اإلطــار العــام للدراســـة

ة ـــــــــــــــــــــــــــــمقدم - مشكلة الدراسة وتساؤالتها -

داف الدراسة ـــــــــــــــــأه -

ة الدراسة ـــــــــــــــــأهمي -

وأسلوبها ة ـــــمنهج الدراس -

أدوات الدراســــــــــــــــــة -

۲

مقدمــة : باهتمــام متزايــد فــى اآلونــة األخيــرة نتيجــة لمــا يشــهده يحظــى البحــث التربــوى

العالم من متغيرات توجب إيالء مزيد مـن االهتمـام بهـذا المجـال البحثـى باعتبـاره جـزءًا ال يتجــزأ مــن البحــث العلمــى بصــفة عامــة يهــتم بإنتــاج وتنميــة المعرفــة التربويــة لخدمــة

واء علــــى المســــتوى الفكــــرى قضــــايا ومشــــكالت التربيــــة والتعلــــيم فــــى الواقــــع التربــــوى ســــالتنظيرى أو التنفيذى الممارس، األمر الـذى يوضـح أهميـة البحـث العلمـى التربـوى فـى

٠تطوير الممارسات التربوية الالزمة للتنمية البشرية داخل المجتمع

فالبحــث التربــوى يعتبــر أداة التربيــة للتخطــيط النــاجح وأى مجتمــع ال يســتطيع ح فيــه والتطــوير إال إذا اســتند إلــى فكــر تربــوى واع وهــذا أن يضــمن اســتمرارية اإلصــال

بــدوره يــأتى نتيجــة بحــوث ودراســات تقــوم بهــا جماعــات علميــة فــى المقــام األول ولــيس فقط هذا النوع من البحوث والدراسات التى يقوم بها أفراد للحصول على درجـة علميـة،

يعرف الطريق سهًال فجهد اإلصالح إذ يستند إلى حصيلة فكر تربوى علمى يمكن أن(ميسورًا إلى العقول فيتبناه الناس ويمدونه بطاقة العمل

0F

٠)١

من هنا ظهر االهتمام بالبحث التربوى حتـى أصـبح مطلبـًا ضـروريًا إلصـالح أوجــه الخلــل فــى التربيــة بعامــة وأصــبح البحــث التربــوى يحتــل منزلــة تختلــف عمــا كــان

علـــوم الطبيعيـــة نتيجـــة لنمـــو الـــوعى عليـــه الوضـــع مـــن قبـــل بالنســـبة إلـــى البحـــث فـــى الاالجتمــــاعى بأهميــــة التربيــــة ودورهــــا الخطيــــر ال علــــى الفــــرد فقــــط بــــل علــــى المجتمــــع

(ككل1F

٠)٢

م ســعيد اســماعيل علــى : ) ١( و هئكعسغغذي م ئكحغغئخ ا ئكقغغذ ، عــالم الكتــب، ئكةعكغغيل عكغغو آاغغهئ

٠ ٢٠٢، ص١٩٩٨القاهرة، ة آجهغغرب ئكاحغغت ئكةذاغغهو غغغو أحمــد اســماعيل حجــى : " ) ٢( لسغغقإل ب كغغاعص ذمغغ لقئ ب خذئزغغ

شغغذ هاعغغص ئكغغخهك ئآلخغغذو كليــة التربيــة، جامعــة عــين ˇ رســالة دكتــوراه غيــر منشــورة، "ل ٠ ٣٧، ص ١٩٨٤شمس،

۳

وتأسيسًا على ذلـك يمكـن القـول أن البحـث التربـوى يلعـب دورًا متزايـد األهميـة أن فى العملية التربوية فهو وسـيلتنا لحـل العديـد مـن المشـكالت التربويـة ويمكنـه كـذلك

يســـهم إســـهامات كبـــرى فـــى عمليـــة إصـــالح وتجديـــد الـــنظم التربويـــة إذا مـــا تـــوفرت لـــه الظـــروف المثلــــى، والبحـــث التربــــوى الــــذى تراعـــى فيــــه أصــــول المـــنهج العلمــــى يعتبــــر ضرورة فـى مواجهـة المشـكالت والتحـديات التـى تواجههـا الـنظم التعليميـة فـى أى قطـر

ة لسياســــة تعليميـــة معينــــة يحتــــاج إلــــى مـــن األقطــــار فــــأى إصـــالح أو تطــــوير أو تنميــــالبحـــث، فمـــن المفـــروض أن يلعـــب البحـــث التربـــوى دورًا أساســـيًا فـــى أى تطـــوير حتـــى

(يكون هذا التطوير مستندًا على أسس علمية سليمة2F

وعلى ذلك يبدو واضحًا أن تقدم )١الميـــدان التربـــوى وتطـــوره مرهـــون بجهـــود البحـــث العلمـــى فـــى هـــذا المجـــال ســـواء علـــى

(يد المحلــى أو العربــى أو العــالمىالصــع3F

ولكــن مــع تلــك األهميــة واآلمــال التــى نعلقهــا )٢علــى البحــث التربــوى إال أن هنــاك شــبه إجمــاع مــن التربــويين أنفســهم علــى أن نوعيــة البحــوث التربويــة ال تتناســب مــع تطلعــات المجتمــع المســتقبلية، لــيس هــذا فقــط بــل أن

حـادة كـان مـن بـين نتائجهـا تواضـع مسـتوى البحث التربوى فى مصر بات يعانى أزمةالبحوث وافتقادها إلى الجودة واإلبداع وأن الغالبية منها تحـاكى الـبعض اآلخـر وتنسـج

(على منواله دون تغيير4F

٠)٣

ب علـــى مطـــر : "العوامـــل التـــى تـــؤثر علـــى كفـــاءة البحـــث التربـــوى"، ســـيف اإلســـالم) ١( لجكغغغشغغذب لعئ ب ئك العــددين لجنــة اجتماعيــات التربيــة، القــاهرة،، رابطــة التربيــة الحديثــة، ئكةذايغغ

٠ ١١٥، ص١٩٨٧، فبراير ١٩٨٦)، يوليو ٦)، (٥(سـالمية، نظـرة فـى حميدة عبد العزيز إبراهيم : "فى منهجية البحث العلمى فى التربيـة اإل ) ٢(

بالمشـــكالت والضـــوابط"، ب ئكةذايغغغ ب قكيغغغ )، إبريـــل ٨)، المجلـــد (٢٨، العـــدد (اامهغغغئ لجكغغغ ٠ ٢١٧، ص ١٩٩٧

محمـــد إبـــراهيم عطـــوة مجاهـــد : "دراســـة تحليليـــة لـــبعض أشـــكال وتـــأثيرات ظـــاهرة التعدديـــة ) ٣(تربيـة، المرتبطة بالبحث التربوى فى مصر"، المؤتمر السنوى الرابـع عشـر لقسـم أصـول ال

ن، ئكاحغغغت ئكةذاغغغهو" لغغغ هي ن –لفئ ن –آخإلفيئةغغغ ، كليـــة ١٩٩٧ديســـمبر ٢٤-٢٣، "ةهطيفغغغ ٠ ٣٦٣التربية، جامعة المنصورة، ص

٤

لذا فقد لوحظ أن ثمة حوارًا متزايـدًا فـى ميـدان العلـوم التربويـة والنفسـية يتنـاول موذجه السـائد فـى مجتمعاتنـا العربيـة وقـد اتفـق بالنقد والتحليل طبيعة البحث التربوى ون

معظم المتحاورين على أن البحث التربوى أصبح يعانى أزمة حادة فى المنهج والهدف وقــد اتســعت دائــرة الحــوار حتــى تناولــت المناقشــات قضــايا منهجيــة ومعرفيــة كانــت مــن

أزمـــة قبـــل مـــن األساســـيات أو المســـلمات التـــى ال تنـــاقش ولعـــل ذلـــك يعبـــر عـــن وجـــود (حقيقية تتمثل فى أبرز جوانبها فى نموذج العلم السائد

5F

٠)١

فالفترة األخيرة من عمر البحـث التربـوى قـد شـهدت انحسـارًا فـى المسـتوى عـن ذى قبل، تمثل فى تكرار الموضوعات وانعزالها عن قضايا المجتمع، حتى لقـد ُوِصـف

نهج العلمـى الصـحيح فـى إجـراء التربويون باللفظية والثرثـرة، وقلـة الجديـة فـى إتبـاع المـالبحوث، األمر الذى أصبح مؤشرًا لوجود أزمة حقيقية بالفعل تتضح أبعادها فى تـدنى مســتوى البحــوث، وغيــاب المــنهج العلمــى، ومــن ثــم نــدرة االعتمــاد علــى حصــادها فــى

(مواجهة المشكالت المدروسة6F

٠)٢

مــة التــى وقــد ظهــرت جهــود عديــدة اهتمــت برصــد وتوضــيح جوانــب تلــك األز يعانى منها البحث التربوى من زوايا متعددة، لعل من أبرزهـا دراسـة سـيد أحمـد عثمـان

حســـــن حســـــين البـــــيالوى : "رؤيـــــة نقديـــــة فـــــى أزمـــــة البحـــــث التربـــــوى، طبيعتهـــــا، وكيفيـــــة )١(

زغغةقاك"ˇ مواجهتهــا"، بحــوث مــؤتمر " ل ،١٩٨٨يوليــو ٤: ٢ئكاحغغت ئكةذاغغهو ئكهئفغغظ هئكرابطـــــة التربيـــــة الحديثـــــة، المركـــــز القـــــومى للبحـــــوث التربويـــــة، المجلـــــد األول، القـــــاهرة،

٠ ٣٦ص عبــــد القــــادر حســــن خليفــــة : "إشــــكالية التنظيــــر فــــى البحــــث التربــــوى، رؤيــــة نقديــــة حــــول )٢(

ميثودولوجيا دراسات وبحوث اجتماعيات التربية"، بحوث المـؤتمر السـنوى الحـادى عشـر شذم أصول التربيـة "لقس ل و ا ئكةذاهو غ ، كليـة ١٩٩٤ديسـمبر ٢٨ – ٢٧"، فـى ئكخضئ

٠ ٣٠١التربية، جامعة المنصورة، ص

٥

)١٩٨٦( )7Fالتـــى حـــددت أربعـــة محـــاور تعتبـــر أســـبابًا مباشـــرة ألزمـــة البحـــث التربـــوى )١أولها أزمة الطلب التى يراها فى القطيعة بين الممارسة التربوية والفكر التربوى وثانيهـا

باحـث التربـوى مـن الناحيـة النظريـة والتدريبيـة وثالثهـا أزمـة اآلليـات والتـى أزمة إعداد الدارت حــول أزمــة فلســفة العلــم عنــد المفكــر التربــوى وأزمــة فلســفة المــنهج عنــد الباحــث التربوى وأزمة الفكر التربـوى بوجـه عـام نتيجـة تسـيد النمطيـة وطغيـان التكراريـة وهيمنـة

التـى هـى امتـداد ألزمـة األخـالق العامـة بمجتمعنـا فـى الشكلية وأخيرًا أزمة األخالقيـات ٠مرحلته الراهنة

بعــدًا جديــدًا )8F٢( )١٩٨٦كمــا أضــاف محمــود أبــو زيــد إبــراهيم فــى بحثــه عــام ( لمالمــح األزمــة تبلــور فــى أن البحــث التربــوى تحــول إلــى نشــاط أكــاديمى قليــل األهميــة

طـــره وضـــوابطه االجتماعيـــة النعزالـــه عـــن المجتمـــع وانطالقـــه فـــى عزلـــة وتجـــرد عـــن أوالتاريخية، وارتباطه منهجًا وأدواتًا بالنموذج الغربى، بـل وخروجـه تكـرارات مشـوهة، أو

وعلــى ذلــك فــإن أى محاولــة إلنقــاذ البحــث التربــوى ٠ترجمــات فقيــرة وناقصــة لنظيراتهــام مــن أزمتــه تتطلــب رؤيــة جديــدة مغــايرة لتوجهاتــه وارتباطاتــه ومنهجــه وتفســيراته التــى تــ

استيرادها من أطر أيديولوجية وثقافية غربية دخيلة على المحيط الثقافى العام للظواهر ٠التربوية المصرية

إلى أن نموذج العلم السائد فـى )9F٣( )١٩٨٨وخلص حسن البيالوى فى بحثه ( مجال البحث التربوى فى مصر هو العلم األمبريقى الوضعى، بمناهجه المعروفة التى

شغغغذبســـيد أحمـــد عثمـــان : "أزمـــة البحـــث التربـــوى"، )١( لعئ ب ئك ب ئكةذايغغغ ـــة لجكغغغ ، رابطـــة التربي

٠م١٩٨٦)، يناير ٤الحديثة، لجنة اجتماعيات التربية، القاهرة، العدد (ب ود أبو زيد إبراهيم : "أزمة البحث التربوى، دراسة تحليلية فى بحوث المنـاهج"، محم )٢( لجكغ

شذب لعئ ب ئك )، ٤، رابطة التربيـة الحديثـة، لجنـة اجتماعيـات التربيـة، القـاهرة، العـدد (ئكةذاي ٠م١٩٨٦يناير

٠حسن حسين البيالوى: مرجع سابق )٣(

٦

ـــى تحد ـــل تـــنهض عل ـــًا، وصـــياغة العالقـــات بينهـــا إحصـــائيًا وتحلي ـــرات إجرائي ـــد المتغي يالنتائج فى أنسقة رياضية، ومـن ثـم انحصـر جهـد البـاحثين فـى مشـكالت جزئيـة داخـل النظام التعليمى، فغابت عن دائرة اهتمامهم أهداف النظـام وبنيتـه الثقافيـة واالجتماعيـة

وى التـى أبرزهـا فـى نقـاط ثـالث تعـرض فكان هذا النموذج هو أساس أزمة البحث الترب لها جميعًا بالنقد والتحليل معتمدًا على المنهج التحليلى النقدى :

أن أزمة البحث التربـوى تتمثـل فـى أزمـة نمـوذج المـنهج أو العلـم السـائد فـى البحـث -١التربوى فهو نموذج منقول عن الغرب ويسعى لمحاكاته ومـن ثـم فهـو ال يكـرس

٠ربسوى التبعية للغأن نموذج العلم السائد قد أدى إلـى انفصـال البحـث التربـوى عـن مشـكالتنا التربويـة -٢

فى نظام التعليم، ومن ثم تقاعس البحث التربوى عن القيام بدور فعال فى تقدم ٠العملية التعليمية وتطويرها

أن األزمــة فــى البحــث التربــوى هــى فــى صــميمها أزمــة فــى المنحــى، أى فــى شــكل -٣ف األيـــديولوجى المحـــيط بالممارســـات العلميـــة فيـــه والتـــى تعـــوق بالتـــالى الخـــال

٠وتشوه المنهج وممارسات العلم االجتماعى فى التربية

إلـى أن مظـاهر أزمـة الفكـر )10F١( )١٩٩٣كما أشار عزيز حنـا داود فـى بحثـه ( كمنهجـا للفكـر Logical Positivismالتربـوى تتبلـور فـى تسـيد الوضـعية المنطقيـة

لتـــى تتحـــدد معالمهـــا فـــى التعامـــل مـــع الخبـــرات المحسوســـة والتـــى يمكـــن مالحظتهـــا واوقياسها، واالعتماد على المدخل (الـذرى) الضـيق فـى التفكيـر والبحـث واالسـتغراق فـى االســتخدام غيــر الرشــيد للتقنيــات كــاألدوات واألجهــزة والمقــاييس واإلحصــاء للمزيــد مــن

كلية التى تنظر إلـى أيـة قضـية بوصـفها جـزءًا فـى التكميم والضبط والبعد عن النظرة المكانيـــة)، وال يمكـــن فهمهـــا أو تأويلهـــا إال بدراســـة المنظومـــة –شــبكة عالقـــات (زمانيـــة

– Methodالتـــى تنخـــرط فيهـــا ويعتمـــد هـــذا الفكـــر علـــى التمركـــز حـــول الطريقـــة

شغذبامعى والمجتمـع"، عزيز حنا داود : "أزمة الفكر التربوى الج )١( لعئ ب ئك ب ئكةذايغ ، دار لجكغ ٠م١٩٩٣)، سبتمبر ٢٨المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، العدد (

۷

Centered ورفـض التمركـز حـول المشـكلةProblem – Centered ألن المشـكلةطلــب عــادة رؤى نظريــة، باإلضــافة إلــى البعــد عــن التنظيــر والتعامــل مــع الواقــع كمــا تت

٠هو

فقــــد رأى أن البحــــوث التربويــــة )11F١( )١٩٩٣أمــــا حمــــدى أبــــو الفتــــوح عطيفــــة ( والنفسية تعانى العديد مـن المشـكالت التـى نجمـت عـن عـدم التطبيـق الصـحيح للمـنهج

سـانيين محاكـاة البـاحثين فـى مجـاالت العلـوم العلمى ومحاوالت الباحثين التربـويين والنف الطبيعية ومن أهم هذه المشكالت التى ذكرها :

مشــكالت تتصــل بالموضــوعات والقضــايا التــى تختــار للبحــث واالستقصــاء حيــث أن -القابلية للتكمـيم تعـد مـن أهـم المعـايير التـى تحكـم عمليـة االختيـار وترتـب علـى ذلـك

٠لهامة والحيوية لعدم إيفائها بهذا المعياراستبعاد العديد من القضايا اضعف درجة اتصال المشكالت المختارة للبحث واالستقصاء بالواقع الفعلـى للعمليـة -

٠التربويةغيــــــاب أو محدوديــــــة التصــــــورات الفلســــــفية أو المفاهيميــــــة التــــــى يمكــــــن أن تبحــــــث -

قد حجم كثيرًا من المشكالت فى إطارها، حيث االهتمام المبالغ فيه للرؤى المنهجية ٠محاوالت االستبصار المفاهيمى للمشكالت البحثية ونتائج البحوث

غلبة السطحية فى التعامل مع المشكالت التربوية التى تخضع للبحث واالستقصـاء -حيــث أصــبح اهتمــام الكثيــر مــن البحــوث والدراســات التربويــة التركيــز علــى المعالجــة

٠الميكانيكية للمشكلة موضع البحث

فــى بحثــه عــن إشــكالية التنظيــر فــى )12F٢( )١٩٩٤كمــا أكــد عبــد القــادر خليفــة ( البحــث التربــوى مــن خــالل دراســة تحليليــة لنمــاذج مــن الدراســات فــى مجــال اجتماعيــات

ة حمدى أبو الفتوح عطيفة : "بحوثنا التربوية، قراءة متجددة ألوراق قديمـة"، )١( ب خذئزغئ لجك

ب ٠م١٩٩٣)، ٦٠)، الجزء (٩، عالم الكتب، القاهرة، المجلد (ةذاهي ٠لقادر حسن خليفة : مرجع سابقعبد ا )١(

۸

التربيــة علــى أن الغالبيــة العظمــى مــن دراســاتنا التربويــة تكــاد تخلــو فــى معالجاتهــا مــن تبــــار أننــــا مجتمــــع (ُمخلــــف) وٕانمــــا تســــتمد مشــــكالت وقضــــايا واقعنــــا التربــــوى علــــى اع

مجاالتهـــا ومعالجاتهـــا مـــن اتجاهـــات البحـــوث التقليديـــة فـــى الغـــرب والتـــى تعتمـــد علـــى المــنهج اإلمبريقــى الوضــعى ذلــك المــنهج الــذى يعمــل علــى توجيــه جهــود البــاحثين إلــى

Molecular Scientificنمـوذج معـين مـن البحـوث التـى تسـمى بـالبحوث الجزيئيـة

Method ،ألنهــا تهــتم بدراســة مشــكالت جزئيــة محــدودة، بطــرق فنيــة فــي إجراءاتهــاتهــتم بالتقنيــات وتعتمــد علــى اإلحصــاءات فــى التحقــق واإلثبــات ومــن ثــم قــل االهتمــام بالتنظير الذى يعتبر الضوء الكاشـف للعمـل الميـدانى فأخطـأت اإلجـراءات واضـطربت

اإلســهام فــى تقــدم العلــم مــن النتــائج وتســطحت إســهامات الدراســات حتــى عجــزت عــن ٠جهة أو حل المشكالت المجتمعية من جهة أخرى

فـى دراسـتها عـن معـايير التنظيـر )13F١( )٢٠٠٤وقد اتفقـت معـه سـامية بغـاغو ( فـــى البحـــوث األمبريقيـــة والتـــى اعتمـــدت فيهـــا علـــى المـــنهج الوصـــفى التحليلـــى وكـــذلك

البحــوث األمبريقيــة فــى مجــال المــنهج النقــدى فــى التحليــل والتفســير لرصــد واقــع أزمــةالتربيــة وكيفيــة تفعيلهــا فــى دراســات أصــول التربيــة بعــد أن ســادت إلــى حــد كبيــر فــى الدراســات الجامعيــة العليــا وقــد أكــدت فيهــا علــى أن البحــث التربــوى األمبريقــى يعــانى أزمـــة حـــادة فـــى المـــنهج والهـــدف، كمـــا رأت أن المـــنهج األمبريقـــى الوضـــعى يمكـــن أن

منهجية العلمية التى تحقـق موضـوعيته مـن جهـة وفـى نفـس الوقـت يمكـن أن يحتفظ باليحتـوى علــى قـدرة تفســيرية أكثـر فعاليــة للظـاهرة التربويــة لـو اهــتم بـاالنطالق مــن إطــار نظــرى وفكــرى يقــود البحــث ويفســره وقــد وضــعت الباحثــة معــايير للتنظيــر فــى البحــث

متخصصـــين باســـتخدام أســـلوب دلفـــى التربـــوى األمبريقـــى معتمـــده علـــى آراء الخبـــراء وال ٠وذلك لتفعيل هذه البحوث فى مجال أصول التربية

سامية بغـاغو : "معـايير التنظيـر فـى البحـوث األمبريقيـة، رؤيـة مسـتقبلية لبحـوث أصـول ) ٢(

)، العـدد ١٠، المركـز العربـى للتعلـيم والتنميـة، المجلـد (مسـتقبل التربيـة العربيـةالتربية"، ٠م٢٠٠٤)، أكتوبر ٣٥(

۹

وتأسيسًا على ما سبق تبدو أزمة البحث التربوى واضحة جلية سببها المغـاالة فــى التــزام البــاحثين بحرفيــات المــنهج الوضــعى مــع إســاءة اســتخدامه، حتــى انزلــق إلــى

ن صــيغة العلــم بمنهجــه الوضــعى القــائم الشــكلية ومــن هنــا أصــبح هنــاك اتفــاق علــى أوبسيطرته وهيمنته على جهـود البحـث التربـوى هـو مؤشـر مـن مؤشـرات األزمـة وتعبيـرًا عنها فى نفس الوقت، ومع ذلك فإن هذا النموذج الوضـعى السـائد فـى البحـث التربـوى لـــيس النمـــوذج الوحيــــد فـــى الســــاحة ذلـــك أن البحـــث التربــــوى قـــد حفــــل بـــوجهتى نظــــر

تين إحداهما وجهة النظر التقليدية أو (النموذج الوضعى) والثانية وجهة النظـر متنافس ٠الراديكالية أو الثورية أو (النموذج النقدى)

وتقــوم األولــى علــى أن العلــوم االجتماعيــة هــى أساســًا مماثلــة للعلــوم الطبيعيــة عامة التـى تـنظم ومن ثم فإن العلوم االجتماعية تهتم بالتوصل إلى اكتشاف القوانين ال

وتحدد السلوك الفردى واالجتمـاعى وهـذه النظـرة تـرتبط فيمـا تـرتبط باألفكـار الوضـعية، أما وجهة النظر الثانية (الراديكالية) فهـى تـؤمن أيضـًا بأهميـة العلـوم الطبيعيـة وقيمتهـا فــى تفســير وشــرح الســلوك البشــرى إال أنهــا تؤكــد علــى اخــتالف البشــر عــن غيــره مــن

(طبيعية بل وتؤكد على اختالف كل إنسان عن اآلخرالظواهر ال14F

٠)١

وكمــــا اتفــــق الــــبعض علــــى أن األولــــى كانــــت ســــببًا لألزمــــة ألن المغــــاالة فــــى اعتماد الباحثين عليها قد أوقعتهم فى مشكالت منهجية متعددة، فقد اتفق آخرون على

حثون النمــوذج أن الثانيــة قــد تكــون ســببًا فــى الخــالص مــن تلــك األزمــة، لّمــا يعتمــد البــاالنقـــدى الـــذى يتعـــدى دوره نقـــد الفكـــر النظـــرى الـــالزم للعمـــل األمبريقـــى إلـــى حتـــى نقـــد

٠اإلجراءات البحثية ورفض اإلجراءات المعيبة منها

ب لتربـــوى بـــين التقليديـــة والراديكاليـــة"، محمـــد منيـــر مرســـى : "دراســـة عـــن البحــــث ا ) ١( لجكغغغغ

ب )، ٢٥)، الســنة (١١٨، اللجنــة الوطنيــة القطريــة للتربيــة والثقافــة والعلــوم، العــدد (ئكةذايغغ ٩٧، ٩٦، ص ص ١٩٩٦سبتمبر

۱۰

( (John Joshua, 1998)ففـى دراسـة جـون جوشـيا 15F

والتـى تهـتم بدراسـة ٠)١راسة مدخًال تاريخيًا لفهم األصول الفلسفية واالجتماعية للبحث التربوى، وقد اتخذت الد

الظـواهر التربويــة مــن خــالل تطبيــق المــداخل النقديـة والتأمليــة بهــدف اإلســهام فــى بنــاء نظرية تربويـة مـن خـالل المـزج بـين الفلسـفة وعلـم االجتمـاع وبـين المخططـات التربويـة

م وهى األمور التى تتعلق بالممارسات التربوية وجد أن التحليـل السوسـيولوجى الـذى يـتبنــاؤه فــى إطــار فلســفى يعــد أمــرًا ضــروريًا فــى البحــوث التربويــة وذلــك لــدعم ومســاندة البدائل التربوية الممكنة وتوصـلت الدراسـة إلـى أنـه فـى الوقـت الـذى يبحـث فيـه نمـوذج

عــن القواعــد Emprical Analytic Research Paradigmالبحــث األمبريقــى Critical Research Paradigmلنقـدى الشـبيهة بـالقوانين نجـد أن نمـوذج البحـث ا

يهـــتم بـــالتطور التـــاريخى للظـــواهر اإلنســـانية وهـــو شـــئ مطلـــوب لتنميـــة وتعزيـــز التعلـــيم التحـــررى بـــدًال مـــن تعزيـــز الوضـــع القـــائم واإلبقـــاء عليـــه وهـــو مـــا يســـعى إليـــه النمـــوذج

٠األمبريقى الوضعى

ألزمـة البحــث مـن خـالل رصـده )16F٢( )٢٠٠٠وقـد رأى محمـد إبـراهيم المنـوفى ( التربـــوى فـــى مصـــر للوقـــوف علـــى األســـباب الحاكمـــة ألزمـــة البحـــث التربـــوى مســـتخدمًا المنهج النقدى أن أزمة البحث التربوى ترتبط بأزمة البنية العلمية للمنهج الوضـعى فـى الدراسات التربوية بصفة عامة وقد رأى أن الخالص الوحيد من تلـك األزمـة يتمثـل فـى

النقــدى فهــو المــنهج القــادر علــى إخــراج البحــث التربــوى مــن أزمتــه اللجــوء إلــى المــنهجوقد قدمه كبديل للمنهج الوضعى من خالل إبـراز الخصـائص الرئيسـية للمـنهج النقـدى

(1) Joshua, John : "The Philosophical and Sociological of Educational

Research", Paper Presented at the A. A. R. E., Annual Conference, Adelaide, 29 November : 3 Decemer, 1998, University of Melbourne, P. 13, available at :http://www .aare.edu.au/ 98pap/jos98386htm.

بلنقــدى وأزمــة البحــث التربــوى"، محمــد إبــراهيم المنــوفى : "المــنهج ا ) ٢( ب عغغئكل ئكةذايغغ ، لجكغغ ٠م٢٠٠٠)، أكتوبر ١)، السنة(٢رابطة التربية الحديثة، القاهرة، العدد (

۱۱

فــــى التربيــــة مــــع تقــــديم مجموعــــة مــــن اإلجــــراءات العلميــــة لتفعيلــــه فــــى بحــــوث أصــــول ٠التربية

بـيالوى مـن قبـل فـى بحثـه ويالحظ أن ذلك هـو األمـر الـذى دعـا إليـه حسـن ال السابق حيث توصل فى ضوء التحليالت النقدية إلى نتيجـة مفادهـا أن مواجهـة األزمـة التـــى نعيشـــها فـــى ميـــدان البحـــث التربـــوى يمكـــن أن تـــتم بالعمـــل فـــى محـــورين مـــن بـــين محـــاور عديـــدة أولهـــا : الــــدعوة إلـــى ربـــط البحـــث التربــــوى بحركـــة المجتمـــع وثانيهــــا :

هج عــام نقــدى يحتــوى المنهجيــة العلميــة األمبريقيــة ويتجاوزهــا فــى محاولــة تأســيس مــننفس الوقت من خـالل االرتبـاط النظـرى النقـدى بحركـة المجتمـع، كمـا رأى أن مواجهـة أزمة البحث التربوى لن تتم إال من خالل الروابط والجمعيات العلمية التربوية المختلفـة

هو ما يـوفر للبحـث والعلـم التربـوى دافعيـة فوجود مثل هذه الروابط والجمعيات التربوية (حقيقية، ومصادر فكرية ونظرية أصيلة

17F

٠)١

فتطور البحوث التربوية ودورها واإلنشاء التدريجى لهويتها العلميـة كلهـا أمـور لــم تــنعكس مــن خــالل إقامــة المؤسســات الرســمية فقــط، بــل انعكســت أيضــًا مــن خــالل

(تأسيس جمعيات وطنية للبحوث التربوية18F

، فالجمعيات هى خير مكان اللتقاء العلماء )٢وتيسير سرعة تبادل المعلومات والحقائق العلمية المتجمعة لدى أفرادهـا وصـياغتها إن

(أمكن فى إطار عام يخدم تقدم العلم وتطوره19F

٠)٣

٦٤ حسن البيالوى : مرجع سابق، ص) ١(ةأرمــين جريتلــر : "البحــث التربــوى فــى أوروبــا"، ) ٢( زغغةقاكيئ ل ب )، العــدد ٢٩، المجلــد (لجكغغ

٠ ٤١٤، ص ١٩٩٩)، سبتمبر ٣(دراســة ميدانيــة ٠دور االتصــال المباشــر فــى تنميــة الــوعى االجتمــاعى: " فــؤاده البكــرى ) ١(

، رسـالة دكتـوراه غيـر منشـورة"، للنشاط االتصالى بالجمعيات الثقافية والعلمية فى مصر ٠ ١٨٠، ص١٩٩٦كلية اإلعالم، جامعة القاهرة،

۱۲

كما أن البحث العلمى فى بالدنا لم يعـد كمـا كـان فـى الماضـى عمـًال محـدود عـد مقصـورًا علـى عـدد محـدود مـن األكـاديميين وعـدد قليـل المدى، ضئيل التـأثير ولـم ي

مــــن األجهــــزة وٕانمــــا أصــــبح مــــن المشــــاغل الوظيفيــــة أو االهتمامــــات الرئيســــية آلالف األكاديميين فى عشـرات األجهـزة الرسـمية وغيـر الرسـمية أو الحكوميـة وغيـر الحكوميـة

(غيرهــا(الجامعــات، مراكــز البحــث ومكاتــب الخبــرة، المكاتــب االستشــارية) و 20F

أضــف ٠)١إلى ذلك الجمعيات العلمية والتى أصبحت دوليـًا تحظـى باهتمـام بـالغ وهـى تمتـاز عـن

(سابقتها بأنها حرة غير تابعة لجهـة مـن الجهـات21F

وكلمـا زاد االهتمـام بتلـك الجمعيـات )٢فمـــــن أوضـــــح مؤشـــــرات ٠دل هـــــذا علـــــى ارتفـــــاع المســـــتوى العلمـــــى للمجتمـــــع وتقدمـــــه

مجموعـــة نخبويـــة بخدمـــة أمـــتهم ومجـــتمعهم مســـاندين ألجهـــزة المجتمعـــات الراقيـــة قيـــام الدولــة فــى شــتى المجــاالت العلميــة واالجتماعيــة والخيريــة ومــن مميــزات هــذه األعمــال أنها تساند الدولة فى برامجها ومسئولياتها ولكنها ال تحملها أعبـاء إداريـة أو ماليـة وأن

ن يضـحون بـوقتهم ومـالهم وجهـدهم العاملين فيها مـن خيـرة أفـراد المجتمـع (النخبـة) ممـلتنميـــــــة المجتمـــــــع علميـــــــًا واقتصـــــــاديًا والمشـــــــاركة فـــــــى حـــــــل الكثيـــــــر مـــــــن القضـــــــايا

(االجتماعية22F

٠)٣

وقـــد امتـــد عطـــاء الجمعيـــات العلميـــة فـــى مصـــر إلـــى مختلـــف ميـــادين البحـــث العلمى األساسى منها والتطبيقى، وفيما يخص المجال التربوى يمكن القـول أنـه بـالرغم

ود كليات التربية وقيامها بـالبحوث التربويـة إال أنـه كـان هنـاك حاجـة ملحـة إلـى من وج

قى للبحث العلمى فـى مصـر فـى تصور مستقبلى لبناء دستور أخال”نادية حسن السيد : ) ٢(

بضــوء عصــر المعلوماتيــة"، ب ئكعذايغغ زغغةقاك ئكةذايغغ ، المركــز العربــى للتعلــيم والتنميــة، ل ٠ ١٢٦، ص ٢٠٠٤)، يناير ١٠)، المجلد (٣٢العدد (

جذيغخب الهيثم زعفان : "الجمعيات العلمية القضية المنسـية فـى منظومـة البحـث العلمـى"، ) ٣(هذئل ٠م٢٠٠٤ديسمبر ١٤)، ١٢٩، السنة ()٤٣١٠٧، العدد (ئآل

ــــى خدمــــة ) ١( ــــة واجهــــات مشــــرقة ف ــــات العلمي ــــى : "الجمعي ــــن ســــليمان العرين ــــرحمن ب ــــد ال عب data/5.htm.mavailable at :http://www.oraingy.co/م، ٢٠٠٤المجتمع"،

۱۳

ضرورة وجود أجهزة أخرى للبحث التربوى تهـتم بتنشـيط البحـث التربـوى وزيـادة فاعليتـه وبخاصــة إذا عرفنــا أن الكثيــر مــن الدراســات والبحــوث والتجــارب التــى اضــطلعت بهــا

ضـعيف الفاعليـة فـى –قليـل مـن هـذه الدراسـات باسـتثناء عـدد –معظم كليـات التربيـة (تطوير واقع التعليم

23F

٠)١

ــــد كانــــت نشــــأة الجمعيــــات العلميــــة التربويــــة مثــــل رابطــــة التربيــــة الحديثــــة وقوالجمعيــــة المصــــرية للدراســــات النفســــية وجمعيــــة المنــــاهج وطــــرق التــــدريس والجمعيــــة

بــة تحركــات هامــة جــاءت مــن المصــرية للتربيــة المقارنــة واإلدارة التعليميــة وغيرهــا بمثاالمهتمـــين بالبحـــث التربـــوى فـــى مصـــر إلنقـــاذه مـــن األزمـــة الطاحنـــة التـــى حاقـــت بـــه وبطبيعــــة الحــــال كــــان مــــن شــــأن هــــذه الجهــــود المخلصــــة أن تســــهم فــــى تعبئــــة القــــوى األكاديميـة وتحفزهــا علـى االضــطالع بــدورها الـوطنى لتخلــيص البحـث العلمــى التربــوى

ى الــذى ظــل يعــانى منــه ســنوات طويلــة، كمــا كــان مــن شــأنها مــن بــراثن التخلــف والتــردأيضًا أن تحدث تحوًال فكريًا جـذريًا يسـفر عـن ظهـور جهـد تربـوى مصـرى يضـع الفكـر

(التربوى المصرى فى موقعه الصحيح24F

٠)٢

مـن هنـا جــاءت أهميـة دعــم أجهـزة البحـث التربــوى خـارج كليــات التربيـة والتــى ربويـة وهـى فـى األسـاس منظمـات غيـر حكوميـة تضـم من أهمهـا الجمعيـات العلميـة الت

فــى عضــويتها مــن شــاء مــن المتخصصــين فــى العلــوم التربويــة، وألن اهتمامهــا ينصــب علــى تطــوير الفكــر التربــوى ليكــون مواكبــًا للعصــر الــذى نعــيش فيــه فإنهــا حملــت علــى عاتقهـــا عـــبء نشـــر المقـــاالت والبحـــوث التربويـــة، إضـــافة إلـــى مـــا تنظمـــه مـــن لقـــاءات ونــدوات ومحاضــرات، كمــا كــان لهــذه الجمعيــات الفضــل فــى كتابــات قيمــة لــم تقتصــر علــى مؤلفــات أعضــائها فحســب بــل جمعــت فيهــا كــل مــا أتــيح مــن المراجــع المتصــلة

٠ ٥أحمد اسماعيل حجى : مرجع سابق، ص ) ٢(ب ى فى البحث التربوى المصـرى"، هيئة التحرير : "نحو مدرسة للتحرر الوطن) ٣( ب ئكةذايغ لجك

شذب لعئ ٠ ٥، ص١٩٨٥، العدد الثالث، مايو ئك

۱٤

بتخصصـــات أعضـــائها ونشـــاطهم كمـــا كـــان عليهـــا متابعـــة أحـــوال البحـــث التربـــوى فـــى (ميادين تخصصها

25F

٠)١

ســــالتها العلميــــة والفكريــــة والثقافيــــة فــــى وقــــد ورد دور الجمعيــــات العلميــــة أو ر ـــر المقـــدم إلـــى رئـــيس الجمهوريـــة مـــن المجلـــس القـــومى للتعلـــيم والبحـــث العلمـــى التقري

) ٢٠٠١يونيـــو – ٢٠٠٠والتكنولوجيـــا عـــن أعمـــال دورتـــه الثامنـــة والعشـــرين (ســـبتمبر (وهى

26F

٢( : تشـــجيع البحـــوث والدراســـات العلميـــة المبتكـــرة، ونشـــرها فـــى مجـــالت هـــذه -

جمعيــــات، ممــــا يعمــــل علــــى تيســــير وســــرعة تبــــادل المعلومــــات ونتــــائج ال ٠البحوث واالستفادة منها

دعـــم الـــروابط والصــــالت العلميـــة وتوثيقهــــا بـــين المشــــتغلين بفـــروع العلــــم - ٠المختلفة على الصعيدين القومى والعالمى

اإلســهام فــى تأصــيل القــيم العلميــة، وبــث الــروح العلميــة والتفكيــر العلمــى -اب العلمــاء، وتنشــئة أجيــال مــنهم يحملــون رســالة العلــم ويقفــون لــدى شــب

٠على الحديث والمستحدث منه ومن تطبيقاته لخدمة المجتمعالتصــدى لقضــايا المجتمــع ودراســة مشــكالته، وٕابــداء الــرأي الحــر والفكــر -

٠المستنير لحلهااإلســـهام فـــى تعريـــب العلـــم والمصـــطلحات العلميـــة إثـــراء للمكتبـــة العلميـــة -

٠لعربيةا ٠اإلسهام فى إحياء التراث العلمى وجهود العلماء العرب -

فتحـــى محمـــد الحســـينى عصـــفور : "الجمعيـــات التربويـــة أبعادهـــا الفلســـفية واالجتماعيـــة"، ) ١(

لمسهذبˇ ب خقةهذئن غيذ ٠ ٦، ص١٩٩٢كلية التربية، جامعة المنصورة، ذزئك: تقريــــــر المجلــــــس القــــــومى للتعلــــــيم والبحــــــث العلمــــــى صصــــــةالمجــــــالس القوميــــــة المتخ ) ٢(

شغذوالتكنولوجيـا عـن " ل ب غغو ليغ ة ئكعك لعيغئ ٢٠٠٠)، سـبتمبر، يونيــه ٢٨الـدورة ( "،ئكج ٠ ٣١٣م، رئاسة الجمهورية، القاهرة، ص ٢٠٠١-

۱٥

٠نشر الثقافة العلمية وتبسيط العلم -

وانتمت إلى الجمعيـات العلميـة تسـع جمعيـات مـن أبـرز الجمعيـات فـى مجـال رابطـــة خريجـــى –التربيـــة وعلـــم الـــنفس وطـــرق التـــدريس (هـــى رابطـــة التربيـــة الحديثـــة

الجمعيـــة المصـــرية –الجمعيـــة المصـــرية للدراســـات النفســـية –معاهـــد وكليـــات التربيـــة –الجمعيــــة المصــــرية للمنــــاهج وطــــرق التــــدريس –للتربيــــة المقارنــــة واإلدارة التعليميــــة

الجمعيــة –الجمعيــة المصــرية للتربيــة العلميــة –الجمعيــة المصــرية لتكنولوجيــا التعلــيم ( راءة والمعرفة)الجمعية المصرية للق –المصرية لتربويات الرياضيات

27F

٠)١

وقـــد اشـــتقت هـــذه الجمعيـــات التربويـــة أهـــدافها مـــن هـــذا التصـــور الـــذى وضـــع لرســــــالة الجمعيــــــات، وســــــعيًا لتحقيــــــق هــــــذه األهــــــداف تســــــتخدم الجمعيــــــات الوســــــائل

(اآلتية 28F

٢( : إلقـــاء المحاضـــرات وعقـــد النـــدوات والمـــؤتمرات لمناقشـــة البحـــوث المبتكـــرة -

العلميــة والتطبيقيــة والنتــائج التــى توصــل إليهــا األعضــاء، وكــذلك مناقشــة ٠القضايا القومية ومشكالت المجتمع

إصدار مجالت ونشرات علمية تعكس نشـاطها، وتضـم بحـوث أعضـائها - ٠ودولياً ومنجزاتهم وتتبادل مع نظيراتها محلياً

٠إنشاء مكتبات علمية عن طريق التبادل أو االقتناء -تنظــــــيم لقــــــاءات أو اجتماعــــــات دوريــــــة لدراســــــة المصــــــطلحات العلميــــــة -

٠المستحدثة

"تصـور مقتـرح لتفعيـل الجمعيـات العلميـة التربويـة فـى مصـر فـى راشد صبرى القصبى : ) ١(

بˇبــرات العالميــة"، ضــوء بعــض الخ ليغغ ب هئكةم ب ئكةذايغغ المكتــب االستشــارى للخــدمات لجكغغ ٠ ٩٥م، ص ٢٠٠٥) يوليو ٣٣)، العدد (١٣نة (السالتربوية، القاهرة،

: تقريــــــر المجلــــــس القــــــومى للتعلــــــيم والبحــــــث العلمــــــى المجــــــالس القوميــــــة المتخصصــــــة ) ٢(شذوالتكنولوجيا عن " ل و ب غ لي ة ئكعك لعيئ ٠ ٣١٣مرجع سابق، ص "،ئكج

۱٦

٠تنظيم دورات دراسية للتنشيط والتحديث العلمى لألعضاء -إقامة لقاءات بين الجمعية وبعض الهيئات العلمية األخرى مثل : اللجان -

ــــة ــــم القومي ــــين، بهــــدف خدمــــة العل ــــاألفراد العلمي والجهــــات ذات الصــــلة ب ٠وبعض القضايا العلمية

وعلى ذلك فـإن هـذه الجمعيـات بكـل أنشـطتها يمكـن أن تسـهم بـدور فعـال فـى تــدعيم وتنشــيط البحــث التربــوى وزيــادة فاعليتــه وهــذا مــا أكــده محــى الــدين شــعبان تــوق

)١٩٩٠( )29Fعلميـــة وجمعيـــات البحـــث التربـــوى فـــى والـــذى أشـــار إلـــى أن الجمعيـــات ال )١الغـرب تعتبــر مــن أهـم ســبل تنشــيط وتعزيـز البحــث التربــوى وذلـك مــن خــالل مؤتمراتهــا العلمية والحـوافز والجـوائز التشـجيعية التـى توفرهـا، فهـى تشـكل أوعيـة اللتقـاء البـاحثين

ليـوم أحـوج والممارسين وتبادل الخبرات فيما بينهم وقد أكد توق على أن العالم العربى اما يكـون إلـى هـذه الجمعيـات العلميـة المسـتقلة لـيس فقـط لتنشـيط البحـث التربـوى وٕانمـا

٠لتكون ذراعًا للمجتمع فى مراقبة العملية التربوية برمتها ومن ثم معبرًا لإلصالح

وٕاذا كانت هذه الجمعيات قد تشكلت فى مصر منذ فترة وكان ينتظر منها أن رح أفكارهــا وأن يكــون لهــا إســهام فعــال فــى تطــوير البحــث يكــون لهــا دور كبيــر فــى طــ

قـد أثبتـت غيـر ذلـك )30F٢( )١٩٩٢التربوى إال أن دراسة فتحى محمد الحسينى عصفور (حيــث توصــلت إلــى أن الجمعيــات التربويــة ال تشــارك فــى تخطــيط سياســة التعلــيم، كمــا

لبحث التربوى لكنهـا أن نظامنا التعليمى يستفيد إلى حد ما من الجمعيات التربوية فى اال تقــوم بــدورها فــى هــذا المجــال علــى الوجــه األكمــل، وٕان كانــت نتــائج هــذه الدراســة ال يمكــن االعتمــاد عليهــا نظــرًا لعيــوب منهجيــة فــى اإلجــراءات فضــًال عــن تركيزهــا علــى

٠رابطة خريجى معاهد وكليات التربية ومحاولة تعميم النتائج

ب ئكجخيغخبمحى الدين شعبان توق : "تنشيط البحث التربوى وزيادة فاعليته"، ) ١( ب ئكةذاي ، لجك

٠م ١٩٩٠ديسمبر –)، سبتمبر ١٧)، السنة (٥١العدد ( ٠فتحى محمد الحسينى عصفور : مرجع سابق ) ١(

۱۷

عيـــات التربويـــة فـــى الغـــرب خاصـــة فـــى وعلـــى العكـــس مـــن هـــذا نجـــد أن الجم الواليــات المتحــدة األمريكيــة لهــا دور بــارز لــيس فقــط فــى مجــال التعلــيم بــل فــى جميــع ـــــة بأمريكـــــا ـــــرز هـــــذه الجمعيـــــات هـــــى الرابطـــــة القوميـــــة للتربي ـــــاة ومـــــن أب جوانـــــب الحي

(NEA)31F

وهى من الجمعيات التربوية التى لها دور هـام وجـاد فـى التعلـيم األمريكـى [*]( ) (Cresanta, Judy, 1995ا أشــارت دراســة كريســانتا، جــودى حســبم

32F

والتــى )١أكــدت علــى أن لهــذه الرابطــة دورًا بــارزًا أحــدث انقالبــًا فــى مجــال التعلــيم الحكــومى مــن حيــث تأثيرهــا علــى السياســة العامــة للتعلــيم بكــل جوانبهــا حيــث أن وضــعها ومشــاركتها

٠ع جوانب الحياة األمريكيةالمحلية جعلها تلعب دورًا رئيسيًا فى جمي

وهنـــاك أيضــــًا جمعيــــات اختصــــت بالبحــــث التربــــوى مثــــل الجمعيــــة األمريكيــــة وهى جمعية تهتم بتحسين العملية التعليمية عن طريق [**]33F (AERA)للبحث التربوى

تنشيط البحوث المتعلقة بالتربية ونشر تلك البحوث وال يتوقف دورها عند هذا الحـد بـل (لتطبيق العملى لنتائج هذه البحوثتهتم أيضًا با

34F

٠)٢

كمــا أن هــذه الجمعيــة عملــت علــى إرســاء البحــث التربــوى علــى قواعــد صــلبة من أصولية البحث ومنهجيته عـن طريـق اإلصـرار علـى مسـتويات رفيعـة مـن البحـوث التـــى تقـــدم لمؤتمراتهـــا ومجالتهـــا والعـــالم العربـــى اليـــوم أحـــوج مـــا يكـــون إلـــى مثـــل هـــذه

[*] National Education Association .

(1)Cresanta, Judy M : Structure, Operation and Scope of Influence of The National Education Association, Master (M. A), University of Nevado, Reno. 1995.

[**] American Educational Research Association.

(2) Educational Associations and Organizations, Available at : http://www.ed.gov. print/about/contacts/ gen/otheris..., associations. htm, 2005.

۱۸

ـــيس فقـــط لتنشـــيط البحـــث التربـــوى وٕانمـــا لتكـــون ذراعـــًا الجمعيـــات ال علميـــة المســـتقلة، ل(للمجتمع فى مراقبة العملية التربوية برمتها

35F

٠)١

ومـــع أن الجمعيـــات العلميـــة كيـــان قـــائم فـــى مصـــر إال أنهـــا ال تحظـــى بـــنفس االهتمام الموجه للجامعات والمراكز البحثية على الرغم من الدور الذى يمكن أن تلعبه

(عالج إشكالية الفجوة بين النظرية والتطبيق فى36F

٠)٢

ـــك مـــا أشـــار إليـــه ـــيم والبحـــث العلمـــى ويـــدعم ذل تقريـــر المجلـــس القـــومى للتعلإلى أن الجمعيات العلمية فى مصر قـدمت خـدمات ال تنكـر )37F٣( )١٩٨١والتكنولوجيا (

فـــى دفـــع عجلـــة العلـــم وٕارســـاء قواعـــده علـــى أســـس صـــلبة، ولـــو اســـتمر دعمهـــا بالقـــدر لمطلــوب لكــان لمصــر اآلن شــأن آخــر بــين األمــم وعلــى هــذا األســاس أوصــى التقريــر ا

باالهتمام بتلك الجمعيات وتدعيمها إال أنه من الواضح أن هذه التوصية فـى المجـالس القوميــــة لــــم تنــــل االهتمــــام المطلــــوب وخيــــر دليــــل علــــى ذلــــك الوضــــع الحــــالى لمعظــــم

ا مـــا جعـــل المجـــالس القوميـــة تجـــدد الجمعيـــات العلميـــة ومـــا تعانيـــه مـــن معوقـــات وهـــذأوصـــــت فيـــــه باالهتمـــــام )38F٤( )٢٠٠١التوصـــــية بصـــــورة أخـــــرى فـــــى تقريـــــر لهـــــا عـــــام (

بالجمعيــات العلميــة لــدورها الريــادى الهــام فــى مجــاالت البحــث العلمــى وٕاثــراء المعرفــة ٠وتقديم الدعم المستمر لها حتى تتمكن من ممارسة دورها فى النشر العلمى

٠ ٥٣محى الدين شعبان توق : مرجع سابق، ص ) ٢( ٠الهيثم زعفان : مرجع سابق) ٣(ــــــيم والبحــــــث العلمــــــى ) ٤( ــــــومى للتعل ــــــس الق ــــــر المجل ــــــة المتخصصــــــة : تقري المجــــــالس القومي

ب غغغغو ةموالتكنولوجيـــا عـــن " ليغغغ ة ئكعك لعيغغغئ لغغغوخهذ ئكج )، ٨الـــدورة ( "، سغغغيض ئكاحغغغت ئكعك ٠ ١٦٤، رئاسة الجمهورية، القاهرة، ص ١٩٨١-١٩٨٠يوليو –أكتوبر

المجــــــالس القوميــــــة المتخصصــــــة : تقريــــــر المجلــــــس القــــــومى للتعلــــــيم والبحــــــث العلمــــــى ) ١(شذوالتكنولوجيا عن " ل و ب غ لي ة ئكعك لعيئ ٠ ٣١٣"، مرجع سابق، ص ئكج

۱۹

هـذا مـن شـأنه أن يحـد مـن نشـاط مثـل هـذه الجمعيـات وهـذا مـا فعدم االهتمام عن دور مكتبات الجمعيـات العلميـة فـى خدمـة )39F١( )١٩٩٣أكدته دراسة أسامة القلش (

البحـــث العلمـــى وقـــد اقتصـــرت الدراســـة علـــى مكتبـــات جمعيـــات العلـــوم البحتـــة بالقـــاهرة وتحليـل واســتقراء الكبـرى، واعتمـدت الدراســة علـى المــنهج الوصـفى التحليلــى فـى رصــد

واقـــع الجمعيـــات العلميـــة المصـــرية ومكتباتهـــا بكـــل جوانبهـــا وقـــد حاولـــت الدراســـة إبـــراز كينونة قطـاع الجمعيـات العلميـة داخـل المجتمـع والتـى أكـدت أن هـذا القطـاع لـم يحتـل مكانتــه الحقــة فــي مصــر حيــث توصــلت إلــي أن الجمعيــات العلميــة فــي مصــر ال تــزال

فــي تقــدم العلــم والبحــث العلمــي إال أن هنــاك معوقــات وصــعوبات تلعــب دورًا ملموســًا كثيرة إدارية وتخطيطية وتمولية تواجه مسيرة هذه المجتمعات وتحد من نشاطها.

ــــثم زعفــــان ( ــــك الهي فــــي دراســــته عــــن تحليــــل سياســــات )40F٢( )٢٠٠٤ويــــدعم ذلـــــرات االجتماعيـــــة ـــــي ضـــــوء بعـــــض المتغي ـــــي مصـــــر ف ـــــة العلميـــــة ف ـــــات األهلي الجمعي

ـــة فـــي واال قتصـــادية مـــن خـــالل مـــنهج دراســـة الحالـــة والتحليـــل الكيفـــي للسياســـات ممثلالوثــائق المتــوفرة عــن الجمعيــات العلميــة (البحتــة) وهــذه السياســات تضــم شــقين األول: سياســـات األنشـــطة العلميـــة التـــي تمارســـها الجمعيـــات العلميـــة والثـــاني: سياســـات ماليـــة

صــروفاتها، وكــان مــن نتــائج تحليــل سياســات ممثلــة فــي إيــرادات الجمعيــات العلميــة وماألنشــــطة العلميــــة ممثلــــة فــــي المــــؤتمرات، المحاضــــرات، النــــدوات، المجلــــة ، المكتبــــة، الـــدورات التدريبيـــة ، البحـــوث. أن تلـــك األنشـــطة تعـــاني ضـــعفًا ونـــدرة ويعتبـــر إصـــدار

هذب " أســـامة أحمـــد جمـــال القلـــش : ) ٢( ب غغغغو ئكقغغغئ شغغغذي ل ب ئك ليغغغ ة ئكعك لعيغغغئ ة ئكج قةاغغغئ ل خهذ

لغو ب ئكاحغت ئكعك لغ ذو غغو خخ ، كليـة اآلداب، جامعـة رسـالة ماجسـتير غيـر منشـورة"، ئكقا ٠م١٩٩٣القاهرة،

شذ غى صه؟ الهيثم محمد زعفان: " ) ١( ل ب غى لي ب ئكعك هكي ة ئإل لعيئ ة ئكج زئ زيئ ةحكيك ة لةغيذئ باعص ئك لئعي به ئإلجة شئخي كلية التربية ، ˇرسالة ماجستير غير منشورة "،ئإلفة .٢٠٠٤جامعة األزهر،

۲۰

ئيســي المجــالت هــو أبــرز األنشــطة العلميــة التــي تجريهــا الجمعيــات العلميــة والســبب الر في ذلك هو ضعف في المصادر التمويلية أدي إلي ضعف الكثير من األنشطة.

والجمعيــات التربويــة ليســت بعيــدة عــن ذلــك فهــي صــورة مــن صــور الجمعيــات ـــــات ـــــر مـــــن المعوق ـــــة األنشـــــطة وضـــــعفها نتيجـــــة الكثي ـــــة تعـــــاني أيضـــــًا محدودي العلمي

حيـث توصـل فـي )41F١( )٢٠٠٥والمشكالت التي تكتنفها األمر الذي أكده راشـد القصـبي (بحث له إلي أن نشاط الجمعيات التربوية في مصـر يقتصـر علـي عمـل مـؤتمر سـنوي ـــي نقـــص ـــك إل ـــة تربويـــة لنشـــر المقـــاالت واألبحـــاث العلميـــة ويرجـــع ذل أو إصـــدار مجلمصادر التمويل ومحدودية عضوية الجمعيات التربوية.، األمر الـذي دعـاه إلـي وضـع

ات العلميــة التربويــة فــي مصــر فــي ضــوء بعــض الخبــرات تصــور مقتــرح لتفعيــل الجمعيــالعالميــة، وهــدف الدراســـة الحاليــة لـــيس بالبعيــد عــن ذلـــك فهــي تعـــد محاولــة لالســـتفادة القصوي من جهود الجمعيات العلمية التربوية في مجال البحث التربوي واالرتقاء به.

مشكلة الدراسة:وطن العربي سواء كان ممارسًا أو إن المتابع أو المعايش للفكر التربوي في ال

منظــرًا حــين يتأمــل مــا يكتــب وينشــر مــن كتــب ودوريــات وبحــوث ودراســات ، يجــد كمــًا هائًال وجهدًا خارقًا ومـع كـل هـذا نظـل نـدور علـي نفـس الـنهج ونفـس الطريـق ونعـرض لموضـــوعات ودراســـات وبحـــوث ســـبق وأن تناولناهـــا مـــن قبـــل، فالبحـــث التربـــوي اآلن

يــه النمطيــة حتــي أننــا ال نــدرك جديــدًا فيــه فــالكالم مكــرر ومعــاد دون أصــبح يغلــب علأدني إضافة حقيقية ويرجع ذلك في المقام األول إلـي عـدم إخضـاع هـذا المجـال للفكـر الرصين والجديـد كمـا يرجـع أيضـًا إلـي غلبـة التقليـد الـذي يـأتي علـي مسـتويين إمـا نقـل

نقــد، أو نقــل منهجيــة البحــث عــن تفكيــر اآلخــر كمــا هــو مــدون دون أدنــي إضــافة أو اآلخر، وقد يصل األمر إلي تشابه البحـوث بعناوينهـا دون رؤيـة فكريـة حاكمـة تضـبط حركة البحث التربوي، كل ذلك جعلنا باستمرار متحركين ونحن وقوف، نفكـر وال نفعـل

٠راشد صبري القصبي : مرجع سابق ) ٢(

۲۱

وعليـــه يكـــون مـــن الطبيعـــي أننـــا نعـــاني مـــن أزمـــات تحتـــوي ضـــمن مـــا تحتـــوي (البحـــث التربوي).

وهذا بالطبع يستلزم القيام بثورة علي الميراث المنهجي الذي يحمل الكثير من المساوئ والذي لم يعد بدوره مالئـم لـروح العصـر، ثـورة حـول المنـاهج البحثيـة التقليديـة القائمــة ومــا آلــت إليــه مــن أزمــة عــاني منهــا البحــث التربــوي ومــا يــزال، كــل هــذا بهــدف

ا منـاهج البحـث، تلـك الـروح التـي تحمـل رؤيـة نقديـة ظهور روح جديدة تبدو من خاللهـأصـــيلة ُتفـــرز هـــذه الـــرؤي فـــي جدليـــة البحـــث القـــائم حاليـــًا مـــن منـــاهج تقليديـــة ومنـــاهج

حديثة حتي يتأصل الفكر النقدي في مناهج البحث.

ومواجهــة أزمــة البحــث التربــوي لــن تــتم إال مــن خــالل تواجــد نشــيط ومــؤثر فــى والجمعيات العلمية التربوية بكافة أشكالها فوجودهـا الفاعـل هـو الساحة العلمية للروابط

مـــا يـــوفر للبحـــث دافعيـــة حقيقيـــة ومصـــادر فكريـــة ونظريـــة أصـــيلة مـــن خـــالل دعـــوتهم المستمرة إلي ضرورة وجود علم تربوي نقدي، فنشأة الجمعيات التربوية وظهورهـا بدايـة

بالبحــث التربــوي وفــي نفــس كــان بمثابــة تعبيــر عــن القلــق الــذي ســاور بعــض المهتمــين الوقت محاولة إلنقاذه من األزمة الطاحنة التي حاقـت بـه وتخليصـه مـن بـراثن التخلـف والتردي الذي ظل يعاني منه سنوات طويلة كما كان من شأنها أيضًا أن تحـدث تحـوًال فكريــًا جــذريًا يســفر عــن ظهــور علــم تربــوي يضــع الفكــر التربــوي المصــري فــي موقعــه

ل تم ذلك بالفعل؟؟الصحيح، فه

من هنـا تبـرز مشـكلة الدراسـة الحاليـة والتـى تتمحـور فـى السـؤال الرئيسـي التالي:

ما واقع جهود الجمعيات العلمية التربوية في سبيل تطوير البحث التربوي؟ -

ويتفرع في هذا التساؤل مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية: التي تهيمن علي البحث التربوي؟ ما أهم التوجهات (النماذج) الفكرية -١

۲۲

ما المشكالت الفكرية التى تفرزها التوجهات البحثية المهيمنة؟ -٢

ما العوامل التي تؤثر علي دور الجمعيات العلمية التربوية في تطوير البحث -٣ التربوي؟

مــا الســبيل إلــى تفعيــل جهــود الجمعيــات العلميــة التربويــة فــي تصــحيح مســار -٤ البحث التربوي؟

ف الدراسة:أهداتهـــدف الدراســـة الحاليـــة إلـــي محاولـــة ســـد الهـــوة الفاصـــلة بـــين البحـــث التربـــوي

ومساهمة الجمعيات العلمية التربوية في تطويره.

أهمية الدراسة:م: م مئحيةي ل ب ب ئكحئكي ب ئكخذئز لي ه ةماظ آ

وي) أنهـــا تتنـــاول موضـــوعًا هامـــًا وحيويـــًا فـــي الميـــدان التربـــوي وهـــو (البحـــث التربـــأوًال: حيــث يبــدو واضــحًا أن تقــدم الميــدان التربــوي وتطــوره مرهــون بجهــود البحــث العلمــي فــي هــذا المجــال لــذا كــان لزامــًا علينــا محاولــة حــل جميــع المشــكالت التي تعتـرض سـبيل البحـث العلمـي التربـوي نحـو االنطـالق لمسـتويات أفضـل

باستمرار. لمية التربوية وهي من المنظمات الرائدة أن الدراسة الحالية مهتمة بالجمعيات العثانيًا:

فــي القطــاع األهلــي والتــي يمكــن أن تســهم إســهامًا إيجابيــًا فــي تنشــيط البحــث التربـــوي إذا مـــا تـــوفرت لهـــا الظـــروف المثلـــي ونحـــن فـــي أمـــس الحاجـــة إلـــي دراسات عن مؤسسـاتها لنقـف علـي حقيقـة هـذا الـدور الـذي تؤديـه كـي ندعمـه

ام الـــذي يناســـبها مـــن قبـــل البـــاحثين فـــي مجـــال خاصـــة وأنهـــا لـــم تلـــق االهتمـــ التربية.

منهج الدراسة وأسلوبها :

۲۳

تعتمد الدراسة الحالية فى األساس علـي المـنهج التحليلـى الوصـفى الـذي يقـوم نظام العمل به علي أساس التحليل العقالني المرتب آليـة ظـاهرة أو حـدث ثـم نقـد هـذه

بنــــاء العالقــــات بــــين عناصــــر الظــــاهرة أو الظــــاهرة أو الحــــدث بموضــــوعية واســــتكمال عالقاتهـــا الخارجيــــة حتـــي تكتمــــل الرؤيــــة النقديـــة التــــي تســــهم فـــي صــــياغة التفســــيرات

(وٕاصدار األحكام وتصبح األحكام النقدية في هذه الحالة قائمة علي أسس منهجية42F

١( .

وركزت فيه علي أسلوب تحليل المحتوي فى ضوء نموذج معين لعينة مختارة حــــوث المنشــــورة فــــى ملفــــات األعــــداد التــــي صــــدرت عــــن نوافــــذ النشــــر التابعــــة مــــن الب

للجمعيات التربوية المعنية بها الدراسة، واستطالع رأى مجالس إدارة الجمعيات العلمية ٠المعنية بالدراسة حول نتائج الدراسة التحليلية

أدوات الدراسة: ه ة ئكاحت م آخهئ ل م ب آخئةي ب ئكحئكي ة ئكخذئز ل لئ:ئزةخخ

(نمـــوذج تصـــوري تقريبـــي للبحـــث التربـــوي -١43F

: تـــم فـــي ضـــوئه إجـــراء التحليـــل )٢النقـــدي لعينـــة الدراســـة المختـــارة مـــن األبحـــاث التربويـــة حيـــث اعتمـــدت عليـــه

الباحثة كإطار مرجعي للتحليل. (اســـتمارة اســـتطالع رأي -٢

44F

ـــي مـــا توصـــلت إليـــه )٣ ـــاء عل : تـــم تصـــميم بنودهـــا بنــــم تطبيقهــــا ــــة وت ــــة بالدراســــة الدراســــة التحليلي ــــي رؤســــاء الجمعيــــات المعني عل

للتعــرف علــي آرائهــم فــي مــا توصــلت إليــه الدراســة التحليليــة مــن نتــائج وبيــان

ب محمد عبدالحميد: ) ١( لي ة ئألعإل لى غى ئكخذئزئ ، ٢٠٠٤، عالم الكتـب، القـاهرة ئكاحت ئكعك .٣١٢ص

ى البحــــث هــــذا النمــــوذج مــــن إعــــداد : عبــــد القــــادر حســــن خليفــــة : "إشــــكالية التنظيــــر فــــ ) ١( )١انظر ملحق رقم ( ٠ ٣٣٣التربوى"، مرجع سابق، ص

)٣انظر ملحق رقم ( ) ٢(

۲٤

دور الجمعيــــات فــــي ذلــــك، وقــــد تــــم عــــرض االســــتمارة علــــى مجموعــــة مــــن (المحكمين من أساتذة التربية

45F

٠فى ضوء آرائهم وتوجيهاتهم وتم تعديلها )١

٠)٤انظر الملحق رقم ( ) ٣(