بعض ياطين، فيقت وآسماع الأصوات المطربة، فإن ذلك قد يقوى حتى يسكر أصحابها، ويقترن بهم شنهم السماع المسكر، آما يقتل شراب الخمر بعضهم بعضا إذا سكروا، وهذا مما يعرفه آثير من أهل الأحوال، لكن م

ر مشروع، أن الم : المقتول شهيد، والتحقيق : من يقول إنهم سكروا سكرا غي ر، ف ول في شرب الخم قتول يشبه المقتد ذي تعم يس هو آال ة، ول ل في الفتن يهم آالقتي ل ف ين، فيبقى القتي اء االله المتق لكن غالبهم يظن أن هذا من أحوال أولي

. قتله،ولا هو آالمقتول ظلما من آل وجه

؟ فهل هذا الفناء يزول به التكليف : فإن قيل ه، والسكران : قيل ائم والمغمي علي ة الن ان بمنزل ه، فك ز ب ذي يمي ه ال ه عقل ه، زال ب إن حصل للإنسان سبب يعذر في

ان السكر ا إن آ ور، وأم د الجمه ى شربها عن ره عل ر، أو أآ ل التحريم أو أوجر الخم سكرا لا يأثم به، آمن سكر قب . لسبب محرم، فهذا فيه نزاع معروف بين العلماء

ون / ك يقول ه في ذل ه غاب : والذين يذآرون عن أبي يزيد وغيره آلمات من الاتحاد الخاص، ونفي الفرق ويعذرون إن

ه ضعيفا : أنا الحق وسبحاني وما في الجبة إلا االله، ويقولون : عقله حتى قال ان قلب إن الحب إذا قوى على صاحبه وآوره عن ذآره حتي يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل، ويحكون يغيب بمحبوبه عن حبه وبموجوده عن وجده، وبمذآ

ي فظننت : فقال ؟ أنا وقعت، فلم وقعت أنت : أن شخصا ألقى بنفسه في الماء فألقى محبة نفسه خلفه، فقال غبت بك عنل فمثل هذا الحال التي يزول فيها تمييزه بين الرب والعبد، وبين المأمور والمحظور ليست . أنك أني ا، ب علما ولا حق

. غايته أنه نقص عقله الذي يفرق به بين هذا وهذا، وغايته أن يعذر، لا أن يكون قوله تحقيقا

ن العريف ائرين، واب وطائفة من الصوفية المدعين للتحقيق يجعلون هذا تحقيقا وتوحيدا، آما فعله صاحب منازل الس . تحقيقا وتوحيدا، آابن عربي الطائي وغيرهما، آما أن الاتحاد العام جعله طائفة

Page 100: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: وقد ظن طائفة أن الحلاج آان من هؤلاء ثم صاروا حزبين

ون : حزب يقول ه واجب في الظاهر، ويقول اطن، ولكن قتل ذورا في الب ان مع اء فك د، : وقع في ذلك الفن ل مجاه القاته من عثر عثر : والمقتول شهيد، ويحكون عن بعض الشيوخ أنه قال ون حال ده، ويجعل ه لأخذت بي ة لو آنت في زمن

. جنس حال أهل الاصطلام والفناء ون : وهم الذين يصوبون حال أهل الفناء في توحيد الربوبية، ويقولون : وحزب ثان/ ان : هو الغاية، يقول ل الحلاج آ ب

. في غاية التحقيق والتوحيد

: ثم هؤلاء في قتله فريقان

ادي جنس : لفريق يقو نهم من يع تلهم الحلاج، وم قتل مظلوما وما آان يجوز قتله، ويعادون الشرع وأهل الشرع لقون م، ويقول ل العل اء وأه ون : الفقه ذين يقول نس ال ن ج ؤلاء م لاج، وه وا الح م قتل الف : ه ة تخ ا حقيق ريعة ولن ا ش لن

بلفظ الشريعة في آلام االله ورسوله وآلام سائر الناس، ولا الشريعة، والذين يتكلمون بهذا الكلام لا يميزون ما المراد المراد بلفظ الحقيقة أو الحق أو الذوق أو الوجد أو التوحيد في آلام االله ورسوله وآلام سائر الناس، بل فيهم من يظن

. الشرع عبارة عما يحكم به القاضي

ادل والقاضي ا الم الع ين القاضي الع ز ب اآم سماه ومن هؤلاء من لا يمي ه ح م ب ا حك ل م لجاهل والقاضي الظالم، بي ال النب شريعة، ولا ريب أنه قد تكون الحقيقة في نفس الأمر التي يحبها االله ورسوله خلاف ماحكم به الحاآم، آما ق

ى نحو ( : صلى االله عليه وسلم ا أقضي عل ه من بعض، وإنم إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجتا يسمعه من . ) شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار/ أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه مما م بم فالحاآم يحك

. البينة والإقرار، و قد يكون للآخر حجج لم يبينها، وأمثال هذا

ر من الأمور ذ ظاهرا، وآثي ه القاضي ينف ا فالشريعة في نفس الأمر هي الأمر الباطن، وما قضى ب د يكون باطنه قره االله ه مصلحة، وهو شريعة أم ذي فعل ان ال بخلاف ما يظهر لبعض الناس، ومن هذا قصة موسى والخضر فإنه آه ين ل ا ب بها، ولم يكن مخالفا لشرع االله، لكن لما لم يعرف موسى الباطن، آان في الظاهر عنده أن هذا لا يجوز، فلم

. فا للشرعالخضر الأمور وافقه، فلم يكن ذلك مخال

ة، والظاهر : وهذا الباب يقال فيه اطن حقيق قد يكون الأمر في الباطن بخلاف ما يظهر، وهذا صحيح، لكن تسمية الب . شريعة، أمر اصطلاحي

. ومن الناس من يجعل الحقيقة هي الأمر الباطن مطلقا، والشريعة الأمور الظاهرة

ب، وهذا آما أن لفظ الإسلام إذا قرن با ذي في القل ان ال ه الإيم راد ب ان ي لإيمان أريد به الأعمال الظاهرة، ولفظ الإيم

ى : آما في حديث جبريل، فإذا جمع بينهما فقيل رد /شرائع الإسلام وحقائق الإيمان، آان هذا آلاما صحيحا، لكن مت أفؤمن يس صاحبها من الم ة، فل ة باطن ا حقيق يس له اول الآخر، فكل شريعة ل ق أحدهما تن ة لا تواف ا، وآل حقيق ين حق

اء االله ون من أولي لم، فضلا عن أن يك يس بمس لم فصاحبها ل ه وس دا صلى االله علي ا محم ي بعث االله به الشريعة الت . المتقين

وبهم، ولا ريب أن ه ويجده الصوفية بقل وقد يراد بلفظ الشريعة ما يقوله فقهاء الشريعة باجتهادهم، وبالحقيقة ما يذوق

ه : من هؤلاء مجتهدونآلا ة الرسول صلى االله علي د مخالف ا تعم يس لواحد منهم تارة مصيبون، وتارة مخطئون، ولب رعية توج ة ش أتي بحج رى إلا أن ت د الأخ دة أن تقل ى واح يس عل ائفتين، وإلا فل اد الط ق اجته م إن اتف لم، ث وس

. موافقتها

اد فقهى يخ ل باجته ر من فمن الناس من يظهر أن الحلاج قت ذا ظن آثي ا هؤلاء، وه ي عليه ة الت ة الذوقي الف الحقيقرآن الناس، وليس آذلك، بل الذي قتل عليه إنما هو الكفر، وقتل باتفاق الطائفتين، مثل دعواه أنه يقدر أن يعارض الق

Page 101: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

، إلى أمور بخير منه، ودعواه أنه من فاته الحج أنه يبني بيتا يطوف به، ويتصدق بشيء قدره، وذلك يسقط الحج عنهراؤهم اؤهم وفق ادهم وفقه اؤهم وعب دا رسول االله، علم ذين يشهدون أن محم لمين ال اق المس ر باتف أخرى توجب الكف

. وصوفيتهم

ي لا / قتل لأنه باح بسر التوحيد والتحقيق الذي ما : وفريق يقولون ذا من الأسرار الت إن ه ه، ف وح ب آان ينبغي أن يب : لناس، وهي مما تطوى ولا تروى وينشدون يتكلم بها إلا مع خواص ا

من الرجال ولم يأخذ له ثار** من باح بالسر آان القتل شيمته

وآذا دماء البائحين تباح** باحوا بالسر تباح دماؤهــــــم

اء وا : وحقيقة قول هؤلاء يشبه قول قائل ره من الأنبي اء، إن ما قاله النصارى في المسيح حق، وهو موجود لغي لأولي

ى ه يشير إل ائرين وأمثال ازل الس ك، وآلام صاحب من لكن ما يمكن التصريح به؛ لأن صاحب الشرع لم يأذن في ذل : هذا، وتوحيده الذي قال فيه

إذ آل من وحده جاحــد** ما وحد الواحد من واحد

عارية أبطلهـا الواحــــــد** توحيد من يخبر عن نعته

ونعت مــن ينعته لا حــد** ـــــده توحيده إياه توحيـ

ه لا يوحده إلا : فإن حقيقة قول هؤلاء د هو الحق، وأن ى لسان العب د عل اطق بالتوحي أن الموحد هو الموحد، وأن الن

: ين قول الحلاج، وب ] 24 : النازعات [ } أنا ربكم الأعلى { : نفسه فلا يكون الموحد إلا الموحد، ويفرقون بين قول فرعونان أنا الحق وسبحاني، فإن فرعون قال ذلك وهو يشهد نفسه، فقال عن نفسه، وأما أهل الفناء فغابوا عن نفوسهم، وآ

. الناطق على لسانهم غيرهم د / ا سئل عن التوحي ى هؤلاء لم ه االله ـ عل د ـ رحم ذا رد الجني أخرين، وله وهذا مما وقع فيه آثير من المتصوفة المتديم، : قالف رب الق ين ال رق ب أن يف تم إلا ب د لا ي ة ـ أن التوحي يد الطائف د ـ س هو الفرق بين القديم والمحدث، فبين الجني

ا د، وأم ول الخاص والمقي اد والحل والعبد المحدث، لا آما يقوله هؤلاء الذين يجعلون هذا هو هذا، وهؤلاء أهل الاتحات، : ، فأولئك هم الذين يقولونالقائلون بالحلول والاتحاد العام المطلق ه وجود المخلوق ان، أو أن ه في آل مك إنه بذات

. وقد بسط الكلام على هؤلاء في غير هذا الموضوع

ر ي توجب الكف وال الت ال من الأق د ق ان ق ل آ ذه الأصناف، ب دا بصنف من ه م يكن مقي والمقصود هنا أن الحلاج لآالجنيد، وعمر : ذآر في غير هذا الموضع، وآذلك أنكره أآثر المشايخ، وذموهوالقتل باتفاق طوائف المسلمين ما قد

. بن عثمان المكي، وأبي يعقوب النهرجوري

ه يظن ا ـ فإن ا أو معين اد مطلق ومن التبس عليه حاله منهم فلم يعرف حقيقة ما قاله ـ إلا من آان يقول بالحلول والاتحد أن هذا آان قول الحلاج وينصر ذلك نهم الحلاج، وعن ؛ ولهذا آانت فرقة ابن سبعين فيها من رجال الظلم جماعة م

باب ده لأس ديقا وزه ان زن ايخ الصالحين،بل آ ن المش ن م م يك م أن الحلاج ل ل العل ايخ الصوفية، وأه اهير المش جمد ا / متعددة يطول وصفها، ولم يكن من أهل الفناء في توحيد الربوبية، بل آان ق م السحر وآ ه تعل ياطين تخدم ه ش ن ل

. إلى أمور أخرى مبسوطة في غير هذا الموضع

ى ام، ولا احتج عل در الع ا في شهود الق ل ولا فاني ل العق م يكن زائ وبكل حال آدم لما أآل هو وحواء من الشجرة، لال ل ق ذلك، ب ق : موسى ب ل أن أخل ي قب ه االله عل ى أمر آتب ومني عل م تل در السابق لا ؟ ل احتج بالق ين ف زه ب دم تميي بع . المأمور والمحظور

Page 102: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الصواب في قصة آدم وموسى: فصـــل

ه : إذا عرف هذا، فنقول الصواب في قصة آدم وموسى، أن موسى لم يلم آدم إلا من جهة المصيبة التي أصابته وذريتال ذا ق ذنب عاص؛ وله ا ونفسك من : بما فعل، لا لأجل أن تارك الأمر م اذا أخرجتن ة لم ل ؟ الجن م يق اذا خالفت : ل لم

در، ؟ ولماذا عصيت ؟ الأمر ليم للق الهم بالتس ر أفع اس أو بغي ال الن ي تصيبهم بأفع والناس مأمورون عند المصائب الته يه { : وشهود الربوبية، آما قال تعالى ؤمن بالل ن ي ه ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله وم ابن [ } د قلب ال . ] 11 : التغ ق

لم، وفي الحديث الصحيح عن : ابن مسعود أو غيره د االله فيرضى ويس ا من عن هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنهل /احرص على ( : النبي صلى االله عليه وسلم االله ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تق ي : ما ينفعك، واستعن ب و أن ل

. ) قدر االله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان : لكان آذا وآذا، ولكن قلفعلت،

ره إذا أصابته ع من طاعة االله ورسوله، وأم اد أنف يس للعب فأمره بالحرص على ما ينفعه وهو طاعة االله ورسوله، فلول قدر االله : مصيبة مقدرة ألا ينظر إلى القدر ولا يتحسر بتقدير لا يفيد، ويقول ل، ولا يق ا شاء فع ي فعلت : وم و أن ل

ذي در هو ال لكان آذا، فيقدر ما لم يقع، يتمني أن لو آان وقع؛ فإن ذلك إنما يورث حسرة وحزنا لا يفيد، والتسليم للق . أمر فيه حيلة فلا تعجز عنه، وأمر لا حيلة فيه فلا تجزع منه : الأمر أمران : ينفعه، آما قال بعضهم

أئمة الهدى من الشيوخ وغيرهم يوصون الإنسان بأن يفعل المأمور ويترك المحظور، ويصبر على المقدور، ومازال

. وإن آانت تلك المصيبة بسبب فعل آدمي

ه يبغضون م صاروا لأجل اس بظل م الن الا، أو ظل ده م فلو أن رجلا أنفق ماله في المعاصي حتى مات، ولم يخلف لولال أحدهم أولاده، ويحرمونهم ما إذا ق يعطونه لأمثالهم، لكان هذا مصيبة في حق الأولاد حصلت بسبب فعل الأب، ف

عليكم، وأنتم مأمورون بالصبر على ما يصيبكم، والأب عاص /هذا آان مقدورا : أنت فعلت بنا هذا، قيل للابن : لأبيهه ذم االله ع عن ك، لا يرتف اب الله فيما فعله من الظلم والتبذير، ملوم علي ذل د ت ان الأب ق إن آ ابق، ف در الس ه بالق وعقاب

ه، ولا من ر ل د غف إن االله ق توبة نصوحا وتاب االله عليه وغفر له، لم يجز ذمه ولا لومه بحال، لا من جهة حق االله، ف . جهة المصيبة التي حصلت لغيره بفعله؛ إذ لم يكن هو ظالما لأولئك، فإن تلك آانت مقدرة عليهم

م يكن : قصة آدموهذا مثال ا هبط آدم وحواء، ول ة، وإنم د هبوطه من الجن دوا بع فإن آدم لم يظلم أولاده، بل إنما ول

م : معهما ولد حتى يقال د ظل م يكن آدم ق إن ذنبهما تعدي إلى ولدهما، ثم بعد هبوطهما إلى الأرض جاءت الأولاد، فلوم آدم، أولاده ظلما يستحقون به ملامه، وآونهم صاروا في الدن ه ل يهم لا يستحقون ب درا عل يا دون الجنة أمر آان مق

وى { : وذنب آدم آان قد تاب منه، قال االله تعالى ه فغ دى . وعصى آدم رب ه وه اب علي ه فت اه رب م اجتب ، 121 : طه [ } ث . ، فلم يبق مستحقا لذم ولا عقاب ] 37 : البقرة [ } ات فتاب عليهفتلقى آدم من ربه آلم { : ، وقال ] 122

وموسى آان أعلم من أن يلومه لحق االله على ذنب قد علم أنه تاب منه، فموسى أيضا فد تاب من ذنب عمله، وقد قال

ى أن ] 155 : الأعراف [ } الغافرينأنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير { : موسى ، وآدم أعلم من أن يحتج بالقدر علاب من /المذنب لا ملام عليه، فكيف وقد علم أن إبليس لعنه االله بسبب د ت ه،وآدم ق درا علي ان مق ا ـ آ ه وهو ـ أيض ذنب

. غفرالذنب واستغفر، فلو آان الاحتجاج بالقدر نافعا له عند ربه لاحتج ولم يتب ويست

ل وقد روى في الإسرائيليات أنه احتج به، وهذا مما لا يصدق به لو آان محتملا،فكيف إذا خالف أصول الإسلام، بأصول الشرع والعقل، نعم إن آان ذآر القدر مع التوبة فهذا ممكن، لكن ليس فيما أخبر االله به عن آدم شيء من هذا،

ت إلا ما ثبت نقله بكتاب االله أو سنة رسوله، فإن النبي صلى االله عليه وسلم ولا يجوز الاحتجاج في الدين بالإسرائيليا . ) إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم ( : قد قال

! ؟ وأيضا فلو آان الاحتجاج بالقدر نافعا له فلماذا أخرج من الجنة وأهبط إلى الأرض

؟ عد التوبة أهبط إلى الأرضوهو قد تاب، فلماذا ب : فإن قيل

Page 103: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

إلا الذين تابوا { : التوبة قد يكون من تمامها عمل صالح يعمله فيبتلى بعد التوبة لينظر دوام طاعته، قال االله تعالى : قيلم في التائب ] 89 : آل عمران [ } من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم اتم العل ال في آ ردة، وق ذين { : من ال ا ال إل

ة { : ، وقال ] .16 : البقرة [ } تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم وءا بجهال أنه من عمل منكم سإن { : ، وقال في القذف ] 54 : الأنعام [ } وأصلح فأنه غفور رحيم ثم تاب من بعده لحوا ف ك وأص د ذل ن بع إلا الذين تابوا مان إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا ف { : ، وقال ] 5 : النور [ } الله غفور رحيم نات وآ يئاتهم حس ه س أولئك يبدل اللاب { : ، وقال ] 71، .7 : الفرقان [ } ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا . الله غفورا رحيما ن ت وإني لغفار لم . ] 82 : طه [ } حا ثم اهتدىوآمن وعمل صال

ة، انين ليل ائهم ثم ى نس ولما تاب آعب بن مالك وصاحباه، أمر رسول االله صلى االله عليه وسلم المسلمين بهجرهم حت

لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له، وهل وجدت ( : وقال النبي صلى االله عليه وسلم في الغامدية لما رجمهام موسى . ) ل من أن جادت بنفسها اللهأفض ال له تم { : وقد أخبر االله عن توبته على بني إسرائيل حيث ق م ظلم اقوم إنك ي

. ] 54 : البقرة [ } ئكمأنفسكم باتخاذآم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بار

ه شكره وصبره، أم ا يحصل مع وإذا آان االله ـ تعالى ـ قد يبتلى العبد من الحسنات والسيئات، والسراء والضراء بمه االله في هبوطه ه، ووفق تلاء ل ى الأرض اب آدم أهبط إل الابتلاء، ف آفره وجزعه وطاعته أم معصيته فالتائب أحق ب

ه لا لطاعته فكان حاله بعد الهب ه، فإن ا ل در نافع وط،خيرا من حاله قبل الهبوط، وهذا بخلاف ما لو آان الاحتجاج بالق . يكون عليه ملام البتة ولا هناك توبة تقتضي أن يبتلى صاحبها ببلاء

دين وفرعون / مثل قوم : وأيضا فإن االله قد أخبر في آتابه بعقوبات الكفار وط وأصحاب م وم ل نوح وهود وصالح وق

ة المحاربين من د شرع االله من عقوب وقومه ما يعرف بكل واحدة من هذه الوقائع ألا حجة لأحد في القدر، وأيضا فق . الكفار وأهل القبلة وقتل المرتد وعقوبة الزاني والسارق والشارب ما يبين ذلك

آدم حج موسى لما قصد موسى أن يلوم من آان سببا في مصيبتهم: فصــل

ال االله فقد تب اب والسنة، ق ذا جاء الكت ببا في مصيبتهم، وبه ين أن آدم حج موسى لما قصد موسى أن يلوم من آان سه { : تعالى د قلب ه يه ؤمن بالل ن ي ه وم إذن الل ا ب يبة إل ابن [ } ما أصاب من مص الى ] 11 : التغ ال تع اب م { : ، وق ا أص ن م

. ] 22 : الحديد [ } يرمصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في آتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يس

الى ال تع ين، ق ال الآدمي ي تحصل بأفع بر ع { : وسواء في ذلك المصائب السمائية، والمصائب الت ون واص ا يقول ى م لرنا { ، ] .1 : المزمل [ } واهجرهم هجرا جميلا اهم نص ى أت } ولقد آذبت رسل من قبلك فصبروا على ما آذبوا وأوذوا حت

ام [ ه ] 34 : الأنع د قول ال في سورة الطور بع ا { : ، وق ذآر فم ون ف ا مجن اهن ول ك بك ة رب ت بنعم اعر . أن ون ش أم يقولين . نتربص به ريب المنون ه } قل تربصوا فإني معكم من المتربص ى قول ون { : إل ا يؤمن ل ل ه ب ون تقول ى } أم يقول وإل

ون . أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون { : قوله بح { ، } أم عندهم الغيب فهم يكتب ا وس ك بأعينن ك فإن م رب بر لحك واصون { : في سورة ن : ، وقال تعالى ] 48-29 : الطور [ } بحمد ربك حين تقوم رم مثقل دهم . أم تسألهم أجرا فهم من مغ أم عن . ] 48-46 : القلم [ } فاصبر لحكم ربك ولا تكن آصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم . الغيب فهم يكتبون

. اصبر على أذاهم لقضاء ربك الذي هو آت، والأول أصح : بر لما يحكم به عليك، وقيل اص : وقد قيل في معناه

. خلق، وأمر : وحكم االله نوعان

. ما يقدره من المصائب : فالأول

ا نهى : والثاني ه، ولم ا أمر ب ه أن يصبر لم ذا، فعلي ى ه ما يأمر به وينهى عنه، والعبد مأمور بالصبر على هذا وعل

. عنه، فيفعل المأمور، ويترك المحظور، وعليه أن يصبر لما قدره االله عليه

Page 104: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ذا : وبعض المفسرين يقول ال، فيكون ه ة النهى عن القت هذه الآية منسوخة بآية السيف، وهذا يتوجه إن آان في الآيا لا ب ذلك هن ات النهي منسوخا، ليس جميع أنواع الصبر منسوخة، آيف والآية لم تتعرض ل ي ولا إثب ل الصبر ! ؟ نف ب

ا هو أعظم الهم بم ى من قت ه يبتل واجب لحكم االله ما زال واجبا، وإذا أمر بالجهاد فعليه أيضا أن يصبر لحكم االله، فإن . من، آلامهم، آما ابتلى به يوم أحد والخندق، وعليه حينئذ أن يصبر ويفعل ما أمر به من الجهاد

، فإن ما فعلوه من الأذى هو مما حكم به عليك قدرا، فاصبر ] 48 : الطور [ } واصبر لحكم ربك { : والمقصود هنا قوله/

ه م { : لحكمه وإن آانوا ظالمين في ذلك، وهذا الصبر أعظم من الصبرعلى ما جرى وفعل بالأنبياء، وقول بر لحك فاصوم ربك ولا تكن آصاحب الحوت و مكظ ادى وه م [ } إذ ن ال ] 48 : القل ن { : ، وق ن أن ل با فظ ب مغاض ون إذ ذه وذا الن

ات ي الظلم ادى ف ه فن در علي اء [ } نق در ] 87 : الأنبي ر ق ن أم ه،فكانت مغاضبته م ه أو لرب با لقوم ان مغاض واء آ وس . صبر لحكم ربه الذى قدره وقضاه،وإن آان إنما تأذى من تكذيب الناس لهعليه،وبصبره

ه { : وقالت الرسل لقومهم ى الل ا وعل ا آذيتمون ى م برن عل بلنا ولنص دانا س د ه ه وق ى الل ل عل ا نتوآ ل وما لنا أل فليتوآ

اهرون { : ، وقال موسى لقومه لما قال فرعون ] 12 : إبراهيم [ } المتوآلون وقهم ق . سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فن ع اء م ن يش ا م ه يورثه أرض لل بروا إن ال ه واص تعينوا بالل ه اس ى لقوم ال موس ين ق ة للمتق اده والعاقب } ب

. ] 55 : غافر [ } فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك { : ، وقال ] 128، 127 : الأعراف [

ون والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنه { : وقال تعالى انوا يعلم . م في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أآبر لو آا ] 42، 41 : النحل [ } الذين صبروا وعلى ربهم يتوآلون م، وسبب نزوله م الظالم له ، فهؤلاء ظلموا فصبروا على ظل

. لم، وهي عامة في آل ما اتصف بهذه الصفةالمهاجرون إلى رسول االله صلى االله عليه وس ه / و أصل المهاجر،من هجر ما نهى االله عنه آما ثبت ذلك عن النبي صلى االله عليه وسلم، فكل من هجر السوء فظلم

إن ى ظلمهم،ف دنيا ـ فصبر عل الناس على ترك الكفر والفسوق والعصيان حتى أخرجوه ـ لا هجر بعض أمور في اله االله يبوئه في ك هجر منزل أه ذل ي ألج ه هجر الفاحشة حت ر، آيوسف الصديق فإن دنيا حسنة ولأجر الآخرة أآب . ال

. واللبث في السجن بعد ما ظلم، فمكنه االله حتى تبوأ من الأرض حيث يشاء

ار وا الكف ذين لق ال ال برا { : وق ا ص رغ علين ا أف رة [ } ربن راف.25 : البق ال ] 126 : ، الأع رون { : ، وق نكم عش ن م إن يكم . لا يفقهونصابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين آفروا بأنهم قوم الآن خفف الله عنكم وعل

ابرين فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن أن فيكم ضعفا } الله والله مع الصابرين آم من فئة قليلة غلبت فئة آثيرة بإ { : ، وقال ] 66، 65 : الأنفال [ رة [ } ذن الله والله مع الص ه ] 249 : البق ذا آل ، فه

ل { : صبر على ما قدر من أفعال الخلق، واالله سبحانه مدح في آتابه الصبار الشكور، قال تعالى ات لك ك لآي ي ذل إن ف . في غير موضع ] 33 : الشورى، 19 : ، سبأ31 : ، لقمان5 : إبراهيم [ } صبار شكور

وه ي يبل فالصبر والشكر على ما يقدره الرب على عبده من السراء والضراء، من النعم والمصائب، من الحسنات التا ا م ر، ومنه ال الخي ه من أفع بها والسيئات، فعليه أن يتلقى المصائب بالصبر، والنعم بالشكر، ومن النعم ما ييسره ل

ويشهده عند المصائب فيصبر، /اله، فيشهد القدر عند فعله للطاعات، وعند إنعام االله عليه فيشكره هي خارجة عن أفع . ] 55 : غافر [ } فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك { : وأما عند ذنوبه فيكون مستغفرا تائبا، آما قال

ا وأما من عكس هذا فشهد القدر عن ه فيهم د ذنوبه، وشهد فعله عند الحسنات فهو من أعظم المجرمين، ومن شهد فعل

. فهو قدري، ومن شهد القدر فيهما ولم يعترف بالذنب ويستغفره فهو من جنس المشرآين

ا يا عب ( : أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، آما في الحديث الصحيح الإلهي : وأما المؤمن فيقول ادي، إنم . ) هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد االله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

ي الصحيحين عن عائشة قالت ق، فف ا ( : وآان نبينا صلى االله عليه وسلم متبعا ما أمر به من الصبر على أذى الخل م

ل ضرب رسول االله صلى االله عليه و د في سبيل االله، ولا ني ط؛ إلا أن يجاه ة، ولا شيء ق ه، ولا داب سلم بيده خادما لتقم الله ى ين ال ) منه شيء قط فانتقم لنفسه، إلا أن تنتهك محارم االله، فإذا انتهكت محارم االله، لم يقم لغضبه شيء حت وق

Page 105: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال لشيء فع : أنس ه خدمت رسول االله صلى االله عليه وسلم عشر سنين، فما ق ه : لت م فعلت ه ؟ ل م أفعل م لا : ولا لشيء ل لول ؟ فعلته ى شيء يق ي عل ه إذا عتبن ان ( : وآان بعض أهل و قضى شيء لك ن ) دعوه، دعوه، فل ، وفي السنن عن اب

د أوذي موسي ( : صلى االله عليه وسلم قول بعض من آذاه فقال/مسعود ـ رضي االله عنه ـ أنه ذآر للنبي ك، فق ا من دعنبر ب ذا فص ن ه ال ) أآثر م ا ق ؤمنين، آم افقين وأذى بعض الم ار والمن ن الكف ه م اس ل ى أذى الن بر عل ان يص ، فك

. أن هذا مقدر : وآان يذآر ] 53 : الأحزاب [ } إن ذلكم آان يؤذي النبي فيستحي منكم { : تعالى

دور، ى المق بر عل أن يص أمور ب ؤمن م ال والم ذلك ق يئا { : ول دهم ش رآم آي ا يض وا ل بروا وتتق آل [ } وإن تصران ال ] .12 : عم ة ق اح المعاقب ه حيث أب م إن م، ث ى أذاه رك المحظور، والصبر عل أمور وت ل الم التقوى فع وإن { : ، ف

ا . لئن صبرتم لهو خير للصابرينعاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و يهم ول واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عل . ] 127، 126 : النحل [ } تك في ضيق مما يمكرون

س، فأخبر أن صبره باالله، فاالله هو الذي يعينه عليه، فإن الصبر على المكا ى الأنف ل عل ره بترك الانتقام من الظالم ثقي

ه بر { : لكن صبره باالله آما أمره أن يكون الله في قول ك فاص دثر [ } ولرب ة ] 7 : الم ة الطلبي ره في الجمل اك ذآ ، لكن هنه وما صبر { : الأمرية؛ لأنه مأمور أن يصبر الله لا لغيره، وهنا ذآره في الخبرية فقال إن ] 127 : النحل [ } ك إلا بالل ، ف

ا لا يكون الله لا ون، وم االله لا يك الا يكون ب ون، فم الصبر وسائر الحوادث لا تقع إلا باالله، ثم قد يكون ذلك وقد لا يكال : ينفع ولا يدوم، ولا يقال االله، لكن يق االله واص : واصبر باالله فإن الصبر لا يكون إلا ب تعينوا ب االله اس بروا فنستعين ب

. على الصبر وآما أن الإنسان مأمور بشهود القدر وتوحيد الربوبية عند المصائب، فهو مأمور بذلك عند ما ينعم االله عليه من فعل /

. ] 5 : الفاتحة [ } إياك نعبد وإياك نستعين { : الطاعات، فيشهد قبل فعلها حاجته وفقره إلى إعانة االله له، وتحقق قوله

. ) أعني على ذآرك وشكرك وحسن عبادتك ( : ويدعو بالأدعية التي فيها طلب إعانة االله له علي فعل الطاعات، آقولهه ك وطاعة رسولك ( : وقول ى طاعت ي إل وب، اصرف قلب ا مصرف القل ك، وي ي دين ي عل وب ثبت قلب ، ) يامقلب القلاب ربنا { : وقوله ت الوه ك أن ة إن دنك رحم ران [ } لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من ل ه ] 8 : آل عم ا { : ، وقول ربن

. ) اللهم ألهمني رشدي واآفني شر نفسي ( : ، ومثل قوله ] .1 : الكهف [ } آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا

ا . اهدنا الصراط المستقيم { : ورأس هذه الأدعية وأفضلها قوله يهم ول ر المغضوب عل يهم غي ت عل ذين أنعم راط ال صدعية وأوجبها على الخلق، فإنه يجمع صلاح العبد في الدين والدنيا ، فهذا الدعاء أفضل الأ ] 7، 6 : الفاتحة [ } الضالين

يم ه طلب تعل والآخرة، وآذلك الدعاء، بالتوبة فإنه يتضمن الدعاء بأن يلهم العبد التوبة، وآذلك دعاء الاستخارة ، فإندعو ب ل وهو في العبد ما لم يعلمه وتيسيره له، وآذلك الدعاء الذي آان النبي صلى االله عليه وسلم ي ام من اللي ه إذا ق

ين ( : الصحيح م ب الم الغيب والشهادة، أنت تحك اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، ع . ) من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم/عبادك فيما آانوا فيه يختلفون، اهدنى لما اختلف فيه

اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن ( : يهوآذلك الدعاء الذي ف

ه ) اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ذلك قول ر، وآ ي بك ا في حديث أب م ( : ، وآذلك الدعاء باليقين والعافية آم اللهل وإسماعيل ) أصلح لي قلبي ونيتي ول الخلي ل ق لمة { : ، ومث ة مس ا أم ن ذريتن ك وم لمين ل ا مس ا واجعلن رة [ } ربن : البق

128 [ .

ل االله قب تعانة ب ار واس ذا افتق ان والعمل الصالح، فه وهذه أدعية آثيرة تتضمن افتقار العبد إلى االله في أن يعطيه الإيمذا حصول المطلوب، فإذا حصل بدعاء أو بغي ة الله، وإن ه ام الشكر والعبودي ر دعاء، شهد إنعام االله فيه، وآان في مق . حصل بفضله وإحسانه لا بحول العبد وقوته

ة را لنعم دريا منك فشهود القدر في الطاعات من أنفع الأمور للعبد، وغيبته عن ذلك من أضر الأمور به، فإنه يكون ق

لم يكن قدري الاعتقاد آان قدري الحال، وذلك يورث العجب والكبر، ودعوى االله عليه بالإيمان والعمل الصالح، وإنالقوة والمنة بعمله، واعتقاد استحقاق الجزاء على االله به، فيكون من يشهد العبودية مع الذنوب والاعتراف بهاـ لا مع

Page 106: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه، لا من إحسان االله إل ذي يشهد الطاعة من ذا ال ا الاحتجاج بالقدر ـ عليها خيرا من ه ذنبون بم ه، ويكون أولئك الم ي . معهم من الإيمان، أفضل من طاعة بدون هذا الإيمان

ا / ق، وأم ذا شر الخل ه الفاعل، فه د الطاعة يشهد أن وأما من أذنب وشهد ألا ذنب له أصلا لكون االله هو الفاعل، وعن

رى ل رين، ولا ي اعلا للأم ه ف دري، الذي يشهد نفسه فاعلا للأمرين، والذي يشهد رب ة من الق ذا أسوأ عاقب ا؛ فه ه ذنب . والقدري أسوأ بداية منه، آما هو مبسوط في موضع آخر

ا : والناس في هذا المقام أربعة أقسام من يغضب لربه لا لنفسه، وعكسه، ومن يغضب لهما، ومن لا يغضب لهما، آمين من يشهد الحسنة من فعل االله وا : أنهم في شهود القدر أربعة أقسام يئة من فعل نفسه، وعكسه، ومن يشهد الثنت لس

ة ام الأربع ك الأقس ر تل ة، نظي من فعل ربه، ومن يشهد الثنتين من فعل نفسه، فهذه الأقسام الأربعة في شهود الربوبياالله، في شهود الإلهية، فهذا تقسيم العباد فيما الله ولهم، وذاك تقسيمهم فيما هو باالله وبهم، والقسم المحض أن يعمل الله ب

. فلا يعمل لنفسه ولا بنفسه

ه لم ومن اتبع ه وس ي صلى االله علي اس : والمقصود هنا، تقسيمهم فيما الله، فأعلاهم حال النب ى أذى الن أن يصبروا علأمر اقبون؛ لأن االله ي هم يع ون الله لا لنفوس اقبون ويغضبون وينتقم بيل االله، فيع ي س دون ف ان، ويجاه د واللس م بالي له

ة ؤلاء يغضبون بعقوب اهم عكس ه دود، وأدن ة الح ار وإقام اد الكف ي جه ا ف ه، آم ام من ك الشخص، ويحب الانتق ذلو انتهكت محارم ب، ول تقم وعاق وينتقمون ويعاقبون لنفوسهم، لا لربهم، فإذا أوذى أحدهم أو خولف هواه غضب وان

. االله أو ضيعت حقوقه؛ لم يهمه ذلك، وهذا حال الكفار والمنافقين قسم يغضبون لربهم ولنفوسهم، وقسم يميلون إلى العفو في حق االله وحقوقهم، فموسى في : وبين هذين وهذين قسمان/

ا بكر وعمر وق االله أب غضبه علي قومه لما عبدوا العجل آان غضبه الله، وقد مثل النبي صلى االله عليه وسلم في حقوب رجال إن االله يلي ( : بإبراهيم وعيسى ونوح وموسى، فقال بن، ويشدد قل ين من الل ن قلوب رجال فيه حتى تكون أل

. ) فيه حتى تكون أشد من الحجر، ومثلك يا أبا بكر آمثل إبراهيم وعيسى، ومثلك يا عمر آمثل نوح وموسى

ان وأما عفو الإنسان عن حقوقه، فهذا أفضل، وإن آان الاقتصاص جائزا، وآذلك غضبه لنفسه، ترآه أفضل، وإن آالاقتصاص جائزا، وأما ما آان من باب المصائب الحاصلة بقدر االله ولم يبق فيها مذنب يعاقب، فليس فيها إلا الصبر

. والتسليم للقدر

ر وقصة آدم وموسى آانت من هذا الباب، فإن موسى لامه لأجل ما أصابه والذرية، وآدم آان قد تاب من الذنب وغف . آدم موسى له، والمصيبة آانت مقدرة، فحج

ه، أو يكون وب االله علي لم ويت م يس لما ث ل مس افر يقت ل آ ابوا، مث وهكذا قد يصيب الناس مصائب بفعل أقوام مذنبين تو من م، فه د أذى بفعله متأولا لبدعة ثم يتوب من المبدعة، أو يكون مجتهدا، أو مقلدا مخطئا، فهؤلاء إذا أصاب العب

. لا يطلب فيها قصاص من آدميجنس المصائب السماوية التي وافرون، : قال الزهري . القتال في الفتنة : ومن هذا الباب/ لم مت ه وس ة وأصحاب رسول االله صلى االله علي وقعت الفتن

فأجمعوا أن آل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فهو هدر، وآذلك، قتال البغاة المتأولين، حيث أمر االله بقتالهم ك : اتلهم أهل العدل فأصابوا من أهل العدل نفوسا وأموالا لم تكن مضمونة عند جماهير العلماءإذا ق ة ومال أبي حنيف آ

. والشافعي في أحد قوليه، وهذا ظاهر مذهب أحمد

أهل وآذلك المرتدون إذا صار لهم شوآة فقتلوا المسلمين، وأصابوا من دمائهم وأموالهم، آما اتفق الصحابة في قتال اطلا، : الردة أويلهم ب ان ت أولين، وإن آ انوا مت إنهم آ وال، ف وه من النفوس والأم أنهم لا يضمنون بعد إسلامهم ما أتلف

والهم وا أم آما أن سنة رسول االله صلى االله عليه وسلم المتواترة عنه مضت بأن الكفار إذا قتلوا بعض المسلمين وأتلفد اشترى ثم أسلموا، لم يضمنوا ما أصابوه من انوا يجاهدون، ق النفوس والأموال، وأصحاب تلك النفوس والأموال آ

. االله منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فعوض ما أخذ منهم على االله لا على أولئك الظالمين الذين قاتلهم المؤمنون

Page 107: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

المعروف : سبيل االله باللسان وإذا آان هذا في الدماء والأموال فهو في الأعراض أولى، فمن آان مجاهدا في الأمر ب بذلك، ة ل وال المخالف ان الأق ر، وبي والنهي عن المنكر، وبيان الدين وتبليغ مافي الكتاب والسنة من الأمر والنهي والخي

ك / والرد على من خالف الكتاب والسنة، أو باليد آقتال الكفار، فإذا أجره في ذل أوذي على جهاده بيد غيره أو لسانه فا ع ة تجب م لى االله لا يطلب من هذا الظالم عوض مظلمته، بل هذا الظالم إن تاب وقبل الحق الذي جوهد عليه فالتوب

لف { قبلها د س ا ق م م ر له وا يغف روا إن ينته ال [ } قل للذين آف اب ] 38 : الأنف ة الكت ى مخالف ل أصر عل م يتب ب ، وإن لذا إذا والسنة، فهو مخالف الله ورسوله، والحق في ذنوبه الله ولرسوله، وإن آان أيضا للمؤمنين حق تبعا لحق االله، وه

. عوقب عوقب لحق االله ولتكون آلمة االله هي العليا، ويكون الدين آله الله لا لأجل القصاص فقط

وا والكفار إذا اعتدوا على المسلمين مثل أن يمثلوا بهم، فللمسلمين أن يمثل وا، والصبر أفضل، وإذا مثل ا مثل وا بهم آمؤمنين، دعاء للم وت وال آان ذلك من تمام الجهاد، والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به، وشرع القن

. والدعاء على الكافرين

ليس { : روى أنه منسوخ بقولهوأما الدعاء على معينين، آما آان النبي صلى االله عليه وسلم يلعن فلانا وفلانا، فهذا قد ة ] 128 : آل عمران [ } لك من الأمر شيء ه في قلع ا آتبت ذا الموضع، فيم ر ه ك في غي ى ذل د بسط الكلام عل ، آما ق

ه ه، بخلاف الجنس، فإن مصر؛ وذلك لأن المعين لا يعلم أن رضى االله عنه أن يهلك، بل قد يكون ممن يتوب االله عليدعى عليهم بما فيه عز الدين وذل عدوه وقمعهم آان هذا دعاء بما يحبه االله ويرضاه، فإن االله يحب الإيمان وأهل إذا

م أن االله ا لا يعل ين بم ى المع دعاء عل يرضاه / الإيمان وعلو أهل الإيمان وذل الكفار، فهذا دعاء بما يحب االله، وأما ال . لأن االله قد يتوب عليه أو يعذبهفغير مأمور به، وقد آان يفعل ثم نهى عنه؛

د ذا فق ن، ومع ه د آم ؤمن من قومك إلا من ق ه لا ي ه االله أن ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك، آان بعد أن أعلم

ا ( : ثبت في حديث الشفاعة في الصحيح أنه يقول م أومر به ى أهل الأرض دعوة ل ه ) إني دعوت عل م ين ه وإن ل ، فإنادات، فلا عنها فلم يؤمر دعاء من العب إن ال ه واجب أو مستحب، ف أمور ب دعاء م بها، فكان الأولى أن لا يدعو إلا ب

يعبد االله إلا بمأمور به واجب أو مستحب، وهذا لو آان مأمورا به لكان شرعا لنوح، ثم ننظر في شرعنا هل نسخه ؟ أم لا

أليم ربنا اطمس على { : وآذلك دعاء موسى بقوله ذاب ال ونس [ } أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا الع : ي

ا : إذا آان دعاء مأمورا به، بقى النظر في موافقة شرعنا له، والقاعدة الكلية في شرعنا ] 88 ان واجب دعاء إن آ أن الا أو مستحبا فهو حسن يثاب عليه الد ان مكروه اعي، وإن آان محرما آالعدوان في الدماء فهو ذنب ومعصية، وإن آ

. فهو ينقص مرتبة صاحبه، وإن آان مباحا مستوى الطرفين فلا له ولا عليه، فهذا هذا، واالله سبحانه أعلم

الذين يسلكون إلى االله محض الإرادة والمحبة والدنو: فصــل

الأمر والنهي وآلا الطائفتين ، الذين يسلك ار ب ر اعتب ه من غي دنو والقرب من ة وال ون إلى االله محض الإرادة والمحبة، د الربوبي الجمع والاصطلام في توحي ون ب ة، يقول د الربوبي المنزلين من عند االله، الذين ينتهون إلى الفناء في توحي

نة، : ولا يصلون إلى الفرق الثاني، ويقولون ة إن صاحب الفناء لا يستحسن حس ذا غاي ون ه يئة، ويجعل تقبح س ولا يس . السلوك

إرادتهم ن ب ه، لك ون عن ه وينه أمرون ب ه، وي ه ويكرهون تقبحونه ويحبون نونه، ويس ا يستحس ين م ون ب ذين يفرق والم ائفتين ل ر هدى من االله، وآلا الط واه بغي ع له ائفتين متب د االله، آلا الط زل من عن اب المن واهم لا بالكت ومحبتهم وه

د يقتضي ألا يحب إلا الله ولا يحققوا شهادة أن لا إله إلا االله وشهادة أن محمدا رسول االله، فإن تحقيق الشهادة بالتوحيه ا أمر االله ب أمر بم يبغض إلا الله، ولا يوالي إلا الله، ولا يعادي إلا الله، وأن يحب ما يحبه االله، ويبغض ما أبغضه، وي

ذا الإسلام وينهى عما نهى االله عنه، وإنك لا ترجو راهيم، وه ة إب إلا االله، ولا تخاف إلا االله، ولا تسأل إلا االله، هذا مل . الذي بعث االله به جميع المرسلين

Page 108: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه / ا سواه، وبطاعت ادة م ادة االله عن عب والفناء في هذا هو الفناء المأمور به، الذي جاءت به الرسل، وهو أن يفني بعبالتوآل على ما سواه، وبرجائه وخوفه عن رجاء ما سواه وخوفه، فيكون مع عن طاعة ما سواه، وبالتوآل عليه عن . آن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس : الحق بلا خلق، آما قال الشيخ عبد القادر

ه ، وتحقيق الشهادة بأن محمدا رسول االله، يوجب أن تكون طاعته طاعة االله وإرضاؤه إرضاء االله، ودين االله ما أمر ب

ال ه، فق ه بمتابعت دعين لمحبت تم { : فالحلال ما حلله والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، ولهذا طالب االله الم ل إن آن قذه } لهيحببكم ال { : وضمن لمن اتبعه أن االله يحبه بقوله ] 31 : آل عمران [ } تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وصاحب ه

ا ه الحق آم ذي يحب المتابعة لا يبقى مريدا إلا ما أحبه االله ورسوله، ولا آارها إلا لما آرهه االله ورسوله، وهذا هو اله، ( : قال ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته آنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر ب

ه، ويده التي يبطش ألني لأعطين ئن س ي يمشي، ول بطش وب بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يره ره الموت وأآ ؤمن، يك دي الم ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عب

. ) مساءته، ولا بد له منه وب ال / و محب ه الرسول من فرض فهذا محبوب الحق، ومن اتبع الرسول فه ا إلي ا دع ى االله بم حق وهو المتقرب إل

ل رائض والنواف إن الف ونفل، ومعلوم أن من آان هكذا فهو يحب طاعة االله ورسوله، ويبغض معصية االله ورسوله، فإن وب الحق، ف ام بمحب ا ق آلها من العبادات التي يحبها االله ورسوله، ليس فيها آفر ولا فسوق، والرب تعالى أحبه لم

ه استفرغ ه الحق فإن رائض أحب د الف ل بع ه من النواف ا يحب ى الحق بم الجزاء من جنس العمل، فلما لم يزل متقربا إلى الحق ه في التقرب إل ا من هو دون ي لا يصل إليه ة الت ة التام ه المحب وب الحق، فصار الحق يحب وسعه في محب

. ع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشيبمحبوباته، حتى صار يعلم بالحق ويعمل بالحق، فصار به يسم

ل آل روه، ب وب للحق، ومك ده الأمور نوعان محب ق عن م تب ذا ل يئة، فه تقبح س وأما الذي لا يستحسن حسنة ولا يسهو قول جهم بن صفوان من القدرية، فهم من : مخلوق فهو عنده محبوب للحق، آما أنه مراد، فإن هؤلاء أصل قولهم

ة ة الجبري لاة الجهمي ماعيل غ ي إس ال أب فات، آح اة الص ة نف رون الجهمي فات يكف ي الص انوا ف در، وإن آ ي الق فات الصفات اب إثب الأنصاري صاحب منازل السائرين، وذم الكلام، والفاروق وتكفير الجهمية وغير ذلك، فإنه في ب

ول في غاية المقابلة للجهمية والنفاة، وفي باب الأفعال والقدر قوله يوافق الجهم ومن ات ة، وهو ق بعه من غلاة الجبري . الأشعري وأتباعه، وآثير من الفقهاء أتباع الأئمة الأربعة ومن أهل الحديث والصوفية

ة / ن المعتزل ة م الفوا القدري ك، وخ ي ذل م مصيبون ف ة، وه ور الأئم لف وجمه ة للس در موافق روا بالق ؤلاء أق إن ه ف

م تصدر إلا : الجهم ابن صفوان وأتباعه فزعمواوغيرهم في نفي القدر، ولكن سلكوا في ذلك مسلك أن الأمور آلها لإن : وقالوا . عن إرادة تخصيص أحد المتماثلين بلا سبب ة، ف ك القدري وا في ذل ة والرضا سواء، فوافق الإرادة والمحب

ول ا يق اثلين بلا مرجح، وآلاهم : الجهمية والمعتزلة آلاهم رجح أحد المتم ار ي ادر المخت ول إن الق ين : ا يق رق ب لا ف . الإرادة والمحبة والرضا

اد ولا : ثم قالت القدرية ان والعمل الصالح، ولا يحب الفس وقد علم بالكتاب والسنة وإجماع السلف أن االله يحب الإيم

الوا يان، ق وق والعص ر والفس ره الكف ر، ويك اده الكف ن : يرضى لعب ود م ي الوج ا ف ل م ون آ ك أن يك ن ذل زم م فيلالوا ه ورضاه وق ره، وخلاف محبت ى خلاف أم ع عل ا هو واق ه آم يئته وإرادت دون مش ا ب ه : المعاصي واقع إن محبت

ورضاه لأعمال عباده هو بمعنى أمره بها، فكذلك إرادته لها بمعنى أمره بها، فلا يكون قط عندهم مريدا لغير ما أمر . ما يحدث ومن خلقه لأفعال العباد بتأويلات محرفة به، وأخذ هؤلاء يتأولون ما في القرآن من إرادته لكل

الهم ا من الأشعرية وأمث ه : وقالت الجهمية ومن اتبعه اع أن االله خالق آل شىء ورب اب والسنة والإجم م بالكت د عل ق

و ود فه ي الوج ا ف ل م ن وآ م يك أ ل م يش ا ل ان وم اء آ ا ش يئته؛ فم ه ومش ا إلا بقدرت ون خالق ه، ولا يك ي/ومليك ئته بمشالوا م ق ا، ث ة : وقدرته، وهو خالقه، سواء في ذلك أفعال العباد وغيره دا لكل حادث والإرادة هي المحب ان مري وإذا آ

ه محب : والرضا، فهو محب راض لكل حادث، وقالوا إن االله راض ب ر وفسوق وعصيان ف آل مافي الوجود من آف . له، آما هو مريد له

Page 109: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ر { ، ] 2.5 : البقرة [ } لا يحب الفساد { : فقد قال تعالى : فقيل لهم اده الكف الوا . ] 7 : الزمر [ } ولا يرضى لعب ة : فق ذا بمنزل ه : لا يريد الفساد، ولا يريد لعباده الكفر، وهذا يصح علي وجهين : أن يقال

الوا وإما أن يكون خاصا بمن لم يقع منه الكفر والفس دهم، فق ع عن اه : اد، ولا ريب أن االله لا يريد ولا يحب مالم يق معن . لا يحب الفساد لعباده المؤمنين، ولا يرضاه لهم

فالمحبة والرضا عندهم آالإرادة عندهم متعلقة . أن االله ـ أيضا ـ لا يحب الإيمان ولا يرضاه من الكفار : وحقيقة قولهم

دهم . واء آان مأمورا به أو منهيا عنهبما وقع دون مالم يقع، س قاوتهم، وعن اد أو ش وسواء آان من أسباب سعادة العبذا دون ا أراد ه ان والطاعة، آم م يوجد من الإيم ا ل أن االله يحب ما وجد من الكفر والفسوق والعصيان، ولا يحب م

. هذا

وع لا يحب الفساد دينا، ولا يرضاه دي : قالوا : والوجه الثاني ه إذا أراد وق ا، فإن ده دين ه لا يري ول أن ذا الق ة ه ا، وحقيق نرد وقوعه وحده / الشيء على صفة لم يكن مريدا له علي خلاف تلك الصفة، وهو إذا أراد وقوع شىء مع شىء م ي ل

ره ه من غي رد أن يخلق م ي را فتنبت الأرض . فإنه إذا أراد أن يخلق زيدا من عمرو ل زل مط ه وإذا أراد أن ين ه، فإن با ربح بعضهم، فإنم لم بعضهم، وي أراد إنزاله على تلك الصفة، وإذا أراد أن يرآب البحر قوم فيغرق بعضهم، ، ويسم يكن الكفر عذاب أصحابه، وإن ل يم أصحابه، و ب ان نع رن بالإيم ر، ق ان والكف ذلك الإيم أراده على تلك الصفة، فك

. ة، لكن جعل هذا مع هذاعندهم جعل شىء لشىء سببا، ولا خلق شىء لحكم

أنه خلق الشبع عند الأآل، لا به، فالدين الذي أمر به هو ما قرن : وعندهم جعل السعادة مع الإيمان، لا به آما يقولونه مع سعادة م يحب ا أراده، لكن ل ه ورضيه آم دهم أحب ر والفسوق والعصيان عن به سعادة صاحبه في الآخرة، والكف

. نا، آما أنه لم يرده مع سعادة صاحبه ديناصاحبه، فلم يحبه دي

م أن ه وعل ق آل شىء بإرادت الي خل رب تع إنهم رأوا ال ة، ف د الربوبي ي توحي اء ف ذي شهده أهل الفن ذا المشهد ال وه . سيكون ما أراد، ولا سبب عندهم لشىء ولا حكمة، بل آل الحوادث تحدث بالإرادة

اة الصفات من ن صفوان ونف م ب ا أن ثم الجه ا، وإم ا أن ينفوه ل إم ه، ب ة بذات ون إرادة قائم ة ونحوهم لا يثبت المعتزل

. أحدث إرادة لا في محل : يجعلوها بمعنى الخلق والأمر، وإما أن يقولوا

الصفات، ولا يثبت إلا واحدا معينا ـ فلا يثبت إلا / وأما مثبتة الصفات، آابن آلاب والأشعري وغيرهما ـ ممن يثبت ي، إرا ل مرئ ا بك ا متعلق دا معين ل مسموع، وبصرا واح ا بك ا متعلق دا معين معا واح ادث، وس ل ح ق بك دة تتعل دة واح

ون د عرف من مذهب هؤلاء، فهؤلاء يقول ا ق واع الكلام، آم ع أن ات : وآلاما واحدا بالعين يجمع جمي ع الحادث جميي ت ردة الت ين المف ك الإرادة الواحدة الع ر صادرة عن تل ة والرضا وغي اثلين لا بمرجح، وهي المحب رجح أحد المتم

. ذلك

ا للإنسان، بح إلا من حيث موافقته ع الحوادث في الحسن والق ين جمي رق ب دهم ف ق عن م يب ذا ل وهؤلاء إذا شهدوا هده، فلا يكون ا عن ان قبيح ك آ في نفس ومخالفة بعضها له، فما وافق مراده ومحبوبه آان حسنا عنده، وما خالف ذل

م ا أل رن به ا ق يئة م ذة صاحبها، والس ا ل الأمر حسنة يحبها االله ولا سيئة يكرهها إلا بمعنى أن الحسنة هي ما قرن بهه ود إلي رق يع ر ف ا . صاحبها من غي نا ولا قبيح ون حس ان هؤلاء لا يثبت ذا آ ال أصلا؛ وله ى الأفع ى . ولا إل لا بمعنذة، أو حصول الملائم للطبع والمنافى له، والحس ه ل د يحصل لمن فعل ن والقبح الشرعي هو ما دل صاحبه على أنه ق

. ألم له

ان ى عن الإيم ر والفسوق والعصيان، وينهى عن آل شىء حت ولهذا يجوز عندهم أن يأمر االله بكل شىء حتى الكفلا شر، ولا حسن ولا قبيح، والتوحيد، ويجوز نسخ آل ما أمر به بكل ما نهى عنه، ولم يبق عندهم في الوجود خير و

ال . أمران إضافيان، فربما نفع هذا ما ضر هذا/إلا بهذا الاعتبار، فما في الوجود ضر ولا نفع، والنفع والضر : آما يق . مصائب قوم عند قوم فوائد

Page 110: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: فلما آان هذا حقيقة قولهم الذي يعتقدونه ويشهدونه صاروا حزبين

ى : ي أقروا بالفرق الطبيعي، وقالواحزبا من أهل الكلام والرأ رق يرجع إل ا ف يس هن ما ثم فرق إلا الفرق الطبيعي، ل . االله بأنه يحب هذا ويبغض هذا

ثم منهم من يضعف عنده الوعد والوعيد، إما لقوله بالإرجاء، وإما لظنه أن ذلك لمصالح الناس في الدنيا إقامة للعدل،

متفلسفة، فلا يبقى عنده فرق بين فعل وفعل إلا ما يحبه هو ويبغضه، فما أحبه هو آان ذلك من يقوله من ال : آما يقولذين رأي؛ ال ر من أهل الكلام وال ذا حال آثي ه، وه ذي ينبغي ترآ يح ال الحسن الذي ينبغي فعله، وما أبغضه آان القب

ة والبغضة در، تجدهم لا ينتهون في المحب ا في الق ى يرون رأي جهم والأشعري ونحوهم اداة إلا إل والاة والمع والم . محض أهوائهم وإرادتهم، وهو الفرق الطبيعي

ة ا من الأمور الطبيعي رن بهم ومن آان منهم مؤمنا بالوعد فإنه قد يفعل الواجبات، ويترك المحرمات لكن لأجل ما ق

ه، و النظر إلي ذذ ب ة االله، والتل اح، وهؤلاء ينكرون محب ل في الآخرة من أآل وشرب ، ونك دهم إذا قي اد / إن : عن العبى االله يتلذذون بالنظر إليه فمعناه أنهم عند النظر يخلق لهم من اللذات بالمخلوقات ما يتلذذون به، لا أن نفس النظر إل

ة الة النظامي د وهو من . يوجب لذة، وقد ذآر هذا غير واحد منهم أبو المعالي في الرس ذا من أسرار التوحي وجعل هب، إشراك التوحي ه الكت زل ب ه الرسل، وأن ذي بعث االله ب د ال د، الذي يسميه هؤلاء النفاة توحيدا، لا من أسرار التوحي

ى رب إلا بمعن ه ال فإن المحبة لا تكون إلا لمعنى في المحبوب يحبه المحب، وليس عندهم في الموجودات شىء يحبه الع ي يحب ا يشتهي يريده، وهو مريد لكل الحوادث، ولا في الرب عندهم معن تهيه، وإنم ا يش د م ا يحب العب د، وإنم ب

. الأمور الطبعية الموافقة لطبعه، ولا يوافق طبعه عندهم إلا اللذات البدنية آالأآل والشرب والنكاح

ى : والحزب الثاني لكوا عل د س م ق رق الطبيعي، وه من الصوفية الذي آان هذا المشهد هو منتهي سلوآهم، عرفوا الفدهم أن من طلب ترك هذا الفر يئا لأنفسهم، وعن دون ش ق الطبيعي، وإنهم يزهدون في حظوظ النفس وأهوائها لا يري

ة د الربوبي شيئا للأآل والشرب في الجنة، فإنما طلب هواه وحظه، وهذا آله نقص عندهم ينافي حقيقة الفناء في توحي . وهو بقاء مع النفس وحظوظها

إذا والمقامات آلها عندهم ـ التوآل ة، ف ى عين الحقيق ائرين إل ازل أهل الشرع الس ا هي من والمحبة، وغير ذلك ـ إنم

ه ذب عن ا لأن ة والشهود، وإم نقص المعرف ا ل ة، إم لا في الحقيق دهم عل ك عن ان ذل ة آ نفس /شهدوا توحيد الربوبي البين شىء وشىء، إلا وطلب حظوظها، فإنه من شهد أن آل مافي الوجود فالرب يحبه ويرضاه ويريده، لا فرق عنده

ه ذا مشهده فإن ان ه اس، فمن آ بعض الن أن من الأمور ما معه حظ لبعض الناس من لذة يصيبها، ومنها ما معه ألم لد لكل ه، وشهوده أن االله رب آل شىء ومري نقص معرفت رق إلا ل قطعا يرى أن آل من فرق بين شىء وشىء لم يف

ذا شىء ومحب ـ على قولهم ـ لكل شىء، وإنما لف ا عن نفسه، وه ا لحظه ذاب رق يرجع إلى حظه وهواه، فيكون طالب . علة وعيب عندهم

وآلاهما علة، لخلاف صاحب . فصار عندهم آل من فرق، إما ناقص المعرفة والشهادة، وإما ناقص القصد والإرادةين شىء وشىء، فلا الفناء في مشهد الربوبية، فإنه يشهد آل مافي الوجود بإرادته ومحبته ورضاه عند هم، لا فرق ب

. يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة، آما قاله صاحب منازل السائرين

ذبون : ولهذا في الكلام المنقول عن الذبيلي، وأبي يزيد أنه قال ار يع إذا رأيت أهل الجنة يتنعمون في الجنة، وأهل النعن التوحيد الذي هو أصل التوآل، ومعلوم أن هذا : قال في النار، فوقع في قلبك فرق، خرجت عن حقيقة التوآل، أو

د اء ق ه في حال الفن ه من أآل وشرب، لكن ه من د ل ا لا ب ى م ل إل الفرق لا يعدم من الحيوان دائما بل لابد له منه يميا رق يكون مستغرقا في ذلك المشهد، ولكن لابد أن يميل إلى أمور يحتاج إليها فيريدها، وأمور تضره فيكرهه ذا ف وه

. طبيعي لا يخلو منه بشر ون في / ك، فيكتف اس ونحو ذل لكن قد يقولون بالفرق في الأمور الضرورية التي لا يقوم الإنسان إلا بها من طعام ولب

م لا ى أنه ة، فيزهدون في آل شىء، بمعن د هو الغاي ذا الزه رون ه الدنيا والآخرة بما لابد منه من طعام ولباس، ويدم يريدونه ولا ذا إذا ق ات، وله دهم في الحان دهم في المساجد آزه ه ولا يبغضونه، ويكون زه يكرهونه، ولا يحبون

Page 111: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ين : الشيخ الكبير منهم بلدا يبدأ بالبغايا في الحانات ويقول ذا المشهد ب ده في ه رق عن ه لا ف آيف أنتم في قدر االله، فإنين أهل الصلاة والإحرام ات، وب ائس والحان ق والمشرآين المساجد والكن ر وقطاع الطري رآن وأهل الكف راءة الق وق

. بالرحمن

ا تضمنه دا رسول االله، وم ه إلا االله، وأن محم ولا ريب أن فناءهم وغيبتهم عن شهود الإلهية والنبوة، شهادة أن لا إلاب رب، وغ ا من نعوت ال ذا من الفرق يرجع إلى نقص العلم والشهود والإيمان والتوحيد، فشهدوا نعت وا عن آخر وه

. نقص

ذات : وقد يرون أن شهود الذات مجردة عن الصفات أآمل، ويقولون م شهود ال م شهود الصفات، ث ال، ث شهود الأفعرفتهم انهم ومع نقص من إيم ذا ال ون ه روح، ويجعل ب، والثالث لل اني للقل نفس، والث وا الأول لل ا جعل المجردة، وربم

الوا وشهودهم هو الغاية، فيكونون مضا ذا هو : هين للجهمية نفاة الصفات، حيث أثبتوا ذاتا مجردة عن الصفات، وق هون : الكمال، لكن أولئك يقولون ا في الخارج، فيقول ا في : بانتفائه ة وهؤلاء يثبتونه ا منتفي م يشهدون أنه الخارج / إنه

ون ادا، ولكن يقول ال في أن يغيب عن شهودها ولا يشهدو : علما واعتق ذا الكم ا، وه ا، لكن لا يشهدون ثبوته ن نفيه . نقص عظيم وجهل عظيم

. أما أولا، فلأنهم شهدوا الأمر على خلاف ما هو عليه، فذات مجردة عن الصفات لا حقيقة لها في الخارج

ه ال ا يوافق في م والشهود لثبوته إن عدم العل تجهم ونفي الصفات، ف وب الشيطان من ال و مطل اني، فه جهمي وأما الث

ال الآخر : المعتقد لانتفائها، ومن قال يس برسول، وق دا ل د أن محم ا فلا : أعتق ى عنه ا أفن الته فأن م رس وإن آنت أعلل وعدم . أذآرها ولا أشهدها، فهذا آافر آالأول ذيب أم لا، ب اد تك ه اعتق ان مع فالكفر عدم تصديق الرسول، سواء آه أن يشهد الإقرار بما جاء به والمحبة له، فمن أل زم قلب ه، وأل ا يعرف ذات زم قلبه أن يغيب عن معرفة صفات االله آم

. ذاتا مجردة عن الصفات، فقد ألزم قلبه أن لا يحصل له مقصود الإيمان بالصفات وهذا من أعظم الضلال

وهم في ذلك بمنزلة من وأهل الفناء في توحيد الربوبية قد يظن أحدهم أنه إذا لم يشهد إلا فعل الرب فيه فلا إثم عليه،ذنوب والسيئات : أآل السموم القاتلة، وقال إن ال ذا جهل عظيم، ف أنا أشهد أن االله هو الذي أطعمني، فلا يضرني، وه

ك ا لضررها /تضر الإنسان أعظم مما تضره السموم، وشهوده أن االله فاعل ذل ذا دافع ان ه و آ دفع ضررها، ول لا ي . المتقون أقدر على هذا الشهود الذي يدفعون به عن أنفسهم ضرر الذنوبلكان أنبياء االله، وأولياؤه

ة من يظن ذا بمنزل ه، وه ى تصرفه ب ومن هؤلاء من يظن أن الحق، إذا وهبه حالا يتصرف به وآشفا لم يحاسبه عل

لم ه وس ي صلى االله علي ال النب د ق ا أعطيت ولا الله ( : أنه إذا أعطاه ملكا لم يحاسبه على تصرفه فيه، وق انع لم م لا مه ) معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ا ينفع ع المجدود جده، إنم انع، فلا ينف ه المعطي الم ه مع أن ين أن ، فب

. الإيمان و العمل الصالح

اتلون فهذا أصل عظيم ضل بالخطأ فيه خلق آثير، حتى آل الأمر بكثير من هؤلاء إلى أن جعلوا أولياء االله المت ين يق قم : أنبياءه، ويعاونون أعداءه، وأنهم مأمورون بذلك، وهو أمر شيطاني قدري، ولهذا يقول من يقول منهم ار له أن الكف

خفراء من أولياء االله، آما للمسلمين خفراء من أولياء االله، ويظن آثير منهم أن أهل الصفة قاتلوا النبي صلى االله عليه . نحن مع االله، من آان مع االله آنا معه : فقالوا ! ؟ ) يا أصحابي، تخلوني وتذهبون عني ( : وسلم في بعض المغازي فقال

ه : ويجوزون قتال الأنبياء وقتلهم ـ آما قال شيخ مشهور منهم ـ آان بالشام ـ ا فإن ا آنت مخطئ ا م لو قتلت سبعين نبي

ع، ف ا وق راد إلا م وب مرضى م ي مشهدهم الله محب يس ف ه ولا ل االله لا يحب ع ف الم يق ه ويرضاه، وم االله يحب ع ف ا وق مه؛ لأن / يرضاه، انوا مع م من غلب آ ن، فه م يك أ ل والواقع هو تبع القدر لمشيئة االله وقدرته، فما شاء آان وما لم يش

انوا من غلب آان القدر معه، والمقدور عندهم هو محبوب الحق، فإذا غلب الكفار آانوا معهم، وإذا غلب المسلم ون آ . معهم، وإذا آان الرسول منصورا آانوا معه، وإذا غلب أصحابه آانوا مع الكفار الذين غلبوهم

Page 112: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وهؤلاء الذين يصلون إلى هذا الحد غالبهم لا يعرف وعيد الآخرة، فإن من أقر بوعيد الآخرة وأنه للكفار لم يمكنه أن د ون يكون معاونا للكفار مواليا لهم على ما يوجب وعي د يقول ا، وق ون بسقوطه مطلق د يقول بسقوطه : الآخرة، لكن ق

. عمن شهد توحيد الربوبية، وآان في هذه الحقيقة القدرية، وهذا يقوله طائفة من شيوخهم، آالشيخ المذآور وغيره

يم أه ا ـ من نع در أيض ا هو ق ره إلا م دهم غي يس عن در المحض، ول ل الطاعة، فلهذا يوجد هؤلاء الذين يشهدون القوعقوبة أهل المعصية ـ لا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، ولا يجاهدون في سبيل االله، بل ولا يدعون االله

ارف ر أو المحقق أو الع ال الفقي دعو، ق ه : بنصر المؤمنين على الكفار، بل إذا رأى أحدهم من ي ا ل ا ! ؟ م يفعل االله مد ه غرض في يشاء، وينصر من يريد، فإن عن يس ل ه ل ا، فإن ه أيض ى االله، و بالنسبة إلي ع واحد بالنسبة إل ه أن الجمي

إن ة نفسه، ف ا، ولا من جه الى ـ بينهم د االله ـ تع ه عن ى رأي رق عل ه لا ف ه، فإن ة رب ائفتين لا من جه نصر إحدى الطنهم تكون ة مع استيلاء ا / حظوظه لا تنقص باستيلاء الكفار، بل آثير م افقين والظالمين حظوظه الدنيوي ار والمن لكف

. أعظم، فيكون هواه أعظم

م باستيلاء تيلائهم، لا تحصل له ا باس ا ينالونه م حظوظ إن له ذا الضرب، ف م من ه راء ه م من الخف وعامة من معهه . المؤمنين وشياطينهم تحب تلك الحظوظ المذمومة، وتغريهم بطلبهم، وتخاطبهم الشياطين بأمر ونهي وآشف يظنون

من جهة االله، وإن االله هو أمرهم ونهاهم، وأنه حصل لهم من المكاشفة، ما حصل لأولياء االله المتقين، ويكون ذلك آله من الشياطين، وهم لا يفرقون بين الأحوال الرحمانية، والشيطانية؛ لأن الفرق مبني على شهود الفرق من جهة الرب

اولا ـ تعالى ـ وعندهم لا فرق بين الأمور الحادثة آ لها من جهة االله ـ تعالى ـ إنما هو مشيئة محضة تناولت الأشياء تن . واحدا، فلا يحب شيئا ولا يبغض شيئا

ر من قلب آل أحد ذوق، فيثي وس، من الحب والوجد وال افي النف ولهذا يشترك هؤلاء في جنس السماع الذي يثير م

ى أصل حبه وهواه، وأهواؤهم متفرقة، فإنهم لم يجتمعوا على وب الحق ـ عل محبة ما يحبه االله ورسوله، إذ آان محبا ل بعضهم بعض د يقت ياطينهم، فق واء ش ت أه د، اختلف ي الوج واؤهم ف ت أه ع، وإذا اختلف دره فوق ا ق و م ولهم ـ ه قه بسبب بشياطينه؛ لأنها أقوى من شياطين ذاك وقد يسلبه ما معه من الحال الذي هو التصرف والمكاشفة الحاصلة ل

ه أعوان فأخذت . ياطينهم، فتكون شياطينه هربت من شياطين ذلكش ا ل ان ملك ه، آمن آ ره، ويسلب حال فيضعف أم أعوانه، فيبقى ذليلا لا ملك له،

زوم / ا مه ا مأسور، وإم ول وإم ا مقت ا، إم نهم من . فكثير من هؤلاء آالملوك الظلمة الذين يعادي بعضهم بعض إن م ف

ع أصل يأسر غيره فيبقى تحت تصرفه، ومنهم من يسلبه غيره، فيبقى لا حال له، آالملك المهزوم، فهذا آله من تفري . الجهمية الغلاة في الجبر في القدر

ا ببعضها، وإنما يخلص من هذا آله من أثبت الله محبته لبعض الأمور وبغضه لبعضها، وغضبا من بعضها، وفرح

طقت به الكتب، وهذا هو الذي يشهد، أن لا إله إلا االله، وأن محمدا رسول وسخطا لبعضها، آما أخبرت به الرسل، ون . االله، ويعلم أن التوحيد الذي بعثت به الرسل أن يعبد االله وحده لا شريك له، فيعبد االله دون ما سواه

، فينيب قلبه ] 54 : الزمر [ } وأسلموا له وأنيبوا إلى ربكم { : وعبادته تجمع آمال محبته وآمال الذل له ، آما قال تعالى

ا { إلى االله ويسلم له، ويتبع ملة إبراهيم حنيفا راهيم حنيف ة إب ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله ] 125 : النساء [ } واتخذ الله إبراهيم خليلا ه فإن ، ويعلم أن ما أمر االله ورسوله به فإن االله يحبه ويرضاه، وما نهى عن

. يبغضه وينهى عنه ويمقت عليه ويسخط على فاعله، فصار يشهد الفرق من جهة الحق تعالى

دادا ي ه أن بغض من يجعل ل ه، وي انوا ويعلم أن االله ـ تعالى ـ يحب أن يعبد وحده لا شريك ل ونهم آحب االله، وإن آ حبرآي ة آمش د الربوبي رين بتوحي د / مق ي توحي اء ف ل الفن ة أه ة الجهمي ة الجبري ؤلاء القدري رهم، وإن ه رب وغي الع

ن { : الربوبية، حقيقة قولهم من جنس قول المشرآين الذين قالوا ا م ا حرمن ا ول ا آباؤن رآنا ول يء لو شاء الله ما أش } شا إن { : قال االله تعالى ] 148 : الأنعام [ وه لن م فتخرج ن عل دآم م ل عن ل ه آذلك آذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا ق

. ] 149، 148 : الأنعام [ } له الحجة البالغة فلو شاء لهداآم أجمعينقل فل . تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون

Page 113: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ادة االله وحده لا ذي هو عب د ال روا التوحي فإن هؤلاء المشرآين لما أنكروا ما بعثت به الرسل من الأمر والنهي، وأنكين شريك له، وهم يقرون بتوحيد الربوبية، وأن االله خا الى ـ ب ة االله ـ تع رق من جه لق آل شىء، ما بقى عندهم من ف

إن االله ] 148 : الأنعام [ } لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء { : مأمور ومحظور، فقالوا ، وهذا حق، فان لو شاء ألا يكون هذا لم يكن، لكن أي فائدة لهم في ه زم إذا آ در، ولا يل ذا الشرك والتحريم بق ه أن ه ذا غايت ذا، ه

ى ك إلا عل ل ليسوا في ذل ه ولا رضيه ب ه ولا أحب مقدورا أن يكون محبوبا مرضيا الله، ولا علم عندهم بأن االله أمر ب . ظن وخرص

. فإن احتجوا بالقدر، فالقدر عام لا يختص بحالهم

م : ونسخط هذا، فنحن نفرق الفرق الطبيعي؛ لانتفاء الفرق من جهة الحق، قال تعالىنحن نحب هذا، : وإن قالوا لا عل

ول ة للشرع تق ة المثبت د : عندآم بانتفاء الفرق من جهة االله تعالى، والجهمي رق الثابت هو أن التوحي أن الف ه / ب رن ب قم النعيم، والشرك قرن به العذاب وهو الفرق الذي جاء به الرسول صلى االله ي عل دهم يرجع إل لم، وهو عن ه وس علي

. االله بما سيكون وإخباره، بل هؤلاء لا يرجع الفرق عندهم إلى محبة منه، لهذا وبغض لهذا

ون ة ـ يوافق م مجوس الأم ذين ه وهؤلاء يوافقون المشرآين في بعض قولهم لا في آله، آما أن القدرية من الأمة ـ الة المجوس المحضة في بعض قولهم لا ى محب ه، وإل في آله، وإلا فالرسول قد دعاهم إلى عبادة االله وحده لا شريك ل

وب في م يكن المحب إن ل ة ف االله دون ما سواه، وإلى أن يكون االله ورسوله أحب إليه مما سواهما، والمحبة تتبع الحقيق . سواه نفسه مستحقا أن يحب لم يجز الأمر بمحبته فضلا عن أن يكون أحب إلينا من آل ما

ل : وإذا قيل م : محبته، محبة عبادته وطاعته، قي ود المطاع، وآل من ل ة المعب ى محب رع عل ادة والطاعة ف ة العب محب

نهم مع ذي يبغضونه، ولا يمك اس يبغضون طاعة الشخص ال يحب في نفسه لم تحب عبادته وطاعته؛ ولهذا آان النك بغضه محبة طاعته، إلا لغرض آخر محبوب، مثل عو ض يعطيهم على طاعته، فيكون المحبوب في الحقيقة هو ذل

العوض، فلا يكون االله ورسوله أحب إليهم مما سواهما، إلا بمعنى أن العوض الذي يحصل من المخلوقات أحب إليهم . من آل شىء

ل إذا قي ه، ف ع محبت ه تمتن ا لا يشعر ب ه، فم عور ب ك العوض مشروط بالش ة ذل دوا ع : ومحب د وع م ق ة االله ه ى محب ل

ة، اتهم المخلوق أن يعطوا أفضل محبوب ل / ورسوله ب ك العوض، : قي ة ذل دآم إلا محب ة االله ورسوله عن ى لمحب لامعني : المعنى . لا يحب غيره إلا لذاته : من قال : بل إذا قال : والعوض غير مشعور به حتي يحب، وإذا قيل أنك إذا أطعتن

ر، : با لذلك الآمر له، قيلأعطيتك أعظم ما تحبه صار مح ك الآم ة ذل ا من محب ه فارغ ليس الأمر آذلك بل يكون قلبا ك م ر ذل اء والخياطة والنساجة وغي ون من البن ذين يعمل وإنما هو معلق بما وعده من العوض على عمله آالفعلة ال

ه م غرض في ه ولا له ا غرضهم في العوض يطلبون به أجورهم، فهم قد لا يعرفون صاحب العمل أو لا يحبون ، إنم . الذي يحبونه

ا من ة ومن اتبعه ذا قالت المعتزل الى ـ وله ة االله ـ تع ذي ينكرون محب ة ال ة والمعتزل ة القدري وهذا أصل قول الجهمي

يعة ا : الش وه واجب ا ظن ا لم ارف تبع م المع وا أعظ ة فجعل ات العقلي ي أداء الواجب ا ف ا لطف ت لكونه ة االله وجب إن معرف . عقل، وهم ينكرون محبة االله والنظر إليه فضلا عن لذة النظربال

ول ة سمع رجلا يق ة من آلام المعتزل ى : وابن عقيل لما آان في آثير من آلامه طائف ذة النظر إل ي أسألك ل م إن اللهه ! يا هذا : وجهك، فقال النظر إلي ذذ ب أثور عن ال ! ؟ هب أن له وجها أفتتل ذا اللفظ م لم في وه ه وس ي صلى االله علي نب

دعاء م بعلمك الغيب ( : الحديث الذي رواه النسائي وغيره عن عمار عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال في ال اللهي أسألك خشيتك في م إن وقدرتك على الخلق، أحيني ما آانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا آانت الوفاة خيرا لي، الله

د الغيب والشهادة، ا لا ينف ى، وأسألك نعيم ر والغن وأسألك آلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقألك رة عين لا تنقطع، وأس ى وجهك / وأسألك ق ذة النظر إل ألك ل د الموت وأس رد العيش بع د القضاء، وب الرضا بع

. ) ة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدينالكريم، والشوق إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزين

Page 114: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وقد روى هذا اللفظ من وجه آخر عن النبي صلى االله عليه وسلم ـ أظنه من رواية زيد بن ثابت ـ ومعناه في الصحيح اد ( : من حديث صهيب عن النبي صلى االله عليه وسلم قال ادى من ة ن ة الجن م : إذا دخل أهل الجن ة، إن لك ا أهل الجن ي

ا من ؟ ما هو : االله موعدا يريد أن ينجزآموه، فيقولونعند ة ويجرن دخلنا الجن ا، وي ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننادة : قال ؟ النار ه وهي الزي يهم من النظر إلي يئا أحب إل ا أعطاهم ش ه فم ه ) فيكشف الحجاب فينظرون إلي ي قول : يعن

. ] 26 : يونس [ } زيادةللذين أحسنوا الحسنى و {

ه نفسه م أن يهم عل ياء إل فقد أخبر أنه ليس فيما أعطوه من النعيم أحب إليهم من النظر، وإذا آان النظر إليه أحب الأشا لا يحب ولا أحب الأشياء إليهم، وإلا لم يكن النظر أحب أنواع النعيم إليهم، فإن محبة الرؤية تتبع محبة المرئي، وم

. بغض في نفسه لا تكون رؤيته أحب إلى الإنسان من جميع أنواع النعيمي

م، والأشعرية ة ومن وافقه ة والمعتزل وفي الجملة، فإنكار الرؤية والمحبة والكلام ـ أيضا ـ معروف من آلام الجهمي . ثبتونها لا حقيقة لهانفي المحبة ويخالفونهم في إثبات الرؤية ولكن الرؤية التي ي/ ومن تابعهم يوافقونهم على

اده ذا أنكر أن يكون : وأول من عرف عنه في الإسلام أنه أنكر أن االله يتكلم، وأن االله يحب عب م، وله ن دره د اب الجع

ل االله : اتخذ االله إبراهيم خليلا، أو آلم موسى تكليما، فضحى به خالد بن عبد االله القسري، وقال ضحوا أيها الناس، تقباآم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن االله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى االله عما ضحاي

. يقوله الجعد علوا آبيرا، ثم نزل فذبحه

ة، ا هي الإرادة والمحب وأما الصوفية، فهم يثبتون المحبة بل هذا أظهر عندهم من جميع الأمور، وأصل طريقتهم إنم . وإثبات محبة االله مشهور في آلام أوليهم وآخريهم، آما هو ثابت بالكتاب والسنة واتفاق السلف

ومن الناس { : والمحبة جنس تحته أنواع آثيرة فكل عابد محب لمعبوده، فالمشرآون يحبون آلهتهم، آما قال االله تعالى

: ، وفيه قولان ] 165 : البقرة [ } بونهم آحب الله والذين آمنوا أشد حبا للهمن يتخذ من دون الله أندادا يح

اني : أحدهما ؤمنين الله، والث ونهم آحب الم ا : يحب ونهم آم ال / يحب د ق ه ق ون االله؛ لأن ه { : يحب ا لل د حب وا أش ذين آمن } والم ـ االله، : ، فلم يمكن أن يقال ] 165 : البقرة [ ون ـ ه ا يحب ل آم د الموحدون االله، ب ا يعب تهم آم إن المشرآين يعبدون آله

دلون { : فإنهم يعدلون آلهتهم برب العالمين، آما قال ربهم يع روا ب ام [ } ثم الذين آف ال ] 1 : الأنع ه إن آن { : ، وق ي تالل ا لف . ] 98، 97 : الشعراء [ } إذ نسويكم برب العالمين . ضلال مبين

ا { : قوله : بعض من نصر القول الأول في الجواب عن حجة القول الثاني قال المفسرون : وقد قال والذين آمنوا أشد حب

ا الله : ، أي } لله تهم أشد حب ه . من المشرآين لآله ال ل ول : فيق ك، فإنك تق اقض لقول ه هؤلاء المفسرون من ا قال م : م إنهين ضعف ابهم، فتب يحبون الأنداد آحب المؤمنين الله، وهذا يناقض أن يكون المؤمنون أشد حبا الله من المشرآين لأرب

رآين ة المش ن محب ر م ون االله أآث ؤمنين يحب ت أن الم ول وثب ذا الق ة، ه ي المحب رآوا ف ك أش تهم، لأن أولئ الله ولآله . والمؤمنون أخلصوها آلها الله

ا يحب } آحب الله { : وأيضا، فقوله راد آم ا أن ي أضيف فيه المصدر إلى المحبوب المفعول، وحـذف فاعل الحب، فإم

اقض ذا ين ه االله ـ من غير تعيين فاعل ـ فيبقى عاما في حق الطائفتين، وه ه { : قول ا لل د حب وا أش ذين آمن ا أن } وال ، وإمد دل ه ق يراد آحبهم الله، ولا يجوز أن يراد آما يحب غيرهم الله، إذ ليس في الكلام ما يدل على هذا بخلاف حبهم، فإن

/ ، فأضاف الحب المشبه إليهم ] 165 : البقرة [ } ونهم آحب اللهومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحب { : عليه قولهر، : فكذلك الحب المشبه لهم إذ آان سياق الكلام يدل عليه إذا قال ي بك يحب زيدا آحب عمرو، أو يحب عليا آحب أب

اء يحب الباطل آحب ال : أو يحب الصالحين من غير أهله آحب الصالحين من أهله، أو قيل حق، أو يحب سماع المكا ذا آم ه يحب ه والتصدية آحب سماع القرآن، وأمثال ذلك لم يكن المفهوم إلا أنه هو المحب للمشبه والمشبه به، وأن

. إذ ليس في الكلام ما يدل على محبة غيره أصلا . يحب هذا، لا يفهم منه أنه يحب هذا آما يحب غيره هذا

ى { : يتخذ إلها من دون االله، وقد قال تعالى والمقصود أن المحبة تكون لما ه عل له الل واه وأض ه ه ذ إله أفرأيت من اتخه، ] 23 : الجاثية [ } علم ، فمن آان يعبد ما يهواه فقد اتخذ إلهه هواه، فما هويه هوية إلهه، فهو لا يتأله من يستحق التأل

Page 115: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ة مع بل يتأله ما يهواه و ذه محب ه، وه اد العجل ل هذا المتخذ إلهه هواه له محبة آمحبة المشرآين لآلهتهم، و محبة عب . االله لا محبة الله، وهذه محبة أهل الشرك

د د أشرآته في الحب مع االله، وق واه، وق والنفوس قد تدعي محبة االله، وتكون في نفس الأمر محبة شرك تحب ما ته

. حبك الشىء يعمي ويصم يخفى الهوى على النفس فإن

ى د خف ا لحب رياسة، / وهكذا الأعمال التي يظن الإنسان ، أنه يعملها الله، وفي نفسه شرك ق ه، إم ه، وهو يعمل عليك في سبيل : وإما لحب مال، وإما لحب صورة، ولهذا قالوا أي ذل اء ف ة وري يارسول االله، الرجل يقاتل شجاعة وحمي

. ) تل لتكون آلمة االله هي العليا فهو في سبيل االلهمن قا ( : فقال ؟ االله

ا اب والسنة، دخل فيه م والكت زان العل فلما صار آثير من الصوفية النساك المتأخرين يدعون المحبة، ولم يزنوها بمياع رسوله ة لاتب ه موجب د جعل محبت الى ق واء واالله تع اع الأه ال . نوع من الشرك، واتب ل إن { : فق ه ق ون الل تم تحب آن

ه االله إلا ] 31 : آل عمران [ } فاتبعوني يحببكم الله ؛ وهذا لأن الرسول هو الذي يدعو إلى ما يحبه االله، وليس شىء يحبي دعو الرسول متلازم ن، والرسول يدعو إليه، وليس شىء يدعو إليه الرسول إلا واالله يحبه، فصار محبوب الرب وم

. بل هذا هو هذا في ذاته، وإن تنوعت الصفات

ة شرك، ه فهي محب ان يحب ل إن آ فكل من ادعى أنه يحب االله، ولم يتبع الرسول فقد آذب، ليست محبته الله وحده، بانوا ا أحب، فك وا إلا م م يحب ة ل ه المحب و أخلصوا ل إنهم ل ة االله، ف ود والنصارى محب فإنما يتبع ما يهواه آدعوي اليه

. يتبعون الرسول، فلما أحبوا ما أبغض االله مع دعواهم حبه آانت محبتهم من جنس محبة المشرآين

رك / إنه من المريدين الله المحبين له، وهو لا يقصد : وهكذا أهل البدع، فمن قال ه، وت اتباع الرسول والعمل بما أمر بي ما نهى عنه، فمحبته فيها شوب من محبة المشرآين واليهود وا دع الت إن الب ه من البدعة، ف ا في لنصارى، بحسب م

أمر بكل معروف ه االله، ف ا يحب ليست مشروعة وليست مما دعا إليه الرسول لا يحبها االله فإن الرسول دعا إلى آل م . ونهى عن آل منكر

ال ه تع بيله، لقول ي س اد ف وله، والجه اد االله ورس ن ح وله بغض م ة االله ورس ام محب ن تم ا، فم ا { : ىوأيض د قوم ا تج ل

ا اءهم أو أبن انوا آب و آ ك يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ول يرتهم أولئ وانهم أو عش ءهم أو إخئس { : ، وقال تعالى ] 22 : المجادلة [ } بروح منه آتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم روا لب ترى آثيرا منهم يتولون الذين آف

ون بال . ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ا ولو آانوا يؤمن ه م زل إلي ا أن ي وم ه والنب لقون نهم فاس دة [ } اتخذوهم أولياء ولكن آثيرا م الى ] 81، .8 : المائ ال تع راهيم { : ، وق ي إب نة ف وة حس م أس ت لك د آان ق

دا إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله آفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والذين معه إذ قالوا لقومهم والبغضاء أب . ] 4 : الممتحنة [ } حتى تؤمنوا بالله وحده

أين فأمر المؤمنين أن يتأسوا بإبراهيم، ومن معه، االله وحده، ف وا ب حيث أبدوا العداوة والبغضاء لمن أشرك حتى يؤمن

! ؟ هذا من حال من لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة ق / وهؤلاء سلكوا طريق الإرادة والمحبة، مجملا من غير اعتصام بالكتاب والسنة، آما سلك أهل الكلام والرأي طري

الي النظر والبحث، من غير اعتصام بالكتاب ال تع ا ق : والسنة، فوقع هؤلاء في ضلالات وهؤلاء في ضلالات، آمره . فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى { نكا ونحش ة ض ه معيش إن ل ري ف ن ذآ ومن أعرض ع

وم تنسى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد آنت بصيرا . عمى يوم القيامة أ ذلك الي يتها وآ ا فنس ك آياتن ذلك أتت } قال آال ] 126 -123 : طه [ وا الس { : ، وق ا تتبع اتبعوه ول تقيما ف راطي مس ذا ص بيله وأن ه ن س م ع رق بك ام [ } بل فتف : الأنع

ا { : ، وقال ] 9 : الإسراء [ } إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم { : ، وقال ] 153 دى فإنم قد جاءآم الحق من ربكم فمن اهت . ومثل هذا آثير في القرآن . ] 1.8 : يونس [ } ضل فإنما يضل عليها يهتدي لنفسه ومن

. وقد بسط الكلام على هذا الأصل في غير هذا الموضع

Page 116: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ول : فإن قيل ة، فيق د يكون ممن يثبت الحكم ق آل شىء، وق رب خل : صاحب الفناء في توحيد الربوبية قد شهد أن الين إنما خلق ا وا ب ذين فرق ه، وال ا يحب ه لم ا يكره ق م ا خل ة ويرضاها، وإنم ك الحكم لمخلوقات لحكمة، وهو يحب تل

الرب : المحبة والإرادة، قالوا المريض يريد الدواء ولا يحبه، وإنما يحب ما يحصل به وهو العافية وزوال المرض، فات تعالي خلق الأشياء آلها بمشيئته فهو مريد لكل ما خلق، ولما أح ان لا يحب بعض المخلوق ة، وإن آ به من الحكم

ة /من الأعيان والأفعال، لكنه يحب الحكمة التي خلق لأجلها، فالعارف إذا شهد ك الحكم ق لتل ا أن يخل ذا أحب أيض هه ه خلق ه االله من ا خلق ر والفسوق والعصيان، لكن م وتكون الأشياء مرادة محبوبة له آما هي للحق فهو وإن آره الكف

. ة، وإرادة، فهو مراد محبوب باعتبار غايته لا باعتباره في نفسهلحكم ان : قيل ه االله وسخطه، ولكن إذا آ ا آره من شهد هذا المشهد، فهو يستحسن ما حسنه االله وأحبه ورضيه، ويستقبح م

ق االله خلق هذا المكروه لحكمة يحبها، فالعارف هو أيضا يكرهه ويبغضه آما آرهه االله، ولكن يحب ي خل ة الت الحكما ه، لا مخالف ه، . لأجلها، فيكون حبه وعلمه موافقا لعلم االله وحب ا هي علي ى م ياء عل م الأش و يعل يم، فه يم حك واالله عل

ي متصف ي والشىء الفلان وهو حكيم فيما يحبه ويريده، ويتكلم به وما يأمر به ويفعله، فإن آان يعلم أن الفعل الفلانم أن في وجوده بما هو مذموم لأجله، ان يعل ه، وإذا آ ه أن يبغضه ويكره ان من حكمت بغض والكراهة آ مستحق لل

ى يلة إل ي هي وس ة الت ة المحبوب ك الحكم حصول حكمة محبوبة محمودة، آان من حكمته أنه يخلقه ويريده؛ لأجل تل . حصوله

ل بغ : وإذا قي ه، وي وب لذات ى محب يلة إل ه وس ار أن ذا الوسط يحب باعتب ه من الصفات إن ه ا اتصف ب ار م ض باعتب

رة تحب : المذمومة آان هذا حسنا آما تقول ذلك أمور آثي إن الإنسان قد يبغض الدواء من وجه ويحبه من وجه، وآ . من وجه وتبغض من وجه

. ذلكوأيضا يجب الفرق بين أن يكون مضرا بالشخص مكروها له بكل اعتبار، وبين أن يكون االله خلقه لحكمة في /

ه ذي يشترك في ذا مع الجمع ال ة ورأي ه ه حكم د أن ل إذا شهد العب ك، ف وإذا آان االله خلق آل شىء لحكمة له في ذلد من ل لاب ار، ب ة، وأهل الن ين أهل الجن ه ب رق االله ب المخلوقات، فلا يمنعه ذلك أن يشهد ما بينهما من الفرق الذي ف

. واالله أعلم . مطابق لعلم االله وحكمته شهود هذا الفرق في ذلك الجمع وهذا الشهود

الى ال تع د ق ا وت { : وق وال اقترفتموه يرتكم وأم م وعش وانكم وأزواجك اؤآم وإخ اؤآم وأبن ان آب ل إن آ ون ق ارة تخش جد آسادها ومساآن ترضونها أحب إل ا يه ي يكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله ل

و من ] 24 : التوبة [ } القوم الفاسقين بيله، فه اد في س ه من االله ورسوله والجه ، فأخبر أن من آانت محبوباته أحب إليى { : عيد، وقال في الذين يحبهم ويحبونهأهل الو زة عل ؤمنين أع ى الم ة عل ه أذل بهم ويحبون وم يح ه بق أتي الل فسوف ي

. ] 54 : المائدة [ } الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم

ذا لازم لكل مؤمن ل ه الى . فلابد لمحب االله من متابعة الرسول، والمجاهدة في سبيل االله، ب ال تع ون { : ق ا المؤمن إنمه بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه ادقون أولئ الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرت م الص : الحجرات [ } ك ه

. ، فهذا حب المؤمن الله ] 15

ود والنصارى ا يوجد في اليه ه، آم دة ل دوه ومجاه ة للرسول، ولا بغض لع ا متابع يس فيه وأما المحبة الشرآية، فل . والمشرآين يدعون محبة االله، ولا يتابعون الرسول، ولا يجاهدون عدوه

ر االله، وآذلك أهل البدع ا بهم لغي ذا من ح دعتهم، وه اع الرسول بحسب ب لمدعون للمحبة لهم، من الإعراض عن اتب

ي هي دع الت يهم من الب ا ف بيله لم اد في س ه، والجه اداة أعدائ وتجدهم من أبعد الناس عن موالاة أولياء الرسول، ومع . شعبة من الشرك

د ي الق ولهم ف ان ق ة من الصوفية وآ وا المحب ذين ادع ر، لا وال ي آخر الأم م ف رة ه ة المجب ول الجهمي ر من جنس ق

يشهدون للرب محبوبا إلا ما وقع وقدر، وآل ما وقع من آفر وفسوق وعصيان فهو محبوبه عندهم، فلا يبقى في هذا ادة االله وحده ، الشهود فرق بين موسى، وفرعون، ولا بين محمد، وأبى جهل، ولا بين أولياء االله وأعدائه، ولا بين عب

Page 117: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

واه ا يه ة م وعبادة الأوثان، بل هذا آله عند الفاني في توحيد الربوبية سواء، ولا يفرق بين حادث وحادث إلا من جهد اتخذ من دون االله ة الله، فق ده محب ان عن ويحبه، وهذا هو الذي اتخذ إلهه هواه، إنما يأله ويحب ما يهواه وهو وإن آ

ل، آفرعون من يهواه، ه/أندادا يحبهم آحب االله، وهم ى التعطي ذا ما دام فيه محبة الله، وقد ينسلخ منها حتي يصير إل . وأمثاله الذي هو أسوء حالا من مشرآي العرب ونحوهم

ال ا ق ه الرسول، آم ا { : ولهذا هؤلاء يحبون بلا علم، ويبغضون بلا علم، والعلم ما جاء ب د م ن بع ه م ك في ن حاج فم

ن م جاءك م ران [ } العل دين ] 61 : آل عم ا يوصون المري را م ارفون آثي ان الشيوخ الع ذا آ زل؛ وله ، وهوالشرع المنم ر عل ة إذا آانت بغي باتباع العلم والشرع، آما قد ذآرنا قطعة من آلامهم في غير هذا الموضع، لأن الإرادة والمحب

م، فهؤلاء ار وإرادته دون، وشرع، آانت من جنس محبة الكف راء الزاهدون العاب دون الصوفية والفق الكون المري السلم ه وس ي صلى االله علي م الموروث عن النب زل، والعل وا الشرع المن م يتبع ة والإرادة إن ل ق المحب الذين سلكوا طرير ى شعب من شعب الكف م الأمر إل فيحبون ما أحب االله ورسوله، ويبغضون ما أبغض االله ورسوله، وإلا أفضى به

. لنفاقوا

. ولا يتم الإيمان والمحبة الله، إلا بتصديق الرسول فيما أخبر وطاعته فيما أمر

. ومن الإيمان بما أخبر، الإيمان بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله، فمن نفى الصفات فقد آذب خبره

ات، السيئات/ ومن الإيمان بما أمر فعل ما أمر وترك ما حظر، ومحبة الحسنات وبغض ى المم رق إل ، ولزوم هذا الفال صلى االله ا ق فمن لم يستحسن الحسن المأمور به، ولم يستقبح السيئ المنهي عنه لم يكن معه من الإيمان شىء، آم

ه، ( : عليه وسلم في الحديث الصحيح م يستطع فبقلب إن ل انه، ف م يستطع فبلس إن ل ده، ف ره بي من رأى منكم منكرا فليغيلم . ) يمانوذلك أضعف الإ ه وس ن مسعود أن رسول االله صلى االله علي د االله ب وآما قال في الحديث الصحيح عن عب

م ( : قال أمره، ث دون ب نته ويقت ون وأصحاب، يأخذون بس ما من نبي بعثه االله في أمته قبلي إلا آان له من أمته حواريا لا ون م ون، ويفعل ا لا يفعل ون م وف يقول دهم خل ا تخلف من بع ؤمن، ومن إنه و م ده فه دهم بي ؤمرون، فمن جاه ي

. رواه مسلم . ) جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل

ان فأضعف الإيمان الإنكار بالقلب، فمن لم يكن في قلبه بغض المنكر الذي يبغضه االله ورسوله، لم يكن معه من الإيمة المشرآين، يكرهون من شىء؛ ي تضاهى محب ة المشترآة الت ة المجمل دعون المحب ذين ي ولهذا يوجد المبتدعون ال

ون يئا من أحوالهم، ويقول يهم ش م من حق : ينكر عل ا معه را بمن ينكر م ون آثي د يبتل ر، وق لان ينك ر، وف فلان ينكالحق والباطل، وي ذي يصدق ب ذي يحب االله وباطل، فيصير هذا يشبه النصراني ال حب الحق والباطل، آالمشرك ال

داد، ويحب الأنداد، وهذا آاليهودي الذي يكذب بالحق والباطل، ويبغض الحق والباطل، فلا يحب االله، ولا يحب الأن . بل يستكبر عن عبادة االله، آما استكبر فرعون وأمثاله

دع من أ / الحق والباطل مضاهاة وهذا موجود آثيرا في أهل البدع من أهل الإرادة، والب رون ب هل الكلام، هؤلاء يق

ا ار م ان إنك للنصارى، وهؤلاء يكذبون بالحق والباطل مضاهاة لليهود، وإنما دين الإسلام وطريق أهل القرآن والإيمتهم م في تصديقهم ومحب ذيب بالباطل، فه الحق، والتك يبغضه االله ورسوله، ومحبة ما يحبه االله ورسوله والتصديق ب

ذبون معتدل الحق الموجود ويك ون الحق ويبغضون الباطل، يصدقون ب ذبون بالباطل، ويحب ون يصدقون بالحق، ويكه، ويبغضون المنكر بالباطل المفقود، ويحبون الحق الذي يحبه االله ورسوله، وهو المعروف الذي أمر االله ورسوله ب

أنعم االله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الذي نهى االله ورسوله عنه، وهذا هو الصراط المستقيم، صراط الذينذين الين ال ه، ولا الض ه ولا يحبون دقون ب لا يص ق، ف ون الح ذين يعرف يهم ال ق المغضوب عل الحين، لا طري والص

. يعتقدون ويحبون مالم ينزل االله به سلطانا

ي أوقعت هؤلاء في أن : والمقصود هنا ة هي الت نة، ولا أن المحبة الشرآية البدعي نوا حس ى ألا يستحس رهم إل آل أميستقبحوا سيئة؛ لظنهم أن االله لا يحب مأمورا ولا يبغض محظورا، فصاروا في هذا من جنس من أنكر أن االله يحب شيئا ويبغض شىئا، آما هو قول الجهمية نفاة الصفات، وهؤلاء قد يكون أحدهم مثبتا لمحبة االله ورضاه، وفي أصل

ه اعتقاده إثبا ع في ذا وق املة، وه ر الإرادة الش يئا غي ة /ت الصفات، لكن إذا جاء إلى القدر لم يثبت ش طوائف من مثبت

Page 118: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الصفات، تكلموا في القدر بما يوافق رأي جهم والأشعرية، فصاروا مناقضين لما أثبتوه من الصفات، آحال صحاب . وغيره ] منازل السائرين [

ه، وأما أئمة الصوفية، والمشايخ ادر وأمثال المشهورون من القدماء مثل الجنيد بن محمد وأتباعه، ومثل الشيخ عبد الق

فهؤلاء من أعظم الناس لزوما للأمر والنهي، وتوصية باتباع ذلك، وتحذيرا من المشي مع القدر، آما مشى أصحابهم د د مع أصحابه، والشيخ عب ه الجني م في ذي تكل اني ال رق الث ذا هو الف اع أولئك، وه ى اتب دور عل ه ي ه آل ادر آلام الق

ايخ ة المش و ولا عام ك أصلا لا ه الف ذل ا تخ ت طريق دور، ولا يثب ى المق بر عل ور، والص رك المحظ أمور وت الما أصاب أولئك الصوفية اع الأمر والنهي، آم دون اتب المقبولين عند المسلمين، ويحذر عن ملاحظة القدر المحض ب

وب الذين شهدوا القدر وتوحيد الر ين محب رق ب ذي يف دي، ال ديني الشرعي المحم رق الإلهي ال ابوا عن الف بوبية، وغ . الحق ومكروهه، ويثبت أنه لا إله إلا هو

بيل، ه فضل سواء الس أخرين زاغ عن وهذا من أعظم ما تجب رعايته على أهل الإرادة والسلوك، فإن آثيرا من المت

م وإنما يعرف هذا من توجه بقلبه وانكشفت له إن ل املة، ف ة الش ة والقيومي ة العام حقائق الأمور، وصار يشهد الربوبيين يكن معه نور الإيمان والقرآن الذي يحصل به الفرقان، حتى يشهد الإلهية التي تميز بين أهل التوحيد والشرك، وب

ن الإ /ما يحبه االله وما يبغضه، وبين ه، وإلا خرج عن دي سلام بحسب خروجه ما أمر به الرسول، وبين ما نهى عنيهم ال ف ذين ق ا المشرآون ال ر به د أق ة ق ة العام رآون { : عن هذا، فإن الربوبي م مش ا وه ه إل رهم بالل ؤمن أآث ا ي } وم

. ] 1.6 : يوسف [

ه، فعبد االله و . وإنما يصير الرجل مسلما حنيفا موحدا إذا شهد أن لا إله إلا االله دا في تأله ه أح حده بحيث لا يشرك معا ه م ه، ومحبت ه في ه، ومعادات ه في ه، وموالات ه، والتوآل علي ه ل ه، ودعائ ومحبته له وعبوديته وإنابته إليه، وإسلامه لا سوى االله ه م ى عن تأل اء فيفن ه البق يحب؛ وبغضه ما يبغض ويفنى بحق التوحيد عن باطل الشرك، وهذا فناء يقارن

لا إله إلا االله، فينفي ويفنى من قلبه تأله ما سواه، ويثبت، ويبقى في قلبه تأله االله وحده، وقد قال : تحقيقا لقولهبتأله االلهة ( : النبي صلى االله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح ـ ه إلا االله دخل الجن م أن لا إل ، وفي الحديث ) من مات وهو يعل

ه إلا االله " : ، وقال في الصحيح ) لا إله إلا االله دخل الجنة من آان آخر آلامه، ( : الآخر ة ) لقنوا موتاآم لا إل ا حقيق ، فإنه . دين الإسلام فمن مات عليها مات مسلما

ه { : آقوله تعالى . واالله ـ تعالى ـ قد أمرنا ألا نموت إلا على الإسلام في غير موضع ق تقات ه ح وا الل ا اتق وتن إل ا تم ول

ال الصديق ] 1.2 : آل عمران [ } وأنتم مسلمون الحين { : ، وق ي بالص لما وألحقن وفني مس ، والصحيح ] 1.1 : يوسف [ } تأ ى الإسلام، فس ه إذا مات يموت عل ل الصفة لا الموصوف من القولين أنه لم يسأل الموت، ولم يتمنه، وإنما سأل أن

ره، واالله ل وغي ن عقي نهم اب اء، م آما أمر االله بذلك، وأمر به خليله إبراهيم وإسرائيل، وهكذا قال غير واحد من العلم . تعالى أعلم

: قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه االله تعالى

؟ في استطاعة العبد هل هي مع فعله أم قبله: فصــل

ه قد تكلم ه أم قبل وم ؟ الناس من أصحابنا وغيرهم في استطاعة العبد، هل هي مع فعل ولين متناقضين، فق ا ق وجعلوه

جعلوا الاستطاعة مع الفعل فقط، وهذا هو الغالب على مثبتة القدر المتكلمين من أصحاب الأشعري، ومن وافقهم من . أصحابنا وغيرهم

درة لا تصلح إلا وقوم جعلوا الاستطاعة قبل الفعل، وهو ا ون الق لغالب علي النفاة من المعتزلة والشيعة، وجعل الأول

لفعل واحد، إذ هي مقارنة له لا تنفك عنه، وجعل الآخرون الاستطاعة لا تكون إلا صالحة للضدين، ولا تقارن الفعل دهم أ إن عن درة بحال، ف ى أبدا، والقدرية أآثر انحرافا فإنهم يمنعون أن يكون مع الفعل ق دم عل د أن يتق ؤثر لاب ن الم

. الأثر لا يقارنه بحال، سواء في ذلك القدرة والإرادة والأمر

Page 119: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا / ه أيض ة ل ل، ومقارن ى الفع ة عل اب والسنة، أن الاستطاعة متقدم ه الكت ذي دل علي ا ـ . والصواب ال ه ـ أيض وتقارن . استطاعة أخرى لا تصلح لغيره

ه، فالاستطاعة نوعان متقدمة صالحة للضدين، ومقارنة لا تكون إلا مع الفعل، فتلك هي المصححة للفعل المجوزة ل . وهذه هي الموجبة للفعل المحققة له

ى بيلا { : قال االله تعالى في الأول ه س تطاع إلي ن اس ت م ج البي اس ح ى الن ه عل ران [ } ولل ذه ] 97 : آل عم و آانت ه ، ول

لاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل، لما وجب الحج إلا على من حج، ولما عصى أحد بترك الحج، ولا آان الحج واجبا اتطعتم { : وقال تعالى . علي أحد قبل الإحرام به، بل قبل فراغه ابن [ } فاتقوا الله ما اس دار ] 16 : التغ التقوى بمق أمر ب ، ف

ك الاستطاعة، ولو ه تل ذي قارنت ط، إذ هو ال ا فعل فق وي، إلا م أراد الاستطاعة المقارنة لما وجب على أحد من التقه، ] 286 : البقرة [ } لا يكلف الله نفسا إلا وسعها { : الاستطاعة، وقال تعالى ذي تسعه وتطيق والوسع الموسوع، وهو ال

الى . إلا الفعل الذي أتى به فقط، دون ما ترآه من الواجبات فلو أريد به المقارن لما آلف أحد ال تع د { : وق م يج ن ل فم ، والمراد به الاستطاعة ] 4 : المجادلة [ } فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا

م يصم، ولا يكون ام لكل من ل ذ الإطع تين، فيجوز حينئ ام س م يفعل الصيام فإطع المتقدمة، وإلا آان المعنى، فمن للم ه وس ا استطعتم ( : الصوم واجبا على أحد حتى يفعله، وقال النبي صلى االله علي ه م أتوا من أمر ف رتكم ب و . ) إذا أم ول

ي صلى / أتوا منه ما فعلتم، ف : أريد به المقارنة فقط لكان المعنى ال النب ذلك ق وه، وآ ا فعل فلا يكونون مأمورين إلا بمة . ) صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع، فعلي جنب ( : االله عليه وسلم لعمران بن حصين ولو أريد المقارن

ه بالاستطاعة لكان المعني، فإن لم تفعل فتكون مخيرا، ونظائر هذا متعددة فإن آل أ مر علق في الكتاب والسنة وجوبا م يفعله وعدمه بعدمها لم يرد به المقارنة وإلا لما آان االله قد أوجب الواجبات إلا على من فعلها، وقد أسقطها عمن ل

. فلا يأثم أحد بترك الواجب المذآور

الى انوا { : وأما الاستطاعة المقارنة الموجبة، فمثل قوله تع ا آ رون م انوا يبص ا آ مع وم تطيعون الس ، ] .2 : هود [ } يسمعا { : وقوله تطيعون س ا يس انوا ل ذه الاستطاعة هي ] 1.1 : الكهف [ } الذين آانت أعينهم في غطاء عن ذآري وآ ، فه

. ي التكليفالمقارنة الموجبة، إذ الأخرى لابد منها ف

ة في عرف : فالأولى اء وهي الغالب تكلم الفقه ا ي هي الشرعية التي هي مناط الأمر والنهي، والثواب والعقاب، وعليه . الناس

ات الشرعيات، : والثانية هي الكونية التي هي مناط القضاء والقدر، وبها يتحقق وجود الفعل، فالأولى للكلمات الأمري

. ] 12 : التحريم [ } وصدقت بكلمات ربها وآتبه { : آما قال . ات الخلقيات الكونياتوالثانية للكلم

راده، وم الحق أو م ى خلاف معل د عل درة العب ى /وقد اختلف الناس في ق درة الأول ادرا بالق د يكون ق ه ق ق أن والتحقيل ى الفع ة عل رعية المتقدم اد . الش إن االله ق ا ف ى م ادرا إلا عل ن ق م يك راد، وإلا ل وم والم لاف المعل ى خ ا عل ر أيض

وليس العبد قادرا على ذلك بالقدرة المقارنة للفعل، فإنه لا يكون إلا ما علم االله آونه وأراد آونه، فإنه ما شاء االله . فعلهماء هل يستطيع ربك { : آان وما لم يشأ لم يكن، وآذلك قول الحواريين دة [ } أن ينزل علينا مائدة من الس ، ] 112 : المائ

در أن ال للرجل هل تق ا يق درة، آم ه أي فسر بالق در علي ن نق وإنما استفهموا عن هذه القدرة، وآذلك ظن يونس أن ل . وهو مشهور في آلام الناس ؟ أي هل تفعله ؟ تفعل آذا

ل، ولما اعتقدت القدرية أن تغنيا عن االله حين الفع ه مس الأولى آافية في حصول الفعل، وأن العبد يحدث مشيئته جعل

يح، أ قب ا خط ل، وآلاهم ى الفع آما أن الجبرية لما اعتقدت أن الثانية موجبة للفعل، وهي من غيره ـ رأوه مجبورا علدة ي ع ك ف ا ذآر االله ذل يئة االله آم ة لمش يئة، وهي تابع ه مش د ل إن العب هف ره { : مواضع من آتاب اء ذآ ن ش ا . فم وم

ه اء الل ا أن يش ذآرون إل دثر [ } ي بيلا { ، ] 56، 55 : الم ه س ى رب ذ إل اء اتخ ن ش ه . فم اء الل ا أن يش اءون إل ا تش } وم . ] 29، 28 : التكوير [ } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين . اء منكم أن يستقيم لمن ش { ، ] .3، 29 : الإنسان [

Page 120: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

دا د جعل مري ه ق ع أن . فإذا آان االله قد جعل العبد مريدا مختارا شائيا، امتنع أن يقال هو مجبور مقهور مع آون وامتنيئة يكون هو ال دع لنفسه المش ه . ذي ابت ر ل ذا لا نظي اء، فه ى أن يش ار مضطرا إل ى أن يخت ور عل ل هو مجب إذا قي / ف

. وليس هو المفهوم من الجبر بالاضطرار ولا يقدر على ذلك إلا االله

أبو الحسين ا . ولهذا افترق القدرية والجبرية على طرفي نقيض اه، ف ا نف ه دون م ا أثبت ا مصيب فيم لبصري، وآلاهم . ومن وافقه من القدرية يزعمون، أن العلم بأن العبد يحدث أفعاله وتصرفاته، علم ضروري وإن جحد ذلك سفسطة

د ر العب ى مرجح من غي ه إل ى ترآ د عل وابن الخطيب ونحوه من الجبرية يزعمون أن العلم بافتقار رجحان فعل العب

ولين صحيح، لكن ضروري؛ لأن الممكن المتساوى الطرفين لا يترجح أح د طرفيه على الآخر إلا بمرجح، وآلا القى ر إل ذا الإحداث مفتق ا، وه ه آاسب له د محدث لأفعال إن العب يس بصحيح، ف ي الآخر ل دهما نف تلزام أح دعوي اس

ال ن { : محدث، فالعبد فاعل صانع محدث، وآونه فاعلا صانعا محدثا، بعد أن لم يكن، لابد له من فاعل آما ق اء لم ش . } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين { : ، فإذا شاء الاستقامة صار مستقيما، ثم قال } منكم أن يستقيم

االله، ر فما علم بالاضطرار وما دلت عليه الأدلة السمعية والعقلية آله حق؛ ولهذا آان لا حول ولا قوة إلا ب د فقي والعب

ه وهو ه آنفي صفاته وذات الا، فنفى أفعال إلى االله فقرا ذاتىا له في ذاته وصفاته وأفعاله، مع أن له ذاتا وصفاتا وأفعجحد للحق شبيه بغلو غالية الصوفية الذين يجعلونه هو الحق، أو جعل شىء منه مستغنيا عن االله أو آائنا بدونه جحد

ال ] 24 : النازعات [ } أنا ربكم الأعلى { / : لللحق شبيه بغلو الذي قا ه أهل : ، وق ا علي ا الحق م ق نفسه، وإنم ه خل إن . السنة والجماعة

ببه آون يس بحق، وس ذا ل وإنما الغلط في اعتقاد تناقضه بطريق التلازم، وإن ثبوت أحدهما مستلزم لنفي الآخر، فه

. لمدلول عليه ما ليس آذلك، وتلك الزيادة تناقض ما علم ودل عليهالعقل يزيد على المعلوم ا

: وقال الشيخ ـ قدس االله روحه

في السؤال عن تعليل أفعال االله: فصــل

. عن تعليل أفعال االله : وأما السؤال

ه فالذي عليه جمهور المسلمين ـ من السلف والخلف ـ أن االله تعالى يخلق لحكمة، ويأمر ل حكمة، وهذا مذهب أئمة الفق . والعلم، ووافقهم على ذلك أآثر أهل الكلام، من المعتزلة والكرامية وغيرهم

الوا ه وق : وذهب طائفة من أهل الكلام، ونفاة القياس، إلى نفي التعليل في خلقه وأمره، وهو قول الأشعري، ومن وافق

ا يحصل ليس في القرآن لام تعليل في فعل االله وأمره، ولا ل م ع مفسدة، ب أمر االله بشىء لحصول مصلحة، ولا دف يدوا من مصالح العباد ومفاسدهم بسبب من الأسباب، فإنما خلق ذلك عندها، لا أنه يخلق هذا لهذا، ولا هذا لهذا، واعتق

. أن التعليل يستلزم الحاجة والاستكمال بالغير، وأنه يفضي إلى التسلسل

ت التعل ة، أثبت ويز، والمعتزل ل، والتج ي التعلي دة ف ي أصولهم الفاس ن عل ل، لك ور / ي م، وجمه ه والعل ل الفق ا أه و أمذه . المسلمين ى ه الذين يثبتون التعليل، فلا يثبتونه على قاعدة القدرية، ولا ينفونه نفي الجهمية، وقد بسطت الكلام عل

. المسألة في مواضع

م يفعل هو الذي يدل عليه الك : لكن قول الجمهور ه من ل يم، فإن تاب والسنة، والمعقول الصريح، وبه يثبت أن االله حك . شيئا لحكمة لم يكن حكيما، والكلام في هذا يبني على أصول

و، : أحدها إثبات محبة االله ورضاه، وأنه يستحق أن يعبد لذاته، ويحب لذاته، وليس شىء سواه يستحق أن يحب إلا ه

اد تجمع وآل محبة لغيره فهي فاس د، والعب دة، وهذا من معاني الإلهية فإن الإله هو المألوه الذي يستحق من يؤله فيعب

Page 121: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

غاية الذل، وغاية الحب، وهذا لا يستحقه إلا هو، وهو ـ سبحانه ـ يحمد نفسه، ويثنى على نفسه، ويمجد نفسه، ويفرح . بتوبة التائبين، ويرضى عن عباده المؤمنين

دا . ر بمحاسن المحمود مع المحبة لهاهو الإخبا : والحمد فلو أخبر مخبر بمحاسن غيره من غير محبة لها لم يكن حام

والرب ـ سبحانه وتعالى ـ إذا حمد نفسه، فذآر أسماءه الحسنى وصفاته العلى، . ولو أحبها ولم يخبر بها لم يكن حامدامود، والمثني والمثنى عليه، والممجد والممجد، والمحب وأفعاله الجميلة، وأحب نفسه المقدسة، فكان هو الحامد والمح

. الكمال، الذي لا يستحقه غيره، ولا يوصف به إلا هو / والمحبوب، آان هذا غاية

ا و، فم د إلا ه و، ولا يجوز أن نعب وهو ـ سبحانه ـ رب آل شىء، فلا يكون شىء إلا به، وهو الإله الذي لا إله إلا هإليه يصعد الكلم الطيب { مالا يكون له لا ينفع ولا يدوم، وآل عمل لم يرد به وجهه فهو باطل، لا يكون به لا يكون، و . ] .1 : فاطر [ } والعمل الصالح يرفعه

ده ل إذا يسر عب دا، ف د حام ا، والحام ه وهو الذي جعل المسلم مسلما، والمصلي مصليا، والتائب تائب اب إلي ليسرى، فت

ا ذي جعل الخالق راضيا محب وق هو ال وفرح االله بتوبته، وشكره فرضي بشكره وعمل صالحا فأحبه، لم يكن المخلفرحا بتوبته، بل الرب هو الذي جعل المخلوق فاعلا لما يفرحه ويرضيه ويحبه، وآل ذلك حاصل بمشيئته وقدرته لا

ا سواه شريك له في إحداث شىء من المحدثات، و ل هو الغني عن آل م لا هو مفتقر إلى غيره بوجه من الوجوه، بال ر : من آل وجه، وآل ما سواه فقير إليه من آل وجه، فإذا خلق شيئا لحكمة يحبها ويرضاها لم يجز أن يق هو مفتق

م إلى غيره، إلا إذا آان هناك خالق غيره يفعل ما يحبه ويرضاه، وهذا يجىء على قول القدرية، ال ه ل ذين يزعمون أنل وق : يخلق أفعال العباد، وإن الطاعات وجدت بدون قدرته وخلقه، فإذا قي زم أن يكون المخل ا ويرضاها، ل ه يحبه إن

. جعله آذلك

ه / إنه خالق آل شىء من : وأما على قول أهل السنة الذين يقولون و، ول ه ه أفعال العباد وغيرها، فلم يوجد إلا ما خلقن ك م ي ذل اه إذ لا ف ه إي ا يعلم ك م اده من ذل م بعض عب د يعل ي وجه التفصيل، وق و عل ه ه ا يعلم ة م ة البالغ الحكم

. يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء

. وأما آون ذلك يستلزم قيام الأمور الاختيارية بذاته، فهذا قول السلف، وأئمة الحديث والسنة، وآثير من أهل الكلام

ة أخري وأما آون ذلك يست ة لحكم لزم التسلسل في المستقبل، فإنه إذا خلق شيئا لحكمة توجد بعد وجوده، وتلك الحكمك ا يخالف في ذل ة، وإنم لزم التسلسل في المستقبل، فهذا جائز عند المسلمين وغيرهم ممن يقول بدوام نعيم أهل الجن

أبي اله ار، وآ ة والن اء الجن ول بفن ذي يق ة من شك، آالجهم بن صفوان ال ول بانقطاع حرآات أهل الجن ذي يق ذيل ال . وخالفهم جماهير المسلمين . فإن هذين ادعيا امتناع وجود ما لا يتناهى في الماضي والمستقبل . والنار

: التسلسل نوعان : أن يقال : والجواب الثاني

. لعقل، واتفاق العقلاءفهذا باطل بصريح ا . في الفاعلين وهو أن يكون لكل فاعل فاعل : أحدهما

ال : والثاني ل أن يق ار، مث ال : التسلسل في الآث اء، ويق ا إذا ش زل متكلم م ي ا : إن االله ل ة له ذا . إن آلمات االله لا نهاي فه

ا، / التسلسل يجوزه أئمة أهل ة له الملل، وأئمة الفلاسفة، ولكن الفلاسفة يدعون قدم الأفلاك، وأن حرآات الفلك لا بداي . وهو باطل في صريح المعقول . هذا آفر مخالف لدين الرسل . ولا نهاية لها

ول : وآذلك القول ا يق يئته آم ه الكلام، والفعل بمش م صار يمكن بأن الرب لم يكن يمكنه أن يتكلم ولا يفعل بمشيئته، ث

ول باطل ذي أوق . ذلك الجهمية والقدرية، ومن وافقهم من أهل الكلام ق ين ملاحدة المتفلسفة وهو ال ع الاضطراب با يعرف . ومبتدعة أهل الكلام ة، إنم ذه مطالب غالي في هذا الباب، والكلام علي هذه الأمور مبسوط في موضعه وه

را من فحول النظار في بحور ى أوقعت آثي ول حت ي آل ق قدرها من عرف مقالات الناس والإشكالات اللازمة عل . في غير هذا الموضع الشك والارتياب، وهي مبسوطة

Page 122: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: قال شيخ الإسلام ـ رحمه االله ...اللهم بقدرتك التي قدرت بها :في دعاء: فصــل

ده ن الصرمي وعن ا ب ا زآري حدثني بعض ثقات أصحابنا، أن شيخنا أبا عبد االله محمد بن عبد الوهاب، عاد شيخنا أب . جماعة فسألوه الدعاء

ا طائعين اللهم : فقال في دعائه . بقدرتك التي قدرت بها أن تقول بها للسموات والأرض ائتيا طوعا أو آرها، قالتا أتينه : قال أبو عبد الوهاب . افعل آذا وآذا ه وقلت ل وت ب ى خل اس حت و قلت : ولم أخاطبه فيه بحضرة الن ال ل ذا لا يق : ه

ا، قدرت بها علي خلقك جاز، فأما قدرت بها أن تقول، فلا يج ه مخلوق دورا ل ه مق ذا يقتضي أن يكون قول وز؛ لأن هار في تفطن لوجه الإنك وذآر لي الحاآي ـ وهو من فضلاء أصحاب الشافعي ـ أنه بلغ الإمام أبا زآريا النواوي فلم ي

. هذا الدعاء حتي تبين له فعرف ذلك

ا / ء، فإنيتكلم إذا شا : هذه المسألة مثل مسألة المشيئة، وهو قولنا : قلت إن م درة، ف ه الق يئة تعلقت ب ه المش ما تعلقت به لا يكون شىء يئة، فإن ه المش شاء االله آان ولا يكون شىء إلا بقدرته، وما تعلقت به القدرة من الموجودات تعلقت ب

لا؛ ا لا ف العكس، وم ذلك ب ال إلا بقدرته ومشيئته، وما جاز أن تتعلق به القدرة جاز أن تتعلق به المشيئة، وآ ذا ق : ولهم وضعوا ] .2 : البقرة [ } إن الله على آل شيء قدير { يلا، ث ال ن ال ين يئا آن ، والشىء في الأصل مصدر شاء يشاء ش

درة، : المصدر موضع المفعول فسموا المشىء شيئا، آما يسمى المنيل نيلا، فقالوا دور ق نيل المعدن، وآما يسمى المقأي على آل ما يشاء، فمنه ما قد شىء فوجد، ومنه ما لم يشأ لكنه شىء } على آل شيء قدير { : لوق خلقا، فقولهوالمخ

يئا } على آل شيء { : في العلم بمعنى أنه قابل لأن يشاء وقوله ان ش ا آ م، أو م يئا في الخارج والعل ، يتناول ما آان شف مالا يجوز أن تتناوله المشيئة وهو الحق تعالى وصفاته، أو الممتنع لنفسه، فإنه غير داخل في في العلم فقط، بخلا

: العموم؛ ولهذا اتفق الناس على أن الممتنع لنفسه ليس بشىء، وتنازعوا في المعدوم الممكن

م من ضلال الصوفية، إ ة والرافضة، وبعض من وافقه ق من أهل الكلام من المعتزل ذهب فري ي ف ه شىء ف ي أن له في نفسه لا يس ل ا يوجد، ول ان مم ه إن آ راد ل وم الله وم الخارج لتعلق الإرادة والقدرة به وهذا غلط، وإنما هو معله في الخارج هي نفس ه وحقيقت ه وحصوله شىء واحد، وماهيت موت ولا وجود ولا حقيقة أصلا، بل وجوده وثبوت

. ، وإن آان العقل يميز الماهية المطلقة عن الوجود المطلقالخارج شيئان/ وجوده، وحصوله وثبوته ليس في

ق ه لا يتعل ة لذات ة لازم ك من صفاته، هل هي قديم إذا عرف ذلك فهذه المسألة مبنية على مسألة آلام االله، ونحو ذلك : أو يقال ؟ شىء منها بفعله وبمشيئته ولا قدرته ه إنه يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء، وإنها مع ذل ذا ؟ صفات فعلي وه

وهذا الدعاء الذي دعا به الشيخ أبو زآريا مأثور عن الإمام أحمد، : قلت . فيه قولان لأصحابنا وغيرهم من أهل السنةروه في . ومن هناك حفظه الشيخ، واالله أعلم د ذآ اره وق ه وأخب فإنه آان آثير المحبة لأحمد وآثاره، والنظر في مناقب

ادر الرهاوي إجازة، ورواه ا . مناقبه د الق لحافظ البيهقي في مناقب أحمد وهي رواية الشيخ أبي زآريا عن الحافظ عبي ال البيهق ازة، ق ه إج ه عن معوها علي د س ازة : و ق افظ إج د االله الح و عب أني أب ا أنب ن . وفيم د ب ر محم و بك دثني أب ح

را ن إب ن إسحاق ب د االله ب د عب وب إسماعيل بن العباس، حدثني أبو محم ن يعق د اب ر محم و جعف دثنا أب هيم البغوي، حاللهم إنك تعلم أنا نعلم أنك لنا على أآثر ما نحب، فاجعلنا : ادع االله لنا، فقال : آنا عند أحمد بن حنبل فقلنا : الصفار قال

ال : ثم جلست ساعة، فقيل له : نحن لك علي ما تحب، قال ا، فق د االله زدن ا عب ا أب ا : ي م إن ي قلت الله درة الت نسألك بالقللسموات والأرض ائتيا طوعا أو آرها قالتا أتينا طائعين، اللهم وفقنا لمرضاتك، اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك،

ا فننسى، وهب ل علين ر فنطغى، ولا تق م لا تكث ك، الله ك، وسعة من رزقك /ونعوذ بك من الذل إلا ل ا من رحمت لناك ى من فضلك تكون بلاغا في دني ه : قلت . وغن دم موافق لقول ى المتق ى المعن ذا عل ا : ه ه معلق اء، فجعل تكلم إذا ش ي

د في . بالقدرة والمشيئة ه أحم ا احتج ب ذا خلاف م ي، فه ول حقيق وإن جعل القول هنا عبارة عن سرعة التكوين بلا ق . م لا يقف على لسان وأدوات آتاب الرد على الجهمية في هذه، فإنه احتج بهذه الآية على أن الكلا

ما قول أهل الإسلام الراسخين في جذر الكلام، الباسقين في فن الأحكام، حياآم العلام في صدور دار السلام وحباآم

ر أعداد الخلف د أهل السنة والجماعة نضر االله أرواح السلف، وآث ام في معتق ى الأفه القيام بتوضيح ما استبهم علد وأمدهم بأنواع ة آسب العب د، فحقيق اللطف، بأن الأفعال الاختيارية من العباد تحصل بخلق االله ـ تعالى ـ وبخلق العب

Page 123: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ؤثر في وجود الفعل ؟ ما هي ؤثر ؟ وبعد هذا هل هو م ر م ق ؟ أم غي ارآا للخالق في خل د مش ان فيصير العب إن آ فؤثرا في وجود الفعل، فلا يكون العبد آاسبا بل شريكا خالقا ـ وأهل السن م يكن م ول ـ وإن ل ذا الق رآء من ه ة بررة ب

الفعل فقد وجد الفعل بكماله بالحق سبحانه وتعالى، وليس للعبد في ذلك شىء، فلزم الجبر الذي يطوي بساط الشرع، د ى العب م ينسب إل وراء، ول دة الع نعاء والعقي ة الش الطاعة وأهل السنة الغراء والمحجة البيضاء فارون من هذه الكلم

تقيم والعصيان والكفر والإيمان، حتى يستحق الغضب والرضوان، فكيف السلوك أيها الهداة الأدلاء على اللحب المس . وطرفي قصد الأمور ذميم ؟ والمنهج القويم

داء العضال ذا ال وب من ه ال، ويشفى القل ذا العق ه . فبينوا بيانا يطلق العقول من ه روح القدس من ل دآم ب صفات أي

. الكمال ي / لمين، تق ى المس ور الإلهي، الجامع أشتات الفضائل، مفت ه الن فأجاب الشيخ الإمام العالم الرباني، المقذوف في قلب

: الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية ـ رحمه االله تعالى ـ قال ـ رضي االله عنه

الى إن : تلخيص الجواب ا { : الكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله بنفع أو ضر، آما قال تع ا م بت وعليه ا آس ا م لهون ] 286 : البقرة [ } اآتسبت اس يقول ا، والن ا أو عليه نفس له دا أو : ، فبين سبحانه أن آسب ال الا أو حم فلان آسب م

العباد يكملون بأفعالهم ويصلحون بها، إذ آانوا في أول الخلق خلقوا ناقصين صح شرفا آما أنه ينتفع بذلك، ولما آان ه عن ه، فأفعال إثبات السبب، إذ آمالهم وصلاحهم عن أفعالهم، واالله ـ سبحانه وتعالى ـ فعله وصنعه عن آماله وجلال

رح ( : أسمائه وصفاته ومشتقة منها، آما قال سبحانه وتعالى رحمن، خلقت ال ا ال ا من اسمي أن د ) م، وشققت له ، والعب . أسماؤه وصفاته عن أفعاله فيحدث له اسم العالم والكامل بعد حدوث العلم والكمال فيه

م انوا ه اد، وآ ال العب را ـ بأفع وا آبي ون عل ا يقول الى عم ه ـ سبحانه وتع ة حيث شبهوا أفعال ا ضلت القدري ومن هن

م، المشبهة في الأفعال، فاعتقدوا إن ما ح م وعقله در علمه ا بق ه مطلق سن منهم حسن منه مطلقا، وما قبح منهم قبح منه صلاحهم ا في ادهم، /أو ما علموا أنها إنما حسنت منهم لإفضائها إلى م ه فس ا في ى م م، وقبحت لإفضائها إل وفلاحه

. واالله سبحانه متعال عن أن يلحقه مالا يليق به سبحانه

؟ وجود الفعل أو غير مؤثر هل هو مؤثر في : وأما قوله

: فالكلام في مقامين

هل يؤثر آسبه : أن هذا سؤال فاسد، إن أخذ على ظاهره؛ لأن آسب العبد هو نفس فعله وصنعه، فكيف يقال : أحدهمااطي والمباشرة وقصد الشىء ؟ في فعله، أو هل يكون الشىء مؤثرا في نفسه وإن حسب حاسب أن الكسب هو التع

. محاولته، فهذه آلها أفعال يقال فيها ما يقال في أفعال البدن من قيام وقعودو

. إن فعل العبد يحصل بخلق االله ـ عز وجل ـ وآسب العبد : وأظن السائل فهم هذا وتشبث بقول من يقول

راد أن أ : وتحقيق الكلام أن يقال د، إلا أن ي به، أي فعل العبد خلق الله ـ عز وجل ـ وآسب للعب ه تحصل بكس ال بدن فعة : بقصده وتآخيه، وآأنه قال ه مزل ذا السؤال، فإن د ه أفعاله الظاهرة تحصل بأفعاله الباطنة، وغير مستنكر عدم تجدي

د تصور السؤال . أقدام، ومضلة إفهام، وحسن المسألة نصف العلم ات الشىء أو . إذا آان السائل ق ا يطلب إثب وإنم . تصور التام لعلم أحد الطرفيننفيه، ولو حصل ال

ه ـ / ر السؤال وجواب ال : والمقام الثاني ـ في تحري ه : وهو أن يق ؤثرة في وجود فعل ة م د المخلوق درة العب إن ؟ هل ق ف

احثين والبصراء ق من الفاحصين والب ه خل آانت مؤثرة لزم الشرك، وإلا لزم الجبر، والمقام مقام معروف، وقف في . وعامتهم فهموا صحيحا ولكن قل منهم من عبر فصيحاوالمكاشفين،

ذه : فنقول د ه درة العب أثير ق د بت إن أري الاختراع، ف د ب داع والتوحي راد بالابت أثير الانف راد بالت التأثير اسم مشترك قد ي

. القدرة، فحاشا الله لم يقله سنى، وإنما هو المعزو إلى أهل الضلال

Page 124: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

معاونة إما في صفة من صفات الفعل، أو في وجه من وجوهه آما قاله آثير من متكلمي أهل وإن أريد بالتأثير نوع

ات ر االله . الإثب ى غي أثير إل راد بالت ين إضافة الانف رق ب ل، إذ لا ف أثير في ذات الفع ه بطل الت ا ب ا باطل بم و أيض فه . مقالة ما نحا إلا نحو الحقوهل هو إلا شرك دون شرك وإن آان قائل هذه ال . سبحانه في ذرة أو فيل

ة درة المحدث ة هي . وإن أريد بالتأثير أن خروج الفعل من العدم إلى الوجود آان بتوسط الق درة المخلوق ى أن الق بمعن

آما خلق النبات بالماء، وآما خلق الغيث بالسحاب، . سبب وواسطة في خلق االله ـ سبحانه وتعالى ـ الفعل بهذه القدرة ذا حق وآما خل ات بوسائط وأسباب، فه ببات والمخلوق ع المس ع الأسباب والمسببات / ق جمي ذا شأن جمي يس . وه ول

ع الأسباب شرآا ات جمي د شرآا، وإلا فيكون إثب درة العب ى ق ر . إضافة التأثير بهذا التفسير إل يم الخبي ال الحك د ق : وقن { ه م ا ب اء فأخرجن ه الم رات فأنزلنا ب ل الثم ة { ] 57 : الأعراف [ } آ دائق ذات بهج ه ح ا ب ال ] .6 : النمل [ } فأنبتن ، وق

. ] 14 : التوبة [ } قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم { : تعالى

لم فبين أنه المعذب، وأن أيدينا أسباب وآلات وأوساط وأدوا ه وس لا ( : ت في وصول العذاب إليهم، وقال صلى االله عليفاالله ـ سبحانه ـ هو الذي . ) يموتن أحد منكم إلا آذنتموني حتى أصلي عليه، فإن االله جاعل بصلاتي عليه برآة ورحمة : يجعل الرحمة، وذلك إنما يجعله بصلاة نبينا صلى االله عليه وسلم، وعلى هذا التحرير فنقول

ار، ذا الاعتب أثير في الكسب الآخر به وب، ويكون لأحد الكسبين ت ال القل دان بأعم ال الأب ق االله ـ سبحانه ـ أعم خله لا ويكون ذلك الكسب من جملة القدرة المعتبرة في الكسب الثاني، فإن القدرة هنا ليست إلا عبارة عما يكون الفعل ب

ة محالة، من قصد وإرادة وسلامة الأعضاء والقوى ذا وجب أن تكون مقارن ك، وله ر ذل المخلوقة في الجوارح وغي . للفعل، وامتنع تقديمها على الفعل بالزمان

. وأما القدرة التي هي مناط الأمر والنهي، فذاك حديث آخر ليس هذا موضعه

الأفعال آلها تكليف : ، ومن قالقبله : القدرة مع الفعل، ومن قال : وبالتمييز بين هاتين القدرتين يظهر لك قول من قال/

الات ثلا من نفسك، أنت إذا . ما لا يطاق، ومن منع ذلك، وتقف على أسرار المق ان فخذ م ذا البي وإذا أشكل عليك ه ؟ هل يكون القلم شريكك أو يضاف إليه شىء من نفس الفعل وصفاته . آتبت بالقلم وضربت بالعصا ونجرت بالقدوم

إن : أم يقال ؟ غي أثره وتقطع خبره وتجعل وجوده آعدمهأم هل يصلح أن تل ى ـ ف ل الأعل ه صنع ـ والله المث به فعل وببباتها، وجعل الأسباب بيد العبد ليست من فعله وهو محتاج إليها لا يتمكن إلا بها، واالله ـ سبحانه ـ خلق الأسباب ومس

ي عن ك غن ره، وهو مع ذل ق غي بعض، لكن خلق البعض شرطا وسببا في خل الاشتراط والتسبب، ونظم بعضها ب . لحكمة تتعلق بالأسباب، وتعود إليها واالله عزيز حكيم

. إذا نفينا التأثير لزم انفراد االله ـ سبحانه ـ بالفعل، ولزم الجبر، وطي بساط الشرع الأمر والنهي : وأما قوله

د قلت الحق، إن أردت بالتأثير المنفي، التأثيرعلى سبيل ا : فنقول لانفراد في نفس الفعل، أو في شىء من صفاته، فلق

. وإن آان بعض أهل الاستنان يخالفك في القسم الثاني

ذ لا /وإن أردت به أن القدرة وجودها آعدمها، وإن الفعل لم يكن بها ه، وحينئ دم بيان ولم يصنع بها، فهذا باطل آما تق . علم الأمر والنهي، ويكون الله الحجة البالغة يلزم الجبر بل ينبسط بساط الشرع، وينشر

اد الات واعتق أثير رآوب جه ى الت ان معن ه دون الاستفصال، وبي أثير أو نفي ات الت ول، بإثب فقد بان لك أن إطلاق القدرة وق بالق اط الفعل المخل ك ارتب ان ل ضلالات، ولقد صدق القائل أآثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء وب

لمخلوقة، ارتباط الأسباب بمسبباتها، ويدخل في عموم ذلك جميع ما خلقه االله ـ تعالى ـ في السموات والأرض والدنيا ااؤه رآوب المحال، ا وإلغ ي أثره اد نف والآخرة، فإن اعتقاد تأثير الأسباب على الاستقلال، دخول في الضلال، واعتق

. ئ إليه إن شاء االله تعالىوإن آان لقدرة الإنسان شأن ليس لغيرها آما سنوم

Page 125: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

أنا لا أفهم الأسباب، ولا أخرج عن دائرة التقسيم والمطالبة بأحد القسمين، وما أنت إن : فلعلك أن تقول بعد هذا البيانق من الضلال ه يح { : قلت هذا إلا مسبوق بخل ولهم فالل ل ق ون مث ا يعلم ذين ل ال ال ذلك ق نهم آ م بي رة [ } ك ، ] 113 : البق

أثير وموقفك هذا مفرق طرق، إما إلى الجنة وإما إلى النار، فيعاد عليك البيان بأن لها تأثيرا من حيث هي سبب، آتك أن ين ل م صورة الحال، ويب ك تفه ال، لعل ك الأمث راع، ونضرب ل داع والاخت أثير من حيث الابت ا ت القلم وليس له

د إثبات الأ ق التوحي ذف بقلبك . سباب مبتدعات هو الإشراك، وإثباتها أسبابا موصولات هو عين تحقي عسي االله أن يق . ] .4 : النور [ } ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور { البيان / نورا ترى هذا

ؤمر وينهى ؟ حقيقة، فما بال الفعل يضاف إلى العبدإثبات القدرة سبب نفي للتأثير في ال : فإن قلت ه ي ا بال اب ؟ وم ويث

م ؟ ويعاقب وهل هذا إلا محض الجبر ب، وعصا الضارب، فهل رأيت القل م الكات درة الإنسان بقل وإذا آنت مشبها لقمن أسرار القدر إلا على وأقول لك الآن إن شاء االله وجب هداك بمعونة مولاك، وإن لم تطلع ؟ يثاب أو العصا تعاقب

. مثل ضرب الأثر وألق السمع وأنت شهيد، عسى االله أن يمدك بالتأييد

يئة ات مش رآن بإثب د نطق الق وة صالحة، وق ة وق ه إرادة جازم ة، ول يئة ثابت ه مش ة ول اعلم أن العبد فاعل على الحقيقالمين . ستقيم لمن شاء منكم أن ي { : العباد في غير ما آية آقوله ه رب الع اء الل ا أن يش وير [ } وما تشاءون إل ، 28 : التك

ه ه . فمن شاء ذآره { . ] 29 : الإنسان [ } فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا { ] 29 وى وما يذآرون إلا أن يشاء الل ل التق و أه . ] 56، 55 : المدثر [ } وأهل المغفرة

. ونطق بإثبات فعله في عامة آيات القرآن يعملون، يفعلون، يؤمنون، يكفرون، يتفكرون، يحافظون، يتقون

د آ ات أن العب ة بإثب ا الجبري الق، فارقن الى خ ه تع ات أن ة بإثب ا مجوس الأم ا فارقن ا أن ل، وآم اسب فاعل صانع عام

ر إرادة ولا ي الشىء، من غي والجبر والمعقول الذي أنكره سلف الأمة وعلماء السنة هو أن يكون الفعل صادرا عليئة ة /مش اح، وحرآ وب الري جار بهب ة الأش ل حرآ ار، مث دي . . . ولا اختي اق الأي ة . بإطب ي حرآ ي الأناس ه ف ومثل

إن رتعش ف وج والم وم والمفل اه المحم اده، وزن وده وصلاته وجه ام الإنسان وقع ين قي ة ب ة بديهي د تفرق ل يج آل عاقار ه مخت د ل ى الفعل مري ر . وسرقته وبين انتعاش المفلوج وانتفاض المحموم، ونعلم أن الأول قادر عل اني غي وأن الث

. قادر عليه ولا مريد له ولا مختار

ين والمحكي عن جهم وشيعته الجبرية أنهم زعموا، ا ب أن جميع أفاعيل العباد قسم واحد، وهو قول ظاهر الفساد، وبمه، القسمين من الفرقان انقسمت الأفعال، إلى اختياري، واضطراري، واختص المختار منها بإثبات الأمر والنهي علي

وم با تداد أو المحم لسكون، وشبه ولم يجئ في الشرائع ولا في آلام حكيم أمر الأعمى بنقط المصحف، والمقعد بالاش . ذلك، وإن اختلفوا في تجويزه عقلا أو سمعا فإنما منع وقوعه بإجماع العقلاء أولى العقل من جميع الأصناف

ق االله : فإن قيل يئة من خل هب أن فعلي الذي أردته واخترته هو واقع بمشيئتي وإرادتي أليست تلك الإرادة وتلك المشر توسط ؟ فهل يتأتى ترك الفعل معه . للفعلوإذا خلق الأمر الموجب ؟ تعالى ر بغي اب أن الأول جب ا في الب أقصى م

. الإرادة من العبد، وهذا جبر بتوسط الإرادة الجبر المنفي هو الأول آما فسرناه، وأما إثبات القسم الثاني، فلا ريب فيه عند أهل الاستنان والآثار، و أولى : فنقول/

ا الألباب والأبصار، لك ه، وربم ام إلي ادر الأفه ن لا يطلق عليه اسم الجبر خشية الالتباس بالقسم الأول، وفرارا من تبى ه في الصلاة عل دعاء المشهور عن ه ـ في ال ي ـ رضي االله عن ال عل سمى جبرا إذا أمن من اللبس وعلم القصد، ق

. جبار القلوب على فطراتها شقاها أو سعدهااللهم داحي المدحوات، وباري المسموآات، : النبي صلى االله عليه وسلم

ى، فبين أنه ـ سبحانه ـ جبر القلوب على ما فطرها عليه، من شقاوة أو سعادة وهذه الفطرة الثانية ليست الفطرة الأولى الفطرة ( : وبكلا الفطرتين، فسر قوله صلى االله عليه وسلم ه . آل مولود يولد عل الأولى واضح قال د وتفسيره ب محم

ه رهم ـ في قول ى أآث ال : بن آعب القرظي ـ وهو من أفاضل تابعي أهل المدينة وأعيانهم، وربما فضل عل ار، ق : الجبام ة أهل البصائر والاستدلال الت ث، ورؤي رآن والأحادي ره، وشهادة الق جبر العباد على ما أراد، وروى ذلك عن غي

د لتقليب االله ـ سبحانه وتعالى ـ قلوب العبا ذ من عن ل القضاء الناف ا، وتنزي ا وتقواه ه فجوره د، وتصريفه إياها وإلهام

Page 126: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ة ين غاي ا ب ا وعليه ا قضي له العزيز الحكيم، في أدنى من لمح البصر على قلوب العالمين، حتى تتحرك الجوارح بم . البيان، إلا لمن أعمى االله بصره وقلبه

وه أنا أسألك علي هذا التقدير بعد خرو : فإن قلت الوه وبين ا ق ى م اتي عل وه وثب وه وأبطل ذي نف ر ال دير الجب جي عن تق

؟ على فعله، وصح تسميته فاعلا على حقيقته وانبنى فعله على قدرته/آيف انبنى الثواب والعقاب

ى سواء الصراط ـ ادي إل أقول ـ واالله اله ار محم : ف ببا مقتضيا لآث د س ق فعل العب الى ـ خل م أن االله ـ تع ودة أو اعله من الكلمات ا بنيت علي ه م ب، وفق مذمومة، والعمل الصالح مثل صلاة أقبل عليها بقلبه ووجهه وأخلص فيها وراقد الطيبات، والأعمال الصالحات، يعقبه في عاجل الأمر نور في قلبه، وانشراح في صدره، وطمأنينة في نفسه ومزي

ر، في علمه، وتثبيت في يقينه، وقوة في عقله إلي غير ه عن الفحشاء والمنك ذلك من قوة بدنه، وبهاء وجهه، وانتهائ . وإلقاء المحبة له في قلوب الخلق، ودفع البلاء عنه وغير ذلك مما يعلمه ولا نعلمه

ر ار أخر من جنسها ومن غي ثم هذه الآثار التي حصلت له من النور والعلم واليقين وغير ذلك أسباب مفضية إلى آث

ل جنسها أرفع منه ذا قي دها، : ا وهلم جرا، وله يئة بع يئة الس ة الس دها، وإن من عقوب واب الحسنة الحسنة بع إن من ثاق وآذلك العمل السيئ مثل الكذب ـ مثلا ـ يعاقب صاحبه في الحال بظلمة في القلب وقسوة وضيق في صدره، ونف

ه ه، ونقص في يقين ان يطلب م آ اب عل ه، وانسداد ب ه وبغضه في واضطراب ونسيان ما تعلم ه، واسوداد وجه وعقل . قلوب الخلق، واجترائه على ذنب آخر من جنسه أو غير جنسه، وهلم جرا، إلا أن يتدارآه االله برحمته

ع / ا، آإفضاء جمي ا واقتضاؤه إياه اب، وإفضاء العمل إليه واب والعق ال، هي الث ا الأعم ي تورثه فهذه الآثار هي الت

ري والشبع، الأسباب التي جعلها االله ـ س ه ال بحانه وتعالى ـ أسبابا إلى مسبباتها، والإنسان إذا أآل أو شرب حصل له مع وجود و شاء ألا يشبعه ويروي ا، ول ا محكم وقد ربط االله ـ سبحانه وتعالى ـ الري والشبع بالشرب والأآل ربط

و أما ألا يجعل في الطعام قوة، أو يجعل في المحل قوة ما . الأآل والشرب فعل نعة، أو بما يشاء ـ سبحانه وتعالى ـ ول . شاء أن يشبعه ويرويه بلا أآل ولا شرب أو بأآل شيء غير معتاد فعل

ى العامل من : آذلك في الأعمال وب إل ه يث ا؛ لأن واب ثواب ا سمى الث ه إنم ذة، فإن ذة بالق ات حذو الق المثوبات والعقوبألا والعقاب عقابا؛ لأنه يعق . عمله، أي يرجع ا ب ل، إم ك العم ى ذل ه عل و شاء االله ألا يثيب ده، ول ب العمل، أي يكون بع

الى ـ ك لفعل ـ سبحانه وتع يجعل في العمل خاصة تفضي إلى الثواب، أو لوجود أسباب تنفي ذلك الثواب، أو غير ذل . وآذلك في العقوبات

ا، وحصول الت . أن نفس الأآل والشرب باختيار العبد ومشيئته : وبيان ذلك الى ـ أيض ي هي من فعل االله ـ سبحانه وتع

ذلك الشبع عقب الأآل ليس للعبد فيه صنع البتة، حتى لو أراد دفع الشبع بعد تعاطي الأسباب الموجبة له لم يطق، وآ . نفس العمل هو بإرادته واختياره، فلو شاء أن يدفع أثر ذلك العمل وثوابه بعد وجود موجبه لم يقدر

حكمة االله ـ تعالى ـ ومشيئته في جميع الأسباب في الدنيا والآخرة، لكن العلم بالأعمال النافعة في الدار الآخرة، فهذه /

دار، فبعث االله ـ ذه ال راق ه د ف بهم بع اد ومنقل ذلك مصير العب ق، وآ ول الخل ره غيب عن عق ال الضارة أآث والأعمك سبحانه وتعالى ـ رسله، وأنزل آتبه مبشرين ومنذرين؛ ه في ذل لئلا يكون للناس على االله حجة بعد الرسل، وحكمت

. تضارع حكمته في جميع خلق الأسباب والمسببات

وام وما ذاك إلا أن علمه الأزلي ومشيئته النافذة وقدرته القاهرة اقتضت ما اقتضته، وأوجبت ما أوجبته من مصير أقال وخلق أعمالهم . إلى الجنة، بأعمال موجبة لذلك منهم ا ق ار آم : وساقهم بتلك الأعمال إلى رضوانه، وآذلك أهل الن

لا، اعملوا فكل ميسر ( : فقال ؟ ألا ندع العمل ونتكل على الكتاب : الصادق المصدوق صلى االله عليه وسلم لما قيل لهل الشقاوة، فييسر لعمل أهل أما من آان من أهل السعادة، فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من آان من أه . لما خلق له . ) الشقاوة

فبين صلى االله عليه وسلم أن السعيد قد ييسر للعمل الذي يسوقه االله ـ تعالى ـ به إلى السعادة، وآذلك الشقي، وتيسيره ك العمل هو السبب ق ذل نفس خل اد، ف ال العب ق أفع ذا هو تفسير خل بابه، وه له هو نفس إلهامه ذلك العمل وتهيئة أس

Page 127: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ا ل هو فاعل ه بلا عمل ب و شاء لفعل قاوة، ول ى السعادة أو الش ا من . لمفضي إل ا يبقى فيه ا لم ة خلق ه ينشئ للجن فإن . الفضل

ب، / فالحكمة الكلية التي اقتضت ما اقتضته من الأسباب الأول : يبقى أن يقال ه في العواق وحقائق ما الأمر صائر إلي

ألة والتخصيصات والتمييزات الواقعة ف ي لا تختص بمس در، الت ات الق ك من آلي ي الأشخاص والأعيان، إلي غير ذل . وليس هذا الاستفتاء معقودا لها، وتفسير جمل ذلك لا يليق بهذا الموضع، فضلا عن بعض تفصيله . خلق أفعال العباد

ه، وأحاط ويكفي العاقل أن يعلم أن االله ـ عز وجل ـ عليم حكيم رحيم، بهرت الألباب حكمته و وسعت آل شيء رحمت

ع ه دون جمي رز ب ا احت ا مخزون بكل شيء علمه، وأحصاه لوحه وقلمه وإن الله ـ تعالى ـ في قدره سرا مصونا، وعلمم في ؤذن له خلقه، واستأثر به على جميع بريته، وإنما يصل به أهل العلم وأرباب ولايته إلى جمل من ذلك، وقد لا ي

الى ـ عن ذآر ما، وربما آلم النا ارك وتع ا ـ تب ر ربن د سأل موسى وعيسى وعزي ولهم، وق در عق ى ق س في ذلك عل . شيء من سر القدر، و أنه لو شاء أن يطاع لأطيع وأنه مع ذلك يعصى، فأخبرهم ـ سبحانه وتعالى ـ أن هذا سره

الم، وأن دم الع ه، ومقتضى وفي هذا المقام، تاهت عقول آثير من الخلائق، وفيه ضل القائلون بق صانعه موجب بذات

اب ى بعض أهل الكت داء إل ذا ال ا صنع، ودب بعض ه دع مم ان أب يس في الإمك بنفسه اقتضاء العلة للمعلول، وأنه لة، ال الإلهي ل الأفع ة تعلي وأتباع الرسل، فقد قرروا انحصار الممكن في الموجود وآل ذلك طلبا للاستراحة من مؤمن

و ة للأم باب الحادث ود الأس ة ووج وب رعاي ويز ووج ديل والتج ي التع ة ف م العائل در بعلله ل الق ه أه ة، وعلل ر الحادث . الأصلح، ولم يستقم لواحد من الفريقين أصلهم، ولم يطرد لهم/الصالح، أو

ه ان في لم بعض السلامة ـ وإن آ ة، وس ور والظلم دم الن ومن هنا ذهب أهل التثنية والتمجس إلى الأصلين، والقول بق

ن وع م يئة، ن ى محض المش ر إل ات حيث ردوا الأم ي أهل الإثب ر متكل اء ـ أآث ن الجف االله وضرب م وء ب ظن السذاتها ا ب رة واحدة وإنه وصرف الإرادة، وإن إنشاءها جميع الجائزات واقتضاءها آل الممكنات على نحو واحد ووتي

. تخصص وتميز

. مة ـ علمناها أو جهلناها ـ لكان أقرب إلى القبولولو خلط بهذا الكلام ضرب من وجوه الرحمة، وأنواع الحك

وبكل حال فلام التعليل في فعله ـ سبحانه وتعالى ـ ليست على ما يعقله أآثر الخلق من لام التعليل في أفعالهم، ووراء دة أصفيا : ما يعلمه هؤلاء ويقولون ذف في أفئ ه، وق وب أوليائ ئه، ممن استمسك مما أنار االله ـ سبحانه وتعالى ـ به قل

. فيما يظهر من الكلام بسبيل أهل الآثار، واعتصم فيما يبطن عن الإفهام، بحبل أهل الإبصار

ه اب سر قول و الألب ي غضبي ( : وفي هذا المقام تعرف أول ه ) سبقت رحمت يس إليك ( : ، وقول ه ) الشر ل دك { : ، وقول بي، ] .8 : الشعراء [ } وإذا مرضت فهو يشفين { : وقوله . ] 2 : الفلق [ } من شر ما خلق { : ، وقوله ] 26 : آل عمران [ } الخير

دا { م رش م ربه أرض أم أراد به ا ] .1 : الجن [ } وأنا لا ندري أشر أريد بمن في ال ا ش ا أن ، وم ك من أن الشر إم آل ذلى خالق آل شيء، فلا ذآر مضافا إل راده بال ا إف وم، وأم درج في العم باب، أو ين ى الأس يحذف فاعله، أو يضاف إل

. متميز . . . يقتضيه آلام حكيم، لما توجبه الحقيقة المقتضية للأدب المؤسس لا لمحض

دخلها إلا . وهنا يعرف سبب دخول خلق آثير الجنة بلا عمل ن ي ل، ول دخل إلا بعم ار فلا ت ا الن وإنشاء خلق لها، وأمن نفسك { : أهل الدنيا، ويعرف حقيقة بت { ، ] 79 : النساء [ } وما أصابك من سيئة فم ا آس يبة فبم ن مص ابكم م ا أص وم

ره من الصحابة ، مع أن ] .3 : الشورى [ } أيديكم ول الصديق وغي إن يكن صوابا فمن االله، وإن : السيئة من القدر، وقق بسبب من ه شعبة من الحق، وتعل اظر من د لحظ آل ن ا ق يكن خطئا فمنى ومن الشيطان، إلى غير ذلك مما فيه م

ذه إ م، فه ا ه ل م اب وقلي و الألب ه، إلا أول اب آل ؤمن بالكت وه الحق، وي ع وج ا يتب ي الصواب وم ى آل يرة إل ارة يس ش . التقدير

ه في وأما آون قدرة العبد، وآسبه له شأن من بين سائر الأسباب، فإن االله ـ عز وجل ـ خص الإنسان بأن علمه يورث

ي خص . الدنيا أخلاقا وأحوالا وآثارا ه، والوجوه الت ره من مخلوقات / وفي الآخرة أيضا أمورا أخر لم يحصل هذا لغيا بها الإنس ده منه ل إلا وعن ا من عاق ر من أن تحصى، وم ا أآث ا ونوع ه شخص ه وصفاته وأسمائه وأفعال ان في ذات

Page 128: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

إن االله ـ طرف؛ ولهذا حسن توجيه الأمر والنهي إليه، وصح إضافة الفعل إليه حقيقة وآسبا، مع أنه خلق االله تعالى، ف . صدر عنه، وحدث بقدرته الحادثةتعالي ـ خلق العبد وعمله وجعل هذا العمل له عملا قام به و

ى أمور أخر، فهل وأدنى أحوال الفعل، أن يكون بمنزلة الصفات، والأخلاق المخلوقة في العبد، إذا جعلت مفضية إل

. آلا ولما ؟ يصح تجريد العبد عنها

ه يبعث دا نهم، فإن ا يكون الفعل م ي به م وأما الأمر، فإنه في حق المطيعين من الأسباب الت ه يوجب له م أن تهم، ث عيذي الطاعة ومحض الانقياد والاستسلام فهو من جملة القدر السابق لهم إلي السعادة، وفي حق العاصين هو السبب ال

. يستحقون به العصيان، إذ لولا هو لما تميز مطيع من عاص

آثيرا، عن إدخال الأمر والنهي في وأيضا، في حقهم من القدر السابق لهم إلى المعصية؛ ليضل به آثيرا ويهدي به دم . . . ، يحل عقدة آثيرة هذا . . . جملة المقادير اد فظاهر الع ا أمر العب ب، وأم ه بالعواق من . . . سبحانه وتعالى؛ لعلم

و ع فه ن الجمي ل م س صدور الفع م وإن قصدهم نف ي علمه ان . . . المعاصي ف ى لس رعي عل ر الش اهر الأم ي ظ فا منقسم . . . آله/ لمرسلين بالكتب المنزلة واهللا الإرادة والأمر آل منهم وع . . . مظهر أمر وحكم يمضيه، ف ام الوق ع

رق . . . جامع للقسمين، وإلى شرع وبما بعد وربما وقف وع بف وذه، وهو خاص الوق القدر له والخير آل الخير في نف . تبهاإلى القسمين، واضع الأشياء في مرا

ق الصفات ه بخل و أن ه، ول ن خلقت في ى م ة والمعصية إل بة الطاع ول . وإذا صح نس ان أن يق ود : أفيحسن بالإنس أس

ا إرادة يس للإنسان فيه وأحمر وطويل، وقصير، وذآي، وبليد، وعربي، وعجمي، فيضيف إليه جميع الصفات التي ليلائمه وتارة بما ينافره، ثم يستبعد أن يضاف إليه ما خلق فيه من الفعل وتأثيرها فيه، تارة بما . أصلا البتة لقيامها به

ه : ثم يقول ؟ بواسطة قصده وإرادته المخلوقين أيضا ع إلا ل د في السيئ شيء، فهل الجمي يس للعب ل ليست لأحد ؟ ل با ه ومبدعه لا تن ى خالق ه غيره، لكن االله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقها له، وإضافة الفعل إل ى صاحبه، ومحل فى إضافته إل

. الذي هو فاعله وآاسبه وقد بينا الجبر المذموم ما هو

: فنقول . ونختم الكلام بكلام وجيز في سبب الفرق بين الخلق والكسب

. التقدير والتصوير : الإبداع والبرء، والثاني : أحدهما : الخلق يجمع معنيين ن يكون أبدع إبداعا مقدرا، ولما آان سبحانه وتعالى أبدع جميع الأشياء من العدم وجعل لكل خلق، فلا بد أ : فإذا قيل/

ه . شيء قدرا، صح إضافة الخلق إليه بالقول المطلق والتقدير في المخلوق لازم، إذ هو عبارة عن تحديده والإحاطة بق . . . وهذا لازم لجميع الكائنات، لا آما زعم، من حسب أن الخلق في ين الخل ا ب ام مفرق ذوات المساحة وهي الأجس

داع . . . والأمر بذلك، فإنه قول باطل مبتدع والأمر هو آلامه آما فسره الأولون، والخلق مفسر إزاء إب ق ب يجعل الخلذه . . . الصور الذهنية وتقديرها ومنه تسمية ة خارجة عن ال ا حقيق يس له ة ل جعل . . . ن واختلافا إذ هو صور ذهني

: سدى ما خلقت، وآما قال على في تمثال صنعه . . . الخلق بمعنى التقدير فقط مقطوعا عنه النظر إلى الإبداع بما قالولا . . . أنا خلقته والفرق ان ق الى ـ صح . . . الأولى، من حيث أن تلك الصورة مبتدعة، لك يكون إلا االله ـ سبحانه وتع

. سبحانه، بأنه خالق آل شيء وصفه

ال ى يق د اآتسب : وأما الكسب فقد ذآرنا أنه إنما ينظر فيه إلى تأثيره في محله، ولو لم يكن له عليه قدرة حت وب ق الثة لمجاورة المصحف، د اآتسب الحرم د ق دين، والجل ال العاب ة من أفع د اآتسب الحرم ح المسك، والمسجد ق من ري

ونا وريحا وطعما، فكل محل تأثر عن شيء مؤثر، وملائما، ومنافرا صح وصفه بالاآتساب بناء والثمرة قد اآتسبت له ره، وتحول أثره، وتغي ى ت ال /عل أثر عن الأفع ة، ولا يت ال الاختياري أثر عن الأفع ان يت ال، والإنس ى ح ال إل ن ح م

ه، الاضطرارية، فتورثه أخلاقا وأحوالا على أي حال آان، حتى على رأى من ى مجموع أفعال ر عل ق اسم الجب يطلال ب الأفع د توج ث ق ن حي م إلا م طرارية، الله لاف الاض ه، بخ ي نفس ة ف ال الاختياري أثير الأفع تيقن ت ه يس فإن

. الاضطرارية أمرا في نفسه، فيكون ذلك اختيارا

Page 129: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا الي ـ آ ا بفعل االله ـ تع اد ثم اعلم أن الاضطرار، إنما يكون في بدنه دون قلبه، إم ا بفعل العب قام، وإم لأمراض والأسا اه آله د بين ه ق ن وج ة، وم ا اختياري ي آله ه فه ت يدي ه، إذا حرآ ة في ه المنفوخ ال روح ا أفع بس، وإم د والح آالقي

ة الاضطرار هو أن اضطرار . . . اضطرارية، فاضطرارها هو عين ا هو بالاضطرار، وحقيق ا إنم . . . ، واختياره . جه وآرهت من وجه آخر، وهذا آله لا يمنع ورود التكليف، واقتضاء الثواب والعقابوربما أحبت من و

. ، والحمد الله وحده ] 4 : الأحزاب [ } والله يقول الحق وهو يهدي السبيل { : هذا الذي تيسر آتابته في الحال

: بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية ـ رحمه االله سئل شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد

ق : ما تقول السادة العلماء أئمة الدين ـ رضي االله عنهم أجمعين ـ في أفعال العباد ة حين خل ة، أم مخلوق هل هي قديمول ؟ الإنسان ى من يق ا الحجة عل ذي ق : وم در ال ا من الق ات، وغيره اد من الحرآ ال العب ائر أفع ق إن س ل خل در قب

ل ؟ السموات والأرض ول القائ ال الماضية، آق ل : وفيمن لم يستثن في الأفع م يق ا، ل ون قطع ة أو شجرة زيت ذه نخل ه . شيء إلا ويسترجع فيه المشيئة، ويسأل البسط في ذلك

: فأجاب ـ رضي االله عنه

ام الحمد الله رب العالمين، أفعال العباد مخلوقة باتفاق سلف الأمة و أئمتها، آما نص علي ذلك سائر أئمة الإسلام، الإم

ال بعضهم ي ق ده، حت ال : أحمد ومن قبله وبع ال : من ق ة من ق و بمنزل ة، فه ر مخلوق اد غي ال العب إن السماء : إن أفع . ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة : والأرض غير مخلوقة، وقال يحيى بن سعيد العطار

ر و اد غي ال العب ة، أن أفع ا أظهرت القدري ك لم روا ذل د أظه ان السلف ق دثها أو / آ د يح وا أن العب ة الله، وزعم مخلوق

. يخلقها دون االله، فبين السلف والأئمة أن االله خالق آل شيء من أفعال العباد وغيرها

دع من ثم لما أظهر طائفة من المنتسبين إلى السنة، أن ألفاظ العباد بالقرآن غير ك وب د ذل ام أحم ة، وأنكر الإم مخلوقاب ] السنة [ قاله، ثم لما مات قام بعده صاحبه أبو بكر المروذي، فصنف في ذلك مصنفا، ذآره أبو بكر الخلال في آت

ظ ال اللف ة أول من ق وق، والجهمي ر مخل القرآن غي أن لفظي ب ول ب د الق ه أحم ر علي ا أنك ي طالب لم ألة أب وذآر مس . لوق، ورواه عنه ابناه صالح وعبد االله، وحنبل ابن عمه، والمروزي وفوران وغيرهم من أجلاء أصحابهبالقرآن مخ

ة، وصنف : وأنكر الأئمة من أصحاب أحمد وغيرهم من علماء السنة من قال ر مخلوق الهم غي إن أصوات العباد وأفع

ة إن ا : البخاري في ذلك مصنفا، آما أنهم بدعوا وجهموا من قال رآن مخلوق أو . الله لا يتكلم بصوت، أو أن حروف القولم يقل قط أحد . إن اللفظ بالقرآن مخلوق، فرد الأئمة هذه البدعة آما ذآرنا ذلك مبسوطا في غير هذا الموضع : قالوا

. لا من أصحاب أحمد المعروفين، ولا من غيرهم من العلماء المعروفين، أن أفعال العباد قديمة أرض العجم، وأرض مصر وإن أخرين ب د، . ما رأيت هذا قولا لبعض المت ى مذهب الشافعي أو أحم من المنتسبين إل

ون ت بعض المصريين يقول ون / : فرأي ة، ويقول ر قديم ر وش ن خي اد م ال العب س : إن أفع ال نف ا بالأفع يس مرادن لدي ا جاء في الح ا، آم ذي يكون عليه ه في صورة رجل ( : ثالحرآات، ولكن مرادنا الثواب ال رى عمل أن المؤمن ي

. ) حسن الوجه طيب الريح

. واحتجوا على ذلك بأن الأفعال من القدر، والقدر سر االله وصفة من صفاته، وصفاته قديمة

ول في غا ذا ق ة، وه ة واحتجوا بأن الشرائع غير مخلوقة؛ لأنها أمر االله وآلامه، والأفعال هي الشرائع، فتكون قديم يى أن ة عل ره من الأئم ه نص هو وغي د، فإن ام أحم م، وأحدهم الإم ة الإسلام آله الفساد، وهو مخالف لنصوص أئم

. فكيف بالثواب الذي يعطيه على سائر أعمال العباد . الثواب الذي يعطيه االله على قراءة القرآن مخلوق

لم ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد، وغيره من أهل السنة عل ه وس ي صلى االله علي : ى أن القرآن مخلوق بقول النبرآن في صورة الرجل ( أتي الق ر صواف، وي ان من طي ان أو فرق ان أو غيايت ا غمامت تأتي البقرة وآل عمران آأنهم

د وصف : ونحو ذلك قالوا ) الشاحب الى ق أن االله تع نفسه ومن يأتي ويذهب لا يكون إلا مخلوقا، أجابهم الإمام أحمد ب

Page 130: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه ان، بقول المجىء والإتي ك { : ب ات رب ض آي أتي بع ك أو ي أتي رب ة أو ي أتيهم الملائك ا أن ت رون إل ل ينظ ام [ } ه : الأنعوق ، ومع هذا ] 22 : الفجر [ } وجاء ربك والملك صفا صفا { : ، وقال ] 158 ه مخل ى أن اق، / فلم يكن هذا دليلا عل بالاتف

راد : جاء أمره، وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون : بل قد يقول القائل ي أن الم ة عل ذه الآي القرآن مخلوق ويتأولون هه ه تجيء الب ؟ بمجيئه مجيء أمره، فلم لا يجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثواب راد بقول رة وآل ويكون الم ق

. عمران بمجيء ثوابها، وثوابها مخلوق

أي ثوابهما، ليجيبوا الجهمية الذين ) تجيء البقرة وآل عمران ) : وقد ذآر هذا المعنى غير واحد، وبينوا أن المراد بقولهة أو صو رة شاب احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق، فلو آان الثواب أيضا الذي يجيء في صورة غمام

ة : غير مخلوق، لم يكن فرق بين القرآن والثواب، ولا آان حاجة إلى أن يقولوا ان جوابهم للجهمي يجيء ثوابه، ولا آ . أنتم تقولون؛ إنه غير مخلوق، وأن ثوابه غير مخلوق، فلا ينفعكم هذا الجواب : صحيح، بل آانت الجهمية تقول

ال، فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية آانوا ائر الأعم واب س وق، فكيف يكون ث متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخل

ار اب هو الن ا، والعق ا فيه ة بم وهذا بين، فإن الثواب والعقاب هو ما وعد االله به عباده، وأوعدهم به فالثواب هو الجنذه د ه ام أحم ى بما فيها، والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق، وقد ذآر الإم رد عل ه في ال ا آتب الحجة، فيم

: الزنادقة والجهمية فقال

رآن يجيء في صورة الشاب الشاحب، ( / ما ادعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التي رويت : باب أن القارك، وأ : فيقول ؟ من أنت : فيقول له ؟ هل تعرفني : فيأتي صاحبه فيقول ال أنا القرآن الذي أظمأت نه ك، ق : سهرت ليلقل { : من قرأ ( : إن القرآن لا يجيء بمعني أنه قد جاء : فادعوا أن القرآن مخلوق، فقلنا لهم ) يارب : فيأتي به االله؛ فيقول

ول لا يجيئه، بل يجيء ث } قل هو الله أحد { : ، ألا ترون من قرأ ) ، فله آذا وآذا } هو الله أحد رآن فنق رأ الق ا نق ه؛ لأن واب . لا يجيء، ولا يتغير من حال إلى حال

فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء، وهو المخلوق من العمل، فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال،

. ! ! وهو ثواب القرآن، فكيف ثواب غيره } قل هو الله أحد { فإذا آان هذا ثواب

در : وأما احتجاج المحتج، بأن الأفعال قدر االله فيقال له ه المق ال . لفظ القدر يراد به التقدير، ويراد ب إن أردت أن أفع فالعباد نفس تقدير االله الذي هو علمه وآلامه ومشيئته ونحو ذلك من صفاته، فهذا غلط وباطل، فإن أفعال العباد ليست

ات شيئا من صفات االله ـ تعالى ائر المخلوق ا أن س ـ وإن أردت أنها مقدرة قدرها االله تعالى، فهذا حق، فإنها مقدرة آمنة، وآل مقدرة، وقد ثبت في الصحيح، أن االله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف س

. تلك المقدورات مخلوقة : حدثنا رسول االله صلى االله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : وثبت في الصحيحين عن عبد االله بن مسعود قال/م يبعث ( ك، ث ل ذل أن خلق أحدآم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مث

ال ات، فيق أربع آلم ؤمر ب ك في ر : إليه المل ه ال نفخ في م ي ه، وشقي أو سعيد، ث ه وعمل ه وأجل الرزق . ) وحاآتب رزق فدر ه مق ع أن وق م ه مخل ذي يأآل رزق ال وم أن ال ه، ومعل در عمل ا ق دره آم عادته . والأجل ق ذلك س ه، وآ ذلك عمل فك

. وشقاؤه، وسعادته وشقاؤه هي ثواب العمل وعقابه، وآل ذلك مقدر، آما أن الرزق مقدر، والمقدر مخلوقا إن الأعمال هي الشرائع، والشرائع : وأما قولهم م أيض ال له ة، فيق ر مخلوق ذي : غي ه آلام االله ال راد ب لفظ الشرع ي

ق ول، آلفظ الخل ا المفع راد به ا المصدر، وي راد به اظ ي ذه الألف إن ه شرع به الدين، ويراد به الأعمال المشروعة، ف . ونحوه

. نإن أعمال العباد هي الشرع الذي هو آلام االله، فهذا باطل ظاهر البطلا : فإن قلتم

وإن أردتم أن الأعمال هي المشروعة بأمر االله بها فهذا حق، لكن أمر االله غير مخلوق، وأما المأمور به المكون بأمر

. االله أو الممتثل بأمر االله، فإنه مخلوق، آما أن العبد المأمور مخلوق

Page 131: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال / ا ق ه أ { : ولفظ الأمر يراد به المصدر، والمفعول، فالمفعول مخلوق، آم ر الل ى أم ال ] 1 : النحل [ } ت ر { : وق ان أم وآي . ] 38 : الأحزاب [ } الله قدرا مقدورا ة الت ذه الآي ه، وه فهنا المراد به المأمور به، ليس المراد به أمره الذي هو آلام

: لموضع فريقاناحتج بها هؤلاء تضمنت الشرع، وهو الأمر والقدر، وقد ضل في هذا ا

ما آان مقدورا فهو : ويقولون } وآان أمر الله قدرا مقدورا { : آلام االله مخلوق، ويحتجون بقوله : الجهمية الذين يقولون . مخلوق وهؤلاء الحلولية الضالون، الذين يجعلون فعل العباد قديما بأنه أمر االله وقدره، وأمره وقدره، غير . مخلوق

ه ي قول ه المفعول فف راد ب ه المصدر وي درا { : ومثار الشبهة أن اسم القدر، والأمر، والشرع، يراد ب ه ق ر الل ان أم وآ

ه ] 38 : الأحزاب [ } مقدورا ه أن { : ، المراد به المأمور به المقدور، وهذا مخلوق، وأما في قول ر الل ك أم يكم ذل ه إل } زلأمرآم أن { : ، فأمره آلامه إذ لم ينزل إلينا الأفعال التي أمرنا بها وإنما أنزل القرآن، وهذا آقوله ] 5 : الطلاق [ إن الله ي

. ، فهذا الأمر هو آلامه ] 58 : النساء [ } تؤدوا الأمانات إلى أهلها

ه فإذا احت ات بقول دورا { : ج الجهمي الذي يؤول أمره إلى أن يجعله حالا في المخلوق درا مق ه ق ر الل ان أم ه } وآ ل ل : قيتعجلوه { : المراد به المأمور به، آما في قوله ا تس ي يحد ] 1 : النحل [ } أتى أمر الله فل ال عن الحوادث الت ا يق ثها ، وآم

ه، وتحل في : االله ارن ذات رب تق ه / هذا أمر عظيم، وإذا احتج الحلولي الذي يجعل صفات ال ات بقول ان { : المخلوق وآذي : ، وقال الأفعال قدره وأمره، وأمره غير مخلوق، وقدره غير مخلوق، قيل له } أمر الله قدرا مقدورا أمره وقدره اله هو صفته آمشيئته وآ أمور ب وق، والم دور مخل وق، فالمق دور فمخل در مق ذي هو ق ره ال ا أم وق، فأم لامه غير مخل

. مخلوق، وإن سميا أمرا وقدرا

ه ولا مشروعا، : ثم يقال لهؤلاء الضالين أمورا ب يس هو م ه ل المنهي عن را وشرعا، ف ه يسمى أم أمور ب هب أن المة للأمر والشرع، وهو منه ر، والفسوق، والعصيان شرائع، وليست من وإنما هو مخالف ه، فكيف سميتم الكف ي عن

ا { : ولكن هي مما نهت عنه الشريعة، ولما قال سبحانه ! ؟ الشرائع أمر فاتبعه ن ال ريعة م ى ش ة [ } ثم جعلناك عل : الجاثي . ! ؟ وهل أمر الرسول باتباع ذلك وباجتنابه واتقائه ! ؟ ن، هل دخل في هذه الشريعة الكفر، والفسوق، والعصيا ] 18

ول : وأما قول السائل ى من يق ا الحجة عل ق : م ل خل در قب ذي ق در ال ا من الق ات، وغيره اد من الحرآ ال العب إن أفع

ذا الك : فيقال له ؟ السماوات والأرض ل ه ه حجة، ب يس علي د أحسن وأصاب ول ول فق ى من قال هذا الق لام حجة عله ن عمرو عن د االله ب لم في صحيحه، عن عب ذي رواه مس نقيض مطلوبه، فإن لفظ رسول االله صلى االله عليه وسلم ال

ق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ( : صلى االله عليه وسلم قال ل أن يخل ق، قب ادير الخلائ در ) إن االله قدر مق فقة، وهل أعمالهم وأرزاقهم وصورهم وألوانهم، وآل دورات المخلوق ال من المق ى أن الأعم ذلك مخلوق، فدل ذلك عل

ك موجودا /إن عمل العبد آان موجودا : يقول عاقل قبل وجوده، وعمل العبد حرآته التي نشأت عنه، فكيف يكون ذل . قبله

ال ه وق ه : ومن فسر آلام ال ل ا، فيق ا ثوابه ة، ولكن أردن رد الحرآ م ن ا ل ا سو : إن ه آل م وق، وآلام و مخل ى االله فهما سوى االله وصفاته فهو مخلوق، : وصفاته ليست خارجة عن مسماه، بل آلامه داخل في مسمى اسمه، ولو قال قائل

ال من السلف ـ ا سواه : ليزيل هذه الشبهة، آان قد قصد معنى صحيحا، وآذلك إذ قال ـ آما قال من ق االله الخالق وموهم المستمع مخلوق، إلا القرآن، فإن ئلا يت رآن ل تثنوا الق ه آلام االله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، فهؤلاء اس

. أن القرآن المنزل مخلوق

ون : فإن الجهمية آانوا يقولون للناس ر االله، فيقول ه غي م مقصودهم بأن بهم من لا يفه : القرآن هو االله أو غير االله، فيجيرآن آل ما سوى االله مخلوق، فق ة أن الق م يعرف مقاصد الجهمي ئلا يظن من ل ارة؛ ل ذه العب ال من السلف ه ال من ق

وما سوى : إن ذلك لا يدخل في عموم قوله : وما سوى االله مخلوق، فقالوا : مخلوق؛ لظنه أن ذلك يدخل في عموم قولهان إلا القرآن فإنه ليس بمخلوق، وإن أدخله من أدخله في : االله مخلوق، فقالوا قول القائل وما سوى االله مخلوق، فلما آ

دخل، والمخاطب ممن ارة لا ت لفظ الغير والسوي فيهما اشتراك، فصفة الشيء تدخل تارة في لفظ الغير والسوي، وت . يفهم دخول القرآن في لفظ السوي، استثناه السلف

Page 132: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ات، إلا القدر / وم المخلوق ون فأما أفعال العباد، فلم يستثنها أحد من عم ذين يقول ة ال ة : ي ا ـ من المعتزل م يخلقه إن االله ل . ونحوهم

إن أفعال : إنها محدثة آائنة بعد أن لم تكن، إلا هؤلاء الحلولية، وما علمت أحدا من المتقدمين قال : لكن هؤلاء يقولون

تأخري المصريين، وبلغني نحو العباد من الخير أو الشر قديمة، لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة إلا عن بعض مالوا ا، فق وا عنه اميين توقف ول : ذلك عن بعض متأخري الأعاجم ورأيت بعض شيوخ هؤلاء من الش هي مقضية : نق

ول درة، ولا نق ي : مق ان، وآلام السلف ف ر من الإيم ال الخي أن أفع رق ب اس ف ة، وبعض الن ر مخلوق ة ولا غي مخلوق . عالإيمان مذآور في غير هذا الموض

ة ن الأئم د م ا أح م يقله ة ل دة باطل وال فاس ك أق ي ذل ف ف ر، والتوق ال الخي دم أفع دمها أو ق ة، بق وال الثلاث ذه الأق وهتلاوة المشهورين، ولا يقولها من يتصور ما يقول، وإنما أوقع هؤلاء فيها ما ظنوه في مسألة اللفظ بالقرآن، ومسألة ال

ه وقد أوضح . والمتلو، ومسألة الإيمان ان علي ذي آ ول الحق والوسط ال ا الق رآن، وبين ألة الق اس في مس ذاهب الن نا م . السلف، والأئمة الموافق للمنقول والمعقول، وبينا انحراف المنحرفين من المثبتة والنفاة في غير هذا الموضع

ور : يه قديمة، وقالواوقد آل الأمر بطائفة ممن يجعلون بعض صفات العبد قديما، إلى أن جعلوا الروح التي ف/ بقدم الن

. القائم بالشمس والقمر، ونحو ذلك من المقالات، التي بينا فسادها ومخالفتها للسلف والأئمة في غير هذا الموضع

ؤول وهؤلاء يشترآون في القول بحلول بعض صفات الخالق في المخلوق، وأما الجهمية الذين هم شر من هؤلاء، فيد اجتمع الأمر بهم إلى أن ي ان ق ات، وآ جعلوا الخالق نفسه يحل في المخلوقات آلها، أو يجعلونه عين وجود المخلوق

. شيخ هؤلاء الحلولية الجهمية بشيوخ أولئك الحلولية الصفاتية

. وبسبب هذه البدع وأمثالها، وغيرها من مخالفة الشريعة جرى ما جرى من المصائب على الأئمة

ره د وغي ى والإمام أحم رد عل ه من ال ا آتب ال ـ فيم الحلول وشبهوا هؤلاء بالنصارى، وق ول ب روا الق ة أنك من الأئمه : الزنادقة والجهمية قال ـ ان ل ذ، وآ فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو االله، أنه آان من أهل خراسان من أهل الترم

م خصومات وآلام، وآان أآثر آلامه في االله، فلقى أناسا من المشرآين ال له ه : يق الوا ل م، فق وا الجه : السمنية، فعرفم ه الجه وا ب ا آلم ان مم ك، فك نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دين

ه / قال الجهم ؟ ألست تزعم أن لك إلها : أن قالوا ال ؟ فهل رأيت إلهك : نعم، فقالوا ل الوا . لا : ق ه فهل : ق ؟ سمعت آلاما : قالوا . لا : قال ؟ فوجدت له حسا : قالوا . لا : قال ؟ فشممت له رائحة : قالوا . لا : قال ه مجس ال ؟ فوجدت ل الوا . لا : ق : ق

ه ه إل دريك أن ا ي ال ؟ فم ة ز : ق ل حج ة، مث تدرك حج ه اس م إن ا، ث ين يوم د أربع ن يعب در م م ي م فل ر الجه ة فتحي نادقإذا ريم هو روح االله من ذات االله، ف ن م ذي في عيسى اب النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الاء، وهو روح غائب ا يش أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه، فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما شاء، وينهي عم

. عن الأبصار

فهل : قال . لا : قال ؟ فهل رأيت روحك : قال . نعم : قال ؟ لست تزعم أن فيك روحاأ : فاستدرك الجهم حجة، فقال للسمنيه ال ؟ سمعت آلام ال . لا : ق ا : ق ا أو مجس ه حس ال ؟ فوجدت ل ال . لا : ق ه : ق ا ولا تسمع ل ه وجه رى ل ذلك االله لا ت فك

ى أن صوتا، ولا تشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار، ولا يهم إل رد عل م في ال ان، وتكل ان دون مك يكون في مك : قال

ا : ثم إن الجهم ادعى أمرا آخر فقال وق، فقلن ة : إنا وجدنا آية من آتاب االله تدل على القرآن أنه مخل ال ؟ أي آي ول : فق قم في : فقلنا . ، وعيسى مخلوق ] 171 : النساء [ } تهإنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وآلم { : االله إن االله منعك الفه

ا يأآل ويشرب / القرآن، عيسى تجري عليه ألفاظ، لا تجري على القرآن؛ لأنه ودا وطفلا وصبيا، وغلام يسميه مولة . وهو مخاطب بالأمر والنهي يجري عليه الوعد والوعيد وح، ومن ذري ة ن ا أن ثم هو من ذري راهيم، ولا يحل لن إب

. ! ؟ نقول في القرآن ما نقول في عيسى، هل سمعتم االله يقول في القرآن ما قال في عيسى

Page 133: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اؤه ول االله جل ثن ريم { : ولكن المعنى في ق ى م ا إل ه ألقاه ه وآلمت ول الل ريم رس ن م يح عيسى اب ا المس : نساء ال [ } إنمالكن : ، فالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له ] 171 ن، ف آن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو الكن، ولكن آان بك

. من االله قول، وليس الكن من االله مخلوقا

الوا ة ق ه، إلا أ : وآذب النصارى والجهمية على االله في أمر عيسى، وذلك أن الجهمي ة عيسى روح االله، وآلمت ن الكلمة االله من ذات االله : وقالت النصارى . مخلوقة ال . عيسى روح االله من ذات االله، وآلم ا يق ذا : آم ة من ه ذه الخرق إن هة . إن عيسى بالكلمة آان : وقلنا نحن . الثوب ه . وليس عيسى هو الكلم ول االله وروح من ا ق ول . وأم ان : يق ره آ من أم

ه ه { : الروح فيه، آقول ا من أرض جميع ي ال ا ف ماوات وم ي الس ا ف م م خر لك ة [ } وس ول . ] 13 : الجاثي ره، و : يق من أم . عبد االله وسماء االله : تفسير روح االله إنما معناها أنها روح بكلمة االله خلقها االله، آما يقال

: عن أعمالهم فقالوبين أحمد أن آلام الآدميين مخلوق، فضلا

ا آون : قالوا ؟ لم أنكرتم ذلك : بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون االله آلم موسى، فقلنا/ إن االله لم يتكلم ولا يتكلم، إنم

فتين ا . شيئا فعبر عن االله وخلق صوتا فأسمع، وزعموا أن الكلام لا يكون إلا من جوف ولسان وش فهل يجوز : فقلنذآري { : يا موسى، أنا ربك أو يقول : غير االله، أن يقول لمكون لاة ل م الص : طه [ } إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأق

ول ] 14 ان يق يئا آ ا زعم الجهمي أن االله آون ش ان آم و آ ة، ول ك ، فمن زعم أن ذلك غير االله، فقد ادعى الربوبي ذلالمين { : ىا موسى إن االله رب العالمين، لا يجوز له أن يقول : المكون ه رب الع ال ] .3 : القصص [ } إني أنا الل د ق ، وق

، ] 143 : الأعراف [ } اتنا وآلمه ربهولما جاء موسى لميق { : ، وقال ] 164 : النساء [ } وآلم الله موسى تكليما { : االله تعالى . ، فهذا منصوص القرآن ] 144 : الأعراف [ } إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي { : وقال

ة عن : فأما ما قالوا ال إن االله لا يتكلم، ولا يكلم، فكيف يصنعون بحديث الأعمش عن خيثم اتم الطائي ق ن ح : عدي ب

ان ( : قال رسول االله صلى االله عليه وسلم ه ترجم ه وبين يس بين يهم . ) ما منكم من أحد إلا سيكلم ربه ل وبسط الكلام عل : إلى أن قال

تكلم قد أعظمتم على االله الفرية حين زعمتم أنه لا يتكلم، فشبهتموه بالأصنام التي تعبد من دون االله؛ لأن الأصن ام لا ت

ا : ولا تتحرك، ولا تزول من مكان إلى مكان، فلما ظهرت عليه الحجة قال وق، قلن : إن االله قد يتكلم، ولكن آلامه مخلان في وقت / وآذلك بنو آدم آلامهم مخلوق، فقد شبهتم االله بخلقه، حين د آ ذهبكم ق ي م وق، فف ه مخل زعمتم أن آلام

ذه الصفة من الأوقات لا يتكلم حتى خلق التك الى االله عن ه بيه، فتع ر وتش ين آف ول . لم، فقد جمعتم ب ل نق م : ب إن االله ل . إنه آان، ولا يتكلم حتى خلق، وذآر تمام آلامه : يزل متكلما إذا شاء، ولا نقول

. على الأمرينفقد بين أن آلام الآدميين مخلوق خلقه االله، وذلك أبلغ من نصه على أن أفعال العباد مخلوقة، مع نصه

: إذا أردت أن تعلم أن الجهمي آاذب على االله، حين زعم أنه في آل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل : وقال

ى : نعم، فقل له : فيقول ! ؟ أليس االله آان ولا شيء ه يصير إل ا عن نفسه، فإن حين خلق خلقه، خلقه في نفسه أو خارج . دة منها إن زعم أن االله خلق الخلق في نفسه، آفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه واح : ثلاثة أقاويل

ذر ردىء : وإن قال ان وحش ق ه دخل في مك . خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم آان هذا أيضا آفرا حين زعم أن . مع، وهو قول أهل السنةخلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أج : وإن قال

غ، م أبل ى آلامه ة، والنص عل الهم مخلوق ى أن أفع فقد بين أحمد أن آلام الآدميين مخلوق، ونص في غير موضع عل

اع سلف / إن : فمن قال . فإن الشبه فيه أظهر آلام الآدميين، أو أفعالهم قديمة، فهو مبتدع مخالف للكتاب والسنة وإجم . الأمة وأئمتها

Page 134: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

الاستثناء في الماضي المعلوم المتيقن: فصــل

ذا إنسان إن شاء االله، أو السماء : وأما الاستثناء في الماضي المعلوم المتيقن، مثل قوله ذه شجرة إن شاء االله، أو ه هاع اء االله، أو الامتن ول االله إن ش د رس اء االله، أو محم ه إلا االله إن ش اء االله، أو لا إل ا إن ش ولفوقن ن أن يق د : م محم

. فهذه بدعة مخالفة للعقل والدين . هذه شجرة قطعا : رسول االله قطعا، وأن يقول

م يكن الشيخ ن مرزوق ول ي عمرو اب ى الشيخ أب ولم يبلغنا عن أحد من أهل الإسلام إلا عن طائفة من المنتسبين إلرين . يقول بذلك ولا عقلاء أصحابه ه ولكن حدثني بعض الخبي ازع صاحبان ل ه تن د موت ه بع ك، : أن د المل حازم وعب

ك في د المل ه عب ذلك، وخالف رك القطع ب ا، وت فابتدع حازم هذه البدعة في الاستثناء في الأمور الماضية المقطوع به . ذلك موافقة لجماعة المسلمين وأئمة الدين

دم من الهذ/ وأما الشيخ أبو عمرو، فكان أعقل من أن يدخل في مثل هذا ا تق ان م ن، وإن آ م ودي ه عل ان ل يان، فإنه آ

ذلك . مسألة قدم أفعال العباد من خير وشر يعزى إليه ل . وقد أراني بعضهم خطه ب د قي ان : فق ك، وآ ه رجع عن ذل إن . وأمسك . هي مقضية مقدرة : يسلك طريقة الشيخ أبي الفرج المقدسي الشيرازي، ونقل عنه أنه آان يقف ويقول

والشيخ أبو الفرج آان أحد أصحاب القاضي أبي يعلي، ولكن القاضي أبو يعلي لا يرضى بمثل هذه المقالات، بل هو وق ـ فضلا عن أن ه مخل ممن يجزم بأن أفعال العباد مخلوقة، ولو سمع أحدا يتوقف في الكفر والفسوق والعصيان أن

. ه أعظم الإنكارإن أفعال العبد من خير وشر قديمة ـ لأنكرعلي : يقول

وإن آان في آلام القاضي مواضع اضطرب فيها آلامه وتناقص فيها وذآر في موضع آلاما بني عليه من وافقه فيه ألة اللفظ ا جرى في مس رة، آم ا آثي من أبنية فاسدة، فالعالم قد يتكلم بالكلمة التي يزل فيها فيفرع أتباعه عليها فروع

. يمان وأفعال العبادوآلام الأدميين ومسألة الإ

الوا وق ولا ق ر مخل ين غي ديم ولا أن : فإن السلف والأئمة ـ الإمام أحمد وغيره ـ لم يقل أحد منهم أن آلام الآدمي ه ق إنة ا قديم ا . أفعال العباد غير مخلوقة، ولا أنه الوا أيض وق : ولا ق ر مخل ه غي ديم ولا إن ان ق الوا . إن الإيم إن لفظ : ولا ق

وا من إطلاق ا وق ولكن منع القرآن / لعباد بالقرآن مخلوق، ولا إنه غير مخل وق، وأن اللفظ ب ان مخل أن الإيم ول ب القمخلوق، لما يدخل في ذلك من صفات االله تعالى، ولما يفهمه هذا اللفظ من أن نفس آلام الخالق مخلوق وأن نفس هذه

رآن آلام االله، حروف الهجاء مخلوق : الكلمة مخلوق، ومنعوا أن يقال ة؛ لأن القائل هذه المقالات يلزمه أن لا يكون الق . وأنه لم يكلم موسى

ال : فجاء أقوام أطلقوا نقيض ذلك فقال بعضهم ة من ق ره من الأئم لفظي بالقرآن غير مخلوق، فبدع الإمام أحمد وغي

. ذلك

ر حتى صار ي . وآذلك أطلق بعضهم القول بأن الإيمان غير مخلوق ان غي ي هي إيم اد الت ال العب ك أن أفع م من ذل فهة ر مخلوق ر . مخلوقة، فجاء آخرون فزادوا على ذلك فقالوا آلام الآدميين مؤلف من الحروف التي هي غي فيكون غي

ناعة، . فأفعال العباد آلها غيرمخلوقة : وقال آخرون . مخلوق ا وش ا زادت قبح ا وذآر لوازمه رع عليه والبدعة آلما ف . وأفضت بصاحبها إلى أن يخالف ما يعلم بالاضطرار من العقل والدين

. وقد بسطنا الكلام في هذا، وبينا اضطراب الناس في هذا في مسألة القرآن وغيرها

ه هو الأ /أن حروف القرآن ليست من آلام االله، : وهذا آما أن أقواما ابتدعوا ائم بذات مر وأن آلام االله إنما هو معني ق

ل ر بك و الأم ون ه د لا يك ي الواح إن المعن ل الصحيح، ف ل الصريح، والنق د بالعق لام فاس ذا الك ر، وه والنهي والخبون م يقول دا، وه رآن واح ل والق وراة والإنجي ى الت ر، ولا يكون معن ك : مأمور، والخبر عن آل مخب ر عن ذل إذا عب

ا الكلام بالعربية صار قرآنا، وإذا عبر عنه بالعبرية ص ة ومعانيه ار توراة، وهذا غلط، فإن التوراة يعبر عنها بالعربي . ليست هي معاني القرآن، والقرآن يعبر عنه بالعبرية وليست معانيه هي معاني التوراة

Page 135: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ك ون مع ذل ره يقول ه، آالأشعري وغي ه علي ه هو ومن اتبع ن آلاب، ولكن ه اب رآن : وهذا القول أول من أحدث إن الق . ب حقيقة، متلو بالألسن حقيقة، مكتوب في المصاحف حقيقةمحفوظ بالقلو

ذآور بالألسن، ا أن االله م و بالألسن آم القلوب، ومتل وم ب ا أن االله معل القلوب آم وظ ب ه محف ك بأن ل ذل نهم من يمث ومإن ن آلاب والأشعري ف ق مذهب اب ومكتوب في المصاحف، آما أن االله مكتوب في المصاحف، وهذا غلط في تحقي

ع مراتب ا أرب ائق له ه، والحق ارة عن ى عب ي، وعلمي، ولفظي، ورسمي : القرآن عندهم معن م . وجود عين يس العل فلفزاد هؤلاء قول ابن آلاب والأشعري . بالمعنى له المرتبة الثانية، وليس ثبوته في الكتاب آثبوت الأعيان في الكتاب

. قبحا ط، وأن الحروف ليست من آلام االله، تم تبع أقوام من أتباعهم أحد أهل ال/ ذات االله فق مذهب، وأن القرآن معنى قائم ب

داد وورق، ه إلا م يس في ك أن المصحف ل ى ذل موا إل د، فض ل أو محم نفها جبري واء أو ص ي اله ا االله ف ل خلقه به د ا رأوا أن مجرد آون ه، لم ى آلام االله فيجب احترام ل عل يلا لا يوجب وأعرضوا عما قاله سلفهم من أن ذلك دلي ل

ؤلاء ا فصار ه ه ولا يجب احترامه ة علي ا أدل ودات آله إن الموج الكلام، ف تكلم ب الق الم ى الخ دليل عل رام، آال الاحتا آتب في المصاحف يمتهنون المصحف حتى يدوسوه بأرجلهم، ومنهم من يكتب أسماء االله بالعذرة إسقاطا لحرمة م

. والورق من أسماء االله وآياته

افر وقد ات ه آ ه، إن ة ل ه إهان فق المسلمون على أن من استخف بالمصحف، مثل أن يلقيه في الحش، أو يرآضه برجل . مباح الدم

. فالبدع تكون في أولها شبرا، ثم تكثر في الاتباع حتى تصير أذرعا وأميالا وفراسخ

. وهذا الجواب لا يحتمل بسط هذا الباب، فإنه مبسوط في غيره

إذا وهؤلا ك، ف ى ذل ال، وأحدهم يحتج عل ا، مبتدعة ضلال جه ء الذين يستثنون في هذه الأشياء الماضية المقطوع بها إذا قلت : فيقال له/ . هذه شجرة، قال إن شاء االله أن يقلبها حيوانا فعل : قيل له د انتقلت : هي الآن شجرة قطعا، وإم ق

ا، وإذا شاء االله أن آما أن الإنسان يكون نطفة، ثم علقة، ثم ه حي قطع روح في خ ال د نف مضغة، ثم لحما، ثم يحيى فبعى الحال يميته أماته، فاالله إذا آان قادرا على تحويل الخلق من حال إلي حال لم يمنع ذلك أن يكونوا في آل وقت عل

االله وقدرته وخلقه، والفرس فرس فالسماء سماء بمشيئة االله وقدرته وخلقه، والإنسان إنسان بمشيئة . التي خلقهم عليها . بمشيئة االله وقدرته وخلقه، وإذا شاء االله أن يغير ما شاء غيره بمشيئته إن شاء وقدرته وخلقه

ا أن إل . ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا { : ولم يجئ في الكتاب والسنة استثناء في الماضي، بل في المستقبل آقوله

ه ] 27 : الفتح [ } لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله { : وقوله ] 24، 23 : الكهف [ } يشاء الله ي صلى االله علي ، وقول النبون ( : وسلم ه ) وإنا إن شاء االله بكم لاحق ال ( : ، وقول ليمان ق ى : إن س ة عل رأة لأطوفن الليل أتي آل ام رأة، ت سبعين ام

د . إن شاء االله، فلم يقل : قل : بفارس يقاتل في سبيل االله، فقال له صاحبه ال . ) فلم تلد منهن إلا امرأة جاءت بشق ول : قال ( : ، وقال صلى االله عليه وسلم ) إن شاء االله لقاتلوا في سبيل االله فرسانا أجمعين : فلو قال ( إن شاء االله، : من حلف فق

ذا ) فإن شاء فعل، وإن شاء ترك ره آ ذا، أو لا يفعل هو أو غي ره آ ، لأن الحالف يحلف على مستقبل ليفعلن هو أوغيع : فيقول إن شاء االله لأنه ما شاء االله آان، وما لم يشأ لم يكن، فإن وقع الفعل آان االله شاءه، فلا حنث عليه، وإن لم يق

. حنث عليه؛ لأنه إنما التزمه إن أشاء االله، فإذا لم يشأه االله لم يكن قد التزمه فلا يحنثلم يكن االله شاءه فلا إن / ه، ف ان ب يهم الإيم ا يجب عل ة لا شكا فيم ره من السلف والأئم والاستثناء في الإيمان مأثور عن ابن مسعود وغي

ر ك آف وا . الشك في ذل ا ألا يكون ان خوف تثنوا في الإيم نهم اس الى ولك ال تع د ق ه، وق ه وحقائق اموا بواجبات ذين { : ق واللم ] .6 : المؤمنون [ } يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ه وس ي صلى االله علي ال النب هوالرجل يصوم ويصلي ويتصدق ( : ق

. ) ويخاف أن لا يتقبل منه : وقال ـ رحمه االله/

Page 136: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ين العقل وتقبيحهمسألة تحس: فصــل

رهم ة وغي ين أهل السنة والجماعة من الطوائف الأربع زاع مشهور، ب ا ن ل وتقبيحه، ففيه . وأما مسألة تحسين العقة، وهو فالحنفية وآثير من المالكية، والشافعية والحنبلية، يقولون بتحسين العقل وتقبيحه، وهو قول الكرامية والمعتزل

ة قول أآثر الطوائف من الم ة والحنبلي افعية والمالكي ر من الش رهم، وآثي ود والنصارى والمجوس وغي لمين، واليه سدير، خالق آل ى آل شيء ق در، وإن االله عل ات الق ى إثب ون عل ينفون ذلك، وهو قول الأشعرية، لكن أهل السنة متفق

. شيء من أفعال العباد وغيرها، وأنه ما شاء آان، وما لم يشأ لم يكن

ول والمعتزلة اس أن من يق د ظن بعض الن رة، وق در بدعة منك ار الق ذا، فإنك الفون في ه ة، يخ : وغيرهم من القدريبتحسين العقل وتقبيحه ينفي القدر، ويدخل مع المعتزلة في مسائل التعديل والتجويز، وهذا غلط بل جمهور المسلمين

ي ي نف ون الأشعرية عل ك، ولا يوافق ى ذل ة عل ون المعتزل لمين / لا يوافق ور طوائف المس ل جمه باب، ب م والأس الحك . ما شاء االله آان وما لم يشأ لم يكن : إن االله خالق آل شيء من أفعال العباد وغيرها، ويقولون : يثبتون القدر، ويقولون

رهم، وإلا ة وغي ره إلا الغلاة من القدري ة وأما الإقرار بتقدم علم االله وآتابه لأفعال العباد، فهذا لم ينك فجمهور القدري

ه الصادق المصدوق من المعتزلة وغيرهم يقرون بأن االله علم ما العباد فاعلون قبل أن يفعلوه، ويصدقون بما أخبر بي صلى االله من أن االله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، آما ثبت في صحيح مسلم عن عبد االله بن عمرو عن النب

ى إن االله قد ( : عليه وسلم قال ان عرشه عل نة، وآ ر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سال ) الماء م يكن ( : ، وفي صحيح البخاري وغيره عن عمران بن حصين، عن النبي صلى االله عليه وسلم ق ان االله ول آ

ق السموات والأرض ذآر آل شيء وخل ي ال اء، وآتب ف ى الم ان عرشه عل ه، وآ ظ، ) شيء قبل ي لف ق ( : وف م خل ث . ) السموات والأرض

لم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : وفي الصحيحين عن عبد االله بن مسعود قال ه وس إن ( حدثنا رسول االله صلى االله علي

ه م يبعث إلي ك، ث ل ذل أحدآم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثذي نفسي : ك، فيؤمر بأربع آلمات، فيقالالمل روح، فوال ه ال نفخ في م ي اآتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، ث

اب فيعمل بعمل أهل ه الكت ا إلا ذراع، فيسبق علي ه وبينه ا يكون بين ي م ة، حت بيده، إن أحدآم ليعمل بعمل أهل الجناب، فيعمل أهل النار ح/النار فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل تي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكت

. والآثار مثل هذا آثيرة . ) بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة

لم في أول ذي رواه مس ن عمر في الحديث ال فهذا يقر به أآثر القدرية، وإنما ينكره غلاتهم، آالذين ذآروا لعبد االله بفإذا لقيت : أقوام يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم، يزعمون ألا قدر وإن الأمر أنف، قالقبلنا ( : صحيحه بحيث قيل له

رآء ى ب ة ) أولئك فأخبرهم أني برىء منهم، وأنهم من ر الأئم ذا آف ال : ؛وله د، من ق ك والشافعي وأحم م : آمال إن االله ل . يعلم أفعال العباد حتي يعملوها، بخلاف غيرهم من القدرية

ا وا ود هن رون : لمقص ا يق لمين أيض اهير المس رهم، وجم ة وغي ن المعتزل ة م الفون القدري لمين يخ اهير المس أن جم

ون ال : بالأسباب التي جعلها االله أسبابا في خلقه وأمره، ويقرون بحكمة االله التي يريدها، في خلقه وأمره، ويقول ا ق آمال زل ال { : االله في القرآن حيث ق ا أن ا وم د موته أرض بع ه ال ا ب اء فأحي ن م ماء م ن الس ه م رة [ } ل ال . ] 164 : البق : وق

رات { ل الثم ن آ ه م ا ب اء فأخرجن ه الم ا ب راف [ } فأنزلن ور ] 57 : الأع نة، وجمه اب والس ي الكت ر ف ذا آثي ل ه ، ومثاة الأسباب : ى ذلك يقولونالمسلمين عل ول نف ا يق ون آم ذا، لا يقول ذه الأمور : إن هذا فعل به ا، وه دها لا به فعل عن

. مبسوطة في غير هذا الموضع ألة التحسين . أن مسألة التحسين والتقبيح ، ليست ملازمة لمسألة القدر : والمقصود هنا/ وإذا عرف هذا فالناس في مس

. طرفان، ووسط : أقوال والتقبيح على ثلاثة

فا : الطرف الواحد، قول من يقول بالحسن والقبح، ويجعل ذلك صفات ذاتية للفعل لازمة له، ولا يجعل الشرع إلا آاشى رب عل اس ال عن تلك الصفات، لا سببا لشيء من الصفات فهذا قول المعتزلة ـ وهو ضعيف ـ وإذا ضم إلى ذلك قي

وال ما حسن م : خلقه، فقيل ك أق ى ذل الق، ترتب عل بح من الخ وق ق بح من المخل ا ق ن المخلوق حسن من الخالق، وم

Page 137: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وق بالخالق . وما ذآروه في التجويز والتعديل . القدرية الباطلة وهم مشبهة الأفعال، يشبهون الخالق بالمخلوق، والمخل . الخالق في الصفات باطلفي الأفعال، وهذا قول باطل، آما أن تمثيل الخالق بالمخلوق والمخلوق ب

ذا باطل، فاليهود وصفوا االله بالنقائص التي يتنزه عنها، فشبهوه بالمخلوق، آما وصفوه بالفقر والبخل، واللغوب، وهل ال أن يماث زه في صفات الكم ه، وهو من فإن الرب تعالى منزه عن آل نقص، وموصوف بالكمال الذي لا نقص في

ه، ولا شيء من صفاته شيئا من صفات ه، و لا قدرت المخلوقين، فليس له آفؤا أحد في شيء من صفاته، لا في علمه نفسه، / إرادته، ولا رضاه، ولا غضبه، ولا خلقه، ولا استوائه، ولا إتيانه ، ولا نزوله، ولا غير ذلك مما وصف ب

ر تحريف بل مذهب السلف أنهم يصفون االله بما وصف به نفسه، وما وصفه . أو وصفه به رسوله ه رسوله من غي بون صفاته بصفات ه لنفسه من الصفات، ولا يمثل ا أثبت ه م ون عن ل، فلا ينف ر تكييف ولا تمثي ولا تعطيل، ومن غي

. والمشبه ممثل، والممثل يعبد صنما . المخلوقين، فالنافي معطل، والمعطل يعبد عدما

ل، آم الى ومذهب السلف إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطي ال تع يء { : ا ق ه ش يس آمثل ذا رد ] 11 : الشورى [ } ل ، وهوقين، . رد على المعطلة ] 11 : الشورى [ } وهو السميع البصير { : وقوله . على الممثلة ال المخل ل بأفع وأفعال االله لا تمث

ان فإن المخلوقين عبيده، يظلمون ويأتون الفواحش، وهو ق ه وآ ا من ك قبيح ان ذل نعهم؛ لك م يم و ل نعهم ول ى م ادر علول ي ق ذا عل ابغة، ه ة الس ة والنعم مذموما على ذلك، والرب تعالى لا يقبح ذلك منه، لما له في ذلك من الحكمة البالغ

. السلف والفقهاء والجمهور الذين يثبتون الحكمة في خلق االله وأمره

بحكمة، ولا يأمر بشيء بحكمة، فإنه لا يثبت إلا محض الإرادة التي ترجح أحد المتماثلين إنه لا يخلق شيئا : ومن قال . على الآخر بلا مرجح، آما هو أصل ابن آلاب، ومن تابعه، وهو أصل قولي القدرية والجهمية

ام، إن الأفعال لم تشتمل ع/ : وأما الطرف الآخر في مسألة التحسين والتقبيح، فهو قول من يقول ى صفات هي أحك ل

ولا على صفات هي علل للأحكام، بل القادر أمر بأحد المتماثلين دون الآخر، لمحض الإرادة، لا لحكمة، ولا لرعاية . مصلحة في الخلق والأمر

ن إنه يجوز أن يأمر االله بالشرك باالله، وينهي عن عبادته وحده ويجوز أن يأمر بالظلم والفواحش، وينهي ع : ويقولون

البر والتقوى، والأحكام التي توصف بها الأحكام مجرد نسبة وإضافة فقط، وليس المعروف في نفسه معروفا عندهم، رم { : ولا المنكر في نفسه منكرا عندهم، بل إذا قال ات ويح م الطيب ل له ر ويح ن المنك اهم ع المعروف وينه أمرهم ب ي

، فحقيقة ذلك عندهم أنه يأمرهم بما يأمرهم، وينهاهم عما ينهاهم ويحل لهم ما يحل ] 157 : الأعراف [ } عليهم الخبائثدهم لا معروف، ولا لهم، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم، بل الأمر والنهي والتحليل والتحريم، ليس في نفس الأمر عن

ث، إلا ب، ولا خبي ر، ولا طي رب يحب منك ون ال دهم آ ك لا يقتضي عن اع، وذل م الطب ا يلائ ك بم ن ذل ر ع أن يعب . المعروف ويبغض المنكر

ا ه أيض اء، مع مخالفت اع السلف والفقه اب والسنة، ولإجم ول ضعيف مخالف للكت ا ق ه، هو أيض فهذا القول ولوازم

اء إن { : للمعقول الصريح، فإن االله نزه نفسه عن الفحشاء، فقال أمر بالفحش زه نفسه ] 28 : الأعراف [ } الله لا ي ا ن ، آمالى ال تع ر، فق ر والش ين الخي وية ب ن التس وا { : ع وا وعمل ذين آمن م آال يئات أن نجعله وا الس ذين اجترح ب ال أم حس

ا اهم ومم ون الصالحات سواء محي ا يحكم اء م ة [ } تهم س ال ] 21 : الجاثي المجرمين { : ، وق لمين آ ل المس م . أفنجع ا لك مال ] 36، 35 : القلم [ } آيف تحكمون ي { : ، وق دين ف الحات آالمفس وا الص وا وعمل ذين آمن ل ال ل أم نجع أرض أم نجع ال . ] 28 : ص [ } المتقين آالفجار

وبين تفضيل بعضهم علي بعض، ليس تنزيهه عن أحدهما . لا فرق في التسوية بين هؤلاء وهؤلاء : وعلى قول النفاة

الته { : وقد قال االله تعالى . بأولى من تنزيهه عن الآخر، وهذا خلاف المنصوص والمعقول ل رس ث يجع م حي ه أعل } اللق ولا ] 124 : الأنعام [ ل التعل وت صفة لا قب تلزم ثب ، وعندهم تعلق الإرسال بالرسول، آتعلق الخطاب بالأفعال لا يس

ون ا : بعده، والفقهاء وجمهور المسلمين يقول ت، فمعن ات فوجب يئان االله حرم المحرمات فحرمت، وأوجب الواجب : شا م بم يم، عل يم حك إيجاب وتحريم، وذلك آلام االله وخطابه، والثاني وجوب وحرمة و ذلك صفة للفعل، واالله تعالى علاد ن مصالح العب أمور والمحظور م ي والم ر والنه ي الأم ا ف ه بم ى لعلم أمر ونه ن المصالح، ف ام م تتضمنه الأحك

Page 138: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ة الحاصلة ومفاسدهم، وهو أثبت حكم الفعل، وأما صفته، فقد ت د ثبت بالخطاب والحكم كون ثابتة بدون الخطاب، وق : من الشرائع ثلاثة أنواع

ى : أحدها دل مشتمل عل م أن الع ا يعل ذلك، آم رد الشرع ب م ي و ل ى مصلحة أو مفسدة، ول تملا عل أن يكون الفعل مش

د يع / مصلحة العالم، والظلم يشتمل يح، وق وع هو حسن وقب ه على فسادهم، فهذا الن ك لا أن بح ذل ل والشرع ق م بالعق لذلك رد شرع ب م ي أثبت للفعل صفة لم تكن، لكن لا يلزم من حصول هذا القبح أن يكون فاعله معاقبا في الآخرة إذا ل

م يبعث : وهذا مما غلط فيه غلاة القائلين بالتحسين والتقبيح، فإنهم قالوا و ل إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة، ولرسلا { : ، وقال تعالى ] 15 : الإسراء [ } وما آنا معذبين حتى نبعث رسولا { : هم رسولا، وهذا خلاف النص قال تعالىإلي

ل د الرس ة بع ه حج الى ] 165 : النساء [ } مبشرين ومنذرين لألا يكون للناس على الل ال تع ك { : ، وق ك مهل ان رب ا آ ومالمون القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما آنا مهلكي القرى إلا وأهله ال ] 59 : القصص [ } ا ظ ، وق

قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن . سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير آلما ألقي فيها فوج { : تعالى . ] .1 -8 : الملك [ } ب السعيروقالوا لو آنا نسمع أو نعقل ما آنا في أصحا . أنتم إلا في ضلال آبير

ما أحد أحب إليه العذر من االله، من أجل ذلك أرسل الرسل ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال

ذرين رين ومن ل ) مبش ن أه ال م ن ق ى م رد عل رة، ت الة آثي د الرس ذب إلا بع ى أن االله لا يع ة عل ، والنصوص الدال . ين والتقبيح، أن الخلق يعذبون في الأرض بدون رسول أرسل إليهمالتحس

ا، واآتسب الفعل صفة الحسن / أن الشارع إذا أمر بشيء صار حسنا، وإذا نهى : النوع الثاني عن شيء صار قبيح

. والقبح بخطاب الشارع

ا أن يأمر الشارع بشيء؛ ليمتحن العبد، هل يطيعه أم ي : والنوع الثالث ه، آم أمور ب راد فعل الم عصيه، ولا يكون المه، ذبح ابن راهيم ب ين { أمر إب ه للجب لما وتل ا أس ذلك حديث ] 1.3 : الصافات [ } فلم ذبح، وآ داه بال ، حصل المقصود، فف

ا : أبرص وأقرع وأعمى، لما بعث االله إليهم من سألهم الصدقة، فلما أجاب الأعمى قال الملك ك، فإنم أمسك عليك مال . ابتليتم، فرضى عنك، وسخط على صاحبيك

ة، وزعمت أن ه المعتزل م يفهم ه ل ذي قبل وع وال ذا الن ه، وه أمور ب فالحكمة منشؤها من نفس الأمر لا من نفس الم

ع الشريعة من دون أمر الشارع، والأشعرية ادعوا أن جمي ذلك، ب قسم الحسن والقبح لا يكون إلا لما هو متصف بة، ام الثلاث أثبتوا الأقس ور، ف اء والجمه ا الحكم الامتحان، وإن الأفعال ليست لها صفة لا قبل الشرع ولا بالشرع، وأم

. وهو الصواب

در أن يفعل الطاعة إذا أراد د، هل يق وسئل شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية ـ رحمه االله تعالى ـ عن العبى االله، وإذا فعل الشر نسبه ؟ أن يترك المعصية يكون قادرا على ترآها أم لا وإذا أراد ؟ أم لا وإذا فعل الخير نسبه إل

؟ إلى نفسه

: فأجاب

رك ذلك إذا أراد ت ا، وآ ادرا عليه ان ق ة آ ه إرادة جازم ا االله علي ي أوجبه ة الت د الطاع م إذا أراد العب د الله، نع الحمى المعصية التي حرمت عليه إرا ل، حت دة جازمة آان قادرا على ذلك، وهذا مما اتفق عليه المسلمون وسائر أهل المل

إن : أئمة الجبرية، بل هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، وإنما ينازع في ذلك بعض غلاة الجبرية الذين يقولونه الأمر الممتنع لذاته واقع فى الشريعة، ويحتجون بأمره أبا لهب بأنه يؤمن ب ول خلاف . ما يستلزم عدم إيمان ذا الق وه

ما أجمع عليه أئمة الإسلام، آالأئمة الأربعة وغيرهم، وأئمة الحديث والتصوف وغيرهم، وخلاف ما أجمع عليه أئمة . الكلام من أهل النفي والإثبات

ة ين المثبت ة المتكلم ذلك أئم اهر، وآ ك فظ ى ذل وهم عل ة ، ونح اع المعتزل ا إجم ي / : فأم لاب، وأب ن آ د ب أبي محم آ

حاق ي إس ورك، وأب ن ف ر ب ي بك اقلاني، وأب ر الب ي بك ي أب عري، والقاض ن الأش ي الحس ي، وأب اس القلانس العبابن : الإسفرائيني، والأستاذ أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وآذلك أبو عبد االله محمد بن آرام وأصحابه آ

Page 139: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

د حكى . آأبي منصور الماتريدي، وغيره وأمثال هؤلاء آلهم متفقون : ي حنيفةالهيصم، وسائر متكلمي أصحاب أب وقد االله و عب ه أب ك بعضهم، واتبع ازع في ذل ا ن إجماع المسلمين على ذلك غير واحد، آأبي الحسن بن الزاغوني، وإنم

. الرازي

أن تنزل السورة، فلما أصر وعاند استحق واحتجاجهم بقصة أبي لهب حجة باطلة، فإن االله أمر أبا لهب بالإيمان قبلد ] 36 : هود [ } أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن { : الوعيد، آما استحق قوم نوح حين قيل له ، وحين استحق الوعي

أمور أخبر االله بالوعيد الذي يلحقه، ولم يكن حينئذ مأمورا أمرا يطلب به منه ذلك، وال ال الم أن الأفع شريعة طافحة بم تستطع ( : بها مشروطة بالاستطاعة والقدرة، آما قال النبي صلى االله عليه وسلم لعمران بن حصين صل قائما فإن ل

. ) 1فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب

راءة أ ام، أو الق ا، آالقي ى أن المصلي إذا عجز عن بعض واجباته وع، أو السجود، أو وقد اتفق المسلمون عل و الرآة . ستر العورة، أو استقبال القبلة، أو غير ذلك، سقط عنه ما عجز عنه ه إرادة جازم ا إذا أراد فعل ه م وإنما يجب علي

ل ذين يعجزون / : أمكنه فعله، وآذلك الصيام اتفقوا على أنه يسقط بالعجز عن مث رة؛ ال ر، والعجوز الكبي الشيخ الكبيد، : فأوجبها الجمهور ؟ وإنما تنازعوا هل على مثل ذلك الفدية بالإطعام . عنه أداء وقضاء آأبي حنيفة والشافعي وأحم

الى : ولم يوجبها مالك، وآذلك الحج ال تع د ق ه وق اجز عن ى الع اس { : فإنهم أجمعوا على أنه لا يجب عل ى الن ه عل وللآما هو مذهب ؟ هل الاستطاعة مجرد وجود المال : وقد تنازعوا ] 97 : آل عمران [ } سبيلاحج البيت من استطاع إليه

ك ذهب مال و م ا ه دن آم و بالب درة ول رد الق د، أو مج افعي وأحم ة ؟ الش ي حنيف ذهب أب ا آم د منهم ون ؟ أو لاب والأول . يوجبون على المغصوب أن يستنيب بماله، بخلاف الآخرين

ة بل مما ا بمجرد المكن م يكتف الشارع فيه ينبغي أن يعرف أن الاستطاعة الشرعية المشروطة في الأمر والنهي، ل

رة من الشريعة : ولو مع الضرر، بل متى آان العبد قادرا على الفعل مع ضرر يلحقه جعل آالعاجز في مواضع آثيالى آالتطهر بالماء، والصيام في المرض، والقيام في الصلاة، وغير ذ ه تع ا لقول ك تحقيق ا { : ل ر ول م اليس ه بك د الل يري

رج { : ، ولقوله تعالى ] 185 : البقرة [ } يريد بكم العسر ن ح دين م ي ال يكم ف الى ] 78 : الحج [ } وما جعل عل ه تع : ، ولقولل { ه ليجع د الل ا يري رج م ن ح يكم م دة [ } عل لم أن ] 6 : المائ ه وس ي صلى االله علي ن النب س ع ن أن ي الصحيح ع وف

، ) لا تزرموه ـ أي لا تقطعوا عليه بوله ـ فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين ( : الأعرابي لما بال في المسجد قالا لم ق ه وس ي صلى االله علي يمن ـ وآذلك في الصحيح أن النب ى ال ا إل ى موسى ـ حين بعثهم اذ وأب / يسرا ولا ( : ل لمع

. ، وهذا وأمثاله في الشريعة أآثر من أن يحصر ) تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا

رين إن االله أمر العباد بما يعجزون عنه، إذا أرادوه إرادة جازمة فقد آذب على االله ورسوله، وهو من الم : فمن قال فتز { : الذين قال االله فيهم ذلك نج دنيا وآ اة ال ي الحي ة ف رين إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذل } ي المفت

. مةهذا لكل مفتر من هذه الأمة إلى يوم القيا : ، قال أبو قلابة ] 125 : الأعراف [

لكن مع قوله ذلك، فيجب أن تعلم أنه لا حول ولا قوة إلا باالله، وأنه ما شاء االله آان وما لم يشأ لم يكن، وإن االله خالق ه يئته، وإذن آل شيء فهو خالق العباد، وقدرتهم وإرادتهم وأفعالهم، فهو رب آل شيء ومليكه لا يكون شيء إلا بمش

: جاءت الإرادة في آتاب االله على نوعين وقضائه وقدره وقدرته، وفعله، وقد

ر { : الإرادة الدينية، آما قال تعالى : أحدهما م العس د بك ا يري رة [ } يريد الله بكم اليسر ول ين { ، ] 185 : البق ه ليب د الل يريالى } لكم ويتوب عليكملكم ويهديكم سنن الذين من قب ه تع ى قول يكم { : إل وب عل د أن يت ه يري ، ] 27، 26 : النساء [ } والل

يك { : وقال تعالى ه عل تم نعمت رآم ولي د ليطه ن يري كرون ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولك م تش دة [ } م لعلك : المائ6 [ .

الى : والثاني ال تع ا ق ة، آم ل { : الإرادة الكوني له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس رح ص ه يش ه أن يهدي رد الل ن ي فما { : ، وقال تعالى ] 125 : الأنعام [ } في السماء صدره ضيقا حرجا آأنما يصعد ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل م

ه ير { : ، وقال نوح ] 253 : البقرة [ } يريد ان الل م إن آ ح لك ويكم ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنص د أن يغ : هود [ } يون { : ، وقال ] 34 ن فيك ه آ ول ل ا ] 82 : يس [ } إنما أمره إذا أراد شيئا أن يق يم شريف، وهو أيض يم تقس ذا التقس ، وه

Page 140: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا ق م والقضاء، آم ريم والحك ات والتح ر، والكلم ي الإذن والأم اب االله ف ي آت ذا الموضع، وارد ف ر ه ي غي اه ف د بين . وبمعرفته تندفع شبهات عظيمة

ط ارات الغل بهة ومث ع الش ة للفعل : ومن مواق درة هل يجب أن تكون مقارن ي الق اس ف ازع الن أو يجب أن تكون ؟ تن

دم الكلام أن الاستطاعة المشروطة في الأمر والنهي ـ وهي ا : والتحقيق الذي عليه أئمة الفقهاء ؟ متقدمة عليه ي تق لتفيها ـ لا يجب أن تقارن الفعل، فإن االله إنما أوجب الحج على من استطاعه فمن لم يحج من هؤلاء آان عاصيا باتفاق ه ين، وجد في حق أمورين المنهي ائر من عصى االله من الم ذلك س المسلمين، ولم يوجد في حقه استطاعة مقارنة، وآ

. الاستطاعة المشروطة في الأمر والنهي

وأما المقارنة فإنما توجد في حق من فعل، والفاعل لابد أن يريد الفعل إرادة جازمة، وأن يكون قادرا عليه، وإذا وجد ك : فمن قال . ذلك في حقه وجب وجود الفعل دخل في ذل الاستطاعة هي المقارنة، فهي مجموع ما يحب من الفعل وي

بقادر عليه، وقد تبين أن مثل هذا النزاع لفظي، / إذا لم يرد الفعل، فليس : الإرادة وغيرها وعلى هذا الاصطلاح يقالل إذا حقق الأمر وقي ة : فمن فسر عدم القدرة بذلك ظهر مقصوده، ف ه إرادة جازم ا أمر ب د إذا أراد م هل يكون العب

ه . ا عليهعاجزا عنه، تبين الحق وظهر لكل أحد أنه إذا أراد ما أمر به لم يكن عاجزا، بل قادر وأن ما آان عاجزا عن . إذا أراده فإن االله لم يكلفه إياه، فإن االله لا يكلف نفسا إلا وسعها، أي ما وسعته النفس

ة ال أهل الجن ذي { : ويجب أن يعلم العبد أن عمله من الحسنات هو بفضل االله ورحمته ومن نعمته، آما ق ه ال د لل الحم

ي { : ، وقال تعالى ] 43 : الأعراف [ } ذا وما آنا لنهتدي لولا أن هدانا اللههدانا له ه ف ان وزين يكم الإيم ب إل ولكن الله حبم الر ك ه يان أولئ وق والعص ر والفس يكم الكف دون قلوبكم وآره إل الى ] 7 : الحجرات [ } اش ال تع ه { : ، وق رح الل ن ش أفم

أومن آان ميتا فأحييناه { : ، وقال ] 22 : الزمر [ } صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذآر اللها ام [ } وجعلنا له نورا يمشي به في الناس آمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه الى ] 122 : الأنع ال تع ذلك { : ، وق وآ

ان ا الإيم ا أوحينا إليك روحا من أمرنا ما آنت تدري ما الكتاب ول ن عبادن اء م ن نش ه م دي ب ورا نه اه ن ن جعلن } ولك . ] 52 : الشورى [

ان ن الأعي ود، م ل موج الق آ أن االله خ ه، ب ع علم ه م ي أن يفعل ذي ينبغ و ال ه، ه ى نفس يئات إل افة الس ذلك إض وآ

رين ربنا ظلم { : والصفات، والحرآات، والسكنات، آما قال آدم ن الخاس ونن م ا لنك ا وترحمن ر لن } نا أنفسنا وإن لم تغفي { : ، وقال موسى ] 23 : الأعراف [ ل ] 16 : القصص [ } رب إني ظلمت نفسي فاغفر ل ال الخلي ع أن { : ، وق ذي أطم وال

ؤمنين { : ، وقال لخاتم الرسل ] 82 : الشعراء [ } تي يوم الدينيغفر لي خطيئ ذنبك وللم تغفر ل ه واس ا الل فاعلم أنه لا إله إلالمين وما ظلمناهم ول { : ، وقد قال ـ تعالى ـ في حق من عذبهم ] 19 : محمد [ } والمؤمنات م الظ : الزخرف [ } كن آانوا ه

المين { ، ] 76 ا ظ ا آن الوا إن ا أن ق نا إل اءهم بأس واهم إذ ج اب ] 5 : الأعراف [ } فما آان دع ر في الكت ذا آثي ال ه ، وأمث . والسنة

روى عن وفي الحديث الصحيح الإلهي الذي رواه مسلم وغي ا ي لم فيم ه وس ي صلى االله علي ى ذر عن النب ره، عن أب

ل ( : ربه تعالى ون باللي م تخطئ ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، ياعبادي، إنكم ضال إلا من هد ادي، آلك م، ياعب ه، فاستهدوني والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لك يت

يا عبادي، آلكم عار إلا من آسوته، فاستكسوني . أهدآم، يا عبادي، آلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكميئا . أآسكم ك في ملكي ش ا زاد ذل نكم م ى أتقى قلب رجل م . ياعبادي، لو أن أولكم وآخرآم وإنسكم وجنكم آانوا عل

م ياعبادي، لو أن أولكم وآخرآم و إنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت آل إنسان منهم مسألته، لياعبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ينقص ذلك من ملكي إلا آما ينقص البحر إذ يغمس فيه المخيط غمسة واحدة

. ) هثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد االله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفس

ا ك إم ر ذل ذلك، وإن وجد غي فقد بين هذا الحديث، أن من وجد خيرا بالعمل الصالح، فليحمد االله، فإنه هو الذي أنعم بفلا يلومن إلا نفسه، فإنه هو الذي ظلم نفسه، وآل حادث فبقدرة االله ومشيئته، . لا فائدة فيه/ شرا له عقاب، وإما عبثا ال وآذلك في سيد الاستغفار ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي ن أوس عن النب ره عن شداد ب : الذي رواه البخاري، وغي

د ( ول العب تغفار، أن يق يد الاس ا : س دك م دك ووع ى عه ا عل دك، وأن ا عب ي وأن ت خلقتن ه إلا أن ي لا إل ت رب م أن الله

Page 141: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اغفرلي، ذنبي، ف وء ب ي وأب ت، استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عل ذنوب إلا أن ر ال ه لا يغف فإن . ) من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنة، ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة

ه ) أبوء لك بنعمتك علي ( : قوله ا، وقول ذنبي " : يتناول نعمته عليه من الحسنات، وغيره وء ب ه بذنب " وأب راف من . هاعت

. فإن القسمة رباعية : ومن عداهم ثلاثة أصناف . وهذه الطريقة هي طريقة المؤمنين

قسم يجعلون أنفسهم هي الخالقة المحدثة للحسنات والسيئات، وإن نعمة االله الدينية على المؤمن والكافر سواء، وأنه لم ة خ د االله هداي يس بي د يعط العبد إلا قدرة واحدة تصلح للضدين، ول ول العب ه بق ؤمن، أو تطلب من ا الم دنا { : ص به اه

. ، وأنه لا يقدر على هداية ضال، ولا إضلال مهتد، فهؤلاء القدرية المجوسية ] 6 : الفاتحة [ } الصراط المستقيم

اد /وقسم يسلبون العبد اختياره وقدرته، ويجعلونه مجبورا على حرآاته ه من جنس حرآات الجم ون أفعال ات، ويجعلدر : الاختيارية والاضطرارية من نمط واحد حتى يقول أحدهم إن جميع ما أمر االله به ورسوله فإنما هو أمر بما لا يق

درة ون للعاصي ق ل، ولا يجعل ة للفع درة واحدة مقارن ه إلا ق ون ل ا؛ إذ لا يثبت درة مطلق عليه، ولا يطيقه، فيسلبونه الق . أصلا

د فهذه المقا لات وأمثالها من مقالات الجبرية القدرية الذين أنكر قولهم ـ آما أنكروا قول الأولين ـ أئمة الهدى، مثل عب

د دي، وأحم ن مه الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وسفيان بن سعيد الثوري، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعبد الرحمن ب . بن محمد بن حنبل وغيرهم

الوا فإن ضموا إلى ذلك إقامة ال در، وق وا : عذر للعصاة بالق ذاب، أو جعل وم والع ذلك لا يستحقون الل ذورون ل م مع إنه

. عقوبتهم ظلما، فهؤلاء آفار، آما أن من أنكر علم االله القديم من غلاة القدرية فهوآافر

ة فهؤلا د ، آفعل المباحي ا ، لسقوط الأمر والنهي ، والوعد والوعي در موجب وت الق ود وإن جعلوا ثب ر من اليه ء أآفذين { : والنصاري من جنس المشرآين، الذين قالوا ذب ال ذلك آ لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء آ

ون من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندآم من علم فتخرجوه ا تخرص تم إل ن وإن أن ا الظ ون إل ا إن تتبع ه . لن ل فلل قين داآم أجمع ام [ } الحجة البالغة فلو شاء له تلزم طي بساط آل أمر ونهي ] 149، 148 : الأنع ول يس ذا الق إن ه / ، ف

. العقل والدين، أنه يوجب الفساد في أمر الدنيا والمعادوهذا مما يعلم بالاضطرار من

ن الجوزي : وأما القسم الرابع ال . فهو شر الأقسام آما قال الشيخ أبو الفرج ب د : ق دري، وأنت عن د الطاعة ق أنت عنة ذهبا لطائف يس هو م اع الشيطان، ول ة، المعصية جبري، أي مذهب وافق هواك تمذهبت به، فهؤلاء شر أتب معروف

ه، ى يحبط عمل ى نفسه ويعجب حت ولكن هو حال عامة المحلولين عن الأمر والنهي، إن فعل طاعة أخذ يضيفها إل . وإن فعل معصية أخذ يعتذر بالقدر ويحتج بالقضاء، وتلك حجة داحضة، وعذر غير مقبول

راه إ در، وت لم للق رهم لا يستس ول وتراه إذا أصابته مصيبة بفعل العباد أو غي در ويق ره احتج بالق م نفسه أو غي : ذا ظل

: العبد مسكين لا قادر ولا معذور ويقول

إياك إياك أن تبتل بالماء** ألقاه في البحر مكتوفا وقال له

وإن ظلمه غيره ظلما دون ذلك أو توهم أنه ظلمه أحد، سعى في الانتقام من ذلك بأضعاف ذلك، ولا يعذر غيره بمثل . نفسه من القدر، وهما سواء، فهذه الجمل يجب اعتقادهاما عذر به

ق وم الخل د مع عم ى العب ذنوب إل ة لإضافة ال ة الموجب ذه الشرور، في / وأما الكلام على الحقيق وع ه وفي سرد وق

: القدر، وأنه مع ذلك لم يضف إلى االله في آتابه الأعلى أحد وجوه ثلاثة

. ] 62 : ، غافر62 : ، الزمر16 : ، الرعد1.2 : الأنعام [ } خالق آل شيء { : لىإما على طريق العموم، آقوله تعا

Page 142: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

. ] 2 : الفلق [ } من شر ما خلق { : وإما أن يضاف إلى السبب، آقوله تعالى

. ] .1 : الجن [ } د بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداوأنا لا ندري أشر أري { : وإما أن يحذف الفاعل آقول الجن

الى ه تع ه، آقول ر، والشر داخل في مفعولات د أن تتضمن إضافة الخي ى أن أسماء االله الحسنى لاب ئ { : والكلام عل نبرحيم ور ال ا الغف ي أن ادي أن ذ . عب أليموأن ع ذاب ال و الع ه ] .5، 49 : الحجر [ } ابي ه ديد { : ، وقول ه ش وا أن الل اعلم

اج ] 98 : المائدة [ } العقاب وأن الله غفور رحيم ين والآخرين يحت ي هي شرف الأول ، فتحريرهذه الحقائق الشريفة التا الجواب، واالله الموفق للصواب، ولا حول ولا قوة إلا باالله، ولا ملجأ منه إلا إليه، وهو إلى بسط وإطناب في غير هذ

. حسبنا ونعم الوآيل البين، سئل شيخ الإسلام بقية السلف الكرام، العلامة الرباني، والحجة النوراني، أوحد عصره وفريد دهره، حلية الط

ة ونخبة الراسخين، تقي الدين أحمد بن عبد الح ه الجن ه ـ وأثاب ة الحراني ـ رضي االله عن ن تيمي د السلام ب ن عب ليم اب : فقيل . بمنه وآرمه

وفضله في الناس مذآـور** يأيها الحـــبر الـذي علمــــــــه والعبد في الأفعال مجبـور** آيف اختيـــار العبــد أفعالــــه

ات لمقســـــورعلى الإراد** لأنهم قد صرحـــوا أنـــــــــه

حقيقة والحكــــم مشـهور** ولم يكـــــــن فاعـــل أفعــاله

ما يلحق الفاعل تأثــــــير** ومن هنا لم يكن للفعــــل فـي

في صحة المحكى تقريـــر** وما تشـــــاؤون دليــــل لــــه

يك للخالق تقديــــــــر** وآـل شيء ثم لـو سلمت لـــم

حدوثه والقول مهجـــور** فـاللازم من آونــــــــه أو آان

فالمختار مسطـــــــــور** علم االله ما يختـــــار : ولا يقال

وعندك المكره معـــذور** والجبر ـ إن صح ـ يكن مكرها /

له إلى نحوك تشمـــــير** نعم ذلك الجبر آنـت أمـــــرءا تقعدني عنك المقاديــــر* *سيقمــن الشـــوق ولكنــــني

: فأجاب

ا : الحمد الله رب العالمين، أصل هذه المسألة ره م اب وغي ذا الب أن يعلم الإنسان أن مذهب أهل السنة والجماعة في ه

وهم بإحسان، وهو أن ذين اتبع اجرين والأنصار، وال ون من المه دل عليه الكتاب والسنة، وآان عليه السابقون الأولال االله خال ا، من أفع ة به ة بأنفسها وصفاتها القائم ان القائم ع الأعي ك جمي ق آل شيء وربه ومليكه، وقد دخل في ذل

. العباد وغير أفعال العباد

Page 143: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه شيء ع علي ه، لايمتن يئته وقدرت وأنه ـ سبحانه ـ ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في الوجود شيء إلا بمش . شيء، ولا يشاء شيئا إلا وهو قادر عليه شاءه، بل هو قادر على آل

د ا، وق اد وغيره ال العب ك أفع د دخل في ذل ون، وق وأنه سبحانه يعلم ما آان، وما يكون، وما لم يكن لو آان آيف يكه من ا يصيرون إلي ك، وآتب م الهم، وآتب ذل قدر االله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، قدر آجالهم وأرزاقهم، و أعم

ل أن /وشقاوة، فهم يؤمنون بخلقه لكل شيء، سعادة ياء قب ه بالأش ان، وعلم وقدرته على آل شيء، ومشيئته لكل ما آه . وتقديره لها وآتابته إياها قبل أن تكون . تكون ابقة، ويزعمون أن ه الس دم، وآتابت ه المتق وغلاة القدرية ينكرون علم

. لأمر أنف، أي مستأنفأمر ونهي، وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه، بل ا

فيان في ي س ن أب ة ب ارة معاوي د إم اء الراشدين، وبع راض عصر الخلف د انق وهذا القول أول ما حدث في الإسلام بعاس، ن عب د االله ب ر، وعب ن عم د االله ب ي أواخر عصر عب ة ف ي أمي ين بن ر وب ن الزبي ين اب ت ب ي آان ة الت ن الفتن زم

رؤوا . ظهر عنه ذلك بالبصرةوغيرهما من الصحابة، وآان أول من ول هؤلاء تب غ الصحابة ق ا بل معبد الجهني، فلمم : منهم، وأنكروا مقالتهم، آما قال عبد االله بن عمر ـ لما أخبر عنهم ـ إذا لقيت أولئك فأخبرهم نهم، وإنه رىء م إني ب

م بإحسان، برآء مني، وآذلك آلام ابن عباس وجابر بن عبد االله وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصحابة والتابعين لهرهم : وسائر أئمة المسلمين، فيهم آثير حتى قال فيهم الأئمة ل وغي م : آمالك والشافعي وأحمد بن حنب رين لعل إن المنك

. االله المتقدم يكفرون

وم ابق، لكن ينكرون عم اب الس يئة االله، ثم آثر خوض الناس في القدر، فصار جمهورهم يقر بالعلم المتقدم والكت مشزمهم أن وعموم خلقه وقدرته، ويظنون أنه لا معني لمشيئته إلا أمره، فما شاءه فقد أمر به، ومالم يشأه لم يأمر به، فل

. يكون االله تعالى خالقا لأفعال العباد، أو قادرا عليها/ إنه قد يشاء ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء، وأنكروا أن : يقولوا . ض عباده من النعم بما يقتضي إيمانهم به وطاعتهم لهأو أن يخص بع

وزعموا أن نعمته ـ التي يمكن بها الإيمان والعمل الصالح ـ على الكفار آأبي لهب، وأبي جهل، مثل نعمته بذلك على

ا دثوا أعم وية، لكن هؤلاء أح نهم بالس الا فقسمه بي ع لأولاده م ة رجل دف ي، بمنزل ان وعل ر وعثم ر وعم ي بك لهم أبول باطل ذا ق ؤمنين وه ا الم الى . الصالحة، وهؤلاء أحدثوا أعمالهم الفاسدة، ومن غير نعمة خص االله به ال تع د ق : وق

ان إن يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداآم ل { ادقين لإيم تم ص : الحجرات [ } آنب إ { : ، وقال تعالى ] 17 ه حب ن الل تم ولك أمر لعن ن ال ر م ي آثي يعكم ف و يط ان واعلموا أن فيكم رسول الله ل يكم الإيم ل

. ] 7 : الحجرات [ } الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون وزينه في قلوبكم وآره إليكم

ا . اهدنا الصراط المستقيم { : وقد أمرنا االله أن نقول في صلاتنا يهم ول ر المغضوب عل يهم غي صراط الذين أنعمت عل : الأعراف [ } الحمد لله الذي هدانا لهذا وما آنا لنهتدي لولا أن هدانا الله { : وقال أهل الجنة . ] 7، 6 : الفاتحة [ } الينالضك ربنا واجعلنا مسلمين { : ، وقال الخليل صلوات االله وسلامه عليه ] 43 لمة ل رة [ } لك ومن ذريتنا أمة مس ، ] 128 : البقال ي { : وق ن ذريت لاة وم يم الص ي مق راهيم [ } رب اجعلن الى ] .4 : إب ال تع ا { : ، وق ا لم دون بأمرن ة يه نهم أئم ا م وجعلن

، ونصوص الكتاب، والسنة، وسلف ] 41 : القصص [ } وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار { : ، وقال ] 4 : السجدة [ } صبروا . الأصول آثيرة، مع مافي ذلك من الدلائل العقلية الكثيرة على ذلك/ الأمة المبينة لهذه

السلف على أن العباد مأمورون منهيون: فصــل

ه، اهم االله عن ا نه ون عم ه، منهي رهم االله ب ا أم أمورون بم اد م ى أن العب ا ـ عل ون ـ أيض ا متفق ة وأئمته وسلف الأمى االله في واجب ه لا حجة لأحد عل ون أن اب والسنة، ومتفق ه الكت ذي نطق ب ومتفقون على الإيمان بوعده ووعيده ال

ع ترآه ولا محرم فعله، بل الله الحجة البالغة على عباد أمور، أو فعل محظور أو دف رك م ى ت ه، ومن احتج بالقدر علة، ما جاءت به النصوص في الوعد والوعيد، فهو أعظم ضلالا، وافتراء على االله، ومخالفة لدين االله من أولئك القدري

ه من فإن أولئك مشبهون بالمجوس، وقد جاءت الآثار فيهم أنهم مجوس هذه الأمة، آما روي ذلك عن ابن عمر وغيرذي، ولكن و داود والترم ا رواه أب ا م السلف، وقد رويت في ذلك أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى االله عليه وسلم منه

. طائفة من أئمة الحديث طعنوا في صحة الأحاديث المرفوعة في ذلك، وهذا مبسوط في موضعه

Page 144: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وا غ ونهم أثبت يئته والمقصود هنا أن القدرية النافية يشبهون المجوس في آ دون مش ياء من الشر ب ر االله، يحدث أش ي . وقدرته وخلقه

و { : وأما المحتجون على القدر بإسقاط الأمر والنهي والوعد والوعيد، فهؤلاء يشبهون المشرآين الذين قال االله فيهم/ ل

م شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء آذلك ن عل دآم م ل عن آذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل ها تخرصون تم إل ام [ } فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أن الى ] 148 : الأنع ال تع دنا { : ، وق ا عب ه م اء الل و ش ن ل م

بلهم ن ق ذين م ل ال ذلك فع يء آ ن ش ه م اغ دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دون ا البل ل إل ى الرس ل عل فهو وإذا قيل لهم أنفقوا م { : ، وقال تعالى ] 35 : النحل [ } المبين ن ل م م وا أنطع ذين آمن روا لل ذين آف ال ال ه ق م الل ا رزقك م

بذلك وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم { : ، وقال تعالى ] 47 : يس [ } يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين . ] .2 : الزخرف [ } من علم إن هم إلا يخرصون

ن الا م وأ ح م أس ل، وه ذبين للرس رآين المك نس المش ن ج ي م ر والنه قوط الأم ى س در عل ون بالق ؤلاء المحتج فه

. المجوس، وهؤلاء حجتهم داحضة عند ربهم، وعليهم غضب، ولهم عذاب شديد

در، ومن هؤلاء من يظ اء المشاهدين للق ائز لخاصة الأولي ك ج ن أن آدم احتج على موسى بالقدر على الذنب، وأن ذلال ه من الشجرة، فق ة بسبب أآل ي لحقت الذري اذا ( : وهذا ضلال عظيم، فإن موسى إنما لام آدم على المعصية الت لم

رك والعبد مأمور عند المصائب أن يرجع للق ؟ ) أخرجتنا ونفسك من الجنة أمور، ويت د أن يفعل الم در، فإن سعادة العبه { / : المحظور ويسلم للمقدور، قال االله تعالى د قلب ه يه ؤمن بالل ن ي ه وم إذن الل ا ب يبة إل ن مص اب م ابن [ } ما أص : التغ

. من عند االله فيرضى ويسلم هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها : ، قال ابن مسعود ] 11

ى المصائب تغفر من المعائب ويصبر عل الى . فالسعيد يس ال تع ا ق ذنبك { : آم تغفر ل ق واس ه ح د الل بر إن وع } فاصه و ] 55 : غافر [ اب من ، والشقي يجزع عند المصائب، ويحتج بالقدر على المعائب، وإلا فآدم صلى االله علي د ت لم ق س

الذنب، وقد اجتباه ربه وهداه، وموسى أجل قدرا من أن يلوم أحدا على ذنب قد تاب منه وغفر االله له، فضلا عن آدم، ه { : وهو أيضا قد تاب مما فعل حيث قال ر ل ي فغف ال . ] 16 : القصص [ } رب إني ظلمت نفسي فاغفر ل دنا إ { : وق ا ه ن

ا { : ، وقال ] 156 : الأعراف [ } إليك ا وارحمن اغفر لن ا ف االله من أن ] 155 : الأعراف [ } أنت ولين م ب ، وموسى وآدم أعلة يظن واحد منهما أن القدر عذر لمن عصى االله، وقد علمنا ما حل بإبليس وغير إبليس، وآدم نفسه قد أخرج من الجن

م رهم من الأمم وح، وهود، وصالح، وغي وم ن د عاقب االله ق وطفق هو وامرأته يخصفان عليهما من ورق الجنة، وق . ! ؟ وقد شرع االله عقوبة المعتدين وأعد جهنم للكافرين، فكيف يكون القدر عذرا للذنب

م، و ر عل وائهم بغي ين لأه انوا متبع در إلا إذا آ ذرا وهؤلاء لا يحتجون بالق ان ع و آ در ل إن الق تهم، ف لا يطردون حج

اس أن ل يمكن الن الم أصلا، ب دنيا والآخرة، ولا يقتص من ظ ذم ولا يعاقب لا في ال لام أحد ولا ي زم ألا ي للخلق للل هو دنيا ولا في الآخرة، ب ه مصلحة أحد لا في ال يفعلوا ما يشتهون مطلقا، ومعلوم أن هذا لا يتصور أن يقوم علي

ام وصاحب موجب ال م /فساد الع ه وجزاه، ول ه طلب معاقبت ره أو ظلم إذا آذاه غي ا، ف ا متناقض ذا لا يكون إلا ظالم هيعذره بالقدر، وإذا آان هو الظالم احتج لنفسه بالقدر، فلا يحتج أحد بالقدر لاتباع هواه بغير علم، ولا يكون إلا مبطلا

ا { : لاحق معه، آما احتج به المشرآون فقال تعالى تم إل قل هل عندآم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أن . ] 35 : النحل [ } آذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين { : ، وقال ] 148 : الأنعام [ } تخرصون

ال ه إذا ق وا حجت م يقبل اقبوه، ول اتلوه وع ابلوه وق و : ولهذا آان هؤلاء المشرآون المحتجون بالقدر، إذا عاداهم أحد ق ل

م، ا جاءهم الحق من ربه در، فلم ون احتجاجه بالق شاء االله ما عاديتكم، بل هم دائما يعيبون من ظلم واعتدى ولا يقبلع أخذوا يدافعون يهم في دف ه عل ا لا يجوزون أن يحتج ب ه بم ع أمر االله ونهي ى دف در، فصاروا يحتجون عل ذلك بالق

ا لا م بم م ورسل ربه ه، فعارضوا ربه ع حق ه في دف ه علي لاء أن يحتج ب أمرهم ونهيهم، بل ولا يجوز أحد من العقولهم يجوزون أن يعارض به أحد من الناس، ولا رسل أحد من الناس، فكان أمر المخل ى ق ه أعظم عل ه وحق وق ونهي

وق من أمر االله و نهيه وحقه على عباد االله، وآان أمر االله ونهيه وحقه على عباده أخف حرمة عندهم، من أمر المخلونهيه وحقه على غيره، فإن حق االله على عباده أن يعبدوه ولا يشرآوا به شيئا، آما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن

اده ( : يف النبي صلى االله عليه وسلم على حمار فقالآنت رد : جبل قال ى عب االله : قلت ) ؟ يا معاذ أتدري ما حق االله عل

Page 145: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ك / حقه ( : ورسوله أعلم، قال وا ذل : قلت ) ؟ عليهم أن يعبدوه ولا يشرآوا به شيئا، أتدري ماحق العباد على االله إذا فعل . ) يه ألا يعذبهمحقهم عل ( : االله ورسوله أعلم، قال

ا لا ه بم ره ونهي ه وأم ى إسقاط حق احتجوا عل لا وعداوة الله ورسوله، ف اس جه فكان هؤلاء المشرآون من أعظم الن

. يجوزون ـ لا هم ولا أحد من العقلاء ـ أن يحتج به على إسقاط حق مخلوق، ولا أمره ولا نهيه

ال وهذا، آما جعلوا الله شرآاء وبنات، وهم لا يرضى ات لنفسه، ق ه شريكه، ولا يرضى البن أحدهم أن يكون مملوآالى م الن { : تع رم أن له ا ج نى ل م الحس ذب أن له نتهم الك ف ألس ون وتص ا يكره ه م ون لل ونويجعل م مفرط } ار وأنه

، ] 17 : الزخرف [ } وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو آظيم { : ، وقال تعالى ] 62 : النحل [ ا رز { : وقال تعالى ي م رآاء ف ن ش انكم م ت أيم ا ملك ن م م م ل لك واء ضرب لكم مثلا من أنفسكم ه ه س أنتم في اآم ف قن

. أي آخيفة بعضكم بعضا ] 28 : الروم [ } تخافونهم آخيفتكم أنفسكم

را { : وقوله تعالى هم خي ات بأنفس ون والمؤمن ن المؤمن ور [ } لولا إذ سمعتموه ظ ه ] 12 : الن ارئكم { : ، وقول ى ب وا إل فتوبرة [ } فاقتلوا أنفسكم ه ] 54 : البق كم { : ، وقول نا وأنفس اءآم وأنفس اءنا ونس اءآم ونس ا وأبن دع أبناءن ران [ } ن ، ] 61 : آل عم

ك { : قال االله تعالى . م في قول مختلف يؤفك عنه من أفكفالمكذبون للرسل دائما حجتهم داحضة متناقضة، فه ولا يأتونوآذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وآفى { : ، وقال تعالى ] 33 : الفرقان [ } بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا

اء إن { : ، وقال تعالى ] 31 : الفرقان [ } هاديا ونصيرا بربك ن نش وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات ميم يم عل ك حك ام [ } رب دا، وف ] 83 : الأنع ه ول م ل االله وجعله ي شرآهم ب در ، فحجة المشرآين ف ه بالق ره ونهي ع أم ي دف

. وقد بسط الكلام على هذه الأمور وما يناسبها في غير هذا الموضع . داحضة

دون ذين يعب ول والنفوس ال وبين أن قول الفلاسفة ـ القائلين بقدم العالم، وأنه صادر عن موجب بالذات متولد عن العقذين الكواآب العلوية ويصنعون لها التماثيل السفلية، آأرسط را وضلالا من مشرآي العرب ال و وأتباعه ـ أعظم آف

ات ين وبن ه بن آانوا يقرون بأن االله خلق السموات والأرض، وما بينهما في ستة أيام، بمشيئته وقدرته، ولكن خرقوا ل . بغير علم وأشرآوا به ما لم ينزل به سلطانا

ا، ويحت ذين يسقطون الأمر والنهي مطلق ة ال ذلك المباحي ود والنصارى وآ الا من اليه در أسوأ ح جون بالقضاء والق

م شرآاء ان له د، ولكن آ وع من الأمر والنهي والوعد والوعي رون بن رهم يق إن هؤلاء مع آف ومشرآي العرب، فواه أنفسهم، ا ته ا يرضون بم ا، فإنم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به االله، بخلاف المباحية المسقطة للشرائع مطلق

ا أمر ويغض أمرون بم بون لما تهواه أنفسهم، لا يرضون الله، ولا يغضبون الله، ولا يحبون الله، ولا يبغضون الله، ولا ي . ينهون عما نهى عنه، إلا إذا آان لهم في ذلك هوى، فيفعلونه لأجل هواهم لا عبادة لمولاهم/ االله به، ولا

ا ولهذا لا ينكرون ما وقع في الوجود من الكفر والفسوق ارا طبيعي ه إنك والعصيان، إلا إذا خالف أغراضهم، فينكرون

ل د تتمث م لا يقصرون، وق شيطانيا لا إنكارا شرعيا رحمانيا، ولهذا تقترن بهم الشياطين إخوانهم فيمدونهم في الغي ثاد الأصن ا آانت الشياطين تفعل بالمشرآين عب ام، وهؤلاء لهم الشياطين وتخاطبهم وتعينهم على بعض أهوائهم، آم

ادات ي العب ا ف لكون طرق ذين يس نة ال اب والس ن الكت وله م ه رس ث االله ب ا بع ارجين عم ف الخ ي الطوائ رون ف يكثاب والسنة، ة الرسول والاعتصام بالكت اداتهم موافق اداتهم، واعتق دين ولا يتحرون في عب والاعتقادات مبتدعة في ال

. ن، وتصير فيهم شبهة من المشرآين بحسب بعدهم عن الرسولفتكثر فيهم الأهواء والشبهات، وتغويهم الشياطي

وا م يكون يهم أحرى، وهؤلاء ل وآما يجب إنكار قول القدرية المضاهين للمجوس، فإنكار قول هؤلاء أولى، والرد علما حدث موجودين في عصر الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، فإن البدع إنما يظهر منها أولا فأولا الأخف فالأخف آ

م ة، ث ة والقدري في آخر عصر الخلفاء الراشدين بدعة الخوارج والشيعة، ثم في آخر عصر الصحابة، بدعة المرجئى ة المسقطون للأمر والنهي محتجين عل ا هؤلاء المباحي في آخر عصر التابعين بدعة الجهمية معطلة الصفات وأم

. بعد هؤلاء آلهمذلك بالقدر، فهم شر من جميع هذه الطوائف وإنما حدثوا

Page 146: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

أن العباد لهم مشيئة وقدرة وفعل: فصــل

م ا ل ان وم ا شاء آ ه م ومما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها ـ مع إيمانهم بالقضاء والقدر ـ أن االله خالق آل شيء، وأنيئتهم درهم يشأ لم يكن، وأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وأن العباد لهم مشيئة وقدرة يفعلون بمش ا أق درتهم م وق

الى ال االله تع ا ق ذآرة { : االله عليه، مع قولهم أن العباد لا يشاؤون إلا أن يشاء االله، آم ه ت ا إن ره . آل اء ذآ ن ش ا . فم ومبيلا إ { : وقال تعالى . ] 56ـ 54 : المدثر [ الآية } يذآرون إلا أن يشاء الله ه س ى رب ذ إل اء اتخ ن ش ذآرة فم ذه ت ا . ن ه وم

لمن شاء منكم . إن هو إلا ذآر للعالمين { : وقال ] .3، 29 : الإنسان [ } تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله آان عليما حكيما . ] 29-27 : التكوير [ } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين . ن يستقيمأ

ون ون، ويعصون، ويقيم بون، ويطيع ون، ويكس ون، ويعمل رون، ويفعل ون، ويكف اد يؤمن أن العب ر ب د أخب رآن ق والق

رون، ويقت ون، ويعتم اة، ويحج ون الزآ أآلون، الصلاة، ويؤت ذبون، وي رقون ، ويصدقون، ويك ون، ويس ون، ويزن لإن العبد ليس بفاعل ولا مختار، ولا مريد ولا : ويشربون، ويقاتلون، ويحاربون، فلم يكن من السلف والأئمة من يقول

ة، مجازا بل من تكلم منهم بلفظ الحقيقة والمجاز متفقون على أن ا/ إنه فاعل : ولا قال أحد منهم . قادر لعبد فاعل حقيق . واالله ـ تعالى ـ خالق ذاته وصفاته وأفعاله

إن العبد مجبور، وأنه لا فعل له : وأول من ظهر عنه إنكار ذلك هو الجهم بن صفوان وأتباعه، فحكى عنهم أنهم قالوا

ا ان ينفي أن يسمى االله ـ تع ل الصفات، فك ه أصلا وليس بقادر أصلا، وآان الجهم غاليا في تعطي لى ـ باسم يسمى بوحكي عنه أنه آان يسمى االله ـ . إلا على وجه المجاز . العبد، فلا يسمى شيئا ولا حيا ولا عالما ولا سميعا ولا بصيرا

. تعالى ـ قادرا؛ لأن العبد عنده ليس بقادر، فلا تشبيه بهذا الاسم على قوله

ي ة ف ون الله حكم رون أن يك و وأتباعه ينك ان ه ونوآ ة، ويقول ه رحم ون ل ره، وأن يك ه وأم ا فعل بمحض : خلق إنمى الجذمى فينظر ان يخرج إل ه آ راحمين، وإن مشيئة، لا رحمة معها، وحكي عنه أنه آان ينكر أن يكون االله أرحم ال

ذا بهؤلاء : إليهم ويقول ول ! ؟ أرحم الراحمين يفعل مثل ه ان يق يس : وآ الهم ل ى أفع ورون عل اد مجب م فعل ولا العب له . اختيار

ة د حدوث القدري ة، بع ي أمي ة بن ر والإرجاء في أواخر دول وآان ظهور جهم ومقالته في تعطيل الصفات وفي الجبة ة القدري ة لمقال ه المقابل والمعتزلة وغيرهم، فإن القدرية حدثوا قبل ذلك في أواخر عصر الصحابة، فلما حدثت مقالت

ا أ ة، آم ا السلف والأئم ائفتين، أنكره دعوا الط رهم، وب ة وغي ة من المعتزل ول القدري روا ق ر / نك ي لفظ الجب ى ف حت . لم يجبر : جبر، وعلى من قال : أنكروا على من قال

والآثار بذلك معروفة عن الأوزاعي، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم من سلف

ال " آتاب السنة " من ذلك أبو بكر الخلال في الأمة وأئمتها، آما ذآر طرفا وال السلف، وق ره ممن يجمع أق هو وغيي ا في الصحيح أن النب ل آم الأوزاعي والزبيدي وغيرهما ليس في الكتاب والسنة لفظ جبر، وإنما في السنة لفظ جب

الوا صلى االله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس لما قدم عليه وفد عبد القيس من البحرين، ا وبينك : فق يارسول االله، بيننا، ه من وراءن أمر ب ه، ون أمر فصل نعمل ب ا ب هذا الحي من آفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام، فمرن

ا ؟ آمرآم بالإيمان باالله، أتدرون ما الإيمان ( : فقال ء شهادة أن لا إله إلا االله، وأن محمدا رسول االله، وإقام الصلاة، وإيتد يشرب الرجل . ونهاهم عن الانتباذ في الأوعية التي يسرع إليها السكر . ) الزآاة، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ى ق حت

رع دباء وهو الق ولا يدري أنه شرب مسكرا، بخلاف الظروف التي توآأ فإنها إذا اشتد الشراب انشقت، ونهى عن الالجرار والمز د والحنتم وهو ما يصنع من المدر آ م ق ور ث ر وهو الخشب المنق ة ـ والنقي فت ـ وهي الظروف المزفت

. إن النبي صلى االله عليه وسلم أباح ذلك بعد هذا النهي : قيل

ولين ؟ ولهذا تنازع العلماء في هذا النهي، هل هو منسوخ أم لا ى ق د، / عل د أحم ان عن ا روايت اء، هم مشهورين للعلمك لا ينهى إلا عن والقول بالنسخ مذهب أبي حنيفة ك، لكن مال م ينسخ مذهب مال ان ل ذا آ أن ه ول ب والشافعي، والق

. صنفين فإنه ثبت في صحيح البخاري أنه حرم ذينك الصنفين، وأباح الآخرين بعد النهي

Page 147: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

واترة، وحديث النهي مت د؛ لأن الأحاديث ب ول أحم ذا اختلف ق وأما مسلم ، فروى في صحيحه النسخ في الجميع؛ فلهلم ال نسخ ليس مثلها؛ فلهذا صار للناس فيها ثلاثة أقوال، وهؤلاء وفد عبد القيس آانوا بالبحرين أسلموا طوعا، آما أس

. أهل المدينة، وأول جمعة جمعت في الإسلام في قرية عندهم من قري البحرين

ال يس : والمقصود أن النبي صلى االله عليه وسلم ق د الق اة إن فيك لخل ( : لأشج عب م والأن ا االله، الحل ين يحبهم ال ) ق : ، فقا ( : فقال ؟ أم خلقين جبلت عليهما ؟ أخلقين تخلقت بهما ين جبلت عليهم ل خلق ال . ) ب ا : فق ى م ي عل ذي جبلن د الله ال الحم

ا جبل االله فلانا : يحب، فقال الأوزاعي والزبيدي وغيرهما من السلف لفظ الجبل جاءت به السنة، فيقال ذا، وأم على آ . لفظ الجبر فلم يرد، وأنكر الأوزاعي والزبيدي والثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم لفظ الجبر في النفي والإثبات

ر : وذلك ؛لأن لفظ الجبر مجمل، فإنه يقال اح، وجب ى النك ه عل ر الأب ابنت اء / جب ه لوف ا ل ع م ى بي اآم الرجل عل الحال : قالوا . ه أنه جعله مريدا لذلك مختارا محبا له راضيا بهدينه، ومعنى ذلك أآرهه، ليس معنا الى : ومن ق إن االله ـ تع

اجز عن أن ره الع ر غي ا يجب دا، وإنم ر أح درا من أن يجب ـ جبر العباد بهذا المعنى فهو مبطل، فإن االله أعلي وأجل قل، المحب يجعله مريدا للفعل مختارا له محبا له راضيا به واالله سبحانه ق د للفع ذي جعل المري و ال ك، فه ى ذل ادر عل

ر له، الراضي به، مريدا له، محبا له، راضيا به، فكيف يقال أجبره وأآرهه آما يجبر المخلوق المخلوق، مثل ما يجبل، ى الفع رهم عل راههم لغي ارهم هو إآ ا بباطل، وإجب ا بحق وإم ه، إم السلطان والحاآم والأب وغيرهم من يجبرون

. آراه قد يكون إآراها بحق، وقد يكون إآراها بباطلوالإ

د : فالأول ة عن ي ى الإسلام، أو أداء الجزي ي عل افر الحرب راه الك ل إآ ا، مث آإآراه من امتنع من الواجبات على فعلهاة، اء الزآ ام الصلاة، وإيت ى إق لم عل راه من أس ى الإسلام، وإآ ود إل ى الع وصوم وهم صاغرون، وإآراه المرتد عل

رمضان، وحج البيت، وعلى قضاء الديون التي يقدر على قضائها، وعلى أداء الأمانة التي يقدر على أدائها، وإعطاء . النفقة الواجبة عليه التي يقدر على إعطائها

ه الع راه يفعل و الإآ ذي ه ار ال ذا الإجب ر والمعاصي، وه ى الكف ان عل راه الإنس ل إآ ر حق، فمث راه بغي ا الإآ اد وأم ب

اعلين م ف الهم، واالله ـ / بعضهم مع بعض؛ لأنهم لا يقدرون على إحداث الإرادة والاختيار في قلوبهم وعلي جعله لأفعره ر غي در من أن يجب و أعلا وأق تعالى ـ قادر على إحداث إرادة للعبد ولاختياره، وجعله فاعلا بقدرته و مشيئته، فه

ه ويكرهه على أمر شاءه منه، بل إذا شاء جعله فاعلا له بمشيئته، آما أنه قادرعلى أن يجعله فاعلا للشيء مع آراهتالى ال االله تع ه، ق ه ل دواء مع آراهت د يشرب المريض ال ا ق ه، آم ه { : له، فيكون مريدا له حتى يفعله مع بغضه ل ولل

ا { : ، وقال ] 15 : الرعد [ } يسجد من في السماوات والأرض طوعا وآرها أرض طوع ماوات وال ي الس ن ف لم م ه أس ول . ] 83 : آل عمران [ } وآرها

ا، أو وه طوع ك فعل فكل ما يقع من العباد بإرادتهم ومشيئتهم، فهو الذي جعلهم فاعلين له بمشيئتهم، سواء آانوا مع ذل

ه آانوا آارهين له فعلوه آرها، وق حيث يكره وق المخل وهو سبحانه لا يكرههم على ما لا يريدونه، آما يكره المخلد ال للعب : على أمر وإن لم يرده، وليس هو قادرا أن يجعله مريدا له فاعلا له، لا مع الكراهة، ولا مع عدمها، فلهذا يق

. بهذا المعنىإنه جبر غيره على الفعل، واالله أعلى وأجل وأقدر من أن يقال بأنه جبر

ه، وإن ا يشاء من اعلا لم وقد يستعمل لفظ الجبر في أعم من ذلك، بحيث يتناول آل من قهر غيره وقدر عليه فجعله ف . آان هو المحدث لإرادته وقدرته عليه

ال ـ ار ق ر : قال محمد بن آعب القرظي ـ في اسم االله الجب ذي جب ل / هو ال ذلك ينق ا أراد، وآ ى م اد عل ر العب عن أميأثور دعاء الم وب : المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال في ال ار القل اري المسموآات، جب دحوات، وب م داحي الم الله

ر . على فطرتها، شقيها وسعيدها اء، ويجب والجبر من االله بهذا الاعتبار معناه القهر والقدرة، وأنه يقدر أن يفعل ما يشال يس آ ره علي ذلك، ويقهرهم عليه، فل ره وقه اء، ومن جب ا لا يش ون، ويكون م ا لا يك ذي يشاء م اجز ال مخلوق الع

م ه، ويجعله راهتهم ل ه مع آ دين ل ا مري ا، وإم ه طوع ارين ل وقدرته، أن يجعل العباد مريدين لما يشاء منهم، إما مخت : آراهه من وجوهفاعلين له، وهذا الجبر الذي هو قهره بقدرته لا يقدرعليه غيره، وليس هو آإجبار غيره، وإ

. أن ما سواه عاجز لا يقدر أن يجعل العباد مريدين لما يشاؤه، ولا فاعلين له : منها

Page 148: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

. أن غيره قد يجبر الغير ويكرهه إآراها يكون ظالما به، واالله تعالى عادل لا يظلم مثقال ذرة : ومنها

ا : ومنها ك، واالله أن غيره قد يكون جاهلا، أو سفيها لا يعلم م ر ذل ة تكون غي ه، لا يقصد حكم ر علي ا يجب ه، وم يفعل

. عليم حكيم، ما خلقه وأمر به له فيه حكمة بالغة صادرة من علمه وحكمته وقدرته

في إثبات الأمر والنهي والوعد والوعيد الله: فصــل

وما لم يشأ لم يكن، وأنه خالق آل شيء وأما السلف والأئمة، آما أنهم متفقون على الإيمان بالقدر، وأنه ما شاء آان،رك من أفعال العباد، وغيرها، وهم متفقون على إثبات أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وأنه لا حجة لأحد على االله في ت

. مأمور، ولا فعل محظور، فهم أيضا متفقون على أن االله حكيم رحيم وأنه أحكم الحاآمين، وأرحم الراحمين

ال وقد ثبت في ال ه ق لم أن دها ( : صحيح عن النبي صلى االله عليه وس دة بول اده من الوال ر عن . ) االله أرحم بعب د أخب وق . حكمته في خلقه وأمره بما أخبر به في آتابه وسنة رسوله

ون ه، ويقول ه ورحمت ي : والجهم بن صفوان ومن اتبعه، ينكرون حكمت ره لام آي، لا يفعل ش ه وأوام يس في أفعال ئا ل

. لشيء، ولا يأمر بشيء لشيء

وآثير من المتأخرين من المثبتين للقدر من أهل الكلام، ومن وافقهم سلكوا مسلك جهم في آثير من مسائل هذا الباب، ذلك، إما نزاعا لفظيا، وإما نزاعا لا يعقل، وإما نزاعا معنويا، وذلك آقول من زعم، أن العبد / وإن خالفوه في بعض

ال جمهور آاسب ذا ق دور؛ وله ا في المق أثير له درة لا ت ه ق ليس بفاعل حقيقة، وجعل الكسب مقدورا للعبد، وأثبت لم : العقلاء دمها، ول إن هذا آلام متناقض غير معقول، فإن القدرة إذا لم يكن لها تأثير أصلا في الفعل آان وجودها آع

. صفات الفاعل في طوله وعرضه ولونهتكن قدرة، بل آان اقترانها بالفعل، آاقتران سائر

إذا : قالوا ؟ ما الكسب : ولما قيل لهؤلاء ة، ف ما وجد بالفاعل، وله عليه قدرة محدثة، أو ما يوجد في محل القدرة المحدثدرة : قيل لهم الوا ؟ ما الق م جمهور العقلا : ق ال له ار، فق ة المخت رتعش، وحرآ ة الم ين حرآ رق ب ه الف ا يحصل ب : ءم

رق مجرد الإرادة، تم الف إن جعل ا، ف ه أيض رتعش، وهي حاصلة بقدرت حرآة المختار حاصلة بإرادته دون حرآة المول درة، والمعق فالإنسان قد يريد فعل غيره ولا يكون فاعلا له، وإن أردتم أنه قادر عليه، فقد عاد الأمر إلى معنى الق

ى الفاعل من القدرة معني به يفعل الفاعل، ولا تثبت ا وعدمها بالنسبة إل درة يكون وجوده ر فاعل، ولا ق درة لغي ق . سواء

أثير : وهؤلاء المتبعون لجهم يقولون إن العبد ليس بفاعل حقيقة، وإنما هو آاسب حقيقة، ويثبتون مع الكسب قدرة لا ت

أثي ر ت ه من غي ه سواء، ولكن قرنت ب افي لها في الكسب، بل وجودها وعدمها بالنسبة إلي وا أن آل م ه، وزعم ر فيفلية ة، والس باب العلوي ائع، والأس وى، والطب ن / الوجود من الق ه م ا اقترنت ب ا فيم أثير لشيء منه د لا ت درة العب آق

. الحوادث والأفعال، والمسببات، بل قرن الخالق هذا بهذا لا لسبب، ولا لحكمة أصلا

واب، ولا في المعصية إن الطاعات والمعاصي مع الثواب والعق : وقالوا ى يناسب الث اب آذلك، ليس في الطاعة معناد ة العب ال الرسل رحم ي، ولا أراد بإرس ر ونه ا أم ة لأجله ر والنهي حكم ي الأم ان ف اب، ولا آ ى يناسب العق معن ومصلحتهم، بل أراد أن ينعم طائفة ويعذب طائفة لا لحكمة، والسبب هو جعل الأمر والنهي، و الطاعة والمعصية،

م ل والظل ذيب الرس رك، وتك ى بالش يء حت ل ش أمر بك وز أن ي ه يج ة، وأن بب ولا لحكم ك لا لس ى ذل ة عل علام . والفواحش، وينهي عن آل شيء حتى التوحيد والإيمان بالرسل وطاعتهم

ن وآثير من هؤلاء آأبي الحسن وأتباعه ومن وافقهم من متأخري أصحاب مالك والشافعى وأحمد، مثل ابن عقيل وا ب

لا الله، والفعل : الجوزي، وأمثالهما يقولون اد فع ال العب وا أفع د جعل ول، وق وق، والفعل هو المفع ق هو المخل إن الخل . عندهم هو المفعول، فامتنع مع هذا أن يكون فعلا للعبد؛ لئلا يكون فعل واحد له فاعلان

Page 149: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه إنها مخلوقة الله مفعولة له، وهي ف : وأما الجمهور، فيقولون ل مفعول ه، ب ا ب لا الله قائم ه، وليست فع ة ب د قائم عل للعبزم هؤلاء أن يكون / غير فعله، والرب م يل ه، فل ائم ب ا هو ق ا يوصف بم ه، وإنم وق ل ا هو مخل تعالى لا يوصف بم

الوا إذا ق ك، ف ا أولئ ا، وأم رب ظالم ود مخل : ال ا؛ لوج ادلا وخالق ه، فيسمى ع المخلوق المنفصل عن ه يوصف ب وق إنا ه بينم منفصل عنه خلقه، فإنهم ألزموهم أن يكون ظالما لخلقه ظلما منفصلا عنه؛ إذ آانوا لا يفرقون فيما انفصل عن

. يكون صفة لغيره وفعلا له، وبين ما لا يكون، إذ الجميع عندهم نسبته واحدة إلى قدرته ومشيئته وخلقه

يس وهؤلاء أطلقوا القول بتكليف ما لا يطلق، وليس في السلف والأئمة من أطلق القول بتكليف ما لا يطاق، آما أنه لذا سلب ون، ه ا لا يطيق م م ه يكلفه ول بأن إطلاق الق اد، آ ر العب ه يجب ول بأن فيهم من أطلق القول بالجبر، وإطلاق الق

. قدرتهم على ما أمروا به، وذلك سلب آونهم فاعلين قادرين

الجمهور من ولهذا آان المقتصدون من هؤلاء، آ ي الحسن، وآ ر أصحاب أب اقلاني، وأآث ن الب ي بكر ب القاضي أبا ا لا يطاق، آم ول بتكليف م أصحاب مالك، والشافعي وأحمد بن حنبل، آالقاضي أبي يعلى، وأمثاله يفصلون في الق

ون ر، فيقول ا يق : تقدم القول في تفصيل الجب ا م ه لا يجوز، وأم د عن ا لا يطاق؛ لعجز العب ه لا يطاق؛ تكليف م ال أنام لا ي حال القي دا، فف ا قاع للاشتغال بضده، فيجوز تكليفه، وهذا؛ لأن الإنسان لا يمكنه في حال واحدة أن يكون قائم

ام، ود بالقي ؤمر حال القع ة / يقدر أن يفعل معه القعود، ويجوز أن ي ل عام لمين، ب ين المس ي جوازه ب ذا متفق عل وه . فيه نزاع ؟ ع، لكن هل يسمى هذا تكليف مالا يطاقالأمر والنهي هو من هذا النو

ر : قيل إن العبد لا يكون قادرا إلا حين الفعل، وإن القدرة لا تكون إلا مع الفعل، آما يقوله أبو الحسن الأشعري، وآثي

ه من نظار المثبتة للقدر، فعلى قول هؤلاء آل مكلف، فهو حين التكليف قد آلف ما لا يطيقه حينئذ، و د يطيق إن آان قه ل؛ لا لكون ة للفع درة المقارن حين الفعل بقدرة يخلقها االله له وقت الفعل، ولكن هذا لا يطيقه لاشتغاله بضده وعدم الق

م . عاجزا عنه ك، فهؤلاء ل وأما العاجز عن الفعل، آالزمن العاجز عن المشي، والأعمي العاجز عن النظر ونحو ذلة من يكلفوا بما يعجزون عنه، ومث لمين، إلا شرذمة قليل ل هذا التكليف لم يكن واقعا في الشريعة باتفاق طوائف المس

. المتأخرين ادعوا وقوع مثل هذا التكليف في الشريعة، ونقلوا ذلك عن الأشعري وأآثر أصحابه، وهو خطأ عليهم

ي وأما جواز هذا التكليف عقلا، فأآثر الأمة نفت جوازه مطلقا، وجوزه عقلا در من أصحاب أب ة للق طائفة من المثبتا ن الجوزي وغيرهم ل واب ابن عقي د، آ افعي، وأحم ك، والش ة . الحسن الأشعري، ومن وافقهم من أصحاب مال وطائف

لا / ثالثة فرقت في الجواز العقلي، بين الممكن لذاته الذي ع عق ين الممتن الطيران، وب يتصور وجوده في الخارج، آ . نآالجمع بين النقيضي

ه ه بأن ان مع علم والذين زعموا وقوع التكليف بالممتنع لذاته ـ آالرازي وغيره ـ احتجوا بأن االله آلف أبا لهب بالإيم

فكلفه بالجمع بين النقيضين بأن يفعل الشيء، وبأن يصدق أنه لا يكون مصدقا بذلك، . لا يؤمن، وإخباره بأنه لا يؤمنواحتجوا بأنه آلف خلاف المعلوم، وخلاف المعلوم محال، فيكون حقيقة التكليف وهو صادق في تصديقه إذا لم يكن،

. أنه يجعل علم االله جهلا، وهذا ممتنع لذاته

ه دخل في ل، وي دهم لا تكون إلا مع الفع درة عن وهؤلاء جعلوا لفظ ما لا يطاق لفظا عاما يدخل فيه آل فعل؛ لكون القى خلاف المعلوم، ويدخل فيه المعجو ا عل روا نحو عشر حجج يستدلون به م ذآ ه، ث ع لذات ه الممتن دخل في ز عنه، وي

ه أو ا لذات ان ممتنع ه ـ سواء آ جواز هذا الجنس، فإذا فصل الأمر عليهم ثبت أن دعواهم جواز ما لا يطاق للعجز عنو م ممكنا ـ باطلة لا دليل عليها، وأما جواز تكليف ما يقدر العبد عليه من العبادة، ويقول ه : ن ه ادرا علي ه لا يكون ق أن

ا لا دخل فيم ه ي وي في آون زاع لفظي ومعن م ن ه، لكن ث ى جواز التكليف ب اس عل ا اتفق الن إلا حين الفعل، فهذا ممازعون في جوازه أو وقوعه : يطاق، فصار ما أدخلوه في هذا الاسم أنواعا مختلفة ا ين ا . منها م ازعون : و منه ا ين م

. لا في وقوعه في اسمه وصفته ك / ر مع ذل ه، وأخب ا يقول أما تكليف أبي لهب، وغيره بالإيمان، فهذا حق، وهو إذا أمر أن يصدق الرسول في آل م

أمور بتصديق ه م ين النقيضين، فإن أمور أن يجمع ب ا، ولا هو م أنه لا يصدقه، بل يموت آافرا، لم يكن هذا متناقضذا الرسول في آل ما بلغ، وهذا التصديق م يكن ه ه ل م أنك لا تفعل أمر ونحن نعل اك ب لا يصدر منه، فإذا قيل له أمرن

. تكليفا للجمع بين النقيضين

Page 150: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

رتم : فإن قال م أخب ا؛ لأنك م أآن مؤمن تصديقكم في آل ما تقولون يقتضي أن أآون مؤمنا، إذا صدقتكم وإذا صدقتكم ل

ادر لو وقع : أني لا أؤمن بكل ما أخبر به، قيل له ؤمن، فأنت ق ر أنك لا ت م يكن يخب ر، ول ذا الخب ه ه م يكن في منك لذا ه من تصديقنا به درت علي ا ق على تصديقنا، وبتقدير وجوده لا يحصل هذا الخبر، وإنما وقع؛ لأنك أنت لم تفعل م

. قادر عليهالخبر، فوقع بعد تكذيبك وترآك ما آنت قادرا عليه، لم نقل لك حين أمرناك بالتصديق العام وأنت

دا رسول االله، : ولو قيل لك أن محم ار ب ه هو الإخب ؤمن ب آمن ونحن نعلم أنك لا تؤمن بهذا الخبر، فالذي أمرت أن تين اقض، لكن لا يمكن الجمع ب اك تن م يكن هن ؤمن ل وهذا أنت قادر عليه ولا تفعله، وإذا صدقتنا في خبرنا أنك لا ت

ك أنك لا الإيمان والتصديق، فإنه لم يقع ا مع ذل ه، وأخبرن در علي ق تق ان مطل اك بإيم ل أمرن ونحن لم نأمرك بهذا، بق، / تفعل ذلك المقدور عليه، ولم نقل لك صدقنا في هذا وهذا في حال واحدة، لكن الواجب عليك هو التصديق المطل

ا والتصديق بهذا لا يجب عليك حينئذ، ولو وقع منك التصديق المطلق امتنع منا هذا الخبر ع لم ا وق ، بل هذا الخبر إنم . علمنا أنه لا يقع منك التصديق المطلق

ه زل االله قول ا أن ن لم ذلك، لك ر آ يس الأم ا، ول ر بالتصديق به ة وأم ذه الآي مع ه ا لهب أس در أن أب و ق ه ل ذا آل : وه

ا لهب ، ولم يسلم لهم أن االله أمر نبيه ] 3 : المسد [ } سيصلى نارا ذات لهب { ي لهب، وأمر أب ذا الخطاب لأب بإسماع هه ذه السورة، فقول زول ه ا لهب أن يصدق بن : بتصديقه، بل لا يقدر أحد أن ينقل أن النبي صلى االله عليه وسلم أمر أب أنه أمر أن يصدق بأنه لا يؤمن قول باطل لم ينقله أحد من علماء المسلمين، فنقله عن النبي صلى االله عليه وسلم قول

. بلا علم، بل آذب عليه

لا نسلم أنه بعد نزول هذه السورة : فقد آان الإيمان واجبا على أبي لهب، ومن الإيمان أن يؤمن بهذا، قيل له : فإن قيله ل ل وح إذ قي وم ن ى ق ا حقت عل : وجب على الرسول أن يبلغه إياها، بل ولا غيرها، بل حقت عليه آلمة العذاب، آم

ؤ { ون لن ي انوا يفعل ا آ ئس بم ا تبت ن فل د آم ن ق ا م ك إل ن قوم أمور ] 36 : هود [ } من م ك لا يبقى الرسول م د ذل ، وبع . بتبليغهم الرسالة، فإنه قد بلغهم فكفروا حتى حقت عليهم آلمة العذاب بأعيانهم

ؤمن، ه لا ي ين أن ن مع ول ع ر االله الرس د يخب ه وق أمره أن يعلم ن لا ي ان / ولك ه وإن آ أمور بتبليغ و م ل ه ذلك، ب بى . إن الذين حقت عليهم آلمة ربك لا يؤمنون { : الرسول يعلم أنه لا يؤمن، آالذين قال االله فيهم ولو جاءتهم آل آية حت

أليم ذاب ال روا الع ونس [ } ي ه ] 97، 96 : ي ون { : ، وقول ا يؤمن ذرهم ل م تن ذرتهم أم ل يهم أأن واء عل روا س ذين آف } إن ال . ] 6 : البقرة [

أمور انوا م ؤمن، وإن آ ه لا ي نهم أن ين م ين فهؤلاء قد يعلم بعض الملائكة، وبعض البشر من الأنبياء وغيرهم في مع

بتبليغه أمر االله ونهيه، وليس في ذلك تكليفه بالجمع بين النقيضين، وذلك خلاف المعلوم، فإن االله يفعل ما يشاء بقدرته . وما لا يشاء يعلم أنه لا يفعله وأنه قادرعليه لو شاء لفعله، وعلمه أنه لا يفعله، لا يمنع أن يكون قادرا عليه

ه والعباد الذين علم االله أنهم يط ه ب غ في علم ذلك أبل ه ل يعونه بإرادتهم، ومشيئتهم وقدرتهم، وإن آان خالقا لذلك، فخلقم ] 14 : الملك [ } ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير { : قبل أن يكون، آما قال تعالى ه يعل رهم ب ، وما لم يفعلوه فما أم

و أرادوه أنه لا يكون لعدم إرادتهم له لا ا ل ل هو أمر بم ه، ب لعدم قدرتهم عليه، وليس الأمر به أمرا بما يعجزون عن . لقدروا على فعله، لكنهم لا يفعلونه، لعدم إرادتهم له

ة م قالت المعتزل ى واحد، ث وهو لا : وجهم ، ومن وافقه من المعتزلة اشترآوا في أن مشيئة االله ومحبته ورضاه بمعن

ل هو يشاء : ق والعصيان، فلا يشاؤه، فقالوايحب الكفر والفسو ة، ب يئة، وقالت الجهمي و / إنه يكون بلا مش ك، فه ذلا الحسن أول من خالف الي الجويني، أن أب و المع يحبه ويرضاه، وأبو الحسن وأآثر أصحابه وافقوا هؤلاء، فذآر أب

. السلف في هذه المسألة، ولم يفرق بين المشيئة والمحبة والرضا ة، و ة، والكرامي ر من طوائف النظار، آالكلابي ه والحديث والتصوف، وآثي ابر أهل الفق أما سلف الأمة وأئمتها وأآ

ون ذا، ويقول ذا وه ين ه ون ب رهم، فيفرق أمر ولا : وغي ا لا ي ه، آم ل الصالح، ويرضى ب ان والعم إن االله يحب الإيمة الشريعة من الخلف يرضى بالكفر والفسوق والعصيان ولا يحبه، آما لا يأمر به وإن آان قد شاءه؛ ولهذا آان حمل

Page 151: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال إن : والسلف متفقين على أنه لو حلف ليفعلن واجبا أو مستحبا، آقضاء دين يضيق وقته، أو عبادة يضيق وقتها، وقه : شاء االله، ثم لم يفعله لم يحنث وهذا يبطل قول القدرية، ولو قال ك ويرضاه فإن و إن آان االله يحب ذل ا ل ث، آم يحن

بعهم، : قال ة، ومن ات ى الجهمي رد عل إن آان يندب إلى ذلك، ويرغب فيه أو يأمر به أمر إيجاب أو استحباب، وهذا ي . وبسط هذه الأمور له موضع آخر . آأبي الحسن الأشعري ومن وافقه من المتأخرين

أخرين والمقصود هنا جواب هذه المسألة فإن هذه الإشكالات المذآورة إن ه من المت م، ومن وافق ول جه ى ق ما ترد عل

. من أصحاب أبي الحسن الأشعري، وغيرهم، وطائفة من متأخري أصحاب مالك والشافعي وأحمد ا / ون بم ل يقول وأما أئمة أصحاب مالك والشافعي وأحمد وعامة أصحاب أبي حنيفة، فإنهم لا يقولون بقول هؤلاء، ب

بحانه ـ ما شاء آان، وما لم يشأ لم يكن، ويثبتون الفرق بين مشيئته، وبين محبته ورضاه اتفق عليه السلف من أنه ـ س ون : فيقولون : إن الكفر والفسوق والعصيان ـ وإن وقع بمشيئه ـ فهو لا يحبه ولا يرضاه، بل يسخطه ويبغضه، ويقول

: إرادة االله في آتابه نوعان

دره { : نوع بمعنى المشيئة لما خلق، آقوله ل ص له يجع رد أن يض ن ي لام وم دره للإس فمن يرد الله أن يهديه يشرح ص . ] 125 : الأنعام [ } ضيقا حرجا آأنما يصعد في السماء

ه ه، آقول م يخلق ه، وإن ل ر { : ونوع بمعنى محبته ورضاه لما أمر ب م العس د بك ا يري ر ول م اليس ه بك د الل رة [ } يري : البق

يكم لع { ، ] 185 ه عل تم نعمت رآم ولي د ليطه ن يري كرون ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولك م تش دة [ } لك ، ] 6 : المائيم حك { ه عل يكم والل د . يميريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عل يكم ويري وب عل د أن يت ه يري والل

. ] 28-26 : النساء [ } يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا . عظيما الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا

د ؟ هل هو مستلزم للإرادة أم لا . وبهذا يفصل النزاع في مسألة الأمر يئة، فيكون ق فإن القدرية تزعم أنه مستلزم للمشبه إلا إذا وقع، / إنه غير مستلزم لشيء من الإرادة، لا لحبه له، ولا رضاه : ة قالواشاء المأمور به ولم يكن، والجهمي

أولوا ن، وت م يك م يرضه ل ه ول م يحب ا ل ان، وم فإنه ما شاء آان وما لم يشأ لم يكن، وآذلك عندهم ما أحبه ورضيه آون ، على ] 7 : الزمر [ } ولا يرضى لعباده الكفر { : قوله ا يقول ا، آم ر، أو لا يرضاه دين : أن المراد ممن لم يقع منه الكف

يئة، ة والمش ين المحب رق ب ه لا ف لم يشأه ممن لم يقع منه، أو لا يشاءه دينا؛ إذ آانوا موافقين للجهمية والقدرية، في أننكم ول { : وقد قال االله تعالى ي ع ه غن م إن تكفروا فإن الل ه لك كروا يرض ر وإن تش اده الكف ، ] 7 : الزمر [ } ا يرضى لعب

ال ا ق اده، آم م يرضه لعب اده ل ول { : فأخبر أنه إذا وقع الكفر من عب ن الق ا يرضى م ا ل ون م ، ] 1.8 : النساء [ } إذ يبيتال ب { : وق ا يح ه ل ادوالل رة [ } الفس ه ] 2.5 : البق ع قول ا { : ، م يقا حرج دره ض ل ص له يجع رد أن يض ن ي ام [ } وم : الأنع125 [ .

ه : وفصل الخطاب أمور ب رب الآمر الفعل الم د . أن الأمر ليس مستلزما لمشيئة أن يخلق ال ل ق ه، ب ولا إرادة أن يفعل

بما لا يخلقه، وذلك مستلزم لمحبة الرب ورضاه من العبد أن يفعله، بمعنى أنه إذا فعل ذلك أحبه ورضيه، وهو يأمر ك رك ذل ه في ت يريده منه إرادة الآمر من المأمور بما أمره به لمصلحته، وإن لم يرد أن يخلقه وأن يعينه عليه؛ لما ل

. يخلقهمن الحكمة، فإن له حكمة بالغة فيما خلقه وفيما لم

ى مصلحته، ه عل ة ل ه بالإعان ه، ويتفضل علي اعلا يحسن إلي ره ف ل، ويجعل غي وفرق بين أن يريد أن يخلق هو الفعرك ا في ت ه لم د هو ـ نفسه ـ أن يعين ان لا يري ه، وإن آ ه إذا فعل ا ينفع ه م ين ل ا يصلحه، ويب وبين أن يأمر غيره بم

تل / إعانته ا من الحكمة؛ لكون الإعانة قد تس ه، آم ه هو يبغضه ويمقت ذي خلق ه ال ه، والمنهي عن اقض حكمت ا ين زم م . يمقت ما خلقه من الأعيان الخبيثة، آالشياطين والخبائث، ولكنه خلقها لحكمة يحبها ويرضاها

إلى ونحن نعلم أن العبد يريد أن يفعل ما لا يحبه؛ لإفضائه إلى ما يحبه، آما يشرب المريض الدواء الكريه؛ لإفضائه

ين آون الشيء اة ب ه، ولا مناف وب ل ه المحب ى مطلوب ال لإفضائه إل ه من الأعم ا يكره ما يحبه من العافية، ويفعل متلزم . بغيضا إليه مع آونه مخلوقا له؛ لحكمة يحبها د يس ه ق ه؛ لأن فعل ان ولا يفعل ه إذا آ ين أن يحب اة ب وآذلك لا مناف

. هو أبغض إليه من عدمهتفويت ما هو أحب إليه منه، أو وجود ما

Page 152: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

قول القائل آيف يكون العبد مختارا لأفعاله وهو مجبور عليها :فصــل

: إذا عرف هذا فنقول

ون ؟ أما قول القائل آيف يكون العبد مختارا لأفعاله وهو مجبور عليها ذين يقول ة ال ى الجهمي إطلاق : إنما يتوجه عل بد واخ درة العب ي ق ر، ونف نة، الجب ة الس ره أئم ا أنك ر مم لاق الجب ا أن إط د بين ل، وق ي الفع ه ف أثير قدرت اره، وت تي

ل ن حنب د ب دي، وأحم ن مه رحمن اب ة / آالأوزاعي والزبيدي والثوري وعبد ال دا من الأئم ا علمت أح رهم، وم وغي . برأطلقه، بل ما علمت أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان أطلقوه في مسائل القدر والج

ن د ب افعي، ولا أحم ة، ولا الش و حنيف ك، ولا أب رهم، لا مال ة ولا غي ولا قال أحد من أئمة المسلمين ـ لا الأئمة الأربعد ال أح ه، ولا ق ا لا يطيقون اد م ال هؤلاء ـ إن االله يكلف العب ث، ولا أمث وري، ولا اللي ل ولا الأوزاعي، ولا الث حنب

ه، : حقيقة، بل هو فاعل مجازا، ولا قال أحد منهم إن العبد ليس بفاعل لفعله : منهم ا في فعل أثير له د لا ت درة العب إن قى الفعل لا : أو لا تأثير لها في آسبه، ولا قال أحد منهم ل، وأن الاستطاعة عل ى حين الفع ادرا إل د لا يكون ق إن العب

. تكون إلا معه، وأن العبد لا استطاعة له على الفعل قبل أن يفعله

اس { : آقوله تعالى . بل نصوصهم مستفيضة بما دل عليه الكتاب والسنة من إثبات استطاعة لغير الفاعل ى الن ه عل وللت { : ، وقوله تعالى ] 97 : آل عمران [ } حج البيت من استطاع إليه سبيلا ام س كينا فمن لم يستطع فإطع ة [ } ين مس : المجادل

ى ( : ، وقول النبي صلى االله عليه وسلم لعمران بن حصين ] 4 م تستطع فعل إن ل دا، ف م تستطع فقاع إن ل ا، ف صل قائم . ) جنب

ه، آمن ى مستطيع، وأن المستطيع يكون مستطيعا مع معصيته وعدم فعل ادات لا تجب إلا عل ى أن العب واتفقوا عل

فإنه مستطيع باتفاق سلف الأمة وأئمتها، وهو . والصيام، والحج، ولم يفعله/ اع ما أمر به من الصلاة، والزآاة، استط . مستحق للعقاب على ترك المأمور الذي استطاعه ولم يفعله، لا على ترك ما لم يستطعه

ا من أن الاس ى الفعل تصلح وصرحوا بما صرح به أبو حنيفة، وأبو العباس بن سريج، وغيرهم ة عل تطاعة المتقدم

فهو مستطيع عندهم قبل الفعل ومع الفعل، وهو حين الفعل . للضدين، وإن آان العبد حين الفعل مستطيعا أيضا عندهما لا تكون . إن الاستطاعة لا تكون إلا قبل الفعل : لا يمكنه أن يكون فاعلا تارآا، فلا يقولون ة، ولا بأنه آقول المعتزل

. مع الفعل آقول المجبرة، بل يكون مستطيعا قبل الفعل، وحين الفعلإلا

ة الإسلام : يقال له . العلماء قد صرحوا بأن العبد يفعلها قسرا : وأما قوله اء السلف، وأئم ذا أحد من علم لم يصرح بهذا بعض الم ا يصرح به ة، وإنم ة الأربع اع الأئم م المشهورين، ولا أحد من أآابر أتب لكوا مسلك جه ذين س أخرين ال ت

. ومن وافقه وليس هو لأهل علماء السنة، بل ولا جمهورهم ولا أئمتهم، بل هم عند أئمة السلف من أهل البدع المنكرة

فصــل : وأما قول الناظم السائل

على الإرادات لمقسور ** لأنهم قد صرحوا أنه

را . القسر على الإرادة منه : فيقال له ا وجب را وإآراه ذا قس ل ه ذا حق، لكن تسمية مث دا فه ه مري ه جعل إذا أريد به أنا ارا محب ذي جعل مخت ا راضيا، وال ارا محب دا مخت ور لا يكون مري ره المجب تناقض لفظا ومعنى، فإن المقسور المك

. راضيا لا يقال إنه مقسور مكره مجبور

دا المراد بذلك أنه جعل م : وإذا قيل ا أن يكون مري ه . ريدا بمشيئة االله وقدرته بدون إرادة منه متقدمة، اختار به ل ل : قيولكن هذا لا يناقض آونه مختارا، فإن من جعل مريدا مختار، قد أثبت . هذا المعنى حق سواء سمى قسرا، أو لم يسم

Page 153: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ارا، : ز أن يقالله الإرادة والاختيار، والشيء لا يناقض ذاته ولا ملازمه، فلا يجو د جعل مخت ار ق آيف يكون المخت ؟ والمريد جعل مريدا

مختارا بغير إرادة منه سابقة لأن يكون مختارا، / معنى ذلك أن االله جعله : قيل . يخير على أن يكون مختارا : وإذا قيل

ه موصوفا . قصيراآما جعله قادرا، وجعله عالما، وجعله حيا، وجعله أسود وأبيض وطويلا و وم أن االله إذا جعل ومعلا جعل االله ك الصفة؛ لأن م ى تل ه عل ان آون بصفة لم يناقض ذلك اتصافه بتلك الصفة، فإن االله إذا جعله على صفة آه، يئة االله وجعل ا لمش را ملازم ادرا أم ا وق ارا وعالم ه مخت ان آون ن، وإذا آ م يك أ ل م يش ا ل ان، وم ا شاء آ له، فإنه موالمتلازمان لا يناقض أحدهما الآخر، بل يجامعه، ولا يفارقه، فيكون اختيار العبد مع إطلاق الجبر الذي يعني به أن ن ب م ا العج ين، إنم اع المتلازم ن اجتم ب م ين، ولا عج رين متناقض ين، لا أم رين متلازم ارا أم ه مخت االله جعل

. تناقضهما فصــل

: وأما قول السائل

على الإرادات لمقســور ** قد صرحوا أنـه لأنهم

حقيقة والحكم مشهور ** ولم يكن فاعل أفعاله

المصرح بأنه غير فاعل حقيقة هم الجهمية، أتباع الجهم بن صفوان ومن وافقهم من المتأخرين، ولم يصرح : فيقال لهوا بإحسان، ولا أئمة المسلمين، لا/ بهذا أحد من الصحابة، والتابعين لهم ذين تكلم ل ال رهم، ب ة، ولا غي الأئمة الأربع

ون ة أصحاب : بلفظ الحقيقة، والمجاز واتبعوا السلف في هذا الأصل آلهم يقول ذلك أئم ا صرح ب ة آم ه فاعل حقيق إن . الأئمة الأربعة ـ أصحاب أبى حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ـ وآتبهم مشحونة بذلك

زمهم ألا يكون : إنه فاعل مجازا، وقالوا : ن قالواوأما الذي ول، فهؤلاء يل إن الفعل لا يقوم بالفاعل، بل الفعل هو المفع

رب . لأفعال العباد فاعل لا الرب، ولا العبد ا ال دهم، وأم ا عن ر فاعل له ه غي أما العبد، فإنها وإن قامت به الأفعال فإنرها، والفاعل المعقول من قام به الفعل، آما أن المتكلم المعقول من قام به الكلام فعندهم لم يقم به فعل، لا هذه ولا غي

والمريد المعقول من قامت به الإرادة، والحي والعالم والقادر من قامت به الحياة والعلم والقدرة، والمتحرك من قامت دميهم من الجهم ات متق ه فعل آإثب وم ب اعلا لا يق ات هؤلاء ف ه آلام، به الحرآة، فإثب وم ب ا لا يق ة متكلم ة والمعتزل ي

ألة آلام رروه في مس ا ق ومريدا لا يقوم به إرادة، وعالما لا يقوم به علم، وقادرا لا تقوم به قدرة، وهذا آله باطل آم . االله، وإثبات صفاته، آما قد بسط في موضعه

ك فإن الأصل الذي وافقوا به أئمة السنة، واحتجوا به على المعتزلة ى ذل ه عل اد حكم ام بمحل ع هو، أن المعنى إذا ق

ا ره، آم ى غي المحل، واشتق لذلك المحل منه اسم، ولم يشتق لغيره منه اسم وعاد حكمه على ذلك المحل، ولم يعد علان هو ارد، / أن الحرآة والسواد والبياض، والحرارة والبرودة إذا قامت بمحل آ المتحرك الأسود الأبيض الحار الب

الوا : قالوا . يرهدون غ ره، ق د، دون غي تكلم المري ك المحل هو الم ان ذل ا بمحل آ فلا : فكذلك الكلام والإرادة، إذا قامم اة وعل ادرا، إلا بحي يكون المتكلم متكلما إلا بكلام يقوم به، ولا مريدا إلا بإرادة تقوم به، وآذلك لا يكون حيا عالما ق

. لا يكون فاعلا، إلا بفعل يقوم بهوقدرة تقوم به، وطرد هذا أنه

ال ه، فق ه، وذات الى، وأفعال لم بصفات االله تع ه وس ي صلى االله علي تعاذ النب ذا اس ي أعوذ برضاك من ( : وله م، إن اللهى نفسك ا أثنيت عل ك، أنت آم ه . ) سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصى ثناء علي ا استدل ب ذا مم وه

. لأنه استعاذ به ولا يستعاذ بمخلوق : د بن حنبل وغيره على أن آلام االله ليس بمخلوق، قالواالأئمة أحم

Page 154: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

فصــل

: وأما قول السائل

ما يلحق الفاعل تأثير ** ومن هنا لم يكن للفعل في

ا واب، والعق ذم والث ا يلحق الفاعل من المدح وال ل، فيم أثير للفع ه لا ت ذلك، أن روا فإن أراد ب ه منك ا يقول ذا إنم ب، فه . وإلا فالسلف والأئمة متفقون على إثبات الأسباب والحكم، خلقا وأمرا . وافقه/ الأسباب، آجهم ومن

ة، ] ثلاثة [ الأسباب المثبتة للإرث : ففي الأمر، مثل ما يقول الفقهاء وا في المحالف ق، واختلف اح، وولاء عت نسب، و نك

ه والإسلام على يدي نهم من لا يجعل ة، وم أبي حنيف لإرث، آ ببا ل ك س نهم من يجعل ذل ديوان، م ه وآونهما من أهل الان د روايت افعي، وعن أحم ك والش ببا، آمال ون . س ا يقول ل م د : ومث ل العم اة، والقت ك النصاب سبب لوجوب الزآ مل

. العدوان المحض سبب للقود، والسرقة سبب للقطع

ول ومذهب الفقهاء أن ال ا يق ة محضة، وإنم يس علام ببه، ل ة من أهل : سبب له تأثير في مس ة محضة طائف ه علام إناء ن الفقه ك م ق ذل ن يطل ور م اء، وجمه ن الفقه ة م ه طائف ا يطلقون ق م د يطل م، وق ول جه ى ق وا عل ذين بن لام ال الك

. بقول هؤلاء : بقول السلف والأئمة، وتارة يقولون : تارة يقولون . يتناقضون

. وآذلك الحكمة وشرع الأحكام للحكم مما اتفق عليه الفقهاء مع السلف

ر، ق، والأم ذلك في الخل وء ب رآن ممل ق والق ا / وآذلك الحكمة في الخل باب، لا آم ياء بالأس ق الأش ه يخل وء بأن ومملالى ماء { : يقوله أتباع جهم، أنه يفعل عندها لا بها، آقوله تع ن الس زل م ا أن د موته أرض بع ه ال ا ب اء فأحي : النحل [ } م

يد . ونزلنا من السماء ماء مبارآا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد { : ، وقوله ] 65 ع نض ا طل قات له ا . والنخل باس رزقحابا { : ، وقوله ] 11ـ9 : ق [ } نا به بلدة ميتاللعباد وأحيي ت س ى إذا أقل وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حت

ل الث رات ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من آ ه ] 57 : الأعراف [ } م ع { : ، وقول ن اتب ه م ه الل دي ب يه . ، ونحو ذلك ] 14 : التوبة [ } قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم { : ، وقوله ] 16 : المائدة [ } رضوانه سبل السلام

. ق والأمر، فكثير جدا، وهذا مبسوط في موضعهوأما دخول لام آي في الخل

. وقد بسط حجج نفاة الحكمة، والتعليل العقلية والشرعية، وبين فسادها آما بين فساد حجج المعتزلة والقدرية

. وحينئذ فالأفعال سبب للمدح والذم، والثواب والعقاب

رع اب الش موا خط م، قس باب والحك ون للأس اء المثبت مين والفقه ى قس ه إل اب وضع : وأحكام ف، وخط اب تكلي خط

م بكون الشيء م / وإخبار، آجعل الشيء سببا وشرطا ومانعا، فاعترض عليهم نفاة ذلك، بأنكم إن أردت ببا أن الحك س . يوجد إذا وجد فليس هنا حكم آخر، وإن أردتم معنى آخر فهو ممنوع

ت مناسبة للحكم، شرع الحكم لأجلها، وشرع لإفضائه إلى الحكمة، آما أن المراد أن الأسباب تضمنت صفا : وجوابهم

الى ال تع ر { : ق ه أآب ذآر الل ر ول اء والمنك ن الفحش ى ع لاة تنه وت [ } إن الص الى ] 45 : العنكب ال تع د { : ، وق ا يري إنم . ] 91 : المائدة [ الآية } م العداوة والبغضاء في الخمر والميسرالشيطان أن يوقع بينك

ه السلف ذي علي باب، وإلا فال وآذلك ـ أيضا ـ الذين قالوا لا تأثير لقدرة العبد في أفعاله هم هؤلاء أتباع جهم نفاة الأس

د وأتباعهم وأئمة أهل السنة وجمهور أهل الإسلام المثب درة العب باب، وإن ق ات الأس ة إثب الفون للمعتزل در المخ تون للقق الأسباب والمسببات تقلة . مع فعله لها تأثير آتأثير سائر الأسباب في مسبباتها، واالله تعالى خل والأسباب ليست مس

ا، والمسبب لا ي ك ـ أضداد تمانعه ا ـ مع ذل ق االله بالمسببات، بل لابد لها من أسباب أخر تعاونها، وله ى يخل كون حت

Page 155: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ائر ق س ا يخل ه آم يئته وقدرت ك بمش ع ذل ق جمي بحانه يخل و س ه، وه ه أضداده المعارضة ل دفع عن بابه، وي ع أس جمي . المخلوقات، فقدرة العبد سبب من الأسباب، وفعل العبد لا يكون بها وحدها بل لابد من الإرادة الجازمة مع القدرة

القيد والحبس ونحو ذلك، والصاد عن السبيل /بالإنسان فلابد من إزالة الموانع، آإزالة وإذا أريد بالقدرة القوة القائمة

. آالعدو وغيره

} وما تشاءون إلا أن يشاء الله { : قوله تعالى: فصــل

ه { : وقوله تعالى اء الل ا أن يش وير .3 : الإنسان [ } وما تشاءون إل ه ] 29 : ، التك يس بفاعل لفعل د ل ى أن العب دل عل ، لا ية رد ذه الآي ه لا يشاؤه إلا أن يشاء االله، وه ى أن دل عل ل ي الاختياري، ولا أنه ليس بقادر عليه، ولا أنه ليس بمريد، ب

ائفتين ى الط ة : عل ة القدري ة والمعتزل رة الجهمي ال . المجب الى ق ه تع اء م { : فإن ن ش تقيملم وير [ } نكم أن يس ، ] 28 : التكالمين { : فأثبت للعبد مشيئة وفعلا، ثم قال وير [ } وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب الع د ] 29 : التك يئة العب ين أن مش ، فب

ا : قدرية، الذين يقولونوالأولى رد على الجبرية، وهذه رد على ال . معلقة بمشيئة االله قد يشاء العبد ما لا يشاؤه االله آم . إن االله يشاء ما لا يشاؤون : يقولون

ه : وإذا قالوا أمر االله ب م ي ه إن ل ا أمر االله ب ل . المراد بالمشيئة هنا الأمر على أصلهم، والمعنى وما يشاؤون فعل م : قي

ل ذا، ب راد ه يس الم ه سياق الآية يبين أنه ل وه إلا أن يشاء االله، فإن رتم بالفعل أن تفعل د أن أم ا تشاؤون بع راد وم المك د ذل ال بع بيلا { : تعالى ذآر الأمر، والنهي، والوعد، والوعيد، ثم ق ه س ى رب ذ إل اء اتخ ن ش ذآرة فم ذه ت ا . إن ه وم

تقبل } وما تشاءون { : وقوله ] .3، 29 : الإنسان [ } تشاءون إلا أن يشاء الله ه . نفي لمشيئتهم في المس ذلك قول إلا أن { وآالمعنى ) أن ( تعليق لها بمشيئة الرب في المستقبل، فإن حرف / } يشاء بله إلا أن : تخلص الفعل المضارع للاستقبال، ف

. لا أفعل هذا إلا أن يشاء االله : ذلك، وهذا آقول الإنسان يشاء بعد ذلك، والأمر متقدم على

ال ى أن من حلف فق اء عل ق السلف، والفقه د اتف اء االله، : وق دا إن ش ي غ اء االله، أو لأقضين دين دا، إن ش لأصلين غى ومضى الغد ولم يقضه أنه لا يحنث، ولو آانت المشيئة هي الأمر لحنث، لأن االله أمره بذلك، وهذا مما احتج به عل

. إنه يحنث : القدرية، وليس لهم عنه جواب، ولهذا خرق بعضهم الإجماع القديم وقال

ان ] 29 : التكوير [ } وما تشاءون إلا أن يشاء الله { : وأيضا، فقوله ه، وبي ان قدرت ه ببي سيق لبيان مدح الرب والثناء عليك من خصائص حاجة العباد إليه، ول م يكن ذل ة، فل ذه المثاب ان آل أمر به أمرآم لك ون إلا أن ي راد لا تفعل و آان الم

. الرب التي يمدح بها، وإن أريد أنهم لا يفعلون إلا بأمره آان هذا مدحا لهم، لا له

فصــل

: وقوله

لم يك للخالق تقدير ** ثم لو سلمت . وآل شيء

. ن العبد فاعل أفعاله حقيقة، ونحو ذلك من أقوال السلف لزم نفي التقدير، فهذا التلازم ممنوعإن أراد به أنه لو سلم أ

زم ل يل اس، ب اق الن ات، والمباحات باتف وإن أراد أنه لو سلم أن يشاء ما لم يشأ االله، لزم انتفاء مشيئة االله عن المحرما انتفاء مشيئته في الحقيقة لأفعال العباد آلها، آما يلزم ه لشيء منه اء خلق ا، وانتف اد آله . انتفاء قدرته على أفعال العب

. وفي ذلك نفي هذا التقدير الذي هو بمعنى المشيئة والقدرة والخلق

وأما التقدير الذي هو بمعنى تقديرها في نفسه وعلمه بها، وخبره عنها وآتابته لهاـ فهذا إنما يلزم لزوما بينا على قول ه، من ينكر العلم ه وخلق المتقدم، وجمهور القدرية لا تنكره، لكن إذا جوزوا حدوث حوادث آثيرة بدون مشيئته وقدرت

ه نهم الاستدلال بقول ذ فلا يمك داثها، وحينئ ى إح ادر عل ا { : أثبتوا في العالم حوادث آثيرة يحدثها غيره، وهو غير ق ألل أن على أنه عا ] 4 : الملك [ } يعلم من خلق لم بها، فإنه لم يخلقها عندهم، فقد ينازعهم إخوانهم القدرية في علمه بها قب

Page 156: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا لا وم يقتضي تكليف م تكون، ولا يمكنهم الاحتجاج عليهم بهذه الآية، وقد يقولون علمه بها، مع أمره، بخلاف المعل . السابق يطاق؛ لأن خلاف المعلوم ممتنع، فلا يكون عالما بها، فيلزمونهم بنفي التقدير

فصــل

: وقوله

حدوثه والقول مهجور ** أو آان فاللازم من آونه

آأنه يريد ـ واالله أعلم ـ لو آان االله مقدرا لها عالما بها، فيلزم من آونه عالما بها مقدرا لها، بعد أن تكون حدوث العلم اد، ول مهجور باطل، بها بعد أن آانت، ويلزم ألا يكون الرب عالما بأفعال العب ذا الق ت، وه ى فعل ا حت درا له ولا مق

اب ه، والكت روا من قال ل آف لمين، ب اء المس ائر علم مما اتفق على بطلانه سلف الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وس . والسنة مع الأدلة العقلية تبين فساده

م ب ل أعل ون، ب ل أن تك اد قب ال فإن االله قد أخبر عما يكون من أفعال العب ه، ق ر ملائكت ه وغي ذلك من شاء من ملائكت

بح وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و { : تعالى ن نس يسفك الدماء ونحدماء ] .3 : البقرة [ } أعلم ما لا تعلمون بحمدك ونقدس لك قال إني ، فالملائكة حكموا بأن الآدميين يفسدون، ويسفكون ال

ا { : قبل أن يخلق الإنس ولا علم لهم إلا ما علمهم االله، آما قالوا ا علمتن ا م ا إل م لن ا عل رة [ } ل ال ] 32 : البق م ق ي { : ، ث إن . ، وتضمن هذا ما يكون فيما بعد من آدم، وإبليس وذريتهما، وما يترتب على ذلك ] .3 : البقرة [ } علم ما لا تعلمونأ

ه ة في الأرض فإن م يصر خليف ة ل ولا خروجه من الجن ه ل ة فإن ودلت هذه الآية على أنه يعلم أن آدم يخرج من الجن

ئتما { : ن الشجرة، بقولهأمره أن يسكن الجنة، ولا يأآل م وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وآلا منها رغدا حيث شالمين ن الظ ا م جرة فتكون ذه الش ا ه ا تقرب رة [ } ول الى ] 35 : البق ال تع ذا ع { : ، وق اآدم إن ه ا ي ا فقلن ك فل ك ولزوج دو ل

اه ] 119-117 : طه [ } وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى . إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى . يخرجنكما من الجنة فتشقى ، نهة، أن يخرجها من الجنة، وهو نهي عن طاعة إبليس التي هي سبب ال ه يخرج من الجن ك أن ل ذل م قب د عل خروج، وق

ك ل ذل ال قب ه ق ه من الشجرة؛ لأن يس، وأآل ه إبل ة { : وأنه إنما يخرج منها بسبب طاعت أرض خليف ي ال ل ف ي جاع } إن . ] .3 : البقرة [

ة { : بقوله إنه قدر خروجه من الجنة قبل أن يأمره بدخولها : ولهذا قال من قال من السلف } إني جاعل في الأرض خليف

ذا ] .3 : البقرة [ ين { : ، وقال بعد ه ى ح اع إل تقر ومت أرض مس ي ال م ف دو ولك بعض ع كم ل وا بعض ا اهبط رة [ } وقلن : البقين قال اهبطوا { : تعالى/ ، وقال ] 36 ى ح اع إل تقر ومت أرض مس ي ال م ف دو ولك بعض ع كم ل ون . بعض ا تحي ال فيه ق

ك، ] 25، 24 : الأعراف [ } وفيها تموتون ومنها تخرجون ر ذل ا وغي ، وهذا خبر عما سيكون من عداوة بعضهم بعضة . لذين حقت عليهم آلمة ربك لا يؤمنونإن ا { : وقال تعالى ل آي اءتهم آ ونس [ } ولو ج ال ] 97، 96 : ي ذين { : ، وق إن ال

ذا ] 6 : البقرة [ } آفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ون ، وه م لا يؤمن تقبل، وأنه ر عن المس ال . خب وقة { : ، وقال ] 85 : ص [ } لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين { : تعالى ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجن

ا ] 13 : سجدةال [ } والناس أجمعين ه بم تلزم لعلم ار في قسمه، وصدقه مس ، وهذا قسم منه على ذلك، وهو الصادق الب . أقسم عليه، وهو دليل على أنه قادر على ذلك

ك ان ذل ل آ نم، ب ه أن يملأ جه م يمكن ه ل دورة ل ر مق الهم غي وقد يستدل به على أنه خالق أفعال العباد؛إذ لو آانت أفع

. ه فملأها، وإن شاؤوا أطاعوه فلم يملأهاإليهم إن شاؤوا عصو

ل أن : لكن قد يقال تقبل قب ه بالمس أن علم ك ب د يجاب عن ذل ك، وق إنه علم أنهم يعصونه، فأقسم على جزائهم على ذلو وازم نفسه، فل ه من ل ة والبشر، ولكن علم ره، آالملائك يكون مستلزم لخلقه له، فإنه سبحانه لا يستفيد العلم من غي

. وبسط هذا له موضع آخر . ت أفعاله خارجة عن مقدوره ومراده لم يجب أن يعلمها آما يعلم مخلوقاتهآان

Page 157: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

وهذا ، ] 47 : التوبة [ } لو خرجوا فيكم ما زادوآم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة { : وقال تعالى عن المنافقين/ي { : وقال تعالى . خبر عما سيكون منهم من الذنوب قبل أن يفعلوها وم أول ى ق تدعون إل أعراب س ن ال ين م ل للمخلف ق

اد هؤلاء؛ ] 16 : الفتح [ } بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ى جه دعوهم إل ر عن دعاء من ي م من ، وهذا خب ودعاؤه له . جملة أفعال العباد، ومثل هذا في القرآن آثير

رهم، فكيف لا يكون حاصلا بل العلم بالمستقبل من أفعال العباد يحصل لآحاد المخلوقين من الملائكة، والأنبياء وغي

تقبلة من ! ؟ لرب العالمين ال المس ا سيكون من الأفع لم عم ه وس ي صلى االله علي ا وقد أخبر النب ه مم ر أمت ه، وغي أمتيطول ذآره، آإخباره بأن ابنه الحسن يصلح االله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وإخباره بأنه تمرق مارقة على أن اره ب ابهم، وإخب ى أعق ده عل دون بع ا يرت أن قوم اره ب الحق، وإخب ائفتين ب ى الط تلهم أول حين فرقة من المسلمين تق

رهم خلافة النبوة تكون ثلاثين ان أآث ي وصديق وشهيد، وآ ه إلا نب يس علي ل ل سنة ثم تصير ملكا، وإخباره بأن الجبى شهداء وإخباره يوم بدر بقتل صناديد قريش قبل أن يقتلوا، وإخباره بخروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام عل

. المنارة البيضاء شرقي دمشق، وقتل عيسى عليه السلام له على باب لد

يهم وإخبار ال ف ذين ق اره بخروج الخوارج ال أجوج، وإخب ر ( : ه بخروج يأجوج وم وم يحق ذا ق يخرج من ضئضئ همع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام آما يمرق /أحدآم صلاته مع صلاتهم، وصيامه

، وآان الأمر آما أخبر به لما ) ن اللحم تدردرالسهم من الرمية آيتهم أن فيهم رجلا مخدج اليد على يده مثل البضعة مرك . قاتلهم علي بن أبي طالب بالنهروان، ووجد هذا الشخص آما وصفه النبي صلى االله عليه وسلم وإخباره بقتال الت

أن ( : وصفتهم حيث قال ون الشعر آ لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الخدود دلف الأنف ينتعله صلى . ) وجوههم المجان المطرقة ار نبي ذا من أخب ل ه روا، ومث وقد قاتل المسلمون هؤلاء الترك، وغيرهم لما ظه

االله عليه وسلم أآثرمن أن تذآر وهو إنما يعلم ما علمه االله وإذا آان هو يعلم آثيرا مما يكون من أعمال العباد، فكيف . الذي خلقه وعلمه ما لم يكن يعلم

ال الخضر وهو ه االله، وق ا علم ره ـ إلا م ي ولا غي ـ سبحانه ـ لا يحيط أحد من علمه إلا بما شاء ولا يعلم أحد ـ لا نبر : لموسى ا نق ه، ولم ه االله لا أعلم م االله علمك م من عل ى عل ه، وأنت عل إنني على علم من علم االله علمنيه االله لا تعلم

ا نقص علمي و : العصفور في البحر قال له ذا البحر، وهو م ذا العصفور من ه ا نقص ه م االله إلا آم علمك من عل . ] 145 : الأعراف [ } وآتبنا له في الألواح من آل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء { : سبحانه ـ القائل في حق موسى

. اد وغيرها قبل أن تكون باطل، وغلاة القدرية ينفون ذلكوالمقصود أن نفى علم االله بالحوادث أفعال العب

الى / ه تع ا قول ى عقب { : وأم ب عل ن ينقل ول مم ع الرس ن يتب نعلم م ا ل ا إل ت عليه ي آن ة الت ا القبل ا جعلن هوم رة [ } ي : البق

ه ] 143 نعلم { : ، وقول دا ل وا أم ا لبث زبين أحصى لم ق، ] 12 : الكهف [ } أي الح ذي يتعل م ال و العل ذا ه ك، فه ، ونحو ذله سيكون، م بأن اب، والأول هو العل واب والعق ذم، والث ه المدح وال ذي يترتب علي م ال بالمعلوم بعد وجوده، وهو العل

ال ومجرد ذلك العلم لا يترتب عليه مدح ولا ذم د وجود الأفع د روي . ولا ثواب ولا عقاب، فإن هذا إنما يكون بع وقذا الوا : عن ابن عباس أنه قال في ه ذلك المفسرون ق رى، وآ ذا : لن ه سيكون، وه م أن ا نعل د أن آن ه موجودا بع لنعلم

: المتجدد فيه قولان مشهوران للنظار

. لم والمعلوم فقط، وتلك نسبة عدميةالمتجدد هو نسبة وإضافة بين الع : منهم من يقول

ه : ومنهم من يقول ا في قول ل { : بل المتجدد علم بكون الشيء ووجوده، وهذا العلم غير العلم بأنه سيكون، وهذا آم وقون وله والمؤمن م ورس ه عملك يرى الل وا فس ة [ } اعمل ر بتج ] 1.5 : التوب د أخب ل ، فق ة، وقي ل نسبة عدمي ة، فقي دد الرؤي

. والكلام على القولين، ومن قال هذا وهذا، وحجج الفريقين قد بسط في موضع آخر . المتجدد أمر ثبوتي

ل ن حنب د ب وعامة السلف وأئمة السنة والحديث، على أن المتجدد أمر ثبوتي آما دل عليه النص، وهذا مما هجر أحمفخالف من . بقول ابن آلاب فر من تجدد أمر ثبوتي، وقال بلوازم ذلك/ ه، فإنه آان يقول الحارث المحاسبي على نفي

ل د قي ه، وق د، ويحذر من : نصوص الكتاب والسنة، وآثار السلف ما أوجب ظهور بدعة اقتضت أن يهجره الإمام أحم . إن الحارث رجع عن ذلك

Page 158: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ن آلاب، : وأبي حنيفة على قولين والمتأخرون من أصحاب مالك والشافعي وأحمد بن حنبل ة اب منهم من سلك طريق

. وأتباعه، ومنهم من سلك طريقة أئمة السنة والحديث، وهذا مبسوط في موضعه

ان اظم إن آ ه الن والمقصود هنا أن تقدم علم االله وآتابته لأعمال العباد حق، والقول بحدوث ذلك قول مهجور، آما قالم . ك ما ينافي أمر االله ونهيه، فإن آونه خالقا لأفعال العباد لا ينافى الأمر والنهيقد أراد ذلك، وليس في ذل فكيف العل

. ولا فعل آما تقوله الجهمية المجبرة . المتقدم، وليس في ذلك ما يقتضى آون العبد مجبورا لا قدرة له فصــل

: وأما قوله

مسطور يختار فالمختار** ولا يقال علم االله ما د : نحن نقول : فإنهم قد يقولون : فهو يتضمن إيراد سؤال من القدرية وجوابه منهم/ م نكن ق ك، ل ا ذل م، وإذا قلن ه يعل إن

اد ال العب ا لأفع ع الحوادث، خالق ائيا جمي الى ش رب تع ي آون ال م مع نف ى العل ال . نفينا القدرة، بل أثبتنا القدر بمعن ق . ره العبد مسطور قبل ذلك، فلا يمكن بغيره فيلزم الجبرالناظم فإن الذي يختا

ه : وقد يعترض على هذا الجواب، بأن يقال ه من أن ا آتب اره موافق لم ه يخت ه بأن اللازم هنا بمنزلة الملزوم، فإن علم

. يختاره، وتغيير العلم أعظم من تغيير المسطور

فتقدم العلم والكتاب آاف : أي . ، أي لا يقال علم ما يختاره، وسطر ذلكإنه أراد جعل السطر من تمام القول : وقد يقالالجبر ائلين ب الوا . في الإيمان بالقدر، فإن مجرد ذلك لا يكفي في الإيمان بالقدر، وهذا من حجة الق وم : ق خلاف المعل

. ممتنع، فالأمر به أمر بممتنع؛ لأنه لو وقع المأمور للزم انقلاب العلم جهلا

ا لا : وجوابهم أن الممتنع لفظ مجمل، فإن أرادوا أن خلاف المعلوم لا يقع، ولا يكون، فهذا صحيح، ولكن التكليف بمدم ه ؛ لع د لا يفعل ه وق ه ؛ لعجزه عن د لا يفعل ه الفاعل ق الا يفعل إن م ه الفاعل، ف ا يعجز عن ا بم يكون لا يكون تكليف

. أنه لا يكون، آما يعلم أن ما لا يشاؤه هو لا يكون، مع أنه لو شاء لفعله/ لرب إرادته، فإنما آلف بما يطيقه مع علم ا

. لو وقع لانقلب العلم جهلا : وقول المحتج ه : قيل هذا صحيح، وهو يدل على أنه لا يقع، لكن لا يدل على أن المكلف عاجز عنه، لو أراده لم يقدر على فعله، فإن

ه لا لا يقع لعدم إرادته له، م أن ا، هو يعل و شاء لفعله ي ل رب الت دورات ال ع من مق ذي لا يق ه، آال ه علي دم قدرت لا لع . يفعلها

ال سبحانه : ولا يجوز أن يقال د ق ل ق دع، ب ن { : إنه غير قادر عليها، آما قاله بعض غلاة أهل الب ان أل ب الإنس أيحس

الى ] 4، 3 : القيامة [ } ن على أن نسوي بنانهبلى قادري . نجمع عظامه يكم { : ، وقال تع ث عل ى أن يبع ادر عل و الق ل ه قحين عن جابر، أنه لما ، مع أنه قد ثبت في الصحي ] 65 : الأنعام [ } عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا

وقكم { : نزل قوله ن ف ذابا م يكم ع ث عل ى أن يبع ادر عل و الق ل ه ام [ } ق لم ] 65 : الأنع ه وس ي صلى االله علي ال النب : ، قم { ، ) أعوذ بوجهك ( ت أرجلك ال } أو من تح أس بعض أو { ، ) أعوذ بوجهك ( : ، ق كم ب ذيق بعض يعا وي كم ش ال } يلبس : قة، أو من تحت . ) هاتان أهون ( وق الأم ون، وهو إرسال عذاب من ف ا لا يك ه م ه من ادر علي ه ق ر أن ذي أخب ذا ال فه

أس بعض . أرجلهم ة بعضهم ب يعا، وإذاق ا ثبت في الصحيح . ومنه ما يكون وهو لبسهم ش ي صلى االله ع / آم ن النبال ه ق لم أن ه وس رهم ( : علي ن غي دوا م يهم ع ألته ألا يسلط عل دة، س ي واح ين ومنعن اني اثنت ا، فأعط ي ثلاث ألت رب س

. ) فأعطانيها، وسألته ألا يهلكهم بسنة عامة فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها

Page 159: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

داها { : كون أنه لو شاء لفعله، آقولهوقد ذآر في غير موضع من القرآن، ما لا ي س ه : السجدة [ } ولو شئنا لآتينا آل نفوا ف { : ، وقوله ] 13 ن اختلف ات ولك ن ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البين نهم م نهم م ن وم آم

د ا يري ل م ه يفع ن الل رة [ } من آفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولك ه ] 253 : البق ة { : ، وقول اس أم ل الن ك لجع اء رب و ش ولادر ، وأمثال هذه الآيات، تبين أنه لو شاء أ ] 118 : هود [ } واحدة ه ق ى أن دل عل ذا ي ا، وه م تكن لفعله ورا ل ن يفعل أم

ر ـ ا أخب على ما علم أنه لا يكون، فإنه لولا قدرته عليه لكان إذا شاء لا يفعله، فإنه لا يمكن فعله إلا بالقدرة عليه، فلموعلم أيضا أن خلاف وهو الصادق في خبره ـ أنه لو شاء لفعله، علم أنه قادر عليه وإن علم ـ سبحانه ـ أنه لا يكون،

. المعلوم قد يكون مقدورا

. هو ممتنع، فهو من باب الممتنع؛ لعدم مشيئة الرب له، لا لكونه ممتنعا في نفسه، ولا لكونه معجوزا عنه : وإذا قيل

د لفعل / ولفظ الممتنع، فيه إجمال آما تقدم، وما سمى ممتنعا بمعنى و شاء العب ه ل ه لا يكون مع أن ه، أن ه علي ه؛ لقدرتدرة، هل يجوز أن زاع في أن الق زاع لفظي، ون ذا ن ا لا يطاق، فه فهذا يجوز تكليفه بلا نزاع، وإن سماه بعضهم بم

؟ تتقدم الفعل أم لا فصــل

: وأما قوله

وعندك المكره معذور ** والجبر إن صح يكن مكرها

راده، قد تقدم بيان معنى الجبر وأن الجبر : فيقال إذا أريد به الإآراه، آما يجبر الإنسان غيره، ويكرهه على خلاف ما يكون من عاجز يعجز عن ذا إنم إن ه راه، ف ر والإآ ذا الجب ل ه ى مث فاالله تعالى أجل وأعلا وأقدر من أن يحتاج إل

ا جعل غيره مريدا لفعله مختارا له محبا له راضيا به، واالله سبحانه على آل شيء قدير، فإذا شاء أن يجعل العبد محب . لما يفعله، مختارا له جعله آذلك، وإن شاء أن يجعله مريدا له بلا محبة بل مع آراهة فيفعله آارها له جعله آذلك

ة ا، ولا آراه ره لا إرادة وحب ب غي ي قل ل ف در أن يجع وق لا يق إن المخل وق، ف وق للمخل إآراه المخل ذا آ يس ه ول

ببا / فعل ما يكون وبغضا، بل غايته أن ي ا يكون س د م سببا لرغبته أو رهبته، فإذا أآرهه فعل به من العقاب أو الوعيل، لكن د للفع و مري لرهبته وخوفه، فيفعل ما لا يختار فعله، ولا يفعله راضيا بفعله، ويكون مراده دفع الشر عنه، فه

ويسمى غير مختار باعتبار، ويسمى مريدا، ويسمى المقصود دفع الشر عنه، لا نفس الفعل، ولهذا قد يسمى مختارا، . غير مريد باعتبار

ي صلى االله . ولكن اللغة العربية لا يسمى فيها مختارا بل مكرها، وهي لغة الفقهاء ا ثبت في الصحيحين عن النب آم

م ارحم : إذا دعا أحدآم فلا يقل ( : عليه وسلم أنه قال ي إن شئت، الله ألة، اللهم اغفر ل زم المس ي إن شئت، ولكن ليع نيئة . ) فإن االله لا مكره له ره يفعل بمش ا، والمك يئته لا يكون مكره لم أن من يفعل بمش ه وس ي صلى االله علي فبين النب

ه في ه، ولا إرادة ل درة ل ذي لا ق ه ال غيره، وهو المكره له، فإنه وإن آان قاصدا لما يفعله ليس هو بمنزلة المفعول ب : بحال، فإن مقصوده بالقصد الأول دفع الشيء لا نفس الفعل، فالمراتب ثلاثة الفعل

ه : أحدها ان أو يضرب ب من يفعل به الفعل من غير قدرة له على الامتناع، آالذي يحمل بغير اختياره ويدخل إلى مك

اري، غيره، أو تضجع المرأة وتفعل بها الفاحشة بغير اختيارها، من غير قدرة على الامتن ه فعل اختي يس ل اع، فهذا لاع . ولا قدرة ولا إرادة ه الامتن ومثل هذا الفعل ليس فيه أمر ولا نهي، ولا عقاب باتفاق العقلاء، وإنما يعاقب إذا أمكن . يمتنع آان مطاوعا لا مكرها، ولهذا فرق بين المرأة المطاوعة على الزنا والمكرهة عليه/ فترآه؛ لأنه إذا لم

ل، وإن : نيةوالثا ه ألا يفع ه يمكن ف، فإن ه التكلي أن يكره بضرب أو حبس، أو غير ذلك حتى يفعل، فهذا الفعل يتعلق ب

ود : قتل؛ ولهذا قال الفقهاء وا في الق د اختلف ل فق ه، وإن قت ه قتل م يحل ل ل المعصوم، ل رهم . إذا أآره علي قت ال أآث فقو يجب : آمالك وأحمد والشافعي في أحد قوليه ال أب ل، وق ا يشترآان فى القت ا جميع ره لأنهم القود على المكره والمك

Page 160: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه مباشر وذاك : يجب على المكره الظالم؛ لأن المكره قد صار آالآلة، وقال زفر : حنيفة ره المباشر؛ لأن بل على المك . لا تجب على واحد منهما : فلو آان آالآلة لما آان آثما، وقد اتفقوا على أنه آثم، وقال أبو يوس : وقال . متسبب

ة والشافعي ي حنيف ه، وهو مذهب أب ك ل أآثرهم يجوز ذل ال، ف ر، ونحوه من الأفع ى الشرب للخم ره عل وأما إن أآ

وا ع { : وأحمد في المشهور عنه؛ لقوله تعالى نا لتبتغ اء إن أردن تحص ى البغ دنيا ولا تكرهوا فتياتكم عل اة ال رض الحيولان في ] 33 : النور [ } ومن يكرهن فإن الله من بعد إآراههن غفور رحيم ه ق ا، ففي ى الزن ره الرجل عل ا إن أآ ، وأم

: مذهب أحمد وغيره

. لا يكون مكرها عليه، آقول أبي حنيفة، وهو منصوص أحمد : أحدهما . قد يكون مكرها عليه، آقول الشافعي، وطائفة من أصحاب أحمد : والثاني/

. وإذا أآره على آلمة الكفر جاز له التكلم بها، مع طمأنينة قلبه بالإيمان

ك، ور، آمال وإذا أآره على العقود آالبيع، والنكاح، والطلاق، والظهار، والإيلاء، والعتق، ونحو ذلك، فمذهب الجمهين، ذر، ولا يم ه ن والشافعي، وأحمد أن آل قول أآره عليه بغيرحق فهو باطل، فلا يقع به طلاق ولا عتاق، ولا يلزمراه، ولا غير ذلك، وأما أبو حنيفة فيفرق بين ما يقبل الفسخ عنده، ويثبت فيه الخيار آالبيع و نحوه، فلا يلزم مع الإآ

. زم مع الإآراهوما ليس آذلك آالنكاح والطلاق والعتاق فيل

. وأما المكره بحق آالحربي على الإسلام، فهذا يلزمه ما أآره عليه باتفاق العلماء

: فقول الناظم

وعندك المكره معذور ** والجبر إن صح يكن مكرها

: قول مؤلف من مقدمتين باطلتين ره إن صح الجبر آان مكرها، وقد عرف أن لفظ الجبر، إذ : الأولى/ ار الإنسان غي ا أريد به الجبر المعروف من إجب

. على ما لا يريده، فهذا الجبر لم يصح، وإن أريد به أن االله يخلق إرادته، فهذا الجبر إذا صح لم يكن مكرها

: والمكره عندك معذور، فليس الأمر آذلك، بل المكره نوعان : والمقدمة الثانية قوله

دره، أو نوع أآرهه المكره بحق، ه وق راه بخلق در الإآ دا إلا بحق، سواء ق ره أح فهذا ليس بمعذور، واالله تعالى لا يكم شرعه وأمره، وإنما المكره المعذور هو المظلوم المكره بغير حق، واالله تعالى لا يظلم أحدا مثقال ذرة، بل هو الحك

لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز شهد الله أنه { : العدل القائم بالقسط، آما قال تعالى . ] 18 : آل عمران [ } الحكيم

ه ذي يجب تنزي م ال ى الظل رب وقد اتفق المسلمون وغيرهم، على أن االله منزه عن الظلم، لكن تنازع الناس في معن ال

وق، ه المخل ذي ينهي عن م ال ه الخالق من جنس الظل زه عن ذي ين عنه، فجعلت القدرية من المعتزلة وغيرهم الظلم الى ا يجب عل ه من جنس م أوجبوا علي ه، ف الى بخلق بهوا االله تع لام / وش ديل والتجويز بك ي التع وا ف وق، وتكلم المخل

. آثيرةمتناقض، آما هو معروف عنهم و ألزموا الناس إلزامات

ا : أن قالوا : منها ان ظالم نعم لك م يم م ول نعهم من الظل ى م در عل ا، وهو يق إن العبد لو رأى رفقة يظلم بعضهم بعضهو قد نهاهم عن ذلك، وعرضهم للثواب إذا أطاعوه، وللعقاب إذا عصوه، وهم قد : ومثل هذا ليس ظلما من االله فقالوا . عهم من ذلك إلا بإلجائهم إلى الترك، والإلجاء يزيل التكليف الذي عرضهم به للثوابظلموا باختيارهم، ولم يمكن من

Page 161: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

زدادون : فقال لهم الجمهور الواحد منا لو فعل ذلك مع علمه بأن عباده لا يطيعون أمره، ولا يمتنعون عن الظلم، بل يع، عصيانا وظلما، لم يكن ذلك حكمة ولا عدلا، وإنما يحمد ذلك من الواح د منا لعدم علمه بالعاقبة، أو لعجزه عن المن

واب عصوة واالله عليم بالعواقب، وهو على آل شيء قدير، وإلا فإذا آان الواحد منا يعلم أنه إذا أمرهم، ليعرضهم للث . وظلم بعضهم بعضا، وجب عليه أن يمنعهم من الظلم بالإلجاء

. هذا الجواب لا يحتمل إلا التنبيه فإن . وتمام الكلام في ذلك مبسوط في موضع آخر

م : وأهل الكلام، والفقهاء وأهل الحديث ـ/ وقالت طائفة من مثبتة القدرـ من المتقدمين، والمتأخرين، من الجهمية الظلالوا ا، وق ه ظلم ر، أو الخروج : منه ممتنع لذاته، فكل ممكن يدخل تحت القدرة ليس فعل ك الغي م التصرف في مل الظل

. ن طاعة من تجب طاعته، وآل من هذين ممتنع في حق االلهع

نة والحديث والنظار ر من أهل الس ال آثي بخس : وق ك أن ي ر موضعه، ومن ذل ي غي و وضع الشيء ف م ه ل الظل بالى ه تع ه، آقول زه االله نفسه عن ذي ن م ال ذا من الظل ره، وه يئات غي ه من س : المحسن شيئا من حسناته، أو يحمل علي

ر واحد من السلف . ] 112 : طه [ } ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما { ال غي الهضم : قحف موسى { : أن يهضم من حسناته، والظلم أن يزاد في سيئاته، وقد قال تعالى ي ص ا ف أ بم ذي وإ . أم لم ينب راهيم ال ب

لا تختصموا لدي وقد قدمت { : وقال ] 39ـ36 : النجم [ } وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . ألا تزر وازرة وزر أخرى . وفى . ] 29، 28 : ق [ } ا أنا بظلام للعبيدما يبدل القول لدي وم . إليكم بالوعيد

لم ه وس ي صلى االله علي اآم في صحيحه عن النب وفي حديث البطاقة، الذي رواه الترمذي وغيره وحسنه، ورواه الح

د يجاء يوم القيامة برجل من أمتي على رؤوس الخلائق، فينشر له تسعة وتسعون سجلا، آل سجل منه ( : أنه قال ا مك عذر أو حسنة : فيقول االله عز وجل . لا يارب : فيقول ؟ أتنكر من هذا شيئا : البصر، ثم يقول االله تعالى له فيهاب ؟ أل

الى . لا يارب : الرجل فيقول ك، فتخرج : فيقول االله تع م علي ه لا ظل نات، وإن دنا حس ك عن ى، إن ل ا / بل ة فيه ه بطاق : لذه السجلات : فيقول . االله وأشهد أن محمدا رسول االله أشهد أن لا إله إلا ة مع ه ذه البطاق ا ه ول ؟ يارب، م إنك لا : فيق

. ) فتوضع السجلات في آفة والبطاقة في آفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة : قال . تظلم

اب اليوم تجزى آل نفس بما آسبت لا ظ { : وقال تعالى ريع الحس ه س افر [ } لم اليوم إن الل الى ] 17 : غ ال تع ا { : ، وق ومال ] 76 : الزخرف [ } ظلمناهم ولكن آانوا هم الظالمين هم { : ، وق وا أنفس ن ظلم اهم ولك ا ظلمن ل ] 1.1 : هود [ } وم ، ومث

ذا هذه إن ه ين الضدين، ف الجمع ب النصوص آثيرة، ومعلوم أن االله تعالى لم ينف بها الممتنع الذي لا يقبل الوجود، آم ه لا يظل ان عدل االله، وأن راد بي إن الم لم يتوهم أحد وجوده، وليس في مجرد نفيه ما يحصل به مقصود الخطاب، ف

الى ال تع ا ق دا، آم وا { : أح ا عمل دوا م داووج ك أح م رب ا يظل را ول الهم، ولا ] 49 : الكهف [ } حاض ازيهم بأعم ل يج بولا { : يعاقبهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم، آما قال االله تعالى ث رس ى نبع ذبين حت ا مع ا آن ال ] 15 : الإسراء [ } وم : ، وق

ل رسلا مبشرين وم { د الرس ة بع ه حج الى ] 165 : النساء [ } نذرين لألا يكون للناس على الل ال تع ك { : ، وق ان رب ا آ وم . ] 59 : القصص [ } لا وأهلها ظالمونمهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما آنا مهلكي القرى إ

ال ك بعث الرسل، ( : وفي الصحيح عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه ق ذر من االله من أجل ذل ه الع ا أحد أحب إلي م

. ) وأنزل الكتب ا ت / يس هو م ه ل زه االله نفسه عن ذي ن م ال ين أن الظل ه ومثل هذه النصوص آثيرة، وهي تب ا تقول ة، ولا م ه القدري قول

ذا إن ه ة، ف ة االله وعدل الجبرية، ومن وافقهم، وقد بسط الكلام على تحقيق هذا المقام في مواضع أخر، وبين فيها حكمين والآخرين ر من الأول ا آثي ي اضطرب فيه ى . المقام هو من أعظم المقامات الت ه إل ذي ينتهي ب ر ال والبسط الكثي

نظم، تفصيل أقوال الناس، و ذا ال دلائل، والجواب عن المعارضات لا يناسب جواب ه ان ال ك ببي حقيقة الأمر في ذل . وهو مذآور في موضع آخر

ه : وفي الحديث الصحيح، الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر عن النبي صلى االله عليه وسلم فيما يروي عن رب

م ياعبادي، إني حرمت ( : ـ تبارك وتعالى ـ أنه قال الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، ياعبادي، آلكم عار ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدآم، ياعبادي، آلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، ياعبادي آلك

Page 162: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ر ياعبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جمي . إلا من آسوته فاستكسوني أآسكم عا فاستغفروني أغفوني . لكم وا نفعي فتنفع ن تبلغ م وآخرآم وإنسكم . ياعبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ول و أن أولك ادي ل ياعب

يئا ك في ملكي ش ا زاد ذل نكم، م م وآخرآم وإنسكم . وجنكم آانوا على أتقى قلب رجل واحد م و أن أولك ادي، ل ياعبيئا وجنكم آانوا على أفجر قلب رج م وآخرآم وإنسكم . ل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي ش و أن أولك ادي، ل ياعب

نقص ا ي دي إلا آم ا عن ك مم ا نقص ذل ألته م نهم مس ألوني، فأعطيت آل إنسان م وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسوجد خيرا، فليحمد االله، ومن ياعبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن . البحر/ المخيط إذا أدخل

. آان أبو أدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على رآبتيه : قال سعيد . ) وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه

د ام أحم ه الإم ال في ذي ق ى : فذآر في أول هذا الحديث الإلهي، ال م عل ه حرم الظل ام، أن هو أشرف حديث لأهل الشه والت . نفسه راد ب ة الم ة الثاني ول الطائف حريم ضد الإيجاب، وبين في القرآن أنه آتب على نفسه الرحمة، وهذا علي ق

ول الآخرين ى ق ى : مجرد خبره بمجرد الوعد والوعيد، وعل ة، وحرم عل ى نفسه الرحم ل هو ـ سبحانه ـ آتب عل به ـ سبحانه ] 47 : الروم [ } لينا نصر المؤمنينوآان حقا ع { : نفسه الظلم آما أخبر عن نفسه، فقال تعالى ، فهو حق أحق

. ـ على نفسه، لا أن أحدا من الخلق يوجب عليه حقا، ولا يحرم عليه شيئا

ذلك، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد االله، ومن وجد غير ( : وختم الحديث، بقوله، آما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن شداد بن أوس عن النبي صلى االله ) فلا يلومن إلا نفسهاللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك : سيد الاستغفار أن يقول العبد ( : عليه وسلم أنه قال

ذنوب ووعدك ما استطعت أعوذ بك من ش ر ال ه لا يغف اغفرلي إن ر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فه دخل . إلا أنت من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنة، ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلت . ) الجنة

، ومن نعمه على عبده المؤمن، ما ييسره له من الإيمان ) أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي ( : وفي هذا الحديث قوله/

ه فضل، وآل والحسنات فإنها من فضله وإحسانه ورحمته وحكمته، وسيئات العبد من عدله وحكمته؛ إذ آل نعمة منم ه جه ا يقول ه، آم ره وقدرت ه، لا لمجرد قه ه وعدل ه ورحمت ال حكمت ا يفعل ؛ لكم نقمة منه عدل، وهو لا يسأل عم

ه وأتباعه ة قول يس إليك ( : ، وقد بسط الكلام على هذا وبين حقيق ديك، والشر ل ر بي ان خالق آل شيء، ) والخي وإن آ : وبين أن الشر لم يضف إلى االله في الكتاب والسنة، إلا على أحد وجوه ثلاثة

: ، وإما بطريقة إضافته إلى السبب، آقوله ] 62 : مر، الز16 : الرعد [ } الله خالق آل شيء { : إما بطريق العموم، آقوله

. ] 2 : الفلق [ } من شر ما خلق {

. ] .1 : الجن [ } وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا { : وإما أن يحذف فاعله، آقول الجن

ذين { : وقال . ، وهذا عام ] 2 : الفاتحة [ } الحمد لله رب العالمين { : وقد جمع في الفاتحة الأصناف الثلاثة، فقال راط ال صيهم وب عل ر المغض يهم غي ت عل ة [ } أنعم ل الغضب ] 7 : الفاتح ذف فاع ال . ، فح الين { : وق ا الض ة [ } ول ، ] 7 : الفاتح

ل ول الخلي فين { : فأضاف الضلال إلى المخلوق، ومن هذا ق و يش ت فه ول الخضر / ، ] .8 : الشعراء [ } وإذا مرض : وقدلهما ر { ، ] 79 : الكهف [ } فأردت أن أعيبها { ا فأردنا أن يب رب رحم اة وأق ه زآ را من ا خي أراد { ، ] 81 : الكهف [ } بهم ف

. ] 82 : الكهف [ } ربك أن يبلغا أشدهما

الى ال تع ة، ق يئا إلا لحكم ق ش م يخل ين أن االله ل ن { : وقد بسط الكلام على حقائق هذه الأمور، وب ذي أحس يء ال ل ش آا ] 88 : النمل [ } صنع الله الذي أتقن آل شيء { : ، وقال ] 7 : السجدة [ } خلقه ق لأجله ، فالمخلوق باعتبار الحكمة التي خل

ذي يقصد ب ل الشر ال ه خير وحكمة، وإن آان فيه شر من جهة أخري، فذلك أمر عارض جزئي ليس شرا محضا، ب . الخير الأرجح هوخير من الفاعل الحكيم، وإن آان شرا لمن قام به

اط بعضها ور، وارتب ائق الأم ه بحق دم علم ه لع وظن الظان أن الحكمة المطلوبة التامة قد تحصل مع عدمه، إنما يقول

لازم د من ببعض، فإن الخالق إذا خلق الشيء، فلابد من خلق لوازمه، فإن وجود الملزوم بدون وجود ال ع، ولاب ممتن . ترك خلق أضداده التي تنافيه، فإن اجتماع الضدين المتنافيين في وقت واحد ممتنع

Page 163: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا ا تصور وجوده، فأم وم شيء، لكن مسمي الشيء، م ذا العم وهو ـ سبحانه ـ على آل شيء قدير، لا يستثنى من ه . الممتنع لذاته فليس شيئا باتفاق العقلاء

ه، والقدرة على خلق / ا جعل د متحرآ و ـ سبحانه ـ إذا شاء أن يجعل العب المتضادات قدرة على خلقها على البدل، فه

وإن شاء أن يجعله ساآنا جعله، وآذلك في الإيمان والكفر وغيرهما، لكن لا يتصور أن يكون العبد في الوقت الواحد فرا منافقا من أعداء االله، وإن آان يمكن أن يجتمع متصفا بالمتضادات، فيكون مؤمنا صديقا من أولياء االله المتقين، آا

. فيه شعبة من الإيمان وشعبة من النفاق

ا، ادة عليه والذي يجب على العبد أن يعلم أن علم االله، وقدرته، وحكمته، ورحمته في غاية الكمال الذي لا يتصور زيد يخفى بل آلما أمكن من الكمال الذي لا نقص فيه، فهو واجب للرب تعالى ه، وق ، وقد يعلم بعض العباد بعض حكمت

. عليهم منها ما يخفى

ة االله، ا بحكم ائق الأمور ازداد علم والناس يتفاضلون في العلم بحكمته، ورحمته، وعدله، وآلما ازداد العبد علما بحقدل وعدله، ورحمته، وقدرته، وعلم أن االله منعم عليه بالحسنات عملها وثوابها، وإن ما يصي ة فبع ات ذنوب به من عقوب

ا ا وجهله نقص نفسه وعجزه و ل االله ـ تعالى ـ وإن نفس صدور الذنوب منه ـ وإن آان من جملة مقدورات الرب ـ فهق د خل ه ق رب، مع أن الذي هو من لوازمها، وإن ما في نفسه من الحسنات فهو من فعل االله، وإحسانه وجوده، وإن ال

ع النفس وسواها، وألهمها فجورها ون والآخرون / وتقواها، فإلهام الفجور والتقوى وق و اجتمع الأول ة، ل ة بالغ بحكم . من عقلاء الآدميين على أن يروا حكمة أبلغ منها لم يروا حكمة أبلغ منها

ى ق حت ع الخل ه جمي ا يعجز عن معرفت ا م ا، ومنه اس عن معرفته ر من الن لكن تفصيل حكمة الرب، مما يعجز آثي

ا { : هذا قالت الملائكة لما قال االله تعالى لهمالملائكة، ول د فيه ن يفس ا م ل فيه الوا أتجع ة ق أرض خليف ي ال ل ف إني جاع . مان العام، فتكفيهم المعرفة المجملة، والإي ] .3 : البقرة [ } إني أعلم ما لا تعلمون { : قال } ويسفك الدماء

اد، اد، وصلاح في المعاش والمع ه من هدى، ورش اجون إلي ا يحت ع م ه جمي وا من واالله ـ سبحانه ـ قد أمرهم أن يطلب

ي الحديث الصحيح ول ف لم يق ه وس ي صلى االله علي ان النب ة، وآ رة ورحم ى، ( : ومغف دى، والتق ألك اله ي أس م إن اللها اللهم آ ( : ويقول ) والعفة، والغنى ا ومولاه ا، أنت وليه ر من زآاه ا أنت خي ول . ) ت نفسي تقواها، وزآه م ( : ويق الله

ادي، ا مع ي فيه ي الت ي آخرت ا معاشي، وأصلح ل ي فيه اي الت ي دني أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح ل . اديث التي في الصحيحوآل هذا في الأح ) واجعل الحياة زيادة لي في آل خير، واجعل الموت راحة لي من آل شر

ول ان يق ه آ لم أن حيح مس ي ص ل : وف ن اللي ام م ماوات ( : إذا ق اطر الس رافيل، ف ل وإس ل، وميكائي م رب جبري الله

ه من الحق / والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت ا اختلف في دني لم ون، اه ه يختلف انوا في ا آ ادك فيم ين عب م ب تحك . ) صراط مستقيمبإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى

يهم . اهدنا الصراط المستقيم { : وقد أمرنا االله تعالى أن نقول في صلاتنا صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عل

. وهذا أفضل الأدعية وأوجبها على العباد ] 7، 6 : الفاتحة [ } ولا الضالين

. ومن تحقق بهذا الدعاء جعله االله من أهل الهدى والرشاد، فإنه سميع الدعاء لا يخلف الميعاد، واالله أعلم ؟ وسئل عن المقتول، هل مات بأجله، أم قطع القاتل أجله/

: فأجاب

لحيوان والأشجار لها آجال لا بل سائر ا . المقتول آغيره من الموتى، لا يموت أحد قبل أجله، ولا يتأخر أحد عن أجلهأخر دم ولا تت ر . تتق ة العم ل نهاي اء، والأج دة البق العمر م ه، ف دة بقائ ره م ره وعم ة عم و نهاي يء ه ل الش إن أج ف

. بالانقضاء

Page 164: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي ره عن النب لم وغي ق ( : وقد ثبت في صحيح مس ل أن يخل ق قب ادير الخلائ در االله مق قه ) ات والأرض بخمسين ألف سنة، وآان عرشه على الماءالسماو ي صلى االله علي وثبت في صحيح البخاري أن النب

ال لم ق ماوات ( : وس ق الس يء وخل ل ش ذآر آ ي ال ب ف اء، وآت ى الم ه عل ان عرش ه، وآ يء قبل ن ش م يك ان االله ول آماوات والأرض ق الس م خل ظ ـ ث ي لف الى ) والأرض ـ وف ال تع د ق ا { : ، وق اعة ول تأخرون س ا يس م ل اء أجله إذا ج ف

. ] 61 : النحل [ } يستقدمون

دم أو الغرق، / واالله يعلم ما آان قبل أن يكون، وقد آتب ذلك، فهو يعلم أن هذا يموت بالبطن، أو ذات الجنب، أو الها ولا، إم ذا يموت مقت ك، من أسباب أو غير ذلك من الأسباب، وه ر ذل ا بغي الحجر، وإم ا ب ا بالسيف، وإم بالسم وإم

. القتل

ل ل القات اب، ب واب والعق ذم، والث وعلم االله بذلك وآتابته له بل مشيئته لكل شيء، وخلقه لكل شيء، لا يمنع المدح والل إن قتل قتيلا أمر االله به ورسوله، آالمجاهد في سبيل االله أثابه االله على ذلك، وإن ق ه االله ورسوله، آقت تل قتيلا حرم

ه القطاع، والمعتدين، عاقبه االله على ذلك، وإن قتل قتيلا مباحا ـ آقتيل المقتص ـ لم يثب ولم يعاقب إلا أن يكون له ني . حسنة، أوسيئة في أحدهما

من سره أن يبسط له ( : عليه وسلموبهذا يتبين معنى قوله صلى االله . أجل مطلق يعلمه االله، وأجل مقيد : والأجل أجلان

ال ) في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه ه أجلا وق ذا ( : ، فإن االله أمر الملك أن يكتب ل ه آ ه زدت إن وصل رحم . والملك لا يعلم أيزداد أم لا، لكن االله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر . ) وآذا

إن : إنه آان يعيش، وقال بعض نفاة الأسباب : لو لم يقتل المقتول، فقد قال بعض القدريةو إنه يموت، وآلاهما خطأ، ف

ه د يعلم ذا ق ون، وه ان يك ان آيف آ و آ ا لا يكون ل ديرا لم ان تق االله علم أنه يموت بالقتل، فإذا قدر خلاف معلومه آت، وأمكن أن / علم أنه لا يقتل أمكن أن بعض الناس، وقد لا يعلمه، فلو فرضنا أن االله ذا الوق ه في ه يكون قدر موت

. يكون قدر حياته إلى وقت آخر فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل

ال : وهذا آمن قال ل : لو لم يأآل هذا ما قدر له من الرزق، آان يموت، أو يرزق شيئا آخر، وبمنزلة من ق م يحب و ل للرجل لهذه المرأة هل تكون عقيما، أو يحبلها رجل آخر، ولو لم تزدرع هذه الأرض هل آان يزدرعها غيره، أم هذا ا

ه م يعلم و ل ذا، ل ره . آانت تكون مواتا لا يزرع فيها، وهذا الذي تعلم القرآن من ه تعلم من غي ان ي م يكن ؟ هل آ أم ل . يتعلم القرآن البتة، ومثل هذا آثير

؟ هل هما من االله تعالى أم لا : خ الإسلام عن الغلاء، والرخصسئل شي/

: فأجاب

جميع ما سوى االله من الأعيان وصفاتها وأحوالها مخلوقة الله، مملوآة الله، هو ربها وخالقها ومليكها ومدبرها، لا رب ك، ولا مع ال سبحانه لها غيره، ولا إله سواه، له الخلق والأمر، لا شريك له في شيء من ذل ا ق ل هو آم ل { : ين، ب ق

ا ه ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وم ا ل رك وم ن ش ا م م فيهم له . ] 23، 22 : سبأ [ } نده إلا لمن أذن لهولا تنفع الشفاعة ع . منهم من ظهير

ك، ولا أخبر ـ سبحانه ـ أن ما يدعي من دونه، ليس له مثقال ذرة في السماوات ، ولا في الأرض، ولا شرك في مل

ه، أو إعانة على شيء، وهذه الوجوه الثلاثة، هي التي ثبت بها حق الغير، فإنه إما أن يكون مالكا للشيء مس تقلا بملكم والمنجد والناصر، الوزير والمشير، والمعل ا لصاحبه، آ يكون مشارآا له فيه نظير، أو لا ذا ولا ذاك، فيكون معينل ولا ك لا قلي ره شرك في ذل ال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا لغي ك لمثق ره مل يس لغي ه ل ين سبحانه أن فب

ر ولا يملكون شيئا، ولا لهم / آثير، فلا ه وزي يس ل شرك في شيء، ولا له سبحانه ظهير، وهو المظاهر المعاون، فل . مشير ولا ظهير

Page 165: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ره ن الذل وآوقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي م { : وهذا آما قال سبحانه بوالى ] 111 : الإسراء [ } تكبيرا ، فإن المخلوق يوالي المخلوق لذله؛ فإذا آان له من يواليه؛ عز بوليه والرب تعالى لا ي

ز بنفسه و ل هو العزي الى، ب ه تع ا { أحدا لذلت زة جميع ه الع زة فلل د الع ان يري ن آ اطر [ } م اده ، وإن ] .1 : ف والي عب ا ي م . المؤمنين لرحمته، ونعمته، وحكمته وإحسانه، وجوده، وفضله وإنعامه

ا إلا االله وحده، ولا ي لا خالق له وحينئذ، فالغلاء بارتفاع الأسعار، والرخص بانخفاضها، هما من جملة الحوادث الت

ا جعل يكون شيء منها إلا بمشيئته وقدرته، لكن هو سبحانه قد جعل بعض أفعال ال عباد سببا في بعض الحوادث، آمد يكون بسبب اد، وانخفاضها ق م العب د يكون بسبب ظل اع الأسعار، ق قتل القاتل سببا في موت المقتول، وجعل ارتفاس، ى بعض الن رهم الغلاء والرخص إل ة وغي ة المعتزل ذا أضاف من أضاف من القدري اس، وله إحسان بعض الن

. وبنوا على ذلك أصولا فاسدة

. أن أفعال العباد ليست مخلوقة الله تعالى : أحدها . إنما يكون فعل العبد سببا له يكون العبد هو الذي أحدثه : والثاني/

. أن الغلاء والرخص إنما يكون بهذا السبب : والثالث

ا، رة، وهذه الأصول باطلة، فإنه قد ثبت أن االله خالق آل شيء من أفعال العباد وغيره دلائل الكثي ك ال ى ذل ودلت علون م : السمعية والعقلية، وهذا متفق عليه بين سلف الأمة وأئمتها، وهم مع ذلك يقول يئة، وإنه درة ومش م ق اد له إن العب

. فاعلون لأفعالهم ويثبتون ما خلقه االله من الأسباب، وما خلق االله من الحكم

ا شاء ومسألة القدر، مسألة عظيمة، ظل فيها طائف ه م ا لكل شيء، وأن تان من الناس طائفة أنكرت أن يكون االله خالقدرة م ق ه، وأن تكون له اعلا لأفعال آان وما لم يشأ لم يكن، آما أنكرت ذلك المعتزلة، وطائفة أنكرت أن يكون العبد ف

ك لها تأثير في مقدورها، أو أن يكون في المخلوقات ما هو سبب لغيره، وأن يكون االله خلق شيئ ا لحكمة، آما أنكر ذلألة مبسوط في ذه المس ى ه نة، والكلام عل ى الس نهم إل ر م ذي نسب آثي رة ال ه من المجب الجهم بن صفوان ومن اتبع

. مواضع أخر

ذي يكون / وهو إنما آان فعل العبد أحد أسبابه، آالشبع : والأصل الثاني نفس ال ل، وزهوق ال الذي يكون بسبب الأآالوا بالقتل، فهذا ق ه سبب، ق : د جعله أآثر المعتزلة فعلا للعبد، والجبرية لم يجعلوا لفعل العبد فيه تأثيرا بل ما تيقنوا أن

ات، فلا يمنعون أن ه من الحرآ ام ب ا ق ه لم ذلك، آفعل اعلا ل د ف ون العب إنه عنده لا به، وأما السلف والأئمة فلا يجعل . فعل العبد، مع غيره أسبابا في حصول مثل ذلكيكون مشارآا في أسبابه، وأن يكون االله جعل

ون { : وقد ذآر االله في آتابه النوعين بقوله ا يطئ ه ول بيل الل ي س ة ف ا مخمص ب ول ا نص أ ول يبهم ظم ا يص ذلك بأنهم ل

نين موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو ر المحس يع أج ا يض ون . نيلا إلا آتب لهم به عمل صالح إن الله ل ا ينفق ولانو ا آ ن م ه أحس زيهم الل م ليج ب له ون نفقة صغيرة ولا آبيرة ولا يقطعون واديا إلا آت ة [ } ا يعمل ، ] 121، .12 : التوب

ا ا : والإنفاق والسير هو نفس أعمالهم القائمة بهم، فقال فيه ه عمل صالح، فإنه م ب ل إلا آتب له م يق م، ول إلا آتب لهاد، بخلاف غيظ ر الجه نفسها عمل، فنفس آتابتها يحصل به المقصود، بخلاف الظمأ والنصب والجوع الحاصل بغي

إلا آتب { : ، فإن هذه ليست نفس أفعالهم، وإنما هي حادثة عن أسباب منها أفعالهم؛ فلهذا قال تعالىالكفار بما نيل منهم . ] .12 : التوبة [ } لهم به عمل صالح

ال صلى االله ا ق ا، آم ببا فيه الهم آانت س ل، لأن أفع ا عم م به اد له ال العب ه فتبين أن ما يحدث من الآثار عن أفع علي

ا / من دعا إلى هدى آان له من ( : وسلم نقص من أجورهم شيء، ومن دع ر أن ي الأجر مثل أجور من اتبعه من غي . ) إلى ضلالة آان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء

ق، أو يجلب من أن الغلاء والرخص لا تنحصر أسبابه في ظلم بعض، ب : والأصل الثالث ا يخل ل قد يكون سببه قلة م

ه ات في ر وقلت الرغب ذلك المال المطلوب، فإذا آثرت الرغبات في الشيء، وقل المرغوب فيه، ارتفع سعره، فإذا آث

Page 166: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

م، ه ظل د تكون بسبب في ه، وق انخفض سعره، والقلة والكثرة قد لا تكون بسبب من العباد، وقد تكون بسبب لا ظلم فيالى وبواالله تع ي القل ات ف ل الرغب د . يجع رار، وق واء غ عار والأه وا الأس د تغل ر، ق ي الأث اء ف ا ج بحانه آم و س فه

. ترخص الأسعار والأهواء فقار

ـ ه المعروف ب ي ـ في آتاب د الغزال و حام ه أب ا قال ة ـ قدس االله روحه ـ عم اج [ وسئل شيخ الإسلام أحمد بن تيمي منهال : ن العقبة الرابعةفي زاد الآخرة م ] العابدين رزق مضمون ـ ق أن ال دم في التوآل ب د آلام تق : وهي العوارض، بعه إذ هو : فإن قيل وام، فلا يمكن طلب ذاء والق رزق المضمون، هو الغ اعلم أن ال رزق بحال، ف هل يلزم العبد طلب ال

. عهشيء من فعل االله بالعبد آالحياة والموت، لا يقدر العبد على تحصيله ولا دف

ى المضمون وهو من االله ه إل ا حاجت ك، إنم ى ذل د إل وأما المقسوم من الأسباب، فلا يلزم العبد طلبه، إذ لا حاجة للعب . وفي ضمان االله

ة [ } وابتغوا من فضل الله { : وأما قوله تعالى ل ] .1 : الجمع واب وقي م والث ه العل راد ب ل هو رخصة إذ : ، الم هو أمر ب

. وارد بعد الحظر، فيكون بمعنى الإباحة، لا بمعنى الإيجاب والإلزام

ك، إذ لا حاجة : قيل ؟ لكن هذا الرزق المضمون له أسباب، هل يلزم منا طلب الأسباب : فإن قيل لا يلزم منك طلب ذلا ؟ طلب السبببالسبب، وبغير السبب، فمن أين يلزمنا / بالعبد إليه، إذ االله سبحانه يفعل ثم إن االله ضمن ضمانا مطلق

. ] 6 : هود [ } وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها { : من غير شرط الطلب والكسب، قال تعالى

ناوله لا عرف الذي ثم آيف يصح أن يأمر العبد بطلب ما لا يعرف مكانه فيطلبه؛ إذ لا يعرف أي سبب منها رزقه يته ن حصل ل ه، من أي ك السبب بعين ا لا يعرف ذل ه، ؟ صير سبب غذائه وتربيته لا غير ، فالواحد من فلا يصح تكليف

فتأمل ـ راشدا ـ فإنه بين، ثم حسبك أن الأنبياء ـ صلوات االله وسلامه عليهم ـ والأولياء المتوآلين لم يطلبوا الرزق في ك الأآثر والأعم، وتجردوا يس ل ك، فل للعبادة، وبإجماع أنهم لم يكونوا تارآين لأمر االله تعالى، ولا عاصين له في ذل

. أن تطلب الرزق وأسبابه بأمر لازم للعبد

ه ؟ فما الفرق بين هذا الكلام من هذا الإمام، والمنصوص عليه في آتب الأئمة، آالفقه وغيره د يجب علي وهو أن العبه طلب الرزق، وطلب سببه، ه، وجب علي ره فاضلا عن د غي رزق ووجده عن وأبلغ من ذلك أن العبد لو احتاج إلى ال

اج يختص بأحد دون أحد . طلبه منه، فإن منعه قهره، وإن قتله ه في المنه ا ؟ فهل هذا الذي نص علي ا م فأوضحوا لن . أشكل علينا من تناقض الكلامين، مثابين، مأجورين، وابسطوا لنا القول

: اب ـ رضي االله عنهفأج ورهم / ة المسلمين وجمه اس، ولكن أئم ة من الن ه طائف الحمد الله رب العالمين، هذا الذي ذآره أبو حامد قد ذهب إلي

ارة، فلا ا ت ارة، ، ومحرم ا ت ارة، ومباح ا ت ارة، ومكروه ارة، ومستحبا ت على خلاف هذا، وأن الكسب يكون واجبا ت . يكن منه شيء واجب، آما أنه لا يجوز إطلاق القول بأنه ليس منه شيء محرميجوز إطلاق القول بأنه لم

اد أن . والسبب الذي أمر العبد به أمر إيجاب أو أمر استحباب هو عبادة االله وطاعته له ولرسوله واالله فرض على العب

ا { : ، وقال ] 123 : هود [ } فاعبده وتوآل عليه { : يعبدوه ويتوآلوا عليه، آما قال تعالى . واذآر اسم ربك وتبتل إليه تبتيله . ومن يتق الله يجعل له مخرجا { : ، وقال ] 9، 8 : المزمل [ } رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وآيلا ويرزق

ا ] 3، 2 : الطلاق [ } من حيث لا يحتسب ومن يتوآل على الله فهو حسبه رك م ه، وت ، والتقوى تجمع فعل ما أمر االله باس آل ( : ويروي عن أبي ذر عن النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال . نهى االله عنه ة يا أبا ذر، لو عمل الن ذه الآي م به ه

. ) لوسعتهم

اس، : يقول . ما احتاج تقي قط : ولهذا قال بعض السلف ى الن إن االله ضمن للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق علك دل م يحصل ذل إذا ل ه، ف اجون إلي ا يحت م م وأن يرزقهم، من حيث لا يحتسبون، فيدفع عنهم ما يضرهم، ويجلب له

لم على أن في التقوى خ ه وس ي صلى االله علي ى النب وع إل ذا جاء في الحديث المرف للا، فليستغفر االله وليتب إليه، وله

Page 167: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ه من / من ( : الذي رواه الترمذي أنه قال أآثر الاستغفار جعل االله له من آل هم فرجا، ومن آل ضيق مخرجا، ورزق . ) حيث لا يحتسب

ا حذر، أن االله لم يأمر بالتوآل فقط، : والمقصود رك م بل أمر مع التوآل بعبادته وتقواه التي تتضمن فعل ما أمر، وت

ه دون ا يرضى االله علي فمن ظن أنه يرضى ربه بالتوآل بدون فعل ما أمر به آان ضالا، آما أن من ظن أنه يقوم بم . التوآل، آان ضالا، بل فعل العبادة التي أمر االله بها فرض

ل . فيها التوآل، وإذا قرن أحدهما بالآخر، آان للتوآل اسم يخصه وإذا أطلق لفظ العبادة دخل ك مث ا في نظائر ذل آم

وقد يعطف أحدهما على الآخر؛ آقول نوح . التقوى وطاعة الرسول، فإن التقوى إذا أطلقت دخل فيها طاعة الرسول . وأمثال ذلك ] .7 : الأحزاب [ } اتقوا الله وقولوا قولا سديدا { : وآذلك قوله . ] 3 : نوح [ } اعبدوا الله { : عليه السلام

اب { : وقد جمع االله بين عبادته والتوآل عليه في مواضع؛ آقوله تعالى ه مت } قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توآلت وإلي

و ] .3 : الرعد [ ه أنيب { : ل شعيب ، وق ت وإلي ه توآل ه ] 88 : هود [ } علي اب هو الرجوع إلي ى االله والمت ة إل إن الإناب ، فين ـ إلا بعبادته وطاعته، وطاعة رسوله، والعبد لا يكون مطيعا الله ورسوله ـ فضلا أن يكون من خواص أوليائه المتق

. ، ويدخل في ذلك التوآلبفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه وأما من ظن أن التوآل يغني عن الأسباب المأمور بها ، فهو ضال، وهذا آمن ظن أنه يتوآل على ما قدر عليه من /

. السعادة والشقاوة بدون أن يفعل ما أمره االله

ال وهذه المسألة مما سئل عنها رسول االله صلى االله عليه وسلم، آما في الصحيحين عنه صلى لم ق ا " : االله عليه وس ماب : فقيل " منكم من أحد إلا وقد آتب مقعده من الجنة والنار ال ؟ يا رسول االله، أفلا ندع العمل ونتكل على الكت لا ( : فق

ه ) اعملوا فكل ميسر لما خلق له ! دحون، أفي : وآذلك في الصحيحين عنه أنه قيل ل ه ويك اس في ا يعمل الن ا أرأيت م م ) لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ( : قال ؟ أفلا نتكل على الكتاب : ولما قيل له ؟ جفت الأقلام، وطويت الصحف

ه ل ل در، فقي ة والمشروعة ، هي من الق لم أن الأسباب المخلوق ا : وبين صلى االله عليه وس ؟ أرأيت رقى نسترقى به

. ) هي من قدر االله ( : فقال ؟ هل ترد من قدر االله شيئاوأدوية نتداوى بها ؟ وتقى نتقى بها

ل، والإعراض عن الأسباب فالالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقباب، وا ه من المأمور بها قدح في الشرع، فعلى العبد أن يكون قلبه معتمدا على االله، لا على سبب من الأس الله ييسر ل

ى االله، / الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة، فإن آانت الأسباب ا مع التوآل عل ا فعله أمور به ه وهو م دورة ل مقى مجرد دو عل ع الع ة الحرب، ولا يكتفي في دف بس جن آما يؤدي الفرائض، وآما يجاهد العدو، ويحمل السلاح ويل

. ، ومن ترك الأسباب المأمور بها، فهو عاجز مفرط مذمومتوآله بدون أن يفعل ما أمر به من الجهاد

ر وأحب ( : وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي االله عنه ـ عن النبي صلى االله عليه وسلم قال المؤمن القوي خيء فلا إلى االله من المؤمن الضعيف، وفي آل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن باالله ولا تعجزن، وإن أصابك شي

ي داود ) قدر االله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان : تقل لو أني فعلت لكان آذا وآذا، ولكن قل : ، وفي سنن أبه ل، : أن رجلين تحاآما إلى النبي صلى االله عليه وسلم، فقضى على أحدهما، فقال المقضي علي م الوآي بنا االله ونع حس

لم ه وس ال صلى االله علي ل إ ( : فق ر، فق ك أم إن غلب الكيس، ف ك ب ن علي ز، ولك ى العج وم عل م : ن االله يل بنا االله ونع حس . ) الوآيل

لم ه وس وقد تكلم الناس في حمل الزاد في الحج وغيره من الأسفار، فالذي مضت عليه سنة رسول االله صلى االله علي

ك من طاعة االله وسنة خلفائه الراشدين، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان، وأآابر ا ا في ذل زاد لم لمشائخ هو حمل ال . ورسوله، وانتفاع الحامل ونفعه للناس

آتاب " الأآابر هذا القول آما رده الحارث المحاسبي في / وزعمت طائفة أن من تمام التوآل ألا يحمل الزاد، وقد رد

م وحكاه عن شقيق البلخي، وبالغ في الرد على من قال بذلك، و " التوآل ذآر من الحجج عليهم ما يبين به غلطهم وأنه

Page 168: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ل أن بعض ن حنب د ب د حكى لأحم ه، وق ا يترآون من طاعت غالطون في معرفة حقيقة التوآل، وأنهم عاصون الله بمى ه حت ق فم ه، وإذا وضع يطب ى يوضع في فم ده حت د ي الغلاة الجهال، بحقيقة التوآل آان إذا وضع له الطعام لم يم

. يه الطعام، فأنكر ذلك أشد الإنكار، ومن هؤلاء من حرم المكاسبيفتحوه، ويدخلوا ف

ا الون به بابا ين اد أس وهذا وأمثاله من قلة العلم بسنة االله في خلقه وأمره، فإن االله خلق المخلوقات بأسباب، وشرع للعبه االله به من الأسباب يحصل مغفرته، ورحمته، وثوابه في الدنيا والآخرة، فمن ظن أنه بمجرد توآله مع ترآه ما أمر

مطلوبه، وأن المطالب لا تتوقف على الأسباب التي جعلها االله أسبابا لها، فهو غالط، فاالله سبحانه، وإن آان قد ضمن للعبد رزقه وهو لابد أن يرزقه ما عمر، فهذا لا يمنع أن يكون ذلك الرزق المضمون له أسباب تحصل من فعل العبد

. وغير فعله . ضا، فقد يرزقه حلالا وحراما، فإذا فعل ما أمره به رزقه حلالا، وإذا ترك ما أمره به، فقد يرزقه من حراموأي

ع مرهوب، / الدعاء والتوآل، فقد ظن بعض الناس أن ذلك لا تأثير : ومن هذا الباب وب، ولا دف له في حصول مطله، وظن ه حصل بدون ا حصل ب ه ولكنه عبادة محضة، ولكن م ذي علي ة، والصواب ال ك مجرد علام آخرون أن ذل

. السلف والأئمة والجمهور، أن ذلك من أعظم الأسباب التي تنال بها سعادة الدنيا والآخرة

ون، اذا يك م يكن السبب م و ل ل فل ال القائ باب، إذا ق ك من الأس ر ذل ل، والكسب، وغي دعاء، والتوآ دره االله بال ا ق ومول ة من يق ذا : بمنزل ان يعيش ه ل هل آ م يقت و ل ول ل يش، وظن بعض ؟ المقت ان يع ه آ ة أن د ظن بعض القدري وق

ـلا ذا السبب ف ه به در موت المنتسبين إلى السنة أنه آان يموت، والصواب أن هذا تقدير لأمر علم االله أنه يكون، فاالله قوتوآله، وعمله الصالح، وآسبه، فلا يحصل يموت إلا به آما قدر االله سعادة هذا في الدنيا والآخرة بعبادته، ودعائه،

د يكون إلا به، وإذا قدر عدم هذا السبب لم يعلم ما يكون المقدر، وبتقدير عدمه فقد يكون المقدر حينئذ أنه يموت، وق . المقدر أنه يحيى والجزم بأحدهما خطأ

و يح : ولو قال القائل اتي فه ان أحمق، آمن أنا لا آآل ولا أشرب، فإن آان االله قدر حي دون الأآل والشرب، آ ي ب يين

. أنا لا أطأ امرأتي فإن آان االله قدر لي ولدا تحمل من غير ذآر : قال

من السالكين طريق االله من يكون مع قيامه بما أمره االله عاجزا عن الكسب :فصــل

ك فالسالكون طريق االله منهم من يكون مع قيامه بما أمره االله : إذا عرف هذا به من الجهاد، والعلم، والعبادة، وغير ذله ي قول رهم االله ف ذين ذآ اجزا عن الكسب، آال ي { : ع ربا ف تطيعون ض ا يس ه ل بيل الل ي س روا ف ذين أحص راء ال للفق

ا الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم ب اس إلحاف ألون الن ا يس رة [ } سيماهم ل رهم ] 273 : البق ذين ذآ ، والوا { : االله في قوله ه ورض ه للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الل رون الل نا وينص

. ] 8 : الحشر [ } رسوله أولئك هم الصادقونو

الى في الصنف الأول ال تع ا ق دقات { : فالصنف الأول، أهل صدقات، والصنف الثاني، أهل الفىء، آم دوا الص إن تبر لك و خي راء فه ا الفق ر فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوه ون خبي ا تعمل ه بم يئاتكم والل ن س نكم م ر ع ه } م ويكف ى قول : إل

ن { : ، وقال في الصنف الثاني ] 273ـ271 : البقرة [ } للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله { وله م ى رس ه عل ما أفاء اللبيل أهل ن الس اآين واب امى والمس ى واليت ذي القرب ه } القرى فلله وللرسول ول ى قول اجرين { : إل راء المه ال } للفق م ق : ث

بلهم { ن ق ان م دار والإيم وءوا ال اجرون تغلب ف . ] 9 -7 : الحشر [ } والذين تب ان المه اجرين والأنصار وآ / ذآر المهأنفقوا من طيبات ما آسبتم ومما أخرجنا لكم من { : عليهم التجارة، والأنصار تغلب عليهم الزراعة، وقد قال للطائفتين

أرض رة [ } ال ن ا ] 267 : البق ارج م اة الخ ارة وزآ اة التج ذآر زآ ع ، ف ر، أو رب ر، أو نصف العش و العش لأرض وه . العشر

ل ام اللي رهم بقي ا أم الى ـ لم ال ـ تع د ق ك وق ه الكسب مع ذل الكين من يمكن نكم مرضى { : ومن الس يكون م م أن س عل

، فجعل المسلمين ] .2 : المزمل [ } ون في سبيل اللهوآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتل

Page 169: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

نفا ن فضل االله، وص ون م ي الأرض يبتغ نفا يضربون ف ادة، وص م والعب رآن والعل ل الق نفا أه ناف، ص ة أص أربع . يجاهدون في سبيل االله، والرابع المعذورون

ا فعل االله بأسباب إن الغذاء والقوام هو من فعل االله، : وأما قول القائل ل م و، ب ذلك ه يس آ فلا يمكن طلبه آالحياة، فل

إذا درها االله، ف ي ق يمكن طلبه بطلب الأسباب آما مثله في الحياة والموت، فإن الموت يمكن طلبه ودفعه بالأسباب التالى في أردنا أن يموت عدو االله سعينا في قتله، وإذا أردنا دفع ذلك عن المؤمنين دفعناه بما شرع االله الدفع به، قال تع

اء [ } وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم { : داود عليه السلام الى ] .8 : الأنبي ال تع ر { : ، وق يكم الح رابيل تق سلحتهم { : ، وقال تعالى ] 81 : النحل [ } وسرابيل تقيكم بأسكم ذرهم وأس ذا ] 1.2 : النساء [ } فليصلوا معك وليأخذوا ح ، وه

مثل دفع الحر والبرد عنا هو من فعل االله، فاللباس، والاآتساب، ومثل دفع الجوع، والعطش، هو من فعل االله بالطعام . والشراب

ب، هو من فعل االله وهذا آما أن إزهاق الروح، هو من فعل االله م والهدى في القل ، ويمكن طلبه بالقتل وحصول العل . ويمكن طلبه بأسبابه المأمور بها وبالدعاء

. إن االله يفعل بسبب وبغير سبب، فمن أين يلزمنا طلب السبب : وقول القائل

ا يخ : جوابه أن يقال له دره إنم ا ليس الأمر آذلك، بل جميع ما يخلقه االله ويق باب، لكن من الأسباب م دره بأس ه ويق لق

. يخرج عن قدرة العبد، ومنها ما يكون مقدورا له، ومن الأسباب ما يفعله العبد، ومنها ما لا يفعله

ر ا يكث لها، وآم ريح يرس والأسباب منها، معتاد، ومنها نادر، فإنه في بعض الأعوام قد يمسك المطر ويغذي الزرع بدعا باب، ولا ريب أن الطعام والشراب ب ا سبب من الأس و أيض لم، والرجل الصالح، فه ه وس ي صلى االله علي ء النب

ائم ر والبه ك أو بعض الطي ى أو مل ه جن ه برزق اس من يأتي ق، فمن الن دي الخل ى أي أتي عل ادر، . الرزق قد ي ذا ن وها والجمهور إنما يرزقون بواسطة بني آدم مثل أآثر الذين يعجزون عن الأسباب يرزقو دي من يعطيهم، إم ى أي ن عل . صدقة، وإما هدية، أو نذرا، وإما غير ذلك، مما يؤتيه االله على أيدي من ييسره لهم

ال / ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي ك، وإن تمسك ( : وقد ثبت في الصحيح عن النب ر ل ن آدم، إن تنفق الفضل خي ا اب ي

ا، ( : ، وفي حديث آخر صحيح ) ا خير من اليد السفلىالفضل شر لك، ولا يلام على آفاف، واليد العلي د االله هي العلي ي . ) ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى

وبعض الناس يزعم أن يد السائل الآخذ هي العليا؛ لأن الصدقة تقع بيد الحق، وهذا خلاف نص رسول االله صلى االله

. عليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى عليه وسلم حين أخبر، أن يد االله هي ال

. إن االله ضمن ضمانا مطلقا : وقول القائل

ذا، : فيقال له ائم والزوجات، ومع ه ال والبه ا ضمنه رزق الأطف إن فيم هذا لا يمنع وجوب الأسباب على ما يجب، ف . المسلمين ونفقته على نفسه أوجب عليه فيجب على الرجل أن ينفق على ولده وبهائمه وزوجته، بإجماع

؟ آيف يطلب مالا يعرف مكانه : وقول القائل

ذي يشق الأرض، ويلقي الحب، : جوابه ل ال ه؛ مث أنه يفعل السبب المأمور به، ويتوآل على االله فيما يخرج عن قدرت

ا، ويتوآل علي االله في إنزال المطر، وإنبات الزرع، ودفع المؤذيات، وآذلك التاجر غاية قدرته تحصيل السلعة ونقلهم / وأما إلقاء الرغبة في قلب من يطلبها، وبذل الثمن الذي يربح به، فهذا ه ل در علي ليس مقدورا للعبد، ومن فعل ما ق

يعاقبه االله بما عجز عنه، والطلب لا يتوجه إلى شيء معين، بل إلى ما يكفيه من الرزق، آالداعي الذي يطلب من االله . رزقه وآفايته من غير تعيين

Page 170: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

من الكسب ما يكون واجبا: فصــل

فإذا عرف ذلك، فمن الكسب ما يكون واجبا، مثل الرجل المحتاج إلى نفقته على نفسه، أو عياله، أو قضاء دينه، وهو اق قادر على الكسب، وليس هو مشغولا بأمر أمره االله به، هو أفضل عند االله من الكسب، فهذا يجب عليه الكسب باتف

. العلماء، وإذا ترآه آان عاصيا آثما

ي صلى ي موسى عن النب ومنه ما يكون مستحبا، مثل هذا إذا اآتسب ما يتصدق به، فقد ثبت في الصحيحين عن أبال ه ق لم أن ه وس لم صدقة ( : االله علي ل مس ى آ الوا " عل ا رسول االله : ، ق د ! ي م يج ن ل ال . فم ه ( : ق ع نفس ده ينف ل بي يعم

ال : قالوا . ) يعين ذا الحاجة الملهوف ( : قال . فإن لم يجد : قالوا . ) ويتصدق م يجد، ق المعروف وليمسك ( : فإن ل أمر ب فلي . ) عن الشر فإنها له صدقة

إن الأنبياء والأولياء لم يطلبوا رزقا : قول القائل :فصــل

ول ا ا ق لوأم بابا : لقائ ون أس انوا يفعل اء آ ة الأنبي ل عام ذلك، ب ر آ يس الأم ا، فل وا رزق م يطلب اء ل اء والأولي إن الأنبير، عن ن عم ند عن اب د في المس ذي رواه أحم لم في الحديث ال ه وس يحصل بها الرزق، آما قال نبينا صلى االله علي

ه، وجعل رزقي بعثت بالسيف بين ( : النبي صلى االله عليه وسلم أنه قال د االله وحده لا شريك ل ى يعب يدي الساعة حتوقد ثبت في الصحيح قوله . ) تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم

ا ) إن أفضل ما أآل الرجل من آسبه ( : صلى االله عليه وسلم دروع، وآ ان يصنع ال به، وآ ن ، وآان داود يأآل من آسا يكون ذا إنم مينا، وه زآريا نجارا، وآان الخليل له ماشية آثيرة حتى إنه آان يقدم للضيف الذين لا يعرفهم عجلا س

. مع اليسار

وخيار الأولياء المتوآلين، المهاجرون والأنصار، وأبو بكر الصديق ـ رضي االله عنه ـ أفضل الأولياء المتوآلين، بعد ا وآان عامته . الأنبياء نم، ولم ه من المغ ا يحصل ل ان يأخد م م يرزقهم االله بأسباب يفعلونها، آان الصديق تاجرا، وآ

لم / ولى ه وس ا ( : الخلافة جعل له من بيت المال آل يوم درهمان، وقد أخرج ماله آله، وقال له النبي صلى االله علي مل ترآت لهم االله ورسوله، ومع هذا فما آ : قال ) ؟ ترآت لأهلك ان يأخذ من أحد شيئا لا صدقة، ولا فتوحا، ولا نذرا، ب

. إنما آان يعيش من آسبه

ر ا بغي ألة وإم ا بمس اس إم دى بالصديق، وهو يأخذ من الن ه يقت ا أن ه ظان ه آل دعي التوآل ويخرج مال بخلاف من يوقع من يده سوط ينزل فيأخذه، ولا أن الصديق آان إذا : مسألة، فإن هذه ليست حال أبي بكر الصديق، بل في المسند

ول : يقول لأحد اه، ويق اولني إي يئا : ن اس ش ي ألا أسأل الن ي أمرن اس . إن خليل ة وسؤال الن ذا ممن جعل الكدي أين ه ف . طريقا إلى االله، حتى إنهم يأمرون المريد بالمسألة للخلق

ري لم بتح ه وس ي صلى االله علي ن النب ث ع واترت الأحادي د ت ال وق د الضرورة، وق اس، إلا عن ألة الن ل ( : م مس لا تح

دقع ر م الى ) المسألة إلا لذي غرم مفظع، أو دم موجع، أو فق ال تع ب { : وق ت فانص إذا فرغ ك فارغب . ف ى رب } وإل . ، فأمره أن تكون رغبته إلى االله وحده ] 8، 7 : الشرح [

ه من ومن هؤلاء من يجعل ه حاجت د لرب ديهم، وسؤال العب اس ويك ك يسأل الن ا، وهو مع ذل ألته نقص دعاء االله ومس

له { : أفضل العبادات، وهو طريق أنبياء االله، وقد أمر العباد بسؤاله فقال / ، ومدح ] 32 : النساء [ } واسألوا الله من فض . ما هو فرض على آل مسلم، آالدعاء المذآور في فاتحة الكتاب ومن الدعاء . الذين يدعون ربهم رغبة ورهبة

ال ؟ هل لك من حاجة : ومن هؤلاء من يحتج بما يروى عن الخليل أنه لما ألقى في النار قال له جبرائيل ا إليك : فق أم

د ثبت : هو قولهوأول هذا الحديث معروف، و . ) حسبي من سؤالي علمه بحالي ( : قال . سل : فلا، قال لا؛ وق أما إليك فحسبنا االله ونعم الوآيل، أنه قالها إبراهيم حين ألقي في : في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي االله عنهما في قوله

. إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم : وقالها محمد صلى االله عليه وسلم حين قال له الناس . النار

Page 171: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

اء حسبي من : وأما قوله ره من الأنبي ل، وغي راهيم الخلي ره االله عن إب سؤالي علمه بحالي، فكلام باطل، خلاف ما ذآربنا آتنا { : من دعائهم الله ومسألتهم إياه، وهو خلاف ما أمر االله به عباده من سؤالهم له صلاح الدنيا والآخرة، آقولهم

نة آخرة حس ي ال نة وف دنيا حس ي ال ار ف ذاب الن ا ع رة [ } وقن ادة الله ] 2.1 : البق ه عب ل علي ؤاله والتوآ اء االله وس ، ودعه ه وأمر ب ا خلق قطا لم م مس ا، فكيف يكون مجرد العل دره به م ! ؟ مشروعة بأسباب آما يق ى . واالله أعل وصلى االله عل

. محمد وسلم

؟ وهل هو ما أآل، أو ما ملكه العبد ؟ قصهل يزيد أو ين : سئل شيخ الإسلام عن الرزق

: فأجاب

: الرزق نوعان

. ماعلمه االله أنه يرزقه، فهذا لا يتغير : أحدهما

ما آتبه وأعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب، فإن العبد يأمر االله الملائكة أن تكتب له رزقا، : والثانيال وإن وصل رحمه زاده ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي من سره أن ( : االله على ذلك، آما ثبت في الصحيح عن النب

ان . ) يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه د أن آ ة بع ه االله مائ وآذلك عمر داود زاد ستين سنة فجعل . حني واآتبني سعيدا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبتاللهم إن آنت آتبتني شقيا فام : ومن هذا الباب قول عمر . أربعين

وح : ومن هذا الباب ون { : قوله تعالى عن ن وه وأطيع ه واتق دوا الل ل . أن اعب ى أج ؤخرآم إل وبكم وي ن ذن م م ر لك يغف

. وشواهده آثيرة ] 4، 3 : نوح [ } مسمى

عيه، والأ د بس رزق العب ه ي دم بأن د تق ان ق إن آ ه، ف دره االله وآتب ا ق ة م ن جمل ي م رزق ه ا ال ي يحصل به باب الت سر / واآتسابه، ألهمه السعي، والاآتساب، ه بغي دره ل وذلك الذي قدره له بالاآتساب، لا يحصل بدون الاآتساب، وما ق

ر اآتساب ه بغي ه ب رزق؛ آالصناعة والزراعة والسعي سعي . اآتساب آموت موروثه، يأتي ا نصب لل ان، سعى فيمد في عون . والتجارة ان العب ا آ د م إن االله في عون العب ك، ف وسعى بالدعاء والتوآل والإحسان إلى الخلق، ونحو ذل

. أخيه

: والرزق يراد به شيئان: فصــل

. ما ينتفع به العبد : أحدهما

وأنفقوا من ما { : ، وقوله ] 3 : البقرة [ } ومما رزقناهم ينفقون { : الثاني هو المذآور في قوله ما يملكه العبد، فهذا : والثاني . ، وهذا هو الحلال الذي ملكه االله إياه ] .1 : المنافقون [ } رزقناآم

ا وما من د { : فهو المذآور في قوله : وأما الأول ه رزقه ى الل ا عل أرض إل ي ال ة ف ه ] 6 : هود [ } اب ن ( : ، وقول ا ل إن نفس

. ونحو ذلك ) تموت حتى تستكمل رزقها

ه هو رزق ع ب م ينتف به، ول ا اآتس اني، وم ار الث ار، لا بالاعتب والعبد قد يأآل الحلال، والحرام، فهو رزق بهذا الاعتب . ني دون الأول، فإن هذا في الحقيقة مال وارثه لا ماله، واالله أعلمبالاعتبار الثا

د السلام / سئل شيخ الإسلام مفتي الأنام، أوحد عصره، فريد دهره، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عب

ه إذا قطع الطريق وسرق، أو أآل الحرام و : بن تيمية ـ رحمه االله ورضى عنه ـ عن الرجل ك، هل هو رزق نحو ذل . أفتونا مأجورين ؟ الذي ضمنه االله تعالى له أم لا

Page 172: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

: فأجاب

ه ذي أباحه االله ل رزق ال ذا هو ال يس ه د الله، ل ك ولا يرضاه . الحم ه . ولا يحب ذل ق من ره أن ينف الى . ولا أم ه تع : آقولاآم { : آقوله تعالى، و ] 3 : البقرة [ } ومما رزقناهم ينفقون { ا رزقن ن م افقون [ } وأنفقوا م دخل ] .1 : المن م ي ك ل ، ونحو ذل

د ه، وق فيه الحرام، بل من أنفق من الحرام، فإن االله تعالى يذمه، ويستحق بذلك العقاب في الدنيا والآخرة، بحسب دين . ، وهذا أآل المال بالباطل ] 188 : البقرة [ } كم بالباطلولا تأآلوا أموالكم بين { : قال االله

ه ي صلى االله علي ن مسعود عن النب ا في الحديث الصحيح عن اب ولكن هذا الرزق الذي سبق به علم االله وقدره، آم

ك، ( : وسلم أنه قال ل ذل ة مث م يكون علق ة، ث ل يجمع خلق أحدآم في بطن أمه أربعين يوما نطف م يكون مضغة مث / ثا أن االله آتب ) ذلك، ثم يبعث االله إليه الملك، فيؤمر بأربع آلمات، فيكتب رزقه، وعمله، وأجله، وشقي أو سعيد ، فكم

ه . ما يعمله من خير وشر، وهو يثيبه على الخير، ويعاقبه على الشر ه من حلال وحرام، مع أن فكذلك آتب ما يرزق . يعاقبه على الرزق الحرام

ه، ؤمن ب در ي ولهذا آل مافي الوجود واقع بمشيئة االله وقدره، آما تقع سائر الأعمال، لكن لا عذر لأحد بالقدر، بل القوليس لأحد أن يحتج على االله بالقدر، بل الله الحجة البالغة، ومن احتج بالقدر على رآوب المعاصي، فحجته داحضة،

و { : ، والذين قالوا ] 148 : الأنعام [ } لو شاء الله ما أشرآنا ولا آباؤنا { : الواومن اعتذر به فعذره غير مقبول، آالذين ق لله وإن أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب ال { : ، آما قال تعالى ] .2 : الزخرف [ } شاء الرحمن ما عبدناهم

] 57، 56 : الزمر [ } أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين . آنت لمن الساخرين

ا وأما الرزق الذي ضمنه االله لعباده، فهو قد ضمن لمن يتقيه أن يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأمال عن من ليس من ال ا ق ه في الأخرة، آم م يعاقب دنيا، ث ه في ال ا يعيش ب أن يمنحه م به، ب ا يناس ه م متقين، فضمن ل

ال االله } وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر { : الخليل م أضط { : ق ا ث ه قليل ر فأمتع ن آف ى وم ره إل . ] 126 : البقرة [ } عذاب النار وبئس المصير

ا / وا م ل هؤلاء وإن أآل ى معصيته، ب ه عل واالله إنما أباح الرزق لمن يستعين به على طاعته، لم يبحه لمن يستعين ب

ال ا ق اقبهم، آم ه يع ه { : ضمنه لهم من الرزق فإن ر فأمتع ن آف ير وم ئس المص ار وب ذاب الن ى ع طره إل م أض ا ث } قليلرم { : ، وقال تعالى ] 126 : البقرة [ تم ح يد وأن ي الص ر محل دة [ } أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غي ، ] 1 : المائ

. اح الأنعام لمن يحرم عليه الصيد في الإحرامفإنما أب

وا الص { : وقال تعالى وا وعمل وا وآمن ا اتق وا إذا م ا طعم اح فيم الحات جن م ليس على الذين آمنوا وعملوا الص الحات ثرزق، ] 93 : المائدة [ } الله يحب المحسنيناتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا و ه من ال در ل ا ق وان يأآل م ، فكما أن آل حي

وال ذا آانت أم ى معصية االله، وله ه عل فإنه يعاقب على أخذ مالم يبح له، سواء آان محرم الجنس، أو آان مستعينا بع الكفار غير مغصوبة، بل مباحة للمؤمنين، وتسمى فيئا إذا ع ا يستحقها من يطي وال إنم ادت إلى المؤمنين؛ لأن الأم

ي دون ف م يعت ا أنه ا، آم ي إنفاقه دون ف ار يعت تحقاق، والكف م الاس ذونها بحك المؤمنون يأخ ا، ف ن يعصيه به االله لا م . أعمالهم، فإذا عادت إلى المؤمنين فقد فاءت إليهم آما يفىء المال إلى مستحقه

؟ أم يأآلون ما قدر لهم ؟ هل هو رزق االله للجهال : وسئل عن الخمر، والحرام

: فأجاب

. إن لفظ الرزق يراد به ما أباحه االله تعالى للعبد، وملكه إياه، ويراد به ما يتغذى به العبد

ه الأول آقول اآم { : ف ا رزقن ن م وا م افقون [ } وأنفق ا رزقن { ، ] .1 : المن ونومم رة [ } اهم ينفق و ] 3 : البق رزق ه ذا ال ، فه

. الحلال، والمملوك لا يدخل فيه الخمر والحرام

Page 173: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

ا ] 6 : هود [ } وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها { : والثاني آقوله ائم، ولا توصف بأنه ، واالله تعالى يرزق البهيس تملك، ولا انين ـ لكن ل ال والمج ذلك الأطف ائم ـ وآ ى البه ه لا تكليف عل ا إباحة شرعية، فإن بأنه أباح االله ذلك له

ذى ه يغت م االله أن ذي عل رزق ال بمملوك لها وليس بمحرم عليها، وإنما المحرم بعض الذي يتغذى به العبد، وهو من الال وقدر ذلك بخلاف ما أباحه وملكه، آما في الصحيحين . به ه ق لم أن ه وس ي صلى االله علي : عن ابن مسعود عن النب

م يبعث / يجمع خلق أحدآم في بطن أمه ( ك، ث ل ذل م يكون مضغة مث ك، ث ل ذل ة مث أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقروح : الملك، فيؤمر بأربع آلمات، فيقال ه ال ال . اآتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ثم ينفخ في ذي نفسي فوال : ق

ار اب فيعمل بعمل أهل الن ه الكت بيده إن أحدآم ليعمل بعمل أهل الجنة حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق علياب فيعمل بعمل أهل ه الكت فيدخلها، وإن أحدآم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق علي

. ) الجنة فيدخلها

ه، والرزق الحرام د حرم ك ق ه، وهو مع ذل يئة االله، وخلق ا دخل تحت مش ة، وهو مم ه الملائك دره االله، وآتبت ، مما ق . ونهى عنه، فلفاعله من غضبه وذمه وعقوبته ما هو أهله، واالله أعلم

. نازعت أقدار الحق بالحق للحق : سئل الشيخ ـ رحمه االله ـ عن قول الشيخ عبد القادر

: فأجاب

ونزيل . الله، جميع الحوادث آائنة بقضاء االله وقدره، وقد أمرنا االله سبحانه أن نزيل الشر بالخير بحسب الإمكان الحمد

ه أن ر أو فسق أو عصى فعلي دنا، فكل من آف الكفر بالإيمان والبدعة بالسنة، والمعصية بالطاعة من أنفسنا ومن عنه بالمعروف، وينهاه عن المنكر بحسب الإمكان، ويجاهد في سبيل يتوب، وإن آان ذلك بقدر االله، وعليه أن يأمر غير

ه االله، وإن آان ما يعمله من المنكر والكفر والفسوق والعصيان بقدر االله، ليس للإنسان أن يدع السعي فيما ينفعه االله بال متكلا على القدر، بل يفعل ما أمر االله ورسوله، آما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى االله ه ق لم أن : عليه وس

االله ولا . المؤمن القوي خير وأحب إلي االله من المؤمن الضعيف ( ا ينفعك، واستعن ب ى م ر، احرص عل وفي آل خيتح عمل : لو أني فعلت لكان آذا وآذا، ولكن قل : وإن أصابك شيء فلا تقل . تعجزن و تف إن ل قدر االله وما شاء فعل ف . ) الشيطان

ياطين الإنس والجن، / بي صلى االله عليه وسلم أن يحرص على ما ينفعه، والذي ينفعه فأمر الن يحتاج إلى منازعة ش

ه . ودفع ما قدر من الشر بما قدره االله من الخير وة إلا ب وأن يكون . وعليه مع ذلك أن يستعين باالله فإنه لا حول ولا قك عمله خالصا الله، فإن االله لا يقبل من العمل إلا م ة قول ذا حقيق د { : ا أريد به وجهه، وه اك نعب ة } إي ه حقيق ذي قبل : وال

ك، ] 5 : الفاتحة [ } وإياك نستعين { ى ذل االله عل تعينا ب رك المحظور، وأن يكون مس أمور وت د االله بفعل الم فعليه أن يعبه من وفي عبادة االله وطاعته فيما أمر إزالة ما قدر من الش ده الشيطان، ويسعى في ا يري ر بما قدر من الخير، ودفع م

. الشر قبل أن يصل بما يدفعه االله به من الخير

أرض { : قال االله تعالى دت ال بعض لفس هم ب اس بعض رة [ } ولولا دفع الله الن ار والفجار ] 251 : البق دفع شر الكف ا ي آما جاء الذي ف بلاء آم دفعان ال ي نفوسهم والذي سعوا فيه بالحق آإعداد القوة ورباط الخيل، وآالدعاء والصدقة الذين ي

دفع ) إن الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والأرض ( : في الحديث فالشر تارة يكون قد انعقد سببه وخيف فيم، وتارة يكون قد وجد فيزال وتبدل السيئات بالحسنات وآل هذا من باب وصوله، فيدفع الكفار إذا قصدوا بلاد الإسلا

. وهذا واجب تارة، ومستحب تارة . دفع ما قدر من الشر بما قدر من الخير

. فالذي ذآره الشيخ ـ رحمه االله ـ هو الذي أمر االله به ورسوله ا والمقصود من ذلك أن آثيرا من أهل السلوك والإرادة يشهدون/ ي ينهى عنه ربوبية الرب، وما قدره من الأمور الت

د ذا جهل وضلال ق ليم، وه اب الرضا بالقضاء والتس ذا من ب ون أن ه ة، ويظن فيقفون عند شهود هذه الحقيقة الكونيا . يؤدي إلى الكفر، والانسلاخ من الدين ل أمرن فإن االله لم يأمرنا أن نرضى بما يقع من الكفر والفسوق والعصيان، ب

م ( : أن نكره ذلك وندفعه بحسب الإمكان، آما قال النبي صلى االله عليه وسلم إن ل ده، ف ره بي من رأى منكم منكرا فليغي . ) يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان

Page 174: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

فكيف يأمرنا أن ] 2.5 : البقرة [ } والله لا يحب الفساد { : قالو ] 7 : الزمر [ } ولا يرضى لعباده الكفر { : واالله تعالى قد قال

وجعلنا بعضكم لبعض { : نرضى لأنفسنا مالا يرضاه لنا، وهو جعل ما يكون من الشر محنة لنا وابتلاء آما قال تعالىال ، وقال ] .2 : الفرقان [ } فتنة أتصبرون كم { : تعالى بعد أمره بالقت و بعض ن ليبل نهم ولك ر م ه لانتص اء الل و يش ك ول ذل

لم ] 4 : محمد [ } ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ه وس ي صلى االله علي ، وفي صحيح مسلم عن النبؤمن، إن أصابته ( : الأنه ق ك لأحد إلا للم يس ذل ه، ول را ل ان خي والذي نفسي بيده، لا يقضي االله للمؤمن قضاء إلا آ

. ) سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

ا عن له، وإذا آان آمرا/ فالمؤمن إذا آان صبورا شكورا، يكون ما يقضي عليه من المصائب خيرا بالمعروف، ناهيان المنكر، مجاهدا في سبيله، آان ما قدر له من آفر الكفار سبب للخير في حقه، وآذلك إذا دعاه الشيطان والهوى آا يحصل ببا لم ذلك سببا لما حصل له من الخير، فيكون ما يقدر من الشر إذا نازعه ودافعه، آما أمره االله ورسوله س

. ول الخير والثواب وارتفاع الدرجاتله من البر والتقوى وحص

. واالله أعلم . فهذا وأمثاله مما يبين معنى هذا الكلام

ال : وسئل عن قول الخطيب بن نباتة ه وق اس علي أنكر بعض الن ه، ف وة إلا إلي ك إلا : أبرأ من الحول والق ا يصح ذل مالى بحذف الاستثناء بأن تقول أبرأ من الحول والقوة إليه، فاست ه تع ول الخطيب بقول ا { : دل من نصر ق راء مم ي ب إنن

؟ فهل أصاب المنكر أم لا ] 27، 26 : الزخرف [ } إلا الذي فطرني فإنه سيهدين . تعبدون

: فأجاب

ه ما ذآر الخطيب صحيح باعتبار المعنى الذي قصده، وما ذآره الآخر من حذ ف الاستثناء له معنى آخر صحيح، فإنوتي : إذا قال ه من حولي وق ى برئت إلي ان المعن ه آ ا : برئت من الحول والقوة إلي وتي، آم أي من دعوى حولي وقاديهم { : برئت إلى فلان من الدين، ذآره ثعلب في فصيحه، والمعنى برئت إليه من هذا ومنه قوله تعالى : يقال ويوم ين

ا . فيقول أين شرآائي الذين آنتم تزعمون ا غوين اهم آم ا أغوين ذين أغوين اء ال ا هؤل ول ربن يهم الق ق عل ذين ح ال ال قلم ] 63، 62 : القصص [ } تبرأنا إليك ما آانوا إيانا يعبدون ه وس رأ إليك ( : ، ومنه قول النبي صلى االله علي ي أب م إن الله

. اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشرآين : وقول الأنصاري يوم أحد ) مما صنع خالد ى / ه وضمن معن ه، أو ألقيت إلي ذرت إلي ره اعت ألقيت وهذا الصنيع يتضمن نفي الدين، المعنى أوصلته إليه، وفي غي

لم . فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون { ألقى إليه القول، : البراءة، آما يقال : إليه ذ الس ه يومئ ، 86 : النحل [ } وألقوا إلى اللذا يكون ] 171 : النساء [ } وآلمته ألقاها إلى مريم { : ، و منه قوله تعالى ] 87 ى ه فالتبري قول يلقي إلى المخاطب، فعل

. الجار والمجرور متعلقا بالبراءة

ى االله، ويتوجه ره إلا إل ى االله، ويفوض أم ره إلا إل والخطيب لم يرد هذا المعنى، بل أراد أنه برىء من أن يلجئ ظهن عازب . في أمره إلا إلى االله، ويرغب في أمره إلا إلى االله راء ب لم للب ه وس ى ( : قال النبي صلى االله علي إذا أويت إل

ك، : مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم قل ك، وفوضت أمري إلي اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليا منك إلا إليك ه ) وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منج ى قول رأ من الحول : فمعن وة إلا وأب والق

. والمعنى لا أتوآل إلا عليه ولا أعتمد إلا عليه . أبرأ من أن أثبت لغيره حولا وقوة ألتجئ إليه لأجل ذلك : إليه

وة إلا : وهو أن يقال : وهنا معنى ثالث د وأدعى حولا أو ق رأ وأعتق رأ من أن أتب ه، أي أب وة إلا ب أبرأ من الحول والقه به، فإنه لا حول ولا ه، فإن دل لفظه علي ذي ي ى الأوسط ال قوة إلا به، وهذا معنى صحيح، لكن الخطيب قصد المعن

من له حول وقوة يلجأ إليه ويستند إليه، فضمن معنى الحول والقوة معنى الالتجاء، فصار التقدير أبرأ من الالتجاء إلا ذي / إليه، وعلى ى الالتجاء ال ق بمعن رأ، هذا الحال فالجار والمجرور متعل ى أب وة، لا معن ه لفظ الحول والق دل علي

ان ذا لك و أراد الخطيب ه تثناء، ول رأ، أنكر الاس ق بلفظ أب ولما ظن المنكر على الخطيب أن الجار والمجرور متعلل ا قب رغ م رغ، ف تثناء مف حذف حرف الاستثناء هو الواجب، لكن لم يرده بل أراد مالا يصح إلا مع الاستثناء، والاس

. لما بعده، والمفرغ يكون من غير الموجب لفظا أو معنى الاستثناء

Page 175: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/5923_139a8.pdfﺎﻜﻠﻣ ﻚﻟذ ﻞﻌﺟ ﻪﻟ ﻪﺘﻋﺎﻄﻟ ؛ﻪﻴﺧأ

افظون { : ولفظ البراءة وإن آان مثبتا ففيه معنى السلب، فهو آقوله روجهم ح م لف ذين ه ا . وال م أو م ى أزواجه ا عل إل . ] 6، 5 : المؤمنون [ } ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين

راءة، : فالحفظ لفظ مثبت لكن تضمن معنى ما سوى المذآور، فالتقدير ذلك لفظ الب م، وآ لا يكشفونها إلا على أزواجه

ام ذآ ] 27، 26 : الزخرف [ } إلا الذي فطرني . إنني براء مما تعبدون { : وقول الخليل ه، ، استثناء ت تثنى من ه المس ر في . برئت من الحول والقوة إلى آل شيء إلا إليه : لكنه يدل على أنه تبرأ من شيء لا من لا شيء، والمطابق له أن يقال

ى ة معن ذي قصده المستدل بالآي ى ال ذا المعن ا سوى االله، وه ري مم ترآا، وهو التب درا مش لكن المستدل بالآية أخذ ق

الى صحيح باعتبار دلالته ى في مواضع؛آقوله تع ذا المعن د ذآر االله ه : على التوحيد، وهو البراءة مما سوى االله، وقه آ قد آانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و { ن دون الل دون م م مما تعب ا بك فرن

. وهذا يناسب مقصود الخطيب ] 4 : الممتحنة [ } وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده

راءة من ه، لكن الخطيب قصد الب رأ إلي يس مقصوده أن يتب ا سوى االله ل ه، فإن مقصوده أن يتبرأ مم الالتجاء إلا إليراهيم دوا إلا االله، . والالتجاء إليه داخل في عبادته، فهو بعض ما دل عليه قول إب رؤوا من أن يعب إن الواجب أن يتب ف

د يكون مقصوده ب، لكن الإنسان ق أو يتوآلوا إلا عليه، وهذا تحقيق التوحيد الذي بعث االله به الرسل، وأنزل به الكتى إخلاص العبادة في مس ب، وهو معن ذي قصده الخطي ى ال ذا هو المعن ألته ودعائه والتوآل عليه والالتجاء إليه، وه

ى صحيحا، لكن ى صحيحا، والمستدل قصد معن اظ، والمنكر قصد معن صحيح يدل عليه لفظه بحقائق دلالات الألف . وتعالى أعلم الإنسان لا ينوي آثيرا من نفي ما لا يعلم إلا من إثبات ما يعلم، واالله سبحانه

. آخر المجلد الثامن