١

غزل الربيع لو رأتها الطيور الجارحة لهجرت الصيد ولزمت التغرید ، ولو رآها السندباد "

"…ألحرق سفنه

أیمن الجندي.د

طبقا لقوانني امللكية الفكريةא אא

א .אא

א א أو عـرب االنرتنـت(א اى أو املدجمــة األقــراص أو مكتبــات االلكرتونيــةلل

א )أخرىوسيلة אא.

.א א

٢

أسرار المصابيح-١ إغالق -٢ تالمس-٣ غرباء-٤ العالم السري لألستاذ سعيد-٥ أیتام-٦ سأغني-٧ آبار یصغرون أحيانا-٨ حصار-٩ الربيعغزل-١٠ أحالم الشباب-١١ نقود ملعونة-١٢ ليال باردة-١٣ خفایا المدن-١٤ آهرمان-١٥ ثغرة إلى عالمها-١٦ موعد-١٧ دیسمبر عاد من جدید-١٨ دروس في الشر-١٩ أیمن شو- ٢٠

٣

أسرار المصابيح … الدرب يتزين آعذراء تجلو حسنها في ليلة عرسها

ور ة والن ين الظلم د فاصل ب ة ح ور ا .. ثم اك، والن امر الكثيف هن لظالم الغدرب في نسق انبي ال ى ج ة عل الباهر هنا تتألأل به آالف المصابيح الكهربائية الملون

. بديع مثل ينبوع من النور يتدفق في حلكة الظالم…..

د ال ى ح ا إل وا وبريئ يء حل ل ش ه آ دا ل رة فب وم الظهي ن ن تيقظ م اسه .. يصدق ذلك .. شيء يشبه مذاق السكر في طفولت ه تفسير واضح ل م يكن لدي د .. ل لق

د من أخلد إلى النوم آمألوف عادته بعد يوم حافل ثم انتبه من غفوته فإذا به آمن يولو .. جديد ه ل وه ولعل ه لت تيقظ من ا اس ان حلم ه الماضية آ حتى خال أن جميع اآلم حيات

ذ عشرات األعوام ه من ذي آان ل ال ك الطف رآة لوجد ذل ل الط .. طالع صورته في الم ف .. الذي آان يقفز ألعلى ليرى صورته في مرآة الحمام المرتفعة

هل هطل الغيث في . وتساءل في نفسه أية أسرار للروح ال ندري عنها شيئا ؟ ال صحرائه الجرداء دون أن يدري ؟ آانت روحه سهوال شاسعة من الجدب والرم

ون ألف ل ون ب دلها ورودا تتل ارك يحمل السر القدسي أب اء مب أي م ألف .. ف وح ب وتف . وتبوح بألف سر .. عطر

يارته ومضى يجوب ى س ارتدى ثيابه والطف زوجته ولثم أطفاله ثم دلف إل .. طرقات المدينة دون هدف محدد

………….. م .. لشد ما يصبو إلى االنفراد بنفسه واالنطالق إلى آفاق الكون الرحيب آفاق ل

ل ه هو نفسه من قب ى بال ي .. تخطر عل ا ف اق أغرب منه ه وآف ى .. داخل م يفطن إل لبطء أ في روحه ب ى البيض في العش .. التحول الذي آان ينش د عل ان الطائر يرق آ

دري هو نفسه عالم ام طوال دون أن ي ه .. ويعتزل أترابه ألي د أن السر تكشف ل بيد اء مسبحا بحم ا بالغن ين مزقزق د يشق الجدار مغمض العين رخ الولي عندما راح الف

.. ربه فلتكن ليلة .. أصدقائه لكنه لم يشعر بحاجة إلى لقائه هذه الليلة الح له بيت أعز

يهرع المرء إلى أصدقائه إذا .. عرسه والمرء ال ينفرد بأصدقائه في هذه الليلة بالذات م يجد صديقا استجدى العطف إذا ل راد بنفسه ،ف ة االنف استشعر الوحشة وخشي مغب

بيل من ابر س ا ي ع ه حينم م، ولكن وان أعج ه أو من حي ع نفس ون وم ع الك نسجم مه يضن بصفائه أن .. م مقاصده فإن وزه ويعل حينما يفهم باإللهام لغة الكون ويفك رم

أليس آذلك؟ . . إن البئر يظل صافيا حتى يكثر واردوه .. يعكره اآلخرون ذي ال ينتهي إنه يخشى أن يلتقي بأحد أصدقائه فيبدأ آالهما حديث الشكوى ال

: صارت الحياة ال تطاق - الطريق ساحة قتال وأحيانا قتل- صخب وجنون - انهارت الذمم ومات الضمير وال عزاء-

٤

. جميعهم لصوص - انهار صرح التعليم- آن ذئبا إذا أردت أن تحذر الذئاب- انظر إلى عري النساء- ذهبت النخوة وصار الدم عصيرا - . ال أمل .. ال أمل -

ي ر صاحبه ف نهم ظه ل م د آ راة يجل ل من الع ة صف طوي دم . هم يتفجر الا .. فيغرق جسده وجسد جالديه في ذات الوقت ا أحد وآأنن ال نرحم أنفسنا وال يرحمن

. أشد الناس لددا ومقتا لذواتنا . نتشاآى وآـأن هناك عقابا صارما لمن ال يفعل

…………………. المادة األولى من قانون العقوبات

ل ویعاقب من ال یفعل .. على آل مواطن أن یشكو ویتذمر " ة ال تق ذلك بغرام "… عن مائة جنيه أو الحبس مدة ثالث سنوات أو بكليهما معا

. ….. ال يمل من حديث الشكوى .. مضى يجوب الطرقات ويفكر أنه ليس بمنصف

. وآأنه نوعية ممتازة فوق البشر . ليس صحيحا على اإلطالق .. هذا ليس صحيحا

ل ى األق ر ليست لدي .. األمر ليس آذلك بالنسبة له عل ه مواهب خاصة أو غيدؤوب .. خاصة ى العمل ال د عل ه جل يس ل ة ول ال اليدوي إنه ليس ذآيا وال يجيد األعم

. وليس .. ،ال يجيد اللغات وليس بكاسح الشخصية وليس ى دا عل ا واح ال قرش إن األشياء التي ال يجيدها لتكفي أن تجعله مليونيرا لو ن

. آل منها ه بالفعل قد نال أآثر مما يستحق ؟ أن لماذا ال يكون عادال ويعترف

ا ي يقوده يارة الت ذه الس ثال - ه ه – م ى امنيات ن أغل م تك ق .. ؟ أل ن يرم م يك أله ون لدي وم تك م بي ه ويحل يغمض عيني ات ف ي الطرق رق ف ي تم يارات الت ود الس حش

ا ؟ وم سيارته الصغيرة ليدللها ويعني به ام آل ي م – ويجد أال يجد الطع - وهو األهو ألم يتزوج وينجب أطفاال ؟ الطعام الشهية لهذا ود ل ه في م يسارعون إلي رون وه يتعث

م لي ؟ ألم يجد عمال مناسبا يحملهم في أحداق مقلتيه ذين ه اطلين ال فلت من طابور العه؟ دا من يهم نفسه ؟ .. أآثر موهبة وأشد جل ه أصدقاء مخلصون تسكن إل يس ل هل أل

ل قدمه ولكن اهللا سلم ؟ يذآر اآلن آم أنقذه اهللا من تهلكة آادت أن تزعور ي الش ة ف ة متع ل ثم وظ ؟ ه دار المحظ ى األق ه فت رف أن اذا ال يعت لم

. باالضطهاد والرثاء للنفس؟ ال ريب أنها هناك ولكنها متعة آثمة شريرة……………………

ة ة النائم ات المدين يارة يجوب طرق ه بالس ل في تجوال آان قد أنفق معظم اللي .. ا حتى أقترب الفجر، فبدأ يتجه إلى منزله ويعرف أسرارها ويناجي دروبه

٥

مئات : أدهشته تلك األضواء الساطعة على جانبي الطريق المفضي إلى منزله ة .. آالف .. ن المصابيح الملون ل عشرات اآلالف م ل ق ة .. ب ي هال بح ف درب يس وال

وتساءل في نفسه آيف لم يلحظها عندما غادر منزله ؟ .. فريدة من األضواء الباهرة . ريب ذلك غ

ا؟ من واألغرب ة؟وما الهدف منه ذه المصابيح الالنهائي هل .. هو صاحب ه ثمة عرس ألحد أثرياء الجيرة ولكن من يتحمل عبء التكاليف المادية الباهظة؟

هل ينوى أحد آبار المسئولين زيارة الطريق ؟ ولكن لم؟ وألي هدف؟ دع أنه . ال توجد الفتة تدل على ذلك . ثمة شيء ال يفهمه

…………………. ه في دهشة وارتاحت ه وهو يتلفت حول غادر سيارته ومضى صوب منزل . عيناه على شيخ يرتدي ثيابا بيضاء ويتجه صوب المسجد القريب ويرنو إليه مبتسما

توقف وتساءل عن سر المصابيح؟ تبسم الشيخ قائال

آلها لك .. إنها لك .. ال سر هناك - قال في دهشة عارمة

ليلة بالذات؟ ولكن عالم هذه ال - قال الشيخ وهو يربت على آتفه في مودة

.. لكنك لم ترها إال الليلة .. لقد آانت هناك دائما-………………… ..

٦

إغالق

. غادر منزله وأوصد الباب خلفه ال مضي يهبط الدرج وهو يفكر في ذلك الرجل الذي آان أول من ابتكر األقف

ى مصراعي .. ة عل ت مفتوح وابهم آان ب أن أب وبهم ال ري ل .. ها آقل ك الرج إال أن ذل حينما عاد إلى منزله بغنيمة أدارت رأسه من الثمار أو بثور آامل تتساقط منه الدماء

م . أو بأية ثروة فادحة بمقياس عصره فإن خشيته على تلك الغنيمة قد أورثته السهد لام داره هي ال ردد أم ك الخطوات التي تت وهم أن تل ل وت ن طوال اللي ه جف يغمض ل

ين ب للصوص مقبل اب . ري ف الب عه خل ل فوض ر ثقي ى حج د إل ه وعم ادر فراش غ . ليوصده وأوصد في الوقت ذاته قلبه إلى األبد أمام عشيرته

……………. ر و األخ دا ه ة موص اب البناي ان ب اح .. آ ن المفت تش ع عوبة مضي يف بص

ه ى تعرف علي ة حت ه .. الخاص بالبناي اتيح بعضها يخص منزل ل عشرات المف يحميارته وغرف اتيح لس ة مف ه وثالث زل والدت ه ومن ه وعمل ه وخازنت ه ومكتب ة نوم

ى .. امرأة حبل دو آ رواله فيغ ا س تفخ به اقيه وين ؤلم س ي ت اتيح الت ن المف رات م عش

ان .. زن آالف األطن ه وت ا في يدي عشرات المفاتيح التي تزن نحو رطل إذا أمسك بها يلبث أن من التعاسة ترزح تحت أغاللها روحه ،يتمرد أحيانا م م ا ث ويلقي بها جانب

. يعود صاغرا لحملهاه ى إغالق وا عل آان باب البناية مفتوحا فيما سبق أال أن سكان البناية قد أجمعدي ا تعاسته ،حاول أن يب ا تفاقمت به ا مفتاح منذ أيام قليالت واحضروا لكل قاطنيه

د تفاقمت حوادث . ال تدحض - لألسف – اعتراضا إال أن حجتهم آانت السرقة في لقة من ي الكلم ا تعن داخلها بكل م ازل وأصحابها ب ام المن م اقتح ات المجاورة وت البناي

. إيحاء بالقتل المخيف .. عليه أال ينسى إغالق الباب آما آان آيال يبوء بدم أحد جيرانه .. حسنا

…………… . ه آان الرجل يتفقد بيته الخاص الذي شرع العمال في بنائه ،لم يكن يعرف أن

رون التي تفصل يش به ذلك البدائي الذي آان أول من ابتكر األقفال رغم عشرات القه . بينهما ه ورضى عن مواهب ئ فخرا بذات راح . غليظ الصوت عدواني السمات يمتل

ه اول يتبع فتيه .. يهز ردفيه الثقيلين ويلهث بينما آان المق اء ويقلب ش شرع يتأمل البندم في في سخط ثم هتف موبخا ذلك المهندس المر ذي تصاعد ال تبك حديث الخبرة ال

. أذنيه عالم هذه النافذة العريضة ؟ - . سيكون المشهد منها خالبا وال ريب - هذا دأبهم منذ األزل . إن اللصوص يتسللون دوما من النافذة -

قال في ارتباك . أعدك بهذا . سأجعلها ضيقة . آسف جدا -

قال مفكرا

٧

. أظن أن هذا ال يكفي-……………………………

اآلن يتجه صوب سيارته و األول يخص الباب والثاني للمقود والثالث لخزان .. لديه ثالثة مفاتيح لسيارته

دما تعددت .. الوقود ذار من السرقة بع زة اإلن ا لترآيب أحد أجه ه أضطر مرغم لكن . حوادث سرقة السيارات في اآلونة األخيرة

ه و رة، والحت ل ة والحي عر بالغرب و يش يارته وه ود س دي مضى يق وه قائ جاد التي ين األجس ل مالي السيارات المارقة وآأنها تتسابق من الغيب صوب القبور،مث

ا . توارت في باطن األرض منذ عهد آدم عليه السالم رى أي ن ي ه ل وفكر في حزن أنه األرض ى وج ر عل ة البش ه بكاف ي تجمع ى الت ائج القرب م وش ك رغ د ذل نهم بع م

ين األشد إيالما للنفس أ .. والمحزن .. ى مالي م عل ابهم األل ذلك وال ينت نهم ال يهتمون ب . الفرص الضائعة للتعارف الحميم بإخوانهم البشر

……………….. . متسع إلى حد ال يطاق .. إن الباب متسع جدا -

قال المهندس وهو يبتلع ريقه في صعوبة . آالمعتاد . هو ليس واسعا إلى هذا الحد - . إنه يتسع لمرور الكثيرين -

. فليكن ضيقا .. يدي حسنا س- . أظن أن هذا أيضا ال يكفي-

…………… الحت له إشارة المرور حمراء فتوقف بسيارته

ع .. ومضى يرتقب اإلشارة الخضراء يارته شرع يتطل ومن خلف زجاج سنفس .. إلى شرطي المرور وي المحبب لل ك الطابع األب شعر .. آان رجال مسنا له ذل

. رة حكيمة متفهمة أشيب تساقط اغلبه وجفون متورمة ونظة أن .. آان باختصار يشبه أباك أو عمك أو معلمك العجوز ة جارف أحس برغب

. يعانقه أو يربت عليه مداعبا ليظفر بابتسامته التي هي البد بريئة فاتنةان ه في حب وحن أن يرمق ا اآتفى ب ه ،وإنم ك آل ى فعل ذل م يجرؤ عل لكنه ل

. مبتسما له في ود…………..

ة برغم انعكاس الض ك الضحكة الهازئ وء فإن الشرطي قد أبصر بوضوح تل السمجة من ذلك الوغد الذي يقود سيارته غير عابئ بأمثاله من الكادحين تحت سياط

. الشمس الملتهبة . واآلن ماذا يصنع سوى أن يتجاهله وهو يلعنه في أعماق ذاته؟

………………………………. قال الرجل وهو يضحك في مرح

د توصلت إل - ي ق د أظن أنن ا أري دة . ى م ال فائ اب ف ذة والب ال داع للنافذا . ترجى منهما ا ، به سأمكث ها هنا وعليك أن تشيد الغرفة حولي وتحكم بناءه

. وحده أثق أنه لن يتسلل إلى داري أحد……………

٨

. صارت اإلشارة خضراء ان ا آ ه ،وبينم ؤاد من جراء أعراض الشرطي عن يارته آسير الف مضى بس

ة أدرك .. ده محييا الشرطي في يأس يمر بجواره لوح بي رأة الخلفي لكنه من خالل الم … يده الممدودة باإلخاء والسالم- دون مبرر مفهوم- بوضوح أن الشرطي قد تجاهل

……………………… .

٩

تالمس ١٩٥٤ يناير

..… عطلة منتصف العامة المنصورة ات مدرس ل طالب اهرة وهي تق ة تمضي صوب الق ت الحافل آان

ات ة للبن د .. الثانوي د أنهن ق م يصدقن بع ي ل ات الالت الى صخب البن ا تع ومن داخلهم المبيت بإحدى ردهن ث ائهن الغاضبين بالسماح لهن بالسفر بمف اع آب أفلحن في إقنة منتصف اء عطل ا أثن ة بتنظيمه ي قامت اإلدارة التعليمي ة الت ك الرحل ادق في تل الفن

. العامام ي ع ال و ١٩٥٤ ف ك ضربا من الخي ان حدوث ذل د أفلحن آ ات ق لكن البن

ام واالعتكاف في دموع الساخنة واإلضراب عن الطع والحق في تحقيق المحال بال . غرفهن

ؤالء ال له د صور الخي وت، فق ى الم ال حت توجب القت ديهن يس ر ل ان األم آ . الغريرات أن ثمة سعادة ديناصورية في التحرر من رقابة األسرة لعطلة قصيرة

ة التي استغرقت نحوا من ال عجب أن انفجر المرح في ة الرحل ة طيل الحافلك . ثالث ساعات ائعة في ذل ردد البنات آل ما يحفظن وما ال يحفظن من األغاني الش

. العهد حتى بحت أصواتهن من فرط الغناء ة جار الخضراء المتالحق ل األش ذة وتتأم ر الناف و عب ت ترن دها ظل ا وح ثري

.…… تسامة مهذبة متحفظة وتجيب على مزاح صديقاتها باب .. آاألشباح………………..

١٩٩٩ ه دق العتيق ليقضي ليلت آان شعورا غامضا أشبه بالنداء حينما ولج باب الفن

د م يقض مصالحه بع ة ول ل . فيه حينما أدرآه الليل في تلك المدين در أن قضاء اللي ق . في إحدى الفنادق أوفق من معاودة السفر في الصباح التالي

درج فاحت رائحة وحينما قاده العامل العجوز إلى غرفته وبينما هو يصعد الل ر الرج ي اث م مضي ف ه ث تعاد ثبات ى أس ة حت ف وهل دوار فتوق ابته بال ة أص عتيق

. العجوز الذي لم يتوقفر ه وال يثي ر رهبت ى حد يثي ة إل ه الرائحة مألوف وتساءل في نفسه لماذا تبدو ل

. ارتياحهى داخل وعندما عالج الخادم العجوز الباب العت يق ذي الصرير ودلف هو إل

.. الغرفة أدرك هو أنه يعرفها على نحو ماه ودون أن يطلب ة دون أن ينظر إلي ادرا الغرف – واستدار الخادم العجوز مغ

البقشيش- ويا للغرابة م دا ل د أن أح دلة وأدرك دون جه تائر المس ق والس اث العتي ل األث رع يتأم ش

. يلجها منذ عهد بعيد………………………………….

١٠

ة اض أن الغرف ين في ي يق ة وأدرك ف ن الغرف وح م نين تف ة الس ت رائح آانه ا يجعل أثير واإليحاء م ك من الت ا آانت تمل ا ولكنه دري آنه ا ال ي مسكونة بطاقة م

... . يرتجف .. شيء ما يناديه

ا لبث أن م م ة راح يتجول ،ث دء الخليق ذ ب ه من ذي يعرف ان ال هنا في هذا المكه ( قوائم العالية بكامل مالبسه رقد على السرير ذي ال ه بأن ه همس ل شيء ما في داخل ) ال يليق به أن ينضو ثيابه

. وطفق ينتظر : آال لم يكن نائما،وإنما آانت تلك األبيات تنقش داخله في صمت .. لم ينم

أیها اآلتي في غيب الزمان مجهول المكان .. غامض الكيف

ضع یدیك في اثر یدي ..… واطو الزمان تلتق الكفان

ا اللونين األبيض واألسود وآأنه لم يفهم شيئا بعد ،ولكن الحت له صورتها بة في إحدى المجالت المصورة ى سر .. صورة قديم ان عل ا المنطويت وآانت عيناه

. مخيف هما أبرز ما فيها…..

١٩٥٤ د ع بع آان تدافع البنات صوب باب الفندق أشبه بجنود يقتحمون الحصن المني

.. لحق آاد الدرج ينهار من جراء رآضهن صوب حجراتهن في ا .. طول حصار د طء وق ي ب عد ف ا ومضت تص درج تمام ال ال ى خ ت حت دها تمهل ا وح ثريا ى غرفته ا إل ي طريقه أخوذة ف ي تمضي م ة وه رة مخيف ا نظ ي عينيه مت ف ارتس

. المنفردة…………….

ه دري آنه راحت تتجول في الغرفة على مهل وتتطلع إلى شيء مجهول ال تال يوشك أن يحدث آا .. را جل أن أم ا ب ر . ن ثمة شعور غامض يستحوذ عليه را غي أم

. مألوف ولكنه يوشك أن يتجسد لها . وراحت تحملق في السقف وترتقب .. رقدت بثيابها الكاملة على السرير

ترتقب………….

وهجتين .. وفجأة لمحته ين المت الم والعين ك الوجه الح ا .. ذل الرجل التي لطالم . لها لتنكس أعالمها وترفع علمه الحبيب ليرفرف في فضاء روحها ترقبت أن يلوح

رير ى ذات الس د عل ذات ويرق ة بال ذه الغرف ي ه ا ف ان معه ا للخجل – آ – وي . ويراها مثلما تراه

ا تحجز ين عام ة وأربع ل وخمس ط وآيف يفع ها ق م يمس ه ل ا لكن ان بجانبه آ . بينهما مثل واد سحيق يفصل بين قمتي جبلين متقابلين

. ستكون حتما قد قضت نحبها حينما يولد، أو تكون عجوزا بمثابة األم له

١١

دة ى المنض ديها عل م وضعت ي ة ث ي الغرف دور ف ة وراحت ت انتفضت قائم وراحت تهمس . المليئة باألتربة فترآت أثرا ظاهرا ليديها ،

أیها اآلتي في غيب الزمان مجهول المكان .. غامض الكيف…………………

١٩٩٩ ومضى صوب المنضدة بشعور أقرب لإللهام ،وهناك رأى وهو غادر فراشه

. يرتجف ذلك األثر القديم ليديها لم تمحه األيام وال علته األتربة لحظتها فحسب أدرك مغزى األبيات الغامضة، ومضى يردد

ضع یدیك في اثر یديدها البضة .. وببطء وضع يدا مترددة مثلجة على موضع الكف حيث آانت ي

. ترتقبه منذ أعوام بعيدة الدافئة واطو الزمان

وة ا اله آان يقف على قمة الجبل وهي هناك على الجانب اآلخر يفصل بينهمتحيلة ذي .. المس ديم ال ا الق و وجهه عرها وأحب ه ث بخصالت ش اح تعب ت الري آان

ا حر عينيه باه س ود ،وس يض واألس اللونين األب ان ب ا آ د م دا بع ون روي ار يتل ص . طلعتين إليه العميقتين المت

.. أغمض عينيه ثم وثب إلى الجانب اآلخرذعن ة بيضاء ت ل حمام ه مث ين تحت يدي ي راحت تل ا الت وأحس بملمس آفه

و .. للمسة حنان … تلتق الكفان

……

١٢

غرباء لم يكن قد أمسك فأسا من قبل وال اعتادت يده .. امسك بالفأس ورفعه في عزم

ه تح دائي، ولكن وة الناعمة ملمسه الخشن الب ه في ق ى نفسه ومضى يهوي ب امل علجرة ذع الش ى ج داء . عل ع أص جرة م يم الش ع صوت تهش ه م زج صوت لهاث وامت

. أصوات غاضبة تقترب من بعيد………………………………………….

) الحكایة آما یرویها العجوز ( . شمس بعده آان مساء أغبر لم تشرق

زج .. قضيتهم بالكامل منحينا على أرضي .. عمري سبعون عاما قطرات تمت . عرقي بذرات التراب بطعم اللهفة بمذاق الفرح ان ة من مع ه الكلم اة مقدسة وأن .. فالح أنا بكل ما تعني أن الحي ؤمن ب فالح ي

. المساس بها جريمة يستحيل اإلغضاء عنهاا أبصرت احني حينم لذلك يجب أن تتفهموا مشاعر الغضب الجامح الذي اجت

زة ذلك المأفون يتسلل آاللص في ظالم ا ل ليهشم شجرتي العزي ة .. للي شجرتي الثمين . التي ال نظير لها في بر مصر آلها

ة ا الهادئ ى قريتن دي إل ا اصطحبه ول ه حينم ن أعرف م أآ ل ( ل م يفع ه ل ) وليتد ،ومضت ا تقتضي التقالي ه في حرارة آم ر ) الحاجة ( ،رحبت ب د الفطي ادة تع آالع

األرز والعسل الشهي بينم ة في البلدي والحمام المحشو ب ى جول ا دعوت الضيف إل . الحديقة

ة ان عشقه لألشجار .. اعترف أنني أحببت هذا الشاب لشغفه بحديقتي الغالي آف ر زائ يال غي ور أص د .. والزه ن الجس روح م ة ال ي بمثاب ي ل ة ه ذه الحديق إن ه

ذآريات يشتمل . العطر من الورد .. النور من العين .. البوم لل بعض ب ومثلما يحتفظ ال . القديمة فإن تلك الحديقة هي بمثابة البوم الذآريات الخاص بي على صوره

ه .. خذ عندك هذه الشجرة مثال ر مصر آل ا في ب ا … إنها ال نظير له زرعته . بيدي منذ خمسين عاما

ي ة ف ر المألوف ة غي ار الفاآه دى ثم د إلح جار الهن ن أش ادرة م جرة ن ي ش هد في . مصر ه للهن ح أتى بها باشا مصري في إحدى زيارت م يفل ه ل ات ،ولكن األربعين

ا ي زراعته ط ف ا .. ق م له ر مالئ اخ مصر غي ون أن من أس .. يقول م الي ا تملكه وحينم . لكنه لم يفلح هو اآلخر في زراعتها .. استطاع والدي أن يظفر بها

ولكنكم ترونها أمامكم اآلن ،فهل تراآم تعلمون من الذي أفلح في ذلك؟ . حتما إنه أنا

الي أنف ات اللي ى مئ ا إل ة م ي ليل ديت ف ى اهت نية حت اوالت مض ي مح ا ف قته . الوسيلة المثلى الستنباتها

ا؟ هل .. هل أسهب في الحديث عن مدى فرحتي بذلك أم أن األمر مفهوم حتما ين عام ذ خمس ا من ي أنجبته ي الت ة ابنت جرة بمثاب ذه الش ت أن ه ا إذا قل ون مبالغ أآ

؟ . ا ابنتي الضعيفة المنهكة التي لم تثمر أبد ..

١٣

هل تخمنون الشيء الذي أتطلع لمرآه بشغف آل صباح قبيل صالة الفجر في ه .. المسجد ؟ ذي أهرع إلي ي ترحالي؟وال ر هواجسي ف ذي يثي ون الشيء ال هل تعرف

لدى إيابي متملصا من عناق األهل واألحباب؟ هل تعرفون آل ذلك وأآثر؟

ت ت أني أفلح وان وآ رة نش ة األثي ك الحكاي ص تل يت أق ذا مض ي هك وا ف . زراعتها

ولكن؟ة الشجرة ى حكاي ذي عراه وهو يصغي إل ك الشحوب ال آيف غفلت عن ذل

ه في السفر ؟ م .. إياها؟ آيف عزوت ذلك الشحوب إلى إرهاق م آنت ساذجا حين ل آام الريف الشهي الطازج؟ اول طع ه عن تن ى عزوف ه إل آيف طاوعتني نفسي .. انتب

ا على النوم الهادئ المطمئن حتى انتبهت عل م يكن ممكن وم ل - آفالح - ي صوت مكت . أال اعرف آنهه؟

ا م يكن ممكن هو صوت فأس يهوي علي جذع شجرة ما في منتصف الليل ول . إال أن استطلع جلية األمر

.. وهكذا رأيت .… ويا لهول ما رأيت

…….. ……. ) الحكایة آما یحكيها االبن (

اق ماذا تفعل لو أبصرت عزيزا عليك يدير ظهره للشاطئ ويت جه صوب أعم البحر الغادر صاما أذنيه عن صيحات التحذير؟ ألن تسعى إلنقاذه؟ ألن تتمزق من أجله؟

. آان هذا هو حالي بنفسه العطوف وشفافيته التي تشبه الزجاج النقي الرقيق .. صديق عزيز هو

. الزجاج الذي يتهشم بمجرد اللمس ..اره الص ت أن إيث ره ،خل ى تغي م افطن إل دء ل ي الب ة ف ه عن رفق مت وعزوف

. األصدقاء هو أمر عارض لن يلبث أن يزول . ورغم ذلك لم أقف ساآنا إزاء أحزان صديقي الوحيد

ى د توغل إل ه ق م أدرك ان دا عن شاطئ البحر ولكني ل آان قاربه يبتعد روي . نقطة الال عودة إال في رحلتنا المشئومة إلى قريتنا

ا – آنت أخال أنه . القرية ألححت على صديقي أن نمضي عطلة قصيرة ب - حتم . سيأبى مرافقتي إال أنه لدهشتي أذعن على الفور

أتراه آان يود الهروب من مدينته التي يمقتها؟ أم تراه أزمع شيئا آخر ؟ لست . أدري

ع أبي عندما دعاه أبي إلى مشاهدة حديقته أشفقت عليه فقد آنت اعلم مدى ولع ضحاياه من الهروب، العجوز بالحديث الممل عنها، آان الت ا يمن أدب وحده هو م

. ولكن المدهش أن صديقي لم يبد عليه الملل بل آان يصغي إليه في شغف حقيقي

١٤

. وقفت أرمقه في إشفاقار شجوني تال .. اعلم ولعه باللون األخضر ،إال أن ما شاهدته من شغفه أث متب

ة من األشجار .. آان ار المتدلي ه . يكاد يبكي تأثرا من مشهد الثم م قص أبى حكايت ثدت ور وج ى الف ي مصر ،وعل ا ف ر له ي ال نظي ادرة الت جرة الن ن الش هورة ع المش

. يمتقع .. يتغير .. وجهه يشحب لم أفهم بالطبع، وآيف يتسنى لي أن ألم ساعتها بغرابة أطواره؟

ه ذي أعجب ام رغم ترحيب أبي ال لم افطن إلى سر شروده وعزوفه عن الطع . ولعه بحديقته

ه تظاهر . نهاية مضينا سويا إلى غرفتي لننام وفي ال حاولت أن أسامره إال ان . بالنوم ليتجنب الحديث فلم أشأ اإلثقال عليه

. وبينما آنت أتفكر في غرابة أطواره غلبني النوم اذرا إزعاجه استيقظت على أصوات غامضة بعيدة ،ورنوت إلى صديقي مح

ذي جاء هو اآلخر يستطلع هرولت مسرعا م .. إال أنني لدهشتي لم أجده دي ال ع وال . الخبر

. وهناك تحققت أسوأ مخاوفي . شجرة أبي الثمينة النادرة- دون سبب مفهوم- وجدت صديقي يحطم بالفأس

دة حيث ال لحظتها عرفت أن قارب صديقي قد اختفى وراء نقطة األفق البعي .. عودة

م ال ريب انه قد جن، وإال فهل ثمة تبرير لتسلله في ظالم ا ل آاللصوص ث للي تهشيم شجرة نادرة ألناس آانوا في غاية من الود معه؟

هل ثمة تفسير آخر؟ . بالحق ال تفسير لدي إال المرض النفسي

ه ذي جن جنون لكن هذه التحليالت يمكن تأجيلها قليال إلنقاذه من براثن أبي الذي عبثا ما حاولت تهدئة الشيخ العجوز . وأوشك أن يهشم عنقه بذات الفأس ائر ال الث

. تهدجت أنفاسه وتناثر لعابه وجمحت عيناه . بالكاد أنقذت حياته

………… ) الحكایة آما یرویها الصدیق (

ك ى ذل ذهاب إل ح بي في ال أفهم اآلن لماذا أطعت ذلك النداء الغامض الذي أل . المكان البعيد رغم عزوفي عن الرفقة واالختالط

. اعرف اآلن لماذا أطعت صديقي آالمسحورالمي ا عن ع ب أن ب عن نفسي .. غري ب .. غري ى أي جن ادي عل و رق ؟ يحل

اء؟ ين غرب ا غريب ب وم وأن وعلى أية وسادة أريح رأسي المتعب؟ ومتى يدرآني الن ومتى يدرآني الموت وهو الراحة الكبرى؟

ر وز يثرث ل العج ان الرج ديث . آ ن ح ل م ن أم م اآ ه فل ي حديث ا راق ل وقتهاد تأمل . العجائز واألطفال قط ا آيف يعت م قطع م افه ت الثمار المتدلية من األشجار ول

اول غذاءها من الطين فكيف بية تتن المرء على تلك المعجزة المدهشة ؟ شجرة خش تنجب تلك الثمار المعطرة الملونة؟

١٥

أي إعجاز؟ذي د ال ا الفري آانت الحديقة تنفث السالم النفسي الذي أتوق إليه ،وتنشر عبقه

ود، وتصورت أنني نزعت .. ء يموج بالحب والصفا ذلك ال م ب ة أن أنع وأوشكت لوهل . عني جبلة اللحم والدم التي تعكر صفوي وتؤخر لحاقي بالعالم الذي أريد

ا اآلخرون آانت الدموع تتدافع في عيني وأحاول جهدي أن أخفيها آيال يراه أآاد ال اسمع حديث العجوز وان آنت أتظاهر بذلك تأدبا و .

. حديثه عن شجرة معينة بالذات وبدأت انتبه إلىة جار الحديق ائر أش ن س ف ع ت تختل ا آان متها فلست أدرك . يقين ي س ال اعن

ك الشجرة . أنواعها لألسف وان آنت احسن الدهشة فحسب د أن تل أدرآت دون جهة ورة المتآلف جار الفخ ائر األش ة عن س ة .. مختلف ة غريب دة منزوي ت وحي ت .. آان آان

. خائفة .. خائفة د أ م اع ا ل غى إليه رعت أص ا ش وز وإنم رة العج ى ثرث غى إل ى .. ص إل

.. شيء ما آاإللهام انطبع في وعيي بجالء .. آانت تستغيث بي . الشجرة : آانت تقول

.. غریبة أنا في هذه األرض " .. انتزعوني من بين صدیقاتي

.. قسرا في أرض غریبة صلبوني األشجار حولي تتحدث لغة ال اعرفها ،

. وال أرید أن أتعلمها یتبادلون نكات ال أفهمها

لم یبال أحد بعذابي ولم یحاول أحد فهمي

مرضت فلم یفهموا علتي امتنعت عن الثمار فلم یعلموا

أن الشجرة غير المثمرة تفقد علة وجودها وتعلن على المأل رغبتها الصریحة في الموت

هذه استغاثة من أعماق أوجاعي من یرحمني بقطع جذعي ؟

من یفعل؟……

. آانت االستغاثة تنتشر في األثير لكنها لم تصل أحدا سواي من يفعل ؟ … أنا سأفعل

………………………….

١٦

العالم السري لألستاذ سعيد ال ريب – أبني األآبر الذي ال يكف عن التذمر ،ويتوق : آان يحوم من حولي

. ليبثني شكواه من العالم بأسره –م حسنا إن واجب األبوة يحتم علي اإلصغاء ل ك وإنعاش روحك المعنوية ،أعل

. أرجوك .. ذلك ولكن في وقت آخر م - في أعمال البورصة ،وهي – آما ترى – أنا منهمك اآلن ا تعل ال مزاح - آم

ا ار .. فيه راء انهي ن ج ت األب م راب بي دأ بخ ة يب ة القديم الم العربي إن نصف األف .. لخراب البيوت البورصة والنصف اآلخر ينتهي بذلك وآأنه ال توجد وسيلة أخرى

ا ة،فالمرء من إن مدينة األعالم هي الوعاء المناسب لالستثمار في هذه المرحل إن الماليين العشرة التي تم اآتسابها في األسبوع . يحب أن ينفق جل دخله في اللهو

ة ى أسهم االتصاالت ستدفع بثروتي صوب المائ الماضي من جراء المضاربة علا ط . المليون يس عجيب ا أمسى الشعب بأسره وهذا ل من رجال - في لمحة عين – الم

. األعمال الذين ال يسعهم االستغناء عن التليفون المحمول إلدارة أعمالهم .. والسؤال اآلن هل أآتفي بالمضاربة بالعشرة ماليين أم أدفع مثال بخمسين

بابا .. بابا -و أردت يمكنني أن أجاسر بثروتي بأآمله .. إنه ال مجازفة هناك .. ؟ ا مليون ا ل

البعض يخال أن العمل بالبورصة ينطوي على مخاطرة جسيمة لكني . ) في نفاذ صبر ( بابا .. بابا -

نفس البشرية م العميق لل ياء ال تخسر .. أؤمن أن سر نجاحي هو الفه ة أش ثمن تخسر . وسائل زينة السيدات .. اللهو .. الطعام : قط ذه األمور ول ك في ه ضع مال . ا إنني أضمن لك هذ .. قط

هل يمكن أن تمنحني بضع دقائق من وقتك الثمين؟ .. بابا - . يقينا آنت أعلم أنه يتهكم لذلك فقد بادرته بالتهكم

. فلتسرع بالشكوى فأنت ال تحسن غير ذلك .. هيا - . سأآون مغفال إذا لم أصنع .. ولماذا ال أفعل ؟- . أنت مغفل بالتأآيد - . ولم ؟ هل ظفرت بعمل ثم أبيت القيام به- . نبغي أن تبحث عنه ي-ا ) متهكما ..( وما الفائدة ؟ - م أفريقي ا أعل إن طابور الباحثين عن عمل قد بلغ فيم . االستوائية . يمكنك إذا المكوث في المنزل ومداومة الرثاء للنفس - . هذا حقي الذي ال ريب فيه .. نعم سأفعل ) في عناد ( -دا من يصرفني عن التفكير الهادئ الذي .. هذا الولد يضايقني .. أف يح عه يت

. الرخاء لمصر الحبيبةه المصباح ذي يشتمل علي العلم .. العلم هو المصباح السحري وهو الجني ال ب

ا ة تعمل .. وحده يمكن استزراع الصحراء التي ال حد له اء البحر بآل ة م يمكن تحلير ثمن في صحراء مصر وفرة بغي ية المت ة الشمس ا . بالطاق ي ابتكرته ة الت ذه اآلل ه

١٧

وات مغطاة تقوم بغ اء العذب في قن ( لي الماء ثم تبريده مرات عديدة حتى يتدفق الم . عبر الصحراء بطول مصر بأسرها مع تبني خيار الري بالتنقيط ) لمنع التبخر

ة تنمو آاف ة س ال الصحراء خصوبة فائق نح رم ر لم اري األخي وبواسطة ابتك ويتم إنشاء .. المزروعات وتعود مصر سلة الغذاء للعالم

) صراخ شنيع ..( آه -ة ا تتسم بالرفاهي د صحراء ، وآله م تع تجمعات سكنية عبر الصحراء التي ل

والسالم النفسي وللتغلب . ال تضربني وإال سأشكوك لبابا - . افعل لو آنت رجال -

رات ة بحي دن وإقام ي الم ة ف جار آثيف ة أش ن زراع يظ الصحراء يمك ى ق علار إمكان ذب أو ابتك اء الع ن الم رها صناعية م ة بأس واء مدين ة لتكييف ه ذه .. ي إن ه

. األشياء تحدث . أخي يضربني .. بابا -

. ال تضربه - . لقد مزق أحد آتبي - . ال تمزق أحد آتبه -

ي رى ف ا ي و م ى نح ة صغيرة عل زل حديق ل من ة ولك ازل رحب تكون المن س وستنمو أشجار الفاآهة والزهور في الطريق ،وتفوح .. التلفاز

اذا لما .. يبدو أنني أحمق - ذا ضربت أخي األصغر حينما عبث بكتبي ؟م . آان يجب أن اشكره أفدت منها طوال السنين؟

رة روائح العط دن . ال ادرة الم ى مغ اس إل تدفع الن ك س دنا آتل ب أن م ال ري .. القديمة المتكدسة فتنتهي أزمة المرور إلى

ألم يكن يجب أن أشكر أخي حينما مزق آتبي ؟ .. بابا - . يدا فيما اعلم ولم ؟ ليس عمال مج- لقد أخلصت لها فهل ستجعلني أتزوج مثال ؟ .. ولكني لم أظفر منها بشيء -

ل ، ا جمي يجدر ال أخال أن هناك مجنونة تعبأ به لكن األمر يختلف معي فأنى حد مروع يم إل ي وس دحض أنن ي ال ت ة الت ي أن أتظاهر بالتواضع ولكن الحقيق ب

قر وع .. عري األش ي ش ولكم ف ا ق وامي وإال فم ة وق امتي الفارع اء وق وني الزرق ي لكم أرثي للنساء ؟ : الممشوق؟ تريدون الحق

ه ة ترمقني في ول وتحاول أن تحجب دموع الوجد .. ها هي صغيرتي الفاتنزين ا .. الح ددت له د أع ي ق ي لكنن ا ل ها أن تصارحني بغرامه ى نفس فق عل ا تش إنه

قلت لها في هدوء . مفاجأة صغيرة . إنني أهواك -

. يرتسم على الوجه الجميل الذهولنفس من .. ال تسخر مني .. أرجوك - ى ال إن األمل الكاذب أشد وطأة عل

. اليأس ) قلتها في حنكة ( إنني أهواك .. دعك من الهذر -

١٨

ن دون - ر م تحيل وأظف ل المس ق األم ولكن آيف ؟ هل يمكن أن يتحق النساء بذلك الرجل الوسيم الفارس ال

بابا - حس ثري الشاعر المرهف ال

بابا - ماذا تريد؟ .. أف - لقد أثقلت عليك اليوم ولكن ثمة سؤال ؟ - ما هو ؟ - إنك .. ال أريد أن أسيء األدب ولكني أتمنى أن أفهمك .. معذرة يا أبي -

ذة – ذا أن – وال مؤاخ ى ه ة، زد عل دين وقصير القام ك ب م إن ادح ،ث ر آ رجل فقير امرأة نكدية وتهوى الشجار بل وتجيده إلى ح – أمي – زوجتك ناهيك أن .. د آبي

ا وال فخر – ابنك البكر اد - أن اءك اآلخرين أوغ ي أراك .. فاشل وأبن ا أب اذا ي فلم دوما سعيدا؟؟

لماذا أنت سعيد يا بابا؟؟ .. أرجوك أن تجيب على سؤالي .. بابا ……..

١٩

أیتاما ندباد يتسلل برفق متجه ى األرض، والس ه عل طائر الرخ المعدني يحط رحل

. إلى غايته . ينة المنورة المد

ين ين نقطت ق ب دما .. يقولون أن الخط المستقيم هو أقرب طري ذلك يمضي ق له .. صوب مسجده صلى اهللا عليه وسلم ون لكن يلمع في زجاج عويناته ألف ضوء مل

وح ألف عود .. يهدر في أذنيه ألف نفير لسيارات مسرعة لكنه ال يسمع .. ال يبصر يفه ال يصطف محبوه .. نعناع لكنه ال يستنشق ار لكن علي جانبي الطريق يهدونه األزه

. يرشقه شانئوه بالحجارة فتدمي عقبيه لكنها ال تؤلمه .. يعبأ بها . صلى اهللا عليه وسلم .. يمضي قدما صوب غايته

ذاق ة وم م الغرب آن للسندباد أن يعترف لنفسه أنه لم يجن من أسفاره غير طعقاه ألف ب . الحزن دة التي لقد ترعرع غرسه في ألف أرض وس رة الوحي حر لكن الثم

. تم حصادها لم تكن سوى الوحشة . وها هو ذا يمضي قدما إلى طبيب القلوب يسأله العون

……………………………. ردد في ة حديث شريف يت ان ثم لم آ ه وس حينما غادر مسجده صلى اهللا علي

ه دة . روح وام بعي ذ أع رأه من ا ق ي .. ربم ة أو ف دى خطب الجمع ي إح معه ف ا س ربم . ثم نسي آل شيء عنه ،واآلن يعود فيذآره المذياع

. يذآره ويجد فيه خالصهى لم أن يربت عل ه وس يشكو رجل قسوة قلبه فينصحه الرسول صلى اهللا علي

.. رأس يتيم . آاد أن يقسم على ذلك . أحس السندباد أن خالصه ها هنا

………………….. . فلينظر حوله

اليتم مجردا ، مالمح القهر .. ه يتيم وال ريب بل هو اليتم ذات . ثمة طفل يقترب د ، يرة عبي ي عش ه تكف ى وجه اه عل ي خطاي دق ف ن يح رأس آم نكس ال ئ . م مطف

. محني الهامة يحمل هموم الثقلين .. العينين آشمعة واهنة ان أحد .. يتيم وأفرحتاه ا آ ذي يمشي جواره ، ربم ك الرجل ال يم رغم ذل يت

. أقاربه وربما آان أحد جالديهه فليجعل من بؤ ا . سه بلسما ل ا آم ه يرآض عليه فليبسط روحه تحت قدمي

. فليذعن له .. فليسطر قصائده بدموعه .. يشاء ،فليكتب رسائله بدمه بعد أن يربت على رأسه لينعم بشمس .. يمنحه هذا وأآثر بعد أن يجد خالصه

تبدد الضباب الذي يشيع في أنحاء . الرحمة تذيب الثلج الذي تراآم في أرجاء روحه . تمسح الدموع التي تهمي من مقلتيه .. ه قلب

. الطفل يرمقه في دهشة وتساؤلير ،يهمس ى التفس ه مضطرا إل د نفس ور : يج ب؟ ،يث ا الحبي ا أيه ألست يتيم

. هل تراني ميتا أيها الوقح ؟ .. الرجل وينعته بالغباء

٢٠

ا فكيف . إنه أبوه إذن ذا يتيم عالم يسير الطفل ضامرا متضائال وإذا لم يكن ه اليتيم؟ يبدو

. ره أخرى م فليعاود البحث . لينتبه جيدا

ورة ة مقه تش عن مالمح حزين ذه المالمح يحمل .. عليه أن يف إن صاحب ه . خالصه

ولكن؟ورة ؟ ة مقه وه حزين ع الوج ه جمي وح ل الم تل ام ، .. ع رف االبتس فاه ال تع ش

. رجال عبيد ونساء إماء . وعيون ال تعرف غير االنكسار تاما؟ أتراهم جميعا أي

. هم آذلك إن آان اليتم هو فقدان السند واستشعار الغربة والحيرة . فكلهم يملكون خالصه . فليربت على رؤوسهم جميعا

………….. . نساء ورجاال .. مضي في الدرب يربت على رؤوس الجميع صغارا وآبارا

لكن . في البدء آانت العيون تلمع بالدهشة ثم تتعكر بالغضب ثم تمتلئ بالحذر . هم من الوهلة األولي لم تخطيء مغزى اللمسة الحنون قلوب

توقفت جموع السائرين وأحنى آل منهم رأسه في خشوع بينما آان هو يتقدم د صار . أحس بقامته تعلو عن سائر القامات . في الدرب مربتا على ألف ألف رأس لق

. بمثابة األب لهم فأي عجب أن عادوا أطفاال من جديد . وله نظر فلم ير من يطا

. تلفت حوله فلم يجد يتيما مثله . لذلك أحنى رأسه ومضى يربت عليها . في الحق آان هو أشد الجميع يتما

.… وشرع يبكي واشتد بكاؤه……

٢١

سأغني : المشهد الكوني الباهر يسقط على صفحة األفق الممتد

ائر ة بش ك مهيب يترقب الرعي ل آل مل الشمس تولد في األفق الشرقي ،ومثروز مقدمه تصب وني الفضة والفي اذا من ل ا أخ ادر .. ح السماء مزيج ك المزيج الن ذل

ان .. الذي يتألق بالفتنة آلما ازداد تألق الفضة النفيسة - وال ريب أن مخاض الفجر آة ال الجليل ذي شرع – مثل آل األعم ون األحمر ال دليل هو الل م، وال و من األل ال يخل

. لممتد يمتزج باأللوان الفاتنة على صفحة األفق ادحرج ل في آامل نضارته يت دت الشمس آطف بعد مهرجان األلوان الحافل ب

. في نعومة عبر السماء . مشهد جليل لكن أحدا لم يره ،حتى هذا العصفور الوحيد لم يره فقد آان نائما

……………….. بوق ر مس د غي ى ح ه إل ي نوم أخر ف د ت ه ق ا بأن فور موقن تيقظ العص .. اس

ه وبالغريزة وحدها أدرك ه .. أن شيئا غير مألوف يدور حول د ولكن ه بع م يعلم يئا ل ش . يوشك أن يعلمه

ل .. إنه الصمت الصمت المريب الذي ران على الغابة على غير العادة في مث . هذا الوقت المبكر من الصباح

د ة بالصباح الولي يد الفرح ل صباح تتصاعد أناش ذا الوقت من آ ل ه ي مث ف . ة بحمد خالقها المجيد وتعلو أغاريد الطيور مسبح ..

. وإنه ليتساءلى الحب الطازج أين ولت الطيور الصادحة التي يستخفها المرح فتتسابق إل

ة . واألرز المتناثر؟ أين أناشيد الحب ومواآب العاشقين ؟ ة الصغار البريئ ن زقزق أي المفعمة بحب الحياة ؟

ثمة شيء مريب حدث أثناء نومه فما هو؟ … أسئلة آثيرة تحيره

. ليحلق قليال فوق الغابة ،ربما آان األعزاء على مقربة منه دون أن يدري فدة رة الوحي شرع يحلق فوق الغابة الخضراء ،لكن خيبة األمل آانت هي الثم

ة .. التي عاد بها اة من الغاب ال توجد .. على أن ما أدهشه هو اختفاء آل مظاهر الحي . تتلوى على العشب طيور آاسرة وال حيوانات مفترسة وال حتى ديدان

. هذا هو حاله باختصار . وحيد في هذا العالم ……………………..

. يلتوي .. يطول .. يمتد .. النهار يتثاءب في ملل د أن ينقضي ؟ ذي ال يري ار ال ك النه ي ذل ه ف اذا يصنع بنفس ول .. م ه حق أمام

. جميعها له وحده لكنه ال يشعر بأدنى شهية للطعام .. شاسعة من الحب واألرز . رح قليال إن استطاع فليم

. أو يغفو . ها هناك .. أو يطير ها هنا

.. أو

٢٢

. رباه إنه حقا لفي مأزق مخيف……………..

ل .. ينتمي إلى أسراب الطيور . عصفور ضعيف هو ه من قب ا يعني آان آل ما والغزل اط الحب والشجار أحيان ريء والتق هو ممازحة الطيور اآلخرين واللهو الب

. ولكن ؟ . دائما … المعرفة : اآلن يحمل عبئا ما آان يريده بحال لكنه

ل ر الجلي ك األم راء ذل ن ج وء م اهد .. ين ون الش اره ليك ذي أخت دره ال ه ق لكناقة األمطار وسر اح ورش ع النجوم ومسارات السدم وعزف الري الوحيد على مواق

.. الحياة ابيع و ار وتتفجر الين ون األزه ار وتتل ينتهي قدره أن يعرف لماذا تتساقط الثم

. النهر العذب إلى البحر األجاج فال يمتزج بهاه ون وتسجد الجب قدره أن يعرف لماذا يولد الحب وتهاجر الطيور وتلمع العي

. لخالق الكون العظيم رى .. ينال هذه المعرفة باإللهام الروح .. يغمض عينيه لي ا يشاهده اآلن ب إن م

. ال تملك العين أن تبصره . يصمت ألنها أسرار ال تحكى .. صغي يصمت لي .. يصمت ليسمع

………………………… ما األمر الوحيد الذي تجيده الطيور ؟ . ماذا بوسعه أن يفعل بعد أن عرف؟

… ال يملك سوى الغناء بحانه يئته س الق العظيم ، لمش ي ،أنشودة حب للخ ة الكون إذ يغن يلمس حقيق

و . حين قال آن، فكان الكون ين العي ا مالي ين النجوم ترمقه ات خضراء مالي ن ، غابد . ترصعها زهور حمراء ، لبن وعسل ورحيق ات حتى ول وقدر يرعى خطى الكائن

. األنبياء والشعراء والعاشقون……… ..

ين .. مضى يطير في الفضاء اد .. يحلق رغم جناحيه المنهك يصعد حتى ال يك . يرتفع حتى يوشك أن يالمس السحب .. يتبين األرض

ه وهناك في األعالي التي لم ي م يغن اء عذب ل بلغها أحد سواه، راح يصدح بغنأن .. صالة يرفعها هناك .. أنشودة حب لم ينشدها شاعر .. طائر من قبل ر عابئ ب غي

. أحدا من المخلوقات ال يسمعه

٢٣

آبار یصغرون أحيانال .. يثير الشجون - وهما يلهوان معا - آان مشهدهما عجوز في السبعين ،ذاب

ه ،ال د جفت عصارة حيات ل الجس ه يصغي بك دين ، ولكن اس ،مرتجف الي هث األنف . جوارحه إلى طفلة في السابعة من عمرها

ا ك . هي ال تكاد تحفل بشيخوخته آثيرا أو ربما هي لم تفطن إليه ا هنال آل مار فحسب الم الكب ى ع ه ينتمي إل ا يشمل آل من تخطى .. أن ار في رأيه الم الكب وع

رين ي .. العش ار أجمع ى عكس الكب ه عل و لكن ي الله ادت ف ا تم ط مهم ا ق ن ال ينتهرهقاوة ( و و ) الش ي الله وز ف ا العج ك جاره ا الصارمة أال تنه ذيرات أمه م تح ه رغ مع

. العنيفؤنس . هو رجل أعزب،لم يتزوج ولم ينجب اد ي قته ،وال يك ردا في ش ا منف يحي

- ظل طيلة اليوم يرتقب . وحدته سوى أماني ابنة جاره الذي يقطن ذات الطابق معه ل - بر نافذ بص ه قبي ات المدرسية لتلهو مع رغ من أداء الواجب د أن تف ه بع ا إلي مجيئه

زة تشب .. النوم ا أن صغيرته العزي اب عالم ى الب دق الجرس في إلحاح فيهرع إل ته لتعبث ى غرفت ة إل على أطراف قدميها لتناله ،يفتح الباب لها فتنسل آالنسمة المارق

ه آما تشاء بأوراقه وثيابه ،ثم ما تل ا قصة سمعتها من روي له بث أن تسأم ذلك آله في . عشرات المرات

رت ة عث ذه الليل و– ه اء الله اق - أثن ي أعم ون ف ل الل ر حائ ى مظروف آبي علة ه العتيق ونين . خزينت ة ذات الل ور القديم تخرج الص ي تس ول وه ا الفض تبد به اس

. األبيض واألسود ألناس ال تعرفهم ؟ . وتساءلت في دهشة عن أصحابها

القطع لم تفهم مغزى ابتسامته المعبأة بالشجون حين أمعن النظر في الصور ب أشار إلى أحد . العتيقة ،وال هي فطنت إلى تلك اآلهة التي انتزعها من أعماق أعماقه

: الصور قائال هل تعرفينه؟-

ى .. هزت رأسها بالنفي ذي يضع عل أنق ال إنها لم تر من قبل ذلك الشاب المت . الشكل ويبتسم في زهو رأسه قبعة غريبة

أحقا ال تعرفينه؟ - ..) قالت في رهبة ( قلت لك آال -

اء ة البك آانت قد استشعرت بالغريزة أن صديقها العجوز متأثر إلى حد مغالبات .. م هؤالء الكائن ون وه اذا يفعل ار يبكون ،ولم ا قط أن الكب ولم يكن ليخطر بباله

بون الصغار وقتما راق لهم ذلك؟ األسطورية التي تفعل ما تشاء وقتما تشاء ويضره ان فتتساقط من داه ترتجف ة في صمت ، آانت ي مضى يتأمل الصور القديمد مرارا،فصارت تقفز من فوق ساقيه لتعيدها إليه ثم تعود إلى موضعها المفضل ،وق . تسمرت عيناها على مالمحه الذاهلة حتى بدا لها أنه لم يعد يفطن إلى وجودها ذاته

فيض قال بصوت خ أليس جميال؟ .. هذا الفتى الجميل .. إنه أنا - ها ها ها .. أنت -

٢٤

إنه أنا .. لست امزح . أجل - ) وبدا عليها الحرج ..( ولكنك - . ولكني لم أولد عجوزا ،آنت طفال فيما مضى . عجوز - ) قالت ضاحكة ( آال .. آال - أتعرفين هذا الطفل الصغير؟ .. انظري إلى تلك الصورة - . ال أعرفه- . عرفينه بل ت- ). هتفت في دهشة وقد فهمت ( آال - . بل نعم- . أنت؟- أتصدقين أنك ستكبرين يوما ما؟-

قالت في حماسة . ليت هذا اليوم يأتي سريعا .. سأغدو مثل أمي - . سيأتي حتما لكنك لن ترحبين بمقدمه-

ل الصغير هو ك الطف قالت وهي تمعن النظر في الصورة غير مصدقة أن ذل جوز بعينه صديقها الع

أنت هو ؟- أتفهمين؟ .. عام خمسة وثالثين .. آان ذلك منذ نحو خمسة وستين عاما - ها ها - أتودين اللهو مع ذلك الطفل ؟- هل يمكن هذا؟ .. اجل - ألم نلهو مرارا ؟ .. ولكنك تفعلين- أعني معك وأنت طفل .. بل أود اللهو معه - يمكنك ذلك بآلة الزمن _

وما هي ؟ - . وقتما نشاء شيء يعيدنا إلى الماضي - . ما أجمل ذلك -

قال ضاحكا . بالفعل هو أجمل من أن يكون حقيقة - هل توجد وسيلة أخرى ؟ - ال : على حد علمي -

قالت في خيبة أمل . هل أنت واثق ؟آنت أود ذلك آثيرا -

ك و تل ن الله ت ع ا عزف ا أال أنه و معه ت أن يله ن الوق ى م ا تبق اول فيم وح . الليلة

……… . لك الطرقات الملحة آان الباب يترنح من ت

٢٥

د ه ليج ى المنب ت إل ل ،التف تيقظ بالفع د اس ان ق اب آ ى الب ة عل دى أول طرق لل ى منتصف اللي ير إل ا تش ت .. عقاربه ك الوق ي ذل ه ف ى إيقاظ رؤ عل ن يج رى م ت

ارد وتسارعت .. يرجو أال تكون هناك أنباء سيئة . المتأخر؟ ه الب آان غارقا في عرقروب دقات قلبه في رهبة ،ومضى يبحث م ال ه ،واحك بقدمه عن خفه حتى اصطدم ب

. حول جسده، ومضى يهرول صوب الباب الذي لم يكف جرسه عن اإللحاح . وفتح البابي ت ه اد أن .. آان ى آ ة حت ة الهيئ الم الردهة،غريب ي ظ ا الصغير ف بجرمه

ينكرها ،تساءل في رهبة عما هناك؟ : قالت وهي تتجاوزه بعينيها المأخوذتين إلى شيء خلفه

. لقد عرفت آل شيء - ماذا دهاك؟ .. أماني - عرفت آيف يعود الكبار صغارا من جديد؟- . عودي إلى فراشك حاال .. إنك تخفينني - آنت نائمة بالفعل حتى جاءني وأخبرني- من هو؟ وبم أخبرك؟- . أخبرني آيف يعود الكبار صغارا ) في إصرار ..( ال اعرفه ولكنه يعرفني - . اشك وأخبريني في الصباح بهذا الحلم عودي إلى فر .. أماني-اج (- ي احتج دقني ) ف ت ال تص ا .. أن ن حلم م يك ار . ل أن الكب ي ب س ل د هم لق

يصغرون إذا أطفئوا النور في الغرفة ثم رقدوا على األرض تحت السجادة مغمضي . العينين خمس دقائق

هكذا؟- . قال أنهم سيعودون صغارا حينما يفتحون عيونهم بعدها-

. اآلن هيا إلى النوم فليكن ، و - هل ستفعل؟ ) في رجاء ( - ؟أنا ؟ .. من - أود أن ألهو مع هذا الطفل - هو أيضا يود ذلك - هل ستفعل إذن - سأفعل -

اقتربت منه وهمست له . شكرا لك -

مضي يرمقها حتى أوصدت الباب خلفها……………………………

ه ادا تحمالن ه ال تك عر أن قدمي اذجة .. ش ك الس ع تل زاح م ي الم د أسرف ف لقذا ا ى ه لمسكينة ولم يظن أنها ستحمل مزاحه عن العودة إلى الماضي محمل الجد عل

. النحو المخيف . إن الماضي ال يعود أبدا

! آانت نائمة ال ريب ،ولكن

٢٦

يقسم على ذلك .. إنها لم تكن في حالة طبيعية . آانت مأخوذة وآأنها قد ألمت بسر جليل يفوق إدراآها

آيف يعود الكبار صغارا ؟؟ . يت هذا المحال ممكنا ل

وة أن ق أخوذتين، وآ ا الم ألق في عينيه العجيب هو ذلك التصميم الذي آان يترة . قاهرة قد تمكنت منها ،وآأنها تملك تعويذة السحر ة غري ا آطفل دو وقته م تكن تب ل

. تثير العطف في نفسه ، بل آانت لها هيبة أصحاب الرساالت . اء النور وإغماض العينين إطف .. آل هذه الطقوس . عجيب آل ذلك حقا

وماذا أيضا؟ائق س دق جادة خم ترخاء تحت الس غيرا .. االس ود ص ذا يع ك . به ت ذل أال لي

. إنه ليغمض عينيه عاما بأآمله، فلكم يود لو آان هذا حقا .. ممكنا . آانت تبدو عظيمة الثقة وآأنها تعلم ما تقول

اني . لقد جن هو اآلخر .. ها .. ها اذا : أم ي؟ م اذا صنعت ب صنعت بصديقك م ؟ . العجوز

هل يود أن يجرب؟ ها هاه ،ولم ال ؟ ما الذي سيخسره لو فعل؟

ا إذا حدث المستحيل - وهو األغلب - إذا لم يحدث شيء يئا ،أم ن يخسر ش فل ..! وعاد صغيرا

. سيكون بوسع الطفل أن يلهو هو اآلخر مع أماني……………

إطفاء النور؟د جميع مصابيحه مطفأة .. حسنا لقد أطفأه د بعي ذ عه خسفت شمسه وآسف . من

. قمره وانكدرت نجومه ما هو الطقس التالي؟

يتحلل ي س ام الت هد العظ د ألن مش ى األب ا سيغمضها إل ه؟ قريب إغماض عيني . إليها جسده يخيفه أيما خوف . لقد أغمض عينيه

جادة اد تحت الس ي الرق ن .. بق رودة م د ب ا ليست أش اردة ولكنه إن األرض ب . راآم في أرجاء روحه الثلج الذي ت

.. لقد رقد بالفعل آم؟ خمس دقائق؟

. خمس دقائق .. أربع .. ثالث .. اثنان .. دقيقة . خمس دقائق بالتمام والكمال

اد ا هل ع ور، وسيعرف اآلن حتم م يضيء الن ه ث تح عيني بوسعه اآلن أن يف طفال أم ال؟

زة اني العزي ارة ألم أة الس ك المفاج و تل ه ه ر في ا فك ان آخر م دثت وآ إذا ح . المعجزة

…………………………………

٢٧

دق في إلحاح اب ي ان جرس الب روب في عجل ومضت .. آ دت األم ال وارت لتفتح الباب وهي ترتطم في األثاث، لتستمع إلى من يطلب منها في أدب وهو مطرق

. أرجو أن تنادي أماني أللهو معها قليال _ يا تنت _ إلى األرض خجال أن … ولم تدر آيف تجيب

…………… ب ق لم تدر آيف تجي في الح

٢٨

حصارن ة م اط عجيب ى أنم ي التعرف عل يح ل امعي يت تاذ ج ي آأس ب أن عمل ال ري النفس البشرية ،والدليل هو ذلك الفتى الذي جاء ليؤدي االمتحان الشفهي أمامي ،آان

رددة تشي باضطراب أعصابه ه في .. يتقدم نحوي في خطوات حذرة مت ابتسمت ل . أنه أبى ذلك في إصرار تشجيع ودعوته للجلوس إال

العفو يا سعادة البك -رأ الدهشة ه ق دو أن الطبع، ويب د جلوسه ب دأ االمتحان إال بع ان محاال أن يب آ

: على مالمح وجهي فقال مفسرا . آيف أجرؤ على الجلوس أمام العالمة الشهير يا سعادة البك -

م أآن شهيرا ه وبن .. لم أآن قطعا عالمة ول دأت أضيق ب ذلك ب رة آ ه وبكث فاق ترديده لسعادة البك ، في الحقيقة هو لم يكن بحاجة إلى هذا التملق فأنا أستاذ جامعي

. يرآن لطيبة قلبهه با بعين خبيرة ذي .. ألنماط شرعت أرمق ك الطالب الريفي ال ان نموذج ذل آ

ب بن الرائ ؤس والل ة الب ه رائح وح من در .. تف د الص وح عن رخيص المفت ه ال قميصه يتجمع في خصالت .. لة داخلية متسخة يكشف عن فان وشعره الجعد الذي حال لون

ه انبي جمجمت ى ج ة عل ر منتظم نانه الصفراء .. غي ن أس دث يكشف ع و إذ يتح وه . العتيقة وتلمع نظرة الخبث الفطرية إلنسان يعتقد أنه سيخدعني بمجرد التملق

. اجلس .. هي آلمة واحدة لن أزيدها -د ى الح ة إل ي حازم ت نظرت ة آان ى حاف تندا عل وس مس ى الجل ه إل ذي دفع ال

. الكرسي آأنه ينوى النهوض ولم يخب ظني

أسمك؟ - نهض مذعورا وآأن تيارا آهربائيا قد صعقه

رجب قاسم يا سعادة البك - اجلس يا رجب ،قلتها في نفاذ صبر - حاضر يا سعادة البك -

لم أتمالك نفسي فهتفت في خشونة بك سعادة ال : دعك من هذا اللقب البغيض -

موع وت مس ه بص ع ريق رى .. أبتل ي األخ ا ه ذعورة له رة م دجني بنظ وح . صوت

حاضر - : قلت له مشجعا ومحاوال أن أخفي نفوري منه آيال أروعه

هل حصلت دروسك جيدا يا رجب؟ - قال في اضطراب

نعم ولكن أعصابي مضطربة يا سعادة البك-داه تنقبضان وتنبسطان و وتر، وي ي ت زان ف اه تهت يئا آانت رآبت تعتصران ش

. ولكني برغم ذلك اشعر بنفاذ صبر .. وهميا ال وجود له

٢٩

وقد مات أبي منذ أيام يا سعادة البك -ه .. ودفع في وجهي بشهادة الوفاة ا يدعي اب في صدق م ا جعلني أرت شيء م

ذ عامين .. د حدثت من اة ق اريخ يشير أن الوف إذا بالت اة ف أمعنت النظر في شهادة الوف

. ني لن أدقق في تاريخ الوفاة لقد ظن الوغد أن .. إن الوفاة تعود إلى عامين - وأمي مسكينة يا سعادة البك ، قالها مستطردا وآأني لم أفطن لخداعه -

. ، فلتصنع معروفادء ذ الب ي بال .. أثار حنقي أنه ينوي استغاللي من دو ل ذي يب ذا االستغالل ال ه

ذرة ل الق ك الحي ى تل لست صيادا وال هو فريسة .. معنى فلست قاسي القلب ليعمد إل ولئن آنت أخوض غمار تلك الغابة األستوائية فلكي أجني ثمارا وأتبتل في محراب ..

ه ل صنع اهللا في خلق القطع لكي أمزق أحشاء .. اللون األخضر وأشاهد جمي يس ب ول . مخلوقات ضعيفة تصبو للحياة بقدر ما أصبو أنا اليها

ه سيحظى إن الطالب الذي يدلف إلى لجنة الشفهي ا دما أن م مق لخاصة بي يعلاد .. بالنجاح ه وال أآ ده جعلتني أزدري اة وال دنيء ألمر مقدس آوف ثم أن استغالله ال

. أطيق رؤيته ... سألته السؤال األول

درج في ان دأبي الت أعترف انه آان أشد صعوبة مما اعتدت البدء به ،فقد آ- رآت من خبرتي الخاصة إال أنه صار يجيب في اضطراب فأد .. مستوى األسئلة

آنت قد خلته خائبا يسعى إلى النجاح . أن هذا الطالب مجتهد بالفعل - ولدهشتي البالغة .. أن يكون مجتهدا فهذا هو األمر الذي لم يخطر لي ببال ا أم .. بأية وسيلة

وتساءلت في نفسي عالم إذن تلك األساليب الملتوية؟ذي .. تلتقيان بعيني قط وبدأت أفطن إلى عينيه الحائرتين اللتين ال والتشنج ال

دامي .. لم يصدق الحيوان المذعور أنني ال أريده .. ألم بشفته العليا ع أق م أن وق م يفه ل . ومن ثم راح يتخبط في سعيه المحنون للنجاة .. التي تخيفة لم تكن تسعى اليه

تم في اضطراب ذات دأ يتم ا ب ه وبخاصة حينم د أشفقت علي تريد الحق ؟ لق . ثم همدت حرآته تماما وانهار على الكرسي وآفت رآبتاه عن االهتزاز ة، اإلجاب

حسنا يا رجب - لعلك تظنني خائبا يا سعادة البك - إجابتك موفقة .. على العكس - هل سأرسب يا بك؟ قالها في رعب -

د صوابي وراودتني وشرع يردد ذات الجملة في شبه هستيريا حتى آدت أفقن ذ الص م ي الخ حة ف ة آاس راف رغب ه باالنص رت ل زعج ،فأش ائن الم ك الك ل

.. وابتسمت له مشجعا مبروك .. آفى يا رجب -

ي ي عين رة ف ه ألول م م همس بصوت .. غرس نظرت ذهوال ث ه م ر فم وفغ مذبوح

نهار أسود -

٣٠

رمقته في حزم أنصرف بسالم .. آفى يا رجب -

انخرط فجأة في البكاء بصوت عال تخنقه الشهقات وهو يحاول أن يتحدث . أقسم لك بقبر أبي .. فلتصنع معروفا .. ادة البك يا سع -

ه ولكني أدرآت أنني .. انهارت أعصابي تماما ى الخالص من آنت أصبو إل لن أستطيع ذلك قبل أن أجعله يجيب عن سؤال آخر

آان السؤال يسيرا إلى أقصى حد ة المفرغة ك الحلق ى تل ود إل ثم فنع تم أنفاسي خشية أن يتلع ا أآ هو يجيب وأن

د آان .. ا يري ر مني بم ل أن يظف دعني قب واضحا أن ذلك الشيء البغيض اللزج لن ي فالخشونة واإلهمال أو حتى اإلهانات لن تفضي إال إلى مزيد من البكاء الهستيري .…

. والتوسالت بأمه المسكينة واألقسام المغلظة بتربة أبيهة - أعترف– ولهذا ه درجة طيب ولكني ال أدري إن آنت مصيبا أم ال ، .. منحت

ه .. شعرت أن إصراره العجيب يمنحه حقا ال جدال فيه م إنني لكراهيتي ل والتي – ث . خشيت أن أجور عليه– أمست سافرة . إجابة موفقة .. حسنا يا رجب -

دموع م عادت ال ذعورة البغيضة ث شرع يرمقني في ارتياب بذات النظرة الم . تنساب على وجنتيه

ى ال ك عل ه وأوش ي أمقت ذ أحسست أنن ه حينئ ي وجه ل .. بصق ف وتالشت آة .. مشاعر الشفقة ا يستدعي المهان ى األرض م ماذا يبغي هذا الشيء ؟ هل يوجد عل

. على هذا النحو ؟ إن تهافته لم يعد يثير في نفسي غير االشمئزاز لقد منحتك درجة طيبة فكف عن البكاء -

. فكف عن البكاء على الفور آم؟ .. أحقا - . هذا ليس من شأنك - . ر الغرفة ومضى يتلصص بعينيه الراقصتين محاوال أن يبصرها لم يغاد

عندما أقترب فاحت رائحة آريهة أصابتني بالغثيان فصرخت في حزم فلتغادر الغرفة فورا -

. فانتفض مغادرا الغرفة وهو يرتطم باألثاث محدثا جلبة .. هذا الشيء الكريه قد أفسد صباحي .. تنهدت في ضيق دأت .. دلف طالب آخر أة ب اء، وفج ي إعي ه ف ذ الصبر وأصغي إلي أله ناف اس

. أبصرت جانبا من وجه هذا السمج يطل متلصصا من فرجة الباب . نهرته في عصبية فاختفى الوجه

. ال يمكن أن يكون هذا حقيقيا .. آابوس وال ريباتف قيقتي .. ودق جرس اله ت ش د .. آان ال ق را جل ور أدرآت أن أم ى الف عل

ر مشئوم أوشك .. مقر عملي على غير المألوف دفعها لالتصال بي في ثمة نذير بخب . أن اعلمه

: قالت بصوت يمزقه البكاء

٣١

. لقد أطاحت به سياره عابرة ،إنه اآلن في المستشفى .. بابا -ة ة متخاذل د مرتجف اتف بأي عت اله ي .. وض ت ب ه أم أطاح ت ب ل أطاح ه

ا؟ ا .. أن م م ي ث وعي من حني ، ينسحب ال ل يكتس ا الهائ عر بجرمه عر أش ث أن أش ألب . مالحة وآريهة .. بتدفق الدماء حارة من فمي

ة .. بل قد مات بالفعل .. أبي يموت ا الحقيق م أنه ي يعل ا في داخل رجل . شيء م . يتقدم إلى جثماني ويغمض عيني ثم يضع جريدة على وجهي مؤذنا بالنهاية

ة ، وات متثاقل ي خط درج ف ت ال ان ،وهبط تكمال االمتح ن اس ذرت ع اعته .. ني أخوض ظالم الغابة اإلفريقية مضيت وآأن ابه ليل ذي يتش دغل الكثيف ال ذلك ال

اك ، . ونهاره، لكني لم أدر ما الذي جاء بي ها هنا لقد انتبهت من غفوتي فإذ بي هنر مخيف ، وتكسر ل،الهواء الساآن يحمل أصداء زئي على أن الذعر سلبني آل تعق

ي لل خلف يئا يتس ي ش را .. الغصون يعن ه عش يئا ل ب ش ا قل يس منه االت ل ت االحتم !! على أنه ما يدهشني هو آيف تحول الصياد المزعوم إلى فريسة مؤآدة .. صديق

وصوت يخترق ظلمات نفسي . أنا أشعر بقلق شديد .. يا سعادة البك -

ولكني فحسب أسمع صوت تسلله المخيف ، .. نظرت نظرة خاوية فلم أر أحدا ي ينصحني بالتوقف والخضوع لكن نفسي عقل . فليأت الموت دفعة واحدة ،هذا أرحم

. ال تطاوعني، غريزة اآلباء التي تيقظت بعد آالف السنين تقهرني على الهرب هل رسبت يا سعادة البك؟ -

ه ، أسود آقلب ذي يحمل الرمح ال مرحبا بالموت ،جاء به رجل فارع القامة آالقطران ا شمس الغابة التي ال تعرف ين .. ، المع الجلد آ الموت مخيف العين د . آ م يع ل

ي حق نفسي اون ف م أته ي ل اال أنن دأ ب ة جدوى من الهرب ، فأله اء الموت .. ثم جدة ى المائ رغما عني آضيف ثقيل لم يدعه أحد ولكن أحدا ال يملك طرده ، جلس عل

. مرحبا به إذن . مرتقبا الطعام في فروغ صبر إن أمي المسكينة تكاد تموت قلقا يا سعادة البك -

بإلحاحه المزعج أبي يموت وهذا الشيء اللزج يطاردني .. ول رمقته في ذه ثمة أمل إذن أن يكون األمر بأسره آابوسا؟ ..

أجبته في ضعف .. توقفت عن هبوط الدرج واستدرت له . لقد منحتك درجة طيبة فكف عن إزعاجي - آم يا سعادة البك؟ -

ي، عدت اهبط الدرج وأنا أترنح، وهو يتبعني آظلي ويحاول أن يحمل حقيبت ويضع يده على صدره آمتسول محترف وال يكف عن الحديث

دلفت إلى داخل السيارة والطالب يقول أخشى أن تكون قد منحتني درجة الرسوب يا سعادة البك-

أجبته في مرارة دعني في حالي أرجوك .. أبي يموت -

ه هل م : لم يبدو عليه أنه انتبه إلى قولي إذ لم يكن يعنيه سوى أمر واحد نحت درجة طيبة وآم هي على وجه التحديد؟

٣٢

أدخل رأسه من نافذة السيارة وفاحت رائحة أنفاسه إياها آم؟ .. آم يا سعادة البك -

. أدرت محرك سيارتي وانطلقت بالسيارة .. لم أصغ إلى بقية حديثه ن و أمكنني التسلل فل ه حتى خلت أنني ل آان يحملني في سهولة تحت إبطي

ا .. ل لم يكن راضيا آل الرضى يشعر ، هو على آل حا ان م ده فك د وزنني في ي لقه ا ألمال عره مخيب ي . استش ت ف رتني وارتم دما أبص اء عن قيقتي بالبك ت ش أجهش

. أحضاني فقرأت في عينيها النبأ الحزين . وغدوت يتيما .. لقد مات أبي

ه الطري ه والمست لحم لم أعد أعي ما حدث لي غير أني يقينا حملت جثمان . قبره الغالي التراب وحثوت على

ة والوجوه يقان الطويل مقيدا على جذع شجرة وقفت أرمق هذا الحشد من السول ات الطب ع دق المشدودة الالمعة والعيون الصفراء المخيفة، وهم يرقصون على وق المتوحشة ، طبول لم أسمع مثيلها ، هي جزء من الغابة األولية البكر تطرد األرواح

. خيفني و ت .. وتخيف الوحوش واء در الم ان ق د أن أصدق ، آ ن أري م أآ ي ل ة لكن تهم صوبي جلي ت ني آان

ه ة . المغلي ال يعني غير شيئا واحدا، ولكني رغم ذلك لم أرد أن أعرف إن ساحر القبيل . لم يزل ثمة أمل إذن . يستنبأ طالعه ، أو طالعي

ات زاء وأصافح مئ ل الع ر أني صرت أتقب دور حولي غي ا ي ى م لم افطن إل . يدي وأتمتم بذات الكلمات المبتورة األ

استدرت صوبه فلم أصدق عيني .. صوت مألوف أعرفه جيدا يناديني باسمي .

ك - عادة الب ا س ك أن .. ي ة أبي ألك برحم ي أس ك، ولكن ي حيات ة ف البقي تصارحني هل رسبت؟

ه ا أنظر إلي الغ وأن اس ب ي حم ل .. ظل يتحدث ف ه فيبل ن فم اثر م اب يتن اللع . عيناه تلمعان في بريق مخيف وأنا أنظر إليه .. ر إليه وجهي وأنا أنظ

وهواء .. وأنفاسه المتهدجة تمتزج بأنفاسي .. صوته يعلو عن صوت المقرئ بارد .. الليل بارد

الساحر يتقدم في رهبة مخيفة نحوي ، توقفت جميع الطبول وتطلعت األنظار ان طالعي نحوه ، فهمت إشارته على الفور ،وسرعان ما ساد المرح على ور ، آ الف

. هو األآل حيا ، تلك هي مشيئته .. تكومت على مقعدي وشرعت أبكي

……

٣٣

غزل الربيع ؟ ا آم تبلغ العشرون عام .. ا عشرون عام

………. ة ع السماعة بحرآ دآتور شريف ، رف ادة ال دق جرس الهاتف الرتيب في عي

آلية وغمغم نعم؟ - الدآتور شريف ؟ - من المتحدث؟ .. أنا هو - سوسن - في تبرم قال

خيرا ؟-م م بوضع السماعة ، ث د انقطعت وه ة ق ه أن المكالم ساد صمت حتى هيأ إلي

جاء صوتها خافتا بعيدا آنت أراهن أنك لن تذآرني -

ساد صمت محرج وفجأة هتف في انفعال سوسن حامد .. سوسن - هل تذآرتني؟ - آيف حالك؟ .. بعد آل هذه السنين - هل ستبقى في العيادة طويال؟ - ضرين حتى تح - سآتي حاال ، وفي لهجة ضاحكة، ومعي ابني -

ال ة التي آانت تقطن في .. سوسن .. طفق يذرع الغرفة في انفع اة الرقيق الفت آيف يلوح طيفها بعد هذه السنوات؟ .. نهاية الشارع منذ عشرين عاما

ة .. لم يكن يجمع بينهما حب طاغ عميق اة سمراء ذات جاذبي ا آانت فت لكنهرة و .. آس ن حل م تك ا ل ل عينيه ن أج ا م ه أحبه ر ولكن ت للنظ كل الف ح بش ة المالم

ا يحب النحل ا مثلم داءه ،أحبه الضاحكتين الالمعتين ،هو ابن الربيع ولذلك فقد لبى ن . أحبها ألنه يحب الحياة . الرحيق وتحب الهرة اللبن

آان يقول لها مداعبا أخبريني ما هو السوسن ؟ .. سوسن-

آانت تضحك في حيرة يجوز أنها زهرة رقيقة ذات رائحة ذآية .. الضبط ال أدري ب - لن تكون أرق منك -

ة … وتضحك ا لعب دور فيه ة الصبا، ت ى حديق ا إل دلفان مع ه وي أبط ذراع ، تتدا نقص مقع ع حول مقاعد ت دور الجمي الكراسي الموسيقية ، وعلى أنغام الموسيقى ي

منهم إلى الجلوس واحدا عن عدد الراقصين ، وعندما تتوقف األنغام فجأة يسرع آل عدا خاسر واحد يقف في حسرة الهثا من فرط التعب ،ثم تصدح الموسيقى من جديد

.. بعد إبعاد مقعد واحد آخر،وهكذا

٣٤

اقة . تلك هي قواعد اللعبة التي لم يخسرا فيها قط ، إنهما أبناء الربيع لهما رش . الغزالن وانقضاض الفهد وخفة الطيور ونضارة زهور عمرها يوم واحد

ة سنه ا لحداث زواج منه ن يستطيع ال آانت تناهزه في العمر وآانت تعلم أنه ل ولعل اللقاءات الخاطفة في الحديقة العامة آانت ملهاة حتى يأتي العريس المناسب

.. وقد جاء أخيرا زواج ة وال ر الخطب ه بخب دما أنبأت ا أقرب .. لم يحزن عن ة بينهم آانت العالق

ذات ، .. إلى الصداقة منها إلى الحب ذه الزهرة بال ة وه ين النحل ة غرام ب م يكن ثم ل . فالحقل الشاسع يمتأل بآالف الزهور

. افترقا بعد أن تمنى آل منهما لصاحبه حياة سعيدة . واآلن تأتي بعد عشرين عاما

ا ابرة بينهم ة ع ا .. آال .. ال يفكر في إقامة عالق ع، ولعله ى غزل الربي د ول لقد، آل لذلك ألمحت إلى مجيء ابن ة من جدي الزهرة القديم ة ب ع النحل ها معها آيال تول

ة ام الخالي ق األي ترجاع عب ي إال اس و ال يبغ را فه ه آثي ك ال يعني ة الكراسي .. ذل لعبا ام عن الصدح وهم ا تتوقف األنغ ه حينم ا من قلب الموسيقية إياها ،ويضحك آالهم

. يرمقان الخاسر بإشفاق قال للتمرجي

. دعها تأت على الفور .. امد ستصل السيدة سوسن ح -ى المجيء دفعها إل ذي ي ا ال آانت دائما فتاة لعوب ذات جاذبية آسرة ،ولكن م

أتراها لم تنسه قط وآانت عواطفها جدية نحوه رغم .. أتراها .. إليه بعد عشرين عاما؟ ك ه يتمنى ذل ة ، ال ينكر أن أنه ال يظن ذلك ؟،هل اشتاقت الزهرة لغزل النحلة القديم

ة ذات .. اقه في أعم ة منهك ه رتيب ديم ، آانت حيات ذاق العسل الق ى م ال ينكر شوقه إل طعم معاد وهو ال ريب يرحب بهذه االنفعاالت

مدام سوسن - تعلقت عيناه بباب الغرفة وانتفض واقفا وعلى وجهه ابتسامة ترحيب لم تلبث

يدة بدين .. لم تكن هي بالتأآيد .. أن تالشت عندما أبصرها ه وجه س ة تخطو أطل علي . في اعياء وتلهث

غمغم ببعض آلمات الترحيب ريثما يستعيد توازنه ابني محمد -

وعلى الفور أدرك أنها هي بالفعل .. أشارت إلى صبي يناهز الخامسة عشرة ا ا، ويحه ذا .. ،آان الصبي يحمل وجه أمه منذ عشرين عام ى ه ذبل الزهور إل هل ت

الحد؟ أهال يا محمد -

ه يشع ة أمل لم ينكر في نفسه أن ه سيرى .. ر بخيب دما خال أن ان ساذجا عن آ أي أحمق هو؟ .. فتاته القديمة

هز رأسه مشجعا إياها على الحديث أمغاص متكررة وال شهية .. أنا في حيرة بالغة فأبني محمد سقيم دوما - له للطعام

٣٥

منذ متى ؟ - انظر .. ، وعلى وجهه بقع بيضاء .. شهر -

ين إن عينيها التي أحبها من أجلهما صار ين ضيقتين غبيت ن .. تا مجرد فتحت أيا ى مالمحه يض عل ا وتف ن عينيه ت تنسكب م ي آان اعرة الت روح الش ك ال ت تل ذهب

. بالنضارة والحياة ؟وآيف سكنتها في حين غفلة تلك الروح البليدة؟ ولكن ما الذي أتى بها حقا ؟

اصعد يا محمد على سرير الكشف-ة؟ أ ه الجميل ن زهرت ام م ت األي ف نال ه آي فحات آتب ين ص ا ب ه خبأه ال ليت

ديم ، ا الق ال من جماله ن تكن لتن القديمة ،ربما آانت األيام ستودي بالرحيق ولكنها لو ؟ ذا النح ى ه ر إل و اآلخ ر ه ل تغي ن ه الع .. ولك ور ليط ى الف ا تمضي عل أال ليته

. صورته في المرآة خيرا يا دآتور شريف؟-ا - ا .. ال شيء تقريب ي األمع دان ف رد دي ا أظن مج ى م ل سوف .. ء عل التحالي

. تؤآد لنا آل شيء تحاليل؟-

. نعم براز ودم - أجابت في حرج

.. سأآون شاآرة لو أعطيته العالج دون تحاليل - وأشارت بيدها داللة على ضيق ذات اليد

قال وهو يشيح عنها ببصره دة .. هاهي عينة مجانية من الدواء .. حسنا - قرصان صباحا ومساء لم . م ثالثة أيا

اب .. ابتهج وجهها البدين بفرح لم تفلح في إخفائه ودفعت بالصبي صوب الب في انفعال شكرا جزيال -

وتوقفت أمام الباب وقالت في ذل هل أستطيع أن آتي مرة أخرى؟ -

: قال وهو يشعر بتعاسة مطلقة . ، ثم مجامال ، هذا واجب المعرفة القديمة .. متى شئت دون أجر -

رآة وأمعن النظر .. فرط االنفعال صفقت الباب خلفها من ى الم ورا إل توجه فزام .. وق ح دلي ف ه المت رز آرش يظ األرداف ،وب رهال غل دينا مت ال ب د صار رج لق

تش عن مالمحه ا يف البنطلون،واختفى إلى األبد ذلك الوهج القديم في عينيه، وعبثا م . القديمة في هذا الوجه المليء بالمسام والحبوب وقطرات العرق

اد يقى ع ا ،موس رين عام ل دام عش مت طوي د ص دح بع يقى لتص ت الموسدما توقفت جنائزية راح يدور الهثا على إيقاعها حول المقاعد بجرمه الضخم ، وعن

. فجأة لم يكن بحاجة إلى معرفة الخاسر . إنه هو

٣٦

ى الصبوح ك الفت ديم وذل ده الق ق مقع ع – راح يرم ن الربي س – اب ذي يجل ال . قه في إشفاق عليه في انتصار ويرم

. عاد إلى مكتبه وهو يبتسم في مرارة . يدرك اآلن بوضوح لماذا أتته دون الجميع

. لم تكن الذآرى القديمة وإنما ضيق ذات اليد ألنه لن يتقاضى منها أجرا ؟ ا عشرون عام

.. ا ما أطول هذى العشرين عام……

٣٧

أحالم الشبابات وتشعل ا ي الطرق م ف ماء ترسل الحم ي الس ي رؤوس الشمس ف ق ف لحرائ

انق ي خ واء تراب ارة ، واله ز .. الم وبيس يهت ون ،واألت ي جن رق ف يارات تم والس . بصوت مكتوم آأنه يتهيأ لتدمير ذاته

ي رة آ يارات األج ى موقف س ه إل ي طريق ق ف ر الطري د أن يعب امه يري وأس . يعود إلى بلدته القريبة من المدينة بعد انتهاء اليوم الدراسي

ذه الصرخة هو وفجأة انطلقت صر ان صاحب ه ة ،ولألسف آ م مفاجئ خة أل . أسامة

قدمي .. قدمي .. آآآآه .. آه -ام ابرة من االهتم ق بمسحة ع ابري الطري دة لع ان .. اآتست المالمح الجام آ

بار افة أش ى مس أسامة مكوما على األرض وهو يمسك بقدمه ويتلوى من األلم ، وعل . آان حذاؤه ملقيا على األرض

ساءل أحدهم ماذا حدث ؟ ،ت- . موتوسيكل، رد آخر .. ال شيء -

تجمع بعض المارة في فضول قدمي تؤلمني .. آآه .. آه -

وفجأة آف الفتى عن الصراخ أين حذائي ؟ .. يا نهار أسود - ها هو ،ال تخف - . حذائي تمزق، صرخ الفتى في صوت مذبوح .. يا للمصيبة لقد تمزق -ا ، وتم .. لقد ابتعته باألمس فقط - ا .. آه .. زق اآلن باثني عشر جنيه آآه ي

أوالد الكلبا م يفطن إليه ا ل ا ، أو ربم أ به م يعب ه ل انطلقت بعض الضحكات الخافتة ولكن

. آان مستغرقا بالكامل في أحزانه الخاصة فشرع يندب حظه بصوت مذبوح .. ! أبن الكلب .. والبائع يقسم أنها متينة .. حرام .. ثالث أحذية في شهرين -

د نسي آل ة آان الفتى ق ا الدراجة البخاري ه التي مرت عليه شيء عن قدم . ،ومضى يلملم أشالءه المبعثرة

قال أحدهم مواسيا . سوف تقوم بإصالحه .. ال تحزن - . لن يعود جديدا قط ، سيتمزق مرة أخرى ، إنه نوعية رديئة .. آال -

قال أحدهم مستظرفا . ال سبيل إلصالحه .. الحذاء مثل شرف البنت -

قالت سيدة ريفية . المهم سالمتك .. داك يا ضناي ف -

قال محتجا . لن أعثر على مثيله .. الحذاء أهم .. آال -

٣٨

م يكن نهض غاضبا ومضى يقفز على قدم واحدة صوب سيارات األجرة ، لة وق أي ذاء تف ك الح ي ذل يبته ف اة ، إن مص ات مواس ة آلم ى أي غي إل د أن يص يري

. مواساة……..

ا رط الغضب و .. آانت سيارة األجرة مكتظة بمن فيه هو . أسامه يلهث من فى ا عل تقبل له ي ال مس د الت ك المعاه دى تل درس بإح ا وي رين عام اهز العش شاب ين

اع تقيم الطب و مس ا من األصل ، ه أته – اإلطالق وال داعي لوجوده م نش ا بحك ربمة ويصغي - المتواضعة ة خفيف ه لحي ى الصالة في المسجد بانتظام ،ول ويحرص عل

. الدينية التي يلقيها بعض االخوة في المسجد باهتمام إلى الدروس أليس ذلك حراما؟ .. واليوم تمزق تماما .. لقد ابتعت الحذاء باألمس -

يريد أن يئن بصوت .. إنه يوشك على الموت آمدا .. ارتفع صوت أسامة فجأة ارآه د أن يش افره، ويري ه بأظ ش وجه دغيه، ويخم ى ص م عل ي ويلط ع ويبك مرتف

. ع اآلخرون إحساسه الفاج عاد يقول وهو يتأوه

. إنها أزمة ضمير .. القضية ليست في األحذية -رين ود اآلخ الي بجم ديث دون أن يب ي الح امة ف ل أس ه .. استرس إن إحساس

ه ي علي ك أن يقض ة يوش ين .. بالمهان ذاء مت زعم أن الح ذي ي د ال ائع الوغ ذا الب هدون شاعرا ،فليمتشق سيفه وليبرز السهم من آنانته وليلوح برمحه ، إن القوم ال يري

ه .. وا .. يسخرون من ع ول ن الجمي ارة ، لك قوه بالحج ى ليرش ون الصبية والحمق يهيج . األدبار حينما خرج لهم عاري الرأس حاسر الصدر مدججا بالسالح

د تمزق ه أن الحذاء ق داخلي مع ذات ا في حواره ال بالطبع تجاهل أسامة تمام . من جراء حادث آاد أن يودي بحياته

. ليس هناك ضمير .. ليس هناك دين .. ته باثني عشر جنيها لقد ابتع - ما هي الحكاية يا أخينا؟ -

. تساءل السائق وقد غامت عيناه وفاحت رائحة البوظة من فمه قال أسامة مرحبا

. ابتعت حذاء البارحة باثني عشر جنيها واليوم تمزق- وهل تسميه حذاء ؟، قال السائق في استهانة - أسامة فمه في دهشة وبم أسميه؟ ، فغر -

م - ت واه د فأن ذاء جي ن ح و ثم ا ه ر جنيه ي عش ال أن أثن ت تخ و آن ل . بعض األحذية بمائة جنية ..

ماذا؟ - .. اشتعل أسامة من فرط الغضب ، آان ينشد التعاطف مع بلواه

اه رحم ، آانت آتف مضت السيارة تشق طريقها عبر طرقات المدينة التي ال تة ه مرتخي ح وجه دليتين ومالم ال مت ن ين ه ، ل ي حذائ ائن ف ب الك عر بالثق و يش وه

را اك أم م أن هن بمحاولة إصالحه سوى المزيد من ضياع قوت أسرته المكافحة ، ث

٣٩

ه .. آخر ر مرحب ب يال غي والطريق .. مصيبة قادمة ، الشتاء أوشك أن يحل ضيفا ثق آه .. وقدمه التي تغرس في الطين ويتسرب البلل عبر جوربه الممزق .. الموحل

ل وال روح آان زة القت ك غري ه ال يمل د أن مدججا بالسالح لكن الشيء المؤآو .. المحارب ه ، ه ؤلم جنبي اح ت ه والرم ه أطول من داه ورمح ه ي ل تفلت يفه ثقي إن س

. الخاسر في جميع األحوال ، واألرجح أنهم سيذبحونه بذات السالحه - ا ا .. عليك بابتياع حذاء فاخر بمائة جني ى بسهوله، قاله ن يبل لسائق ل في اهتمام

أنق .. قلب أسامة آفيه داللة على ضيق الحال ة مت بينما طفق رجل قصير القم الثياب يجلس في المقعد األمامي يرمق حذاءه األسود الالمع في إعزاز

قال أسامة فجأة وبلهجة قاطعة لن أغادر المنزل حتى رمضان-

ك ا اجئ وساد صمت عميق ، لم يتساءل أحدهم لماذا أتخذ أسامة ذل رار المف لق ،ولماذا ال ينوي أن يغادر منزله حتى رمضان بالذات؟

قال السائق . إن لدي ما يناسبك .. اسمع يبدو أنك فقير فعال -

ل و فع خيفا ل يبدو س ه س ل ، أحس أن م يفع ه ل تج ولكن م للحظة أن يح ه .. ه إنن ا ورق، واألدهى أن خصومه م يفه خشب وأحيان ائس ومسكين،س ر وب ل فقي بالفع

ه آي الفرس ه ويفسحون صدورهم ل م يقهقهون في وجه ذا فه ك ، وله ان يعلمون ذلابرة ي للمك ل، ال داع اء أن يفع ي الرج ون ف ل ويلحف نهم، ب م .. يطع ة ل س بذل أح

. يستشعرها من قبلاء - ك زه ين ويتحمل ثمن ومت د ال الحل الوحيد أن تبتاع حذاء ميري زهي

عشر سنوات ق وجهه وآيف أحصل عليه؟، قالها أسامه وقد أشر -الجيش - املين ب د الع دى أح ين .. ل ع أم مها م ات يقتس ر جنيه ه عش امنح

. المخزن ليختلس لك واحدا قال أسامة وهو يتذآر الدرس الديني الذي يصغي إليه في مسجد القرية

. ولكن هذا حرام - . ماذا تعني؟ ، قال السائق ممتعضا - . ال بد للمرء أن يتحرى ملبسه ومأآله -ات لكل .. تسرق شيئا لن .. وهل أنصحك بالسرقة - أم لعلك ستقوم بتحري

بائعة برتقال لتعرف ما إذا آان البرتقال مسروقا؟ فهل أخادع نفسي؟ .. ولكني أعلم أن ثمن الحذاء الحقيقي يفوقه بكثير -

ك الحذاء .. آان في الواقع يحاور ذاته .. قالها أسامة حائرا يرغب بشدة في ذل فماذا يصنع؟ .. لحرام يقينا لكنه شبهة قد تفضي به إلى ا .. المتين

ى اهزه في العمر إل آان أسامة شابا في العشرين ، إنه ال يصبو آأي شاب ينة مع .. فتاة يصادقها ويزجي معها أوقاتا ممتعة وال يتوق إلى سيارة يقودها وال برحل

فيا ألحالم الشباب؟ .. أنه فحسب يحلم بحذاء متين .. أصدقائه

٤٠

ا التراب ق طريقه يارة تش ت الس ى مض اظرا إل ه ن يح بوجه امة يش ي وأسردد لنفسه من آن المجهول وقد اغرورقت عيناه بالدموع من فرط الحزن ومضى ي

… " هذه فقط هي أحالمي " إلى آخر ….. …

٤١

نقود ملعونةان الرجل رة ، آ ه ألول م اب منزل دما طرق ب لم يكن يعرف الشيخ أحمد عن

. علنا عن وصول الشيخ يباشر أعماله في غرفة مكتبه عندما دلف خادمه م ومن يكون؟-

أخفى الخادم ابتسامته ، وقال خادم المسجد القريب -

لم يره من قبل فهو ال يرتاد المساجد قط ،وبرغم ذلك أدرك شخصيته فال أحد د ة .. في ذلك الحي الراقي يجهل الشيخ أحم اهز المائ هو شيخ طاعن في العمر ين

ع أيضا مع ذلك بحنجرة هائلة ويصر على ويتمتع بصحة جيدة مع ذلك ، ويتمت .. عاما ل بصوت خشن ،ولطالم ى األق تالوة التواشيح الدينية قبل صالة الفجر بساعتين علة اك حكاي م إن هن ة ، ث ذه الضوضاء المرعب تياءهم من ه أبدى أهل الحي الراقي اس

.… الدراجة وماذا يريد؟ - ال أعلم - ال وقت لدي للمجانين .. إذا اصرفه -

اد ا أزعج .. م فشرع يفكر انصرف الخ ك الشيخ األحمق ولطالم م يمقت ذل لك . ذلك الساحر الملعون .. ليله حينما يبدأ العواء

تناهى إلى سمعه صوت خادمه وهو يحاول أن يصرف الشيخ أحمد بالحسنى زل ه يقطن ذات المن ، وتساءل في نفسه ترى فيم يريد ذلك الشيخ األحمق لقاءه ؟، إن

ى .. استجداءه منذ أعوام ولم يحاول قط لو آان يعلم حقيقة سيد هذا المنزل ألدرك عل .. الفور أنه آخر من يلجأ إليه خادم مسجد

اطرة .. هو ابن حرام ال ريب ذلك من أب له وجه ثعلب هضيم الوجه ،وهو آة وصاحبها بكل ة في المائ المال الحرام ،وثروته ال تحيطها الشبهات فهي حرام مائ

. تأآيد لص األستاذ مشغول . . يا شيخ أحمد - ال بد أن أراه -

ع ة شخصية آاسحة يتمت لم يكن فيما يبدو يقدر الشيخ حق قدره فهو يجهل أيدفع ، ار من به بقط و أش ى اعتراضه فه رؤ عل ن يج ل لم ل الوي ل آ يخ والوي ا الش بهبه ن يناص ا عم دعاء علن ن ال ورع ع ة وال يت يخوخة طاعن ذ وش بر ناف ائله ص ووس

. الويل والثبور ،أهونها العمى وليس أشدها الموت العداء ، ولعناته تتسم بيد اء الس ذي تشبث بلق د ال يرا .. وتحير الخادم فيما يصنع بالشيخ أحم ان عس آ

ادرة ، .. حقا أن يقسو على شيخ طاعن ل ب اء من أق وخاصة إذا آان ينخرط في البكادم ان مجرد خ وهو آذلك يخشى في أعماقه من استخدام العنف مع رجل دين ولو آ

. للمسجد أصغى الرجل عدة دقائق للحوار القائم بين الخادم والشيخ ، وأدرك أن الشيخ د رأى أن اة فق ر الحي د خب ديما ق ان لصا ق ا آ ه ، ولم مصر على لقائه لسبب ال يدري

٤٢

يتظاهر باإلصغاء إلى ما يريد اإلفضاء به ثم يصرفه لكيال يضيع وقته الثمين فيما ال . طائل من ورائه

……. يا شيخ أحمد؟ ، قالها الرجل في لهجة محايدة خيرا -

ى ا عل ا شاهده مفاجئ ان م استدار الشيخ وحينئذ أبصره الرجل ألول مرة ،وآا .. آثرة ما رآه الرجل األريب ة ، ولكن م آانت تفوح من مالبسه الرزية رائحة عطن

ام .. هي مالبسه تلك؟ ا الطع ه بقاي اثر علي مجرد جلباب ممزق في اآثر من موضع تتن والغبار والصدأ أنا في عرضك .. يا بك -

د مالمحه ه وال تستطيع تحدي ة التحديق في آان وجهه متغضنا ال تملك مداومه ا السنون ،ومن فم ه التي حفرته من فرط األخاديد المترعة بالبؤس في أنحاء وجه

. الذي يتحرك بعنف فاحت رائحة البصل والثوم الذي يقتات عليهما ماذا تريد؟ - . م يا بك سرقوا دراجتي ،وأنا عجوز ال أقوى على السير أوالد الحرا -ذ عدة .. حكاية الدراجة تلك ال تخلو من طرافة .. آه ه من لقد تمت سرقة دراجت

يخ رف ألن الش و يع ام ، ه اطة– أي ق - ببس ن طري ا ع اس جميع ك للن ن ذل د أعل قارق ب أن الس ون ،ال ري ظ - الميكرف س الح ل - تع لل والس العمى والش يب ب د أص ق

. الطاعون من جراء لعنات الشيخ و أخفى الرجل ابتسامة صغيرة

وماذا بوسعي أن أصنع؟ -ى بيتي .. يا بك - إن الدراجة .. أنني أمشي على قدمي ساعتين ألصل إل

هي بمثابة قدمي فماذا أصنع؟اخرة .. آان يرتجف مثل آتلة من العظام تتحلل وتكوم الشيخ على السجادة الف

. وطفق ينشج بصوت آالنعيبد .. قدر الرجل أنه قد يفيد من هذا الموقف بشكل ما فقال في صوت حازم وق

بدا له خاطر . لعل السارق قد استاء من التواشيح التي تصر على أدائها قبل الفجر -

حدق الشيخ فيه بعينين باهتتين منزعجتينم للصالة وأنت رجل صالح - ا أوقظه دوا .. يا بك هذا ثواب، فأن م أآ ه . لي ذلك

تم الخ اخرة آ ر إذا .. ادم ضحكة س د وضح األم ن .. لق بعض م خر ال د س لق . الشيخ فنصحوه بالذهاب إلى ذلك الشقي الذي لم يصنع معروفا قط

ا ين بصورة م دأ يل د ب ل ق ن الرج ل أن .. ولك يا قب ه شخص ذي يدهش ر ال األم . يدهش سواهد - ا شيخ أحم ا بوسعي ي ام .. سأصنع م أمور القسم باالهتم سأوصي م

. الدراجة عسى أن تعود

٤٣

ا ا تمام م يكن واثق يرة ال ريب .. ل اني عس ة الج والدراجة المسروقة .. فمعرف والحل؟ .. ستختفي وسط آالف الدراجات األخرى

. بارك اهللا فيك ، انفطر الشيخ في البكاء الحار -ه م يخضع لعواطف دي اإلرادة ل شرع يتأمل الشيخ على مهل ، هو رجل حدي

. شيئا يدهش له هو شخصيا .. أعماقه لكن شيئا ما آان يدور في .. قط ال م يب ا صادف بؤساء ول دري فطالم فقة ؟ ال ي هل ما يشعر به اآلن هو الش

. بهم و شخصيا د وال ه ذي ال يصدقه أح ك الشيء ال ل ذل أة فع دة : وفج أخرج ع

ه .. أوراق مالية ومنحها للشيخ مائة جنية عدا ونقدا ، ثم انصرف مسرعا تارآا خادم وهتف له الشيخ أحمد في حماسة حتى أفلح الخادم في صرفه .. ن منعقد اللسا

.. واآلن .. نظر حوله ساهما

آانت أفكاره غير مرتبة ولم يصف ذهنه بعد ، لقد أثار الشيخ شفقته فيما يبدو ال يدري آيف ؟، وعلى أي حال عليه أن يطرح األمر آله - هذا هو التفسير الوحيد –

… وراء ظهره ويعود إلى عمله……

. في اليوم التالي بلغه النبأ الحزينة ة ، والجاني شقي يقطن في الغرف يال في نفس الليل د قت لقد مات الشيخ أحم

رقة دافع للس اورة ، وال ا – المج ين الحق ا تب اه ، – آم ا إي ي منحه ه الت ة جني و المائ هم هشم يال ث ه ل ربص ب ا الشقي ،فت سقطت من يده التي أنهكتها الشيخوخة فأبصر به

اب .. ه رأس دى غي واآتشفوا مصرعه عندما أوصد المسجد أبوابه عند صالة الفجر ل الشيخ

روع ادث الم ذلك الح ى ل ي أس هم ف بعض رؤوس ز ال ي .. ه بعض ف د ال وتنه . ارتياح ألن أحدا لن يزعجهم ليال

. أما صاحبنا فقد تلقى النبأ بوجه جامد ال تعبير فيه لكنه تمتم بكلمة واحدة . بح قط نظيفة لن تص .. نقود ملعونة -……

٤٤

ليال باردةاملين في الورشة بدا له األمر آمزحة يدخرها ليرويها لرفاقه من الصبية الع

.. وهم يتناوبون تدخين أعقاب السجائر : حتما سيقول لهم وهو يتمايل من المرح

تصوروا حاول أحدهم االستجداء مني؟- .. ، لم يجد سواي ! المغفل

……………………. اردا ول س ب ان الطق ارب آ ذي يق اد ال ي الج ن المش دفء م عر ال ه يستش كن

الرآض في طريقه إلى منزله ،يلهو بصنع سحب صغيرة من ذلك البخار المتصاعد .. من أنفاسه الالهثة،ويداه قابضتان على جنيهين آاملين هما آل يوميته

ره يحمل عبء المساهمة في ة عشرة من عم هو مجرد طفل آخر في الثاني . وفاة والده المباغتة في المستشفى بعد مرض قصير طعام األسرة بعد

مأساويا ألنه آان يمقت الدراسة – للحقيقة – على أن عمله في الورشة لم يكن ر، ه بااللتحاق بورشة ،وآان ترآه للمدرسة مسألة وقت ال أآث ذلك رحب في داخل ل

ه، وي ا مثل ة مهيب ارع القام وم ف دو ذات ي م أن يغ ؤاد ينازعه حل زع رداء األسطى ف ن الطفولة ويذهب إلى السينما ليلة الخميس وربما أسعده الحظ بتدخين عقب سيجارة أو

. سيجارة آاملة ع يختلف الطبع عن واق د تمخض ب ر ق ه .. لكن األم ى راودت ام األول ي األي ف

نفسه مرارا أن يترك الورشة إلى غير رجعة من سوء معاملة أقرانه الذين آانوا أشد طى الكبير ذاته، آان تقدمه بطيئا ومقترنا في آافة األحوال بالمهانة بطشا به من األس

تلزمات راء مس ه لش ى قدمي ة عل ال طويل ع أمي اقة وقط ال الش ر وأداء األعم والتحقي . الزبائن المتعجلين دوما ثم ال يظفر في النهاية بغير التأنيب

أقلم روي ه على أن األمر لم يظل بهذا السوء فقد بدأ الصبي في الت دا مع حياتدين ذين يسومون الواف ين ال ؤالء المحنك دة ، وصار من ه د جدي م تع ي ل دة الت الجدي

ه بعض األصدقاء من أقران ر ب ا آانت صداقة .. الجدد سوء العذاب ،وظف صحيح أنهى آل حال ال يطمع هو في ا صداقة عل ا للسب والشجار ،ولكنه خشنة تتسع أحيان

.. خير منهااة تتج ا ورويدا بدأت الحي ع ال حد له ده بمت ه وتع داء .. مل ل يما لحظة الغ ال س

. المليئة بالمرح حينما يتناولون سويا طعامهم الشهي من الجبن والطعمية …….

اد ه آالمعت في ذلك المساء البارد آان يقطع طريقه إلى منزله البعيد على قدمية ه لترف رآوب الحافل ان ي . فلم يكن قادرا على التخلي عن بعض يوميت مر في وآ

ه ال ه لكن ا ريق ح شهية يتحلب له ه روائ طريق عودته على مطعم شهير تتصاعد مند آانت – مجرد سؤال – يجرؤ أن يتساءل ذي يشتهيه فق عن ثمن ساندويتش اللحم ال

وم .. فخامة المحل تخيفه آان يعلم أن هذا الطعام ليس له وال ألمثاله ،وإنما لهؤالء القزة سيماء الذين تفوح من أرديتهم الفا ى وجوههم المكتن وح عل خرة عطورا ثمينة وتل

. النعمة

٤٥

اد ه تتكاسالن عن سيره الحثيث الج ويبدو أن أفكاره الداخلية قد جعلت قدمي . فمضي يتسكع هنا وهناك

ه ه يتسول من ا أدهشه أن ر، وشد م اهزه في العم . وفجأة أقترب منه صبي ينى .. رجال فليعمل مثله إن آان . يريد أن يسلبه ثمرة جهده ولكن من ذا الذي يجرؤ عل

. مقارنته به؟ . بالطبع زجره وآاد أن يبطش به

أسرع الصبي المتسول بالفرار ،ومضى يتطلع إلى وجوه المارة أبط . وسرعان ما وجد ضالته ة ويت ه النعم دو علي رجل في منتصف العمر تب

. لى الفور يفهم هو هذه األشياء ع .. ليست زوجته- يقينا – امرأة فاخرة هيتجديا ه مس ا مقصده .. أسرع خلف ينال حتم ه س ا أن تجداء عالم ي االس ا ف . ملح

تفخ ة من الكيس المن ه فأعطاه لفاف أس الرجل من تجاهل متوسال بحياة الست حتى يه ذي يحمل ان .. ال ا آ هي بينم وي الش م المش ن اللح اندويتش م ى س وي عل ة تحت لفاف

. صاحبنا يرمقه في دهشةذاق . مضى إلى جانب الطريق ليلوك اللحم ة وهو ي راح يرمقه في رهب ان م آ

م - يوقن من ذلك رغم أنه لم يذقه - اللحم شهيا إلى حد ال يوصف سخيا وساخنا،وقد ت الشهية إنضاجه بكثير من التوابل

. ومضى يتطلع إلى الصبي حتى انتهى من الطعامه ،سيز ين في جيب ه فكر أن يبتاع ساندويتشا من اللحم وتحسس الجنيه عم ألم

ق ي الطري ال ف د الم ه فق اخر . أن ل الف ام المح ى اقتح رؤ عل م يج ق ل ي الح ه ف لكن . المخيف

.. استدار منصرفاا ا مرهب ل حالك ا واللي وح . الح له الدرب طويال منهك وآانت رائحة اللحم تف

.. إلى بيته البعيد- آسير الفؤاد– طوال الطريق وهو يمضي . البعيد

٤٦

خبایا المدنة م ت ثم ة آان رار وهيب ا أس ة له ور .. دين ن ن ة قصورها م ا .. مدين وطرقاته

. ولكن آان دون ذلك فرسان أشداء وقالع حصينة وأسوار عالية .. سندس وزهور ا ذ منه ا ينف رة م ا عن ثغ وطوال سنين عديدة ظل يجول حول األسوار منقب

. إلى مدينة األحالم………..

ا عن عشري و التقى بها بعد فرقة أعوام طويلة ترب ان يعرف .. ن عام ه آ ولكنراث دم االآت ا متظاهرا بع ا تسقط أخباره ا فطالم يعرف آل شيء .. آل شيء عنه

أعوام ك ب دما . عن زواجها وطالقها بعد ذل ه عن ا أبت حب ا ألنه م يتشف فيه ه ل ولكن . صارحها وهو يرتجف .. صارحها وهو يذوب .. صارحها به منذ عشرين عاما

ه لعرض يعجب آلما عاودته الذآرى أنه ذي يدفع ك الحد ال بلغ من الحمق ذله ليسخر من نفسه .. الحب على الفاتنة التي أشعلت النار في قلوب العاشقين هل .. إن

ر ى غري رد فت ان مج د آ ه وق تجيب ل ل أن تس اع ا يعق ك إال أبخس مت ه : ال يمل حب . وآان هذا الحب زهيدا فالجميع يحبونها وال جديد في ذلك . ؟

رفض هو الج ان ال رفض المميت .. واب وآ رث .. ال ر المكت ارد غي رفض الب الا واني الخمس التي نطقت أثناءه ك الث ر تل ا غي الذي أوحى له أنه لم يشغل من ذهنه

. بحكم لإلعدام ال يمكن استئنافه وعاد يجر أذياله طريدا ممرور .. أبتلع بحرا بأآمله من المرارة والملح الكثيف

وفي أعمق . ضحكات الجنود الساخرة الهازئة النفس بينما آانت الرياح تحمل أصداء . جب من أعماق ذاته دفن الذآرى المريرة وأهال عليها أطنانا من المرارة

تزوجت بعد ذلك شابا أنيقا يليق بفاتنة القلوب التي تسير في الدروب آروح وا هو ك ألسباب يجهله د ذل ان الطالق بع ارا،ثم آ ورا وثم ا زه ة وراءه ع مخلف الربي

. مخطئ زوجها هو ال ن على ثقة تامة بأن ،وإن آا………..

د ذهب ان ق اف وآ ا في إحدى حفالت الزف وعلى غير انتظار تجدد لقاؤه بهاذا مضى دري حتى اآلن لم ذر ،وال ي رارا أن يعت د أن أوشك م إليه غير مكترث بع

إليه؟ هناك رآها

رارة ن الم ان م ات األطن ذآرى مئ ت ال حيق نفض ب الس اق الج ن أعم وم . ذآريات المخجلة ليصارح نفسه في غير دهشة أنه لم يزل يهواها وال

م ه ل ه لكن ه في حيات أس ب ا ال ب آان اآلن رجال في منتصف العمر حقق نجاح وسقط جدار عالي في .. يتمالك إال أن يشعر بالهيبة واالرتباك وهو يتقدم منها محييا

ي ألتفت ة الت ك اللحظ ا ت تل ديث بينهم رى الح ه ،وج ا إلي ه بطرفه ي صعوبة إال أن ف . عرف موضع عملها على األقل ،وعاد إلى مقعده وهو يرتجف

ردد في ول الوحشية التي تت آان عزف الموسيقى صاخبا وأشد منه تلك الطب . صدره حتى لتطغى على صخب الحفل

٤٧

م ائلة ول تقبلته بابتسامة متس ا واس ى موضع عمله في الصباح التالي مضى إل . ليذوب بين يديها يكن بحاجة إلى وقت طويل

داعب معته ي ا س ان م ه ،وآ مع من تعداد ألن تس ى اس ت عل رة آان ذه الم هة ل ابن ا تفع قيها آم ل عاش ين ال تتجاه ة والثالث ن الثامن ي س المرأة ف ا ،ف خيالءه

. العشرين د إال ألن شمسها هل قال لها أنه لم يزل متيما بها ؟ هل زعم أنه لم يتزوج بع

ا ة مئ ة آانت تكسف بال رحم ا جواز سفره في هيب دم له ت النجوم الشاحبة ؟ هل ق . ووجل سائال إياها أن تمنحه تأشيرة المدينة الحلم

هل فعل آل هذا وأآثر؟ؤ نح اللؤل ول أن المحار ال يم زواج فيق ه ال يقولون أنها مطلقة وهو لم يسبق ل

د آالم مروعة ة .. إال بع اهزت الثامن د ن به فق د تناس م تع ا ل ه أنه ون ل ين ويقول والثالث اتفقنا؟ .. فيرد باسما أن الزمن ال ينال من الساحرات

……………….. . وآانت ليلة عرسه

ا توجه ه وتشرد آلم اد تشعر ب راحت تتأبط ذراعه والحظ في قلق أنها ال تك . إليها بالحديث ،لكنه راح يلتمس لها األعذار

هي .. الزفاف وأهتز من األعماق بينما آانت الموسيقى المعتادة تصدح بأغاني اردة متحفظة ه ب دت ل هو في . شمسه الخاصة وإن آانت ال تمنحه دفئا آيدها التي ب

. الحقيقة ال يثير اهتمامها آثيرا ولكنه يطمح أن يفلح في ذلك يوما ماا حاول ا م مضيا معا إلى داخل الحفل وتبارى الجميع في إظهار المرح وعبث

. أن يجذب عينيها الشاردتين ألسنة اللهب التي .. زهور تتناثر فوق الرؤوس .. أعالم للزينة . . أضواء ملونة

. يحمل مشاعلها الرجال تتراقص من حولهم والوهج األحمر يلثم الوجه الجميلارى في .. آانت الفتيات يتبارين في الرقص على األنغام السعيدة دي تتب واألي

د انقضى أغل رر التصفيق،واعتصر قلبه ألم صارخ وهو يفكر أن العمر ق ه دون مب بذ عشرين ه من دما صارحها بحب ه عن و استجابت ل ه ل نعم بحنان ،وقد آان يسيرا أن ت

. عاما . وقال لها ذلك

ا ؟ - رين عام ذ عش ي من ت مع ك تجاوب ر . أال ليت ا أن يضيع العم يس محزن أل . سدى

. آان الضجيج قد بلغ حدا مروعا فهزت رأسها في شرود داللة أنها لم تسمع ك النظرة عال صوته ليسمعها وسرعان ما أدرك أنها فعلت حينما انسحبت تل

. الشاردة في عينيها لتفسح نظرة متمردة متوحشة قالت بصوت مرتفع سمعه بجالء رغم الصخب المروع

ك - ت علي ى منن يال حت لت ذل ك توس ذآر أن ي؟ ت ايرني بطالق ل تع ه . ال تنس هذا أبدا . بالقبول

٤٨

اج ي انزع ا ف ا ال .. راح يرمقه ن رده م يك ه ل ر انزعاج و س م ه دائي المفح عى شراسة شوهت مالمح الوجه دلت إل ا التي تب الوحيد ،إال أنه وقف يتأمل مالمحه

.. الجميل . وأحس للمرة األولى أنه يراها دون قناع

ا .. آانت عيناها تقدحان شررا ه حق م تفهم ا ل ا أنه م .. لم يحاول أن يشرح له ل هي أجمل آلمات – دون أن تدري – ت يصارحها أن هذه الكلمات التي أغضبتها آان

. سمعتها في حياتهاي اني الت ك المع ى سمتها آل تل رأ عل ا، يق ا راح يقرأه ا ذلك،وإنم ل له م يق ل

ام .. فهمها الجميع سواه م استطاع باإلله ديم ث د ق ى معب وآأنها لغة مجهولة منقوشة عل . حراب الذات متبتلة في م .. موحشة آالصحراء .. فهم رموزها ،رآها باردة آالثلوج

LG LBLPIH أ طيلة أعوام عديدة آان يخال النقوش الغامضة قصائد وأسفارا فما أضيعه حينما تكشفت له معاني تلك النقوش؟ ..

متى ينتهي هذا الحفل الصاخب؟ : تساءل وهو يشيح ببصره عن المعبد القديم أال متى ينتهي؟

…….. بال حجب، الصمت السائد يشي . . بال أسرار .. آانت المدينة مفتوحة بال أبواب

راس ل .. بمصرع الح ي وج ة ف وب المدين ب .. ،مضى يج وى الخرائ اهد س م يش ل . الممتدة والبوم السود ورماد الحرائق في آل مكان

……………

٤٩

آهرمانى نة في األزم السحيقة قبل أن يبدأ عد السنين وقبل أن يوجد البشر أنفسهم عل

ا حطت آانت ثمة فراشة رقيقة .. سطح األرض تحلق فوق الغابة الخضراء ، وحينما ا وتغمره على جذع إحدى األشجار الصنوبرية أحست بمادة لزجة آثيفة تلتصق به

ادة صمغية .. وتشدها بقسوة إلى جذع الشجرة ا التصقت بم الطبع أنه دري ب لم تكن تة نظرة .. ا آانت ثم ا ستقضي نحبه ا أدرآت أنه وى دون جدوى وحينم راحت تتل

ة تت ماء حالم ر والس ورد األحم ر وال ب األخض ى العش الحنين إل أة ب ا معب كل فيه ش . الزرقاء وماض حبيب يتلون بأجمل ألوان الطيف

………………………. ذة السحر اه وتسمرت : حينما أبصرها للمرة األولى وقعت تعوي شخصت عين

. قدماه ثم تبعها آالمسحور………

تائي ممطر، ولمح بطرف عين وم ش يارته في ي ود س ال آان يق ه شجرة برتق . مثمرة فتوقف

اآهي دى الف ل إال ل ر .. لم يكن قد رأى برتقاال من قب ك المشهد غي ه ذل دا ل وبل أن تعرف األرض الشر ى قب راءة األول الم الب ى ع ان .. أرضي،مشهد ينتمي إل وآ

. المكان يتضوع بعبق المطر وعطر البرتقال ورائحة األرض . لبث يتأمل المشهد في رهبة

……. . بعض هذا الشعور عندما رآها للمرة األولى استعاد………..

اهدة اهرا بمش ا متظ دلف خلفه ائية ف س النس ال المالب دى مح ى إح ت إل دلف . المالبس ووجيب قلبه يشتد

ة ا .. ربما لم يرها من قبل، ولكنه يقينا يعرفها حق المعرف وق الرؤي ة تف معرف . والمشاهدة

ولكن متى وأين ؟ا يدة المحل فغ ى غادرت الس ا ومضت تتسكع عل ا إياه ور متتبع ى الف دره عل

ة من ة قلبي الطريق ،وخامره انفعال شديد حتى هيأ إليه أنه يوشك على اإلصابة بنوب . شدة الوجد

ا زوج - وفكر آيف يبرر تتبعه إياه ور المت و رآه أحد في - وهو الرجل الوق لد . هذا الموقف المشين؟ د بعي ذ عه ا من ه يعرفه ى هي منقوشة .. سيقول أن آالوشم عل

ه .. ذراعه وصدره وخاليا دمه وتالفيف روحه ل اللغات .. وشم يستحيل أزالت ة قب لغو ويقين يسبق اليقين ، لو رأتها الطيور الجارحة لهجرت الصيد ولزمت التغريد ، ول

. رآها السندباد ألحرق سفنه ي ق ف ين يتخل و جن رة أخرى وه اهدة م ي األزل، وش اهده ف ا شيء ش وجهه

ه م أم و العشق رح يس ه ه األرض، شيء ل ى وج ة عل رة الثالث اهده للم وم يش ،والي . شيء آالقدر وهو يعلن آلمته األخيرة .. وليس هو شجن اللقاء بعد الفقد

٥٠

رآها نقشا مصورا على أحد معابد الفراعنة ، ثم رآها تبتسم في غموض في . لوحة تعود إلى عصر النهضة

ا جار البرتق ة أش ي ورائح ق الماض ا عب ي له ة ف دموع الطازج ة ال ل ولمع . العيون

………………………. ه ذي أتت من دا صوب المجهول ال . إنها توشك أن تقود سيارتها وتمضي بعي

إنه لم يتبع امرأة في مراهقته فهل يفعل اآلن ؟ .. فماذا بوسعه أن يصنع؟ ى اإلمطار ابرة توشك عل يجب أن يتعرف إليها حاال قبل أن تمر آسحابة ع

. دري آيف تتم هذه األمور ،إال أنه ال ي………………

. أرجو المعذرة إذا تجاسرت على مخاطبتك في الطريق- هل تعرفني؟ - . حتما أعرفك ولكني ال أعرف أسمك -

ى اظرة إل يارة ن أدارت محرك الس ا ف ه يغازله د فهمت أن ل وق ي مل ه ف رمقت . األمام

قال متوسال سيدتي أرجو أن تثقي بي فلست فتى عابثا -

ته بطاقة تعارف وأخرج من حافظ . لعلك تطمئنين قليال .. هذه مهنتي وهذا أسمي - وماذا تريد؟- - لذلك أرجو أن تسمحي لي بقليل من وقتك بأي .. األمر جد وليس هزال -

موضع تختارين أو بمعرفة اسمك ورقم هاتفك……..

و يعود إلى داره فيتحاشى أن تلتق عيناه بعين زوجته ،ويتذرع باإلرهاق ليخل .. ي غرفة مكتبه إلى نفسه ف

ده ة لج ورة قديم دار ص ط الج زمن .. يتوس ن ال ا م ا ردح ف يتأمله ان .. وق آان يموت ه آ ك الصورة واألرجح أن ه تل ا التقطت ل مريضا في أيامه األخيرة حينمالم ل والع اميرا ب ة التي تتجاوز الك ك النظرة العميق ا سر تل ويعلم أنه يموت،وإال فم

أجمع؟ خمسة وعشرين : عالم قضى نحبه في عمر الزهور ترى ما الذي أسقمه ؟ و

. عاما لم ينجب فيها سوى طفال صغيرا صار فيما بعد أباه . أخرج من حافظته قصاصة صغيرة تحتوي على رقم هاتفها

ه ، د ذات ل األب وبدت له تلك الثواني التي انقضت حتى سمع صوتها العذب مث . مثلما انقضى منذ بدء الخليقة حتى اآلن

يد مني؟ ماذا تر - أريد منك ما يريده رجل وجد محبوبته بعد فرقة آالف األعوام - إنك تخيفني -

٥١

ثقي أنني أشد خوفا ولكن ال حيلة لي ، لقد رأيتك فعجبت آيف تحملت -رأة ه صوبك هو عشق المرء الم ا أشعر ب آل هذه السنين دون رؤياك ، ليس م

دري ل هو نسيج ق ه الفراشات حين .. جميلة ، ب ا تشعر ب ر والزهور هو م تطي . حين تمنح العطر والطيور حين تهاجر

ولكني لم افهم بعد ماذا تريد ؟ -ى البحر - ه .. وآذلك النهر وهو يتدفق عبر آالف األميال في طريقه إل إن

. فحسب مسوق إلى غايته ) صمت ( -ك - ين رأيت ي ح ك أنن ا هنال ل م يا، آ ا ولست مريضا نفس لست مراهق

د أدرآت أنني أعرفك منذ عهد بعي هذا يحدث دائما .. ربما رأيتني من قبل - . يقينا ولكني أتحدث عن رؤية في عالم آخر - . وماذا تنتظر مني أن أقول؟ -ذ .. ال أدري، لقد قضي األمر وأدرآت أن األلم هو ميراثي الحقيقي - نف

. القضاء وتوالت ضربات القدر…………………..

حون ن صدر مش د م ه أن .. تنه ل إلي ه وخي ين يدي ه ب ن وجه د ودف دار ق األق . اختارته لشأن عظيم ولكنه يجهله .. تذآر اآلن أين رآها ومتى .. وفجأة سطعت شمس اليقين

شحب وجهه حتى حاآى شحوب جده في صورته ومضى إلى أحد آتب جده . القديمة التي تفوح منها رائحة السنين

. طالع صورة ما في ثنايا الكتاب وهو يرتجف ………

ه مغض ه بوج دة إلي مت الج ل تبس د ال يحتم ي ج ال ف اهتتين ، ق ين ب ن وعين المجاملة

هل لي أن أسألك عن صاحبة هذه الصورة؟ .. جدتي - تناولت إياها وهي تثرثر

ى أنني !.. يا للشيخوخة - ل إل م تشبه جدك حتى يخي ن النظارة؟ لك أيد ا هي النظارة ! أراه أمامي من جدي نا ه اد ؟حس ائر األحف رك عن س ذا أوث ، له

تريد ؟ ،واآلن ماذا . وآفت عن الثرثرة، وتصلبت نظراتها على الصورة القديمة

أين وجدتها ؟ - أخبريني من هي؟ .. في إحدى آتب جدي القديمة -

قالت وآأنها تخاطب نفسها ؟ . هل عادت بعد آل هذه األعوام - عمن تتحدثين؟ - وما يعنيك من أمرها ؟ - . األمر يعنيني فوق ما تخالين -

٥٢

…………… لو أخبرتك أنها قاتلة ؟لكنه قتل ال يجرمه القانون وال تسألني عنها فهل تعجب

. وحرمان حتى الموت .. تدينه أية محكمة،أداته حب بال أملا ا سعداء حق ة وآن ه البالغ ه لرقت يم ب .. آان جدك فتى مرهفا حالما ،وآنت أه

. حتى رآهام . هل أحب ساحرة ؟ هذا ما أؤمن به ذي أل ام ال ذلك الهي هل ثمة تفسير آخر ل

. آزلزال ال يبقي وال يذر .. آهزيم الرعد .. ينما رآها ؟آضربة البرق به حا ذهللا إليه ا وت ه به م . وآأن ألف خنجر يمزق أحشائي وأنا أشهد هيام ا ل إال أنه

. تكن تعبأ به البتة ام والشراب ا عن الطع دي ،عازف ين ي د .. آان يضيع من ب م يع ا عني فل عازف

. لما شاهد حزني باآيا بين يدي آ .. معتزال غرفتي .. يقربني .. وعرفت يا ولدي أنه سيموت

د يس بسرطان الكب في أيامنا الجميلة تلك آان المرء يموت من فرط الحب ول . آما يحدث في أيامكم

هل أخبرتك .. مضيت إليها متوسلة أن تمنحه لي من جديد ولكنها هزأت بي من قبل أنها شيطان؟

ا ا آنت أحبه إلى الحد الذي يهمني أن يظل حي ك م د ذل يكن بع ل ول ى األق عل . هذا الذي آافحت من أجله وهذا الذي أخفقت فيه .. يكون

ى تصويره رة أحتفظ . وآان جليا لي أنه يموت وهكذا عزمت عل صورة أخي . بها لليالي القادمة مثلما يدخر البخيل آنزه

ا اظ به ت االحتف ت صورته أبي ا رأي ي حينم ي .. لكنن ي تضعها ف ك الت ا تل إنه تبك فهل تدري لم؟ غرفة مك

. ألنني رأيتها في عينيهم يلحق .. آانت نظرته تتجاوز الكاميرا وتتجاوزني الم أخر ل ى ع آان يرنو إل

ا .. عالم ليس فيه أحد سواها .. به ولكنه يراه ذابا وعتاب قا وع ا وعش آانت نظرته حنين . نظرة من يرنو إلى قاتله ولكنه ال يجرؤ على آراهيته بل وعتابه ..

اآلن لماذا أبيت اقتناءها؟ هل فهمت تصور ذلك ؟ .. وحينما مات آان يسألني الصفح : ساد الصمت لبرهة ، ثم همست

وهل صفحت ؟- قالت له وهي ترنو إلى أفق بعيد

فلقد أثرت شجوني .. اذهب اآلن -……………………………

دى ر ه ى غي ات عل ي الطرق ول ف م .. مضى يتج ه ل ر ولكن ه الكثي د أخبرت لق . حقيقة المروعة يصارحها بعد بال

ة جده أخوذا تشبه حبيب ا م ه وتبعه آانت المرأة التي رآها الليلة وزلزلت آيان تشبهه إلى الحد الذي يخشى أن يقول معه أنها هي ؟ . إلى حد مروع

٥٣

ك . يعرف اآلن نهاية القصة ألنه شاهدها من قبل لقد أورثه جده فيما أورثه ذل . حظه الحنين الفائق لصورتها ولعله أورثه معه

……. اآنهم ى مس ودة إل آانت الشمس توشك على الغروب وفريق العمل يتأهب للعوه فها لت ان اآتش ادرة من الكهرم ة ن وح بقطع حينما هتف عالم اآلثار مبهورا وهو يلود تشتمل على فراشة قديمة موغلة في القدم تحجرت منذ ماليين السنين ،ولكن العه

.. تتحدى السنين .. ى الموت الغابرة لم تنل من نظرة حنين تتحد………

٥٤

ثغرة إلى عالمهاذر وترة تن آان الطبيب نائما حينما استيقظ على جلبة في الخارج وأصوات مته إلسعاف بأمر جلل، وسرعان ما صدق حدسه فقد آانت الخادمة العجوز تستغيث ب

. الهانم التي تحتضر في الفيال المقابلة ه س - مأخوذا - تسارعت نبضات قلبه لكنه ارع إلى ارتداء مالبسه وحمل حقيبت

د م يك ا حتى ل ة ال تناسب عمره م مضى مع العجوز التي هرولت في خف الطبية ث . يلحق بها

. صافحه نسيم الليل البارد فتوقف ه رف اإلصغاء إلي ك ت م يكن يمل ه ل ل يهمس بأسراره الغامضة لكن ان اللي آ

وزه ك رم ى ف ا عل مين .. عاآف ر الياس اح عط ة م .. وف الحنين هب أ ب واء المعب ن اله . فاستنشقه على عجل

رار ة باألس ة مدجج يال العتيق ه الف ت ل وض .. والح ة والغم ربلة بالرهب مس . جاثمة في الظالم ..

. وعند البوابة المفتوحة آثغرة إلى عالم آخر توقف…………

عشرون عاما إلى الوراء . آانت أمام منزله فيال عتيقة من دورين، لها حديقة ذات أسوار

م ه ل ادئ إال أن انبي اله درب الج ي ال ه ف ع أتراب و م اد الله د اعت ه ق رغم أن وب .. يدلف إلى تلك الفيال قط ،ومع ذلك فلم تفته مالحة تلك الغادة التي تقطن فيها

. وسرعان ما وقع في حبها . آانت لجينا وذهبا وياسمين

نم عن ع ذي ي ة المنبت لون الفضة النقية يشع من جبينها الوضاء النبيل ال راق ومن أعطافها تنبت زهور الياسمين .. وآان الذهب يحاآي لون جدائلها ما استطاع ..

. الشاحبة العاشقة ويفوح منها ذلك العطر المسكر الحزين دأب ا هو ال عم .. ويتبع األميرة القادمة من آتب الحكايات حارس مخلص آم

وعودتها من المدرسة ، والويل أحمد البستاني العجوز الذي يحمل حقيبتها في ذهابها . آل الويل لمن تحدثه نفسه باالقتراب

. الصب تفضحه عيونه ل ام ب يبدو أن هذا صحيح وإال فعالم بدأت غادته ترمقه هي األخرى في اهتم

. وتبتسم له في خفاء…..

، الموت : آان الصقيع يعني نذيرا واحدا لهؤالء القاطنين في أطراف األرض د وحينما اشتدت ال ان رجاؤه الوحي رياح واآتست األرض باللون األبيض المخيف آ

تيقظ في الصباح ووجد ا اس م، وحينم أتي الموت دون أل ى فراشه أن ي وهو يأوي إلا آانت دهشته أن وجد – لدهشته – نفسه ى الخارج وشد م ذة إل ر الناف ع عب حيا تطل

.. الشمس قد أشرقت لتمنحه الدفء والطعام والزهور

٥٥

ون خامره ذلك ل العي ذي يلجم اللسان ويبل درك أن .. العرفان ال ان من ي عرف . حظه قد فاق ما آان يجرؤ أن يتمناه لنفسه

…………… .. وح ذات مساء تنبه إلى ثغرة في سور الحديقة لم يفطن إليها من قبل ، ثغرة تلا، واصطرعت ى إليه الته األول منها منبت شجرة الياسمين ، في الليلة ذاتها آتب رس

الم داخ ه الس ذ أن رأى آدم علي ر من أرواح البش ت ب ي طاف اعر الت ين المش ه مالي ل . زوجته الفاتنة في جنة عدن ووقع في غرامها

. احبك : لكنه لم يكتب في النهاية غير آلمة واحدةرف ي بط ه ه ا لمحت ة بينم ور الحديق ي س رة ف ك الثغ ي تل اب ف ودس الخط

.. عينيها فلم تملك نفسها من االبتساما في ذ ده خطابه ة فالمست ي ى الحديق ذة إل رة الناف ده الثغ ات المساء تحسس بي

. الذي وضعته في ذات الموضع : قالت له

. ال أدري ماذا أقول ردا على خطابك ولكني أشكرك………..

ة ى جن د المفضي إل بيله الوحي رة هي س ك الثغ ة آانت تل وعبر الشهور التالي ت تلتمس منه النصح في الدراسة وتعترف آان . توالت الرسائل بينهما .. عدن األولى

ة تاني ولشجرة الياسمين ولكاف له بالهفوات الساذجة وتعبر عن حبها له وألمها وللبس .. عالم من الطهر والرقة والعذوبة تفتح أمامه فجأة ذات صباح مشرق .. المخلوقات

ده في م يسترد ي ا بالخطاب ث المساء آان يمد يده آل صباح في الكوة السحرية دافع . بالرد الجميل

ذلك ا انقطعت آ ام واألدهى أنه ة أي وفجأة انقطعت عن الذهاب للمدرسة لثالث عن آتابة الخطابات فلم تعد يده تصطدم إال باألعشاب في آل مرة ،آاد يجن وعزف ه وم وطاف بذهن ه من الن ون ويحرم دفع المرء للجن عن الطعام وعرف األلم الذي ي

ون ل الظن افرت .. آ ا س د ربم ى األب ت مريضة .. إل ا آان ر .. ربم ا تكشف الس ربم . الجميل ونالت التوبيخ

دما تساءل يال وعن وفي اليوم الرابع فطن إلى ضجة غير عادية تنبعث من الفد ماتت ة الصغيرة ق روه أن الفاتن رط الهول أخب عن الخبر وقد تجمدت روحه من ف

. بعد حمى قصيرة لم تمهلها إال أياما معدودات……………………………………….

.. والليلة يعود . توقف عند البوابة متهيبا

وهتفت به الخادمة تستحثه على اإلسراع فدلف يطأ العشب ويتفادى الغصون واء ل اله دت وحم ه فتنه مين بمقدم جرة الياس ت ش ه ، وعرف ثم وجه ي راحت تل الت

لذي آان البارد البكر موجة دافئة من العطر الحزين ، وتبسمت له الثغرة المسحورة ا . يراها للمرة األولى من الناحية األخرى

. صعد الدرج المفضي إلى قدس األقداس

٥٦

………………. ا ن أنه دة أيق رة واح ها ضامرة متضائلة ، بنظ ى فراش د عل انم ترق ت اله آان

.. تحتضر وأن هذه الليلة هي آخر عهدها بدنيانا تلك قالت له وهي تبتسم في وهن

ان ترآي أموت دون لقد أمرتهم .. ليتهم لم يزعجوك - أال يفعلوا ولكن آ . طبيب أقوى من أن يتحملوه

راش وق الف ة ف ى صورة قديم ع إل ث يتطل رد ،لب م ي ا حق .. ل صورة يعرفه أم تراه واهما؟ . آانت تطل من عالمها المقدس وتبتسم له . المعرفة

تتبعت األم نظراته ثم قالتة يبدو أنني س . هي ابنتي التي ماتت منذ عشرين عاما ، - ا الليل ألتقي به

أال يحق لي االبتهاج بهذا على األقل؟ ) ثم باسمة ..( بعد طول غياب . وقف صامتا ولم ينبس

ر ، - ن الفج ر م ت أطه ر، وآان ه بش م يشرب من دير ل ة آغ ت عذب آانا .. ومثلما يذهب الفجر في النهاية ذهبت هي وترآت أمها ك هي خطيئته آانت تل

دة ذي . الوحي ك الخجل ال م ذل د موت هل تفه ا بع ي أحي ر أنن ا أفك استشعرته وأن . آنت أصبو للجنون عل الذهول الجميل يسدل ستارا على الذآريات .. طفلتي؟

هذا هو بعض ما استشعره في األيام األليمة التي .. بالقطع يعرف .. هو يعرف - عالما أنه قد جن - تلت موتها حتى آانت تلك الليلة التي آتب لها الخطاب ثم مضى

!!. ، وفي المساء التالي مضى ليبحث عن الرد .. في الثغرة إياها ليدسه : أردفت األم

ة ى جروحي في النهاي ة ربتت عل د الرحم ة .. ولكن ي ك الليل م أزل أذآر تل لتجلب ائش يس ل ط ن عم ى نفسي م ى عل ت أخش اه وب ذابي منته ا ع غ فيه ي بل – الت

اهللا ة التي ال أنس – والعياذ ب ك الليل ذة – اها قط غضب ربي ، في تل ا من الناف رأيته آانت تسري آالنسيم وترتدي ذات الثوب التي .. هل آانت هي أم طيفها ؟ ال أدري ..

م أصدق عيني وخلت . قضت فيه نحبها ثم توقفت على مقربة من شجرة الياسمين ل ا أحست بي ثم تبسمت تلك االبتسامة م لكنها التفت لي فجأة وآأن .. أنني أهذي أو أحلم

. لتي أعرفها ،وما لبثت أن اختفت الحلوة ا وهل الحت لك بعد ذلك؟ -ا .. حتما - ا التي أتلفه رأف بأمه آانت هي مالآي الطاهر فال عجب أن ته .. الفراق ه وال موضع بذات ة موعد بعين ا في .. ولكن لم يكن ثم ا آنت أراه أحيان

ة ا آالومض ا فأراه رع إليه ة فأس ي الرده اك ف ا هن عر أنه ا اش ي وأحيان غرفت . ة ، ولكني في اغلب األحيان آنت أراها مساء بجوار شجرة الياسمين الخاطف

ا ان ففكر أنه ا الباهتت م ابتسمت ولمعت عيناه د ث ى بعي وشخصت ببصرها إل !!. ربما تراها اآلنا األمس القريب - ا وآأنه ام التي سبقت موته آانت .. لشد ما أذآر األي

ل ا ولجت غرفته . طفلتي سعيدة آما لم أرها من قب ا تطالع وآلم ا ارتبكت وآأنه وانتظرت أن تخبرني بسعيد .. رسالة أو تخفي سرا ،أدرآت بقلب األم أنها تحب

٥٧

يقينا آنت .. الحظ هذا الذي ظفر بالقلب البتول ؟ لكنها آانت تستشعر الحرج مني ا مبتهجة ان يكفيني أنه ا .. وافرة الثقة فيها وآ ك أنه و قلت ل ن تصدقني ل ا ل ربم

الم آخر آانت تشف وتسمو ع ا؟ .. ن صورتها األرضية وتتطلع إلى ع ليتك رأيته . آنت ستفهمني دون جهد ، ولكن انظر إلى صورتها تلك

ا ذ عشرين عام ة من وع حبيس الت دم ى صورتها وس ع إل وع آانت .. تطل دم . على قلبه بردا وسالما

وتطلعت األم إليه في رهبة واتسعت عيناها وهي تهمس ألست آذلك؟ .. إنه أنت - رأسه في تسليم فهز

تحاملت على نفسها لتنهض من السرير وراحت تتأمل وجهه د .. إنه أنت - د بعي ذ عه دي ؟ ليتك فعلت من ا ول ل ي لماذا لم تأت من قب

. على األقل آنا سنبكيها معا .. : ثم الح الرعب في عينيها فصمتت قليال ثم قالت آالخائفة

.. إياك أن تكون قد نسيتها .. ولكن - عبرة ، وقالت ثم بكت مست

. لقد آانت تحبك حقا- هز رأسه وآأنه يدفع عن نفسه جريمة مخزية

. لم أتزوج وال أحببت سواها .. آال ،لم أنسها قط -ي .. أحقا لم تتزوج من أجلها - ة .. ولكن ما أشد خجل رؤ من األناني إن األم ال تب

. فلتسعد يا ولدي على آل حال .. قط ا هنا - ل م س ؟ آ ي تع ك أنن ل أخبرت ى وه ة إل ط بحاج عر ق م أش ي ل ك أنن ل

الزواج، ولماذا أصنع وروحها الطاهرة دوما معي؟ أحقا ما تقول؟ -

قال آالمخاطب نفسهاء للجسد . عالم نخال الموت خاتمة المطاف؟ - ان فن روح . ربما آ لكن ال

ك .. إنها أعظم جوهرا ولذلك هي مناط التكريم في اإلنسان .. تسمو عن هذا آله تل ال تموت قط ، هذه الروح خالدة ولذلك لم .. إنها ال تبلى قط .. النفخة من روح اهللا

. أفقد الكثير حين مات الجسد الذي آان سيموت على آل حال . يا للوفاء ؟، عندما ألحق بها سأخبرها بذلك -م آل شيء - ك .. إنها تعل ل أن .. ثقي في ذل م آل شيء قب ستجديها تعل . تخبريها

وصمت لبرهة ثم قال متوسال ين لي بمشاهدة غرفتها قبل أن أذهب؟ هل تأذن -……..

وأخرجت من ثيابها مفتاحا قديما يعلوه الصدأ وقالت له .. تحاملت العجوز رؤ - م أج ل

. ولكني أتوق اآلن أن أفعل .. على فتحها طيلة العشرين عاما

٥٨

ذي .. وتقدمته إلى الردهة الطويلة وهو يتبعها شاحبا ى خدرها ال ه إل إنها تنادي أتراها تتخذه زوجا هذه الليلة بالذات قبل أن تقضي . له رجل غير زوجها لم يكن ليدخ أمها نحبها ؟

رة ا م تح خالله م يف ا ل وفتحت الباب في صعوبة وفاحت رائحة عشرين عام . واحدة ،ووقف متهيبا ثم دلف إليه

ا ي غرفته دار ف ل ج اه آ ت عين ه .. ولثم ام علي ت تن ذي آان رير ال والس . وثيابها التي لم تزل هناك .. آانت تخفي فيه خطاباته والدرج الصغير الذي ..

د العجوز ثم ي د أن ل وقف مرهوبا يرقب ذلك آله ، ثم ألقى السالم ومضى بع . مودعا

م ب ل ها أن الطبي ي أدهش ة الت اؤل الخادم يال تس ادر الف و يغ معه وه غ س وبل . يتفحصها ولم يكتب لها الدواء

……… … آان الياسمين يبوح بآخر أسراره

ى داره ود إل ل أن يع ه قب ام ب را ينبغي القي ه عمال أخي ، تسلل جوار .. إن لديى : الثغرة القديمة ، وتحسس بيده العشب حتى ظفر بمراده الخطاب المرتقب ردا عل

م مضى .. خطاب األمس ه ث ه عن .. ،دسه في جيب ذي آتم د ال ،وفكر أن السر الوحية ال م تنقطع طيل ا ل ات بينهم ة التي العجوز هو أن الخطاب ك الليل ذ تل ا من عشرين عام

ا رة إياه ي الثغ اب ف ا الخط ي .. دس فيه ا ف ا مفضية إليه ا أنه م وقته ن يعل م يك ، ول … عالمها اآلخر مثلما أفضت إليها من قبل في العالم األرضي

ال ذي ب د ب م يع فكر أن يعود إليها ليخبرها ثم ما لبث أن قال لنفسه أن األمر ل للحاق بها على آل حال لها اآلن فهي توشك على ا

……………………………..

٥٩

موعدارد رق ب ى ع تيقظ عل الخطر .. اس ذر ب و ين ى نح ه عل ات قلب ارعت دق وتس

. ،ولبث في سريره مضطرب الحواس مشتت الفكر يشعر بقلق ال يدرك مبعثهه المتسارعة .. فليهدأ باال ات قلب دأ أنفاسه المتهدجة و تبطئ دق م أن ته واأله

ابقة إنه يخشى أن تكون .. ة الس د من األزم رأ بع م يب ة أخرى وهو ل ة قلبي نذيرا لنوب

ره .. ا مضى من عم القطع أطول مم تلك الثواني التي استطالت لدقائق لكنها آانت ب . آله

را ه ج ر نفس واني الفطري وج ره الحي ب ذع ف غال ى اآلن آي رف حت ال يع . مستغيثا بجاره

ال ن آ ت .. ولك ي س وداء الت ار الس ذه األفك دع ه ة فلي ة قلبي ا نوب ه حتم جلب ل . أخرى

ولكن ما سر شعوره بالقلق؟ .. يشعر وآأن موعدا هاما قد

. لقد تذآر اآلن آل شيء .. ويله . إنها ترتقبه اآلن

ة ة متلهف د عجول ه بي ى .. الخامسة مساء .. أختطف المنب ا اآلن تنتظره عل إنه . لقد أعطاها الموعد في الصباح ثم نسي آل شيء عنه .. قارعة الطريق

دودات وان مع ي ث ه ف دى ثياب ذعورا وارت ه م ادر فراش ع .. غ ن يتس ت ل الوقا؟ ه آله د تطهر من أدران تطهر من .. لغسل وجهه بالماء ، وما حاجته إلى الماء وق

د الخجل ه أش العطور .. ماض يخجل من ه للتضمخ ب ذلك ال وقت لدي إن عطر .. ،آ . الصدق الذي يفوح منه يفوق شذا آالف الزهور

…. ات األجرة وذآر للسائق الموضع وضع ن وراح يرقب .. فسه في إحدى عرب

. عقارب الساعة في قلق .. الخامسة وعشر دقائق

رة ابرين في حي يعرف .. إنها اآلن تقف على ناصية الطريق ترقب وجوه الع إنها تتساءل هل يأتي؟ .. اآلن ماذا يعتمل في صدرها البكر

…………… ذا ه يعترف اآلن أنه حينما أعطاها ه اء ب وي الوف م يكن ين ا .. الموعد ل آل م

ه .. هنالك أنه آان يريد الخالص منها دون دموع م أن ان يعل لقد أثارت سأمه بعتاب آ .. ال جدوى منه

. يعرف جيدا ماذا تريد أن تقول وستفعل .. ستقول آل ما يمكن أن تقوله أية امرأة تتشكى من انصراف رجلها

. درة الكرامة آل ما يمكن أن تفعله أية عاشقة مه .. أنت لم تعد تحبني

. هذا حق ال ريب فيه

٦٠

ا بالكامل د أن امتصت رحيقه دا .. لقد طارت النحلة من فوق الزهرة بع إن أحاذا .. لم يفكر وهو يتناول العسل في مشاعر الزهرة المهجورة م يفعل فلم دا ل إن أح

يفعل هو؟………….

.. الساعة الخامسة وخمس عشرة دقيقة،لقد تأخر نحوا من ربع ما أعجب النساء ؟

ى حصونهن ارعن إل ار ويس ولين األدب ل وي رهبن الرج دأ القصة ي دما تب عنان أال .. ى الفرس دما تنتهي القصة يتوسلن إل رفعن الجسور، وعن ن األسوار وي يغلق

. يغادروا المدينة قط . هكذا يصنعن

هتمام الذي ال ينكر أنه تقرب إليها بالنظرات الطويلة والكلمات المعسولة وباال لقد .. آان يريقه عليها في آل آن ،ولكن تلك هي شريعة الحرب في آل مكان وزمان

. سلمت المدينة مفاتيحها ألنها أرادت ذلك ولم يكن لها علم بأالعيب الفرسان . وعندما جاب الفارس دروبها بدأ يفطن إلى أنها تثير الملل

…………………….. . الخامسة وعشرون دقيقة

. سائق أن يسرع توسل إلى الأت م ي ا دام الحبيب ل ه م ول أن الهم يق ال ريب أن األوغاد يغازلونها ولسان ح

. فهناك ألف حبيب يرتقبون إشارة واحدة . ولكنه آان يعلم أنها لن تفعل

ا األول و حبه ان ه ة .. آ ام القلع ى اقتح رأة عل ه الج ذي واتت د ال ارس الوحي الفن حصينة .. الحصينة م تك ة ل ي الحقيق ذلك هي ف دت آ رات .. وإن ب ي ثغ آانت تخف

ة واب موارب ة وأب ذ زجاجي ى أن تكمل .. عديدة ونواف ا آانت بحاجة إل ه ألنه د أحبت لقا .. ذاتها الناقصة بالحب ا ال تراه ياء ولكنه ا .. آانت تبصر األش ام ولكنه وتأآل الطع

ر .. ال تتذوقه يجعل .. وتسمع األحاديث دون أن تفهمها ، والحب بصنع آل ذلك وأآث .. للحياة مذاقا

ا م سر انصرافه عنه د تفه تحم .. واآلن لم تع ذي اق ان هو فارسها األوحد ال آان يسيء اآلن ئن آ يض، ول ى جواده األب ا عل ول األعداء وأردفه األهوال وشتت فلدري ه دون أن ت ا أساءت إلي و أنه ذلك ه د ل ير الوحي ا فالتفس ا ويتضجر منه معاملته

ذي .. دا من الحب والحنان ،وال حل لذلك سوى أن تمنحه مزي د ال هذا هو الحل الوحي . ال ترى سواه

. هكذا فكرت في نفسها وهكذا فعلت . وأدهشها أنه أبدى مزيدا من الضجر وعدم االآتراث المهين

…….. . الساعة اآلن الخامسة والنصف

. اآلن ماذا تصنع رف يع . إنها تبكي

٦١

ادر المث اهرا ن ؤادا ط د أضاع ف ه ق م يكن يعرف اآلن أن ه ل ه، لكن ال من يديه يضن .. ليحفل حينذاك اء ولكن داح الم إن من يحيا على حافة نهر ال يزعجه إراقة أق

. بها في الصحراء الحارقة حين يتسول ظال أو قطرة من ماءه .. شمس تتوهج بالعطاء .. آانت أمه وقتها هناك ه، ولدي وآان أبوه يفتديه بحيات

. قات، ولديه شبابه يتألق بالزهو والكبرياء أصدقاء أوفياء يزجي معهم أمتع األو تتصارع في حديقته ألف ألف زهرة من أجله وحده .. آان يختنق من العطور

.. ولم يفكر أن جميع الزهور ستذوي يوما ..د ، ى األب دوم إل ديهي ي ر ب ه أم اة علي ه الحي ذي تغدق ان ال ال أن الحن ان يخ آ

.. وآان أقصى عطاء من جانبه أن يسمح به … آان … وآان

د .. آان بحاجة إلى ثالثين سنة أخرى يتغير فيها الكثير ه الواحد بع د والدي يفقه أ ب يدة ال تعب زوج س اآلخر ، ثم يتفرق أصدقاؤه ليلتقوا بعد ذلك التقاء الغرباء ،ثم يت

. البتة وتنتزع منه الطالق بعد اعتصار رحيقهات القل ة حتى ليخشى أن وتكون الطامة الكبرى أن يسقم بدنه وتعاوده النوب بي

. يموت وحده فال يعلمون بذلك إال من تلك الروائح التي ستنبعث حتما من جثتهم يجد ة فل اتره القديم ومثلما يصنع آل التجار بعد إفالسهم مضى يفتش في دف

. غير هذا الموعد القديم . وها هو ذا اآلن يمضي إليه

…………………… . الساعة السادسة

. لقد توقفت السيارة أخيرا .. ومضي يتطلع هنا وهناك منقبا عنها .. نقد السائق أجره

.. لقد تأخر ساعة آاملة ولكنها تعلمت فيها الكثيرمس ة الش ى طريق ل عل ان دون مقاب نح الحن ت أال تم ت اآلن أال .. تعلم تعلم

ارس د ( تسلم مفاتيحها قط لف ى األب ل إل اتيح في الني ك المف تلقي بتل ى األرجح س ) علا أيضا ،وتعلمت ر له ذلك فمن الخي الي ول أنهم يلقون الزهور في القمامة في اليوم الت

. أال تكون زهرة أبدا .. شكرا له

ه .. ال عجب أنها لم تكن هنالك في األنحاء .. مضى يتطلع هنا وهناك الحق أن ف .. نحوا من ثالثين عاما وساعة واحدة .. قد تأخر عن موعده قليال

…….. …

٦٢

عاد من جدید .. دیسمبر ذعة البرد الجميلة في الهواء ل

تاء .. والدفء الداخلي الذي نستشعره .. الهواء البارد الذي نتنسمه وشمس الش . الفضية نفرح بها حين نراها

.… مرحبا بالشتاء أ ي تتهي ة الت مبر الرمادي ماء ديس ى س ع إل رعت أتطل ذة ش اج الناف ر زج عب

ة .. لإلمطار دارس الثانوي ا بطالب الم ق مكتظ زي الموحد آان الطري ذ .. ذوي ال ومن . عشرين عاما آنت أحدهم

..… عشرون عاما إلى الوراء .. ديسمبر إلى الوراء وح بعبق .. آان عمري حينئذ ستة عشر عاما عمر الزهور ،وآان ديسمبر يف

. حب رائحته أزآى من الورد النضرة ا .. هي صديقة قديمة وزميلة سابقة في المدرسة االبتدائي اآتشفت أنني احبه

. آانت تتحدث في الطريق مع أحد أصدقائي .. ي إحدى ليال ديسمبر ف اشتعلت فجأة بالغضب والغيرة ولم اشعر بنفسي إال وأنا أجذبها في حزم من

. معصمها إلى منزلها .. رمقتني في غضب ثم في دهشة وما لبثت أن ابتسمت

…………………………………………… . منذ عشرين عاما .. ديسمبر إلى الوراء

هي .. ميل يدفعك أن تسرع الخطى وأنت تتجول حول منزل حبيبتك البرد الج ان ا تلمع رفة وعيناه ي الش اة .. تقف ف ان بحب الحي رة .. تنطق ة عش ي السادس اة ف فت

. تتساءل عن حظها في الحياة وترنو إليه بحبى .. ويعود الحارس المخلص إلى داره ليتلقى تأنيب والدته مبتسما دلف إل م ي ث

داة بن رفة المن مبر الش ار .. دي ديس ولة باألمط ات المغس ى الطرق المة إل ل س يرسم .. د ث ذتها الموصدة بوج ى ناف و إل واء ذات الشجون ويرن ى رائحة اله ويتعرف عل . ينام

…………………………………………….. . لكن ذلك آله قد ولى

ذات المدرسة وا ب ذين التحق ازدادت .. هي تزوجت وأنجبت ثلة من األطفال ال . واغتربت عن وجهها القديم الجميل .. لحما وزنا وامتألت شحما و

دا آروحي ا . وصار وجهي بلي ا وأب ال _ وال فخر - وغدوت زوج ة أطف لثالث . ولم اعد اعرف نفسي آلما تطلعت إلى المرآة .

وديسمبر صار شهرا مزعجا يكلفني ما ال أطيق من مالبس األطفال الصوفية . وأعباء الدواء

ات .. يل آل شئ قد تغير إال ذلك المشهد الجم الطلبة الذين يتدافعون في الطرقدائي يشبه رقص أجدادهم . مبتهجين بهطول األمطار ي ب اع داخل ى إيق ايلون عل يتم

. لجلب األمطار…………………………………………..

٦٣

دى ة التي ترت عبثا ما أفتش اآلن عن وجهها القديم وسط مئات الوجوه الناعمذ عشرين عبث .. ذات الزي الجميل الذي لطالما ارتديناه تش عن وجه غاب من ا ما أف

. عاما . لحظة حزن شتائي مفاجئة غمرت قلبي سالما .. السماء تتهيأ آي تمطر

ازل من داخل المن طفقت أرمق الطالب وهم يتعابثون في مرح ويحتمون بم . األمطار المتساقطة مثلما آنا نصنع منذ عشرين عاما

ي ر ه ة المط ي .. رائح رين .. ه ذ عش مبر من ة ديس دا رائح ا جي ا اعرفه عام . شيئا بمثابة الروح .. لكن شيئا ما لم يزل ناقصا ..

ا و إليه المطر يتساقط برشاقة على النوافذ مثلما آان ينقر على رأسي وأنا أرني .. وال أآاد أشعر به و إل .. هي األخرى آانت تقف في الشرفة تتأمل األمطار وترن

ل نعش الجمي واء الم ذات اله درها ب أل ص ط .. وتم ا آالف وأس ع به يارات يلم ح الس الآللئ من قطرات المطر تضيئها أشعة الشمس التي تتسلل برفق من خالل السحاب

م .. المعة .. والطرقات المعة … الرمادي المتناثر وآل شيء مثلما هو إال شيئا واحدا ل . أزل أفتقده

… رفعت بصري قليال فتجمدت من الدهشة ذة ق ي ناف امي ف ف أم ي فحسب تق ن ه م تك م ل ر وتبتس ى المط و إل ة ترن ريب

. وإنما آنت أنا أيضا هناك علي نافذة مقابلة ..ائي - شابان في عمر الزهور ى مطر ديسمبر وهو - عمر أبن ا إل ان مع يتطلع

. يتساقط بنغم موسيقى يبوح بسر ال يفهم رموزه المسحورة أحد غيرهما … أوصدت النافذة وأنا ابتسم

… ديسمبر ما أجمل أن يعود من جديد

………………………………

٦٤

دروس في الشرين آانت السكرتيرة منهمكة في عملها الجاد حينما تقدم إليها شاب يناهز الثالث

.. تنم ثيابه عن رقة حالها دودات ، وأبى أن يفصح له في أدب جم التمس لقاء الرجل الكبير لدقائق مع

ه اإل ام ال يمكن عن هدف اللقاء مغمغما في ارتباك أنه شأن شخصي وه ه إال فضاء ب .. إليه فحسب

ة أو شفاعة راء إال لطلب معون آان يجب أال تأذن له فأمثاله ال يقصدون الكب . والرجل الكبير هو آخر من يقصده عاقل ألي شأن من شئون الخير

ر اء الرجل الكبي ه بلق ك .. لكنها رغم ذلك آله أذنت ل د حدست أن وراء ذل لق م ولكنها اعتادت أن تطيع الهاتف الخفي في ال تدري ل .. الشاب حكاية يجب أن تسمع

. أعماقها . آان الرجل الكبير يثق في حسن فطنتها ومن ثم فقد أذن بلقائه

…….. ور ي فت ه ف دير .. رحب ب ي تق ان ف ا تخطئ ي قلم اذتين الت ه النف ه بعيني وحدج

. الرجال و على الفور فهم آل شيء واآلن أخبرني ما شأنك؟-

استجمع شجاعته تلعثم الشاب قليال ثم . أود أن أخبر سيادتك أنني مستعد للقيام بأي عمل غير قانوني-

ابتسم الرجل الكبير في تفكه وقال ي - روق ل ه ي ديث إال أن ألوف للح ر م دخل غي ري م ذا لعم ك أن .. ه ل ل فه

تزيدني إيضاحا؟ استجمع الشاب شجاعته وقال

اآي - ى ارتب ذرة عل و المع األ .. أرج يس ب ك ل ل مثل اء رج ل فلق ين ولع مر اله . ولكن ها هو ذا المستحيل قد تحقق .. بعض الوزراء يلتمسون موعدا سابقا للقائك

افصح عن مرادك فوقتي ضيق- أتأذن لي بالحديث دون حرج؟-

أومأ الرجل الكبير برأسه مشجعاات - ن الجنيه ارات م ى الملي ين إل دي المالي ك تع م أعمال ن أن .. إن حج وأظ

هذا شأن األعمال الكبيرة في .. ن تكون أعماله قانونية تماما رجال هذا شأنه يصعب أ . لذلك رأيت أنني قد أآون مفيدا لك علي نحو أو آخر .. آل أرجاء الدنيا

. انفجر الرجل الكبير في الضحك حتى دمعت عيناه وتلعثم الشاب وقال في ارتباك

. أخشى أن أآون قد أسأت التعبير - . أنا فاهم تماما ).. سال في ضحكاته الفخمة مستر ( علي العكس .. علي العكس - . الحقيقة أنني ببساطة مستعد تماما ألي عمل غير قانوني تطلبه مني - . هكذا؟- . جربني-

٦٥

. اعتقد أنك حاصل على شهادة جامعية- وآيف عرفت؟- بالطبع لم تجد أية وظيفة مالئمة؟ .. الحكاية هكذا- لم أجد أي عمل على اإلطالق- . حالما ولعلك أحببت فتاة جامعية مثلك طيلة هذه السنين آنت شابا مثاليا --…………………………… . ولكنها سأمت االنتظار وتصرفت بمعرفتها-م أفكر في .. مؤامرة - ا ل ذا مستحيل، فأن أنت تعرف عني آل شيء ،ولكن ه

. القدوم إليك إال هذا الصباح ر - د من الفق ى مزي م تفض إال إل ك ل د حان .. قلت لنفسك أن مبادئ الوقت وق

. للتخلي عن آافه األوهام القديمة مثلما تلقي بثوبك القديم . أنت ساحر-دا - ون وغ ت أن تك ة عزم ي لحظ ده .. وف ا تفق ديك م د ل م يع ه ل ة وأن خاص

. ولذلك فقد أتيت لتعرض خدماتك علي .. . هذه هي الحقيقة دون زيادة أو نقصان- حف المعارضة إال أن أنا مشهور بالفساد والعالقات المشبوهة آما تردد ص -

االت بنفسي ذه المق ب ه ذي اآت ا ال ي أن و أنن ه ه ذي ال تعلم يء ال وايتي .. الش ا ه إنه . المفضلة . غريب-الي - ى أعم ة عل نس أيضا أن . ولم ال؟إنها تضفي أجواء الغموض والرهب ال ت

. األثرياء لهم نزواتهم واآلن؟- تخال أنني سأرحب بعرضك غير المألوف؟- . هذا ما أرجوه- ساذج جدا يا صديقي إذ تخال أنك تقدم لي عرضا نادرا يصعب .. أنت ساذج -ة وهي أن أغلب - سابقا- ولعل خلقك القويم .. رفضه ة الهام قد أغفلك عن تلك الحقيق

. الجميع مثلك .. والمعني أنك لست بسلعة نادرة .. الناس أوغاد يا صديقي العزيز ابتسم الشاب في مرارة وقال

. إنني عبقري حقا إذ أخفقت أن أآون وغدا .. حقا هذا أمر طريف - هز الرجل الكبير يده مودعا وقال له

م اضحك - ي ل ذه الضحكات الخالصة من القلب فلعل ك به دين ل الحق أنني م . هكذا منذ عهد بعيد ولهذا فإني أشكرك

…………………………………………………

٦٦

أیمن شودي ( يتوجه مقدم البرنامج .. مسرح آبير ى وس ) أيمن الجن ه إل ط المسرح تالحق

. أضواء ملونة وتصاحبه موسيقي فاخرةدي ( مقدم البرنامج امجكم ): ايمن الجن دة من برن ة جدي واآلن موعدآم مع حلق

ایمن شو : المفضل صاحبه موسيقي راقصة يق ي تصف

تاذ .. شيقة .. حلقه اليوم جديدة : مقدم البرنامج أیمن مثيرة ،والبطل هو األس الجندي

…… تصفيق……………………………………………………….

ع .. هو اآلن في منزله يتناول العشاء الفاخر ة ويتمت نوعية الطعام تدل أنه ذواقوح .. بشهية ممتازة از المفت دو شديد الرضى عن نفسه وعن الكون إذ يشاهد التلف يب

نعم إنه يحمل مالمح رجل يعرف آيف .. على إحدى األفالم البوليسية التي تروق له . يستمتع بحياته

ه واآلن إنه اب منزل دو .. يغلق جهاز التلفاز ويتسمع إلى جلبة صادرة من ب يب .. أن أحدهم قد افلح في اقتحام داره

ة ذه الحلق تاذ .. واآلن أعزائي المشاهدون تري ماذا سيصنع بطل ه أیمن األس الجندي؟

ة .. اعتقد أنه رجل يتمتع بسرعة الخاطر حقا لقد ترك عشاءه واندفع إلى غرف عليه نومه وأغلق الباب

واآلن ما هي آراؤآم في تصرفه هذا ؟ : يتقدم شاب إلى الميكروفون

رحيم - رحمن ال م اهللا ال دي .. بس ا .. أيمن الجن د أن تصرفه : عشرون عام أعتقديد بن ش ى ج دل عل ذا ي ن .. ه نم ع كل ي ذا الش راره به تحم داره وف د اق دهم ق إن أح

ى موا .. خسة دم إل ة لتق ذرة واحدة من الرجول ع ب ان يتمت و آ ا آانت ول ة اللص أي جه . العواقبا - ون عام دي ثالث رحيم ،أيمن الجن ه تصرف : بسم اهللا الرحمن ال وا ولكن عف

يس دون آيشوت يصارع ذة ، هو ل ارك الخاسرة شجاعة ف حكيم ،فالفرار من المع . طواحين الهواء

ا - دي أربعون عام ) بصوت جهوري ( بسم اهللا الرحمن الرحيم ،أيمن الجنه اللص؟ ال أدري ماذا : دهى الشاب المتهور الذي يطالب الضحية المسكينة بمواجه من أدراه انه ال يحمل مثال سالحا خطيرا ينهي حياته؟ ..

. في هذه الحالة سيحظى بالشهادة ): عشرون عاما ( أيمن الجندي -ي ): ثالثون عاما ( أيمن الجندي - ق بك ورأي ا يتعل أتمنى أن تكون جسورا فيم

. انك تثرثر فقط ) متشنجا ( ال اسمح لك بإهانتي ) : عشرون عاما ( الجندي أيمن-

٦٧

: يتقدم مقدم البرنامج محاوال التهدئةادل اآلراء .. أرجوآم ال داعي للشجار - ع تب هذا برنامج ديمقراطي يتيح للجمي . دون حرج

. فاصل إعالني ثم نتابع البرنامج ……………………

. فقره إعالنية راقصة…………………………. يتسمع إلى صوت األقدام الزاحفة .. ملتصق بباب الغرفة األستاذ أيمن الجندي

. إنها أقدام واثقة من نفسها… . إنه ال يبالي أن يفطن اآلخرون إليه : أيمن الجندي- . بل هو يتعمد ذلك : أيمن الجندي -امج - دم البرن دي : مق تاذ أيمن الجن ات األس ا ؟ إن مقتني ك مريب يس ذل ولكن أل

. ا لم يبادر بالسطو عليها؟ مفتوحة أمامه آقلب صديق فلماذ . هذا يعني أنه ليس لصا تقليديا - . ربما لم يكن لصا على اإلطالق-د .. هذا هو األرجح - ا يري ه يعرف م يتجه .. إنه يمضي بخطوات واثقة وآأن

دي تاذ أيمن الجن ى وجه األس ا ،إن الرعب المرتسم عل رع بابه وم ويق إلى غرفة الن . لزائر الغامض يوحي بأنه قد أدرك حقيقة ا

. يجوز أنه أغوى امرأة ما فأراد زوجها محو العار- . إنه رجل طاهر الذيل .. آال - . لعلها محاولة اغتيال يقوم بها عميل للمخابرات- ال تفرط في مشاهدة التلفاز ، هذا ما أنصح به-

الموت هو .. إن الزائر الغامض هو .. آال ………………………………………………………………….

: الغرفة متأدبا وقال له في إغراء وقف خارج . افتح الباب يا حبيبي لقد أتيتك بفاآهة آثيرة- . لن تخدعني- . لقد عاد والدك من سفره البعيد- . لقد مات أبي - . آيف يطاوعك قلبك على إيصاد أبوابك أمام أمك المنهكة؟ - . لست بأمي-

…………………………………. . ن الجندي؟ ترى هل سيفلح الموت في خداع األستاذ أيم

. فاصل إعالني ثم نتابع البرنامج…………………….. فاصل إعالني

……………………… لماذا يوصد األستاذ أيمن الجندي أبوابه ؟ -

٦٨

…………………………………………….. ا دي مغالب تاذ أيمن الجن آان الحمام غارقا في الظالم الدامس عندما اتجه األس

ان النعاس لقضاء حاجته ،وأضاء المصباح فغمر النور ا اهر المك ه .. لب م يفت الطبع ل بت ي رعب ممي ق ف ذي انطل ك الصرصور ال ة ذل ارة .. مالحظ الموت ت اهر ب وتظ

ان يحسن الصراخ لمأل و آ ان ،ول وانطلق مذعورا تارة أخرى مهروال في آل مك . الدنيا صراخا وعويال؟

…………………………………………… اة لماذا يستميت الصرصور م .. ثمة سؤال هام .. واآلن يا سادتي - حاوال النج

وهو الذي يقضي حياته في أماآن غير سارة مطادرا بالنعال؟ …………………………………………………….. . إنها الغريزة-و .. إجابة موفقة - انا عاقال ال يخل نظن أن األستاذ ايمن الجندي رغم آونه إنس

. من ذات الغريزة ،ولذلك فانه لم يكتف بإغالق الباب وإنما وضع المزالج األول- ………………………………………………………

الغریزة : المزالج األول ……………………………………………..

هب عمرك طال مئات السنين فهل سيدفع .. افتح الباب وال تكن أحمق - ذلك عنك الموت في النهاية؟

- …………………………………………………………. وة الغاشم – دو بمظهر الق يال يب ه آ دي حجت ه الموت يحاول أن يب ة ، ولعل منطق

. سديد إلى حد ما ،وهو حتمية الموتاة - د الحي ي تجم دنيا يعن ذه ال ي ه ود ف ل .. الخل تكتفي األرض بجي س . واحد

……………………………………… ة ات المدين ل .. الفتي يتنزه في طرق ز المقاب ى اإلفري ة عل اة جميل ة فت ه .. ثم إن

ا يفعل آل ذلك؟ لماذ .. يغازلها .. يسير وراءها .. يطيل النظر .. يرنو إليهار .. الفتاه تبدو مستاءة دو أآث تهز رأسها الجميل متعمدة لكي تتناثر جدائلها فتب

ال أعتقد أنها مستاءة إلى الحد الذي تتظاهر به وإال فعالم آل هذه الزينة؟ .. فتنة …………………………………………………………

وان الر ة أل ى الزهرة المتبهرجة بكاف م تحل عل واء ث ع النحلة تطير في اله بي . لماذا تزينت الزهرة إذا ؟ الفارق الوحيد أن الزهور ال تجيد التصنع ..

……………………………………………… و صوته - ة أنثى يعل ذاب أي ح في اجت آه هاهو ذآر األيل المسكين الذي لم يفل

. باآيا دون تحفظ………………………………………..

ي ا ف أرق م داه ب ت أن تتح وت حاول ة الم ذ أدرآت حتمي ات من ة المخلوق آاف . أال وهو الحب .. الحياة

د - ا ال : آل هذا جميل ولكننا لم نجب على السؤال بع ان الموت آتي إذا آ ريب فلماذا نرهبه ؟

٦٩

لإلجابة على هذا السؤال سنشاهد هذا الفيلم المصري ………………………..

يبدأ الفيلم بقصه حب ناعمة بين البطل والبطلة التي تشتكي من صداع مزمن ا ، الطبيب يصارحها في ا ستقضي نحبه را في المخ وأنه ا خطي ة ورم جدية أن ثم

ه . بعد شهر ا المحب وتتظاهر بخيانت م .. تخفي األمر عن زوجه ه األل د ل ا ال تري إنها ا حتم يعقب موته ذي س ي . ال رة ويبك ا غزي ا دموع ذرفان مع ة في و الحقيق درك ه ي

ك أ ي توش ة الت ة الفاتن ى البطل ينما عل الم الس ي ظ اهدين ف ع المش ي جمي ن تقض المخرج يتدخل في النهاية فيكتشف الطبيب أن األشعة تخص رجال آخر وأن . نحبها

. يتعانق البطالن وينتهي الفيلم نهاية سعيدة . األسبرين يكفي لعالجها من الصداع ……………………………………………….

والسؤال اآلن هل هي حقا نهاية سعيدة؟- الذي نساه الجميع ها هنا إنها ليست آذلك بالنسبة لصاحب األشعة المسكين -ة - وم لكاف در المحت ن الق اذا ع ل فم وت العاج ن الم ت م د نج لق . ستموت عاجال أو آجال .. األحياء؟ فالموت إذا لم يخطئ آثيرا- . لم يكن مخطئا ولكنه ليس بمقنع -

…………………………………………………………….. دة ر لحظة واح تغرق غي م يس ل الصرصار ل يدة متحمس .. إن مقت ة سحقته س

. بنعلها ،ولكن األمر لم يكن آذلك مع ذلك المريض الذي أوشك على الموت………………………………………………..

: حكاية مريض صارحه طبيبه أنه ميت حتما ه .. لم يهضم فكره الموت بعد .. آال دودة وليت يدرك أن أيامه على األرض مع

م م يعل ا .. ل ى المفت دة عل ق بضغطة واح ائي يغل ه مصباح آهرب ت حيات ود لي ح فيسه خائف وال يخجل أن .. إن انتظار الموت اشد رهبة من الموت ذاته . اإلظالم فورا إن

. يعلن خوفه على المألة مرضه؟ م .. لماذا صارحه ذلك الطبيب األحمق بحقيق ذي تعل ك السفاح ال ذل

ة مرضهم دون رفق في أمريكا وتعود على مصارحة المرضى الميئوس منهم بحقيق . وماذا أفاد هو؟ ماذا أفاد الطبيب .

ك ذ ذل ادره من م يغ ه ول ى فراش ى عل ة ارتم ت ال محال ه مي ا أدرك أن حينم … الحين

………………………………………………… .. الرعب يا صديقي .. الرعب

……………………………………… اردة وجسدك .. لست أول من يموت فلماذا هذا الرعب المميت ؟ إن أطرافك ب

من فؤادك مريبة بشكل غير وتخال آل نفس هو النفس األخير وآل نبضة .. متخشب . وآأنك تسترق السمع إلى خطواته .. سمعك مرهف بشكل غير عادي .. مألوف

. اسمح لي أن أصارحك .. أنت هستيري جدا ………………………………………………..

٧٠

هذا هو المزالج الثاني .. الخيال يجعل للموت تلك الرهبة الكبرى -……………………………………………

الخيال : المزالج الثاني ……………………………………………………………….

ره -- ب تنتظ ر غائ ا خي اب فأن تح الب . اف…………………………………….

صوت هامس رقيق آاألنغاما أفكر فيك .. أحببتك قبل أن تولد بماليين السنين - .. ماليين ماليين السنين وأني؟ .. آه لو رأيت جمالي؟ .. أشتاق إليك .. احلم بك و عرفت دالل ا .. آه ل وتصور حب

. كون ذاته ؟ عرفان من تدري أنها خلقت من أجلك وحدك؟ عمره من عمر ال………………… ..

ين - الي . هذه الفاتنة هي إحدى زوجاته من الحور الع ا اهللا سبحانه وتع خلقه . يخيل إلى أنه سيحطم آل المزاليج ويلثم الموت مهلال .. لعباده المؤمنين في الجنة

ا أن - ان واثق و آ ه ل ات إلي الى راض الموت هو أحب الكائن اهللا سبحانه وتعدا ال م ى .. عنه،ولكن ذنوبه تفوق النجوم عدا والرم ذر إل ، وهو ال يعرف آيف يعت

ئوليته ى مس ك عل ل ذل ه يفع ه فإن ن يتجاهل ذير واضحا وم ان الن د آ م ؟ ، لق ه وب رب . الخاصةادة البشر صحابة رسول اهللا - اها س ان يخش هو يرهب أهوال القيامة التي آ

ه وسلم فما بالك به؟ صلي اهللا علية - ة المؤجل م بالتوب ا .. إننا جميعا نحل ا م دا ، صحيح أن .. سنتوب يوم ا غ ربم

. هذا هو آل شئ . لكننا لم نفقد األمل بعد .. هذا الغد المزعوم لم يأت قط………….

إذا فخشية العقاب هو المزالج الثالث…………………………………………..

الخشية من العقاب : المزالج الثالث …………………………………………

غيري - ا ص اب ي تح الب ا .. اف ن ورائه ر م ن تظف دا ول دة ج اة مجه إن الحي .. أتعبت من آان قبلك وستتعب من يأتي بعدك .. بطائل

………………………………………………………………… ا : مقدم البرنامج - دي خمسين عام وصلنا اآلن فاآس من المشاهد أيمن الجن

. لعديدة إنه يعتذر عن عدم المجيء نظرا لمشاغله ا .. . إن امتالآه جهاز فاآس يدل على مدى ثرائه-ده- تاذ .. ال تحس ول أن األس ل؟ يق ى يفع ين فمت د الخمس ا عن ق نجاح م يحق إن ل

ع ا، ولكن خشية المجهول هو المزالج الراب د .. أيمن الجندي متعب من الحياة حق لقا ر الخوف والفضول مع ق يثي اب المغل ا ،والب ل متاعبه م آ اة رغ ا الحي يس .. ألفن أل

آذلك؟……………………………………………………………

الخوف من المجهول : المزالج الرابع …………………………………………..

٧١

. التغيرات التي تحدث ألجساد الموتى : لقد نسيتم المزالج الخامس - إن اإلنسان آائن مغرور ويعتقد بتفرده ويؤلمه آثيرا أن يتحول جسده -

. إلى ذلك العفن الذي تعرفونها .. هذا غرور فاضح - روح منه ة وال ارة عن دمي إن جسد اإلنسان عب

. بمثابة البطارية ،وال عجب أن تتوقف عن العمل عند نفاذهاة واألمل - اة والرغب ال ريب .. إن األجساد المتحللة آانت تنبض بالحي

. أن تعفنها يثير الرعب واإلحساس بتفاهة الحياة اد - اة من خالل أجس ا الحي ا عرفن ادة أنن ا س ك ال تنسوا ي أبصرنا .. نا تل

ناها افضل ا الحب وألبس نا به بعيونها وتكلمنا بلسانها واشتهينا بها الطعام ومارس الثياب ولذلك فإن االرتباط بها وثيق العرى .

………………………………………… تحلل األجساد : المزالج الخامس

…………………………………… . أظن أن فراق األحبة سيكون هو المزالج السادس -

………………………………….. : حكاية أخرى لرجل يرتقب الموت

ل وا : تمني لو يتجمد الزمان على ذلك المشهد الجمي ذين التف ه األعزاء ال أبنائاء ذرفون دموعهم الحبيسة في الخف م ي إن .. حول فراشه متظاهرين بالمرح عالما أنه

ا .. لحظات الفراق مؤثرة دائما خاصة األبدية منها ك أم درآون ذل م ي ة وه ا النهاي إنه . قد أزمع أمرا هو ف

دوء م في ه ال له ة ولكن وحشة : ق رة ال محال ذه الم ي ميت ه ي إنن ا أعزائ يد أعددت . القبر تخيفني ذلك فق ري ،ول ارة قب وصيتي األخيرة إليكم أن تكثروا من زي

أصيصا لنبات يجب ريه بالماء آل أسبوع آيال يذبل ،وسأضعه في المقبرة ورجائي رة آل . . إليكم أال تدعوه يذبل أبدا ى المقب ذا ؟ ستذهبون إل اذا يعني ه هل تفهمون م

. أسبوع فهل ستفعلون؟ ……………………………………………… هل تخالون أن النبات سيظل مورقا على الدوام؟ .. واآلن سادتي األفاضل -ة البشرية- ذا مخالف للطبيع دها .. ه ه وبع و موت ره تل ارة قب يكثرون من زي س

. أراهن على ذلك .. سيذبل النبات . ا تتم سرقه األصيص بأسره ربم - . سيروق ذلك لهم إذ يجنبهم اإلحساس باإلثم -

…………………………………………………………. المزالج السادس هو فراق األحبة

…………………………………………………………………. اة .. المزالج السابع فيما اعتقد هو الغرور - ان الحي ليم ب ود التس إن المرء ال ي

ات .. سماء زرقاء بعد موته يستحيل أن تظل ال .. سوف تستمر من بعده وتمتلئ الطرق عسير على .. بالبشر، ويقرأ الناس الجرائد ويولد أطفال آخرون ثم ال يعد أحد يذآره

.. فليتهدم المعبد بمن فيه .. المرء التسليم بذلك …………………………………

٧٢

الغرور : المزالج السابع ………………………………

: اتصال هاتفي من العجوز أيمن الجندي ستين عامازاليج - و آدست آالف الم تئذان أحد ول ى اس م .. الموت ليس بحاجة إل أل

يفلح في اقتحام باب المنزل دون جهد؟ إذا آيف تفسر ما يحدث ؟ -ى - ك حت ه وذل ل التهام أر قب ط للف ه الق ه مداعب وت يداعب د أن الم اعتق

ة . يحين اجله ه داخل الغرف وحينئذ سيكتشف األستاذ أيمن الجندي أن الموت مع . لسبعة المزاليج رغم ام سديد .. يبدو أن الشيوخ دائما علي حق .. ضيوفي األعزاء - إن رأيه

: دوما والدليل هو ما ترونه اآلن………………………………………………………….

.. األستاذ أيمن الجندي يطلق صيحة مكتومة إذ يجد الموت معه في الغرفة . أرجوك امنحني ساعة واحدة .. لم اآمل عشائي بعد - . عشر دقائق لن تضير أحدا .. طس ساخنة إن البطا- . دقيقة واحدة من فضلك .. سألقي نظرة أخيرة علي أبنائي-ر - د أخي س واح ذا .. نف واء، ه ن اله ان م اي خاليت وت ورئت ب أن أم ال اح

. يشعرني بالعار………………………………………………………

ه المزاح في وقت الجد - ه ال .. واضح أن الموت صموت حقا وال يروق ل إن .. لقد مات األستاذ أيمن الجندي فرحمه اهللا عليه .. لرد عليه يعبأ با

أیمن شو شكرا لضيوفنا األعزاء وإلى حلقة أخرى مثيرة مع ………………………………………………………………………….