"""""" صفحة رقم " """"" الجزء الثاني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم كتاب التيمم موا صعيدا طيبا ) : ) باب قول اهلل - فمم تجدوا ماء فتيم

[ : المائدة ) ] فامسحوا بوجوىكم وأيديكم :خرج فيو حديثين :الحديث األول

:قال أبنا مالك ، عن عبد : ثنا عبدا هلل بن يوسف -

الرحمن بن القاسم ، عن أبيو ، عن عائشة زوج النبي في بعض إسفاره ) خرجنا مع رسول اهلل : ، قالت )

أنقطع عقد -أو بذات الجيش -حتى إذا كنا بالبيداء

الناس معو عمى التماسو ، وأقام) لي ، فأقام رسول اهلل : وليسوا عمى ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر ، فقالوا

والناس ) إال ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول اهلل فجاء أبو بكر . ، وليسوا عمى ماء ، وليس معيم ماء

: واضع رأسو عمى فخذي قد نام ، فقال ) ورسول اهلل مى ماء ، وليس والناس ، وليسوا ع ) حبست رسول اهلل

:معو ماء قالت عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء اهلل أن يقول ، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ، فبل يمنعني من التحرك إال

مكانعمى فخذي ، فنام حتى أصبح عمى غير ) رسول اهلل اهلل آية التيمم ، فتيمموا ، فقال أسيد بن ماء ، فانزلماىي بأول بركتكم ياال أبي بكر ، قالت : الحضير

.فبعثنا البعير الذي كنت عميو فأصبنا العقد تحتو ورواه ( ( . فقام حتى أصبح : ) ) إن الرواية ىنا : قيل

وىو لفظ ( ( فنام حتى أصبح : ) ) في التفسير بمفظ ( ( .الموطأ ) ) مسمم ، وكذا في

ىذا السياق سياق عبد الرحمن بن القاسم ليذا الحديث وقد رواه ىشام بن عروة ، عن . عن أبيو ، عن عائشة

أبيو عن عائشة فخالف في بعض ألفاظو ومعانيو مما الوقد خرجو البخاري في موضع أخر وفي بعض . يضر

- ألفاظو اختبلف عمى عروة .أيضا

ذكر أن عائشة استعارت قبلدة من أنو : ومما خالف فيو أرسل رجمين في طمبيا ) أسماء فسقطت ، وان النبي

.وليس معيما ماء فنزلت أية التيمم .أنيما صميا بغير وضوء : وفي رواية

وىذا يمكن الجميع بينو وبين حديث القاسم ، عن عائشة بأن القبلدة لما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا سقطت في المنزل الماضي ، فأرسموا سقطت ظنوا أنفي طمبيا وأقاموا في منزليم وباتوا فيو ، وفقد الجميع

.الماء حتى تعذر عمييم الوضوء وفي . أن ذلك كان ليمة االبواء : وفي حديث ىشام

.الصمصل : أن ذلك المكان كان يقال لو : رواية عنو هلل حدثني يحيى بن عباد بن عبد ا: وروى ابن إسحاق

أقبمنا مع : بن الزبير ، عن أبيو ، عن عائشة ، قالت -في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بتربان ) رسول اهلل

-بمد بينو وبين المدينة بريد وأميال ، وىو بمد ال ماء بو -وذلك من السحر ، انسمت قبلدة لي من عنقي فوقعت

.خرجو األمام أحمد . وذكر بقية الحديث -الحديث من حديث عمار بن ياسر وقد روي ىذا

عرس بأوالت الجيش ومعو عائشة ، ) أن النبي -أيضا فانقطع عقد ليا من جزع ظفار ، فحبس الناس ابتغاء

عقدىا ذلك حتى أضاء الفجر ، وليس مع الناس ماء ،

حبست الناس وليس : فتغيظ عمييا أبو بكر ، وقال التطير رخصة ) معيم ماء ، فأنزل اهلل عمى رسولو

-) بالصعيد الطيب ، فتيمم المسممون مع رسول اهلل .وذكر الحديث

والنسائي -وىذه لفظو -خرجو اإلمام أحمد أبو داود .وابن ماجو ، وفي إسناده اختبلف

واآلية التي نزلت بسبب ىذه القصة كانت أية المائدة ؛ فإن البخاري خرج ىذا الحديث في التفسير من

ىذا من حديث ابن وىب ، عن عمرو ،( ( و كتاب) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: فنزلت : عن عبد الرحمن بن القاسم ، وقال في حديثو بلة فاغسموا ) يا أييا الذين آمنوا إذا قمتم إلى الص

[ . :المائدة ] ىذه اآلية ) وجوىكم وىذا السفر الذي سقط فيو قبلدة عائشة أو عقدىا كان

لغزوة المريسيع إلى بني المصطمق من خزاعة سنة ست سنة خمس ، وىو الذي ذكره أبن سعد عن : ، وقيل

وفي ىذه الغزوة كان حديث : جماعة من العمماء ، قالوا .اإلفك

أن قصة التيمم كانت في غزوة بني : وقد ذكر الشافعي أخبرني بذلك عدد من قريش من : لمصطمق ، وقال ا

.أىل العمم بالمغازي وغيرىم : ابن عبد البر : فقد ذكر غير واحد ، منيم : فإن قيل

أنو يحتمل أن يكون الذي نزل بسبب قصة عائشة اآلية التي في سورة النساء ؛ فإنيا نزلت قبل سورة المائدة

ل من القران ، بيقين ، وسورة المائدة من أواخر ما نز إنيا نزلت كميا أو غالبيا في حجة الوداع ، : حتى قيل

.وأية النساء نزوليا متقدم وفي صحيح مسمم من حديث سعد بن أبي وقاص أنيا نزلت فيو لما ضربو رجل قد سكر بمحي بعير ، ففزر

.أنفو والنسائي وأبن ماجو ، عن ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

قد شرب الخمر ، فخمط في عمي ، أن رجبل صمى و .قراءتو ، فنزلت أية النساء

أن اآلية التي في سورة النساء نزلت قبل : فقد تبين بيذا : تحريم الخمر ، والخمر حرمت بعد غزوة أحد ، ويقال إنيا حرمت في محاصرة بني النضير بعد أحد بيسير وآية النساء فييا ذكر التيمم ، فمو كانت قد نزلت قبل

ئشة لما توقفوا حينئذ في التيمم ، وال انتظروا قصة عا .نزول آية أخرى فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :ىذا ال يصح ؛ لوجوه : قيل

سبب نزول آية النساء قد صح أنو كان ما ينشأ : أحدىا من شرب الخمر من المفاسد في الصبلة وغيرىا ، وىذا

ميو في قصة عائشة غير السبب الذي أتففت الروايات ع، فدل عمى أن قصة عائشة نزل بسببيا آية غير آية

.النساء ، وليس سوى آية المائدة أن آية النساء لم تحرم الخمر مطمقا بل عند : والثاني

حضور الصبلة ، وىذا كان قبل أحد ، وقصة عائشة كانت بعد غزوة أحد بغير بخبلف ، وليس في قصتيا ما

ربان الصبلة مع السكر حتى تصدر يناسب النيي عن ق .بو اآلية

وأما تصدير اآلية بذكر الوضوء فمم يكن ألصل مشروعيتو ؛ فإن الوضوء كان شرع قبل ذلك بكثير ،

نما كان ( كتاب الضوء ) كما سبق تقريره في أول ، وا تمييدا لبلنتقال عنو إلى التيمم عند العجز عنو ، وليذا

آية : التيمم ، ولم تقل فنزلت آية: قالت عائشة .الوضوء صحيح ) ) أنو قد ورد التصريح بذلك في : والثالث .كما ذكرناه ( ( البخاري

وأما توقفيم في التيمم حتى نزلت أية المائدة مع سبق -واهلل أعمم -نزول التيمم في سورة النساء ، فالظاىر

ن أنيم توقفوا في جواز التيمم في مثل ىذه الواقعة ، ال

فقدىم لمماء أنما كان بسبب إقامتيم لطمب عقد أو قبلدة رساليم في طمبيا من ال ماء معو مع أمكان سيرىم ، وا جميعا إلى مكان فيو ماء ، فاعتقدوا أن في ذلك تقصيرا

في طمب الماء ، فبل يباح معو التيمم ، فنزلت أية المائدة مبينة جواز التيمم في مثل ىذه الحال ، وأن ىذه

.صورة داخمة في عموم أية النساء الوال يستبعد ىذا ، فقد كان طائفة من الصحابة يعتقدون أنو ال يجوز استباحة رخص السفر من الفطر والقصر

إال في سفر طاعة دون اإلسفار المباحة ، ومنيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من خص ذلك بالسفر الواجب كالحج والجياد ، فمذلك فوا في جواز التيمم لبلحتباس عن الماء لطمب شيء توق

من الدنيا حتى بين ليم جوازه ودخولو في عموم قولو ، ويدل ذلك عمى جواز التيمم في سفر التجارة وما أشبيو

: من اإلسفار المباحة ، وىذا مما يستأنس بو من يقول .أن الرخص ال تستباح في سفر المعصية

ئدة كميا في حجة الوداع فبل وأما دعوى نزول سورة الماتصح ؛ فإن فييا آيات نزلت قبل ذلك بكثير ، وقد صح

ال نقول لك كما قال : يوم بدر ) أن المقداد قال لمنبي اذىب أنت وربك فقاتبل إنا ىاىنا : بنو إسرائيل لموسى

قاعدون ، فدل ىذا عمى أن ىذه اآلية نزلت قبل غزوة .واهلل أعمم . بدر

تعالى التيمم في اآليتين بمفظ واحد ، فقال وقد ذكر اهللن كنتم مرضى أو عمى سفر أو جاء أحد : ) فييما وا

منكم من الغائط أو المستم النساء فمم تجدوا ماء فتيمموا : المائدة ) ] م صعيدا طيبا فامسحوا بوجوىكم وأيديك

. ] ن كنتم مرضى أو عمى سفر : ) فقولو تعالى ذكر ) وا

المرض ، والمراد بو : أحدىما : شيئين مبيحين لمتيمم ما كان استعمال الماء معو يخشى : عند جميور العمماء

.منو الضرر

ىل ىو شرط لمتيمم مع : السفر ، واختمفوا : والثاني الماء ، أم وقع ذكره لكونو مظنة عدم الماء ( عدم )

غالبا ، فإن عدم الماء في الحضر قميل أو نادر ، كما قال الجميور في ذكر السفر في آية الرىن ، أنة إنما

ذكر السفر ألنو مظنة عدم الكاتب ، وليس بشرط .لمرىن

عمى أن السفر ليس بشرط لمرىن وال لمتيمم : والجميور مع عدم الماء ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأنو يجوز الرىن في الحضر ، والتيمم مع عدم الماء في .الحضر

.السفر شرط في الرىن والتيمم : وقالت الظاىرية وعن أحمد رواية باشتراط السفر لمتيمم خاصة ، وحكي .رواية عن أبي حنيفة ، وعن طائفة من أصحاب مالك

ين السفر الطويل والقصير عمى فبل فرق ب: وعمى ىذا :األصح عندىم وقولو

أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء ) [ . : المائدة ) ]

ىنا بمعنى الواو ، كما يقول ( ( أو ) ) قد قيل أن الكوفيون ومن وافقيم ؛ فإنو لما ذكر السببين المبيحين

تضرر باستعمالو بالمرض ومظنة فقده لمتيمم ، وىما البالسفر ذكر ما يستباح منو الصبلة بالتيمم وىو الحدث ،

فإن التيمم يبيح الصبلة من الحدث الموجود وال يرفعو عند كثير من العمماء ، وىو مذىب الشافعي ، وظاىر مذىب أحمد وأصحابو ، وليذا قالوا يجب عميو أن ينوي

العبادات وما يستبيح فعل العبادات منو ما يستبيحو من .من األحداث بل التيمم يرفع الحدث رفعا مؤقتا بعدم : وقالت طائفة

القدرة عمى استعمال الماء ، وربما أستدل بعضيم بيذه إنما أمر اهلل بالتيمم مع وجود الحدث ، : اآلية ، وقالوا

-ولو كان التيمم واجبا لكل صبلة أو لوقت كل صبلة

أن التيمم ال يرفع الحدث ، عمى : كما يقولو من يقول .لما كان لذكر الحدث معنى -اختبلف بينيم في ذلك

ىاىنا ليست ( ( أو ) ) أن : -واهلل أعمم -واألظير التقسيم : بمعنى الواو ، بل ىي عمى بابيا ، وأريد بيا

والتنويع ، وأن التيمم يباح في ىذه الحاالت الثبلث ، المرض والسفر ، : تان منيما مظنتان ، وىما واثن

فالمرض مظنة التضرر باستعمال الماء ، والسفر مظنة عدم الماء ، فإن وجدت الحقيقة في ىاتين المظنتين جاز

.التيمم ، وأال فبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم ذكر قسما ثالثا ، وىو وجود الحقيقة نفسيا ، فذكر أن محدثا ولم يجد ماء فميتيمم ، وىذا يشمل من كان

المسافر وغيره ، ففي ىذا دليل عمى أن التيمم يجوز لمن .واهلل أعمم . لم يجد الماء ، مسافرا كان أو غير مسافر

:وقد ذكر سبحانو حدثين الحدث األصغر ، وىو المجيء من الغائط ، : أحدىما

ويمتحق بو كل وىو كناية عن قضاء الحاجة والتخمي ، ما كان في معناه ، كخروج الريح أو النجاسات من البدن

.عند من يرى ذلك ىل المراد بيا : مبلمسة النساء ، واختمفوا : والثاني

الجماع خاصة ، فيكون حينئذ قد أمر بالتيمم من الحدث األصغر واألكبر ، وفي ذلك رد عمى من خالف في

، أو -أشاء اهلل تعالى - التيمم لمجنابة كما سيأتي ذكرهالمراد بالمبلمسة مقدمات الجماع من القبمة والمباشرة

لشيوة ، أو مطمق التقاء البشرتين ، وعمى ىذين القولين .فمم يذكر في اآلية غير التيمم من الحدث األصغر

متعمق بمن أحدث ، ) فمم تجدوا ماء : ) وقولو تعالى يكن ، كما سبق تقريره ، دون سواء كان عمى سفر أو لم

المرض ، الن المريض ال يشترط لتيممو فقد الماء ، ىذا .ىو الذي عمل بو األمة سمفا وخمفا

أن فقد الماء شرط لمتيمم : وحكي عن عطاء والحسن

فبل يباح لممريض أن يتيمم مع -أيضا -مع المرض .وجود الماء وأن خشي التمف فإنو لو لم يجز التيمم إال لفقد وىذا بعيد الصحة عنيما ،

.الماء لكان ذكر المرض ال فائدة لو أصل التيمم في المغة القصد ، ثم ) فتيمموا : ) وقولو

.صار عمما عمى ىذه الطيارة المخصوصة اختمفوا في المراد بالصعيد ، فمنيم ) صعيدا : ) وقولو

من فسره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من : بما تصاعد عمى وجو األرض من أجزائيا ، ومنيم .فسره بالتراب خاصة

ما تصاعد : الصعيد : فسره من قال ) طيبا : ) وقولو ومن فسره بالتراب ، . عمى وجو األرض ، بالطاىر

: المراد بالصعيد التراب المنبت ، كقولو تعالى : قال

: األعراف ) ] اتو بإذن ربو والبمد الطيب يخرج نب ) .وىذا مذىب الشافعي وأحمد في المشيور عنو [

.الصعيد الطيب تراب الحرث : وقول ابن عباس كقولو في ) . فامسحوا بوجوىكم وأيديكم منو : ) وقولو

) .وامسحوا برؤوسكم ) الوضوء أن كثيرا ( ( أبواب الوضوء ) ) وقد ذكرنا فيما سبق في

من العمماء أوجبوا استيعاب مسح الرأس بالماء ، وخالف يجب : فيو آخرون ، وأكثرىم وافقوا ىاىنا ، وقالوا

يجزئ : استيعاب الوجو والكفين بالتيمم ، ومنيم من قال يجزئ مسح بعضيما كالرأس : أكثرىما ، ومنيم من قال

.أيضا -إنما يكفيك أن تضرب بيديك : ) ) عمار ل) وقول النبي

يرد ذلك ( ( األرض ، ثم تمسح بيما وجيك وكفيك .ويبين أن المأمور بو مسح جميعيما

إن -وسيأتي الكبلم عمى حد اليدين المأمور بمسحيما .شاء اهلل تعالى ال تيمم إال : يستدل بو من قال ) منو : ) وقولو تعالى

يقتضي ) منو : ) باليد ، فإن قولو بتراب لو غبار يعمق أن يكون الممسوح بو الوجو واليدان بعض الصعيد ، وال يمكن ذلك إال فيما لو غبار يعمق باليد حتى يقع المسح

ىاىنا ألبعد ( ( من ) ) بو ، ومن خالف في ذلك جعل واهلل تعالى . الغاية ، ال لمتبعيض وىو يأباه سياق الكبلم

.أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني ثنا يزيد : أبنا سيار : ىشيم : من طريق - : قال ) أبنا جابر بن عبد اهلل ، أن النبي : الفقير نصرت : أعطيت خمسا لم يعطين أحد قبمي ) )

بالرعب مسيرة شير ، وجعمت لي األرض مسجدا بلة فميصل ، وطيورا ، فأيما رجل من أمتي أدركتو الص

وأحمت لي الغنائم ولم تحل ألحد قبمي ، وأعطيت

الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومو خاصة وبعثت ( ( .إلى الناس عامة

مدلس ، وقد صرح ىنا بالسماع من سيار ، : ىشيم أبو الحكم ، وصرح سيار بالسماع من يزيد الفقير : وىو

ذا إسناد جميل ، و صرح يزيد بالسماع من جابر ، في .متصل

عن األنبياء ، وليس ) وىذه الخمس اختص بيا النبي في الحديث أنو لم يختص بغيرىا ، فإن ىذه المفظة ال

تقتضي الحصر ، وقد دلت النصوص الصحيحة الكثيرة خص عن األنبياء بخصال كثيرة غير ىذه ) عمى أنو

.إنشاء اهلل تعالى -الخمس ، وسنشير إلى بعض ذلك فيو ما يقذفو اهلل في قموب أعداءه ( ( : الرعب ) ) أما ف

سنمقي في : ) المشركين من الرعب ، كما قال تعالى آل ) ] قموب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالمو

إذ يوحي : ) وقال في قصة يوم بدر [ : عمران ني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في ربك إلى المبلئكة أ

[ . : األنفال ) ] قموب الذين كفروا الرعب

من حديث عمرو بن ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، عن النبي ، أنو قال عام

ن لقد أعطيت الميمة خمسا ما أعطيي: ) ) غزوة تبوك إما أنا فأرسمت إلى الناس كميم عامة : أحد كان قبمي

وكان من قبمي إنما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يرسل إلى قومو ، ونصرت عمى العدو بالرعب ، ولو وذكر -( ( كان بيني وبينيم مسيرة شير لممئ منو رعبا

.بقية الحديث د أنو لم ، لم ير ( ( أعطيت الميمة خمسا : ) ) وقولو

يعطيا قبل تمك الميمة ، فإن عامتيا كان موجودا قبل ذاك ، كنصره بالرعب ، وتيممو بالتراب ، فإن التيمم

شرع قبل غزوة تبوك بغير إشكال ، ولعمو أراد أنو أعمم بأن ىذه الخمس الخصال اختص بيا عن سائر األنبياء

.واهلل أعمم . في تمك الميمة عن السائب بن يزيد ، عن وروينا بإسناد فيو ضعف

-( ( فضمت عمى الناس بخمس : ) ) ، قال ) النبي ونصرت بالرعب شيرا من إمامي ) ) -ذكر منيا

( ( .وشيرا من خمفي فقد ورد مفسرا في : وأما جعل األرض لو مسجدا وطيورا

حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، عن ألرض مساجد وطيورا وجعمت لي ا: ) ) ، قال ) النبي

، أينما أدركتني الصبلة تمسحت وصميت ، وكان من قبمي يعظمون ذلك ؛ إنما كانوا يصمون في بيعيم

خرجو اإلمام . وذكر بقية الحديث -( ( وكنائسيم .أحمد من حديث ابن عباس ، عن ( ( مسند البزار ) ) وفي

أعطيت خمسا لم يعطين أحد قبمي : ) ) النبي ، قال جعمت لي األرض طيورا ومسجدا ، ولم : األنبياء من

-( ( يكن نبي من األنبياء يصمي حتى يبمغ محرابو .وذكر الحديث

وقد تبين بيذا أن معنى اختصاصو عن األنبياء بان األرض كميا جعمت مسجدا لو وألمتو أن صبلتيم ال

تختص بمساجدىم المعدة لصبلتيم كما كان من قبميم ، حيث أدركتيم الصبلة من األرض وىذا ال بل يصمون

ينافي أن ينيي عن الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في مواضع مخصوصة من األرض لمعنى يختص بيا ، كما نيى عن الصبلة في أعطان اإلبل ، وفي المقبرة

إن -والحمام ، وسيأتي ذلك مستوفى في مواضع أخر .شاء اهلل تعالى

التيمم في األرض من خصائصو ما يشعر أن وفي ذكره الطيارة بالماء ليست مما اختص بو عن األنبياء ، وقد

.ذكر ذلك ( ( الوضوء : كتاب ) ) سبق في جعمت لي األرض مسجدا ) : ) ) واستدل بقولو

أن التيمم يجوز بجميع أجزاء : من يقول ( ( وطيورا والجص وغير األرض من التراب والرمل والنورة والزرنيخ

.ذلك ، كما ىو قول مالك وأبي حنيفة وغيرىما ال يجوز التيمم بغير التراب من أجزاء : واستدل من قال

-كما يقولو الشافعي وأحمد في ظاىر مذىبو -األرض عن حذيفة ، عن النبي ، ( ( صحيح مسمم ) ) بما في

جعمت صفوفنا : فضمنا عمى الناس بثبلث : ) ) قال صفوف المبلئكة ، وجعمت لنا األرض كميا مسجدا ، ك

، وذكر ( ( وجعمت تربتيا لنا طيورا إذا لم نجد الماء .خصمة أخرى

فخص الطيور بتربة األرض بعد أن ذكر أن األرض كميا مسجد ، وىذا يدل عمى اختصاص الطيورية بتربة األرض خاصة ؛ فإنو لو كانت الطيورية عامة كعموم

.حتج إلى ذلك المساجد لم يوقد خرج مسمم حديث جابر الذي خرجو البخاري ىاىنا ،

وجعمت لي األرض طيبة طيورا : ) ) وعنده ( ( .ومسجدا

وىذا يدل عمى اختصاص الطيورية باألرض الطيبة ، ىي األرض القابمة لئلنبات ، كما في قولو : والطيبة و بإذن ربو والبمد الطيب يخرج نبات : ) تعالى [ . : األعراف ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروينا من حديث حماد بن سممة ، عن ثابت وحميد ، :عن أنس ، قال

جعمت لي كل أرض طيبة مسجدا : ) ) رسول اهلل ( ( .وطيورا

ولكن قد دلت نصوص أخر عمى عموم كون األرض .بقى طيوريتيا مختصة باألرض المنبتة مسجدا ، فت

من حديث عبد اهلل بن ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي محمد بن عقيل ، عن محمد بن عمي ، عن أبيو عمي

أعطيت أربعا : ) ) ، قال ) بن أبي طالب ، عن النبي

أحد من أنبياء اهلل أعطيت مفاتيح األرض ، : لم يعطين عل التراب لي طيورا ، وجعمت أمتي وسميت أحمد ، وج

( ( .خير األمم أن ىذا من باب المطمق والمقيد ، : وقد ظن بعضيم

نما ىو من باب تخصيص بعض أفراد وىو غمط ، وا العموم بالذكر ، وىو ال يقتضي التخصيص عند

الجميور ، خبلفا لما حكي عن أبي ثور ، إال أن يكون وم بالمفيوم ، لو مفيوم فيبنى عمى تخصيص العم

والتراب والتربة لقب ، مختمف في ثبوت المفيوم لو ، .واألكثر ون يأبون ذلك حديث حذيفة الذي خرجو مسمم : لكن أقوى ما أستدل بو

، فإنو جعل األرض كميا مسجدا وخص الطيورية بالتربة ، وأخرج ذلك في مقام االمتنان وبيان

م جميع أجزاء االختصاص ، فموال أن الطيورية ال تعاألرض لكان ذكر التربة ال معنى لو ، بل كان زيادة في

المفظ ونقصا في المعنى ، وىذا ال يميق بمن أوتي ) .جوامع الكمم

: ، ولفظو ( ( صحيحة ) ) وقد خرجو ابن خزيمة في وجعمت لنا األرض كميا) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .طيورا إذا لم نجد الماء مسجدا ، وجعل ترابيا لنا: أي مطيرا ، كما قال ( ( : طيورا : ) ) ومعنى قولو

( ( .الماء طيور ال ينجسو شيء ) ) إن التيمم يرفع الحدث كالماء رفعا : وفيو دليل لمن قال

مؤقتا ، ودليل عمى أن الطيور ليس بمعنى الطاىر كما ض مما لم تختص يقولو بعض الفقياء ؛ فإن طيارة األر

نما بو ىذه األمة ، بل اشتركت فيو األمم كميا ، وا اختصت ىذه األمة بالتطير بالتراب ، فالطيور ىو

.المطير ليس معدوال عن طاىر ، ( ( طيورا ) ) أن : والتحقيق

نما ( ( طيورا ) ) الزم و ( ( طاىرا ) ) وألن متعد ، وا

حور والوجور الطيور اسم لما يتطير بو ، كالفطور والس .والسعوط ونحو ذلك

وأما إحبلل الغنائم لو وألمتو خاصة ، فقد روي أن من كان قبمنا من األنبياء كانوا يحرقون الغنائم ، وفي حديث

:عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، عن النبي وأحمت لي الغنائم أكميا ، وكان من قبمي يعظمون ) )

( . (أكميا ، كانوا يحرقونيا غزا : ) ) عن أبي ىريرة ، قال ( ( الصحيحين ) ) وفي

نبي من األنبياء ؛ فجمع الغنائم ، فجاءت نار لتأكميا فمم أن فيكم غموال ، فميبايعني من كل قبيمة : تطعميا ، فقال

فيكم الغمول ، : رجل ، فمزقت يد رجل بيده ، فقال ىا ، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذىب ، فوضعو

فجاءت النار فأكمتيا ، ثم أحل اهلل لنا الغنائم ، رأى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .ضعفنا وعجزنا فأحميا لنا

لم : ) ) وفي الترمذي عن أبي ىريرة ، عن النبي ، قال تحل الغنائم ألحد سود الرؤوس قبمكم ، كانت تنزل نار

( ( .فتأكميا أن من قبمنا : لسميمان التيمي ( ( السيرة ) ) وفي كتاب

من األمم كانوا إذا أصابوا شيئا من عدوىم جمعوه .فأحرقوه وقتموا كل نفس من إنسان أو دابة

وفي صحة ىذا نظر ، والظاىر أن ذوات األرواح لم تكن محرمة عمييم ، إنما كان يحرم عمييم ما تأكمو

.النار اإلمام أحمد إلى : ، منيم وقد ذىب طائفة من العمماء

أن الغال من الغنيمة يحرق رحمو كمو إال ما لو حرمة .من حيوان أو مصحف

إن شاء -وورد في ذلك أحاديث تذكر في موضع أخر .اهلل تعالى

أن المحرم عمى من كان : وقد قال طائفة من العمماء

قبمنا ىو المنقوالت دون ذوات األرواح ، واستدلوا بأن كانت لو ىاجر أمة ، واإلماء إنما يكتسبن من ) م إبراىي

.المغانم ، ذكر ىذا ابن عقيل وغيره وفي ىذا نظر ؛ فإن ىاجر وىبيا الجبار لسارة ، فوىبتيا إلبراىيم ، ويجوز أن يكون في شرع من قبمنا جواز تممك

.ما تممكو الكفار باختيارىم دون ما يغنم منيم الكافر إذا أىدى إلى آحاد وقد ذىب أكثر العمماء إلى أن

المسممين ىدية فمو أن يتممكيا منو ، ويختص بيا دون .غيره من المسممين

إنما اختصت ىذه : وقال القاضي إسماعيل المالكي األمة بإباحة المنقوالت من الغنائم ، فأما األرض فإنيا فيء ، وكانت مباحة لمن قبمنا ، فإن اهلل تعالى أورث

.عون بني إسرائيل فر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وىذا بناء عمى أن األرض المأخوذة من الكفار تكون

فيئا ، سواء أخذت بقتال أو غيره ، وىو قول أبي حنيفة .، ومالك ، وأحمد في المشيور عنو

إنما حرم عمى من كان قبمنا : ومن الناس من يقول . وذ بغير قتال الغنائم المأخوذة بقتال دون الفيء المأخ

وىاجر كانت فيئا ال غنيمة ؛ الن الجبار الكافر : قالوا .وىبيا لسارة باختياره

أن ما وىبو الحربي لمسمم : وقد قال طائفة من العمماء .يكون فيئا

أن المحرم عمى من كان قبمنا كان من : وزعم بعضيم خمس الغنيمة خاصة ، كانت النار تأكمو ، ويقسم أربعة

.اس بين الغانمين ، وىذا بعيد جدا أخمبما خرجو البزار من رواية سالم أبي حماد ، : واستدلوا

عن السدي ، عن عكرمة ، عن أبي عباس ، عن النبي -( ( أعطيت خمسا لم يعطيا أحد قبمي : ) ) ، قال )

وكانت األنبياء يعزلون : ) ) فذكر الحديث ، وقال فيو

أكمو ، وأمرت أنا أن أقسمو في الخمس فتجيء النار فت ( ( .فقراء أمتي .مجيول : قال فيو أبو حاتم الرازي : وسالم ىذا

من بين األنبياء ، ) وأما الشفاعة التي اختص بيا النبي فميست ىي الشفاعة في خروج العصاة من النار ؛ فإن

-أيضا -ىذه الشفاعة يشارك فييا األنبياء والمؤمنون نما الشفاعة التي ، كما تواترت بذلك النصوص ، وا

:يختص بيا من دون األنبياء أربعة أنواع .شفاعتو لمخمق في فصل القضاء بينيم : أحدىا .شفاعتو ألىل الجنة في دخول الجنة : والثاني شفاعتو في أىل الكبائر من أىل النار ، فقد : والثالث

أن ىذه يختص ىو: قيل .بيا

(/)

"""""" ة رقم صفح"""""" كثرة من يشفع لو من أمتو ؛ فإنو وفر شفاعتو : والرابع

.وأدخرىا إلى يوم القيامة وقد ورد التصريح بأن ىذه الشفاعة ىي المرادة في ىذا

الحديث ، ففي الحديث الذي خرجو اإلمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، عن

طيت الميمة خمسا ما أعطيين نبي أع: ) ) النبي ، قال : فذكر الحديث ، إلى أن قال -( ( كان قبمي

قيل لي سل ؛ فإن كل نبي : والخامسة ىي ما ىي ) ) قد سأل ، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة ، فيي لكم

( ( .ولمن شيد أن ال إلو إال اهلل من حديث أبي موسى ، عن النبي -أيضا -وخرج

( ( أعطيت خمسا لم يعطين أحد كان قبمي : ) ) قال ) نو : ) ) فذكره ، وقال في آخره - وأعطيت الشفاعة ، وا

ني أخرت شفاعتي ليس من نبي إال قد سأل شفاعتو ، وا ( ( .، جعمتيا لمن مات من أمتي ال يشرك باهلل شيئا

من حديث ابن عباس ، عن النبي ، -أيضا -وفيو

إال لو دعوة ينجزىا في الدنيا ، لم يكن نبي: ) ) قال ني اختبأت دعوتي شفاعة ألمتي يوم القيامة ، وأنا وا

سيد ولد ادم وال فخر ، وأول من تنشق عنو األرض وال فخر ، وبيدي لواء الحمد وآدم ومن دونو تحت

( ( .لوائي وخرج الترمذي وابن ماجو من حديث أبي سعد ، عن

آدم وال فخر ، وأنا أول أنا سيد ولد: ) ) النبي ، قال من تنشق عنو األرض يوم القيامة ، وأنا أول شافع وأول

( ( .مشفع وال فخر ، ولواء الحمد بيدي وال فخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( الصحيحين ) ) وفي

لكل نبي دعوة يدعو بيا ، فأريد أن أختبئ : ) ) قال ) ( ( .دعوتي شفاعة ألمتي يوم القيامة

، ) عن جابر ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

لكل نبي دعوة قد دعا بيا أمتو ، وخبأت : ) ) قال ( ( .دعوتي شفاعة ألمتي يوم القيامة

) .نحوه من حديث أنس ، عن النبي -أيضا -وفيو النبي سمع : وفي حديث عبد الرحمن بن أبي عقيل

إن اهلل لم يبعث نبيا إال أعطاه دعوة ، : ) ) يقول ) فمنيم من اتخذىا دنيا فأعطاىا ، ومنيم من دعا بيا

ن اهلل أعطاني دعوة ، عمى قومو إذ عصوه فيمكوا ، وا ( ( .فاختبأتيا عند ربي شفاعة ألمتي يوم القيامة

.خرجو البزار وغيره امت ، عن النبي عن عبادة بن الص( ( المسند ) ) وفي

إني لم أبعث نبيا وال : إن اهلل أيقظني فقال : ) ) قال ) رسوال إال وقد سألني مسالة أعطيتيا إياه ، فسل يا محمد

، ( ( مسألتي شفاعة ألمتي يوم القيامة : تعط ؟ فقمت يا رسول اهلل ، وما الشفاعة التي اختبأت : فقال أبو بكر ب ، شفاعتي التي اختبأت يار : أقول : ) ) عندك ؟ قال

نعم ، فيخرج ربي : عندك ، فيقول الرب تبارك وتعالى تبارك وتعالى بقية أمتي من النار ، فينبذىم في

( ( .الجنة أن كل نبي : -واهلل أعمم -والمراد من ىذه األحاديث

أعطي دعوة عامة شاممة ألمتو ، فمنيم من دعا عمى م من سأل كثرتيم في أمتو المكذبين لو فيمكوا ، ومني

بأن ادخر) ، واختص النبي ) الدنيا كما سألو سميمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تمك الدعوة العامة الشاممة ألمتو شفاعة ليم يوم .القيامة

، ) شفاعة خامسة خاصة بالنبي : وقد ذكر بعضيم شفاعتو في تخفيف عذاب بعض المشركين ، كما : وىي لعمو أبي طالب ، وجعل ىذا من الشفاعة المختص شفع ) .بيا

: ، وىي ) وزاد بعضيم شفاعة سادسة خاصة بالنبي . شفاعتو في سبعين ألفا يدخمون الجنة بغير حساب

.إن شاء اهلل تعالى -وسيأتي ما يدل عميو عن ) وأما بعثتو إلى الناس عامة ، فيذا مما اختص بو

.األنبياء ، ) من حديث أبي ذر ، عن النبي ( ( سند الم) ) وفي -( ( أعطيت خمسا لم يعطين أحد قبمي : ) ) قال

( ( .وبعثت إلى كل أحمر وأسود : ) ) -فذكر منيا من حديث ابن عباس ، عن النبي ، -أيضا -وفيو أعطيت خمسا لم يعطين نبي قبمي ، وال : ) ) قال

فة األحمر أقولين فخرا ، بعثت إلى الناس كا ( ( .واألسود

من حديث ابن عباس ، عن ( ( مسند البزار ) ) وفي -( ( أعطيت خمسا لم يعطيا نبي : ) ) ، قال ) النبي

وكان النبي يبعث إلى خاصة قومو : ) ) -فذكر منيا .وذكر الحديث -( ( ، وبعثت إلى الجن واألنس

مو إال في ىذا ال نعم( ( الجن واألنس : ) ) لفظ : وقال .الحديث ، بيذا اإلسناد

وقد سبق أن في إسناده سالما أبا حماد ، وأن أبا : قمت .ىو مجيول : حاتم قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكن روي ذكر الجن في حديث آخر ، ذكره ابن أبي تعميقا ، وفي إسناده رجل لم ( ( تفسيره ) ) حاتم في

خرج عمييم ) دة بن الصامت ، أن النبي يسم ، عن عباأخرج فأخبر بنعمة اهلل : أن جبريل قال لي : ) ) فقال

التي أنعم بيا عميك ، وفضيمتو التي فضمت بيا ، فبشرني أنو بعثني إلى األحمر واألسود ، وأمرني أن

أنذر الجن ، وآتاني كتابو وأنا أمي ، وغفر ذنبي ما تقدم ي في األذان ، وأمدني بالمبلئكة وما تأخر ، وذكر اسم

، وآتاني النصر ، وجعل الرعب أمامي ، وآتاني الكوثر ، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة ،

ووعدني المقام المحمود والناس ميطعين مقنعي رؤسيم

، وجعمني في أول زمرة تخرج من الناس ، وأدخل في ب ، شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حسا

وآتاني السمطان والممك ، وجعمني في أعمى غرفة في الجنة ، فميس فوقي إال المبلئكة الذين يحممون العرش ،

( ( .وأحل لي وألمتي الغنائم ولم تحل ألحد كان قبمنا ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

أعطيت : فضمت عمى الناس بست : ) ) ، قال ) الكمم ، ونصرت بالرعب ، وأحمت لي الغنائم ، جوامع

وجعمت لي األرض طيورا ومسجدا ، وأرسمت إلى الخمق ( ( .كافة ، وختم بي النبيون

يدخل فيو الجن ببل ( ( إلى الخمق كافة : ) ) وقولو .ريب عن حذيفة ، عن النبي ( ( صحيح ابن خزيمة ) ) وفي

فذكر -( ( ثبلث فضمت عمى الناس ب: ) ) ، قال ) وأعطيت ىذه اآليات من أخر سورة : ) ) الثالثة ، قال

البقرة من كنز تحت العرش ، لم يعط منو أحد قبمي وال ( ( .أحد بعدي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ( ( صحيح مسمم ) ) وىذه الخصمة الثالثة لم تسم في .تقدم كما ( ( وذكر خصمة أخرى : ) ) بل فيو

ومن تأمل ىذه النصوص عمم أن الخصال التي اختص بيا عن األنبياء ال تنحصر في خمس ، وأنو إنما ذكر مرة ستا ومرة خمسا ومرة أربعا ومرة ثبلثا بحسب ما

واهلل . تدعو الحاجة إلى ذكره في كل وقت بحسبو .أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال تراباباب إذا لم يجد ماء و - :خرج فيو

ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن : حديث - عائشة ، أنيا استعارت من أسماء قبلدة ، فيمكت ،

رجبل فوجدىا ، فأدركتيم الصبلة ) فبعث رسول اهلل ، ) وليس معيم ماء ، فصموا فشكوا ذلك إلى رسول اهلل

فقال أسيد بن حضير . فأنزل اهلل تعالى آية التيمم جزاك اهلل خيرا ، فواهلل ما نزل بك أمر تكرىينو : ة لعائش

.إال جعل اهلل ذلك لك ولممسممين فيو خيرا أن رواية ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن : قد سبق

عائشة ليذا الحديث تخالف رواية عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيو ، عن عائشة ؛ فإن عبد الرحمن ذكر في

أقام ) انقطع ، وأن رسول اهلل أن عقدا لعائشة: روايتو عمى التماسو ، وأنو نام حتى أصبح عمى غير ماء ،

.فنزلت آية التيمم أن قبلدة ألسماء : وأما عروة ، فذكر في روايتو

، -أنيم فقدوىا : يعني -استعارتيا عائشة فيمكت في طمبيا فأدركتيم الصبلة وليس ) فأرسل رسول اهلل

، فنزلت آية ) وا ذلك إلى النبي معيم ماء ، فصموا فشك

.التيمم أنيم بعثوا البعير ، : وفي حديث ابن القاسم ، عن أبيو

.فوجدوا العقد تحتو أن الذين أرسميم في : وفي حديث ابن عروة ، عن أبيو

.طمبيا وجدوىا فزعم بعض الناس أن عائشة كان ليا عقد انقطع وقبلدة

وأقاموا عمى التماس فقدت ، فأرسل في طمب القبلدة .واهلل أعمم . العقد ، وفي ىذا نظر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورجحت طائفة رواية مالك ، عن ابن القاسم ، عن أبيو القاضي : عمى رواية ىشام ، عن أبيو ، ومنيم

بمغني عن يحيى القطان أنو : إسماعيل المالكي ، وقال م في آخر عمره لما ساء كان ينكر أشياء حدث بيا ىشا

.حفظة

وقد استدل البخاري بيذا الحديث الذي رواه ىشام ، عن أبيو عمى أن من لم يجد ماء وال ترابا أنو يصمي عمى حسب حالو ، فإنيم صموا بغير وضوء ، ولم يكن شرع

ولم يأمرىم ) التيمم قبل ذلك ، وشكوا ذلك إلى النبي .بإعادة الصبلة ن رواية القاسم ، عن عائشة ، أن أ: وزعم بعضيم

نام حتى أصبح عمى غير ماء يدل عمى أنو لم ) النبي .يصل ىو وال من معو ، وىذا في غاية الضعف

أن آية سورة النساء التي فييا : وقد قررنا في ما تقدم ذكر التيمم كان نزوليا سابقا ليذه القصة ، وأن توقفيم

وت الماء لطمب مال في التيمم إنما كان لضنيم أن من فلو ال رخصة لو في التيمم ، فنزلت اآلية التي في سورة

.المائدة مبينة لجواز التيمم في مثل ذلك أن الجميع صموا بالتيمم ولكن حصل ليم شك : والظاىر

واهلل . في ذلك ، فزال ذلك عنيم بنزول آية المائدة .أعمم

رابا عمى واختمف العمماء في حكم من لم يجد ماءا وال ت

:أربعة أقوال أنو يصمي بحسب حالو ، وال قضاء عميو ، وىو : أحدىا

قول مالك وأحمد في رواية عنيما ، وأبي ثور والمزني .وغيرىم ، وحكي قوال قديما لمشافعي

وعميو بوب البخاري ، واستدل بحديث عائشة الذي ، ولم يذكر ) خرجو ىاىنا ؛ فإنيم شكو ذلك إلى النبي

نو أمرىم بقضاء صبلتيم ؛ وألن الطيارةأ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

شرط ، فإذا عجز عنيا سقطت عنو ، كاستقبال القبمة .وستر العورة

يصمي ويعيد ، وىو قول مالك في رواية ، : والثاني والشافعي ، وأحمد في رواية عنو نقميا عنو أكثر

.أصحابو د صبلتو ، وىو قول الثوري ال يصمي ويعي: والثالث

.واألوزاعي وأبي حنيفة ، وىو قول قديم لمشافعي ال يقبل اهلل صبلة بغير ) : ) ) بقولو : واستدلوا ( ( .طيور

) : بان ذلك مع القدرة ، كما في قولو : ويجاب عنو ( ( ال يقبل اهلل صبلة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) )

وصمى بالتيمم قبمت ، وال خبلف أنو لو عدم الماء .صبلتو أنو ال يصمى وال إعادة عميو ، وىو رواية عن : والرابع

مالك ، وقول بعض الظاىرية ، وحكاه بعضيم رواية عن .أبي ثور

: وىو أردأ األقوال وأضعفيا ، ويرده قول اهلل تعالى ، وقول [ : التغابن ) ] فاتقوا المو ما استطعتم ) إذا أمرتكم بأمر فأتوا منو ما ) : ) ) بي الن

( ( .استطعتم وليس ىذا كالحائض ؛ فإن الحائض ليست من أىل

الطيارة ، وال يصح منيا لو فعمتيا ، وىذا من أىميا وىو .عاجز عنيا

: -رضي اهلل عنيا -وأما قول أسيد بن حضير لعائشة ينو إال جزاك اهلل خيرا فواهلل ما نزل بك أمر تكرى) )

( ( .جعل اهلل ذلك لك ولممسممين خيرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيو إشعار بأن ىذه القصة كانت بعد قصة اإلفك ، وقد تقدم أن بعض أىل السير ذكر أن ىذه القصة كانت ىي

وقصة اإلفك في سفرة واحدة ، وىذا يشكل عميو قول حصل من قضية أسيد بن حضير ىذا ؛ فإن الفرج الذي

اإلفك إنما وقع بعد قدوميم المدينة بمدة ، وظاىر سياق حديث عائشة يدل عمى أن أسيد بن حضير قال ذلك

.عقيب نزول آية التيمم أن ىذا قالو أسيد بن حضير بعد : وقد زعم بعضيم

نزول اآليات في قصةاإلفك ، وبعد نزول آية التيمم ، وىو مخالف لظاىر ىذه

.واهلل أعمم . الروايةحمل التراب لممسافر كما : وقد استحب الثوري وأحمد

يستحب لو حمل الماء لمطيارة ، ومن المتأخرين من .ىو بدعة : أنكره ، وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصبلة

.وبو قال عطاء مريض عنده الماء وال يجد من وقال الحسن في ال

.تيمم : يناولو وأقبل ابن عمر من أرضو بالجرف ، فحضرت العصر بمربد النعم ، فصمى ، ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة

.، فمم يعد ىذه اآلثار الثبلثة التي عمقيا البخاري تشتمل عمى ثبلثة

:مسائل :المسألة األولى

أن يتيمم ويصمي ، أن من عدم الماء في الحضر فمو .وقد حكاه عن عطاء ، وىو قول جميور العمماء

وقد سبقت اإلشارة إلى االختبلف في ىذه المسألة ، وان السفر ىل ىو شرط لجواز التيمم أم كان ذكره في القران

الن السفر مظنة عدم الماء غالبا ؟ واألكثرون عمى .الثاني ، فمو لم يجد الماء في الحضر تيمم وصمى

ىل يعيد إذا وجد الماء أم ال ؟ فقال الميث : واختمفوا :وأبو حنيفة والشافعي

.يعيد ، وىو وجو ألصحابنا ومنيم من فرق بين أن تقصر مدة عدم الماء في

الحضر فيعيد ، وبين أن تطول فبل يعيد ، والصحيح من سحاق : المذىب أنو ال يعيد ، وىو قول مالك والثوري وا

. والمزني وغيرىموذىبت طائفة إلى أنو ال يصمي حتى يجد الماء أو

يسافر ، وىو رواية عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أبي

حنيفة ، ورواية عن أحمد اختاره الخبلل والخرقي وحكي .عن زفر وداود

إن كان يرجو حصول الماء : ومن أصحابنا من قال ن فات الوقت .قريبا لم يصمي حتى يجده ، وا

:المسألة الثانية أن المريض إذا كان يجد الماء ، ولكن ليس عنده من

يناولو إياه ، فإنو يتيممقول -أيضا -ويصمي ، حكاه عن الحسن ، وىو

األوزاعي والشافعي وأحمد وأكثر .العمماء

يعيد ، وحكي رواية عن أحمد ، وظاىر : وعن الشافعي .أصحابنا كبلمو أنو ال يعيد ، وىو المشيور عند

أنو إن رجا أن يجد من يناولو الماء : وألصحابنا وجو بعد الوقت قريبا لم يصل بالتيمم ، وأخر حتى يجيء من

.يناولو األول ، وأنو يصمي بالتيمم في الوقت ، وال : والصحيح

يؤخر الصبلة إلى أن يقدر عمى الوضوء بعده ، كما ال لى الماء بعد يؤخر المسافر الصبلة إذا رجا الوصول إ

.الوقت عقيبو وخرج ابن أبي حاتم من رواية قيس ، عن خصيف ،

ن كنتم مرضى : ) عن مجاىد ، في قولو تعالى وا نزلت في رجل من األنصار : ، قال [ : النساء ) ]

، كان مريضا فمم يستطع أن يقوم فيتوضأ ، ولم يكن لو فذكر ذلك لو ، فأنزل ) خادم فيناولو ، فأتى رسول اهلل

.اهلل تعالى ىذه اآلية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :المسألة الثالثة

أنو يجوز التيمم بقرب المصر إذا لم يجد الماء ، وان كان يصل إلى المصر في الوقت ، ىذا ىو المروي عن

كان : ، وقد احتج بو اإلمام أحمد ، وقال ) ابن عمر بل أن يدخل المدينة ، وىو يرى بيوت ابن عمر يتيمم ق

.المدينة وىذا األثر مشيور عن ابن عمر من رواية نافع عنو ، . وقد رفعو بعضيم ، خرجو الدارقطني والبييقي مرفوعا

.وىو غير محفوظ : قال البييقي تيمم ) رأيت النبي : أن ابن عمر قال : ولفظ المرفوع

.يرى بيوت المدينة مربد النعم ، وىو: بموضع يقال لو وخرج األثرم من طريق أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر

، أنو اقبل من أرضو التي بالجرف ، حتى إذا كان بمربد النعم حضرت الصبلة صبلة العصر ، فتيمم وىو

.ينظر إلى بيوت المدينة وقد روى الشافعي ، عن ابن عيينة ، عن ابن عجبلن ،

ل من الجرف حتى كان عن نافع ، أن ابن عمر أقببالمربد تيمم وصمى العصر ، ثم دخل المدينة والشمس

بلة .مرتفعة فمم يعد الصموضع بينو : -بضم الجيم والراء ( ( : الجرف ) )

.وبين المدينة ثبلثة أميال .مكان بقرب المدينة ( ( : المربد ) ) و

ورواه سفيان الثوري ، عن ابن عجبلن ، عن نافع ، أنو تيمم عمى راس ميل أو ميمين من المدينة ، فصمى

.العصر ، ثم قدم والشمس مرتفعة ، فمم يعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو حرب الكرماني أقبمت مع : مالك ، عن نافع ، قال -أيضا -ورواه

ابن عمر من الجرف حتى إذا بمغ المربد تيمم ، ثم .صمى

عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو تيمم ورواه العمري ، وصمى ثم دخل المدينة في وقت ، فمم يعد ، ورواه أبو

اقبمنا من : معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال الغابة ، حتى إذا كنا بمربد النعم جاءت الصبلة ، فتيمم

.، وصمى العصر ، ثم دخل المدينة :وىذا المروي عن ابن عمر يؤخذ منو عدة مسائل

أنو تجوز الصبلة بالتيمم في أول وقت لممسافر ، : منيا وان عمم أنو يصل إلى الماء قبل خروج الوقت ، وىذا قول أكثر العمماء ، ومنيم من حكاه إجماعا ، واستدل

وحكي عن الشافعي . أحمد لذلك بحديث ابن عمر ىذا .أنو ال يجوز : قول

مم فيو كالسفر أن المسافر سفرا قصيرا لو أن يتي: ومنيا ، وحكي -أيضا -الطويل ، وىو قول جميور العمماء

فيو خبلف شاذ في مذىب الشافعي ، ومن أصحابو من إنما حكاه الشافعي عن غيره ، : لم يثبتو عنو ، وقال

.أيضا -وىو وجو ضعيف ألصحابنا أن عدم الماء في الحضر يبيح التيمم عند : وقد تقدم

من أوجب اإلعادة فيو ، فمن األكثرين ، لكن منيم ال يتيمم إال : يعيد إذا تيمم في الحضر ، وقال : قال

في سفر طويل جعل حكم السفر القصير حكم الحضر .في اإلعادة إذا صمى فيو بالتيمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحكى ابن عبد البر ، عن محمد بن مسممة المالكي ، مر عمى أنو خاف فوت الوقت ، أنو حمل ما فعمو ابن ع

وىذا يدل عمى أنو يرى أن الحاضر إذا كان عادما لمماء .لم يتيمم ، إال أن يخاف فوت الوقت

عن الراعي تكون الماشية منو عمى : وسئل ابن المبارك : الميمين والثبلثة ؟ فذكر عن سعيد بن المسيب ، قال

.يتيمم ويصمي الرجل يخرج عمى الميمين :قمت ألحمد : وقال أبو داود

إذا : والثبلثة واألكثر ، فتحضره الصبلة ، أيتيمم ؟ قال

.ال : قيل لو فيعيد ؟ قال . خاف يتيمم : -ابن راىويو : يعني -قمت إلسحاق : حرب : قال

فرجل من المدينة عمى فرسخ ، وليس في سفر ، فحضرت الصبلة ، وليس لو ماء ، أيتيمم ويصمي ؟

ال ، وانأ أرى في : يعيد ؟ قال : قمت . نعم : فقل .الحضر التيمم

وسألتو عن رجل في الصيد ، وليس ىو في سفر : قال ، فحضرت الصبلة ، ولم يكن معو ماء ، فتيمم وصمى

إن كان في معصية يعيد ، وان كان لمكسب : ؟ قال .عمى عيالو ال يعيد

ع الكؤل وروى حرب بإسناده عن الزىري ، في رجل ينتجال نرى أن يقيم باألرض ليس فييا : فبل يجد الماء ؟ قال

قال الوليد بن مسمم ذكرتو لبعض المشيخة ، . ماء : سمعت أن معاذ بن جبل ذكر ذلك لو ، فقال : فقال

.لو لم يكن ليم ذلك لم يكن لنا أن نتركيم وذلك ال يرخص : والمنصوص عن أحمد في الحطاب ونحوه

ل ماءليم في ترك حم

نو إذا لم يكن معيم ماء فبل يتيممون ، الوضوء ، وا .وحممو القاضي عمى أن السفر القصير ال تيمم فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأجاز طائفة من أصحابنا لمن عدم الماء في الحضر نيم ال يكمفون طمب الماء في التيمم في أخر الوقت ، وا

اء في الحضر ، وأوجب مع فوت الوقت مع بعد المطمب الماء عمى الحاضر ، ( ( خبلفو ) ) القاضي في

.وان أدركو بعد الوقت من فارق موضع الماء ( ( : المغني ) ) وقال صاحب

إلى مكان قريب لحرث ونحوه ، فحضرت الصبلة ، وال ماء معو ، وان رجع إليو فاتو غرضو ؛ فإنو يتيمم

أن يكون مكان الماء ويصمي ، وال إعادة عميو ، إال .ومكان الحاجة من عمل واحد ، ففي اإلعادة وجيان

التماس الماء : باب ) ) وقد سبق ذكر ىذه المسألة في

في( ( إذا حانت الصبلة ( ( .الوضوء : كتاب ) )

أن من صمى بالتيمم ثم وجد الماء في الوقت : ومنيا ، وحكي فإنو ال إعادة عميو ، ىذا قول جميور العمماء

.عن طائفة من السمف وجوب اإلعادة ولو وجده بعد الوقت ، فأجمعوا عمى أن ال إعادة عمية

حكاه ابن المنذر: - .وغيره والنسائي ( ( سنن أبي داود ) ) و ( ( المسند ) ) وفي

خرج : من رواية عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، قال ا ماء ، رجبلن في سفر ، فحضرت الصبلة وليس معيم

فتيمما صعيدا طيبا وصميا ، ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدىما الصبلة والوضوء ولم يعد اآلخر ، ثم أتيا

: ، فذكرا ذلك لو فقال لمذي لم يعد ) رسول اهلل ، وقال لمذي ( ( أصبت السنة ، وأجزأتك صبلتك ) )

( ( .لك األجر مرتين : ) ) توضأ وأعاد

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

ذكر أبي سعيد في إسناده وىم ليس : وقال أبو داود .بمحفوظ ، بل ىو مرسل

واستحب األوزاعي اإلعادة بالوضوء في الوقت من غير .ونقمو حرب ، عن أحمد . إيجاب

يجوز وال يستحب ، وذكر أنو : وقال القاضي أبو يعمي أن أعاد : صالح ظاىر كبلم أحمد ؛ فإنو قال في رواية

.لم يضره العمل من قول أبي عبد اهلل عمى أنو ال : وقال الخبلل

.يعيد ن شاء لم يعد : وقال الحسن .أن شاء أعاد ، وا

.وصرح أصحاب الشافعي بأن اإلعادة غير مستحبة وىذا الحديث قد يستدل بو عمى استحباب اإلعادة ؛

لك األجر: ) ) لقولو .إصابة السنة أفضل من ذلك : ال وقد يق( ( . مرتين

: في شرح حديث ( ( العمم : كتاب ) ) وقد ذكرنا في

أنو ليس كل من لو ( ( ثبلثة يؤتون أجرىم مرتين ) ) .أجره مرتين يكون أفضل من غيره

أنو ال يجب طمب الماء لمن عدمو في غير : ومنيا موضعو الذي ىو فيو ، وقد أخذ بذلك إسحاق ،

.من فعل ابن عمر ىذا واستنبطو : -رحمو اهلل -قال البخاري

ثنا الميث ، عن جعفر بن : ثنا يحيى بن بكير - سمعت عميرا مولى ابن : ربيعة ، عن األعرج ، قال

أقبمت أنا وعبد اهلل بن يسار مولى ميمونة : عباس قال ، حتى دخمنا عمى أبي جييم بن الحارث ) زوج النبي أقبل النبي : األنصاري ، فقال أبو الجييم بن الصمة

من نحو بئر جمل ، فمقيو رجل فسمم عميو ، فمم يرد)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

السبلم ، حتى أقبل عمى الجدار ، فمسح ) عميو النبي

.بوجيو ويديو ، ثم رد عميو السبلم تعميقا عن( ( صحيحو ) ) ىذا الحديث ذكره مسمم في

الميث بيذا اإلسناد ، وكذا رواه ابن إسحاق ، عن .األعرج

ورواه إبراىيم بن أبي يحيى ، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية ، عن األعرج ، عن ابن الصمة ،

وزاد ، أنو مسح وجيو وذراعيو ، وأسقط من إسناده ( ( .عميرا ) )

ال في ورواه أبو صالح كاتب الميث بن سعد ، عنو ، وق : -أيضا -حديثو ( ( .فمسح بوجيو وذراعيو ) )

وأبو صالح تغير بآخرة ، وقد اختمف عميو في لفضو ، .ورواية يحيى بن بكير أصح

حديث أبي الجييم في مسح الذراعين ال : قال الخطابي .يصح .ال يصح رواية من روى فيو مسح الذراعين : يعني

ديث عمى جواز التيمم في وقد استدل البخاري بيذا الح

الحضر إذا لم يجد الماء ، ولكن التيمم ىنا لم يكن لما تجب لو الطيارة ، بل لما يستحب لو ، وقد تقدم ذكر

في غير موضع منو ، ( ( الوضوء : كتاب ) ) ىذا في وذكرنا أن عمر كان يتيمم في الحضر لذكر اهلل عز

وجل ، وىو من رواية عمي بن زيد ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رأيت عمر : يوسف بن ميران ، عن ابن عباس ، قال ىذا لمذكر : بال ثم أتى الحائط فتمسح بو ، ثم قال

.والتسبيح حتى تمقى الماء .خرجو ابن جرير الطبري

وىذا يدل عمى أنو إنما تيمم بمكان ليس فيو ماء ، ن يتيمم لرواية وذكرنا فيما تقدم أن من السمف من كا

الحديث ونحو ذلك ، وعن أبي العالية أنو تيمم لرد .السبلم

كان يخرج ) وفي المسند عن ابن عباس ، أن رسول اهلل يا رسول اهلل ، : فييريق الماء ، فيتيمم بالتراب ، فأقول

ما يدريني ، لعمي ال: ) ) الماء منك قريب ، فيقول ( ( .أبمغو

طائفة من أعيان الشافعية كأبي أن -أيضا -وذكرنا وصاحبو أبي حامد صرحوا بأن من -المعالي الجويني

تيمم في الحضر ، ثم قرأ القرآن وذكر اهلل كان جائزا ، .استدالال بيذا الحديث

لم يكن تيمم النبي : ورد ذلك بعض متأخر ييم ، وقال بالمدينة ، إنما كان ظاىرا حيث ال يوجد الماء ، ولكن )

كان بقرب المدينة ، فإن في ىذا الحديث أن النبي .كان قد أقبل من نحو بئر جمل ، وىي خارج المدينة )

بنحو ) وقد روى ىذا الحديث عن ابن عمر ، عن النبي .حديث أبي الجييم

قضى ) خرجو أبو داود من حديث ابن عمر ، أن النبي حاجتو ثم أقبل في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سكة من سكك المدينة ، فسمم عميو رجل ، فمسح وجيو .وذراعيو ، ثم رد عميو السبلم

.خرجو أبو داود وغيره نما ىو موقوف عندىم ورفعو منكر عند أئمة الحفاظ ، وا

كذا قالو اإلمام أحمد ويحيى بن معين وأبو زرعة : - .وأبو حاتم وأبو داود والبخاري والعقيمي واألثرم

. برفعو محمد بن ثابت العبدي ، عن نافع وتفرد .والعبدي ضعيف

: وذكر األثرم أبي الوليد ، أنو سأل محمد بن ثاب ىذا .من الذي يقول النبي وابن عمر ؟ فقال ال أدري

كان في بعض سكك ) أن تيمم النبي : ففي ىذا الحديث .المدينة

أن النبي( ( الشعر في المسجد : باب ) ) وسيأتي في .تيمم عمى جدار المسجد ، ثم دخل المسجد )

يجوز التيمم لرد السبلم في : وقال بعض أصحابنا

الحضر ، إذا خشي فوتو ؛ الن الطيارة لرده مشروعة ندبا ال وجوبا ؛ فإنو يجوز الرد مع الحدث لكن يفوت

.فعمو بالطيارة ؛ ألنو عمى الفور مم في عمى جواز التي: واستدل بعضيم بيذا الحديث

الحضر إذا خاف فوت صبلة الجنازة ، كما ىو قول كثير من العمماء ، ومذىب أبي حنيفة ، وأحمد في رواية

ابن عباس : عنو ، وذكر أحمد أنو قول أكثر العمماء .وذكر الحسن والنخعي وجماعة -ومن بعده

في الرواية -ومن منع من ذلك كمالك والشافعي وأحمد ؛ فإنيم -األخرى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد يفرقون بأن الطيارة بالماء لصبلة الجنازة شرط ، فبل يسقط مع القدرة عميو خشية

الفوات ، بخبلف الطيارة لرد السبلم ونحوه من الذكر ،

.فأنيا ليست بشرط فخف أمرىا : وقد أجاب بيذا طائفة من الفقياء من الشافعية ، منيم

. الطيب الطبري ونصر المقدسي وغيرىم الماوردي وأبو .وىذا موافق لما تقدم حكايتو عن أبي المعالي والغزالي

حكى ذلك ( ( شرح الميذب ) ) والعجب أن صاحب كمو في موضعين من

، وقال فيما حكاه عن أبي المعالي ( ( كتابو ) ) ال نعرف أحدا وافقيما ، وىذا الذي حكاه عن : والغزالي

.يره يدل عمى الموافقة الماوردي وغ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ىل ينفخ فييما ؟

ثنا الحكم ، عن ذر ، : ثنا شعبة : حدثنا آدم - : عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيو ، قال

إني أجنبت ، : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ، فقال ياسر لعمر بن فمم أجد الماء ؟ فقال عمار بن

أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت ، فأما : الخطاب أنت فمم تصل ، وأما أنا فتمعكت فصميت ، فذكرت ذلك

) :، فقال النبي ) لمنبي ، فضرب بكفيو األرض ، ( ( إنما كان يكفيك ىكذا ) )

.ونفخ فييما ، ثم مسح بيما وجيو وكفيو ثم : ) ) يو وقد خرجو فيما بعد من وجو أخر ، وف

( ( .نفخ فييما ) ) بدل ( ( نفضيا قال ) أنو ( ( صحيحو ) ) وفي رواية لمسمم في

إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك األرض ، : ) ) لعمار ( ( .ثم تنفخ ، ثم تمسح بيما وجيك وكفيك

واستدل بيذا بعض من ذىب إلى أنو ال يشرط في د ، كما ىو قول المتيمم بو أن يكون لو غبار يعمق بالي

مالك وأبي حنيفة والثوري وغيرىم ؛ الن نفخ التراب من اليدين ونفضيما منو قد يزيل ما عمق باليد منو أو يخففو

حتى ال يبقى منو ما يعم الوجو والكفين غباره ، فمو كان .المسح بالغبار شرطا لكان ترك النفخ أولى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن ذلك بعض من يرى اشتراط الغبار الممسوح وأجاب عبأن النفخ يدل عمى أنو : بو ، كأصحاب الشافعي وأحمد

عمق باليد من التراب ما يخفف منو بالنفخ ، وقد قال ، فدل عمى أنو ال بد ( ( إنما يكفيك ىكذا : ) ) لعمار

.في التيمم من تراب يعمق باليد لعمار ال لكون إنما ذكر النفخ) بأنو : وأجاب بعضيم

النفخ سنة ، بل ليبين لو أن المبالغة في التيمم بالتمعك الذي فعمو بالتراب ليس بسنة ، وأنو يكفي من ذلك أدنى

.ما يمكن أن يمسح بو الوجو والكفان من غباره وقد اختمف العمماء في نفخ اليدين من الغبار في

.فمنيم من استحبو ، ومنيم من كرىو : التيمم

عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزىري ، عن سالم وروى، عن ابن عمر ، أنو كان إذا تيمم ضرب بيديو ضربة ،

فمسح بيما وجيو ، ثم ضرب بيديو ضربة أخرى ، ثم مسح بيما يديو إلى المرفقين ، وال ينفض يديو من

.التراب وكره النفض حماد وغيره ، واستحبو الحسن ويحيى ابن

.أبي كثير فروي عنو أنو لم : مفت الرواية عن أحمد في ذلك واخت

أن شاء فعل ، : وروي عنو أنو قال . يذىب إلى النفخ ن شاء لم يفعل .وا

ومن : ثم قال . ال ينفخيما : ونقل عنو الميموني قال الناس من ينفضيما ، ولست أنفضيما ، وكأني لمنفخ

.أكره : ذا ، وقال ونقل عنو حنبل أنو ذكر حديث عمار ى

ينفخ فييما : ينفخ فييما ؟ قال : قيل لو . اذىب إليو .ويمسحيما

عمى أنو يجوز فعل : العمل من مذىبو : قال الخبلل .النفخ والنفض ، ويجوز تركو : ذلك كمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن كان التراب خفيفا كره النفخ : وقال غيره من أصحابنا ن كان كثيرا ؛ ألنو ينقص بو كمال التعميم بالطيور ، وا

ال يكره ؛ ألنو تخفيف : ففي كراىتو روايتان ، والصحيح .ال يكره ابتداء ، فكذلك دواما

: ولمشافعي في تخفيف التراب بالنفخ ونحوه قوالن أن القديم : وقيل . ال : والثاني . يستحب : أحدىما

.استحبابو والجديد عدم استحبابو فمنيم من : اختمف أصحابو في ذلك عمى طريقين و

ىما منزالن : ومنيم من قال . لو قوالن مطمقا : قال .عمى حالين ، فإن كان التراب كثيرا نفخ ، وأال لم ينفخ

أن لزق بالكفين تراب : ونقل حرب ، عن إسحاق ، قال

كثير نفخيما ، وان لم يمزق بيما تراب كثير أجزاه أن ال .ينفخ ووصف لنا إسحاق التيمم ، فضرب بيديو ، : حرب قال

ثم نفخيما فمسح بيما وجيو ، ثم ضرب بيديو الثانية ولم اليمنى باليسرى : ينفخيما ، ثم مسح ظيور الكفين

.واليسرى باليمنى وروى بإسناده ، عن عمار ، أنو غمس باطن كفيو

بالتراب ثم نفخ يده ، ثم مسح وجيو ويديو إلى .ىذا التيمم : قال عمار و . المفصل عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، : وبإسناده

عن ابن عمر ، أنو وصف التيمم فمسح ظير يديو وذراعيو من لدن أصابعو إلى مرفقيو ، ثم من بطن .اليدين من لدن مرفقو إلى أصابعو مرتين ينفضيما ورواية الزىري ، عن سالم ، عن ابن عمر المتقدمة

.من ىذه أصحأن جواز نفض اليدين من التراب : وذكر بعض المالكية

في التيمم قول مالك والشافعي دون استقصاء لما فييما ،

لكن لخشية ما يضر بو من ذلك من تمويث وجيو ، أو .شيء يؤذيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لما ضرب بيديو ) ثبت أن رسول اهلل : وقال ابن المنذر واختمفوا في ذلك ، فكان . ألرض لمتيمم نفخ فييما ا

. نفضا خفيفا : وقال مالك . ينفضيما : الشعبي يقول ال باس أن ينفض إذا بقي في يده : وقال الشافعي

وقال . وقال إسحاق نحوا من قول الشافعي . غبار وقال أصحاب . ال يضره فعل أو لم يفعل : أحمد .عمر ال ينفض يديو وكان ابن . ينفضيما : الرأي

.قول أحمد حسن : قال ابن المنذر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

التيمم لموجو والكفينثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ذر : حدثنا حجاج -

، عن سعيد بن .بيذا -قال عمار : عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيو

ما من فيو ، ثم وضرب شعبة بيديو األرض ، ثم أدناى .مسح بيما وجيو وكفيو

سمعت ذرا ، عن : أبنا شعبة ، عن الحكم : قال النضر وقد سمعتو من : قال الحكم -ابن عبد الرحمن بن أبزى

.قال عمار : ، عن أبيو -ابن عبد الرحمن ثنا شعبة ، عن الحكم : حدثنا سميمان بن حرب -

بزى ، عن أبيو ، ، عن ذر ، عن ابن عبد الرحمن بن أ. كنا في سرية فأجنبنا : أنو شيد عمر ، وقال لو عمار

.تفل فييما : وقال ثنا شعبة ، عن الحكم ، : حدثنا محمد بن كثير -

عن ذر ، عن ابن

قال عمار : عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيو ، قال يكفيك الوجو : ) ) تمعكت فأتيت النبي ، فقال : لعمر

( .( والكفين ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ذر : حدثنا مسمم -

: ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن عبد الرحمن .وساق الحديث -شيدت عمر ، فقال لو عمار

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ثنا شعبة ، : ثنا غندر : حدثنا محمد بن بشار -

ن بن أبزى ، عن الحكم ، عن ذر ، عن ابن عبد الرحمبيده األرض ، ) فضرب النبي : قال عمار : عن أبيو

.فمسح وجيو وكفيو حديث عمار في التيمم ، خرجو البخاري في

:من طريقين ( ( كتابو ) ) من طريق أبي وائل ، عن أبي موسى ، عن : أحدىما

.عمار ، وسيأتي .من رواية عبد الرحمن بن أبزى ، عن عمار : واألخر

خرجو من ىذا الطريق إال من رواية شعبة ، عن ولم يالحكم ، عن ذر اليمداني ، عن سعيد بن عبد الرحمن

.بن أبزى ، عن أبيو ، عن عمار وقد ساق لفظو بتمامو في الباب الماضي ، وأحال في

( ( قال عمار بيذا : ) ) ىذا الباب عمى ما قبمو ، بقولو لباب بما سبق من سياق الحديث في ا: يعني -

.الماضي .ووصف شعبة التيمم المذكور في الحديث بفعمو

وكرر البخاري في ىذا الباب طرقو إلى شعبة ، وبعضيا :تعميق ؛ لما في ذلك من زيادة فائدة

ففي رواية سميمان بن حرب ومسمم بن إبراىيم ، عن تصريح عبد الرحمن بن أبزى بسماع ىذا : شعبة

لعمر ، وىذه فائدة الحديث من عمار ، ومخاطبتو .جميمة

أن النبي : وفي رواية سميمان بن حرب ، عن شعبة

تفل في يديو لما ضرب بيما األرض ، والمراد بالتفل ) .النفخ ، كما في سائر الروايات : ىنا

أن الحكم سمع الحديث : وفي رواية النضر بن شميل من ذر ، عن سعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيو

من ابن عبد الرحمان -أيضا -سمعو ، و

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ابن أبزى ، عن أبيو ، كما سمعو من ذر ، عنو .أيضا -أن ابن أبزى ىو سعيد : وذكر البييقي وغيره

وقد ذكر البخاري رواية النضير تعميقا ، وأسندىا مسمم .عن إسحاق بن منصور ، عنو

. مسح وجيو وكفيو ) مى أن النبي واتفقت رواياتيم عقال ) وفي رواية محمد بن كثير ، عن شعبة أن النبي

( ( .يكفيك الوجو والكفين : ) ) لعمار وخرجو مسمم من طريق يحيى القطان ، عن شعبة ،

إنما كان يكفيك أن : ) ) قال لعمار ) أن النبي : ولفظو جيك تضرب بيديك األرض ، ثم تنفخ ، ثم تمسح بيما و

( ( .وكفيك وحدثنيو ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن : قال الحكم

وحدثني سممة ، عن ذر : قال . أبيو بمثل حديث ذر .انتيى . في ىذا اإلسناد الذي ذكر الحكم

وقد كان عند شعبة ليذا الحديث إسناد آخر ، رواه عن سممو بن كييل ، عن

شعبة ، كما خرجو مسمم من رواية القطان ، عن. ذر ولكن البخاري لم يخرجو عن شعبة من ىذا الوجو

:ألمرين أن سفيان الثوري واألعمش روياه عن سممة : أحدىما

بن كييل ؛ فخالفا شعبة في إسناده ، عمى اختبلف .عمييما فيو

ىل ذكر في الحديث مسح : أن سممة شك : والثاني ة يحدث سمم -أحيانا -الكفين ، أو الذراعين ؟ وكان

، فأنكر ذلك عميو ( ( إلى المرفقين : ) ) بو ، ويقول

ال ادري ، أذكر : منصور بن المعتمر ، فقال سممة الذراعين ، أم ال ؟

.خرج ذلك أبو داود والنسائي وغيرىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وليذا المعنى أشار مسمم إلى اتحاد اإلسناد من رواية .وسكت عن المفظ ؛ فإنو مختمف الحكم وسممة ،

وقد خرجو القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي في لو عن حفص بن عمر ، عن ( ( أحكام القرآن ) )

إنما : ) ) ، وقال فيو -بإسناد -شعبة ، عن الحكم ، وضرب بيديو األرض واحدة ، ( ( كان يكفيك ىكذا

.فمسح بيما كفيو ووجيو رم عن أبي الوليد الطيالسي ، وكذا خرجو أبو بكر األث

ضرب ) أن النبي : عن شعبة ، بيذا اإلسناد ، وعنده بكفيو األرض ضربة واحدة ، ثم نفخيا ، ومسح بيما

.وجيو وكفيو وقد خرجو النسائي من رواية خالد ، عن شعبة ،

:قال لو ) أن النبي : وعنده ، وضرب شعبة بكفيو ضربة ( ( إنما كان يكفيك ) ) فييما ، ثم دلك أحداىما باألخرى ، ثم مسح بيما نفخ

.وجيو وفي ىذه الرواية تأخير مسح الوجو ، لكنو من تفسير شعبة ، والظاىر أن شعبة كان أحيانا يحدث بالحديث

.بمفظو ، وأحيانا يفسره بفعمو وقد اجمع العمماء عمى أن مسح الوجو واليدين بالتراب

جممة ؛ فإن اهلل تعالى في التيمم فرض ال بد منو في ال: المائدة ) ] فامسحوا بوجوىكم وأيديكم منو : ) يقول

] :ولكن اختمفوا في قدر الفرض من ذلك

:فأما الوجو أنو : فمذىب مالك والشافعي وأحمد وجميور العمماء

يجب استيعاب بشرتو بالمسح بالتراب ، ومسح ظاىر واء كان ذلك الشعر يجبالشعر الذي عميو ، وس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إيصال الماء إلى ما تحتو كالشعر الخفيف الذي يصف .البشرة ، أم ال ، ىذا ىو الصحيح

أنو يجب : وفي مذىبنا ومذىب الشافعي وجو أخر إيصال التراب إلى ما تحت الشعور التي يجب إيصال

ند أصحابنا إيصال الماء إلى ما تحتيا ، وال يجب عالماء إلى باطن الفم واألنف ، وان وجب عندىم

.المضمضة واالستنشاق في الوضوء كقول الشافعي : وعن أبي حنيفة روايات ، إحداىا

أن ترك قدر درىم يجزئو ، وان ترك : والثانية . وأحمد أن ترك دون ربع الوجو أجزأه ، : والثالثة . دونو أجزأه

ال فبل أن مسح أكثره وترك األقل منو أو : بعة والرا. وا

ال فبل وحكاه الطحاوي عن أبي . من الذراع أجزأه ، وا .حنيفة وأبي يوسف وزفر

أن : وحكى ابن المنذر ، عن سميمان بن داود الياشمي مسح التيمم حكمو حكم مسح الرأس في الوضوء يجزئ

.فيو البعض عمى خبلف وكبلم اإلمام أحمد يدل عمى حكاية اإلجماع

.ذلك ثنا إسماعيل بن سعيد الشالنجي ، : الجوزجاني : قال سألت أحمد بن حنبل عمن ترك مسح بعض : قال

فما : فقمت لو . يعيد الصبلة : وجيو في التيمم ؟ قال بال الرأس يجزئ في المسح ولم يجز أن يترك ذلك من

ن لم يبمغنا أن أحدا ترك ذلك م: الوجو في التيمم ؟ فقال .تيممو

سميمان بن : يعني -وقال أبو أيوب : قال الشالنجي يجزئو في التيمم أن لم يصب بعض : -داود الياشمي

وجيو أو بعض كفيو ؛ ألنو بمنزلة المسح عمى الرأس ؛ .إذا ترك منو بعضا أجزأه

: فذكرت ذلك ليحيى بن يحيى يعني : قال الجوزجاني النيسابوري ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""المسح في التيمم كما يمسح الرأس ، ال يتعمد : فقال

لترك شئ من ذلك ، فإن بقي شئ منو لم يعد ، وليس .ىو عندي بمنزلة الوضوء

لم نسمع أحدا يتبع ذلك من رأسو في : قال الجوزجاني المسح وال بين أصابعو في التيمم كما يتبع في الوضوء

ألقاويل منيا ما ذكره يحيى بن بالتخميل ، فأحسن اأن ال يتعمد ترك شئ من ذلك ، فإن بقي شئ : يحيى .انتيى . لم يعد

يدل عمى أن مذىب سميمان بن داود : وظاىر ىذا أنو إذا ترك شئ من : ويحيى بن يحيى والجوزجاني

ونقل حرب ، . وجيو ويديو في التيمم لم يعد الصبلة

ك عمى األرض ثم عن إسحاق ، أنو قال تضرب بكفيتمسح بيما وجيك ، وتمر بيديك عمى جميع الوجو

والمحية ، أصاب ما أصاب وأخطأ ما أخطأ ثم تضرب .مرة أخرى بكفيك

أنو ال يشترط وصول التراب إلى جميع : ومراد إسحاق أجزاء الوجو ، كما يقولو من يقولو من الشافعية وغيرىم

الفرض أنو لو بقي من محل: ، حتى نص الشافعي .شئ ال يدركو الطرف لم يصح التيمم

واستشكل أبو المعالي الجويني تحقق وصول التراب إلى الذي يجب : اليدين إلى المرفقين بضربة واحدة ، وقال

اعتقاده أن الواجب استيعاب المحل بالمسح باليد المغبرة . من غير ربط الفكر بانبساط الغبار عمى جميع المحل

.اظير بو ، ولم أر منو بدا وىذا شئ : قال عن محمد بن ( ( تفسيره ) ) وحكى ابن عطية في أنو ال يجب أن يتبع الوجو بالتراب : مسممة من المالكية

كما يتبع بالماء وجعمو كالخف ومابين األصابع في .في التيمم : اليدين يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ع وتحريك الخاتم قولين وحكى في وجوب تخميل األصاب .بالوجوب ، واالستحباب : ألصحابيم

وحكى ابن حزم في وجوب تخميل المحية بالتراب .اختبلفا

:وأما اليدان ظاىرىما : فأكثر العمماء عمى وجوب مسح الكفين

وباطنيما بالتراب إلى الكوعين ، وقد ذكرنا أن بعض .العمماء لم يوجب استيعاب ذلك بالمسح

أنو يمسح الكفين فقط ؛ : ابن عطية عن الشعبي وحكى لحديث عمار ، وانو لم يوجب إيصال التراب إلى

.واهلل أعمم . الكوعين ، وىذا ال يصح نما المراد بحديث عمار ، وبما قالو الشعبي وغيره من وا

:مسح الكفين

مسحيما إلى الكوعين ، وقد جاء ذلك مقيدا ، رواه أبو سمع ذر بن : شعبة ، عن الحكم داود الطيالسي ، عن

عبد اهلل ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيو ، إنما كان : ) ) قال لو ) عن عمار ، أن النبي

بيده األرض إلى التراب ) وضرب رسول اهلل ( ( يجزئك ، فنفخ فييما ، ومسح وجيو ( ( ىكذا : ) ) ، ثم قال

.ويديو إلى المفصل وليس فيو الذراعان وروى إبراىيم بن طيمان ، عن حصين ، عن أبي مالك

إنما : ) ) قال لو ) ، عن عمار بن ياسر ، أن النبي كان يكفيك أن تضرب بكفيك في التراب ، ثم تنفخ فييما

( ( .، ثم تمسح بيما وجيك وكفيك إلى الرصغين لم يروه عن حصين مرفوعا : خرجو الدارقطني ، وقال .ووقفو شعبتو وزائدة وغيرىما غير إبراىيم بن طيمان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يعني أنيم رووه عن حصين عن أبي مالك ، عن عمار

.قالو أبو حاتم الرازي : موقوفا ، والموقوف اصح في سماعو من عمار نظر : وأبو مالك ، قال الدارقطني

؛ فإن سممة بن كييل رواه عن أبي مالك ، عن ابن .، عن عمار أبزى

.يحتمل أنو سمع منو : وقال أبو حاتم ما أسمو ؟ : الغفاري ، سأل أبو زرعة : وأبو مالك ، ىو

.ال يسمى : فقال .وقال البييقي أسمو حبيب بن صيبان

أبو مالك : وفيما قالو نظر ؛ فإن حبيب بن صيبان ىو قالو : -غزوان : الكاىمي األسدي ، وأم الغفاري فأسمو

وقد فرق بينيما ابن أبي حاتم ، ووقع في . معين ابن بعض نسخ البخاري ، غير أن البخاري متوقف غير

أبا حاتم ، وال أن : جازم الن حبيب بن صيبان يكنى .غزوان : أبا مالك الغفاري اسمو

فروى األعمش ، : وروي حديث عمار عمى وجو أخر

عن سممة بن كييل عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أنما كان يكفيك : ) ) قال لو ) ار ، أن النبي عم

، ثم ضرب بيديو األرض ، ثم ضرب أحداىما ( ( ىكذا عمى األخرى ، ثم مسح وجيو والذراعين إلى نصف

.الساعدين ولم يبمغ المرفقين ، ضربة واحدة .خرجو أبو داود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الثوري عن سممة من طريق سفيان -أيضا -وخرجو بن كييل ، عن أبي مالك ، عن عبد الرحمن بن أبزى ،

) : قال النبي : كنت عند عمر ، فقال عمار : قال ، وضرب بيديو ( ( إنما كان يكفيك أن تقول ىكذا ) )

إلى األرض ، ثم نفخيما ، ثم مسح بيما وجيو ويديو .إلى نصف الذراع

ن سممة ، عن أبي وخرجو النسائي من طريق سفيان ، ع

وعن عبد اهلل بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن -مالك كنا عند عمر فذكر : عبد الرحمن بن أبزى ، قال

.ثم مسح وجيو وبعض ذراعيو : الحديث ، وفيو شعبة ، وسفيان ، : وقد رواه عن سممة بن كييل

.واألعمش ، واختمف عنيم في إسناده ىل ذكر : سممة شك أن في رواية شعبة أن: وقد تقدم

فيو الذراعين ، أو الكفين خاصة ، وىذا يدل عمى أن ذكر الذراعين أو بعضيما لم يحفظو سممو ، إنما شك

.فيو ، لكنو حفظ الكفين وتيقنيما ، كما حفظو غيره وعمى تقدير أن يكون ذكر بعض الذراعين محفوظا فقد يحمل عمى االحتياط لدخول الكوعين ، أو يكون من

طالة التحجيل ، كما فعمو أبو ىريرة في با ب المبالغة وا -الوضوء ، وقد صرح الشافعية باستحبابو في التيمم

.أيضا حدثني محدث عن الشعبي ، : وقد روي عن قتادة ، قال

عن عبد الرحمن بن أبزى ، عن عمار بن ياسر ، أن ( ( .إلى المرفقين : ) ) قال ) رسول اهلل

.خرجو أبو داود .ىذا اإلسناد مجيول ال يثبت و

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد بن عبد : والصحيح أمره ) الرحمن ، عن أبيو ، عن عمار ، أن النبي

.بالتيمم لموجو والكفين .خرجو الترمذي وصححو

: أمره بالتيمم ) وخرجو أبو داود ، ولفظو أن النبي دة لموجوضربة واح .والكفين

إلى ) وقد روي عن عمار ، أنيم تيمموا مع النبي من رواية الزىري ، عن عبيد اهلل بن : المناكب واآلباط

عبد اهلل بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن ابن عمار ، نزلت رخصة التطير بالصعيد الطيب ، فقام : قال

وا المسممون مع النبي ، فضربوا بأيدييم األرض ، ثم رفعأيدييم ولم يقبضوا من التراب شيئا ، فمسحوا بيا

وجوىيم وأيدييم إلى المناكب ، ومن بطون أيدييم إلى .اآلباط

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي :وقد اختمف في إسناده عمى الزىري

.عنو ، كما ذكرنا : فقيل عنو ، عن عبيد اهلل بن عبداهلل بن عتبة ، عن : وقيل

مالك وابن عيينة ، : و ، عن عمار ، كذا رواه عنو أبي .وصحح قوليما أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان

عن الزىري ، عن عبيد اهلل بن عبداهلل ، عن : وقيل .عمار مرسبل

وىذا حديث منكر جدا ، لم يزل العمماء ينكرونو ، وقد أنكره الزىري

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ذكره اإلمام : ىو ال يعتبر بو الناس : وقال راويو ،

.أحمد وأبو داود وغيرىما لم : وروي عن الزىري ، أنو امتنع أن يحدث بو ، وقال

ال : وروي عنو ، أنو قال . اسمعو إال من عبيد اهلل .ادري ماىو ؟

وروي عن مكحول ، أنو كان يغضب إذا حدث الزىري و امتنع أن يحدث بو وعن ابن عيينة ، أن. بيذا الحديث

.ليس العمل عميو : ، وقال وقال . ليس بشئ : وسأل اإلمام أحمد عنو ، فقال

: وقال . اختمفوا في إسناده ، وكان الزىري ييابو : أيضا .ما أرى العمل عميو

:وعمى تقدير صحتو ، ففي الجواب عنو وجيان لم يعمم أصحابو التيمم عمى ىذه ) أن النبي : أحدىما

نما فعموه عند نزول اآلية ؛ لظنيم أن اليد ا لصفة ، وا المطمقة تشمل اليدين والذراعين والمنكبين والعضدين ، ففعموا ذلك احتياطا كما تمعك عمار باألرض لمجنابة ،

وضن أن تيمم الجنب يعم البدن كمو كالغسل ، ثم بين ( (التيمم لموجو والكفين : ) ) التيمم بفعمو وقولو ) النبي

، ومنيم عمار راوي ) ، فرجع الصحابة كميم إلى بيانو الحديث ؛ فإنو أفتى أن التيمم ضربة لموجو والكفين كما

.رواه حصين ، عن أبي مالك ، عنو ، كما سبق .وىذا الجواب ذكره إسحاق بن راىويو وغيره من األئمة

ما قالو الشافعي ، وانو أن كان ذلك بأمر : والثاني ، فيو منسوخ ؛ الن عمارا اخبر أن ىذا أول )رسول اهلل

تيمم كان حين نزلت أية التيمم ، فكل تيمم كان لمنبي .بعده مخالف لو ، فيو لو ناسخ )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وكذا ذكر أبو بكر األثرم وغيره من العمماء وقد حكى غير واحد من العمماء عن الزىري ، أنو كان

.ى ىذا الحديث الذي رواه يذىب إل

وروي عن عبد الوىاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن : قال سعيد . التيمم إلى اآلباط : قتادة ، أن الزىري قال

.وال يعجبنا ىذا قد سبق عن الزىري أنو أنكر ىذا القول ، واخبر : قمت

أن الناس ال يعتبرون بو ، فالظاىر أن رجع عنو لما .واهلل أعمم . مى مخالفتو عمم إجماع العمماء ع

وذىب كثير من العمماء إلى أنو ينتيي المسح لميدين :بالتراب إلى المرفقين

سالم -أيضا -وروي ) ىذا مروي عن ابن عمر وجابر بن عبد اهلل والشعبي ، والحسن ، والنخعي ، وقتادة ،

وسفيان ، وابن المبارك ، والميث ، ومالك ، والشافعي ، .وأصحابو وأبي حنيفة

باألحاديث المرفوعة المروية في ذلك : واستدل بعضيم .، وال يثبت منيا شيء ، كما سبق اإلشارة إلى ذلك

بان اهلل تعالى أمر بغسل اليدين : -أيضا -واستدلوا في الوضوء إلى المرفقين ، ثم ذكر في التيمم مسح الوجو واليدين ، فينصرف إطبلقيما في التيمم إلى

ىما فيتقييدالوضوء ، ال سيما وذلك في آية واحدة ، فيو أولى من

.حمل المطمق عمى المقيد في آيتين بان المطمق إنما يحمل عمى المقيد : وأجاب من خالفيم

في قضية واحدة ، والوضوء والتيمم طيارتان مختمفتان ، .فبل يصح حمل مطمق أحدىما عمى مقيد األخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عند نزول أية ) أن أصحاب النبي : ويدل عمى ذلك التيمم لم يفيموا حمل المطمق عمى المقيد فييا ، بل تيمموا إلى المناكب واآلباط ، وىم أعمم الناس بمغة

أن التيمم لموجو والكفين ، وىو ) العرب ، ثم بين النبي .ينافي حمل المطمق عمى المقيد فييا -أيضا -

إلى أن التيمم يمسح فيو الكفان : خرون وذىب آ .خاصة

أحدىما : بن المنذر ألىل ىذه المقالة قولين : والثاني : والثاني . يمسح الكفين إلى الرسغين ، وحكاه عن عمي

ىو قول عطاء ، ومكحول ، : قال . يمسح الكفين مطمقا سحاق .والشعبي ، واألوزاعي ، وأحمد ، وا

، أنو قال ) بت عن نبي اهلل وبيذا نقول لمثا: قال التيمم ضربة لموجو) )

( ( .والكفين ىذا يوىم أن من قال بسمح الوجو والكفين ، أنو : قمت

ال ينتيي مسحيما إلى الكوعين ، وىذا كما حكاه ابن عطية عن الشعبي ، كما سبق عنو ، وليس ىذا قول

.األئمة المشيورين ة ، عن ابن وقد روى داود بن الحصين ، عن عكرم

أن اهلل قال في : عباس ، أنو سئل عن التيمم ، فقال فاغسموا وجوىكم وأيديكم : ) كتابو حين ذكر الوضوء

: ، وقال في التيمم [ : المائدة ) ] إلى المرافق ، [ المائدة ) ] فامسحوا بوجوىكم وأيديكم منو )

المائدة ) ] والسارق والسارقة فاقطعوا أيدييما : ) وقال

، فكانت السنة في القطع الكفين ، إنما ىو ، [ .التيمم : يعني -الوجو والكفين

.خرجو الترمذي ، وقال حسن صحيح غريب -وروى الحكم بن أبان ، عن عكرمة ىذا المعنى

.أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم""""""

وكذلك استدل بيذا الدليل مكحول وأحمد وغيرىما من أن القطع يكون من الرسغ ، فكذلك : األئمة ، وقالوا

.التيمم ىو مفصل الكف ، ولو طرفان ، ىما عظمان : والرسغ

، فالذي يمي اإلبيام .كوع ، والذي يمي الخنصر كرسوع

صرفت أن اليد إذا أطمقت ان: ومضمون ىذا االستدالل إلى الرسغ ، وان قيدت بموضع تقيدت بو ، فمما قيدت

بالمرفقين في الوضوء وجب غسل الذراعين إلى المرفقين ، ولما أطمقت في التيمم وجب إيصال التراب الرسغ ،

.كما تقطع يد السارق ويد المحارب منو التيمم ضربة لموجو والكفين إلى : وكذلك قال األوزاعي

.الكوعين ص إسحاق عمى أن التيمم يبمغ إلى الرسغ ، وكذلك ن

وقال الصحيح عن . ال يجزئ ذلك : وخطأ من قال المعروف المشيور الذي يرويو الثقة عن الثقة ) النبي

عمم عمار بن ياسر ) أن النبي : باألخبار الصحيحة وعمى ذلك كان عمي بن : قال . التيمم لموجو والكفين

، والشعبي ، معطاء ، أبي طالب ، وعبداهلل بن عباس ومجاىد ، ومكحول وغيرىم ، فبل يجوز ألحد أن يدعي

ولو قالوا : قال . عمى ىؤالء أنيم لم يعرفوا التيمم .أحب إلينا اختيارا لكان أشبو : الذراعين

وروى حرب بإسناده ، عن زائدة ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن أبي مالك ، عن عمار ، أنو غمس باطن

لتراب ، ثم نفخ يده ، ثم مسح وجيو ويديو إلى كفيو با

.المفصل عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، : وبإسناده

:عن ابن عمر ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ضربة لموجو ، وضربة لمكفين : التيمم ضربتين أبنا : ثنا سميمان بن حيان : وثنا أحمد بن حنبل : قال ج ، عن عطاءحجا

التيمم ضربتان لمكفين : والحكم ، عن إبراىيم ، قال .والوجو

ثنا الوليد بن مسمم ، عن : وثنا محمود بن خالد : قال حامد وسعيد بن

التيمم : بشير ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، قال .ضربة واحدة لموجو والكفين

كان يقول وأبنا األوزاعي ، عن عطاء أنو: قال الوليد

مسحة واحدة لموجو ، ثم ضربة أخرى : في التيمم .وبو يأخذ األوزاعي . لكفيو

: وروى حرب بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال سالت الشعبي عن

التيمم ؟ فضرب بيديو األرض ، ثم قرن أحداىما .باألخرى ، ثم مسح وجيو وكفيو

: بل يقول سمعت أبا عبد اهلل أحمد بن حن: قال حرب والتيمم ضربة واحدة لموجو والكفين ، يبدأ بوجو ثم يمسح

صح حديث عمار ، : قيل لو . كفيو أحداىما باألخرى .نعم ، قد صح : في ذلك ؟ قال ) عن النبي

رواية : والقول بان الواجب في التيمم مسح الكفين فقط فيما -عن مالك ، وقول قديم لمشافعي ، قال في القديم

قد روي : -( ( كتاب المعرفة ) ) البييقي في حكاهفي الوجو والكفين ، ولو اعممو ثابتا لم ) عن النبي

الوجو ) فإنو ثبت عن عمار ، عن النبي : قال . أعده والكفين ، ولم يثبت إلى المرفقين ، فما يثبت عن النبي

. أولى ، وبيذا الحديث كان يفتي سعد بن سالم )

.انتيى الواجب مسح اليدين إلى الكوعين : عمماء من قال ومن ال

، ويستحب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-مسحيما إلى المرفقين ، ولعمو مراد كثير من السمف . إلى الكوعين : ؛ فإن منيم من روي عنو -أيضا

إلى المرفقين ، كالشعبي وغيره ، فدل عمى : وروي عنو أن الكل عندىم

.جائز سحاق -أيضا -و وى رواية عن مالك ، وقول وكيع ، وا

، وطائفة منأصحابنا ، وحكوه رواية عن أحمد ، المنصوص عنو

يدل عمى أن ذلك جائز ، ال أنو .أفضل

-وسيأتي ذكر الضربة الواحدة و والضربتين فيما بعد .؛ فإن البخاري افرد لذلك بابا -إن شاء اهلل تعالى

(/)

"""""" فحة رقم ص""""""

باب - الصعيد الطيب وضوء المسمم ، يكفيو من الماء

.يجزئو التيمم ما لم يحدث : وقال الحسن .وأم ابن عباس وىو متيمم

ال باس بالصبلة عمى السبخة : وقال يحيى بن سعيد .والتيمم بيا أو عمييا

ما بوب عميو البخاري من أن الصعيد الطيب وضوء ، ولكن إسناده ليس عمى ) روي عن النبي قد: المسمم

شرط البخاري ، وقد خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والترمذي من حديث أبي قبلبة ، عن عمر

: ، قال ) ابن بجدان ، عن أبي ذر ، عن النبي

: وفي رواية -( ( الصعيد الطيب وضوء المسمم ) ) اء عشر سنين ، فإذا وان لم يجد الم -طيور المسمم ) )

( ( .وجد الماء فميمسو بشرتو ، فإن ذلك خير .حسن صحيح : وقال الترمذي

، والدارقطني ، ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن حبان في .وصححو ، والحاكم

وتكمم فيو بعضيم ؛ الختبلف وقع في تسمية شيخ أبي قالو : -قبلبة ؛ وألن عمرو ابن بجدان غير معروف

.مد وغيره اإلمام أحمن حديث ابن سيرين ، عن -أيضا -وقد روى ىذا

) .أبي ىريرة عن النبي .خرجو الطبراني والبزار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قالو : -ولكن الصحيح عن ابن سيرين مرسبل

.الدارقطني وغيره وأما ما حكاه عن الحسن ، أنو يجزئو التيمم ما لم يحدث

ل كثير من العمماء ، وحكاه ابن المنذر عن ، فيذا قو ابن المسيب ، والحسن ، والزىري ، والثوري ، وأصحاب

وروي ذلك عن ابن : قال . الرأي ، ويزيد بن ىارون .عباس ، وأبي جعفر

عن عطاء ، والنخعي -أيضا -وحكاه غير ابن المنذر والحسن بن صالح ، والميث بن سعيد ، وىو رواية عن

.وقول أىل الظاىر أحمد ،الصعيد الطيب طيور : ) ) واستدل ليذه المقالة بحديث

، كما أشار إليو البخاري ، وأشار إليو اإلمام ( ( المسمم .أيضا -أحمد

المراد أنو في حكم الوضوء : والمخالفون يقولون والطيور في استباحة ما يستباح بالطيور بالماء ال في

فإذا وجدت الماء فأمسو : ) ) رفع الحدث ، بدليل قولو ، ولو كان الحدث قد ارتفع لم يقيد بوجود ( ( بشرتك .الماء

وقد طرد أبو سممة بن عبد الرحمن قولو في أنو يرفع ن وجد الماء قبل الصبلة : الحدث ، فقال يصمي بو ، وا

وكذا قال في . ، وال ينتقض تيممو إال بحدث جديد .ال غسل عميو : ماء الجنب إذا لم تيمم ثم وجد ال

فإذا وجدت : ) ) وىذا شذوذ عن العمماء ، ويرده قولو ، ومن العجب أن أبا سممة ممن ( ( الماء فأمسو بشرتك

أن من يصمي بالتيمم ثم وجد الماء في الوقت أنو : يقول .يعيد الصبلة ، وىذا تناقض فاحش

وذىب أكثر العمماء إلى أنو يتيمم لكل صبلة ، روي ن عمي وابن عمر واستدل أحمد بقوليما ، وعن ذلك ع

عمرو بن العاص ، وابن عباس في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.رواية عنو وروي الحسن بن عماره ، عن الحكم ، عن مجاىد ، عن

من السنة أن ال يصمي الرجل بالتيمم : ابن عباس ، قال .إال صبلة والحدة ، ثم يتيمم لمصبلة األخرى

وىذا في حكم المرفوع ، إال أن الحسن بن عمارة ضعيف .جدا

وىو قول الشعبي ، وقتادة ، والنخعي ، ومكحول ، وشريك ، ويحيى بن سعيد ، وربيعة ، وحكي عن الميث

، وىو مالك ، والشافعي ، وأحمد في ظاىر -أيضا -سحاق ، وأبي ثور وغيرىم .مذىبو ، وا

.ة ىذا ىو السن: وقال إسحاق وبناه ربيعة ويحيى بن سعيد ومالك وأحمد عمى وجوب طمب الماء لكل صبلة ، وقد سبقت اإلشارة إلى ىذا

( ( .الوضوء : كتاب ) ) المسالة في :ثم اختمف القائمون بالتيمم لكل صبلة عمى ثبلثة أقوال

أنو يجب التيمم لكل صبلة مفروضة ، وسواء : أحدىا أو جمع بين فريضتين في فعمت كل مفروضة في وقتيا

سحاق ، ورواية وقت واحد ، وىو قول مالك والشافعي وا .عن أحمد

أنو يجب التيمم في وقت كل صبلة مفروضة ، : والثاني ثم يصمي بذلك التيمم ما شاء ، ويقضي بو فوائت ،

ويجمع بو فرائض ، ويصمي بو حتى يخرج ذلك الوقت ،وقول أبي ثور وىذا ، وىذا ىو المشيور عن أحمد ،

.والمزني أنو يتيمم لكل صبلة فرضا كانت أو نفبل ، : والثالث

.حكي عن شريك ، وىو وجو ضعيف ألصحابنا ال يصمي نافمة مكتوبة بتيمم ومكتوبة : ومذىب مالك

بتيمم واحد إال أن تكون نافمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الفجر بتيمم واحد وان صمى ركعتي: بعد ومكتوبة ، قال أعاد التيمم لصبلة

.الفجر وقد ذىب طائفة ممن يرى أن التيمم يصمي بو ما لم

يحدث إلى أنو يرفع الحدث رفعا مؤقتا بوجود الماء ، وىو قول طائفة من أصحابنا والحنفية والظاىرية ، ووافقيم طائفة ممن يرى أن ال يصمى فريضتان من

أنو ظاىر : مالكية ، وقاال الشافعية كابن سريج ، ومن ال ( ( .الموطإ ) ) قول مالك في

أن النزاع في المسالة عند ىؤالء لفظي ال : وليذا قيل نما يكون النزاع فييا معنويا مع أبي سممة بن معنوي ، وا

.عبد الرحمن كما سبق حكاية قولو واهلل أعمم وأما ما حكاه عن ابن عباس أنو أم وىو متيمم ،

أنو أم المتوضئين وىو متيمم ، وقد حكاه اإلمام : فالمراد .أحمد عن ابن عباس أيضا ، واحتج بو

ثنا جرير بن عبد الحميد : وقد خرجو سعيد بن منصور ، عن أشعث بن

إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال ، كان ابن عباس في نفر من أصحاب

ر ، وكانوا يقدمونو عمار بن ياس: ، منيم ، ) محمد ، وصمى بيم ذات ) يصمي بيم لقرابتو من رسول اهلل

.يوم ، فاخبرىم أنو صمى بيم وىو جنب متيمم ورخص في ذلك سعيد بن المسيب ، والحسن ، وعطاء ،

والزىري ، وحماد ، ومالك ، والثوري ، والشافعي ، سحاق ، وأبو حنيفة ، وأبو يوسف ، وأبو ثور وأحمد ، وا

.و رواية عن األوزاعي ، وى :وكره ذلك آخرون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال : روى أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن عمي ، قال .يؤم المتيمم المتوضئ

وكرىو النخعي ، والحسن بن حي ، واألوزاعي في رواية .، ويحيى بن سعيد ، وربيعة ، ومحمد بن الحسن

أنو ال يؤميم إال أن يكون أميرا ، وعن األوزاعي رواية ، وان كانوا متيممين فمو أن يؤميم ، كذلك قال األوزاعي

.وربيعة ويحيى بن سعيد

وىذا ال احسب فيو خبلفا ، وكبلم ابن المنذر يدل عمى .وفية نظر -أيضا -أنو محل خبلف

وفي المنع من إمامة المتيمم لممتوضئين حديثان ن الخطاب وجابر بن عبد اهلل مرفوعان من رواية عمر ب

سنادىما ال يصح .، وا صبلة عمرو بن العاص بأصحابو : وفي الجواز حديث

وىو جنب ، فتيمم من البرد وصمى بيم وذكر ذلك لمنبي وسنذكره في -تعميقا -، وقد ذكره البخاري فيما بعد )

.أن شاء اهلل -موضعو د يشعر بأن وذكر البخاري ليذه المسألة في ىذا الباب ق

.مأخذ جواز ذلك عنده أن التيمم يرفع الحدث يؤم المتيمم المتوضئين ؛ ألن اهلل : وقد قال الزىري

.طيره -في رواية أبي إسحاق الفزاري ، عنو -وقال األوزاعي

.فريضة اهلل ورخصتو إال طيورا . يؤميم ، ما زادتو : دثو ، وأكثر العمماء لم يبنوا جواز إمامتو عمى رفع ح

وليذا أجاز ذلك كثير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن التيمم ال يرفع الحدث كمالك والشافعي : ممن يقول وأحمد ، لكن اإلمام أحمد ذكر أن ما فعمو ابن عباس

يستدل بو عمى أن طيارة التيمم كطيارة الماء يصمي بيا ولكن يختمف مذىبو في صحة ائتمام . ما لم يحدث

متوضئ والمغتسل بالتيمم ؛ فإن المتيمم يصمي بطيارة الشرعية قائمة مقام الطيارة بالماء في الحكم ، فيو

كائتمام الغاسل لرجميو بالماسح لخفيو ، بخبلف من لم يجد ماء وال ترابا فإنو ال يأتم بو متوضئ وال متيمم ، وال

يأتم بو إال من ىو مثمو ؛ ألنو لم يأت بطيارة شرعية .مية بالك

والمانعون من ائتمام المتوضئ بالمتيمم ألحقوه بائتمام القارئ باألمي الذي ال يقرا الفاتحة إذا صمى بتسبيح

وذكر ، وبصبلة القائم خمف القاعد ؛ فإن كبل منيما أتى

.ببدل ، وال يصح أن يأتي بو إال من ىو مثمو بأن األمي مخل بركن القيام األعظم : ويجاب عن ذلك

لقراءة ، والقرآن مقصود لذاتو في الصبلة بخبلف وىو االطيارة ؛ فإنيا ال تراد لذاتيا بل لغيرىا ، وىو استباحة

.الصبلة بيا ، والتيمم يبيح الصبلة كطيارة الماء وأما ائتمام القائم بالقاعد فقد أجاز جماعة من العمماء ، وأجاز أحمد في صورة خاصة ، فإن القاعد قد أتى ببدل

ام وىو الجموس ، واتى بركن القيام األعظم وىو القي .القراءة

وأما ما حكاه عن يحيى بن سعيد ، أنو ال بأس بالتيمم :بالسبخة والصبلة عمييا

فاألرض السبخة ىي المالحة التي ال تنبت ، وأكثر بالجدار ) العمماء عمى جواز التيمم بيا ، وقد تيمم النبي

سبخة ، وىو قول مالك خارج المدينة ، وأرض المدينة .واألوزاعي والثوري وأبي حنيفة والشافعي وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال تيمم بالسباخ ألنيا ال تنبت ، وقد فسر : وقال إسحاق ابن عباس الصعيد الطيب بأرض الحرث ، والسباخ

.ليست كذلك ال : -في رواية -واختمف قول اإلمام أحمد فيو ، فقال

أن لم يجد فبل : -مرة -وقال . يعجبني التيمم بيا أن تيمم منيا يجزئو ، وأرض : -مرة -وقال . بأس

أن اضطر إلييا : -مرة -وقال . الحرث أحب إلي ن لم يضطر فمينظر الموضع الطيب -أجزأه ، وا

من الناس من : -مرة -قال -تراب الحرث : يعني .السبخة تشبو الممح يتوقى ذلك ، وذلك أن

أطيب الصعيد أرض : ) ) واستدل بقول ابن عباس ولكن ىذا يدل عمى أن غير أرض الحرث ( ( . الحرث

، لكن أرض الحرث أطيب -أيضا -تسمى صعيدا .منيا

السباخ ليس ىي عند أبي عبد اهلل : قال أبو بكر الخبلل

كأرض الحرث ، إال أنو سيل بيا إذا اضطر إلييا ، نما سيل بيا إذا كان ليا غبار ، فأما أن كانت قحمة و ا

.كالممح فبل يتيمم بيا أصبل تجزئو ، : -مرة -وأما الصبلة في السباخ ، فقال أحمد

.ما سمعت فييا شيئا : -مرة -وقال ىل بمغك أن أحدا كره : قمت ألحمد : وقال حرب

.ال : الصبلة في األرض السبخة ؟ قال حدثني : نا عبد الوىاب بن الضحاك ث: قال حرب

سمعت أناسا من أىل العمم : إسماعيل بن عياش ، قال يكرىون الصبلة في السباخ ، ورخص جماعة من أىل

.العمم في الصبلة في السباخ .عبد الوىاب ىذا ، ال يعتمد عميو

وخرج البخاري في ىذا الباب حديث عمران بن حصين :بطولو ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """" "": ثنا يحيى بن سعيد : حدثنا مسدد بن مسرىد -

ثنا أبو رجاء ، عن عمران بن حصين ، : ثنا عوف نا أسرينا ، حتى كنا ) كنا في سفر مع النبي : قال ، وا

في آخر الميل وقعنا وقعة ، وال وقعة أحمى عند المسافر أول من منيا ، فما أيقظنا إال حر الشمس ، فكان

يسمييم أبو رجاء ، -استيقظ فبلن ثم فبلن ثم فبلن ، ثم عمر بن الخطاب الرابع ، وكان -فنسي عوف

إذا نام لم نوقظو حتى يكون ىو يستيقظ ؛ ألنا ) النبي ال ندري ما يحدث لو في نومو ، فمما استيقظ عمر ورأى

فكبر ورفع -وكان رجبل جميدا -ما أصاب الناس ير ، فما زال يكبر ويرفع صوتو بالتكبير صوتو بالتكب

، فمما استيقظ شكوا إليو ) حتى استيقظ لصوتو النبي -ال يضير : أو -ال ضير : ) ) الذي أصابيم ، فقال

ثم نزل فدعا . ، فارتحموا فسار غير بعيد ( ( ، ارتحموا بالوضوء فتوضأ ، ونودي بالصبلة ، فصمى بالناس ،

ذا ىو برجل معتزل لم يصل مع فمما انفتل من صبلتو إ

ما منعك يا فبلن أن تصمي مع القوم : ) ) القوم ، فقال عميك : ) ) أصابتني جنابة ، وال ماء ، قال : قال ( ( ؟

، فاشتكى ) ، ثم سار النبي ( ( بالصعيد ؛ فإنو يكفيك كان يسميو -الناس إليو من العطش ، فنزل فدعا فبلنا

: ودعا عميا ، فقال ، -أبو رجاء ، نسيو عوف فانطمقا فتمقيا امرأة بين ( ( أذىبا فابتغيا الماء ) )

من ماء عمى بعير ليا ، -أو سطيحتين -مزادتين عيدي بالماء أمس ىذه : أين الماء ؟ قالت : فقاال ليا

: انطمقي إذا ، قالت : الساعة ، ونفرنا خموفا ، فقاال ليا الذي يقال لو : قالت ) إلى رسول اهلل : إلى أين ؟ قاال ىو الذي تعنين ، فانطمقي ، فجاءا بيا : الصابئ ؟ قاال

فاستنزلوىا عن : ، وحدثاه الحديث ، قال ) إلى النبي بإناء ، ففرغ فيو من أفواه) بعيرىا ، ودعا النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" مق ، وأوكأ أفواىميا ، وأط -أو السطيحتين -المزادتين

اسقوا واستقوا ، فسقى من : العزالي ، ونودي في الناس سقى ، واستقى من شاء ، وكان آخر ذلك أن أعطى

اذىب : ) ) الذي أصابتو الجنابة إناء من ماء ، قال وىي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائيا ( ( . فأفرغو عميك

نو ليخيل إلينا أنيا أشد مؤلة ، وايم اهلل ، لقد اقمع عنيا وا ( ( اجمعوا ليا ) : ) ) منيا حين ابتدأ فييا ، فقال النبي

، فجمعوا ليا من بين عجوة ودقيقة وسويقة ، حتى جمعوا ليا طعاما فجعموه في ثوب ، وحمموىا عمى

: قال ليا . بعيرىا ، ووضعوا الثوب بين يدييا تعممين ما رزئنا من مائك شيئا ، ولكن اهلل ىو الذي ) )

ما : فأتت أىميا وقد احتبست عنيم ، قالوا ، ( ( أسقانا العجب لقيني رجبلن ، فذىبا : حبسك يا فبلنة ؟ قالت

الصابئ ، ففعل كذا : بي إلى ىذا الرجل الذي يقال لو -وكذا ، فو اهلل ، أنو ألسحر الناس من بين ىذه وىذه

وقالت بإصبعييا الوسطى والسبابة فرفعتيما إلى السماء

أنو لرسول اهلل حقا ، فكان المسممون ، أو -واألرض -بعد ذلك يغيرون عمى من حوليا من المشركين وال ما : يصيبون الصرم الذي ىي منو ، فقالت يوما لقوميا أرى أن ىؤالء القوم يدعونكم عمدا ، فيل لكم في

.اإلسبلم ؟ فأطاعوىا فدخموا في اإلسبلم .غيره خرج من دين إلى : صبأ : قال أبو عبد اهلل فرقة من أىل الكتاب : الصابئون : وقال أبو العالية .يقرءون الزبور

فوائد ىذا الحديث كثيرة جدا ، ونحن نشير إلى ميماتيا :إن شاء اهلل تعالى -إشارة لطيفة إذا نام لم يوقظو أحد حتى ) كان النبي : ) ) فأما قولو

يكون ىو يستيقظ ، ألنا ال ندري ما يحدث لو في كان يوحى إليو في نومو) أنو : ، فالمراد ( ( مو نو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كما يوحى إليو في يقظتو ، ورؤيا األنبياء وحي ، وليذا كانت تنام أعينيم وال تنام قموبيم ، فكانوا يخشون أن

.يقطعوا عميو الوحي إليو بإيقاظو يقظة قمبو وال تنافي بين نومو حتى طمعت الشمس وبين

؛ فإن عينيو تنامان ، والشمس إنما تدرك بحاسة البصر .ال بالقمب

أنامو حتى يسن ألمتو قضاء الصبلة ) وقد يكون اهلل بعد فوات وقتيا بفعمو ، فإن ذلك آكد من تعميمو لو

بالقول ، وقد ورد التصريح بيذا من حديث ابن مسعود ، م بعد طموع لما صمى بيم الصبح ذلك اليو ) أن النبي

لو شاء أن ال ) أن اهلل : ) ) الشمس وانصرف قال تناموا عنيا لم تناموا ، ولكن أراد أن يكون لمن

.خرجو اإلمام أحمد وغيره ( ( . بعدكم أنو بمغو ( ( الموطإ ) ) وىذا يشبو ما ذكره مالك في

( ( .إنما أنسى ألسن : ) ) ، أنو قال ) عن النبي ، يدل عمى ( ( ظنا إال حر الشمس ما أيق: ) ) وقولو

أن الشمس كانت قد ارتفعت وزال وقت النيي عن الصبلة ، ألن حرىا ال يكاد يوجد أال بعد ذلك ، ففي ىذا دليل عمى أن ارتحاليم عن ذلك المكان لم يكن لبلمتناع من القضاء في وقت النيي عن الصبلة ، بل كان تباعدا

طان ، كما جاء عن المكان الذي حضرىم فيو الشي .التصريح بو في حديث آخر

: أعني -ولكن في صحيح مسمم في ىذا الحديث حديث عمران بن حصين ، أنيم ناموا حتى بزغت

لما رفع رأسو ورأى الشمس قد ) الشمس وان النبي فسار بنا حتى إذا ابيضت ( ( ارتحموا : ) ) بزغت قال

.الشمس نزل فصمى بنا الغداة

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

كذا خرجو من رواية سمم بن زرير ، عن أبي رجاء ، وفي سياقو بعض مخالفة لرواية عوف ، عن أبي رجاء

أنو كان أول من استيقظ : التي خرجيا البخاري ، وفيو .رضي اهلل عنو -أبو بكر يدل ( ( بالوضوء فتوضأ ) فدعا رسول اهلل : ) ) وقولو

اء وكان في مفازة فإنو يتوضأ منو ، عمى أن من معو م وال يتيمم ويحبسو خشية أن يبتمى ىو أو أحد من رفقتو

.بعطش لما صمى ) أن عمران ذكر أن النبي : ويدل عمى ىذا

.بيم وسار شكى الناس إليو العطش ثم عجمني : قال عمران : وفي رواية سمم المشار إلييا

نا عطشا في ركب بين يديو ، نطمب الماء وقد عطشلم ) وذكر الحديث ، وىذا محمول عمى أنو -شديدا

يخش عمى نفسو عطشا ، فإن من خاف عمى نفسو .العطش ومعو ماء يسير فإنو يتيمم ويدعو لشربو

وقد روى عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن إذا كنت مسافرا وأنت جنب أو أنت : ابن عباس ، قال

ضأت أن تموت من عمى غير وضوء فخفت أن تو .العطش فبل توضأ ، واحبسو لنفسك

.خرجو األثرم وخرجو الدارقطني من طريق عطاء بن السائب ، عن زاذان ، عن عمي ، في الرجل يكون في السفر فتصيبو

: الجنابة ومعو الماء القميل يخاف أن يعطش ، قال يتيمم وال .يغتسل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يحبسون ) عدة من أصحاب النبي : اإلمام أحمد قال

ونص عمى أنو لو رأى قوما . الماء لشفاىيم ويتيممون .عطاشا ومعو إداوة من ماء ، أنو يسقييم الماء ويتيمم

ىل ذلك عمى الوجوب أو االستحباب : واختمف أصحابنا أنو لموجوب ، وىو قول : ؟ عمى وجيين ، أصحيما

.الشافعية لم يخف عمى نفسو ) ث محمول عمى أنو فيذا الحدي

عطشا ، ولم يجد قوما عطاشا في الحال ، فمذلك توضأ ويدل عمى أنو ال يحبس الماء لخوف . بالماء ولم يتيمم

.عطش يحدث لرفقتو ولم ينص أحمد عمى حبس الماء خشية عطش يحدث

نما قال أصحابو متابعة ألصحاب الشافعي ، لرفقتو ، وا س الماء لعطش غيره المتوقع واجب أو ىل حب: وقالوا

وظاىر كبلم أحمد أنو : مستحب ؟ فيو وجيان ، قالوا مستحب غير واجب ؟ الن حاجة الغير ىنا متوقعة

وحاجتو لمطيارة حاضرة ، وقد ترجحت بكونو مالكا ، وليذا قدمنا نفقة الخادم عمى نفقة الوالدين ، وان كانت

نفسو إلى الخدمة ، حاجتيما إلى النفقة اشد من حاجة .تقديما لنفسو عمى غيره

أيضا -وحديث عمران يدل عمى أنو ال يستحب : قمت بل يقدم الوضوء عمى عطش الرفيق المتوقع ، فإنو لو -

الماء وتيمم ) كان ذلك أفضل من الوضوء لحبس النبي ، فإنو كان معو خمق من أصحابو ، وكان الماء معيم

يو العطش عقيب ذلك عند اشتداد قميبل جدا وليذا شكوا إل

.حر الشمس وارتفاع النيار ، وكان الماء منيم بعيدا وقد أشار إلى ىذا المعنى الذي ذكرناه أبو المعالي

الجويني من الشافعية ، وخالف أصحابو فيما ذكروه من حبس الماء لعطش رفقتو المتوقع ، وىذا ىو الذي دلت

.عمم عميو ىذه السنة الصحيحة ، واهلل أ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دليل عمى أن الفوائت يؤذن ليا وتصمى : وفي الحديث .جماعة ما منعك أن : ) ) لمذي لم يصل مع القوم ) وقولو

. أصابتني جنابة وال ماء : قال ( ( تصمي مع القوم ؟ فيو دليل ( ( عميك بالصعيد ، فإنو يكفيك : ) ) قال

لمجنابة كالتيمم لمحدث األصغر ، ودليل عمى التيمم .عمى أن عادم الماء يكفيو الصعيد من الماء

وليذه الكممة خرج البخاري ىذا الحديث في ىذا الباب ،

وجعمو دليبل لو عمى إقامة التيمم مقام الطيارة بالماء عند عدم الماء ، فيؤخذ من ىذا أنو يصمي بو كما يصمي

البخاري ومن قال بقولو من بالماء ، كما ىو اختيار .العمماء

وفية دليل عمى أنو ال يجب طمب الماء إذا غمب عمى أمره بالتيمم ، ولم ) الظن عدمو أو قطع بذلك ، فإنو .يأمره بطمب ، وال بسؤال رفقتو

وقد ذىب ابن حامد من أصحابنا إلى أنو ال يمزمو سؤال يمزمو طمبو يمزمو الطمب ، وأنو إنما : رفقتو ، وان قمنا

في رحمو ما قرب منو إذا احتمل وجود الماء ، .أن عميو أن يطمبو في رفقتو : والمنصوص عن أحمد

قال ) أن النبي : وفي رواية مسمم المشار إلييا فيما تقدم ( ( يا فبلن ما منعك أن تصمي معنا ؟ : ) ) لمرجل ، ) فأمره رسول اهلل . يا نبي اهلل ، أصابتني جنابة : قال

.فتيمم بالصعيد ، فصمى لما جاءه الماء ) أن النبي -أيضا -وفي الحديث

أعطاه ماء وأمره أن يغتسل بو ، وىذا مثل قولو في

( ( فإذا وجدت الماء فأمسو بشرتك : ) ) حديث أبي ذر أنو ال غسل عميو ، : ، وفيو رد عمى أبي سممة في قولو

.كما سبق ( ( .ا خموف ونفرن: ) ) وقول تمك المرآة النفر الرجال ، والخموف الذين خرجوا : قال الخطابي

لبلستقاء ، وخمفوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أخمف الرجل واستخمف إذا : النساء واألثقال ، يقال .استقى الماء

: ويقال لكل من خرج من دين إلى دين آخر : قال : ىمز فمعناه صبا يصبو ببل: باليمز ، وأما -صابئ .مال والعزالي جمع عزالء ، وىي عروة المزادة ، يخرج : قال

.منيا الماء بسعة

فم المزادة األسفل ، وتجمع عمى : العزالء : وقال غيره كالصحاري -بكسر البلم وفتحيا -عزالى وعزالي

.والعذاري النفر النازلون عمى ماء ، وتجمع عمى : والصرم : قال

فالقطعة من اإلبل -بالياء -ما الصرمة أصرام ، فأ .نحو الثبلثين عددا

ما نقصناك ، : ، أي ( ( ما رزئناك : ) ) وقولو : قال .وال أخذنا منك شيئا

وفي الحديث معجزة عظيمة ، وعمم من أعبلم : قمت رواء العطاش ) نبوة النبي بتكثير الماء القميل ببركتو ، وا

نو في قربيم ، من غير أن منو ، واستعماليم وأخذىم م: ينقص الماء المأخوذ منو شيئا ، ولذلك قال المرآة

نما سقانا اهلل ) ) ) ( ( .ما رزئناك من مائك شيئا ، وا : وفي رواية مسمم المشار إلييا في ىذا الحديث

فأمر براويتيا فأنيخت ، فمج في العزالوين العمياوين ) ) أربعون رجبل عطاش ، ثم بعث براويتيا فشربنا ، ونحن

داوة ، وغسمنا حتى روينا ، ومؤلنا كل قربة معنا وا

صاحبنا ، غير أنا لم نسق بعيرا وىي تكاد تنضرج من .وذكر بقية الحديث -المزادتين : يعني -( ( الماء

نما لم يستأذن المرآة أوال في الشرب من مائيا واألخذ وا أمده اهلل منو ، ألن انتفاعيم إنما كان بالماء الذي

ما : ) ) بالبركة ، لم يكن من نفس مائيا ، ولذلك قال نما سقانا اهلل ( ( .رزئناك من مائك شيئا ، وا

طعاما يسيرا في ) أن جابرا صنع لمنبي : ونظير ىذا عام الخندق ، وجاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فر تعال أنت في ن: فساره بذلك ، وقال لو ) إلى النبي يا أىل) : ) ) معك ، فصاح النبي

( ( الخندق ، أن جابرا قد صنع لكم سورا ، فحييبل بكم ، ثم جاء بيم جميعا ، فأكموا حتى شبعوا ، والطعام

.بحالو

فإن أكل أىل الخندق إنما كان مما حصمت فيو البركة ىو الداعي ألىل الخندق كميم ) ، فكان ) بسبب النبي

قيقة ، فمذلك لم يحتج في استئذان إلى الطعام في الح .جابر في ذلك

وىذا بخبلف ما جرى ألبي شعيب المحام لما دعاه النبي وجمساءه ، فمما قاموا تبعيم رجل لم يكن معيم حين )

أنو اتبعنا : ) ) لصاحب المنزل ) دعوا ، فقال النبي ( ( رجل لم يكن معنا حين دعوتنا ، فإن أذنت لو دخل

. فأذن لو فدخلبمعناه من حديث ( ( الصحيحين ) ) وقد خرجاه في

أبي مسعود ، فإن ذلك اليوم لم يحصل فيو ما حصل ، -أعمم ) واهلل -في طعام جابر وماء المرآة المشركة

تكثير الطعام والشراب في ) فإن غالب ما كان يقع منو .أوقات الحاجة العامة إليو

واز استعمال دليل عمى ج -أيضا -وفي حديث عمران ماء المشركين الذين في قربيم ونحوىا من أوعية الماء

كتاب) ) المعدة لو ، وقد سبق الكبلم عمى ذلك في ( ( .الوضوء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا خاف الجنب عمى نفسو المرض أو الموت

أو خاف العطش تيمممة باردة فتيمم أن عمرو بن العاص أجنب في لي: ويذكر وال تقتموا أنفسكم إن المو كان بكم رحيما : ) ، وتبل

فمم يعنف ،) ، فذكر ذلك لمنبي [ : النساء ) ] حديث عمرو بن العاص خرجو أبو داود من رواية يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران بن أبي

جبير ، عن عمرو بن انس ، عن عبد الرحمن بناحتممت في ليمة باردة في غزوة ذات : العاص ، قال

السبلسل ، فأشفقت أن اغتسمت أن اىمك ، فتيممت ثم

: ، فقال ) صميت بأصحابي الصبح ، فذكروا ذلك لمنبي ( ( يا عمرو ، صميت بأصحابك وأنت جنب ) )

إني : فأخبرتو بالذي منعني من االغتسال ، وقمت وال تقتموا أنفسكم إن المو كان بكم : ) يقول سمعت اهلل

، ولم ) ، فضحك رسول اهلل [ : النساء ) ] رحيما .يقل شيئا من طريق عمرو بن الحارث وغيره ، -أيضا -وخرجو

عن يزيد بن أبي الحبيب ، عن عمران ، عن عبد ن الرحمن بن جبير ، عن أبي قيس مولى عمرو بفذكر -العاص ، أن عمرو بن العاص كان عمى سرية

فغسل مغابنو وتوضأ : الحديث بنحوه ، وقال فيو وذكر باقيو بنحوه ، -وضوءه لمصبلة ، ثم صمى بيم

.ولم يذكر التيمم في إسناده ، ( ( أبي قيس : ) ) وفي ىذه الرواية زيادة

.وظاىرىا اإلرسال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى شرط : وخرجو اإلمام أحمد والحاكم ، وقال ليس إسناده : الشيخين ، وليس كما قال ، وقال أحمد

.بمتصل عن ( ( كتاب السير ) ) وروى أبو إسحاق الفزاري في

بعث النبي : األوزاعي ، عن حسان بن عطية ، قال بعثا وامر عمييم عمرو بن العاص ، فمما اقبموا سأليم )

أثنوا خيرا ، إال أنو صمى بنا جنبا ، فسألو ، عنو ، فأصابتني جنابة فخشيت عمى نفسي من البرد ، : فقال

وال تقتموا أنفسكم إن المو كان بكم : ) وقد قال اهلل تعالى ) .، فتبسم النبي [ : النساء ) ] رحيما

.وىذا مرسل تعميقا مختصرا ، ( ( سننو) ) وقد ذكره أبو داود في

.أنو تيمم : وذكر فيو عمى أن من خاف من استعمال الماء : وأكثر العمماء

لشدة البرد فإنو يتيمم

.ويصمي ، جنبا كان أو محدثا واختمفوا ىل يعيد ، أم ال ؟

ال إعادة عميو ، وىو قول الثوري ، : فمنيم من قال ن صالح ، واألوزاعي ، وأبي حنيفة ، ومالك ، والحسن ب

.وأحمد في رواية عميو اإلعادة بكل حال سواء كان : ومنيم من قال

مسافرا أو حاضرا ، وىو قول الشافعي ، ورواية عن .أحمد

ن كان : ومنيم من قال أن كان مسافرا لم يعد ، وا حاضرا أعاد ، وىو قول آخر لمشافعي ، ورواية عن

.أحمد ، وقول أبي يوسف ومحمد أنو ال يجوز : البر عن أبي يوسف وزفر وحكى ابن عبد

.لممريض في الحضر التيمم بحال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنو ال يجوز التيمم : وذكر أبو بكر الخبلل من أصحابنا

في الحضر لشدة البرد ، وىو مخالف لنص أحمد وسائر .أصحابو

أنو إذا: وحكى ابن المنذر وغيره عن الحسن وعطاء وجد الماء اغتسل بو وأن

مات ؛ ألنو واجد لمماء ، إنما أمر بالتيمم من لم يجد .الماء

عن ( ( كتاب السير ) ) ونقل أبو إسحاق الفزاري في سفيان نحو ذلك ، وانو ال يتيمم لمجرد خوف البرد ،

نما يتيمم لمرض مخوف ، أو لعدم الماء .وا لم يخش الموت وينبغي أن يحمل كبلم ىؤالء عمى ما إذا

ن حصل لو بو ، بل أمكنو استعمال الماء المسخن وا وقد روي ىذا المعنى صريحا عن . بعض الضرر

الحسن، وكذلك نقل أصحاب سفيان مذىبو في -أيضا -

تصانيفيم ، وحكوا أن سفيان ذكر أن الناس اجمعوا عمى

.ذلك وقد سبق الكبلم في تفسير اآلية ، وان اهلل تعالى أذن

التيمم لممريض ولممسافر ولمن لم يجد الماء من أىل فياألحداث مطمقا ، فمن لم يجد الماء فالرخصة لو

.محققة وأما المرض والسفر فيما مظنتان لمرخصة في التيمم ، فإن وجدت الحقيقة فييما جاز التيمم ، فالمرض مظنة لخشية التضرر باستعمال الماء ، والسفر مظنة لعدم

وجد في المرض خشية التضرر وفي السفر الماء ، فإنال فبل .عدم الماء جاز التيمم ، وا

أن مطمق المرض : وأما من قال من الظاىرية ونحوىم يبيح التيمم سواء تضرر باستعمال الماء أو لم يتضرر ، فقولو ساقط يخالف اإلجماع قبمو ، وكان يمزمو أن يبيح

.أو لم يجده التيمم في السفر مطمقا سواء وجد الماء إذا خاف عمى نفسو المرض أو : ) ) وقول البخاري

يشير إلى الرخصة في التيمم إذا خاف من ( ( الموت شدة البرد عمى نفسو المرض ، وال يشترط خوف الموت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خاصة ، وىذا ظاىر مذىب أحمد ، واحد قولي .الشافعي

جوز التيمم إال إذا خاف التمف ، إما ال ي: والقول الثاني تمف النفس أو تمف عضو منو ، وحكي رواية عن أحمد

.، وفي صحتيا عنو نظر والحنيفية السمحة أوسع من ذلك ، وخوف الموت أو المرض ىو داخل في معنى المرض الذي أباح اهلل

التيمم معو ؛ ألنو إنما يباح التيمم لمرض يخشى منو ، فحيث خشي ذلك فقد وجد السبب زيادتو أو التمف

.المبيح لمتيمم ولو كان في الغزو وىو يجد الماء لكنو يخشى عمى نفسو من العدو أن اشتغل بالطيارة ، ففيو عن أحمد

:روايتان

يتيمم ويصمي ، اختارىا أبو بكر عبد : إحداىما .العزيز يؤخر الصبلة إلى أن يقدر عمى الوضوء ، كما : والثانية .الصموات يوم الخندق ) النبي أخر

ولو احتاجت المرآة إلى الوضوء وكان الماء عنده فساق ال يمزميا : تخاف منيم عمى نفسيا ، فقال أحمد

.وتوقف مرة في ذلك . الوضوء وأما إذا خاف العطش عمى نفسو ، فإنو يحبس الماء ويتيمم ، وقد سبق قول عمي وابن عباس في ذلك ،

وقد ذكر ابن . عن عدة من الصحابة وحكاية أحمد لو المنذر أنو إجماع من يحفظ عنو من أىل العمم ، وسمى

.منيم جماعة كثيرة إنا نركب البحر ونحمل : ، فقالوا ) وقد سال قوم النبي

معنا القميل من الماء ، فإن توضأنا بو عطشنا ، ىو ) : ) ) أفنتوضأ بماء البحر ؟ فقال ليم النبي

( ( .، الحل ميتتو الطيور ماؤه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وسؤاليم يشعر بأن من معو ماء يسير ال يتوضأ بو وىو عمى ذلك ، ولم ) يخشى العطش عمى نفسو ، وأقرىم

.يردىم عن اعتقادىم خرج البخاري في ىذا الباب حديث عمار من رواية أبي

:موسى األشعري ، عنو ، فقال -غندر : ىو -ثنا محمد : ر بن خالد ثنا بش -

قال أبو : ، عن شعبة ، عن سميمان ، عن أبي وائل إذا لم تجد الماء ال تصمي : موسى لعبد اهلل بن مسعود

لو رخصت ليم في ىذا ، كان إذا وجد : ؟ قال عبداهلل : قال . وصمى -تيمم : يعني -أحدىم البرد قال ىكذا

إني لم أرى عمر قنع : قال قمت فأين قول عمار لعمر ؟ .بقول عمار

ثنا أبي ، عن األعمش : حدثنا عمر بن حفص - كنت عند عبد : سمعت شقيق ابن سممة قال : ، قال

أرأيت يا أبا: اهلل وأبي موسى ، فقال لو أبو موسى

عبد الرحمن ، إذا أجنب الرجل فمم يجد ماء كيف يصنع فقال أبو . يجد الماء ال يصمي حتى : ؟ فقال عبد اهلل

) : فكيف تصنع بقول عمار حين قال لو النبي : موسى ألم تر عمر لم يقنع منو : ؟ قال ( ( كان يكفيك ) )

دعنا من قول عمار ، كيف : بذلك ؟ فقال أبو موسى لو : فقال . تصنع بيذه اآلية ؟ فما درى عبداهلل ما يقول

د عمى أحدىم الماء أنا رخصنا ليم في ىذا ألوشك إذا بر فإنما كره: فقمت لشقيق . أن يدعو ويتيمم

.نعم : عبد اهلل ليذا ؟ قال أن : كان عمر بن الخطاب وعبداهلل بن مسعود يقوالن

التيمم إنما يجوز عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: الحدث األصغر ، وأما عن الجنابة فبل يجوز ، وقاال .يجد الماء ولو عدمو شيرا ال يصمي الجنب حتى

وروي ذلك عن طائفة من أصحاب ابن مسعود وأتباعيم .كاألسود وأبي عطية والنخعي

وقد روي عن عمر وابن مسعود أنيما رجعا عن ذلك ، ووافقا بقية الصحابة ، فإن عمر وكل األمر في ذلك إلى

نوليك ما توليت ، وابن مسعود رجع : عمار ، وقال لو قالو الضحاك ، واتبعت األمة : -ي التيمم عن قولو ف

وقد . في ذلك قول الصحابة دون عمر وابن مسعود خالفيما عمي وعمار وأبو موسى األشعري وجابر بن

.عبداهلل وابن عباس أمر الجنب إذا لم يجد الماء بأن ) وقد صح عن النبي يتيمم ويصمي ، في

حديث عمران بن حصين المتقدم ، وحديث عمار ، .من حديث أبي ذر وغيره -أيضا -وروي

وال جنبا إال : ) أن اهلل تعالى قال : وشبية المانعين : ، وقال [ : النساء ) ] عابري سبيل حتى تغتسموا

ن كنتم جنبا فاطيروا ) ( يعني -[ : المائدة ) ] وا :بو

عند فقد الماء بعد ذكره ، ثم ذكر التيمم -الغسل األحداث الناقضة لموضوء ، فدل عمى أنو إنما رخص في التيمم عند عدم الماء لمن وجدت منو ىذه األحداث

.، وبقي الجنب مأمورا بالغسل بكل حال :وىذا مردود ؛ لوجيين

أن آية الوضوء افتتحت بذكر الوضوء ، ثم : أحدىما التيمم عند عدم الماء ، بغسل الجنابة ، ثم أمر بعد ذلك بأنو يعود إلى أحدىما : فعاد إلى الحدثين معا ، وان قيل

، فعوده إلى غسل الجنابة أولى ؛ ألنو أقربيما ، فأما .فممتنع -وضوء الصبلة -عوده إلى أبعدىما وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وأما آية سورة النساء ، فميس فييا سوى ذكر الجنابةوليس لموضوء فييا ذكر ، فكيف يعود التيمم إلى غير

مذكور فييا ، وال يعود إلى المذكور ؟

أمر اهلل بالتيمم من جاء من : أن كمتا اآليتين : والثاني الغائط ، ولمس النساء أو لم يجد الماء ، ولمس النساء

إما أن يراد بو الجماع خاصة ، كما قالو ابن عباس دخل فيو الجماع وما دونو من المبلمسة وغيره ، أو أنو ي

لشيوة ، كما يقولو غيره ، فأما أن يخص بو ما دون .الجماع ففيو بعد

ولما أورد أبو موسى عمى ابن مسعود اآلية تحير ولم يدر ما يقول ، وىذا يدل عمى أنو رأى أن اآلية يدخل

.فييا الجنب كما قالو أبو موسى م لمماء أن يتيمم ويصمي الجنب العاد) وفي أمر النبي فيم دخول الجنب في اآلية ، وليس بعد ) دليل عمى أنو

.ىذا شيء ورد ابن مسعود تيمم الجنب ؛ ألنو ذريعة إلى التيمم عند البرد لم يوافق عميو ؛ الن النصوص ال ترد بسد الذرائع

أن كان البرد يخشى معو التمف أو : ، وأيضا ، فيقال .يمم معو كما سبق الضرر فإنو يجوز الت

وقد روى شعبة ، أن مخارقا حدثيم ، عن طارق ، أن

فذكر ذلك لو ، ) رجبل أجنب فمم يصل ، فأتى النبي وأجنب رجل آخر فتيمم ( ( . أصبت : ) ) فقال لو

-، فقال لو نحوا مما قال لآلخر ) وصمى ، فأتاه ( ( .أصبت : ) ) يعني

.خرجو النسائي ، وىو مرسل مل ىذا عمى أن األول سألو قبل نزول آية التيمم وقد يح

، واآلخر سألو بعد .نزوليا

وروى أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ذر ، عن ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أما تذكر يا : أبزى ، عن أبيو ، أن عمارا قال لعمر فأجنبنا ولم أمير المؤمنين أني كنت أنا وأنت في سرية

نجد الماء ، فأما أنت فمم تصل ، وأما أنا فتمعكت

ذكرنا ) بالتراب وصميت ، فمما قدمنا عمى رسول اهلل أما أنت فمم يكن ينبغي لك أن تدع ) ) ذلك لو ، فقال

الصبلة ، وأما أنت يا عمار فمم يكن لك أن تتمعك كما وضر ب رسول اهلل( ( تتمعك الدابة ، إنما كان يجزيك

: -بيده إلى األرض إلى التراب ، ثم قال ) ، ونفخ فييا ومسح وجيو ويديو إلى ( ( ىكذا ) )

.المفصل ، وليس فيو الذراعان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - التيمم ضربة

ثنا أبو معاوية ، عن : حدثنا محمد بن سبلم - سا مع عبد اهلل كنت جال: األعمش ، عن شقيق ، قال

لو أن رجبل : أبي موسى األشعري ، فقال لو أبو موسى أجنب فمم يجد الماء شيرا ، أما كان يتيمم ويصمي ؟

فمم تجدوا ) فكيف تصنعون بيذه اآلية في سورة المائدة موا صعيدا طيبا ؟ فقال عبد [ : المائدة ) ] ماء فتيم

ا ألوشكوا إذا برد عمييم الماء أن لو رخص ليم ىذ: اهلل نما كرىتم ىذا لذا ؟ قال : قمت . يتيمموا بالصعيد : وا

ألم تسمع قول عمار لعمر بن : فقال أبو موسى . نعم في حاجة ، فأجنبت ، فمم ) بعثني رسول اهلل : الخطاب

أجد الماء ، فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة ، إنما كان يكفيك أن : ) ) ، فقال ) فذكرت ذلك لمنبي

وضرب بكفو ضربة عمى األرض ، ثم ( ( تصنع ىكذا نفضيا ، ثم مسح بيا ظير كفو بشمالو ، أو ظير

ألم : قال عبد اهلل . شمالو بكفو ، ثم مسح بيما وجيو تر عمر لم يقنع بقول عمار ؟

كنت مع : زاد يعمي ، عن األعمش ، عن شقيق ، قال ألم تسمع قول : قال أبو موسى عبداهلل وأبي موسى ، ف

بعثني أنا وأنت ، فأجنبت ) أن رسول اهلل : عمار لعمر : فأخبرناه فقال ) فتمعكت بالصعيد ، فأتينا رسول اهلل

، ومسح وجيو وكفيو ( ( إنما كان يكفيك ىكذا ) )

واحدة ؟البيكندي ، وقد اختمفوا في ضبط : محمد بن سبلم ، ىو

بالتخفيف أو بالتشديد ؟ ىل ىو ( ( : سبلم ) ) والتخفيف أكثر فيو واشير ، وألبي محمد عبد العظيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.المنذري في ذلك جزء منفرد ثم ظير لي أن التشديد فيو أصح ، فإن الذين رجحوا فيو التخفيف اعتمدوا عمى حكاية رويت عن محمد بن سبلم

بلم بتخفيف البلم ، وقد أنا محمد بن س: ، أنو قال أفردت لذلك جزءا ، وذكرت فيو أن ىذه الحكاية ال تصح

، وفي إسنادىا متيم .بالكذب

وقد خرج مسمم ىذا الحديث عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة وابن نمير كميم ، عن أبي معاوية

إنما كان : ) ) فقال : بيذا اإلسناد والمتن ، إال أن لفظو ، ثم ضرب بيديو ( ( ن تقول بيديك ىكذا يكفيك أ

األرض ضربة واحدة ، ثم مسح الشمال عمى اليمين ، .وظاىر كفيو ووجيو

من طريق عبد الواحد بن زياد ، عن -أيضا -وخرجو إنما ) : ) ) فقال رسول اهلل : األعمش ، ولفظ حديثو

، وضرب بيديو إلى ( ( كان يكفيك أن تقول ىكذا .يديو فمسح وجيو وكفيو األرض ، فنفض

وخرج القاضي إسماعيل المالكي حديث أبي معاوية ، ) : فقال رسول اهلل : عن ابن نمير ، عنو ، ولفظو

إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك عمى األرض ، ثم ) ) تنفضيما ، ثم تمسح يمينك عمى شمالك وشمالك عمى

( ( .يمينك ، ثم تمسح وجيك بن زياد ، عن محمد بن أبي وخرج حديث عبد الواحد

إنما كان يكفيك : ) ) بكر المقدمي ، عنو ، ولفظ حديثو ، وضرب بكفيو إلى األرض مرة ( ( أن تقول ىكذا

.واحدة ، ثم مسح إحداىما باألخرى ، ومسح وجيو

وأما رواية يعمى ، عن األعمش التي عمقيا البخاري ، فخرجيا اإلمام أحمد

(/)

"""""" رقم صفحة """""" ابن عبيد : وىو -عن يعمى ( ( المسند ) ) في

.كذلك -الطنافسي ثنا عبد : عن عفان -أيضا -وروى اإلمام أحمد

وضرب : الواحد ، عن األعمش بيذا الحديث ، وفيو بكفيو إلى األرض ، ثم مسح كفيو جميعا ، ومسح وجيو

.مسحة واحدة بضربة واحدة حيى بن سعيد ، فسألت حفص بن وأنكره ي: قال عفان

كان األعمش يحدثنا بو عن سممة بن : غياث ، فقال .أبا وائل : كييل ، وذكر

أن كان ما روى أبو : وقال اإلمام أحمد في رواية األثرم . روى عن األعمش ، عن شقيق القصة : معاوية حقا

ضربة لموجو والكفين ، وتابعو عبد : -أيضا -فقال .الواحد

فيذان جميعا قد : -أحمد : يعني -أبو عبد اهلل قال .ضربة لموجو والكفين : اتفقا عميو ، يقوالن

نما أنكر يحيى بن سعيد ىذه المفظة ، وتوقف فييا وا اإلمام أحمد الن شعبة وحفص بن غياث وابن عيينة

عن األعمش ، ولم يذكروا الضربة : وغيرىم رووه ديثو عن شقيق ، عن الواحدة ، وال صفة التيمم في ح

أبي موسى ، كما ساق ذلك البخاري في الباب .الماضي

ثم ذكر أحمد أن أبا معاوية وعبد الواحد قد اتفقا عمى ىذه المفظة ، فزالت نكارة التفرد ، وقد تبين أن يعمى

.أيضا -تابعيما وقد كان األعمش يروي ىذا الحديث عن سممة بن كييل

عمى اختبلف عميو في ، عن ابن أبزى ، عن عمار صفة التيمم بضربة واحدة ،: إسناده ، وذكر فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكنو ذكر أنو زاد عمى مسح الكفين بعض الذراعين ، التيمم لموجو : باب ) ) وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم في

، وذكرنا أن سممة بن كييل شك في الزيادة ( ( والكفين فين ، وانو رواه عنو سفيان وشعبة واألعمش مع عمى الك

اختبلف عمييم في بعض اإلسناد والمتن ، فربما عمل ذكر الضربة الواحدة بأنو كان عند األعمش ، عن سممة بن كييل ، وحمل عميو حديث أبي وائل ، كما قد يفيم ذلك من قول حفص بن غياث الذي ذكره عنو عفان ،

رواية أبي معاوية وعبد إال أن األئمة اعتمدوا عمىالواحد ويعمى ، عن األعمش ، عن شقيق وحده لمضربة الواحدة ، وأبو معاوية مقدم في حديث األعمش ، يرجع

.إليو فيو عند اختبلف أصحابو وقد رويت الضربة الواحدة عن عمار من طريق قتادة ،

عن عزرة ، عن ابنم ذكره ، وقد تقد -أيضا -أبزى ، عن أبيو ، عن عمار

وحديث شعبة ، عن الحكم ، عن ذر ، عن . أيضا -( ( الصحيحين ) ) ابن أبزى المتفق عمى تخريجو في

.أيضا -كما تقدم يدل عميو وقد اتفق األئمة عمى صحة حديث عمار ، وتمقيو

.بالقبول : سئل أحمد عن التيمم ؟ قال : قال إسحاق بن ىانئ

ليس في قمبك : لو ضربة واحدة لموجو والكفين ، قيل .ال : شيء من حديث عمار ؟ قال

وفي حديث أبي معاوية الذي خرجو البخاري ىاىنا :شيئان أنكرا عمى أبي معاوية

ذكره مسح الوجو بعد مسح الكفين ، فإنو : أحدىما ، وقد اختمف في ىذه ( ( ثم مسح وجيو : ) ) قال

سمم المفظة عمى أبي معاوية ، وليست ىي في رواية م .كما ذكرناه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وكذلك خرجو النسائي عن أبي كريب ، عن أبي معاوية

( ( إنما كان يكفيك أن تقول ىكذا : ) ) ، ولفظ حديثو وضرب بيديو عمى األرض ضربة فمسح كفيو ، ثم

نفضيما ، ثم ضرب بشمالو عمى يمينو وبيمينو عمى .يو شمالو ، عمى كفيو ووج

وخرجو أبو داود عن محمد بن سميمان األنباري ، عن إنما كان يكفيك أن تصنع : ) ) أبي معاوية ، ولفظو

فضرب بيده عمى األرض فنفضيما ، ثم ( ( ىكذا ضرب بشمالو عمى يمينو وبيمينو عمى شمالو عمى

.الكفين ، ثم مسح وجيو فاختمف عمى أبي معاوية في ذكر مسح الوجو ،

؟( ( ثم : ) ) ىل ىو بالواو ، أو بمفظ :وعطفو رواية أبي : وقد قال اإلمام أحمد في رواية بن عبدة

معاوية ، عن األعمش في تقديم مسح الكفين عمى الوجو .غمط

أنو ذكر أن أبا موسى ىو القائل البن : والثاني

. نعم : إنما كرىتم ىذا ليذا ، فقال ابن مسعود : مسعود في رواية أبي داود ، عن األنباري وقد صرح بيذا

نما روى أصحاب األعمش ، منيم : المشار إلييا ، وا حفص بن غياث ، ويعمى بن عبيد ، وعبد الواحد بن زياد أن السائل ىو األعمش ، والمسئول ىو شقيق أبو

.وائل وقد ذكرنا فيما تقدم مسح الوجو واليدين في التيمم ، وىل

م الكفان والذراعان إلى الممسوح الكفان خاصة ، أ المرفقين ، أم إلى المناكب واآلباط ؟

:والكبلم ىنا في عدد الضرب الممسوح بو : إنو يمسح الوجو والكفين ، قال أكثرىم : فمن قال

يمسح ذلك بضربة واحدة اتباعا لحديث عمار ، وىذا ىو المروري عن عمي وعمار وابن عباس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وعن الشعبي وعطاء ويحيى بن كثير وقتادة وعكرمة سحاق وأبي ومكحول واألوزاعي ، وىو قول أحمد وا

وىو قول عامة أىل -خيثمة وابن أبي شيبة وداود .قالو الخطابي وغيره : -الحديث

أنو ) بيذا نقول ؛ لمثابت عن النبي : وقال ابن المنذر ( ( .لكفين التيمم ضربة لموجو وا: ) ) قال

وحكى عن طائفة منيم أنو يمسح وجيو بضربة ، وكفيو إلى الرسغين بضربة

يروي ىذا عن عمي ، وحكاه : قال ابن المنذر . أخرى غيره عن عطاء والنخعي واألوزاعي في رواية عنيما ،

.والشافعي في القديم أن ىذا ىو المستحب ، : ونقل حرب ، عن إسحاق

روي حرب بإسناده ، عن عبد و . ويجزئ ضربة واحدة : العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

.ضربة لموجو ، وضربة لمكفين : التيمم ضربتان .عن عطاء واالوزاعي مثمو : وبإسناده

أن التيمم يبمغ إلى المرفقين ، فأكثرىم : وأما من قال ضربة لموجو ، وضربة لميدين: يتيمم بضربتين : قالوا

إلى المرفقين ، ىذا ىو الصحيح عن ابن عمر وعن جابر بن عبد اهلل ، وىو قول أكثر العمماء القائمين بذلك

.، وىو قول مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرىم ىل ذلك عمى الوجوب ، أم عمى االستحباب ؟: واختمفوا

ىو عمى الوجوب ، ال يجزئ دونو ، وىو : فقالت طائفة ، والشافعي في ظاىر مذىبو ، ورواية قول أبي حنيفة

.عن مالك بل ىو عمى االستحباب ، ويجزئ : وقالت طائفة

إحداىما لموجو: ضربتان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واألخرى لمكفين ، وىو رواية عن مالك ، واختاره القاضي أبو يعمي من أصحابنا ، غير أن المجزئ عنده

كفين ، وحكاه بعضيم رواية عن ضربة واحد لموجو وال .وأنكر الخبلل واألكثرون ثبوتيا عنو . أحمد

إنما أجاز ذلك أحمد لمن تأول األحاديث : وقال الخبلل بفعمة ، إال أن األحاديث في ذلك عنو ضعاف جدا في

.الضربتين ضربة لموجو وضربة : وأجاز إسحاق أن يتيمم بضربتين

االقتصار عمى الكفين جائزا إلى المرفقين ، إذا كان يرى .، فإن اعتقد أنو ال يجزئ فقد أخطأ

وىذا يدل عمى أن الخبلف في اإلجزاء عنده غير .سائغ

: وقال طائفة من الخراسانيين من أصحاب الشافعي الواجب عنده إيصال التراب إلى الوجو واليدين إلى

المرفقين ، سواء حصل ذلك بضربة أو ضربتين ، وال ده تعدد الضرب ، وخالفيم غيرىم من أصحاب يجب عن

.الشافعي في ذلك التيمم : وروى داود بن أبي ىند ، عن الشعبي ، قال

.ضربة لموجو واليدين إلى المرفقين

.خرجو حرب الكرماني رايت ابن عمر : وروى ابن إسحاق ، عن نافع ، قال

يضرب بيده في األرض ، فيمسح بيا وجيو ، ثم يضرب .فيمسح بيا ذراعيو يده

ارني كيف التيمم : قمت لمحسن : وعن ابن عون ، قال ؟ فضرب بيديو عمى األرض ، ثم نفضيما ، ثم مسح بيما وجيو ، ثم ضرب بكفيو األرض ، ثم مسح بيما

.عمى ذراعيو التيمم ضربة لموجو : وعن داود ، عن الشعبي ، قال

.والذراعين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرج ذلك كمو القاضي إسماعيل المالكي .وكذلك وصف سفيان الثوري التيمم

وظاىر ىذا يدل عمى الكفين ال يمسحان بانفرادىما ، بل

يكفي ما أصابيما عند ضربيما باألرض ، فإنو ال بد أن .يتطاير الغبار عمى ظاىرىما وباطنيما

األرض يضرب بكفيو عمى : وقد قال عكرمة في المتيمم .فيحركيا ثم يمسح بوجيو وكفيو

-وىذا يرجع إلى أنو ال يجب الترتيب كما سيأتي ذكره .إن شاء اهلل تعالى

: وحكي عن ابن سيرين ، أنو تيمم بثبلث ضربات ضربة لموجو ، وضربة

.لمكفين ، وضربة لمذراعين إلى المرفقين وحكي عن ابن أبي ليمى والحسن بن حي ، أنو يتيمم

بتين ، يمسح بكل ضربة وجيو ويديو إلى بضر .المرفقين

ما عممت أحدا من أىل العمم قال : قال ابن عبد البر .ذلك غيرىما

أنو يستحب ضربة لموجو . ولمشافعية وجو ضعيف -وضربتان لميدين ، لكل يد ضربة ، وليم وجو ضعيف

.، أنو يشرع تكرار المسح في التيمم كالوضوء -أيضا

ثنا الوليد بن مسمم ، : ثنا محمود بن خالد : ب وقال حر صف التيمم ؟ : قمت ألبي عمرو األوزاعي : قال

فوضع كفيو عمى األرض وضعا رفيقا ، ثم رفعيما ، ثم أمر إحداىما عمى األخرى مسحا رفيقا ، ثم أمر بيما

.عمى وجيو ، ثم عمى كفيو ثنا أبو إسحاق ، عن : وثنا المسيب بن واضح : قال

سألت الشعبي عن التيمم : إسماعيل بن أبي خالد ، قال ؟ فضرب بيديو األرض ، ثم ضرب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إحداىما باألخرى ، ثم مسح وجيو وكفيو وظاىر ىذا يقتضي أنو يمسح أوال إحدى كفيو باألخرى

.، ثم يمسح وجيو ، ثم يمسح كفيو لمذكورة في ىذا الباب ما وفي بعض ألفاظ حديث عمار ا

قد يشعر بيذا القول ، وال يبقى حينئذ إشكال في رواية

أبي معاوية ، عن األعمش ؛ ألنو يكون قد مسح كفيو مرة قبل وجيو ومرة بعده ، وىذا غريب جدا ، وعند

التأمل ال يدل حديث عمار عمى ذلك ؛ فإن لفظ رواية أو ظير البخاري أنو مسح بالضربة ظير كفيو بشمالو

شمالو بكفو ، وىذا إنما يدل عمى أنو مسح ظير كفو .ببطن األخرى

مسح الشمال عمى اليمين وظاىر : ) ) وفي رواية مسمم ، فيذه تدل عمى أنو مسح كفيو إحداىما ( ( كفيو

.باألخرى ظاىرىما وباطنيما أنو مسح بشمالو : ) ) وفي رواية أبي داود والنسائي

عمىعمى يمينو وبيمينو ، وىذا يدل عمى أنو مسح كل واحدة ( ( شمالو

.باألخرى والمنصوص عن أحمد ، وىو مذىب الشافعي وغيره ، أنو يجب الترتيب في التيمم كما يجب في الوضوء ،

.فيمسح وجيو أوال ، ثم يمسح كفيو ال يجب الترتيب في : ومن أصحابنا المتأخرين من قال

أنو يمسح : صفة التيمم التيمم خاصة ؛ ألنيم قالوا فيوجيو بباطن أصابعو وظاىر كفيو براحتيو ، ويدلك كل

فيقع مسح باطن : قالوا . راحة باألخرى ويخمل األصابع .أصابعو مع مسح وجيو ، وىذا يخل بالترتيب

وىذا الذي قالوه في صفة التيمم لم ينقل عن اإلمام أحمد وأبي بكر ، وال قالو أحد من متقدمي أصحابو كالخرقي

.وغيرىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أرني كيف التيمم ؟ : قمت ألبي عبد اهلل : قال المروذي فضرب بيده باطن كفيو ، ثم مسح وجيو وكفيو بعضيما

.ىكذا : وقال . عمى بعض ضربة واحدة وىذا يدل عمى أنو مسح وجيو بيديو ، ثم مسح يديو

تخصيص لموجو بمسح باطن إحداىما باألخرى من غيراألصابع ، وىذا ىو المتبادر إلى الفيم من الحديث

أن التيمم ضربة : المرفوع ومن كبلم من قال من السمف .لموجو والكفين

وما قالو المتأخرون من األصحاب فإنما بنوه عمى أن .التراب المستعمل ال يصح التيمم بو كالماء المستعمل

ب المستعمل فيو ألصحابنا وىذا ضعيف ؛ الن الترا :وجيان أنو يجوز التيمم بو بخبلف الماء ؛ ألن الماء : أحدىما

المستعمل قد رفع حدثا ، وىذا لم يرفع الحدث عمى .ظاىر المذىب

أنو ال يتيمم بالتراب المستعمل ، : وعمى الوجو الثاني فالمستعمل ىو ما عمق بالوجو أو تناثر منو ، فأما ما

يد الممسوح بيا فيو بمنزلة ما يبقى في بقي عمى الاإلناء بعد االستعمال منو ، وليس بمستعمل ، ويجوز

.التيمم بو ، صرح بو طائفة من أصحابنا والشافعية ونقل حرب ، عن إسحاق ، أنو وصف ليم التيمم ، فضرب بيديو ، ثم نفخيما ، فمسح بيما وجيو ، ثم

سح ظيور الكفين ضرب بيده الثانية ولم ينفخيما ، ثم م

اليمنى باليسرى واليسرى باليمنى ، ولم يذكر أنو مسح بطون كفيو اكتفاء بمرور التراب عمييما بالضرب بيما عمى األرض ، وىذا في التيمم بالضربتين ظاىر ، وال .يتأتى مثمو في الضربة الواحدة ؛ ألنو يخل بالترتيب

سقط بأنو ي: وقد صرح العراقيون من أصحاب الشافعي فرض الراحتين وما بين األصابع حين يضرب اليدين

عمى التراب ، ثم أوردوا عمى ذلك أنو لو سقط

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فرضيما بذلك لصار التراب الذي عمييما مستعمبل ، فكيف يجوز مسح الذراعين بو وال يجوز نقل الماء الذي

عمى وجو غسل بو أحدى اليدين إلى األخرى ، إال ضعيف ليم ؟

:وأجابوا عن ذلك بوجيين أن اليدين كعضو واحد ، وال يصير التراب : أحدىما

والماء مستعمبل إالبانفصالو ، ولم ينفصل التراب ، بخبلف الماء فإنو

.ينفصل فيصير مستعمبل أن ىذا يحتاج إليو في التيمم لضرورة ، حيث : والثاني

فيا ، فافتقر إلى الكف لم يمكن أن ييمم الذراع بكاألخرى فصار كنقل الماء من بعض العضو إلى بعضو

، وعمى قول ىؤالء ال يجب بعد ذلك مسح إحدى .الراحتين باألخرى ، بل ىو مستحب

وقال . ومن أصحابيم من حكى في وجوبو وجيين أن قصد بإمرار الراحتين عمى الذراعين : البغوي منيم

وىذا يدل عمى أنو . ال فبل مسح الراحتين حصل لو ؛ وا .ال يحصل بضربيما باألرض

ومن أعيان أصحابنا المتأخرين من حكى قوال لم يسم أنو يمسح : قائمو ، ورجحو في التيمم بضربة واحدة

. بباطن يديو وجيو ، ثم يمسح بيما ظاىر كفيو خاصة الن باطنيما يصيبو التراب حين يضرب بيما : قال

ما الوجو وظيراألرض وحين يمسح بي

الكفين ، فمو مسح إحداىما باألخرى لتكرر مسحيما ثبلث مرات ، وتكرار مسح التيمم غير مشروع بخبلف

ينافي أن يكون التيمم بضربة -أيضا -الوضوء ، وىو .واحدة

وىذا الذي قالو فيو نظر ؛ فإن تكرار المسح بتراب س ضربة واحدة ال تتعدد بو الضربات كتكرار مسح الرأبماء واحد ؛ فإنو ال يكون تكرارا ، وقد سبق ذلك في نما لم يشرع تكرار التيمم إذا وقع األول الوضوء ، وا

موقعو ، وما أصاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باطن الكفين من التراب قبل مسح الوجو غير معتد بو .أيضا -عند من يوجب الترتيب ، فبل يكون ذلك تكرارا

مسح بعد ) تقدم أن حديث عمار يدل عمى أن النبي وقد .الضرب ظاىر كفيو وباطنيما

نما يجب الترتيب في التيمم عن الحدث األصغر . وا فأما الترتيب في التيمم عن الجنابة ففيو وجيان

:ألصحابنا وأصحاب الشافعي ؛ ألن صفة التيمم عن -أيضا -أنو واجب : أحدىما

تمف بخبلف الغسل والوضوء ، الجنابة والحدث ال تخوأيضا ؛ فإن البدن كمو في غسل الجنابة كالعضو الواحد

، وفي التيمم عضوان متغايران ، فيمزم الترتيب بينيما .كأعضاء الوضوء

ال يجب ؛ ألن التيمم عن الجنابة يمتحق : والثاني بالغسل وال ترتيب فيو ، وعمى ىذا الوجو فبل إشكال في

ي معاوية ، عن األعمش التي خرجيا توجيو رواية أبإنما عمم ) البخاري بتقديم الكفين عمى الوجو ؛ ألن النبي

.عمارا ما كان يكفيو من التيمم عن الجنابة أنو كان يذىب إلى : وقد حكى بعضيم عن األعمش

تقديم مسح الكفين عمى الوجو في التيمم مطمقا ، فإن معاوية صح ىذا عنو دل عمى أن ما روى عنو أبو

محفوظ عن األعمش ، وان أبا معاوية حفظ عنو ولم ييم

.واهلل أعمم . فيو ، كما قالو اإلمام أحمد ويحتمل أن األعمش فسر ىذا التفسير من عنده كما

من عنده كذلك بتقديم دلك اليدين -أيضا -فسره شعبة عمى الوجو ، وقد ذكرناه فيما تقدم من طريق النسائي ،

ون ذلك من تفسير بعض الرواة عن شعبة أو أن يكواألعمش ؛ فإن كثيرا منيم لم يكن يفرق بين مدلول

.واهلل تعالى أعمم . وبالواو ( ( ثم ) ) العطف ب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ثنا عوف ، عن : أبنا عبد اهلل : حدثنا عبدان -

خزاعي ، أن رسول ثنا عمران بن حصين ال: أبي رجاء :رأى رجبل معتزال لم يصل في القوم ، فقال ) اهلل ، ( ( يا فبلن ، ما منعك أن تصمي في القوم ؟ ) ) عميك : ) ) قال . أصابتني جنابة ، وال ماء : قال

( ( .بالصعيد ؛ فإنو يكفيك قد سبق ىذا الحديث بطولو من رواية يحيى القطان ،

من رواية ابن المبارك ، عن عن عوف ، واختصره ىنا؛ فإن فيو داللة ( ( كتاب التيمم ) ) عوف ، وختم بو

عمى تيمم الجنب إذا لم يجد الماء ، وعمى أن من كان في مكان يقطع أو يغمب عمى الظن أنو ال ماء فيو ، أو

مع رفقة يعمم أنو ال ماء معيم ؛ فإنو ال يجب عميو من غير طمب ، طمب الماء ، بل لو أن يتيمم ويصمي

وقد استوفينا شرح ذلك كمو مع شرح جميع الحديث فيما .واهلل أعمم . سبق

وقد روى ىذا الحديث البخاري عن إسماعيل بن مسمم ، : فذكر الحديث ، وفيو -عن أبي رجاء ، عن عمران

ثم : أمر ىذا الرجل أن يتيمم ، فتيمم ، وقال ) أن النبي .دة وجد الماء فمم يأمره باإلعا

سماعيل بن مسمم ، ضعيف الحديث .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم

كتاب الصبلة باب كيف فرضت الصبلة في اإلسراء -

ي أبو سفيان في حديث ىرقل ، وقال ابن عباس ؛ حدثن

بالصبلة والصدق -) النبي : يعني -يأمرنا : فقال .والعفاف

حديث أبي سفيان ىذا قد خرجو البخاري بتمامو في أول كان أىم ما يأمر بو ) كتابو ، وىو يدل عمى أن النبي

أمتو الصبلة ، كما يأمرىم بالصدق والعفاف ، واشتير لمخالفين لو في دينو ، فإن ذلك حتى شاع بين الممل ا

أبا سفيان كان حين قال ذلك مشركا ، وكان ىرقل منذ بعث يأمر بالصدق والعفاف ، ) نصرانيا ، ولم يزل

.قبل أن تفرض الصبلة -أيضا -ولم يزل يصمي اقرأ باسم ربك الذي خمق : ) وأول ما أنزل عميو سورة

إلى ) أرأيت الذي ينيى ) :وفي أخرىا [ : العمق ) ] - : العمق ) ] كبل ال تطعو واسجد واقترب : ) قولو . ]

لئن رأيت : وقد نزلت ىذه اآليات بسبب قول أبي جيل .محمدا ساجدا عند البيت ألطأن عمى عنقو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد ذكرنا " . صحيحو " في وقد خرج ىذا الحديث مسممحديث أسامة ، أن جبريل " الوضوء : كتاب " في أول

في أول األمر ( صمى اهلل عميو وسمم ) نزل عمى النبي .، فعممو الوضوء والصبلة

أن الصبلة افترضت عميو حينئذ ، : وذكر ابن إسحاق .وخديجة يصميان ( صمى اهلل عميو وسمم ) وكان ىو .الصبلة ، ال الصموات الخمس جنس : والمراد

( صمى اهلل عميو وسمم ) واألحاديث الدالة عمى أن النبي .كان يصمي بمكة قبل اإلسراء كثيرة

إنو كان قد فرض عميو ركعتان في أول : لكن قد قيل النيار وركعتان في آخره فقط ، ثم افترضت عميو

.قالو مقاتل وغيره : -الصموات الخمس ليمة اإلسراء كان بدء الصبلة ركعتين بالغداة ، وركعتين : وقال قتادة .بالعشي

نما أراد ىؤالء أن ذلك كان فرضا قبل افتراص : وا

.الصموات الخمس ليمة اإلسراء : أن ىذا ىو مراد عائشة بقوليا : وقد زعم بعضيم

إن الصموات : فرضت الصبلة ركعتين ركعتين ، وقالوا بعا وثبلثا وركعتين الخمس فرضت أول ما فرضت أر

عمى وجييا ، وسيأتي ذكر ذلك في الكبلم عمى حديث .إن شاء اهلل -عائشة

إنما أرادت عائشة : وضعف األكثرون ذلك ، وقالوا فرض الصموات الخمس ركعتين ركعتين سوى المغرب ،

.كما سيأتي ذكره إن شاء اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" د من حديث عفيف الكندي ، أنو رأى النبي وقد ور

يصمي بمكة حين زالت الشمس ومعو عمي وخديجة ، ) .ليس عمى ىذا الدين أحد غيرىم : وان العباس قال لو

.وقد خرجو اإلمام أحمد والنسائي في خصائص عمي

( ( تاريخو ) ) وقد طعن في إسناده البخاري في .والعقيمي وغير واحد

بعث النبي : ذي من حديث أنس ، قال وقد خرج الترم .يوم االثنين ، وصمى عمي يوم الثبلثاء )

سناده ضعيف .وا .وقد خرجو الحاكم من حديث بريدة ، وصححو

وفيو دليل عمى أن الصبلة شرعت من ابتداء النبوة ، لكن الصموات الخمس لم تفرض قبل اإلسراء بغير

.خبلف سمعت ممن أثق : وروى الربيع ، عن الشافعي ، قال

بخبره وعممو يذكر أن اهلل تعالى انزل فرضا في الصبلة ، ثم نسخو بفرض غيره ، ثم نسخ الثاني بالفرض في

.الصموات الخمس يا أييا المزمل ) : ) كأنو يعني قول اهلل : قال الشافعي

أو زد ) و قميبل نصفو أو انقص من ) قم الميل إال قميبل ) ثم نسخو في السورة معو [ - : المزمل ) ] عميو

إن ربك يعمم أنك تقوم أدنى من ثمثي الميل : ) بقولو اآلية إلى)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" [ : المزمل ] )فاقرأوا ما تيسر من القرآن ) قولو

فنسخ قيام الميل ، أو نصفو ، أو اقل ، أو أكثر بما .تيسر

ويقال نسخ ما وصف في المزمل بقول : قال الشافعي بلة لدلوك الشمس ) : ) اهلل : ودلوك الشمس ) أقم الص

وقرآن الفجر ) العتمة ) إلى غسق الميل ) زواليا د بو نافمة لك ) الصبح ) : اإلسراء ) ] ومن الميل فتيجفأعممو أن صبلة الميل نافمة ال فريضة ، [ -

.وان الفرائض فيما ذكر من ليل أو نيار فسبحان المو حين تمسون ) : ) ويقال في قول اهلل : قال المغرب والعشاء)

ولو الحمد في السماوات ) الصبح ) وحين تصبحون ) العصر) واألرض وعشيا

. الظير [ - : الروم ) ] وحين تظيرون ) .انتيى

وقد روي عن طائفة من السمف تفسير ىاتين اآليتين بنحو ما قالو الشافعي ، فكل أية منيما متضمنة لذكر

.ا بمكة بعد اإلسراء الصموات الخمس ، ولكنيما نزلت .واهلل أعمم

وقد اجمع العمماء عمى أن الصموات الخمس إنما فرضت :ليمة اإلسراء ، واختمفوا في وقت اإلسراء

كان بعد البعثة بخمسة عشر شيرا ، وىذا القول : فقيل .بعيد جدا

.أنو كان قبل اليجرة بثبلث سنين ، وىو اشير : وقيل .واحدة قبل اليجرة بسنة: وقيل .قبميا بستة اشير : وقيل كان بعد البعثة بخمس سنين ، ورجحو بعضيم ، : وقيل ألنو ال: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خبلف أن خديجة صمت معو بعد فرض الصبلة ، وال خبلف إنيا توفيت قبل اليجرة بمدة ، قيل بثبلث سنين ،

ء عمى أن فرض بخمس ، وقد اجمع العمما: وقيل .الصبلة كان ليمة اإلسراء

حكايتو اإلجماع عمى صبلة خديجة معو بعد : قمت فرض الصبلة غمط محض ، ولم يقل ىذا أحد ممن يعتد

.بقولو وقد خرج أبو يعمى الموصمي والطبراني من حديث

إسماعيل بن مجالد ، عن أبيو ، عن الشعبي ، عن جة ؛ فإنيا ماتت سئل عن خدي) جابر ، أن رسول اهلل

أبصرتيا : ) ) قبل أن تنزل الفرائض واألحكام ؟ فقال عمى نير من انيار الجنة ، في بيت من قصب ، ال

( ( .لغو فيو وال نصب

وروى الزبير بن بكار ، بإسناد ضعيف ، عن يونس عن توفيت : ابن شياب ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت

.خديجة قبل أن تفرض الصبلة رق بعضيم بين اإلسراء والمعراج ، فجعل المعراج وقد ف

إلى السماوات كما ذكره اهلل في سورة النجم ، وجعل اإلسراء إلى بيت المقدس خاصة ، كما ذكره اهلل في

سورةوزعم أنيما كانا في ليمتين مختمفتين ، وان ) سبحان )

.الصموات فرضت ليمة المعراج ال ليمة اإلسراء ذكره محمد بن سعد في طبقاتو عن وىذا ىو الذي

الواقدي بأسانيد لو متعددة ، وذكر أن المعراج إلى السماء كان ليمة السبت لسبع عشرة خمت من شير رمضان قبل اليجرة بثمانية عشر شيرا من المسجد

الحرام ، وتمك الميمة فرضت الصموات الخمس ، ونزل ،الصموات في مواقيتيا ) جبريل فصمى برسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وان اإلسراء إلى بيت المقدس كان ليمة سبع عشرة ربيع .األول قبل اليجرة بسنة ، من شعب أبي طالب

وما بوب عميو البخاري أن الصموات فرضت في اإلسراء .واهلل أعمم . يدل عمى أن اإلسراء عنده والمعراج واحد

: وخرج في ىذا الباب حديثين :فقال : حديث المعراج بطولو : الحديث األول

ثنا الميث ، عن يونس ، : ثنا يحيى بن بكير - كان أبو : عن ابن شياب ، عن أنس بن مالك ، قال

فرج عن سقف : ) ) قال ) ذر يحدث ، أن رسول اهلل ففرج صدري ، ثم غسمو ) بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل

ت من ذىب ممتمئ حكمة بماء زمزم ، ثم جاء بطسيمانا ، فأفرغو في صدري ، ثم أطبقو ، ثم اخذ بيدي وا فعرج إلى السماء ، فمما جئت إلى السماء الدنيا قال

: من ىذا ؟ قال : افتح ، قال : جبريل لخازن السماء نعم ، معي : ىل معك أحد ؟ قال : جبريل ، قال

مما فتح عمونا نعم ، ف: أرسل إليو ؟ قال : فقال . محمد السماء الدنيا ، فإذا رجل قاعد عمى يمينو أسودة ، وعمى

ذا نظر يساره اسودة ، إذا نظر قبل يمينو ضحك ، وا مرحبا بالنبي الصالح واالبن : قبل شمالو بكى ، فقال

ىذا ادم ، : من ىذا ؟ قال : قمت لجبريل . الصالح اليمين وىذه االسودة عن يمينو وشمالو نسم بنيو ، فأىل

منيم أىل الجنة ، واالسودة التي عن شمالو أىل النار ، ذا نظر قبل شمالو فإذا نظر عن يمينو ضحك ، وا

حتى عرج بي إلى السماء الثانية ، فقال . بكى :لخازنيا

( ( .افتح ، فقال لو خازنيا مثل ما قال األول ، ففتح دريس : قال أنس فذكر أنو وجد في السموات آدم وا

براىيم ، ولم يثبت كيف منازليم ، غير وموس ى وعيسى وا أنو ذكر أنو وجد ادم في السماء الدنيا ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" براىيم في السماء السادسة .وا

: بإدريس قال ) فمما مر جبريل بالنبي : ) ) قال أنس من ىذا ؟ : مرحبا بالنبي الصالح واألخ الصالح ، فقمت

ىذا إدريس ، ثم مررت بموسى عميو السبلم ، : قال من : مرحبا بالنبي الصالح واألخ الصالح ، قمت : فقال

ىذا موسى ، ثم مررت بعيسى عميو السبلم : ىذا ؟ قال : مرحبا باألخ الصالح والنبي الصالح ، قمت : ، فقال

بلم عيسى ، ثم مررت بإبراىيم عميو الس: من ىذا ؟ قال : مرحبا بالنبي الصالح واالبن الصالح ، قمت : ، فقال

( ( .ىذا إبراىيم : من ىذا ؟ قال فأخبرني ابن حزم ، أن ابن عباس وأبا : قال ابن شياب

ثم عرج ) : ) ) قال النبي : حبة األنصاري كانا يقوالن ( ( .بي حتى ظيرت لمستوى اسمع فيو صريف األقبلم

ففرض ) : ) ) قال النبي : مالك قال ابن حزم وانس بناهلل عمى أمتي خمسين صبلة ، فرجعت بذلك حتى

ما فرض اهلل لك عمى أمتك : مررت عمى موسى ، فقال

فارجع إلى ربك ، : فرض خمسين صبلة ، قال : ؟ قمت فإن أمتك ال تطيق ، فراجعني فوضع شطرىا ، فرجعت

، راجع ربك: وضع شطرىا ، قال : إلى موسى ، قمت فإن أمتك ال تطيق ، فراجعت فوضع شطرىا ، فرجعت

ارجع إلى ربك ؛ فإن أمتك ال تطيق ذلك ، : إليو ، فقال ىي خمس ، وىي خمسون ، ال يبدل : فراجعتو ، فقال

أرجع إلى ربك : القول لدي ، فرجعت إلى موسى ، فقال استحييت من ربي ، ثم انطمق بي حتى انتيى : ، فقمت

لمنتيى ، وغشييا ألوان ال ادري ما ىي ، بي إلى سدرة ا ثم أدخمت الجنة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا ترابيا المسك ( ( .فإذا فييا جنابذ المؤلؤ ، وا ىذا الحديث رواه جماعة عن يونس ، عن الزىري ، عن

وخالفيم أبو ضمرة أنس بن عياض ، . أبي ذر وانس

ري ، عن أنس ، عن أبي بن فرواه عن يونس ، عن الزىقالو الدارقطني ، وأشار إليو : -كعب ، وىو وىم منو .أبو زرعة وأبو حاتم

وقد اختمف في إسناد ىذا الحديث عمى أنس ، فالزىري رواه عنو ، عن أبي ذر ، وجعل ذكر الصموات منو عن

) .أنس ، عن النبي ورواه قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة ، وقد

.رج حديثو البخاري في موضع أخر خورواه شريك بن عبد اهلل بن أبي نمر ، عن أنس ، عن

.بسياق مطول جدا ) النبي وقد خرج حديثو البخاري في أخر كتابو ، وفيو ألفاظ

.استنكرت عمى شريك ، وتفرد بيا -أيضا -) وقد رواه ثابت ، عن أنس ، عن النبي

.بدون سياق شريك .ثو مسمم في صحيحو وقد خرج حدي

يشبو أن تكون األقاويل كميا صحاحا : وقال الدار قطني .؛ ألن رواتيا ثقات

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، واستثبتو ) ويشبو أن يكون أنس سمعو من النبي : قال

.من أبي ذر ومالك أبن صعصعة أرجو أن يكون قول الزىري : وقال أبو حاتم الرازي

قول : -مرة -وقال . ادة عن أنس صحيحين وقت .وال أعدل بو أحدا : الزىري أصح ، قال

ليمة المعراج وغسمو من طست من ذىب ) وشق صدره من ماء زمزم وممؤه إيمانا وحكمة مما تطابقت عميو

.أحاديث المعراج أتاه جبريل وىو ) وروى ، ثابت عن أنس ، أن النبي

فصرعو ، فشق عن قمبو ، يمعب مع الغممان ، فأخذه فاستخرج القمب ، فاستخرج منو عمقة ، فقال ىذا حظ

الشيطان منك ، ثم غسمو في طست من ذىب بماء زمزم ، ثم ألمو ، ثم أعاده في مكانو ، وجاء الغممان يسعون

أن محمد قد قتل ، : ، فقالوا -ظئره : يعني -إلى أمو وقد كنت أرى : قال أنس . فاستقبموه وىو منتقع المون ) .اثر ذلك المخيط في صدره

.خرجو مسمم وليس في ىذا الحديث أنو حشي إيمانا وحكمة ، وقد روي ىذا الحديث من رواية أبي ذر وعتبة بن عبد

أنو ممئ سكينة ، وروي أيضا : السممي ، وفي روايتيما .من حديث أبي ذر ، وفيو أنو أدخل قمبو الرأفة والرحمة

يذا الشرح كان في حال صغره ، وىو غير فيذا الشرح فالشرح المذكور في ليمة المعراج ، ومن تأمل ألفاظ

األحاديث الواردة في شرح صدره وممئو إيمانا وحكمة أو سكينة أو رأفة ورحمة ظير لو من ذلك أنو وضع في

قمبو جسم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قمبو من ىذه محسوس مشاىد ، نشأ عنو ما كان في

المعاني ، واهلل سبحانو قادر عمى أن يخمق من المعاني أجساما محسوسة مشاىدة ، كما يجعل الموت في صورة

.كبش أممح يذبح وفي حديث الزىري ، عن أنس ، عن أبي ذر ، أن النبي

ثم أخذ: ) ) قال ) ( ( .بيدي ، فعرج بي إلى السماء

أنو أركبو البراق ، وفي حديث قتادة وغيره ، عن أنس ، .وىي زيادة صحيحة لم يذكرىا الزىري في حديثو

األظير واهلل ( ( أرسل إليو ؟ : ) ) وقول خازن السماء ىل أرسل اهلل إليو يستدعيو إلى : أعمم أنو أستفيم

السماء ، ولم يرد إرسالو إلى أىل األرض ، فإن ذلك ال يخفى كان قبل ىذه الميمة بمدة طويمة ، والظاىر أنو

مثل ذلك عمى أىل السماء وخزنتيا ، ال سيما مع حراستيا بالشيب ومنع الشياطين من استراق السمع

.منيا

وقيل أن اخل السماء لم يعمموا بإرسالو إلى أىل األرض أن في حديث شريك : حتى صعد إلييم ، ويشيد ليذا

: بن أبي نمر ، عن أنس في صفة اإلسراء ، قال إلى السماء الدنيا ، فضرب بابا من ثم عرج بو) )

:من ىذا ؟ فقال : أبوابيا ، فنادى أىل السماء : قال . معي محمد : ومن معك ؟ قال : فقال . جبريل

مرحبا بو وأىبل ، : نعم ، فقالوا : وقد بعث ؟ قال فيستبشر بو أىل السماء ، ال يعمم أىل السماء بما يريد

وذكر الحديث ( ( م اهلل بو في األرض حتى يعممي .بطولو

.وقد خرجو البخاري في آخر كتابو ىذا : جمع سواد ، وىو الشخص ، يقال ( ( : واألسودة ) )

أسودة عمى : سواد وأسودة ، مثل قراح وأقرحة ، وتجمع جمع نسمة ( ( : والنسم . ) ) أساود ، فيو جمع الجمع

.، وىي النفس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أرواح بني أدم ، وأن أىل الجنة عمى : والمراد بذلك .يمين ادم وأىل النار عمى يساره

أن أرواح : وال يناقض ىذا ما ورد : قال بعضيم المؤمنين في الجنة ، أو في الصور الذي ينفخ فيو ، أو في القبور ، وأرواح الكافرين في سجين ؛ ألن ىذا في

.رة وفي ىذا الجواب نظر أحوال مختمفة وأوقات متغايإنما رأى في السماء الدنيا عن يمين : ومنيم من قال

آدم وشمالو نسم بنيو الذين لم يولدوا بعد ولم تخمق أجسادىم ، فأما أرواح الموتى التي فارقت أجسادىا

بالموت فميست في السماء الدنيا ، بل أرواح المؤمنين قال اهلل في الجنة وأرواح الكفار في سجين ، وقد

إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنيا ال تفتح : ) تعالى [ . : األعراف ) ] ليم أبواب السماء

وقد جاء في حديث البراء بن عازب وأبي ىريرة ، عن أن روح الكافر إذا خرجت لم تفتح ليا ) : ) ) النبي

ومن يشرك : ) ، وقرأ ( ( رح طرحا أبواب السماء ، فتطبالمو فكأنما خر من السماء فتخطفو الطير أو تيوي بو

يح في مكان سحيق [ . : الحج ) ] الرفي السماء الدنيا ينظر ) أن آدم : واألظير واهلل أعمم

نسم بنيو مستقرة في إلى نسم بنيو عن يمينو وشمالو ، و مستقرىا ، فنسم المؤمنين في الجنة ونسم الكافرين في

.النار ، وليست عند آدم في السماء الدنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما خرجو البزار وابن جرير والخبلل : ويدل عمى ىذا وغيرىم من رواية أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس

لعالية أو غيره ، عن أبي ىريرة ، فذكر فذكر ، عن أبي اأنو لما دخل إلى سماء : حديث اإلسراء بطولو ، وفيو

الدنيا فإذا ىو برجل تام الخمق ، لم ينقص من خمقو شئ كما ينتقص من خمق الناس ، عن يمينو باب يخرج منو

ريح طيبة ، وعن شمالو باب يخرج منو ريح خبيثة ، إذا ذا نظر إلى الباب الذ ي عن يمينو ضحك واستبشر ، وا

نظر إلى الباب الذي عن شمالو بكى وحزن ، فقال ىذا أبوك آدم ، وىذا الباب الذي عن يمينو : جبريل

الجنة ، فإذا نظر من يدخل من ذريتو الجنة ضحك واستبشر ، والباب الذي عن شمالو باب جينم ، إذا نظر

حديث وذكر ال -من يدخل من ذريتو جينم بكى وحزن .بطولو

رأى في صبلة ) أن النبي : ومما يوضح ىذا المعنى الكسوف الجنة والنار وىو في األرض ، وليست الجنة

أنو رأى ليمة أسري بو الجنة والنار : في األرض ، وروي نما رآىما وىو في أيضا ، وليست النار في السماء ، وا

.السماء تارة ، ورآىما وىو في األرض أخرى ؤية آدم وىو في السماء الدنيا نسم بنيو المستقرة وكذلك ر

في الجنة وفي النار ، وليست الجنة والنار عند آدم في .سماء الدنيا

وقد بسطنا الكبلم عمى ىذه المسألة وىي مستقر أرواح

الموتى في( ( . كتاب أىوال القبور وأحوال أىميا إلى النشور ) )

.وهلل الحمد ي ، عن أنس ، عن أبي ذر ، أن النبي وفي حديث الزىر

دريس وموسى وعيسى ، ولم ) رأى في السموات آدم وا يثبت كيف منازليم ، إال أنو وجد آدم في السماء الدنيا ،

براىيم في السماء السادسة ، وىذا مما -واهلل أعمم -وا .لم يحفظو الزىري جيدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي رواية قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة ، ، أنو رأى في السماء الدنيا آدم ، وفي ) عن النبي

السماء الثانية يحيى وعيسى ، وىما ابنا الخالة ، وفي السماء الثالثة يوسف ، وفي الرابعة إدريس ، وفي

الخامسة ىارون ، وفي السادسة موسى ، وفي السابعة

.السبلم إبراىيم عمييموفي حديث شريك بن أبي نمر ، عن أنس ، وقد خرجو

أنو رأى آدم في السماء : البخاري في آخر صحيحو ىذا دريس في الثانية ، وىارون في الرابعة ، وآخر الدنيا ، وا

براىيم في : في الخامسة قال الراوي لم أحفظ اسمو ، وا . )السادسة ، وموسى في السابعة بتفضيل كبلم اهلل

وىذا يوافق ما في حديث الزىري ، عن أنس ، أن إبراىيم أنو : -أيضا -عميو السبلم في السماء السادسة ، وفيو

مر بموسى ، ثم بعيسى ، ثم بإبراىيم ، وىذا يشعر برفع عيسى عمى موسى ، وىذا كمو إنما جاء من عدم ضبط

.منازليم كما صرح بو في الحديث نفسو حديث حماد بن سممة عن ثابت ، عن أنس ، عن وفي

في صفة اإلسراء ، أنو رأى آدم في األولى ، ) النبي ويحيى وعيسى في الثانية ، ويوسف في الثالثة ،

دريس في وا الرابعة ، وىارون في الخامسة ، وموسى في السادسة ،

براىيم في السابعة مسندا ظيره إلى البيت المعمور .وا

.م بطولو وقد خرجو مسموالذي رآه في السماء من األنبياء عمييم السبلم إنما ىو

.فإنو رفع بجسده إلى السماء ) أرواحيم ، إال عيسى أن جميع الرسل ال يتركون : وقد قال طائفة من السمف

بعد موتيم في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األرض أكثر من أربعين يوما ، ثم ترفع جثثيم إلىالسماء ، روي ذلك عن ابن المسيب ، وعن عمر بن

وأخبرني بذلك غير واحد ممن : عبد العزيز ، وأنو قال أدركتو ، فعمى ىذا يكون المرئي في السماء أشخاصيم

.كما كانوا في األرض : ، الظاىر ( ( أخبرني ابن حزم : ) ) وقول ابن شياب

.أنو أبو بكر بن عمرو ابن حزم أبو حبة بالباء ( ( باس وأبا حبة األنصاري أن ابن ع) )

ىما : الموحدة عند قوم ، وعند آخرين ىو بالنون ، وقيل إخوان ، أحدوىما ابوحبة بالباء ، والثاني ، أبو حنة

.بالنون ، واهلل أعمم صعدت : أي ( ( حتى ظيرت لمستوى ) ) وقولو

.لمصعد وارتقيت لمرتقى ما تكتبة المبلئكة صوت( ( : صريف األقبلم ) ) و

بأقبلميا من أقضية اهلل تعالى ووحية ، أو ما ينسخونو .من الموح المحفوظ ، أو ما شاء اهلل من ذلك

ىو تصويتو في رجوعو إلى : أن صريف القمم : ويقال ورائو ، مثل كتابتو لحرف

ىو تصويتو في مجيئو إلى بين يديو : ، وصريره ( ك ) .وما أشبو ذلك (ن ) ، مثل كتابتو لحرف

، ( ( ففرض اهلل عمى أمتي خمسين صبلة : ) ) وقولو ثم عبل : ) ) وفي رواية شريك بن أبي نمر ، عن أنس

بو فوق ذلك بما ال يعممو إال اهلل حتى جاء سدرة المنتيى ، ودنا الجبار رب العزة فتدلى ، فكان قاب قوسين أو

ك كل أدنى ، فأوحى فيما يوحي خمسين صبلة عمى أمت

( ( .يوم وليمة وقد تفرد شريك بيذه األلفاظ في ىذا الحديث ، وىي مما

.انكرت عميو فيو ، ( ( فرجعت بذلك حتى مررت بموسى : ) ) وقولو

وذكر مراجعتو لو وأمره بالرجوع إلى ربو ليخفف عن استدل بيذا من رجح رواية من روى أن موسى -أمتو

رواية الزىري وشريك كان في السماء السابعة ، كما في ، عن أنس ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ألنو لو كان إبراىيم في السابعة لكانت ألمراجعو : قال

.بينو وبين إبراىيم ومن رجح أن موسى في السماء السادسة ، كما في

إنما وقعت المراجعة من : رواية قتادة عن أنس ، قال عظيمة ، عالجيم اشد ؛ ألنو كان لو امة) موسى

المعالجة ، وكان عمييم في دينيم آصار وأثقال ، فميذا ) .في ذلك دون إبراىيم ) تفرد بمخاطبة النبي

وفي رواية شريك بن أبي نمر ، عن أنس التي خرجيا قال ) أن موسى : ) ) البخاري في أخر صحيحو ىذا

أن أمتك ال تستطيع ذلك ؛ فارجع فميخفف عنك : ) ) لو إلى جبريل كأنو يستشيره ) ربك وعنيم ، فالتفت النبي

في ذلك ، فأشار إليو جبريل أن نعم أن شئت ، فعمى بو : إلى الجبار سبحانو وتعالى ، فقال وىو في مكانو

يارب ، خففعنا ؟ فإن أمتي ال تستطيع ىذا ، فوضع عنو عشر

موسى صموات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسو فمم يزل يردده إلى ربو حتى صارت إلى خمس صموات ، ثم

يا محمد ، واهلل لقد : احتبسو موسى عند الخمس ، فقال راودت بني إسرائيل قومي عمى أدنى من ىذه فضعفوا وتركوه ، وأمتك اضعف أجسادا وقموبا وأبدانا وأبصارا

لك يمتفت وأسماعا ، فارجع فميخفف عنك ربك ، كل ذ إلى جبريل ليشير عميو ، وال يكره ذلك جبريل ، ) النبي

يارب ، أن أمتي ضعفاء : فرفعو عند الخامسة ، فقال أجسادىم وقموبيم وأسماعيم وأبصارىم وأبدانيم فخفف

يا محمد ، قال لبيك وسعديك ، ) : عنا ، فقال الجبار كما فرضتو عميك في أم أنو ال يبدل القول لدي ، : قال

الكتاب ، فكل حسنة بعشر أمثاليا ، وىي خمسون في أم : الكتاب وىي خمس عميك ، فرجع إلى موسى ، فقال

خفف عنا ، أعطانا بكل حسنة : كيف فعمت ؟ فقال راودت بني -واهلل -قد : عشر أمثاليا ، قال موسى

إسرائيل عمى أدنى من ذلك فتركوه ، فارجع إلى ربك -أيضا -يخفف عنك فم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

استحييت -واهلل -يا موسى ، قد ) : قال رسول اهلل فاىبط بسم اهلل ، : قال . من ربي ، مما اختمف إليو

( ( .فاستيقظ وىو في المسجد الحرام : قال

وىذه المفظة مما تفرد بيا شريك ، وقد تعمق بيا من عمى -اء كان مناما ، وأجاب عنيا قوم أن اإلسر : قال

بان المراد باستيقاظو : -تقدير أن تكون محفوظة رجوعو إلى حال بشريتو المعيودة منو في األرض ، فإنو لما كان في السماء كان في طور أخر غير طور أىل الدنيا ، فمم يستفق من تمك الحال التي كان عمييا ، ولم

.وىوفي المسجد الحرام يرجع إلى حالو المعيودة إالأنو لم يزل يحط عنو : وفي حديث شريك عن أنس

عشر صموات إلى أن صارت خمسا ، وكذا في حديث أنو حط عنو عشرا عشرا ، ثم حط عنو : قتادة عن أنس

.خمسا ، فصارت خمس صموات أنو حط عنو خمس : وفي حديث ثابت ، عن أنس

فمم أزل بين ) : ) صموات ، ولم يزل يرده موسى ، قال يا محمد إنين خمس : ربي تعالى وبين موسى حتى قال

صموات كل يوم وليمة ، لكل صبلة عشر ، فتمك خمسون صبلة ، ومن ىم بحسنة فمم يعمميا كتبت لو

حسنة ، فإن عمميا كتبت لو عشرا ، ومن ىم بسيئة فمم

يعمميا لم تكتب شيئا ، فإن عمميا كتبت سيئة واحدة ، : ت حتى انتييت إلى موسى ، فأخبرتو ، فقال فنزل: قال

) : ، فقال رسول اهلل ( ( ارجع إلى ربك فسمو التخفيف قد رجعت إلى ربي عز وجل حتى استحييت : فقمت ) ) ( ( .منو

وفي حديث قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة ، سممت ، فنودي أني قد : قمت ) : ) ) عن النبي

عن عبادي ، وأجزي الحسنة أمضيت فريضتي ، وخففت ( ( .عشرا

أن موسى قال : وفي رواية شريك ، عن أنس المتقدمة -واهلل -قد : ) ) بعد أن صارت خمسا ) لمحمد

( ( .راودت بني إسرائيل عمى أدنى من ذلك فتركوه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو يدل عمى أن الصموات الخمس لم تفرض عمى بني

أن من قبمنا كانت عمييم صبلتان : إسرائيل ، وقد قيل .كل يوم وليمة

وقد روي عن ابن مسعود ، أن الصموات الخمس مما .خص اهلل بو ىذه األمة

لما أسري : ففي صحيح مسمم عن ابن مسعود ، قال انتيى بو إلى سدرة المنتيى وىي في ) برسول اهلل

رج بو من األرض السماء السادسة ، إلييا ينتيي ما يع فيقبض

لييا ينتيي ما ييبط بو من فوقيا فيقبض منيا ، منيا ، وا فراش من ذىب ، : إذ يغشى السدرة ما يغشى ، قال

أعطي الصموات : ثبلثا ) فأعطي رسول اهلل : قال الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغفر لمن لم

.يشرك باهلل شيئا من أمتو المقحمات فأعطاه ثبلثا لم : ) ) مذي بمعناه ، وعنده وخرجو التر

( ( .يعطين نبيا كان قبمو وقد يعارض ىذا ما أخرجو اإلمام أحمد وأبو داود

والترمذي من حديث ابن

أمني جبريل عند البيت : ) ) قال ) عباس ، أن النبي ، فذكر أنو صمى بو الصموات الخمس أول ( ( مرتين

لثاني في أخر وقت إال يوم في أول وقت ، وفي اليوم ايا : ثم التفت إلي جبريل فقال : ) ) المغرب ، قال

محمد ، ىذا وقت األنبياء من قبمك ، والوقت ما بين ( ( .ىذين

ن صح ىذا فيحمل عمى أن األنبياء كانت تصمي ىذه وا .الصموات دون أمميم

ما خرجو اإلمام أحمد وأبو داود من حديث : ويدل عميو )لنبي معاذ ، أن ا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صبلة العشاء : يعني -اعتموا بيذه الصبلة : ) ) قال ، فإنكم قد فضمتم بيا عمى سائر -

( ( .األمم ، ولم تصميا امة قبمكم

أن سدرة المنتيى في السماء : ) ) وقول ابن مسعود يعارضو حديث أنس المرفوع من طرقو كميا ( ( السادسة

؛ فإنو يدل عمى أنيا في السماء السابعة أو فوق السماء .السابعة ، والمرفوع أولى من الموقوف

: وفي حديث الزىري ، عن أنس ، في سدرة المنتيى ( ( .غشييا ألوان ، ال ادري ما ىي ) )

وفي حديث قتادة ، عن أنس ، عن مالك بن صعصعة ، رة المنتيى ، ثم رفعت إلى سد: ) ) ، قال ) عن النبي

ذا ورقيا مثل آذان الفيمة ، فإذا نبقيا مثل قبلل ىجر ، وا ( ( .ىذه سدرة المنتيى : فقال

: ، قال ) في حديث ثابت ، عن أنس ، عن النبي ذا ورقيا كآذان ) ) ثم ذىب بي إلى سدرة المنتيى ، وا

ذا ثمرىا كالقبلل ، قال فمما غشييا من أمر : الفيمة ، وا يا تغيرت ، فما أحد من خمق اهلل يستطيع أن اهلل ما غشي

( ( .ينعتيا من حسنيا .خرجو مسمم ثنا يحيى ، عن حميد ، عن أنس ، أن : وروى مسدد

:قال ) رسول اهلل انتييت إلى سدرة المنتيى ، فإذا نبقيا مثل الجرار ، ) )

ذا ورقيا مثل آذان الفيمة ، فمما غشييا من أمر اهلل ما وا ( ( .لت ياقوتة أو نحو ذلك غشييا تحو

تحولت ياقوتا : ) ) وخرجو اإلمام أحمد ، وعنده ( ( .وزمردا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وخرج الترمذي من حديث أسماء بنت أبي بكر ، قالت : وذكر سدرة المنتيى ، قال ) سمعت رسول اهلل

أو يسير الراكب في ظل الفنن منيا مائة سنة ،) ) يستظل بظميا مائة راكب ، فييا فراش الذىب ، كأن

( ( .ثمرىا القبلل : وخرجو الجوزجاني وغيره بزيادة في آخرة ، وىي

: فقمنا يا رسول اهلل ، فماذا رأيت عندىا ؟ قال ) )

( ( .فماء مفضض ) ) وفي حديث أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ،

-) ية أو غيره ، عن أبي ىريرة عن النبي عن أبي العالثم انتيى النبي : ) ) فذكر حديث اإلسراء بطولو ، وفيو

ىذه السدرة ينتيي إلييا كل أحد : إلى السدرة ، فقيل لو ) خبل من أمتك عمى سنتك ، فإذا ىي شجرة يخرج من

لبن لم يتغير أصميا انيار من ماء غير آسن وانيار منطعمو وانيار من خمر لذة لمشاربين ، وانيار من عسل

مصفى ، وىي شجرة يسير الراكب في ظميا سبعين عاما : قال . ال يقطعيا ، والورقة منيا مغطية لؤلمة كميا

، وغشييا المبلئكة أمثال الغربان ) فغشييا نور الخبلق وذكر بقية -( ) ( حين تقع عمى الشجر من حب اهلل

.الحديث وابن جرير في ( ( مسنده ) ) خرجو البزار في

( ( البعث والنشور ) ) والبييقي في ( ( تفسيره ) ) وغيرىم ، وفي إسناده بعض اختبلف ، وروي موقوفا

.غير مرفوع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي ىذا تفسير لما تقدم من أنو غشييا فراش من ذىب ، فإن الفراش مثل الجراد ونحوه ، مما يطير ويقع عمى

.الشجر ( ( ثم أدخمت الجنة ، فإذا فييا جنابذ المؤلؤ : ) ) وقولو

:، اختمفت النسخ في ىذه المفظة القباب ، : ، والمراد بيا ( ( جنابذ : ) ) ففي بعضيا

.بجنابذ الورد قبل تفتحيا -واهلل أعمم -وكأنيا شبيت : ، قال ) في حديث أبي موسى ، عن النبي وقد ثبت

أن لممؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، طوليا ) ) ( ( .في السماء ستون ميبل

بالحاء الميممة والبلم ( ( حبائل : ) ) وفي بعض النسخ .بالجيم والبلم ( ( جبايل : ) ) ، وفي بعضيا

.أن ذلك كمو تصحيف وغمط : وقد قال األكثرون

-بالحاء الميممة والبلم -أن حبائل : زعم بعضيم و ما : جمع حبال ، وان حباال جمع حبل ، والحبل

استطال من الرمل المرتفع كييئة الجبال ، فيكون المراد .أن في الجنة تبلال من لؤلؤ : بذلك

.واهلل أعمم ( ( . جنابذ : ) ) والصحيح ذا ترابيا المسك : ) ) وقولو واهلل أعمم -راد ، والم( ( وا

أن رائحة ترابيا رائحة المسك ، وأما لونو فمشرق : -ما في حديث أبي ىريرة ، : مبيج كالزعفران ، يدل عميو

الجنة مبلطيا المسك ، وتربتيا : ) ) ، قال ) عن النبي ( ( .الزعفران

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بان في صحيحو خرجو اإلمام أحمد والترمذي ، وابن حالتراب الذي يختمط بالماء ، فيصير كالطين ، : والمبلط

شراقو .فمونو لون الزعفران في بيجتو وا

.وريحو كريح المسك ، وطعمو كطعم الخبز ، يؤكل عن أبي ( ( صحيح مسمم ) ) ما في : يدل عمى ذلك ما تربة : ) ) البن صائد ) قال رسول اهلل : سعيد ، قال

در مكة بيضاء مسك يا أبا القاسم ، : قال ( ( الجنة ؟ ( ( .صدقت : ) ) قال قال رسول اهلل : عن جابر ، قال ( ( المسند ) ) وفي

إني سائميم عن تربة الجنة ، وىي در : ) ) لمييود ) ىي خبزة يا أبا : ، فسأليم ، فقالوا ( ( مكة بيضاء

( ( .مك الخبز من الدر ) : ) ) القاسم ، فقال رسول اهلل وىذا يدل عمى أن لونيا بيضاء ، وقد يكون منيا ما ىو

.واهلل أعمم . ابيض ومنيا ماىو اصفر كالزعفران :الحديث الثاني

أنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - صالح بن كيسان ، عن عروة ابن الزبير ، عن عائشة ،

عتين فرض اهلل الصبلة حين فرضيا ركعتين رك: قالت في الحضر والسفر ، فأقرت صبلة السفر وزيد في

.صبلة الحضر

أن اهلل تعالى لما : -رضي اهلل عنيا -تريد عائشة فرض عمى رسولو الصموات الخمس ليمة اإلسراء ، ثم

عند البيت ، لم تكن ) نزل إلى األرض وصمى بو جبريل صبلتو حينئذ إال ركعتين ركعتين في الحضر والسفر ،

ثم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أقرت صبلة السفر عمى تمك الحال ، وزيد في صبلة الصبلة الرباعية : الحضر ركعتين ركعتين ، ومرادىا

.خاصة من ( ( اليجرة ) ) ما خرجو البخاري في : ويدل عميو

حديث معمر ، عن الزىري ، عن عروة ، عن عائشة ، ، ثم ىاجر النبي فرضت الصبلة ركعتين: قالت

.ففرضت أربعا ، وتركت صبلة السفر عمى األول ) : كذا خرجو من رواية يزيد بن زريع ، عن معمر ، وقال

.تابعو عبد الرزاق ، عن معمر وخرجو البييقي من رواية عبد الرزاق عن معمر ،

بمكة ركعتين ) فرضت الصبلة عمى النبي : ) ) ولفظو المدينة فرضت أربعا ، وأقرت ركعتين ، فمما خرج إلى

( ( .صبلة السفر ركعتين ىذا التقييد تفرد بو معمر عن الزىري ، وسائر : وقال

.انتيى . لم يذكروا األربع : يعني -الثقات أطمقوه وفي تقييدىا الزيادة باألربع دليل عمى أنو إنما زيد في

.الحضر الرباعية خاصة ية أخرى خرجيا اإلمام وقد ورد ذلك صريحا عنيا في رواحدثني صالح بن : أحمد من طريق ابن إسحاق ، قال

كان أول ما : كيسان ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت من الصبلة ركعتان ركعتان ، ) افترض عمى رسول اهلل

إال المغرب فإنيا كانت ثبلثا ، ثم أتم اهلل الظير والعصر صبلة عمى والعشاء اآلخرة أربعا في الحضر ، فأقر ال

.فرضيا األول في السفر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن عبد الوىاب بن -أيضا -وخرج اإلمام أحمد عطاء ، عن داود بن أبي ىند ، عن الشعبي ، عن

فرضت الصبلة ركعتين ركعتين ، إال : عائشة ، قالت وكان رسول : قالت . المغرب فرضت ثبلثا ؛ ألنيا وتر

إذا سافر صمى الصبلة األولى إال) اهلل ذا أقام زاد مع كل ركعتين ركعتين إال المغرب ، وا المغرب ؛ فإنيا وتر ، والصبح ؛ ألنو يطول فييا

.القراءة كان أول ما افترض : وفي رواية أخرى لو بيذا اإلسناد

ركعتان ركعتان ، إال المغرب ؛ فإنيا ) عمى رسول اهلل أتم اهلل الظير والعصر والعشاء اآلخرة كانت ثبلثا ، ثم

أربعا في الحضر ، فأقر الصبلة عمى فرضيا األول في .السفر

من طريق ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن خزيمة في محبوب بن الحسن ، عن داود ، عن الشعبي ، عن

فرض صبلة السفر : مسروق ، عن عائشة ولفظو بالمدينة ) هلل والحضر ركعتين ركعتين ، فمما أقام رسول ا

زيد في صبلة الحضر ، وتركت صبلة الفجر ، لطول .القراءة ، وصبلة المغرب ؛ ألنيا وتر النيار .وخرجو البييقي من وجو أخر عن داود كذلك

وىذه الرواية إسنادىا متصل ، وىي تدل عمى أن إتمام الظير والعصر والعشاء أربعا تأخرالى ما بعد اليجرة إلى

.المدينة ثنا حبيب بن يزيد : وكذلك روى أبو داود الطيالسي

ثنا عمرو ابن ىرم ، عن جابر بن زيد ، : االنماطي يصمي) كان رسول اهلل : قالت عائشة : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، فمما قدم إلى -الفرائض : تعني -بمكة ركعتين صمى وترك المدينة وفرضت عميو الصبلة أربعا وثبلثا

.الركعتين المتين كان يصمييما بمكة تماما لمسفر بإسناد ضعيف -أيضا -وخرج الطبراني ىذا المعنى

) .عن سممان الفارسي من رواية ( ( مسند عمر ) ) وخرج اإلسماعيمي في

إسماعيل بن عياش ، عن أبي بكر بن عبد اهلل بن أبي ، أن عمر مريم وأرطاة بن المنذر ، عن حكيم بن عمير

أما بعد ، فإنما : بن الخطاب كتب إلى أمراء األجناد إنا قد : كانت الصبلة أول اإلسبلم ركعتين ، فقال الناس

امرنا أن نسبح أدبار السجود ونصمي بعد كل صبلة تطوعيم صبلىا أربعا ، وأمره ) ركعتين ، فمما رأى النبي

ا أن اهلل بذلك ، فكان يسمم بين كل ركعتين ، فخشينينصرف الصبي والجاىل يرى أنو قد أتم الصبلة ،

فرأيت أن يخفي اإلمام التسميمة األولى ويعمن بالثانية ، .فافعموا ذلك

.ىذا إسناد ضعيف منقطع ، ومتن منكر عند ) ما روي أن جبريل أم النبي : وقد عارض ىذا كمو

.البيت أول ما فرضت الصبلة ، وصمى بو أربعا

ارقطني من طريق جرير بن حازم ، عن قتادة فخرج الدبمكة حين زالت ) عن أنس ، أن جبريل أتى رسول اهلل

الشمس ، فأمره أن يؤذن لمناس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ) بالصبلة حين فرضت عمييم ، فقام جبريل أمام النبي فصمى أربع : قال ) . وقام الناس خمف رسول اهلل

، ) يجير فييا بقراءة ، يأتم الناس برسول اهلل ركعات البجبريل عميو السبلم ، ثم أميل حتى ) ويأتم رسول اهلل

إذا دخل وقت العصر صمى بيم أربع ركعات ال يجير ويأتم رسول ) فييا بالقراءة ، يأتم المسممون برسول اهلل

بجبريل ، ثم أميل حتى إذا وجبت الشمس صمى ) اهلل ت ، يجير في ركعتين بالقراءة وال يجير بيم ثبلث ركعا

في الثالثة ، ثم أميمو حتى إذا ذىب ثمث الميل صمى بيم أربع ركعات ، يجير في األوليين وال يجير األخريين

بالقراءة ، ثم أميل حتى إذا طمع الفجر صمى بيم .ركعتين يجير فييما بالقراءة

، ثم خرجو من طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة .بنحوه مرسبل -) عن الحسن ، عن النبي

وىذا المرسل اصح ، وروايات جرير بن حازم عن قتادة خاصة فييا منكرات كثيرة ، ال يتابع عمييا ، ذكر ذلك

. منيم أحمد وابن معين وغيروىما : أئمة الحفاظ فييا ضعف عند االكثرين ، وفيو . ومراسيل الحسن

يننكارة في متنو في ذكر التاذ .لمصبلة ؛ واألذان لم يكن بمكة ، إنما شرع بالمدينة : خرجو البييقي من طريق شيبان ، عن قتادة ، قال

: : فذكره مرسبل ، وذكر أنو نودي ليم -حدث الحسن ( ( .الصبلة جامعة ) )

من رواية سعيد عن ( ( في مراسيمو ) ) وخرجو أبو داود .قتادة عن الحسن

ييقي باسنادة من حديث يحيى بن سعيد ، عن وروى الب

أتى : أبي بكر بن محمد ، عن أبي مسعود ، قال قم فصل ؛: ، قال ) جبريل النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر -وذلك دلوك الشمس ، فقام فصمى الظير أربعا .عدد الصموات كميا تامة في اليومين

د بن عمرو بن حزم لم يسمعو أبو بكر بن محم: ثم قال من أبي مسعود

.األنصاري ، إنما ىو ببلغ بمغو وقد نقل إسحاق بن منصور ، عن إسحاق بن راىويو ،

بمكة كانت ركعتين ) كل صبلة صمى النبي : قال ركعتين ، إال المغرب ثبلثا ، ثم ىاجر إلى المدينة ، ثم

، ضم إلى كل ركعتين ركعتين ، إال الفجر والمغرب وصمى جبريل بالنبي : قال . تركيما عمى حاليما

.بمكة عند المقام مرتين )

أن الصموات الخمس فرضت ركعتين : وممن قال .الشعبي ، والحسن في رواية ، وابن إسحاق : ركعتين

فرضت الصبلة أول ما فرضت أربعا ، : وقالت طائفة م إال المغرب والصبح ، كذلك قال نافع بن جبير بن مطع، والحسن في رواية ، وابن جريج ، وىو اختيار إبراىيم الحربي ، ورجحو ابن عبد البر ، وتمسكوا بما ال حجة

.ليم فيو ، وال يعارض حديث عائشة وفي حديث عائشة فوائد كثيرة تتعمق بقصر الصبلة في

إن شاء اهلل -السفر ، تذكر في أبواب قصر المسافر .تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وجوب الصبلة في الثياب -: األعراف ) ] خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ) وقول اهلل

]

ومن صمى ممتحفا في ثوب واحديزره : ) ) قال ) ويذكر عن سممة بن األكوع ، أن النبي

.وفي إسناده نظر ( ( . ولو بشوكة يجامع فيو إذا لم ير فيو أذىومن صمى في الثوب الذي

.أن ال يطوف بالبيت عريان ) وأمر النبي فإنيا ) خذوا زينتكم عند كل مسجد : ) أما قولو تعالى

نزلت بسبب طواف المشركين بالبيت عراة ، وقد صح ىذا عن ابن عباس ، واجمع عميو المفسرون من السمف

.بعده عقب ذكره قصة ادم عميو السبلم وقد ذكر اهلل ىذه اآلية

، وما جرى لو ولزوجو مع الشيطان حتى أخرجيما من الجنة ، ونزع عنيما لباسيما حتى بدت عوراتيما ، فقال

يا بني آدم ال يفتننكم الشيطان كما أخرج : ) اهلل تعالى اسيما ليرييما سوآتيما إنو أبويكم من الجنة ينزع عنيما لب

يراكم ىو وقبيمو من حيث ال ترونيم إنا جعمنا الشياطين [ . : األعراف ) ] أولياء لمذين ال يؤمنون

ذا فعموا فاحشة قالوا وجدنا عمييا : ) ثم قال آباءنا وا والمو أمرنا بيا قل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن المو ال يأمر بالفحشاء أتقولون عمى المو ما ال تعممون [ . : األعراف ) ]

نزع ثيابيم عند الطواف بالبيت ، : والمراد بالفاحشة ىنا .كان عادة أىل الجاىمية وطوافيم عراة كمايا بني آدم خذوا زينتكم عند كل : ) ثم قال بعد ذلك

) .مسجد أن يستروا عوراتيم عند المساجد ، فدخل : والمراد بذلك

.في ذلك الطواف والصبلة واالعتكاف وغير ذلك أن اآلية تدل عمى اخذ الزينة : وقال طائفة من العمماء

ن عند المساجد ، وذلك قدر زائد عمى ستر العورة ، وا كان ستر العورة داخبل فيو وىو سبب نزول اآليات ، فإن

كشف العورة فاحشة من الفواحش ، وسترىا من الزينة ، ولكنو يشمل مع ذلك لبس ما يتجمل بو ويتزين بو عند مناجاة اهلل وذكره ودعائو والطواف ببيتو ؛ وليذا قال

م زينة المو التي أخرج : ) ذلك تعالى عقب قل من حرزق قل ىي لمذين آمنوا في الحياة لعباده والطيبات من الر

[ . : األعراف ) ] الدنيا خالصة يوم القيامة وروى موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن

إذا صمى أحدكم فميمبس ثوبيو ، فإن : ) ) ، قال ) النبي ( ( .اهلل أحق من تزين لو .خرجو الطبراني وغيره

وقد روى جماعة ىذا الحديث عن ابن عمر ، عن النبي .بالشك في ذلك -أو عن عمر -)

.خرجو البزاز وغيره فإن ) ) كذلك بالشك ، ولم يذكر فيو . وخرجو أبو داود

أحق مناهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .تزين لو وروي ذكر التزين من قول ابن عمر ، فروي عن أيوب ،

رآني ابن عمر أصمي في ثوب واحد ، : عن نافع ، قال فمو أرسمتك : نعم ، قال : الم أكسك ثوبين ؟ قمت : قال

فاهلل : قال . ال : قمت : في حاجة كنت تذىب ىكذا ؟ .حق أن تزين لو أ

.أخرجو الحاكم وغيره والمحفوظ في ىذا الحديث رواية من رواه بالشك في

.قالو الدارقطني : -رفعو عمر ، وابن مسعود ، : وممن أمر بالصبلة في ثوبين

.إذ وسع اهلل فيو أزكى : وقال ابن مسعود أن المأمور بو من الزينة أكثر من : واستدل من قال

لتي يجب سترىا عن األبصار بأن النبي ستر العورة انيى أن يصمي الرجل في ثوب واحد ليس عمى عاتقو )

منو شيء ، وبان من صمى عاريا خاليا ال تصح صبلتو

، وبان المرآة الحرة ال تصح صبلتيا بدون خمار ، مع أنو يباح ليا وضع خمارىا عند محارميا ، فدل عمى أن

ستر العورة التي يجب الواجب في الصبلة أمر زائد عمى .سترىا عن النظر

وأما الصبلة في ثوب واحد ممتحفا بو ، ففيو عدة ؛ وقد خرج البخاري بعضيا ، ) أحاديث عن النبي

.أن شاء اهلل -وستأتي في موضعيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما حديث سممة بن األكوع الذي عمقو البخاري ، ه نظر ؛ فيو من رواية موسى بن في إسناد: وقال

يا رسول : قمت : إبراىيم ، عن سممة بن األكوع ، قال اهلل ؛ إني رجل أصيد ، أفأصمي في القميص الواحد ؟

( ( .نعم ، زره ولو بشوكة : ) ) قال خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن حبان

.، والحاكم وصححو ( ( صحيحو ) ) في واستدل بو طائفة من فقياء أىل الحديث عمى كراىة

إسحاق بن : الصبلة في قميص محمول اإلزار ، منيم راىويو ، وسميمان بن داود الياشمي ، والجوزجاني

.وغيرىم وقال اإلمام أحمد فيمن صمى في قميص ليس عميو

.ينبغي أن يزره : -أيضا -وقال . يزره ويشده : غيره الدراوردي : حديث عن موسى بن إبراىيم وقد روى ىذا ال

-وعطاف بن خالد -ومن طريقو خرجو أبو داود - .ومن طريقو خرجو اإلمام أحمد والنسائي

وموسى ىذا ، زعم ابن القطان أنو موسى بن محمد بن إبراىيم بن الحارث

التيمي ، وذكر ذلك عن البرقاني ، وأنو نقمو عن أبي أحدىما : يضعفان إسناده داود ، فمزم من ذلك أمران

ضعف موسى بن محمد بن إبراىيم التيمي ؛ فإنو متفق انقطاعو ؛ فإن موسى ىذا لم يرو عن : والثاني . عميو

.سممة ، إنما يروي عن أبيو ، عن سممة

وذكر أن الطحاوي رواه عن ابن أبي داود ، عن ابن أبي قتيمة ، عن الدراوردي ، عن موسى بن محمد بن

:قال . م ، عن أبيو ، عن سممة إبراىي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فحديث أبي داود عمي ىذا منقطع ىذا مضمون ما ذكره ابن القطان ، وزعم أن ىذا ىو

.في إسناده نظر : النظر الذي أشار إليو البخاري بقولو أن موسى ىذا ىو موسى بن إبراىيم بن : والصحيح

بد اهلل بن أبي ربيعة المخزومي ، نص عبد الرحمن بن عنقمو عنو القاضي : -عمى ذلك عمي بن المديني

، وكذا نقمو ( ( أحكام القرآن ) ) إسماعيل في كتاب عن مصعب ( ( تاريخو ) ) المفضل الغبلبي في

الزبيري ، وكذا ذكره أبو بكر الخبلل في كتاب من المتأخرين -أيضا -، وصرح بو ( ( العمل ) )

عبد الحق اإلشبيمي وغيره ، ولذلك خرج ىذا الحديث ابن ؛ فإنو ال يخرج فيو لموسى ( ( صحيحو ) ) حبان في

بن محمد بن إبراىيم التيمي شيئا ؛ لبلتفاق عمى .ضعفو

، ففي -أيضا -وقد فرق بين الرجمين يحيى بن معين موسى بن : عن يحيى بن معين ( ( تاريخ الغبلبي ) )

براىيم التيمي يضعف ، جاء بأحاديث محمد بن إ .منكرات

موسى بن إبراىيم المديني ، : ثم بعد ذلك بقميل ، قال يروي عن سممة بنفي الصبلة في القميص -) األكوع ، عن النبي

.ثبت -( ( زره ولو بشوكة : ) ) الواحد ، عن ابن معين ( ( تاريخ مضر بن محمد ) ) وفي

، إال أنو قال في الذي روى -أيضا -نحو ىذا الكبلم : ليس بو بأس ، ولم يقل : حديث الصبلة في القميص

.ثبت .وكذلك أبو حاتم الرازي ، صرح بالفرق بين الرجمين

موسى بن إبراىيم ( ( : كتابو ) ) قال ابن أبي حاتم في بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن أبي ربيعة المخزومي ،

وعن أبيو عنروى عن سممة بن األكوع ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنس ، روى عنو عطاف بن خالد ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي ، وعبد العزيز ابن محمد ، سمعت أبي يقول

موسى بن محمد بن إبراىيم : ذلك ، وسمعتو يقول . التيمي خبلف ىذا ، ذاك شيخ ضعيف الحديث

.انتيى ذا يدل عمى أن ىذا ليس وتضعيفو التيمي دون ى

.بضعيف وكذا فرق بينيما عمي بن ألمديني ، فيما نقمو عنو أبو

، وقال في ( ( سؤاالتو لو ) ) جعفر بن أبي شيبة في ضعيف ، ضعيف ، وقال في الذي يروي عن : التيمي

.كان صالحا وسطا : سممة وكذلك فرق بينيما ابن حبان ، وذكر موسى بن إبراىيم

( ( .ثقاتو ) ) ىذا في وكذلك صرح بنسبو أبو حاتم الرازي ، فيما نقمو عنو ابنو

( ( .أوىام تاريخ البخاري ) ) في كبلمو عمى :وقد ورد التصريح بنسبة موسى ىذا في روايات متعددة

أنا عطاف بن خالد والدراوردي ، عن : فروى الشافعي موسى بن إبراىيم بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن أبي

قمت يا رسول اهلل : ربيعة ، عن سممة بن االكوع ، قال ، أنا نكون في الصيد ، فيصمي احدنا في القميص

نعم ، وليزره ، ولو لم يجد إال أن : ) ) الواحد ؟ قال ( ( .يخمو بشوكة

ثنا ىاشم بن : المسند ) ) وروى اإلمام أحمد في ثنا عطاف ، عن: القاسم

(/)

"""""" قم صفحة ر """""" سمعت بن : موسى بن إبراىيم بن أبي ربيعة ، قال

.فذكر الحديث -االكوع ثنا : ثنا ىشام بن بيرام ( ( : سننو ) ) ورواه االثرم في

عطاف ، عن موسى بن إبراىيم بن عبد الرحمن بن أبي بيعة المخزومي ، أن سممة بن االكوع كان إذا قدم

فسمعتة : يم في داره ، قال المدينة نزل عمى ابنو إبراىيا رسول اهلل ، أني أكون في الصيد ، : قمت : يقول

وليس عمي إال قميص واحد ، أفأصمي فيو ؟ قال ( ( .نعم ، وزره وان لم تجد إال شوكو ) )

أخبرني : وكذلك رواه عمي بن المديني ، عن الدراوردي -موسى بن عبد الرحمن ، أنو سمع سممة بن االكوع

.كره فذ .ففي ىذه الروايات التصريح بنسبتو وبسماعو من سممة

وأما رواية ابن أبي قتيمو ، عن الدراوردي فبل يمتفت إلييا ؛ فإن الشافعي وعمي بن المديني وقتيبة بن سعيد

وغيرىم رووه عن الدراوردي عمى صواب ، ولم يكن ابن

أبي قتيمة من أىل الحديث ، بل كان يعيبيم ويطعن أىل : ، وقد ذكر عند اإلمام أحمد أنو قال عمييم

.زنديق زنديق زنديق : الحديث قوم سوء فقال أحمد وقد روه أبو أويس ، عن موسى بن إبراىيم ، عن أبيو ،

.أيضا -عن سممة عن إسماعيل بن أبي ( ( تاريخو ) ) ذكره البخاري في .واألول أصح : قال البييقي -أويس ، عن أبيو

عن : ) ) واية من لم يذكر في اسنادة ر : يعني ( ( .أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

موسى بن إبراىيم ( ( : تاريخو ) ) وذكر البخاري في بن عبد اهلل بن أبي ربيعة ، سمع سممة بن األكوع ،

.روى عنو عطاف بن خالد وروى عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن موسى بن

ن أبي ربيعة عن أبيو ، عن أنس ، أنو رأى إبراىيم ب .صمى في ثوب واحد ممتحفا فيو ) النبي

وىذا الحديث خرجو اإلمام أحمد ، عن أبي عامر فيذا ىو النظر الذي . العقدي ، عن ابن أبي الموالي ، وىو ( ( صحيحو ) ) أشار البخاري إلى إسناده في

.إبراىيم االختبلف في إسناد الحديث عمى موسى بنوفي كونو عمة مؤثرة نظر ؛ فإن لفظ الحديثين مختمف

.جدا ، فيما حديثان مختمفان إسنادا ومتنا نعم ؛ لرواية ابن أبي الموالي ، عن موسى ، عن أبيو ، عن أنس عمة مؤثرة ، وىي أن عبد اهلل بن عكرمة رواه -عن إبراىيم بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن أبي ربيعة

، وقد ) ، عن جابر ، عن النبي -والد موسى : وىو .خرج حديثو اإلمام أحمد

ولعل ىذة الرواية أشبو ؛ فإن متن ىذا الحديث معروف .عن جابر بن عبد اهلل ، ال عن أنس

لكن نقل ابن أبي حاتم ، عن أبيو في كبلم جاء عمى

أن رواية موسى عن أبيو ( ( : أوىام تاريخ البخاري ) ) ، ورواية إبراىيم والد موسى عن عن أنس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.جابر من غير رواية ابنو موسى .وىذا يدل عمى أن اإلسنادين محفوظان

وأما حديث الصبلة في القميص وزره بالشوكة ، فبل يعرف إال بيذا اإلسناد عن سممة ، فبل يعمل بحديث

.واهلل أعمم . غيره من صمى في الثوب الذي يجامع فية إذا : ) ) وأما قولو

، فيذا فيو غير حديث ، لكنيا ليست ( ( لم ير فيو أذى :عمى شرطو

فروى يزيد بن أبي حبيب ، عن سويد بن قيس ، عن معاوية بن حديج ، عن معاوية بن أبي سفيان ، أنو سال

يصمي في ) ىل كان النبي ) أختو أم حبيبة زوج النبي

نعم ، إذا لم ير فيو : ي يجامعيا فيو ؟ قالت الثوب الذ .أذى

خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن .ماجو

وخرج اإلمام أحمد من رواية ضمرة بن حبيب ، أن محمد بن أبي سفيان الثقفي حدثو ، أنو سمع أم حبيبة

يصمي ، وعمي وعميو ثوب ) رأيت رسول اهلل : تقول .ما كان واحد ، فيو كان

وروى األوزاعي ، عن يعيش بن الوليد ، عن معاوية بن دخمت عمى أم حبيبة ورسول اهلل : أبي سفيان ، قال

إال أراه يصمي كما : يصمي في ثوب واحد ، فقمت ) .نعم ، وىو الثوب الذي كان فيو ما كان : أرى ؟ قالتا

.خرجو أبو يعمى الموصمي .أدرك معاوية ويعيش ثقة ، إال أني ال أظنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو من حديث عبد الممك بن

سال رجل النبي : عمير ، عن جابر بن سمرة قال نعم : ) ) أصمي في الثوب الذي آتي فيو أىمي ؟ قال )

( ( .، إال أن ترى شيئا فتغسمو الصواب وقفو عمى : وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني

.جابر بن سمرة ىذا الحديث ال يرفع : وقال عبد اهلل ابن اإلمام أحمد

.عن جابر بن سمرة .يشير إلى أن من رفعو فقد وىم

: وخرج ابن ماجو من رواية الحسن بن يحيى ألخشني ثنا زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد اهلل ، عن أبي

خرج عمينا : ء ، قال إدريس الخوالني ، عن أبي الدر داورأسو يقطر ماء ، فصمى بنا في ثوب واحد ) رسول اهلل

متوشحا بو ، قد خالف بين طرفيو ، فمما انصرف قال لو يا رسول اهلل ، تصمي بنا في ثوب : عمر بن الخطاب

:واحد ؟ قال

قد جامعت : أي -( ( نعم ، اصمي فيو ، وفيو ) ) .فيو

.ليس بشيء : معين فيو والخشني ىذا ، قال ابن أن ال يطوف بالبيت عريان ؛ فيو ) وأما أمر النبي

حديث صحيح ، وقد خرجو البخاري في موضع أخر من .أن شاء اهلل -حديث أبي ىريرة ، وسيأتي قريبا

وىو من أحسن ما يستدل بو عمى النيي عن الصبلة عريانا ؛ ألن الطواف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يشبو بالصبلة ، فالمشبو بو أولى : -مرفوعا ، وموقوفا -وقد روي عن ابن عباس

( ( .الطواف بالبيت صبلة ) ) :خرج البخاري في ىذا الباب حديث أم عطية

:فقال

ثنا يزيد بن إبراىيم ، : ثنا موسى بن إسماعيل - امرنا أن نخرج : عن محمد ، عن أم عطية ، قالت

يوم العيدين وذوات الخدور ، يشيدن جماعة الحيض . المسممين ودعوتيم ، ويعتزل الحيض عن المصمى

يا رسول اهلل ، إحدانا ليس ليا جمباب ؟ : قالت امرأة ( ( .لتمبسيا صاحبتيا من جمبابيا : ) ) قال

ثنا محمد بن : ثنا عمران : وقال عبد اهلل بن رجاء .بيذا ) النبي سمعت: حدثتنا أم عطية : سيرين

ن لم تكن عمى نما ذكر رواية عمران عن ابن سيرين وا وا شرطو ؛ ألن فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التصريح بسماع ابن سيرين لو من أم عطية لو من ؛ فإن من الرواة من رواه عن ابن سيرين ، عن ) النبي

ين ، رواية ابن سير : أختو ، عن أم عطية ، والصحيح

قالو الدارقطني وغيره ؛ فمذلك أشار : -عن أم عطية .البخاري إلى رواية عمران المصرحة بذلك

قال ابن مسعود ومجاىد ( ( : الجمباب ) ) و أنو لممرآة كالرداء : ىو الرداء ، ومعنى ذلك : وغيروىما

لمرجل ، يستر أعبلىا ، إال أنو يقنعيا فوق رأسيا ، كما .عمى منكبيو يضع الرجل رداءه

يدنين عميين ) : ) وقد فسر عبيدة السمماني قول اهلل بأنيا تدنيو من فوق [ : األحزاب ) ] من جبلبيبين

رأسيا ، فبل تظير إال عينيا ، وىذا كان بعد نزول الحجاب ، وقد كن قبل الحجاب يظيرن بغير جمباب ،

ان ذلك ما ظير منيا ويرى من المرآة وجييا وكفاىا ، وكوال يبدين زينتين إال ما ظير ) : ) من الزينة في قولو

[ . : النور ) ] منيا ثم أمرت بستر وجييا وكفييا ، وكان األمر بذلك ذلك : ) مختصا بالحرائر دون اإلماء ، وليذا قال تعالى

، [ : األحزاب ] )أدنى أن يعرفن فبل يؤذين حتى تعرف الحرة فبل يتعرض ليا الفساق ، : يعني

فصارت المرآة الحرة ال تخرج بين الناس إال بالجمباب ، لما أمر النساء بالخروج في العيدين ، ) فميذا سئل النبي

: المرآة منا ليس ليا جمباب ؟ فقال : وقيل لو تعيرىا يعني -( ( لتمبسيا صاحبتيا من جمبابيا ) )

.جمبابا تخرج فيو ذا عمم ىذا المعنى ، ففي إدخال ىذا الحديث في وا

نظر ؟ فإن الجمباب ( ( المباس في الصبلة : باب ) ) إنما أمر بو لمخروج بين الناس ؛ ال لمصبلة ، ويدل

أن األمر بالخروج دخل فيو الحيض وغيرىن ، : عميو ألمر بإعارة وقد تكون فاقدة الجمباب حائضا ، فعمم أن ا

الجمباب إنما ىو لمخروج بين الرجال ، وليس من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب اخذ الزينة لمصبلة ؛ فإن المرآة تصمي في بيتيا نما تؤمر بالخمار ، كما بغير جمباب بغير خبلف ، وا

ال يقبل : ) ) ، أنو قال ) روي عن عائشة عن النبي ( ( .ر خمار اهلل صبلة حائض بغي

خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجو ، والترمذي .، وحسنو

وفي إسناده اختبلف ، وقد روي موقوفا عمى عائشة ومرسبل ؛ ولذلك لم يخرجو البخاري ومسمم ؛ وخرجو ابن

( ( .صحيحييما ) ) خزيمة ، وابن حبان في حاضت ال يقبل اهلل صبلة امرأة قد: ) ) وفي رواية ليا

( ( .إال بخمار العمل عمى ىذا عند أىل العمم ، أن : وقال الترمذي

المراة إذا أدركت فصمت وشيء من شعرىا مكشوف ال .تجوز صبلتيا

أجمع أىل العمم أن عمى المرأة الحرة : وقال ابن المنذر البالغ أن تخمر رأسيا إذا صمت ، وأنيا إذا صمت

: قال . ادة الصبلة وجميع رأسيا مكشوف أن عمييا إع .وأجمعوا أن ليا أن تصمي وىي مكشوفة الوجو

:واختمفوا فيما عمييا أن تغطي في الصبلة

عمييا أن تغطي ما سوى وجييا وكفييا ، : فقالت طائفة .وىو قول االوزاعي ، والشافعي ، وأبي ثور

إذا صمت تغطي كل شيء منيا وال يرى : وقال أحمد .ا منيا شيء ، وال ظفرى

: وقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن ىشام .كل شيء من المراة عورة ، حتى ظفرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قد تقدم أن كشف وجييا في الصبلة جائز : قمت

باإلجماع ، والخبلف في .الكفين ، وفيو عن أحمد روايتان

م توار إذا بمغت المحيض فصمت ول: وقال الحسن .أذنييا فبل صبلة ليا

ال يجب عمييا ستر اليدين وال : وعند أبي حنيفة .القدمين

وأما الوجو ، فقد ذكر ابن المنذر وغيره اإلجماع عمى جواز كشفو في الصبلة ، وىذا يدل عمى أن اخذ المراة الجمباب في صبلة العيدين ليس ىو ألجل الصبلة ، بل

و كانت المراة حائضا ال ىو لمخروج بين الرجال ، ول .تصمي فإنيا ال تخرج بدون جمباب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - عقد اإلزار عمى القفا في الصبلة

صموا مع رسول اهلل : وقال أبو حازم ، عن سيل .عاقدي أزرىم عمى عواتقيم )

حديث سيل بن سعد ىذا قد خرجو البخاري بإسناده ، .إن شاء اهلل تعالى -ريبا وسيأتي ق

:وأسند في ىذا الباب حديث جابر من طريقين :أحدىما

واقد بن محمد ، عن محمد بن : من طريق - صمى جابر في إزار ، قد عقده من قبل : المنكدر ، قال

: قفاه ، وثيابو موضوعة عمى المشجب ، فقال لو قائل ك ليراني إنما صنعت ذل: تصمي في إزار واحد ؟ قال

أحمق مثمك ، وأينا كان لو ثوبان عمى عيد رسول اهلل ؟)

:والثاني عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن : من طريق -

رأيت جابرا يصمي في ثوب : محمد بن المنكدر ، قال .يصمي في ثوب ) رأيت النبي : واحد ، وقال

ليس في ىذا الباب حديث مرفوع صريح في الصبلة في نما في الرواية األولى إزا ر واحد معقود عمى القفا ؛ وا

ذلك من فعل جابر ، وفي حديث سيل من فعل .، وىو شبيو بالمرفوع ) الصحابة خمف النبي ىو الصبلة في ثوب واحد ، من : والمرفوع في الباب

.غير بيان كيفية لبسو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بعد ىذا الباب من رواية ابن أبي وقد خرج البخاري فيما دخمت عمى : عن ابن المنكدر ، قال -أيضا -الموالى

جابر وىو يصمي في ثوب ممتحفا بو ، ورداؤه موضوع ، يا أبا عبد اهلل ، تصمي ورداؤك : فمما أنصرف قمنا أحببت أن يراني الجيال مثمكم ، : نعم : موضوع ؟ قال

.يصمي ىكذا ) رأيت النبي يصمي في إزار بغير ) ىذا يدل عمى أنو رأى النبي و

رداء ، ورواية واقد بن محمد عن ابن المنكدر التي خرجيا البخاري في ىذا الباب صريحة في أن جابرا عقد

إزاره من قبل قفاه ، فظير من كبل الروايتين أن جابرا صمى في إزار عقده من قفاه ، وانو اخبر أنو رأى النبي

.يصمي كذلك ) أن يصمي الرجل ) من نيي النبي -أيضا -ويؤخذ ىذا

.في ثوب واحد ، ليس عمى عاتقو منو شيء إن -وقد خرجو البخاري فيما بعد ، وسيأتي في موضعو

.شاء اهلل تعالى يريد أن ال يتزر بو في وسطو ، ويشد : قال الخطابي

طرفيو عمى حقويو ، ولكن يتزر بو ويرفع طرفيو ، نيما ، ويشد عقده عمى عاتقيو ، فيكون بمنزلة فيخالف بي

.اإلزار والرداء -أحمد : يعني -رأيت أبا عبد اهلل : وقال الميموني

يصمي الفرض وعميو إزار واحد متوشحا بو ، وقد عقد .طرفيو في قفاه

ىذا محمول عمى أنو كان : قال القاضي أبو يعمى ده من صغيرا لم يمكنو أن يخالف بين طرفيو ، فعق

.ورائو يشير إلى أن االرتداء بالثوب أفضل من االتزار بو ،

إن شاء اهلل -وسيأتي بيان ذلك في الباب اآلتي .تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : وخرج الطبراني بإسناد ضعيف ، عن أبي ىريرة ، قال

في ثوب متوشحا ، فمم ينل طرفاه ) صمى بنا رسول اهلل .قده ، فع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الصبلة في الثوب الواحد ممتحفا بو

المتوشح ، وىو : الممتحف : وقال الزىري في حديثو المخالف بين طرفيو عمى عاتقيو ، وىو االشتمال عمى

.منكبيو بثوب ، وخالف بين ) التحف النبي : وقالت أم ىانئ

.طرفيو عمى عاتقيو نما حد يث أم ىانئ قد خرجو البخاري في ىذا الباب ، وا

تفسير االلتحاف المذكور فيو ، وقد حكى : مراده ىنا

عن الزىري أنو فسره بالتوشح ، وذكر أن التوشح : وااللتحاف واالشتمال بالثوب المأمور بو في الصبلة ىو أن يطرح الثوب عمى منكبيو ، ويرد طرفيو عمى

ما فيو السدل المنيي عنو ، كما عاتقيو ، فإن لم يردى .إن شاء اهلل تعالى -سنذكره

ىو أن : وقد فسر يعقوب بن السكيت التوشح ، فقال يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه عمى منكبو األيمن من

تحت يده اليسرى ، ويأخذ طرفو الذي ألقاه عمى األيسر .من تحت يده اليمنى ، ثم يعقدىما عمى صدره

: التوشح : ين التوشح واالشتمال ، فقال وفرق األخفش بىو أن يأخذ طرف الثوب األيسر من تحت يده اليسرى ،

فيمقيو عمى منكبو األيمن ، ويمقي طرف الثوب األيمن .من تحت يده اليمنى عمى منكبو األيسر

أن يمتف الرجل بردائو أو بكسائو من : واالشتمال : قال أليمن عمى منكبو رأسو إلى قدميو ، يرد طرف الثوب ا

.األيسر :خرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث

:الحديث األول :حديث عمر بن أبي سممة ، وخرجو من طرق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:فخرجو أوال ثنا ىشام بن عروة ، : عن عبيد اهلل بن موسى -

صمى ) عن أبيو ، عن عمر بن أبي سممة ، أن النبي .ثوب واحد قد خالف بين طرفيو في

وبدأ بيذه الطريق لعموىا ؛ فإنو رواه عن عبيد اهلل بن ، عن ىشام بن عروة -العبسي الكوفي : وىو -موسى

.سمعو منو بغير ( ( كتابو ) ) أنو لم يرو عنو في : وقد قيل

واسطة غير ىذا الحديث ، وىذال حديث بغير واسطة أو -أيضا -وىم ؛ فإنو روى عنو

بني : ) ) ، وىو حديث ( ( كتاب اإليمان ) ) في

( ( .اإلسبلم عمى خمس :ثم قال ثنا يحيى ، عن ىشام ، : ثنا محمد بن المثنى - حدثني أبي ، عن عمر ابن أبي سممة ، أنو رأى : قال

يصمي في ثوب واحد في بيت أم سممة ، قد ) النبي .ألقى طرفيو عمى عاتقيو

زيادة تصريح : القطان ، وفي ىذه الرواية : ويحيى ىوىشام بسماعو لو من أبيو ، ورؤية عمر بن أبي سممة

) .لذلك من النبي :ثم قال ثنا أبو إسامة ، عن : ثنا عبيد بن إسماعيل -

: ىشام ، عن أبيو ، أن عمر بن أبي سممة أخبره ، قال بيت يصمي في ثوب واحد مشتمبل بو في ) رأيت النبي

.أم سممة ، واضعا طرفيو عمى عاتقيو تصريح عروة بسماعو لو من عمر بن : ففي ىذه الرواية يصمي ) رؤية عمر لمنبي : -أيضا -أبي سممة ، وفيو

كذلك ، وفيو تسمية ذلك اشتماال ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وتفسيره بوضع طرفي الثوب عمى عاتقيو ( ( : صحيحو ) ) يا مسمم في وفي رواية خرج

( (متوشحا بو ) ) وأظن البخاري من ىذه الوجوه الثبلثة عن ىشام ليبين أن

عن ىشام ، عن أبيو ، عن عبد اهلل بن عبد : من رواه فقد وىم ؛ فإن ) اهلل بن أبي أمية المخزومي ، عن النبي

.إسحاق رواه ، عن ىشام كذلك . خرجو من طريقو اإلمام أحمد

من طريق أبي الزناد ، عن أبيو ، -أيضا -وخرجو .أيضا -عن عروة كذلك ، وىو وىم

عمي بن المديني ، وأبو زرعة : وممن جزم بأنو وىم .وأبو حاتم الرازيان

وممن رواه عن ىشام ، عن أبيو ، عن عمر بن أبي

.شعبة ، ومالك ، وحماد بن زيد وغيرىم : سممة :الحديث الثاني

حدثني مالك ، : ثنا إسماعيل بن أبي أويس - عن أبي النظر مولى عمر بن عبيد اهلل ، أن أبا مرة

مولى أم ىانئ بنت أبي طالب اخبره ، أنو سمع أم ىانئ عام الفتح ، فوجدتو ) ذىبت إلى رسول اهلل : قالت

فسممت عميو ، : قالت . يغتسل وفاطمة ابنتو تستره أنا أم ىانئ بنت أبي : قمت ( ( من ىذه ؟ : ) ) فقال

، فمما فرغ من ( ( مرحبا بأم ىانئ : ) ) فقال . طالب غسمو قام ، فصمى ثمان ركعات ممتحفا في ثوب واحد ،

يا رسول اهلل ، زعم ابن أبي ، أنو : فمما انصرف قمت قاتل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) : رسول اهلل فبلن بن ىبيرة ، فقال: رجبل قد أجرتو

وذلك : قالت ( ( . قد أجرنا من أجرت يا أم ىانئ ) ) .ضحى

وخرجو مسمم من رواية جعفر بن محمد ، عن أبيو ، صمى في ) عن أبي مرة ، عن أم ىانئ ، أن رسول اهلل

بيتيا عام الفتح ثمان ركعات ، في ثوب واحد ، قد .خالف بين طرفيو

، ويأتي ( ( ب الغسل كتا) ) وأول الحديث قد سبق في وفي ( ( صبلة الضحى ) ) الكبلم عمى باقيو في

إن شاء اهلل -( ( أمان المرأة ) ) في ( ( الجياد ) ) .تعالى

:الحديث الثالث أنا مالك ، عن ابن : ثنا عبداهلل بن يوسف -

شياب ، عن سعيد بنالمسيب ، عن أبي ىريرة ، أن سائبل سأل رسول اهلل

) : لصبلة في ثوب واحد ، فقال رسول اهلل عن ا) ( ( .أو لكمكم ثوبان ؟ ) )

وقد رواه ابن عيينة واألوزاعي عن الزىري ، كما رواه

.مالك ورواه يونس وعقيل عن الزىري عن سعيد وأبي سممة

.عن أبي ىريرة .كبلىما صحيح : قال أبو حاتم الرازي ليتوشح : ) ) ل قا: في روايتو [ و ] ورواه األوزاعي ، ( ( .بو ، ثم ليصل فيو

.أنو تفرد بيذه المفظة عن الزىري : وقيل إشارة إلى أن منيم من ( ( أو لكمكم ثوبان ؟ : ) ) وقولو

ال يجد سوى ثوبواحد ، فمو لم يصل أحد في ثوب واحد لشق ذلك عمى بعض الناس أو كثير منيم ، والحرج مرفوع عن ىذه

ما يريد المو ليجعل عميكم من حرج : ) بقولو األمةوما جعل عميكم في الدين : ) ، وقولو [ : المائدة ) ]

[ . : الحج ) ] من حرج

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فدلت أحاديث ىذا الباب كميا عمى أنو يجوز أن يصمي

ثوب واحد ، يشتمل بو عمى منكبيو ، ويخالف الرجل في بين طرفيو عمى عاتقيو ، وىو أفضل من االتزار بو ، .وعقده عمى قفاه ، فإنو إنما يتزر بو ويعقد عند ضيقو

ىذا قول أصحابنا والشافعية وغيرىم ، وسيأتي من حديث .جابر التصريح بيذا المعنى

، وكان كثير من الصحابة يصمي كذلك ويأمر بو .عمي ، وجابر ، وخالد بن الوليد : منيم

وقد روي عن طائفة من السمف ما يدل عمى خبلف ذلك ، وان االتزار بالثوب الواحد في الصبلة أولى من

.االشتمال وروى وكيع ، عن فضيل بن غزوان ، عن عبد اهلل بن

صميت إلى جنب ابن عمر وأنا متوشح ، : واقد قال .فأمرني باألزرة

قال : عون بن صالح ، عن حيان البارقي ، قال وعنفي : يعني -ال تمبب كتمبب الييود : ابن عمر

.التوشح من طريق حماد بن زيد ، ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

قال : عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال إذا كان : ) ) -أو قال عمر : قال -) رسول اهلل

، فإن لم يكن إال ثوب ألحدكم ثوبان فميصل فييما ( ( .فميتزر ، وال يشتمل اشتمال الييود

وقد سبق أنو حديث مختمف في رفعو وفي وقفو عمى عمر بن الخطاب ، وقد روي موقوفا عمى ابن عمر من

.قولو إذا لم : ) ) وفي رواية مرفوعة خرجيا الحاكم وصححيا

يجد أحدكم إال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثوبا واحدا فميشده عمى حقويو ، وال يشتمل اشتمال ( ( .الييود

ليس كل أحد يرفعو ، وقد : قال األثرم في ىذا الحديث يشير إلى االلتحاف -من وجوه خبلفو ) روي عن النبي

.واالتشاح بالثوب ، كما تقدم ن صح حديث ابن عمر فيو محمول عمى ما إذا لم وا

ذلك ىو السدل المكروه ، وبذلك يرده عمى عطفيو ، فإن .فسر السدل اإلمام أحمد وأبو عبيد وغيرىما من األئمة

عمي ، وابن مسعود ، : وممن كره السدل في الصبلة صح عن عمي أنو كرىو ، وجعمو من فعل : قال أحمد

.الييود ، واختمفوا فيو عن ابن عمر .وفي كراىتو أحاديث مرفوعة في أسانيدىا مقال

.حمد ، أنو ال يكره ، إال إذا لم يكن تحتو قميص وعن أوكان الحسن وابن سيرين يسدالن عمى قميصيما ،

ورخص النخعي في السدل عمى القميص ، وكرىو عمى .اإلزار ، وحكي نحوه عن أحمد

أن يكون : وفسر آخرون السدل بما ذكرنا ، وزادوا مسببل تحت الكعبين ، وىذا ىو المروي عن الشافعي ،

وىو الذي ذكره أكثر أصحابو ، وبعض أصحابنا ، وقالو

الخطابي وغيره ، وجعموا حكمو حكم إسبال اإلزار تحت ن لم يكن خيبلء : الكعبين أن كان خيبلء حرم ذلك ، وا

.ففيو االختبلف المشيور أن ذلك ليس بشرط في السدل ، وان : والصحيح

في االختبلف في كراىة السدل إذا لم يعطف أحد طر ن لم يكن مسببل .واهلل أعمم . ثوبو عمى اآلخر وا

رايت سفيان الثوري يصمي : قال يزيد بن أبي حكيم مرخيا رداءه في األرض ، قد اشتممو وكشف عن بطنو

وصدره ، غير أنو زر طرفي الثوب ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ا ؟ أسدل ىذ: ممسكا عمييا عند موضع األزرة ، فسألو .ال ، حتى يرخيو وال يمسكو : قال

وكذلك روى إسحاق بن منصور ، أنو رأى أحمد يصمي

سادال ، وطرفا ثوبو .بيده ، فإذا قام من الركوع خمى عنيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا صمى في الثوب الواحد فميجعل عمى عاتقيو

:خرج فيو حديثين :أحدىما

:قال ثنا أبو عاصم ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، -

) : قال رسول اهلل : عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، قال ال يصمي أحدكم في الثوب الواحد ، ليس عمى عاتقو ) )

( ( .شيء بالياء ، فيكون إخبارا ( ( ال يصمي : ) ) ىكذا الرواية

كما قيل عن الحكم الشرعي ، أو إخبارا يراد بو النيي ،

والوالدات يرضعن أوالدىن : ) مثمو في قول اهلل تعالى [ . : البقرة ) ] حولين كاممين

:والثاني :قال ثنا شيبان ، عن يحيى بن أبي : ثنا أبو نعيم -

: قال -أو كنت سألتو -كثير ، عن عكرمة ، سمعتو يد أني سمعت رسول اهلل أش: سمعت أبا ىريرة يقول

من صمى في ثوب واحد فميخالف بين : ) ) يقول ) ( ( .طرفيو

في ىذه الرواية تصريح يحيى بن أبي كثير بالسماع ليذا من عكرمة ، فزال بذلك ما كان يخشى من تدليسو ،

.والتصريح بسماع عكرمة لو من أبي ىريرة نيي لمن صمى في ثوب واحد أن : والحديث األول

:يجرد عاتقيو ، والثاني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أمر لمن صمى في ثوب واحد أن يخالف بين طرفية

.ويضعيما عمى عاتقيو وقد اجمع العمماء عمى استحباب ذلك وأنو األفضل ، بل

.كرىوا لممصمي أن يجرد عاتقيو في الصبلة ذا لم إ) كان الرجل من أصحاب النبي : قال النخعي

.يجد رداء يصمي فيو وضع عمى عاتقيو عقاال ثم صمى كانوا يكرىون إعراء المناكب : -أيضا -وقال النخعي .في الصبلة

( ( .كتابو ) ) خرجيما ابن أبي شيبة في : -وروي عنو مرفوعا -وقد سبق قول ابن عمر

إذا صمى أحدكم فميمبس ثوبو ؛ فإن اهلل أحق أن ) ) ( .( يتزين لو

إذا صمى أحدكم فميتزر : ) ) وفي رواية عنو ( ( .وليرتد

ال : ولو صمى مكشوف المنكبين ، فقال أكثر الفقياء .إعادة عميو ، وحكي رواية عن أحمد

عميو اإلعادة الرتكابو : وقال أبو جعفر محمد بن عمي .النيي

أنو أن صمى الفريضة : والمشيور من مذىب أحمد .إعادة النفل عنو روايتان كذلك أعاد ، وفي

أن الشافعي نص عمى وجوبو في الصبلة ، : وقد قيل أن : وحكى بعض المالكية عن أبي الفرج من أصحابيم

ستر جميع الجسد في الصبلة الزم ، وفي صحة ىذا .نظر

ونص أحمد عمى أنو لو ستر أحد منكبيو وأعرى اآلخر لنيي ىو صحت صبلتو ؛ ألنو لم يرتكب النيي ، فإن ا

.إعراء عاتقيو ، ولم يوجد ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يجب ستر جميع منكبيو : وقال القاضي أبو يعمي يجزئ ستر بعضيما ، وال : وقال في موضع . كالعورة

.يجب سترىما بما ال يصف البشرة ، كالعورة أنو يجزئ أن يضع عمى عاتقيو ولو : وألصحابنا وجو

. أو خيطا وان لم يستره بو حببلال : وليم وجو آخر أنو كان ذلك يسمى لباسا أجزأه ، وا

.فبل وقد سبق أن من ألصحابو من كان يضع عمى عاتقيو

.عقاال ثم يصمي . تقميد السيف في الصبلة بمنزلة الرداء : وقال النخعي

وكان سعيد بن جبير .اة السيوف أردية الغز : وعن الحسن قال . يفعمو

وروي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو صمى بالناس في .قوس ليس عميو رداء غيرىما

ثنا مندل ، عن : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين صمى رسول : األحوص بن حكيم ، عن مكحول ، قال

.بالناس في قوس ) اهلل .كان يكره القوس : وقال النخعي

وعن . داء القوس والسيف بمنزلة الر : وقال الثوري .األوزاعي نحوه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا كان الثوب ضيقا

:فيو حديثان :أحدىما

ثنا فميح بن سميمان ، : ثنا يحيى بن صالح - سألنا جابر بن عبد اهلل : عن سعيد بن الحارث ، قال

رسول خرجت مع : عن الصبلة في الثوب الواحد ؟ فقال اهلل في بعض أسفاره ، فجئت ليمة لبعض أمري فوجدتو

يصمي ، وعمي ثوب واحد فاشتممت بو وصميت إلى ( ( ما السرى يا جابر ؟ : ) ) جانبو فمما انصرف قال

ما ىذا : ) ) فأخبرتو بحاجتي ، فمما فرغت قال

: يعني -كان ثوب : قمت ( ( االشتمال الذي رايت ؟ ن : ) ) قال -ضاق فإن كان واسعا فالتحف بو ، وا

( ( .كان ضيقا فاتزر بو يدل عمى أن ىذا ( ( ما السرى يا جابر : ) ) قولو

السير كان في آخر الميل ، وىو السرى ، وفيم النبي من جابر أنو جاء في ذلك الوقت لحاجة لو ، ولذلك )

.قال لو ذلك ، فقال وأما إنكاره عميو االشتمال بالثوب الواحد

االشتمال الذي أنكره أن يدير الثوب عمى : الخطابي .بدنو كمو ، ال يخرج منو يده

قد خرج ىذا الحديث مسمم وأبو داود وغيرىما : قمت بسياق يدل عمى بطبلن ىذا التفسير ، من رواية عبادة

بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، عن جابر ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في ) كنت مع النبي : قال : فذكر حديثا طويبل ، وفيو

غزاة ، فقام يصمي ، وكانت عمي بردة ذىبت أخالف بين طرفييا ، فمم يبمغ لي ، وكانت ليا ذباذب فنكستيا ، ثم خالفت بين طرفييا ، ثم تواقصت عمييا ال تسقط ، ثم

، فأخذ بيدي ) جئت حتى قمت عن يسار رسول اهلل ى أقامني عن يمينو ، فجاء جبار بن صخر فأدارني حت

. فقام عن يساره ، فأخذنا بيديو جميعا حتى أقامنا خمفو يرمقني وأنا ال أشعر ، ثم ) وجعل رسول اهلل : قال

فطنت بو ، فأشار إلي أن أتزر بيا فمما فرغ رسول اهلل لبيك: قمت ( ( يا جابر : ) ) قال )

واسعا فخالف بين إذا كان: ) ) يا رسول اهلل ، قال ذا كان ضيقا فاشدده عمى حقوك ( ( .طرفيو ، وا

فيذا السياق يدل عمى أن بردة جابر كانت ضيقة ، ال تتسع لبلتزار بيا واالرتداء ، ولذلك تواقص عمييا لئبل

.تسقط أنو ثنى : معناه ( ( : المعالم ) ) قال الخطابي في

وقص من عنقو ليمسك الثوب بو ، كأنو يحكي خمقة األ .مائل العنق : يعني -الناس

أن الصبلة بإزار واحد : وقد استدل بيذا الحديث من قال أمر جابرا أن ) مع إعراء المنكبين صحيحة ؛ فإن النبي

يتزر ويصمي لما عجز عن ستر عورتو ومنكبيو بالبردة .التي عميو لضيقيا

.وممن استدل بذلك الشافعي وأصحابو ومن وافقيم قال : وى شرحبيل بن سعد ، عن جابر ، قال وقد ر

إذا ما اتسع الثوب فتعاطف بو عمى ) : ) ) رسول اهلل ذا ضاق عن ذلك فشد بو حقويك ، ثم منكبيك ثم صل وا

( ( .صل عمى غير رداء .خرجو اإلمام أحمد ، وشرحبيل ىذا مختمف في أمره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:عن ذلك من وجيين وأجاب أصحابنا

أن ذلك محمول : ما أجاب بو أبو بكر األثرم : أحدىما عمى حالة العجز عن ستر المنكبين ، والنيي عن

.إعرائيما إنما يكون لمقادر عمى سترىما أن أعرى منكبيو : قول إسحاق ، قال -أيضا -وىذا

.نقمو عنو حرب : -في الصبلة من ضرورة فجائز ديث جابر ىذا محمول عمى صبلة النافمة أن ح: والثاني

، وحديث أبي ىريرة محمول عمى صبلة الفرض ، وىذا .جواب أبي بكر عبد العزيز بن جعفر

أن في رواية البخاري أن ذلك كان ليبل ؛ : ويشيد لو يدل عمى أنو كان ( ( ما السرى يا جابر ؟ : ) ) وقولو

لميل ، أو من أخر الميل ، فيحتمل أن تكون تمك صبلة ا .واهلل أعمم . صبلة الوتر : -أحمد : يعني -قيل ألبي عبداهلل : وقال حنبل

الرجل يكون عميو الثوب المطيف ال يبمغ أن يعقده ، ترى ال أرى ذلك مجزئا عنو ، : أن يتزر بو ويصمي ؟ قال

وأن كان الثوب لطيفا صمى قاعدا وعقده من ورائو ، .ي الثوب الواحد ف) عمى ما فعل أصحاب النبي

وىذه رواية مشكمة جدا ، ولم يروىا عن أحمد غير حنبل ، وىو ثقة إال أنو ييم أحيانا ، وقد اختمف متقدمو

ىل تثبت بو : األصحاب فيما تفرد بو حنبل عن أحمد رواية عنو أم ال ؟

ولكن اعتمد األصحاب عمى ىذه الرواية ، ثم اختمفوا في من وجد : يعمى ومن اتبعو فقال القاضي أبو : معناىا

ما يستر بو منكبيو أو عورتو وال يكفي إال أحدىما فإنو يستر عورتو ، ويصمي جالسا ؛ ألن الجموس بدل عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

القيام ، ويحصل بو ستر العورة ، فيستر بالثوب المطيف .منكبيو حيث لم يكن لو بدل

إذا كان الثوب يستر منكبيو : ا وقال طائفة من أصحابنوعجيزتو سترىما ، وصمى قاعدا لحصول ستر المنكبين .وستر العورة ، فإن لم يحوىما اتزر بو ، وصمى قائما

من اعتبر ستر عجزه خاصة ، فيكون : وىؤالء ، منيم أن : وىذا إنما يصح عمى قولنا . قبمو مستترا بالجموس

: المذىب المشيور العورة الفرجان خاصة ، فأما عمىأن العورة ما بين السرة والركبة فقد حصل كشف معظم

.العورة ، وستر ذلك آكد من ستر المنكبين من اعتبر ستر جميع عورتو مع المنكبين ، : ومنيم

فأسقط القيام لذلك ، وىو ظاىر كبلم ابن أبي موسى ، .وىو اقرب

، بل أنو ال يمزمو ذلك في ىذه الحال: وقياس المذىب يخير بينو وبين ستر عورتو وحدىا وصبلتو قائما ، كما يخير العاري بين أن يصمي قاعدا مراعاة لستر بعض

عورتو بالجموس وبين أن يصمي قائما مراعاة لركن .القيام

أنو يمزمو أن يستر عورتو : وألصحابنا وجو آخر ويصمي قائما كقول جميور العمماء ، ورجحو صاحب

؛ ألن القيام وستر العورة واجبان ( (المغني ) ) .باإلجماع ، بخبلف ستر المنكبين

حديث جابر المخرج في ىذا الباب ، : وعميو يدل إن شاء اهلل تعالى -وحديث سيل بن سعد كما سيأتي

ليو أشار أحمد في رواية حنبل بقولو - وعقده : ) ) ، وا ، لكن ) ( ( من ورائو عمى ما فعل أصحاب النبي

يث سيل ليس فيو أنيم كانوا يصمونحد .جموسا

سحاق بن راىويو أنو يفرق في ستر : وقول األثرم وا المنكبين بين القادر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والعاجز ، فيجب مع القدرة ويسقط عند العجز أشبو واهلل . األقاويل في المسألة ، وعميو يدل تبويب البخاري

.أعمم :ث الثاني الحديثنا أبو : حدثنا مسدد ، ثنا يحيى ، عن سفيان -

كان رجال : حازم سممة بن دينار ، عن سيل ، قال عاقدي أزرىم عمى أعناقيم كييئة) يصمون مع النبي

ال ترفعن رءوسكن حتى : ) ) وقال لمنساء . الصبيان ( ( .يستوي الرجال جموسا

زار الضيق يعقد عمى أن اإل: في ىذا الحديث من الفقو القفا إذا أمكن ليحصل بو ستر بعض المنكبين مع العورة

، وليذا استدل بو اإلمام أحمد في رواية حنبل كما .سبق .أن صفوف النساء كانت خمف الرجال : وفيو أن من انكشف من عورتو يسير في صبلة لم : وفيو

.تبطل صبلتو وقف فيو اإلمام وقد استدل بذلك طائفة من الفقياء ، وت

.ليس ىو بالبين : أحمد ، وقال يشير إلى أنو لم يذكر فيو انكشاف العورة حقيقة ، إنما

نما ذكر حديث عمرو بن سممة فيو خشية ذلك ؛ وا الجرمي أنو كان يصمي بقومو في بردة لو صغيرة فكان إذا سجد تقمصت عنو فيبدو بعض عورتو حتى قالت

.عنا است قارئكم أال تغطون: عجوز من ورائو ( ( كتابو ) ) وقد خرجو البخاري في موضع آخر من

.ىذا أنو إذا انكشفت العورة كميا أو كثير : ومذىب أحمد

منيا ، ثم سترىا في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

زمن يسير لم تبطل الصبلة ؛ وكذلك أن انكشفت منيا ر ولو طال شيء يسير ، وىو ما ال يستفحش في النظ

ن كان كثيرا وطالت مدة انكشافو بطمت زمنو ، وا .الصبلة

لو انكشفت عورتو في صبلتو لم يعد : وكذا قال الثوري .إذا عاد سترىا في الحال : ومراده -

أنو يعيد الصبلة بانكشافيا بكل حال : ومذىب الشافعي .، وعن أحمد ما يدل عميو

من المغمظة أن انكشف: وعن أبي حنيفة وأصحابو دون قدر الدرىم فبل إعادة ، ومن المخففة أن انكشف

.دون ربعيا فكذلك ، ويعيد فيما زاد عمى ذلك .وال فرق بين العمد والسيو في ذلك عند األكثرين

أن لم يعمم بذلك إال بعد انقضاء صبلتو : وقال إسحاق .لم يعد

.أيضا -وىو الصحيح عند أصحاب مالك أن من صمى عاريا فإنو : ة من المالكية وحكي عن طائف

ليس ستر العورة : وقالوا . يعيد في الوقت وال يعيده بعده .من فرائض الصبلة كالوضوء ، بل ىو سنة

أن الحرة إذا صمت بادية الشعر : والمنصوص عن مالك .أو الصدر أو ظيور القدمين أعادت في الوقت خاصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب -

الصبلة في الجبة الشاميةلم ير بيا : وقال الحسن في ثياب تنسجيا المجوس

.بأسا رأيت الزىري يمبس من ثياب اليمن ما : وقال معمر .صبغ بالبول .في ثوب غير مقصور ) وصمى عمي

جواز الصبلة في الثياب التي : المقصود بيذا الباب في ببلدىم وجمبت منيا ينسجيا الكفار ، وسواء نسجوىا .، أو نسجت في ببلد المسممين

روى أبو إسحاق الفزاري ، عن زائدة ومخمد ، عن ىشام ، عن الحسن ، أنو قال في الثياب التي تنسجيا

ال بأس بالصبلة : المجوس فيؤتى بيا قبل أن تغسل .فييا

ثنا حماد بن زيد ، عن مطر : وروى سعيد بن منصور سن ، أنو كان ال يرى بأسا أن يصمي الوراق ، عن الح

.في السابري والدستوائي ونحو ذلك قبل أن تغسل عن الربيع بن صبيح ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

ال بأس مما يعمل المجوس من : عن الحسن ، قال .الثياب

: وعن عمي بن صالح ، عن عطاء أبي محمد ، قال لبيسا غير رايت عمى عمي قميصا من ىذه الكرابيس ،

.غسيل ( ( : كتاب العمل ) ) ورواه عبداهلل بن اإلمام أحمد في

: ثنا عمي بن صالح : ثنا محمد بن ربيعة : ثنا أبي رأيت عميا اشترى: حدثني عطاء أبو محمد قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ثوبا سنببلنيا فمبسو ، ولم يغسمو ، وصمى فيو : الخبلل بإسناده ، عن ابن سيرين ، قال وروى أبو بكر

ذكر عند عمر الثياب اليمانية ، أنيا تصبغ بالبول ؟ .نيانا اهلل عن التعمق والتكمف : فقال

وروى اإلمام أحمد ، عن ىشيم ، عن يونس ، عن

الحسن ، أن عمر بن الخطاب أراد أن ينيى عن حمل يس ذاك ل: الحبرة ؛ ألنيا تصبغ بالبول ، فقال لو أبي

.، ولبسناىن في عيده ) لك ، قد لبسين النبي من ( ( كتاب المباس ) ) وروى ابن أبي عاصم في

-وفيو ضعف -طريق محمد بن عبيد اهلل العرزمي : عن عبد الممك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر ، قال

أنو بمغني أن ىذه البرود : خطب عمر الناس ، فقال تصبغ بالبول ؛ بول العجائز اليمانية التي تمبسونيا

العتق ، فمو نيينا الناس عنيا ؟ فقام عبد الرحمن بن يا أمير المؤمنين ، أتنطمق إلى شيء : عوف ، فقال

وأصحابو فتحرمو ؟ إنيا تغسل بالماء ) لبسو رسول اهلل .، فكف عمر عن ذلك

وقد روي عن الحسن أنو كان إذا سئل عن البرود إذا ت بالبول ، فيل ترى بمبسيا بأسا ؟ حدث بحديث صبغ

.عمر مع أبي بن كعب كما تقدم يصبغ -أحمد : يعني -كان أبو عبداهلل : وقال حنبل

لو ييودي جبة فميبسيا ، وال يحدث فييا حدثا من غسل

ولم تسأل عما ال تعمم ؟ لم : فقمت لو ، فقال . وال غيره .ذلك يزل الناس منذ أدركناىم ال ينكرون

وسئل أبو عبداهلل عن ييود يصبغون بالبول : قال حنبل المسمم والكافر في ىذا سواء ، وال تسال عن : ؟ فقال

إذا عممت أنو ال محالة يصبغ : ىذا وال تبحث عنو وقال .من البول وصح عندك فبل تصل فيو حتى تغسمو

سئل أحمد عن الثواب يصبغو : وقال يعقوب بن بختان :قال الييودي ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كأنو لم ير بو بأسا -ويستطيع غير ىذا ؟ سمعت أبا عبداهلل يسأل عن الثوب : وقال المروذي

نعم ، : يعممو الييودي والنصراني ، تصمي فيو ؟ قال .القصار يقصر الثياب ، ونحن نصمي فييا

لثياب فإنو وكل ىذا يدل عمى أن ما صنعو الكفار من ا

يجوز الصبلة فيو من غير غسل ، ما لم تحقق فيو نجاسة ، وال يكتفى في ذلك بمجرد القول فيو حتى يصح

.، وأنو ال ينبغي البحث عن ذلك والسؤال عنو وحكى ابن المنذر ىذا القول عن مالك والشافعي وأحمد وأصحاب الرأي ، فمم يحك عن أحد فيو خبلفا ، وىو

س ومن . نقمو عنو حرب : -حاق قول الثوري وا ومنيم من نفى . أصحابنا من قال ال نعمم في ىذا خبلفا

ومن األصحاب من حكى فيو . الخبلف فيو في المذىب .خبلفا عن أحمد

ونقل أبو داود أن أحمد سئل عن الثوب النسيج يصمى نعم ، إال أن ينسجو مشرك : فيو قبل أن يغسل ؟ قال

.أو مجوسي قرأت عمى أبي عبد : بن إبراىيم بن ىانئ وقال إسحاق

ابن أبي عدي ، عن ابن عون : -أحمد : يعني -اهلل كان محمد بن سيرين يختار إذا اخذ الثوب من : ، قال

إليو : قال أبو عبد اهلل . النساج أن ال يمبسو حتى يغسمو أحب إلي أن ال يصمي فيو حتى : أو قال . اذىب

.يغسمو عبد العزيز بن جعفر ىذه الرواية عمى وحمل أبو بكر

أن الثوب نسجو مشرك وثني أو مجوسي ، كما رواه أبو داود ، فإن كان كتابيا صمى فيو بغير غسل ، عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن صمى فيما نسجو وثني أو : قال . ما رواه المروذي وا مجوسي من غير غسل فبل يتبين لي

.ألن األصل طيارتو اإلعادة ؛ اختمف قول أحمد في الثوب : وقال ابن أبي موسى

ىل يصمي فيو مسمم قبل : ينسجو ييودي أو نصراني أن يغسمو أم ال ؟ عمى روايتين ، فأما الثوب الذي

.ينسجو مجوسي فبل يصمى فيو حتى يغسل قوال واحدا وىذا كمو فيما ينسجو الكفار من الثياب ، ولم يمبسوه ،

ما ما لبسوه من ثيابيم ، فاختمف العمماء في الصبلة فأ

:فيو قبل غسمو ال بأس : قال الحسن . من رخص في ذلك : فمنيم

بالصبلة في رداء الييودي والنصراني وىو قول الثوري ، وغسميا : قال الثوري . وأبي حنيفة ، ورواية عن أحمد

.أحب إلي و قول من كره ذلك ، من غير تحريم ، وى: ومنيم

.الشافعي ، ورواية عن أحمد وكره أبو حنيفة وأصحابو ما ولي عوراتيم ، كاإلزار

.أنا لذلك أشد كراىة : وقال الشافعي . والسراويل ال يصمى في شيء من ثيابيم حتى : وقالت طائفة

يغسل ، وىو قول إسحاق ، وحكي رواية عن أحمد ، يو يعيد إذا صمى ف: ، وقال -أيضا -وىو قول مالك

.ما دام في الوقت :وفرقت طائفة بين من تباح ذبيحتو ومن ال تباح

في الصبلة في ثوب -في رواية حنبل -قال أحمد إذا لم يجد غيره غسمو وصمى فيو : الييودي والنصراني

، وثوب المجوسي ال يصمى فيو ، فإن غسمو وبالغ في

د غسمو فأرجو ؛ ىؤالء ال يجتنبون البول ، والييو .والنصارى كأنيم اقرب إلى الطيارة من المجوس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفرقت طائفة بين ما يمي عوراتيم وما ال يمي العورات ال بأس بالصبلة في : -في رواية حنبل -قال أحمد

ثوب الييودي والنصراني ، إال ما يمي جمده ، فأما إذا .و كان فوق ثيابو فبل بأس بكل ثوب : سمعت أبي قال : وقال عبد اهلل بن أحمد

يمبسو ييودي أو نصراني أو مجوسي إذا كان مثل اإلزار والسراويل فبل يعجبني أن يصمى فيو ؛ وذلك أنيم ال

.يتنزىون من البول ونقل بكر بن محمد ، عن أبيو ، عن أحمد ، فيمن ب أح: صمى في سراويل ييودي أو نصراني أو مجوسي

.إلي أن يعيد صبلتو كميا

ال يصمى في شيء من : ونقل حرب ، عن أحمد ، قال القميص والسراويل : ثياب أىل الكتاب التي تمي جمده

.وغير ذلك ال تستعمل ثياب المجوسي حتى : قال ابن أبي موسى

تغسل ، وال ما سفل من ثياب أىل الكتاب كالسراويل ، .وما لصق بأبدانيم حتى يغسل

ترجع إلى قاعدة تعارض األصل والظاىر ، : المسألة و فاألصل الطيارة ، والظاىر أنو ال يسمم من النجاسة ،

وقد يقوى ذلك الظاىر في حق من ال تباح ذبائحو ؛ فإن ذبائحيم ميتة ، وما ولي عوراتيم ؛ فإن سبلمتو من النجاسة بعيد جدا ، خصوصا في حق من يتدين

.بالنجاسة :في ىذا الباب خرج البخاري

األعمش ، عن مسمم ، عن مسروق ، : حديث - في سفر ، ) عن مغيرة بن شعبة ، قال كنت مع النبي

، فأخذتيا ، ( ( يا مغيرة ، خذ اإلداوة : ) ) فقال حتى توارى عني فقضى حاجتو ) فانطمق رسول اهلل

وعميو جبة شامية ، فذىب ليخرج يده من كميا فضاقت ه من أسفميا ، فصببت عميو فتوضأ وضوءه ، فأخرج يد

.لمصبلة ، ومسح عمى خفيو ، ثم صمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من ( ( كتاب الطيارة ) ) وقد سبق ىذا الحديث في كتاب ) ) وجوه أخر عن المغيرة ، وخرجو في

من طريق الشعبي ، عن عروة بن المغيرة ، ( ( المباس وعميو جبة من : ) ) حديثو عن أبيو ، وفي

( ( .صوف جواز الصبلة فيما يجمب من ببلد : وفيو من الفقو

وجواز الصبلة في الصوف ، . المشركين من ثيابيم ن لم يتمكن من وجواز الوضوء فيما ىو ضيق الكمين وا

إخراج يديو منو عند الوضوء ، إذا أخرج يديو من .أسفمو

، من حديث عمي بن زيد وخرج اإلمام أحمد ، وأبو داودبن جدعان ، عن أنس ، أن ممك الروم أىدى لمنبي

.مستقة من سندس ، فمبسيا ) .وعمي بن زيد ، مختمف في أمره ، وليس بالحافظ جدا

فراء طوال األكمام ، : المساتق : قال األصمعي .مستقة : واحدتيا .أيضا -وتضم . بفتح القاف : والمستقة

يشبو أن تكون ىذه المستقة مكففة : قال الخطابي .بالسندس ؛ ألن نفس الفرو ال يكون سندسا

بل الظاىر أن غشاء الفرو كان حريرا ، ويدل : قمت ما رواه سالم بن نوح ، عن عمر بن عامر ، عن : عميو

أن أكيدر دومة أىدى إلى رسول اهلل : قتادة ، عن أنس الناس منيا ، فعجب ) جبة سندس ، فمبسيا رسول اهلل )

يا رسول اهلل ، تكرىيا : ، ثم أىداىا إلى عمر ، فقال يا عمر إنما أرسمت بيا إليك لتبعث : ) ) وألبسيا ؟ قال

وذلك قبل أن ينيى عن ( ( . بيا وجيا فتصيب بيا ماال .الحرير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرجو البزار وغيره ، وخرجو مسمم مختصرا ىو فروج الحرير الذي قال عقبة بن -واهلل أعمم - وىذا

فروج حرير فمبسو ، ثم ) أىدي لرسول اهلل : عامر صمى فيو ثم انصرف فنزعو نزعا شديدا ، كالكاره لو ،

( ( .ال ينبغي ىذا لممتقين : ) ) ثم قال .وقد خرجو البخاري في موضع آخر

: ال وخرج مسمم من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، قيوما قباء من ديباج أىدي لو ، ثم أوشك ) لبس النبي

.وذكر بقية الحديث -أن نزعو ، ثم أرسل بو إلى عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

كراىية التعري في الصبلة وغيرىاثنا زكريا بن : ثنا روح : حدثنا مطر بن الفضل -

سمعت جابر بن : ، قال ثنا عمرو بن دينار : إسحاق كان ينقل معيم الحجارة ) عبداهلل يحدث ، أن رسول اهلل

يا بن أخي ، : لمكعبة وعميو إزاره ، فقال لو العباس عمو . لو حممت إزارك فجعمتو عمى منكبيك دون الحجارة

فحمو ، فجعمو عمى منكبيو ، فسقط مغشيا عميو ، : قال .فما رئي بعد ذلك عريانا

ناد مصرح فيو بالسماع من أولو إلى آخره ، وقد ىذا اإلسأنو من مراسيل الصحابة ؛ فإن جابرا لم يحضر : قيل

نما سمعيا من غيره ، إما من النبي أو ) ىذه القصة ، وا من بعض أكابر أصحابو ، فإن كان سمع ذلك من النبي

.فيو متصل ) فعل ) أن النبي : ) ) وقد اختمفوا في قول الصحابي

، ىل يحمل عمى االتصال ، أم ال ؟( ( كذا

أنو أن حكى قصة أدركيا بسنو ، ويمكن أن : والتحقيق ن حكى ما لم يكون شيدىا حممت عمى االتصال ، وا

.واهلل أعمم . يدرك زمنو فيو مرسل لذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مع قريش الحجارة لم ) وبناء الكعبة حين نقل النبي : كو جابر ، فإن ذلك كان قبل البعثة بمدة ، وقد قيل يدر

.كان حينئذ خمس عشرة سنة ) أن عمر النبي كان ذلك حين بمغ النبي : قال معمر ، عن الزىري

.الحمم ) من ) من شدة حيائو : وأما سقوطو مغشيا عميو ، فقيل

تعريو ؛ فإنو كان مجبوال عمى أجمل األخبلق وأكمميا .أعظميا شدة الحياء منذ نشأ ، ومن

بل كان ال مر شاىده وراءه ، أو لنداء سمعو عن : وقيل .التعري

بنيان : باب ) ) وقد خرج البخاري ىذا الحديث في من طريق ( ( بدء الخمق : كتاب ) ) من ( ( الكعبة

فخر . قال : ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، وفيو ، ثم أفاق ، إلى األرض ، وطمحت عيناه إلى السماء

.، فشد عميو إزاره ( ( إزاري ، إزاري : ) ) فقال ثنا ( ( . أخبار مكة : كتاب ) ) وقد روى األزرقي في

ثنا مسمم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن : جدي جمس رجال من قريش في المسجد الحرام ، : أبيو ، قال

فييم حويطب بن عبد العزى ومخرمة بن نوفل ، فتذاكروا ، -فذكر حديثا طويبل في ذلك -نيان قريش الكعبة ب

يومئذ غبلم لم ينزل ) فنقموا الحجارة ، ورسول اهلل : وفيو عميو الوحي ، ينقل معيم الحجارة عمى رقبتو ، فبينا ىو

يا محمد ، : ينقميا إذ انكشف نمرة كانت عميو ، فنودي ، فما رئيت -واهلل أعمم -عورتك ، وذلك أول ما نودي

من ) عورة بعد ذلك ، ولبج برسول اهلل ) لرسول اهلل الفزع حين نودي ، فأخذ العباس بن عبد المطمب فضمو

لو جعمت لنا بعض نمرتك عمى عاتقك : إليو ، وقال

ما أصابني ىذا إال من : ) ) تقيك الحجارة ، فقال إزاره ،) فشد رسول اهلل ( ( التعري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وذكر بقية الحديث -وجعل ينقل معيم براىيم بن محمد الشافعي : -أيضا -وقال ثنا جدي وا كان : ثنا ابن خالد ، عن ابن خثيم ، قال : ، قاال

رسول اهلل غبلما حيث ىدمت الكعبة ، فكان ينقل الحجارة ، فوضع عمى ظيره إزاره يتقي بو فمبج بو ،

إني ) : ) ) فقال رسول اهلل فاخذ العباس فضمو إليو ، ( ( .نييت أن أتعرى

لبج بفبلن ، ولبط بو ، إذا صرع ، وىو معنى ما : يقال :في حديث جابر

( ( .فسقط مغشيا عميو ) ) ابنا معمر ، عن : ثنا عبد الرزاق : وروى اإلمام أحمد

ابن خثيم ، عن أبيدمتيا في: الطفيل ، وذكر بناء الكعبة في الجاىمية ، قال

قريش ، وجعموا يبنونيا بحجارة الوادي ، تحمميا قريش فبينا . عمى رقابيا ، فرفعوىا في السماء عشرين ذراعا

يحمل الحجارة من أجياد وعميو نمرة ، فضاقت ) النبي عميو النمرة ، فذىب يضع النمرة عمى عاتقو فترى عورتو

يا محمد ، خمر عورتك ، : من صغر النمرة ، ، فنودي مم ير عريانا بعدف

.ذلك : وروى ابن سعد بإسناد ضعيف ، عن ابن عباس ، قال

استتر ، : من النبوة أن قيل لو ) أول شئ رأى النبي .وىو غبلم ، فما رئيت عورتو من يومئذ

ويروى بإسناد أجود منو ، عن السماك ، عن عكرمة ، نييت : ) ) قال ) عن ابن عباس ، عن أبيو ، أن النبي

اكتميا الناس مخافة أن : قمت ] ، ( ( امشي عريانا أن [ .مجنون : يقولوا

( ( .العباس : ) ) وبعض رواتو لم يذكر في إسناده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وفيو ضعف -وخرج البزار من حديث مسمم المبلئي كان رسول اهلل : ، عن مجاىد ، عن ابن عباس ، قال

.وراء الحجرات ، وما رئي عورتو قط يغتسل من ) وقال ال نعمم روي من وجو متصل بإسناد أحسن من

.ىذا عن المسور بن مخرمة ، ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أقبمت بحجر أحممو ثقيل ، وعمي إزار ، فانحل : قال

إزاري ومعي الحجر ، فمم أستطع أن أضعو حتى بمغت ارجع إلى ثوبك ) ) : ) بو إلى موضع ، فقال رسول اهلل

( ( .فخذه ، وال تمشوا عراة بإسناد جيد ، عن عبد ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

اهلل بن الحارث بن جزء ، أنو مر وصاحب لو بأيمن وفتية من قريش قد خمعوا أزرىم ، فجعموىا مخاريق

أن : فمما مررنا بيم قالوا : يجتمدون بيا وىم عراة ، قال ، خرج عمييم ) فدعوىم أن رسول اهلل ىؤالء لقسيسون ،

مغضبا حتى ) ، فمما أبصروه تبددوا ، فرجع رسول اهلل : دخل ، وكنت أنا وراء الحجرة ، فاسمعو يقول

سبحان اهلل ، ال من اهلل استحيوا ، وال من رسولو ) ) أستغفر ليم يا : ، وأم ايمن عنده تقول ( ( استتروا

.يم رسول اهلل ، فبؤلي ما أستغفر ل: أي بشدة ، ومنو الؤلواء ، والمعنى : فبؤلي : وقولو

.أنو أستغفر ليم بعد شدة امتناعو من ذلك وخرج األمام أحمد وأبو داود والنسائي وأبن ماجو

والترمذي وحسنو من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: حديث بيز بن حكيم ، عن أبيو ، عن جده ، قال ل اهلل ، عوراتنا ما نأتي منين وما نذر ؟ يا رسو : قمت

أحفظ عورتك إال من زوجتك ، وما ممكت : ) ) قال : الرجل يكون مع الرجل ؟ قال : ، فقال ( ( يمينك : ، قمت ( ( أن استطعت أن ال يراىا أحد فأفعل ) )

فاهلل أحق أن يستحيا : ) ) فالرجل يكون خاليا ؟ قال ( ( .منو

ىذا ( ( كتابو ) ) في موضع آخر من وقد ذكره البخاريوقال بيز ، عن أبيو ، عن : تعميق مختصر ، فقال

.جده وقد اجمع العمماء عمى وجوب ستر العورة بين الناس عن أبصار الناظرين ، واختمفوا في وجوب سترىا في

الخموة ، عمى قولين ، ىما وجيان ألصحابنا وأصحاب يو بقدرىا بغير خبلف الشافعي ، ويجوز كشفيا لمحاجة إل

ذكر بعض ( ( الغسل : كتاب ) ) ، وقد سبق في .ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في القميص والسراويل والتبان والقباء :خرج فيو حديثين

الحديث األولثنا حماد بن زيد ، عن : حدثنا سميمان بن حرب

قام رجل : ىريرة ، قال أيوب ، عن محمد ، عن أبيفسألو عن الصبلة في الثوب الواحد ، ) إلى النبي

ثم سأل رجل عمر ( ( أو كمكم يجد ثوبين ؟ : ) ) فقال إذا وسع اهلل عميكم فأوسعوا ، جمع رجل عميو : ، فقال

ثيابو ، صمى رجل في إزار ورداء ، في إزار وقميص ، راويل وقميص في إزار وقباء ، في سراويل ورداء ، في س

، في سراويل وقباء ، في تبان وقباء ، في تبان .في تبان ورداء : وأحسبو قال : قال . وقميص

قد تقدم حديث أبي ىريرة ىذا من وجو آخر عنو ، أو ) ) ، ( ( أو لكمكم ثوبان ؟ : ) ) وذكرنا أن قولو

إشارة إلى أنو لو لم تشرع الصبلة ( ( كمكم يجد ثوبين ؟

حد لشق عمى كثير منيم ؛ فإنو كان فقيرا ال في ثوب وا .يجد ثوبين إلى أن الصبلة في الثوب الواحد -أيضا -وفيو إشارة

إنما شرعت لقمة الثياب حينئذ ، فمما كثرت الثياب ، ووسع اهلل عمى المسممين ، بفتح الببلد عمييم وانتقال

حينئذ بالصبلة في ) ممك فارس والروم إلييم أمر عمر بين ثوبين ؛ لزوال المعنى الذي كان ألجمو شرعت ثو

.الصبلة في ثوب واحد وكل ما يمبس عمى البدن فيو ثوب ، سواء كان شامبل لو أو لبعضو ، وسواء كان مخيطا أو غير مخيط ،

فاإلزار ثوب ، والقميص ثوب ، والقباء ثوب ، والسراويل إذا وسع اهلل: ثوب ، والتبان ثوب ، فميذا قال عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عميكم فأوسعوا ، جمع رجل عميو ثيابو ، صمى رجل في

ما يشده عمى وسطو ، والرداء ما : إزار ورداء واإلزار يمقيو عمى منكبيو في إزار وقميص ، في إزار وقباء ، في سراويل ورداء ، في سراويل وقميص ، في سراويل

وشك . قباء ، في تبان وقميص وقباء ، في تبان و ىل قال في تبان: الراوي

.ورداء ؟ .بمنزلة السراويل والرداء : والتبان والرداء

فكل من ىذه األنواع التي ذكرىا عمر رضي اهلل عنو .صبلة في ثوبين ثوبين

قال أبي بن : وقد روى الجريري ، عن أبي نظرة ، قال ، كما نفعمو مع الصبلة في الثوب الواحد سنة : كعب إنما كان ذاك : وال يعاب عمينا فقال أبن مسعود ) النبي

إذ كان في الثياب قمة ، فأما إذا وسع اهلل فالصبلة في .الثوبين أزكى

، ( ( المسند ) ) خرجو عبد اهلل أبن اإلمام أحمد في .وفيو انقطاع

من رواية داود بن ( ( عممو ) ) وخرجو الدارقطني في

، عن أبي نظرة ، عن أبي سعيد ، فصار أبي ىند وذكر أنو روي عن داود ، عن أبي نظرة ، . متصبل

.عن جابر عن مبارك بن فضالة ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

أختمف عبد اهلل بن مسعود وأبي بن : عن الحسن ، قال في : كعب في الصبلة في الثوب الواحد ، فقال أبي

في ثوبين ، فبمغ ذلك عمر ، :ثوب ، وقال أبن مسعود ن لم يأل أبن مسعود عن : فقال القول ما قال أبي ، وا .الخير

.وىذا منقطع أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى أبن وىب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيو ، عن :قال : سعيد ، قال كنا نصمي في ثوب واحد ، حتى جاء اهلل ] . . . . [

: صموا في ثوبين ، فقال أبي بن كعب : لثياب ، فقال باليس ىذا في شئ ، قد كنا نصمي عمى عيد رسول اهلل

في الثوب الواحد ، ولنا ثوبان ، قيل لعمر بن ) أال تقضي بين ىذين وىو جالس ؟ قل أنا مع : الخطاب

.أبي وظاىر كبلم أبي بن كعب أن الصبلة في ثوب واحد

.ن يفعمو جابر بن عبد اهلل وغيره أفضل ، وكذلك كاأنيم أرادوا بذلك بيان الجواز لئبل يتوىم متوىم : ويحتمل

أنو ال تجوز الصبلة في ثوب واحد ، ويدل عمى ىذا أن عمر قد صح عنو األمر بالصبلة في : االحتمال

فعمم أنو أراد تارة -كما خرجو عنة البخاري -ثوبين .فضل بيان الجائز ، وتارة بيان األ

وأكثر العمماء عمى استحباب الصبلة في ثوبين ، وقد تقدم عن ابن عمر وغيره ، وىو قول أكثر الفقياء ،

.مالك ، والثوري ، والشافعي ، واحمد : منيم ويتأكد استحبابو عند مالك وأحمد في حق اإلمام أكثر

كراىتو لئلمام دون : من غيره ، وظاىر كبلم أحمد

الك ذلك ألئمة المساجد إال من يؤم في المنفرد ، وكره مسفر أو في بيتو ، فإن ذلك من زينة الصبلة المأمور بيا ، واإلمام ىو المنظور إليو ، فيتأكد استحباب الزينة في

.حقو في الثوب الواحد ، ) أن صبلة النبي : ويدل عمى ىذا إنما كان تارة في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ما في حديث عمر بن أبي سممة ، وتارة في السفر بيتو ك

.كما في حديث جابر وقد روي عن طائفة من السمف تفضيل بعض أنواع

الصبلة في اإلزار : فقال أبو مالك : الثوبين عمى بعض .والقباء أحب إلي من الصبلة في القميص واإلزار

الصبلة في التبان والرداء أحب : وعن النخعي ، قال .الصبلة في القميص والرداء إلي من

أنو فضل التبان والسراويل عمى اإلزار ؛ ألنو : والظاىر أنو كره أن : يواري العورة عن األرض ، فقد روي عنو

.يفضي بفرجو إلى األرض في الصبلة وأما أن يصمي في ثوب واحد ، فقال الشافعي

أفضل ذلك القميص ، ثم الرداء ، ثم اإلزار : وأصحابنا .ثم السراويل ،

السراويل أولى من : ومن أصحاب الشافعي من قال اإلزار ؛ ألنو أستر ، وىذا مقتضى كبلم النخعي كما

.سبق بأنو يتجافى عنو وال يصف : واستدل من رجح اإلزار

.األعضاء بخبلف السراويل السراويل أحب إليك أم الميازر ؟ : وسئل اإلمام أحمد

-أيضا : وقال . كنو استر السراويل محدث ل: فقال .األزر كانت لباس القوم ، والسراويل أستر

من لم يجد اإلزار فميمبس : ) ) والحديث : قال ، وىذا دليل أن( ( السراويل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.القوم قد لبسوا السراويبلت وقد سبق حديث سممة بن األكوع في الصبلة في

.و يزره ولو بشوكة القميص ، وانعن جابر ، أنو أم في ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

رأيت : قميص ليس عميو رداء ، فمما انصرف قال .يصمي في قميص ) رسول اهلل

ثنا إسرائيل ، عن عبد : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين -أو الحسين -أمنا الحسن : ثنا شيخ ، قال : األعمى ، ليس عميو إزار وال رداء في قميص خفيف) بن عمي

نما -أو من السنة -ىذه السنة : ، فمما صمى قال ، وا .فعمتو لتنظروا أن عندنا الثياب

ذا صمى في قميص فإنو ينبغي أن يزره ، وقد تقدم وا قول من كره الصبلة في قميص غير مزرور استدالال

بحديث سممة بن األكوع ، فإن لم يزر القميص فإن كان .زار أو سراويل صحت صبلتو الستتار عورتو تحتو إ

وقد روي ، عن نافع ، أن ابن عمر كان ال يصمي إال .وىو متزر ، وربما اتزر تحت قميصو وفوقو في السفر ن لم يكن عميو إزار وال سراويل ، فإن كان لو لحيو وا كبيرة تستر جيبو بحيث ال يرى منو عورتو صحت

اية األثرم ، وىو قول نص عميو أحمد في رو : -صبلتو داود

.الطائي ، وأصح الوجيين لمشافعية ن لم يكن كذلك ، بل كان يرى عورة نفسو من جيبو لم وا تصح صبلتو ، عند الشافعي وأحمد ، وتصح عند مالك وأبي حنيفة وأبي ثور ، كما لو رئيت عورتو من أسفل

.ذيمو سالم بن : وقد رخص في الصبلة في قميص غير مزرر

.بد اهلل بن عمر وغيره من السمف ع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ىو استر من الذي يصمي متوشحا بثوب : وقال مالك

سألت أحمد عمن : وقال إسماعيل بن سعيد الشالنجي جائز ، فقمت : صمى ولم يزر عميو ، ولم يحتزم ؟ فقال

ن أن يرى ال يمك: أنو لو نظر إلى فرجو رآه ، فقال : لو .ذاك

: -سميمان بن داود الياشمي : يعني -وقال أبو أيوب يزر عميو ، فإن لم يفعل وكان إذا ركع ال يستتر فرجو

.عن النظر أعاد الصبلة نأمره أن يزر عميو ، وال أرى عميو : وقال أبو خيثمة

ال ترفعن : ) ) حين قال لمنساء ) إعادة ؛ لحديث النبي من ضيق األزر ، وحديث ( ( ل رءوسكن قبل الرجا ( ( .غطوا عنا أست قارئكم : ) ) عمرو بن سممة والقول في ذلك عمى ما قالو أبو خيثمة : قال الجوزاني

ثنا أبو حذيفة موسى بن : لما احتج بو ، ثم قال ثنا زىير بن محمد ، عن عبد اهلل بن محمد ، : مسعود

مع رسول عن سعيد بن المسيب ، عن أبي سعيد ، أنو س

يا معشر النساء ، إذا سجد الرجال : ) ) يقول ) اهلل من ( ( فاخفضن أبصاركن ، ال ترين عورات الرجال

.ضيق األزر : وروى الطبراني بإسناد ضعيف ، عن ابن عباس ، قال

وىو يصمي محتبيا ، محمل ) دخمت عمى رسول اهلل .األزرار

:الحديث الثاني ثنا ابن أبي ذئب ، عن : حدثنا عاصم بن عمي -

سأل رجل : الزىري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال ال : ) ) ما يمبس المحرم ؟ فقال : ، فقال ) رسول اهلل

يمبس القميص ، وال السراويل ، وال البرنس ، وال ثوبا مسو زعفران أو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الخفين ، وليقطعيما ورس ، فمن لم يجد النعمين فميمبس

( ( .حتى يكونا أسفل من الكعبين .مثمو -) وعن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي

ىو ابن أبي ذئب ، وقد سبق ( ( عن نافع : ) ) القائل كتاب ) ) في آخر -أيضا -الحديث عنو بالوجيين

( ( .العمم أنو : والمقصود من تخريج ىذا الحديث في ىذا الباب

ى أن لبس ما ذكر فيو من المباس كان متعارفا يدل عمونيى المحرم عن لبسو ، ففيو ) بينيم ، وقد عده النبي

إقرار لغير المحرم عمى لباسو ، وقد سبق من كبلم .استداللو بو عمى لباس السراويل : اإلمام أحمد

ذا أقر النبي أمتو عمى لبس ىذه الثياب في غير ) وا عمى الصبلة فييا ، ولو كان اإلحرام ، فيو إقرار ليم

.ينيى عن الصبلة في شيء منيا ليبين ليم ذلك وقد ورد النيي عن الصبلة في السراويل في حديث رواه : الحسين بن وردان ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال

.أن نصمي في السراويل ) نيى رسول اهلل و ، ال يتابع حسين عمي: خرجو الطبراني والعقيمي ، وقال

.وال يعرف إال بو ولو صح لحمل عمى االقتصار عمى السراويل في

ما رواه : الصبلة مع تجريد المنكبين ، يدل عمى ذلك أبو المنيب عبيد اهلل بن عبد اهلل العتكي ، عن عبد عبد

أن ) نيى رسول اهلل : اهلل بن بريدة ، عن أبيو ، قال ي في يصمى في لحاف ال يتوشح بو ، واآلخر أن تصم

.سراويل ليس عميك رداء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو أبو داود نيى أن يصمي : وخرجو الطبراني والعقيمي ، ولفظو

.الرجل في السراويل الواحد ، ليس عميو شيء غيره عن ) نيى رسول اهلل : وخرجو ابن عدي ، ولفظو

يتوشح بو المصمي في ثوب واحد ال: أحدىما : ممبسين .أن يصمي في سراويل ليس عميو رداء : ، وأما األخر

: وقال البخاري . وأبو المنيب ، وثقو ابن معين وغيره . عندي أنو ال بأس بو : عنده مناكير ، وقال ابن عدي ال يتابع عميو ، وال : -وقال العقيمي في ىذا الحديث

.يعرف إال بو إذا : ض جنوده وقد روى عن عمر ، أنو كتب إلى بع

رجعتم من غزاتكم ىذه فألقوا السراويل واألقبية ، والبسوا .األزر واألردية

وىو محمول عمى أن لباس العرب المعيود بينيم أفضل من لباس العجم ، فخشي عمى من رجع من ببلد العجم أن يستمروا عمى لباس العجم ، فربما ىجر لباس العرب

إياكم وزي األعاجم ، : قال وليذا روي عنو أنو . بالكمية أنو قد رخص في الصبلة في السراويل : ويدل عمى ىذا

.واألقبية ، كما خرجو البخاري عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب ما يستر من العورة -

:خرج فيو ثبلثة أحاديث :الحديث األول

الزىري ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل: من رواية - نيى رسول : بن عتبة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال

عن اشتمال الصماء ، وأن يحتبي الرجل في ثوب ) اهلل .واحد ليس عمى فرجو منو شيء

:الحديث الثاني أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي : من رواية -

عن المماس : عن بيعتين ) نيى النبي : ىريرة ، قال ل الصماء ، وان يحتبي الرجل في والنباذ ، وان يشتم

.ثوب واحد النيي عن لبستين ، وسواء -معا -قد تضمن الحديثان

.في ذلك حال الصبلة وغيرىا حديث أبي -وقد روى سفيان الثوري ، عن أبي الزناد

عن لبستين في ) نيى رسول اهلل : ىريرة ، وقال فيو

ماء ، اشتمال الص: إحداىما -وذكر الحديث -الصبلة .ولم يذكر تفسيرىا

من رواية الزىري ( ( المباس : كتاب ) ) وقد خرجو في ، عن عامر بن سعد ، عن أبي سعيد بسياق مطول ،

اشتمال الصماء ، : نيى عن لبستين ) أن النبي : وفيو أن يجعل ثوبو عمى أحد عاتقيو ، فيبدو أحد : والصماء

شقيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

احتباؤه بثوبو وىو : والمبسة األخرى . ليس عميو ثوب .جالس ليس عمى فرجو منو شيء

وىذا التفسير ، الظاىر أنو من قول الزىري أدرج في .الحديث

رواه عن عطاء بن يزيد ، : وعند الزىري فيو إسناد آخر عن أبي سعيد ، وقد خرجو البخاري في موضع آخر ،

.عن الزىري كذلك وذكر جماعة ممن رواه من رواية مالك ، ( ( المباس ) ) في -أيضا -وخرج

نيى : عن أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة أن يحتبي الرجل في الثوب : عن لبستين ) رسول اهلل

ن يشتمل بالثوب الواحد ليس عمى فرجو منو شيء وا .الواحد ليس عمى أحد شقيو عفر بن برقان ، عن ج: وقد روى حديث أبي سعيد

نيى رسول اهلل : الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، قال الصماء ، وىو أن يمتحف الرجل في : عن لبستين )

الثوب الواحد ، ثم يرفع جانبو عمى منكبو ليس عميو ثوب غيره ، أو يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس بينو

.سترا : يعني -وبين السماء شيء .خرجو النسائي

وىذا لم يسمعو جعفر من الزىري ، بل بمغو عنو ، وقد رواياتو عن : أنكره عميو جماعة من األئمة ، وقالوا

.الزىري ضعيفة جدا وىذا قول رابع عن الزىري في إسناده ، إال أنو ال

.يصح :من حديث أبي ىريرة -أيضا -وروي تفسيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بو داود وغيره من رواية أبي صالح ، عن أبي خرجو أ نيى: ىريرة ، قال أن يحتبي الرجل مفضيا : عن لبستين ) رسول اهلل

بفرجو إلى السماء ، ويمبس ثوبو واحد جانبيو خارج ، .ويمقي ثوبو عمى عاتقو

وخرجو النسائي من وجو آخر عن أبي ىريرة ، عن لواحد فيشتمل أنو نيى أن يمبس الرجل الثوب ا) النبي

بو ويطرح جانبيو عمى منكبيو ، أو يحتبي بالثوب .الواحد

ويروى من حديث أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن وان يشتمل الصماء : في ىذا الحديث ، قال ) النبي

.عمى أحد شقيو نيى : ويروى من حديث ابن سيرين ، عن أبي ىريرة

.عمى منكبو أن يشتمل بالثوب ، ثم يرفعو ) رسول اهلل ( ( نيي : ) ) وخرجو البخاري مختصرا ، إال أنو قال

.ولم يصرح برفعو وروى معمر ، عن ىمام بن منبو ، عن أبي ىريرة ، عن

، أنو نيى أن يشتمل في إزاره إذا ما صمى ، إال ) النبي .أن يخالف بين طرفيو عمى عاتقو

، ) وخرج النسائي من حديث ابن مسعود ، عن النبي أنو نيى أن يمبس ثوبا واحدا يأخذ بجوانبو فيضعو عمى

.منكبو ، فتمك تدعى الصماء اخبرني عمرو بن : وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج

دينار ، عن عطاء

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نيى : ابن مينا ، أنو سمعو يحدث عن أبي ىريرة ، قال

وأما : ، قال -يث فذكر الحد -عن لبستين وبيعتين المبسة األخرى فإن يمقي داخمة إزاره وخارجتو عمى أحد

.عاتقيو ، ويبرز صفحة شقو أن جمع بين طرفي : قمت لعمرو : ابن جريج : قال

ما رأيتيم إال يكرىون : الثوب عمى شقو األيمن ؟ قال .ذلك

ىو : فحاصل ما دلت عميو األحاديث في لبسو الصماء فيشتمل بو عمى -وىو الرداء -واحدا أن يمببس ثوبا

بدنو من غير إزار ، ثم يضع طرفيو عمى أحد منكبيو ، ويبقى منكبو اآلخر وشقو مكشوفا ، فتبدو عورتو منو ،

وبذلك فسر الصماء أكثرسفيان الثوري ، وابن وىب ، وأحمد ، : العمماء ، ومنيم

.وأبو عبيد ، وأكثر العمماء و االضطباع بالثوب إذا لم يكن ى: قال األمام أحمد

.عميو غيره

نما سن االضطباع لممحرم ألن عميو إزارا فمو كان . وا عمى المصمي إزار وقميص جاز لو االضطباع بردائو

في ظاىر مذىب اإلمام أحمد ، وروي عنو أنو يكره ذلك ن كان عميو غيره .، وا

وقد كان مالك أجازىا عمى ثوب ، ثم : وقال ابن وىب .رىيا ك

اشتمال : ونقل ابن منصور ، عن إسحاق ، قال أن يمتحف بثوب ، ثم يخرج إحدى يديو من : الصماء

.تحت صدره اشتمال الصماء عند : قال األصمعي : قال أبو عبيد

أن يشمل الرجل بثوبو ، فيجمل بو جسده كمو ، : العرب وال يرفع منو جانبا فيخرج منو يده ، وربما اضطبع فيو

.تمك الحال عمىكأنو ذىب إلى أنو ال يدري لعمو يصيبو : قال أبو عبيد

شيء يريد االحتراس منو ، وأن يتقيو بيده فبل يقدر عمى .ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىو أن يشتمل : وأما تفسير الفقياء ؛ فإنيم يقولون : قال

انبيو ، بثوب واحد ليس عميو غيره ، ثم يرفعو من أحد ج .فيضعو عمى منكبيو فيبدو منو فرجو

والفقياء أعمم بالتأويل في ىذا ، وذلك : قال أبو عبيد .انتيى . اصح معنى في الكبلم

أن يشتمل بثوب : اشتمال الصماء : وجعل الخطابي .يجمل بو بدنو ، ثم يرفع طرفيو عمى عاتقو األيسر

الذي جاء فإن لم يرفعو عمى عاتقو فيو اشتمال الييودنما كان النبي النيي عنو في حديث ابن عمر ، وا

يشتمل بالثوب ويخالف بين طرفيو ، فيو مخالف ليما ) .جميعا

وىذا الذي قالو أبو عبيد في تقديم تفسير الفقياء عمى تفسير أىل المغة حسن

قد يتكمم بكبلم من كبلم العرب ) جدا ؛ فإن النبي أخص من استعمال العرب ، أو يستعممو في معنى ىو

حابة ، أعم منو ، ويتمقى ذلك عنو حممة شريعتو من الصثم يتمقاه عنيم التابعون ، ويتمقاه عنيم أئمة العمماء ، فبل

يجوز تفسير ما ورد في الحديث المرفوع إال بما قالو ىؤالء أئمة العمماء الذين تمقوا العمم عمن قبميم ، وال

ز اإلعراض عن ذلك واالعتماد عمى تفسير من يجو يفسر ذلك المفظ بمجرد ما يفيمو من لغة العرب ؛ وىذا أمر ميم جدا ، ومن أىممو وقع في تحريف كثير من

واهلل . نصوص السنة ، وحمميا عمى غير محامميا .الموفق

ولو صمى وىو مشتمل الصماء ، ولم تبد عورتو لم ماء ، ومنيم من قال تبطل صبلتو عند أكثر العم

.ببطبلنيا ، وىو وجو ألصحابنا .أن يحتبي بثوب ليس عميو غيره : والمبسة الثانية

-بضم الحاء وكسرىا -استفعال من الحبوة : االحتباء أن يقعد عمى إليتيو ، وينصب ساقيو ، : ، والحبوة

.ويحتوي عمييما بثوب ، أو نحوه ، أو بيده

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

يحتبي في جموسو بيده ، وقد خرج ذلك ) وقد كان النبي ( ( .األدب ) ) البخاري في

كان ) أن جموس النبي ( ( سنن أبي داود ) ) وورد في .كذلك

وىذه الييئة أخشع ىيئات الجموس ؛ وقد سبق ذكر ذلك الجموس عند ) ) في ( ( العمم : كتاب ) ) في

( ( .العالم نما نيى عن االحتباء بثوب واحد ، فإذا كان عمى وا

الرجل ثوب واحد فاحتبى بو كذلك بدت عورتو ، وىذا منيي عنو في الصبلة وغيرىا ، فإن كان في الصبلة

كان مبطبل ليا عمى ما سبق ذكره في كشف العورة في ن كان في غيرىا وكان بين الناس فيو محرم الصبلة ، وا

ن كان في خموة انبنى عمى جواز كشف العورة في ، وا .الخموة ، وفيو خبلف سبق ذكره

ن فعل ذلك وعميو سراويل أو قميص لم يحرم ؛ فإن وا

النيي عن االحتباء ورد مقيدا في ثوب واحد ، وورد .معمبل بكشف العورة : من حديث أبي ىريرة -أيضا -ففي رواية البخاري

الواحد ، ليس عمى أن يحتبي بالثوب) نيى رسول اهلل .فرجو منو شيء بينو وبين السماء

نيى ) عن جابر ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أن يشتمل الصماء ، وان يحتبي في ثوب واحد ، كاشفا

.عن فرجو إنيم يرون أنو إذا خمر فرجو فبل : قال عمرو بن دينار

.باالحتباء : يعني -بأس عن أحمد المنع من ىذا حكي : ومن أصحابنا من قال ن االحتباء مطمقا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا بعيد . كان عميو ثوب غيره

وأما المبلمسة والمنابذة ، فأتي ذكرىا في موضعيا من .إن شاء اهلل تعالى -( ( البيوع ) )

أن كشف الفرج : ومقصود البخاري بيذه األحاديث ن ستره مأمور بو ، وىذا يقوي ما يميل منيي عنو ، وا

أن العورة الفرجان خاصة ؛ لكن النيي عن : إليو ، وىو اشتمال الصماء ليس فيو تصريح بالتعميل بكشف الفرج

خاصة ، فإنو ينكشف بمباس الصماء جانب الرجل كمو ، .واهلل أعمم -أيضا -الورك والفخذ : فيدخل فيو

:الحديث الثالث ابن أخي ابن شياب ، عن : جو من رواية خر -

أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، : عمو ، قال بعثني أبو بكر في تمك الحجة : عن أبي ىريرة ، قال

في مؤذنين يوم النحر ، نؤذن بمنى أن ال يحج بعد العام .مشرك ، وال يطوف بالبيت عريان

عميا ، ) قال حميد بن عبد الرحمن ، ثم أردف رسول اهلل فأمره أن يؤذن ب

( ( .براءة ) )

فأذن معنا عمي في أىل منى يوم : قال أبو ىريرة ال يحج بعد العام مشرك وال يطوف بالبيت : النحر .عريان

ليس في حديث أبي ىريرة ىذا تصريح برفع ذلك إلى وقد روي عنو من وجو آخر بنحو ىذا السياق ) . النبي

من حديث عمي -أيضا -يث ، وروي الحد -أيضا - .بن أبي طالب بمفظ يدل عمى رفعو

.خرجو اإلمام أحمد والترمذي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-أيضا -وقد روي حديث عمي مرفوعا صريحا ؛ وروي .مرفوعا من حديث ابن عباس بإسناد فيو ضعف

ة وبكل حال ؛ فإنما نودي بذلك بمنى يوم النحر في حج بأمر) الصديق

ن لم يصرح رسول اهلل بذلك ، ىذا أمر ال يرتاب فيو وا

.بذلك في كثير من الروايات وقد كانت عادة أىل الجاىمية الطواف بالبيت عراة ،

.فأبطل اهلل ذلك ونيى عنو : عن ابن عباس ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

:كانت المرأة تطوف بالبيت وىي عريانو ، وتقول يوم يبدو بعضو أو كموال

فما بدا منو فبل أحمويا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد : ) فنزلت : قال [ . : األعراف ) ]

فإن كان البخاري خرج ىذا الحديث في ىذا الباب ؛ ألن سبب النيي عن التعري في الطواف كان كشف فروجيم

و نظر ؛ ألن ابن عباس ، فنيوا عن ذلك خاصة ، ففيإنما حكى ىذا عن طواف النساء ، والمرأة كميا عورة بالنسبة إلى الصبلة سوى وجييا ، وفي كفييا خبلف

.سبق ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة بغير رداء -حدثني ابن أبي : حدثنا عبد العزيز بن عبد اهلل -

دخمت عمى : ن المنكدر ، قال الموالي ، عن محمد بجابر بن عبد اهلل وىو يصمي في ثوب ممتحف بو ،

يا أبا عبد اهلل ، : ورداؤه موضوع ، فمما انصرف قمنا نعم ، أحببت أن يراني : تصمي ورداؤك موضوع ؟ قال

.يصمي كذا ) الجيال مثمكم ؛ رأيت النبي .وقد سبق ىذا الحديث بمفظ آخر

أن جابرا التحف بالثوب فصار لو إزارا وىذه الرواية تبين ورداء ، وىذا يرجع إلى الصبلة في ثوب واحد ، كما

.سبق ، ولكن مع ستر المنكب وقد اجمع العمماء عمى صحة صبلة من صمى في ثوب

.واحد وستر منكبيو ال أعمم أحدا أوجب عمى من صمى في : قال ابن المنذر

.ثوب واحد اإلعادة

بعض العمماء أنو كان ال يجيز وحكى الخطابي عن .شيادة من صمى بغير رداء

أنو إنما رد شيادتو إذا أعرى منكبيو في : والظاىر .الصبلة

فأما من صمى في ثوب واحد مشتمبل بو ، وعطف طرفيو عمى منكبيو فبل كراىة في فعمو ، وال يرد شيادتو

.واهلل أعمم . بذلك أحد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما يذكر في الفخذ - :قال أبو عبد اهلل

ويروى عن ابن عباس وجرىد ومحمد بن جحش ، عن ( ( .الفخذ عورة ) : ) ) النبي

.عن فخذه ) حسر النبي : وقال أنس وحديث أنس أسند ، وحديث جرىد أحوط ، حتى يخرج

.من اختبلفيم ل ركبتيو حين دخ) غطى النبي : وقال أبو موسى

.عثمان أنزل اهلل عمى رسولو وفخذه عمى : وقال زيد بن ثابت

.فخذي ، فثقمت عمي حتى خفت أن ترض فخذي في ىذا الباب إلى اختبلف -رحمو اهلل -أشار البخاري

ىل ىي عورة ، أم ليست بعورة ؟ : العمماء في أن الفخذ وأشار إلى أطراف كثير من األحاديث التي يستدل بيا

ستر الفخذ ، وعدم وجوبو ، ذكر ذلك تعميقا عمى وجوب، ولم يسند غير حديث أنس المستدل بو عمى أن الفخذ ال يجب سترىا وليست عورة ، وذكر أنو أسند من حديث

؛ وان حديث جرىد -أصح إسنادا : يعني -جرىد أحوط ؛ لما في األخذ بو من الخروج من اختبلف

.العمماء : ا في أن الفخذ عورة ، فثبلثة فأما األحاديث التي عمقي

.حديث ابن عباس ، وجرىد ، ومحمد بن جحش من رواية أبي يحيى القتات ، عن : فحديث ابن عباس

عمى رجل ) مر النبي : مجاىد ، عن ابن عباس ، قال غط فخذك ؛: ) ) وفخذه خارجة ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .عورتو فإن فخذ الرجل من .خرجو اإلمام أحمد الفخذ : ) ) ، ولفظو -مختصرا -وخرجو الترمذي

حديث: ، وقال ( ( عورة .انتيى . حسن

عبد الرحمن بن دينار ، : وأبو يحيى القتات ، اسمو .ضعفو أحمد ويحيى واألكثرون

أن حبيب بن أبي ثابت تابعو عمى ىذا : وقد قيل .الحديث ، وال يصح ذلك

من رواية مالك ، عن أبي النضر ، عن : وحديث جرىد كان : زرعة بن عبد الرحمن بن جرىد ، عن أبيو ، قال

جمس رسول اهلل : جرىد من أصحاب الصفة ، قال أما عممت أن : ) ) عندنا وفخذي منكشفة ، فقال )

( ( .الفخذ عورة ؟ .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

، ورواه بعضيم ، ( ( موطإ ال) ) وكذا خرجو مالك في عن أبي النضر ، عن زرعة بن عبد : عن مالك ، فقال

.الرحمن بن جرىد ، عن أبيو ، عن جده وخرجو الترمذي من طريق ابن عيينة ، عن أبي النضر

، عن زرعة بن مسمم بن جرىد ، عن جده جرىد ، بجرىد في المسجد وقد انكشف فخذه ، ) مر النبي : قال ( ( .إن الفخذ عورة ) : ) فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وقال ىذا حديث حسن ، وما أرى إسناده بمتصل .يشير إلى أن زرعة لم يسمع من جده

: -زرعة بن مسمم بن جرىد وىم منو : وقول ابن عيينة نما ىو ( ( تاريخو ) ) قال البخاري في زرعة بن : ، وا

.ة ؛ وثقو النسائي وغيره عبد الرحمن ، وىو ثقمن رواية معمر ، عن أبي -أيضا -وخرجو الترمذي

أخبرني ابن جرىد ، عن أبيو ، أن النبي : الزناد ، قال غط : ) ) مر بو وىو كاشف عن فخذه ، فقال لو )

( ( .فخذك ؛ فإنيا من العورة .حديث حسن : وقال

ذكره وفي إسناده اختبلف كثير عمى أبي الزناد ، قد .الدارقطني

ىو زرعة بن : فقيل : واختمف عميو في تسمية شيخو . زرعة بن جرىد : وقيل . عبد الرحمن بن جرىد

جرىد بن : وقيل . عبد الرحمن بن جرىد : وقيل .جرىد

من رواية عبد اهلل بن محمد -أيضا -وخرجو الترمذي بن عقيل ، عن عبد اهلل بن جرىد ، عن أبيو ، عن

( ( .الفخذ عورة : ) ) ، قال ) النبي

.انتيى . حسن غريب : وقال وابن عقيل ، مختمف في أمره ، واألسانيد قبمو ال تخمو

.من انقطاع من رواية العبل بن عبد : وحديث محمد بن جحش

الرحمن ، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش ، عن ، -) ختن النبي -محمد بن جحش

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

، أنو مر بمعمر وىو بفناء المسجد ، محتبيا ) عن النبي خمر ) ) ) كاشفا عن طرف فخذه ، فقال لو النبي

( ( .فخذك يا معمر ؛ فإن الفخذ عورة .خرجو اإلمام أحمد

.وأبو كثير ىذا ، ال يعرف إال في ىذا اإلسناد عن عمي ، من طريق ابن : -أيضا -وفي الباب

ريج ، عن حبيب بن ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، ج

ال تكشف ) : ) ) قال رسول اهلل : عن عمي ، قال ( ( .فخذك ، وال تنظر إلى فخذ حي وال ميت

.خرجو أبو داود وابن ماجو .فيو نكارة : وقال أبو داود

:ولو عمتان أن ابن جريج لم يسمعو من حبيب ، ومن قال : إحداىما

-فقد وىم ( ( أخبرني حبيب : ابن جريج عن : ) ) فيو .قال بن المديني :

أخبرت : عن ابن جريج ، قال ) ) وفي رواية أبي داود .، وىو الصحيح ( ( عن حبيب

اخبرني : رايتو في كتب ابن جريج : قال ابن المديني نقمو عنو يعقوب بن : -إسماعيل بن مسمم ، عن حبيب

.شيبة لم يسمع ابن : رازي عن أبيو ، قال ونقل ابن أبي حاتم ال

جريج ىذا الحديث من حبيب ، إنما من حديث عمرو بن خالد الواسطي ، فأرى أن ابن جريج أخذه من الحسن

.بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد ، عن حبيب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن حبيب بن أبي ثابت لم تثبت لو رواية : العمة الثانية قالو أبو حاتم الرازي : -ن عاصم بالسماع منو ع

.والدارقطني .ال تصح عندي روايتو عنو : وقال ابن المديني

فحديث أنس في حسر اإلزار ، : وأما أحاديث الرخصة .قد أسنده في ىذا الباب

وحديث أبي موسى ، قد خرجو البخاري في ن أ: ىذا ، ولفظو ( ( كتابو ) ) من ( ( المناقب ) )

كان قاعدا في مكان فيو ماء ، قد انكشف عن ) النبي أو -ركبتيو .، فمما دخل عثمان غطاىا -ركبتو

وىذا إنما فيو أن الركبة ليست عورة ، وليس فيو ذكر .الفخذ

من وجو آخر ، عن أبي موسى ، أن -أيضا -وخرجو دخل بئر أريس ، وجمس عمى القف ، وكشف ) النبي

.ىما في البئر عن ساقيو ، ودال .وىذا ال داللة فيو بحال

وقد خرجو الطبراني من حديث الدراوردي ، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ،

دلى رجميو في البئر ، وكشف عن فخذيو ، ) أن النبي وذكر أن أبا بكر وعمر وعثمان جمسوا معو ، وفعموا

.كفعمو ، وكشفوا عن أفخاذىم ذا اإلسناد وىم ، إنما رواه شريك ، عن ابن المسيب ، وى

عن ابن موسى بالمفظ الذكور قبمو ، كذلك ىو مخرج في .من رواية شريك ( الصحيحين )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد خرجو البخاري في : وحديث زيد ابن ثابت

بتمامو ، وفيو دليل عمى أنو يجوز مس ( ( التفسير ) ) فخذ غيره من وراء حائل ، ولو كان عورة لم يجز مسو من وراء حائل وال غيره كالفرجين ، وقد خرج أبو داود حديث زيد بن ثابت من طريق آخر ، بسياق مخالف

كنت أكتب إلى : أن زيد قال : لسياق البخاري ، وفيو ، فغشيتو السكينة ، فوقعت فخذ رسول اهلل ) جنب النبي

ا وجدت ثقل شئ أثقل من فخذ رسول عمى فخذي ، فم) .اهلل وذكر الحديث

وىذه الرواية تدل عمى أن ذلك لم يكن عن اختيار من نما كان في حال غشيو عند نزول الوحي ) النبي ، وا .عميو

.وقد خرج البخاري في ىذا الباب عبد العزيز بن صييب ، عن أنس ، : من حديث

ينا عندىا صبلة الغداة غزا خيبر ، فصم) أن رسول اهلل ، وركب أبو طمحة ، وأنا ) بغمس ، فركب نبي اهلل

في زقاق خيبر ، ) رديف أبي طمحة ، فأجرى رسول اهلل ن ركبتي لتمس فخذ نبي اهلل ، ثم حسر اإلزار عن ) وا

)فخذه ، حتى أني ألنظر إلى بياض فخذ نبي اهلل وذكر بقية الحديث في فتح خيبر ، وقصة صفية ،

تقيا ، وتزويجيا ، والدخول عمييا ووليمتيا ، وسيأتي وع .ذكر ذلك في موضعو إن شاء اهلل تعالى

االستدالل بو عمى أن الفخذ ليست : ومراد البخاري بيذا :عورة ، وذلك من وجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ولم ينكر ) أن ركبة أنس مست فخذ النبي : أحدىما ا يدل عمى أن الفخذ ال ينكر مسيا ، ولو ذلك ، وىذ

.كانت عورة لم يجز ذلك حتى نظر ) حسر اإلزار عن فخذ نبي اهلل : والثاني

، وسواء كان ذلك عن ) أنس إلى بياض فخذ النبي : وتعمد لو عمى رواية من رواه ) قصد من النبي

، أو كان من -بنصب الراء -، ( ( حسر اإلزار ) )

: عمى رواية من رواه -لجري عن غير وتعمد شدة ااستدام ) فإن النبي -، بضم الراء ( ( حسر اإلزار ) )

ذلك ، ولم يرد اإلزار .عميو ؛ فإنو لو فعل لنقمو أنس

من بعد ما ) وأيضا ، فقد تقدم حديث جابر ، أن النبي شد عميو إزاره حين كان ينقل حجارة الكعبة لم تر لو

.عورة بعدىا ) .ما رأيت منو ذلك : وروي عن عائشة ، أنيا قالت

.وقد خرجو اإلمام أحمد ولو كان الفخذ عورة لصان اهلل نبيو عن أن يطمع عميو

.أحد كان : عن عائشة ، قالت ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

أو -مضطجعا في بيتو كاشفا عن فخذيو ) رسول اهلل ر فأذن لو وىو عمى تمك ، فاستأذن أبو بك -ساقيو

.وذكرت الحديث -الحال ، فتحدث ، ثم استأذن عمر وىذه الرواية ليس فييا جزم بكشف الفخذ ، بل وقع

ىل كشف فخذيو أو ساقيو ؟ فبل : التردد من الراوي

.يستدل بذلك وغيره ، ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) ووقع الحديث في

، من غير شك ( ( أنو كان كاشفا عن فخذه : ) ) وفيو .، وفي ألفاظ الحديث اضطراب

ىل ىي عورة ، أم ال ؟: واختمف العمماء في الفخذ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىي عورة ، روي ذلك عن عطاء ، وىو : فقال أكثرىم قول مالك ، والثوري ، وأبي حنيفة ، واألوزاعي ،

.والشافعي ، وأحمد في المشيور عنو ليست الفخذ عورة ، وىو قول ابن أبي : الت طائفة وق

ذئب ، وداود ، وابن جرير والطبري ، وأبي سعيد اإلصطخري من الشافعية ، وحكاه بعضيم رواية عن

مالك ، وىو رواية عن أحمد رجحيا طائفة من متأخري أصحابو ، وحكاه بعضيم عن عطاء ، وفي صحتو

.نظر لمساجد عورة ، وفي أن الفخذ في ا: وحكي عن طائفة

الحمام ونحوه مما جرت العادة بكشفيا فيو ليست عورة ، وحكي عن عطاء واألوزاعي ، ورجحو ابن قتيبة

.وىذا كمو في حكم النظر إلييا فمن متأخري أصحابنا من أنكر أن يكون : فأما الصبلة

: في صحة الصبلة مع كشفيا عن أحمد خبلف ، قال مع كشف المنكبين ، ألن أحمد ال يصحح الصبلة

.فالفخذ أولى وال ينبغي أن يكون في ىذا خبلف ؛ فإن الصبلة : قال

.مأمور فييا بأخذ الزينة ، فبل يكتفى فييا بستر العورة :والمنصوص عن أحمد يخالف ىذا

سألت أحمد عن رجل صمى في ثوب ليس : قال مينا ن كان الفخذ : بصفيق ؟ قال أن بدت عورتو يعيد ، وا

.الفرج والدبر : وما العورة ؟ قال : قمت ألحمد . فبل شرح ) ) وقد حكى الميمب بن أبي صفرة المالكي في

اإلجماع عمى أن من صمى مكشوف ( ( : البخاري .وىو خطأ . الفخذ ال يعيد صبلتو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب

في كم تصمي المرأة من الثياب .و وارت جسدىا في ثوب جاز ل: وقال عكرمة أن الواجب عمييا في الصبلة ستر جميع : يريد عكرمة

جسدىا ، فمو وارتو كمو بثوب واحد جاز ، ومراده بدنيا ورأسيا ، فميذا قال كثير من الصحابة ، : بجسدىا

: تصمي المرأة في درع وخمار إشارة منيم : ومن بعدىم .إلى أنو يجب عمييا ستر رأسيا وجسدىا

فإن سترت جسدىا بثوب ورأسيا بثوب جاز ، ولم تكره ن التحفت صبلتيا ، وىو أدنى الكمال في لباسيا ، وا

بثوب واحد خمرت بو رأسيا وجسدىا صحت

.صبلتيا ، لكنو خبلف األولى كان عطاء ال يرى أن : قال رباح بن أبي معروف

.تصمي المرأة في الثوب الواحد ، إال من ضرورة بن ذر ، عن عطاء في المرأة ال يكون لو وروى عمر

.تتزر بو : إال الثوب الواحد ، قال تمتحف بو ، وتشتمل عمى ( ( : تتزر بو : ) ) ومعنى

.رأسيا وبدنيا أن صمت في ممحفة واسعة تغطي : قال سفيان الثوري .جميع بدنيا أجزأىا

وأكره أن تصمي في درع واحد ، فإن صمت كذلك : قال .ءت ، وتجزئيا صبلتيا فقد أسا

أن صمت في ممحفة واحدة غطت كل : وقال إسحاق .شئ من بدنيا جازت صبلتيا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واألفضل أن تصمي المرأة في ثبلث أثواب عند جميور

.العمماء -ابن راىويو : ىو -ثنا إسحاق : قال حرب الكرماني

سمعت : ، قال -ن سميمان اب: ىو -ثنا المعتمر : أبي يحدث عن ابن سيرين ، عن أبي ىريرة ، عن عمر

تصمي المرأة في ثبلثة أثواب إذا : بن الخطاب ، قال زار : قدرت .درع ، وخمار ، وا

ثنا عبد اهلل بن نمير ، عن عبد اهلل ، : حدثنا إسحاق تصمي المرأة في الدرع : عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

.والممحفة والخمار .فيو ما تمبسو عمى بدنيا ( ( : الدرع ) ) فأما

: الدرع القميص ؟ قال : قيل ألحمد : قال أبو طالب .يشبو القميص ، لكنو سابغ يغطي رجمييا

.فيو ما تختمر بو رأسيا ( ( : الخمار ) ) وأما ال تقبل صبلة حائض إال : ) ) وقد سبق حديث

( ( .بخمار

:فاختمف تفسيره ( ( : ار اإلز ) ) وأما ىو مثل إزار الرجل الذي يأتزر بو في : فقالت طائفة

نقمو عنو حرب ، وىو : -وسطو ، وىذا قول إسحاق .أيضا -ظاىر كبلم أحمد

أن تسرولت بدل اإلزار جاز ، وأن لم : وقال إسحاق .تتزر بل التحفت بممحفة فوق درعيا بدل اإلزار جاز

ثنا ( ( : كتاب الصبلة ) ) ن في وروي الفضل بن دكيكانوا يستحبون : أبو ىبلل ، عن محمد بن سيرين ، قال .أن تصمي المرأة في درع وخمار وحقو

روي عن عبيدة ، أن المرأة تصمي : وقال ابن عبد البر في الدرع والخمار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: و ، وقال والحقو ، رواة ابن سيرين عنو ، وقال ب .الحقو : األنصار تسمى اإلزار

وروى مالك ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ، أن امرأة أن المنطق يشق عمي ، : استفتت عائشة ، فقالت

نعم ، إذا كان الدرع : أفأصمي في درع وخمار ؟ قالت .سابغا .الحقو ، وىو اإلزار والسراويل : والمنطق ىنا : قال

الجمباب ، وىو : أن المراد باإلزار : الثاني والقول الممحفة السابغة التي يغطي بيا الرأس والثياب ، وىذا قول الشافعي وأصحابنا ، وقد سبق عن ابن عمر ما

.يدل عميو تصمي المرأة في الدرع والممحفة السابغة : وقال النخعي

.، تقنع بيا رأسيا عبد اهلل بن وخرج أبو داود من حديث عبد الرحمن بن

دينار ، عن محمد ابن زيد بن قنفذ ، عن أمو ، عن أم أتصمي المرأة في درع ) : سممة ، أنيا سالت رسول اهلل إذا كان الدرع سابغا : ) ) وخمار ليس عمييا إزار ؟ قال

( ( .يغطي ظيور قدمييا من طريق مالك ، عن محمد بن زيد -أيضا -وخرجو

، وذكر جماعة -موقوفا -، عن أمو ، عن أم سممة .تابعوا مالكا عمى وقفو

.وذكر الدارقطني أن وقفو ىو الصواب :خرج البخاري في ىذا الباب

الزىري ، عن عروة ، عن عائشة : من حديث - يصمي الفجر ، فيشيد ) لقد كان رسول اهلل : ، قالت

معو نساء من المؤمنات ، متمفعات في

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

.مروطين ، ثم يرجعن إلى بيوتين ، ما يعرفين أحد االشتمال بو ، ( ( : التمفع بالثوب ) ) قال الخطابي األردية ( ( : المروط ) ) شممو ، و : ولفعو الشيب

.مرط : الواسعة ، واحدىا األكسية تكون من صوف ، : المروط : وقال عبيد

.وتكون من خز ، يؤتزر بيا

أكسية ) كانت ألزوج النبي : وقال ىشام ، عن الحسن .وال لينة -واهلل -تسمى المروط ، غير واسعة

أن النساء كن إذا شيدن صبلة : والمراد بيذا الحديث الفجر في المسجد غطين رؤوسين ، وثيابين فوق

لين إذا ) دروعين وخمرىن ، وىذا نظير أمر النبي .ا تقدم شيدن العيدين بالجمباب ، كم

أن المرأة : وقد روي عن ابن عمر وابن سيرين ونافع .حكاه ابن المنذر : -تصمي في أربعة أثواب

ال تصمي المرأة في : قال مجاىد : وقال ابن عبد البر .اقل من أربعة أثواب

.وىذا لم يقمو غيره فيما عممت : قال فة ، الخمار ، والدروع ، والممح: واألربعة األثواب : قال

.انتيى . واإلزار ولعل ىذا إذا صمين مع الرجال في المساجد ونحوىا ،

.واهلل أعمم . فأما في بيوتين فيكفيين دون ذلك إن شاء -وبقية فوائد ىذا الحديث تأتي في موضع أخر

.اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمميا باب إذا صمى في ثوب لو أعبلم ، ونظر إلى -: ثنا إبراىيم بن سعد : حدثنا أحمد بن يونس -

ثنا ابن شياب ، عنصمى في خميصة ليا ) عروة ، عن عائشة ، أن النبي

: أعبلم ، فنظر إلى أعبلميا نظرة ، فمما انصرف قال اذىبوا بخميصتي ىذه إلى أبي جيم وائتوني ) )

( ( .ي بأنبجانية أبي جيم ، فإنيا أليتني آنفا في صبلتقال : وقال ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة

كنت انظر إلى عمميا وأنا في الصبلة ، ) : ) ) النبي ( ( .فأخاف أن تفتنني

خرجو مسمم في . ىذا الذي عمقو عن ىشام بن عروة من حديث وكيع ، عن ىشام ، ولكن ( ( صحيحو ) )

فكان كانت لو خميصة ليا عمم ، ) أن النبي : لفظو

يتشاغل بيا في الصبلة ، فأعطاىا أبا جيم ، وأخذ .كساء لو أنبجانيا

: ، ولفظ حديثو -أيضا -ورواه أبو معاوية عن ىشام خميصة ، فأعطاىا أبا جيم ، وأخذ ) كان لمنبي : قالت

يا رسول اهلل ، أن الخميصة ىي : أنبجانية لو ، قالوا نت انظر إلي إني ك: ) ) خير من األنبجانية ؟ فقال

( ( .عمميا في الصبلة .خرجو اإلمام أحمد

وخرجو أبو داود بمعناه من رواية ابن أبي الزناد ، عن .ىشام

.مرسبل -ورواه مالك ، عن ىشام ، عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن األنبجاني مذكر في رواية : وذكر ابن عبد البر نما أنثو .مالك في روايتو الزىري ، وا

وكذا في رواية إبراىيم بن سعد التي خرجيا : قمت .البخاري ىنا

نما ىو كساء أنبجاني ، واألنبجاني ال يونث ، : قال وا .إال أن يكون أراد الخميصة أو الشممة

بكسر الباء -أنبجانية : يقال : وقال ثعمب : قال لكل ما كثف -وفتحيا .أي كثيرة الصوف ممتفة : انية شاة أنبج: قالوا . والتف

إنما ىو كساء : وقال ابن قتيبة : قال ابن عبد البر : قال . ؛ ألنو منسوب إلى منبج -بالميم -منبجاني

وفتحت باؤه في النسب ؛ ألنو خرج مخرج منظرانيجائز أن : وعن ابن قتيبة يقول : قال . ومنجراني

ن رواتو عرب أنبجاني كما جاء في الحديث ؛ أل: يقال نما فصحاء ، ومن األنساب ما ال يجري عمى قياس ، وا

. ىو مسموع ، ىذا لو صح أنو منسوب إلى منبج .انتيى

دليل عمى أن نظر المصمي إلى ما يمييو : وفي الحديث عن صبلتو ال يفسد صبلتو ، وال يمزمو إعادتيا إذا كان

يا فنظر إلى أعبلم: ذلك قميبل ، وليذا قالت عائشة .نظرة

وأما إذا كثر شغل قمبو عن صبلتو ، وحدث نفسو بغيرىا ، فمن الفقياء من أصحابنا وغيرىم من أوجب عميو

.اإلعادة بذلك بأن عمل النفس إذا كثر في : ثم منيم من عمل ذلك الصبلة أبطميا ، كعمل

.وحكي ذلك عن ابن حامد . البدن ، فإذا فقد بوجوب الخشوع في الصبلة : ومنيم من عمل

.في أكثر الصبلة أبطميا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى أنو ال تبطل بذلك الصبلة ، : وجميور العمماء وحكاه بعضيم إجماعا ، وسيأتي ذكر ذلك في موضع

.إن شاء اهلل تعالى -آخر

واستدل الشافعي بيذا الحديث عمى أن مجرد االشتغال يء أو فكر فيو ، إذا لم يوجب عن صبلتو بنظر إلى ش

.لو ذلك الشك في عدد الركعات ال يسجد لو لمسيو دليل عمى استحباب التباعد عن األسباب : وفي الحديث

تمك الخميصة ) المميية عن الصبلة ، وليذا أخرج النبي فينبغي لمن ألياه شيء من الدنيا عن . عنو بالكمية

.صبلتو أن يخرجو عن ممكو عن عبد اهلل بن أبي ( ( الموطإ ) ) الك في وقد ذكر م

بكر ، أن أبا طمحة األنصاري كان يصمي في حائط لو ، فطار دبسي ، فانطمق يتردد يمتمس مخرجيا ، فمم

يجده اللتفاف النخل ، فأعجبو ذلك فأتبعو بصره ساعة ، لقد أصابتني : ثم رجع فإذا ىو ال يدري كم صمى ، فقال

، فذكر ذلك لو ، ) أتى النبي في مالي ىذا فتنة ، فيا رسول اهلل ، ىو صدقة هلل عز وجل ، فضعو : فقال

.حيث أراك اهلل عن عبد اهلل بن أبي بكر ، أن -أيضا -وذكر مالك

رجبل من األنصار كان يصمي في حائط لو بالقف في

زمن الثمر ، والنخل قد ذلمت ، وىي مطوقة بثمرىا ، أى من ثمرىا ، ثم رجع إلى فنظر إلى ذلك فأعجبو ما ر

لقد : الصبلة ، فإذا ىو ال يدري كم صمى ، فقال أصابتني في مالي ىذا فتنة ، فأتى عثمان بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أنو صدقة ، فاجعمو : ، فذكر ذلك لو ، فقال لو ) عفان

في سبيل الخير ؛ فباعو عثمان بخمسين ألفا فكان اسم .مال الخمسين ال: ذلك كساء رفيع يمبسو أشراف العرب ، ( ( : الخميصة ) ) و

وقد يكون لو عمم ، وقد ال يكون ، وقد يكون أبيض كساء ( ( : األنبجاني ) ) و . وأحمر وأسود وأصفر

.ذكر ذلك ابن عبد البر وغيره : غميظ بغير عمم : كساء أسود ، واألنبجانية : الخميصة : وقال الخطابي

.ء لو زئبر كسا

ثياب من خز أو صوف : الخمائص : وقال أبو عبيد .معمم ، وىي سود ، كانت من لباس الناس

نما خص بيا أبا جيم بن حذيفة ؛ ألنو كان أىداىا وا ، فردىا إليو ، وطمب منو عوضا عنيا ) إلى النبي

كساء لو غميظا ؛ تطييبا لقمبو ، حتى ال يحصل لو .، ولذلك أعممو بسبب الرد انكسار برد ىديتو عميو

وفيو تحذير لو من أن يشتغل بيا أو بغيرىا عن .ىذا ىو الذي ذكره ابن عبد البر . صبلتو

( ( الموطإ ) ) ما خرجو مالك في : ويدل عمى ذلك عن عمقمة بن أبي عمقمة ، عن أمو ، عن عائشة ،

أىدى أبو جيم بن حذيفة إلى رسول اهلل : قالت ليا عمم ، فشيد فييا الصبلة ، فمما خميصة شامية )

ردي ىذه الخميصة إلى أبي جيم ؛ : ) ) انصرف قال ( ( .فإني نظرت إلى عمميا في الصبلة ، فكاد يفتنني

.وخرجو اإلمام أحمد من طريق مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إنما يعرف في ىذا الحديث من ( ( الفتنة : ) ) ولفظ جو ، فأما من رواية ىشام ، عن أبيو ، عن ىذا الو

.فغير معروف -كما عمقو البخاري -عائشة ، وقد روي عن معمر ، عن الزىري ، عن عروة ، عن

فإني : ) ) قال ) أن النبي : عائشة ىذا الحديث ، وفيو ( ( .كنت إذا رأيت عمميا ذكرت الدنيا

لم ) أن النبي: وروي نعيم بن حماد ، عن ابن عيينة يكره الخميصة في

نما أخرجيا عن ممكة لما كانت سبب شغمو نفسيا ، وا عن صبلتو ؛ كما اخرج أبو طالحة مالو الذي ألياه عن

.صبلتو .وىذا يؤيد ما ذكرناه من قبل

واعمم ؛ أن الصبلة في الثوب الحسن غير مكروه ، إال أن يخشى منو اإللتياء عن الصبلة أو حدوث الكبر ،

ان لتميم الداري حمة اشتراىا بألف درىم ، يقوم بيا وقد ك

أحيانا يمبس حمبل من حمل ) الميل ، وقد كان النبي اليمن ، وبرودا حسنة ، ولم ينقل عنو أنو كان يتجنب نما ترك ىذه الخميصة لما وقع لو من الصبلة فييا ، وا

خذوا : ) تمك النظرة إلى عمميا ، وقد قال اهلل عز وجل ، وقد سبق [ : األعراف ) ] كم عند كل مسجد زينت

.اهلل أحق أن يتزين لو : قول ابن عمر من حديث عبيداهلل ( ( مراسيمو ) ) وخرج أبو داود في

كان: بن عتبة ، قال : مما تعجبو -إذا قام إلى الصبلة -) رسول اهلل

.الثياب النقية الريح الطيبة سمف يمبسون الثياب الحسنة ، وال ولم يزل عمماء ال .يعدون ذلك كبرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو سئل عن الرجل يحب أن ) وقد صح عن النبي

ليس ذلك من : ) ) يكون ثوبو حينا ونعمو حسنا ؟ فقال ( ( .الكبر ، أن اهلل جميل يحب الجمال

سانا كرديا رأيت عمى الحسن طيم: وقال جرير بن حازم حسنا ، وخميصة أصبيانية جيدة ، ذات أعبلم خضر وخمر ، أزرتيا من إبريسم ، وكان يرتدي ببرد لو يمان

أسود مصمب ، وبرد عدني وقباء من برد حبرة ، وعمامة .سوداء

سألت إسحاق عن الصبلة في المنديل ، : وقال حرب .ز جائ: وأريتو منديبل لو أعبلم خضر وخطوط ؟ فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب أن صمى في ثوب مصمب أو تصاوير ىل تفسد - صبلتو ؟

وما ينيي من ذلك :خرج فيو

عبد العزيز بن صييب ، عن أنس ، : حديث - كان قرام لعائشة سترت بو جانب بيتيا ، فقال : قال

ل أميطي عنا قرامك ىذا ؛ فإنو ال يزا) : ) ) النبي ( ( .تصاويره تعرض في صبلتي

أنو ثوب من صوف ، فيو ألوان : قيل ( ( : القرام ) ) .من العيون ، ويتخذ سترا ، أو كمة

ويشبو أن تكون : قال . ىو ستر رقيق : وقال الخطابي عائشة سترت بو موضعا كان عورة من بيتيا ؛ لنيي

.عن ستر الجدر ) النبي .لجدر إسناده ضعيف حديث النيي عن ستر ا: قمت

ولكن خرج مسمم من حديث عائشة ، أنيا أخذت نمطا رأى النمط ، ) فسترتو عمى الباب ، فمما قدم النبي

فعرفت الكراىة في وجيو ، فجذبو حتى ىتكو أو قطعو ، أن اهلل لم يأمرنا أن نكسو الحجارة : ) ) وقال

( ( .والطين ي ىذا ، عنيا ف( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

أتسترين الجدر يا : ) ) قال ليا ) أن النبي : الحديث

فطرحتو ، فقطعتو مرفقتين ، فقد : قالت ( ( عائشة ؟ رأيتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.متكئا عمى إحداىما ، وفييا صورة كان في بيتي : وخرج مسمم من حديث عائشة ، قالت

يوة في البيت ، وكان ثوب فيو تصاوير ، فجعمتو إلى س يا عائشة أخريو: ) ) يصمي إليو ، ثم قال ) رسول اهلل

.، فنزعتو ، فجعمتو وسائد ( ( عني قدم رسول اهلل : ، عنيا ، قالت ( ( الصحيحين ) ) وفي

من سفر وقد سترت بقرام لي عمى سيوة لي فييا ) أشد : ) ) ىتكو ، وقال ) تماثيل ، فمما رآه رسول اهلل

اس عذابا يوم القيامة الذين يضاىون بخمق اهلل عز الن .فجعمناه وسادة أو وسادتين : قالت ( ( . وجل كان لنا ستر : عنيا ، قالت ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

فيو تمثال طائر ، وكان الداخل إذا دخل استقبمو ، فقال حولي ىذا ؛ فإني كمما دخمت فرأيتو ) : ) ) رسول اهلل

( .( ذكرت الدنيا .كراىة الستر ) فيذه ثبلث عمل قد عمل بيا النبي

حديث سعيد بن جميان ، عن : ويشيد لمتعميل الثالث جاء إلى بيت فاطمة ، فأخذ ) سفينة ، أن النبي

ذا قرام قد ضرب في ناحية البيت ، بعضادتي الباب ، وا ما : رجع ، فتبعو عمي ، فقال ) فمما رآه رسول اهلل أنو ليس لي وال لنبي أن : ) ) ؟ قال رجعك يا رسول اهلل ( ( .يدخل بيتا مزوقا

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو ويشبو ىذا ما خرجو النسائي من حديث ابن عباس ، أن

اتخذ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" شغمني ىذا عنكم اليوم ، لو : ) ) خاتما ولبسو ، وقال

.، ثم ألقاه ( ( م نظرة نظرة ولكبإسناد فيو ( ( كتاب العمل ) ) وخرج الترمذي في

ضعف ، عن ابن عمر ، أنجعل خاتمو في يمينو ، ثم أنو نظر إليو ) رسول اهلل

.وىو يصمي ويده عمى فخذه ، فنزعو ولم يمبسو أن : وقد روي ىذا الحديث عن طاوس مرسبل ، وفيو

.ىذا الخاتم كان من ذىب يفعمو امتثاال لما أمره اهلل بو ؛ أن ) ا إنما كان النبي وىذ

ال يمد عينيو إلى زىرة الحياة الدنيا ، فكان يتباعد عنيا مالي ولمدنيا ، إنما مثمي : ) ) بكل وجو ، وليذا قال

ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ، ثم راح ( ( .وتركيا

اكنو حال فكان حالو كمو في مأكمو ومشربو ولباسو ومسمسافر ، يقنع في مدة سفره بمثل زاد الراكب من الدنيا ،

وال يمتفت إلى فضوليا الفانية الشاغمة عن اآلخرة ،

وخصوصا في حال عباداتو ومناجاتو هلل ، ووقوفو بين فكان . يديو واشتغالو بذكره ، فإن ذلك كان ىو قرة عينو

ية في تمك تممح شيء من متاع الحياة الدنيا وزينتيا الفانالحال ؛ فإنو ذلك الصفاء ، فمذلك كان تباعده عنو غاية

فإنو : ) ) وىذا ىو المعنى المشار إليو بقولو . المباعدة ( ( .ال يزال تصاويره تعرض في صبلتي

دليل عمى أن المصمي ال ينبغي أن يترك بين : وفيو .يديو ما يشغمو النظر إليو عن صبلتو

(/)

"""""" ة رقم صفح"""""" ، عن عثمان بن طمحة ، ( ( سنن أبي داود ) ) وفي

إني نسيت أن آمرك أن تخمر : ) ) قال ) أن النبي القرنين ؛ فإنو ليس ينبغي أن يكون في البيت شيء

( ( .يشغل المصمي وخرجو اإلمام أحمد من حديث أم عثمان بنت سفيان ،

أنو ال ينبغي ) : ) قال لو في ىذا الحديث ) أن النبي ( ( .أن يكون في البيت شيء يميي المصمين

قرنا الكبش الذي فدي بو إسماعيل : والمراد بالقرنين عميو السبلم ؛ فإنو ما كانا في الكعبة إلى أن أحرقا عند

.حريق البيت في زمن ابن الزبير .دليل عمى جواز الصبلة في الكعبة : وفي الحديث

ة أن يكون في القبمة شيء وقد نص أحمد عمى كراى .معمق من مصحف أو غيره .كانوا يكرىون ذلك : وروي عن النخعي ، قال

لم يكن ابن عمر يدع شيئا بينو : وعن مجاىد ، قال .سيفا وال مصحفا : وبين القبمة إال نزعو

ونص أحمد عمى كراىة الكتابة في القبمة ليذا المعنى ، .وكذا مذىب مالك

اري تعميقا عن عمر ، أنو أمر ببناء وقد ذكر البخياك أن : المسجد ، وقال أكن الناس من المطر ، وا

-وسيأتي في موضعو . تحمر أو تصفر فتفتن الناس .إن شاء اهلل تعالى

ويستدل بحديث عائشة ىذا عمى كراىة الصبلة إلى التصاوير المنصوبة ؛ فإن في ذلك مشابية لمنصارى

ليا ، وال يترك في المسجد وعباد األصنام المصمين .صورة في بناء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سئل الحسن عن ساجة في المسجد فييا تصاوير ؟ .انجروه : قال

وتكره الصبلة في الكنائس التي فييا صور عند كثير من العمماء ، وىو مروي عن عمر وابن عباس ، وقول مالك

.وأحمد وغيرىما صبلة في ثوب فيو تصاوير ففيو قوالن لمعمماء ، وأما ال

ىل يجوز لبس ذلك أم ال ؟: بناء عمى أنو فرخص في لبسو جماعة ، منيم أحمد في رواية

الشالنجي ، وكذلك قال أبو

خيثمة ، وسميمان بن داود الياشمي ، واستدلوا بالحديث ( ( .إال رقما في ثوب : ) ) الذي جاء فيو

من ( ( المباس : كتاب ) ) في وقد خرجو البخاري .حديث أبي طمحة

وخرجو اإلمام أحمد ، والنسائي ، والترمذي وصححو من ) .حديث أبي أيوب وسيل بن حنيف ، عن النبي

وكان كثير من السمف يمبس خاتما عميو صورة حيوان .منقوشة في فصو

يكره ذلك ، وىو قول مالك والثوري ، : وقالت طائفة .أصحابنا وطائفة من

يحرم لبسو ، وىو رواية عن أحمد ، : وقالت طائفة أختارىا القاضي أبو يعمى

.وغيره عن عمي بن المبارك ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

عن يحيى بن أبي كثير ، عن عمران بن حطان ، عن ال يرى في ثوب تصاوير ) كان النبي : عائشة ، قالت

إال .نقضو

(/)

"""""" فحة رقم ص""""""

ىذا عن طريق ( ( كتابو ) ) وقد خرجو البخاري في يترك في ) لم يكن النبي : ىشام ، عن يحيى ، ولفظو

.بيتو شيئا فيو تصاليب إال نقضو وظاىر تبويب البخاري يدل عمى كراىة الصبلة فيو

ال تزال تصاويره تعرض في ) : ) ) استدالال بقولو ا ال ينافي فيما فيو تصاوير في ولكن ىذ( ( . صبلتي

.موضع ال يقع بصره عميو في الصبلة وصرح أصحابنا بكراىة استصحابو في الصبلة ، وسواء

.يجوز لبسو أو ال : قمنا أنو ال يمبس خاتم فيو تماثيل ، وال : ومذىب مالك

.يصمى بو ، ويمبس ثوب فيو تصاوير

يو أكثر وأما الصبلة عمى بساط فيو تصاوير ، فرخص فسحاق ؛ ألنيم أجازوا العمماء ، ونص عميو أحمد وا

.استعمال ما يوطأ عميو من الصور الجوزجاني ، وروى عن : وكره ذلك طائفة قميمة ، ومنيم

.الزىري : لو ( ( كتاب المباس ) ) وذكر ابن أبي عاصم في

ال بأس بالصبلة عمى البساط إذا : من قال : باب ) ) : دثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ح: كان فيو صور

ثنا شعبة ، عن الشيباني ، عن عبد : ثنا روح بن عبادة يصمي ) كان النبي : اهلل بن شداد ، عن ميمونة ، قالت

( ( .عمى الخمرة ، وفييا تصاوير من حديث ( ( الصحيحين ) ) وىذا الحديث مخرج في .شعبة بدون ىذه الزيادة -سائل في موضعيا من الكتاب وسيأتي بسط ىذه الم .إن شاء اهلل تعالى

عمى ( ( المباس : كتاب ) ) وقد بوب البخاري في كراىة الصبلة في) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وأعاد فيو حديث عائشة الذي خرجو ( ( التصاوير ىاىنا ، وظاىر ذلك يدل عمى أنو يكره الصبلة في ثوب

عمى بساط عميو صورة ؛ فإن ذلك كمو فيو صورة ، و .يعرض لممصمي في صبلتو

عمى الرخصة فيما يوطأ من -أيضا -وبوب ىناك ، فأشار إلى -أيضا -الصورة ، وعمى كراىة ذلك

.االختبلف فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من صمى في فروج من حرير ثم نزعو -ثنا الميث ، عن يزيد : يوسف حثنا عبد اهلل بن -

أىدي : ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر ، قال فروج حرير ، فمبسو فصمى فيو ، ثم ) إلى النبي

ال : ) ) انصرف فنزعو نزعا شديدا ، كالكاره لو ، وقال ( ( .ينبغي ىذا لممتقين

أبو ) ) ابن أبي حبيب ، و : ، ىو ( ( يزيد ) ) رثد بن عبد اهللم: ، ىو ( ( الخير

.اليزني ، وىما مصريا جميبلن قباء لو فرج من ورائو ، ىكذا قال ( ( : الفروج ) ) و

.أبو عبيد وغيره سألت الميث بن سعد عن الفروج : وقال يحيى بن بكير

.ىو القباء : ؟ فقال دليل عمى جواز لبس األقبية ، والصبلة : وفي الحديث

.لعمم فييا ، وىو قول أكثر أىل اعن القباء يصمي فيو الرجل وحده ؟ : وسئل عطاء

.أن القباء مفروج ، ولكن ليأتزر عميو إزارا تحتو : فقال : سئل أحمد عن الصبلة في الدراج ؟ فقال : قال حرب

أنو ذكر عن ابن المبارك ووكيع أنو : وما بأسو ؟ قيل

.ما أنفعو من ثوب : ما كرىاه ، فرخص فيو ، وقال نقمو عنو ابن : -إسحاق : كره لبس الدراج وممن

.منصور واستدل الخطابي وغيره بيذا الحديث عمى صحة الصبلة

.في الحرير مع كراىتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما لبسو وصمى فيو ) وىذا غير صحيح ؛ فإن النبي قبل تحريمو ، وىذا أمر ال شك فيو ، فكيف يستدل بو

ة الصبلة بعد تحريمو ؟عمى صحوقد استدل إسحاق لصحة الصبلة في الحرير بأن النبي

.رخص لمزبير وعبد الرحمن في قمص الحرير لمحكة ) ال يصح ؛ فإنو من رخص لو في -أيضا -وىذا

نما اختمف الحرير أبيح لو لبسو والصبلة فيو كالنساء ، وا .الناس في صبلة الرجال في الحرير بعد تحريمو

وأكثر أىل العمم عمى أن الصبلة فيو تجزئ ، وتبرأ بيا .الذمة ، وال يمزم إعادتيا

.وعن أحمد في ذلك روايتان أن الصبلة فيو غير مجزئة ، : ومذىب أىل الظاىر

وتمزم اإلعادة ، وىو اختيار كثير من أصحابنا ، وىو .قول إسحاق ، إذا كان عالما بالنيي عنو

يعيد ما دام في : ب مالك وقال ابن القاسم صاح .الوقت

وكذا الخبلف في الصبلة في ثوب مغصوب ، أو .مشترى بعين مال حرام

-مرفوعا -من حديث ابن عمر ( ( : المسند ) ) وفي من اشترى ثوبا بعشرة دراىم ، وفيو درىم حرام ، : ) )

( ( .لم تقبل لو صبلة ما دام عميو ث في رواية أبي وقد ضعف اإلمام أحمد ىذا الحدي

ىذا ليس: طالب ، وقال .بشيء ، ليس لو إسناد

يشير إلى ضعف إسناده ؛ فإنو من رواية بقية ، عن

يزيد بن عبد اهلل الجيني عن ىاشم األوقص ، عن .نافع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال أعرف يزيد بن عبد : -في رواية مينا -وقال أحمد شمااهلل ، وال ىا .األوقص

أن : وقد أشتد نكير عبد الرحمن بن ميدي لقول من قال من اشترى ثوبا بدراىم فييا شيء حرام وصمى فيو أنو

ىو قول خبيث ، ما سمعت : يعيد صبلتو ، وقال .بأخبث منو ، نسأل اهلل السبلمة .بإسناده ( ( الحمية ) ) ذكره عنو الحافظ أبو نعيم في

ي من أعيان عمماء أىل الحديث وعبد الرحمن بن ميدوفقيائيم المطمعين عمى أقوال السمف ، وقد عد ىذا

القول من البدع ، فدل عمى أنو ال يعرف بذلك قائل من

.السمف وأكثر العمماء عمى أن العبادات ال تبطل بارتكاب ما

نيي عنو ، إذا كان النيي غير مختص بتمك العبادة ، نما تبطل بما يختص النيي .بيا وا

فالصبلة تبطل باإلخبلل بالطيارة فييا ، وحمل النجاسة ، وكشف العورة ولو في الخموة ، وال تبطل بالنظر إلى المحرمات فييا ، وال باختبلس مال الغير فييا ، ونحو

.ذلك مما ال يختص النيي عنو بالصبلة وكذلك الصيام ، إنما يبطل باألكل والشرب والجماع

ا ال يختص النيي عنو بالصيام ، ونحو ذلك ، دون م .كقول الزور ، والعمل بو عند جميور العمماء

وكذلك االعتكاف ، ال يبطل إال بما نيي عنو لخصوص االعتكاف وىو الجماع ، أو ما نيي عنو لحق المساجد

وال يبطل بسائر المعاصي . كالسكر عند طائفة منيم . عند األكثرين ، وأن خالف في ذلك طائفة منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك الحج ، إنما يبطل بارتكاب بعض ما نيي عنو .واهلل أعمم . فيو وىو الرفث ، دون الفسوق والجدال

، أنو عمل كراىة لبس الحرير في ) وقد روي عن النبي .صبلتو ، بأنو نظر إليو فألياه عن صبلتو

ن معاوية بن ع( ( مسنده ) ) خرجو ابن وىب في صالح ، عن أبي الزاىرية حدير ابن كريب ، أن أكيدر

فييا الصبلة ، ) حمة حرير ، فشيد النبي ) أىدى النبي فسيا ، فصمى الظير سبع ركعات ، فمما انصرف نزعيا

إني نظرت إلييا ، فأليتني عن : ) ) ، وقال ( ( .صبلتي

.وىذا مرسل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب الصبلة في الثوب األحمر -

حدثني عمر بن أبي : حدثنا محمد بن عرعرة - زائدة ، عن عون بن أبيرأيت رسول اهلل في قبة : جحيفة ، عن أبيو ، قال

، ) حمراء من أدم ، ورأيت ببلال أخذ وضوء رسول اهلل ورأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء ، فمن أصاب منو

ومن لم يصب منو شيئا أخذ من بمل يد شيئا تمسح بو ،صاحبو ، ثم رأيت ببلال أخذ عنزة فركزىا ، وخرج رسول

في حمة حمراء مشمرا ، صمى إلى العنزة بالناس ) اهلل .ركعتين ، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يدي العنزة ىذا الحديث قد خرجو في مواضع متعددة ، مختصرا

بعضو ، ( ( واب الوضوء أب) ) وتاما ، وقد سبق في .أيضا -ويأتي في مواضع متفرقة

خرج في حمة حمراء ) أن النبي : والمقصود منو ىاىنا مشمرا وصمى بالناس ، فدل عمى جواز الصبلة في

.الثوب األحمر

برود اليمن من مواضع مختمفة : الخمة : قال أبو عبيد تى والحمة إزار ورداء ، ال يسمى حمة ح: قال . منيا

.انتيى . يكون ثوبين وكذلك فسر سفيان الثوري الحمة الحمراء في ىذا الحديث

حكاه عنو عبد الرزاق ، وىو في : -ببرد الحبرة .وكتاب الترمذي ( ( مسند اإلمام أحمد ) )

إنما كانت ) وحينئذ ؛ فالحمة الحمراء التي لبسيا النبي بردا مخططا فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" خطط

.حمر ، ولم يكن كمو أحمر ( ( : المباس : كتاب ) ) وقد بوب البخاري في

، ثم خرج فيو من حديث ( ( الثوب األحمر : باب ) ) .في حمة حمراء ) رأيت النبي : البراء بن عازب ، قال

.والقول في ىذا الحديث كالقول في حديث أبي جحيفة ، وخرج فيو من ( ( الحمراء الميثرة : باب : ) ) ثم قال

عن لبس الحرير ) نيانا رسول اهلل : حديث البراء ، قال .والديباج والقسي واإلستبرق ومياثر الحمر

وىو -مراكب ، سميت مياثر لوثارتيا ( ( : المياثر ) ) .لينيا ووطأتيا ، وكانت من زي العجم

قالو أبو: -أنيا كانت من ديباج أو حرير : وقد قيل .عبيد وغيره

.وفسر يزيد بن أبي زياد المثيرة بجمود السباع وقد خرج النسائي من حديث المقدام بن معدي كرب ،

.، أنو نيى عن مياثر النمور ) عن النبي :وفي الصبلة في الثوب األحمر حديث آخر

خرجو الطبراني من رواية سعد بن الصمت ، عن جعفر ن حسين ، عن ابن بن محمد ، عن أبيو ، عن عمي ب

يمبس يوم العيد بردة ) كان رسول اهلل : عباس ، قال .حمراء

ورواه حجاج بن أرطاة ، عن أبي جعفر محمد بن عمي

يمبس ) كان رسول اهلل : ، عن جابر بن عبد اهلل ، قال .بردة األحمر في العيدين والجمعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.غياث ، عن حجاج كذا رواه حفص بن -وخالفو ىشيم ، فرواه عن حجاج ، عن أبي جعفر

كان يمبس يوم الجمعة بردة ) ، أن رسول اهلل -مرسبل .األحمر ، ويعتم يوم العيدين

.خرجو ابن سعد من ىذين الوجيين .والمرسل أشبو

:وقد اختمف العمماء في لبس األحمر خعي ، فرخص فيو ابن المسيب ، والشعبي ، والن

.والحسن ، وعمي بن حسين ، وابنو أبو جعفر وروي عن عمي بن أبي طالب ، أنو كان يمبس بردا

.أحمر

، أن أسماء بنت أبي بكر ( ( صحيح مسمم ) ) وفي بمغني انك تحرم مياثر : أرسمت إلى ابن عمر تقول لو

.ىذه مثيرتي أرجوان : األرجوان ، فقال .الشديد الحمرة : واألرجوان

طاوس ، ومجاىد : وكرىت طائفة الثياب الحمر ، منيم .، وعطاء

ىو زينة آل : وروي عن الحسن وابن سيرين ، قاال .قارون

وىو المنصوص عن أحمد في رواية المروذي ، وسوى .بين الرجال والنساء في كراىتو

وروى عن عطاء وطاوس ومجاىد الرخصة فيو لمنساء .خاصة

.نيا كانت تمبس درعا أحمر وروي عن عائشة ، أوفي كراىة األحمر من المباس أحاديث متعددة ، خرجيا أبو داود وغيره ، يطول ذكرىا ىاىنا ، وربما تذكر في

.إن شاء اهلل تعالى -موضع آخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومنيم من رخص فيما حمرتو خفيفة ، وكره الشديد ن مالك وأحمد ، ورجحو كثير من الحمرة ، وروي ذلك ع

.أصحابنا ، عن عمي ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

.نيى عن لبس المعصفر ) .المفدم : وخرجو النسائي ، وزاد فيو

.المشبع بالعصفر : والمفدم عن عبد اهلل بن -أيضا -( ( صحيح مسمم ) ) وفي

وبين عمي ث) رأى رسول اهلل : عمرو بن العاص ، قال إن ىذه من ثياب الكفار ، فبل : ) ) معصفرين ، فقال

( ( .تمبسيا :وقد اختمف في لبس المعصفر

فكرىو طائفة ، روي عن عمر وعثمان وابن عمر وأنس .، وىو قول الزىري وسعيد بن جبير ومالك وأحمد

.ورخصوا فيو لمنساء

.وحكى ابن عبد البر االجماع عمى جوازه لين .ة لين فيو حديث مرفوع وفي الرخص

.خرجو أبو داود وىذا قد يخالف رواية المروذي عن أحمد بكراىة األحمر لمنساء ، كما تقدم ، لكن تمك مقيدة بإرادة الزينة بو ، فقد

.تكون الرخصة محمولة عمى من لم يرد بو الزينة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو يكره المعصفر وىذا القول روي عن ابن عباس ، .لمتزين بو ، ويرخص فيما امتين منو

ورخص طائفة في المعصفر مطمقا لمرجال والنساء ، روي عن أنس ، وعن أبي وائل ، وعروة ، وموسى بن

طمحة ، والشعبي ، وأبي قبلبة ، وابن سيرين ، والنخعي .وغيرىم ، وىو قول الشافعي دون - وىو المفدم -وكرىت طائفة المشبع منو

.التخفيف ، روي عن عطاء وطاوس ومجاىد ؛ فإنو قال في -أيضا -وحكي عن مالك وأحمد

أن كانت حمرتو تشبو المعصفر أكرىو : المصبوغ بالدم .ال بأس بالمورد ، وما كان خفيفا : ، وقال

ىذا القول عن أىل ( ( كتابو ) ) وحكى الترمذي في أن ما : ، ورأوا أنيم كرىوا لبس المعصفر : الحديث

صبغ بالمدر أو غير ذلك فبل بأس بو ، إذا لم يكن .معصفرا

وقد روي عن عمي وابن عمر الرخصة في المصبوغ إنما ىو مدر أو : ، وقاال -وىو المغرة -بالمشق .تراب

حديث خرجو أبو داود ، : وفي كراىة المصبوغ بالمغرة .في إسناده مقال

المعصفر خاصة ، دون يكره: ومن الناس من قال .لم يصح في غيره نيي : وقال . سائر ألوان الحمرة

ومنيم من حمل أحاديث الرخصة عمى الجواز ، وأحاديث النيي عمى كراىة التنزيو ، وىذه ىي طريقة

.ابن جرير الطبري وزعم الخطابي أن المكروه من األحمر ما صبغ من

الثياب بعد نسجو ، فأما

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

فغير داخل -كعصب اليمن -ما صبغ غزلو ثم نسج .في النيي

وكذلك الشافعي فرق في المصبوغات بين ما صبغ قبل نسجو وبعده ، واستحسن لبس ما صبغ غزلو ، دون ما

.صبغ بعد نسجو لمزينة واختمف القائمون بكراىة األحمر ، فيما إذا كان في

ىل يكره أم ال ؟: الثوب شيء من حمرةفروي عن ابن عمر ، أنو اشترى عمامة واعتم بيا ،

.فرأى فييا خيطا أحمر ، فردىا وكذلك روى المروذي عن أحمد ، أنو أمره أن يشتري لو

تكة ال تكون فييا .حمرة

خرجنا : وخرج أبو داود من حديث رافع بن خديج ، قال عمى ) في سفر ، فرأى رسول اهلل ) مع رسول اهلل

رواحمنا وعمى إبمنا أكسية فييا خيوط عين حمر ، فقال فقمنا ( ( أال أرى الحمرة قد عمتكم ؟ ) : ) ) رسول اهلل

.سراعا ، فأخذنا األكسية فنزعناىا عنيا .وفي إسناده رجل ال يعرف

وخرج الطبراني وغيره من حديث إسحاق بن راىويو ، عن مسمم بن أذكر ابن جريج ،: قمت ألبي قرة : قال

صمى ) أبي مريم ، عن عبد اهلل بن سرجس ، أن النبي أعطني : ) ) يوما وعميو نمرة ، فقال لرجل من أصحابو

يا رسول اهلل ، نمرتك : ، فقال ( ( نمرتك ، وخذ نمرتي أجود من

(/)

"""""" صفحة رقم """""" اجل ؛ ولكن فييا خيط احمر ، : ) ) قال . نمرتي ؟ فأقر بو أبو قرة -( ( ت أن انظر ، إليو فيفتنني فخشي

.، وقال نعم .وىذا غريب

.روي عن الحسن ، وقد سبق . ورخص فيو آخرون ونص عيو أحمد في رواية أخرى عنو في كساء أسود

.ال بأس بو : عميو عمم أحمر ، قال حمة حمراء وبردا ) بحديث لبس النبي . ويستدل ليذا

راد بالحمة البرد المخطط بحمرة ، كما أحمر ؛ فإن الم .قالو سفيان الثوري وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة في المنبر والسطوح والخشب -ولم ير الحسن بأسا أن يصمي عمى الجمد والقناطر ،

وأن جرى تحتيا بول ، أو فوقيا أو أماميا ، إذا كان .بينيما سترة .ىريرة عمى ظير المسجد بصبلة األمام وصمى أبو

.وصمى ابن عمر عمى الثمج أنو تجوز الصبلة عمى ما : مقصود البخاري بيذا الباب

عبل عمى وجو األرض ، سواء كان موضوعا عمييا وضعا ، كمنبر وسرير من خشب أو غيره ، أو كان

كسطح المسجد وغرفة مبنية عميو أو عمى . مبنيا عمييا لك ما عبل عمى وجو األرض مما يذوب ، غيره ، وكذ

.كالثمج والجميد :فيذه ثبلثة مسائل

:األولى الصبلة عمى ما وضع عمى األرض مما يتأبد فييا ، أو ينقل عنيا كمنبر وسرير ونحوه ، فيجوز ذلك عند أكثر

.العمماء سألت أحمد عن الصبلة عمى السرير : قال أبو طالب

نعم ، إذا كان يمكنو مثل :الفريضة والتطوع ؟ قال

.السطح سألت إسحاق عن الصبلة عمى السرير من : وقال حرب

.ال بأس بو : الخشب ؟ قال وروى حرب بإسناده ، عن األوزاعي ، أنو لم ير بأسا

.بالصبلة عمى األسرة وأشباىيا وليس في ىذا اختبلف بين العمماء ، إال خبلف شاذ

.قديم

(/)

"""""" ة رقم صفح""""""

ثنا أبو بكر بن عياش : روى أبو نعيم الفضل بن دكين : ، عن إسماعيل بن سميع ، عن عمي بن كثير ، قال رأى عمار رجبل يصمي عمى رابية ، فمده من خمفو ،

.ىاىنا صل في القرار : فقال ولعل ىذا المصمي كان إماما لقوم يصمون تحتو ،

.شاء اهلل تعالى إن -وسيأتي الكبلم عمى ذلك

:المسألة الثانية الصبلة فيما بني عمى وجو األرض كغرفة في المسجد ،

أو فوق سطحالمسجد ، وكمو جائز ال كراىة فيو بغير خبلف ، إال في

مواضع يسيرة اختمف فييا ؛ وقد أشار البخاري إلى صبلة المأموم فوق سطح المسجد : فمنيا : بعضيا

المسجد ، وقد حكى عن أبي بصبلة اإلمام في أسفل .ىريرة أنو فعمو

وحكى ابن المنذر فعل ذلك عن أبي ىريرة وسالم بن وبو قال الشافعي وأصحاب الرأي ، : قال . عبد اهلل

أنو أن صمى الجمعة عمى سطح : وحكي عن مالك .المسجد أعادىا ظيرا

أن الجمعة ال تصمى فوق ظير المسجد : ومذىب مالك : وفي سائر الصموات عنو روايتان . بصبلة اإلمام

.الجواز ، والكراىة ، وىي آخر الروايتين عنو سحاق : وممن يرى جواز ذلك .الثوري وأحمد وا

وروي سفيان ، عن يونس بن عبيد ، عن عبد ربو ،

رأيت أنس بن مالك صمى يوم الجمعة في غرفة : قال .بالبصرة بصبلة اإلمام

.واحتج أحمد بيذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وروى ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، قال رأيت أبا ىريرة يصمي عمى سطح المسجد بصبلة

.اإلمام واشترط اإلمام أحمد أن يكون ذلك بقرب اإلمام ، أو

نقمو عنو حنبل ، ولم يشترط غير : -يسمع قراءتو .ذلك

رقي وأبي بكر عبد العزيز كالخ -واشترط أكثر أصحابنا إيصال الصفوف دون : -وابن أبي موسى والقاضي

.قرب اإلمام وقد أشار إليو أحمد في رواية أبي طالب ، في الرجل

أن كان بينيما : يصمي فوق السطح بصبلة اإلمام فأنس صمى يوم الجمعة : قيل لو . طريق أو نير فبل .الناس يوم جمعة ال يكون طريق: في سطح ؟ فقال

يشير إلى أن يوم الجمعة تمتمئ الطرقات بالمصمين ، .فتتصل الصفوف فإن الناس يصمون خمفي في رمضان : قال أبو طالب

.فوق سطح بيتيم ؟ فقال أحمد ذاك تطوع .ففرق أحمد بين الفريضة والنافمة في إيصال الصفوف ونقل حرب ، عن أحمد خبلف ذلك ، في أمرآة تصمي

أرجو أن : وبينيا وبين اإلمام طريق ، فقال فوق بيت ،وذكر أن أنس ابن مالك كان يفعل . ال يكون بو بأس

.ذلك ونقل صالح بن أحمد ، عن أبيو ، أن ذلك يجوز يوم

.الجمعة ، إذا ضاق المكان ، كما فعل أنس .أنو ال يجوز لغير ضرورة : وظاىر ىذه الرواية

.مقا ، كما تقدم جوازه مط: والمذىب المنشور عنو -أن المشيور عند أصحابيم : وذكر أبو بكر الرازي

أنو يكره ارتفاع المأموم -أصحاب أبي حنيفة : يعني عمى اإلمام ، واإلمام عمى المأموم ، خبلفا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لما قالو الطحاوي من التفريق بينيما جد أو غيره ، فإنو تجوز إذا بني عمى قنطرة مس: ومنيا

الصبلة إليو ، حكاه عن الحسن ، وخالفو غيره في .ذلك

سئل قتادة عن المسجد : روى حرب بإسناده ، عن ىمام فذكرت ذلك : قال ىمام . يكون عمى القنطرة ؟ فكرىو

.كان الحسن ال يرى بو بأسا : لمطر ، فقال ة ؟ المسجد يبنى عمى القنطر : وقمت ألحمد : قال حرب

.أراه عن ابن مسعود كراىتو : فكرىو ، وذكر كره ابن مسعود أن : ونقل المروذي عن أحمد ، قال

.يصمى في المسجد الذي بنى عمى القنطرة

ترى أن : -أحمد : يعني -وقمت ألبي عبد اهلل : قال ال ؛ ىذا : أصمي في المسجد بني عمى ساباط ؟ قال

.طريق المسممين أن طريق المسممين ال يبنى فيو : لة وأصل ىذه المسأ

وىواء الطريق حكمو . مسجد وال غيره عند اإلمام أحمد عنده حكم أسفمو ، فبل يجوز عنده إحداث ساباط عمى

والنير الذي تجري فيو السفن . الطريق ، وال البناء عميو .حكمو عنده كحكم الطريق ، ال يجوز البناء عميو

د في الطريق الواسع ، ورخص آخرون في بناء المساج .إذا لم يضر بالمارة

ومنيم من اشترط لذلك إذن اإلمام ، وحكي رواية عن .أيضا -أحمد

ىل يبنى عمى خندق : سألت أحمد : قال الشالنجي ال بأس : مدينة المسممين مسجد لممسممين عامة ؟ قال

.بذلك ، إذا لم يضيق الطريق مان بن داود سمي: يعني -وقال أبو أيوب : قال

ال بأس بذلك ، إال أن يكون في الثغر : -الياشمي .وبو قال أبو خيثمة . مخافة العدو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: أبواب ) ) والبخاري يميل إلى الجواز ، وقد ذكره في ، واستدل بحديث ( ( البيوع ) ) ، وفي ( ( المساجد

بفناء بيتو بمكة مسجدا يقرأ اليجرة ، وأن أبا بكر ابتنى .إن شاء اهلل تعالى -وسيأتي في موضعو . فيو القران

وأما ما حكاه أحمد ، عن ابن مسعود ، فروى وكيع وحرب بإسنادىما ، عن ابن سيرين ، أنو رأى مسجدا

كان ابن مسعود يكره : فوق قنطرة تحتيا قذر ، فقال .الصبلة في مثل ىذا

ل أن تكون لكون القنطرة طريقا يحتم: وىذه الكراىة لمناس ، فبل يبنى عمييا ، كما قالو اإلمام أحمد ،

ويحتمل أن تكون لكون القذر تحت ىذا المسجد ؛ فإن

في جواز الصبلة في عمو األماكن المنيي عن الصبلة .فييا كالحش ونحوه ألصحابنا وجيين

ولو صمى عمى سرير قوائمو عمى نجاسة صحت حرك بحركتو ، عند أصحابنا وأصحاب صبلتو ، وأن ت

.الشافعي وحكي عن الحنفية ، أنو أن تحرك بحركتو لم تصح ،

ال صحت .وا وقد حكى البخاري عن الحسن ، أنو يصمي عمى القناطر

وأن جرى تحتيا بول ، أو فوقيا أو أماميا ، إذا كان .بينيما سترة

فا ، فأما أن كان البول يجري تحتيا فقد ذكرنا حكمو آنواما أن كان أماميا أو فوقيا ، وبينيما سترة فقد رخص

.فيو الحسن ، كما حكاه عنو وعن أحمد في الصبلة إلى الحش من غير حائل

ال : والثانية . تصح مع الكراىة : إحداىما : روايتان .تصح ، وىي اختيار ابن حامد وغيره

و نص عمي: -وال يكفي حائط المسجد ، وال يكون حائبل

.أحمد ومن األصحاب من تأول قولو عمى أن النجاسة كانت تصل إلى ما تحت مقام المصمى ، فإن لم يكن كذلك

.كفى حائط المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونقل حرب عن إسحاق ، أنو كره الصبلة في مسجد في قبمتو كنيف ، إال أن يكون لمكنيف حائط من قصب أو

ائط المسجد ، وأن صمى فيو أعاد وأن خشب غير حكان لمكنيف سترة من لبود ، فبل يصمي في المسجد من ورائو ، وأن كان الكنيف عن يمين القبمة أو يسارىا فبل

.بأس إذا كان الكنيف أسفل من : ونقل أبو طالب ، عن أحمد

.المسجد بذراع ونصف فبل بأس بينيما ورخصت طائفة في الصبلة إلى الحش إذا كان

.سترة وقال األوزاعي ، في رجل يصمي وبين يديو حش ،

ال أعمم بو : ودونو جدار من قصب ، وىو يصمي نحوه .بأسا

كتب إلي عبد اهلل بن نافع مولى : وقال الميث بن سعد أما ما ذكرت من مصمى قبمتو إلى مرحاض : ابن عمر

، فإنما جعمت السترة لتستر من المرحاض وغيره ، وقد حدثني نافع ، أن دار ابن عمر التي ىي وراء جدار قبمة

يذىبن فيو ، ثم ) كانت مربدا ألزواج النبي ) النبي .منين ، فاتخذتو دارا ) ابتاعتو حفصو زوج النبي

قال البخاري : ولكن ؛ عبد اهلل بن نافع منكر الحديث .وغيره

والعجب أن البخاري اعتمد عمى ما ذكره في رسالتو إلىالميث في إنكار النيي عن الصبلة في أعطان اإلبل ، واستدل بما استدل بو ، وال داللة فيو ، كما سيأتي في

.موضعو إن شاء اهلل تعالى تكره الصبلة عمى مدفن : وعند الشافعي وأصحابو

.النجاسة ، وتصح .ومن أصحابو من كره الصبلة إلى النجاسة أيضا

ي ، أن من تعمد الصبلة وحكي عن ابن حبيب المالك .إلى نجاسة بطمت صبلتو ، إال أن تكون بعيدة جدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:المسألة الثالثة إذا كان المستعمي عمى وجو األرض مما ال يبقى عمى

حالو كالثمج والجميد ، فقد حكى عن الحسن جواز .الصبلة عمى الجميد

.ر جازت الصبلة فوقو إذا جمد الني: ومعناه وقد صرح بجوازه أصحابنا وغيرىم من الفقياء ؛ فإنو

يصير قرارا متمكناكاألرض ، وليس بطريق مسموك في العادة حتى تمحق

.الصبلة عميو بقارعة الطريق في الكراىة

.وحكى البخاري عن ابن عمر ، أنو صمى عمى الثمج .ميو ونص أحمد عمى جواز الصبلة عميو والسجود ع

. يبسط عميو ثوبا ويصمي : ونقل عنو حرب ، قال فإن لم يكن معو إال الثوب الذي عمى جسده ؟ : قمت ال أومأ : قال قال . أن أمكنو السجود عميو سجد ، وا

ذا كان الثمج باردا فإنو عذر ، وسيل فيو .وا : يقول -ابن راىويو : يعني -وسمعت إسحاق : قال

أو الرمضاء أو البرد أو الطين إذا صميت في الثمجذا اشتد عميك وضع اليدين فآذاك فاسجد عمى ثوبك ، وا عمى األرض فضعيما عمى ثوبك ، أو أدخميما كميك ،

.ثم اسجد كذلك أن كنت في ردغة : يقول -مرة أخرى -وسمعتو : قال

أو ماء أو الثمج ، ال تستطيع أن تسجد ، فاومئ إيماء ، . مالك وجابر بن زيد وغيرىما كذلك فعل أنس بن

.انتيى وأنس إنما صمى عمى راحمتو في الطين ، ال عمى

.األرض

أنو يمزمو السجود عمى الثمج ما لم يكن : وحاصل األمر عميو فيو ضرر ، فإن كان عميو ضرر لم يمزمو ، وأجزأه

.أن يومئ أنو يمزمو السجود عميو بكل حال : وألصحابنا وجو آخر

.زئو اإليماء ، وال يج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تارة يكون متجمدا صمبا ، فيذا حكمو : والثمج نوعان حكم الجميد كما تقدم ، وتارة يكون رخوا ال تستقر

.األعضاء عميو ، فيصير كالقطن والحشيش ونحوىما ومن سجد عمى ذلك لم يجزئو إال من عذر ، صرح بذلك

، وجعموا استقرار الجبية باألرض طائفة من أصحابناشرطا ، واستدلوا بأنو لو عمق بساطا في اليواء وصمى

.عميو لم يجزئو ، وكذا لو سجد عمى اليواء أو الماء :ولمشافعية في ذلك وجيان

أنو يمزمو أن يتحامل عمى ما يسجد : أصحابنا عندىم عميو بثقل رأسو وعنقو حتى يستر جبيتو ، وال تصح

.بدون ذلك صبلة .ال يجب ذلك : والثاني في الصبلة عمى األرجوحة ، وعمى -أيضا -وليم

.الصحة : سرير تحممو الرجال وجيان ، أصحيما وروى عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة

سمعت ابن عباس : ، عن صالح مولى التوأمة ، قال ة ، عن شيء من أمر الصبل) سأل رجل النبي : يقول

إذا سجدت فأمكن جبيتك من ) : ) ) فقال لو رسول اهلل ( ( .األرض ، حتى تجد حجم األرض

.خرجو اإلمام أحمد .وفي إسناده لين

ابن راىويو : ىو -ثنا إسحاق : وروى حرب الكرماني ثنا سويد بن: -

عبد العزيز ، عن أبي جبيرة زيد بن جبيرة ، عن داود ن ابنبن حصين ، عن نافع ، ع

أصاب الناس الثمج عمى عيد عمر بن : عمر ، قال الخطاب ، فبسط

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بساطا ثم صمى .أن الثمج ال يتيمم بو ، وال يصمي عميو : عميو ، وقال

.واحتج إسحاق بيذا الحديث سناده ضعيف ؛ فإن زيد بن جبيرة وسويد بن عبد وا

.العزيز ضعيفان بإسناد ( ( كتاب الطيور ) ) د روى أبو عبيد في وق

أن عمر أصابو الثمج : -أيضا -آخر ، وفيو ضعف .أن الثمج ال يتيمم بو : بالجابية لما قدم الشام ، فقال

.ولم يذكر الصبلة ىل : واختمف الرواة عن أحمد في الغريق في الماء

ء ؟ يومي بالسجود ، أم يمزمو أن يسجد بجبيتو عمى الما

.عمى روايتين عنو لم يوجب أحمد : وقال القاضي أبو يعمى في بعض كتبو

نما أراد أنو السجود عمى الماء ؛ ألنو ليس بقرار ، وا ن يجب عميو أن يومي في الماء إلى قرب األرض ، وا

.غاص وجيو في الماء .وىذا الذي قالو بعيد جدا

مى وحمل أبو بكر عبد العزيز الروايتين عن أحمد عفإن أمكنو السجود عمى متن الماء سجد ، وأال : حاليين .أومأ

يومئ ، يريد : قول أحمد : وقال أبو بكر الخبلل .يسجد عمى متن الماء ، في السجود : وقولو . بالركوع

.فمم يثبت عن أحمد في اإليماء بالسجود خبلفا نما ولو كان في وحل وطين لم يمزمو السجود عميو ، وا

ن يومئ ، ولم يحك أكثر األصحاب فيو خبلفا ، عميو أ .قوال واحدا -ال يمزمو ذلك : بل قال ابن أبي موسى

بوجوب السجود عمى : ومنيم من خرج فيو وجيا آخر

ال تجوز لو الصبلة في الطين عمى : الطين إذا قمنا راحمتو ، بل تمزمو الصبلة باألرض ، وىو رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عن أحمد واختارىا ابن أبي موسى أن : وفرق ابن أبي موسى بين المسألتين ، ووجو الفرق

المانع من الصبلة عمى الراحمة امتناع القيام واالستقرار األرض دون امتناع السجود باألرض ، وألن في السجود عمى الطين ضررا ؛ فإنو ربما دخل في عينيو وأنفو وفمو

ص فيو رأسو وشق عميو رفعو ، فبل يمزمو ، ، وربما غا .بخبلف السجود عمى متن الماء

أبو : يومئ بالسجود وال يسجد عمى الطين : وممن قال الشعثاء وعمارة بن

.غزية :وفيو حديث مرفوع

خرجو الطبراني وابن عدي من طريق محمد بن فضاء ، عن أبيو ، عن عمقمة بن عبد اهلل ، عن أبيو ، عن

إذا لم يقدر أحدكم عمى األرض ، : ) ) ، قال ) ي النب ( ( .إذا كنتم في طين أو قصب أومئوا إيماءا

( ( .أو في ماء أو في ثمج : ) ) وفي رواية البن عدي ومحمد بن فضاء ، ضعيف ؛ ضعفو يحيى والنسائي

.وغيرىما أنو يصمي في الطين باألرض ، وال : ومذىب مالك

.يصمي عمى الراحمة فروي : اختمفت الرواية عنو في السجود في الطين و

.وروي عنو أنو يومئ . أنو يسجد عميو : عنو : وحمل ذلك طائفة من أصحابو عمى اختبلف حالين

إذا كان خفيفا ، كما سجد : فالحال التي يسجد عميو في اعتكافو في الماء والطين ، وانصرف وعمى ) النبي

إذا كان : حال التي يومئ وال. جبيتو أثر الماء والطين .كثيرا ، يغرق فيو المصمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونص أحمد عمى أنو إذا خشي أن تفسد ثيابو بالسجود .عمى الطين أومأ ، ولم يسجد عميو .وكذا قال أبو الشعثاء جابر بن زيد :خرج البخاري في ىذا الباب حديثين

:الحديث األول :قال ثنا أبو : ثنا سفيان : ثنا عمي بن عبد اهلل - من أي شيء المنبر ؟ : سألوا سيل بن سعد : حازم ما بقي في الناس أعمم بو مني ، ىو من أثل : فقال

، وقام ) الغابة ، عممو فبلن مولى فبلنة لرسول اهلل حين عمل ووضع ، فاستقبل القبمة ، ) عميو رسول اهلل

مفو فقرأ ، وركع وركع الناس خمفو ، ثم كبر وقام الناس خرفع رأسو ، ثم رجع القيقري فسجد عمى األرض ، ثم عاد إلى المنبر ، ثم قرأ ، ثم ركع ، ثم رفع رأسو ، ثم

.رجع القيقري حتى سجد باألرض ، فيذا شانو

: قال عمي بن عبد اهلل المديني : قال أبو عبد اهلل فإنما : ث ، قال سألني أحمد بن حنبل عن ىذا الحدي

كان أعمى من الناس ، فبل بأس بأن ) أردت أن النبي : قال . يكون اإلمام أعمى من الناس بيذا الحديث

أن سفيان بن عيينة كان يسأل عن ىذا: فقمت .ال : كثيرا ، فمم تسمعو منو ؟ قال

ىذا الحديث بتمامو مشيور عن ابن عيينة بيذا اإلسناد غيره ، ولم يسمع منو اإلمام أحمد ، رواه عنو الشافعي و

منبر النبي : يعني -( ( كان من أثل الغابة : ) ) إال ، وقد خرج ىذا القدر منو عن سفيان في -)

.وكان سفيان يختصر الحديث أحيانا ( ( . مسنده ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما خرج أحمد بتمامو في من طريق( ( مسنده ) ) وا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن

فمما : أبيو ، عن سيل بن سعد ، وقال في آخر الحديث يا أييا الناس ، إنما فعمت ىذا لتأتموا : ) ) انصرف قال

( ( .بي ، وتعمموا صبلتي ، ( ( كتابو ) ) وقد خرجو البخاري في موضع آخر من

من حديث يعقوب بن عبد الرحمن ، -أيضا -ومسمم .حازم ، بيذه الزيادة عن أبي

االستدالل : ومقصود البخاري بتخريج ىذا الحديث ىنا عمى جواز الصبلة عمى ما يوضع عمى األرض من

.منبر وما أشبيو كالسرير وغيره وما ذكره البخاري عن عمي بن المديني ، أن أحمد بن

حنبل سألو عن ىذان كان أعمى م) إنما أردت أن النبي : الحديث ، وقال

الناس ، فبل بأس بأن يكون اإلمام أعمى من الناس بيذا .الحديث

فيذا غريب عن اإلمام أحمد ، ال يعرف عنو إال من ىذا الوجو ، وقد اعتمد عميو ابن حزم وغيره ، فنقموا عن

.الرخصة في عمو اإلمام عمى المأموم : أحمد

وىذا خبلف مذىبو المعروف عنو ، الذي نقمو عنو كتبيم ، وذكره الخرقي ومن بعده ، ونقمو أصحابو في

ال : حنبل ويعقوب بن بختان ، عن أحمد ، أنو قال يكون اإلمام موضعو أرفع من موضع من خمفو ، ولكن

.ال بأس أن يكون من خمفو ارفع : وممن كره أن يكون موقف اإلمام أعمى من المأموم

.النخعي والثوري ومالك وأبو حنيفة واألوزاعي روي ذلك عن ابن مسعود من غير وجو أنو كرىو ، وقد

.ونيى عنو وخرج أبو داود من رواية األعمش ، عن إبراىيم ، عن

ىمام ، أن حذيفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أم الناس بالمدائن عمى دكان ، فأخذ أبو مسعود بقميصو ا ألم تعمم أنيم كانو : فجذبو ، فمما فرغ من صبلتو قال

قد : ؟ قال -أو ينيى عن ذلك -ينيون عن ذلك .ذكرت حين مددتني

أخبرني أبو خالد ، عن عدي بن : ومن رواية ابن جريج حدثني رجل ، أنو كان مع عمار بن ياسر : ثابت ، قال

بالمدائن ، فأقيمت الصبلة ، فتقدم عمار بن ياسر ، ، وقام عمى دكان يصمي ، والناس أسفل ، فتقدم حذيفة

فأخذ عمى يديو ، فأتبعو عمار حتى أنزلو حذيفة ، فمما ألم تسمع رسول : فرغ عمار من صبلتو قال لو حذيفة

إذا أم الرجل القوم فبل يقم في مقام : ) ) يقول ) اهلل لذلك : أو نحو ىذا ؟ قال عمار -( ( ارفع من مقاميم

.اتبعتك حين أخذت عمى يدي .عمى المأمومين ورخص طائفة في ارتفاع اإلمام

وروي عن عمر بن عبد العزيز أنو أم الناس فوق كنيسة .وىم تحتيا

.وروي نحوه عن سحنون أختار لئلمام الذي : وأما مذىب الشافعي ، فإنو قال

يعمم من خمفو أن يصمي عمى الشيء المرتفع ، ليراه من

ذا كان اإلمام : قال . وراءه ، فيقتدوا بركوعو وسجوده وا الناس مرة أحببت أن يصمي مستويا مع المأمومين ؛ عمم

.أنو صمى عمى المنبر إال مرة ) ألنو لم يرد عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا حكى ابن المنذر عن الشافعي جوازه إذا أراد إذا لم يرد التعميم : تعميميم ، واختاره ابن المنذر ، وقال

.ابن مسعود فيو مكروه ؛ لحديث .ومن أصحابنا من حكى رواية عن أحمد كذلك

والذين كرىوا ذلك مطمقا اختمفوا في الجواب عن حديث :عمى المنبر ) سيل بن سعد في صبلة النبي

ما ىو مكروه لغيره ) قد يفعل النبي : فمنيم من قال لبيان جوازه ، وال يكون ذلك مكروىا في حقو في تمك

.ه بكل حال الحال ، ويكره لغير وىذا ذكره طائفة من أصحابنا كالقاضي أبي يعمى وغيره

.، ووقع في كبلم الخطابي ما يشبيو المكروه أن يقوم اإلمام عمى مكان : ومنيم من قال

مرتفع عمى المأمومين ارتفاعا كذراع ونحوه ، فإنو يحوج المأمومين في صبلتيم إلى رفع أبصارىم إليو لبلقتداء بو

ه ، فأما االرتفاع اليسير فغير مكروه ، ويحتمل وىو مكرو كان وقوفو عمى درجة المنبر األولى ، فبل ) أن النبي

.يكون ذلك ارتفاعا كثيرا وتقدير الكثير بالذراع قول القاضي أبي يعمى من

.أصحابنا .أنو يرجع فيو إلى العرف : وقياس المذىب زاد عمى أنو مقدر بما -من الحنفية -وذكر الطحاوي .قامة اإلنسان

.واستغرب ذلك أبو بكر الرازي ىل تبطل بو الصبلة ، أم : واختمف القائمون بكراىة ذلك

ال ؟ .تكره الصبلة ، وال تبطل : فقال أكثرىم

وقد تقدم أن الصحابة بنوا عمى الصبلة خمف من أميم

.مرتفعا عمييم ، ولم يستأنفوا الصبلة ة بذلك ، وىو قول مالك تبطل الصبل: وقالت طائفة وابن حامد من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أصحابنا ، وحكي عن األوزاعي نحوه ىل النيي متوجو إلى اإلمام ، أن : واختمف أصحابنا

يعمو عمى من خمفو ، أم النيي متوجو إلى المأموم ، أن :يقوم أسفل من إمامو ؟ عمى وجيين

.لئلمام أن النيي: أحدىما أن ىذا النيي يبطل الصبلة ، بطمت صبلة : فإن قمنا .اإلمام

وىل تبطل صبلة من خمفو أم ال ؟ فيو روايتان عن أحمد في صبلة من اقتدى

.بإمام ، صبلتو فاسدة

.أن النيي متوجو إلى المأمومين خاصة : والثاني ىذا : فعمى ىذا ؛ أن كان اإلمام في العمو وحده ، وقمنا

لنيي يبطل الصبلة ، بطمت صبلة المأمومين وصبلة ااإلمام ؛ ألنو صار منفردا ، وقد نوى اإلمامة ، وىذا

.مبطل عند أصحابنا وأن كان معو في العمو أحد صحت صبلتو وصبلة من

.معو ، وفي صبلة من أسفل منيم الخبلف السابق حكاية ( ( صحيح البخاري ) ) وأعمم ؛ أنو لم يقع في

حمد في غير ىذهقول ألالمسألة ، وىو خبلف مذىبو المعروف في كتب أصحابو

، ولم أعمم أحدا منيم حكى ذلك عن أحمد ، إال أن كتاب الجامع ) ) القاضي أبا يعمى حكاه في

.واهلل أعمم . لو وجيا ( ( الصغير لم يبق أعمم بالمنبر : ) ) وفي قول سيل بن سعد

ص بعمم ، فإنو ال يكره دليل عمى أن من اخت( ( : مني لو أن ينبو عمى اختصاصو بو ؛ ليؤخذ عنو ، وتتوفر

اليمم عمى حفظو وضبطو عنو ، وقد سبق في

.شيء من ذلك ( ( العمم : كتاب ) ) إن شاء اهلل -وبقية فوائد الحديث تذكر في مواضع أخر

.تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني : قال

: ثنا يزيد بن ىارون : ثنا محمد بن عبد الرحيم - أبنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، أن رسول اهلل

وآلى من -أو كتفو -سقط عن فرس فجحشت ساقو ) نسائو شيرا ، فجمس في مشربة لو درجيا من جذوع

النخل ، فأتاه أصحابو يعودونو ، فصمى بيم جالسا وىم إنما جعل اإلمام ليؤتم بو ، : ) ) قال قيام ، فمما سمم

فإذا كبرذا سجد فاسجدوا ، وأن ذا ركع فاركعوا ، وا فكبروا ، وا

ونزل لتسع وعشرين ، ( ( . صمى قائما فصموا قياما أن : ) ) يا رسول اهلل ، انك آليت شيرا ؟ فقال : فقالوا

( ( .الشير تسع وعشرون ش ، أو أكبر الخد( ( : الجحش : ) ) قال الخطابي

شبو الغرفة المرتفعة عن ( ( : المشربة ) ) و . منو .وجو األرض .بالفتح والضم ( ( راءىا : ) ) وضبط غيره

أنو تجوز : ومقصود البخاري بتخريج الحديث ىاىنا .الصبلة في الغرف والعبللي

اعتزل في ىذه المشربة شيرا ليجره ) وقد كان النبي نسائو حتى فرغ الشير ، ولم لنسائو ، ولم يدخل إلى

ىل كان برئ مما أصابو قبل الشير ،: ينقل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أم ال ؟ واهلل أعمم بذلك

دليل عمى أن المريض الذي يشق عميو : وفي الحديث حضور المسجد لو الصبلة في بيتو ، مع قرب بيتو من

.المسجد ن دخل عميو لمعيادة أن المريض يصمي بم: وفيو

.جماعة ؛ لتحصيل فضل الجماعة وقد يستدل بذلك عمى أن شيود المسجد لمجماعة غير واجب عمى األعيان ، كما ىو رواية عن أحمد ؛ فإنو

لم يأمرىم بإعادة صبلتيم في المسجد ، بل اكتفى ) .منيم بصبلتيم معو في مشربتو

لبخاري وأما صبلة القائم خمف الجالس ، فقد بوب اعمييا في موضع آخر ، ويأتي الكبلم عمييا فيو إن شاء

.، وكذلك بقية فوائد الحديث -اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إذا أصاب ثوب المصمي امرأتو إذا سجد -

ثنا سميمان الشيباني : حدثنا مسدد ، عن خالد - كان : نة ، قالت ، عن عبد اهلل بن شداد ، عن ميمو

يصمي وأنا حذاءه وأنا حائض ، وربما ) رسول اهلل وكان يصمي عمى : قالت . أصابني ثوبو إذا سجد

.الخمرة ، ( ( أبواب الحيض ) ) قد سبق ىذا الحديث في

واالستدالل بو عمى طيارة ثياب الحائض ، وأنو تجوز .الصبلة فييا مل لم ير فييا نجاسة

عمى أن المصمي إذا حاذتو امرأة -أيضا -ويستدل بو وكانت إلى جانبو ، فإن صبلتو ال تفسد بذلك ، إذا

.كانت المرآة في غير صبلة سحاق ، وال وقد نص عمى ذلك سفيان الثوري وأحمد وا

.نعمم فيو خبلفا نما اختمفوا فيما إذا كانا جميعا في صبلة واحدة ، وا

:وليس بينيما سترة ال تبطل : وأبو ثور وأكثر أصحابنا فقال مالك والشافعي

بذلك صبلة واحد منيما مع الكراىة لمرجل في مصافتيا

.، وفي التأخير عنيا تبطل صبلة من يمييا ومن خمفيا بحياليا : وقالت طائفة

، وىو قول أبي حنيفة والثوري ، وطائفة من أصحابنا ، أبو بكر عبد العزيز ، وأبو حفص البرمكي ، : منيم .أيضا -أنو تبطل صبلتيا : وزاد

ومن أصحابنا من خص البطبلن بمن يمييا دون من .خمفيا ، وال وجو لو ، ونص أحمد يدل عمى خبلفو

الرجل يصمي وامرأة بحيالو : قمت ألحمد : قال حرب قائمة تصمي ، أو بين

أن كانت بحيالو فيو أسيل من أن تكون : يديو ؟ فقال :قمت . بين يديو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن كانت المرآة : وقال . ما أدري : أيعيد الصبلة ؟ قال في غير الصبلة فإنو ال بأس ؛ قد كانت عائشة بين

) .يدي النبي تفسد صبلة المرآة دون الرجل ؛ ألنيا : وقال إسحاق

ىي المنيية عن مصافة الرجل وعن أن تتقدم بين يديو ، .البطبلن ، لعصيانيا بالمخالفة دونو فتختص صبلتيا ب

وىذا ينبغي تقييده بما إذا كان ىو يصمي قبل صبلتيا ، ثم دخمت في الصبلة

.بعده ثنا حسان بن إبراىيم ، في : وقد قال محمد بن نصر

، ثم -أو لم يركز -رجل صمى وركز بين يديو نشابة ىل تفسد: جاءت امرأة فصمت أمامو والنشابة بينيما

أن لم يركز فسدت : قال سفيان : فقال : بلتو ؟ صأرأيت أن ركز بعدما رآىا تصمي : قمت . صبلتو .ال : ىل تفسد صبلتو ؟ قال : أمامو

تقوم : وقال األوزاعي في امرأة تصمي بصبلة زوجيا خمفو ؛ فإن ضاق مكانيما قامت عن يمينو ، وجعبل

أة في ناحية بينيما سترة ، فإن كانا في بيت فصمت امر وصمى زوجيا في ناحية بينيما عرض البيت وطولو فبل

.يفسد ذلك عميو صبلتو أن كانت المرآة تصمي غير صبلة الرجل : وقال سفيان

.تفسد عميو صبلتو : ثنا ىشام بن سعد : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين

: حدثني صالح بن جبير األردني ، عن رجل ، قال يا أمير المؤمنين ، لي : ، فقمت جئت عمر بن الخطاب

: بيت فتكمف امرأتي فبل يسعنا إال أن تقوم حذائي ؟ قال .أجعل بينك وبينيا ثوبا ، ثم صل ما شئت

سألت مجاىدا ، : حدثنا ثوير ، قال : أبنا إسرائيل اصمي وامرأتي: قمت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ال بأس : إلى جنبي ؟ قال : قد ضعف الشافعي المروي عن عمر في ىذا ، وقال و

.ال يعرف

وخرجو البييقي من طريق برد بن سنان ، عن عبادة بن سالت عمر بن : نسي ، عن غضيف بن الحارث ، قال

إنا نبدو فنكون في األبنية ، فإن : الخطاب ، قمت : خرجت قررت ، وأن خرجت امرأتي قرت ؟ فقال عمر

.ثوبا ، ثم ليصل كل واحد منكما أقطع بينك وبينيا من رواية ( ( مسند عمر ) ) وخرجو اإلسماعيمي في

ثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، : صفوان بن عمرو : عن الحارث بن معاوية الكندي ، أنو سال عمر ، قال

ربما كنت أنا والمرأة في ضيق ، فتحضر الصبلة ، فإن ت خمفي خرجت صميت أنا وىي كانت تجاىي ، وأن صم

استر بينك وبينيا بثوب ، ثم تصمي : من البناء ؟ قال .وراءك أن شئت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة عمى الحصير -

.وصمى جابر بن عبد اهلل وأبو سعيد في السفينة قياما تصمي قائما ، ما لم تشق عمى صاحبك : وقال الحسن

ال ، تدور معيا ، وا .اعدا فق

إنما افتتح ىذا الباب بذكر الصبلة في السفينة ؛ ألن المصمي في السفينة ال يمكنو الصبلة عمى التراب ، وال نما يصمي عمى خشب السفينة ، عمى وجو األرض ، وا أو ما فوقو من البسط أو الحصير أو األمتعة واألحمال

.التي فييا ومحمد روي عن مسروق -واهلل أعمم -وليذا المعنى

بن سيرين ، أنيما كانا يحمبلن معيما في السفينة لبنة أنيما فعبل ذلك : أو آجرة يسجدان عمييا ، والظاىر

لكراىتيما السجود عمى غير أجزاء األرض ، أو أن يكون اختارا السجود عمى المبنة عمى اإليماء ، كما

اختار قوم من العمماء لممريض أن يسجد عمى وسادة .ومئ ونحوىا وال ي

وروى حماد بن زيد ، عن أنس بن سيرين ، أن أنس بن

.مالك صمى بيم في سفينة عمى بساط : قمت ألحمد في الصبلة في السفينة : وقال حرب

.يسجدون عمى األحمال والثياب ونحو ذلك ؟ فسيل فيو .يصمي فييا قائما عمى البسط : وقال إسحاق : قال

بن معاوية ، عن حميد ثنا مروان : وروى ابن أبي شيبة ، عن عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سافرت مع أبي سعيد : ابن أبي عتبة مولى أنس ، قال : قال حميد -الخدري وأبي الدرداء وجابر بن عبد اهلل

، فكان إمامنا يصمي بنا في السفينة -وناس قد سماىم .ألرفينا وخرجنا قائما ، ونصمي خمفو قياما و ولو شئنا

ورواه األثرم عن ابن أبي شيبة ، وذكر أن أحمد احتج .بو

معاذ بن معاذ وسفيان الثوري ، : وقد رواه عن حميد

.أبا ىريرة : أراه ذكر منيم : وقال ثنا عبد اهلل بن : ثنا مسمم بن إبراىيم : وروى األثرم سألت: مروان ، قال ة في السفينة ؟ أسافر ، فكيف الصبل: الحسن ، قمت

أنيا : قمت . قائما ، ما لم يشق عمى أصحابك : قال أدرىا كما تدور ، فإذا استقبمت القبمة : عواقيل ؟ قال

.فصمو وأكثر العمماء عمى أن المصمي في السفينة يمزمو أن يصمي قائما إذا قدر عمى ذلك من غير ضرر ، وىو

.قول مالك والثوري والشافعي وأحمد ال يمزمو القيام ، ولو أن يصمي قاعدا : ائفة وقالت ط

بكل حال إذا كانت .سائرة ، وىو قول أبي حنيفة وأصحابو

.وروي عن أنس ، أنو صمى بيم في السفينة قاعدا كنا مع جنادة بن أبي أمية في : وعن مجاىد ، قال

.البحر ، فكنا نصمي قعودا ى وىذه قضايا أعيان ، يحتمل فعموا ذلك لمخوف عم

.أنفسيم ، أو لضرر يحصل ليم بالقيام وقد روي في ىذا حديث مرفوع عن جعفر بن برقان ،

أمر ) عن ميمون بن ميران ، عن ابن عمر ، أن النبي جعفر بن أبي طالب وأصحابو أن يصموا في السفينة

.قياما ، إال أن يخافوا الغرق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبد اهلل بن داود : عفر بن برقان وقد رواه عن جثناه رجل من أىل : الخريبي ، ولم يسمعو منو ، بل قال

.الكوفة من ثقيف ، عن جعفر بن برقان .واختمف عميو بعد ذلك في إسناده

) .عنو ، عن ابن عمر ، عن النبي : فقيل ) .عنو ، عن ابن عباس ، عن النبي : وقيل عن جعفر بن أبي عنو ، عن ابن عمر ، : وقيل .طالب

ورواه حسين بن عموان ، عن جعفر بن برقان ، عن ) .ميمون ، عن ابن عباس ، عن النبي

.وحسين ، متروك الحديث ثنا جعفر : أبو نعيم الفضل بن دكين -أيضا -ورواه

بن برقان ، عن ميمون ابن ميران ، عن ابن عمر ، ) .عن النبي

.البييقي خرجو من طريقو الدارقطني و .وىذا منكر ، وفي صحتو عن أبي نعيم نظر

.وقد خرجو الدارقطني من رواية بشر بن فافا ، عنو وىذا رجل ال يعرف حالو بالكمية ، وقد وصفو بالجيالة

.جماعة ، منيم عبد الحق األشبيمي وابن الجوزي وخرجو الحاكم والبييقي من طريق ابن أبي الحنين ، عن

.أبي نعيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وزعم الحاكم أنو عمى شرط الشيخين ، وما أبعده من ذلك ، ولو كان مقاربا لشرط البخاري فضبل عن أن يكون عمى شرطو لذكره تعميقا ، ولم يقتصر عمى ما

.روى عن الصحابة خاصة .واهلل أعمم . ىو حسن : وقال البييقي أنيم : يعني -دارت يدورون كمما : وقول الحسن

يصمون إلى القبمة ، فكمما انحرفت السفينة عن القبمة .داروا معيا

وىذا مع القدرة ، فإذا عجزوا عن ذلك لمخوف عمى أنفسيم فإنو يكفييم االستقبال في أول الصبلة ، نص

.واهلل أعمم . عميو مالك وأحمد وغيرىما من األئمة : -رحمو اهلل -ثم قال البخاري

أبنا مالك ، عن : ثنا عبد اهلل بن يوسف - إسحاق بن أبي طمحة ، عن أنس بن مالك ، أن جدتو

لطعام صنعتو لو ، فأكل منو ، ) مميكة دعت رسول اهلل فقمت : قال أنس ( ( . قوموا فؤلصمي لكم : ) ) ثم قال

إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس ، فنضحتو وصففت أنا واليتيم وراءه ، ) بالماء ، فقام رسول اهلل

ركعتين ، ثم ) والعجوز من ورائنا ، فصمى لنا رسول اهلل .انصرف

ىي جدة إسحاق : قال كثير من الناس ( ( : مميكة ) ) : والضمير في قولو : بن عبد اهلل بن أبي طمحة ، قالوا

.إليو يعود ، ال إلى أنس ( ( أن جدتو ) ) : لرزاق ، عن مالك ، وقال وقد روى ىذا الحديث عبد ا

.جدة إسحاق : يعني .وىذا تفسير من بعض رواة الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنيا ىي أم سميم أم أنس : وقد ذكر ابن عبد البر وغيره بن مالك ؛ فإن أبا طمحة تزوجيا بعد أبي أنس ، فولدت

.لو عبد اهلل

ام زوجة عبادة ، وسماىا بل مميكة أختيا أم حر : وقيل جدتو ألنيا أخت جدتو ، عمى حد قولو تعالى حاكيا عن

لو آبائك : ) بني يعقوب ، أنيم قالوا ألبييم نعبد إليك وا سحاق سماعيل وا ، فإن [ : البقرة ) ] إبراىيم وا

.إسماعيل عمو ، والعم صنو األب يدل عمى أن مميكة جدة أنس ، : وظاىر سياق الحديث

.واهلل أعمم . وىذا ىو األظير وروي صريحا من رواية مقدم بن يحيى ، عن عمو

القاسم ، عن عبيد اهلل بن: عمر ، عن إسحاق بن أبي طمحة ، عن أنس ، قال

، -مميكة : واسميا -) أرسمت جدتي إلى رسول اهلل .وذكر الحديث -فجاءنا ، فحضرت الصبلة

( ( .تاريخ أصبيان ) ) خرجو أبو نعيم في أن مميكة بنت مالك بن عدي بن : وقد ذكر ابن سعد

زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، ىي .أم حرام وسميم وأم سميم وأم حرام ، أوالد ممحان

فتبين بيذا أن مميكة جدة أنس حقيقة ، وال يمنع من ىذا

الصحابيات كثير ممن جمع في أنو لم يذكرىا في أسماء أسماء الصحابة ؛ ألن ىذا الحديث الصحيح يشيد بذلك ، واالعتماد عميو أقوى من االعتماد عمى قول مثل ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إسحاق والواقدي أن أحدا ممن يعتمد عمى قولو لم : ويعضد صحة ىذا

فقمت إلى ) ) :مميكة ، وقول أنس : يسم أم سميم يدل عمى أن ىذا البيت كان بيت أم سميم ( ( حصير لنا

أم .أنس

وقد رواه ابن عيينة ، عن إسحاق بن عبد اهلل مختصرا ، وصرح فيو بأن العجوز التي صمت وراءىم ىي أم سميم

أم أنس ، وىذا يدل عمى أنيا ىي التي دعت النبي .إلى طعاميا )

ى بن سعيد ، عن إسحاق وخرجو النسائي من طريق يحيبن عبد اهلل ، عن أنس ، أن أم سميم سألت رسول اهلل

أن يأتييا ويصمي في بيتيا فتتخذه مصمى ، فأتاىا ) فعمدت إلى حصير فنضحتو بماء ، فصمى عميو وصموا

.معو يدل عمى أن ( ( قد اسود من طول ما لبس : ) ) وقولو

لبس كل شيء بحسبو ، فمبس الحصير ىو بسطو .واستعمالو في الجموس عميو

واستدل بذلك من حرم الجموس عمى الحرير وافتراشو ؛ ألن افتراش فرش الحرير وبسطو لباس لو ، فيدخل في

.نصوص تحريم لباس الحرير أن ىذا يؤخذ منو أن من حمف ال : وزعم ابن عبد البر

يمبس ثوبا ، وليس لو نية وال ليمينو سبب ، فإنو يحنث .أ ويبسط من الثياب ؛ ألن ذلك يسمى لباسا بما يتوط

وىذا الذي قالو فيو نظر ؛ فإن المبس المضاف إلى الثوب إنما يراد بو اشتمال البدن أو بعضو بو دون

الجموس عميو ، بخبلف المبس إذا أضيف إلى ما يجمس

عميو ويفترش ، أو أطمق ولم يضف إلى شيء ، كما لو .حمف ال يمبس شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فجمس عمى حصير ، أو حمف ال يمبس حصيرا فجمس .عميو

ولو تعمق الحنث بما يسمى لباسا بوجو ما ، لكان ينبغي أن يحنث بمضاجعة زوجتو وبدخول الميل عميو ؛ قال

: البقرة ) ] ىن لباس لكم وأنتم لباس لين : ) تعالى [ . : النبأ ) ] وجعمنا الميل لباسا ) :وقال [

وكل ما البس اإلنسان من جوع أو خوف فيو لباس ؛ فأذاقيا المو لباس الجوع والخوف : ) قال تعالى

[ . : النحل ) ] وال نعمم خبلفا أنو لو حمف ال يجمس عمى بساط ،

فجمس عمى األرض لم

د سماىا اهلل بساطا ، وكذلك لو حمف ال يحنث ، وقيجمس تحت سقف فجمس تحت السماء ، وقد سمى اهلل

السماء سقفا ، وكذلك لو حمف ال يجمس في ضوء سراج .فجمس في ضوء الشمس

فإن ىذه األسماء غير مستعممة في العرف ، واأليمان إنما تنصرف إلى ما يتعارفو الناس في مخاطباتيم دون

و االسم بوجو ما في المغة عمى وجو ما يصدق عمي .واهلل أعمم . التجوز

نما قال أصحابنا لو حمف ليرين امرأتو عارية البسة : وا أنو يبرأ برؤيتيا في الميل عارية ؛ ألن جمعو بين عرييا ولبسيا قرينة تدل عمى أنو لم يرد لبسيا لثيابيا ؛ فإن

.ذلك ال يجتمع مع عرييا :ختمف في معناه فا: وأما نضح الحصير

زالة لما يتوىم فيو من إصابة : فقيل ىو تطيير لو ، وا النجاسة لو مع كثرة استعمالو وطول عيده في بيتو

.يتربى فيو أوالد صغار بل : أن النضح ىو الغسل ، وقيل : وعمى ىذا ؛ فقيل

.ىو الرش وىذا يستدل بو عمى تطيير ما شك في نجاستو بالنضح

، وأن ( ( الوضوء : كتاب ) ) لك في ، وقد سبق ذكر ذ عمر وغيره فعموه ، وأن من الناس من خالف فيو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ال يزيده النضح إال شرا : وقال بل النضح ىو تنظيف لو من الوسخ ، وتمين : وقيل .لو

وعمى ىذا ؛ فالمراد بالنضح فيو بالرش عمى ظاىر .المفظ .واهلل أعمم . األظير وىو

ما خرجو مسمم من حديث أبي التياح ، : ويشيد لذلك أحسن الناس خمقا ، فربما ) كان النبي : عن أنس ، قال

فيأمر بالبساط : تحضر الصبلة وىو في بيتنا ، قال

الذي تحتو فيكنس ، ثم ينضح ، ثم يؤم رسول اهلل من وكان بساطيم: قال . ونقوم خمفو ، فيصمي بنا )

.جريد النخل من رواية األعمش ، عن أبي سفيان ، -أيضا -وخرج

ثنا أبو سعيد الخدري ، أنو دخل عمى : عن جابر ، قال .، فوجده يصمي عمى حصير يسجد عميو ) رسول اهلل

ما خرجو : وىذه الصبلة كانت تطوعا ؛ يدل عمى ذلك مسمم من حديث

عمينا ، وما ىو ) ي دخل النب: ثابت ، عن أنس ، قال قوموا ، : ) ) إال أنا وأمي وأم حرام خالتي ، فقال

.، في غير وقت الصبلة ، فصمى بنا ( ( فؤلصمي بكم .فصمى بنا ركعتين تطوعا : وخرجو أبو داود ، وعنده

نما خرجو البخاري في ىذا الباب ألجل صبلة النبي وا عمى الحصير ، وقد خرجو في موضع آخر من ) ) .فقام عميو رسول اهلل : ىذا ، ولفظو ( ( كتابو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يعني عمى الحصير الذي نضح وقد تبين برواية أبي التياح ، عن أنس ، أنو كان من جريد النخل ، وقد سمي في بعض الروايات بساطا ؛

.ألنو يبسط نس ، أن النبي وخرج أبو داود من رواية قتادة ، عن أ

كان يزور أم سميم فتدركو الصبلة احيانا فيصمي عمى ) .بساط ليا ، وىو حصير ننضحو بالماء

في موضع آخر من -أيضا -وقد خرج البخاري ىذا من حديث أنس بن سيرين ، عن أنس ( ( كتابو ) )

يا رسول اهلل ، أني ال : ، أن رجبل من األنصار قال ، فصنع -وكان رجبل ضخما -أستطيع الصبلة معك

طعاما ، فدعاه إلى منزلو فبسط لو) لمنبي حصيرا ، ونضح طرف الحصير ، فصمى عميو

.ركعتين .فدلت ىذه األحاديث عمى جواز الصبلة عمى الحصير

وفي حديث أبي سعيد الذي خرجو مسمم التصريح بأنو .سجد عميو

.وكذلك روى من حديث أنس من رواية عبد العزيز بن عبد اهلل بن خرجو اإلمام أحمد

: أبي سممة ، عن إسحاق بن عبد اهلل ، عن أنس ، قال في بيت أم سميم عمى الحصير ) صمى بنا رسول اهلل

ونضحو بشيء من الماء : قال . قديم قد تغير من القدم .، فسجد عميو

وأكثر أىل العمم عمى جواز الصبلة عمى الحصير ذلك ال يكره إذا كان الحصير من والسجود عميو ، وأن

.جريد النخل أو نحوه مما ينبت من األرض

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ابن عمر ، : وممن روي عنو أنو صمى عمى الحصير .وزيد بن ثابت ، وجابر ، وأبو ذر

.كانوا يصمون عمى الحصير والبوري : وقال النخعي ة عمى األرض وما ال بأس بالصبل: وقال مجاىد

.أنبتت ال بأس أن يسجد عمى الخمرة والحصير : ومذىب مالك

.وما تنبت األرض ، ويضع كفيو عمييا والسجود عمى األرض أفضل عنده ، وعند كثير من

.العمماء وكان ابن مسعود ال يصمي عمى شيء إال عمى

.األرض وروي عن أبي بكر الصديق ، أنو رأى قوما يصمون

.أفضوا إلى األرض : ط ، فقال ليم عمى بس .وفي إسناده نظر

وروي عن ابن عمر ، أنو كان يصمي عمى الخمرة .ونحوه عن عمي بن الحسين . ويسجد عمى األرض

األرض أحب : وقال النخعي في السجود عمى الحصير .إلي

ال بأس أن يصمي الحصير ، لكن ال : وعنو ، أنو قال

.يسجد عميو مضت السنة من : ، عن إسحاق ، قال ونقل حرب

أنو صمى عمى الخمرة والبساط ، وعمى الثوب ) النبي وأن سجد الرجل عمى : قال . الحائل بينو وبين األرض

األرض فيو أحب إلي ، وأن أفضى بجبيتو ويديو إلى .األرض فيو أحب إلينا

كانت عمى األرض ، يدل عمى ) وأكثر صبلة النبي كف المسجد وكان عمى عريش فصمى أنو لما و : ذلك صبلة الصبح ، وانصرف) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واثر الماء والطين عمى جبيتو وأنفو وخرج أبو داود من رواية شريح بن ىانئ ، عن عائشة ،

نطعا ، ) لقد مطرنا مرة بالميل ، فطرحنا لمنبي : قالت بع الماء منو ، وما رأيتو فكأني أنظر إلى ثقب فيو ين

.متقيا األرض بشيء من ثيابو قط ما رأيت رسول : قالت : وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو

يتقي األرض) اهلل بشيء ، إال مرة ؛ فإنو أصابو مطر فجمس عمى طرف

.بناء ، فكأني أنظر إلى الماء ينبع من ثقب كان فيو أن : ىم وخرجو ابن جرير والبييقي وغيرىما ، وعند

-) سالت عائشة عن صبلة رسول اهلل : شريحا قال .فذكرت الحديث

ما رأيت : أن عائشة قالت : وفي رواية البن جرير صمى عمى شيء قط ، إال أنو أصابنا مطر ) رسول اهلل

.ذات ليمة ، فاجتر نطعا ، فصمى عميو إذا صمى ) كان رسول اهلل : وخرجو الطبراني ، ولفظو

تحت قدميوال يضع .شيئا ، إال إنا مطرنا يوما فوضع تحت قدميو نطعا

وىذه الرواية من رواية قيس بن الربيع ، عن المقدام بن .شريح عن أبيو

من رواية يزيد ( ( مسنده ) ) وخرج بقي بن مخمد في

بن المقدام بن شريح ، عنيا أم المؤمنين ، : قمت لعائشة : أبيو ، عن جده ، قال

ا يصمون عمى ىذه الحصر ، ولم أسمع اهلل إن أناسلمكافرين : ) يذكرىا في القران ، إال في مكان واحد

:اإلسراء ) ] حصيرا لم : يصمي عمى الحصير ؟ قالت ) ، أفكان النبي [

.يصمي عمى الحصير ) يكن رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا غريب جدا .يكتب حديثو : د بن المقدام ، قال أبو حاتم ويزي

ثنا يونس ، : ثنا عثمان بن عمر : وخرج اإلمام أحمد عن الزىري ، عن عروة ، عن ، عائشة ، أن رسول اهلل

يا عائشة ، ارفعي : ) ) كان يصمي عمى خمرة ، فقال ) ( ( .حصيرك ، فقد خشيت أن يكون يفتن الناس

.وىذا غريب جدا :تمف فيو عمى يونس ولكنو اخ

فرواه مفضل بن فضالو ، عن يونس ، عن الزىري ، كان يصمي عمى الخمرة ، يسجد ) عن أنس ، أن النبي

.ليا -ورواه شبيب بن سعيد ، عن يونس ، عن الزىري

.مرسبل عن يونس ، عن ( ( مسنده ) ) ورواه ابن وىب في

ى عمى صم) لم أزل اسمع أن رسول اهلل : الزىري ، قال كان رسول اهلل : وعن أنس بن مالك ، قال -الخمرة

.يصمي عمى الخمرة ويسجد ليا ) .فرواه بالوجيين جميعا

وأما رواية عثمان بن عمر ، عن يونس ، فالظاىر أنيا .غير محفوظة ، وال تعرف تمك الزيادة إال فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لخمرةباب الصبلة عمى ا -

ثنا سميمان : ابنا شعبة : حدثنا أبو الوليد - الشيباني ، عن عبد اهلل بنيصمي ) كان رسول اهلل : شداد ، عن ميمونة ، قالت

.عمى الخمرة الحصير ، كذا جاء تفسيره في بعض ( ( : الخمرة ) )

.روايات ىذا الحديث ، وكذا فسره اإلمام أحمد وغيره خمرة شيء منسوج يعمل من سعف ال: وقال أبو عبيد

النخل ، ويرمل بالخيوط ، وىو صغير عمى قدر ما يسجد عميو المصمي أو فويق ذلك ، فإن عظم حتى يكفي الرجل لجسده كمو في الصبلة أو مضطجعا أو

أكثر من ذلك ، فيو حينئذ حصير ، وليس .بخمرة

أن النبي : وقد سبق في الباب الماضي من رواية أخرى يصمي عمى كان)

.الخمرة ، ويسجد عمييا

عمى الخمرة من روايات عدة من ) وقد روى صبلة النبي الصحابة من طرق كثيرة ، ولم يخرج في

سوى حديث ميمونة ، ولم يخرج في ( ( الصحيحين ) ) بقية الكتب الستة سوى حديث البن عباس ، خرجو

.الترمذي ، وأسانيدىا كميا ال تخمو من مقال ن ابن عمر من الصحابة يصمون عمى الخمرة ، وقد كا

نما يكره ذلك من يكره السجود عمى غير األرض .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يصمى عمى الخمرة ، ويؤتى بتراب حر ، فيوضع عمييا في

.موضع سجوده ، فيسجد عميو

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" باب الصبلة عمى الفراش -

.وصمى أنس عمى فراشو فيسجد أحدنا عمى ) كنا نصمي مع النبي : وقال أنس

.ثوبو حديث أنس المرفوع ، قد خرجو البخاري بإسناده في أن -الباب األتي ، ويأتي في موضعو مع الكبلم عميو

.شاء اهلل ثنا ابن : بة وحديثو الموقوف ، خرجو ابن أبي شي

المبارك ، عن حميد ، عن أنس أنو كان يصمي عمى .فراشو

ثنا حفص ، عن ليث ، عن طاوس ، أنو كان يصمي .عمى الفراش الذي مرض عميو

أنو تجوز الصبلة عمى غير جنس : وأصل ىذه المسائل ما ينبت من األرض كالصوف والجمود ، ورخص في

.الصبلة عمى ذلك أكثر أىل العمم قد روي معناه عن عمر ، وعمي ، وأبي الدرداء ، وابن و

.عباس ، وأنس وروي عن ابن مسعود وضعف الرواية في ذلك عنو

.اإلمام أحمد وىو قول أكثر العمماء بعدىم من التابعين وفقياء

سحاق وأبي األمصار ، وىو قول الشافعي وأحمد وا .عبيد

عمى كرىت طائفة السجود إال : وقال ابن المنذر األرض ، كان جابر بن زيد يكره الصبلة عمى كل شيء من الحيوان ويستحب الصبلة عمى كل شيء من نبات

.األرض

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إذا : وقال مالك في الصبلة عمى بساط الصوف والشعر وضع المصمي جبيتو ويديو عمى األرض فبل أرى بالقيام

.انتيى . عمييا بأسا

تيذيب ) ) فيما ذكره صاحب -ومذىب مالك أنو يكره السجود عمى الطنافس وثياب : -( ( المدونة

الصوف والكتان والقطن وبسط الشعر واألدم وأحبلس الدواب ، وال يضع كفيو عمييا ، ولكن يقوم عمييا

ويجمس ويسجد عمى األرض ، وال بأس أن يسجد عمى ، ويضع كفيو الخمرة والحصير وما تنبت األرض

.انتيى . عمييا ال بأس بالصبلة عمى األرض وما : وقال مجاىد

.أنبتت وقول مجاىد وجابر بن زيد الذي حكاه ابن المنذر قد

ألنيما مما ينبت من : يدخل فيو القطن والكتان .األرض

أحمد ال : يعني -كان أبو عبد اهلل : وقال المروذي .إال من حر أو برد يرى السجود عمى ثوب وال خرقة ،

يحتمل أن يكون أراد بذلك ثوبا : قال القاضي أبو يعمى متصبل بو ، ويحتمل أن يكون أراد بو منفصبل عنو ؛

.ليحصل تتريب وجيو في سجوده

واألول اظير ؛ ألن نصوصو بجواز الصبلة عمى : قمت .البسط ونحوه متكاثرة

:خرج في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :ول الحديث األ

ثنا : -ابن أبي أويس : ىو -ثنا إسماعيل - مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اهلل ، عن ، ) أبي سممة بن عبد الرحمن ، عن عائشة زوج النبي

ورجبلي في ) أنيا قالت كنت أنام بين يدي رسول اهلل قبمتو ، فإذا سجد غمزني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بضت رجمي ، فإذا قام بسطتيا ، والبيوت يومئذ ليس فق .فييا مصابيح

وجو االستدالل بيذا الحديث عمى جواز الصبلة عمى كانت تنام -رضي اهلل عنيا -أن عائشة : الفراش

الذي ينام ىو وعائشة عميو ، وكان ) عمى فراش النبي يقوم فيصمي من الميل وىي نائمة معترضة بين يديو

اش ، وكانت رجبلىا في قبمتو ، فإذا أراد أن عمى الفر يسجد غمزىا فقبضت رجميا ليسجد في موضع ، وىذا

يدل عمى أنو كان يسجد عمى طرف الفراش الذي كانت .واهلل أعمم . نائمة عميو ، وكانت رجبلىا عميو

مع أنو يحتمل أن تكون رجبلىا خرجت عن الفراش حتى .صارت عمى األرض في موضع سجوده

ما رواه عبيد اهلل بن عمر ، عن : ويدل عمى ذلك يصمي فتقع ) كان رسول اهلل : القاسم ، أن عائشة قالت

.، فيضربيا فاقبضيا -أو بحذائو -رجمي بين يديو :الحديث الثاني

:قال ، عن عقيل [ ثنا الميث : ] ثنا يحيى بن بكير -

برتو ، أخبرني عروة ، أن عائشة أخ: ، عن ابن شياب كان يصمي وىي بينو وبين القبمة عمى ) أن رسول اهلل

.فراش أىمو اعتراض الجنازة

أنو إنما خرج ىذا الحديث بيذا المفظ في ىذا : الظاىر ( ( عمى فراش أىمو : ) ) الباب ؛ ألنو فيم منو أن قولو

أن: ، وأن المراد ( ( كان يصمي : ) ) يتعمق بقوليا

(/)

"""""" حة رقم صف"""""" كان يصمي عمى فراش أىمو وعائشة بينو وبين ) النبي

القبمة اعتراض الجنازة ، فيكون في الكبلم تقديم .وتأخير

المرور بين يدي : أبواب ) ) وقد خرجو في : من طريق ابن أخي ابن شياب عن عمو ( ( المصمي

اخبرني عروة ، أن عائشة قالت لقد كان رسول اهلل ني لمعترضة بينو وبين يقو ) م فيصمي من الميل ، وا

.القبمة عمى فراش أىمو من طريق ىشام ، عن عائشة ، -أيضا -وخرجو يصمي وأنا راقدة معترضة عمى ) كان النبي : قالت

.فراشو أن النبي : وخرجو أبو داود من ىذا الوجو ، ولفظو

كان يصمي صبلتو من الميل وىي معترضة بينو وبين ) .قبمة ، راقدة عمى الفراش الذي يرقد عميو ال

أن نوميا كان عمى : وكل ىذه األلفاظ تبين أن المراد .كانت عمى الفراش ) الفراش ، ال أن صبلتو

:الحديث الثالث :قال -ثنا الميث ، عن يزيد : ثنا عبد اهلل بن يوسف - ، عن عراك ، عن عروة ، أن -ابن أبي حبيب : ىو

كان يصمي وعائشة معترضة بينو وبين القبمة ) النبي .عمى الفراش الذي ينامان عميو

.ىذا مرسل من ىذا الوجو .وداللة لفظو كداللة الذي قبمو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وقد روي حديث ىشام ، عن أبيو بمفظ يدل عمى ما ثنا : فيمو البخاري ، فرواه أبو العباس السراج الحافظ

ثنا أبو معاوية ، عن ىشام ، عن أبيو : ىناد بن السري يصمي من ) كان رسول اهلل : ، عن عائشة ، قالت

.الميل عمى الفراش الذي ينام عميو وأن بينو وبين القبمة وىذا من تغيير بعض الرواة بالمعنى الذي فيمو من

الحديث ؛ التفاق الحفاظ من أصحاب عروة عمى غير وليس أبو معاوية بالحافظ المتقن لحديث ىذا المفظ ،

.ىشام بن عروة ، إنما ىو متقن لحديث األعمش

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب السجود عمى الثوب في شدة الحر -كان القوم يسجدون عمى العمامة : وقال الحسن

.والقمنسوة ، ويداه في كمو

عن ىشام ، عن ثنا أبو أسامة ،: روى ابن أبي شيبة الحسن ، أن أصحاب

كانوا يسجدون وأيدييم في ثيابيم ، ويسجد ) رسول اهلل .الرجل منيم عمى عمامتو

:فقد تضمن ما قالو الحسن في ىذا مسألتين :إحداىما

سجود المصمي ويداه في كمو ، أو في ثوبو ، وقد حكى .عن الصحابة أنيم كانوا يفعمونو

عن سفيان ، ( ( كتابييما ) ) في وروى أبو نعيم ووكيع كانوا يصمون في : عن مغيرة ، عن إبراىيم ، قال

.برانسيم ومساتقيم وطيالستيم ، ال يخرجون أيدييم -أبو وبرة -وروى وكيع ، عن األعمش ، عن محارب

كان ابن عمر يمتحف بالممحفة ، ثم يسجد فييا : ، قال .، ال يخرج يديو

ما رواه مالك ، عن نافع ، : عمر والصحيح عن ابنعن ابن عمر ، أنو كان إذا سجد يضع كفيو عمى الذي

ولقد رايتو في يوم شديد البرد : قال . يضع عميو وجيو .ويخرج يديو من تحت برنس لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سعيد بن : وممن كان يسجد ويداه في ثوبو ال يخرجيما .ة ، ومسروق ، واألسود جبير ، وعمقم

وحكى ابن المنذر ، عن عمر الرخصة في السجود عمى ورخص : قال . الثوب في الحر ، وعن عطاء وطاوس

فيو لمحر والبرد النخعي والشعبي ، وبو قال مالك سحاق وأصحاب الرأي ، ورخص واألوزاعي واحمد وا . الشافعي في وضع اليدين عمى الثوب في الحر والبرد

. انتيىسحاق ال يسجد ويداه : ونقل ابن منصور ، عن أحمد وا

في ثوبو ، إال من برد أو عمة ، وكذا نقل غير واحد عن أنو ال يفعل ذلك إال من عمة ، وال يفعمو من : أحمد

.غير عمة أنو ال باس بذلك ، ولم : وروى عنو جماعة من أصحابو

دم يقيده بالعمة ، فيحتمل أن يكون ذلك رواية عنو بعالكراىة مطمقا ، ويحتمل أن تحمل رواياتو المطمقة عمى رواياتو المقيدة ، وكبلم أكثر أصحابنا يدل عمى ذلك ،

.وفيو نظر وبكل حال ؛ فيجرئ السجود وأن لم يباشر األرض بيديو رواية واحدة ، وال يصح عن أحمد خبلف ذلك البتة ، نما اصل نقل الخبلف في ذلك عن أحمد مأخوذ من وا .كتب مجيولة ال يعرف أصحابيا ، فبل يعتمد عمييا

أنو أن كان حر أو برد جاز لو أن يبسط : ومذىب مالك يكره : ثوبا يسجد عميو ، ويجعل عميو كفيو ، مع قولو .السجود عمى الثياب من غير عذر ، كما سبق .ولمشافعي قوالن في وجوب السجود عمى الكفين

جب كشفيما أو يجوز وعمى قولو بالوجوب ، فيل ي السجود عمييما وىما في

أنو : ، أصحيما -أيضا -كمو ؟ عمى قولين لو .يجوز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعمى القول اآلخر ، فإنما يجب كشف أدنى جزء منيما .، ال كشف جميعيما

:المسألة الثانية سجود الرجل عمى كور عمامتو وعمى قمنسوتو ، وقد

.حكى الحسن عن الصحابة أنيم كانوا يفعمونو عبد : وممن روي عنو أنو كان يسجد عمى كور عمامتو

.اهلل بن أبي أوفى ، لكن من وجو فيو ضعف وروى عبد اهلل بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن

.أنو كان يسجد عمى كور عمامتو : عمر .وقد خالفو من ىو أحفظ منو كما سيأتي

ن عبد اهلل بن يزيد األنصاري ومسروق وشريح وروي ع

.السجود عمى كور العمامة والبرنس ورخص فيو ابن المسيب والحسن ومكحول والزىري

سحاق .والثوري واألوزاعي وا وكان عبد الرحمن بن يزيد يسجد عمى كور عمامة لو

.غميظة ، تحول بينو وبين األرض مو ، من وجوه ، أنو كان يفع) وقد روي ذلك عن النبي

قالو البييقي : -كميا باطمة ، ال يصح منيا شيء .وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

النيي عنو ، من وجوه مرسمة ، وفييا ) وروي عن النبي .أيضا -ضعف

إذا صمى أحدكم فميحسر : وروي عن عمي ، قال .العمامة عن جبيتو

.وكان عبادة بن الصامت يفعمو

وروى أيوب ، عن نافع ، أن ابن عمر كان ال يسجد .عمى كور العمامة

وروى عبيد اهلل ، عن نافع ، أن ابن عمر كان يحسر عن جبيتو كور العمامة إذا سجد ، ويخرج يديو ،

.أن اليدين تسجدان مع الوجو : ويقول .وكره ابن سيرين السجود عمى كور العمامة

.دل عمى ذلك وعن عمر بن عبد العزيز ما يأبرز جبيني أحب : وقال النخعي وميمون بن ميران

.إلي .يمكن جبيتو من األرض : وقال عورة من صمى عمى كور العمامة كرىتو ، وال : وقال مالك

يعيد ، وأحب إلي أن يرفع عن بعض جبيتو حتى تمس ( ( .تيذيب المدونة ) ) نقمو صاحب : -األرض بذلك

يجزئو أن يسجد عمى كور عمامتو ال: ومذىب الشافعي ، وال عمى طرف ثوبو وما ىو متصل بو ، حتى يكشف

.عن بعض محل سجوده فيباشر بو المصمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكره أحمد السجود عمى كور العمامة ، إال لعمة من حر .أو برد يؤذيو ، فمم يكرىو كذلك

ال باس بالسجود عمى كور : -في رواية صالح -وقال .العمامة ، وأعجب إلي أن يبرز جبيتو ويسجد عمييا

ال يسجد عمى كور : -في رواية أبي داود -وقال فمن صمى ىكذا : قيل لو . العمامة ، وال عمى القمنسوة

.ال ، ولكن ال يسجد عمييا : يعيد ؟ قال ( ( الجامع الكبير ) ) ولم يذكر القاضي أبو يعمى في

وغيره من كتبو في صحة صبلتو عمى كور العمامة .ونحوىا خبلفا

أنو إذا سجد عمى : وحكى ابن أبي موسى رواية أخرى .كور عمامتو لغير حر وال برد أنو ال يجزئو

ولم نجد بذلك نصا عنو صريحا باإلعادة ، إنما النص .عنو بكراىتو والنيي عنو

.ء وقد نقل أبو داود النيي عنو مع اإلجزا

ونيى أحمد ابنو عبد اهلل عن سجوده في الصبلة عمى .كمو ، ولم يأمره باإلعادة

وأما من نقل رواية عن أحمد باإلعادة مطمقا بذلك فبل .يصح نقمو

أن سجد عمى قمنسوتو لم يجزئو : وقول ابن أبي موسى ، ال يصح ، ورواية أبي داود عن أحمد -قوال واحدا -

.ترده و جريحا وعصبو بعصابة ، جاز السجود ولو كان جبين

عمييا عند الشافعي ، وال إعادة عميو ، ومن أصحابو من .حكى وجيا ضعيفا باإلعادة

ولم يرخص عبيدة السمماني في السجود عمى العصابة .لمجرح ، وىذا حرج شديد تأباه السمحة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -رحمو اهلل -قال البخاري

: ىو -ثنا أبو الوليد ىشام بن عبد الممك - ثنا غالب القطان : ثنا بشر بن المفضل : -الطيالسي

كنا : ، عن بكر بن عبد اهلل ، عن أنس بن مالك ، قال ، فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة ) نصمي مع النبي

.الحر في مكان السجود طريق من( ( كتابو ) ) وقد خرجو في موضع آخر من

ابن المبارك ، عن خالد بن: -ابن بكير السممي البصري : وىو -عبد الرحمن

حدثني غالب القطان ، عن بكر المزني ، عن أنس ، بالظير سجدنا ) كنا إذا صمينا خمف رسول اهلل : قال

.عمى ثيابنا اتقاء الحر وقد خرجو مسمم من طريق بشر بن المفضل ، عن

في شدة ) صمي مع رسول اهلل كنا ن: غالب ، ولفظو الحر ، فإذا لم يستطع احدنا أن يمكن جبيتو من األرض

.بسط ثوبو فسجد عميو .كذلك ( ( الصبلة ) ) وخرجو البخاري في أواخر

وقد خرجو الترمذي من طريق خالد بن عبد الرحمن ،

.حسن صحيح : وقال نما ذكرت ىذا ؛ ألن العقيمي قال حديث أنس في : وا

فيو لين ، ولعمو ظن تفرد خالد بو ، وقد قال ىو : ىذا يخالف في حديثو ، وقد تبين: في خالد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أنو تابعو بشر بن المفضل عمى جبللتو وحفظو : وقد أدخل بعض الرواة في إسناد ىذا الحديث

: -بين بكر وأنس ، وىو وىم ( ( الحسن البصري ) ) .لو الدارقطني قا

ومن تأول ىذا الحديث عمى أنيم كانوا يسجدون عمى ثياب منفصمة عنيم ، فقد أبعد ، ولم يكن أكثر الصحابة

يجد ثوبين يصمي فييما ، فكانوا -أو كثير منيم -يصمون في ثوب واحد كما سبق ، فكيف كانوا يجدون

ثيابا كثيرة يصمون في بعضيا ويتقون األرض ببعضيا ؟

:روي عن أنس حديث يخالف ىذا وقد( ( كتاب الصبلة ) ) خرجو أبو بكر ابن أبي داود في

ثنا : حدثني أبي : ثنا محمد بن عامر األصبياني : لو يعقوب ، عن عنبسة ، عن عثمان الطويل ، عن أنس

في الرمضاء ) كنا نصمي مع النبي : بن مالك ، قال قدميو ولم فإذا كان في ثوب أحدنا فضمة فجعميا تحت

كانت خفيفة في ) يجعل تحت جبينو ؛ ألن صبلة النبي .إتمام .سنة تفرد بيا أىل البصرة : وقال يشير إلى تفرد عثمان الطويل بو عن أنس ، : قمت

وىما بصريان ، وعثمان ىذا قد روى عنو شعبة وغيره ، .ىو شيخ : وقال أبو حاتم فيو

: ن ، فعنبسة ىو وأما من قبل عثمان فيم ثقات مشيورو ابن سعيد قاضي الري ، أصمو كوفي ، ثقة مشيور ،

القمي ، ثقة مشيور : ويعقوب ىو . وثقو أحمد ويحيى ابن إبراىيم األصبياني ، ثقة : وعامر ىو -أيضا -

مشيور من أعيان أىل أصبيان ، وكذلك ابنو محمد بن

.عامر ولكن إسناد حديث بكر أصح ، ورواتو أشير ؛ ولذلك

( (الصحيح ) ) خرج في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واهلل أعمم . دون ىذا واستدل بعض من لم ير السجود عمى الثوب بما روى : أبو إسحاق ، عن سعيد بن وىب ، عن خباب ، قال

الصبلة في الرمضاء ، فمم ) شكونا إلى رسول اهلل .يشكنا

.خرجو مسمم فشكونا إليو ) أتينا رسول اهلل : -ضا أي -وفي رواية لو

.حر الرمضاء ، فمم يشكنا والمراد بذلك أنيم شكوا إليو مشقة السجود عمى : قالوا

الحصى في شدة الحر ، واستأذنوه أن يسجدوا عمى

.ثيابيم ، فمم يجبيم إلى ما سألوا ، وال أزال شكواىم بما روى محمد بن جحادة ، عن : واستدلوا عمى ذلك

شكونا إلى : سميمان بن أبي ىند ، عن خباب ، قال .شدة الحر في جباىنا وأكفنا ، فمم يشكنا ) رسول اهلل

بأن حديث خباب اختمف في إسناده : ويجاب عن ذلك فروي عنو ، عن سعيد بن وىب ، : عمى أبي إسحاق

وروي عنو ، عن حارثة بن مضرب ، عن. عن خباب .خباب

مشايخ أبي إسحاق المجيولين الذين إنيما من : وقد قيل لم يرو عنيم غيره ، وفي إسناده اختبلف كثير ؛ ولذلك

.لم يخرجو البخاري فقد فسره جميور العمماء بأنيم : وأما معنى الحديث الصبلة في شدة الحر ، وطمبوا ) شكوا إلى رسول اهلل

منو اإلبراد بيا ، فمم يجبيم ، وبيذا فسره رواة الحديث ، .أبو إسحاق وشريك : م مني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان : ، وزاد فيو ( ( مسنده ) ) وقد خرجو البزار في .يصمي الظير باليجير ) رسول اهلل

إذا : ) ) وقال : وخرجو ابن المنذر ، وزاد في آخره ( ( .زالت الشمس فصموا

، فيي ( ( فنا في جباىنا واك: ) ) وأما رواية من زاد فيو .منقطعة

حكى إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين ، أنو .ىي مرسمة : قال

.أن سميمان بن أبي ىند لم يسمع من خباب : يعني وعمى تقدير صحتيا ، فقد يكون شكوا إليو ما يمقونو من شدة حر الحصى في سجودىم ، وأنو ال يقييم منو ثوب

.ونحوه طمبوا منو السجود عمى ثوب يقييم وأيضا ؛ فمو كانوا قد

حر الرمضاء ألمرىم بالسجود عمى ثوب منفصل ؛ فإن ذلك ال يكره عند الشافعي وال عند غيره ؛ لشدة الحر كما

.سبق فحممو عمى ىذا ترده أحاديث األمر باإلبراد : فإن قيل

.بالظير في شدة الحر :عنو جوابان : قيل

رع اإلبراد بيا ، ثم أن ذلك كان قبل أن يش: أحدىما .نسخ ، وقد روي من حديث المغيرة ما يدل عمى ذلك

أن شدة الحر في الصيف ال تزول في المدينة : والثاني إال بتأخر الظير إلى آخر وقتيا ، وىو الذي طمبوه ، فمم نما أمرىم باإلبراد اليسير ، وال تزول يجبيم إلى ذلك ، وا

.بو شدة حر الحصى م إنما شكوا إليو أنيم كانوا يعذبون في اهلل أني: وقد قيل

بمكة في حر الرمضاء قبل اليجرة ، وطمبوا منو أن يدعو ليم ويستنصر ، فأمرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .بالصبر في اهلل

وقد روى قيس ابن أبي حازم ، عن خباب ىذا المعنى .صريحا ، وبيذا فسره عمي بن المديني وغيره

.واهلل أعمم . األول : والصحيح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة في النعال -ابنا أبو : ثنا شعبة : ثنا آدم بن أبي إياس -

سالت أنس بن : مسممة سعيد بن يزيد األزدي ، قال .نعم : يصمي في نعميو ؟ قال ) أكان النبي : مالك

من أحاديث الصبلة في ( ( ن الصحيحي) ) لم يخرج في النعمين غير حديث سعيد ابن يزيد ، عن أنس ىذا ،

.وتفرد بو البخاري من طريق شعبة ، عنو وقد رواه سمم بن قتيبة ، عن شعبة ، عن سعيد وأبي

.، عن أنس -كبلىما -عمران الجوني .وأنكر ذلك عمى سمم يحيى القطان

.وىم في ذلك : وقال الدارقطني لصبلة في النعمين جائزة ، ال اختبلف بين العمماء في وا

ذلك ،ال بأس أن يصمي في نعميو إذا كانتا : وقد قال أحمد

.طاىرتين إذا لم : إذا تحقق طيارتيما ، بل مراده : وليس مراده

.تتحقق نجاستيما كنا ال نتوضأ من : أن ابن مسعود قال : يدل عمى ذلك

.موطئ .خرجو أبو داود

أمرنا أن ال نكفت شعرا وال : خرجو ابن ماجو ، ولفظو و .ثوبا ، وال نتوضأ من موطئ

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لقد رايتنا وما : ، ولفظو ( ( كتابو ) ) وخرجو وكيع في

.نتوضأ من موطئ ، إال أن يكون رطبا فنغسل أثره وضأ من امرنا أن ال نت: وروي عن ابن عمر ، أنو قال

.موطئ وذكر أن بعضيم ( ( . العمل ) ) خرجو الدارقطني في

.لم يرفعو ، وجعمو من فعل ابن عمر أن من مشى حافيا عمى األرض النجسة : والمراد بذلك

اليابسة أو خاض طين .المطر ، فإنو يصمي وال يغسل رجميو

.وقد ذكر مالك وغيره أن الناس لم يزالوا عمى ذلك المنذر إجماعا من أىل العمم ، إال عن عطاء وذكره ابن يغسل: ، فإنو قال

ويشبو أن يكون ىذا منو استحبابا ال : قال . رجميو .إيجابا .وبقول جل أىل العمم نقول : قال

وىذا يبين أن جميور العمماء ال يرون غسل ما يصيب

الرجل من األرض ، مما ال تتحقق نجاستو ، وال التنزه .ة عنو في الصبل

وقد روي األمر بالصبلة في النعمين ، ما خرجو أبو داود وابن حبان في

من حديث شداد بن أوس ، عن النبي ( ( صحيحو ) ) خالفوا الييود فإنيم ال يصمون في نعاليم : ) ) ، قال )

( ( .، وال في خفافيم وروى عبد اهلل بن المثنى ، عن ثمامة ، عن أنس ،

نعمو في الصبلة إال مرة ، فخمع ) لم يخمع النبي : قال ( ( لم خمعتم نعالكم ؟ ) : ) ) القوم نعاليم ، فقال النبي

أن جبريل أخبرني : ) ) قالوا رأيناك خمعت فخمعنا ، قال ( ( .أن فييما قذرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تفرد عبد اهلل بن المثنى ، وال بأس : قال البييقي

.بإسناده .عبد اهلل بن المثنى ، يخرج لو البخاري كما تقدم : قمت

المستمرة الصبلة في ) وىذا يدل عمى أن عادة النبي نعميو ، وكبلم أكثر السمف يدل عمى أن الصبلة في

.النعمين أفضل من الصبلة حافيا وقد أنكر ابن مسعود عمى أبي موسى خمعو نعميو عند

وادي المقدس أنت ؟أبال: إرادة الصبلة ، قال لو وكان أبو عمرو الشيباني يضرب الناس إذا خمعوا نعاليم

.في الصبلة وأنكر الربيع بن خثيم عمى من خمع نعميو عند الصبلة ،

.أنو ابتدع : يريد -ونسبو إلى أنو أحدث وكان النخعي وأبو جعفر محمد بن عمى إذا قاما إلى

.الصبلة لبسا نعاليما وصميا فييا أبو : غير واحد منيم بالصبلة في النعال ، منيم وأمر

.ىريرة وغيره أن خمع النعمين في : -ونقموه عنو -وقال الشافعي

الصبلة أفضل ؛ لما فيو من مباشرة المصمي بأطراف

.القدمين إذا سجد عمييما ووافقيم عمى ذلك القاضي أبو يعمي وغيره من

.أصحابنا بة النجاسة ، مع حكايتيم ولم يعمموا ذلك باحتمال إصاىل ىو نجس أو طاىر : الخبلف في طين الشوارع

يعفى عن يسيره ؟ فحكى أصحاب الشافعي لو في ذلك قولين ، وكذلك حكى الخبلف في مذىب أحمد بعض

.أصحابنا أن المذىب طيارتو ، وعميو : والصحيح عند محققييم

نيم في تدل أحوال السمف الصالح وأقواليم ، كما تقدم عترك غسل القدمين من الخوض في الطين ، وىذا مروي

.عن عمي بن أبي طالب وغيره من الصحابة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لم ير المسممون بطين المطر بأسا : قال الجوزجاني

وقد صرح كثير من السمف بأنو طاىر ولو خالطو بول ، .وغيرىما سعيد بن جبير وبكر المزني: منيم

والتحرز من النجاسات إنما يشرع عمى وجو ال يفضي إلى مخالفة ما كان عميو السمف الصالح ، فكيف يشرع

مع مخالفتيم ومخالفة السنن الصحيحة ؟ىل : في نجاسة أسفل النعل ونحوه : وقد اختمف العمماء

تطير بدلكيا باألرض ، أم ال تطير بدون غسل ، أم ول ادمي أو عذرتو فبل بد من يفرق بين أن يكون ب

غسميا وبين غيرىا من النجاسات فتطير بالدلك ؟ عمى .ثبلثة أقوال

.وقد حكى عن أحمد ثبلثة روايات كذلك والقول بطيارتيا بالدلك كثير من أصحابنا ، وىو قول قديم لمشافعي ، وقول ابن أبي شيبة ويحيى بن يحيى

.النيسابوري .تطير بذلك : نا وقال ابن حامد من أصحاب

والقول بالفرق بين البول والعذرة قول أبي خيثمة وسميمان .بن داود الياشمي

.وفي ىذا الباب أحاديث متعددة وأجودىا حديث أبي نعامة السعدي ، عن أبي نضرة ،

إذا جاء أحدكم : ) ) قال ) عن أبي سعيد ، أن النبي أو أذى إلى المسجد فمينظر ، فإن رأى في نعميو قذرا

( ( .فميمسحو ، وليصل فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان .والحاكم ( ( صحيحييما ) ) .صحيح عمى شرط مسمم : وقال

يشير إلى أن أبا نعامة وأبا نضرة خرج ليما مسمم ، وقد .سناد رواه جماعة عن أبي نعامة بيذا اإل

ورواه أيوب ، واختمف عميو فيو ، فروي عنو كذلك ، .وروي عنو مرسبل ، وىو أشير عن أيوب

عن أيوب سمعو من أبي : الصحيح : قال الدارقطني

قول من : نعامة ، ولم يحفظ إسناده فأرسمو ، والقول .عن أبي سعيد : قال

.واهلل أعمم . المتصل أشبو : وقال أبو حاتم الرازي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الصبلة في الخفاف -: ثنا شعبة ، عن األعمش ، قال : حدثنا آدم -

: سمعت إبراىيم يحدث عن ىمام بن الحارث ، قال رأيت جرير بن عبد اهلل ، بال ، ثم توضأ ومسح عمى

رأيت رسول اهلل : خفيو ، ثم قام فصمى ، فسئل ، فقال .ىذا صنع مثل)

قال إبراىيم ، فكان يعجبيم ؛ ألن جريرا كان من آخر .من أسمم

ثنا أبو أسامة ، عن : حدثنا إسحاق بن نصر - األعمش ، عن مسمم ، عن مسروق ، عن المغيرة بن

، فمسح عمى خفيو) وضأت رسول اهلل : شعبة ، قال .وصمى

ن قد تقدم حديث جرير والمغيرة في المسح عمى الخفي .بغير ىذين اإلسنادين نما المقصود ىاىنا مسح عمى خفيو ثم ) أن النبي : وا

.صمى وىما عميو : وقد صرح القائمون باستحباب خمع النعمين في الصبلة

أنو إذا كان قد مسح عمى الخفين ثم أراد الصبلة فإنو لو نزعيما النتقضت طيارتو عندىم ، كما سبق ذكره في

فمذلك كان األولى لو أن يصمي أبواب نقض الوضوء ، .في خفيو

وليس لنا موضع يكره أن يصمي فيو في النعمين والخفين إال الكعبة ؛ فإنو يكره لمن دخميا أن يمبس خفيو أو نعميو

ال أعمم : نص عميو عطاء ومجاىد واحمد ، وقال : - .أحدا رخص فيو

:وفي كثير من نسخ البخاري ىاىنا بابان ( ( .إذا لم يتم السجود : باب : ) )أحدىما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يبدي ضبعيو ويجافي في : باب : ) ) والثاني ( ( .السجود

عند ( ( صفة الصبلة ) ) وقد أعادىما عمى وجييما في وىو األليق بيما ، فنؤخرىما إلى ( ( أبواب السجود ) )

.إن شاء اهلل تعالى -ذلك المكان وقد انتيى ذكر أبواب المباس في الصبلة ، ويشرع بعده

.في أبواب استقبال القبمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل استقبال القبمة -قالو أبو حميد ، عن : -يستقبل بأطراف رجميو القبمة

) .النبي حديث أبي حميد ىذا ، خرجو البخاري بإسناده بتمامو

أن النبي : ، وفيو ( ( اب صفة الصبلة أبو ) ) في .كان إذا سجد استقبل بأطراف رجميو القبمة )

من حديث عائشة ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في ليمة من الفراش ، فالتمستو ، ) فقدت النبي : ، قالت

فوقعت يدي عمى بطن قدميو وىو في السجود ، ناصبا . قدميو ، مستقببل بأطراف أصابعو القبمة

وىو في المسجد ، وىما : ) ) وخرجو مسمم ، ولفظو ( ( .منصوبتان

عن إبراىيم بن ميسرة ، عن طاوس ، : وقال ابن جريج ما رأيت مصميا كييئة عبد اهلل بن عمر ، أشد استقباال

.لمكعبة بوجيو وكفيو وقدمو إذا سجد أحدكم : وروى نافع ، عن ابن عمر ، قال

.؛ فإنيما يسجدان مع الوجو فميستقبل بيديو القبمةكان ابن عمر إذا صمى استقبل : وروي عنو ، قال

القبمة بكل شيء ، حتى

.بنعميو وروى سالم عن ابن عمر ، أنو كره أن يعدل كفيو عن

.القبمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى المسعودي ، عن عثمان الثقفي ، أن عائشة رأت اعدليما إلى : و عن القبمة ، فقالت رجبل مائبل كفي

.القبمة ، عن عمرة ، -وفيو ضعف -وروى حارثة بن محمد كان إذا سجد وضع يديو وجاه ) عن عائشة ، أن النبي

.القبمة .خرجو ابن ماجو

سالم والقاسم بن : واستحب ذلك كثير من السمف ، منيم .محمد والحسن وابن سيرين

.من السنة ىو: وقال حفص بن عاصم

أحمد بن حنبل : يعني -تفقدت أبا عبد اهلل : قال األثرم في صبلتو ، فرأيتو يفتخ أصابع رجمو اليمنى فيستقبل -

بيا القبمة ويجعل بطون أصابع رجمو اليمنى مما يمي .األرض

ىو أن يكسر -بالخاء المعجمة : يعني -والفتخ : قال واجية لمقبمة ، ولو أصابعو فيثنييا حتى تكون أطرافيا م

.لم يفعل ذلك كانت أطرافيا إلى غير القبمة كان إذا سجد فتخ ) وفي حديث أبي حميد ، أن النبي

.أصابع رجميو .خرجو أبو داود والترمذي

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا : ثنا ابن ميدي : حدثنا عمرو بن عباس -

منصور بن سعد عن

(/)

"""""" حة رقم صف"""""" قال رسول : ميمون بن سياه ، عن أنس بن مالك ، قال

من صمى صبلتنا ، واستقبل قبمتنا ، وأكل ) : ) ) اهلل ذبيحتنا فذلك المسمم الذي لو ذمة اهلل وذمة رسول اهلل

( ( .، فبل تخفروا اهلل في ذمتو ) حدثنا ابن المبارك ، عن : وحدثنا نعيم ، قال - قال رسول : الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال حميدأمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إلو إال ) : ) ) اهلل

اهلل ، فإذا قالوىا وصموا صبلتنا واستقبموا قبمتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت عمينا دماؤىم وأمواليم ، إال بحقيا

( ( .وحسابيم عمى اهلل عز وجل ثنا خالد بن الحارث ، : اهلل وقال عمي بن عبد -

سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك : ثنا حميد ، قال : يا أبا حمزة ، ما يحرم دم العبد ومالو ؟ فقال : فقال

من شيد أن ال إلو إال اهلل واستقبل قبمتنا وصمى صبلتنا وأكل ذبيحتنا فيو المسمم ، لو ما لممسمم وعميو ما عمى

.المسمم

: ثنا حميد : أبنا يحيى بن أيوب : ريم وقال ابن أبي م ) .ثنا أنس ، عن النبي

:ىذا الحديث قد خرجو البخاري من طريقين من رواية منصور بن سعد ، عن ميمون بن : أحدىما

.سياه ، عن أنس مرفوعا وميمون بن سياه ، بصري اختمف فيو ، فضعفو ابن

.معين ، ووثقو أبو حاتم الرازي

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

من -تعميقا -من رواية حميد ، عن أنس : والثاني .وفي بعض النسخ أسنده . ثبلثة أوجو ، عنو

عن نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، عن : من أحدىا .حميد ، عن أنس ، ورفعو

عمقو عن ابن المديني ، عن خالد بن الحارث : والثاني فذكره ، -ن سياه سأل أنسا ، عن حميد ، أن ميمون ب

.ولم يرفعو ، جعمو من قول أنس عمقو ، عن ابن أبي مريم ، عن يحيى بن : والثالث ، وصرح فيو ) ثنا أنس ، عن النبي : ثنا حميد : أيوب

) .بسماع حميد لو من أنس ، ورفعو إلى النبي تصحيح رواية حميد ، عن أنس : ومقصود البخاري بيذا

.المرفوعة إنما سمعو : د نازعو في ذلك اإلسماعيمي ، وقال وق

وال يحتج : قال . حميد من ميمون بن سياه ، عن أنس ( ( ثنا أنس : ثنا حميد : ) ) بيحيى بن أيوب في قولو

؛ فإن عادة الشاميين والمصريين جرت عمى ذكر الخبر .فيما يروونو ؛ ال يطوونو طي أىل العراق

مصريين يصرحون بالتحديث يشير إلى أن الشاميين وال .في رواياتيم ، وال يكون اإلسناد متصبل بالسماع

وقد ذكر أبو حاتم الرازي عن أصحاب بقية بن الوليد .أنيم يصنعون ذلك كثيرا

ثم استدل اإلسماعيمي عمى ما قالو بما خرجو من طريق ثنا حميد ، عن ميمون بن : ثنا أبي : عبيد اهلل بن معاذ

ما يحرم دم المسمم ومالو ؟ : سألت أنسا :سياه ، قال -من شيد أن ال إلو إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل : قال

.الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وما ذكره عن عمي بن المديني عن خالد بن : قال

الحارث فيو يثبت ما جاء بو معاذ بن معاذ ؛ ألن . واهلل أعمم . نو سمع ميمون ىو الذي سأل ، وحميد م

انتيى ما .ذكره

ورواية معاذ بن معاذ ، عن حميد ، عن ميمون ، عن .أنس موقوفة

أنيا ىي الصواب ( ( العمل ) ) وقد ذكر الدارقطني في ، بعد أن ذكر أن ابن المبارك ويحيى بن أيوب ومحمد

بن عيسى بن سميع رووه عن حميد ، عن أنس

.مرفوعا الحديث لعمي بن المديني ، عن ابن وذكر ىذا: قال

: أخاف أن يكون ىذا وىما ، لعمو : فقال . المبارك .مرسبل -حميد ، عن الحسن

وليس كذلك ؛ ألن معاذ بن معاذ من : قال الدارقطني عن حميد ، عن : يعني -وقد رواه كما ذكرنا . األثبات

.ميمون ، عن أنس موقوفا من طريق يحيى ( ( ننو س) ) وقد خرجو أبو داود في بن أيوب كما أشار إليو

.البخاري والترمذي والنسائي من -أيضا -وخرجو أبو داود

طريق ابن المبارك وحسنو الترمذي وصححو وغربو ، .وذكر متابعة يحيى بن أيوب لو

من طريق محمد بن عيسى -أيضا -وخرجو النسائي .ثنا حميد عن أنس ورفعو : بن سميع ثنا حميد ، : ريق محمد بن عبد اهلل األنصاري ومن ط

يا أبا حمزة ، : سأل ميمون بن سياه أنسا ، فقال : قال .فذكره موقوفا ، ولم يرفعو -ما يحرم دم المسمم ومالو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذه مثل رواية خالد بن الحارث التي ذكرىا البخاري ، ، وقد جعبل ميمون بن سياه عن ابن المديني ، عنو

سائبل ألنس ، ولم يذكرا أن حميدا رواه عن ميمون ، .ولعل قوليما أشبو

: وتابعيما معاذ بن معاذ عمى وقفو ، إال أنو جعمو ، وىو ( ( عن حميد ، عن ميمون ، عن أنس ) )

.الصحيح عند اإلسماعيمي والدارقطني كما سبق دارقطني عن ابن وأما رفعو مع وصمو ، فقد حكى ال

.المديني أنو أنكره ال يسنده : وكذا نقل ابن أبي حاتم ، عن أبيو ، أنو قال

ابن المبارك ويحيى بن أيوب وابن : إال ثبلثة أنفس

.سميع .يشير إلى أن غيرىم يقفو وال يرفعو ، كذا قال

-وقد رواه أبو خالد األحمر ، عن حميد ، عن أنس .مرفوعا

.براني وابن جرير الطبري خرج حديثو الطوروى ابن لييعة ، عن أبي األسود ، عن عروة بن

أما : ) ) كتب إلى المنذر بن ساوى ) الزبير ، أن النبي بعد ؛ فإن من صمى صبلتنا واستقبل قبمتنا وأكل ذبيحتنا

( ( .فذلك المسمم الذي لو ذمة اهلل والرسول .خرجو أبو عبيد

.وىو مرسل لحديث عمى أن الدم ال يعصم بمجرد وقد دل ىذا ا

الشيادتين ، حتى يقوم بحقوقيما ، وآكد حقوقيما الصبلة وفي حديث آخر أضاف إلى . ؛ فمذلك خصيا بالذكر

.الصبلة الزكاة وذكر استقبال القبمة إشارة إلى أنو ال بد من اإلتيان

بصبلة المسممين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في كتابيم المنزل عمى نبييم وىي الصبلة إلى المشروعة ال فمن صمى إلى بيت المقدس بعد نسخو الكعبة ، وا كالييود أو إلى المشرق كالنصارى فميس بمسمم ، ولو

.شيد بشيادة التوحيد وفي ىذا دليل عمى عظم موقع استقبال القبمة من الصبلة ؛ فإنو لم يذكر من شرائط الصبلة غيرىا ،

.وغيرىا كالطيارة وذكره أكل ذبيحة المسممين ، فيو إشارة إلى أنو ال بد من التزام جميع شرائع اإلسبلم الظاىرة ، ومن أعظميا أكل ذبيحة المسممين ، وموافقتيم في ذبيحتيم ، فمن امتنع

.من ذلك فميس بمسمم يمتحن أحيانا من يدخل في اإلسبلم ، ) وقد كان النبي

ول االمتناع من أكل بعض وقد كان يرى في دينو األ

ذبيحة المسممين ، بإطعامو مما كان يمتنع من أكمو ؛ .ليتحقق بذلك إسبلمو

كانوا يمتنعون في جاىميتيم -فروي أنو عرض عمى قوم أكل القمب ، -من أكل القمب ، ثم دخموا في اإلسبلم

( ( .أن إسبلمكم ال يتم إال بأكمو : ) ) وقال ليم ، وأقام ممتنعا من أكل ذبائح المسممين فمو أسمم ييودي

، كان ذلك دليبل عمى عدم دخول اإلسبلم في قمبو ، .وىذا الحديث يدل عمى أنو ال يصير بذلك مسمما

قول عمر فيمن أسمم من أىل األمصار : ويشيد لذلك وقدر عمى الحج ولم

ما ىم : يحج ، أنو ىم بضرب الجزية عمييم ، وقال .بمسممين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحكي عن الحسن بن صالح ، أن المسمم إذا أسمم بدار

الحرب ، وأقام بيا مع قدرتو عمى الخروج ، فيو كالمشرك في دمو ومالو ، وأنو أن لحق المسمم بدار

.الحرب وأقام بيا صار مرتدا بذلك ( ( . فذلك المسمم ، لو ذمة اهلل ورسولو : ) ) وقولو

العيد ، وىو إشارة إلى ما عيده اهلل ورسولو إلى : مة الذ .المسممين بالكف عن دم المسمم ومالو

ال : ، أي ( ( فبل تخفروا اهلل في ذمتو : ) ) وقولو تغدروا بمن لو عيد من اهلل

.ورسولو ، فبل تفوا لو بالضمان ، بل أوفوا لو بالعيد رت بو ، أخفرت فبلنا ، إذا غد: وىو مأخوذ من قوليم

.خفرتو ، إذا حميتو : ويقولون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب قبمة أىل المدينة وأىل الشام والمشرق -) : وليس في المشرق وال في المغرب قبمة ؛ لقول النبي

ال تستقبموا القبمة بغائط أو بول ، ولكن شرقوا أو ) ) ( ( .غربوا

ىل المدينة ومن كان قريبا أن أ: مقصوده بيذا الباب من مسامتيم كأىل الشام والعراق ، فإن قبمتيم ما بين

المشرق والمغرب من جية الكعبة ، وأن المشرق والمغرب ليس قبمة ليم ، وما بينيما فيو ليم قبمة ،

نياىم عن استقبال القبمة بغائط أو بول ) بدليل أن النبي مى أن الشرق ، وأمرىم أن يشرقوا أو يغربوا ، فدل ع

.والغرب ليس ليم قبمة ، وما بينيما فيو ليم قبمة : وقد روى عن ابن عمر وسعيد بن جبير ، أنيما قاال

.ما بين المشرق والمغرب قبمة ألىل المشرق ما بين المشرق والمغرب قبمة لنا : وكذا قال اإلمام أحمد

نحن أىل المشرق ، ليس ىي ألىل الشام وال أىل .اليمن

.راده بعض أطراف الشام ومما بين المشرق والمغرب : وىذا ىو مراد عمر بقولو

.قبمة

.وقد روي مرفوعا ، إال أنو ليس عمى شرط البخاري .ليس لو إسناد : وقد قال أحمد

.يعني أن في أسانيده ضعفا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ر صحيح وىو عن عم: قال . ليس بالقوي : وقال مرة حديث عبد اهلل بن جعفر : وأقوى ما ورد فيو مسندا

المخرمي ، عن عثمان ابن محمد األخنسي ، عن ابن ما : ) ) قال ) المسيب ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

( ( .بين المشرق والمغرب قبمة .خرجو الترمذي

.وقال حديث حسن صحيح ، خرج لو والمخرمي. واألخنسي ، وثقو ابن معين وغيره

.روى مناكير : مسمم ، وقال ابن المديني من طريق أبي -أيضا -وخرجو ابن ماجو والترمذي

معشر نجيح السندي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي ) .سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

.وأبو معشر ، ضعيف الحديث عمي بن ظبيان ، فرواه عن محمد بن : وتابعو عميو .رواه عمرو ، كما

.خرجو ابن عدي .أيضا -وعمي بن ظبيان ، ضعيف

:وفيو حديث مرسل ، عن أبي -في رواية ابنو صالح -رواه اإلمام أحمد

حدثني سميمان بن ببلل ، : سعيد مولى بني ىاشم عن المطمب بن: قال عمرو بن أبي عمرو : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما بين المشرق : ) ) قال ) اهلل حنطب ، أن رسول والمغرب قبمة ، إذا وجيت وجيك نحو البيت

( ( .الحرام وروى عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ،

إذا جعمت المغرب عن يمينك : عن عمر ، قال .والمشرق عن يسارك فما بينيما قبمة

.أنو صحيح عن عمر : وىذا ىو الذي قال فيو أحمد .واه يحيى القطان وغير واحد ، عن عبيد اهلل وقد ر

: ورواه حماد بن مسعدة ، عن عبيد اهلل ، وزاد فيو ( ( .إال عند البيت ) )

وروي عن ابن نمير وحماد بن سممة ، عن عبيد اهلل ، ) .عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي

.ورفعو غير صحيح عند الدارقطني وغيره من الحفاظ عمى شرطيما وليس كما : م فصححو ، وقال وأما الحاك

.قال وكذلك رواه محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ، عن نافع

.، عن ابن عمر مرفوعا .وابن المجبر ، مختمف في أمره

ىو وىم ، والحديث حديث ابن عمر : وقال أبو زرعة

.موقوف عن عثمان وعمي وابن -أيضا -وروي ىذا المعنى ، وال يعرف عن -رضي اهلل عنيم -عمر وابن عباس

.صحابي خبلف ذلك ما بين المشرق : وكذلك قال إبراىيم وسعيد بن جبير .ألىل المشرق : والمغرب قبمة ، زاد سعيد بن جبير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يضره ؛ ما بين : وقال مجاىد فيمن مال عن القبمة .المشرق والمغرب قبمة

أن استدبر القبمة : الحسن فيمن التفت في صبلتو وقالبطمت صبلتو ، وأن التفت عن يمينو أو شمالو مضت

.صبلتو وروي عن حميد بن عبد الرحمن ، أنو أعاد صبلة

.إن في قبمتو تياسرا : صبلىا في مسجد قيل لو

أنو أن عمم في الصبلة أنو استدبر القبمة : ومذىب مالك وأبتدأ الصبلة ، وأن عمم بذلك أو شرق أو غرب قطع

بعد الصبلة أعاد في الوقت ، وأن عمم أنو انحرف يسيرا تيذيب ) ) ذكره في : -فمينحرف ال القبمة ويبني

( ( .المدونة أن ما بين المشرق والمغرب قبمة ، لم : ومذىب أحمد

تختمف نصوصو في ذلك ، ولم يذكر المتقدمون من نما ذكره القاضي أبو يعمى ومن أصحابو فيو خبلفا ، وا

بعده وأخذوه من لفظ لو محتمل ليس بنص وال ظاىر ، والمحتمل يعرض عمى كبلمو الصريح ، ويحمل عميو ،

وال يعد مخالفا لو بمجرد احتمال بعيد ، ولكن الشافعي لو قوالن في المسألة ، وأما أحمد فمم يختمف قولو في ذلك ،

.وقد صرح بمخالفة الشافعي فيو بين المشرق : ال أحمد في رواية جعفر بن محمد ق

والمغرب قبمة ، وال يبالي مغرب الصيف وال مغرب الشتاء ، إذا صمى بينيما فصبلتو صحيحة جائزة ، إال

أنا نستحب أن يتوسط القبمة ، ويجعل المغرب عن يمينو

والمشرق عن يساره ، يكون وسطا بين ذلك ، وأن ىو إلى أحد الشقين أميل فصبلتو صمى فيما بينيما ، وكان

تامة ، إذا كان بين المشرق والمغرب ، ولم يخرج .بينيما

.ونقل عنو جماعة كثيرون ىذا المعنى مابين المشرق والمغرب : وروي عنو أنو سئل عن قولو

قبمة ، فأقام وجيو نحو القبمة ، ونحا بيده اليمنى إلى ةالقبم: الشفق ، واليسرى إلى الفجر ، وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ما بين ىذين إذا طمعت الشمس من المشرق : وقال في رواية األثرم

ذا غربت فقد ثبت أنو مغرب ، فقد ثبت أنو مشرق ، وا فما بين ذلك ألىل المشرق ، إذا كان متوجيا إلى

.الكعبة

: وقد أنكر أن يكون المراد مشرق الشتاء خاصة ، وقال يبالي مغرب الشتاء وال مغرب الصيف ، إذا صمى ال

.بينيما فصبلتو جائزة أن ما بين أقصى المشارق إلى أقصى المغارب : ومراده

في الشتاء والصيف فيو .قبمة ، والمستحب أن يصمي وسطا من ذلك

ولم يرد أحمد أنو في كل فصل من فصول العام يصمي ؛ ألنو يمزم وسطا بين مشرق الشمس ومغربيا فيو حينئذ

من ذلك االنحراف إلى المشرق أو المغرب في بعض .األزمان

نما قال أحمد ىذا ألن الناس من فشر ما بين ) ) وا بمشرق الشتاء ومغربو خاصة ( ( المشرق والمغرب قبمة

أبو خيثمة وسميمان بن داود الياشمي ؛ فإن : ، منيم يذا الشتاء لو مشرق ومغرب ، والصيف كذلك ، ول

رب المشرقين ورب : ) ثناىما اهلل تعالى في قولو : ، وجمعيما في قولو [ : الرحمن ) ] المغربين

باعتبار [ : المعارج ) ] برب المشارق والمغارب )

مشارق الشتاء والصيف والخريف والربيع ؛ فإن لكل يوم صا ومغربا خاصا ، وأفردىما من السنة مطمعا مشرقا خا

[ : الشعراء ) ] رب المشرق والمغرب ) في قولو .باعتبار الجنس

قبمة أىل بغداد : ونقل األثرم ، عن أحمد ، أنو قيل لو أيش : عمى الجدي ؟ فجعل ينكر أمر الجدي ، فقال

ما بين المشرق : ) ) الجدي ؟ ولكن عمى حديث عمر ( ( .مة والمغرب قب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن االستدالل بالجدي وغيره من النجوم ، : ومراده كالقطب ونحوه لم ينقل عن السمف ، وأنو ال يجب نما المنقول عنيم االستدالل بذلك وال مراعاتو ، وا

.االستدالل بالمشرق والمغرب إنو قال في ولم يرد أن الجدي ال داللة لو عمى القبمة ؛ ف

: يعني -الجدي يكون عمى قفاه : رواية أخرى عنو ، وكبلمو يدل عمى أن االستدالل عمى العين -لممصمي

.بما يستدل بو من يستدل عمى العين غير مستحب وقد تقدم نصو عمى أن من مال في صبلتو إلى أحد

الشقين ، ولم يخرج عما بين المشرق والمغرب فصبلتو .األفضل أن يتوخى الوسط بينيما تامة ، وأن كانلما -رضي اهلل عنيم -أن الصحابة : ويدل عمى ذلك

فتحوا األمصار وضعوا قبل كثير منيا عمى الجية ، بحيث ال يطابق ذلك سمت العين عمى الوجو الذي

يعرفو أىل الحساب ، وصموا إلييا ، وأجمع المسممون ن تحرير بعدىم عمى الصبلة إلييا ، وىذا يدل عمى أ

حساب مسامة العين ليس ىو األفضل ، فضبل عن أن .يكون واجبا

وليذا ؛ لما خالف في ذلك كثير من الفقياء المتأخرين ، واستحبوا مراعاة العين أو أوجبوه ، واستدلوا عمى ذلك

بالنجوم ونحوىا رأوا أن كثيرا من قبل البمدان منحرفة عن ك في حال سمف القبمة ، فأوجب ليم ذلك الحيرة والش

.األمة من الصحابة ومن بعدىم وقد أوجب بعضيم مراعاة ذلك وأمر بيدم كل قبمة

موضوعة عمى خبلفو ، كما ذكره حرب الكرماني ، وىذا .يفضي إلى تضميل سمف األمة ، والطعن في صبلتيم واستحب بعضيم االستدالل بعروض البمدان وأطواليا

ومراعاة ذلك فيلم يوجبوه كما قالو يحيى بن آدم االستقبال ، وأن

.وغيره أن ذلك كمو غير : ما قالو اإلمام أحمد : والصحيح

.مستحب مراعاتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو : وبذلك يعمم أن من أوجب تعمم ىذه األدلة ، وقال -ممن ينتسب إلى اإلمام أحمد -فرض عين أو كفاية نما تمقاه من قواعد قوم آخرين تقميدافبل أصل لقولو ، وا

.ليم ) : قول النبي : ويدل عمى ذلك من األدلة الشرعية

إنا أمة أمية ، ال نكتب وال نحسب ، الشير ىكذا ) ) : ، وخنس إبيامو في الثالثة ، ثم قال ( ( وىكذا وىكذا

صوموا لرؤيتو ، وأفطروا لرؤيتو ، فإن غم عميكم ) ) . ( (فأكمموا العدة

فتبين أن ديننا ال يحتاج إلى حساب وال كتاب ، كما يفعمو أىل الكتاب من ضبط عباداتيم بمسير الشمس

وحسباناتيا ، وأن ديننا في ميقات الصيام معمق بما يرى بالبصر وىو رؤية اليبلل ، فإن غم أكممنا عدة الشير

.ولم نحتج إلى حساب نما عمق بالشمس مقدار النيار الذي يجب الصيام فيو وا

، فأولو -أيضا -، وىو متعمق بأمر مشاىد بالبصر طموع الفجر الثاني ، وىو مبدأ ظيور الشمس عمى وجو

.األرض ، وآخره غروب الشمس كما عمق بمسير الشمس أوقات الصبلة ، فصبلة الفجر أول وقتيا طموع ىذا الفجر ، وآخره طموع الشمس ، وأول

خره مصير ظل كل شيء وقت الظير زوال الشمس ، وآمثمو ، وىو أول وقت العصر ، وآخره اصفرار الشمس أو غروبيا ، وىو أول وقت المغرب ، وآخره غروب

الشفق ، وىو أول وقت العشاء ، وآخره نصف الميل أو ثمثو ، ويمتد وقت أىل األعذار إلى طموع الفجر ، فيذا

.كمو غير محتاج إلى حساب وال كتاب نما وكذلك القبمة ، ال تحتاج إلى حساب وال كتاب ، وا

تعرف في المدينة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وما سامتيا من الشام والعراق وخراسان بما بين المشرق .والمغرب

كيف : وليذا روي عن عثمان بن عفان ، أنو قال وما بين المشرق والمغرب قبمة -يخطئ الرجل الصبلة

.لمشرق عمدا ما لم يتحيز ا -

وقد اجتمعت األمة عمى صحة الصف المستطيل مع البعد عن الكعبة ، مع العمم بأنو ال يمكن أن يكون كل واحد منيم مستقببل لعينيا بحيث أنو لو خرج من وسط وجيو خط مستقيم لوصل إلى الكعبة عمى االستقامة ،

فإن ىذا ال يمكن إال مع التقوس ولو شيئا يسيرا ، وكمما .ر البعد قل ىذا التقوس لكن البد منو كث

ومن حكى عن اإلمام أحمد رواية بوجوب التقوس لطرفي الصف الطويل فقد أخطأ ، وقال عميو ما لم يقمو ، بل

لو سمعو لبادر إلى إنكاره والتبري من قائمو ، وىو .خبلف عمل المسممين في جميع األمصار واألعصار

: النحل ) ] جم ىم ييتدون وبالن ) : ) وأما قول اهلل . ]

تعمموا من النجوم ما تعرفون بو القبمة : وقول عمر .والطريق

تعمموا من النجوم ما تيتدون بو : وروي عنو ، أنو قال .في بركم وبحركم ، ثم أمسكوا

أنو يتعمم من النجوم الشرقية : -واهلل أعمم -فمراده

دى بو إلى جية القبمة بعد والغربية والمتوسطة ما ييتغروب الشمس ، وفي حالة غيبوبة القمر ، فيستدل بذلك عمى الشرق والغرب ، كما يستدل بالشمس والقمر عمييما

تعمم ما زاد عمى ذلك ، وليذا -واهلل أعمم -، ولم يرد أمر باإلمساك ؛ لما يؤدي إلى التوغل في ذلك إلى ما

.ن بالسمف الصالح وقع فيو المتأخرون من إساءة الظوقد اختمف في تعمم منازل القمر وأسماء النجوم الميتدى بيا ، فرخص فيو النخعي ومجاىد وأحمد ، وكره قتادة

.وابن عيينة تعمم منازل القمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رب ناظر في النجوم ، ومتعمم حروف : وقال طاوس .ق أبي جاد ليس لو عند اهلل خبل

.وروي ذلك عنو ، عن ابن عباس : -رحمو اهلل -قال البخاري

ثنا : ثنا سفيان : حدثنا عمي بن عبد اهلل ، قال - الزىري ، عن عطاء بن يزيد الميثي ، عن أبي أيوب

إذا أتيتم الغائط فبل : ) ) قال ) األنصاري ، أن النبي ( ( .غربوا تستقبموا القبمة وال تستدبرىا ، ولكن شرقوا أو

فقدمنا الشام ، فوجدنا مراحيض بنيت : قال أبو أيوب ) .قبل القبمة ، فننحرف ، ونستغفر اهلل

سمعت أبا أيوب عن النبي : وعن الزىري ، عن عطاء .مثمو -)

من ( ( الوضوء : كتاب ) ) قد تقدم ىذا الحديث في وجو آخر عن الزىري ، ولم يذكر فيو قول أبي أيوب ،

رواية التي ذكرىا آخرا مصرحة بسماع عطاء بن يزيد والوقد سبق الكبلم عمى االختبلف في . لو من أبي أيوب

( ( .الوضوء : أبواب ) ) إسناده في نما ذكر ىاىنا قول أبو أيوب ليدل عمى أن أبا أيوب -وا

، قد فيم مما رواه أن القبمة -) روي الحديث عن النبي جية ما بين المشرق والمغرب المنيي عن استقباليا ىي

، وأن االنحراف ال يخرج بو عن استقباليا المنيي عنو ،

فمذلك احتاج مع ذلك إلى .االستغفار

ذا ثبت أن القبمة المنيي عن استقباليا واستدبارىا عند وا التخمي ىي مابين المشرق والمغرب ، فيي القبمة المأمور

.أيضا -بأستقباليا في الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ىو جمع : ، قال الخطابي ( ( المراحيض ) ) و مرحاض ، وىو المغتسل ، مأخوذ من رحضت الشيء

.إذا غسمتو لما كانت بيوت التخمي بالشام يستعمل فييا الماء : قمت

مغتسبل ، ولم يكن ذلك معتادا في الحجاز : عادة سميت باألحجار ، فكانت المواضيع ، فإنيم كانوا يستنجون

.كنفا : المعدة لمتخمي بين البيوت تسمى عندىم

السترة ، وكل ما يستر فيو كنيف ، ويسمى : والكنيف .الترس كنيفا لستره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

واتخذوا من مقام إبراىيم مصمى ) : ) قول اهلل [ : لبقرة ا) ]

حديث عمر في سمب ىذه اآلية ، قد خرجو البخاري فيما .إن شاء اهلل تعالى -بعد ، وسيأتي في موضعو قريبا

:وخرج البخاري في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

ثنا عمرو بن : ثنا سفيان : حدثنا الحميدي - لبيت سألنا ابن عمر عن رجل طاف با: دينار ، قال

العمرة ، ولم يطف بين الصفا والمروة ، أيأتي امرأتو ؟ فطاف بالبيت سبعا ، وصمى خمف ) قدم النبي : فقال

المقام ركعتين ، وطاف بين الصفا والمروة ، وقد كان .أسوة حسنة ) لكم في رسول اهلل

ال يقربنيا : وسألنا جابر بن عبد اهلل ، فقال - حتى يطوف بين الصفا

.مروة واللما اعتمر ) أن النبي : مقصوده من ىذا الحديث ىاىنا

طاف بالبيت وصمى خمف المقام ركعتين ، وكذلك فعل .أيضا -في حجتو

ىذه اآلية عند صبلتو خمف ) وقد روى جابر ، أن النبي : البقرة ) ] واتخذوا من مقام إبراىيم مصمى : ) المقام . ]

.سمم خرجو م: وىذا كمو يدل عمى أن المراد بمقام إبراىيم في اآلية

مقامو المسمى بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عند البيت ، وىو الحجر الذي كان فيو اثر قدمو عميو

.السبلم ، وىذا قول كثير من المفسرين .الحج كمو : المراد بمقام إبراىيم : وقال كثير منيم

.الحرم كمو : قال وبعضيمالوقوف بعرفة ، ورمى الجمار والطواف : وبعضيم قال

.بالدعاء ، وىو موضع الدعاء : ، وفسروا المصمى .وروي ىذا المعنى عن ابن عباس ومجاىد وغيرىما

الصبلة خمف المقام : وقد يجمع بين القولين ، بأن يقال مما ) المعروف داخل فيما أمر بو من اإلقتداء بإبراىيم

في أفعالو في مناسك الحج كميا واتخاذىا مواضع لمدعاء .وذكر اهلل

إنما جعل : ) ) -وروي مرفوعا -كما قالت عائشة الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار

( ( .إلقامة ذكر اهلل .خرجو أبو داود والترمذي

يو السبلم فداللة اآلية عمى الصبلة خمف مقام إبراىيم عم

ال تنافي داللتيا عمى الوقوف في جميع مواقفو في الحج .واهلل أعمم . لذكر اهلل ودعائو واالبتيال إليو

وبكل حال ؛ فاألمر باتخاذ مقام إبراىيم مصمى ال يدخل فيو الصبلة إلى البيت إال أن تكون اآلية نزلت بعد األمر

.باستقبالو ، وحديث عمر قد يشعر بذلك : حينئذ مما أمر بو من اتخاذ مقام إبراىيم مصمى فيكون

استقبال البيت الذي بناه في الصبلة إليو ، كما كان .إبراىيم يستقبمو ، وخصوصا إذا كانت الصبلة عنده

وعمى ىذا التقدير يظير وجو تبويب البخاري عمى ىذه أبواب) ) اآلية في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال ففيو قمق ( ( لقبمة استقبال ا .واهلل أعمم . ، وا :الحديث الثاني

: ثنا يحيى ، عن سيف ، قال : حدثنا مسدد -

ىذا : أتي ابن عمر فقيل لو : سمعت مجاىدا قال فأقبمت : فقال ابن عمر . دخل الكعبة ) رسول اهلل

قد خرج وأجد ببلال قائما بين البابين ، فسألو ) والنبي نعم ، : في الكعبة ؟ قال ) أصمى النبي : فقمت ببلال ،

ركعتين بين الساريتين المتين عمى يساره إذا دخمت ، ثم .خرج فصمى في وجو الكعبة ركعتين

ابن : ويقال -ىو ابن أبي سميمان ( ( : سيف ) ) المكي مولى بني -سميمان .مخزوم لنسخ ، ىكذا في أكثر ا( ( قائما بين البابين : ) ) وقولو

بين) ) ، وفي بعضيا .، ولعمو أصح ( ( الناس

أن المراد قيامو في الموضع الذي ىو بين : وأن قيل البابين بعد فتحيما الذي فعمو ابن الزبير اقتضى ذلك أن

.يكون واقفا في جوف الكعبة أنو وجد : ) ) وقد خرج النسائي ىذا الحديث ، وفيو

( ( .ببلال واقفا عمى الباب

.ا يدل عمى أنو لم يكن في الكعبة وىذ: ، وعنده ( ( المغازي ) ) وخرجو البخاري في

( ( .فوجد ببلال وراء الباب ) ) .وىذا يدل عمى أنو لم يكن في وسط البيت

، يخالف ما رواه نافع ، ( ( صمى ركعتين : ) ) وقولو عن ابن عمر ، أنو قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سيت أن أسأل ببلال كم صمى ؟ وقد خرجو البخاري في ن .موضع آخر

صبلة النبي : والمقصود من ىذا الحديث في ىذا الباب لما خرج من الكعبة ركعتين في وجو الكعبة ، والمراد )

.عند باب البيت : بوجو الكعبة .إن شاء اهلل تعالى -ويأتي مزيد بيان لذلك فيما بعد

:الحديث الثالث

ابنا ابن : ثنا عبد الرزاق : ثنا إسحاق بن نصر - لما : سمعت ابن عباس قال : جريج ، عن عطاء ، قال

البيت دعا في نواحيو كميا ، ولم يصل ) دخل النبي حتى خرج منو ، فمما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة ،

( ( .ىذه القبمة ) ) وقال عن عبد ىكذا خرجو البخاري عن إسحاق بن نصر ،

.الرزاق اإلمام : وقد رواه أصحاب عبد الرزاق كميم ، منيم

سحاق بن أحمد ، وا .عن ابن عباس ، عن أسامة بن زيد : راىويو ، فجعموه

محمد بن : وكذا رواه أصحاب ابن جريج وعنو ، منيم .بكر البرساني ، وأبو عاصم ، ويحيى بن سعيد وغيرىم

، ( ( أسامة بن زيد ) ) : فسقط من إسناد البخاري ذكر .وقد نبو عمى ذلك اإلسماعيمي والبييقي

لكن رواه ىمام ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، لم يذكر ( ( .أسامة : ) ) فيو

.وىذا مما كان ابن عباس يرسمو احيانا ، ويسنده احيانا

من حديث ( ( الحج ) ) وكذلك خرجو البخاري في رواية عبد الرزاق ، عكرمة ، عن ابن عباس ، إال أن

؛ فإسقاطو منيا ( ( أسامة ) ) عن ابن جريج فييا ذكر .وىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد تعارض ما نقمو ابن عمر ، عن ببلل ، وما نقمو ابن .في الكعبة ) عباس ، عن أسامة في صبلة النبي

وقد روي عن ابن عمر ، عن أسامة وببلل وعثمان بن ، -أيضا -صمى في الكعبة ) ة ، أن النبي طمح

بخبلف رواية ابن عباس ، عن أسامة ، وىو في رواية عمى اختبلف وقع في لفظو ( ( صحيحو ) ) لمسمم في

؛ فإن من رواة الحديث من أسند ( ( الصحيح ) ) خارج الصبلة فييا إلى ببلل دون صاحبيو المذين كانا معو في

.الكعبة

.أسامة من وجيين آخرين وقد روي ذلك عن ( ( .المسند ) ) خرجيما اإلمام أحمد في

وقد اختمف الناس في الجمع بين إثبات صبلة النبي :في الكعبة ونفييا )

من حمل الصبلة عمى الصبلة المغوية ، وىي : فمنيم الدعاء ، وجمعوا بذلك بين حديثي أسامة وببلل ، ال

.بلة ونفييا سيما وقد روي عن أسامة إثبات الصواألكثرون حمموا الصبلة عمى الصبلة الشرعية ، وىو

.األظير :ثم اختمفوا

من رجح حديث اإلثبات عمى حديث النفي ، : فمنيم مع تعارض النفي واإلثبات يقدم اإلثبات ؛ ألن : وقال

المثبت معو زيادة عمم خفيت عمى النافي ، وىذه طريقة .مماء الشافعي وأحمد وغيرىما من الع

، عن عبد العزيز بن ( ( كتابو ) ) وذكر األزرقي في أبي رواد ، قال بمغني أن الفضل بن عباس دخل مع

في حاجة ، فجاء وقد) ، ثم أرسمو النبي ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.، ولم يره فمذلك كان ينكر أنو صمى ) صمى النبي بلة ، قد خرجو اإلمام وحديث الفضل في إنكاره الص

أحمد من رواية أخيو .عبد اهلل ، عنو

المثبت لمصبلة أراد بو صبلتو في : من قال : ومنيم عام الفتح ، والنافي ليا أراد صبلتو في حجة الوداع ،

.وىذا قول ابن حبان :وىو ضعيف جدا ؛ لوجيين

في ) أن ابن عباس لم ينفي صبلة النبي : أحدىما قت دون وقت ، بل كان ينكر ذلك جممة ، الكعبة في و

ال يستدبر من : وكان يكره الصبلة في الكعبة ، ويقول .البيت شيء

لم يدخل الكعبة في حجة الوداع ) أن النبي : والثاني

بالكمية حتى يقال أنو دخل ولم يصل ، وابن عباس .أنو دخل ودعا ولم يصل : قال

:الكعبة وقد اختمف العمماء في حكم الصبلة فيالفرض : فكان ابن عباس يكره الصبلة فييا بكل حال

والنفل وىو قول طاوس ، وأصبغ من المالكية ، وابن .جرير الطبري تجوز فييا صبلة الفرض والنفل ، وىو : وقالت طائفة

.قول الثوري ، وأبي حنيفة ، والشافعي يصمي فييا النفل دون الفرض ، وىو : وقالت طائفة

.ء ، ومالك ، وأحمد في ظاىر مذىبو قول عطاصمى فييا نفبل والنوافل يخفف فييا في ) ألن النبي

استقبال القبمة دونالفرائض ، بدليل صحة النفل عمى الراحمة في السفر إلى

غير القبمة ، واما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الفرض فبل يجوز إلى القبمة مع القدرة ، فيشترط لو

ستقبال جميع البيت ، وأن ال يكون مستدبرا لشيءا .منو

إذا صمى فييا ال يصمي إلى أي جية شاء : وقال أحمد ، وىي تجاه ) ، بل يستقبل الجية التي استقبميا النبي

.الباب إذا دخل ، ويجعل الباب وراء ظيره ولم يرخص في الصبلة فييا إال عمى ىذا الوجو ، وحمل

.الستحباب ، وفيو نظر أصحابنا ذلك عمى ا -، قبل ( ( ركع ركعتين في قبل القبمة : ) ) وقولو

بضم الباء ، ويجوزوجو الكعبة ، كما في حديث : ، والمراد بو -إسكانيا

عند باب : وقد تقدم أن المراد بو . ابن عمر المتقدم .البيت

عند ) وقد روي أنو المقام الذي أم فيو جبريل النبي . فرض الصبلة

خرجو األزرقي من حديث مسمم بن خالد ، عن عبد

الرحمن بن الحارث ، عن حكيم بن حكيم ، عن نافع بن : قال ) جبير بن مطعم ، عن ابن عباس ، أن النبي

( ( .أمني جبريل عند باب الكعبة مرتين ) ) عن يحيى بن ( ( مسنده ) ) وكذا خرجو ابن وىب في

بن عمر ، عن عبد عبد اهلل بن سالم بن عبد اهلل .الرحمن بن الحارث ، بو

أمني : ) ) وقد خرجو أبو داود والترمذي ، وعندىما ( ( .جبريل عند البيت مرتين

وروى ابن جرير من طريق عطاء بن السائب ، عن البيت كمو قبمة : سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال

.، وقبمة البيت الباب قال : بن أبي نجيح ، قال وروى األزرقي بإسناده عن ا

عبد اهلل بن عمرو بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" البيت كمو قبمة ، وقبمتو وجيو ، فإن أخطأك : العاص

، وقبمتو ما بين الميزاب إلى الركن ) وجيو فقبمة النبي .الشامي الذي يمي المقام

يصمي) وكأنو يريد أن ىذه الجية ىي التي كان النبي .إلييا وىو بالمدينة ، فإنيا قبمة أىل المدينة

بإسناده عن ابن جريج ، عن محمد بن -أيضا -وروى صمى ) عباد بن جعفر ، عن ابن السائب ، أن النبي

يوم الفتح في وجية الكعبة ، حذو الطرقة البيضاء ، ثم ( ( .ىذه القبمة : ) ) رفع يديو ، فقال

أخبرني عمرو : بن جريج وخرج اإلمام أحمد من طريق ابن دينار ، أن ابن عباس كان يخبر ، أن الفضل بن

البيت ، وأن النبي ) عباس أخبره ، أنو دخل مع النبي لم يصل في البيت حين دخل ، ولكنو لما خرج فنزل )

.ركع ركعتين عند باب البيت وخرج النسائي من حديث عطاء ، عن أسامة ، أنو دخل

، ثم خرج فصمى ركعتين مستقبل البيت) ىو والنبي

( ( .ىذه القبمة ، ىذه القبمة : ) ) وجية الكعبة ، فقال : مراده : ، قال ابن جرير ( ( ىذه القبمة ) : ) ) وقولو

.أن الكعبة ىي القبمة ، وأن قبمة الكعبة الباب سفيان الثوري : وقد صرح جماعة من العمماء ، منيم

عند البيت أفضل من بأن الصبلة إلى جية الباب الصبلة إلى جية أخرى ، وأن وقوف اإلمام عند الباب

.أفضل يحتمل أنو أراد أنو قد استقر أمر ىذه : وقال الخطابي

القبمة فبل ينسخ كما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نسخ بيت المقدس ، ويحتمل أن يكون عمميم السنة في ن جية الكعبة ، وأن كانت مقام اإلمام واستقبال البيت م

الصبلة من جياتيا جائزة ، ويحتمل أن يكون دل بو عمى أن حكم من شاىد البيت وعاينو في استقبالو حسا

خبلف حكم من غاب عنو ، فيصمي إليو توخيا .واستدالال أن القبمة ىي الكعبة نفسيا ، ال : أن مراده : وزعم غيره

من يرى أن الواجب المسجد وال الحرم ، وىذا قالو بعض .عمى البعيد االستدالل عمى العين

.واهلل أعمم . وقول الخطابي أصح من ىذا وقد اختمف الناس في مقام إبراىيم الذي صمى النبي

ىل كان عند باب : وراءه ركعتين في حجو وعمرتو ) :البيت ؟ أم كان في مكانو اآلن ؟ عمى قولين

، وىذا قول ابن أبي أنو كان في مكانو اآلن : أحدىما مميكة وعمرو بن دينار وسفيان بن عيينة ، ولم يذكر

.األزرقي غير ىذا القول وروى شريك ، عن إبراىيم بن مياجر ، عن مجاىد ،

كان المقام إلى لزق البيت ، فقال عمر لرسول اهلل : قال لو نحيتو من البيت ليصمي الناس إليو ، ففعل ذلك ) :

واتخذوا من مقام إبراىيم ) : ) زل اهلل ، فان) رسول اهلل [ . : البقرة ) ] مصمى

أخره في يوم الفتح ) أن النبي : وذكر موسى بن عقبة .إلى مكانو اآلن ، وكان ممصقا بالبيت

يكون النبي قد صمى وراءه في موضعو اآلن : فعمى ىذا ه عند في حجتو ، وأما في عمرة القضية فصمى وراء

.البيت ممصقا بالبيت ) أنو كان في عيد النبي : والقول الثاني

نما أخره عمر إلى مكانو اآلن ، ىذا قول عروة بن ، وا .الزبير ، رواه ىشام بن عروة ، عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروي عنو ، عن أبيو ، عن عائشة : عن ابن جريج ، وروى اإلمام أحمد عن عبد الرزاق ،

سمعت عطاء وغيره من أصحابنا يزعمون أن عمر أول نما كان في قبل من وضع المقام في موضعو اآلن ، وا

.الكعبة

وعن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن حميد األعرج ، عن كان المقام إلى جنب البيت ، كانوا : مجاىد ، قال

مفو يخافون عميو ، من السيول ، وكان الناس يصمون خىل تدري أين كان موضعو : ، فقال عمر لممطمب

.نعم ، فوضعو موضعو اآلن : األول ؟ قال نحوه عن ابن عيينة ، خبلف قولو -أيضا -وروي .األول

في مكانو ) كان المقام في عيد إبراىيم : وقال مالك اآلن ، وكان أىل الجاىمية ألصقوه إلى البيت خيفة

وأبي بكر ، فمما ) د النبي السيل ، فكان كذلك في عيولي عمر وحج رده إلى موضعو الذي ىو فيو اليوم ، بعد أن قاس موضعو بخيوط قديمة كانت في خزائن

ذكر ذلك صاحب : -الكعبة ، قيس بيا حين أخر ( ( .تيذيب المدونة ) )

صمى يوم الفتح ركعتي ) وذكر ابن سعد أن النبي .لبيت الطواف خمف المقام ، وىو الصق با

لما صمى في قبل الكعبة ) فعمى ىذا ؛ يحتمل أن النبي

أشار إلى المقام الذي أمر اهلل ( ( ىذه القبمة : ) ) وقال .باتخاذه مصمى

وقد ورد ىذا في رواية الكمبي ، عن أبي صالح ، عن دخل يوم الفتح الكعبة وأخرج ) ابن عباس ، أن النبي

لزقو إلىمقام إبراىيم ، وكان في الكعبة فأ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أييا الناس ، ىذه : ) ) حائط الكعبة ، ثم قال ( ( .القبمة

.خرجو ابن مردويو .والكمبي ، متروك ال يحتج بو

وقد ذىب قوم إلى أنو يستحب صبلة ركعتي الطواف في .قبل البيت حيث كان المقام عندىم

، عن عطاء بن السائب فروى عبد الرزاق ، عن جعفر ، أنو رأى سالم بن

عبد اهلل طاف مع ىشام بن عبد الممك ، فمما فرغا من طوافيما ذىب ىشام ليركع عندىاىنا ، فانطمق بو إلى : المقام ، فأخذ سالم بيده ، وقال

قبل البيت ، فترك من كسوتو ثبلث شقاق مما يمي : ثم قال الحجر ، ثم استقبل الرابعة ، ثم صمى إلييا ،

أن المقام كان ىاىنا ليس بينو وبين البيت إال مقدار أربع أذرع ، فمما كثر الناس وتضيقوا حممو عمر فجعمو

.ىاىنا في ىذا المكان الذي ىو فيو أن الناس كانوا يصمون إلى جانب البيت ، : وقد روي

.وأن أول من صمى خمف المقام عمر في خبلفتو عن عبد ( ( كتاب المناسك ) ) روى اإلمام أحمد في

الرزاق ، عن معمر ، عنبعض -وأبا بكر وعمر ) ىشام ، عن أبيو ، أن النبي

كانوا يصمون إلى صقع البيت ، حتى صمى -خبلفتو .عمر خمف المقام

كان : وعن أبي معاوية ، عن ىشام ، عن أبيو ، قال إذا طاف بالبيت صمى الركعتين إلى صقع ) رسول اهلل

. البيتوفعل : قال . حائط البيت : يعني : قال أبو معاوية

ذلك أبو بكر ، ثم فعل ذلك عمر شطرا من خبلفتو ، ثم : البقرة ) ] واتخذوا من مقام إبراىيم مصمى : ) قال .، فصمى إلى المقام ، فصمى الناس بعده [

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لم يصل إلى المقام ، وىذا باطل ) وىم أن النبي وىذا ي

يرده حديث ابن عمر وجابر كما تقدم ، وىذا يناقض ما وأبي بكر ) أن المقام كان في عيد النبي : قالو عروة

ممصقا بالبيت ، فكيف يكون كذلك ثم يزعم أن النبي وأبا بكر صميا عند البيت ، ولم يصميا خمف المقام )

عمر ؟ فقد اضطرب قول عروة في إلى أن صمى خمفو .ىذا واختمف

يخطب إذا خطب بالمسجد الحرام عند ) وقد كان النبي

.باب الكعبة .وروي أنو خطب يوم الفتح عمى درج باب الكعبة

، عن ابن عباس ، أن النبي ( ( المسند ) ) وفي .خطب وظيره إلى الممتزم )

) .ولم يكن بمكة منبر في عيد النبي عن جده ، عن عبد ( ( كتابو ) ) كر األزرقي في وقد ذ

الرحمن بن حسن ، عنأول من خطب بمكة عمى منبر معاوية بن : أبيو ، قال

أبي سفيان ، قدم بو من الشام سنة حج في خبلفتو ، منبر صغير عمى ثبلث درجات ، وكانت الخمفاء والوالة قبل ذلك يخطبون يوم الجمعة عمى أرجميم قياما في وجو

.الكعبة وفي الحجر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

التوجو نحو القبمة حيث كاناستقبل القبمة ) : ) ) قال النبي : وقال أبو ىريرة

( ( .وكبر أن القبمة يجب التوجو إلى نحوىا : مراده بيذا الباب

حيث كان المصمي من أقطار األرض في حضر أو ومن حيث خرجت : ) ميو قولو تعالى سفر ، كما دل ع

فول وجيك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا [ . : البقرة ) ] وجوىكم شطره

وحديث أبي ىريرة الذي أشار إليو ، ىو قول النبي إذا قمت: ) ) لممسيء في صبلتو لما عممو الصبلة )

( ( .إلى صبلتك فاستقبل القبمة وكبر .وقد خرجو مسمم بيذا المفظ

:وخرج البخاري في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

ثنا إسرائيل ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن رجاء - يصمي ) كان رسول اهلل : إسحاق ، عن البراء ، قال

شيرا ، -أو سبعة عشر -نحو بيت المقدس ستة عشر

يحب أن يتوجو إلى الكعبة ، فأنزل ) وكان رسول اهلل : البقرة ) ] قد نرى تقمب وجيك في السماء ) : ) اهلل ، فتوجو نحو الكعبة ، وقال السفياء من الناس [

ما والىم عن قبمتيم التي كانوا : ) -وىم الييود -لمو المشرق والمغرب ييدي من يشاء إلى عمييا قل

، فصمى مع النبي [ : البقرة ) ] صراط مستقيم رجل ، ثم خرج بعدما صمى ، فمر عمى قوم من )

األنصار في صبلة العصر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو صمى ىو يشيد: يصمون نحو بيت المقدس ، فقال ، وأنو توجو نحو الكعبة ، فتحرف القوم ) مع رسول اهلل

.حتى توجيوا نحو الكعبة ، فإن ( ( اإليمان : كتاب ) ) قد تقدم ىذا الحديث في

( ( الصبلة من اإليمان : باب ) ) البخاري خرجو في

عن عمرو بن خالد ، عن زىير ، عن أبي إسحاق ، ا الكبلم عمى فوائده ىنالك بأتم من ىذا السياق ، واستوفين

.بما فيو كفاية :الحديث الثاني

ثنا يحيى : ثنا ىشام : حدثنا مسمم بن إبراىيم - بن أبي كثير ، عن محمد بن

يصمي ) كان النبي : عبد الرحمن ، عن جابر ، قال عمى راحمتو حيث توجيت بو ، فإذا أراد الفريضة نزل

.فاستقبل القبمة .ابن ثوبان : الرحمن ، ىو محمد بن عبد

لم يكن ) أن النبي : والمراد من ىذا الحديث ىاىنا يصمي المكتوبة إال عمى األرض مستقبل القبمة ، فأما صبلة الفريضة عمى األرض فواجب ال يسقط إال في

فإن خفتم : ) صبلة شدة الخوف ، كما قال تعالى [ . : البقرة ) ] فرجاال أو ركبانا

وىل يسقط في الطين أو في المرض ؟ فيو قوالن .مشيوران لمعمماء ىما روايتان عن أحمد

وفي ذلك أحاديث وآثار يطول ذكرىا ربما تذكر في .إن شاء اهلل تعالى -موضع آخر

ولو صمى قائما في محمل عمى ظير دابة ، فيل تصح ، صبلتو ؟ حكى أصحابنا في ذلك روايتين عن أحمد

ولمشافعية وجيان ، ومنيم من فرق بين أن تكون الدابة .واقفة فتصح ، وسائرة فبل تصح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في الصبلة -أيضا -وحكى بعض أصحابنا الخبلف في السفينة لمن قدر عمى الخروج منيا إلى األرض ،

.ولم يشق عمى أصحابو -بلة عمى العجمة وألصحابنا وجيان في صحة الص

.أيضا ومن الشافعية من حكى اإلجماع عمى صحة الصبلة في

السفينة قائما ، ولكن حكى في الصبلة في الزورق

الجاري وجيين ، ففرق بين السفينة والزورق ، وىو .الصغير من السفن

.وال فرق في الصبلة بين النساء والرجال ذر ، عن وخرج أبو داود من رواية النعمان بن المن

ىل رخص : سألت عائشة : عطاء بن أبي رباح ، قال لم يرخص لين : لمنساء أن يصمين عمى الدواب ؟ قالت

.في شدة وال رخاء ثنا أبو ( ( : مسنده ) ) وأما ما خرجو بقي بن مخمد في

ثنا عنبسة بن األزىر ، عن أبي : ثنا يونس : كريب ا مع رسول كنا إذا سافرن: خراش ، عن عائشة ، قالت

نؤمر إذا جاء وقت الصبلة أن نصمي عمى ) اهلل .رواحمنا

قال أبو حاتم : فيو حديث ال يثبت ، وعنبسة بن األزىر ال : وأبو خراش . يكتب حديثو وال يحتج بو : الرازي .ابن بكير ، مختمف في أمره : ويونس ، ىو . يعرف

وأما استقبال القبمة في صبلة الفريضة ، ففرض مع ، -أيضا -القدرة ال يسقط إال في حال شدة الخوف

.إن شاء اهلل تعالى -ويأتي في موضعو وكذلك يسقط في حق من كان مربوطا إلى غير القبمة ، أو مريضا ليس عنده من يديره إلى القبمة فيصمي بحسب

.حالو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: صحاب الشافعي والصحيح عند أ. وفي إعادتو خبلف أنو ال : أن عمييم اإلعادة ، والصحيح عند أصحابنا

يعيد في الوقت إذا قدر ، : إعادة عمييم ، وعند المالكية .وال يعيد بعده

وأما حكم الصبلة النافمة عمى الراحمة ، فيأتي في .إن شاء اهلل تعالى -موضعو

:الحديث الثالث ن منصور ، عن ع: ثنا جرير : حدثنا عثمان -

صمى رسول : قال عبد اهلل : إبراىيم ، عن عمقمة ، قال

، فمما -ال أدري زاد أو نقص : قال إبراىيم -) اهلل يا رسول اهلل ، أحدث في الصبلة شيء ؟ : سمم ، قيل

صميت كذا وكذا ، فثنى : قالوا ( ( وما ذاك ؟ : ) ) قال سمم ، فمما رجمو ، واستقبل القبمة ، وسجد سجدتين ، ثم

أنو لو حدث في الصبلة : ) ) أقبل عمينا بوجيو قال شيء لنبأتكم بو ، ولكن إنما أنا بشر مثمكم أنسى كما

ذا شك أحدكم فميتحر تنسون ، فإذا نسيت فذكروني ، وا ( ( .الصواب فميتم عميو ، ثم يسمم ، ثم يسجد سجدتين

أن من سيا في : المقصود من ىذا الحديث ىاىنا تو وسمم وىو ناس ، ثم ذكر بعد سبلمو ، فإنو صبل

يسجد لمسيو ويستقبل القبمة ، فإن سجود السيو من تمام الصبلة ، ولو كان بعد السبلم فيو جزء من الصبلة ،

.فيشترط لو استقبال القبمة كالصبلة أنو ال يسجد لمتبلوة وال لمشكر إال إلى : ويؤخذ من ذلك

وىم -تبر الطيارة لذلك القبمة ، وىذا عمى قول من اعظاىر ، وأما من لم يعتبر الطيارة -جميور المسممين

، فإنو ال يوجب استقبال -كما سيأتي في موضعو -لو -القبمة لو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وكذلك صبلة الجنازة -أيضا

وقد حكي أن بعض المتقدمين كان يرى أنيا دعاء ، فبل فتفعل إلى غير القبمة ؟ : الوضوء ، فقيل لو يشترط ليا

.فرجع عن قولو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما جاء في القبمة ، ومن لم ير اإلعادة عمى من سيا

فصمى إلى غير القبمة

في ركعتي الظير ، فأقبل عمى الناس ) وقد سمم النبي .بوجيو ، ثم أتم ما بقي

:ديث خرج فيو ثبلث أحا :الحديث األول

:قال ثنا ىشيم ، عن حميد ، : حدثنا عمرو بن عون -

: وافقت ربي في ثبلث : قال عمر : عن انس ، قال يا رسول اهلل ، لو اتخذنا من مقام إبراىيم مصمى : قمت

: البقرة ) ] واتخذوا من مقام إبراىيم مصمى : ) ، فنزلت يا رسول اهلل ، لو أمرت : الحجاب ، قمت ، وآية[

نسائك أن يحتجبن ؛ فإنو يكممين البر والفاجر ، فنزلت في الغيرة عميو ، ) آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي

عسى ربو إن طمقكن أن يبدلو أزواجا خيرا : ) فقمت لين .ت ىذه اآلية ، فنزل[ : التحريم ) ] منكن

حدثني حميد : أبنا يحيى بن أيوب : وقال ابن أبي مريم - سمعت أنسا : ، قال .بيذا

ىذا الحديث مشيور عن حميد ، عن انس ، وقد خرجو من حديث ( ( التفسير ) ) في -أيضا -البخاري

.يحيى بن سعيد ، عن حميد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يزيد بن زريع وابن عمية وابن أبي -أيضا -ورواه

عدي وحماد بن سممة .وغيرىم ، عن حميد ، عن انس

نما ذكر البخاري رواية يحيى بن أيوب حدثني حميد : وا سمعت أنسا ؛ ليبين بو أن حميدا سمعو من : ، قال

.انس ؛ فإن حميدا يروي عن انس كثيرا حميد أكثر حديث : وروي عن حماد بن سممة ، أنو قال

.لم يسمعو من انس ، إنما سمعو من ثابت ، عنو وروي عن شعبة ، أنو لم يسمع من انس إال خمسة

.أحاديث

وروي عنو ، أنو لم يسمع منو إال بضعة وعشرين .حديثا

وقد سبق القول في تسامح يحيى بن أيوب والمصريين كما قالو : -( ( ثنا : ) ) والشاميين في لفظة

.اإلسماعيمي ىو من صحيح : وقال عمي بن المديني في ىذا الحديث

.الحديث ولم يخرج مسمم ىذا الحديث ، إنما خرج من رواية سعيد

بن عامر ، عن: جويرية ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر ، قال

في: وافقت ربي في ثبلث .الحجاب ، وفي أسارى بدر ، وفي مقام إبراىيم

رحمو -ضل ابن عمار الشييد وقد أعمو الحافظ أبو الفبأنو روى عن سعيد بن عامر ، عن جويرية ، -اهلل

وافقت ربي في : عن رجل ، عن نافع ، أن عمر قال فدخل في إسناده رجل مجيول ، وصار . ثبلث

.منقطعا

وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الوىاب بن عطاء ، : عن ابن جريج ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيو

لما طاف : عت جابرا يحدث عن حجة الوداع ، قال سم: ىذا مقام إبراىيم ؟ قال : قال لو عمر ) النبي أفبل: ، قال ( ( نعم ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

واتخذوا من مقام إبراىيم ) نتخذه مصمى ؟ فأنزل اهلل [ . : البقرة ) ] مصمى

، وىو يدل عمى أن ىذا القول كان في حجة وىذا غريبالوداع ، وأن اآلية نزلت بعد ذلك ، وىو بعيد جدا ،

.وعبد الوىاب ليس بذاك المتقن وقد خالفو الحفاظ ، فرووا في حديث حجة الوداع

الطويل ، عن جعفر بنأتى إلى ) محمد ، عن أبيو ، عن جابر ، أن النبي

وا من مقام إبراىيم مصمى واتخذ : ) المقام ، وقرا ثم صمى ركعتين ، والمقام بينو وبين [ : البقرة ) ]

.البيت وروى الوليد بن مسمم عن مالك ، عن جعفر ، عن أبيو

يوم فتح مكة عند ) لما وقف النبي : ، عن جابر ، قال يا رسول اهلل ، ىذا مقام : مقام إبراىيم ، قال لو عمر

واتخذوا من مقام إبراىيم مصمى : ) ىيم الذي قال اهلل إبرا ( ( .نعم : ) ) ؟ قال [ : البقرة ) ]

.نعم : ىكذا حدثك ؟ قال : قمت لمالك : قال الوليد .وقد خرجو النسائي بمعناه

قالو أبو حاتم وأبو داود : -والوليد ، كثير الخطأ .وغيرىما

ة فيو غريب أو وىم ؛ فإن ىذه قطعة من وذكر فتح مك .حديث جابر في حجة الوداع

:وقد روي حديث انس ، عن عمر من وجو آخر ثنا عمي : ثنا حماد بن سممة : خرجو أبو داود الطيالسي وافقت ربي في أربع : عمر : بن زيد ، عن انس ، قال

فذكر الخصال الثبلث المذكورة في حديث حميد ، إال -ذا سألتموىن : ) فأنزل اهلل : ل في الحجاب أنو قا وا متاعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ، قال [ : األحزاب ) ] فاسألوىن من وراء حجاب ولقد خمقنا األنسان من سبللة من : ) ونزلت ىذه اآلية

تبارك : ، فمما نزلت قمت أنا [ : المؤمنون ) ] طين :اهلل أحسن الخالقين ، فنزل

[ . : المؤمنون ) ] فتبارك المو أحسن الخالقين ) ، ليس ( ( وافقت ربي في ثبلث : ) ) وقول عمر

بصيغة حصر ، فقد وافق في أكثر من ىذه الخصال .الثبلث واألربع

النيي عن الصبلة : ولو ومما وافق فيو القرآن قبل نز .عمى المنافقين

.من كان عدوا لجبريل ، فنزلت اآلية : وقولو لمييود يا رسول : لما اعتزل نساءه ووجد عميين ) وقولو لمنبي

اهلل ، أن كنتطمقتين ، فإن اهلل معك ومبلئكتو وجبريل وميكائيل ، وأنا

وقل ما تكممت : قال عمر . وأبو بكر والمؤمنون معك بكبلم إال رجوت أن يكون اهلل يصدق -وأحمد اهلل -

عسى ربو إن : ) قولي الذي أقول ، فنزلت آية التخيير [ : التحريم ) ] طمقكن أن يبدلو أزواجا خيرا منكن

.اآلية وقد خرج ىذا األخير مسمم من حديث ابن عباس ، عن

.عمر النيي عن الصبلة عمى المنافقين ؛ وأما موافقتو في

من حديث ابن عباس ، ( ( الصحيحين ) ) فمخرج في .أيضا -عن عمر

من كان عدوا لجبريل : ) وأما موافقتو في قولو أبو جعفر الرازي ، عن : ، فرواه [ : البقرة ) ]

حصين بن عبد الرحمن ، عن ابن أبي ليمى ، عن عمر

د ، عن الشعبي ، عن عمر ، وىما داو : ورواه .منقطعان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي موافقتو في خصال آخر ، وقد عد الحافظ أبو .موسى المديني من ذلك اثنتي عشرة خصمة يدل عمى : وتخريج البخاري ليذا الحديث في ىذا الباب

:أنو فسر قولو تعالى [ : البقرة ) ] قام إبراىيم مصمى واتخذوا من م )

باألمر بالصبلة إلى البيت الذي بناه إبراىيم ، وىو .الكعبة ، واألكثرون عمى خبلف ذلك ، كما سبق ذكره

:الحديث الثاني :قال أبنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

عبد اهلل بن دينار ، عن

بينا لمناس بقباء في صبلة : ل عبد اهلل بن عمر ، قاقد أنزل ) أن رسول اهلل : الصبح إذ جاءىم آت ، فقال

عميو الميمة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة ، فاستقبموىا ، وكانت وجوىيم إلى الشام فاستداروا إلى

.الكعبة وقد تقدم في حديث البراء أن ىذه القصة كانت في

مر أنيا كانت في صبلة العصر ، وفي حديث ابن ع .صبلة الصبح

أن أىل قباء لم يبمغيم ذلك إلى الصبح ، : وقد قيل .ومن دونيم إلى المدينة بمغيم في العصر يوم النسخ وفي ىذا بعد ، وقد سبق ذكره في الكبلم عمى حديث

( ( .اإليمان : كتاب ) ) البراء في أن من : ومقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب

مى إلى غير القبمة لعذر ، مثل أن يظن أن القبمة في صجية فيصمي إلييا ، ثم تبين لو أن جية القبمة غيرىا ، إما في الصبلة أو بعد تماميا ، فإنو ال إعادة عميو ،

وأن كان قد صمى إلى غير القبمة سيوا ، فإنو استند إلى ما يجوز لو اإلسناد إليو عند اشتباه القبمة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو اجتياده ، وعمل بما أداه اجتياده إليو ، فبل يكون .عميو إعادة

كما أن أىل قباء صموا بعض صبلتيم إلى بيت المقدس ، مستصحبين ما أمروا بو من استقبال بيت المقدس ، ثم

تبين ليم أن الفرض تحول إلى الكعبة ، فبنوا عمى .لكعبة صبلتيم وأتموىا إلى ا

ابن المسيب ، : وىذا ىو قول جميور العمماء ، منيم وعطاء ، والحسن ،

والشعبي ، والثوري ، وابن المبارك ، وأبو حنيفة ، ، وأحمد في ظاىر مذىبو ، -في القديم -والشافعي

ال يختمف قولو في ذلك : حتى قال أبو بكر عبد العزيز

.، وىو قول إسحاق والمزني .يعيد في الوقت ، وال يعيد بعده : ألوزاعي وقال مالك وا

وىذا عمى االستحباب دون : قال ابن عبد البر .الوجوب

.يجب عميو أن يعيد : -في الجديد -وقال الشافعي وعميو عامة أصحابو ، وىو قول المغيرة المخزومي من

.المالكية ، وحكاه بعض أصحابنا رواية عن أحمد ل قباء ، بأن أىل قباء لم يعتمدوا وفرقوا بين ىذا وبين أى

في صبلتيم عمى اجتياد يحتمل الخطأ ، بل عمى نص .تمسكوا بو ، والناسخ لو لم يبمغيم إال في أثناء الصبلة

أن النسخ ال يثبت في حقيم إال بعد بموغيم ، : فإن قيل فمم يثبت في حقيم إال في أثناء صبلتيم ، فمذلك بنوا

.عمى ما مضى منيا يثبت في حقيم قبل ذلك ، فقد تمسكوا بنص : قيل وأن

ال يجوز ليم تركو وال االجتياد في خبلفو ، وال يمزميم البحث عن استمراره ، فبل ينسبون إلى تفريط ، بخبلف

.المجتيد المخطئ

بأن أىل قباء قد صح أنيم : ويمكن أن يجاب عن ذلك بمغيم ذلك في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صبلة الصبح ، وقد ثبت بحديث البراء أن القبمة حولت في العصر ، وبينيما زمان طويل ، في مثمو تنتشر الحوادث الميمة الواقعة ، وال سيما مثل ىذه الحادثة

المتعمقة بالصبلة ، فإذا لم ينسبوا ذلك إلى نوع التفريط ، فالمجتيد في طمب القبمة بما يسوغ لو االعتماد عميو

ى أن ال ينسب إلى تفريط وتقصير ، إذا استفرغ جيده أولفي االستدالل والطمب ، فإن ذلك يقع في األسفار كثيرا

، فاألمر باإلعادة يشق بخبلف األمر بإعادة صبلة .واحدة

ىذا حكم من خفيت عميو القبمة واجتيد في طمبيا .وأخطأ

فإن تعذر االجتياد لظممة ونحوىا أو فقدت األمارات أو تعارضت ، وصمى بحسب حالو ، ففي اإلعادة وجيان

ال يعيد ، وىو مذىب الثوري : ألصحابنا ، أصحيما وأبي حنيفة وغيرىما ، ألنو شرط عجز عنو فسقط

كالطيارة والسترة ، وكذا الجاىل بأدلة القبمة ، إذا لم يجد .من يسألو

.ال إعادة عميو ، وجيا واحدا : ومن أصحابنا من قال .كمو في السفر وىذا

فأما في الحضر فمو أخطأ فيو القبمة أعاد عند الثوري ، .واحمد في ظاىر مذىبو

:الحديث الثالث ثنا يحيى ، عن شعبة ، عن : حدثنا مسدد -

: الحكم ، عن إبراىيم ، عن عمقمة ، عن عبد اهلل ، قال أزيد في الصبلة ؟ : الظير خمسا ، فقالوا ) صمى النبي

صميت خمسا ، فثنى : قالوا ( ( وما ذاك ؟ ) ) :قال .رجميو ، فسجد سجدتين

قد بين البخاري في أول الباب وجو االستدالل بحديث

سجود السيو عمى أن السيو عن استقبال القبمة ال يبطل سمم من ركعتين) الصبلة ، وىو أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ى الناس بوجيو ثم أتم ما بقي ، في الظير وأقبل عموىذا إشارة منو إلى حديث أبي ىريرة في قصة ذي

.اليدين ، ( ( أبواب سجود السيو ) ) وقد خرجو البخاري في

نما فيو : لكن ليس عنده أنو أقبل عمى الناس بوجيو ، وا .أنو قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عمييا

أتى جذعا في قبمة أنو( ( صحيح مسمم ) ) وفي .المستجد فاستند إلييا

وىذا يدل عمى أنو ولى ظيره إلى القبمة واستقبل الناس بوجيو ، إال أن يكون استند إلييا وظيره إلى الناس

.ووجيو إلى القبمة

نما يعرف لفظ ( ( ثم أقبل عمى الناس بوجيو : ) ) وا .في حديث ابن مسعود الذي خرجو البخاري ىاىنا

خرجو النسائي من طريق شعبة ، عن منصور ، وقد أن : عن إبراىيم ، عن عمقمة ، عن عبد اهلل ، ولفظو

صمى صبلة الظير ، ثم أقبل عمييم بوجيو ) رسول اهلل وما ذاك : ) ) أحدث في الصبلة حدث ؟ قال : ، فقالوا

فأخبروه بصنيعو ، فثنى رجميو ، واستقبل القبمة ، ( ( ؟ .سمم فسجد سجدتين ، ثم

ولكن ىنا لم يكن قد بقي عميو غير سجدتي السيو ، : عمى تقدير أن يكون زاد في الصبلة ؛ فإن إبراىيم شك

صحيح ) ) ىل كان زاد فييا أو نقص ، كذا في .التصريح بأن ىذا الشك من إبراىيم ( ( مسمم

، عن عمران بن حصين -أيضا -وفي صحيح مسمم سمم: ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"في ثبلث ركعات من العصر ، ثم قام فدخل ) رسول اهلل

أقصرت : الحجرة ، فقام رجل بسيط اليدين ، فقال الصبلة يا رسول اهلل ؟ فخرج مغضبا ، فصمى الركعة التي كان ترك ، ثم سمم ، ثم سجد سجدتي السيو ، ثم

.سمم بمة بالكمية ؛ ودخولو الحجرة يمزم منو االنحراف عن الق

.ألن الحجرة كانت عن يساره أن استدبار القبمة واالنحراف عنيا : ومقصود البخاري

في الصبلة سيوا عن غير تعمد ال تبطل بو الصبلة ، كما دل عميو حديث سجود السيو ، وقد نص عميو أحمد وغيره ، فيستدل بذلك عمى أن من صمى إلى غير القبمة

تبطل صبلتو بذلك ، وال إعادة عن غير تعمد أنو ال .عميو ، واهلل أعمم

ورواية النسائي لحديث ابن مسعود يستدل بيا عمى أن من نسي سجود السيو حتى سمم ثم ذكر فإنو يسجد ،

وأن كان قد صرف وجيو عن قبمتو ، وىو قول

ال : الجميور ، خبلفا لمحسن وابن سيرين في قوليما .يسجد حينئذ

يستدل بيا عمى أن كبلم الناسي ال وقصة ذي اليدينيبطل ؛ كما ىو قول الشافعي ، وأحمد في إحدى

.الروايات عنو وعمى أن العمل الكثير في الصبلة نسيانا يعفى عنو ،

.وىو رواية عن أحمد ، وقول لمشافعي عمى أن من سمم من نقصان فإنو : واستدل بو بعضيم

لفصل ، يبني عمى ما مضى من صبلتو ، وأن طال ا .وىو قول األوزاعي وغيره

إن شاء اهلل -وسيأتي ذكر ذلك مفصبل في موضعو .تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

حك البزاق باليد من المسجدأبواب استقبال القبمة في -رحمو اهلل -لما ذكر البخاري

مي الصبلة أتبعيا بما تصان منو قبمة المصمي التي يص .إلييا ، من البصاق ونحوه

:وخرج الحديث في ىذا الباب ثبلثة أحاديث :الحديث األول

ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن : حدثنا قتيبة - رأى نخامة في القبمة ، ) حميد ، عن أنس ، أن النبي

فشق ذلك عميو حتى رئي ذلك في وجيو ، فقام فحكو م في صبلتو فإنو إن أحدكم إذا قا: ) ) بيده ، فقال ، فبل يبزقن -أو أن ربو بينو وبين القبمة -يناجي ربو

و ( ( أحدكم قبل قبمة ، ولكن عن يساره أو تحت قدمو ثم أخذ طرف ردائو فبصق فيو ، ثم رد بعضو عمى

( ( .أو يفعل ىكذا : ) ) بعض ، فقال من ( ( كتابو ) ) وخرجو البخاري في موضع آخر من

.ن حميد طريق زىير ، ع: ولم يخرجو مسمم ؛ لما تقدم من قول حماد بن سممة

أكثر ما رواه حميد ، عن أنس لم يسمعو منو ، إنما .سمعو من ثابت

وقد قال ذلك في ىذا الحديث بخصوصو ، فذكر عمي كان : سمعت يحيى بن سعيد يقول : بن المديني ، قال

بي حديث حميد عن انس ، أن الن: حماد بن سممة يقول بزق في ثوبو ، ثم دلك بعضو ببعض ، إنما رواه )

ولم : قال يحيى . حميد ، عن ثابت ، عن أبي حمزة .يقل شيئا ؛ ىذا قد رواه قتادة عن أنس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فجعل يحيى القطان رواية قتادة عن أنس ليذا الحديث شاىدة لرواية حميد عن .بسماعو منو ، واكتفى بذلك أنس ، وأن لم يصرح

وتبعو البخاري عمى ذلك ، وقد خرج حديث قتادة عن .أنس فيما بعد

في ( ( الوضوء : كتاب ) ) وقد أشار البخاري في أن سعيد ( ( البصاق والمخاط يصيب الثوب : باب ) )

بن أبي مريم روى ىذا الحديث ، عن يحيى بن أيوب فصرح فيو سمعت أنسا ، فذكره ،: وعن حميد .بالسماع

( ( .ثنا : ) ) وقد تقدم القول في قول يحيى بن أيوب وىذا الحديث دال عمى كراىة أن يبصق المصمي في

قبمة التي يصمي إلييا ، سواء كان في مسجد ، أو ال ، فإن كان مسجد تأكدت الكراىة بأن البزاق في المسجد

كان في خطيئة ، كما يأتي الحديث بذلك في بابو ، فإن .قبمة المسجد كان اشد كراىة

أن تنظف : ببناء المساجد في الدور ) وقد أمر النبي .أن شاء اهلل -وتطيب ، وسنذكره في موضع آخر

في بيوت أذن المو أن ترفع ) : ) وقد فسر قول اهلل ببنائيا وتطييرىا وتنزيييا عما ال [ : : النور ) ]

.يميق بيا نيى المصمي أن يبزق وىو في الصبلة : في الحديث و

قبل قبمتو بكل حال ، وليس فيو التصريح بالنيي عن أن يبزاق عن يمينو ، وورد التصريح بو في أحاديث آخر ، وىو يفيم من أمره بأن يبزق عن يساره أو تحت قدمو أو

.في طرف ردائو وذكر اليسار وتحت القدم بمفظو ، والبصاق في طرف

دائو بينو بفعمو و فكان دليبل عمى طيارة البزاق ، وىو ر رد عمى من قال بنجاستو ، كما سبق ذكره في

ودليبل عمى أن تمويث طرف ( ( الوضوء : أبواب ) ) الثوب بالبزاق لحاجة إليو ليس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مع مما ينبغي استقذاره والتنزه منو ؛ فميذا بينو بالفعل .القول

أنو حكو بيده ، فيحتمل أنو أراد أنو : وفي ىذا الحديث باشر ذلك بنفسو ، ولم يولو غيره من أصحابو ، وبيذا

فسره اإلسماعيمي ، ويحتمل أنو أراد أنو باشر حكو بيده .من غير حائل حكو بو

: وتبويب البخاري يدل عمى ىذا ؛ وليذا بوب بعده ( ( .ى من المسجد حك المخاط بالحص: باب ) )

وقد روى عائد بن حبيب ، عن حميد ، عن انس ، أن رأى نخامة في قبمة المسجد ، فغضب حتى ) النبي

احمر وجيو ، فجاءتو امرأة من األنصار ، فحكتيا ، ما أحسن ) : ) ) وجعمت مكانيا خموقا ، فقال رسول اهلل

( ( .ىذا خرجو النسائي وابن ماجو وابن خزيمة في

( ( .صحيحو ) ) -أحمد : يعني -سمعت أبا عبد اهلل : وقال األثرم

: قمت لو . ذكر عائد بن حبيب ، فأحسن الثناء عميو : ؟ فقال -فذكر لو الحديث -روى عن حميد عن انس

.قد روى الناس ىذا عمى غير ىذا الوجو يشير إلى رواية حميد التي خرجيا البخاري ؛ فإنيا

ئد في حكومخالفة لرواية عا

بيده ، وليس فييا ذكر الخموق ، لكنيا زيادة لم تنفيا .رواية البخاري ولم تثبتيا

وصرح بعض أصحابنا بوجوب حك النخامة عن حائط .المسجد ، وباستحباب تخميق موضعيا

نما يكره البصاق إلى القبمة في الصبلة أو المسجد ، وا ره لو فإما من بصق إلى القبمة في غير مسجد فبل يك

استقبال القبمة : باب ) ) وقد سبق ذكره في . ذلك ( ( .بالغائط والبول

أن أحدكم إذا قام يصمي فإنما يناجي ربو ، ) ) ) وقولو أو أن ربو بينو وبين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يدل عمى قرب اهلل تعالى من المصمي في ( ( القبمة

صوص بذلك ، قال حال صبلتو ، وقد تكاثرت الن [ . : العمق ) ] واسجد واقترب : ) تعالى

، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أقرب ما يكون العبد من ربو وىو ساجد ، : ) ) ، قال )

( ( .فأكثروا الدعاء وخرج اإلمام أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في

حديث الحارث األشعري ، عن من ( ( صحيحييما ) ) أن اهلل أمر يحيى بن زكريا بخمس: ) ) النبي ، قال

كممات ، أن يعمل بين ، ويأمر بني إسرائيل أن يعمموا وآمركم : ) ) ، وفيو -فذكر الحديث -( ( بين

بالصبلة ؛ فإن اهلل ينصب وجيو لوجو عبده ما لم يمتفت ( ( .، فإذا صميتم فبل تمتفتوا

.الترمذي وصححو وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في

، ) من حديث أبي ذر ، عن النبي ( ( صحيحو ) ) ال يزال اهلل مقببل عمى العبد وىو في صبلتو : ) ) قال

( ( .ما لم يمتفت ، فإذا التفت انصرف عنو : وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال

إذا صمى أحدكم فبل يمتفت ؛ : يرة يقول سمعت أبا ىر

نو يناجيو .فإنو يناجي ربو ، أن ربو أمامو ، وا يا بن : ) ) وبمغنا أن الرب عز وجل يقول : قال عطاء

( ( .آدم إلى من تمتفت ، أنا خير لك ممن تمتفت إليو وقد رواه إبراىيم بن يزيد وعمر بن قيس ، عن عطاء ،

-عن أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مرفوعا كمو .قالو العقيمي وغيره : -ورواية ابن جريج أصح

أن يستشعر المصمي : بذكر ىذا ) وكأن مقصود النبي في صبلتو قرب اهلل منو ، وأنو بمرأى منو ومسمع ، وانو .مناج لو وانو يسمع كبلمو ويرد عميو جواب مناجاتو لو

، عن أبي ىريرة ، عن ( ( مم صحيح مس) ) كما في الحمد هلل رب العالمين : أن العبد إذا قال ) : ) ) النبي

وذكر رده عميو في -( ( حمدني عبدي : ، قال اهلل

.آيات الفاتحة إلى آخرىا فمن استشعر ىذا في صبلتو أوجب لو ذلك حضور قمبو بين يدي ربو ، وخشوعو لو ، وتأدبو في وقوفو بين يديو

يمتفت إلى غيره بقمبو وال ببدنو ، وال يعبث وىو ، فبلواقف بين يديو ، وال يبصق أمامو ، فيصير في عبادتو

في مقام اإلحسان ، يعبد اهلل كأنواإلحسان بذلك في سؤال جبريل ) يراه ، كما فسر النبي

( ( .اإليمان : كتاب ) ) لو ، وقد سبق حديثو في ) أخذ النبي : ، قال وخرج النسائي من حديث ابن عمر

( ( .أعبد اهلل كأنك تراه : ) ) ببعض جسدي ، فقال ) وقد كان ابن عمر قبل ىذه الوصية وامتثميا ، فكان

يستحضر في جميع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أعمالو وعباداتو قرب اهلل منو واطبلعو عميو

البيت وكان عروة بن الزبير قد لقيو مرة في الطواف بفخطب إليو ابنتو سودة ، فسكت ابن عمر ولم يرد عميو شيئا ، ثم لقيو بعد ذلك بعدما تقدم المدينة ، فاعتذر لو عن سكوتو عنو ، بأنا كنا في الطواف نتخايل اهلل بين

.أعيننا جابتو لو ، وقد أخبر اهلل تعالى بقربو ممن دعاه ، وا

ذا سألك عبادي عن : ) فقال ي فإني قريب أجيب دعوة وا [ . : البقرة ) ] الداع إذا دعان

يا رسول : أن أعرابيا قال : وقد روي في سبب نزوليا اهلل ، أقريب ربنا فنناجيو ، أم بعيد فنناديو ؟ فأنزل اهلل

ذا سألك عبادي عني فإني قريب ) : ) :البقرة ) ] وا . ]

.خرجو ابن جرير وابن أبي حاتم وروي عبد الرزاق ، عن جعفر بن سميمان ، عن عوف

أين ) : سأل أصحاب رسول اهلل : ، عن الحسن ، قال ذا سألك عبادي عني فإني ) : ) ربنا ؟ فأنزل اهلل وا

[ . : البقرة ) ] قريب

عبد اهلل بن عبيد بن وروى عبد بن حميد بإسناده ، عن ادعوني أستجب لكم : ) نزلت ىذه اآلية : عمير ، قال

كيف لنا بو أن نمقاه حتى: ، قالوا [ : غافر ) ] ذا سألك ) : ) ندعوه ؟ فأنزل اهلل عز وجل عمى نبيو وا

عان عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا د صدق ربنا ، ىو بكل : ، فقالوا [ : البقرة ) ]

.مكان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حديث أبي ( ( الدعوات ) ) وقد خرج البخاري في موسى ، أنيم رفعوا أصواتيم بالتكبير ، فقال ليم النبي

إنكم ال تدعون أصم وال غائبا ، إنكم تدعون ) : ) ) ( ( .سميعا قريبا أنو أقرب إليكم من أعناق : ) ) وفي رواية ( ( .رواحمكم

يفيمون من ىذه النصوص ) ولم يكن أصحاب النبي غير المعنى الصحيح المراد بيا ، يستفيدون بذلك معرفة حاطتو بيم ، طبلعو عمى عباده وا عظمة اهلل وجبللو ، وا جابتو لدعائيم ، فيزدادون بو خشي ة وقربو من عابديو ، وا

جبلال وميابة ومراقبة واستحياء ، ويعبدونو هلل وتعظيما وا .كأنيم يرونو

ثم حدث بعدىم من قل ورعو ، وساء فيمو وقصده ، وضعفت عظمة اهلل وىيبتو في صدره ، وأراد أن يري الناس امتيازه عمييم بدقة الفيم وقوة النظر ، فزعم أن ، ىذه النصوص تدل عمى أن اهلل بذاتو في كل مكان

كما يحكى ذلك عن طوائف من الجيمية والمعتزلة ومن وافقيم ، تعالى اهلل عما يقولون عموا كبيرا ، وىذا شيء

رضي اهلل عنيم -ما خطر لمن كان قبميم من الصحابة ، وىؤالء ممن يتبع ما تشابو منو ابتغاء الفتنة وابتغاء -

أمتو منيم في حديث عائشة ) تأويمو ، وقد حذر النبي .لصحيح المتفق عميو ا

بما فيموه بفيميم القاصر مع قصدىم -أيضا -وتعمقوا

وىو : ) الفاسد بآيات في كتاب اهلل ، مثل قولو تعالى ما يكون : ) وقولو [ : الحديد ) ] معكم أين ما كنتم

، [ : المجادلة ) ] من نجوى ثبلثة إال ىو رابعيم إنما أراد أنو : فقال من قال من عمماء السمف حينئذ

معيم بعممو ، وقصدوا بذلك إبطال ما قالو أولئك ، مما .لم يكن أحد قبميم قالو وال فيمو من القرآن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ىذه المعية بالعمم مقاتل بن حيان ، : وممن قال وروي عنو أنو رواه عن

.ة ، عن ابن عباس عكرماهلل فوق عرشو ، وعممو بكل : وقالو الضحاك ، قال

.مكان وروي نحوه عن مالك وعبد العزيز الماجشون والثوري

سحاق وغيرىم من أئمة السمف .واحمد وا

قال : ثنا عبد اهلل بن نافع ، قال : وروى اإلمام أحمد .اهلل في السماء ، وعممو بكل مكان : مالك

.أيضا -المعنى عن عمي وابن مسعود وروي ىذاإن ربك أحاط بالناس : ) وقال الحسن في قولو تعالى

.عممو بالناس : ، قال [ : اإلسراء ) ] وحكى ابن عبد البر وغيره إجماع العمماء من الصحابة

:والتابعين في تأويل قولو أن المراد [ : لحديد ا) ] وىو معكم أين ما كنتم )

.عممو أنو تعالى بذاتو : وكل ىذا قصدوا بو رد قول من قال

.في كل مكان وزعم بعض من تحذلق أن ما قالو ىؤالء األئمة خطأ ؛ ألن عمم اهلل صفة ال تفارق ذاتو ، وىذا سوء ظن منو

نما أرادوا بأئمة اإلسبلم ؛ فإنيم لم يريدوا ما ظنو بيم ، وا متعمق بما في األمكنة كميا ففييا معموماتو ، أن عمم اهلل

ال صفة ذاتو ، كما وقعت اإلشارة في القرآن إلى ذلك [ : طو ) ] وسع كل شيء عمما : ) بقولو تعالى

: غافر ) ] ربنا وسعت كل شيء رحمة وعمما : ) وقولو ى العرش يعمم ما يمج في ثم استوى عم : ) وقولو [

األرض وما يخرج منيا وما ينزل من السماء وما يعرج [ . : الحديد ) ] فييا وىو معكم أين ما كنتم

ما يكون من : ) سألت إسحاق عن قولو : وقال حرب : ؟ قال [ : المجادلة ) ] رابعيم نجوى ثبلثة إال ىو

حيث ما كنت ىو أقرب إليك من حبل الوريد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىو بائن من خمقو وروى عمر بن أبي سممة ، عن أبيو ، أن عمر بن

ويمكم : الخطاب مر بقاص ، وقد رفعوا أيدييم ، فقال أقرب إلى أحدكم من أن ربكم أقرب مما ترفعون ، وىو

.حبل الوريد أن المار والقائل بذلك ىو : وخرجو أبو نعيم ، وعنده

.ابن عمر أن اهلل : وخطب عمر بن عبد العزيز ، فذكر في خطبتو

وكان مجاىد حاضرا . أقرب إلى عباده من حبل الوريد .يسمع ، فأعجبو حسن كبلم عمر

امل ليم ، وىذا كمو يدل عمى أن قرب اهلل من خمقو شوقربو من أىل طاعتو فيو مزيد خصوصية ، كما أن : معيتو مع عباده عامة حتى ممن عصاه ؛ قال تعالى

يستخفون من الناس وال يستخفون من المو وىو معيم ) ، [ : النساء ) ] إذ يبيتون ما ال يرضى من القول

مع أىل طاعتو خاصة ليم ، فيو سبحانو مع ومعيتو وقال لموسى . الذين اتقوا ومع الذين ىم محسنون

[ : طو ) ] إنني معكما أسمع وأرى : ) وىارون : الشعراء ) ] إن معي ربي سييدين : ) وقال موسى

وقال في حق محمد وصاحبو[ : التوبة ) ] و ال تحزن إن المو معنا إذ يقول لصاحب ) . ]

ما ظنك : ) ) ألبي بكر في الغار ) وليذا قال النبي

( ( .بأثنين اهلل ثالثيما ما يكون من نجوى : ) فيذه معية خاصة غير قولو

اآلية ، فالمعية [ : المجادلة ) ] ثبلثة إال ىو رابعيم طبلعو وقدرتو الع امة تقتضي التحذير من عممو وا

والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن . وبطشو وانتقامو .بإجابتو ورضاه وحفظو وصيانتو ، فكذلك القرب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وليس ىذا القرب كقرب الخمق المعيود منيم ، كما ظنو من ظنو من أىل

نما ىو قرب لي س يشبو قرب المخموقين ، الضبلل ، وا ليس كمثمو شيء وىو السميع ) كما أن الموصوف بو

[ . : الشورى ) ] البصير وىكذا القول في أحاديث النزول إلى سماء الدنيا فإنو من

.نوع قرب الرب من داعيو وسائميو ومستغفريو

قرب ىو في مكانو ي: وقد سئل عنو حماد بن زيد فقال .من خمقو كما يشاء

ومراده أن نزولو ليس ىو انتقال من مكان إلى مكان .كنزول المخموقين

ينزل اهلل إلى سماء : سألت أبا عبد اهلل : وقال حنبل نزولو بعممو أو بماذا ؟ : قمت . نعم : الدنيا ؟ قال

اسكت عن ىذا ، مالك وليذا ؟ أمض الحديث : قال حد ، إال بما جاءت بو اآلثار عمى ما روي ببل كيف وال

فبل تضربوا لمو األمثال : ) ، وجاء بو الكتاب ، قال اهلل ينزل كيف يشاء ، بعممو وقدرتو [ : النحل ) ]

وعظمتو ، أحاط بكل شيء عمما ، ال يبمغ قدره واصف .، وال ينأى عنو ىرب ىارب ، عز وجل

ول المخموقين ، بل أن نزولو تعالى ليس كنز : ومراده ىو نزول يميق بقدرتو وعظمتو وعممو المحيط بكل شيء نما ينتيون إلى ما ، والمخموقون ال يحيطون بو عمما ، وا

.أخبرىم بو عن نفسو ، أو أخبر بو عنو رسولو فميذا اتفق السمف الصالح عمى إمرار ىذه النصوص

كما جاءت من غير زيادة وال نقص ، وما أشكل فيمو .ا ، وقصر العقل عن إدراكو وكل إلى عالمو مني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني أبنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

رأى بصاقا في ) نافع ، عن ابن عمر أن رسول اهلل إذا : ) ) جدار القبمة فحكو ، ثم أقبل عمى الناس ، فقال

بل يبصق قبل وجيو ؛ فإن اهلل قبل كان أحدكم يصمي ف ( ( .وجيو إذا صمى :الحديث الثالث

ثنا مالك ، عن ىشام : ثنا عبد اهلل بن يوسف - رأى ) بن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة ، أن رسول اهلل

-أو بصاقا ، أو نخامة -في جدار القبمة مخاطا .فحكو

شرحا قد ذكرنا في الكبلم عمى حديث انس ما يكون .ليذين الحديثين ، فبل حاجة إلى إعادتو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

حك المخاط بالحصى من المسجدأن وطئت عمى قذر رطب فاغسمو ، : وقال ابن عباس

.وأن كان يابسا فبل عن إسرائيل ، عن أبي ( ( كتابو ) ) روى وكيع في

قمت البن : ال إسحاق ، عن يحيى بن وثاب ، ق: أتوضأ ثم أمشي إلى المسجد حافيا ؟ قال : عباس

.صل ، ال بأس بو ، إال أن يصيبك نتن رطب فتغسمو وثنا أصحابنا ، عن األعمش ، عن أبي وائل ، : قال

لقد رأيتنا وما نتوضأ من موطئ إال : عن عبد اهلل ، قال .أن يكون رطبا فنغسل أثره

افيا فوطئ عمى نجاسة أن من كان ح: ومعنى ىذا يابسة لم تعمق برجمو فإنو يصمي وال يغسل رجميو ، وأن

.أصابو نجاسة رطبة غسميا : وروي ىذا المعنى عن كثير من التابعين ، منيم

الحسن والشعبي وعطاءوالنخعي ، وىو قول مالك واألوزاعي والثوري والشافعي

.واحمد ، وال نعمم عن أحد من العمماء خبلف ذلك وأما أن كان ماشيا في نعل أو خف فأصاب أسفمو نجاسة ، فقد سبق ذكر االختبلف في وجوب غسمو

.واالكتفاء بمسحو ودلكو بالتراب ولعل البخاري إنما أدخل ىذه المسألة في ىذا الباب ؛

ليستدل بيا عمى طيارة المخاط والنخامة والبصاق ؛ فإنو ، ولم لو كان نجسا لوجب غسمو من حائط المسجد

.يكتف بمسحو بالحصى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : -رحمو اهلل -قال البخاري

ثنا إبراىيم بن : ثنا موسى بن إسماعيل - ، أبنا ابن شياب ، عن حميد بن عبد الرحمن ، أن : سعد

رأى نخامة ) أبا ىريرة وأبا سعيد حدثاه ، أن رسول اهلل : د ، فتناول حصاة فحكيا ، فقال في جدار المسج

إذا تنخم أحدكم فبل يتخمن قبل) ) وجيو ، وال عن يمينو ، وليبصق عن يساره ، أو تحت

( ( .قدمو اليسرى أن مراد البخاري بيذا الحديث في ىذا : والظاىر أنو يجوز حك النخامة بحصاة من المسجد ؛ : الباب

جد حصاة فإن الظاىر يدل عمى أنو تناول من المس .وحك بيا ما في قبمتو

وقد يكون ذكره لقول ابن عباس في اليابس أنو ال يغسمو أن ما : من رجمو ، ثم يدخل ويصمي بو ؛ ليبين بو

يصيب تراب المسجد وحصاه من اليابسات المستقذرة ال حك النخامة ) تجب صيانتيا عنو ، كما أن النبي

ا يصيب اليابسة بحصاة من حصى المسجد ، فكذلك ماألرجل من اليابسات المستقذرة ال تصان المساجد عنو ،

بل يدخل الحافي ، ويصمي بيا في المساجد ، وكذلك ، وقد يكون -كما تقدم -المتنعل يصمي في نعميو

فييما طين أو غير ذلك من األعيان المستقذرة ، وال .تستحب صيانة المساجد عن ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ال يبصق عن يمينو في الصبلة :خرج فيو حديثين

:األول أبي ىريرة وأبي سعيد الذي : حديث - ،

خرجو في الباب الماضي ، خرجو من طريق عقيل ، :عن الزىري ، ولفظو مثل لفظو ، إال أنو قال

( (في حائط المسجد ) ) :والثاني

:قال أخبرني قتادة : ثنا شعبة : مر ثنا حفص بن ع - ال يتفمن ) : ) ) قال النبي : سمعت أنسا ، قال : ، قال

أحدكم بين يديو ، وال عن يمينو ، ولكن عن يساره ، أو ( ( .تحت رجمو

وليس في لفظ الحديثين تخصيص ذلك بالصبلة ، كما بوب عميو ، ولكن ىو في رواية أخرى لحديث أنس

. ذكرىا في الباب اآلتيوقد يفيم من تبويب البخاري اختصاص كراىة البصاق

عن اليمين بحال الصبلة ، وىو قول المالكية ، كما .أن شاء اهلل -سنذكره فيما بعد

.واألكثرون عمى خبلف ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ما بصقت عن يميني منذ أسممت : قال معاذ

.خرجو ابن سعد .عن ابن مسعود وابن سيرين وروي كراىتو

يكره أن يبزق الرجل عن : قال أحمد في رواية مينا يمينو في الصبلة ، وفي غير الصبلة ؛ ألن عن يمينو

.ممك الحسنات إذا قام ) : ) ) يشير إلى حديث أبي ىريرة ، عن النبي

أحدكم إلى الصبلة فبل يبزق عن يمينو ؛ فإن عن يمينو ( ( .ممكا

.البخاري فيما بعد وقد خرجووخرج أبي داود ىذه المفظة من حديث أبي سعيد ، عن

) .النبي : وخرج الطبراني بإسناد ضعيف ، عن أبي أمامة ، قال

، فاستفتح الصبلة ، فرأى نخامة في القبمة ، ) قام النبي فخمع نعمو ، ثم مشى إلييا فحتيا ، يفعل ذلك ثبلث

: ى الناس ، فقال مرات ، فمما قضى صبلتو أقبل عم

أن أحدكم إذا قام في صبلتو فإنو يقوم بين يدي اهلل ) ) عز وجل مستقبل ربو تبارك وتعالى ، وممكو عن يمينو ، وقرينو عن يساره ، فبل يتفمن أحدكم بين يديو ، وال عن

يمينو ، ولكن عن يساره ، وتحت قدمو اليسرى ، ثم ( ( .شيطان ليعرك فميشدد عركو ، فإنما يعرك أذني ال

عن األعمش ، عن أبي ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في المصمي ال يبزق في القبمة ، : وائل ، عن حذيفة ، قال

وال عن يمينو ؛ فإن عن يمينو كاتب الحسنات ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ولكن عن شمالو ، أو خمف ظيره إذ : ) وجل وقد قال كثير من السمف في قول اهلل عز

: ق ) ] يتمقى المتمقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد أن الذي عن اليمين كاتب الحسنات ، والذي [ :

الحسن ، واألحنف : عن الشمال كاتب السيئات ، منيم

.بن قيس ، ومجاىد ، وابن جريج ، واإلمام أحمد قعد فأحدىما عن يمينو ، أن: وزاد ابن جريج ، قال

واآلخر عن شمالو ، وأن مشى فأحدىما أمامو واآلخر .خمفو ، وأن رقد فأحدىما عند رأسو واآلخر عند رجميو وعمى ىذا ، فقد يخمو اليمين عن الممك إذا مشى أو

.رقد وحديث أبي أمامة فيو أن الذي عمى الشمال ىو

.القرين صحيح ) ) د ، كما في الشيطان الموكل بالعب: يريد بو ما : ) ) ، قال ) عن ابن مسعود ، عن النبي ( ( مسمم

منكم من أحد إال وقد وكل بو قرينو من الجن وقرينو من ياك يا رسول اهلل ؟ قال : قالوا ( ( . المبلئكة : وا

ياي ، ولكن اهلل أعانني عميو ، فبل يأمرني إال ) ) وا ( ( .بخير

طبراني من حديث أبي مالك وقد ورد في حديث خرجو الأن القرين ىو كاتب : ) ) -مرفوعا -األشعري

( ( .السيئات سناده شامي ضعيف .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ليبصق عن يساره أو تحت قدمو اليسرى :فيو حديثان

:أحدىما ثنا قتادة ، قال سمعت : ثنا شعبة : ثنا آدم - أن المؤمن ) ) ) قال رسول اهلل : بن مالك ، قال أنس

إذا كان في الصبلة فإنما يناجي ربو ، فبل يبزقن بين يديو وال عن يمينو ، ولكن عن يساره ، أو تحت

( ( .قدمو ىذا مما صرح فيو بالسماع في جميع إسناده في ىذه

الرواية والتي قبميا ، وىو من صحيح حديث قتادة ، عن

.أنس ثانيوال

ثنا الزىري ، عن حميد : ثنا سفيان : ثنا عمي - بن عبد الرحمن ، عن أبي

أبصر نخامة في قبمة المسجد ، ) سعيد ، أن النبي فحكيا بحصاة ، ثم نيى أن يبزق الرجل بين يديو ، أو .عن يمينو ، ولكن عن يساره ، أو تحت قدمو اليسرى

.نحوه -يد سمع حميدا ، عن أبي سع: وعن الزىري أبي ىريرة ، كما في : ليس في ىذه الرواية ذكر

.الروايتين المتقدمتين عن الزىري أن سفيان بن عيينة تارة ذكر سماع : وفي ىذه الرواية

.الزىري لو من حميد ، وتارة عنعنو ابن المديني ، وكانت لو : وعمي شيخ البخاري ، ىو

.عناية بذلك

(/)

"""""" قم صفحة ر """""" وأما سماع حميد لو من أبي ىريرة وأبي سعيد ، فقد

صرح بو إبراىيم بن سعد في رواية عن الزىري ، وقد .خرجو البخاري فيما تقدم

: -مع غيره من األحاديث المتقدمة -ودل ىذا الحديث عمى أن المصمي يبزق عن شمالو أو تحت قدمو

.اليسرى من حديث يزيد بن ( ( و صحيح) ) وقد خرج مسمم في

عبد اهلل بن الشخير ، عن أبيو ، أنو صمى مع النبي .فتنخع فدلكيا بنعمو اليسرى )

عن يزيد ، عن أخيو مطرف : وخرجو أبو داود ، وعنده أتيت رسول اهلل وىو يصمي ، فبزق : ، عن أبيو ، قال

.تحت قدمو اليسرى بلء يزيد ورواه ابن المبارك عن الجريري ، عن أبي الع

وىو ) رأيت رسول اهلل : بن عبد اهلل ، عن أبيو ، قال .يتنخم في المسجد ، ثم دلكو بنعمو اليسرى أنو كان يصمي : وخرجو الطبراني بإسناد ضعيف ، وفيو

.عمى الببلط .والببلط خارج المسجد

وروي إبراىيم بن طيمان ، عن ربيعة بن أبي عبد م ، عمن رأى رسول الرحمن ، عن محمد بن أبي عاص

يصمي وفي رجميو نعبلن ، فبزق فمسح بساقو ) اهلل .بنعمو في التراب ، والمسجد يومئذ فيو التراب

وخرج أبو داود من حديث الفرج بن فضالة ، عن أبي :سعيد ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رأيت واثمة بن األسقع في مسجد دمشق بصق عمى لم فعمت ىذا ؟ : م مسحو برجمو ، فقيل لو البوري ، ث

.ألني رأيت رسول اهلل يفعمو : قال وىذا يدل عمى جوازه في المسجد إذا غيبو ، وىو قول

بعض أصحابنا ، ونص عميو أحمد في رواية أبي طالب

ال يبصق في المسجد تحت البارية ، فإنو يبقى : ، قال ذا كان حصى فبل باس بو ؛ ألنو يواري تحت البارية ، وا

.البصاق وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن العطاء ،

.ال بأس بالتنخم في الحجر إذا غيبو : قال .حجر البيت : يعني وال يبصق في المسجد ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي

فوق الحصير ويدلكو ولكن تحتو ، وال يبصق في حائط م يقدر عمى القبمة ، وال في مسجد غير محصب إذا ل

دفن البصاق فيو ، وأن كان المسجد محصبا فبل بأس أن يبصق بين يديو وعن يمينو وعن يساره وتحت قدمو

.انتيى . ويدفنو بلة .ولعل ىذا في غير الص

وروى أبو عبيد بإسناد عن عمر ، أنو حصب المسجد ، ىو أغفر: وقال

.لمنخامة .أستر ليا وأشد تغطية : معناه : وقال

فيو من الفقو الرخصة في البزاق في : قال أبو عبيد .المسجد إذا دفن

ال يفعل ذلك في المسجد ، بل خارج : وقالت طائفة المسجد ، وال يبزق في المسجد إال في ثوبو ، أو يبزق

في المسجد ويحذف بصاقو إلى خارج المسجد حتى يقع .خارجا منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا ىو أكثر النصوص عن أحمد وكان أحمد يبزق في المسجد في الصبلة ، ويعطف

نقمو عنو : -بوجيو حتى يمقيو خارج المسجد عن يساره .أبو داود

: يعني -قمت ألبي عبد اهلل : وقال بكر بن محمد ما ترى في الرجل يبزق في المسجد : -أحمد بن حنبل

. ليس ىو في كل الحديث ىذا: ثم يدلكو برجمو ؟ قال

. والمساجد قد طرح فييا بواري ليس كما كانت : قال فأعجب إلي إذا أراد أن يبزق وىو يصمي أن يبزق : قال

عن يساره إذا كان البزاق يقع في غير المسجد ، يقع ذا كان في مسجد وال يمكنو أن يقع بزاقو خارجا ، وا

.خارجا أن يجعمو في ثوبو تقدم عن حذيفة ، أن المصمي لو أن وقد ذكرنا فيما

يبصق خمفو ، وىذا إنما يكون بالتفات شديد بوجيو عن .القبمة

وقد روي ىذا الحديث مرفوعا من حديث يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ،

: ، قال ) عن طارق بن عبد اهلل المحاربي ، عن النبي تبزق عن يمنيك وال بين إذا كنت في الصبلة ، فبل) )

يديك ، ولكن خمفك أو تمقاء شمالك أو تحت قدمك ( ( .اليسرى

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو .والترمذي

.العمل عميو عند أىل العمم : وصححو ، وقال

الرخصة لممصمي أن يبزق : ) ) وبوب عميو النسائي ( ( .خمفو أو تمقاء شمالو

أنكر اإلمام أحمد ىذه المفظة في ىذا الحديث ، وىي وقد لم يقل ذلك وكيع وال عبد : ، وقال ( ( خمفك : ) ) قولو

.الرزاق ىي وىم من يحيى بن سعيد ، ولم : قال الدارقطني

يذكرىا جماعة من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحفاظ من أصحاب سفيان ، وكذلك رواه أصحاب ( ( .ابزق خمفك : ) ) ور عنو ، لم يقل أحد منيم منص

وروى سميمان بن حرب عن شعبة ، عن القاسم بن ميران ، عن أبي رافع ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

إذا كان أحدكم في صبلتو فبل يبزق عن يمينو : ) ) ، ) وال عن

يساره ، وال عن بين يديو ، ولكن تحت قدمو اليسرى ، ( ( .في ثوبو فإن لم يستطع ف

؛ فقد ( ( وال عن يساره : ) ) وأخطأ سميمان في قولو ولكن عن : ) ) رواه أصحاب شعبة ، عنو ، وقالوا

.ذكره ابن أبي حاتم : -( ( يساره تحت قدمو .كذلك ( ( صحيحو ) ) وقد خرجو مسمم في

في صبل تو ) واستدل ابن عبد البر بحديث تنخم النبي حوىا ال تبطل الصبلة إذا كانت عمى أن النحنحة ون

ألن لمتنخم صوتا كالتنحنح ، وربما كان : قال . لعذر .معو ضرب من النفخ عند القذف بالبصاق

: كتاب ) ) وقد أشار البخاري إلى ذلك في أواخر إن شاء -، ويأتي في موضعو -أيضا -( ( الصبلة

.اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

كفارة البزاق في المسجد: قال : ثنا قتادة : ثنا شعبة : حدثنا آدم -

) : رسول اهلل : قال : سمعت أنس بن مالك ، قال ( ( .البزاق في المسجد خطيئة ، وكفارتيا دفنيا ) ) ظاىرة يقتضي أنو معصية ، ( ( خطيئة : ) ) قولو

.وجعل كفارة ىذه المعصية دفنيا إن البزاق ال يجوز في : يستدل بو من يقول وىذا

المسجد مع دفنو ، كما ال يجوز الحد أن يعمل ذنبا .ويتبعو بما يكفره من الحسنات الماحية

، ) عن أبي ذر ، عن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي عرضت عمي أعمال أمتي ، حسنيا وسيئيا ، : ) ) قال

األذى يماط عن الطريق ، فوجدت في محاسن أعماليا ووجدت في مساوىء أعماليا النخامة تكون في المسجد

( ( .ال تدفن وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن حبان في

من حديث السائب بن خبلد ، أن رجبل ( ( صحيحة ) ) ينظر ، فقال رسول ) أم قوما فبزق في القبمة ورسول اهلل

، فأراد بعد ذلك ( ( لكم ال يصمي : ) ) حين فرغ ) اهلل ، ) أن يصمي ليم فمنعوه ، وأخبروه بقول رسول اهلل

وحسبت ( ( . نعم : ) ) ، فقال ) فذكر ذلك لرسول اهلل :أنو قال

( ( .إنك آذيت اهلل ورسولو ) ) وخرج أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في

، ) من حديث حذيفة ، عن النبي ( ( صحيحيما ) ) من تفل تجاه القبمة جاء يوم القيامة وتفمو بين : ) )قال

( ( .عينيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج ابن خزيمة وابن حبان من حديث ابن عمر ، عن :، قال ) النبي

يبعث صاحب النخامة في القبمة يوم القيامة وىي ) ) ( ( .في وجيو

النخامة كما إن المسجد لينزوي من: وقال أبو ىريرة .تنزوي الجمدة من النار

.خرجو وكيع وابن أبي شيبة وغيروىما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

دفن النخامة في المسجدأبنا عبد الرزاق ، عن : حدثنا إسحاق بن نصر -

سمع أبا ىريرة ، عن النبي : معمر ، عن ىمام بن منبو قام أحدكم إلى الصبلة فبل يبصق إذا: ) ) ، قال )

أمامو ؛ فإنما يناجي اهلل ما دام في مصبله ، وال عن يمينو ؛ فإن عن يمينو ممكا ، وليبصق عن يساره أو

( ( .تحت قدمو ، فيدفنيا

دفن النخامة في المسجد مأمور بو ، وىو كفارة ليا كما يو في الحديث قبمو ، وقد ورد األمر بالحفر ليا واألبعاد ف

من حديث عبد ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) ، كما في ، ) الرحمن بن أبي حدرد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

إذا بزق أحدكم في المسجد فميحفر فميبعد ، : ) ) قال ( ( .فإن يفعل فميبزق في ثوبو

وقد ورد تعميل ذلك بخشية إصابتيا لممصمين ، ففي اص ، أن رسول اهلل عن سعد ابن أبي وق( ( المسند ) ) إذا تنخم أحدكم في المسجد فميبعدىا ، ال : ) ) قال )

( ( .تصيب جمد مؤمن أو ثوبو فتؤذيو .ىو حسن اإلسناد : وقال عمي بن المديني

وىذا مما يدل عمى إن قرار المسجد وباطنو يجوز أن يجعل مدفنا لؤلقذار

.الطاىرة ي المسجد وقد كان بعض الصحابة والتابعين يتفمى ف

ويقتل القمل ويدفنو في المسجد ، روي ذلك عن معاذ .وأبي ىريرة وأبي إمامة وأبي العالية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو مما يستدل بو عمى طيارة دم القمل والبراغيث .ونحوىا

وحكى بعض أصحابنا في جواز دفنيا في المسجد بلف في طيارة دميا وجيين ، ولعميما مبنيان عمى الخ

.ونجاستو لقاؤىا فيو : ومذىب مالك .يكره قتميا في المسجد وا

وفي المسند بإسناد فيو بعض من ال يعرف ، أن رجبل وجد في ثوبو قممة ، فأخذىا ليطرحيا في المسجد ، فقال

ال تفعل ، ردىا في ثوبك حتى تخرج ) : ) ) رسول اهلل ( ( .من المسجد

رجل من األنصار ، أن رسول اهلل وبإسناد تخر عن إذا وجد أحدكم القممة فميصرىا ، وال يمقييا : ) ) قال )

( ( .في المسجد

.أنو مرسل : وقد قيل .وكذلك خرجو أبو داود في مراسيمو

نص عميو اإلمام : -مرسل -أيضا -والذي قبمو أحمد ، وذكر أن بعضيم

.واهلل أعمم . وصمو ، وأخطأ في وصمو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا بدره البصاق فميأخذ بطرف ثوبوثنا حميد : ثنا زىير : حدثنا مالك بن إسماعيل -

رأى نخامة في القبمة فحكيا ) ، عن أنس ، أن النبي لذلك وشدتو -أو رئي كراىية -بيده ، ورئي منو كراىية

إذا قام في صبلتو فإنما إن أحدكم : ) ) عميو ، فقال ، فبل يبزقن -أو إن ربو بينو وبين القبمة -يناجي ربو

، ثم أخذ ( ( في قبمتو ، ولكن عن يساره أو تحت قدمو

: قال . طرف ردائو فبزق فيو ، ورد بعضو عمى بعض ( ( .أو يفعل ىكذا ) )

ذكر حكم : ومقصوده بتخريج ىذا الحديث في ىذا الباب بقولو وفعمو ، ) ثوب خاصة ، وقد بينو البصاق في ال

كما سبق التنبيو عمى ذلك ، وأن فيو إشارة إلى أن تمويث الثوب لمحاجة إليو مما ينبغي التنزه عنو ، كما قد

.يأنف منو بعض أىل الكبر واألنفة والمصمي إن كان في المسجد فاألولى أن يبصق في

ليذىب ؛ ) ثوبو ويدلكو بعضو ببعض ، كما فعل النبي أثره ، وىو أولى من البصاق في المسجد مع تغييبو ؛

.لبلختبلف في جوازه ن كان خارج المسجد ، فقالت طائفة من أصحابنا : وا

األولى أن يبصق عن يساره ؛ لما فيو من صيانة الثوب .عن تمويثو بالمستقذرات

وخرج مسمم من حديث القاسم بن ميران ، عن أبي رافع ، أن ، عن أبي ىريرة

رأى نخامة في قبمة المسجد ، فاقبل عمى ) رسول اهلل

ما بال حدكم يقوم مستقبل ربو : ) ) الناس ، فقال فيتنخع أمامو ؟ أيحب أن يستقبل فيتنخع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في وجيو ، فإذا تنخع أحدكم فميتنخع عن يساره تحت : ووصف القاسم ( ( . ىكذا قدمو ، فإن لم يجد فيتفل

.فتفل في ثوبو ، ثم مسح بعضو عمى بعض كأني أنظر إلى رسول : قال أبو ىريرة : وفي رواية لو

.يرد ثوبو بعضو عمى بعض ) اهلل وىذا يستدل بو عمى أن البصاق عمى األرض حيث ر أمكن فيو أولى من البصاق في الثوب ؛ ألنو لم يأم

بو إال عند تعذر البصاق عن يساره ، وليس المراد أنو ال يجوز فعمو إال عند تعذر البصاق عمى األرض ، بل

المراد أنو ال حاجة إلى تمويث ثوبو بالبصاق مع القدرة .عمى االستغناء عنو

ن كنتم عمى سفر ولم تجدوا كاتبا : ) فيو كقولو تعالى وا فإن لم : ) ، وقولو [ : البقرة ) ] مقبوضة فرىان

، وقولو [ : البقرة ) ] يكونا رجمين فرجل وامرأتان فإن لم تعمموا آباءىم فإخوانكم في الدين : ) تعالى

[ . : األحزاب ) ] ومواليكم أنت أخونا : ) ) الحارثة لزيد بن) وقد قال النبي

.، مع أنو كان يعمم أباه ( ( وموالنا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

عظة اإلمام الناس في إتمام الصبلة ، وذكر القبمةأبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبداهلل بن يوسف -

الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل ىل ترون قبمتي ىاىنا ؟ فواهلل ما يخفى : ) ) ال ق)

عمي ركوعكم وال خشوعكم ؛ إني ألراكم من وراء

( ( .ظيري ثنا فميح بن سميمان ، : حدثنا يحيى بن صالح -

صمى : عن ىبلل بن عمي ، عن أنس بن مالك ، قال صبلة ، ثم رقي المنبر ، فقال في ) لنا رسول اهلل إني ألراكم من ورائي كما : ) ) -الركوع الصبلة وفي

( ( .أراكم أقيموا : ) ) قال ) وروى قتادة ، عن أنس ، أن النبي

وبما -( ( الركوع والسجود ، فواهلل إني ألراكم من بعدي ( ( .إذا ركعتم وسجدتم -من بعد ظيري : ) ) قال

( ( الخشوع في الصبلة : باب ) ) خرجو البخاري في .أتي من حديث شعبة كما سي

وخرجو مسمم من رواية شعبة وسعيد بن أبي عروبة ، .عن قتادة

وأظن أن البخاري عدل عنو ىاىنا إلى حديث فميح عن ىبلل ؛ ألن قتادة لم يصرح فيو بالسماع ، وقد أكثر

ىذا من تخريج حديث فميح ( ( كتابو ) ) البخاري في .بن سميمان عن ىبلل بن عمي

روى عنو مالك وغيره ، وقد . ن أبي ميمونة وىو ىبلل بأنو سمع أنسا ، ولم ( ( تاريخو ) ) ذكر البخاري في

أنو يروي عن أنس ( ( كتابو ) ) يذكر ابن أبي حاتم في ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.شيخ يكتب حديثو : وذكر أنو سأل أباه عنو ، فقال و ابن معين وأبو حاتم وأما فميح بن سميمان ، فقال في

-أيضا -ليس بالقوي ، وضعفو ابن معين : والنسائي وحكي عن أبي كامل المظفر بن . ال يحتج بو : ، وقال

مدرك أنو كان يتقي حديثو ، وضعفو أبو زرعة الرازي ، نقمو عنو البرذعي ، : -ىو واىي الحديث : وقال

جعفر نقمو عنو أبو -أيضا -وضعفو عمي بن المديني ( ( .سؤاالتو لو ) ) بن أبي شيبة في

ن لم وبكل حال ؛ فرواية شعبة عن قتادة عن أنس ، وا

يصرح بالسماع أقوى من رواية فميح عن ىبلل عن .واهلل أعمم . أنس

من حديث المختار بن فمفل ، -أيضا -وخرج مسمم صمى بنا: عن أنس ، قال

مينا بوجيو ، ذات يوم ، فمما قضى أقبل ع) رسول اهلل أييا الناس ، إني إمامكم ، فبل تسبقوني : ) ) فقال

بالركوع ، وال بالسجود ، وال بالقيام وال باالنصراف ؛ والذي : ) ) ثم قال ( ( . فإني أراكم أمامي ومن خمفي

نفس محمد بيده ، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قميبل اهلل ؟ وما رأيت يا رسول : قالوا ( ( . ولبكيتم كثيرا

( ( .رأيت الجنة والنار : ) ) قال حدثني : من طريق الوليد بن كثير -أيضا -وخرج

صمى : سعيد المقبري ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، قال يا فبلن إال تحسن : ) ) ثم انصرف ، فقال ) رسول اهلل

صبلتك ؟ أال ينظر المصمي إذا صمى كيف يصمي ، ألبصر من ورائي كما فإنما يصمي لنفسو ، إني واهلل

( ( .أبصر من بين يدي

دلت ىذه األحاديث عمى أن من رأى من يسيء صبلتو فإنو يأمره بإحسان صبلتو ويعظو ويبالغ في الوعظ ؛

فإن القموب تستجيب إلى الحق بالموعظة الحسنة ما ال تستجيب بالعنف ، ال سيما إذا عم بالموعظة ولم يخص

ن أحدا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

.خصمو فإنو يمين لو القول وعظيم وقل ليم في ) : ) وقد قال اهلل تعالى لنبيو

ادع إلى : ) وقال [ : النساء ) ] أنفسيم قوال بميغا : النحل ) ] سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

] . وفي بعض ىذه الروايات أنو خطب الناس عمى المنبر ، واتفقت األحاديث كميا عمى أنو أمر بإقامة الركوع ، وفي

والخشوع ، وفي : والسجود ، وفي بعضيا : بعضيا

أنو نياىم عن مسابقتو بالركوع والسجود : بعضيا واالنصراف من المسجد بعد إتمام صبلتو ، وىذا كما

أساء في صبلتو أن يعود إلى الصبلة أمر المصمي الذي ( ( .إنك لم تصل : ) ) ، وقال لو

مثل الذي يرى الرجل يسيء : قال ميمون بن ميران صبلتو فبل ينياه كمثل الذي يرى النائم تنيشو الحية ثم

.ال يوقظو .وعن يحيى بن أبي كثير نحوه

ورأى ابن عمر رجبل ال يتم ركوعو وسجوده ، فقال لو يا بن أخي ، تحسب انك صميت ؟ إنك لم : غ لما فر

.تصل ، فعد لصبلتك وكان المسور بن مخرمة وغيره من الصحابة إذا رأوا من

ال يعصى اهلل : ال يتم صبلتو أمروه باإلعادة ، ويقولون .ونحن ننظر ، ما استطعنا

كانوا إذا رأوا الرجل ال يحسن الصبلة : قال النخعي .عمموه

.خشى أن ال يسعيم إال ذلك أ: قال سفيان

ما من قوم فييم من يتياون بالصبلة وال : قال أبو خبلد يأخذون عمى يديو إال كان أول عقوبتيم إن ينقص من

.أرزاقيم ورأى اإلمام أحمد رجبل ال يتم ركوعو وال سجوده ،

يا ىذا ، أقم صمبك في الركوع والسجود ، وأحسن : فقال .صبلتك

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

الرجل يرى أىل المسجد يسيئون الصبلة ؟ : وقيل لو إنيم يكثرون ، وربما كان عامة : قيل لو . يأمرىم : قال

يقول ليم : قيل لو . يقول ليم : أىل المسجد ؟ قال : مرتين أو ثبلثا فبل ينتيون ، يتركيم بعد ذلك ؟ قال

.أو كممة نحوىا -أرجو أن يسمم ترى الرجل إذا رأي : قيل ألبي عبداهلل : حنبل وقال

الرجل ال يتم ركوعو وال سجوده ، وال يقيم صمبو ، ترى

إن كان يظن : إن يأمره باإلعادة أو يمسك عنو ؟ قال أنو يقبل منو أمره وقال لو ووعظو حتى يحسن صبلتو ؛

.فإن الصبلة من تمام الدين ، يخرج عمى ( ( إن كان يظن أنو يقبل منو: ) ) وقولو أنو ال يجب األمر بالمعروف إال لمن ظن أنو : قولو .يقبل

.والمشيور عنو خبلفو ، وانو يجب مطمقا مع القدرة قامة الصمب في ويجب األمر بإتمام الركوع والسجود وا

ن كان قد قال بعض الفقياء إن الصبلة : الصبلة ، وا لمسنن صحيحة بدونو ؛ ألن الخبلف إذا كان مخالفا

.الصحيحة فبل يكون عذرا مسقطا لؤلمر بالمعروف وأيضا ؛ فالخبلف إنما ىو في براءة الذمة منيا ، وقد

اجمعوا عمى إنيا صبلة ناقصة ، ومصمييا مسيء غير محسن ، وجميع النصوص المذكورة في ىذا الباب تدل

.عمى األمر لمن ال يتم الركوع والسجود بإتماميا ، عن ( ( سنن ابن ماجو ) ) و ( (المسند ) ) وفي

: ، قال -وكان أحد الوفد -عمي بن شيبان الحنفي

، فممح بمؤخر عينو إلى الرجل ال ) قدمنا عمى نبي اهلل يقيم صمبو في الركوع وال في السجود ، فمما قضى النبي

يا معشر المسممين ، ال صبلة : ) ) صبلتو قال ) ( ( .ال في السجود المرئ ال يقيم صمبو في الركوع و

ومتى كان المسيء في صبلتو جاىبل بما أساء فيو تعين الرفق في تعميمو ، كما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والذي بعثك بالحق ، ال : بالذي قال لو ) رفق النبي .أحسن غير ىذه الصبلة ، فعممني ، فعممو

السممي عن معاوية بن الحكم ( ( صحيح مسمم ) ) وفي إذ عطس رجل من ) بينا أنا أصمي مع النبي : ، قال

. فرماني القوم بأبصارىم . رحمك اهلل : القوم ، فقمت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعموا : فقمت

يضربون بأيدييم عمى أفخاذىم ، فمما رأيتيم يصمتونني

فأبي ىو -) ، لكني سكت ، فمما صمى رسول اهلل ما رأيت معمما قبمو وال بعده أحسن تعميما منو ، -وأمي

: ، فواهلل ما كرىني وال ضربني وال شتمني ، ثم قال إن ىذه الصبلة ال يصمح فييا شيء من كبلم الناس ) )

أو كما -( ( ، إنما ىو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن يا رسول اهلل ، إني حديث : قمت -) قال رسول اهلل وذكر بقية -، وقد جاء اهلل باإلسبلم عيد بجاىمية

.حديث فإن رأى من يفعل في صبلتو مكروىا ال يبطل الصبلة

.فأمره بتركو برفق كان حسنا رجل رأى رجبل مشمرا : قمت ألبي عبداهلل : قال األثرم

يستحب : كميو في الصبلة ، أترى عميو أن يأمره ؟ قال يس ىذا من لو إن يصمي غير كاف شعرا وال ثوبا ، ول

.المنكر الذي يغمظ ترك النيي عنو وصمى أحمد يوما خمف رجل ، فكان إذا سجد جمع ثوبو

وخفض -بيديو ، فمما فرغ قال أحمد لرجل إلى جانبو إذا قام أحدكم إلى الصبلة ) : ) ) قال النبي -صوتو

، ففطن اإلمام بذلك ، وعمم ( ( فبل يكف شعرا وال ثوبا .أنو أراده

الفضيل بن عياض رجبل يفقع أصابعو في صبلتو ورأى فزبره وانتيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا ىذا ، ينبغي لمن يقوم هلل عز وجل : فقال لو الرجل .صدقت : أن يكون ذليبل ، فبكى الفضيل ، وقال لو

: عن جابر بن سمرة ، قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي ي صفوفنا ، حتى كأنما يسوي بيا يسو ) كان رسول اهلل

القداح ، حتى رأى أن قد عقمنا عنو ، ثم خرج عمينا يوما ، فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجبل باديا صدره من

عباد اهلل ، لتسون صفوفكم أو : ) ) الصف ، فقال ( ( .ليخالفن اهلل بين وجوىكم

، وفي ( ( إني ألراكم من وراء ظيري ) : ) ) وقولو

من : ) ) ، وفي رواية ( ( من خمفي : ) ) اية رو فيو تحذير ليم : -من خمفي : والمراد بو -( ( بعدي

من التقصير في الصبلة وراءه ، فإنيم لو كانوا بين يديو لم يقصروا في الصبلة فكذا ينبغي أن يصموا من خمفو ؛

.فإنو يراىم وفيو تنبيو عمى إن من كان يحسن صبلتو لعممو بنظر مخموق إليو فإنو ينبغي أن يحسنيا لعممو بنظر اهلل إليو ؛ فإن المصمي يناجي ربو ، وىو قريب منو ومطمع عمى

.سره وعبلنيتو اإلشارة إلى : وقد روي حديث أبي ىريرة بمفظ أخر ، فيو

حدثني سعيد : ىذا المعنى من رواية ابن إسحاق ا المقبري ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، قال صمى بن

، فمما انصرف من صبلتو رأى رجبل كان ) رسول اهلل أي فبلن ، أال تتقي اهلل : ) ) في أخر الصفوف ، فقال

عز وجل في صبلتك ، فبل تتم ركوعك وسجودك ، أال نما يصمي لنفسو ، ينظر المصمي منكم كيف يصمي ؟ وا

نما يناجي ربو عز وجل ، ال تظنون إني ال أراكم ، وا

من خمفي منكم كما أرى من بين واهلل إني ألرى ( ( .يدي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نما : ) ) فقولو أال ينظر المصمي منكم كيف يصمي ، وا

، يشير إلى أن نفع صبلتو يعود إلى ( ( يصمي لنفسو من عمل صالحا فمنفسو ومن : ) نفسو ، كما قال تعالى

، فمن عمم أنو يعمل [ : فصمت ) ] ا أساء فعميي لنفسو وانو مبلق عممو ، ثم قصر في عممو وأساء كان

.مسيئا في حق نفسو ، غير ناظر ليا وال ناصح نما يناجي ربو : ) ) وقولو ، إشارة إلى أنو ينبغي ( ( وا

إلى أنو ينبغي لو أن يستحي من نظر اهلل إليو ، طبلعو عميو وقربو منو ، وىو قائم بين يديو يناجيو ، وا

فمو استشعر ىذا ألحسن صبلتو غاية اإلحسان ، وأتقنيا اعبد اهلل كأنك ) : ) ) غاية اإلتقان ، كما قال

( ( .تراه وما تكون في ) : ) وفي القرآن اإلشارة إلى ىذا بقولو

إال كنا شأن وما تتمو منو من قرآن وال تعممون من عمل .اآلية [ : يونس ) ] عميكم شيودا إذ تفيضون فيو

ال تظنون أني ال أراكم ، واهلل إني ألرى ) : ) ) وقولو ، توبيخ لمن قصر في صبلتو حيث ( ( من خمفي منكم

.يظن أن مخموقا ال يراه ، ثم يحسنيا إذا ظن أنو يراه اتق اهلل أن يكون أىون : ن ومن ىنا قال بعض العارفي

.الناظرين أليك وروى إبراىيم اليجري ، عن أبي األحوص ، عن عبداهلل

من أحسن الصبلة : ) ) ، قال ) بن مسعود ، عن النبي حيث يراه الناس ، وأساءىا حيث يخمو فذلك استيانة

) ( ( .استيان بيا ربو .وروي موقوفا

أبي الزناد ، عن وروي بقية ، عن ورقاء بن عمر ، عنإذا صمى : ) ) -مرفوعا -األعرج ، عن أبي ىريرة

العبد في العبلنية فأحسن ، وصمى في السر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ىذا عبدي حقا : فأحسن قال اهلل .لعل بقية دلسو عن ضعيف

إني ألرى من خمفي كما أرى من بين : ) ) وقولو خصو اهلل بيا ، فكان ) فضيمة لمنبي ، ىو( ( يدي

ينظر ببصيرتو كما ينظر ببصره ، فيرى من خمفو كما .يرى من بين يديو

وقد فسره اإلمام أحمد بذلك في رواية ابن ىانئ ، وتأول :عميو قولو تعالى

[ . : الشعراء ) ] وتقمبك في الساجدين ) الذي : ) د في قولو كما روى ابن أبي نجيج ، عن مجاى

: الشعراء ) ] وتقمبك في الساجدين ) يراك حين تقوم كان يرى أصحابو في ) ، أن النبي [ ،

.صبلتو من خمفو ، كما يرى من بين يديو

إن اهلل تعالى يرى نبيو : وتأويل اآلية عمى ىذا القول ب نظره إلى حين يقوم إلى صبلتو ، ويرى تقم)

.الساجدين معو في صبلتو إني ) : ) ) قول النبي : قمت ألحمد : وقال األثرم

كان يرى من خمفو : ؟ قال ( ( ألراكم من وراء ظيري ىو : إن إنسانا قال لي : قمت . كما يرى من بين يديو

نما كان يراىم كما ينظر اإلمام في ذلك مثل غيره ، وا .لك إنكارا شديدا عن يمينو وشمالو ، فأنكر ذ

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

مسجد بني فبلن: ىل يقال من ىنا في ذكر المساجد -رحمو اهلل -ابتدأ البخاري

أنو يجوز نسبة : وأحكاميا ، فأول ما ذكره من ذلك المساجد إلى القبائل ؛ لعمارتيم إياىا ، أو مجاورتيم

.ليا : بعض المتقدمين ، وتعمق بقولو تعالى وقد كره ذلك

: الجن ) ] وأن المساجد لمو فبل تدعو مع المو أحدا ) . ]

أن اآلية لم يرد بيا ذلك ، وأنيا نزلت في : والصحيح النيي عن أن يشرك باهلل في المساجد في عبادتو غيره ،

.يم كما يفعل أىل الكتاب في كنائسيم وبيعإن المراد بالمساجد األرض كميا ؛ فإنيا ليذه : وقيل

األمة مساجد وىي كميا .هلل ، فنيى اهلل أن يسجد عمييا لغيره

إن المراد بالمساجد أعضاء السجود نفسيا ، وىي : وقيل هلل ؛ فإنو ىو خمقيا وجمعيا وألفيا ، فمن شكره عمى ىذه

.النعمة أن ال يسجد بيا لغيره وأن المساجد لمو فبل تدعو : ) إن قولو تعالى : وقد قيل

عمى أنو -أيضا -يدل [ : الجن ) ] مع المو أحدا ال يجوز إضافة المساجد إلى مخموق إضافة ممك

.واختصاص

أنو ال : وأخذ بعض أصحابنا من ذلك كالوزير ابن ىبيرة طوائف يجوز نسبة شيء من المساجد إلى بعض

ىذه المساجد : المسممين لبلختصاص بيا ، فيقال لمطائفة الفبلنية ، وىذه لمطائفة األخرى ، فإنيا مشتركة

.بين المسممين عموما وذكر بعض المتأخرين من أصحابنا في صحة اشتراط

.ذلك في وقفيا وجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

و بو فميس بداخل في وأما إضافة المسجد إلى ما يعرفيضيف مسجده إلى نفسو ، ) ذلك ، وقد كان النبي

، ويضيف مسجد قباء إليو ( ( مسجدي ىذا : ) ) فيقول ، ويضيف مسجد بيت المقدس إلى إيمياء ، وكل ىذه

إضافات لممساجد إلى غير اهلل لتعريف أسمائيا ، وىذا .واهلل أعمم . غير داخل في النيي

: -مو اهلل رح -قال البخاري أبنا مالك ، عن نافع ، : ثنا عبداهلل بن يوسف -

عن عبداهلل بن عمر ، أنسابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء ) رسول اهلل

، وأمدىا ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، وأن عبداهلل بن عمر

.كان ممن سابق بيا أن فيو : و االستدالل من ىذا الحديث عمى ما بوبو وج

ن كان من قول إضافة المسجد إلى بني زريق ، وىذا وا عبداهلل بن عمر ليس مرفوعا ، إال أن تعريف المسجد

بذلك يدل عمى اشتياره بيذه اإلضافة في زمن المسابقة بين المسممين شيء إال ) ، ولم يشتير في زمن النبي

ألنو لو كان محضورا لما أقر عميو ، وىو غير ممتنع ؛يغير أسماء كثيرة ) خصوصا األسماء ؛ فقد كان النبي

يكرىيا من أسماء األماكن واآلدميين ، ولم يغير ىذا .االسم لممسجد ، فدل عمى جوازه

يجوز أن اشتيار المسجد بيذا االسم : ولقائل أن يقول

ي الحديث بالكمية ، فبل يبقى ف) لم يكن في عيد النبي دخل : داللة ، وىذا كما قال أنس في حديث االستسقاء

يخطب ، ) رجل المسجد من نحو دار القضاء ، والنبي إنما عرفت تمك الدار بيذا االسم بعد النبي : وقد قالوا

.بزمن ) صبلة ) : ) ) االستدالل بقول النبي : وأحسن من ىذا

- ( (في مسجدي ىذا خير من ألف صبلة في سواه ؛ فإن -وقد خرجو البخاري في مواضع أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بإضافة المسجد إلى نفسو ، ) ىذا تصريح من النبي وىو إضافة لممسجد إلى غير اهلل في التسمية ، فدل واهلل . عمى جواز إضافة المساجد إلى من بناىا وعمرىا

.أعمم لفاضو المختمفة وتفسير وسائر ما يتعمق بالحديث من أ

غريبيا ، وما فيو من أحكام المسابقة ليس ىذا موضعيا .إن شاء اهلل تعالى -، ولو موضع أخر يأتي فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

القسمة وتعميق القنو في المسجد. قنوان : واإلثنان . العذق : القنو : قال أبو عبد اهلل

.صنو وصنوان : قنوان ، مثل : عة والجماأن المسجد يجوز أن يوضع فيو : المقصود بيذا الباب

أموال الفيء وخمس الغنيمة وأموال الصدقة ونحوىا من .أموال اهلل التي تقسم بين مستحقييا

.وقد ذكر القنو في تبويبو وفسره ولم يخرج حديثو ي وحديثو قد خرجو الترمذي من طريق السدي ، عن أب

وال تيمموا : ) مالك ، عن البراء ، في قولو تعالى نزلت : ، قال [ : البقرة ) ] الخبيث منو تنفقون

فينا معشر األنصار ، كنا أصحاب نخل ، فكان الرجل يأتي من نخمو عمى قدر كثرتو ، وقمتو ، وكان الرجل

كان أىل يأتي بالقنو والقنوين ، فيعمقو في المسجد ، و الصفة ليس ليم طعام ، فكان أحدىم إذا جاع أتى القنو

، فضربو بعصاه ، فسقط من البسر والتمر فيأكل ، وكان ناس ممن ال يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو

فيو الشيص والحشف ، وبالقنو قد انكسرمن يا أييا الذين آمنوا أنفقوا) فيعمقو ، فأنزل اهلل تعالى

ا أخرجنا لكم من األرض وال تيمموا طيبات ما كسبتم ومم [ . : البقرة ) ] الخبيث منو تنفقون

عن السدي عن عدي : وخرجو ابن ماجو ، إال أن عنده .بن ثابت ، عن البراء

.صحيح : وحسنو الترمذي وغربو ، وفي بعض نسخو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" غريب ، صحيح عمى شرط : وخرجو الحاكم ، وقال

.مسمم يشير إلى أنو خرج لمسدي ، إال أن السدي كان ينكر

عميو جمعو األسانيد المتعددة في التفسير لمحديث .الواحد

من حديث ابن ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في .د من كل حائط بقناء أمر لممسج) عمر ، أن النبي

من كل جداد ) أمر رسول اهلل : ومن حديث جابر ، قال عشرة أوسق من التمر بعذق يعمق في المسجد

.لممساكين خرج عمينا رسول : ومن حديث عوف بن مالك ، قال

وفي يده عصى وأقناء معمقة في المسجد ، قنو ) اهلل : منيا حشف ، فطعن بالعصى في ذلك القنو ، ثم قال

لو شاء رب ىذه الصدقة لتصدق بأطيب منيا ، إن ) ) ( ( .صاحب ىذه الصدقة ليأكل الحشف يوم القيامة

.ىو العذق : وقد فسر البخاري القنو ، فقال

عذق النخمة الذي يكون فيو الرطب ، وىو واحد : يعني -قنوان -بكسر النون ، وجمعو -قنوان : ، وتثنيتو

ومن النخل من طمعيا قنوان : ) لى بالتنوين ؛ قال تعا [ . : األنعام ) ] دانية

ا لو نظير : وشبيو بصنو وصنوان ، فالصنو الواحد ممصنوان ، : يخرج معو من أصمو من النخل ، وتثنيتو

وزرع ونخيل صنوان : ) قال تعالى . صنوان : وجمعو [ . : الرعد ) ] وان وغير صن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .عم الرجل صنو أبيو ) : ) ) ومنو قول النبي ما خرجو البخاري في : وما ينبغي إدخالو في ىذا الباب

: من رواية معن بن يزيد السممي ، قال ( ( الزكاة ) ) كان أبي أخرج دنانير يتصدق بيا ، فوضعيا عند رجل

واهلل ، : في المسجد ، فجئت فأخذتيا فأتيتو بيا ، فقال

ما إياك أردت ، فخاصمتو إلىلك ما نويت يا زيد ولك ما : ) ) ، فقال ) رسول اهلل

( ( .أخذت يا معن التصدق في المسجد عمى السائل ، وىو : ويتصل بيذا

جائز ، وقد كان اإلمام أحمد يفعمو ، ونص عمى جوازه ، ن كان ا .لسؤال في المسجد مكروىا وا

السؤال في : باب ( ( : ) ) سننو ) ) وقال أبو داود في ، ثم خرج من طريق مبارك بن فضالة ، ( ( المسجد

عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ، عن ) : قال رسول اهلل : عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال

: قال أبو بكر ( ( أفيكم من أطعم اليوم مسكينا ؟ ) ) ز دخمت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل ، فوجدت كسرة خب

.في يد عبد الرحمن ، فأخذتيا فدفعتيا إليو ومنع منو أصحاب أبي حنيفة ، وغمظوا فيو حتى قال

لو كنت قاضيا لم أجز شيادة من : خمف بن أيوب منيم .تصدق عمى سائل في المسجد

ومنيم من رخص فيو إذا كان السائل مضطرا ، ولم

.يحصل بسؤالو في المسجد ضرر السؤال والتصدق في المساجد يكره: وألصحابنا وجو

.مطمقا عن جرير البجمي ، أن قوما ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

)جاءوا إلى النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الظير ، ثم ) ، فصمى النبي -الحاجة : أي -فييم

خطب فحث عمى الصدقة ، فجاء رجل بصرة من فضة الناس حتى رأيت كادت كفو تعجز عنيا ، ثم تتابع

.كومين من طعام وثياب أبي داود والنسائي ( ( سنن ) ) و ( ( المسند ) ) وفي

، عن أبي سعيد ، أن رجبل دخل المسجد في ىيئة رثة عمى ) يخطب يوم الجمعة ، فحث النبي ) والنبي

.وذكر الحديث -الصدقة ، فألقى الناس ثيابا

ا ، عمقو ىا ىنا خرج البخاري في ىذا الباب حديثا واحد: كتاب ) ) من أواخر ( ( قسم الفيء : أبواب ) ) وفي

فكاك : باب ) ) ، وعمق بعضو في ( ( السير ( ( .األسير

:فقال ىاىنا عن : -ابن طيمان : يعني -وقال إبراىيم -

أتي النبي : عبد العزيز بن صييب ، عن أنس ، قال ( ( ثروه في المسجد ان: ) ) بمال من البحرين ، فقال ) ، فخرج رسول -) وكان أكثر مال أتي بو رسول اهلل -

إلى الصبلة ، ولم يمتفت إليو ، فمما قضى الصبلة ) اهلل جاء فجمس إليو ، فما كان يرى أحدا إال أعطاه ، إذ

يا رسول اهلل ، أعطني ؛ فإني : جاءه العباس ، فقال ) : اهلل فقال لو رسول. فاديت نفسي وفاديت عقيبل

، فحثا في ثوبو ، ثم ذىب يقمو فمم يستطع ، ( ( خذ ) ) : قال . يا رسول اهلل ، مر بعضيم يرفعو إلي : فقال : قال . فارفعو أنت عمي : قال ( ( . ال ) ) يا : فقال . فنثر منو ، ثم ذىب يقمو : قال ( ( . ال ) )

: قال . رسول اهلل ، مر بعضيم يرفعو عمي : قال . فارفعو أنت عمي : قال . ( (ال ) ) فنثر منو ، ثم احتممو ، فألقاه عمى كاىمو ، ( ( . ال ) )

يتبعو بصره حتى خفي ) ثم انطمق ، فما زال رسول اهلل وثم منيا ) فما قام رسول اهلل . عمينا ؛ عجبا من حرصو

.درىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل البحرين ، وىم مجوس ىذا المال كان من جزية أىجر ، وكان قد قدم بو أبو عبيدة بن الجراح ، وقد خرج

حديثو البخاري في موضع آخر من حديث عمرو بن .عوف األنصاري لم يكن لو بيت ) دليل عمى أن النبي : وفي ىذا الحديث

مال يضع فيو أموال الفيء ، إنما كان يضعو في .المسجد ويقسمو من يومو وال يحبسو

دليل عمى أن مال الفيء ال يخمس ؛ فإنو لم : وفيو نما ذكر أنو ما كان يرى يذكر فيو أنو أخرج خمسو ، وا

.أحدا إال أعطاه دليل عمى أن مال الفيء مما يعطى منو الغني : وفيو

والفقير ؛ ألن العباس كان من أغنى قريش وأكثرىم ماال اداة نفسو ، ولكنو أدعى المغرم وقد عرف سببو ، وىو مف

، ومفاداة عقيل ابن عمو ، وكانا وقعا في أسارى بدر ، .ففدى العباس نفسو وعقيبل

بألف : وقيل . إنو فدى بثمانين أوقية ذىب : قيل .دينار ن كثرت ؛ فإنو لما ) بيان احتقار النبي : وفيو لمدنيا وا

.خرج إلى الصبلة ومر بالمال لم يمتفت إليو ل ، أن ذلك المال كان بعثو وقد روى حميد بن ىبل

.العبلء بن الحضرمي من البحرين ، وكان ثمانين ألفا التعجب من حرص الحريص عمى المال : وفيو

.والمستكثر منو

لو كان البن آدم واديان من ) : ) ) قولو : ويصدق ىذا مال البتغى إلييما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ابن آدم إال التراب ثالثا ، وال يمؤل جوف .ما بين كتفيو : وكاىل اإلنسان عظيما جسيما شديد القوة ، فالظاىر ) وقد كان العباس

، فدل عمى ) أنو حمل ماال كثيرا ، ولم يمنعو النبي .جواز قسمة الفيء بين أىمو عمى غير التسوية

لم يكن يومئذ عدد : وفي حديث حميد بن ىبلل ، قال .ما كان إال قبضا وال وزن ،

جواز قسمة مال الفيء في المسجد ووضعو فيو ، : وفيو وىو مقصود البخاري بتخريج ىذا الحديث في ىذا

.الباب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من دعي لطعام في المسجد ومن أجاب فيوأنا مالك ، عن : حدثنا عبداهلل بن يوسف -

: اهلل بن أبي طمحة ، سمع أنسا ، قال إسحاق بن عبدفي المسجد معو ناس ، فقمت ، فقال ) وجدت النبي

: قال . نعم : قمت ( ( آرسمك أبو طمحة ؟ : ) ) لي : فقال لمن حولو . نعم : قمت ( ( لطعام ؟ ) ) .، فانطمق وانطمقت بين أيدييم ( ( قوموا ) )

عجزة النبي ىذا مختصر من حديث طويل فيو ذكر مفي تكثيره لمطعام القميل حتى شبع منو سبعون أو )

.ثمانون رجبل وقد خرج البخاري في موضع آخر من حديث أبي ىريرة

بيتو فوجد لبنا ) أنو دخل مع النبي : حديثا طويبل ، فيو وذكر -في قدح ، فأمره أن يدعو لو أىل الصفة

.الحديث بطولو

، فكانوا يأوون إلييا والصفة كانت في مؤخر المسجد .ويقيمون بيا

فدلت ىذه األحاديث كميا عمى جواز أن يدعى من في .المسجد إلى الطعام ، ويجيب إلى الدعوة إذا دعي فيو

.وقد ورد الرخصة في األكل في المسجد األكل : باب ( ( : ) ) كتابو ) ) وقد بوب ابن ماجو في

: بن وىب من رواية ا: وخرج فيو ( ( في المسجد حدثني سميمان بن زياد : أخبرني عمرو بن الحارث

الحضرمي ، أنو سمع عبداهلل بن الحارث بن جزء كنا نأكل عمى: الزبيدي يقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.في المسجد الخبز والمحم ) عيد رسول اهلل وقال أبو . وىذا إسناد جيد ؛ وسميمان وثقة ابن معين

.صالح الحديث : م حات

وخرج اإلمام أحمد وابن ماجة والترمذي في من رواية ابن لييعة ، عن سممان بن ( ( الشمائل ) )

أكمنا مع : زياد ، عن عبد اهلل بن الحارث بن جزء ، قال .طعاما في المسجد ، لحما قد شوي ) رسول اهلل

ثنا مسمم ، : ثنا ىارون بن معروف : وروى اإلمام أحمد عبد اهلل بن الحارث بن جزء ، قال كنا يوما عند عن

.في الصفة ، فوضع لنا طعام فأكمنا ) رسول اهلل ثنا عبد اهلل بن نافع ، عن : عن وكيع -أيضا -وروى

أتي بفضيخ في ) أبيو ، عن ابن عمر ، أن النبي .مسجد الفضيخ ، فشربو ، فمذلك سمي

.عبد اهلل بن نافع ، ضعفوه في جواز األكل في المسجد وكراىتو ، فأجازه وقد اختمف

طائفة من أصحابنا وغيرىم ؛ ليذا الحديث ؛ والن في اعتكافو أنو كان يفطر في ) الظاىر من حال النبي

كان ال يدخل البيت إال : المسجد ؛ فإن عائشة قالت أن ذلك داخل في حاجة : لحاجة اإلنسان ، إال أن يقال

.اإلنسان

أنيم كانوا يأكمون في المسجد : اىر من أىل الصفة والظ، وقد سبق حديث البراء بن عازب أنيم كانوا إذا جاعوا

.ضربوا القنو المعمق في المسجد لمصدقة فأكموا منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذىب طائفة إلى كراىتو ؛ ألنو دناءة ، وحكي عن .الشافعي ، وىو وجو ألصحابنا

ومن قال بيذا أجاز لممعتكف أن يدخل بيتو لؤلكل ، كما .يدخل لقضاء حاجتو

إنما ىي : ) ) في المساجد ) قول النبي : ويعضد ىذا ( ( .لذكر اهلل والصبلة وقراءة القرآن

.خرجو مسمم ( ( .الوضوء : أبواب ) ) وقد تقدم في أواخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

القضاء والمعان في المسجد بين الرجال والنساءابنا : ثنا عبد الرزاق : حدثنا يحيى بن موسى -

أخبرني ابن شياب ، عن سيل بن سعد ، : ابن جريج يا رسول اهلل ، أرأيت رجبل وجد مع : أن رجبل قال

.امرأتو رجبل أيقتمو ؟ فتبلعنا في المسجد وأنا شاىد .ث سيل في قصة المتبلعنين ىذا مختصر من حدي

فتبلعنا في : ) ) وكان غرض البخاري منو قول سيل ىو الذي ال عن ) ، وكان النبي ( ( المسجد وأنا شاىد

بينيما ، فدل ذلك عمى جواز الحكم في المسجد حكم عمييما ) والتبلعن فيو بين الزوجين ؛ فإنو

.بالتبلعن والعن بينيما ماء في جواز المبلعنة في وال خبلف نعممو بين العم

نما اختمفوا ىل : المساجد بين الزوجين المسممين ، وا :ذلك مستحب أو واجب أو مباح

فأوجبو الشافعي في قول لو ، واستحبو في قولو اآلخر ، ىو جائز غير : وأكثر أصحابنا ، ومنيم من قال

.مستحب ال يختمفون أن المعان ال يكون إال: وقال ابن عبد البر

.العن في مسجده ) في المسجد الجامع ؛ الن النبي وأما القضاء في المسجد ، فقد بوب البخاري عميو في

، ( ( األحكام : كتاب ) ) في ( ( صحيحو ) ) آخر ( ( . من قضى والعن في المسجد : باب : ) ) فقال

وقضى مروان عمى زيد ) . والعن عمر عند منبر النبي وقضى شريح والشعبي . لمنبر بن ثابت باليمن عند ا

وكان الحسن وزرارة بن . ويحيى بن يعمر في المسجد .أوفى يقضيان في الرحبة خارج المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ثم خرج حديث سيل في المعان

من حكم في المسجد حتى إذا أتى : باب : ) ) ثم قال وقال ( ( . عمى حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام

ويذكر عن عمي . أخرجاه من المسجد فاضرباه : عمر .نحوه

أتى رجل : ثم خرج فيو من حديث أبي ىريرة ، قال يا رسول : وىو في المسجد ، فناداه ، فقال ) رسول اهلل

اهلل ، إني زنيت ، فأعرض عنو ، فمما شيد عمى نفسو : قال . ال : قال ( ( ابك جنون ؟ : ) ) أربعا قال

.وذكر الحديث -( ( اذىبوا بو فارجموه ) ) شريح ، : وذكر غيره ممن كان يقضي في المسجد

والحسن ، والشعبي ، ومحارب بن دثار ، ويحيى بن يعمر ، وابن أبي ليمى ، وبو قال أبو حنيفة ومالك واحمد

سحاق .وا .لم يزل الناس يقضون في المساجد : قال أحمد .ر الناس القديم ىو من أم: وقال مالك

.وكرىو الشافعي وحكي عن عمر بن عبد العزيز ، ورواية عن أبي

.حنيفة ال باس أن يقضي القاضي في : وقال سفيان الثوري

المسجد ؛ كان شريح والقضاة يفعمون ذلك ، وكان عمر .بن عبد العزيز كتب أن ال يقضي القاضي في المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان الشعبي يقضي بين أىل الذمة والنساء إذا لم .يصمين عمى باب داره

وأما إقامة الحد في المسجد ، ففي النيي عنو حديث .خرجو الترمذي ، وفي إسناده مقال

وىو قول الجميور ، وكان ابن أبي ليمى يقيم حد الجمد في المسجد

وال ال باس في المسجد بخفيف األدب ، : ومذىب مالك نقمو صاحب : -باس بضرب الخصم فيو إذا تبين لدده

( ( .تيذيب المدونة ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا دخل بيتا يصمي حيث شاء أو حيث أمر ؟ وال يتجسس

ثنا إبراىيم بن سعد ، : ثنا عبد اهلل بن مسممة - عن عتبان بن عن ابن شياب ، عن محمود بن الربيع ،

أين تحب : ) ) أتاه في منزلو ، فقال ) مالك ، أن النبي فأشرت لو إلى : قال ( ( . أن اصمي لك من بيتك ؟

.، وصففنا خمفو ، فصمى ركعتين ) مكان ، فكبر النبي ىذا مختصر من حديث طويل قد خرجو بتمامو في

.الباب الذي بعد ىذا ىل : لى بيت غيره أن الداخل إ: ومعنى تبويبو ىاىنا يصمي حيث شاء من

البيت ، أم حيث أمر ؟ وسقط حرف االستفيام من

.الكبلم واستدل بيذا الحديث عمى أنو يصمي حيث أمر ال حيث

.شاء وفي ىذا نظر ؛ حيث شكا إليو أنو ال يقدر عمى حضور مسجد الجماعة ، وفي مثل ىذه الحادثة ينبغي أن يرجع

في مكان الصبلة ؛ ألنو أعمم إلى اختيار صاحب البيتبما يصمح من بيتو التخاذه مسجدا ، والحق لو في

.ذلك وأما من دخل إلى بيت غيره عمى ىذا الوجو ، وأراد

لصبلة فيو فبل يتوقف عمى أمر صاحب البيت ، كما : بأنس وأمو ولم يستاذنيما ، بل قال ليم ) صمى النبي

.بق وقد س( ( . قوموا ، فؤلصمي لكم ) ) ولعل البخاري الحق الصبلة في بيت غيره إذا دخل إليو بالجموس فيو ؛ فإنو إذا أمر بالجموس في مكان معين

منو فبل ينبغي لو الجموس في غيره ، لكن ذاك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بعد األمر ، فإن لم يوجد أمر فمو الجموس حيث شاء مت فاجمس حيث يأمرك إذا دخ: قال سفيان الثوري

صاحب الدار ؛ فإن صاحب الدار اعرف بعورة داره ؛ ) .بمغنا ذلك عن النبي

ومتى كان في البيت مسجد لمصبلة فيو فالداخل إذا أراد .الصبلة يصمي فيو بغير استئذان

: عن جابر ، قال ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي : دي ، فقال يا رسول اهلل ، أن أبي ترك دينا لييو : قمت وذلك في زمن ( ( . سنأتيك يوم السبت إن شاء اهلل ) )

الثمر مع استجداد النخل ، فمما كان صبيحة يوم السبت ، فمما دخل عمي في مالي دنى إلى ) جاءني رسول اهلل

الربيع فتوضأ منو ، ثم قال إلى المسجد فصمى ركعتين ، شعر بجادا من : ثم دنوت بو إلى خيمة لي فبسطت لو

وطرحت خدية من قتب من شعر حشوىا ليف ، فاتكا رضي -عمييا ، فمم البث إال قميبل حتى طمع أبو بكر

، ) ، فكأنو نظر إلى ما عمل النبي اهلل -اهلل عنو فتوضأ وصمى ركعتين ، فمم البث إال قميبل حتى جاء

، فتوضأ وصمى ركعتين كأنو نظر إلى صاحبيو ) عمر بكر عند رأسو ، وعمر عند رجميو ، فدخبل ، فجمس أبو

.وذكر الحديث -

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المساجد في البيوت .وصمى البراء بن عازب في مسجد في داره في جماعة

مساجد البيوت ، ىي أماكن الصبلة منيا ، وقد كان من عادة السمف أن يتخذوا في بيوتيم أماكن معدة لمصبلة

.فييا أن النبي ( ( الحيض : كتاب ) ) وقد قدمنا في آخر

كان يصمي في مسجد بيت ميمونة ، وىي مضطجعة )

.إلى جانبو ، وىي حائض وروى جعفر بن برقان ، عن شداد مولى عياض بن

يؤذنو بالصبلة ) عامر ، عن ببلل ، أنو جاء إلى النبي .، فوجده يتسحر في مسجد بيتو

.مد خرجو اإلمام أحعن : ابنا سفيان : ابنا قبيصة : وروى محمد بن سعد

أول من اتخذ مسجدا في بيتو يصمي فيو : أبيو ، قال .عمار بن ياسر

عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن : وبإسناد أول من بنى مسجدا يصمي فيو عمار : مسعود ، قال

.بن ياسر م المساجد وىذه المساجد ال يثبت ليا شيء من أحكا

المسبمة ، فبل يجب صيانتيا عن نجاسة وال جنابة وال .ىذا مذىب أصحابنا وأكثر الفقياء . حيض

نقمو : -ومنع إسحاق من جموس الجنب فييا والحائض .عنو حرب

وأجاز االعتكاف فييا لممرآة خاصة طائفة من فقياء :الكوفيين ، منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.النخعي والثوري وأبو حنيفة أن المرأة ال يصح اعتكافيا في غير : وعنو وعن الثوري

.مسجد بيتيا .وقول األكثرين أصح

وقد روي عن ابن عباس ، أنو سئل عن اعتكاف المرأة بدعة ، وأبغض األعمال إلى : في مسجد بيتيا ؟ فقال

.ة اهلل البدع ، ال اعتكاف إال في مسجد تقام فيو الصبل .خرجو حرب الكرماني

وروى عمرو بن دينار ، عن جابر ، أنو سئل عن امرأة ال : جعمت عمييا أن تعتكف في مسجد بيتيا ؟ قال

وأنتم : ) يصمح ، لتعتكف في مسجد ؛ كما قال اهلل

[ . : القرة ) ] عاكفون في المساجد .خرجو األثرم

ابر بن عبد اهلل الصحابي ، وجابر ىذا يحتمل أنو ج .ويحتمل أنو جابر بن زيد أبو الشعثاء التابعي

واعتكف أبو األحوص صاحب ابن مسعود في مسجد .بيتو

.ورخص فيو الشعبي وىؤالء جعموا مساجد البيوت حكميا حكم المساجد في

االعتكاف ، ولو كان ىذا صحيحا العتكف أزواج النبي نم) ا كن يعتكفن في مسجد النبي في مساجد بيوتين ، وا . (

وأما إقامة الجماعة لمصموات في مساجد البيوت فبل نما حكم يحصل بيا فضيمة الصبلة في المساجد ، وا .ذلك حكم من صمى في بيتو جماعة وترك المسجد

فالقوم نحو العشرة يكونون في : قمت ألحمد : قال حرب الدار ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يخرجون إلى : فيجتمعون وعمى باب الدار مسجد ؟ قال إال أن : المسجد ، وال يصمون في الدار ، وكأنو قال

.انتيى . يكون في الدار مسجد يؤذن فيو ويقام ومتى كان المسجد يؤذن فيو ويقام ويجتمع فيو الناس عموما ، فقد صار مسجدا مسببل ، وخرج عن ممك

أحمد ، وعامة العمماء ، ولو لم صاحبو بذلك عند اإلمام .ينو جعمو مسجدا مؤبدا

ونقل أبو طالب عن أحمد فيمن بنى مسجدا من داره ، أذن فيو وصمى مع الناس ، ونيتو حين بناه وأخرجو أن

: يصمي فيو ، فإذا مات رد إلى الميراث ؟ فقال أحمد إذا أذن فيو ودعا الناس إلى الصبلة فبل يرجع بشيء ،

.يس بشيء ونيتو لأن اإلذن لمناس في الصبلة إذا ترتب عميو : ووجو ىذا

صبلة الناس ، فإنو يقوم مقام الوقف بالقول مع حيازة الموقوف عميو ، ورفع يد الواقف ، فيثبت الوقف بذلك ،

ونية رجوعو إلى ورثتو كنية توقيت الوقف ، والوقف ال .يتوقت بل يتأبد ، وتمغو نيتو توقيتو

االعتكاف : سمعت إسحاق يقول -أيضا - وقال حربفي كل مسجد خارج من البيت جائز ، وان كانت الدار عظيمة مما يجتمع أىل المحمة في مسجد تمك الدار ،

ويدخميا غير أىل الدار لما جعل المسجد هلل جاز ، فأما رجل جعل مسجدا -أيضا -االعتكاف فيو

، فإنو ال يكون لنفسو ، ولم يجعمو لمجماعة ترفقا بنفسو، إال أن -أيضا -فيو اعتكاف ، وال فضل الجماعة

يكون بو عذر ، وال يمكنو أن يستقل إلى المسجد ، فحينئذ يكون لو فضل الجماعة في ذلك المسجد ، فإن

اعتكف فيو كان لو اجر ، وال يسمى معتكفا ؛ الن .االعتكاف إنما يكون في موضع بارز

تحترم ىذه البقاع المعدة لمصبلة وبكل حال ؛ فينبغي أن .من البيوت ، وتنظف وتطير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ترفع وال : قال الثوري في المساجد التي تبنى في البيوت .تشرف ، وتفرغ لمصبلة ، وال تجعل فييا شيئا

وقد روي من حديث ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن أمر ببناء المساجد في الدور ، )عائشة ، أن رسول اهلل

.وأن تنظف وتطيب خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن خزيمة

وابن حبان في ( ( .صحيحيما ) )

: خرجو الترمذي من وجو آخر مرسبل ، من غير ذكر ( ( .عائشة ) ) .ىو أصح : وقال

.وكذلك أنكر اإلمام أحمد وصمو .ح المرسل الصحي: وقال الدارقطني

: من رواية ابن إسحاق -أيضا -وخرجو اإلمام أحمد حدثني عمر بن عبد اهلل بن الزبير ، عن عروة بن

: ، قال ) الزبير ، عمن حدثو من أصحاب رسول اهلل يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا ، ) كان رسول اهلل

.وان نصمح صنعتيا ونطيرىا من حديث سمرة بن وخرجو أبو داود بنحو ىذا المفظ

) .جندب ، عن النبي :في ىذه األحاديث ( ( الدور ) ) وقد اختمف في تفسير

.المراد بيا البيوت ، وبذلك فسره الخطابي وغيره : فقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن النبي : وخرج ابن عدي حديث عائشة ، ولفظو .ت أمر بتنظيف المساجد التي في البيو )

القبائل ، : المراد بالدور ىنا : وقال أكثر المتقدمين خير دور األنصار دار بني عبد األشيل ) : ) ) كقولو

، ثم دار بني الحارث بن الخزرج ، ثم دار بني ساعده ، ( ( .وفي كل دور األنصار خير

وبيذا فسر الحديث سفيان الثوري ووكيع بن الجراح .وغيرىما

ساجد المذكورة في الحديث ىي المساجد فالم: وعمى ىذا المسبمة في القبائل والقرى ؛ دون مساجد األمصار

.الجامعة : -رحمو اهلل -قال البخاري

حدثني عقيل ، : ثنا الميث : ثنا سعيد بن عفير - أخبرني محمود بن الربيع : عن ابن شياب ، قال

وىو من أصحاب -األنصاري ، أن عتبان بن مالك ، أنو أتى -ممن شيد بدرا من األنصار ) سول اهلل ر

يا رسول اهلل ، قد أنكرت : ، فقال ) إلى رسول اهلل بصري وأنا أصمي لقومي ، فإذا كانت األمطار سال

الوادي الذي بيني وبينيم ، لم أستطع أن آتي مسجدىم فأصمي بيم ، ووددت يا رسول اهلل أنك تأتيني فتصمي

فيسأفعل ) : ) ) صمى ، فقال رسول اهلل بيتي ، فأتخذه مفغدا عمي رسول اهلل : قال عتبان ( ( . ، إن شاء اهلل

وأبو بكر حين ارتفع النيار ، فاستأذن رسول اهلل ) : فأذنت لو ، فمم يجمس حين دخل البيت ، ثم قال )

فأشرت لو : قال ( ( أين تحب أن أصمي من بيتك ) ) إلى ناحية من

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

فكبر ، فقمنا خمفو ، فصففنا ) البيت ، فقام رسول اهلل وحبسناه عمى خزيرة : قال . فصمى ركعتين ، ثم سمم

فثاب في البيت رجال من أىل : قال . صنعناىا لو أين مالك : الدار ذوو عدد ، فاجتمعوا فقال قائل منيم

أو ابن -بن الدخيشن ذلك منافق ، ال يحب اهلل : الدخشن ؟ فقال بعضيم

ال تقل ذلك ، أال تراه ) : ) ) فقال رسول اهلل . ورسولو : قال ( ( ال إلو إال اهلل ، يريد بذلك وجو اهلل ؟ : قد قال

فإنا نرى وجيو ونصيحتو إلى : قال . اهلل ورسولو أعمم

فإن اهلل قد حرم عمى ) : ) ) فقال رسول اهلل . المنافقين ( ( .ال إلو إال اهلل ، يبتغي بيا وجو اهلل : ل النار من قا

ثم سألت بعد ذلك الحصين بن محمد : قال ابن شياب -وىو أحد بني سالم ، وىو من سراتيم -األنصاري

.عن حديث محمود بن الربيع ، فصدقو بذلك عتبان بن مالك بن عمرو بن العجبلن بن زيد بن غنم

كما في ىذا - بن سالم بن عوف ، شيد بدرا وأحداولم يذكره ابن إسحاق فيمن شيد بدرا ، وكان -الحديث

، وكان يؤم قومو وىو ) ذىب بصره في عيد النبي ضرير البصر وىو شيخ كبير إلى أن توفي في زمن

.معاوية لم يكن قد ذىب ) أنو لما اشتكى إلى النبي : والظاىر

بصره بالكمية ، بل كان قد ساء بصره ، كذا وقع فيمن رواية األوزاعي ، عن الزىري ( ( صحيح مسمم ) )

أنكرت : ) ) وىو معنى قولو في ىذه الرواية ( ( .بصري

إن عتبان : ولكن رواه مالك ، عن الزىري ، وقال فيو ( ( .وأنا رجل ضرير البصر : ) ) قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد خرجو البخاري في موضع آخر وى سميمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس ور

ثنا محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك ، : بن مالك أصابني في بصري بعض الشيء ، فبعثت إلى: قال

إني أحب أن تأتيني فتصمي في منزلي ) : رسول اهلل .فأتخذه مصمى ، ففعل

ية روا: أعني -وىذا من روايات األكابر عن األصاغر .أنس بن مالك ، عن محمود بن الربيع

حدثني : ثنا ثابت ، عن أنس : ورواه حماد بن سممة عتبان بن مالك ، أنو

يا رسول اهلل ، : ، فقال ) عمي ، فأرسل إلى رسول اهلل

فذكر -) فجاء رسول اهلل . تعال فخط لي مسجدا .الحديث

ثابت ولعل ىذه الرواية أشبو ، وحماد بن سممة مقدم في .خاصة عمى غيره

من ىذين ( ( صحيحو ) ) وقد خرجو مسمم في أول .الوجيين

:وروى ىذا الحديث قتادة ، واختمف عميو فيو لم ) فرواه شيبان ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي

( ( .عتبان : ) ) يذكر في إسناده وخالفو حجاج بن حجاج ، فرواه عن قتادة ، عن أبي

عن محمود بن عمير بن سعد ، أن بكر بن أنس ، .فذكر الحديث -عتبان أصيب ببصره من ( ( كتاب اليوم والميمة ) ) خرجو النسائي في

.الطريقين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، الظاىر أنو ( ( محمود بن عمير بن سعد : ) ) وقولو

حدثني : وىم ؛ فقد رواه عمي بن زيد بن جدعان ، قال قدم أبي الشام وافدا وأنا معو ، : بو بكر بن أنس ، قال أ

فمقينا محمود بن الربيع ، فحدث أبي حديثا عن عتبان بن مالك ، فمما قفمنا انصرفنا إلى المدينة ، فسألنا عنو ،

فإذا ىو حي ، فإذا بشيخ كبير أعمى ، فسألناه عن -) ذىب بصري عمى عيد النبي : الحديث ، فقال

.يث بطولو وذكر الحد .خرجو اإلمام أحمد

فتبين بيذه الرواية أن أبا بكر بن أنس سمعو من محمود .بن الربيع عن عتبان ، ثم سمعو من عتبان

بأن السيول تحول بينو -أيضا -وقد اعتذر عتبان وبين مسجد قومو الذي يصمي بيم فيو ، فطمب من

أن يأتيو في بيتو فيصمي فيو ، حتى يتخذه) النبي .مصمى

ومواضع ) استحباب اتخاذ آثار النبي : وفي ىذا

.صمواتو مصمى يصمى فيو وقد ذكر ابن سعد ، عن الواقدي ، أن بيت عتبان الذي

يصمي فيو الناس بالمدينة إلى يومو ) صمى فيو النبي .ذاك

) : لمنبي ) قول عمر : -أيضا -ويشيد ليذا المعنى واتخذوا : ) ى ؟ فنزلت أال نتخذ من مقام إبراىيم مصم

[ . : البقرة ) ] من مقام إبراىيم مصمى وقد نقل أحمد بن القاسم وسندي الخواتيمي ، عن اإلمام

أحمد ، أنو سئل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أما عمى حديث ابن أم : عن إتيان ىذه المساجد ؟ فقال أن يصمي في بيتو فيتخذه ) لنبي أنو سأل ا: مكتوم

مصمى ، وعمى ما كان يفعل ابن عمر يتبع مواضع وأثره ، فبل بأس أن يأتي الرجل المشاىد ، إال ) النبي

.أن الناس قد أفرطوا في ىذا ، وأكثروا فيو أن أحمد ذكر قبر الحسين ، وما : وفي رواية ابن القاسم

مكروىة من األمور ال: يعني -يفعل الناس عنده .المحدثة

وىذا فيو إشارة إلى أن اإلفراط في تتبع مثل ىذه اآلثار يخشى منو الفتنة ، كما كره اتخاذ قبور األنبياء مساجد ،

وقد زاد األمر في ذلك عند الناس حتى وقفوا عنده ، واعتقدوا أنو كاف ليم ، واطرحوا ما ال ينجييم غيره ،

.وىو طاعة اهلل ورسولو حسن قوما يزدحمون عمى حمل نعش بعض وقد رأى ال

.في عممو فتنافسوا : الموتى الصالحين ، فقال يشير إلى أن المقصود األعظم متابعتو في عممو ، ال

.مجرد االزدحام عمى حمل نعشو وكذلك من يبالغ في تزيين المصحف وتحسينو ، وىو

.مصر عمى مخالفة أوامره وارتكاب مناىيو -أيضا -ا يدل عمى كراىة ذلك م) وقد روى عن عمر

:

خرجنا مع عمر : فروي عن المعرور بن سويد ، قال في حجة حجيا ، فمما انصرف رأى الناس مسجدا

مسجد صمى فيو النبي: ما ىذا ؟ قالوا : فبادروه ، فقال ىكذا ىمك أىل الكتاب قبمكم ، اتخذوا آثار : فقال ) .

أنبيائيم بيعا ،

(/)

"""""" حة رقم صف""""""

من عرضت لو فيو صبلة فميصل ، ومن لم تعرض لو .صبلة فميمض

كان الناس يأتون الشجرة التي بايع رسول : وقال نافع تحتيا بيعة الرضوان ، فيصمون عندىا ، فبمغ ذلك ) اهلل

.عمر فأوعدىم فييا ، وأمر بيا فقطعت عمم طمب كره مالك وغيره من أىل ال: وقال ابن عبد البر

موضع الشجرة التي بويع تحتيا بيعة الرضوان ؛ وذلك مخالفة لما سمكو الييود والنصارى في -واهلل أعمم -

.مثل ذلك : في الكبلم عمى حديث ( ( االستذكار ) ) ذكره في

اشتد غضب اهلل عمى قوم اتخذوا قبور أنبيائيم ) ) ( ( .مساجد بإثر ىذا الحديث حديث . . [ ] . .ذكر مالك : وقال

عتبان بن مالك ؛ ليبين لك أن معنى ىذا الحديث .مخالف لمذي قبمو

إيمان بو ) والتبرك والتأسي بأفعال رسول اهلل : قال .وتصديق ، وحب في اهلل وفي رسولو

دليل عمى أن المطر والسيول عذر يبيح : وفي الحديث .لو التخمف عن الصبلة في المسجد

:لم يرخص لو ) أن النبي : روي وقدثنا سفيان ، عن الزىري ، فسئل : قال اإلمام أحمد

-إن شاء اهلل -ىو محمود : عمن ىو ؟ قال : سفيان ، أن عتبان بن مالك كان رجبل محجوب البصر ، وانو

ىل : ) ) التخمف عن الصبلة ، فقال ) ذكر لمنبي ( (تسمع النداء ؟

(/)

"""""" ة رقم صفح"""""" .فمم يرخص لو . نعم : قال

.وكذا رواه محمد بن سعد ، عن سفيان .وىو يدل عمى أن سفيان شك في إسناده ، ولم يحفظو

سمعت الزىري : أبنا سفيان بن عيينة : وقال الشافعي يحدث ، عن محمود ابن الربيع ، عن عتبان بن مالك ،

ن يا رسول اهلل ، إني مح: قمت : قال جوب البصر ، وا السيول تحول بيني وبين المسجد ، فيل لي من عذر ؟

: قال ( ( ىل تسمع النداء ؟ ) : ) ) فقال رسول اهلل ال أجد لك من عذر إذا ) : ) ) فقال لو النبي . نعم

وفيو قضية لم : قال سفيان ( ( . سمعت النداء .أحفظيا

اه ، ىكذا حدثنا سفيان ، وكان يتوق: قال الشافعي .ويعرف أنو لم يضبطو

: ، والداللة عمى ذلك -فيما نرى -وقد أوىم فيو : قال ثم ذكر حديث عتبان -ما أبنا مالك ، عن ابن شياب

.المتقدم ، عمى ما رواه الجماعة عن الزىري المفظ الذي رواه ابن عيينة في ىذا اإلسناد : قال البييقي

.ى إنما ىو في قصة ابن أم مكتوم األعموقد اشتبيت القصتان عمى غير واحد ، وقد سبق : قمت

عن اإلمام أحمد أنو ذكر أن ابن أم مكتوم سأل النبي نما ىو عتبان ) أن يصمي في بيتو ليتخذه مصمى ، وا

.بن مالك وقد اشتبو عمى بعض الرواة محمود بن الربيع الراوي لو

-أيضا -عن عتبان ، فسماه محمود بن لبيد ، وىو .ىم ، وقد وقع فيو بعض الرواة لمحديث عن مالك و

وقال يزيد بن ىارون ، عن سفيان بن حسين ، عن الزىري ، عن محمود بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .شك يزيد -أو الربيع بين محمود -الربيع

خرجو ابن عبد : وقد روي عن ابن عيينة بإسناد آخر ، من طريق عبيد اهلل بن ( ( التمييد ) ) البر في ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزىري ، عن عمرة ، : محمد

، عن عتبان بن مالك ، -إن شاء اهلل -عن عائشة : عن التخمف عن الصبلة ، فقال ) أنو سأل رسول اهلل

.فمم يرخص لو . نعم : قال ( ( أتسمع النداء ؟ ) ) إما -يذا شك فيو الراوي وىذا اإلسناد غير محفوظ ، ول

، ( ( إن شاء اهلل : ) ) ، وقال -عن سفيان أو غيره نما أراد حديث محمود بن الربيع .وا

وأما ابن أم مكتوم ، فقد خرجو مسمم من رواية يزيد بن األصم ، عن أبي

يا رسول : رجل أعمى ، فقال ) أتى النبي : ىريرة ، قال فسأل . إلى المسجد اهلل ، أنو ليس لي قائد يقودني

أن يرخص لو فيصمي في بيتو ، فرخص لو ) رسول اهلل ىل تسمع النداء : ) ) ، فمما ولى دعاه ، فقال

( ( .فأجب : ) ) قال . نعم : قال ( ( بالصبلة من ( ( صحيحو ) ) وخرج اإلمام أحمد وابن حبان في

: حديث عيسى بن جارية ، عن جابر بن عبداهلل ، قال يا رسول اهلل ، : ، فقال ) أم مكتوم إلى النبي أتى ابن

: منزلي شاسع ، وأنا مكفوف البصر ، وأنا أسمع ؟ قال فإن سمعت األذان فأجب ، ولو حبوا ، ولو ) ) ( ( .زحفا

.وعيسى بن جارية ، تكمم فيو وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن خزيمة في

( (صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

والحاكم من حديث عاصم بن بيدلة ، عن أبي رزين ، يا رسول : ، فقال ) عن ابن أم مكتوم ، أنو سأل النبي

اهلل ، إني رجل ضرير البصر ، شاسع الدار ، ولي قائد

ال يبلئمني ، فيل تجد لي رخصة أن اصمي في بيتي ؟ : قال . م نع: قال ( ( ىل تسمع النداء ؟ : ) ) قال ( ( .ال أجد لك رخصة ) )

:وفي إسناده اختبلف عمى عاصم .وروي عنو ، عن أبي رزين مرسبل

ورواه أبو سنان سعيد بن سنان ، عن عمرو بن مرة ، .عن أبي رزين ، عن أبي ىريرة

.ليس بالقوي : وأبو سنان ، قال أحمد من وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة ،

حديث عبد الرحمن بن عابس ، عن عبد الرحمن بن أبي يا رسول اهلل ، إن : ليمى ، عن ابن أم مكتوم ، أنو قال

تسمع ) : ) ) فقال النبي . المدينة كثيرة اليوام والسباع . نعم : قال ( ( حي عمى الصبلة ، حي عمى الفبلح ؟

( ( .فحييبل : ) ) قال د العزيز بن مسمم ، وخرج اإلمام أحمد من حديث عب

عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عبداهلل بن شداد ، أتى المسجد فرأى ) عن ابن أم مكتوم ؛ أن رسول اهلل

إني ألىم أن أجعل لمناس : ) ) في القوم رقة ، فقال إماما ، ثم أخرج فبل أقدر عمى إنسان يتخمف عن

فقال ابن أم ( ( . الصبلة في بيتو إال أحرقتو عميو كتوم ، يا رسول اهلل ، إن بيني وبين المسجد نخبل م

وشجرا ، وال أقدر عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قائد كل ساعة ، أيسعني أن أصمي في بيتي ؟ قال : قال . نعم : قال ( ( أتسمع اإلقامة ؟ ) ) ( ( .فأتيا ) )

ي ، وخرجو ابن خزيمة والحاكم من رواية أبي جعفر الراز .بنحوه -عن حصين ، بو

وقد روي ىذا الحديث من رواية البراء بن عازب وأبي واهلل . وفي أسانيدىا ضعف . أمامة وكعب بن عجرة

.أعمم

وقد أشكل وجو الجمع بين حديث ابن أم مكتوم وحديث عتبان بن مالك ، حيث جعل لعتبان رخصة ، ولم يجعل

:البن أم مكتوم رخصة ن جمع بينيما بأن عتبان ذكر أن السيول م: فمن الناس

تحول بينو وبين مسجد قومو ، وىذا عذر واضح ؛ ألنو يتعذر معو الوصول إلى المسجد ، وابن أم مكتوم لم

نما ذكر مشقة المشي عميو . يذكر مثل ذلك وفي . وا ىذا ضعف ؛ فإن السيول ال تدوم ، وقد رخص لو في

و بحالة وجود الصبلة في بيتو بكل حال ، ولم يخصالسيل ، وابن أم مكتوم قد ذكر أن المدينة كثيرة اليوام

.والسباع ، وذلك يقوم مقام السيل المخوف إن ابن أم مكتوم كان قريبا من المسجد ، بخبلف : وقيل

عتبان ، وليذا ورد في بعض طرق حديث ابن أم ولكن في بعض . أنو كان يسمع اإلقامة : مكتوم

.بر أن منزلو شاسع كما تقدم الروايات أنو أخومن الناس من أشار إلى نسخ حديث ابن أم مكتوم

بحديث عتبان ، فإن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األعذار التي ذكرىا ابن أم مكتوم يكفي بعضيا في .سقوط حضور المسجد

وقد أشار الجوزجاني إلى أن حديث ابن أم مكتوم لم يقل .أحد بظاىره

أن ىذا لم يوجب حضور المسجد عمى من كان : يعني .حالو كحال ابن أم مكتوم

إنما أراد أنو ال يجد البن أم مكتوم ) إن النبي : وقيل رخصة في حصول فضيمة الجماعة مع تخمفو وصبلتو

.في بيتو بما -البييقي : وىو -واستدل بعض من نصر ذلك

ب الحناط ، من طريق أبي شيا( ( سننو ) ) خرجو في عن العبلء بن المسيب ، عن أبيو ، عن ابن أم مكتوم ،

يا رسول اهلل ، إن لي قائدا ال يبلئمني في : قمت : قال

أي: ) ) ىاتين الصبلتين ؟ قال ) : فقال النبي . العشاء والصبح : قمت ( ( الصبلتين ؟

لو يعمم القاعد عنيما ما فييما ألتاىما ولو ) ) ( ( .حبوا

حديث ابن أم مكتوم يدل عمى أن العمى ليس بعذر في و ترك الجماعة ، إذا كان قادرا عمى إتيانيا ، وىو مذىب

.أصحابنا ولو لم يمكنو المجيء إال بقائد ووجد قائدا متبرعا لو ،

فيل يجب عميو حضور المسجد ؟ عمى وجيين ، .ذكرىما ابن حامد من أصحابنا

حضور المسجد لمجماعة إن: وىذا بناء عمى قول أحمد .فرض عين

إن شاء اهلل -وسيأتي ذكر ذلك مستوفى في موضعو .تعالى

وقد يستدل بحديث عتبان عمى أن الجماعة في البيت .تكفي من حضور المسجد خصوصا لؤلعذار

من ) ويحتمل أن يكون عتبان جعل موضع صبلة النبي بيتو مسجدا يؤذن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيو ، ويقيم ، ويصمي بجماعة أىل داره ومن قرب منو ، إما مسجد جماعة ، أو : فتكون صبلتو حينئذ في مسجد

مسجد بيت يجمع فيو ، وأما ابن أم مكتوم فإنو استأذن في صبلتو في بيتو منفردا ، فمم يأذن لو ، وىذا اقرب ما

.واهلل أعمم . جمع بو بين الحديثين من حديث كعب بن عجرة ( ( سنن البييقي ) ) لكن في

إني اسمع : ، فقال ) ، أن رجبل أعمى أتى رسول اهلل النداء ، ولعمي ال أجد قائدا ، أفأتخذ مسجدا في داري ؟

: قال ( ( تسمع النداء ؟ ) : ) ) فقال لو رسول اهلل ( ( .فإذا سمعت النداء فاخرج : ) ) قال . نعم

أنو : قال أبو حاتم فيو وفي إسناده اختبلف ، وقد

.منكر ومع ىذا ؛ فبل داللة فيو عمى أنو أراد أن يصمي في بيتو

جماعة ، إنما فيو أنو أراد أن يجعل في داره مسجدا .لصبلتو في نفسو دليل عمى جواز إمامة األعمى ، : وفي حديث عتبان

، وجواز -أحيانا -وجواز الجماعة في صبلة التطوع .بإذن المزور في بيتو إمامة الزائر

يدل ( ( وحسبناه عمى خزيرة صنعناىا لو : ) ) وقولو ن كان صاحب المنزل قد استدعاه إلى عمى أن الزائر وا ن حبسو بيتو لحاجة لو ، فإنو يستحب لو أن يضيفو ، وا لذلك في بيتو بعد انقضاء حاجتو لم يضر ذلك ، بشرط

.أال يكون عمى الزائر فيو مشقة من : وقيل . مرقة تصنع من النخالة ( ( : خزيرة وال) )

أنو ال بد أن يكون معيا : ، وقيل -أيضا -الدقيق وخص بعضيم دسميا . شيء من دسم من شحم أو لحم

.بالمحم خاصة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يعني جاءوا -( ( فثاب في البيت رجال : ) ) وقولو

.ثر بعض متواترين ، بعضيم في ادار بني سالم : يعني -( ( من أىل الدار : ) ) وقولو

.بن عوف ، وىم قوم عتبان نيى أن يرمي ( ( ال تقل ذلك ) : ) ) وفي قولو النبي

يجري ) أحد بالنفاق لقرائن تظير عميو ، وقد كان النبي عمى المنافقين أحكام المسممين في الظاىر ، مع عممو

مسمم يرمي بذلك بمجرد قرينة ؟بنفاق بعضيم ، فكيف بأن من رمى أحدا بنفاق ، وذكر سوء عممو ، فإنو : وفيو

ينبغي أن ترد غيبتو ، ويذكر صالح عممو ؛ وليذا ذكر أنو أن ال الو إال اهلل وان محمد عبده و رسولو ، ) النبي

.إنما يقوليا تقية ونفاقا : ال يمتفت إلى قول من قال نما لم يأمر النبي بيجر مالك بن الدخشن ؛ ألنو لم ) وا

يعرف عنده بما يخشى عميو من النفاق ، ولم يثبت ذلك نما رمي بذلك ، بخبلف الثبلثة الذين خمفوا ؛ ببينة ، وا

فإنيم اعترفوا بما يخشى عمييم منو النفاق ؛ وليذا عذر .المعتذرين ووكميم إلى اهلل ، وكان كثير منيم كاذبا

ال الو إال : ) ) نى تحريم من قال وقد سبق القول في مع ( ( .العمم : كتاب ) ) عمى النار ، في أواخر ( ( اهلل

بدرا واحدا ) وقد شيد مالك بن الدخشم مع النبي ىل شيد مع األنصار بيعة : والمشاىد كميا ، واختمفوا

العقبة ، أم ال ؟بعثو مع عاصم بن عدي لتحريق ) وقد روي أن النبي

.وىدمو مسجد الضرار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا حماد بن سممة ، عن : وقد روى أسد بن موسى عاصم بن بيدلة ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، أن

في داره ، ) رجبل من األنصار أرسل إلى رسول اهلل ، واجتمع قومو ، وتغيب رجل منيم ، فقال ) فأتاه النبي

: فغمزه رجل منيم ، فقال ( ( ن ؟ أين فبل) : ) ) النبي أليس قد شيد بدرا ) : ) ) أنو ، وانو فقال رسول اهلل

فمعل اهلل قد اطمع إلى : ) ) قال . بمى : قالوا ( ( ؟ ( ( .اعمموا ما شئتم فقد غفرت لكم : أىل بدر ، فقال

: ، حديثو -أيضا -وخرجو الطبراني من طريق حماد ) : ، فبعث إلى رسول اهلل أن رجبل من األنصار عمي

فجاء. اخطط لي في داري مسجدا ألصمي فيو .وقد اجتمع إليو قومو وتغيب رجل ) رسول اهلل

وخرجو ابن ماجة أول الحديث فقط ، وخرج أبو داود .آخره فقط من طريق حماد

حديث آخر في معنى حديث ) وألنس عن النبي د ذكرناه خرجو البخاري في مواضع أخر ، وق. عتبان

.فيما تقدم ( ( الصبلة عمى الحصير : باب ) ) في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

التيمن في دخول المسجد وغيرهوكان ابن عمر يبدأ برجمو اليمنى ، فإذا خرج بدأ برجمو

.اليسرى ثنا شعبة ، عن : حدثنا سميمان بن حرب -

و ، عن مسروق ، عن األشعث بن سميم ، عن أبييحب التيمن ما استطاع ) كان النبي : عائشة ، قالت

.في شانو كمو ، في طيوره ، وترجمو ، وتنعمو التيمن في الوضوء : باب ) ) وقد سبق ىذا الحديث في

وبسطنا القول عميو ىناك ، أنو يدل عمى ( ( والغسل تقديم اليمنى في األفعال الشريفة ، واليسرى فيما ىو

بخبلف ذلك ، فالدخول إلى المسجد من اشرف األعمال ، فينبغي تقديم الرجل اليمنى فيو كتقديميا في االنتعال ،

والخروج منو بالعكس ، فينبغي تأخير اليمنى فيو ، .كتأخيرىا في خمع النعمين

.وأما ما ذكره عن ابن عمر تعميقا

وروى شداد أبو طمحة الراسبي ، عن معاوية بن قرة ، من السنة إذا : عن أنس بن مالك ، أنو كان يقول

ذا خرجت أن دخمت المسجد أن تبدأ برجمك اليمنى ، وا .تبدأ برجمك اليسرى

.خرجو الحاكم .صحيح عمى شرط مسمم : وقال

.وخرجو البييقي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .تفرد أبو طمحة ، وليس بالقوي : وقال

.يعتبر بو : ني عنو ، فقال وسئل الدارقط .وخرجو لو مسمم

وروي عن أنس من وجو أخر أضعف من ىذا ، من ( ( .من السنة : ) ) فعمو ، ولم يقل فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ىل تنبش قبور مشركي الجاىمية ، ويتخذ مكانيا مساجدتخذوا قبور أنبيائيم لعن اهلل الييود ؛ ا) : ) ) لقول النبي

( (مساجد وما يكره من الصبلة في القبور

القبر : ورأى عمر أنس بن مالك يصمي عند قبر ، فقال .القبر ، ولم يأمره باإلعاده

كراىة الصبلة بين القبور : مقصود البخاري بيذا الباب والييا ، واستدل لذلك بان اتخاذ القبور مساجد ليس ىو

، بل من عمل الييود ، وقد لعنيم من شريعة اإلسبلم .عمى ذلك ) النبي

وقد خرج البخاري ىذا الحديث فيما تقدم ، وسيأتي قريبا .إن شاء اهلل تعالى -

وقد دل القران عمى مثل ما دل عميو ىذا الحديث ، وىو قال : ) قول اهلل عز وجل في قصة أصحاب الكيف

)نتخذن عمييم مسجدا الذين غمبوا عمى أمرىم ل ، فجعل اتخاذ القبور عمى المساجد [ : الكيف ]

من فعل أىل الغمبة عمى األمور ، وذلك يشعر بان مستند القير والغمبة واتباع اليوى ، وانو ليس من فعل أىل العمم والفضل المتبعين لما انزل اهلل عمى رسمو من

.اليدى ذا كرىت الصبلة إلى القبور وبينيا ، فإن كانت القبور وا

محترمة اجتنبت الصبلة فييا ، وأن كانت غير محترمة كقبور مشركي الجاىمية ونحوىم ممن ال عيد لو وال ذمة مع المسممين فإنو يجوز نبشيا ونقل ما يوجد فييا من عظاميم ، والصبلة في موضعيا ؛ فإنيا لم تبق مقبرة

ص اإلماموال بقي فييا قبور ، وقد ن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أحمد عمى ذلك في رواية المروذي

، فمن رواية سفيان ، عن حميد ) وأما ما ذكره عن عمر رأني عمر وأنا اصمي إلى قبر ، : ، عن أنس ، قال .القبر القبر : فجعل يشير إلي

ورواه إسماعيل بن جعفر عن حميد ، عن أنس ، حدثو القبر : م يصمي إلى قبر ال يشعر بو ، فناداه عمر أنو قاالقمر ، فرفعت راسي ، : فظننت أنو يقول : قال . القبر

.القبر ، فتنحيت : أنو يقول : فقال رجل .وروي عن أنس ، عن عمر من وجوه أخر

ثنا قتادة ، أن أنسا مر عمى مقبرة وىم : وروى ىمام أن يبنى مسجد في كان يكره : يبنون مسجدا ، فقال أنس

.وسط القبور كانوا يكرىون الصبلة : عن ابن سيرين : وقال أشعث

.بين ظيراني القبور .خرج ذلك كمو أبو بكر األثرم

يسال عن -أحمد : يعني -سمعت أبا عبد اهلل : وقال : فقيل لو . الصبلة في المقبرة ؟ فكره الصبلة في المقبرة

. صمي فيو ؟ فكره ذلك المسجد يكون بين القبور ، أي

أنو مسجد وبينو وبين القبور حاجز ؟ فكره أن : قيل لو يصمي فيو الفرض ، ورخص أن يصمي فيو عمى

، ) وذكر حديث أبي مرثد الغنوي ، عن النبي . الجنائز إسناد : ، وقال ( ( ال تصموا إلى القبور : ) ) قال .جيد

أن النبي : فظو خرجو مسمم ، ول: وحديث أبي مرثد ىذا ال تجمسوا عمى القبور ، وال تصموا : ) ) قال )

( ( .إلييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروي عن عمرو بن يحيى المازني ، عن أبيو عن أبي :، قال ) سعيد ، عن النبي

جعمت لي األرض مسجدا وطيورا ، إال المقبرة ) ) ( ( .والحمام

وأبو داود وابن ماجو والترمذي وابن خرجو اإلمام أحمد

حبان والحاكم .وصححو

( ( أبي سعيد ) ) وقد اختمف في إرسالو ووصمو بذكر عن عمرو بن : فيو ، ورجع كثير من الحفاظ إرسالو

.الترمذي والدارقطني : يحيى ، عن أبيو ، ومنيم في ) ) وفي ىذا الباب أحاديث أخر ، قد استوفيناىا في

( ( .الترمذي كتاب شرح .أن عمر لم يأمر أنسا باإلعادة : وأما ما ذكره البخاري

ىل تجب إعادتيا ، : فقد اختمف في الصبلة في المقبرة أم ال ؟

وأكثر العمماء عمى أنو ال تجب اإلعادة بذلك ، وىو قول .مالك ، والشافعي ، واحمد في رواية عنو

أن : والمشيور عن أحمد الذي عميو عامة أصحابو .عميو اإلعادة ؛ الرتكاب النيي في الصبلة فييا

، وجعموا النيي -أو بعضيم -وىو قول أىل الظاىر ىاىنا لمعنى يختص بالصبلة من جية مكانيا ، فيو

كالنيي عن الصبلة المختص بيا لزمانيا كالصبلة في

أوقات النيي ، وكالصيام المنيي عنو ألجل زمنو .ن المختص بو كصيام العيدي

النيي عن : متى قمنا : حتى أن من أصحابنا من قال الصبلة في المقبرة واألعطان ونحوىا لمتحريم ، فبل

ينبغي أن يكون في بطبلن الصبلة فييا خبلف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما الخبلف عنو في عدم البطبلن مبني عن أحمد ، وا .عمى القول بأنو مكروه كراىة تنزيو

وأكثر العمماء عمى أن الكراىة في ذلك كراىة تنزيو ، .ومنيم من رخص فيو

اختمفوا في الصبلة في المقبرة ، فروينا : قال ابن المنذر عن عمي وابن عباس

وعبد اهلل بن عمرو وعطاء والنخعي أنيم كرىوا الصبلة واختمف عن مالك فيو ، فحكى ابن القاسم عنو . فييا

س بو ، وحكى أبو مصعب عنو أنو ال با: أنو قال .ال أحب ذلك : قال

ونحن نكره من ذلك ما كرىو أىل العمم : قال ابن المنذر اجعموا في : ) ) ، أنو قال ) استدالال بالثابت عن النبي

، ففي ىذا ( ( بيوتكم من صبلتكم ، وال تتخذوىا قبورا .دليل عمى أن المقبرة ليست بموضع لمصبلة

وعقد لو بابا -أيضا -تدل البخاري بذلك قد اس: قمت .إن شاء اهلل تعالى -مفردا ، وسيأتي في موضعو

صميتا : وقد قال نافع مولى ابن عمر : قال ابن المنذر عمى عائشة وأم سممو وسط البقيع ، واإلمام يومئذ أبو

.ىريرة ، وحضر ذلك ابن عمر مام أحمد صبلة الجنازة مستثناة من النيي عند اإل: قمت

: -وقال أيضا . وغيره ، وقد سبق قول أحمد في ذلك ال يصمي في مسجد بين المقابر إال الجنائز ؛ ألن

.الجنائز ىذه سنتيا ) .يشير إلى فعل الصحابة

وروينا أن واثمة بن األسقع كان يصمي : قال ابن المنذر .في المقبرة ، غير أنو ال يستتر بقبر

(/)

"""""" فحة رقم ص"""""" ألنو ىو روى عن أبي مرثد حديث النيي عن : قمت

الصبلة إلى القبور ، فكان يخص النيي بحالو استقبال .القبر خاصة

.وصمى الحسن البصري قي المقابر : قال ابن المنذر لعمو صمى عمى جنازة ، فإنو روي عنو أنو أمر : قمت

.بيدم المساجد المبنية في المقابر وكره عمر بن الخطاب وأنس بن مالك الصبلة : ال ق

.انتيى ما ذكره . إلى المقابر :واختمف القائمون بالكراىة في عمة النيي

عمة ذلك النجاسة ، فإن تراب المقابر : فقال الشافعي يختمط بصديد الموتى ولحوميم ، فإن كانت طاىرة

.صحت الصبلة فييا مع الكراىة ما تكرر نبشيا : إلى ثبلثة أقسام وقسم أصحابو المقبرة

. ، فبل تصح الصبلة فييا ، الختبلط ترابيا بالصديد وجديدة لم تنبش ، فيصح الصبلة فييا مع الكراىة ؛

.ألنيا مدفن لمنجاسة .وما شك في نبشيا ، ففي صحة الصبلة فييا قوالن

، فمنيم [ عن الصبلة ] وأختمف أصحابنا في عمة النيي ىو تعبد : و مظنة النجاسة ، ومنيم من قال ى: من قال .ال يعقل

ال فرق بين أن تكون قديمة أو حديثة ، : وقالو مع ىذا .نبشت أو لم تنبش ، إذا تناوليا اسم مقبرة

فإن كان في بقعة قبر أو قبران فبل بأس بالصبلة : قالوا .فييا وما لم يصل إلى القبر

ناء عمى طيارة تراب وأنكر آخرون التعميل بالنجاسة ، ب المقابر باالستحالة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بان الصبلة في المقبرة والى القبور ، إنما نيى : وعمموا

عنو سدا لذريعة الشرك ، فإن اصل الشرك وعبادة األوثان كانت من تعظيم القبور ، وقد ذكر البخاري في

عن ابن ( ( نوح تفسير سورة) ) في ( ( صحيحو ) ) .أن شاء اهلل -عباس معنى ذلك ، وسنذكره فيما بعد

عن جندب ، سمع النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أن من كان قبمكم : ) ) قبل أن يموت بخمس يقول )

يتخذون قبور أنبيائيم وصالحييم مساجد ، أال فبل تتخذوا ( ( .القبور مساجد فإني أنياكم عن ذلك

.القبور وىذا يعم كل من ( ( صحيحو ) ) وخرج اإلمام أحمد وابن حبان في أن من شرار ) : ) ) حديث ابن مسعود ، عن النبي

الناس من تدركيم الساعة وىم أحياء ، ومن يتخذ القبور ( ( .مساجد

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي

لعن اهلل) : ) ) صالح ، عن ابن عباس ، عن النبي ( ( .زائرات القبور ، والمتخذين عمييا المساجد والسرج

.صحيح : وفي بعض النسخ -حسن : وقال الترمذي والحاكم ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في

.وصححو واختمف في أبي صالح ىذا ، من ىو ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """""" . وفيو بعد قالو الطبراني ، : -إنو السمان : فقيل . إنو ميزان البصري ، وىو ثقة ؛ قالو ابن حبان : وقيل قالو اإلمام أحمد : -إنو باذان مولى أم ىاني : وقيل

.والجميور :وقد اختمف في أمره

وقال . ليس بو باس : وقالو ابن معين . فوثقو العجمي : وقال النسائي . يكتب حديثو وال يحتاج بو : أبو حاتم

لم يصح عندي : وضعفو اإلمام أحمد وقال . ليس بثقة .حديثو ىذا

ىذا الحديث ( ( : كتاب التفصيل ) ) وقال مسمم في ليس بثابت ، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثو ،

.وال يثبت لو سماع من ابن عباس وروي عن زيد بن ثابت ، أنو نيى أن يبنى عند قبر أبيو

.مسجد .خرجو حرب الكرماني

الناسخ ) ) وقال أبو بكر األثرم في كتاب إنما كرىت الصبلة في المقبرة لمتشبو ( ( : والمنسوخ

بأىل الكتاب ؛ ألنيم يتخذون قبور أنبيائيم وصالحييم .مساجد

: ووجدنا في كتاب مصنف عمى مذىب سفيان الثوري ذا صمى الرجل وبين يديو ميت تنحى عنو إنما كره . وا

ور من اجل الميت ، فإن صمى إلييا فبل الصبلة إلى القب .باس ويكره أن يصمي الرجل : قال سفيان : -أيضا -وفيو

إلى القبور أو ما بينومن صمى إلى القبور فبل إعادة : ثم قال . القبور .عميو وال تعجبني الصبلة عمى الجنازة في : قال : وفيو

.المقبرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ورواية عن أحمد ؛ لعموم وىذا قول الشافعي وا .النيي عن الصبلة في المقبرة

بان : واستدل من رخص في صبلة الجنازة في المقبرة الصبلة عمى القبر جائزة بالسنة الصحيحة ، فعمم أن

.الصبلة عمى الميت في القبور غير منيي عنيا :خرج البخاري في ىذا الباب حديثين

:األول الحديث :قال

: ثنا يحيى ، عن ىشام : ثنا محمد بن المثنى - اخبرني أبي ، عن عائشة ، أن أم حبيبة وأم سممة ذكرتا كنيسة رأينيا بالحبشة فييا تصاوير ، فذكرتا ذلك لمنبي

إن أولئك إذا كان فييم الرجل الصالح : ) ) فقال ) الصور ، فمات بنوا عمى قبره مسجدا ، وصوروا فيو تمك

( ( .وأولئك شرار الخمق عند اهلل يوم القيامة ىذا الحديث يدل عمى تحريم بناء المساجد عمى قبور

الصالحين ، وتصوير صورىم فييا كما يفعمو النصارى ، وال ريب أن كل واحد منيما محرم عمى انفراد ، فتصوير

صور اآلدميين محرم ، وبناء القبور عمى المساجد م كما دلت عميو النصوص أخر يأتي ذكر بانفراده محر

.بعضيا من ( ( تفسير سورة نوح ) ) وقد خرج البخاري في

عطاء : ىذا من حديث ابن جريج ، فقال ( ( كتابو ) ) صارت األوثان التي كانت في قوم : ، عن ابن عباس

نوح في العرب تعبد ، أما ود كانت لكمب بدومة الجندل

، وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم ، وأما سواع كانت ليذيل لبني غطيف بالجرف عند سبإ وأما يعوق فكانت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -ليمدان ، وأما نسر فكانت لحمير آلل ذي الكبلع أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فمما ىمكوا أوحى

الشيطان إلى قوميم أن انصبوا إلى مجالسيم التي كانوا سون أنصابا ، وسموىا بأسمائيم ، ففعموا فمم تعبد ، يجم

.حتى إذا ىمك أولئك ونسخ العمم عبدت أن عطاء ىذا ىو الخرساني ، : وقد ذكر اإلسماعيمي

.واهلل أعمم . والخرساني لم يسمع من ابن عباس فإن اجتمع بناء المسجد عمى القبور ونحوىا من آثار

في تحريمو ، الصالحين مع تصوير صورىم فبل شك سواء كانت صورا مجسدة كاألصنام أو عمى حائط

ونحوه ، كما يفعمو النصارى في كنائسيم ، والتصاوير

التي في الكنيسة التي ذكرتيا أم حبيبة وأم سممة أنيما رأتاىا بالحبشة كانت عمى الحيطان ونحوىا ، ولم يكن

ليا ظل ، وكانت أم سممة وأم حبيبة قد ىاجرتا إلى .ة الحبش

فتصوير الصور عمى مثل صور األنبياء والصالحين ؛ لمتبرك بيا واالستشفاع بيا محرم في دين اإلسبلم ، وىو

أن ) من جنس عبادة األوثان ، وىو الذي أخبر النبي .أىمو شرار الخمق عند اهلل يوم القيامة

وتصوير الصور لمتآنس برؤيتيا أو لمتنزه بذلك والتميي كبائر وفاعمو من اشد الناس عذابا محرم ، وىو من ال

يوم القيامة ، فإنو ظالم ممثل بأفعال اهلل التي ال يقدر ليس كمثمو شيء ) عمى فعميا غيره ، واهلل تعالى

ال في ذاتو وال في صفاتو وال في [ : الشورى ) ] .أفعالو سبحانو وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :ث الثاني الحديثنا عبد الوارث ، عن أبي التياح : حدثنا مسدد -

المدينة ، فنزل أعمى ) قدم النبي : ، عن أنس ، قال بنو عمرو بن عوف ، فأقام : المدينة في حي يقال ليم

أربع عشرة ليمة ، ثم أرسل إلى بني النجار ) النبي ى عم) فجاءوا متقمدين السيوف ، فكأني أنظر إلى النبي

راحمتو ، وأبو بكر ردفو ، ومؤل بني النجار حولو ، حتى ألقى بفناء أبي أيوب ، وكان يحب أن يصمي حيث

نو أمر أدركتو الصبلة ، ويصمي في مرابض الغنم ، وا : ببناء المسجد ، فأرسل إلى مئل بني النجار ، فقال

: قالوا ( ( . يا بني النجار ، ثامنوني بحائطكم ىذا ) ) فكان : قال أنس ) . ، ال نطمب ثمنو إال إلى اهلل ال واهلل

قبور المشركين ، وفيو خرب ، وفيو : فيو ما أقول لكم بقبور المشركين فنبشت ، ثم ) نخل ، فأمر النبي

بالخرب فسويت ، ثم بنخل فقطع ، فصفوا النخل قبمة المسجد ، وجعموا عضادتيو بالحجارة ، وجعموا ينقمون

:معيم وىو يقول ) ، والنبي الصخر وىم يرتجزون الميم ال خير إال خير اآلخرة فاغفر لؤلنصار والمياجره

ىو العوالي والعالية ، وىو قباء وما حولو : أعمى المدينة .، وكانت قباء مسكن بني عمرو بن عوف

إن كل ما كان من جية نجد من المدينة ، من : وقيل ، وما كان دون قراىا وعمائرىا إلى تيامة يسمى العالية

.ذلك يسمى السافمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد ذكرنا سبب ذلك ) . وبنو النجار كانوا أخوال النبي الصبلة من : باب ) ) في ( ( اإليمان : كتاب ) ) في

( ( .اإليمان أن ينتقل من العوالي إلى وسط ) وكان مقصود النبي

.سكنا يسكنو المدينة ، وان يتخذ بيا م

وفي إردافو ألبي بكر في ذلك اليوم دليل عمى شرف أبي .بكر واختصاصو بو دون سائر أصحابو

رجاليم : يريد -( ( ومؤل بني النجار حولو : ) ) وقولو .وشجعانيم وأشرافيم

بفناء : أي -( ( حتى ألقى بفناء أبي أيوب : ) ) وقولو أنو نزل بو ، : عناه بالقاف ، وم( ( ألقى ) ) داره ، و

.فإن السائر إذا نزل بمكان ألقى فيو رحمو وما معو كان ) أن النبي : وقد ذكر شرحبيل بن سعد وأىل السير

كمما مر بدار من دور األنصار كبني سالم وبني حارث بن الخزرج وبني عدي أخذوا بخطام راحمتو ، وعرضوا

يميا ؛ خموا سب: ) ) عميو النزول بحييم ، وىو يقول ، حتى بركت بفناء دار أبي أيوب ، ( ( فإنيا مأمورة

.عند مسجده الذي بناه وكان يحب أن يصمي حيث أدركتو : ) ) وقول أنس

) : ، موافق لقولو ( ( الصبلة ويصمي في مرابض الغنم جعمت لي األرض مسجدا وطيورا ، فأيما رجل ) )

ولو لما ولق( ( . أدركتو الصبلة فعنده مسجده وطيوره

: أي مسجد وضع في األرض أول ؟ قال : سئل : ثم أي ؟ قال : قيل لو ( ( . المسجد الحرام ) ) كم بينيما ؟ : قيل ( ( . ثم مسجد بيت المقدس ) ) األرض لك : ) ) ثم قال ( ( . أربعون سنة : ) ) قال

مسجد ، فأينما أدركتك الصبلة فصل ؛ فإنو لك ( ( .مسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

ثامنوني : ) ) فأرسل إلى بني النجار ، فقال : وقولو .بيعوني إياه بثمنو : يعني -( ( بحائطكم

.وفيو أن صاحب السمعة أحق بالسوم : قال الخطابي فإنو طمب منيم أن يذكروا لو الثمن ، ولم يقطع ثمنا من

.عنده .ما فيو شجر وعميو بنيان : والحائط ( ( واهلل ، ال نطمب ثمنو إال إلى اهلل : قالوا : ) ) وقولو

يدل عمى أنيم لم يأخذوا لو ثمنا ، وقد ذكر الزىري وغيره .خبلف ذلك

حدثني معمر ، عن : أبنا الواقدي : قال ابن سعد عند موضع ) بركت ناقة رسول اهلل : الزىري ، قال

من ، وىو يومئذ يصمي فيو رجال) مسجد رسول اهلل غبلمين يتيمين : المسممين ، وكان مربدا لسيل وسييل

من األنصار ، وكانا في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة بالغبلمين ، فساوميما بالمربد ؛ ) ، فدعا رسول اهلل

فأبى . بل نيبو لك يا رسول اهلل : فقاال . ليتخذه مسجدا .حتى ابتاعو منيما ) رسول اهلل

فابتاعو : غير معمر ، عن الزىري وقال: قال الواقدي وأمر أبا بكر : وقال معمر ، عن الزىري . بعشرة دنانير

.أن يعطييما ذلك .وىذا إن صح يدل عمى أن الغبلمين كانا قد بمغا الحمم وحديث أنس اصح من رواية يروييا الواقدي عن معمر

وغيره ، عن الزىري مرسمة ، فإن مراسيل الزىري لو اضعف المراسيل ، فكيف إذا تفرد بيا صحت عنو من

الواقدي ؟ :فقبمو ) وقد روي عن الحسن ، أنيما وىباه لمنبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا : لو ( ( فضائل المدينة ) ) قال المفضل الجندي في ثنا سفيان ، عن أبي موسى ، عن : محمد بن يحيى مربدا لغبلمين ) كان مسجد رسول اهلل: الحسن ، قال

سيل وسييل ، فمما رآه النبي : من األنصار ، يقال ليما أن -وكانا في حجره -أعجبو ، فكمم فيو عميما )

أراده ، ) يبتاعو منيما ، فأخبرىما عميما أن رسول اهلل .، فبناه ) فأعطياه رسول اهلل . نحن نعطيو إياه : فقاال

: يعني -ل غبلبا فأدركت فيو أصول النخ: قال الحسن ، وكان -غبلظا

يخطب يوم الجمعة إلى جذع منيا ، ويسند ) رسول اهلل .إليو ظيره ، ويصمي إليو

-في روايتو عن معمر ، عن الزىري -ثم قال الواقدي جدارا مجدرا ، ليس -ذلك المربد : يعني -كان :

عميو سقف ، وقبمتو إلى بيت المقدس ، كان أسعد بن اه ، فكان يصمي بأصحابو فيو ، ويجمع فيو بيم زرارة بن

، فأمر رسول اهلل ) الجمعة قبل مقدم رسول اهلل بالنخل الذي في الحديقة ، وبالغرقد الذي فيو أن يقطع )

، وأمر بالمبن فضرب ، وكان في المربد قبور جاىمية ، فنبشت ، وأمر بالعظام أن تغيب ، ) فأمر بيا رسول اهلل

د ماء مستنجل فسيروه حتى ذىب ، وكان في المربوأسسوا المسجد ، فجعموا طولو مما يمي القبمة إلى مؤخره -مائة ذراع ، وفي ىذين الجانبين مثل ذلك ، فيو مربع

، وجعموا األساس قريبا -كان اقل من المائة : ويقال من ثبلث أذرع عمى األرض بالحجارة ، ثم بنوه بالمبن ،

حابو ، وجعل ينقل معيم الحجارة وأص) وبناه رسول اهلل :بنفسو ، وىو يقول

الميم ال عيش إال عيش اآلخرة فاغفر لؤلنصار والمياجره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وجعل يقول ىذا الحمال ال حمال خيبر

، وأطير -ربنا -ىذا أبر : وجعل قبمتو إلى بيت المقدس ، وجعل لو ثبلثة أبواب

باب الرحمة ، وىو باب : مؤخره ، وبابا يقال لو بابا فيالذي يدعى باب عاتكة ، والباب الثالث الذي يدخل منو

، وىو الباب الذي يمي آل عثمان ، وجعل ) رسول اهلل طول الجدار بسطة وعمدة الجذوع ، وسقفو جريدا ، فقيل

عريش كعريش موسى ، : ) ) أال نسقفو ؟ فقال : لو ( ( .الشأن أعجل من ذلك خشيبات وثمام ،

وبنى بيوتا إلى جنبو بالمبن ، وسقفيا بجذوع النخل والجريد ، فمما فرغ من البناء بنى بعائشة في البيت الذي

بابو شارع إلى المسجد ، وجعل سودة بنت زمعة في

. البيت اآلخر الذي يميو إلى الباب الذي يمي آل عثمان .انتيى

قام في منزل أبي أيوب أ) وذكر ابن سعد أن النبي .سبعة أشير

وىذا يدل عمى أن بعض حجره تم بناؤه بعد ذلك ، وانتقل .إلييا

ثنا عبد : عن الواقدي -أيضا -وروى ابن سعد مات أسعد بن زرارة في : الرحمن بن أبي الرجال ، قال

شوال ، عمى رأس تسعة أشير من اليجرة ، ومسجد .يؤمئذ يبنى ) رسول اهلل

ا يدل عمى أن بناء المسجد لم يتم إال بعد تسعة وىذ .أشير من اليجرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قبور : فكان فيو ما أقول لكم : ) ) وأما قول أنس

( ( .المشركين ، وفيو خرب ، وفيو نخل رويت بالخاء المعجمة والباء ( ( خرب : ) ) لفظو

.بالحاء والثاء المثمثة ( (حرث : ) ) ورويت . الموحدة فيو ( ( . حرث : ) ) من قال : قال اإلسماعيمي

محتمل ؛ ألن ما حرث ولم يزرع أو زرع فرفع زرعو ، .كانت األخاديد والشقوق باقية في األرض

فأمر بالحرث : ) ) يشير إلى أن ذلك يناسب قولو ( ( .فسويت

جمع فيو صحيح ؛ فيو( ( خرب : ) ) ومن قال : قال وىو العيب ، كالجحر -بضم الخاء -خربة أو خربة .والشق ونحوه

-مكان خرب : فيو كقولك ( ( الخرب ) ) وأما : قال .أنو يكون وصفا لمذكر : يعني والحديث خارج عمى تأنيث ىذا الحرف ، فكأنو : قال

.بالجمع أشبو بكسر : يعني -( ( خرب ) ) روي : وقال الخطابي

ىي لغة تميم خرب ، : قال الميث -فتح الراء الخاء وب

.والواحد خربة : يعني -( ( خرب : ) ) وسائر الناس يقولون : قال

كمم : ، جمع خربة ، كما قيل -بفتح الخاء وكسر الراء مضمومة ( ( الخرب ) ) ولعل الصواب . جمع كممة

الخاء جمع خربة وىي الخروق التي في األرض ، إال .نيا في كل ثقبة مستديرة أنيم يقولو

جمع الجرفة ، ( ( الجرف : ) ) ولعل الرواية : قال خرج وخرجو ، وترس : وىي جمع الجرف ، كما قيل

.وترسو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : -إن ساعدت الرواية -وأبين منيا : قال ، ( ( فسويت : ) ) جمع حدبة ، لقولو ( ( حدب ) )

نما يس وى المكان المحدودب ، أو ما فيو خروق ، فأما وا .انتيى ما ذكره . الخرب فتبنى وتعمر

وفيو تكمف شديد ، وتبلعب بيذه المفظة بحسب ما والرواية التي رواىا . يدخميا من االحتماالت المستبعدة

، فإن كان مفردا ، فإنما أنث( ( خرب : ) ) الحفاظ ماكنو ، والظاىر أنيا تسويتو ؛ ألن التأنيث يعود إلى أ

ن كان كانت متعددة ، وا .فتأنيثيا واضح -بالجمع -؛ ( ( خرب ) )

أن البناء الخراب المستيدم : ومعنى تسوية الخرب يصير في موضعو أماكن مرتفعة عن األرض فتحتاج

إلى أن تحفر وتسوى باألرض ، وىذا أمر واضح ظاىر .، ال يحتاج إلى تكمف وال تعسف

فقد اخبر أنس أنو قطع ، وصف ( ( النخل ) )وأما فنبشت ، ( ( قبور المشركين ) ) قبمة لممسجد ، وأما

وذكر أنيم بدءوا بنبش القبور ، ثم بتسوية الخرب ، ثم .بقطع النخل

أن : والمقصود من تخريج الحديث في ىذا الباب موضع المسجد كان فيو قبور لممشركين ، فنبشت قبورىم

اميم منيا ، وىذا يدل عمى أن المقبرة إذا ، وأخرجت عظ

نبشت وأخرج ما فييا من عظام الموتى لم تبق مقبرة ، .وجازت الصبلة فييا

ويدل عمى كراىة الصبلة في المقبرة ولو كانت قبور المشركين ؛ لما فيو من سد الذريعة إلى اتخاذ القبور مساجد ، فإنو إذا تطاول العيد ، ولم تعرف الحال ،

.ي من ذلك الفتنة خشإن في نبش عظام المشركين لمصبلة : وقد يقال مع ذلك في أماكنيا تباعدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في الصبلة عن مواضع العذاب والغضب ، وىي مما إن شاء اهلل -يكره الصبلة فييا ، كما سيأتي ذكره

.تعالى االستحالة ؛ دليل عمى طيارة األرض ب: وفي الحديث

لم يأمر عند نبش األرض بإزالة تراب القبور ) فإن النبي

وال تطييرىا ، ولو فعل ذلك لما أىمل نقمو ؛ لمحاجة .إليو

أن الصحابة كانوا يخوضون : -أيضا -ويدل عميو كما تقدم عنيم -الطين في الطرقات وال يغسمون أرجميم

تطير والنجاسات مشاىدة في الطرقات ، فمو لم - .باالستحالة لما سومح في ذلك

وىذا قول طائفة من العمماء من السمف ، كأبي قبلبة وغيره ، ورجحو بعض أصحابنا ، وىو رواية عن أبي

أن األرض النجسة إذا جفت : حنيفة ، والمشيور عنو ومذىب مالك . فإنو يصمى عمييا ، وال يتيمم بيا

.حال أنيا نجسة بكل: والشافعي واحمد وغيرىم دليل عمى أن قبور المشركين ال حرمة : وفي الحديث

ليا ، وأنو يجوز نبش عظاميم ، ونقميم من األرض .لبلنتفاع باألرض إذا احتيج إلى ذلك

واختمفوا في نبش قبورىم لطمب ما يدفن معيم من مال ، حكاه ابن عبد البر عن . فرخص فيو كثير من العمماء

ل وكرىو مالك ولم يحرمو ، قا. أبي حنيفة والشافعي

.وكان الناس يفعمون ذلك في أول اإلسبلم كثيرا أنو أمر بقبر أبي رغال ، فأخبرىم ) وقد روي عن النبي أن معو غصنا من

.ذىب ، فنبشوه واستخرجوه منو ومن العمماء من كره ذلك ، منيم األوزاعي ، وعمل بأنو

اب ، فكيف يكره الدخول إلى مساكنيم ؛ خشية نزول العذ بقبورىم ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكره بعض السمف نبش القبور العادية المجيولة ؛ خشية أن يصادف قبر نبي أو صالح ، وخصوصا بأرض

.الشام كاألردن ونص أحمد عمى أنو إذا غمب المسممون عمى ارض

.الحرب فبل تنبش قبورىم نبش عبثا لغير مصمحة وىذا محمول عمى ما إذا كان ال

، أو أن يخشى منو أن يفعل الكفار مثل ذلك بالمسممين .إذا غمبوا عمى أرضيم

دليل عمى أن بيع األرض التي في : وفي الحديث طمب شراء ىذا ) بعضيا قبور صحيح ، فإن النبي

.المربد :وىذه المسألة عمى قسمين

ونقمو أن يكون المقبور في األرض يجوز نبشو : أحدىما ، كأىل الحرب ، ومن دفن في مكان مغصوب ، فيذا ال شك في صحة البيع لؤلرض كميا ، وينقل المدفون فييا

.بنقل عظام المشركين من المربد ) ، كما أمر النبي أن يكون المقبور محترما ال يجوز نبشو ، فبل : والثاني

.يصح بيع موضع القبور خاصة ى الخبلف المشيور وىل يصح في الباقي ؟ يخرج عم

.في تفريق الصفقة ولو اشترى أرضا ، فوجد في بعضيا عظام موتى ، ولم

ىل ىي مقبرة أم ال ؟ فقال ابن عقيل من : يعمم ال يصح البيع في : أصحابنا وبعض الشافعية في زمنو

ما محل الدفن ؛ ألن تمك البقعة إما أن تكون مسبمة ، وا و فييا ، فيكون أحق أن تكون ممكا لمميت قد وصى بدفن

.بيا ، وال ينقل إلى الورثة ال فيحتمل أن يكون وىذا الذي قالوه ىو األغمب ، وا

الدفن في أرض مغصوبة أو مغارة لمدفن ، إال أن ىذا .واهلل أعمم . قميل أو نادر ، فبل يعول عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ي بيت من داره أنو إذا دفن ف: والمنصوص عن أحمد .فبل بأس ببيعو ، ما لم يجعل مقبرة مسبمة

دليل عمى جواز قطع النخل لمصمحة في : وفي الحديث إذا كان في داره : قطعو ، وقد نص عمى جوازه أحمد

.نخمة ضيقت عميو ، فبل بأس أن يقطعيا الحسن : وكره جماعة قطع الشجر الذي يثمر ، منيم

سحاق ، وكره أحمد قطع السدر خاصة واألوزاعي وا

قل إنسان فعمو إال رأى : لحديث مرسل ورد فيو ، وقال .ما يكره في الدنيا

.واهلل أعمم . ورخص في قطعو آخرون

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في مرابض الغنمثنا شعبة ، عن أبي : حدثنا سميمان بن حرب -

يصمي في ) كان النبي : قال التياح ، عن أنس ، .مرابض الغنم

كان يصمي في مرابض الغنم ، : ثم سمعتو بعد يقول .قبل أن يبني المسجد

نما ترك الصبلة ىذا مختصر من الحديث الذي قبمو ، وا في مرابض الغنم بعد بناء المسجد ؛ الستغنائو عنيا

بالمسجد ال لنسخ الصبلة فييا ، فإنو روي عنو أنو أذن

.ي ذلك فعن جابر بن سمرة ، أن ( ( صحيح مسمم ) ) ففي

: أصمي في مرابض الغنم ؟ قال ) رجبل قال لمنبي : أصمي في مبارك اإلبل ؟ قال : قال ( ( نعم ) ) ( ( .ال ) )

.إن شاء اهلل تعالى -وفيو أحاديث أخر ، يأتي بعضيا وقد روي الرخصة في ذلك عن ابن عمر ، وأبي ذر ،

ىريرة ، وجابر ابن سمرة ، وابن الزبير وغيرىم ، وأبي .وىو قول العمماء بعدىم

أجمع كل من نحفظ عنو من أىل العمم : قال ابن المنذر عمى إباحة الصبلة في مرابض الغنم ، إال الشافعي ،

ال أكره الصبلة في مراح الغنم ، إذا كان : فإنو قال .سميما من أبواليا وأبعارىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في مواضع اإلبلثنا سميمان بن : حدثنا صدقة بن الفضل - ثنا عبيد اهلل ، عن: حيان

: رايت ابن عمر يصمي إلى بعيره ، فقال : نافع ، قال .يفعمو ) رايت النبي

.أبو خالد األحمر : سميمان بن حيان ، ىو ( ( صحيحييما ) ) الحديث في وقد خرج الشيخان ىذا

-أيضا -من طريقة ، ومن طريق المعتمر بن سميمان .، عن عبيد اهلل بن عمر

.شريك ، عن عبيد اهلل كذلك -أيضا -ورواه وخالفيم ابن نمير ومحمد بن عبيد ، فروياه عن عبيد اهلل

ولم -، عن نافع ، أن ابن عمر كان يفعل ذلك .يرفعاه

.أنو صحيح : طني وزعم الدارقوتصرف الشيخين يشيد بخبلف ذلك ، وان الصحيح

.رفعو ؛ الن من رفعو فقد زاد ، وىم جماعة ثقات .والحديث نص في جواز الصبلة إلى البعير

فعل ذلك ابن عمر وانس ، وبو قال : قال ابن المنذر .مالك واالوزاعي ه يصمي الرجل إلى بعير : سالت أحمد : وقال أبو طالب

.فعل ، وابن عمر ) نعم ؛ النبي : ؟ قال وكبلم أحمد ىذا يدل عمى صحة رفع الحديث عنده ،

.كما ىي طريقة البخاري ومسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سويد بن : وممن روى عنو االستتار ببعيره في الصبلة .غفمة ، واألسود بن يزيد ، وعطاء ، والقاسم ، وسالم

.ال بأس بو : الحسن وقال .ال أعمم فيو خبلفا : قال ابن عبد البر

.أنو ال يصمي إلى دابة : ونقل البويطي ، عن الشافعي

لعل الشافعي لم يبمغو : قال بعض أصحابو المتأخرين الحديث ، وقد وصانا باتباع الحديث إذا صح ، وقد

.صح ىذا الحديث ، وال معارض لو عمى أن ىذا الحديث يؤخذ منو يدل: وتبويب البخاري

يجوز الصبلة في مواضع اإلبل وأعطانيا ، وقد سبقو .إلى ذلك بعض من تقدم

وقد كتب الميث بن سعد إلى عبد اهلل بن نافع مولى ابن الصبلة في أعطان : عمر يسألو عن مسائل ، منيا

يصمي عمى راحمتو ، ) اإلبل ، فكتب لو كان رسول اهلل ر ومن أدركنا من خيار أىل أرضنا وقد كان ابن عم

يعرض احدىم ناقتو بينو وبين القبمة ، فيصمي إلييا ، .وىي تبعر وتبول

الجعفي : ىو -وروى وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر الشعبي ، عن جندب بن عامر السممي ، -

.أنو كان يصمي في أعطان اإلبل ومرابض الغنم لصبلة في أعطان اإلبل ، ورخص سفيان الثوري في ا

رواه عنو : وذكره بعض المصنفين عمى مذىبو ، وقال

.القناد .وأكثر أىل العمم عمى كراىة الصبلة في أعطان اإلبل

وممن روينا عنو أنو رأى الصبلة في : قال ابن المنذر جابر بن : مرابض الغنم ، وال يصمي في أعطان اإلبل

حسن ،سمرة ، وعبد اهلل بن عمر ، وال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ، وأبو ثور .انتيى . ومالك وا .قول الشافعي وأحمد -أيضا -وىو

من طرق متعددة ، وقد سبق ) وقد روى ذلك عن النبي حديث جابر بن

بالنيي عن الصبلة في أعطان ) سمرة ، عن النبي اإلبل ، واألمر بالصبلة في مرابض

.الغنم .جو مسمم خر

وخرج اإلمام أحمد والترمذي وابن ماجو وابن خزيمة وابن حبان في

من حديث ابن سيرين ، عن أبي ( ( صحيحييما ) ) صموا في مرابض الغنم : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

( ( .، وال تصموا في أعطان اإلبل سناده كميم ثقات ، إال أنو اختمف وصححو الترمذي ، وا

.سيرين في رفعو ووقفو عمى ابن كانت عادة ابن سيرين أنو ربما توقف : قال الدارقطني

.عن رفع الحديث توقيا وخرجو الترمذي من حديث أبي صالح ، عن أبي ىريرة

بنحوه ، وذكر أنو اختمف في رفعو ووقفو ) ، عن النبي أن : عن البخاري ( ( العمل ) ) ، في كتاب -أيضا -

.المعروف وقفو رج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث البراء بن عازب وخ

سئل: ، قال : عن الصبلة في مبارك اإلبل ؟ فقال ) رسول اهلل

ال تصموا في مبارك اإلبل ؛ فإنيا من ) )

( ( .الشياطين صموا : ) ) وسئل عن الصبلة في مرابض الغنم ؟ فقال

فييا ؛

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .ا بركة فإني

ىو أحسن أحاديث الباب ، وأكثرىا : قال ابن عبد البر .تواترا

نيى ) وروى الحسن ، عن عبد اهلل بن مغفل أن النبي .عن الصبلة في أعطان اإلبل

خرجو اإلمام أحمد والنسائي وخرجو ابن ماجو وابن أن رسول اهلل : ، ولفظيما ( ( صحيحو ) ) حبان في

في مرابض الغنم ، وال تصموا في صموا: ) ) قال ) ( ( .أعطان اإلبل ، فأنيا خمقت من الشياطين

التصموا : ) ) قال ) وفي رواية لئلمام أحمد أن النبي

في أعطان اإلبل ؛ فإنيا من الجن خمقت ، إال ترون عيونيا وىبتيا ، إذا نفرت ، وصموا في مرابد الغنم ؛

( ( .فإنيا ىي اقرب من الرحمة إذا : ) ) و الشافعي بإسناد فيو ضعف ، ولفظو وخرج

أدركتم الصبلة وأنتم في مراح الغنم فصموا فييا ؛ فأنيا ذا أدركتكم الصبلة وأنتم في أعطان سكينة وبركة ، وا

اإلبل فاخرجوا منيا فصموا ؛ فأنيا جن من جن خمقت إال ترونيا إذا نفرت كيف تشمخ

( ( .بأنفيا .الحسن ولو طرق متعددة عن

رواه عن الحسن خمسة عشر : قال ابن عبد البر .رجبل

قالو اإلمام : -والحسن ، سمع من عبداهلل بن المغفل .أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .صحيحو ) ) وخرج مسمم حديثو عنو في

، عن عقبة بن -بإسناد جيد -وخرج اإلمام أحمد صموا في مرابض ) : ) ) اهلل قال رسول: عامر ، قال

( ( .الغنم ، وال تصموا في أعطان اإلبل مرفوعا -وخرجو الطبراني من حديث عبداهلل بن عمرو

من رواية يونس ابن بكير ، عن ىشام بن عروة ، - .مرفوعا -عن أبيو ، عنو

.ويونس وثقو غير واحد لكن رواه مالك عن ىشام ، عن أبيو ، عن رجل من

فذكره ، ولم -جرين ، أنو سأل عبداهلل بن عمرو الميا .يرفعو

حدثني رجل من : ورواه عبدة ووكيع ، عن ىشام : فذكره ، ولم يذكر في اإلسناد -المياجرين

( ( .عروة ) ) .وىو الصواب ( ( : كتاب التمييز ) ) قال مسمم في

ىل تصح الصبلة في : واختمف القائمون بالكراىة

تصح ، وىو : ، أم ال ؟ فقال األكثرون أعطان اإلبل .رواية عن أحمد ، وأنو يعيد الصبلة استحبابا

.أنيا ال تصح ، وعميو اإلعادة : والمشيور عن أحمد إن عمم بالنيي لم تصح ، وأال : وعنو رواية ثالثة

.صحت وعممو أصحاب الشافعي بأنيا تنفر ، فربما قطعت عمى

.المصمي صبلتو :لوجيين وىذا ضعيف ؛

أنو يبطل بالصبلة إلى البعير ، لكن في كبلم : أحدىما .الشافعي ما يدل عمى كراىتو

أنو ينتقض بما إذا لم تكن اإلبل في أعطانيا ، : والثاني فإن الكراىة ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.تنتفي بذلك

التعميل بما ورد بو النص ، : والمنصوص عن الشافعي .أنيا خمقت من الشياطين

ال تصموا في ) : ) ) وفي قول النبي : قال الشافعي دليل عمى ( ( أعطان اإلبل ؛ فأنيا جن من جن خمقت

: أنو إنما نيى عنيا ، كما قال حين نام عن الصبلة اخرجوا بنا من ىذا الوادي ، فإنو واد بو ) )

فكره أن يصمي قرب شيطان وكذا كره أن( ( . شيطان يصمي قرب اإلبل ؛ ألنيا خمقت من جن ، ال لنجاسة

.موضعيا وأنو إنما كره -أيضا -وذكر أبو بكر األثرم معنى ىذا

.الصبلة في معاطن اإلبل ؛ ألنيا خمقت من الشياطين وقد فسر ابن قتيبة خمق اإلبل من الشياطين بأنيا خمقت

وورد في حديث : قال . من جنس خمقت منو الشياطين ر أنيا خمقت من أعيان الشياطين ، يريد من نواحييا آخ

ولم تزل العرب تنسب جنسا من اإلبل : قال . وجوانبيا ناقة حوشية ، وىي أنفر اإلبل : إلى الحوش ، فتقول

وأصعبيا ، ويزعمون أن لمجن إببل بببلد الحوش ، وأنيا

ضربت في نعم الناس فنتجت منيا ىذه الحوشية ، فعمى يراد أنيا خمقت من نتاج نعم الجن ، ال ىذا يجوز أن

.انتيى . من الجن نفسيا ويجوز أن خمقت في أصميا من نار ، كما خمقت الجن

واهلل تعالى . من نار ، ثم توالدت كما توالدت الجن .أعمم

وزعم الخطابي أنيا نسبت إلى الشياطين لما فييا من .يطانا والعرب تسمي كل مارد ش: قال . النفار والشرود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنيا في أخبلقيا وطبائعيا تشبو : المراد : وقال أبو عبيد .الشياطين

إن عمى ذروة كل بعير : ) ) وقد ورد في حديث آخر كان يصمي في السفر عمى ) مع أن النبي ( ( شيطانا

إن النيي: بعيره النوافل ، وىذا مما يستدل بو من يقول

.عن الصبلة في األعطان ال يمنع صحة الصبلة .واختمفوا في تفسير أعطان اإلبل

قرب البئر التي يستقى منيا ، : العطن : فقال الشافعي وتكون البئر في موضع ، والحوض قريبا منيا ، فيصب فيو فيمؤل ، فتسقى اإلبل ثم تنحى عن البئر شيئا حتى

وليس العطن : قال . تجد الواردة موضعا ، فذلك العطن .مراحيا الذي تبيت فيو

وكره أصحابو الصبلة في مأواىا بالميل دون كراىة .العطن

: العطن : -في رواية ابنو عبداهلل -وقال اإلمام أحمد .الذي تقيم في المكان تأوي إليو

يعيد الصبلة إذا صمى : -في رواية ابنو صالح -وقال .في الموضع الذي تأوي إليو

الذي تأوي إليو بالميل : العطن : وقال أبو بكر الخبلل .والنيار

ال يصمي في أعطان اإلبل التي : وقال أصحاب مالك .في المناىل

أيضا -وىذا يشبو قول الشافعي ، وىو وجو ألصحابنا ىو: ، وأن العطن -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ل ، وبذلك فسره موضع اجتماعيا إذا صدرت عن المني .كثير من أىل المغة

وبكل حال ؛ فميس الموضع الذي تنزلو في سيرىا عطنا إنما كان يعرض ) ليا ، وال تكره الصبلة فيو ، والنبي

بعيره ويصمي إليو في أسفاره ، ولم يكن يدخل إلى أعطان اإلبل فيعرض البعير ويصمي إليو فييا ، فبل

ره ، وبين نييو عن تعارض حينئذ بين صبلتو إلى بعيالصبلة في أعطان اإلبل ، كما توىمو البخاري ومن

.واهلل أعمم . وافقو وأما مواضع البقر فغير منيي عن الصبلة فيو عند أكثر

عطاء ومالك وابن المنذر ، واستدل لو : العمماء ، ومنيم

أينما أدركتك الصبلة فصل ، فيو ) : ) ) بقول النبي ( ( .مسجد :د فيو حديثان وقد ور

عن سعيد ( ( مسنده ) ) خرجو ابن وىب في : أحدىما بن أبي أيوب ، عمن

، أنو ) حدثو ، عن عبداهلل بن مغفل صاحب النبي أن يصمى في معاطن اإلبل ، ) نيى رسول اهلل : قال

.وأمر أن يصمى في مراح الغنم والبقر .وفي إسناده جيالة

عن حيي بن عبداهلل ، من حديث ابن لييعة ،: والثاني أن أبا عبد الرحمن الحبمي حدثو ، عن عبداهلل بن عمرو

كان يصمي في مرابد الغنم وال يصمي ) ، أن رسول اهلل .في مرابد اإلبل والبقر

.خرجو اإلمام أحمد .واهلل أعمم . وىذا إسناد ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

تنور أو نار أو شيء مما يعبد ،من صمى وقدامو )فأراد بو اهلل عرضت ) ) ) قال النبي : اخبرني أنس : وقال الزىري

( ( .عمي النار وأنا اصمي حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك عن زيد -

بن اسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد اهلل بن عباس ثم ،) انخسفت الشمس ، فصمى رسول اهلل : ، قال أريت النار ، فمم أر منظرا كاليوم قط : ) ) قال

( ( .أفظع أبواب ) ) حديث ابن عباس ىذا قد خرجو بطولو في

معناه من -أيضا -وخرج فييا ( ( صبلة الكسوف رضي اهلل عنيما -حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق

- . وأما حديث أنس الذي عمقو فيو قطعة من حديث طويل

صمى الظير عند الزوال ، ثم صعد ) ن النبي أ: ، فيو من أحب أن يسأل : ) ) المنبر فذكر الساعة ، ثم قال

عرضت : ) ) قال : وفي آخره ( ( . عن شيء فميسأل في عرض ىذا الحائط ، فمم -آنفا -عمي الجنة والنار ( ( .أر كالخير والشر

وقت الصبلة : باب ) ) وقد خرجو البخاري بتمامو في ، -إن شاء اهلل تعالى -، كما سيأتي ( ( ند الزوال ع

.فيما سبق ( ( العمم : كتاب ) ) وخرج بعضو في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بمعناه من حديث قتادة ، عن أنس -أيضا -وخرجو ( ( .الفتن : كتاب ) ) في

وليس في حديث الزىري وقتادة عن أنس أن عرض .عميو كان في الصبلة الجنة والنار

رفع البصر إلى اإلمام : باب ) ) في -أيضا -وخرج

ثنا ىبلل بن عمي ، : من حديث فميح ( ( في الصبلة ، ثم رقي المنبر ) صمى لنا رسول اهلل : عن أنس ، قال

لقد رأيت : ) ) ، فأشار بيده قبل قبمة المسجد ، ثم قال ار ممثمتين في اآلن منذ صميت لكم الصبلة الجنة والن

-( ( قبمة ىذا الجدار ، فمم أر كاليوم في الخير والشر .ثبلثا

وخرج مسمم من حديث عبد الممك بن أبي سميمان ، عن انكسفت الشمس في عيد : عطاء ، عن جابر ، قال

فذكر صبلتو وخطبتو بعد الصبلة ، وانو ) رسول اهلل تو في ما من شيء توعدونو إال قد رأي: ) ) قال فييا

صبلتي ىذه ، لقد جيء بالنار ، وذلك حين رأيتموني وذكر -( ( تأخرت ؛ مخافة أن يصيبني من لفحيا

.الحديث أن من صمى هلل عز : ومقصود البخاري بيذا الباب

وجل ، وكان بين يديو شيء من جنس ما عبد من دون اهلل كنار وتنور وغير ذلك ، فإن صبلتو صحيحة ،

.أيضا -ال يكره ذلك وظاىر كبلمو أنو

في صبلتو ، وفي ىذا ) واستدل بعرض النار عمى النبي .االستدالل نظر ليس ما أراه اهلل من النار حتى أطمعيا : قال اإلسماعيمي

بمنزلة نار يتوجو المرء إلييا وىي معبودة لقوم ، وال حكم ما أري ليخبرىم بما رآه كحكم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من وضع الشيء بين يديو أو رآه قائما موضوعا فجعمو .انتيى . أمام مصبله وقبمتو

:فأشار إلى الفرق من وجوه أن من كره الصبلة إلى نار أو تنور ، فإنما كره : منيا

لم ) أن يتعمد المصمي ذلك ، وعرض النار عمى النبي .يكن كذلك

؛ ألنيا ىي التي أن المكروه استقبال نار الدنيا : ومنيا عبدت من دون اهلل عز وجل ، فأما نار جينم فيي دار

.عقاب الكفار ، فميست كنار الدنيا من أمر الغيب ال يتعمق بو ) أن ما أري النبي : ومنيا

.أحكام أمور الدنيا وغسمو ) إن جبريل لما شق قمب النبي : ومن ىنا قيل

ل في طست من ذىب لم يجر عمى ذلك حكم استعما .أواني الذىب في الدنيا

ابن : وقد كره أكثر العمماء الصبلة إلى النار ، منيم .ىو بيت نار : سيرين ، كره الصبلة إلى تنور ، وقال

.يكره أن يوضع السراج في قبمة المسجد : وقال سفيان : -السراج ال بأس بو ، والكانون أكرىو : وقال إسحاق

.نقمو عنو حرب ألت أحمد عن السراج والقنديل يكون في س: وقال مينا

أكرىو ، وأكره كل شيء ؛ حتى : قبمة المسجد ؟ قال . كانوا يكرىون أن يجعموا في القبمة شيئا حتى المصحف

.وكان ابن عمر يكره أن يكون بينو وبين القبمة شيء إذا : ونقل الفرج بن الصباح البرزاطي عن أحمد ، قال

صمى إليو ؛ كان ابن سيرين يكره كان التنور في قبمة ال ي

.أن يصمي إلى التنور أن فيو تشبيا بعباد النار في الصورة : ووجو الكراىة

ن كان المصمي يصمي هلل ، كما الظاىرة ، فكره ذلك ، وا كرىت الصبلة في وقت طموع الشمس وغروبيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عباد الشمس ليا في لمشابية سجود المصمي فيو سجود الصورة ، وكما تكره الصبلة إلى صنم والى صورة

.مصورة ال تصل إلى صورة : قال أحمد في رواية الميموني

.منصوبة في وجيك .وقد سبق ذكر كراىة الصبلة إلى الصور

وأما استثناء إسحاق من ذلك السراج ، فقد أشار حرب ، عن إلى االستدالل لو بما خرجو من طريق أسباط

سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال بينما رسول

: قال -وبين يديو مصباح -يصمي عمى حصير ) اهلل فألقتيا عمى الحصير ، : فجاءت الفأرة ، فأخذت الفتيمة

إن ) : ) ) وأحرقت منو قدر الدرىم ، فقال رسول اهلل ( ( .الفويسقة لتضرم عمى أىل البيت

وليس عنده ذكر الصبلة عمى وقد خرجو أبو داود ، .الحصير ، وال أن بين يديو مصباحا

ولو وضع بين يدي المصمي في صبلتو نار لم تبطل .صبلتو ، ويزيميا عنو بحسب القدرة

قام : عن أبي الدرداء قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أعوذ باهلل : ) ) فأم ، فسمعناه يقول ) رسول اهلل

-ثبلثا -( ( ألعنك بمعنة اهلل : ) ) ثم قال ( ( . منك وبسط يديو كأنو تناول شيئا ، فمما فرغ من الصبلة قمنا

يا رسول اهلل ، قد سمعناك تقول في الصبلة شيئا لم إن : ) ) قال . نسمعك قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك

عدو اهلل إبميس جاء بشياب من نار ؛ ليجعمو في وجيي ألعنك : رات ، ثم قمت أعوذ باهلل منك ثبلث م: فقمت

، ثم -ثبلث مرات -فمم يستأخر . بمعنة اهلل التامة

ألصبح ) أردت آخذه ، واهلل ؛ لو ال دعوة أخينا سميمان موثقا يمعب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .بو ولدان أىل المدينة وخرج اإلمام أحمد من حديث سماك بن حرب ، سمع

صبلة ) صمى بنا رسول اهلل : ول جابر بن سمرة يقالفجر ، فجعل ييوي بيده فسألو القوم حين انصرف ،

إن الشيطان كان يمقي عمي شرر النار ؛ : ) ) فقال ليفتنني عن الصبلة ، فتناولتو ، فمو أخذتو ما انفمت مني

حتى يناط إلى سارية من سواري المسجد ينظر إليو ( ( .ولدان أىل المدينة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

كراىية الصبلة في المقابر: ثنا يحيى ، عن عبيد اهلل ، قال : حدثنا مسدد -

: ، قال ) أخبرني نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي اجعموا في بيوتكم من صبلتكم ، وال تتخذوىا ) ) ( ( .قبورا

-أيضا -قد سبق استدالل ابن المنذر بيذا الحديث عمى كراىة الصبلة في

.المقبرة ، وكذلك الخطابي وغيره أمرىم بأن يصموا في بيوتيم ، ) أن النبي : ووجو ذلك

وال يتخذوىا قبورا بترك الصبلة فييا ، فدل عمى أن القبور ليس فييا صبلة ، وان البيت يكره إخبلءه عن

الصبلة ، لما فيو من تشبيو بالمقابر الخالية عن .ة الصبل

النيي عن تشبيو البيوت بالمقابر في : ولكن قد يقال إخبلئيا عن الصبلة إنما يراد منو أن المقابر تخمو عن

الصبلة فييا في الواقع المشاىد ؛ فإنيا ليست محبل ومن فييا من األموات ال يقدرون . لصبلة األحياء عادة

.عمى الصبلة ، فصارت خالية عن الصبلة عادة ال فقد شوىد صبلة بعض وىذا إخبار بحسب الغالب ، وا

الموتى في قبورىم ، ورئي ذلك في المنام واليقظة ، ولكنو نادر ، فنيى عن تشبيو بيوت األحياء بمقابر

.األموات في إخبلئيا عن الصبلة فييا لذلك من أوى إلى فراشو طاىرا ، وذكر اهلل : وقد قال الحسن

دا ، ومن أوى إلى حتى تغمبو عيناه كان فراشو لو مسج .فراش غير طاىر ، ولم يذكر اهلل كان فراشو لو قبرا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يشير إلى أنو يصير كالقبر لخموه عن الذكر ، والنائم .عن الذكر يصير لو كالمسجد

وحينئذ فبل يبقى في الحديث تعرض لمنع الصبلة في

د ذكر امتناع الصبلة المقابر شرعا ، حيث كان المرا .فييا في الواقع

( ( : وال تتخذوىا قبورا : ) ) وقد قال بعضيم في قولو .أنو نيى عن الدفن في البيوت ، وىذا بعيد جدا

ال معنى لقول من تأولو عمى النيى عن : قال الخطابي في بيتو الذي ) دفن الموتى في البيوت ، فقد دفن النبي

.كان يسكنو عمماء عمى جواز الدفن في البيوت ، ووصى وأكثر ال

يزيد بن عبداهلل بن الشخير أن يدفن في داره ، فدفن فييا .، وشيد الحسن جنازتو ، ولم ينكر ذلك أحد

ال بأس أن يشتري الرجل موضع قبره ، : قال أحمد ويوصي أن يدفن فيو إذا مات ، قد فعل ذلك عثمان بن

رضي اهلل -ز عفان و عائشة وعمر بن عبد العزي .عنيم ما أحب أن يدفن في بيتو ، يدفن في : -أيضا -وقال

.المقابر مع المسممين يدفن في المقابر : وقال فيمن وصى أن يدفن في داره

ن دفن في داره أضر بالورثة ، والمقابر . مع المسممين وا .مع المسممين أعجب إلي

دار وتأولو بعض أصحابنا عمى أنو نقص من قيمة ال .بدفنو فييا أكثر من مقدار ثمث مال الموصي

وىذا بعيد جدا ، بل ظاىر ىذه الرواية يدل عمى أن من وصى في دفنو بمكروه أو بما ىو خبلف األفضل أنو ال

.تنفذ وصيتو بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في موضع الخسف والعذابكره الصبلة -وان اهلل عميو رض -ويذكر أن عميا .بخسف بابل

:ىذا مروي عن عمي من وجوه فروى وكيع عن سفيان ، عن عبداهلل بن شريك العامري

، عن عبداهلل بن أبي المحل ، عن عمي أنو كره الصبلة .في الخسوف

عن عبداهلل بن أبي المحل ، : ورواه غير وكيع ، فقال .عن أبيو ، عن عمي

سمعت أبي يسأل عن : بن اإلمام أحمد قال عبداهلل : أيصمى فييا ؟ فكره ذلك ، وقال : األرض الخسف

.وذكر ىذا الحديث -حديث عمي ثنا المغيرة بن : وروى يعقوب بن شيبة ، عن أبي النعيم

: حدثني حجر بن عنبس ، قال : أبي الحر الكندي خرجنا مع عمي إلى الحرورية ، فمما وقع في أرض بابل

: أمسيت يا أمير المؤمنين ، الصبلة الصبلة قال : منا ق .لم أكن أصمي في أرض قد خسف اهلل بيا

.وخرجو وكيع ، عن مغيرة بن أبي الحر ، بو بنحوه وىذا إسناد جيد ، والمغيرة بن أبي الحر وثقو ابن

وحجر بن . ليس بو بأس : وقال أبو حاتم . معين .مشيور شيخ كوفي: عنبس ، قال ابن معين .وروي عن عمي مرفوعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا ابن لييعة : خرجو أبو داود من طريق ابن وىب ويحيى بن أزىر ، عن عمارة بن سعد المرادي ، عن أبي صالح الغفاري ، أن عميا مر ببابل وىو يسير ،

فجاءه المؤذن يؤذنو بصبلة العصر ، فمما برز منيا أمر إن حبي نياني أن : المؤذن فأقام الصبلة ، فمما فرغ قال

أصمي في المقبرة ، ونياني أن أصمي في أرض بابل .فإنيا ممعونة

: من وجو آخر عن ابن وىب -أيضا -وخرجو أخبرني يحيى بن أزىر وابن لييعة ، عن الحجاج بن .شداد ، عن أبي صالح الغفاري ، عن عمي ، بمعناه

ىو إسناد ضعيف ، مجمع عمى : د البر وقال ابن عبضعفو ، وىو منقطع غير متصل ، وعمارة بن سعد

.والحجاج وأبو صالح مجيولون

الموقوف أصح ، وضعف أبو الحسين ابن : قمت .واهلل أعمم . المنادي الجميع

: -رحمو اهلل -قال البخاري حدثني مالك ، عن : ثنا إسماعيل بن عبداهلل -

بن دينار ، عنعبد اهللال تدخموا : ) ) قال ) عبد اهلل بن عمر ، أن رسول اهلل

عمى ىؤالء المعذبين ، إال أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فبل تدخموا عمييم ، ال يصيبكم ما

( ( .أصابيم نص في المنع من الدخول عمى مواضع : ىذا الحديث

واالعتبار ، وىو العذاب ، إال عمى أكمل حاالت الخشوعالبكاء من خشية اهلل وخوف عقابو الذي نزل بمن كان

في تمك البقعة ، وان الدخول عمى غير ىذا الوجو .يخشى منو إصابة العذاب الذي أصابيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وفي ىذا تحذير من الغفمة عن تدبر اآليات فمن رأى ما

لك من غفمتو ، ولم يتفكر في حل بالعصاة ولم يتنبو بذحاليم ، ويعتبر بيم فميحذر من حمول العقوبة بو ، فإنيا ىماليم اليقظة إنما حمت بالعصاة لغفمتيم عن التدبر وا

.والتذكر وىذا يدل عمى أنو ال يجوز السكنى بمثل ىذه األرض ، وال اإلقامة بيا ، وقد صرح بذلك طائفة من العمماء ،

.غيره ، ونص عميو أحمد الخطابي و : منيم أيشرب من : سألت أحمد عمن نزل الحجر : قال مينا

ال ، إال لضرورة ، وال يقيم : مائيا ويعجن بو ؟ قال .بيا

فيتوجو أن من صمى بيا لغير ضرورة ، ولم : وعمى ىذا يكن في صبلتو عمى حالة الخشوع والخشية التي رخص

تو ، عمى في الدخول عمييا أن ال تصح صبل) النبي إن الصبلة في المقبرة وأعطان : قياس قول من قال

بأن النيي ىنا عن : اإلبل ال تصح ، إال أن يفرق

الدخول ال يخص الصبلة ، بخبلف النيي عن الصبلة في المقبرة واألعطان ، فيتخرج حينئذ الصبلة فييا عمى

.الصبلة في األرض المغصوبة ، كما سبق ذكره : مع جماعة من أىل الظاىر - في رواية -وأحمد

يوجبون اإلعادة عمى من صمى في أرض غصب ، ، إذا كان عالما -في رواية عنو -وكذلك إسحاق

.بالنيي فقد صرح طائفة من الظاىرية : وأما الوضوء من مائيا

بأنو ال يصح ، ويتخرج عمى قواعد اإلمام أحمد وأصحابو عمى الخبلف عندىم في الوضوء بالماء

.لمغصوب اوقد ورد النيي عن الوضوء بخصوصو في حديث خرجو

: من رواية ابن إسحاق ( ( أوسطو ) ) الطبراني في حدثني محمد بن طمحة بن يزيد بن ركانة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : عن إبراىيم بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيو ، قال

س من بئرىا ، ثم بالحجر واستقى النا) مر رسول اهلل راح فييا ، فمما استقل أمر الناس أال يشربوا من مائيا ، وال يتوضئوا منو ، وما كان من عجين عجن بشيء من

.مائيا أن يعمف بو ، ففعل الناس حدثني عبداهلل : وروى يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق

-بن أبي بكر بن حزم ، عن العباس بن سيل بن سعد حين مر ) ، أن رسول اهلل -بن سعد أو عن العباس

بالحجر ونزليا استقى الناس من بئرىا ، فمما راحوا منيا ال تشربوا من مائيا شيئا ، : ) ) لمناس ) قال رسول اهلل

وال تتوضئوا منو لمصبلة ، وما كان من عجين عجنتم بو ( ( .فاعمفوه اإلبل ، وال تأكموا منو شيئا

.وىذا مرسل قصص ) ) اري حديث ابن عمر ىذا في وقد خرج البخ

ىذا من حديث عبداهلل بن ( ( كتابو ) ) من ( ( األنبياء وفي رواية عبداهلل . دينار ونافع وسالم ، عن ابن عمر

أنو مر : وفي حديث سالم . أنيم نزلوا الحجر : ونافع .بالحجر وتقنع بردائو ، وىو عمى الرحل

زجر فأسرع حتى ثم : وخرج مسمم حديث سالم ، وفيو .خمفيا

وحمل أبو الحسين ابن المنادي من متقدمي أصحابنا النيي عن دخوليا وعن شرب مائيا عمى الكراىة دون

.واهلل أعمم . التحريم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في البيعةإنا ال ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي : وقال عمر

.الصور فييا .وكان ابن عباس يصمي في البيعة إال بيعة فييا تماثيل

ثنا ربيعة بن كمثوم ، عن نافع ، : روى حجاج بن منيال

إنا ال ينبغي لنا أن ندخل كنيسة فييا : قال عمر : قال .تصاوير

، عن عبداهلل بن نافع ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في لى عمر ، مولى ابن عمر ، عن أبيو ، عن أسمم مو

إنا ال ندخل كنائسكم التي فييا : قال عمر : قال .تصاوير

وعن سفيان ، عن خصيف ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، أنو كره الصبلة في الكنيسة إذا كان فييا

.تماثيل ال بأس بالصبلة فييا إذا لم يكن فييا : وقال سفيان

ن وجد غيرىا فيو أحب إلي .تمثال ، وا بلة في البيع والكنائس ؛ لنجاستيا من وكره مالك الص

ال ينزل بيا إال : أقداميم ، ولما فييا من الصور ، وقال ( ( .التيذيب ) ) ذكره صاحب : -من ضرورة

ورخص أكثر أصحابنا في دخول ما ليس فيو صور منيا ابن عقيل : وكرىو بعضيم ، منيم . ، والصبلة فييا

روايتين ، ومنيم من حكى في الكراىة عن أحمد

كراىة دخوليا في أعيادىم : والمنصوص عن أحمد .ومجامعيم فييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بأن المبلئكة ال تدخل : ويستدل لمكراىة فيما فيو صور بيتا فيو صورة ، وبأنو محل الشياطين ، فتكره الصبلة

.فيو كالحمام والحش من ) وج النبي خر : -أيضا -ويدل عمى كراىتو

إن ىذا : ) ) الوادي الذي ناموا فيو عن الصبلة ، وقال ( ( .الوادي حضرنا فيو شيطان

.وكره أصحاب الشافعي الصبلة فييا ، مع الصحة الرخصة فييا عن طائفة من : وحكى ابن المنذر وغيره

أبو موسى ، والحسن ، والشعبي ، : العمماء ، منيم العزيز ، واألوزاعي ، وسعيد والنخعي ، وعمر بن عبد

.بن عبد العزيز ، واختاره ابن المنذر

وأكثر المنقول عن السمف في ذلك قضايا أعيان ال .عموم ليا ، فيمكن حمميا عمى ما لم يكن فيو صور

وصرح كثير من أصحابنا بتحريم الدخول إلى بيت فيو ن كان ال يقدر عمى إزالتيا ، صور عمى جدرانو ، وا

ابن بطة ، والقاضي : كان حماما أو غيره ، منيم وسواء .وأبو يعمى

أن ظاىر كبلم أحمد أنو ( ( المغني ) ) وذكر صاحب عن مالك ، وعن -أيضا -مكروه غير محرم ، وحكاه

أكثر أصحاب الشافعي أنو محرم ، وذكر في أثناء أن دخول البيع والكنائس جائز ، ولو كان فييا : كبلمو

.دليبل لو ، وىو يشعر بأنو محل إجماع صور ، وجعموأن صور البيع والكنائس تقر وال يمزم : ولعل الفرق

إزالتيا ، كما يقر أصل البيع والكنائس ، وبخبلف .الصور في بيوت المسممين ؛ فإنو يجب إزالتيا ومحوىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :قال البخاري

بدة ، عن ىشام بن عروة ، ثنا ع: ثنا محمد - عن أبيو ، عن عائشة ، أن أم سممة ذكرت لرسول اهلل

مارية ، : كنيسة رأتيا بأرض الحبشة ، يقال ليا ) ) : فذكرت لو ما رأت فييا من الصور ، فقال رسول اهلل

أولئك قوم إذا مات فييم العبد الصالح بنوا عمى قبره ) ) ولئك شرار الخمق مسجدا ، وصوروا فيو تمك الصور ، أ

( ( .عند اهلل شيخ البخاري ، شيخ البخاري ، الظاىر ( ( : محمد ) ) عبدة بن : وشيخو ، ىو . ابن سبلم البيكندي : أنو

.سميمان الكبلبي يدل عمى تحريم التصوير في المساجد : وىذا الحديث

المبنيو عمى القبور ، والصور التي في البيع والكنائس معناىا ؛ ألنيا صور مصورة عمى صور أنبيائيم في

، وكنائسيم -في زعميم -وصالحييم لمتبرك بيا وبيعيم منيا ما ىو عمى القبور أكابرىم ، ومنيا ما ىو

عمى أسمائيم ، فالكل ممتحق بما بنى عمى القبور في ىذا الكبلم عند ذكر ) المعنى ، فميذا ذكر النبي

ور ، وكفى بذلك ذما الكنائس ، وما فييا من الصلمكنائس المصور فييا ، وأنيا بيوت ينزل عمى أىميا .الغضب والسخط ، فبل ينبغي لممسمم أن يصمي فييا

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من رواية قابوس بن أبي ، ) ظبيان ، عن أبيو ، عن ابن عباس ، عن النبي

( ( .ال تجتمع قبمتان في ارض : ) ) قال ال ينبغي لبيت رحمة أن يكون عند بيت : س وقال طاوو

بأنو ال ينبغي الجمع : وفسره أبو عبيد وغيره . عذاب .بين المساجد والكنائس في ارض واحدة

فالجمع بين فعل الصبلة التي وضعت ألجميا المساجد ، بين الكفر المفعول

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لى بالنيي عنو ، فكما في الكنائس في بقعة واحدة أو

أنيم ال يمكنون من فعل عباداتيم في المساجد ، فكذا ال ينبغي لممسممين أن يصموا صمواتيم في معابد الكفار

.التي ىي موضع كفرىم فقد روي ما يدل عمى جواز إقرارىم عمى أن : فإن قيل

ذا جاز اإلقرار يصموا صمواتيم في مساجد المسممين ، وا مسممين أن يصموا في بيعيم وكنائسيم عمى ذلك جاز لم :بطريق األولى

فروى ابن إسحاق ، قال حدثني محمد بن جعفر بن قدموا عمى: الزبير ، قال ، فدخموا -وفد نجران : يعني -المدينة ) رسول اهلل

عميو مسجده حين صمى العصر ، عمييم ثياب يقول بعض من رآىم من : جنب وأردية ، قال : الحبرات

حابأصما رأينا بعدىم وفدا مثميم ، وقد حانت ) : رسول اهلل

يصمون ، فقال ) صبلتيم ، فقاموا في مسجد رسول اهلل

.، فصموا إلى المشرق ( ( دعوىم ) : ) ) رسول اهلل ىذا منقطع ضعيف ، ال يحتاج بمثمو ، ولو صح : قيل

تألفيم بذلك في ذلك الوقت ) فإنو يحمل عمى أن النبي با لقموبيم ، وخشية لنفورىم عن اإلسبلم ، ولما استجبل

.زالت الحاجة إلى مثل ذلك لم يجز اإلقرار عمى مثمو عند عقد الذمة إخفاء دينيم ، ) وليذا شرط عمييم عمر

ومن جممة إال يرفعوا أصواتيم في الصبلة ، وال القراءة .في صبلتيم فيما يحضره المسممون

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

أبنا شعيب ، عن : حدثنا أبو اليمان - ، أخبرني عبيد اهلل بن عبد اهلل ، أن عائشة ، : الزىري

طفق ) لما نزل برسول اهلل : وعبد اهلل بن عباس قاال يطرح خميصة لو عمى وجيو ، فإذا اغتم بيا كشفيا عن

عمى الييود لعنة اهلل: ) ) -وىو كذلك -وجيو ، فقال يحذر ما -( ( والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائيم مساجد

.صنعوا حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن ابن -

شياب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ىريرة ، أن قاتل اهلل الييود ؛ اتخذوا قبور : ) ) قال ) رسول اهلل

( ( .أنبيائيم مساجد من ( ( كتابو ) ) في موضع آخر من وقد خرج البخاري

قال في مرضو ) حديث عروة ، عن عائشة ، أن النبي لعن اهلل الييود والنصارى ؛ : ) ) الذي لم يقم منو

ولوال ذلك : قالت ( ( . اتخذوا قبور أنبيائيم مساجد أن يتخذ -أو خشي -ألبرز قبره ، ولكنو خشي

.مسجدا ، عن أبيو ، عن وخرج اإلمام أحمد من حديث سييل

الميم ال تجعل : ) ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي قبري وثنا يعبد ، لعن اهلل قوما اتخذوا قبور أنبيائيم

( ( .مساجد

عن زيد بن أسمم ، عن ( ( الموطإ ) ) وروى مالك في الميم ، ال : ) ) قال ) عطاء بن يسار ، أن رسول اهلل ضب اهلل عمىتجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .قوم اتخذوا قبور أنبيائيم مساجد حدثنا : ورواه محمد بن سميمان بن أبي داود الحراني

عمر بن محمد ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء بن ) .يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي

.خرجو من طريقو البزار ابن صيبان ، جاء منسوبا في بعض :وعمر ىذا ، ىو

: ، وظن ابن عبد البر أنو ( ( مسند البزار ) ) نسخ .عمر بن محمد العمري ، والظاىر أنو وىم

وقد روي نحوه من حديث أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، .بإسناد فيو نظر

ال تجعل : يقول . الوثن الصنم : قال ابن عبد البر يسجد نحوه ، ويعبد ، فقد قبري صنما يصمى إليو ، و

اشتد غضب اهلل عمى من فعل ذلك ، وكان رسول اهلل يحذر أصحابو وسائر أمتو من سوء صنيع األمم قبميم )

الذين صموا في قبور أنبيائيم ، واتخذوىا قبمة ومسجدا ، كما صنعت الوثنية باألوثان التي كانوا يسجدون إلييا

ان رسول اهلل ويعظمونيا ، وذلك الشرك األكبر ، وكيخبرىم بما في ذلك من سخط اهلل وغضبو ، وانو مما )

ال يرضاه ؛ خشية عمييم من امتثال طرقيم ، وكان يحب مخالفة أىل الكتاب وسائر الكفار ، ) رسول اهلل

وكان يخاف عمى أمتو اتباعيم ، أال ترى إلى قولو لتتبعن سنن الذين : ) ) عمى جية التعيير والتوبيخ )

ا قبمكم حذو النعل بالنعل ، حتى إن أحدىم لو دخل كانو .انتيى ( ( . حجر ضب لدخمتموه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كان يحذر من ذلك في ) أن النبي : ويؤيد ما ذكره

مرض موتو ، كما في حديث عائشة وابن عباس ، قال ذلك قبل موتو ) وسبق حديث جندب أن النبي

.بخمس من حديث أبي عبيده بن ( ( مسند اإلمام أحمد ) )وفي

) : آخر ما تكمم بو رسول اهلل : الجراح ، قال أخرجوا ييود أىل الحجاز وأىل نجران من جزيرة ) )

العرب ، واعمموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور ( ( .أنبيائيم مساجد

، وانو قال ذلك في ) وقد روي ىذا المعنى عن النبي موتو من حديث عمي ، وأسامة بن زيد ، وكعب مرض

.بن مالك وغيرىم : قال : وخرج اإلمام أحمد حديث أسامة بن زيد ، ولفظو

( ( . أدخل عمي أصحابي ) : ) ) قال لي رسول اهلل لعن اهلل : ) ) فدخموا عميو ، فكشف القناع ، ثم قال

( ( .الييود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائيم مساجد

وخرج حديث عائشة من رواية ابن إسحاق ، عن صالح : بن كيسان ، عن الزىري ، وقال في آخر حديثو

( ( .يحرم ذلك عمى أمتو ) ) :وقد اتفق أئمة اإلسبلم عمى ىذا المعنى

وأكره أن يعظم مخموق : -رحمو اهلل -قال الشافعي حتى يتخذ قبره مسجدا ، خشية الفتنة عميو وعمى من

.بعده أما الصبلة : من أصحابو ( ( التنبيو ) ) وقال صاحب

.متوجيا إليو فحرام ) عند رأس قبر رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بالغ المسممون في سد الذريعة في قبر : قال القرطبي ، فأعموا حيطان تربتو ، وسدوا الداخل إلييا ، ) النبي

ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره ،) وجعموىا محدقة بقبره قبمة إذ كان مستقبل المصمين فتتصور إليو الصبلة

بصورة العبادة ، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين ، وحرفوىما حتى التقيا عمى زاوية مثمث من ناحية

وليذا . الشمال ، حتى ال يتمكن أحد من استقبال قبره .برز قبره ولو ال ذلك أل: المعنى قالت عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

(جعمت لي األرض مسجدا وطيورا ) : ) ) قول النبي -ثنا سيار : ثنا ىشيم : حدثنا محمد بن سنان -

ثنا جابر بن عبد : ثنا يزيد الفقير : -وىو أبو الحكم أعطيت خمسا لم ) : ) ) قال رسول اهلل : اهلل ، قال

( ( .طين أحد من األنبياء قبمي يع :فذكر الحديث ، وفيو

وجعمت لي األرض مسجدا وطيورا ، وأيما رجل من ) ) ( ( .أمتي أدركتو الصبلة فميصل

.وذكر بقية الحديث من ىذا الوجو ( ( التيمم ) ) وقد خرجو بتمامو في أول

.، ومن وجو آخر ، وسبق الكبلم عميو ىنالك مستوفى جعمت لي األرض مسجدا ، : ) ) أن قولو :وذكرنا

قد استدل بعمومو ( ( فأيما رجل أدركتو الصبلة فميصل بعض الناس عمى الصبلة في المقابر واألعطان والحمام ن من العمماء وغير ذلك مما اختمف في الصبلة فيو ، وا

إنما خرج الكبلم لبيان : من منع داللتو عمى ذلك ، وقال عن األمم بأنيم يصمون في غير أن ىذه األمة خصت

المساجد المبنية لمصبلة فييا ، فيصمون حيث أدركتيم الصبلة من األرض ، في مسجد مبني وغير مبني ،

فاألرض كميا ليم مسجد ما بني لمصبلة فيو وما لم يبن ، وىذا ال يمنع أن ينيى عن الصبلة في أماكن خاصة

مسجد من األرض ؛ لمعنى يختص بيا غير كونيا غير .مبني لمصبلة فيو

وقد خرج اإلمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أعطيت خمسا ما أعطيين أحد : ) ) ، قال ) عن النبي وجعمت لي األرض : ) ) فذكر منيا -( ( كان قبمي

حت وصميت مساجد وطيورا ، أينما أدركتني الصبلة تمس، وكان من قبمي يعظمون ذلك ، إنما كانوا يصمون في

( ( .كنائسيم وبيعيم وىذا يرجع إلى العموم إذا سيق لمعنى خاص عم ما

سيق لو من ذلك المعنى دون غيره مما لم يسق الكبلم لو . ، ومن الناس من يأخذ بعموم المفظ ، واألظير األول

.واهلل أعمم موم بسببو الخاص ، فإن وليس ىذا كتخصيص الع

الشارع قد يريد بيان حكم عام يدخل فيو السبب وغيره ، بخبلف ما إذا ظير أنو لم يرد من العموم إال معنى

خاص سيق لو الكبلم ، فإنو يظير أن غير ما سيق لو

.واهلل أعمم . غير مراد من عموم كبلمو جعمت لي : ) ) أن عموم قولو : وقد زعم بعضيم

ال يصح االستثناء منو ؛ ألنو وقع ( ( جدا األرض مسجعمت : ) ) من حديث حذيفة ( ( صحيح مسمم ) ) في

وتأكيد العموم ب : قال ( ( . لي األرض كميا مسجدا ينفي االستثناء منو ؛ ألن التأكيد ينفي ( ( كل ) )

.المجاز ، والعام المستثنى منو يصير مجازا : الت عائشة وىذا الذي زعمو غير صحيح ، وقد ق

يصوم شعبان كمو ، كان يصومو إال ) كان النبي ) ) ال ( ( كل ) ) وىذا يدل عمى أن التأكيد ب ( ( . قميبل

يمنع من االستثناء ، وال من أن يراد بو بعض مدلولو .عند اإلطبلق

( ( إن العام المستثنى منو يصير مجازا : ) ) وقولو ستثنى منو عند فممنوع ، بل ىو حقيقة فيما عدا الم

.أصحابنا وغيرىم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصح االستثناء ( ( كل ) ) وأيضا ؛ فالعموم المؤكد ب نسائي كمين طوالق إال : منو بغير خبلف ، فمو قال

كل امرأة لي طالق إال فبلنة ، : فبلنة ، فإنو مثل قولو صحيح في أو كل عبد لي حر إال فبلنا ، واالستثناء

الكل ، ولو استثنى ذلك بقمبو من غير تمفظ بو ففي صحتو روايتان عن أحمد ، حكاىما ابن أبي موسى

.وغيره فسجد المبلئكة كميم أجمعون : ) وفي القرآن العظيم

وحكى عن إبميس [ و : ص ) ] إال إبميس ) إال عبادك منيم ) معين ألغوينيم أج : ) أنو قال

وىذا استثناء من [ و : ص ) ] المخمصين .عموم مؤكد ، وما صح االستثناء منو صح تخصيصو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

نوم المرأة في المسجدثنا أبو أسامة ، عن : حدثنا عبيد بن إسماعيل -

أبيو ، عن عائشة ، أن وليدة كانت سوداء ىشام ، عن: قالت . لحي من العرب ، فأعتقوىا ، فكانت معيم

: فخرجت صبية ليم عمييا وشاح أحمر من سيور فوضعتو أو وقع منيا ، فمرت حدياة وىو ممقى ، : قالت

. فالتمسوه فمم يجدوه : قالت . فحسبتو لحما ، فخطفتو حتى . فطفقوا يفتشونني : قالت . فاتيموني بو : قالت

واهلل ، إني لقائمة معيم إذ مرت : قالت . فتشوا قبميا ىذا : فقمت : قالت . فوقع بينيم : قالت . الحدياة فألقتو

الذي اتيمتموني بو ، زعمتم ، وأنا منو بريئة وىو ذا قالت . فأسممت ) فجاءت إلى رسول اهلل : قالت . ىو

: قالت . جد أو حفش فكان ليا خباء في المس: عائشة فكانت تأتيني فتحدث

:فبل تجمس عندي مجمسا إال قالت : قالت . عندي

ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا إال أنو من بمدة الكفر .أنجاني

ما شأنك ؟ ال تقعدين معي : فقمت ليا : قالت عائشة .فحدثتني بيذا الحديث : مقعدا إال قمت ىذا ؟ قالت

وشح : و ضرب من الحمي ، وجمعو أن: قيل : الوشاح أنو كان : توشح بالثوب واتشح بو ، والظاىر : ، ومنو

شيئا من لباس المرأة الذي تتوشح بو ، وفيو حمي وسيور .واهلل أعمم . حمر

حدياة بضم : والرواية المشيورة . الحدأة : والحدياة حديأة : إن الصواب : الحاء وتشديد الياء ، وقيل

.ء وبعدىا ىمزة ، وىو تصغير حدأة بتخفيف اليا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دليل عمى أن اهلل تعالى قد يفرج كربات : وفي الحديث ن كانوا كفارا كما روي . المكروبين ويخرق ليم العوائد وا

أن جيشا من المسممين حاصروا حصنا من الكفار ، لى اهلل فعطش الكفار واشتد بيم العطش ، فجأروا إ

يسألونو أن يسقييم ، فجاءت سحابة فمطرت عمى .حصنيم حتى شربوا فارتحل عنيم المسممون

مجابي : كتاب ) ) وقد ذكرىا ابن أبي الدنيا بإسناده في ( ( .الدعوة

فإن كان الكافر مظموما كيذه المرأة فيو أقرب إلى تفريج جابة دعوتو ، فإن دعوة المظموم قد تجاب من كربتو وا

الكافر ، كما ورد في أحاديث مرفوعة متعددة ؛ فإن عدل .اهلل يسمع المؤمن والكافر ، والبر والفاجر

يدل عمى أن ىذه المرأة إنما : وظاىر ىذا الحديث .أسممت بعد قصة الوشاح

فكان ليا خباء في المسجد أو حفش ، : وقول عائشة .خباء صغير : والحفش

: الحديث في ىذا الباب ومقصود البخاري بتخريج ىذاأنو يجوز لممرآة أن تقيم في المسجد وتنام فيو ، فإن ىذه

.المرأة كان ليا خباء في المسجد تقيم فيو

أبنا محمد ( ( : طبقاتو ) ) وقد روى محمد بن سعد في حدثني عمر بن صالح : -الواقدي : ىو -بن عمر وقد -حدثتني سودة بنت أبي ضبيس الجيني : بن نافع

، عن -أدركت وبايعت ، وكانت ألبي ضبيس صحبة كنا نكون في عيد : أم صبية خولة بنت قيس ، قالت

وأبي بكر وصدرا من خبلفة عمر في ) رسول اهلل المسجد نسوة قد

. تخالمن ، وبما غزلنا ، وربما عالج بعضنا فيو الخوص فأخرجنا منو ، إال أنا كنا . ألردنكن حرائر : فقال عمر

شيدن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الصموات في الوقت .وىذا اإلسناد فيو ضعف

واستدل بحديث عائشة المخرج في ىذا الباب طائفة من

عمى جواز مكث الحائض في المسجد ؛ : أىل الظاىر ألن المرأة ال تخمو من الحيض كل شير غالبا ، وفي

ذلكليا ، ويحتمل أن ىذه نظر ؛ ألنيا قضية عين ال عموم

السوداء كانت عجوزا قد يئست من الحيض ، وأكثر .العمماء عمى منع جموس الحائض في المسجد

وخرج أبو داود وابن خزيمة من حديث عائشة ، عن ال أحل المسجد لحائض وال : ) ) ، قال ) النبي ( ( .جنب

.وفي إسناده مقال .واهلل أعمم . وفيو أحاديث أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

نوم الرجال في المسجد

قدم رىط من عكل عمى : وقال أبو قبلبة ، عن أنس .، فكانوا في الصفة ) النبي

كان أصحاب الصفة : وقال عبد الرحمن بن أبي بكر .فقراء

حديث أبي قبلبة عن أنس خرجو البخاري في كتاب سى ابن إسماعيل ، عن وىيب ثنا مو ( ( : المحاربة ) )

قدم : ، عن أيوب ، عن أبي قبلبة ، عن أنس ، قال ، فكانوا في الصفة ، ) رىط من عكل عمى النبي

.وذكر الحديث -فاجتووا المدينة : أبواب ) ) وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر خرجو في

من حديث أبي عثمان النيدي ، ( ( السمر بعد العشاء بن أبي بكر ، قال إن أصحاب الصفة عن عبد الرحمن

ن النبي من كان عنده : ) ) قال ) كانوا أناسا فقراء ، وا .وذكر الحديث بطولو -( ( طعام اثنين فميذىب بثالث

في ( ( الرقاق : كتاب ) ) في -أيضا -وخرج من حديث ( ( وأصحابو ) عيش النبي : باب ) )

الحق : ) ) ل لو قا) مجاىد ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

وأىل الصفة أضياف : قال ( ( . أىل الصفة فادعيم اإلسبلم ، ال يأوون عمى أىل وال مال ، وال عمى أحد ، إذا أتتو صدقة بعث بيا إلييم ، ولم يتناول منيا شيئا ذا أتتو ىدية أرسل إلييم وأصاب منيا وأشركيم فييا -وا

.وذكر حديثا طويبل :باب ثبلثة أحاديث خرج البخاري في ىذا ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث األول : ثنا يحيى ، عن عبيد اهلل ، قال : ثنا مسدد -

أخبرني عبد اهلل بن عمر ، أنو كان : حدثني نافع ، قال ) .ينام وىو شاب أعزب ال أىل لو في مسجد النبي

ال جماعة من وق( ( . أعزب : ) ) كذا في ىذه الرواية رجل : ، يقال ( ( عزب : ) ) إن الصواب : أىل المغة

عزب إذا لم يكن لو زوجة ، وامرأة عزبة إذا لم يكن ليا

: زوج ، وأصل العزوبة الغيبة والبعد ، ومنو قولو تعالى في األرض وال في السماء ) ال يعزب عنو مثقال ذرة )

: ، وسمي العزب [ : يونس ]و [ : سبأ ) ] .عزبا ؛ لبعد عيده بالجماع

( ( صحيحو ) ) من ( ( التعبير ) ) وخرج البخاري في ، من حديث صخر بن

في حديث طويل -جويرية ، عن نافع ، عن ابن عمر .وكان بيتي المسجد قبل أن أنكح : ، قال -ذكره

كنت غبلما: ومن حديث سالم ، عن ابن عمر ، قال شابا عزبا في عيد

.، وكنت أبيت في المسجد ) رسول اهلل .بمعناه ( ( المناقب ) ) وخرجو في

وروى اإلمام أحمد عن ابن إدريس ، عن عبيد اهلل ، عن كنا في زمن رسول اهلل : نافع ، عن ابن عمر ، قال

.ننام في المسجد ، ونقيل فيو ونحن شباب ) العمري ، عن نافع وروى وكيع ، عن عبد اهلل بن عمر

، عن ابن عمر ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إال ) ما كان لي مبيت وال مأوى عمى عيد النبي : قال

.في المسجد :الحديث الثاني

ثنا عبد العزيز بن أبي : حدثنا قتيبة بن سعيد - جاء : حازم ، عن أبي حازم ، عن سيل بن سعد ، قال

. بيت فاطمة ، فمم يجد عميا في البيت )رسول اهلل كان بيني : فقالت ( ( . أين ابن عمك ؟ : ) ) فقال

فقال . وبينو شيء فغاضبني ، فخرج فمم يقل عندي فجاء ، ( ( . انظر أين ىو : ) ) إلنسان ) رسول اهلل

فجاء رسول . فقال يا رسول اهلل ، ىو في المسجد راقد ط رداؤه عن شقو ، وىو مضطجع ، قد سق -) اهلل

يمسحو عنو ) ، فجعل رسول اهلل -وأصابو تراب ( ( .قم أبا تراب ، قم أبا تراب : ) ) ويقول

عن القعنبي ، عن عبد ( ( المناقب ) ) وخرجو في .العزيز ، بزيادة ونقص

:الحديث الثالث ثنا ابن فضيل ، عن : ثنا يوسف بن عيسى -

لقد رأيت : بي ىريرة ، قال أبيو ، عن أبي حازم ، عن أسبعين من أصحاب الصفة ، ما منيم رجل عميو رداء ، ما كساء ، قد ربطوا في أعناقيم ، فمنيا ما إما إزار وا يبمغ نصف الساقين ، ومنيا ما يبمغ الكعبين فيجمعو

.بيده ؛ كراىية أن تبدو عورتو : سممان األشجعي الكوفي ، : أبو حازم ىذا ، اسمو

ازم الذي روى عن سيل بن سعد الحديث الذي وأبو ح .سممة بن دينار األعرج الزاىد المدني : قبمو اسمو

وقد خرجو اإلمام أحمد ، عن وكيع ، عن فضيل بن غزوان ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لقد رأيت سبعين من : أبي حازم ، عن أبي ىريرة ، قال منيم من يبمغ ركبتيو ، أىل الصفة يصمون في ثوب ، ف

ومنيم من ىو أسفل من ذلك ، فإذا ركع أحدىم قبض .عميو مخافة أن تبدو عورتو

دليل عمى إعراء المناكب في الصبلة لمضرورة ، : وفيو وقد . إذا لم يجد ما يسترىما ، وان الصبلة تصح حينئذ

.سبق ذكر ذلك ني حدث: ما رواه زيد بن واقد : وفي معنى ىذا الحديث

بسر بن عبيد اهلل الحضرمي ، عن واثمة بن األسقع ، كنت من أصحاب الصفة ، وما منا أحد عميو : قال

ثوب تام ، قد اتخذ العرق في جمودنا طرقا من الوسخ .والغبار

: وخرج أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري ، قال ن بعضيم جمست في عصابة من ضعفاء المياجرين ، وا

ببعض من العري ، وقارئ يقرأ عمينا ، إذ ليستتر عورتو .وذكر حديثا -، فقام عمينا فسمم ) جاء رسول اهلل

من ( ( صحيحو ) ) وخرج الترمذي وابن حبان في إذا ) كان رسول اهلل : حديث فضالة بن عبيد ، قال

صمى بالناس يخر رجال من قامتيم في الصبلة من ل الخصاصة ، وىم أصحاب الصفة ، حتى تقو

ىؤالء مجانين ، فإذا صمى رسول اهلل : األعراب لو تعممون ما لكم عند اهلل : ) ) انصرف إلييم ، فقال )

وأنا : قال فضالة ( ( . ألحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة ) .يومئذ مع رسول اهلل

.حديث صحيح : وقال الترمذي والحاكم من حديث ( ( صحيحو ) ) وخرج ابن حبان في

عمرو ، طمحة بن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" نزلت الصفة فرافقت رجبل ، فكان يجري عمينا من : قال

كل يوم مد من تمر بين رجمين ، فسمم ذات ) رسول اهلل

يا رسول اهلل : يوم من الصبلة ، فناداه رجل منا ، فقال وفي -وذكر بقية الحديث -، قد أحرق التمر بطوننا

.خرقت عنا الخنف وت: رواية كان الرجل إذا : وفي رواية عن طمحة بن عمرو ، قال

، وكان لو بالمدينة عريف نزل عميو ، ) قدم عمى النبي ذا لم يكن لو عريف نزل مع أصحاب الصفة : قال . وا

.وذكر بقية الحديث -وكنت ممن نزل الصفة : وروى البييقي بإسناده ، عن عثمان بن اليمان ، قال

كثر المياجرون بالمدينة ، ولم يكن ليم دار وال مأوى لماأصحاب الصفة : المسجد ، وسماىم ) أنزليم رسول اهلل

.، فكان يجالسيم ويأنس بيم واألحاديث في ذكر أىل الصفة كثيرة جدا في ذكر فقرىم وحاجتيم وصبرىم عمى ذلك ، وليس المقصود من ذلك

وال شك في أن في ىذا الباب إال نوميم في المسجد ،أىل الصفة كانوا ينامون في المسجد ، لم يكن ليم مأوى بالميل والنيار غير الصفة ، وكانت في مؤخر المسجد ينزليا من ال مأوى لو من الغرباء الواردين عمى النبي

.ممن ال يجد مسكنا ) ما خرجو اإلمام أحمد : ويدل عمى نوميم في المسجد

ماجو من حديث يحيى بن أبي وأبو داود والنسائي وابن ثنا أبو سممة ، عن يعيش بن طخفة بن قيس: كثير

كان أبي من أصحاب الصفة ، فقال : الغفاري ، قال ، ( ( انطمقوا بنا إلى بيت عائشة ) : ) ) رسول اهلل

،( ( يا عائشة ، أطعمينا : ) ) فانطمقنا ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا عائشة ، : ) ) بحشيشة فأكمنا ، ثم قال فجاءت ، فجاءت بحيسة مثل القطاة فأكمنا ، ثم ( ( أطعمينا

، فجاءت بعس من لبن ( ( يا عائشة ، اسقينا : ) ) قال فجاءت ( ( يا عائشة ، اسقينا : ) ) ، فشربنا ، ثم قال

ن : ) ) بقدح صغير فشربنا ، ثم قال إن شئتم بتم ، وا فبينما أنا : قال ( ( . لى المسجد شئتم انطمقتم إ

مضطجع من السحر عمى بطني إذا رجل يحركني برجمو ، ) ( ( إن ىذه ضجعة يبغضيا اهلل : ) ) ، فقال

) .فنظرت فإذا رسول اهلل وخرج الترمذي بعضو من رواية محمد بن عمرو ، عن

) .أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي رواية يحيى بن أبي كثير : أنو وىم ، والصواب: وقيل

.، وقد اختمف عميو في إسناده حدثني واقد بن أبي ياسر : وروى ابن سعد عن الواقدي

كان : التميمي ، عن يزيد بن عبد اهلل بن قسيط ، قال ، ال ) أىل الصفة ناسا فقراء من أصحاب رسول اهلل في ) منازل ليم ، فكانوا ينامون عمى عيد رسول اهلل

ويظمون فيو ، ما ليم مأوى غيره ، فكان رسول المسجديدعوىم بالميل إذا تعشى فيفرقيم عمى أصحابو ، ) اهلل

، حتى جاء اهلل ) ويتعشى طائفة منيم مع رسول اهلل .بالغنى

وقد سئل سعيد بن المسيب وسميمان بن يسار عن النوم كيف تسألون عنو وقد كان أىل : في المسجد ؟ فقاال

ون فيو ، وىم قوم كان مسكنيم المسجد ؟الصفة ينام :واعمم أن النوم في المسجد عمى قسمين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:أحدىما أن يكون لحاجة عارضة مثل نوم المعتكف فيو

والمريض والمسافر ، ومن تدركو القائمة ونحو ذلك ، فيذا يجوز عند جميور العمماء ، ومنيم من حكاه

ابن المسيب ، : عا ، ورخص في النوم في المسجد إجماينام فيو : وسميمان بن يسار ، والحسن ، وعطاء وقال

ن احتمم كذا وكذا مرة .وا كنا نبيت في المسجد عمى عيد : وقال عمرو بن دينار

.ابن الزبير عمر : وممن روي عنو أنو كان يقيل في المسجد

.رضي اهلل عنيما -وعثمان

.د عن النوم في المسجد ونيى مجاىرآني سعيد بن جبير نائما في : وقال أيمن بن نابل

مثمك ينام ىاىنا: الحجر فأيقظني ، وقال .وكرىو األوزاعي

عمر بن : وممن كان ال يدع أحدا ينام في المسجد .الخطاب وابن مسعود ، وابن عمر من ( ( صحيحو ) ) وخرج اإلمام أحمد وابن حبان في

ود بن أبي ىند ، عن أبي حرب بن أبي األسود حديث داوأنا ) أتاني نبي اهلل : ، عن عمو ، عن أبي ذر ، قال

أال أراك : ) ) نائم في المسجد ، فضربني برجمو ، وقال .يا نبي اهلل ، غمبتني عيني : قمت ( ( . نائما فيو ؟

.ليس بالمعروف : قال األثرم : وعم أبي حرب داود ، عن أبي حرب ، عن أبيو ، ورواه شريك ، عن

.عن أبي ذر .قالو الدارقطني : -والصحيح عن عمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد من رواية عبد الحميد بن بيرام ، عن حدثتني أسماء ، أن أبا ذر كان يخدم : شير بن حوشب

، فكان ، فإذا فرغ من خدمتو أوى إلى المسجد) النبي المسجد ليمة ) ىو بيتو يضطجع فيو ، فدخل رسول اهلل

، فوجد أبا ذر نائما منجدال في المسجد ، فنكتو رسول ) : برجمو حتى استوى جالسا ، فقال رسول اهلل ) اهلل يا رسول اهلل ، : قال أبو ذر ( ( أال أراك نائما ؟ ) )

.وذكر الحديث -فأين أنام ؟ ىل لي من بيت غيره ؟ وروى ابن لييعة ، عن عمرو بن الحارث ، عن ابن زياد

خرج عمى ناس ) ، عن سعد بن أبي وقاص ، أن النبي : ، فقال -وىم رقود في المسجد -من أصحابو

( ( .انقمبوا ؛ فإن ىذا ليس بمرقد ) ) .إسناده مجيول منقطع : ذكره األثرم ، وقال

.وحديث أبي ذر ليس فيو بيان نيي : قال عن ابن لييعة ، عن خالد : وقد روي حديث سعد : قمت

.بن يزيد ، عن سعيد بن أبي ىبلل ، عن سعد ، وىو منقطع ( ( مسنده ) ) خرجو الييثم بن كميب في

.منكر :والقسم الثاني

فكرىو ابن عباس : أن يتخذ مقيبل ومبيتا عمى الدوام .س إن كنت تنام فيو لصبلة فبل بأ: -مرة -: وقال

:عمى نوعين -أيضا -وىذا القسم أن يكون لحاجة كالغريب ، ومن ال يجد : أحدىما

مسكنا لفقره ، فيذا ىو الذي وردت فيو الرخصة ألىل .الصفة ، والوفود ، والمرأة السوداء ونحوىم

من يريد الصبلة : وقد قال مالك في الغرباء الذين يأتون ، فإني أراه واسعا ،

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

.وأما الحاضر فبل أرى ذلك

إذا كان رجل عمى سفر وما أشبيو فبل : وقال أحمد .بأس ، وأما أن يتخذه مبيتا أو مقيبل فبل

.أيضا -وىو قول إسحاق أن يكون ذلك مع القدرة عمى اتخاذ مسكن ، : والثاني

فرخص فيو طائفة ، وحكي عن الشافعي وغيره ، وحكي .رواية عن أحمد ، وىو اختيار أبي بكر األثرم

.ال بأس بالنوم في المسجد : وقال الثوري ثنا ثابت ، ( ( : جامعو ) ) وروى حماد بن سممة في

ما أراني إال : قمت لعبد اهلل بن عبيد بن عمير : قال مكمم األمير أن ينيى ىؤالء الذين ينامون في المسجد

ويحدثونال تفعل ، فإن ابن عمر سئل عنيم ، :فقال . ويجنبون

.ىم العاكفون : فقال وحمل طائفة من العمماء كراىة من كره النوم في المسجد من السمف عمى أنيم استحبوا لمن وجد مسكنا أال يقصد

.وىذا مسمك البييقي . المسجد لمنوم فيو -واستدل بما خرجو أبو داود من حديث أبي ىريرة

( ( .أتى المسجد لشيء فيو حظو من: ) ) -مرفوعا وفي إسناد عثمان بن أبي العاتكة الدمشقي ، فيو

.ضعف إنما بنيت المساجد لما ) : ) ) قول النبي : ويعضده إنما ىي لذكر اهلل والصبلة : ) ) وقولو ( ( . بنيت لو

) .أو كما قال رسول اهلل -( ( وقراءة القرآن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة إذا قدم من سفرإذا قدم من سفر بدأ ) كان النبي : وقال كعب بن مالك

.بالمسجد ، فصمى فيو ثنا محارب : ثنا مسعر : حدثنا خبلد بن يحيى -

أتيت النبي : بن دثار ، عن جابر بن عبد اهلل ، قال -ضحى : أراه قال : قال مسعر -وىو في المسجد )

وكان لي عميو دين ، ( ( . صل ركعتين : ) ) فقال ، .فقضاني وزادني

حديث كعب قد خرجو بتمامو في مواضع أخر ، وىو وكان : وفي الحديث . حديث توبتو وتخمفو عن تبوك

إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ، فركع فيو ركعتين ، ثم .جمس لمناس

: ، فقال ( ( السير ) ) وخرجو مختصرا في أواخر وخرج فيو من ( ( الصبلة إذا قدم من سفر : باب ) )

كان إذا قدم من سفر ضحى ) حديث كعب ، أن النبي .دخل المسجد ، فصمى ركعتين قبل أن يجمس

كان ال يقدم من سفر إال : وقد خرجو مسمم ، ولفظو نيارا في الضحى ، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصمى فيو

.ركعتين ، ثم جمس فيو من حديث شعبة ، عن -أيضا -لبخاري وخرج ا

كنت مع : سمعت جابرا ، قال : محارب بن دثار ، قال في سفر ، فمما قدمنا المدينة قال) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .ادخل المسجد فصل ركعتين : ) ) لي

بيذا اإلسناد ، عن جابر ، -أيضا -وفي رواية لو بعيرا ، فمما قدم المدينة أمرني ) مني النبي اشترى : قال

أن أتي المسجد ، فأصمي ركعتين ، ووزن لي ثمن .البعير

قدمت من سفر ، فقال النبي : وفي رواية أخرى ، قال ( ( .صل ركعتين ) : ) )

وخرج مسمم من رواية وىب بن كيسان ، عن جابر ، عمى -) النبي : يعني -جئت المسجد ، فوجدتو : قال

فدع جممك ، وادخل المسجد : ) ) باب المسجد ، فقال فدخمت فصميت ، ثم : قال ( ( . فصل ركعتين

.رجعت وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من طريق ابن إسحاق ،

حدثني نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل : قال حين أقبل من حجتو دخل المدينة ، فأناخ عمى باب)

. كع ركعتين ، ثم انصرف إلى بيتو مسجده ، ثم دخمو فر .فكان ابن عمر كذلك يصنع : قال نافع

. ىو حسن جميل : ونقل حرب ، عن إسحاق ، قال ن صميتيا في بيتك حين تدخل بيتك فإن ذلك : قال وا

.يستحب وقد صرح الشافعية بأن صبلتيم في المسجد سنة ، وىذا

.حق ال توقف فيو في ( ( كتاب الجامع ) ) وقد بوب أبو بكر الخبلل في

باب سجدة: ) ) آخر الجياد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولم يورد في ذلك أثرا وال نصا عن ( ( . الشكر لمسبلمة أحمد ، وال غيره في القدوم بخصوصو ، وسجود الشكر لمقدوم من الجياد أو غيره سالما ال يعمم فيو شيء عن

صبلة ركعتين في . بو السنة سمف ، إنما الذي جاءت .المسجد عند القدوم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا دخل المسجد فميركع ركعتينأبنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

عامر بن عبد اهلل بن الزبير ، عن عمرو بن سميم : قال ) الزرقي ، عن أبي قتادة السممي ، أن رسول اهلل

إذا دخل أحدكم المسجد فميركع ركعتين قبل أن ) ) ( ( .يجمس

بكسر البلم -أبو قتادة السممي منسوب إلى بني سممة ، بطن من األنصار من الخزرج ، واسم أبي قتادة ، -

.النعمان : اسمو : وقيل . الحارث بن ربعي سممي بفتح : وأما النسبة إلى بني سممة ، فيقال فييا

ووافقيم . ىذا ما اتفق عميو أىل العربية والمغة . بلم الوكذلك قيده بن ما كوال في . عمى ذلك من أىل الحديث

.وغيره ( ( إكمالو ) ) وحكى الحازمي عن أكثر أىل الحديث أنيم يكسرون

.سممي : البلم ، ويقولون األمر لمن دخل المسجد أن يركع ركعتين : وفي الحديث

ذا األمر عمى االستحباب دون الوجوب قبل جموسو ، وىنما يحكى القول . عند جميع العمماء المعتد بيم وا

.بوجوبو عن بعض أىل الظاىر نما اختمف العمماء ىل يكره الجموس قبل الصبلة أم : وا

ال ؟أبو سممة بن : فروي عن طائفة منيم كراىة ذلك ، منيم .عبد الرحمن ، وىو قول أصحاب الشافعي

القاسم بن محمد وابن أبي : فيو آخرون ، منيم ورخص ذئب واحمد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق بن راىويو .حنبل وا قد يدخل الرجل عمى غير وضوء ، ويدخل : قال أحمد

.في األوقات التي ال يصمى فييا يشير إلى أنو لو وجبت الصبلة عند دخول المسجد

يو أن يتوضأ ، وىذا مما لم يوجبو لوجب عمى الداخل إل .أحد من المسممين

وأما الداخل في أوقات النيي عن الصبلة ، فممعمماء فيو : قوالن مشيوران ، وىما روايتان عن أحمد ، أشيرىما

وعند . أنو ال يصمي ، وىو قول أبي حنيفة وغيره .الشافعي يصمي

.هلل أن شاء ا -وربما تأتي ىذه المسالة في موضع أخر كان : وروي عن جرير ، عن مغيرة ؛ عن إبراىيم ، قال

إذا دخمت مسجدا من مساجد القبائل فبل باس أن : يقال ذا دخمت مسجدا من مساجد الجمع فبل تقعد وال تركع ، وا

.تقعد حتى تركع

إذا ) : ) ) ولعل أىل العمم ىذه المقالة حمموا قول النبي جد المعيود في زمنو عمى المس( ( دخل أحدكم المسجد

، وىو مسجده الذي كان يجمع فيو ، فيمتحق بو ما في .معناه من مساجد الجمع دون غيرىا عمى ( ( المسجد ) ) والجميور حمموا األلف والبلم في

.العموم ال عمى العيد : ثنا حسين بن محمد : وروى اإلمام أحمد في المسند

، عن جابر ثنا ابن أبي ذئب ، عن رجل من بني سممةأتى مسجد بعض األحزاب ، ) بن عبد اهلل ، أن النبي

فوضع رداءه ، فقام ورفع يديو مدا يدعو عمييم ، ولم .يصل ، ثم جاء ودعا عمييم وصمى

ألبي بكر الخبلل ، عن أبي ( ( العمل ) ) وفي كتاب قيل: بكر المروذي ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حديث حميد بن عبد : -أحمد : يعني -اهلل ألبي عبد

الرحمن ، عن ىشام بن سعد ، عن نعيم المجمر ، عن ، أنو دخل المسجد فاحتبى ، ) أبي ىريرة ، عن النبي

.نعم : أمحفوظ ىو ؟ قال -ولم يصل الركعتين ورأبت أبا عبد اهلل كثيرا يدخل المسجد ، : قال المروذي

وال يصمي في أوقات يقعد وال يصمي ، ثم يخرج .الصموات

وىذا الحديث غريب جدا ، ورفعو عجيب ، ولعمو .واهلل أعمم . موقوف

إذا دخمت المسجد فصل فيو ، فإن : وقال جابر بن زيد .لم تصل فيو فاذكر اهلل ، فكأنك صميت فيو

تحية المسجد ، وقد : والصبلة عند دخول المسجد تسمى بن حبان في خرج ا) : جاء ذلك عن النبي

دخمت : من حديث أبي ذر ، قال ( ( صحيحو ) ) المسجد فإذايا أبا ذر ، إن لممسجد : ) ) وحده ، فقال ) رسول اهلل

ن تحيتو ركعتان ، فقم فاركعيما ، فقمت ( ( تحية ، وا وذكر الحديث -فركعتيما ، ثم عدت فجمست إليو

.بطولو لغساني ، تكمم وفي إسناد إبراىيم بن ىشام بن يحيى بن ا

.فيو أبو زرعة وغيره وقد روي من وجوه متعددة عن أبي ذر ، وكميا ال تخمو

.من مقال .حق المسجد -أيضا -وتسمى

وروى ابن إسحاق ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرو ابن سميم الزرقي ، عن أبي قتادة ،

( ( حقيا أعطوا المساجد) : ) ) قال رسول اهلل : قال تصموا ركعتين قبل أن : ) ) وما حقيا ؟ قال : قالوا

( ( .تجمسوا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :واعمم أن حديث أبي قتادة قد روي بمفظين

إذا دخل أحدكم المسجد فميركع ركعتين : ) ) أحدىما ( ( .قبل أن يجمس

طريقو كذا رواه مالك ، وقد خرجو البخاري ىاىنا من .كذلك

وىذا المفظ يقتضي األمر ليم بالصبلة قبل الجموس ، فمن جمس في المسجد كان مأمورا بالصبلة قبل

.جموسو ومن لم يجمس فيو ، فيل يكون مأمورا بالصبلة ؟ ينبغي

عمى أن القبمية المطمقة ىل تصدق بدون وجود ما أضيفت إليو أم ال ؟ وفيو اختبلف قد سبق ذكره في

غسل القائم يده من النوم قبل إدخاليا : اب ب) ) ( ( .اإلناء

إنيا ال تصدق بدونو ، فاألمر ال يتناول من : فإن قيل ن قيل .إنيا تصدق بدونو تناولو األمر : ال يجمس ، وا

إذا دخل أحدكم المسجد فبل يجمس : ) ) والمفظ الثاني

( ( .حتى يركع ركعتين ( ( صبلة التطوع : ب أبوا) ) وقد خرجو البخاري في

عن -ابن أبي ىند : ىو -من رواية عبد اهلل بن سعيد .بإسناده -عامر بن عبد اهلل بن الزبير

وىذه الرواية إنما فييا النيي عن الجموس حتى يصمي ، فمن دخل ولم يجمس ، بل مر في المسجد مجتازا فيو ،

أو دخل لحاجة ثم خرج ولم يجمس لم يتناولو ىذا . النيي

ولكن خرجو أبو داود من رواية أبي عميس ، عن عامر بن عبد اهلل ، عن رجل من بني زريق ، عن أبي قتادة ،

ثم: ) ) ، بنحوه ، زاد فيو ) عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ليقعد بعد إن شاء ، أو ليذىب إلى حاجتو قعد ومن لم يقعد وىذه الزيادة تدل عمى تناول األمر لمن

.، ولعميا مدرجة في الحديث كتاب ) ) وقد خرج أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

ىذا الحديث من ىذا الوجو ، ووقفو كمو عمى ( ( الشافي .أبي قتادة

سحاق بين أن يجمس الداخل في وقد فرق أحمد وا وأما : قاال . ال يجمس فيو حتى يصمي : المسجد ، فقاال

نقمو إسحاق بن . بأس ، وال يتخذه طريقا إذا مر فبل .منصور عنيما

.وكان ابن عمر يمر في المسجد وال يصمي فيو ومن دخل : قال مالك ( ( : تيذيب المدونة ) ) وفي

المسجد فبل يقعد حتى يركع ركعتين ، إال أن يكون مجتازا لحاجة ، فجائز أن يمر فيو وال يركع ، وقالو زيد

زيد أن يمر فيو وال يركع ، ولم يأخذ بو بن ثابت ثم كره .مالك

يدخمون ) كان أصحاب رسول اهلل : وقال زيد بن أسمم ورأيت ابن عمر : قال . المسجد ثم يخرجون وال يصمون

.يفعمو

وكان سالم بن عبد اهلل يمر فيو مقببل ومدبرا وال يصمي .فيو

.ورخص فيو الشعبي .المسجد ال بأس أن يستطرق: وقال الحسن

أنو مر -رضي اهلل عنو -وروي عن عمر بن الخطاب . إنما ىو تطوع : في المسجد فصمى فيو ركعة ، وقال

.كرىت أن أتخذه طريقا : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ومر طمحة في المسجد ، فسجد سجدة .ومر فيو الزبير فركع ركعة أو سجد سجدة

( ( .كتابو ) )خرجو وكيع في .وفي أسانيد المروي عن عمر وطمحة والزبير مقال

وفي جواز التطوع بركعة قوالن لمعمماء ، ىما روايتان .عن أحمد

التطوع ال يكون إال ) ) وقد بوب البخاري عمى أن ( ( .ركعتين يسمم فييما

.وخرج فيو حديث أبي قتادة ىذا مع غيره ىل يقتضي : ركعة ولمشافعية خبلف فيما إذا صمى

بذلك حق المسجد ، أم ال ؟ والصحيح عندىم أنو ال .يقضيو بذلك

.وأما االقتصار عمى سجدة فقول غريب وفي النيي عن اتخاذ المسجد طريقا أحاديث مرفوعة

.متعددة ، في أسانيدىا ضعف وروينا من طريق الحكم بن عبد الممك ، عن قتادة ، عن

السبلم : لقي عبد اهلل رجل فقال :سالم ، عن أبيو ، قال صدق اهلل: فقال عبد اهلل . عميك يا بن مسعود

من أشراط الساعة أن ) : ) ) ورسولو ؛ قال رسول اهلل يمر الرجل في المسجد ال يصمي فيو ركعتين ، وال يسمم

الرجل إال عمى من يعرفو ، وان يبرد الصبي ( ( .الشيخ

.الحكم بن عبد الممك ، ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وىو ضعيف جدا -ميمون أبو حمزة -أيضا -ورواه

-، عن إبراىيم ، عن عمقمة ، عن ابن مسعود - .مرفوعا

وخرجو البزار من رواية بشير بن سميمان أبو إسماعيل ، عن سيار ، عن طارق ، عن ابن مسعود ، عن النبي

.بمعناه -) حمد بغير ىذا المفظ ، ولم يذكر فيو وخرجو اإلمام أ

.المرور في المسجد ، وذكر خصاال أخر وأما من مر عمى المسجد ، فيل يستحب لو الدخول إليو لقصد الصبلة فيو ؟ ال نعمم في ذلك إال ما رواه سعيد

أخبرني مروان بن عثمان ، أن عبيد بن : بن أبي ىبلل كنا : ال حنين أخبره ، عن أبي سعيد بن المعمى ، ق

، فنمر عمى ) نغدو إلى السوق عمى عيد رسول اهلل

.المسجد ، فنصمي فيو .خرجو النسائي

( ( .صبلة الذي يمر عمى المسجد : ) ) وبوب عميو . ال يعرف : ومروان بن عثمان ، قال فيو اإلمام أحمد

.ضعيف : وقال أبو حاتم الرازي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الحدث في المسجدأبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل إن المبلئكة تصمي عمى أحدكم ما دام في : ) ) قال )

الميم : مصبله الذي صمى فيو ، ما لم يحدث ، تقول ( ( .اغفر لو ، الميم ارحمو

، ( ( أبواب الوضوء ) ) ر ىذا الحديث في قد سبق ذك

من لم ير الوضوء إال : باب ) ) وخرجو البخاري في .من رواية المقبري ، عن أبي ىريرة ( ( من المخرجين

وذكرنا ىناك أن الحدث قد فسر بحدث المسان واألعمال ، وفسر بحدث

.الفرج ، وبيذا فسره البخاري الحدث في المسجد ؛ أنو يجوز تعمد إخراج : ومقصوده ذكره ، ولم ينو عنو ، إنما أخبر أنو يقطع ) ألن النبي

.صبلة المبلئكة وقد رخص في تعمد إخراج الحدث في المسجد الحسن

سحاق .وعطاء وا وقد تقدم أن النوم في المسجد جائز لمضرورة بغير

خبلف ، ومنو نوم المعتكف لضرورة صحة اعتكافو ، ثرين ، والنوم مظنة خروج الحدث ولغير ضرورة عند األك

، فمو منع من خروج الريح في المسجد لمنع من النوم .فيو بكل حال ، وىو مخالف لمنصوص واإلجماع

واألولى اجتناب إخراج الريح : قال أصحاب الشافعي فيو لقول النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

منو بنو فإن المبلئكة تتأذى مما يتأذى ) : ) ) وال يكره الجموس فيو لممحدث ، سواء : قالوا ( ( . آدم

.كان لو غرض شرعي أو لم يكن أنو لم : وقيل . ومن أصحابيم من كرىو لغير غرض

.يوافق عمى ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

بنيان المسجد .كان سقف المسجد من جريد النخل : وقال أبو سعيد

أكن الناس من المطر : أمر عمر ببناء المسجد ، وقال و

ياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس .، وا .يتباىون بيا ، ال يعمرونيا إال قميبل : وقال أنس

لتزخرفنيا كما زخرفت الييود : وقال ابن عباس .والنصارى

وأما حديث أبي سعيد فقد خرجو بتمامو في مواضع من في( ( كتابو ) ) .وغيروىما ( ( االعتكاف ) ) و ( ( الصبلة ) )

إن السماء مطرت فوكف المسجد ، : وفي الحديث من صبلة الصبح وعمى جبيتو وانفو ) فانصرف النبي

.اثر الماء والطين وىذا يدل عمى أن سقف المسجد لم يكن يكن الناس من

.المطر ، وال يمنع من نزول ماء المطر إليو جعل ) ق من مراسيل الزىري أن النبي وقد ذكرنا فيما سب

فقيل . طول جداره بسطو وعمده الجذوع وسقفو جريدا عريشا كعريش موسى ، : ) ) إال نسقفو ؟ فقال : لو

( ( .خشبات وثمام ، األمر أعجل من ذلك قرئ عمى أبي ( ( : كتاب الورع ) ) وقال المروذي في

عن عمرو ، عن سفيان ، : -أحمد : يعني -عبد اهلل في) قيل لمنبي : أبي جعفر ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال عريش كعريش : ) ) قال . ىده ، طده : المسجد أن ) قد سألوا النبي : ؟ قال أبو عبد اهلل ( ( موسى

ال ، عريش كعريش : ) ) يكحل المسجد ، فقال ( ( .موسى

شيء مثل الكحل يطمى ، إنما ىو : قال أبو عبد اهلل ) .فمم يرخص النبي : أي

معنى : كان سفيان بن عيينة يقول : قال أبو عبيد وتأويمو كما قال ، : قال . أصمحو ( ( : ىده : ) ) قولو

أنو يراد بو اإلصبلح بعد اليدم ، وكل شيء : واصمو حركتو فقد ىدتو ، فكان المعنى أنو ييدم ثم يستأنف

.ويصمح

أن محمد بن أسمم : وقمت ألبي عبد اهلل : وذي قال المر الطوسي ال يجصص مسجده ، وال بطوس مسجد

ىو من : مجصص إال قمع جصو ؟ فقال أبو عبد اهلل .زينة الدنيا

وروى ابن أبي الدنيا من حديث إسماعيل بن مسمم ، عن المسجد أعانو عميو ) لما بنى رسول اهلل : الحسن ، قال

يتناول المبن حتى اغبر صدره ، أصحابو وىو معيم فقيل ( ( . ابنوه عريشا كعريش موسى : ) ) فقال

إذا رفع يده بمغ : وما عريش موسى ؟ قال : لمحسن .يعني السقف -العريش

لما قدم معاذ : ومن رواية ليث ، عن طاووس ، قال لو أمرت بصخر وشجر فينقل فبنيت : اليمن ، قالوا لو كره أن انقمو عمى ظيري يوم إني أ: مسجدا ؟ قال

.كأنو يخاف إذا أتقن بناءه بالصخر والخشب -القيامة وروى سفيان ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن األصم ،

ما أمرت ) : ) ) قال رسول اهلل : عن ابن عباس ، قال ( ( .بتشييد المساجد

لتزخرفنيا كما زخرفيا الييود : قال ابن عباس .مام أحمد وأبو داود خرجو اإل. والنصارى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كذا رواه ابن عيينة ، عن الثوري ورواه وكيع عن الثوري فجعل أولو مرسبل عن يزيد بن

وكذا رواه ( ( . ابن عباس : ) ) األصم ، لم يذكر فيو .ابن ميدي عن سفيان

-وخرج ابن ماجو كبلم ابن عباس من وجو آخر ما ساء عمل قوم قط إال زخرفوا : ) ) -عا مرفو

( ( .مساجدىم وروى حماد بن سممة ، عن أيوب ، عن أبي قبلبة ،

ال تقوم الساعة : ) ) ، قال ) عن أنس ، عن النبي ( ( .حتى يتباىى الناس في المساجد

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو

إسناد عن أبي الدر داء وروى المروذي في كتاب الورع بإذا حميتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم ؛ فعميكم : ، قال .الدمار

ذكرت ألبي عبد اهلل مسجدا قد بنى : وقال المروذي .وانفق عميو مال كثير ، فاسترجع وأنكر ما قمت

: -ابن راىويو : يعني -قمت إلسحاق : قال حرب ساجد ال الم. أشد وأشد : فتجصيص المساجد ؟ قال

.ينبغي أن تزين ، إال بالصبلة والبر يكره النقش والتزويق في المساجد ، : وقال سفيان الثوري

.وكل ما تزين بو المساجد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ) .إنما عمارتو ذكر اهلل : ويقال

عمر بن عبد : وممن كره زخرفة المساجد وتزو يقيا راد إزالة الزخرفة التي كان الوليد العزيز ، وكان قد أ

وضعيا في مسجد دمشق الجامع فكبر ذلك عمى من يستحسنو ممن تعجبو زينة الحياة الدنيا ، واحتالوا عميو

بأنواع الحيل ، وأوىموه أنو يغيظ الكفار ، حتى كف عن .ذلك

أول من زخرف : وقد روي عن ابن جريج ، قال .المساجد الوليد بن عبد الممك

.ذكره األزرقي وألصحابنا وأصحاب الشافعي في تحريم تحمية المساجد بالذىب والفضة وجيان ، وكرىو المالكية وبعض الحنفية

أن فعل ذلك من مال : ، ومنيم من رخص فيو ، وقالوا .الوقف فقد ضمنو من مالو

وأما ما حكاه البخاري عن عمر وأنس . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ . . . . . . . .. ] . . . . . . . . . . . . . . . .

: ، رواه سعيد بن عامر -مرفوعا -وقد روي عن أنس سمع أنس : قال أبو قبلبة : ثنا صالح بن رستم ، قال

، فذكر أن -وقد مروا بمسجد أحدث -بن مالك يقول

يأتي عمى أمتي زمان يتباىون فيو ) ) قال ) النبي ال : ) ) أو قال -( ( يعمرونيا إال قميبل بالمساجد وال

( ( .يعمرونيا إال قميبل .خرجو ابن خزيمة في صحيحو

:ثم خرج البخاري ىاىنا حديثا ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ثنا يعقوب بن إبراىيم ، : ثنا عمي بن عبد اهلل -

أن عبد اهلل ثنا نافع ،: ثنا أبي ، عن صالح بن كيسان مبنيا ) اخبره ، أن المسجد كان عمى عيد رسول اهلل

بالمبن ، وسقفو الجريد ، وعمده خشب النخل ، فمم يزد فيو أبو بكر شيئا ، وزاد فيو

بالمبن ) عمر ، وبناه عمى بنيانو في عيد رسول اهلل والجريد ، وأعاد عمده خشبا ، ثم غيره عثمان ، فزاد فيو

بنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة ، زيادة كثيرة ، و

.وجعل عمده من حجارة منقوشة ، وسقفو بالساج .الجص : القصة نوع من أرفع أنواع الخشب ، يجمب من ببلد : والساج

.اليند والزنج ويستدل بما فعمو عثمان من يرخص في تجصيص

.المساجد وتزويقيا ونقشيا :وايات أخر وقد روي عن ابن عمر في ىذا الباب ر

فخرج أبو داود من طريق فراس ، عن عطية ، عن ابن كانت سواريو عمى عيد النبي ) عمر ، أن مسجد النبي

من جذوع النخل ، أعبله مظمل بجريد النخل ، ثم إنيا ) تخربت في خبلفة أبي بكر ، فبناىا بجذوع النخل وجريد النخل ، ثم إنيا تخربت في خبلفة عمر ، فبناىا بجذوعالنخل وجريد النخل ، وتخربت في خبلفة عثمان فبناىا

.باآلجر ، فمم تزل ثابتة حتى اآلن عادتو عمى وفي ىذه الرواية زيادة تجديد أبي بكر لو وا نما زاد ما كان ، لكنو لم يزد في بقعة المسجد شيئا ، وا

.فيو عمر

ثنا عبد اهلل ، : ثنا حماد الخياط : وروى اإلمام أحمد ع ، أن عمر زاد في المسجد من االسطوانة إلى عن ناف

لو ال: المقصورة ، وزاد عثمان ، فقال عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أني سمعت( ( ينبغي أن نزيد في مسجدنا : ) ) يقول ) رسول اهلل .ما زدت

.وليس في رواية ذكر ابن عمر ، وىو منقطع ريب المسجد والزيادة وفيما فعمو عمر وعثمان من تخ

دليل عمى جواز الزيادة في المساجد وتخريبيا : فيو عادة بناءىا عمى وجو أصمح من البناء األول لتوسعتيا وا

؛ فإن ىذا فعمو عمر وعثمان بمشيد من المياجرين .واألنصار واقروا عميو

فأما توسعة المساجد إذا احتيج إلى ذلك لضيقيا وكثرة

زه أكثر العمماء من المالكية والحنفية أىميا فقد صرح بجوا .وغيرىم

عادة بنائو عمى وجو وأما توسعة المسجد العامر ، وا .أصمح من األول فقد نص عمى جواز اإلمام أحمد

سئل أحمد عن رجل ( ( : مسائمو ) ) قال أبو داود في بنى مسجدا فعتق ، فجاء رجل فأراد أن ييدمو فيبنيو

بى عميو الباني األول وأحب بناء أجود من ذلك ، فألو صار إلى رضا : الجيران لو تركو ييدمو ؟ فقال

.جيرانو لم يكن بو باس وسمعت أحمد سئل عن مسجد يريدون أن يرفعوه : قال

ال نقدر : من األرض ، فمنعيم من ذلك مشايخ يقولون اجعمو : ما تصنع بأسفمو ؟ قال : أحمد : نصعد ؟ قال

ينظر إلى : قال أحمد . عمم بو باسا ال أ: قال . سقاية .أىل المسجد : يعني -قول أكثرىم

كتاب ) ) وبوب عميو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في المسجد يبنى بناء أجود من : باب ( ( : ) ) الشافي ( ( .بنائو

قول أصحاب أبي حنيفة ، ومذىب -أيضا -وىو يم عمى سفيان الثوري ، حكى أصحابو عنو في تصانيف

مذىبو أنو قال في المسجد يكون فيو ضيق ، فأراد أىمو أن يوسعوه من ممك رجل منيم ، فميم ذلك ، وان أرادوا أن يوسعوه من الطريق والطريق واسع ال يضر بالمارة

.فيو فميس ليم ذلك ، إال إن يأذن اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """""" جامع من موضع إلى غيره إذا ولئلمام أن يحول ال: قال

كان فيو صبلح لمرعية ونوى الشد فيو ؛ ذكروا أن ابن .مسعود حول مسجد الكوفة من موضع التمارين

وسئل سفيان عن بيع حصير المسجد الخمق : قال .فيجعل في ثمن الجديد ؟ فمم يره بو باسا

ومذىب اإلمام أحمد أن ما خرب من األوقاف كميا ولم يا ، فأنيا تباع ويستبدل بيا ما يقوم يمكن عمارت

.مقاميا : و الثانية . إحداىما كذلك : وعنو في المساجد روايتان

.ال تباع وتنقل آالتيا إلى موضع آخر يبنى بيا مثمو ونقل عنو حرب في مسجد خرب ، فنقمت آالتو وبني بيا

أن العتيق يرم وال يعطل ، وال : مسجد في مكان آخر و بيت وال خان لمسبيل ، ولكن يرم يبنى في مكان

.ويتعاىد ونقل حرب ، عن إسحاق بن راىويو أنو أجاز لمسمطان خاصة أن يبني مكان المسجد الخراب خانا لمسبيل أو .غيره ، مما يكون لممسممين ، فيفعل ما ىو خير ليم

وروى حرب بإسناده عن عبيد اهلل بن الحسن العنبري في إذا كان : ن يستبدلوا بو ؟ قال مسجد خافض أراد أىمو أ

.الخميفة ىو الذي يفعل ذلك أراه جائزا ال : وروى وكيع بإسناد ، عن جابر ، عن الشعبي ، قال

.بأس أن يجعل المسجد حشا والحش مسجدا عزم عمى ىدم ) أن النبي : ومما يدل عمى جواز ذلك

بناء الكعبة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ع ادتيا عمى قواعد إبراىيم ، فيدخل فييا غالب الحجر وا

.، ويجعل ليا بابين الصقين باألرض وقد فعل ذلك ابن الزبير ، وزاد مع ذلك في طوليا ، ثم أعادىا الحجاج بأمر عبد الممك إلى حاليا األول ، واقر

.الزيادة في طوليا ، وتزال) فياهلل العجب كيف تقر زيادة لم يذكرىا النبي

زيادة ذكرىا وعزم عمييا ؛ وليذا ندم عبد الممك عمى ما .فعل لما بمغو الحديث عن عائشة

أن العبادات يجوز إبطاليا : ومما يدل عمى جواز ذلك ألعادتيا عمى وجو أكمل مما كانت ، كما أمر النبي

أصحابو بفسخ الحج إلى العمرة ؛ ليعيدوا الحج عمى ) التمتع ؛ فإنو لفضل من وجو أكمل مما كان ، وىو وجو

األفراد والقران بغير سوق ىدي ، كما دل عميو ىذه

.النصوص باألمر بالفسخ وكما أن من دخل في صبلة مكتوبة منفردا ، ثم حضر جماعة ، فإن إبطال صبلتو أو قمبيا نفبل ؛ ليعيد فرضو

.في جماعة ، فإنو أكمل من صبلتو منفردا أحمد ، والشافعي في : م وىذا قول جميور العمماء ، مني

أحد قوليو ، وكذلك قال مالك وأبو حنيفة إذا لم يكن قد .صمى أكثر صبلتو

وكذلك اليدي المعين واألضحية المعينة يجوز إبداليا .بخير منيما عند أبي حنيفة واحمد وغيرىما

ذا ىدم المسجد ، ثم أعيد بناؤه أو وسع ، فالبناء المعاد وا .وال يحتاج إلى تجديد وقفو يقوم مقام األول ،

وىذا يدل عمى قول من يرى أن الوقف ينعقد بالقول وبالفعل الدال عميو ، وان المسجد يصير مسجدا باألذان

وصبلة الناس فيو ، كما قول ىو مالك وأبي حنيفة ظاىر ، وتصير الزيادة في المسجد -والثوري واحمد

.س فييا مسجدا بمجرد وصميا في المسجد وصبلة النا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد قال مجاىد واألوزاعي في الفرس الحبيس إذا عطب أن : ، فاشتري بثمنو فرس آخر ، وزيد في ثمنو زيادة

.الفرس كمو يكون حبيسا كاألول فما -أيضا -وحكم الزيادة حكم المزيد فيو في الفضل

كمو ، والصبلة ) زيد في المسجد الحرام ومسجد النبي .فيو كمو سواء في المضاعفة والفضل

أنو ال يعمم عن السمف في ذلك خبلف ، إنما : وقد قيل خالف فيو بعض المتأخرين من أصحابنا ، منيم ابن

.عقيل وابن الجوزي ، وبعض الشافعية :ولكن قد روي عن اإلمام أحمد التوقف في ذلك

الصف األول في : قمت ألبي عبد اهلل : قال األثرم أي صف) : مسجد النبي

ىو ، فإني رأيتيم يتوخون دون المنبر ، ويدعون الصف فما زيد : قمت ألبي عبد اهلل . ما أدري : األول ؟ قال

وما عندي : ، فيو عندك منو ؟ فقال ) في مسجد النبي

.أىل المدينة : يعني -، إنما ىم أعمم بيذا ( ( أخبار المدينة ) )وقد روى عمر بن شبة في كتاب

: ، قال ) بإسناد فيو نظر ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( . لو بني ىذا المسجد إلى صنعاء لكان مسجدي ) )

لو مد ىذا المسجد إلى باب داري : فكان أبو ىريرة يقول .ما عدوت أن أصمي فيو

زاد عمر : وبإسناد فيو ضعف ، عن أبي عمرة ، قال لو زدنا فيو حتى نبمغ : ميو ، ثم قال في المسجد في شا

) .الجبانة كان مسجد النبي لو مد : قال عمر : وبإسناده ، عن ابن أبي ذئب ، قال

.إلى ذي الحميفة كان منو ) مسجد النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وكذلك الزيادة في المسجد الحرام قيل لو في روى مثنى بن الصباح ، عن عطاء ، أنو

في : المضاعفة في المسجد وحده ، أو في الحرم ؟ قال .الحرم كمو ؛ فإن الحرم كمو مسجد

إنا لنجد : وروى األزرقي بإسناده ، عن أبي ىريرة ، قال في كتاب اهلل أن حد المسجد الحرام من الحزورة إلى

.المسعى أساس : وبإسناده ، عن عبد اهلل بن عمرو ، قال

من الحزورة إلى ) رام الذي وضعو إبراىيم المسجد الح .المسعى

المسجد الحرام الحرم : وبإسناده ، عن عطاء ، قال .كمو

من رواية ليث ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في الحرم كمو مسجد ، يعتكف في أيو شاء : مجاىد ، قال

ن شاء في منزلو ، إال أنو ال يصمي إال في ، وا .جماعة

أنو لو حمف ال يدخل ىذا المسجد ، : ذكر الشافعية وقد فزيد فيو ، فدخل موضع الزيادة لم يحنث ، فمو حمف ال يدخل مسجد بني فبلن ، فزيد فيو ، فدخل موضع الزيادة

.حنث وىذا مما يشيد ألن حكم الزيادة حكم المزيد في المسجد

الحرام ومسجد النبيوالبلم ، ومسجده ؛ ألنو عرف المسجد الحرام باأللف)

بإضافتو إليو ، ولكنو جمع بين اإلشارة إليو وتعريفو واهلل سبحانو ( ( . مسجدي ىذا : ) ) باإلضافة ، فقال

.وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

التعاون في بناء المسجدلمو شاىدين عمى ما كان لممشركين أن يعمروا مساجد ا)

من الميتدين : ) -إلى قولو -) أنفسيم بالكفر [ . و : التوبة ) ]

:عمارة المساجد تكون بمعنيين

صبلحيا وترميميا ، : أحدىما عمارتيا الحسية ببنائيا وا .وما أشبو ذلك

اهلل عمارتيا المعنوية بالصبلة فييا ، وذكر : والثاني وتبلوة كتابو ، ونشر العمم الذي أنزلو عمى رسولو ،

.ونحو ذلك وقد فسرت اآلية بكل واحد من المعنيين ، وفسرت بيما

.جميعا ، والمعنى الثاني أخص بيا وقد خرج اإلمام أحمد والترمذي وابن ماجو من حديث ، ) دراج ، عن أبي الييثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي

ا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشيدوا لو إذ: ) ) قال إنما يعمر مساجد المو من آمن : ) ، ثم تبل ( ( باإليمان

[ . : التوبة ] اآلية -) بالمو واليوم اآلخر .ىو منكر : ولكن قال اإلمام أحمد

-) ساجد المو ما كان لممشركين أن يعمروا م : ) وقولو مسجد) ) وقرئ ( ( .اهلل

إن المراد بو جميع المساجد عمى كبل القراءتين ؛ : فقيل

أحل لكم ليمة : ) فإن المفرد المضاف يعم ، كقولو يام [ . : البقرة ) ] الصوما : ) المراد بالمسجد الحرام خاصة ، كما قال : وقيل كانوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ . : األنفال ) ] أولياءه إن أولياؤه إال المتقون وقيل أنو المراد بالمساجد عمى القراءة األخرى ، وانو

جمعو لتعدد بقاع المناسك ىناك ، وكل واحد منيا في .واهلل أعمم . روي ذلك عن عكرمة . معنى مسجد

: إن المراد بو المسجد الحرام خاصة ، قال :فمن قال ال يمكن الكفار من دخول الحرم كمو ، بدليل قولو

إنما المشركون نجس فبل يقربوا المسجد الحرام : ) تعالى [ . : التوبة ) ] بعد عاميم ىذا

وجميور أىل العمم عمى أن الكفار يمنعون من سكنى

الحرم ، ودخولو بالكمية ، وعمارتو بالطواف وغيره ، كما ال يحج بعد العام : ) ) من ينادي ) أمر النبي

( ( .مشرك .ورخص أبو حنيفة ليم في دخولو دون اإلقامة بو

:المراد جميع المساجد ، فاختمفوا : ومن قال ال يمكن الكفار من قربان مسجد من : من قال : فمنيم

.دخولو بالكمية المساجد ، و من رخص ليم في دخول مساجد الحل في : ومنيم .الجممة من فرق بين أىل الكتاب والمشركين ، فرخص : ومنيم

.فيو ألىل الكتاب دون المشركين وقد أفرد البخاري بابا لدخول المشرك المسجد ، ويأتي

إن شاء اهلل -الكبلم عمى ىذه المسألة ىناك مستوفى .تعالى وا عمى منع الكفار من إظيار دينيم في مساجد واتفق

المسممين ، ال نعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.في ذلك خبلفا وىذا مما يدل عمى اتفاق الناس عمى أن العمارة المعنوية

.مرادة من اآلية واختمفوا في تمكينيم من عمارة المساجد بالبنيان والترميم

:ونحوه عمى قولين المنع من ذلك ؛ لدخولو في العمارة المذكورة : أحدىما

في اآلية ، ذكر ذلك كثير من المفسرين كالواحدي وأبي فرج ابن الجوزي ، وكبلم القاضي أبي يعمى في كتاب

يوافق ذلك وكذلك كيا اليراسي من ( ( أحكام القرآن ) ) .الشافعية ، وذكره البغوي منيم احتماال

ك ، وال يمنعون منو ، وصرح بو يجوز ذل: والثاني .طائفة من فقياء أصحابنا والبغوي من الشافعية وغيرىم وىؤالء ؛ منيم من حمل العمارة عمى العمارة المعنوية

اآلية إنما أريد بيا المسجد : خاصة ، ومنيم من قال الحرام ، والكفار ممنوعون من دخول الحرم عمى كل

ا جواب ابن عقيل من وجو ، بخبلف بقية المساجد ، وىذ .أصحابنا

وقد روي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو استعمل طائفة ، لما عمره في ) من النصارى في عمارة مسجد النبي

.خبلفة الوليد بن عبد الممك أن الكافر إن بنى مسجدا : ويتوجو قول ثابت ، وىو

لممسممين من مالو لم يمكن من ذلك ، ولو لم يباشره ن باشر بناءه بنفسو باستئجار المسممين لو بنفسو ، و ا

جاز ، فإن في قبول المسممين منة الكفار ذال لممسممين ، بخبلف استئجار الكفار لمعمل لممسممين ؛ فإن فيو ذال

.لمكفار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:عمى قولين -أيضا -وقد اختمف الناس في ىذا كافر بمال لممسجد أو بمال أنو لو وصى ال: أحدىما

يعمر بو مسجد أو يوقد بو ، فإنو تقبل وصيتو ، وصرح في مسألة الوقيد ( ( تعميقو ) ) بو القاضي أبو يعمى في

.، وكبلمو يدل عمى أنو محل وفاق ، وليس كذلك المنع من ذلك ، وانو ال تقبل الوصية بذلك ، : والثاني

وذكره ابن مزين ( (تفسيره ) ) وصرح بو الواحدي في ، عن يحيى بن يحيى ، ( ( سير الفقياء ) ) في كتاب

سمعت مالكا ، وسئل عن نصراني أوصى بمال : قال الكعبة منزىة : تكسى بو الكعبة ؟ فأنكر ذلك ، وقال

.عن ذلك .وكذلك المساجد ال تجري عمييا وصايا أىل الكفر وكذلك قال محمد بن عبد اهلل األنصاري قاضي

ال يصح وقف النصراني عمى المسممين عموما : بصرة ال، بخبلف المسمم المعين ، والمساجد من الوقف عمى

.ذكره حرب ، عنو بإسناده : -عموم المسممين سألت أبي عن المرأة الفقيرة : وقال عبد اهلل بن أحمد

: تجيء إلى الييودي أو النصراني فتصدق منو ؟ قال .أخشى أن ذلك ذلة

يأخذ المسمم من النصراني من : قمت ألحمد : وقال مينا :صدقتو شيئا ؟ قال

.نعم ، إذا كان محتاجا فقد يكون عن أحمد روايتان في كراىة أخذ المسمم المعين من صدقة الذمي ، وقد يكون كره السؤال ،

.واهلل أعمم . ورخص في األخذ منو بغير سؤال لمسممين كالمساجد ، فيتوجو وأما وقفيم عمى عموم ا

.كراىتو بكل حال ، كما قالو األنصاري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد ذكر أىل السير كالواقدي ومحمد بن سعد إن رجبل مخيريق ، خرج يوم أحد : من أحبار الييود ، يقال لو

إن أصبت في وجيي ىذا : ، وقال ) يقاتل مع النبي ضعو حيث يشاء ، فقتل يومئذ ، فقبض فمالي لمحمد ي

أنو فرقيا وتصدق بيا ، : أموالو ، فقيل ) رسول اهلل

.أنو حبسيا ووقفيا : وقيل . وروى ابن سعد ذلك بأسانيد متعددة ، وفييا ضعف

.واهلل أعمم : -رحمو اهلل -قال البخاري

ثنا : ثنا عبد العزيز بن مختار : حدثنا مسدد - قال لي ابن عباس والبنو : ، عن عكرمة خالد الحذاء

إنطمقا إلى أبي سعيد ، فاسمعا من حديثو ، : عمي فإنطمقنا فإذا ىو في حائط يصمحو ، فأخذ رداءه فاحتبى

، ثم أنشأ يحدثنا ، حتى أتى عمى ذكر بناءكنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار لبنتين : قال . المسجد

التراب عنو ، ، فجعل ينفض) لبنتين ، فرآه النبي ويح عمار ، يدعوىم إلى الجنة ويدعونو : ) ) ويقول

أعوذ باهلل من : يقول عمار : قال ( ( . إلى النار .الفتن

حرص العالم المتسع عممو عمى أوالده : في ىذا الحديث ومواليو في تعميميم

ن كان ىو العمم ، حتى يرسميم إلى غيره من العمماء ، وا

يرجى من تعميميم من غيره ما ليس أعمم وأفقو ، لما .عنده إن الصحابة كانوا يعممون في حوائطيم وىي : وفيو

بساتينيم وحدائقيمبأيدييم ، وأن أحدىم كان إذا عمل في عمل دنياه ألقى رداءه واكتفى بإزاره ، فإذا جاءه من يطمب العمم أخذ

.إزار ورداء : رداءه ، وجمس معيم في ثوبين كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار : ) ) د وقول أبي سعي، يدل عمى إن أبا سعيد شيد بناء ( ( لبنتين لبنتين

المسجد وعمل فيو ، وىذا يدل عمى إن المراد بناء المسجد ثاني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مرة ال أول مرة ، فإن جماعة من أىل السير ذكروا إن خيبر بنى مسجده مرة ثانية بعدما فتح اهلل عميو ) النبي

.، وزاد فيو مثمو نما استشيدنا لذلك بمشاركة أبي سعيد في بناء المسجد وا ، ونقل المبن ؛ ألن أبا سعيد كان لو عند بناء المسجد في المرة األولى نحو عشر سنين أو دونيا ؛ ألن النبي

رده يوم أحد ولم يجزه ، ولو نحو ثبلث عشرة سنة ، ) أحد في أواخر السنة الثالثة من اليجرة ، وكانت غزوة

ومن لو عشر سنين أو دونيا فبعيد أن يعمل مع الرجال .في البنيان

:لعمارة مسجده أدلة أخر ) ويدل عمى تجديد النبي في حياتو بأذن ) إن عثمان وسع مسجد النبي : منيا ، فاشترى لو مكانا من مالو ، وزاده في ) النبي

.المسجد شيدت الدار حين أشرف : مة بن حزن ، قال روى ثما

ىل : إنشدكم باهلل واإلسبلم : عمييم عثمان ، فقال ) : تعممون أن المسجد ضاق بأىمو ، فقال رسول اهلل

من يشتري بقعة آل فبلن فيزيد ىا في المسجد بخير ) ) ، فاشتريتيا من صمب مالي ، ( ( لو منيا في الجنة

: مي فييا ركعتين ؟ قالوا فأنتم اليوم تمنعوني أن اص .وذكر الحديث -الميم نعم

.حديث حسن : خرجو النسائي والترمذي ، وقال : وروى عمرو بن جاوان ، عن األحنف بن قيس ، قال

إنطمقنا حجاجا ، فمررنا بالمدينة ، فإذا الناس مجتمعون عمى نفر في المسجد ، فإذا عمي والزبير وطمحة

: من إن جاء عثمان ، فقال ليم وسعد ، فمم يكن بأسرع إنشدكم باهلل الذي ال إلو إال ىو ، أتعممون إن رسول اهلل

،( ( من يبتاع مربد بني فبلن غفر اهلل لو : ) ) قال ) أني قد ابتعتو ، : ، فقمت ) فابتعتو ، فأتيت رسول اهلل

:فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -نعم : ؟ قالوا ( ( وأجره لك اجعمو في مسجدنا ، ) )

.وذكر الحديث

.خرجو اإلمام أحمد والنسائي ابتعتو بعشرين : أحسبو قال : ) ) وفي بعض الروايات

( ( .أو بخمسة وعشرين ألفا حدثني يزيد بن عمرو المعافري ، : وروى ابن لييعة

سمعت أبا ثور: قال ال قد ق: دخمت عمى عثمان ، فقال : الفيمي ، قال

من يشتري ىذه الربعة ويزيد ىا في ) : ) ) رسول اهلل فاشتريتيا وزدتيا في ( ( المسجد ، ولو بيت في الجنة ؟

.المسجد ( ( .مسنده ) ) خرجو البزار في

وخرج اإلمام أحمد والنسائي من رواية أبي إسحاق : السبيعي ، عن أبي سممة بن عبد الرحمن ، قال

أنشد : أنو قال : يث ، وفيو فذكر الحد -أشرف عثمان من يوسع لنا بيذا : ) ) قال ) باهلل من شيد رسول اهلل

فابتعتو من ( ( البيت في المسجد ببيت لو في الجنة ؟ وذكر بقية -مالي ، فوسعت بو المسجد فانتشد لو رجال

.الحديث

.وفي سماع أبي سممة من عثمان نظر :وقد اختمف في إسناده عمى أبي إسحاق

ابنو يونس وحفيده إسرائيل بن يونس ، : فرواه ، عنو كبلىما عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أبي إسحاق ، عن أبي سممة ورواه زيد بن أبي أنيسة وشعبة وغيروىما ، عن أبي .إسحاق ، عن أبي عبد الرحمن السممي ، عن عثمان

ىذا قطعة من( ( صحيحو ) ) وقد خرج البخاري في الحديث من رواية شعبة ، ولم يذكر فيو المسجد ، إنما

.ذكر خصاال أخر وكذلك خرجو النسائي والترمذي من حديث زيد بن أبي

( ( .وأشياء عدىا : ) ) أنيسة ، وعند الترمذي .صحيح غريب : وقال

قول شعبة ومن تابعو أشبو : وقال الدارقطني .بالصواب

جدد عمارة مسجده مرة ) ومن األدلة عمى أن النبيوىو يبني ) أن وفد بني حنيفة قدموا عمى النبي : ثانية

مسجده ، ومعموم أن وفود العرب لم يفد منيم أحد عمى مسمما في السنة األولى من اليجرة ، ىذا أمر ) النبي

معموم بالضرورة لكل من عرف السير وخبرىا ، إنما م وظيوره وقوتو قدمت الوفود مسممين بعد انتشار اإلسبل

، وخصوصا وفد بني حنيفة ؛ فإنو قد ورد في ذميم والترمذي ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) أحاديث متعددة في

وغيرىما من الكتب ، فكيف يظن بيم أنيم سبقوا الناس إلى اإلسبلم في أول سنة من سني اليجرة ؟

: يبني مسجده ) ويدل عمى قدوم وفد بني حنيفة والنبي حدثني جدي عبداهلل بن بدر : مبلزم ابن عمرو ما رواه

بنيت مع رسول : ، عن قيس بن طمق ، عن أبيو ، قال قدموا اليمامي : ) ) مسجد المدينة ، فكان يقول ) اهلل

( ( .من الطين ؛ فإنو من أحسنكم لو مسا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ن في ابن حبا] . . . . . . . . . . [ خرجو ( ( .صحيحو ) )

وأشدكم : ) ) وخرجو اإلمام أحمد ، وزاد في آخره ( (منكبا

وعنده عن مبلزم ، عن سراج بن عقبة وعبداهلل بن بدر .، عن قيس

خرجنا : وخرجو النسائي بيذا اإلسناد ، عن طمق ، قال .وذكر حديثا -فبايعناه وصمينا معو ) وفدا إلى النبي

.إنما قدم في وفد بني حنيفة أنو : فتبين بيذا وفيو -وخرجو الدارقطني من رواية محمد بن جابر

أتيت : ، عن قيس ابن طمق ، عن أبيو ، قال -ضعف وىم : قال . وىم يؤسسون مسجد المدينة ) رسول اهلل

فقمت يا رسول اهلل ، أال ننقل : قال . ينقمون الحجارة

ليم الطين يا ال ، ولكن اخمط: ) ) كما ينقمون ؟ قال فجعمت أخمطو : قال ( ( . أخا اليمامة ، فأنت أعمم بو

.، وىم ينقمونو وخرجو اإلمام أحمد من رواية أيوب ، عن قيس ، عن

وأصحابو يبنون ) جئت إلى النبي : أبيو ، قال فأخذت : قال . فكأنو لم يعجبو عمميم : قال . المسجد

أنو أعجبو فك: قال . المسحاة ، فخمطت بيا الطين أخذي لممسحاة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دعوا الحنفي والطين ؛ فإنو : ) ) وعممي ، فقال ( ( .أضبطكم لمطين

.ابن عتبة ، فيو لين : وأيوب ، ىو عن عمار التراب الذي أصابو من ) وأما نفض النبي

( ( : السير ) ) نقل المبن ، فقد بوب عميو البخاري في

، وخرج فيو ( ( مسح الغبار عن الناس في السبيل ) ) ، فمسح ) فمر بو النبي : ىذا الحديث مختصرا ، وفيو

ويح عمار ، يدعوىم إلى : ) ) عن رأسو الغبار ، وقال ( ( .اهلل ، ويدعونو إلى النار

: -كممة رحمة : ، ويح ( ( ويح عمار : ) ) وقولو .قالو الحسن وغيره

.من حديث عائشة بإسناد فيو ضعف وروي مرفوعاوانتصابو بفعل . رحمة لنازل بو بمية : ويح : وقيل

.أترحم عمارا ترحما : مضمر ، كأنو يقول ( ( يدعوىم إلى الجنة ، ويدعونو إلى النار : ) ) وقولو إخبار بأن ذلك سيقع: فيو

.لو ، وليذا تعوذ عمار عند ذلك من الفتن .مارا عمى الحق من دون خالفو وفيو إشارة إلى أن ع

زيادة ( ( صحيح البخاري ) ) وقد وقع في بعض نسخ ( ( .تقتمو الفئة الباغية : ) ) في ىذا الحديث ، وىي

وقد خرجو بيذه الزيادة اإلمام أحمد عن محبوب بن

الحسن ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، سمع أبا فذكره ، وقال -سعيد يحدث عن بناء المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ويح عمار ، تقتمو الفئة الباغية ، يدعوىم إلى : ) ) فيو

( ( .الجنة ، ويدعونو إلى النار .وخرجو النسائي

.وقد رواه يزيد بن زريع وغيره ، عن خالد الحذاء لم يسمعيا أبو ( ( تقتمو الفئة الباغية : ) ) ولكن لفظة

؛ إنما سمعيا من بعض أصحابو )سعيد من النبي .عنو

وقد خرج اإلمام أحمد من رواية داود بن أبي ىند ، عن فذكر قصة -) أبي نظرة ، عن أبي سعيد ، عن النبي

-ولم أسمعو -حدثني أصحابي : بناء المسجد ، وقال : جعل ينفض التراب عن عمار ، ويقول ) ، أن النبي

( ( .الباغية ويح ابن سمية ، تقتمك الفئة) ) من حديث شعبة ، عن ( ( صحيحو ) ) وخرج مسمم في

سمعت أبا نضرة يحدث ، عن أبي سعيد : أبي مسممة أخبرني من ىو خير منى أن رسول اهلل : ألخدري ، قال

قال لعمار حين جعل يحفر الخندق ، جعل يمسح ) بؤس ابن سمية ، تقتمك فئة : ) ) رأسو ويقول

( ( .باغية واية لو بيذا اإلسناد تسمية الذي حدث أبا سعيد ، وفي ر

.وىو أبو قتادة .أبا قتادة : يعني -أراه : قال -أيضا -وفي رواية لو

كذا قال أبو نضرة في روايتو عن أبي سعيد ، أن ذلك أن ذلك كان في : كان في حفر الخندق ، والصحيح

.بناء المسجد ن أبيو ، عن أبي وقد روى الدراوردي ، عن العبلء ، ع

، فكنا ) كنا نحمل المبن لمسجد النبي : ىريرة ، قال نحمل لبنة لبنة ، وكان عمار يحمل لبنتين لبنتين ، فقال

أبشر عمار ، تقتمك الفئة ) : ) ) رسول اهلل

( ( .الباغية ، عن أبي ( ( مسنده ) ) خرجو يعقوب بن شيبة في .مصعب ، عن الدراوردي

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

وخرجو الترمذي عن أبي مصعب ، لكنو اختصره ، ولم حسن صحيح : يذكر فيو قصة بناء المسجد ، وقال

.غريب من حديث العبلء سناد في الظاىر عمى شرط مسمم ، ولكن قد أعمو وا يحيى بن معين ، بأنو لم يكن في كتاب الدراوردي ،

من : يعني -ء وأخبرني من سمع كتاب العبل: قال : قال يحيى . ليس فيو ىذا الحديث -الدراوردي

.والدراوردي حفظو ليس بشيء ، كتابو أصح مما يدل عمى أن بناء المسجد -أيضا -وىذا الحديث

الذي قيل لعمار فيو ذلك كان بعد فتح خيبر ، ألن أبا

.ىريرة أخبر أنو شيده و أخر ليس وروي شيود أبي ىريرة لبناء المسجد من وج

.فيو ذكر عمار خرجو اإلمام أحمد من رواية عمرو بن أبي عمرو ، عن

ابن عبداهلل ابن حنطب ، عن أبي ىريرة ، أنيم كانوا . معيم ) يحممون المبن إلى بناء المسجد ، ورسول اهلل

وىو عارض لبنة عمى بطنو ، ) فاستقبمت رسول : قال . يا رسول اهلل ، فظننت أنيا شقت عميو ، فقمت ناولنييا

خذ غيرىا يا أبا ىريرة ؛ فإنو ال عيش إال : ) ) قال ( ( .عيش اآلخرة

المطمب ، وال يصح سماعو : ولكن ابن حنطب ، وىو .من أبي ىريرة

وروى األعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد ، عن عبداهلل بن الحارث ، سمع عبداهلل بن عمرو بن العاص

يا أبو ، أما سمعت رسول اهلل : يقول ألبيو يوم صفين يقول ، وىم يبنون المسجد ، والناس ينقمون لبنة لبنة ، )

وعمار ينقل لبنتين لبنتين ، وىو يوعك ، فقال لو رسول انك لحريص عمى) : ) ) اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األجر ، وانك لمن أىل الجنة ، وانك لتقتمك الفئة ( .( الباغية

.بتمامو ( ( مسنده ) ) خرجو يعقوب بن شيبة في -( ( الخصائص ) ) وخرجو اإلمام أحمد والنسائي في

.والحاكم . مختصرا .وفي إسناده اختبلف عن األعمش

مما يدل عمى تأخر بناء المسجد حتى -أيضا -وىو .شيده عمرو بن العاص وابنو عبداهلل أمو ، عن أم سممة وروى ابن عون ، عن الحسن ، عن

لما كان يوم الخندق ، وجعل الناس يحممون : ، قالت لبنة لبنة ، وجعل عمار يحمل لبنتين لبنتين ، حتى اغبر

ويحك يا ابن سمية ) : ) ) شعر صدره ، فقال لو النبي ( ( .، تقتمك الفئة الباغية

] . . . . . . . . . [ .خرجو : ال لعمار ق) وخرجو مسمم مختصرا ، أن النبي

( ( .تقتمو الفئة الباغية ) ) وذكر حفر الخندق في ىذا الحديث فيو نظر ،

:بناء المسجد ، يدل عمى ذلك وجيان : والصواب أن حفر الخندق لم يكن فيو نقل لبن ، إنما : أحدىما

نما ينقل المبن لبناء المسجد .كان ينقل التراب ، وا بمفظ أخر ، أنيا أن حديث أم سممة قد روي: والثاني ، وىو ) ما نسيت الغبار عمى صدر رسول اهلل : قالت :يقول الميم إن الخير خير اآلخرة) )

( (فاغفر لؤلنصار والمياجرة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يا بن -أو ويمك -ويحك : ) ) إذ جاء عمار فقال

( ( .سمية ، تقتمك الفئة الباغية ين كانت من حفر الخندق ؟ إنما كانت تشاىد وأم سممة أ

بناء المسجد في المرة الثانية ، ألن حجرتيا كانت عند .المسجد

تقتل عمار الفئة : ) ) وقد اختمف في حديث ( ( .الباغية

ثنا إسماعيل ( ( : العمل ) ) فذكر الخبلل في كتاب سمعت في : سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول : الصفار مد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة حمقة أح

، ( ( تقتل عمار الفئة الباغية : ) ) والمعيطي ذكروا .ما ىي حديث صحيح : فقالوا

سمعت : وسمعت عبداهلل بن إبراىيم يقول : قال الخبلل روي في : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أبي يقول

ثمانية وعشرون ( ( تقتمو الفئة الباغية : ) ) عمار .حديثا ، ليس فييا حديث صحيح

وىذا اإلسناد غير معروف ، وقد روي عن أحمد خبلف :ىذا

( ( مسند عمار ) ) قال يعقوب بن شيبة الدسوسي في سمعت أحمد بن حنبل سئل عن ( ( : مسنده ) ) من

( ( تقتمك الفئة الباغية : ) ) في عمار ) حديث النبي قتمتو الفئة ) ) ) :كما قال رسول اهلل : فقال أحمد

في ىذا غير حديث صحيح ، عن : وقال ( ( . الباغية .، وكره أن يتكمم في ىذا بأكثر من ىذا ) النبي

سمعت أبا ( ( : تاريخ نيسابور ) ) وقال الحاكم في -وأثنى عميو -عيسى محمد بن عيسى العارض

جزرة : يعني -سمعت صالح بن محمد الحافظ : يقول ت يحيى بن معين وعمي بن المديني سمع: يقول -

يصححان حديث الحسن ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( .تقتل عمارا الفئة الباغية : ) ) أمو ، عن أم سممة

: وقد فسر الحسن البصري الفئة الباغية بأىل الشام .معاوية وأصحابو

.ال أتكمم في ىذا ، السكوت عنو اسمم : وقال أحمد ويح عمار ، : ) ) في بناء المسجد ) وقول النبي

ىو من ( ( يدعوىم إلى الجنة ، ويدعونو إلى النار جنس االرتجاز كما كان يقول في بناء المسجد في أول

:أمره الميم أن العيش عيش اآلخرة فاغفر لؤلنصار ) )

( (والمياجرة :ومثل ارتجازه عند حفر الخندق بقول ابن رواحة

( (الميم لوال أنت ما اىتدينا وال تصدقنا وال صمينا ) ) أبنا عبداهلل بن نمير ، عن : وروى محمد بن سعد

األجمح ، عن عبداهلل بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مسجده ، جعل ) لما بنى رسول اهلل : أبي اليذيل ، قال يحمل ىو وعمار ، فجعل ) القوم يحممون ، وجعل النبي

:عمر يرتجز ، ويقول نحن المسممون نبني المساجدا

( ( .المساجدا : ) ) يقول ) وجعل رسول اهلل : وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك ، فقال بعض القوم

فنفض لبنتو ، ) ليموتن عمار اليوم ، فسمعيم النبي يا ابن ) ) -ويمك : ولم يقل -( ( ويحك : ) ) وقال

( ( .اغية سمية ، تقتمك الفئة الب .وىذا مرسل

وخرجو البزار من رواية شريك ، عن األجمح ، عن ، أنو ) عبداهلل بن أبي اليذيل ، عن عمار ، عن النبي

( ( .تقتمك الفئة الباغية : ) ) قال لو -رواه أبو التياح ، عن عبداهلل بن أبي اليذيل : ثم قال

.عن عمار : مرسبل ، لم يقل

براني بإسناد فيو نظر ، عن حماد وقد خرجو الط: قمت كان ) بن سممة ، عن أبي التياح ، عن أنس ، أن النبي

: يبني المسجد ، وكان عمار يحمل صخرتين ، فقال ( ( .ويح ابن سمية ، تقتمو الفئة الباغية ) )

.واهلل أعمم . والمرسل أشبو ، عن أبي ( ( جامعو ) ) وروى حماد بن سممة في

أن عبداهلل بن رواحو كان يقول وىم جعفر الخطمي ، :يبنون مسجد قباء

أفمح من يعالج المساجدا ( ( .المساجدا ) : ) ) فقال النبي

.يقرأ القرآن قائما وقاعدا ( ( .قاعدا ) : ) ) فقال النبي

وال يبيت الميل عنو راقدا ( ( .راقدا ) : ) ) فقال النبي

:فائدتان وفي ىذا االرتجاز عند بناء المسجد ما في ىذا الكبلم من الموعظة الحسنة ، : إحداىما

والحث عمى العمل ، فيوجب ذلك لمسامعين النشاط في

العمل ، وزوال ما يعرض لمنفس من الفتور والكسل عند .سماع ثواب العمل وفضمو ، أو الدعاء لعاممو بالمغفرة

أن المتعاونين عمى معالجة األعمال الشاقة : والثانية كالحمل والبناء ونحوىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد جرت عادتيم باالسترواح إلى استماع بعضيم إلى ما ينشده بعضيم ، ويجيبو األخر عنو ، فإن كل واحد منيم

يتعمق فكره بما يقول صاحبو ، ويطرب بذلك ، ويجيل فكره في الجواب عنو بمثمو ، فيخف بذلك عمى النفوس

لجة تمك األثقال ، وربما نسي ثقل المحمول معا .باالشتغال بسماع االرتجاز ، والمجاوبة عنو

:ويؤخذ من ىذا أنواع من االعتبار حاجة النفس إلى التمطف بيا في حمل أثقال : منيا

التكميف ، حتى تنشط لمقيام بيا ، وييون بذلك عمييا

.األعمال الشاقة عمى النفس ، من الطاعات احتياج اإلنسان في حمل ثقل التكميف إلى من : ومنيا

يعونو عمى طاعة اهلل ، وينشط ليا بالمواعظ وغيرىا كما : المائدة ) ] وتعاونوا عمى البر والتقوى : ) قال تعالى

بر : ) وقال [ وتواصوا بالحق وتواصوا بالص [ . : العصر ) ]

ما كان أفضل عمل أبي الدرداء ؟ : درداء سئمت أم الونظر إلى ثورين يخدان في : قالت . التفكر : قالت

األرض ، ثم استقبل بعمميما ، فتعب أحدىما ، فقام في ىذا تفكر استقبل بعمميما : فقال أبو الدرداء . األخر

) .ما اجتمعا ، وكذلك المتعاونون عمى ذكر اهلل ( ( .كتاب التفكر ) )خرجو ابن أبي الدنيا في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

االستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجدحدثني أبو حازم : ثنا عبد العزيز : حدثنا قتيبة -

: إلى امرأة ) بعث رسول اهلل : ، عن سيل ، قال مري غبلمك النجار يعمل لي أعوادا اجمس ) ) ( ( .ميين ع

ثنا عبد الواحد بن أيمن ، عن : حدثنا خبلد - يا رسول اهلل ، أال : أبيو ، عن جابر ، أن امرأة قالت

: أجعل لك شيئا تقعد عميو ، فإن لي غبلما نجارا ؟ قال .، فعممت المنبر ( ( إن شئت ) )

أن النجار الذي صنع : في ىذين الحديثين كمييما .المرأة المنبر كان غبلما

وحديث سيل مختصر ، قد أتمو البخاري في مواضع ، الصبلة في المنبر : باب ) ) وقد سبق بتمامو في

من أي شيء : أن سيبل سئل : ، وفيو ( ( والسطوح ما بقي في الناس أعمم بو مني ، ىو : المنبر ؟ فقال

وذكر -من أثل الغابة ، عممو فبلن مولى فبلنة .الحديث

عد وغيره من حديث عباس بن سيل بن وخرج ابن سلم يكن : سعد ، عن أبيو ، أنو ذكر المنبر ، فقال

بالمدينة إال نجار واحد ، فذىبت أنا وذلك النجار إلى .الخانقين ، فقطعت ىذا المنبر من أثمة

وخرج الطبراني بإسناد ضعيف ، عن عائشة ، أن النبي كان يخطب إلى)

دعاني محمد لجعمت لو ما لو: جذع ، فمر رومي فقال ىو أرفق من ىذا ، فدعي

وذكر -، فجعل لو المنبر أربع مراق ) لرسول اهلل .الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج ابن سعد عن الواقدي ، بإسناد لو ، عن أبي ىريرة يخطب ) ، أن النبي -وبعض الحديث بإسناد أخر -

إن القيام قد : ) ) ما ، فقال إلى جذع في المسجد قائ

إال أعمل لك : ، فقال لو تميم الداري ( ( شق عمي منبرا كما رأيت يصنع بالشام ؟ فشاور رسول اهلل

المسممين في ذلك ، فرأوا إن يتخذه ، فقال العباس بن ) : يقال لو -يا رسول اهلل ، أن لي غبلما : عبد المطمب

مره أن ) : ) ) هلل أعمل الناس ، فقال رسول ا -كبلب ، فأرسمو إلى أثمة بالغابة ، فقطعيا ، ثم عمل ( ( يعممو

منيا درجتين ، ومقعدا ، ثم جاء بو فوضعو في موضعو .وذكر حديثا طويبل -اليوم

سناده ال يعتمد عميو .وا وخرج أبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي داود ، عن

بدن قال لو تميم لما) نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي أو -أال أتخذ لك يا رسول اهلل منبرا يجمع : الداري ، فاتخذ لو منبرا ( ( بمى : ) ) عظامك ؟ قال -يحمل

.مرقاتين وخرج الطبراني من رواية شيبة أبي قبلبة عن الجريري ،

كان يخطب إلى ) عن أبي نضرة عن جابر ، أن النبي تيى ، وكثر الناس ، أن اإلسبلم قد ان: جذع ، فقيل لو

: فمو أمرت بصنعة شيء تشخص عميو ، فقال لرجل ما : ) ) قال . نعم : قال ( ( أتصنع المنبر ؟ ) )

( ( لست صاحبو : ) ) قال . فبلن : قال ( ( اسمك ؟ فقال مثل ( ( أتصنع المنبر ؟ : ) ) ، فدعا أخر ، فقال

- إن شاء اهلل -نعم : مقالتو ، ثم دعا أخر ، فقال خذ : ) ) قال . إبراىيم : قال ( ( ما اسمك ؟ : ) ) قال

( ( .في صنعتو عن عمي بن ( ( مسنده ) ) وخرجو عبد بن حميد في

.عاصم ، عن الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو إبراىيم -وروى عبد الرزاق ، عن رجل من أسمم ، عن صالح مولى التوأمة ، أن باقوم -ى بن أبي يحي

منبره من طرفاء ، ) مولى العاص بن أمية صنع لمنبي .ثبلث درجات

ورواه محمد بن سميمان بن مسمول ، عن أبي بكر بن حدثني : عبداهلل بن أبي سبرة ، عن صالح مولى التوأمة

صنعت لرسول اهلل : باقوم مولى سعيد بن العاص ، قال القعدة ، : طرفاء الغابة ، ثبلث درجات منبرا من )

.ودرجتيو .وكبل اإلسنادين واه جدا

وقد روي عن ابن سيرين ، أن باقوم الرومي أسمم ، فمم يدر بو سييل بن عمرو ، ومات ولم يدع وارثا ، فدفع

.ميراثو إلى سييل ) النبي ( ( .معرفة الصحابة ) ) ذكر ذلك ابن منده في كتاب

. مينا : الغبلم اسمو : أبو بكر الخطيب وقال الحافظ .ال نعمم أحدا سماىا : وموالتو

ثم رواه بإسناده ، عن ىارون بن موسى ، ثنا محمد بن الذي عمل : قال إسماعيل بن عبداهلل : يحيى ، قال

.مينا : غبلم األنصارية ، واسمو : المنبر حديث قيس بن طمق ، عن : ومما يدخل في ىذا الباب

بو في بناء المسجد في عمل ) و ، في استعانة النبي أبي .الطين ، وقد سبق في الباب الماضي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من بنى مسجداأخبرني : ثنا وىب : حدثنا يحيى بن سميمان -

عمرو ، أن بكيرا حدثو ، أن عاصم بن عمر بن قتادة الخوالني ، أنو سمع عثمان حدثو ، أنو سمع عبيد اهلل

عند قول الناس فيو حين بنى مسجد -بن عفان يقول ني سمعت رسول اهلل : -) الرسول اهلل أنكم أكثرتم ، وا

حسبتو : قال بكير -( ( من بنى مسجدا : ) ) يقول ) :أنو قال

بنى اهلل لو مثمو في -( ( يبتغى بو وجو اهلل ) ) ( ( .الجنة

ىدم مسجد النبي -رضي اهلل عنو -مان لما أراد عثواعادة بنائو عمى وجو أحسن من بنائو األول كره )

الناس لذلك لما فيو من تغير بناء المسجد عن ىيئة ، فإن عمر لما بناه أعاد بناءه ) بنيانو في عيد النبي

نما وسعو وزاد ) عمى ما كان عميو في عيد النبي ، وا .قول عمى عثمان فيو ، فميذا أكثر الناس ال

وخرج مسمم من حيث محمود بن لبيد ، أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد ، فكره الناس ذلك ، فأحبوا أن

:يقول ) سمعت رسول اهلل : يدعو عمى ىيئتو ، فقال ( ( .من بنى مسجدا هلل بنى اهلل لو في الجنة مثمو ) )

ديث عمى تخريج ح( ( الصحيحين ) ) وقد اتفق صاحبا عثمان من رواية عبيد اهلل الخوالني عنو ؛ التصال

.إسناده ، وتصريح رواتو بالسماع .وتفرد مسمم بتخريج حديث محمود بن لبيد عن عثمان

محمود بن لبيد أدرك : وخرجو الترمذي وصححو ، وقال ) .النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عثمان ؛ فإن لو رؤية يشير بذلك إلى أنو ال يستنكر من ، فكيف ينكر أن يروي عن عثمان ؟) من النبي

وقد اختمف في صحبة محمود بن لبيد ، وقد أنكر ابن : المديني حديث محمود بن لبيد ، عن عثمان ، وقال في إسناده بعض الشيء ، ومحمود بن لبيد أدرك

.عثمان إمكان ومسمم ومن وافقو يكتفون في اتصال اإلسناد ب

.المقى ، وغيرىم يعتبر ثبوت المقى عن صالح ( ( مسنده ) ) وقد ذكر الييثم بن كميب في ال احسب محمود بن لبيد : بن محمد الحافظ ، أنو قال

.سمع من عثمان شيئا وخرجو ابن جرير الطبري من رواية محمود بن لبيد ،

) .عن أبان بن عثمان ، عن أبيو ، عن النبي .في إسناده بمحفوظ ( ( أبان ) ) :وليس ذكر

وقد ذكرنا في الباب الماضي من غير وجو ، عن عثمان

أمره أن يوسع في المسجد ، وضمن لو بيتا ) ، أن النبي ادخل عثمان ىدم -واهلل أعمم -في الجنة ؛ فميذا

المسجد وتجديد بنيانو عمى وجو ىو أتقن من البيان من بنى مسجدا هلل ) ) :األول مع التوسعة فيو في قولو

( ( .بنى اهلل لو بيتا في الجنة وىذا يرجع إلى قاعدة الجزاء عمى العمل من جنسو ،

كما أن من اعتق رقبة اعتق اهلل بكل عضو منو عضوا منيا من النار ، ومن نفس عن مسمم كربة من كرب الدنيا نفس اهلل عنو كربة من كرب االخرة ، ومن يسر

عميو في الدنيا واآلخرة ، ومن ستر عمى معسر يسر اهلل مسمما في الدنيا ستره اهلل في اآلخرة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والراحمون يرحميم الرحمن ومثل ىذا كثير ، فمن بنى هلل مسجدا يذكر فيو اسم اهلل

.في الدنيا بنى اهلل لو في الجنة بيتا يس المراد أنو عمى قدره ، ، فم( ( مثمو : ) ) وأما قولو

-واهلل أعمم -وال عمى صفتو في بنيانو ، ولكن المراد أنو يوسع بنيانو بحسب توسعتو ، ويحكم بنيانو بحسب إحكامو ، ال من جية الزخرفة ويكمل انتفاعو بما يبنى لو في الجنة بحسب كمال انتفاع الناس بما بناه ليم في

الجنة كما تشرف الدنيا ، ويشرف عمى سائر بنيان ن كان ال نسبة المساجد في الدنيا عمى سائر البنيان ، وا

) : لما في الدنيا إلى ما في اآلخرة ، كما قال النبي ما الدنيا في اآلخرة إال كما يجعل أحدكم إصبعو في ) )

( ( .اليم ، فمينظر بم ترجع ما خرجو اإلمام أحمد من حديث : وقد دل عمى ما قمناه

من بنى هلل : ) ) ، قال ) نت يزيد ، عن النبي أسماء بمسجدا في الدنيا فإن اهلل عز وجل يبني لو بيتا أوسع

( ( .منو في الجنة وخرجو بمعناه من حديث حجاج ، عن عمرو بن شعيب

) .، عن أبيو ، عن جده ، عن النبي

من بنى ) ) ) ومن حديث واثمة بن االسقع ، عن النبي ( ( .نى اهلل لو في الجنة أفضل منو مسجدا يصمى فيو ب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-مرفوعا -وخرج البزار والطبراني من حديث أبي ىريرة من بنى هلل بيتا يعبد اهلل فيو من حبلل بنى اهلل لو ) )

( ( .بيتا في الجنة من در وياقوت .أن الصحيح وقفو عمى أبي ىريرة : وقيل : فظة التي شك فييا بكير بن االشج ، وىي قولو وأما الم، فيذا الشرط ال بد منو ، ( ( يبتغي بو وجو اهلل ) )

( ( من بنى مسجدا هلل : ) ) ولكن قد يستفاد من قولو .من بنى مسجدا خالصا هلل : أنو أريد بو

وقد روى المثنى بن الصباح ؛ عن عطاء ، عن عائشة ن بنى مسجدا ال يريد بو م: ) ) ، قال ) ، عن النبي

( ( .رياء وال سمعة بنى اهلل لو بيتا في الجنة

.خرجو الطبراني .والمثنى ، فيو ضعف

وبكل حال ؛ فاإلخبلص شرط لحصول الثواب في جميع نما ال مريء ما نوى األعمال ؛ فإن األعمال بالنيات ، وا ، وبناء المساجد من جممة األعمال ، فإن كان الباعث

ن عمى عممو ابتغاء وجو اهلل حصل لو ىذا األجر ، وا كان الباعث عميو الرياء والسمعة أو المباىاة فصاحبو متعرض لمقت اهلل وعقابو ، كسائر من عمل شيئا من إعمال البر يريد بو الدنيا كمن صمى يرائي ، أو حج

.يرائي ، أو تصدق يرائي يو عمى كل بناء رياء ف: ولكن روى عن قتادة ، أنو قال

صاحبو ال لو ، أال من بنى المساجد رياء فيو ال عميو .وال لو

.خرجو ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح عنو وىذا فيو نظر ، ولو كان النفع المتعدي يمنع من عقاب المرائي بو لما عوقب العالم والمجاىد والمتصدق لمرياء

.وىم أول من تسعر بو النار يوم القيامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

وأما من بنى المساجد من غير رياء وال سمعة ، ولم يستحضر فيو نية اإلخبلص ، فيل يثاب عمى ذلك ، أم

.ال ؟ فيو قوالن لمسمف وقد روى عن الحسن البصري وابن سيرين ، أنو يثاب عمى إعمال البر والمعروف بغير نية ، لما من النفع

.المتعدي ( ( . كتاب اإليمان ) ) كر ذلك في أواخر وقد سبق ذ .واهلل أعمم

وبناء المساجد المحتاج إلييا مستحب ، وعده بعض أنو ال يجوز : أصحابنا من فروض الكفايات ، ومراده

أن يخمي مصر أو قرية يسكنيا المسممون من بناء .مسجد فييا مما روى موسى بن إسماعيل ، عن عبد : ويدل ليذا

-زياد أبي حمزة الحبطي ، عن أبي شداد العزيز بن في ) جاءنا كتاب النبي : ، قال -رجل من أىل دما

من محمد النبي إلى أىل عمان ، : ) ) قطعة ادم أما بعد ؛ فأقروا بشيادة أن ال الو إال: سبلم

اهلل ، وأني رسول اهلل ، وأدوا الزكاة ، وخطوا المساجد ( ( .كذا وكذا ، واال غزوتكم

.رجو البزار والطبراني خ -( ( معجمو ) ) وخرجو أبو القاسم البغوي في

.عبد العزيز بن نزار الحبطي : ، وعنده -مختصرا . عبد العزيز بن زياد الحبطي : وقد سماه ابن أبي حاتم

عبد العزيز بن ( ( : تاريخو ) ) في : وسماه البخاري .شداد

.يث وكانو وىم ، وال يعرف بغير ىذا الحد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

يأخذ بنصول النبل إذا مر في المسجد: ثنا سفيان ، قال قمت لعمرو : حدثنا قتيبة -

مر رجل في المسجد ، : أسمعت جابر بن عبد اهلل يقول امسك) : ) ) ومعو سيام ، فقال لو رسول اهلل

.نعم : ؟ قال ( ( بنصاليا أن : في موضع أخر من كتابو بمفظ أخر ، وىو وخرجو

رجبل مر في المسجد باسيم ، قد أبدى نصوليا ، فأمره .أن يأخذ بنصوليا ، ال تخدش مسمما

خرجو مسمم من رواية أبي الزبير ، عن جابر ، أن النبي أمر رجبل كان يتصدق بالنبل في المسجد أن ال يمر )

.بيا اال وىو اخذ بنصوليا حديث : ج البخاري في الباب الذي يمي ىذا وقد خر

من مر في شيء من : ) ) ، قال ) موسى ، عن النبي مساجدنا أو أسواقنا بنبل فميأخذ عمى نصاليا ، ال يعقر

( ( .بكفو مسمما

.أيضا -وخرجو مسمم خشية أن تصيب : ذكر عمة ذلك ، وىو : وفي الحديث

ي ذلك بين مسمما من حيث ال يشعر صاحبيا ، وسوى فالسوق والمسجد ؛ فان الناس يجتمعون في األسواق

لكن ؛ . والمساجد فميس لممسجد خصوصية بذلك حينئذ أن المسجد يختص بقدر زائد عن السوق ، : قد يقال

أنو قد روي النيي عن إشيار السبلح فيو ونثر : وىو .النبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن ماجو من رواية زيد بن جبيرة ، عن داود بن خرجو اب: -مرفوعا -الحصين ، عن نافع ، عن ابن عمر

ال يتخذ طريقا ، وال : خصال ال ينبغين في المسجد ) ) يشير فيو سبلحا ، وال ينبض فيو بقوس ، وال ينثر فيو نبل ، وال يمر فيو بمحم نيئ ، وال يضرب فيو حد ، وال

( ( .ال يتخذ سوقا يقتص فيو من أحد ، و ورفعو منكر وزيد بن جبيرة ضعيف جدا ، متفق عمى

.ضعفو النيي عن سيل السيوف في المسجد : -أيضا -وخرج

.بإسناد ضعيف جدا -مرفوعا -، من حديث واثمة ال يسل السيف : وقال عبد اهلل بن عبد الرحمن بن أبزى

.في المسجد .خرجو وكيع في كتابو

.ال يشير السبلح في المسجد : نا وقال أصحاب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المرور في المسجد: ثنا عبد الواحد : حدثنا موسى بن إسماعيل -

سمعت أبا بردة ، عن : ثنا أبو بردة بن عبد اهلل ، قال

من مر في شيء من : ) ) قال ) أبيو ، عن النبي بنبل فميأخذ عمى نصاليا ، ال يعقر مساجدنا أو أسواقنا

( ( .بكفو مسمما أبو بردة بن عبد اهلل ، ىو بريد بن عبد اهلل بن أبي

.بردة نما أعاده وقد ذكرنا ىذا الحديث في الباب الماضي ، وا

ألنو استنبط منو جواز المرور في المسجد ، وقد : ىاىنا الصبلة إذا دخل : باب ) ) ذكرنا حكمو في

( ( . المسجدوال : ) قول اهلل تعالى -أيضا -وقد دل عمى جوازه

، عمى قول من [ : النساء ) ] جنبا إال عابري سبيل عمى قربان موضع الصبلة ، وىو المسجد : تأول النيي

.أيضا -بالمجتاز ، وقد سبق ذكره : ، وعابر السبيل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الشعر في المسجدابنا شعيب ، : حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع -

اخبرني أبو سممة بن عبد الرحمن ، أنو : عن الزىري أنشدك اهلل ، : سمع حسان بن ثابت يستشيد أبا ىريرة

يا حسان ، أجب عن : ) ) يقول ) ىل سمعت النبي قال أبو ؟ ( ( رسول اهلل ، الميم أيده بروح القدس

.نعم : ىريرة ليس في ىذه الرواية التي خرجيا البخاري ىاىنا إنشاد حسان في المسجد ، إنما فيو ذكر مدح حسان عمى

والدعاء لو عمى ذلك ، وكفى بذلك ) أجابتو عن النبي ، ) عمى فضل شعره المتضمن لممنافحة عن رسول اهلل

تنزه والرد عمى أعدائو والطاعنين عميو ، والمساجد ال .عن مثل ذلك

( ( .إن من الشعر حكمة ) : ) ) وليذا قال النبي وقد خرجو البخاري في موضع أخر من حديث أبي بن

.مرفوعا -كعب قال ) من حديث البراء ، أن النبي -أيضا -وخرج وجبريل -أو ىاجميم -اىجيم : ) ) لحسان ( ( .معك

نما خص النبي بنصرة من جبريل وىو روح القدس) وا نصره ونافح عنو ؛ الن جبريل صاحب وحي اهلل إلى

ىبلك أعدائيم المكذبين رسمو ، وىو يتولى نصر رسمو وا .ليم ، كما تولى إىبلك قوم لوط وفرعون في البحر

فمن نصر رسول اهلل وذب عنو أعداءه ونافح عنو كان ريل مواله وجب ) : ) جبريل معو ومؤيدا لو كما قال لنبيو

وصالح المؤمنين والمبلئكة بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ . : التحريم ) ] ذلك ظيير وقد خرج البخاري في بدء الخمق عن ابن المديني ، عن

مر : ابن عيينة ، عن الزىري ، عن ابن المسيب ، قال كنت انشد فيو ، عمر في المسجد وحسان ينشد ، فقال

: وفيو من ىو خير منك ثم التفت إلى أبي ىريرة ، فقال اجب عني : ) ) يقول ) أنشدك اهلل ، أسمعت رسول اهلل

.نعم : ؟ قال ( ( ، الميم أيده بروح القدس وىذا نوع إرسال من ابن المسيب ؛ ألنو لم يشيد ىذه م القصة لعمر مع حسان عند أكثر العمماء الذين قالوا ل

.يسمع من عمر ومنيم من اثبت سماعو منو شيئا يسيرا وقد خرج ىذا الحديث مسمم ، عن غير واحد ، عن ابن عيينة ، عن الزىري ، عن ابن المسيب ، عن أبي ىريرة

فجعل -، أن عمر مر بحسان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الحديث كمو عن أبي ىريرة متصبل يني اصح ، وكذا رواه جماعة عن ورواية ابن المد

.الزىري وروى ابن أبي الزناد ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ،

يضع لحسان ) كان رسول اهلل : عن عائشة ، قالت منبرا في المسجد يقوم عميو قائما ، يفاخر عن رسول اهلل

قال : ، وتقول -) ينافح عن رسول اهلل : أو قالت -) اهلل يؤيد حسان بروح القدس ما أن) : ) ) رسول اهلل

) ( ( .عن رسول اهلل -أو ينافح -يفاخر .خرجو الترمذي

في طريق ابن أبي الزناد ، عن أبيو -أيضا -وخرجو .مثمو -) ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي

حسن صحيح غريب ، وىو حديث ابن أبي : وقال .الزناد

.يعني أنو تفرد بو . -أيضا -ود من الطريقين وخرجو أبو دا

ينافح عن : ) ) وكذلك خرجو اإلمام أحمد ، وعنده ( ( .بالشعر ) رسول اهلل

، -تعميقا -وذكره البخاري في موضع اخرمن صحيحو

.وقال ابن أبي الزناد : فقال فينشد عميو : ) ) وخرجو الطبراني ، وزاد في حديثو

( ( .األشعار

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

شيدت رسول : وروى سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال أكثر من مائة مرة في المسجد ، وأصحابو ) اهلل

يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاىمية ، فربما تبسم .معيم

.خرجو اإلمام أحمد إذا صمى ) كان رسول اهلل : وخرجو النسائي ، ولفظو

تطمع الشمس ، فيتحدث الفجر جمس في مصبله حتى أصحابو ، ويذكرون حديث الجاىمية ، وينشدون الشعر ،

) .ويضحكون ، ويبتسم رسول اهلل .وخرجو مسمم ، إال أنو لم يذكر الشعر

وقد روى ما يخالف ىذا وىو النيي عن إنشاد األشعار :في المساجد

فروى عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، عن في -أن ينشد في المسجد األشعار أنو نيى ) النبي

.حديث ذكره خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو

.حديث حسن : والترمذي ، قال وخرج أبو داود نحوه من حديث حكيم بن حزام ، عن

.بإسناد فيو نظر وانقطاع ) النبي وروى أبو القاسم البغوي في معجمو من طريق ابن

بن عتبة ، عن الحارث بن عبد إسحاق ، عن يعقوب أتى: الرحمن بن ىشام ، عن أبيو ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو في المسجد ؟ ) ابن الحمامة السممي إلى النبي

:قال . أني أثنيت عمى ربي تعالى ومدحتك : فقال ، فخرج بو ) ، ثم قام رسول اهلل ( ( امسك عميك ) )

ما أثنيت بو عمى ربك فياتو ، : ) ) سجد ، فقال من الم، فانشد حتى إذا فرغ دعا ( ( وأما مدحي فدعو عنك

عمى ) ببلال ، فأمره أن يعطيو شيئا ، ثم اقبل رسول اهلل الناس ، فوضع يده عمى حائط المسجد ، فمسح بو

.وجيو وذراعيو ، ثم دخل مسجد ، وىذا مرسل ، وفيو جواز التيمم بتراب جدار ال

وىو رد عمى من كرىو من متأخري الفقياء ، وىو من .التنطع والتعمق

وروى وكيع في كتابو عن مبارك بن فضالة ، عن كان ابن مسعود يكره : ظبيان بن صبيح الضبي ، قال

أن ترفع األصوات في المساجد ، أو تقام فييا الحدود ، .أو ينشد فييا األشعار ، أو تنشد فييا الضالة

ثنا ضمرة ، عن : روى أسد بن موسى في كتاب الورع و كان أىل العمم : ابن عطاء الخراساني ، عن أبيو ، قال

يكرىون أن ينشد الرجل ثبلثة أبيات من شعر في

.المسجد حتى يكسر الثالث وىذا تفريق بين قميل فيرخص فيو ، وىو البيت والبيتان ،

.وبين كثيرة ، وىو ثبلثة أبيات فصاعدا إنما ينشد الشعر في المسجد غبا : وقال ابن عبد البر .وكذلك كان حسان ينشد : قال . من غير مداومة

وجميور العمماء عمى جواز إنشاد الشعر المباح في المساجد ، وحمل بعضيم حديث عمرو بن شعيب عمى أشعار الجاىمية ، وما ال يميق ذكره في المساجد ، ولكن

.ك الحديث المرسل يرد ذلأن أحاديث الرخصة صحيحة : والصحيح في الجواب

كثيرة ، فبل تقاوم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أحاديث الكراىة في أسانيدىا وصحتيا خاصة ) مسجد النبي : ونقل حنبل ، عن أحمد ، قال

ال ينشد فيو الشعر ، وال يمر فيو بقطع المحم ، يجتنب ) .اهلل ذلك كمو ، كرامة لرسول

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

أصحاب الحراب في المسجدثنا إبراىيم بن : حدثنا عبد العزيز بن عبداهلل -

اخبرني : سعد ، عن صالح ، عن ابن شياب ، قال لقد رأيت رسول اهلل : عروة بن الزبير ، أن عائشة قالت

معبون في المسجد ، يوما في باب حجرتي ، والحبشة ي) .يسترني بردائو ، انظر إلى لعبيم ) ورسول اهلل

اخبرني : ثنا ابن وىب : زاد إبراىيم بن المنذر - : يونس ، عن ابن شياب ، عن عروة ، عن عائشة

.والحبشة يمعبون بحرابيم ) رأيت النبي المناقب من طريق عقيل ، عن ابن : وخرجو في كتاب

يسترني وان أنظر إلى ) رأيت النبي : شياب ، ولفظو الحبشة وىم يمعبون في المسجد ، فزجرىم عمر ، فقال

من : يعني ( ( دعيم ؛ أمنا بني أرفدة ) : ) ) النبي .األمن

نما ذكر ىنا رواية إبراىيم بن المنذر تعميقا ؟ لزيادة في وا .ذكر الحراب : الحديث

، عن وقد خرجو اإلمام أحمد ، عن عثمان بن عمر( ( يمعبون بحرابيم : ) ) يونس بيذا اإلسناد ، وقال فيو

( ( .في المسجد : ) ) ولم يذكر عن أبي الطاىر ، ( ( صحيحو ) ) وخرجو مسمم في

:عن ابن وىب ، قال فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" والحبشة يمعبون بحرابيم في مسجد رسول اهلل ) )

. ) ) (

من رواية ( ( عشرة النساء ) ) البخاري في وقد خرجو: معمر ، عن الزىري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت

كان الحبشة يمعبون بحرابيم ، فيسترني رسول اهلل ) ) وأنا أنظر ، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف ، )

( ( .فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع الميو .ىشام بن يوسف ، عن معمر كذا خرجو من رواية

وقد روي عن عبد الرزاق ، عن معمر ، وفيو ذكر .الحراب في المسجد

رواه عن ابن : وعند الزىري في ىذا الحديث إسناد أخر المسيب ، عن أبي ىريرة ، خرجو البخاري في

من رواية -أيضا -ومسمم ( ( السير : كتاب ) ) عن أبي ىريرة معمر ، عن الزىري ، عن ابن المسيب ،

بحرابيم دخل ) بينا الحبشة يمعبون عند النبي : ، قال : عمر ، فأىوى إلى الحصى فحصبيم بيا ، فقال

( ( .دعيم يا عمر ) ) : أبنا معمر : ثنا عبد الرزاق : وزاد عمي : قال البخاري

( ( .في المسجد ) )

فجمع عبد الرزاق في روايتو ليذا الحديث من ىذا الوجو .بين ذكر الحراب والمسجد -أيضا -

من ( ( السير ) ) في العيدين وفي -أيضا -وخرج كان : رواية أبي األسود ، عن عروة عن عائشة ، قالت

يوم عيد يمعب السودان بالدرق والحراب ، فإما سالتما قال ) رسول اهلل ( ( تشتيين أن تنظري ؟ : ، وا

نعم ، فأقامني: قمت

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

دونكم ، بني : ) ) وراءه ، خدي عمى خده ، وىو يقول قمت ( ( حسبك ؟ : ) ) ، حتى إذا مممت قال ( ( أرفدة ( ( .فاذىبي : ) ) قال . نعم

.أيضا -وخرجو مسمم : ، وفييا زيادة ( ( الدرق : ) ) وفي ىذه الرواية زيادة

.المسجد أن ذلك كان يوم عيد وليس فيو ذكر

وخرج مسمم من حديث جرير ، عن ىشام ، عن أبيو ، جاء حبش يزفون في يوم عيد في : عن عائشة ، قالت

، فوضعت راسي عمى منكبو ) المسجد ، فدعاني النبي ، فجعمت أنظر إلى لعبيم حتى كنت أنا التي أنصرف

.عن النظر إلييم د وخرجو من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومحم

( ( .في المسجد : ) ) بن بشر ، عن ىشام ولم يذكرا أخبرني : من طريق ابن جريج -أيضا -وخرج مسمم

أخبرني عبيد: عطاء : أخبرتني عائشة ، أنيا قالت لمعابين : بن عمير ، قال

وقمت عمى الباب ) وددت أني أراىم ، فقام رسول اهلل قال . لمسجد أنظر بين أذنيو وعاتقيو ، وىم يمعبون في ا

بل : وقال لي ابن عتيق : قال . فرس أو حبش : عطاء .حبش

وقد روى أن ذلك العيد كان يوم عاشوراء ؛ فإنو كان .عيدا ألىل الجاىمية وألىل الكتاب

فروى ابن أبي الزناد ، عن أبيو ، عن خارجو بن زيد ،

الكعبة ، عن أبيو ، أن يوم عاشوراء كان يوما تستر فيو .وذكر الحديث -) وتقمس فيو الحبشة عند رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو الطبراني .المعب بالسيوف ونحوىا من آالت الحرب : والتقمس

لكن خرج اإلمام أحمد ، عن وكيع ، عن ىشام ، عن كانت الحبشة يمعبون يوم : أبيو ، عن عائشة ، قالت

، فكنت أطمع بين عاتقو ) فدعاني رسول اهلل عيد ،دعيا ؛ ) : ) ) فأنظر إليو ، فجاء أبو بكر ، فقال النبي

( ( .فان لكل قوم عيدا ، وىذا عيدنا .وىذا يدل عمى أنو كان أحد عيدي المسممين

من حديث أبي الزناد ، عن أبيو ، عن -أيضا -وخرج ليعمم : ) ) مئذ قال يو ) عروة ، عن عائشة ، أن النبي

ييود أن في ديننا فسحة ، أني أرسمت بحنيفية

( ( .سمحة جواز المعب بآالت الحرب : والمقصود من ىذا الحديث

في المساجد ؛ فان ذلك من باب التمرين عمى الجياد ، .فيكون من العبادات

جواز تعمم الرمي ونحوه في المساجد ، : ويؤخذ من ىذا ك لمن في المسجد ، كما تقدم في ما لم يخشى األذى بذل

األمر باإلمساك عمى نصال السيم في المسجد لئبل تصيب مسمما ، وليذا لم تجر عادة المسممين بالرمي في

.المساجد كان عمر بن عبد العزيز يكره : وقد قال األوزاعي

لعمارة : لم ؟ قال : النصال بالعشي ، فقيل لو .المساجد

ر ليس فيو أحد ، أو كان ولكن أن كان مسجد ميجو المسجد مغمقا ليس فيو إال من يتعمم الرمي فبل يمنع

.واهلل أعمم . جوازه حينئذ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وحكى القاضي عياض ، عن بعض شيوخو ، أنو قال إنما يمنع في المساجد من عمل الصنائع التي يختص

فأما الصنائع التي بنفعيا آحاد الناس وتكتسب بو ، صبلح يشمل نفعيا المسممين في دينيم كالمثاقفة ، وا

آالت الجياد مما ال امتيان لممسجد في عممو فبل بأس .واهلل أعمم . بو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ذكر البيع والشراء عمى المنبر في المسجد، عن يحيى ثنا سفيان: حدثنا عمي بن عبداهلل -

أتتيا بريرة تسأليا في : ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت إن شئت أعطيت أىمك ويكون الوالء : كتابتيا ، فقالت

وقال -إن شئت أعطيتيا ما بقي : وقال أىميا . لي فمما -إن شئت أعتقتيا ويكون الوالء لنا : سفيان مرة

ا ابتاعيي: ) ) ذكرتو ذلك ، فقال ) جاء رسول اهلل ، ثم قام رسول اهلل ( ( فأعتقييا ؛ فإنما الوالء لمن أعتق

فصعد رسول اهلل : وقال سفيان مرة -عمى المنبر ) ما بال أقوام يشترطون : ) ) فقال -عمى المنبر )

شروطا ليس في كتاب اهلل ؟ من اشترط شرطا ليس في ( ( .كتاب اهلل فميس لو ، وان اشترط مائة مرة

ولم -الك ، عن يحيى ، عن عمرة ، أن بريرة ورواه م ( ( .صعد المنبر : ) ) يذكر

قال يحيى وعبد الوىاب ، عن يحيى عن : قال عمي .نحوه -عمرة

: سمعت عمرة : وقال جعفر بن عون ، عن يحيى .سمعت عائشة

: حاصل ما ذكره من االختبلف في إسناد ىذا الحديث حيى بن سعيد ، عن عمرة ، أن ابن عيينة رواه عن ي

.عن عائشة ، فوصمو كمو

، عن يحيى بن سعيد ، ( ( الموطإ ) ) ورواه مالك في فذكر الحديث ، ولم -عن عمرة ، أن بريرة أتت عائشة

: قال ليا ) يسند متنو عن عائشة ، إال أن النبي ، ولم ( ( اشترييا وأعتقييا ؛ فإنما الوالء لمن أعتق ) )

.عمى المنبر يذكر صعوده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد رواه بعضيم عن مالك ، فأسنده كمو عن يحيى ، عن عمرة ، عن عائشة ، كما رواه سفيان ، وليس

.بمحفوظ عن مالك : وىو -وذكر البخاري ، عن ابن المديني ، أن يحيى

روياه عن -الثقفي : وىو -وعبد الوىاب -ابن سعيد .نحوه -يى بن سعيد ، عن عمرة يح

أنو أراد أنيما لم يذكرا عائشة في أولو : والظاىر .كمالك

ن جعفر بن عون رواه عن يحيى بن سعيد سمعت : وا سمعت عائشة ، فصرحت بسماعيا من : عمرة ، قالت

.عائشة الحديث كمو ، وىذا يقوي رواية ابن عيينة ون ، ولم لكن خرجو اإلمام أحمد ، عن جعفر بن ع

.يذكر فيو السماع :وفي حديث ابن عيينة شك منو في لفظتين

ثم قام رسول اهلل : ) ) ىل قال في الحديث : إحداىما فصعد عمى : ) ) ؟ أو قال ( ( عمى المنبر )

؟ وىذا اختبلف قريب ؛ ألن المعنى متقارب ( ( المنبر تقتضي أنو ( ( قام عمى المنبر : ) ) ، غير أن رواية

خطب بذلك قائما ، وليس في مجرد صعوده ما يقتضي .قيامو

أن أىل بريرة : ىل في الحديث : شك سفيان : والثانية ( ( أن شئت أعتقتيا ويكون الوالء لنا : ) ) قالوا لعائشة : بدل ( ( إن شئت أعطيتيا ما بقي : ) ) ؟ أو قالوا

؟( ( أعتقتيا ) ) رد في الكبلم عمى وقد خرج ابن خزيمة في مصنف لو مف

ىذا الحديث ، عن عبد الجبار بن العبلء : حديث بريرة إن : ) ) إنيم قالوا لعائشة : ، عن سفيان ، وقال فيو

( ( .شئت فأعطي ما بقي ، ويكون لنا الوالء وىم ؛ ثنا ( ( فأعطي ما بقي : ) ) ىذه المفظة : وقال

بيذا الخبر عبداهلل بن

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

محمد ، عن الزىري ، عن سفيان ، ولم يذكر ىذه المفظة .، ورواه الثقفي عن يحيى ، وليس فيو ىذه المفظة

قد تبين برواية البخاري ، عن ابن المديني ، عن : قمت سفيان ، أنو كان يتردد في ىذه المفظة ، وال يجزم بيا ،

روىا ، إنما وقد رواه الحميدي وغيره عن سفيان ، ولم يذك .لفظة العتق : ذكروا

أن : ومقصود البخاري بتخريج الحديث في ىذا الباب خطب عمى المنبر في مسجده ، وذكر في ) النبي

خطبتو أحكام البيع والشراء ، فدل عمى جواز مثل ذلك .في المسجد

وقد روى مالك ، عن ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة فقام رسول : حديثو ، وقال في -أيضا -قصة بريرة

ما : ) ) في الناس ، فحمد اهلل وأثنى عميو ، وقال ) اهلل ؟ ( ( بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب اهلل

.الحديث - .وقد خرجو البخاري في موضع أخر

.يدل عمى أنو خطب بذلك عمى المنبر : وظاىر ىذا :وذكر البيع والشراء يقع عمى وجيين

كون ذكرىما عمى وجو اإلفاضة في أن ي: أحدىما حديث الدنيا أو في التجارة ، فيذا من مباح الكبلم في

غير المسجد ، وقد اختمف في كراىة مثمو في المسجد ، .فكرىو طائفة من العمماء

يكره الحديث فيو : قال أصحابنا ، منيم ابن بطة وغيره .، إال لمصمحة في الدين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال أرى لرجل إذا دخل : قال أحمد في رواية حنبل المسجد إال أن يمزم نفسو الذكر والتسبيح ؛ فإن المساجد

.إنما بنيت لذكر اهلل عز وجل ثنا محمد بن ( ( : جامعو ) ) وروى حماد بن سممة في

إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، أن عمر بن اراتيم في المسجد والدنيا الخطاب سمع ناسا يذكرون تج

إنما بنيت المساجد لذكر اهلل ، فإذا أردتم أن : ، فقال .تذكروا تجاراتكم فاخرجوا إلى البقيع

رأى أبو الدرداء رجبل يقول : وقال سعيد بن عبد العزيز . اشتريت وسق حطب بكذا وكذا : لصاحبو في المسجد

.أن المساجد ال تعمر ليذا : فقال أبو الدرداء يأتي عمى : عن رجل ، عن الحسن : وقال سفيان

الناس زمان ال يكون ليم حديث في مساجدىم إال في .أمر دنياىم ، فميس هلل فييم حاجة ، فبل تجالسوىم

.وكره أبو مسمم الخوالني وغيره من السمف

وروي عن عمر ، أنو بنى البطحاء خارج المسجد ، .يا من أراد أن يمغط فميخرج إلي: وقال

ورخص أصحاب الشافعي في التحدث بأمور الدنيا .المباحة في المساجد ، وأن حصل معو ضحك

واستدلوا بما خرجو مسمم من حديث جابر بن سمرة ، ال يقوم من مصبله الذي يصمي ) كان رسول اهلل : قال

: قال . فيو الصبح حتى تطمع الشمس ، فإذا طمعت قام أمر الجاىمية ، فيضحكون وكانوا يتحدثون فيأخذون في

.ويتبسم يختم مجالسو بكفارة المجمس ، وأمر أن ) وقد كان النبي

تختم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المجالس بو ، وأخبر أنو إن كان المجمس لغوا كانت كفارة لو ، وروي ذلك عن جماعة من الصحابة ، فإذا

كفارتو ، فيو وقع المغو في المساجد ثم ختم المجمس ب .شبيو بالبصاق في المسجد ودفنيا بعده ، كما سبق

أن يكون ذكر البيع والشراء عمى وجو اإلخبار : الثاني عن أحكاميما الشرعية ، وما يجوز من ذلك وما ال

يجوز ، فيذا من نوع تعميم العمم ، وىو من أجل القرب .وأفضميا مع صبلح النية فيو

إلنكار عمى من باع بيعا غير فإن أقترن بذلك إرادة اسائغ ، أو شرط في بيعو شرطا غير سائغ ، فقد اجتمع

تعميم العمم ، واألمر بالمعروف والنيي : فيو حينئذ أمران .عن المنكر

ومثل ىذا إذا أعمن بو عمى المنابر في المساجد كان أبمغ في إشياره ونشره وظيوره وارتداع المخالفين لو ،

.ل القرب والطاعات وىذا كمو من أفضوحينئذ ؛ ففي دخول ىذا الحديث في تبويب البخاري نظر ، فإن كان قد أشار إلى االستدالل بيذا الحديث .عمى جواز البيع والشراء في المسجد فيو أبعد وأبعد

فقد ورد النيي عنو : وأما عقد البيع والشراء في المسجد

، من حديث عمرو ابن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ) .عن النبي

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو .والترمذي وحسنو

وخرج الترمذي والنسائي وابن خزيمة في والحاكم من حديث محمد بن عبد ( ( صحيحو ) )

، ) الرحمن بن ثوبان ، عن أبي ىريرة ، عن النبي إذا: ) ) قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال أربح اهلل : يتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا رأ ( ( .تجارتك

مرسبل ، وىو أصح عند -وقد روي ، عن ابن ثوبان .الدارقطني

قولين ألىل العمم من ( ( جامعو ) ) وحكى الترمذي في

.التابعين في كراىة البيع في المسجد سحاق ، وىو عند والكراىة قول الشافعي وأحمد وا

ابنا كراىة تحريم ، وعند كثير من الفقياء كراىة أصح .تنزيو

.أنو ال يكره ، وىو قول عطاء وغيره : ولمشافعي قول واختمف أصحابنا في انعقاد البيع في المسجد عمى

.وجيين وفرق مالك بين اليسير والكثير ، فكره الكثير دون اليسير

.، وحكي عن أصحاب أبي حنيفة نحوه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

التقاضي والمبلزمة في المسجد: ثنا عثمان بن عمر : حدثنا عبداهلل بن محمد -

أبنا يونس ، عن الزىري ، عن عبداهلل بن كعب بن مالك

، عن كعب ، أنو تقاضي ابن أبي حدرد دينا كان لو سمعيا عميو في المسجد ، فارتفعت أصواتيما حتى

وىو في بيتو ، فخرج إلييما حتى كشف ) رسول اهلل لبيك : ، قال ( ( يا كعب : ) ) سجف حجرتو ، فنادى

وأومأ ( ( . ضع من دينك ىذا : ) ) قال . يا رسول اهلل . لقد فعمت يا رسول اهلل : قال . إليو ، أي الشطر

( ( .قم فاقضو : ) ) قال الحديث عمى جواز االستدالل بيذا : مقصود البخاري

تقاضي الغريم لغريمو في المسجد ، ومطالبتو بدينو ، عمم بذلك وسمعو ) ومبلزمتو لو لطمب حقو ؛ فان النبي

.ولم ينكره وىذا مما يعتضد بو من يجيز البيع والشراء في المسجد

.، كما دل عميو تبويب البخاري في الباب الماضي قاضي بأن البيع في ومن كره البيع ، فرق بينو وبين الت

المسجد ابتداء لتحصيل المال فيو ، وذلك يجعل المسجد كالسوق المعد لمتجارة ، واكتساب األموال ، والمساجد لم تبن لذلك ، وليذا قال عطاء بن يسار وغيره لمن رأوه

عميك بسوق الدنيا ، فيذا سوق : يبيع في المسجد .اآلخرة

، وقد ال يتمكن أما تقاضي الدين ، فيو حفظ مال لومن مطالبتو إال في المسجد ، فيو في معنى حفظ مالو

من الذىاب ، وفي معنى التحاكم إلى الحاكم في المسجد .، كما سبق ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عطاء : وممن رخص في المطالبة لغريمو في المسجد .وابن جريج

يمائ) وفي إشارة النبي و إليو ، أن يضع بيده ، وا دليل عمى أن إشارة القادر عمى النطق في : الشطر

األمور الدينية مقبولة كالفتيا ونحوىا ، وقد سبق ذكر ( ( .العمم : كتاب ) ) ذلك في

حكما ؛ ألنو لم يستوف شرائط ) ولم يكن ىذا من النبي

نما كان عمى وجو الحكم من ثبوت الدين ونحوه ، وا .عمم واهلل أ. اإلصبلح

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدانثنا حماد بن زيد ، : حدثنا سميمان بن حرب -

عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي ىريرة ، أن رجبل كان يقم المسجد ، فمات ، -أو أمرأة سوداء -أسود

أفبل كنتم : ) ) فقال . مات : لوا عنو ، فقا) فسأل النبي عمى ) ) أو -( ( آذنتموني بو ؟ دلوني عمى قبره

( ( .فأتى قبره فصمى عمييا -( ( قبرىا دليل عمى أن المسجد حسن مندوب إليو ؛ فان ىذا : فيو

لم يكن حالو ) الذي كان يقم المسجد في عيد النبي .يخفى عميو

.ي الزبالة ىو إخراج القمامة ، وى: والقم وقد روي من وجوه أخر أنيا كانت امرأة ، من غير

:شك حدثني أخي ، عن : فروي إسماعيل بن أبي أويس

سميمان بن ببلل ، عن العبلء ، عن أبيو ، عن أبي كانت سوداء تمتقط الخرق والعيدان من : ىريرة ، قال

ماتت من : ، فقيل ) المسجد ، فسأل عنيا رسول اهلل إلى ) دفنت ، وكرىنا أن نوقظك ، فذىب النبي الميل ، و

إذا مات أحد من : ) ) قبرىا ، وصمى عمييا ، وقال ( ( .المسممين فبل تدعوا أن تؤذنوني بو

وروى ابن لييعة ، عن عبيد اهلل بن المغيرة ، عن أبي كانت سوداء تقم المسجد : الييثم ، عن أبي سعيد ، قال أخبر بموتيا ، ) سول اهلل ، فتوفيت ليبل ، فمما أصبح ر

فخرج بأصحابو ، ( ( أال آذنتموني بيا ؟ : ) ) فقال فوقف عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قبرىا ، فكبر عمييا والناس خمفو ، فدعا ليا ، ثم .انصرف

.خرجو ابن ماجو :أم محجن : أن ىذه المرأة يقال ليا : وقد روي

ثنا ميران بن أبي عمر ، : رازي فروى محمد بن حميد العن أبي سنان ، عن عمقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ،

مر عمى قبر حديث عيد بدفن ، ) عن أبيو ، أن النبي ( ( قبر من ىذا ؟ : ) ) ومعو أبو بكر وعمر ، فقال

أم محجن ، كانت -يا رسول اهلل -ىذه : قال أبو بكر أال : ) ) قال . مولعة بأن تمتقط األذى من المسجد

. كنت نائما ، فكرىنا أن نجيدك : قالوا ( ( آذنتموني ؟ فبل تفعموا ؛ فإن صبلتكم عمى موتاكم تنور : ) ) قال

فصف بأصحابو ؛ فصمى : قال ( ( ليم في قبورىم .عمييا

.وفي ىذا اإلسناد ضعف

كتاب ثواب ) ) وروى أبو الشيخ األصبياني في : ، عن عبيد بن مرزوق ، قال بإسناد لو ( ( األعمال

أم محجن ، تقم المسجد ، : كانت بالمدينة إمرأة يقال ليا : فمر عمى قبرىا ، فقال ) فماتت ، فمم يعمم بيا النبي

: فقال . أم محجن : قالوا ( ( ما ىذا القبر ؟ ) ) فصف . نعم : قالوا ( ( التي كانت تقم المسجد ؟ ) )

أي العمل وجدت : ) ) ل الناس ، وصمى عمييا ، ثم قا: يا رسول اهلل ، أتسمع ؟ قال : قالوا ( ( أفضل ؟

قم : ، فذكر أنيا أجابتو ( ( ما أنتم بأسمع منيا ) ) .المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا مرسل غريب وقد ذكرنا فيما تقدم حديث األمر باتخاذ المساجد في

.الدور ، وأن تنظف وتطيب

وروى ابن جريج ، عن عبد المطمب بن عبداهلل بن عرضت : ) ) ، قال ) حنطب ، عن أنس ، عن النبي

عمي أجور أمتي ، حتى القذاة يخرجيا الرجل من ( ( .المسجد

.خرجو أبو داود والترمذي قالو ابن المديني وغير : -والمطمب لم يسمع من أنس

م يسمع من ل: وابن جريج ، قال الدارقطني . واحد أنو كان يدلسو عن ابن أبي : ويقال : قال . المطمب

.سبرة وغيره من الضعفاء زالة األذى عنيا فعل شريف ، ال يأنف وكنس المساجد وا

منو من يعمم آداب الشريعة ، وخصوصا المساجد رأى نخامة في قبمة ) الفاضمة ، وقد ثبت أن رسول اهلل .الحديث المسجد فحكيا بيده ، وقد سبق ىذا

ثنا كثير بن زيد ، عن عبد المطمب بن : وروى وكيع عبداهلل بن حنطب ، أن عمر أتى مسجد قباء عمى فرس

يا أوفى ، ائتني : لو ، فصمى فيو ركعتين ، ثم قال بجريدة ، فأتاه بجريدة ، فاحتجز عمر بثوبو ، ثم

.كسحو : ثنا أبو عاصم الثقفي ، قال : وقال أبو نعيم الفضل

نت أمشي أنا والشعبي في المسجد ، فجعل يطأطئ ك .المشاط والصوف : ماذا تأخذ ؟ قال : رأسو ، فقمت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

تحريم تجارة الخمر في المسجدحدثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن األعمش ، -

لما : عن مسمم ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت أنزلت اآليات من سورة البقرة في الربا خرج رسول اهلل

إلى المسجد ، فقرأىن عمى الناس ، ثم حرم تجارة ) .الخمر

من : -إما لشربو أو لمتجارة فيو -ذكر الخمر بالتحريم جممة تبميغ دين اهلل وشرعو ؛ وذلك ألنو تصان عنو

المساجد ؛ فأن اهلل ذكر في كتابة الذي يتمى في الخمر والميسر واألنصاب : ات في المساجد الصمو

الزنا والربا وسائر المحرمات من : واألزالم ، كما ذكر يتمو ذلك في المسجد ) الشرك والفواحش ، ولم يزل النبي

في الصموات وغيرىا ، ولم يزل يذكر تحريم ما حرمو اهلل في المساجد وفي خطبو عمى المنبر ، وىذا الباب مما ال

.ة إليو ؛ لظيوره تدعو الحاج :ولكن يشكل في ىذا الحديث أمران

أن تحريم التجارة في الخمر مما شرع من حين : أحدىما نزول تحريم الخمر ، ولم يتأخر إلى نزول آيات الربا ، فإن آيات الربا من أخرما نزل من القرآن ، كما روى

من رواية الشعبي ، عن ( ( التفسير ) ) البخاري في آية ) آخر آية نزلت عمى رسول اهلل : ، قال ابن عباس

.الربا عن جابر ، أنو سمع النبي ( ( الصحيحين ) ) وفي

عام الفتح وىو بمكة)

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن اهلل ورسولو حرم بيع الخمر والميتة : ) ) يقول

( ( .والخنزير واألصنام ي ، أن النبي وخرج مسمم من حديث أبي سعيد الخدر

يا أييا الناس ، إن اهلل يعرض بالخمر ، : ) ) قال ) ولعل اهلل سينزل فييا أمرا ، فمن كان عنده منيا شيء

فما لبثنا إال يسيرا حتى : قال ( ( . فميبيعو ولينتفع بو أن اهلل حرم الخمر ، فمن أدركتو ىذه اآلية : ) ) قال

فاستقبل : قال ( ( .وعنده منيا شيء فبل يشرب وال يبع .الناس بما كان عندىم منيا في طريق المدينة فسفكوىا

.وىذا نص في تحريم بيعيا مع تحريم شربيا أن آيات الربا ليس فييا ذكر الخمر ، فكيف : والثاني

ذكر تحريم التجارة في الخمر مع تحريم الربا ؟أخبر ) أن النبي : بأن مراد عائشة : ويجاب عن ذلك

لتجارة في الخمر مع الربا ، وأن كان قد سبق بتحريم ا .ذكر تحريم بيع الخمر

، عن -حديث عائشة -وقد روى حجاج بن أرطاة لما نزلت اآليات : األعمش بإسناد البخاري ، ولفظو

.عن الخمر والربا ) التي في سورة البقرة نيى رسول اهلل نما أراد النبي في بتحريم التجارة -واهلل أعمم -) وا

الخمر مع الربا ليعمم بذلك أن الربا الذي حرمو اهلل يشمل جميع أكل المال مما حرمو اهلل من المعاوضات ، كما

:قال با ) م الر ، فما [ : البقرة ) ] وأحل المو البيع وحر

: كان بيعا فيو حبلل ، وما لم يكن بيعا فيو ربا حرام .لبيع الذي أحمو اهلل ىو زيادة عمى ا: أي

فدخل في تحريم الربا جميع أكل المال بالمعاوضات الباطمة المحرمة ، مثل ربا الفضل فيما حرم فيو

التفاضل ، وربا النساء فيما حرم فيو النسأ ، ومثل أثمان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" األعيان المحرمة ، كالخمر والميتة والخنزير واألصنام ،

ومثل قبول اليدية عمى الشفاعة ، ومثل العقود الباطمة ، كبيع المبلمسة والمنابذة ، وبيع حبل الحبمة ، وبيع الغرر ، وبيع الثمرة قبل بدو صبلحيا ، والمخابرة ،

.والسمف فيما ال يجوز السمف فيو : وكبلم الصحابة في تسمية ذلك ربا كثير ، وقد قالوا

جش أنو ربا ، وفي الصفقتين في القباالت ربا ، وفي الن .الصفقة أنو ربا ، وفي بيع الثمرة قبل صبلحيا أنو ربا

أن غبن المسترسل ربا ، وأن كل قرض جر نفعا : وروي .فيو ربا

.الربا ثبلثة وسبعون بابا : وقال ابن مسعود .وخرجو ابن ماجو والحاكم عنو مرفوعا

من آخر : ال وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو ، أن عمر ققبض قبل أن يفسرىا ) ما نزل آية الربا ، وأن رسول اهلل

.لنا ، فدعوا الربا والريبة يشير عمر إلى أن أنواع الربا كثيرة ، وأن من

المشتبيات ما ال يتحقق دخولو في الربا الذي حرمو اهلل .، فما رابكم منو فدعوه

ث ثبل: عن عمر ، أنو قال ( ( صحيح مسمم ) ) وفي : كان عيد إلينا عيدا ننتيي إليو ) وددت أن رسول اهلل

.الجد ، والكبللة ، وأبواب من أبواب الربا وبعض البيوع المنيي عنيا نيي عنيا سدا لذريعة الربا ،

كالمحاقمة ، والمزابنة ، وكذلك قيل في النيي عن بيع الطعام قبل قبضو ، وعن بيعتين في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بيعة ، وعن ربح ما لم يضمن ، وبسط ىذا موضعو ( ( .البيوع ) )

نما أشرنا ىنا إلى ما يبين كثرة أنواع أبواب الربا ، وا وأنيا تشمل جميع المعاوضات المحرمة ، فمذلك لما نزل

عن الربا ، وعن بيع الخمر ؛ ) تحريم الربا نيى النبي

خل في الربا المنيي ليبين أن جميع ما نيى عن بيعو دا .واهلل أعمم . عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الخدم لممسجدرا ) وقال ابن عباس آل ) ] نذرت لك ما في بطني محر

.لممسجد يخدميا [ : : عمران ىذا من رواية عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ،

.عن ابن عباس مجاىد ، وعكرمة ، وقتادة ، والربيع : -أيضا -الو وق

.بن أنس وغيرىم كانوا يحررون الذكور من : وقال قتادة والربيع وغيرىما

أوالدىم لمكنيسة يخدميا ، فكانت تظن أن ما في بطنيا ذكرا ، فمما وضعت أنثى اعتذرت من ذلك إلى اهلل ،

؛ [ : آل عمران ] )وليس الذكر كاألنثى : ) وقالت ألن األنثى ال تقوى عمى ما يقوى عميو الذكر من

الخدمة ، وال تستطيع أن تبلزم المسجد في حيضيا ومع آل ) ] فتقبميا ربيا بقبول حسن ) : ) اهلل ، فقال اهلل

أن اهلل قبل نذرىا ، وأن كان : يعني -[ : عمران وضعت ، وىذا كان في دين بني أنثى ؛ فإنو أعمم بما

.إسرائيل أن ىذا كان شرعا ليم ، : وقد ذكر طائفة من المفسرين

.وأن شرعنا غير موافق لو :وخالفيم آخرون

( ( : كتاب أحكام القرآن ) ) قال القاضي أبو يعمى في ىذا النذر صحيح في شريعتنا ، فإنو إذا نذر اإلنسان أن

دة اهلل وطاعتو ، وأن يعممو ينشئ ولده الصغير عمى عبا .القرآن والفقو وعموم الدين صح النذر من نذر أن ) : ) ) وىذا الذي قالو حق ؛ فقد قال النبي

،( ( يطيع اهلل فميطعو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لزمو الوفاء بذلك مع ) فمو نذر أحد أن يخدم مسجدا هلل ل ولده هلل مبلزما لمسجد القدرة ، وأما إن نذر أن يجع

يخدمو ويتعبد فيو ، فبل يبعد أن يمزمو الوفاء بذلك ، فإنو نذر طاعة فيمزمو أن يجرد ولده لما نذره لو ، ويجب

) .عمى الولد طاعة أبيو إذا أمره بطاعة اهلل وقد نص اإلمام أحمد عمى أن الكافرين إذا جعبل ولدىما

.الصغير مسمما صار مسمما بذلك نص عميو : -وقف عبده عمى خدمة الكعبة صح ولو

.أيضا -أحمد ونص في عبد موقوف عمى خدمة الكعبة أنو إذا أبى أن

.يخدم بيع واشترى بثمنو عبد يخدم مكانو وروى سعيد بن سالم القداح ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيو ، أن معاوية أخدم الكعبة عبيدا بعث بيم إلييا ، ثم

.والة بعده اتبعت ذلك ال .خرجو األزرقي

:قال البخاري ثنا حماد ، عن ثابت ، : حدثنا أحمد بن واقد -

-أو رجبل -عن أبي رافع ، عن أبي ىريرة ، أن أمرأة فذكر حديث -وال أراه إال أمرأة -كانت تقم المسجد

.أنو صمى عمى قبرىا ) النبي .يو وقد سبق الحديث قريبا بتمامو مع الكبلم عم

نما خرج ىاىنا منو ما يدخل في ىذا الباب ، وىو : وا أن ىذه المرأة كانت تقم المسجد ، وتقوم بخدمتو وتنظيفو

خراج القمامة منو .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - ،

األسير والغريم يربط إلى سارية المسجد :فيو حديثان

:أحدىما

:قال ثنا روح ومحمد بن : حاق بن إبراىيم ثنا اس -

جعفر ، عن شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي ىريرة أن عفريتا من الجن تفمت : ) ) ، قال ) ، عن النبي ليقطع عمي ) ) -أو كممة نحوىا -( ( عمي البارحة

الصبلة ، فأمكنني اهلل منو ، فأردت أن أربطو إلى سارية ا وتنظروا إليو كمكم ، من سواري المسجد حتى تصبحو

رب اغفر لي وىب لي : ) فذكرت قول أخي سميمان [ ( ( . : ص ) ] ممكا ال ينبغي ألحد من بعدي

( ( .فرده خاسئا : ) ) قال روح :والثاني

:قال حدثني : ثنا الميث : ثنا عبداهلل بن يوسف -

بعث : ع أبا ىريرة قال سعيد بن أبي سعيد ، أنو سمخيبل قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة ، ) النبي

ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري : يقال لو أطمقوا : ) ) ، فقال ) المسجد ، فخرج إليو النبي

، فان طمق إلى نخل قريب من المسجد ، ( ( ثمامة لو إال أشيد أن ال إ: فاغتسل ، ثم دخل المسجد ، فقال

.اهلل وأن محمدا رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى ربط األسير إلى سارية من : دل ىذان الحديثان لم يكن في زمانو سجن ) سواري المسجد ؛ فإن النبي

يسجن فيو األسارى ، وليذا لما ندم أبو لبابة عمى ما .لمسجد قال لبني قريظة ربط نفسو بسارية من سواري ا

في ىذا الباب ( ( كتاب البخاري ) ) وفي بعض نسخ :زيادة

.وكان شريح يأمر بالغريم أن يحبس إلى سارية المسجد : -أيضا -وروي ذلك عن عمي ثنا صيفي : ثنا عبيد بن يعيش : قال يعقوب بن شيبة

حدثني مشيخة الحي ، : بن ربعي األنصاري ، عن أبيو

مى عمل ، فأتاه ، فسألو عن أن عميا استعمل رجبل عفشده عمى أسطوانة : قال . المال ، فمم يرفع إليو ما أراد .أد مال اهلل : من أساطين المسجد ، فقال

وربط األسير ، أن كان من الكفار فربطو من مصالح حتى إذا : ) الدين ، وقد أمر اهلل تعالى بو بقولو

ا فداء أثخنتموىم فشدوا الوثا م ا منا بعد وا ق فإم [ . : محمد ) ]

ن كان من المسممين عمى دين لو أو حق ليخرج منو وا فيو من مصالح المسممين المحتاج إلييا ، لحفظ أمواليم واستيفاء حقوقيم ، وىو من جنس القضاء في المسجد ، وأمر الخصوم بإنصاف بعضيم لبعض ، والخروج من

البلزمة لبعضيم بعضا ، وقد سبق أن القضاء الحقوق .في المسجد جائز

بربط الشيطان ىو من عقوبات العصاة ) وىم النبي المتمردين المتعرضين إلفساد الدين ، وليس من جنس

إقامة الحدود بالضرب والقطع حتى تصان عنو المساجد ، إنما ىو حبس مجرد ، فيو كحبس األسارى من

.الكفار إن شاء -ئد الحديثين تذكر في مواضع أخر وبقية فوا

.اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الخيمة في المسجد لممرضى وغيرىم: ثنا عبداهلل بن نمير : حدثنا زكريا بن يحيى -

أصيب سعد : ثنا ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة ، قالت خيمة في ) لنبي يوم الخندق في األكحل ، فضرب ا

وفي المسجد -المسجد ليعوده من قريب ، فمم يرعيم يا : إال الدم يسيل إلييم ، فقالوا -خيمة من بني غفار

أىل الخيمة ، ما ىذا الذي يأتينا من قبمكم ؟ فإذا سعد .يغذو جرحو دما ، فمات فييا

دليل عمى جواز ضرب الخيام في المسجد : في الحديث

خيمة ) خيمة لبني غفار ، وضرب النبي ؛ فإنو كان فيولسعد بن معاذ لما رمي بسيم في أكحمو يوم الخندق ،

وقصد بذلك أن يعوده من قرب ؛ فإن منزلو كان فيو بعد .عن المسجد

يضرب لو قبة في اعتكافو في المسجد ) وقد كان النبي ، وأزواجو معو ، وقد كان لؤلمة السوداء حفش أو خباء

أنزل وفد ثقيف ) ما سبق ، وروي أن النبي في المسجد ك .في قبة في المسجد

فكره أحمد لممعتكف أن : وقد اختمف العمماء في ذلك يضرب خيمة ونحوىا في المسجد ، إال لشدة البرد ،

ورخص فيو إسحاق إذا كان قصده أن يصون المسجد عما يكون منو من حدث أو سقوط شيء من طعامو في

نيما إسحاق بن منصور في نقمو ع: -المسجد ( ( .مسائمو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -ومن رخص في ضرب األخبية ونحوىا في المساجد

ىي ال : قال -كما دلت عميو األحاديث في ىذا الباب تتأبد ، فبل تكون ممنوعة ، بخبلف ما يتأبد كالغراس

.والبناء ، فإنو ال يجوز مى منع الغراس في المساجد ، وىو وقد نص أحمد ع

وحكي . يكره : وقال أصحاب الشافعي : قول مالك .جوازه عن األوزاعي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إدخال البعير في المسجد لمعمة .عمى بعير ) طاف النبي : وقال ابن عباس

أبنا مالك ، عن : حدثنا عبداهلل بن يوسف - مد بن عبد الرحمن بن نوفل ، عن عروة ، عن زينب مح

شكوت إلى: بنت أبي سممة ، عن أم سممة ، قالت طوفي من وراء : ) ) قال . أني أشتكي ) رسول اهلل

يصمي ) ، فطفت ورسول اهلل ( ( الناس ، وأنت راكبة .إلى جنب البيت ، يقرا بالطور وكتاب مسطور

عمى بعير ، قد ) حديث ابن عباس في طواف النبي مع حديث أم ( ( الحج : كتاب ) ) خرجو البخاري في

( ( .طواف المريض راكبا : باب ) ) سممة ىذا في إدخال البعير في : ) ) وبوب عمى الحديثين ىاىنا

لحاجة إلى إدخالو ، مثل : يعني -( ( المسجد لمعمة .أن يطوف عميو في مرضو

أن النبي : حديث وقد جاء في رواية أخرى في ىذا ال .أمر أم سممة أن تطوف عمى بعيرىا )

دخال ما يوكل لحمو من الحيوانات إلى المساجد ينبني وا أنو طاىر أجازه ، : فمن قال : عمى حكم بوليا وروثيا .ولم يكرىو لمحاجة إليو

وقد استدل أصحابنا وأصحاب مالك بيذه األحاديث عمى لو كان بول البعير : طيارة بول ما يؤكل لحمو ، وقالوا

.نجسا لم يدخل المسجد حديث قدوم ( ( العمم : كتاب ) ) وقد خرج البخاري في

ضمام بن ثعمبة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

متكئ في ) ودخولو المسجد وعقمو بعيره فيو ، والنبي .المسجد أنو نجس كره دخوليا ، وقد صرح بو : ومن قال

عمى ) إنما طاف النبي : ، وقالوا أصحاب الشافعي .بعيره لبيان الجواز

وىذا مردود بأمره أم سممة بالطواف راكبة ، وبإقراره .ضماما عمى عقل بعيره في المسجد

وأما ما ال يؤكل لحمو من الحيوانات ، فيكره إدخالو المسجد بغير خبلف ، وقد نص عميو مالك في الكبلب

في غمق المساجد ؛ لئبل وجوارح الطير ، ورخص أحمد

.تدخميا الكبلب وقد روي عن عمر ، أنو نيى عن الطواف بالبيت راكبا

.عمى فرس ونحوىا طاف رجل : عن عمرو بن دينار ، قال : فروى سفيان

أتمنعوني ؟ فكتب : بالبيت عمى فرس ، فمنعوه ، فقال أن : في ذلك إلى عمر بن الخطاب ، فكتب عمر

.امنعوه نما من ع عمر من ذلك مبالغة في صيانة المسجد ؛ وا

واهلل سبحانو . ولئبل يؤذي الراكب الماشين في الطواف .وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

: ثنا معاذ بن ىشام : حدثنا محمد بن المثنى - ثنا أنس ، أن رجمين من أصحاب : ثنا أبي ، عن قتادة

في ليمة مظممة ، ومعيما ) جا من عند النبي خر ) النبي مثل المصباحين يضيئان بين أيدييما ، فمما افترقا صار

.مع كل واحد منيما واحد حتى أتى أىمو ثنا قتادة ، : من رواية ىمام ( ( المناقب ) ) وخرج في

في ليمة ) عن أنس ، أن رجمين خرجا من عند النبي ، حتى تفرقا فتفرق النور مظممة ، فإذا نور بين أيدييما

.معيما وقال معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، أن : قال البخاري

أبنا : وقال حماد . أسيد بن حضير ورجبل من األنصار كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر : ثابت ، عن أنس

) .عند النبي وىاتان الروايتان المعمقتان ليستا عمى شرطو ؛ ألن

قالو ابن معين وابن : -رديئة روايات معمر عن ثابتالمديني وغيرىما ؛ فمذلك ال يخرج البخاري منيا شيئا ،

.وحماد بن سممة لم يخرج لو شيئا استقبلال أن ىما كانا عند النبي : وفي رواية حماد بن سممة

وتحدثا عنده في ليمة ظمماء حندس ، ثم خرجا من )

.عنده ، وأنيما كانا عنده فيحتمل أنيما كانا عنده في المسجد

:في بيتو فإن كان اجتماعيما بو في المسجد فإنو يستفاد من

الحديث أن المشي إلى المساجد والرجوع منيا في الميالي المظممة ثوابو النور من اهلل عز وجل ، وذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نور يظير في اآلخرة عيانا ، وأما في الدنيا فقد يستكن الفي القموب ، وقد يظير أحيانا كرامة لمن أراد اهلل كرامتو

.ولم يرد فتنتو ن اجتماعيما عند النبي في بيتو ، فإنو يستنبط منو ) وا

-فضيمة الذىاب إلى المساجد والرجوع منيا في الظمم ؛ فإنو أفضل ما مشى إليو المسممون في الدنيا -أيضا

حياتو ذىابا إليو في) ، فيمتحق بالمشي إلى النبي

.ورجوعا من عنده نما اقتصر البخاري عمى ىذا الحديث في ىذا الباب ؛ وا

ألن األحاديث الصريحة في تبشير المشائين إلى المساجد في الظمم بالنور التام يوم القيامة ليس شيء

منيا عمىن كانت قد رويت من وجوه كثيرة .شرطو ، وا

ضيمة المشي إلى المساجد في لف -أيضا -ولكن يستدل من رواية أبي صالح ، ( ( الصحيحين ) ) الظمم بما في

ليس صبلة : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي أثقل عمى المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعممون ما

( ( .فييما ألتوىما ولو حبوا بحديث أنس الذي خرجو البخاري -أيضا -ويستدل ى جواز االستضاءة في الرجوع من المسجد في ىاىنا عم

.الميالي المظممة :وقد ورد حديث أصرح من ىذا

خرجو اإلمام أحمد من رواية فميح بن سميمان ، عن سعيد بن الحارث ، عن أبي سممة ، سمع أبا سعيد

ىاجت السماء ليمة ، فمما خرج النبي : الخدري ، قال ، فرأى قتادة بن لصبلة العشاء اآلخرة برقت برقة )

: قال ( ( ما السرى يا قتادة ؟ : ) ) النعمان ، فقال . عممت أن شاىد الصبلة قميل ، فأحببت أن أشيدىا

، فمما ( ( فإذا صميت فاثبت حتى أمر بك : ) ) قال خذ ىذا يستضيء : ) ) انصرف أعطاه عرجونا ، وقال وذكر حديثا فيو -( ( لك أمامك عشرا وخمفك عشرا

. طول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا إسناد جيد وقد كان السمف يختارون المشي إلى صبلة العشاء

.والصبح في غير ضوء وروي عن سعيد بن المسيب ، أنو قال لقوم معيم ضوء

.ضوء اهلل خير من ضوئكم : يمشون بو إلى المساجد

إمرة ولما ولى عمر بن عبد العزيز أبا بكر بن حزمالمدينة مع قضائيا أرسل إلى عمر يطمب منو شمعا كان لؤلمراء قبمو يمشون بو إلى المسجد في الميل ،

يعاتبو عمى ذلك ، -رحمو اهلل -فأرسل إليو عمر ويأمره أن يفعل كما كان يفعل من قبل واليتو ، ويمشي

ن ذلك خيرا لو .إلى المسجد في الظممة ، وا يرون أن المشي في الميمة الظمماء كانوا : وقال النخعي

.إلى الصبلة موجبة .توجب المغفرة : يعني

أىل التوحيد في النار ال : وروينا عن الحسن ، قال ما بال ىؤالء ال : يقيدون ، فتقول الخزنة بعضيم لبعض إن ىؤالء كانوا : يقيدون وىؤالء يقيدون ؟ فينادييم مناد

. يمشون في ظمم الميل إلى المساجدوقد كان بعض المتقدمين يمشي بين يديو الشيطان في الميل إلى المسجد بضوء ، فمنيم من يفطن لذلك فمم

يغتر بو ، ومنيم من قل عممو فاغتر وافتتن بذلك ؛ فإن جنس ىذه الخوارق يخشى منيا الفتنة ، إال لمن قوي

.إيمانو ورسخ في العمم قدمو ، وميز بين حقيا وباطميا ؛ فإنو شبيو بالقدرة -أيضا -ا فتنة والحق مني

والسمطان الذي يعجز عنو كثير من الناس ، فالوقوف معو والعجب بو ميمك ، وقد اتفق عمى ذلك مشايخ

العارفين الصادقين ، كما ذكره عنيم أبو طالب المكي ، وأنيم رأوا الزىد فيو كما ( ( قوت القموب ) ) في كتابو

مطان والرياسة والشيرة ؛ فإن آثروا الزىد في الممك والسذلك كمو فتنة ووبال عمى صاحبو ، إال لمن شكر عميو

.وتواضع فيو وخشي من االفتتان بو أنو لما رأى عرش ) وقد اخبر اهلل تعالى عن سميمان

ممكة سبأ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:عنده قال ني أأشكر أم أكفر ومن قال ىذا من فضل ربي ليبمو )

شكر فإنما يشكر لنفسو ومن كفر فإن ربي غني كريم [ . : النمل ) ]

إن مراد البخاري بيذا الباب ، وتخريج ىذا : وقد قيل كان يصمي في مسجده بالميل ) أن النبي : الحديث فيو

سراج وال ضوء ، وليذا خرجا من في الظممة ، من غيرعنده ومعيما مثل المصباحين ، وىذا يدل عمى أن ىذا الضوء صحبيما من قبل مفارقتو من المسجد ، فمو كان

في المسجد مصباح لما احتاجا إلى الضوء إال بعد .خروجيما وأصحابو في المسجد ) صبلة النبي : أعني -وىذا حق

نس أنو رأى بريق خاتم ، وقد اخبر أ -في غير مصباح الذي في يده من فضة في الميل ، وىذا إنما ) النبي

.يكون في الظممة أن أول من أسرج مسجد المدينة تميم الداري في : وقيل

وكان تميما اخذ اإليقاد في المساجد مما . عيد عمر .عرفو بالشام من إيقاد المسجد األقصى

يت إلى المسجد أنو أمر بإرسال ز ) وقد روى عن النبي

أن ذلك يقوم مقام : األقصى يسرج في قناديمو ، وقال .الصبلة فيو .وقد أبو داود

.وفي إسناده نظر بإسناد ضعيف ، عن أبي ( ( سنن ابن ماجو ) ) وفي

أول من أسرج المساجد تميم : سعيد الخدري ، قال .الداري

.المساجد في اإلسبلم : والمراد بو

(/)

"""""" صفحة رقم "" """" باب -

الخوخة والممر في المسجدثنا أبو : ثنا فميح : حدثنا محمد بن سنان -

النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن بسر بن سعيد ، عن : ، فقال ) خطب النبي : أبي سعيد الخدري ، قال

أن اهلل خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ) ) ما : ، فبكى أبو بكر ، فقمت في نفسي ( ( اهلل ما عند

يبكي ىذا الشيخ ؟ إن يكن اهلل خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند اهلل عز وجل ، فكان رسول اهلل

يا أبا : ) ) ىو العبد ، وكان أبو بكر أعممنا ، فقال ) بكر ، ال تبك ، أن أمن الناس عمي في صحبتو ومالو

، ولو كنت متخذا من أمتي خميبل التخذت أبا أبو بكربكر ، ولكن أخوة اإلسبلم ومودتو ، ال يبقين في المسجد

( ( .باب إال سد ، إال باب أبي بكر ثنا وىب بن : حدثنا عبد اهلل بن محمد الجعفي - سمعت يعمي بن حكيم ، عن : ثنا أبي ، قال : جرير

في ) رسول اهلل خرج : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال مرضو الذي مات فيو عاصبا رأسو بخرقة ، فقعد عمى

أنو ليس : ) ) المنبر ، فحمد اهلل وأثنى عميو ، ثم قال من الناس أحد أمن عمي في نفسو ومالو من أبي بكر

بن أبي قحافة ، ولو كنت متخذا من الناس خميبل التخذت أبا بكر خميبل ، ولكن خمة اإلسبلم أفضل ،

عني كل خوخة في ىذا المسجد غير خوخة أبي سدوا ) ( ( .بكر

مالك ، عن أبي -أيضا -حديث أبي سعيد ، قد رواه وخرجو. النضر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

البخاري من طريقو في موضع أخر ، وخرجو مسمم من .أيضا -طريق مالك وفميح

نما خرج لفميح متابعة ، ولم يخرج حدي ث ابن عباس ؛ وا ، وحديث -أيضا -فإنو ال يخرج لعكرمة إال متابعة

.ابن عباس إنما يرويو عنو عكرمة وقد روى بعضو أيوب ، عن عكرمة ، وخرجو البخاري

.في موضع أخر في ىذا اليوم كانت ) ىذه الخطبة التي خطبيا النبي

أخر خطبة خطبيا عمى المنبر ، فعرض فييا باختياره

عمى المقام في الدنيا ، واخبر أنو أعطى مفاتيح لقاء اهللخزائن الدنيا ، وخير بين أن يبقى ما شاء اهلل وبين لقاء ربو فاختار لقاء ربو ، ولكنو لم يصرح بتخييره ، واختار

نما قال ، فمم يتفطن ( ( إن عبدا خير : ) ) في نفسو وا لذلك أحد غير أبي بكر الصديق ، وكان أبو بكر

وأفيميم عنو ، وىذا من الفيم في ) برسول اهلل أعمميم .العمم الذي يخص اهلل بو من شاء من عباده

وذكر في ىذه الخطبة تخصيص أبي بكر من بين الصحابة كميم بالفضل ، وأومأ إلى خبلفتو بفتح بابو

إلى المسجد ، وسد أبواب الناس كميم ، ففي ذلك إشارة ، فإن اإلمام يحتاج إلى إلى أنو ىو القائم باإلمامة بعده

.استطراق المسجد ، وذلك من مصالح المصمين فيو وفي ىذه الخطبة وصى باألنصار ، وأمر من يمي األمر باإلحسان إلييم ، وفيو إشارة إلى أنو ليس ليم من األمر

منا أمير : شيء ، كما ظنو من قال منيم لممياجرين .ومنكم أمير

أنو فرط ليم عمى ) و وفي ىذه الخطبة اخبر عن نفس :يعني -الحوض

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وىو ينتظرىم عنده ، -أنو سابق ليم إلى الحوض فيو الموعد بينو وبينيم ، وحذر من االغترار بزىرة الدنيا

، والركون الييا ؛ فإنو كان قد أعطى خزائنيا فاختار .أمتو لقاء ربو قبل ذلك ، وفتحت بعده عمى

، وقد خرج البخاري في ) وىذا كمو ثابت عنو ىذا ، فبعضو من حديث أبي سعيد ، ( ( كتابو ) )

وبعضو من حديث عقبة بن عامر ، وبعضو من حديث .ابن عباس ، وبعضو من حديث أنس

وصى في تمك الخطبة بتنفيذ ) أنو -أيضا -وروى جيش أسامة ، وذكر

.فضمو ، ووصى بو خيرا

.نذكر ىذه األحاديث ىاىنا ونحنفقد خرجو البخاري ىا ىنا ، : فأما حديث أبي سعيد

.أيضا -وفي غير موضع ، وخرجو مسمم من ( ( صحيحو ) ) وخرج اإلمام أحمد وابن حبان في

رواية أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيو ، عن أبي سعيد ، في مرضو الذي مات فيو ) خرج عمينا رسول اهلل : قال وىو معصوب الرأس ، فاتبعو حتى قام عمى المنبر ، ،

، ثم ( ( إني الساعة قائم عمى الحوض : ) ) فقال إن عبدا عرضت عميو الدنيا وزينتيا فاختار : ) ) قال

فمم يفطن ليا أحد من القوم إال أبو : قال ( ( . اآلخرة . بأبي وأمي ، بل نفديك بأموالنا وأنفسنا : بكر ، فقال

.ىبط من المنبر ، فما رئي عميو حتى الساعة ثم: قال فخرجو البخاري في : وأما حديث عقبة بن عامر

من رواية أبي الخير ، عن عقبة ، ( ( غزوة أحد ) ) عمى قتمى أحد بعد ثمان) صمى رسول اهلل : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نبر ، سنين كالمودع لؤلحياء واألموات ، ثم طمع المن : ) ) فقال إني بين أيديكم فرط ، وأنا شييد عميكم ، وا

ني ألنظر إليو من مقامي ىذا ، موعدكم الحوض ، وا ني لست أخشى عميكم أن تشركوا ، ولكني أخشى وا

فكانت آخر نظرة : قال ( ( . عميكم الدنيا أن تنافسوىا ) .نظرتيا إلى رسول اهلل

فكانت : قال عقبة : ، وعنده -أيضا -وخرجو مسمم .أخر ما رأيت رسول اهلل عمى المنبر

ىو أنو صمى عمى الموتى : وتوديعو لؤلحياء واألموات .واستغفر ليم وىنأىم بما ىم فيو من سبقيم لمفتن

ىو نصيحتيم وتحذيرىم من االغترار : وتوديعو لؤلحياء يماؤه إلى أنو منتقل عنيم إلى اآلخرة ، وأنو بالدنيا ، وا

.ق ليم إلى الحوض ، فيو موعدىم سابأتى أىل البقيع بالميل فاستغفر ليم ، ثم ذىب ) وقد كان

إلى شيداء أحد بالنيار فاستغفر ليم ، ثم رجع فخطب

.ىذه الخطبة ، وودع األحياء عن أبي موييبة ، أن رسول اهلل ( ( المسند ) ) ففي : خرج ليمة إلى البقيع فاستغفر ألىل البقيع ، وقال)

ليينكم ما أصبحتم فيو مما أصبح فيو الناس ، أقبمت ) ) كقطع الميل المظمم ، يتبع بعضيا بعضا ، يتبع -الفتن

: ، ثم قال ( ( آخرىا أوليا ، اآلخرة شر من األولى يا أبا موييبة إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا ) )

بي والخمد فييا ، ثم الجنة ، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ر ثم انصرف ، فابتدأه ( ( . ، فاخترت لقاء ربي والجنة .وجعو الذي قبضو اهلل فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أمر : وذكر ابن سعد بإسناده عن زيد بن أسمم ، قال صل عمى : ثبلث مرات ، كل مرة يقال لو ) رسول اهلل

فر ألىل الميم اغ: ) ) أىل البقيع ، فيفعل ذلك ، وقال

، ثم أمر أن يأتي الشيداء ، فذىب إلى أحد ، ( ( البقيع فصمى عمى قتمى أحد ، فرجع معصوب الرأس ، فكان

) .بدء الوجع الذي مات فيو .فقد خرجو البخاري ىاىنا : وأما حديث ابن عباس

من حديث عكرمة -أيضا -( ( المناقب ) ) وخرج في وعميو ممحفة خرج ) ، عن ابن عباس ، أن النبي

متعطفا بيا ، وعميو عصابة برد دسماء حتى جمس عمى أما بعد ، : ) ) المنبر ، فحمد اهلل وأثنى عميو ، وقال

أييا الناس ، فإن الناس يكثرون ويقل األنصار حتى يكونوا كالممح في الطعام ، فمن ولي منكم أمرا يضر فيو

أحدا آو ينفعو فميقبل من محسنيم ويتجاوز عن ( ( .ئيم مسي

: ، وزاد فيو ( ( طبقاتو ) ) وخرجو ابن سعد في ) ( ( .وكان آخر مجمس جمسو حتى قبض ) )

( ( المناقب ) ) فخرجو البخاري في : وأما حديث أنس خرج النبي : من حديث ىشام بن زيد ، عن أنس ، قال

ولم -قد عصب عمى رأسو حاشية برد فصعد المنبر )

، فحمد اهلل وأثنى عميو ، ثم -يصعده بعد ذلك اليوم أوصيكم باألنصار ؛ فأنيم كرشي وعيبتي ، : ) ) قال

وقد قضوا الذي عمييم ، وبقي الذي ليم ، فاقبموا من ( ( .محسنيم ، وتجاوزوا عن مسيئيم

فقد خرجو ابن سعد : بتجييز جيش أسامة ) وأما أمره بإسناد فيو ضعف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد بعث ) كان رسول اهلل : ، قال -مرسبل -عن عروة أسامة وأمره أن يوطئ الخيل نحو البمقاء حيث قتل أبوه وجعفر ، فجعل أسامة وأصاحبو يتجيزون ، وقد عسكر

وىو عمى ذلك ، ثم وجد ) بالجرف ، فاشتكى رسول اهلل أييا : ) ) من نفسو راحة ، فخرج عاصبا رأسو ، فقال

، ثم -ثبلث مرات -( ( أنفذوا بعث أسامة الناس ، ) .فاستعز بو ، فتوفي ) دخل النبي

من حديث ابن عمر ، ( ( الصحيحين ) ) وقد خرجا في أنو : ) ) أثنى عمى أسامة ووصى بو ، وقال ) أن النبي

( ( .لخميق باإلمارة إن أمن الناس عمي في صحبتو ومالو أبو ) : ) ) وقولو ( ( .بكر

أبذل : ، أي ( ( أمن : ) ) معنى قولو : ل الخطابي قاالعطاء من غير استثابة ، : لنفسو وأعطى لمالو ، والمن

ىذا عطاؤنا فامنن أو أمسك : ) ومنو قولو تعالى وال تمنن تستكثر : ) وقولو [ : ص ) ] عطيت ال تعط لتأخذ أكثر مما أ: أي [ : المدثر ) ]

، ولم يرد بو المنة ؛ فإنيا تفسد الصنيعة ، وال منة ألحد .، بل لو المنة عمى جميع األمة ) عمى رسول اهلل

لو كنت متخذا من أىل األرض خميبل ) : ) ) وأما قولو يدل عمى أن مقام الخمة ( ( التخذت أبا بكر خميبل

كان يحب أبا بكر وقد ) أفضل من مقام المحبة ؛ فإنو عنو الخمة ، واهلل تعالى يحب أنبياءه ورسمو كميم ، نفى

براىيم صمى اهلل ولم يخص بالخمة غير محمد وا

.عمييما ، عن ابن مسعود ، عن ( ( صحيح مسمم ) ) وفي أال إني أبرأ إلى كل خل من خمتو ، : ) ) ، قال ) النبي

ن ولو كنت متخذا خميبل التخذت أبا بكر خميبل ، وا ( ( .هلل صاحبكم خميل ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو كنت متخذا خميبل : ) ) -أيضا -وفي رواية لو التخذت أبا بكر خميبل ، ولكنو أخي وصاحبي ، وقد

( ( .اتخذ اهلل صاحبكم خميبل : من حديث جندب بن عبداهلل -أيضا -وخرج مسمم ان لي قد ك: ) ) قبل موتو بخمس يقول ) سمعت النبي

ني أبرأ إلى كل ذي خمة من منكم أخبلء وأصدقاء ، وا خمتة ، ولو كنت متخذا من أىل األرض خميبل التخذت

( ( .أبا بكر خميبل

يقول ذلك في خطبتو ) أن جندب سمع النبي : والظاىر كانت يوم األربعاء ) ىذه ، فإن كان كذلك فمعل خطبتو

يوم الخميس ، ؛ فإنو توفي يوم االثنين ، واشتد وجعو كما قال ذلك ابن عباس ، فالظاىر أنو لم يخرج فيو إلى الناس ، أو لعمو أعاد ىذا القول في بيتو فسمعو جندب ،

ىذه ) ؛ فإن خطبة النبي -واهلل أعمم -وىذا أظير كانت في ابتداء مرضو ، وكانت مدة مرضو فوق عشرة

.واهلل أعمم . أيام من خمة المخموقين ، وىو إلى سبب براءتو ) وقد أشار

أن اهلل اتخذه خميبل لنفسو كما اتخذ إبراىيم خميبل ، ومن .كان خميبل هلل فبل يصمح لو أن يخالل بشرا

إنما أمر بذبح ولده ) إن إبراىيم : ومن ىنا قيل إسماعيل لتفريغ قمبو من محبتو وشدة تعمقو بو ، حيث

خراجو وىب لو عمى الكبر ، فمما بادر إلى اضطجاعو وا من قمبو امتثاال ألمر اهلل وطاعتو أسقط عنو ذبحو بعد ذلك ؛ ألنو لم يكن المقصود إراقة دمو ، بل تفريغ محل

الخمة منو ، حتى ال تزاحم خمة الواحد األحد محبة

.الولد ىي المحبة المبالغة المخممة لمسالك الروح من : والخمة

القمب والجسد ،

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

.كما قيل قد تخممت مسمك الروح مني وبيذا سمي الخميل خميبل

نما يصمح لممخموق المحبة ، وىذا ال يصح لغير اهلل ، وا في حق الصديق ) وىي درجة دون الخمة ، فميذا اقتصر

عمى األخوة والمودة ، وىي أخوة اإلسبلم المشار إلييا .في حديث ابن عباس الذي خرجو ىاىنا

من حديث أيوب ، عن ( ( المناقب ) ) وقد خرجو في ولكن أخوة : ) ) عكرمة ، عن ابن عباس ، وفيو

( ( .اإلسبلم أفضل ولعل ىذه الرواية أصح ، وأيوب يقدم عمى يعمى بن

.حكيم في الحفظ والضبط وكان أبو بكر مقدما عمى سائر الرجال في المحبة من

ن العاص عن أحب ؛ وليذا لما سألو عمرو ب) النبي فمن : ) ) قال ( ( عائشة : ) ) الناس إليو ؟ قال

( ( .أبوىا : ) ) الرجال ؟ قال أنت سيدنا وخيرنا : وقال عمر ألبي بكر يوم السقيفة

) .وأحبنا إلى رسول اهلل سدوا عني كل باب في المسجد ، إال باب : ) ) وقولو

كل : ) ) ، وفي حديث ابن عباس ( ( أبي بكر ( ( .خوخة

.بويب صغير : الخوخة : قال الخطابي بسد األبواب الشارعة إلى المسجد غير ) وفي أمره : قال

بابو اختصاص شديد لو ، وأنو أفرده بأمر ال يشاركو فيو أحد ، وأول ما يصرف التأويل فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إياه بإمامة الصبلة الخبلفة ، وقد أكد الداللة عمييا بأمره

.التي ليا بني المسجد ، وألجميا يدخل إليو من أبوابو وال أعمم دليبل في إثبات القياس والرد عمى نفاتو : قال

عمى استخبلف أبي بكر ؛ ) أقوى من إجماع الصحابة إياه في أعظم أمور ) مستدلين في ذلك باستخبلف النبي قامتو إياه فييا مقام نفسو ، فقاسوا الدين وىو الصبلة ، وا

.انتيى . عمييا سائر أمور الدين وأشار بإجماع الصحابة في ذلك إلى ما روى ابن

لما قبض: مسعود ، قال . منا أمير ومنكم أمير : قالت األنصار ) رسول اهلل

يا معاشر األنصار ، ألستم : فأتاىم عمر ، فقال : قال م الناس ؟ قد أمر أبا بكر يؤ ) تعممون أن رسول اهلل

: فأيكم تطيب نفسو أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت األنصار .نعوذ باهلل أن نتقدم أبا بكر

ىو : خرجو اإلمام أحمد ، وعمي بن المديني ، وقال .ىو صحيح اإلسناد : صحيح ، والحاكم ، وقال

: وقد روي ىذا المعنى عن طائفة من الصحابة ، منيم .أجمعين ) الجراح ، عمي والزبير وأبو عبيدة بن

بسد األبواب الشارعة في المسجد ) وقد دل أمر النبي عمى منع إحداث االستطراق إلى المساجد من البيوت ؛ فإن ذلك نفع يختص بو صاحب االستطراق ، فبل يجوز في المساجد كما ال يجوز االستطراق إلى أمبلك الناس

.بغير إذنيم لمسجد ، فإن وىذا بخبلف وضع الخشب عمى جدار ا

فيو عن اإلمام أحمد روايتين ؛ ألن ىذا النفع يجوز عنده في ممك الجار بغير إذنو ، بخبلف االستطراق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إلى ممك الجار ، فإنو غير جائز واستثنى من ذلك اإلمام ومن يتبعو ؛ فإن استطراقو إلى

صمين عموما ، فكان المسجد فيو نفع يعود بمصمحة الم

في حياتو يستطرق إلى المسجد ىو وآل بيتو ) النبي تبعا لو ، وليذا روي أنو أمر بسد األبواب غير باب عمي

.، كما خرجو اإلمام أحمد والترمذي وغيرىما من وجوه من الدنيا سد األبواب كميا إلى ) فمما انقضت مدتو

، المسجد غير باب أبي بكر ؛ ألنو اإلمام بعدهواستطراقو إلى المسجد من بيتو فيو نفع عام يعود عمى

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . المصمين كميم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

األبواب والغمق لمكعبة والمساجدثنا سفيان ، عن ابن جريج : وقال لي عبد اهلل بن محمد

عبد الممك ، لو يا: قال لي ابن أبي مميكة : ، قال .رأيت مساجد ابن عباس وأبوابيا

.ىذا األثر رواه اإلمام أحمد ، عن ابن عيينة

أحمد : يعني -سئل أبو عبداهلل : قال يعقوب بن بختان عن المسجد يجعل لو أبواب ؟ فمم ير بو بأسا ، -

قال لي : ثنا ابن عيينة ، عن ابن جريج ، قال : وقال .رأيت مساجد ابن عباس وأبوابيا لو : ابن أبي مميكة

سمعت أبا عبداهلل يسأل عن : وقال جعفر بن محمد إذا خاف أن يدخمو كمب أو : المسجد يغمق بابو ؟ قال

.صبيان ينبغي أن تجنب الصبيان : وقال في رواية مينا

.المساجد ال بأس بإغبلق المسجد في : وقال أصحاب الشافعي

.أو حفظ آالتو غير وقت الصبلة ؛ لصيانتو ىذا إذا خيف امتيانو وضياع ما فيو ، : قال بعضيم

ولم تدع إلى فتحو حاجة ، فأما إذا لم يخف من فتحو مفسدة وال انتياك حرمة ، وكان فيو رفق بالناس ، فالسنة

.في زمنو وال بعده ) فتحو ، كما لم يغمق مسجد النبي ذين ال ال -يكره إدخال المجانين والصبيان : وقالوا

صمى ) المساجد ، وال يحرم ذلك ؛ فإن النبي -يميزون

.وىو حامل أمامة ، وفعمو لبيان الجواز إذا كان الصبي يعبث فبل يؤت بو : وقال أصحاب مالك

ن كان ال يعبث ويكف إن نيي فجائز .المسجد ، وا ن أتى أباه وىو في الصبلة المكتوبة نحاه عن : قالوا وا

نفسو ، وال بأس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بتركو في النافمة : وخرج ابن ماجو بإسناد ضعيف ، عن واثمة مرفوعا

( ( .جنبوا مساجدنا صبيانكم ، ومجانينكم ) ) وروي عن بعض السمف أن أول ما استنكر من أمر

.الدين لعب الصبيان في المساجد أوقات واختمف الحنفية في إغبلق المساجد في غير

فمنيم من كرىو ؛ لما فيو من المنع من : الصموات .ومنيم من أجازه ؛ لصيانتو وحفظ ما فيو . العبادات

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا : ثنا أبو النعمان وقتيبة بن سعيد ، قاال -

حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، مان بن طمحة ففتح الباب قدم مكة ، فدعا عث) أن النبي

وببلل وأسامة بن زيد وعثمان بن طمحة ) ، فدخل النبي قال . ، ثم أغمق الباب ، فمبث فيو ساعة ، ثم خرجوا

صمى فيو ، : فبدرت فسألت ببلال ، فقال : ابن عمر : قال ابن عمر . بين األسطوانتين : فقمت في أي ؟ قال

كم صمى ؟: فذىب عمي أن أسالو ديث يدل عمى أن الكعبة كان ليا باب يغمق ىذا الح

عمييم ويفتح ، ولم يزل ذلك في الجاىمية واإلسبلم ، وقد أمرىا عمى ما كانت عميو ، ودفع مفتاح ) أقر النبي

.الكعبة إلى عثمان بن طمحة ، وأقره بيده عمى ما كان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أمر عائشة أن تطمب ) أن النبي ( ( المسند ) ) وفي

: ، قال ) من شيبة أن يفتح ليا الكعبة ليبل ، فأتى النبي : واهلل ما فتحتو بميل في جاىمية وال في إسبلم ، فقال

وأمر ( ( فانظر ما كنت تصنع فافعمو ، وال تفتحو ) ) .عائشة أن تصمي في الحجر

وقد روي عن ابن جريج وغيره ، أن أول من جعل لمكعبة .يغمق وكساىا كسوة كاممة تبع بابا

وذكر ابن إسحاق أن ذلك بمغو عن غير واحد من أىل ( ( .أخبار مكة ) ) ذكره األزرقي في : -العمم

ولكن الكعبة ال تقاس بيا سائر المساجد في صيانتيا واحتراميا ؛ فإن سائر المساجد إنما تراد ليعبد اهلل فييا ،

قصود منيا ، وأما فإغبلقيا لغير حاجة يمنع من المالكعبة فالعبادة حوليا ال فييا ؛ فإن أخص العبادات منيا نما يصمى نما يطاف حوليا ثم الصبلة ، وا الطواف ، وا

.إلييا وقد اختمف العمماء في الصبلة فييا كما سبق ذكره ،

وكذلك االعتكاف ، فإغبلقيا ال يمنع حصول المقصود .منيا من عبادة اهلل حوليا

مق المسجد الحرام المبني حوليا ، فحكمو حكم وأما غغمق سائر المساجد أو أشد ؛ لما فيو من منع الطواف

الذي ال يتمكن منو في غير ذلك المسجد ، بخبلف غمق سائر المساجد ؛ فإنو ال يتعذر بإغبلقيا الصبلة ؛ فإن

.واهلل أعمم . األرض كميا مسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

دخول المشرك المسجدثنا الميث ، عن سعيد بن أبي : حدثنا قتيبة -

بعث رسول اهلل : سعيد ، أنو سمع أبا ىريرة يقول بخيل قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة ، يقال ) ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري : لو

.المسجد : باب ) ) ياق في قد سبق ىذا الحديث بأتم من ىذا الس

األسير يربط فيأن ثمامة حين ربط كان مشركا ، : ، وفيو ( ( المسجد

.وأنو إنما أسمم بعد إطبلقو دليل عمى جواز إدخال المشرك إلى المسجد : وفي ىذا

.، لكن بإذن المسممين وفد ثقيف في المسجد ؛ ليكون أرق ) وقد أنزل النبي

.لقموبيم اية الحسن ، عن عثمان بن أبي خرجو أبو داود من رو

.العاص وروى وكيع ، عن سفيان ، عن يونس ، عن الحسن ،

من ثقيف ، فدخموا ) إن وفدا قدموا عمى النبي : قال : إنيم مشركون ؟ قال : عميو المسجد ، فقيل لو

( ( .األرض ال ينجسيا شيء ) ) من رواية أشعث ، ( ( المراسيل ) ) وخرجو أبو داود في

الحسن ، أن وفد ثقيف قدموا عمى رسول اهلل عن فضرب ليم قبة في مؤخرة المسجد ؛ لينظروا إلى)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يا : صبلة المسممين ، إلى ركوعيم ، وسجودىم ، فقيل : رسول اهلل ، أتنزليم المسجد وىم مشركون ؟ قال

( ( .دم أن األرض ال تنجس ، إنما ينجس ابن آ) ) وكذلك سائر وفود العرب ونصارى نجران ، كميم كانوا

.ويجمسون فيو عنده ) يدخمون المسجد إلى النبي ولما قدم مشركو قريش في فداء أسارى بدر كانوا يبيتون

.في المسجد .وقد روى ذلك الشافعي بإسناد لو

وكان ممن -وقد خرج البخاري حديث جبير بن مطعم يقرا في ) ، أنو سمع النبي -سارى قدم في فداء االوكان ذلك أول ما وقر األيمان : قال . المغرب بالطور

.في قمبي ( ( العمم : كتاب ) ) وخرج البخاري فيما سبق في

حديث دخول ضمام بن ثعمبة المسجد ، وعقمو بعيره فيو . عن اإلسبلم ، ثم أسمم عقب ذلك ) ، وسؤالو النبي

: مراسيل بإسناد عن الزىري ، قال وروى أبو داود في الاخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا سفيان كان يدخل

المسجد بالمدينة وىو كافر ، غير أن ذلك ال يصمح في إنما : ) المسجد الحرام ؛ لما قال اهلل عز وجل

: التوبة ) ] المشركون نجس فبل يقربوا المسجد الحرام ]

وقد اختمف أىل العمم منيم في دخول الكافر المسجد ، وىو قول أبي حنيفة والشافعي ، وحكي رواية عن أحمد

.، رجحيا طائفة من أصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وليس لو أن يدخل المسجد إال : قال أصحاب الشافعي

.ووافقيم طائفة من أصحابنا عمى ذلك . بأذن المسمم ال يجوز لممسمم أن يأذن فيو إال : وقال بعضيم

لمصمحة من سماع قرآن ، أو رجاء إسبلم ، أو إصبلح شيء ونحو ذلك ، فأما لمجرد األكل والمبث واالستراحة

.فبل من أطمق الجواز ، ولم يقيده بإذن : ومن أصحابنا

.المسمم وىذا كمو في مساجد الحل ، فأما المسجد الحرام فبل

لممسممين اإلذن في دخولو لمكافر ، بل ال يمكن يجوزالكافر من دخول الحرم بالكمية عند الشافعي وأحمد

.وأصحابيما إنما المشركون نجس فبل : ) واستدلوا بقول اهلل تعالى

[ : التوبة ) ] يقربوا المسجد الحرام بعد عاميم ىذا ال يحج بعد : ) ) أمر مناديا ينادي ) ، وكان النبي ( ( .العام مشرك

.وأجازه أبو حنيفة وأصحابو فأما مسجد المدينة ، فالمشيور عندنا وعند الشافعية أن

.حكمو حكم مساجد الحل أنو ممحق بالمسجد الحرام ؛ ألن : وألصحابنا وجو

المدينة حرم ، وحكي عن ابن حامد ، وقالو القاضي أبو .في بعض كتبو يعمى

وىذا بعيد ؛ فإن األحاديث الدالة عمى الجواز إنما وردت في مسجد المدينة بخصوصو ، فكيف يمنع منو ويخص

الجواز بغيره ؟ال يجوز تمكين الكافر من دخول : وقالت طائفة

المساجد بحال ، وىذا ىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمر ، وعمي ، وأبو : المروي عن الصحابة ، منيم موسى األشعري ، وعن عمر بن عبد العزيز ، وىو قول

ال يدخمون : مالك ، والمنصوص عن أحمد ، قال .المسجد وال ينبغي ليم أن يدخموىم

ن منع مساجد : ) واستدلوا بقول اهلل تعالى ومن أظمم ممفي خرابيا أولئك ما كان المو أن يذكر فييا اسمو وسعى

[ . : البقرة ) ] ليم أن يدخموىا إال خائفين يدل عمى أن الكفار ال يمكنون من دخول : وظاىره

المساجد ، فإن دخموا أخيفوا وعوقبوا ، فيكونون في حال .دخوليم خائفين من عقوبة المسممين ليم

ان عمى المنبر فبصر وقد روي عن عمي ، أنو ك .بمجوسي ، فنزل وضربو وأخرجو

.خرجو األثرم وعمى ىذا القول ، فأحاديث الرخصة قد تحمل عمى أن ذلك قبل النيي عنو ، أو أن ذلك كان جائزا حيث كان

.يحتاج إلى تألف قموبيم ، وقد زال ذلك : وفرقت طائفة بين أىل الذمة وبين أىل الحرب ، فقالوا

خال أىل الذمة دون أىل الحرب ، وروي عن يجوز إد .جابر بن عبداهلل وقتادة

أخبرني أبو الزبير : وروى عبد الرزاق ، عن ابن جريج : ، أنو سمع جابر بن عبد اهلل يقول في قولو تعالى

إنما المشركون نجس فبل يقربوا المسجد الحرام بعد ) عاميم إال أن يكون عبدا أو أحدا : قال [ : التوبة ) ] ىذا

.من أىل الذمة ثنا أشعث بن سوار : وقد روى مرفوعا من رواية شريك

ال : ) ) ، قال ) ، عن الحسن ، عن جابر ، عن النبي يدخل مسجدنا ىذا مشرك بعد عامنا ىذا ، غير أىل

( ( .الكتاب وخدميم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد ( ( .غير أىل العيد وخدميم : ) ) وفي رواية لو

.وأشعث بن سوار ، ضعيف الحديث

وقد خص بعض أصحابنا حكاية الخبلف المحكي عن .أحمد في المسألة بأىل الذمة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

رفع الصوت في المسجد :خرج فيو حديثين :موقوف : الحديث األول

ثنا يحيى بن سعيد : ثنا عمي بن المديني - ثنا الجعيد بن: القطان

ثنا يزيد بن خصيفة ، عن السائب بن : عبد الرحمن كنت قائما في المسجد ، فحصبني رجل ، : يزيد ، قال

اذىب فأتني : فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال ومن -من أنتما : فقال فجئتو بيما ،: قال . بيذين

لو كنتما : قال . من أىل الطائف : قاال -أين أنتما ؟

من أىل البمد ألوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد )رسول اهلل

إنما فرق عمر بين أىل المدينة وغيرىا في ىذا ؛ ألن أىل المدينة ال يخفى عمييم حرمة مسجد رسول اهلل

كن من أىميا ؛ فإنو قد وتعظيمو ، بخبلف من لم ي) يخفى عميو مثل ىذا القدر من احترام المسجد ، فعفى

.عنو بجيمو إذا : أعني -ولعل البخاري يرى ىذا القبيل من المسند

أخبر الصحابي عن شيرة أمر وتقريره ، وأنو مما ال .، وأن ذلك يكون كرفعو ) يخفى عمى أىل مدينة النبي

أن من ارتكب حدا كالزنا : ما قال الفقياء: ويشبو ىذا ونحوه ممن نشأ في بادية بعيدة عن اإلسبلم ، وادعى

الجيل بتحريمو ، فإنو ال يقام عميو ويعذر بذلك ، .بخبلف من نشأ بببلد اإلسبلم

أن التنبيو في المسجد بالحصب بالحصى جائز ، : وفيو وقد كان ابن عمر إذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذلك . رأى من يصمي وال يرفع يديو حصبو بالحصى .إذا رأى من يتكمم واإلمام يخطب

، كذا ( ( كنت قائما في المسجد : ) ) وفي ىذه الرواية ىو في كثير من نسخ

، وقد خرجو البييقي في سننو ، ( ( صحيح البخاري ) ) وقرأتو بخطو من رواية أبي خميفة ، عن عمي بن

.بالنون ( ( كنت نائما : ) ) المديني ، وفيو وقد خرجو اإلسماعيمي في مسند عمر من طرق ،

كنت مضطجعا وىذه صريحة في : أنو قال : وعنده .النوم ، ولم ينكر عميو عمر نومو في المسجد

: ىو -من رواية حاتم -أيضا -وخرجو اإلسماعيمي لم يذكر -، عن الجعيد ، عن السائب -ابن إسماعيل

( ( .يزيد بن خصيفة : ) ) ا بينيموأشار إلى ترجيح ىذه الرواية عمى رواية القطان وفي

.قولو نظر

بن عبد الرحمن بن أوس ، -الجعد : ويقال -والجعيد وقد وقع في بعض روايات ىذا . وينسب تارة إلى جده

: ، وفي بعضيا تسميتو ( ( الجعد : ) ) الحديث تسميو وىو رجل واحد ، فبل يتوىمن ،( ( الجعد بن أوس ) )

.غير ذلك :وقد روي ىذا عن عمر من وجو آخر

خرجو اإلسماعيمي في مسند عمر من طريق عبدة ، عن عبيد اهلل بن عمر ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن نافع ، أن رجبل من ثقيف أخبره ، أن عمر بن ، الخطاب سمع ضحك رجل في المسجد ، فأرسل إليو

أنا رجل من أىل : ممن أنت ؟ فقال : فدعاه ، فقال أما إنك لو كنت من أىل البمد لنكمت : الطائف ، فقال

.بك ، أن مسجدنا ىذا ال يرفع فيو صوت

جنبوا مساجدكم : ) ) وقد روي في حديث واثمة المرفوع ( ( .خصوماتكم ورفع أصواتكم

.خرجو ابن ماجو بإسناد ضعيف جدا بن مسعود ، أنو كان يكره أن ترفع األصوات وروي عن ا .وقد سبق . في المسجد

:ورفع األصوات في المسجد عمى وجيين أن يكون بذكر اهلل وقراءة القرآن والمواعظ : أحدىما

وتعميم العمم وتعميمو ، فما كان من ذلك لحاجة عموم أىل المسجد إليو ، مثل األذان واإلقامة وقراءة اإلمام في

ات التي يجير فييا بالقراءة ، فيذا كمو حسن الصمو .مأمور بو

إذا خطب عبل صوتو واشتد غضبو ) وقد كان النبي ، ( ( صبحكم ومساكم : ) ) كأنو منذر جيش ، يقول

وكان إذا قرأ في الصبلة بالناس تسمع قراءتو خارج المسجد ، وكان ببلل يؤذن بين يديو ويقيم في يوم

.الجمعة في المسجد قد كره بعض عمماء المالكية في مسجد المدينة خاصة و

أن يزيد في رفع صوتو في الخطب ) لمن بعد النبي والمواعظ عمى حاجة إسماع الحاضرين ، تأدبا مع النبي

حاضر يسمع ذلك ، فيمزم التأدب معو ، كما ) ؛ ألنو ) .لو كان حيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ى الجير فيو ، فإن كان فيو أذى لغيره وما ال حاجة إلممن يشتغل بالطاعات كمن يصمي لنفسو ويجير بقراءتو ، حتى يغمط من يقرأ إلى جانبو أن يصمي ، فإنو منيي

.عنو ليمة عمى أصحابو وىم يصمون في ) وقد خرج النبي

كمكم يناجي ربو : ) ) المسجد ويجيرون بالقراءة ، فقال .بعض بالقرآن ، فبل يجير بعضكم عمى

فبل يؤذ بعضكم بعضا ، وال يرفع : ) ) وفي رواية .بعضكم عمى بعض في القراءة

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي .سعيد

وكذلك رفع الصوت بالعمم زائدا عمى الحاجة مكروه عند أكثر العمماء ، وقد سبق ذكره مستوفى في أوائل

.في باب رفع الصوت بالعمم ( ( العمم : كتاب ) ) رفع الصوت باالختصام ونحوه من أمور : الوجو الثاني

الدنيا ، فيذا ىو الذي نيى عنو عمر وغيره من .الصحابة

إنشاد الضالة في المسجد ، وفي صحيح مسمم : ويشبو كراىتو والزجر عنو ، من رواية أبي ىريرة ) ، عن النبي

.وبريدة فع الصوت بالخصام بالباطل في ر : وأشد منو كراىة

أمور الدين ؛ فإن اهلل ذم الجدال في اهلل بغير عمم ، والجدال بالباطل ، فإذا وقع ذلك في المسجد ورفعت

.األصوات بو تضاعف قبحو وتحريمو .وقد كره مالك رفع الصوت في المسجد بالعمم وغيره

ورخص أبو حنيفة ومحمد بن مسممة من أصحاب مالك الصوت في في رفع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المسجد بالعمم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليو .الناس ؛ ألنو مجمعيم وال بد ليم منو

وقد سبق . وىذا مبني عمى جواز القضاء في المساجد .ذكره

:الحديث الثاني :قال البخاري

ونس بن اخبرني ي: ثنا ابن وىب : حدثنا أحمد - حدثني عبد اهلل بن كعب : يزيد ، عن ابن شياب ، قال

بن مالك ، أن كعب بن مالك اخبره ، أنو تقاضى ابن في المسجد ) أبي حدرد دينا لو عميو في عيد رسول اهلل

وىو في ) ، فارتفعت اصواتيما حتى سمعيا رسول اهلل

حتى كشف سجف ) بيتو ، فخرج إلييما رسول اهلل يا : ) ) دى كعب بن مالك ، فقال حجرتو ، ونا

لبيك يا رسول اهلل ، فأشار بيده أن : قال ( ( كعب قد فعمت يا : قال كعب ( ( . ضع الشطر من دينك ) )

( ( .قم فاقضو ) : ) ) قال رسول اهلل . رسول اهلل غير منسوب -البخاري يروي في كتابو ىذا عن أحمد

:، عن ابن وىب ، وقد اختمف فيو -ابن عبد الرحمن بن وىب ابن أخي ابن : ىو : قيل ف

.قالو أبو أحمد الحاكم وغيره : -وىب وأنكر آخرون أن يكون يروي عن ابن أخي ابن وىب

.ىذا شيئا في كتابو ؛ فإنو قد كثر الطعن عميو ويحتمل أنو أحمد بن صالح المصري الحافظ ، : قالوا

يما صريحا أو أحمد بن عيسى التستري ؛ فإنو روى عن .واهلل أعمم . في مواضع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ويستدل بيذا الحديث من يجيز رفع األصوات

بالخصومات في المساجد عند الحكام وغيرىم ؛ فإن لم ينكر ذلك عمييما ، إنما أصمح بينيما ، وأمر ) النبي

صاحب الحق بأن يضع شيئا منو ، ثم أمر المدين .اء لما بقي عميو ، وىذا إصبلح بالقض

ىو قطع ) بأن ما وقع من النبي : ومن كره ذلك أجاب لما وقع بينيما من التشاجر ، ورفع األصوات في

المسجد ، فيو في معنى اإلنكار ؛ ألن المقصود من اإلنكار إزالة ما ينكر ، وقد حصل بذلك ال سيما والنبي

لمرتفعة ، فدل إنما خرج من بيتو لسماع أصواتيما ا) عمى أنو قصد إزالة ذلك ، ومنعيما منو ، فأزال ذلك

وأزال المشاجرة بينيما ، وأصمح ذات بينيما ، وأمر كل واحد منيما باإلحسان إلى صاحبو برفق ورأفة من غير

.عنف ولعل ىذين كانا غير عالمين بكراىة رفع الصوت في

برفق المسجد ، فميذا أزال ما وقع منيما من المكروه .تسميما كثيرا ) ورأفة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الحمق والجموس في المسجد :خرج فيو ثبلثة أحاديث

:الحديث األول عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن : من رواية -

: وىو عمى المنبر ) سأل رجل النبي : ابن عمر ، قال مثنى مثنى ، فإذا : ) ) ؟ قال ما ترى في صبلة الميل

خشي أحدكم الصبح صمى واحدة ، فأوترت لو ما اجعموا آخر صبلتكم بالميل : ، وأنو كان يقول ( ( صمى

.أمر بو ) وترا ؛ فإن النبي يعود إلى ابن عمر ( ( أنو كان يقول : ) ) الضمير في

.رضي اهلل عنيما - :والحديث الثاني

، عن نافع ، عن ابن عمر ، أيوب: من رواية - كيف : وىو يخطب ، فقال ) أن رجبل جاء إلى النبي

مثنى مثنى ، فإذا خشيت : ) ) صبلة الميل ؟ قال ( ( .الصبح فأوتر بواحدة ، توتر لك ما قد صميت

حدثني عبيد اهلل بن : وقال الوليد بن كثير : ثم قال وىو ) لنبي عبداهلل ، أن ابن عمر حدثيم أن رجبل نادى ا

.في المسجد نما ذكر رواية الوليد بن كثير تعميقا وقد خرجيا -وا

؛ ألن فيما -مسندة ( ( صحيحو ) ) مسمم في .التصريح بأن ذلك كان في المسجد

كان يخطب ) وفي الروايتين المتين أسندىما البخاري أنو ، وكان أكثر خطبو عمى المنبر في المسجد ، إال خطبو

.ن وفي موسم الحج ونحو ذلك في العيدي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما أدخل البخاري ىذا الحديث في ىذا الباب ؛ ألن وا كان إذا خطب عمى المنبر جمس الناس حولو ، ) النبي

.واستقبموه بوجوىيم حديث ( ( الجمعة : كتاب ) ) وقد خرج البخاري في

ذات يوم عمى المنبر ) جمس النبي : أبي سعيد ، قال .وجمسنا حولو

فكانت خطبو عمى المنبر مثل حمق الذكر والعمم ، وكان يسأل في حال الخطبة عن مسائل من الدين ، ويجيب

( ( العمم : كتاب ) ) عنيا ، وقد سبق ذكر ذلك في أول ذكر العمم والفتيا : باب ) ) في -أيضا -، وفي آخره ( ( .في المسجد :الث الحديث الث

مالك ، عن إسحاق بن عبداهلل بن : من رواية - أبي طمحة ، أن أبا مرة مولى عقيل أخبره ، عن أبي واقد

في المسجد ، فأقبل ) بينما رسول اهلل : الميثي ، قال

وذىب واحد ، ) ثبلثة نفر ، فأقبل اثنان إلى رسول اهلل ر فأما أحدىما فرأى فرجة في الحمقة فجمس ، وأما اآلخ

فجمس خمفيم ، وأما اآلخر فأدبر ذاىبا ، فمما فرغ رسول أال أخبركم عن الثبلثة ؟ أما أحدىم : ) ) قال ) اهلل

فأوى إلى اهلل فآواه اهلل ، وأما اآلخر فاستحيا فاستحيا اهلل ( ( .منو ، وأما اآلخر فأعرض فأعرض اهلل عنو

م ، واستوفينا الكبل( ( العمم : كتاب ) ) وقد سبق في .إن شاء اهلل تعالى -عميو ىناك بما فيو كفاية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

االستمقاء في المسجدحدثنا عبداهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن ابن -

شياب ، عن عباد بن تميم ، عن عمو ، أنو رأى رسول ى مستمقيا في المسجد ، واضعا إحدى رجميو عم) اهلل

.األخرى كان عمر : وعن ابن شياب ، عن سعيد بن المسيب

.وعثمان يفعبلن ذلك ىذا الحديث رواه أكابر أصحاب الزىري ، عنو ، عن

.عباد ، عن عمو : وخالفيم عبد العزيز بن الماجشون ، فرواه عن الزىري

.حدثني محمود بن لبيد ، عن عباد -، وىو وىم ( ( محمود بن لبيد : ) ) فزاد في إسناده

.قالو مسمم بن الحجاج ، وأبو بكر الخطيب وغيرىما : عبداهلل بن زيد بن عاصم : وعم عباد بن تميم ، ىو

.المازني ، صاحب حديث الوضوء واالستمقاء في المسجد جائز عمى أي وجو كان ، ما لم

أنو ) يكن منبطحا عمى وجيو ؛ فإنو يروى عن النبي إنيا ضجعة يبغضيا اهلل عز ) ) : نيى عن ذلك ، وقال

النوم في : باب ) ) وقد ذكرنا إسناده في ( ( . وجل ( ( .المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد ذكر الزىري ، عن ابن المسيب ، عن عمر وعثمان .، إنيما كانا يفعبلن ذلك

وأما االستمقاء عمى ىذا الوجو ، وىو وضع إحدى :األخرى في المسجد وغيره فقد اختمف فيو الرجمين عمى

فروي كراىتو والتغميظ فيو عن كعب بن عجرة ، وأبي .سعيد ، وقتادة بن النعمان ، وسعيد بن جبير

خرجو مسمم من حديث . وقد روي النيي عنو مرفوعا ) .أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي

من حديث ابن مسعود وأبي ىريرة -أيضا -ويروى .قتادة بن النعمان : وىو -أخي أبي سعيد و

.وأما أكثر العمماء ، فرخصوا فيو عمر ، وعثمان ، وابن : وممن روي أنو كان يفعمو

.مسعود ، ونص أحمد عمى جوازه :واختمفوا في أحاديث النيي

ىي منسوخة بحديث الرخصة ، ورجحو : فمنيم من قال

.الطحاوي وغيره مولة عمى من كان بين الناس ىي مح: ومنيم من قال

فيخاف أن تنكشف عورتو ، أو لم يكن عميو سراويل ، .روي ذلك عن الحسن

ما أخذوا ذلك إال : وروي عنو ، أنو قال فيمن كره ذلك .عن الييود

.خرجو الطحاوي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في كان ذلك : أخبرني ابن المسيب ، قال : ىري ، قال الز

: قال الزىري . من عمر وعثمان ما ال يحصى منيما .وجاء الناس بأمر عظيم

سئل أبو مجمز عن الرجل يضع إحدى : وقال الحكم ال بأس بو ، إنما ىذا شيء : رجميو عمى األخرى ؟ فقال

ستراح أن اهلل لما خمق السموات واألرض ا: قالو الييود ولقد : ) ، فجمس ىذه الجمسة ، فأنزل اهلل عز وجل

خمقنا السماوات واألرض وما بينيما في ستة أيام وما [ . : ق ) ] مسنا من لغوب

( ( .تاريخو ) ) خرجو أبو جعفر ابن أبي شيبة في ىذه اآلية نزلت أن : وقد ذكر غير واحد من التابعين

أن اهلل خمق السموات واألرض في : بسبب قول الييود عكرمة : ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع ، منيم

.وقتادة فيذا كبلم أئمة السمف في إنكار ذلك ونسبتو إلى الييود ، وىذا يدل عمى أن الحديث المرفوع المروي في ذلك ال

نما ىو متمقى عن ال : ييود ، ومن قال أصل لرفعو ، وا .أنو عمى شرط الشيخين فقد أخطأ

وىو من رواية محمد بن فميح بن سميمان ، عن أبيو ، سمع قتادة : عن سعيد بن الحارث ، عن عبيد بن حنين

بمعنى قول أبي -) بن النعمان يحدثو ، عن النبي إنيا ال تصمح : ) ) وقال عز وجل : وفي آخره . مجمز

( ( .لبشر أنو لم يسمع من قتادة بن : بن حنين ، قيل وعبيد

.قالو البييقي -النعمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن خرج لو البخاري فقد سبق كبلم أئمة الحفاظ وفميح ، وا في تضعيفو ، وكان يحيى بن سعيد يقشعر من أحاديثو

: -فيما رواه عنو سعيد البرذعي -، وقال أبو زرعة .اىي الحديث ، وابنو محمد واىي الحديث فميح و

إنيا ال : ) ) يروي عن ربو أنو قال ) ولو كان النبي ، ولو كان قد ) لم يفعمو رسول اهلل ( ( تصمح لبشر

انتسخ فعمو األول بيذا النيي لم يستمر عمى فعمو خمفاؤه الراشدون الذين ىم أعمم أصحابو بو ، وأتبعيم ليديو

.وسنتو قتادة بن النعمان من وجو أخر منقطع ، وقد روي عن

-من رواية سالم أبي النضر ، عن قتادة بن النعمان ، أنو نيى عن ) ، أنو روى عن النبي -ولم يدركو

.ذلك .خرجو اإلمام أحمد

.وىذا محتمل ، كما رواه عنو جابر وغيره .فأما ىذه الطامة ، فبل تحتمل أصبل

و عمى بعض الرواة فيو ما أن ىذه مما اشتب: وقد قيل قالو بعض الييود ، فظنو مرفوعا فرفعو ، وقد وقع مثل ىذا لغير واحد من متقدمي الرواة ، وأنكر ذلك عمييم ،

، ) وأنكر الزبير عمى من سمعو يحدث عن النبي .عن بعض أىل الكتاب ) إنما حكاه النبي : وقال

( ( كتاب التفصيل ) ) فروى مسمم بن الحجاج في من رواية ابن أبي الزناد ، ( ( المدخل ) ) والبييقي في

عن ىشام بن عروة ، عن عبداهلل بن عروة ، عن عروة ، ) ، أن الزبير سمع رجبل يحدث حديثا عن النبي

فاستمع الزبير لو ، حتى إذا قضى الرجل حديثو قال لو ؟ قال ) أنت سمعت ىذا من رسول اهلل : الزبير

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

بير . نعم : الرجل ىذا وأشباىو مما يمنعنا أن : فقال الزسمعت ىذا -لعمري -، قد ) نحدث عن رسول اهلل

منابتدأ ) وأنا يومئذ حاضر ، ولكن رسول اهلل ) رسول اهلل

ىذا الحديث ، فحدثاه عن رجل من أىل الكتاب حدثو ياه ، فجئت أنت بعد أن تقضى صدر الحديث وذكر إ

الرجل الذي من أىل الكتاب ، فظننت أنو من حديث ) .رسول اهلل

( ( كتاب التفصيل ) ) في -أيضا -وروى مسمم لنا بسر : بإسناد صحيح ، عن بكير بن األشج ، قال

أييا الناس ، اتقوا اهلل ، وتحفظوا في الحديث : بن سعيد قد رأيتنا نجالس أبا ىريرة ، فيحدثنا عن رسول ، فواهلل ل

، ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم ، فأسمع بعض من ) اهلل

عن كعب ، ويجعل ) كان معنا يجعل حديث رسول اهلل ) .حديث كعب عن رسول اهلل

: ولو ذكرنا األحاديث المرفوعة التي أعمت بأنيا موقوفة واشتبيت إما عمى عبداهلل بن سبلم ، أو عمى كعب ،

.عمى بعض الرواة فرفعيا ، لطال األمر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المسجد يكون في الطريق من غير ضرر لمناس فيو .وبو قال الحسن وأيوب ومالك

ثنا الميث ، عن عقيل ، : حدثنا يحيى بن بكير - ئشة فأخبرني عروة بن الزبير ، أن عا: عن ابن شياب

لم أعقل أبوي إال وىما يدينان الدين : قالت ) زوج النبي طرفي ) ، ولم يمر عمينا يوم إال يأتينا فيو رسول اهلل

النيار بكرة وعشية ، ثم بدا ألبي بكر فابتنى مسجدا

بفناء داره ، فكان يصمي فيو ويقرأ القرآن ، فيقف عميو ن إليو نساء المشركين وأبناؤىم ، ويعجبون منو ، وينظرو

، وكان أبو بكر رجبل بكاء ، ال يممك عينيو إذا قرأ .القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين

ىذه قطعة من حديث اليجرة الطويل ، وقد خرجو بتمامو ( ( .اليجرة : باب ) ) في

ابتنى مسجدا بفناء ) أن أبا بكر : والمقصود منو ىاىنا كان يأتي بيت أبي بكر بمكة ، و ) داره بمكة ، والنبي

ذلك عمى ) كل يوم مرتين بكرة وعشية ، ولم ينكر النبي أبي بكر ، ولم يغيره ، فدل عمى جواز بناء المسجد في

.الطريق الواسع إذا لم يضر بالناس وقد حكى البخاري جوازه عن الحسن وأيوب ومالك ،

-قول أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد -أيضا -وىو ، وأبي حنيفة ، وسميمان بن داود -ة عنو في رواي

.الياشمي ىل يجوز ذلك بدون إذن اإلمام ، أم ال يجوز : واختمفوا

:بدون إذنو ؟ عمى قولين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن إذنو معتبر لذلك ، وىو قول الثوري ورواية : أحدىما عميو ؛ عن أحمد ، وحكي عن ابن مسعود وقتادة ما يدل

ألن نفع الطريق حق مشترك بين المسممين ، فبل يجوز تخصيصو بجية خاصة بدون إذن اإلمام كقسمة األموال

.المشتركة بين المسممين ال يعتبر إذن اإلمام ، وىو المحكي عن الحسن : والثاني

وأيوب وأبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرىم ممن جوزه ، ن الطريق إذا كان أل -أيضا -وىو رواية عن أحمد

متسعا ال يضر بالمارة بناء مسجد فيو ، فحق الناس في المرور فيو المحتاج إليو باق لم يتغير ، بخبلف قسمة

أموال بيت المال ؛ فإن مصارفيا كثيرة جدا ، فيرجع فييا .إلى اختيار اإلمام

أنو ال يجوز بناء المساجد في : وعن أحمد رواية ثالثة

.ل ، بل تيدم وال يصمى فييا الطريق بحافمن أصحابنا من حكاىا مطمقة ، ومنيم من خصيا بما

.إذا لم يأذن فييا اإلمام ، وىذا أقرب وأجاز الجوزجاني بناء المساجد في الطريق ، بشرط أن

.يبقى من الطريق بعد المسجد سبعة أذرع .ونسب ذلك إلى أحمد ، وال يصح ذلك عن أحمد

إذا اختمفتم في الطريق فاجعموه سبعة ) ) )وقول النبي إذا أرادوا : -عند أحمد وأصحابو -، معناه ( ( أذرع

أن يحدثوا طريقا في ارض موات أو ممموكة ، وليس أنو يجوز البناء في الطريق الواسع -عندىم -معناه

.حتى يبقى منو سبعة أذرع ، كما قالو الجوزجاني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة في مسجد السوق

.وصمى ابن عون في مسجد في دار يغمق عمييم الباب قد سبق ذكر مساجد البيوت والصبلة فييا ، وما ذكره

البخاري ىناك أن البراء ابن عازب صمى في مسجد بيتو جماعة ، وذكرنا قول أحمد ، أنو ال يحصل بالصبلة

د ، إال أن يكون يؤذن فيو فييا فضيمة الصبلة في المسجويقام ، كأنو يشير إلى أن يكون في حال الصبلة غير

ال يحصل بالصبلة فيو : ممنوع ، وأن إسحاق قال جماعة فضل الجماعة في المسجد ، إال أن يكون لو

.عذر يدل : وما حكاه البخاري ىنا عن ابن عون ، ظاىره

ن عمى حصول فضل الجماعة في المسجد بذلك ، وا كان مغمقا ، وىو قياس قول من أجاز االعتكاف فيو ، كما سبق ذكره ، ويحتمل أن يكون ابن عون ال يرى

حضور المساجد في الجماعة واجبا ، أو أنو كان ليم .واهلل أعمم . عذر

وأما مساجد األسواق ، إذا كانت مسبمة ، فحكميا حكم .سائر المساجد المسبمة

.ة في مساجد السوق وقد كره طمحة اليامي الصبل .خرجو حرب الكرماني من رواية ليث عنو

وكأنو يشير إلى أنو إنما يستحب الصبلة في المسجد .األعظم الذي يجمع فيو

وقد ورد التصريح بفضل الصبلة في مسجد الجامع عمى .الصبلة في مساجد القبائل التي ال يجمع فييا

أبو الخطاب ثنا : ثنا ىشام بن عمار : خرجو ابن ماجو ثنا: الدمشقي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: رزيق أبو عبداهلل األلياني ، عن أنس بن مالك ، قال صبلة الرجل في بيتو بصبلة ، ) : ) ) قال رسول اهلل

وصبلتو في مسجد القبائل بخمس وعشرين صبلة ، وصبلتو في المسجد الذي يجمع فيو بخمسمائة صبلة ،

و في المسجد األقصى بخمسين ألف صبلة ، وصبلت

وصبلتو في مسجدي بخمسين ألف صبلة ، وصبلتو في ( ( .المسجد الحرام بمائة ألف صبلة

، قال أبو -بتقديم الراء عمى الزاي -رزيق األلياني وذكره ابن حبان في . ال بأس بو : زرعة الرازي

، ( (الضعفاء ) ) أيضا في -وذكره ( ( ثقاتو ) ) .ال يحتج بو : وقال

حماد ، وقع : اسمو : وأما أبو الخطاب الدمشقي ، فقيل ، ( ( معجم الطبراني األوسط ) ) كذلك مصرحا بو في معروف الخياط الذي رأى واثمة بن : وذكر ابن عدي أنو

.األسقع ، وأن ىشام بن عمار يروي عنو وفيو ضعف كان يسكن سممة بن عمي ،: اسمو : وقال ابن ماكوال

. البلذقية ، روى عنو ىشام بن عمار والربيع بن نافع .والحديث منكر ، ورجالو مجيولون : قال

كذا قال ، وليس فييم من يجيل حالو سوى أبي الخطاب .ىذا

وقد كان بالمدينة مساجد في قبائل األنصار ، وىي .دورىم ، يصمون فييا الجماعات سوى الجمع

ن بكير بن األشج حدثو ، أنو كان وروى ابن لييعة ، أ، يسمع أىميا ) بالمدينة تسعة مساجد مع مسجد النبي

)تأذين ببلل عمى عيد رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيصمون في مساجدىم بني عمرو بن مبذول من بني النجار ، ومسجد بني ساعدة ، ومسجد بني عبيد ،

د بني رابح من بني عبد ومسجد بني سممة ، ومسجاالشيل ، ومسجد بني زريق ، ومسجد بني غفار ،

.وشك في التاسع . ومسجد أسمم ، ومسجد جيينة ( ( .المراسيل ) ) خرجو أبو داود في

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا أبو معاوية ، عن األعمش ، : حدثنا مسدد -

عن أبي صالح ،صبلة الجميع : ) ) ، قال ) ي عن أبي ىريرة ، عن النب

تزيد عمى صبلتو في بيتو وصبلتوفي سوقو خمسا وعشرين درجة ، فإن أحدكم إذا توضأ

فأحسن وأتى المسجد ال يريدإال الصبلة ، لم يخط خطوة إال رفعو اهلل بيا درجة أو

حط عنو بيا خطيئة حتىذا دخل المسجد كان في صبلة ما يدخل المسجد ، وا

ة تحبسو وتصميكانت الصبلالميم : المبلئكة عميو مادام في مجمسو الذي يصمي فيو

اغفر لو ، الميم ارحمو ، ما لم ( ( .يحدث فيو

في موضع أخر من -أيضا -وقد خرجو البخاري كتابو بزيادة تصريح األعمش بالسماع لو من أبي صالح

.، فزال ما كان يتوىم من تدليس األعمش لو ي أن الصبلة في المسجد تزيد عمى نص ف: والحديث

صبلة المرء في بيتو وفي سوقو خمسا وعشرين درجة ، وىو أعم من أن تكون صبلتو في بيتو وفي سوقو في

.جماعة أو منفردا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو ذكر سبب المضاعفة ، وىو فضل : ويدل عمى ذلك انتظاره لمصبلة مشيو إلى المسجد عمى طيارة ، وفضل

حتى تقام ، وفضل قعوده في المسجد حتى يحدث ، وىذا كمو ال يوجد شيء منو في صبلتو في بيتو وفي

.سوقو صبلتو في سوقو في غير : -واهلل أعمم -لكن المراد

مسجد ، فإنو لو صمى في سوقو في مسجد لكان قد حصل لو فضل المشي إلى المسجد ، وانتظار الصبلة

ن كان -أيضا -الجموس فيو بعد الصبلة فيو ، و ، وا المسجد األعظم يمتاز بكثرة الخطا إليو ، وبكثرة الجماعة

عند جميور -أيضا -فيو ، وذلك يتضاعف بو الفضل .العمماء ، خبلفا لمالك

: ، قال ) وقد روي من حديث أبي بن كعب ، عن النبي

ده ، إن صبلة الرجل مع الرجل أزكى من صبلتو وح) ) وصبلتو مع الرجمين أزكى من صبلتو مع الرجل ، وما

( ( .كثر فيو أحب إلى اهلل خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي وابن خزيمة

.والحاكم ( ( صحيحييما ) ) وابن حبان في .ما أراه إال صحيحا : وقال عمي بن المديني

:المسجد األعظم بكونو عتيقا -أيضا -ويفضل ثنا عمارة بن زاذان ، : ال أبو نعيم الفضل بن دكين ق

عن ثابت البناني ، قال كنت اقبل مع أنس بن مالك من أمحدث ىذا ؟ فإن : الزاوية ، فإذا مر بمسجد قال

.عتيق صمى : نعم مضى ، وأن قمت : قمت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

تشبيك األصابع في المسجد وغيره

:فيو حديثان :أحدىما

:قال عن أبي بردة : ثنا سفيان : ثنا خبلد بن يحيى -

بن عبد اهلل بن أبي بردة ، عن جده ، عن أبي موسى ، إن المؤمن لممؤمن كالبنيان ، : ) ) ، قال ) عن النبي

.وشبك أصابعو -( ( يشد بعضو بعضا مسجد كان حينئذ في ال) ليس في ىذا الحديث أن النبي

.؛ فميذا بوب عمى تشبيك األصابع في المسجد وغيره في ىذا الحديث كان لمصمحة ) وىذا التشبيك من النبي

وفائدة ، لم يكن عبثا ؛ فإنو لما شبو شد المؤمنين بعضيم بعضا بالبنيان ، كان ذلك تشبييا بالقول ، ثم أوضحو بالفعل ، فشبك أصابعو بعضيا في بعض ؛

ثال الذي ضربو ليم بقولو ، ويزداد بيانا ليتأكد بذلك الم .وظيورا

أن تعاضد المؤمنين بينيم كتشبيك : ويفيم من تشبيكو األصابع بعضيا في بعض ، فكما أن أصابع اليدين

متعددة فيي ترجع إلى اصل واحد ورجل واحد ، فكذلك ن تعددت أشخاصيم فيم يرجعون إلى اصل المؤمنون وا

نسب إلى آدم ونوح ، وأخوة واحد ، وتجمعيم أخوة ال .اإليمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مثل : ) ) في حديث النعمان بن بشير ) وىذا كقولو المؤمنين في توادىم وتعاطفيم وتراحميم مثل الجسد ،

إذا اشتكى منو عضو تداعى سائره بالحمى ( ( .والسير

.خرجاه في الصحيحين مؤمنون كرجل واحد ، أن اشتكى ال: ) ) وفي رواية

( ( .رأسو تداعى لو سائر الجسد بالحمى والسير :الحديث الثاني

: أبنا ابن عون : ثنا ابن شميل : ثنا إسحاق -

عن ابن سيرين ، عن أبيأحدى صبلتي ) صمى بنا رسول اهلل : ىريرة ، قال

قد سماىا أبو ىريرة ، ولكن : قال ابن سيرين -العشي فصمى بنا ركعتين ، ثم سمم ، فقام : قال -يت أنا نس

إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عمييا كأنو غضبان ، ووضع يده اليمنى عمى اليسرى ، وشبك بين أصابعو ووضع خده األيمن عمى ظير كفو اليسرى ،

قصرت : وخرجت السرعان من أبواب المسجد ، فقالوا ر ، فيابا أن يكمماه ، الصبلة ، وفي القوم أبو بكر وعم

ذو اليدين ، : وفي القوم رجل في يديو طول ، يقال لو : يا رسول اهلل ، أنسيت أم قصرت الصبلة ؟ قال : فقال أكما يقول ذو : ) ) فقال ( ( . لم أنس ، ولم تقصر ) )

نعم فتقدم فصمى ما ترك ، ثم سمم ، : قالوا ( ( اليدين ؟ ول ، ثم رفع رأسو وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أط

، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسو .وكبر

نبئت أن عمران بن : ثم سمم ؟ فيقول : فربما سألوه

.ثم سمم : حصين قال .؟ ىو ابن سيرين ( ( ثم سمم : ) ) المسئول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ( ( جود السيو س: أبواب ) ) وقد أعاده البخاري في .إن شاء اهلل تعالى -ويأتي الكبلم عميو ىناك مستوفي قام بعد ) أن النبي : إنما المقصود في ىذا الباب منو

سبلمو من الصبلة إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عمييا ، ووضع يده اليمنى عمى ظير كفو اليسرى ، وشبك بين أصابعو ، فدل عمى جواز تشبيك أصابع

.ليدين في المسجد لغير حاجة إليو اأنو إنما فعمو لما غمبو من اليم ؛ فإن ذلك : والظاىر

.يفعمو الميموم كثيرا :وقد رخص في التشبيك في المسجد جماعة

ثنا الربيع بن صبيح ، قال رأيت الحسن في : قال وكيع

.وشبك وكيع بين أصابعو -المسجد ىكذا ا في المسجد يقرأ وشبك رأيت إسحاق جالس: وقال حرب

.أصابعو وقد روي النيي عن التشبيك في المسجد من رواية مولى ألبي سعيد الخدري ، أنو كان مع سعيد وىو مع رسول

، فرأى رجبل جالسا في وسط ) فدخل النبي : اهلل ، قال المسجد مشبكا أصابعو يحدث نفسو فأومأ إليو النبي

إذا : ) ) د ، فقال فمم يفطن ، فالتفت إلى أبي سعي) صمى أحدكم فبل يشبكن بين أصابعو ؛ فإن التشبيك من

ن أحدكم ال يزال في صبلة ما دام في الشيطان ؛ وا ( ( .المسجد حتى يخرج منو

.خرجو اإلمام أحمد وفي إسناده عبيد اهلل بن عبد الرحمن بن موىب ، ضعفو

.ابن معين

(/)

"""""" صفحة رقم """""" النيي عن تشبيك األصابع لمن ىو -أيضا -وروي

ماش إلى المسجد لمصبلة فيو ، من حديث كعب بن إذا توضأ أحدكم فأحسن : ) ) قال ) عجرة ، عن النبي

وضوءه ، ثم خرج عامدا إلى المسجد فبل يشبكن بين ( ( .أصابعو ؛ فإنو في صبلة

خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن .ماجو

.وفي إسناده اختبلف كثير واضطراب ( ( صحيحو ) ) وقد ذكر أبو بكر اإلسماعيمي في

أن حديث كعب ( ( صحيح البخاري ) ) المخرج عمى بن عجرة وما في معناه ال ينافي حديث أبي ىريرة الذي خرجو البخاري في ىذا الباب ، وأنو يمكن الجمع بينيما

من كان في صبلة ، أو حكمو ، بأنو إنما يكره التشبيك لحكم من كان في صبلة ، كمن يمشي إلى المسجد أو يجمس فيو النتظار الصبلة ، فأما من قام من الصبلة

لما سمم من ركعتين ) وانصرف منيا ، كما فعل النبي

وقام إلى الخشبة المعترضة ، فإنو صار منصرفا من الصبلة ال منتظرا ليا ، فبل يضره التشبيك

. حينئذوقد قيل إن من كان في صبلة ومنتظرا الصبلة : قال

في جماعة فيم عمى ائتبلف ، فإذا شبك لم يؤمن أن يتطير بيم عدوىم ، بأنيم سيختمفون ، أال تراه في حديث

مرجت عيودىم وأماناتيم : ) ) عبد اهلل بن عمرو يقول وشبك بين أصابعو ، ولم -( ( واختمفوا وصاروا ىكذا

كون ذلك سببا أو أمارة الختبلف فيم ، كما يؤمن أن يال تختمفوا : ) ) أمرىم بأن يستووا في صفوفيم ، وقال

.انتيى ما ذكره ( ( . فتختمف قموبكم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو مناسبة بعيدة جدا ؛ فإن التشبيك كما مثل بو ن االختبلف واالفتراق فقد مثل بو االئتبلف والتعاو

والتناصر ، كما في حديث أبي موسى الذي خرجو البخاري في أول الباب ، فميس كراىتو لمشابيتو لمثل االفتراق بأولى من عدم كراىتو لمشابيتو لمثل التعاون

.والتعاضد والتناصر ومثل ىذه المعاني توجد كثيرا في كتب شروح الحديث

األمة المتأخرة ، وأكثرىا مدخول ، ولم يكن عمماء سمف يقعون في شيء من ذلك ، وكذلك لم أستكثر من ذكر

نما ذكرت ىذا ألن اإلسماعيمي مثمو في ىذا الكتاب ، وا ، ونبيت عمى ما ( ( صحيحو ) ) مع تقدمو ذكره في

.فيو بين حديث كعب بن ( ( األعبلم ) ) وجمع الخطابي في

عجرة في النيي وحديث أبي ىريرة في فعل التشبيك ، يي إنما يحمل عمى االحتباء بالتشبيك لؤلصابع ؛ بأن الن

.ألنو يجمب النوم الناقض لموضوء ، وما سواه فمباح فخص الكراىة بحالة االحتباء ، وىذا في غاية البعد ؛

ألن حديث كعب فيوالنيي عن التشبيك لمعامد إلى المسجد ، والمراد بو

الماشي إليو ، والماشي ال يحتبي ،بذلك في رواية خرجيا مسمم في كتاب وقد ورد مصرحا

لقيني : لو عن أبي ثمامة القماح ، قال ( ( العمل ) ) كعب بن عجرة وأنا رائح إلى المسجد مشبك بين

: أصابعي ، فضرب يدي ضربة ففرق بينيما ، وقال إني : فقمت . نيينا أن نشبك بين أصابعنا في الصبلة

أ فأحسن أن الرجل إذا توض: فقال . لست في صبلة .وضوءه ، ثم خرج يؤم المسجد فيو في صبلة إني : ) ) وخرجو أبو داود بمعناه ، إال أنو لم يذكر قولو

،( ( لست في صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) .وصرح برفع آخر الحديث إلى النبي ( ( صحيحو ) ) وأعل محمد بن يحيى اليمداني في

خرجو البخاري في ىذا الباب ، حديث أبي ىريرة الذي

ذكر تشبيك األصابع ووضع الخد ال أعمم ذكره : وقال .، عن ابن عون -ابن شميل : يعني -غير النضر

.وأما تشبيك األصابع في الصبلة فمكروه وقد خرج ابن ماجو حديث كعب بن عجرة المتقدم ،

رأى رجبل قد شبك بين أصابعو ) إن رسول اهلل : ولفظو .بين أصابعو ) الصبلة ، ففرج رسول اهلل في

وخرج وكيع ، عن عاصم بن محمد العمري ، عن ابن .نحوه ، مرسبل -) المنكدر ، عن النبي

وخرج أبو داود بإسناده عن نافع ، أنو سئل عن الرجل يصمي وىو مشبكتمك صبلة المغضوب : قال ابن عمر : أصابعو ؟ فقال

.عمييم .عي وكرىو طاوس والنخ

.كانوا ينيون عن ذلك : وقال النعمان بن أبي عياش وكبلم ابن عمر يدل عمى أنو كره لما فيو من مشابية

من نوع العبث الذي تنزه -أيضا -أىل الكتاب ، وىو .عنو الصبلة ، ومثمو تفقيع األصابع

نياه أن يفقع ) وقد روى الحارث ، عن عمي ، أن النبي .أصابعو في الصبلة

.رجو ابن ماجو وخوخرج اإلمام أحمد من رواية زبان بن فائد ، عن سيل

بن معاذ ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن الضاحك في الصبلة ، : ) ) قال ) أبيو ، أن النبي ( ( .والممتفت ، والمفقع أصابعو بمنزلة واحدة

.وزبان وسيل ، فييما ضعف مو من العبث المنافي لمخشوع وفيو إشارة إلى أن ذلك ك

.في الصبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

المساجد التي عمى طرق المدينة والمواضع التي )صمى فييا النبي :خرج فيو حديثين

:أحدىما :قال ثنا فضيل بن : ثنا محمد بن بكر المقدمي -

أيت سالم بن عبد ر : ثنا موسى بن عقبة ، قال : سميمان اهلل يتحرى أماكن من الطريق فيصمي فييا ، ويحدث أن

يصمي في تمك ) أباه كان يصمي فييا ، وأنو رأى النبي .األمكنة

وحدثني نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان يصمي في تمك .األمكنة

وسألت سالما ، وال أعممو إال وافق نافعا في األمكنة كميا .في مسجد بشرف الروحاء ، إال أنيما اختمفا

اتخاذ المساجد في : باب ) ) قد ذكرنا فيما سبق في

، والصبلة في ) حكم أتباع آثار النبي ( ( البيوت مواضع صبلتو ، وأن ابن عمر كان يفعل ذلك ، وكذلك

.ابنو سالم وقد رخص أحمد في ذلك عمى ما فعمو ابن عمر ، وكره

واإلفراط ، واألشياء ما أحدثو الناس بعد ذلك من الغمو .المحدثة التي ال أصل ليا في الشريعة

، ومن ذلك ) وقد كان ابن عمر مشيورا بتتبع آثار النبي .صبلتو في المواضع التي كان يصمي فييا

:وىي عمى نوعين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يقصده لمصبلة فيو ، كمسجد ) ما كان النبي : أحدىما إن -( ( الكتاب ) ) ويأتي ذكره في موضعو من قباء ،

.شاء اهلل تعالى اتفاقا إلدراك الصبلة لو ) ما صمى فيو النبي : والثاني

.عنده ، فيذا ىو الذي اختص ابن عمر بأتباعو ثنا عبد اهلل : أنا معن بن عيسى : وقد روى ابن سعد

بن المؤمل ، عن عبد اهلل بن أبي مميكة ، عن عائشة ، في منازلو ، كما ) ما كان أحد يتبع آثار النبي : الت ق

.كان ابن عمر يتبعو وروى أبو نعيم من رواية خارجة بن مصعب ، عن

لو نظرت إلى ابن : موسى بن عقبة ، عن نافع ، قال .ىذا مجنون : لقمت ) عمر إذا اتبع أثر النبي

كان : ومن طريق عاصم األحول ، عمن حدثو ، قال إذا رآه أحد ظن أن بو شيئا من تتبعو آثار ابن عمر

) .النبي ومن طريق أبي مودود ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو

: كان في طريق مكة يقود برأس راحمتو يثنييا ، ويقول ) .خف راحمة النبي : يعني -لعل خفا يقع عمى خف

والمسجد الذي وقع فيو االختبلف بشرف الروحاء ، ع ، بينيا وبين المدينة مرحمتان ، والروحاء من الفر

.بينيما أربعون ميبل ، وقيل ثبلثون ميبل : يقال

.بينيما ستة وثبلثون ميبل ( ( : صحيح مسمم ) ) وفي أنو نزل بيا تبع حين رجع من قتال أىل المدينة : يقال

يريد مكة ، فأقام بيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الروحاء : وأراح ، فسماىا .إن بيا قبر مضر بن نزار : وقيل

وقد روى الزبير بن بكار بإسناد لو ، عن ابن عمر ، أن صمى بشرف الروحاء ، عن يمين الطريق ) : النبي

وأنت ذاىب إلى مكة ، وعن يسارىا وأنت مقبل من .مكة

: ودون ىذا الشرف الذي بو ىذا المسجد موضع يقال لو ( ( معجم البمدان ) ) طيا صاحب ، ضب( ( السيالة ) )

، وبيا ) بتخفيف الياء ، كان قرية مسكونة بعد النبي آثار البناء واألسواق ، وآخرىا شرف الروحاء ، والمسجد

المذكور عنده قبور عتيقة ، كانت مدفن أىل السيالة ، ثم تيبط منو في وادي الروحاء ، ويعرف اليوم بوادي

.بني سالم :الحديث الثاني

ىو حديث طويل ، فنذكره قطعا قطعا ، ونشرح كل :قطعة منو بانفرادىا

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا أنس بن : حدثنا إبراىيم بن المنذر الحزامي -

ثنا موسى بن: عياض عقبة ، عن نافع ، أن عبد اهلل بن عمر أخبره ، أن

كان ينزل بذي الحميفة حين يعتمر وفي) رسول اهلل حجتو حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي

بذي الحميفة ، وكان إذا رجع من غزوة ، وكان في تمك الطريق أو حج أو عمرة ىبط بطن واد ، فإذا ظير من بطن واد أناخ بالبطحاء التي عمى شفير الوادي الشرقية

، فعرس ثم حتى يصبح ، ليس عند المسجد الذي عمييا المسجد ، كان ثم بحجارة وال عمى األكمة التي

خميج يصمي عبد اهلل عنده في بطنو كثب ، كان رسول ثم يصمي ، فدحا فيو السيل بالبطحاء حتى دفن ) اهلل

.ذلك المكان الذي كان عبد اهلل يصمي فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قرية بينيا وبين المدينة ستة أميال أو سبعة : ذو الحميفة : -أيضا -ميقات أىل المدينة ، وتسمى ، وىي

ينزل بيا حين يعتمر وحين حج ) الشجرة ، وكان النبي عمرة الحديبية ، : حجة الوداع ، وقد اعتمر منيا مرتين

.وعمرة القضية كان ينزل ) وقد ذكر ابن عمر في حديثو ىذا أن النبي

بيا تحت سمرة في موضع المسجد الذي بني بيا ، وىذا مى أن المسجد لم يكن حينئذ مبنيا ، إنما بني بعد يدل ع

يحرم ) منيا ، وكان النبي ) ذلك في مكان منزل النبي .منيا ، وكان يصمي بيا في موضع المسجد

وقد روي أنو صمى في المسجد ، ولعل المراد في بقعتو وأرضو ، قبل أن يجعل مسجدا ، حتى يجمع بذلك بين

.الحديثين عن إبراىيم بن ( ( الحج ) ) في وقد خرج البخاري

، عن أنس ابن عياض ، عن عبيد -أيضا -المنذر اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل

كان إذا خرج إلى مكة يصمي في مسجد الشجرة) وخرج مسمم من حديث الزىري ، أن عبيد اهلل بن عبد اهلل

نزل بذي ) بن عمر أخبره ، عن ابن عمر ، أن النبي .الحميفة مبدأه ، وصمى في مسجدىا

ومن حديث الزىري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أن كان يركع بذي الحميفة ركعتين ، ثم إذا ) رسول اهلل

.استوت بو الناقة قائمة عند مسجد ذي الحميفة أىل من حديث مالك ، عن موسى ( ( الصحيحين ) ) وفي

ما أىل رسول : ، قال بن عقبة ، عن سالم ، عن أبيو مسجد ذي : يعني -إال من عند المسجد ) اهلل

.الحميفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي رواية لمسمم من رواية حاتم بن إسماعيل ، عن .إال من عند الشجرة : موسى بن عقبة من حديث ( ( الحج ) ) في -أيضا -وخرج البخاري

بوادي ) سمعت رسول اهلل : عمر بن الخطاب ، قال أتاني الميمة آت من ربي عز وجل ، : ) ) العقيق يقول

عمرة في : صل في ىذا الوادي المبارك ؛ وقل : فقال ( ( .حجة

.ووادي العقيق متصل بذي الحميفة .في سفره إلى مكة ) فيذا كان حال النبي

فأما حالو في رجوعو إلى المدينة إذا رجع عمى ذي ة من حج أو عمرة ، أو من غزاة في تمك الجية ، الحميف

فإنو كان ييبط بطن واد ىنالك ، فإذا ظير من بطن الوادي أناخ بالبطحاء التي عمى شفير الوادي الشرقية ،

.فيعرس ىناك حتى يصبح نزول استراحة بغير إقامة ، : التعريس : قال الخطابي

ن نومة وفي األكثر يكون آخر الميل ، ينزلون فينامو .خفيفة ، ثم يرتحمون

.حجارة ورمل : والبطحاء : قال .نومة حتى يصبح : المراد بالتعريس ىنا : قمت

عن إبراىيم بن ( ( الحج ) ) وقد خرجو البخاري في المنذر ، عن أنس بن عياض ، عن عبيد اهلل ، عن

كان إذا خرج إلى ) نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي ذا رجع صمى بذي مكة يصمي في مسجد الشجرة ، وا

.الحميفة ببطن الوادي ، وبات حتى يصبح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من طريق مالك ، عن نافع ، عن -أيضا -وخرج فيو أناخ بالبطحاء بذي الحميفة ) ابن عمر ، أن رسول اهلل

.فصمى بيا ، وكان عبد اهلل يفعل ذلك حدثني سالم بن : ، قال ومن طريق موسى بن عقبة

أنو رئي وىو معرس ) عبد اهلل ، عن أبيو ، عن النبي إنك ببطحاء : بذي الحميفة ببطن الوادي ، قيل لو

وقد أناخ بنا سالم يتوخى بالمناخ الذي كان . مباركة ، وىو أسفل من ) عبد اهلل ينيخ يتحرى معرس النبي

ق وسط من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينو وبين الطري .ذلك

وقد خرجو مسمم مع حديث مالك الذي قبمو ، وخرج .حديث أنس بن عياض بمفظ أخر

كان يبيت ) أن النبي : فظير من ىذه األحاديث كميا بالمعرس ، وىو ببطحاء ذي الحميفة حتى يصبح ، وأن

كان يصمي ىناك ، وأنو كان ىناك مسجد قد ) النبي ، بل كان قريبا ) بي بني ولم يكن في موضع صبلة الن

.منو أن المسجد كان ببطن الوادي ، وفي : وفي حديث سالم

الطويل الذي خرجو -حديث موسى بن عقبة بن نافع

، أنو كان مبنيا بحجارة عمى أكمة ، وفي -البخاري ىنا أنو كان ثم خميج يصمي عبد اهلل عنده ، في : حديثو

ثم) بطنو كثب ، كان النبي .يصمي

واد لو عمق ، ينشق من آخر : الخميج : ل الخطابي قاجمع كثيب ، وىو ما غمظ وأرتفع : والكثب . أعظم منو

.عن وجو األرض

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فدحا السيل فيو بالبطحاء حتى دفن ذلك : ) ) وقولو

( ( .المكان الذي كان عبد اهلل يصمي فيو سواه بما ( ( : دحا السيل ) ) معنى : قال الخطابي

.حجارة ورمل : والبطحاء . حمل من البطحاء يصمي في ىذا الموضع ) وىذه الصبلة التي كان النبي

.قد جاء في رواية إنيا كانت صبلة الصبح إذا أصبح

وقد خرجو األمام أحمد عن موسى بن قرة ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، أنكان يعرس بيا حتى ) اهلل عبد اهلل حدثو ، أن رسول

.يصمي صبلة الصبح قال ابن عبد البر في كبلمو عمى حديث مالك الذي

ىذه البطحاء المذكورة في ىذا الحديث : ذكرناه من قبل .ىي المعروفة عند أىل المدينة وغيرىم بالمعرس

ال ينبغي ألحد أن ( ( : الموطإ ) ) قال مالك في يصمييتجاوز المعرس إذا قفل حتى

فيو ، وأنو من مر بو في غير وقت صبلة فميقم حتى تحل الصبلة ثم يصمي ما بدا لو ؛ ألنو بمغني أن رسول

.عرس بو ، وأن ابن عمر أناخ بو ) اهلل .واستحبو الشافعي ، ولم يأمر بو : قال ابن عبد البر من مر بالمعرس من ذي الحميفة فإن : وقال أبو حنيفة

.ى يصمي فعل ، وليس ذلك عميو أحب أن يعرس بو حتوىو عندنا من المنازل التي : وقال محمد بن الحسن

في) نزليا رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طريق مكة ، وبمغنا أن ابن عمر كان يتبع آثاره ، فمذلك كان ينزل بالمعرس ، ال أنو كان يراه واجبا وال سنة عمى

كان واجبا أو سنو من سنن الحج لكان قال ولو . الناس يقفون وينزلون ويصمون ، ) سائر أصحاب رسول اهلل

.ولم يكن ابن عمر ينفرد بذلك دونيم ليس نزولو : وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي

بالمعرس كسائر نزولو بطريق مكة ؛ ألنو كان يصمي ) الفريضة حيث أمكنو ، والمعرس إنما كان يصمي فيو

ولو كان المعرس كسائر المنازل ما أنكر : قال . نافمة .ابن عمر عمى نافع تأخره عنو

وذكر حديث موسى بن عقبو ، عن نافع ، أن ابن عمر ما حسبك ؟ : سبقو إلى المعرس فأبطأ عميو ، فقال لو

ما ظننت انك أخذت الطريق ولو : فذكر عذرا ، قال

.انتيى . فعمت ألوجعتك ضربا نظر ، وقد ( ( أنو صمى بالمعرس نافمة ) ) :وفي قولو

.قدمنا أنو إنما صمى بو الصبح لما أصبح استحباب الصبلة بالمعرس ، فإنو : وظاىر كبلم أحمد

كان ابن عمر ال يمر بموضع : قال في رواية صالح إال صمى فيو ، حتى أنو صب الماء ) صمى فيو النبي

في في أصل شجرة ، فكان ابن عمر يصب الماء .أصميا

نما أخرج أحمد ذلك مخرج االحتجاج بو ؛ فإنو في أول وا ىذه الرواية استحب ما كان ابن عمر يفعمو من مسح

.ومقعده منو ) منبر النبي أن : وقد تبين بيذه النصوص المذكورة في ىذا الموضع

كان يخرج من المدينة إلى مكة في طريق ويرجع ) النبي ذلك في العيدين ، وكما كان في غيره ، كما كان يفعل

.يدخل مكة من أعبلىا ويخرج من أسفميا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حديث ابن عمر ( ( الحج ) ) وقد خرج البخاري في كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل ) ، أن رسول اهلل

.من طريق المعرس .أيضا -وخرجو مسمم

وىو مسجد ذي -شجرة وىذا يدل عمى أن موضع ال .غير طريق المعرس ، والذي كان يرجع منو -الحميفة

.وخرج البزار نحوه من حديث أبي ىريرة ثم رجعنا إلى بقية حديث موسى بن عقبة عن نافع الذي

:خرجو البخاري ىاىنا صمى ) وأن عبد اهلل بن عمر حدثو ، أن النبي -

الذي بشرف حيث المسجد الصغير الذي دون المسجدالروحاء ، وقد كان عبد اهلل يعمم المكان الذي صمى فيو

، يقول ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد ) النبي تصمي ، وذلك المسجد عمى حافة الطريق اليمنى ، وأنت ذاىب إلى مكة ، بينو وبين المسجد األكبر رمية بحجر

.، أو نحو ذلك ونافع ، كما ىذا ىو المسجد الذي اختمف فيو سالم

.ذكرناه في شرح الحديث األول كبير : يدل عمى أن بالروحاء مسجدين : وىذا الحديث

وصغير ، فالكبير بشرف الروحاء ، ولم يصل النبي عنده ، إنما صمى موضع الصغير عن يمين ذلك )

.المسجد ، وأن بين المسجدين رمية بحجر .ثم رجعنا إلى بقية الحديث

مر كان يصمي إلى العرق الذي عند وأن ابن ع - منصرف الروحاء ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذلك العرق انتياء طرفو عمى حافة الطريق ، دون المسجد الذي بينو وبين المنصرف ، وأنت ذاىب إلى مكة وقد ابتني ثم مسجد ، فمم يكن عبد اهلل يصمي في

ووراءه ويصمي ذلك المسجد ، كان يتركو عن يساره أمامو إلى العرق نفسو ، وكان عبد اهلل يروح من الروحاء فبل يصمي الظير حتى يأتي ذلك المكان ، فيصمي فيو

ذا أقبل من مكة فإن مر بو قبل الصبح الظير ، وا بساعة أو من آخر السحر عرس حتى يصمي بيا

.الصبح .جبيل صغير : العرق : قال الخطابي

، -بفتح الراء -المنصرف : ومنصرف الروحاء أن بينو وبين بدر أربعة برد ، والمسجد المبني : ويقال

أنو في آخر وادي الروحاء مع طرف : ىناك ، قيل أنو لم يبق : وقيل . الجبل عمى يسار الذاىب إلى مكة

منو زمان إال آثار يسيرة ، وأنو كان يعرف حينئذ بمسجد .الغزالة ريق لمن كان بيذا المسجد أن عن يمين الط: وذكروا

وىو مستقبل النازية موضع كان ابن عمر ينزل فيو ، ، وكان ثم شجرة ، كان ) ىذا منزل رسول اهلل : ويقول

ابن عمر إذا نزل وتوضأ صب فضل وضوئو في أصميا

.يفعل ) ىكذا رأيت رسول اهلل : ، ويقول بالزاي -( ( : معجم البمدان ) ) قال صاحب : والنازية

عين عمى طريق آلخذ من مكة إلى : -وتخفيف الياء .المدينة قرب الصفراء ، وىي إلى المدينة أقرب

ولم يصرح ابن عمر في صبلتو إلى ىذا العرق بأنو رأى صمى إليو ، ولكن محافظتو عمى الصبلة في ) النبي

ىذا المكان ذاىبا وراجعا وتعريسو بو حتى يصمي بو يدل .فيو ) ك إقتداء بصبلة النبي عمى أنو إنما فعل ذل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ثم رجعنا إلى بقية الحديث كان ينزل ) وأن عبد اهلل حدثو ، أن رسول اهلل -

تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق ، ووجاه الطريق في مكان بطح سيل حتى يفضي من

وقد انكسر أعبلىا فانثنى أكمة دوين بريد الرويثة بميمين

في جوفيا ، وىي قائمة عمى ساق ، وفي ساقيا كثب .كثيرة

شجرة ، وتجمع عمى سرح كتمرة وتمر ، وىو : السرحة . ىي شجرة بيضاء : ضرب من الشجر لو ثمر ، وقيل

.كل شجرة طويمة سرحة : وقيل السرح شجر كبار طوال ال ترعى : وقال إبراىيم الحربي

بو ، ال ينبت في رمل أبدا ، وال جبل ، وال ، يستظل .تأكمو الماشية إال قميبل ، لو غصن اصفر

، وأنو -عظيمة : أي -وقد وصفيا بأنيا ضخمة انكسر أعبلىا فانثنى في جوفيا ، وأنيا قائمة عمى ساق

.، وفي كثب كثيرة وقد سبق أن الكثب جمع كثيب ، وىو ما غمظ وارتفع

.عن وجو األرض والرويثة مكان معروف بين مكة . الواسع : لبطح وا

.والمدينة وأما مكان ىذه السرحة ، فبل يعرف منذ زمان ، وقد ذكر ذلك بعض من صنف في أخبار المدينة بعد السبعمائة ،

وذكر أنو ال يعرف في يومو ذاك من ىذه المساجد المذكورة في ىذا الحديث سوى مسجد الروحاء ومسجد

كر معيما مسجدا ثالثا ، وزعم أنو معروف الغزالة ، وذبالروحاء ، عند عرق الظبية ، عند جبل -أيضا -

ورقان ، وذكر فيو حديثا رواه الزبير بن بكار بإسناد لقد صمى في ىذا : ) ) قال ) ضعيف جدا ، وأن النبي وىذا ال يثبت ، ولعمو ( ( . المسجد قبمي سبعون نبيا

.قد تقدم ذكرىما أحد المسجدين بالروحاء ، و :ثم رجعنا إلى بقية الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صمى ) وأن عبد اهلل بن عمر حدثو ، أن النبي -

في طرف تمعة من وراء العرج كبيرة ، وأنت ذاىب إلى ىضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثبلثة ، عمى القبور

ند سممات رضم من حجارة ، عن يمين الطريق ع

الطريق ، بين أولئك السممات كانعبد اهلل يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالياجرة ،

.فيصمي الظير في ذلك المسجد وفي رواية اإلمام أحمد ليذا الحديث زيادة في ىذا بعد

وأنت ذاىب عمى راس خمسة أميال من : ) ) قولو .وذكر باقيو -( ( العرج في مسجد إلى ىضبة

.المكان المرتفع من األرض : والتمعة . التمعة مسيل الماء من فوق ألسفل : قال الخطابي

. واليضبة فوق الكثيب في االرتفاع ودون الجبل : قال : والسممات . حجارة كبار واحدتيا رضمة : والرضم

جمع سممة ، وىي شجرة ورقيا القرظ الذي يدبغ بو انتيى ما . وليس بو السمم يشبو القرظ: وقيل . األدم .ذكره

وحكى غيره أن اليضبة كل جبل خمق من صخرة واحدة : -وكل صخرة راسية تسمى ىضبة ، وجمعيا ىضاب

.قالو الخميل الجبل المنبسط عمى : اليضبة : وقال األصمعي

شجر ، والسممات : -بالفتح -والسممات . األرض اليضاب دون : والرضم والرضام . حجارة : -بالكسر

: والعرج . والوحدة منيا رضمة . قالو أبو عمرو : - .أنو عقبة : مكان معروف بين مكة والمدينة ؛ يقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:رجعنا إلى بقية الحديث وأن عبد اهلل بن عمر حدثو ، أن رسول اهلل -

نزل عند سرحات عن يسار الطريق ، في مسيل دون ) ىرشي ، ذلك المسيل الصق بكراع ىرشي ، بينو وبين الطريق قريب من غموة ، وكان عبد اهلل بن عمر يصمي

إلى سرحة ىي اقرب السرحات إلى الطريق ، وىي .أطولين

ما : ثنية معروفة ، وكراعيا : ىرشي : قال الخطابي .يمتد منيا دون سفحيا

قدر رمية : -بفتح الغين المعجمة -الغموة : وقال غيره .بعيدة بسيم أو حجر

وعند اإلمام أحمد في حديث ابن عمر ىذا ، في ىذا غموة: ) ) الموضع زيادة

( ( .سيم ثنية في : ىرشي ( ( معجم البمدان ) ) وقال صاحب

طريق مكة ، قريبة منالجحفة ، يرى منيا البحر وليا طريقان ، فكل من سمك

.واحد واحدا منيما أفضى بو إلى موضع مر ) وفي صحيح مسمم عن ابن عباس ، أن رسول اهلل

: قالوا ( ( أي واد ىذا ؟ : ) ) بوادي األزرق ، فقال كأني أنظر إلى موسى ىابطا : ) ) قال . وادي األزرق

، ثم أتى عمى ( ( من الثنية ولو جؤار إلى اهلل بالتمبية : قالوا ( ( أي ثنية ىذا ؟ : ) ) ثنية ىرشي ، فقال

كأني أنظر إلى يونس بن متى عمى : ) ) قال . ىرشي ناقة حمراء جعدة ، عميو جبة من صوف ، خطام ناقتو

( ( .خمبة ، وىو يمبي

.ليفا : يعني : قال ىشيم :رجعنا إلى بقية الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كان ) وأن عبد اهلل بن عمر حدثو ، أن النبي - ي المسيل الذي في أدنى مر الظيران قبل المدينة ينزل ف

حين ييبط من الصفراوات ، ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق ، وأنت ذاىب إلى مكة ، ليس بين

.وبين الطريق إال رمية بحجر ) منزل رسول اهلل معروف قريب من مكة ويسمى بطن : مر الظيران

.مر .ينو وبين عسفان موضع قريب منو ب: والصفراوات

:رجعنا إلى بقية الحديث كان ) وأن عبد اهلل بن عمر حدثو ، أن النبي -

ينزل بذي طوى ، ويبيت حتى يصبح ، يصمي الصبح

ذلك عمى أكمة ) حين يقدم مكة ، ومصمى رسول اهلل غميظة ، ليس في المسجد الذي بني ثم ، ولكن أسفل

.من ذلك عمى أكمة غميظة عة من ىذا الحديث خرجيا مسمم في ىذه القط

عن محمد بن إسحاق المسيبي ، عن ( ( صحيحو ) ) .أبي ضمرة أنس بن عياض ، بإسناد البخاري

يروى بضم الطاء وكسرىا وفتحيا ، وىو واد : وذو طوى ثنية : معروف بمكة بين الثنيتين ، وتسمى أحداىما

ى المدنيين ، تشرف عمى مقبرة مكة ، وثنية تيبط عمالحصحاص ، بحاء ميممة وصادين : جبل يسمى

.ميممين ، ولم يكن النبي ) وكان بذي طوى مسجد بني بعد النبي

نما صمى أسفل منو عمى أكمة غميظة ) .صمى فيو ، وا أن المسجد بنتو ( ( أخبار مكة ) ) وذكر األزرقي في

.زبيدة وخرج من طريق مسمم بن خالد ، عن ابن جريج ، عم

ن عقبة ، أن نافعا حدثو ، أن ابن عمر اخبره ، موسى ب كان ينزل بذي طوى) أن رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حين يعتمر وفي حجتو حين حج ، تحت سمرة في .موضع المسجد وحدثني نافع ، أن ابن عمر حدثو ، أن : قال ابن جريج

ى يصمي كان ينزل ذا طوى فيبيت بو حت) رسول اهلل ذلك عمى ) الصبح حين يقدم مكة ، ومصمى رسول اهلل

أكمة غميظة الذي بالمسجد الذي بني ثم ، ولكنو أسفل من الجبل الطويل الذي قبل مكة ، تجعل المسجد الذي بني يسار المسجد بطرف األكمة ، ومصمى رسول اهلل

أسفل منو عمى األكمة السوداء ، تدع من األكمة ) وىا بيمين ، ثم تصمى مستقبل الفرضتين عشرة اذرع ونح

.من الجبل الطويل الذي بينو وبين الكعبة

.كذا ذكره األزرقي .ومسمم بن خالد ، لم يكن بالحافظ

وىذا إنما يعرف عن موسى بن عقبة عن نافع ، فجعمو .عن ابن جريج ، عنو

:وبقي من الحديث الذي خرجو البخاري حدثو ، أن النبي وأن عبد اهلل بن عمر -

استقبل فرضتي الجبل الذي بينو وبين الجبل الطويل ) نحو الكعبة ، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد

أسفل منو عمى األكمة ) بطرف األكمة ، ومصمى النبي السوداء ، تدع من األكمة عشرة أذرع أو نحوىا ، ثم تصمي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين

.لكعبة امسمم عن المسيبي ، -أيضا -وىذه القطعة خرجيا

عن أبي ضمرة ، وأعاد إسنادىا بعد تخريج القطعة التي .قبميا

وىذا كمو يوىم أن ىذه صفة موضع آخر صمى فيو

نما ىو من ) النبي قبل دخولو مكة ، وليس كذلك ، وا تمام صفة موضع صبلتو بذي طوى كما

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

.ساقو األزرقي في رواية ، وال ) أنو ىناك مسجدان مبنيان بعد النبي : والظاىر

.يعرف منيما اليوم شيء مدخل الطريق إليو ؛ -بضم الفاء -وفرضة الجبل

: -وأصمو مأخوذ من الفرض وىو القطع غير البميغ .قالو الخطابي

ح في ىذا بذي طوى ، وصبلتو الصب) وفي مبيت النبي دليل عمى أن من كان قادرا عمى الدخول إلى : المكان

مكة معاينة الكعبة فمو أن يصمي خارجا منيا بغير معاينة ، وأن من كان بمكة وبينو وبين الكعبة حائل

أصمي كالجبل فمو أن يصمي باالجتياد إلى الكعبة ، وال

يمزمو أن يعمو فوق الجبال حتى يشيد الكعبة ؛ لما في .من الحرج والمشقة ذلك

.وىذا قول أصحابنا والشافعية ، وال نعمم فيو خبلفا أبواب ) ) ، وبعدىا ( ( أخر أبواب المساجد ) ) وىذا

، وما يصمى إليو ، والمرور بين يدي ( ( السترة .المصمي ، ونحو ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

سترة اإلمام سترة لمن خمفو :خرج فيو ثبلثة أحاديث

:الحديث األول :قال أبنا مالك ، عن ابن : ثنا عبد اهلل بن يوسف -

شياب ، عن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة ، عن عبد

أقبمت راكبا عمى حمار أتان : اهلل بن عباس ، أنو قال يصمي ) وأنا يومئذ قد ناىزت االحتبلم ، ورسول اهلل

ى غير جدار ، فمررت بين يدي بعض بالناس بمنى إلالصف ، فنزلت وأرسمت األتان ترتع ، ودخمت في

.الصف فمم ينكر ذلك عمي أحد عن ( ( كتاب العمم ) ) في -أيضا -وقد خرجو

.إسماعيل ، عن مالك حجة : باب ) ) في ( ( المغازي ) ) وخرجو في آخر

.عن يحيى بن قزعة ، عن مالك ( ( الوداع حدثني يونس ، عن : وقال الميث : تعميقا ، قال وذكره

حدثني عبيد اهلل بن عبد اهلل ، أن : ابن شياب ، قال ابن عباس أخبره ، أنو أقبل يسير عمى حمار ، ورسول

قائم بمنى في حجة الوداع يصمي بالناس ، فسار ) اهلل الحمار بين يدي بعض الصف ، ثم نزل عنو فصف مع

.الناس .رواية يونس ولكن ىذا لفظ

من طريق ابن ( ( صحيحو ) ) وقد خرجو بو مسمم في .وىب ، عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من طريق ابن عينية ، عن -أيضا -وخرجو مسمم .يصمي بعرفة ) والنبي : الزىري ، وقال

منى : ومن طريق معمر ، عن الزىري ، ولم يذكر فيو .أو يوم الفتح -حجة الوداع وال عرفة ، وقال في

.واقتصر من حديث ابن عيينة ومعمر عمى ىذا وذكر يوم الفتح ال وجو لو ؛ فإن ابن عباس لم يكن قد

يصمي يومئذ ) ناىز يومئذ االحتبلم ، وال كان النبي .بمنى وال عرفة

.جئت أنا والفضل عمى أتان لنا : وفي رواية ابن عيينة .لنا شيئا ) مم يقل رسول اهلل ف -أيضا -وفي رواية

.وقد خرجو النسائي بتمامو ىكذا

كنت : وخرج الترمذي حديث معمر بتمامو ، ولفظو يصمي ) رديف الفضل عمى أتان ، فجئنا والنبي

بأصحابو بمنى ، فنزلنا عنيا ، فوصمنا الصف ، فمرت .بين أيدييم ، فمم تقطع صبلتيم

مر عمى حماره بين أن ابن عباس: ففي ىذه الروايات يصمي بالناس ، فمم ينكر ) يدي بعض الصف والنبي .وال أحد ممن صمى خمفو ) ذلك عميو أحد ، ال النبي

وبيذا استدل البخاري وغيره من العمماء عمى أن سترة اإلمام سترة لمن خمف ؛ ألن سترة اإلمام إذا كانت من محفوظة كفى ذلك المأمومين ، ولم يضرىم مرور

مر بينأيدييم ؛ ولذلك ال يشرع لممأمومين اتخاذ سترة ليم وىم

.خمف اإلمام إلى غير : ) ) وال نعمم أحدا ذكر في حديث ابن عباس

وقد. غير مالك ( ( جدار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في موضعين ، ذكر في ( ( الموطإ ) ) خرجو في .في األخرى أحدىما ىذه الكممة ، وأسقطيا

إلى غير : ) ) قول ابن عباس : وقد قال الشافعي .إلى غير سترة : -واهلل أعمم -، أراد ( ( جدار

.واستدل بذلك عمى أن السترة غير واجبة في الصبلة كان يصمي إلى عنزة ، فإن ) وحممو غيره عمى أن النبي

إن شاء -ىذه كانت عادتو في األسفار ، عمى ما يأتي . تعالى اهلل

فكبلم البخاري قد يدل عمى ىذا ؛ إلدخالو ىذا الحديث .في أن سترة اإلمام سترة لمن خمفو

-في رواية ابن منصور واألثرم -وحممو اإلمام أحمد .عمى مثل ىذا

صمى ) أن النبي : لكن البخاري قد خرج الحديث ، وفيو ن ال يمزم م: إلى غير جدار ، كما تقدم ، إال أن يقال .عدم الجدار نفي استتاره بحربة ونحوىا

وقد ذكر األثرم أن ابن أخي الزىري روى ىذا الحديث صمى إلى غير ) أن النبي : عن الزىري ، وذكر فيو

.سترة وقد روي عن اإلمام أحمد مثل قول الشافعي ، وأنو حمل

نقمو : -صمى إلى غير سترة ) الحديث عمى أن النبي . عنو الحسن بن ثواب

في رواية جماعة من أصحابو عنو -واستدل بالحديث عمى أن مرور الحمار بين يدي المصمي ال يقطع -

.صبلتو ، وعارض بو حديث أبي ذر .وىذا إنما يكون إذا كان يصمي إلى غير سترة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يصمي إلى ) وقد ورد في رواية التصريح بأن النبي وفي حديث آخر التصريح بأن ابن عباس . ر سترة غي

) .مر بين يدي النبي

فأما األول ، فمن طريق الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، تذاكرنا ما يقطع الصبلة عند : عن أبي الصيباء ، قال

جئت أنا وغبلم من بني عبد المطمب : ابن عباس ، قال تركنا يصمي ، فنزل ونزلت و ) عمى حمار ، ورسول اهلل

الحمار أمام الصف ، فما بااله ، وجاءت جاريتان من .بني عبد المطمب فدخمتا بين الصف ، فما بالى ذلك

.، والنسائي -وىذا لفظو -خرجو أبو داود يصمي في أرض ) ورسول اهلل : وخرجو األثرم ، وعنده

.خبلء كتاب ) ) وخرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

صمى ) أن النبي : طريق شعبة ، ولفظو من( ( الشافي .في فضاء ليس بين يديو سترة

وقد ذكره اإلمام أحمد بيذا المفظ من حديث شعبة ، .بيذا المفظ ( ( المسند ) ) واحتج بو ، ولم نجده في

: وذكر األثرم أن شعبة ومنصورا رويا في ىذا الحديث و صمى في فضاء من األرض ، ليس بين يدي) أن النبي

سترة ، ولعل ىذا مما تصرفوا في لفظو لما فيموه من

معناه ، ىكذا رواه شعبة ومنصور ، عن الحكم ، عن .يحيى ، عن صييب

عن عمرو بن مرة ، عن يحيى -أيضا -ورواه شعبة : من غير ذكر -بن الجزار ، عن ابن عباس

.في إسناده ( ( صييب ) ) .خرجو اإلمام أحمد كذلك

.أيضا -منصور ، عن الحكم كذلك وقد روي عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كذلك ( ( صحيحو ) ) خرجو ابن حبان في ورواه حجاج ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، عن

-( ( أبي الصيباء : ) ) من غير ذكر -ابن عباس في فضاء ، ) صمى رسول اهلل : ولفظ حديثو -أيضا

.ولم يزد عمى ذلك -يو شيء ليس بين يد .خرجو من طريقو اإلمام أحمد

صييب المدني ، وىو ثقة ، : وأبو الصيباء ، اسمو ويقال أنو البكري ، وىو مدني ، . وثقو أبو زرعة وغيره

شيخ من أىل : لكن سئل عن صييب ىذا ، فقال .وىذا يدل عمى أنو غير المدني . البصرة

كبل -يما نقمو عنو ابنو ف -وصحح أبو حاتم الرازي سقاطو : القولين .إدخال صييب في إسناده ، وا أن يحيى بن الجزار لم ( ( : مسند اإلمام أحمد ) ) وفي

.يسمعو من ابن عباس .أن ذلك من قول شعبة : والظاىر

.وكبلم أحمد يدل عمى أن الصحيح دخولو في اإلسناد و عمى أن وذكر اإلمام أحمد ىذا الحديث ، واستدل بليس ىو : الصبلة إلى غير سترة صحيحة ، وقال

.بذاك من جية إسناده ، ولعمو رأى أن صييبا ىذا غير : يعني

معروف ، وليس ىو بأبي الصيباء البكري مولى ابن .عباس ؛ فإن ذاك مدني

حدثني عبد الكريم : فمن طريق ابن جريج : وأما الثاني

الجزري ، أن مجاىداأنا ) أتيت النبي : خبره ، عن ابن عباس ، قال أ

بعرفة ) والفضل عمى أتان ، فمررنا بين يدي رسول اهلل وىو يصمي المكتوبة ، ليس شيء يستره ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يحول بيننا وبينو .خرجو البزار

وخرج اإلمام أحمد من طريق ابن أبي ذئب ، عن شعبة جئت أنا : عباس ، عن ابن عباس ، قال مولى ابن

يصمي بالناس في ) والفضل عمى حمار ، ورسول اهلل فضاء من األرض ، فمررنا بين يديو ونحن عميو ، حتى

.جاوزنا عامة الصف ، فما نيانا وال ردنا .وشعبة ىذا ، تكمم فيو

فعمى تقدير أن يكون ابن عباس مر بين يدي النبي

سترة ، فإنو يحمل عمى أنو مر وىو يصمي إلى غير) بين يديو من بعد ؛ فإنو ال يظن بالفضل وأخيو أن يمرا

ذا كان ) عمى حمار بين يدي النبي بالقرب منو ، وا مرورىما بين يديو متباعدا فإنو ال يضر ، ومرورىما

.عمى ىذه الحال وجوده كعدمو وعمى تقدير أن يكونا لم يمرا إال بين يدي بعض الصف

، والروايات الصحيحة إنما ) م يمرا بين يدي النبي ، ولمن صبلتو ) تدل عمى ذلك فمع ما عمم من عادة النبي

.إلى العنزة في أسفاره .أيضا -وقد روي ذلك من حديث ابن عباس

حدثني : ثنا يزيد بن أبي حكيم : خرجو اإلمام أحمد قال ابن : سمعت عكرمة يقول : الحكم بن أبان ، قال

بعرفات ، ) ركزت العنزة بين يدي النبي : س قال عبا .فصمى والحمار من وراء العنزة

أنو أشار إلى مروره عمى الحمار بين يديو ، : والظاىر فيستدل بالحديث حينئذ عمى أن سترة اإلمام سترة لمن

.خمفو ، كما استدل بو البخاري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حينئذ يصمي إلى سترة أو إلى غير ) ي وسواء كان النبسترة ؛ ألن قبمتو كانت محفوظة عن المرور فييا ،

سترة لمن وراءه ؛ فمذلك لم يضرىم مرور ) وكان ىو .الحمار بين أيدييم

إن سترة اإلمام سترة لمن : وىذا قول جميور العمماء .خمفو

روي ذلك عن ابن عمر ، وبو قال : قال ابن المنذر .انتيى . ومالك واألوزاعي واحمد النخعي .عن أبي قبلبة وعن الشعبي -أيضا -وروي

.وروي عنو ، عن مسروق ولكن أنكره اإلمام أحمد ، وذكره عبد الرحمن بن أبي

الزناد ، عن أبيو ، عن فقياء المدينة السبعة في مشيخة .سواىم من نظرائيم أىل ثقة وفضل ، وىو قول الثوري

:حديث مرفوع وقد روي فيوخرجو الطبراني من رواية سويد بن عبد العزيز ، عن

: ، قال ) عاصم األحول ، عن أنس ، عن النبي ( ( .سترة اإلمام سترة لمن خمفو ) )

.ولكن ال يصح ؛ وسويد ىذا ضعيف جدا وقد أنكر اإلمام أحمد عميو أنو روى عن حصين ، عن

مام سترة لمن سترة اإل: الشعبي ، عن مسروق أنو قال فكيف لو سمع أنو . إنما ىو قول الشعبي : خمفو ، وقال

؟) روى ذلك بإسناد لو عن النبي اإلمام سترة لمن خمفو ، وىو قول : ومنيم من قال

.طائفة من أصحاب مالك أن المأمومين : ومعنى كون سترة اإلمام سترة لمن خمفو

ال يشرع ليم أن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ينصبوا بين أيدييم سترة إماميم ، وأنو ال يضرىم من مر

.بين أيدييم إذا لم يمر بين يدي إماميم ما روى ىشام بن الغاز ، : -أيضا -ويدل عمى ذلك

: عن عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن جده ، قال -ثنية أذاخر ، فحضرت الصبلة ) ىبطنا مع النبي

تخذه قبمة ونحن خمفو ، فجاءت فا -إلى جدر : يعني بييمة تمر بين يديو ، فما زال يدارئيا حتى لصق بطنو

.بالجدر ، ومرت من ورائو .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

وىذا يدل عمى أن المرور بين اإلمام وسترتو محذور ، بخبلف المرور بين يدي من خمفو ، إذا كانت سترة

.اإلمام محفوظة ور بين يدي المأمومين إذا كانت سترة وأما جواز المر

:إماميم محفوظة ففيو قوالن نص عميو في رواية -أيضا -أنو منيي عنو : أحدىما

األثرم ، في الرجل يكون خمف اإلمام وبين يديو صف ،

فيكون في الصف الذي بين يديو خمل عن يساره ليس إن كان بحذائو : ىو بحذائو ، أيمشي إليو فيسده ؟ قال

عل فأما أن يمشي معترضا فيؤذي الذي إلى جنبو ويمر ف .بين يديو فبل

وىذا يدل عمى أن المشي بين يدي المأمومين داخل في .النيي

ومن أصحابنا من حمل ذلك عمى كراىة التنزيو ، .بخبلف المشي بين اإلمام والمنفرد

وسيأتي عن -أيضا -والكراىة قول أصحاب الشافعي .عميو الشافعي ما يدل

.ال يعجبني ذلك : وقال سفيان أنو بمغو ، أن ابن عمر ( ( الموطإ ) ) وذكر مالك في

كان يكره أن يمر بين يدي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .النساء وىن يصمين

وحممو بعضيم عمى كراىة المرور بين يدي صفوف .النساء في مؤخرة المسجد إذا صمين مع اإلمام

جوازه من غير كراىة ، وأنو غير داخل : قول الثاني والفي النيي ، وقد حكاه بعض أصحابنا رواية عن أحمد ، إذا كان مشيو لحاجة ؛ كمشيو إلى فرجة في الصف ،

.أو إذا لم يجد موضعا يصمي قيو وىو ظاىر كبلم كثير من أصحابنا ؛ فإنيم استدلوا

ة لمن خمفو ، بحديث ابن عباس عمى أن سترة اإلمام ستر .وجعموا عدم اإلنكار عمى ابن عباس دليبل عمى ذلك

فإنو استدل بعدم -أيضا -وكبلم ابن عباس يدل عميو .اإلنكار عمى الجواز

وىو مستمزم لعدم بطبلن الصبلة ، وىذا مذىب مالك .وأصحابو

الرخصة في : باب ( ( : ) ) الموطإ ) ) ذكر مالك في ، وخرج فيو حديث ابن ( ( ي المرور بين يدي المصم

بمغني أن سعد بن وقاص كان : عباس ىذا ، ثم قال .يمر بين يدي بعض الصفوف والصبلة قائمة

وأنا أرى ذلك واسعا ، إذا أقيمت الصبلة بعد : قال مالك أن يحرم اإلمام ولم يجد المرء مدخبل إلى المسجد إال

.بين الصفوف بعض كبلم مالك ، ( (سننو ) ) وقد ذكر أبو داود في .عن القعنبي ، عنو إذ انتيى إلى المسجد والطريق بين : وقال سفيان الثوري

.أيدييم ، فانو يمشي معترضا حتى يدخل المسجد وال بأس بالمرور : لمبرادعي ( ( تيذيب المدونة ) ) وفي

بين الصفوف عرضا ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يكونوا إلى سترة ، وكذلك من واإلمام سترة ل يم ، وا رعف وأحدث فميخرج عرضا ، وليس عميو أن يرجع إلى

.عجز المسجد أن المأموم ال ( ( التمييد ) ) وذكر ابن عبد البر في

ال أعمم بين أىل العمم : يدفع من مر بين يديو ، وقال .فيو خبلفا في قول مالك الذي ذكره( ( االستذكار ) ) وذكر في

، وذكر أن مالكا يرخص في ذلك لمن ( ( الموطإ ) ) : يعني -لم يجد منو بدا ، وأن غيره ال يرى بو بأسا

؛ لحديث ابن -بكل حال ، سواء اضطر إليو أو ال وقد قدمنا أن اإلمام سترة لمن خمفو ، : قال . عباس

. فالماشي خمفو أمام الصف كالماشي خمفو دون صف أن يكون المار لم يجد بدا كما قال ويحتمل ىذا: قال ولكن الظاىر ما قدمنا من اآلثار الدالة عمى أن . مالك

.اإلمام سترة لمن خمفو ىل الرخصة : وىذا الكبلم يدل عمى أن لمعمماء اختبلفا

تختص بحال الضرورة أم تعم ؟وقد حكى بعض أصحابنا رواية أخرى عن أحمد ، بأن

يكره لو أن يمشي عرضا بين من كان بين يديو فرجة فبل

.الصفوف حتى يقوم فييا ن لم وىذا قول ثالث بالرخصة في ذلك لحاجة إليو ، وا

.يكن ضرورة عن الشافعي ( ( المعرفة ) ) وذكر البييقي في كتابو

في القديم ، أنو ذكر قول مالك في ىذا ، واعتراض من اعترض عميو ثم أخذ في الذب عنو ، واحتج بحديث ابن

عباسوغيره ، وأشار إلى أن ذلك إنما قالو في المرور بين يدي

المتنفمين الذين عمييم قطع النافمة لممكتوبة ، وال يجد .الداخل طريقا غير الممر بين أيدييم

ومعنى ىذا أنو إنما يجوز المرور لمضرورة بين يدي من يصمي صبلة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من يتنفل بعد إقامة الصبلة ، أو يطيل مكروىة ، ىو

.في نافمتو وقد أقيمت الصبلة ولكن أصحاب مالك حمموا كبلم مالك عمى عمومو في حال الضرورة كما تقدم ، وىذا الكبلم من الشافعي يدل عمى أن المأمومين ال يجوز المرور بين أيدييم إذا كانوا

قالو أحمد يقتدون بصبلة اإلمام لضرورة وال غيرىا ، كما .في غير حال الضرورة في رواية األثرم

إذا وجد الداخل فرجة في : وقال أصحاب الشافعي الصف األول ، فمو أن يمر بين يدي الصف الثاني

.ويصف فييا ؛ لتقصير أىل الثاني بتركيا وىذا موافق لكبلم الشافعي ، حيث لم يجز المرور إال

الضرورة مع تقصير المصمين ، لكنو يخصو بحال .وأصحابو لم يخصوه بذلك عمى ( ( مختمف الحديث ) ) ونص الشافعي في كتاب

أن المرور بين يدي المصمي إلى غير سترة مباح غير مكروه ، واستدل بحديث ابن عباس ىذا ، وبحديث

.المطمب بن أبي وداعة وذىبت طائفة من العمماء إلى أن سترة اإلمام ليست

:مأمومين سترة لمن خمفو من الفروى الجوزجاني وغيره من طريق ابن سيرين ، أنو بمغو ، أن الحكم الغفاري أم جيشا ، وأنو كان بين يديو رمح ، فمر بو ما يقطع الصبلة ، فأعاد بالقوم الصبلة ، فمما

أولم تروا إلى ما مر بين : انصرف ذكر ذلك لو ، فقال إنما أعدت أيدينا ؟ فأنا ومن يميني قد سترنا الرمح ، ف

.الصبلة من أجل العامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروي عن ( ( : كتابو الكبير ) ) قال ابن المنذر في .عطاء نحوه

أخبار قضاة ) ) وروى عمر بن شبة في كتاب ثنا إسماعيل بن : ثنا محمد بن حاتم ( ( : البصرة أنس يصمي كان موسى بن : ثنا يونس ؛ قال : إبراىيم

بالناس في صحن المسجد ، فكان كمب يمر بين أيدييم

أما اإلمام ومن كان إلى سارية : ، فسألوا الحسن ، فقال ومن كان خمف الصف فبل يعيد ، ومن كان بين

.السواري فميعد وأما عمى تقدير أن يكون ابن عباس مر عمى األتان بين

ينيو ، وىو يصمي إلى غير سترة ، ولم) يدي النبي :عن ذلك ، فيذا يحتمل وجوىا

أن يكون مر بين يديو من بعد ، والمار أمام : أحدىا .المصمي إلى غير سترة عن بعد كالمار خمف سترتو

ولكن خرج اإلمام أحمد من حديث الحسن العرني ، عن أقبمت عمى حمار ورسول اهلل : ابن عباس ، قال

نزلت عنو ، يصمي بالناس ، حتى إذا كنت قريبا منو) في صبلتو ، فما أعاد ) وخميت عنو ، ودخمت مع النبي .صبلتو ، وال نياني عما صنعت

قالو اإلمام : -والحسن العرني لم يسمع من ابن عباس .أحمد ، فحديثو عنو منقطع

أن يحمل عمى أن االستتار في الصبلة غير : والثاني نما ىو عمى االختيار ، وىذا حكاه ا لبييقي واجب ، وا

.عن الشافعي فالمرور بين يدي المصمي إلى غير سترة ، : ولكن يقال

إما أنو حرام ، أو مكروه ، فكيف أقر عميو ولم ينكر ؟ .بأنو إذا كان مكروىا ، فإنكاره غير واجب : وقد يجاب

أن من صمى إلى غير سترة لم يكن : وألصحابنا وجو المرور بين يديو منييا

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

عنو إنما النيي يختص بمن صمى إلى سترة ، فينيى .عن المرور بينو وبين السترة ، وىو قول ابن المنذر

ال يحرم المرور بين يدي : وقال أصحاب الشافعي .المصمي إلى غير سترة ، بل يكره

وىل لممصمي إلى غير سترة أن يدفع المار بين يديو ؟ .ليس لو الدفع : ، أصحيما عمى وجيين ليم

أن يكون مرور ابن عباس بين يدي النبي : والثالث

بمنى كما في رواية مالك وغيره من أصحاب الزىري ، ) وحكم الحرم أنو يجوز المرور فيو بين يدي المصمي دون

قالو طائفة من أصحابنا ، وستأتي ىذه : -سائر البمدان .عمييا المسألة فيما بعد حيث بوب البخاري

وقد روي ما يخالف ىذا ، وأن المار يرد باألبطح ، حدثني حبان بن واسع ، عن أبيو ، : فروى ابن لييعة

عن عبد اهلل بن زيد وأبي بشير األنصاري ، أن رسول صمى بيم ذات يوم وامرأة بالبطحاء ، فأشار إلييا ) اهلل

.أن تأخري ، فرجعت حتى صمى ثم مرت ) النبي .م أحمد خرجو اإلما

.وابن لييعة ، حالو مشيور :الحديث الثاني

:قال ثنا عبيد : ثنا عبد اهلل بن نمير : ثنا إسحاق -

اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديو )

فيصمي إلييا والناس من ورائو ، وكان يفعل ذلك في .لسفر ، فمن ثم اتخذىا األمراء ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان إذا صمى في فضاء ) أن النبي : في ىذا الحديث من األرض صمى إلى الحربة ، فيركزىا بين يديو ، ثم يصمي إلييا ، فكان يفعل ذلك في العيدين ؛ ألنو كان

، وكان يصمييما بالمصمى ، ولم يكن فيو بناء وال سترة ؛ ألن المسافر ال يجد -أيضا -يفعل ذلك في أسفاره

غالبا جدارا يستتر بو ، وأكثر ما يصمي في فضاء من .األرض

أخبرني نافع ، : وخرج ابن ماجو من طريق األوزاعي كان يغدو إلى المصمى ) عن ابن عمر ، أن رسول اهلل

صمى في يوم عيد ، والعنزة تحمل بين يديو ، فإذا بمغ المنصبت بين يديو ، فيصمي إلييا ، وذلك أن المصمى

.كان فضاء ليس شيء يستتر بو .وخرج البخاري أولو دون آخره

ثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية ، : وقال أبو نعيم كانت تحمل الحربة مع رسول اهلل : عن مكحول ، قال

.؛ ألنو كان يصمي إلييا ) تخاذ األمراء ليا ، وما ذكر في حديث ابن عمر من ا

فاألمراء الذين عناىم في زمنو إنما اتخذوىا تعاظما وكبرا يتخذىا ) ، لم يتخذوىا ألجل الصبلة كما كان النبي

.لمصبلة ن : وفي الحديث دليل عمى استحباب السترة لممصمي وا

.كان في فضاء ، وىو قول األكثرين ى ورخص طائفة من العمماء لمن في فضاء أن يصمي إل

.الحسن وعروة : غير سترة ، منيم . وكان القاسم وسالم يصميان في السفر إلى غير سترة

نقمو عنو األثرم : -وروي عن اإلمام أحمد نحوه .مذىب مالك -أيضا -وىو . وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وال يصمي في ( ( : تيذيب المدونة ) ) قال صاحب سترة ، ويصمي في السفر أو بموضع الحضر إال إلى

.يأمن فيو مرور شيء بين يديو إلى غير سترة بمنى إلى غير جدار ، كما ) ويستدل لذلك بصبلة النبي

تقدم في رواية مالك لحديث ابن عباس ، وان الشافعي .وغيره فسروه بصبلتو إلى غير سترة بالكمية

دي إن فائدة السترة منع المرور بين ي: وقد قيل .المصمي

.كف النظر عما وراء السترة : وقيل واألول أظير وأشبو بظواىر النصوص ، والعنزة ونحوىا

.ال تكف النظر وحيث تستحب الصبلة إلى السترة ، فميس ذلك عمى الوجوب عند األكثرين ، وىو المشيور عند أصحاب

.اإلمام أحمد ىي واجبة ، لكن ال تبطل الصبلة: ومنيم من قال

بتركيا حتى يوجد المرور المبطل لمصبلة الذي ألجمو .شرعت السترة إلى ) حديث ابن عباس في صبلة النبي : وقال األثرم

غير سترة إن كان محفوظا فإنما وجيو إذا لم يجد سترة .أجزأه

فحممو عمى حالة تعذر وجود السترة ، وفيو نظر ؛ فان و ، وىو بمنى ال يتعذر عميو تحصيل ما يستتر ب) النبي

.أو بعرفة ، ومعو الخمق العظيم من المسممين ورخصت طائفة في الصبلة إلى غير سترة مطمقا ؛ روى

ال بأس أن يصمي إلى غير : جابر ، عن الشعبي ، قال .سترة

ما يستر المصمي ، وما : وقال ابن سيرين قمت لعبيدة . يسترىا التقوى ويقطعيا الفجور : يقطع الصبلة ؟ قال

أطيب لنفسك أن تجعل : فذكرتو لشريح ، فقال : قال .بين يديك شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجيما وكيع من الجفاء أن : وروى بإسناده ، عن ابن مسعود ، قال

.يصمي الرجل إلى غير سترة :الحديث الثاني

ثنا شعبة ، عن عون بن أبي : ثنا أبو الوليد - صمى ) سمعت أبي يحدث ، أن النبي : حيفة ، قال ج

الظير ركعتين -وبين يديو عنزة -بيم بالبطحاء .والعصر ركعتين ، يمر بين يديو المرأة والحمار

-كما دل عميو حديث ابن عمر -يدل -أيضا -ىذا كان يصمي في أسفاره إلى عنزة تستره ممن ) أن النبي

عف حمل األثرم لصبلة يمر بين يديو ، وىذا مما يضبمنى أو عرفة إلى غير سترة عمى أنو تعذر ) النبي

عميو السترة ؛ فان حديث أبي جحيفة يدل عمى أن العنزة .كانت معو في حجة الوداع ، وانو صمى إلييا بمكة

مما يسدل ( ( يمر بين يديو المرأة والحمار : ) ) وقولو

ر سترة بو عمى أن مرورىا بين يدي المصمي إلى غييقطع عميو صبلتو ، ولوال ذلك لم يكن لتخصيص المرأة

.معنى -والحمار بمرورىما بين يديو من وراء السترة : يعني -( ( يمر بين يديو المرأة والحمار : ) ) وقولو

يمرون من : من وراء العنزة ، كما في الرواية األخرى .إن شاء اهلل تعالى -ورائيا ، وستأتي قريبا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

قدر كم ينبغي أن يكون بين المصمي والسترة ؟ثنا عبد العزيز بن أبي : حدثنا عمرو بن زرارة -

كان بين مصمى : حازم ، عن أبيو ، عن سيل ، قال .وبين الجدار ممر مشاة ) رسول اهلل

ن أبي عبيد ثنا يزيد ب: حدثنا المكي بن إبراىيم - كان جدار المسجد عند المنبر ، ما : ، عن سممة ، قال

.كادت الشاة تجوزىا ىذا الحديث الثاني أحد ثبلثيات البخاري ، وىي

.فييا ثبلثة رجال ) األحاديث التي بينو وبين النبي كان يصمي قريبا من ) وحديث سيل يدل عمى أن النبي

الجدار غير قدر الجدار بحيث ال يكون بين موقفو وبين .ما تمر فيو الشاة

وأما حديث سممة بن األكوع ، فتخريج البخاري لو في ىذا الباب يدل عمى أنو فيم منو أن المنبر كان بإزاء

في صبلتو أو متقدما عميو ، متنحيا عن ) موقف النبي .جدار قبمة المسجد ، وبينيما خمل ال تجوز منو الشاة

أنو كان بين المنبر : المراد بو أنو يحتمل أن : وقد قيل وبين جدار المسجد الغربي خمل يسير ، ال تكاد الشاة

.تجوز منو ، وانو ليس المراد بو جدار القبمة لكن قد خرج البخاري ىذا الحديث في كتاب

بمفظ صريح في المعنى الذي فيمو ( ( االعتصام ) ) منو ىاىنا ، عن ابن أبي مريم ، عن أبي غسان ، عن أبي حازم ، عن سيل ، أنو كان بين جدار المسجد مما

.يمي القبمة وبين المنبر ممر الشاة وخرج اإلمام أحمد ، عن حماد بن مسعدة ، عن يزيد بن

أبي عبيد ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كان بين المنبر والقبمة قدر ممر شاة : سممة ، قال :ديث أخر وفي القرب من السترة أحا

ما خرجو البخاري في باب مفرد بعد ىذا من : فمنيا حديث موسى بن عقبة ، عن نافع ، أن عبداهلل كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجيو حين يدخل ، وجعل الباب قبل ظيره يمشي حتى يكون بينو وبين الجدار الذي قبل وجيو قريب من ثبلثة أذرع صمى بو ، يتوخى المكان

.صمى فيو ) ه بو ببلل أن النبي الذي أخبر ما ورد في األمر بالدنو من السترة من غير : ومنيا

:تقدير بشيء

فروى نافع بن جبير ، عن سيل بن أبي حثمة ، يبمغ بو إذا صمى أحدكم إلى سترة فميدن : ) ) ، قال ) النبي

( ( .منيا ، ال يقطع الشيطان عميو صبلتو والنسائي وابن حبان في خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

( ( .صحيحو ) ) وذكر أبو داود في إسناده اختبلفا ، وكذلك ذكره البخاري

( ( .تاريخو ) ) في مرسبل ، -عن نافع بن جبير -أيضا -وقد روى

( ( .فإن الشيطان يمر بينو وبينيا : ) ) وفيو .حديث سيل ىذا ثابت : وقال العقيمي

: -أحمد : يعني -بي عبداهلل قمت أل: وقال الميموني إذا صمى أحدكم فميدن ) : ) ) كيف إسناد حديث النبي

.صالح ، ليس بإسناده بأس : ؟ قال ( ( من سترتو وروى ابن عجبلن ، عن زيد بن أسمم ، عن عبد الرحمن

قال رسول اهلل : بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيو ، قال سترة ، وليدن إذا صمى أحدكم فميصل إلى ) : ) )

( ( .منيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو ) .وروي ىذا المتن من وجوه أخر عن النبي

وروى إسحاق بن سويد ، عن عمر ، أنو رأى ، رجبل يصمي متباعدا عن

تقدم ، ال يفسد الشيطان عميك صبلتك ، : القبمة ، فقال ) .إني لم أقل إال ما سمعت من رسول اهلل أما

.خرجو اإلسماعيمي وغيره .وىو منقطع ؛ فإن إسحاق لم يسمع من عمر

.وقد روي عنو مرسبل .وروي عنو ، عمن حدثو ، عن عمر

وروى مصعب بن ثابت ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو أرىقوا ) : ) ) قال رسول اهلل : ، عن عائشة ، قالت

( ( . القبمة

.خرجو البزار واألثرم لم يروه : -فيما نقمو عنو البرقاني -وقال الدارقطني

.إال مصعب بن ثابت ، وليس بالقوي -ومعنى إرىاق القبمة مضايقتيا ومزاحمتيا والدنو منيا

.فسره ابن قتيبة وغيره ، وتوقف أحمد في تفسيره : م إذا صمى أحدك: ) ) وخرجو الجوزجاني ، ولفظو

( ( .فميصل إلى سترة ، وليقرب منيا :وفي الباب أحاديث أخر مسندة ومرسمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمي : وروى وكيع بإسناده عن ابن مسعود ، قال .وبينو وبين القبمة مقدار ممر رجل

.ال يصمين أحدكم وبينو وبين القبمة فجوة : قال : وعنو : كانوا يرقبون في البعد شيئا ؟ قال ىل: وسئل الحسن

.ال أعممو

كان عبداهلل بن معقل يجعل بينو وبين : وقال ابن المنذر .سترتو ستة أذرع

أقل ما يكفيك ثبلثة أذرع ، وبو قال : وقال عطاء .الشافعي

سألت أحمد عن الرجل يصمي ، كم يكون : وقال مينأ مة ما استطاع ، ثم يدنو من القب: بينو وبين القبمة ؟ قال

في الكعبة ) صمى رسول اهلل : إن ابن عمر قال : قال .، فكان بينو وبين الحائط ثبلثة أذرع

سئل أبو عبداهلل عن مقدار ما بين : وقال األثرم . المصمي وبين السارية ؟ فذكر حديث ابن عمر ىذا

: يكون بينو وبين الجدار إذا سجد شبر ؟ قال : قيل لو .ا شبر ال أدري مورأيتو يتطوع وبينو وبين القبمة كثير ، أذرع : قال األثرم

.ثبلثة أو أكثر .ولم يحد مالك في ذلك حدا : قال ابن عبد البر

ثم أشار ابن عبد البر إلى أن اآلخذين بحديث سيل بن .سعد الذي خرجو البخاري في قدر ممر الشاة أولى

إسنادا حديث ابن عمر أصح : وقال في موضع آخر .من حديث سيل ، وكبلىما حسن

ولو جمع بين حديث سيل وابن عمر فأخذ : قمت بحديث ابن عمر في النافمة وحديث سيل في الفريضة

لكان لو وجو ؛ فإن صبلة النبي في الكعبة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في ) كانت تطوعا ، وسيل إنما أخبر عن مقام النبي .كان يصمي فيو بالناس الفرائض مسجده الذي .قدره بعض الناس بقدر شبر : وقال القرطبي

ىذا فيما يفصل عن محل سجوده ، ال عن محل : قمت .قيامو ، كما سئل عنو اإلمام أحمد فيما سبق

ولم أحد في ذلك حدا ، إال أن ذلك بقدر ما يركع : قال .فيو ويسجد ، ويتمكن من دفع من يمر بين يديو

وقد حمل بعض شيوخنا حديث ممر الشاة عمى ما : ل قا

إذا كان قائما ، وحديث ثبلثة أذرع عمى ما إذا ركع أو .سجد

كذا وجدتو ، وينبغي أن يكون بالعكس ؛ فإن الراكع .والساجد يدنوان من السترة أكثر من القائم كما ال يخفى

أن ممر : من الشافعية ( ( الميذب ) ) وذكر صاحب در ثبلثة أذرع ، فعمى قولو يتحد معنى حديث العنز ق

.سيل وحديث ابن عمر ، وىو بعيد جدا ومتى صمى إلى سترة وتباعد عنيا ، فقال أصحاب

ىو كما لو صمى إلى غير سترة ، في المرور : الشافعي .بين يديو ودفعو لممار ، عمى ما سبق حكاية مذىبيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة إلى الحربة: ثنا يحيى ، عن عبيد اهلل ، قال : حدثنا مسدد -

كانت ) أخبرني نافع ، عن عبداهلل بن عمر ، أن النبي .تركز لو الحربة ، فيصمي إلييا

.قد تقدم ىذا الحديث بأبسط من ىذا السياق

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

لعنزةالصبلة إلى اثنا عون بن أبي : ثنا شعبة : حدثنا آدم -

خرج عمينا رسول : سمعت أبي ، قال : جحيفة ، قال بالمياجرة ، فأتي بوضوء فتوضأ ، فصمى بنا ) اهلل

الظير والعصر ، وبين يديو عنزة ، والمرأة والحمار .يمرون من ورائيا

حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع ، ثنا شاذان ، - سمعت : عن شعبة ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، قال

إذا خرج لحاجتو ) كان رسول اهلل : انس بن مالك يقول

تبعتو أنا وغبلم ، ومعنا عكازة أو عصى أو عنزة ، .ومعنا إداوة ، فإذا فرغ من حاجتو ناولناه اإلداوة

أسود بن عامر ، وشاذان لقب : ، ىو ( ( شاذان ) ) .لو

، في ( ( كتاب الوضوء ) ) خرجو في وحديث انس قد، وذكرنا ىناك فائدة حمل ( ( أبواب االستنجاء ) )

.العنزة وظاىر تبويب البخاري يدل عمى التفريق بين العنزة

.والحربة ، وأكثر العمماء فسروا العنزة بالحربة العنزة عصا قدر نصف الرمح أو أكثر : وقال أبو عبيد

.، ليا سنان سمم حديث ابن عمر الذي خرجو البخاري في وقد خرج م

الباب الماضي من حديث عبيد اهلل ، عن نافع ، عن كان تركز لو العنزة ويصمي ) ابن عمر ، أن النبي

.إلييا .وىي الحربة : قال عبيد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وقد فرق قوم بين العنزة والحربة ، فعن األصمعي قال .العريضة النصل : ما دور نصمو ، والحربة : لعنزة ا

.وأشار بعضيم إلى عكس ذلك أن السترة : إلى العنزة والحربة يستفاد منو ) وصبلتو

يستحب أن يكون عرضيا كعرض الرمح ونحوه ، .وطوليا ذراع فما فوقو

إذا : ) ) قال ) جاء الحديث عن النبي : قال ابن المنذر يو مثل مؤخرة الرحل فميصل ، وال وضع أحدكم بين يد

( ( .يبالي من مر وراء ذلك .وقال أنس وأبو ىريرة بذلك في الطول

.يجزئ السيم والسوط والسيف : وقال األوزاعي قدر مؤخرة الرحل يكون حالقيا عمى وجو : وقال عطاء

.األرض ذراعا .وبو قال الثوري وأصحاب الرأي

.م الذراع فصاعدا قدر عظ: وقال مالك والشافعي

.ذراعا وشبرا : وقال قتادة يستر المصمي مثل مؤخرة الرحل ، وبو : وقال األوزاعي

.انتيى . قال الثوري طول الرحل ، : وسئل أبو العالية عن السترة ؟ فقال

.والعرض ما عرض أحب إلي أقل ما يجزئ المصمي : قال مالك : وقال ابن عبد البر

في السترة غمظ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قدر : الرمح ، وكذلك السوط أن كان قائما ، وارتفاعيا عظم الذراع ، ىذا أقل ما يجزئ عنده ، وال تفسد عنده ن كان ذلك مكروىا صبلة من صمى إلى غير سترة ، وا

.لو .وقول الشافعي في ذلك كقول مالك

در مؤخرة الرحل ق: أقل السترة : وقال الثوري وأبو حنيفة

، ويكون ارتفاعيا عمى ظير األرض ذراعا ، وىو قول .عطاء

.ذراع وشبر : وقال قتادة قدر مؤخرة الرحل ، ولم يحد ذراعا ، : وقال األوزاعي

يجزئ السيم : وال عظم ذراع ، وال غير ذلك ، وقال .انتيى . يعني في الغمظ -والسوط والسيف

ويستره : لمبرادعي المالكي ( (تيذيب المدونة ) ) وفي قال . قدر مؤخرة الرحل ، وىو نحو من عظم الذراع

ني ألحب أن يكون في جمة الرمح أو الحربة ، : مالك وا .انتيى . وليس السوط بسترة

وأما مذىب الشافعي وأصحابو ، فيستحب عندىم أن يكون ارتفاع السترة قدر مؤخرة الرحل ، واختمفوا في

إنيا نحو ثمثي ذراع : مشيور عندىم تقديرىا ، فالذراع ، وأما عرضيا فبل حد لو عندىم : وقيل . فصاعدا

.، بل يكفي الغميظ والدقيق وأما مذىب أحمد وأصحابو ، فنص أحمد عمى أن السترة

نقمو : -قدر مؤخرة الرحل ، وأن مؤخرة الرحل ذراع

.عنو أكثر أصحابو : تر المصمي ، قال ونقل ابن قاسم ، عنو في قدر ما يس

.قدر عظم الذراع من األشياء ، وىو كمؤخرة الرحل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا مثل قول من قدره بنحو ثمثي ذراع ؛ ألن ذلك ىو .طول عظم ذراع اإلنسان

وأما عرضيا فبل حد لو عند أصحابنا ، إال أنو كمما .غمظ كان أولى .در مؤخرة الرحل ذراع ق: وقال إسحاق

وقد خرج البخاري حديث الصبلة إلى مؤخرة الرحل من .أن شاء اهلل -حديث ابن عمر ، وسيأتي قريبا

وخرج مسمم من حديث سماك ، عن موسى ابن طمحة ، : ، قال ) عن أبيو طمحة بن عبيداهلل ، عن النبي

إذا وضع أحدكم بين يديو مثل مؤخرة الرحل فميصل ) )

( ( . يبالي بمن مر وراء ذلك ، وال .إسناده حسن : قال عمي بن المديني

من حديث أبي األسود ، عن -أيضا -وخرج مسمم سئل في غزوة تبوك ) عروة ، عن عائشة ، أن النبي

( ( .كمؤخرة الرحل : ) ) عن سترة المصمى ؟ فقال ومن حديث عبداهلل بن الصامت ، عن أبي ذر ، عن

إذا قام أحدكم يصمي فإنو يستره إذا : ) ) ل ، قا) النبي ( ( .كان بين يديو مثل آخرة الرحل

وخرج اإلمام أحمد من رواية عبد الممك بن الربيع بن سبرة ، عن أبيو ، عن

يستر الرجل في ) : ) ) قال رسول اهلل : جده ، قال ذا صمى أحدكم فميستتر بسيم ( ( .صبلتو السيم ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

ليستتر أحدكم في : ) ) وفي رواية لو أيضا بيذا اإلسناد

( ( .صبلتو ، ولو بسيم .صحيح عمى شرط مسمم : وخرجو الحاكم ، وقال

وخرج الحاكم أيضا من حديث أبي ىريرة ، عن النبي :، قال )

يجزئ من السترة مؤخرة الرحل ، ولو بدقة ) ) ( ( .شعرة

و صحيح عمى شرطيما ، وليس كذلك ؛ فإن ىذا وزعم أنتفرد برفعة محمد بن القاسم األسدي ، عن ثور بن يزيد ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ، عن مكحول ، عن يزيد

.بن جابر ، عن أبي ىريرة .واألسدي ، ضعيف جدا

أنو يقفو عمى : غيره ال يرفعو يعني : قال الدارقطني .أبي ىريرة

: فقال . ين عن حديث أبي ىريرة الموقوف وسئل ابن مع .ىو مستقيم اإلسناد

وروى مسعر ، عن الوليد بن أبي مالك ، عن أبي عبيد يجزئ المصمي مثل مؤخرة الرحل : اهلل ، عن أبي ىريرة

.في مثل جمة السوط قال الدار : كذا رواه الحفاظ عن مسعر ، وىو المحفوظ

.قطني وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -مسمم بن مشكم صاحب معاذ : وأبو عبيد اهلل ، ىو [ .وابن ناجية ] قالو يعقوب بن سفيان

.والوليد ومسمم شاميان ثقتان ورواه أبو ىشام الرفاعي ، عن حفص بن غياث ، عن

.مسعر فرفعو .خرجو اإلسماعيمي

.وأبو ىشام ليس بالقوي .اء اهلل حديث الصبلة إلى العصا وسنذكر أن ش

إن ما كان : وىذا كمو مما استدل بو عمى مالك في قولو .دون عرض الرمح ال تحصل بو سنة االستتار

.يستر المصمي كحرف القمم : وعن أبي العالية ، قال .خرجو وكيع

وأما إذا لم يجد ما يصمي إليو ، إال ما كان دون مؤخرة مثل حجر أو عصا ال يستطيع الرحل في االنتصاب ،

نصبيا ، فيل يضعيا بين يديو ويصمي إلييا ، أم ال ؟ :فيو قوالن أنو يصمي إلى ذلك إذا لم يجد غيره ، وحكاه : أحدىما

ابن المنذر عن سعيد بن جبير واألوزاعي وأحمد ، وىو . -أيضا -قول إسحاق

عن الشعبي ونافع ( (كتابو ) ) وروى ابن أبي شيبة في .بن جبير نحوه

إذا لم يجد شيئا شاخصا بسط : وقال طائفة من الشافعية .مصمى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كنا نستتر بالسيم والحجر في : وروي عن أبي سعيد

.الصبلة .ذكره ابن المنذر

.تكره الصبلة إلى ذلك : والثاني خعي الصبلة إلى عصا كره الن: قال ابن المنذر

.يعرضيا الخط أحب إلي من ىذه الحجارة التي في : وقال الثوري

.الطريق إذا لم يكن ذراعا أن سفيان : وحكى بعض من صنف في مذىب سفيان

ال : ىل يجزئ الحبل الممدود المعترض ؟ قال : سئل .يغني من السترة

وروى حرب بإسناده ، عن النخعي ، أنو سئل عن الرجللو كان الحبل : يصمي يستتر بحبل معترضا ؟ قال

.بالطول كان أحب إلي وىذا يدل عمى أن الصبلة إلى المستطيل أولى من الصبلة إلى المعترض عنده ؛ ألن المستطيل أشبو

.بالسترة القائمة واألكثرون ، كاألوزاعي والثوري وأحمد يرون أن ون المعترض أولى ؛ وليذا رجحوا في الخط أن يك

.معترضا ولو صمى وبين يديو ما يمنع االستطراق من نير أو

نحوه ، فيل ىو سترة ؟ .ىو سترة ، منيم الحسن واألوزاعي : قالت طائفة

.وروي ذلك عن ابن عمر بإسناد ضعيف .خرجو كمو حرب الكرماني

إذا كان نيرا : سألت إسحاق عن ذلك ، فقال : وقال ن لم يكن تجري فيو فيو تجري فيو السفن فبل يصمي ، وا

.أسيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يشير إسحاق إلى أنو إذا كان تجري فيو السفن فيو

طويق مسموك ، فبل يصمي إليو بدون سترة تحول بينو .وبينو

وأيضا ؛ فالصبلة إلى النير الجاري مما يميي المصمي ؛ كراىة الصبلة فإنو مما يستحسن النظر إليو ، وقد سبق

.إلى ما يميي إذا صمى عمى حائط قدر ثبلثة أذرع أو : وقال سفيان

.نحو ذلك فأرجو أن يكون سترة ما لم يكن طريقا وسئل النخعي عن الصبلة عمى السطح ، والناس يمرون

.يتأخر حتى ال يراىم : بين يديو ؟ قال ونقل الوليد بن مسمم ، عن األوزاعي وسعيد بن عبد

.زيز مثل قول النخعي العإن كان ارتفاع السطح مثل : وقال مالك : قال الوليد

.مؤخرة الرحل فأكثر من ذلك فصل وأما الخط في األرض إذا لم يجد ما يستتر بو ففيو

:قوالن ، وىو قول -أيضا -أنو يحصل بو االستتار : أحدىما

أبي ىريرة ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، واألوزاعي ،

ورجحو كثير من -ثوري ، والشافعي في أحد قوليو والسحاق ، وأبي ثور -أصحابو أو أكثرىم .وأحمد ، وا

أنو ليس بسترة ، وىو قول مالك ، والنخعي ، : والثاني .والميث ، وأبي حنيفة ، والشافعي في الجديد

.الخط باطل : وقال مالك عن واستدل من قال بالخط بما روى إسماعيل بن أمية ، أبي محمد عمرو بن حريث العذري ، عن جده ، عن

إذا صمى ) : ) ) قال رسول اهلل : أبي ىريرة ، قال أحدكم فميجعل تمقاء وجيو شيئا ، فإن لم يجد فمينصب

عصا ، فإن لم يجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .عصا فميخط خطا ، ثم ال يضره ما مر بين يديو أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن حبان في خرجو اإلمام

( ( .صحيحو ) )

.وحكي عن ابن المديني أنو صححو وحكى ابن عبد البر عن أحمد وعمي بن المديني أنيما

.صححاه وأحمد لم يعرف عنو التصريح بصحتو ، إنما مذىبو

العمل بالخط ، وقد يكون اعتمد عمى اآلثار الموقوفة ال .ع عمى الحديث المرفو

الحديث في الخط : فإنو قال في رواية ابن القاسم .ضعيف

إال : وكان الشافعي يقول بالخط ، ثم توقف فيو ، وقال .أن يكون فيو حديث يثبت

.وىذا يدل عمى أنو توقف في ثبوتو وقال ابن عيينة لم نجد شيئا نشد بو ىذا الحديث ، ولم

.يجئ إال من ىذا الوجو الذي روى عنو إسماعيل بن أمية وذكر أن ىذا الشيخ .سئل عنو فخمط فيو

بإسناده عن ابن ( ( سننو ) ) ذكر ذلك أبو داود في .عيينة

وقد اختمف عمى إسماعيل في تسمية شيخو ، وفيمن :رواه عنو شيخو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .عنو كما ذكرنا : فقيل .د بن حريث عنو ، عن أبي عمرو بن محم: وقيل .عنو ، عن أبي عمرو بن حريث : وقيل

.وأما االختبلف فيمن رواه عنو شيخو عمى اختبلف -عن إسماعيل ، عن شيخو ىذا : فقيل

.، عن أبيو ، عن أبي ىريرة -في تسميتو كما تقدم عنو ، عن شيخو ىذا ، عن جده ، عن أبي : وقيل .ىريرة .ىريرة عنو ، عن أبيو ، عن أبي : وقيل بغير -عنو ، عن شيخو ىذا ، عن أبي ىريرة : وقيل

.واسطة بينيما

عن إسماعيل ، عن أبي : الصحيح : وقال أبو زرعة .عمرو بن حريث ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة

عن يحيى بن معين ، ( ( تاريخو ) ) ونقل الغبلبي في إسماعيل بن أمية ، عن جده : الصحيح : أنو قال .أبو أمية ، وىو من عذرة : ىو و -حريث .عمرو بن حريث فقد أخطأ : ومن قال فيو : قال

:وىذا الكبلم يفيد شيئين أن إسماعيل بن أمية ىذا ىو ابن حريث ، : أحدىما

وىو يروي ىذا الحديث عن جده حريث العذري ، عن .أبي ىريرة

وكذا رواه عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن إسماعيل ، .يث بن عمار عن أبي ىريرة عن حر أن إسماعيل ىذا ليس ىو ابن أمية القرشي : والثاني

.ابن أمية بن حريث العذري : المشيور ، بل ىو وىذا غريب جدا ، وال أعمم أحدا ذكر إسماعيل ىذا ، : وىذا الحديث قد رواه األعيان عن إسماعيل ، منيم

نما يروي ى ؤالء عن الثوري وابن جريج وابن عيينة ، وا

إسماعيل بن أمية األموي المكي الثقة المشيور ، ويمتنع أن يوري ىؤالء كميم عن رجل ال يعرف ، وال يذكر

.اسمو في تاريخ وال غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكن ىذا الرجل الذي روى عنو إسماعيل وأبوه وجده قد .إنيم مجيولون : قيل

في رفع ىذا الحديث ووقفو عمى -أيضا -وقد اختمف .أبي ىريرة ، لكن األكثرون رفعوه

.رفعو عن إسماعيل بن أمية صحيح : وقال الدارقطني :وقد روي عن أبي ىريرة من وجو آخر

، عن أبي مالك ، عن ( ( كتابو ) ) روى وكيع في : أيوب بن موسى ، عن المقبري ، عن أبي ىريرة ، قال

.يجد ما يستره فميخط خطا إذا صمى أحدكم فمم وقد روي عن األوزاعي ، عن أيوب بن موسى ، عن

.مرفوعا -أبي سممة عن األوزاعي ، عن رجل من أىل المدينة ، عن : وقيل

.موقوفا -أبي ىريرة .والحديث ال يثبت : قال الدارقطني

وقد روي في الخط بين يدي المصمي حديث : قمت .مرفوع من حديث انس

( ( .تاريخ إستراباذ ) ) و حمزة السيمي في خرجسناده مجيول ساقط بمرة .وا

ىل يخط طوال ، أو عرضا : واختمف القائمون بالخط :كاليبلل ؟ عمى قولين

سحاق .يكون عرضا : قال عطاء والثوري وأحمد وا .يكون طوال : وقال عمرو بن قيس وغيره

نده أولى وأجازه أحمد عمى كل حال ، ولكن المعترض ع،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

السترة بمكة وغيرىاثنا شعبة ، عن الحكم : حدثنا سميمان بن حرب -

بالياجرة ، ) خرج رسول اهلل : ، عن أبي جحيفة ، قال فصمى بالبطحاء الظير والعصر ركعتين ، ونصب بين

.ن بوضوئو يديو عنزة ، وتوضأ ، فجعل الناس يتمسحو أن السترة تشرع بمكة وغيرىا ، واستدل : مراد البخاري

في -وىو أبطح مكة -صمى بالبطحاء ) بأن النبي .حجتو إلى عنزة

ىل حكميا : وقد اختمف العمماء في حكم مكة في السترة كحكم سائر

:البمدان ، أم ال ؟ عمى قولين لبمدان أن حكميا في سترة الصبلة حكم سائر ا: أحدىما

] . . . . . . . . [ ، وىو اختيار البخاري وقول .والشافعي ، وحكي رواية عن أحمد

:وروي نحوه عن ابن عمر

كتاب ) ) قال أبو نعيم الفضل بن دكين في ثنا جعفر بن برقان ، عن يزيد الفقير ، ( ( : الصبلة

كنت أصمي إلى جنب ابن عمر بمكة ، فمم أر : قال .مر بين يديو منو رجبل اكره أن ي

ثنا عبد العزيز الماجشون ، عن صالح بن كيسان ، رأيت ابن عمر يصمي في الكعبة ، فبل يدع أحدا : قال

.يرده : قال -يمر بين يديو ، يبادره وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن يحيى بن أبي كثير ،

رأيت انس بن مالك في المسجد الحرام قد نصب : قال .يا عصا يصمي إلي

أن مكة تجوز الصبلة فييا إلى غير سترة : القول الثاني ، والمرور بين يدي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المصمي من غير كراىة في ذلك ، وىو قول طاوس

.وعطاء وأحمد ، نص عميو في رواية ابن الحكم وغيره وكان محمد بن الحنفية يصمي بمسجد منى ، والناس

ن يديو ، فجاء فتى من أىمو ، فجمس بين يمرون بي .يديو

رأيت ابن : وروى ابن جريج ، عن ابن أبي عمار ، قال الزبير طاف بالبيت ، ثم جاء فصمى ، والطواف بينو

.وبين القبمة تمر بين يديو المرأة فينتظرىا حتى تمر ، ثم يضع : قال

.جبيتو في موضع قدمييا :مطمب بن أبي وداعة واستدل اإلمام أحمد بحديث ال

وقد خرجو اإلمام أحمد والنسائي وابن ماجو من رواية ابن جريج ، عن كثير بن كثير ، عن أبيو ، عن

إذا فرغ من ) رأيت النبي : المطمب بن أبي وداعة ، قال سبعو جاء حتى يحاذي بالركن ، فيصمي ركعتين في

.حاشية المطاف ، وليس بينو وبين الطواف أحد : عن ابن عيينة ، قال -أيضا -اإلمام أحمد وخرجو

حدثني كثير بن كثير ابن أبي وداعة ، سمع بعض أىمو

يصمي مما يمي ) يحدث ، عن جده ، أنو رأى النبي الباب بني سيم ، والناس يمرون بين يديو ، ليس بينيم

.سترة : وكان ابن جريج أخبرنا عنو ، فقال : قال ابن عيينة ليس من أبي : أبيو ، فسألتو ، فقال ثنا كثير ، عن

سمعتو ، ولكن من بعض أىمي ، عن جدي ، أن النبي صمى مما يمي باب بني سيم ، ليس بينو وبين )

.الطواف سترة .وخرجو أبو داود عن اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد تبين برواية ابن عيينة ىذه أنيا أصح من رواية ابن .جريج ، ولكن يصير في إسنادىا من ال يعرف

وقد رواه غير واحد عن كثير بن كثير كما رواه عنو ابن .جريج

باألبطح إلى العنزة ال يعارض حديث ) وصبلة النبي المطمب ؛ ألن حديث المطمب دل عمى جواز الصبلة

بمكة إلى غير سترة ، وحديث أبي جحيفة دل عمى جواز .رة الصبلة بمكة إلى ست

وقد نص أحمد عمى أن مكة مخصوصة من بين البمدان إن حكم الحرم كمو كذلك : بذلك ومن أصحابنا من قال

إن الصبلة إلى غير سترة مختص بالمسجد : ، ولو قيل الحرام وحده دون بقاع مكة والحرم لكان جمعا بين

الحديثين متوجيا ، وكبلم القاضي أبي يعمى في كتابو يدل عميو ، وصرح بو غيره من ( ( ير الجامع الكب) )

.أصحابنا وحمل الشافعي حديث المطمب بن أبي وداعة عمى أن

األمر بالصبلة إلى السترة عمى االستحباب دون الوجوب ، كما حمل عميو حديث ابن عباس في صبلة النبي

.بمنى إلى غير جدار ) صمى بالياجرة ) وحديث أبي جحيفة قد يوىم أن النبي

ر والعصر ، فجمع بينيما في أول وقتيما وىو مقيم الظي

عمى الجمع -فيما نعمم -بمكة ، ولم يستدل بو أحد .بين الصبلتين

فصمى الظير أو : ) ) وقد جاء في رواية لئلمام أحمد .بالشك -( ( العصر

يدل عمى أنو ( ( بالياجرة : ) ) ولكن رواية من قال .صمى الظير بغير شك

فتقدم ، فصمى الظير : مسمم ، ولفظو وقد خرجو ركعتين ، يمر بين يديو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الحمار والكمب ال يمنع ، ثم صمى العصر ركعتين ، ثم .لم يزل يصمي ركعتين حتى رجع إلى المدينة

.وىذا يدل عمى أنو إنما صمى العصر في وقتيا ون بن أبي جحيفة ، وقد رواه حجاج بين أرطاة ، عن ع

ثم -بعد ذكر صبلة الظير -عن أبيو ، وقال فيو

حضرت العصر ، فقام ببلل فأذن ، فصمى بنا رسول .ركعتين ) اهلل

.خرجو من طريقو ابن سعد .وىو صريح في أنو لم يجمع بين الصبلتين

ن كان متكمما فيو ، إال أنو فقيو وحجاج بن أرطاة ، وا فيرجع إلى زيادتو عمى من ليس لو يفيم معنى الكبلم ،

.مثل فيمو في الفقو والمعاني

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة إلى األسطوانةالمصمون أحق بالسواري من المتحدثين : وقال عمر

.إلييا ورأى ابن عمر رجبل يصمي بين أسطوانتين ، فأدناه إلى

.صل إلييا : سارية ، فقال

:خرج فيو حديثين :الحديث األول

كنت : ثنا يزيد بن أبي عبيد ، قال : ثنا المكي - آتي مع سممة بن األكوع ، فيصمي عند األسطوانة التي

يا أبا مسمم ، أراك تتحرى : عند المصحف ، فقمت فإني رأيت النبي : الصبلة عند ىذه األسطوانة ؟ قال

.يتحرى الصبلة عندىا ) .من ثبلثيات البخاري -يضا أ -ىذا

.السارية : واألسطوانة وىذه األسطوانة الظاىر أنيا من أسطوان المسجد القديم الذي يسمى الروضة ، وفي الروضة أسطوانتان ، كل

:كان يصمي إلييا ) أن النبي : منيما يقال األسطوانة المخمقة ، وتعرف بأسطوانة المياجرين ؛ ألن

: جمسون إلييا ويصمون عندىا ، وتسمى أكابرىم كانوا ي .أسطوان عائشة

صمى إلييا المكتوبة بعد تحويل ) إن النبي : ويقال .القبمة بضع عشرة يوما ، ثم تقدم إلى مصبله اليوم

وىي األسطوانة الثالثة من المنبر ، والثالثة من القبمة ، والثالثة من القبر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الشريف ، وىي متوسطة في الروضة وأسطوانة التوبة ، وىي التي ربط فييا أبو لبابة نفسو

.حتى تاب اهلل عميو كان إذا اعتكف في رمضان ) إن رسول اهلل : وقد قيل

.طرح لو فراشو ، ووضع سريره وراءىا وقد روي عن عمر مولى غفرة ومحمد بن كعب ، أن

.دىا كانت عن) أكثر نوافل النبي وىي األسطوانة الثانية من القبر الشريف ، والثالثة من

.القبمة ، والرابعة من المنبر دليل عمى أنو ال بأس أن يمزم المصمي : وفي الحديث

.مكانا معينا من المسجد يصمي فيو تطوعا

وقد ورد في رواية التصريح بأن ىذه الصبلة كانت .تطوعا

أن سممة كان يأتي إلى :خرجو ابن ماجو ، ولفظ حديثو سبحة الضحى فيعمد إلى األسطوانة دون المصحف ،

أال تصمي ىاىنا ، : فيصمي قريبا منيا ، فأقول لو إني رأيت : وأشير إلى بعض نواحي المسجد ، فيقول

.يتحرى ىذا المقام ) رسول اهلل قد يحمل عمى أنو كان ( ( قريبا منيا : ) ) وقولو

.، وال يستقبميا استقباال ينحرف عنيا في صبلتووخرج البزار ، من رواية يزيد بن أبي زياد ، عن مجاىد

لما خرج النبي : ، عن عبد الرحمن ابن صفوان ، قال أين: من البيت سألت من كان معو )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمى ركعتين عند السارية : ؟ قالوا ) صمى رسول اهلل

.يمينيا الوسطى ، عن .ويزيد بن أبي زياد ليس بالحافظ

وروى عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن في : يعني -) أين صمى النبي : عمر ، سأل ببلال

فأشار لو ببلل إلى السارية الثانية عند : ؟ قال -الكعبة .صمى عن يمينيا ، تقدم عنيا شيئا : قال . الباب

.ليس بالحافظ -أيضا -وعبد العزيز وقد صرح أصحابنا وأصحاب الشافعي وغيرىم بأنو

يستحب لمن صمى إلى سترة منصوبة أن ينحرف عنيا .وال يستقبميا

أبو بكر عبد العزيز وابن : وصرح بذلك من أصحابنا .بطة والقاضي أبو يعمى وأصحابو

وأخذوه من نص اإلمام أحمد عمى أن اإلمام يقوم عن .اق المحراب يمين ط

.وكذا قال النخعي واستدلوا بما روى عمي بن عياش ، عن الوليد بن كامل

، عن الميمب بن حجر البيراني ، عن ضباعة بنت

ما رأيت رسول اهلل : المقداد بن األسود ، عن أبييا يصمي إلى عود وال إلى عمود وال إلى شجرة إال جعمو )

.صمد لو صمدا عمى حاجبو األيمن أو األيسر ، وال ي .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

أيضا من رواية بقية بن الوليد ، -وخرجو اإلمام أحمد بن -أو ابن حجر -عن الوليد بن كامل ، عن حجر

الميمب ، عن ضبيعة بنت المقداد بن معد يكرب ، عن كان إذا صمى إلى عمود أو خشبة أو ) أبييا ، أن النبي شبو ذلك ال يجعمو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.نصب عينيو ولكن يجعمو عمى حاجبو األيسر وكبلم ابن معين وأبي حاتم : ولعل ىذه الرواية أشبو

.الرازي يشيد لو المقداد : والشاميون كانوا يسمون المقدام بن معد يكرب

أحيانا ، فيظن من سمعو غير منسوب -، وال ينسبونو نما ىو ابن معد يكرب وقد وقع ىذا أنو ابن األسود ، وا

.االختبلف ليم في غير حديث من رواياتيم .والميمب بن حجر شيخ ليس بالمشيور

: وقال البخاري . وىو شيخ : والوليد ، قال أبو حاتم .عنده عجائب لعل ىذا كان أول اإلسبلم ؛ لقرب العيد : قال القرطبي

تى تظير المخالفة في بإلف عبادة الحجارة واألصنام ، حاستقبال السترة لما كانوا عميو من استقباليم تمك

.انتيى . المعبودات وقد كره مالك أن يصمي إلى حجر في الطريق ، فأما

.إلى حجارة كثيرة فجائز ( ( .تيذيب المدونة ) ) ذكره في

وقد ورد النيي عن أن يوطن الرجل لو مكانا في المسجد ية تميم بن محمود ، عن عبد من روا: يصمي فيو

عن نقرة ) نيى رسول اهلل : الرحمن بن شبل ، قال الغراب ، وافتراش السبع ، وأن يوطن الرجل المكان الذي

.في المسجد كما يوطن البعير .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجو

.وفي إسناده اختبلف كثير .في حديثو نظر : وتميم بن محمود ، قال البخاري

وقد حمل أصحابنا حديث النيي عمى الصبلة المفروضة ، وحديث الرخصة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عمى الصبلة النافمة وكان لئلمام أحمد مكان يقوم فيو في الصبلة المكتوبة خمف اإلمام ، فتأخر يوما فنحاه الناس وتركوه ، فجاء

قد : الصف ولم يقم فيو ، وقال بعد ذلك فقام في طرف .جاء أنو يكره أن يوطن الرجل مكانو

:الحديث الثاني ثنا سفيان ، عن عمرو بن : حدثنا قبيصة -

لقد أدركت كبار أصحاب : عامر ، عن أنس ، قال .يبتدرون السواري عند المغرب ) محمد

حتى يخرج النبي : وزاد شعبة ، عن عمرو ، عن أنس . ( كتاب ) ) ة شعبة قد أسندىا البخاري في رواي

( ( .األذان وخرج مسمم من رواية عبد العزيز بن صييب ، عن أنس

كنا بالمدينة ، فإذا أذن المؤذن لصبلة المغرب : ، قال ابتدروا السواري ، فركعوا ركعتين ، حتى أن الرجل

الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصبلة قد صميت .ما من كثرة من يصميي

في ) يدل عمى أن عادة أصحاب النبي : فيذا الحديث زمنو كان التنفل إلى السواري قبل الصبلة المكتوبة وبعدىا ، وبخبلف الصبلة المكتوبة ، فإنيم كانوا

يصمونيا صفوفا صفوفا ، وال يعتبرون ليا سترة ، بل .يكتفون بسترة إماميم

: ع ، قال وروى وكيع ، عن ىشام بن الغاز ، عن ناف

كان ابن عمر إذا لم يجد سبيبل إلى سارية من سواري .اجمس وول ظيرك : المسجد قال لي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة بين السواري في غير جماعةثنا جويرية ، عن : حدثنا موسى بن إسماعيل -

يت وأسامة الب) دخل النبي : نافع ، عن ابن عمر ، قال بن زيد وعثمان بن طمحو وببلل ، فأطال ثم خرج ،

أين : فكنت أول الناس دخل عمى أثره ، فسألت ببلال .بين العمودين المقدمين : أصمي ؟ فقال

أبنا مالك بن أنس ، : حدثنا عبداهلل بن يوسف - عن نافع ، عن ابنة وأسامة بن زيد وببلل دخل الكعب) عمر ، أن رسوا اهلل

وعثمان بن طمحة الحجبي ، فأغمقيا عميو ، ومكث فييا

؟ ) ما صنع رسول اهلل : ، فسألت ببلال حين خرج جعل عمودا عن يساره ، وعمودا عن يمينو وثبلثة : قال

، -وكان البيت يومئذ عمى ستة أعمدة -أعمدة وراءه .ثم صمى

عمودين عن : ال حدثني مالك ، فق: وقال إسماعيل .يمينو

قد دل ىذان الحديثان عمى أن البيت الحرام كان فيو ستة ، وكانت األعمدة صفين ، في ) أعمدة حين دخمو النبي

األعمدة الثبلثة ) كل صف ثبلثة أعمدة ، فجعل النبي التي تمي باب البيت خمف ظيره ، وتقدم إلى األعمدة

.المتقدمة ، فصمى بين عمودين منيا أنو : -تعميقا -في رواية مالك التي ذكرىا البخاري و

.جعل عمودين عن يمينو ، وعمودا عن يساره .وقد خرجيا مسمم عن يحيى بن يحيى ، عن مالك

وىذا يدل عمى أنو كان إلى جية الركن اليماني أقرب .منو من جية الحجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رواية سالم ، عن أبيو ، أنو : -أيضا -ويشيد لذلك نعم ، : ؟ فقال ) ىل صمى فيو رسول اهلل : سأل ببلال

.بين العمودين اليمانيين ( ( .الحج ) ) وقد خرجيا البخاري في

.ما يمي جية الركن اليماني : والمراد باليمانيين حديث مجاىد ، عن ابن عمر : -أيضا -ويدل عميو

نعم : في الكعبة ؟ قال ) النبي أصمى: ، أنو سأل ببلال .، بين الساريتين المتين عمى يساره إذا دخل

، ( ( أبواب استقبال القبمة ) ) وقد خرجو البخاري في .وقد مضى

حدثني نافع ، : وقد روى عبد العزيز بن أبي رواد ، قال ؟ ) أين صمى رسول اهلل : أن ابن عمر سأل ببلال : ة الثانية عند الباب ، قال فأشار لو ببلل إلى الساري

.صمى عن يمينيا ، تقدم عنيا شيئا .خرجو األزرقي

، كأنو يريد ( ( السارية الثانية عند الباب : ) ) وقولو السارية الثانية مما يمي الباب ؛ فإن الباب يميو سارية من الصف المؤخر ، ثم يمييا سارية ثانية من الصف

.من ذلك الصف المقدم ، وىي السارية الوسطىيوىم أنو جعميا عن ( ( صمى عن يمينيا : ) ) وقولو

يساره حتى يكون مصميا عن يمينيا ، وعمى ىذا التقدير .، فيكون قد جعل عمودا عن يمينو وعمودين عن يساره وىذا يخالف رواية مالك المتقدمة ، وتمك الرواية مع ما

ويزيد عضدىا وشيد ليا أصح من رواية ابن أبي رواد ، .بن أبي زياد التي ذكرناىا في الباب الماضي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( تقدم عنيا شيئا : ) ) وقولو في رواية ابن أبي رواد يدل عمى أنو صمى متقدما عنيا إلى مقدم البيت ،

جعل بينو وبين ) وسيأتي في الباب الذي يمي ىذا أنو

.الجدار نحو ثبلثة أذرع وقد روى األعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن أبي

خرجت : ، قال -سميم المحاربي : وىو -الشعثاء حاجا ، فجئت حتى دخمت البيت ، فمما كنت بين

الساريتين مضيت حتى لزقت بالحائط ، فجاء ابن عمر أين صمى : فصمى إلى جنبي ، فمما صمى قمت لو

أسامة بن زيد ، أخبرني: من البيت ؟ قال ) رسول اهلل .أنو صمى ىاىنا

( ( .صحيحو ) ) خرجو اإلمام أحمد وابن حبان في ن : وفيو دليل عمى أنو صمى متقدما عمى الساريتين ، وا

لم يكن جعميما خمف ظيره ، كما جعل األعمدة الثبلثة المتأخرة التي تمي باب البيت ، فإنو جعميا وراء ظيره

.في صبلتو أن من صمى بين : يذا الباب ومقصود البخاري ب

ساريتين منفردا ، كمن يصمي تطوعا ؛ فإنو ال يكره لو في الكعبة ، وكان ابن عمر ) ذلك كما فعمو النبي

.يفعمو

وكذا لو صمى جماعة ، وكان إماميم ، ووقف بين الساريتين وحده ، وقد فعل ذلك سعيد بن جبير وسويد

.بن غفمة .ىو لممأمومين ورخص فيو سفيان لئلمام وكر

نما يكره ذلك ؛ لصف تقطعو السواري ، فمو صمى وا ، -أيضا -اثنان أو ثبلثة جماعة بين ساريتين لم يكره

ىذا قول أصحابنا وأصحاب الشافعي وغيرىم من .العمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مرفوعا ، -وعمى مثل ذلك حمموا ما ورد من النيي عنو .ا وموقوف

فالمرفوع ؛ روي من حديث سفيان ، عن يحيى بن ىانئ : بن عروة المرادي ، عن عبد الحميد بن محمود ، قال

صمينا خمف أمير من األمراء ، فاضطرنا الناس فصمينا

كنا : بين الساريتين ، فمما صمينا قال انس بن مالك ) .نتقي ىذا عمى عيد رسول اهلل والنسائي والترمذي وابن خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

والحاكم ، ( ( صحيحييما ) ) خزيمة وابن حبان في .صحيح : وقال

.حديث حسن : وقال الترمذي وعبد الحميد ىذا ابن محمود المعولي البصري ، روى

.ىو شيخ : عنو جماعة ، وقال أبو حاتم .ويحيى بن ىانئ المرادي ، كوفي ثقة مشيور

مسمم ، عن قتادة ، عن وروى ىارون بن مسمم أبوكنا ننيي أن نصف : معاوية بن قرة ، عن أبيو ، قال

.ونطرد عنيا طردا ) بين السواري عمى عيد رسول اهلل خرجو ابن ماجو وابن خزيمة وابن حبان في

.والحاكم وصححو ( ( صحيحييما ) ) وأبو : قال . إسناده ليس بالصافي : وقال ابن المديني . مسمم ىذا مجيول

.ىو مجيول : وكذا قال أبو حاتم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وليس ىو بصاحب الحناء ؛ فإن ذاك معروف ، وقد وأبو حاتم ( ( الكنى ) ) فرق بينيما مسمم في كتاب

.الرازي .، وال يثبت -مرفوعا -عن ابن عباس : وفيو

.ال اعمم في ىذا خبرا يثبت : قال ابن المنذر وقد روي النيي عنو ، عن حذيفة وابن مسعود وابن

عباس ، وىو قول النخعي ، وحكاه الترمذي عن أحمد سحاق .وا

وقد نص أحمد عمى كراىة الصبلة بين األساطين مطمقا أبو : نقمو عنو جماعة ، منيم : -من غير تفصيل

طالب وابن القاسم ، وسوى في روايتو بين الجمعة .وغيرىا ن كانوا : و حرب ونقل عن يكره ذلك ، قموا أو كثروا ، وا

.عشرة كتاب ) ) وصرح أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

.بكراىة قيام اإلمام بين السواري ( ( الشافي إنما يكره ذلك : وأما القاضي أبو يعمى وأصحابو ، فقالوا

.لصف تقطعو السواري ، وحمموا كبلم أحمد عمى ذلك قمو ابن منصور ، عن أحمد ، وقد ما ن: ويشيد لو

ىل يقوم اإلمام بين الساريتين ، يؤم القوم ؟ : سألو إنما يكره لمصف ، إذا كان يستتر بشيء فبل : قال .بأس

.قال إسحاق بن راىويو كما قال وكذا نقل حرب ، عن إسحاق ، أنو يكره ذلك لمصف ،

.وال يكره لمن صمى وحده .حنيفة ومالك وابن المنذر ورخص فيو ابن سيرين وأبو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ال بأس بالصبلة : لممالكية ( ( تيذيب المدونة ) ) وفي

.بين األساطين لضيق المسجد -وقد روي عن حذيفة ، أنو كرىو لقطع الصفوف

.أيضا وىو ابن عبداهلل ، عن حصين -ثنا زفر : قال أبو نعيم

كان : ، عن ىبلل بن يساف ، قال بن عبد الرحمن .حذيفة يكره أن نقوم بين األسطوانتين لتقطع الصفوف ومن أىل الحديث من حمل الكراىة عمى من صمى وحده مع الجماعة بين السواري ، ألنو يصير فذا ،

.بخبلف من صمى مع غيره وىذا بعيد جدا ، وال فرق في ىذا بين ما بين السواري

.وغيرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ثنا : ثنا أبو ضمرة : حدثنا إبراىيم بن المنذر - موسى بن عقبة ، عن نافع ، أن عبداهلل كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجيو حين يدخل ، وجعل الباب قبل ظيره ، فمشى حتى يكون بينو وبين الجدار الذي قبل

صمى ، يتوخى المكان الذي وجيو قريبا من ثبلثة أذرع .صمى فيو ) أخبره بو ببلل أن النبي

وليس عمى أحدنا بأس أن يصمي في أي نواحي : قال .البيت شاء

صمى في ) مما يدل عمى أن النبي : ىذا الحديث .الكعبة تمقاء وجيو لما دخل ، وجعل الباب وراء ظيره وقد خرج مسمم من حديث أيوب ، عن نافع ، عن ابن

بين : ؟ قال ) أين صمى النبي : مر ، أنو سأل ببلال ع .العمودين ، تمقاء وجيو

أنو صمى إلى الجدار الذي : زيادة : وفي ىذا الحديث .تمقاء وجيو حتى كان بينو وبينو قريب من ثبلثة أذرع

وقد روي في حديث مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، مى وبينو وبين ، وانو ص -أيضا -عن ببلل ىذه الزيادة

.القبمة ثبلثة أذرع .وقد خرجيا أبو داود من رواية ابن ميدي ، عن مالك

نحو من ثبلثة : ) ) وقال جماعة ، عن مالك ، فيو ( ( .أذرع

وقد خرجو النسائي كذلك من رواية ابن القاسم ، عن .مالك

وقد روى حماد بن سممة ، عن ابن أبي مميكة ، أن معاوية قدم مكة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أين صمى رسول : فدخل الكعبة ، فأرسل إلى ابن عمر صمى بين الساريتين بحيال الباب ، فجاء : ؟ قال ) اهلل

أما إنك قد عممت : ابن الزبير ، فدخل ، فقال لمعاوية

.أني اعمم مثل الذي يعمم ، ولكنك حسدتني .خرجو اإلمام أحمد

رقي بسياق مطول ، من حديث عبد الحميد وخرجو األز بن جبير بن شيبة ، عن أخيو شيبة بن جبير بن شيبة

فذكر -حج معاوية وىو خميفة : بن عثمان ، قال أنو فتح لو باب الكعبة ، فدخل : حديثا طويبل ، وفيو

يا أبا : وأرسل إلى ابن عمر ، فجاءه ، فقال لو معاوية عام دخميا ؟ ) هلل عبد الرحمن ، أين صمى رسول ا

بين العمودين المقدمين ، واجعل بينك وبين : فقال وذكر بقية الحديث في دخول -الجدار ذراعين أو ثبلثة .ابن الزبير ، وغير ذلك

باب الدنو من ) ) وقد ذكرنا ىذا الحديث في ( ( .السترة

دليل عمى أن من دخل مسجدا -أيضا -وفي الحديث تطوعا ، فاألولى لو أن يصمي في وأراد أن يصمي فيو

.صدر المسجد ، ال عند بابو صمى ليمة اسري بو إلى المسجد ) وقد روي أن النبي

فخرج اإلمام : -أيضا -األقصى في صدر المسجد ثنا أبو سنان ، عن : أحمد من رواية حماد بن سممة

عبيد بنأين : سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب : آدم ، قال

؟ أن -في بيت المقدس : يعني -اصمي ترى أنأخذت عني صميت خمف الصخرة ، فكانت القدس كميا

ضاىيت : -رضي اهلل عنو -فقال عمر . بين يديك ، فتقدم إلى ) الييود ، ولكن اصمي حيث صمى النبي

القبمة ، فصمى ، ثم جاء فبسط رداءه وكنس الكناسة في .ردائو ، وكنس الناس

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

وأبو ( ( . ثقاتو ) ) عبيد بن آدم ، ذكره ابن حبان في القسممي عيسى بن سنان ، ضعفو : سنان ، ىو

ليس : وقال أبو حاتم . أحمد ويحيى : األكثرون ، منيم

: وقال ابن خراش . ال باس بو : وقال العجمي . بالقوي .صدوق

ن عيسى بن سنان وقد رواه أبو أسامة ، عن أبي سناالقسممي ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبيو ،

صميت مع عمر في كنيسة مريم ، في وادي جينم : قال لقد كنت غنيا أن تصمي عمى باب : ، فمما انصرف قال

من أبواب جينم ، ثم تنخع ، فاخرج قميصو ، فبزق فيو و يا أمير المؤمنين ، لو تفمت في الكنيسة ، وى: فقمنا

أنو وان كان يشرك فيو فإنو يذكر : مكان شرك ؟ فقال : قال ثم دخمنا المسجد ، فقال عمر . فيو اسم اهلل كثيرا

صميت ليمو اسري بي في مقدم ) : ) ) قال رسول اهلل المسجد ، ثم دخمت في الصخرة التي في بيت

: قال : ث ، وفي أخره وذكر بقية الحدي -( ( المقدس ثم انطمق بي إلى السماء ، ففرضت عمي الصبلة ، ) )

ثم رجعت إلى خديجة ، وما تحولت عن جانبيا ( ( .اآلخر

: في ترجمة ( ( مسند عمر ) ) خرجو اإلسماعيمي في

عبد الرحمن بن محمد والد المغيرة بن عبد : حديث ) ) ( ( .الرحمن ، عن عمر

كره بعض المتقدمين التطوع في مقدم المسجد من وقد :السحر

فخرج اإلمام أحمد من حديث عبد اهلل بن عامر االلياني دخل المسجد حابس بن سعد الطائي من السحر : ، قال

، فرأى الناس يصمون في مقدم -) وقد أدرك النبي -مراءون ورب الكعبة ، أرعبوىم ، فمن : المسجد ، فقال

د أطاع اهلل ورسولو ، فأتاىم الناس فأخرجوىم ، أرعبيم فقأن المبلئكة تصمي من السحر في مقدم : فقال

.المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما خرجو في من : ) ) لقول حابس ( ( المسند ) ) وا أرعبيم فقد أطاع اهلل

.، وىذا في حكم المرفوع ( ( ورسولو .ن الصحابة وحابس بن سعد معدود م

النيي عن ذلك عن عمر بن -أيضا -وقد روي الخطاب ، وأنو ضرب من رآه في مقدم المسجد يصمي ،

ألم أنيكم أن تقدموا في مقدم المسجد بالسحر ؛ : وقال .إن لو عوامر

( ( .كتاب الصبلة ) ) خرجو جعفر الفرياني في ىذا يدل عمى : قال القاضي أبو يعمى من أصحابنا

ىة التقدم في الصف األول في صدر المسجد قبل كرا .السحر استناد الظير إلى القبمة بين أذان -أيضا -ويكره

.الفجر واإلقامة ال تحولوا بين المبلئكة وبين : وكرىو ابن مسعود ، وقال

.صبلتيم .كانوا يكرىونو : وقال النخعي

ل ىو مكروه ، وأمر من فعمو أن يحو : وقال اإلمام أحمد .وجيو إلى القبمة

وروي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو نيى أن يستند إلى .القبمة في مواقيت الصبلة

وىذا يعم سائر الصموات ، ولعمو كرىو ؛ ألن الداخل إلى المسجد يصمي عند دخولو ، فإذا كان بين يديو رجل

مسند ظيره إلى القبمة صمى مستقبل وجيو ، وذلك .مكروه ، كما تقدم

وقد روي فيو حديث مرفوع ، يدل عمى الرخصة فيو في غير صبلة الفجر ، من رواية عيسى بن المسيب ، عن

بينما أنا جالس : الشعبي ، عن كعب بن عجرة ، قال ، مسندي ظيورنا إلى قبمة ) في مسجد رسول اهلل

مسجده سبعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صبلة الظير حتى ) اهلل رىط ، إذ خرج إلينا رسول : فقمنا ( ( ما يجمسكم ىا ىنا ؟ : ) ) انتيى إلينا ، فقال

فارم قميبل ، ثم : قال . يا رسول اهلل ، ننتظر الصبلة ثم -( ( أتدرون ما يقول ربكم ؟ : ) ) رفع رأسو ، فقال

.ذكر حديثا طويبل في فضل المحافظة عمى الصموات .خرجو اإلمام أحمد

.المسيب ، تكمم فيو وعيسى بنوذكر مالك عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى

كنت اصمي وابن : بن حبان ، عن عمو واسع ، قال عمر مسند ظيره إلى جدار القبمة ، فمما قضيت صبلتي

.انصرفت إليو فيو االستناد إلى حائط القبمة في : قال ابن عبد البر

عمو من يستقبل المسجد ، إال أن ذلك ال ينبغي أن يف .الصبلة ليس عمى احدنا باس أن يصمي في : وقال : ) ) وقولو

( ( .نواحي البيت شاء الظاىر أنو من قول نافع ، وقد وافقو أكثر العمماء عمى

.الثوري والشافعي : ذلك ، منيم وقد روي عن أحمد أنو ال يصمي في الكعبة إال إلى

الجية التي صمى ألييا النبي. (

.وحممو أصحابنا عمى االستحباب ، وقد سبق ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة إلى الراحمة والبعير والشجر والرحل: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي البصري -

ثنا معتمر بن سميمان ، عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن يعرض راحمتو ، أنو كان) ابن عمر ، عن النبي

: أفرأيت إذا ىبت الركاب ؟ قال : فقمت . فيصمي إلييا أو -كان يأخذ الرحل فيعد لو ، فيصمي إلى آخرتو

.، وكان ابن عمر يفعمو -مؤخرتو : قال ( ( الصبلة في مواضع اإلبل : باب ) ) قد ذكرنا في

االختبلف في رفع ىذا الحديث ووقفو ، وحكم االستتار

.الصبلة بالبعير في : أي -بكسر الراء ( ( يعرض راحمتو : ) ) وقولو

.ينيخيا ، معترضة بينو وبين جية القبمة ، ذكرىا -بضم الراء -يعرض : وفيو لغة أخرى

( ( .كشف المشكل ) ) صاحب قامت اإلبل لمسير : ، معناه ( ( ىبت الركاب ) ) وقولو

.قالو اليروي وغيره : - .ىب من منامو : قام من نومو ويقال لمنائم إذا

.والمراد إذا لم يكن عنده إبل باركة يستتر بيا ىب الفحل : ىبت أي ىاجت ، يقال : وقالو الخطابي يريد ، أن اإلبل إذا ىاجت لم تيدا : قال . ىبيبا إذا ىاج

.، ولم تقر ، فتفسد عمى المصمي إلييا صبلتو محتمبل في وىذا الذي قالو في غاية البعد ، وان كان

.المفظ ، فميس ىو المراد في الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ما : رحل البعير ، ىو ( ( : يأخذ الرحل : ) ) وقولو

ىي ما يرتحل : عمى ظيره مما يركب عميو ، والراحمة -يركبو في ارتحالو ، بعيرا كان أو ناقة : أي -الرجل

.قالو األزىري وغيره : الناس كإبل مائة ، ليست فييا ) ) ) قولو : ومنو ( ( .راحمة .بفتح الياء ، وكسر الدال -( ( فيعدلو : ) ) وقولو

.أي يقيمو تمقاء وجيو : قال الخطابي ىي الخشبة : -بكسر الخاء -( ( آخرة الرحل ) ) و

.التي يستند إلييا الراكب عمى الرحل ىل ىو ذراع تام بالذراع :وقد سبق الخبلف في تقديرىا

الذي يذرع بو ، أو ذراع بعظم ذراع اإلنسان ، وىو نحو ثمثي ذراع مما يذرع بو ؟ .مؤخرة الرحل : ويقال في آخرة الرحل :واختمفوا في ضبطيا

فمنيم من ضبطيا بضم الميم وسكون اليمزة ، وكسر

.الخاء المعجمة .وغيره وقد حكاىا أبو عبيد ، وانكرىا ابن السكيت

، إال -بكسر -مؤخرة ومقدم : ال يقال : وقال بعضيم نما يقال في غيرىا بالفتح .في العين خاصة ، وا وضبطيا بعضيم بسكون اليمزة ، وفتح الخاء

.وتخفيفيا وأنكر ذلك ابن قتيبة ( ( دالئمو ) ) ذكره ثابت في

.وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيما حكى -صيمي في نسختو بالبخاري وضبطيا األ .بفتح الميم وسكون الواو وكسر الخاء -عنو

وضبطيا بعضيم بضم الميم وفتح اليمزة والخاء .وتشديدىا

، وانكرىا صاحب ( ( المشارق ) ) ذكره صاحب

( ( .النياية ) ) المحدثون يروونو بتشديد الخاء ، : وقال بعضيم

.آخرة : والصواب ن بيذا الحديث الذي ذكره البخاري في وقد تبيجواز االستتار بالراحمة وبالبعير ، ( ( صحيحو ) )

سواء كان مرتحبل أو غير مرتحل ، الميم إال أن يكون غير المرتحل

ىائجا ، فيخشى من ىيجانو إفساد الصبلة عمى من .يصمي إليو كما ذكره الخطابي .وجواز االستتار برحل الراحمة

ر ، فذكره البخاري في تبويبو ، ولم يذكر فيو وأما الشجشيئا ، وىو مأخوذ من االستتار بالرحل ؛ فإن الرحل خشب ، والخشب مأخوذ من الشجر ، فإذا ثبت جواز االستتار في الصبلة بالخشب دل عمى جواز االستتار

.بالشجر قبل قطعو وفيو حديث ليس عمى شرط البخاري ، من رواية أبي

: حارثة ابن مضرب ، عن عمي ، قال إسحاق ، عن

لقد رايتنا ليمة بدر ، وما فينا إنسان أال نائم ، إال رسول ، فإنو كان يصمي إلى شجرة ، ويدعو حتى ) اهلل

.أصبح .خرجو اإلمام أحمد والنسائي

( ( .تحت شجرة : ) ) وابن حبان في صحيحو ، وعنده ث ، عن وقد رواه بعضيم ، عن أبي إسحاق ، عن الحار

.عمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ورواه غيره ، عن أبي إسحاق ، عن البراء .قالو الدارقطني : -عن حارثة ، عن عمي : والصحيح

نزل بتبوك ) وخرج أبو داود بإسناد فيو نظر ، أن النبي .، ثم صمى إلييا ( ( ىذه قبمتنا : ) ) إلى نخمة ، فقال

يصمي إلى ) ث المقداد ، أنو لم ير النبي وقد سبق حدي

عود وال عمود وال شجرة إال جعمو عمى حاجبو األيمن أو .األيسر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصبلة إلى السريرثنا جرير ، عن : حدثنا عثمان بن أبي شيبة -

منصور ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، أعدلتمونا بالكمب والحمار ؟ لقد رأيتني : ت قال

فيتوسط ) مضطجعة عمى السرير ، فيجيء النبي السرير فيصمي ، فأكره أن أسنحو ، فأنسل من قبل

.رجمي السرير حتى أنسل من لحافي أن ىذا الحديث ال داللة فيو عمى أن : زعم اإلسماعيمي

نما يدل عمى أ) النبي نو كان يصمي إلى السرير ، وا .كان يصمي عمى السرير )

ولكن صبلتو إلى السرير موجود في حديث : قال األعمش ، عن مسمم ، عن مسروق ، عن عائشة ، أن

.كان يصمي والسرير بينو وبين القبمة ) النبي وحديث األعمش ، عن مسمم ، عن مسروق ، عن

لقد رأيت : خرجو البخاري فيما بعد ، ولفظو : عائشة ني لبينو وبين القبمة ، وأنا مضطجعة يصم) النبي ي وا

.عمى السرير من طريق األعمش بيذا اإلسناد ، -أيضا -وخرجو

وبإسناد آخر ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، يصمي وأنا عمى السرير بينو ) لقد رأيت النبي : قالت

.وبين القبمة مضطجعة ين ، ومن وكذا خرجو مسمم من حديث األعمش باإلسناد

طريق جرير عن منصور ، كما خرجو البخاري في ىذا .الباب

وىذه األلفاظ كميا ليس فييا تصريح بأنو كان يصمي .تحت السرير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولكن خرجو اإلمام أحمد ، عن ابن نمير ، عن األعمش ت لقد رأي: ، وفيو -فذكر الحديث . ، باإلسنادين معا

يصمي مقابل السرير ، وأنا عميو بينو وبين ) رسول اهلل .القبمة

( ( .فأكره أن أسنحو : ) ) وقول عائشة سنح : من قولك ( ( أسنحو : ) ) قوليا : قال الخطابي

أني أكره أن أستقبمو : لي الشيء ، إذا عرض ، تريد ومن ىذا سوانح الطير والظباء ، . ببدني في صبلتو

رض الركب والمسافرين ، فتجيء عن وىي ما يعت .مياسرىم وتجوز إلى ميامنيم

دليل عمى جواز أن يصمي المصمي إلى : في الحديث ن كان فوقيا إنسان نائم .سترة شاخصة من األرض ، وا

.الصبلة إلى سرير الطفل وىو فيو : ونظيره أبنا ابن : ثنا محمد بن بكر : وروى اإلمام أحمد

اء ، عن عروة أن عائشة أخبرتو ، أخبرني عط: جريج

ني لمعترضة عمى ) لقد كان النبي : قالت يصمي وا أبينيما جدر المسجد ؟ : قمت . السرير بينو وبين القبمة

.ال ، في البيت إلى جدره : قالت وىذا يدل عمى أن سترتو كانت جدار البيت دون السرير

، ولعل السرير لم يكن مرتفعا شاخصا عن األرض .خرة الرحل كمؤ

كان أحيانا إذا سجد يغمزىا ) أن النبي : ويدل عمى ىذا برجمو ، ولو كان السرير مرتفعا عن األرض قدر ذراع

.أو قريب منو لم يتمكن من ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - يرد المصمي من مر بين يديو

ن أبى أ: ورد ابن عمر في التشيد وفي الكعبة ، وقال .إال أن يقاتمو قاتمو

السترة : باب ) ) رد ابن عمر في الكعبة قد ذكرناه في ( ( .بمكة وغيرىا

ثنا فطر بن خميفة : وأما رده في التشيد ، فقال أبو نعيم مررت بابن عمر بعد ما : ، عن عمرو بن دينار ، قال

جمس في آخر صبلتو حتى أنظر ما يصنع ، فارتفع من .في صدري مكانو فدفع

وثنا جعفر بن برقان ، عن عمرو بن دينار ، : قال أردت أن أمر بين يدي ابن عمر وىو يصمي ، : قال

.فانتيرني بتسبيحو رأيت أنس بن مالك : وثنا بشير بن مياجر ، قال : قال

وىو جالس في صبلتو لم ينصرف ، فجاء رجل يريد أن .يمر بينو وبين السارية ، فأماطو

انصرف : ن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال وروى اباإلمام من العصر ، فقمت أبادر مجمس عبيد بن عمير

: ، فمررت بين يدي ابن عمر وأنا ال أشعر ، فقال وجثا عمى ركبتيو ، -مرتين -سبحان اهلل ، سبحان اهلل

.ومد يديو حتى ردني

أن أبى إال أن تقاتمو : ) ) وأما قول ابن عمر عن ( ( كتابو ) ) فقد خرجو عبد الرزاق في ( ( . فقاتمو

ال : عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال تدع أحدا يمر بين يديك وأنت تصمي ، فإن أبى إال أن

.تقاتمو فقاتمو وقد روي عن ابن عمر مرفوعا من رواية الضحاك بن

عثمان ، عن صدقة بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال ) يسار ، عن عبداهلل بن عمر ، أن رسول اهلل إذا كان أحدكم يصمي فبل يدع أحدا يمر بين يديو ، ) )

( ( .فإن أبى فميقاتمو ؛ فإن معو القرين .خرجو مسمم

( ( .فإن معو العزى : ) ) وفي رواية أخرى البن ماجو وروى النضر بن كثير أبو سيل السعدي ، عن سعيد بن

أبي عروبة ، عن قتادة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، إذا كنت تصمي فمر بين يديك : ) ) ، قال ) عن النبي

أحد ، فرده ، فإن أبى فرده ، فإن أبى فقاتمو ؛ فإنو ( ( .شيطان

( ( .المختمف والمؤتمف ) ) خرجو الدارقطني في .فيو نظر : وقال في النضر ىذا

وكذا قال . شيخ فيو نظر : ي وكذا قال أبو حاتم الراز عنده : وقال في موضع آخر . فيو نظر : البخاري .مناكير

تفرد بو : ، وقال ( ( األوسط ) ) وخرجو الطبراني في .النضر بن كثير

( ( .فإن عاد الرابعة فقاتمو : ) ) ولفظو ال نعمم أسند قتادة عن نافع ، : وخرجو البزار ، وقال ، وال رواه عن سعيد إال النضر ، عن ابن عمر إال ىذا

.وىو بصري مشيور ال بأس بو . أنو يروي الموضوعات عن الثقات : وزعم ابن حبان

.فاهلل اعمم

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا يونس ، : ثنا عبد الوارث : حدثنا أبو معمر -

عن حميد بن ىبلل ، عن أبي صالح ، أن أبا سعيد ) .ي قال النب: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا حميد بن ىبلل : ثنا سميمان بن المغيرة : وحدثنا آدم رأيت أبا سعيد : ثنا أبو صالح السمان ، قال : العدوي

الخدري في يوم جمعة يصمي إلى شيء يستره من الناس ، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديو ،

في صدره ، فنظر الشاب فمم يجد مساغا فدفع أبو سعيدإال بين يديو ، فعاد ليجتاز ، فدفعو أبو سعيد أشد من األولى ، فنال من أبي سعيد ، ثم دخل عمى مروان ،

فشكا إليو ما لقي من أبي سعيد ، ودخل أبو سعيد خمفو مالك والبن أخيك يا أبا سعيد ؟ : عمى مروان ، فقال

إذا صمى أحدكم إلى : ) ) يقول) سمعت النبي : قال شيء يستره من الناس ، فأراد أحد أن يجتاز بين يديو

( ( .فميدفعو ، فإن أبى فميقاتمو ؛ فإنما ىو شيطان سميمان بن المغيرة ، لم يخرج لو البخاري إال ىذا

نما خرجو بعد الحديث متابعة لحديث يونس بن عبيد ، وا ة في إسناده إسناد حديث يونس ؛ لما فيو من الزياد

.ومتنو التصريح بسماع حميد لو من : أما في إسناده ، ففيو

.أبي صالح ، وسماع أبي صالح لو من أبي سعيد ذكر الصبلة إلى السترة ، : وأما في المتن ، فإن فيو

.وليس ىو في حديث يونس -وكذلك رواه سميم بن حيان ، عن حميد ، ولم يقل

لى شيء يستره من إذا صمى أحدكم إ) ) -أيضا ( ( .الناس

وحينئذ ؛ فمفظ الحديث الذي ساقو البخاري لسميمان بن المغيرة ، وحمل حديث يونس عميو ، ولم ينبو عمى ما

.في حديث سميمان من الزيادة .وقد نبو عمى ذلك اإلسماعيمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عبد الرحمن وكذلك روى مالك ، عن زيد بن أسمم ، عن بن أبي سعيد

إذا كان : ) ) قال ) الخدري ، عن أبيو ، أن رسول اهلل أحدكم يصمى فبل يدع أحدا يمر بين يديو ، وليدرأه ما

( ( .استطاع ، فإن أبى فميقاتمو ؛ فإنما ىو شيطان .خرجو مسمم

وقد روي ىذا الحديث عن أبي سعيد من رواية عطاء بن .يسار وأبي الوداك

.من رواية عطاء بن يسار ، عنو -أيضا -وي ور وليس في حديث أحد منيم ذكر الصبلة إلى السترة ،

نما تفرد بذكرىا سميمان بن المغيرة في حديثو عن حميد وا

.واهلل اعمم . بن ىبلل ابن عجبلن ، عن زيد بن اسمم ، : وتابعو عمى ذكرىا

.عن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبيو .ج حديثو أبو داود وابن ماجو وقد خر

.وليس ابن عجبلن بذاك الحافظ .داود بن قيس ، عن زيد بن أسمم : -أيضا -وتابعو

: خرج حديثو عبد الرزاق ، عنو ، بسياق مطول ، وفيو أن أبا سعيد دفع الفتى حتى صرعو ، وانو لما سألو

ما فعمت ، إنما دفعت شيطانا ، : مروان عن ذلك قال إذا أراد أن يمر : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل : قال ثم

بين يديك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وبين سترتك أحد فاردده ، فإن أبى فاردده فإن أبى فقاتمو ( ( .؛ فإنما ىو شيطان

.وخرج اإلمام أحمد عن عبد الرزاق المرفوع منو خاصة مم الحديث بنحو وخرج من حديث زىير ، عن زيد بن اس

.رواية مالك ، من غير ذكر سترة عن شيبان بن : وخرج مسمم حديث سميمان بن المغيرة

فروخ ، عنو ، وفي سياقو أشياء مخالفة لسياق .البخاري

أن أبا سعيد دفع في نحر الشاب مرتين ، وقال : منيا فمثل قائما ، فنال من أبي سعيد ، ثم زاحم : في الثانية أن رسول اهلل : وفيو . خرج فدخل عمى مروان الناس ، ف

( ( .فميدفع في نحره : ) ) قال ) دليل عمى دفع المار بين المصمي : وفيما فعمو أبو سعيد

ن ازدحم الناس ، ولم يجد المار سبيبل وبين سترتو ، وا .سوى ذلك لو يعمم ) : ) ) قول النبي : -أيضا -ويدل عميو

اذا عميو لكان أن يقف أربعين المار بين يدي المصمي م ( ( .خيرا لو من أن يمر

فإنو يدل عمى أن وقوفو أربعين ينتظر مسمكا يباح لو

ن المرور فيو خير لو من المرور بين يدي المصمي ، وا .لم يجد طريقا غيره

ال : وقد قال بعض الشافعية والمالكية وبعض أصحابنا .يكره المرور حينئذ ، وال يمنع منو

لكن يضع المار شيئا يمر من ورائو ، أو : ل أصحابنا قا .يخط خطا إذا لم يجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكبلم أحمد وأكثر أصحابنا ليس فيو شيء من ىذا ، وكذا كبلم أكثر أصحاب الشافعي ، والرجوع إلى ما

فيمو الصحابي من الحديث الذي رواه وعمل بو مستدال .بو أولى

إذا كان أحدكم يصمي فبل يدع أحدا ) ) ) وقول النبي أمر بدفع المار ، ( ( . يمر بين يديو وليدرأه ما استطاع

.ونيى عن تمكينو من المرور ، وظاىره الوجوب

وقد وقع في كبلم ابن عبد البر ما يقتضيو ، وانو ال يعمم ما يقتضي أنو -أيضا -فيو خبلفا ووقع في كبلمو

دون الوجوب ، وىو قول كثير من أصحابنا عمى الندب .والشافعية وغيرىم ثنا سفيان ، عن داود ، عن الشعبي ، : وروي أبو نعيم

.إذا مر الرجل بين يديك وأنت تصمي فبل ترده : قال ولعمو أراد إذا مر وذىب من بين يديو إلى الناحية

األخرى ، فإنو ال يرده من حيث جاء ، فإنو يصير مرورا .نيا ثا

وىذا قول الجميور ، وخالف فيو بعض السمف ، منيم .ابن مسعود وسالم

وفي كبلم بعض المالكية ما يقتضي وجوب الدفع ، إذا كان لممار مندوحة عنو وكان المصمى قد تعرض لذلك

.في ابتداء صبلتو .إن شاء اهلل -وسيأتي مزيد بيان لذلك في الباب األتي

لمغيرة المخرجة في وفي رواية سميمان بن اإذا كان أحدكم يصمي إلى ( ( : ) ) الصحيحين ) )

شيء يستره من الناس ، فأراد أحد أن يمر بين يديو ، دليل من قبل مفيوم الشرط عمى أن من ( ( : فميدفعو

صمى إلى غير سترة فبل يرد من مر بين يديو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذر وبعض أصحابنا وىو قول ابن المنأن رد المصمي ال يختص : وأما أكثر أصحابنا فعندىم

بمن كان يصمي إلى سترة ، بل يشترك فيو من صمى .إلى سترة ومن صمى إلى غير سترة ومر بقربو مار

واستدلوا بعموم األحاديث التي لم يذكر فييا ىذا الشرط ، وجعموا ىذه الرواية المذكور فييا الشرط من باب

تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر ، فبل يقتضي : تخصيصو ، إال أن يكون لو مفيوم ، فيبنى عمى أنو

ىل يخص العموم بالمفيوم ، أم ال ؟وأما الشافعية ، فقالوا يحرم المرور بين يدي المصمي

إلى سترة وبين سترتو ، عمى الصحيح عندىم ، ومن .، ولم يحرم صمى إلى غير سترة كره المرور بين يديو

أصحيا : وىل يدفعو المصمي ؟ ليم فيو وجيان إذا كان أحدكم : ) ) ال يدفعو ؛ لمفيوم قولو : عندىم

( ( .يصمي إلى سترة : ، وفي رواية مسمم ( ( فميدفعو ) : ) ) وقولو أن أبا سعيد دفع : ، وفي روايتو ( ( فميدفع في نحره ) )

أنو دفع : ة البخاري في نحر المار بين يديو ، وفي رواي .في صدره

وقد كان ابن عمر وغيره من الصحابة يدفعون المار بين .أيدييم

ونقل أبو طالب ، عن أحمد ، وذكر حديث أبي سعيد يمنعو فإن أبى عميو فيو في صبلتو : ىذا ، فقال أحمد

.يدرأ عن نفسو ما استطاع -هلل رأيت أبا عبد ا: وقال إسحاق بن إبراىيم بن ىانىء

إذا -أحمد : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمى فمر بين يديو أحد دفعو دفعا رفيقا ، فإن أبى إال .أن يمر دفعو دفعا شديدا

أخبرني بعض أصحابنا ، أنو رأى : وقال أبو الحارث أحمد يوم الجمعة يصمي في مسجد الجامع ، فمر بين

.جع ، فدفعو حتى رمى بو يديو رجل فرده ، فأبى أن ير إذا أراد أن يمر بين يديك رجل : وقال في رواية حنبل

.فامنعو ما قدرت وقد دل فعل أبي سعيد عمى أن المار إذا أبى أن يرجع بالدفع األول فإنو يدفع في المرة الثانية اشد من الدفع

.األول وكذلك فعمو اإلمام أحمد ، إذن في قتالو في ( ( فإن أبى فميقاتمو: ) ) وأما قولو

.المرة الثانية أن القتال في الرابعة ، لكن في : وفي رواية ابن عمر

.إسنادىا ضعف كما سبق يدفعو دفع الصائل باألسيل : وقال أصحاب الشافعي

ن أدى إلى قتمو فاألسيل ، ويزيد بحسب الحاجة ، وا .فمات منو فبل ضمان فيو كالصائل

ومن تابعو من أصحابنا عن وحكى القاضي أبو يعمى :أحمد في قتالو روايتين

.يقاتمو ، وذكروا نصوص أحمد السابقة : إحداىما ال يفعل ؛ فإنو قال في رواية إسماعيل بن : والثانية

يدرأ ما استطاع ، وأكره القتال في : سعيد الشالنجي .الصبلة

، وخالف ( ( كتابو المترجم ) ) ذكره عنو الجوزجاني في .بل يقاتمو ؛ فإنو شيطان ال حرمة لو : ي ذلك ، وقال ف

: في قولو ( ( التمييد ) ) وقال ابن عبد البر في :المراد بالمقاتمة ( ( : فميقاتمو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المدافعة ، وأظنو كبلما خرج عمى التغميظ ، ولكل شيء

تمو بسيف وال وأجمعوا عمى أنو ال يقا: قال . حد .بخاطفة وال يبمغ معو مبمغا تفسد بو صبلتو

يرده بإشارة ، وال يمشي : وحكى عن أشيب ، أنو قال إليو ؛ ألن مشيو إليو أشد من مروره بين يديو ، فإن فعل

.لم تبطل صبلتو إذا لم يكن عمبل كثيرا وقد بمغني أن عمر بن عبد العزيز : قال ابن عبد البر

ضمن رجبل دفع آخر مر بين يديو -ي في أكبر ظن -وىو يصمي ، فكسر أنفو دية ما جنى عمى أنفو ، فدل

.عمى أنو لم يكن لو أن يبمغ بو ذلك .وقد كان الثوري يدفع المار بين يديو دفعا عنيفا

أن أبا بكر أحمد : وذكر القاضي أبو يعمى من أصحابنا بمغو أن بن سممان النجاد روى بإسناده عن مالك ، أنو

رجبل في زمان عثمان مر بين يدي رجل وىو يصمي ، أيمر بين يدي وأنا : فرماه فشجو ، فأتوا عثمان ، فقال

.الذي صنعت أعظم : أصمي ؟ فقال عثمان فإن دافعو ( ( . االستذكار ) ) في : وقال ابن عبد البر

مدافعة ال يقصد بيا قتمو فكان فييا تمف نفسو كانت

.مة في مالو عميو ديتو كام .الدية عمى عاقمتو : وقد قيل

.ىي ىدر عمى حسب ثنية العاض : وقيل وىذا كمو يدل عمى نفي القود ؛ ألنو فعل تولد من : قال

.عمل أصمو مباح وىو -وقد كان أبو سعيد الخدري يشتد في ىذا : قال

.طمبا الستعمال ظاىره -راوي الحديث و روى عن أبي معاوية ، ثم ذكر عن ابن أبي شيبة ، أن

عن عاصم ، عن ابنكان أبو سعيد قائما يصمي ، فجاءه عبد : سيرين ، قال

الرحمن بن الحارث بن ىشام يمر بين يديو ، فمنعو ، فأبى إال أن يمضي ، فدفعو أبو سعيد وطرحو ، فقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" واهلل لو أبى إال : تصنع ىذا بعبد الرحمن ؟ فقال : لو

.أن آخذ بشعره ألخذت وذكر عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عاصم ، : قال

عن محمد بن سيرين ، عن أبي العالية ، عن أبي سعيد مر رجل من بني مروان بين يدي في : الخدري ، قال

الصبلة ، فدفعتو ثبلث مرات ، فشكاني إلى مروان ، .ذت بشعره لو أبى ألخ: فذكر ذلك لي ، فقمت

سمعت سميمان : وأنا ابن جريج ، قال : قال عبد الرزاق أراد داود بن : بن موسى يحدث ، عن عطاء ، قال

مروان أن يمر بين يدي أبي سعيد الخدري ، وىو يصمي ، وعميو حمة لو ، ومروان أمير بالمدينة ، فرده ، فكأنو ه ، أبى ، فميزه في صدره ، فذىب الفتى إلى أبيو ، فاخبر

نعم ؛ قال : فدعا مروان أبا سعيد ، فذكر ذلك لو ، فقال ( ( .أردده ، فإن أبى فجاىده ) : ) ) النبي

ثنا عبداهلل ( ( : كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في بينما أبو سعيد : بن عامر ، عن زيد بن أسمم ، قال

يصمي في المسجد ، فأقبل الوليد بن عقبة بن أبي معيط أن يمر بين يديو ، فدرأه ، فأبى إال أن يمر ، ، فأراد

: يقول ) سمعت رسول اهلل : فدفعو ولطمو ، وقال أن أبى إال أن يمر فاردده ، فإن أبى إال أن يمر ) )

( ( .فادفعو ؛ فإنما تدفع الشيطان .عبد اهلل بن عامر األسممي فيو ضعف

عيد وزيد بن أسمم ، إنما رواه عن عبد الرحمن بن أبي س .، عن أبيو ، كما تقدم

.وتسمية المار الوليد بن عقبة غريب غير محفوظ ثنا أبو أسامة ، عن عبد الرحمن : وروى ابن أبي شيبة

سمعت عبد الحميد بن عبد : بن يزيد بن جابر ، قال ، ومر -عامل عمر بن عبد العزيز -الرحمن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

جل وىو يصمي ، فجبذه حتى كاد يخرق بين يديو ر .ثيابو

أدع أحدا : وبإسناده ، عن سعيد بن جبير ، أنو سئل

: فإن أبى ؟ قال : فقيل لو . ال : يمر بين يدي ؟ قال إن ابن عمر كان ال يدع أحدا : فما تصنع ؟ قيل لو

أن ذىبت تصنع صنيع ابن عمر : قال . يمر بين يديو .دق أنفك

ة إلى شدة رد ابن عمر من مر بين يديو ، وفي ىذا إشار .وأن غيره ال يتمكن من مثل ذلك

تعميل لئلذن في ( ( . فإنما ىو شيطان ) : ) ) وقولو .قتالو

:وقد اختمف في معناه أن معو الشيطان المقترن بو ، وىو : المعنى : فقيل

.يأمره بذلك وىو اختيار أبي حاتم وغيره فإن معو : ) ) عمر حديث ابن : ويدل عميو

( ( .القرين أن فعمو ىذا فعل الشيطان ، فيو بذلك : المراد : وقيل

.من شياطين اإلنس ، وىو اختيار الجوزجاني وغيره وروى الدراوردي ، عن صفوان بن سميم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، أنو كان يصمي ومر بين يديو

ضربت ابن أخيك :ابن لمروان ، فضربو ، فقال مروان ما ضربت إال شيطانا ؛ سمعت رسول اهلل : ؟ فقال

إن أبى فرده ، فإن أبى فقاتمو ؛ فإنما ىو : ) ) يقول ) ( ( .شيطان

وبكل حال ؛ فيستدل بو عمى تحريم المرور بين المصمي وسترتو ؛ ألنو جعمو من عمل الشياطين ، وأمر بالعقوبة

.عميو ، وذلك من أدلة التحريم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إثم المار بين يدي المصمي

أبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبداهلل بن يوسف - النضر مولى عمر بن

عبيد اهلل ، عن بسر بن سعيد ، أن زيد بن خالد أرسمو في ) ماذا سمع من رسول اهلل : إلى أبي جييم يسألو

قال رسول : فقال أبو جييم المار بين يدي المصمي ؟لو يعمم المار بين يدي المصمي ماذا عميو ) : ) ) اهلل

( ( .لكان أن يقف أربعين خيرا لو من أن يمر بين يديو قال أربعين يوما ، أو شيرا : ال أدري : قال أبو النضر

، أو سنة ؟ .وخرجو مسمم عن يحيى بن يحيى ، عن مالك

-كيع ، عن سفيان من طريق و -أيضا -وخرجو بمعنى حديث -، عن سالم أبي النضر -الثوري : ىو

.مالك ورواه ابن عيينة ، عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن

أرسمني أبو الجييم ، أسأل زيد بن خالد : سعيد ، قال فذكره من رواية -يقول ) ما سمعت من النبي : الجيني

) .زيد بن خالد ، عن النبي .، عن سفيان ( ( مسند الحميدي ) ) في كذا رويناه

وكذا خرجو ابن ماجو ، عن ىشام بن عمار ، عن ابن أرسموني إلى زيد بن خالد : ) ) عيينة ، إال أنو قال

.ولم يذكر من أرسمو -( ( أسألو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وذكر أن الشك في تمييز األربعين من ابن عيينة .و وىم وىذا كم

وممن نص عمى أن جعل الحديث من مسند زيد بن ابن : وىم من ابن عيينة ، وخطأ ) خالد ، عن النبي

معين في رواية ابن أبي خيثمة ، وأشار إليو اإلمام أحمد .في رواية حنبل

سناده ، ولم يحفظو وقد اضطرب ابن عيينة في لفظو وا .جيدا

.صواب وقد روي عنو كقول مالك وسفيان عمى ال .خرجو ابن خزيمة ، عن عمي بن خشرم ، عنو

ومن تكمف الجمع بين القولين من المتأخرين ، فقولو .ليس بشيء ، ولم يأت بأمر يقبل منو

ابن الحارث بن الصمة ، وقد سبق : وأبو الجييم ، ىو

( ( .التيمم ) ) لو حديث في وقد رواه الضحاك بن عثمان ، عن سالم أبي النضر ،

: قال : بسر بن سعيد ، عن زيد بن خالد ، قال عنلو يعمم المار بين يدي المصمي ) : ) ) رسول اهلل

.وذكر الحديث -( ( والمصمي ما عمييما ( ( .مسنده ) ) خرجو أبو العباس السراج في

.وىم -أيضا -وىذا يوافق رواية ابن عيينة ، وىو .أيضا -ة غير محفوظ( ( والمصمي : ) ) وزيادتو

أيضا -وقد وقع في بعض نسخ كتاب البخاري ، ومسمم ، وىي ( ( من اإلثم ( ( : ) ) ماذا عميو : ) ) بعد -

.غير محفوظة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ىذه المفظة في رواية الثوري ، : وذكر ابن عبد البر .عن سالم أبي النضر

شيبة من رواية الثوري ، وقد وقعت في كتاب ابن أبي ، فدل عمى ( ( من اإلثم : يعني : ) ) مدرجة بمفظة

إنيا مدرجة من قول بعض الرواة ، وتفسير لممعنى ؛ ، فإن ابن ( ( ماذا عميو : ) ) فإن ىذا يفيم من قولو

آدم لو عممو الصالح وعميو عممو السيئ ، كما قال منفسو ومن أساء فعمييا من عمل صالحا ف : ) تعالى ليا ما كسبت وعمييا ما : ) وقال [ . : فصمت ) ]

ذا كان ىذا عميو فيو [ : البقرة ) ] اكتسبت ، وا .من سيئاتو

:وفي المعنى أحاديث أخر ، ليست عمى شرط البخاري عمو ، فروى عبيد اهلل بن عبد الرحمن بن موىب ، عن

لو يعمم أحدكم : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي ما لو أن يمشي بين يدي أخيو معترضا وىو يناجي ربو ، كان ألن يقف في ذلك المكان مائة عام أحب إليو أن

( ( .يخطو .خرجو أحمد ، وىذا لفظو

( ( صحيحييما ) ) وخرجو ابن خزيمة وابن حبان في

.بمعناه ( ( وىو يناجي ربو : ) ) ماجو ، ولم يذكر وخرجو ابن

( ( .معترضا في الصبلة : ) ) ، وعنده وقال . وعبيد اهلل بن عبد اهلل بن موىب ، ضعفو يحيى

ليس: النسائي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقال ابن عدي ىو حسن الحديث يكتب . بذاك القوي .حديثو

ن أخي ابن وىب ، عن وخرج الطبراني من رواية ابثنا عبداهلل بن عيا ش ، عن أبي رزين الغافقي ، : عمو

الذي : ) ) ، قال ) عن عبداهلل بن عمرو ، عن النبي يمر بين يدي الرجل وىو يصمي عمدا ، يتمنى يوم

( ( .القيامة أنو شجرة يابسة .إسناده ليس بقوي

وقد روي موقوفا ، بمفظ آخر ، من وراية أبي عبد سمعت أبا : ثنا موسى بن أيوب ، قال : لرحمن المقري ا

: سمعت عبداهلل بن عمرو يقول : عمران الغافقي يقول ألن يكون الرجل رمادا يذرى بو خيرا لو من أن يمر بين

.يدي رجل متعمدا وىو يصمي .خرجو ابن عبد البر وغيره

وروى ابن أبي شيبة ، عن أبي أسامة ، عن عبد سمعت عبد الحميد بن : د بن جابر ، قال الرحمن بن يزي: يقول -عامل عمر بن عبد العزيز -عبد الرحمن

لو يعمم المار بين يدي المصمي ) : ) ) قال رسول اهلل ( ( .ألحب أن تنكسر فخذه وال يمر بين يديو

.ىذا مرسل إنو كان يروي عن عبد الرحمن : وأبو أسامة ، قد قيل ابن جابر ، وابن : ي ، ويسميو بن يزيد بن تميم الشام

.تميم ضعيف ، وابن جابر ثقة عن زيد بن أسمم ، عن ( ( الموطإ ) ) وذكر مالك في

لو يعمم : عطاء بن يسار ، عن كعب األحبار ، قال المار بين يدي المصمي ماذا عميو لكان أن يخسف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يديو بو خير لو من أن يمر بين ثنا سميمان ( ( : كتاب الصبلة ) ) وروى أبو نعيم في

) : قال عمر : بن المغيرة ، عن حميد بن ىبلل ، قال لو يعمم المار بين يدي المصمي ما يصيب من اإلثم ما

.مر أحد بين يدي أحد ، وىو يصمي وروى أبو بكر النجاد الفقيو الحنبمي ، بإسناده عن ابن

ن يكون الرجل رمادا يذري بو خير من أل: عمر ، قال أن يمر بين يدي رجل وىو يصمي

لو : وبإسناده ، عن قتادة ، أن عمر وأبا الدرداء قاال يعمم المار بين يدي المصمي كان أن يقوم حوال أىون

.عميو من أن يمر بين يديو

ثنا أبو خمدة ، عن أبي : -أيضا -وروى أبو النعيم إن اإلنسان إذا صمى بين يديو ممك :العالية ، قاال

.يكتب ما يقول ، فما أحب أن يمر بين يدي شيء وفي ىذا إشارة إلى عمة كراىة المرور بين يدي المصمي

، وىو قرب المبلئكة منو ، فالمار يصير دخيبل بين .المصمي ومبلئكتو الموكمين بو إشارة إلى أن المصمي : وفي حديث أبي ىريرة المتقدم

غل بمناجاة ربو ، والرب تعالى يقرب المصمي لو مشتإليو ، قربا ال يشبو قرب المخموقين ، كما سبق ذكره في

( ( .البصاق في القبمة : أبواب ) ) فالداخل بين المصمي وبين ربو في حال مناجاتو لو ، قبالو عميو ، واستماعو منو ما يناجيو ، وتقريبو إياه ، وا

ه من كتابو متعرض لمقت اهلل ، ورده عميو جواب ما يتمو .ومستحق لعقوبتو

وىذا كمو يدل عمى تحريم المرور بين يدي المصمي ، وىو الصحيح عند أصحابنا ، والمحققين من أصحاب

.الشافعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وطائفة منيم ومن أصحابنا أطمقوا الكراىة ابن عبد : ، منيم وكذلك أطمقيا غيرىم من أىل العمم

.البر وغيره .وحكاه الترمذي عن أىل العمم

وقد حمل إطبلق ىؤالء لمكراىة عمى التحريم ؛ فإن .متقدمي العمماء كانوا يستعممون ذلك كثيرا

االتفاق ( ( كتاب اإلجماع ) ) وقد حكى ابن حزم في .عمى أن المار بين المصمي وسترتو آثم

حريم المرور بين يدي دليل عمى ت: وفي الحديث المصمي ، سواء كان يصمي إلى سترة أو لم يكن ، فإن كان يصمي إلى سترة حرم المرور بينو وبينيا ، إذا لم

.يتباعد عنيا كثيرا ن لم يكن بينو وبين القبمة سترة ، أو كانت سترة وتباعد وا

عنيا تباعدا فاحشا ، ففي تحريم المرور وجيان ال :صحابنا .التحريم ؛ لعموم حديث أبي جييم :أصحيما .يكره وال يحرم ، وىو قول أصحاب الشافعي : والثاني

كتاب اختبلف ) ) والذي نص عميو الشافعي في أنو مباح غير مكروه ، واستدل عميو بحديث ( ( الحديث

.ابن عباس والمطمب بن أبي وداعة وفي قدر القرب الذي يمنع المرور فيو وجيان ألصحابنا

أنو محدود بثبلثة اذرع ؛ ألنيا منتيى المسنون : أحدىما .في وضع السترة ، عمى ما سبق

حده بما لو مشى إليو لدفع المار أو غيره ، لم : والثاني .تبطل صبلتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تقديره : وجاء في حديث مرفوع من حديث ابن عباس

.بقدر قذفة بحجر .إن شاء اهلل تعالى -داود وسنذكره فيما بعد خرجو أبو

وحكي عن الحنفية ، أنو ال يمنع من المرور إال في .محل سجود المصمي خاصة

وحكى أبو بكر ابن العربي ، عن قوم أنيم قدروه بمثل طول الرمح ، وعن آخرين أنيم قدروه برمية السيم ،

وأخذوه من لفظ: قال . ىو حريم لممصمي : وقالوا : والمقاتمة ىنا : قال . المقاتمة ، ولم يفيموا المراد منيا

.المنازعة باأليدي خاصة : يعني -( ( فميقاتمو : ) ) قولو : وقال الشافعي

.فميدفعو فإما من وقف في مجاز الناس الذي ليس ليم طريق

غيره وصمى ، فبل إثم في المرور بين يديو ، صرح بو .فرط بذلك ، فبل حرمة لو أصحابنا وغيرىم ؛ ألنو م

وحكى القرطبي ، عن أصحابيم المالكية ، أن المصمي إذا كان في موضع ال يأمن المرور عميو اشترك ىو

.والمار في أالثم

، -أيضا -وىذا يدل عمى أنو يحرم المرور بين يديو .ولكنو يأثم المار والمصمي جميعا

ى الطريق أنو إذا صمى عم: وكذلك قال بعض الشافعية ، أو قصر في الدفع شارك المار في اإلثم ، وحمموا

لو يعمم المار بين يدي : ) ) رواية السراج المتقدمة .عمى ذلك ( ( المصمي والمصمي ما عمييما

وحكي عن بعض الفقياء ، أنو إن كان لممار مندوحة عن المرور ، وكان المصمي متعرضا لذلك أثما جميعا ،

ن لم يكن لممار مندوحة ، وال المصمي وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن لم يتعرض متعرضا لذلك فبل إثم عمى واحد منيما ، وا المصمي لذلك ، وكان لممار مندوحة إثم المار وحده ، ن لم يتعرض المصمي لذلك ، ولم يكن لممار مندوحة وا

.أثم المصمي وحده

ثم عمى المار بين يدي وقال أبو عمر ابن عبد البر ، اإلالمصمي فوق اإلثم عمى الذي يدعو يمر بين يديو ،

وكبلىما عاص إذا كان بالنيي عالما ، والمار اشد إثما .إذا تعمد ذلك ، وىذا مما ال اعمم فيو خبلفا

أن الدفع ليس : كذا قال ؛ مع أنو ذكر في موضع آخر نو قول الثوري وغي .ره ببلزم ، وال يأثم من تركو ، وا

قال عبد : وخرج ابن أبي شيبة من رواية األسود ، قال من استطاع منكم أن ال : -ابن مسعود : ىو -اهلل

يمر بين يديو وىو يصمي فميفعل ؛ فإن المار بين يدي .المصمي انقص من الممر عميو

ولعمو أراد أن المار انقص عمما أو دينا أو خيرا من أنو انقص منو إثما -أعمم واهلل -الممر عميو ، ولم يرد

، الميم إال أن يحمل عمى ما إذا كان المصمي مفرطا بصبلتو في موضع مرور الناس ، والمار ال يجد بدا من

.مروره كما سبق وقد روى عن جماعة من الصحابة ، أن الصبلة تنقص

:بمرور المار

عن : أظنو -ثنا سميمان بن المغيرة : فروى أبو نعيم لو ) : قال عمر بن الخطاب : ، قال -ىبلل حميد بن

يعمم المصمي قدر ما ينقص من صبلتو ما صمى أحدكم .إال إلى شيء يستره من الناس

.وىذا منقطع .وقد روي عن ابن مسعود ، أنو ينقص نصف صبلتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن : قول ابن مسعود : قمت ألحمد : قال أبو طالب نعم ، يضع : مر الرجل يضع نصف صبلتو ؟ قال م

.من صبلتو ، ولكن ال يقطعيا ، ينبغي لو أن يمنعو وىذا الذي أشار إليو خرجو أبو بكر النجاد بإسناده ، عن

كان عبد اهلل : عبد الرحمن بن األسود ، عن أبيو ، قال . إذا مر بين يديو رجل وىو يصمي التزمو حتى يرده

إن مرور الرجل بين يدي الرجل : عبد اهلل وقال: قال

.ليضع نصف صبلتو وينبغي أن يكون ىذا محموال : قال القاضي أبو يعمي

عمى ما إذا أمكنو أن يرده فمم يرده ، فيكون قد اخل .بفضيمة الرد

.كذا قال ؛ وفيو نظر أن مرور الكمب األسود يبطل : ومذىب أحمد وأصحابو ء أمكنو الرد وتركو ، أو تركو الصبلة ويقطعيا ، سوا

.إن شاء اهلل تعالى -عجزا ، كما سيأتي ذكره وعمى ىذا ؛ فبل يبعد القول بنقص كمال الصبلة بمرور

ن عجز عن دفع ذلك .غير الكمب ، وا وليذا المعنى رد طائفة من العمماء حديث قطع الصبلة

قولو إنو مخالف لمقرآن في: بمرور الكمب وغيره ، وقالوا [ : األنعام ) ] وال تزر وازرة وزر أخرى : ) تعالى

.، كما ذكر ذلك الشافعي أن مرور الرجل بين يدي الرجل في صبلتو : وقد روي

.يقطع صبلتو بإسناد فيو نظر ، أن ( ( سننو ) ) وخرجو أبو داود في

صمى بتبوك إلى) النبي مر بينو وبين قبمتو ، نخمة ، فأقبل غبلم يسعى حتى

قطع صبلتنا ،: ) ) فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قطع اهلل .فما قمت عمييا إلى يومي ىذا : قال ( ( . أثره

وىذا مما يستدل بو عمى أن قطع الصبلة يراد بو إذىاب يجاب كمال فضميا ، دون إبطاليا من أصميا ، وا

.إن شاء اهلل تعالى -إعادتيا ، كما سيأتي ذكره ثنا ( ( : المسند ) ) وروى عبداهلل ابن اإلمام أحمد في

حدثني أبي ، عن : ثنا إبراىيم بن سعد : سويد بن سعيد كنت أصمي ، فمر رجل بين يدي فمنعتو ، : أبيو ، قال

ال يضرك يا ابن : فسألت عثمان بن عفان ، فقال .أخي

، ويحتمل أنو أراد أنو ال ينقض الصبلة : وظاىر ىذا أنو لم تبطل صبلتو أو لعمو أراد أنو إذا منعو من المرور

.فبل يضره إذا رجع ولم يمر وقد روي ، عن عائشة ما يدل عمى أن المرور بين يدي

:المصمي إذا لم يقطع صبلتو فيو جائز ثنا ( ( : مسائمو ) ) عبداهلل ابن اإلمام أحمد في : قال سمعت عبد : نا شعبة ، قال أب: ثنا حجاج : أبي

سمعت صفية بنت : الرحمن بن سعيد بن وىب ، قال كانت امرأة تصمي عند البيت إلى مرفقة : شيبة ، قالت

، وكانت عائشة تطوف ، فمرت عائشة بينيا وبين إنما يقطع الصبلة الير والكمب : المرفقة ، فقالت عائشة

.األسود كانت ترى أن المسجد -رضي اهلل عنيا -ولعل عائشة

الحرام ال يمنع فيو المرور بين يدي المصمي كما سبق ، نما ذكرت أن الصبلة ال تقطع بذلك لئبل ؛ تظن تمك وا

.واهلل أعمم . المرأة بطبلن صبلتيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - استقبال الرجل الرجل وىو يصمي .ىو يصمي وكره عثمان أن يستقبل الرجل و

وىذا إذا اشتغل بو ، فأما إذا لم يشتغل بو ، فقد قال زيد .ما باليت ؛ إن الرجل ال يقطع صبلة الرجل : بن ثابت

، أنو كره أن يستقبل الرجل ) حكى البخاري عن عثمان ال يبالي : وىو يصمي ، وعن زيد بن ثابت ، أنو قال .بذلك ؛ إن الرجل ال يقطع صبلة الرجل

ينيما بان الكراىة إذا اشتغل بو المصمي عن وجمع ب .صبلتو ، وعدم الكراىة إذا لم يشتغل بو عن صبلتو

:وقد روى في ىذا حديث مرفوع يشيد لما قالو رواه عبد األعمى الثعمبي ، عن محمد بن الحنفية ، أن

نظر إلى رجل يصمي إلى رجل ، فأمره أن يعيد ) النبي : ، إني قد أتممت ؟ فقال يا رسول اهلل: الصبلة ، فقال

( ( .إنك صميت وأنت تنظر إليو مستقبمو ) )

( ( .المراسيل ) ) خرجو أبو داود في واإلسماعيمي في ( ( مسنده ) ) وخرجو البزار في

عن ابن الحنفية ، عن : ، وعندىما ( ( مسند عمي ) ) ) .أبيو ، عن النبي

.وعبد العمي ىذا ، ضعيف الحديث ل اإلعادة بالنظر إليو ، وىو يشعر بأن نظره إليو وقد عم

.ألياه عن صبلتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما أمره باإلعادة ؛ : وقال البزار بعد تخريجو لمحديث .الستقبالو وجو الرجل من غير انحراف عنو

أراني أول من : ثنا مسعر ، قال : وروى أبو نعيم أحدىما : ضرب عمر رجمين : ، قال سمعتو من القاسم

.مستقبل اآلخر وىو يصمي .وىذا منقطع

: -ونص أحمد عمى كراىة أن يصمي مستقبل رجل .نقمو عنو المروذي

.ىذا منيي عنو : ونقل عنو ابنو صالح ، أنو قال وعمل األصحاب كراىة ذلك بان فيو تشبيا بعبادة

.صورة منصوبة المخموقين ، فكره كما تكره الصبلة إلى وعمى ىذا التعميل ، فبل فرق بين أن يشتغل بالنظر إلى

.واهلل اعمم . ذلك ، أو ال يشتغل وكره أصحاب الشافعي الصبلة إلى آدمي ، يستقبمو ويراه

.، وعمموه بأنو يشغل المصمي ويمييو نظره إليو : -رحمو اهلل -قال البخاري

مي بن مسير ، أبنا ع: ثنا إسماعيل بن خميل - عن األعمش ، عن مسمم ، عن مسروق ، عن عائشة ،

يقطعيا الكمب : ذكر عندىا ما يقطع الصبلة ، فقالوا لقد جعمتمونا كبلبا ؛ لقد رأيت : والحمار والمرأة ، فقالت

ني لبينو وبين القبمة ، وأنا مضطجعة ) النبي يصمي ، وا تقبمو ، عمى السرير ، فتكون لي الحاجة ، فأكره أن اس

.فأنسل انسبلال

وعن األعمش ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة .نحوه -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روى ىذا الحديث أبو معاوية ، عن األعمش ، فأنسل من قبل رجمى : باإلسناد الثاني ، وقال في حديثو

.السرير ، كراىة أن استقبمو بوجيي .اإلمام أحمد خرجو عنو

ورواه ابن أبي زائدة ، عن األعمش باإلسنادين ، وقال وأكره أن أستقبمو بوجيي فأوذيو ، فأنسل من قبل : فيو

.رجمى السرير كان يكره أن ) وىذا يدل عل إنيا كانت تعمم أن النبي

يستقبمو أحد بوجيو وىو يصمي ، وكان ذلك ليبل ، ولم رحت بو عائشة في يكن في البيوت مصابيح ، كما ص

حديثيا اآلخر ، فدل عمى أن كراىة استقبال المصمي

وجو إنسان واإلنسان ليس ىو لمعنى االشتغال بالنظر .واهلل اعمم . إليو عن الصبلة ، كما يراه البخاري

إلى عائشة ) أن البخاري استدل بصبلة النبي : والظاىر نظر عمى أنو ال تكره الصبلة مستقبل إنسان ، وفي ذلك

؛ فإن عائشة لم تكن مستقبمة لو ، بل كانت مضطجعة نما كره من كره استقبال وجو اآلدمي .، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الصبلة خمف النائم

: قال : ثنا ىشام : ثنا يحيى : حدثنا مسدد - يصمي ، ) كان النبي : حدثني أبي ، عن عائشة ، قالت

راقدة معترضة عمى فراشو ، فإذا أراد أن يوتر وأنا .أيقضني فأوترت

إلى عائشة بالميل عمى ) استدل البخاري بصبلة النبي

.أنو ال تكره الصبلة خمف النائم .وكذلك قال أصحاب الشافعي

ونقل حرممة عن الشافعي ، أنو إن كان النائم ال يحتشم ة فبل بأس من المصمي ، وال يحتشم المصمي منو كالزوج

.بو ، وان النيي عن الصبلة خمف نائم يحتشمو والنيي الذي أشار إليو ىو من رواية محمد بن كعب

ال : ) ) ، قال ) القرظي ، عن ابن عباس ، عن النبي ( ( .تصموا خمف النيام والمتحدثين

.خرجو أبو داود وابن ماجو و قالو أب: -ولو طرق إلى محمد بن كعب ، كميا واىية

.داود والعقيمي والبييقي وغيرىم وخرج البزار من رواية ابن أبي ليمى ، عن عبد الكريم ،

: قال ) عن مجاىد ، عن ابن عباس ، أن النبي ( ( .نييت أن أصمي إلى النيام والمتحدثين ) )

.ابن أبي ليمى ، ضعيف ؛ لسوء حفظو وخالفو سفيان ، فرواه وكيع ، عن سفيان ، عن عبد

-الكريم ، عن مجاىد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مرسبل ، وىو أصح أحمد : وكره طائفة الصبلة إلى النائم مطمقا ، منيم

سحاق .وا وعمل ذلك أصحابنا ؛ بأنو ال يؤمن أن يكون من النائم

.ما يشغل المصمي وأجاب من ذىب إلى ىذا عن حديث عائشة ، بأن

.؛ لضيق البيت الحاجة دعت إليووعن أحمد ، أنو تختص الكراىة بالفريضة دون النافمة ؛

.جمعا بين حديث عائشة وحديث ابن عباس .ولعل ىذا القول اقرب مما قبمو

ذا خالف وصمى ، فبل إعادة عميو في ظاىر مذىب وا سحاق ، وىو قول جميور العمماء .أحمد وا

.وعن أحمد ، أنو يعيد الفريضة

يحتمل أن ىذا عمى االستحباب : ضي أبو يعمى قال القا .دون اإليجاب

: وسئل النخعي عن الرجل يصمي إلى نائم ومضطجع :أيكون لو سترة ؟ قال

.نعم : فيستر الجالس ؟ قال : قيل لو . ال .وأما الصبلة خمف المتحدث ، فكرىيا أكثر العمماء

روى سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن معد يكرب ، عن .ال تصموا إلى قوم يتحدثون : عبداهلل ، قال .خرجو األثرم

ال : ، ولفظو ( ( كتاب الصبلة ) ) وخرجو أبو نعيم في .تصموا بين يدي قوم يمترون

.أيضا -وىذا يدل عمى كراىة الصبلة أمام المتحدثين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وسعيد بن جبير ، روينا عن ابن مسود: قال ابن المنذر

وبو قال أحمد وأبو . أنيما كرىا الصبلة إلى المتحدثين .ورخص فيو الزىري والنعمان . ثور

.أيضا -وحكى الخطابي ، عن الشافعي ، أنو كرىو .وعمل أحمد الكراىة بأن المتحدث يشغل المصمي إليو وفرق سعيد بن جبير بين المتحدثين بذكر اهلل وغيره ،

.ة إلى المتحدث بغير الذكر ، دون الذاكر فكره الصبل .خرجو حرب الكرماني وغيره

.وال إعادة عمى من صمى إلى متحدث عند الجميور . عنو ) نيى النبي : ونقل حرب ، عن أحمد ، أنو قال

.الفريضة أشد : وقال .وكأنو ذىب إلى أنو يعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - وع خمف المرأةالتط

أبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبداهلل بن يوسف - النضر مولى عمر بن

عبيد اهلل ، عن أبي سممة بن عبد الرحمن ، عن عائشة كنت أنام بين يدي رسول اهلل : ، أنيا قالت ) زوج النبي

، ورجبلي في قبمتو ، فإذا سجد غمزني ، فقبضت ) .رجمي ، فإذا قام بسطتيما

.والبيوت يومئذ ليس فييا مصابيح : لت قادل ىذا الحديث عمى أن من صمى إلى امرأة بين يديو ، وليست معو في صبلة واحدة فإن صبلتو صحيحة ، وقد

سحاق ، وال نعمم فيو نص عمى ذلك سفيان وأحمد وا .خبلفا

نما اختمفوا إذا كانا في صبلة واحدة ، وليس بينيما : وا .سترة

إذا أصاب ثوب : باب ) ) ذلك في وقد سبق ذكر ( ( .المصمي امرأتو إذا سجد

إن مرور المرأة يبطل : ولكن يجيء عمى قول من يقول ن قياميا وجموسيا واضطجاعيا كمرورىا ، الصبلة ، وا

.أنو تبطل الصبلة باستقباليا وقد حكي رواية عن أحمد ، ونص أحمد عمى أن المرأة

وىي في غير صبلة فبل إذا كانت بين يدي المصمي ، .نقمو عنو حرب : -بأس بو ، واحتج بحديث عائشة

وكره الشافعي أن يستتر الرجل بالمرأة في صبلتو ؛ لما .يخشى من فتنتيا لممصمي ، وشغميا لقمبو

وىذا إذا كان بحيث ينظر إلييا ، فأما إن كان ذلك في ظممة الميل ، كما في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.حديث عائشة ، فقد أمن من ذلك .ولم يفرق الشافعي وأحمد بين النفل والفرض

وظاىر تبويب البخاري يدل عمى التفريق بينيما ، وأن .الرخصة في النفل خاصة

وقد نص أحمد عمى مثل ذلك في رواية أخرى عنو ،

إلى المرأة كان ) وأن الرخصة في صبلة النبي ان يممك نفسو ، وغيره يخشى مخصوصا بو ؛ ألنو ك

.عميو الفتنة ، وىذه دعوى ال دليل عمييا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ال يقطع الصبلة شيء: من قال

ثنا : ثنا أبي : حدثنا عمر بن حفص بن غياث - .ثنا إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة : األعمش

، عن مسروق عن عائشة وحدثني مسمم: قال األعمش الكمب والحمار والمرأة : ، ذكر عندىا ما يقطع الصبلة

شبيتمونا بالحمير والكبلب ، واهلل لقد رأيت : ، فقالت يصمي وأنا عمى السرير ، بينو وبين القبمة ) النبي

مضطجعة ، فتبدو لي الحاجة ، فأكره أن أجمس فأوذي .، فانسل من عند رجميو ) النبي

ثنا يعقوب بن : حدثنا إسحاق بن إبراىيم - ابنا ابن أخي ابن شياب ، أنو سأل : إبراىيم بن سعد

ال يقطعيا : عمو عن الصبلة يقطعيا شيء ؟ قال .شيء وأخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة زوج النبي : قال يقوم فيصمي من الميل ، ) لقد كان رسول اهلل : قالت )

ني لمعترضة بينو و .بين القبمة عمى فراش أىمو وا أن عائشة استدلت بحديثيا ىذا عمى : في الرواية األولى أن المرأة ال تقطع

الصبلة ، وأنكرت التسوية بين المرأة والحمار والكمب ، وىذا يشعر بموافقتيا عمى الحمار والكمب ، وسيأتي

.إن شاء اهلل تعالى -كبلميا صريحا في ذلك فيما بعد أن الزىري استدل بحديث عائشة : ية الثانية وفي الروا

عمى أن الصبلة ال يقطعيا شئ ؛ لما فيو من الداللة عمى أن المرأة ال تقطع صبلة الرجل إذا كانت بين

.يديو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد اختمف العمماء في ىذا بلة ال يقطع الص: -كما قالو الزىري -فقالت طائفة

.شئ وروي ذلك عن عثمان وعمي وحذيفة وأبي سعيد وابن

.عمر وابن عباس ، عمى اختبلف عن بعضيم وروي عن أبي بكر وعمر من وجو ال يصح ، وسيأتي

.ذكره أن شاء اهلل سعيد بن المسيب وعبيدة : وممن قال ذلك بعد الصحابة

السمماني والشعبي والقاسم بن محمد وعروة والزىري ، قول الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأبي ثور وىو

.وغيرىم وروى شعبة ، عن عبيد اهلل بن عمر ، عن سالم ونافع ،

ال يقطع صبلة المسمم : كان يقال : عن ابن عمر ، قال .شئ

ورواه إبراىيم بن يزيد الخوزي ، عن سالم ، عن أبيو ،

صبلة ال يقطع: ) ) وأبا بكر وعمر قالوا ) أن النبي ( ( .المسمم شئ ، وادرأ ما استطعت

.خرجو الدارقطني .والخوزي ، ضعيف جدا

وقفة ، وأنكر ( ( العمل ) ) وصحح الدارقطني في كتاب .رفعو

وخرج أبو داود من رواية أبي أسامة ، عن مجالد ، عن ال ) ) ، قال ) أبي الوداك ، عن أبي سعيد ، عن النبي

( ( .ءوا ما استطعتم يقطع الصبلة شئ ، وادر من رواية عبد الواحد بن زياد ، عن -أيضا -وخرجو

إن : مجالد ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد ، قال الصبلة ال يقطعيا شئ ، ولكن قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .ادرءوا ما استطعتم ) : ) ) رسول اهلل

.فجعل أولو موقوفا .و ضعف مشيور ومجالد ، في .كم من أعجوبة لمجالد : وقال أحمد

وروى إدريس بن يحيى الخوالني ، عن بكر بن مضر ، عن صخر بن عبداهلل بن حرممة ، سمع عمر بن عبد

عن أنس بن مالك ، أن رسول أهلل : العزيز يقول صمى بالناس ، فمر بين أيدييم حمار ، فقال عياش )

سبحان اهلل ، فمما سمم سبحان اهلل ،: بن أبي ربيعة سبحان اهلل : من المسبح آنفا : ) ) قال ) رسول اهلل أنا يا رسول اهلل ؛ إني سمعت أن : قال ( ( وبحمده ؟

ال يقطع الصبلة : ) ) قال . الحمار يقطع الصبلة ( ( .شئ

.خرجو الدارقطني خالف إدريس في رواية ( ( : العمل ) ) وقال في كتاب لوليد بن مسمم ، فرواه عن بكر بن مضر ، ىذا الحديث ا

عن صخر ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عياش بن وغيرىما يرويو عن بكر بن مضر ، عن . أبي ربيعة

والمرسل . مرسبل -صخر ، عن عمر ابن عبد العزيز .أصح

وقد روي ىذا المتن من حديث عمي وأبي ىريرة وعائشة .وأبي أمامو ، وال يثبت منيا شئ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الرواية في ىذا الباب فييا لين وضعف : قال العقيمي .يقطع الصبلة مرور بعض الحيوانات : وقالت طائفة

:ثم اختمفوا يقطع الصبلة الكمب والحمار والمرأة ، : فمنيم من قال

روي ذلك عن ابن عباس وأنس وعبداهلل بن عياش بن .ومكحول والحسن وأبي اإلحوص أبي ربيعة

يقطع الصبلة الكمب األسود والمرأة : ومنيم من قال الحائض والحمار والكافر ، رواه جابر بن زيد ، عن ابن

.عباس

وروي عن الحكم الغفاري ، أنو أعاد الصبلة من مرور .حمار بين يديو

يقطع الصبلة الكمب والمرأة : وروي عن عكرمة ، قال .الحمار والكافر والخنزير و

يقطع الصبلة المرأة الحائض : وعن عطاء ، قال .والكمب األسود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الحمار : واختاره أبو بكر ابن خزيمة ، وزاد عمييما عن عطاء ، أنو يقطع الصبلة المرأة : والمشيور

.والحمار والكمب األسود .ي رواية عنو وىو قول ابن جريج وأحمد ف

إنما : وروت صفية بنت شيبة ، عن عائشة ، قالت .يقطع الصبلة الكمب والحمار والسنور

والسنور : وفي رواية أخرى عن عائشة ، أنيا قالت

.األسود .وحكي رواية عن أحمد في السنور األسود

ال يقطع الصبلة سوى الكمب ، وروي : وقالت طائفة .ذلك عن ابن عمر

نو أنو أعاد صبلتو من مرور كمب أصفر بين وروي ع .يديو ، رواه مطر الوراق ، عن نافع ، عنو

وروى بكر المزني ، أن ابن عمر أعاد ركعة من جرو .مر بين يديو

وىذا يدل عمى أنو تختص اإلعادة بالركعة التي مر فييا .الكمب

: وروى ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال بلتكم ما استطعتم ، وأشد ما يتقى عمييا ادرءوا عن ص

.مرابض الكبلب .كان أبي يشدد في الكبلب : وقال ابن طاوس

ومن ىؤالء من خص القطع بالكمب األسود دون غيره .من سائر األلوان

وروى شعبة ، عن الحكم ، عن خيثمة ، عن األسود ،

ال يقطع الصبلة إال الكمب : عن عائشة ، قالت .األسود

ثنا ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، : قال أبو نعيم و :عن مجاىد ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الكمب األسود البييم شيطان ، وىو يقطع الصبلة حدثنا ابن عيينة ، عن ليث ، عن مجاىد ، عن معاذ

.مثمو وىو المشيور عن أحمد ، وقول إسحاق وأبي خيثمة

ب وسميمان ابن داود الياشمي والجوزجاني زىير بن حر .وغيرىم من فقياء أىل الحديث

تقطع الصبلة بشئ من ذلك بأحاديث : واستدل من قال ، وليس شئ منيا عمى شرط البخاري ) رويت عن النبي

.، وال مما يحتج بو

أبي ذر ، : حديث : وقد خرج مسمم منيا حديثين .وحديث أبي ىريرة خرجو من طريق حميد بن ىبلل ، :فحديث أبي ذر

قال : عن عبد اهلل بن الصامت ، عن أبي ذر ، قال إذا قام أحدكم يصمي فإنو يستره إذا ) : ) ) رسول اهلل

كان بين يديو مثل آخرة الرحل ، فإذا لم يكن بين يديو مثل آخرة الرحل ، فإنو يقطع صبلتو الحمار والمرأة

ر ، ما بال الكمب األسود يا أبا ذ: قمت . والكمب األسود يا ابن : من الكمب األحمر من الكمب األصفر ؟ فقال

: كما سألتني ، فقال ) أخي ، سألت رسول اهلل ( ( .الكمب األسود شيطان ) )

وحديث أبي ىريرة خرجو من طريق عبيد اهلل بن عبد اهلل ثنا يزيد بن األصم ، عن أبي ىريرة ، : بن األصم

يقطع الصبلة المرأة ) : ) ) ل اهلل رسو : قال : قال ( ( .والحمار والكمب ، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل

في رواية -فأما حديث أبي ذر ، فقد قال اإلمام أحمد إليو أذىب ، وىو صحيح اإلسناد ، وقال : -المروذي

ىو حديث ثبت ، يرويو : -في رواية عمي بن سعيد - مان بنشعبة وسمي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما : ، ثم قال -عن حميد بن ىبلل : يعني -المغيرة .في نفسي من ىذا الحديث شيء

.حديث أبي ذر حسن صحيح : وقال الترمذي ىذا الحديث ( ( : كتاب المعرفة ) ) وقال البييقي في

ن صحيح إسناده ، ونحن نحتج بأمثالو في الفقييات ، و ا .كان البخاري ال يحتج بو

، يشير إلى أنو ( ( إن البخاري ال يحتج بو : ) ) وقولو ال يحتج بحديث عبد اهلل ابن الصامت بن أخي أبي ذر

.شيئا ( ( كتابو ) ) ، ولم يخرج لو في في -( ( مختمف الحديث ) ) وقال الشافعي في كتاب

أنو عندنا : -الحديث الذي فيو المرأة والحمار والكمب

.غير محفوظ ورده لمخالفتو لحديث عائشة وغيره ، ولمخالفتو لظاىر

وال تزر وازرة وزر أخرى : ) قول اهلل عز وجل [ . : األنعام ) ]

قيل : وفي مسائل الحسن بن ثواب عن اإلمام أحمد الكمب : ما ترى في الحمار والكمب والمرأة ؟ قال : لو

قيل لو حديث أبي ذر ؟ . يقطع ؛ أنو شيطان األسودىاتوا غير حديث أبي ذر ، ليس يصح إسناده ، : قال

ثم ذكر حديث الفضل بن عباس ، أنو مر عمى بعض إنو كان بين يديو : قيل لو . الصف وىو عمى حمار

.ىذا الحديث في فضاء : عنزة ؟ قال يخرج البخاري ليزيد بن وأما حديث أبي ىريرة ، فمم

:األصم ، وال بني أخيو .عبد اهلل بن عبد اهلل أبي العنبس ، وأخيو عبيد اهلل شيئا

وىذا الحديث من رواية عبيد اهلل كما وجد في بعض .أنو من رواية عبد اهلل : إن الصواب : النسخ ، وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواية : يرة من وجو آخر وقد روى حديث أبي ىر ىشام الدستوائي ، عن قتادة عن زرارة بن أوفى ، عن

:، قال ) سعد بن ىشام ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( ( .يقطع الصبلة المرأة والكمب والحمار ) )

.خرجو اإلمام أحمد وابن ماجو وفي إسناده اختبلف عمى ىشام في رفعو ووقفو ، وفي

بنسعد : ) ) ذكر سقاطو منو ، والصحيح ( ( ىشام -ذكره : في إسناده وا

.قالو الدارقطني : ورواه ابن أبي عروبة وغير واحد ، عن قتادة ، فوقفوه ،

:وذكروا في إسناده ( ( .ىشاما ) )

.ولعل وقفو أشبو .وقد روي عن أبي ىريرة مرفوعا من وجو أخر ال يصح

: قتادة ؛ قال وروى يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، عن

سمعت جابر بن زيد يحدث ، عن ابن عباس ، عن ( ( .يقطع الصبلة المرأة الحائض والكمب ) : ) ) النبي

خرجو أبو داود ، وابن ماجو وابن خزيمة في ( ( .الكمب األسود : ) ) ، وعند ىما ( ( صحيحة ) )

وقفو سعيد وىشام وىمام ، عن قتادة ، : قال أبو داود .انتيى . عباس عن ابن

ورفعو سفيان بن حبيب ، . وكذا وقفو غندر ، عن شعبة .عن شعبة

وذكر الحافظ أبو نعيم بإسناده ، عن يحيى بن سعيد ، وأنا : قال يحيى . لم يرفعو عن قتادة غير شعبة : قال .أفرقو

أخاف أن يكون وىم : وحكى غيره عن يحيى ، أنو قال .شعبة : يعني -

(/)

"""""" صفحة رقم """"" ": قال . ثنا يحيى ، قال شعبة رفعو : وقال اإلمام أحمد .وىشام لم يرفعو

.كان ىشام حافظا : قال أحمد وىذا ترجيح من أحمد لوقفو ، وقد تبين أن شعبة اختمف

.عميو في وقفو ورفعو .ورجح أبو حاتم الرازي رفعو

-البصري وخرج أبو داود ، عن محمد بن إسماعيل، عن معاذ بن ىشام ، عن أبيو -ابن أبي سمينة : ىو

، عن عكرمة ، -ابن أبي كثير : ىو -، عن يحيى ، -) أحسبو عن رسول اهلل : قال -عن ابن عباس

إذا صمى أحدكم إلى غير سترة فإنو يقطع : ) ) قال صبلتو الحمار والخنزير والييودي والمجوسي والمرأة ،

( ( .إذا مروا بين يديو عمى قذفو بحجر ويجزئ عنولم أر أحدا يحدث بو عن ىشام ، : وقال أبو داود

واحسب الوىم فيو من ابن أبي سمينة ؛ ألنو يحدثنا من .انتيى . حفظو

.وىو مشكوك في رفعو : وقد خرجو ابن عدي من طريقين ، عن معاذ ، وقال

.ىذا عن يحيى غير محفوظ بيذا المتن ين بذلك أن ابن أبي سمينة لم ينفرد بو كما ظنو وقد تب

.أبو داود ، ولكنو منكر كما قالو ابن عدي وخرجو ابن أبي شيبة عن أبي داود ، عن ىشام ، عن

يحيى ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من قولو -عكرمة ورواه عبيس بن ميمون ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن

) .ن أبي ىريرة ، عن النبي أبي سممة ، عقال أبو زرعة الرازي ، ىو حديث منكر ، وعبيس شيخ

.ضعيف الحديث .ىذا إسناد واه : وقال األثرم

وروى سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عبد اهلل بن يقطع الصبلة المرأة : ) ) ، قال ) مغفل ، عن النبي ( ( .والحمار والكمب

بن ماجو وابن حبان في خرجو اإلمام أحمد وا ( ( .صحيحة ) )

:وقد اختمف فيو عمى قتادة ، وعمى الحسن عن قتادة ، كما ترى في اإلسناد ، وىو الصحيح : فقيل

.عند الدارقطني وغيره .وقيل عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس

وقيل عنو ، عن قتادة ، عن جابر بن زيد ، عن ابن .من قولو كما سبق -عباس

عن قتادة ، عن زرارة ، عن سعد ، عن : ال ىشام وق .أبي ىريرة كما سبق

:واختمف فيو عن الحسن .عنو كما ترى : فقيل

عن الحسن ، عن الحكم بن عمرو ، عن : وقال حوشب ) .النبي

الصحيح من : وذكر ىذا االختبلف الدارقطني ، وقال .قتادة ، عن الحسن ، عن ابن مغفل : ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن عبيد اهلل : وروى يحيى بن أبي كثير ، عن شعبة : ، قال ) بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس ، عن النبي

( ( .يقطع الصبلة الكمب والمرأة والحمار ) ) .خرجو البزار

-وكذا رواه أبو زيد اليروي سعد بن الربيع ، عن شعبة .مرفوعا

و الوليد ومحمد بن كثير ، عن شعبة ، ورواه غندر وأب .عن عبيد اهلل ، عن أنس موقوفا

.والموقوف اصح : قال الدارقطني ثنا : ثنا صفوان : وخرج اإلمام أحمد ثنا أبو المغيرة

قال رسول اهلل : راشد بن سعد ، عن عائشة ، قالت

ال يقطع صبلة المسمم شيء ، إال الحمار والكافر ) ) ) يا رسول اهلل ، لقد : قالت عائشة ( ( . رأة والكمب والم

.قرنا بدواب سوء .ىذا منقطع ؛ راشد لم يسمع من عائشة بغير شك

نما الصحيح ما رواه أصحاب : ووىم في ذلك ، وا : عائشة الحفاظ ، عنيا ، أنو ذكر عندىا ذلك ، فقالت

.لقد قرنتمونا بقرناء سوء ، ونحو ىذا المعنى الميموني أن أحمد ذكر لو أن ألحوضي روى وقد ذكر

يقطع : ) ) -مرفوعا -من طريق األسود ، عن عائشة فقال ( ( . . الصبلة المرأة والحمار والكمب األسود

وىي ) غمط الشيخ عندنا ؛ ىذا عن رسول اهلل : أحمد .عدلتمونا بالكمب والحمار ؟ : تقول ا قالت ما لم) لو كان ىذا عندىا عن النبي : يعني .قالت

وخرج أبو داود من رواية سعيد بن عبد العزيز ، عن مولى ليزيد بن نمران ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن يزيد بن نمران ، قال ، رأيت رجبل بتبوك مقعدا ، وأنا عمى حمار وىو ) مررت بين يدي النبي : فقال

، فما مشيت ( ( الميم اقطع أثره : ) ) يصمي ، فقال .عمييا بعد

قطع صبلتنا قطع اهلل : ) ) فقال : وفي رواية لو ( ( .أثره

.وفي إسناد جيالة بأن الصبلة يقطعيا الكمب والحمار والمرأة : فالقائمون

.تعقموا بظواىر ىذه األحاديث ال يقطع الصبلة غير الكمب األسود ، : وأما من قال

سحاق ، فقالوا كما قالو أحمد في ظاىر مذىبو ، : وا المرأة والحمار قد تعارضت فييما األحاديث ، فحديث

عائشة دل عمى عدم قطع الصبلة بالمرأة ، وحديث ابن عباس دل عمى أن الحمار ال يقطع الصبلة ، وبقي

.الكمب األسود ال معارض لو فيؤخذ بو

وىذا ىو جادة مذىب أحمد وأصحابو ، وما قالوه في .ذلك

:لك مسمكان آخران وليم في ذأن حديث عائشة ال يعارض حديث أبي ذر ؛ : أحدىما

فإن حديث عائشة في وقوف المرأة بين يدي المصمي ، وانو ال يبطل صبلتو ، وحديث أبي ذر في مرور المرأة ، وأنو مبطل لمصبلة ، فيعمل بكبل الحديثين ، فتبطل

صمي الصبلة بمرور ىذه الثبلثة دون وقوفيا في قبمة الم .، وىو رواية عن أحمد

وىذا يتوجو عمى إحدى الروايتين عن أحمد في إبطال الصبلة بمرور الثبلثة المذكورة في حديث أبي ذر ، وقد

.رجحيا بعض أصحابنا المتأخرين : أي -( ( فأكره أن أسنحو : ) ) وقد تقدم قول عائشة

أعترض بين يديو مارة ، فدل عمى أن مرورىا بين يديو .ا يكره ويتقى ، بخبلف نوميا معترضة مم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا شعبة ، : ثنا محمد بن جعفر : وروى اإلمام أحمد عن منصور ، عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ،

وىو يصمي ، ) كنت أكون بين يدي رسول اهلل : قالت فأنسل فإذا أردت أن أقوم كرىت أن أمر بين يديو ،

.انسبلال أن المصمي : ويدل عمى أنو يفرق بين المرور والوقوف

مأمور بدفع المار ولو كان حيوانا ، وقد وردت السنة بالصبلة إلى الحيوان البارك والمرأة النائمة ، فدل عمى

.الفرق بين األمرين وقد استدل اإلمام أحمد بيذا عمى التفريق بين المرور

.والوقوف أن يحمل حديث عائشة عمى صبلة النفل ، فبل : والثاني

.تقطعيا المرأة ، وحديث أبي ذر عمى الفريضة وىذا مسمك آخر ألصحابنا ، وقد حكوا رواية عن أحمد بالفرق بين الفريضة والنافمة في قطع الصبلة بمرور ىذه

.الثبلثة : ومما استدل بو أحمد عمى الفرق بين الفريضة والنافمة

كان إذا أراد أو يوتر أيقظ عائشة ، ولم يوتر ) أن النبي .وىي معترضة بين يديو

وفي رواية خرجيا أبو داود من حديث محمد بن عمرو ، كان إذا أراد أن ) عن أبي سممة ، عائشة ، أن النبي

( ( .تنحي : ) ) يوتر قال ليا .وبيذه الرواية احتج أحمد في ىذه المسألة

ية موسى بن أيوب الغافقي ، وخرج الجوزجاني من رواأن عمو إياس بن عامر حدثو ، أنو سمع عمي بن أبي

-إذا أراد أن يوتر أمرىا ) كان رسول اهلل : طالب يقول إنيا صبلة : أن تتنحى عنو ، وقال -عائشة : يعني

.ازددتموىا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الصبلة إلى المرأة فإذا فرق بين النفل المطمق والوتر في

.، فالفريضة أولى وقد سمك بعضيم مسمكا آخر ، وىو نسخ القطع بالمرأة والحمار بحديث عائشة وابن عباس ؛ ألن حديث ابن

، ) عباس كان في حجة الوداع في آخر عمر النبي عمى ) وحديث عائشة يدل بظاىره عمى استمرار النبي

ت بو عنو إلى آخرما أخبر عمره ، ولو كان قد ترك ذلك في آخر عمره لما خفي

.عمييا ، وبقي الكمب األسود ال ناسخ لو وىذا المسمك فيو نظر ، وقد أنكره اإلمام أحمد في رواية

كتاب مختمف ) ) الشافعي في -أيضا -حرب ، وأنكره ( ( .الحديث

الصبلة بالكمب وعمى ىذا المسمك يتوجو القول بإبطال .األسود خاصة

وأحمد كان شديد الورع في دعوى النسخ ، فبل يطمقو إال عن يقين وتحقيق ؛ فمذلك عدل عن دعوى النسخ ىنا

إلى دعوى تعارض األخبار ، واألخذ بأصحيا إسنادا ، فأخذ بحديث عائشة في المرأة ، وحديث ابن عباس في

.رض الحمار ، فبقي الكمب األسود من غير معاوىذا إنما يتوجو عمى القول بالفرق بين الوقوف والمرور

.، كما ىو إحدى الروايتين عن أحمد فأما عمى الرواية الثانية عنو بالتسوية بينيما ، فبل

تعارض بين حديث عائشة وحديث أبي ذر في المرأة ، نما التعارض بين حديث ابن عباس في مرور الحمار وا

قتضى ذلك حينئذ أن تبطل وبين حديث أبي ذر ، فمالصبلة بمرور الكمب والمرأة دون الحمار ، وال يعرف

.ىذا عن أحمد وعمى رواية التفريق بين الفرض والنفل ، فبل تعارض ن قمنا : بين حديث عائشة وأبي ذر في حق المرأة ، وا

إن الوقوف كالمرور ، وأما أن فرقنا بينيما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" انتفى التعارض حينئذ من وجيين ، وتبقى المعارضة

بين حديث أبي ذر وحديث ابن عباس في مرور الحمار ، فإن حديث ابن عباس في الفرض وحديث أبي ذر عام

حديث : في الفرض والنفل ، فيخرج من ىذا أن يقال أبي ذر عام في الفرض والنفل في مرور الثبلثة ، خص

ر المرأة إن سوينا بينو وبين من عمومو النفل بمرو ن فرقنا بينيما فالوقوف غير داخل في لفظ الوقوف ، وا

.حديث أبي ذر وال في معناه فأما الحمار فقد عارضو حديث ابن عباس ، وىو في

الفرض ، وىو أصح من حديث أبي ذر ، ولكن يمزم من العمل بحديث ابن عباس وترك حديث أبي ذر في

.ر الحمار جممة ، وذلك نسخ الفرض إبطال حكم مرو من عموم حديث أبي ذر في الكمب -أيضا -ويخص

النفل بالقياس عمى المرأة ، فيقتضي ىذا التقرير أن إن مرور الكمب والمرأة يبطل الصبلة المفروضة : يقال

.دون النافمة ، ومرور الحمار ال يبطل شيئا

قول غريب ال يعرف عن أحمد وال -أيضا -وىذا .ره غي

نما حكى القاضي أبو يعمى رواية عن أحمد أن ىذه وا .الثبلثة يبطل مرورىا الفرض دون النفل

يقطع : وأخذه مما رواه بكر بن محمد وغيره ، عن أحمد الصبلة الكمب والمرأة والحمار ، فذكر حديث عائشة ،

ىو عندي في المار بين يدي المصمي ، فإذا : فقال ل ، وىذا في التطوع ، فأما كانت بين يديو كان أسي

: حين أراد أن يوتر قال ) الفرض فيو آكد ، أليس النبي ؟( ( تنحي ) ) ىذا إنما يدل عمى تفريق أحمد بين الفرض : قال

والتطوع في استقبال المرأة في الصبلة دون مرورىا ، أما نما فرق في الصبلة إلى المرأة في المرور فمم يفرق ، وا

بين الفرض والنفل ، فجوزه في النفل النائمة ونحوىا وكرىو في الفرض ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفرق بين المرور والوقوف في إبطال الصبلة بالمرور لم -وىو المرور -دون الوقوف ، فما يبطل الصبلة

يفرق فيو بين فرض ونفل ، إنما فرق بينيما فيما يكره إلى المرأة ، فكرىو في في الصبلة ، وىو الصبلة

الفرض دون النفل ، ىذا ىو الذي دل عميو كبلم أحمد .واهلل اعمم . ىذا

عدلتمونا : ) ) -رضي اهلل عنيا -وظاىر قول عائشة : إلييا ) ، واستدالليا بصبلة النبي ( ( بالحمر والكبلب

ال فمو كان يدل عمى أنيا رأت المرور والوقوف سواء ، وا مختصا بالمرور لم يكن ليا في حديثيا الحكم عندىا

.دليل إن حديث ابن عباس في مروره بالحمار بين : ومتى قيل

، بل ) يدي بعض الصف لم يكن مرورا بين يدي النبي كانت سترتو محفوظة ، فبل دليل في حديثو ىذا عمى أن

ن انضم إلى ذلك مرور الحمار ال يقطع الصبلة ، وا

ة ووقوفيا وجموسيا ونوميا لم يبق التفريق بين مرور المرأفي حديثيا دليل عمى أن المرأة ال يقطع مرورىا ، فيسمم حينئذ حديث أبي ذر وما أشبيو من معارض في الكمب

.والمرأة والحمار وأما جميور أىل العمم الذين لم يروا قطع الصبلة

وبطبلنيا بمرور شيء بين يدي المصمي ، فاختمفت :حاديث المروية في قطع الصبلة مسألكيم في ىذه األ

من تكمم فييا من جية أسانيدىا ، وىذه تشبو : فمنيم طريقة البخاري ؛ فإنو لم يخرج منيا شيئا ، وليس شيء

.منيا عمى شرطو كما سبق بيانو من ادعى نسخيا بحديث مرور الحمار وىو في : ومنيم

ذا نسخ ) حجة الوداع ، وىي في آخر عمر النبي ، وا ا شيء دل عمى نسخ الباقي ، وسمك ىذا الطحاوي مني

.وغيره من الفقياء وفيو ضعف ، وقد أنكر الشافعي وأحمد دعوى النسخ في

.شيء من ىذه األحاديث ؛ لعدم العمم بالتاريخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حديث أبي ذر ونحوه قد عارضو ما ىو : ومنيم من قال كحديث ابن عباس وعائشة ، وقد أصح منو إسنادا ،

:أعضدىما أحاديث أخر تشيد ليما -سمعت يحيى : فروى شعبة ، أن الحكم أخبره ، قال

: يحدث ، عن صييب ، قال -ابن الجزار : ىو سمعت ابن عباس يحدث ، أنو مر بين يدي رسول اهلل

ىو وغبلم من بني ىاشم عمى حمار بين يدي رسول ) فنزلوا ودخموا معو ، فصموا فمم وىو يصمي ، ) اهلل

ينصرف ، فجاءت جاريتان تسعيان من بني عبد .المطمب ، فأخذنا بركبتيو ، ففرع بينيما ولم ينصرف خرجو اإلمام أحمد والنسائي ، وىذا لفظو ، وقد سبق

.ذكر إسناده أخبرني : من رواية ابن جريج -أيضا -وخرج النسائي

اس بن عبيد اهلل بن محمد بن عمر بن عمي ، عن عب: عباس ، عن الفضل بن عباس بن عبد المطمب ، قال

عباسا في بادية لنا ، ولنا كميبة وحمارة ) زار رسول اهلل العصر وىما بين يديو ، فمم ) ترعى ، فصمى النبي

.يزجرا ولم يؤخرا أتانا رسول اهلل : وخرجو اإلمام أحمد وأبو داود ، ولفظو

ا ، ومعو عباس ، فصمى في ونحن في بادية لن) صحراء ، ليس بين يديو سترة ، وحمارة لنا وكميبة تعبثان

.بين يديو ، فما بالى ذاك -أو تعيثان -ومحمد بن عمر بن عمي بن أبي طالب ، وثقو

.الدارقطني وغيره وعباس بن عبيد اهلل بن عباس ، روى عنو أيوب

تى قال السختياني مع جبللتو ، انتقاده لمرجال ، حوذكره ابن حبان . ال تسأل عمن روى عنو أيوب : أحمد ( ( .الثقات ) ) في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حديث أبي : فمرة ، قال : وقد اختمف قول أحمد في ىذا

. نقمو عنو عمي بن سعيد : -ذر يخالفو ، ولم يعتد بو نقمو : -ومرة ، عارض بو حديث أبي ذر ، وقدمو عميو

.عنو الحسن بن ثواب لكن ليس في ىذا الحديث أن الكمب كان أسود ؛ فمذلك لم يرد بو حديث أبي ذر في الكمب األسود ، ولم يجعمو

.معارضا لو قاص عمر -وروى أسامة بن زيد ، عن محمد بن قيس

: ، عن أبيو ، عن أم سممة ، قالت -بن عبد العزيز رة أم سممة ، فمر بين يصمي في حج) كان رسول اهلل ، فقال بيده -أو عمر بن أبي سممة -يديو عبد اهلل

فرجع ، فمرت زينب بنت أم سممة ، فقال بيده ىكذا ، ىن : ) ) قال ) فمضت ، فمما صمى رسول اهلل

( ( .أغمب .خرجو ابن ماجو

وقد يفرق من يقول ببطبلن الصبلة بمرور المرأة بين

بينالجارية التي لم تبمغ و إذا أطمقت المرأة لم يرد بيا إال البالغ ، : البالغ ، ويقول

وزينب حينئذ كانت صغيرة ، والصغيرة ال تسمى امرأة إذا بمغت الجارية تسع : في الحال ؛ وليذا قالت عائشة

.سنين فيي امرأة وفي دخول الصغيرة في مسمى النساء خبلف ذكره

الماوردي وغيره من، فكذا ينبغي أن يكون في دخوليا في مسمى المفسرين .المرأة

( ( كتاب مختمف الحديث ) ) وقد سمك الشافعي في ىذا المسمك في ترجيح أحاديث الرخصة عمى أحاديث

قطع الصبلة ، وعضدىا بظاىر القرآن ، وىو قولو : األنعام ) ] وال تزر وازرة وزر أخرى : ) تعالى . ]

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن األحاديث إذا : وسمك آخرون مسمكا آخر ، وىو

تعارضت نظر إلى ما عمل بو الصحابة فيرجح ، وقد عمل الصحابة بأن الصبلة ال يقطعيا شيء ، وقد روي

.ذلك عن الخمفاء الراشدين األربعة وغيرىم ل ، وىو من أج( ( سننو ) ) وقد سمك ىذا أبو داود في

.أصحاب اإلمام أحمد تأويل القطع المذكور : وسمك آخرون مسمكا آخر ، وىو

في ىذه األحاديث ، وانو ليس المراد بو إبطال الصبلة نما المراد بو القطع عن إكماليا لزام إعادتيا ، وا وا

والخشوع فييا باالشتغال بيا ، وااللتفات إلييا ، وىذا ىو مة ، ورجح ىذا الذي قالو الشافعي في رواية حرم

.الخطابي والبييقي وغيروىما من العمماء وقد تعرض عميو بأن المصمي قد يكون أعمى ، وقد

يكون ذلك ليبل بحيث ال يشعر بو المار وال من مر عميو ، والحديث يعم ىذه األحوال كميا ،

وأيضا ؛ فقد يكون غير ىذه الثبلثة أكثر إشغاال لممصمي

والخيل المسومة ، وال يقطع كالفيل والزرافة والوحوش .الصبلة مرور شيء من ذلك

لما كان المصمي : أن يقال : وأقرب من ىذا التأويل مشتغبل بمناجاة اهلل ، وىو في غاية القرب منو والخموة

بو ، أمر المصمي باالحتراز من دخول الشيطان في ىذه الخموة الخاصة ، والقرب الخاص ؛ ولذلك شرعت السترة

بلة خشية من دخول الشيطان ، وكونو وليجة في الصفي ىذه الحال فيقطع بذلك مواد األنس والقرب ؛ فإن

الشيطان رجيم مطرود مبعد عن الحضرة اإلليية ، فإذا تخمل في محل القرب الخاص لممصمي أوجب تخممو بعدا

.وقطعا لمواد الرحمة والقرب واألنس ثبلث خصت ىذه ال -واهلل اعمم -فميذا المعنى

المرأة ؛ فإن النساء حبائل : باالحتراز منيا ، وىي ذا خرجت المرأة من بيتيا استشرفيا الشيطان ، وا

نما توصل الشيطان إلى إبعاد آدم من دار الشيطان ، وا شيطان ، كما نص : والكمب األسود . القرب بالنساء وكذلك الحمار ؛ وليذا يستعاذ باهلل. عميو الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

عند سماع صوتو بالميل ، ألنو يرى الشيطان ؛ فميذا بالدنو من السترة خشية أن يقطع الشيطان عميو ) أمر

عادتيا . صبلتو ، وليس ذلك موجبا إلبطال الصبلة وا .واهلل أعمم

نما ىو منقص ليا ، كما نص عميو الصحابة ، كعمر وا في مرور الرجل بين يدي وابن مسعود ، كما سبق ذكره

: بدفعو وبمقاتمتو ، وقال ) المصمي ، وقد أمر النبي ( ( .إنما ىو شيطان ) )

( ( .أن معو القرين : ) ) وفي رواية لكن النقص الداخل بمرور ىذه الحيوانات التي ىي

بالشيطان أخص أكثر وأكثر ، فيذا ىو المراد بالقطع ، .واهلل اعمم . دون اإلبطال واإللزام باإلعادة

وقد ذكرنا فيما سبق حديث أبي داود في مرور الغبلم

قطع عمينا : ) ) ، وأنو قال ) بتبوك بين يدي النبي ، ودعا عميو ، فيذا قطع ال يقتضي ( ( صبلتنا .البطبلن

: أن ابن عباس قد قال : -أيضا -ويدل عمى ذلك ار ، يقطع الصبلة المرأة الحائض والكمب األسود والحم

.كما سبق عنو :وروي عنو إنكار بطبلن الصبلة بذلك

: ذكر عند ابن عباس : فروى الحسن العرني ، قال بئسما : قال . يقطع الصبلة الكمب والحمار والمرأة

عدلتم بامرأة مسممة كمبا وحمارا ، لقد رأيتني أقبمت عمى يصمي بالناس ، حتى إذا كنت قريبا ) حمار ورسول اهلل

زلت عنو ، وخميت عنو ، ودخمت مع رسول اهلل منو نفي صبلتو ، فما أعاد صبلتو وال نياني عما صنعت )

يصمي بالناس ، فجاءت وليدة) ، ولقد كان رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، فما أعاد ) تخمل الصفوف ، حتى عاذت برسول اهلل

نعت ، ولقد كان صبلتو ، وال نياىا عما ص) رسول اهلل يصمي في مسجد ، فخرج جدي من بعض ) رسول اهلل

) .حجراتو ، فذىب يجتاز بين يديو ، فمنعو رسول اهلل الجدي يقطع الصبلة ؟: أفبل تقولون : قال ابن عباس

.خرجو اإلمام أحمد ومراد ابن عباس ، أنو ليس كل ما أمر بدفعو ومنعو من

ال يقطعيا بمعنى أنو المرور تبطل الصبلة بمروره ، و ن كان قد يسمى قطعا باعتبار أنو ينقصيا .يبطميا ، وا

قيل : وروى سفيان ، عن سماك ، عن عكرمة ، قال أيقطع الصبلة المرأة والحمار والكمب ؟ : البن عباس

إليو يصعد الكمم الطيب والعمل الصالح يرفعو ، : فقال .فما يقطع ىذا ، ولكن يكره

.خرجو البييقي وقد أشار طائفة من السمف إلى أن الشيطان ال سبيل لو

إلى قطع قرب المصمي ، وال أن يحول بين المصمي

.وبين تقريب اهلل لو ، واختصاصو بما اختصو بو ثنا حنظمة ، عن : ثنا ابن نمير : قال ابن أبي شيبة

ال يقطع الصبلة شيء ، اهلل أقرب من : القاسم ، قال .كل شيء ثنا مؤمل بن ( ( : تفسيره ) ) يم الترمذي في وقال الحك

ثنا إسماعيل بن إبراىيم ، عن ابن : ىشام اليشكري ال يقطع: عون ، عن القاسم بن محمد ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الصبلة شيء ؛ فإن اهلل دون كل شيء إلى العبد ا قال أدنى إليو من كل شيء ، كم: يعني : قال الحكيم

: ق ) ] ونحن أقرب إليو من حبل الوريد : ) تعالى . ]

أن المصمي وجد منو تفريط في : وحينئذ فيتوجو أن يقال حصول مرور الشيطان بين يديو ، إما بصبلتو في

موضع تجتاز فيو المرأة والحمار والكمب من غير سترة ، فإنو ينقص أجر أو مر ذلك وفرط في دفعو ورده ،

.صبلتو أنو يستحب لو إعادتيا ، كما أعاد ابن : وربما يقال

.عمر صبلتو من مرور جرو الكمب .وكذلك الحكم الغفاري ، أعاد من مرور حمار

ما إن لم يحصل منو تفريط في ذلك بالكمية ، فإنو ال وا ينقص صبلتو ، كمن صمى ومر بين يديو رجل فدفعو

ال تبطل صبلتو ، بل وال تنقص مع ولم يندفع ، فإنو .أن المار بين يديو شيطان ) إخبار النبي

وىو بمنزلة من صمى وىو يدافع وساوس الشيطان ، فإنو ال يضره ذلك ، وال يكون بو محدثا لنفسو في نما يكون محدثا لنفسو إذا استرسل مع صبلتو ، وا

.وساوسو وخواطره الكمب والمرأة وقد ألحق طائفة من أصحابنا بمرور

إن حكم : مرور الشيطان حقيقة ، وقالوا : والحمار .مروره حكم مرور الكمب

أن الشيطان تفمت : ) ) أنو قال ) وقد صح عن النبي عمي البارحة ؛ ليقطع عمي صبلتي ، فأمكنني اهلل

( ( .منو ربط األسير : باب ) ) وقد خرجو البخاري فيما سبق في

. ( (ونحوه في المسجد .أراد بقطع صبلتو ما ذكرناه ) أنو : والظاىر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سألت النبي : وقد خرج البخاري حديث عائشة ، قالت ىو اختبلس : ) ) عن االلتفات في الصبلة ؟ فقال )

( ( .يختمسو الشيطان من صبلة العبد اهلل ال يزال ) : ) ) وفي حديث أبي ذر ، عن النبي

مقببل عمى العبد وىو مقبل عميو في صبلتو ، ما لم ( ( .يمتفت ، فإذا التفت انصرف عنو

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في

( ( .صحيحة ) ) إن ) : ) ) وفي حديث الحارث األشعري ، عن النبي

اهلل أمر يحيى بن زكريا بخمس كممات ، أن يعمل بين ، فذكر -( ( ر بني إسرائيل أن يعمموا بين وان يأموآمركم بالصبلة ؛ فإن اهلل ينصب : ) ) وفيو -الحديث

وجيو لوجو عبده ما لم يمتفت ، فإذا صميتم فبل ( ( .تمتفتوا

.خرجو اإلمام أحمد والترمذي وصححو مما يسرقو الشيطان من صبلة -أيضا -وااللتفات

.العبد ، فتنقص بو صبلتو نما أريد نفي ( ( ال صبلة لممتفت : ) ) روي وقد ، وا

كماليا وتماميا ؛ فإنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يوجب إعراض اهلل من عبده في تمك الحال

وكذلك تنخم المصمي أمامو في صبلتو يوجب إعراض اهلل عن عبده المصمي لو في حال تقريبو لو وخموتو

.بمناجاتو حمل المصمي عمى ىذا كمو ليقطع عميو فالشيطان ي

أنو ينقص عميو كماليا وفوائدىا : صبلتو ، بمعنى وثمراتيا من خشوعيا وحضورىا ، وما يتنعم بو المصمي

وتقر بو عينو من ذكر اهلل فييا ، ومناجاتو بتبلوة .كتابو

وكذلك ما يقذفو الشيطان في قمب المصمي من الوساوس صمى وقد أمر المصمي حينئذ ويذكره بو حتى ينسيو كم

بان يسجد سجدتين ، فتكونا ترغيمتين لمشيطان ، وال . تبطل الصبلة ، وال تجب إعادتيا بشيء من ذلك كمو

.واهلل أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

إذا حمل جارية صغيرة عمى عنقوأبنا مالك ، عن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - مر بن عبداهلل بن الزبير ، عن عمرو بن سميم الزرقي عا

كان يصمي ) ، عن أبي قتادة األنصاري ، أن رسول اهلل ، وألبي ) وىو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول اهلل

العاص بن ربيعة بن عبد شمس ، فإذا سجد وضعيا ، ذا قام حمميا .وا

ىي في صبلتو) ، ىذه التي حمميا النبي ( ( أمامة ) ) أبو العاص بن الربيع بن عبد : بنت ابنتو زينب ، وأبوىا

: العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، وأم أبي العاص .ىالة بنت خويمد ، أخت خديجة بنت خويمد

أبو العاص بن : ) ) وفي رواية مالك ليذا الحديث .عنو ( ( الموطإ ) ) ، وكذا رواه عامة رواه ( ( ربيعة

.الربيع ابن : والصواب وقد خرجو مسمم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك عمى

.الصواب وأمامة ، تزوجيا عمي بن أبي طالب بعد موت فاطمة

.عمييا السبلم .وقد خرج مسمم ىذا الحديث من طريق مالك

من طريق سفيان بن عيينة ، عن -أيضا -وخرجو عثمان بن أبي سميمان وابن عجبلن ، سمعا عامر بن

اهلل بن الزبير يحدث ، عن عمرو بن سميم الزرقي ، عبديؤم الناس وأمامة ابنة ) عن أبي قتادة ، قال رأيت النبي

-أبي العاص

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى عاتقو ، فإذا ركع -) وىي بنت زينب ابنة النبي ذا رفع من السجود أعادىا .وضعيا ، وا

برني مخرمة ، عن أبيو ، عن أخ: ومن طريق ابن وىب سمعت أبا قتادة : عمرو بن سميم الزرقي ، قال

يصمي لمناس ، ) رأيت رسول اهلل : األنصاري يقول وأمامة ابنة أبي العاص عمى عنقو ، فإذا سجد

.وضعيا ومن طريق سعيد المقبري ، عن عمرو بن سميم ، سمع

ج بينا نحن في المسجد جموس ، خر : أبا قتادة يقول بنحوه ، غير أنو لم يذكر أنو أم -) عمينا رسول اهلل

.الناس في تمك الصبلة وخرجو أبو داود من طريق ابن إسحاق ، عن المقبري ،

بينما نحن : عن عمرو بن سميم ، عن أبي قتادة ، قال في الظير أو العصر ، وقد دعاه ) ننتظر رسول اهلل

ي العاص بنت ببلل لمصبلة ، خرج إلينا وأمامة بنت أبفي مصبله ، فقمنا ) ابنتو عمى عاتقو ، فقام رسول اهلل

فكبر : خمفو ، وىي في مكانيا الذي ىي فيو ، قال أن يركع أخذىا ) حتى إذا أراد رسول اهلل : قال . فكبرنا

فوضعيا ، ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجوده وقام صنع بيا ي) أخذىا فردىا في مكانيا ، فما زال رسول اهلل

.ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صبلتو

بإسناد ( ( الجميرة ) ) وخرج الزبير بن بكار في كتابو لو عن عمرو بن سميم

وىو يحمل ) الزرقي ، أن الصبلة التي صمى رسول اهلل .أمامة صبلة الصبح

.وىو مرسل ، ضعيف اإلسناد استفتح ) فمجموع ىذه الروايات يدل عمى أن النبي

بلة بالناس إماماالص

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليم في صبلة الفريضة ، وىو حامل أمامة ، وأنو كان إذا ركع وسجد وضعيا باألرض ، فإذا قام إلى الركعة

.الثانية عاد إلى حمميا إلى أن فرغ من صبلتو والحديث نص صريح في جواز مثل ىذا العمل في

ذلك ال يكره فييا ، فضبل عن أن الصبلة المكتوبة ، وأن .يبطميا

:وقد أخذ بذلك كثير من العمماء أو أكثرىم ترضع المرأة جنينيا وىي : فقال الحسن والنخعي

.تصمي .خرجو األثرم عنيما بإسناد صحيح

بإسناد صحيح ، عن ابن مسعود ، أنو -أيضا -وروى .ركع ثم سجد ، فسوى الحصى ثم خبطو بيده

عن -أحمد : يعني -وسئل أبو عبداهلل : ثرم قال األالرجل يكبر لمصبلة وبين يديو رمح منصوب ، فيريد أن

حكوا عن : وقيل لو -يسقط فيأخذه فيركزه مرة أخرى -ابن المبارك أنو أمر رجبل صنع ىذا أن يعيد التكبير

أرجو أن ال يكون بو بأس أن ال يعيد التكبير ، : ؟ فقال أنو كان يصمي الفرض بالناس ) النبي ثم ذكر حديث

.وأمامة عمى عاتقو أيأخذ الرجل ولده وىو : وسمعت أبا عبداهلل سئل : قال

.نعم : يصمي ؟ قال رأيت : وأخبرني محمد بن داود المصيصي ، قال : قال

أبا عبداهلل رأى رجبل قد خرج عن الصف ، فرده وىو في

.الصبلة .يو برجميو في الصبلة وربما رأيتو يسوي نعم: قال

حدثني ( ( : المترجم ) ) وقال الجوزجاني في كتابو سألت أحمد بن حنبل عمن : إسماعيل بن سعيد ، قال

؟ ) حمل صبيا ووضعو في صبلتو ، كما فعل النبي .صبلتو جائزة : قال

فمن فعل في صبلتو فعبل كفعل أبي برزة حين : قمت لو مشى إلى الدابة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: فأخذىا حين انفمتت منو ، وىو في صبلتو ؟ فقال .صبلتو جائزة

سميمان بن داود الياشمي : يعني -وبو قال أبو أيوب .وأبو خيثمة -

من فعل ذلك عمى ما جاء عن : وقال ابن أبي شيبة

.رجونا أن تكون صبلتو تامة ) النبي .أبي برزة في صبلتو ويجزئ عمن فعل كفعل : قال

نجاة ال رجاء ) إن اتباع النبي : وأقول : قال الجوزجاني نما الرجاء في اتباع غيره فيما لم يكن عنو ) .، وا

.ثم خرج حديث أبي قتادة في حمل أمامة بإسناده : اإلنكار عمى ابن أبي شيبة في قولو : ومراده فيو ، وأن مثل ىذا ال ينبغي أن يكون ( ( أرجو ) )

.، وذلك نجاة وفبلح ) رجاء ؛ فإنو اتباع لسنة النبي وحديث أبي برزة في اتباع فرسو وأخذىا في صبلتو ، قد

إن شاء اهلل -خرجو البخاري ، وسيأتي في موضعو .سبحانو وتعالى

وحكى ابن المنذر عن الشافعي وأبي ثور جواز حمل .الصبي في الصبلة المفروضة

ذا عرفت ىذا تبين : لك ضعف ما قالو ابن عبد البر وا أنو ال نعمم خبلفا أن ىذا العمل في الصبلة مكروه ، ولم

ذكر : يحك كراىتو عن أحد إال عن مالك ، فإنو قال في صبلة ) أشيب عن مالك ، أن ذلك من رسول اهلل

النافمة ، وان مثل ىذا الفعل غير جائز في الفريضة ، حب ألحد فعل ذلك وحكى عن بعض أىل العمم أنو ال ي .في صبلتو ، وال يرى عميو إعادة بو

وقد تبين أن أكثر العمماء أجازوه من غير كراىة ، وتخصيصو بالنافمة مرود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بالنصوص المصرحة بأنو فعل ذلك في الفريضة ، وىو .يؤم الناس فييا

حديث من ( ( صحيحو ) ) وروى اإلسماعيمي في بعد روايتو -عبداهلل بن يوسف ، عن مالك ، أنو قال

ناسخ ومنسوخ ، ) من حديث النبي : -ىذا الحديث .وليس العمل عمى ىذا

ومالك إنما يشير إلى عمل من لقيو من فقياء أىل المدينة خاصة كربيعة ونحوه ، وقد عمل بو فقياء أىل

، ويتعذر العراق كالحسن والنخعي ، وفقياء أىل الحديث .عمى من يدعي نسخو اإلتيان بنص ناسخ لو

: -أيضا -وقد رخص عطاء في ذلك أمرآة : عن ابن جريج ، قمت لعطاء : قال عبد الرزاق

قد : نعم : قال : يبكي ابنيا وىي في الصبلة أتتوركو يأخذ حسنا في الصبلة فيحممو حتى إذا ) كان النبي

.ال أدري : قال في المكتوبة ؟ : قمت . سجد وضعو ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عمر بن : وقال حرب الكرماني

ثنا عبد الممك ابن أبي سميمان ، عن عطاء في : عمي الرجل يصمي ومعو المتاع بين يديو ، فيتقدم الصف أو

ال : يتأخر فيحني ظيره ، فيقدم متاعو أو يؤخره ؟ قال .بأس بو

في الصبلة الرجل يكون : قمت ألحمد : قال حرب أرجو أن ال : فيسقط رداؤه عن ظيره ، أيحممو ؟ قال

: فيفتح الباب بحيال القبمة ؟ قال : قمت . يضيق ذلك .في التطوع سمعت ابن : وثنا المسيب بن واضح ، قال : قال حرب

المبارك سئل عن الرجل يكون معو الثوب أو غيره ، أو فيضعو بين يديو في الصبلة ، فيتقدم الصفوف ، ال : يتأخر فيتناول ذلك الشيء ، ويتقدم ويتأخر ؟ قال

وما وقت ما يمشي المصمي في : قيل . بأس بذلك .ما ال يخرج إلى حد المشي : صبلتو ؟ قال في ىذا الحديث من الفقو أن من صمى : وقال الخطابي وعمى ظيره أو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

م تبطل صبلتو ، ما لم يحتج عاتقو كارة أو نحوىا ل .إلمساكو إلى عمل كثير ، أو التزام لو ببعض أعضائو

لم يتعمد لحمميا ؛ ألن ) ويشبو أن يكون النبي : قال ذلك يشغمو عن صبلتو وعن الخشوع فييا ، وأنيا كانت إذا سجد جاءت فتعمقت بأطرافو والتزمتو ، فينيض من

ة كذلك إلى أن سجوده فيخمييا وشأنيا ، فتبقى محمول

يركع ، فيرسميا إلى األرض ، حتى إذا سجد وأراد .النيوض عاد إلى مثمو

ىذا تبطمو األحاديث الصحيحة المصرحة بأنو : قمت خرج عمى الناس وىو حامميا ، ثم صمى ليم وىو

.حامميا دليل عمى أن حمل الجارية : وفي حديث أبي قتادة

ل لمصبلة ، وال الصغيرة في الصبلة ووضعيا ليس بمبطىو بداخل فيما يبطل الصبلة من مرور المرأة بين يدي المصمي ؛ فإن ىذا ليس بمرور ، وأكثر ما فيو أنو كان

يضعيا بين يديو ، وليس ىذا بأكثر من صبلتو إلى عائشة وىي معترضة بين يديو ، بل ىذا أىون ؛ ألن

وأيضا ؛ فيذه . ذلك لم يكن يستمر في جميع صبلتو .لم تكن بمغت حينئذ صغيرة

وقد سبق في حديث أن زينب بنت أم سممة مرت بين وىو ) يدي النبي

يصمي ، فمم يقطع صبلتو ، وكانت زينب حينئذ صغيرة .، وأن المرأة إذا أطمقت لم يرد بيا إال المرأة البالغ

وىذا ىو المعنى الذي بوب البخاري عميو ىنا ، وخرج .ديث ألجمو الح

دليل عمى طيارة ثياب األطفال ؛ فإنو : -أيضا -وفيو .لو كان محكوما بنجاستيا لم يصل وىو حامل ألمامة

وقد نص الشافعي وغيره عمى طيارتيا ، ومن أصحاب الشافعي من حكى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ليم قولين في ذلك من الصبلة في ثيابيم ومنع ابن أبي موسى من أصحابنا

.حتى تغسل ؛ ألنيم ال يتنزىون من البول كتاب ) ) وروى أبو النعيم الفضل بن دكين في

ثنا إسماعيل بن مسمم ، عن : ثنا مندل ( ( : الصبلة كانوا : الحارث العكمي ، عن إبراىيم النخعي ، قال

.يكرىون أن يصموا في ثياب الصبيان

.إسناد ضعيف بلة في ثيابيم كثير من أصحابنا ، وحكي وقد كره الص

مثمو عن الحسن ، ورخص فيو آخرون ، وىو اختيار بعض أصحابنا ، وىذا أصح ، وىذا الحديث نص في

.واهلل سبحانو وتعالى اعمم . ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - إذا صمى إلى فراش فيو حائض

أبنا ىشيم ، عن : حدثنا عمرو بن زرارة - : عن عبداهلل بن شداد بن الياد ، قال : الشيباني

كان : أخبرتني خالتي ميمونة بنت الحارث ، قالت ، فربما وقع ثوبو عمي وأنا ) فراشي حيال مصمى النبي

.عمى فراشي : ثنا عبد الواحد بن زياد : حدثنا أبو النعمان -

سمعت : ، قال ثنا عبداهلل بن شداد : أبنا الشيباني يصمي وأنا إلى جنبو نائمة ، ) كان النبي : ميمونة تقول

.فإذا سجد أصابني ثوبو ، وأنا حائض ليس في الرواية األولى أنيا كانت حائضا ، وىو في

.الرواية الثانية بمفظ ( ( كتاب الحيض ) ) وقد خرجو البخاري في آخر

ئضا ال أنيا كانت تكون حا: عن ميمونة : ثالث ، وىو ، وىو ) تصمي ، وىي مفترشة بحذاء مسجد رسول اهلل

.يصمي عمى خمرتو ، إذا سجد أصابني بعض ثوبو أبواب الصبلة في ) ) فيما سبق في -أيضا -وخرجو إذا أصاب ثوب المصمي : باب ) ) ، في ( ( الثياب

كان رسول : قالت : ، ولفظو فيو ( ( امرأتو إذا سجد حذاءه ، وأنا حائض ، وربما أصابني يصمي وأنا ) اهلل

.ثوبو إذا سجد وقد تبين بالرواية الثانية التي خرجيا البخاري في ىذا الباب ، أنيا كانت نائمة إلى جانبو وىو يصمي ، ولم

.تكن مضطجعة بين يديو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي من حديث عائشة ، أنيا كانت تضطجع أمامو .ي حائض ، فيصمي إلييا وى

خرجو أبو داود من رواية شعبة ، عن سعد بن إبراىيم ، وبين ) كنت بين النبي : عن عروة ، عن عائشة ، قالت

.وأنا حائض : -وأحسبيا قالت : قال شعبة -القبمة رواه الزىري وعطاء وأبو بكر بن حفص : قال أبو داود

وتميم بن سممة ، وىشام بن عروة وأبو مالك وأبو األسود وأنا : ) ) لم يذكروا فيو . كميم عن عروة ، عن عائشة

ورواه إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ( ( . حائض والقاسم -وأبو الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة -

.حائض : ، ولم يذكروا -، وأبو سممة ، عن عائشة يصمي ) كان رسول اهلل : وقد روي عن عائشة ، قالت

.الميل ، وأنا إلى جنبو ، وأنا حائض من

خرجو مسمم من طريق طمحة بن يحيى ، عن عبيد اهلل .سمعتو عن عائشة : بن عبداهلل ، قال

وقد سبق الكبلم عمى ما يتعمق بحديث ميمونة من طيارة .الحائض وثيابيا

.أن الصبلة إلييا ال تبطل الصبلة : والمقصود ىنا منو ري لفظا صريحا في الصبلة إلى ولكن لم يخرج البخا

أنيا كانت : فراش الحائض ، بل في إحدى روايتيو نائمة إلى جانبو ، وفي الثانية أن فراشيا كان حيال

أنو كان محاذيا لو ومقاببل ، وىذا : مصبله ، والمراد يصدق بكونو إلى جانبو ، عن يمينو أو شمالو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فربما وقع : ) ) قوليا في تمام الحديث : شيد لذلك وي، وىذا إنما يكون إذا ( ( ثوبو عمي وأنا عمى فراشي

كانت إلى جانبو ، أما لو كانت بين يديو فمن أين كان

يقع بعض ثيابو عمييا ؟وبكل حال ؛ فالصبلة إلى المرأة الحائض كالصبلة إلى

يقطع الطاىر ، إال عند من يرى أن مرور الحائضالصبلة دون الطاىر ، وأن وقوف المرأة واضطجاعيا

.في قبمة المصمي كمرورىا فييا عمى -أيضا -وقد سبق ذلك كمو ، وسبق الكبلم

.التطوع خمف المرأة في بابو ولو كان بين يدي المصمي كافر قاعدا أو مضطجعا ، فرخص الحسن في الصبلة إليو ، وكرىو اإلمام أحمد ،

.نجس ، وحكي مثمو عن إسحاق ىو: وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ىل يغمز الرجل امرأتو عند السجود لكي يسجد ؟

ثنا عبيد : ثنا يحيى : حدثنا عمرو بن عمي -

بئسما عدلتمونا : ثنا القاسم ، عن عائشة ، قالت : اهلل يصمي وأنا ) بالكمب والحمار ؛ لقد رأيتني ورسول اهلل

مضطجعة بينو وبين القبمة ، فإذا أراد أن يسجد غمز .رجمي فقبضتيما

التطوع خمف : باب ) ) وقد تقدم ىذا الحديث في من رواية أبي سممة ، عن عائشة ، أنيا ( ( المرأة ورجبلي في قبمتو ) كنت أنام بين يدي رسول اهلل : قالت

. بسطتيما ، فإذا سجد غمزني فقبضت رجمي ، فإذا قام .والبيوت يومئذ ليس فييا مصابيح : قالت

فدل عمى أن غمزىا عند السجود كان لضيق المكان حيث كانت قدماىا في موضع سجوده ، فكان يغمزىا لتكف قدمييا فيسجد في موضعيما ، وكان ذلك في

سواد الميل وظممتو ، فمم يكن يدرك التنبيو منو بإشارة .غمزىا ونحوىا ، فمذلك احتاج إلى .بأي شيء كان يغمزىا : ولم يجئ في حديثيا ىذا

وقد روي في حديث آخر ، أنو كان إذا أراد أن يوتر .غمزىا برجمو

إن -ويأتي في موضعو . مسيا برجمو : وفي رواية .شاء اهلل تعالى

واستدل بالحديث عمى أن مس النساء بغير شيوة ال مد في ظاىر ينقض الطيارة ، كما ىو قول مالك وأح

إن المس ال ينقض بكل حال ، : ومن يقول . مذىبو .كما يقول أبو حنيفة وأحمد في رواية عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - المرأة تطرح عن المصمي شيئا من األذى

ثنا عبيد اهلل بن : حدثنا أحمد بن إسحاق - ، عن عمرو بن عن أبي إسحاق : ثنا إسرائيل : موسى

قائم ) بينما رسول اهلل : ميمون ، عن عبداهلل ، قال يصمي عند الكعبة ، وجمع قريش في مجالسيم ، إذ قال

أال تنظرون إلى ىذا المرائي ، أيكم يقوم : قائل منيم

إلى جزور آل فبلن ، فيعمد إلى فرثيا ودميا وسبلىا ؟ فيجيء بو ، ثم يميمو حتى إذا سجد وضعو بين كتفيو

وضعو بين ) فانبعث أشقاىم ، فمما سجد رسول اهلل ساجدا ، فضحكوا حتى مال ) كتفيو ، وثبت النبي

بعضيم عمى بعض من الضحك ، فانطمق منطمق إلى ، فأقبمت تسعى ، وثبت النبي -وىي جويرية -فاطمة

ساجدا حتى ألقتو عنو ، وأقبمت عمييم تسبيم ، فمما ) الميم عميك بقريش ، : ) ) الصبلة قال ) قضى النبي

: ، ثم سمى ( ( الميم عميك بقريش ، الميم عميك بقريش الميم عميك بعمرو بن ىشام ، وعتبة بن ربيعة ، ) )

وشيبة ابن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خمف ، ( ( .وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد

وم بدر ، ثم فواهلل لقد رأيتيم صرعى ي: قال عبداهلل .قميب بدر : سحبوا إلى القميب وأتبع أصحاب القميب ) : ) ) ثم قال رسول اهلل

( ( .لعنة ( ( الوضوء ) ) قد سبق ىذا الحديث بتمامو في أواخر

إذا ألقي عمى ظير المصمي قذر أو جيفة : باب ) ) في ( ( .لم تفسد عميو صبلتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو ىناك من طريق شعبة ويوسف بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، ببعض زيادة في متنو ونقص ،

( ( .وعد السابع فمم نحفظو : ) ) وفيو .أن السابع عمارة بن الوليد : وفي ىذه الرواية

أن عمارة بن الوليد مات في : والمعروف في السير بن أبي جزيرة في أرض الحبشة في يد ابن عمو عبداهلل

ربيعة ، وكان النجاشي قد أمر بو فنفخ في إحميمو سحر ، فذىب مع الوحش ، ولم يقدر عميو حتى أمسكو عبداهلل

أرسمني ، فمم يرسمو فمات : بن أبي ربيعة ، فجعل يقول .في يده

مع الرواية التي خرجيا في الطيارة -وفي ىذه الرواية

أن عقبة أسر ذكر عقبة بن أبي معيط ، وقد روي : -قتمو صبرا بين يديو ، وصمبو ) يوم بدر ، وأن النبي

.بالصفراء في مرجعيم إلى المدينة ، من ) ( ( مبعث النبي ) ) في -أيضا -وخرجو

مختصرا ، وفي -طريق شعبة ، عن أبي إسحاق أن عقبة بن أبي معيط ىو الذي جاء بسمى : سياقو

الميم عميك المؤل ) ) : قال ) أن النبي : الجزور ، وفيو أبا جيل بن ىشام ، وعقبة بن ربيعة ، : من قريش

أبي بن ) ) أو -( ( وشيبة بن ربيعة وأمية بن خمف ، فرأيتيم قتموا يوم بدر ، -، شعبة الشاك ( ( خمف

تقطعت أوصالو -أو أبي -فألقوا في بئر ، غير أمية .، فمم يمق في البئر

؛ فإن أبي بن خمف -يضا أ -وذكر أبي بن خمف وىم إنما قتل يوم أحد ، ومات بعد الوقعة ، كما روى ابن

أسر أبي بن : شياب ، عن سعيد بن المسيب ، قال قال لرسول ) خمف يوم بدر ، فمما افتدى من رسول اهلل

) :اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مك إن عندي فرسا أعمفيا كل يوم من ذرة ، لعمي أقتبل أنا أقتمك عمييا ، ) : ) ) عمييا ، فقال لو رسول اهلل

فمما كان يوم أحد أقبل أبي ابن خمف ( ( . إن شاء اهلل ، ) تركض فرسو تمك ، حتى دنا من رسول اهلل

فاعترض رجال من المسممين لو ليقتموه ، فقال ليم رسول ، فقام رسول اهلل ( ( استأخروا ، استاخروا ) : ) ) اهلل بحربة في يده ، فرمى بيا أبي بن خمف ، فكسرت )

ضمعا من أضبلعو ، فرجع إلى أصحابو ثقيبل ، ال بأس ، : فاحتمموه حتى ولوا بو ، وطفقوا يقولون لو

بل أنا أقتمك ، إن شاء : ) ) ألم يقل لي : فقال أبي ، فانطمق بو أصحابو ، فمات ببعض الطريق ، ( ( اهلل

.فدفنوه وما رميت إذ : ) وفيو أنزل اهلل : المسيب قال سعيد بن

[ . : األنفال ) ] رميت ولكن المو رمى جابة ) أنواع من معجزات النبي : وفي ىذا الحديث وا

دعوتو ، وتعجيل عقوبة من أذاه ، وأن العقوبة من جنس الذنب ، بأن ىؤالء تواطؤا عمى وضع فرث الجزور عمى

في السجود ، فما مضى إال يسير حتى قتموا ) ظيره وسحبوا إلى القميب في يوم شديد الحر ، وخرج فرث كل

.منيم وحشوتو من بطنو ، وكان ذلك جزاء وفاقا أن : والمقصود من تخريج ىذا الحديث في ىذا الباب

المصمي يجوز أن تدنو منو المرأة في صبلتو ، وتزيل .بلتو عنو األذى ، وال يقدح ذلك في ص

أن فاطمة عمييا السبلم إنما جاءت من ورائو : والظاىر ، فطرحت عنو ما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طرحوا عميو ، وكانت إذا ذاك جويرية صغيرة ، كما

.صرح بو في الحديث وقد سبق الكبلم عمى حكم النجاسة إذا أصابت المصمي

، وعمى ( ( طيارة ال) ) في صبلتو ، ثم أزيمت عنو في ( ( .كتاب العمم ) ) حكم تكرار الدعاء ثبلثا في .واهلل سبحانو وتعالى أعمم

(/)