0 ﺎﻧﻳﻟﺇ ﺏﺭﻟﺍ ﺔﻣﻠﻛ ﻝﻳﺻﻭﺗ ﻝﺟﺃ...

86

Upload: others

Post on 31-Aug-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • إننا مدينون بإيماننا لهذا القديس العظيم الذى ك�رز ف�ى بالدن�ا باس�م المس�يح ، وس�فك دم�ه الط�اهر عل�ى

    0أرضنا من أجل توصيل كلمة الرب إلينا الس��يد المس��يح ونح��ن م��دينون أيض��اً له��ذا الق��ديس ال��ذى ك��ان أول م��ن كت��ب لن��ا إنج��يالً يس��جل في��ه حي��اة

    0وأعماله وفداءه للبشرية ونحن مدينون لهذا القديس الذى تسمت أول كنيسة فى بالدنا على إس�مه ، وفيه�ا دف�ن جس�ده الط�اهر ،

    وكان أول عمل له�م ه�و التب�رك بقب�ره ، واحتض�ان رأس�ه 0ومن عند ذلك الجسد كان الباركة يختارون 0الطاهرة وإلباسها كسوة جديدة

    يس العظيم الذى بشر باسم المسيح فى مصر ، وفى ليبيا ، وفى قبرص ، وفى بع�ض ب�الد آس�يا هذا القد ، وفى رومه وبعض بالد أوروبا ، وتكرمه كثيراً فينيسيا ، وتلمس بركاته مدن وبالد عديدة

    م ( أع هذا الرسول ، والكاروز ، واإلنجيلى ، والشهيد ، ناظر اإلله ، الذى كان بيته أول كنيسة فى الع�ال 0) وفى بيته أسس الرب ير االفخارستيا وفيه ايضا حل الروح القدس على التالميذ 12: 12

    هذا القديس ، صانع الكثير من المعجزات ، الذى يرم�ز إلي�ه بأس�د ، وه�ذا األس�د أيض�اً ه�و رم�ز إنجيل�ه 000وطابعه

    نحاول بك�ل م�ا نس�تطيع أن نكرم�ه ولكننا اآلن 000كم كان أشد تقصيرنا نحو هذا القديس فى الماضى 000من كل قلوبنا ، كأب لجميعنا

    اس��تقبلنا رفات��ه باحتف��ال عظ��يم ، وبنين��ا الكائدرائي��ة الكب��رى عل��ى إس��مه ، وكث��رت عل��ى إس��مه الكن��ائس الجدي��دة ف��ى ك��ل موض��ع ،وبخاص��ة ف��ى ب��الد المهج��ر ، حي��ث يفتخ��ر أبناؤن��ا ف��ى الخ��ارج،،رج ب��أنهم ه��ذا

    0000الكاروز العظيم 0وأطلق اسمه على أول أسقف لنا فى فرنسا

    000وأصبحت أعياده ذكرى طيبة تبعث فى القلب إحساسات عميقة على ان أجمل ما نقدمه لهذا الكاروز العظيم ، هو أن نتبع ريقه ، ونكم�ل عمل�ه ف�ى الك�رازة والتبش�ير ،

    ارات الع��الم ال��ثالث المعروف��ة مت��ذكرين جه��اده م��ن أج��ل اإليم��ان ، وأس��فاره الكثي��رة ، وخدمات��ه ف��ى ق�� 000وقتذاك ، وتعبه وهو يسير المسافات الطويلة ماشياً على قدميه ، حتى تمزق حذاؤه

    فال نفتخ�ر ب�اطالً بأنن�ا أبن�اء 0فلتكن روحه معنا ، وليعطنا الرب أن نسير مع هذا الرسول على الطريق 000القديسين ، دون أن نعمل عملهم ، مكملين رسالتهم

    هذا الكتاب ، ما هو إال لون من العرفان بالجميل نحو كاروزنا العظيم ، وتعريف ألبنائه المنتشرين ف�ى و 0أقاصى األرض بسيرته الطاهرة التى جاهدت وتعبت من أجل توصيل اإليمان إلينا

    ، ف��ى مناس��بة رج��وع رف��ات م��ارمرقس إل��ى مص��ر وتأس��يس الكاتدرائي��ة 1968وض��ح ه��ذا الكت��اب س��نة ية الكبرى بمنطقة األنبا رويس ونفذت طبعته من ذل�ك الح�ين ، وأعي�د طبع�ه م�رة أخ�رى ونف�ذت المرقس

    000زمن ورأينا من الفائدة أن نعيد طبعه مرة ثالثه نش��كر ك��ل م��ن تعب��وا ف��ى ص��دور ه��ذه الطبع��ة ، وف��ى مق��دمتهم أس��رة مطبع��ة األنب��ا روي��س ( الملحق��ة

    بالكاتدرائية الكبرى )

    وه�و 0) ، بشر بين اليهود واألمم ، وبين األم�م ب�األكثر 1رقس هو يهودى من سبط الوى ( القديس م 0يحمل إسمين : إسماً يهودياً ( يوحنا ) ، وإسماً أممياً ( م�رقس ) ، وإس�مه األمم�ى ه�و األكث�ر ش�هرة

    و إذن رس�ول فه� 0وعلى الرغم من أنه يهودى األصل ، إال أنه ول�د ف�ى إقل�يم أمم�ى ، ف�ى ق�ارة أفريقي�ا

  • إحدى الخمس م�دن الغربي�ة ف�ى اقل�يم ليبي�ا ، بل�دة Gyreneألفريقى المولد ، ولد فى كيرين ( القيروان ) ) 2تدعى أبرياتولس (

    ) وقد دع�ى به�ذا اإلس�م وح�ده ف�ى موض�عين 3إسمه اليهودى ( يوحنا ) معناه هللا حنان أو هللا حنون ( 0) 13، 5: 13من سفر أعمال الرسل ( أع

    ) 5ول��م يك��ن ه��ذا اإلس��م مألوف��اً ب��ين اليه��ود ( 0) 4وإس��مه الروم��انى ( م��رقس ) معن��اه ( مطرق��ة ) ( ) وق�د دع�ى 6وتاريخ يوسيفوس كله لم يذكر فيه بهذا االسم سوى يه�ودى واح�د ه�و اب�ن أخ�ال فيل�ة (

    ) 11: 4ت��ى 2 ، 24، ف��ى 10: 4رس��ولنا باس��م م��رقس وح��ده ف��ى ك��ل رس��ائل الق��ديس ب��ولس ( ك��و ) 39: 15) وفى سفر أعمال الرسل ( أع 13: 5بط 1والقديس بطرس ( 0

    ــــــــــــــــــــــ1- Les Saints d,Egypte p. 465.

    ـ ساويرس بن المقفع : تاريخ البطاركة ، السيرة األولى وقيل انه ول�د ف�ى أدرن�ابوليس ( درن�ه حالي�اً 2

    Darnis( 3 – Schaff : History of the Christian Church Vol . 1, 628

    4- Ibid. 5 – Hastings, : Dict. Of the Bible p . 245.

    6 – Ant. 18 : 8 : 1 and 19 : 5 : 1 . ) إجتم�ع 37: 15، أع 25: 12، أع 12: 12على انه فى ثالثة شواهد من سفر أعمال الرسل ( أع

    فقيل عنه ( يوحنا الملقب مرقس ) أو يوحنا الذى يدعى مرقس ) 0له اإلسمان معاً ، أو االسم واللقب

    0نشأ مرقس فى أسرة متدينة ، كان لكثير من أفرادها صلة بالسيد المسيح نفسه وكانت إحدى المريمات الالئى ذهبن إلى القبر 0فأمه مريم ، كانت إحدى المريمات الالئى تبعن المسيح

    ) وكانت ه�ذه الم�رأة 12: 12المؤمنين واجتماعاتهم فى عصر الرسل ( أع وكان بيتها مكاناً لصالة 0 0) 7التقية ذات اعتبار بين المسيحيين األولين (

    0وأبوه ارسطوبولس هو إبن عم أو إبنعمة زوجة بطرس الرسول والقديس مرقس يمت أيضاً بصلة قرابة للقديس برنابا الرسول

    ف�ى ذل�ك ق�ال ب�ولس الرس�ول أله�ل كولوس�ى : ( يس�لم عل�يكم أرس�ترخس ) و 8أحد التالمي�ذ الس�بعين ( ) غير أن بعض الترجمات اليوناني�ة والالتيني�ة 10: 4المأسور معى ، ومرقس إبن أخت برنابا ) ( كو

    ) ولع�ل الس�بب ف�ى ه�ذا ه�و 9والقبطية ال تذكر عب�ارة ( إب�ن أخ�ت برناب�ا ) وإنم�ا ( إب�ن ع�م برناب�ا ) ( واألنب��ا يوس��اب أس��قف ف��وه فىكتاب��ه ( ت��اريخ 000لم��ات اليوناني��ة ألكث��ر م��ن معن��ى إتس��اع بع��ض الك

    000البطاركة ) يذكر أن مارمرقس يمت أيضاً بصلة قرابة لتوما الرسول هذه األسرة المتدينة ذات الصلة الوطيدة بالسيد المسيح ، أوجدت وسطاً دينياً

    ـــــــــــــــــ 0 226ص 2كتاب جـ ـ جورج بوست : قاموس ال 7 0ـ ابن كبر : مصباح الظلمة : الكتاب الرابع 8ولجرجس فليوثاؤس عوض بحث طويل عن هذا 0ـ يذكر ابن كبر أيضاً أن مرقس هو ابن عم برنابا 9

    الموضوع يتعرض فيه للكلمة اليوينانية

  • 0 41، ص 40اٌقرأ أيضاً كامل نخلة عن مارمرقس ص

    أن 0اويرس بن المقفع أس�قف األش�مونين ف�ى تاريخ�ه المش�هور لبطارك�ة االس�كندرية وقد ذكر األنبا س 0مرقس الرسول ولد من أبوين تقيين عارفين بالناموس واألنبياء

    أما خاله ( أو إبن عمه ) برنابا ، فكان من أول الذين ب�اعوا أمالكه�م وعاش�وا حي�اة الش�ركة م�ع الرس�ل الذى دعى من الرسل برنابا ـ الذى يترجم إب�ن ال�وعظ ـ وه�و الوى وفى ذلك يقول الكتاب : ( ويوسف0 36: 4) قبرص الجنس، إذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عن�د أرج�ل الرس�ل ) ( أع 10(

    ) وقد شهد له سفر أعمال الرسل بأنه : ( كان رجالً صالحاً وممتلئاً من ال�روح الق�دس واإليم�ان ) ( أع أختاره الروح القدس لعمل الكرازة مع بولس ، حينما قال الروح للرسل : ( افرزوا ل�ى ) وقد 24: 11

    ) 2: 13برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه ) ( أع وعل�ى 0مع برنابا هذا ، المملوء من الروح القدس واإليمان ، وم�ع ب�ولس العظ�يم خ�دم يوحن�ا م�رقس

    ) 5: 13ا خادماً ) ( وكان معهما يوجنا حادماً ) ( أع حد تعبير الكتاب : ( وكان معهما يوحن مولده ونشأته :

    وكانا غنين ويش�تغالن 0ولد يوحنا فى القيروان فى الخمس مدن الغربية ، حيث كان يعيش أبوه وعمه كما كانت أمه موسرة ، لذلك أحسنت تثقيف�ه ، وعلمت�ه اللغ�ات اليوناني�ة والاليني�ة ، ف�درس 0بالزراعة

    ولعل�ه بس�بب ه�ذه الثقاف�ة الواس�عة الت�ى تمت�ع به�ا م�رقس يظ�ن ال�بعض أن�ه 0كتب الن�اموس واألنبي�اء 0مترجماً لبطرس الرسول فى كرازته ( !! ) مما سنرجع إليه فيما بعد

    ويقول التاريخ ان بع�ض القبائ�ل الهمجي�ة المتب�ررة هجم�ت عل�ى أم�الك أس�رته ف�ى القي�روان ونهبته�ا ، هد أوغسطوس قيصر ، فاضطرت هذه األسرة الصالحة وكان ذلك فى ع

    ـــــــــــــــــ 0ـ لعل هذا مما يثبت أيضاً أن مرقس كان هو من سبط الوى 10 0برمودة 30ـ سنكسار 11 ـ كما يروى أنبا ساويرس أسقف نستروه ( من القرن التاسع ) 12

    ) 13ك عندما بدأ السيد المسيح خدمته ( وكانت قد إستقرت هنا0إلى الهجرة ، فهاجرت إلى فلسطين وك��ذلك تبع��ت ال��رب م��ريم أم 0وهك��ذا رأى م��رقس الس��يد المس��يح ، وانض��م إلي��ه ، وص��ار م��ن تالمي��ذه

    ويقول التقليد إن مرقس اشترك ف�ى 0مرقس ، واستضافته فى بيتها ، وكانت من النسوة الالئى خدمته ) وك�ان م�ن التالمي�ذ ال�ذين اس�تقوا م�ن الم�اء 2ه ( ي�و عرس قانا الجليل حيث عمل الرب أولى معجزات

    ) 14خمراً (

  • ال يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مارمرقس : فيه أكل السيد المسيح الفص�ح م�ع تالمي�ذه االطه�ار ، وفي�ه ح�ل 0وفيه اختفى قبي�ل القيام�ة 0وفيه غسل أرجلهم ، وفيه أعطاهم عهده جسده ودمه األقسين

    كم�ا ك�ان ه�ذا البي�ت العظ�يم ه�و أول كنيس�ة مس�يحية ف�ى 0ح القدس على التالميذ وتكلموا بألس�نة الرو 000واحدى قاعاته هى علية صهيون المشهورة 0العالم

    وكم���ا ت���ورد ه���ذه الحق���ائق جميع���اً ، ك���ل مراجعن���ا القبطي���ة التاريخي���ة ، ك���ذلك تؤك���دها كت���ب الكاثولي���ك 0ى والبروتستانت وكافة الطوائف األخر

    ومن الشهادات على هذا م�ا ذك�ره األب ب�ول دورلي�ان ش�ينو ف�ى كتاب�ه ( قديس�و مص�ر ) حي�ث ق�ال : إن مرقس عرف باسم ابن مريم [ جارة ومضيفة المسيح ] وإن [ بيت مريم حيث أحتفل بالفص�ح األخي�ر (

    ) كان على جبل صهيون على صخرة كبيرة ] 15) 16نال بارونيوس ( من أشهر علم�اء الكاثولي�ك ف�ى الق�رن ومن الشهادات الواضحة ما سجله الكاردي

    [ كان محط رحال المسيح وتالميذه : ففيه أكل الفص�ح معه�م ، وفي�ه حيث قال عن بيت مارمرقس إنه : وقد كان هذا البيت أول كنيس�ة مس�يحية ] 0اختفوا بعد موته ، وفى علية منه حل عليهم الروح القدس

    )16 ( نها يذكرها ثيئودسيوس من كتاب القرن السادس فى كتابه ع�ن األرض المقدس�ة ال�ذى وهذه الحقيقة عي

    وأسمه : Gildemeisterنشره De Situ Terrae Sanctae (43 p. 20 )

    ـــــــــــــــــ15 - Les Saints d,Egypte, p. 496.

    نس�ى لفالديمي�ر جيت�ه ـ كت�اب ( الت�اريخ الم 118ص 1951ـ فرنسيس العتر : مجلة الص�خرة س�نة 16 ـ مختصر تاريخ األمة القبطية ( سليم سليمان ـ فرنسيس العتر ) 259، ص 258ص 1جـ

    ) ان بيت مارمرقس كان مركزاً للحياة المسيحية فى أورشليم 17وقالت دائرة المعارف البريطانية ( أن م�ارمرقس ك�ان ه�و وألن السيد المسيح صنع الفصح فى بيت مارمرقس ، ل�ذلك أجم�ع العلم�اء عل�ى

    الرجل حامل جرة الماء الذى عناه الرب بقوله لتلميذيه : ( إذهبا إلى المدين�ة ، فيالقيكم�ا إنس�ان حام�ل وحيثما يدخل فقوال ل�رب البي�ت : ان المعل�م يق�ول أي�ن المن�زل ي�ث آك�ل الفص�ح م�ع 0إتبعاه 0جرة ماء ) 12ـ 10: 22؛ لو 15ـ 13: 14 فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة ) ( مر 0تالميذى

    وقد أشار إلى هذا األمر الكسندر من كتاب القرن السادس فى كتابه Landrtio Barnabaoe 13 p. 440

    هذه العلية التى فى بيت مرقس ، هى التى كان يجتمع فيها تالمي�ذ ال�رب ( يواظب�ون ب�نفس واح�دة عل�ى

    وم��ع اخوت��ه ) وه��ى الت��ى قص��دها الكت��اب بقول��ه : ( ولم��ا الص��الة والطلب��ة م��ع النس��اء وم��ريم أم يس��وع 0) 14، 13: 1) ( أع 000دخلوا صعدوا العلية التى كانوا يقيمون فيها

    ) ( وم�أل ك�ل البي�ت) 4ـ 1: 2( أع وفى هذه العلية حيث ك�انوا مجتمع�ين ، ح�ل عل�يهم ال�روح الق�دس) وبالت�الى يك�ون ه�ذا البي�ت 000يتكلم�ون بألس�نة ( وامتأل الجميع من ال�روح الق�دس ، وابت�دأوا 000

    000المقدس قد هد بدء قيام الكنيسة األولى وهكذا 0لذلك ليس عجيباً أن يكرس هذا البيت للرب ويصبح أول كنيسة

    وكما يقول عنه الكتاب : 0عندما خرج بطرس من السجن بواسطة المالك ، لجأ إلى هذا البيت مباشرة إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس ، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يص�لون ) ( ( جاء وهو متنبه

    ) 18) ( 12: 12أع هذه البيئة الروحية العجيبة ؛ أى إنسان تقدمه لخدمة الرب ؟! إنسان ينشأ فى حض�ن ه�ذه األم القديس�ة

    جس�ده ودم�ه ، وال�ذى ، ووسط أقارب من رسل المسي ، وفى هذا البي�ت ال�ذى دخل�ه ال�رب ، وق�دم في�ه 00مأله الروح القدس

    ـــــــــــــــ17 - Encyc- Brit I Ith e . MARK.

    0_ مالحظة : من جهة مصير هذا البيت أنظر الفصل األخير من هذا الكتاب 18

  • أى إنسان تقدمه هذه البيئة سوى ناظر اإلله ما رمرقس اإلنجيلى ، الذى انضم إلى تلمذة الرب ، وصار 000اصته ، وأختاره الرب ضمن تالميذه السبعين من خ

    أ ـ أراء المؤرخين : جمي��ع م��ؤرخى األقب��اط ف��ى كاف��ة عص��ورهم أجمع��وا على��أن م��ارمرقس ك��ان م��ن الس��بعين رس��والً ال��ذين

    ) ، وإنما مؤرخو العصور 19) ليس فقط كتاب عصرنا الحاضر ( 12ـ 1: 10ذكرهم لوقا اإلنجيلى ( ) 20فقد ذكر هذه الحقيقة ساويرس بن القفع أس�قف األش�مونين ف�ى الق�رن العاش�ر ( 0 الوسطى أيضاً

    وقد وضعه ابن كبر فى قائمتين بأسماء السبعين رسوالً إحدهما نقالً عن األص�ل القبط�ى ، والثاني�ة نق�الً 0) 21عن اليونانى (

    فق�ال : [ وم�ن ه�ؤالء الوس�طى وذكر هذه الحقيقة أيضاً المقريزى ؛ من مؤرخى المسلمين فى العص�وروع���رف ثالث���ة ألس���ن : الفرنج���ى والعبران���ى 0وك���ان إس���مه أوالً يوحن���ا 0الس���بعين م���رقس اإلنجيل���ى

    ) 22واليونانى ] ( ) 5: 51ومن اآلباء األول ذكر هذه الحقيقة القديس ابيقانيوس أسقف قبرص فىكتابه ضد الهرطقات (

    ى أواخر القرن الثانى وأوائ�ل الثال�ث فىكتاب�ه ع�ن اإليم�ان ب�ال ، وذكرها من قبله العالمة أوريجانوس ف ) 24فقال إن مرقس كان من تالميذ الرب السبعين الذين شرفهم بالرسالة (

    ـــــــــــــــــ انظر : األنبا ايسيذيروس ، حبي�ب ج�رجس ، من�ى يوحن�ا ، فرنس�يس العت�ر ، كام�ل ص�الح نخل�ة ، 19

    0إيرؤيس المصرى 0تاريخ البطاركة : السيرة األولى ـ 20 0ـ مصباح الظلمة : الكتاب الرابع 21 0 18) ص 1898ـ انظر : القول االبريزى للعالمة المقريزى ( طبعة سنة 22 ـ تفسير إنجيل مرقس ( المقدمة ) 23

    24 – De Recta in Deum Fide . إلنجي��ل م��رقس يق��ول إن��ه [ دع��ى للتلم��ذة نج��د أن المش��رق ف��ى مقدم��ة تفس��يره وم��ن غي��ر األرثوذكس��ى

    برفقة السبعين تلميذاً ، وسمى الثيئوفورس أى حامل هللا ] apotreيلقب مرقس رسوالً Les Saints d, Egypte وشينو ( الكاثوليكى ) فى كتابه ( قديسو مصر )

    ) 25" ( ول" مرقس الرسإن لقب هذا القديس الثابت فى كل صلوات الكنيسة و تسابيحها هو " يتك�رر " تلمي�ذ المس�يح ) ، ه�و 26وهناك لقب آخر نجده فى كتاب اإلبص�اليات ، ف�ى أبص�الية واط�س (

    ونالحظ أننا فى قراءة إنجيله ، نقول فى مقدمت�ه : " 0)27فى لحن للقديس فى كتاب التماجيد السنوية ( " و التلميذ الطاهرالبشير مرقسفصل شريف من إنجيل معلمنا مار

    0كذا نتسمك باستمرار بكونه رسوال وتلميذا للرب وه ) 28برومودة ، نجد كل القراءات عن إختيار الرسل ،وعملهموسلطانهم ( 30وفى عيد القديس فى

    ومن الشهادات البارزة ج�داً العميق�ة الدالل�ة عل�ى اعتق�اد الكنيس�ة ف�ى أن م�ار م�رقس ه�و أح�د الس�بعين حي�ث يق�رأ أم�ام ك�ل أيقون�ة م�ا يناس�بها م�ن 0ورة الصليب و الشعانين تلميذاً ، اإلنجيل الخاص به فى د

    0إل�خ 00الفصول : امام أيقونة المالك ما يخ�ص المالئك�ة ، وأم�ام أيقون�ة الش�هيد م�ا يخ�ص الش�هداء وعندما نصل إلى أيقونة مارمرقس تقرأ

    ــــــــــــ 0قوسها ) راجع فى هذا الكتاب فصل ( مارمرقس فى صلوات الكنيسة وط-25

  • 123ص – 122ص -27 0 119ص – 113من ص -26 0راجع فى هذا الكتاب فصل ( مارمرقس فى صلوات الكنيسة و طقوسها ) -28

    ) ال�ذى أول�ه ( وبع�د ذل�ك ع�ين ال�رب س�بعين آخ�ر أيض�اً ، 12ـ 1: 10الكنيسة فصل اإلنجيل من ( لو ) 000وأرسلهم اثنين أمام وجهه

    وه�ذا واض�ح م�ن كت�اب الثيئوتوكي�ات 0يك يعترفون هم أيضاً برس�ولية م�رقس الرس�ول واخوتنا الكاثول ) حيث يقولون فيه : 29(

    ب�ك تبارك�ت جمي�ع قبائ�ل األرض ، وبل�غ كالم�ك إل�ى أقاص�ى 000أ ـ ( مرقس ، أيها الرسول اإلنجيل�ى أن م��رقس الرس��ول ) تعط��ى فك��رة ع��ن 4: 18المس��كونة ) وه��ذه العب��ارة األخي��رة الم��أخوذة م��ن ( م��ز

    0رسالته مسكونية أكثر منها مكانية وق�د نل�ت 0ب ـ ( ثالثة أسماء سماوية أنت نلتها يا مرقس ، المتكلم باإللهيات ، واإلنجيلى ، والرس�ول

    ثالثة أكاليل يا حبيب المسيح : إكليل الرسولية ، وإكليل الشهادة ، وإكليل اإلنجيلى ) ونحن نفتخر بك وبهم ) والعبارة األولى ( رفقاؤك الرسل ) 0بك ج ـ ( رفقاؤك الرسل يفتخرون

    000تجعله فى نفس صفوف الرسل ، تربطه بهم رابطة الزمالة وليس التلمذة أليس عجيباً بعد كل هذا ، أن نقرأ عبارة منسوبة إلى بابياس أسقف هيرابوليس يقول فيها عن القديس

    !! ث��م أل��يس عجيب��اً ب��األكثر أن ينق��ل ع��ن بابي��اس مؤرخ��ون م��رقس إن��ه : [ ال س��مع ال��رب وال تبع��ه ] آخرون ؟!

    كيف هذا وقد كان مرقس يستضف الرب فى بيته ، وكان هو نفسه من تالميذه ، وكانت أسرته كلها من 000وآخر بيت خرج منه الرب إلى جثسيمانى ثم إلى الجلجثة هو بيت مرقس 0أتباع المسيح

    المقدس على أن مرقس الرسول هو الشاب الذى تبع كذلك يجمع كل علماء الكتاب ـــــــــــــــــــ

    ؛ أنظ�ر بخص�وص ذل�ك م�ا 177ـ ص 175ـ طبع�ة روم�ة لألقب�اط الكاثولي�ك ـ ش�هر كيه�ك م�ن ص 29 0 107ـ ص 105ص 1951كتبه األستاذ فرنسيس العتر ـ مجلة الصخرة سنة

    : 14لى عريه ) فلما هاجمه الشبان هرب عريان�اً ( م�ر المسيح عند القبض عليه ( وكان البساً ازاراً ع ) 52ـ 51

    ل�ذلك ، لك�ى تحم�ى الكنيس�ة أبناءه�ا م�ن ه�ذه 0مظلوم هذا القديس العظ�يم م�ع أمث�ال ه�ؤالء الم�ؤرخين المغالطات التاريخية ، أصرت أن تلقب مارمرقس باستمرار بلقبه المعروف لنا جميعاً ( ناظر اإلله )

    جزة األولى : المعإن أول ش��خص جذب��ه م��ارمرقس إل��ى اإليم��ان ه��و أب��وه أرس��طو ب��ولس ، فلق��د ح��دث أنهم��ا بينم��ا ك��ان

    فع�رف أرس�طو ب�ولس أن نهايت�ه 0سائرين فى طريقهما إلى األردن أن القاهما أسد ولب�ؤة ف�ى الطري�ق ا لينش��غل ه��ذان ونهاي��ة م��رقس ق��د اقترب��ت، فق��ال ل��ه : [ إه��رب ي��ا إبن��ى لتنج��و بنفس��ك ، واتركن��ى أن��

    الوحشان بافتراسى ] ث�م ص�لى ق�ائالً : [ 0فقال مرقس ألبيه : [ إن المسيح الذى بيده نسمة كل منا ، ال يدعهما يقع�ان بن�ا ]

    واس�تجاب هللا 0أيها المسيح إبن هللا أكفف عنا شر ه�ذين الوحش�ين ،واقط�ع نس�لهما م�ن ه�ذه البري�ة ] 0نقطع نسلهما من تلك البرية فانشق الوحشان ، وا 0صالته فى الحال

  • ؛ ) على يد إبن�ه م�رقس 30وكان لتلك المعجزة أثرها السريع المباشر ، فآمن أرسطوبولس بالمسيح ( وهكذا كان أول شخص جذبه هذا القديس إلى اإليمان هو أبوه ، ال�ذى قي�ل إن�ه م�ات 0وأعلن له إيمانه

    ) 31بعد إيمانه بقليل ( زة مارمرقس فى هذه الواقعة ، كذلك صحبته المجزات فى كرازته فى الخمس وكما صحبت المعجزة كرا

    0مدن الغربية ومصر كما سنرى فيما بعد ــــــــــــــــ

    0_ ابن كبر : مصباح الظلمة : الكتاب الرابع 30 0 48ـ كامل صالح نخلة : مارمرقس البشير ص 31

    أسد مارمرقس :

    وه�و إم�ا يرج�ع إل�ى أول�ى 0، واصبح عنصراً ظاهراً فى جميع صوره أخذ أسد مارمرقس شهرة كبيرةوإم�ا أن�ه يرج�ع إل�ى إنجيل�ه ال�ذى يب�دأ بص�راخ األس�د : ( 0معجزاته حيث قتل أس�داً ولب�ؤة باس�م ال�رب

    صوت صارخ فىالبرية ) ؛ أو ألن إنجيله يمثل السيد المسيح فى جالله وملكه ؛ على اعتبار أنه ( األس�د وهكذا عندما يرمز إلى اإلنجيليين األربعة بالحيوانات األربعة 0) 5: 5بط يهوذا ) ( رؤ الخارج من س

    ) ، يرمز إلى القديس مرقس باألسد هذه الحيوانات 7: 4الوارة فى سفر الرويا (كبيراً وهكذا فإن أهل البندقية عندما اتخذوا القديس شفيعاً لهم ، إتخذوا أسده رمزاً لهم ، واقاموا تمثاالً

    0واص�بح أس�د م�ارمرقس مج�االً إلب�داع الفن�انيين 00لهذا األسد المجنح فى ساحة مارمرقس بم�دينتهم وهم يصورونه على الدوام أسداً هادئاً أليفاً ، انتزع منه القديس مرقس ما فيه من وحشية واستبقى م�ا

    0فيه من شجاعة بشارته مع الرسل :

    0ر الس��ن ، ل��ذلك ل��م يب��دأ كرازت��ه منف��رداً ص��حب الرس��ل أوالً ب��دأ م��ارمرقس كرازت��ه وه��و ش��اب ص��غيوي�روى لن�ا التقلي�د أن�ه 0ويروى لنا سفر أعمال الرسل كرازته م�ع القديس�ين ب�ولس وبرناب�ا الرس�ولين

    قبل كرازت�ه م�ع ب�ولس وبرناب�ا ، عم�ل ف�ى الك�رازة أوالً م�ع بط�رس الرس�ول ف�ى أورش�ليم واليهودي�ة ، مقف�ع : [ بع�د ص�عود المس�يح ص�حب م�رقس بط�رس وبش�برا الجم�وع ف�ى وهكذا يق�ول س�اويرس ب�ن ال

    ) 32أورشليم ، وذهبا إلى بيت عنيا وبشرا بكالم هللا ] ( ـــــــــــــــــ

    0ـ تاريخ البطاركة : السيرة األولى 32

    ـ صفته المسكونية : 1، فهو من الناحية العام�ة ك�اروز مس�كونى إن كان مرقس الرسول كاروزاً للديار المصرية بصفة خاصة

    ولذلك صدق األنبا ساويرس أسقف نستروه ( من آباء القرن التاسع ) عندما قال عن 0، للخليقة كلها 0مارمرقس [ ذلك القديس العظيم الذى لم يضء مصر فحسب ، بل العالم كله ]

  • 0هو أحد السبعين رسوالً الذين أرسلهم الرب للخدمة د اإلنجيليين األربعة الذين بشروا المسكونة كلها بأناجيلهم ، ومازال العالم كله ينتفع ببش�اراتهم وهو أح

    0، دون أن يقتصر عملهم على كنيسة معينة كذلك فإن قداسه قد انتفع به العالم كل�ه ، والمدرس�ة الالهوتي�ة الت�ى أسس�ها ف�ى االس�كندرية ق�د أش�رقت

    0 بعلمها ومعرفتها على العالم كله 00وفيها كلها قد بشر مرقس بكلمة هللا 0كان العالم المعروف فى وقته هو آسيا وأفريقيا وأوروبا

    ـ كرازته فى آسيا وأوربا : 2كرز مارمرقس فى اليهودية ، وفى جبل لبنان ، وفى مناطق م�ن س�وريا وبخاص�ة ف�ى كولوس�ى ، وقي�ل

    00أيضاً فى البندقية واكويال ة : كرازته فى اليهودي

    000كرز مع القديس بطرس فى اليهودية ، وفى أورشليم وبيت عنيا ، وجهات أخرى كرازته فى أنطاكية :

    ص��حب م��ارمرقس القديس��ين ب��ولس وبرناب��ا ف��ى رحلتهم��ا األول��ى ، وبش��ر معهم��ا ف��ى ن��واحى س��وريا ، الملق�ب م�رقس ) ( ) ( وأخ�ذا معهم�ا يوحن�ا 30ـ 27: 11وبخاصة فى أنطاكية عندما ذهبا إليها ( أع

    0) 25: 12أع ) وق�د ش�هد به�ذا أيض�اً يوس�يفوس 1م ( 45وهكذا زف معهما كلمة الخالص إلى انطاكية حوالى س�نة

    ) 2المؤرخ الشهير ( ) وظه�ر الق�ديس م�رقس م�رة 3) وهى ميناء قديمة النطاكي�ة ( 4: 13وأنحدر معهما إلى سلوكية ( أع

    ) 4) مع برنابا الرسول بعد مجمع أورشليم ( 37: 15أخرى فى أنطاكية ( أع كرازته فى قبرص :

    وفى هذه الرحلة األولى للقديسين ب�ولس وبرناب�ا ، ب�ر معهم�ا ف�ى قب�رص إذ ي�روى س�فر أعم�ال الرس�ل ولم�ا ص�ارا 0ومن هناك سافرا فى البحر إلى قبرص 0عن هذين الرسولين أنهما ( إنحدر إلى سلوكية

    ) 5ـ 4: 13وكان معهما يوحنا خادماً ) ( أع 0ديا بكلمة هللا فى مجامع اليهود ) نا 5فى سالميس ( ) : وك�ان م�رقس معهم�ا خادم�اً أى أن�ه ك�ان مس�اعداً 6ويقول هيستنجز فى ق�اموس الكت�اب المق�دس (

    ن ) وربما كان م�رقس معروف�اً ب�ي 20: 4وقد استعملت الكلمة بهذا المعنى فى ( لو 0لهما فى التبشير زمالئه اليهود باسم يوحنا الخادم ( أى الذى يقوم بخدمة الرب )

    م أن�ه ذه�ب م�رة 51م أو س�نة 50ثم نرجع ونسمع عن مارمرقس بعد مجمع أورشليم الذى عقد سنة إذ يروى سفر أعمال الرسل 0أحرى إلىقبرص مع القديس برنابا

    ـــــــــــــــ 0 274صر تاريخ األمة القبطية ص ـ سليم سليمان وفرنسيس العتر : مخت 1 5، 2ـ يوسيفوس : تاريخ اليهود ك 2 0وقرب موضعها حالياً قرية القلصى 0ـ خربت 3

    4 – Hastings, Dict. Of the BibleVol. 4 p. 245 6- Hastings, Dict. Of the Bible Vol. 4p, 245.

    ـ سالميس هى عاصمة قبرص 5 ) 39: 15را فى البحر إلى قبرص ) ( أع ( وبرنابا أخذ مرقس وساف

    كرازته فى جهات أخرى فى آسيا : وذهب 0وفى الرحلة األولى للقديس بولس وبرنابا ، نالحظ أيضاً أن مارمرقس بشر معهما فى بافوس

    ) 13: 13ثم فارقهما هناك ورجع إلى أورشليم ( أع 0معهما حتى برجة بمفيلية ولكننا نعلم أن رجوعه هذا قد آلم قلب الق�ديس ب�ولس الرس�ول 0لهما هناك ولسنا ندرى سبب مفارقته

    وبس�بب ه�ذا 0، حتى أنه رفض أنيأخذ مرقس معه عند عودت�ه الفتق�اد الم�ؤمنين ف�ى س�ورية وكيليكي�ة

  • عل��ى أن ب��ولس ع��اد وع��رف أهمي��ة 0ح��دثت مش��اجرة ب��ين ب��ولس وبرناب��ا حت��ى ف��ارق أح��دهما اآلخ��ر 0د كما سنرى مارمرقس للخدمة فيما بع

    يق�ول وفى ذل�ك 0ويعتقد أهل لبنان أن القديس مرقس كان أحد مبشريهم ، وكان أول أسقف على جبيل صاحب الغبطة مار أغناطيوس يعق�وب بطري�رك الس�ريان األرثوذكس�ى : [ وجبي�ل تفتخ�ر ب�أول أس�قفتها

    ) 7يوحنا مرقس ] ( ) إذ يق�ول إن�ه يوج�د 8عظمى ) للدكتور أسد رس�تم ( وقد ورد ذلك أيضاً فى كتاب ( مدينة هللا انطاكية ال

    ولك�ن يض�يف المؤل�ف ب�أن رس�ولنا 0تقليد فى جبل لبنان ع�ن تبش�ير م�ارمرقس ف�ى أم�اكن معين�ة من�ه مرقس أقيم من القديس بطرس أسقفاً على جبيل !!

    بش�ر ، كما ونحن ال نمانع فى أن يكون القديس مارمرقس قد بشر بعض مناطق لبنان ، أو جبيل بالذاتم�ارمرقس ولكننا ال نوافق على أنه أقيم أسقفاً هناك ،فأسقفية 0جهات أخرى فى هذه المنطقة وغيرها

    أم�ا ك�ون م�ارمرقس ق�د أق�يم 000هى كرسى االسكندرية والخمس مدن الغربية وما يتب�ع ذل�ك الكرس�ى دكتور رس�تم وم�ن يعب�ر ع�ن اسقفاً من يد القديس بطرس ، فإن هذه نزعة كاثوليكي�ة ال نواف�ق عليه�ا ال�

    !! 00آرائهم من ( الروم األرثوذكسى ) الذين قاسوا من الرئاسة البطرسية وهاجموها زمنا طويالً ) : 9كرازته فى رومه (

    والكاثولي�ك ي�رون أن�ه تع�ب أيض�اً ف�ى 0إشتراك مارمرقس مع بولس الرسول فى تأسيس كنيسة روم�ه ل ! وكم��ا يق��ول كت��اب م��روج األخي��ار ع��ن عالق��ة الق��ديس تأس��يس كنيس��تهم ، ولك��ن م��ع بط��رس الرس��و

    ) كم�ا 10مرقس ببطرس [ وسافر معه إلى رومية المكرم�ة ، واش�ترك مع�ه ف�ى أتع�اب الروس�ولية ] ( يقول أيضاً إن بطرس عندما سافر بعيداً عن رومية [ أمر تلميذ العزيز ( مرقس ) بخدم�ة ه�ذه الكنيس�ة

    اً بتأسيس كنيس�ة روم�ه لش�رح ه�ذه النقط�ة بالتفص�يل ، يمك�ن للق�ارئ ) ولقد أفردنا فصالً خاص 11] ( 000الكريم أن يرجع إليه

    ــــــــــــــــــ 0 156ص 1ـ تاريخ الكنيسة السريانية االنطاكية جـ 7 0 298ص 3ـ جـ 8 0ـ اقرأ الفصل الخاص بالقديس مرقس وكنيسة رومه 9

    0 298ص 3ـ جـ 10 0 233نيسان ) ص 25يار فى تراجم األبرار ( ـ مروج األخ 11

    كرازته فى كولوسى :

    يتضح هذا األمر من توصية بولس الرسول عليه فى رسالته إلى أهل كولوسى ، إذ يق�ول له�م : ( يس�لم إن إت�ى إل�يكم ، 0عليكم ارسترخس المأسور معى ، ومرقس ابن أخت برنابا ال�ذى أخ�ذتم ألجل�ه وص�ايا

    ) 10: 4 فأقبلوه ) ( كو

    كرازته فى البندقية وأكويال: أخذت كثير من الكنائس فى محاولة االنتساب إلى كرازة مارمرقس أيضاً ،فلم يكتف أهل البندقية بسرقة

    ) وإنما بحس�ب التقالي�د الموج�ودة Patron ) (12جسد القديس ، وباتخاذه شفيعاً لهم وبطالً لبالدهم ( وم�ادام ق�د ذه�ب إل�ى إيطالي�ا وبش�ر 000ثم ذهب إلى الخمس مدن الغربية عندهم يقولون انه بشرهم ،

    !! فى روما فما الذى يمنع أن يكون قد بشر فى تلك المنطقة التى بنيت فيها البندقية وكذلك أكويال ، من أعمال البندقية بايطاليا ، حاولت االنتساب إلىكرازة مارمرقس

    ) وأن له فيها آثاراً عظيمة جعلت اسمه مخلداً 13قس بشر بإنجيله فى أكويال ( فقيل إن مارمر 0أيضا 000، واعترف اإليطاليون بفضله عليهم للخدمات الجليلة التى أداها لهم

    وفى غير آسيا وأوروبا ، كانت كرازة مارمرقس األساسية فى أفريقي�ا ، ف�ى الخم�س م�دن الغربي�ة فق�ى وق�د أمت�د كرس�ى االس�كندرية بع�د استش�هاده إل�ى النوب�ة ( 0ألقاليم المص�رية ليبيا ، وفى االسكندرية وا

    000) وبالد السودان وإلى أثيوبيا 14

  • إن عمل�ه الك�رازى ال 00هذا هو القديس مارمرقس ، الذى ال نستطيع أن نحصر كرازته فى مصر فق�ط مل�ه األساس�ى ، يض�اف إليه�ا ولك�ن ه�ذه الكنيس�ة المجي�دة ه�ى ع 0يقتصر على كنيستنا القبطية وحدها

    0عمله فى المسكونة كلها ـــــــــــــــــ

    12 - La Rousse p . 1522 . ) 112ص 1951م ( الصخرة سنة 45ـ قال كذلك الكاردينال بارونيوس فى حولياته عن سنة 13يد الس�د ـ كانت توجد فى النوب�ة قري�ة تس�مى ( مرقس�ة ) غرق�ت عن�د تحوي�ل مج�رى الني�ل بع�د تش�ي 14

    العالى

    كرازته فىأفريقيا : لذلك حسناً يقال عنه ف�ى طق�س س�يامة البطارك�ة ( كرس�ى م�ارمرقس اإلنجيل�ى ذى المعرف�ة الحقيقي�ة ،

    الذى نادى فى كل المسكونة بالعزاء وخالص النفوس ) ه�ذا العم�ل ويض�م إل�ى 0وهذا العمل الواسع قام به اشتراكاً م�ع الرس�ل أحيان�ا ، وبمف�رده أحيان�ا أخ�رى 0المسكونى إنجيله ، وقداسه ، والمدرسة الالهوتية التى أنشأها فى االسكندرية

    إننا عندما نحتفل بعيد هذا القديس ، إنما يحتفل ب�ه معن�ا الع�الم أجم�ع ، ال�ذى يعت�رف بفض�ل م�ارمرقس 000هذا الفضل الذى تعجز عن إيفائه صفحات هذا الكتاب الصغير 000عليه

    الظلم الذى القاه القديس مرقس : لق��د ح��اولوا أن 00م��ا أش��د الظل��م ال��ذى الق��اه م��ارمرقس الرس��ول م��ن أتب��اع الق��ديس بط��رس الرس��ول

    0يجردوه من كل كرامته الرسولية ، وأن ينسبوا كل تعبه إلى غيره ، أعنى إلى القديس بطرس أما ملخص تلك االدعاءات فهو :

    مرقس من إيمانه بالرب فى فترة تجسده على األرض ، واإلدع�اء بأن�ه آم�ن عل�ى ـ محاولة تجريد مار 1 0يد القديس بطرس بعد القيامة

    0ـ محاولة نسبة إنجيل مارمرقس إلى بطرس الرسول 2ـ محاولة نسبة الفضل فى كل العمل الكرازى الذى قام به القديس مرقس إلى الق�ديس بط�رس ، حت�ى 3

    0غربية فى مصر والخمس مدن الوالغريب باألكثر هو محاولة نسبة هذ االدع�اءات إل�ى اآلب�اء الق�دامى ، ومحاول�ة تس�ير الت�اريخ وأق�وال

    ! 00! وما أكثر األقوال التى نسبت إلى الرسل وإلى اآلباء بغير حق 00اآلباء فى هذا الركب أ ـ محاولة تجريده من إيمانه ورسوليته :

    يس�ة تس�مى الق�ديس م�رقس ( ن�اظر اإلل�ه ) ، وق�د أثبتن�ا أن الس�يد المس�يح ك�ان على ال�رغم م�ن أن الكنيدحل بيته ، وفيه أكل الفصح مع تالميذه ، وكان مارمرقس هو حام�ل ج�رة الم�اء ال�ذى قابل�ه التلمي�ذان

    ) ، وبينم�ا تق�ول ك�ل 14، 13: 14فى الطريق وتبعاه إلى البيت حسب قول الرب العداد الفصح ( م�ر

  • جع إن مارمرقس كان هو الش�اب ال�ذى تب�ع الس�يد المس�يح ليل�ة الق�بض علي�ه ( وك�ان البس�اً إزاراً المرا 000) 52، 51: 14على عريه ، فأمسكه الشبان فترك اإلزار وهرب ) ( مر

    على الرغم من ذلك يحاولون أن يجردوا هذا الرسول العظيم من إيمانه بالرب قبل ص�لبه ، ويقول�ون ان كان ممن آمن�وا عل�ى ي�د بط�رس الرس�ول بع�د حل�ول ال�روح الق�دس ف�ى ص�در النص�رانية ، مارمرقس (

    0) !!! 1ومن ثم يدعوه الرسول فى رسالته األولى ابنه النه على يده ) ( هكذا يروى كتاب مروج األخيار ، ويوافق�ه البطري�رك مكس�يموس مظل�وم فيق�ول ع�ن الق�ديس م�رقس (

    وذل�ك 0تنق باإليمان بالمسيح إال بع�د قيامت�ه تع�الى م�ن ب�ين األم�وات المظلوم معه ومع غيره ) [ لم يع] 000ولهذا يدعوه فى رسالته األولى الجامعة ابن�ه 0بواسطة القديس بطرس الذى اتخذه من خاصته

    )2 !! ( والعجيب أكثر من هذا أن يوردوا نصاً منسوباً إلى بابياس يقول فيه عن مار مرقس إنه [ ال سمع الرب

    000وال تبعه ] !! ) وثاب�ت ه�ذا ف�ى كت�ب 3وينسى كل هؤالء أن مارمرقس ك�ان أح�د الس�بعين رس�والً كم�ا ذكرن�ا س�ابقاً (

    ) قائلين له : ( 4واألقباط الكاثوليك يمجدونه فى كتاب الثيئوطوكيات الخاص بهم ( 0التاريخ والطقس نل���ت إكلي���ل الرس���ولية 000، والرس���ول الم���تكلم بااللهي���ات ، واإلنجيل���ى000أيه���ا الرس���ول اإلنجيل���ى

    رفقاؤك الرسل يفتخرون بك ، ونحن نفتخر بك وبهم ) 000فإن كان أح�د رس�ل ال�رب ، فكي�ف يق�ال ان�ه ال س�مع ال�رب وال تبع�ه ؟! وإن ك�ان أح�د الرس�ل الس�بعين ،

    فكيف يقال انه لم يؤمن إال فى يوم الخمسين على يد بطرس ؟!

    ــــــــــــــــــ 0 233نيسان ) ص 25روج األخيار فى تراجم األبرار ( ـ م 1 0 551نيسان ) ص 25ـ كنز العباد الثمين فى أخبار القديسين ( 2 0 18ـ 15ـ أنظر من ص 3 0 177ـ ص 175ـ من ثيئوطوكيات شهر كيهك ص 4

    ليه ، فكيف يجرد وإن كان بيته هو الذى أعد فيه الفصح للرب ، وكان مرقس أحد تابعيه وقت القبض عم�ن اإليم�ان ب�الرب ف�ى تل�ك الفت�رة ؟! ث�م كي�ف يقح�م اس�م أح�د اآلب�اء الق�دامى ـ مث�ل بابي�اس ـ ف�ى ه�ذه

    ويقين��اً أن 0االدع��اءات الت��ى يح��اولون به��ا الرف��ع م��ن ش��أن بط��رس الرس��ول ب��االقالل م��ن قيم��ة م��رقس 000بطرس الرسول ال يوافق على هذا الذى ينسب إليه

    عن مرقس انه ابنه ، فل�يس معن�اه أن�ه اب�ن ل�ه ف�ى اإليم�ان ، وإنم�ا ه�ى أب�وة م�ن جه�ة أما قول بطرس ) 5السن (

    ثم كيف يوصف القديس مارمرقس بأنه ( رسول ) فى الكتب التاريخية للكاثوليك وفى كتبهم الطقس�ية ، الفرنس�ية ( بينما لم يكن مؤمناً بالرب فى فت�رة تجس�ده عل�ى األرض ؟! م�ا أص�دق ق�ول دائ�رة المع�ارف

    وناشرها كاثوليك ) : [ إن دعوى تتلمذ مرقس لبطرس لم تكن سوى خراف�ة بني�ت عل�ى س�قطات بع�ض ) 6الكتاب ] (

    ب ـ محاولة نسبة إنجيله إلى بطرس : إنهم يسمونه ( كتاب القديس بطر وتلميذه المالزم له) ويسميه األب شينو ( سكرتيره ومترجم�ه العزي�ز

    ) (7 ( Marc, son secretaire et son cher interpere

    ويقول البعض ان مرقس الرسول كتب ما 0وهكذا يقول البعض ان إنجيل مارمرقس أماله عليه بطرس حتى��أن بعض��هم يس��مون ه��ذا اإلنجي��ل ( 0ك��ان ق��د س��معه م��ن بط��رس ، أو م��ا ك��ان ق��د عل��م ب��ه بط��رس

    مذكرات بطرس ) 0اً فى كتبناً الطقسية عندما نروها فى بالدهم والعجيب أنهم أدخلوا مثل هذا القول أيض

    ـــــــــــــ ـ انظر كتاب ( إكرم أباك وامك ) 5

  • 0) 107ص 1951( عن الصخرة سنة 871ص 16ـ مجلد 67- Chineau : Les Saints d,Egypte I, P. 500 .

    ب�اريس ف�ى مجموع�ة أق�وال ف�ى Rene Bassetوهك�ذا ورد ف�ى كت�اب السنكس�ار كم�ا نش�ره ريني�ه باس�يه برمودة [ ومضى إلى بطرس بومية 30عن مار مرقس تحت يوم Patrologia Orientlesاآلباء الشرقيين

    ) 8وصار له تلميذاً وهناك إنجيله ، أماله عليه بطرس ، وبش به فى رومية ] !! ( Marc , alla trouver Pierre a Rome et devint. Son discple. Ily ecrivit son evangile que Pierre lui dicta et l،،

    Annonca dans la vill’’. و للتعبير عن هذه الفكرة الخاطئ�ة ف�ي ت�دوين إنجي�ل م�رقس ن توج�د ف�ي روم�ا أيقون�ة للفن�ان إنجيليك�و تصور القديس مرقس جالساً عند قدمي بطرس أثناء تبشيره أهل روما ، و هو يدون اقواله ( أي اقوال

    ) في كتاب . بطرس ‘’ Saint Marc assis au Pieds de Saint Pierre Prechant au Romains , note dans un livre ses Paroles '' (9)

    و لسنا اآلن في مجال بحث إنجيل مرقس و كيف كتبه القديس مرقس ، فقد خصصنا لهذه النقطة فص�الً مرقس ليس إمالء بطرس ، و إنما من إمالء ال�روح في هذا الكتاب . إنما يكفي ههنا أن نقول ان إنجيل

    القدس . كما أن مرقس الرسول لم يكن محتاجاً إلي أن يع�رف م�ن الق�ديس بط�رس المعلوم�ات الخاص�ة بالسيد المس�يح ، فه�و يعرفه�ا جي�داً كن�اظر لإلل�ه ، و كش�خص ش�اهد معج�زات ال�رب من�ذء الب�دء ، من�ذ

    كأح�د الس�بعين رس�والً . و يعرفه�ا ألن ف�ي بيت�ه ك�ان يجتم�ع المعجزة األولي في ع�رس قان�ا الجلي�ل ، و الرس��ل كله��م و معه��م الس��يدة الع��ذراء وال��دة اإلل��ه ... و لك��ن يب��دو أن أخوتن��ا الكاثولي��ك اس��تكروا عل��ي

    مرقس الشاب أن يكتب إنجيالً ، بينما الشيخ لم يكتب ، فنسبوا اإلنجيل إلي بطرس . القديس بطرس : جـ محاولة نسبة كرازة مار مرقس إلي

    و كما أرجعوا إيمان مرقس إلي بطرس ، و كما نسبوا إنجيله إلي بطرس ، كذلك في كرازته يحاولن أن ! يجعلوا مرقس الرسول مجرد أداة في يد القديس بطرس يحركها كما يشاء

    ـــــــــــــــــــــ8- Le Synaxaire Arab-Jacobite.

    9- Louis reau: Icongraphie de lart chretien, III P. 871. ـــــــــــــــــــــ

    فالق�ديس بط�رس ـ بحس�ب رأيه�م ـ ه�و ال�ذى أرس�له إل�ى مص�ر ، وه�و ال�ذى أرس�له إل�ى الخم�س م�دن 0الغربية وهو الذى يقدم له مارمرقس الحساب عن كرازته

    دما أب�رز أم�ر فيقول األب بطرس فرم�اج اليس�وعى ف�ى كتاب�ه ( م�روج األخي�ار ) ع�ن م�ارمرقس [ وعن� ) ، أرسل 10للمسيح ( 49الملك قالوديوس باخراج اليهود من رومية سنة

    0القديس بطرس الحبيب إلى مصر ونواحيها ليبشر باإلنجيل المقدس ] !!! كم��ا أن مكس��يموس مظل��وم بطري��رك ال��روم الملكي��ين الكاثولي��ك ي��ردد نف��س الك��الم فيق��ول إن [ الق��ديس

    ) ك�ى ين�ذر أولئ�ك الش�عوب بموج�ب 11( 49إل�ى االقل�يم المص�رى س�نة بطرس أرسل الق�ديس م�رقس اإلنجيل الذى حرره ]

    ومن الكلمات العجيبة التى ذكرها األب شينو فى كتابه ( قديسو مصر ) عن مرقس الرسول بعد تبش�يره ، الخمس مدن الغربية أنه [ وهو ملتهب بالرغبة فى أن يرى مرة أخرى معلمه الموقر الرسول بط�رس

    ) 12ذهب إلى روما ليقدم له حساباً عن االرسالية التىعهد إليه بها ] ( 0والمعروف أن روح هللا هو الذى كان يحرك الرسل فى كرازتهم

    وهذا واضح من سفر أعم�ال الرس�ل إذ ي�روى ع�ن الق�ديس ب�ولس وأص�حابه أنه�م ( بع�دما أجت�ازوا ف�ى فلم�ا أت�وا ميس�يا ح�اولوا 0ن يتكلموا بالكلم�ة ف�ى آس�يا فريجية وكورة غالطية ، منعهم الروح القدس أ

    وظه�رت لب�ولس رؤي�ا ف�ى اللي�ل رج�ل مك�دونى ق�ائم يطل�ب 000أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح فلما رأى الرؤي�ا ، للوق�ت طلبن�ا أن نخ�رج إل�ى مقدوني�ة ، متحقق�ين أن 0إليه ويقول : أعبر إلينا وأعنا

    ) 10ـ 6: 16) ( أع الرب قد دعانا لنبشرهم

  • والعجي��ب أن ش��ينو ه��ذا ال��ذى ي��ذكر أن م��رقس الرس��ول ق��د ذه��ب إل��ى معلم��ه بط��رس ليق��دم حس��اباً ع��ن االرسالية التى عهد إليه بها ، هو نفسه يقول فى نفس الفصل من كتاب�ه ( قديس�و مص�ر ) ع�ن الق�ديس

    مرقس [ ومن ثم بوحى من الروح القدس أبحر إلى ـ ــــــــــــــــــ

    0ـ هذا التاريخ ال يوافق عليه غالبية المؤرخين 10 0ـ أنظر الفصل الخاص بالخمس مدن الغربية فى هذا الكتاب 11

    12 - les Saints d,Egypte, I,p. 500. 0سيرين ( القيروان ) ومنها أبحر نحو االسكندرية ]

    )13 ,, ( Ensute sur l,inspiration d,esprit Saint, il s,embarqua a Cyrene et fit voil vers Alexandrie،،

    إنه فرق كبير بين اإلنسان عندما يتكلم بوحى ضميره ، واإلنس�ان عن�دما ي�تكلم وه�و مقي�د بفك�رة معين�ة 000يتعصب لها ويرغم التاريخ أن يدور فى فلكها !

    ف�ع أس�قف االش�مونين ف�ى الق�رن إن األمر الذى اجمع عليه المؤرخون هو ما يعبر عنه ساويرس بن الق 000العاشر إذ يقول : [ قسمت جميع الكور على الرس�ل باله�ام ال�روح الق�دس ليك�رزوا فيه�ا بك�الم هللا

    فوقع نصيب مرقس الرسول أن يمضى إلىكورة مصر ومدينة االسكندرية العظمى ب�أمر ال�روح الق�دس ، ) 14لكى يسمعهم كالم إنجيل السيد المسي ] (

    000رسامته أسقفاً ادعاءاتمن العجيب فى هذه االدعاءات ما قيل عن مرقس الرسول إنه أق�يم أس�قفاً ف�ى ث�الث من�اطق مختلف�ة ك�ل

    قيل إنه أقيم من بطرس الرسول أسقفاً علىاكويال ( !! ) من أعمال البندقية فى 0منها فى قارة منفصلة أسقفاً على االسكندرية فى قارة أفريقيا وقيل إنه أقيم من بطرس الرسول 0إيطاليا فى قارة أوربا

    وأمام هذه االدعاءات يقف القارئ حائراً كيف يمكن أن يقام إنسان أسقفاً على مناطق متفرق�ة ف�ى ث�الث 0قارات تمثل العالم القديم كله

    ولعل عبارة ( أقيم أسقفاً من بطرس الرسول ) التى قيلت عن مارمرقس ، لم تكن س�وى محاول�ة لبس�ط يادة الرومانية عل�ى الكرس�ى االس�كندرى ، عن�دما ظه�ر س�مو ه�ذا الكرس�ى ف�ى المج�امع المس�كونية الس

    وف��ى القض��ايا الالهوتي��ة الت��ى ش��غلت الع��الم المس��يحى ف��ى قرون��ه األول��ى وف��ى التعل��يم حت��ى لق��ب باب��ا االسكندرية ( قاضى المسكونة )

    13 – Ibid. 0ـ تاريخ البطاركة ـ السيرة األولى 14 0 298ص 3د . أسد رستم : مدينة هللا أنطاكية العظمى جـ ـ 15

    0كما أن إقامته من بطرس ال تتفق مع كونه رسوالً ـ عمل مارمرقس مع القديس بطرس : 2

    وهك�ذا ك�ان 0كان القديس بطرس من أنسباء مارمرقس ، فزوجنه كانت بنت عم وال�د م�رقس الرس�ول وي�روى س�فر أعم�ال الرس�ل أن 0كان يت�ردد كثي�راً عل�ى بيت�ه و 0بطرس فى حكم والده من جهة السن

    بط�رس الرس�ول بع��د أن أخرج�ه الم��الك م�ن الس��جن ، ذه�ب مباش�رة ( إل��ى بي�ت م��ريم أم يوحن�ا الملق��ب ) 12: 12مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون ) ( أع

    أورشليم وبيت عني�ا وبع�ض لذلك ال مانع فى أن يكون مرقس قد اصطحب نسيبه بطرس فى كرازته فى 0جهات اليهودية كما يروى ساويرس بن القفع فى تاريخ البطاركة

    وقد كان مرقس مرقس الرسول مع القديس بطرس أثناء كتابته رسالته األول�ى الت�ى يق�ول فيه�ا ( تس�لم ) وق��د وق��ع اخ��تالف كبي��ر ب��ين 14: 5ب��ط 1عل��يكم الت��ى ف��ى باب��ل المخت��ارة معك��م وم��رقس ابن��ى ) (

    وي��رى 0الم��ؤرخين ف��ى م��اذا تك��ون باب��ل ه��ذه ، وه��ل المقص��ود به��ا اس��مها الحرف��ى أم داللته��ا الرمزي��ة 0فهل حقاً كرز القديس مرقس مع القديس بطرس فى روما 0الكاثوليك أن بابل ترمز إلى روما

    هل كرز معه فى روما ؟

  • أو الكاثولي�ك أو البروتس�تانت ، ب�ل من الثابت فى التاريخ الكنسى عموماً ، س�واء م�ا كتب�ه االرثوذكس�ى 0ثابت من الكتاب المقدس نفسه أن مرقس الرسول قد كرز فى روما

    لذلك 0وال يوجد فى الكتاب المقدس كله آية واحدة صريحة تقول ان بطرس الرسول قد ذهب إلى روما رس�ول ولك�ن فمن المؤكد أن القديس مرقس قد كرز مع بولس الرسول فى روما ، ول�يس م�ع بط�رس ال

    000نوضح هذا الموضوع بأكثر تفصيل ، قد خصصنا له الفصل المقبل من هذا الكتاب

    فتض�ايق 0صحب مارمرقس القديس بولس ف�ى رحلت�ه األول�ى كم�ا ذكرن�ا ث�م فارق�ه عن�د برج�ه بمفيلي�ة ن ذل�ك الح�ين ص�ار وم 0ولكنه عاد فشعر بأهمية مرقس له فى الخدمة 0بولس الرسول من هذا األمر

    0مرقس الرسول من أشد الناس التصاقاً بالقديس بولس فعمل مع القديس بولس ومع معاونيه أرسترخس وابفراس وتيخيكس ولوقا وديم�اس ( قب�ل أن يض�ل )

    وفى رحلة بولس الرسول إلى فليمون يذكر القديس م�رقس ف�ى مقدم�ة ( 0وغيرهم من أعمدة الكنيسة ) وهكذا ذهب مارمرقس إلى كولوسى يتوص�ية م�ن الق�ديس ب�ولس ، ث�م تقاب�ل 24العاملين معه ) ( فل

    0مع القديس تيموثيئوس فى أفسس 0واشترك مع القديس بولس فى تأسيس كنيسة روما كما سنرى

    وعندما كان رسول األمم فى روما ، يسكب سكيباً ، ووقت انحالله قد حضر ، ولم يكن إل�ى ج�واره غي�ر ، أرس��ل يطل��ب حض��ور اإلنجيل��ى اآلخ��ر ، م��ارمرقس ، ليك��ون إل��ى ج��واره ، يعاون��ه ف��ى لوق��ا اإلنجيل��ى

    0الخدمة م ، فرجع مارمرقس إلى 67وظل مارمرقس إلى جواره فى روما ، حتى نال إكليل الشهادة حوالى سنة

    0م ، وتقابل مع القديس بولس فى كورة األحياء 68االسكندرية حيث استشهد هو اآلخر سنة

    مرقس ـ باالجماع ـ اشترك فى تأسيسها : إن تأس��يس كنيس��ة روم��ا يق��ف ب��ين رأي��ين : ال��رأى الق��وى فيهم��ا ، الثاب��ت م��ن الكت��اب المق��دس ، إن

    وال��رأى الث��انى الض��عيف ال��ذى ال يثب��ت أم��ام الحق��ائق الكتابي��ة ، فه��و أن 0مؤسس��ها هوب��ولس الرس��ول 0كنيسة روما أسسها بطرس الرسول

    ن��اقش ه��ذين ال��رأيين ، نق��ول إنهم��ا كليهم��ا ـ رغ��م تعارض��هما ـ يجمع��ان مع��اً عل��ى اش��تراك وقب��ل أن ن 0مارمرقس فى تأسيس كنيسة روما

    وه�ذا ه�و رأى الكاثولي�ك أيض�اً ، ال�ذين يقول�ون ك�ذلك إن�ه م�ن أج�ل 0إذن فمارمرقس قد كرز فى روما كتب اإلنجي�ل باللغ�ة الالتني�ة ، وإن ك�ان ويبالغ البعض منهم فيقول إنه 0روما واهل قد كتب ( انجيله )

    0فى الواقع قد كتبه باليونانية

  • وسنحاول أن نسترشد باألس�فار المقدس�ة لن�رى عم�ل م�ارمرقس ف�ى روم�ا ، ث�م نس�أل رأى الت�اريخ ف�ى أما الكتاب المقدس فيقول بصراحة تامة أن مارمرقس قد عمل مع بولس الرس�ول ف�ى تأس�يس 0ذلك

    ا الدليل على ذلك ؟ فم 0كنيسة روما مارمرقس يعمل مع بولس الرسول :

    فى رسالة بولس الرسول إل�ى أه�ل كولوس�ى الت�ى كتبه�ا م�ن روم�ا أثن�اء أس�ره األول يق�ول ( يس�لم •عليكم ارسترخس المأسور معى ، ومرقس إبن أخت برنابا الذى أخذتم ألجله وصايا ، إن أت�ى إل�يكم

    هؤالء هم وحدهم العاملون معى لملكوت 0هم من الختان فاقبلوه ، ويسوع المدعو يسطس ، الذى ) 11، 10: 4) ( كو 000هللا

    فهنا يق�ول الق�ديس ب�ولس أله�ل كولوس�ى ان م�رقس موج�ود مع�ه ف�ى روم�ا ، يس�لم عل�يهم ، وان�ه م�ن 0القالئل العاملين معه لملكوت هللا

    ما أثن�اء أس�ره األول ، يق�ول أيض�اً : وفى رسالة بولس الرسول إلى فليمون التى كتبها أيضاً من رو •( يس��لم عل��يكم ابف��راس المأس��ور مع��ى ف��ى المس��يح يس��وع ، وم��رقس وارس��ترخس وديم��اس ولوق��ا

    ) 24العاملون معى ) ( فل ب�ل يض�عه الق�ديس 0وهنا نرى القديس مرقس أخرى يعمل مع بولس الرسول فى تأسيس كنيسة روما

    0جيلى معه ، قبل ارسترخس وديماس ولوقا اإلنوأثناء األسر الثانى للقديس بولس ف�ى روم�ا ، يكت�ب م�ن هن�اك رس�الته الثاني�ة إل�ى تلمي�ذه الق�ديس •

    خذ مرقس وأحضره معك ، ألنه ن�افع ل�ى للخدم�ة 0تيموثيئوس ، يقول له فيها : ( لوقا وحده معى ) 11: 4تى 2) (

    مارمرقس وما ، فاحتاج بولس الرسول إلىوهنا نرى أن لوقا اإلنجيلى وحده لم يكن كافياً للخدمة فى رول��م يرج��ع إل��ى 0وق��د ذه��ب م��ارمرقس فع��الً إل��ى روم��ا ، وبق��ى إل��ى ج��وار ب��ولس الرس��ول 0بال��ذات

    0االسكندرية إال بعد استشهاد روسول األمم العظيم بقى أن نسأل سؤاالً هاماً وهو :

    مع من عمل مارمرقس فى روما ؟ مع بولس أم مع بطرس ؟ ابة على هذا السؤال ، ينبغى أن نسأل سؤاالً آخر ، أكبر وأعمق ، وهو : ولإلج

    من هو مؤسس كنيسة رومة ؟

    ـ بولس هو رسول األمم ، وبطرس رسول الختان : 1فه�ى إذن تق�ع ف�ى اختص�اص الق�ديس ب�ول 0إن مدينة روما هى بال ش�ك مدين�ة أممي�ة وليس�ت يهودي�ة

    ف��إن ال��ذى عم��ل ف��ى 0عل��ى إنجي��ل الغرل��ة، كم��ا بط��رس عل��ى إنجي��ل الخت��ان ال��ذى ق��ال : ( إن��ى أؤتمن��ت ) 8، 7: 2بطرس لرسالة الختان ، عمل فى أيضاً لألمم ) ( غل إذ يذكر سفر أعمال الرس�ل أن ال�رب ق�ال لب�ولس 0وتخصص بولس الرسول لألمم كان من الرب نفسه

    ) 21: 22: ( إذهب ، فإنى سأرسلك بعيداً إلى األمم ) ( أع بل إن الكتاب المقدس ـ بع�د أن يوض�ح أن ب�ولس ه�و رس�ول األم�م عام�ة ـ يخص�ص أن�ه الب�د أن يحم�ل

    وهك�ذا ش�هد الكت�اب ب�أ ب�ولس 0إسم المسيح مبشراً به فى رومية بالذات ، وهى عاصمة األم�م وقت�ذاك ، هك�ذا ينبغ�ى أن الرسول : ( وقف به الرب وقال : ثق يا ب�ولس ، ألن�ك كم�ا ش�هدت بم�ا ف�ى أورش�ليم

    ) 11: 23تشهد فى رومية أيضاً ) ( أع

  • إذن تأسيس كنيس�ة روم�ا م�ن جه�ة المنط�ق وم�ن جه�ة ش�هادة الكت�اب المق�دس ، ه�و عم�ل م�ن أعم�ال بولس بالذات ، على اعتبار أن الرب قد أرسله بنفسه إلى األمم ، وكلفه بالشهادة له فى روم�ا بال�ذات ،

    وهك��ذا ص��ار ب��ولس الرس��ول 0م كم��ا يعم��ل ف��ى بط��رس لرس��الة الخت��ان وأص��بح ال��روح يعم��ل في��ه لألم�� هوالمؤتمن على إنجيل الغرلة ( أى غير المختونين أى األمم )

    على أن البعض يزعمون أن القديس بطرس قد أصبح رسوالً لألمم أيضاً عندما عمد كرنيليوس حادث��ة فردي��ة ال تعن��ى مطلق��اً أن وواض��ح أن ه��ذه مج��رد 000م 40قائ��د المائ��ة الروم��انى ح��والى ع��ام

    ولم تكن هى الحادثة األولى من نوعها ، فعماد الخص�ى الحبش�ى ك�ان وال�ى س�نة 0بطرس رسول األمم م 57م ، 56كم��ا أن الرس��الة إل��ى غالطي��ة الت��ى كتب��ت ب��ين ع��امى 0م أى قب��ل ذل��ك ب��ثالث س��نوات 37

    تب��ر بط��رس رس��والً لألم��م ، ب��ل ذك��رت ه��ذه س��نة ، ل��م تع 16تقربي��اً ، أى بع��د عم��اد كرنيلي��وس بح��والى كم�ا ذك�رت ه�ذه الرس�الة أن ب�ولس ه�و 0الرسالة أنه رسول للختان على ال�رغم م�ن تعمي�ده لكرنيل�وس

    000رسول األمم المؤتمن على إنجيل الغرلة ـ رسالة بولس الرسول إلى رومية : 2

    ، كما تدل على عم�ق ص�لة المحب�ة تدل هذه الرسالة على شعور بولس الرسول بالمسئولية نحو روميةوالشركة فى العمل التى كانت بينه وبين كثير من المؤمنين ف�ى رومي�ة ، ال�ذين عرف�وا ال�رب م�ن قب�ل ،

    م ف��ى عه��د 45إم��ا ف��ى ي��وم الخمس��ين ، أو ع��ن طري��ق ص��لتهم بب��ولس لم��ا تش��ردوا ف��ى رومي��ة س��نة 0اقلوديوس قيصر

    إلى عدد ضخم من الشخصيات التى يعرفها ف�ى رومي�ة ، وفى هذه الرسالة يرسل القديس بولس سالمهإذ يق��ول : ( س��لموا عل��ى بريس��كال ، وأك��يال الع��املين مع��ى ف��ى المس��يح 00وبين��ه وبينه��ا ص��الت وثيق��ة

    س�لموا عل�ى ابينت�وس 0وعلى كثيراً التى فى بيتهم�ا 00يسوع ، اللذين وضعاً عنقيهما من أجل حياتى س�لموا 0سلموا على امبلياس حبيبى ف�ى ال�رب 0ى تعبت ألجلنا كثيراً سلموا على مريم الت 000حبيبى

    16 – 3: 16) وذكر بعد ذلك أسماء كثيرة م�ن أحبائ�ه وتالمي�ذه ( رو 00على أوربانوس العامل معنا (

    كله�ا ص��الت وثيق��ة بين��ه وب��ين رج��ال ونس��اء خ�دمهم ، فص��اروا م��ن أعوان��ه وأحبائ��ه ، وب��اتوا يترقب��ون ولم يس�تطع الوص�ول 0بفارغ الصبر ، لكى يمنحهم هبة روحية فى قيصرية حوالى سنتين مجيئه إليهم

    0م بعد رحلة بحرية شاقة 60إليهم إال حوالى سنة ـ الرسول بولس يكرز فىروما : 3

    28يروى سفر أعمال الرسل أن بولس الرسول وصل إلى رومية ، وتقابل مع وجهاء اليهود فيها ( اع :16 ،17 ( م ) لم تكن كلمة الكرازة قد وص�لت إل�يهم ، ب�ل ك�انوا بعي�دين ع�ن 60يبدو أنه إلى ذلك التاريخ ( سنة و

    0المسيحية ألن�ه معل�وم عن�دنا م�ن جه�ة ه�ذا 0وقد سألوا عنها بولس قائلين ( نستحسن أن نس�مع من�ك م�اذا ت�رى

    جهة هذا المذهب أنه يق�اوم ف�ى ) ألنه معلوم عندنا من 22، 28المذهب أنه يقاوم فى كل مكان ) ( أع ) ولم��ا ش��رح له��م ب��ولس الرس��ول ش��اهداً بملك��وت هللا ، ومقنع��اً إي��اهم م��ن 22، 28ك��ل مك��ان ) ( أع

    ناموس واألنبياء ، حدث شقاق بينهم ( وانص�رفوا وه�م غي�ر متفق�ين بعض�هم م�ع بع�ض ) حت�ى وبخه�م سمعون سمعاً وال تفهم�ون ، وس�تظرون الرسول بقول الروح القدس عنهم على فم إشعياء النبى : ( ست

    ألن قلب هذا الشعب قد غلظ ، وبآذانهم قد س�معوا ثق�يالً ، وأعي�نهم أغمض�وها ) ، 0نظراً وال تبصرون حتى أن بولس الرسول ختم حديث�ه معه�م بقول�ه : ( فل�يكن معلوم�اً عن�دكم أن خ�الص هللا ق�د أرس�ل إل�ى

    0) 28 – 23: 28األمم وهم سيسمعون ) ( أع م ، فأين كانت إذن ك�رازة 60فلو كان حتى اليهود الذين فى رومية ال يعرفون يئاً عن المسيح إلى سنة

    القديس بطرس هناك ، ل��و ك��ان ق��د ذه��ب حق��اً إل��ى هن��اك وك��رز باس��م المس��يح ؟! وكي��ف يمك��ن تفس��ير ق��ول ال��ذين ق��الوا إن م��ار

    أن يك�ون الق�ديس بط�رس ق�د ك�رز ف�ى م ؟! وهل يعقل 49م أو سنة 42بطرس قد ذهب إلى روما سنة

  • سنة ، ومع ذلك عندما يذهب بولس إلى هناك يجد الناس ال يعرف�ون ع�ن 12سنة أو 18رومية حوالى المس��يحية ش��يئاً ؟! إنه��ا إهان��ة لعم��ل روح ال��رب ف��ى ه��ذا الرس��ول العظ��يم ال��ذى بعظ��ة واح��دة ف��ى ي��وم

    0000شخصاً اعتمدوا جميعاً 3000الخمسين اجتذب إلى الرب ولكننا نقول ان الذى كرز فى روما بال شك هو بولس الرسول الذى يق�ول عن�ه الكت�اب بك�ل وض�وح ان�ه

    كارزاً وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه ، 0أقام فى رومية ( سنتين كاملتين فى بيت إستأجره لنفسه ) وبه�ذا الخب�ر 31، 30: 28بملكوت هللا ، وعلماً ب�أمر ال�رب يس�وع ، بك�ل مج�اهرة ب�ال م�انع ) ( أع

    0العام يختم لوقا البشير سفر أعمال الرسل إل��ى أن مث��ل أم��ام 000ف��ى ه��اتين الس��نتين اس��تطاع ب��ولس الرس��ول أن يؤس��س كنيس��ة قوي��ة ف��ى روم��ا

    وتكاد تؤكد جميع األدل�ة التاريخي�ة أن�ه 0المحكمة ليحاكم من أجل التهمة التى حضر بسببها إلى رومية ك المحاكمة ، وأطلق سراحه ، فاستمر يخ�دم س�نوات أخ�رى ف�ى حري�ة ، ف�ى رومي�ة وف�ى قد يرئ فى تل

    0م 667غيرها ، حتى قبض عليه ثانية واستشهد على يد نيرون حوالى سنة ـ القديس بولس يكتب رسائل من رومية : 4

    000ومن رومية كتب بولس الرسول عدة رسائل 0يد تيخيكس من رومية كتب رسالته إلى أهل أفسس على

    0ومن رومية كتب رسالته إلى أهل فيلبى على يد أبفرودتس 0ومن رومية كتب رسالته إلى كولوسى بيد تيخيكس وأنسيموس

    0ومن رومية كتب رسالته إلى فليمون بيد أنسيموس الخادم ـ بولس ال يبنى علىأساس وضعه آخر : 5

    يت��اً هن��اك يك��رز في��ه ب��الملكوت ، ويقب��ل ك��ل ال��ذين إن تبش��ير ب��ولس الرس��ول ف��ى رومي��ة ، واس��تئجاره بيدخلون إليه ، معلماً بكل مجاهرة بال مانع ، لدليل اكيد على ان بطرس لم يكن قد ذه�ب إل�ى رومي�ة بع�د ، خاص��ة وأن ب��ولس الرس��ول يق��ول بص��راحة ع��ن ك��ل خدمت��ه لألم��م وتبش��يره بإنجي��ل المس��يح : ( كن��ت

    ) فل�و 20: 15المسي ، لئال أبنى على أس�اس آلخ�ر ) ( رو محترصاً أن أبشر هكذا ، ليس حيث سمى 0كان بطرس قد وضع أساس كنيسة روما ، ما كان بولس قد بنى عليه

    من غير المعقول أن يكسر مبدأه الكرازى فى روما ، ويتعدى على اختصاص�ات بط�رس ل�و كان�ت روم�ه حقاً إيبارشية بطرس !!

    حيث كان بولس يبشر فيها فمتى 0م 62إلى رومه حتى سنة فإن ثبت بذلك أن بطرس لم يكن قد ذهب ذهب بطر إذن إلى روما ؟!

    ـ هل ذهب بطرس إلى رومه ومتى ؟ 6فبع�د أن بش�ر ف�ى ال�ي انطاكي�ة ، ث�م 0أ ـ المعروف أن القديس بط�رس قض�ى ك�ل بش�ارته ف�ى المش�رق

    يما بعد رسالته إلى المغتربين م�ن وهكذا أرسل ف 0توجه إلى بنطس وغالطية وكبادوكية وآسيا وبثينية 0) 1: 1بط 1شتات هذه المناطق (

    ب ـ ومع أنه لم ترد ف�ى الكت�اب المق�دس آي�ة واح�دة ص�ريحة تثب�ت ذه�اب بط�رس إل�ى روم�ا أو تبش�يره 0م 67فيها ، لكننا نعرف من التقليد أنه استشهد فى روما فى عه�د ني�رون الظ�الم وربم�ا ح�والى س�نة

    0ليل أو قبل ذلك بقفغالبي�ة الم�ؤرخين ي�ذكرون أن ني�رون ق�د 0جـ ـ وتختلف أقوال المؤرخين فى س�بب ذهاب�ه إل�ى روم�ا

    وي�رى العالم�ة أوريج�انوس أن 0قبض عليه باعتباره من قادة المسيحيين ، ونقل إل�ى روم�ا لمحاكمت�ه إن ذهاب�ه إل�ى روم�ا ل�م القديس بطرس إلى روما فى أواخر أيام حياته لمقاومة سيمون ، أو لكليهما ، ف�

    ف�إن كنيس�تها ق�د تأس�تت بواس�طة ب�ولس 0يكن على أية الحاالت لغ�رض تبش�يرها أو تأس�يس كنيس�تها م تقريب�اً 65الرسول كما قلنا ، بينما أن القديس بطرس لم يذهب إليها إال فى أواخر حياته ح�والى س�نة

    0 الكاثوليك من أن بط�رس الرس�ول اس�تقر ف�ى د ـ لذلك نتلقى بمزيد من الدهشة والعجيب ما يقوله بعض

    م ) !! وك�ل ذل�ك دون أى س�ند م�ن الكت�اب المق�دس أو م�ن 67إل�ى س�نة 42سنة ( م�ن س�نة 25روما 0التاريخ !! مع مالشاة عمل بولس الرسول الواضح فى سفر أعمال الرسل وفى رسالته إلى رومية

  • 0يتة هـ ـ وفى الرد على هذا االدعاء ، نذكر الحقائق اآلم ، فكي�ف ك�ان ف�ى روم�ا ف�ى ذل�ك 44يجمع المؤرخون علىأن بطرس كان سجيناً فى أورشليم سنة •

    الوقت ؟! م وق�د أش��ار 45* وم�ن المع�روف أن كلودي�وس قيص�ر فف�ى جمي�ع اليه��ود والمس�يحين م�ن روم�ا س�نة

    هب إليها ف�ى تل�ك ) فمن غير المعقول أن يكون بطرس قد ذ 2: 18سفر األعمال إلى هذه الواقعة ( أع 0السنة

    وه�ذا 0م 49لذلك يقترح البطريرك مكس�يموس مظل�وم أن يك�ون بط�رس ق�د ذه�ب إل�ى روم�ا س�نة • 0م كان حاضراً مجمع الرسل فى أورشليم 50أيضاً غير معقول ألنه فى حوالى سنة

    س م حينم�ا كت�ب ب�ول 58أو 57ومن غي�ر المعق�ول ان يك�ون بط�رس ق�د ذه�ب إل�ى روم�ا قب�ل س�نة •الرسول رسالته إلى أهل رومية طالباً أن تتاح له فرصة أن يذهب إليهم لتبشيرهم باإلنجيل ( ليكون له ثمر فيهم أيضاً كما فى سائر األمم ) قائالً لهم : ( فهك�ذا م�ا ه�و ل�ى مس�تعد لتبش�يركم أن�تم ال�ذين

    ) 16 – 14: 1 ف�ى رمي��ة أيض��اً ألن��ى لس�ت اس��تحى بإنجي��ل المس��يح ألن�ه ق��وة ال��ه للخ��الص ) ( رووهذا دليل على أن بطرس لم يكن قد بشرهم بع�د باإلنجي�ل ، وإال ك�ان يطل�ب ب�ولس أن ي�ذهب إل�يهم

    0لتبشيرهم م ، وسلم عل�ى ع�دد كبي�ر م�ن الن�اس هن�اك ، 58ولما أرسل بولس رسالته إلى رومية حوالى سنة •

    هم مم�ا ي�دل عل�ى ان�ه ل�م منهم عشرون شخصاً وأسرتان ، لم يذكر إسم بطرس ضمن ال�ذين ل�م عل�ي 0يكن فى رومية فى ذلك التاريخ

    م ، لم يذكر الكتاب أنه أنه تقابل مع بط�رس 60وعندما وصل بولس الرسول إلى رومية حوالى نة •هناك ، بل أن المقابلة بين بولس ووجهاء اليهود فى رومية دلت على أنهم م�ا ك�انوا يعرف�ون ش�يئاً

    0على أن القديس بطرس لم يكن قد بشرهم باسم المسيح بعد عن الدين المسيحى ، وذلك يدل فإن كان بط�رس ق�د وص�ل ب�ع ه�اتين الس�نتين ( 0وهكذا قضى بولس سنتين يبشرهم ويؤسس الكنيسة

    0م ) ، فمعنى ذلك أنه وجد كنيسة مؤسسة ثابتى على يد بولس الرسول 63، أو 62أى بعد سلها بولس الرسول من رومية لم يذكر إسم القديس بطرس نالحظ أيضاً أنه فى كل الرسائل التى أر •

    0، مما يدل على انه لم يكن موجوداً فى ذلك الوقت فى رومية يضاف إلى كل هذا أنه ال يمكن للعقل أن يصدق أن القديس لوق�ا كات�ب س�فر أعم�ال الرس�ل ال�ذى ل�م •

    ل ذهاب بطرس إل�ى روم�ة ) ، يغف 18: 18يغفل تسجيل عالقة حالقة رأس بولس فى كنخريا ( أع سنة هناك ( !! ) وتأسيسه كنيسة عاصمة االمبراطورية ( !! ) ل�و ك�ان ش�ئ م�ن ذل�ك 25وقضاءه

    0حدث فعالً ل��ذلك كل��ه ن��رجح رأى أوريج��انوس أن بط��رس الرس��ول أت��ى إل��ى رومي��ة ف��ى أواخ��ر حيات��ه ( تقربي��اً •

    0واستشهد هناك م ) لمطاردة سيمون الساحر وقبض عليه فى رومية 65حوالى سنة ـ هل إنجيل مرق هو عظات بطرس فى روما ؟ 7

    إن كان بطرس لم يكرز فى روما فال محل إذن للقول بان مارمرقس قد ساعد بطرس الرسول فى تبشير روما ، وال محل إذن للقول المغلوط المنس�وب إل�ى بابي�اس ف�ى أن م�ارمرقس كت�ب إنجيل�ه أله�ل رومي�ة

    0وه وسمعوه من بطرس ليسجل لهم ما سبق أن تعلمإن كان بطرس الذى ينسب إليه تأسيس الكنيسة ، لم يكرز هن�اك ، 00القضية إذن مزعزعة من أساها

    000فمرقس الذى يقال انه سجل بطرس هناك ال يكون قد سجل شيئاً !!

  • أهمية هذه المدن فى موضوعنا : األسباب اآلتية : ترجع أهمية هذه المدن فى موضوعنا إلى

    0ـ ولد بها القديس مارمرقس ، قبل أن تهاجر أسرته إلى فلسطين 1ـ� 3قبل أن يدخل البالد المصرية ويك�رز ف�ى االس�كندرية باس�م المس�يح ـ كما أنه برها باإليمان قبلنا ، 2

    على يدي�ه فيها ، وأجرى هللا 000رجع إليها مرة أخرى ، وافتقدها ، وسام لها الرعاة والكهنة والخدام 0الكثير من اآليات والمعجزات

    ) فيق�ول الكت�اب ( 10: 2ـ وكانت هذه البالد ممثلة عند حلول الروح القدس فى اليوم الخمسين ( أع 4وإن كان�ت 0ونواحى ليبية التى نحو القيروان ) وظللت هذه المدن تابعة زمناً طويالً