ﻰﺴﻴﻋ ﻦﺑ ﻢﻴﻫﺍﺮﺑﺇ ﻦﺑ ﺪﻤﺣﺃ · ءﺎﻤﺳﺍ ﺡﺮﺷ...

أحمد بن إبراهيم بن عيسى,توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة اإلمام ابن القيم 1

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد

في شرح قصيدة اإلمام ابن القيم

أحمد بن إبراهيم بن عيسى

www.alwww.al-mostafa.com

www.al


بسم اهللا الرحمن الرحيم وبه نستعين

رب يسر وأعن يا كريم

وفتحت من االفهام وأزحت من الشكوك حمدا لك اللهم على ما منحت من االلهام

واالوهام ولطفت بنا في ركوب أعناق الكالم عن موجبات التوبيخ والمالم وأوردتنا من

مناهل كتابك الهدى وسنة رسولك المصطفى منهال يشفي االوام ويبرىء العلل

واالسقام وأوضحت لنا في ظلمات الفلسفة نورا نستضيء به في حنادش ذلك

نا من خياالت المتصوفة وشطحاتهم الفظيعة ودعاويهم الطويلة الظالم وحفظت

العريضة التي هي كسراب بقيعة فعياذا بك اللهم من تلك المقاالت ولياذا بك يا من

ال نأمن تلك الضالالت التي هي رمد جفن الدين وكمد نفوس المهتدين وأشهد أن ال

لصالح مرفوعا ويضحي بها إله إال اهللا وحده الشريك له شهادة يمسي بها العمل ا

الزلل الفاضح موضوعا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى الحق هاديا

وبشيرا ونزل عليه الفرقان ليكون للعالمين نذيرا فهداهم به إلى الحق وهم في

ضالل مبين وسلك بهم مسلك الهداية حتى أتاهم اليقين صلى اهللا عليه وسلم

يره مصابيح االمم ومفاتيح الكرم وخلفاء الدين وحلفاء وعلى آله البررة وصحبه الخ

اليقين الذين بلغوا من محاسن الفضائل الغاية ووصلوا من مكارم الفواضل نهاية

النهاية وعلى من تبعهم بإحسان صالة وسالما دائمين ما تناوب النيران وتعاقب

الملوان

ة الحنيفيةوبعد فإن المنظومة المشهورة في الطريقة السنية والعقيد


المسماة ب الكافية الشافية في االنتصار للفرقة الناحية لم ينسج ناسج على

منوالها ولم تسمح الدهور بشكلها وأمثالها نظم الشيخ اإلمام والعمدة القدوة الهمام

شيخ اإلسالم والمسلمين القائم ببيان الحق ونصر الدين العابد الناسك الورع الزاهد

عبد اهللا محمد بن ابي بكر بن ايوب بن سعد المعروف بإبن قيم شمس الدين أبي

الجوزية أسكنه اهللا الغرف العلية ولكنها من عهد مؤلفها وهي عروس لم يمط لثامها

وخود بكر لم يفتض ختامها وليس يخفى ما تضمنته من أصول الفصول واشتملت

يبه من الرد على عليه من قواعد العقائد التي هي الحاصل والمحصول واحتوت عل

أهل البدع والضاللة واألقوال الباطلة المحالة والمحدثات المضلة المخذولة

والخزعبيالت المرذولة كالوجودية والجهمية والمعتزلة والرافضة والحرورية والكالبية

والمرجئة والمجبرة وغيرهم من أهل الضالالت واألقوال المحاالت وقمع أباطيلهم وردع

جج الظاهرة والبراهين الباهرة من صحيح المنقول وصريح المعقولاضاليلهم بالح

وموضوعاها المحاكمة بين الطوائف وإثبات صفات البارئ سبحانه على رغم كل

مخالف ولما كنت قد نبغت في هذه الفنون قديما وصبغت بها أديما وكنت للكتب

قها المختوم عن وأرباب العلوم سميرا ونديما وبرعت في تلك العلوم وكرعت من رحي

لي أن أضع عليها شرحا يفتح فعلقها ويقيد مطلقها ويكحل جفونها ويسهل حزونها

وذلك مع تراكم األشغال وتبلبل األفكار والبال وعدم معين في هذه األمور الثقال

ونزارة من يستدل به في مثل هذه المطالب العالية التي تقصر فيها الخطأ ويتيه في

شرح لها يستضاء بنبراسه في دياجي المشكالت ويبني على مطاويها القطا وعدم

أساسه في األمور المعضالت ومع ذلك فإن تحرير هذا الشرح في حال غيبتي عن

كتبي التي هي رأس مالي وعيبتي إال أن اهللا


سبحانه بفضله اعان وأمد بأسباب لم تخطر على األذهان

موس وبدور وتتحلى بجواهره فدونك شرحا يشرح الصدور وتضيئ من غضونه ش

اللبات والنحور فهو كتاب جمع فأوعى وحوى من كل شييء جنسا ونوعا ومع ذلك لم

أوثر اإلطالة خوفا من السآمة والماللة وهذا حين الشروع في المقصود مستعينا

بالملك المعبود فأقول وباهللا أحول وأصول

فصل في ترجمة الناظم

تعالى هو العالمة شمس الدين أبو عبد اهللا محمد في ذكر ترجمة الناظم رحمه اهللا

بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي ثم الدمشقي الفقيه المفسر النحوي

األصولي المتكلم الشهير بإبن قيم الجوزية قال في الشذرات بل هو المجتهد

691المطلق قال الحافظ ابن رجب في طبقات الحنابلة في ترجمته ولد شيخنا سنة

زم الشيخ تقي الد ين بن تيمية وأخذ عنه وتفنن فى كافة علوم الإلسالم وكان وال

عارفا فى التفسير اليجارى فيه وبأصول الدين واليه المنتهى فيها وبالحديث ومعانيه

وفقهه ودقائق االستنباط منه ال يلحق في ذلك وبالفقه واألصول والعربية وله فيها

ف وحبس مدة إلنكار شد الرحيل إلى قبر الخليل اليد الطولى وبعلم الكالم والتصو

وكان ذا عبادة وتهجد وطول صالة إلى الغاية القصوى لم أشاهد مثله في عبادته

وعلمه بالقرآن والحديث وحقائق اإليمان وليس هو بالمعصوم ولكن لم أر في معناه

مثله وقد امتحن وأوذي مرات وحبس مع شيخه شيخ


ي المرة األخيرة بالقلعة منفردا عنه ولم يفرج عنه إال بعد موت اإلسالم تقي الدين ف

الشيخ وكان في مدة حبسه مشتغال بتالوة القرآن بالتدبر والتفكر ففتح عليه من

ذلك خير كثير وحصل له جانب عظيم من األذواق والمواجيد الصحيحة وتسلط بسبب

وتصانيفه ممتلئة ذلك علىالكالم في علوم أهل المعارف والخوض في غوامضهم

بذلك وحج مرات كثيرة وجاور بمكة وكان أهل مكة يتعجبون من كثرة طوافه وعبادته

وسمعت عليه قصيدته النونية في السنة وأشياء من تصانيفه غيرها وأخذ عنه العلم

خلق كثير في حياة شيخه وإلى أن مات وانتفعوا به قال القاضي برهان الدين

اء أوسع علما منه ودرس بالصدرية وأم بالجوزية وكتب الزرعي ما تحت أديم السم

بخطه ماال يوصف كثرة وصنف تصانيف كثيرة جدا في انواع العلوم وحصل له من

الكتب ما لم يحصل لغيره

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تاريخه محمد بن أبي بكر ابن إيوب الزرعي

بالعلم فبرع في علوم متعددة ال إمام الجوزية وابن قيمها سمع الحديث واشتغل

سيما علم التفسير والحديث واالصلين ولما عاد الشيخ تقي الدين من الديار

المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة الزمه إلى أن مات فأخذ عنه علما جما مع

ما سلف له من االشتغال فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة مع كثرة الطلب ليال

رة الصلوات واالبتهال وكان حسن القراءة والخلق مع كثرة التودد ال يحسد ونهارا وكث

أحدا وال يؤذيه وال يستغيبه وال يحقد على أحد وله من التصانيف الكبار والصغار شيء

كثير وكتب بخطه الحسن شيئا كثيرا واقتنى من الكتب ماال يتهيأ لغيره تحصيل

كان قليل النظير بل عديم النظير في عشرة من كتب السلف والخلف وبالجملة فقد

مجموعه وأموره وأحواله والغالب عليه


الخير واالخالق الصالحة وكان متصديا لالفتاء بمسألة الطالق التي اختارها الشيخ

تقي الدين بن تيمية رحمه اهللا وجرت له بسببها فصول يطول شرحها مع قاضي

جنازته حافلة وشهدها القضاة واالعيان القضاة تقي الدين السبكي وغيره وقد كانت

والصالحون من الخاصة والعامة وتزاحم الناس على نعشه وكمل له من العمر ستون

وسمع على جماعة 691سنة رحمه اهللا تعالى وقال غيره في ترجمته ولد في سنة

كثيرين مثل سليمان ابن حمزة الحاكم وابي بكر ابن عبد الدائم وعيسى المطعم

صر محمد بن كمال الدين الشيرازي وابن مكتوم والبهاء بن عساكر وعالء وابي ن

الدين الكندي والوداعي ومحمد بن أبي الفتح البعلي ثم قرأ على الشيخ مجد الدين

التونسي قطعة من المغرب

وأما الفقه فأخذه عن جماعة منهم الشيخ اسماعيل بن محمد الحراني قرأ عليه

والمقنع البن قدامة ومنهم ابن أبي الفتح البعلي مختصر ابي القاسم الخرقي

ومنهم الشيخ االمام العالمة تقي الدين بن تيمية قرأ عليه قطعة من المحرر تأليف

جده وأخوه الشيخ شرف الدين وأخذ الفرائض أوال عن والده ثم على الشيخ تقي

الدين بن تيمية

الهندي واسماعيل بن وأما االصول فأخذها عن جماعة منهم الشيخ صفي الدين

محمد قرأ عليه أكثر الروضة البن قدامة ومنهم شيخ االسالم ابن تيمية قرأ عليه

قطعة من المحصول ومن كتاب االحكام للسيف اآلمدي وقرأ أصول الدين على الشيخ

صفي الدين الهندي مثل االربعين و المحصل وقرأ على شيخ االسالم ابن تيمية

تغل كثيرا وناظر واجتهد وأكب على الطلب وصنف وصار من كثيرا من تصانيفه واش

االئمة الكبار في علم التفسير والحديث واالصول فقها وكالما والفروع ولم يخلف

الشيخ تقي الدين بن تيمية مثله


ومن مصنفاته تهذيب سنن ابي داود وايضاح مشكالته والكالم على ما فيه من

سفر الهجرتين وباب السعادتين مجلد ضخم كتاب االحاديث المعلولة مجلده كتاب

مراحل السائرين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين مجلدان وهو شرح منازل

السائرين لشيخ االسالم االنصاري كتاب جليل القدر كتاب عقد محكم االخاء بين

الكلم الطيب والعمل الصالح المرفوع ألى رب السماء مجلد ضخم كتاب شرح اسماء

الكتاب العزيز مجلد كتاب زاد المسافرين الى منازل السعداء في هدي خاتم االنبياء

كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد أربع مجلدات وهو كتاب عظيم جدا كتاب جالء

االفهام في ذكر الصالة والسالم على خير االنام وبيان أحاديثها وعللها مجلد كتاب

ابقة عن التحليل كتاب نقد المنقول والمحك المميز بيان الدليل على استغناء المس

بين المردود والمقبول مجلد كتاب اعالم الموقعين عن رب العالمين ثالث مجلدات

كتاب بدائع الفوائد مجلدان الشافية الكافية في االنتصار للفرقة الناجية وهي

والمعطلة القصيدة النونية في السنة مجلد كتاب الصواعق المنزلة على الجهمية

في مجلدات كتاب حادي االرواح إلى بالد االفراح وهو كتاب صفة الجنة مجلد كتاب

نزهة المشتافين وروضة المحبين مجلد كتاب الداء والدواء مجلد كتاب تحفة المودود

في احكام المولود مجلد كتاب مفتاح دار السعادة مجلد ضخم كتاب اجتماع الجيوش

الجهمية مجلد رفع اليدين في الصالة مجلد نكاح المحرم االسالمية على غزو الفرقة

مجلد تفضيل مكة على المدينة مجلد نكاح المحرم مجلد تفضيل مكة على المدينة

مجلد فضل العلم مجلد عدة الصابرين مجلد كتاب الكبائر مجلد حكم تارك الصالة

ير فيما يحل مجلد كتا ب نور المؤمن وحياته مجلد كتاب إغمام هالل رمضان التحر

ويحرم من لباس الحرير جوابات عابدي الصلبان وأن ما هم عليه من دين


الشيطان بطالن الكيمياء من اربعين وجها مجلد الفرق بين الخلة والمحبة ومناظرة

الخليل لقومه مجلد الكلم الطيب والعمل الصالح مجلد لطيف الفتح القدسي التحفة

رح االسماء الحسنى أيمان القرآن المسائل الطرابلسية المكية كتاب امثال القرآن ش

ثالث مجلدات الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم مجلدان كتاب الطاعون

مجلد لطيف توفي رحمه اهللا تعالى وقت عشاء االخرة ليلة الخميس ثالث عشرين

رجب سنة احدى وخمسين وسبعمائة وصلي عليه من الغد بالجامع عقب الظهر ثم

بجامع جراح ودفن بمقبرة الباب الصغير وشيعه خلق كثير ورويت له منامات كثيرة

حسنة رضي اهللا عنه وكان قد رأى قبل موته بمدة الشيخ تقي الدين رحمه اهللا

تعالى في النوم وسأله عن منزلته فأشار إلى علوها فوق بعض االكابر ثم قال وأنت

خزيمةكدت تلحق بنا ولكن انت االن في طبقة ابن

ثم قال ابن رجب قرىء على شيخنا االمام العالمة ابي عبد اهللا محمد بن أبي بكر

بن ايوب وانا اسمع هذه القصيدة من نظمه في اول كتاب صفة الجنة وذكر بعض

الميمية المشهورة وقال الحافظ السخاوي في حقه العالمة الحجة المتقدم في

لمجمع عليه بين الموافق والمخالف سعة العلم ومعرفة الخالف وقوة الجنان ا

وصاحب التصانيف السائرة والمحاسن الجمة


قوله بسم اهللا الرحمن الرحيم

ابتدأ الناظم رحمه اهللا تعالى ب بسم اهللا الرحمن الرحيم اقتداء بالكتاب العزيز وتأسيا

اهللا بالنبي صلى اهللا عليه وسلم في مكاتباته للملوك وغيرهم وامتثاال لقوله صلى

عليه وسلم كل أمر ذي بال ال يبدأ في ب بسم اهللا الرحمن الرحيم فهو أقطع رواه

عبد القادر الرهاوي في االربعين البلدانية وكذا الخطيب من حديث ابي هريرة رضي

اهللا عنه ومعنى ذي بال أي حال شريف يحتفل له ويهتم به وبين يدي كل االمور

المهمة

كة وقد يكون غير معتد به وروى أبو داود من حديث ابي وقوله اقطع أي ناقص البر

هريرة رضي اهللا عنه قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كل كالم ال يبدأ فيه

بالحمد هللا فهو أجذم اسناده صحيح

تنبيه اختلف العلماء فيما اذا كان الكتاب كله شعرا فجاء عن الشعبي رحمه اهللا منع

اهللا قال مضت السنة أن ال يكتب في الشعر بسم اهللا ذلك وعن الزهري رحمه

الرحمن الرحيم وعن سعيد بن جبير رحمه اهللا جواز ذلك وتابعه على ذلك الجمهور


وقال الخطيب وهو المختار انتهى وال سيما ان كان المنظوم من نفائس العلوم قال

عر ما لم يكن محرما بعض العلماء الراجح عند الجمهور طلب البسملة في ابتداء الش

او مكروها قال واما ما تعلق بالعلوم فمحل اتفاق

قوله بسم اهللا أي باسم مسمى هذا اللفظ االعظم الموصوف بأوصاف الكمال فالباء

متعلقة بمحذوف وتقديره فعال خاصا مؤخرا اولى من تقديره اسما عاما مقدما أما

فمحل الجار والمجرورالنصب على اولوية كونه فعال فألنه االصل في العمل وحينئذ

المفعولية بالفعل المقدر واما أولوية كونه خاصا فألنه أدل على المطلوب فتقدير الف

عند التأليف أولى من ابتدائي وكذا عند القراءة ونحو ذلك فيقدر عند كل أمر ما

تعالى يناسبه واما أولوية تقديره مؤخرا فألمرين احدهما االهتمام باالبتداء باسم اهللا

لفظا وتقديرا النه تعالى يقدم ذاتا فقدم ذكرا ليوافق االسم المسمى

والثاني الفادة التخصيص كما في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين ال يقال االولى

مالحظة قوله تعالى اقرأ بأسم ربك النا نقول المطلوب االهم ثم القراءة النها أول ما

لم واول ما طرق المسامع الشريفة من الوحي فكان نزل عليه صلى اهللا عليه وس

االنسب تقديم القراءة لمزيد االعتناء بها واالهتمام واهللا أعلم

فائدة االسم في المخلوق غير المسمى وفي حق الخالق تعالى ال غير وال عين قال

االمام المحقق ناظم هذه المنظومة في كتابه بدائع الفوائد اسماء اهللا الحسنى في

لقرآن من كالمه تعالى وكالمه غير مخلوق وال يقال هي غيره وال هي هو وهذا ا

المذهب مخالف لمذهب المعتزلة الذين يقولون اسماؤه غيره وهي مخلوقة انتهى

و اهللا علم على ربنا سبحانه قال الكسائي والفراء أصله االله حذفوا


خمة قال الناظم في بدائع الفوائد الهمزة وادغموا الالم فصارتا الما واحدة مشددة مف

زعم السهيلي وشيخه ابن العربي أن اسم اهللا غير مشتق الن االشتقاق يستلزم

مادة يشتق منها واسمه سبحانه قديم ال مادة له فيستحيل االشتقاق وال ريب أنه

ان اريد باالشتقاق هذا المعنى فهو باطل ولكن من قال باالشتقاق لم يرد هذا

ألم بقلبه وانما اراد انه دال على صفة له تعالى وهي االلهية كسائر المعنى وال

اسمائه الحسنى من العليم والقدير فانها مشتقة من مصادرها بال ريب وهي قديمة

والقديم ال مادة له فما كان جوابكم عن هذه االسماء كان جواب من قال باالشتقاق

ني باالشتقاق اال أنها مالقية لمصادرها في اهللا تعالى ثم الجواب عن الجميع أنا ال نع

في اللفظ والمعنى ال أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله وتسمية النحاة المصدر

والمشتق منه أصال وفرعا ليس معناه أن أحدهما تولد من اآلخر وانما هو باعتبار أن

ما هو احدهما متضمن لآلخر وزيادة فاالشتقاق هنا ليس هو اشتقاقا ماديا وان

اشتقاق تالزم يسمى المتضمن فيه بالكسر مشتقا والمتضمن بالفتح مشتقا منه

وال محذور في اشتقاق أسماء اهللا تعالى بهذا المعنى انتهى وقال أبو جعفر بن جرير

اهللا أصله االله أسقطت الهمزة التي هي فاء االسم فالتقت الالم التي هي عين

أدغمت في االخرى فصارتا في اللفظ الما واحدة االسم والالم الزائدة وهي ساكنة ف

مشددة انتهى

وأما تأويل اهللا فانه على ما روي لنا عن عبد اهللا بن عباس قال هو الذي يألهه كل

شيء ويعبده كل خلق وساق بسنده عن الضحاك عن عبد اهللا ابن عباس قال اهللا

وما دل على أن االلوهية ذو االلوهية والعبودية على خلقه أجمعين فان قال لنا قائل

هي العبادة وأن االله هو المعبود وأن له


اصال في فعل ويفعل وذكر بيت رؤبة بن العجاج

... سبحن واسترجعن من تاله...هللا در الغانيات المده ...

يعني من تعبدي وطلبي اهللا بعملي والشك أن التأله التفعل من أله يأله وقد جاء

أن العرب قد نطقت منه ب فعل يفعل بغير زيادة وذلك ما حدثنا منه مصدر يدل على

بن سفيان بن وكيع وساق السند إلى ابن عباس أنه قرأ ويذرك وإالهتك االعراف

قال عبادتك ويقول انه كان يعبد وال يعبد وذكر مثله عن مجاهد فقد تبين قول 127

ا عن أبي سعيد ابن عباس ومجاهد أن أله عبد وأن االلهة مصدره وساق حديث

مرفوعا أن عيسى أسلمته امه الى الكتاب ليعلمه فقال المعلم اكتب بسم اهللا

الرحمن الرحيم فقال عيسى اتدري ما اهللا اهللا إله اآللهة

الرحمن الرحيم

اسمان مشتقان من رحم بجعله الزما بنقله الى باب فعل بضم العين وبتنزيله منزلة

هي ال تشتق من متعد والرحمن أبلغ من الرحيم الالزم إذ هما صفتان مشبهتان و

الن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى غالبا كما في قطع وقطع ومن غير الغالب قد

يفيد ناقص البناء ما ال يفيد زائده من المبالغة كحذر وحاذر فان حذر أبلغ من حاذر

لغ في الرحمة فالرحمن صفة في االصل بمعنى كثير الرحمة جدا ثم غلب على البا

غايتها وهو اهللا والرحيم ذو الرحمة الكثيرة

قال الناظم في بدائع الفوائد أسماء الرب تعالى اسماء ونعوت فا نها دالة على صفات

كماله فال تنافي فيها بين العلمية والوصفية فالرحمن اسمه


اسم تعالى ووصفه ال ينافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على

اهللا من حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع يعني كقوله تعالى الرحمن علم

أم من هذا الذي هو جند لكم 5 الرحمن على العرش استوى طه 1القرآن الرحمن

وهذا شأن االسم العلم ولما كان هذا االسم 20ينصركم من دون الرحمن الملك

كمجيء اسمه اهللا كذلك وهذا ال مختصا به تعالى حسن مجيئه منفردا غير تابع

ينافي داللته على صفة الرحمن كاسم اهللا فإنه دال على صفة االلوهية ولم يجىء

قط تابعا لغيره بل متبوعا بخالف العليم والقدير والسميع والبصير ولهذا ال تجيء هذه

ونحوها مفردة بل تابعة

ى بديع وهو أن الرحمن دال قال رحمه اهللا وأما الجمع بين الرحمن والرحيم ففيه معن

على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم وكأن االول

الوصف والثاني الفعل فاالول دال على أن الرحمن صفته أي صفة ذات له سبحانه

والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته أي صفة فعل له سبحانه فإذا أردت فهم

إنه بهم رؤوف رحيم سورة 43الى وكان بالمؤمنين رحيما االحزاب هذا فتأمل قوله تع

و لم يجىء قط رحمن بهم فعلمت أن رحمن هو الموصوف بالرحمة ورحيم 117التوبة

هو الراحم برحمته قال رحمه اهللا وهذه النكتة ال تكاد تجدها في كتاب وإن تنفست

عندها مرآة قلبك لم تنجل لك صورتها انتهى

تعالى جل شأنه وتعالى سلطانه صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تقتضي ورحمة اهللا

التفضل واالنعام وأما تفسيرها برقة في القلب تقتضي التفضل فالتفضل غايتها فيراد

منها غايتها كما يقوله من يقوله من المتكلمة كالزمخشري في كشافه وغيره من

الخالق تعالى وتقدس وبينهما بون النظار فهذا إنما يليق برحمة المخلوق ال برحمة

ونظير ذلك العلم فإن حقيقة علمه تعالى القائمة به ليست مثل الحقيقة القائمة

بالمخلوق بل نفس االرادة التي يرد بعضهم الرحمة


إليها هي في حقه تعالى الرادة المخلوق إذ هي في المخلوق ميل القلب إلى

وكذلك رد الزمخشري لها في حقه تعالى إلى الفعل أو الترك واهللا منزه عن ذلك

الفعل بمعنى اإلنعام والتفضيل فإن فعل العبد االختياري إنما يكون لجلب نفع للفاعل

أو دفع ضرر عنه وال كذلك فعله تعالى فما فر منه أهل التأويل موجود في ما فروا إليه

تعالى فإنه خالف من المحذور وبهذا ظهر أنه ال حاجة إلى دعوى المجاز في رحمته

االصل وهو إنما يصار إليه عند تعذر حمل الكالم على الحقيقة وال تعذر هنا كما ال

يخفى وأيضا معيار المجاز صحة نفيه كما إذا قيل زيد أسد أو بحر أو قمر لشجاعته أو

كرمه أو حسنه فإنه يصح أن تقول زيد ليس بأسد أو ليس ببحر أو ليس بفمر وهذا

يه بينهم وال يصح أن يقال اهللا ليس برحيم فلو كانت الرحمة مجازا في مما ال خالف ف

حقه تعالى لصح ذلك وال ريب أن الرحمة صفة كمال وسائر الكتب السماوية مملوءة

بذكرها وإطالقها عليه تعالى ومن العجب أن تكون هذه الصفة العظيمة حقيقة في

حق المخلوق مجاز في حق الخالق

تارة تعتبر من حيث هي هي وتارة تعتبر من حيث قيامها به والحاصل أن الصفة

تعالى وتارة من حيث قيامها بغيره تعالى وليست االعتبارات متماثلة إذ ليس كمثله

شيئ ال في ذاته وال في صفاته وال في أفعاله والكالم على الصفات فرع عن الكالم

ليست كرحمة المخلوق في الذات كما أنا نثبت ذاتا ليست كالذوات فلنثبت رحمة

كما أشار إلى ذلك وقرره ونبه عليه وحرره الناظم في بدائع الفوائد

قوله الحمد هللا الذي شهدت له بربوبيته جميع مخلوقات وأقرت له بالعبودية جميع

مصنوعاته وأدت له الشهادة جميع الكائنات أنه اهللا الذي ال إله إال هو بما أودعها من

ته وسبحان اهللالطيف صنعه وبديع آيا


وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وال إله إال اهللا األحد الصمد

ال شريك له في ربوبيته وال شبيه له في أفعاله وال في صفاته وال في ذاته واهللا أكبر

عدد ما أحاط به علمه وجرى به قلمه ونفذ فيه حكمه من جميع برياته وال حول وال

إال باهللا تفويض عبد ال يملك لنفسه ضرا وال نفعا وال موتا وال حياة وال نشورا بل قوة

هو باللهوإلى اهللا في مبادئ أمره ونهاياته

الحمد لغة هو الثناء باللسان على الجميل االختياري على جهة التعظيم والتبجيل

لحمد وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم على الحامد وغيره والشكر لغة هو ا

اصطالحا وعرفا صرف العبد جميع ما أنعم اهللا به عليه فيما خلق ألجله فبين الحمد

والشكر عموم وخصوص من وجه يجتمعان فيما إذاكان باللسان في مقابلة نعمة

وينفرد الحمد فيما إذا كان باللسان ال في مقابلة نعمة وينفرد الشكر فيما إذا كان

ختار الجملة االسمية الدالة على الدوام والثبوت بغير اللسان في مقابلة نعمة وا

على الجملة الفعلية الدالة على التجدد والحدوث ألنه مع كونه على نسق الكتاب

العظيم أليق بالمقام وتفاؤال بذلك وهي وإن كانت خبرية لفظا فهي إنشائية معنى

نسه وأل في الحمد لالستغراق أو الجنس أو العهد أي كل الحمد مستحق أو ج

مختص ومملوك هللا وعالمة أل االستغراقية أن يخلفها كل ونحوها و أل الجنسية إذا

تعقبتها الم االختصاص كان المعنى جنس الحمد مختص ومملوك له تعالى فتفيد ما

أفادته ال اإلستغراقية ضمنا وإن كانت أل للعهد فالمعهود ثناء اهللا على نفسه وثناء

اص خلقه وال نظر لغير ثنائهم و الالم في اهللا للملك مالئكته ورسله وأنبيائه وخو

واالستحقاق أو االختصاص ولما ابتدأ بالبسملة ابتدأ حقيقا وهو االتيان بها قبل كل

شييء أعقبها


بالحمد له ابتداء إضافيا أي بالنسبة لما بعدها وهو ما يقدم على الشروع في

والحمدلة ولم يعكس لموافقة الكتاب المقصود في الذات جمعا بين حديثي البسملة

العزيز فإن ألصحابة افتتحوا كتابته في أإلمام الكبير بالتسمية والحمدلة تلوها وتبعهم

جميع من كتب المصحف بعدهم في جميع األمصار سواء في ذلك من يقول بأن

البسملة آية ومن ال يقول ذلك فكان أولى

خقوله شهدت له بربوبيته جميع مخلوقاته ال

المخلوق هو المصنوع ومعنى شهادة المخلوقات بربوبيته سبحانه أن العقل الصريح

يقطع بأن المخلوق ال بد له من خالق والمصنوع ال بد له من صانع والحادث ال بد له

من محدث الستحالة حدوث الحادث بنفسه كما قال تعالى أم خلقوا من غير شييء

ه أحدثو من غير محدث أم هم أحدثوا أنفسهم يقول سبحان35أم هم الخالقون الطور

ومعلوم أن المحدث ال يوجد بنفسه فطريق العلم بذلك أن يقال الموجود وإما حا وإما

قديم والحادث ال بد له من قديم فيلزم ثبوت القديم على كل حال وذلك أن الفقر

دوث والحاجة لكل حادث وممكن وصف الزم لهما فهي مفتقرة إليه دائما حال الح

وحال البقاء ومن زعم من أهل الكالم أن افتقارهما إليه في حال الحدوث فقط كما

يقوله من يقوله من المعتزلة وغيرهم أو في حال البقاء فقط كما يقوله من يقوله من

المتفلسفة القائلين بمساوات العالم له وكال القولين خطأ كما قال شيخ اإلسالم

عقيدة شمس الدين االصبهاني فاإلمكان والحدوث رحمه اهللا تعالى في شرح شرح

متالزمان فكل محدث ممكن وكل ممكن محدث والفقر مالزم لهما فال تزال مفتقره

إليه ال تستغني عنه لحظة عين وهو الصمد الذي يصمد إليه جميع المخلوقات وال

يصمد هو إلى شييء بل هو سبحانه الغني بنفسه


ه اهللا في هذاالمعنىالمغني لما سواه وله رحم

والفقر لي وصف ذات الزم أبدا كما الغنى أبدا وصف له ذاني

وهللا في ... أم كيف يجحده الجاحد ... فيا عجبا كيف بعصى االله ...قال ابن المعتز

... تدل على أنه واحد... وفي كل شييء آية ... وتسكينة أبدا شاهد ...كل تحريكة

إلى آثار ... تأمل في نبات األرض وانظر ...انع فأنشد وسئل أبو نواس عن وجود الص

على ... بأحداق هي الذهب السبيك ... عيون من لجين ناظرات ...ما صنع المليك

... بأن اهللا ليس له شريك...قضب الزبرجد شاهدات

قوله وأدت له الشهادة جميع الكائنات الخ في هذه البراعة اإلشارة إلى توحيد

وحيد األلوهية وسيأتي بسط الكالم على ذلك في توحيد األنبياء الربوبية وت

والمرسلين

قوله الكائنات قال في القاموس الكون الحدث كالكينونة والكائنة كالحادثة وكونه اهللا

خلقه واهللا األشياء أوجدها

قوله وسبحان اهللا الخ سبحان اسم بمعنى التسبيح الذي هو التنزيه وانتصابه بفعل

ظهارهمتروك إ

قوله وال حول وال قوة إال باهللا أي ال تحول من حال إلى حال وال قدرة على ذلك إال

باهللا وقيل ال حول عن معصية اهللا إال بمعونة اهللا وال قوة على طاعة اهللا إال بتوفيق

اهللا والمعنى األول أجمع وأشمل قوله


له وال ولد له وال والد وال كفء وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له وال صاحبة

له الذي هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثنى عليه أحد من جميع برياته وأشهد

أن محمدا عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من بريته وسفيره بينه وبين

عباده وحجته على خلقه أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي السباعة بشيرا ونذيرا

اهللا بإذنه وسراجا منيرا أرسله على حين فترة من الرسل وطموس من وداعيا إلى

السبل ودروس من الكتب والكفر قد اضطرمت ناره وتطايرت في اآلفاق شرارة وقد

استوجب أهل األرض أن يحل بهم العقاب وقد نظر الجبار تبارك وتعالى إليهم فمقتهم

كل قوم إلى ظلم آرائهم عربهم وعجمهم إلى بقايا من أهل الكتاب وقد استند

وحكموا على اهللا سبحانه بمقاالتهم الباطلة وأهوائهم وليل الكفر مدلهم ظالمه

شديد قتامة وسبل الحق عافية آثارها مطموسة أعالمها ففلق اهللا سبحانه بمحمد

صلى اله عليه وسلم صبح اإليمان فأضاء حتى مأل اآلفاق نورا وأطلع به شمس

لم سراجا منيرا فهدى اهللا به من الضاللة وعلم به من الرسالة في حنادس الظ

الجهالة وبصر به المعمى وأرشد به من الغي وكثر به بعد القلة وأعز به بعد الذلة

وأغنى به بعد العيلة واستنقد به بعد الهلكة وفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا

الغمة وجاهد في اهللا حق غلقا فبلغ الرسالة ودى وأدى األمانة ونصح األمة وكشف

جهاده وعبد اهللا حتى أتاه اليقين من ربه وشرح اهللا له صدره ورفع له ذكره ووضع

عنه وزره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره وأقسم بحياته في كتابه المبين

وقرن اسمه باسمه فإذا ذكر ذكر معه كما في الخطب والتشهد والتأذين فال يصح

تشهد وال أذان وال صالة حتى يشهد أنه عبده ورسوله شهادة اليقين ألحد خطبة وال

فصلى اهللا


ومالئكته وأنبياؤه ورسله وجميع خلقه عليه كما عرفنا باهللا وهدانا إليه وسلم

تسليما كثيرا

أي أخبر أني قاطع بالوحدانية قوله وسفيره قال في القاموس وسفره تسفيرا أرسله

س من السبل الطموس الدروس اإلمحاء يطمس ويطمس إلى السفر قوله وطمو

قاله 8طمسا محوته والشييء استأصلت أثره ومنه فإذا النجوم طمست المرسالت

في القاموس قوله قتامه القتام كسحاب الغبار قاله في لقاموس قوله عافية آثارها

قوله قال في القاموس عفا شعر البعير كثور طال فغطى وبره وقد عفيته وأعفيته

حنادس الظلم قال في القاموس الحندس بالكسر الليل المظلم والظلمة جمع

حنادس وتحندس الليل أظلم قوله الصغار قال في القاموس صغر ككرم وفرح صغارة

صغرا كعنب وكذا صغارا وصغارة بفتحهما وصغرا وصغرانا بضمها وأصغره جعله صاغرا

في الخطب والتشهد وتأذين هذا ظاهر انتهى قوله وقرن اسمه باسمه الخ قوله كما

من اهللا ... أغر عليه للنبوة خاتم ...وهذا كما قال حسان بن ثابت رضى اهللا عنه

إذا قال في الخمس ... وضم إال له اسم النبي إلى اسمه ...ميمون يلوح ويشهد

... فذو العرش محمود وهذا محمد... وشق له من اسمه ليجة ...المؤذن أشهد

فصلى اهللا ومالئكته الخ الصالة من اهللا تعالى الرحمة ومن المالئكة االستغفار قوله

ومن غيرهم التضرع والدعاء بخير هذا هوالمشهور والجاري على ألسنة الجمهور ولم

يرتض هذا الناظم في كتابه جالء األفهام و بدائع الفوائد وغيرهما ورده من وجوده

منها أن اهللا تعالى غاير


الثاني أنسؤال الرحمة 157هما في قوله تعالى صلوات من ربهم ورحمة البقرة بين

يشرع لكل مسلم والصالة تختص بالنبي صلى اهللا عليه وسلم وإله فهي حق له وال

له ولهذا المعنى منع كثير من العلماء الصالة على معين غيره يعنى وغير سائر

على معين من المسلمين الثالث أن األنبياء والمالئكة ولم يمنع احد من الترحم

رحمة اهللا عامة وسعت كل شيء وصالته خاصة لخواص عباده وقولهم الصالة من

العباد بمعنى الدعاء مشكل ايضا من وجه أحدها أن الدعاء يكون بالخير والشر

والصالة ال تكون إال في الخير الثاني أن دعوت يعدي باالم وصليت ال يتعدى إال ب

المعدى ب على ليس بمعنى صلى وهذا يدل علىأن الصالة ليست على و دعاء

بمعنى الدعاء الثالث أن فعل الدعاء يقتضي مدعوا و مدعوا له تقول دعوت اهللا لك

بخير وفعل الصالة ال يقتضي ذلك ال تقول صليت اهللا عليك وال لك فدل على انه ليس

عن إدراك الحقائق فإياك بمعناه فأي تباين اظهر من هذا قال ولكن التقليد يعمي

واإلخالد إلى ارضه قال في البدائع ورأيت ألبي القاسم السهيلي رحمه اهللا تعالى

كالما حسنا في اشتقاق الصالة فذكر ما ملخصه أن معنى اللفظة حيث تصرفت

ترجع إلى الحنو والعطف إال أن ذلك يكون محسوسا ومعقوال فالمحسوس منه صفات

ة ذي الجالل واإلكرام وهذا المعنى كثير موجود في الصفات األجسام والمعقول صف

والكثير يكون صفة للمحسوسات وصفة للمعقوالت وهو من أسماء الرب تعالى

وتقدس عن مشابهة األجسام وصفات األنام فما يضاف إليه تعالى من هذه المعاني

صليت معقولة غير محسوسة فإذا ثبت هذا فالصالة كما قلنا حنو وعطف من قولك

أي حنيت صالك وعطفته فأخلق بأن تكون الرحمة كما سمي


وما زلت في ليني له ...عطفا وحنوا تقول اللهم اعطف علينا أي ارحمنا قال الشاعر

... عليه كما تحنو على الولد األم...وتعطفي

وأما رحمةالعباد فرقة في القلب إذا وجدها الراحم من نفسه انعطف على المرحوم

انثنى عليه ورحمة اهللا للعباد جود وفضل فإذا صلى عليه فقد أفضل عليه وأنعم و

وهذه األفعال إذا كانت من اهللا ومن العباد فهي متعدية ب على مخصوصة بالخير ال

تخرج عنه إلى غيره فرجعت كلها إلى معنى واحد إال أنها في معنى الدعاء والرحمة

وس ثم هو من العبد الدعاء ألنه ال يقدر صالة معقولةأي إنحناء معقول غير محس

على اكثر منه وثمرثه من اهللا اإلحسان واإلنعام فلم تختلف الصالة في معناها وإنما

اختلفت ثمرتها الصادرة عنها والصالة التي هي الركوع والسجود انحناء محسوس

فلم يختلف المعنى فيها إال من جهة المعقول وليس ذلك باختالف في الحقيقة

ولذلك تعدت كلها ب على واتفقت في اللفظ المشتق من الصالة ولم يجز صليت

على العدو أي دعوت عليه فقد صار بمعنى الصالة أرق وأبلغ من معنى الرحمة وإن

كان راجعا إليه إذ ليس كل راحم ينحني على المرحوم ويتعطف عليه من شدة

مة من النقائص والرذائل الرحمة انتهى قوله وسلم السالم بمعنى التحية والسال

وفي المطلع قال االزهري في قولك السالم عليك قوالن أحدهما اسم السالم

ومعناه اسم اهللا عليك ومنه قول لبيد إلى الحول ثم اسم السالم عليكما ومن يبك

حوال كامال فقد اعتذر والثاني سلم اهللا عليك تسليما وسالما ومن سلم اهللا عليه

ها قال الحافظ ابن الجزري في مفتاح الحصن واما الجمع بين سلم من اآلفات كل

الصالة والسالم فهو االولى والكمل واالفضل لقوله تعالى صلوا عليه وسلموا تسليما

56األحزاب


ولو اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة فقد جرى عليه جمع منهم مسلم في

علم أحدا نص على الكراهة حتى إن صحيحه خالفا للشافعية وفي كالم بعضهم ال ا

االمام الشافعي نفسه اقتصر على الصالة دون التسليم في خطبة الرسالة واهللا

اعلم

قوله وقد نضر الجبار تبارك وتعالى الخ يشير الى حديث عياض بن حمار المجاشعي

الذي رواه مسلم في صحيحه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال ذات يوم في

أال إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا كل مال خطبته

نحلته عبادي حالل واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم أتتهم الشياطين

فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم

وعجمهم إال بقايا من أنزل به سلطانا وإن اهللا نظر ألى أهل االرض فمقتهم عربهم

أهل الكتاب الحديث

أما بعد فإن اهللا جل ثناؤه وتقدست اسماؤه إذا اراد أن يكرم عبده بمعرفته ويجمع

قلبه على محبته شرح صدره لقبول صفاته العلى وتلقيها من مشكاة الوحي فاذا

اد ورد عليه شيء منها قابله بالقبول وتلقاه بالرضى والتسليم وأذعن له باالنقي

فاستنار به قلبه واتسع له صدره وأمتأل به سرورا ومحبة فعلم أنه تعريف من تعريفات

اهللا تعالى تعرف به إليه على لسان رسوله فأن نزل تلك الصفة من قبله منزلة الغداء

اعظم ما كان إليه فاقة ومنزلة الشفاء أشد ما كان اليه حاجة فاشتد بها فرحه وعظم

معرفته واطمأنت إليها نفسه وسكن إليها قلبه فجال من بها غناؤه وقويت بها

المعرفة في ميادينها وأسام عين بصيرته في رياضها وبساتينها لتيقنه بأن شرف

العلم تابع لشرف معلومه وال معلوم أعظم وأجل ممن هذه صفته وهو ذو االسماء

الحسنى والصفات العلى وان شرفه أيضا


حاجة االرواح قط الى شيء أعظم منها إلى معرفة بحسب الحاجة أليه وليست

بارئها وفاطرها ومحبته وذكره واالبتهاج به وطلب الوسيلة إليه والزلفى عنده وال

سبيل إلى هذا إال بمعرفة أوصافه وأسمائه فكلما كان العبد بها أعلم كان باهللا اعرف

يه أكره ومنه أبعد واهللا وله أطلب وإليه أقرب وكلما كان لها أنكر كان باهللا أجهل وإل

ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه فمن كان لذكر أسمائه وصفاته

مبغضا وعنها نافرا ومنفرا فا هللا له أشد بغضا وعنه أعظم إعراضا وله أكبر مقتا حتى

تعود القلوب إلى قلبين قلب ذكر االسماء والصفات قوته وحياته ونعيمه وقرة عينه لو

ذكرها طرفة عين ومحبتها لحظات الستغاث يا مقلب القلوب ثبت قلبي على فارقه

دينك فلسان حاله يقول

... وتأبى الطباع على الناقل...يراد من القلب نسيانكم ...

ويقول

ألفيت أحشائي بذاك شحاحا ويقول إذامرضنا ...وإذا تقاضيت الفؤاد تناسيا ...

... حيانا فتنتكس ونترك الذكر أ...تداوينا بذكركم

ومن المحال أن يذكر القلب من هو محارب لصفاته نافر من سماعها معرض بكليته

عنها زاعم أن السالمة في ذلك كال واهللا إن هو إال الجهالة والخذالن وإالعراض عن

العزيز الرحيم فليس القلب الصحيح قط إلى شيء أشوق منه إلى معرفة ربه تعالى

ائه وال أفرح بشيء قط كفرحه بذلك وكفى بالعبد عمى وخذالنا وصفاته وأفعاله وأسم

أن يضرب على قلبه


سرادق االعراض عنها والنفرة والتنفير واالشتغال بما لو كان حقا لم ينفع إال بعد

معرفة اهللا وااليمان به وبصفاته وأسمائه والقلب الثاني قلب مضروب بسياط الجهالة

مصدود وطريق معرفة أسمائه وصفاته كما أنزلت عليه فهو عن معرفة ربه ومحبته

مسدود وقد قمش شبها من الكالم الباطل وارتوى من ماء آجن غير طائل تعج منه

آيات الصفات وأحاديثها إلى اهللا عجيجا وتضج منه الى منزلها ضجيجا مما يسومها

من العدد وهيأ تحريفا وتعطيال ويؤول معانيها تحريفا وتبديال قد اعد لدفعها انواعا

لردها ضروبا من القوانين قوله من القوانين القانون مقياس كل شيء جمعه قوانين

قاله في القاموس واذا دعي الى تحكيمها ابى واستكبر وقال تلك ادلة لفظية ال تفيد

شيئا من اليقين قد اعد التأويل جنة يتترس بها من مواقع سهام السنة والقرآن

الجالل تجسيما وتشبيها يصد به القلوب عن طريق العلم وجعل اثبات صفات ذي

وااليمان مزجي البضاعة قوله مزجي البضاعة قال في القاموس وبضاعة مزجاة أي

قليلة من العلم النافع الموروث عن خاتم الرسل واالنبياء لكنه مليء بالشكوك

لنهاية في معنى والشبه والجدال والمراء قوله الجدال والمراء قال ابن االثير في ا

حديث ما اوتي قوم الجدل اال ضلوا الجدل مقابلى الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة

والمخاصمة والمراد به في الحديث الجدل على الباطل وطلب


المغالبة واما الجدل الظهار الحق فإن ذلك محمود لقوله تعالى وجادلهم بالتي هي

رطبي جدل بالكسر جدال أحكم الخصومة أحسن انتهى وفي مختصر الصحاح للق

وجادله مجادلة وجداال خاصمه انتهى والمراء الجدال والمخاصمة قال القرطبي في

مختصر الصحاح ماريته اماريه مراء جادلته انتهى وقال المنذري في الترغيب والرهيب

تركه من المراء والجدال وهو المخاصمة والمحاجبة وطلب القهر بالغلبة والترهيب في

للمحق والمبطل انتهى فعلمنا أن الجدال والمراء مترادفان وأن العطف فيهما عطف

المترادفين انتهى خلع عليه الكالم الباطل خلعه الجهل والتجهيل فهو يتعثر بأذيال

التكفير الهل الحديث والتبديع لهم والتضليل قد طاف على أبواب اآلراء والمذاهب

ر المواهب والمطالب عدل عن االبواب العالية الكفيلة يتكفف أربابها فانثنى بأخس

بنهاية المراد وغاية االحسان فابتلي بالوقوف على االبواب السافلة المليئة بالخيبة

والحرمان وقد لبس حلة منسوجة من الجهل والتقليد والشبهة والعناد فإذا بذلت له

ولبئس المهاد فما النصيحة ودعي إلى الحق أخذته العزة باالثم فحسبه جهنم

أعظم المصيبة بهذا وأمثاله على اإليمان وما أشد الجناية به على السنة والقرآن وما

أحب جهاده بالقلب واليد واللسان إلى الرحمن وما اثقل اجر ذلك الجهاد في الميزان

والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان ولهذا امر به تعالى

لمكية حيث ال جهاد باليد انذارا وتعذيرا فقال تعالى فال تطع الكافرين في السور ا

وامر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع 52وجاهدهم به جهادا كبيرا الفرقان

كونهم بين اظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى يا أيها النبي جاهد

الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم


فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته 73جهنم وبئس المصير التوبة

من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق واالتفاق و من مات ولم يغز ولم يحدث

نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق وكفى بالعبد عمى وخذالنا ان يرى عساكر

بسوا للحرب المته واعدوا له عدته واخذوا االيمان وجنود السنة والقرآن وقد ل

مصافهم ووقفوا مواقفهم وقد حمي الوطيس ودارت رحى الحرب واشتد القتال

وتنادت االقران النزال النزال وهو في الملجأ والمغارات والمدخل مع الخوالف كمين

واذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد على التل مع الناظرين ينظر لمن الدائرة

ليكون اليهم من المتحيزين ثم ياتيهم وهو يقسم باهللا جهد أيمانه أني كنت معكم

وكنت أتمنى أن تكونوا انتم الغالبين فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة أن اليبيعها

بأبخس االثمان وأن ال يعرضها غدا بين يدي اهللا ورسوله لمواقف الخزي والهوان وأن

م وااليمان وأن ال يتحيز الى مقالة سوى ما جاء في يثبت قدميه في صفوف أهل العل

السنة والقرآن فكأن قد كشف الغطاء وانجلى الغبار وأبان عن وجوه أهل السنة

مسفرة ضاحكة مستبشرة وعن وجوه اهل البدعة عليها غبرة ترهقها قترة يوم

تبيض وجوه وتسود وجوه قال ابن عباس تبيض وجوه اهل السنة وتسود وجوه اهل

لبدعة والفرقة الضالة فواهللا لمفارقة اهل االهواء والبدع في هذه الدار اسهل من ا

قال امير المؤمنين عمر 22مرافقتهم اذا قيل احشرو الذين ظلموا وأزواجهم الصافات

بن الخطاب وبعده االمام احمد ازواجهم اشباههم ونظراؤهم قال تعالى وإذا النفوس

احب الحق مع نظيره في درجته وصاحب الباطل مع قالوا فيجعل ص7زوجت التكوير

نظيره في درجته هنالك واهللا يعض الظالم على يديه اذا حصلت له حقيقة ما كان

فيه هذه الدار عليه يقول ياليتني اتخذت


مع الرسول سبيال يا ويلتى ليتني لم اتخذ فالنا خليال لقد اضلني عن الذكر بعد اذ

شرع الناظم رحمه اهللا تعالى 29 27نسان خذوال الفرقان جاءني وكان الشيطان لال

في حكاية مناظرة حصلت بينه وبين بعض المعطلة فقال

فصل

وكان من قدر اهللا وقضائه ان جمع مجلس المذاكرة بين مثبت للصفات والعلو وبين

معطل لذلك فاستطعم المعطل المثبت الحديث استطعام غير جائع اليه ولكن غرضه

عته عليه فقال له ما تقول في القرآن ومسألة االستواء فقال المثبت نقول عرض بضا

فيها ما قاله ربنا تبارك وتعالى وما قاله نبينا صلى اهللا عليه وسلم نصف اهللا تعالى

بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف وال تعطيل ومن غير تشبيه

لنفسه من االسماء والصفات وننفي عنه وال تمثيل بل نثبت له سبحانه ما أثبته

النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات اثباتا بال تمثيل وتنزيها بال تعطيل فمن شبه

اهللا بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف اهللا به نفسه فقد كفر وليس ما وصف اهللا به

موحد نفسه او وصفه به رسوال تشبيها فالمشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما وال

11يعبد إلها واحدا صمدا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشورى

والكالم في الصفات كالكالم في الذات فكما أنا نثبت ذاتا ال تشبه الذوات فكذلك

نقول في صفاته انها ال تشبه الصفات فليس كمثله شيء ال في ذاته وال في صفاته

لمخلوقين وال نزيل عنه سبحانه صفة من وال في أفعاله فال تشبه صفات اهللا بصفات ا

صفاته الجل شناعة


المشنعين وتلقيب المفترين كما أنا ال نبغض اصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه

وسلم لتسمية الروافض لنا نواصب وال نكذب بقدر اهللا وال نجحد كمال مشيئته

وتعالى لتسمية وقدرته لتسمية القدرية لنا مجبرة فال تجحد صفات ربنا تبارك

الجهمية والمعتزلة لنا مجسمة مشبهة حشوية ورحمة اهللا على القائل

... فاني بحمد اهللا لها مثبت...فان كان تجسيما ثبوت صفاته ...

الى

لديكم فاني اليوم عبد مجسم...فان كان تجسيما ثبوت صفاته ...

ورضي اهللا عن الشافعي حيث قال

... فليشهد الثقالن أني رافضي...د ان كان رفضا حب آل محم ...

... وقدس اهللا روح القائل وهو شيخ االسالم ابن تيمية اذ يقول

فليشهد الثقالن اني ناصبي...ان كان نصبا حب صحب محمد

...

فصل

وأما القرآن فاني اقول إن كالم اهللا منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود تكلم اهللا به

ل حقا وبلغه محمدا صلى اهللا عليه وسلم وحيا وان كهيعص صدقا وسمعه منه جبري

و حم عسق و الر و ق و ن عين كالم اهللا حقيقة وان اهللا تكلم بالقرآن العربي الذي

سمعه الصحابه من النبي صلى اهللا عليه وسلم وان جمعيه كالم اهللا وليس قول

البشر ومن قال انه قول البشر فقد كفر واهللا يصليه


ومن قال ليس هللا بيننا في االرض كالم فقد جحد رسالة محمد صلى اهللا عليه سقر

وسلم فإن اهللا بعثه ليبلغ عنه كالمه والرسول انما يبلغ كالم مرسله فاذا انتفى كالم

المرسل انتفت رسالة الرسول ونقول ان اهللا فوق سمواته مستو على عرشه بائن

ال في ذاته شيء من مخلوقاته وانه من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته و

تعالى اليه يصعد الكلم الطيب وتعرج المالئكة والروح اليه وانه يدبر االمر من السماء

الى االرض ثم يعرج اليه وان المسيح رفع بذاته الى اهللا وان رسول اهللا صلى اهللا

د الوفاة عليه وسلم عرج به الى اهللا حقيقة وان ارواح المؤمنين تصعد الى اهللا عن

فتعرض عليه وتقف بين يديه وانه تعالى هو القاهر فوق عباده وهو العلي االعلى

وان المؤمنين والمالئكة المقربين يخافون ربهم من فوقهم وان ايدي السائلين ترفع

اليه وحوائجهم تعرض عليه فانه سبحانه هو العلي االعلى بكل اعتبار فلما سمع

ها في نفسه وخلي بشياطينه وبني جنسه المعطل منه ذلك امسك ثم اسر

واوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا واصناف المكر واالحتيال وراموا امرا

يستحمدون به الى نظرائهم من اهل البدع والضالل وعقدوا مجلسا بيتوا في مساء

يومه ماال يرضاه اهللا من القول واهللا بما يعملون محيط واتوا في مجلسهم يما قدروا

عليه من الهذيان واللغط والتخليط وراموا استدعاء المثبت الى مجلسهم الذي

عقدوه ليجعلوا نزله عند قدومه عليهم مالفقوه من المكر وتمموه فحبس اهللا سبحانه

عن ايديهم والسنتهم فلم يتجاسروا عليه ورد اهللا كيدهم في نحورهم فلم يصلوا

تبوه من المحاضر وقلب اهللا قلوب أوليائه بالسوء اليه وخذلهم المطاع فمزقوا ما ك

وجنده عليهم من كل باد وحاضر واخرج الناس لهم من المخبآت كمائنها قوله

المخبات خبأه كمنعه ستره كخبأه واختبأه قاله في القاموس قوله كمائنها قال في

القاموس


ون في كمن له كنصر وسمع كمونا استخفى واكمنته والكمين كأمير القوم يكمن

الحرب

ومن الجوائف والمنقالت قوله ومن الجوائف هي جمع جائفة وهي طعنة تبلغ الجوف

قوله ومن المنقالت جمع منقلة وهي ما توضح العظم وتهشمه وتنقل عظامه دفائنها

وقوى اهللا جأش عقد المثبت وثبت قلبه ولسانه وشيد بالسنة المحمدية بنيانه

ومه عند السلطان وحكم على نفسه كتب فسعى في عقد مجلس بينه وبين خص

شيوخ القوم السالفين وأئمتهم المتقدمين وانه ال يستنصر من اهل مذهبه بكتاب

وال انسان وانه جعل بينه وبينكم اقوال من قلدتموه ونصوص من على غيره من

االئمة قدمتموه وصرخ المثبت بذلك بين ظهرانيهم حتى بلغه دانيهم لقاصيهم فلم

ذلك واستعفوا من عقدة فطالبهم المثبت بواحدة من خالل ثالث مناظرة في يذعنوا ل

مجلس عالم على شريطة العلم واالنصاف تحضر فيه النصوص النبوية واالثار

السلفية وكتب ائمتكم المتقدمين من اهل العلم والدين فقيل لهم ال مراكب لكم

دان فدعاهم الى مكاتبته تسابقون بها في هذا الميدان وما لكم بمقاومة فرسانه ي

فيما يدعوه اليه فإن كان حقا قبله وشكركم عليه وان كان غير ذلك سمعتم جواب

المثبت وتبين لكم حقيقة ما لديه فأبوا ذلك اشد االباء وا ستعفوا غاية االستعفاء

فدعاهم الى القيام بين الركن والمقام قياما في موقف االبتهال حاسري الرؤوس

ينزل بأسه بأهل البدع والضالل وظن المثبت واهللا أن القوم يديبونه إلى نسأل اهللا ان

هذا فوطن نفسه عليه غاية التوطين وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه

عن كالم رب العالمين وعلى سنة خاتم االنبياء والمرسلين ويتجرد من كل هوى

فلم يجيبوا الى ذلك ايضا يخالف الوحي المبين ويهوي بصاحبه الى أسفل سافلين

واتوا من


االعتذار بما دله على أن القوم ليسوا من اولي األبدي واالبصار فحينئذ شمر المثبت

عن ساق عزمه وعقد هللا مجلسا بينه وبين خصمه يشهده القريب والبعيد ويقف

على مضمونه الذكي والبليد وجعله عقد مجلس التحكيم بين المعطل الجاحد

ت المرمي بالتجسيم وقد خاصم في هذا المجلس باهللا وحاكم إليه وبرىء والمثب

الى اهللا من كل هوى وبدعة وضاللة وتحيز إلى فئة غير رسول اهللا صلى اهللا عليه

وسلم وما كان اصحابه عليه واهللا سبحانه هو المسؤول ان ال يكله الى نفسه وال

يحبه ويرضاه فإن ازمة االمور الى شيء مما لديه وان يوفقه في جميع حاالته لما

بيديه وهو يرغب الى من يقف على هذه الحكومة ان يقوم هللا قيام متجرد عن هواه

قاصد لرضى مواله ثم يقرؤها متفكرا ويعيدها ويبديها متدبرا ثم يحكم فيها بما يرضي

ن اهللا ورسوله وعباده المؤمنين وال يقابلها بالسب والشتم كفعل الجاهلين والمعاندي

فإن رأى حقا قبله وشكر عليه وإن رأى باطال رده على قائله وأهدى الصواب اليه فإن

الحق هللا ورسوله والقصد أن تكون كلمة السنة هي العليا جهادا في اهللا وفي

سبيله واهللا عند لسان كل قائل وقلبه وهو المطلع على نيته وكسبه وما كان اهل

تقون المؤمنون المصدقون وقل اعملوا فسيرى اهللا التعطيل أولياءه إن أولياؤه اال الم

عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم

105تعلمون التوبة


فصل

وهذه امثال حسان مضروبة للمعطل والمشبه والموحد ذكرتها قبل الشروع في

ريبها العقول من المشهود وقد قال المقصود فإن ضرب االمثال مما يأنس به العقل لتق

تعالى وكالمه المشتمل على اعظم الحجج وقواطع البراهين وتلك االمثال نضربها

ةقد اشتمل منها على بضعة وأربعين 43للناس وما يعقلها اال العالمون العنكبوت

مثال وكان بعض السلف اذا قرأ مثال لم يفهمه يشتد بكاؤه ويقول لست من العالمين

فرد لها ان شاء اهللا كتابا مستقال متضمنا السرارها ومعانيها وما تضمنه من كنوز وسن

العلم وحقائق االيمان وباهللا المستعان وعليه التكالن

المثل االول ثياب المعطل ملطخة بعذرة التحريف وشرابه متغير بنجاسة التعطيل

الموحد طاهر الثوب وثياب المشبه مضمخة بدم التشبيه وشرابه متغير بدم التمثيل و

والقلب والبدن يخرج شرابه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين

المثل الثاني شجرة المعطل مغروسة على شفا جرف هار وشجرة المشبه قد

اجتثت من فوق االرض ما لها من قرار وشجرة الموحد اصلها ثابت وفرعها في

اهللا االمثال للناس لعلهم يتذكرونالسماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب

المثل الثالث شجرة المعطل شجرة الزقوم فالحلوق السليمة ال تبلعها


وشجرة المشبه شجرة الحنظل فالنفوس المستقيمة ال تتبعها وشجرة الموحد

طوبى يسيرا الراكب في ظلها مائة عام ال يقطعها

والبرد كبيت العنكبوت والمشبه قد المثل الرابع المعطل قد أعد قلبه لوقاية الحر

خسف بعقله فهو يتجلجل في أرض التشبيه إلى البهموت وقلب الموحد يطوف حول

العرس ناظرا إلى الذي ال يموت

المثل الخامس مصباح المعطل قد عصفت عليه أهوية التعطيل فطفئ وما أنار

األنوار العكر ومصباح المشبه قد غرقت فتيلته في عكر التشبيه فال تقتبس منه

بفتحتين دردي الزيت وغيره وقد عكرت المسرجة من باب طرب اجتمع فيها الدردي

وعكر الشراب والماء والدهن آخره خاثره وقد عكر فهو عكر وأعكره غيره وعكره تعكيرا

جعل فيه العكر قاله في مختار الصحاح ومصباح الموحد يرقد من شجرة مباركة زيتونة

ة يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نارال شرقية وال

ﻰﺴﻴﻋ ﻦﺑ ﻢﻴﻫﺍﺮﺑﺇ ﻦﺑ ﺪﻤﺣﺃ · ءﺎﻤﺳﺍ ﺡﺮﺷ...

Documents