هل هناك اختالف بين النقاد وعلماء اللغة حول تاريخ ونشأة الموشحات وسبب بدأت باألندلس أم أنها بدأت بالمشرق ومن ثم انتقلت إلى األندلس، ال

ير ، إذ يش"أيها الساقي"لنص الحقيقيفي ذلك هو الخالف حول الصاحب اعر أن ذلك الموشح كتبه الشالكيالنياألدباء والنقاد مثل الدكتور كامل

بن المعتز وهو كان األساس في رصف الطريق لفن عبدهللالعباسي مع هذه الموشحات الذي تطور في األندلس، بيد أن الكثير من النقاد يختلف

، (الذي كان أول من جمع أوزان الموشحات)الملك الوجهة، ومنهم ابن سنا وفي إذ يشير إلى أن هذا النص يعود للوشاح األندلسي أبي بكر بن زهر،

:يقولمطلعها

قد دعوناك وإن لم تسمع ...المشتكى أيها الساقي إليك

وإن كان األدباء والنقاد في خالف حول صاحب ذلك النص، إال

القرن أنهم يتفقون على أن نشأة الموشحات األندلسية كانت في

الثالث الهجري، وكان من وضع أسسها في األندلس الشاعر

ي أو كما يطلق عليه الضرير، وتطور الموشح فالقيريمحمود

أما أهل ":خلدوناألندلس في القرنين التاسع والثامن، ويقول ابن

ونه، األندلس فلما كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفن

.ه الموشحوبلغ فيه التنميق الغاية، استحدث المتأخرون فنا سمو

وأول من صنع اوزان هذه الموشحات بأفقنا واخترع طريقها هو

وكان يصنعها على اشطار.الضرير محمد بن محمود القبري

اول من“ العقد”كتاب وقيل ان ابن عبد ربه صاحب .االشعار

.الموشحات سبق الى هذا النوع من

[الموشح ] فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر

ة في الغنائي العربي في امور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معين

تعماله ، وباسالخليليلةاالعاريضالتقنية، وبخروجه غالبا على

.لغناءبااللغة الدارجة أو العجمية في خرجته، ثم باتصاله القوي

زن الموشح كالم منظوم على و": فيقولوعرفه ابن سناء الملك

".مخصوص

ح ، وتجمع على موشحات أو تواشيتوشيحأو موشحةموشح أو

.من وشح بمعنى زين أو حسن أو رصع

كتوبة وفي تعريف اخر فيقال ان الموشح هو قصيدة ذات مقاطع م

.الفصحى بالعربية

مثال

لن اشكو المي يا حبيبي

اني اموت من الحب .امي اي يا

لن اشكو المي يا حبيبي

انت سمعي وساعدي القوى

الحب اني اموت من .امي اي يا...

،هييقسم الموشح بحسب بنائه إلى عدة أقسام:

،األولى من القصيدةاألشطروهو المطلع.

،ا ال التي تطابق المطلع بالقافية، وغالباألشطروهو القفل

.تتجاوز الخمس أقسام في الموشح الواحد

،ي أو األقسام التي تلي المطلع وتخالفه فاألشطروهو الدور

.القافية، وال يتجاوز عددها الخمس أقسام

،وهو الذي يتألف من الدور والقفل الذي يليهالبيت.

الموشحبهوهي القفل األخير الذي يختتم ،الخرجة.

ليه كان الشمال االفريقي المغرب هو الموطن االول الذي انتقل ا

الذي والتاريخ المبكر للموشح في هذا القطر.واستقر الموشح

ن اي الجانب االخر م” بالعدوةكان يسمونه االندلسيون تميزا

وكانت اول الموشحات التي نظمت في المغرب من .“ البحر

.االندلسيين ابداع الشعراء

ا ابن واكبر شاهد على هذا للقاء بين االندلس والمغرب يجسده لن

بقى الذي وجد على صعيد المغرب ممدوحين له ايام دولة

ي وقد اختص افرادا عديدة من اسرة بني القاسم ف.المرابطين

.فضال عن قصائد الشعر االخرى.الموشحات سال ببعض

ن الذي لقد ادى تدفق المسافرين من الحجيج والطالب االندلسيي

راق ارتحلوا طلبا للعلم على ايدي العلماء المشهورين في الع

ر اول وكانت مص.االفكار ومصر الى تحقيق تبادل منتظم في

.الموشح بلد يظهر فيها

ن وأقدم الموشحات المصرية الباقية هي لشاعر االسكندرية اب

الحداد

يستأ سر االرواح ...........الح ثغر

بالخمر والتفاح ................فاح لما

اني ولقد كان بين االندلس ومصر تالق منتظم خالل القرن الث

وربما كانت .السواء عشر من جانب اليهود والمسلمين على

اثنين من الوشاحين عبر قنوات االتصال والتالقي وابرز

.عزرا واسحق بني ابراهيم بن الالويالوشاحان هما يهودا

ن ويبدو ان الوشاح المصري الوحيد المعروف للنا هن يوسف ب

المقدسي الذي الذي احتوى ديوانه على الكثير من تنحوم

.الموشحات

ابن زمرك مشتاقا لغرناطة

ن محمد بن يوسف بن محمد بعبدهللأبو )زمرك يصف الشاعر ابنما شوقه لمنبته ومسقط رأسه غرناطة، وبتذكر عهده فيها كل( أحمد

:فقالهبت نسمة من صوبها،

أبلغ لغرنـاطـة السـالم وصف لها عهدي السليم

فلو رعى طرفها ذمـام ما بت في ليلـة السـليم

الرضـابخمرةكم بث فيها على اقتراح أعل من

بالحبـابأدير فيها كؤوس راح قد زانها الثغر

نشوان في روضة الشبابالجماحأختال كالمهر في

مباهيا روضه الوسـيمالكمامأضاحك الزهر في

وأفضح الغصن في القوام إن هب من جوها النسـيم

د وغرض الزهد من صميم اغراض الشعر العربي منذ زمن بعي

البالط فقد ظل الصراع دائرا على اشده في وجدان شعر

ة بكل بين مثالين متعارضين حياة البالط الدنيوي“ المحدثن”

من وقيم الدين التي تحط.والجمالمن دواعي اللذة بهماتفيض

.خاصة شان الدنيا عامة ومن متاعها الغرور بصفة

تبدل اذا اس.ذلك كما صنع ابو العتاهية الذي يعد ابرز مثل على

لت ظ” زهديات” شبابه في سنى بهبشعر الدنيا الذي تغنى

.الشعر شواهد خالدة من هذا

ي مكفرا عن ذنب اقترفه صاحبه ف“ الزهدي” الموشح حيث جاء

.الشعر نظم

حمد ولم يكن هذا الملمح مقصورا على الموشح فحسب فقد نظم ا

اي التي تمحي“ الممحصات” سماها بن عبد ربه قصائد جمة

فكان تلك.لهوه اشعارا كان قد قالها ايام بهاالذنوب عارض

.بالتوبة من اشعاره االولى ماكاناالشعار االخيرة محصت

ومن امثلة تلك الممحصات قصيدته التي مطلعها

طرمن عيشه وواليقضى...يقتدر ليس يعفو حين ياعاجزا

كر مبتلبين انت ادكرتهال ” ....مبتدئا ماشئتانت المقول له

”.