الملحد واستداللهالخاطئ بالصدفة

د.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فقد انتش33ر في عص33رنا م33رض اإللح33اد ، وه33و أح33د األم33راض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإليم33ان و يعمي الح33واس عن أدل33ة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و

يجم33ع بين النقيض33ين ويف33رق بين المتم33اثلين ،ويجع33ل من الظن علما و من العلم جهال و من الحق ب3اطال و من الباط3ل

حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية

والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون لدىاإلنسان علم شرعي مؤصل .

ما هي إال أقوال بال دلي33ل وادع33اءات بالوشبهات أهل اإللحاد ،ورغم ض33عفها و بطالنه33ا إال أنه33ا ق33د ت33ؤثر في بعضمستند

المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك ك33ان الب33د من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللحاد شبهة تل33و األخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تل33و ال33دعوى ح33تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

وفي هذا المقال سنتناول بإذن الله استدالل الملحدالخاطئ بالصدفة .

المالحدة و الصدفة

الصدفة عند المالحدة له33ا ع33دة مع33اني منه33ا ح33دوث الش33يء ومنه33ا ح33دوث الش33يء،1دون علة - أي الحدث ال تعلي33ل ل33ه -

،و منها ح33دوث الك33ون وانتظام33ه ع33بر سلس33لة2بعلة مجهولة التق3اء عرض3يمن العلل غ3ير العاقل33ة وغ33ير المدرك33ة ومنها

ت3وفر مجموع33ة من العوام33ل ،ومنها 3لسلسلتين من األسباببطريقة غير واعية لتشكل ظاهرة .

و من المالحدة من يدعي أن الكون نش33أ ص33دفة من ال ش33يء ألن القول بأن كل حادث يحت33اج إلى مح33دث ق33ولدون علة ؛

بال دليل و ال سبيل للبرهنة عليه و مهم33ا جم33ع من أدل33ة من العالم فإنه33ا ال تكفي للوص33ول إلى الكلي33ة الس33تحالة اختب33ار

، ك33ل الح33وادث و معرف33ة ه33ل هي محتاج33ة إلى مح33دث أو ال الس33ببية م33ا هي إال ع33ادة ذهني33ة ترس33خت في ال33ذهن عنو

.طريق التكرار

ومنهم من يدعي أن الك33ون به33ذا االنتظ33ام ق33د وج33د ص33دفة نتيج333ة سلس333لة من التف333اعالت الطويل333ة ، دون تنظيم أو

تخطيط سابق .

وبالغ بعضهم فقال : ل3و جلس3ت س3تة من الق3ردة على آالت كاتب333ة ، وظلت تض333رب على حروفه333ا لماليين الس333نين فال نستبعد أن نجد في بعض األوراق األخيرة التي كتبوها قصيدة

يعتبر صدفة مطلقة كغليان الماء دون أي سبب ،و هذاحدوث الشيء دون علة - 1.حدوث شيء دون علة و سببمستحيل فمن المستحيل

- الجهل بالعلة يعني عدم العلم بالعلة و ليس معناه انعدام العلة .2 حدث معين نتيجة توافر سببه ويتفقيعني حدوث التقاء عرضي لسلسلتين من األسباب -3 3

مث33ل ص33ديق ك33ان و هذا يعت33بر ص33دفة نس33بية ،وه33ذا ممكن الوق33وع اقترانه بحدث أخر صدفة يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه فوجد صديق له كان ذاهبا لشراء طعام من السوق صدفة ،وهنا ترافق وتزامن مشي الصديق األول مع مشي الصديق الثاني في نفس الشارع ،ومثال

آخر يمكن أن تجد في مكان واحد في لحظة واحدة ماء يتجمد و ماء يغلي .

من قصائد شكسبير فكذلك ك33ان الك33ون الموج33ود اآلن نتيج33ة .لعمليات عمياء خالل باليين السنين

أن الحياة نشأت صدفة عبر سلسلة طويلةومنهم من يدعي Prebiotic Chemicalمن التطور الكيميائي ما قبل الحيوي

Evolutionاس33تمر لماليين الس33نين ابت33داء من الكيميائي33ات و الجزيئ3اتpolymersالبسيطة مرورا بالجزيئ3ات المتع3ددة

المتعددة الناسخة ذاتي33ا داخل33ة ب33دورات تحفيزي33ة وص33وال إلىكائنات " ما قبل بكتيرية " وأخيرا وصوال إلى بكتريا بسيطة .

أن تنشأ إذا كان هناك احتمال ولو ضئيل في و يقول البعض: فمنالحياة من المادة ص33دفة بال خ33الق ع33بر ماليين الس33نين

أن تنشأ الحياة من المادة صدفة عبر ماليين الس33نينالممكن الكثير من ال33وقت المس33تحيل يص33بح ممكن33ا،في ظل وجودو

والممكن يصبح من المحتم33ل، والمحتم33ل ق33د يص33بح مؤك33دا . .وما على المرء إال االنتظار و الوقت نفسه ينفذ المعجزات

: مادة الكون كانت موجودة قبل نشأة الك33ونو يقول البعض وفي اللحظ33ات ،وتباع33دت أجزاؤه33ا وتن33اثرتثم انفج33رت

األولى من االنفجار الهائل ارتفعت درج33ة الح33رارة إلى ع33دة تريليونات حيث كونت فيها أجزاء الذرات، ومن ه33ذه األج33زاء كونت الذرات، وهي ذرات الهي33دروجين والهلي33وم، ومن ه33ذه الذرات تألف الغبار الكوني الذي نش33أت من33ه المج33رات فيم33ا

ح33تىبع33د، ثم تك33ونت النج33وم والك33واكب، وم33ا زالت تتك33ون ،وك33ل ه33ذا ص33دفة دونوصل الكون إلى ما نراه علي33ه الي33وم

تدخل قوى عاقلة مريدة .

و من المالحدة من يدعي أن الكون نشأ صدفة من ال شيء لوجود الفوضى في الكون .دون علة

ومنهم من يدعي أن الكون بهذا االنتظام قد تكون صدفة ،و غير العاقلة وغير المدركة سلسلة من العلل المادية نتيجة

توافر الظروف و العلل المادية لنشأة الكون أدى لنشأة.الكون دون الحاجة لقوة عاقلة

وقبل الرد على دعاوي المالحدة حول الصدفة البد من بيانمفهوم الصدفة في اللغة وفي الفلسفة .

مفهوم الصدفة في اللغة

الص33دفة من ص33ادف الش33خص مص33ادفة أي وج33ده، ولقي33ه، ،و معنى وافقه أي القاه ووجده من غير موع33د وال4ووافقه

،و5قص33د ،وص33ادف ص33ديقه في الطري33ق لقي33ه مص33ادفة ،و من هن33ا نعلم أن المص33ادفة6تصادفا تقابال على غير وعد

في اللغة تدل على وقوع الشيء اتفاق33ا من غ33ير قص33د و ال .توقع و ال ترتيب مسبق

مادة صدف24/10 - تاج العروس للزبيدي 42/1281معجم اللغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار - 5 1/510- المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة 6

مفهوم الصدفة في الفلسفة

مفه3وم الص33دفة في الفلس33فة بوج3ه ع3ام : م33ا يخ3رج على النظ33ام والق33انون المع33روف ،وال يب33دو ل33ه س33بب وال غاي33ة واضحة ،وهو أشبه ما يكون باالتفاق ،والمصادفة من الناحية العلمي33ة هي النت33ائج غ33ير المتوقع33ة والمترتب33ة على ت33داخل الظواهر الخاضعة لقوانين ثابتة دون أن تك33ون ه33ذه النت33ائج أق333ل ض333رورة من النت333ائج المتوقع333ة ،ويس333تخدم حس333اب

،و يمكن أن تعرف الصدفة أنه33ا ك33ل7االحتمال في تحديدها ،و8ع33ارض لإلنس33ان ال يتوقع33ه أو ال يع33رف أس33باب ظه33وره

حدوث حدث معين خالل عل33ة اليمكن أن تعرف الصدفة أنها تخضع لقانون عام ، وال يمكن اعتبار ظهور الحدث بعد تل33ك

.9العلة قانونا كليا أي هذا الحدث ليس مالزما لنوع العلة

ولعل أرسطو هو أول من حدد مع33نى المص33ادفة فق33ال : إن من الموجودات م33ا ه33و ب33الطبع، ومنه33ا م33ا ه33و بالص33ناعة أو الفن، ومنه33ا م33ا ه33و بالمص33ادفة؛ أي باالتف33اق والبخت ،و المصادفة هي اللق33اء العرض33ي الش33بيه باللق33اء القص33دي أو هي العل33ة العرض33ية المتبوع33ة بنت33ائج غ33ير متوقع33ة ، تحم33ل

.10طابع الغائية 185 - المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ص 7 مثل صديق كان يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه فوجد صديق له كان ذاهبا لشراء - 8

طعام من السوق صدفة فكل صديق لم يتوقع أن يلتقى بصديقه اآلخر ،وهذا االلتقاء حدث عارض أي مؤقت وليس دائما أما لو كان أحدهم يعلم أنه سيلتقي بصديقه فال يعتبر

األمر صدفة بالنسبة له ،ومثال آخر يمكن أن تجد في مكان واحد في لحظة واحدة ماءيتجمد و ماء يغلي فأنت ال تتوقع أن هذا الماء سيتجمد لحظة غليان الماء اآلخر .

- مثل رجل يحفر األرض بحثا عن الماء فوجد كنزا فهو لم يتوقع أن يجد كنزا ،وق33د ع33ثر9 على الكنز من غير قصد ،وليس كل من يحفر أرضا بحثا عن الماء يجد كنزا أي ليس حف33ر األرض بحثا عن الماء مالزما للعثور على كنز ،ومثال آخر : رجل كان يق33ود س33يارته ذاهب33ا إلى عمل33ه فاص33طدم برج33ل يع33بر الطري33ق ذاهب33ا لمنزل33ه فص33احب الس33يارة لم يتوق33ع أن يصطدم بالرجل الذي كان يعبر الطريق ،وقد اصطدم به من غير قصد ،وليس كل من يقود

.سيارة ذاهبا إلى عمله يصطدم برجل 383 - المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص 10

والمص33ادفة عن33د المح33دثين تطل33ق على معن33يين : أح33دهما ذاتي و اآلخر موضوعي أما المع33نى ال33ذاتي فه33و الق33ول أن المص33ادفة هي األم33ر ال33ذي يب33دو لن33ا مخالف33ا للس33وي من الطبائع كالحوادث المتعلقة بالش33خص اإلنس33اني أو بأموال33ه ومص333الحه فإنه333ا إذا ك333انت مخالف333ة للنظ333ام الم333ألوف ومستعص33ية على التنب3وء ك3ان وقوعه3ا بالمص33ادفة ...و أم3ا المعنى الموض33وعي : فه33و الق33ول أن المص33ادفة هي األم33ر الذي ال يمكن تفسيره بالعلل الفاعلة و ال بالعلل الغائية أم33ا األول فمثال3333ه األم3333ر المتول3333د من تالقي سلس3333لتين من

،وأم3ا الث3اني فمثال3ه األم3ر ال3ذي ليس ل3ه11األسباب المستقلة.12غاية واضحة

وق333د بين كورن333و أن المص333ادفة هي التالقي الممكن بين ح33ادثين أو أك33ثر تالقي33ا عرض33يا ال يمكن تفس33يره بالعل33ل المعلومة وإن كان لكل حادثة من هذه الحوادث علل تخص33ها فليست المصادفة إذن خروج33ا عن ق33وانين الطبيع33ة ، وإنم33ا هي أمر طبيعي يعجز العقل عن اإلحاطة بشروطه المعق33دة وعلل33ه كث33يرة االش33تباك لنف33رض أن قرمي33دة س33قطت على رأس أحد السائرين في الطريق، فسقوطها خاضع لسلس33لة من العلل الفيزيائية الميكانيكية، وم3رور أح3د المش3اة ب3ذلك المك333ان ت333ابع لسلس333لة أخ333رى من العل333ل الفيزيولوجي333ة والنفسية، والمصادفة في هذا المثال هي التالقي العرض33ي

أي تراف333ق و ت333زامن س333قوط13بين ه333اتين السلس333لتين القرميدة مرور أحد المشاة .

صاعقة كهربائي3ة ض3ربت مب3نى تجاري3ا في لحظ3ة افتتاح3ه ص3دفة ،وهن3ا تراف3ق و - مثل 11 تزامن سقوط الصاعقة الكهربائية مع لحظة افتتاح المبنى التجاري ومثال آخر : صديق كان يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه فوجد ص33ديق ل33ه ك33ان ذاهب33ا لش33راء طع33ام من الس33وق صدفة ،وهنا ترافق وتزامن مشي الصديق األول مع مشي الصديق الثاني في نفس الشارع

. - مثل رجل يحفر األرض بحثا عن الماء فوجد كنزا فهذا الكنز قد عثر عليه من غير قصد12

في العثور عليه أي لم يكن في ذهنه وهو يحفر أن يحصل على كنز 384-383 - المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص 13

الصدفة تصف كيفية الحدث و ال تنفي وجود فاعل للحدث

مما ينبغي معرفته أن الصدفة تصف كيفية الحدث ،ومع33نى أن الفعل حدث صدفة أي الفع33ل ح33دث دون قص33د وت33رتيب

ووص33ف كيفي33ة ح33دوث الفع33ل ال ينفيمس33بق من الفاع33ل ،وعندما نسمع أن أثرا من اآلث33ار الفرعوني33ةوجود فاعل له

اكتشف صدفة ال نفهم من ذلك أن األث33ر ليس ل33ه مكتش33ف ،وعندما نسمع أن أحد القوانين الفيزيائية اكتشف ص33دفة14

،وعن33دما15ال نفهم من ذل33ك أن الق33انون ليس ل33ه مكتشف نسمع أن شيئا من األشياء اخ33ترع ص33دفة ال نفهم من ذل33ك

،وعن33دما نس33مع أن جريم33ة16أن هذا الشيء ليس له مخترع من الج33رائم اكتش33فت ص33دفة ال نفهم من ذل33ك أن ه33ذه

. 17الجريمة ليس لها مرتكب

والمالحدة الذي يقولون : " نشأة الكون ليست دليال على نتيجة سلسلة منوجود خالق ؛ ألن الكون نشأ صدفة

، ومن ذلك اكتشاف أهالي أحد- يوجد الكثير من المقابر الفرعونية التي اكتشفت صدفة 14 قرى أشمون المنوفية مصر بالصدفة مدخل مقبرة فرعونية إثناء إجراء حفائر لتشييد مسجد وقاموا بإبالغ مسئولي المجلس األعلى لآلثار الذين أوفدوا لجنة فنية وأثرية متخصصة وتبين

لهم أنه من االكتشافات األثرية المهمة ويعود إلي العصر الفرعوني المتأخر للدولة. الفرعونية القديمة

- يوجد الكثير من القوانين الفيزيائية التي اكتشفت صدفة ،ومن ذلك اكتشاف 15أرشميدس لقانون الطفو ،واكتشاف نيوتن للجاذبية .

- من األشياء التي اخترعت عن طريق الصدفة اختراع هانز ليبرش للنظارة الطبية ،و 16اختراع جون واكر ألعواد الثقاب واختراع ليبارون سبنسر للميكروويف

- ومن أشهر الجرائم التي اكتشفت صدفة جريمة ريا وسكينة . 17

"التفاعالت الطويلة ، دون تنظيم أو تخطيط سابق كالمهم هذا ال يصح ،و ينم عن جهلهم بمفهوم الصدفة إذ

نتيجةعلى التسليم الجدلي تنزال معهم أن الكون نشأ صدفة سلسلة من التفاعالت الطويلة دون تنظيم أو تخطيط سابق

فهذا ال ينفي وجود خالق للكون ومكون للكون ؛ ألن الصدفة ليست فاعلة ،ولكنها صفة للفعل الصادر من

،والفعل ال يوجد بدون فاعل .الفاعل

نتيج33ة سلس33لة من التف33اعالتو ل33و ك33ان الك33ون ق33د نش33أ موج33د فالبد من وجود الطويلة دون تنظيم أو تخطيط سابق

للكون أنش33أ الم33ادة ال33تي ك33ونت الك33ون ، وجع33ل جزيئاته33ا تتفاع33ل ،وأعطاه33ا القابلي33ة للتفاع33ل والتش33كل ،وه33ذه السلسلة من التفاعالت لها شروط معين33ة للح33دوث فتحت33اج إلى من يهيئ لها الشروط المعينة لحدوثها ،وهذه السلسلة من التف333اعالت تحت333اج إلى من يحاف333ظ عليه333ا كي تعطي

نتائجها .

و إن قيل قابلية التفاعل في المادة التي نشأ منها الكون مادة الكونفمعنى هذا أن خصائص هي التي كونت الكون

؛ و محصلة هذا القول أن الكون قد أنشأ18قد أنشأت الكون وهذا يقتضي أن ،علة لنفسهأي الكون نفسه بنفسه

يكون الكون سابقا على نفسه في الوجود من حيث هو علة ومتأخرا على نفسه في الوجود من حيث هو معلول، وهذا

. ظاهر التناقض

القابلية للتفاعل خاصية من خصائص المادة- 18

و الصدفة وحدها أصغر من أن تفسر نشأة الكون ، و تكوين هذا الكون من ذرات على النحو الذي هو عليه يستلزم أن

تكون هذه الذرات قد صممت وهيئت بحيث أنها إذا اجتمعت بطريقة معينة يتكون منها شيء معين في الكون مثال

تتجمع الذرات بطريقة معينة تكون ماء و بطريقة أخرى تكون أكسجين و بطريقة أخرى تكون نيتروجين و بطريقة

ذهبا وهكذا فالبد من وجود مصمم لها و مهيئأخرى تكون لها قبل وجودها و قبل نشأة الكون .

إن فروع العلم كافة تثبت أن هنالك نظاما معجزا يسود هذا التي الالكون، أساسه القوانين والسنن الكونية الثابتة

تتغير وال تتبدل، والتي يعمل العلماء جاهدين على كشفها واإلحاطة بها، وقد بلغت كشوفنا من الدقة قدرا يمكننا من

التنبؤ بالكسوف والخسوف وغيرهما من الظواهر قبلوقوعها بمئات السنين.

فمن الذي س33ن ه33ذه الق33وانين وأودعه33ا ك33ل ذرة من ذرات الوجود، بل في كل ما ه33و دون ال33ذرة عن33د نش33أتها األولى؟ ومن الذي خلق كل ذل33ك النظ33ام والتواف33ق واالنس33جام؟ من الذي صمم فأبدع وقدر فأحسن التقدير؟ هل خلق ك33ل ذل33ك من غير خالق أم هم الخالقون؟ إن النظام والق33انون وذل33ك اإلبداع الذي نلمس33ه في الك33ون حيثم33ا اتجهت أبص33ارنا ي33دل

19على أن3ه الق3دير وعلى أن3ه العليم الخب3ير من وراء ك3ل ش3يء.

والمالحدة الذي يقول33ون : " نش33أة الحي33اة ليس33ت دليال على ؛ ألنه33ا نش33أت ص33دفة ع33بر سلس33لة طويل33ة منوجود خ33الق

Prebioticالتطور الكيمي33ائي م33ا قب33ل الحي33وي Chemical صالدكتور الدمرداش عبد المجيد - من مقدمة مترجم كتاب الله يتجلى في عصر العلم 197

Evolutionاس33تمر لماليين الس33نين ابت33داء من الكيميائي33ات و الجزيئ33اتpolymersالبسيطة مرورا بالجزيئات المتعددة

المتعددة الناسخة ذاتيا داخلة ب33دورات تحفيزي33ة وص33وال إلى "كائنات ما قبل بكتيرية وأخيرا وص33وال إلى بكتري33ا بس33يطة

كالمهم هذا ال يص33ح ،و ينم عن جهلهم بمفه33وم الص33دفة إذ على التس33ليم الج33دلي ت33نزال معهم أن الحي33اة نش33أة ص33دفة

فه33ذا ال ينفي وج33ود خ33القنتيج33ة سلس33لة من التف33اعالت الص33دفة ليس33ت فاعل33ة ،ولكنه33ا ص33فة للفع33لللحي33اة ؛ ألن

،والفعل ال يوجد بدون فاعل .الصادر من الفاعل

وعلى التسليم الجدلي أن المالحدة قدموا اآللي33ة الص33حيحة ، و ليسلنشأة الحياة فهم تكلموا عن كيفي33ة نش33أة الحي33اة

ومن ال33ذي أنش33أها ؟ ، ومن ال33ذي جعله33انشأة الحياة لماذا تنشأ بهذه الطريقة ؟ إذ العلم يبحث عن الفعل ،و ال يبحث

.،و يبحث عن الحدث ،و ال يبحث عن الحادث عن الفاعل

نتيج33ة سلس33لة من التف33اعالتو لو كانت الحي33اة ق33د نش33أت موجد للمواد التي تتفاعل ، والب33د من وج33ودفالبد من وجود

من أعطى هذه المواد القابلية للتفاعل ،وهذه السلسلة من التفاعالت لها شروط معينة للحدوث فتحت33اج إلى من يه33يئ لها الشروط المعينة لحدوثها ،وهذه السلسلة من التفاعالت

تحتاج إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها .

ولو كانت الحياة قد تطورت من مادة غير حية فمن الذي طور هذه المادة ؟ إذ أي تطور البد له من مطور ، و إن قيل

المادة هي التي طورت نفسها عبر ماليين السنين ،فالجواب ،وهذا الكالم يستلزم أن األدنى يتطور بنفسه إلى األعلى

التطور الذاتي إلى األكمل دون تدبير حكيم عليم قدير خالق، أمر مستحيل عقال، إذ الناقص ال ينتج الكامل في خطة

،و يلزم من هذا20ثابتة ، وهو بمثابة إنتاج العدم للوجود الكالم قبول تحول الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا نظير

.21وجود الشيء من العدم الكلي المحض

احتمال وقوع الحدث ال يستلزم وقوعه الموجدة له وال يعني إمكانية وقوعه بمعزل عن األسباب

331- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 20446- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 21

ومما ينبغي التنبيه عليه أن احتمال وقوع الحدث ال يستلزم فل33و عن33دنافي ك33ل م33رة واحتمالية وقوع33ه تك33ونوقوعه ،

قطعة معدنية بها وجه صورة ووجه كتاب33ة عن33د نلقيه33ا على األرض فاحتمال وقوع وجه الصورة في كل م33رة واح33د من

ويمكن أن تلقي القطعة المعدنية عش33ر م33رات و1/2اثنين ال تحصل على وج33ه الص33ورة و يمكن أيض33ا تلقيه33ا عش33رين

مرة و ال تحصل على وجه الصورة .

فاحتم33ال الحص33ول علىولو عندنا حجر نرد به س33تة وج33وه ،ويمكن1/6" في كل مرة سيكون واح33د من س33تة 1وجه "

"1" عشر مرات و ال تحص33ل على وج33ه أن تلقي حجر النرد و يمكن أيضا تلقيه عشرين مرة أو ثالثين مرة و ال تحص33ل

."1" على وجه

أن الح33دث يمكن حس33اب احتمالي33ة وقوع33هو ليس مع33نى عن األسباب الموجدة ل33ه بالصدفة أنه ممكن الوقوع بمعزل

أن الحدث قابل ألن يخرج إلىال تعني فاالحتمالية الرياضية حيز الواقع دون أن تتوافر له المق33دمات ال33تي تنس33جم م33ع

، و على س33بيل المث33ال إن22الق33وانين الموج33دة للظ33اهرة %50قال طالب ال ي33ذاكر أن من المحتم33ل أن أنجح بنس33بة

احتمالية نجاح33ك فيمعنى قيل له النجاح له أسبابه ،وليس دون م33ذاكرة فمن ج33د وج33د ومناالمتحان إمك33ان أن تنجح

زرع حصد . إذا ك33ان هن33اك احتم33ال ول33وو من المالح33دة من يق33ول : "

أن تنش33أ الحي33اة من الم33ادة ص33دفة بال خ33الق ع33برضئيل في 337- خرافة اإللحاد للدكتور عمر شريف ص 22

أن تنش333أ الحي333اة من الم333ادة فمن الممكن ماليين الس333نين الكثير من ال33وقتفي ظل وجودصدفة عبر ماليين السنين و

المس333تحيل يص333بح ممكن333ا، والممكن يص333بح من المحتم333ل، والمحتمل قد يص33بح مؤك33دا . وم33ا على الم33رء إال االنتظ33ار و

" و الج33واب على التس33ليمال33وقت نفس33ه ينف33ذ المعج33زات تنزال معكم أيه33ا المالح33دة أن من المحتم33ل أن تنش33أالجدلي

الحياة من المادة صدفة بال خ33الق ع33بر ماليين الس33نين فه33ذا ، و ليسصدفة بال خ33الق الحياة ال يستلزم أن تنشأ االحتمال

ع33بر ماليين الس33نينأن الحي33اة يمكن أن تنش33أ ص33دفة مع33نى .عن األسباب الموجدة لها  أنها يمكن أن تنشأ بمعزل

أن تنش33أ الحي33اة من الم33ادة ص33دفةوقولهم : " من الممكن الكث33ير من ال33وقتفي ظ33ل وج33ودع33بر ماليين الس33نين و

المس33تحيل يص33بح ممكن33ا، والممكن يص33بح من المحتم33ل، " يستلزم أن المادة التي ال حياةوالمحتمل قد يصبح مؤكدا

فيها يمكن أن تعطي الحياة لغيرها ،وهذا باطل ؛ ألن فاق33د ،والمادةيملك أسبابهالشيء ال يعطيه إذا كان ال يملكه و ال

و الحي33اة ش33يءتفتقد الحياة فكيف تهب الحياة لغيره33ا ؟!، م33ا ه33ذهغير مادي فكيف تك33ون ناتج33ة من ش33يء م33ادي ؟!

العق33ول ال33تي تص33دق أن الش33يء ) وه33و الم33ادة ( يمكن أن يتحول لغير جنسه ) وهو الحي33اة ( بنفس33ه دون ت33دخل ق33وة

؟!!!!!!!!!خارجية قادرة مريدة

والحي33اة ال ت33أتي إال من حي ،و الكائن33ات الحية ال يمكن أن ،وكالم ه333ؤالء المالح333دةت33أتي إال من كائن333ات حية مثله333ا

يس33تلزم قب33ول تح33ول الن33اقص إلى الكام33ل بنفس33ه، وه33ذا.23نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض

والبون الشاسع بين المادة والكائنات الحية ال يمكن تغافل33ه إذ المادة ال حياة فيها و ال نمو وال حركة وال تكاثر و الك33ائن الحي كاإلنسان والحي33وان يتمت33ع بالحي33اة و النم33و والحرك33ة

.والتكاثر

الكث33ير من ال33وقت المس33تحيلفي ظل وج33ودووقولهم : " يصبح ممكنا، والممكن يص33بح من المحتم33ل، والمحتم33ل ق33د

" قول ال يصح ؛ ألن الوقت عامل هدم ال عامل يصبح مؤكدا بناء فالكائنات من إنسان وحي33وان ونب33ات وأس33ماك وطي33ور وحشرات كلها تهرم و تموت بمرور الوقت ،والجم3ادات من بيوت وقصور و غير ذلك تفسد وتبلى بمرور ال33وقت ،و إذا ت33ركت طعام33ا أو لحم33ا تج33ده يفس33د بع33د م33دة معين33ة ح33تى

غ33از من اوقوده33 تفق33د النج33وم بم33رور ال33وقت تج33دها أض333ف إلى ذل333ك أنال333ذي يزوده333ا بالطاقة الهي333دروجين

الشيء الممكن قد يصير مستحيال بمرور الوقت .

و هؤالء المالحدة الذين يرون أن المادة قد أدت إلى ظه33ور عناص33ر متج33اوزه له33ا كالحي33اة مثال فهم في نهاي33ة األم33ر ينسبون للمادة مقدرات غير مادية، ومن ثم فإنهم يكون33ون ق33د خرج33وا من مقاص33د الفلس33فة المادي33ة خصوص33ا وأن فرضياتهم ال تخرج عن كونها تكهنات عنيدة طفولية تضمن

446- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 23

لهم االستمرار في ماديتهم وتض33من لهم في ال33وقت ذات33ه .24تفسير ما حولهم من تركيب ووعى وغائية

تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة

تك33رار الح33دث يقل33ل من احتمالي33ةمم33ا ينبغي معرفت33ه أن حتى يصبح احتماله33ا في حكم الع33دم و المس33تحيلالصدفة

،و عندما يتك33رر ح33دث معين بنفس النم33ط تس33تبعد الص33دفة ال تک33ون أکثري33ة أو فالصدفة من الحسبان ،وتبحث عن سبب

في الحدوث بل عشوائية ال قص33د فيه33ا و ال ت33رتيب و دائميةال يمكن التنبوء بها قبل حدوثها .

: لو وجدت حادثة من الحوادث تتكرر من حين آلخ33ر1مثال في نفس المك33ان وبنفس النم33ط الش33ك أن33ك ستس33تبعد الصدفة ،وتبحث عن سبب وراء ذلك وهذا السبب ربما يك3ون

خلل ما في هذا المكان أو شخص معين يتسبب في ذلك .

: ل33و رس33ب طالب مدرس33ة معين33ة في امتح3ان معين2مثال دون باقي المدارس الش33ك أن33ك ستس33تبعد الص33دفة ،وتبحث عن سبب وراء ذلك ربما يكون خلل في المنظومة التعليمي33ة

أو إهمال أسر الطالب ألبنائهم .

27الفلسفة المادية وتفكيك اإلنسان للدكتور عبد الوهاب المسيري ص - 24

: شخص يسكن في شقة وحيدا يذهب لعمل33ه ص33باحا3مثال و ي3أتي ليال ،و عن3دما ع3اد لش3قته يوم3ا وج3د ناف3ذة حج3رة النوم مفتوحة رغم أنه يغلق جميع نوافذ الشقة قبل خروجه منها ثم تكرر هذا األمر الشك أنه سيستبعد الص33دفة ،ويبحث عن سبب وراء ذلك ويفكر في أن شخص ما يتسلل شقته .

ومن المالحدة من يقول : " أن م33ادة الك33ون ك33انت موج33ودة وفي اللحظ33ات ،وتباع33دت أجزاؤه33ا وتن33اثرتثم انفج33رت

األولى من االنفجار الهائل ارتفعت درجة الح33رارة إلى ع33دة تريليونات، حيث كونت فيها أجزاء الذرات، ومن هذه األجزاء كونت الذرات، وهي ذرات الهيدروجين والهلي33وم، ومن ه33ذه الذرات تألف الغبار الكوني الذي نشأت من33ه المج33رات فيم33ا

ح33تىبع33د، ثم تك33ونت النج33وم والك33واكب، وم33ا زالت تتك3ون ،وك33ل ه33ذا ص33دفة دونوصل الكون إلى ما نراه عليه الي33وم

تدخل قوى عاقلة مريدة " .

وحسب قانون نيوتن األول : الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم ت33ؤثر علي33ه ق33وة خارجي33ة فتحرك33ه، والجس33م المتح33رك بسرعة ثابتة في خط مستقيم يبقى على هذه الحالة م33ا لم

وم33ادة ،ت33ؤثر علي33ه ق33وة خارجي33ة فتغ33ير الحال33ة الحركي33ة له الكون األولى كانت ساكنة ثم انفجرت فالبد من وج33ود ق33وة

فكل حدث البد له من محدث .خارجية أدت إلى ذلك

تن333اثر ألش333الء عدي333دة يتبعهومن المعل333وم أن أي انفج333ار تجم33ع للجزئي33ات ووجسيمات صغيرة فكيف يتب33ع االنفج33ار

الجسيمات ،وتكوين أرض و جبال وكواكب و نجوم و مج33رات

و غ33ير ذل33ك دون وج33ود ق33وة خارجي33ة حكيم33ة عالم33ة أدت ل33ذلك ؟!! وقلن33ا ق33وة عالم33ة حكيم33ة ؛ألن تناس33ق الك33ون و انتظام33ه يش33هد ب33ذلك ،و ك33ل ش33يء في الك33ون يوج33د في المكان المناسب له ،وجمال الطبيعة دليل على حكم33ة وعلم وإبداع خالقها ،والعشوائية ال تنتج نظاما ولو س33لمنا ج33دال و

تنزال أنها أنتجت نظاما فسرعان ما يزول هذا النظام .

دمار فكيف يتبع االنفجار يتبعهومن المعلوم أن أي انفجار الكوني العظيم عمار و تكوين أرض و جبال و بحار و

محيطات و أنهار و كواكب و أقمار ونجوم ومجرات دونوجود قوة عالمة حكيمة ؟!!

هدم فكيف يتبع االنفجار يتبعهومن المعلوم أن أي انفجار الكوني بناء أرض و جبال و كواكب و أقمار ونجوم ومجرات

دون وجود قوة عالمة حكيمة ؟!! وعلى التسليم الجدلي أن االنفجار الك33وني أدى إلى تك33وين الكون و نشأته صدفة فكيف يبقى و يستمر دون وجود ق33وة

خارجية تحافظ على بقائه و استمراره ؟!!

وإذا كان الكون ق33د تط33ور من الم33ادة األولى ل33ه فمن ال33ذي طور هذه المادة إذ أي تطور البد له من مطور ؟ ، و إن قيل الم33333ادة هي ال33333تي ط33333ورت نفس33333ها ع33333بر ماليين الس33نين ،ف33الجواب ه33ذا الكالم يس33تلزم أن األدنى يتط33ور

،و التطور الذاتي إلى األكمل دون ت33دبيربنفسه إلى األعلى حكيم عليم ق33دير خ33الق، أم33ر مس33تحيل عقال، إذ الن33اقص ال

،و يلزم من هذا الكالم قب33ول تح33ول الن33اقص25ينتج الكامل إلى الكام33ل بنفس33ه وه33ذا نظ33ير وج33ود الش33يء من الع33دم

.26الكلي المحض

و إذا كان وجود ه33ذا الك33ون عن طريق33ة الص33دفة, أليس من الممكن والحال هكذا أن توجد صدفة أخرى تقضي على ه33ذا الكون كل33ه؟ وتتعط33ل ك33ل ه33ذه المص33الح من ش33مس وقم33ر ونج33وم وغ33ير ذل33ك مم33ا في ه33ذا الك33ون المتراب33ط المنتظم

تض333من اس333تمرار الحي333اة س333ليمة عن الخ333راب بص333ورة والتداخل ؛ إذ الش33مس تج33ري لمس33تقر له33ا, والنج33وم زين33ة للس33ماء, والقم33ر ض33ياء, والري33اح ل33واقح, والس33حب تحم33ل المطر, والليل في وقت33ه, والنه33ار وفي وقت33ه، كله33ا تج33ري لصالح اإلنسان ولبقاء الحياة هذه الدهور التي ال يع33رف له33ا وقت إال الله تعالى، ب33ل واإلنس33ان نفس33ه أعظم آي33ة، كي33ف أوجدته الص33دفة من الع33دم, وكي33ف وج33د اإلنس33ان الحي من

. 27مادة ليس لها حياة ؟!!

وعلى التسليم الجدلي أن تك33وين ك33وكب من الك33واكب ك33ان صدفة فكيف تفسر الصدفة تكوين الكواكب األخ33رى ؟ ،ول33و كان تكوين أحد األقمار صدفة فكيف تفس33ر الص33دفة تك33وين األقمار األخرى ؟ولو كان تكوين أح33د النج33وم ص33دفة فكي33ف تفسر الصدفة تكوين النجوم األخرى ؟ فإذا س33لمنا ج33دال أن الصدفة أحدثت كوكب فال يمكنها أن تكرر إحداث كوكب آخ33ر

كل مرة .331- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 25446- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 26 للدكتور غالب عواجيالمذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات- 27

2/1174-1175

وإذا س33لمنا ج33دال أن الص33دفة أح33دثت قم33را فال يمكنه33ا أن تكرر إحداث قمر آخر كل مرة ،و إذا سلمنا جدال أن الص33دفة أحدثت نجما فال يمكنها أن تكرر إحداث نجم آخ33ر ك33ل م33رة ، وإذا س33لمنا ج33دال أن الص33دفة أح33دثت مج33رة فال يمكنه33ا أن

نحن أمام كم هائ33ل منتكرر إحداث مجرة أخرى كل مرة أي األحداث المتك33ررة وال33تي يحي33ل العق33ل ح33دوثها دون وج33ود

نحن أم33ام سلس33لة من الص33دف قوة عالمة حكيمة أدت لذلك .المنظمة وليست صدفة واحدة

وما دام الك33ون لم يكن إال م33ادة راك33دة رك33ودا رهيب33ا , ولم يكن هناك شيء غير المادة الراك33دة , فمن أين أتت ه33ذه " الصدفة " التي حركت الكون كله ؟ مع أن هذا الحادث الذي وقع لم تكن ل33ه أي33ة أس33باب موج33ودة , ال داخ33ل الم33ادة وال خارجها . وأطرف تناقض هنا أن هذا التفسير يق33رر وج33وب واقعة قبل حدوث واقعة أخ33رى , ح33تى يمكن إرج33اع نس33بة هذه الواقعة األخيرة إلى التي س33بقتها . ولكن ب33الرغم من هذا يبدأ هذا التفسير نفسه من واقعة ال سابقة لها , فه33ذا هو االفتراض القائم بدون أي أساس ؛ وهو االفتراض الذي أقيم علي333ه البن333اء الكام333ل لنظري333ة الخل333ق الص333دفي. ) االعتباطي ( للكون

و شيء آخر : أن هذا الكون , إذا كان مرهونا بوقوع بعض المصادفات فكيف نفسر اضطرار كل الوقائع والحوادث

على نهج طرق معينة ثابتة نهجنا بالفعل , لوال هذا النهج لما كنا اليوم موجودين لنفكر في هذه القضايا . ألم يكنمن الممكن أن يحدث شيء آخر نقيض تماما لما حدث ؟

 

ألم يكن من الممكن أن ترتطم النجوم ببعضها وتتحطم ؟ وبعد حدوث الحركة في المادة , أما كان من الممكن أن

تبقى حركة مجردة دون أن تصبح حركة " ارتقائية " , تجري في سلسلة مدهشة من العمل التطوري إليجاد

الكون الخالي ؟

ما هو ذلك المنطق الذي جعل النجوم والسيارات تحركبهذا النظام العجيب في الكون الالمتناهي ؟

  وما هو ذلك المنطق الذي أوجد النظام الشمسي في ركن

بعيد من أركان الكون ؟ وما هو ذلك المنطق الذي أمكن بواسطته إجراء تغيرات مدهشة أتاحت الفرصة لنشأة

الحياة اإلنسانية على كرة األرض من العدم ؟

وهذه التغيرات التي قد حدثت بالفعل على كرتنا ال نعرف حتى اآلن ما إذا كانت موجودة على ظهر سيار أو نجم آخر من ماليين المجرات المنتشرة في أركان الكون . فما هو المنطق الذي تسبب في إيجاد مخلوق حي من مادة بدون

حياة ؟ هل ألحد أن يقدم لنا تفسيرا معقوال لتوضيح : كيف وجدت الحياة على سطح األرض... ولماذا ؟ وتحت أي

! ؟قانون تستأنف الحياة وجودها المدهش بهذا التسلسل

ثم ما هو ذلك المنطق الذي أوجد في حيز مكاني صغير كل تلك األشياء الالزمة لحياتنا ومدنيتنا ؟ ثم ما هو ذلك

المنطق الذي يعمل على إبقاء هذه األحوال دائما في صالحنا كما هي ؟ أي صدفة واتفاق يتيحان حدوث هذه

اإلمكانات بهذا التسلسل والترتيب الجميل , ثم استمرارها لماليين السنين بحيث ال يطرأ عليها أدنى تغير يخالف

مصالح اإلنسان ؟

  هل لديكم أيها المعارضون تفسير واقعي به صفة "

اللزوم" التي التزمت بها وقائع مادية حدثت – بزعمكم – بمحض الصدفة ؛ ومن أين أتت بحنينها لالرتقاء الدائم نحو

28األصلح بطريقة غريبة ؟

أجيبوا أيها المالحدة : من أين حصل لهذا العالم هذا النظام العجيب، والترتيب الحكيم الذي حارت فيه العقول؟ كيف ينسب ذلك إلى االتفاق والمصادفة ومجرد البخت؟ وكيف

اجتمعت تلك األجزاء على اختالف أشكالها، وتباين مواردها وقواعدها، وكيف حفظت وبقيت على تآلفها، وكيف تجددت

29المرة بعد المرة؟!

إن الصدفة في مجال الكون مستحيلة في ذاتها فضال عن أن ينبثق عنها هذا اإلحكام والنظام، ولو سلمنا جدال بصدفة واحدة في البداية فهل يقبل عقلنا بسلسلة طويلة متتابعة

30من المصادفات؟

و العالمة المميزة للمصادفة ، هي عدم االطراد و عدم النظام ، بينما النظام السائد في هذا الكون ثابت كل الثبات ، مطرد بال تخلف على تعقده ، تحكمه قوانين نتوقع معلوالتها توقعا

يقينيا : فكيف يدعي أن مثل هذا النظام المطرد ناتجمصادفة ، أي من عدم النظام وعدم االطراد ؟

47- 46الدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان ص - 28 الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى للدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني- 29

352ص .150عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي ص - 30

و من المالحدة من يقول : " نش33أة الحي33اة ليس33ت دليال على ؛ ألنه33ا نش33أت ص33دفة ع33بر سلس33لة طويل33ة منوجود خ33الق

Prebioticالتطور الكيمي33ائي م33ا قب33ل الحي33وي Chemical Evolutionاس33تمر لماليين الس33نين ابت33داء من الكيميائي33ات

و الجزيئ33اتpolymersالبسيطة مرورا بالجزيئات المتعددة المتعددة الناسخة ذاتيا داخل33ة ب33دورات تحفيزي33ة وص33وال إلى "كائنات ما قبل بكتيرية وأخيرا وص33وال إلى بكتري33ا بس33يطة

ك33ونت وحال كالم هؤالء المالحدة أن جزئي33ات غ33ير عض33وية أحم33اض أميني33ة بالص33دفة ، وه33ذه األحم33اض األميني33ة ك33ونت بروتين33ات بالص3دفة ، والبروتين3ات ك3ونت الم3ادة الوراثي33ة و ب33اقي مكون33ات الخلي33ة األولي أي نحن أم33ام سلس33لة من

،و هذا غير مسلم .الصدف المنظمة وليست صدفة واحدة

و على فرض إيجاد الصدفة لمركب معقد يكون خلي33ة ، فه33ل الصدفة تبث فيه الحي33اة وتجعل33ه ينم33و و يتح33رك و يتغ33ذى و

يتكاثر و يخرج الفضالت ؟!!.

وعلى فرض أن الصدفة أوجدت الخلية األولى بكل مكوناتهافإنها ال يمكنها أن توجد العديد من هذه الخاليا كل مرة .

أعض333اءهوعلى ف333رض أن الص333دفة أوج333دت ذك333را بكام333ل وأجهزته ، فهل يمكن للصدفة أن توجد أن33ثى مماثل33ة لل33ذكر تماما ومخالف33ة ل33ه في الجه33از التناس33لي ، به33دف التناس33ل

 واستمرار الحياة على األرض ؟!!

وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنا حيا فكيف توجد الغ33ذاءالذي يناسبه صدفة ؟!

وعلى فرض أن الصدفة أوجدت كائنا حيا فكيف تحافظ عليهو تضمن له الحياة حتى يتكاثر وينتج كائن مثله ؟!!

لس33ان ه33ؤالء المالح33دة : أن جم33ع أج33زاء ومكون33ات الخلي33ة األولى كفيل بأن تتجمع هذه المكونات و كفيل بنشأة الحياة ،وه33ذا كالم في غاي33ة الس33خف والس33قوط إذ الحي33اة ش33يء منفصل عن هذه المكونات واألجزاء أي شيء من غ33ير جنس هذه المكون33ات واألج33زاء أي ش33يء متج33اوز له33ذه المكون33ات واألجزاء ،و تجمع أجزاء ومكون3ات الك3ائن الحي ال يكفي ألن ينشأ كان حي وهذا المنطق ش33بيه بمن يق33ول تجم33ع أج33زاء ومكون33ات الس33يارة كفي33ل ب33أن تتك33ون الس33يارة دون مجم33ع ومركب لهذه المكونات واألجزاء ،وهل وج33دنا أج33زاء س33يارة

تتجمع وتتركب بالصدفة دون مجمع ومركب ؟!!

أج33زاء ومكون33ات ولو س33لمنا ج33دال و ت33نزال م33ع المالح33دة أن أج33زاء ومكون33ات تجمعت ب33ذاتها فه33ل تجمع الخلي33ة األولى

ثم بث الحي33اة وح33ده ليس ؟ الخلي33ة ك33افي لبث الحي33اة فيها كافي33ا لحي33اة الخلي33ة فالخلي33ة تحت33اج طاق33ة و غ33ذاء فكي33ف ستوفر لنفسها الطاقة والغذاء ؟ و من الذي يلهما ب33أن ه33ذا الغذاء يناسبها دون غيره من األغذية ؟ و كيف تس33تفيد من ه33ذا الغ33ذاء لتنم33و و تتك33اثر دون أن تك33ون مهي33أة للنم33و و التكاثر ؟!! والحياة و الطاقة للخلية كالوقود للس33يارة فلن تعم33ل الخلي33ة األولى إذ لم تكن حي33ة و به33ا طاق33ة كم33ا أن

السيارة لن تعمل دون وقود .

أمثلة تبين تفاهة القول بالصدفة في نشأة الكونوالحياة

: ل33و أن ه33زة أرض33ية قلبت ص33ناديقيقال للقائلين بالصدفة الح33روف في مطبع33ة، به33ا نص33ف ملي33ون ح33رف فخلطته33ا ببعض33ها، فأخبرن33ا ص33احب المطبع33ة أن33ه تك33ون من اختالط الحروف ص33دفة عش33ر كلم33ات متفرق33ة، فالمس33ألة تحتم33ل التصديق وتحتمل النفي، لكنه لو أخبرنا بأن الكلمات العشر كونت جملة مفيدة الزدادت درجة النفي، واالس33تبعاد، لكنن33ا قد ال نجزم باالستحالة، ولو أخبرن33ا ب33أن الح33روف المبع33ثرة كونت كتابا من مائ3ة ص33فحة، وب3ه قص33يدة كامل33ة منس33جمة بألفاظه33ا، وأوزانه33ا، فاالس33تحالة في ه33ذه الحال33ة بحكم

البديهية.

والمسألة في الكون وأجزائه، وما فيه33ا من إتق33ان وإحك33ام وعناي333ة، أعق333د بكث333ير من مث333ال ح333روف المطبع333ة ؛ ألن الحروف هنا ج33اهزة معب33أة في ص33ناديقها. إن الص33دفة في مجال الكون مستحيلة في ذاته33ا فض33ال عن أن ينبث33ق عنه33ا هذا اإلحكام والنظام، ولو س33لمنا ج33دال بص33دفة واح33دة في

البداي33ة، فه33ل يقب33ل عقلن33ا بسلس33لة طويل33ة متتابع33ة من31المصادفات؟

وج33دت قص33را ش33ديد الجم33ال مك33ون منول33و ق33ال ش33خص خمسة طوابق فيه ثالثون غرفة كل غرفة مفروشة بأجم33ل أن33واع الف33رش و مزخرف33ة بأجم33ل أن33واع الزخ33ارف ،وه33ذا القصر ليس له باني ،وال مص33مم ،وإنم33ا تك33ون ص33دفة ع33بر عشرات الس33نين أت33رى أح33دا يص33دق ه33ذا الكالم ؟!! وإذا لم يصدق أحد أن هذا القصر تكون ص33دفة ،وه33و جم33اد ال حي33اة في33ه ،وال وعي وال إدراك وال مش33اعر وال أحاس33يس فكي33ف يص33دق أح33د أن ه33ذا الك33ون تك33ون ص33دفة دون ق33وة عالم33ة حكيمة رغم ما في الكون من جمال و إبداع و تجد حيوان33ات مختلفة األنواع و طيور مختلف33ة األن33واع و أس33ماك مختلف33ة األنواع و حشرات مختلفة األنواع و نباتات مختلفة األنواع

وأشجار مختلفة األنواع ؟!!!

ما تق33ول في دوالب دائ33ر على: ويقال لكل قائل بالصدفة نهر قد أحكمت آالته وأحكم تركيب33ه وق33درت أدوات33ه أحس33ن تقدير وأبلغه بحيث ال ي33رى الن33اظر في33ه خلال في مادت33ه وال في صورته, وق33د جع3ل على حديق3ة عظيم3ة فيه33ا من ك3ل أنواع الثمار والزروع يس33قيها حاجته33ا, وفي تل33ك الحديق33ة من يلم شعثها ويحسن مراعاته33ا وتعه33دها والقي33ام بجمي33ع مصالحها, فال يختل منها شيء وال يتلف ثماره33ا, ثم يقس33م قيمته3ا عن33د الج3ذاذ على س3ائر المخ3ارج بحس3ب حاج3اتهم وضروراتهم, فيقسم لكل صنف منهم ما يليق به ويقس33مه هكذا على الدوام, أترى هذا اتفاق33ا بال ص33انع وال مخت33ار وال م33دبر ب33ل اتف33ق وج33ود ذل33ك ال33دوالب والحديق33ة وك33ل ذل33ك اتفاقا من غير فاعل وال مدبر؟ أفترى ما يق33ول ل33ك عقل33ك

.150 - 149عقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي ص - 31

في ذلك لو ك33ان، وم33ا ال33ذي يفتي33ك ب33ه وم33ا ال33ذي يرش33دك32إليه ؟

وج33دت كتاب33ا محكم33ا في علم من العل33ومولو ق33ال ش33خص يتكون من مجلدين و المجلد يتكون من ج33زئين ، وك33ل ج33زء مك33ون من ثالثمائ33ة ص33فحة ،وك33ل ص33فحة به33ا عش33رين سطرا ،و كل سطر به عشرون كلمة وهذا الكت33اب ليس ل33ه مؤلف ،وال ك33اتب ،وإنم33ا ت33ألف وكتب ص33دفة ع33بر عش33رات السنين أترى أحدا يصدق ه33ذا الكالم ؟! وإذا لم يص33دق أح33د أن ه33ذا الكت33اب كتب و أل33ف ص33دفة ،وه33و جم33اد ال حي33اة في33ه ،وال وعي وال إدراك وال مش33اعر وال أحاس33يس فكي33ف يصدق أحد أن ه33ذا الك33ون تك33ون ص33دفة بم33ا في33ه من آالف الحيوان33333ات و آالف الطي33333ور و آالف الزواح33333ف وآالف النبات33ات ،و يمكن أن تكتب عش33رات المجل33دات في إحك33ام

ونظام كل نوع من هذه الكائنات ؟!!

تجع33ل الق33ولو لحظ33ة تأم33ل في خلي33ة من خالي33ا اإلنس33ان بالصدفة في غاية السخف والسقوط فخلية اإلنسان تش33به المص33نع ، وأي مص33نع ب33ه م33دير و مش33رف على المص33نع و أرضية للمصنع و قسم للتس33وق و االس33تقبال و عم33ال لهم دور في تصنيع منتجات المصنع و قسم لتعبئ33ة المنتج33ات و تهيئته33ا و ح33راس أمن و مول33د للطاق33ة و خلي33ة اإلنس33ان كالمص33نع ففيه33ا الن33واة و هي كالم33دير للخلي33ة تتحكم في جمي33ع أنش33طة الخلي33ة و م33ا ص33فات ال33بروتين ال33ذي س33وف يص33نع ،و في الخلي33ة الس33يتوبالزم و ه33و كاألرض33ية للخلي33ة

تسبح فيه عضيات الخلية .

.1/214مفتاح دار السعادة البن القيم - 32

و في الخلي33ة غش33اء خل33وي و ه33و يش33به قس33م التس33وق و االستقبال حيث أي جسم يحاول دخول الخلية عليه أن يبرز هويته و ينظم مرور المواد عبر الخلية و ما الذي يدخل و ما الذي يخرج و في الخلية الريبوسومات و هي تش33به العم33ال

حيث لها الدور في تصنيع البروتينات .

و في الخلي333ة الش333بكة اإلندوبالزمي333ة و هي مك333ان عم333ل الريبوسومات ) منطقة عمل ( و في الخلية جهاز جولجي و ه33و يش33به قس33م التعبئ33ة و التهيئ33ة و التغلي33ف فه33و يق33وم

بإعداد و تهيئة البروتين لالستعمال أو التصدير .

و في الخلية األجسام الحالة و هي تشبه رج33ال األمن حيث ته33اجم ك33ل جس33م يح33اول اإلض33رار بالخلي33ة و في الخلي33ة الميتوكوندريا و هي كمولدات الطاقة انظروا أيه33ا األخ33وة أي خلية من خاليا اإلنسان مصنع متكامل ،و كل شيء فيه33ا يجرى بنظام و دقة فهل سمعتم أن عاقال يفكر في وج33ود مصنع صدفة دون قوة عالمة مريدة حكيمة و ها هي الخلي33ة أحد المصانع الربانية يعجز عن وظائفها عشرات المصانع و م33ع ذل33ك هن33اك من البش33ر ينك33ر وج33ود موج33د ع33الم مري33د

حكيم ؟!!!!!!!! . يفكر في وجود جه33از دقي33ق الحجمو إني أسأل عن شخص

معقد التركيب محكم الوظائف وجد بال موجد ما حكم33ه عن33د العقالء و أيهما أعظم في الحكم هذا الجهاز الدقيق أم هذه الخلي33ة الحي33ة الدقيق33ة الحجم المعق33دة ال33تركيب المحكم33ة الوظ33ائف أض33ف إلى ذل33ك أنه33ا تنم33و و تتك33اثر و تتنفس و

تعج33ز عن محاكاته33ا أك33برتتغ33ذى و تق33وم بعملي33ات حيوي33ة المصانع في العالم ، و األعجب من ه33ذا أن الم33واد الميت33ة

خارج الخلية كالكربوهيدرات و البروتينات عندما تعبر غش3اء الخلية و يسمح لها باالندماج مع مكون33ات الخلي33ة وعض33ياتها تتحول هذه المواد من مواد ميتة ال حياة فيه33ا إلى عض33يات

؟!!حية تتغذى ، وتتنفس

يفك33ر في وج33ود أج33زاء س33اعةو إني أس33أل عن ش33خص تجمعت وكونت ساعة في غاية الروع33ة والدق33ة و والس33اعة تعمل دون الحاجة لمجمع وم3ركب و مح3رك ع3الم حكيم م33ا حكمه عند العقالء ؟ والخلية الحية أعظم و أعق33د بكث33ير من الساعة فهي حي33ة ذاتي33ة الحرك33ة تس33تجيب للم33ؤثرات تنم3و

تتكاثر تنتج طاقة تخرج فضالتها .

يفك33ر في وج33ود أج33زاء س33يارةو إني أس33أل عن ش33خص تجمعت وكونت سيارة في غاية الروعة والدقة و والس33يارة تعمل دون الحاجة لمجمع وم3ركب و مح3رك ع3الم حكيم م33ا حكمه عند العقالء ؟ والخلية الحية أعظم و أعق33د بكث33ير من السيارة فهي حية ذاتي33ة الحرك33ة تس33تجيب للم33ؤثرات تنم33و

تتكاثر تنتج طاقة تخرج فضالتها .

رآه33ا كش33جرة لوح33ة فنية يفك33ر في و إني أسأل عن شخص مثمرة حولها زهور جميلة قرب نه33ر ج33اري ،وأدعى أن ه33ذه

ما حكمه عن33د الصورة تكونت صدفة دون رسام مبدع رسمها فكي33ف إذا ك33انت ه33ذه الص33ورة مجس33مة ؟ وإذا لمالعقالء ؟

يصدق أحد أن هذه الصورة الجميلة المجسمة تك33ونت ص33دفة ك33ائن مري33د مب33دع فكي33ف به33ذا الك33ون الشاس33ع دون ت33دخل

المليء بالمن333333اظر الخالب333333ة ،والكائن333333ات العجيب333333ةالمدهشة ؟!!!!!!!!!!

والدالئل العلمية المادي3ة المس33تندة إلى الوس3ائل اإلنس3انية فإنه33ا ت33رفض المص33ادفة في أي ظ33اهرة كوني33ة ذات إتق33ان دقيق معقد، والب33احثون العلمي33ون س33واء أك33انوا مث33اليين أو م33اديين، يبحث33ون باس33تمرار عن س33بب أي33ة ظ33اهرة كوني33ة يشاهدونها، ويرفضون ادعاء المصادفة فيه33ا رفض33ا قاطع33ا، ألن المناهج العلمية االستقرائية قد أثبتت للعلماء أنه ما من ظ33اهرة تح33دث في الك33ون دون أن تك33ون مس33بوقة بس33بب مكافئ لحدوثها، وإذا كانت هذه الظاهرة من الظواهر ال33تي تحت33اج إلى ص33احب علم ومه33ارة ح33تى يك33ون ق33ادرا على

.33إنتاجها، قرروا أن منتجها صاحب علم ومهارة، وهكذا

التشكيك في مبدأ السببية

542- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 33

يشكك بعض المالحدة في مبدأ السببية ،ويدعون أن قول المؤمنين كل حادث يحتاج إلى محدث قول بال دليل و ال

سبيل للبرهنة عليه و مهما جمع من أدلة من العالم فإنها ال تكفي للوصول إلى الكلية الستحالة اختبار كل الحوادث

، و يدعي هؤالء و معرفة هل هي محتاجة إلى محدث أو ال السببية عادة ذهنية ترسخت في الذهن عن طريقأن

، و كالمهم هذا سفسطة ال أثارة عليها من علم إذالتكرارمقولة الحادث ال بد له من محدث من البديهيات .

البدهيات هي حقائق ضرورية ال تحتاج إلى برهان، أيو أنها تفرض نفسها على الذهن بحيث ال يحتاج إلى برهان

إلثباتها ويجمع العقالء على صحتها واعتمادها كأصول ضرورية الزمة ، و هي تعتبر أسسا و قواعد أولية

ومقاييس تبنى عليها باقي األفكار، وبراهين إلثبات صدقغيرها من األفكار .

و مقولة كل حادث البد له من محدث هي كمقولة كل كتابة البد لها من كاتب و لو رأي شخص كتابة فقال البد لها من كاتب فاعترض عليه آخر قائال : ) أثبت لي أن هذه الكتابة تحتاج لكاتب و هل اختبرت كل الكتابات لتعرف هل تحتاج

إلى كاتب أم ال ( لعده الناس مجنونا .

و مقولة كل حادث البد له من محدث بديهية مستغنية أن يذب عنها يستدل بها ،و ال يستدل لها فالسؤال عن إثباتها

كالتصديق بأن النار حارة فهذا التصديق اليعتبر خطأ فادح .يحتاج إلى إثبات و جمع األدلة عليه من كل العالم

، ألن البديهياتو ال يجوز القدح في البديهيات بالنظريات أصل للنظريات، فلو جاز القدح بالنظريات في البديهيات، والنظريات ال تصح إال بصحة البديهيات، كان ذلك قدحا في أصل النظريات، فلزم من القدح في البديهيات بالنظريات فساد النظريات، وإذا فسدت لم يصح القدح بها ، و القدح في البديهيات بالنظريات يستلزم فساد النظريات و فساد

العلوم .

القدح في البديهيات بالنظريات فمن بابو إذا لم يجز أولى ال يجوز السؤال عن إثبات البديهيات فالبديهيات ال تحتاج في حصولها إلى كسب ونظر وفكر إذ أنها تحصل بالبداهة والضرورة، من غير تعب ومن غير إجراء عملية

فكرية .

و مبدأ العلية مبدأ عقلي ال مبدأ حسي نابع من االستقراء و ليس مبدأ العلية قاصرا على الكون فحسب فما مادام هناك

فعل البد أن يكون له فاعل سواء في عالمنا أو في غير عالمنا و تخصيص العلية بالكون الذي نعيش فيه فقط

تخصيص بال مخصص .

ال يمكنو جميع العلوم الكونية مبنية على السببية و لذلك للعلوم االستغناء عن السببية ، و بسقوط السببية تنهار

جميع العلوم .

و عدم اعتبار أصل السببية يؤدي إلى عدم االستدالل، ألن اإلثبات والدليل عامل مهم من عوامل قبول النتائج، وإذالم يرتبط اإلثبات بالنتائج ، فال يؤدي اإلثبات إلى نتيجة .

و مبدأ العلية مبدأ ضروري ال يمكن االستدالل على رده، وذلك ألن الدليل علة للعلم بالشيء المستدل عليه ، و إذن

محاولة االستدالل على رد مبدأ العلية تنطوي علىاالعتراف بمبدأ العلية و تطبيقه .

و لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما أمكن التفكير، وال تناول الطعام، وال المشي أيضا و ال الشرب و غير ذلك

من أمور الحياة .

و لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما تمكن العلماءمن تفسير الظواهر الكونية .

و لو لم تكن السببية وجودة في الواقع لما تمكن األطباءمن عالج األمراض و الوقاية منها .

و قولهم السببية عادة ذهنية ترسخت في الذهن عن طريق يبطله الواقع فمن يرى كتابة يعرف أن لها كاتب والتكرار

لو كانت أول كتابة يراها و من يرى كرسي يعرف أن له صانع و لو كان أول كرسي يراه و لو من يرى لوحة فنية

يعرف أن لها فنان و كانت أول لوحة فنية يراها في حياته و حتى الطفل الصغير إذا سمع صوتا انتبه إلي

مكانه ليعرف سببه و إذا جاع طلب الطعام . دعوى أن الكون نشأ صدفة بدليل وجود الفوضى في

الكون

يدعي بعض المالحدة أن الكون نشأ صدفة بدليل وجود بعض الظواهر الفوضوية ، و الجواب ه33ذه الظ33واهر ال33تي ي33دعون

ال تلغي وجود نظام في الك33ون فكم يوج33د فيأنها فوضوية حتى أبهرت علماء الفيزي33اءالكون من أشياء منظمة منسقة

و األحياء و الكيمياء و الفلك و الجولوجيا و غيرهم !! .

و الفوضى تستلزم عدم وجود أنظمة و قوانين تحكم هذه و إمكان استنتاج قوانين عامة تحكمالظواهر الفوضوية

هذه األمور يدل على انتظامها و ليس على عدمانتظامها .

، و لكنو ما دامت الفوضى تخضع لقوانين فليست فوضى نظام مرتب لم يتم الكشف عن ماهيته الحقيقية .

و النظام هو السائد في الكون بدليل إمكان العلماء من وضع قوانين للظواهر الفيزيائية و الطبيعية فلو كانت

الفوضى هي السائدة لما تمكن العلماء من وضع قوانينتحكم الكون .

العلل المادية ال تكفي لتفسير نشأة الكون دونخالق

ي33دعي بعض المالح33دة أن الك33ون به33ذا االنتظ33ام ق33د تك33ون غ33ير العاقل33ة وغ33ير سلس33لة من العل33ل المادي33ة صدفة نتيجة

،و ت33وافر الظ33روف و العل33ل المادي33ة لنش33أة الك33ون المدركة في، وهذا الكالمأدى لنشأة الكون دون الحاجة لقوة عاقلة

غاية السخف والس3قوط ،وه3و كمن يق3ول ت3وافر الظ3روف لح333دوث الجريم333ة أدي لح333دوث الجريم333ة ،و علي333ه فليس للجريمة مرتكب ،وكمن يقول توافر الخشب والمسامير أدى

،وكمن يق33وللصنع الكرسي وعليه فليس للكرس33ي ص33انع توافر العوام33ل المادي33ة لص33نع الس33يارة أدى لص33نع الس33يارة

. وعليه فليس للسيارة صانع

وكيف للعلل المادية تفسير النظام واإلبداع الذي في الكون ؟!!! ،ووجود النظام ،واإلبداع يستلزم وجود كائن ذي علم و إرادة قد نظمه و أبدعه هو الله ال المادة غير العاقلة و غير

العالمة و غير الحكيمة ،و المادة من جهة ذاتها ال علم لهافال يصح أن تكون هي العلة المنظمة المبدعة .

وكيف للعلل المادية تفسير نشأة الحياة و الحياة ليست منجنس المادة ؟

وكيف للعلل المادية تفسير نشأة األخالق ،و األخالق ليست من جنس المادة ؟ اإلنسان قد يوصف بالكرم و العدل

والوفاء أو البخل و الظلم و الغدر ،والمادة ال توصف بذلك .

وكيف للعلل المادية تفسير نشأة اإلدراك ،و اإلدراك ليس من جنس المادة ؟ اإلنسان يدرك ما حوله ،و المادة ال

توصف بذلك .

وكيف للعلل المادية تفسير نشأة المشاعر و األحاسيس كالسعادة و الحب و الكره واأللم ، وكل هذه المشاعر و

األحاسيس ليست من جنس المادة ؟ اإلنسان يحب ويكرهيفرح و يحزن ،و المادة ال توصف بذلك .

ة سخافة مبرهنة القرد

يقول بعض المالحدة لو جلست ستة من القردة على آالت كاتبة ، وظلت تضرب على حروفها لماليين السنين فال نستبعد أن نجد في بعض األوراق األخيرة التي كتبوها

قصيدة من قصائد شكسبير فكذلك كان الكون الموجود اآلن .نتيجة لعمليات عمياء خالل باليين السنين

احتمال أنو هذا القول في غاية السخف والسقوط إذ يقوم قرد يخبط على آلة كاتبة فيخرج لنا بالمصادفة قصيدة

أبسط بكثير من إنشاء كون في الدقةمن قصائد شكسبيرواإلحكام ويسير وفق سنن وقوانين ال يحيد عنها .

من قصائدقصيدة ولو سلمنا أن القرود استطاعت كتابة فهل يمكن أن تتذوقها أو تنطق كلماتها أو تجعلشكسبير

كلمات القصيدة ناطقة ؟!!!! و هل هناك قرد يعيش ماليين السنين ؟!!! وهل هناك آلة كاتبة تظل تطبع لماليين

السنين ؟!!!!!!!!! وهل هناك أوراق تكفي للكتابة عليها

لماليين السنين ؟!!!!!!!! من الذي صنع له الحبر ووفر الحبر له في نفس المكان الذي هو فيه ؟ من الذي وفر له

األوراق في نفس المكان الذي هو فيه ؟

لو سلمنا أن الصدفة يمكن أن تنتج أشياء غير متوقعة فليس معنى ذلك أنها يمكن أن تنتج حدثا مستحيال ،ونشأة

نظام مستمر قابل للتفسير بال منظم عاقل حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان ،و تحول مادة غير حية

بنفسها لمادة حية حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان ،و تحول مادة غير واعية بنفسها إلى كائن

واعي حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان ،و تحول مادة ال تسمع بنفسها إلى كائن يسمع حدث مستحيل

ال يمكن وقوعه مهما طال الزمان،و تحول مادة ال تضحك إلى كائن يضحك حدث مستحيل ال يمكن وقوعه مهما طال

الزمان .

34كالم نفيس في نفي الصدفة والعشوائية

إن مالئم333ة األرض للحي333اة تتخ333ذ ص333ورا عدي333دة ال يمكن تفسيرها على أساس المصادفة أو العشوائية. فاألرض كرة معلقة في الفضاء تدور حول نفسها، فيكون في ذلك تتابع الليل والنهار، وهي تسبح حول الشمس مرة في كل ع33ام، فيكون في ذلك تتابع الفصول، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة مساحة الجزيء الصالح للسكنى من سطح كوكبنا ويزيد من اختالف األنواع النباتية أك33ثر مم33ا ل33و ك33انت األرض س33اكنة. ويحيط باألرض غالف غ33ازي يش33تمل على الغ33ازات الالزم33ة

ميل( .500للحياة ويمتد حولها إلى ارتفاع كبير )يزيد على

ويبل33غ ه33ذا الغالف الغ33ازي من الكش33افة درج33ة تح33ول دون وصول ماليين الش33هب القاتل33ة ميال إلين33ا، منقض33ة بس33رعة ثالثين ميال في الثانية، والغالف الذي يحيط ب33األرض يحف33ظ درجة حرارتها في الح33دود المناس33بة للحي33اة، ويحم33ل بخ33ار الماء من المحيط33ات إلى مس33افات بعي33دة داخ33ل الق33ارات، حيث يمكن ان يتك33اثف مط33را يح33يي األرض بع33د موته33ا، والمطر مصدر الماء العذب، ولوالء ألص33بحت األرض ص33حراء ج33رداء خالي33ة من ك33ل أث33ر للحي33اة. ومن هن33ا ن33رى أن الج33و والمحيط33ات الموج33ودة على س33طح األرض نمث33ل عجل33ة

التوازن في الطبيعة .

نخبة من العلماءل - هذا الكالم للدكتور فرانك ألن من كتاب الله يتجلى في عصر العلم 3416-12 صالدكتور الدمرداش عبد المجيد ترجمة األمريكيين

ويمتاز الماء بأربع خ33واص هام33ة تعم33ل على ص33يانة الحي33اة في المحيط33ات والبح33يرات واألنه33ار، وخاص33ة حيثم33ا يك33ون الش33تاء قارس33ا وط33ويال، فالم33اء يمتص كمي33ات كب33يرة من األوكس33جين عن33دما تك33ون درج33ة حرارت33ه منخفض33ة. وتبل33غ كثاف33ة الم33اء أقص33اها في درج33ة أربع33ة مئوي33ة. والثلج أق33ل كثافة من الماء مم33ا يجع33ل الجلي33د المتك33ون في البح33يرات واألنهار يطف33و على س33طح الم33اء لخفت33ه النس33بية، فيه33يئ بذلك الفرصة الستمرار حياة الكائنات التي تعيش في الماء في المن33اطق الب33اردة. وعن33دما يتجم33د الم33اء تنطل33ق من33ه كميات كبيرة من الحرارة تس33اعد على ص33يانة حي33اة األحي33اء

التي تعيش في البحار .

أما األرض اليابسة فهي بيئة ثابتة لحياة كث33ير من الكائن33ات األرض33ية، فالترب33ة تحت33وي العناص33ر ال33تي يمتص33ها النب33ات ويمثلها ويحولها إلى انواع مختلفة من الطعام يفتقر اليه33ا الحيوان. ويوجد كثير من المعادن قريب33ا من س33طح األرض، مما هيأ الس33بيل لقي33ام الحض33ارة الراهن33ة ونش33أة كث33ير من الص33ناعات والفن33ون. وعلى ذل33ك ف33ان األرض مهي33أة على أحسن صورة للحياة. وال شك أن ك33ل ه33ذا من تيس33ير حكيم خبير، وليس من المعقول أن يكون مجرد مص33ادفة أو خب33ط عشواء. ولقد كان أشعياء على حق عندما ق33ال مش33يرا إلى

( .18: 45الله: )لم يخلقها باطال، للسكن صورها( )

وكثيرا ما يسخر البعض من ص33غر حجم األرض بالنس33بة لم33احولها من فراغ ال نهائي.

ولو أن األرض كانت صغيرة كالقمر، أو حتى ل33و أن قطره33ا كان ربع قطره33ا الح3الي لعج3زت عن احتفاظه33ا ب33الغالفين الجوي والمائي اللذين يحيطان بها، ولصارت درجة الح33رارة فيه33ا بالغ33ة ح33د الم33وت. أم33ا ل33و ك33ان قط33ر األرض ض33عف

قطرها الح33الي لتض33اعفت مس33احة س33طحها أربع33ة أض33عفا وأصبحت جاذبيتها لألجس33ام ض33عف م33ا هي علي33ه، وانخفض تبعا لذلك ارتفاع غالفها الهوائي، وزاد الض33غط الج33وي من كيلو غرام واحد إلى كيلو غرامين على الس33نتيمتر المرب33ع، ويؤثر ك33ل ذل33ك أبل33غ األث33ر في الحي33اة على س33طح األرض، فتتس33ع مس33احة المن33اطق الب33اردة اتس33اعا كب33يرا، وتنقص مس33احة األراض33ي الص33الحة للس33كنى نقص33ا ذريع33ا، وب33ذلك تعيش الجماعات اإلنسانية منفص33لة أو في أم33اكن متنائي33ة، فتزداد العزلة بينها ويتعذر السفر واالتصال، ب33ل ق33د يص33ير

ضربا من ضروب الخيال.

ولو كانت األرض في حجم الشمس مع احتفاظه33ا بكثافته33ا ض33عفا،150لتض33اعفت جاذبيته33ا لألجس33ام ال33تي عليه33ا

ولنقص ارتف33اع الغالف الج33وي إلى أربع33ة أمي33ال، وألص33بح تبخر الماء مستحيال، والرتف33ع الض33غط الج33وي إلى م33ا يزي33د

كيلو غراما على السنتيمتر المربع، ولوص33ل وزن150على رطال،150الحي333وان ال333ذي ي333زن حالي333ا رطال واح333دا إلى

ولتضاءل حجم اإلنس33ان ح33تى ص33ار في حجم ابن ع33رس أوالسنجاب، ولتعذرت الحياة الفكرية لمثل هذه المخلوقات.

ولو أزيحت األرض إلى ض33عف بع33دها الح33الي عن الش33مس، لنقصت كمية الحرارة ال33تي تتلقاه33ا من الش33مس إلى رب33ع كميتها الحالية، وقطعت األرض دورته33ا ح33ول الش33مس في وقت أط33ول، وتض33اعفت تبع33ا ل33ذلك ط33ول فص33ل الش33تاء،

وتجمدت الكائنات الحية على سطح األرض.

ولو نقص33ت المس33افة بين األرض والش33مس إلى نص33ف م33ا هي عليها اآلن لبلغت الح33رارة ال33تي تتلقاه33ا األرض أربع33ة أمثال، وتضاعفت سرعتها المداري33ة ح33ول الش33مس، وآللت الفصول إلى نصف طولها الح33الي اذا ك33انت هن33اك فص33ول

مطلقا، ولصارت الحياة على سطح األرض غير ممكنة .

وعلى ذل333ك ف333إن األرض بحجمه333ا وبع333دها الح333اليين عن الشمس وسرعتها في مدارها، تهيئ لإلنسان أسباب الحياة واالستمتاع بها في صورها المادية والفكرية والروحية على

النحو الذي نشاهده اليوم في حياتنا. فإذا لم تكن الحياة قد نشأت بحكمة وتصميم س33ابق فال ب33د أن تك33ون ق33د نش33أت عن طري33ق المص33ادفة. فم33ا هي تل33ك

المصادفة إذن حتى نتدبرها ونرى كيف تخلق الحياة؟

إن نظري33ات المص33ادفة واالحتم33ال له33ا أالن من األس33س الرياضية السليمة ما يجعلها تطبق على نطاق واسع حيثم33ا انعدم الحكم الصحيح المطلق، وتضع هذه النظري33ات أمامن33ا الحكم األقرب إلى الص33واب م33ع تق33دير احتم33ال الخط33أ في

هذا الحكم..

ولق33د تق33دمت دراس33ة نظري33ة المص33ادفة واالحتم33ال من الوجهة الرياض33ية تق33دما كب33يرا ح33تى أص33بحنا ق33ادرين على التنب33ؤ بح33دوث بعض الظ33واهر ال33تي نق33ول أنه33ا تح33دث بالمصادفة وال33تي ال نس33تطيع أن نفس33ر ظهوره33ا بطريق33ة

أخرى )مثل قذف الزهر في لعبة النرد( .

وقد صرنا بفضل تقدم هذه الدراسات قادرين على التمي33يز بين م33ا يمكن أن يح33دث بطري33ق المص33ادفة، وم33ا يس33تحيل حدوثه بهذه الطريقة، وأن نحس33ب احتم33ال ح33دوث ظ33اهرة من الظواهر في مدى معين من الزم33ان، ولننظ33ر اآلن إلى

الذي تستطيع أن تلعبه المصادفة في نشأة الحياة:

إن البروتين33ات من المركب33ات األساس33ية في جمي33ع الخالي33ا الحي333ة. وهي تتك333ون من خمس333ة عناص333ر هي: الكرب333ون،

واأليدروجين، والنيتروجين، واألوكسجين، والكبريت. ويبل33غ ذرة . 40000عدد الذرات في الجزيء البروتيني، الواحد

عنص33را92ولما كان ع33دد العناص33ر الكيماوي33ة في الطبيع33ة موزع33ه كله33ا توزيع33ا عش33وائيا، ف33ان احتم33ال اجتم33اع ه33ذه العناص33ر الخمس33ة لكي تك33ون جزئي33ا من جزئي33ات ال33بروتين يمكن حس33ابه لمعرف33ة كمي33ة الم33ادة ال33تي ينبغي ان تخل33ط خلط33ا مس33تمرا لكي تؤل33ف ه33ذا الج33زء، ثم لمعرف33ة ط33ول الفترة الزمنية الالزمة لكي يح33دث ه33ذا االجتم33اع بين ذرات

الجزيء الواحد .

وقد قام العالم الرياضي السويسري تش33ارلز ي33وجين ج33اي بحساب هذه العوامل جميعا فوجد أن الفرص33ة ال تتهي33أ عن 1طريق المصادفة لتكوين جزيء بروتي33ني واح33د إال بنس33بة

إلى رقم عشرة مضروبا في نفسه1، أي بنسبة 160 10 إلى م33رة. وه33و رقم ال يمكن النط33ق ب33ه أو التعب33ير عن33ه160

بكلمات. وينبغي أن تكون كمية الم33ادة ال33تي تل33زم لح33دوث هذا التفاعل بالمص3ادفة بحيث ينتج ج3زيء واح3د أك3ثر مم3ا يتسع له ك33ل ه33ذا الك33ون بماليين الم33رات. ويتطلب تك33وين هذا الجزيء على سطح األرض وحدها عن طريق المص33ادفة باليين ال تحص33ي من الس33نوات ق33درها الع33الم السويس33ري

10 مرة من الس33نين )243بأنها عشرة مضروبة في نفسها سنة ( .243

إن البروتين33ات تتك33ون من سالس33ل طويل33ة من األحم33اض األمنية. فكيف تتألف ذرات هذه الجزئي33ات؟ أنه33ا إذا ت33آلفت بطريق33ة أخ33رى غ33ير ال33تي تت33آلف به33ا، تص33ير غ33ير ص33الحة للحي33اة، ب33ل تص33ير في بعض األحي33ان س33موما، وق33د حس33ب

.Jالعالم االنجليزي ج. ب. ليثز B. Leathesالط33رق ال33تي

يمكن ان تتألف بها الذرات في أحد الجزئيات البس33يطة من ( . وعلى48 10البروتينات فوجد أن ع33ددها يبل33غ الباليين )

ذلك فإنه من المحال عقال أن تت33آلف ك33ل ه33ذه المص33ادفاتلكي تبني جزيئا بروتينيا واحدا.

ولكن البروتينات ليست إال مواد كيماوية عديمة الحي33اة، وال تدب فيه33ا الحي33اة إال عن33دما يح33ل فيه33ا ذل33ك الس33ر العجيب الذي ال ندري من كنهه شيئا. أنه العقل الالنهائي، وهو الله وحده، الذي اس33تطاع أن ي33درك بب33الغ حكمت33ه إن مث33ل ذل33ك الجزيء البروتيني يص33لح ألن يك33ون مس33تقرا للحي33اة فبن33اه

وصوره وأغدق عليه سر الحياة .

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا

:مراجع المقال الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى للدكتور سعيد بن

علي بن وهف القحطانيالدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان

الفلسفة المادية وتفكيك اإلنسان للدكتور عبد الوهابالمسيري

نخبة من العلماءلالله يتجلى في عصر العلم الدكتور الدمرداش عبد المجيد ترجمة األمريكيين

المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعاتللدكتور غالب عواجي

المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بالقاهرةالمعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا

المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرةتاج العروس للزبيدي

خرافة اإللحاد للدكتور عمر شريفعقيدة التوحيد للدكتور محمد ملكاوي

كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميدانيمعجم اللغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار

مفتاح دار السعادة البن القيم