جامعة ماليــا أكادميية الدراسات اإلسالمية

قسم الفقه واألصول كواالملبور –ماليزيا

اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء يف قانون اجلرائم و العقوبات اليمني

–دراسة حتليلية يف ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية -

رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه يف الشريعة اإلسالمية الفقه واألصولقسم

الباحث علي حسن حممد مجال

املشرف عبد الكرمي بن علي/ د .أ فايزه احلاج إمساعيل/ د .أ

كواالملبور م٢٠٠٩

١

:هذه الدراسة

حسن مجال من قسم الفقه بن درجة الدكتوراه يف الفقه اإلسالمي للباحث الشيخ علي منح مبوجبهامت ماليزيا -جامعة املاليا كواالملبور -ةأكادميية الدراسات اإلسالمي- واألصول

وكانت الرسالة عبارة عن دراسة لبعض اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء من خالل نصوص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين مقارنة مبا تضمنته أحكام الشريعة اإلسالمية

:وتكونت جلنة املناقشة من اجلبوري أستاذ بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية جبامعة عبد اهللا حممد خليل : األستاذ الدكتور -١

.الشارقة بدولة اإلمارات العربية املتحدة عارف علي عارف أستاذ الفقه واألصول باجلامعة اإلسالمية العاملية بكواالملبور : األستاذ الدكتور -٢ .ماليزيا – .ماليزيا -صول جبامعة ماليا كواالملبور عمار عبد اهللا ناصح علوان أستاذ الفقه واأل: الدكتور -٣

.مع التوصية بالطبع ومت منح الباحث درجة الدكتوراه وقد أثىن املناقشون على الرسالة،

٢

إهداءالعزيزين ، على ما أولياين به من " أيب وأمي " أهدي هذا الدراسة إىل أعز خملوقني على قليب

ة أظفاري ، مث بالتوجيه والنصح و قبل ذلـك وبينـه وبعـده حسن رعاية وتربية منذ نعوم .أطال اهللا يف عمرهم وال حرمين من بركة دعائهم بالدعاء ،

الفاضلة وظلي الوارف يف هذه احلياة اليت أعـانتين وضـحت معـي زوجيتمث أهديها إىل اىل أن يدمي وصربت وصابرت حىت آتى هذا العمل أكله ورأى النور بإذن ربه ، فأسأل اهللا تع

.صحبتها وأن يبارك يف عمرها األعزاء الذين شاركوين اهلم والتضحية ، وحتملوا تقصريي يف القيـام أبنائيكما أهديها إىل

حبقوقهم ، وغيايب عنهم فأسأل اهللا تعاىل أن يبارك فيهم وأن ينبتهم نباتا حسنا إنـه خـري .مسؤول

لعون والدعم والتشجيع بكل وسيلة من الوسائل فهـم يل ا كل من قدموأخريا أهديها إىل .أعزة على قليب وحسيب أين أدعوا اهللا تعاىل أن يكافئهم عين وجيزيهم خري اجلزاء

٣

شكر وتقدير " من ال يشكر الناس ال يشكر اهللا"

حديث شريف ]٤/٣٢٩جامع الترمذي [

ال يسعين إال أن أتقدم أوال بالشكر للموىل جل وعال على متام نعمتـه وعظـيم أفضـاله ، إليهـا باالنتسـاب اليت تشـرفت " جامعة ماليا" والشكر موصول هلذه اجلامعة املباركة

.ومجيع أساتذا الفضالء اإلسالمية أكادميية الدراساتوااللتحاق ا ممثلة يف عبد الكرمي بن علي/ الدكتور أتوجه بالشكر اخلالص واخلاص إىل سعادة األستاذكما

يه وتنبيه وإبداء ين به من رعاية وتوجعلى الرسالة على ما أوال حفظه اهللا تعاىل املشرفمما كان له الفضل بعد أل جهدا يف توجيهي والرد على تساؤاليت ،يمل مالحظات ، فإنه

.فضل اهللا تعاىل يف خروج هذه الرسالة ذه الصورة النهائية للمناقشة حبضورهم تشرفت الذين الفضالء األساتذة إىل بالشكر أتقدم أن يل يطيب كما

. اجلزاء خري عين اجلميع اهللا فجزى االهتمام كل عندي هلا واليت وآراءهم مالحظام وإبداء

٤

ملخص الرسالة دراسة لبعض اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء واليت توجب عقوبة اإلعدام من تضمنت

خالل نصوص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين مقارنة مبا تضمنته أحكام الشريعة اإلسالمية لبيان أوجه االتفاق واالختالف بني نصوص القانون اليمين وأحكام الشريعة اإلسـالمية مث

.الترجيح بينهما معرفة اجلرائم املهدرة لعصـمة : وجاءت هذه الدراسة لتحقق مجلة من األهداف من أمهها

من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية ، والقـانون الـيمين -احملددة يف نطاق البحث -الدماء ها ، ودقة أحكامهـا يف هـذا اجلانـب والوقوف عليها ، وإظهار روح الشريعة ، ومساحت

كانية وجود ترابط بني أحكام الشريعة اإلسالمية ، وبني مواد القانون والوقوف على مدى إموكذلك إثبات أن الغاية احلقيقية من سن هذه القوانني ، والتشريعات مـا هـو إال اليمين ،

.لتحقيق مصاحل العباد ، ودرءا للمفاسد عنهم عن طريـق مجـع : منهجية مكتبية -:متثلت طريقة حبث هذه الرسالة على منهجيتني مها و

املادة العلمية املتعلقة باملوضوع سواء من حيث أحكام الشريعة اإلسالمية ، أو مـن ناحيـة من خالل التحليل املقارن ملا ورد يف القـانون مقارنـا : القانون اليمين ، ومنهجية حتليلية

. انون اليمينبالشريعة اإلسالمية لبيان أوجه االتفاق واالختالف بني الشريعة اإلسالمية والق -:هذا وقد خلصت هذه الدراسة إىل مجلة من النتائج نوجز أمهها فيما يلي

خطـورة التبـاين الواسـع - ٢. خطورة اجلرمية بشكل عام على األفراد واتمعات -١واالنفصام الشديد بني النصوص النظرية والواقع العملي السلوكي سواء من ناحية القانون أو

وجود منظومة قوانني مثالية ال ميثل حال للقضاء على اجلرمية ما مل توجد إرادة -٣. الشريعة -يف الغالـب -وجود الظواهر اإلجرامية ، وفشو اجلرمية إمنا سببها -٤. حقيقية يف التطبيق

إبراز اخلصائص واملميزات اليت -٥. هو غياب تطبيق القانون ، وليس ماهية وبنود القانون - ٦. يعة اإلسالمية عن القانون الوضعي بشكل عام ومنها القـانون الـيمين تتميز ا الشر

أحكام ونصوص القانون اليمين متثل صمام أمان للحد من اجلرمية شريطة أن ترى النـور يف . الواقع املعاش

٥

Abstract This dissertation compares between the text of Yemeni penal law and the Islamic Shari‘ah concerning crimes that entail death penalty, showing similarities, differences and superior opinions. This study aims at: (١) knowing the crimes that entail death penalty in Islam and Yemeni law,(٢)demonstrating the essence, tolerance and precise rulings of Shari‘ah ,in addition to the extent of correlation with Yemeni law, and (٣)stating that enacting laws is only to secure human interests and prevent evils. To accomplish his goals, the researcher has adopted two methods of work. They are :(١) Collecting scientific materials and data related to Shari ‘ah rulings and Yemeni laws, and (٢)analytical method via comparing similarities and differences in the collected data. So, the study demonstrated the following results: ١- Crime constitutes a real danger on society and individual. ٢- There is a serious gap between theory and practice in respect of law and Shari‘ah. ٣- An ideal code of laws does not produce a practical solution to crime unless there is a genuine will. ٤- Criminal phenomenon indicates absence of law application. ٥- The Islamic Shari‘ah has a set of distinctive characteristics which no other positive law has. ٦- Yemeni body of laws can prevent crime if put into effect.

٦

٧

بسم اهللا الرمحن الرحيم دمةـاملق

ونستغفره ونستهديه ونعوذ باهللا من شرور أنفسـنا وسـيئات إن احلمد هللا حنمده ونستعينهإله إال اهللا وحده أعمالنا من يهده اهللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له ، وأشهد أن ال

أرسله اهللا جل وعال باهلدى وديـن احلـق ، عبده ورسوله شريك له ، وأشهد أن حممدا الوكشف اهللا تعاىل بـه ى األمانة ،ونصح األمة ،ليظهره على الدين كله ، فبلغ الرسالة وأد

الغمة فتركنا على البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال هالك فصلى اهللا عليه وعلى آلـه . كثريا وصحبه وسلم تسليما

-:أما بعد فإن اهللا سبحانه وتعاىل خلق اإلنسان وكرمه ، وفضله على كثري من خلقه قال اهللا تعـاىل

}

{ومن متام تكرمة اهللا تعاىل هلـذا اإلنسـان أن ١ ،وخيرجه به مـن لطريق القومي ، والصراط املستقيم ، يهديه إىل ا ، ومنهاجا أنزل إليه كتابا

..... {تعـاىل اهللا قالالظلمات إىل النور

{٢ . إلنقاذ البشريةوهذا املنهج الرباين يتميز بالعديد من املميزات اليت جعلت منه السبيل الوحيد

ذلك إال ألنه من لدن احلكيم اخلبري الذي خلق النفس ، ويعلم ما يصـلحها وإصالحها وما

{تعاىل ويفسدها قال اهللا {٣ .

، كل منهما حيتاج روح ومادةوإن مما مييز هذا املنهج نظرته الصحيحة إىل اإلنسان من أنه إىل عناية خاصة ، وفق أصول معينة ، فاملادة هلا ما يقيمها ويصلحها من طعام وشـراب ،

] ٧٠[،اآلية اإلسراء سورة - ١ ] ١٦، ١٥[،اآلية املائدة ورة س - ٢ ] ١٤[،اآلية امللك سورة - ٣

٨

والروح كذلك له ما يصلحه ، . ما إىل ذلك من هذه الوسائل و...... ولباس ، وشهوة ، .ويقيمه من عبادة ، وإنابة ، وتضرع ، وصلة باهللا سبحانه وتعاىل

وأعطى املنهج الرباين هذه الروح قداسة خاصة ، ذلك ألا هبة ومنحة من املوىل جل وعال {سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي كما قال

{ا فقال ٤ تعاىل ، وحرم سبحانه كذلك اإلعتداء عليها ، واملساس }

{٥. سـبحانه اهللاقـال وجعل اإلعتداء على نفس واحدة بإزهاقها إعتداء على البشرية مجعاء { تعـــاىلو

{٦ . على هذا املبدأ وهو يف خطبة حجة الـوداع يعـظ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كديؤو

إن .....يا أيها الناس أي يـوم هـذا (الناس ويودعهم فكان من قوله كما يف الصحيحني دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلـدكم

.٧)هذا تعاىل على املساس ا وعيدا شديدا ، وعذابا وغضبا أليما يف الـدنيا ورتب املوىل سبحانه و

واآلخرة ، ولذلك جاءت الشريعة اإلسالمية بالعواقب الرادعة ، واحلدود الزاجرة اليت حتـد من هذه الظاهرة ، وتضمن احلفاظ على سالمة النفوس البشرية ، فعرف يف الفقه اإلسالمي

ذلك من الزواجر والروادع اليت من وما إىل... يات ، واألروش واجلناما يسمى باحلدود ، .هرة وتقضي عليها بإذن اهللا تعاىلشأا أن حتد من هذه الظا

. ] ٢٩[،اآلية احلجر سورة - ٤ . ] ٣٣[،اآلية اإلسراء سورة - ٥ . ] ٣٢[ ،اآلية املائدةسورة - ٦ . ]٣/١٣٠٥) [١٦٧٩(مسلم برقم صحيح ، ] ٥/٢١١٠) [٥٢٣٠(البخاري برقم صحيح - ٧

٩

ولنفس الغرض واهلدف وضعت الدساتري ، وقعدت األنظمة ، وقننت القوانني يف شىت دول اليت حتفظ احلقوق للناس ، العامل فبات يعرف ما يسمى بالقوانني اجلنائية ، وقوانني العقوبات .وتردع املعتدين على هذه احلقوق ال سيما فيما يتعلق بالدماء منها

ستقرارها تبدأ وقبل كل شي يف سـن التشـريعات ، ليوم ومبجرد اإن الدول واحلكومات ا .ووضع القوانني واألنظمة اليت تضمن هلا سالمة سريها ، واحملافظة على وجودها

تشريعات ما هي يف احلقيقة إال عصارة لثقافة تلك الشعوب ، ومعتقـداا وهذه القوانني والوعاداا وتقاليدها ، ولذلك جند هذه القوانني والتشريعات غالبا ما تنبثق من تلك املعتقدات

.، واملبادئ اليت تقوم عليها تلك الدول واألنظمة ما يسمى بالقانون اجلنائي أو ويف هذه الدراسة أردنا أن نستعرض أحد هذه القوانني ، وهو

اجلرائم اليت يعتربها هذا القانون مهـدرة بعض قانون اجلرائم و العقوبات وذلك فيما يتعلق بللدم مزيلة للعصمة ، نقف على هذه املواد وندرسها وحنللـها وفقـا ألحكـام الشـريعة

.اإلسالمية -:منها تباراتالعختيار القانون اليمين كنموذج هلذه الدراسة وذلك اوقمنا ب واألقربون أوىل باملعروف _ كون هذا البلد هو بلد املنشأ واملنهل والتربية -فكـان ، ٨نص املشرع على أن الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات يف البلد -

الشريعة ملعرفة دقة هذا مبيزانهذه القوانني أن نزنمن ضمن أهداف هذه الدراسة .إن وجد وبذال للنصيحة األمر وتقوميا للخطأ

والقانون الذي بني أيدينا يعرف بقانون اجلرائم والعقوبات وكان قد صدر بـرقم -مادة ، وأردف هـذا ) ٣٢٥(حتوى على ما يقارب مناو] م١٩٩٤[لسنة ) ١٢(

لسـنة ) ٢٤(القانون بآخر يسمى بقانون مكافحة اإلختطاف والتقطـع بـرقم ) ٣(ان قد صدر كذلك قانون رقـم مادة ، وك) ١٢(حتوى على او] م١٩٩٨[

غري املشـروعني للمخـدرات واالستعمالجتار بشأن مكافحة اال] م١٩٩٣[لسنة هذه القوانني مجلـة مـن واستعرضتمادة ) ٥٦(حتوى على اواملؤثرات العقلية و

اجلرائم اليت تلحق بالفرد واتمع بل والوطن بشكل عام ، وقد قسمت على النحو -:التايل

.ر اجلمهورية اليمنية أنظر املادة الثالثة من دستو - ٨

١٠

.اسة بأمن الدولة جرائم م - .جرائم ذات اخلطر العام - .جرائم خملة بسري العدالة - .جرائم عسكرية - .جرائم واقعة على األشخاص واألسرة - .جرائم واقعة على املال -

مـن وحيتوي كل منها على عدد من اجلرائم ذكرها القانون ، ورتب على فعلها عـددا .العقوبات للحد منها والقضاء عليها

اجلرائم اليت نص القانون اليمين على أا مهـدرة عدد من تنا احلالية إمنا تعتمد على ودراسللدم مزيلة للعصمة ، تستوجب عقوبة اإلعدام ، نقوم بدراسة هذه املواد ، وحتليلـها يف

مكانية توافـق هـذه إضوء أحكام الشريعة اإلسالمية، حملاولة الوصول إىل نتيجة مدى ، مث نستقصي مدى فاعلية هذه اختالفهاشريعة اإلسالمية ، ومدى القوانني مع أحكام ال

يف نفوس اتمع ،ألن هذا هـو واالطمئنانالعقوبات للحد من اجلرمية ، وزرع األمن ، اهلدف من تشريع العقوبات ، فالعقوبات وإن شرعت للمصلحة العامة فإا ليسـت يف

فاسد ، ولكن الشريعة أوجبتـها ألـا مقد تكون يف نظر من توقع عليه ذاا مصاحل بل تؤدي إىل مصلحة اتمع بشكل عام ، ورمبا كانت هذه اجلرائم مصاحل عند الـبعض ،

.على مفاسد تلحق بالغري الشتماهلاولكن الشريعة ت عنها للطبيعـة إن العقوبات إمنا شرعت مبا فيها من التهديد والوعيد والزجر لتكون عالجـا

فإن اإلنسان إذا نظر إىل مصلحته اخلاصة وما قد يلحقه من عقوبات نفر منها اإلنسانية ، عنده على املصلحة ، وكذلك إذا ما فكر يف الواجب وما جيلبـه املفسدةبطبعه لرجحان

عليه من املشاق فقد يدعوه ذلك لتركه ، لكنه إذا ذكر ما يترتب على الترك من عقوبـة على املكروه واملشقة ، فالعقوبات إمنا قررت حلمـل محله ذلك على إتيان الفعل والصرب

الناس على ما يكرهون ما دام أنه حيقق املصلحة ، ولصرفهم عما يشتهون مـا دام أنـه . املفسدةيؤدي إىل

بعض األفعال جرائم وعاقبت عليها وذلك اعتربتأن الشريعة اإلسالمية : وخالصة القول تتفق القوانني الوضـعية النظرةتمع بوجه عام ، ويف هذه حلفظ املصلحة العامة ، ولصيانة ا

يف أن الغرض من تقرير اجلـرائم مع الشريعة اإلسالمية -ومنها القانون الذي بني أيدينا –

١١

والعقوبات هو حفظ املصلحة العامة ، وصيانة نظامها ، وضمان بقائها ، وهذا ما نلمسه يف حيتوي على مجلة من القواعد واألحكام ، واملبـادئ قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، فإنه

هيئة تظهر علىوقد أمكن تصنيف هذه القواعد وترتيبها على حنو جعلها , العامة واخلاصة ، فصيغت منـها كيان واحد مترابط متكامل ، ميهد بعضها لبعض ، ويكمل بعضها بعضا

ريتني بنيان وقواعـد ، وأركـان نظرية عامة للجرمية ونظرية عامة للعقوبة ، ولكل من النظ .وعناصر

ودراسة قانون اجلرائم و العقوبات إمنا هو دراسة لتلك النظريات وهذه الدراسة أردناهـا تفصيلية على ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية ، نـورد القـوانني املتعلقـة حتليليةدراسة

ظر الشريعة ، ونبني أقوال باملوضوع ، ونشرحها ، مث نتطرق إىل املسألة املعنية من وجهة نأهل العلم فيها ، وأدلتهم التفصيلية لنخلص يف األخري إىل مقارنة بني تلك املواد ، وبـني

يف إظهار ولو جزء يسري األحكام الشرعية ، فنسأل اهللا تعاىل أن جيعل هذا العمل إسهاماريعاته وأن يهدينا مشرق من هذا النظام اإلسالمي العظيم يف أحكامه ، ومعامالته ، وتش

.إىل سواء السبيل الدراسة خلفية:-

جاءت الشريعة اإلسالمية لتحقيق مجلة من املقاصد ، واألهداف أمهها كما يقول أهل العلم . الدين ، النفس ، العقل ، النسل ، املال : حفظ الضرورات اخلمس

ليه مجلة مـن الـروادع وجعلت الشريعة لتحقيق هذا األمر مجلة من الوسائل وللمحافظة ع اجتهاداتوالزواجر ، ولتحقيق نفس الغرض وضعت القوانني والدساتري ، واليت ما هي إال

عقول بشرية حتاول جاهدة الوصول إىل مرتبة الكمال يف هذا األمر، ومـن ضـمن هـذه ، ] العقوبات يف اجلمهورية اليمنيةقانون اجلرائم و[القوانني القانون الذي حنن بصدد دراسته

ويضع هلا ال سيما فيما يتعلق باجلرائم اليت ينص عليها القانون أا جرائم مهدرة لعصمة الدمالعقوبات الرادعة عند مقارفتها ، لكن بإمعان النظر يف تلك القوانني ويف الواقع الذي تعيشه

سم بعض حيث جند البعض ي جليا يف التصور واضحا واالختالفالبلد جند التباين يف اآلراء الواقعية والتسامح ، يقابل ذلك طـرف قسوة والبعد عن بنود القانون باجلور ، ويصفها بال

تايل فعـال آخر يصفها بالقوانني العلمانية اليت ال تستند إىل روح الشريعة ، وجوهرها ، وبال . حنن أمام مشكلة حقيقية

١٢

مشكلة الدراسة:- -:تتلخص يف اآليت ا إجابات هل نسعى للبحث عنهذة املشكلة اليت

تعـاىل لصـالح سـبحانه و هل هذه القوانني تتوافق مع املنهج الرباين الذي أنزله اهللا - البشرية ؟ أم ال ؟

:املشكلة األخرى أيضا اليت حنن بصددها هي -هل مثلت هذه القوانني صمام أمان للحد من اجلرمية ووفرت للمجتمع اليمين األمن -

واإلطمئنان ؟سيطة إىل واقع اتمع اليمين جند اإلجابات متفاوتة ، فما يلمسه املواطن وبنظرة ب -

سيما فيما يتعلـق بالدماء ال واستهانةاليمين من إنتشار للجرمية ، وغياب لألمن ، إىل غري ذلك ،كل ذلك جيعلنا بالفعل ..... واالختطافاتجبرائم الثأر ، والتقطع ،

-:أمام مشكلة حقيقية فهل يا ترى نقف ملنـع اجلرميـة حـدا –كما يقول الساسة واخلرباء يف البلد -مثلت هذه القوانني -

وأعادت احلقوق إىل أهلها ، واألمور إىل نصاا فإن كان ذلك كذلك فأين ، وانتشارها يكمن اخللل ؟

تعـاىل هذه األسئلة وغريها حناول أن نوجد هلا إجابات يف ثنايا هذه الدراسة مستعينني باهللا فهو نعم املوىل ونعم النصري ،،،،

أهداف الدراسة:- -: هذا وأهدف من خالل هذه الدراسة لتحقيق مجلة من األهداف أمهها

من وجهة نظـر -احملددة يف نطاق البحث - معرفة اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء/ ١حتها ، ودقة أحكامهـا الشريعة اإلسالمية ، والوقوف عليها ، وإظهار روح الشريعة ، ومسا

.يف هذا اجلانب اليت يعتربها القانون الـيمين مهـدرة -احملددة يف نطاق البحث – حصر اجلرائم/ ٢

. للدماء ومزيلة للعصمة ودراستهاالوقوف على مدى إمكانية وجود ترابط بني أحكام الشريعة اإلسالمية ، وبني مواد / ٣

.القانون اليمين

١٣

ية احلقيقية من سن هذه القوانني ، والتشريعات ما هـو إال لتحقيـق إثبات أن الغا/ ٤ .مصاحل العباد ، ودرءا للمفاسد عنهم

أمهية الدراسة:- -: مما دفعين للكتابة يف هذا املوضوع عدد من األسباب من أمهها

كون موضوع الدراسة يعترب من املواضيع اهلامة ، واليت متس عقيدة املسلم وإميانه – ١لن يزال املؤمن يف فسحة من دينه ما مل يصب "، وتقدح فيهما لقوله عليه الصالة والسالم

.٩"دما حراما حاجة األمة املاسة لفهم هذا األمر وتفصيل أحكامه ، والوقوف عليها ، ال سـيما – ٢

.يف زمننا املعاصر اليوم م ، واليت من خالهلا يتحقق مسامهة يف إجياد حلول للمشكالت األمنية واحلد من اجلرائ -٣

. بشكل عام األمن والسالم للبشرية حماولة جادة إلجياد حلمة قوية بني الشريعة وما يسن من قوانني ، خدمة للشـريعة ، – ٤

.وتثبيتا هليمنة القانون قلة الدراسات اليت وقعت حتت يدي ، واليت تتحدث عن هذا املوضوع بالكيفيـة – ٥

.أن أطرحها اليت أردت الدراسة جمال:-

جـرائم واسع النطاق ، فمنها يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ال خيفى أن جمال اجلرائم أن غري, اخل.....ماسة بأمن الدولة ، وجرائم ذات اخلطر العام ، وجرائم خملة بسري العدالة و

اجلرائم اليت تزيل العصـمة ، بعض الدراسة سوف يكون حمصورا فقط يف هذهجمال حبثنا يف -:وحددنا جمال حبثنا يف اجلرائم التالية وتوجب إتالف النفس وإزهاقها

.اجلرائم الواقعة على األشخاص واألسرة - .جرائم إفساد األخالق وهتك العرض - .جرائم واقعة على املال - .جرائم املخدرات واملؤثرات العقلية -

) ٥٦٨١(، مسند أمحد برقم] ٤/٣٩٠) [٨٠٢٩(، مستدرك احلاكم برقم ] ٦/٢٥١٧) [٦٤٦٩(صحيح البخاري برقم : أنظر - ٩]٢/٩٤ [ .

١٤

ة الدراسةمنهجي:- -:على منهجيتني مهاحبثي ةيف طريق اعتمدت

-:منهجية مكتبية / ١من حيـث أحكـام الشـريعة وذلك عن طريق مجع املادة العلمية املتعلقة باملوضوع سواء

اإلسالمية ، أو من ناحية القانون اليمين ، أما من حيث الشريعة اإلسالمية فعن طريق تتبـع على املذاهب كان التركيز يف ذلك ، و استدالالمأقوال أهل العلم يف املوضوع مع توجيه

وختريج األحاديـث ، عزو اآليات القرآنية إىل مصادرها إضافة إىل األربعة بصفة أساسية ، .النبوية ، وبيان أقوال احملققني من أهل العلم فيها ، مع الترمجة لألعالم ما أمكن

علق مبواد القانون من مصادرها وأما من ناحية القانون اليمين فعن طريق مجع املعلومات اليت تت . األصلية وإيضاح ما يشكل منها وحصرها يف مكان واحد

-:منهجية حتليلية / ٢تحليلها من وجهة ب قمت حيثمجع نصوص مواد القانون املتعلقة باملوضوع ، وذلك بعد

بينها وبني أحكام االختالفو االتفاقنظر الشريعة اإلسالمية ، والوقوف على جوانب ومواضع الداللة فيها ، وبيان راجحها من مرجوحها حترير األدلة، مع الشريعة اإلسالمية

.يف موضوع البحث

١٥

الدراسات السابقة:- للجرائم املهدرة للدم ذكرمن قمت اهذا املوضوع مل يتم التطرق إليه بالصورة العامة اليت

راسة حتليلية يف ضـوء أحكـام الشـريعة يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، ودراستها داإلسالمية ، وإمنا أغلب ما كتب كان عبارة عن شرح عام للقانون أو جزئية معينة منه فقط

-:ومن ذلك جرائم اإلعتـداء _ القسم اخلاص _ شرح قانون اجلرائم والعقوبات اليمين [ كتاب _ ١

.أوان للخدمات اإلعالمية علي حسن الشريف طبعة: الدكتور/ ملؤلفه ]على األشخاص الكتاب كما ذكر مؤلفه يف مقدمته إمنا تطرق فقط إىل جزء معني من اجلـرائم وهـي -

علـى أحكـام اقتصربل جرائم اإلعتداء على األشخاص ، ومع ذلك فإنه مل يتناوهلا مجيعا، واإلجهاض ، واجلـرائم ) المة اجلسماإلعتداء على س(واإليذاء اجلسدي ،جرائم القتل

الواقعة على العرض ، وهناك جرائم أخرى تدخل حتت إسم جرائم اإلعتداء على األشخاص مل يشملها الكتاب ، وأمهها اجلرائم الواقعة على احلرية الشخصية ، واجلرائم الواقعة علـى

. ذاضمنه حبثنا هت، وهذه املباحث وغريها هي ما ١٠وغريها.....األموال أقوال العلماء يف كـل واستقصاءوالكتاب كذلك يفتقر إىل التأصيل الفقهي للمسائل ، -

.مسألة ، وهذا أيضا ما مشله حبثنا كل مسـألة مـن اليمين يفمما فات املؤلف للكتاب أنه مل يعد إىل أحكام القضاء كذلك -

، ليسـهل فهمهـا ، املسائل اليت جيري عرضها حبيث مل يذكر مواد القانون ويستعرضـها . ه هذا البحث ا، وهذا أيضا ما ضمن١١ودالالا

ليلية مقارنـة دراسة حت -] القسم اخلاص -شرح قانون اجلرائم والعقوبات [ كتاب _ ٢طبعـة أوان للخـدمات -علي يوسف حممد حربة :الدكتور/ ملؤلفه -بالفقه اإلسالمي

-:اإلعالمية بالفقـه اإلسـالمي ، إال أنـه مل مقارنـة اده دراسة حتليلية الكتاب وإن كان مؤلفه أر -

، مث أنه كذلك حصر دراسته يف بعض جرائم اإلعتداء علـى كامال استيعابايستوعب ذلك جرائم القتل ، جرائم اإلعتداء على سالمة ( األشخاص وحصرها يف مخس جرائم فقط هي

.من الكتاب املذكور ) ٧(أنظر صفحة - ١٠ ) .٣٤٧(أنظر خامتة الكتاب املذكور صفحة - ١١

١٦

، جرائم اإلعتداء علـى الشـرف اجلسم ، جرائم اإلجهاض ،جرائم اإلعتداء على العرض ١٢) واالعتبار

أعم وأمشـل فهيوبالتايل أكثر من ذلك ، للعصمة جرائم مهدرة استوعبتودراستنا احلالية .من هذه الدراسة من ناحية عدد اجلرائم أو تفاصيل أحكامها

وال أهل دراستنا دراسة حتليلية فقهية لتلك املواد القانونية مع عرض ألق اشتملت مث أيضا - . العلم يف املسائل وترجيحها ، وهو ما مل تشمله هذه الدراسة

حممـد سـعيد أمحـد .ملؤلفه د] شرح قانون العقوبات اليمين القسم العام [ كتاب _ ٣نص مؤلـف -تعز –اجلمهورية اليمنية –طبعة نايس للخدمات اإلعالمية - املعمري

ظرية العامة للجرمية ، وقد حاول يف هذا اجلـزء عـرض الكتاب يف مقدمته أنه إمنا تناول الننظرية اجلرمية بأسلوب مبسط مع مقارنة حمدودة مع بعض التشريعات العربية واألجنبية حىت

. ١٣تكون الفائدة أكمل -:وقد قسم املؤلف حبثه إىل ثالثة أبواب .يف التعريف بقانون العقوبات وتطورها التأرخيي / باب متهيدي - .يف التعريف باجلرمية وتقسيماا / باب األول ال - .يف األركان العامة للجرمية / الباب الثاين -

وكما يالحظ أن هذه الدراسة مل تطرق إىل ذكر اجلرائم ، وأنواعها ، وحتليلـها يف ضـوء .وهللا احلمد به يف هذه الدراسة قمناأحكام الشريعة ، وهو ما

/ ملؤلفـه ] اليمىن والشريعة اإلسـالمية اجلنائييف القانون القتل واحلرابة [ كتاب _ ٤ . طبعة عامل الكتب اليمنية . حممد عبود سعيد باعباد: القاضي

والكتاب إمنا تطرق جلرميتني فقط من جرائم القانون املهدرة لعصمة الدماء وهي جرميـة -هلاتني اجلرميتني إمنـا هـو اختيارهالقتل واحلرابة ، وقد صرح املؤلف يف مقدمة الكتاب أن

بسبب كوما من أخطر اجلرائم اليت تترك آثارها السيئة على اإلنسان واألسـرة واتمـع . ١٤ككل

.من الكتاب املذكور ) ٢٤(أنظر صفحة - ١٢ ) .٣(أنظر مقدمة الكتاب املذكور صفحة - ١٣ ) .٣(أنظر مقدمة الكتاب صفحة - ١٤

١٧

املؤلف تعاريف الفقهاء ، وما جاءت به القوانني للبلدان استعرضويف هذا البحث -والقانون العربية يف جرمية القتل واحلرابة ،وتطرق إىل وجهة نظر الشريعة اإلسالمية

اليمين ، مث حبث أركان هذه اجلرائم واألدلة اليت جاءت ا الشـريعة اإلسـالمية بني جرمية واالختالفوالقوانني العربية كمصر والقوانني اليمنية ، مث وضح الفرق

االجتماعيةاحلرابة وجرمية السرقة والقتل ، وتطرق إىل آثار هذه اجلرائم على احلياة .ياسية والس واالقتصادية

اثنـتني فقـط وهذه الدراسة وإن كانت عامة وشاملة إال أا حمصورة يف جرميتني -دراستنا والتطرق إليه يف ، مت تضمينه وبالتايل فما هي إال جزء يسري ، ونزر قليل مما

. احلالية

١٨

اهليكل العام للرسالة عنوان الرسالة

م و العقوبات اليميناجلرائم املهدرة لعصمة الدماء يف قانون اجلرائ -دراسة حتليلية يف ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية -

التمهيد. القانون اليمين اجلرائم املهدرة للدماء يف / الفصل األول

-:وفيه مخسة مباحث حركة التقنني الشرعي يف اليمن /املبحث األول -

-:وفيه مطلبان .تعريف التقنني وحكمه -:املطلب األول . )النشأة والتطور ( حركة التقنني يف اليمن -: املطلب الثاين

. قسامهاتعريفها وأيف القانون اجلرمية/ الثايناملبحث - -:وفيه مطلبان

.تعريف اجلرمية يف القانون -:املطلب األول .أقسام اجلرمية يف القانون -:الثاين املطلب

. وسائل مكافحة اجلرمية يف القانون اليمين/ لثاملبحث الثا - .مكافحة اجلرمية بني النظرية والتطبيق / لرابعاملبحث ا - القانون اليميناجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر /امس املبحث اخل -

-: أربعة مطالبيه وف .واقعة على األشخاص واألسرةجرائم -:املطلب األول . وهتك العرض إفساد األخالقجرائم -:املطلب الثاين .جرائم واقعة على املال -:املطلب الثالث .ة اجلرائم املتعلقة باملخدرات واملؤثرات العقلي -:املطلب الرابع

١٩

الشريعة اإلسالميةاجلرائم املهدرة للدماء يف - :الفصل الثاين -:مباحث أربعةوفيه

تعريف الشريعة وبيان خصائصها / املبحث األول - -:وفيه مطلبان

.تعريف الشريعة -:املطلب األول .خصائص الشريعة -:املطلب الثاين

تعريفها وأنواعها يف اإلسالم اجلرمية / ثايناملبحث ال- -:وفيه مطلبان

. تعريف اجلرمية يف اإلسالم -:املطلب األول .أنواع اجلرمية يف اإلسالم -:املطلب الثاين

. لجرمية عالج اإلسالم ل/ لثاملبحث الثا- الشريعة اإلسالميةاجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر / الرابعاملبحث -

-: انوفيه مطلب . على إهدارها للعصمةمتفق جرائم -:املطلب األول . يف إهدارها للعصمةخمتلف جرائم -:الثايناملطلب

لجرائم املهدرة ل املقارنة التحليلية- : الفصل الثالث الدماء لعصمة

الشريعة اإلسالمية والقانون اليمين بني -:مباحث ثالثةوفيه الفوارق األساسية بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي/ألولاملبحث ا-بني القانون اليمين والشريعة اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء املتفق عليها/ يناملبحث الثا -

.اإلسالمية اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء املختلف فيها بني القانون اليمين والشريعة /ثالثاملبحث ال -

.سالمية اإل

٢٠

نتائج الدراسة{ اخلامتة {.

الفهارس.

املراجع واملصادر .

الفهرس.

٢١

ولاأل الفصل

اجلرائم املهدرة للدماء يف القانون اليمين -:وفيه مخسة مباحث

حركة التقنني الشرعي يف اليمن: املبحث األول - سامهااجلرمية يف القانون تعريفها وأق : املبحث الثاين - وسائل مكافحة اجلرمية يف القانون اليمين : املبحث الثالث - مكافحة اجلرمية بني النظرية والتطبيق : املبحث الرابع - اجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر القانون اليمين : املبحث اخلامس -

٢٢

األول الفصل اليمين القانون يف للدماء املهدرة اجلرائم

حيـث من تنقسم اليمنية اجلمهورية يف والعقوبات اجلرائم قانون ليهاع اشتمل اليت اجلرائم -: قسمني إىل فعلها على العقوبة ترتيب ) . اإلعدام( النفس إتالف عقوبة مقارفتها عند تستوجب جرائم: األول إىل تصـل ال ولكنـها ، تعزيرية أو حدية عقوبات مقارفتها عند تستوجب جرائم: الثاين

. ماإلعدا عقوبة ، اإلعـدام عقوبة تستوجب اليت اجلرائم من عدد يف فقط حمصورة هي إمنا احلالية ودراستنا

-: اآلتية املباحث إىل الفصل هذا تقسيم سيكون هذا وعلى . اليمن يف الشرعي التقنني حركة: األول املبحث - . وأقسامها تعريفها القانون يف اجلرمية: الثاين املبحث - . اليمين القانون يف اجلرمية مكافحة وسائل: الثالث ثاملبح - . والتطبيق النظرية بني اجلرمية مكافحة: الرابع املبحث - . اليمين القانون نظر يف للعصمة املهدرة اجلرائم: اخلامس املبحث -

٢٣

األول املبحث اليمن يف الشرعي التقنني حركة

بالتقنني يسمى ما أو ، قوانني هيئة على اإلسالمية ةالشريع أحكام صياغة مسألة أن خيفى ال قدميا عام بشكل اتمع وبني بل ، العلم أهل بني واسعا خالفا أحدثت اليت املسائل من يعترب

.هلا وحمارب رافض وبني ، إليها وداع الفكرة هلذه مؤيد بني وحديثا لطبيعـة وذلـك ، األمـر هذا مثل حدوث عن مبنأى تكن مل اليت الدول من يعترب واليمن بأحكام عموما اتمع التزام ومدى ، لليمن اإلمامي احلكم انإب سيما ال ، السكانية التركيبة مـن الكـثري اإلسالمية الشريعة ألحكام التقنني حركة أثارت ولذلك ، اإلسالمية الشريعة . اتمع أبناء من الكثري عند األمر هذا حلساسية نظرا اليمين اتمع بني واخلالف اجلدل

يف معنـا سيأيت كما األحسن إىل التطور هذا وتدرج ، اليمنية الثورة بعد تغري الوضع أن إال . املبحث هذا

-: مها أساسني مطلبني إىل املبحث هذا وسنقسم . وحكمه التقنني تعريف -: األول املطلب - ) . والتطور شأةالن( اليمن يف نيالتقن حركة -: الثاين املطلب -

٢٤

األول املطلب حكمه وبيان التقنني تعريف

-: التقنني تعريف عربية غري أي( مولدة كلمة وهي القوانني وضع مبعىن قنن مصدر " : لغة التقنني: أوال

.١٥" هوطريق شيء كل مقياس والقانون ، )األصل ١٧" بعريب وليس نونقا الواحد ، األصول والقوانني: " ١٦الصحاح خمتار يف وجاء غرار على مرقمة، مرتبة قانونية مواد صورة يف األحكام صياغة هو: اصطالحا التقنني: ثانيا

ميكن ، حمددا سهال مرجعا لتكون وذلك. اخل... وإدارية وجنائية مدنية من احلديثة القوانني . ١٨املواطنون ساسهأ على ويتعامل ، احملامون إليه ويرجع ، القضاة به يتقيد أن بيسرونظريـات عقود من وغريها املعامالت أحكام صياغة" بأنه الزحيلي وهبة الدكتور فهوعر

. ١٩" إليها الرجوع يسهل قانونية مواد صورة يف إلطارها جامعة ، هلا ممهدةيتـرك مل اليت الواحد املوضوع ذات الفقهية ألحكاما صياغة" : بأنه الباحثني بعض فهوعر بعيـدا منطقيا ترتيبا ومرتبة متسلسلة بأرقام بينها مييز آمرة بعبارات الناس، الختيار يقهاتطب . والتضارب التكرار عن العناصر على الحتوائه وذلك ، باالختيار األوىل هو التعريف هذا أن أعلم واهللا يظهر الذيو

: للتقنني التالية . دونامل الفقه عن التقنني ميزة وهي: الصياغة -١ . سهال لألحكام الرجوع جتعل أخرى ميزة وهي: والترقيم الترتيب -٢ . القوانني طبيعة من وهو ، ا واإللزام ، األحكام بيان جمرد بني للتمييز: اآلمرة: قوله -٣ امتنعوا فإن تطبيقها عن ميتنعوا أن هلم ليس أي) الناس الختيار تطبيقها يترك مل: قوله( -٤

. كالعقوبات ذلك يف أخرى جوانب يف تدخل بل هلم متروكة غري فإا

: دار الدعوة، حتقيق: دار النشرالقاهرة، املعجم الوسيط ، حممد النجار،/ حامد عبد القادر / أمحد الزيات / إبراهيم مصطفى :أنظر - ١٥

. ]٢/٧٦٩[ ة ،جممع اللغة العربي، حممود خاطر: طبعة جديدة، حتقيق: ، الطبعة خمتار الصحاح، ١٩٩٥ – ١٤١٥، الرازي القادر بكر بن عبدحممد بن أيب : أنظر - ١٦

.، -بريوت -مكتبة لبنان ناشرون : دار النشر ] .١/٢٣١[املرجع السابق - ١٧ .،٢٩٧ص ، ة، مكتبة وهب القاهرة، مدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية، يوسف عبد اهللا القرضاوي. د: أنظر - ١٨ .٢٦ص ،، بريوت ، مؤسسة الرسالة تقنني الفقه اإلسالميجهود وهبة الزحيلي ، . د: أنظر - ١٩

٢٥

ذلك مينع وال وآخر موضوع كل بني تفصل عادة القوانني نأل: الواحد املوضوع ذات -٥ ٢٠". اإلسالمي الفقه تقنني متثل املواضيع هذه جمموع تكون أن

-: التقنني حكم فيهـا إنكار فال وبالتايل. اخلالف هافي يسوغ اليت ، االجتهادية القضايا من التقنني مسألة ال إمجـاال االجتهادية املسائل أن من العلم أهل قرره ملا طبقا املختلفني الفريقني من أي على

. املختلفني من أحد على فيها إنكار ، باملنع يقول وآخر ، باجلواز يقول فريق ، فريقني إىل املسألة هذه يف العلم أهل انقسم وقد

-: وحججه أدلته يقفر ولكل -: التقنني مبنع القائلون -

مـن جلملة اإلسالمية الشريعة ألحكام التقنني جواز عدم العلم أهل من الفريق هذا يرى -: أبرزها احملاذير يف ورسوله اهللا حكم يتعني وال ، ورسوله اهللا حكم إىل الرجوع هو الواجب أن - ١

بغري حكم الراجح بالرأي كمواحل مرجح قول يف وال معني رأي أو معني مذهب . بالتقنني اإللزام منع منه ويلزم حرام فهو ورسوله اهللا حكم أنه القاضي يعتقد ما

الراجحـة األقوال من العلماء خيتاره ما بأن القول يصعب بأنه ذلك عن جياب أن وميكن - رسـوله وسنة اهللا كتاب غري إىل نرجع فإننا قوهلم إىل رجعنا إذا أننا أو ، احلق خالف هو

. وسلم عليه اهللا صلى صلى النيب عهد يف العمل عليه جرى ملا خمالف به واإللزام الراجح القول تدوين أن - ٢

. الصاحل السلف من بعدهم ومن الراشدين وخلفاءه وسلم عليه اهللا فلعل منعها، يعين ال السلف عند الفكرة هذه وجود عدم أن: هذا عن جياب أن وميكن -

. زمنهم يف موجودة كنت مل دواعيها فإا جلان أو أفراد قبل من كان سواء معني بأسلوب الفقهية لألحكام الصياغة أن - ٣

نصـوص صـياغة بينما ، دقيقة ليست اهللا حكم إىل ونسبتها ، ببشريتهم ستتأثر . تعاىل اهللا أحكام فيقال اهللا إىل نسبتها ميكن و معجزة ربانية الشرع

.بتصرف ، ٤٣٧ص ، ، دار عمار األردن –عمان ، مسرية الفقه اإلسالمي املعاصر، احملاميد شويش :أنظر - ٢٠

٢٦

، أكثر ال فقهيه صياغة عن خيرج ال فهو الفقه مثل مثله لتقننيا بأن: هذا عن وجياب - وال لألحكام الرجوع يسهل شكلي أمر فهو متسلسلة أرقام ووضع ، ترتيب من بقي وما . مضموا يف يؤثر تعطيل إىل يؤدي حيث ، خاصة القضاة وعلى ، عامة الفقه حركة على التقنني أثر - ٤

يعطـل مما وتفسريا شرحا القوانني ذه سريتبط القضاة عمل ألن ، الفقهية الثروة ، االجتـهاد حركـة ويوقـف ، القضاة على وحيجر ، الفقه كتب مع التعامل

واألعـراف األنظمة ومواجهة ، املتغرية احلياة مطالب لتلبية ، الفكري والنشاط . املتجددة واملعامالت

مينع ال الفقه تدوين ألن لقضاةا على كبري حجر فيه ليس التقنني بأن: هذا عن وجياب - يف واسـعا جماال اتهد القاضي يعطي مما املستجدات من الكثري تولد واحلياة ، االجتهاد

ويعينـه ، عليه املعروضة القضية مالبسات يف جيتهد أن ويكفيه ، هلا جديدة أحكام تبين لألحكـام أن كمـا ، القوانني لوضع املختصة اللجان األخرى القضايا يف االجتهاد على

كتب عن والشروح املذكرات هذه اواضعو يستغين وال وشروح إيضاحية مذكرات املقننة . الفقه مكـان الوضـعية القوانني إلحالل طريقا تكون أن منها خيشى) تقنني( كلمة أن - ٥

هذه فمنع ، ثانيا املضمون مث ، أوال االسم يف التشابه فيكون ، اإلسالمية الشريعة . الذرائع سد باب من واجب التسمية

املراد واصطالحات مواصفات ، وحنوه) كالتقنني( التسمية هذه بأن: ذلك عن وجياب - املصـطلح مـن والتخـوف ، االصطالح يف مشاحة ال أنه معلوم هو ومما ، مفهوم منها

. مناسب مصطلح بإجياد حيل أن ميكن ، إلشكاليته – بشـري عمل كل طبيعة من وهذا -عدلت ما إذا املقننة الشرعية األحكام أن - ٦

الـيت التعديالت وكثرة ، اإلسالمية الشريعة بأحكام الثقة زعزعة إىل يؤدي فإنه األحوال قوانني يف مشاهد هو كما الشرعي أصلها عن تبعدها القوانني على جترى

. الشخصية الدليل لديه صح ذاإ األول اجتهاده على بالبقاء ملزم غري القاضي بأن: هذا عن جيابو -

وال ، بالـدليل األخـذ من املنع إىل يؤدي – احلالة هذه يف – ومنعه ، اجلديد باجتهاده يف املصـلحة ظهرت إذا القوانني تعديل بعدم القول أن كما ، مثله والتقنني أحد به يقول

٢٧

انزم كل يف للتطبيق وصالحيته الناس، مصاحل رعاية على اإلسالم بناء ناقضي ، تعديلها ٢١. ومكان

-: التقنني جبواز ونالقائل يف وأن ، اإلسـالمية الشريعة ألحكام التقنني جبواز القول إىل العلم أهل من مجع وذهب

-: يلي ما أبرزها من لعل ، راجحة مصلحة ذلك الجتهاد وتركها التقنني، يف عليها بالنص يتم شرعي حكم إىل املستجدات حاجة - ١

يف واالستقصاء للبحث تفرغهم وعدم, مشاغلهم رةلكث احلكمة من ليس القضاة .فيها املستجد وكثرة ، احلياة تطور مع وخصوصا ، مستجد كل

ملصـاحل اإلسـالمية الشريعة ملسايرة وبيان ، الشرعي احلكم ألبعاد حتديد التقنني - ٢ أحكامه حتديد احملدثون الفقهاء ويستطيع ، ومكان زمان لكل وصالحيتها العباد

.اإلسالمي الفقهي للبناء استكماال التقنني جند وهكذا املستحدثة لصورل بالنسبة التضارب احتمال دابر ويقطع اإلسالمية الشريعة تطبيق احملاكم على يسهل التقنني - ٣

إىل االهتـداء على بالقانون مشتغل وكل والفقيه القاضي ويعاون ، األحكام يف . وسهولة يسر يف القانونية القاعدة

بني يتيهون فال اإلسالمية الشريعة أحكام على التعرف األفراد على يسهل التقنني - ٤ مـن راجحهـا يعرف ال واليت اإلسالمي الفقه كتب يف املوجودة الكثرية اآلراء

. فيها املتخصص إال مرجوحها األجنبيـة القـوانني اقتباس إىل املسلمني حكام سيدفع الشريعة أحكام تقنني عدم - ٥

. لةالدو شؤون لتنظيم -: املختار القول

تقـنني جواز مفاده الذيو ، الثاين القول هو الراجح الرأي أن -أعلم واهللا -يظهر سبق مما -: لآليت وذلك ، الشرعية األحكام

اآلخر الرأي عن القول هذا أصحاب ا استدل اليت التعليالت أكثر وجاهة - ليكون ، القضائي النظام يف ظرالن إعادة تقتضي ظروف من املعاصر واقعنا يف استجد ما -

احتكاك فإن وكذلك ، املتقاضي أو للقاضي بالنسبة ووضوحا ، ضبطا أكثر النظام هذا

.وما بعدها بتصرف ٤٦٤املرجع السابق ص - ٢١

٢٨

الـذي األمر ، اآلخر على العاملي االنفتاح مع وخاصة العامل بلدان ةيببق اإلسالمية البالد أن أردنـا إذا ، ـا سيطالبنا غرينا وأن خاصة إليها يتقاضى اليت املواد كتابة يستدعي ، املقـارن أو املذهيب الفقه كتب من جمموعة إىل حنيله أن ميكن فال ، شرعنا إىل نقاضيه

أن وإما ، عنها نستغين ال مصاحل علينا تفوت أن فإما ، ومرتب مقنن شيء يوجد مل فإن . اإلسالمية بالشريعة عالقة هلا ليس قوانني إىل نتحاكم

هو إمنا الوقت هذا يف به األخذ أن إال ، املؤاخذات من يسلم مل وإن عام بوجه والتقنني - أن هـو هنا عليه التركيز ينبغي والذي . أعالمها لدرء املفسدتني أدىن ارتكاب باب من

والتابعني الصحابة من املفتني وآراء املعتربة الفقهية املذاهب على االنفتاح يستلزم التقنني األدلـة ضـوء يف والتمحيص النظر بعد مسألة كل يف منهما كل يف ما أفضل وأخذ ،

. مسألة كل يف الراجح على حيتوي واحد مذهب يوجد ال إذ ، االستنباط وقواعد

٢٩

الثاين املطلب

) والتطور النشأة( اليمن يف التقنني حركة ، الصـعوبة بالغ ما نوعا اليمن يف القانون وتطور نشأة تأريخ على الوقوف يكون يكاد .اال هذا يف الباحث تفيد أن كنمي معرفية ملصادر تفتقر اليمنية القانونية ملكتبةا أن حيث

مبصـادرها اإلسـالمية الشـريعة بأن القول ميكن علمية مصادر من يتوفر ما حبسب - شـىت يف سواء حد على واتمع واألفراد ، الدولة حياة بتنظيم تكفلت اليت هي املختلفة . وغريها.... واإلدارية والدستورية دنيةوامل اجلنائية ااالت

-١٥٣٨[ للـيمن األول العثمـاين النفـوذ مع حىت عليه هو ما على الوضع واستمر - الدولـة أن حيث ، القانونية األوضاع تغيري إىل العثمانية الدولة تعمد مل إذ ،] م١٦٣٥ .٢٢ اإلسالمية فةاخلال قلب ومتثل ، قوية تزال ال كانت الزمنية احلقبة تلك يف العثمانية

دب حيـث ، آخـر منحى احلال اختذ] م١٩١٨-١٨٧٢[ الثاين العثماين العهد ويف - عمـد التدهور هذا ولوقف ، التارخيية الفترة هذه يف العثمانية الدولة كيان يف الضعف

عرفـت واليت ، الغربية والقضائية والتشريعية القانونية النظم بعض اقتباس إىل العثمانيون أريـد ، قضائية وأنظمة قانونية أحكام عن عبارة األمر واقع يف وهي ، لتنظيماتا باسم

الواقعة والدول العثمانية الدولة يف النافذة اإلسالمية والتشريعات األنظمة حمل حتل أن هلا .٢٣الوقت ذلك يف سيطرا حتت

ـ القـوانني بني للصراع األوىل البدايات التارخيية الفترة هذه ومثلت - والشـريعة ةاحلديث فبمجـرد البقـاء لـه يكتب ومل ، يستمر مل وأمثاله التشريع هذا أن على ، اإلسالمية

والتشـريعات األنظمـة تلك إلغاء مت اإلمامة قبل من السلطة وتسلم العثمانيني خروج الـذي الزيدي باملذهب منها يتعلق فيما خاصة مينيني لعلماء املؤلفات ببعض واستبداهلا

. ٢٤إلماميا احلكم به يتمثل كان

. ١٢٣، ص لتقليدية واحلداثة ، النظام القانوين يف اليمنم ، ا١٩٨٩رشاد حممد العليمي ، ط . د :أنظر - ٢٢، نايس للخدمات تعز، ، ١/ط ، شرح قانون العقوبات اليمين ، القسم العام، م ٢٠٠٥حممد سعيد أمحد املعمري ، . د: أنظر - ٢٣

٢٠ص . اإلعالمية .٤٧، ص تطور التشريع والقضاء يف اجلمهورية اليمنيةم ، ٢٠٠٢-٢٠٠١حممد راشد عبد املوىل ، :أنظر - ٢٤

٣٠

: الثورة قيام بعد التقنني حركة -

اجلنـائي والتشريع عموما التشريع القى اليمن يف الثورة وقيام اإلمامة حكم سقوط وبعد جمموعـة صدرت إذ ، واتمع الدولة قبل من وذلك خاصا اهتماما اخلصوص وجه على -: هاأمه ومن والعقاب اجلرمية ملسائل املنظمة التشريعات من

). بالعقاب املتعلقة القواعد بعض ( شأن يف م١٩٦٣ لسنة) ٢١( رقم القانون - ). العامة باملصلحة املضرة رائماجل( شأن يف م١٩٦٣ لسنة) ٢٢( رقم القانون - هـو القانون وهذا ، العسكري اجلرائم بقانون ومسي م١٩٧٥ لسنة) ١٥( رقم القانون -

وبلـغ ، تام تفصيلي بشكل والعقاب اجلرمية امأحك نظم ، شامل عقايب تقنني صيغته يف إىل احلاجة ظهرت أن إىل نافذة التشريعات هذه بقيت وقد ، مادة) ٤٨٤( مواده جمموع لتقنني العلمية اهليئة فشكلت اإلسالمية الشريعة من أحكامه يستمد عقايب تشريع صياغة" عليـه وأطلق تشريعال هذا مشروع بصياغة قامت واليت ،٢٥ اإلسالمية الشريعة أحكام

". الشرعية والعقوبات اجلرائم قانون مشروع بعـض أيضـا مشل كما ، اإلسم التعديل هذا مشل هام تعديل املشروع هذا على طرأ مث -

للجـرائم الشـرعي القـانون مشـروع " اسم حيمل املشروع هذا فأصبح ، أحكامهـ وانسجاما انضباطا أكثر أحكامه أصبحت حيث" والعقوبات الشـريعة أحكـام عم . ٢٦اإلسالمية

-: الوحدة بعد التقنني - الذي السياسي للتوجه خاضعا الوحدة قبل اجلنويب اليمن يف والقانوين التشريعي الوضع كان عقوبات قانون يوجد كان حيث ، االشتراكي احلكم وهو اليمن جنوب يف احلكم عليه كان

الـيت االشتراكية الرتعة عليه تغلب وضعي قانون ولكنه ، م١٩٧٦ مارس ٩ يف صدر شامل ٢٧. ذكرنا كما هناك سائدة كانت

ال العقوبات لقانون ثالث مشروع وضع مت ، م١٩٩٠ عام يف املباركة الوحدة قيام وبعد - .اإلسالمية الشريعة وأحكام بقواعد االلتزام حيث من كثريا يبتعد

. م ، مث أعيد تشكيلها مرات متتابعة بقرارات مجهورية١٩٧٥لسنة ) ٧٤(شكلت هذه اهليئة أول مرة مبوجب قرار جملس القيادة رقم - ٢٥ ١٣أوان للخدمات اإلعالمية ، ص ، الطبعة الرابعة،ام النظرية العامة للجرمية القسم الع، م ٢٠٠٤، الشريف علي حسن . د : أنظر - ٢٦

.بتصرف .٢٩، ٢٨، ٢٧، ص مراحل تطور التشريع اجلنائي اليمين م ، ١٩٩٤حسني عبده علي ، ، ط . بشكل تفصيلي د: أنظر - ٢٧

٣١

اليمنية اجلمهورية يف شامل عقوبات قانون أول صدر م١٩٩٤ عام من أكتوبر ١٢ ويف - . والعقوبات اجلرائم بشأن م١٩٩٤ لسنة) ١٢( رقم القانون هو

هـذه يف دراسـته بصدد وحنن أيدينا بني الذي وهو الراهن الوقت يف النافذ القانون وهو . الرسالة

٣٢

ـيالثان املبحث قسامهاوأ تعريفها القانون يف اجلرمية

-: توطئــة املتتالية العصور عرب اإلنساين اتمع وتكون نشأة مع اجلرمية رةظاه البشرية اتمعات عرفت

الزيادات ظل يف سيما ال والدول اتمعات من العديد بال تشغل الظاهرة هذه وأصبحت ، اجلـرائم معـدالت زادت القـرن هذا من األخري الربع ويف ، اجلرمية معدالت يف املطردة

. وأمناطها أشكاهلا وتنوعت كلمـة نسـمع ما أول كان وإن ، ومتعدد جدا عريض مفهوم اجلرمية مفهوم أن خيفى الو

والقتـل السرقات ضحايا مثل التقليدية والضحايا ، التقليدية باجلرائم التفكري إىل منيل اجلرمية ، الطبيعيـة اجلرائم العلماء بعض عليها أطلق اليت اجلرائم من ذلك غري إىل....واالغتصاب

واـرمني اجلرمية أفق أن إال ، ومكان زمان كل ويف جمتمع كل يف توجد يتال اجلرائم مبعىن وأكثـر وتعقيدا خطورة أكثر أصبحت فهي البشري اتمع بتعقد كثريا اتسع قد والضحايا

تعاريف تعددت ناه ومن ، نزوة و مصادفة منها أكثر ومقصودا حمسوبا نشاطا أي ، عقالنية .بتعددها اجلرمية

علـى عـدة جماالت يف العلماء قبل من وافر باهتمام حظي اجلرمية ماهية حتديد موضوع إن ولكـن ، للجرمية تعريف من أكثر عنه أسفر مما اإلجرام وعلم اجلنائي االجتماع علم رأسها

صورا ت تغري مهما جرمية اجلرمية فتظل ، تتغري ال وفكرا جوهرها فان صورها تغريت إن . شكلها أو ، آخر دون بلد أو فئة دون فئة على يقتصر يعد مل وأشكاهلا صورها بكافة اجلرمية طرخ إن تعانيـه ما أحد على خافيا يعد فلم واحلكومات الدول من الكثري تؤرق قضية أصبحت بل

الوسـائل لبـذل الـدول تسـعى وكيف ، الكبري اخلطر هذا من والدول اتمعات تلك مـن األ وتـوفر ، عليها القضاء على وتعمل الظاهرة هذه من حتد اليت القوانني واستصدار

. اتمع أفراد لكافة والرخاء

٣٣

األول املطلب الوضعي القانون يف اجلرمية تعريف

درجت الكثري من التشريعات العقابية على إغفال إيراد تعريف قانوين للجرمية وذلك جريـا التشريعات اجلنائية احلديثة ، والسبب كما على النهج الذي اتبعه املشرع الفرنسي ، وأغلب

هو أن وضع تعريف عام للجرمية يف صلب القانون أمر حمفوف باملخـاطر ال يقول هؤالء ، وبالتايل فلن يكون هذا التعريف جامعا مانعا ، ألنه لن جيمع كل سيما إذا كان غري دقيق

.٢٨صر خارجة عما يراه املشرعالعناصر املطلوبة فيها ، كما أنه لن مينع من دخول عناومع وجاهة هذا الرأي وحصافته إال أن بعض الشراح يقولون خبالفه ، وبعيدا عن ميدان هذا اخلالف فقد ارتأت بعض التشريعات العقابية إيراد تعريف خاص باجلرميـة ، وإن كانـت

، بينمـا اختلفت يف مضمون وجوهر هذا التعريف ، فالبعض محله معنا شكليا وموضوعيا .فحسب اشكلي ااكتفى البعض اآلخر بإعطائه مضمون

غري مشروع صـادر عـن فعل" :ومن أبرز التعريفات الشكلية للجرمية تلك اليت ترى أا .٢٩"أو تدبريا احترازيا ، يقرر له القانون عقوبة إرادة جنائية ،

.٣٠"ليه كل نشاط يصدر عن اجلاين يقرر له القانون عقوبة ع" أو هي :أما أنصار التعريف املوضوعي للجرمية فقد عرفوها بأا -

"ـا ٣١"محاها املشرع يف قانون العقوبات الواقعة اليت ترتكب أضرارا مبصلحةأو أ ، "، أو ديدا لقيم اتمـع ، أو ملصـاحل أفـراده سلوك إنساين معاقب عليه بوصفه خرقا

.٣٢"ذلك ، ووسيلته النص القانوين األساسية ، أو ملا يعتربه الشرع ك ومما سبق يتبني الفرق بني النوعني من التعريفات:-

. ٤٣ص ، احلقوقية منشورات احلليب ، بريوت لبنان ، شرح قانون العقوبات، م٢٠٠٢، القهوجي علي عبد القادر. د :أنظر - ٢٨، القاهرة ، دار النهضة العربية، الطبعة الرابعة ، شرح قانون العقوبات القسم العام، م١٩٧٧، حسينحممد جنيب . د :أنظر - ٢٩ .٤٠ص .، ٥١ص ، قانون العقوبات القسم العام، م ١٩٨٦، املرصفاويصادق . د :أنظر - ٣٠، دار الفكر العريب ، م ، بريوت ١٩٩٠الطبعة الثانية ، شرح قانون العقوبات القسم العام، مةسال مأمون حممد. د :أنظر - ٣١ .٩٣ص .، ٢٥٨ص ، النظرية العامة لقانون العقوبات، م٢٠٠٠، ط عبد املنعم سليمان . د :أنظر - ٣٢

٣٤

يلخص جوهر اجلرمية بسلوك خمالف لنص قانوين يرتب عليه القـانون : فالتعريف الشكلي عقابا ، فيكفي إذن للتحقق من إجرامية الفعل أو عدمها تصفح قانون العقوبات ، والبحث

.ل املرتكب عن نص مطابق للفعفاجلرمية يف نظر القائلني به هي كل نشاط يضر مبصلحة ، أو قيمة : أما التعريف املوضوعي

.ل خمالفا له ، ويترتب عليه جزاء جنائينص قانوين يقع الفعمع وجود اجتماعية ، أن التعريف املوضوعي أوىل بالترجيح ، ألنه حيدد معيار اجلرمية بإضرارها : والذي يظهر -

على مصلحة ، أو حق للمجتمع أو لألفراد مع مراعاة الصفة غـري الشـرعية للفعـل ٣٣.، أي توافر النص القانوين بتجرميه اإلجرامي

:جلرمية بقولنا نعرف اومن خالل ذلك نستطيع أن ، وسـالمته اجلرمية سلوك إنساين غري مشروع صادر عن إرادة جنائية خيل بأمن اتمع "

. " على فعله عقوبة أو تدبريا احترازياالقانون رتب -: وإذا تأملنا يف مفردات هذا التعريف وجدناها ترتكز على العناصر التالية

:اجلرمية ارتكاب فعل :أوال ، ونعين بالفعل السلوك اإلجرامي أيا كانت صورته فهو يشمل يتمثل فيه اجلانب املادي هلا . تناع لالمالنشاط اإلجيايب، كما يتسع

ومثال النشاط اإلجيايب حتريك اجلاين يده الختالس مال اين عليه أو قدمه لركله أو لسـانه متناع إحجام األم عن إرضاع طفلها ليهلكومثال اإل، للنطق بعبارات تعد قذفا يف حقه .

وتعد . واألصل أن تترتب على الفعل آثار يتمثل فيها االعتداء على احلق الذي حيميه القانون، ولكنها ليست عنصرا يف كل جرميـة من ماديات اجلرمية وتسمى بالنتيجة آثار الفعل جزء

. فالشروع يعاقب القانون عليه على الرغم من أنه مل حيقق نتيجة :الفعل املرتكب غري مشروع :ثانيا

شـروع يقـرر طبقا لقانون العقوبات والقوانني املكملة له فال تقوم جرمية إال بفعل غـري م . القانون له عقوبة

تعز ، نايس للخدمات ، ١/ط ، العام شرح قانون العقوبات اليمين ، القسم، م٢٠٠٥، املعمريحممد سعيد أمحد :أنظر - ٣٣

. ٢٨ص ،اإلعالمية

٣٥

ويوصف الفعل بأنه غري مشروع إذا تضمن القانون نصا جيرمه ومل يكن يف الظروف الـيت . ارتكب فيها خاضعا لسبب أباحه

:صدور الفعل غري املشروع عن إرادة جنائية :ثالثا العقاب مـن ، بل هي عمل إنسان يسأل عنها ويتحمل خالصة مادية فليست اجلرمية ظاهرة

وبغري العالقة بني شخصـية اجلـاين ، لذلك جيب أن تكون ذات أصول يف نفسيته ، أجلهاواشتراط صدور الفعل عـن . وماديات اجلرمية يستحيل حتديد شخص تقوم مسؤوليته عنها

ويتعني أن تكون . ، إذ ال تنسب اإلرادة لغري اإلنسان إرادة يعين اشتراط صدوره عن إنسان، وتسمى األسـباب الـيت خمتارة حىت تعد عنصرا يف اجلرمية وحرة، مدركة مميزةاإلرادة

صغر السن واجلنون والسكر غـري : جتردها من القيمة القانونية موانع املسؤولية اجلنائية مثل . اإلرادي واإلكراه وحالة الضرورة

يعين القصد اجلنائي اجتـاه القصد اجلنائي واخلطأ غري العمدي، و: ولإلرادة اجلنائية صورتان .اإلرادة إىل الفعل ونتيجته، ويفترض اخلطأ غري العمدي اجتاه اإلرادة إىل الفعل دون النتيجة

واملقصود به أنه ال تقوم للجرمية قائمة ، وال يكتسب : فرض القانون عليه عقوبة :رابعا جنائية رر ملقترفه عقوبةسلوك الوصف اإلجرامي إال إذا كان هناك نص قانوين حيظره ، ويق

٣٤.حمددة

" . أنه ال جرمية وال عقوبة إال بناء على نص شرعي أو قانوين " الدستور اليمينمن ] ٤٧[تشري املادة الـ - ٣٤

٣٦

الثاين املطلب اليمين القانون يف اجلرمية أقسام

-:يف تقسيمه للجرمية تني اتبع املشرع اليمين طريقمـن قـانون اجلـرائم ) ١١(حيث أشارت املادة طبيعتها بالنظر إىل :الطريقة األوىل -: إىل أا ثالثة أقسام ٣٥والعقوبات اليمين

.ملعاقب عليها باحلدود اجلرائم ا - ١ .اجلرائم املعاقب عليها بالقصاص - ٢ .اجلرائم اليت يعزر عليها - ٣

اجلرائم املعاقب عليها باحلدود ، وتسمى أيضا اجلرائم احلديـة ، وقـد -:القسم األول تعريفها وتعدادهامن القانون إىل ) ١٢(شارت املادة أ )نوردها كما جاءت يف القانون (

اجلرائم اليت جيب فيها احلد هي ما بني عقوبتها نص شـرعي ) ١٢(مــــــادة :وكانت حقا هللا تعاىل خالصا أو مشوبا ويعرب عنها شرعا باحلدود وهي سبع

البغي -١ الردة -٢

احلرابة -٣ السرقة -٤

الزنا -٥ القذف -٦

الشرب -٧ ا النوع من اجلرائم نالحظ أـا تتميـز بصـفتني وبإمعان النظر يف التعريف القانوين هلذ

-: أساسيتنيحتديدا دقيقا ، فليس هلا حد أدىن وحد أقصى ، كما أا كون عقوبتها حمددة: األوىل

.ال تقبل التخفيف أو التشديد

] .٥[صفحة ) ١١(قانون اجلرائم والعقوبات اليمين املادة : أنظر - ٣٥

٣٧

، ويترتب على كون العقوبة يف جرائم احلدود كون عقوبتها جتب حقا هللا تعاىل: الثانية عنها أو ختفيفها سواء من قبل األفراد ال جيوز ألحد إسقاطها أو العفو ه تعاىل ، أنحقا هللا

. ٣٦أو القضاة أو احلكام ، أن حق اهللا تعاىل ما ميس اتمع : والتفسري الدقيق ملا هو حق هللا تعاىل ، وحق للعبد هو

ترب العقوبـة املقـررة وكل جرمية يرجع فسادها إىل العامة وتعود منفعة عقوبتها عليهم تع . عليها حقا هللا تعاىل ، تأكيدا لتحصيل املنفعة وحتقيقا لدفع الفساد واملضرة

٣٧.إذ اعتبار العقوبة حقا هللا يؤدي إىل إسقاط العقوبة بإسقاط األفراد أو اجلماعة وقـد مى اجلرائم املوجبة للمماثلة وتس :اجلرائم املعاقب عليها بالقصاص -:القسم الثاين من القانون إىل تعريفها وتعدادها ) ١٣(أشارت املادة

)ما جاءت يف القانون ـنوردها ك( ) ١٣(مــــادة

ما بني عقوبتها نص شرعي وكانت حقا للعبـاد اليت اليت جيب فيها القصاص هي اجلرائم " -:وهي نوعان

.جرائم تقع على النفس مطلقا وتؤدي إىل القتل -١ .٣٨"وال لكه هي اجلرائم اليت متس جسم اإلنسان ، و، تقع على مادون النفس جرائم -٢

حـداث إوبتأمل هذا النوع من اجلرائم نالحظ أا جرائم تقع على نفس اإلنسان وأطرافه ووهذه اجلرائم وعقوبتها حمددة حتديدا كامال وواضحا من املشـرع كجـرائم ، اجلروح فيه

نهما يكمن يف أن جرائم اإلعتداء على النفس وما دون النفس تضر احلدود ، غري أن الفرق بيباين عليه وورثته أكثر من اتمع ، لذا يعترب هذا النوع من اجلرائم إعتداء على حق اـين

.عليه ، أو ورثته ، أو ويل الدم عند التنازل عن حقه ، أو العدول من القصاص إىل الدية بني جرائم احلدود ، وجرائم القصاص يف أن املشرع اليمين جيوز اخلالف هنا ويترتب على

العفو عن العقوبة يف اجلرائم احلدية ، لكون احلق فيها يثبت ملصلحة األمة ، فيستطيع الرتول

، أوان للخدمات اإلعالمية، ، الطبعة الرابعة النظرية العامة للجرمية القسم العام ، م ٢٠٠٤، الشريف علي حسن. د : أنظر - ٣٦ .٦٥ص Intel Multimedia And، ماليزيا –كواالملبور ، الفقه اجلنائي اإلسالمي ، ٢٠٠١، إمساعيل احلاجفائزة . د :أنظر - ٣٧

Publication ، ٥ص. ] .٥[صفحة ) ١٣(عقوبات اليمين املادة قانون اجلرائم وال: أنظر - - ٣٨

٣٨

من القانون إىل ذلك حيث تنص ) ٤٨(عنه إذا رأى يف ذلك مصلحة وقد أشارت املادة الـ :على التايل

يأمر بتأخري إقامة احلد كما له أن يأمر بإسقاطه مىت اقتضت املصلحة أنلرئيس اجلمهورية " .٣٩"ذلك ، وذلك فيما ال يتعلق به حق اآلدمي

واإلمجاع الفقهي والقانوين بالنسبة للجرائم املعاقب عليها بالقصاص منعقد على أن اـين ٤٠.عليه ، أو ورثته هم من ميلكون سلطة العفو عن احملكوم عليه

ه املادة فت، وقد عر اجلرائم اليت يعزر عليها ، أو ما يسمى باجلرائم التعزيرية -:الثالث القسم -:من القانون مبا يلي ) ١٤(

عليه مبقتضى القانون اجلرائم اليت توجب التعزير هي كل فعل معاقب) ١٤(مـــادة ـ رائم احلـدود ، والذي يفهم من هذا التعريف أن هذا النوع من اجلرائم هو ما سوى ج

-:وجرائم القصاص ، وميكن تقسيمها إىل األنواع اآلتية كل جرمية من جرائم احلدود أو القصاص إذا ختلف شرط مـن شـروط : النوع األول -

.ثبوا ، أو تنفيذها تتحول تلقائيا إىل جرمية تعزيرية ص الشـرعي كل جرمية حددت بالنص الشرعي ، ومل حتدد عقوبتها بالن: النوع الثاين -

.أيضا كل جرمية تستحدث من السلطة التشريعية ألجل محاية مصاحل اتمع ، : النوع الثالث -

.تتعارض مع املقاصد العليا للشريعة اإلسالمية وبالنسبة جلرائم التعزير فاإلمجاع منعقد أيضا على أن لويل األمر أو من ينوبـه سـلطة

وذلك بشرط أن ال ميس عفوه حقوق اـين عليـه ، يف العفو عن احملكوم عليه مطلقةالشخصية ، كما أنه ليس للمجين عليه أن يعفو يف التعازير إال عما ميس حقوقه الشخصية

.فقط كما أن للقاضي السلطة الواسعة يف هذا النوع من اجلرائم يف اختيـار نـوع العقوبـة ،

ظروف اجلرمية وارم ، ولـه أن حبسب أو خفيفة شديدة ومقدارها فله أن خيتار عقوبة

] .١٥[صفحة ) ٤٨(قانون اجلرائم والعقوبات اليمين املادة : أنظر - - ٣٩الطبعة ، النظرية العامة للجرمية –الوجيز يف شرح قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، م٢٠٠٥، جملي حسن علي. د : أنظر - ٤٠

.٥١ص ، مركز الصادق مكتبة ، اليمن/ ، صنعاء الرابعة

٣٩

يرتل بالعقوبة إىل أدىن درجاا ، وله أن يرتفع ا إىل حدها األقصى ،كما أن له أن يأمر .بتنفيذ العقوبة ، أو إيقاف تنفيذها

من قـانون ) ١٥(تقسيم اجلرائم من حيث جسامتها حيث أشارت املادة :الطريقة الثانية -: أا تنقسم إىل نوعني اجلرائم والعقوبات اليمين إىل

.جرائم جسيمة : النوع األول - .جرائم غري جسيمة : النوع الثاين -

إىل بيان كال النوعني ، وإىل درجة العقاب على كل ) ١٧، ١٦(ن الـ اوقد أشارت املادت .نوع منهما

ر الـذي طرديا مع مقدار الضر ومن املعلوم أن جسامة اجلرمية من عدمها يتناسب تناسباينتج عنها ، ويضر باملصلحة العامة ، ذلك أن املصلحة كلما عظم شأا زاد مقدار محاية

فما عظم أمره من املنـهيات فهـو ، املشرع هلا ، وكربت اجلرمية املوجهة ضد أي منها، وذلـك حسـب ) غري اجلسيمة ( ، وما دون ذلك فهو من الصغائر ) جسيمة(كبائر

. املصلحة واملفسدة -:من القانون اجلرائم اجلسيمة مبا يلي ) ١٦(قد عرفت املادة و ـ) : ١٦(مـادة "مطلقا أو بالقصاص بالنفس أو بإبانة طرف أو اجلرائم اجلسيمة هي ما عوقب عليه حبد

أطراف ، وكذلك كل جرمية يعزر عليها باإلعدام ، أو باحلبس مدة تزيد علـى ثـالث . ٤١"سنوات

املعاقب عليهـا ها يف اجلرائم راملشرع اليمين ملاهية املادة جند أنه حصوبالنظر إىل تعريف املقررة هلا تعزيـرا )احلبس ( ، أو تلك اليت تزيد العقوبة السالبة للحرية ، أو قصاص حبد -:وبالتايل جندها تشمل ثالث طوائف من اجلرائم هي ثالث سنوات لىع . بتها إعداما ، أو قطعا ، أو جلداسواء كانت عقو: جرائم احلدود مجيعا -١سواء كانت إعداما ، أو قطعا ، أو جلدا أو غـري ذلـك ، : جرائم القصاص مجيعا -٢

، وحتولت العقوبة إىل الدية ، اجلاين وتظل اجلرمية جرمية قصاص حىت ولو صدر عفو عن

] .٦[صفحة ) ١٦(قانون اجلرائم والعقوبات اليمين املادة : أنظر - - ٤١

٤٠

عن القصاص وليست ةبديل أو األرش ، ألن الدية أو األرش يف هذة احلالة ستكون عقوبة .أصلية عقوبة

وهي اليت تكون عقوبتها اإلعدام تعزيرا ، أو احلبس مدة تزيد : بعض جرائم التعزير -٣ . على ثالث سنوات

-:من القانون مبا يلي ) ١٧(وأما اجلرائم الغري جسيمة فقد عرفتها املادة ة أو باإلرش أو باحلبس مـدة ال اجلرائم غري اجلسيمة هي اليت يعاقب عليها أصال بالدي"

. ٤٢" تزيد على ثالث سنوات أو بالغرامة -:وميكن تفصيل هذا النوع من اجلرائم ليشمل الطوائف التالية

القتل واإلصابة شبه العمد ، إذ العقوبة املقررة جرائم القتل واإلصابة اخلطأ ، وجرائم -١، وليست بدال عن القصاص ، ألن على هذه اجلرائم هي الدية ، أو األرش عقوبة أصلية

.القصاص ال جيب يف اخلطأ وشبه العمد .اجلرائم املعاقب عليها باحلبس مدة ثالث سنوات أو أقل -٢ ، مهما كان مقدار هذه الغرامة اجلرائم املعاقب عليها بالغرامة مطلقا -٣

] .٦[صفحة ) ١٧(قانون اجلرائم والعقوبات اليمين املادة : أنظر - - ٤٢

٤١

لثثااملبحث ال الوسائل القانونية يف مكافحة اجلرمية

يف فئـة وهي ليست حمصورة، من اتمعات ال خيلو منها جمتمع اجتماعية اهرةإن اجلرمية ظ، فهي نشأت منذ معينة أو فترة بوقت ، وهي أيضا ليست مرتبطة وسط اجتماعي حمددأو

، إىل زمـن ، ومن زمن آخرإىل بداية التاريخ البشري إال أا ختتلف كما ونوعا من جمتمع، وأخطارها تقع عليهم، واتمع يتـأثر متس أفراد اتمع اجتماعية ظاهرة ن اجلرميةأحيث

.بذلك كلهكربى ، واخلوف والرعب أشد ما يصاب به اإلنسان إن األمن الشامل للفرد واتمع نعمة

، أو مترقبا نزول مصيبة يف نفسه أو أهلـه أو كان واقعا فعال ، سواء من املصائب والباليا .له أو عرضه أو جمتمعهمافطرية حيتاج إليها الفرد يف مجيع ملحة، وغريزة ولذا فإن األمن يعد مطلبا ضروريا وحاجة

، وميكـن إمجـال هـذه األمن متعدد اجلوانب، وكما حيتاج إليها اتمع ، مراحل حياتهة هو املطلـب األول اجلوانب يف األمن على احلياة بكل مقوماا، فاألمن يف صورته املعاصر

لنظام الدولة وهي تسلك السبل لتحقيقه ودوامه، وأصبح حمور االنتماء للسلطة هو شـعور ، داخل اتمع ، فإذا اختل هذا الشعور، أو تزعزع تصـدع ذلـك الـوالء الفرد باألمن

.واالنتماء مين على وجـه القانون اليمن ضمنها جلأت القوانني الوضعية اجلنائية بوجه عام وومن هنا

واحلد منـها ، اجلرمية ، ظاهرة اليت تساعد على مكافحة الوسائل البحث عنإىل اخلصوص مبدأ العدالة يف ذلك لكوا من القـيم وتقنني هذه الوسائل ، وترسيخ مشروعيتها ، واعتبار

رعية علـى ، إذ يقوم مبدأ الش الثابتة اليت تقوم عليها السياسة اجلنائية يف التشريعات املختلفةاليت تعطيها حق التدخل بالعقاب عند اإلجراميةاألفعال فكرة أن على الدولة أن حتدد سلفا

، كما أن عليها أن حتدد العقوبة أو اجلزاء الذي ينبغي توقيعه على اجلاين إرضـاءا ارتكاا .للعدالة للشعور العام وحتقيقالذلك تطور مفهوم العقوبة، ولكـن ، وتبعا ، فقد تطور النظام العقايب ومع تطور اتمعات

بقي كما هو، إال أن طريقة الوصول لتحقيق هـذا -وهو مكافحة اجلرمية - الغرض منهاآخر، فبدال من اعتبـار مرتكـب صارت النظرة إىل اجلانح تأخذ منحااهلدف قد تغريت، و

٤٢

يه، أصبح مرتكب اجلرميـة اجلرمية عدوا للمجتمع ، مما كان يربر توقيع أقسى العقوبات عل . عن شخص خضع لتأثري بعض العوامل املفسدة، فاحنرف عن جادة الصواب عبارة

وبناءا على هذه النظرة اجلديدة للجرمية وللمجرم ، أصبح من الواجب عند توقيع اجلـزاء أكثـر جـدوى مـن اللـوم على مرتكب اجلرمية ، أن يوجه هذا اجلزاء حنو حتقيق غرض

.٤٣ل، وهو إصالح اجلانح وإعادة تأهيلهوالتنكيومن هنا إعتمد القانون اليمين يف تقسيمه للوسائل اليت يتم ا مكافحة اجلرمية ، أو احلد منها

-:إىل نوعني من الوسائل .العقوبات : النوع األول . التدابري الوقائية: النوع الثاين

ن بعد حدوث اجلرميـة باختـاذ اإلجـراءات مبعىن أنه يكو اعالجينوعا ويعترب النوع األول .القانونية العقابية اليت تتخذ ضد ارم عقوبة له على اقترافه للجرمية

يعترب النوع الثاين وقائيا إستباقيا وذلك مبعىن معاجلة الظواهر السلبية عند الفرد اليت قـد بينما . عيدا عن العقوبة أو معاجلتها بعد اجلرمية ب تؤدي به إىل سلوك مسلك اجلرمية .فيما سيأيت على حدة منها وسنسلط الضوء على كل نوع

املشرع اليمين حرص على النص على التدبري الوقـائي جبـوار العقوبـة إال أنه يالحظ أنإذ أفرد هلا ، ملواجهة اجلرمية ، إال أنه أعطى العقوبة جل اهتمامه أساسيني أسلوبني باعتبارمها

الوقائي إال بالشيء اليسري وبات ، يف حني مل يعاجل التدبري قانون اجلرائم والعقحيزا واسعا يف .العقوبة ، وأحكامها اليت تتحدث عن نصوصالمن نصوصه مقارنة ب

:وبالنظر يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين جند : حددالقسم الثاين من القانون لبيان هذه العقوبات ف خصصأن املشرع اليمين

] .٤٥-٣٨[الباب األول للعقوبات األصلية املواد - ] .٤٩-٤٦[الباب الثاين لألحكام اخلاصة باحلدود املواد - واألرش ، والدية ، لألحكام اخلاصة بالقصاص وحدد الباب الثالث -

] .٩٠-٥٠[املواد

مؤتة للبحوث والدراسات، جملة ، نظام نفتقده يف تشريعاتنا اجلزائية يف األردن، وقف تنفيذ العقوبة، منورحممد سعيد .د: أنظر - ٤٣

).١٨، ص ١٩٨٨، س ٢العدد ( ،الد الثالث

٤٣

] .٩٩-٩١[الباب الرابع يف العاقلة املواد - ] .١٠٣-١٠٠[ت التكميلية املواد الباب اخلامس للعقوبا - ] .١٠٨-١٠٤[الباب السادس للتدابري الوقائية املواد - ] ١٢٠-١٠٩[طبيق العقوبات املواد الباب السابع لت -

٤٤

النوع األول وباتـالعق

تعترب العقوبات من الوسائل الناجحة والفاعلة اليت عرفتها البشرية منذ القدم يف مكافحتـها .والقضاء عليها امنهللجرمية ، واحلد

ومن هنا نستطيع القول أنه ال خيلو نظام من األنظمة العامة من وجود أنظمة وجزائية عقابية، وذلك ألنه ال ميكن أن تسري احلياة بشكل سوي ومستقيم بدون نظام اجلزاء والعقوبات ،

أو مصـادرة وعليه ميكن اجلزم بأن تشريع اجلزاء والعقاب ال ميكن أن يوصف بـالعنف ، من أنواع األوصاف ألن املراد من تشريع هذا النظام يف املرتبة األوىل احلرية ، أو ما إىل ذلك

، وضمان الوصـول إىل األهـداف واالجتماعيةهو حفظ النظام ، ومحاية احلقوق الفردية .الالزمة املرجوة ألي جمتمع

راد منها االنتقام وال التنكيل وامتهان ومن خالل هذا يتبني لنا أن قوانني اجلزاء والعقاب ال يكرامة اإلنسان، وإمنا هي وسيلة إلدامة حياة اتمع ، وحفظ نظامه وقيمه ، وتطهريه مـن

. عوامل اإلحنراف واجلرمية ، ومن اآلفات واملخاطر اليت قد دد وجوده :ونأيت هنا إىل تعريف العقوبات من الناحية اللغوية واالصطالحية فنقول

-:العقوبات مفردها عقوبة ، ومنها عقاب ومعاقبة وهي -أخذه : أن جتازي املرء مبا فعل سوءا ، واإلسم منه العقوبة ، وعاقبته بذنبه معاقبة وعقابا "

.٤٤"به ، وتعقبت املرء إذا أخذته بذنب كان منهالختالف وجهـات والعقوبة يف اصطالح الفقه الوضعي هلا ثالثة تعاريف خمتلفة وذلك تبعا

.نظر الفقهاء فيها فمن نظر إىل العقوبة من الناحية الشكلية ، أخذ يف اعتباره عند تعريفه هلـا ، خصائصـها

:القضائية والقانونية ، فعرف العقوبة -:بأا

يف يقرره القانون ، ويوقعه القاضي على من تثبت مسئوليته عن فعل يعترب جرميـة جزاء" .٤٥"القانون

].١/٦١٩[، دار صادر ، بريوت ، األوىل : ، الطبعة لسان العرب، ابن منظورحممد بن مكرم األفريقي املصري : أنظر - ٤٤ .٤٧٩ص، دار املطبوعات اجلامعية ، اإلسكندرية، القسم العام: قانون العقوبات –م ١٩٨٦ ،أبو عامر حممد زكي.د :أنظر - ٤٥

٤٥

هي األثر الذي يلحق اجلاين بسبب ارتكاب اجلرمية مبوجب حكم قضائي بقصـد : فالعقوبة مكافحة اجلرمية ، والذي ال حيكم به إال إذا نص القانون عليه بغض النظر عن الشخص الذي

.سيلحقه ، مبعىن صالحيته للتطبيق على كل شخص ثبتت مسئوليته عن ارتكاب اجلرمية بة من الناحية املوضوعية ، فقد ركز على طبيعـة العقوبـة بأهـدافها أما من نظر إىل العقو

-:وأغراضها ، فعرف العقوبة بأا "٤٦"من احلقوق الشخصية للمحكوم عليه أو حرمان انتقاص.

-: أو أا "٤٧" يوقع على مرتكب اجلرمية وبسببها إيالم.

واملوضـوعي يف تعريـف العقوبـة وقد ذهب البعض إىل التوفيق بني اإلجتاهني ، الشكلي -:ها بأا وفعرف

"من كل أو بعض احلقوق الشخصية ، يتضمن إيالما ينال مرتكب الفعل أو حرمان انتقاصاإلجرامي كنتيجة قانونية جلرميته ، ويتم توقيعها بإجراءات خاصة ٤٨"قضائية ، ومبعرفة جهة

العقوبة هو الرأي الراجح ، باعتباره جامعـا والذي يظهر أن هذا اإلجتاه التوفيقي يف تعريفمانعا ، فهو جامع ملفهوم العقوبة من حيث طبيعتها وخصائصها وأهدافها ، ومـانع مـن دخول اجلزاءات األخرى اليت قد تشبه العقوبة اجلنائية ، ولكنها ال تعد منها ، كاجلزاء املدين

. ، واإلداري ، والتدبري الوقائي اتمع على شـخص باسميفرض وعالج هي جزاء بأن العقوبة القول طيعومن هنا تست -

على حكم قضائي مربم صادر عن حمكمة خمتصـة بناء، عن جرمية ارتكبها جزائيا مسؤولينطوي على اإليالم أو احلرمان من حق احلياة أو احلرمان من احلرية أو احلرمـان وهي جزاء

حلرمان من املال ، واستنادا ملبدأ شرعية اجلرائم والعقوبـات ال من مباشرة بعض احلقوق أو ابد لفرض عقوبة ما من وجود جرمية نص القانون على عقاب مرتكبيها وال بد من وجـود تناسب بني اجلرمية واجلزاء وجيب أن دف العقوبة إىل إشعار ارم بذنبه و إصالحه وتأهيله

.يسمى بالردع اخلاص ا مر منه وهذا أوليس لالنتقام أو الث

.٦١٧ص ، دار الفكر العريب ، القسم العام –قانون العقوبات ، م١٩٩٠، سالمةمأمون حممود .د :أنظر - ٤٦ . ٦١٨املرجع السابق ص : أنظر - ٤٧ . ٦٢٠املرجع السابق ص : أنظر - ٤٨

٤٦

علـى أقـدموا ن العقاب ينتظرهم إذا مـا أكما أن العقوبة دف إىل إشعار أفراد اتمع ب .وهذا ما يسمى بالردع العام ، يشكل جرمية ارتكاب فعل

-:أهداف العقوبة - -: هناك أهداف عدة للعقوبة نذكر منها

-:حتقيق العدالة) ١اته، وعرضه من األمور الواجبة االحترام وبالتايل فليس من العدل إن حياة اإلنسان، وممتلك

إجحافا يعد يف شيء ترك اإلنسان الذي يتعرض هلذه األمور دون أن يطاله شيء، فإن ذلك . وتشجيعا للجناة على ارتكاب اجلرائم، قوق الناس حل -:حتقيق الردع) ٢ : والردع هنا على حنوين

قق وظيفة الردع العام للعقوبة بإنذار اجلماعة بشرها إذا ما ارتكب وتتح: أ ـ الردع العام ، أو مبثل العقوبة اليت تصدر ضد اجلاين إذا ارتكب فعال جمرمـا أحد أفرادها فعال يعد جرمية

، موضوعها نفسية أفراد اتمـع ةديدي وظيفة، فوظيفة العقوبة هنا إذن مسؤوليته ثبتتو، ويساعد على ختفيف حدة هذه الوظيفة ذين تتوافر لديهم دوافع إجراميةوال سيما أولئك ال

ما ستوقع م حتما إذا ما وقعوا يف ، وأن عقوبة إحساس األفراد بأن يد العدالة ستالحقهم . هاوية اجلرمية

فيما يتركه أمل العقوبة مـن أثـر فإا تتمثل أما وظيفة الردع اخلاص : الردع اخلاص -ب . يف احملكوم عليه حيول بينه وبني العودة إىل اإلجرام مرة ثانية نفسي

-: إصالح اجلاين) ٣ رم إذا ، العقوبة إمنا قررت إلصالح اجلاين ال لالنتقام أن مما جيب أن يعلنوالتشفي منه، فا

الة شعر باألمل وأحس به فإنه سيشعر حتما مبقدار ما تسبب به لآلخرين من األمل مما يولد حيؤدي بالنتيجـة إىل األمر الذي قد ذلك الذي يدفعه إىل تأنيبها ، صحوة الضمري يف نفسه

. اإلقالع عن األعمال اإلجراميةإن هذا األمر قد يكون مورد اعتراض من قبل البعض يف كون العقوبة قد ختلق من اإلنسان

. انب أصحاب السوابقجمرما فيما لو حكم عليه بعقوبة السجن ، وأودع الزنزانات إىل جلقد تنبهت القوانني إىل مثل هذه احلقيقة فرتبت هلا ترتيبا خاصا، وذلك من خـالل مـنح

. ميكنه من خالهلا تقدير الظروف احمليطة باجلرمية تقديرية القاضي سلطة

٤٧

فلو أدرك القاضي بأن اجلاين مل يكن من ذوي السوابق مثال واضطر إىل ما ارتكبه اضطرارا،على سلطته التقديرية ـ أن يوقف تنفيذ العقوبة املقررة لفعل اجلـاين، فإن له احلق ـ بناء

. وذلك بعدم جدوى تنفيذ العقوبة يف حقهيف مبدأ العقوبة ذاـا مل يكن نتيجة خللفاألمر ، ولو فرض حصول مؤدى ذلك اإلشكال

.ابعيد عن العقوبة ذا خارجي بسبب ظرف بقدر ما هو ناشئ -:أنواع العقوبات

-:قسم القانون اليمين العقوبات إىل قسمني وهي العقوبات اليت قررها القانون للجرائم بصفة عامة ، -:العقوبات األصلية - ١

منفردة بغـري بوصفها العقوبات األساسية أو األصلية املباشرة للجرمية واليت توقعأن يكون احلكم أخرى ، بعقوبةاجلاين إال إذا نـص عليهـا يف على وال توقع .احلكم صراحة

هي كما نصت والعقوبات األصلية املنصوص عليها يف قانون اجلرائم والعقوبات -:من القانون كما يلي ) ٣٨(عليها املادة الـ

ـ): ٣٨(مـادة -:العقوبات األصلية إحدى عشرة وهي

.حدا أو قصاصا أو تعزيرا ) القتل(اإلعدام -١ . لرجم حىت املوت ا -٢ .القطع حدا -٣ . القصاص مبا دون النفس -٤ .اجللد حدا -٥ . احلبس -٦ .الدية -٧ .األرش -٨ .الغرامة -٩

.الصلب يف األحوال اليت ينص عليها القانون -١٠ .العمل اإللزامي -١١

-:وسوف نتعرض لكل عقوبة من هذه العقوبات بشيء من اإلجياز

٤٨

-:وبة اإلعدام عق -١ :وميكن تعريف عقوبة اإلعدام بأا إزهاق روح احملكوم عليه تنفيذا للحكم الصادر بذلك من احملكمة اجلزائيـة املختصـة يف

٤٩.مواجهته تعد عقوبة اإلعدام من أقدم العقوبات اليت عرفتها التشريعات القدمية ، واحلديثة ، وذلك و

يف حتقيق أغراض العقوبة ، ولذلك حرص املشرع اليمين على النص ألا من أجنح العقوبات -:ئم اجلسيمة منها عليها يف تشريعاته العقابية العامة واخلاصة ، وقررها لبعض اجلرا

] .١٢٩-١٢٥[بعض اجلرائم املاسة بأمن الدولة املواد / ١ ] .١٤١[بعض اجلرائم ذات اخلطر العام املادة / ٢ ] .١٩٧[ر إذا ترتب عليها إعدام احملكوم عليه املادة جرمية شهادة الزو/ ٣ ] .٢٣٧، ١٣٤[جرائم القتل العمد املادتان / ٤ ] .٢٤٩[أو لواط وكل من اشترك يف اخلطف املادة ااخلطف املصحوب بقتل أو زن/ ٥ ] .٢٥٩[جرمية الردة املادة / ٦ ] . ٢٦٣[جرمية زنا احملصن املادة / ٧ ] .٢٦٤[ة من احملصن املادة جرمية اللواط احلاصل/ ٨ ] .٢٨٠[جرمية تكرار الدياثة املادة / ٩

) .٤، ٣(الفقرة ] ٣٠٧[جرائم احلرابة اليت ينتج عنها موت إنسان املادة / ١٠ ] ٣٢١[اإلعتداء على حرمة الغري إذا ترتب على اجلرمية موت إنسان املادة / ١١ -: عقوبة الرجم حىت املوت -٢

م من اجلرائم األصلية واألساسية يف الشريعة اإلسالمية ، والقانون اليمين تعد عقوبة الرج -:، وقد قررها القانون جلرميتني مها

٥٠.جرمية زنا احملصن - ٥١.جرمية اللواط احلاصلة من احملصن -

للعقوبات وقواعد تنفيذها يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين األحكام العامة ،م ٢٠٠٦، العبيدي طاهر صاحل. د :أنظر - ٤٩

.٥٣ص ، ، مكتبة مركز الصادق للطباعة ، صنعاء ، الطبعة الثالثة والشريعة اإلسالمية .٦٨ص قانون اجلرائم والعقوباتمن ) ٢٦٣(املادة الـ : أنظر - ٥٠ . ٦٩املرجع السابق ص) ٢٦٤(املادة الـ : أنظر - ٥١

٤٩

-: عقوبة القطع حدا -٣ -:ا القانون اليمين الشريعة اإلسالمية يف تقرير عقوبة القطع جلرميتني مه تابعوقد

٥٢.جرمية السرقة - ٥٣.جرمية احلرابة - -:القصاص مبا دون النفس -٤

ين عليه ، وأحكام اجلنايات على ما دون معىن القصاص هو أن يفعل باجلاين كما فعل باالنفس ختتلف فمنها ما جيب فيه القصاص ، ومنها ما جيب فيه الدية أو األرش ، وبذلك فإن

يكون إال يف اجلنايات اليت استجمعت شروط القصاص فيمـا القصاص فيما دون النفس الوما يتعلق ا ضـمن املــواد ، ، وقد نص القانون اليمين على هذه األحكامدون النفس

.٥٤اليمينمن قانون اجلرائم والعقوبات ) ٦٩-٥٠( -:عقوبة اجللد حدا -٥

-:قرر القانون اليمين عقوبة اجللد لثالث جرائم حدية هي ٥٥.جرمية زنا ولواط غري احملصن - ٥٦.جرمية القذف - ٥٧.جرمية شرب اخلمر -

وهذه اجلرائم املعاقب عليها باجللد يف القانون اليمين ، هي بعينها املعاقب عليها باجللـد يف .يهما جبرائم احلدود تالشريعة اإلسالمية واليت تسمى يف كل

-:عقوبة احلبس -٦يد العقوبات السالبة للحرية ، حيث حصرها يف نوع واحد أخذ القانون اليمين بنظام توح

وهو احلبس ، ومل يكن ذلك رد ما متليه عليه السياسة اجلنائية احلديثة فحسب ، بل أيضـا تطبيقا ألحكام الشريعة اإلسالمية واليت تنتهج أسلوب توحيد العقوبـات -وهو األهم -

.السالبة للحرية واملتمثلة يف عقوبة احلبس

. ٧٧املرجع السبق ص) ٢٩٨(املادة الـ : ظر أن - ٥٢ . ٨٠املرجع السابق ص ) ٣٠٧(املادة الـ : أنظر - ٥٣ . ١٨إىل ص ١٥املرجع السابق من ص ) ٦٩إىل ٥٠من (املـواد : أنظر - ٥٤ . ٦٩، ٦٨املرجع السبق ص ) ٢٦٤، ٢٦٣(املادتني الـ : أنظر - ٥٥ . ٧٥ابق ص املرجع الس) ٢٨٩(املادة الـ : أنظر - ٥٦ . ٧٣املرجع السابق ص ) ٢٨٣(املادة الـ : أنظر - ٥٧

٥٠

، وحدا أقصى هو عشر وقد حدد املشرع اليمين للحبس حدا أدىن هو أربع وعشرون ساعة . سنوات ، ما مل ينص القانون على خالف ذلك

، فإنه من غري املتصـور أن يـنص وملا كان احلد األدىن لعقوبة احلبس أربعا وعشرين ساعةد األقصى للحبس فقد نص املشـرع القانون على إنقاص هذه املدة يف جرائم معينة ، أما احل

اليمين على مدد ومن ذلك مما هو منصوص عليه أزيد: ما نص عليه القانون يف جرمية اإلغتصاب حيث جعل احلد األقصى للحبس فيها مخـس -

٥٨.عشرة سنة وما نص عليه القانون يف جرمية احلرابة حيث جعل احلد األقصى للحبس فيهـا مخـس -

٥٩.عشرة سنة ليه كذلك يف قانون مكافحة جرائم اإلختطاف والتقطع ، حيث جعل فيـه وما نص ع -

اثنيت عشرة سنة ، ومخس عشرة سنة ، وعشرين سنة ، احلد األقصى للحبس ال يزيد عن ٦٠.وعشرين سنة ومخس

-: واألرش عقوبة الدية - ٧،٨ وقد أشارت املادة ، أو ناقصة القانون اليمين مقدارها سواء كانت الدية كاملة وقد بني احلاالت اليت تستحق فيها الدية كاملـة القانون ، كما بني٦١من القانون إىل ذلك ) ٤٠(

كذلك احلاالت اليت يتحدد فيها األرش ومقداره ، وبني٦٢ واحلاالت اليت تستحقها ناقصة .٦٣يف كل حالة

-:عقوبة الغرامة -٩م احملكوم عليه بأن يدفع خلزينة الدولة املبالغ الـيت إلزا: القانون اليمين الغرامة بأا يعرف

تقدرها احملكمة يف احلكم ، وال تنقص الغرامة عن مائة ريال ، وال تتجاوز سبعني ألـف . ٦٤ريال ما مل ينص القانون على خالف ذلك

. ٧٠املرجع السابق ص ) ٢٦٩(املادة الـ : أنظر - ٥٨ .٨٠املرجع السابق ص ) ٣٠٧(املادة الـ : أنظر - ٥٩ ].٨٨-٨٦[ عوالتقطم بشأن مكافحة جرائم اإلختطاف ١٩٩٨لسنة ) ٢٤(من القانون رقم ) ١٠إىل ٢من (املـواد : أنظر - ٦٠ . قانون اجلرائم والعقوباتمن ) ٤٠(املادة الـ : أنظر - ٦١ . ١٢ص املرجع السابق) ٤١(املادة الـ : أنظر - ٦٢ . ١٣املرجع السابق ص ) ٤٢(املادة الـ : أنظر - ٦٣ . ١٣ ص املرجع السابق) ٤٣(املادة الـ : أنظر - ٦٤

٥١

وتعترب الغرامة من العقوبات اليت أثريت املناقشات حوهلا بشأن مدى صالحيتها كعقوبـة تع به من مزايا ، وما يكتنفها من عيوب ، غري أن املشرع اليمين آثر العمـل ـا وما تتم

.تعمل على احلد من اجلرمية والقضاء عليها كعقوبة من العقوبات -: الصلب عقوبة -١٠

ربط احملكوم عليه بعد إعدامه يف مكان ظاهر حبيث : وعرف املشرع اليمين الصلب بأنه . يراه الناس

نون اليمين هذه العقوبة من العقوبات األصلية ، وقررها جلرمية احلرابة يف حالة وقد عد القا .٦٥ما إذا اقتصر فعل اجلاين احملارب على أخذ املال والقتل

-:عقوبة العمل اإللزامي -١١ العمل اإللزامي معناه أن يسلب حريته حكم على اجلاين بالعمل لصاحل الدولة دون أن توليس مكمال له كاحلال بالنسبة للعمـل ، للحبس يف مضمونه جزاء بديلوبالتايل فهو ،

.٦٦من وسائل تنفيذ عقوبة احلبس وسيلةفيه داخل السجن الذي يعد العملوقد جعلت معظم التشريعات احلديثة العمل اإللزامي من ضمن اجلزاءات اليت حيكم ـا

اعتبار العمـل اإللزامـي ضـمن كعقوبة على اجلرائم ، وقد حرص القانون اليمين علىالعقوبات األصلية اليت حتل بدال من العقوبات السالبة للحرية ، للقضـاء أو احلـد مـن

من القـانون إىل هـذا ) ٤٥، ٤٤، ٣٨(مساوئ تلك العقوبات ، وقد أشارت املـواد .٦٧النوع من العقوبة

-: العقوبات التكميلية -٢ثاين من أنواع العقوبات ، وهي عقوبات مسيت تكميليةعد العقوبات التكميلية هي النوع الت

ألا تكمل العقوبات األصلية ، وتتوقف على نطق القاضي ا ، وال جيوز تنفيـذها علـى . ٦٨إذا مل ينص عليها احلكماحملكوم عليه

-:وتتميز العقوبات التكميلية

. ٨٠ص املرجع السابق) ٣٠٧(املادة الـ : أنظر - ٦٥األحكام العامة للعقوبات وقواعد تنفيذها يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ،م ٢٠٠٦، العبيدي طاهر صاحل. د :أنظر - ٦٦

.١٨١ص ،، مكتبة مركز الصادق للطباعة ، صنعاء ، الطبعة الثالثة والشريعة اإلسالمية . ١٤، ١١ص عقوباتقانون اجلرائم والمن ) ٤٥، ٤٤، ٣٨(أنظر املواد - ٦٧ .، ١٨٨ص املرجع السابق ،طاهر صاحل . العبيدي د: أنظر - - ٦٨

٥٢

- ا عقوباتإضافية بأ كـون أصـلية ، وبالتايل ال يصلح ألن ت غري أصلية ألي جرميـة ، .تبعا للحكم بعقوبة أصلية تكون ، وإمنا وكذلك ال جيوز احلكم ا منفردة

- اوتتميز كذلك بكو ا القاضي وحدد نوعها ال توقع على اجلاين إال إذا نطق. -:على مخسة أنواع ٦٩)١٠٣-١٠٠(والعقوبات التكميلية كما بينتها املـواد

.من كل أو بعض احلقوق واملزايا احلرمان: األول .مراقبة الشرطة : الثاين .احلرمان من استمرار إقامة األجنيب يف البالد : الثالث .تقدمي تعهد بعدم اإلخالل باألمن والتزام حسن السرية : الرابع ىل ه من صاحبه قهرا ، وإضـافته إ نزع ملكية مال ، أو ما شااملصادرة ومعناها : اخلامس

.٧٠ملك الدولة وبغري مقابل

. ٢٤إىل ص ٢٢من ص قانون اجلرائم والعقوباتمن ) ١٠٣-١٠٠(أنظر املواد - ٦٩سـيط يف الو –أمحد فتحي :سرور . ، د ٧٠٤ص األحكام العامة يف قانون العقوبات –مصطفى السعيد مصطفى . د : أنظر - ٧٠

. ٢٤ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمينمن ) ١٠٣(املـادة : ، وأنظر ٦٨٧صالقسم العام –قانون العقوبات

٥٣

النوع الثاين التدابري الوقائية

، ألا أثبتـت فشـلها يف وسيلة اتمع يف كفاحه ضد اجلرميةهي مل تعد العقوبة وحدهاالقضاء على اجلرمية يف عدة مواطن ، األمر الذي استلزم البحث عن جزاء بديل حيـل حمـل

.يف اجلزاء حتقيقها لوظيفة املأمولالعقوبة ، أو يقوم معها على حتقيق اومن هنا ظهر ما يسمى بالتدابري الوقائية اجلزائية ، واليت هي يف جوهرها متثل عالجا للجاين

.حيتل مكانا جبوار العقوبة كصورة من صور العالج اجلزائي حت تشكل ة الوضعية، ألا أصبغلب القوانني العقابيأ، يف وقد اعتمدت التدابري االحترازية

ال يتجزأ من خمطط السياسة اجلنائية يف مواجهة حاالت اخلطورة اإلجرامية، بوصـفها جزء : أسلوبا دفاعيا اجتماعيا يتوخى فوائد ثالث هي

.ن طريق تغليبه على دوافع اإلجرام لديهعمحاية ارم من نفسه - ١ر له من املعطيات واألسباب ، ما محاية ارم من اتمع الذي يعيش فيه، والذي قد يوف - ٢

. ويشجعه على ذلك شينةيدفعه يف سبيل اقتراف اجلرائم واألفعال امل .ن طريق حتييد هذا األخري وعزله أو جتميده عمحاية اتمع من ارم، - ٣

ونظرية التدابري االحترازية مل تظهر على حقيقتها، وحتتل مكاا مبفهومها احلايل وطبيعتـها فصلة عن كوا عقوبات تبعية أو تكميلية، إال بفضل تعاليم املدرسة الوضـعية يف علـم املن

، واعتنقت مبدأ احلتمية ، اليت أنكرت مبدأ حرية االختيار بوصفها أساسا للمسؤولية العقاب، واملعطيات والظروف الواقعية واملوضوعية ، حيث تدفع العوامل والدوافع الذاتية من جهة

خمالفا بذلك الـنظم والقـوانني والقـيم معني ما إىل اقتراف جرم ، فردا خرىأ من جهة ، .االجتماعية

، إذا هو ضحية هذه الظروف والعوامل الذاتية واملوضوعية اليت دفعته إىل ارتكـاب فارميف ، وإمنا اختاذ التدابري االحترازية ملنعه أوال مـن السـقوط ، لذلك ال ميكن عقابه اجلرمية، ومعاجلة ظاهرة اجلرميـة وقلـع جـذورها منعه من تكرارها إذا وقع فيها ، وثانيا اجلرمية

. وأسباا من نفوس األفراد ومن اتمع بشكل عامكشف الواقع العملي عجز أن ، بعد وقد اجتهت التشريعات احلديثة إىل األخذ بنظام التدابري

، فالعقوبات يتعذر فرضها اجلرمية والوقاية منها عن أداء دورها يف مكافحةوحدها العقوبات أي -، وهي ية أو نفسية، كالصغار واملصابني بأمراض عقل على عدد كبري من األشخاص

٥٤

صلح ارم، وهي أخريا ال ت ال ترهب اجلناة وال تردع غريهم من أفراد اتمع -العقوبات ل كثريا ما تزيدها تعقيدا ، وهذا ما جعل ، ب ، وال تسهم يف حل مشكلة التربية االجتماعية

. للتدابري دورها وأمهيتها، بوصفها مساعدا أو بديال -:وميكن تعريف التدابري الوقائية بأا -دف إزالة أسباب اإلجرام لديه ، وتأهيله اجتماعيـا ، وذلك إجراءات تتخذ حيال ارم " "٧١.

وسائل مقررة قانونـا أن التدابري الوقائية ما هي إال والذي يظهر لنا من خالل التعريف هولتدفع عن اتمع اخلطورة اإلجرامية الكامنة يف شخص مرتكب اجلرمية ، وأن اهلدف مـن هذه الوسائل ما هو إال محاية اتمع ووقايته يف مواجهة ارم منعا الحتمـال عودتـه إىل

.ارتكاب جرمية يف املستقبل ، فهي تواجه اخلطورة اإلجرامية لدى اجلاين عن طريـق عالجية قائية هلا طبيعةوالتدابري الو

العالجية والتهذيبية ، فهي دف إىل ذيب نفـس اجلـاين جمموعة من الطرق واألساليب .وإعادة تأهيله ليصبح عضوا نافعا يف اتمع ، وعالجها من اخلطورة اإلجرامية الكامنة فيها

وأفرد هلا الباب نظرا ألمهيتها ، إىل التدابري الوقائية اجلرائم والعقوبات اليمين قد أشار قانونو .من القانون السادس

األحكام العامة للعقوبات وقواعد تنفيذها يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ،م ٢٠٠٦، العبيدي طاهر صاحل. د :أنظر - ٧١

. ٣١٧ص ،، مكتبة مركز الصادق للطباعة ، صنعاء ثة ، الطبعة الثالوالشريعة اإلسالمية

٥٥

-:الباب إىل ثالثة فصول وقسم هذا ٧٢.للتدابري املقررة لألحداث صصخ: الفصل األول - ٧٣.للتدابري املقررة للمصابني بأمراض عقلية صصخ: الفصل الثاين - ٧٤.للتدابري الوقائية وما يتعلق ا صصخ: ثالفصل الثال -

. ٢٤ص قانون اجلرائم والعقوباتمن ) ١٠٤(املادة الـ : أنظر - ٧٢ . ٢٤املرجع السابق ص ) ١٠٥(املادة الـ : أنظر - ٧٣ . ٢٦، ٢٥املرجع السابق ص ) ١٠٨-١٠٦(أنظر املواد - ٧٤

٥٦

رابعاملبحث ال مكافحة اجلرمية بني النظرية والتطبيق

اليت تعاين منها اتمعات على السواء وجمتمعاتنا اإلسالمية على وجـه الرئيسية من املشاكلونـة والواقـع بني األمور النظرية املد الشاسع والبون، البني االنفصاماخلصوص هو ذلك

.التطبيقي الذي تعيشه تلك اتمعات واملواد القانونية النظرية جيدها حتمل الكثري من األحكام اإلجيابية اليت إن املتأمل يف النصوص

تكفل للمجتمعات كل وسائل الراحة واألمن واإلطمئنان ، وباملقابل إذا نظرنا إىل تطبيـق املعاش جند فرقا كبريا ، وبعدا واسعا عمـا هـو هذه النصوص واألحكام يف الواقع العملي

ونفس احلال ميكن قولـه يف واقـع ، مما حيدث إشكاال كبريا يف هذا الباب عليه منصوصعند التأمل يف الوسائل القانونية اليت اعتمدها املشرع الـيمين يف مكافحتـه ف، اتمع اليمين

تمع اليمين ، وما تشري إليه آخـر اإلحصـائيات للجرمية واحلد منها ، وبالنظر إىل واقع ا -:الرمسية اليت تتعلق باجلرمية ومنها على سبيل املثال

أن - وكيل وزارة الداخلية لقطاع األمن العام الـيمىن -حممد القوسى / ما أعلنه اللواء - جرمية يف عموم احملافظات اليمنيـة ] ٣٥٠٢٤[من ضبط ٢٠٠٦الوزارة متكنت خالل العام

دقيقة حتدث جرمية ) ١٥( جرمية جسيمة ، وأوضح القوسى كذلك أن كل] ١٥٦٤٥[منها ازدادت ٢٠٠٦واحدة يف اليمن مشريا إىل أن نسبة الزيادة يف اجلرائم اجلنائية خالل العـام

جرمية وقد بلغ إمجايل اخلسائر املادية نتيجة اجلرائم اجلنائية ] ٦٨٢[عن العام الذي قبله بنحو ٧٥.مليارات ريا ل ميىن عام املاضي ما يزيد على ثالثل الخال

عـام اليمن، فقد بلغ عدد اجلرائم يف ٧٦ وفق إحصائيات رمسية، نشرا صحيفة الوحدة -جرمية ] ٤١.٩٤٢[مقابل ] مليارات ريال ٦[جرمية بلغت خسائرها ] ٥١.٣٩٠[م ٢٠٠٦

!!ريال ]٤.٨٨٩.٥٩٢[م بلغت خسائرها ٢٠٠٥يف العام أجنبيا من جنسيات متنوعة متهمني بارتكاب ] ١٣,٨٨٤[ائيات أخرى أن هناك ويف إحص

، ] جرميـة ٣٩[املخدرات واخلمور ] جرمية٤٥[، النشل ] جرمية ٢٢٢[السرقة : جرائم مثل، وأمـا بقيـة ] جرمية٣٢[اجلرائم األخالقية ] جرمية١٨[العملة والتزوير ] جرمية٢١[القتل

!اخل.. ول البالد بطرق غري شرعيةاملتهمني فمتورطون يف قضايا دخ

] .www.islamlight[إلنترنت موقع شبكة نور اإلسالم على ا: أنظر - ٧٥ ] .www.alwahdah.net[موقع الصحيفة على اإلنترنت : أنظر - ٧٦

٥٧

وضبط عصـابات تـرويج .. وخالل الفترة املاضية كان ملحوظا ازدياد جرائم املخدراتالذي ظل مبنأى إىل حد ما عن هذة –مبا يدل على أن جمتمعنا اليمين ، ومزارع ، ومهربني

.واملسكرات قد دخل عامل جرائم املخدرات –اجلرمية ) اجلـرائم (ئم املخدرات اليت استجدت خالل السنوات املاضية يف قائمة وباإلضافة إىل جرا

اليمنية، تزايدت اجلرائم األخالقية، وصارت من األخبار املعتادة أخبار ضبط بيوت دعـارة إىل غري ذلك مـن اجلـرائم ! وعصابات تدير شبكات املتاجرة بالفتيات والفتيان األحداث

فإذا علمنا أن األرقام املعلنة هي .. البالدالذي وصلت إليه األمر الذي يشري إىل احلد اخلطريفإن اخلوف أن يكون ما وراء ذلـك .. ما يتم توثيقه رمسيا فقط لوصوله إىل األجهزة الرمسية

. وأفظع أخطرمما ال يعلم أمام هذا التباين الشديد بني الوسائل القانونية الـيت انتـهجها والسؤال الذي يطرح نفسه

:ع اليمين وبني ما يظهر من خالل هذه اإلحصائيات واألرقام هو املشرصمام أمان للحـد مـن اجلرميـة اليت اعتمدها املشرع اليمين أمل متثل الوسائل القانونية -

ووفرت للمجتمع اليمين األمن واإلطمئنان ؟بـاين مث هل هذه القوانني تتسم باملوضوعية والواقعية ، وتتوافق مع املنهج التشريعي الر -

الذي شرعه املوىل جل وعال ملواجهة هذة الظاهرة ؟ -:ولإلجابة على هذه التساؤالت

ولكـن يظـل ،ال خيلو جمتمع من اتمعات من اجلرمية وأخطارهـا بأنه بداية ميكن القول، وحماصـرة أسـباا وتضـييق الفارق هو يف جدية مواجهة اجلرمية وقطع دابرها من املنبع

.منافذها بني تقدم الوسائل املادية يف مكافحة د ثبت مبا ال يدع جماال للشك أنه ليس هناك ارتباطوق

اجلرمية بعد وقوعها وبني اخلالص منها ، وأكثر اتمعات البشرية تقدما يف الوسائل املاديـة التقين هي نفسها يف مقدمة اتمعات اليت تعاين من ازدياد نسبة اجلرائم ، وبالتايل فال التقدم

جنحـت يف أن حتقـق األمـان والعقوبات وحدها وال التطورات املذهلة يف علوم اجلرائم .املطلوب

، وتزايـدت تـأثريات بل يالحظ أن اتمعات املعاصرة كلما زاد انفتاحها على بعضـها األخرية وفقـدت طمأنينتـها ةاملتقدمة منها على النامية ازدادت التأثريات السيئة على هذ

.اءة احلياة البسيطة اليت كانت تعيشها وبر

٥٨

يف مواجهة اجلرمية أكثـر )القوة ( ، يبدو االعتماد على السلطان ويف عامة اتمعات اليومعـن عـدم وضوحا من االعتماد على سلطان التربية والضمري جبانب سلطان القوة ، فضال

اا وقاية منها ، وال شك أن وجود ما يدل على جدية قطع اجلرمية من دابرها وحماصرة أسبالبشرية تدفع اليوم أمثانا باهضة لعدم ارتباط مكافحة اجلرمية بالقوة والتربية والوقايـة معـا، ولألسف فإن سرعة التطورات املادية واليت شاعت يف مجيع اتمعات قد جنت على خمزون

.ا من انتشار اجلرمية التربية يف النفوس وحطمت جدران الوقاية اليت كانت ختفف كثريويف جمتمعنا اليمين حدث ما حدث لغريه من اتمعات وإن كان بنسبة أقل ، إال أن اجلرمية بكل أنواعها صارت حقيقة تفزع املواطن اليمين كل يوم وإن كانت ما تزال تثري الدهشة يف

هذه ميزة ميكن ألجهزة ويتقبلها كغريها من الظواهر السيئة ، واملواطن النفوس ومل يتطبع ا مكافحة اجلرمية أن تستفيد منها فال تزال اتمعات اإلسالمية أقل اتمعات البشـرية مـن

ستفادة من املخزون اإلمياين يف النفـوس وميكن باإلخالص واإل ، حيث نسبة وقوع اجلرائم .إجيابية اروالتطبيق السليم لقوانني الشريعة اإلسالمية بشكل متكامل وعادل أن حتدث آثا

، يف القانون بقدر ما هو يف تطبيقه وتفعيلـه ال يكمنومن هنا نستطيع القول أن اخللل -وبالتايل فإن وجود منظومة من القوانني اجليدة ال ميثل احلل للقضاء على اجلرمية ، دون وجود

. أدىن احترام هلذا القانون من التشريعات والقـوانني كبرية اك حزمةأن هنجيد واملطلع على الوضع التشريعي يف اليمن

وال غبار عليها ، لكن هذا الكم من القوانني ال ينفي حقيقة أن سيادة القانون يف ةجيدتعترب ، دون إغفال أن هنالك العديد من النصـوص اليمن شيء ال يذكر باملقارنة بالقانون املدون

. القانونية اليت مل جتد طريقها للتطبيق منذ سنوات وميكن تلخيص املظاهر الواقعية إلشكالية عدم تطبيق القانون يف اليمن بثالثة مظاهر أساسية

-:هي جراء أو ترتيبات خمالفة أو إ، وذلك باختاذ مسلك أو موقف أو خمالفة القانون صراحة - ١

. القانون استنادا إىل القوة أو اجلاه أو املنصب أو القبيلةمضادة لنصوص طريق تأويله أو تفسريه على حنو ميسخ داللتـه وذلك عن يل حكم النص القانوين تعط - ٢

. املعطاة من ألفاظه صراحة . بأي وسيلة من وسائل اإلمتناع االمتناع عن تطبيق القانون - ٣

٥٩

لتطبيقه حقيقية إرادة إىل ميكن استخالص أن تطبيق القانون حباجة ومن خالل هذه املظاهرإىل السلطات ويف املقدمة السلطة التنفيذيةبداية من ميع جيب أن ميتلكها اجل ادةاإلروهذه ،

من ميثل القانون حدا مينعميكن بأي حال من األحوال أن ال وبغري ذلك، بقية أفراد اتمع .عليها سبيال للقضاء أو ، اجلرمية انتشار

ني وموضوعيتها ، ومدى توافقها مع بالنسبة للتساؤل اآلخر حول واقعية هذه القوانأما و -فيمكن القول أن التشريع اليمين يعترب من أفضل التشريعات املقاربة املنهج الرباين يف التشريع

وقد نـص من حيث األصل الذي استمد منه أحكامه إذ هو مستمد من الشريعة اإلسالمية . ٧٧" الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات" املشرع اليمين على أن

وحرص املشرع اليمين كذلك على التأكيد على مبدأ شرعية العقوبة حيث نص الدسـتور .٧٨"ال عقوبة إال بناء على نص شرعي أو قانوين " على أنه اليمين

ال جمال هنا للتشكيك يف هذا األمر من حيـث الناحيـة بناء على ذلك نستطيع القول أنهوا األمر بنوع من التفصيل يف الفصل األخري من هـذه الشكلية للقانون ، وسيتم التعرض هلذ

.الدراسة

.من الدستور اليمين ) ٣(املادة الـ : أنظر - ٧٧ .من الدستور اليمين ) ٤٦(املادة الـ : أنظر - ٧٨

٦٠

امساملبحث اخل اجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر القانون اليمين

) ١٢(صدر بـرقم قد والذي كان –قانون اجلرائم والعقوبات –احتوى القانون اليمين آخـر قـانون مادة ، وأردف هذا القانون ب) ٣٢٥(على ما يقارب من ] م١٩٩٤[لسنة

حتوى علـى او] م١٩٩٨[لسنة ) ٢٤(مى بقانون مكافحة اإلختطاف والتقطع برقم سبشـأن مكافحـة ] م١٩٩٣[لسنة ) ٣(مادة ، وكان قد صدر كذلك قانون رقم ) ١٢(

) ٥٦(حتـوى علـى اغري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية و واالستعمالاإلجتار من اجلرائم اليت تلحق بالفرد واتمع بـل والـوطن هذه القوانني مجلة واستعرضتمادة

-:بشكل عام ، وقد قسمت على النحو التايل .جرائم ماسة بأمن الدولة - .جرائم ذات اخلطر العام - .جرائم خملة بسري العدالة - .جرائم عسكرية - .جرائم واقعة على األشخاص واألسرة - .جرائم واقعة على املال -

عدد من اجلرائم ذكرها القانون ، ورتب على فعلها عـددا مـن وحيتوي كل منها على .العقوبات للحد منها والقضاء عليها

من اجلرائم اليت نص القانون اليمين علـى أـا عدددراسة ودراستنا احلالية إمنا تعتمد على . عقوبة اإلعدام للعصمة ، تستوجب للدم مزيلة مهدرة

يف -عند احلديث على جمال هذه الدراسة -ينا يف املقدمة كما ب هذه الدراسة ناوقد حصر .جرمهافظاعة و، وكثرة خطرها ، وشيوعها ، ألمهيتها ، وذلك عدد من اجلرائم

٦١

-: وهي تشمل املطالب التالية .جرائم واقعة على األشخاص واألسرة -:املطلب األول . ض جرائم إفساد األخالق وهتك العر -:املطلب الثاين .جرائم واقعة على املال -:املطلب الثالث . اجلرائم املتعلقة باملخدرات واملؤثرات العقلية -:املطلب الرابع

٦٢

املطلب األول جرائم واقعة على األشخاص واألسرة

متييزااملقصود ا اجلرائم اليت متس الناس مباشرة يف أشخاصهم ، أو أسرهم ، ومسيت بذلك . شكل عامب ائم اليت متس الناس يف أمواهلم ، أو اليت متس اجلماعةعن اجلر هلا

واجلرائم الواقعة على األشخاص متعددة ، وكلها حرص املشرع على الوقاية واحلد منـها ، ومن ذلك احلق يف احليـاة ، واحلـق يف ، جعل احلفاظ عليها وصيانتها حقا ثابتا لألفراد و

الشـرف صيانة مسعة العرض ، واحلق يف احلرية ، واحلق يفسالمة اجلسد ، واحلق يف صيانة . من احلقوق وغريها واالعتبار ،

واجلرائم الواقعة على األشخاص واألسرة كثرية ومتشعبة ، وقد أورد القانون بياـا بيانـا اجلرائم الواقعة على األشخاص واألسرة ( حتت عنوان ٧٩مفصال يف الباب العاشر من القانون

-:فجاءت كالتايل ) ٢٦٢إىل ٢٣٠(وقد فصلت أحكامها املــواد ، ) وبينت جرائم القتل ، واإلجهاض ، وأحكام : عتداء على حياة وسالمة اجلسم اإل -

.اإليذاء اجلسدي والتقطـع ، , ق والـر , وبينت أحكام اخلطف : اإلعتداء على احلرية الشخصية -

. وغريها.........والتهديد وبينت أحكام الردة ، وحتريف القرآن الكرمي : الدين وحرمة املوتى اجلرائم املاسة ب -

.، وحرمة العقيدة ، وحرمة املوتى فقط يف اجلـرائم الـيت يوجـب غري أن دراستنا احلالية يف هذا اجلانب ستكون حمصورة

-:يف اجلرائم التالية وميكن حصرها من هذا الباب ، القانون عليها عقوبة اإلعدام .العمد القتل جرمية/ ١ . جرائم اخلطف والتقطع / ٢ .جرمية الردة / ٣

. ٥٩ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٧٩

٦٣

أوال العمد جرمية القتل، وليس من شك يف أن هذه اجلرمية العمد من اجلرائم اليت تقع على األشخاص جرمية القتل

ولقد عرف اإلنسان جرمية القتل تعترب من أخطر اجلرائم اليت عرفتها البشرية على اإلطالق ،فهي أول جرمية ارتكبت على سطح األرض عندما قتل أحد ابـين آدم ، ر التاريخ منذ فج

وبدوافع ، خمتلفة وأشكال منذ ذلك الوقت وهذه اجلرمية تتكرر بصور، و عليه السالم أخاهوهناك القتل من أجل جلب منفعة غري مشـروعة ، خمتلفة أيضا فهناك القتل من أجل الثأر

يف قد تكـون فهي، ه املنفعة سليمة وغري مشروعة يف نظر اتمع كانت هذوإن ، عموما كون مباشرة مثل القتل من أجل السرقة أو سـلب تنفعة قد امل سليمة ، وهذه نظر القاتل

جـل حتقيـق أمنفعة غري مباشرة كالقتل من قد تكوناألموال كما يفعل قطاع الطرق أو أجل حتقيق هدف قـد يكـون سياسـيا أو مآرب أخرى مثل اإلرهاب وقتل األبرياء من

.أو غري ذلك اقتصاديا أو اجتماعيا استجابة معني لدافع أو استجابة، غريزة أو إشباع، نفسية هناك القتل حتت وطأة أمراضو

يصـل باحلالـة وهناك من يرتكب جرمية القتل حتت وطأة الغضب الشديد الذي، خاطئة القتل يف جرائم الشرف والعرض: ارحه مثلعلى جو السيطرةيفقد عوضالنفسية للقاتل إىل

، يفقد فيها نار الغضب حىت تصل بصاحبها إىل مرحلة وكذلك القتل عقب مشاجرة يتأجج . ارتكابه جرمية القتل تودي إىل معها السيطرة على نفسه وحواسه وبالتايل

ومراقبته حـىت يـأيت ،متابعة الضحية وهناك أيضا القتل العمد مع سبق اإلصرار والترصد ووعلـى أي .الظرف املناسب لقتله وهناك القتل اخلطأ الذي ينعدم فيه القصد عند اجلاين

حال فمهما كانت األسباب فإا ال تربر حبال من األحوال جرمية القتل ، وسـفك الـدم .املعصوم

، بريء غري مربرة شرعا وعرفا وعموما فان مجيع صور وأنواع القتل العمد اليت ترتكب ضد والنكال يف الدنيا واآلخـرة وما أعد اهللا عزوجل له من العذاب القاتلوجزاء ، ممقوتةتعترب و

. مما ال ينكره أحد -:تعريف القتل العمد

- العمد القتل عرف جرميةوت ابأ :

٦٤

٨٠"ما تعمد اجلاين فيها الفعل املزهق قاصدا إزهاق روح اين عليه " - ٨١"هي ما اقترن فيه الفعل املزهق للروح بنية قتل اين عليه : " وقيل ، إىل غـري ذلـك مـن على حياة إنسان بفعل يؤدي إىل وفاتـه قاصد اعتداء : وقيل

ال واليت يالحظ عليها اشتراط القصد يف فعل اجلرمية العتباره شرطا أساسـيا التعريفات ، . إىل شبه عمد حتولت اجلرمية من عمد بد من توفره يف اجلاين ، وإال

-:عقوبة القتل العمد فقد ، تمعات السيئة على األفراد واوآثاره ، البالغة ة هذا النوع من اجلرائمنتيجة خلطور

حيث جعـل شدد املشرع اليمين يف تقرير العقوبة فيه تأسيا يف ذلك بالشريعة اإلسالمية مـن قـانون ) ٢٣٤(وقد أوردت املادة ، هي القتل قصاصا و ، حمددةو العقوبة فيه ثابتة

-:اجلرائم والعقوبات هذه العقوبة فجاء نصها كالتايل -) :٢٣٤(مـــادة

، فإن كان ، إال أن يعفو ويل الدم من قتل نفسا معصومة عمدا يعاقب باإلعدام قصاصا" ، وال اعتبار لرضاء حكم بالدية ، العفو مطلقا أو بشرط الدية أو مات اجلاين قبل احلكم

طلبه ويل الدم وأن يتـوفر ين أ، ويشترط للحكم بالقصاص اين عليه قبل وقوع الفعلدليله الشرعي، فإذا ختلف أحد الشرطني أو كالمها واقتنع القاضي من القـرائن بثبـوت

اين باحلبس مدة ، أو إذا امتنع القصاص أو سقط بغري العفو، يعزر اجل اجلرمية يف حق املتهمال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد على عشر سنوات، وجيوز أن يصل التعزير إىل احلكم

، أو علـى باإلعدام إذا كان اجلاين معروفا بالشر، أو ارتكب القتل بوسـيلة وحشـية شخصني فأكثر، أو من شخص سبق أن ارتكب قتال عمدا أو توطئة الرتكـاب جرميـة

، أو مكلف خبدمة عامة أثناء ، أو على موظف أو على امرأة حامل ، أخرى أو إلخفائها .٨٢"أو بسب أو مبناسبة تأدية وظيفته أو خدمته حىت لو سقط القصاص بالعفو

والذي يتضح من هذا النص أن جرمية القتل العمد هلا عقوبة أصلية هي اإلعدام قصاصـا ـ يحبولكن تطبيقها يتطلب عددا من الشروط والضوابط ، بعـض هـذه تث إذا ختلف

Intel Multimedia Andماليزيا ، طبعة –كواالملبور ، الفقه اجلنائي اإلسالمي، ٢٠٠١، مساعيلإ احلاجفائزة . د أنظر - ٨٠

Publication ، ٩٩ص . ] .٢/١٠[ التشريع اجلنائي اإلسالميعبد القادر عودة، . د: أنظر - ٨١ . ٦٠ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٨٢

٦٥

الشروط أو كلها فالعقوبة هي الدية ، والدية كذلك هلا شروط وضوابط إذا ختلفت تكون .السابقة الذي قد يصل إىل اإلعدام كما نصت على ذلك املادة والعقوبة هي التعزير

-: إجياب العقوبةشروط من الشـروط اشـترطها جرمية القتل العمد توفر مجلة لتوقيع عقوبة اإلعدام علىيشترط

-: فيما يلياملشرع اليمين ميكن إجيازها هي اليت متيز هذا النوع من القتل عن غريه مـن يتعلق بصفة الفعل ف والعمد :العمد -١

وقد فيجب أن يكون اجلاين قاصدا إحداث النتيجة وهي وفاة اين عليه ، أنواع القتل ،املـادة الذي مسته ووالعقوبات بيان ملعىن العمد من قانون اجلرائم) ٩(جاء يف املادة الـ

-:القصد فجاء نص املادة كما يلي بيتوافر القصد إذا ارتكب اجلاين الفعل بإرادته وعلمه وبنية إحداث النتيجة املعاقب عليها "

وال عربة يف توافر القصد بالدافع إىل ارتكاب اجلرمية أو الغرض منها إال إذا نص القـانون ف ذلك ، ويتحقق القصد كذلك إذا توقع اجلاين نتيجة إجرامية لفعله فأقـدم على خال

.٨٣"عليه قابال حدوث هذه النتيجة :ن ااجتاه اكون هليوالذي يتبني من خالل نص املادة أن صفة العمد أو القصد ينبغي أن

كون قـد ياإلجتاه األول ذهين وهو العلم ،واإلجتاه اآلخر نفسي وهو اإلرادة ، فال بد أن سوف تظهر بسبب ذلـك ممنوعة أحاط علم اجلاين بأنه يعمل عمال ممنوعا ، وأن نتيجة

.الفعل ، وأن يكون اجلاين قد أراد ذلك الفعل وأراد تلك النتيجة تشترط عقوبة اإلعدام قصاصا أن يكون القتل قد مت على سبيل العدوان ، : العدوان -٢

رمية ، فكل قتل ممنوع شرعا هو نوع مـن العـدوان وصفة العدوان هنا ترادف صفة اجل .خبالف القتل املباح الذي هو قتل حبق

يصبح بـذلك معصـوم الـدم حمترم الدم ،إنسان كل وهي صفة تالزم : العصمة -٣املـادة يف كل شخص اتصف بصفه من الصفات اليت وردت يف نصهذه الصفة وتتوفر

-:لي من القانون واليت تنص على ما ي) ٢٣١( : اإلنسان املعصوم هو) ٢٣١(ـادة مـــ

. املسلم أيا كانت جنسيته -١

. ٤ص والعقوبات اليمينقانون اجلرائم : أنظر - - ٨٣

٦٦

. اليمين أيا كانت ديانته -٢ . هدنة من ينتمي إىل دولة معاهدة غري حماربة أو بينها وبني اجلمهورية -٣من دخل أراضي اجلمهورية بأمان ولو كان منتميا لدولة حماربة ما دام األمان قائما، -٤ ٨٤. عترب اإلذن بدخول البالد أمانا حىت يلغى بقرار من السلطة املختصةوي

.وكل صفة من هذه الصفات تتحقق ا العصمة ، وتكفي وحدها لتحقيقها ويقابل العصمة اإلهدار إي إباحة الدم ، ومن مث فإن املعصوم هو الذي مل يهدر دمه أي

احب هذه العصمة جرمية مـن ، وما أن يرتكب ص الذي يكون سفك دمه حمرم شرعاكاالرتداد عن اإلسالم ، أو الزنا بعـد ( اجلرائم اليت يرتب املشرع عليها عقوبة اإلعدام

أو ما إىل ذلك من هذه اجلرائم املهدرة عمدا وعدوانا ، اإلحصان ، أو قتل النفس احملرمةتطبيق عقوبة يكون فاعلها مهدر الدم حبسب الشروط والضوابط اليت يتطلبها )للعصمة

. اإلعدام حدا أو قصاصا : مالحظة -

هناك شرط رابع ذكره كثري من الفقهاء هو شرط اإلسالم يف اين عليه حبيث ال يصـح قتل شخصا غري مسلم ، وإن كان ذلك الشـخص مـن كان قدقتل القاتل املسلم إذا

أال ال " م من أنه قـال املعصومني ، وذلك عمال مبا روي عن النيب صلى اهللا عليه وسل، ولكن قانون اجلرائم والعقوبات اليمين مل يأخذ ذا الشرط ليس ٨٥"يقتل مسلم بكافر

ذلك إنكارا للحديث ، أو رفضا للعمل به ، ولكن ألن املسألة حمل خالف بني الفقهاء ، هـور افر ، وإن كان اجلمبكفقد ذكر بعضهم أن النيب صلى اهللا عليه وسلم قتل مسلما

.٨٦على خالفه

. ٥٩ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين : أنظر - ٨٤) ٤٥٣٠(، سنن أيب داوود برقم ] ٨/١٩) [٤٧٣٤(، سنن النسائي برقم ] ١/١٢٢) [٩٩١(مسند اإلمام أمحد برقم : أنظر - ٨٥ ) .٣٤٧٥(اة املصابيح برقم ويف مشك) ٦٦٦٦(، وصحح احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلامع برقم ] ٤/١٨٠[

وردت نصوص تشري إىل أنه ال يقتل مسلم بكافر ،ولكن عموم اآليات القرآنية ، وما ورد من فعل النيب صلى اهللا عليه وسلم وفعل - ٨٦فهو الكافر احلريب ،وبذا أصحابه يؤيد القول إىل أنه يقتل املسلم بالكافر إذا قتله ،أما النصوص اليت تشري إىل عدم جواز قتل املسلم بالكافر

ال يكون هناك خالف أو تعارض بني النصوص،ومن املعلوم أن اإلسالم محى أهل الكتاب يف دمائهم وأعراضهم وأمواهلم يف ظل دولـة يقتل املسلم هل : وهلذا أمجع فقهاء اإلسالم على أن قتل الذمي كبرية من كبائر احملرمات هلذا الوعيد يف احلديث ولكنهم اختلفوا. اإلسالم

ال يقتل مسلم : "فذهب مجهور الفقهاء ومنهم الشافعي وأمحد إىل أن املسلم ال يقتل بالذمي مستدلني باحلديث الصحيح بالذمي إذا قتله؟ ط]٧/١٥[نيل األوطـار : انظر.رواه أمحد والبخاري والنسائي وأبو داود والترمذي من حديث علي، كما يف املنتقى وشرحه (، "بكافر

رواه أمحد والنسائي وأبو داود عن علي أيضا، واحلـاكم " (أال ال يقتل مؤمن بكافر وال ذو عهد يف عهده: "واحلديث اآلخر) دار اجليل. =إذا قتل املسلم الذمي غيلة يقتل به وإال مل يقتل به ، نيـل األوطـار : وقال مالك والليث). املنتقى وشرحه املرجع السابق وصححه يف

٦٧

ن مذهب قانون اجلرائم والعقوبات بتقريره عقوبة اإلعدام قصاصا على من فإ وعلى أي حالليس مذهبا مبتدعا يف هذا اجلانب قتل عمدا وعدوانا شخصا معصوما ، ولو مل يكن مسلما

.له من يؤيده يف الفقه اإلسالمي بل هو مذهب ،

وهو الذي فعله أبان بن عثمان حني كان أمريا على املدينة، وقتل رجل مسلم رجال من القبط، قتله غيلة، فقتله به، وأبـان ] ٧/١٥٤[=

وذهب الشعيب والنخعي و ابن أيب ليلى وأبو حنيفة وأصحابه ] )٨/٣٤[اجلوهر النقي مع السنن الكربى : انظر. (معدود من فقهاء املدينةقتل بالذمي، لعموم النصوص املوجبة للقصاص من الكتاب والسنة، والستوائها يف عصمة الدم املؤبدة، وملا روي أن النيب إىل أن املسلم ي-

ضعف البيهقي هذا اخلرب كما ) (رواه عبد الرزاق والبيهقي" (أنا أكرم من وفى بذمته: "وقال. قتل مسلما مبعاهد -صلى اهللا عليه وسلم ]). ١٠/١٠١[املصنف : ، وانظر"حاشية السنن الكربى" اجلوهر النقي"وانظر تعقيب ابن التركماين يف ،]٨/٣٠[يف السنن

: إين قد عفوت، قال: وما روي أن عليا أيت برجل من املسلمني قتل رجال من أهل الذمة، فقامت عليه البينة، فأمر بقتله، فجاء أخوه فقالأنت أعلم؛ من كانت له ذمتنا فدمه كدمنا، : قال. ن قتله ال يرد علي أخي، وعوضوا يل ورضيت ال، ولك: فلعلهم هددوك وفرقوك، قال

م كـدمائنا، إمنا بذلوا اجلزية لتكون دماؤه: "ويف رواية أنه قال). ] ٨/٣٤[السنن الكربى ) .(أخرجه الطرباين والبيهقي. (وديته كديتناأنه كتب إىل بعض أمرائه يف مسلم قتل ذميا، فأمره أن يدفعه إىل وليه، فإن شـاء : بد العزيزوقد صح عن عمر بن ع". وأمواهلم كأموالنا

وهلذا يقطع املسلم بسرقة مـال : قالوا). ]١٠٣-١٠/١٠١[املصنف لعبد الرزاق . (فدفع إليه فضرب عنقه . . قتله، وإن شاء عفا عنه ، فاملراد بالكافر احلريب، وبذلك تتفق "ال يقتل مسلم بكافر: "-صلى اهللا عليه وسلم - الذمي، مع أن أمر املال أهون من النفس، وأما قوله

اجلزء األول باب قتـل املسـلم بالكـافر ص " أحكام القرآن"يراجع يف ذلك ما كتبه اإلمام اجلصاص يف كتابه . (النصوص وال ختتلف ذهب الذي اعتمدته اخلالفة العثمانية ونفذته يف أقاليمها املختلفة منذ وهذا هو امل). طبعة مصورة يف بريوت استانبول. ط ] ١٤٤-١٤٠[

.عدة قرون، إىل أن هدمت اخلالفة يف هذا القرن، بسعي أعداء اإلسالم

٦٨

ثانيا جرائم اخلطف والتقطع

جرائم اخلطف والتقطع هي األفعال اليت يقصد ا محل املخطوف، باخلداع أو بالعنف، على ، ألي غرض مـن من مكان إىل آخر دون إرادته، ومنعه من اخلروج -أو نقله -االنتقال

أو ما إىل ذلـك ، بتزاز أو ارتكاب الفجور أو حرمانه من حريته الشخصية األغراض كاال . من األسباب

بالنسبة خلـطف النسـاء بقصـد ئم اخلـطف عرفت قدميا يف الـتاريخ ، سـواءوجرا، حيث تسبب اخلـطف يف العـهود الزواج أو بقصد إحلاق العار بعائالن أو مبحـيطهن

كذلك كان اخلـطف سائدا يف عهود االسـتعمار ، القدمية بالكثـري من احلروب القبـليةرقيـق األبـيض، سواء كان واقـعا على الرجال أم علـى كوسيلة لالسترقاق واالجتار بال

. النساء أم على األطفال، أو فقد يكون بقصـد القتـل ، وختتلف الغاية من اخلطف والتقطع باختالف الدافع إليه

، أو بقصد املقايضة على خمطوف آخر اختطفه أهل املخطوف بقصد ابتزاز ذوي املخطوف .ارتكاب الفجور ، أو بقصد ، أو بقصد الزواج

وقد أصبح اخلطف يف العصور احلديثة أكثر تنظيما بقصد حتقيق مآرب إجراميـة تتمثـل .خبطف الطائرات والسفن والبعثات الدبلوماسية والسياسيني أو ذويهم

تعترب جرمية اخلطف والتقطع من اجلرائم القصدية ، أي اجلرائم اليت تتطلب تـوفر القصـد ووبالتـايل ال ، العلم واإلرادة يف ارتكاب فعل اخلطف باخلداع أو بالعنفاإلجرامي املتمثل ب

ويتحقق القصد اجلرمي يف ، يقوم هذا النوع من اجلرائم على اخلطأ غري املقصود أو اإلمهال، إىل أخذ املخطوف من املكان املوجود فيه عن علم ووعي جرمية اخلطف باجتاه إرادة اجلاين

يف جرائم اخلطف اإلجراميالقصد كذلك وخيتلف، آربه اإلجرامية إىل مكان آخر لتحقيق م .والتقطع باختالف الباعث عليها

تعد ظاهرة االختطاف والتقطع اليت ظهرت مؤخرا يف اليمن من أخطر الظواهر السلبية اليت و .تعاين منها البالد

:وهذه الظاهرة اختذت يف ظهورها شكلني يف بالدنا ـلية اليت دف إىل ابتـزاز وهو الشائع إىل االختطافات القـب ول منهايصنف األ -١

.، أو ما إىل ذلك ، إما لتحقيق مطالب شخصية أو مجاعية الدولة

٦٩

، وذلك عن طريق خطف الدبلوماسيني يف حني يأخذ الشكل اآلخر الطابع السياسي -٢ . تحقيق مطالب معينة أو السفراء ، أو حىت السواح ، وذلك بقصد الضغط على الدولة ل

وتعترب جرائم اإلختطاف والتقطع من أخطر اجلرائم املنصوص عليها يف الديانات السماوية ، وتعتـرب مـن وقوانني العقوبات الوضعية وهي جرمية مستهجنة عند كل بين اإلنسان

اإلفساد يف األرض وما حيدث من بعض الناس باخلطف واالعتداء على األبرياء وإزهـاق .وس وإفساد املمتلكات أمر حمرم وال جيوز شرعا وال عقالالنف

وتعد جرائم اإلختطاف والتقطع اليوم من أخطر اجلرائم اإلرهابية الـيت تعـاين منـها اتمعات ، حيث يرتكب معظمها إما ألغراض إجرامية، مثل جرائم السـطو املسـلح،

رمون بعض الرهائن كوسيلةم من مسرح اجلرمية بعد لتسهيل عمل حيث حيتجز اية هروحتقيق أو للضغط إلطالق حمكوم عليهم من السجن ، أو لغري ذلك من وسائل، تنفيذها

، وإما أن يكون االحتجاز للرهائن سياسيا، إذا كان الضحايا من الشخصـيات األهداف .السياسية أو رجال األعمال والبنوك أو الدبلوماسيني أو غريهم

-:هذه اجلرمية انتشارب دوافع وأسبا -من الدوافع اليت أدت إىل حدوث ظاهرة االختطافات يف اليمن ، ميكن إمجاهلا لك مجلةهنا

-:فيما يلي : سياسية دوافع/ ١ الواقع أن األسباب السياسية تشكل النسبة الغالبة من أسباب ودوافع أعمـال اخلطـف

. وراءها دوافع سياسية، حيث أن معظم عمليات االختطاف تكمن واإلرهاب، حيث جيد الطرف الضعيف املظلوم نفسه وتتم بعد إغالق كافة الطرق العادية القانونية

كمـا -، وذلك ألا السبيل الوحيد مضطرا يف بعض األحيان إىل اللجوء إىل االختطاف العامليللتعبري عن رأيه أو للحصول على حقه، أو إلعالن قضيته أمام الرأي العام -يعتقد

. : دوافع اقتصادية/ ٢الواقع أن الدافع االقتصادي يشكل عامال أساسيا من دوافع ظهور جرميـة االختطـاف

وانتشارها، حيث ميثل هذا الدافع التربة اخلصبة اليت تؤدي إىل انتشـارها سـواء علـى . املستوى الداخلي أو على املستوى الدويل

-: ن مهااأساسي انك مؤشرلومن مث فإن هنا

٧٠

أشارت الدراسات اليت أجريت على موضوع االختطـاف إىل أن مـرتكيب جـرائم -أ، حيث يعاين هؤالء الشباب من أوضاع االختطاف يشكل الشباب اجلانب األكرب منهم

. اقتصادية واجتماعية يف أغلب األحوالن يف مـد يتمركـزون غالبـا والتقطـع االختطافجرائم ن أغلب من ميارسون إ -ب

املتدين،حيث مستوى املعيشة وحمافظات تعاين من أوضاع اقتصادية واجتماعية متدهورة . هلذا فإن األوضاع االقتصادية الصعبة إمنا ختلق بيئة منتجة لإلرهاب

البطالة والتضخم وتدين مستوى املعيشة وعدم التناسب بني األجور واألسعار، كل ذلك إن ملا املكبوتة طاقاته ليات للتنفيس عن إىل القيام مبثل هذه العميدفع قطاعا واسعا من الشباب

.من عوامل توصله إىل ذلك تقدم، كما أنه قد الشباب العاطل عن العمل التأثري على له دور أساس يفإن الدافع االقتصادي

على حالتهم النفسية، مما يدفعهم إىل االحنراف ومن مث القيـام بعمليـات ـدف إىل يؤثر . اإلضرار بالوضع االقتصادي للدولة

: دوافع شخصية/ ٣من الدوافع احملركة لالختطاف الدافع الشخصي حبيث يكون اهلدف حتقيـق أهـداف

، كما قد يكـون شخصية كاهلدف املادي ومن مث ابتزاز األموال واحلصول عليها كفديةإخراج احملكـوم وأ ، الدافع للقيام بعمل إرهايب من أجل اهلروب من تنفيذ حكم قضائي

ابتـزاز مـن أجـل مبثل هذه األعمال، كذلك قد يكون الدافع الشخصي للقيام عليهم، مثل أن يقوم جمموعة من األشخاص باخلطف من أجل املطالبة مببلغ نقدي باهظ األموال، كما قد يكون الدافع الشخصي للقيام باخلطف من أجل احلصول علـى حـق كفدية

من الدوافع الشخصية للقيام مبثل هـذه يكون ، وأخريا قد لدولة معينةاللجوء السياسي األعمال حدوث هذا العمل حتت تأثري ظروف إصابة الشخص املرتكب هلذه اجلرمية خبلل

.أو النفسية عقلي أو اضطراب عاطفي أو غري ذلك من األمراض العقلية أو العصبية : دوافع ثقافية/ ٤أمهية الدافع الثقايف على حتريك ظاهرة االختطاف فاجلهل لـه دور جتدر اإلشارة هنا إىل

بارز يف يئة الظروف الرتكاب جرمية االختطاف وذلك نتيجة لعدم متتع الشخص بأيـة ثقافة بيئية أو صحية، مما جيعل منه تربة خصبة للجهل واملرض والسلوك املنحـرف، ممـا

دادا سليما قائما على العلم والفضـيلة، يستوجب على الدولة أن تقوم بإعداد الشباب إع

٧١

ومن مث احملافظة على القيم والتقاليد السائدة يف اتمع من خالل ديف وسائل اإلعـالم .إىل غري ذلك من الوسائل

األجهزة األمنية والقضائية يف عدم تطبيق كذلك تساهلإضافة إىل تلك الدوافع يبدو - قانون، وانتشار ظاهرة محل السالح بصـورة عشـوائية، العقوبات املنصوص عليها يف ال

.بعض املناطق باإلضافة إىل غياب سلطة الدولة يف -:اإلجراءات القانونية للقضاء على اإلختطاف والتقطع -

م على مجلة مـن العقوبـات ١٩٩٤لسنة ) ١٢(احتوى قانون اجلرائم والعقوبات رقم تتفاوت من مخس إىل سبع مث إىل ابس مددتستهدف جرائم اإلختطاف والتقطع تشمل احل

، أو زنا عشر سنوات ، إضافة إىل عقوبة اإلعدام يف حال صاحب عملية اإلختطاف قتل -:ما يلي من القانون ) ٢٤٩(حيث كان نص املادة أو لواط ، : ) ٢٤٩(مــــــادة

اخلطف ، فإذا وقع يعاقب باحلبس مدة ال تزيد على مخس سنوات كل من خطف شخصا، أو كان اخلطف بالقوة أو التهديد أو على أنثى أو على حدث أو على جمنون أو معتوه

، وإذا صاحب اخلطف أو تاله احليلة كانت العقوبة احلبس مدة ال تزيد على سبع سنواتإيذاء أو اعتداء أو تعذيب كانت العقوبة احلبس مدة ال تزيد على عشر سنوات، وذلـك

قصاص أو الدية أو األرش على حسب األحول إذا ترتب على اإليذاء كله دون إخالل بال، وإذا صاحب اخلطف أو تاله قتل أو زنا أو لواط كانت العقوبة اإلعدام ما يقتضي ذلك

"٨٧ . : تنجرمية احلرابة وبيعلى ) ٣٠٦( ادةــكذلك نصت امل

بنيان أو حبر أو طائرة أن من تعرض للناس بالقوة أيا كانت يف طريق عام أو صحراء أو " فأخافهم وأرعبهم على نفس أو مال أو عرض واحدا أو مجاعة وألي غرض غري مشروع

.٨٨" قهرا أو جماهرة اعترب حماربا ٨٩عقوبات احملارب اليت قد تصل إىل اإلعدام والصلب ) ٣٠٧( املادة توحدد

. ٦٤ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٨٧ . ٨٠ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين : أنظر - ٨٨ . ٨٠ص قانون اجلرائم والعقوبات من )٣٠٧(أنظر املادة - ٨٩

٧٢

كـبرية وواسـعة ، غري أنه ملا انتشرت جرائم اإلختطاف والتقطع يف البالد بصـورة -وزادت املطالبات الشعبية مبزيد من العقوبات الصارمة للقضاء على هذه الظـاهرة ، وأن

أصدر املشرع الـيمين ، العقوبات القانونية مل تعد مبستوى الفاعلية لتحقيق هذا الغرض م بشأن مكافحة جـرائم االختطـاف ١٩٩٨لعام ) ٢٤(القرار اجلمهوري بالقانون رقم

) ٢(ووافق عليه جملس النواب بالقرار رقم ، مادة ) ١٢(والذي حيتوي على ،٩٠والتقطع -:حيث ٩١م٢٠٠٢لعام

- تنص املادة األوىل منه على إعدام كل من تزـب عم عصابة لالختطاف والتقطع أو . ، ويعاقب الشريك بنفس العقوبة املمتلكات العامة أو اخلاصة بالقوة

سنة، وعشـر ١٢سنة و ٢٥العقوبة باحلبس مددا متفرقة بني كما تنص بقية املواد على - ..، إىل غري ذلك سنوات دون اإلخالل بالقصاص أو الدية أو األرش على حسب األحوال

. ٨٨إىل ٨٦أنظر نصوص القانون حيث أحلق بقانون اجلرائم والعقوبات من ص - ٩٠م ٢٠٠٢لسنة ) ٢(م ، ووافق عليه جملس النواب بالقرار رقم ١٩٩٨لسنة ) ١٥(مت نشر هذا القانون يف اجلريدة الرمسية العدد - ٩١

. م٢٠٠٢لسنة ٢واملنشور يف العدد

٧٣

ثالثا جرمية الردة

تعترب جرمية الردة من اجلرائم اليت أثارت جدال واسعا بني العلماء قدميا وحديثا ، وذلك ملا هلا . عتقاد واال االنتماءة مببدأ احلرية وحق من عالق

-: مبا يليتعريف جرمية الردة وميكن . ٩٢معناها الرجوع عن الشيء إىل غريهو، مصدر من الفعل رد: الردة لغة

. ٩٣العودة إىل الكفر بعد اإلسالم: ومعناها شرعا ما كان املرتد بالغـا ، مىت وذلك ، ٩٤أن عقوبة الردة هي القتل حدا وقد أمجع الفقهاء على

، وسيأيت تفصيل ذلك الحقا يف الفصل عاقال ، خمتارا وحكى اإلمجاع غري واحد من الفقهاء . القادم

) ٢٥٩(يف العمل ذا احلكم حيث نصت املـادة وقد تبع املشرع اليمين الشريعة اإلسالمية رتد وفق شروط وضـوابط من قانون اجلرائم والعقوبات على إجياب عقوبة اإلعدام على امل

-:معينة فجاء نص املادة كالتايل -:) ٢٥٩(ـادة مـــ

كل من ارتد عن دين اإلسالم يعاقب باإلعدام بعد االستتابة ثالثا، وإمهاله ثالثني يومـا، " عترب ردةوي بأقوال أو أفعال تتناىف مع قواعد اإلسالم وأركانه عن عمد أو إصرار، فإذا اجلهر

.٩٥" العمد أو اإلصرار وأبدى اجلاين التوبة فال عقاب مل يثبتمعينـة وشروط حكم القانون يف املرتد ، غري أا تشترط ضوابط املادة السابقة تبني صراحة

-:منها إلجياب العقوبةوهو ما تتحصل به الردة وأمجلتها املادة السابقة من القانون يف اجلهـر : يتعلق بالفعل ما -

بالقول الذي صل تارة مبعىن أن الردة حت .أفعال تتناىف مع قواعد اإلسالم وأركانه بأقوال ، أو ، وتارة بالفعل الذي يتضمن الكفـر استهزاء ،عناد أو هو كفر سواء صدر عن اعتقاد أو

.وهذا ال غبار عليه

] .٣/١٧٣[ لسان العرب، ابن منظور حممد بن مكرم: أنظر - ٩٢ ] .٦/١١٧[للكاساين بدائع الصنائع :الكاساين :أنظر - ٩٣ .سيأيت بيان ذلك الحقا يف الفصل القادم - ٩٤ . ٦٧ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٩٥

٧٤

ل عامـدا وهو املرتد ، حيث أشارت املادة إىل أن يكون الفاع: ما يتعلق بالفاعل ومنها - . أو مصرا ، وخيرج بالعمد اخلطأ ، وبالتايل فاملخطئ ال يقام عليه احلد الرتفاع احلرج عنه

. كما خيرج باإلصرار التوبة ، فالراجع عن فعله التائب منه ال يؤاخذ كذلك ا ومعناها أن يعرض على املرتد بالتوبة ويؤمر ا ، ويعاد عليه هذ: اإلستتابة ثالثا ومنها -

:وقد اختلف العلماء يف االستتابة األمر . للمرتد االستتابة وجوبذهبوا إىل : فاجلمهور

.إىل أنه ال يستتاب لكونه خارجا عن الدين : وذهب غريهم .والصحيح أن االستتابة جتب بسبب موانع اجلهل أو اإلكراه أو التأويل

.٩٦اجع أو يقتلمدة االستتابة ثالثة أيام يف كل يوم مرة إما أن يتر

.سيأيت تفصيل ذلك الحقا - ٩٦

٧٥

املطلب الثاين جرائم إفساد األخالق وهتك العرض

تعترب األخالق هي املؤشر الرئيس على استمرار أمة ما أو ايارها، فاألمة اليت تنهار أخالقها { :تعـاىل ، وذلك مصداقا لقولـه يوشك أن ينهار كياا

{٩٧. إن أي جمتمع من اتمعات اإلنسانية ال يستطيع أفراده أن يعيشوا متفامهني سـعداء مـا مل تربط بينهم روابط متينة من األخالق الكرمية فمىت فقدت األخالق تفكك أفراد اتمـع ،

.مث الدمارهر فيهم الصراع والتنازع ، مما يؤدي م بعد ذلك إىل االيار وظدف إىل طمس هذه األخـالق ) سياج األخالق (وهنالك جرائم متس هذا السياج العظيم

اجلـرائم الفاضلة و إحالل األخالق الرذيلة مكاا ، وهذا النوع من اجلرائم يقصد ا تلك ب العامة مثل جرمية الزنا ، وجرمية اللواط ، وجرمية السـحاق ، ، واآلدا األخالقاليت متس

وجرمية اإلغتصاب ، وجرائم هتك العرض ، وكذلك األفعال اليت ختل باحليـاء ، ومـا إىل .وكل ما يفسد األخالق بصورة عامة ذلك من جرائم الفجور والدعارة

ات تؤدي إىل اإلخالل بقيم هذه إن هذه اجلرائم وأمثاهلا مبجرد ظهورها وانتشارها يف اتمعاتمعات ، ووي ا إىل مرتلة احليوانية ، وبالتايل تنعكس موازين وقيم تلـك اتمعـات

.وهكذا ....الرذيلة إىل فضيلة ، واالحنالل إىل عفة افتنقلب فيهكغـريه مـن حرص املشـرع الـيمين لذلكجرائم إفساد األخالق كثرية ومتشعبة ، وإن

على صيانتها وسن ت يف سبيل احلفاظ على اهلوية ، ولضمان سالمة اتمع حرص التشريعا .النصوص والقوانني اليت تكفل محايتها ، وضمان عدم املساس ا

ي ذائم يف الباب احلادي عشر ، والوقد أورد قانون اجلرائم والعقوبات هذا النوع من اجلر -عددا من اجلـرائم يف هـذا هذه املواد مل ، وتش) ٢٩٣(إىل ) ٢٦٣(توي على املواد من حي

-:الباب مثل جرائم الزنا ، واللواط ، والسحاق ، واإلغتصاب ، وهتك العرض ، والفعل الفاضح املخـل

، والقـذف ، والدياثة ، واخلمر ، والقمـار ، واملخـدرات ،باحلياء ، والفجور والدعارة . والسب ، وما إىل ذلك من هذه اجلرائم

] .١٦[ ،اآلية اإلسراءسورة - ٩٧

٧٦

ال دراستنا يف هذا اجلانب سيكون حمصورا فقط على اجلرائم اليت رتـب عليهـا غري أن جم -:القانون اليمين عقوبة اإلعدام واليت ميكن حصرها يف هذا اجلانب يف اجلرائم التالية

.جرمية الزنا - ١ .جرمية اللواط - ٢ .الدياثة - ٣ .٩٨)وسيأيت بياا يف مبحث مستقل ( املخدرات - ٤

م بشأن مكافحة االجتار ١٩٩٣لسنة ) ٣(جرمية املخدرات نتيجة خلطورا أفرد هلا املشرع اليمين قانونا مستقال مسي بالقانون رقم - ٩٨

ص ) ٢٨٨(واالستعمال غري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية وقد ذكرت هنا على اعتبار كوا من جرائم اإلفساد كما يف املادة ]٧٤ [

٧٧

أوال جرمية الزنا

، مهلكـة وفاحشـة و القتل، وهو رجسباهللا زنا يعترب من أكرب الكبائر بعد الشرك التنفر منها الطبائع السليمة ، وهو فساد ال تقف جرائمه عند حد وال تنتهي موبقة وجرمية

يف الدين وفساد يف األخالق وانتـهاك للحرمـات آثاره ونتائجه إىل غاية ، وهو ظالل . واألعراض الوطء يف القبل من غـري اوجب إقامة احلد بأت يتالزنا الجرمية اليمين قانونويعرف ال

.شبهة وال إكراه عقوبة اجللد ، وعقوبة الـرجم حـىت ، للزنامن القانون عقوبتني ) ٢٦٣(وتذكر املادة

، وهي اليت تستهدف إتالف النفس بعقوبـة املوت ، والذي يعنينا هنا هي العقوبة الثانية -:ونص املادة كالتايل ) اإلعدام( الرجم

-) :٢٦٣(مــــادة شـبهة أو إكـراه غري الوطء املعترب زنا هو الوطء يف القبل، ويعاقب الزاين والزانية يف"

باجللد مائة جلدة حدا إن كان غري حمصن، وجيوز للمحكمة تعزيره باحلبس مدة ال جتاوز .٩٩"اقب بالرجم حىت املوت سنة، وإذا كان الزاين أو الزانية حمصنا يع

وإذا تأملنا يف العقوبة اليت رتبها القانون على جرمية الزنا فيما إذا كان الزاين حمصنا والـيت هي الرجم حىت املوت ، نالحظ أن القانون اليمين قد أخذ فيها برأي مجهـور الفقهـاء

.القائلني مبشروعية الرجم للزاين احملصن يف الشخص املرتكب جلرميـة الزنـا جيب توافرها معينة وطااليمين قد رتب شر املشرعو

، وهـذه ) اإلعدام( صفة اإلحصان ، وبالتايل تستوجب عليه عقوبة الرجم لتنطبق عليه -:من القانون واليت تنص على اآليت ) ٢٦٥(الشروط أشارت إليها املادة

-) :٢٦٥(مــــادة :شروط اآلتية يعترب الشخص حمصنا مىت توافرت يف حقه ال" .على عقد صحيح بناء ء زوجةأن يكون قد وط -١ .أن يكون ذلك الوطء يف القبل -٢

. ٦٨ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ٩٩

٧٨

.أن يكون الوطء مع عاقل صاحل للوطء -٣ .أن يكون حال وطئه مكلفا -٤ ١٠٠"أن تكون الزوجية مستمرة -٥

كل عقد فيه شبهة خيرجه بذلك عـن : وهو صحة العقد : وخيرج بالشرط األول - . صحة ، وكذلك إذا كان الوطء ناتج عن زنا وليس زواجا شرعياال

وهو كون الوطء يف القبل ، ما إذا كان الوطء يف الـدبر ، : وخيرج بالشرط الثاين - .أو يف أي مكان أخر

للوطء ما إذا صاحل وهو قوله أن يكون الوطء مع عاقل: وخيرج بالشرط الثالث - .يكون ا علة كالرتق ، أو غري ذلك كان الوطء مع غري صاحل كأن

وهو قوله أن يكون حال وطئه مكلفا ، ما إذا كان غـري : الشرط الرابع بوخيرج - ا إىل ذلك ، وذلك ألن التكليف شرط أساسـي مكلف كالصغري ، أو انون وم

.إلقامة احلدود نقطعـت وهو قوله أن تكون الزوجية مستمرة ، ما إذا ا: الشرط اخلامس بوخيرج -

هذه الصلة قبل فعل جرمية الزنا بأي وسيلة من الوسائل كالطالق ، أو الفسـخ ، .فض النكاحاملؤدية إىل وسائل الما إىل ذلك من أو اللعان ، أو

الناحيـة فإذا ما توفرت الشروط السابقة يف مقترف جرمية الزنا ، أصبح يسـتوجب مـن .ور إتالف النفس ، أو ما يسمى باإلعدام القانونية عقوبة الرجم ، واليت هي صورة من ص

. ٦٩من قانون اجلرائم والعقوبات ص ) ٢٦٥(املادة : أنظر - ١٠٠

٧٩

ثانيا جرمية اللواط

، ومسيت هذه اجلرميـة جرمية اللواط من أعظم اجلرائم ، وأقبح الذنوب ، وأسوأ األفعالالذين ظهرت فيهم هـذه الفعلـة -عليه السالم -) لوط ( نسبة إىل قوم إما ، باللواط مة اللواط مشتقة من الفعل الط ومنه يلوط لوطا كل، وإما ملعىن أصل الكلمة فإن الشنيعة

الصق ، ويقولون : صق ، ويف بعض احلديث الولد ألوط بالقلب إيتلا، والط الشيء إذا . ١٠١صق ولطت احلوض لوطا إذا مدرته بالطني تليهذا أمر ال يلتاط أي ال

ة اللواط من أكـرب ، وجرمي الذكر ، ويأيت الذكر الرجل أن ينكح الرجل : ومعىن اللواطلق وللفطرة وللدين وللدنيا اجلرائم ، وهي من الفواحش املفسدة للخ.

وفعلة ميجها الذوق السليم وتأباها الفطر السـوية منكرة وجرمية، أخالقية واللواط لوثة .ومتقتها الشرائع السماوية

الفقهاء باعتبار اللواط بالقول الذي عليه مجاهريقانون اجلرائم والعقوبات اليمين أخذ وقد ، غري أنه رتب على فعلها إحدى من حيث احلكم جرمية مستقلة ختتلف عن جرمية الزنا

: قوبات هي ثالث ع .اجللد مائة جلدة إذا كان الالئط وامللوط غري حمصنني - .والتعزير باحلبس مدة ال جتاوز سنة - .والرجم حىت املوت إن كان حمصنا - -:ذلك حيث تنص على التايل ) ٢٦٤(دت املادة وقد أور -) :٢٦٤(مــــــادة

اللواط هو إتيان اإلنسان من دبره، ويعاقب الالئط وامللوط ذكرا كان أو أنثى باجللـد " مائة جلدة إن كان غري حمصن وجيوز تعزيره باحلبس مدة ال جتاوز سنة، ويعاقب بـالرجم

. ١٠٢"حىت املوت إن كان حمصنا -:نظر يف نص املادة السابقة نلمس اآليت وبال

دار ، لبنان -بريوت ، الثانية : الطبعة، معجم مقاييس اللغة م،١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا، :أنظر - ١٠١

] .٥/٢٢١[، مد هارونعبد السالم حم: اجليل ، حتقيق . ٦٩ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ١٠٢

٨٠

، وخيرج بـذلك إتيان اإلنسان من دبره : تعريف القانون اليمين جلرمية اللواط بأا -أو يف أي موضع فال ينطبـق عليـه , فيما إذا كان اإلتيان يف القبل بالنسبة للمرأة

.معىن اللواط ، وال يأخذ حكمه ر ومن األنثى ، خالفا لبعض الفقهاء اللـذين بيان أن هذه اجلرمية حتدث من الذك -

. ١٠٣الذكور دون اإلناثيف يرون حصرها -:تنصيص املشرع اليمين يف العقوبة على ثالث حاالت هي -

.اجللد مائة جلدة للفاعل واملفعول به ذكرا كان أو أنثى إذا كانا غري حمصنني / ١حال كوما غـري حمصـنني ، العقوبة بالتعزير إذا رأى القاضي ذلك ، وذلك يف / ٢

.وتكون العقوبة باحلبس مدة ال جتاوز السنة .فيما إذا كانا حمصنني حىت املوت) اإلعدام( العقوبة بالرجم / ٣

.سيأيت بيان ذلك يف الفصل الثاين - ١٠٣

٨١

ثالثا الديـاثة

له على أهلـه ، والدياثـة الديوث هو الرجل الذي ال غرية:" جاء يف املصباح املنري أن ي ال يغار على أهله وحمارمه ويرضى باملعصية والفاحشة ، مبعىن أنه الذ ١٠٤"بالكسر فعله

واخلنا عليهم ، وقد عرفت الدياثة بألفاظ عـن فيه واحد ال خترج متقاربة جيمعها معىن .وهو عدم الغرية على األهل واحملارم ، املعىن اللغوي

.حسنة ، وصفةاودحمم ا، وخلق نبوية ، وسجيةربانية ، وصفةفطرية تعترب الغيرة غريزةولقد كانت الغرية أمرا عظيما مطلوبا ، حىت يف اجلاهلية قبل اإلسالم ، حيث وصل ـم

أن تعمل الفاحشـة إذا الغلو يف هذا األمر إىل أن كانت تدفن البنت وهي حية خوفا من . كربت

، ر فيها الفساديف هذه األيام اليت كث ال سيماإن موضوع الغيرة موضوع ذو أمهية كبرية . واليت يسعى فيها أعداء اإلسالم إلفساد األسرة املسلمة بشىت الوسائل

قانون اجلرائم والعقوبات اليمين مادة يف القانون هلا أفرد ونظرا خلطورة هذه اجلرمية فقد -:كالتايلونصها ) ٢٨٠(وهي املادة اجلرمية وبينت عقوبتها هذه حددت

-) :٢٨٠(مــــادة اقب باحلبس مدة ال تزيد على مخس عشرة سنة كل من يرضى لزوجته أو أية أنثى يع"

، فـإن ، أو ممن يتوىل تربيتهن فعل الفاحشة ، أو من الالئي له الوالية عليهن من حمارمه، وتعاقب املرأة اليت ترضى لبناا فعـل الفاحشـة عاد إىل ذلك تكون عقوبته اإلعدام

.١٠٥"بذات العقوبة :لحظه من املادة السابقة أن القانون رتب على هذه اجلرمية عقوبتني والذي ن - .هي احلبس مدة ال تزيد على مخس عشرة سنة ، وهي العقوبة األصلية : األوىل

.يف حال عاد الشخص إىل فعلته السابقةاإلعدام أوصل العقوبة إىل أنه: الثانية ملرأة يف ذات العقوبة إذا صدر من وما نلحظه كذلك أن القانون سوى بني الرجل وا - .منهما نفس الفعل أي

، بريوت ، املكتبة العلمية ، املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري للرافعي أمحد بن حممد بن علي املقري الفيومي ، : أنظر - ١٠٤]١/٢٠٥.[

. ٧٢ص العقوباتقانون اجلرائم و: أنظر - ١٠٥

٨٢

حصرت املادة حدود املسؤولية بالنسبة للرجل ، أو املرأة فيمن هلم الوالية عليهم من - .زوجة أو حمارم ، أو من تقوم بتربيتهم والعناية م

ك ، املادة حصرت العقوبة للشخص مبجرد الرضا عن الفعل دون التعرض ملا سوى ذل -أو قدم أي وسيلة مـن , غري أنه يدخل يف املسألة من باب أوىل كل من أمر ، أو أجرب

. وسائل التسهيل ، أو التذليل لفعل هذه اجلرمية

٨٣

املطلب الثالث الاجلرائم اليت تقع على امل

لحفاظ عليها ، األديان السماوية لامللل و ل أحد الضرورات اخلمس اليت دعتيعترب املاية ا ، فالناس حيتاجون إليه يف كافة شؤون حيام ، وبه جيلب الناس مصـاحلهم والعنا

كان له هـذه ويستدفعون الضرر عن أنفسهم ، وتقام به العبادات واملعامالت ، ولذلك .يف كل الشرائع واألنظمة والقوانني األرضية بالغ ال واالهتمام عنايةوال ،عظيمة الرمة احل

رائم والعقوبات اليمين هذا النوع من اجلرائم مببحث مستقل يف الباب وقد أفرد قانون اجل ." اجلرائم اليت تقع على املال" الثاين عشر حتت عنوان

واملقصود ا تلك اجلرائم اليت تستهدف العبث مبال اآلخـرين ، أو النيـل منـه ، أو تيـال ، أو الغـش ، أو االح ستيالء عليه بالوسائل احملرمة كالسرقة ، أو احلرابة ، أواال

خيانة األمانة ، أو ما إىل ذلك من هذه اجلـرائم االبتزاز ، أو املماطلة حبقوق الغري ، أو .ستيالء على أموال الناس بالباطل اليت تستهدف اال

غري أن تركيزنا يف هذا الباب سيكون فقط على اجلرائم املهدرة للعصمة املوجبة لعقوبـة حلرابة حيث أورد أحكامها الفصل الثاين من الباب الثاين عشر اإلعدام وهي فقط جرمية ا

) .٣٠٩(إىل ) ٣٠٦(من القانون يف املواد من

٨٤

جرمية احلرابةمصدر مشتق من فعل حارب حيارب حماربة ، وهي مأخوذة مـن احلـرب ، : احلرابة

ع الطريق بناء اخلروج لقط :باملعىن اإلصطالحي تعين احلرابة و .واحلرب املقاتلة واملنازلة كل من سـعى يف ذلك والتعرض للمارة وإخافتهم ليشمل ، على القوة والشوكة واملنعة

ا حتصل خبروج مجاعةاألرض بالفساد ، وكما أ إلحداث الفوضـى وسـفك مسلحةحتصل كـذلك فإا الدماء وسلب األموال وهتك األعراض، وإهالك احلرث والنسل،

خبروج فرد فس القصد لتحقيق ن واحد. جرمية احلرابة بالتايل اليمين ف القانونوقد عر:-

-) :٣٠٦(مــــــادة من تعرض للناس بالقوة أيا كانت يف طريق عام أو صحراء أو بنيان أو حبر أو طـائرة "

واحدا أو مجاعة أو ألي غـرض غـري ، أو عرض أو مال فأخافهم وأرعبهم على نفس . ١٠٦"اعترب حماربا مشروع قهرا أو جماهرة

ونالحظ من نص املادة السابقة أن املشرع اليمين يعترب كل من تعرض للناس بـأي - .املغالبة يعد حماربا اجلرب ، أو وسيلة من وسائل القوة ، أو

مل تفرق املادة بني أساليب وطرق وقوع اجلرمية فيستوي بذلك من كان يف طريـق - .و حبر ، أو جو أو ما إىل ذلك عام ، أو صحراء ، أو بنيان ، أ

احملارب ، وعدت املساس بأي واحدة منها يعـد اعتداءما يشمله كل ت املادة عمج - .أو ألي غرض ،حرابة من قصد النفس ، أو املال ، أو العرض

- ين عليه عمبني أن يكون فردا أو يكونوا مجاعة ) ب احملار( ت املادة ا. عتداء بالغري مشروع ، أي مل يقره الشرع ، وخيرج من ذلك الحددت املادة صورة ا -

.ما كان املساس فيه بوجه مشروع فسوت بني ارتكاا خفية على وجه القهر ، ارتكاب اجلرمية صوركل ت املادة ممع -

. واجلرب ، وبني ارتكاا جماهرة على وجه العلن -:عقوبة احملارب

. ٨٠من قانون اجلرائم والعقوبات ص ) ٣٠٦(املادة : أنظر - ١٠٦

٨٥

عن عقوبة احملارب ، نورد املادة كما هـي مث نـذكر من القانون) ٣٠٧(حتدثت املادة -:تفصيالا ، ونص املادة هو كالتايل

-) :٣٠٧(ـادة مــــ :يعاقب احملارب "

.باحلبس مدة ال تزيد على مخس سنوات إذا اقتصر فعله على إخافة السبيل: أوال خذ ماال منقوال مملوكابقطع يده اليمىن من الرسغ ورجله اليسرى من الكعب إذا أ: ثانيا .ويعاقب شريكه الذي مل يأخذ ماال باحلبس مدة ال تزيد على عشر سنوات، لغريه إذا أدى فعل أي من احملاربني إىل موت إنسان تكون عقوبته اإلعدام حدا ويعاقب : ثالثا

.من مل يسهم يف القتل باحلبس مدة ال تزيد على مخسة عشرة عاماام أو الصلب إذا أخذ ماال وقتل شخصا ويعاقب من مل يسهم يف األخذ أو باإلعد: رابعا

.القتل باحلبس مدة ال تزيد على مخسة عشر عاما .١٠٧"حبسب األحوال وال ختل العقوبات املتقدمة حبق ويل الدم يف الدية واألرش

يف إجيـاب وبالنظر يف نص املادة السابقة جند أن املشرع اليمين تابع الشريعة اإلسالميةوإذا تأملنا على اجلرم الذي أحدثه ، ارب حيث رتب عقوبة احملارب بناءالعقوبة على احمل

:إما من اآليت اجلاين ال خيلو فعله أن يف جرمية احلرابة جند .أن خييف السبيل دون أن يأخذ ماال ، أو يقتل نفسا / ١ .أن يأخذ املال فقط / ٢ .أن يقتل فقط / ٣ . خذ املال ، وأن يقتل أن يأ/ ٤

-:حصر العقوبة يف وعلى ضوء ذلك جند املشرع اليمين قدمدة ال تزيد عل مخس سنوات ، وذلك إذا كانت اجلرمية تقتصـر فقـط : احلبس -

.على جمرد اإلخافة والترويع دون إحلاق أي ضرر أخر والترويع ، قطع اليد اليمىن والرجل اليسرى ، وذلك إذا مجع بني اإلخافة : القطع -

.وأخذ املال

. ٨٠ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ١٠٧

٨٦

فتكون العقوبة اإلعدام حدا ، وذلك فيما إذا أدى الفعل إىل موت إنسان: اإلعدام -تقدر مدا مبـا ال ، واحلبس هي وتكون عقوبة الشريك الذي مل يسهم يف القتل

.تزيد عن مخسة عشر عاما ويعاقـب وذلك إذا مجع بني أخذ املال ، وقتل الشـخص ، : اإلعدام والصلب -

.عشر عاما ةالشريك بنفس العقوبة السابقة وهي احلبس مدة ال تزيد عن مخسإضافة إىل تلك العقوبات حيفظ كذلك حق ويل الدم ، فله احلق يف الدية أو األرش -

.األحوال بوذلك حبس

يف حالة إحداثه للقتل عقوبة اإلعدام على احملارب ،بإجياب القول يهمنا هنا هووالذي فالعقوبـة ذي يظهر أن ذلك ال خالف فيه على اعتبار أن احملارب قد قتل ، وبالتايل وال

املترتبة عليه هي القتل وال خالف يف ذلك ، وإمنا اخلالف يف اجلمع بني القتل والصلب ، . ١٠٨أو بني القطع والصلب وهذا ليس جمال حبثنا هنا

.سيأيت ذلك مفصال يف الفصل القادم - ١٠٨

٨٧

املطلب الرابع ات العقليةاجلرائم املتعلقة باملخدرات واملؤثر

تعترب مشكلة املخدرات واملسكرات من أخطر املشاكل الصحية واالجتماعية والنفسـية حملية تعاين منها بعض الدول الكربى أو فاإلدمان مل يعد مشكلةاليت تواجه العامل أمجع ،

تتكاتف اهليئات الدوليـة , بل أصبح مشكلة دولية , أو إقليمية حملية الصغرى أو بلدانت العلمية والطبية وترصد لذلك الكفاءا, إلجياد احللول اجلذرية الستئصاهلا , إلقليمية واتنفـق األمـوال و, نها من أخطار إقليمية ودولية حملاولة عالج ما يترتب عاالجتماعية و

.احلد من تفشيها و انتشارهاو للتضييقالطائلة و ,العـامل ة يف كافة أحناء مشكالت عديدوتسبب املخدرات والعقاقري املخدرة خماطر و

ة ، حيث تسـبب املشـكالت تكلف البشرية فاقدا يفوق ما تفقده أثناء احلروب املدمراحملليـة االقتصادية و اليت حتتاج إىل تضـافر اجلهـود اجلسمية والنفسية واالجتماعية و

. الدولية ملعاجلتها و يف اجلاهليةوانتشرت حىت ، وعرفت و املسكرات عموما عرفها اإلنسان منذ زمن بعيد

و أقام احلدود على ساقيها , االجتار ا فلما جاء اإلسالم حرم تعاطيها و , قبل اإلسالم, قتصادية قد أكد العلم أضرارها اجلسمية و النفسية و العقلية واالو, وشارا واملتجر ا

. ١٠٩دد العامل كله خطرية يشكل مشكلة, مازال انتشارها وف اإلنسان يف عصرنا احلايل على النتائج اخلطرية الـيت تـنجم عـن الزمن تعر مبرورو

بعد أن أصبح ,استخدام تلك املخدرات و العقاقري و املركبات و املشروبات الكحولية وتبني أن استخدام العديد من هذه املواد يؤدي إىل . اإلدمان أحد مظاهر احلياة املعاصرة

.و االعتماد النفسي ما يسمى باالعتماد البدينو يشري االعتماد البدين إىل حالة من اعتماد فسيولوجي للجسم على االستمرار يف تعاطي

ن التوقف عن التعاطي يؤدي إىل حدوث أعراض أو . عتاد املرء على تعاطيها ااملواد اليت املـرء األمر الذي جيعل, بدنية مرضية خطرية ميكن أن تنتهي يف ظروف معينة إىل الوفاة

. يعود مقهورا إىل استخدام تلك املواد إليقاف ظهور هذه األعراض البدنية اخلطرية

مصر -، اإلسكندرية ، عقوبة تعاطي املخدرات واالجتار ا بني الشريعة والقانون م٢٠٠٧أسامة السيد عبد السميع ، . د: أنظر - ١٠٩

.دار اجلامعة اجلديدة ،

٨٨

كان املرء يتعاطى العقاقري أو املركبات أو املخدرات أو الكحوليات ـدف وبعد أن هـدفا إليقـاف فقـط يصبح تعاطي هذه املواد , البهجة لذة والدخول يف حالة من ال

.زعجة اليت يثريها التوقف عن التعاطي األعراض البدنية املعتاد على تعاطيها و ال يستطيع الفرار منها اوهكذا يصبح املرء أسريا و عبدا للمادة اليت

خذت أساليب عالجية معينة لفترة طويلةإال إذا ات . حيث يعمد املتعاطي إىل استخدام مواد أخـرى , وعادة ما يتطور املوقف ألبعد من هذا

ة باإلضافة إىل املواد اليت أدمن عليها دف نشدان املتعة واملشاعر األوىل اليت كان جديدو يصبــح , إال أنه بعد فترة وجيزة يعجز عن حتقيـق ذلـك . يسـتمتع ا من قبل

اليت –األحيان املميتة يف بعض -التعاطي هدفـا فقط إىل إيقـاف األعراض املؤملـة .توقفه عن استخدام تلك املواد يعاين منها املرء مبجرد

فان ذلك يشري إىل نشوء رغبة قهرية نفسية شـديدة , أما فيما يتعلق باالعتماد النفسي و . من نشدان احلصول على املادة اليت أدمن عليها املرء لتعاطيها

إذ أنه ما أن يتعاطى اجلرعة اليت أدمن عليها حـىت , و تدور حياة املرء يف حلقة مفرغة األمر الـذي ينتـهي بـه إىل , أ يف البحث عن مصادر يستمد منها اجلرعات التالية يبد

.شىت شؤون حياته بل ويف مجيع، مهنيا و اقتصادياو التدهور اجتماعيا -:تعريف املخدرات

–بضم امليم و فتح اخلاء و تشديد الدال املكسورة من اخلـدر : املخدر : التعريف اللغويو , ستروها : املرأة خدرها أهلها مبعىن : يقال , وهو الستر –ون الدال بكسر اخلاء و سك

طلق اسم املخدر على كل ما يستر العقل و يغيبـه ي أصبح و من هنا. صانوها عن االمتهان .١١٠

املخدر مادة كيميائية تسبب النعاس و النوم أو غياب الوعي املصـحوب : التعريف العلمياملشـتقة مـن اإلغريقيـة ) Narcotic(خمدر ترمجة لكلمـة و كلمة . بتسكني األمل

)Narcosis (يت تعين خيدر أو جيعل خمدرا ال . بينما ميكن اعتبار , التعريف هذا لذلك ال تعترب املنشطات و ال عقاقري اهللوسة خمدرة وفق و

١١١.اخلمر من املخدرات

.] ٤/٣٢٠[ ،دار صادر ، األوىل ، بريوت : ، الطبعةلسان العرب ،ابن منظور حممد بن مكرم األفريقي املصري :أنظر - ١١٠ . ة اجلرميةمركز أحباث مكافح: الرياض. اإلدمان أسبابه ومظاهره الوقاية والعالج، منصور عبد ايد سيد أمحد :أنظر - ١١١

٨٩

اإلدمان و تسمم اجلهاز العصيب املخدرات جمموعة من املواد اليت تسبب : التعريف القانوينو حيظر تداوهلا أو زراعتها أو تصنيعها إال ألغراض حيددها القانون و ال تستعمل إال بواسطة

و تشمل األفيون و مشـتقاته و احلشـيش و عقـاقري اهللوسـة و . من يرخص له بذلك خـدرات و لكن ال تصنف اخلمر و املهدئات واملنومات ضمن امل, الكوكائني و املنشطات

١١٢.على الرغم من أضرارها و قابليتها إلحداث اإلدمان -:جرمية املخدرات يف القانون اليمين

لسـنة ) ١٢(وردت اإلشارة إىل جرائم املخدرات يف قانون اجلرائم والعقوبات اليمين رقم وبالتحديد ] إفساد األخالق ,جرائم الزنا وهتك العرض [ يف الباب احلادي عشر م ١٩٩٤

) ٢٨٨(حيث نصت املـادة ،] اخلمر والقمار واملخدرات [الفصل اخلامس حتت عنوان يف -:التايل ىعل

-: )٢٨٨(مــــادة .١١٣"املقررة عليها والعقوبات املخدرات حدد جرائم، وي يبني القانون املواد املخدرة"خـدرة ، وهـو جرائم املخدرات إىل قانون املواد امل قد أحالت )٢٨٨(املادة ونالحظ أن

م بشأن مكافحة االجتـار واالسـتعمال غـري ١٩٩٣لسنة ) ٣(القانون الذي صدر برقم يف العدد السـادس املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية والذي نشر يف اجلريدة الرمسية

. م ١٩٩٣هـ املوافق ١٤٢٣شوال ٨الصادر بتاريخ ، موزعة هذه الفصول ادة ــم) ٥٦(احتوت على واشتمل هذا القانون على تسعة فصول

-:على التايل .يف التسمية والتعاريف : الفصل األول - .يف اجللب والتصدير والنقل : الثاين الفصل - .يف االجتار باملواد املخدرة واملؤثرات العقلية : الفصل الثالث - .يف الصيدليات : الفصل الرابع - .ملستحضرات الطبية احملتوية عليهاع ايف إنتاج املواد املخدرة وصن: الفصل اخلامس - .يف املواد اليت ختضع لبعض قيود املواد املخدرة : الفصل السادس -

.املرجع السابق - ١١٢ . ٧٤ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ١١٣

٩٠

.يف النباتات املمنوع زراعتها : الفصل السابع - . يف أحكام عامة : الفصل الثامن - .يف العقوبات : الفصل التاسع -

رتبها املشـرع اليتالذي ذكر العقوبات والذي يعنينا يف هذا اال هو ما مشله الباب التاسع ، وليس كل العقوبات هي جمال حبثنا ، وإمنا عقوبات اإلعدام اليت اليمين على مقترف اجلرمية

.أشار إليها القانون ورتبها على بعض اجلرائم يف هذا الباب -:عقوبة اإلعدام

األفعـال والـيت حيكـم أوجب املشرع اليمين عقوبة اإلعدام يف هذا القانون على عدد من) ٤٢و) ٣٥(و) ٣٤(و) ٣٣(القانون بتجرميها ويوجب عليها العقوبة ، فقد نصت املـواد

-: اآليت على ) :٣٣(مــادة

-: باإلعداميعاقب " ر أو جلب مواد خمدرة بقصد االجتار أو الترويج قبل احلصول على الترخيص كل من صد -أ

. ذا القانونمن ه) ٣(املنصوص عليه يف املادة كل من أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مواد خمدرة وكان ذلك بقصـد االجتـار -ب

. ١١٤"باملخالفة ألحكام هذا القانون ) :٣٤(مــادة

-:و بالسجن ملدة مخسة وعشرين سنة باإلعداميعاقب "مـادة كل من متلك أو حاز أو أحرز أو اشترى و باع أو سلم أو نقل أو قدم للتعاطي -أ

خمدرة وكان ذلك بقصد االجتار فيها بأية صورة وذلك يف غري األحوال املصرح ا يف هـذا . القانون

كل من زرع نباتا من النباتات الواردة يف اجلدول اخلامس أو صدر أو جلب أو حاز أو -بمنوهـا أحرز أو اشترى أو باع أو سلم أو نقل نباتا من هذه النباتات يف أي طور من أطوار

هي أو بذورها وكان ذلك بقصد االجتار أو اجتر فيها بأية صورة وذلك يف غـري األحـوال . املصرح ا يف هذا القانون

] .١٣[م بشأن مكافحة االجتار واالستعمال غري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية ١٩٩٣لسنة ) ٣(قانون رقم : أنظر - ١١٤

٩١

كل من رخص له يف حيازة مواد خمدرة الستعماهلا يف غرض من أغراض معينة وتصرف -ج . فيها بأية صورة كانت يف غري تلك األغراض

. ١١٥"أ مكانا لتعاطي املخدراتكل من أدار أو أعد أو هي -د ) :٣٥(مــادة

-:أو بالسجن مدة مخسة وعشرين سنة باإلعداميعاقب " كل من قدم للتعاطي بغري مقابل مواد خمدرة أو سهل تعاطيها يف غري األحوال املصرح ا يف

.١١٦" هذا القانون ) :٤٢(مــادة

املستخدمني العموميني القائمني علـى يعاقب باإلعدام كل من قتل عمدا أحد املوظفني أو" .١١٧"بسببها تنفيذ هذا القانون أثناء تأدية وظيفته أو

ونقف على تفصيالا ، ونبني قصـد ، مادة وسوف نستعرض املواد السابقة مادة - -:املشرع اليمين منها ، وما يترتب عليها من أحكام

-:على عدام نصت املادة على إجياب عقوبة اإل -) :٣٣(املــادة - ر إي إىل خارج البالد ، أو داخل البالد بتوزيعه من مكان إىل آخـر كل من صد

أو معنوية بقصد التجارة ، أو بقصد الترويج فقط دون احلصول على عوائد مادية ، ) ٣(ترخيص مسبق من اجلهات ذات العالقة ، بناءا على املادة دون أن يكون لديه

-:نص على التايل من هذا القانون ، واليت ت ) :٣(مــادة

كمـا ال جيـوز .. ال جيوز جلب املواد املخدرة مهما كانت الوجهة النهائية هلـا " تصديرها إال يف احلاالت املستثناه طبقا هلذا القانون مبوجب ترخيص كتايب مسبق من

. ١١٨"وبتوقيع الوزير) وزارة الصحة(اجلهة املختصة

.] ١٤، ١٣[املصدر السابق ص : أنظر - ١١٥ ] .١٤[ر السابق ص املصد: أنظر - ١١٦ ] .١٥[املصدر السابق ص : أنظر - ١١٧ ] .٥[املصدر السابق ص : أنظر - ١١٨

٩٢

سواء من أو أحضر ) أي استورد(من جلب على كل كذلك تسري ذات العقوبة -بدون تـرخيص مواد خمدرة لنفس الغرض السابق ، وخارج البالد ، أو من داخلها

).٣(ة رقم مسبق من اجلهات ذات العالقة كما نصت عليه املادة السابق- وتسري ذات العقوبة كذلك على كل من أنتج أو استخرج أو فص ع ل أو صـن-

.مواد خمدرة بقصد االجتار أو الترويج -سائل بأي وسيلة من الونصت املادة على إجياب عقوبة اإلعدام ، أو السجن يف ظروف معينة -:) ٣٤(املــادة

-:حسب ما يراها القانون ملدة مخسة وعشرين سنة على ، أو اشتراها ) مبعىن وجدها ( ك مادة خمدرة ، أو حازها ، أو أحرزها كل من متل -

آلخر ، أو نقلها من مكان إىل ، أوباعها ، أو سلمهامن وسائل الشراء بأي وسيلةمها لغريه للتعاطي ، وكانـت تلـك آخر أو من شخص إىل شخص آخر ، أو قد

ويستثىن مـن .ار فيها بأي صورة من صور االجتارالصور املاضية على قصد االجت .١١٩دة السابقة كما نصت على ذلك املالك األحوال اليت صرح ا القانون ،ذ

كل من زرع نباتا من النباتات الـواردة يف اجلـدول يعاقب بذات العقوبة السابقة -باعها ، أو سلمها اشتراها ، أو رها ، أو جلبها ، أو حازها ، أواخلامس ، أو صد

، وذلك يف أي طور من أطوار منوها هي أو منو بذورها ، وذلك بقصد ، أو نقلها .االجتار أو الترويج صور الترويج هلا ، بأي صورة من ، أو االجتار فيها

يف النباتات املمنوع زراعتها : اجلدول اخلامس " : ذكرا كان أو أنثى جبميع مسـمياته مثـل " كانا بيس ساتيفا " القنب اهلندي - ١

.أو الكمنجة أو الباجنو أو غري ذلك من األمساء اليت قد تطلق عليه احلشيشاألفيون أو أبـو : جبميع أصنافه ومسمياته مثل " ا فري سومنيفريم باب" اخلشخاش - ٢

.النوم أو غري ذلك من األمساء اليت تطلق عليه .مجيع أنواع جنس البابا فري - ٣ . ١٢٠"جبميع أصنافه ومسمياته " أيروثروكسيلوم كوكا " الكوكا - ٤

. ٥من القانون ص ) ٣(يقصد بذلك املادة رقم - ١١٩م بشأن مكافحة االجتار واالستعمال غري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية ، اجلدول ١٩٩٣لسنة ) ٣(قانون رقم : أنظر - ١٢٠

. ٥٨ص ) ٥(رقم

٩٣

نة حبسـب مـا اإلعدام أو السجن ملدة مخسة وعشرين س( كذلك يعاقب بذات العقوبة - -:كل من ) يرى القانون

- مبعىن أنه حصل على ترخيص رمسي من اجلهات ذات ، ص له يف حيازة مواد خمدرة رخالعالقة جبلب مواد خمدرة أو استريادها أو حيازا لكي تسـتخدم يف أي غـرض مـن

األغـراض يف غـري تلـك ، كانتاألغراض املرخص ا ، مث تصرف فيها بأية صورة .ا ص له املرخ

كذلك تسري نفس العقوبة على كل من أدار أو أعد أو هيأ مكانا لتعاطي املخدرات ، -وأشرف على إدارته وتسيريه ، أوم كل من أعد مكانا مبعىن أن القانون جير ،ل تنظيمه سه

.ويوجب عليه العقوبة السابقة حبسب مقتضى القانون ، وإدارته ، أو السـجن مـدة مخسـة عقوبة اإلعدام قدة على إحلانصت املا) : ٣٥(املــادة

-:وذلك بالنظر إىل املصلحة اليت يراها القانون يف حق كل من ، وعشرين سنة - ا يف قد دف تعاطيها ، وذلك يف غري األحوال املصرح م مواد خمدرة بغري مقابل

.القانون كما أشارت لذلك املادة الثالثة من القانون - فتجري عليه نفس ، ة التعاطي بأي وسيلة من وسائل التسهيل والتذليل ل عمليسه

.العقوبة بنفس الظروف السابقة كل من قتل عمدا أحد املوظفني نصت املادة على إحلاق عقوبة اإلعدام حبق ) ٤٢(املــادة

بسـببها ، ة وظيفته أو القائمني على تنفيذ هذا القانون أثناء تأدي ني العمومينيمداملستخأو ، وتطبق عليه العقوبـة عمد عترب قاتلشكال فيه على اعتبار أن اجلاين هنا يإال وهذا األمر

) .اإلعدام ( املنصوص عليها يف ذلك الباب وهي عقوبة القتل

٩٤

الثاين الفصل اجلرائم املهدرة للدماء يف الشريعة اإلسالمية

-:مباحث أربعةوفيه تعريف الشريعة وبيان خصائصها: املبحث األول - اجلرمية تعريفها وأنواعها : ثايناملبحث ال - عالج اإلسالم للجرمية : لثاملبحث الثا -نظـر الشـريعة للعصـمة يف اجلرائم املهدرة : رابعاملبحث ال -

اإلسالمية

٩٥

الفصل الثاين اجلرائم املهدرة للدماء يف الشريعة اإلسالمية

، الشرعية ، وأمرت بااللتزام ـا حكاماإلسالمية جبملة من التكاليف ، واألجاءت الشريعة .وحذرت من تركها والتقصري يف فعلها

، ورتبت جبملة من احملاذير واملنهيات ، وحذرت من املساس ا واالقتراب منها كما جاءتلى قـدر اجلـرم على خمالفة ذلك عددا من العقوبات الشرعية ، وهذه العقوبات إمنا تقدر ع

واملخالفة املرتكبة ، فهنالك جرائم تستحق عقوبات حدية ، مبعىن أن الشرع حـدد هـذه . العقوبة التعزيرية يهعند مقارفتها ما تستوجبه العقوبات ، وجرائم أخرى أقصى

اجلـرائم الـيت تعتـرب بعض فقط يف اكون حمصوريجمال دراستنا س وكما ذكرنا سابقا فإن .) اإلعدام ( ستوجب عقوبة إتالف النفس ت المية مقارفتهاالشريعة اإلس

-: املباحث التالية إيلهذا الفصل بناء على ذلك سنقسم و .تعريف الشريعة وبيان خصائصها : املبحث األول - .اجلرمية تعريفها وأنواعها : املبحث الثاين - .عالج اإلسالم للجرمية : املبحث الثالث - .اجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر الشريعة اإلسالمية : الرابع املبحث -

٩٦

األول املبحث تعريف الشريعة وبيان خصائصها

من متام نعم اهللا تعاىل على عباده أنه أنزل هلم شريعة ربانية ترسم هلم منـهجا للحيـاة يف يف هذه قد بنيت خمتلف أصوهلا وفروعها ، فهي األصول الثابتة اليت ال تتغري وال تتبدل ، و

.األحكام على املقاصد واملصاحل يف واقعها ، ويف تغريها بتغري الزمان واملكان الشريعة واحلق تبارك وتعاىل فيها هو وحده املشرع واملقنن واآلمر والناهي ، وقد أقام بالشـريعة

يال املتوالية إطارا عاما ، وحدودا أخالقية يتطور اتمع ويتحرك يف نطاقها ، تاركا لألج . حتقيق متطلبات العصور يف ظل تغري الظروف االجتماعية عن طريق اجتهاد الفقهاء

وقد كان املسلمون دائما ويف خمتلف العصور اليت مروا ا قادرين على التماس شـريعتهم ، ومن خالهلا اسـتقوا يف مناهج حيام ، فمنها استمدوا قوم على مواجهة التحديات

.يف هذه احلياة مناهجهمكفل صالح البشرية ، ت اليت مجلة من اخلصائص واملميزاتوقد مجعت الشريعة اإلسالمية

بني طريف الواقعية والكمال ، فهـي تنظـر إىل كجمعها وذلك وحتقق رغباا املنشودة ، واقع الناس ، وتستجيب حلاجام ، وتليب الضرورات اليت حتدث هلـم ، دون أن مـل

والنظر إليها على حنو حيكم وحدة اتمع ، وهي عند الضرورة القصوى تبـيح العاداتاحملظورات لدفع الضرر ، وتقوم على جلب مصاحل الناس ودفع الضرر عنهم ، وحتقيـق

إىل غري ذلك من اخلصائص واملميزات اليت سنتطرق إليهـا يف ثنايـا هـذا ، العدالة هلم .املبحث

-:املبحث إىل مطلبني رئيسني ومن هنا رأينا أن نقسم هذا .تعريف الشريعة لغة واصطالحا : املطلب األول - .اخلصائص العامة للشريعة اإلسالمية : املطلب الثاين -

٩٧

املطلب األول تعريف الشريعة

ها عرشالعرب هي مورد الشاربة اليت ي، يف كالم يعةر، والش عةرالش: الشريعة لغة : أوال ، ال ، حىت يكون املاء عـدا والعرب ال تسميها شريعة.. لناس ، فيشربون منها ، ويستقونا

، مبعىن أظهر) عرش(كما ترد كلمة .. ، ال يسقى بالرشا ، ويكون ظاهرا معينا انقطاع له . وأبان

ملاء منها عة املواضع اليت ينحدر إىل اراع واملشرة والشيعرالش" جاء يف لسان العرب -وا مسي ما شرع اهللا لعباده شريعة يف الصـوم والصـالة واحلـج : ، قال الليث

عة املاء وهـي مـورد ريعة يف كالم العرب مشرعة والشروالش ، والنكاح وغريه . ١٢١"الشاربة ، اليت يشرعها الناس ، فيشربون منها ، ويستقون

عة املاء وهي مورد الشـاربة ، رعة مشيرالش: ش ر ع " وجاء يف خمتار الصحاح -ع اهللا لعباده من الدين ، وقد شرع هلم أي سن ، والشار عرما ش: والشريعة أيضا . ١٢٢"الطريق العظيم

الشني والراء والعني أصل واحـد ، وهـو : عرش" وجاء يف معجم مقاييس اللغة -ي مورد الشـاربة املـاء ، وه: يعة رشيء يفتح يف امتداد يكون فيه ومن ذلك الش

واشتق من ذلك الشرتعـاىل سـبحانه و اهللا يعة ، قالرعة يف الدين والش }

{تعاىل، وقال ١٢٣ }

{١٢٥انتهى١٢٤ .

دار ، لبنان / بريوت ، الطبعة األوىل ، لسان العرب، ابن منظورأيب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم األفريقي املصري : أنظر - ١٢١

. ]٨/١٧٥[، صادر دة، طبعة جدي: ، الطبعة بريوت –لبنان ، خمتار الصحاح، ١٩٩٥ – ١٤١٥، الرازيحممد بن أيب بكر بن عبد القادر : أنظر - ١٢٢

].١/١٤١[ ،حممود خاطر : حتقيق ] .٤٨[سورة املائدة ،اآلية - ١٢٣ ] .١٨[سورة اجلاثية ،اآلية - ١٢٤دار ، لبنان –، بريوت الثانيةالطبعة ، معجم مقاييس اللغةم، ١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠، أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا: أنظر - ١٢٥

.] ٣/٢٦٢[، عبد السالم حممد هارون : حتقيق - -اجليل

٩٨

أي ج وأوضح وبني املسالك ) شرع ( ومعىن" رمحه اهللا ١٢٦وقال اإلمام القرطيب -ـ : ، وقد شرع هلم يشرع شرعا أي سن ، والشارع الطريق األعظم ، وقد شرع

املرتل إذا كان على طريق نافذ ، وش١٢٧"اإلبل إذا أمكنتها من الشريعة رعت .

{ تعاىل عند تفسري قوله: وقال أيضا - {١٢٨: " شريعة : املذهب وامللة ، ويقال ملشرعة املاء وهي مورد الشاربة : الشريعة يف اللغة

ما شرع اهللا لعباده من الدين ، : ، ومنه الشارع ألنه طريق إىل املقصد ، فالشريعة خللقه ، فمعىن تعاىل املذاهب اليت شرعها اهللا : واجلمع الشرائع ، والشرائع يف الدين

:) ( أي على هدى من األمر،

.الشريعة األمر والنهي واحلدود والفرائض : قال قتادة - . البينة ، ألا طريق إىل احلق: وقال مقاتل - .السنة ، ألنه يسن بطريقة من قبله من األنبياء : وقال الكليب - .الدين ، ألنه طريق النجاة : وقال ابن زيد - : واألمر يرد يف اللغة مبعنيني : ابن العريب وقال -

{: شـأن كقولـه سـبحانه وتعـاىل أحدمها مبعىن ال

{١٢٩ . والثاين ، أحد أقسام الكالم الذي يقابله النهي ، وكالمها يصح أن يكون مرادا هاهنا ،

اهللا سـبحانه كما قال ريقة من الدين وهي ملة اإلسالم ،مث جعلناك على ط: وتقديره

كان من عباد اهللا الصاحلني والعلماء العارفني الـورعني . هـ ٦٢٧اإلمام أيب عبد اهللا حممد بن أمحد األنصاري القرطيب ، ولد سنة - ١٢٦

أجل وأنفس الكتب ، وكتاب األسىن كتاب اجلامع يف أحكام القرآن من الزاهدين ، أوقاته معمورة ما بني توجه وعبادة ، وتصنيف ، لهأمحد بن عمر القرطيب ، وحدث عن احلـافظ أيب علـي مسع من الشيخ أيب العباس . شرح أمساء اهللا احلسىن ، والتذكرة بأمور اآلخرة يف

= شجرة النور الزكية يف طبقات: هـ أنظر ٦٧١من شوال سنة التاسعتويف ليلة اإلثنني . احلسن بن حممد البكري . ]٦/٢١٧: [للزركلي ألعالما]. ١/٥: [اجلامع ألحكام القرآن مقدمة كتاب . ]١٩٧: [حملمد بن خملوف : املالكية= ] .١٦/١١[، دار الشعب ، القاهرة، اجلامع ألحكام القرآن، القرطيبأبو عبد اهللا حممد بن أمحد األنصاري : أنظر - ١٢٧ ] .١٨[سورة اجلاثية آية - ١٢٨ . ] ٩٧ [آية هود سورة - ١٢٩

٩٩

{ : تعــــــاىل و

{١٣١ ١٣٠.

{"تعاىل رمحه اهللا ١٣٢وقال اإلمام الطربي { على طريقـة و و سـنةفاتبع تلك الشريعة اليت جعلناها لك : يقول ،فاتبعها نا به من قبلك من رسلنا رممن أ منهاج

"١٣٣. أن الشريعة يف اللغة تشمل كل ما شرع اهللا تعاىل أو سن لعباده من الدين والذي خنلص به

.لوكية واألحكام العقائدية أو العملية أو األخالقية الس -:معىن الشريعة يف اإلصطالح : ثانيا

، فال يوجـد مما الشك فيه أن العالقة بني املعىن اللغوي واالصطالحي ألي لفظ وثيقة جدا .معىن اصطالحي منبت الصلة عن معناه اللغوي

. واضح وجلي يف املعىن االصطالحي) الشريعة ( واملعىن اللغوي للفظ ) شـريعة (وهو أن الشريعة مورد املاء اجلاري ، مسيت األحكام : ول فعلى املعىن اللغوي األ

. من جهة أا توصل إىل حياة النفوس ، كما أن املورد يوصل إىل ما فيه حياة األبدان ) شريعة(الطريقة الواضحة ، مسيت األحكام : وهو أن الشريعة : وعلى املعىن اللغوي الثاين

تالف فيها وال اضطراب ، كما أن الطريقة الواضحة ال التواء من جهة أا مستقيمة ، ال اخن من شرع فيهـا علـى أومسيت الشريعة تشبيها بشريعة املاء ، حيث . فيها وال اعوجاج

.ذلك املاء باحلقيقة روى وتطهر ومن هنا عف أهل العلم الشريعة يف اإلصطالح قدميا وحديثا بتعاريف متعددة وخمتلفـة ، ر

-:منها

. ]١٢٣ [آية النحل سورة - ١٣٠ ] .١٦/١٤٢[املصدر السابق - ١٣١من مجع . هـ ٢٢٥أبو جعفر حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب الطربي ، احملدث الفقيه املقرئ املؤرخ املشهور ولد سنة - ١٣٢

، فقيها باألحكام ، عاملا بالسنن ، باملعايناهللا ، عارفا بالقرآن ، بصريا العلوم ما مل يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظا لكتابتأويل القرآن ، ان يف وامللوك ، وكتاب يف تفسري القرآن مساه جامع البي ه الكتاب املشهور يف تاريخ األممعارفا بأيام الناس وأخبارهم ، ول

١العلمية ، بريوت ، ط ، دار الكتب مقدمة جامع البيان يف تأويل القرآن: انظر .هـ ٣١٠تويف سنة . مل يصنف أحد مثله ].٦/٢٩٤: [للزركلي األعالم]. م١٩٩٢/هـ١٤١٢[

، دار الفكر ، بريوت، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ١٤٠٥ ، الطربي حممد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر:أنظر - ١٣٣]١١/٢٥٨.[

١٠٠

اسم الشريعة والشرع والشرعة فإنـه : " رمحه اهللا ١٣٤قال شيخ اإلسالم ابن تيمية -١والشريعة إمنـا )إىل أن قال (............ ينتظم كل ما شرعه اهللا من العقائد واألعمال

هي كتاب اهللا وسنة رسوله وما كان عليه سلف األمة يف العقائد واألحـوال والعبـادات إتباع الرسـل : وحقيقة الشريعة ... ياسات واألحكام والواليات والعطيات واألعمال والس

والدخول يف طاعتهم ،كما أن اخلروج خروج عن طاعة الرسل ، وطاعة الرسل هي ديـن .١٣٥"اهللا٢- الشريعة " ١٣٦وجاء يف كتاب الكليات أليب البقاء الكفوي :لألحكام اجلزئيـة اسم

و . ومعادا ، سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعة إليه اليت يتهذب ا املكلف معاشاكل فعل أو ترك خمصوص من نيب من األنبيـاء ، صـرحيا أو داللـة ، : الشرع كالشريعة

فإطالقه على األصول الكلية جماز ـ وإن كان شائعا ـ خبالف امللة ، فإن إطالقهـا علـى قيقة ، كاإلميان باهللا ومالئكته وكتبه وغـري ذلـك ، وتطلق على األصول ح. الفروع جماز

. ١٣٧"وهلذا ال تتبدل بالنسخ وال خيتلف فيها األنبياء ، وال تطلق على آحاد األصول هي ما شرعه اهللا لعباده مـن العقائـد والعبـادات واألخـالق : الشريعة " وقيل -٣

الناس برم وعالقـام بعضـهم واملعامالت ونظم احلياة ، يف شعبها املختلفة لتنظيم عالقة فشريعة اهللا هي املنهج احلق املستقيم ، الـذي . ببعض ، وحتقيق سعادم يف الدنيا واآلخرة

يصون اإلنسانية من الزيغ واالحنراف ، وجينبها مزالق الشر ، ونوازع اهلوى ، وهي املـورد

ربيع األول سنة دمشق ، ولد يوم االثنني عاشر شهر ية احلراين نزيل أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم املعروف بابن تيم - ١٣٤

وجهابذة علمائه ، وكان ذكي فسمع احلديث من حفاظ ذلك العصر ،هـ حبران ، وقدم مع والده وأهله إىل دمشق وهو صغري ، ٦٦١صيته وفضله ، فأتاح له ذلك ألسنة احلسد واحلقد ، ع لم والعمل والدعوة واجلهاد ، ذاالقلب ، متوقد القرحية ، ناقد البصرية ، مجع بني الع

بالسجن فصرب واحتسب مستمرا على مبدئه حىت نزل به قضاء اهللا وهو نائه عما هو عليه ، ابتلي وأعلنوا له املكيدة والدس حماولني إثفنون أبرزها ملصنفات يف خمتلف الله العديد من ا. هـ ٧٢٨خلت من شهر ذي القعدة سنة قلعة دمشق ليلة اإلثنني لعشرين سجني يف

، ] ٦١: [البن شطي خمتصر طبقات احلنابلة: انظر . العديد من مصنفاته فبلغت ما يربو على الثالثني جملدا فتاويه اليت مجعت من ].هـ١٣٩٩[، دار املسرية ، بريوت ] ٦/٨٠: [عبد احلي العماد احلنبلي : شذرات الذهب يف أخبار من ذهب

عبد : مكتبة ابن تيمية ، حتقيق: دار النشر ، الثانية: ، الطبعة جمموع الفتاوىأمحد عبد احلليم بن تيمية احلراين أبو العباس ، :أنظر - ١٣٥ ].٤/٢٣١[، الرمحن بن حممد بن قاسم العاصمي النجدي

ناف ، عاش وويل القضاء يف كفـه أبو البقاء أيوب بن موسى احلسيين القرميي الكفوي ، صاحب الكليات ، كان من قضاة األح - ١٣٦ . م ودفن يف تربة خالد ، له عدة كتب بالتركية١٦٨٣بتركيا وبالقدس وببغداد ، مث عاد إىل استانبول فتويف ا سنة

] .٢٩٣[لسركيس معجم املطبوعات، ] ٢/٣٨[ األعالم، ] ٢/٣٨٠[ إيضاح املكنون: أنظر ، الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغويةم ، ١٩٩٨ -هـ ١٤١٩ ، لكفوي اأبو البقاء أيوب بن موسى احلسيين :أنظر - ١٣٧

.] ١/٥٢٤[، حممد املصري -عدنان درويش : مؤسسة الرسالة ، حتقيق، بريوت

١٠١

ذا كانت الغاية مـن العذب الذي يشفي غلتها ، وحييي نفوسها ، وترتوي به عقوهلا ، وهل . ١٣٨"تشريع اهللا استقامة اإلنسان على اجلادة ، لينال عز الدنيا وسعادة اآلخرة

هي جمموعة من التعاليم والنظم الربانية املعصومة اليت تنظم حيـاة األفـراد : "وقيل -٤ . ١٣٩"واجلماعات والدول وغري ذلك

-:التعريف املختار -:معناها هو أن الشريعة يف اصطالح العلماء

ما سنه اهللا تعاىل لعباده من أحكام يف العقائد والعبادات واألخالق واملعامالت ونظم احلياة ، .يف كل شعبها املختلفة

هي ما نزل به الوحي على حممد صلى اهللا عليه وسلم من : فإذا أردنا الشريعة اإلسالمية قلنا م ، سواء كان ذلك يف أحكام العقيـدة األحكام اليت تصلح أحوال الناس يف دنياهم وأخراه

.وهي بذلك ترادف كلمة اإلسالم مبعناه العام . أو العبادة أو األخالق ، أو ما إىل ذلك

{ تعاىلسبحانه و ويشهد هلذا املعىن قول اهللا

{وتعاىل وقوله سبحانه، ١٤٠ :}

{١٤١ .

{: اىل تعوقوله {١٤٢ .

ارف للنشر مكتبة املع، الرياض ، الطبعة الثانية ، تاريخ التشريع اإلسالمي التشريع والفقه، م١٩٩٦، القطانمناع خليل : أنظر - ١٣٨

] .١٤، ١٣[، والتوزيع موقع علماء الشـريعة ( موقف اإلسالم من القوانني الوضعية وسبقه عليها" مقال بعنوان ، الغامديأمحد بن سعيد . د :أنظر " - ١٣٩

] ٤٩٥٠=www.olamaashareah.net/nawah.php?tid[ ) على شبكة اإلنترنت ] .١٣[ية ،اآلسورة الشورى - ١٤٠ ] .١٨[ية ،اآلسورة اجلاثية - ١٤١ ] .٤٨[ية ،اآلسورة املائدة - ١٤٢

١٠٢

املطلب الثاين اخلصائص العامة للشريعة اإلسالمية

للشريعة اإلسالمية مجلة من اخلصائص العامة اليت متيزها عن غريها من الشرائع ، ذلك ألـا وهـي الشـريعة ، يفسدها شريعة اهللا تعاىل العليم اخلبري الذي يعلم ما يصلح البشرية ، وما

.الكاملة والباقية ما دامت احلياة البشرية قائمة -: ١٤٣ومن هذه اخلصائص

.ـ عمومها للمكلفني ١ .كماهلا وعدم نقصها - ٢ .ـ مجعها بني الثبات واملرونة ٤، ٣ .ـ مشوهلا لرعاية مصاحل الدين والدنيا واألفراد واجلماعات ٥ .إلميان باهللا واليوم اآلخر ـ ربطها ألحكام السلوك با ٦ .ـ حفظ مصدريها من التحريف والتبديل ٧ .ـ مسوها يف املبادئ والنظريات ٨ .ـ دوامها يف الزمان واملكان ٩

:العموم : اخلاصية األوىل واملراد ا أن الشريعة عامة جلميع البشر يف كل مكان وزمان ، وهذا من القطعيات ، بل هو

يف مجيع م مؤكدمن أن الشـريعة حبسـب ،١٤٤الكتاب والسنة واإلمجاع : صادر الشريعةاملكلفني ال خيتص اخلطاب يف أي حكم من أحكامها مبكلف دون آخر ، مـا دام شـرط

فالعباد بالنسـبة ، التكليف للناس مجيعا ومبا أن األحكام إمنا وضعت يف األصل ملصاحل العباد

مؤسسـة ، ، بـريوت ١١، ط التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي، هـ ١٤١٢عودة ، عبد القادر .د: أنظر - ١٤٣

، م١٩٨٨عبد الكرمي زيـدان، . و د] . ١٣٠[ الثبات والشمول يف الشريعة اإلسالمية السفياين، عابد . د و ، -] ١/٢٤[،الرسالة ]. ٧٦-٤٦[، الطبعة الثالثة، بريوت ، مؤسسة الرسالة ، أصول الدعوة

، عبـد اهللا دراز : حتقيـق دار املعرفـة ، -بـريوت ، املوافقات، الشاطيب إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي املالكي: أنظر - ١٤٤بكر ، ]١٩٣[، دار الكتب العلمية – بريوت، مراتب اإلمجاع، الظاهريابن حزم علي بن أمحد بن سعيد ، و وما بعدها ]٤/١٨٤[

وما ] ٩٠[، ، دار العاصمة الرياض، ١ط، اإلبطال لنظرية اخللط بني دين اإلسالم وغريه من األديان، ١٤١٧، أبو زيدبن عبد اهللا و .بعدها

١٠٣

{: اهللا تعـاىل قـال . سواء إىل ما تقتضيه هذه األحكام

{١٤٥. وما أرسلناك يا حممد إىل هؤالء املشركني باهللا مـن قومـك " قال اإلمام الطربي رمحه اهللا

عرب منهم والعجم واألمحر واألسود ، بشريا خاصة ، ولكنا أرسلناك كافة للناس أمجعني ، الن كذبك ، ولكن أكثر الناس ال يعلمون أن اهللا أرسلك كذلك إىل ملن أطاعك ، ونذيرا مل

١٤٦"مجيع البشر ، وبنحو الذي قلنا يف ذلك قال أهل التأويل { : تعاىل وقوله {١٤٧.

أمره سبحانه أن يقول هذا القول املقتضي لعمـوم " تعاىل رمحه اهللا ١٤٨قال اإلمام الشوكاينرسالته إىل الناس مجيعا ال كما كان غريه من الرسل عليهم السالم ، فإم كانوا يبعثون إىل

.١٤٩"قومهم خاصة كان الـنيب : " وقال منها " قبلي أحد نهطعمخسا مل ي يتعطأ" صلى اهللا عليه وسلم وقال

. ١٥٠"يبعث إىل قومه خاصة وبعثت إىل الناس كافة :الكمال : اخلاصية الثانية

ويراد ا أن الشريعة اإلسالمية استكملت ما حتتاجه الشريعة الكاملة من أحكـام عقديـة األمة ، حاجات فهي غنية مبا يكفل ،وعملية ، فقهية ، وخلقية ، قواعد ومبادئ ونظريات

يف عالقة املخلوق بربه الذي خلقه ، ويف عالقة الفرد بنفسه ، وبغريه من فرد ومجاعـات أو

] .٢٨[سورة سبأ ،اآلية - ١٤٥ ]. ١٠/٢٧٧[ دار الفكر، بريوت، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، هـ ١٤٠٥، حممد بن جرير الطربي: أنظر - ١٤٦ ] .١٥٨[سورة األعراف ،اآلية - ١٤٧

هـ ، حفـظ ١١٧٣ هجرة شوكان يف سنة حممد بن علي بن حممد بن عبد اهللا الشوكاين مث الصنعاين ولد يف: إلمام اتهد ا - ١٤٨القرآن وجوده منذ صغره وحفظ العديد من املتون ، وهو مل يتعد العاشرة من عمره ، تصدر لإلفتاء وهو يف سن العشرين دعا إىل اإلجتهاد

ن ، بلغت مؤلفاته أكثر مـن وخلع ربقة التقليد وهو دون الثالثني ، وكان قبل ذلك على املذهب الزيدي ، فصار علما من أعالم اتهدينيل األوطار شرح منتقى -:كتابا وما زال الباقي خمطوطا حيتاج إىل حتقيق ونشر ، ومن أشهر مؤلفاته ) ٣٨(مؤلفا ، طبع منها ) ٢٧٨(

جلامع بني فين الروايـة األخبار ، السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار ، والبدر الطالع مبحاسن من بعد القرن السابع ، وفتح القدير اد اإلمام الشوكاين حياته وفكره ، ) ٢١٩-٢/٢١٥(البدر الطالع : أنظر .[ هـ ١٢٥٥والدراية من علم التفسري وغريها تويف يف سنة

) ] .٢٢٩-١٩٤(عبد الغين الشرجيب . ]. ٢/٢٧٠[، بريوت ، دار الفكر ، لم التفسريفتح القدير اجلامع بني فين الرواية والدراية من ع حممد بن علي الشوكاين ،: أنظر - ١٤٩ ] .١/٢٧٠) [٥٢١(، صحيح مسلم برقم ] ١/١٢٨) [٣٢٨(صحيح البخاري برقم : أنظر - ١٥٠

١٠٤

دولة ، بل وبغريه من املخلوقات وذلك يف احلاضر القريب واملستقبل البعيد ، فضـال عـن . ١٥١املاضي قريبه وبعيده

{قـال تعــاىل

{١٥٢

:الثبات واملرونة : اخلاصية الثالثة والرابعة ومعىن ذلك أن الشريعة باقية ال يلحقها نسخ وال تغيري ، ألن النسخ يكون بقوة املنسـوخ ،

إال تشريع آخر من اهللا تعاىل ، -اليت هي من اهللا تعاىل -أو أقوى منه ، فال ينسخ الشريعة وحيث قد ختم اهللا عز وجل ا الشرائع ، وختم بنبيها األنبياء ، وانقطع الوحي مبوته صلى اهللا عليه وسلم ، فال يتصور أن ينسخها أو يغريها شيء ، فنصوصها وقواعدها وكلياـا ال

. ١٥٣تقبل التعديل ، فضال عن التغيري والتبديلالثبـوت : والثانية : "يف ذكره خواص الشريعة رمحه اهللا١٥٤سحاق الشاطيبإمة أبو قال العال

من غري زوال ، فلذلك ال جتد منها بعد كماهلا نسخا ، وال ختصيصا لعمومها ، وال تقييـدا إلطالقها ، وال رفعا حلكم من أحكامها ، ال حبسب عموم املكلفني ، وال حبسب خصوص

مان ، وال حال دون حال ، بل ما أثبت سببا فهو سبب بعضهم ، وال حبسب زمان دون زأبدا ال يرتفع ، وما كان شرطا ، فهو أبدا شرط ، وما كان واجبا فهو واجـب أبـدا ، أو مندوبا فمندوب ، وهكذا األحكام ، فال زوال هلا وال تبديل ، ولو فرض بقاء التكليف إىل

. ١٥٥"غري اية ، لكانت أحكامها كذلك

، مؤسسة بريوت، ١١ط، التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي، هـ ١٤١٢عودة ، عبد القادر .د:أنظر - ١٥١

] .١٣٠[ الثبات والشمول يف الشريعة اإلسالمية السفياين، عابد .د: و ،] ١/٢٤[ ،الرسالة ] .٣[سورة املائدة ،اآلية - ١٥٢احلكم والتحاكم كامل ، العزيز مصطفى عبد : و ،] ٥٩٢-٥٨٩[و وما بعدها ]١١٠[املرجع السابق عابد . دالسفياين : أنظر - ١٥٣

] .١/٣٦١[، يف خطاب الوحي مد اللخمي الغرناطي الشهري بالشاطيب ، أصويل حافظ من أهل غرناطة ، ومن أئمة املالكيـة ولـد سـنة إبراهيم بن موسى بن حم - ١٥٤

. م ١٣٨٨، واالعتصام ، تويف سنة املوافقات يف أصول الفقه ، واالس ، واالتفاق يف علم االشتقاق: هـ ، له عدة مصنفات منها ٧٩٠ ] .١/٧٥[ األعالم، ] ٥٠-٤٦[على هامش الديباج نيل االبتهاج ، ] ١/١٣٤[ فهرس الفهارس: أنظر

.، مرجع سابق ] ١١٠-١/١٠٩[ ،املوافقات، الشاطيب : أنظر - ١٥٥

١٠٥

" ا من احلكيم العليم اقترنت صفة الثبات بصفة الدوام مما يستلزم املرونة الفقهية أيث وح . ١٥٦" داخل إطار ثابت ، حول حمور ثابت

ومن حيث الواقع التشريعي ، فقد جاءت أحكامها وقواعدها ، على حنو جيعلها صاحلة لكل عة ومصادرها ، وطبيعة مبادئها زمان ومكان ، ويدل على هذه احلقيقة ويؤكدها واقع الشري

. وكلياا ، وأحكامها ومقاصدها وهذا من األمور اجللية ، البديهية عند أهل الشريعة نوع ال يتغري : األحكام نوعان : " يف كتابه إغاثة اللهفان رمحه اهللا١٥٧يقول اإلمام ابن القيم

كوجـوب ، تهاد األئمـة عن حالة واحدة هو عليها ال حبسب األزمنة وال األمكنة، وال اج . الواجبات ، وحترمي احملرمات ، فهذا ال يتطرق إليه تغيري وال اجتهاد خمالف ملا وضع عليه

ما يتغري حبسب اقتضاء املصلحة له زمانا ومكانا وحاال كمقادير التقـديرات : والنوع الثاين . ١٥٨" وصفاا فإن الشرع يتنوع فيها حبسب املصلحة

توعب الشريعة اإلسالمية كل ما جد من وقائع وما تبدل من عرف وعادة وذه اخلاصية تس صالفال يستطيع أحد أن يصفها باجلمود ، وبالتايل نيح.

:الشمول : اخلاصية اخلامسة وال ، فأحكام الشريعة اإلسالمية شاملة جلميع املصاحل الدنيوية واألخروية والفردية واجلماعية

منـها وهي شاملة ال ختلو حادثة واحدة ، فرد بدون مجاعة الوال عرف اجلماعة بدون فردتعن حكم هلا يف الشريعة ، وذلك يف مجيع األعصار ، واألقطار ، واألحوال ، فاملعاين الـيت

سـبحانه ، قـال اهللا ١٥٩تضمنتها نصوص الشريعة وأصوهلا تعم مجيع احلـوادث وتسـعها

. ]٧٥[ ،، دار الشروق بريوت، هـ ١٤١٥، طخصائص التصور اإلسالمي ومقوماته إبراهيم ، سيد قطب : أنظر - ١٥٦الزرعي الدمشقي احلنبلي املشهور بابن القيم اجلوزية ، ولد بدمشق يف السابع مشس الدين حممد بن أيب بكر بن أيوب ، أبو عبد اهللا - ١٥٧

هـ يف أسرة معروفة بالعلم ، فاشتغل به منذ صغره ، أخذ عن والده الفرائض ، وأخذ الفقه عن شيخه شيخ اإلسـالم ٦٩١من صفر سنةله العديد من املؤلفات يف . ما رأيت أوسع منه علما : ابن رجب ابن تيمية رمحه اهللا ، كان كثري العبادة ، حسن اخللق ، قال عنه احلافظ

زاد املعاد ، مدارج السالكني ، الطب النبوي ، الطرق : من أبرز مؤلفاته . خمتلف الفنون يف السرية والتصوف والتزكية والسلوك والطب شذرات ] . ٦٨: [البن شطي تصر طبقات احلنابلةخم: انظر . هـ ٧٥١تويف ليلة اخلميس الثالث عشر من شهر رجب سنة . احلكمية

. ، مكتبة املعارف ، بريوت ] ١٤/٢٣٤: [للحافظ ابن كثري الدمشقي البداية والنهاية]. ٦/١٦٨:[ الذهب يف أخبار من ذهبدار ، بـريوت ، انيـة الث ، الطبعةإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان م ، ١٩٧٥، ابن القيم حممد بن أيب بكر أيوب الزرعي :أنظر - ١٥٨

] .١/٣٣٤[ ، حممد حامد الفقي: ، حتقيق املعرفةكتـاب األم و، ]٢٠[، أمحد حممد شاكر: حتقيق، ، القاهرة ١٩٣٩،ط الرسالةالشافعي ، حممد بن إدريس أبو عبد اهللا :أنظر - ١٥٩أمحد بن علـي و] ١٤/١٦١[، تأويل آي القرآنجامع البيان عن ، حممد بن جرير الطربي بريوت ؛ و له أيضا دار املعرفة] ٧/٢٩٨[

حممـد الصـادق قمحـاوي : ، حتقيـق ، دار إحيـاء التـراث العـريب ، بريوتهـ ، ١٤٠٥، طأحكام القرآن، اجلصاصالرازي

١٠٦

{وتعاىل

{فكلمة ١٦٠}هنا ، نكرة يف سياق الشرط تفيـد } شيء . ١٦١العموم ، فيما يتصور التنازع فيه جنسا وقدرا

ع أحد أصول الشريعة ، فما صح إمجاع جمتهدي وما مل يتنازع فيه فمحل إمجاع ، واإلمجا .فال خيرج عنها حكم ،األمة عليه فهو منها :الرباط األخروي : اخلاصية السادسة

أي ربط أحكام السلوك والتعامل بوازع الدين ، واحلساب األخروي ، فاألحكام الشرعية واليوم اآلخـر فلـيس حتكم سلوك الناس وتعاملهم وتربط هذا التحكم بوازع اإلميان باهللا

للشريعة اإلسالمية كغريها من الشرائع الوضعية جهاز بشري يتوىل املراقبة واملعاقبـة علـى سبحانه وتعاىل املخالفة ألحكامها ، وإمنا متتاز عن غريها برقابة عليا هي مراقبة العلي اخلبري

. الذي يعلم خائنة األعني وما ختفي الصدور اليت تتميز ا الشريعة اإلسالمية عـن غريهـا مـن ن أعظم الفوارقمتعترب وهذه اخلاصية

حيث تقترن هذه القوانني واألنظمة البشرية جبزاء توقعه عندما يقتضـي ، القوانني الوضعيةوتتعدد صور ذلك اجلزاء ولكنه جزاء دنيـوي ، أمـا ، األمر ذلك يف حق من خيرج عليها يف أن اجلزاء فيها أخروي ودنيوي ، بل أن األصـل يف الشريعة اإلسالمية فإا ختتلف معها

وتنظـيم وضرورة اسـتقرار اتمـع اجلزاء هو اجلزاء األخروي ، ولكن مقتضيات احلياةعالقات األفراد على حنو واضح بني مكل ذلك دعا إىل أن يكون مع ، وضمان حقوقهمرثؤ

.دنيوي األخروي جزاء اجلزاء :احلفظ : ة اخلاصية السابع

إبراهيم و،]٢٧١-٦/٢٧٠[دار الشعب ، القاهرة، اجلامع ألحكام القرآن ، القرطيبحممد بن أمحد األنصاري ، و ]١٩٠ـ٣/١٨٩[،

. وما بعدها] ٤/١٨٠[،عبد اهللا دراز: بريوت، حتقيق -دار املعرفة ،] ١/١٠٨[املوافقات، الشاطيب بن موسى اللخمي الغرناطي املالكي ] .٥٩[النساء ، اآلية - ١٦٠النكرة يف سياق " عدة وينظر يف بيان قا ] ٦[ حتكيم القواننيآل الشيخ ، فيت الديار السعودية سابقا الشيخ حممد بن إبراهيم م :أنظر - ١٦١

مكـة ،١ط، القواعد والفوائد األصولية وما يتعلق ا من األحكام الفرعيةهـ ، ١٤١٨، ابن اللحام عالء الدين، و " الشرط تعم .]٢٧٨[،املكرمة، مكتبة إحياء التراث اإلسالمي

١٠٧

من التحريف والتبديل ، فقد عصـم اهللا ) الكتاب والسنة ( أي يف حفظ مصدري الشريعة ،كما قـال شرعه من التحريف والتبديل وذلك حبفظه سبحانه وتعاىل للقرآن الكرمي تعاىل { : تعاىل {١٦٢ .

تعاىل اهللا كما قالتعاىل وهي حمفوظة بإذن اهللا ، رتبطة بالكتاب وتعضده ويعضدها والسنة م

} {١٦٣.

:السمو : اخلاصية الثامنة مبعىن أن أصـوهلا القوانني الوضعية بالسمو، ها من غريالشريعة اإلسالمية عن كذلك متتاز ، وأن فيها من املبادئ والنظريات ما مستوى اجلماعة سامية وعالية عنقواعدها ومبادئها و

.والرفيع حيفظ هلا هذا املستوى السامي، ألن هبـوط لشريعة الكاملة السـامية الدائمـة هلذه اولعل هذا هو سبب حماربة الطغاة

العظـيم مستواها وفقدهم اهلمة العالية اليت ترفعهم إىل مسـتواها السـامق مستواهم عن، وخوفهم من ظهور من هو أهل ، وعدم أهليتهم حلملها وشعورهم بالنقص والتدين عنها

، حىت ال يفقدوا السيطرة غـري ، كل ذلك جعلهم حياربوا وحياربون دعاا حلملها عليهم . املشروعة على األمة

: الدوام :التاسعة اخلاصية، أي بالثبات واالستقرار، فنصوصها ال على غريها بالدواممتتاز الشريعة اإلسالمية أن مبعىن

، وهي مع ذلك تظل حافظـة ، مهما مرت األعوام وطالت األزمان تقبل التعديل والتبديل١٦٤مكان و لصالحيتها يف كل زمان .

ية إمنا مجعت هذه اخلصائص واملميزات ألا من عند والذي خنلص به هنا أن الشريعة اإلسالموتعاىل ، وبناء على ذلك مجعت صفات الكمال ، والسمو ، اهللا تعاىل ، ومن صنعه سبحانه

.والدوام ، والشمول وغريها من اخلصائص

] .٩[ية ،اآلسورة احلجر - ١٦٢ .] ٣[ية ،اآلسورة املائدة - ١٦٣بريوت ، مؤسسة ، ١١ط، التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي، هـ ١٤١٢، عودةبد القادر ع.د: أنظر - ١٦٤

.]١/٢٤[،الرسالة

١٠٨

الثاين املبحث تعريفها وأنواعهايف اإلسالم اجلرمية

- :وفيه مطلبان -:تعريف اجلرمية / األول املطلب -

رم وهـو القطـع جاء تعريف اجلرمية يف اللغة بأا مأخوذة من اجل: اجلرمية لغة رم على الكسب غري املشروع ومنه قولـه مية أي مقطوعة ، ويطلق اجلرشجرة ج: يقال

ــاىل {تعـ

{وخصص هذا اللفظ يف الكسب ، ١٦٥ .اآلمث الذي هو مبعىن الذنب واجلناية

:جاء يف لسان العرب : م رواجل..... مقطوعة : قطعه ، وشجرة جرمه أي : ما أي رمه جرجه يمرج :يقال {

مـا رم جرجي مرج: وم وهو اجلرمية ، يقال الذنب واجلمع أجرام وجر: م رالتعدي ، واجلواجترم وأجرم فهو مرج١٦٦}مي رم وج

:وجاء يف خمتار الصحاح ١٦٧}م رتم واجرم وأجرالذنب تقول منه ج: رمية رم واجلاجل{

:ط يف اللغة وجاء يف احملي ١٦٨}الذنب ومجعه أجرام وارم املذنب : رم واجل{

:وجاء يف القاموس احمليط }جرمه يقطعه ، وفالن أذنب كأجرم واجترم فهو جمرم وجرمي ، واجترم عليهم : رمه ج

١٦٩}الذنب كاجلرمية واجلرمة : جىن جناية ، واجلرم بالضم : وإليهم جرمية

] .٨[ ،اآلية املائدةسورة - ١٦٥دار ، بنانل/ بريوت ، الطبعة األوىل، لسان العرب، ابن منظور أيب الفضل مجال الدين حممد بن مكرم األفريقي املصري :أنظر - ١٦٦

. ] ١٢/٩١[ ،صادرحممـود : طبعة جديدة، حتقيق: ، الطبعةخمتار الصحاحم ، ١٩٩٥ -هـ١٤١٥، الرازيحممد بن أيب بكر بن عبد القادر : أنظر - ١٦٧

. ]١/٤٣[ ، مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، خاطر ].٢/١١٥[ ،م١٩٩٤، طبعة لبنان يف اللغةاحمليط , الصاحب ابن عبادإمساعيل بن عباد األصفهاين القزويين :أنظر - ١٦٨ .] ١/١٤٠٥[ ، مؤسسة الرسالة، بريوت، القاموس احمليط، الفريوزآباديحممد بن يعقوب : أنظر- ١٦٩

١٠٩

ومما سبق يتلخص لنا : رم مبعىن القطع والكسب ، واستعملت مبعـىن التعـدي أن اجلرمية يف اللغة مشتقة من اجل

.والذنب واحلمل على الفعل محال آمثا إذا تأملنا نصوص الشريعة اإلسالمية سنجد أا جاءت : اجلرمية يف املصطلح الشرعي -

لفظ يرادفه يف املعـىن جاء ب ، أو مبفاهيم متعددة عن اجلرمية منها ما ذكر اللفظ صراحةدلول العام تتوافق مع امل أو، عبارات تلتقي مع اللفظناية ، ومنها ما جاء بألفاظ أو كاجل

. واخلطيئة وما إىل ذلك واإلمث ،كاملعصية ،: وغالبا ما يقصد مبعناهـا ، وجاء ذكر اجلرمية يف كتاب اهللا تعاىل يف أكثر من موضع

على أنفسهم باملعاصي فمن اآليات اليت ذكـرت اللفـظ سرفونامل واملذنبون الكافرون -:صراحة على سبيل املثال

{ تعاىل قوله - {١٧٠.

{ تعــاىل وقولــه -

{١٧١.

{تعاىلسبحانه و وقوله -

{١٧٢.

{ وقوله جل وعال - {١٧٣.

{سـبحانه وتعـاىل وقوله -

{١٧٤.

. ]٢٩[ سورة املطففني ، اآلية - ١٧٠ . ]٤٠[اآلية ، األعرافسورة - ١٧١ . ]١٢٤[ سورة األنعام ، اآلية - ١٧٢ . ]٣٥[، اآلية سورة القلم - ١٧٣

١١٠

.١٧٥وهي تصل إىل أكثر من مخسني آية ، الكرمية إىل غري ذلك من اآليات .إال يف حاالت قليلة جدا " جرمية "مل ترد لفظة جند أنه يف السنة النبوية لو تأملنا بينما

أن النيب صلى اهللا عليه وسلم عنه تعاىل رضي اهللا ١٧٦كما يف حديث سعد بن أيب وقاص .١٧٧"م من أجل مسألته رم فحرحإن أعظم املسلمني جرما من سأل عن شيء مل ي" :قال

يرفـع ١٧٩إن ابن عمر: رضي اهللا تعاىل عنها أا قيل هلا ١٧٨وحديث أم املؤمنني عائشة وهل أبـو عبـد : إن امليت يعذب ببكاء احلي قالت " إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم

. ١٨٠"الرمحن إمنا قال إن أهل امليت يبكون عليه وإنه ليعذب جبرمه .النسبة لبعض ما ورد يف السنة النبوية هذا ب

: أما عند فقهاء الشريعة األوائل فيالحظ أن مصطلح اجلرمية يأيت غالبا مبعىن اجلناية ، واجلناية هي كل فعل حمرم شرعا ، سواء وقع : هي كل ما جينيه املرء من شر اكتسبه ، وباملعىن العام

. ١٨١غريمها هذا الفعل على نفس ، أو مال ، أوويتناول الفقهاء هذه املباحث يف مصنفام حتت عدة مسميات فاألحناف مـثال يتناولوـا

اجلراحة هي السبب الغالـب يف اعتربواوالشافعية واحلنابلة " كتاب اجلنايات " حتت عنوان ." كتاب اجلراح " فيتناولوا حتت مسمى، اإلعتداء

]١١[،اآلية املعارجسورة - ١٧٤إذا تأملنا أقوال املفسرين يف معاين هذه اآليات وجدناها تشري إىل الكافرين واملعرضني املستكربين عن هدي اهللا تعاىل ، أنظر تفسري - ١٧٥

] .ين تفسري القرطيب ، تفسري الطربي ، تفسر إبن كثري، تفسري البغوي ، فتح القدير للشوكا[ هذه اآليات يف مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كالب بن مرة ، أحد العشرة املبشرين باجلنة ، أسلم قدميا وهو إبن سبع عشرة سعد بن - ١٧٦

سنة ، وهو أول من رمى بسهم يف سبيل اهللا ، شهد الشاهد كلها مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ،وويل الواليات من قبـل عمـر ـ ٥٥(عنهما، أحد أصحاب الشورى مات بالعقيق على عشرة أميال من املدينة ، ودفن بالبقيع سـنة وعثمان رضى اهللا : أنظـر ) هـ

] . ٣٧٠-٢/٣٦٦[ أسد الغابة، ] ١٦٤-٤/١٦٠[اإلصابة ،] ١٧٧-٤/١٧٠[ االستيعاب ] .٤/١٨٣١)[٢٣٥٨(وصحيح مسلم برقم , ] ٦/٢٦٥٨)[٦٨٥٩(صحيح البخاري برقم - ١٧٧يب بكر رضي اهللا عنها ، أم املؤمنني وزوجة رسول رب العاملني ، تزوجها رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مبكة وهي عائشة بنت أ - ١٧٨

بنت ست سنني وبىن ا يف املدينة وهي بنت تسع سنني ، وبقيت عنده تسع سنني ومل يتزوج بكرا غريها ، وكانت من أحب نسائه إليه ، أسـد الغابـة ، ] ٤/١٨٨١[ السـتيعاب ا: أنظر ] ه٥٨[وسلم الكثري من األحاديث ، توفيت سنة روت عن رسول اهللا صلى اهللا عليه

] . ١٣/٣٨[اإلصابة ، ] ٧/١٨٨[عبد اهللا بن عمر بن اخلطاب يكىن بأيب عبد الرمحن ، أسلم مبكة مع أبيه ومل يكن بالغا ، كان من أكثر من روى احلديث عن رسول - ١٧٩

الغابـة أسـد : أنظر . ، وهو ابن أربع ومثانني سنة ] ه٧٤[، عرف بورعه وزهده وعبادته ، توىف مبكة سنة اهللا صلى اهللا عليه وسلم ] . ٩/٤[ البداية والنهاية، ] ٢/٣٤٧[ اإلصابة، ] ٣/٢٢٧[

خني ، ورواه إبـن شعيب األرناؤوط إسناده صحيح على شرط الشي/ وقال الشيخ ] ٦/٥٧)[٢٤٣٤٧(رواه أمحد يف املسند برقم - ١٨٠ ] .٣/٦٢)[١٢١٢٠(أيب شيبة يف املصنف برقم

.] ٥٦١١[ص ، دار الفكر ، دمشق ، الطبعة الرابعة ، الفقه اإلسالمي وأدلته، ]م٢٠٠٤[، الزحيليوهبة .د: أنظر - ١٨١

١١١

بـاب "حتت مسـمى يف كتبهم إىل نتيجة اجلرمية ويتناولوا بينما املالكية غالبا ما ينظرون .١٨٢" الدماء

أكثر الفقهاء تعارفوا على إطالق لفظ اجلناية على األفعال الواقعـة علـى املالحظ أن لكننفس اإلنسان أو أطرافه وهي القتل واجلرح والضرب واإلجهاض ، بينما يطلق بعضهم لفظ

ص ، وإذا غضضنا النظر عما تعارف عليه الفقهـاء مـن اجلناية على جرائم احلدود والقصاإن لفظ اجلنايـة : اجلرائم دون البعض اآلخر ، أمكننا القول إطالق لفظ اجلنابة على بعض

.١٨٣"يف اإلصطالح الفقهي مرادف للفظ اجلرمية نجد الذي يأيت مبعىن كسب وقطع س" مرج"واشتقاقاا من الفعل "جرمية "ومع تأملنا لكلمة

" جرميـة "أن معناها يدل على احلمل على إتيان فعل محال آمثا ، ومن هنا كان إطالق كلمة ، مبعـىن أن واالستقامةهو خمالف للحق والعدل كل ما ارتكابيف املصطلح الشرعي على

ومبـا أن الشـريعة .فعل ما ت عنه الشريعة اإلسالمية وترك ما أمرت بـه :اجلرمية هي عنـه فإن اجلرمية ما هي إال فعل ما ى، ما هي إال وحي مرتل من عند اهللا تعاىل اإلسالمية

فعل واجب أوترك, على فعله وذلك بإتيان فعل حمرم معاقب, اهللا تعايل وترك ما أمر اهللا به على تركه معاقب.

:وعلى هذا املعىن دأب فقهاء الشريعة اإلسالمية يف تعريفهم للجرمية أو ظورات شرعية زجر اهللا عنـها حبـد اجلرائم حم ": رمحه اهللا١٨٤قال اإلمام املاوردي -

.١٨٥"تعزير وأـا ، أو تعزير حمظورات شرعية زجر اهللا عنها حبد "بأا ١٨٦وكذلك يعرفها الفراء -

حق ١٨٧"قبل اإلسقاط من أحد من الناس ال ي.

.املصدر السابق - ١٨٢ص ، مؤسسة الرسـالة ، بريوت ، لطبعة الرابعة عشرة ، االتشريع اجلنائي اإلسالمي ، ] م ٢٠٠١[ ، عودةعبد القادر .د :أنظر - ١٨٣

.بتصرف ]٦٧[كان ثقة ، : علي بن حممد بن حبيب املاوردي اإلمام اجلليل أبو احلسن ، أحد أئمة وجوه الفقهاء عند الشافعية ، قال عنه اخلطيب - ١٨٤

طبقـات : أنظـر ]ه٤٥٠[حكام السلطانية ، تويف سنة صنف احلاوي ، واإلقناع يف الفقه ، وأدب الدين والدنيا ، ودالئل النبوة ، واأل . ] ٤/٢٦٠[ لسان امليزان، ] ١/٢٣١[ الشافعية

] .٢١٩[ص األحكام السلطانيةاملاوردي ، : أنظر - ١٨٥ولد يف بغداد وا نشأ ، ألف مصنفات عديـدة يف الفقـه , أبو يعلى حممد بن احلسني بن حممد بن خلف بن أمحد الفراء احلنبلي - ١٨٦

يشابه كتاب املاوردي إىل درجة كبرية تويف سنة " األحكام السلطانية " األصول ولكن أكثرها مفقود ، عاصر اإلمام املاوردي وكتابه و .األحكام السلطانية مقدمة كتاب : ، أنظر ] ه٤٥٨[

١١٢

كتابه التشريع اجلنائي اإلسالمي القادر عودة يفعبد /وذا املعىن كذلك عرفها الدكتور - حمرم الترك معاقب أوترك فعل, على فعله معاقب حمرم فاجلرمية هي إتيان فعل" حيث يقول .١٨٨"نصت الشريعة على حترميه والعقاب عليه أو ترك أوهي فعل, على تركه

قهي جيب أن تتوفر فيها األمور والذي يفهم من هذه التعاريف أن اجلرمية يف اإلصطالح الف -:اآلتية أمر ى الشارع عنه إما فعل: واملراد باحملظورات ، أن تكون من احملظورات الشرعية / ١ ،مبعىن آخر , فعل أمر الشارع به أو ترك :حمرم واجب أو فعل ترك. .الفعل جرميةفإن كان من غريها فال يعترب : أن يكون التحرمي من قبل الشريعة/ ٢فإذا خال الفعل أو الترك من عقوبة مل يكـن : الشرع يفأن يكون للمحظور عقوبة / ٣

١٨٩".جرمية -:، تنقسم إىل أن اجلرمية يف اإلسالم/ ٤

. جرائم حدية / أ .جرائم تعزيرية / ب

-:منها ريفاالتع هعلى هذوعند إعمال الفكر والنظر ميكن اخلروج بعدة مآخذ ، أما التعزير فهو عـار ، فال جيوز فيه زيادة أو نقصان وتعاىل قدر احلدسبحانه اهللاأن -

.إىل رأي اإلمام أو نائبه مفوضبالتايل فهو و، عن التقدير ، أما األفعال اليت عليهـا يضاف إىل ذلك أن األفعال اليت عليها عقوبة حدية أفعال حمددة -

، فهي كثرية ومتجددة على مر ، ال يف القرآن وال يف السنة عقوبة تعزيرية فلم يرد هلا حتديداملاوردي رمحـه اهللا يف تعريفـه اإلمام ، فكيف نوفق بني هذه احلقيقة وبني ما ذكره الزمن

، فهذا التعريف يوحي بأن األفعـال السابق من أن اجلرمية هي ما زجر اهللا عنه حبد أو تعزير . أيضاتعاىل ، وأن عقوبتها حمددة من اهللا اليت عليها عقوبة تعزيرية أفعال حمددة

مث إن الفقه اإلسالمي قد بني أن هناك جرائم زجر اهللا عنها بعقوبة غري حدية وهي جـرائم ، ، إضافة إىل أن هناك أفعاال تعد جرائم ، ومل يتطرق إليها هذا التعريف القصاص والديات

] .٢٤١[ األحكام السلطانيةالفراء ، : أنظر - ١٨٧، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، ، الطبعة الرابعة عشرة التشريع اجلنائي اإلسالمي ، ] م ٢٠٠١[ ، عودةعبد القادر .د :أنظر - ١٨٨

]١/٦٦[. .بتصرف ] ٢٧٩[ أصول الدعوة، زيدانعبد الكرمي . د :أنظر - ١٨٩

١١٣

ومل يفـرض - كالتعامل بالربـا - دنيوية ، ومل يقدر هلا عقوبة حرمها على عبادهألن اهللا , ، حىت ميكن إحلاقها باجلرائم احلديـة يف حياته عليها الرسول صلى اهللا عليه وسلم عقوبة

كما أن هناك أفعاال مل تم ال يف القرآن وال يف السنةحر بل ج ،مها أولو األمر وعاقبوا عليهار مل يشر إىل حق ويل األمـر كذلك والتعريف السابق للماوردي ، ، وذلك للمصلحة العامة

. يف هذا اجلانب -:والذي ميكن أن خنلص به

١- أنه ميكن أن ترسوله وفرضت إزاءهـا عقوبـة وتعاىل ، أف األفعال اليت حرمها اهللا عر .، بأا جرائم الكتاب أو السنة بنص يف حمددة

وليس هلا عقوبـة يف الكتـاب أو ، رسوله تعاىل أو ف األفعال اليت حرمها اهللاعرت أن -٢، بأـا اجتهاديـة أو ويل األمر، ورتبوا هلا عقوبة ، وتلك اليت جرمها فقهاء اإلسالم السنة

. خمالفات إن فعل ما أمر الشارع: غري أن بعض املتأخرين كأيب زهرة وغريه خالفوا يف ذلك فقالوا -

بتركه على وجه اإللزام أو ترك ما أمر الشارع بفعله على وجه اإللزام يعـد جرميـة وإن مل ف عرولذلك ي١٩٠.حني ألزم هو جرمية جانب اإلمتثال للشارع مايترتب عليه عقوبة ، فكل

.١٩١)به تعاىل عنه وعصيان ما أمر اهللا تعاىل فعل ما ى اهللا ( : بأا أبو زهرة اجلرمية الفقهاء من يرى أن مفهوم اجلرمية أخص من مطلق املخالفة فاملخالفة هي مجيع صور ومن -

ابـن بينما اجلرمية هي ما اقترن منه بعقوبة يف الشرع وإىل هذا الرأي ذهب عدم اإلمتثال ، . وغريه من أهل العلم رمحه اهللا تعاىل ، ١٩٢رشد

-:والذي يترجح من ذلك أن املسألة من جانبني .ب قضائي دنيوي جان -

].٢٤[، دار الفكر العريب ، القاهرة ،اجلرمية والعقوبة يف الفقه اإلسالمي، أبو زهرة حممد.د: أنظر - ١٩٠ .ق املصدر الساب - ١٩١اإلمام القاضي أيب الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن ، وابن رشد هو] ٤/٢٢١[بداية اتهد القاضي ابن رشد ، : أنظر - ١٩٢

وا نشأ وتعلم على يد أعالم علماء األندلس ، كان ناسكا عفيفا ، كرمي اخللق ، هـ ،٤٥٠رشد القرطيب املالكي ، ولد يف قرطبة سنة له عدد . هـ ٥١٥فشغله عن التدريس والتصنيف ، مث عفي منه سنة . هـ ٥١١دريس ، وحيسن طرق التبليغ توىل القضاء سنة حيب الت

. هـ ٥٢٠تويف ليلة األحد احلادي عشر من ذي القعدة سنة . البيان والتحصيل ، بداية اتهد واية املقتصد وغريها :من املصنفات منها أليب الوليد ابن : البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل يف مسائل املستخرجـة –] ١/١١: [ان والتحصيل مقدمة كتاب البي: انظر

شجرة النور الزكية ]. م١٩٨٤/هـ١٤٠٤[تراث اإلسالمي ، قطر ، دار الغرب اإلسالمي إدارة إحياء ال) هـ ٥٢٠ت ( رشد القرطيب ].٥/٣١٨: [األعالم للزركلي . والنشر والتوزيع دار الفكر للطباعة ،] ١٢٩: [حممد خملوف : يف طبقات املالكية

١١٤

.جانب ديين أخروي -فإن مطلق الذنب يف الشريعة هو جرمية سواء شرعت له عقوبـة , فإذا الحظنا اجلانبني معا

.دنيوية أم ال هـو املـاوردي بينما إذا لوحظت املسألة القانونية املادية فإن الرأي الذي ذهب إليه اإلمام

مضافا إىل حتديد العقوبة يالنه أو فعل الراجح من اجلمع بني ترك .

١١٥

املطلب الثاين أنواع اجلرائم يف الشريعة اإلسالمية

يعتمد تقسيم الشريعة اإلسالمية للجرائم على أساس ما حتدثه من أذى ، ويراعـى فيـه -:وهلذا فإنه ميكن تقسيمها إىل األنواع التالية ، هذه اجلرمية بارتكابنوع احلق الذي أهدر

: تقسيم اجلرمية على أساس جسامة العقوبة: أوال -:وهي بذلك تنقسم إىل ثالثة أنواع

.جرائم احلدود / النوع األول .جرائم القصاص / النوع الثاين

. جرائم التعزير / النوع الثالث : تقسيم اجلرمية على أساس اإلعتداء على املصاحل املعتربة شرعا: ثانيا

-:وهي أنواع .جرائم اعتداء على الدين / وع األول الن

.جرائم اعتداء على النفس / النوع الثاين .جرائم اعتداء على العرض / النوع الثالث .جرائم اعتداء على العقل / النوع الرابع

.جرائم اعتداء على املال / النوع اخلامس ئم من حيـث جسـامة اولكن أغلب فقهاء التشريع اجلنائي اإلسالمي يأخذون بتقسيم اجلر

جرائم حدود ، وجرائم قصاص ، وجـرائم تعـازير : واليت تنقسم إىل ، ١٩٣ومقدار العقوبة -:وسنسلك هذا التقسيم الذي عليه أغلب الفقهاء

أحكـام اجلرميـة ، أبو حسـان حممد و،]القاهرة –دار الفكر [ اجلرمية والعقوبة يف الفقه اإلسالمي، أبو زهرةحممد :أنظر - ١٩٣

التطبيق العملي ألحكام اجلرمية والعقوبـة يف ، لسلتاوي احممد عبد اهللا ، و] عمان –مكتبة املنار [ والعقوبة يف الشريعة اإلسالمية .، القاهرة الشريعة اإلسالمية

١١٦

:جرائم احلدود :أوال حمظورات شرعية زجر اهللا عنها (يعرف الفقهاء هذا النوع من اجلرائم بأا : تعريفها -

بعقوبة مقدرة جت١٩٤)هللا تعاىل حقا ب. : وتتميز احلدود مبا يلي .خصائص عقوبات احلدود - . أنه ال جيوز النقص منها أو الزيادة فيها / ١أو اين عليه ، السلطة السياسية بل القاضي أو ال من ق، أنه ال جيوز العفو عنها / ٢

عنها من قبل اين عليه وذلك بعد أن يرفع أمرها إىل السلطة أما قبل ذلك فيمكن العفو . إذا كانت جناية على معني

ويراد به احلق العام اهلادف ، ، وهو تعبري يرد يف اإلسالم أا حقوق واجبة هللا تعاىل/ ٣ . إىل حتقيق املصلحة العامة للمجتمع

:وجرائم احلدود هي - .السرقة / ١ .احلرابة / ٢ .الزنا / ٣ . حد القذف / ٤ . حد اخلمر/ ٥ .الردة / ٦

، وال يكون فيهـا لظـروف وتنحصر عقوبتها بني القتل واجللد وقطع األعضاء والرجم، بل إن السلطة التنفيذية ال متتلك احلق يف اجلرمية أو ظروف ارم أي تأثري لدى حتديدها

. حقا هللا تعاىل احلدية أي احملددةسمى بالعقوبات ، ولذا فهي ت العفو عن ارتكاا :جرائم القصاص : ثانيا

وهي جرائم تقع على النفس وتـؤدي إىل ، يها القصاص أو الدية فوهي اجلرائم اليت جيب .، وجرائم تقع على ما دون النفس وهي اليت متس جسم اإلنسان دون أن لكه إزهاق احلياة

-:وتقسم هذه اجلرائم إىل . ، اجلرح عمدا ، إتالف األطراف عمدا القتل العمد: جرائم القصاص -أ

] .٧٩[ص التشريع اجلنائي اإلسالميعبد القادر ، .د:عودة : أنظر - ١٩٤

١١٧

شـرعي أو وهي اجلرائم السابقة الذكر، إن امتنع القصاص فيها لسبب: جرائم الدية -ب ، إضافة إىل جرائم القتل شبه العمد والقتل اخلطـأ وإتـالف إن أعفي اجلاين من القصاص

.أخطواجلرح أاألطراف خط : وللقصاص عدة قواعد من أمهها :أهم قواعد القصاص -أما اخلطأ فال يستحق فيـه ، أن القصاص ال يستحق إال يف القتل العمد أو اجلرح العمد -١

.القصاص { : تعاىلقال اهللا {١٩٥.

{: وقال تعاىل {١٩٦ .

أن جرائم االعتداء على األشخاص قد جعل اإلسالم إلرادة اين عليه أو أوليائـه دورا -٢ حيث قرر جواز العفو وأنه من حق اين عليه بل، أساسيا يف منع وقوع العقاب على اجلاين

{فقال تعاىل ندبه إىل ذلك وأجزل له الثواب يف اآلخرة

{كما قال ، مطلقا من غري عوض دنيوي يعفو فله أن يعفو عنه إىل الدية أو، وبالتايل ١٩٧

{:اهللا تعاىل {١٩٨.

قـال اهللا كما وال يتواله أولياء الدم ، ، أن توقيع العقاب وتنفيذه تتواله السلطة العامة -٣

{تعـــاىل

{١٩٩ :جرائم التعزير : ثالثا

] .١٧٨[ ، اآليةالبقرة سورة - ١٩٥ ] .٤٥[ ، اآلية املائدة سورة - ١٩٦ ] .٤٥[ ، اآليةاملائدة سورة - ١٩٧ ] .٢٣٧[ ، اآليةلبقرة اسورة - ١٩٨ ] .٣٣[ ، اآليةاإلسراء سورة - ١٩٩

١١٨

لـيس ) جرمية ( آلدمي يف كل معصية حقا أو تعاىل ، درة جتب حقا هللا وهو عقوبة غري مق٢٠٠وال كفارة فيها حد .

والتعزير هو أوسع أنواع العقوبات ، ذلك أن اجلرائم اليت حددت عقوبتها قليلة العدد ، أما فهو داخل ضـمن نطـاق التعزيـرات ، ] جرائم احلدود والقصاص [ ما عدا تلك اجلرائم

ت متثل اجلانب املرن من العقوبات حبيث يالئم الظروف املختلفة للمجتمع مبا حيقق والتعزيرا . ويصلح ارم ويكف شره، العامة املصلحةوقد عرمن التعزيرات تتدرج من الوعظ والتوبيخ لتصل إىل الفقه اإلسالمي أنواعا خمتلفة ف

.اجللد مرورا بالعقوبات املالية والسجن جتهاد ضمن القواعد العامة للشريعة اإلسالمية واملقاصد الكلية لال رات متروكةوهذه التعزي

لإلسالم مبا يوازن بني حق اتمع يف احلماية من اإلجرام وحق الفرد يف حتصـني حرياتـه .ورعاية حرماته

-:وميكن حصرها يف األنواع اآلتية " من شروط ثبوا أو ذا ختلف شرطمن جرائم احلدود والقصاص إ جرمية كل: النوع األول

تعزيرية تنفيذها تتحول تلقائيا إىل جرمية. .حدد هلا عقوبة بالنص الشرعيت بالنص الشرعي ، ومل تددجرمية ح كل: النوع الثاين

، وال األمـة حدث من السلطة التشريعية ألجل محاية مصاحلستت جرمية كل: النوع الثالث قاصد العليا للشريعة اإلسالمية ، وهذا النوع من اجلرائم ليس لـه عقوبـات تتعارض مع امل

مقدرة ، وخيتلف عن النوعني السابقني، إذ هي غري حمددة ال بأفعاهلـا وال بعقوباـا ، إذ أعطت الشريعة اإلسالمية لويل األمر سلطة جترمي األفعال ، وتقدير العقاب ، وحتديد وسائل

٢٠١. "اإلثبات

السياسة الشرعية يف إصالح شيخ اإلسالم ، و أمحد بن عبد احلليم ابن تيمية ، ] ٢٢٧[ األحكام السلطانيةاملاوردي ، :أنظر - ٢٠٠

] .١٢٠- ١١٩[ الراعي والرعية، مؤسسة مروة للطباعة ، األردن ، ، الطبعة الثانية نائي اإلسالميالتشريع اجل، م١٩٩٦، العاينحممد شالل حبيب .د :أنظر - ٢٠١ .بتصرف ] ٧-٦[ص

١١٩

لثالثا املبحث عالج اإلسالم للجرمية

عند استقراءنا لنصوص الشريعة اإلسالمية من اآليات القرآنية الكرمية واألحاديـث النبويـة لعادية فهـو يعتـرب نالحظ أن نظرة اإلسالم إىل اجلرمية هي نظرته إىل الظاهرة ا، الشريفة

ص والتقصري ال ينفـك عـن فكما أن النق ، من اتمع اإلنساين ال تنفك عنه ااجلرمية جزء، فهي ليست إال صـورة مـن ، فإن اجلرمية كذلك ، وبالتايل عن اتمع اإلنساين اإلنسان

.صور النقص والتقصري الذي يعترب صفة مالزمة لبين آدم يف هذه احلياة

{: اإلنسانيقول اهللا سبحانه وتعاىل عن {٢٠٢.

{ تعاىل وقال {٢٠٣.

{تعاىل وقال {٢٠٤.

{وقال تعاىل {٢٠٥. رضي اهللا عنه أنه قال حـني حضـرته ٢٠٦وىف احلديث الشريف عن أيب أيوب األنصاري

كنت كتمت عنكم شيئا مسعته من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم ، مسعـت قد : الوفاة لوال أنكم تذنبون خللق اهللا تبارك وتعـاىل قومـا : " رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول

. ٢٠٧" يذنبون فيغفر هلم

] . ١٧[ ، اآلية عبس سورة -٢٠٢ ] .٦[ ، اآليةالعلق سورة - ٢٠٣ ] .١١[ ، اآليةاإلسراء سورة - ٢٠٤ ] .٧٢[ ، اآليةاألحزاب سورة - ٢٠٥قبة مع السبعني ، ونزل عليه رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حني رحل من أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب األنصاري ، شهد الع - ٢٠٦

قباء إىل املدينة ، وشهد بدرا وأحد واملشاهد كلها مع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، تويف يف خالفة معاوية رضـي اهللا عنـه سـنة ) ] . ٣/٥٦( اإلصابة، ) ٢/٩٤( أسد الغابة، ) ٢/٤٢٤( االستيعاب : [أنظر . ودفن بالقسطنطينية ) ـه٥٢(

، والترمـذي يف ] ٥/٤١٤) [٢٣٥٦٢(، وأمحد يف املسند برقم ] ٤/٢١٠٥) [٢٧٤٨: (رواه مسلم يف صحيحه برقم : صحيح - ٢٠٧ ] .٥/٥٤٨) [٣٥٣٩(سننه برقم

١٢٠

: أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قالرضي اهللا عنه ٢٠٨وىف احلديث عن أنس بن مالك .٢٠٩"آدم خطاء وخري اخلطائني التوابونكل ابن "

ا كظاهرةاجتماعية إذن فاجلرمية حبد ذا والبد منـه ما بهسل، تعترب يف نظر اإلسالم أمرا م ، . ألن الكـمال هللا سبحـانـه وتعاىل ، والعصمة له وحـده

وتتـرك يف م بوجودهـا لسال يعين أنـه يفإن ذلك ، اجلرمية ظاهرة البد منها وإذا كانت ، بل إن اإلسالم وضع هلا احلـل وتتكاثر دون أن تستنكر وحتارب اتمـع لتنمو وتنتشرواحلكم العدل ، فاإلسالم حيارب تكاثر اجلرمية وتصاعدها ، إال أنـه السليم والعالج الشايف

ن ذلك من األمور املسلم ا أنه ال ميكن حبال من األحوال أن خيلو جمتمع من جرمية ، ولو كاويف عهـد اخللفـاء , ممكنا ، لكان اتمع النبوي يف عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

الراشدين ، أوىل اتمعات وأقرا إىل اخللو من اجلرمية وأحراها بالقضاء عليها ، إال أنه من أنواعهـا اخـتالف املعروف أن هذا اتمع الطاهر النظيف قد وجدت فيه اجلرائم علـى

.أشكاهلا و، دف إىل إاء اجلرميـة منـه ، فاإلسالم ال ينظر إىل اتمع اإلنساين نظرة مثالية خيالية

واهللا ، ة أن اإلنسان مبتلى باخلري والشـر ، ألن من املبادئ الرئيس والقضاء عليها قضاء مربما فاجلرميـة جـود الشيطان مو أن ، فمادام ، ابتالء وامتحانا سبحانه قد سلط عليه الشيطان

، وهو الذي يـدعوه إىل ارتكاـا ألنه هو الذي يوسوس ا يف نفس اإلنسان، موجودةويسحورا {ها له ، قال تعاىل نطان إال غـريالش مهدعا يمو يهمنميو مهدعوقـال ٢١٠}ي ،

.٢١١}هم في األرض وألغوينهم أجمعنيقال رب بما أغويتني ألزينن ل{سبحانه . يف هذا األمر واملسألة واضحـة، واآليات ذا الشأن كثرية جدا

خادمه ، روى عنه أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري اخلزرجي األنصاري ، صاحب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم و - ٢٠٨

حديثا ، ولد باملدينة وأسلم صغريا ، وخدم النيب صلى اهللا عليه وسلم حىت قبض ، مث رحل إىل دمشق ومنـها إىل ٢٢٨٦رجال احلديث . آخر من مات من الصحابة بالبصرة البصرة فمات فيها ، وهو

] .٢/٢٥[ األعالم ،] ١/٢٩٨[ صفة الصفوة، ] ٧/١٠[ طبقات ابن سعد: أنظر وقال حديث غريب ال نعرفه إال من حديث علي بن مسعدة عن قتادة ، ورواه ابن ماجه ] ٤/٦٥٩) [٢٤٩٩(رواه الترمذي برقم - ٢٠٩

وحسن احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلـامع ] ٥/٤٢٠) [٧١٢٧(، والبيهقي يف شعب اإلميان برقم ] ٢/١٤٢٠)[٤٢٥١(برقم ) .٢٣٤١(ح برقم ويف مشكاة املصابي) ٤٥١٥(برقم ]١٢٠[ ،اآلية النساءسورة - ٢١٠ ] ٣٩[ ،اآليةاحلجر سورة - ٢١١

١٢١

، بـل يسـعى إىل تقليلـها ، ال يتركها هكذا ، اإلسالم وهو يسلم بوجود اجلرمية أن غري، ومـن ناحيـة اووضعها يف حجم معني ويسعى إىل حصر آثارها والتخفيف من نتائجه

، بل يـدعوهم ويطالبـهم أخرى فاإلسالم ذه النظرة ال يقطع خط الرجعة على ارمني، وال جيعل من مقارفتهم للجرمية أيا كانت سببا يف ، ويعيد هلم اعتبارهم بالعودة إىل اتمع

يف ويرتكسـون ، ، عندما يصرون على ارتكاب اجلرميـة نبذهم وطردهم إال بقدر حمدودفإنه يف هذه احلالة ينتقل إىل العقوبة ، ومع العقوبـة ، اإلجرام حيث ال جتدي فيهم املوعظة

، ويترك هلم الفرصـة ليعيـدوا من اتمع ءا، بل يعتربهم جز كذلك ال يعتربهم منبوذين -تلفةيف حالة العقوبة امل -إىل أنفسهم إذا كانوا أحياء ، وإذا كانوا يف عداد األموات االعتبار

. ، هلم ما للمسلمني من حقوق واحترام فهو يعتربهم مسلمني، فقـال من الزنا تمجرضي اهللا عنه سب املرأة اليت ر ٢١٢ففي احلديث أن خالد بن الوليدنفسي بيده لقد تابت توبة لو تاا فوالدي، مهال يا خالد: "رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

. ٢١٤"ا فصلى عليها ودفنت ، مث أمر لغفر له ٢١٣صاحب مكس لقد تابـت توبـة لـو . " تصلي عليها وقد زنت: رضي اهللا عنه عندما قال٢١٥وقال لعمر

قسمت بني سبعني من أهل املدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جـادت بنفسـها . ٢١٦"هللا

رضي اهللا عنه ٢١٨فيما رواه أبو هريرة، ٢١٧ويف بعض روايات قصة ماعز بن مالك األسلميانظر إىل : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مسع رجلني من أصحابه يقول أحدمها لصاحبه أن

خالد بن الوليد بن املغرية بن عبد اهللا بن عمرو بن خمزوم القرشي املخزومي سيف اهللا ، أبو سليمان ، أمه لبابة الصـغرى بنـت - ٢١٢

إليه أعنة اخليل يف اجلاهلية وشهد مع كفار قريش احلـروب إىل احلارث بن حرب اهلاللية ، كان أحد أشراف قريش يف اجلاهلية ، وكان البـن اإلصـابة : انظر ]. هـ٢١[مات مبدينة محص سنة . بسيف اهللا عمدة احلديبية ، مث أسلم سنة سبع بعد خيرب لقبه رسول اهللا

].٣/١٠١: [البن حبان الثقات، ] ١/٣٦٦: [للذهيب سري أعالم النبالء، ] ٢/٢٥٥: [حجر ] . ٦/٢٢٠[ لسان العرب: الضريبة اليت يأخذها املاكس وأصله اجلباية أنظر : املكس - ٢١٣ ]٤/١٥٢) [٤٤٤٢(، وأبو داود برقم ] ٥/٣٤٨) [٢٢٩٩٩(، وأمحد برقم ] ٣/١٣٢٣) [١٦٩٥(خرجه مسلم برقم : صحيح - ٢١٤رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي عمر بن اخلطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اهللا بن قرط بن - - ٢١٥

البـن اإلصابة يف متييز الصحابة : انظر ) . هـ٢٣(العدوي ، أبو حفص أمري املؤمنني ، ولد بعد الفيل بثالث عشر سنة واستشهد سنة ] .٥/٦٣: [البن حبان الثقات، ] ٧/٣٨٥: [ ذيب التهذيب، ] ٤/٥٩٠: [حجر

، ] ٤/٤٢) [١٤٣٥(، والترمذي بـرقم ] ٤/٤٢٩) [١٩٨٧٤(، وأمحد برقم ] ٣/١٣٢٤) [١٦٩٦( رواه مسلم برقم: صحيح - ٢١٦ ] .٤/٦٣) [١٩٥٧(، والنسائي برقم ]٤/١٥١) [٤٤٤٠(وأبو داود برقم

١٢٢

، وسـار ، فسكت عنهما هذا الذي ستر اهللا عليه فلم تدعه نفسه حىت رجم رجم الكلب: فقـاال " ؟ أين فالن وفالن : " فقال ، رجله -رافعا – ساعة حىت مر جبيفة محار شائال

يا نيب اهللا من يأكل مـن : فقاال" كال من جيفة هذا احلمار: " قال. هللاحنن ذان يا رسول ا، والذي نفسـي منه كمامن أكـل أشد آنفافما نلتما من عرض أخيكـما : "؟ قال هذا

.٢١٩"بيده إنه اآلن لفي أار اجلنة ينغمس فيهاقل اسـتغفر اهللا : "م قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسل يده ، بعد قطع وملا جاءوا بالسارق

اللهم تب : استغفر اهللا وأتوب إليه ، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم :وأتوب إليه فقال .٢٢٠"عليه

وملا أيت بشارب مخر وأمر الناس بضربه، فقال بعض القوم أخزاك اهللا، فقال صلى اهللا عليـه .٢٢١"ال تقولوا هكذا ال تعينوا عليه الشيطان: "وسلم

:ال حصر هلا ، وخالصة القول اليت لك من األدلة إىل غري ذ يكـون ذلـك ال ، أن هذه النصوص وأمثاهلا تؤكد أن املسلم إذا ارتكب جرما مهما كان

، وفـق األحكـام الشـرعية يف تقام عليه العقوبة املقررة شرعا إمنا، ونبذه وطرده ل ا ربرمكان أو ميتا إذا تاب وصـلحت ذلك حيابعد اعتباره، ويعاد له اإلثبات واحلكم والتنفيذ

. توبتهقد تصدى للظاهرة ، ن دين اإلسالم باعتباره دين صالح وإصالح على ما سبق نؤكد أ وبناء

ما كـان ، وكثريا من األصل العام يف االستقامة استثناء اإلجرامية حىت أصبح وقوع جرمية، وقـد تطهري نفسه من الذنب الذي ارتكبه ارم يسعى بنفسه إىل إقامة احلد عليه أمال يف

ماعز بن مالك األسلمي أسلم وصحب النيب صلى اهللا عليه وسلم ، قال ابن حبان له صحبه ، وهو الذي أصاب الذنب مث ندم فأتى - ٢١٧

لقد تاب توبة لو تاا طائفة : النيب صلى اهللا عليه وسلم فأعترف عنده وكان حمصنا ، فأمر به رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فرجم وقال ) ] .٤/٢٢٤(البن سعد الطبقات الكربى ، ) ٥/٧٠٥( اإلصابة : [من أميت ألجزت عنهم أنظر

هـ ٧رة صحايب جليل ، من أكثر الصحابة حفظا ورواية للحديث ، أسلم خبيرب سنة عبد الرمحن بن صخر الدوسي امللقب بأيب هري - ٢١٨م باملدينة وتويف ـا سـنة حديثا ، استعمله عمر على البحرين مث عزله ، أكثر املقا ٥٣٧٤، ولزم النيب صلى اهللا عليه وسلم فروى عنه

] .٣/٣٠٨[ األعالم ،] ١/٣٧٦[ حلية األولياء، ] ١/٢٨٥[ صفة الصفوة: أنظر . هـ ٥٩، وضعف احلديث األلباين رمحه اهللا يف ضـعيف ] ٣/١٩٦) [٣٣٩(، والدار قطين برقم ] ٤/١٤٨) [٤٤٢٨(راوه أبو داود برقم - ٢١٩

) . ٣٦٢٧(، ومشكاة املصابيح برقم ) ٢٩٥٧(اجلامع برقم ،والبيهقـي يف السـنن ] ٤/٣٢٨) [٧٣٦٣(، والنسـائي يف السـنن بـرقم ] ٥/٢٩٣) [٢٢٥٦١(رواه أمحد يف املسند برقم - ٢٢٠، وضعف احلديث األلباين رمحه اهللا يف ضعيف أيب داود برقم ] ٢٢/٣٦٠) [٩٠٥(، والطرباين يف الكبري برقم] ٨/٢٧٦) [١٧٠٥٣(برقم

] .٢/٨١٦) [٢٥٩٧(ن ماجة برقم [، وضعيف إ] ٤/١٣٤) [٤٣٨٠( ] .٤/١٦٢) [٤٤٧٧(، وأبو داود برقم ] ٢/٢٩٩[) ٧٩٧٣(، وأمحد برقم ] ٦/٢٤٨٨) [٦٣٩٥(رواه البخاري برقم - ٢٢١

١٢٣

، خصوصا جرائم القتـل اجلرمية فيه هي األصل من قبل حدث ذلك كله يف جمتمع كانتوإىل بعض ذلك يشـري قولـه ، والسرقة والنهب والزنا ، إىل جانب بقية اجلرائم األخرى

}: تعـــاىل ســـبحانه و

{٢٢٢رضـي اهللا ٢٢٣ر عن ذلك جعفر ابن أيب طالب، وكما عب كنا قوما أهل جاهلية نعبد األصنام و نأكل : (عنه يف خطبته أمام النجاشي عندما قال تعاىل

. ٢٢٤) م و نسيء اجلوار و يأكل القوي منا الضعيفامليتة و نأيت الفواحش و نقطع األرحاالذي أحدثه اإلسالم يف اتمع العريب ، بتحويله للظاهرة اإلجرامية من أصل االنقالبإن

، ومـا دام أن إىل استثناء لدليل قاطع على أن آلياته يف مكافحة اجلرمية كانت ناجحة جداكما كان عنـد ، مستوى اجلرمية ألن يكون أصال اتمعات اإلسالمية احلديثة مل يصل فيها

، العرب قبل اإلسالم فإن منهج اإلسالم هو األقدر على مكافحتها بفعاليـة وبـثمن أقـل هذا املنهج أصبح من قبيل الواجب الذي ينبغي أن يوضع موضع ولذلك فإن الكشف عن

األساليب اليت وضـعت مع استفحال الظاهرة اإلجرامية وعجز املناهج و ، خصوصا التنفيذ . اجلرائم هة هذملكافح

النبويـة ، وباستقراء نصوص الوحي املتعلقة باملوضوع والواردة يف القرآن الكرمي والسـنة ار، وما حكم به اخللفاء الراشدون ، وبالتأمل يف أحداث السرية النبوية وما صاحبها من أخب

د أن منهج اإلسالم يف مكافحة اجلرمية جو –رضوان اهللا عليهم أمجعني –وما قاله الصحابة -:يقوم على أسلوبني رئيسيني

. هدفه منع وقوع اجلرمية أصال : األول . يأيت بعد وقوعها وهدفه منع تكرارها سواء من فاعلها أو من غريه: الثاينو

، اإلجرام احملدثون األسلوب األول وقايةاجلرمية وويسمي علماء

] .١٠٣[ سورة آل عمران ، اآلية - ٢٢٢جعفر بن أيب طالب اهلامشي إمسه عبد مناف بن عبد املطلب بن هاشم القرشي اهلامشي الصحايب اجلليل أبو عبداهللا الطيار إبن عـم - ٢٢٣

: [ أنظـر . قدميا وهاجر اهلجرتني ، واستشهد يف مؤتةسنة مثان للهجرة النيب صلى اهللا عليه وسلم ، وأخو علي وعقيل وأم هانئ ، أسلم ) ] . ٢/٨٥( اإلصابة ،) ١/٣٤١( أسد الغابة، ) ٢/١٤٩( اإلستيعاب

وقال الشيخ شعيب األرناؤوط إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخني غـري ] ٥/٢٩٠) [٢٢٥٥١(رواه أمحد يف املسند برقم - ٢٢٤ ] . ٦/٢٨) [٩٨٤٢(، واهليثمي يف جممع الزوائد برقم ] ٤/١٣) [٢٢٦٠(ى احلديث إبن خزمية يف صحيحه برقم حممد بن إسحاق ، ورو

١٢٤

.٢٢٥عقابا نه عالجا أووالثاين يسمو :األسلوب الوقائي : أوال

به اإلسالم على مدى يصل إىل أكثر من عشرة انفرديشكل هذا األسلوب سبقا تشريعيا ، ومل يلتفت املشرعون الغربيون إىل هذا األسلوب إال يف القـرنني األخرييـن بعـد قرون

ومع ذلك فإن ما اقترحوه ال ، ء اإلجرام دراسات وحبوث طويلة يعود فيها الفضل إىل علمايزال عدمي الفعالية بدليل ما يسجل من زيادات مطردة يف نسـب اإلجـرام ، مث إن هـذا األسلوب عندهم يشغل حيزا صغريا جدا إىل جانب احليز األكرب الـذي يشـغله العـالج

. والعقاب العالج إن مل تزد عليها بقليلأما اإلسالم فال تقل مساحة حيز هذا األسلوب عن مثيلتها يف

رض إىل أن يصل إىل اتمع كلـه فت، وميتد هذا األسلوب بشكل متدرج من نفس اجلاين امل، وهذا امتثاال لسـنة اهللا يف وفق تسلسل منطقي ال يليق تقدمي مرحلة أو تأخريها عن مكاا

{: وهي قوله تعـاىل التغيري واإلصالح اليت تلخصها هذه اآلية

{٢٢٦ .

-: على املراحل التالية الوقائي ويقوم هذا املنهجفأول ما جاء به اإلسالم هو تغيري النفوس من الداخل عـن طريـق : اإلصالح الذايت-١

وارح اليت تقتـرف ـا املعاصـي ، فالقلب هو الذي بيده أمر اجل اإلقناع باحلجة والربهان ، لكـن ، فإذا أمسك بزمام القلب فقد مت اإلمساك أيضا بزمام اجلوارح وترتكب ا اجلرائم

كيف مت لإلسالم اإلمساك بزمام القلوب ؟ قوة، واإلميان عملية ضرورية ، ألنباإلميان باهللا تعاىل لقد مت لإلسالم ذلك عن طريق ربطه

ينكر أحد هذا الدور لإلميان حىت امللحـدون ومل ،االلتزام على العمل و حتمل الناس خالقة .أنفسهم

ولقد رأينا من املفكرين و الفالسفة من :"يوسف القرضاوي / يف هذا املعىن يقول الدكتوروباعتباره قوة -أي يعتقدون بنفع هذا اإلميان -ال يؤمنون باهللا ولكنهم يؤمنون باإلميان باهللا

املؤسسة اجلامعية ، لبنان –بريوت ، الطبعة األوىل ، داء اجلرمية سياسة الوقاية والعالج، م٢٠٠٣، علي حممد جعفر. د :أنظر - ٢٢٥

).٤١-٤٠( ص ،للدراسات والنشر والتوزيع ] .١١[اآلية ،الرعد - ٢٢٦

١٢٥

، مل يستطع هؤالء أن جيحدوا مـا ، وقوة منشئة خالقة ، و قوة مؤثرة دافعة وجهةهادية ملـو مل :بعضـهم ، فقال اتمع يف حياةو، طيب األثر فـي نفس الفرد لإلميان باهللا من

.٢٢٧"خنلقـه لوجب علينا أن موجودا يكن اهللانع أيديهم ملا يعلمونه من فائدة ما يفسر اختاذ اتمعات القدمية آلهلة من ص ولعل هذا أيضا

لكل دوره يف ستة أركان ، وعلى يف اإلسالم ، و يقوم اإلمياناالجتماعي بالنسبة لالستقرار يعلـم له من صفات كالسمع والبصر يشعر وما ، فعندما يؤمن الفرد باهللا و التأثري على الفرد

هي أهم بكثري من رقابة ، و اتيةذ زمان وتتولد عنده رقابة أنه مراقب يف كل مكان ويف كلدما يؤمن باملالئكـة ، وعن غري ذلك من النقائصن جتوز عليهم الغفلة و النسيان والغري الذي

لك إىل ما يقوله أو يفعله يسجلونه عليه فيدفعه ذوخصائصهم وطبيعة وظائفهم يعلم أن كل آلخر وما فيه من حسـاب ، و عندما يؤمن باليوم ا منها اجلرائماجتناب ما قد يسجل عليه و

. عقاب يدفعه ذلك إىل اجتناب ما قد حياسب عنه يومئذوامرأة غاب عنها زوجها يف اجلهاد مسع يوما: أن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه ويروقد

:تقول إذ ال خليل أالعــبه وأرقين جانبه سودتطاول هذا الليل وا جوانبه حلرك من هذا السرير يء غـريهفوا اهللا لوال اهللا ال ش :ويف رواية أخرى ذكرت أبيات غري هذه آخرها هذا البيت

بأنفسنا ال يفتر الدهر كاتبه ولكنين أخشى رقيبا موكال يف ستة أشـهر، : قالت كم حتتاج املرأة إىل زوجها ؟ رضي اهللا عنها٢٢٨فسأل ابنته حفصة

. ٢٢٩له أكثر من ستة أشهريف الغزو يستبق أحدافكان ال ـ يت برجل وأنه أ رضي اهللا عنه٢٣٠ه اهللا يف الطرق احلكمية عن عليوروى ابن القيم رمح د ج

، يف دمـه –أي يضطرب –، وبني يديه قتيل يتشحط يف خربة بيده سكني متلطخة بدم

]. ٢٥[ص ، اجلزائر ، دار الشهاب ، اإلميان واحلياة، م١٩٨٧، القرضاوي عبد اهللايوسف . د : أنظر - ٢٢٧حفصة بنت عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنها وعن أبيها ، أم املؤمنني وزوج خري املرسلني صلى اهللا عليه وسلم ، كانت عند خنيس - ٢٢٨

مي وهاجرت معه إىل املدينة فمات عنها بعد مقدم النيب صلى اهللا عليه وسلم من بدر فخلف عليها رسول اهللا صـلى اهللا بن حذافة السه . عليه وسلم ، توفيت يف شعبان سنة مخس وأربعني يف خالفة معاوية وهي ابنة ستني سنة

] .١٢/١٩٧[ اإلصابة ،] ٧/٦٥[ أسد الغابة، ] ٤/١٨١١[ االستيعاب: أنظر ص ، اجلزائر ، مطبعة الزهراء للنشر والتوزيع ، الطبعة األوىل ، تاريخ عمر بن اخلطابم ، ١٩٩٠ابن اجلوزي ،الفرج وأب: أنظر - ٢٢٩

]٧٨-٧٧ [.

١٢٦

: ، فقال أقبل رجل مسرعابه ، فلما ذهبوا اذهبوا به فاقتلوه: ، قال أنا قتلته: فسأله فقال ، ما هذا صاحبه أنا يا أمري املؤمنني: ، فردوه فقال الرجل ، ال تعجلوا ردوه إىل علي يا قوم يا أمري املؤمنني: ما محلك على أن قلت أنا قاتله ومل تقتله ؟ قال : ، فقال علي لألول قتلته

، وأنا واقف ويف يدي مهوما أستطيع أن أصنع وقد وقف العسس على الرجل يتشحط يف د، وأن يكون قسـامة، ، وقد أخذت يف خربة وخفت أال يقبل مين ، وفيها أثر الدم سكني

بئس ما صنعت فكيف كان : فقال علي . ، واحتسبت نفسي عند اهللا فاعترفت مبا مل أصنع ، فذحبت بقرة وسلختها ، خرجت إىل حانويت يف الغلس إين رجل قصاب: حديثك ؟ قال

، بينما أنا أصلحها والسكني يف يدي أخذين البول، فأتيت خربة كانت بقريب فدخلتـها ، ف، فإذا أنا ذا املقتول يتشحط يف دمه فراعين أمـره، ، وعدت أريد حانويت فقضيت حاجيت

، فقال فوقفت أنظر إليه والسكني يف يدي، فلم أشعر إال بأصحابك قد وقفوا علي فأخذوين، فاعترفت مبا مل ، فأيقنت أنك ال تترك قوهلم لقويل ذا، ما له قاتل سواههذا قتل ه: الناس أغواين إبلـيس فقتلـت : فقال فأنت كيف كانت قصتك ؟: فقال للمقر الثاين .أجنه

، واستقبلت هذا القصاب على ، مث مسعت العسس فخرجت من اخلربة يف ماله الرجل طمعا، فلما ، فأخذوه وأتوك به ض اخلربة حىت أتى العسس، فاستترت منه ببع احلال اليت وصف

: رضي اهللا عنـه فقال للحسن. ، فاعترفت باحلق أمرت بقتله علمت أين سأبوء بدمه أيضا، وقد قال إن كان قد قتل نفسا فقد أحيا نفسا: يا أمري املؤمنني : ما احلكم يف هذا ؟ قال

{:تعاىل اهللا {٢٣١رضي اهللا عنـه ، فخلى علي

. ٢٣٢"عنهما، وأخرجت دية القتيل من بيت املال . فهذان املثاالن فيهما إشارة واضحة إىل أثر اإلميان

، من جرميـة الزنـا وما فيه من العذاب مانعا، ففي املثال األول كان اإلميان باليوم اآلخر ونفس و الذي كان السبب يف إحياء نفسني يف املثال الثاين ه اإلميان.

علي بن أيب طالب بن عبد مناف بن عبد املطلب أبو احلسن رابع اخللفاء الراشدين ، وأحد العشرة املبشرين باجلنة ، أسلم صـغريا - ٢٣٠رمحن بن ملجم بالكوفة وج ببنت النيب صلى اهللا عليه وسلم فاطمة الزهراء ، كان غزير العلم ، ورعا تقيا ، قتل شهيدا على يد عبد الوتز

] .٤/١٦[أسد الغابة ، ] ٥٦٨٨ترمجة رقم /٢[اإلصابة ،] ١٠٨٩ترمجة رقم /٣[ االستيعاب :أنظر . هـ ٤٠سنة ] .٣٢[ ،اآلية املائدةسورة - ٢٣١ص ، املؤسسة العربية للطباعة والنشـر ، القاهرة ، الطرق احلكمية يف السياسة الشرعيةم ، ١٩٦١، إبن القيم اجلوزية :أنظر - ٢٣٢

]٦٧-٦٦[.

١٢٧

بل ضـبطه و حولـه إىل ، أو أفكارذي دعا إليه اإلسالم جمرد أقوال ، يكن اإلميان الومل حقيقة حىت يكـون ، وهي أقوال وأفعال تصقل النفوس و تربيها عن طريق العبادات واقعية

، واملتأمل يف أنواع العبادات وحسن ترتيبـها امصحوبا بتغري يف اجلوارح كله تغيري القلب، فالصالة مثال وهي من أوائل وأهم العبـادات املفروضـة يف وتنويعها يدرك هذه احلقيقة

اإلسالم تتوزع على مخسة أوقات يف اليوم وذلك يؤدي إىل احملافظة على ـذيب الـنفس رف الناس عن شرب اخلمر قبل يف ص اليوم، وقد كان هلذا التوزيع أثر كبريوصفائها طوال

{:تعـاىل سـبحانه و ذلك عند نزول قوله ، و حترميها ائيا

{٢٣٣. يب النفوس و إماتة نوازع الشـر كما أن الصيام يعترب مدرسة روحية هلا األثر الكبري يف ذ

{ : تعاىل لذلك قال اهللاو ، فيها قبل أن تتحول إىل حقيقة واقعة

{٢٣٤ . .٢٣٥"ة نو الصيام ج: " لى اهللا عليه و سلمصوورد يف احلديث الشريف قوله

ضـعيفي اإلميـان، إن أكثر اجلرائم اليت تقع من املسلمني اليوم إمنا تقع يف العادة من أناسن أن يهتموا بتقوية اإلميا أولوا األمر من املسلمني اليوم ، فما أحوج للصالة والصيام تاركني

اإلميان إىل ائم تأيت يف املرحلة اليت يرتل فيهن اجلرا، أل بالعبادات االلتزاممحل الناس على ، وال يزين الزاين حني يزين و هو مـؤمن، " الشريف ، و لذلك ورد يف احلديث أدىن درجاته

، وباملقارنة بني إحصائيات اجلرائم يف كل من أمريكا ٢٣٦"وال يسرق حني يسرق وهو مؤمنن أدىن نسبة سجلت يف السعودية مت تليها وروسيا ومصر واململكة العربية السعودية لوحظ أ

وهـي ، وأعلى نسبة سجلت بروسيا سرق فيها سيارة كل دقيقتنيمصر مث أمريكا اليت ت ،نسب تتماشى مع مدى االلتزام الديين ال مع كثرة القوانني وكثرة رجال الشـرطة وهـذا

. اجلانب على أمهيته ال وجود له يف التشريعات الوضعية احلديثة

] .٤٣[ سورة النساء ،اآلية -٢٣٣ ] .١٨٣[ ،اآليةالبقرة سورة - ٢٣٤ ] . ٢/٨٠٧) [١١٥١(، و مسلم برقم ] ٢/٦٧٣) [١٨٠٥(جزء من حديث صحيح رواه البخاري برقم - ٢٣٥ ] .١/٧٦) [٥٧(، وصحيح مسلم ] ٢/٨٧٥) [٢٣٤٣( صحيح البخاري برقم - ٢٣٦

١٢٨

وهـذا ، وفيها يتعني وجوب التربية علـى األبـوين أساسـا : واجب األسرة – ٢ ومكارم األخالق ال ينشـأ ، وااللتزاميساعد على إنشاء العمل السابق ، ألن اإلميان العامل

، واهتمام اإلسالم ـذا من فراغ بل هو يبدأ قبل والدة اإلنسان ويستمر إىل وقت البلوغويتـرىب ختيار الزوجة املنتظر أن تكون أول مدرسة يتعلم فيها الطفلاجلانب يبدأ من وقت ا

.على يدها ولذلك دعا اإلسالم إىل اختيار ذوات الدين منهومـن ، وحث على االهتمام بالتربيـة ن ،

{ سبحانه وتعاىلذلك قوله

{ن : " صلى اهللا عليه وسلم وقال الرسول ،٢٣٧من عال ثـالث بنـات فـأدعليه الصالة والسالم توجيهـات لنيب وقد أعطى ا ،٢٣٨"وزوجهن وأحسن إليهن فله اجلنة

تيـار حبسـن اخ ، أمر أيضا ، فبعد أن أمر حبسن اختيار أمهام تطبيقية لكيفية تربية األبناء، كما أعطاهم املنهج الذي جيب إتباعه يف محلهم على تكاليف الدين وأخالقه فقال أمسائهم

واضربوهم عليهـا ، مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني" صلى اهللا عليه وسلم :، ونبههم إىل أن األوالد يتعلمون بالقدوة مبا ٢٣٩" وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم يف املضاجع

ها فاخنفضـت كلتت هذه التربية أآ، ولقد أمام أبنائهم االلتزاميف -اآلباء - ين واجبهميع . كبريا اخنفاضانسبة اإلجرام يف ذلك الزمن

، العاقلة هم أقارب الشخص من جهة أبيه ) :العاقلـــة(واجب األسرة الكبرية - ٣ك من خالل ما فرضه اإلسـالم يف ، ويتضح ذل من تربية األوالد وقد محلهم اإلسالم جزء

اليت جيب أن تشترك يف أدائها العاقلة مع القاتل، وهذا لقتل اخلطأ ودية القتل شبه العمد دية ا أو جزائيـة كانت مدنيـة خالف للقاعدة القرآنية اليت جتعل املسؤولية على إطالقها سواء

{ :على القاتل وذلك بنص قوله تعاىل مقصورة {د اومف، ٢٤٠ اجيـدو حـىت ال ، ذلك أن أقارب الرجل من جهة أبيه مدعوون ملراقبة أبناء بعضهم بعضا

] .٦[ ،اآليةالتحرمي سورة - ٢٣٧حديث صحيح لغريه ، ورواه أبو داود يف السنن : و قال الشيخ شعيب األرناؤوط ] ٣/٩٧) [١١٩٤٣(رواه أمحد يف املسند برقم - ٢٣٨

] .٤/٣٣٨) [٥١٤٧(برقم ] ١/٣١١) [٧٠٨(، ومستدرك احلاكم بـرقم ] ١/١٣٣) [٤٩٥(، وسنن أيب داود برقم ] ٢/١٨٠) [٦٦٨٩(سند أمحد برقم م - ٢٣٩

] . ٥٨٦٨[وحسن احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلامع برقم ] .١٨[ ، اآليةفاطر سورة - ٢٤٠

١٢٩

، و هذا يؤدي م حتمـا إىل التعـاون يف مضطرين للتعويض عما مل يقترفوه أنفسهم يومااألولياء يف تربيـة ، و هذا من شأنه أن يعوض عن النقص الذي يشوب عمل بعض التربية . االحنرافعن ، فضال هم على التزام احليطة و احلذروندعو، في أبنائهم

جد له نظري يف التشريعات احلديثةال يويف الشريعة اإلسالمية بشكل عام وموضوع العاقلة .املعاصرة

مـن جزء رفاقهجريان اجلاين ، أو ل اإلسالممحوكذلك : واجب اجلريان والرفاق - ٤و ذلك من خـالل تشـريع ، املسؤولية فيما يرتكب من جرائم على أرضهم أو يف حماهلم

، من قواعـد األحكـام من أصول الشرع وقاعدة اليت اعتربها العلماء أصال ٢٤١"القسامة"مـن الصـحابة والتـابعني ومـن أخذ ا كافة العلماء، من أركان مصاحل العباد اوركن

.٢٤٢"بعدهمك أن هذا يؤدي إىل التضامن يف احليطة واملراقبة والتفقد، وهذا يعسر على اجلـاين و ال ش

، ويف الوقت ذاته فإنه يدعو إىل التثبت يف الشهادة مبا يكفـل جرمية القتل خاصة ارتكاب، ولذلك فإن القسامة تؤدي دورا مزدوجا يف شأن مكافحـة األمان من اخلطأ يف حق املتهم

إن مل يكشف عنه –يتعلق بالقاتل الذي يعلم أن ارتكابه للجرمية يترتب عليه األول ، اجلرمية – توريطا للملحوذلك يؤدي يف العادة إىل الكشف ، كلها مما يدعو إىل املزيد من التحري ة

، والثاين يتعلق باألولياء الذين متنعهم القسامة من اام بغـري عنه فيحجم على ما أراد فعلهقد أصبحت اجلرائم ترتكب و ليس هناك ما جيرب أين حنن اليوم من هذا التشريع ، وف، يقني

. ني على اإلدالء بشهادام ضرفتمشاهديها املمث إن قيمة األميان اليت تتضمنها القسامة ال تنفع ما مل يكن أصحاا ممن يعرف قيمة هـذه

يف جمتمع مؤمن يتقي اهللا وخيشـى ، وال يكون ذلك إال األميان وما يترتب على الكذب ا . عذابه

واهللا ما قتلته وال علمت له قاتال : أثر القتل ،ويقول كل واحد منهم أميان يقسم ا أهل حملة أو دار وجد فيها قتيل به ": القسامة" - ٢٤١

األم، ] ٦/٣٥٢[للكاساين بدائع الصنائع، ]١٠/٣[البن قدامة املغين: أنظر " ، ويلزم املدعى عليه اليمني باهللا عزوجل أنه ما قتل ويربأ ] .٤/٢٦٣[ البن رشد بداية اتهد، ] ٦/١١٦[لإلمام الشافعي

] .١١/١٤٣[القسامة واحملاربني والقصاص والديات ، باب القسامة / لإلمام النووي كتاب ، املنهاج شرح مسلم بن احلجاج - ٢٤٢

١٣٠

سبب وجوا هو :" القسامة يف بيان السبب من وجوب رمحه اهللا ٢٤٣يقول اإلمام الكاساين ، التقصري يف النصرة وحفظ املوضع الذي وجد فيه القتيل ممن وجبت عليه النصرة واحلفـظ

، فيؤاخذ بالتقصـري، لواجبفلما مل حيفظ مع القدرة على احلفظ صار مقصرا بترك احلفظ ا، وكل من كان أخص بالنصرة واحلفظ كان ، ومحال على حتصيل الواجب زجرا عن ذلك

، وألنه إذا اختص ، فكان التقصري منه أبلغ ، ألنه أوىل باحلفظ أوىل بتحمل القسامة والديةإذ اخلـراج ، ، فكانت النصرة عليــه ، كانت منفعته له باملوضع ملكا أو يدا بالتصرف

، وألن القتيل إذا وجـد ٢٤٤بالضمـان كما جاء على لسان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فيتـهمون ، وهو التصرف فيه ، أو مجاعة إما بامللك أو باليد يف موضع اختص به واحد

، وإىل هذا املعىن ، والدية لوجود القتيل بينهم بالقتل، فالشرع ألزمهم بالقسامة دفعا للتهمةأمـا : أنبذل أمياننا و أموالنا ؟ فقال رضي اهللا عنه: أشار عمر رضي اهللا عنه حينما قيل له

. ٢٤٥"، وأما أموالكم فلوجود القتيل بني ظهرانيكم أميانكم فلحقن دمائكمـ أشركت الشريعة اإلسالمية اتمع كله يف اإلصالح عموما -: واجب اتمع -٥ ا يف مب

ليؤدي اتمع بذلك الدور الذي يعجز عنه الفرد مع نفسه أو األسرة ، ذلك مكافحة اجلرمية، فاتمع ال خيلو من ضعاف النفوس والضمائر الـذين ال ينتفعـون باإلميـان مع أفرادهابنائهم وتنشئتهم مبا يقيهم املزالق املؤديـة إىل ، كما أن فيه أولياء مهملني لتربية أ والعبادات

. ء من حاجز حيول بينهم وبني ارتكاب اجلرمية سوى اتمعيبق هلؤال، فلم اجلرمية تمع الذي يسود فيه رأيتمع الذي يريده اإلسالم هو اوا ال يظهر فيه الشر فاضل عام ،

نا واضحا معلنا ، ولذلك دعت الشريعة إىل األمر باملعروف والنهي عـن ويكون فيه اخلري بيكان قادرا على إن رأى فيه اعوجاجا و ، مسئوال عن السقيم الربيء املنكر، واعترب اإلسالم

اإلمام احملقق عالء الدين أبو بكر بن مسعود بن أمحد ، الكاساين احلنفي ، إمام البلغاء والفصحاء امللقب مبلك العلماء ، ونسبته إىل - ٢٤٣

، فقيه حنفي شرح حتفة الفقهاء للسـمرقندي ، ] هـ٥٨٧[ة بتركستان خلف يسعون ، ولد يف حلب ودفن ا سنة كاسان بلدة كبريبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع يف الفقه احلنفي ، وكتاب : أهم مصنفاته . عالء الدين السمرقندي ، وأبو اليسر البزدوي : أبرز شيوخه

الدكتور عبد الفتاح : ، حتقيق ] ٤/٢٥: [أليب الوفاء القرشي : اجلواهر املضيئة يف طبقات احلنفية : نظر السلطان املبني يف أصول الدين ا ].٢/٤٦: [األعالم للزركلي ]. م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ ١احللو ، مؤسسة الرسالة ، بريوت ، ط

) ١٢٨٥(، والترمذي برقم ] ٣/٢٨٤) [٣٥٠٨(، وأبوداود برقم ] ٦/٤٩) [٢٤٢٧٠(رواه أمحد يف املسند برقم : حديث حسن - ٢٤٤ .صحيح أيب داود ، وصحيح الترمذي ، وحسنه األلباين يف] ٧/٢٥٤) [٤٤٩٠(وقال حديث حسن صحيح ، والنسائي برقم ] ٣/٥٨١[

رمي شارع حممد ك ١٣. زكريا علي يوسف ، مطبعة اإلمام ،، القاهرة بدائع الصنائعالعالمة مسعود الكاساين احلنفي ، :أنظر - ٢٤٥ ].٦/٣٥٦[، بالقلعة

١٣١

ال وهدايته ودعوته إىل اخلري من غـري عنـف و ، مه بلسانه قو، وأن ي تقوميه فعليه أن يفعل .٢٤٦غلظة، بل يدعوه باليت هي أحسن

فرض ، وهو حسب طاقته ، كل وقد أوجب اإلسالم تغيري املنكر على كل أفراد اتمع ويصري فرض عني على القادر الذي مل يقم به غريه ، يدل على الوجوب قوله ، على الكفاية

{ :تعاىل

{٢٤٧. من رأى منكم منكرا فليغريه بيده، : " اهللا عليه وسلم وورد يف احلديث الشريف قوله صلى

.٢٤٨"، فإن مل يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإلميان فإن مل يستطع فبلسانه، وهي أكثر حثا للمؤمن وقد ربط اإلسالم هذا الواجب حبقيقة املسلم الكربى وهي اإلميان

بعض البالد اإلسـالمية سـببها ، والكثري من الفنت القائمة اليوم يف على الفعل من العقابمع واجب تغيري املنكر الذي وجود منكرات شرعية حيميها القانون وذلك يتعارض بوضوح

، فحىت ولو وجدت عندهم منكرات ، بينما ال جند ذلك عند غري املسلمني يستشعره املؤمن . شأن يف اإلسالمإزالتها كما هو الو، يدفع إىل تغيريها تماعية أو عقائدية فليس عندهم ما اج

ومل يكتف اإلسالم ذا األمر العام لكل الناس، بل جاء األمر بإنشاء مجاعة مكلفة بـاألمر { : باملعروف والنهي عن املنكر، وذلك بنص قولـه تعـاىل

{٢٤٩. ما إن دور اتمع بصفة عامة هو دور وقائي ال مينع وقوع اجلرائم فحسب بل مينع أيضا

، فكم من ال يرقى إىل مستوى اجلرائم من خمتلف املنكرات اليت كثريا ما تكون ايتها جرائم، ، فرب معاكسة شاب لفتاة تنتهي إىل جـرميتني رمية كبريةمنكر صغري يتحول اليوم إىل ج

، وقد أثبتت اإلحصائيات أن نسبة هامة من جرائم القتـل كـان جرمية الزنا وجرمية القتل

الطريق للنشر والتوزيع ، ، اجلزائر احلسبة ومسؤولية احلكومات اإلسالميةشيخ اإلسالم ، ابن تيمية أمحد بن عبد احلليم : أنظر - ٢٤٦ .] ١[ص ،

] .٧١[،اآلية التوبة سورة - ٢٤٧، وابن ماجه يف السنن برقم ] ٣/١٠) [١١٠٨٨(قم ، وأمحد يف املسند بر] ١/٦٩) [٤٩(رواه مسلم يف صحيحه برقم : صحيح - ٢٤٨

] .٦/٨٥) [٧٥٥٩(، والبيهقي يف شعب اإلميان برقم ] ٢/١٣٣٠) [٤٠١٣( ] .١٠٤[ ،اآلية آل عمرانسورة - ٢٤٩

١٣٢

، ، كما أن ترك األمر باملعروف كثريا ما يؤدي هو اآلخر إىل اجلرمية سببها االنتقام للشرف، فلو كان هناك مـن أمـر دافع من الشعور بالظلمو كثري من اجلرائم يرتكبها أصحاا ب

. بالعدل واإلحسان ما وقع كل ذلكيتجلى هذا الدور يف النصوص التشريعية الواردة يف القرآن الكـرمي :الدور التشريعي -٦

ما نطقوا ، أو والسنة املطهرة ، وكذلك فيما اختذه اخللفاء الراشدون بعد ذلك من قرارات ، ولن نتحدث يف األسلوب الوقائي عن النصوص الـيت تتنـاول هذا االأقوال يف به من

وسـنراه يف األسـلوب ، العقاب نوعا ومقدارا ألن هذا ال ينفذ إال بعد ارتكاب اجلرميـة ، وإمنا نتحدث هنا عما وضعته النصوص ملنع وقوع اجلرمية ،وذلك هو ما يطلـق العالجي

ا وإمنا ملا تفضي إليـه مـن م اإلسالعليه سد الذرائع، حيث حرم بعض السلوكيات ال لذاكمـا قـال عز وجل جرائم مثل النهي عن سب الكافرين لئال يؤدي ذلك إىل سب اخلالق

{تعاىل {٢٥٠.

: ، فلما قـالوا صلى اهللا عليه وسلم للرجل أن يلعن والديه السياق ذاته جاء ي النيبويف أباه ويسب أمه فيسـب يسب الرجل أبا الرجل فيسب: كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال

. فالوقاية من سب األب تبدأ من عدم سب آباء اآلخرين ،٢٥١" أمه ا ولكن التمـادي ويف جمال اجلرمية جند نصوصا متعددة متنع من أمور ليست جرائم يف ذا

ومن ذلك األمر بغض البصر، والنهي عن التربج ألن ذلـك ، فيها عادة ما ينتهي إىل جرائم ، ومثال ذلك أيضا وهذه اجلرمية تؤدي إىل اإلجهاض والقتل ما يؤدي إىل جرمية الزنا، غالبا

يف النـهي ، حيـث ورد النهي عن إشارة الرجل على أخيه بالسالح ألا ذريعة إىل اإليذاءع يف ال يشري أحدكم على أخيه بالسالح فإنه ال يدري لعل الشيطان يرت: " الشريف احلديث

.٢٥٢"يده فيقع يف حفرة من النار

] .١٠٨[ ،اآلية األنعامسورة - ٢٥٠ ] ٤/٢٣٦) [٥١٤١(ود ، وسنن أيب دا] ٢/٢١٦) [٧٠٢٩(، ومسند أمحد برقم ] ٥/٢٢٢٨) [٥٦٢٨(صحيح البخاري برقم - ٢٥١ ] .٤/٢٠٢٠) [٢٦١٧(، وصحيح مسلم برقم ] ٦/٢٥٩٢) [٦٦٦١(صحيح البخاري برقم - ٢٥٢

١٣٣

قـد ، ألنـه عن تعاطي السيف مسلوال يه صلى اهللا عليه وسلمجاء أيضا ويف هذا املعىن يف مناولته يف قرابه سد هلـذه و خيطئ املعطي أو اآلخذ فيصاب أحدمها أو غريمها باألذى ،

. ٢٥٣الذريعة ألن وجـود ٢٥٤"إذا بويع خلليفتني فاقتلوا اآلخر منـهما " :ومن ذلك أيضا جند حديث

والفتنة واحلرب وضياع نفوس كثرية واالختالفخليفتني يف وقت واحد مدعاة إىل الشقاق معني هلا ومشجع عليها كما أن اإلسالم قد ى عن بيع السالح يف وقت الفتنة ألن ذلك ،إنه إذا شرب سكر و إذا سكر : وقال علي رضي اهللا عنه ملا سئل عن عقوبة شارب اخلمر ،

. ٢٥٥، وإذا هذى افترى وعلى املفتري مثانون جلدة هذىوإذا كان التشريع القرآين قد أخذ بسد الذرائع ورأينا العلة من ذلك فإن التشريعات احلديثة

فهي تبيح الزنا مثال ، حيث تبيح الفعل وتعاقب على ما ينتج عنه، اغريب قد سلكت مسلكا .، وما إىل ذلك مث تعاقب على اإلجهاض

-:األسلوب العالجي : ثانيا ، و هذا األسلوب واضـح املعـامل يف الشـريعة و يأيت هذا األسلوب بعد وقوع اجلرمية

دف منه منع تكرار اجلرمية اليت وقعت ، واهل ال اختالف بشأنه، فال غموض فيه و اإلسالميةوإصالح ما خلفته من أضرار، ويتضمن هذا األسلوب العقاب وبدائله كالدية والصـلح ،

. والعفو باإلضافة إىل الكفارة، ال يف مشـروعيته وال يف ال خالف بني املسلمني مجيعا حول العقـاب : العقـاب – ١

اختالفـا ، اليت اختلفت يف العقـاب لقوانني احلديثة، و هذا خبالف األمر اليوم يف ا أنواعه، ومدافع عـن كبريا بني داع إىل إلغائه حىت دعا بعضهم إيل تغيري تسمية قانون العقوبات

، كما اختلفوا اختلفوا يف أنواع العقوبات وخاصة عقوبة اإلعدام ون، وهؤالء املدافع بقائه، أما العقاب يف اإلسالم فهو من املبادئ ئل املطروحةحىت يف العقوبات السالبة للحرية والبدا

. حىت جمرد التفكري يف إلغائها اليت ال ميكن

مطبعة الرحياين،، لبنان –بريوت ، الطبعة األوىل ، سد الذرائع يف الشريعة اإلسالمية، م١٩٨٥، الربهاينحممد هاشم : أنظر - ٢٥٣ ].٤٨٥[ص ) ٢٧٤٣(، والطرباين يف األوسط برقم ] ٣/١٤٨٠) [١٨٥٣(إذا بويع خليفتني برقم : مارة باب رواه مسلم يف كتاب اإل: صحيح - ٢٥٤

] . ٦/٧) [٧٣٥٣(، والبيهقي يف شعب اإلميان برقم ] ٣/١٤٤) [٢٧٤٣( .من سورة النور ] ٢[من سورة املائدة ، واآلية ] ٩٣[تفسري اآلية اجلامع ألحكام القرآن: القرطيب : أنظر - ٢٥٥

١٣٤

-:مميزات العقوبة يف اإلسالم ، كل منها له دوره بعدة مميزات ميتاز العقاب يف اإلسالم عنه يف القوانني الوضعية احلديثةو

-:ميزات يف اآليت ، وميكن مجع هذه امل الفعال يف مكافحة اجلرميةو اجلمع بينهما ليس من السهولة مبكان ، ففي الوقـت : أنه مجع بني العدل و الرمحة -أ

فوق القانون العدل" على العبارة املشهورة اعتمادابت القوانني احلديثة منطق الرمحة الذي غلث عـن سـلوكه أصبح اهتمامها منصبا على اجلاين وحده فتتحدو" الرمحة فوق العدل و

اهتمـام أعـذاره دون أدىن ، و ظروفه و ، فاعل أصلي أم شريك ، و طبيعة فعله اإلجرامي، ، و اعتماد مفضوح على اإلحساس دون العقـل ، يف توجه واضح ضد العدل باين عليه

، ال بأي إحسـاس ،ويعود على اين عليه أو وليه بأي فائدة وبالتايل فإن العقاب املطبق ال ، أما اإلسالم فإنه أبقى علـى حـق اتمعحق الفرد يف حق الدولة و ا ناشئ عن إذابةوهذ

، و أخذ بالعدل و لكنه مل يهمل الرمحة ، و العدل يقتضي الفرد وكيانه مستقال عن الدولة، كما أنه أبقى هامشـا للرمحـة ، ويف هذا رمحة عامة باتمع كله يعاقبأن أن من أجرم

بعقـاب اـرم أو أو وليه ين عليه ا ر، وذلك حني خي ها يف إطار العدللكن،واخلاصة { : تعـاىل سبحانه وقال ف، ب يف العفوورغ التصاحل معه أو العفو عنه

{٢٥٦ . ، فأين هذا من العفو الذي يصدره بني اجلاين واين عليه اليت أقرها اإلسالم موزعة والرمحة

ن هذه العقوبـة ال ، وحىت لو حكم على القاتل باإلعدام فإ حكام اليوم على القتلة وارمني . تكاد تطبق

عقوبة واحدة باإلعدام م١٩٧١يقول الدكتور أبو املعاطي أن احملاكم يف مصر أصدرت سنة ، و يف بني قتل وضرب أدى إىل املوت] ١٦١١[كان عدد جنايات القتل يف ذلك العام ، و] ١٥٦٢[تل وكان عدد جرائم الق ، م مل تصدر احملاكم عقوبات باإلعدام إطالقا١٩٧٠عام

م ، وهناك اليـوم دول ١٩٩٤منذ عام ويف اجلزائر أوقف تنفيذ حكم اإلعدام .٢٥٧"جرمية

] .١٧٨[ آية :البقرة - ٢٥٦[ ص مؤسسة دار التعاون للطبـع والنشـر ، ، النظام العقايب اإلسالمي ،] م١٩٧٦[، أبو املعاطيحافظ أبو الفتوح .د : أنظر - ٢٥٧

٤١١-٤١٠ [ .

١٣٥

وهذا جيعل اـين ، كثرية ألغت حكم اإلعدام فال حتكم به إطالقا مثل دول االحتاد األوريبراط ، واإلف من جهة أخرى، و يزيد ارم عتوا وإجراما عليه أو وليه يشعر بالظلم من جهة

ملـؤمترات ، فرغم الدراسات و ا باجلاين جعل اجلرائم تكثر و تنتشر بشكل رهيبيف الرمحة لالقتراحاتيف زيادا نظرا مكافحة اجلرمية مل تستطع أن تسهم إالاليت تعقد اآلن من أجل

. اليت تقدمها بشأن مراعاة اإلنسانية عند التعامل مع ارمني اخلطرينال تفرق العقوبات يف الشريعة اإلسالمية بني حاكم : بني الناس يف العقاباملساواة -ب

، ال فرق بني رئيس ، إذ أن كل الناس أمام العقوبة سواء وال بني شريف ووضيع وحمكوم ، . الدولة و أضعف إنسان فيها

إين مل أبعث عمـايل : رضي اهللا عنه فقال خطبنا عمر بن اخلطاب:" قال٢٥٨فعن أيب فراس فقال ذلك فلريفعه إيل أقصه منه ،، فمن فعل به غري ليضربوا أبشاركم وال ليأخذوا أموالكم

إي : فقـال أدب بعض رعيته أتقصه منـه ؟ أن رجاللو : رضي اهللا عنه عمرو بن العاص .٢٥٩"وقد رأيت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أقص من نفسه والذي نفسي بيده أقصه ،

يف تاريخ اإلسالم كثرية ، نذكر منها على سبيل املثال حـديث املـرأة واألمثلة على هذا اهللا عنـهما رضي ٢٦١مع عمرو بن العاص رضي اهللا عنه عمر لعف، و٢٦٠املخزومية الشهري

، مؤسسـة ] ٧/٤٧٨[للحافظ ابن حجـر لسان امليزان: أنظر , هو الربيع بن زياد النهدي من كبار التابعني يكىن بأيب فراس - ٢٥٨

. لبنان –م بريوت ١٩٨٦األعلمي للمطبوعات ط ، والبيهقـي ] ٤/٤٨٥) [٨٣٥٦(، واحلـاكم بـرقم ] ٤/١٨٣) [٤٥٣٧(داود برقم ،و أبو] ١/٤١) [٢٨٦(رواه أمحد برقم - ٢٥٩

] . ٤٥٣٧[، وضعفه األلباين يف ضعيف أيب داود برقم ] ٨/٤٨) [١٥٧٩٦(

عن عائشة رضي الله عنها أن قريشـا ] ٣/١٣١٥) [١٦٨٨(، ومسلم برقم ] ٣/١٢٨٢) [٣٢٨٨(البخاري برقم احلديث رواه - ٢٦٠ترئ عليه إلا أسامة بن له عليه وسلم فقالوا ومن يجأهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله صلى ال

لى اللهص ول اللهسر بح ديز لمسو هليع ثـم الله وددح نم دي حف فعشأت لمسو هليع لى اللهص ول اللهسة فقال رامأس هفكلم قـام الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو ال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهمفاختطب ثم ق

" أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدهاكان عمرو بن العاص داهية من دهاة , و بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، كنيته أبو عبد اهللاعمر - ٢٦١

أرسلته قريش إىل احلبشة ليطلب من النجاشي تسليمه املسلمني الذين هاجروا إىل , العرب، وصاحب رأي و فكر، و فارسا من الفرسان . م إىل مكة حملاسبتهم وردهم عن دينهم اجلديد فلم يستجب له النجاشي ورده خائبا احلبشة فرارا من الكفار وإعاد

دخل اإلسالم سنة مثان للهجرة بعد فشل قريش الذريع يف غزوة األحزاب، و قدم إىل املدينة املنورة مع خالد بن الوليد و عثمان بن طلحة قاتلة اإلسالم انقلب بالء يف الذوذ عنه ، خالل خالفة عمر بن اخلطاب واله قيادة مسلمني فاستبشر املسلمون م ملا كان هلم من بالء يف م

جيوش يف فلسطني و األردن بعد موت يزيد بن أيب سفيان مث كلفه قيادة اجليش الذاهب لفتح مصر ففتحها ، تويف يف مصر وله من العمر ] .٣/٧٤٢[أسد الغابة ،] ٣/١٥٨[االستيعاب : أنظر . ثالث و تسعون سنة ودفن يف املقطم

١٣٦

و مبثل هذه األحكام و ميزاا يكون القضاء علـى ،٢٦٢يابنه الذي ضرب القبطوايل مصر و . ظلم احلكام واملسؤولني

مثل هذه املساواة يف القوانني العقابية احلديثة بل إن متييز بعض املسؤولني أصـبح وال جند ، ومن شـأن هـذه أو برملانية دبلوماسية، سواء كانت حتت ما يسمى باحلصانة مقننا أمرا

احلصانة أن تدفع إىل اإلجرام ألن املتمتع ا ال خيشى ما خيشاه سائر الناس من خوف مـن ، فهذا خيرج مسدسه ألتفـه بالنسبة لبعض املتمتعني باحلصانة ا الحظناه، وهذا م العقاب

، وذلك أنقذتـه مـن ، وذاك أطلق النار على من كان له معه خالف سبب ويهدد بالقتلوكل ما ارتكبه هؤالء ما كان ليحدث لو كانت هناك مساواة . دبلوماسيةاحملاكمة حصانة .بني كل الناس

وهذان اإلسالم بكونه حيقق الردع ، وجيرب خاطر اين عليه أو وليه ميتاز العقاب يف -ج ، فأما الردع ويقصد به أن العقوبة عندما توقـع علـى العنصران ضروريان جدا يف العقاب

، كما تصرف غـريه ، وهذا هو الردع اخلاص جمرم معني تصرفه عن العودة إىل هذه اجلرمية، ، و كل عقوبة ال حتقق الردع بنوعيه فهـي لغـو العام عن فعل مثلها، و هذا هو الردع

. ضررها أكرب من نفعهاو، فالذي يسرق مـثال و يالحظ بوضوح هذه اخلاصية الذي يتأمل يف العقوبات الشرعيةو

تقطع يده، فإن مظهر يده املقطوعة أكرب رادع حبيث تذكره هو و تذكر غريه بعقاب السرقة سـبحانه ، و يفهم الردع جيدا يف قولـه شيء يقال عن عقوبة الزنافيتحاشوا، و نفس ال

{: تعاىلو {٢٦٣.

دليل ذلك كثرة العود يف ارتكاب اجلرمية هذه اخلاصية ، و فيهتوفر تضعي فال القانون الووأما . الواحدة نظرا لتفاهة العقوبة

، ولـه ، ويواسيهم جراء ما وقع عليهم ي األولياءرضما اجلرب فيقصد به عمل شيء ما يوأ ، كما مينع بعض ، ذلك أن الردع قد مينع ارم من العود أمهية أوسع وأبلغ من أمهية الردع

مل يراع فإنه يؤدي بالتأكيد إىل وقوع جرائم أخرى من ، أما اجلرب فإنه إذا الناس من اجلرمية

اللنشـر والتوزيـع ص اجلزائـر ، ، الطبعـة األوىل ، تأريخ عمر بن اخلطاب، ]م ١٩٩٠[، أبوالفرج ابن اجلوزي : أنظر - ٢٦٢

.] ٩٤ـ٩٣[ ] .٢[ سورة النور ،اآلية - ٢٦٣

١٣٧

، فهناك غريزة فطرية يف اإلنسان وهي غريزة االنتقام فال ل أولياء اين عليه أو خصومهمقب، فـإن مل بد من إخراجها وإفراغها من نفوس األولياء بشكل منظم وحتت إشراف الدولة

، وقـد يكـون ، فإما أن خترج بشكل غري منظم بعيدا عن القانون نفعل وقع أحد أمرين، وإما أال ختـرج ر عنها جرائم جديدةج، وميكن أن تن بعيدا عن العدل، إخراجها فظيعا

وتبقى حبيسة يف الباطن حترق القلب وتعذبه باستمرار، وقد تؤدي إىل اضطرابات نفسـية . كبرية

واملتأمل يف العقوبات اليت جاء ا اإلسالم يالحظ ألول وهلة فعاليتها يف مكافحة اجلرمية ، فالقصاص الذي يطبق يف اجلرائم العمديـة سـواء للردع والزجر واجلرب ، بسبب حتقيقها

كانت قتال أو جرحا أو ضربا مينع اجلاين بال شك من العود كما مينع غريه من أن يسـلك ، وال جند شخصا سويا ، فالذي يسعى لقتل غريه يعلم أنه يسعى أيضا إىل قتل نفسه سبيله

فعل فيها باجلاين املتعمد مثل ما ، وهذه العقوبة اليت ي ض أطرافهيسعى لقتل نفسه أو قطع بع .، وأكثرها حتقيقا للردع والزجر واجلرب أيضا من أعدل العقوبات - يكن تعذيبا مامل - لعف

وليس يف العامل كله قدميه وحديثه عقوبة تفضـل :" ويف هذا يقول األستاذ عبد القادر عودة ، وهـي أفضـل جيازى ارم إال مبثـل فعلـه قوبات إذ ال ل الععقوبة القصاص فهي أعد

العقوبات لألمن والنظام ألن ارم حينما يعلم أنه سيجزى مبثل فعله ال يرتكب اجلرمية غالبا واالستعالء ، وحب التغلب والذي يدفع ارم بصفة عامة إىل القتل واجلرح هو تنازع البقاء

.٢٦٤"ق بعد فريسته أبقى على نفسه بإبقائه على فريسته، فإذا علم ارم أنه لن يب ومل، وإىل جانب عقوبة القصاص اليت تطبق يف اجلرائم العمدية اليت ميكن فيها املماثلـة

كما هو احلال يف ،يكن فيها عفو من جانب األولياء جند العقاب باجللد على اجلرائم احلدية العقوبة تنطوي على فوائد متعددة فهـي حتقـق القذف والزنا لغري احملصن والسكر، وهذه

، كما أا ال تفوت على اجلاين املعاقب القيام مبصاحله الردع والزجر كوا تطبق أمام الناسومصاحل أسرته خبالف عقوبة السجن املطبقة اليوم اليت توفر للجاين فرصة أفضل للتكـوين

افة إىل اإلمهال الذي يصيب األسـرة ، إض اإلجرامي مبخالطته رمني آخرين داخل السجن، ومن أجل هذه السلبية اليت تتصف ـا عقوبـة ويؤدي بأوالده يف غيابه إىل سلوك سبيله

، السجن تعالت األصوات يف املؤمترات الدولية تنادي بإلغاء العقوبـات السـالبة للحريـة

]. ١/٤٤٧[ ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة السادسة ، التشريع اجلنائي اإلسالمي ، ]م١٩٨٥[ عودة ،عبد القادر .د: أنظر - ٢٦٤

١٣٨

م ١٩٨٠ذي انعقد عام ، ومن ذلك املؤمتر السادس لعلم اإلجرام ال وضرورة إجياد بدائل هلا، وأمجعـت اآلراء يف كراكاس بفرتويال الذي نوقشت فيه عيوب العقوبات السالبة للحرية

. ٢٦٥"وعدم التوسع فيها ، على جعل هذه العقوبة استثناء وكما يتحقق الزجر بالعقوبات البدنية اليت ذكرنا بعضها ، يتحقق أيضا مـع اجلـرب حـني

يت تعذر فيها تطبيق القصاص سواء يف اجلرائم الواقعة على النفس العقاب بالدية يف اجلرائم الومل مينحه -أو على األطراف، وحىت حق العفو الذي منحه اإلسالم للمعين بالضرر شخصيا

حيقق الردع واجلرب، فاين عليه عندما يشعر أن أمـر -للحكام كما هو حال القوانني اليوم ، فإذا عفا وهو أعلـم مبـن ب أو العفو تستكن نفسه وتطيباجلاين متعلق مبشيئته يف العقا

، وهذا العفو عنه يستحق العفو، فإن عفوه يشكل يف احلقيقة عقوبة نفسية للجاين الذي عفا مقصور على اجلرائم اليت متس حق الفرد أو أن حقه فيها هو الغالب ، أما اليت متـس حـق

عن ارمني يف املناسبات واألعياد ن عفو احلاكم، ومن املالحظ اليوم أ اتمع فال عفو فيهااجلرمية، يدل على ذلك موجة اإلجرام اليت نالحظها بعد كل إفراج انتشارأصبح من أسباب .عن احملكوم عليهم

، ولكنها ختتلف عما سبق من عقوبات الكفارة فهي عقوبة أيضا وأما :الكفــارة -٢ ، ووجه اختالفها عما تقدم ذكره وختتص بالصيام أو العتق وهي تتعلق جبرائم القتل ال غري،

من عقوبات أن تنفيذها ذايت موكول إىل اجلاين نفسه فال القاضي وال احلاكم ميكنه أن يلزمه . ا، ولذلك فهي مرتبطة بإميان اجلاين ليستدرك ما فاته بارتكابه للجرمية

، ومشروعيتها فيها ربط واضح للفـرد فهوهذه الكفارة من شأا أن متحو اإلمث الذي اقتر باإلميان باهللا واليوم اآلخر وتذكري بذلك بعد النسيان أو اإلمهال الذي أصابه أثناء ارتكـاب

. اجلرميةوالكفارات هي عقوبات مقدرة حدد الشارع أنواعها ، وبني مقدارها ومن أجل هذا فهي "

.ال جتب إال فيما أوجبها فيه الشارع بنص صريح -:واجلرائم اليت حيكم فيها بالكفارة حمدودة وهي

.إفساد الصيام - .إفساد اإلحرام -

].٥٩[ص ، اجلزائر ، دار اهلدى للطباعة والنشر والتوزيع ، العام الوجيز يف القانون اجلنائي، رمحاينمنصور :أنظر - ٢٦٥

١٣٩

.احلنث يف اليمني - .الوطء يف احليض - .الوطء يف الظهار - .القتل -

والكفارة الواجبة يف كل هذه اجلرائم ليست واحدة ، وهي ختتلف يف نوعها ، ومقدارها ، .٢٦٦"وطريقة أدائها باختالف اجلرمية

.يس اال هنا لبحث تفاصيلها ول

] .١/٦٨٣[ ، التشريع اجلنائي اإلسالمي، عودة عبد القادر.د: أنظر - ٢٦٦

١٤٠

رابعاملبحث ال اجلرائم املهدرة للدماء يف نظر الشريعة اإلسالمية

مـن كر يف جمال الدراسة فإن موضوع البحث سيكون حمصورا فقط يف عـدد كما ذ ، وهي اليت مت التطرق إليها يف الفصل األول عند الكـالم الدماء املهدرة لعصمة اجلرائم

.رائم املهدرة للعصمة يف القانون اليمين على اجل :واليت مت حصرها يف اجلرائم التالية

.اجلرائم الواقعة على األشخاص واألسرة - .جرائم إفساد األخالق وهتك العرض - .جرائم واقعة على املال - .جرائم املخدرات واملؤثرات العقلية -

فسنجد أن هنالك جرائم جيمـع ، عية الشر ناحيةمن الاجلرائم هذة إذا تأملنا يف موضوع و الفقهاء على كوا مهدرة للدم ، مزيلة للعصمة ، تستوجب إزهاق الروح ، وجرائم أخرى اختلف حوهلا الفقهاء قدميا أو حديثا يف إهدارها للدم ، وبالتايل رأينا أن نقسم هذا املبحث

-:إىل مطلبني .ا مهدرة للدم جرائم متفق على كو: املطلب األول - .ئم خمتلف يف كوا مهدرة للدم جرا: املطلب الثاين -

١٤١

املطلب األول جرائم متفق على إهدارها للدم

تلك اجلرائم اليت جيمع الفقهاء على كوا مهـدرة للـدم ، مزيلـة : واملقصود ا .للعصمة وتستوجب إتالف احلياة احلنفية ، واملالكيـة ، والشـافعية ، : هب األربعة واملقصود بالفقهاء هم فقهاء املذا

.واحلنابلة ، كما أشرنا إىل ذلك يف مقدمة الرسالة وعلى هذا فاخلالف احلاصل خارج هذه املذاهب األربعة ليس هـو جمـال حبثنـا

.ودراستنا احلالية بعض جـرائم القصـاص يف وميكن حصر هذه اجلرائم يف بعض جرائم احلدود ، و

-:وهي .مية القتل العمد جر .١ .جرمية الزنا .٢ .جرمية احلرابة .٣ .جرمية الردة .٤

١٤٢

أوال جرمية القتل العمد

:التعريف -:القتل العمد

.٢٦٧"ما اقترن فيه الفعل املزهق للروح بنية قتل اين عليه وه: " قيل .٢٦٨"فعل من العباد تزول به احلياة : " وقيل .٢٦٩"ا الفعل املزهق قاصدا إزهاق روح اين عليه ما تعمد اجلاين فيه: " وقيل

هو أن يقصد شخص قتل آخر مبـا : أن القتل العمد : والذي خنلص به من هذه التعريفات .يراه قاتال يف العادة كالسيف أو اخلنجر أو الطلقات النارية أو غريها من األمور القاتلة

:حكمه ية من أكرب الكبائر ، وأعظم اجلرائم الـيت حرمهـا اهللا يعترب القتل العمد يف الشريعة اإلسالم

، واألصل يف هذا التحرمي الكتـاب والسـنة تعاىل على عباده ، وأمجعت األمة على حترميه .واإلمجاع

{تعـاىل سبحانه و فمنها قوله: أما الكتاب

{٢٧٠. عن قتل النفس احملرمة مؤمنة كانـت ، أو هذه اآلية ييف و" قال اإلمام القرطيب رمحه اهللا

. ٢٧١"معاهدة ، إال باحلق الذي يوجب قتلها

] .٢/١٠[ نائي اإلسالميالتشريع اجل، عودةعبد القادر .د: أنظر – ٢٦٧ ] .٨/٢٤٤[ شرح فتح القديركمال الدين ابن اهلمام ، : أنظر - ٢٦٨ Intel Multimediaماليزيا ، طبعة –كواالملبور ، الفقه اجلنائي اإلسالميم ، ٢٠٠١، إمساعيل احلاجفائزة . د أنظر - ٢٦٩

And Publication ، ٩٩ص. ] .٣٣[اإلسراء ، اآلية سورة - ٢٧٠ ] .٧/١١٦[ اجلامع ألحكام القرآن، القرطيب : أنظر - ٢٧١

١٤٣

{سبحانه وقوله

{٢٧٢. أي حـرم قتلـها إال وال يقتلون النفس اليت حرم اهللا" تعاىل الشوكاين رمحه اهللا اإلمام قال

أو قتل نفس ، أو زنا بعد إحصان ، باحلق أي مبا حيق أن تقتل به النفوس من كفر بعد إميان .٢٧٣"بغري نفس

{: سبحانه وتعاىل وقوله

{٢٧٤ .

{وقوله جـل وعـال

{٢٧٥. يف فسـاد أو، أي من قتل نفسا بغري سبب من قصاص " رمحه اهللا٢٧٦قال احلافظ ابن كثري

وال جناية ، فكأمنا قتل الناس مجيعا ، ألنه ال فرق عنـده واستحل قتلها بال سبب ، األرض بني نفس ونفس ، ومن أحياها ، أي حرم قتلها واعتقد ذلك ، فقد سلم الناس كلهم منـه

.٢٧٧"ذا االعتبار

] .٦٨[سورة الفرقان ، اآلية - ٢٧٢ ] .٤/١٢٧[ فتح القدير حممد بن علي الشوكاين ، : أنظر - ٢٧٣ ] .٩٣[سورة النساء ، اآلية - ٢٧٤ ] .٣٢[سورة املائدة ، اآلية - ٢٧٥هـ ، كان ٧٠٠ري القرشي الدمشقي ، ولد مبجدل القرية من أعمال بصرى سنة اإلمام احلافظ عماد الدين أبو الفداء إمساعيل بن كث - ٢٧٦

أبوه اخلطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثري من العلماء الفقهاء اخلطباء ، اشتغل احلافظ عماد الدين بالعلم منذ صغره على يد أخيه يف التفسري املعروف تفسري القرآن . له العديد من املصنفات . ره عبد الوهاب ، مث اجتهد يف حتصيل العلوم على يد العلماء الكبار يف عص

شعبان سـنة ٢٦تويف يف يوم اخلميس . البداية والنهاية ، ويف احلديث اختصار علوم احلديث وغريها : ويف السرية ، والتاريخ . العظيم هـ ١٣٣٤، طبعة حيدر آباد سنة كرة احلفاظ للذهيبتذ. ، دار املعرفة ، بريوت] ٥: [ تفسري القرآن العظيممقدمة : انظر . هـ ٧٧٤

].١/٣١٧: للزركلي األعالم . ] .٢/٦٥[ تفسري القرآن العظيمابن كثري ، :أنظر - ٢٧٧

١٤٤

ال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إلـه إال " فمنها قوله صلى اهللا عليه وسلم : وأما السنةبإحدى ثالث الثيب الزاين والنفس بالنفس والتارك لدينـه املفـارق اهللا وأين رسول اهللا إال

.٢٧٨"للجماعةواملراد ال حيل إراقة دمه أي كله وهو كناية عن قتله ولو " يف الفتح ٢٧٩قال احلافظ ابن حجر

.٢٨٠"مل يرق دمهأن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم " رضي اهللا تعاىل عنهما ٢٨١ومنها ما رواه ابن عباس

ناس يوم النحر فقال يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلـد هـذا خطب القالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضـكم

.٢٨٢......"عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا املراد ذا كله بيان توكيد غلظ "يح مسلم يف شرحه لصحرمحه اهللا ٢٨٣قال اإلمام النووي

.٢٨٤"حترمي األموال والدماء واألعراضأن رسول اهللا صلى اهللا عليه رضي اهللا عنه٢٨٥ومنها ما روي من حديث الرباء بن عازب

.٢٨٦"لزوال الدنيا أهون على اهللا من قتل مؤمن بغري حق: " وسلم قال

] .٣/١٣٠٢) [١٦٧٦(، صحيح مسلم برقم ] ٦/٢٥٢١) [٦٤٨٤(صحيح البخاري برقم - ٢٧٨مصر (العسقالين نسبة إىل عسقالن من مدن فلسطني ، ولد بالقاهرة هو أبو الفضل أمحد بن علي بن حجر العسقالين الشافعي ، و - ٢٧٩

احلافظ : أبرز شيوخه . برع يف علوم احلديث جبميع فنونه ، وتصدى لنشر احلديث ، حىت صار يعرف باحلافظ . هـ ٧٧٣سنة ) القدميةاإلصابة يف متييز الصحابة ، ذيب التهذيب ، : ته أهم مصنفا. وأبرز تالمذته السخاوي ، والبقاعي وغريهم . العراقي ، البلقيين وغريهم

: شذرات الـذهب للسبكي ، طبقات الشافعية الكربى: انظر . هـ ٨٥٢تويف سنة . التقريب ، فتح الباري شرح صحيح البخاري ].١/١٧٣: [للزركلي األعالم، ] ٧/٢٧١[

] . ١٢/٢٠١[احلافظ ابن حجر العسقالين ، فتح الباري شرح صحيح البخاري - ٢٨٠، أمه أم الفضل لبابة عبد اهللا بن عباس بن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي اهلامشي أبو العباس ابن عم رسول اهللا - ٢٨١

اللهم فقهـه يف الـدين وعلمـه ‘‘:بقوله خبمس ، دعا له رسول اهللا : بنت احلارث اهلاللية ، ولد قبل اهلجرة بثالث سنني ، وقيل : البـن حجـر اإلصـابة : انظر . فكان حرب األمة ، وترمجان القرآن ، مات بالطائف سنة مثان وستني على قول اجلمهور . ’’التأويل

]. ٩٣٣: [ االستيعاب، ] ٣/٢٩٠: [ أسد الغابة، ] ٤/١٥١[ ] .٣/١٣٠٧) [١٦٧٩(، صحيح مسلم برقم ] ٢/٦١٩) [١٦٥٢(صحيح البخاري برقم - ٢٨٢هـ بنوى من ٦٣١اإلسالم أبو زكريا حمي الدين حيىي بن شرف بن حزام النووي الدمشقي ، ولد يف حمرم سنة اإلمام احلافظ شيخ - ٢٨٣

أعمال دمشق ، وا نشأ وحفظ القرآن الكرمي ، مث رحل إىل دمشق يف طلب العلم ، فدرس على علماءها مثل الكمال إسحاق املغريب ، وأخذ عنه عالء الدين بن العطار ، وأبو العباس أمحد بن حممد . إسحاق املدادي وغريهم وأيب حممد عبد الرمحن بن نوح املقدسي ، وأيب

وعرف . اجلعفري وغريهم خلق كثري صنف شرح صحيح مسلم ، ورياض الصاحلني ، واألذكار ، والروضة ، وطبقات الفقهاء وغريها طبقـات الشـافعية : انظر .هـ٦٧٦وعشرين من رجب وذلك سنة تويف يف بلدته نوى يف ليلة األربعاء ليلة أربع . عنه الورع والزهد

].٩/١٨٤: [للزركلي األعالم .، دار إحياء الكتب العربية ، بريوت ] ٨/٣٩٥: [لتاج الدين السبكي : الكربى ] .١١/١٦٩[شرح صحيح مسلم للنووي - ٢٨٤

١٤٥

الدنيا : رمحه اهللا الطييبقال " امع الترمذي يف شرحه جل رمحه اهللا٢٨٧املباركفوري الشيخ قالوهي مزرعة هلا وما خلقت السماوات ، عبارة عن الدار القرىب اليت هي معرب للدار األخرى

تعاىل بقوله واألرض إال لتكون مسارح أنظار املتبصرين ، ومتعبدات املطيعني وإليه اإلشارة} {ــري ٢٨٨ أي بغ

حكمه بل خلقتها ألن جتعلها مساكن للمكلفني وأدلة هلم على معرفتك ، فمن حاول قتـل .٢٨٩"من خلقت الدنيا ألجله فقد حاول زوال الدنيا

احد، وحكى اإلمجاع أكثر من و القتل العمد فقد أمجعت األمة على حترمي: وأما اإلمجاع -: من الفقهاء

وأمجع املسلمون على حترمي " يف املغين حيث قال رمحه اهللا رمحه اهللا ٢٩٠فحكاه ابن قدامه - .٢٩١"القتل بغري حق واألصل فيه الكتاب والسنة واإلمجاع

أسلم صـغريا و روى . ، نزيل الكوفة ، من أعيان الصحابةالرباء بن عازب هو ابن احلارث ، أبو عمارة األنصاري احلارثي املدين - ٢٨٥

=أحاديث كثرية ، وشهد غزوات كثرية مع النيب صلى اهللا عليه وسلم واستصغر يوم بدر ، عاش إىل أيام مصعب ابـن الـزبري فسـكن [ طبقات ابن سـعد : أنظر . ة تويف سنة إحدى وسبعني عن بضع ومثانني سن: الكوفة ، وتويف يف زمانه يف سنة اثنتني وسبعني وقيل = . ]٢/٤٦[للزركلي األعالم، ] ٤/٨٠

] .٢/٨٧٤) [٢٦١٩(، سنن ابن ماجه برقم ] ٤/١٦) [١٣٩٥(سنن الترمذي برقم - ٢٨٦ل من مشاهري دعاة السلفية يف اهلند ، كان له إسهام يف تأسيس مجعية أه: حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري أبو العالء - ٢٨٧

هـ ليست له ترمجـة يف ١٣٥٣وتويف سنة ) حتفة األحوذي شرح جامع الترمذي(احلديث، وعرف حبمالته على املذهبية، واشتهر كتابه باهلند، ) يويب(بوالية ) بارنس(شيخ اجلامعة السلفية مبدينة ) م٢٠٠٣ت (كتاب األعالم للزركلي، وهو جد الشيخ رضاء اهللا املباركفوري

.حتفة األحوذي شرح جامع الترمذي أنظر مقدمة كتاب . أهل احلديث ونائب أمري مجعية ] .١٩١[ آيةآل عمران سورة - ٢٨٨ ] .٤/٥٤٣[، حتفة األحوذي شرح جامع الترمذياملباركفوري ، عبد الرمحن بن عبد الرحيم بن مد حم :أنظر - ٢٨٩هــ جبماعيـل ٥٤١بن قدامة املقدسي مث الدمشقي ، ولد سنة اإلمام العالمة موفق الدين ابو حممد عبد اهللا بن أمحد بن حممود - ٢٩٠

وسعد اهللا الـدجاجي ، وعبـد هبة اهللا الدقاق ، وابن البطي ، نبغ يف سن مبكرة ، مسع من والده ، ومسع الكثري من. ضواحي دمشق املذهب فروعا وأصوال ، ويف احلديث واللغة يفله عدد من التصانيف : قال ابن رجب يف طبقات احلنابلة . القادر اجليالين ، وأبو زرعة

عبد الرمحن بن أيب عمر شارح املقنع ، وغريه ومسع منه احلديث خالئق كثري منهم ابن أخيه مشس الدين تفقه عليه خلق. والزهد والرقائقالبن خمتصر طبقات احلنابلة: ظر ان.هـ مبرتله بدمشق ٦٢٠يوم السبت يوم عيد الفطر سنة كانت وفاته . من األئمة واحلفاظ وغريهم

١شـطي ، دار الكتـاب العـريب ، بـريوت ، ط يل بن عمر البغـدادي املعـروف بـابن ، العالمة الشيخ حممد مج] ٥٢: [شطي ، ] ٢٢/١٦٥) [هــ ٧٤٨ت ( بن أمحد بن عثمان الذهيب مشس الدين أيب عبد اهللا حممد: سري أعالم النبالء]. م١٩٨٦/هـ١٤٠٦[

قاموس تراجم ألشهر الرجال والنسـاء مـن العـرب : األعالم –] ٤/١٩١[:للزركلي األعالم]. هـ١٤١٣[ ٩الة ط مؤسسة الرس ].م١٩٩٧[ ١الزركلي ، دار العلم للماليني ، بريوت ط ، خري الدين واملستعربني واملستشرقني

] .٩/٣١٩[ املغين ،املقدسي ابن قدامة موفق الدين : أنظر - ٢٩١

١٤٦

ال خالف بني األمة يف حترمي القتل بغري " وحكاه النووي رمحه اهللا يف اموع حيث قال - .٢٩٢"حق

" يف شرح منتهى اإلرادات حيـث قـال رمحـه اهللا رمحه اهللا ٢٩٣البهويتمام اإلوكذلك - .٢٩٤"وأمجعوا على حترمي القتل بغري حق

وأمجعوا على حترمي أموال املسلمني " يف اإلمجاع حيث قال رمحه اهللا ٢٩٥وحكاه ابن املنذر - .٢٩٦"ودمائهم إال حيث أباحه اهللا

: عقوبة القتل العمد وب القصاص بالقتل العمد إذا اجتمعت شروطه يف الصفة ويف املقتول أمجع العلماء على وج

:، وقد دلت على ذلك اآليات واألخبار منها { سبحانه و تعاىل اهللا قول {٢٩٧ ،

.٢٩٨"ض عليكم كتب عليكم أي فر" قال اإلمام الطربي رمحه اهللا

{ تعاىلوقوله {٢٩٩.

ولكم يف القصاص حياة أي بقاء ، وذلك أن القاصد للقتل " رمحه اهللا٣٠٠قال اإلمام البغوي .٣٠١" من هم بقتله إذا علم أنه إذا قتل يقتل ميتنع عن القتل ، فيكون بقاؤه وبقاء

].١٨/٣٤٦[ ،، املكتبة السلفية باملدينة املنورة اموع شرح املهذب، النووي شرف الدين أبو زكريا حيي: أنظر - ٢٩٢سنة ، نسبة إىل قرية وت يف غربية مصر ، ولد منصور بن يونس بن صالح الدين بن حسن بن أمحد بن علي بن إدريس البهويت - ٢٩٣شـرف لرمحن البهويت ، حيىي بن عبد ا :ذهب احلنبلي يف عصره ، أبرز شيوخه ، فقيه وأصويل ومفسر ، حبر من حبور امل] هـ١٠٠٠[

جل مصنفاته شروح وحواشي : أهم مصنفاته . مرعى بن يوسف املقدسي ، حممد بن أمحد البهويت: أبرز تالمذته . احلجازي الدمشقي تـويف سـنة . منت اإلقناع ، شرح منتـهى اإلرادات الروض املربع شرح زاد املستنقع ، كشاف القناع على: على كتب املذهب منها

.البن رجب ذيل طبقات احلنابلة، الروض املربعمقدمة : انظر . ودفن بالقاهرة ] هـ١٠١٥[ .]٣/٢٥٣[،بريوت ، عامل الكتب ، شرح منتهى اإلرادات، البهويت منصور بن يونس بن صالح الدين بن إدريس :أنظر - ٢٩٤هـ ، رحل إىل مصر طلبا للحديث والفقه ، وتتلمذ على يد أعلم فقهـاء ٢٤٢بن املنذر النيسابوري ولد يف سنة حممد بن إبراهيم - ٢٩٥

هـ ٣١٨عصره ، ورحل إىل مكة ومكث ا فصنف ودرس وأفىت وعال أمره حىت صار شيخ احلرم املكي مات مبكة يف سنة ] . ٦/١٨٤[ األعالم، ] ٣/٧٨٢[ تذكرة احلفاظ، ] ٣/١٠٢[للسبكي طبقات الشافعية: أنظر

.]١٢٦[، قطر ، مطابع الدوحة احلديثة ،الطبعة األوىل ، اإلمجاع ،]م١٩٨١[، اإلمام ابن املنذر :أنظر - ٢٩٦ ] .١٧٨[ ، اآليةالبقرة سورة - ٢٩٧ ] .٢/١٠٧[ ، جامع البيان يف تأويل آي القرآن الطربيحممد بن جرير : أنظر- ٢٩٨ ] .١٧٩[ ة ،اآليالبقرة سورة - ٢٩٩

١٤٧

من قتل له قتيل فهو خبري النظرين إما أن يقتـل وإمـا أن " منها قوله صلى اهللا عليه وسلم و . ٣٠٢"يفدي

وظاهره حجة ملن قال إن االختيـار يف أخـذ الديـة أو "قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا .٣٠٣" وال يشترط يف ذلك رضا القاتل ، االقتصاص راجع إىل أولياء املقتول

. ٣٠٤" العمد قود إال أن يعفو ويل املقتول " ومنها قوله عليه الصالة والسالم .وأمجع الفقهاء على ذلك وحكاه أكثر من واحد

أمجع العلماء على أن القود " يف املغين رمحة اهللا تعاىل عليه املقدسي ابن قدامةاإلمام قال - لقتل العمد إذا اجتمعت شـروطه خالفـا ال جيب إال بالعمد ، وال نعلم بينهم يف وجوبه با

"٣٠٥. أما القتل العمد احملض فيتعلق به " يف بدائع الصنائع تعاىل رمحه اهللا الكاساين اإلمام وقال -

.٣٠٦"أحكام ، منها وجوب القصاص إذ القصاص يف القتل العمـد واجـب " رمحه اهللا٣٠٧ابن اهلماماإلمام كمال الدين وقال -

.٣٠٨"باإلمجاع

احلسني بن مسعود بن حممد الفراء البغوي احلافظ املفسر كان يلقب مبحي السنة ، فقيه ومفسر وحمدث ، نسبته إىل بغا من قـرى - ٣٠٠

شرح السـنة ، : خراسان ، صاحب تصانيف عظيمة ، تفقه على مذهب اإلمام الشافعي ، وبلغ رتبة االجتهاد يف املذهب ، من مؤلفاته .هـ ٥١٠يل يف التفسري ، وله كتاب التهذيب يف الفقه الشافعي تويف سنة ومعامل الترت

] . ٢/٢٥٩[ األعالم، ] ٤/٣٤٥[ ذيب ابن عساكر، ] ١/١٤٥[ وفيات األعيان :أنظر ] ١/١٩١[ تفسري اإلمام البغوي، البغوي احلسني بن مسعود الفراء :أنظر - ٣٠١) ٢٦٢٤(، سنن ابـن ماجـه بـرقم ] ٤/١٧٢) [٤٥٠٥(سنن أيب داود برقم ، ] ٦/٢٥٢٢) [٦٤٨٦(صحيح البخاري برقم - ٣٠٢

]٢/٨٧٦ . [ ] .١٢/٢٠٥[، شرح صحيح البخاري فتح الباري، أمحد بن حجر العسقالين: أنظر - ٣٠٣رمحه ، وصححه األلباين ] ٥/٤٣٦) [٢٧٧٦٦(، وابن أيب شيبة يف مصنفه برقم ] ٣/٩٤) [٤٥(أخرجه الدار قطين يف سننه برقم - ٣٠٤

) .١٩٨٦( اهللا يف السلسة الصحيحة برقم ] .٩/٣٣٤[ املغينابن قدامة املقدسي ، : أنظر - ٣٠٥ ] .٦/٢٧٢[، بدائع الصنائعالكاساين ، : أنظر - ٣٠٦سيواسي ، ولد ال الشهري بابن اهلمام اإلسكندراين اإلمام العامل احملدث اللغوي الفقيه حممد بن عبد الواحد بن عبد احلميد كمال الدين - ٣٠٧

أخذ عنه مشس الدين املشـهور اهلداية على اإلمام سراج الدين ، ، نشأ نشأة علمية على يد أبيه ، وعلماء بلده ، مث قرأ ] هـ٧٨٨[سنة شرح فتح القدير ، وحترير األصول واملسـايرة يف : له العديد من املصنفات منها . وغريهم .. بابن أمري حاج احلليب ، حممد بن الشحنة

األعـالم ، ] ١/٣: [ فتح القديرمقدمة كتاب : انظر ]. اهـ٨٦[تويف سنة .وغريها) .. خمتصر يف مسائل الصالة(العقائد ، وزاد الفقري .عبد القادر بن أيب الوفاء القرشي: اجلواهر املضيئة يف طبقات احلنفية] . ٧/١٣٤: [للزركلي

] .٢٣/١٧٢[، القديرشرح فتح كمال الدين ابن اهلمام ، : أنظر - ٣٠٨

١٤٨

املسلم عمدا وعدوانا كبرية ليس بعد الكفـر قتلوال شك أن "قوله يف منح اجلليل جاءو - .٣٠٩" أعظم منها ويف قبول توبته وعدمه خالف بني الصحابة ومن بعدهم

]. ٩/٣[ ، بريوت ، دار الفكر ، م ١٩٨٩ط ، منح اجلليل شرح خمتصر خليل، عليشحممد بن أمحد بن حممد :أنظر - ٣٠٩

١٤٩

ثانيا جرمية الزنا

: التعريف ه وهو وطء الرجل املرأة يف القبل من غري ملك أو شبهت: الزنا يف اللغة والشرع مبعىن واحد

. الزنا ميد ويقصر زنى الرجل يزين زىن مقصور وزنـاء ممـدود " رمحه اهللا٣١٠قال ابن منظور

.٣١١"وكذلك املرأة وزاىن مزاناة وزنى كزىنالزنا ميد ويقصر فمن مده ذهب إىل أنه فعل مـن اثـنني " رمحه اهللا٣١٢قال القاضي عياض

ن قصره جعله اسم الشيء بنفسه وأصـل اشـتقاق وم، كاملقاتلة واملضاربة فمصدره قتاال .٣١٣ ا هـ"الكلمة من الضيق والشيء الضيق

الزنا بالقصر يف لغة احلجاز ، واملد عند متيم ، وهو فعل الفاحشة " رمحه اهللا وقال البهويت .٣١٤"يف قبل أو يف دبر

-:واختلف الفقهاء يف تعريفهم للزنا حيث - وشـبهه ، غري امللـك القبل يفيف وطء الرجل املرأة ": بأنه نا الزاألحناف فقهاء ف يعر

.٣١٥" امللك ال ملك له فيـه باتفـاق ، آدميفرج وطء مكلف" : بأنهفيعرفونه املالكية وأما فقهاء -

.٣١٦" تعمدا

هــ ، تـوىل ٦٣٠حممد بن مكرم بن علي أبو الفضل مجال الدين ابن منظور األنصاري ، اإلمام اللغوي احلجة ، ولد مبصر سنة - ٣١٠

لسان العرب ، خمتار األغاين ، خمتصر مفردات ابن : هـ ، من أشهر مصنفاته ٧١١س ، وعاد إىل مصر ، وتويف ا سنة القضاء يف طرابل ] .٧/١٠٨[ األعالم، ] ٤/٢٦٢[ الدرر الكامنة، ] ٢/٢٦٥[ الوفيات: أنظر . البيطار

] .١٤/٣٥٩[ لسان العرب: ابن منظور : أنظر - ٣١١عامل املغرب وإمام أهل احلديث , ى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض السبيت اليحصيب املالكيهو أبو الفضل عياض بن موس - ٣١٢

إعالم املعلم بفوائد : هـ له مصنفات كثرية أمهها ٥٤٤هـ ويل قضاء سبته مث غرناطة وتويف مبراكش سنة ٤٧٦يف وقته ولد يف سنة . و مشارق األنوار على صحاح اآلثار) عليه و سلمصلى اهللا(صحيح مسلم ، و الشفا بتعريف حقوق املصطفى

] .٥/٩٩[للزركلي األعالم] ١٠١[ قضاة األندلس، ] ١/٣٩٢[ وفيات األعيان:أنظر ] .١٨/٣٤[ مواهب اجلليل شرح خمتصر خليل، حممد بن عبد الرمحن املغريب:أنظر - ٣١٣ ] . ٣/٣٤٣[ شرح منتهى اإلراداتالبهويت ، : أنظر - ٣١٤ ] .٥/٤٨٦[ بدائع الصنائعالكاساين ، و ، ] ٤/١٣٨[ شرح فتح القديرابن اهلمام ، : أنظر - ٣١٥حاشية الدسوقي على الشرح ، حممد بن عرفة الدسوقي: و ، ] ٦/٢٩٠[ مواهب اجلليل، حممد بن عبد الرمحن املغريب: أنظر - ٣١٦

] .٤/٣١٣[ الكبري

١٥٠

خال من الشـبهة مشـتهى ، لعينه حمرم إيالج الذكر بفرج" الشافعية بأنه فقهاء عرفه يو - .٣١٧"طبعا

.٣١٨" فعل الفاحشة ىف قبل أو دبر" عرفه احلنابلة بأنه يبينما -صحيح وال شبهة أن الزنا هو كل وطء وقع على غري نكاح " وميكننا أن جنمل ذلك بالقول

.نكاح وال ملك ميني .٣١٩"وهذا متفق عليه باجلملة من علماء اإلسالم :قال ابن رشد رمحه اهللا

:احلكم الكبائر ، وجرمية من اجلرائم العظام ، حرمها اهللا تعاىل على عبـاده وثبـت الزنا كبرية من

. حترميها بالكتاب والسنة واإلمجاع ، واتفق أهل امللل على حترميه وهو من أفحش الكبـائر " رمحه اهللا٣٢٠قال اخلطيب الشربيين .٣٢١"نسابوهلذا كان حده أشد احلدود ألنه جناية على األعراض واأل، ومل حيل يف ملة قط

{قال اهللا تعاىل {٣٢٢.

وعن مقاربته وخمالطـة ، يقول تعاىل ناهيا عباده عن الزنا " قال احلافظ ابن كثري رمحه اهللا وساء سـبيال أي بـئس وال تقربوا الزىن إنه كان فاحشة أي ذنبا عظيما ،أسبابه ودواعيه .٣٢٣" طريقا ومسلكا

{وقال تعاىل

{٣٢٤.

اية احملتاج، الرملي مشس الدين حممد بن أيب العباس أمحد بن محزة ابن شهاب الدينو، ] ٢/٢٨٣[ املهذب، الشريازي : أنظر - ٣١٧

] .٤/٢٠٩[ شرح البجريمي على املنهاج البجريمي ، سليمان بن عمر بن حممد و ،] ٧/٤٠٢[ ] .٤/٢٥٠[ إلقناعاواخلطيب الشربيين ، ،] ١٠/١٤٧[ املغيناملقدسي ، ابن قدامة : أنظر - ٣١٨ ] . ٤/٢٧١[ بداية اتهد، ابن رشد : أنظر - ٣١٩السراج املنري ، واإلقناع يف : فقيه شافعي ومفسر من أهل القاهرة له مجلة من املصنفات منها : حممد بن أمحد الشربيين مشس الدين - ٣٢٠

] .٦/٦[ األعالم، ] ٨/٣٨٤[ الشذرات: أنظر . حل ألفاظ أيب شجاع ، ومغين احملتاج يف شرح املنهاج .] ٤/١٤٣[ ،دار الفكر ،بريوت ، مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاجاخلطيب الشربيين ، :أنظر - ٣٢١ ] .٣٢[،اآلية اإلسراء سورة - ٣٢٢ ] .٣/٥٥[، تفسري القرآن العظيم، ابن كثري : أنظر - ٣٢٣ ] .٦٨[ ،اآليةالفرقان سورة - ٣٢٤

١٥١

ن الفروج بغري نكاح وال ملك مينيوال يزنون فيستحلو" هللاقال اإلمام القرطيب رمحه ا ، وهلذا ثبت اودلت هذه اآلية على أنه ليس بعد الكفر أعظم من قتل النفس بغري احلق مث الزن

.٣٢٥" يف حد الزنا القتل ملن كان حمصنا أو أقصى اجللد ملن كان غري حمصنسألت النيب صلى اهللا " قال عنهرضي اهللا٣٢٦ويف الصحيحني من حديث عبد اهللا بن مسعود

إن ذلـك : وهو خلقك قلـت أن جتعل هللا ندا: عليه وسلم أي الذنب أعظم عند اهللا قال أن : مث أي قـال : وأن تقتل ولدك ختاف أن يطعم معك قلت : مث أي قال: قلت ، لعظيم

.٣٢٧"تزاين حليلة جارك ومعىن تزاين أي تزين ـا " مسلم صحيح يف شرحه على تعاىل رمحه اهللا قال اإلمام النووي

وإفسادها على زوجها واستمالة قلبها إىل الزاين وذلك أفحش ، برضاها وذلك يتضمن الزنا وعن ، ألن اجلار يتوقع من جاره الذب عنه ، وأعظم جرما وهو مع امرأة اجلار أشد قبحا،

فإذا قابل هـذا كلـه ، ان إليه ويطمئن إليه وقد أمر بإكرامه واإلحس، حرميه ويأمن بوائقه بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع متكنه منها على وجه ال يتمكن غريه منه كان يف غاية مـن

.٣٢٨"القبح رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال عنه أنويف الصحيحني من حديث أيب هريرة رضي اهللا

ني يسرق وهـو مـؤمن وال ال يزين الزاين حني يزين وهو مؤمن وال يسرق السارق ح:" .٣٢٩......"يشرب اخلمر حني يشرا وهو مؤمن

دخل يف هذا ويف احلديث من الفوائد أن من زىن "قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا يف الفتح . ٣٣٠"الوعيد سواء كان بكرا أو حمصنا وسواء كان املزين ا أجنبية أو حمرما

: فالقول الصحيح الذي قاله احملققون أن معنـاه "سلم وقال اإلمام النووي يف شرحه على م .٣٣١"ال يفعل هذه املعاصي وهو كامل اإلميان

] .١٣/٧٣[، آناجلامع ألحكام القرالقرطيب ، : أنظر - ٣٢٥عبد اهللا بن مسعود بن غافل بن حبيب اهلذيل أبو عبد الرمحن ، صحايب جليل ، ومن السابقني إىل اإلسالم ، كان خادم رسول اهللا - ٣٢٦

حديثا ، تويف باملدينـة ٨٤٨صلى اهللا عليه وسلم ، وصاحب سره ، ورفيقه يف حله وترحاله ، روى عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ] .٤/١٣٧[ األعالم، ] ١/١٢٤[ حلية األولياء، ] ١/١٥٤[صفة الصفوة :أنظر . هـ ٣٢سنة ] .١/٩٠) [٨٦(، صحيح مسلم برقم ] ٤/١٦٢٦) [٤٢٠٧(صحيح البخاري برقم - ٣٢٧ ] .٢/٨١[لإلمام النووي ، املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج - ٣٢٨ ] .١/٧٦)[٥٧( ، مسلم برقم] ٢/٨٧٥) [٢٣٤٣(البخاري برقم - ٣٢٩ ] .١٢/٦٢[، فتح الباري شرح صحيح البخاري، أمحد بن حجر العسقالين: أنظر - ٣٣٠ ] .٢/٤١[ املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاجالنووي ، : أنظر - ٣٣١

١٥٢

:عقوبة الزنا فرقت الشريعة اإلسالمية يف العقوبة بني أن يكون الزاين أو الزانية حمصنا أو غـري حمصـن

.الزنا ويقصد باإلحصان الزواج أي زواج الزاين أو الزانية قبل اقترافهما جلرمية -وبناء على ذلك فإن العقاب خيتلف اختالفا أساسيا بني الزاين احملصن ، والزاين غري احملصن

فالعقوبة املقررة يف حقه سـواء -وهو ال يندرج يف إطار حبثنا هذا -أما الزاين الغري احملصن كتـاب اجللد مائة جلدة ، وتغريب عـام وقـد ورد بـذلك ال : كان ذكرا أو أنثى هي

.٣٣٢والسنة حىت املوتفقد جاءت عقوبته أشد وأقسى من عقوبة البكر وهي الرجم : وأما حد احملصن

وذلك ألن اإلحصان األصل فيه أن يسد الباب على اجلرمية ، وألن الشريعة مل جتعل له بعـد جني إذا اإلحصان سبيال إىل اجلرمية ، فلم جتعل الزواج أبديا حىت ال يقع يف اخلطيئة أحد الزو

فسد ما بينهما ، وأباحت الشريعة للمرأة أن تطلب الطالق للغيبة واملرض والضرر واإلعسار ، وأباحت للزوج الطالق يف كل وقت ، وأحلت له أن يتزوج أكثر من واحـدة علـى أن يعدل بينهن ، وذا فتحت الشريعة للمحصن أبواب احلالل ، وأغلقت دونه باب احلـرام ،

من ناحية العقل والطبع أن تنقطع و ، وقد انقطعت األسباب اليت تدعو للجرمية، فكان عدال الـيت ال يصـلح االستئصالاملعاذير اليت تدعو لتخفيف العقاب ، وأن يؤخذ احملصن بعقوبة

.٣٣٣غريها ملن استعصى على اإلصالح ة أو الفعليـة ، إذ ومل يثبت حد الرجم بالقرآن الكرمي ، وإمنا ثبت بالسنة النبوية سواء القولي

أمجعت تلك الروايات على معاقبة الزاين احملصن بالرجم حىت املوت ، وبالنظر لبلوغ تلـك ومل خيالف يف ذلـك ، األحاديث مرتبة التواتر فقد أمجع الفقهاء على مشروعية هذه العقوبة

تكـن يف وذلك ألم ال يقبلون األخبار إذا مل، ٣٣٤إال طائفة من اخلوارج يسمون األزارقة

{ أما الكتاب فقوله تعاىل - ٣٣٢

{ خذوا عين قد جعل " قوله عليه الصالة والسالم أما السنة ف، و] ٢[النوررواه أمحد ومالك يف املوطأ وأصحاب الكتب الستة " البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مئة والرجم : اهللا هلن سبيال

.إال البخاري والنسائي عن عبادة بن الصامت .بتصرف ] ٣٨٤-٢/٣٨٣[ التشريع اجلنائي اإلسالمي، عودة عبد القادر.د: أنظر - ٣٣٣غلوا وأبعدهم عن السنة مسيت باسم زعيمها نافع بن األزرق احلنفي خرجوا مع نافع من البصـرة إىل األزارقة هم أعظم اخلوارج - ٣٣٤

األهواز، وقد كفروا أصحاب اجلمل؛ كعلي وعائشة وطلحة والزبري وغريهم ، فـنافع بن األزرق كان يعتقد هو ومن معه أن املسـلمني ومن كان معه ، ويف عهد عبد امللك بن مروان عين املهلب بن أيب صفرة قائدا للجـيش، مجيعا كفار، وأن األمة بأمجعها كافرة إال نافعا

١٥٣

{حد التواتر ، وعندهم أن عقوبة احملصن هي اجللد مستندين لقوله تعـاىل

{٣٣٥ . ميكن حصرها فيما يلي ، واليت توجب حد الرجم ، واألدلة اليت استدل ا مجهور الفقهاء -:- لقـد " يف سنن ابن ماجه من حديث عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه أنه قـال ما جاء / ١

خشيت أن يطول بالناس زمان حىت يقول قائل ما أجد الرجم يف كتاب اهللا فيضلوا بتـرك فريضة من فرائض اهللا أال وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان محـل أو

ا زنيا فارمجومها البتة رجم رسول اهللا صلى اهللا عليـه اعتراف وقد قرأا الشيخ والشيخة إذ .٣٣٦"وسلم ورمجنا بعده

.٣٣٧ومجهور العلماء أن هذه اآلية مما نسخ لفظه وبقي حكمه قـال : قـال رضي اهللا عنه٣٣٨ما رواه مسلم يف صحيحه من حديث عبادة بن الصامت/ ٢

البكـر ، اهللا هلن سبيال خذوا عين خذوا عين قد جعل: " رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم .٣٣٩"والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ، بالبكر جلد مائة ونفي سنة

وأمجع العلمـاء " مسلم هلذا احلديث صحيح قال اإلمام النووي رمحه اهللا يف شرحه علىومل خيالف يف هذا أحد من ، على وجوب جلد الزاين البكر مائة ورجم احملصن وهو الثيب

ال ما حكى القاضي عياض وغريه عن اخلوارج وبعض املعتزلة كالنظام وأصحابه أهل القبلة إ .٣٤٠"فإم مل يقولوا بالرجم

ـ ٧٨وفوض إليه أمر قتال األزارقة من دون الرجوع إىل أحد، فنشط حملاربتهم، فقاتلهم وهزمهم، وقضى عليهم قضاء مربما يف سنة / هـ

دار املعرفـة ، بريوت ، هـ١٤٠٤ط ، امللل والنحلد الشهرستاين ، حممد بن عبد الكرمي بن أيب بكر أمح: أنظر لالستزادة . م ٦٩٧ ].١/١٢٠[،حممد سيد كيالين : حتقيق ،للطباعة والنشر

] .٢[سورة النور،اآلية - ٣٣٥وصححه األلباين رمحه اهللا يف السلسـلة ] ٢/٤٥٠) [٣٥٥٤(، مستدرك احلاكم برقم ] ٢/٨٥٣) [٢٥٥٣(سنن ابن ماجه برقم - ٣٣٦

] .٦/٩٧٢) [٢٩١٣(برقم الصحيحة .] ٢/٢٥[، لبنان ، دار الفكر ، م ١٩٩٦ط ، اإلتقان يف علوم القرآن، السيوطيجالل الدين : أنظر - ٣٣٧عبادة بن الصامت بن قيس األنصاري اخلزرجي ، صحايب جليل ممن اتصف بالورع ، شهد العقبة وكان أحد النقباء ، وشهد بدرا - ٣٣٨

.هـ ٣٤حديثا ، تويف سنة ١٨١ل من ويل القضاء يف فلسطني ، روى واملشاهد كلها ، وهو أو ] .٣/٢٥٨[ األعالم، ] ٥/١١١[ ذيب التهذيب، ) ٤٤٨٨(ترمجة رقم اإلصابة: أنظر

] . ٥/١٣٣) [٢٢٧١٨(، ورواه أمحد يف مسنده برقم ] ٣/١٣١٦) [١٦٩٠(صحيح مسلم برقم - ٣٣٩ ] .١١/١٨٩[ سلم بن احلجاجاملنهاج شرح صحيح مالنووي ، :أنظر - ٣٤٠

١٥٤

ال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إلـه إال اهللا وأين " قوله صلى اهللا عليه وسلم ومنها / ٣رسول اهللا إال بإحدى ثالث الثيب الزاين والـنفس بـالنفس والتـارك لدينـه املفـارق

.٣٤١"ماعةللجوما نستخلصه من هذا احلديث هو حرمة دم املسلم ، وهذه احلرمة التسـتحل إال مبقارفـة

.جرمية الزنا إذا كان مرتكبها حمصنا : جرائم معينة نص الشارع عليها ومنها قوله والثيب الزاين أي فيحل قتله بالرجم وقد وقع " يف الفتح رمحه اهللا قال احلافظ ابن حجر

النسائي بلفظ رجل زىن بعد إحصانه فعليه الرجم اإلمام عند اهللا عنه رضي مان يف حديث عث"٣٤٢. ومنها ما رواه البخاري ومسلم وغريمها من حـديث أيب هريـرة وزيـد بـن خالـد / ٤

إن رجال من األعراب أتى رسول اهللا صلى اهللا " عنهما أما قاال تعاىل رضي اهللا ٣٤٣اجلهين أنشدك اهللا إال قضيت يل بكتاب اهللا فقال اخلصم اآلخر وهو عليه وسلم فقال يا رسول اهللا

أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب اهللا وائذن يل فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قل قـال فافتديت منه ، خربت أن على ابين الرجم على هذا فزىن بامرأته وإين أ ٣٤٤إن ابين كان عسيفا

وأن ، العلم فأخربوين أمنا على ابين جلد مائة وتغريب عـام فسألت أهل، مبائة شاة ووليدة والذي نفسي بيده ألقضـني : على امرأة هذا الرجم فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

واغـد يـا ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عـام ، بينكما بكتاب اهللا الوليدة والغنم رد

من حديث عبد اهللا بن مسعود رضـي ] ٣/١٣٠٢) [١٦٧٦(، صحيح مسلم برقم ] ٦/٢٥٢١) [٦٤٨٤(صحيح البخاري برقم - ٣٤١

.اهللا عنه ] .١٢/٢٠[، فتح الباري شرح صحيح البخاريابن حجر العسقالين ، : أنظر - ٣٤٢وكان معه لواء جهينة يوم الفتح ، اختلف يف كنيته ويف وقت وفاته وسنه اختالفا زيد بن خالد اجلهين صاحيب مشهور ، شهد بدرا - ٣٤٣

بل مات : وقيل. تويف باملدينة سنة مثان وستني وهو ابن مخس ومثانني. وقيل أبا زرعة. أبا طلحة: وقيل. كثريا فقيل يكىن أبا عبد الرمحن االسـتيعاب ، ] ٢/٦٠٣[ اإلصـابة : أنظـر . كوفة يف آخر خالفة معاوية مبصر سنة مخسني وهو ابن مثان وسبعني سنة وقيل تويف بال

]٢/٥٤٩. [ و العسيف األجري ، واجلمع عسفاء كأجراء ويطلق أيضا على اخلادم وعلى العبـد : قال مالك " قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا - ٣٤٤

والعسف يف أصل اللغة اجلور ومسي األجري بـذلك ألن " اهللا وقال الشوكاين رمحه] . ١٢/١٣٩[املصدر السابق : أنظر " وعلى السائل ] .٧/٢٥٠[ نيل األوطار :أنظر" املستأجر يعسفه على العمل أي جيور عليه

١٥٥

فغدا عليها فاعترفت فأمر ا رسول اهللا : لقا، إىل امرأة هذا فإن اعترفت فارمجها ٣٤٥أنيس .٣٤٦"صلى اهللا عليه وسلم فرمجت

والشاهد يف احلديث أن النيب صلى اهللا عليه وسلم وكل الصحايب اجلليل أنيس بن الضحاك .وأقيم عليها احلد بفعلتها ، وقد اعترفت اعترفت ،إلقامة حد الرجم على املرأة إذا

أن ماعز بن مالك جاء إىل النيب صلى اهللا عليه وسـلم " سلم ومنها ما ثبت يف صحيح م/ ٥يا رسول اهللا طهرين فقال وحيك ارجع فاستغفر اهللا وتب إليه قال فرجع غري بعيد مث : فقال

جاء فقال يا رسول اهللا طهرين فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وحيك ارجع فاسـتغفر اء فقال يا رسول اهللا طهرين فقال النيب صلى اهللا عليه اهللا وتب إليه قال فرجع غري بعيد مث ج

وسلم مثل ذلك حىت إذا كانت الرابعة قال له رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فيما أطهـرك فسأل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أبه جنون فأخرب أنه ليس مبجنون فقال افقال من الزنفقال رسول اهللا صـلى اهللا : قال ، ريح مخر فقام رجل فاستنكهه فلم جيد منه أشرب مخرانعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتني قائل يقول لقد هلك : أزنيت فقال: عليه وسلم

لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إىل النيب صلى اهللا ة قال فلبثوا بذلك يومني أو ثالثة مث جاء عليه وسلم فوضع يده يف يده مث قال اقتلين باحلجار

رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وهم جلوس فسلم مث جلس فقال استغفروا ملاعز بن مالـك لقد تـاب : فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : قال فقالوا غفر اهللا ملاعز بن مالك قال

."٣٤٧توبة لو قسمت بني أمة لوسعتهمللزنا ، فأمر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم بارتكابهتراف ماعز والشاهد من القصة هو اع

.برمجه وأقيم عليه احلد فقالت يا رسـول اهللا إين قـد زنيـت ٣٤٨فجاءت الغامدية" ويف صحيح مسلم أيضا / ٦

يا رسول اهللا مل تردين لعلك أن تردين كما رددت : فطهرين وإنه ردها فلما كان الغد قالت إما ال فاذهيب حىت تلدي فلما ولدت أتته بالصـيب يف خرقـة : قال ، ين حلبلى فواهللا إ ماعزا

أنيس هذا صحايب مشهور وهو أنيس بن الضحاك األسلمي معدود يف الشاميني وقال ابن عبد الرب " قال اإلمام النووي رمحه اهللا - ٣٤٥

] .١١/٢٠٧[ لإلمام النووي املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج: أنظر " د واألول هو الصحيح املشهور هو أنيس بن مرث ] .٣/١٣٢٤) [١٦٩٧(، صحيح مسلم برقم ] ٢/٩٧١) [٢٥٧٥(صحيح البخاري برقم - ٣٤٦ ي وغريه بألفاظ متقاربة من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه ، ورواه البخار] ٣/١٣٢١) [١٦٩٥(رواه مسلم يف صحيحه برقم - ٣٤٧أنظر شرح صحيح مسلم " وهي بطن من جهينة )هي بغني معجمة ودال مهملة (هي امرأة من غامد " قال اإلمام النووي رمحه اهللا - ٣٤٨

] .١١/٢٠[للنووي

١٥٦

اذهيب فأرضعيه حىت تفطميه فلما فطمته أتته بالصـيب يف يـده : هذا قد ولدته قال : قالت هذا يا نيب اهللا قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصيب إىل رجـل مـن : كسرة خبز فقالت

فيقبل خالد بن الوليد حبجر ، ا إىل صدرها وأمر الناس فرمجوها املسلمني مث أمر ا فحفر هلفسمع نيب اهللا صلى اهللا عليه وسلم سـبه ، فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها

الذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تاا صاحب مكس لغفر يا خالد فو مهال : إياها فقال .٣٤٩"له مث أمر ا فصلى عليها ودفنت

والشاهد من احلديث هو أن هذه املرأة أقرت بفعلها للزنا فأمر رسول اهللا صـلى اهللا عليـه .وسلم برمجها بعد أن وضعت

أن اليهود : " ومنها ما ثبت يف الصحيحني من حديث عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما / ٧رأة زنيا فقال هلـم منهم وام جاؤوا إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فذكروا له أن رجال

نفضـحهم : ما جتدون يف التوراة يف شأن الرجم فقـالوا : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عبد اهللا بن سالم كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشـروها فوضـع : وجيلدون فقال

ع يـدك ارف: أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد اهللا بن سالم فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا حممد فيها آية الرجم فأمر ما رسول اهللا صلى

على املـرأة )يفرش جسده( فرأيت الرجل جينأ: اهللا عليه وسلم فرمجا قال عبد اهللا بن عمر . ٣٥٠"يقيها احلجارة

ت مشـروعية عقوبـة يتبني لنا ثبو –وكلها حبمد اهللا صحيحة –ومن خالل هذه األدلة -:الرجم يف الشريعة اإلسالمية ولذلك نقل اإلمجاع على هذا غري واحد من الفقهاء

كان أو امرأة وجوب الرجم على الزاين احملصن رجال" يف املغين رمحه اهللا قال ابن قدامة -يف ، وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعني ، ومن بعدهم من علمـاء األمصـار

.٣٥١"مجيع األعصار ، وال نعلم فيه خمالفا إال اخلوارج فأما الثيب األحرار احملصنون ، فإن املسلمني أمجعـوا " وقال العالمة ابن رشد رمحه اهللا -

على أن حدهم الرجم إال فرقة من أهل األهواء فإم رأوا أن حد كل زان اجللد ، وإمنا صار .٣٥٢"م اجلمهور للرجم لثبوت أحاديث الرج

] .١٣٢٣) [١٦٩٥(صحيح مسلم برقم - ٣٤٩ ] .٣/١٣٢٦) [١٦٩٩(، صحيح مسلم برقم ] ٣/١٣٣٠) [٣٤٣٦(صحيح البخاري برقم - ٣٥٠ ].١٠/١١٧[، املغين، املقدسي ابن قدامة: أنظر - ٣٥١

١٥٧

.٣٥٣" والرجم على احملصن بالنص واإلمجاع " : رمحه اهللا وقال اخلطيب الشربيين -وحكي يف البحـر ، أما الرجم فهو جممع عليه " وقال الشوكاين رمحه اهللا يف نيل األوطار -

بن العريب وحكاه أيضا عن بعـض اعن اخلوارج أنه غري واجب وكذلك حكاه عنهم أيضا .٣٥٤" إال أنه مل يذكر يف القرآن وهذا باطل ، أصحابه وال مستند هلم املعتزلة كالنظام و

وأمجعوا على أن احلر إذا تـزوج " وحكى اإلمجاع كذلك ابن املنذر حيث قال رمحه اهللا - ٣٥٥"جيب عليهما الرجم إذا زنيا ، تزوجيا صحيحا ووطئها يف الفرج أنه حمصن

] .٤/٢٧٣[ بداية اتهد واية املقتصد ،ابن رشد : أنظر - ٣٥٢ ].٤/١٤٤[ مغين احملتاجاخلطيب الشربيين ، : أنظر - ٣٥٣، دار اجليل بريوت ، تقى األخبارنيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح من، م١٩٧٣حممد بن علي بن حممد الشوكاين ، - ٣٥٤ ، ]٧/٢٥٤ [.

] .١١٢[لإلمام ابن املنذر اإلمجاع - ٣٥٥

١٥٨

ثالثا جرمية الردة

: التعريف{ تعاىلسبحانه ومصدر من الفعل رد وهو مبعىن رجع ومنه قوله :الردة

{٣٥٦. و رد عليه الشيء إذا مل يقبله وكذا إذا خطأه و " رمحه اهللا يف خمتار الصحاح ٣٥٧الرازي قال

رده إىل مرتله و رد إليه جوابا رجع وشيء رد أي رديء و ردده ترديدا و تردادا بفتح التـاء دو الر دتالرجوع ومنه املر اددتو اإلر ددر٣٥٨"ة بالكسر إسم منه أي اإلرتدادفت.

ارتد عنه حتـول ويف الترتيـل وقد ارتد و" وقال ابن منظور رمحه اهللا تعاىل يف لسان العرب

} {لردة عن اإلسالم أي الرجوع عنه واإلسم الردة ومنه ا ٣٥٩

إذا خطـأه شيء إذا مل يقبله وكذلكرد عليه الن عن دينه إذا كفر بعد إسالمه وارتد فالورده يرده ردا و :رد إليه جوابا أي رجع و الردة بالكسر مصدر قولك وتقول رده إىل مرتله و

. ٣٦٠"ردة و الردة اإلسم من اإلرتداد ومعناها ، الرجوع عن الشيء إىل غريه : مما سبق نستطيع القول أن الردة يف اللغة يقصد ا

الرجوع عن اإلسالم كليا أو جزئيا بإنكار ما هو معلوم من الدين : يف اإلصطالح الشرعي، أو إثبات ما نفاه اهللا ورسوله وتكون بالفعل ، أوالترك، ضرورة بنفي ما أثبته اهللا ورسوله

] .٢١٧[ ،اآليةالبقرة سورة - ٣٥٦صاحب خمتار الصحاح يف اللغة ، فرغ من تأليفه أول رمضـان سـنة : هو حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، زين الدين - ٣٥٧

وهو آخر ه ٦٦٦زار مصر والشام ، وكان يف قونية سنة . أصله من الري . نفية ، وله علم بالتفسري واألدب وهو من فقهاء احل، ه ٦٦٠: هـ أنظر ٦٦٦خمتار الصحاح يف اللغة ، و شرح املقامات احلريرية و حدائق احلقائق يف التصوف ، تويف بعد : ومن كتبه . العهد به ] .٩١٧[ معجم املطبوعات، ] ٦/٥٥[ األعالم

. حتقيق حممود خاطر –مكتبة لبنان ناشرون، بريوت ، م ١٩٩٥ ١ط ، خمتار الصحاححممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ، - ٣٥٨]١/١٠١.[

.جزء من اآلية اليت سبق خترجيها - ٣٥٩ ] .٣/١٧٣[ لسان العرب - ٣٦٠

١٥٩

وبلفـظ آخـر أن يرتكـب . ، جادا كان املرتد أم هازال ، أوالشك ، أواإلعتقاد أوالنطق .اإلسالم اإلنسان ناقضا من نواقض

دور حول هذا تكلها ،عدة تعاريف للردة رمحهم اهللا تعاىل فقهاء املذاهب األربعة ذكرولقد -:فمن ذلك املعىن

أما ركنها فهو إجراء كلمة الكفر على " قال اإلمام الكاساين رمحه اهللا من فقهاء احلنفية -ميان فالرجوع عـن اإلميـان اللسان بعد وجود اإلميان ، إذ الردة عبارة عن الرجوع عن اإل

.٣٦١"يسمى ردة يف عرف الشرع أي ( وسواء كفـر :" يف كتابه منح اجلليل رمحه اهللا٣٦٢وقال الشيخ حممد عليش املالكي -

اإللـه : كفرت باهللا أو برسول اهللا أو بالقرآن ، أو : بقول صريح يف الكفر كقوله ) املرتديقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر إستلزاما بينا أو بلفظه العزير ابن اهللا ، : اثنان أو ثالثة ، أو

بالضرورة ، فإنه يستلزم تكذيب القرآن كجحد مشروعية شيء جممع عليه معلوم من الدين .٣٦٣" أو الرسول ، وكاعتقاد جسمية اهللا أو حتيزه

وهـي قطـع : الـردة :" النووي الشافعي يف كتابه روضة الطالبني ما نصه اإلمام وقال -بالقول الذي هو كفر وتارة بالفعل ، وحتصل الـردة بـالقول اإلسالم ، وحيصل ذلك تارة

.٣٦٤" عناد أو استهزاء الذي هو كفر سواء صدر عن اعتقاد أو بـاب :" يف شرح كتابه منتهى اإلرادات ما نصـه رمحه اهللا البهويت احلنبلي اإلمام وقال -

{ : تعـاىل سـبحانه و هللا وهو لغة الراجع قـال : حكم املرتد

] .٦/١١٧[ بدائع الصنائع :الكاساين : أنظر - ٣٦١ولد بالقـاهرة عـام . د بن حممد عليش أبو عبد اهللا فقيه، من أعيان املالكية، مغريب األصل، من أهل طرابلس الغربحممد بن أمح - ٣٦٢

وملا كانت ثورة عرايب ام مبواالا، فأخذ من داره وهو مريض حمموال ال حراك فيه، وألقـي يف . م وتعلم يف األزهر ١٨٠٢/هـ١٢١٧فتح العلى املالك يف الفتوى على مذهب اإلمام مالك ، وفتح اجلليـل علـى : رية اليت مشلت العلومومن تصانيفه الكث. سجن املستشفى

خمتصر خليل أربعة أجزاء، هداية السالك، وحاشية على رسالة الصبان يف البالغة، وتدريب املبتدى وتذكرة املنتهى، حل املعقود من نظم األعالم، ] ١[ فتح اجلليل: مقدمة كتاب : أنظر ) . م١٨٨٢ -هـ ١٢٩٩(هرة عام توىف يف سجن مستشفى القا. املقصود يف الصرف

]٦/١٩[للزركلي .] ٢٠٦-٩/٢٠٥[ ، دار الفكر، بريوت ، منح اجلليل شرح على خمتصر سيد خليلم ، ١٩٨٩ -هـ ١٤٠٩ ، عليش: - ٣٦٣ املكتـب اإلسـالمي ، ، بـريوت ، الثانيـة : الطبعة، روضة الطالبني وعمدة املفتني، هـ ١٤٠٥، اإلمام أيب زكريا النووي - ٣٦٤

]١٠/٦٤[.

١٦٠

{أو فعـل أو ، وشرعا ٣٦٥ من كفر ولو كان مميزا بنطق أو اعتقاد .٣٦٦"شك طوعا ولو كان هازال بعد إسالمه

أفعـال وأقـوال : ة أقسامالردة تنقسم إىل ثالثومما سبق من أقوال أهل العلم يتبني لنا أن احلنفية واملالكية و الشافعية واحلنابلة : واعتقادات كما اتفق على ذلك أهل املذاهب األربعة

. : ومما استدل به أهل احلق على أن الكفر ثالثة أقسام عدد من اآليات منها

وكفروا بعـد د قالوا كلمة الكفرولق يحلفون بالله ما قالوا { : تعاىلسبحانه و اهللا قول - همالم٣٦٧}إس.

.الكفر منه قويل فهذه اآلية يفهم منها أن .٣٦٨}بالله ورسوله ثم لم يرتابوا إنما المؤمنون الذين ءامنوا{ : وقوله تعاىل - .يكون بالقلب رتياب أي الشك ألن اال، منه اعتقادي فهذه اآلية يفهم منها أن الكفر .٣٦٩}ال تسجدوا للشمس وال للقمر { وقوله تعاىل -

. يعلالكفر منه ف أن يفهم منه وكل من الثالثة كفر مبفرده فالكفر القويل كفر ولو مل يقترن به اعتقاد وال فعل ، والكفـر

كفـر به إعتقاد وانشراح الصدر به وال قول ، والكفر اإلعتقاديولو مل يقترن كفر الفعلياملكره علـى وإمنا يشترط للقول الكفري إنشراح الصدر يف. وال فعل ولومل يقترن به قول

إال أن يشرحفاملكره هو الذي ال يكفر رد القول بعد أن أكره . قول الكفر بالقتل وحنوه إلنقاذ الكفر املسلم املكره على قول الكفر إن قال كلمة ، ألن صدره مبا يقول فعندئذ يكفر

وأما إن تغري خاطره ، مبا يقوله فال حيكم بكفره نفسه مما هدده به الكفار وقلبه غري منشرح ـر ـف من كفر بالله من {تعاىل وهذا معىن قوله بعد اإلكراه فانشرح صدره بقول الكفر ك

إمي دعبأكره نإلا م انه نم نلكو انبالإمي نئطمم هقلبرا ودبالكفر ص حرش نم بغض همليفع يمظع ذابع ملهو ٣٧٠}الله.

] .٢١[ ، اآلية املائدةسورة - ٣٦٥ . ]٣/٣٩٤[، عامل الكتب ، بريوت ، الثانية ، الطبعة شرح منتهى اإلرادات، م ١٩٩٦، البهويتمنصور بن يونس بن إدريس - ٣٦٦ ] .٧٤[،اآلية التوبةسورة - ٣٦٧ ] .١٥[،اآلية احلجرات سورة - ٣٦٨ ] .٣٧[،اآلية فصلت سورة - ٣٦٩ ] .١٠٦[اآلية النحل سورة - ٣٧٠

١٦١

: الردة حكم -:ورد حترمي الردة بالكتاب والسنة واإلمجاع

لى هذه اجلرمية صراحة باللفظ مرتني يف سـورة البقـرة ، ويف أما الكتاب فقد ورد النص عسورة آل عمران : سورة املائدة ، كما ورد النص عليها باملعىن يف أكثر من سورة منها مثال

. ٣٧١وغريها.. .وسورة حممد ، ، وسورة النساء ، وسورة النحل ، وسورة احلج ،{ تعـاىل يف سـورة البقـرة يقول اهللا

{٣٧٢. ك املقاتلـة هـو أن ن تعاىل أن غرضهم من تلملا بي" رمحه اهللا٣٧٣قال اإلمام الرازي املفسر

ومن {تعاىلاهللا سبحانه ويرتد املسلمون عن دينهم ذكر بعده وعيدا شديدا على الردة فقال ةـراآلخا وينـي الـدف مـالهمأع بطتح كلئفأو ركاف وهو تمفي ينهن دع نكمم ددتري

.٣٧٤"واستوجب العذاب الدائم يف النار}{ ما يف سورة املائدة فيقول املوىل سبحانه وتعاىل أ

{٣٧٥ . للمؤمنني باهللا وبرسوله يا أيها الذين آمنوا : يقول تعاىل ذكره" قال اإلمام الطربي رمحه اهللا

حممد من يرتد منكم عن دينه يقول مـن أي صدقوا هللا ورسوله وأقروا مبا جاءهم به نبيهم

، ، سورة احلج ] ١٠٦[، اآلية ، سورة النحل ] ١٣٧[، اآلية ، سورة النساء ] ١٧٧، ٩١، ٩٠، ٨٦[اآليات ، آل عمران سورة - ٣٧١ ] .٢٢[، اآلية ، سورة حممد ] ١١[اآلية

] .٢١٧[، اآلية البقرة سورة - ٣٧٢ن عمر بن احلسن بن احلسني أبو عبد اهللا فخر الدين الرازي ، اإلمام املفسر أوحد زمانه يف املعقول واملنقول وعلوم األوائل ، حممد ب - ٣٧٣

.مفاتيح الغيب وهو يف التفسري ، ومعامل أصول الدين ، واحملصول يف علم األصول : من تصانيفه ] .٦/٣١٣[ عالماأل، ] ٤/٤٢٦[ لسان امليزان، ] ١/٤٧٤[ الوفيات: أنظر

، الطبعة التفسري الكبري أو مفاتيح الغيب م، ٢٠٠٠ - هـ ١٤٢١ ،فخر الدين حممد بن عمر التميمي الرازي الشافعي: أنظر - ٣٧٤ .]٦/٣١[، دار الكتب العلمية ، بريوت ، األوىل

] .٥٤[،اآلية املائدة سورة - ٣٧٥

١٦٢

يرجع منكم عن دينه احلق الذي هو عليه اليوم فيبدله ويغريه بدخولـه يف الكفـر إمـا يف اليهودية أو النصرانية أو غري ذلك من صنوف الكفر فلن يضر اهللا شيئا وسـيأيت اهللا بقـوم

يبـدلوا ومل يغـريوا ومل حيبهم وحيبونه يقول فسوف جييء اهللا بدال منهم املؤمنني الذين مليرتدوا بقوم خري من الذين ارتدوا وبدلوا دينهم حيبهم اهللا وحيبون اهللا ، وكان هذا الوعيـد من اهللا ملن سبق يف علمه أنه سريتد بعد وفاة نبيه حممد وكذلك وعده من وعد من املؤمنني

نه وال يرتد ، فلما قـبض ما وعده يف هذا اآلية ملن سبق له يف علمه أنه ال يبدل وال يغري دياهللا نبيه ارتد أقوام من أهل الوبر وبعض أهل املدر فأبدل اهللا املؤمنني خبري منهم كمـا قـال تعاىل ذكره ووىف للمؤمنني بوعده وأنفذ فيمن ارتد منهم وعيده ، وبنحو الذي قلنا يف ذلك

.٣٧٦"قال أهل التأويلا أيها الذين آمنوا من يتول منكم الكفار فريتـد ومعىن اآلية ي" وقال اإلمام الرازي رمحه اهللا

وقال ، عن دينه فليعلم أن اهللا تعاىل يأيت بأقوام آخرين ينصرون هذا الدين على أبلغ الوجوه احلسن رمحه اهللا علم اهللا أن قوما يرجعون عن اإلسالم بعد موت نبيهم فأخربهم أنه سـيأيت

كون هذه اآلية إخبارا عن الغيب وقد وقع املخـرب وعلى هذا التقدير ت، بقوم حيبهم وحيبونه .٣٧٧"على وفقه فيكون معجزا

:عقوبة الردة إذا ثبتت الردة على الشخص ترتب عليها أحكام دنيوية وأحكام أخروية ، وأهم األحكـام

، وقـد وردت حبوط العمل ، واخللود يف نار جهنم ، أعاذنا اهللا منها هي املتعلقة باآلخرة{ كثرية ، وقد مجعت األمرين معا آية البقرة وهي قوله سبحانه و تعاىل بذلك نصوص

{٣٧٨. :بحث وهو أما األحكام املتعلقة بالدنيا فكثرية نذكر منها ما يهمنا هنا يف هذا امل :قتل املرتد إذا مل يتب

] .٦/٢٨٢[ جامع البيان، حممد بن جرير الطربي - ٣٧٦ ] .١٨-١٢/١٧[ التفسري الكبري :الرازي - ٣٧٧ ] .٢١٧[ ،اآلية البقرةسورة - ٣٧٨

١٦٣

، وعمل ، حكم ثابت يف أحاديث صحيحة ال مطعن فيها إن قتل املرتد إذا مل يتب من ردته وبعد عهدهم رضي اهللا عنهما الصحابة رضوان اهللا تعاىل عليهم يف زمن اخللفاء الراشدين،

. ، ونقلوا عليه اإلمجاع يف املذاهب اإلسالمية املعتربة ، وأطبق عليها مجاهري أهل العلم -: ولقد شكك يف قتل املرتد طائفتان

، وزعموا أن للمسلم احلق يف تغيري أعداء اإلسالم واجلهلة من أبنائه فيه: الطائفة األوىل - إدعاء منهم أن ذلك من أهم حقوق اإلنسان اليت متنحه حرية التدين، دينه إىل أي دين آخر

، وبناء على ذلك يرى هؤالء أن للمسلم أن ينتقل من دين اإلسالم إىل أي دين من األديان ، أو العقائد الوثنية كاهلندوسية والبوذية ، كاليهودية والنصرانية من األديان السماوية احملرفة

إن إقامة احلد ال يتفق مع ما تقرر من حرية العقيدة الدينية ، وعدم اجلرب وبالتايل فوغريها ، . على البقاء يف عقيدة ال يؤمن ا صاحبها

-:وميكن الرد على ذلك بأنه من الواضح أن قتل املرتد ال ميكن أن يكون عقوبة على الفكر يف ذاته وتركـه للـدين

اليهود واملسيحيني األصليني قد كفل هلـم اإلسـالم اإلسالمي، بدليل أن غري املسلمني من ويتعني حينئذ أن يكون هذا القتل عقوبة . ، من غري إكراه وال تضييق حرية العقيدة ومحايتها

على اخليانة الكربى واملكيدة الدينية اليت قام ا املرتد حني أدعى الدخول يف اإلسـالم زورا ، وانضم إىل صفوف أعدائه ، والطعن فيه لإلساءة إليهمث أعلن خروجه منه قصدا ، وتانا

، ومنها الدعاية أو ما اصطلح على تسميته يف العصر املاكرين الذين حياربونه جبميع الوسائل . احلاضر باحلرب النفسية واملعنوية

، بعض العلماء املعاصرين الذين تأولوا بعضا من عمومـات النصـوص : الطائفة الثانية -، وزعموا أن املسـلم إذا هلا على نصوص أخرى خاصة صحيحة يف نفس املوضوع مقدمني

، وميكن عقابه تعزيرا ، ومنهم من رأى غري دينه إىل غريه من األديان ال يقتل من أجل ذلكعدم معاقبته مطلقا على ذلك ، ولو بتكرار استتابته ، وهذه الطائفة منها من تأول نصـوص

، ومنها من حاول اقتحام عقبة الفتوى ئهقد يعذر بإجتهاده رغم خطالقرآن جمتهدا ، وهذا ، وهذا اليعذر حبال من األحوال ،كمـا ال فيما ال ناقة له فيها وال مجل من أحكام اإلسالم

.، وعبث يف أجساد البشر فأفسدها نعذر من ادعى أنه طبيب خمتص وهو جيهل الطب

١٦٤

: األدلة على قتل املرتدمىت مـا -سيأيت تفصيل ذلك الحقا -على أن عقوبة الردة هي القتل حدا أمجع الفقهاء

كان املرتد بالغا ، عاقال ، خمتارا وحكى اإلمجاع غري واحد من الفقهاء ، وذلـك لتظـافر :األدلة على ذلك

:ومن األدلة الصحيحة على هذا احلكم ما يأيت : سنة الرسول صلى اهللا عليه وسلم :الدليل األول

رسول اهللا صلى اهللا عليـه : قال: حديث عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه، قال : أوهلاال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال اهللا وأين رسول اهللا إال بإحدى ثـالث " وسلم

. ٣٧٩"واملفارق لدينه التارك للجماعةالنفس بالنفس والثيب الزاين هذه اخلصال متفق عليـه بـني والقتل بكل واحدة من" رمحه اهللا٣٨٠قال العالمة ابن رجب

.٣٨١" املسلمنيبـن اق قوما فبلغ ذلك أن عليا رضي اهللا عنه حر رضي اهللا عنه٣٨٢عكرمة: حديث :ثانيها

كنت أنا مل أحرقهم ألن النيب صـلى اهللا لو : " عباس رضي اهللا تعاىل عنهم أمجعني ، فقال" ولقتلتهم كما قال النيب صلى اهللا عليه وسـلم " ذاب اهللاال تعذبوا بع" :عليه وسلم قال

. ٣٨٣"من بدل دينه فاقتلوه ، كما وقع ، التنصيص على قتل الرجل واملرأة املرتدين ومن أصرح األدلة يف ذلك : ثالثها

يف بعض الروايات يف حديث معاذ رضي اهللا عنه عندما أرسله النيب صلى اهللا عليه وسلم إىل ، وأميـا أميا رجل ارتد عن اإلسالم فادعه فإن عاد وإال فاضرب عنقـه :" قال لهو.. اليمن

من حديث عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا ] ٣/١٣٠٢) [١٦٧٦(، صحيح مسلم برقم ]٦/٢٥٢١) [٦٤٨٤(صحيح البخاري برقم - ٣٧٩

.اهللا عنهداد ، وبرع يف كثري من الفنون ، ورحل يف طلب هـ ببغ٧٣٦احلافظ عبد الرمحن بن أمحد بن رجب امللقب بزين الدين ، ولد سنة - ٣٨٠

جامع العلوم واحلكم ، ولطائف املعارف وفتح الباري شرح صحيح البخـاري : العلم إىل دمشق وإىل مصر له مجلة من املصنفات منها .هـ ٧٩٥ولكنه مات قبل إمتامه ، تويف بدمشق سنة

] .٦/٣٣٩[ شذرات الذهب، ] ٥٣٦[ طبقات احلفاظ، ]٢/١٠٧[ الدرر الكامنة، ] ١/٣٢٨[البدر الطالع : أنظر ] .٢٦١/ ٦[ جممع الزوائدأورد ذلك اهليثمي يف - ٣٨١عكرمة بن أيب جهل وامسه عمرو بن هشام ، أسلم بعيد فتح مكة وحسن إسالمه ، استشهد يوم الريموك يف خالفة أيب بكر فوجدوا - ٣٨٢

] .٧/٣٦[ اإلصابة ،] ٤/٧٠[ أسد الغابة، ] ٨/١١٦[ االستيعاب :أنظر .فيه بضعا وسبعني ما بني ضربة وطعنة ورمية .]٧/١٠٤) [٤٠٥٩(سنن النسائي برقم ، ] ١/٢١٧) [١٨١٧(، مسند أمحد برقم ] ٣/١٠٩٨) [٢٨٥٤(صحيح البخاري برقم - ٣٨٣

١٦٥

ذكر هذه الرواية احلافظ " امرأة ارتدت عن اإلسالم فادعها، فإن عادت وإال فاضرب عنقها ٣٨٤.ابن حجر رمحه اهللا يف فتح الباري وحسنها

، ارتدت عـن اإلسـالم أن امرأة يقال هلا أم مروان رضي اهللا عنه٣٨٥حديث جابر: رابعها ٣٨٦.أن يعرض عليها اإلسالم فإن رجعت وإال قتلت فأمر النيب صلى اهللا عليه وسلم

رضي اهللا ٣٨٨، ومعاذ بن جبل ٣٨٧أيب موسى األشعري: فعل الصحابيني اجلليلني :خامسها . عنهما وقد صرح فيه معاذ بن جبل أنه قضاء اهللا ورسوله

هب أنت يا أبا موسى أو يا عبد اهللا بـن قـيس إىل اذ: " كما روى ذلك أبو موسى وفيهوإذا رجل عنده موثـق انزلاليمن مث أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال

ود قال اجلس قال ال أجلس حىت ي اهللا قتـل قضـاء قال ما هذا قال كان يهوديا فأسلم مث .٣٨٩"لتورسوله ثالث مرات فأمر به فق

ن أبو داود يف روايته أما كررا القول ، أبو موسـى وبي: "ابن حجر رمحه اهللا قال احلافظ ٣٩٠.ال أجلس : اجلس ومعاذ يقول : يقول

وتكرار معاذ أليب موسى أن هذا احلكم هو قضاء اهللا ثالث مرات ، يدل على أنه علمه من .النيب صلى اهللا عليه وسلم، وليس جمرد اجتهاد منه

ابن عبـاس : يوسف القرضاوي عشرة من الصحابة رضي اهللا عنهم ، وهم وذكر الدكتور ومعاويـة بـن وأبو هريرةثمان وابن مسعود وعائشة وأنس ، وأبو موسى ومعاذ وعلي وع

] .١٢/٢٧٢[ فتح الباري :العسقالين :أنظر - ٣٨٤رجي األنصاري السلمي ، صحايب جليل ، ومن املكثرين يف الرواية عن النيب صلى اهللا عليه جابر بن عبد اهللا بن عمرو بن حرام اخلز - ٣٨٥

.هـ ٧٨حديثا ، تويف سنة ١٥٤٠وسلم ، غزا تسع عشرة غزوة ، روى عنه البخاري ومسلم وغريمها ] .٢/١٠٤[ األعالم، ] ١/٢٥٦[ أسد الغابة، ] ١/٢١٣[ إلصابةا: أنظر

] .٨/٢٠٣) [٦٦٤٣(، وسنن البيهقي برقم ] ٣/١١٨) [١٢٢(سنن الدارقطين برقم - ٣٨٦عبد اهللا بن قيس بن سليم ، أسلم مبكة وهاجر إىل احلبشة مث قدم ورسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خبيـرب ، : أبو موسى األشعري - ٣٨٧

اثنتني وأربعني ودفن مبكة وقيل بالثوية علـى كان من أندى الصحابة صوتا يف قراءة القرآن ، تويف رمحه اهللا سنة اثنتني ومخسني ، وقيل . ]٦/١٩٤[،اإلصابة ]٣/٣٦٧[، أسد الغابة ]٣/٩٧٩[االستيعاب : أنظر . ميلني من الكوفة

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس ، يكىن بأيب عبد الرمحن أسلم وهو ابن مثاين عشرة سنة ، شهد العقبة مـع السـبعني ، وبـدرا - ٣٨٨مع رسول اهللا عليه الصالة والسالم ، وبعثه إىل اليمن بعد غزوة تبوك ، مات يف طاعون عمواس بناحية األردن من الشـام سـنة كلها

] . ٩/٢١٩[ اإلصابة، ] ٥/١٩٤[ أسد الغابة، ] ١٠/١٠٤[ االستيعاب: أنظر . هـ ١٨ ] .٣/١٤٥٦) [١٧٣٣(، صحيح مسلم برقم ] ٦/٢٥٣٧) [٦٥٢٥(صحيح البخاري برقم - ٣٨٩ ] .١٢/٢٧٤[فتح الباري العسقالين ، - ٣٩٠

١٦٦

ذكرنا ، وحديث قتل املرتد رواه مجع غفري من الصحابة: "، مث قال رووا قتل املرتد، حيدة .٣٩١"ضة املشهورة، فهو من األحاديث املستفي عددا منهم

: اإلمجاع :الدليل الثاين أمجع فقهاء اإلسالم على أن عقوبة املرتد هي القتل ، وحكي ذلك عن عدد منـهم ، قـال

اختلفوا ومن مث أمجع فقهاء اإلسالم على عقوبة املرتد ، وإن" يوسف القرضاوي / الدكتور "٣٩٢.الثمانية األربعة بل، ومجهورهم على أا القتل وهو رأي املذاهب يف حتديدها

وأمجع أهل العلم على وجوب قتل املرتد وروي ذلك عن أيب " قال ابن قدامه رمحه اهللا -بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وأيب موسى وابن عباس وخالد وغريهم ومل ينكر ذلك

. ٣٩٣"فكان إمجاعا قتل املرتد إن مل وأمجعوا على وجوب" وقال البهويت رمحه اهللا يف شرح منتهى اإلرادات -

رواه اجلماعـة إال مسـلما ، " من بدل دينه فاقتلوه " يتب حلديث ابن عباس مرفوعا وروى عن أيب بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جبل وأيب موسى األشعري وخالـد

. ٣٩٤"بن الوليد وغريهم ع على قتل املرتد وقد إنعقد اإلمجا"اموع كتابه يف تعاىل وقال اإلمام النووي رمحه اهللا -

"٣٩٥. ، أي ولـو عبـدا قوله وإال قتل "رمحه اهللا يف حاشية رد املختار ٣٩٦وقال ابن عابدين -

. ٣٩٧"وهذا باإلمجاع إلطالق األدلة ، فيقتل وإن تضمن قتله إبطال حق املوىل قتل املرتد عن اإلسالم متفق عليـه يف " وقال اإلمام الشوكاين رمحه اهللا يف السيل اجلرار -

ملة وإن اختلفوا يف تفاصيله و األدلة الدالة عليه أكثر من أن حتصر لو مل يكن منها إال اجل

. ]net.islamonline.www[ يوسف القرضاوي ، املصدر / د .أ] خطورة الردة ومواجهة الفتنة [ مقال بعنوان - ٣٩١ .املصدر السابق - ٣٩٢ ] .١٠/٧٢[ املغين، ابن قدامة: املقدسي :أنظر - ٣٩٣ ] .٣/٣٩٣[ شرح منتهي اإلرادات، البهويتمنصور بن يونس بن صالح الدين بن إدريس - ٣٩٤ ] .١٩/٢٢٨[ اموع النووي ، - ٣٩٥حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز بن عابدين الدمشقي ، فقيه الديار الشامية ، وإمام احلنفية يف عصره مولده ووفاته يف دمشق حيث - ٣٩٦

هـ ، له رد احملتار على الدر املختار ويعرف حباشية ابن عابدين ، والعقود الدرية يف تنقيح الفتاوى ١٢٥٢يف سنة هـ وتو١١٩٨ولد سنة ] .٦/٤٢[ ألعالم، ا] ١٥٤-١٥٠[ معجم املطبوعات، ] ٢٢٩[ فهرس املؤلفني: أنظر .احلامدية وغريها

املختار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقـه أبـو حاشية رد حاشية ابن عابدين، م٢٠٠٠ -هـ ١٤٢١ ،ابن عابدين - ٣٩٧ .]٢٢٦ص/٤[، دار الفكر للطباعة والنشر ، بريوت ،حنيفة

١٦٧

وهو يف الصحيح وحديث ال حيل دم امـرئ مسـلم إال ، حديث من بدل دينه فاقتلوه . ٣٩٨"وهو كذلك يف الصحيح ، بإحدى ثالث

اذ بن جبل رضي وعن مع" يف سبل السالم تعاىل رمحه اهللا٣٩٩بن األمري الصنعاينوقال ا -اهللا عنه يف رجل أسلم مث ود ال أجلس حىت يقتل قضاء اهللا ورسوله ، جوز يف قضـاء رفعه على أنه خرب مبتدأ حمذوف ونصبه على أنه مصدر حذف فعله وهـو يشـري إىل حديث من بدل دينه فاقتلوه وسيأيت من خرجه فأمر به فقتل متفق عليه ، ويف روايـة

ستتيب قبل ذلك ، احلديث دليل على أنه جيب قتل املرتـد وهـو أليب داود وكان قد ا .٤٠٠"إمجاع

وأمجع أهل العلم بأن العبد إذا ارتد " وحكاه ابن املنذر رمحه اهللا يف اإلمجاع حيث قال - .٤٠١" فاستتيب فلم يتب قتل ، وال أحفظ فيه خالفا

.ن رجال أو امرأةل مرتد سواء كاومجاهري الفقهاء يرون أن القتل هو عقوبة عامة لكرمحه اهللا أن املرأة ال تقتل بالردة ولكنها جترب على اإلسالم ٤٠٢بينما يرى اإلمام أبوحنيفة

وذلك عن طريق حبسها واستتابتها وعرض اإلسالم عليها فإن أسلمت ، وإال حبست إىل .أن تسلم أو متوت

، ارتدت وال تقتـل عنـدنا وأما املرأة فال يباح دمها إذا" قال اإلمام الكاساين احلنفي اب فتستتولكنها جترب على اإلسالم ، وإجبارها على اإلسالم أن حتبس وخترج يف كل يوم

] .٤/٣٧٢[ السيل اجلرارالشوكاين ، - ٣٩٨ـ ١٠٩٩حممد بن إمساعيل بن صالح بن حممد احلسين الكحالين مث الصنعاين املعروف بإبن األمري ، ولد مبدينة كحالن سـنة - ٣٩٩ ـ ، ه

هـ ، عامل وفقيه جمتهد ، أصيب مبحن كثرية من العوام واجلهال بسب ثورته على التعصـب املـذهيب ١١٨٢ونشأ وتويف بصنعاء سنة .توضيح األفكار شرح تنقيح األنظار ، وسبل السالم شرح بلوغ املرام وغريها : والتقليد ، له حنو مائة مؤلف منها

] .٦/٣٨[ األعالم] ١/٧٣[ توضيح األفكار، ] ١٣٩-٢/١٣٣[ البدر الطالع: أنظر ] .٣/٢٦٤[ سبل السالمابن األمري الصنعاين ، - ٤٠٠ ].١٢٢[، قطر ، مطابع الدوحة احلديثة ،الطبعة األوىل ، إلمجاعا، ]م١٩٨١[اإلمام ابن املنذر ، - ٤٠١إنه رأى من الصحابة أنس بن مالك، : هـ وقيل٨٠نة اإلمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطا التميمي موالهم الكويف ولد س - ٤٠٢

حدث عن عطاء ونافع وعبد الرمحن بن هرمز وغريهم، وتفقه على يديه زفر بن اهلذيل وصاحباه أبو يوسف وحممد بن احلسـن، يقـول قة زاهدا ورعا، أراده املنصور على وكان ث. أبو حنيفة أفقه الناس: الناس يف الفقه عيال على أيب حنيفة، ويقول يزيد بن هارون: الشافعي

. هـ ١٥٠القضاء وضرب عليه فأىب ورعا، اعتزل الوظائف واشتغل بالتجارة حىت ال يتمندل به أحد، تويف سنة ] .١٠/١١٤[ البداية والنهاية، ] ٥/٤٠٥[ وفيات األعيان: أنظر

١٦٨

، هكذا إىل أن تسلم أو متـوت ويعرض عليها اإلسالم ، فإن أسلمت وإال حبست ثانيا"٤٠٣ .

كافرة ، وحجة األحناف تتمحور يف كون النيب صلى اهللا عليه وسلم ى عن قتل املرأة ال . ال تقتل بالكفر الطارئ افأوىل أ، فإذا كانت املرأة ال تقتل بالكفر األصلي

وقوله صـلى اهللا " من بدل دينه فاقتلوه " وحجة بقية الفقهاء قوله عليه الصالة والسالم الثيب الزاين والنفس بالنفس والتـارك : ال حيل دم امرئ إال بإحدى ثالث " عليه وسلم

أن امرأة يقـال هلـا أم " وقد سبق خترجيهما ، وكذلك ما ثبت " رق للجماعة لدينه املفامروان ارتدت عن اإلسالم ، فبلغ أمرها إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم فأمر أن تستتاب ،

أن النيب صـلى اهللا " ، وقد وقع يف حديث معاذ رضي اهللا عنه ٤٠٤"إن تابت وإال قتلت أميا رجل ارتد عن اإلسالم فادعه ، فإن عـاد : " ، قال له عليه وسلم ملا أرسله إىل اليمن

وإال فاضرب عنقه ، وأميا امرأة ارتدت عن اإلسالم ، فادعها ، فإن عادت وإال فاضرب . ٤٠٥"عنقها

وسنده حسن وهو نص يف موضع الـرتاع فيجـب : " قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا ء يف احلدود كلها الزنا والسرقة وشرب اخلمـر املصري إليه ويؤيده اشتراك الرجال والنسا

.٤٠٦"والقذف وأما ما أستدل به األحناف من ي النيب صلى اهللا عليه وسلم عن قتل املرأة فمقصود به

الكافرة األصلية ، وال يصح أن يقاس على الكفر األصلي الكفر الطـارئ ، وذلـك ألن .٤٠٧رون على الكفر الطارئوال يق، الرجال والنساء يقرون على الكفر األصلي

أنه ال فرق بني الرجال والنساء يف وجوب القتل ملا عليه مجاهري الفقهاء :وخالصة القول .من املالكية والشافعية واحلنابلة

فـتح القـدير وابن اهلمام ،،] ٩٩-١٠/٩٨[ املبسوط ، السرخسي :، وأنظر كذلك ] ٦/١١٨[ بدائع الصنائعالكاساين ، - ٤٠٣

] .وما بعدها٤/٣٨٥[كالمها من حديث جـابر ] ٣/١٨٨) [١٢٢(، والدارقطين يف السنن برقم ] ٨/٢٠٣)[١٦٦٤٣(أخرجه البيهقي يف السنن برقم - ٤٠٤

] .٤/٤٩[تلخيص احلبري ، و] ٣/٤٥٨[ نصب الراية: رضي اهللا عنه ، وإسناده ضعيف ، أنظر ] ٦/٤٠٣[من حديث معاذ رضي اهللا عنه ، وقال اهليثمي يف جممع الزوائد ] ٢٠/٥٣) [٩٣(أخرجه الطرباين يف املعجم الكبري برقم - ٤٠٥ " .عن ابن أيب طلحة اليعمري ، وبقية رجاله ثقات : رواه الطرباين وفيه راو مل يسم قال مكحول : " ] .١٢/٢٧٢[ فتح الباريالعسقالين ، - ٤٠٦ ] .١٠/٧٣[املغين ابن قدامة ، : ر أنظ - ٤٠٧

١٦٩

روي ، وال فرق بني الرجال والنساء يف وجوب القتل " قال ابن قدامة رمحه اهللا يف املغين ضي اهللا عنهما ، وبه قال احلسن و الزهـري و ر أيب طالب ذلك عن أيب بكر وعلي بن

.٤٠٨"النخعي و مكحول و محاد و مالك و الليث و األوزاعي و الشافعي و إسحاق

.املصدر السابق - ٤٠٨

١٧٠

رابعا جرمية احلرابة

فإىل جانب احلرابة تسـمى السـرقة الكـربى , هلذه اجلرمية ثالثة أمساء يف الفقه اإلسالمي أي لإلشارة : ألمساء الثالثة يف املعىن نفسه وتسمى كذلك قطع الطريق ، ويستعمل الفقهاء ا

. سم وآخر غالبا اإىل اجلرمية دون متييز بني الذي هو يف أصل إشتقاقه مأخوذ " احلرابة " سم اوأغلب الفقهاء يفضلون أن يطلقوا عليها

وبالتايل فهو متسق أكثر من غريه من األمساء مع اآليات القرآنيـة الـيت ، من كلمة احلرب ومن جهة أخرى فإن هذا االسم يغطي كل صـور ارتكـاب . هذه اجلرمية وعقوبتها تعاجل

مسني اآلخرين على بعض صورها دون غريها من الصور اجلرمية على حني يقتصر كل من اال . اليت قد ترتكب ا هذه اجلرمية

أو قـوة السرقة الكربى ، سبق إىل الذهن أخذ مال الغري مغالبة بقوة السـالح : فإذا قلناقطع الطريق سبق إىل الذهن منع املسافرين من سلوك طريقهم يف أمان : وإذا قلنا , الشوكة

وسالم سواء أصحب ذلك اعتداء على النفس أو املال أم مل يصحبه من ذلك شيء ، أمـا .سم احلرابة فإنه يصدق على ارتكاب هذه اجلرمية يف مجيع صورها ا : معىن احلرابة يف اللغة مصدر مشتق من فعل حارب حيارب حماربة ، وهي مأخوذة مـن احلـرب ، : حلرابة لغة ا

ر ذكواحلرب مؤنث نقيض السلم وقد ت. أنثوا احلرب ألم ذهبوا ا إىل احملاربة وكذلك السلم ، والسلم : رمحه اهللا ٤٠٩قال األزهري

ه ، وهلذا الفعـل يف اللغـة واحلرب بالتحريك أن يسلب الرجل مال. يذهب ا إىل املساملة ، وتأيت أيضا ٤١٠احلرب مبعىن القتل ومبعىن املعصية ، وحاربوا اهللا إذا عصوه: معان شىت منها

.السلب : مبعىن

هـ وا نشأ ، أحد أئمـة ٢٨٢، ولد يف هراة خبراسان سنة ) نسبة إىل جده األزهر ( أبو منصور حممد بن أمحد اهلروي األزهري - ٤٠٩

ديث والتفسري ، مث غلب عليه االهتمام باللغـة اللغة واألدب ، كان شافعي املذهب شديد الورع ، عين بالفقه فاشتهر به أوال وعين باحلفتعمق فيها ووقف على دقائقها فكان عمدة الفقهاء يف تفسري ما يشكل عليهم من األلفاظ اللغوية املتصلة بالفقه ، ترك األزهري مصنفات

النصـوص غة الذي مجع فيه كثريا مـن كثرية يف اللغة والغريب والقراءات بلغت أكثر من مثانية عشر كتابا من أشهرها كتابه ذيب الل، ] ٤/٣٣٤[ وفيات األعيـان : أنظر . هـ ٣٧٠اللغوية ونسبها إىل أصحاا وصحح مصحفها وأودعه فوائد لغوية نفيسة ، تويف سنة

] .٥/٣١١[ األعالم ] . ١/٣٠٣[، لسان العرب ابن منظور ،:أنظر - ٤١٠

١٧١

... السلب: أحدمها: احلاء والراء والباء أصول ثالثة: برح: " رمحه اهللا ٤١١قال ابن فارس ـ يقال حربته مال. و السلباحلرب واشتقاقها من احلرب وه: فاألول ه أي ه، وقد حرب مال

.٤١٢"سلبه، واحلرب فهو حريب ب أخذ مجيع مالهب حربا من باب تعحر" : قوله ويف املصباح املنري

األمر وصعب شتداقامت احلرب على ساق إذا : املقاتلة واملنازلة من ذلك ولفظها أنثى يقال ظر إىل معىن القتال ، وحاربه حماربة ، ويقال حمراب املصلي مأخوذ اخلالص ، وقد تذكر بالن

.٤١٣" من احملاربة ألن املصلي حيارب الشيطان ، وحيارب نفسه بإحضار قلبه : تعريف احلرابة واحملاربني اصطالحا

كبريا ، فجعل بعضهم من عناصرها ما مل جيعلـه اختلف الفقهاء يف تعريف احلرابة اختالفا ، وذلك الختالفهم يف داللتـها ومفهومهـا .خر ، واشترط بعضهم شروطا نفاها غريه اآل

، أم ألنواع حمدودة من اجلـرائم ، وكـذلك ومدى مشوهلا جلميع أنواع الفساد يف األرضشروط احملارب ، واملكان الذي ترتكب فيه جرمية احلرابة ، وميكن إجياز تعريف احلرابة عند

-:الفقهاء فيما يلي -:تعريف احلنفية -١

اخلارجون بال تأويل مبنعة وبـال منعـة : " يعرف اإلمام ابن اهلمام رمحه اهللا احملاربني بأم .٤١٤"يأخذون أموال الناس ويقتلوم وخييفون الطريق

اخلروج على املارة ألخذ املال علـى سـبيل " ا بأ احلرابة وعرف اإلمام الكاساين رمحه اهللاأومن ، كان القطع من مجاعة وجه ميتنع املارة عن املرور وينقطع الطريق ، سواءاملغالبة على

واحد بعد أن يكون له قوة القطع ، وسواء كان القطع بسالح أو غريه من العصا واحلجـر

مد بن حبيب الرازي اللغوي كان إماما يف علوم شىت وخصوصا اللغة فإنه أتقنها وألف أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا بن حم - ٤١١

نة كتابه امل يف اللغة وهو على اختصاره مجع شيئا كثريا وله كتاب حلية الفقهاء وله رسائل أنيقة ومسائل يف اللغة ا الفقهاء تويف سهد القاضي علي بن عبد العزيز اجلرجاين وقيل إنه تويف يف صفر سنة مخس وسبعني تسعني وثالمثائة رمحه اهللا تعاىل بالري ودفن مقابل مش

.وثالمثائة باحملمدية واألول أشهر ] .١/١٩٣[ألعالم ، ا] ١/١١٨[ وفيات األعيان، ] ١٧/١٠٣[ سري أعالم النبالء:أنظر

، لبنان -بريوت ، الثانية : ، الطبعة ييس اللغةمعجم مقا، م١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠، أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا: أنظر - ٤١٢ .] ٢/٤٨[، عبد السالم حممد هارون : دار اجليل ، حتقيق

.]١٢٧[املعارف،دار ، القاهرة ، للرافعي املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري، الفيوميأمحد بن حممد بن علي املقري :أنظر - ٤١٣ ]١٢٦[ خمتصر اخلرقي، و] ١٧٣[للماوردي قناعاإل :، وينظر]٦/٩٩: [فتح القدير - ٤١٤

١٧٢

واخلشب وحنوها ، ألن انقطاع الطريق حيصل بكل من ذلك ، وسواء كان مبباشرة الكل أو .٤١٥" واألخذالتسبب من البعض باإلعانة

ومن خالل ما سبق يتبين لنا أن احلرابة عند احلنفية يقصد ا كل خروج كان على سـبيل .االعتداء على املارة أو أخذ حقوقهم بصورة مباشرة أو غري مباشرة هاملغالبة يقصد من

- :تعريف املالكية - ٢اخلـروج :احلرابة بأا يف تعريف رمحه اهللا٤١٦قال اإلمام ابن عرفه" جاء يف مواهب اجلليل

إلخافة سبيل بأخذ مال حمترم مبكابرة قتال أو خوفه ، أو ذهاب عقل ، أو قتل خفية أو رد .٤١٧" قطع الطريق ال إلمرة وال لثائرة وال عداوة

كل من قطع السبل وأخافها وسـعى يف األرض فسـادا : " رمحه اهللا٤١٨وقال ابن عبد الرب .٤١٩"، وهتك ما حرم اهللا هتكه من احملارم فهو حمارب ماء، واستباحة الد بأخذ املال

احملارب عندنا من محل على الناس يف مصـر : ٤٢٠قال مالك" وقال اإلمام القرطيب رمحه اهللا ٤٢١"وال عداوة ]حقد[ ال ذحل، أو يف برية وكابرهم عن أنفسهم وأمواهلم دون ثائرة

] .٦/٤٧[ بدائع الصنائعالكاساين ، - ٤١٥حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي املالكي ، ولد ببلدة دسوق من قرى مصر ، نبغ منذ صغره فحفظ القرآن ، وجوده على الشـيخ - ٤١٦

: دريس يف وقت مبكر ، وكان فريدا يف ذلك ، له عدة مؤلفات منها حممد املنري ، والزم دروس الشيخ علي الصعيدي ، تصدر لإلقراء والتحاشية على خمتصر السعد على التلخيص ، وحاشية على شرح الدردير على منت سيدي اخلليل يف فقه املالكية ، تويف يوم األربعاء احلادي

شجرة النور الزكية على طبقات املالكية : انظر . وصلي عليه باألزهر يف مشهد حافل] هـ١٢٣٠[والعشرين من شهر ربيع الثاين سنة ].٦/٢٤١: [للزركلي األعالم. حاشية الدسوقي على الشرح الكبري مقدمة ]. ٣٦١: [دار الفكر بريوت : دار النشر] ٦/٣١٤[ مواهب اجلليل لشرح خمتصر خليل حممد بن عبد الرمحن أبو عبد اهللا ، :املغريب :أنظر - ٤١٧ الثانية: ة، الطبع١٣٩٨،

يوسف بن عيد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب املالكي أبو عمر من كبار حفاظ احلديث ، مؤرخ وأديب يقال له حـافظ - ٤١٨الدرر يف اختصار املغـازي : هـ ، من أبرز مصنفاته ٤٦٣هـ ، ورحل إىل األندلس وتويف بشاطبة سنة ٣٦٨املغرب ، ولد بقرطبة سنة

بغيـة امللـتمس ، ] ٢/٣٤٨[وفيات األعيان : أنظر . املوطأ من املعاين واألسانيد امع بيان العلم وفضله ، والتمهيد ملا يفوالسري ، وج . ]٨/٢٤٠[ األعالم ،] ٤٧٤[

].٤٩٣-٤/٤٩٢[للدرديري ، الشرح الصغري: ، وينظر ] ٢/١٠٨٧[ ، الكايف يف فقه أهل املدينة - ٤١٩عامر األصبحي أبو عبد اهللا اإلمام الفقيه واحملدث احلافظ إمام دار اهلجرة وأحد األئمة األربعة ينسـب اإلمام مالك بن أنس بن أيب - ٤٢٠

له إليه املذهب املالكي روى عن كثري من التابعني، وروى عنه خلق كثري من احلفاظ، كان رمحه اهللا يف غاية الدقة والثقة يف احلديث معظمامالك عن نافع عن ابن : أصح األسانيد :إال بعد أن يتوضأ ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه، يقول البخاري حىت إنه ال حيدث يف جملس حديثه

هـ ، ١٧٩تويف رمحه اهللا سنة .لوال مالك وابن عيينة لذهب علم احلجاز: ويقول الشافعي إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال أيضا.عمر ] .٢/٩٩[ صفة الصفوة، ] ٤/١٣٥[ عيانوفيات األ، ] ٢١٣-١/٢٠٧[ تذكرة احلفاظ: أنظر ] .٦/١٤١[اجلامع ألحكام القرآن اإلمام القرطيب ، - ٤٢١

١٧٣

بة عند املالكية هي اخلروج إلخافة السبيل من خالل التعريفات السابقة ميكن القول بأن احلرا .، أو أخذ مال ، أو قتل نفس خارج املصر أو داخله عل السواء

-:تعريف الشافعية -٣القوم يعرضون بالسالح للقـوم " رمحه اهللا احملاربون ٤٢٢األم لإلمام الشافعيكتاب جاء يف

.٤٢٣"حىت يغصبوهم جماهرة يف الصحاري والطرق الربوز ألخذ مال أو لقتل أو إرهاب مكابرة اعتمـادا علـى " تاج عرفها بأا ويف اية احمل

.٤٢٤"الشوكة مع البعد عن الغوث الطائفة اتمعة مـن " احملاربني املراد ببأن رمحه اهللا وجاء يف األحكام السلطانية للماوردي

.٤٢٥"السابلة أهل الفساد على شهر السالح وقطع الطريق وأخذ األموال وقتل النفوس ومنعويفهم من التعريفات السابقة عند الشافعية بأن احلرابة هي الربوز بالقوة واملنعـة إلخافـة

.السبيل ، أو أخذ املال ، أو قتل النفس واملالحظ من هذه التعريفات أن فقهاء الشافعية مل يتوسعوا يف حتديد معىن احلرابة حبيـث

ا أمرا مقصورا على ارتكـاب إمنا جعلوه، املالكية تشمل كثريا من األفعال الضارة كما فعلاشتهرت بالبأس والتعـدي أو مجاعة حبيث ال تشمل سوى فرد، مشدد يف ظرف حمددفعل

٤٢٦.على الناس األمر الذي جعل املارة خيافون -:تعريف احلنابلة -٤احملاربون هم الذين يعرضون : " ف اإلمام ابن قدامة املقدسي احلنبلي جرمية احلرابة بقوله عر

.٤٢٧"للقوم بالسالح يف الصحراء فيغصبوم املال جماهرة

حممد بن إدريس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد املطلب بن عبد مناف ، كنيته أبو عبد اهللا ، ولقبه الشافعي ، ولد - ٤٢٢الفقه ، احلديث ، اللغة : املختلفة ين الفقهاء ، حاز الفنون والعلومج العلماء وزهـ ، فقيه وحمدث ، تا١٥٠سنة ) فلسطني ( يف عسقالن

عن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزجنـي ، أخذ احلديث . ، الفلك ، الطب ، أسس مذهبا فقهيا عرف باملذهب الشافعي نسبة إليه األم ، الرسـالة يف : أهم مصنفاته … حنبل ، أبو ثور ، املزين ، د بن اإلمام أمح: أبرز تالمذته . وأخذ الفقه عن مالك بن أنس وغريهم

]. ١/٢٣: [للنـووي : امـوع مقدمة كتـاب : انظر. ، ودفن يف القاهرة ] هـ٢٠٤[ تويف سنة … أصول الفقه ، األمايل الكربى ].٦/٢٦: [للزركلي األعالم. حممد أبو زهرة ، دار الفكر العريب ، مصر : الشافعي حياته وعصره وآراؤه الفقهية

] .٥/١٥٢[ كتاب األماإلمام الشافعي ،- ٤٢٣م، ١٩٨٤ -هـ ١٤٠٤، .الشهري بالشافعي الصغري الرمليمشس الدين حممد بن أيب العباس أمحد بن محزة ابن شهاب الدين :أنظر - ٤٢٤

] .٨/٣[،دار الفكر للطباعة ، بريوت ، اية احملتاج إىل شرح املنهاج ] . ١٢٤[ األحكام السلطانيةاوردي ، امل - ٤٢٥ ] .٣٠[ص مقومات الوقاية من جرائم احلرابةمبارك الرشود ، : أنظر - ٤٢٦ ] .١٠/٢٩٨[ املغينابن قدامه ، - ٤٢٧

١٧٤

هم الذين يتعرضـون : " ويف الروض املربع شرح زاد املستقنع يعرفهم اإلمام البهويت بقوله يف الصحراء أو البنيان أو البحر فيغصبوم املال احملترم ولو عصا أو حجرا، للناس بالسالح

.٤٢٨"ال سرقة جماهرةاحملاربون وقطاع الطريق الذين يعترضـون " الفتاوى لشيخ اإلسالم ابن تيمية ويف جمموع

.٤٢٩"الناس بالسالح يف الطرقات وحنوها ليغصبوهم املال جماهرة ومما سبق يتبين لنا أن احلرابة عند احلنابلة هي خروج مجاعة يتعرضون للناس بالقوة ويغصبون

.ال خفية ما لديهم جماهرة :التعريف املختارأن فقهاء املذاهب يكادون يتفقون على أن احلرابة هـي اخلـروج لقطـع لنا مما سبق يتبني

الطريق بناء على القوة والشوكة واملنليشمل كل من سـعى ، ة والتعرض للمارة وإخافتهم عأو يف البنيـان ، أو يف األرض بالفساد ، وعدم التفريق بني مكان وآخر سواء يف الصحراء ،

يف البحر ،كما قال بذلك املالكية ، وحىت يكون التعريف جامعا ألقوال الفقهـاء موافقـا : للعصر احلاضر ميكننا القول

خروج مكلف يف دار اإلسالم إلخافة سبيل املسلمني ، أو املعاهـدين ، أو " بأن احلرابة هي خذ ماهلم ، أو االعتداء على أنفسهم أو أعراضهم املستأمنني من املقيمني بدار اإلسالم ، أو أ

على القوة واملنعة يف الصحراء أو يف املدن أو القرى يف الرب أو البحر أو اجلو متحديا الـدين وكما أا حتصل خبروج مجاعة مسلحة إلحداث الفوضى وسفك الدماء وسلب واألخالق

ذلك خبروج فرد واحـد لـه األموال وهتك األعراض، وإهالك احلرث والنسل، حتصل ك .جربوته

اآلمـنني ، فالفساد يف األرض جبميع صوره حيدث الذعر والفزع واخلوف يف قلوب الناس فيدخل يف هذا املفهوم أنواع العصابات املختلفة كعصابات القتل ، واخلطـف ، والسـطو

.بشكل عامملخدرات ومشيعي الفساد ا ااملسلح واالغتيال ، كما يدخل يف ذلك أيضا مهربو

مكتبة الرياض احلديثة ، الرياض ، الروض املربع شرح زاد املستقنع، هـ١٣٩٠، البهويتمنصور بن يونس بن إدريس : أنظر - ٤٢٨

]٣/٣٣٠[ . دار العربية ، مجع ، بريوت ، الطبعة األوىل ، جمموع الفتاوىهـ ، ١٣٩٨ابن تيمية ، شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم : أنظر - ٤٢٩

.]٢٨/٣٠٩[وترتيب عبد الرمحن بن حممد النجدي

١٧٥

:حد احلرابة حـىت رادعا ، بل هي من أكرب الكبائر، ولذلك وضع هلا اإلسالم عقابا احلرابة جرمية كبرية مماال شـك فيـه أن و . ، فتكثر الفوضى واالضطرابات، فينهار اتمع تنتشر يف اتمع ال

ها وذلـك شـروط الفقهاء متفقون على وجوب معاقبة مرتكيب جرمية احلرابة مىت استوفت {تعاىلامتثاال لقوله سبحانه و

{٤٣٠. رمحهم اهللا اختلفـوا -الفقهاء -لكنهم وبسنة النيب صلى اهللا عليه وسلم ، اقتداءكذلك و

, فيما بينهم يف نوع العقوبة املذكورة يف اآلية الكرمية اليت تطبق على احملـارب وكيفيتـها فمنهم من يرى أن عقوبة احملارب ختتلف باختالف اجلرمية اليت ارتكبها من حيث كرب اجلرمية

ومنهم من يرى أن اإلمام خمري يف عقوبة احملارب فيطبق أيا , وصغرها وشدة العقوبة وخفتها من العقوبات اليت أوجبها اهللا تعاىل يف حق احملارب وهي القتل أو الصلب أو القطـع مـن

وعلى ذلك انقسم الفقهاء إىل رأيني سـنتحدث عنـهما يف . النفي من األرض خالف أو : مسألتني

-) :التنويع( اختالف العقوبة تبعا الختالف اجلرمية -١ , يرى أصحاب هذا الرأي أن العقوبة اليت تطبق على احملارب ينبغي أن تكون مالئمة جلرميته

وأما إذا كانت اجلرمية , عقوبة تكون غليظة وشديدةفإذا كانت اجلرمية كبرية وغليظة فإن ال، فهم يرون أن هذه اجلرمية تتفاوت خفـة وغلظـة , أقل غلظة فإن العقوبة تكون أخف

ـ –أي التخيري –والعمل باإلطالق احملض لآلية ىيترتب عليه تطبيق عقوبة غري مغلظة عل، القاتل وآخذ املـال ىنففي, وتطبيق عقوبة مغلظة علي جرمية غري جسمية ، جرمية جسمية

ويوهذا مما يدفعـه , ع من أخاف السبيل دون أن يقتل أو يأخذ مااليقطل أو يصلب أو قتجبعل األغلظ لألغلـظ ، قواعد الشرع والعقل فوجب القول بتنويع العقوبة تبعا لنوع اجلرم

ب القتـل بالقتـل وألن يف هذا التنويع موافقة ألصل الشرع حيث جي, واألخف لألخف .٤٣١والقطع باألخذ

] .٣٣[،اآلية املائدة سورة - ٤٣٠ ] .٥/٤٢٤[ شرح فتح القديرابن اهلمام ، : أنظر - ٤٣١

١٧٦

إنه ال ميكن إجراء اآلية على ظـاهر التخـيري يف مطلـق " يقول اإلمام الكاساين رمحه اهللا هذا هو ما يقتضيه , احملارب ألن اجلزاء على قدر اجلناية يزداد بزيادة اجلناية وينقص بنقصاا

{ تعـاىل اهللا سبحانه وقال , العقل والسمع

{فالتخيري يف اجلناية القاصرة باجلزاء يف , ٤٣٢اجلزاء الذي هو جزاء يف اجلناية الكاملة ويف اجلناية الكاملة باجلزاء الذي هو جزاء يف اجلناية

اع لو أخذوا املال وقتلوا ال طأن الق ىقاصرة خالف املشروع حيققه أن األمة اجتمعت علالدل أنـه ال ميكـن ، ن كان ظاهر اآلية يقتضي التخيري بني األجزية إجيازون بالنفي وحده و

العمل بظاهر التخيري على أن التخيري الوارد يف األحكام املختلفة من حيث الصورة حبـرف منا جيري على ظاهره إذا كان سبب الوجوب واحدا كمـا يف كفـارة الـيمني إ، التخيري

وقطع ....أما إذا كان خمتلفا فيخرج خمرج بيان احلكم لكل يف نفسه ,وكفارة جزاء الصيد .٤٣٣"الطريق متنوع يف نفسه وإن كان متحدا من حيث الذات

أمحد وقتادة والسدي وعطاء وقد ذهب إىل هذا الرأي مجهور الفقهاء أبوحنيفة والشافعي و وسعيد بن جبري والربيع ومحاد وإبراهيم النخعي والليث وإسحاق وابن جرير الطربي وأبـو

.٤٣٤جعفر وهو رواية عن ابن عباس –يعين آيـة احلرابـة –هذه اآلية : وقال اجلمهور " تعاىل قال احلافظ ابن كثري رمحه اهللا

بن عباس يف قطاع الطريق إذا قتلوا وأخذوا املـال مرتلة على أحوال كما قال الشافعي عن اوإذا أخذوا املال ومل يقتلـوا ، وإذا قتلوا ومل يأخذوا املال قتلوا ومل يصلبوا ، قتلوا وصلبوا

وإذا أخافوا السبيل ومل يأخذوا املال نفوا من األرض ، قطعت أيديهم وأرجلهم من خالف .٤٣٥"، وهكذا قال غري واحد من السلف واألئمة

فجاءت العقوبات للتنويع حسب جسامة الفعل الذي ارتكبه احملارب فيتوزع العقاب علـى .نوع الفعل

] .٤٠[، اآلية الشورى سورة - ٤٣٢ ] .٦/٥٠[ بدائع الصنائعالكاساين ، : أنظر - ٤٣٣، ابن رشد ] ٥/٤٢٣[ شرح فتح القدير، ، ابن اهلمام ] ٨/٣٨٨[ املغين ، ، ابن قدامة ] ٦/١٣٦[ جامع البيان، الطربي : أنظر - ٤٣٤ ] .٢/٤٥٥[ بداية اتهد،

] .٢/٦٥[ تفسري القرآن العظيم، ابن كثري - ٤٣٥

١٧٧

تل وإن عفا صـاحب املال ق من قتل منهم وأخذ" ابن قدامة رمحه اهللا يف املغين اإلمام قال املال وصلب حىت يشتهر ودفع إىل أهله ، ومن قتل منهم ومل يأخذ املال قتل ومل يصـلب ،

.٤٣٦"املال ومل يقتل قطعت يده اليمين ورجلة اليسرى يف مقام واحد مث حسمتا وإن أخذذلك أن كـل ، ع طل وقتكما روي عن اإلمام أمحد أن قاطع الطريق إذا قتل وأخذ املال ق

واحدة من اجلرميتني توجب بفعلها حدا إذا كانت منفردة وإذا اجتمعتا وجب حدمها معـا .٤٣٧قكما لو زنا وسر

كما يرى األحناف أن قاطع الطريق تقطع يده ورجله من خالف إن كان صحيح األطراف وإن قتل ومل يأخذ املال قتل ، وأن أخذ املال وقتل فإن اإلمام خمري إن شاء قتل وإن شاء قطع

٤٣٨وقتل ، وإن أخاف قاطع الطريق ومل يأخذ ماال ومل يقتل فإنه ينفى بـاحلبس والتعزيـر .ية على أحوال اجلنايات فتوزع األجز

{وروي عن قتادة أنه كان يقول يف قوله تعـاىل

{ إىل قوله} .... { حدود أربعة أنزهلا اهللا فأما من أصاب الـدمن املال قتل ومن أصاب املال وكف عـن واملال مجيعا صلب وأما من أصاب الدم وكف ع

.٤٣٩الدم قطع ومن مل يصب شيئا من هذا نفيويرى اإلمام الشافعي رمحه اهللا بأنه إذا اختلفت أفعال قاطعي الطريق فكان منهم من قتـل وأخذ املال ، ومنهم من قتل ومل يأخذ املال ، ومنهم من أخذ املال ومل يقتل ، ومنهم مـن

مـن ، أقيمت احلدود باختالف أفعاهلم ، شأا ، ومنهم من كان ردءب جلماعة وهيكثر اقتل منهم وأخذ املال فيقتل ويصلب ، وإن قتل ومل يأخذ املال يقتل ، ومن أخذ املـال ومل

ب أو كـان ردء ر وهييقتل قطعت يده اليمىن ورجله اليسرى مث حسمتا ، ومن حضر وكث .٤٤٠عزر وحبس

-: التخيري يف العقوبة -٢

] .١٠/٢٩٩[ املغين ابن قدامة املقدسي ، - ٤٣٦ ] .١٠/٢٩٩[املصدر السابق : أنظر - ٤٣٧ ].٣/١٥٦[، دار الكتب العلمية ، بريوت ، األوىل ، الطبعة حتفة الفقهاء، ١٩٨٤ - ١٤٠٥، عالء الدين السمرقندي: أنظر - ٤٣٨ ] .٤/٥٥٣[، جامع البيان ، الطربيحممد بن جرير : أنظر - ٤٣٩ ].٦/٢١٢[، كتاب األمالشافعي ، جممد بن إدريس : : أنظر - ٤٤٠

١٧٨

ذا الرأي خمري يف العقوبة فيحكم بأي حكم ورد ذكره يف اآلية الكرمية فاإلمام عند القائلنيوالضحاك وسعيد بـن اهد واحلسن وعطاء جممالك و: ، ومن ذهب إىل هذا الرأي اإلمام

النخعي وأبو ثور وأبو الزناد والظاهرية واملفيد من اجلعفرية وهو رواية عـن ابـن املسيب و .٤٤١عباس

وقد اختلف هؤالء العلماء يف هذا التخيري فمنهم من يرى التخري املطلق يف العقوبة فاإلمـام خمري يف إيقاع واحدة من هذه العقوبات املذكورة يف اآلية على احملارب مبا حيقـق املصـلحة بصرف النظر عن الفعل الذي ارتكبه احملارب وذا قال الظاهرية ، وروي عن ابن عبـاس

{ عنهما يف قوله تعاىل رضي اهللا { من شهر : قالالسالح يف فئة اإلسالم وأخاف السبيل ، مث ظفر به وقدر عليه فإمام املسلمني فيه باخليار إن

يـة شاء قتله وإن شاء صلبه ، وإن شاء قطع يده ورجله ، كما روي عن عطاء قولـه يف آ {:تعاىل سبحانه و يصنع اإلمام يف ذلك ما شاء إن شاء قتل أو قطع أو نفى لقوله: احلرابة

{

وي عن احلسن وسعيد بن املسيب قوله فذلك إىل اإلمام احلاكم يصنع فيه ما يشاء ، كما رذلك إىل اإلمام إذا أخذه يصنع به ما يشاء وكذلك روي عن جماهد يف احملارب : يف احملارب

.٤٤٢أن اإلمام خمري فيه أي ذلك شاء فعلومنهم من يرى أن اإلمام خمري يف تطبيق العقوبة اليت يراها مناسبة ما مل يقتل احملارب ، فـإن

.تله قتل فال بد من قوأن ويرى اإلمام مالك رمحه اهللا أن احملارب إذا أخاف السبيل كان اإلمام خمريا إن شاء قتل

، كمـا ٤٤٣ال يقتل وهو أخوف وأعظم فسادا يف خوفه ممن قتـل شاء قطع ، فرب حمارب يف يرى أنه إن قتل فإنه يتحتم قتله ، وليس لإلمام ختيري يف قطعه وال يف نفيه ، وإمنا التخـيري

قتله أو صلبه ، وأما إن أخذ املال ومل يقتل فال ختيري يف نفيه وإمنا التخيري يف قتله أو صلبه أو قطعه من خالف ، وأما إذا أخاف السبيل فقط فاإلمام عنده خمري يف قتله أو صلبه أو قطعـه

شـرح فـتح القـدير ابن اهلمـام ، و، ]٦/٥٠[ بدائع الصنائعالكاساين ، و, ] ١٠/٢٩٩[ املغين ، املقدسيابن قدامة : أنظر - ٤٤١

]٥/٤٢٤[. ] .٤/٥٥٤[جامع البيان الطربي ، : أنظر - ٤٤٢ ].١٦/٢٧٥[ ،دار صادر ، بريوت ، ىاملدونة الكربمالك بن أنس، : أنظر - ٤٤٣

١٧٩

م فيختـار أو نفيه ، ومعىن التخيري عند اإلمام مالك أن األمر راجع يف ذلك إىل اجتهاد اإلمامن العقوبات اليت أنزهلا اهللا تعاىل ما يرى أنه أقرب إىل الصواب والردع والزجر دومنا عمل بالنفس واهلوى ، فإن كان احملارب ممن له الرأي والتدبري فوجه االجتهاد قتله أو صـلبه ألن

أخذ القطع ال يرفع ضرره ، وإن كان ليس فيه شيء من هاتني الصفتني فال رأي له وال قوة، فاإلمام جيتهد برأيه ومبشورة أهل العلم والرأي من أجـل ٤٤٤بالعقوبة األخف وهي النفي

.العمل باملصلحة ودرء املفسدة وقد أخذ اإلمام أبو حنيفة رمحه اهللا بالتخيري بني القتل والقطع والصلب يف احملارب الـذي

ب وجماهد وأبـو يوسـف مجع بني أخذ املال والقتل ، وكذلك أخذ به احلسن وابن املسي . ٤٤٥وحممد وزفر

:سبب االختالف بني الفقهاء املذكورة يف اآلية " أو " إن اختالف الفقهاء يف عقوبة احملارب يرجع إىل اجتهادهم يف تفسري

{بني كل جزاء وآخر يف قوله تعاىل

{٤٤٦.

؟ أم املقصود به التنويع والترتيب ؟ فهل املقصود ذا احلرف التخيري يف اآلية للتخيري مبعىن أن للحاكم أن خيتار حكما من ) أو(كلمة إن فمن الفقهاء من قال -

القتـل، أو : ، وهذه األحكام هـي أحكام أربعة يوقعها على احملارب واملفسد يف األرض، فـإن ع الرجل اليسرىالصلب، أو قطع األيدي واألرجل من خالف فتقطع اليد اليمىن م

فاحلـاكم . عاد للحرابة مرة ثانية تقطع اليد اليسرى مع الرجل اليمىن، أو النفي من األرض .خيتار إحدى هذه العقوبات فيطبقها على اجلاين

يف اآلية للتنويع مبعىن أن تتنوع العقوبة مبقدار اجلرمية ، فإن ) أو(ومن الفقهاء من قال إن -، وإن قتل وأخذ ، ويقتل مجيع احملاربني وإن كان القاتل واحدا منهم اال قتلقتل ومل يأخذ م

] .٤/٣٠٠[ بداية اتهدابن رشد ، : أنظر - ٤٤٤ ] . ٦/٥٠[ بدائع الصنائعالكاساين ، و، ] ٥/٤٢٤[ شرح فتح القديرابن اهلمام ، :أنظر - ٤٤٥ ] .٣٣[،اآلية املائدة سورة - ٤٤٦

١٨٠

، وإن أخذ املال ومل يقتل ، ومن الفقهاء من قال يقتل أوال مث يصلب ليكون عربة املال قتل، ومل يأخذ أمـواهلم عـزر ، ومل يقتل ، وإن أخاف الناس قطعت يده ورجله من خالف

. لبلدباحلبس أو النفي من ا -:الترجيح

، وذلك لداللة ظاهر اآلية على التخيري واهللا أعلم أن القول بالتخيري هو األرجح الذي يظهر، حيث أن اإلمام خمري فيما يراه حمققا للمصلحة ، فقد تكون جرمية قاطعي الطريق خالية من

ايا اخلطـف القتل أو أخذ املال ، لكن شرورهم وفسادهم أعظم بكثري من ذلك كما يف قضواالغتصاب وترويع اآلمنني يف مساكنهم ، ونشر الرعب واخلوف يف اتمع مما تقتضي معه

. وفسادهم املصلحة معاقبة ارمني بأقسى العقوبات وختليص اتمع من شرورهم

١٨١

املطلب الثاين جرائم خمتلف يف كوا مهدرة للدم

قهاء يف كوا مهدرة للدم ، مزيلة للعصمة ونقصد ا تلك اجلرائم اليت خيتلف فيها الف .تستوجب القتل ، وإزهاق الروح

-:وهي بقية اجلرائم اليت مت النص عليها يف جمال الدراسة وهي .جرمية اللواط - .جرمية اخلطف والتقطع - .جرمية الدياثة - .جرائم املخدرات -

بيان معناها ، وحكمها الشرعي وسوف نتعرض لكل جرمية من هذه اجلرائم بالدراسة ، ل، وأقوال الفقهاء يف العقوبة املنصوص عليها ، وبيان خالفهـم يف املسـألة ، وحماولـة

.قوال احملققني من أهل العلم فيهاالترجيح بينها عن طريق مجع األدلة وبيان أ

١٨٢

أوال جرمية اللواط

عاقب اهللا فاعليهـا وقد، عال جرمية اللواط من أعظم اجلرائم ، وأقبح الذنوب ، وأسوأ األفيف وفساد وطمس البصرية ،مم ، وهي تدل على انتكاس الفطرة مبا مل يعاقب به أمة من األ

يف النفس العقل وشذوذ. الذين ظهرت فـيهم هـذه عليه السالم )لوط ( ومسيت هذه اجلرمية باللواط نسبة إىل قوم

واسودت سريرته وانقلبت فطرته اليت ، مست بصريتهالفعلة الشنيعة اليت ال يفعلها إال من انططيبا شهيا فصار يعرض عنه ، وصار مثله كمثل من آتاه اهللا ورزقه حلما فطر اهللا الناس عليها

، ورضي لنفسه أن يغوص يف أوحال القذر ويبحث عن اللحم النيئ املننت العفن ويأكل منه . وبئست النجاسة ، والوسخ

، ومسـى ) فاحشة ( جرمية اللواط وعظيم فحشها أن اهللا تعاىل مسى الزنا ومما يظهر فظاعة، فكلمة فاحشة بدون األلـف والـالم ، والفرق بني التسميتني عظيم )الفاحشة ( اللواط

، لكن عند دخول األلف والـالم عليهـا ، ويعين ذلك أن الزنا فاحشة من الفواحش نكرة، ومعربا عنها بكل ملعاين اسم الفاحشة جامعا) احشة الف( فتصري معرفة ويكون حينئذ لفظ

{: تعـاىل سبحانه و ما فيها من معىن قبيح لذلك فإن قوله

{يعين تأتون اخلصلة اليت استقر ٤٤٧

{: قال عن جرمية الزنـا -جل وعال -ا وخبثها عند كل أحد من الناس ، لكنه فحشه

{فاستحق وصف الزنا أنه فاحشة من ٤٤٨ ا، وميكن القول أيض )املعرفة باأللف واالم ( واستحق وصف اللواط أنه الفاحشة الفواحش

، وجاء اإلسـالم ، حيث يوجد امليل الفطري الغريزي بينهما أن الزنا طرفاه الرجل واملرأة، فأحل اإلسالم النكاح وحرم ليهذب هذا امليل وحيدد له حدوده الشرعية ومصارفه احلقيقية

، إذن الزنا والسفاح ، فأي عالقة بني الرجل واملرأة خارج هذا اإلطار الشرعي هي الزنـا . فة إما يف حالل وإما يف حرام صرقة بني الرجل واملرأة هي نداء الفطرة بينهما ومفالعال

] .٨٠[،اآلية األعراف سورة - ٤٤٧ ] .٣٢[،اآلية اإلسراء سورة - ٤٤٨

١٨٣

بني الرجل والرجل، بني الذكر والذكر فهذا غري وارد على الفطـرة العالقة لكن أن تكون ، فحـني ومل حيل اإلسالم منه شيئا ألنه ليس يف الفطرة وال الغريزة ميل الرجل إىل الرجـل

: تعـاىل كما قال ن هذا فهو التجاوز حلدود الفطرة وحدود الطبيعة البشريةحيدث شيء م} {٤٤٩.

: معىن اللواط يف اللغة كلمة اللواط مشتقة من الفعل الط ومنه يلوط لوطا ، والط الشيء إذا لصق ، ويف بعـض احلديث الولد ألوط بالقلب إي الصق ، ويقولون هذا أمر ال يلتاط أي ال لصـق ولطـت

. ٤٥٠احلوض لوطا إذا مدرته بالطني ليه وسـلم ، ولوط اسم النيب صلى اهللا على سيدنا حممد وع: " وقال ابن منظور رمحه اهللا

لوط كان نبيا بعثه اهللا إىل قومه : والوط أي عمل قوم لوط ، قال الليث والط الرجل لواطافكذبوه وأحدثوا ما أحدثوا ، فاشتق الناس من امسه فعال ملن فعل فعل قومه ، ولوط اسـم

.٤٥١"ينصرف مع العجمى والتعريف هذا أليط بقليب ، أي : لوط مشتق من قوهلم : قال الفراء : " وقال اإلمام القرطيب رمحه اهللا

أن لوطا جيوز أن -يعين الفراء -قال الزجاج زعم بعض النحويني : وقال النحاس . ألصق وهذا غلط ، ألن األمساء األعجمية : قال . يكون مشتقا من لطت احلوض إذا ملسته بالطني

وإمنا صرف لوط خلفته ألنـه .إنه من السحق وهو البعد : ال تشتق كإسحاق ، فال يقال لوط من األمساء األعجمية وليس من : قال النقاش . على ثالثة أحرف وهو ساكن الوسط

.٤٥٢"العربية

] .٨٠[،اآلية األعراف سورة - ٤٤٩دار ، لبنان -، بريوت الثانية ، الطبعة معجم مقاييس اللغة ، م١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠أيب احلسني أمحد بن فارس بن زكريا، :أنظر - ٤٥٠

].٥/٢٢١[، عبد السالم حممد هارون : حتقيق، اجليل ] .٧/٣٩٦[ لسان العربابن منظور ، - ٤٥١ ] .٧/٢١٧[ جلامع ألحكام القرآنااإلمام القرطيب ، - ٤٥٢

١٨٤

: معىن اللواط إصطالحا ، كما قال اهللا تعاىل حكاية عن الذكر الذكر ، ويأيتالرجل أن ينكح الرجل :ومعىن اللواط

{ قوم لوط

{٤٥٣. :حكم اللواط

ق وللفطـرة وللـدين لإن جرمية اللواط من أكرب اجلرائم ، وهي من الفواحش املفسدة للخعية من الكتاب والسنة وإمجاع علماء امللة بتحرميها وللدنيا ، ولذلك جاءت النصوص الشر

.وسنسوق أدلة ذلك من الكتاب والسنة واإلمجاع ، وتشنيع مقترفيها ـ : من القرآن الكرمي : أوال

{ : قال تعـاىل ـ ١

{٤٥٤. وامجع العلماء على حترمي اللواط ، وإن اهللا تعاىل عاقب قوم لـوط " قال القرطيب يف تفسريه

كانوا على معاص وذنوب ، ومنه الفعلة املشينة والعملة القبيحـة أال وهـي وعذم ألماللواط ، فأخذهم اهللا بذلك ، وألنه كان منهم الفاعل والراضي بذلك ، فعوقبـوا اجلميـع لسكوت اجلماهري عليه ، وهي حكمة اهللا وسنته يف خلقه ، وبقي أمر العقوبة على الفاعلني

واط عظيما وخطريا فقد جاء ت عقوبته غليظة قوية ، فقد أمر أبو وملا كان أمر الل. مستمرا بكر الصديق رضي اهللا عنه حبرق لوطي يف عهده ، وكذلك أحرقهم هشام ابـن الوليـد ، وخالد القسري بالعراق ، ورجم ابن الزبري أربعة يف لواط قد أحصـنوا وحـد ثالثـة مل

". ٤٥٥..حيصنوا

] .١٦٥،١٦٦[، اآلية الشعراء سورة - ٤٥٣ ] .٨٤-٨٠[، اآليات األعراف سورة - ٤٥٤ .بتصرف ]٧/٢١٧[ اجلامع ألحكام القرآناإلمام القرطيب ، - ٤٥٥

١٨٥

{ : قال سبحانه وتعاىل ـ ٢

{٤٥٦.

يه السالم حذر قومه من عاقبة أن لوطا عل" يقول احلافظ ابن كثري يف تفسري اآليات السابقة فعلهم ذلك ، وأن اهللا سيعاقبهم على جرمهم وفعلهم الفاحشة العظيمة ، ولكنهم جتـربوا وطغوا ومل يذعنوا إىل أمر نبيهم هلم بل قالوا إنك لتعلم أن نساءنا ال رغبة لنـا فـيهن وال

يف الذكور وأنـت ليس لنا غرض إال : نشتهيهن ، بل قالوا أفظع من ذلك وأشنع إذ قالوا فعند ذلك نزل م العـذاب األلـيم , تعلم ذلك فأي فائدة من تكرار القول علينا يف ذلك

فألقوا من السماء الدنيا إىل األرض وحلت عليهم لعنة رب العباد ، فلم يكن هلم من اهللا من . ٤٥٧"...ويل وال نصري

ــاىل -٣ ــال تع { وق

] .٨٣-٧٧[، اآليات هود سورة - ٤٥٦ .بتصرف ]٢/٥٩٥[ تفسري القرآن العظيماحلافظ ابن كثري ، - ٤٥٧

١٨٦

{٤٥٨. سالم ملا ذكر قومـه ن لوطا عليه الإ: " يقول اإلمام الفخر الرازي يف تفسري اآليات السابقة

باهللا والتقوى واخلوف منه سبحانه أعرضوا عنه ومل يلقوا له باال ، بل طالبوه بضيوفه ليفعلوا م الفاحشة ومل يدر خبلدهم أم مالئكة من اهللا تعاىل ليشهدوا علـيهم فعلـهم ذلـك مث

ختزوين يف ضـيفي ، اتقوا اهللا وال: ليقيموا عليهم العذاب ، فلما قال هلم نبيهم عليه السالم ألسنا قد يناك أن تكلمنا يف أحد من الناس إذ قصدناه بالفاحشـة ، : كان ردهم بأن قالوا

. ٤٥٩"فاستمروا يف غيهم وسكرم وفقد عقوهلم فكيف سيتقبلون قول نبيهم :مث قال رمحه اهللا

ـ : واعلم أن اهللا تعاىل عذم بثالثة أنواع من العذاب . ائلة ـ الصيحة اهل ١ . ـ أنه جعل عاليها سافلها ٢ . ـ أنه أمطر عليهم حجارة من سجيل ٣

فوقع العذاب عليهم بفعلهم الفاحشة اليت مل تفعلها أمة قبلهم ، وكانت قراهم وما ظهر فيها من آثار قهر اهللا وغضبه لبسبيل مقيم ثابت مل يندرس ومل خيف ، والذين ميرون من احلجـاز

.٤٦٠" ا إىل الشام يشاهدووقد ورد ذكر قصة نيب اهللا لوط عليه السالم مع قومه يف عدد من آيات القـرآن الكـرمي ،

لقومه وما يف ذلك من العوبي ظات والعربن احلق سبحانه وتعاىل ما جعله من عقوبة. ـ : من السنة املطهرة : ثانيا

] .٧٧-٦١[، اآليات احلجر سورة - ٤٥٨ بتصرف] ١٩/١٦١[التفسري الكبري اإلمام فخر الدين الرازي ، - ٤٥٩ .املصدر السابق :أنظر - ٤٦٠

١٨٧

قبحهـا وفحـش جاءت كثري من األحاديث تبني مدى خطورة جرمية اللواط ، وعظـم -: مرتكبيها وما أعده اهللا هلم من عقوبة سواء يف الدنيا أو يف اآلخرة فمن ذلك

قال رسول اهللا صلى : ما ثبت من حديث ابن عباس رضي اهللا تعاىل عنهما قال - ١ . ٤٦١"ملعون من عمل بعمل قوم لوط " : اهللا عليه وسلم

ملا رتب عليها النيب صلى ونص احلديث الشريف يبني خطورة هذه اجلرمية ، وإال اهللا عليه وسلم اللعن ، وهو الطرد من رمحة اهللا تعاىل ، وال يهذا األمر وجب ست

.إال لكبائر املعاصي " : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : وعن ابن عباس رضي اهللا عنهما قال - ٢

.٤٦٢"من وجدمتوه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل واملفعول به لشاهد من احلديث هو عظم جرم جرمية اللواط ، حيث استحق مقارفها عقوبة وا

.القتل ، ومعلوم أن القتل ال يتوجب إال على اجلرم العظيم سول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وعن جابر بن عبد اهللا رضي اهللا تعاىل عنهما أن ر - ٣

.٤٦٣"إن أخوف ما أخاف على أميت عمل قوم لوط ": قالديث هو ختوفه عليه الصالة والسالم على أمته من فعلها لعمـل والشاهد من احل

.قوم لوط ، وما ذلك إال لشدة ضرره وعظم حرمته -:اإلمجاع : ثالثا

أمجع العلماء على أن اللواط حرام ، وفاعله ملعون والعياذ باهللا ، نقل ذلك اإلمجاع غري .واحد من الفقهاء

أمجع أهل العلم على حترمي اللواط ، : " يف املغين تعاىل قال اإلمام ابن قدامة رمحه اهللا -من فعله ، وذمه رسول اهللا صلى اهللا عليـه وسـلم قد ذمه اهللا تعاىل يف كتابه وعاب و"٤٦٤.

) ٨٤٩٧(، الطرباين يف األوسط برقم ] ٤/٥٧) [١٤٥٦(، والترمذي برقم ] ١/٢١٧) [١٨٧٥(رواه اإلمام أمحد يف املسند برقم - ٤٦١

] .٥٨٩١[، وصحح احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلامع برقم ] ٤/٢٩٦) [٨٠٥٣(تدرك برقم ، احلاكم يف املس] ٨/٢٣٤[، ] ٢/٨٥٦) [٢٥٦١(، ابن ماجه بـرقم ] ٤/٥٧) [١٤٥٦(، الترمذي برقم ] ٤/١٥٨) [٤٤٦٢(رواه أبو داود يف السنن برقم - ٤٦٢

] . ٦٥٨٩[وصححه األلباين يف صحيح اجلامع برقم ] ٤/٣٩٧) [٨٠٥٧(، احلاكم يف املستدرك بـرقم ] ٢/٨٥٦) [٢٥٦٣(، ابن ماجه برقم ] ٤/٥٨) [١٤٥٧(ي برقم رواه الترمذ - ٤٦٣

] .١٥٥٢[وقال صحيح اإلسناد ووافقه الذهيب ، وصحح احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلامع برقم ] .١٠/١٥٥[املغين ابن قدامة املقدسي ، :أنظر - ٤٦٤

١٨٨

وأمجع املسلمون على أن اللواط من الكبائر الـيت : " رمحه اهللا ٤٦٥وقال اإلمام الذهيب - .٤٦٦"حرمها اهللا تعاىل

وأمجعت األمة على أن من فعـل : " يف الزواجر رمحه اهللا ٤٦٧ميتوقال ابن حجر اهلي -مبملوكه فعل قوم لوط من اللوطية ارمني الفاسقني امللعونني فعليه لعنة اهللا مث عليه لعنة

.٤٦٨" اهللا مث عليه لعنة اهللا واملالئكة والناس أمجعني أهل العلم يف عقوبـة وقد اختلف : " يف نيل األوطار تعاىل وقال الشوكاين رمحه اهللا -

الفاعل للواط واملفعول به بعد اتفاقهم على حترميه وأنه من الكبائر لألحاديث املتواترة يف .٤٦٩" حترميه ولعن فاعله

هـ يف دمشق ، ونشأ ٦٧٣بد اهللا حممد بن أمحد بن عثمان بن قامياز الشافعي الدمشقي الشهري بالذهيب ، ولد سنة مشس الدين أبو ع - ٤٦٥

أعالم النبالء ، سري يف أسرة متدينة وبرع يف العديد من العلوم كالقراءات واحلديث والتاريخ والتراجم والرقائق وغريها ، من أشهر مؤلفاته ]٥/٣٢٦[ األعالم، ] ٥/٢١٦[ طبقات السبكي، ] ٣٢[ الكبائرمقدمة كتاب : أنظر .احلفاظ وغريها وميزان االعتدال، وتذكرة

بريوت -دار الندوة اجلديدة : دار النشر] ١/٥٦[ الكبائرحممد بن عثمان ، :الذهيب :أنظر - ٤٦٦هـ يف حملة أيب اهليتم من ٩٠٩لد يف سنة شهاب الدين أبو العباس أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري ، و - ٤٦٧

حتفة احملتاج بشر املنهاج ، شرح : له تصانيف كثرية منها . هـ ٩٧٤أقليم الغربية مبصر وإليها نسبته ، تلقى العلم باألزهر ومات مبكة سنة ] .١/٢٣٤[ األعالم، ] ١/٦[ حتفة احملتاجمقدمة كتاب : أنظر . مشكاة املصابيح للتربيزي ، الزواجر عن اقتراف الكبائر

، بـريوت -صيدا / لبنان الطبعة الثانية ،، الزواجر عن اقتراف الكبائرم ، ١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠، اهليتميابن حجر : أنظر - ٤٦٨ .]٢/٧٩٠[ ،املكتبة العصرية ، حتقيق مركز الدراسات والبحوث مبكتبة نزار مصطفى الباز

] .٢/٢٨٧[ نيل األوطارالشوكاين ، - ٤٦٩

١٨٩

:حد اللواط قضى صلى اهللا عليه وسلم أنه أنه رفعت إليه صلى اهللا عليه وسلم جرمية لواط ، أو مل يثبت من وجدمتوه يعمل عمل قوم : "عليه الصالة والسالم قال بشيء ، ولكن ثبت أنه يف اللواط

.٤٧٠" لوط ، فاقتلوا الفاعل واملفعول به، ولكنهم اختلفـوا يف وعلى هذا أمجع الصحابة رضوان اهللا تعاىل عليهم على قتل اللوطي

.كيفية ذلك يث قال رمحه ح" روضة احملبني "ذلك يف كتابه تعاىل ل العالمة ابن القيم رمحه اهللاوقد فص

-:اهللا وأما سبيل األمة اللوطية فتلك سبيل اهلالكني املفضية بسالكها إىل منازل املعذبني الـذين "

مجع اهللا عليهم من أنواع العقوبات مامل جيمعه على أمة من األمم ال من تأخر عنهم وال من ٤٧١"تقدم وجعل ديارهم وآثارهم عربة للمعتربين وموعظة للمتقني

رمحه اهللا بعض النقوالت اليت نقلت عن بعض الصحابة يف هذا األمر ، ومنها ما روي مث بين :أن إىل أيب بكر الصديق رضي اهللا عنهما أنه وجـد يف رضي اهللا عنه كتب بن الوليد اخالد -

فجمع أبو بكر رضي اهللا عنه لـذلك ، ينكح كما تنكح املرأة بعض ضواحي العرب رجالرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وفيهم علي بن أيب طالب رضي اهللا عنـه ناسا من أصحاب

إن هذا مل يعمل به أمة مـن : فكان علي رضي اهللا عنه أشدهم قوال فيه فقال ، فاستشارهم .األمم إال أمة واحدة فصنع اهللا م ما قد علمتم أرى أن حترقوه بالنار فأحرقوه بالنار

يرجم باحلجارة حىت هللا عنه ومجاعة من الصحابة والتابعني وقال عمر بن اخلطاب رضي ا -وقال الزهـري ، مل حيصن ووافقه على ذلك اإلمام أمحد وإسحاق ومالك ميوت أحصن أو

.يرجم أحصن أو مل حيصن سنه ماضية الدبر أعظم حرمة مـن الفـرج : يف دبره قال وقال جابر بن زيد يف رجل غشي رجال -

.يرجم أحصن أومل حيصن .يقتل أحصن أو مل حيصن : وقال الشعيب رمحه اهللا -

.سبق خترجيه قريبا - ٤٧٠ .بتصرف] ٣٦٤-١/٣٦٣[ ،دار الكتب العلمية ، م ، بريوت ١٩٩٢ ، روضة احملبني ونزهة املشتاقنيالعالمة ابن القيم ، : أنظر - ٤٧١

١٩٠

ينظر أعلى بناء يف املدينة فريمى منه منكسا ، : وسئل ابن عباس عن اللوطي ما حده قال - .مث يتبع باحلجارة ، ورجم علي لوطيا ، وأفىت بتحريقه وكأنه رأى جواز هذا وهذا

ه أن يرجم مرتني لكان ينبغـي للـوطي أن لو كان أحد ينبغي ل: وقال إبراهيم النخعي - .يرجم مرتني

وجيلد إن مل حيصن وهذا قول الشافعي وأمحد يف أحصنوذهبت طائفة إىل أنه يرجم إن -قال عطاء شـهدت ابـن ، رواية عنه وسعيد بن املسيب يف رواية عنه وعطاء بن أيب رباح

ا وثالثة مل حيصنوا فـأمر باألربعـة الزبري أيت بسبعة أخذوا يف اللواط أربعة منهم قد أحصنووأمر بالثالثة فضربوا احلد ويف املسجد ابـن ، فأخرجوا من املسجد احلرام فرمجوا باحلجارة

اتفقوا على قتل اللوطي وإمنا اختلفوا يف كيفية رضي اهللا عنهم فالصحابة ، عمر وابن عباس فيه إال يف إحلاقه بالزاين أو قتلـه قتله فظن بعض الناس أم متنازعون يف قتله وال نزاع بينهم

.٤٧٢"مطلقا والذي خنلص به مما سبق هو إمجاع الصحابة رضي اهللا عنهم على قتل اللوطي ، مع

:اختالفهم يف طريقة قتله فمنهم من ذهب إىل أن حيرق بالنار ، وهذا قول علي رضي اهللا عنه ، وبه أخذ أبـو -

.بكر رضي اهللا عنه ى به من أعلى شاهق ، ويتبع باحلجارة ، وهذا قول ابن عباس رضي يرم: ومنهم قال -

.اهللا عنه يرجم باحلجارة حىت ميوت ، وهذا مروي عن علي وابن عباس أيضا : ومنهم من قال -. رضي اهللا عنهم بعد الصحابة من مث اختلف الفقهاء:

. فمنهم من قال يقتل على أي حال كان ، حمصنا أو غري حمصن - بل يعاقب عقوبة الزاين ، فريجم إن كان حمصنا ، وجيلد إن كان غـري : ومنهم من قال -

.حمصن .يعزر التعزير البليغ الذي يراه احلاكم : ومنهم من قال -

. بتصرف املرجع السابق: أنظر - ٤٧٢

١٩١

وقد بسط ابن القيم رمحه اهللا الكالم على هذه املسألة ، وذكر حجـج الفقهـاء وناقشـها والـذي " اجلواب الكايف ملن سأل عن الدواء الشايف" وانتصر للقول األول ، وذلك يف كتابه

: قال حيث : من كالمه رمحه اهللا وحنن ننقل طرفا. وضعه لعالج هذه الفاحشة املنكرة وملا كانت مفسدة اللواط من أعظم املفاسد ، كانت عقوبته يف الدنيا واآلخرة من أعظـم "

. العقوبات من الزنا ، أو الزنا أغلظ عقوبة منه ، أو عقوبتهما هل هو أغلظ عقوبة: وقد اختلف الناس

: سواء ؟ على ثالثة أقوال بن أيب طالب وخالد بن الوليد وعبد اهللا بن الزبري وعبـد يفذهب أبو بكر الصديق وعل -

اهللا بن عباس ومالك وإسحق بن راهويه واإلمام أمحد يف أصح الروايتني عنه والشـافعي يف وبته أغلظ من عقوبة الزنا ، وعقوبته القتل على كل حال ، حمصنا كان أحد قوليه إىل أن عق

. ٤٧٣أو غري حمصنوذهب الشافعي يف ظاهر مذهبه واإلمام أمحد يف الرواية الثانية عنه إىل أن عقوبته وعقوبة -

الزاين سواء ، فإن كان الالئط حمصنا ، وجب عليه الرجم ، وإن كان غري حمصن وجب عليه . ٤٧٤غريب اجللد والت

، إذ لـيس يف ٤٧٥وذهب اإلمام أبو حنيفة إىل أن عقوبته دون عقوبة الزاين وهى التعزير -اللواط اختالط انساب ، وال يترتب عليه غالبا حدوث منازعات تؤدي إىل قتل الالئـط ،

.٤٧٦وليس هو زنا -:املناقشة والترجيح

-:نستطيع القول أن جممل آراء الفقهاء تتلخص يف التايل منهم من يرى أن هذه اجلرمية أشد من جرمية الزنا ، وبالتايل فريون أن العقوبة هلا ال بد /١

أن تكون أشد من عقوبة جرمية الزنا فريون القتل مطلقا سواء كان الفاعل واملفعـول بـه حمصنني أو غري حمصنني وهذا قول اإلمام مالك رمحه اهللا ورواية عن أمحد والشافعي ، وهو

] .٣/٣٣٤[ املهذب، ريازيلشوا ،] ١٠/١٥٥[ املغين ، ابن قدامةو ،] ٤/٣١٤[ حاشية الدسوقي الدسوقي ، :أنظر - ٤٧٣ ] .١٠/١٧٦[ اإلنصاف، و املرداوي،] ٤/١٤٤[مغين احملتاج اخلطيب ، ، و] ٣/٣٣٤[ املهذبالشريازي ، :أنظر - ٤٧٤ ] .٤/١٥٠[شرح فتح القدير وابن اهلمام ، ،] ٥/٤٨٦[ بدائع الصنائع الكاساين ،:أنظر - ٤٧٥-١/١١٨[،دار الكتب العلميـة ، بريوت )الداء والدواء( ن سأل عن الدواء الشايفاجلواب الكايف ملاالمام ابن القيم ، : أنظر - ٤٧٦

.بتصرف]١١٩

١٩٢

لي وابن عباس وجابر بن زيد وعبد اهللا بن معمر والزهري وأيب حبيـب وربيعـة و قول ع .٤٧٧إسحاق و قتادة و األوزاعي و أبو يوسف و حممد بن احلسن و أبو ثور وغريهم

ومن الفقهاء من يرى أنه نوع من الزنا ألنه إيالج فرج آدمي يف فرج آدمي ال ملك له /٢فإذا ثبت كونه زنا دخل يف عمـوم . الج يف فرج املرأة فيه وال شبهة ملك فكان زنا كاإلي

اآلية ، وألنه فاحشة فكان زنا كالفاحشة بني الرجل واملرأة ، وبالتايل إذا كان الالئط حمصنا وهذا القول ذهـب وجب عليه الرجم ، وإن كان غري حمصن وجب عليه اجللد والتغريب ،

.٤٧٨اإلمام أمحدإليه اإلمام الشافعي رمحه اهللا ، ورواية عن ومن الفقهاء من يرى أن جرمية اللواط معصية من املعاصي مل يقـدر اهللا تعـاىل ، وال /٣

رسوله صلى اهللا عليه وسلم فيها حدا مقدرا فكان فيها التعزير كأكل امليتة والدم وحلـم ه حىت احليوان اخلرتير وألا وطء يف حمل ال تشتهيه الطبائع بل ركبها اهللا تعاىل على النفرة من

البهيم فلم يكن فيها حد كوطء احلمار وغريه ، وألنه ال يسمى فاعلها زانيا لغة وال شـرعا وال عرفا ، فال يدخل يف النصوص من الداللة على حد الزانيني ، وإىل هذا الـرأي ذهـب

.إلمام أبو حنيفة رمحه اهللا تعاىل اول األول وهم مجهور األمة وحكاه غـري ما ذهب إليه أصحاب الق: والراجح واهللا أعلم

واحد من أنه إمجاع للصحابة رضي اهللا عنهم إذ ليس يف املعاصي مفسدة أعظم من مفسدة إذ أن اهللا سـبحانه ، ورمبا كانت أعظم من مفسدة القتل ، اللواط وهى تلي مفسدة الكفر

، تم قتل اللوطي حدا وتعاىل جعل حد القاتل إىل خرية الويل إن شاء قتل وإن شاء عفا ، وحكما أمجع عليه أصحاب رسول اهللا ودلت عليه سنة النيب عليه الصالة والسالم الصرحية اليت

. ال معارض هلا ، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي اهللا تعاىل عنهم أمجعني حده كحـد : ول وأما اللواط فمن العلماء من يق: " قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهللا

أن يقتل اإلثنان األعلى : والصحيح الذي اتفقت عليه الصحابة . الزنا ، وقد قيل دون ذلك فإن أهل السنن رووا عن ابن عباس رضي . سواء كانا حمصنني ، أو غري حمصنني . واألسفل

ـ : " قال أنه اهللا تعاىل عنهما ، عن النيب صلى اهللا عليه وسلم وم من وجدمتوه يعمل عمل قوروى أبو داود عن ابن عباس رضـي اهللا تعـاىل ،٤٧٩"لوط ، فاقتلوا الفاعل واملفعول به

] .١٠/١٥٥[ املغينابن قدامة ، :أنظر - ٤٧٧ ]٤/١٤٤[مغين احملتاج اخلطيب ، ، و] ٣/٣٣٤[ املهذب الشريازي ، :أنظر - ٤٧٨ .سبق خترجيه - ٤٧٩

١٩٣

روى عن علي بن أيب طالـب وي، ٤٨٠"يرجم : يف البكر يوجد على اللوطية قال : " عنهما ومل ختتلف الصحابة يف قتله ، ولكن تنوعوا فيه ، فـروي عـن . رضي اهللا عنه حنو ذلك . نه أمر بتحريقه ، وعن غريه قتله الصديق رضي اهللا عنه أ

. أنه يلقى عليه جدار حىت ميوت حتت اهلدم : وعن بعضهم . حيبسان يف أننت موضع حىت ميوتا : وقيل

أنه يرفع على أعلى جدار يف القرية ، ويرمى منه ، ويتبع باحلجارة ، كمـا : وعن بعضهم يرجم ، وعلى هـذا : ية األخرى قال فعل اهللا بقوم لوط وهذه رواية عن ابن عباس ، والروا

ألن اهللا رجم قوم لوط ، وشرع رجم الزاين تشبيها بـرجم لـوط ، : أكثر السلف ، قالوا فريجم االثنان ، سواء كانا حرين أو مملوكني ، أو كان أحدمها مملوك اآلخـر ، إذا كانـا

.٤٨١"ال البالغ بالغني ، فإن كان أحدمها غري بالغ عوقب مبا دون القتل ، وال يرجم إوما خنلص به هو أن قتل اللوطي ، هو الذي دلت عليه اآليات القرآنية ، واألحاديث النبوية الصحيحة ، وتنطق به الفطر السليمة ، فلقد عاقب اهللا تعاىل قوم لوط على فعلتهم بأشـد

.العقاب ، وأنكى العذاب فاعل واملفعول به ، وقـد امتثـل مث جاء األمر من نبينا حممد صلى اهللا عليه وسلم بقتل ال

الصحابة رضوان اهللا عليهم أمر نبيهم صلى اهللا عليه وسلم وهم خري القرون وأعلم بسـنة .نبيهم صلى اهللا عليه وسلم

قد صح عن الـنيب :" وما أمجل ما قاله الشيخ حممد ناصر الدين األلباين رمحه اهللا حني قال واملفعول به ، وصح عن الصحابة امتثال هذا األمر ، صلى اهللا عليه وسلم األمر بقتل الفاعل

وقتلهم ملن ارتكب هذه الفاحشة العظيمة من غري فرق بني بكر وثيب ، ووقـع ذلـك يف عصرهم مرات ، ومل يظهر يف ذلك خالف من أحد منهم ، مع أن السكوت يف مثل إراقـة

احلق مقبول من كل : دم امرئ مسلم ال يسوغ ألحد من املسلمني ، وكان يف ذلك الزمنمن جاء به ، كائنا من كان ، فإن كان اللواط مما يصح اندراجه حتت عموم أدلة الزنا ، فهو خمصص مبا ورد فيه من القتل لكل فاعل ، سواء كان حمصنا أو غري حمصن ، وإن كان غـري

] .٢٣٢) [١٦٨٠٠(، سنن البيهقي برقم ]٤/١٥٩) [٤٤٦٣(سنن أيب داود برقم : أنظر - ٤٨٠اململكـة –، طبعة وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـاد السياسة الشرعيةشيخ اإلسالم ابن تيمية ، : أنظر - ٤٨١

].٨٤[، العربية السعودية

١٩٤

اهللا انتـهى كالمـه رمحـه " داخل حتت أدلة الزنا ، ففي أدلته اخلاصة ما يشفي ويكفـي .٤٨٢تعاىل

وعقوبة القتل كما ذكرنا تشمل املفعول به كما تشمل الفاعل ، وذلك ألما اشتركا يف - .الفاحشة ، فكان عقوبتهما القتل كما جاء يف احلديث

: لكن يستثىن من ذلك صورتان . من أكره على اللواط بضرب أو ديد بالقتل وحنوه ، فإنه ال حد عليه : األوىلوال حد إن أكره ملوط به على اللواط بإجلاء بأن غلبه الواطئ " شرح منتهى اإلرادات قال يف

.٤٨٣"على نفسه أو بتهديد بنحو قتل أو ضرب إذا كان املفعول به صغريا مل يبلغ ، فإنه ال حيد ، لكن يؤدب ويعزر مبا يردعه عـن :الثانية

. تعاىلابن تيمية رمحه اهللا اقتراف هذه اجلرمية ، كما سبق يف كالم شيخ اإلسالم ونقل ابن قدامة رمحه اهللا يف املغين أنه ال خالف بني العلماء يف أن احلد ال يقام على انـون

.٤٨٤وال الصيب الذي مل يبلغ .وهذا ما يترجح لنا يف هذه املسألة واهللا تعاىل أعلم

دار ابن عفان ، القاهرة ، األوىل : الطبعة، دية التعليقات الرضية على الروضة الن، م١٩٩٩ ، األلباينحممد ناصر الدين :أنظر - ٤٨٢

.] ٢٨٥ -٣/٢٨٦[علي حسني احلليب،: ، حتقيقعـامل الكتـب ، الثانيـة ، بـريوت ، الطبعـة شرح منتهى اإلرادات، م١٩٩٦، البهويت منصور بن يونس بن إدريس: أنظر - ٤٨٣

،]٣/٣٤٨[. ] .١٠/١٥٥[ املغينابن قدامة ، : أنظر - ٤٨٤

١٩٥

ثانيا والتقطع االختطاف ائمجر

تمعات ، وذلـك ألن عترب جرائم االختطاف والتتقطع من أخطر اجلرائم اليت تشكوا منها ا .الضرر فيها يتعدى ليشمل الغري سواء يف أمواهلم أو أعراضهم أو أنفسهم

هذا النوع من اجلرائم بأحكام خاصة متيزه عن غريه ، واملالحظ أن الفقه اإلسالمي مل يفرد رابة حىت مشل كل أنواع اجلرائم الـيت وإن كان بعض الفقهاء قد توسع يف مفهوم جرمية احل

تقع يف الطريق سواء وقعت بقصد سلب املال ، أم بقصد اإلعتداء على األشخاص بالقتل ، .٤٨٥وما إىل ذلكأم بانتهاك العرض ، أو حىت وقعت مبجرد اإلخافة واإلرعاب

الـيت ختطاف منها ما ينطبق عليه وصف جرمية احلرابة ، وهي تلك الصوروصور جرائم اال .غتصاب أو القتل حتدث ألجل املال أو اال

كما أنه قد خيرج من صور جرائم اخلطف وصف احلرابة وهي تلك اجلرائم الـيت دوافعهـا ، حبيث ال يكون اهلدف منها جمرد اخلطف ، والتقطع ، وإمنا اهلدف هو حتقيـق ٤٨٦سياسية

.أغراض سياسية معينة الفقه اإلسالمي قد تكون واقعة ضمن جرائم ختطاف يفوعلى ضوء ما سبق فإن جرائم اال

.، وقد تكون خارجة عنها ) احلرابة ( قطع الطريق وإذا تأملنا يف نصوص أحكام الشريعة اإلسالمية جند أا مل تضع وصفا لكل جرمية ميكن أن تتطور ، أو تأيت ا احلياة املعاصرة ، وإمنا وضعت احلدود والقصاص والـديات والتعـازير

على وبناء .حددات عامة ، وعلى العلماء والفقهاء أن يستنبطوا على ضوئها ما يستجد كمختطاف أا من اجلرائم اجلديدة ، واليت يلزم ذلك نستطيع القول أنه يصح أن نعترب جرمية اال

.دراستها ، ووضع العقوبة املناسبة هلا حبسب الضوابط الشرعية من جرائم احلرابة ، ولو وجدت بعض احلاالت اخلارجة جرمية :اعتبارها ميكن كذلك كما

.فإن ذلك ال خيرجها عن هذا الوصف ،من الدوافع عنها بسبب الدافع السياسي أو غريه -:معىن اخلطف والتقطع

.٤٨٧، وقيل األخذ يف سرعة واستالب االستالب معىن اخلطف يف اللغة

] .وما بعدها ٢/٦٣٨[التشريع اجلنائي اإلسالمي عبد القادر عودة ، .د:ظرأن - ٤٨٥م ، ١٩٨٦، ط اإلسالمية دراسة مقارنة بأحكام الشريعة –الباعث وأثره يف املسؤولية اجلنائية علي حسن الشريف ، .د: أنظر - ٤٨٦

.٣٧٥الزهراء لإلعالم العريب ، ص

١٩٦

وأخذه بسرعة ، واستلبه واختلسه ، ، وخطف الشيء خطفا جذبه سريعا وخطف خطفا مر .٤٨٨ويقال خطف الربق البصر ذهب به ، وخطف السمع استرقه

ه قطعا ، الشيء أقطع عتطمن الفعل قطع مبعىن صرم وأبان وأزال ، يقال قمأخوذ : والتقطع .٤٨٩اع يقطعون الطريقع ، ولصوص قطوقاط عطومنه ق

:اخلطف والتقطع معناها أن جرمية: ومن خالل ذلك نستطيع القول األخذ السريع باستخدام قوة مادية ، أو معنوية ، أو عن طريق احليلة ، واالستدراج ملا ميكن

.أن يكون حمال هلذه اجلرمية ، وإبعاده عن مكانه ، أو حتويل خط سريه بتمام السيطرة عليه .رة هو الذي يقوم ذه اجلرمية بصورة مباشرة أو غري مباش: واخلاطف

-:واملتأمل هلذا التعريف جيد اآليت .أنه طابق املعىن اللغوي - ١ .أنه مشل كل ما يصلح أن يكون حمال هلذه اجلرمية - ٢ ) .مادية أو معنوية ( أنه أشار إىل أساليب هذه اجلرمية - ٣ .أنه ذكر اهلدف من وراء هذه اجلرمية - ٤

] .١/٧٦[ خمتار الصحاح، الرازي، حممد بن أيب بكر ] ٩/٧٥[لسان العرب ابن منظور ،: أنظر - ٤٨٧ ] .١/٢٤٤[ املعجم الوسيط، حممد النجار/ حامد عبد القادر / أمحد الزيات / إبراهيم مصطفى : أنظر - ٤٨٨

لبنان -ت بريو، الثانية: ، الطبعةمعجم مقاييس اللغة ، م١٩٩٩ -هـ ١٤٢٠ابن فارس ، أيب احلسني أمحد بن زكريا: أنظر - ٤٨٩، أبو القاسم حممود بن عمر بن حممد بن عمر اخلـوارزمي الزخمشـري ، و ] ٥/١٠١[، عبد السالم حممد هارون: حتقيق، دار اجليل ،

]١/٥١٤[، دار الفكر ، بريوت ، م١٩٧٩هـ ١٣٩٩، أساس البالغة

١٩٧

-:حكم جرمية اخلطف والتقطع اإلسالم ملا هلا من ضرر بالغ على ترب من اجلرائم اخلطرية اليت حيارا هذا النوع من اجلرائم يع

حياة الناس أو حريام أو أمنهم أو ممتلكام إىل غري ذلك من األمور اليت حرص اإلسـالم على صيانتها وحفظها ، وحترمي التعدي عليها ، وقد تضافرت األدلة على ذلك ، ومت التطرق

.عن إعادة ذكرها إليها سابقا مبا يغين -:العقــوبة

، وكنا قد ذكرنـا اتفـاق ال خيفى أن معظم صور هذه اجلرمية يدخل ضمن جرائم احلرابة ذه اجلرمية بأا تعين اخلروج لقطع الطريق بناء على القوة والشوكة هل همتصوير عندالفقهاء

الفساد ، وعـدم كل من سعى يف األرض ب ذلك واملنعة والتعرض للمارة وإخافتهم ليشمل .التفريق بني مكان وآخر سواء يف الصحراء ، أو يف البنيان ، أو يف البحر

فالفساد يف األرض جبميع صوره حيدث الذعر والفزع واخلوف يف قلوب الناس اآلمـنني ، فيدخل يف هذا املفهوم أنواع العصابات املختلفة كعصابات القتل ، واخلطـف ، والسـطو

الفساد بشكل عـام و، كما يدخل يف ذلك أيضا مهربو املخدرات ومشيع املسلح واالغتيال . وما إىل ذلك

أحكام جرمية احلرابـة ، أغلب صورها على صور تنطبق ومن هنا جند أن جرائم االختطاف .اليت مت التطرق إليها سابقا

مثل وجدت مؤخرا مستحدثة ،أن هنالك صورا إال:- . إناثارا ، أو و، ذك اال أو بالغنيطفأ واكانكرهائن سواء وجعلهم اختطاف األشخاص -وما إىل ذلك من هـذه ، اخل....السيارات اختطاف وسائل النقل كالطائرات والسفن و -

.األنواع اقترافها جندها أيضـا تشـترك يف دواعي، و نوعيتهاوهذه الصور وغريها عند التأمل يف

، تعريض حليـاة النـاس للخطـر من حيث كوا كوا صورة من صور جرائم احلرابة .وما إىل ذلك إفساد يف األرض وكوا

هذه الصور ، وغريهـا ممـا الكثري من شمل تومن هنا جند سعة العقوبة يف حد احلرابة ل .يشترك يف نفس الكيفية واملاهية

١٩٨

اسب مع مقدار وعلى هذا فاال واسع أمام القاضي الشرعي إلنزال العقوبة املالئمة مبا يتنوالـيت ، الضرر الناتج عن هذه اجلرمية ، وذلك ضمن حدود العقوبة احلدية جلرمية احلرابة

{تعاىل تضمنتها اآلية الكرمية من سورة املائدة وهي قوله

{٤٩٠. ـ ) االختطاف ( غري أن بعض الفقهاء يرى أن بعض صور هذه اجلرمية - تالءم معهـا ت

كاحلبس أو الضرب أو حىت القتل تعزيرا على خالف بني الفقهاء يف العقوبات التعزيرية ، .قوبات التعزيرية إىل القتل هذه العمدى وصول

:التعزير بالقتل جيوز القتل تعزيرا يف اجلرائم اليت شرع القتل يف جنسـها : ٤٩١عند احلنفية وبعض احلنابلة •

تمع إال به إذا تكرر ارتكاوكـذلك , ا ، ومل ميكن دفع شر اجلاين فيها وكف أذاه عن ااجلرائم اليت تعد فسادا للمجتمع إذا تكررت ومل يفد فيها إال اإلعدام مثل جرمية اللـواط أو

. وكذلك من تكرر منه جنس الفساد ومل تردعه احلدود املقدرة, اغتيال النفوس ألخذ املال جيوز القتل تعزيرا ولـو يف غـري : ٤٩٢شافعية والقول اآلخر عند احلنابلة وعند املالكية وال•

فقد قال مالك والشـافعي بقتل الداعيـة إىل البدعـة , اجلرائم اليت شرع يف جنسها القتل .وكذا اجلاسوس , إلفساده يف األرض

رجـة اجلرميـة فاإلمام يعترب خمريا يف إنزال العقوبة املناسبة بناءا على حجم ود: وعلى هذا املقترفة ، فإن كان هلذه اجلرمية مثيل أو صورة من صور احلرابة طبق فيها ذلك احلكم ، وإن

من الصور املستحدثة واليت ال شبه فيها بإحدى تلك الصور ، فإن جمال العقوبـات تكان، ويستوعب تلك اجلرائم وغريها ، وذلك حبسب املصلحة اليت يراهـا التعزيرية جمال واسع

.إلمام ا

] .٣٣[: ، اآلية املائدة سورة - ٤٩٠ ] . ٤/٣٥٥[ الشرح الكبري، والدرديري ، ] ٣/١٩٦[ تارحاشية رد احملابن عابدين ، : أنظر - ٤٩١وشـيخ ،] ٤/٢٧١[ اإلقناع يف الفقه الشـافعي : ، واملاوردي ] ٣/٣٥٧[ مواهب اجلليل: حممد بن عبد الرمحن املغريب: أنظر - ٤٩٢

] ٥٨[احلسبة : اإلسالم ابن تيمية

١٩٩

ثالثا جرمية الديــاثة

رة غريزة فطرية، وصفة ربانية، وسجية نبوية، وخلقيلقد و. ، وصفة حسنة حممود تعترب الغكانت الغرية أمرا عظيما مطلوبا ، حىت يف اجلاهلية قبل اإلسالم ، حيث وصل م الغلـو يف

هذا األمر إىل أن كانت تفدأن تعمل الفاحشة إذا كربت البنت وهي حية خوفا من ن . إن موضوع الغيرة موضوع ذو أمهية كبرية ال سيما يف هذه األيام اليت كثر فيها الفسـاد ،

.واليت يسعى فيها أعداء اإلسالم إلفساد األسرة املسلمة بشىت الوسائللون الغـايل ، فهـم يبـذ والعفة غريةال أهلالذين هم عند أصحاا مثينة إن األعراض غالية

.على أعراضهم ، بل قد يبذلون أرواحهم يف سبيل ذلك سبيل احملافظةوالنفيس يف النساء جمتمع مهته ، وجمتمع يحفظ فيه ه وعلوإن غرية الرجل على نسائه دليل على قوة إميان

. وعفاف طهرولـة ومن هنا كانت غرية الرجل على زوجه وحمارمه حممودة ، وعالمة على كمـال الرج

.والشهامة ، وتركها دياثة مذمومة شرعا وطبعا -:معىن الدياثة

الد٤٩٣وث هو الرجل الذي ال غرية له على أهلهياثة بالكسر فعلة ، والدي . "هلـث األمر لينه ، وديث الرجل ذلودي القواد على أهله ، والذي : قال والديوث , نه ولي

وث والديبوث الذي يدخل الرجال على حرمته الدي: كم ال يغار على أهله ديوث ، ويف احمل٤٩٤" ن نفسه على ذلك حبيث يراهم ، كأنه لي. -:وقيل يف معناها أيضا

. ٤٩٥" هو القواد على أهله ، والذي ال يغار على أهله : الديوث بالتشديد " أن الديوث هـو وهو معىن واحد تشري إىل وإذا تأملنا يف التعريفات السابقة وجدناها كلها

.الذي ال يغار على أهله وحمارمه ويرضى باملعصية والفاحشة واخلنا عليهم

، املكتبـة العلميـة ، بريوت ، املنري يف غريب الشرح الكبري للرافعياملصباح ، الفيومي أمحد بن حممد بن علي املقري : أنظر - ٤٩٣]١/٢٠٥.[

] .٢/١٥٠[ لسان العربابن منظور، : أنظر - ٤٩٤ جمموعة من احملققني: ، حتقيق دار اهلداية: دار النشر، تاج العروس من جواهر القاموس ،الزبيدي حممد مرتضى احلسيين: أنظر - ٤٩٥

،]٥/٢٥٤ [ .

٢٠٠

وقد عرفت الدياثة بألفاظ متقاربة جيمعها معىن واحد ال خترج عن املعىن اللغوي وهو عدم .الغرية على األهل واحملارم

-:حكم الدياثة عن مساوئها ملا يترتب علـى انتشـار ت الشريعة اإلسالمية على مكارم األخالق وت حث

.األخالق السيئة من أضرار على األفراد واتمعاتوقد جاءت الشريعة حبفظ النسل واألعراض من كل ما يدنسها أو يعدو عليهـا فشـرعت أقسى العقوبات ملن سولت له نفسه االعتداء على أعراض اآلخرين وجعل اإلسالم الـدفاع

اإلسالم على الرجال أن حيافظوا على أعراض نسائهم لدرجة عن العرض مشروعا ، فأوجب . ٤٩٦قتل مدافعا عن عرض أهله يعترب شهيدامن ي أنمن قتـل : "قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : قال رضي اهللا عنه٤٩٧فعن سعيد بن زيد

.٤٩٨"ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، دون ماله فهو شهيد ، أو دينه إذا أريد على شـيء منـها ، أو أهله فدل هذا احلديث على أن من دافع عن ماله

.نائال به منازل الشهداء يف ذلكفأتى القتل عليه كان مأجورا ، فله دفع القاصد ه، أو أهل ه، أو دم هوقد ذهب عامة أهل العلم إىل أن الرجل إذا أريد مال

فع باألحسن فاألحسن فإن مل ميتنع إال باملقاتلة ، فقاتله فأتى القتـل ، وينبغي أن يد ومقاتلته .٤٩٩على نفسه فدمه هدر وال شيء على الدافع

.، الراضي بذلك ويف املقابل ورد الوعيد الشديد للديوث املقر أهله على الفاحشةثالثـة ال " :عن عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ف

.٥٠٠" يدخلون اجلنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء

] .٤٧[ التدابري الواقية من الزنا يف الفقه اإلسالمي، ظهريفضل إهلي . د: ظر أن - ٤٩٦سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن العزى ، أسلم قدميا قبل أن يدخل النيب صلى اهللا عليه وسلم دار األرقم ، شهد املشاهد كلها مع - ٤٩٧

.هــ ٥٠املبشرين باجلنة ، مات بالعقيق ومحل إىل املدينة فدفن ا سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما عدا بدر ، وهو أحد العشرة ] .١٨٩-٤/١٨٨[ اإلصابة، ] ١٩٤-٤/١٨٦[ االستيعاب، ] ٢/٣٨٧[ أسد الغابة: أنظر

) ٤٠٩٥(، سـنن النسـائي بـرقم ] ٤/٢٤٦) [٤٧٧٢(، سنن أيب داوود برقم ] ١/١٩٠) [١٦٥٢(مسند أمحد برقم : أنظر - ٤٩٨ ) .٣٨١٧: (، وصحح احلديث األلباين يف صحيح أيب داود برقم] ٤/٣٠) [١٤٢١(ن الترمذي برقم ، سن] ٧/١١٦[

]١/٢٤٩[ شرح السنةاإلمام البغوي ، : أنظر - ٤٩٩، وصـحح احلـديث ] ٤/٥٩٩) [٧٧٢٢( ، جممع الزوائد، اهليثمي ] ٧/٤١٢) [١٠٨٠٠(برقم شعب اإلميانالبيهقي ،: أنظر - ٥٠٠

) . ٣٠٦٢(برقم صحيح اجلامع األلباين رمحه اهللا يف

٢٠١

ن النيب صلى اهللا عليه وسلم أن هذا الصنف ال يدخل اجلنـة ، ففي هذا احلديث الشريف بي، وجرمه هـو وال ينظر اهللا إليه يوم القيامة ، وذلك ألنه صاحب منكر عظيم وجرم كبري

.إقراره للفاحشة يف أهله -:ديوث عقوبة ال

مما ال شك فيه أن الشريعة اإلسالمية مل حتدد العقوبات إال يف حق جرائم معينة ، وهي مـا ية ما يسمى تسمى جبرائم احلدود ، وأما ما عداها من اجلرائم فأوجدت هلا الشريعة اإلسالم

.بالعقوبات التعزيرية عصية ليس فيهـا حـد أو والتعزير عقوبة غري مقدرة جتب حقا هللا أو حقا لآلدمي يف كل م

.كفارة ، وهي تتفق مع احلدود من حيث كوا دف إىل التأديب واإلصالح والزجر وتحـىت كبرية تقدر هلا عقوبة الكبرية ر العقوبات التعزيرية على قدر اجلرمية ، فاجلرميةقد ،

عـن مثلـها ، وال يتحقق معىن العقوبة وهو الزجر، واجلرمية الصغرية تقدر هلا عقوبة تزجر تر أكثر من ذلك ، حىت ال تكون ظلما للجاين قد .

وبإمعان النظر يتبني لنا أن الشريعة اإلسالمية قد جعلت تقدير عقوبة التعزير للخليفـة ، أو األمري أو القاضي مطلقا ، يرجع فيه إىل اجتهاده فيما يراه مناسبا ، ومـا يقتضـيه حـال

اجلرمية ، وبالتايل فهو متروك لالجتهاد ، وتقييد االجتهاد حبـد الشخص وما يستوجبه واقع أعلى أو حبد أدىن يعترب حتديدا ، وبالتايل جيعل منه حدا ، وهو ينايف كونه تعزيـرا، وينـايف

.تركه الجتهاده وأيضا فإن بعض اجلرائم غري احلدود قد تكون أفظع من احلد ، فمـثال اإلدمـان علـى

يش واألفيون أفظع من شرب اخلمر ، وسرقة مبالغ ضخمة من بيت املـال املخدرات كاحلشأفظع من سرقة متاع مثنه ربع دينار من رجل من الناس وهكذا ، مث إن هناك جرائم ميكن أن

. تؤدي إىل متزيق وحدة األمة ، كالدعوة إىل القومية ، أو إىل اإلقليمية أو ما شاكل ذلك ر التعزير حبد أعلى وال حبد أدىن ، بل يترك الجتهاد اخلليفة ، قدال يهلذا فإن القول احلق هو أ

. أو األمري مث الجتهاد القاضي -: والتعازير عموما تنقسم إىل ثالثة أقسام

ويقصد مبفهوم املعصية إتيان أفعال حرمت الشريعة القيـام ـا : تعازير على املعاصي -١ . وترك األفعال الواجب القيام ا

٢٠٢

تعازير يقصد من ورائها حتقيق مصلحة عامة ، وتكون على أفعال مل تحرم لذاا، وإمنا -٢ . حرمت بأوصافها، وال يشترط أن يكون الفعل معصية

...رمت بذواا ولكنها ليست معصيةوهي األفعال اليت ح: تعازير على املخالفات -٣ : والفرق اجلوهري بني هذه األقسام الثالثة هو

. بصفته دائما موجود أننا جند يف القسم األول عنصر التجرمي -أم القسم الثاين فإن جترميه ليس على سبيل الدميومة ، وال يقوم التجرمي إال بتوافر وصـف -

. معني أما القسم الثالث فيكون إما مأمورا به أو منهيا عنه ، ويف احلالتني يعترب ما أمر به أو نهي -

.خمالفة وليس معصية عنه فكل ما مل يطبق فيه حد أو قصاص يـدخل يف ، ومتنوعة ومبا أن العقوبات التعزيرية كثرية

.إطار هذه العقوبات التعزيرية الضرب، النفي، احلبس، التعزير بأخذ املـال، العـزل ، التـوبيخ ، : وأهم هذه العقوبات

ى جوازه يف عقوبة القتل تعزيرا ، واجلمهور عل وخالف . -:على هذه املقدمة نقول وبناء

عقوبة حدية ، وإمنا تدخل ضـمن افإن الشريعة اإلسالمية مل تضع هل اثةبالنسبة جلرمية الديكبرية من الكبائر كما نـص عليهـا تعترب الدياثة العقوبات التعزيرية ، ومما ال شك فيه أن

.٥٠١" ئر الكبا" يف كتابه رمحه اهللا تعاىل اإلمام الذهيب ، وتـؤدي إىل مفاسـد جتلب غضب اهللا تعاىل وسخط رسوله عليه الصالة والسالم هي و

الضرر ليشمل جرم الديوث عظيم ، وضرره كبري ، ويتعدى هذااجتماعية ، ومن هنا كان .اتمع بشكل عام

النوع مـن كان لزاما على احلاكم فرض العقوبة التعزيرية املالئمة ملثل هذا على ذلك وبناء .اجلرائم ، مبا يتوافق وقدر اجلرم الذي أحدثه الديوث يف اتمع

، وقد تكون نفيـا ، مالية وعلى هذا فقد تكون العقوبة التعزيرية ضربا أو حبسا أو غرامةعلى قدر ضرر اـرم وعية وحجم اجلرمية ، وكذلك بناءواملقصود أا تقدر على حسب ن

.وخطره على اتمع

، الطبعة الثانية ، دمشق ـ كتاب الكبائر وتبيني احملارمم ، ٢٠٠٧احلافظ أيب عبد اهللا حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب ، : أنظر - ٥٠١ ]. ١٠١[سوريا دار ابن كثري،

٢٠٣

رابعا جرمية املخدرات

جاء اإلسالم لتحقيق مجلة من األهداف للبشرية لعل من أبرزها هو تنظيم احلياة اإلنسـانية ووضعها داخل منهج عملي علمي من أجل الرقي باجلنس البشري إىل أعلى املراتب وصوال

رية ويؤدي ـا ما من شأنه أن حيقر النفس البش إىل سعادة الدنيا واآلخرة ، والبعد عن كل

{: تعايل اهللا إىل التهلكة ، قال {فما كان فيه هـالك ،٥٠٢

ومما مل يعد خافيا على أحـد ... لنفس املؤمن وجب تركه استجابة ألمر اهللا سبحانه وتعاىل للنفس أو للعقل أو للدين أو من أن املخدرات تؤدي لكل أنواع اهلالك لبين البشر من هالك

.للنسل أو حىت للمال عظمة الدين اإلسالمي الذي جعل احملافظة على النفس البشرية من أهم مقاصد ىوهنا تتجل

الشريعة اإلسالمية فحذرنا من االقتراب من دائرة احملرمات واالبتعاد عن دائرة الشـبهات ، والفسـق على الفجور وهي تشجيع، ده وذلك ألن املخدرات تؤدي هلالك اتمع واقتصا

والرذيلة حنرافات السـلوكية واالجتماعيـة ، وتقـويض وتؤدي لفعل كل اال، واإلباحيةال خيفى ضررها على حياة اإلنسان سواء اجلسمية أو النفسـية العالقات االجتماعية ، كما

.وما إىل ذلك -:تعريف املخدرات

وهو –بكسر اخلاء و سكون الدال –بأنه مأخوذ من اخلدر : سبق تعريف املخدر يف اللغة .و صانوها عن االمتهان , روها ست: املرأة خدرها أهلها مبعىن : الستر يقال

.٥٠٣بهغيمن هنا أصبح يطلق اسم املخدر على كل ما يستر العقل و يود األول للنبوة ، أنه مل يوضع تعريف للمخدرات منذ العه: فيالحظ وأما من ناحية الشرع

.وحىت املائة السادسة للهجرة وذلك لعدم وجودها يف تلك الفترة :وأما الفقهاء الذين ظهر يف عصرهم هذا املخدر ، فقد عرفه البعض منهم بأنه

.٥٠٤"ما يغيب العقل واحلواس دون أن يصحب ذلك نشوة وسرور "

] .١٩٥[البقرة ،اآلية سورة - ٥٠٢ .]٤/٣٢٠[، دار صادر ، بريوت األوىل ، الطبعةلسان العرب ، بن منظورا حممد بن مكرم األفريقي املصري : أنظر - ٥٠٣ ].١/٢١٧[، دار إحياء الكتب العربية ، أنوار الربوق يف أنواء الفروقاإلمام القرايف ، : أنظر - ٥٠٤

٢٠٤

.٥٠٥"ربة ما يترتب عليه تغطية العقل ال مع الشدة املط" أو أنه على أنه ميكن أن يستنبط تعريف للمخدرات من خالل ما كتبه الفقهاء الذين ظهـرت يف عصرهم هذه املخدرات ، كشيخ اإلسالم ابن تيمية ، وابن القيم وغريمها حيث عربوا عنها

ـ ت –مثل احلشيش واألفيون وغريمها -مواد جامدة غري مائعة تزرع " بأا حـدث السكر .يتناوهلا لتغطيتها العقل والفتور ملن

وسواء تعاطاها الشخص وبأي وسيلة من وسائل التعاطي سواء بعد زراعتها مباشرة ، أو مت ، أو غري ذلك ، أي على شـكل تصنيعها بإضافة بعض املواد إليها ، حىت ولو صارت مائعة

... .أقراص أو كبسوالت أو ما إىل ذلك -:حكم املخدرات ه مل يرد نص خاص يبني حكم املخدرات ، إذ مل تكـن معروفـة وقـت مما ينبغي ذكره أن

ونظـرا لعـدم ورود لفـظ . التشريع ، وإمنا ظهرت وعرفت ذا االسم بعد عدة قروناملخدرات يف النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ، فقد بذل الفقهاء جهدهم للتعرف على

.العامة والقواعد الكلية حكمها ، معتمدين يف ذلك على ما فهموه من النصوص م العظيمة من وراء حترمي هذه اآلفة كواملتتبع لتلك النصوص العامة والقواعد الكلية يدرك احل

.ن والكوكايني واملورفني وغري ذلكوما يتبعها من احلشيش واألفيو) املخدرات ( -:وذلك لوجوه عديدة ، منها

) :تغطيه (أا تغيب العقل وختامره - ١كل مسكر مخـر ، : " سلم آله ولقول النيب صلى اهللا عليه وكان كذلك فهو حرام ، وما

وكل مسكر حرام ، ومن شرب اخلمر يف الدنيا فمات وهو يدمنها مل يتـب مل يشـرا يف .٥٠٦"اآلخرة

بعثين النيب صلى اهللا عليه وسلم أنا ومعاذ بن جبل إىل : قال رضي اهللا عنه وعن أبي موسىت يا رسول اهللا ، إن شرابا يصنع بأرضنا يقال له املزر من الشعري ، وشراب يقال اليمن فقل

.٥٠٧"كل مسكر حرام " له البتع من العسل ، فقال

. ٥٨٥م ، القاهرة ، دار الشعب ، ص ١٩٨٠، ط الزواجر عن اقتراف الكبائر ابن حجر اهليتمي ، : أنظر - ٥٠٥) ٥٦٧٣(، سنن النسـائي بـرقم ] ٤/٢٩٠) [١٨٦١(، سنن الترمذي برقم ] ٣/١٥٨٧) [٢٠٠٣(صحيح مسلم برقم : أنظر - ٥٠٦]٨/٣١٨. [

] .٤/٤١٠) [١٩٦٨٨(، مسند أمحد برقم ] ٣/١٥٨٦) [١٧٣٣(صحيح مسلم برقم : أنظر - ٥٠٧

٢٠٥

مسعت عمر رضي اهللا عنه على منرب الـنيب صـلى اهللا : وعن ابن عمر رضي اهللا عنهما قال من العنـب : مر وهي من مخسةأيها الناس إنه نزل حترمي اخل: أما بعد : " عليه وسلم يقول

.٥٠٨" والتمر والعسل واحلنطة والشعري ، واخلمر ما خامر العقل . وال شك أن املخدرات ختامر العقل وتغيبه

على حترمي مـا ) كل مسكر حرام: (واستدل مبطلق قوله : " قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا ها ، وقد جزم النووي وغريه بأا يسكر ولو مل يكن شرابا ، فيدخل يف ذلك احلشيشة وغري

مسكرة ، وجزم آخرون بأا خمدرة ، وهو مكابرة ، ألا حتدث باملشاهدة ما حيدث اخلمر من الطرب والنشوة ، واملداومة عليها واالماك فيها ، وعلى تقدير تسـليم أـا ليسـت

.٥٠٩"واهللا أعلم ) النهي عن كل مسكر ومفتر(مبسكرة فقد ثبت يف أيب داود وكل ما يغيب العقل فإنه حرام وإن مل حتصل به : " وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهللا

وأما تعاطي البـنج الـذي مل . نشوة وال طرب ، فإن تغييب العقل حرام بإمجاع املسلمني . ٥١٠"يسكر ، ومل يغيب العقل ففيه التعزير

لضرر احلاصل بشرب اخلمر ، وقد أن فيها من األضرار العظيمة ما قد يكون أعظم من ا -٢ . ٥١١"ال ضرر وال ضرار : " قال النيب صلى اهللا عليه وسلم

. ففيها ضرر بالشخص ذاته ، وبأسرته وأوالده ، ومبجتمعه وأمته فهو التأثري الفادح يف اجلسد والعقل معا ، ملا يف املسكر واملخدر من : أما الضرر الشخصي

والعقل والفكر وخمتلف أعضاء جهاز اهلضم ، وغري ذلك ختريب وتدمري للصحة واألعصابمن املضار واملفاسد اليت تفتك بالبدن كله ، بل وباالعتبار اآلدمي والكرامة اإلنسانية ، حيث تز شخصية اإلنسان ، ويصبح موضع االستهزاء والسخرية ، وفريسة للعديد من األمراض

. الفتاكة لحق بالزوجة واألوالد من إساءات ، فينقلب البيت جحيما ال فهو ما ي: وأما الضرر العائلي

، وترداد عبارات الطالق واحلرام يطاق من جراء التوترات العصبية واهليجان والسب والشتم .وإمهال الزوجة والتقصري يف اإلنفاق على املرتل

] . ٤/٢٣٢٢) [٣٠٣٢(، صحيح مسلم برقم ] ٤/١٦٨٨) [٤٣٤٣(صحيح البخاري برقم : أنظر - ٥٠٨ ].١٠/٤٥[هـ ، بريوت، دار املعرفة ، ١٣٧٩، ط فتح الباري شرح صحيح البخاريابن حجر العسقالين ، : أنظر - ٥٠٩ ] ٣/٤٢٣[ الفتاوى الكربىأمحد بن عبد احلليم ابن تيمية ، :أنظر - ٥١٠) ٢٣٤٥(، مستدرك احلـاكم بـرقم ] ٢/٧٨٤) [٢٣٤٠(، سنن ابن ماجه برقم ] ١/٣١٣) [٢٨٦٧(مسند أمحد برقم : أنظر - ٥١١ ) .٧٥١٧(، وصحح احلديث األلباين رمحه اهللا يف صحيح اجلامع برقم ] ٢/٦٦[

٢٠٦

ي ، ويف تعطيل فهو واضح يف إتالف األموال الطائلة من غري مردود نفع: وأما الضرر العام املصاحل واألعمال ، والتقصري يف أداء الواجبات ، واإلخالل باألمانات العامة ، سواء مبصاحل

هذا فضال عما يؤدي إليه السكر أو التخدير من . الدولة أو املؤسسات أو املعامل أو األفراد د من ضرر ارتكاب اجلرائم على األشخاص واألموال واألعراض ، بل إن ضرر املخدرات أش

.املسكرات ، ألن املخدرات تفسد القيم اخللقية واحلاصل الذي خنلص إليه أن جرمية املخدرات آفة خطرية وداء فتاك ال يستريب يف حرمتها

.عاقل ، لداللة النصوص على حترميها ، وملا فيها من أضرار بالغة -:وبة ــالعق

-:فقوا على ما يلي بداية ال بد أن نعلم أن الفقهاء رمحهم اهللا اتحرمة تعاطي املخدرات أيا كان نوعها ، أو االجتار ا ، وأيا كانت الوسيلة اليت يتم ـا -

.التعاطي كما أم متفقون أيضا على إجياب العقوبة على متعاطي املخدرات ، واملتاجر ا ، ولكن -

لفكرة القياس بتطبيـق حـد اخلالف بينهم يف مقدار وكيفية هذه العقوبة فهم ما بني مؤيدشارب اخلمر على متعاطي املخدرات ، وما بني مؤيد لتطبيق العقوبة التعزيرية على متعاطي

-:املخدرات ، وذلك الختالفهم يف تكييف جرمية املخدرات هل هي مواد مسكرة تلحق باملسكرات ؟

أم هي مواد خمدرة فقط وال تلحق باملسكرات ؟ -:على قولني

أن هذه املواد مسكرة ، ولذا تعترب نوعا من أنواع اخلمر ، جيب أن يطبـق : األول القول -على متناوهلا كل األحكام اليت تطبق على شارب اخلمر الشتراكهما يف علة احلرمـة وهـي

.اإلسكار أن هذه املواد خمدرة وليست مسكرة ، وال خالف بينـهم يف حرمتـها ، : القول الثاين -

ا يف العقوبة اليت يستحقها متعاطي املخدرات هل هي عقوبة اخلمر ؟ أم أـا ولكنهم اختلفو عقوبة تعزيرية ؟

-:وبناء على ذلك احنصر خالفهم يف رأيني - :الرأي األول -

٠٧

يرى أصحابه قياس تطبيق عقوبة حد شارب اخلمر على متعاطي املخـدرات ، وذلـك ا القول ذهب فقهاء احلنابلـة كشـيخ جلامع علة اإلسكار بينهم يف التحرمي ، وإىل هذ

٥١٥، وهو قول عند احلنفيـة ٥١٤، واملرداوي ٥١٣وتلميذه ابن القيم ٥١٢اإلسالم ابن تيمية .، وغريهم ٥١٦واملالكية

-:الرأي الثاين -يرى أصحاب هذا الرأي أن متعاطي املخدرات ال يقام عليه حد شرب اخلمر ، حيـث مل

يراه اإلمام مناسبا له ، وإىل هـذا القـول ذهـب يرد يف شأنه نص ، وإمنا يعزر حبسب ما .٥١٩،وهو قول كذلك عند فقهاء املالكية ٥١٨، وفقهاء الشافعية ٥١٧متأخروا فقهاء احلنفية

ويالحظ أن حمل الرتاع بني الفريقني نشأ ألنه مل يرد يف الشريعة اإلسـالمية نـص مل تكن معروفة ةن هذه اآلفبعقوبة حمددة ملتعاطي املخدرات ، وذلك نظرا أل يقضي

رضي اهللا عنـهم ، يف عهد النيب صلى اهللا عليه وسلم وال يف عهد الصحابة الكراموتابعي التابعني رضوان اهللا تعاىل عليهم أمجعني ، بل ومل تظهر أيضا يف أوال التابعني

يف أواخر املائة السادسة مـن اهلجـرة اآلفة األئمة األربعة ، وإمنا ظهرت هذه عهد ٥٢٠.ة حينما ظهرت دولة التتار النبوي -:الترجيح

الرأي الثاين القائـل بتعزيـر : بعد عرض الرأيني هو –واهللا أعلم –والذي يترجح لنا -:رب اخلمر حتديدا وذلك ملا يلي متعاطي املخدرات ، وليس عقابه بعقوبة حد شا

.مرجع سابق ] ١٤٦[ اسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعيةيالس: ابن تيمية : أنظر - ٥١٢ ].٤/٢٤٠[رة ،، املكتبة العصرية القاه زاد املعاد يف هدي خري العبادابن القيم ، : أنظر - ٥١٣ ]١٠/٢٢٨[بريوت ، دار إحياء التراث العريب، ،٢، ط اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالفعلي بن سليمان ،:املرداوي: أنظر - ٥١٤ ].٤/٤٢[، بريوت ، دار الكتب العلمية ، حاشية رد احملتار على الدر املختارابن عابدين،: أنظر - ٥١٥، ] ١٣٤[، ط املعاهد األزهرية ، كفاية الطالب الرباين لرسالة ابن زيد القريواينم ، ١٩٧٧الكي ، ابن احلسن املصري امل: أنظر - ٥١٦

] .٢/٢٩٥[، ٢، ط جواهر اإلكليل شرح خمتصر خليل، م ١٩٤٧وصاحل عبد السميع اآليب األزهري ، . مرجع سابق] ٦/٤٥٧[ حاشية رد احملتار على الدر املختار ابن عابدين:أنظر - ٥١٧مكتـب البحـوث دار الفكـر ، حتقيـق ، بريوت ، اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاعهـ ، ١٤١٥، الشربييناخلطيب :أنظر - ٥١٨

].٤/٢٣٣[م،بريوت،دار الكتب العلمية ، ١٩٨٣، طالفتاوى الكربى الفقهية ، وابن حجر اهليثمي ] ٣/٢٠٧[، دار الفكر والدراسات .مرجع سابق ] ٢/١٣٤[ كفاية الطالب الرباين لرسالة ابن زيد القريواين، املالكيابن احلسن املصري :أنظر - ٥١٩

دار ، ، بريوت ٤ط ، سبل السالم شرح بلوغ املرام من أدلة األحكامهـ ، ١٣٧٩حممد بن إمساعيل األمري الصنعاين ، : أنظر - ٥٢٠ ].٤/٣٥[ حممد عبد العزيز اخلويل: حتقيق ،إحياء التراث العريب

٢٠٨

بات ، فال جرمية وال ما عليه مجاهري الفقهاء من عدم جواز إعمال القياس يف جمال العقو -١ .عقوبة إال بنص

ال حـد فيهـا وال والتعزير واجب يف كل معصية " رمحه اهللا تعاىل يقول اإلمام البهويت - . ٥٢١"كفارة

إن احلاصل وجوب التعزير بإمجاع األمة لكـل " وجاء يف حاشية رد احملتار البن عابدين - .٥٢٢"مرتكب معصية ليس فيها حد مقدر

واجتمعت األمـة " رمحه اهللا ٥٢٣ احلقائق شرح كرت الدقائق لإلمام الزيلعيوجاء يف تبيني - . ٥٢٤"يف كل كبرية ال توجب احلد ، أو جناية ال توجب احلد –أي التعزير –على وجوبه

وال كفارة وأما التعزير ففي كل معصية ال حد فيها ، " ويقول العالمة ابن القيم رمحه اهللا -"٥٢٥ .

معينة يف متعاطي املخدرات ، فلزم يف حقه التعزير وحيث مل ترد عقوبة. شارب اخلمر اليت يقول لعقوبة الوهي ذات " عقوبة اجللد " من بني العقوبات التعزيرية -٢

ا أصحاب الرأي األول ، فضال عن العقوبات التعزيرية األخرى كاحلبس ، أو السـجن أو .اخل ......

على اختالف أنواعها كما سبق ، تعطي للقاضي من املرونة ومن مث فإن العقوبات التعزيريةعلى حجم وقدر ناسبة على متعاطي املخدرات بناءالواسعة يف جمال توقيع العقوبة املواحلرية .جرمه

يف توقيع حد شرب اخلمر ، فمنهم من قال بأنه أربعون جلدة ، ومنهم اخلالف احلاصل -٣ .ال يفوض أمره إىل احلاكم من قال مثانون جلدة ، ومنهم من ق

. ٤٢٩، ص م ، الشركة املصرية للطباعة والنشر١٩٧٢، ط الروض املربع شرح زاد املستقنعمنصور بن يونس البهويت ، :أنظر - ٥٢١ .مرجع سابق ] ٤/٦٦[ حاشية رد احملتار على الدر املختار:ابن عابدين : أنظر - ٥٢٢العالمة أبو حممد الزيلعي ، من فقهاء احلنفية قدم القاهرة يف عثمان بن علي بن حمجن بن يونس أبو عمرو امللقب فخر الدين اإلمام - ٥٢٣

سنة مخس وسبع مائة فاضال ودرس ا ودرس وأفىت وصنف وانتفع الناس به ونشر الفقه ، مات يف رمضان بقرافة مصر سـنة ثـالث ] .١/٤٣٦[ الوفيات، ] ١/٣٤٥[ طبقات احلنفية:أنظر .وأربعني وسبع مائة رمحه اهللا تعاىل

دار الكتب اإلسالمي، القاهرة، تبني احلقائق شرح كرت الدقائق، هـ١٣١٣الزيلعي ، احلنفين عثمان بن علي فخر الدي: أنظر - ٥٢٤]٣/٢٠٧.[

.، مرجع سابق ] ٢/١١٨[ إعالم املوقعني عن رب العاملني: ابن القيم :أنظر - ٥٢٥

٢٠٩

هذا فال ميكن تطبيق عقوبة شارب اخلمر على متعاطي املخدرات ، وإمنا الواجب ىعل وبناء .يف هذه احلالة العقوبة التعزيرية حبسب ما يراه احلاكم مناسبا له

وبات ترسيخ الشريعة اإلسالمية وإرساءها ملبدأ التعازير يف اجلرائم اليت مل يرد بشأا عق -٤ .معينة ، إمنا هو مما يظهر عظمة الشريعة اإلسالمية ، وصالحيتها لكل زمان ومكان

: املخدرات تعزيراتعاطي عتادي عقوبة القتل ملأن عقوبة القتل تعد عقوبة من بني العقوبات التعزيرية ، رمحهم اهللا مما قرره مجهور الفقهاء

ـ الف بينهم يف حدود هذه العقوبة ووذلك إذا رأى اإلمام مصلحة يف ذلك ، على خ ال جم -:حتديدها

جيوز القتل تعزيرا يف اجلرائم اليت شرع القتل يف جنسـها : ٥٢٦فعند احلنفية وبعض احلنابلة •وكـذلك , إذا تكرر ارتكاا ، ومل ميكن دفع شر اجلاين فيها وكف أذاه عن اتمع إال به

ت ومل يفد فيها إال اإلعدام مثل جرمية اللـواط أو اجلرائم اليت تعد فسادا للمجتمع إذا تكرر .وكذلك من تكرر منه جنس الفساد ومل تردعه احلدود املقدرة, اغتيال النفوس ألخذ املال

جيوز القتل تعزيرا ولـو يف غـري : ٥٢٧وعند املالكية والشافعية والقول اآلخر عند احلنابلة •مالك والشـافعي بقتل الداعيـة إىل البدعـة فقد قال , اجلرائم اليت شرع يف جنسها القتل

. وكذا اجلاسوس, إلفساده يف األرض -:نستطيع القول عليها اإلدمان أو ، تعاطي املخدراتجرمية وبالنظر إىل •

أن غالبية الفقهاء الذين قالوا بتوقيع عقوبة احلد على متعاطي املخدرات قياسا علـى -، ومن مث عدم قتل من ٥٢٨تادي شرب اخلمراخلمر هم أنفسهم يقولون بعدم قتل مع

.هو من باب أوىلاعتاد تناول املخدرات قياسا على عدم قتل من اعتاد شرب اخلمر الفقهاء الذين قالوا بتوقيع عقوبة تعزيرية على من تعـاطي املخـدرات مل يـرد يف -

يف كالمهم القول بتوقيع القتل كعقوبة تعزيرية على من تناول املخدرات ، بل ورد . ٥٢٩أقوال البعض بأن يعزر دون احلد

] . ٤/٣٥٥[ الشرح الكبريالدرديري ، ، و] ٣/١٩٦[ حاشية رد احملتارابن عابدين ، : أنظر - ٥٢٦ : ابن تيمية،] ٤/٢٧١[ اإلقناع يف الفقه الشافعي: ،واملاوردي ] ٣/٣٥٧[ مواهب اجلليلحممد بن عبد الرمحن املغريب ، : أنظر - ٥٢٧

] ٥٨[احلسبة أيب احلسن علي بن أيب بكر بن عبد : تأليف، اهلداية شرح بداية املبتدي: احلنفية واملالكية والشافعية ، أنظر : هم مجهور الفقهاء - ٥٢٨

للبـاجي ، دار الكتـاب اإلسـالمي املنتقـى شـرح املوطـأ ، و]٤/١٠٩[ املكتبة اإلسـالمية : اجلليل الرشداين املرغياين، دار النشر ] .٦/١٣٠[م ، اهليئة املصرية العامة للكتاب ١٩٨٧لإلمام الشافعي ، ط كتاب األم ، و] ٣/١٤٢[بريوت

٢١٠

مل جيز الفقهاء لإلمام أو احلاكم توقيع القتل كعقوبة تعزيرية إال للمصـلحة العامـة -، أي يف ٥٣٠اخل.....، أو الداعي إىل بدعة أوكقتل اجلاسوس ، أو املكثر من اللواط

ويتعـدى مة ، اجلرائم اليت حتمل اخلطر العام على املصلحة العامة ، أو السياسة العاوال خيفى أن هذا األمر ال ينطبق على متعاطي املخدرات إذ غالبا ضررها إىل الغري ،

.أو خاصا به ال يتعداه ما يكون الضرر الناتج عنه فردياما عليه العمل عند أهل العلم هو عدم قتل من اعتاد شرب اخلمر لعـدم ن أوحيث -

من اعتاد تناول املخدرات حلال كذلك في، فكان ا ٥٣١وجود املصلحة العامة يف قتلهلعدم وجود املصلحة العامة يف قتله ، فعلم من ذلك أن العقوبة التعزيرية دون القتـل

.كافية يف حقه ورادعة له -:ملخدرات اإلجتار والترويج باعقوبة

:جتار باملخدرات مفهوم االملقصود أعم وأمشل مـن ذلـك ، إذ جتار باملخدرات ال يعين فقط البيع والشراء ، وإمنا ااال

يشمل مرحلة الزراعة والتجارة والصناعة ، وباجلملة يشمل كل وسيلة غري التعاطي بقصـد .الربح منها

-:حكم اإلجتار والترويج للمخدرات -، إذا حرمت شيئا على املسلم، حرمت عليه فعل الوسائل املفضية إليه، إن الشريعة اإلسالمية

ستفادة من نصوص القرآن الكرمي، والسنة النبوية الصرحية ، يف حترمي كـل وهذه القاعدة م . وسيلة مفضية إىل غاية حمرمة

ملا كانت املقاصد ال يتوصل إليها إال بأسباب وطـرق " :يقول العالمة ابن القيم رمحه اهللا .٥٣٢"تفضي إليها كانت طرقها وأسباا تابعة هلا معتربة ا

] .٤٥٨-٦/٤٥٧[ حاشية رد احملتار على الدر املختار:ابن عابدين : ع يراج - ٥٢٩ حاشية رد احملتار على الدر املختـار ، ] ٢٦٦-٢٦٥[البن القيم الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية: يراجع تفصيال يف ذلك - ٥٣٠

] .١٨٥-٣/١٨٤[البن عابدين املنتقى شرح املوطأ و] ٤/١٠٩[ اهلداية شرح بداية املبتدي: كية والشافعية أنظر هذا هو مذهب مجهور أهل العلم من احلنفية واملال - ٥٣١

.مراجع سابقة ] ٦/١٣٠[لإلمام الشافعي كتاب األم و] ٣/١٤٢[للباجي ] .٣/١٣٥[ إعالم املوقعنيابن القيم ، : أنظر - ٥٣٢

٢١١

الوسائل املؤدية إىل ترويج املخدرات حمرمة ، سواء كانت زراعتها أو تكون كل : ومن هناصناعتها أو ريبها ، ألن التعامل فيها على أي وجه ، مندرج قطعا يف احملرمات، باعتبارهـا

. وسيلة إىل احملرم واهللا ، كما ال خيفى أن زراعة املخدرات وصناعتها لتعاطي الناس هلا ، إعانة على املعصية

{ سبحانه وتعاىلاصي كقاعدة عامة ، يف قوله التعاون يف املعحرم تعاىل حانه سب

{٥٣٣. عتربمثل هذا الفعل ي، وال خيفى أن ريبها إعانة على تعاطيهاوىف زراعة وإنتاج املخدرات و

مـن -، خاصة وأن هذه الوسـائل شرعا حمرمة ، والرضا باملعاصي معصية باملعصية رضازراعة يئة هذه السموم املخدرة للتداول واالنتشـار - وترويج وصناعة مؤداها ومقصودها

. بني الناس تروجيا وتسويقا أمـر و وصناعة زراعةجتار باملخدرات بيعا وشراء واالأن : والذي خنلص به

كحرمة تناول املخدرات لكونه أخذ حكمها حمرم . -:العقوبـة

من ناحيـة تاجر ا ، واملروج هلا وامل من ناحية ال شك أن الفرق بني املتعاطي للمخدرات اد يكون ضرره حمصورا عليه بالدرجـة فرق كبري وواضح ، إذ أن املتعاطي يكأخرى بينهما

، عظـيم من فساداألوىل ، بعكس التاجر أو املروج أو املهرب فإن الضرر الناتج عن فعلهم لحـق األمـة يبل ال يقتصر على التاجر أو املهرب نفسه ، بليغة ، وأخطار جسيمة وأضرار

.مبجموعها وإذا كان التعزير بالقتل يعالعقوبات التعزيرية ، وال تطبق هذه العقوبة على من بني عقوبة د

نه ال بد أن يكون التعزير بالقتل هو العقوبـة إف –طبقا للرأي الراجح –متعاطي املخدرات العتبارات التاليـة بناء على اجتار باملخدرات ، وذلك األصلية والواجبة التطبيق يف جرمية اال

:- القتل (اإلعدام عقوبة جيد أن معاقبة تاجر املخدرات بما ذكره الفقهاء ئإن من يستقر -١قاعدة سد الـذرائع ، أو ثلهي العقوبة الواجبة التطبيق بناء على القواعد الفقهية العامة م )

.، وهي من قبيل السياسة الشرعية قاعدة درء املفسدة وجلب املصلحة

] .٢[سورة املائدة ،اآلية - ٥٣٣

٢١٢

روحه راحة للمجتمـع مـن إن يف تشديد العقوبة على تاجر املخدرات بقتله وإزهاق -٢جلب مصلحة ودرء مفسدة ، وهو أمـر واجـب تقـره الشـريعة وهو ما معناه فساده ،

. اإلسالمية التعزير منه ما يكون بالتوبيخ ، وبالزجر بالكالم ، ومنه ما " يقول اإلمام ابن القيم رمحه اهللا

القتـل إذا مل تنـدفع يسوغ بالقتل أي جيوز ب –التعزير –، وأنه .........يكون باحلبس .٥٣٤"املفسدة إال به

على مصلحة اتمع من هذا الشخص الذي لو ن يف قتل من يتاجر باملخدرات حفاظإ -٣رك الستشرى الفساد يف األرض بسببه ، فكان قتله تعزيرا هي العقوبة الالزمة يف حقـه ت ،

منعـا للسـعي يف األرض ومن مث جند أن فقهاء احلنفية قد أجازوا القتل تعزيـرا سياسـة .٥٣٥بالفساد

العقوبة املقـررة ملـن يأن عقوبة اإلعدام همن أعلن مفىت الديار املصرية قدميا ومبثل ذلك وإذا نظرنا إىل تداول املخدرات كفساد وإفسـاد : " رمحه اهللا يتاجر باملخدرات حيث قالم آية احلرابة بوجه عـام حك -فيها أي من يقومون باالجتار -للناس انطبق على متداوليها

. ٥٣٦" باعتبار أن العمل يف تروجيها إفساد يف األرض فجاز فرض عقوبة اإلعدام عليهم -:حفظه اهللا يوسف القرضاوي / ويقول الدكتور

قتل نفسـا نجيب أن تكون اإلعدام ، وإذا كان م -جتار املخدرات -إن عقوبة هؤالء" يقتلون جمتمعات ، يقتلون شعوبا يدمرون كياا ـذه فهؤالء، جيب أن يقتص منه واحدة

ولذلك جيب أن يكـون هـذا عقـام ....... املخدرات ليصبحوا من أصحاب الباليني وجرمية االجتار يف املخدرات ، هدف أصحاا اإلثراء على حساب صحة وعقول ....... ،

اإلعدام ، مث أم من ناحية أخرى الناس ، هذا ما ينبغي ألن نعلمه هؤالء ليس هلم عقوبة إال سـبحانه و حماربون هللا ورسوله وساعون يف األرض بالفساد ، هؤالء ينطبق عليهم قول اهللا

{ تعاىل يف سـورة املائـدة

.بتصرف ] ٢٦٥[ السياسة الشرعيةيف الطرق احلكميةابن القيم ، : أنظر - ٥٣٤ .مرجع سابق ] ٤/١٠٤[ حاشية رد احملتار على الدر املختارابن عابدين ، : أنظر - ٥٣٥م ، نشر األمانة العامـة للجنـة ١٩٩٥، ط حبوث وفتاوى إسالمية يف قضايا معاصرةالشيخ جاد احلق علي جاد احلق ، : أنظر - ٥٣٦

] .٥/٢٢١[الشريف ، للدعوة اإلسالمية باألزهر

٢١٣

{ إىل آخــر اآليــة}

{٥٣٨ ٥٣٧. ملن تـاجر باملخـدرات ، أو ) اإلعدام( القتل تعزيرا هو إجياب عقوبة: والذي خنلص به

روج هلا أو هرا ، أو سهائل وذلك للحيثيات اليت ذكرناها ل تعاطيها بأي وسيلة من الوسمـا إذا رأى وقد ختفض هذه العقوبة يف ظروف معينة لتصل إىل السجن ، وذلك يف حال ،

تسـتدعي كاجلهل أو وجود شبهة معينـة وجود أية مالبسات يف اقتراف اجلرمية القاضي . واهللا تعاىل أعلم ختفيف العقوبة

] .٣٣[املائدة ،اآلية سورة - ٥٣٧ . ]www.qaradawi.net[يوسف القرضاوي على شبكة اإلنترنت : أنظر موقع الدكتور - ٥٣٨

٢١٤

الثالث الفصل

لجرائم املهدرة لعصمة الدماء بني املقارنة التحليلية ل الشريعة اإلسالمية والقانون اليمين

-:وفيه ثالثة مباحث الفوارق األساسية بني الشريعة اإلسـالمية : املبحث األول -

والقانون الوضعي أوجه اتفاق القانون الـيمين مـع الشـريعة : املبحث الثاين -

اإلسالمية اختالف القانون اليمين مع الشـريعة أوجه : املبحث الثالث -

اإلسالمية

٢١٥

الفصل الثالث لجرائم املهدرة لعصمة الدماء املقارنة التحليلية ل

بني الشريعة اإلسالمية والقانون اليمين

، والشريعة اإلسالمية من اليت يعتربها القانون اليمين من جهةاجلرائم ذكرنا فيما مضى بعض .) اإلعدام ( ب على أساسها عقوبة القتل توجي، والدماء هدرة لعصمة جهة أخرى م

وسنتطرق هنا إىل بيان مدى التوافق واالختالف بني ما حدده القانون الـيمين أو حددتـه الشريعة اإلسالمية يف هذا اال ، وذلك عن طريق حصر اجلرائم املتفق عليها بني القـانون

املختلف فيها ، مث مناقشة وحتليل جلوانب االخـتالف اليمين والشريعة اإلسالمية ، واجلرائم .من عدمه مدى التقارب بني الشريعة اإلسالمية والقانون اليمين تبني لنخلص إىل نتيجة

-:املباحث التالية هذا رأينا أن نقسم هذا الفصل إىل وعلى . ي الفوارق األساسية بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضع: املبحث األول - . أوجه اتفاق القانون اليمين مع الشريعة اإلسالمية : املبحث الثاين - .أوجه اختالف القانون اليمين مع الشريعة اإلسالمية : املبحث الثالث -

٢١٦

املبحث األول الفوارق األساسية بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي

الشريعة اإلسالمية من جهة وبني القانون الوضعي أنه ال توجد مماثلة بني فيه ال شكمما بدايةمن جهة أخرى ، فالشريعة اإلسالمية ال متاثل القانون الوضعي ، وال تساويه ، بل وال يصح

.ة ختتلف متاما عن طبيعة القانونالشريعالسبب يف ذلك أن طبيعة أن تقاس به ، والمية واليت هي من عند اهللا سـبحانه ومن هنا يتبني لنا شدة الفرق والتباين بني الشريعة اإلس

.وتعاىل ، وبني القانون الوضعي الذي هو من صنع البشر ومبا أن الفروقات كبرية والتباينات متعددة رأينا أن يكون التركيز فقط علـى االختالفـات

أنه يف الكالم عليها ما يغين عن الكـالم ( على ما قيل اسية ، واملميزات اجلوهرية بناءاألس .٥٣٩)لى غريها ع

وسوف نسلك يف هذه املقارنة نفس املسلك ، وهو ما درج عليه أغلب علماء الشريعة الذين عبد القادر : الدكتور هؤالء تعمقوا يف دراسة القانون الوضعي ، وغاصوا فيه ، وعلى رأس

.إلسالمي مقارنا بالقانون الوضعيعودة رمحه اهللا يف كتابه التشريع اجلنائي اا نستطيع القول أن الشريعة اإلسالمية ختتلف عن القانون الوضعي اختالفا أساسيا وعلى هذ

-:من ثالث وجوه -:الوجه األول

-:من حيث املصدر ، وعليه حيث أن الشريعة اإلسالمية هي من عند اهللا تعاىل ، أما القانون فهو من صنع البشر

ومن هنا يظهر النقص الشديد , لتهم فإنه يتمثل فيه نقص البشر وعجزهم وضعفهم وقلة حيوالقصور الكبري يف الكثري من أجبديات القانون الوضعي ، واملواد اليت تنبثق منه ، ومـن مث

.وفق ما يتغري ويتبدل يف الواقع العملي للتغيري والتبديل فالقانون عرضةل فيهـا قـدرة اخلـالق فإا تتمث, أما الشريعة اإلسالمية فألا من عند اهللا سبحانه وتعاىل يصلح حاهلم ويقيم أمرهم ، وبنـاء سبحانه ، وكماله وعظمته وإحاطته جبميع خلقه ، وما

.أحكامه ال تتبدل وال تتغري فإنعليه -:ويترتب على كون الشريعة اإلسالمية من اهللا تعاىل ما يلي

.مرجع سابق ] ١٧[ التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعيعبد القادر عودة ، .د:أنظر - ٥٣٩

٢١٧

:كماهلا وخلوها من النقص -١اىل الذي له الكمال املطلق يف ذاته وصفاته وأفعاله ، وذلك ألن صانعها هو اهللا سبحانه وتع

.ومن هنا يظهر أثر هذا الكمال فيما يشرعه اهللا تعاىل من أحكام ومناهج إن من كمال الشريعة اإلسالمية بياا للحق بوضوح وجالء ، ميسرة بذلك سهولة الوصول

يصنعه اإلنسان ويشـرعه ، ، وهذا خبالف ما إىل احلق والتعرف عليه ملن أراده وحبث عنهفإنه ال ينفك عن معاين النقص واهلوى واجلهل ، وما ذلك إال ألن هذه املعاين صفات الصقة

.بالبشر ال تنفك عنهم وقد نص اهللا تعاىل يف كتابه الذي ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه على كمال هذه

، ودلت علـى والسنة على أا شريعة كاملة ، ودلت تفاصيلها الواردة يف الكتاب الشريعة . ذلك التجربة من أول جميء هذه الشريعة إىل يومنا هذا

{: تعاىلسبحانه وقال اهللا

{٥٤٠.

{: تعـاىل سبحانه و قالو

{٥٤١. ووجه الداللة من هذه اآلية أن اهللا نفى أن يقبل من أحد غري هذا الدين، ولوال أن هذا الدين

مع وجود نقص فيه - يلهكامل ملا صح النفي ، إذ نقصه يقتضي احلاجة إىل تكميله، وتكم .ال بد أن يكون من غريه، وغريه منفي القبول، فلزم أن يكون كامال ال نقص فيه -

{: تعاىل اهللا سبحانه و وقال

{٥٤٢.

. ]٣[ ية ، اآل سورة املائدة - ٥٤٠ . ]٨٥[ية سورة آل عمران ، اآل - ٥٤١ . ]٥٩[ ية،اآل سورة النساء - ٥٤٢

٢١٨

ووجه الداللة من هذه اآلية أن اهللا تعاىل أمر بطاعته ، وطاعة رسوله ، وأويل األمـر مـن ما اختلفوا فيه من شيء إىل اهللا والرسول ، فـدل املؤمنني ، مث عقب على ذلك باألمر برد

إال وله يف هذه -مبا فيهم الرعية ووالة أمرهم -على أنه ما من شيء خيتلف فيه املسلمون .الشريعة حكم فصل

.ولو كانت هذه الشريعة ناقصة ملا صحت هذه اإلحالة العامة ، فسـيجدها هجها يف التشريعإن الذي يطلع على تفاصيل هذه الشريعة العظيمة ويعلم من

شاملة كاملة كافية، يف كل باب من أبواب حياة البشر، تكفلت جبلب مجيع مصاحل العباد، كل املفاسد عنهم، ما متسكوا ا وأطاعوا اهللا يف أمره ويه، منها ما نـص -أو رفع -ودفع . عنه إلباحته، ومنها ما سكتت مشلته عللها، ومنها ما دخل يف عموم النصوص أو عليه

وكلف اهللا علماء األمة الذين تتوافر فيهم شروط االجتهاد أن يبينوا للناس ما جيد من قضايا ، وال بد أن جيد العامل اتهد الذي يستفرغ وسعه يف أي قضية من القضايا النازلة يف حياميف هذه الشريعة ماكباألمة ح .

وقد تويف الرسول صلى اهللا " : -مبينا كمال شريعة اهللا-ابن القيم رمحه اهللالعالمة وهلذا قال ، حىت ، وعلمهم كل شيء، إال ذكر لألمة منه علما ، وما طائر يقلب جناحيه عليه وسلم

، واألكل والشـرب، والركـوب ، والقيام والقعود آداب التخلي، وآداب اجلماع والنوم، والغىن والفقر، والصحة لعزلة واخللطة، وا ، والصمت والكالم ، والسفر واإلقامة والرتول

واملرض، ومجيع أحكام احلياة واملوت، ووصف هلم العرش والكرسي، واملالئكـة واجلـن، وإهلهـم أمت معبـودهم فهم والنار واجلنة، ويوم القيامة وما فيه حىت كأنه رأي العني، وعر

فهم األنبيـاء وعـر تعريف حىت كأم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله ونعوت جالله، م كانوا بينهم، وعرفهم من طـرق اخلـري وأممهم وما جرى هلم وما جرى عليهم حىت كأ

.٥٤٣إىل آخر كالمه رمحه اهللا ......"، والشر دقيقها وجليلها ما مل يعرفه نيب ألمته قبله -: االحترام والتقدير من قبل املؤمنني ا -٢

إمنا يصب يف دائرة اخلضوع هللا تعاىل ، والطاعة واالنقياد واالحترام ،وذلك ألن هذا التقدير إمنا هو طاعة وانقياد ملن شرعها وأنزهلا ، وهذه الطاعة واالحترام إمنـا هـي ، هلذه الشريعة

.طاعة اختيارية تنبع من النفس ، وتقوم على اإلميان واليقني

. ]٤/٣٧٥[ إعالم املوقعني عن رب العاملنيابن القيم ، : أنظر - ٥٤٣

٢١٩

إمنا يتعامل مع الرب جـل وعـال إن املؤمن يف تعامله مع أحكام الشريعة يعلم متام العلم أنه اخلالق سبحانه ألنه هو الذي أنزل هذه الشريعة ، وضمنها أحكامه وأوامـره ونواهيـه ، وألجل هذا االستشعار من قبل املؤمنني بالشريعة واملتمسكني ا يكون خضوعهم وشـدة

.التزامهم ، وعظيم امتثاهلم فإا ال تظفر ذا املقدار من االحتـرام سان ،اإلنأما القوانني واألنظمة الوضعية اليت شرعها

مـن اإلميـان واهليبة ، إذ ليس هلا سلطان على النفوس ، وذلك ألا مل تقم على أسـاس .واليقني

ولذلك فإن النفوس جترؤ على خمالفة القانون الوضعي كلما وجدت فرصة لذلك ، وهـذا اإلميان واليقني ، واخلوف مـن اهللا بعكس تعاملها مع الشريعة اإلسالمية عند وجود معيار

.سبحانه وتعاىل -:الوجه الثاين

-:من حيث طبيعة الوجود ـ الوضعي إمنا هو حيث أن القانون ا ؤوعبارة عن قواعد مؤقتة تضعها اجلماعة لتنظـيم ش

فهي وبالتايل وهذه القواعد غالبا ما تساغ وفق أمزجة ، وأهواء مصنفيها ، , وسد حاجااأو قد تكون يف مستواها يف خالل هذه الفترة ، ولكنها , اجلماعة ليست يف مستوىد قواع

.ألن القوانني ال تتغري بسرعة تطور اجلماعةعنها بعدها ، وما ذلك إال متخلفةحيـاة أما الشريعة اإلسالمية فقواعدها وضعها اهللا سبحانه وتعاىل على سبيل الدوام لتنظيم

.ايل فهي قواعد دائمة ال تقبل التغيري وال التبديل وبالت ، مؤوشالناس و -:ويترتب على هذا األمر ما يلي

لتشـمل ونصوصها من املرونة والعموم حبيث تتسع اإلسالمية أن تكون قواعد الشريعة -١ . وتعددت احلاجات وتنوعت, حاجات اجلماعة مهما طالت األزمان وتطورت اجلماعة

ؤكدها واقع الشريعة ومصادرها ، وطبيعة مبادئهـا وكلياـا ، ويدل على هذه احلقيقة وي . وهذا من األمور اجللية البديهية عند أهل الشريعة ، وأحكامها ومقاصدها

وهو ميثل مشكلة من أكـرب . وال شك أن التوفيق بني الثبات واملرونة أمر يف غاية الصعوبة .لزم اجلمود والتغيري يعين عدم االستقراراملشاكل اليت تواجه صناع القوانني ، فالثبات يست

ولقد استطاعت الشريعة الربانية التغلب على تلك املشكلة املعضلة فهي الشريعة الوحيدة اليت استطاعت أن جتمع بني الثبات واملرونة يف آن واحد ، فلقد طبقت هذه الشريعة منذ أكثـر

٢٢٠

وطبقتها اآلن أحسست أـا وليـدة من أربعة عشر قرنا من الزمان ، فإذا ما نظرت إليها .العصر الذي نعيش فيه ، وهذه هي املعجزة الربانية الكربى

ولكن كيف تغلبت الشريعة الربانية اخلامتة واخلالدة على هذه املشكلة ، أعين مشكلة اجلمع بني الثبات واملرونة ؟

اهللا فيها عنصر الثبـات واجلواب هو أن شريعة اإلسالم اليت ختم اهللا ا الشرائع ، قد أودع .واخللود وعنصر املرونة والتطور يف آن واحد

-: وميكن أن حندد جماالت الثبات وجماالت املرونة يف هذه الشريعة إمجاال يف عدة أمـور .فالثبات يكون على األصول والكليات

.واملرونة يف الفروع واجلزئيات - . والثبات يكون على األهداف والغايات - .واملرونة يف األساليب والوسائل - . الثبات على القيم الدينية وأمور العبادات و - .واملرونة يف الشئون الدنيوية من التعامالت والسياسات - .الثبات على املصادر الرئيسية من قرآن وسنة و -واملرونة فيما عدا ذلك من مصادر فرعيـة متجـددة كـالعرف واملصـلحة والقيـاس -

.ستحسان واالنوع ال يتغري عن حالة واحدة هو : األحكام نوعان : " تعاىل يقول اإلمام ابن القيم رمحه اهللا

، كوجوب الواجبـات ، وحتـرمي ، وال اجتهاد األئمة عليها ال حبسب األزمنة وال األمكنة .احملرمات ، فهذا ال يتطرق إليه تغيري وال اجتهاد خمالف ملا وضع عليه

ما يتغري حبسب اقتضاء املصلحة له زمانا ومكانا وحاال كمقادير التقـديرات : والنوع الثاين . ٥٤٤"فإن الشرع يتنوع فيها حبسب املصلحة ، وصفاا

وذه اخلاصية تستوعب الشريعة اإلسالمية كل ما جد من وقائع وما تبدل من عرف وعادة .صاحلني ، وبالتايل فال يستطيع أحد أن يصفها باجلمود

أن تكون قواعد الشريعة ونصوصها من السمو واالرتفاع حبيث ال ميكن أن تتـأخر يف -٢ .اجلماعة وقت أو عصر عن مستوى

دار ، بـريوت ، الثانية ، الطبعةإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ، م ١٩٧٥، ابن القيم حممد بن أيب بكر أيوب الزرعي :أنظر - ٥٤٤

. ] ١/٣٣٤[، حممد حامد الفقي: حتقيق، املعرفة

٢٢١

ومبا أن الشريعة من عند اهللا اخلالق سبحانه وتعاىل الذي يعلم النفس ويعلم ما يصلحها ومـا البقاء والتأقلم مـع يفسدها ، فلذلك ضمن املوىل سبحانه وتعاىل هذه الشريعة ما يكفل هلا

.متغريات احلياة ، األمر الذي حقق هلا التعايش أحكامها ما يكفل هلا السمو والرفعة املطلقة تشريع فكان يف

واالنسجام مع متطلبات العصر املتطورة يوما بعد آخر ، ويف الوقت نفسه حافظـت علـى . التغيري القواعد العامة ، واألصول الثابتة اليت ال تقبل التبديل وال

ولقد مر على الشريعة اإلسالمية أكثر من أربعة عشـر " عبد القادر عودة : يقول الدكتور واسـتحدثت مـن , وتطورت األفكار واآلراء تطورا كبريا , قرنا تغريت خالهلا األوضاع

وتغريت قواعد القـانون الوضـعي , العلوم واملخترعات ما مل يكن خيطر على خيال إنسان ظلت قواعـد , وبالرغم من هذا كله , ه مرات عديدة لتتالءم مع احلاالت اجلديدة ونصوص

وأكفل بتنظيم وسد , والظروف اجلديدة, الشريعة ونصوصها أمسى من مستوى اجلماعات .٥٤٥"وأقرب إىل طبائعهم وأحفظ ألمنهم وطمأنينتهم, حاجام

-:الوجه الثالث -:من حيث األصل ه اجلماعة ، وتلونه بعاداا وتقاليدها وتارخيها ، وتصيغه وفـق رؤيتـها فالقانون إمنا تصنع

.، وثقافتها وأفكارها ومنهجها فاجلماعة هي اليت تقود وتأرخيهم،ومبا أن القانون يتلون بتلون واضعيه وعادام وتقاليدهم

.هلاالقانون وليس هو القائد ن هذا األصل قد تغري يف الوقـت إه ، فودوإذا كان هذا هو األصل يف القانون من يوم وج

ن كان من ذلك إاحلايل ، إذ أصبح القانون ينظم اجلماعة يف الغالب كما يرى الساسة حىت و .ما ال يصلح للجماعات أصال

كن نتيجة لتطور اجلماعة كما أا مل ت, ت من صنع اجلماعة أما الشريعة اإلسالمية فإا ليس وإذا مل تكن الشـريعة , ه قلنع اهللا تعاىل الذي أتقن كل شيء خوإمنا هي من ص, وتفاعلها

فاملقصود من الشريعة قبل كـل , فإن اجلماعة نفسها من صنع الشريعة, من صنع اجلماعة .وإجياد الدولة املثالية , شيء هو خلق األفراد الصاحلني واجلماعة الصاحلة

.بتصرف ] ٢٠[مرجع سابق التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعيعبد القادر عودة ، .د:أنظر - ٥٤٥

٢٢٢

ه وقت نزوهلا على رسوله صـلى اهللا ومن هنا جاءت نصوصها أرفع من مستوى العامل كل وحيملها على التسامي , عليه وسلم منوذجا من الكمال ليوجه الناس إىل الطاعات والفضائل

.والتكامل حىت يصلوا أو يقتربوا من مستوى الشريعة الكامل وحـافظوا , ومن هنا جند أن الشريعة اإلسالمية تؤدي وظيفتها طاملا متسك املسلمون ـا

، وعملوا بأحكامها ، وقد جاءت كاملة ال يشوا نقص حاملة يف طياـا وسـائل عليها ألا يف كل األحـوال ترمـي إىل , وهي أصلح الشرائع, التقدم والتطور املستمر للمجتمع

وال تقنع , تكوين اجلماعة ومراعاة مصاحلها وتوجيهها دائما للتقدم املستمر والتطور الصاحل .٥٤٦لكمال التاممن ذلك مبا هو دون ا

.بتصرف ] ٢١[مرجع سابق التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعيعبد القادر عودة ، .د:أنظر - ٥٤٦

٢٢٣

الثاين ملبحثا القانون اليمين املتفق عليها بني اءاجلرائم املهدرة لعصمة الدم

الشريعة اإلسالميةو -:اجلرائم اليت مت حبثها يف الفصلني السابقني تنقسم إىل قسمني

جرائم وافق فيها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين الشريعة اإلسالمية يف كوا مهدرة - ) .اإلعدام ( الدم ، توجب عقوبة القتل لعصمة

، بني قانون اجلـرائم والعقوبـات اء جرائم اختلف احلكم يف إهدارها لعصمة الدم - . الشريعة اإلسالمية بني فقهاء وأاليمين

ويف هذا املبحث سنستعرض اجلرائم اليت وافق فيها قانون اجلرائم والعقوبـات الـيمين اإلعـدام ( وتستوجب عقوبة القتل مهدرة للدم ، جرائم الشريعة اإلسالمية يف كوا

.( -:يف أربع جرائم هي هاوميكن حصر

.جرمية القتل العمد -١ .جرمية الردة -٢ .جرمية الزنا -٣ .جرمية احلرابة -٤

ونبني فيها مدى توافق احلكم بني الشريعة اإلسالمية ، دةحوسنستعرض كل جرمية على .على ما متت دراسته فيما سبق والعقوبات اليمين بناء اجلرائم وقانون

٢٢٤

أوال جرمية القتل العمد

:عقوبة القتل العمد يف الشريعة اإلسالمية حكم الشريعة اإلسالمية يف بيان العقوبة املترتبة على هذه كنا قد ذكرنا يف الفصل الثاين

.٥٤٧اجلرميةتل العمد إذا اجتمعت شروطه يف الصفة وبينا إمجاع العلماء على وجوب القصاص بالق

. ويف املقتول ، واآليات واألخبار الدالة على هذا احلكم مبا يغين عن إعادته -:وإمجاع الفقهاء على ذلك حكاه أكثر من واحد

.٥٤٨فحكاه ابن قدامة يف املغين - .٥٤٩وحكاه الكاساين يف بدائع الصنائع - .٥٥٠قديروابن اهلمام رمحه اهللا يف شرح فتح ال - .٥٥١وعليش يف منح اجلليل -

-:واخلالصة هي العقوبة املقررة شرعا جلرمية القتل العمد ، وهذا أمر جممـع ) اإلعدام ( أن عقوبة القتل

.عليه بني فقهاء الشريعة قدميا وحديثا

] .١٥٦-١٥٤[ة القتل العمد يف الشريعة اإلسالمية يف الفصل الثاين عقوب: أنظر - ٥٤٧ ] .٩/٣٣٤[ املغينابن قدامة املقدسي ، : أنظر - ٥٤٨ ] .٦/٢٧٢[ بدائع الصنائع :الكاساين : أنظر - ٥٤٩ ] .٢٣/١٧٢[ شرح فتح القديركمال الدين ابن اهلمام ، :أنظر - ٥٥٠ .]٩/٣[ ، بريوت ، دار الفكر ، م ١٩٨٩ط ، منح اجلليل شرح خمتصر خليل عليش ،حممد بن أمحد بن حممد : أنظر - ٥٥١

٢٢٥

:عقوبة القتل العمد يف القانون اليمين وحمددة وهي القتل قصاصا ، وقـد أوردت جعل القانون اليمين عقوبة القتل العمد ثابتة

.من قانون اجلرائم والعقوبات هذه العقوبة ) ٢٣٤(املادة -:فجاء نصها يف قانون اجلرائم والعقوبات كما يلي

-) :٢٣٤(مـــادة من قتل نفسا معصومة عمدا يعاقب باإلعدام قصاصا ، إال أن يعفو ويل الدم ، فإن كان "

شرط الدية أو مات اجلاين قبل احلكم ، حكم بالدية ، وال اعتبار لرضاء العفو مطلقا أو باين عليه قبل وقوع الفعل، ويشترط للحكم بالقصاص أن يطلبه ويل الـدم وأن يتـوفر دليله الشرعي، فإذا ختلف أحد الشرطني أو كالمها واقتنع القاضي من القـرائن بثبـوت

القصاص أو سقط بغري العفو، يعزر اجلاين باحلبس مدة اجلرمية يف حق املتهم ، أو إذا امتنع ال تقل عن ثالث سنوات وال تزيد على عشر سنوات، وجيوز أن يصل التعزير إىل احلكم باإلعدام إذا كان اجلاين معروفا بالشر، أو ارتكب القتل بوسـيلة وحشـية ، أو علـى

ة الرتكـاب جرميـة شخصني فأكثر، أو من شخص سبق أن ارتكب قتال عمدا أو توطئأخرى أو إلخفائها ، أو على امرأة حامل ، أو على موظف ، أو مكلف خبدمة عامة أثناء

.٥٥٢"أو بسب أو مبناسبة تأدية وظيفته أو خدمته حىت لو سقط القصاص بالعفو بتها األصلية هـي والذي يتضح من هذا النص أن جرمية القتل العمد يف القانون اليمين عقو

ا ، ولكن تطبيقها يتطلب عددا من الشروط والضوابط ، والـيت إن ختلفـت اإلعدام قصاصكلها ، أو ختلف بعضها كانت العقوبة املقررة هي الدية ، وهلا أيضا شروط وضوابط ، فإذا ختلفت فإن العقوبة ستكون التعزير ، والذي قد يصل إىل اإلعدام إذا توافرت ظروف مشددة

وكل هذه األحوالالسجن الذي ال يزيد عن عشر سنوات ، ، وكذلك رتبت املادة عقوبة ، وإمنا جمال حبثنا هو ترتيب القانون اليمين عقوبة اإلعدام فقط عنـد ليست جمال حبثنا هنا

.توفر شروطها على جرمية القتل العمد

. ٦٠ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٥٥٢

٢٢٦

خالل هذه املقارنة ومن: ، وبني العقوبة اليت تقرها ة اليت يقرها القانون اليمين بشأن جرمية القتل العمدبني العقوب

يتبني لنا مدى توافق عقوبة القتل العمد والـيت هـي الشريعة اإلسالمية يف هذا اجلانب القصاص أو مبعىن آخر اإلعدام ، بني قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، وبني الشـريعة

هذا اجلانب على األمر الذي يضفي على القانون اليمين الشرعية والقداسة يف ، اإلسالمية يف هذا اجلانب صياغة للحكم الشرعي الذي أقرته الشريعة اإلسالمية ليس إالاعتبار أنه

.يف قالب قانوين وبالتايل يكون ذلك دافعا للمجتمع إىل احترام بنود هذا القانون ، والتعامل معها بنـوع

.من اجلدية واالحترام ، والتسليم هلا عند التقاضي

٢٢٧

ثانيا ة الردةجرمي

عقوبة الردة يف الشريعة اإلسالمية مر معنا يف الفصل الثاين عند احلديث عن جرمية الردة يف الشريعة اإلسـالمية أن الشـريعة

. ٥٥٣تقضي بعقوبة قتل املرتد الذي مل يتب من ردتهحكم ثابت يف أحاديث صحيحة ال مطعن فيها ، وعمل ا الصحابة رضوان اهللا وأن ذلك

عليهم يف زمن اخللفاء الراشدين ، وبعد عهدهم رضي اهللا عنهم ، وأطبق عليها مجاهري تعاىل . ع يف املذاهب اإلسالمية املعتربةأهل العلم ، ونقلوا على ذلك اإلمجا

.قتل ، وحكي ذلك عن عدد منهمحيث أمجع فقهاء اإلسالم على أن عقوبة املرتد هي ال . ٥٥٤ يف املغينابن قدامه رمحه اهللا فحكاه -

. ٥٥٥رمحه اهللا يف شرح منتهى اإلرادات والبهويت - .٥٥٦واإلمام النووي رمحه اهللا يف اموع - . ٥٥٧وابن عابدين رمحه اهللا تعاىل يف حاشية رد املختار - . ٥٥٨وقال اإلمام الشوكاين رمحه اهللا تعاىل يف السيل اجلرار -

وأمجع أهل العلم بأن العبد إذا ارتـد "وحكاه ابن املنذر رمحه اهللا يف اإلمجاع حيث قال - . ٥٥٩"فاستتيب فلم يتب قتل ، وال أحفظ فيه خالفا

-:واخلالصة تظافرت عليه هي العقوبة املقررة شرعا جلرمية الردة ، وهذا أمر) اإلعدام ( أن عقوبة القتل

.األدلة ، وأمجع عليه فقهاء الشريعة

] .١٧٩-١٧٢[عقوبة املرتد يف الشريعة اإلسالمية يف الفصل الثاين : أنظر - ٥٥٣ ] .١٠/٧٢[ املغين، املقدسي ابن قدامة: أنظر - ٥٥٤ ] .٣/٣٩٣[ شرح منتهي اإلرادات، البهويت يونس بن صالح الدين بن إدريس منصور بن:أنظر - ٥٥٥ ] .١٩/٢٢٨[ اموع النووي ،: أنظر - ٥٥٦تار على الدر املختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حاشية رد احمل حاشية ابن عابدين، م٢٠٠٠ -هـ ١٤٢١، ابن عابدين - ٥٥٧

.]٢٢٦ص/٤[النشر ، دار الفكر للطباعة و بريوت ،، حنيفة ] .٤/٣٧٢[ السيل اجلرارالشوكاين ، حممد بن علي : أنظر - ٥٥٨ .]١٢٢[، قطر ، مطابع الدوحة احلديثة ،الطبعة األوىل ، إلمجاعا، ]م١٩٨١[اإلمام ابن املنذر ، - ٥٥٩

٢٢٨

كل ذلك منثور يف كتب الفقه وليس اال هنـا وهذه العقوبة هلا أحكامها وضوابطها ، و .لبيان تفاصيلها

٢٢٩

عقوبة الردة يف القانون اليمين من قانون اجلرائم والعقوبات على إجياب عقوبة اإلعدام على املرتد وفق ) ٢٥٩(نصت املادة

-:شروط وضوابط معينة فجاء نص املادة كالتايل -) :٢٥٩(مــــادة

اإلسالم يعاقب باإلعدام بعد االستتابة ثالثا، وإمهاله ثالثني يومـا، كل من ارتد عن دين" ويعترب ردة اجلهر بأقوال أو أفعال تتناىف مع قواعد اإلسالم وأركانه عن عمد أو إصرار، فإذا

.٥٦٠"مل يثبت العمد أو اإلصرار وأبدى اجلاين التوبة فال عقاب ين يف عقوبة املرتد ، وأن العقوبة املقررة بـنص املادة السابقة تبني صراحة حكم القانون اليم

) .اإلعدام ( املادة السابقة هي عقوبة القتل واشترطت املادة إلجياب عقوبة اإلعدام أن تسبقها استتابة للمرتد مبعىن أنه يطالب بالتوبـة

عل يعد عما بدر منه والعودة إىل اإلسالم ، ويترك فترة ثالثني يوما لإلقرار بذلك ، فإن مل يف .مرتدا يستحق عقوبة اإلعدام

بناء على هذه املقارنة بني العقوبتني و: قـانون اجلـرائم ، وبني ما يوجبه الشريعة اإلسالمية ما أقرته يتبين لنا مدى التوافق بني

(ين بالنسبة لعقوبة املرتد الذي مل يتب ، وذلك بتوقيع عقوبة القتل ــوالعقوبات اليم . عليه) اإلعدام

واضحة بأن القانون اليمين قد اكتسب شرعية: وبالنظر إىل هذا التوافق نستطيع القول يف هذا املسألة ، األمر الذي يضفي عليه قداسة وإجـالال يف نفـوس املمتـثلني لـه ،

. واخلاضعني ألحكامه

. ٦٧ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٥٦٠

٢٣٠

ثالثا جرمية الزنا

عقوبة الزنا يف الشريعة اإلسالميةإىل بيان أن املقصود بالزنا هنا هو زنا احملصن ، وأن العقوبة املقررة يف أشرنا يف الفصل الثاين

، واليت أمجع عليها مجاهري أهل العلم هي الرجم حىت ٥٦١الشريعة اإلسالمية على هذه اجلرمية ) .القتل ( املوت

لـى بالسنة النبوية سواء القولية أو الفعلية ، إذ أمجعت تلك الروايات ع تثبت وهذه العقوبةفقد ، معاقبة الزاين احملصن بالرجم حىت املوت ، وبالنظر لبلوغ تلك األحاديث مرتبة التواتر

ال يعتد أمجع الفقهاء على مشروعية هذه العقوبة ومل خيالف يف ذلك إال طائفة من اخلوارج .٥٦٢برأيهم

-:ونقل اإلمجاع على هذا غري واحد من الفقهاء .٥٦٣املغين فنقله ابن قدامة رمحه اهللا يف - .٥٦٤والعالمة ابن رشد رمحه اهللا - .٥٦٥واخلطيب الشربيين رمحة اهللا تعاىل عليه - .٥٦٦وقال اإلمام الشوكاين رمحه اهللا يف نيل األوطار - .٥٦٧وحكى اإلمجاع كذلك اإلمام ابن املنذر رمحه اهللا -

] .١٦٦-١٦٠[لشريعة اإلسالمية يف الفصل الثاين عقوبة الزاين احملصن يف ا: أنظر - ٥٦١ ] .١٦١[هي فرقة من فرق اخلوارج تسمى األزارقة كما أشرنا إىل ذلك يف الصفحة - ٥٦٢ ].١٠/١١٧[ املغين، املقدسي - ٥٦٣ ] .٤/٢٧٣[ بداية اتهد واية املقتصد ابن رشد ، - ٥٦٤ ].٤/١٤٤[ مغين احملتاج اخلطيب الشربيين ، - ٥٦٥دار ، بريوت ، نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار، م١٩٧٣، الشوكاين حممد بن علي بن حممد :أنظر - ٥٦٦

.]٧/٢٥٤[ ، اجليل ] .١١٢[، لإلمام ابن املنذر ، اإلمجاع - ٥٦٧

٢٣١

-:واخلالصة رعا جلرمية الزنا فيما إذا كـان هي العقوبة املقررة ش) اإلعدام ( أن عقوبة الرجم حىت املوت

كما بينا من خالل تظافرت عليه األدلة ، وأمجع عليه فقهاء الشريعة وهذا أمر ،الزاين حمصنا .املصادر السابقة

٢٣٢

عقوبة الزنا يف القانون اليمين ة من قانون اجلرائم والعقوبات اليمين العقوبة اليت يستوجبها مقترف جرمي) ٢٦٣(بينت املادة

الزنا فيما لو كان حمصنا ، وبينت املادة أن العقوبة املقررة لذلك هي عقوبة الـرجم حـىت أشرنا إليها ( ، ورتبت شروطا معينة جيب توافرها يف مرتكب هذه اجلرمية ) اإلعدام ( املوت

) .يف موضعها -:ونص املادة هو كما يلي

-) :٢٦٣(مــــادة ، ويعاقب الزاين والزانية يف غري شبهة أو إكراه باجللد ء يف القبلالوطء املعترب زنا هو الوط"

، ، وجيوز للمحكمة تعزيره باحلبس مدة ال جتاوز سـنة مائة جلدة حدا إن كان غري حمصن .٥٦٨"وإذا كان الزاين أو الزانية حمصنا يعاقب بالرجم حىت املوت

الزنا فيما إذا كان الزاين حمصنا واليت هي وإذا تأملنا يف العقوبة اليت رتبها القانون على جرميةالرجم حىت املوت ، نالحظ أن القانون اليمين قد أخذ فيها برأي مجهور الفقهـاء القـائلني

.مبشروعية الرجم للزاين احملصن وبعد التأمل والنظر إىل أحكام القانون اليمين يف أنه بعد هذه املقارنة وخالصة القول

سالمية يف هذا األمر ،فإننا جنـد توافقـا نته مبا تقره الشريعة اإلهذه املسألة ، ومقار .كبريا بينهما

جرمية الزنـا ففي املادة السابقة من القانون جند أن املشرع اليمين يقضي مبعاقبة مقترف جم حىت املوت ، وهي نفس العقوبة اليت رذكرا كان أو أنثى يف حال كوما حمصنني بال

نستطيع القـول ذلك عة اإلسالمية على هذا النوع من اجلرائم ، وبناء علىتقرها الشري . بأنه ال تعارض بني حكم الشريعة اإلسالمية ، وما يوجبه القانون اليمين يف هذه املسألة

. ٦٨ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ٥٦٨

٢٣٣

رابعا جرمية احلرابة

:عقوبة احلرابة يف الشريعة اإلسالمية ابة هي اآلية الكرمية من سورة املائدة وهي واألصل يف إجياب العقوبة على مرتكب جرمية احلر

ــ ــاىله قول {تع

{٥٦٩. وعلى خالف بني الفقهاء هل هذه العقوبة على التخيري أم على الترتيـب ؟ إال أن النتيجـة

.واحدة ، وهي توقيع هذه العقوبة الرادعة على مرتكب هذه اجلرمية اخلطرية القول بالتخيري وذلك لداللة ظاهر اآلية على التخيري ، حيث أن اإلمـام : رجحنا وكنا قد

.٥٧٠خمري فيما يراه حمققا للمصلحةمن القتل أو أخذ املال ، لكن شرورهم وفسـادهم أعظـم خاليةفقد تكون جرمية احلرابة

، ونشر بكثري من ذلك ،كما يف قضايا اخلطف واالغتصاب ، وترويع اآلمنني يف مساكنهمالرعب واخلوف يف اتمع مما تقتضي معه املصلحة معاقبة ارمني بأقسى العقوبات وختليص

.اتمع من شرورهم وفسادهم

] .٣٣[،اآلية املائدة سورة - ٥٦٩ ] .١٩١ -١٨٥[عقوبة احلرابة يف الشريعة اإلسالمية يف الفصل الثاين :أنظر - ٥٧٠

٢٣٤

:عقوبة احلرابة يف القانون اليمين من القانون عن عقوبة احملارب ، وبالنظر يف نص املادة السابقة جند ) ٣٠٧(حتدثت املادة

لعقوبات اليمين قد تابع الشريعة اإلسالمية يف إجياب العقوبة علـى أن قانون اجلرائم وا .احملارب

تأسيا يف ذلك بالفقهاء الذين على اجلرم الذي أحدثه ،بناء عقوبة احملارب القانون رتب و وإن كنا قد رجحنا غريه يرون أن العقوبة مبنية على الترتيب ، وهو أمر ، إال أن له وجه

. ٥٧١معترب -:العقوبة فيما يلي القانون حصرو

مدة ال تزيد عل مخس سنوات ، وذلك إذا كانت اجلرمية تقتصـر فقـط : احلبس - .على جمرد اإلخافة والترويع دون إحلاق أي ضرر أخر

قطع اليد اليمىن والرجل اليسرى ، وذلك إذا مجع بني اإلخافة والترويع ، : القطع - .وأخذ املال

ا أدى الفعل إىل موت إنسان فتكون العقوبة اإلعدام حدا ، وذلك فيما إذ: اإلعدام -وتكون عقوبة الشريك الذي مل يسهم يف القتل احلبس تقدر مدا مبا ال تزيد عن

.مخسة عشر عاما وذلك إذا مجع بني أخذ املال ، وقتل الشـخص ، ويعاقـب : اإلعدام والصلب -

.سة عشر عاماال تزيد عن مخوهي احلبس مدة ، الشريك بنفس العقوبة السابقة إضافة إىل تلك العقوبات حيفظ كذلك حق ويل الدم ، فله احلق يف الدية أو األرش -

.حبسب األحوال وذلك والشاهد هنا القول بإجياب عقوبة اإلعدام على احملارب ، يف حالة إحداثه للقتـل والـذي

وبالتايل فالعقوبة املترتبة عليـه يظهر أن ذلك ال خالف فيه على اعتبار أن احملارب قد قتل ، .هي القتل وال خالف يف ذلك

وقد ذهب إىل هذا الرأي مجهور الفقهاء أبوحنيفة والشافعي وأمحد وقتادة والسدي وعطاء وسعيد بن جبري والربيـع ومحـاد - ٥٧١

. وإبراهيم النخعي والليث وإسحاق وابن جرير الطربي وأبو جعفر وهو رواية عن ابن عباسبداية : ، ابن رشد ] ٥/٤٢٣[ شرح فتح القدير: ، ابن اهلمام ] ٨/٣٨٨[املغين : ، ابن قدامة ] ٦/١٣٦[ جامع البيان: الطربي : أنظر

] .٢/٤٥٥[ اتهد

٢٣٥

املقارنة السابقة بني العقوبتني ومن خالل: يتبين لنا مدى التوافق بني العقوبة اليت قررها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، وبني ما

الـيمين عقوبـة حيث رتب القـانون ، قررته الشريعة اإلسالمية بالنسبة جلرمية احلرابة .يا يف ذلك بالشريعة اإلسالمية اجلرم الذي أحدثه ، تأسمقدار على بناء احملارب

٢٣٦

املبحث الثالث املختلف فيها بني القانون اليمين اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء

والشريعة اإلسالميةمية ويف ضـوء النوع الثاين من اجلرائم اليت سبق دراستها يف ضوء أحكام الشريعة اإلسـال

نصوص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، هي تلك اجلرائم اليت اختلف احلكـم يف كوـا بـني الشـريعة ) القتل أو اإلعدام ( مهدرة لعصمة الدم ، وتستوجب عقوبة إتالف النفس

.اإلسالمية والقانون اليمين -:وميكن حصرها يف جمال دراستنا اليت سبقت إىل أربع جرائم هي

.جرائم اخلطف والتقطع -١ .جرمية اللواط -٢ .جرمية الدياثة -٣ .جرائم املخدرات -٤

من خالل أحكام الشريعة اإلسـالمية ، وسوف نستعرض عقوبة كل جرمية منها على حدةراء مث نسعى لبيان مدى ما يترجح مـن آ على ما سبق ، بناء ونصوص مواد القانون اليمين ،

. وحة يف املسائل املطر

٢٣٧

أوال جرائم اخلطف والتقطع

-:عقوبة اخلطف والتقطع يف الشريعة اإلسالمية ، ضمن جرائم احلرابة غالبا دخلتجرائم اخلطف والتقطع أن معظم صور كنا قد ذكرنا

وعلى هذا فاال واسع أمام القاضي الشرعي إلنزال العقوبة املالئمة مبا يتناسب مع مقدار هذه اجلرمية ، وذلك ضمن حدود العقوبة احلدية جلرمية احلرابـة والـيت الضرر الناتج عن

{: تضمنتها اآلية الكرمية من سورة املائدة وهي قوله تعـاىل

{٥٧٢. تتالءم معهـا العقوبـات ) االختطاف ( بعض الفقهاء يرى أن بعض صور هذه اجلرمية و

.س أو الضرب أو حىت القتل تعزيراالتعزيرية ، كاحلبعلى حجـم ودرجـة يف إنزال العقوبة املناسبة بناءعترب خمريا فاإلمام ي: أي حالوعلى

اجلرمية املقترفة ، فإن كان هلذه اجلرمية مثيل أو صورة من صور احلرابة طبق فيهـا ذلـك ى تلك الصور ، فـإن احلكم ، وإن كانت من الصور املستحدثة واليت ال شبه فيها بإحد

جمال العقوبات التعزيرية جمال واسع ، ويستوعب تلك اجلرائم وغريها ، وذلك حبسـب .املصلحة اليت يراها اإلمام

] .٣٣[،اآلية املائدة سورة - ٥٧٢

٢٣٨

: عقوبة اخلطف والتقطع يف القانون اليمينم علـى مجلـة مـن العقوبـات ١٩٩٤لسنة ) ١٢(قانون اجلرائم والعقوبات رقم اشتمل

تتفاوت من مخس إىل سـبع مث التقطع تشمل احلبس من مددتستهدف جرائم اإلختطاف وعملية اإلختطاف قتل ، أو زنا إىل عشر سنوات ، إضافة إىل عقوبة اإلعدام يف حال صاحب

. أو لواط , -:ما يلي ) ٢٤٩(حيث كان نص املادة

يعاقب باحلبس مدة ال تزيد على مخس سنوات كل من خطف شخصا ، فإذا وقع اخلطف " أنثى أو على حدث أو على جمنون أو معتوه ، أو كان اخلطف بـالقوة أو التهديـد أو على

احليلة كانت العقوبة احلبس مدة ال تزيد على سبع سنوات ، وإذا صاحب اخلطف أو تـاله إيذاء أو اعتداء أو تعذيب كانت العقوبة احلبس مدة ال تزيد على عشر سنوات ، وذلك كله

ل إذا ترتب على اإليـذاء مـا الدية أو األرش على حسب األحودون إخالل بالقصاص أو ايقتضي ذلك ، وإذا صاحب اخلطف أو تاله قتل أو زنا أو لواط كانت العقوبـة اإلعـدام

"٥٧٣. :نت على جرمية احلرابة وبي) ٣٠٦(كذلك نصت املــادة

حبر أو طـائرة أن من تعرض للناس بالقوة أيا كانت يف طريق عام أو صحراء أو بنيان أو " فأخافهم وأرعبهم على نفس أو مال أو عرض واحدا أو مجاعة وألي غرض غري مشـروع

.٥٧٤"قهرا أو جماهرة اعترب حماربا من نفس القانون عقوبات احملارب الـيت قـد تصـل إىل اإلعـدام ) ٣٠٧(وحددت املادة

.والصلب -:ونص املادة هو كالتايل

:يعاقب احملارب " .بس مدة ال تزيد على مخس سنوات إذا اقتصر فعله على إخافة السبيل باحل: أوال بقطع يده اليمىن من الرسغ ورجله اليسرى من الكعب إذا أخذ ماال منقوال مملوكا : ثانيا

. لغريه ويعاقب شريكه الذي مل يأخذ ماال باحلبس مدة ال تزيد على عشر سنوات

. ٦٤ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٥٧٣ . ٨٠ص قوبات اليمين قانون اجلرائم والع : أنظر - ٥٧٤

٢٣٩

إىل موت إنسان تكون عقوبته اإلعدام حدا ويعاقب إذا أدى فعل أي من احملاربني: ثالثا . من مل يسهم يف القتل باحلبس مدة ال تزيد على مخسة عشرة عاما

باإلعدام أو الصلب إذا أخذ ماال وقتل شخصا ويعاقب من مل يسهم يف األخذ أو : رابعا . القتل باحلبس مدة ال تزيد على مخسة عشر عاما

.٥٧٥"تقدمة حبق ويل الدم يف الدية واألرش حبسب األحوال وال ختل العقوبات املم بشـأن ١٩٩٨لعـام ) ٢٤(وكان قد أحلق هذا القانون بقانون جديد مسي بالقانون رقم

-:مادة ، حيث ) ١٢(والذي حيتوي على ، ٥٧٦مكافحة جرائم االختطاف والتقطع والتقطع أو ب تنص املادة األوىل منه على إعدام كل من تزعم عصابة لالختطاف -

. املمتلكات العامة أو اخلاصة بالقوة ، ويعاقب الشريك بنفس العقوبة سـنة، ١٢سـنة و ٢٥كما تنص بقية املواد على العقوبة باحلبس مددا متفرقة بني -

وعشر سنوات دون اإلخالل بالقصاص أو الدية أو األرش على حسب األحوال ، إىل غري .ذلك

. ٨٠ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ٥٧٥ . ٨٨إىل ٨٦أنظر نصوص القانون حيث أحلق بقانون اجلرائم والعقوبات من ص - ٥٧٦

٢٤٠

-:التحليل املقارن التوافق بني ما أثبتته الشريعة مدى بعد النظر والتأمل يف كال العقوبتني السابقتني يظهر لنا

لسـنة ) ١٢(اإلسالمية ، وبني العقوبة اليت نص عليها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين رقم من ناحيـة –االختطاف والتقطع جرائم -م يف شأن مقترف هذا النوع من اجلرائم ١٩٩٤

مـن القـانون ) ٢٤٩(حيث أوجبت املادة تطبيق حدود احلرابة على مقترف هذه اجلرمية متفاوتة على الفعل ارد ، ومضاعفة العقوبة إذا صـاحب امدد) احلبس ( عقوبة السجن

.قوة أو ديد أو حيلة ) االختطاف ( الفعل اء ، أو اعتداء ، أو تعذيب مع مراعاة حق اين عليـه يف ومضاعفتها أكثر إذا صاحبها إيذ

.القصاص أو الدية أو األرش اجلرمية قتل أو زنا أو لواط ، فإن العقوبة املقررة هي اإلعدام وأما إذا صاحب.

وبالنظر إىل نصوص هذه املادة نالحظ أن قانون اجلرائم والعقوبات اعتمـد هـذه -، ومما ال شك فيه أن على مقدار وحجم اجلرمية بناء مث ضاعفها) احلبس ( لعقوبة ا

هذه العقوبة هي ما يسميه الفقهاء بعقوبة النفي كما يف مذهب املالكية واحلنفيـة . ٥٧٧وكذلك الشافعية

وأما بالنسبة لعقوبة اإلعدام فهي كذلك عقوبة حدية من عقوبات جرائم احلرابة ، -د قف قومبناها قائم على اعتبار أن املختطيف قتله حدا وبالتايل فال إشكال ، ل ت

اجللد لغري احملصن ، والرجم للمحصن ، وهنـا هي وحيث أن عقوبة الزنا برضا املرأة يف هذه احلالة تسلب املرأة عفتها وشرفها رغما عنها ، ومبا أن فعل احملاربة وإخافـة

.هي القتلتل ، فكانت العقوبة هنا السبيل يستحق الفاعل عليه عقوبة القفكما ذكرنا يف جرمية اللواط أن العقوبة يف الشـريعة : اجلرمية لواط وأما إذا صاحب

ى هذا لاإلسالمية هي قتل الفاعل واملفعول به على الراجح من أقوال أهل العلم ، وع .صاحب جرمية االختطاف جرمية لواط فال إشكال يف عقوبة القتل إذا

حددت العقوبات اليت تسـتوجب علـى احملـارب ، فإا قد ) ٣٠٧(وأما املادة -وبالتأمل فيها جند أن القانون اليمين قد تابع فيها الشريعة اإلسالمية من حيث إجيـاب

Intel Multimediaماليزيا ، طبعة –كواالملبور ، الفقه اجلنائي اإلسالمي، م ٢٠٠١احلاج إمساعيل ، فائزة . د :أنظر - ٥٧٧

And Publication ، ٢٠٥ص.

٢٤١

علـى نـص بناء –والذي يعترب املختطف صورة من صوره –العقوبة على احملارب -:من القانون واليت نصت على ما يلي ) ٣٠٦(املادة

لقوة أيا كانت يف طريق عام أو صحراء أو بنيان أو حبر أو طـائرة من تعرض للناس با" فأخافهم وأرعبهم على نفس أو مال أو عرض واحدا أو مجاعة أو ألي غـرض غـري

.٥٧٨"مشروع قهرا أو جماهرة اعترب حماربا م والذي مسي بقـانون ١٩٩٨لعام ) ٢٤(وأما القانون اجلديد والذي صدر برقم -

:طاف والتقطع ، فنبني أوال مكافحة جرائم االخت : ظروف نشأة هذا القانون -ختطـاف ، وذلك بعد أن انتشرت جـرائم اال معينة مت إصداره نتيجة ظروفحيث

والتقطع يف البالد بصورة وواسعة ، وزادت املطالبات الشعبية مبزيد من العقوبات كبريةونية مل تعد مبستوى الفاعليـة الصارمة للقضاء على هذه الظاهرة ، وأن العقوبات القان

.لتحقيق هذا الغرض ومن هنا نالحظ غلبة العقوبات التعزيرية على أحكامه ، حيث تنص املادة األوىل منه على

ب املمتلكات العامـة أو اخلاصـة إعدام كل من تزع م عصابة لالختطاف والتقطع أو . ٥٧٩بالقوة ، ويعاقب الشريك بنفس العقوبة

، سـنة ١٢سنة و ٢٥ية املواد على العقوبة باحلبس مددا متفرقة بني كما تنص بق -وعشر سنوات دون اإلخالل بالقصاص أو الدية أو األرش على حسب األحوال ، إىل غري

.٥٨٠..ذلكشكل عام بوبالتأمل والنظر فيما حتدثه هذه اجلرائم من مفاسد وأخطار دد كيان اتمع

نت وضياع احلقوق كان لزاما الضرب بيد من حديد على كل من ، وأدت إىل الكثري من الفم خمريا يف إنزال العقوبـة تسول له نفسه العبث بأمن البلد ، ومقدراته ، ومن هنا كان احلاك

.على مقدار وحجم الضرر بناءوإذا كان الفقهاء قد تكلموا على احملارب الذي يتميز على غريه بالرأي أو التدبري أو القـوة

.وما يسمى اليوم بالزعيم أو القائد هلذه العصابة

. ٨٠ص قانون اجلرائم والعقوبات اليمين: أنظر - ٥٧٨ . ٨٦املادة األوىل من القانون ص : أنظر - ٥٧٩ .من املصدر السابق ) ١٢-٢(املواد من : أنظر - ٥٨٠

٢٤٢

بني العقوبات الواردة يف آية احلرابة حبسب مـا حيث يرى املالكية والظاهرية أن اإلمام خمري، وأن وجه االجتهاد قتلـه أو ٥٨١يراه مالئما للمصلحة العامة وخطورة ارم وحجم اجلرمية

.صلبه ألن القطع ال يدفع ضرره عصابة يف جرائم االختطاف هو من له الرأي والتدبري يف التخطيط هلذه اجلـرائم ، وزعيم ال

.واإلشراف على تنفيذها ووجه االجتهاد املالكي والظاهري فيه هو قتله أو صلبه ، وهو ما يترجح لنا يف هذه املسألة

ص على إزالة على اعتبار كونه موافقا للمصلحة العامة ، وقواعد الشريعة اإلسالمية اليت حترالضرر ، ودفع اخلطر ومحاية اتمع وأمنه واستقراره ، وهذه العصابات ضـررها كـبري ،

.وزعيمها والعقل املدبر ألفعاهلا رأسها وإزالة هذا الضرر إمنا يكون باستئصال -:والذي خنلص به من هذا التحليل

كانت حدية أو تعزيرية على أنه ال تعارض بني ما يوجبه القانون اليمين من عقوبات سواء يف نصوص وأحكام الشريعة اإلسـالمية ما تقره مقتريف جرائم االختطاف والتقطع ، وبني

.تعاملها مع هذه اجلرائم

علـي و ،] ٤/٥٤٦[، دار الفكر ، بريوت ، منح اجلليل شرح على خمتصر سيد خليل، م١٩٨٩ -هـ ١٤٠٩عليش ، : أنظر - ٥٨١

.]١٣/١٥٥[، جلنة إحياء التراث العريب: دار اآلفاق اجلديدة ، حتقيق، بريوت، احمللى ، بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري

٢٤٣

ثانيا جرمية اللواط

:يف الشريعة اإلسالمية عقوبة اللواطسـالمية كنا قد ذكرنا فيما سبق عند احلديث عن جرمية اللواط من وجهة نظر الشريعة اإل

اختالف العلماء حول العقوبة الشرعية اليت يستوجبها مقترف هذه اجلرمية وخالصة آراءهم -:على النحو التايل

منهم من يرى أن هذه اجلرمية أشد من جرمية الزنا ، وبالتايل فريون أن العقوبة هلا ال بد /١كان الفاعل واملفعـول بـه أن تكون أشد من عقوبة جرمية الزنا ، فريون القتل مطلقا سواء

حمصنني أو غري حمصنني وهذا قول اإلمام مالك رمحه اهللا ورواية عن أمحد والشافعي ، وهو قول علي وابن عباس وجابر بن زيد وعبد اهللا بن معمر والزهري وأيب حبيـب وربيعـة و

.٥٨٢إسحاق و قتادة و األوزاعي و أبو يوسف و حممد بن احلسن و أبو ثور وغريهم ومن الفقهاء من يرى أنه نوع من الزنا ألنه إيالج فرج آدمي يف فرج آدمي ال ملك له /٢

فإذا ثبت كونه زنا دخل يف عمـوم . فيه وال شبهة ملك فكان زنا كاإليالج يف فرج املرأة اآلية ، وألنه فاحشة فكان زنا كالفاحشة بني الرجل واملرأة ، وبالتايل إذا كان الالئط حمصنا

ه الرجم ، وإن كان غري حمصن وجب عليه اجللد والتغريب ،وهذا القول ذهـب وجب علي .٥٨٣إليه اإلمام الشافعي رمحه اهللا ، ورواية عن اإلمام أمحد

ومن الفقهاء من يرى أن جرمية اللواط معصية من املعاصي مل يقدر اهللا تعاىل وال رسوله /٣ا التعزير كأكل امليتة والدم وحلم اخلرتير ، فكان فيه، صلى اهللا عليه وسلم فيها حدا مقدرا

وألا وطء يف حمل ال تشتهيه الطبائع بل ركبها اهللا تعاىل على النفرة منه حىت احليوان البهيم فلم يكن فيها حد كوطء احلمار وغريه ، وألنه ال يسمى فاعلها زانيا لغـة وال شـرعا وال

ى حد الزانيني ، وإىل هذا الرأي ذهب اإلمـام عرفا ، فال يدخل يف النصوص من الداللة عل . أبو حنيفة رمحه اهللا تعاىل

ما ذهب إليه أصحاب القول األول وهم مجهور األمة وحكاه غري واحد : وكنا قد رجحناالقتل مطلقا سواء كان الفاعل واملفعول من أنه إمجاع للصحابة رضي اهللا عنهم والذي يرى

] .١٠/١٥٥[ املغين املقدسي ، :أنظر - ٥٨٢ ]٤/١٤٤[مغين احملتاج اخلطيب الشربيين ، و ،] ٣/٣٣٤[ املهذب الشريازي ، :أنظر - ٥٨٣

٢٤٤

وهى تلي ، ، إذ ليس يف املعاصي مفسدة أعظم من مفسدة اللواط به حمصنني أو غري حمصنني إذ أن اهللا سبحانه وتعاىل جعـل حـد ، مفسدة الكفر ورمبا كانت أعظم من مفسدة القتل

القاتل إىل خرية الويل إن شاء قتل وإن شاء عفا ، وحتم قتل اللوطي حدا كما أمجع عليـه ت عليه سنة النيب عليه الصـالة والسـالم ودل صلى اهللا عليه وسلم ، أصحاب رسول اهللا

الصرحية اليت ال معارض هلا ، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضـي اهللا تعـاىل . عنهم أمجعني

٢٤٥

: عقوبة اللواط يف القانون اليمينمن قانون اجلرائم والعقوبات اليمين تعريف جرمية اللواط ، والعقوبـة ) ٢٦٤(حددت املادة

-:على اقترافها فكان نص املادة كالتايل املقررة اللواط هو إتيان اإلنسان من دبره ، ويعاقب الالئط وامللوط ذكرا كان أو أنثى باجللـد "

مائة جلدة إن كان غري حمصن ، وجيوز تعزيره باحلبس مدة ال جتـاوز سـنة ، ويعاقـب . ٥٨٤"بالرجم حىت املوت إن كان حمصنا

حتديد القانون اليمين للعقوبة على ثالث حـاالت هوادة السابقة والذي يتبني لنا من نص امل -:هي

.اجللد مائة جلدة للفاعل واملفعول به ذكرا كان أو أنثى إذا كانا غري حمصنني / ١العقوبة بالتعزير إذا رأى القاضي ذلك ، وذلك يف حال كوما غري حمصـنني ، / ٢

.ة وتكون العقوبة باحلبس مدة ال جتاوز السن .حىت املوت فيما إذا كانا حمصنني ) اإلعدام( العقوبة بالرجم / ٣

. ٦٩ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ٥٨٤

٢٤٦

-:التحليل املقارن القـانون بالنظر إىل العقوبة السابقة اليت رتبها القانون اليمين على هذه اجلرمية ، جنـد أن

جلرمية جبرمية الزنا من حيث العقوبـة املترتبـة اليمين قد أخذ بالقول الذي يرى تشبيه هذه اعليها رغم تأكيده على كوا جرمية منكرة وفاحشة عظيمة ، وختتلف عن جرمية الزنـا يف

.بعض تفاصيلها -: اآليت والعقوبة اليت ذهب إليها القانون تتلخص يف

.غري حمصنني به اجللد مائة جلدة إذا كان الالئط وامللوط - .ر باحلبس مدة ال جتاوز سنة كذلك يف حال كوما غري حمصنني والتعزي - .والرجم حىت املوت إن كانا حمصنني -

وبالتأمل يف هذه العقوبة جند أن القانون اليمين قد أخذ فيها بالقول الذي ذهب إليه الشافعية .تعاىل عليهم أمجعني اهللا ةرمح٥٨٥، وهو رواية عن احلنابلة

ذهبهم على اعتبار أن جرمية اللواط تعترب نوعا من الزنا ، باعتبارها إيالج فرج وهؤالء بنوا م . كاإليالج يف فرج املرأة آدمي يف فرج آدمي ال ملك له فيه وال شبهة ملك ، فكان زنا

كالفاحشة بـني الرجـل فإذا ثبت كونه زنا دخل يف عموم اآلية ، وألنه فاحشة فكان زناإذا كان الالئط حمصنا وجب عليه الرجم ، وإن كان غري حمصن وجب عليه واملرأة ، وبالتايل

. اجللد والتغريبوالرأي الذي أخذ به املشرع اليمين هو رأي متداول وله اعتباراته ، ووجاهته وإن -

اجلرمية سواء كان الفاعل ملرتكيب هذه كنا قد رجحنا الرأي الذي يرى القتل مطلقا .و غري حمصنني واملفعول به حمصنني أ

-:والذي خنلص به من هذا التحليل أن تنصيص العقوبة اليت نص عليها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين تتوافق مع األصـول والقواعد العامة اليت ذهبت إليها الشريعة اإلسالمية ، ما دام أن املسألة تدخل ضمن نطاق

، وعلى هذا فـال لشريعة اإلسالمية اختالف العلماء ، وضمن األسس والقواعد العامة ليوجد تعارض بني ما أثبته القانون اليمين ، وبني ما تقره الشريعة اإلسالمية األمر الـذي

.يعطي للقانون صبغة شرعية ، واحتراما وامتثاال يف نفوس احملتكمني إليه

]٤/١٤٤[مغين احملتاج اخلطيب الشربيين ، و، ] ٣/٣٣٤[ املهذب الشريازي ، :أنظر - ٥٨٥

٢٤٧

ثالثا جرمية الديـاثة

:يف الشريعة اإلسالمية عقوبة الديوث، وإمنا تدخل ضـمن حمددة بل أن الشريعة اإلسالمية مل تضع هلذه اجلرمية عقوبةذكرنا من ق

.واليت تقدر العقوبة فيها بناء على نوعية اجلرمية وخطر ارم العقوبات التعزيرية ،ومبا أن هذه اجلرمية تعترب كبرية من الكبائر كما نص عليها اإلمام الذهيب رمحه اهللا تعـاىل يف

وسخط رسوله عليه ، تعاىل سبحانه وجتلب غضب اهللا كذلك هي ف ، ٥٨٦" لكبائر ا" كتابه .كبرية تؤدي إىل مفاسد اجتماعية كما الصالة والسالم ،

، ويتعدى هذا الضرر ليشمل اتمـع كبريا، وضرره ومن هنا كان جرم الديوث عظيما .بشكل عام

قوبة التعزيرية املالئمة ملثل هذا النـوع مـن كان لزاما على احلاكم فرض الع وبناء على هذا .اجلرائم ، مبا يتوافق وقدر اجلرم الذي أحدثه الديوث يف اتمع

، وقد تكون نفيـا ، مالية وعلى هذا فقد تكون العقوبة التعزيرية ضربا أو حبسا أو غرامةقدر ضرر اـرم على وعية وحجم اجلرمية ، وكذلك بناءواملقصود أا تقدر على حسب ن

.وخطره على اتمع

، الطبعة الثانية ، دمشق كتاب الكبائر وتبيني احملارم، م ٢٠٠٧الذهيب ، احلافظ أيب عبد اهللا حممد بن أمحد بن عثمان : أنظر - ٥٨٦

]. ١٠١[ري ، سوريا ، دار ابن كث

٢٤٨

: عقوبة الديوث يف القانون اليمينا وبينت عقوبتها هذه اجلرمية أفرد هلا قانون اجلرائم والعقوبات اليمين مادة يف القانون حدد

-:ونصها كالتايل ) ٢٨٠(وهي املادة أو أية أنثى مـن يعاقب باحلبس مدة ال تزيد على مخس عشرة سنة كل من يرضى لزوجته "

حمارمه ، أو من الالئي له الوالية عليهن ، أو ممن يتوىل تربيتهن فعل الفاحشة ، فإن عاد إىل ذلك تكون عقوبته اإلعدام ، وتعاقب املرأة اليت ترضى لبناـا فعـل الفاحشـة بـذات

. ٥٨٧"العقوبةجلرمية عقوبتني رتب على هذه ا اليمين املادة السابقة أن القانوننص والذي نلحظه من -: . األوىل هي احلبس مدة ال تزيد على مخس عشرة سنة ، وهي العقوبة األصلية - .يف حال عاد الشخص إىل فعلته السابقة اإلعدام مث أوصل العقوبة إىل -

. ٧٢ص قانون اجلرائم والعقوبات: أنظر - ٥٨٧

٢٤٩

-:التحليل املقارن

( ، هي عقوبة احلـبس تعزيرية ة عقوبةما نالحظه أن القانون اليمين رتب على جرمية الدياثمدة ال تزيد على مخس عشرة سنة ، وهذه هي العقوبة األصلية املعمول ا يف مثل ) السجن

احلاالت ، مث أوصل القانون العقوبة إىل اإلعدام ، وذلك يف حالة عودة الشخص إىل فعلتـه .السابقة

نصت عليه الشريعة اإلسالمية يف مثل هـذه ماوعند تأملنا يف هذه العقوبة ، وباملقارنة مع اجلرائم ، جند أنه ال يوجد تعارض بني ما نص عليه القانون اليمين يف إجياب العقوبة التعزيرية

مثل وبني ما تنص عليه الشريعة اإلسالمية كذلك من إجياب العقوبة التعزيرية يف ) السجن ( .رائم اجل هذا النوع من

ن تعد إحدى العقوبات التعزيرية اليت تدخل ضمن جممل العقوبات والشك أن عقوبة السج .التعزيرية يف الشريعة اإلسالمية

فإن ذلك خيضع لتقدير القاضي الشرعي ، ) السجن ( وأما بالنسبة لتحديد مدة هذه العقوبة ، وما يراه مناسبا بناءا على ما ذكرنا من تقديره حلجم اجلرمية املرتكبة ، وظروف حـدوثها

.وخطورة ارم علـى بشكل أسـاس وأما بالنسبة إىل إيصال هذه العقوبة إىل اإلعدام ، فهذه املسألة تعتمد

وكنا قد رجحنا جواز ، من عدم مشروعيتهامدى مشروعية عقوبة اإلعدام كعقوبة تعزيرية . ٥٨٨ ذلكعلى ما ترجح من أقوال أهل العلم يف وبة التعزيرية إىل اإلعدام بناءإيصال العق

يترتب على انتشارها وفشوها مفاسد كبرية علـى وال خيفى أن مثل هذا النوع من اجلرائم يؤدي إىل كثرة شيوعها ، وبالتايل تظهر املفاسد العظيمـة الـيت يها اتمع ، واالستمرار عل

.تؤدي إىل ايار اتمع بشكل عام واملصر عليها ، واملعاود لفعلها رائم ،اجلاملتمرس ملثل هذه ولذلك شدد الفقهاء على عقوبة

. ومن هنا قرر فقهاء احلنفية عقوبة القتل سياسة يف اجلرائم اليت متس أمن اتمع ودد مصاحل

إن السارق إذا تكرر منه فعل السرقة : الناس ، خاصة إذا وقعت من معتاد اإلجرام ، فقالوا

] . ٢١١ـ ٢١٠[ الفصل الثاين صفحة : أنظر - ٥٨٨

٢٥٠

لة لألعداء يقتل سياسة ، وذلـك لسـعيه قتل سياسة ، واجلاسوس الذي ينقل أسرار الدو .بالفساد يف األرض

وكل من كان كذلك فيدفع شره بالقتل ، فجعلوا كل جرم ترتب عليه اإلضرار بأمن الناس وأمام على أنفسهم وأمواهلم وأعراضهم إفسادا يف األرض، فإذا مل يصادفه عقوبة حد مقرر

ألن يف مثل هذه العقوبة احلازمة ردعا للغري وزجرا عـن جاز عقابه بالقتل سياسة وتعزيرا ، . ٥٨٩سلوك هذا الطريق

، وقتـل املفسـدين يف األرض وأجاز املالكية قتل اجلاسوس املسلم إذا كان يتجسس للعدو . ٥٩٠كالقدرية وأشباههم

، ينوذهب بعض فقهاء املذهب احلنبلي إىل جواز التعزير بقتل اجلاسوس وقتل املبتدع يف الد .ومل تردعه احلدود ، وكل من مل يندفع فساده إال بالقتل ومن تكرر منه الفساد

يف التعزير ما ملخصه رمحه اهللا بن تيمية ا لشيخ اإلسالم قد جاء يف كتاب السياسة الشرعيةفأنه قد حكى عن مالك وغريه أن من اجلرائم ما يبلغ به القتل ووافقه بعض أصحاب أمحد ،

يفة يعزر بالقتل فيما تكرر من اجلرائم إذا كان جنسه يوجب القتل، كمـا وكذلك أبو حن .٥٩١يقتل من تكرر منه اللواط أو اغتيال النفوس ألخذ املال وحنو ذلك

متثل فسادا وإفسادا يف اتمع ستطيع القول أن هنالك بعضا من اجلرائمكر نما ذعلى بناءوة أن يوصل القاضي الشرعي عقوبتها إىل اإلعدام ، ، ميكن يف ظروف معينة وللمصلحة العام

. وذلك يف حالة كون الضرر الناتج عنها ال يزول إال ذه العقوبةوبالنسبة لعقوبة الديوث املستمر على فعلته ، واملعاود هلا فال شك أن هذا الفعل يـؤدي إىل

ة عليـه ، وتطبيـق أضرار ومفاسد كبرية ، وبالتايل فال يظهر أدىن حرج من تشديد العقوب .عقوبة اإلعدام يف حقه -:والذي خنلص به أخريا

بتصرف] . ٥/٤٣٢[ شرح فتح القدير، كمال الدين ابن اهلمام : أنظر - ٥٨٩ الطبعة ربوق يف أنواء الفروقالفروق أو أنوار ال ، م١٩٩٨ - هـ١٤١٨، القرايف أبو العباس أمحد بن إدريس الصنهاجي : أنظر - ٥٩٠

على هامش فتـاوى تبصرة احلكام، ، و ابن فرحون ] ١٨٣-٤/١٧٧[، خليل املنصور : حتقيق، األوىل، بريوت ، دار الكتب العلمية .]٢/٣٠٢[، عليش

.مرجع سابق ] ١٣٥[ السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعيةابن تيمية ، : أنظر - ٥٩١

٢٥١

أن العقوبة اليت فرضها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين على ممارسة جرمية الدياثة ، ال يوجد ، تعارض بينها وبني جممل أحكام الشريعة اإلسالمية يف تعاملها مع هذا النوع من اجلـرائم

ر العقوبة بناء على قدر اجلرمية ، وهو األمر الذي ذهب إليه القانون حيث ختضع املسألة لتقدي .اليمين ، وتقره الشريعة اإلسالمية

٢٥٢

رابعا جرائم املخدرات

:يف الشريعة اإلسالمية عقوبة املخدرات -:العقوبة يف جرائم املخدرات تشمل شقني

.عقوبة توقع على املتعاطي واملدمن : األول - .ة توقع على املتاجر واملروج عقوب: الثاين -

-:عقوبة املتعاطي أو املدمن : أوال تفاق العلماء على وجوب عقوبة متعاطي أو مدمن املخدرات عقوبة تعزيرية اكنا قد ذكرنا

، وعدم ترجيح قياس عقوبته على عقوبة شارب اخلمر ، الختالف طبيعة جرمية شرب اخلمر .٥٩٢عن طبيعة جرمية تعاطي املخدرات

نفي والغرامة املالية ، ومـا إىل ذكرنا أن هذه العقوبة التعزيرية تتناول الضرب والسجن والوذلك من هذه العقوبات التعزيرية اليت يراها القاضي ، ومبا يتناسب مع ظـروف اجلرميـة ،

.وطبيعة ارم إلعدام بناءاوكنا قد رجحنا عدم إيصال هذه العقوبة التعزيرية يف حق املتعاطي أو املدمن إىل

-:على ما يلي املخـدرات مل يـرد يف ىالفقهاء الذين قالوا بتوقيع عقوبة تعزيرية على من تعـاط -١

كالمهم القول بتوقيع القتل كعقوبة تعزيرية على من تناول املخـدرات ، بـل ورد يف .٥٩٣أقوال البعض بأن يعزر دون احلد

ل كعقوبة تعزيرية إال للمصـلحة العامـة مل جيز الفقهاء لإلمام أو احلاكم توقيع القت -٢، أي يف ٥٩٤اخل.....كقتل اجلاسوس ، أو املكثر من اللواط ، أو الـداعي إىل بدعـة أو

اجلرائم اليت حتمل اخلطر العام على املصلحة العامة ، أو السياسة العامة ، ويتعدى ضررها ات إذ غالبا ما يكـون إىل الغري ، وال خيفى أن هذا األمر ال ينطبق على متعاطي املخدر

.الضرر الناتج عنه فرديا أو خاصا به ال يتعداه

) .٢٢٠(ل الثاين صفحة الفص: أنظر - ٥٩٢ ] .٤٥٨-٦/٤٥٧[حاشية رد احملتار على الدر املختار، ابن عابدين : يراجع - ٥٩٣ حاشية رد احملتار على الدر املختارو ، ] ٢٦٦-٢٦٥[البن القيم الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية: يراجع تفصيال يف ذلك - ٥٩٤

] .١٨٥-٣/١٨٤[البن عابدين

٢٥٣

وحيث أن ما عليه العمل عند أهل العلم هو عدم قتل من اعتاد شرب اخلمر لعـدم -٣، فكان احلال كذلك فيمن اعتاد تناول املخدرات لعدم ٥٩٥وجود املصلحة العامة يف قتله

من ذلك أن العقوبة التعزيرية دون القتل كافيـة يف وجود املصلحة العامة يف قتله ، فعلم .حقه ورادعة له

-:وخالصة القول أن ما عليه مجاهري الفقهاء ، وتسنده عموم األدلة هو الرأي الذي ينص بعقوبة متعـاطي أو

.صل هذه العقوبة إىل درجة اإلعداممدمن املخدرات عقوبة تعزيرية ، ال ت -:وج عقوبة التاجر واملر: ثانيا

واملروج واملتاجر ا ،ذكرنا فيما سبق أن هنالك مثة فرق بني املتعاطي للمخدرات من ناحية هلا من ناحية أخرى ، إذ أن املتعاطي يكاد يكون ضرره حمصورا عليـه بالدرجـة األوىل ،

من فساد عظيم ، وأضـرار بعكس التاجر أو املروج أو املهرب فإن الضرر الناتج عن فعلهم .سيمة ، وأخطار بليغة ال يقتصر على التاجر أو املهرب نفسه ، بل تلحق األمة مبجموعها ج

وإذا كان التعزير بالقتل يعد عقوبة من بني العقوبات التعزيرية ، وال تطبق هذه العقوبة على نه ال بد أن يكون التعزير بالقتل هو العقوبـة إف –طبقا للرأي الراجح –متعاطي املخدرات

أشـرنا العتباراتجلملة من األصلية والواجبة التطبيق يف جرمية اإلجتار باملخدرات ، وذلك ا .٥٩٦مبا يغين عن إعادا سابقاإليها

-:وخالصة القول ، أو العقوبة األصلية والواجبة التطبيق يف جرمية اإلجتـار باملخـدرات يأن التعزير بالقتل ه

قد أن هذه العقوبة غري ، مل القواعد ، واألدلة الشرعية على ما ترجح من جم بناءالترويج هلا أو ما إىل ذلك مـن لتصل إىل السجن ،قد يراها القاضي الشرعي ختفض يف ظروف معينة

، تتعلق بظروف اجلرمية معينة مالبساتلو وجدت وذلك يف ما أنواع العقوبات التعزيرية ، .واهللا تعاىل أعلم. تستدعي ختفيف العقوبة ، أو طبيعة ارم

املنتقى شرح املوطأ و] ٤/١٠٩[ اهلداية شرح بداية املبتدي: هور أهل العلم من احلنفية واملالكية والشافعية أنظر هذا هو مذهب مج - ٥٩٥

.مراجع سابقة ] ٦/١٣٠[لإلمام الشافعي كتاب األم و] ٣/١٤٢[للباجي ] .٢٢٨-٢٢٥[أنظر الفصل الثاين يف عقوبة مروج املخدرات ص - ٥٩٦

٢٥٤

:عقوبة املخدرات يف القانون اليمين -:وهي كذلك تشمل شقني

-:عقوبة املتعاطي أو املدمن : األول م بشأن مكافحة االجتار واالستعمال ١٩٩٣لسنة ) ٣(من القانون رقم ) ٣٨(أشارت املادة

دة مخـس سـنوات غري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية إىل توقيع عقوبة السجن مللكل من حاز أو اشترى أو أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مواد خمدرة ، أو زرع نباتـا

، أو حازها أو اشتراها ، وكان بقصد التعاطي ٥٩٧)٥(من النباتات الواردة يف اجلدول رقم .أو االستعمال الشخصي ، وذلك كله ما مل يثبت أنه قد رخص له بذلك

من توقيع العقوبة املنصوص عليها يف هذه املادة أن تأمر بإيداع مـن وجيوز للمحكمة بدالثبت إدمانه على تعاطي املخدرات إحدى املصحات اليت تنشأ هلذا الغرض ليعاجل فيها إىل أن تقرر اللجنة املختصة ببحث حالة املودعني باملصحات املذكورة اإلفراج عنه ، وال جيـوز أن

.٥٩٨ستة أشهرتقل مدة البقاء باملصحة عن -:عقوبة التاجر واملروج للمخدرات : الثاين وجـاءت بتجرميها ،م كاليمين عقوبة اإلعدام على عدد من األفعال اليت ح القانون أوجبلتبني هذه اجلرائم ، وتبني العقوبة اليت رتبها القانون ) ٤٢(و ) ٣٥(و ) ٣٤(و ) ٣٣(املواد

-:على مقترفها على النحو التايل -:نصت املادة على إجياب عقوبة اإلعدام على -) :٣٣(ــادة امل

إىل خارج البالد ، أو داخل البالد سواء كان التصدير )مواد خمدرة ( كل من صدر -بتوزيعه من مكان إىل آخر بقصد التجارة ، أو بقصد الترويج فقط دون احلصـول

ق من اجلهات ذات سبعلى عوائد مادية ، أو معنوية دون أن يكون لديه ترخيص م -:من هذا القانون ، واليت تنص على التايل ) ٣(على املادة العالقة ، بناء

م بشأن مكافحة االجتار واالستعمال غري املشروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية ، اجلدول ١٩٩٣لسنة )٣(القانون رقم : أنظر - ٥٩٧

. ٥٨ص ) ٥(رقم . ١٤املصدر السابق ص : أنظر - ٥٩٨

٢٥٥

كمـا ال جيـوز .. ال جيوز جلب املواد املخدرة مهما كانت الوجهة النهائية هلـا " تصديرها إال يف احلاالت املستثناه طبقا هلذا القانون مبوجب ترخيص كتايب مسبق من

. ٥٩٩"وبتوقيع الوزير) وزارة الصحة(اجلهة املختصة على كل من جلب أي استورد أو أحضر سواء مـن كذلك تسري ذات العقوبة -

خارج البالد ، أو من داخلها مواد خمدرة لنفس الغرض السابق ، وبدون تـرخيص ) . ٣(مسبق من اجلهات ذات العالقة كما نصت عليه املادة السابقة رقم

دة على إجياب عقوبة اإلعدام ، أو السجن يف ظروف معينة نصت املا -) :٣٤(املــادة -:حسب ما يراها القانون ملدة مخسة وعشرين سنة على

كل من متلك مادة خمدرة ، أو حازها ، أو أحرزها مبعىن وجدها ، أو اشتراها بأي -باعها ، أو سلمها آلخر ، أو نقلها من مكـان إىل وسيلة من وسائل الشراء ، أو

ن شخص إىل شخص آخر ، أو قدمها لغريه للتعاطي ، وكانـت تلـك آخر أو مويستثىن مـن .ار فيها بأي صورة من صور االجتارالصور املاضية على قصد االجت

.٦٠٠كما نصت على ذلك املادة السابقة ،ذلك األحوال اليت صرح ا القانون ة يف اجلـدول يعاقب بذات العقوبة السابقة كل من زرع نباتا من النباتات الـوارد -

اخلامس ، أو صدرها ، أو جلبها ، أو حازها ، أو اشتراها ، أو باعها ، أو سلمها ، أو نقلها ، وذلك يف أي طور من أطوار منوها هي أو منو بذورها ، وذلك بقصد

.االجتار فيها بأي صورة من الصور نة حبسـب مـا اإلعدام أو السجن ملدة مخسة وعشرين س( كذلك يعاقب بذات العقوبة -

:من كل) يرى القانون رخص له يف حيازة مواد خمدرة ، مبعىن أنه حصل على ترخيص رمسي من اجلهات ذات -

العالقة جبلب مواد خمدرة أو استريادها أو حيازا لكي تسـتخدم يف أي غـرض مـن األغراض املرخص ا ، مث تصرف فيها بأية صورة كانت ، يف غـري تلـك األغـراض

.ص له ا املرخ

] .٥[املصدر السابق ص : أنظر - ٥٩٩ . ٥من القانون ص ) ٣(يقصد بذلك املادة رقم - ٦٠٠

٢٥٦

- أ مكانا لتعاطي املخدرات ، كذلك تسري نفس العقوبة على كل من أدار أو أعد أو هيمبعىن أن القانون جيرم كل من أعد مكانا ، وأشرف على إدارته وتسيريه ، أو سهل تنظيمه

.وإدارته ويوجب عليه العقوبة السابقة حبسب مقتضى القانون على إحلاق عقوبة اإلعدام ، أو السجن مـدة مخسـة نصت املادة -) :٣٥(املــادة

-:اليت يراها القانون يف حق كل من وذلك بالنظر إىل املصلحة، وعشرين سنة قدم مواد خمدرة بغري مقابل دف تعاطيها ، وذلك يف غري األحوال املصرح ا يف -

.القانون كما أشارت لذلك املادة الثالثة من القانون طي بأي وسيلة من وسائل التسهيل والتذليل فتجري عليه نفـس سهل عملية التعا -

.العقوبة بنفس الظروف السابقة نصت املادة على إحلاق عقوبة اإلعدام حبق كل من قتل عمـدا أحـد -: )٤٢(املــادة أو ، املستخدمني العموميني القائمني على تنفيذ هذا القانون أثناء تأدية وظيفته ، أو املوظفني

. بسببهاوهذا األمر ال أشكال فيه على اعتبار أن اجلاين هنا يعترب قاتل عمد ، وتطبق عليه العقوبـة

) . اإلعدام ( املنصوص عليها يف ذلك الباب وهي عقوبة القتل

٢٥٧

-:التحليل املقارن -:ليمين عقوبة املتعاطي أو املدمن بني الشريعة اإلسالمية والقانون ا: أوال أنه ال يوجد تعارض بني العقوبة اليت تقررها الشريعة بذكر سابقا نستطيع القول على ما بناء

واليت تتمثل بالعقوبة التعزيرية اليت يقررهـا - اإلسالمية على املتعاطي أو املدمن للمخدراتحبسـا أو ( ، واليت قد تكون القاضي الشرعي مبا يتناسب مع حجم اجلرمية ، وطبيعة ارم

ال تصل بـأي ، واليت مما يراه القاضي الشرعي ) ضربا أو نفيا أو غرامة مالية أو ما إىل ذلك وبني ما يقره القانون اليمين من توقيع عقوبة السجن -اإلعدام عقوبة حال من األحوال إىل

.للمدمن أو املتعاطي ملدة مخس سنوات ، أو إحالته إىل املصحات العالجية كل هذه العقوبات إمنـا هـي ،ألن عقوبة السجن أو اإلحالة إىل املصحة أو غريها وذلك

أو تصادم بني ما أقرته الشريعة اإلسالمية ، يوجد أي تعارض فال عقوبات تعزيرية ، وبالتايل .وبني ما حدده القانون اليمين يف هذا اال

٢٥٨

-:والقانون اليمين عقوبة التاجر واملروج بني الشريعة اإلسالمية : ثانيا نا ما عليه فقهاء الشريعة اإلسالمية من تشديد العقوبة يف حق التـاجر واملـروج كنا قد بي

على مقدار الضرر الناتج عن هـذا ، بناء اإلعداموذلك بإيصال عقوبته إىل ، للمخدرات لالفعل ، وما حيموأضرار عظيم ه هذا الضرر من فساد ، ب ، وأخطار جسيمةال تقتصـر ليغة

.على التاجر أو املروج فقط بل تلحق اتمع بأسره ختضع الجتهاد القاضي الشرعي بـالنظر إىل -وأن هذه العقوبة قد ختفض يف ظروف معينة

.السجن ، أو أي عقوبة أخرىلتشتمل على عقوبة –حجم اجلرمية ، وطبيعة ارم الناجتة عنها ، ولـذلك من خطورا ، واألضرار ة إمنا هو ناتجوهذا التشديد يف جمال العقوب

.للمجتمع ، وقطعا لدابر الفساد ، وحفاظا على مصلحة اتمع كان يف تطبيقها راحةوبالنظر إىل القانون اليمين جند أيضا أنه تابع الشريعة اإلسالمية يف تشديد العقوبة على التاجر

، وقد ختفض لظروف معينة لتشتمل هي اإلعدام وجعل العقوبة األصلية يف ذلك، أو املروج .تعزيرية على عقوبة السجن ، أو أي عقوبة أخرى

ومشل هذا احلكم كل من مارس أي فعل من األفعال اليت تؤدي إىل الترويج أو التـهريب أو -:املتاجرة باملخدرات ومن ذلك

سواء من داخل الـبالد أو مواد خمدرة بقصد االجتار أو الترويج بلر أو جمن صد كل - ) . اإلعدام :العقوبة ( خارجها

العقوبة (من أنتج أو استخرج أو فصل أو صنع مواد خمدرة بقصد االجتار أو الترويج كل - ) . اإلعدام: اإلعـدام : العقوبة (م أو نقل مواد خمدرة من متلك أو حاز أو اشترى أو باع أو سل كل -

) . وعشرين سنةأو السجن ملدة مخسة اإلعـدام : العقوبة (من زرع نباتات خمدرة أو باعها أو اشتراها أو سلمها أو نقلها كل -

) . أو السجن ملدة مخسة وعشرين سنة (من رخص له يف حيازة مواد خمدرة لغرض معني فتصرف فيها لغري ذلك الغـرض كل -

. ) اإلعدام أو السجن ملدة مخسة وعشرين سنة: العقوبة اإلعدام أو السجن ملـدة : العقوبة (أ أو أعد مكانا لتعاطي املخدراتمن أدار أو هي كل -

) . مخسة وعشرين سنة

٢٥٩

اإلعدام أو السجن ملـدة : العقوبة (م مواد خمدرة لتعاطيها ولو بدون مقابل من قد كل - ) . مخسة وعشرين سنة

اإلعـدام أو : العقوبـة (ائل التعاطي ل عملية التعاطي بأي وسيلة من وسمن سه كل - ) . السجن ملدة مخسة وعشرين سنة

(من قتل عمدا أحدا من املوظفني القائمني على تنفيذ هذا القانون أثناء تأديته لعمله كل - ) . اإلعدام: العقوبة

-:والذي خنلص به أخريا سالمية يف حـق التـاجر أو أنه ال يوجد تعارض بني العقوبة اليت قررا الشريعة اإلهو

املروج للمخدرات ، وبني ما ينص عليه القانون اليمين ، إذ أن كال منهما يقرر عقوبـة ، وعقوبة السجن أو ما عداها ، وذلك يف حال مل تبلـغ تعزيرية أصلية كعقوبة اإلعدام

اجلرمية إىل درجة شرعي املعتربة ، وهو ما خيضع لتقدير واجتهاد القاضي ال اخلطورة .

٢٦٠

اخلامتة نتــائج الدراســـة

بعد هذه الدراسة املستفيضة لبعض اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء اليت ينص عليها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ، وبيان ما يقابلها من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية ، وبيان أوجه

رائم سواء من وجهة نظر القانون االتفاق واالختالف بني العقوبات املترتبة على هذه اجلاليمين ، أو من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية ، مث الترجيح بينهما إىل آخر ذلك ، نوجز هنا

واليت نقسمها إىل نتائج عامة ونتائج خاصة تتعلق النتائج اليت توصلت إليها هذه الدراسة -:فيما يلي من النقاط مبوضوع الدراسة وذلك

-:مة النتائج العا -١أبرز ما مييز الشريعة اإلسالمية عن القانون الوضعي كوا من عند اهللا تعاىل ، .١

.والقانون هو من صنع البشر العمـوم والكمـال والثبـات واملرونـة : من أبرز خصائص الشريعة اإلسالمية .٢

.والشمول واحلفظ والسمو والدوام مة ، ال تقبل التغيري وال التبديل ، الشريعة اإلسالمية قواعدها وأحكامها دائ .٣

.والقانون الوضعي قواعده مؤقتة تتغري من فترة ألخرى .صياغة األحكام يف صورة مواد قانونية مرتبة يسمى تقنينا .٤جيوز تقنني األحكام الشرعية يف صورة مواد مقننة بناء على ما تتطلبه الظروف .٥

.املستجدة ا من عند اهللا فهي سامية وكاملة ، والقانون الوضعي يتلون الشريعة اإلسالمية أل .٦

. بأفكار البشر وآرائهم ولذلك فهو ناقص غري ثابت األسـلوب : األول : تعتمد الشريعة اإلسالمية يف مكافحتها للجرمية على أسلوبني .٧

.األسلوب العالجي : الوقائي ، الثاين -:دراسة النتائج اخلاصة املتعلقة مبوضوع ال -٢العقوبات ليست وسائل انتقامية ، وإمنا هي وسائل عالجية للحفاظ علـى األفـراد ١

.واتمعات .العقوبات هي جزاء وعالج دف إىل إشعار ارم بذنبه ، وإصالحه وتأهيله ٢

٢٦١

.التدابري الوقائية إجراءات تتخذ إلزالة أسباب اإلجرام ، وتأهيل ارم اجتماعيا ٣االنفصام الواسع بني األمور النظرية والواقع العملي التطبيقي من أهم املشاكل اليت ٤

.تعاين منها اتمعات عقوبات القتل العمد ، وزنا احملصن ، والردة ، واحلرابة وافق فيها قانون اجلرائم ٥

.رفيها مقت ىوالعقوبات اليمين الشريعة اإلسالمية من حيث توقيع عقوبة اإلعدام عليوجد تعارض بني ما يوجبه القانون اليمين من عقوبات على مقتريف جرائم ال ٦

.االختطاف والتقطع ، وبني ما تقضي به الشريعة اإلسالمية يف هذا اجلانب التنصيص يف القانون اليمين على قياس عقوبة اللواط على عقوبة الزنا ، وإن كان ال ٧

أنه يدخل ضمن نطاق األصول العامة والقواعد الكلية للشريعة يتوافق مع ما رجحنا ، إال .اإلسالمية ، ال سيما وأن املسألة تدخل ضمن نطاق اختالف العلماء

عقوبة الديوث اليت يوجبها قانون اجلرائم والعقوبات اليمين ال يوجد تعارض بينها .٨ .ل هذه اجلرائم وبني جممل أحكام الشريعة اإلسالمية يف تقرير العقوبات على مث

ال تصل -ال يوجد تعارض يف عقوبة متعاطي أو مدمن املخدرات عقوبة تعزيرية .٩ .بني القانون اليمين والشريعة اإلسالمية -إىل القتل

توافق الرؤية بني القانون اليمين والشريعة اإلسالمية يف تشديد العقوبة على .١٠ .، وذلك لعظم جرمه ، وشدة خطره ) عقوبة اإلعدام ( التاجر واملروج للمخدرات

أحكام ونصوص القانون اليمين متثل حبق صمام أمان للحد من اجلرمية ، .١١وتوفر األمن للمجتمع ، وذلك يف حال ما إذا رأت النور على أرض الواقع من حيث

.التطبيق وجود الظواهر اإلجرامية ، وفشو اجلرمية سببها غياب تطبيق القانون ، .١٢

.وبنود القانون وليس ماهية وجود قوانني مثالية جيدة ال ميثل حال للقضاء على اجلرمية ، ما مل توجد .١٣

.إرادة حقيقية يف التطبيق -اليت كانت جمال هذه الدراسة –بعض مواد قانون اجلرائم والعقوبات .١٤

وقانون مكافحة جرائم االختطاف والتقطع ، وقانون مكافحة االجتار واالستعمال غري شروعني للمخدرات واملؤثرات العقلية ، بشكل عام ال يوجد بينهم وبني أحكام امل

٢٦٢

املادةالشريعة اإلسالمية أي تعارض أو تناقض أو اختالف ومن هنا نسلم بصحة " .الشريعة اإلسالمية مصدر مجيع التشريعات " الثالثة من الدستور اليمين

٢٦٣

التوصيات ا يف توصيات عامة وتوصيات تتعلق سة درااية هذه المن ضمن التوصيات اليت نوصي

- :ما يلي باجلهات املعنية يف الدولة اليت بيدها القرار مث توصيات ختص الباحثني وذلك ك -:التوصيات العامة

تنمية الوازع الديين واخلوف من اهللا تعاىل لدى اتمعات والشعوب واألفراد ، - .اجلرائم باعتباره السبيل األمثل يف الوقاية من

االهتمام بالتوعية القانونية ونشرها يف اتمع ، ليفهم اإلنسان ما له من حقوق - .فيطالب ا ، وما يترتب عليه من واجبات فيؤديها

-:توصيات تتعلق باجلهات املعنية وصناع القرار على االهتمام باملبدأ الوقائي يف مكافحة اجلرمية ، وإعطائه حيزا أكرب يف القانون أو -

.األقل مساو ملا عليه األمر بالنسبة للعقوبات تغليب املصلحة العامة على اخلاصة ، وعدم احملاباة يف تطبيق القانون على اعتبار أن -

.الناس سواسية أمام القانون املطالبة باستقالل القضاء استقاللية تامة ليكون بعيدا عن الضغوط واملمارسات اليت -

.اف دوره متارس لتعطيل أو إضع -:توصيات تتعلق بالباحثني

أوصي الباحثني املتخصصني بدراسة وحتليل بقية مواد قانون اجلرائم والعقوبات -اليمين كاجلرائم السياسية ، واجلرائم العسكرية ، وغريها وذلك لتتيسر االستفادة

. منها ، وتكون مكملة ملا قمنا ببحثه يف هذه الدراسة

٢٦٤

ھارسالف

٢٦٥

أوال فهارس اآليات القرآنية

الصفحة رقم اآلية إسم السورة ية اآل ١

١٨٣ ١٦٦-١٦٥ الشعراء

٢ ١٠٨ ٣٥ القلم

٣ ٦ ١٤ امللك

٤

١٥٢ ٢ النور

٥

، ١٠٦، ١٠٣ ٣ ائدةامل٢١٦

٦

١٠٨ ٢٩ املطففني

٧

١٠٨ ٤٠ األعراف

٨

١٢٣ ١١ الرعد

٩

١٠٦ ٩ احلجر

بالله ورسوله ثم لم إنما المؤمنون الذين ءامنوا ١٠ يرتابوا

١٥٩ ١٥ احلجرات

٢٦٦

١١ ١٧٦، ١٧٤ ٣٣ املائدة ،٢١١، ١٩٧ ،٢٣٦، ٢٣٢

١٢

٩٨ ١٢٣ النحل

١٣

١٠٠، ٩٧، ٩٦ ١٨ اجلاثية

١٤

١٠٨ ١٢٤ األنعام

١٥

١٠٠ ١٣ الشورى

١٦

٩٧ ٩٧ وده

١٧

٧ ٢٩ احلجر

١٨

١٠٥ ٥٩ النساء

١٩ ١٨٤ ٧٧- ٦١ احلجر

٢٠ ١١٦ ١٧٨ البقرة

٢١

١٣٣ ١٧٨ البقرة

٢٦٧

قال رب بما أغويتني ألزينن لهم في األرض ٢٢نيعمأج مهنألغويو

١١٩ ٣٩ احلجر

٢٣ ١١٨ ١٧ عبس

٢٤

٦ ١٥ـ ١٤ املائدة

٢٥

١٠٢ ١٥٨ األعراف

٢٦ ١١٨ ٦ العلق

١٥٩ ٣٧ فصلت ال تسجدوا للشمس وال للقمر ٢٧

٢٨ ١٠٠ ، ٩٦ ٤٨ املائدة

٢٩ ١٨٢ ٨٠ األعراف

٣٠

١٤٢، ٧ ٣٢ املائدة

٣١ أكره نإلا م انهإمي دعب نم بالله كفر نم هقلبو انبالإمي نئطمم

١٥٩ ١٠٦ النحل

٣٢

٧٤ ١٦ اإلسراء

٣٣

١٢٢ ١٠٣ آل عمران

٣٤

١١٦ ٤٥ املائدة

٢٦٨

٣٥

١٤٩ ، ١٤٢ ٦٨ الفرقان

٣٦ ١٣٠ ٧١ التوبة

٣٧ ١١٦ ٢٣٧ البقرة

٣٨

٢١٠ ٢ املائدة

٣٩

١٧٥ ٤٠ الشورى

٤٠ ١١٨ ٧٢ األحزاب

٤١ ١١٨ ١١ اإلسراء

٤٢ ١٥٨ ٢١ املائدة

٤٣ ١٢٨ ١٨ فاطر

٤٤

١٣١ ١٠٨ األنعام

٤٥

١٤١، ١١٦، ٧ ٣٣ اإلسراء

٤٦

١٨١، ١٤٩ ٣٢ اإلسراء

٤٧

٢٠٢ ١٩٥ البقرة

٢٦٩

٤٨

١٠٧ ٨ املائدة

٤٩

٦ ٧٠ اإلسراء

٥٠

١٣٠ ١٠٤ آل عمران

٥١

١٤٥ ١٧٩ البقرة

٥٢ ١٨٤ ٨٣- ٧٧ هود

٥٣ ١٨٣ ، ١٨١ ٨٠ األعراف

٥٤ ١٣٥ ٢ النور

٥٥ ١٠٢ ٢٨ سبأ

٥٦

١٢٦ ٣٢ املائدة

٥٧ ٢١٦ ٨٥ آل عمران

٥٨

، ١٦٠، ١٥٧ ٢١٧ البقرة١٦١

٥٩

١٤٢ ٩٣ النساء

٦٠ ١٤٤ ١٩١ آل عمران

٢٧٠

٦١

٢١٦ ٥٩ النساء

٦٢

١٢٧ ٦ التحرمي

٦٣

١٢٦ ١٨٣ البقرة

٦٤

١٤٥، ١١٦ ١٧٨ البقرة

٦٥

.....

١٢٦ ٤٣ النساء

٦٦

١٦٠ ٥٤ املائدة

٦٧

١٠٨ ١١ املعارج

ولقد قالوا كلمة يحلفون بالله ما قالوا ٦٨ وكفروا بعد إسالمهم الكفر

١٥٩ ٧٤ التوبة

يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إال ٦٩ غرورا

١١٩ ١٢٠ النساء

٢٧١

ثانيا اديث النبويةفهارس األح

الصفحة احلديث م ١٣٢ إذا بويع خلليفتني فاقتلوا اآلخر منهما ١ ١٦٤ .... اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد اهللا بن قيس إىل اليمن ٢ ١٠٢ .......أعطيت مخسا مل يعطهن أحد قبلي ٣ ٦٥ أال ال يقتل مسلم بكافر ٤ ١٨٦ إن أخوف ما أخاف على أميت عمل قوم لوط ٥ ١٠٩ ....إن أعظم املسلمني جرما من سأل عن شيء مل حيرم فحرم ٦ ١٠٩ إن امليت يعذب ببكاء احلي ٧، ١٦٤ ....أن امرأة يقال هلا أم مروان ارتدت عن اإلسالم ٨

١٦٧ ١٥٠ ، أن تزاين حليلة جارك......أن جتعل هللا ندا وهو خلقك ٩

١٦٣ ...، فإن عاد وإال فاضرب عنقه أميا رجل ارتد عن اإلسالم فادعه ١٠،١٦٧

١٢١ .....كال من جيفة هذا احلمار" ....... : "أين فالن وفالن ؟ ١١ ١٩٩ ثالثة ال يدخلون اجلنة العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء ١٢ ١٥٢ ..خذوا عين خذوا عين قد جعل اهللا هلن سبيال البكر بالبكر جلد مائة ١٣ ١٢٩ لضمـاناخلراج با ١٤ ١٤٦ العمد قود إال أن يعفو ويل املقتول ١٥ ١٢١ .............قل استغفر اهللا وأتوب إليه ١٦ ١١٩ كل ابن آدم خطاء وخري اخلطائني التوابون ١٧ ٢٠٣ ........كل مسكر مخر ، وكل مسكر حرام ١٨ ١٢١ ال تقولوا هكذا ال تعينوا عليه الشيطان ١٩

٢٧٢

٢٠٤ رارال ضرر وال ض ٢٠، ١٥٣، ١٤٣ ....ال حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال اهللا وأين رسول اهللا إال ٢١

١٦٦، ١٦٣ ،١٧٧

١٢٧ ال يزين الزاين حني يزين و هو مؤمن، وال يسرق حني يسرق وهو مؤمن ٢٢،١٥٠

١٣٢ ..............ال يشري أحدكم على أخيه بالسالح ٢٣ ١٤٣ على اهللا من قتل مؤمن بغري حقلزوال الدنيا أهون ٢٤ ١٢٠ ....لقد تابت توبة لو قسمت بني سبعني من أهل املدينة لوسعتهم ٢٥ ١٢ لن يزال املؤمن يف فسحة من دينه ما مل يصب دما حراما ٢٦ ١١٨ لوال أنكم تذنبون خللق اهللا تبارك وتعاىل قوما يذنبون فيغفر هلم ٢٧ ١٥٥ ....... شأن الرجم ؟ما جتدون يف التوراة يف ٢٨ ١٢٧ .....مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني، واضربوهم عليها ٢٩ ١٨٦ ملعون من عمل بعمل قوم لوط ٣٠ ١٦٣ من بدل دينه فاقتلوه ٣١

،١٦٥ ١٦٧

١٣٠ ....من رأى منكم منكرا فليغريه بيده، فإن مل يستطع فبلسانه ٣٢ ١٢٧ دن وزوجهن وأحسن إليهن فله اجلنةمن عال ثالث بنات فأ ٣٣ ١٩٩ ....من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ٣٤ ١٤٦ من قتل له قتيل فهو خبري النظرين إما أن يقتل وإما أن يفدي ٣٥، ١٨٦ من وجدمتوه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل واملفعول به ٣٦

١٨٨ ١٢٠،١٥٥ )قصة الغامدية ( ..، فوالدي نفسي بيده لقد تابت توبة مهال يا خالد ٣٧ ١٢٦ و الصيام جنة ٣٨ ١٥٣ وعلى ابنك جلد مائة ....والذي نفسي بيده ألقضني بينكما بكتاب اهللا ٣٩

٢٧٣

١٥٤ )قصة ماعز ( لقد تاب توبة ....وحيك ارجع فاستغفر اهللا وتب إليه ٤٠ ١٤٣، ٧ ..... فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم ...... يا أيها الناس أي يوم هذا ؟ ٤١

٢٧٤

ثالثا فهارس األعالم

الصفحة األعالم م ١٠٣ إبراهيم بن موسى بن حممد الشاطيب ١، ١٦٦، ١٥٨، ١٤٦، ١٢٩ بكر بن مسعود ، عالء الدين الكاساين أبو ٢

٢٢٣، ١٧٥، ١٧٠ ، ١٩٣ ،١٩١، ١٧٣، ٩٩ أمحد بن عبد احلليم ، ابن تيمية ٣

٢٤٩، ٢٠٦، ٢٠٤، ٢٠٣ ، ١٥٣، ١٥٠، ١٤٦، ١٤٣ أمحد بن علي بن حجر ، العسقالين ٤

٢٠٤، ١٦٧، ١٦٤ ١٧٠ أمحد بن فارس ، أبو احلسني الرازي ٥ ١٨٧ أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي ٦ ١٨٤، ١٧٥، ١٤٩، ١٤٢ إمساعيل بن كثري ٧ ١٦٤، ١١٩ أنس بن مالك بن النضر ٨ ١٥٤ بن الضحاك األسلمي أنيس ٩

١٠ ٩٩ أيوب بن موسى احلسيين ، أبو البقاء الكفوي ١٤٣ الرباء بن عازب ١١ ١٨٦، ١٦٤ جابر بن عبد اهللا بن عمرو بن حرام ١٢ ١٢٢ جعفر بن أيب طالب ١٣ ١٤٥ احلسني بن مسعود بن حممد الفراء البغوي ١٤ ١٢٥ حفصة بنت عمر بن اخلطاب ١٥، ١٨٨، ١٦٥، ١٥٥، ١٢٠ بن الوليد بن املغرية خالد ١٦

١٩٠ ١١٨ خالد بن زيد بن كليب ، أبو أيوب األنصاري ١٧

٢٧٥

١٣٤ الربيع بن زياد النهدي أبو فراس ١٨ ١٥٣ زيد بن خالد اجلهين ١٩ ١٠٩ سعد بن مالك بن وهيب ، بن أيب وقاص ٢٠ ١٩٩ سعيد بن زيد ٢١ ١٦٤، ١٠٩ عائشة بنت أيب بكر ٢٢ ١٥٢ عبادة بن الصامت ٢٣ ١٦٣ عبد الرمحن بن أمحد بن رجب ٢٤ ١٦٤، ١٥٣، ١٥٠، ١٢١ ،أبو هريرة عبد الرمحن بن صخر الدوسي ٢٥، ١٧٢، ١٦٨، ١٥٥، ١٤٦ عبد اهللا بن أمحد بن حممود بن قدامة املقدسي ٢٦

٢٢٣، ١٩٣، ١٨٦، ١٧٦ ،٢٢٩

، ١٦٥، ١٦٤، ١٦٣، ١٤٣ عبد اهللا بن عباس بن عبد املطلب ٢٧١٨٩، ١٨٦، ١٧٧، ١٧٥ ،٢٤٢، ١٩٢، ١٩١، ١٩٠

، ١٩٩، ١٨٩، ١٥٥، ١٠٩ عبد اهللا بن عمر بن اخلطاب ٢٨٢٠٤

٢٠٣، ١٦٥، ١٦٤ أبو موسى األشعري، عبد اهللا بن قيس بن سليم ٢٩ ١٦٤، ١٦٣، ١٥٠ عبد اهللا بن مسعود اهلذيل ٣٠ ٢٠٧ عثمان بن علي بن حمجن بن يونس الزيلعي ٣١ ١٦٣ عكرمة بن أيب جهل ٣٢، ١٦٣، ١٣٢، ١٢٦، ١٢٥ علي بن أيب طالب ٣٣

١٨٩، ١٨٨، ١٦٨، ١٦٥ ،١٩٢، ١٩١، ١٩٠

١١٣، ١١١، ١١٠ علي بن حممد بن حبيب املاوردي ٣٤، ١٣٤، ١٢٩، ١٢٤، ١٢٠ عمر بن اخلطاب ٣٥

٢٠٤، ١٨٨، ١٦٥، ١٥٢

٢٧٦

١٣٤ عمرو بن العاص ٣٦ ١٥٢، ١٤٨ عياض بن موسى بن عياض ٣٧ ١٥٤، ١٢١ ماعز بن مالك األسلمي ٣٨، ١٧٨، ١٧٧، ١٧١، ١٦٨ مالك بن أنس ٣٩

٢٠٨، ١٩٧، ١٩٠، ١٨٨ ،٢٤٩، ٢٤٢

٢٢٦، ٢٠٧، ١٦٥ حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز بن عابدين ٤٠، ٢٢٦، ١٦٦، ١٥٦، ١٤٥ حممد بن إبراهيم بن املنذر ٤١

٢٢٩ ، ١٩٠، ١٨٨، ١٢٥، ١٠٤ ن القيم اجلوزيةحممد بن أيب بكر بن أيوب ، اب ٤٢

٢٠٩، ٢٠٧، ٢٠٦، ٢٠٣ ،٢١٩، ٢١٧، ٢١١

١٥٧ حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي ٤٣، ١٧١، ١٥٠، ١٤١، ٩٧ عبد اهللا القرطيب حممد بن أمحد األنصاري ، أبو ٤٤

١٨٣، ١٨٢ ٢٢٩، ١٥٦، ١٤٩ حممد بن أمحد الشربيين ٤٥ ١٦٩ هلروي ، األزهريحممد بن أمحد ا ٤٦ ، ٢٤٦، ٢٠١، ١٨٧ حممد بن أمحد بن عثمان ، الذهيب ٤٧ ١٧١ حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي ٤٨ ٢٢٩، ١٥٥، ١٤٩، ١١٢ حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرطيب ٤٩ ٢٢٣، ١٥٨ حممد بن أمحد بن حممد عليش ٥٠، ١٧٦، ١٧٥، ١٧٢، ١٦٨ حممد بن إدريس ، الشافعي ٥١

١٩٧، ١٩١، ١٩٠، ١٨٩ ،٢٤٢، ٢٠٨

١٦٦ حممد بن إمساعيل الصنعاين ، إبن األمري ٥٢ ١٨٢، ١١٠ حممد بن احلسني ، أبو يعلى الفراء ٥٣

٢٧٧

، ١٦٠، ١٤٥، ١٠٢، ٩٨ حممد بن جرير ، الطربي ٥٤١٧٥

٢٢٣، ١٧٠، ١٤٦ حممد بن عبد الواحد ، ابن اهلمام ٥٥، ١٦٥، ١٥٦، ١٤٢، ١٠٢ حممد بن علي الشوكاين ٥٦

٢٢٩، ٢٢٦، ١٨٧ ١٨٥، ١٦١، ١٦٠ حممد بن عمر ، فخر الدين الرازي ٥٧ ١٨٢، ١٥٧، ١٤٨ حممد بن مكرم ، ابن منظور ٥٨ ١٤٤ حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري ٥٩، ١٦٦، ١٦٥، ١٦٤، ١٦٣ معاذ بن جبل ٦٠

٢٠٣، ١٦٧ ، ١٦٥، ١٥٨، ١٤٨، ١٤٥ منصور بن يونس البهويت ٦١

٢٢٦، ٢٠٧، ١٧٣ ، ١٩٠، ١٧٨، ١٧٥، ١٦٦ النعمان بن ثابت ، أبو حنيفة ٦٢

٢٤٩، ٢٤٢، ١٩١ ، ١٥٢، ١٥٠، ١٤٥، ١٤٣ حيىي بن شرف ، حمي الدين النووي ٦٣

٢٢٦، ٢٠٤، ١٦٥، ١٥٨ ١٧١ يوسف بن عيد اهللا بن حممد بن عبد الرب النمري القرطيب ٦٤

٢٧٨

رابعا ع واملصادرقائمة املراج

.القرآن الكرمي -:مصادر التفاسري

يقحتق ، القرآن أحكام ،) هـ ٥٤٣ت( اهللا عبد بن حممد بكر أبو: العريب ابن .١ األوىل الطبعة ، بريوت ، الفكر دار ، البجلوي حممد علي

عبد حممد عليه وعلق أحاديثه وخرج أصوله راجع]. م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ . يةالعلم الكتب دار ، عطا القادر

تفسري يف الوجيز احملرر ، غالب بن احلق عبد حممد أبو األندلسي: عطية ابن .٢ م،١٩٩ هـ١٤١٣ لبنان العلمية الكتب دار: النشر دار ، ،العزيز الكتاب . حممد الشايف عبد السالم عبد:حتقيق األوىل،:الطبعة

ت( الفداء أبو الدين مادع الدمشقي القرشي كثري بن إمساعيل: كثري ابن .٣ ].م١٩٩٤/هـ١٤١٥[املعرفة،بريوت،ط دار العظيم القرآن سريتف).هـ٧٧٤

دار ، البغوي تفسري ، البغوي الفراء حممد بن مسعود بن احلسني: البغوي .٤ . العك الرمحن عبد خالد: حتقيق بريوت، - املعرفة دار: النشر

: وختريج ضبط القرآن أحكام) هـ٣٧٠ت( الرازي علي بن أمحد: اجلصاص .٥ ١ ط بريوت ، العلمية الكتب دار ، شاهني علي حممد السالم دعب ].م١٩٩٤/هـ١٤١٥[

: النشر دار ،التفسري علم يف املسري زاد حممد بن علي بن الرمحن عبد: اجلوزي .٦ . الثالثة: الطبعة ، هـ١٤٠٤ – بريوت - اإلسالمي املكتب

مفاتيح أو كبريال التفسري الشافعي التميمي عمر بن حممد الدين فخر: الرازي .٧ - هـ١٤٢١ - بريوت - العلمية الكتب دار: النشر دار ، ،الغيب

األوىل: الطبعة م،٢٠٠٠

٢٧٩

املعاصر الفكر دار واملنهج والشريعة العقيدة يف: املنري التفسري ، وهبة: الزحيلي .٨ ].م١٩٩١/هـ١٤١١[ ١ ط ، بريوت ،

دار باملأثور لتفسريا يف املنثور الدر ،) هـ٩١١ ت( ، الدين جالل: السيوطي .٩ ].م١٩٨٣/هـ١٤٠٣[ ٢ ط. بريوت ، الفكر

بني اجلامع القدير فتح) هـ١٢٥٠ ت( حممد بن علي بن حممد: الشوكاين .١٠ . بريوت املعرفة دار ، التفسري من والدراية الرواية

دار القرآن تأويل يف البيان جامع ،) هـ٣١٠ت( جرير بن حممد: الطربي .١١ مكتبة شركة ،] م١٩٩٢/هـ١٤١٢[ ١ ط ، تبريو ، العلمية الكتب .مبصر وأوالده احلليب الباين مصطفى ومطبعة

القرآن ألحكام اجلامع ،) هـ٦٧١ ت( األنصاري أمحد بن حممد: القرطيب .١٢ . بريوت ، التراث إحياء دار:

-:مصادر احلديث وعلومه بن أمحد ماإلما مسند ،) هـ٢٤١ ت( الشيباين أمحد اهللا عبد أبو: حنبل ابن .١٣

. القاهرة ، قرطبة مؤسسة: الناشر حنبل ، خزمية ابن صحيح) هـ٣١١ ت( النيسابوري إسحاق بن حممد: خزمية ابن .١٤

. بريوت ، اإلسالمي املكتب ، األعظمي مصطفى حممد: حتقيق . ]م١٩٧٠/هـ١٣٩٠[

، املعارف مكتبة والترهيب الترغيب صحيح ، الدين ناصر حممد: األلباين .١٥ . اخلامسة الطبعة. ضالريا

طبعه على أشرف وزياداته الصغري اجلامع صحيح ، الدين ناصر حممد: األلباين .١٦ . بريوت ، اإلسالمي املكتب ، الشاويش زهري:

] الكبري الفتح[ وزياداته الصغري اجلامع صحيح ، الدين ناصر حممد: األلباين .١٧ . ]م١٩٦٩/هـ١٣٨٨[ ١ ط ، بريوت ، اإلسالمي املكتب

٢٨٠

، البخاري صحيح) هـ٢٥٦ ت( إمساعيل بن حممد اهللا عبد أبو: البخاري .١٨. بريوت ، كثري ابن دار. البغـا ديب مصطفى. د: مراجعة

. ]م١٩٨٧/هـ١٤٠٧[ ،: الثقات) هـ٣٤٥ت( التميمي حامت أبو أمحد بن حبان بن حممد: البسيت .١٩

١ ط. بريوت الفكر ،دار أمحد الدين شرف السيد: حتقيق . ]م١٩٧٥/هـ١٣٩٥[

، الكربى البيهقي سنن ، بكر أبو موسى بن علي بن احلسني بن أمحد: البيهقي .٢٠ عبد حممد: حتقيق م١٩٩٤ هـ١٤١٤ املكرمة مكة الباز دار مكتبة: النشر دار

. عطا القادر اجلامع) هـ٢٧٩ ت( السلمي عيسى بن حممد عيسى أبو: التـرمذي .٢١

التراث إحياء دار ، وآخرون شاكر حممد أمحد: مراجعة الترمذي سنن الصحيح . بريوت ، العريب

غريب يف النهاية) هـ٦٠٦ ت( حممد بن املبارك السعادات أيب: اجلـزري .٢٢ ، الطناحي حممد حممود ، الزاوي أمحد طاهر: ومراجعة حتقيق ، واألثر احلديث ].م١٩٦٣/هـ١٣٨٣[ ١ ط. بريوت ، العلمية املكتبة: الناشر

املستدرك ،) هـ ٤٠٥ ت( النيسابوري اهللا عبد بن حممد اهللا عبد وأب: احلاكم .٢٣ ، العلمية الكتب دار ، عطا القادر عبد مصطفى: مراجعة الصحيحني على

].م١٩٩٠/هـ١٤١١[ ط. بريوت ناصر حممد: حتقيق: املصابيح مشكاة ، اهللا عبد بن حممد: التربيزي اخلطيب .٢٤

].م١٩٨٥/هـ١٤٠٥[ ٢ ط. بريوت ، ياإلسالم املكتب ، األلباين الدين ، الدارقطين سنن ، البغدادي الدارقطين احلسن أبو عمر بن علي: الدارقطين .٢٥

اهللا عبد السيد: حتقيق ،١٩٦٦ - ١٣٨٦ - بريوت - املعرفة دار: النشر دار املدين مياين هاشم

٢٨١

: الدارمي سنن ،) هـ٢٥٥ ت( حممد أبو الرمحن عبد بن اهللا عبد: الدرامي .٢٦ ، العريب الكتاب دار: الناشر ، العلمي السبع خالد ، زمريل أمحد فواز: حتقيق

].هـ١٤٠٧[ ١ ط ، بريوت ،) هـ٢٣٠ ت( البصري اهللا عبد أبو منيع بن سعد بن حممد: الزهري .٢٧

١ ط. بريوت ، العريب التراث إحياء دار: الناشر الكربى الطبقات ].م١٩٩٦/هـ١٤١٧[

الراية نصب) هـ٧٦٢ ت( يوسف بن اهللا عبد حممد أيب دينال مجال: الزيلعي .٢٨ ].هـ١٣٥٧. [مصر ، احلديث دار ، اهلداية ألحاديث

، داود أيب سنن) هـ٢٧٥ ت( األزدي األشعث بن سليمان: السجستاين .٢٩ ط. القاهرة ، اللبنانية املصرية الدار. احلميد عبد الدين حمي حممد: مراجعة

].م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ ،) هـ٨٥٢ ت( الشافعي الفضل أبو حجر بن علي بن أمحد: ينالعسقال .٣٠

١ ط. سوريا ، الرشيد دار ، عوامة حممد: حتقيق: التهذيب تقريب ].م١٩٨٦/هـ١٤٠٦[

) هـ٨٥٢ ت( الشـافعي الفضل أبو حجر بن علي بن أمحد: العسقالين .٣١ ].م١٩٨٤/هـ١٤٠٤[ ١ ط. بيـروت ، الفكـر دار ، التهذيب ذيب

صحيح شرح الباري فتح ،) هـ ٨٥٢ ت( حجر ابن احلافظ: ينالعسقال .٣٢ ].هـ١٣٧٩. [ بريوت ، املعرفة دار البخاري

داود أيب سنن شرح املعبود عون ، احلق مشس حممد الطيب أبو: آبادي العظيم .٣٣ ].هـ١٤١٥[ ٢ ط. بريوت ، العلمية الكتب دار

: مراجعة ، ماجه ابن سنن) هـ٢٧٥ ت( يزيد بن حممد اهللا عبد أبو: القزويين .٣٤ . بريوت ، الفكر دار ، الباقي عبد فؤاد حممد

محدي: حتقيق ،: احلفاظ تذكرة) هـ ٥٠٧ ت( طاهر بن حممد: القيسراين .٣٥ ].هـ١٤١٥[ ١ ط ، الرياض ، الصميعي دار ، السلفي إمساعيل ايد عبد

٢٨٢

حتفة) هـ١٣٥٣: ت( الرمحن عبد بن حممد العال أبو: املباركفوري .٣٦ ١ ط. بريوت ، العلمية الكتب دار ، الترمذي سنن شرح األحوذي

].م١٩٩٠/هـ١٤١٠[ إبراهيم: حتقيق: والترهيب الترغيب ، القوي عبد بن العظيم عبد: املنذري .٣٧

].هـ١٤١٧: [ بريوت ، العلمية الكتب دار ، الدين مشس ،: ىالكرب السنن) هـ٣٠٣ ت( شعيب بن أمحد الرمحن عبد أبو: النسائي .٣٨

الكتب دار ، حسن كسروي سيد ، البنداري سليمان الغفار عبد. د: مراجعة ].م١٩٩١/هـ١٤١١[ ١ ط. بريوت ، العلمية

: مسلم صحيح) هـ٢٦١ ت( احلجاج بن مسلم احلسني أبو: النيسابوري .٣٩ . بريوت ، التراث إحياء دار ، الباقي عبد فؤاد حممد: مراجعة

الزوائد جممع) هـ ٨٠٧ ت( بكر أيب بن علي دينال نور احلافظ: الـهيثمي .٤٠ ].هـ١٤١٢. [ بريوت ، الفكر دار ، الدويش اهللا عبد: حتقيق ، الفوائد ومنبع

-:مصادر الفقه واألصول

دار ، اإلمجاع بكر، أبو النيسابوري املنذر بن إبراهيم بن حممد: املنذر ابن .٤١. د: حتقيق الثالثة،: طبعةال ،١٤٠٢ - اإلسكندرية - الدعوة دار: النشر .أمحد املنعم عبد فؤاد

فتح شرح السيواسي، الواحد عبد بن حممد الدين كمال: اهلمام ابن .٤٢ . الثانية: الطبعة بريوت، - الفكر دار: النشر دار القدير

ت( احلراين احلليم عبد بن أمحد الدين تقي العباس أبو: تيمية ابن .٤٣: ط ، بريوت ، املعرفة ارد: الكربى الفتاوى ،) هـ٧٢٨

] .م١٩٨٨/هـ١٤٠٩[ التراث مكتبة: احمللى ،) هـ ٤٥٦ ت( أمحد بن حممد بن علي: حزم ابن .٤٤

. القاهرة ،

٢٨٣

اتهد بداية ،) هـ ٥٩٥ ت( املالكي احلفيد أمحد بن حممد: رشد ابن .٤٥ سنة. بريوت ، املعرفة دار ، حليب طعمة ايد عبد: حتقيق املقتصد واية ].هـ١٤١٨: [ الطبعة

فقه األبصار تنوير شرح املختار الدر على املختار رد حاشية: عابدين ابن .٤٦ هـ١٤٢١بريوت والنشر للطباعة الفكر دار: النشر دار ، حنيفة أبو

. م٢٠٠٠ والنظائر األشباه ،) هـ٩٧٠ ت( إبراهيم بن الدين زين اإلمام: جنيم ابن .٤٧

، الباز مصطفى نزار مكتبة: ناشرال. بريوت ، العلمية الكتب دار: ].م١٩٩٦/هـ١٤١٧[ ١ ط ، الرياض

أصول يف اإلحكام) هـ٦٣١ ت( احلسن أبو حممد بن علي: اآلمدي .٤٨ ، بريوت ، العريب الكتاب دار ، اجلميلي سيد. د: حتقيق لآلمدي األحكام

].هـ١٤٠٤[ ١ ط عامل ، اإلرادات منتهى شرح) هـ١٠٥١ ت( يونس بن منصور: البهويت .٤٩

. بريوت ، الكتب منت على القناع كشاف) هـ١٠٥١ ت( يونس بن منصور: البهويت .٥٠

. بريوت ، الكتب عامل ، اإلقناع املستقنع زاد شرح املربع الروض ، إدريس بن يونس بن منصور: البهويت .٥١

١٣٩٠ - الرياض - احلديثة الرياض مكتبة: النشر دار ، مغين) هـ٩٧٧ت( بن حممد بن دحمم الدين مشس: الشربيين اخلطيب .٥٢

الكتب دار ،. احلليب مصطفى. ط ، املنهاج ألفاظ معاين معرفة إىل احملتاج ].م١٩٩٤/هـ١٤١٥[ ١ ط ، العلمية

حاشية) هـ١٢٣٠ ت( املالكي عرفة بن أمحد بن حممد الدسوقي .٥٣ ١ ط العلمية الكتب دار. احلليب عيسى. ط ، الكبري الشرح على الدسوقي

] .م١٩٩٦/هـ١٤١٧[

٢٨٤

الدين شهاب ابن محزة بن أمحد العباس أيب بن حممد الدين مشس: الرملي .٥٤ دار ، املنهاج شرح إىل احملتاج اية الصغري، بالشافعي الشهري الرملي .م١٩٨٤ - هـ١٤٠٤ - بريوت - للطباعة الفكر دار: النشر

١ ط ، بدمشق الفكر دار وأدلته اإلسالمي الفقه ، وهبة. د: الزحيلي .٥٥ ].م١٩٨٤/هـ١٤٠٤[

جامعة مطبعة األول الد العام الفقهي املدخل ، مصطفى الشيخ: الزرقاء .٥٦ ].١٩٦١/هـ١٣٨١[ ٧ ط ، دمشق

شرح احلقائق تبني. احلنفي الزيلعي علي بن عثمان الدين فخر: الزيلعي .٥٧ - . القاهرة - . اإلسالمي الكتب دار: النشر دار ، الدقائق كرت

.هـ١٣١٣) إسحاق أبو(الغرناطي اللخمي حممد بن موسى بن براهيمإ: الشاطيب .٥٨

].م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ بريوت داراملعرفة، ، اإلعتصام) هـ٧٩٠ ت( املالكي الغرناطي اللخمي موسى بن إبراهيم: الشاطيب .٥٩

دار: الناشر ، دراز اهللا عبد: حتقيق ،: الشريعة أصول يف املوافقات . بريوت ، املعرفة

وعلق أحاديثه خرج ، األم ،) هـ٢٠٤ ت( إدريس نب حممد: الشافعي .٦٠ ١ ط ، بريوت ، العلمية الكتب دار ، مطرجي حممود: عليه

].م١٩٩٣/هـ١٤١٣[ إىل الفحول إرشاد ،) هـ١٢٥٠ ت( حممد بن علي بن حممد: الشوكاين .٦١

دار البدري، سعيد حممد: ومراجعة حتقيق األصول علم من احلق حتقيق ] .م١٩٩٢/هـ١٤١٢[ ١ ط ، بريوت ، الفكر

شرح األوطار نيل) هـ١٢٥٠ ت( حممد بن علي بن حممد: الشوكاين .٦٢ ١ ط ، القاهرة ، احلديث دار ، األخيار سيد أحاديث من األخبار منتقى

].م١٩٩٣/هـ١٤١٣[

٢٨٥

املهذب) هـ ٤٧٦ت( اهللا عبد بن يوسف بن علي بن إبراهيم: الشريازي .٦٣ . احلليب مصطفى. ط ،:

من السالم سبل ،) هـ١١٨٢ ت( األمري إمساعيل بن دحمم: الصنعاين .٦٤ مأمون خليل عليه وعلق ورقمه أحاديثه وخرج نصوصه حقق األحكام أدلة

].م١٩٩٥/هـ١٤١٥ ١ ط ، بريوت ، املعرفة دار ، شيحا علم يف املستصفى ،) هـ٥٠٥ت( حممد بن حممد حامد أبو: الغزايل .٦٥

، العلمية الكتب دار ، لشايفا عبد السالم عبد حممد: حتقيق: األصول ].هـ١٤١٣[ ١ ط. بريوت

الربوق أنوار أو الفروق ، الصنهاجي إدريس بن أمحد العباس أبو: القرايف .٦٦ ، م١٩٩٨ هـ١٤١٨ بريوت ، العلمية الكتب دار ، الفروق أنواء يف

. املنصور خليل: حتقيق األوىل،: الطبعة والتحصيل البيان ،) هـ ٥٢٠ ت( رشد ابن الوليد أيب: القرطيب .٦٧

، حجي حممد. د: حتقيق املستخرجة مسائل يف والتعليل والتوجيه والشرح اإلسالمي التراث إحياء إدارة ، األنصاري إبراهيم بن اهللا عبد الشيخ بعناية

].م١٩٨٤/هـ١٤٠٤[ ، اإلسالمي الغرب دار ، قطر دولة ، ترتيب يف عالصنائ بدائع) هـ ٥٨٧ ت( احلنفي مسعود: الكاساين .٦٨

حممد ارعش ١٣ اإلمام مطبعة ، يوسف علي زكريا: الناشر ، الشرائع .القاهرة ، بالقلعة كرمي

عمان – عمار دار ، املعاصر اإلسالمي الفقه مسرية ، شويش: احملاميد .٦٩ . األردن –

اجلامع الزخار البحر ،) هـ ٨٤٠ ت( املهدي حيىي بن أمحد: املرتضى .٧٠ . القاهرة ، اإلسالمي الكتاب دار: اراألمص علماء ملذاهب

٢٨٦

الراجح معرفة يف اإلنصاف) هـ ٨٨٥ ت( سليمان بن علي: املرداوي .٧١ بريوت ، التـراث إحياء دار ، الفقي حامد حممد: حتقيق ،: اخلالف من ].م١٩٨٠/هـ١٤٠٠[ الثانية الطبعة.

خمتصر لشرح اجلليل مواهب اهللا عبد أبو الرمحن عبد بن حممد: املغريب .٧٢ الثانية: الطبعة ،١٣٩٨ - بريوت - الفكر دار: النشر دار ، خليل

ت( قدامة بن حممد بن أمحد بن اهللا عبد الدين موفق: املقدسي .٧٣ ].م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ ٥ط بريوت اإلسالمي املكتب: الكايف).هـ٦٢٠

إدارات رئاسة: املغين ،) هـ٦٢٠ ت( قدامة ابن الدين موفق: املقدسي .٧٤ . الرياض ، واإلرشاد والدعوة واإلفتاء علميةال البحوث

) هـ ٤٦٣ ت( الرب عبد بن اهللا عبد بن يوسف عمر أبو: النمري .٧٥ دار ، معوض علي حممد ، عطا حممد سامل: ومراجعة حتقيق: اإلستذكار

].م٢٠٠٠/هـ١٤٢١[ ١ط بريوت ، العلمية الكتب) هـ٤٦٣ ت( الرب عبد بن اهللا عبد بن يوسف عمر أبو: النمري .٧٦

أمحد بن مصطفى: حتقيق: واألسانيد املعاين من املوطأ يف ملا التمهيد والشؤون األوقاف وزارة: الناشر ، البكري الكبري عبد حممد ، العلوي

].هـ١٣٨٧: [النشر سنة ـ املغرب ـ اإلسالمية) هـ٦٧٦ ت( شرف بن حيىي الدين حمي زكريا أيب اإلمام: النووي .٧٧

جنيب حممد نقصانه بعد وأكمله عليه وعلق حققه: ذبامله شرح اموع ط. بريوت ، والتوزيع والنشر للطباعة العريب التراث إحياء دار ، املطيعي

].م١٩٩٥/هـ١٤١٥[ املفتني وعمدة الطالبني منهاج زكريا، أبو النووي شرف بن حيىي: النووي .٧٨

. بريوت – املعرفة دار: النشر دار

٢٨٧

اإلمام عن التنوخي سعيد بن سحنون اإلمام رواية ، أنس بن مالك: أنس .٧٩ ، بريوت ، صادر دار: الكربى املدونة ، العتقي القاسم بن الرمحن عبد

هـ١٣٢٣ سنة مبصر السعادة مطبعة طبعة عن تصوير: مراجعة مالك اإلمام موطأ ،) هـ١٧٩ت( أنس بن مالك اإلمام: أنس .٨٠

. مصر العريب، ثالترا إحياء دار ، الباقي عبد فؤاد حممد الشرعية األحكام قوانني ، املالكي الغرناطي أمحد بن حممد: جزي بن .٨١

].م١٩٧٤: [ ط ، بريوت ، للماليني العلم دار الفقهية الفروع ومسائل ١ ط ، بريوت ، العريب الكتاب دار السنة فقه: السيد: سابق .٨٢

].م١٩٧١/هـ١٣٩١[ شرح اجلليل منح ، اهللا عبد أبو عليش حممد بن أمحد بن حممد: عليش .٨٣

].م١٩٨٤/هـ١٤٠٤[ ١ ط ، بريوت ، الفكر دار خليل سيدي خمتصر

-:ريخ امصادر السرية والت ت( الدمشقي الزرعي بكر أيب بن حممد اهللا عبد أيب الدين مشس: القيم ابن .٨٤

، البلتحاجي األنور حممد: حتقيق العباد خري هدى يف املعاد زاد ،)هـ٧٥١ ].م٢٠٠١/هـ١٤٢٢[ ١ ط. صيدا ، العصرية املكتبة

،) هـ٧٧٤ ت( الدمشقي القرشي إمساعيل الفداء أبو احلافظ: كثري ابن .٨٥ .لبنان ، بريوت ، املعارف مكتبة : والنهاية البداية

ابن سرية) هـ٢١٨ ت( احلمريي أيوب بن امللك عبد حممد أبو: هشام ابن .٨٦ . بريوت التراث، إحياء دار ، احلميد عبد الدين حمي حممد بتحقيق هشام

: بغداد تاريخ ،) هـ٤٦٣ ت( علي بن أمحد بكر أبو: البغدادي اخلطيب .٨٧ ١ ط. بريوت العلمية الكتب دار ، عطا القادر عبد مصطفى: وحتقيق دراسة

].م١٩٩٧/هـ١٤١٧[

٢٨٨

دار ، أحداث وحتليل وقائع عرض النبوية السرية ، حممد علي.د: الصاليب .٨٨ .م٢٠٠١ األوىل الطبعة القاهرة اإلسالمية روالنش التوزيع

الرسل تاريخ: ( الطربي تاريخ ،) جعفر أبو( جرير بن حممد: الطربي .٨٩ ].م١٩٧٠: [ مبصر املعارف دار: إبراهيم الفضل أبو حممد: حتقيق) وامللوك

: الدين علوم إحياء الغزايل اإلسالم حجة حامد أبو حممد اإلمام: الغزايل .٩٠ ] .هـ١٣٢٦[ احملمية مبصر الشرفية العامرة ةاملطبع

بريوت ، العلميـة الكتب دار: املختوم الرحيق ، الرمحن صفي: املباركفوري .٩١ ].م١٩٨٨/هـ١٤٠٨[ ١ ط.

، اإلسالمي املكتب ، العثماين العهد: اإلسالمي التاريخ ، حممود: شاكر .٩٢ . م١٩٩١ الثالثة الطبعة ، عمان

-: واملعاجم اللغة مصادر

دار اللغة مقاييس معجم ، زكريا بن فارس بن أمحد احلسني أبو: فارس ابن .٩٣ ، الثانية: الطبعة ، م١٩٩٩ - هـ١٤٢٠ لبنان ، بريوت ، اجليل دار: النشر . هارون حممد السالم عبد: حتقيق

، صادر دار ، العرب لسان) هـ٧١١ ت( علي بن مكرم بن حممد: منظور ابن .٩٤ . األوىل الطبعة. كانالعبي مكتبة ، بريوت

إحياء دار: النشر دار ، اللغة ذيب ، أمحد بن حممد منصور أبو: األزهري .٩٥ عوض حممد: حتقيق ، األوىل: الطبعة م،٢٠٠١ - بريوت - العريب التراث . مرعب

: ومراجعة حتقيق الصحاح خمتار ،)هـ٧٢١ ت( بكر أيب بن حممد: الرازي .٩٦ . بريوت ، لبنان مكتبة ، خاطر حممود

دار القاموس جواهر من العروس تاج ، احلسيين مرتضى حممد: الزبيدي .٩٧ احملققني من جمموعة: حتقيق ، اهلداية دار: النشر

٢٨٩

مؤسسة: النشر دار ، احمليط القاموس ، يعقوب بن حممد: آبادي الفريوز .٩٨ . بريوت – الرسالة

الشرح غريب يف رياملن املصباح ، املقري علي بن حممد بن أمحد: الفيومي .٩٩ . بريوت – العلمية املكتبة: النشر دار ، للرافعي الكبري

، الكاثوليكية املطبعـة: والعلوم واآلداب اللغة يف املنجد ، لويس: معلوف .١٠٠ . بريوت

-:مصادر التراجم واألعالم

سامل بن اهللا نصر بن حممد بن القادر عبد حممد أيب الدين حمي: : الوفاء أيب ابن .١٠١ حتقيق ، احلنفية طبقات يف املضيئة اجلواهر] هـ٧٧٥/هـ٦٩٦[ احلنفي القرشي ٢ ط. الرسالة مؤسسة ، احللو حممد الفتاح عبد: الدكتور

].م١٩٩٣/هـ١٤١٣[ ، الزمان أبناء وأنباء األعيان وفيات ، بكر أيب بن حممد بن أمحد: خلكان ابن .١٠٢

. بريوت ، صادر دار ، عباس إحسان. د: حتقيق طبقات خمتصر ، البغدادي عمر بن مجيل حممد الشيخ العالمة: شطي ابن .١٠٣

١ ط. بريوت ، العريب الكتاب دار ، زمريل أمحد فواز دراسة ، احلنابلة ].م١٩٨٦/هـ١٤٠٦[ قاضي ابن الدين تقي حممد بن عمر بن حممد بن أمحد بن بكر أبو: شهبة ابن .١٠٤

العليم عبد. د عليه وعلق صحيحهبت اعتىن ، الشافعية طبقات ، الدمشقي شهبة ، الطباع أنس اهللا عبد. د العام الفهرس قواعد ضوء يف سهفهار رتب. خان . ]م١٩٨٧/هـ١٤٠٧[ ١ ط. بريوت ، الكتب عامل

- الرسالة مؤسسة: النشر دار ، الوفيات ، السالمي رافع بن حممد: املعايل أبو .١٠٥ عواد بشار. د, عباس مهدي صاحل: حتقيق األوىل،: الطبعة ،١٤٠٢ - بريوت

. معروف

٢٩٠

، العريب الفكر دار ، وفقهه وآراؤه وعصره حياته الشافعي ، حممد: زهرة أبو .١٠٦ . م١٩٧٨. مصر

) هـ٧٤٨ ت( عثمان بن أمحد بن حممد اهللا عبد أيب الدين مشس اإلمام: الذهيب .١٠٧ ٩ ط. الرسالة مؤسسة ، األرناؤوط شعيب الشيخ إشراف ، النبالء أعالم سري

] .هـ١٤١٣[ من والنساء الرجال ألشهر تراجم قاموس: األعالم الدين خيـر: الزركلي .١٠٨

١٤ ط ، لبنان ، بريوت ، للماليني العلم دار ، واملستشرقني واملستعربني العرب ] .م١٩٩٧: [ فرباير ، ،) هـ٢٣٠ ت( البصري اهللا عبد أبو منيع بن سعد بن حممد: الزهري .١٠٩

١ ط. بريوت ، يبالعر التراث إحياء دار: ناشرال ، الكربى الطبقات .]م١٩٩٦/هـ١٤١٧[[ ، الكايف عبد بن علي بن الوهاب عبد نصر أيب الدين تاج: السبكي .١١٠

، احللو الفتاح عبد حتقيق ، الكربى الشافعية طبقات] هـ٧٧١/هـ٧٢٧ . بريوت ، العربية الكتب إحياء دار ، الطناحي حممود

مكتبة: النشر دار ، املفسرين طبقات ، بكر أيب بن الرمحن عبد: السيوطي .١١١ .عمر حممد علي: حتقيق األوىل،: الطبعة ،١٣٩٦ - القاهرة - وهبة

بعد من مبحاسن الطالع البدر ،) هـ١٢٥٠ ت( ، عـلي بن حممد: الشوكاين .١١٢ . بريوت ، املعرفة دار ، السابع القرن

دار ، الفقهاء طبقات ، إسحاق أبو يوسف بن علي بن إبراهيم: الشريازي .١١٣ . امليس خليل: حتقيق بريوت، - القلم دار: النشر

، الصحابة متييز يف اإلصابة) هـ ٨٥٢ ت( حجر بن أمحد احلافظ: العسقالين .١١٤ ] .هـ١٤١٢[ ١ ط. بريوت اجليل دار ، البجاوي حممد علي: حتقيق

شذرات) هـ١٠٨٩ ت( احلنبلي حممد بن أمحد بن احلي عبد: العماد .١١٥ ] .هـ١٣٩٩[ بريوت ، املسرية دار ، ذهب من أخبار يف الذهب

٢٩١

محدي: حتقيق ، احلفاظ تذكرة) هـ ٥٠٧ ت( طاهر بن حممد: القيسراين .١١٦ ] .هـ١٤١٥[ ١ ط ، الرياض ، الصميعي دار ، السلفي إمساعيل ايد عبد

رالفك دار ، املالكية طبقات يف الزكية النور شجرة ، حممد بن حممد: خملوف .١١٧ . والتوزيع والنشر للطباعة

-:مصادر القانون

املعارف منشأة: العام الدويل القانون ، صادق علي. د: حيف أبو .١١٨ . عشرة احلادية الطبعة. اإلسكندرية

املطبوعات دار ، العام القسم: العقوبات قانون زكي، حممد. د: عامر أبو .١١٩ . م١٩٨٦ اإلسكندرية اجلامعية

Intel طبعة ، اإلسالمي اجلنائي الفقه ، احلاج ئزةفا. د : إمساعيل .١٢٠Multimedia And Publication ماليزيا – كواالملبور ٢٠٠١ .

– الرسالة مؤسسة ، اإلسالمي الفقه التقنني جهود ، وهبة. د: الزحيلي .١٢١ . بريوت

القسم. اليمين والعقوبات اجلرائم قانون شرح ، حسن علي. د: الشريف .١٢٢ صنعاء اإلعالمية للخدمات أوان ، األشخاص على اإلعتداء مجرائ. اخلاص . م٢٠٠٥ الرابعة طبعة

مروة مؤسسة ، اإلسالمي اجلنائي التشريع حبيب شالل حممد. د: العاين .١٢٣ ) ] .م١٩٩٦( الثانية الطبعة. األردن_ للطباعة

يف تنفيذها وقواعد للعقوبات العامة األحكام ، صاحل طاهر. د: العبيدي .١٢٤ الصادق مركز مكتبة ، اإلسالمية والشريعة اليمين والعقوبات اجلرائم نونقا

. م٢٠٠٦ الثالثة الطبعة ، للطباعة مصر ضة ، اإلسالمي اجلنائي النظام أصول يف ، سليم حممد. د: العوا .١٢٥

. م٢٠٠٦ األوىل الطبعة ، والتوزيع والنشر للطباعة

٢٩٢

.الرسالة مؤسسة ، لإلسالم لعامةا اخلصائص ، اهللا عبد يوسف. د: القرضاوي .١٢٦. العام القسم - العقوبات قانون شرح ، القادر عبد علي. د: القهوجي .١٢٧

. م ٢٠٠٢ ط لبنان احلقوقية احلليب منشورات ، مقارنة دراسة ط ، العام القسم ، اليمين العقوبات قانون شرح ، أمحد سعيد حممد: املعمري .١٢٨

. تعز - ميةاإلعال للخدمات نايس ، م٢٠٠٥ -١/ مقارنة قانونية دراسة االختطاف جرائم ، أمحد اهللا عبد الوهاب عبد: املعمري .١٢٩

. م٢٠٠٦ ط ، صنعاء ، احلديث اجلامعي املكتب ، اإلسالمية الشريعة بأحكام – اإلسالمي املكتب ، اإلسالم يف القتال مشروعية ، حممد حممود. د: بابللي .١٣٠

. م١٩٩٦ ١ط بريوت اجلامعية املؤسسة ، والعالج الوقاية سياسة اجلرمية داء ، حممد علي. د: جعفر .١٣١

. م٢٠٠٣: األوىل الطبعة ، بريوت ، والتوزيع والنشر للدراسات ، اخلاص القسم والعقوبات اجلرائم قانون شرح، حممد يوسف علي: حربة .١٣٢

. م٢٠٠٦ التاسعة الطبعة اإلعالنية للخدمات أوان النهضة دار ، العام القسم العقوبات انونق شرح ، جنيب حممد. د: حسين .١٣٣

. م١٩٧٧ الرابعة الطبعة – القاهرة العربية الفكر دار ، العام القسم: العقوبات قانون ، حممود مأمون. د: سالمة .١٣٤

. م١٩٩٠ -العريب ، اإلسالمي اتمع ملصلحة املقدرة العقوبة ، العظيم عبد. د: الدين شرف .١٣٥

. م١٩٨٧ الثانية الطبعة طنطا ، رةللتجا الدين شرف: الناشر الثقافة مؤسسة: ( العام الدويل القانون أصول سامي حممد. د: احلميد عبد .١٣٦

. م١٩٧٩: الرابعة الطبعة ،) اإلسكندرية ، اجلامعية الشريعة بني ا واالجتار املخدرات تعاطي عقوبة ، السيد أسامة: السميع عبد .١٣٧

. م٢٠٠٧ ط اجلديدة اجلامعة دار ، والقانون

٢٩٣

ط ، اليمنية اجلمهورية يف والقضاء التشريع تطور ، راشد حممد: املوىل عبد .١٣٨ . م٢٠٠٢- ٢٠٠١

، الوضعي بالقانون مقارنا اإلسالمي اجلنائي التشريع القادر، عبد.د: عودة .١٣٩ . م٢٠٠١ عشرة الرابعة الطبعة ، الرسالة مؤسسة

للطباعة الوليد بن خالد ةمكتب توزيع: اليمنية باجلمهورية اإلثبات قانون .١٤٠ .صنعاء - والتوزيع والنشر

الوليد بن خالد مكتبة توزيع: اليمنية باجلمهورية اجلزائية اإلجراءات قانون .١٤١ . صنعاء - والتوزيع والنشر للطباعة

للطباعة اليمنية الكتب عامل: اليمنية باجلمهورية والعقوبات اجلرائم قانون .١٤٢ – الوليد بن خالد مكتبة توزيع ، م٢٠٠٧ طبعة ، صنعاء - والتوزيع والنشر . صنعاء

، اليمين والعقوبات اجلرائم قانون شرح يف الوجيز ، علي حسن. د: جملي .١٤٣ الرابعة الطبعة ، اليمن ، صنعاء – الصادق مركز مكتبة ، للجرمية العامة النظرية . م٢٠٠٥

اإلسالمي ئياجلنا التشريع تطبيق حتديات ، حممد العزيز عبد. د: حمسن .١٤٤ .م٢٠٠٣ ط القاهرة ، للطباعة الذهيب النسر ، مقارنة دراسة

أمين منظور من اجلرمية مكافحة يف التشريع دور ، حيىي حممد عوض: يعيش .١٤٥ . م٢٠٠٦ ط صنعاء ، احلديث اجلامعي املكتب ، مقارنة دراسة_

٢٩٤

-:مصادر ومراجع عامة أحكام ،) هـ٧٥١ ت( بكر أيب بن حممد اهللا عبد أيب الدين مشس: القيم ابن .١٤٦

ـ العاروري أمحد: شاكر ، البكري أمحد يوسف: ومراجعة حتقيق الذمة أهل ١ ط ، بريوت ، الدمام ، حزم ابن دار ، للنشر رمادي: الناشر

].م١٤١٨/١٩٩٧[ إعالم ،) هـ٧٥١ ت( بكر أيب بن حممد اهللا عبد أيب الدين مشس: القيم ابن .١٤٧

. بريوت ، اجليل دار ، سعد الرءوف عبد طه: حتقيق نيالعامل رب عن املوقعني وتبيني الكبائر كتاب ، عثمان بن أمحد بن حممد اهللا عبد أيب احلافظ: الذهيب .١٤٨

. م٢٠٠٧ الثانية الطبعة سوريا دمشق كثري ابن دار ، احملارم السلطانية األحكام ،) هـ٤٥٨ ت( احلنبلي احلسني بن حممد يعلى أيب: الفراء .١٤٩

١ ط. القاهرة ، احلليب مطبعة ، الفقي حامد حممد: ليقتع ].م١٩٦٠/هـ١٣٨٠[ الناشر ،: القادمة املرحلة يف اإلسالمية احلركة أولويات يوسف. د: القرضاوي .١٥٠

. م١٩٩١ الثانية الطبعة. القاهرة ، عابدين اجلمهورية شارع ١٤ وهبة مكتبة: والتطرف اجلحود نيب سالميةاإل الصحوة ، اهللا عبد يوسف. د: القرضاوي .١٥١

.الرسالة مؤسسة مكتبة ، اإلسالمية الشريعة لدراسة مدخل ، اهللا عبد يوسف. د: القرضاوي .١٥٢

. القاهرة -وهبة ،) احلسن أبو( ، البغـدادي ، البصري حبيب بن حممـد بن علي: املاوردي .١٥٣

١ ط ، القاهرة ، احلليب مصطفى: مطبعة: السلطانية األحكام ].م١٩٦٠/هـ١٣٨٠[ املركز املسلمني باحنطاط العامل خسر ماذا ، احلسين علي احلسن أبو: النـدوي .١٥٤

. الكويت ، اإلسالمي للكتاب العاملي

٢٩٥

بالقاهرة الشعب دار ، الكبائر اقتراف عن الزواجر اهليتمي حجر ابن: اهليتمي .١٥٥ . م١٩٨٠ ط . بريوت ، يةالعلم الكتب دار الة شرح ، اللبناين رستم سليم: باز .١٥٦ مؤسسة اإلسالم دار يف واملستأمنني الذميني أحكام ، الكرمي عبد. د: زيدان .١٥٧

].م١٩٨٢/هـ١٤٠٢[ ، بريوت ، الرسالةــع .١٥٨ ــدكتور موق ــف: ال ــاوي يوس ــى القرض ــبكة عل ــت ش اإلنترن

]www.qaradawi.net. [ ] .www.islamlight[ اإلنترنت على اإلسالم نور: شبكة موقع .١٥٩ ].www.alwahdah.net[ اإلنترنت على لوحدةا: صحيفة موقع .١٦٠

٢٩٦

الصفحة وضوع امل

١...... .................................................................إهداء ٢...... ..........................................................شكر وتقدير

٣.. ...................................................................ملخص ٦. .....................................................................املقدمة

١٠. .............................................................خلفية الدراسة ١١ ...........................................................مشكلة الدراسة ١١ ...........................................................أهداف الدراسة

١٢ ..............................................................أمهية الدراسة ١٢ ..............................................................سة جمال الدرا

١٣. ...........................................................منهجية الدراسة ١٤...... ....................................................الدراسات السابقة

٢١ ......................للدماء يف القانون اليمين اجلرائم املهدرة: الفصل األول ٢٢ ..............................عي يف اليمنحركة التقنني الشر: املبحث األول ٢٣ ....................................تعريف التقنني وحكمه -:املطلب األول ٢٣ ..............................................................تعريف التقنني

٢٤ ..........................................:....................التقنني حكم ٢٨ ..................)..النشأة والتطور ( حركة التقنني يف اليمن : املطلب الثاين

٣١.. ......................وأقسامهاتعريفها اجلرمية يف القانون: املبحث الثانـي ٣٢ ...........................قانون الوضعيتعريف اجلرمية يف ال: املطلب األول ٣٥ ...............................رمية يف القانون اليمينأقسام اجل: املطلب الثاين

٤٠ .........................افحة اجلرميةالوسائل القانونية يف مك: املبحث الثالث ٤٣... ...............................................باتالعقـو: ع األول النو

٢٩٧

٤٦ ............................................................أنواع العقوبات ٥٢......... ......................................وقائيةالتدابري ال: النوع الثاين

٥٥ .........................ة اجلرمية بني النظرية والتطبيقمكافح: املبحث الرابع ٥٩.. ............اليمين اجلرائم املهدرة للعصمة يف نظر القانون: املبحث اخلامس

٦١.......... ..............شخاص واألسرةجرائم واقعة على األ: املطلب األول ٦٢... .......................................................جرمية القتل العمد

٦٧. ....................................................جرائم اخلطف والتقطع ٧٢.. ..............................................................جرمية الردة

٧٤.... .....................وهتك العرض األخالقجرائم إفساد : املطلب الثاين ٧٦.... .............................................................جرمية الزنا

٧٨ ...............................................................جرمية اللواط ٨٠.... ...............................................................الديـاثة ٨٢. .................................اجلرائم اليت تقع على املال: ثالث املطلب ال

٨٣.. .............................................................جرمية احلرابة ٨٦ ..................اجلرائم املتعلقة باملخدرات واملؤثرات العقلية: املطلب الرابع

٨٧ ..........................................................تعريف املخدرات ٨٨............................................جرمية املخدرات يف القانون اليمين

٨٩..............................................................عقوبة اإلعدام ٩٤................... الشريعة اإلسالميةماء يفاجلرائم املهدرة للد: الفصل الثاين

٩٥............................ن خصائصهاتعريف الشريعة وبيا: املبحث األول ٩٦ ............................................تعريف الشريعة : املطلب األول ١٠١.. .......................العامة للشريعة اإلسالمية اخلصائص: املطلب الثاين ١٠٧.. .......................اجلرمية يف اإلسالم تعريفها وأنواعها: املبحث الثاين ١٠٧.. ..........................................تعريف اجلرمية : املطلب األول ١١٤ .........................أنواع اجلرائم يف الشريعة اإلسالمية: املطلب الثاين

٢٩٨

١١٥. .....................................................جرائم احلدود : أوال ١١٥ ...................................................جرائم القصاص : ثانيا ١١٦......................................................جرائم التعزير : ثالثا

١١٨......................................م للجرميةاملبحث الثالث عالج اإلسال ١٢٣...................................................الوقائي األسلوب: أوال ١٣٢..................................................األسلوب العالجي : ثانيا

١٣٣..................................................يزات العقوبة يف اإلسالممم ١٣٩............اجلرائم املهدرة للدماء يف نظر الشريعة اإلسالمية: املبحث الرابع ١٤٠.............................جرائم متفق على إهدارها للدم: املطلب األول

١٤١...................................................جرمية القتل العمد: أوال ١٤١ .................................................................التعريف

١٤١ ........................................................حكم القتل العمد ١٤٥ .......................................................عقوبة القتل العمد

١٤٨...... ...................................................الزنا جرمية: ثانيا ١٤٨ .................................................................التعريف

١٤٩ ...................................................................احلكم ١٥١ ..............................................................عقوبة الزنا

١٥٧ ........................................................جرمية الردة: ثالثا ١٥٧ ..................................................................التعريف

١٦٠ ............................................................. الردة حكم ١٦١... ..........................................................عقوبة الردة

١٦٣ .....................................................األدلة على قتل املرتد ١٦٩ .......................................................جرمية احلرابة: رابعا

١٦٩ ......................................................معىن احلرابة يف اللغة ١٧٠ ........................................واحملاربني اصطالحا تعريف احلرابة

٢٩٩

١٧٤ ..............................................................حلرابة حد ا ١٨٠ .........................جرائم خمتلف يف كوا مهدرة للدم: اين املطلب الث

١٨١ .......................................................جرمية اللواط: أوال ١٨٢ .....................................................معىن اللواط يف اللغة

١٨٣ ...................................................معىن اللواط إصطالحا ١٨٣ .............................................................حكم اللواط

١٨٨ ...............................................................حد اللواط ١٩٠ .........................................................والترجيحاملناقشة

١٩٤ .............................................جرائم اخلطف والتقطع: ثانيا ١٩٤ .....................................................معىن اخلطف والتقطع

١٩٦ ..............................................حكم جرمية اخلطف والتقطع ١٩٦ ..............................................................ــوبةالعق

١٩٧.... ........................................................ل التعزير بالقت ١٩٨ ...................................................جرمية الديــاثة:ثالثا

١٩٨ .............................................................معىن الدياثة ١٩٩ ..............................................................حكم الدياثة

٢٠٠ ...........................................................عقوبة الديوث ٢٠٢ ..................................................جرائم املخدرات: رابعا

٢٠٢ ........................................................تعريف املخدرات ٢٠٣ ..........................................................حكم املخدرات

٢٠٥ ..............................................................وبةالعقــ ٢٠٨ ...............................عقوبة القتل ملعتادي تعاطي املخدرات تعزيرا

٢٠٩ ........................................رات عقوبة اإلجتار والترويج باملخد لجرائم املهدرة لعصمة الدماء بني ل املقارنة التحليلية:الفصل الثالث

٢١٤ ........................................ يناإلسالمية والقانون اليمالشريعة

٣٠٠

٢١٥ ...الفوارق األساسية بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي: املبحث األول ٢١٥ ...................................................من حيث املصدر: أوال ٢١٨ .............................................من حيث طبيعة الوجود: ثانيا ٢٢٠ ...................................................من حيث األصل: ثالثا

اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء املتفق عليها بني القانون : املبحث الثاين ٢٢٢ ................................................اليمين والشريعة اإلسالمية

٢٢٣ ........................................................لقتل العمدجرمية ا ٢٢٣ ..................................مد يف الشريعة اإلسالمية عقوبة القتل الع

٢٢٤ .......................................عقوبة القتل العمد يف القانون اليمين ٢٢٦ ..............................................................جرمية الردة

٢٢٦ ........................................عقوبة الردة يف الشريعة اإلسالمية ٢٢٨ .............................................نون اليمينعقوبة الردة يف القا

٢٢٩ ...............................................................جرمية الزنا ٢٢٩ ..........................................الزنا يف الشريعة اإلسالمية عقوبة

٢٣١ ..............................................عقوبة الزنا يف القانون اليمين ٢٣٢ .............................................................رابةجرمية احل

٢٣٢ .......................................عقوبة احلرابة يف الشريعة اإلسالمية ٢٣٣ ............................................قانون اليمينعقوبة احلرابة يف ال

اجلرائم املهدرة لعصمة الدماء املختلف فيها بني القانون: املبحث الثالث ٢٣٥ ................................................سالميةاإل والشريعة اليمين

٢٣٦ ....................................................ائم اخلطف والتقطعجر ٢٣٦ ...............................عقوبة اخلطف والتقطع يف الشريعة اإلسالمية

٢٣٧ ...................................عقوبة اخلطف والتقطع يف القانون اليمين ٢٣٩ ...........................................................التحليل املقارن

٢٤٢ .............................................................جرمية اللواط

٣٠١

٢٤٢ ....................................... الشريعة اإلسالمية عقوبة اللواط يف ٢٤٤ ............................................قانون اليمينعقوبة اللواط يف ال

٢٤٥ ..........................................................التحليل املقارن ٢٤٦ ...........................................................جرمية الديـاثة

٢٤٦ ......................................الديوث يف الشريعة اإلسالمية عقوبة ٢٤٧ ...........................................قانون اليمينعقوبة الديوث يف ال

٢٤٨ ...........................................................التحليل املقارن ٢٥١ .........................................................جرائم املخدرات

٢٥١ ....................................عقوبة املخدرات يف الشريعة اإلسالمية ٢٥١ ............................................عقوبة املتعاطي أو املدمن: أوال ٢٥٢ ...............................................عقوبة التاجر واملروج: ثانيا

٢٥٣ ........................................عقوبة املخدرات يف القانون اليمين ٢٥٣ .........................................عقوبة املتعاطي أو املدمن : األول ٢٥٣ ..................................راتعقوبة التاجر واملروج للمخد: الثاين

٢٥٦ ..........................................................التحليل املقارن بني الشريعة اإلسالمية والقانون عقوبة املتعاطي أو املدمن: أوال

٢٥٦ ....................................................................اليمينملروج بني الشريعة اإلسالمية والقانون عقوبة التاجر وا: ثانيا

٢٥٧ ....................................................................ليمينا ٢٥٩ .........................................ـائج الدراســـةنتـ: اخلامتة

٢٦٢................................................................التوصيات ٢٦٣ .................................................................الفهارس ٢٦٤ ....................................................آليات القرآنيةفهارس ا

٢٧٠ ..................................................فهارس األحاديث النبوية ٢٧٣ ...........................................................فهارس األعالم

٣٠٢

٢٧٧ ....................................................قائمة املراجع واملصادر ٢٩٥ ..................................................................الفهرس