ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ...

196
ﺠـ ﺎﻤﻌـﺔ ﺍﻟﺠـﺯﺍﺌـﺭ ﺨـ ﺒــﻥ ﻴﻭﺴـﻑ ﺒـﻥ ـ ﺩﺓ ﻜﻠﻴـ ﻭﺍﻹﻋـ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴــﺔ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ـﻼﻡ ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻭﻡ ﻗﺴﻡ ﺍﻻﻨﺘﺭﻨ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺃﺜﺭ ﻭﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﻠﻰ- ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ- ﻤﺫﻜ ـ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴل ﺭﺓ ﺍﻟ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴ ﻓﻲ ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻭﻡ ﺇﻋ ـ ﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎ ﻟﺏ: ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻭﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ: ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ: ﺃﺤﺴﻥ ﺒﻭﻤﺎﻟﻲ2007 - 2008

Upload: others

Post on 10-Feb-2020

57 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

دةـبـن يوسـف بــن خـ الجـزائـر امعـةجـ

ـالمالعلـوم السياسيــة واإلعـ ةكليـ

قسم علوم اإلعالم واالتصال

ت يأثر استخدام االنترن

على اتجاهات الطلبة الجامعيين وسلوكياتهم

-دراسة ميدانية -

علوم اإلعالم واالتصال في رماجستيالرة لنيل شهادة ـمذك

:لبالطا دادـإع

:األستاذ المشرف بورحلة سليمان

بومالي أحسن: الدكتور

2007- 2008

Page 2: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

نشكر اهللا ونحمده حمدًا آثيرًا ومبارآًا على ة والنافعة نعمة العلم والبصيرة هذه النعمة الطيب

وأتقدم بشكري الجزيل إلى أستاذي ومرشدي أحسن بومالي الذي أشرف على مالدآتور المحتر

شكر آل أساتذة قسم أهذا البحث المتواضع ،آما الم واالتصال الذين لم يبخلوا علّي علوم اإلع

.بنصائحهم القّيمة

سليمان بورحلة

Page 3: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

زيننا بالحلم وأآرمنا الحمد هللا الذي أعاننا بالعلم و

بالتقوى وأجملنا بالعافية ،وأتقدم بإهداء عملي :المتواضع إلى

.من أحسن إلّي أبي .والى من أنارت في قلبي حب العلم أمي

والى أخواتي وإخوتي والى آل األصدقاء وخاصة بلقاسم وعلي وعبد الغفور وإبراهيم والطيب وإلى آل

.يب أو بعيدمن قدم إلي المساعدة سواًء من قر

سليمان بورحلة

Page 4: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ة ــطـاخل .مقدمة

.يةـالاإلشك -1 .الفرضيات -2 .أسباب اختيار املوضوع -3 ةدراسأمهية ال-4 .املنهج و أدواته-5 .العينة-6 .حتديد املصطلحات -7 .الدراسات السابقة -8

.املقتربات النظرية لدراسة التأثري:الفصل األول .كولوجيـالسي املقترب: املبحث األول .اجتماعي- املقترب التكنو:املبحث الثاين

.ي ــاملقترب اإلدراك:املبحث الثالث .اعيــجتماملقترب اال:املبحث الرابع .ة االنترنيتـــإشكالي:الفصل الثاين . تيرنـطبيعة االنت:املبحث األول . نيتـروظائف االنت:املبحث الثاين . يتـرنثقافة االنت:املبحث الثالث . اآلثار املترتبة عن استخدام االنترنيت:املبحث الرابع .شبابالسلوكيات، االجتاهات وال: الفصل الثالث .السلوكيات:املبحث األول . االجتاهات:املبحث الثاين .الشباب:املبحث الثالث

Page 5: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.ل مادة البحثــــحتلي:الفصل التطبيقي .جمتمع البحث وخصائصه :املبحث األول .التحليل الكمي والكيفي حملور أمناط االستخدام :املبحث الثاين

.في حملور السلوكياتالتحليل الكمي والكي:املبحث الثالث .التحليل الكمي والكيفي حملور االجتاهات واختبار الفرضيات:املبحث الرابع

اخلامتة املراجع

املالحق الفهرس

Page 6: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ةـدمـمق

Page 7: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:قدمةم على األفراد تأثر قد تعترب وسائل االتصال االليكترونية من أهم وسائط االتصال احلديثة اليت

والشعوب،يف غالبية أحناء العامل يف عصرنا احلايل ،وذلك ملا تتميز به من ميزات ال واجلماعات يف ظل التنامي املتسارع ) الوسائل املكتوبة والسمعية البصرية (تتوفر يف الوسائل األخرى

للتكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال ،وتعترب االنترنيت من أهم هذه الوسائل بل من أحدثها ا يف نفس الوقت ،وذلك ملا تتميز به من قدرة على جذب الكبار والصغار حول شاشتها وأخطره

كما ،إذ تتوفر على خصائص تقنية وفنية توفر تقدمي املعارف واملعلومات والقيم وحىت السلوكيات .سامهت يف تطور الفكر وأساليب العيش ورفاهية اإلنسان

يزة بني وسائل اإلعالم مامل ة االنترنيت مكانوقد أشارت بعض الدراسات احلديثة إىل االتصال األخرى بصفة عامة ،ويف حياة الشباب بصفة خاصة ،وبذلك حتولت االنترنيت سائل وو

إىل مؤسسة للتنشئة االجتماعية قادرة على منافسة املؤسسات التقليدية املعروفة كاألسرة واجلامعة .واملسجد وغريها

نترنيت يف حياة الشباب من خالل طبيعتها ومادا املتنوعة وطريقة اتصاهلا وتربز أمهية اال اليت تبىن أساسا على احلياة االفتراضية اليت تؤثر يف حياة الشباب بدرجة كبرية ،فتؤثر يف كيام

.واجتاهام و تدجمهم يف بيئة افتراضية عامليةنه أوقتا طويال أمام الشاشة االليكترونية و أن الشباب يقضي وقد أثبتت العديد من األحباث

ويؤدي بذلك إىل .سريع التأثر ا، ويكون سلوكه مياالً إىل التقليد واالندماج وحىت االنسالخاالغتراب والعزلة عن جمتمعة وأسرته ،ولكن رغم هذا فإن هذه الوسيلة ذات تأثري متناقض فهي من

االرتقاء بالذوق لدى الشباب وأداة ناجعة لتطوير قدراته ناحية وسيلة للترفيه والترويح عن النفس وومهاراته واجتاهاته وسلوكياته واهتماماته املختلفة، كما أا وسيلة لنقل املعارف واملعلومات اليت

.قد تساعد الشباب على إدماجهم يف احلياة العملية وتزويدهم خبربات ذات مستوى عايلالشباب اتت االنترنيت متنوعة ومتعددة قد ال تتوافق مع نفسيومن ناحية أخرى فإن حمتويا

لسلوكيات وإكساموذا تصبح أداة هدم تساعد على االحنراف ،وأخالقهم وقيمهم ومعتقدامتأيت هذه الدراسة اليت حتاول أن تسلط الضوء على ،و انطالقا مما سلف ذكرهعلى جمتمعاتنا دخيلة

. هذا العصر املليء بالتناقضات الشباب واجتاهام يف ت على سلوكياتيثر االنترنأ

Page 8: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

فعالية االنترنيت على الشباب يف مدى تأثريها على التقاليد والعادات والقيم حيث تنعكس املتوارثة من جيل إىل جيل ،فمحتويات الشبكة وخدماا تنقل أمناط حياة جديدة وقيماً وتقاليد

عادات وسلوك الشباب ،و األمثلة على ذلك كثرية منها التذوق غربية ،وهذه بدورها تنعكس يفوهذا ما ميكن أن إخل،..املوسيقي والفين وتقليعات الشعر واملالبس الغربية وعدم احترام الكبار

التمرد على القيم املوروثة إلثبات قدرته "اجليل الرقمي"نسميه حماولة اجليل اجلديد أو باألحرى .يف التحرر من قيود وسيطرة األسرة واملؤسسات الرمسية وغري الرمسية واستقالليته ورغبته

تكنولوجيات االتصال اليت لقبت باجلديدة مثل االنترنيت واهلاتف النقال أنويف اعتقادنا مسؤولية كبرية يف هذه الظاهرة ألا أسهمت يف إجيادها بطريقة مباشرة أو غري مباشرة تتحمل

ية والتثقيفية وحىت اإلعالنات اليت تقدمها الشبكة العنكبوتية تؤثر يف أمناط حياة فاملواد الترفيه . الشباب وسلوكيام وتفتح أذهام على قيم جديدة حياولون تقليدها يف حيام اليومية

يف املائة من السكان ،وميثل 70حوايل ميثلون الشباب يف اجلزائركما هو معروف فإن و الفئة النشيطة ،وأمام تطور اخلدمات اإلعالمية وحتوهلا إىل ضروريات ملحة النسبة هذه جزء من

استيعاب هذه يتمثل يف غلب امليادين ،وجد جانب من الشباب نفسه أمام حتدى كبري أيف .التكنولوجيا احلديثة وتطويعها واالستفادة منها

لعمل والتعرف على احث عن فرص وهكذا أصبحت خدمات االنترنيت متاحة يف جمال الب خربات الغري لتطوير املهارات الذاتية ،بل وأضحت الشبكة العنكبوتية جماال واسعا للمسامهة يف البحث العلمي وسهولة التواصل مع الباحثني يف العامل ،وحىت على املستوى االكمايل أو الثانوي

ه املؤسسات التعليمية حنو تقريب ،من خالل توجي بالفضاء االلكتروينبدأ التالميذ حيتكون .املعلومات واالنترنيت منهم

فئة من الشباب اجلزائري حاولت أن تستثمر الفضاء الرقمي تظهركان من الطبيعي أن وقد من مستواها العلمي وحىت املادي ،وقد اخنرط جزء كبري منهم يف بواسطتهن حتسن ألصاحلها و

للنظر يف أرجاء املدن تبشكل ملف إىل انتشار مقاهي االنترنيت وهذا ما أدىمقاوالت إعالمية ،مما خلق .2007حسب إحصائيات ،مقهى افتراضي 7000 حيث يقدر عددها باجلزائرية ،

فرصا كثرية للعمل سامهت يف تقليص البطالة،وهذا دون أن ننسى اخلدمات التربوية والدعوية اليت .تقدمها االنترنيت للشباب

Page 9: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

نه على إاستثمر اجيابيا يف الولوج إىل الفضاء الرقمي ،ف قد كبري من الشباب عدد ذا كانوإ العكس من ذلك أصبحت االنترنيت تشكل خطرا كبريا على عقليام وطريقة تفكريهم ،بل حىت

حتول يف انتشار مقاهي اإلحبار الرقمي وتسهيل االخنراط يف الشبكة وقد ساهمعلى سلوكيام ،أمام شاشات احلاسوب مقضي معظم أوقاحبيث يإىل حاالت إدمان ، نتيجة ذلك باببعض الش

الفضاء ومما يزيد األمر تعقيدا هو أن أبواب .االجتماعي ،وتساهم البطالة يف تعقيده ملنسيان واقعهمل يعد باإلمكان الوقوف يف وجه األفكار اهلدامة حبيث مفتوحة على مصراعيها أصبحت الرقمي .الشبابأغلبية عقول غزواليت ت

أن االنترنيت أصبحت ديدا حقيقيا لنشر التطرف الديين الكثري من الباحثني يرىو نشر من خالل،ويظهر هذا جليا جبميع أشكاله ،وجماال مفتوحا لنشر أفكار الفتنة و االحنالل

مواقع مرور الوقت انتشرت معوقد .اإلباحية اجلنسية تعميمو ،أفكار التطرف الديين و الالديينوهو جمال سهل التواصل بني اجلنسني ،وجتاوزت فيه خطوط الزمان واملكان " الشات"الدردشة و

للشباب إلقامة عالقات افتراضية مع وجود الدردشة اانية اوشكلت مقاهي االنترنيت إغراء كبري مبمارسةلشباب من اجلنسني بعض ا أغرت وبالصورة ،وهذا باإلضافة إىل أن هذه التكنولوجيا

الدعارة احمللية والعاملية ،مما يهدد فعال املقومات التربوية واألخالقية للشعوب اليت انفتحت على بدون حدود ،فدخل الشباب هذا العامل دون سياسة توجيهية أو مراقبة مستمرة ملا ت فضاء االنترني

صوصية احلضارية للبلدان العربية يعرض من أفكار وصور أو مواقع هدامة ال تتماشى مع اخل . واإلسالمية

ومبا أن االنترنيت يف اجلزائر أصبحت تكتسي أمهية كبرية مثل ما هو احلال يف باقي دول اهتمام الدولة من السكان ،كما نالحظ 70أن الشباب موضوع الدراسة ميثل أكثر من ،والعامل

،وهذا يعين أن الظروف ية واخنفاض األسعار باستمرارمن حيث اجلودة العال تخبدمات االنترنيتبقى االنترنيت مالذاً للشباب بذلكو.مالئمة لتفاعل نسبة كبرية من الشباب مع االنترنيت

يستطيعون لكومني يالطلبة اجلامعيأيت يف مقدمتهم و،وخاصة بالنسبة للذين حيسنون استخدامها د أن حرموا من التعبري عن انشغاالم ومشاكلهم يف القنوات التعبري بكل حرية عما يشغل باهلم بع

حيث ،ميثل الطلبة احملور األساسي ألي دولة يف العامل والعمود الفقري هلاحبيث اإلعالمية األخرى ،واالستعداد لتحمل ،يعد الطلبة من أهم مراحل التكوين واالنطالق حنو حتقيق أهداف اتمع بقوة

ولكن ما يالحظ يف التعليم العريب بصفة عامة والتعليم اجلزائري بصفة خاصة .مسؤوليات املستقبل

Page 10: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

انه يدفع الطلبة لتحصيل املعلومات بشكل برمجايت ميكن أن خيدم أغراض االنفتاح العملي وتوفري . منصب شغل

ن الطلبة الذين يتحصلون على شهادة البكالوريا يأتون إىل اجلامعات بآفاقإمن هنا فو واسعة من الرغبات والطموحات ،فالكثري منهم يأتون إىل اجلامعة واإلقبال على ختصص معني نزوال عند رغبات عائالم ،ويعتقدون أن احلصول على املؤهل العلمي احملبذ عند ذويهم سوف يساعدهم على كسب معيشة أفضل لكن سرعان ما يصطدمون بنوعية التحصيل العلمي من جهة،

مما جيعلهم يفقدون اإلحساس أو اهلجرة السرية ،"احلرقة"م إىلوهو ما يؤدي ،يما بعدوبالبطالة فهذا الوضع يثري اخلوف ،وإنبالوطن ويعلقون آماهلم يف االنتقال إىل الضفة األخرى من املعمورة

ام وكذا التخوف من التأثريات السلبية على الطلبة فيما يتعلق بقيمهم وتقاليدهم وسلوكي،والقلق . وحىت اجتاهام حيال القضايا اليت تدخل ضمن املوروثات الثقافية و هويتهم الوطنية القومية

يف هذا السياق ،تندرج إشكالية دراستنا اليت تتمحور حول اثر االنترنيت على سلوكيات عتقادنا أن الطلبة فئة اجتماعية اجيابية يف الطلبة اجلامعني واجتاهام ،ولقد احترنا هذا املوضوع ال

وأننا فضلنا احلديث عن األثر وليس "تعاملها مع االنترنيت وهذا حبكم تكوينها العلمي والتربوي، التأثريات بسب أن دراسات التأثري تعترب مضامني وسائل اإلعالم كمنبه له تأثريات حمددة على على

إليه النظرية االتصالية احلديثة اليت تؤكد على أن مجهور سليب وجامد ،وهذا عكس ما تشرياجلمهور يتعرض إىل الرسائل والرموز وهو جمهز مبيكانزمات دفاع نفسية واجتماعية وحضارية تتحكم إىل حد بعيد يف احتياره للتعرض إىل حمتوى معني دون آخر ،وكذلك انتقائه للمعلومات

.)1("ه ومعتقداتهما يعزز أو يتوافق مع قيم وإدراكه يتم حسباجيابيني ولكننا نعتربهمومن مث فإن الشباب بصفة عامة والطلبة بصفة خاصة ، غري سلبيني ،

بعد احلدود ،وبأم خيتارون شبكة االنترنيت ويتفاعلون معها ،مبعين أم ينتقون ما يتالءم أإىل ال مبا كانوا مهيئني له وأم يرفضون وخصائصهم النفسية واالجتماعية والثقافية ،وأم ال يهتموا إ

مسبقا األفكار واآلراء اجلديدة اليت ال تتفق مع عادام وتقاليدهم ،هذه األخرية اليت تكون مبثابة ن تأثري إكل نفوذ خارجي ،وعلى هذا ف اليت تقيهم تربيتهم وقيمهم وثقافتهم بسبب ةحاجز ومناعوحىت ،ذه التربية وباملعتقدات السائدة يف اتمع ن كان موجودا فهو مقيد حتماً إاالنترنيت و

،جويلية 14،الة اجلزائرية لالتصال ،جامعة اجلزائر ،العدد صال احلديثة يف اجلزائرثقايف لتكنولوجيات االت- األثر السوسيوسعيد بومعيزة ، – )1(

. 200،ص 1996

Page 11: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ومن هذا املنطلق فضلنا استعمال مصطلح األثر لنشري إىل .باملستوى التعليمي والتكويين للفرد . االنترنيت والطالب اجلزائري ) خدمات(العالقة التفاعلية بني حمتويات

ة السلوكيات واالجتاهات لدى الطلبة اجلامعني يعود أساسا إىل أن هلذه اهتمامنا بدراسإن وملا هلا من مميزات النضج االجتماعي والنفسي ،وهي شرحية ،رييالفئة دورا هاماً يف عملية التغ

تشغل وضعا مميزا يف بنية اتمع ،كما أا فئة عمرية يكاد بناؤها النفسي والثقايف واالجتماعي يمكّنها ذلك من التكيف والتوافق والتفاعل واالندماج يف حتقيق هدف ،حيثيكون مكتمال

. اتمعكن اعتباره مؤشرا على حيث مي ،اجتاهات الطلبة اجلامعني حنو بعض القضايا يعترب هاما وإن

وطنية اليت تعترب من مدى تقدم اتمع يف نشره وتقبله وحمافظته على بعض القيم القومية والاملوروثات الراسخة يف اتمع اجلزائري وخاصة أن الشباب يف هذه املرحلة تزداد اهتمامام

وخالل هذه املرحلة ،وهو ما يساهم يف زيادة توافقهم النفسي واالجتماعي،بقضايا جمتمعام القضايا اليت تشعل باهلم تتشكل عالقام االجتماعية وتصورام املستقبلية واجتاهام حنو أهم

الذي جاء نتيجة تطور تكنولوجيات اإلعالم ،ملعلومايتاخاصة يف ظل االنفتاح اإلعالمي والتدفق . واالتصال وخاصة االنترنيت اليت أصبحت يف نظرنا الرفيق الدائم للطالب اجلامعي

رية وفصل ميداين،حيث حصصنا الفصل األول وقد قسمنا دراستنا إىل ثالثة فصول نظ حتوى على نظرية إللمقتربات النظرية لدراسة التأثري فكان تقسيمه إىل املقترب السيكولوجي الذي

ونظرية التعلم االجتماعي ،أما املقترب التكنولوجي فقد تضمن نظرية ،االشباعات واالستخداماتاإلضافة إىل املدخل اإلدراكي الذي تضمن نظرية ،ب "ملارشال ماك لوهان"احلتمية التكنولوجية

نظرية الفروق الفردية فتضمن ،أما املدخل االجتماعيونظرية طلب املعلومات متثيل املعلوماتاخترنا هذه النظريات الرتباطها املباشر بوسيلة قد و.ونظرية االعتماد على وسائل اإلعالم

رنيت فقدمنا فيه مفهوم االنترنيت جبانبها التقين وعنونا الفصل الثاين بإشكالية االنت.االنترنيتخذ الصبغة اإلعالمية االجتماعية وهذا لتقريبه أاملتداول يف كثري من الدراسات وقدمنا تعريف آخر

من جمال الدراسة باإلضافة إىل حتديد ووظائفها وخصائصها وقد عاجلا العنصرين اآلخرين من هذا احلديث عنها يف السنوات األخرية مع تفاقم استخدام الشبكة الفصل ثقافة االنترنيت اليت كثر

عن االستخدام املتكرر للشبكة وتضمن الفصل الثالث كل من و اآلثار املترتبة ،ألغراض ثقافية

Page 12: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

السلوكيات واالجتاهات والشباب وذلك بتقدمي مفاهيم وخصائص ووظائف كل منها للوصول إىل . ربط العالقة بني هذه العناصر

النتائج كميا وكيفيا واخلروج باستنتاجات ومناقشة فقد خصصناه لتحليلأما الفصل امليداين ، النتائج املتوصل مث اخلامتة اليت احتوت على النتائج من خالل ربطها بالدراسات واألدبيات السابقة ،

إليها ،وكذا التوصيات اليت نرى أا كفيلة بتجاوز السلوكيات واالجتاهات السلبية اليت تنتج عن .االستخدام املتكرر للشبكة العنكبوتية

Page 13: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

جيـار المنهـاإلط

Page 14: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:شكاليةاإل-1شهدت السنوات القليلة املاضية انتشارا ملحوظا لشبكة االنترنت كواحدة من أبرز وسائل

وءا على ،و اليت منت منوا مل تشهده أي وسيلة اتصالية أخرى، سNew Mediaاالتصال احلديثة .اخل... Sites،مواقع Engins Searchحمركات حبثية -شبكات -صعيد بنيتها التحتية

أو على نطاق مستخدميها الذي شهد ازديادا مستمرا و تناميا مطردا مبرور األيام، حىت دعا البعض .إىل اعتبارها وسيلة اتصالية حبد ذاا، بل ميكن أن حتل حمل وسائل االتصال التقليدية

الدراسات أن الفئة األكثر إقباال على استخدام االنترنت هي فئة الشباب بعض وتؤكد هي الفئة األكثر تأثرا مبا فإننا جندها ،متعنا يف قيمها ومبادئها وسلوكياا واجتاهااو هذه الفئة إذا

نترنت، فإقبال الشباب و على رأسها شبكات اال،يبث و يذاع و ينشر عرب وسائل اإلعالم املختلفة فشباب اليوم يتعامل مع . على هذه األخرية أصبح ممارسة يومية و جزءا ال يتجزأ من احلياة اليومية

االنترنت يف البيت و إن مل يتوفر له ذلك يكون يف اجلامعة وان تعذر عليه ذلك يكون يف املقهى ميز عن باقي وسائل ومن جهة أخرى نالحظ أن االنترنت تت، Cyber Cafeااللكتروين

رة املعلومات و باالتصال و التحاور مع من حتب ومع وبغزا عوبالتنو بالتفاعليةاإلعالم التقليدية و مكان جديد يعيد األفراد فيه بناء ،و ذا فالشبكة أصبحت بيئة اتصالية تفاعلية ،من ال حتب

.أنفسهم و بناء عالقام ئة الشباب ألا الفئة األكثر اجنذابا لكل ما هو جديدولقد ركزت معظم الدراسات على ف

وحتديدا تكنولوجيا االتصال احلديثة على غرار االنترنت و اهلاتف النقال، واالستخدام املتكرر وهذا ما .ن يلقي بضالله على سلوكيام واجتاهامأو املتراكم للشبكة من طرف الشباب البد و

ينظرون إىل االنترنت على أا نوع من الغزو الثقايف و اللغوي الذي جعل العديد من الباحثني . و الشباب هم اهلدف األول ،جمتمع استهالكي على النمط األمريكي إجياد يهدف إىل

الطلبة هم صفوة الشباب يف أي جمتمع وهم من أكثر الفئات استخداما لالنترنت،نظرا إن و املعرفية من جهة و باإلضافة إىل كون اإلنترنت مصدرا مفتوحا للمعلومات ملؤهالم العلمية

و خصائص فريدة متكنها من تقدمي خدمات متعددة ومتنوعة يف شىت ،و متتاز بإمكانات عديدة و هذا ما جعلها تستهوي قطاعا ،األصعدة وخمتلف ااالت التجارية و الثقافية و االتصالية املتعددة

.ن الطلبة اجلامعيني الذين هم موضوع دراستناكبريا م

Page 15: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

االنتشار و الكبريأمهية خاصة يف اجلزائر نظرا لعددهم ) الطلبة اجلامعيني( وتكتسي هذه الفئة و نفترض يف ،الواسع للمؤسسات اجلامعية و املعاهد يف السنوات األخرية يف كثري من واليات الوطن

قباال على مقاهي االنترنت سواء يف املؤسسات اجلامعية أو يف اجلزائر أن الطلبة هم أكثر الفئات إالفضاء العام، و نظرا حلاجة الطلبة إىل التزود مبعارف و الثقافة العامة اليت توفر فرصة مالحقة التطور العلمي، و احلاجة إىل التحصيل العلمي يف ظل غياب أو نقص املراجع يف املكتبات اجلامعية فإم

ن ظروفهم االجتماعيةإلب األحيان لالنترنت كبديل للبحث، ومن ناحية أخرى فيلجؤون يف غافإن ةو هنا ال حمال، )السابري(و االقتصادية قد تدفع م إىل البحث عن عالقات بديلة يف فضاء

:الشبكة تترك بصماا على شخصيام و سلوكيام، وهلذا بالذات قمنا بطرح اإلشكالية التالية و أثر استخدام االنترنت على اجتاهات الطلبة اجلامعيني وسلوكيام؟ما ه

:الفرضيات-2 . إن استخدام االنترنيت من طرف الطلبة ال جيعلهم يكتسبون بعض السلوكيات غري السوية - .ال توجد عالقة بني استخدام االنترنيت ومشاعر العزلة االجتماعية -

.وزيادة سوء استخدامها ال توجد عالقة بني مدة االستخدام -

.توجد عالقة ترابطية بني السلوكيات املكتسبة من طرف الطلبة وأمناط االستخدام ال -

.يساهم استخدام االنترنيت يف تشكيل اجتاهات الطلبة حول بعض القضايا - :أسباب اختيار املوضوع-3

ها من طرف مجيع الشرائح اكتساب اإلنترنت لطابعها االجتماعي و هذا بسبب إدراك - .و خاصة الشباب حيث أصبحت من ممارستهم اليومية

.املتكرر لالنترنت ال ميكن أن مير دون أن يترك أثره يف سلوك الطلبة إن االستخدام - و تعدد الوسائط ،تتوفر االنترنت على خصائص و مسات مثل التفاعلية و التنوع -

.و هذا يكون له األثر البالغ على املستخدم،تصال و مستويات اال تتوفر االنترنت على معلومات يف شىت ااالت و هذا ما يتناسب مع خصائص الطلبة -

.و الشباب بصفة عامةهناك دراسات تطرقت إىل استخدام األفراد لالنترنت لكنها مل تتطرق لألثر الذي يتركه كما أن

.بالتايل هذا ما جيعل هذه الدراسة تكملة للدراسات السابقة و ،هذا االستخدام

Page 16: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:أمهية الدراسة- 4إا تتناول وسيلة اتصالية حديثة هلا من املميزات ما تنفرد به عن غريها من وسائل االتصال -

.األخرىو ما قد ينشأ من سوء ،نلفت األنظار إىل وسيلة اتصالية حديثة مبا هلا من ميزات و حماسن -

شاذة ( و من مثة تؤدي إىل تشكيل سلوكيات جديدة ،استخدامها من مساوئ و مضارو تبنيه الجتاهات متعصبة و عنصرية، خاصة و أن شبكة االنترنت ،للشباب اجلامعي ) و سلبية

و هذا ،على اتمعات يف العامل" ثقافية و قيمية"أدت حسب العديد من الباحثني إىل تغيريات .س ال حمالة على الفردما ينعك

إا حتاول أن ترصد األشياء االجيابية يف استغالل و استخدام الطلبة اجلامعيني لالنترنت يف - .جمال البحث العلمي إن حدث ذلك

قدرة الشباب على التكيف السريع مع التكنولوجيا و املخترعات احلديثة و دور هذه -جهة و التغيري الفردي من جهة أخرى، خاصة و أن األخرية يف إحداث التغيري االجتماعي من

وسائل اإلعالم بصفة عامة أصبحت يف الوقت الراهن املرجعية األوىل يف تكوين شخصية .األفرادكما تكمن أمهية هذه الدراسة يف التحديات و الرهانات و االنعكاسات الكثرية لالنترنت

فئة األكثر استخداما و تفاعال مع االنترنت خاصة و أن هذه األخرية هي ال،على الشباب من أفراد اتمع يف اجلزائر، ومن جهة % 70و هي يف نفس الوقت الفئة اليت متثل أكثر من

وهذا نظرا لفضوهلا ،ثالثة نالحظ أن فئة الشباب هي الفئة األكثر استعدادا للتأثر باالنترنت و األفكار الدخيلة، و املستجدات عن املعتاد و تبين االبتكاراتو لقابليتها للتقليد و اخلروج

سنة و شرحية 27و18و خاصة طالب اجلامعات وهم فئة عمرية مابني ،و إذا كان الشباب جتماعية تستطيع أن تلعب دورا هاما يف التنمية املنشودة مبا ميلكون من حيوية و نشاط إ

و ركيزا و أغلى ثرواا، لذلك فإن قضايا الشباب ل األمةو طاقات إبداعية خالقة فهم أم .مهما تنوعت فهي حبق جزء ال يتجزأ من قضية اتمع و ترتبط بنسقه

ومن هذا املنطلق يعد التعرف على األثر اليت تتركه االنترنت على سلوكيات الطلبة دام مطلبا عادال لتنمية هذا الشباب وكذا طبيعة االجتاهات املترتبة عن هذا االستخ،اجلامعيني

Page 17: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

و معاونته على حل مشاكله املعيشية سواء يف البيت أو يف ،وضعه على الطريق الصحيح و و األخالقيةو عقائده الدينية و الوطنية و السياسية دون أن ننسى و تكوين مبادئه ،اجلامعة طلبةرنا على دراسة مجهور واقتص، يركز عليه اإلعالم احلديث و خاصة االنترنت هذا ما

اجلامعة دون الشباب العام العتقادنا انه ليس مجهورا سلبيا أو باألحرى مستخدما سلبيا يريده من الوسيلة و يرفض ماال لالنترنت وال يتلقى أو يبحث عن كل شيء، فهم يأخذ ما

لى ضوء و إمنا تتشكل ع،و توقعاته و استجاباته، تلك ال تتم دون تفكري يشبع رغباتهو املبادئ اليت يؤمن ا باإلضافة إىل أثر االنتماءات و ما تتفق عليه الفئة االجتاهات و القيم

االجتماعية اليت ينتمي إليها و ما عرفه يف املدرسة و اجلامعة من تكوين يف األخالق و الدين و .السلوك

:املنهج وأدواته-5اليت تستهدف descriptives studyفية تنتمي هذه الدراسة إىل البحوث الوص

وصف خصائص و ظروف مشكلة الدراسة و صفا دقيقا و شامال معتمدا يف هذا على مجع و حتليلها و تفسريها الستخالص النتائج و دالالت نصل منها إىل تعليمات بشأن الظاهرة احلقائق

وقائع أو أشياء معينة من يهدف إىل وصف ظواهر أو" فالبحث الوصفي ،املدروسة و بصفة عامةخالل مجع احلقائق و املعلومات و املالحظات اخلاصة ا، حبيث يرسم ذلك كله صورة واقعية هلا، هذا و قد ال تكتفي تلك البحوث مبجرد وصف الواقع و تشخيصه، و تم بتقرير ما ينبغي أن

.)1("ثتكون عليه األشياء أو الظواهر موضوع البحجمرد مجع البيانات و احلقائق، و إمنا هي تعىن جبمع احلقائق " ليست سات الوصفيةالدرا إن

و تناوهلا ،الدراسة،وال يأيت ذلك بغري تصنيف دقيق للبيانات ألهدافو استخالص دالالا طبقا شفية كما تنتمي إىل الدراسات الك.)2("بالصورة اليت جتعلها تفصح عن االجتاهات الكامنة فيها

explore study و ذلك يف ما يتعلق ،) االنترنت(، نظرا حلداثة موضوعها وجديتهاو تتمثل الدراسات االستطالعية " ،و ما يترتب عنها من سلوكيات و اجتاهات،باستخدام الشبكة

االستكشافية كما يعرب عنها امسها يف استكشاف مسالك البحث على غرار ما يفعل تقريبا املغامر يستكشف بيئة جديدة ال يعرف الشيء الكثري عنها، أما أهدافها فتكمن أوال يف التعود على الذي

.35،ص 1982مكتبة غريب ،:،القاهرة مناهج البحث يف العلوم االجتماعيةصاحل حممد الفوال ،- )1( .135،ص 1972، 1 ،ط قواعد البحث العلميزيدان عبد الباقي ، - )2(

Page 18: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

قضايا ستكشافاظاهرة جديدة أو تطوير هواجس جديدة حوهلا وثانيا يف البحث عن صياغة و أكثر دقة تسمح بطرح فرضيات، لذلك يتمثل االنشغال الكبري هلذه الدراسات يف احلدس و

.)1( "ارالبحث عن األفك :املنهج-ا

إن اختالف املناهج يف العلوم االجتماعية يعود إىل طبيعة الظاهرة و طريقة التناول و طبيعة ، وهلذا فقد اعتمدت يف هذه الدراسة على منهج املسح الشائع االستخدام يف )السياق( البيئة

لميا منظما ميكن من تتبع الظاهرة بغية و الذي يعترب جهدا ع،الدراسات االتصالية و اإلعالمية و ال يقف عند جمرد الوصف الظاهري هلا بل حياول أن يلمس أسباا املوضوعية وذلك ،توصيفها

.مبا حيقق أهداف الدراسة وجييب عن تساؤالا و فرضيااعامة، نسب املناهج العلمية مالئمة للدراسات الوصفية بصفةأمنهج املسح يعترب من إن

مجع ذلك أن هذا املنهج يستهدف تسجيل و حتليل و تفسري الظاهرة يف وضعها الراهن بعدالبيانات الالزمة و الكافية عنها و عن عناصرها من خالل جمموعة من اإلجراءات املنظمة اليت حتدد

، كما أن منهج املسح يعترب من أفضل )2( و مصدرها و ظروف احلصول عليها نوع البيانات .املناهج اليت تبحث يف اجتاهات اجلمهور و خصائصه و كذا احتياجاته يف حبوث اإلعالم

وقد اعتمدنا على منهج املسح بشقيه الوصفي و التحليلي يف مسح التراث العلمي املتعلق مبوضوع الدراسة و خاصة فيما يتعلق باالنترنت، ومسح العوامل املؤثرة يف استخدام الطلبة

لالنترنت ومسح اآلثار املترتبة عن هذا االستخدام و اليت تظهر جراء اإلشباع احملقق و اجلامعينيوصوال إىل فهم و تفسري أثار استخدام الطلبة لالنترنت و،الدراسة فرضياتهذا جراء اإلجابة عن

مفردة، وهذا ما جعل 200يف إطار مسح لفئة عمرية متاحة من شباب اجلامعة املركزية قوامها عبارة عن دراسة عامة لظاهرة موجودة يف مجاعة معينة و يف مكان " نهج املسح يعرف على أنهم

.)3( "معني و يف الوقت احلاضر

،خمرب علم اجتماع االتصال ،جامعة منتوري ،قسنطينة )رابح كعباش :ترمجة( البحث يف االتصال ،عناصر منهجيةفايل ،.امي و بالر.ا - )1(

. 223ص 2004 . 541،ص 2004دار الفجر للنشر والتوزيع ، :،القاهرة املعجم اإلعالميحممد منري حجاب ، - )2( .117،ص1983دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة ،:،جدة ،السعودية ه وتقنياتهمناهج:البحث العلمي حممد زيدان عمر ، - )3(

Page 19: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:أدوات الدراسة- ب :أملت طبيعة الدراسة و املنهج املستخدم أن جيمع الباحث بياناته امليدانية من خالل تقنية أساسية يف مجع املعلومات اليت حيث تعترب االستمارة: (*))االستمارة( االستبيان -1

يتطلبها البحث امليداين و اليت بواسطتها يتضح للباحث الوجهة اليت يسري عليها بدون أداة من أدوات البحث العلمي، " و تعرف على أا،اخلروج عن األهداف املسطرة

معدة جلمع البيانات دف احلصول على إجابات عن جمموعة من األسئلة عد هلذا الغرض، و يقوم املبحوثون بتسجيل أو االستفسارات املكتوبة يف منوذج

أداة تتكون من جمموعة من األسئلة توجه أو ترسل أو " أو هي )1("إجابام بأنفسهم تسلم إىل األشخاص الذين يتم اختيارهم ملوضوع الدراسة، ليقوموا بتسجيل إجابام

و نعتمد عليها كأداة جلمع البيانات )2("ذلك للباحث على األسئلة الواردة بعد :لألسباب التالية

.إا من األدوات قليلة التكاليف - أإن أسئلة االستبيان غري قابلة للتغيري و التبديل و جتمع بني األسئلة املغلقة و املفتوحة يف - بمثال االستخدامات (وحن واحد، مما يتيح جماال لعينة الدراسة للتعبري عن نفسها حبرية و وضآ

).الغري الالئقة لالنترنت، املواقع اإلباحيةاجتاهات الطلبة اجلامعيني حول موضوعات سنحددها الحقا نستخدم طريقة و دف قياس ملا أظهرته من ثبات و يف هذه الطريقة ال يكتفي الباحث باحلصول على إجابة likert ليكرت

ن ون تكأمن العناصر حول املوضوع مراد قياسه بشكل يسمح ب نعم أو ال بل جيمع عدد كبرين طريقة ليكرت تستخدم التقديرات باإلجياب أو أنقاط، علما ب05اإلجابة على مقياس تقدير من

.السلبرتبط هذا املقياس باسم إو Summated Scaleو يسمى كذلك باملقياس التجميعي

رات و العبارات يتساوى فيها عدد الفقرات احملابية مع و هو جمموعة من الفق" رانسيس ليكرت"

.انظر امللحق – (*)

. 55،ص 1988دار الفكر العريب ، : القاهرةدليل البحث العلمي ،علي عويس خري الدين ، – )1( .17،ص 1988 دار املريخ ، :،الرياض مناهج البحث يف علم املعلومات واملكتباتامحد بدر ، – )2(

Page 20: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

اليت تدور حول موضوع واحد خيضع للقياس، وتقدم ) اإلجيابية و السلبية( عدد الفقرات املعادية : إىل املبحوثني و يطلب منهم حتديد ما إذا كان كل منهم) االستمارة(هذه الفقرات

.موافق بشدة - .موافق - .ال رأي له حمايد- .معارض - .معارض بشدة -

مبحوث أن خيتار استجابة واحدة فقط من بني هذه االستجابات اخلمس يتعني على كلو وقد تستعمل هذه املقاييس منفردة من دراسة ما أو مع استمارات أو مع مقابالت ، )1(احملتملة

وهذا لتحقيق التكامل ،نب استمارة االستبيانإىل جا "ليكرت"مقياس ،ونستعمل يف دراستنا هذه .يف البحث

سؤاال تدور حول 11وتشتمل االستمارة اليت قمنا بتصميمها على ثالثة حماور ،وتتكون من أسئلة 5اسئلة تتعلق باالجتاهات باإلضافة إىل 8تتعلق بالسلوك ،و 3أمناط استخدام االنترنيت،و

.سؤاال 27مجموع األسئلة قد بلغ عن البيانات الشخصية،وبالتايل ف :حمور أمناط االستخدام - ا

أوقات (تعرف على أمناط استخدام االنترنيت لجمموعة من األسئلة ل هذا احملور نمتضوت االستخدام ،أماكن االستخدام ،التفصيالت الزمنية ،املدة املخصصة لالنترنيت يوميا وأسبوعيا

).،احملتويات واخلدمات املفضلة :حمور السلوك والطلبة- بهذه األخرية اليت نفترض أا سلبية ولقد وضعنا جدول يتضمن عشرة أمناط من السلوك

حبيث أا ال تتوافق مع املعايري االجتماعية والثقافية السائدة يف اتمع كما أا ال يعاقب عليها :القانون وقد كانت تعكس احملددات التالية

تضيع الوقت ،عدم إتقان العمل ،اإلمهال يف العمل ،التوتر والقلق ،عدم :الشخصي البعد -1 ). 10، 8، 5، 4، 1.(االهتمام بالدراسة

. 526،مرجع سبق ذكره ،ص املعجم اإلعالميمنري حجاب ، – )1(

Page 21: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

. مصاحبة رفقاء السوء، عدم احترمت األهل، عدم اإلحساس بالوطن:البعد االجتماعي-2)3 ،6 ،9 .( ). 2.(إمهال الفرائض الدينية:البعد الديين-3 ). 7.(اإلسراف والتبذير:البعد االقتصادي-4

، األول يتعلق بعالقة استخدام االنترنيت ) 14، 13(ينوهذا باإلضافة إىل سؤالني آخر والعزلة االجتماعية أما الثاين فيعلق مبسامهة االنترنيت يف تطوير القدرات الفكرية واإلدراكية

وكل األسئلة يف هذا .الذكر ألمهيتها البحثية للمستخدم وفضلنا طرحها خارج القائمة السابقة ".ليكرت"احملور كانت اإلجابة عنها حسب طريقة

ويف هذا احملور قدمنا جمموعة من القضايا اليت هلا عالقة مباشرة باستخدام :حمور االجتاهات-جتماعية االنترنيت وكذا أمهيتها بالنسبة للطالب باعتباره حامل للمجوعة من لقيم الثقافية واالج

ظاهرة التعصب ،الغزو الثقايف ،املعتقد ،االنتماء العريب ،مرجعية األسرة ومصداقيتها .(والثقافية وكانت اإلجابة عن هذه ) .،العالقات االفتراضية ،االحنراف األخالقي ،التطور الفكري والعلمي

." ليكرت"االقتراحات حسب مقياس اجلنس، السن، املستوى التعليمي، :ن األسئلة وهيوتضمن جمموعة م:حمور البيانات الشخصية- د

وعلى العموم اتسمت استمارة االستبيان بالوضوح والبساطة إال أننا ،مكان اإلقامة، احلالة املدنيةجلهله عند بعض الطلبة "likert" "ليكرت"واجهنا بعض االستفسارات خاصة فيما يتعلق مبقياس

حيث كان من بني املبحوثني طلبة هلم ضعف حاد يف اللغة وباإلضافة إىل مشكل اللغة،املستجوبني هلذا بالذات جلئنا إىل أداة املقابلة لتجاوز الصعوبات السابقة الذكر باإلضافة إىل حرصنا ،العربية

وبصفة خاصة ما يتعلق ،على جتاوز الصعوبة اليت قد جيدها املبحوث خاصة يف فهم االستمارة لكون اعتماد املقابلة يف البحث العلمي ليس فقط دف احلصول وهذا ،بالسلوكيات واالجتاهات

ثناء عملية توزيع االستمارة فيتم هنا أعلى املعلومات من طرف املهتمني ذا اال ،بل أيضا اعتماد املقابلة سواء للحصول على معلومات ،أو للتأكد من صحتها هلذا يرى بعض الباحثني أن

على بيانات يريدها الباحث والتعرف على مشاعر وتصرفات ومالمح القصد من املقابلة احلصول " . )1("املبحوثني يف مواقف معينة

.46،ص 1998 ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع :،عمان البحث العلمي مفهومه، أدواته وأساليبهحممد عبيدات وآخرون ، – )1(

Page 22: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

جل أقمنا بإجراء مقابالت بصفة شخصية مع فئة معينة من ودف حتقيق ما سلف ذكره وجتدر اإلشارة هنا إىل أن املقابالت اليت أجريت كانت يف تقدمي األسئلة بصفة مبسطة وواضحة،

مفردة 50وكان عددها على العموم ،لعينة اليت تعاين مشكل يف إتقان اللغة العربيةاالغالب مع : بسبب كما مت االعتماد على املالحظة باملشاركة كأداة للبحث،)انثى27ذكر و33(ويف الباحث يستطيع أن يستخدم املالحظة يف مجع بيانات مرتبطة بسلوك الطلبة اجلامعيني نإ -

هو موجود ،الواقعية حبيث ميكن مالحظتها بدون جهد باعتبار الباحث طالب جامعي املواقف و يستطيع الباحث من خالل املالحظة العلمية أن يكتشف التناقض أو ،باستمرار يف مكان البحث

ومقارنتها بتلك ،عدم االتساق يف إجابات املبحوثني من واقع املشاهدة اليومية و املالحظة ستبيان أثناء مراجعتها، وهذا ما جعل املالحظة امليدانية أداة مهمة يف مجع اإلجابات على اال

.أي كأداة مساعدة ال رئيسية،املعلومات ونستعملها يف هذا البحث لتدعيم الدراسة ثر استخدام االنترنيت على اجتاهات الطلبة اجلامعني أيعاجل موضوع دراستنا :ينةـلعا -6

ية نعتمد فيها على منهج املسح الذي يستخدم أسلوب العينة إذ يتم وهي دراسة ميدان،وسلوكيام أا عبارة عن جمموعة "اختيار أفراد من جمتمع البحث وتعميم نتائجها عليه ،وتعرف العينة على

وإجراء الدراسة عليها ومن مث استخدام تلك ،حتيارها بطريقة معينة إجزئية من جمتمع البحث يتم . )1("كامل جمتمع الدراسة األصلي النتائج وتعميها على

ني يينه من الطلبة اجلامعع ينه الدراسة املتمثلة يفعمت اعتماد العينة القصدية يف احتيار وقد وكان ذلك يف اجلامعة املركزية بن يوسف بن خدة ،سنة 27و 18املتراوحة أعمارهم مابني

وخضعت 196االسترجاع أصبحت العينة مفردة ولكن عند 200وكان حجم العينة يف البداية :يلي ما عملية االحتيار

طالبة 100حيث مت احتيار التوازن بني اجلنسني بني أفراد العينة أي :متغري اجلنس- .طالب 100و

.سنة27و18مشلت عينة الدراسة فئة الطلبة املتراوحة أعمارهم بني :متغري السن - مع 100اجلامعية و األحياء يقطنون يف 100التقسيم متوازن أي حيث كان :متغري اإلقامة-

وهذا العتقادنا أن كل من البيت واإلقامة اجلامعية تساهم يف احتيار أمناط وأوقات ،األولياء . االستخدام وهذا يكون له األثر البالع على السلوكيات واالجتاهات لدى الطلبة

.74حممد عبيدات وآخرون،مرجع سبق ذكره ،ص – )1(

Page 23: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:حتديد املصطلحات- 7هورها يف أرائه و عاداته و مواقفه مجوسائل اإلعالم املختلفة إىل التأثري على دف : األثر -

فنقول أثر فيه تأثريا " ،األفراد قد يكون اجيابيا أو سلبيا ىهلذا فهي تترك أثرا معينا عل،و اجتاهاته .)1("فاألثر ما ينشأ عن تأثري املؤثر ،و ترك فيه أثرا

لفعل الذي ظهر جراء مؤثر انتيجة " عة علوم اإلعالم و االتصال األثر بأنهموسووتعرف فاألثر هو نتيجة االتصال، وهو يقع على املرسل و املتلقي على السواء، وقد يكون األثر "،(2)"ما

ثر وسائل اإلعالم من خالل تقدمي األخبار و املعلومات و الترفيه أنفسي أو اجتماعي ويتحقق ترجع إىل أية نتائج ميكن أن " كلمة أثر يف اإلعالمكما أن ، )3("ناع و حتسني الصورة الذهنيةو اإلق

.)4("تنجم عن عمل وسائل االتصال اجلماهريي سواء يف ذلك النتائج املقصودة أو غري املقصودة ما أحدثته تلك التكنولوجيا" أن األثرب عبد الباسط حممد عبد الوهاب ويرى الباحث

وجد عدة قنوات إرسالأاإلعالمية سواء كان أثرا سلبيا أو اجيابيا، كاستخدام األقمار الصناعية وجد إرساال متخصصا، وعملت على تفتيت اجلماهري إىل أفراد منعزلني بعد أن كان أو كذلك

.)5("اإلرسال قبل األقمار الصناعية يتوجه جلميع اجلماهريما ميكن أن حيدث من تغيري يف املواقف أو " األثر بأنه الّلالباحث عبد اهللا بوج ويعرف

السلوكيات و اآلراء و املعلومات من جراء انتقال الرسالة اإلعالمية إىل املتلقي، فالرسالة اإلعالمية وقد تضيف إىل معلوماته معلومات جديدة و قد جتعله يكون ،قد تلفت انتباه املتلقي فيدركها

وقد جتعله يتصرف بطريقة جديدة أو يعدل سلوكه ،دل من اجتاهاته السابقةاجتاهات جديدة أو يع .)6("السابق

.173،ص 2000، 1طمكتبة مدبويل ،:،القاهرة املعجم الشامل للمصطلحات الفلسفيةفىن ،عبد املنعم اخل – )1(

(2) –Bernard Lamizet .Ahmed Slimane, Dictionnaire encyclopédique de sciences de l’information et la communication . ellipses, paris, 1997p.228

. 52، ص 2001، 2الدار املصرية اللبنانية ،ط :،القاهرة االتصال ونظرياته املعاصرةالسيد ، حسني عماد مكاوي ،ليلى حسني– )3( .152،ص 1998دار املعارف اجلامعية ،:،القاهرة النظرية والتطبيق:االتصال اجلماهريي واتمع احلديث سامية حممد جابر ، – )4( 2005املكتب اجلامعي احلديث :،القاهرة وجيا االتصال يف اإلنتاج اإلذاعي والتلفزيويناستخدام تكنولعبد الباسط حممد عبد الوهاب ، – )5(

.331ص . 64،ص 1992/1993،جامعة اجلزائر ،1،جملة حبوث ،العدد اثر التلفزيون على األطفالعبد اهللا بوجالل ، – )6(

Page 24: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

األثر هو ذلك الفعل الناتج عن تالقي أنظمة ثقافية "أن فريى سعيد بومعيزة أما الباحث متباينة ،وما يتركه هذا التالقي من عواقب وردود أفعال تتوقف يف جمملها على مدى قوة وفاعلية

تلك العالقة التفاعلية بني أفراد اجلمهور ووسائل اإلعالم "كما يرى أن األثر هو)1("كل نظام ثقايف وتتميز هذه العالقة من جانب وسائل اإلعالم مبحاولة تكييف رسائلها مع خصائص اجلمهور الذي

لكي يغريوا تتوجه إليه دف استمالتهم لكي يتعرضوا حملتوياا ،وليس بالضرورة التأثري عليهم . )2("شيئا ما على املستوى املعريف أو الوجداين أو السلوكي

و نقصد باألثر يف هذه الدراسة ما ينتج من سلوكيات و اجتاهات عند الطلبة اجلامعيني من يستعملون االنترنيت الطلبةوهذا لكون ،جراء العالقة التفاعلية بينهم و بني وسيلة االنترنت

وهذا وفقا ملا ،تكوينهم النفسي واالجتماعي والثقايف وحىت العلميبو،تعلق بالبيئة ألسباب خمتلفة ت .حتمله حمتويات االنترنيت ومدى قدرا على إشباع حاجام املختلفة

إن مع تطور التكنولوجيا بصفة عامة و تكنولوجيا االتصال بصفة خاصة غلب :االستخدام -و هذا لتجسيد العالقة بني اإلنسان ،أحيان أخرى توظيف مصطلح استخدام أو استعمال يف

و ما قد يؤدي ،و ما يطبع هذه العالقة من تفاعل و مشاركة ،و اآللة أو التقنية Userاملستخدم بأنه ما يستخدمه الفرد فعليا من " يف املستقبل من اندماج بني اآللة و اإلنسان، ويعرف االستخدام

عقلي للمعلومات اليت حيتاجها بالفعل، إضافة إىل أن االستخدام رمبا نه االستخدام الأاملعلومات أي يرضي احتياجات املستفيد، أو ال يرضيها و ذلك عندما ال جيد املعلومات اليت ال حيتاجها

.)3("بالفعل :و االستخدام يف جمال االنترنت يتخذ مفهومني مها

.مسبق لعملية االستخداموهو الدخول إىل الشبكة دون حتديد : االستخدام العاموهو االستخدام املتخصص الذي يكون يف غالب األحيان يف إطار عمل : االستخدام اخلاص ).اخل..البيع و الشراء ،التجارة االلكترونية( مثال

.196السعيد بومعيزة ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1(،دراسة استطالعية مبنطقة البليدة ،رسالة دكتوراه ،قسم علوم اثر وسائل اإلعالم على السلوكيات والقيم لدى الشبابزة ،السعيد بومعي – )2(

.29،ص 2004/2005اإلعالم واالتصال ،جامعة اجلزائر ،ومات من قبل طلبة الدراسات العليا ،دارسة الستخدام مصادر املعل إتاحة واستخدام مصادر املعلومات االليكترونيةعبد احلميد بلعباس ، – )3(

.07،ص 2005/2006باملكتبة اجلامعية حممد بوضياف ،مذكرة لنيل شهادة ماجستري ،قسم علم املكتبات والتوثيق ،جامعة املسيلة ،

Page 25: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ونقصد باالستخدام يف هذه الدراسة الفعل الذي يربط الطلبة اجلامعيني بوسيلة االنترنت معها، فاالستخدام حبد ذاته ميثل سلوكا اتصاليا ظاهريا حيدث بفعل دوافع مو تفاعلهم أي تعامله

( و اجتماعية وال منيز هنا يف سلوك االستخدام بني خمتلف خدمات االنترنت و مستوياا نفسية ، وقد يتخذ االستخدام هنا مصطلح اإلحبار، البحث، )اخل...،اتصال الكتروين ، chatحمادثة اخل، وهذا ما جيرنا إىل القول أننا نقصد باالستخدام هنا االستخدام العام ...ل االتصالالتحمي .للوسيلة

شبكة " تعرف املوسوعة اإلعالمية االنترنت أو شبكة املعلومات الدولية بأا :تياالنترن -ات و األفكار عمالقة متثل احلاضر و املستقبل معا، ختتصر الزمن، و تنشر العلم و الثقافة و املعلوم

و اآلراء و األخبار ، وتشارك يف إعادة صياغة حياة اإلنسان و حياة اتمع، بل وحياة اتمعات و دول بأسرها، وهي تتيح ألجهزة الكمبيوتر يف مجيع أحناء العامل االتصال ببغضها من

نترنت نافذة بل و املشاركة يف صنعها أيضا، و بذلك أصبحت شبكة اال جل تبادل املعلوماتأ .)1("عريضة نطل منها على العامل عرب شاشة كمبيوتر ال تتوقف عن العمل

يف هذه الدراسة تلك الوسيلة اإلعالمية اليت تتيح للمستخدم قائمة طويلة باالنترنيتونقصد :من البدائل أو اخليارات االتصالية و استخدامها كوسيلة اتصال لتحقيق عدة أهداف نذكر منها

خر أو بني فرد و جمموعة أو بني جمموعة آاالتصال باآلخرين سواء االتصال بني فرد و -1 .و يصلح هذا االستخدام يف جماالت األنشطة التعليمية و البحثية أو الترفيهية،و جمموعة

صداقة( كما يستخدم ألغراض التعلم أو اللعب أو إقامة العالقات االجتماعية -2 .ذا خاصة عند الشباب موضوع الدراسةوه ،)اخل...زواج

ت للحصول على املعلومات من خمتلف جماالت النشاط اإلنساينيكما تستخدم االنترن -3وهذا ما يساعد Téléchargementو خاصة مع وجود إمكانية حتميل املعلومات

.الطلبة كثريا يف البحث العلميأقرا و ترمجةقرب ألى الرغم من أن ع: Information Processing: متثيل املعلومات-

ن هذا اللفظ ينطبق أكثر على اجلانب اآليل يف إهي معاجلة ف Processingشيوعا لكلمة و ال يوحي بعملية التفاعل بني الرصيد ،)االنترنت( التعامل مع املعلومات على غرار الكمبيوتر

. .1465، 1464ص ،2003دار الفجر للنشر والتوزيع ،،،الد الرابع املوسوعة اإلعالميةحممد منري حجاب ، – )1(

Page 26: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

لقوا و يتعاملون معها، وقد استعار املعريف و اإلدراكي و الوجداين للبشر و املعلومات اليت يتوكذا علم االجتماع وهو ما ) التركيب الضوئي( علماء اإلعالم مصطلح التمثيل من علم النبات

. يعرب أكثر عن هذا التفاعل بني البشر و ما يكتسبونه من معلومات األفراد لتحام يكتسبإعملية تغلغل و " يعرف قاموس علم االجتماع التمثيل بأنهو

و اجلماعات من خالهلا اجتاهات و عواطف و أفكار أفراد آخرين، حبيث تستوعبهم الثقافة العامة يرتبط التمثيل بعملية هجر بعض السمات الثقافية " ولذلك،" نتيجة املشاركة يف اخلربة و التاريخ

.)1("و اكتساب مسات جديدة من االتصال و املشاركةالتمثيل يف علم النبات أو ما يعرف بالتركيب الضوئي ينطوي على التفاعل بني إن

أما يف حالة البشر فإن املعلومات ،)اخلاليا( و بني البناء القائم بالفعل ) اخل...الضوء( املدخالت .أو املنبهات هي املدخالت و البناء القائم يتمثل يف الذاكرة و اخلربة املتراكمة

و ويفر نظرية شانونأما موسوعة علم النفس فترى أن استخدام هذا املصطلح جاء نتيجة جناح La Théorie De L’information ، إىل علم النفس و كذلك "و كذلك دخول كلمة معلومة

العلوم العصبية و هكذا نتكلم عن املعلومة اليت يلتقطها كل جسم من حميطه مبساعدة أعضائه احلواسية، املعلومات املستقاة يف الوسط " ن أ، و"طرفيا معينا) القطا( دل ذا التعبري كل إثارة تطال مستقبال وت

أي جيرى فرزها و ذيبها وتنظيمها ،ليست حممولة،وال تشكل موضوعا للنقل، بل هي تعاجل أيضا ،لتحرك أو للفعلوختزينها واستعادا، وبشكل أعم متثيلها، لكي تستخدم يف اية املطاف كأدوات ل

.)2("كل هذه العمليات هي اليت م يف املرتبة األوىل علم النفسو ميكن أن نستنتج أن ،معاجلة البيانات و املعلومات أمر جوهري يف أي نسق إنو"

ن هذا سينتهي إىل أن يؤدي النسق إاملدخلة إىل النسق لو كانت خاطئة ف) البيانات(املعلوماتن تبادل املعلومات أساسي جلميع األنساق إف" ، وبصفة عامة "طئ أو منحرفوظائفه بشكل خا

و املتنامية، ذلك أن املعلومات اجلديدة تسترجع ، كما جترى تغيريات يف املخرجات استجابة احليةللمدخالت اجلديدة و املعلومات مبعىن من املعاين هي االختالفات و التباينات اليت تضع الفروق أو

ت و هذه االختالفات تضع بدورها الفروق عندما يقوم متلقي املعلومات اجلديدة بتغيري التمييزا .)3("ادراكاته للبيئة ويعدل من سلوكه التايل

.28،ص 1989مطابع اهليئة املصرية العامة للكتاب ، :،االسكندرية قاموس علم االجتماعحممد عاطف غيث ، – )1( . 585،ص 1997، 1عويدات للنشر والطباعة ،ط:،بريوت )فؤاد شاهني :ترمجة( موسوعة علم النفسفرنسوا بارو ،.روالن دورون – )2( . 112،ص1999، 1دار الفكر العريب ،ط:،القاهرة املنظور ألنسقي االتصايل:الج النفسي األسري اإلرشاد والععالء الدين كفايف ، – )3(

Page 27: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

جيب التفريق بني مضمون املعلومة و متثيلها، ولعل ذلك يثري مسألة اللغة و " فإنه وعليه أمهية كبرية عندما نتحدث عن قدرة اللغة على قدرا على توصيل الرسالة، و تكتسب هذه النقطة

ملعلومايت، وهلذه النقطة بعد يتعلق بقدرة اللغة على مسايرة امواكبة التطورات الناجتة عن اتمع ، وملا ننظر إىل االنترنت كوسيلة لنقل املعلومات فإننا جندها حتتوي على أكثر )1("التطور العلمي

باللغة اإلجنليزية، وهذا ما يثري يف احلقيقة مسألة الغزو الثقايف و من حمتوياا و مضموا% 80من .اللغويونقصد بتمثيل املعلومات يف هذه الدراسة كل ما يستقبله الطلبة من معلومات أو منبهات

ت، هذه املعلومات اليت تعترب مبثابة مدخالت يف ظل وجود يمع وسيلة االنترن منتيجة تفاعلهو ما ينتج نتيجة ذلك وهو ما ميكن أن نسميه ،ية و إدراكية و حىت وجدانية مدركات معرف

.باملخرجات، واليت تظهر يف حقيقة األمر يف سلوكيام واجتاهاممفهوم السلوك مبعناه " نإإن السلوك هو موضوع علم النفس و: Behaviour :السلوك-

اشرة، مما يستبعد على األقل للوهلة األوىل الضيق يقتصر على نشاطات اجلسم القابلة للمالحظة املب .)2("حاالت الوعي و األفكار و املشاعر و التصورات و غريها من النشاطات الداخلية

أي استجابة أو رد فعل للفرد ال يتضمن " أما قاموس علم االجتماع فيعرف السلوك بأنه ارات اللفظية و اخلربات الذاتية ، وقد فقط االستجابات و احلركات اجلسمية، بل يشتمل على العب

يعين هذا املصطلح اإلجابة الكلية أو اآللية اليت تدخل فيها إفرازات الغدد حني يواجه الكائن العضوي أي موقف، و على الرغم من أن بعض الباحثني يستخدمون مصطلحي فعل و سلوك

لى كل ما ميارسه الفرد، و يفكر مبعىن واحد إال أن اصطالح السلوك أهم من الفعل ألنه يشتمل عو " ،)3("فيه، ويشعر به، بغض النظر عن القصد و املعىن الذي ينطوي عليه السلوك بالنسبة للفرد

كثريا ما يصدر سلوك اإلنسان ردا على منبهات أو مثريات، و املنبه أو املثري يف علم النفس هو أي .)4("سانيثري استجابة اإلن) خارجي أو داخلي(عامل أو موقف

1996مركز دراسات الوحدة العربية ، :بريوت، 203،،سلسلة املستقبل العريب ،العدد مقدمة يف تقانة املعلوماتعمرو اخلويلي ، – )1(

.151ص .224مرجع سبق ذكره ،ص روالن دورون ،فرنسوا بارو ، – )2( .36حممد عاطف غيث ،مرجع سبق ذكره ،ص – )3( .57،ص 1999، 1عامل الكتب ،ط:،القاهرة "من منظور علم النفس املعاصر "تفسري الناس للسلوك واملواقف عز الدين مجيل عطية ، – )4(

Page 28: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

هذا األخري يعد أن السلوك يف هذه الدراسة ال نقصد به سلوك استخدام االنترنت رغمإن ية و حىت جنسية و السلوك كمرحلة أوىل للتعامل مع وسيلة االنترنت لتلبية حاجات و دوافع نفس

كون نابع من الذي ي) املكشوف أو املستتر (الذي نعنيه يف هذه الدراسة هو السلوك غري السوي القانون وإمنا ال هاملمارسات اليت تنقلها االنترنت ويكون غري موجه بالقيم ولكن ال يعاقب علي

.اجلزائري يتوافق مع املعايري االجتماعية السائدة يف اتمعيشري االجتاه للتوجه اإلدراكي و االستعداد لالستجابة حنو موضوع خاص أو جمموعة :االجتاه -

و االجتاه عبارة عن تكوين فرضي ال ميكن مالحظته مباشرة لكن يستدل عليه من "عات من املوضوخالل السلوك املالحظ أو االستجابة اللفظية اليت تعكس الرأي، لكن هذه املالحظات ال ميكن أن

.)1("تعين االجتاه بل ميكن أن تستخدم كمؤشرات أو مقاييس أو تعريفات إجرائيةقد يشري إىل االستعداد أو امليل املكتسب الذي يظهر " لم االجتماع االجتاه بأنه ويعرف قاموس ع

يف سلوك الفرد أو اجلماعة عندما تكون بصدد تقييم شيء أو موضوع بطريقة متسقة و مميزة وقد ينظر )2(."إليه على انه تعبري حمدد عن قيمة أو معتقد، وهلذا يشمل على نوع من التقييم االجيايب أو السليب

و نقصد باالجتاه يف هذه الدراسة تلك األحكام اليت يكوا الفرد حول خمتلف املواضيع جراء استخدام الفرد من أفكار ومعتقدات مبا يكتسبه االجتاه على عالقة كبرية هذا و يكونسوف نركز على و مميزاته الشخصية، و يف هذه الدراسة ت ،و هذا ال يلغي بالطبع تربيتهياالنترن

.اجتاهات الطلبة اليت تتمثل يف امليل العاطفي باإلجياب أو بالسلب حنو موضوع ما أو قضية ماتعري ثابت نسبيا يف سلوك الكائن احلي "معجم علم النفس و التحليل النفسي بأنة هيعرف:التعلم-

ت مؤقتة مثل عوامل وال يرجع لعوامل النضج اجلسمي أو نتيجة لتغريا،حيدث نتيجة املمارسة وتتطلب توافر والتعلم عملية معقدة و ختضع لظروف كثرية،،التعب أو ارتفاع درجة احلرارة

شروط خاصة،كما أن له مراحل ومن مراحل التعلم ،مرحلة اكتساب املادة املتعلمة تليها مرحلة .)3("ادة واالسترجاعما املرحلة الثانية فهي مرحلة االستعأاختزان املعلومات أو االحتفاظ ا

تغري السلوك تغريا ثابتا نسبيا بتأثري الظروف البيئية ويكون "نه أعلى التعلم ويعرف كذلك .)4("ذلك نتيجة اكتساب عادة أو مهارة

. 11،ص 1985، 1دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،ط:وت ،بريمعجم علم النفس والتحليل النفسيفرح عبد القادر طه وآخرون ، – )1( . 30حممد عاطف غيث ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2( .128فرح عبد القادر طه وآخرون ،نفس املرجع السابق ،ص – )3( .168،ص 1994، 1،الدار العربية للعلوم ،ط علم النفس وتطبيقاته االجتماعي والتربويعبد العلي اجلسامي ، – )4(

Page 29: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

التعلم هو النشاط الذي ميارسه الشخص والذي "فريى أن : Wood Worthأما ودورث . )1("يؤثر على سلوكه مستقبال

ت وما حتويه من يكل املهارات والعادات املكتسبة نتيجة استخدام االنترن:ونقصد هنا بالتعلم واليت تؤدى إىل تعري السلوك ،واملعارف املتاحة على الشبكة فرق للنقاش واحلوار وحىت املعلومات

.أو تعديله املوقف العلمي لقد عرف علماء النفس كلمة الشخصية بتعريفات متعددة ،تعكس: الشخصية-

النظري لصاحب التعريف ،ولكننا جند أن علماء النفس أميل إىل األخذ بتعريفات سلوكية .للشخص،هذه التعريفات السلوكية تشري إىل مظاهر من السلوك ميكن مالحظتها وقياسها

مجيع أنواع النشاط اليت نالحظها عند الفرد عن طريق مالحظته مالحظة" :فتعرف بأا .)2("فعلية خارجية لفترة طويلة كافية من الزمن تسمح لنا بالتعرف الكامل عليه

هم أ و مشلأوهو ، تعريفا جوهريا واجتماعيا للشخصية ALPORTلبورت أوقد قدم التنظيم الديناميكي "التعريفات اليت ظهرت حىت اآلن حسب الباحثني ،فعرف الشخصية على أا

وهو التنظيم الذي حيدد أساليب ،تكوينات واالستعدادات النفسية واجلسمية يف الفرد وجلميع ال . )3("اإلنسان اخلاصة

ونقصد بالشخصية يف هذه الدراسة كل ما يصف الطالب اجلامعي من حيث هو كل موحد خباصة من األساليب السلوكية واإلدراكية واملعرفية املعقدة التنظيم الذي متيزه عن غريه من الناس و

وكذا من حيث استخدام الوسائل التكنولوجية بصفة عامة واستخدام ،يف املواقف االجتماعية .االنترنيت بصفة خاصة

وغريه من املعاجم " د الدين الفريوز أبدي " جاء يف قاموس احمليط : YOUTH: الشباب -باب الشيء أوله، وجتمع اء و احلداثة، و شتالعربية أن كلمة شب من شبيب و أن الشباب هو الف

والشباب ظاهرة اجتماعية تشري إىل مرحلة من العمر تعقب مرحلة ،على شباب و شبان و شواباملراهقة و تبدو خالهلا عالمات النضج االجتماعي، و النفسي و البيولوجي واضحة، ويعد الشباب

. خاصة التغيري التكنولوجي،و من أكثر الشرائح االجتماعية تفاعال مع التغيري احلادث يف اتمع

.16،ص 2،1981الدار العربية للكتاب ،ط :،ليبيا نظريات التعلم والتعليمرمضان ألقذايف ، – )1( . 229،ص مرجع سبق ذكرهعبد العلي اجليسامي ، – )2( .232نفس املرجع السابق ،ص – )3(

Page 30: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

و أن من أهم املصادر ،وهناك من الباحثني من يرى أن الشباب قابل للتغيري و التوجيه بفكرة االختراع و االكتشاف، و خباصة فيما يتعلق بدور التكنولوجيا "تصلـت يرييةـالتغ

ضع الشباب و اجتاهام، ومواقفهم يف الوطن و املخترعات احلديثة يف أحداث التغيريات تتعلق بو وهنا جتدر اإلشارة إىل أن السيارة و التليفون و التليفون الالسلكي، والتليفون احملمول . العريب

حتدث مجيعها تأثرياا على internetو التلفزيون و الفيديو و الفضائيات و شبكة املعلومات .،والشباب اجلزائري بصفة خاصة)1("الشباب يف الوطن العريب

:مرحلة الشباب إىل قسمني متمايزين و متالمحني ومها"ويقسم علماء نفس النمو .سنة18-14مرحلة املراهقة املبكرة و متتد من -ن مفهوم الشباب يف هذه الدراسة نعىن به أو.سنة27 – 18مرحلة املراهقة املتأخرة و متتد من -

وهذا ما ميكن أن نسميه ،سنة27- 18جد يف مرحلة عمرية حمددة ومتتد من جتماعية توإفئة ويتميز أفراد هذه الفئة ببعض امليزات واخلصائص ،مراهقة متأخرة حسب التقسيم املوجود أعاله

. النفسية واالجتماعية والثقافية اليت جتعلهم خيتلفون عن الفئات االجتماعية األخرى التقليدية ميثلون مجاعة أو شرحية من –من وجهة النظر العلمية إن الطلبة ):الطالب(الطلبة-

املثقفني يف اتمع بصفة عامة، إذ يتركز املئات أو األلوف من الشباب يف نطاق املؤسسات الطالب ليسوا طبقة و " التعليمية مما يضعف وخيفف إىل حد ما من ارتباطهم الطبقي و العائلي و

قت الدراسة مث يصبحون قوة إنتاجية و يصطدمون باتمع القائم و لكنهم حالة وقتية جيمعهم و .)2("لذلك فإم حياولون حتقيق الذات وهم جمتمعون

الذين ميثلون املرحلة العمرية الثانية و نقصد بالطلبة يف هذه الدراسة طلبة اجلامعة املركزية و طبيعة ،سب مع ثقافة اتمع اجلزائرين هذا يتناسنة أل27- 18للتقسيم املتعلق بالشباب أي من

يف أغلب األحيان و يتخرج 18ن الطالب يف اجلزائر يتحصل على البكالوريا يف سن التعليمه أل .سنة27- 22بني ما من اجلامعة يف سن

يتسم الكائن البشري بوجود عالقات بينه وبني اآلخرين بغض النظر عن مسألة إن :اعلـالتف-بية ،هلذا يعرف التفاعل بأنه عملية حتدث بني األشخاص،يغري بواسطتها األفراد كانت اجيابية أو سل

املتصلون مؤقتا تصرفام بعضهم اجتاه بعض من خالل آثار متبادلة متواصلة ،وهو النمط

. 27،ص 2003صرية اللبنانية ، الدار امل:،القاهرة الشباب العريب والتغيري االجتماعيسامية الساعايت ، – )1( .238،ص 1996، 1دار الفجر للنشر والتوزيع ،ط:،القاهرة دور وسائل اإلعالم يف تقدمي القدوة للشباب اجلامعيسحر حممد وهيب ، – )2(

Page 31: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

والتفاعلية هي تتابع سلسلة من الرسائل املترابطة واملرتبطة ببعضها ،السلوكي األساسي يف اجلماعة يف االتصال التفاعلي تكون األدوار ،و ة يسمح فيها النظام االتصايل بوجود رد فعلالبعض بدرج

.االتصالية متبادلة يتم من خالل استخدام االنترنيت دف التعلم أو الترفيه والترويح ،بناء "والتفاعل ميكن أن

سيلة مجاهريية أكثر متيزا على خاصية االستجابة كأبرز مسات خاصية التفاعل ،مما جيعل الشبكة و .)1("عن باقي أشكال االتصال األخرى ،إذ تشمل خصائص االتصال الشخصي واجلماهريي معا

وبالتايل فإن التطورات اليت طرأت على البيئة االتصالية احلديثة القائمة على تكنولوجيا الكمبيوتر فمستخدمو العاب –Interactivityكانت مدعومة خبصائص جديدة متاما أمهها التفاعلية

وال ميكن أن نالفيديو وأجهزة الكمبيوتر الشخصية وشبكة االنترنيت ال يشكلون مجهورا سلبيا يكونوا كذلك على عكس اجلمهور املستقبل للتلفزيون مثال، بل منط االتصال الذي يتم يف حالة

اإلنسان يتطلب مستخدما نشطا يف هذا احلوار بني–هذه الوسائل هو اتصال ذو اجتاهني ويبدو أن أفراد اجلمهور األصغر سنا وخاصة – Man-Machine Dialogue واآللة

.األطفال واملراهقني والشباب جتذم هذه اإلمكانيات اجلديدة أكثر من غريهم التفاعلوتكنولوجيا االنترنيت ميكن إيضاح أن التفاعلويف إطار تلك الصلة بني مصطلحي

الرقمية اجلديدة يف الفضاء االليكتروين،كما يرتبط بشكل وثيق بتطور يتصل بالكيانات يرتبط بشكل وثيق بانتشار استخدام و التفاعل .استخدامات االتصال احلديثة عرب شبكة االنترنيت

االنترنيت وبكل ما تتيحه من خدمات ،ميكن إمجاهلا يف حتقيق االتصال والتفاعل بنحو متزاوج يتعدي جمرد تعرض األفراد إىل وسائل االتصال اجلماهريية ،إىل تعرضهم مبعين االتصال الذي،

كوسيلة اتصالية مجاهريية تفاعلية ،يربز من خالهلا دور الفرد تكنولوجيا االنترنيتوتفاعلهم مع وهذا ،اجيابيا كمشارك أساسي يف العملية االتصالية من خالل املعطيات والتفاعل مع خمرجتها

.به يف دراستنا هذهبالذات ما نقصد

الدار العربية للنشر والتوزيع : ،القاهرة تكنولوجيا االتصال التفاعلي يف عصر الفضاء االليكتروين أملعلومايت الرقميامسا حسني حافظ ، – )1( . 15،ص 1،2005ط

Page 32: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:الدراسات السابقة-8ت و سرعة انتشارها و كثافة استخدامها من قبل خمتلف يأمهية االنترننه على الرغم من إ

تعاجل مجيع اجلوانب املتعلقة املتوفرة مل شرائح اتمع و خاصة الشباب إىل أن عدد الدراساتكما أن الدراسات اليت تناولت يف اجلزائر، املنجزة الدراسات خاصةو باالنترنيت وتأثرياا،

االستخدامات و االشباعات اليت حتققها الشبكة أو من خالل الوصف االنترنيت قد ركزت علىت على ياالنترن) األثر(ت يف اجلزائر، وحىت الدراسات اليت تناولت تأثري أو يالعام لواقع االنترن

.ياق تأثري و سائل اإلعالم على اجلمهوراجلماهري مل تكن مستقلة بل جاءت يف سدراسة استكشافية لالنترنتني :جمتمع اإلعالم واملعلومات " بعنوان:األوىل دراسة ال -1

من إعداد الطالب حممد لعقاب وهي أطروحة نوقشت يف قسم علوم اإلعالم "اجلزائريني .2000/2001واالتصال كلية اآلداب واللغات ،جامعة اجلزائر بن يوسف بن خدة

يف واالنترنتني تيواقع االنترن تناولتتعترب هذه الدراسة مهمة ألا أول دراسة علمية و ما هي طبيعة التحوالت اليت :اجلزائر ومتحورت إشكالية الدراسة حول سؤال جوهري مفاده

.أحدثتها التكنولوجيا احلديثة لإلعالم و املعلومات على اتمع البشري؟ :ه اإلشكالية جمموعة من التساؤالت نذكر منهاو تضمنت هذ

ما هي وضعية االنترنت يف اجلزائر؟ - من هم مستخدمو االنترنت يف اجلزائر؟ - .ما هي الصعوبات اليت تعترض االنترناتيني اجلزائريني؟ -

مفردة من بني رواد مقاهي االنترنت 176وقد اختار الباحث عينة غري احتمالية تتكون من .و املدياتيك بالعاصمة، ووزع عليهم استمارة االستبيان تتضمن أسئلة مفتوحة و األخرى مغلقة

).النتائج اليت تتحدث عن التأثري أو األثر:( إىل بعض النتائج نذكر منها الباحث وتوصل .إن الذي يستخدم االنترنت أصبح قليل الكالم مع األسرة كثري التفكري-االنقاش داخل األسرة و أدركت األسرة أمهية شراء حاسوب تطور مضمون-ب .وهذه ميكن اعتبارها أثارا نفسية اجتماعية). 371ص(آيل

:أما فيما خيص التأثريات على العالقات اليت جتمع األصدقاء فقد وجد الباحث أن

Page 33: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

للمناقشة أن مستعمل االنترنت أصبح مؤدبا مع أصدقائه، ومل يعد متعصبا لرأيه بل مياال - .وهذا ما يدخل يف احلقيقة يف جمال السلوك و االجتاهات،اهلادئة

أصبح البعض قليلي اللقاء مع أصدقائهم القدامى و اكتسبوا أصدقاء جدد يف أماكن - .استخدام االنترنت

ال يستخدمون وسيلة أصبح البعض يشعر انه أفضل من أصدقائه الذين - ).372ص.(تياالنترنا يالحظ على هذه الدراسة أن اإلشكالية كانت أوسع من جمال الدراسة حيث ولكن م

. أن الباحث يف اشكاليته حتدث عن اتمع البشري وليس االنترنتيني اجلزائينيت يف يورغم هذا فإن هذه الدراسة كانت حبق مؤسسة جلميع الدراسات اليت تناولت االنترن

من ،الباحثني ايستفيد منه ومادة أساسية ده تراكم معريفاجلزائر و قد مثلت للباحثني من بع .و هذا ما جعلها ذات أمهية كبرية ،طرح اشكاليام و بداية حبوثهم

دراسة( اثر وسائل اإلعالم على القيم والسلوكيات لدى الشباب"بعنوان :الثانيةدراسة ال-2وهي أطروحة دكتوراه دولة ةالسعيد بومعيز: من إعداد الطالب )استطالعية مبنطقة البليدة

قسم علوم اإلعالم واالتصال كلية العلوم السياسية واإلعالم،جامعة اجلزائر بن يوسف نوقشت يف . 2004/2005بن خدة

لقد متحورت إشكالية الباحث يف هذه الدراسة حول حماولة معرفة أثر وسائل اإلعالم على و ، مبنطقة البليدة ولإلجابة على هذه اإلشكالية )06ص( القيم والسلوكيات لدى الشباب اجلزائري

:طرح الباحث جمموعة من الفرضيات و هذا بتحديده حملاور .حمور عادات االستعمال -1 .حمور أثر وسائل اإلعالم على القيم -2 .حمور أثر وسائل اإلعالم على السلوكيات -3عض السلوكيات، حمور ارتباط الشباب بالقيم أو االبتعاد عنها و مدى جتاوزهم لب -4

).07ص(ألنه يتناسب مع دراستنا 03و 01ونركز على احملور

Page 34: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

أن وسائل اإلعالم ال تساعد على ارتباط الشباب بالقيم نظرا لكون ): 05(الفرضية -مضامني هذه الوسائل اإلعالمية متيل أكثر إىل الترفيه و االستهالك و اخلطاب السياسي باستثناء

.امج الدينية و التعليميةبعض الوثائقيات و الرب .إن وسائل اإلعالم تساعد الشباب على جتاوز بعض السلوكيات السلبية): 06(الفرضية -إن ارتباط الشباب بالقيم و االبتعاد عنها و مدى جتاوزهم لبعض ): 07(الفرضية -

ثقافية -ة و السوسيوـالسلوكيات يتوقفان على خصائصهم الدميوغرافي ).08ص(و االقتصادية

70أوالد يعيش ) 24ص(واختار الباحث عينة غري احتمالية مقسمة على النحو التايل ، واعتمد على العينة 30، بين مراد30، الشفة 50، موزاية 30، الصومعة 70مفردة، بوفاريك

اإلناث يف اية املطاف إناث، حيث بلغ% 50ذكور و % 50احلصصية فيما يتعلق باجلنس أي مفردة 215 وقد وزع عليهم استمارة االستبيان بصفة غري شخصية و كانت وفق طريقة الكرة الثلجية

و قد قام باالعتماد على املقابالت مع حاالت قليلة للتبسيط و التوضيح، وكانت االستمارة تغطي ).25ص(فصاح عن آرائهملإل "ليكرت "حماور الدراسة و اعتمد على مقياس

.نركز على النتائج اليت تساعد الدراسة:و قد كشفت الدراسة جمموعة من النتائج نذكر منها% 55.42وهذا يفسر أساسا بكون % 52.5ت يإن أغلب املبحوثني يستعملون االنترن - 1

ا تسمح هلم الذين رمب, % 26.26فئة املوظفني: من الذين يستعملون االنترنت يتوزعون كاآليتالذين تفرض الدراسة % 29.16إمكانام بذلك أو أم يستعملوا يف أماكن عملهم، وفئة الطلبة

عليهم استعمال االنترنت من اجل البحث العلمي أو أن لديهم القدرات اللغوية و غريها الستعماهلا ).329ص.(من اجل الدردشة و الربيد االلكتروين

ت أكثر من اإلناث، إذ بلغت نسبة يين يستخدمون االنترنإن عدد الذكور الذ -2 فقط، كما أن ذوي املستوى التعليمي اجلامعي يستعملون % 40و نسبة اإلناث % 60الذكور .ت أكثر من املستويات التعليمية األخرىياالنترن

بقى االنترنت كتكنولوجيا وكوسيلة إعالمية و على خالف الوسائل اإلعالمية األخرى ت -3 ، وما يالحظ على هذه )329ص(وخاصة الطلبة اجلامعيني ،من اهتمامات الشباب و األطفال

:الدراسة ما يلي

Page 35: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

دراسة أثر وسائل اإلعالم على القيم و السلوكيات أمر كبري نسبيا حيث كان من املمكن أن- .للباحث اختيار وسيلة واحدة ويدرس أثرها

تها كان من املمكن للباحث االبتعاد عن دراسة و نظرا إلشكالية دراسة القيم و صعوب- .السلوكيات

ولكن رغم هذا تعد هذه الدراسة من أهم الرسائل اجلامعية اليت تناولت تأثري وأثر وسائل ولقد استفدنا منها يف جانبها النظري واملنهجي على حد .األعالم على اجلماهري بشكل عام

.اءسو

Page 36: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الفصل األول

ات النظرية لدراسة التأثيرالمقترب

Page 37: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

: متهيد

إن أي نظرية بشكل عام عبارة عن جمموعة من القواعد واملفاهيم التجريدية اليت يتم تطبيقها من العامل احلقيقي،وهي وسيلة جتريدية لربط بعض األحداث يف العامل لتلخيص ة على جزئي

ها على دراسة ظاهرة ما أن تتناسب مع واستخالص جوهر األمور ،وجيب عند اختيار نظرية لتطبيق،وال تكاد توجد نظرية إعالمية واحدة متفق على كيفية موضوع الدراسة ،حىت تتم االستفادة منها

عملها،أو تأثريها يف اجلمهور بني الباحثني،وإمنا توجد عدد من النظريات اليت تقدم تصورات عن . كيفية عمل اإلعالم وتأثريه

كما ،تساعد هذه النظريات على توجيه البحث العلمي يف جمال اإلعالم يةومن جهة ثان جتاه الوسائل أو الرسائل اإلعالمية االنظرية ما حتدثه من تأثري يف اجلمهور أو اجلمهور نفسه حتشر

بل تتجاوز أحيانا ذلك إىل تقدمي تصور عما ميكن أن حيدث مستقبال ،كما تقدم النظرية تصورات ومتثل دراسات الوسيلة جانبا مهما ،ت االجتماعية احملتملة وتأثري وسائل اإلعالم عليهاعن املتغريا

يف أدبيات علوم اإلعالم واالتصال ،وذلك منذ أن طرحت النماذج الكالسيكية األوىل لالتصال أن .الوسيلة مكون أساسي ال يتم االتصال دونه

مع السميات اخلاصة بالوسيلة يف التأثري على اعترب علماء االتصال أن الرسالة تتفاعلقد و ن يف هذه الدراسة إذهب إىل أن الوسيلة هي الرسالة ذاا ،ومن مث ف "ماكلوهان"املتلقي ،بل أن

نظرية االستخدامات واالشباعات ،ونظرية :قام الباحث باالستعانة مبجموعة من النظريات هي لتماس املعلومات ،ونظرية مارشال ماكلوهان ،باإلضافة التعلم االجتماعي ،نظرية متثل املعلومات وا

. إىل نظرية فارق املعرفة واالعتماد على وسائل اإلعالم

Page 38: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:السيكولوجي املقترب: ملبحث األولا

النفسي أو السيكولوجي ،من املقاربات األساسية لدراسة الظاهرة اإلعالمية املقتربيعد سا على حماولة تفسري التأثريات اليت حتدثها مضامني وسائل اإلعالم على االتصالية ،اليت تعتمد أسا

واليت تترجم إىل مواقف ومناذج ،األفراد، فهي تنطلق من دراسة الظواهر اليت تنتجها هذه التأثرياتإذ ال يوجد سلوك بدون دافع ،وحيكم هذا املنظور قاعدة الدافع والدليل واالستجابة ....إدراكيةعل جتافع والد هن هذإوبالتايل ف ،افع أيضا الستقبال الرسالةوفع واملستقبل له دواله د فاملرسل

ويستجيب املستقبل استجابة مناسبة لطبيعة الشحنة أهدافه، املرسل ينتقي أفضل الرسائل لتحقيق .،هلذا نقدم بعض النظريات السيكولوجية االنفعالية اليت حققتها الرسالة

.واإلشباعات نظرية االستخدامات- أ

من استخدم استخداما ،أي اختذ الشخص خادما ،ومنه خيدمه خدمة :االستخدام يف اللغة ) بفتح الشني وفتح الباء(فهي مأخوذة من الشبع :أما االشباعات يف اللغة ،فهو خادم وخداما

ل أي كثريهوتدل على امتالء يف األكل وغريه ،ونقول ثوب شبيع الغز،) بكسر الشني(والشبع .نه شبعان وليس كذلكأشبيع العقل أي وافره ،والتشبع من يرى و

معىن ماذا يفعل الناس " إىل" Proulex برولكس" ويشري مفهوم االستخدام حسب لة التملك أحقيقة باألدوات أو األشياء التقنية ؟،كما أن مفهوم االستخدام حييل بدورة إىل مس

ويساءل عالقة األفراد باألشياء التقنية ومبحتوياا أيضا ،كما أن ،يا االجتماعي للتكنولوجاالستخدام فيزيائيا حييل إىل استعمال وسيلة إعالمية أو تكنولوجية قابلة لالكتشاف والتحليل عرب ممارسات ومتثالت خصوصية ،كما أن مفهوم االستخدام يقتضي أوال إمكانية الوصول إىل

حىت نستطيع احلديث عن االستخدام ،مت ) ماديا( ن تكون متوفرة فيزيائياتكنولوجيا ما ،مبعىن أ . (1)"ضرورة أن يتم تبين هذه التكنولوجيا

ن االستخدامات االجتماعية هي أمناط من االستعماالت تربز بشكل إ،ف ومن جانب آخر كي تكون قادرة متكرر ويف صيغة عادات اجتماعية مندجمة على حنو كاف يف يومية املستخدمني

(1) -WWW.USBU.ORG.NET

Page 39: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

،بني مفهوم Josiane Jouet جوزيان جويعلى املقاومة كممارسات خصوصية ،ومتيز االستخدام واملمارسة حيث ترى أن االستخدام مفهوم ضعيف حييل إىل جمرد استعمال عشوائي أو

غطي غري منتظم للتقنية يف حني أن املمارسة هي أكثر صياغة وال تغطي استعمال التقنيات فقط بل ت .أيضا سلوكيات األفراد واجتاهام ،ومتثالم اليت هلا عالقة مباشرة وغري مباشرة باألداة

لالنترنيت يف اجلزائر قد " The Social usage"ونعتقد أن االستخدام االجتماعي املؤسسات احلكومية :وهذا نتيجة السرعة اليت تطورت ا واقتحامها العديد من امليادين ،تشكل

االقتصادية والثقافية ،دون أن ننسى االنتشار الواسع للمقاهي ؤسساتمؤسسات التعليم واملويرتادوا حوايل مليون شاب من خمتلف األعمار ،مقهي 7000االنترنيت اليت بلغت يف هذه السنة

أما اإلشباع فهو إرضاء رغبة أو بلوغ هدف ،أو خفض دافع ،وتدل الكلمة أيضا على احلال اليت .م فيها ذلكيت

ويعين اإلشباع يف نظرية التحليل النفسي خفض التنبيه والتخلص من التوتر ،حيث أن تراكم التنبيه حيدث إحساسا باألمل ،يدفع اجلهاز إىل العمل لكي حيدث مرة أحرى حالة إشباع

مه استعمال كما أن كلمة استخدام يقابلها يف العربية كل،)1(يدرك فيها خفض التنبيه كأنه لذة .)2("بنمط سلوكي يقبله اتمع" واليت عرفها قاموس علم االجتماعusageوهي بالفرنسية

االستعمال واإلشباع وهو جمال :أما مفهوم االستعمال يف اإلعالم فلقد جاء حتت عنوان وسائل ماذا يفعل اجلمهور ب:حبث جلب اهتمام الكثري من الباحثني الذين أرادوا التعرف على

اإلعالم حيث كثف الباحثون من جمهودام حول دراسة رضا اجلمهور حماولني وضع معامالت واستعمال وسائل اإلعالم ،)3(االرتباط بني طلبات ودوافع اجلمهور وبني تأثريات وسائل االتصال

أكثر من أي شيء آخر ،فقد أصبح هذا األمر بداهة متداولة بكثافة يف جتماعياهو عمل ونظرية االستخدامات واالشباعات يف االصطالح اإلعالمي مثار اختالف ،)4(سات اإلعالميةالدرا

.48، 47حممد منري حجاب ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1( . 499حممد عاطف غيث ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2( . 36،ص 1998ديوان املطبوعات اجلامعية ، :،اجلزائر مقدمة يف وسائل االتصال اجلماهرييةفضيل دليو ، – )3(. 78ص 2003دار هومة ، :الوسيط يف الدراسات اجلامعية ،اجلزء الرابع ،اجلزائر :،يف السمات السوسيولوجية للجمهورقسايسية ، يعل – )4(.

Page 40: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

تعرض اجلمهور ملواد إعالمية إلشباع رغبات كامنة :وتعين هذه النظرية باختصار ،بني الباحثنيبة معينة استجابة لدوافع احلاجات الفردية ،وكل ما حتققه املادة املقدمة عرب وسيلة معينة من استجا

جزئية أو كلية ملتطلبات احلاجات ،ودوافع الفرد الذي يستخدم هذه الوسيلة ويتعرض لتلك املادة لتحقيق احلاجة اليت تعد حالة من الرضا واإلشباع وهي افتقار الفرد أو شعوره بنقص يف شيء ما

أو نفسية أما الدافع فهو حالة فسيولوجية ،حيقق تواجده واحلاجة قد تكون فسيولوجية أو نفسية .توجه الفرد إىل االتزان النفسي الذي يساعد على استمرار التواصل مع الغري والتكيف مع البيئة

ويف عاداته ،إىل أن اجلمهور لديه دوافع يستند إليها يف سلوكه االتصايل هذه النظرية وتشري ل اإلعالم فهو يسعى ويؤكد هذا املدخل على أن اجلمهور حني يتعرض لوسائ،مع وسائل اإلعالم

وهي رؤية تفترض أن يكون التساؤل األساسي هو ما الذي يفعله "إىل حتقيق اشباعات حمددة،ولقد مرت هذه النظرية ،)1("الناس بوسائل اإلعالم ،وليس ما الذي تفعله وسائل اإلعالم بالناس

األنشطة اليت يف األربعينيات واخلمسينيات ركزت على حصر األوىلمبراحل ثالث يف تطورها ،اليت بدأت يف الستينيات املرحلة الثانيةمتارسها وسائل اإلعالم والوظائف اليت تقدمها مث كانت

د بدأت يف قمن هذا النموذج املرحلة الثالثةن أوميكن القول ب،وركزت على التحليل الوظيفي .واحتياجاته السبعينيات بتأكيد أن اجلمهور ليس سلبيا وإمنا هو مجهور نشط له دوافعه

نه حيقق لنا معرفة كيفية استخدام األفراد لوسائل اإلعالم إلشباع أومن مزايا هذا املدخل ولذلك فهو يساعدنا يف فهم أمهية ومعىن ،نه يوضح دوافع التعرض وأمناطه أكما ،احتياجام

تصايل للشباب نه يوفر لنا جماال رحبا الختبار السلوك االأكما ،استخدام وسيلة االتصال وكذلك طبيعتها ،اجلامعي،كما أن سرعة انتشار تكنولوجية االنترنيت كما و كيفا وجغرافيا

التفاعلية جعلت الباحثني يتطرقون إىل دراسة هذه الوسيلة وتفاعلها مع خمتلف الشرائح من خالل ابيته مع نظرية االشباعات اليت تنطلق من مسلمة أساسية وجوهرية وهي تفاعل اجلمهور واجي

وسائل اإلعالم اليت يستهلكها ،فاالنترنيت تتطلب من مستخدميها تفاعلية أكثر مما تتطلبه وسائل اإلعالم التقليدية ،فمستخدمو االنترنيت يستعملون الشبكة للبحث عن املعلومات أو تبادل الرسائل

.والدردشة والتواصل مع اآلخرين

.13،ص 1991دار الفكر العريب ،:،القاهرة الوظيفة اإلخبارية لوسائل اإلعالم:وظائف االتصال اجلماهرييحسن محدي ، – )1(

Page 41: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ن املستخدمني يعرفون مسبقا احلاجات اليت أهداف ووسيلة حمددة األ إن االنترنيت هي يردون إشباعها من خالل الشبكة،فاهلدف هنا يقوم أساسا على أن املبحرين يف الشبكة يستهدفون عن قصد احملتوى الذي يريدونه وحيتاجانه إلشباع حاجات معينة عندهم على عكس مستهلكي

ستخدموا من باب التعود والروتني بدون دوافع رى الذين كثري من األحيان يخوسائل اإلعالم األ .حمددة

ويفترض هذا املدخل أن هناك عدة متغريات اجتماعية ونفسية واقتصادية تعمل بطرق معقدة وبوجه عام فإن معظم دراسات ،لتؤثر على استخدام وسائل االتصال اجلماهريي واشباعاا

:)1(ااالتصال تقسم دوافع التعرض إىل فئتني مه

وتستهدف التعرف على الذات ،واكتساب Instrumentel Motives :دوافع نفعية-1املعرفة واملعلومات ،واخلربات ،ومجيع أشكال التعلم بوجه عام واليت تعكسها نشرات األخبار

. والربامج التعليمية والثقافية

ء وتستهدف متضية الوقت ،واالسترخاMotives Ritualized :دوافع طقوسية-2والصداقة ،واأللفة مع الوسيلة ،واهلروب من املشكالت ،وتنعكس هذه الفئة يف الربامج اخليالية

.مثل املسلسالت واألفالم واملنوعات ،وبرامج الترفيه املختلفة ..:

اليت يقسمها اشباعات احملتوىمها )2(:بني نوعني من االشباعات "لورانس وينر"ويفرق : إىل نوعني

.مثل مراقبة البيئة واحلصول على املعلومات :جيهية تو- ا

االشباعات العلميةمثل فهم الواقع والتحدث مع اآلخرين فيما يشاهده مث :اجتماعية - ب :وتنقسم أيضا إىل نوعني

.تنعكس يف برامج التسلية والترفيه شبه توجيهية اشباعات-ج

. 247، 246حسن عماد مكاوي ،ليلي حسني السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1(،اجلزء الثاين "اإلعالم املعاصر واهلوية العربية" ،يف استخدامات الشباب اجلامعي للقنوات الغنائية واالشباعات احملققةحسني على حممد ، – )2(

.812، 811،ص 2006 ،القاهرة

Page 42: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.وحدة وامللل مثل التخلص من الشعور بال شبه توجيهية اشباعات-د

وبصفة عامه ميكن توظيف هذا املدخل وفقا خلصائص الشباب من خالل حماولة ربط اجلانب النظري والتطبيقي من خالل حماولة معرفة دوافع وأسباب استخدام الشباب لالنترنيت

رد من ولكن مع األخذ بعني االعتبار أن اإلشباع الذي يبحث عنه الفقة هلم ،قواالشباعات احملوبذلك خالل استخدامه لالنترنيت ليس بالضرورة هو نفسه اإلشباع الذي سوف حيصل عليه،

باختاذ نظرية االشباعات واالستخدامات كإطار نظري هلذه الدراسة من املمكن تفسري السلوك .االجتماعي الذي قد ينتج عن استخدام الطلبة للمحتوى االنترنيت

أفضل النظريات اليت ميكن من خالهلا تفسري الدوافع ،وتلبية إن هذه النظرية تعد من وتركز هذه ،احلاجات ،وهي أكثر النظريات اختبارا وتطبيقا يف اتمعات العربية من قبل الباحثني

مون الذي يريد ،فهو يعرف ضالنظرية على مفهوم اجلمهور النشط ،الذي يبحث عن الوسيلة واملنعلى افتراض –،لذا ميكن القول أن توجه طلبة اجلامعات لالنترنيت مل يكن ما يريد قبل التوجه إليه

ن الدافع لذلك أنه ميكن تفسري دوافعه من قبل املستخدم نفسه ،وأغري مربر ،بل –هذه النظرية وميكن توظيف نظرية ،التعرض هو احلاجة إىل اإلشباع ،واحلاجة هلا تأثري يف توجيه السلوك

عات خلدمة أهداف البحث ،وذلك بالنظر إىل اإلشباع الذي تقدمه شبكة االستخدامات واالشبا :االنترنيت ملستخدميها ،وهذه االشباعات على النحو التايل

جل أوينتج هذا النوع من االشباعات عن استخدام شبكة االنترنيت من : إشباع احملتوى-1 :جل الوسيلة نفسها ،وينقسم إىل قسمني أاحملتوى ال من

ويتضمن احلصول على املعلومات ،واملواد اإلخبارية من الشبكة اليت تتميز : شباع التوجيهياإل- ابسرعة النشر ،ويرتبط هذا النوع من اإلشباع بكثرة االستخدام ،واالعتماد على الشبكة ،وتتميز ن الشبكة يف هذا األمر بعدم وجود قيود أو رقابة على النشر خاصة يف املنتديات ،وميكنها ذلك م

.نشر معلومات ،وأخبار من كل األنواع، ال ميكن أن تنشر يف وسائل اإلعالم التقليدية

ويقصد به الربط بني املعلومات اليت حيصل عليها الفرد من :اإلشباع االجتماعي- ب :الشبكة،وعالقاته االجتماعية ،وينقسم إىل قسمني

Page 43: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ستخدم يف التفاعل االجتماعي ويتضمن املعلومات اليت ت:إشباع اجتماعي إقناعي - واملناقشات ويوجد هذا النوع من املعلومات غالبا يف املواقع االليكترونية املوثوق ا ،وذات

.املصداقية واليت تتحرى الصدق يف النقل والنشر

ويتضمن املعلومات املثرية للجدل والغريبة اليت ال تستخدم عادة يف :إشباع اجتماعي هزيل - قشات اجلادة ،ويوجد هذا النوع من املعلومات يف املنتديات ،ومواقع الدردشة ،واحلوار واملواقع املنا

.االليكترونية اإلباحية واهلزلية

وهي االشباعات الناجتة عن استخدام شبكة االنترنيت نفسها ،واختيار : إشباع االتصال-2مه االنترنيت من حمتوى ،وينقسم إىل الوسيلة قصدا ،وال يرتبط هذا النوع من االشباعات مبا تقد

:قسمني

ويقصد ا العالقة بني الوسيلة والفرد ،حيث يشعر الفرد أن : اشباعات شبه اجتماعية- ا شبكة االنترنيت جزء منه ال ميكنه التخلي عنها ،ويشجع هذا الشعور وجود األلفة بني األفراد غري

املنتديات مثال ،من خالل احلوارات اخلاصة ،واستخدام املعروفني لبعضهم البعض ،كما حيصل يف .بعض األلفاظ اخلاصة اليت تدل على ألفة بينهم

ويتحقق هذا النوع من اإلشباع من خالل ختفيف التوتر ،مثل : اشباعات شبه توجيهية-ب االنترنيت اشباعات دعم الذات ،ويالحظ ذلك يف مواقع التسلية ،والترفيه ،أو االرتباط الدائم ب

ومن خالل ما سبق ميكن التعرف على أمهية االنترنيت ،ويزيد هذا يف األفراد املنعزلني عن اتمع ذلك أن اإلشباع الذي تقدمه االنترنيت ويف حياة األفراد عموما والطلبة اجلامعني خصوصا ،

ة الطالب بني أقرانه وطنية تعزز مكان وحمتوياا ،من معلومات توجيهية للطلبة ،أو أخبار عاملية وعند احلوارات ،والناقشات احليوية واجلانبية ،إضافة إىل اإلشباع الذي تقدمه االنترنيت ذاا بعض النظر عن حمتوياا ،و رغم أن الدراسات األوىل اليت تطرقت إىل استخدام االنترنيت عند الشباب

ات ،لكن ما ميكن أن نقوله اليوم جل احلصول على املعلومأأظهرت أن الشباب يرتبط بالشبكة من إشباع احملتوىن الشبكة تقدم هلم أيف حياة الشباب و بالغة أن االنترنيت أصبحت ذات أمهية

،وذلك ملا تقدمه من معلومات قد ال تتوافر يف وسائل اإلعالم األخرى إشباع الوسيلةإضافة إىل ،ومكانه بعكس وسائل اإلعالم إضافة إىل أن مستخدم االنترنيت يتحكم يف ظروف االستخدام

Page 44: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

هذه النظرية بالعالقة بني اجلمهور املستخدم لوسائل اإلعالم وبني مضامني هتمتاوقد األخرى ،وهذه العالقات املوجودة أثناء استخدام " عالقات االستخدام"تلك الوسائل ،وهو ما يسمى دة ومتنوعة مل تصمم له أصال ن الطالب يتعرض حملتويات متعدأل،املضمون ،وهي مهمة للغاية هنا

عقله وجسمه ونفسيته التأثري على وكذلك ميكن ،وقد ال تتناسب مع ثقافته وعاداته وتقاليده .بالواقع االفتراضي مع وجود ما يعرفوخاصة

نظرية االستخدام تفسري دوافع تعرض الطلبة لشبكة االنترنيت ،ومدى وميكن من خالل حلاجات الطلبة املتنوعة،فمن الثابت أن االنترنيت تساعد على إجياد ميول إشباع شبكة االنترنيت

فاالطالع ،،تؤثر فيهم سلبا أو إجيابا هلاواهتمامات ،وسلوكيات لدى الطلبة اجلامعني املستخدمني حدث املعلومات والتعامل مع جهاز احلاسب اآليل يكسب الفرد املستخدم خربة تكنولوجية أعلى

علومات اليت حيصل عليها من االنترنيت ،وهذا يشكل اهتمامات وحاجات مل تكن إضافة إىل امل .موجودة من قبل يسعى الطالب اجلامعي إىل تلبيتها من خالل استخدام الشبكة

:نظرية التعلم االجتماعي- ب

اكتساب املهارات اجلديدة وإدراك"جتدر اإلشارة يف البداية إىل أن التعلم يشري إىل األشياء والتعرف عليها عن طريق املمارسة مبا يف ذلك جتنب بعض أمناط السلوك اليت يتضح للكائن

وهذا التعريف يشارك باقي التعريفات يف التركيز على جانب ، )1("احلي عدم فعاليتها أو ضررها رف على مكوناا والتع،اكتساب اخلربة واملهارة عن طريق تفهم البيئة التقليدية احمليطة بالكائن احلي

نه يرى أن التعلم قد يسري يف اجتاه سليب لكي يستطيع الفرد أعن طريق احلركة والنشاط ،إال .التخلص من بعض آثار التعلم اخلاطئ أو غري اهلادف أو عدمي الفاعلية

والذي ،التعلم هو النشاط الذي ميارسه الشخص " أن Wood Worthودوروثويرى وحيدث ،ن التعلم حيدث عادة يف مواقف التفاعل االجتماعي إوإمجاليا ف،)2("اليؤثر عليه مستقب

أو يشارك يف نشاط اجتماعي أجانب كبري من التعلم الشخصي بينما الفرد يلهو أو يعمل أو يقر حمدد ،وهذا يعين أن جانبا كبريا من التغيري يف السلوك الفردي نتيجة للتعلم يتم بشكل غري رمسي

.14كره ،ص ،مرجع سبق ذ ألقذايفرمضان – )1( . 13،ص املرجع نفسه – )2(

Page 45: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

وتوفريها لفضاء اتصايل ،شعوري ،ومع دخول االنترنيت وانتشارها بشكل كبري و بشكل الوخاصة األطفال والشباب ،تفاعلي يكون هلا دور كبري يف تعلم سلوكيات جديدة لدى األفراد

.التعلم االليكتروينحىت بدأ علماء النفس االجتماعي يتحدثون عن

هي نظرية عامة للسلوك البشري ،وتقدم تفسري عام التعلم االجتماعي و بالنسبة لنظرية لكيفية اكتساب األشخاص أمناط جديدة من السلوك وتسمى اجتماعية نظرا ألا حتاول أن تفسر كيف يالحظ األفراد سلوك اآلخرين ،وكيف يبنون مناذج للسلوك كطرق شخصية لالستجابة

نه نتيجة أهي تشرح السلوك االجتماعي على و،للمواقف احلياتية املختلفة اليت يقابلوا كل يوم لعوامل معرفية وبيئية ،وتركز على خواص تعزيز الفعل لديه ،وكذلك على املثريات و املنبهات،كما تقوم بشرح عام لكيفية اكتساب األشخاص ألشكال جديدة من السلوك نتيجة

لدراسة وسائل اإلعالم واالتصال وخصوصا مالحظة تصرفات اآلخرين،وتعترب هذه النظرية مناسبة االنترنيت اليت تقدم جمموعة من املعارف واخلربات والسلوكيات اليت ميكن للشباب أن يعتربوا

. منوذجا يقومون بتقليدها

وتأثرياا بسبب زيادة ،ولقد تناولت نظرية التعلم االجتماعي منذ البداية دور وسائل اإلعالم كالت العنف يف الواليات املتحدة ،والعالقة بينها وبني انتشار التلفزيون ،وكثرة االهتمام مبش

عرضه للعنف خالل فترة الستينيات ،ويف حماولة لتفسري كيفية اكتساب األشخاص لنماذج سلوكية جديدة ،وجدت هذه النظرية أن اإلنسان ال يتعلم من خالل نظرة واحدة ولكن من خالل عدد

فقد ،)1( تزيد من خالهلا الرابطة بني املؤثر واالستجابة اليت يتعلمها يف موقف مامن التجارب اليتاعتربت هذه النظرية أن التلفزيون ميكن أن يساعد على التطور االجتماعي للفرد واكتساب أشكال

.جديدة للسلوك بصورة عامة

سي آثار وسائل االتصال وقد أصبحت سيكولوجية التعلم يف النهاية ،ذات أمهية أساسية لدار اجلماهريي ،وقد كانت وسائل اإلعالم وسيلة لنقل األفكار لعدد كبري من الناس الذين صاروا مجهورا هلا ،وكان يبدو من الواضح أن هذه األفكار سوف حتدث جمموعة من التعيريات يف

. 53،ص 2005، 1طعامل الكتب ،:،القاهرة الدراما التلفزيونية وأثرها يف حياة أطفالناأماين عمر احلسيين ،– )1(

Page 46: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

،ومن احملتمل أن هذا هلؤالء املتلقني للرسائل اإلعالمية)البنية اإلدراكية ( التركيب السيكولوجي .)1(التعلم قد غري بدوره سلوك هؤالء اجلماهري

ومن أهم النظريات اليت مت تطويرها لتفسري اكتساب األمناط السلوكية من خالل التعرض إىل اليت قدمها التعلم باملالحظة أو احملاكاة نظريةوسائل اإلعالم بصفة عامة والتلفزيون بصفة خاصة ،

وزمالؤه يف أعماهلم اليت بدأت منذ بداية الستينيات ،وتناولت A.Bandura ورالبريت باندأواعتبارهم مناذج أو قدوة للسلوك Imitation بالتحديد مالحظة سلوك اآلخرين واحملاكاة

حيث اعترب االقتداء بالنماذج أو النمذجة Modling-النمذجة –املكتسب أو االقتداء بالنماذج ريا كبريا يف اكتساب األمناط السلوكية شأا شأن اخلربة املباشرة للفرد يف ميكن أن يكون هلا تأث

نه كما أن األطفال ميكنهم اكتساب مناذج جيدة أحيث ترى هذه النظرية ،)2(املواقف املختلفةللسلوك عن طريق املالحظة إلخوام وأصدقائهم وهم ميارسون نشاطهم العادي فإم كذلك

عن طريق مالحظة الشخصيات اليت تظهر يف السلوك العنيفجديدة من يستطيعون تعلم أشكال برامج العنف يف وسائل اإلعالم ،على شرط ظهور موقف اجتماعي مشابه ومؤيد للسلوك العنيف و السلوك العنيف يف االنترنيت يكون يف غالب األحيان يف الدردشة أين يطلق املتحدثون العنان

وهذا باإلضافة إىل ،السلوك يتكرر كذلك يف الربيد االليكتروين وهذا ،أللسنهم بالشتم والسبهذه الشخصيات اليت من املمكن ،الشخصيات اهولة اهلوية اليت يلتقي ا املستخدم يف حواراته

أن تكون متطرفة وخاصة وأننا نعلم أن اجلماعات اإلرهابية بدأت يف جتنيد مقاتلها عن طريق . مواندفاعه مباب وشجاعتهالشبكة مستغلة طموح الش

ا هذه النظرية كيفية اكتساب اجلمهور ألشكال جديدة حوهناك عدد من املراحل اليت تشر )3(:من السلوك كنتيجة للتعرض لوسائل االتصال وهي كما يلي

حد الشخصيات املوجودة يف احملتوى اإلعالمي كنموذج أيالحظ الشخص املشاهد للتليفزيون :أوال .سلوك لل

ستثمارات الثقافية الدار الدولية لال:،القاهرة)كمال عبد الرؤوف:ترمجة (، نظريات وسائل اإلعالمروكيتش،.ديفلري،ساندرا بول .ل.ملفني – )1( . 255، 256،ص 2002، 4ط

. 256،ص 2000، 2عامل الكتب ،ط:،مصر نظريات اإلعالم واجتاهات التأثريحممد عبد احلميد ، – )2( . 373حسن عماد مكاوي ،وليلى حسني السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )3(

Page 47: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.نه يقلدهأجذاب لدرجة نهأويرى يتعرف الشخص على هذا النموذج للسلوك :ثانيا

يدرك الشخص وهو واع أو بال وعي أن سلوك هذه الشخصية قد يكون مفيدا له،أي :ثالثاسيؤدي إىل نتائج مرغوب فيها إذا قام بتقليده يف موقف معني ،أو يؤدي إىل النتيجة اليت يأملها

يتذكر الشخص السلوك عندما يواجه موقفا مشاا ،ويقوم بالتصرفات اليت أدرك أا :رابعا .وسيلة لالستجابة وملعاجلة هذا املوقف

يشعر بالراحة واملكافأة بعد القيام بالسلوك ،مث تتولد لديه رابطة بني املثريات :خامسا التلفزيون ويزداد تدعيم هذه واالستجابات اليت يكون قد استوحاها من النموذج الذي شاهده يف

.الرابطة

يكرر الدعم االجيايب ،ويزيد من احتمال استخدام الفرد لذلك السلوك باستمرار كوسيلة :سادسا .لالستجابة ملواقف مشاة

ن التعرض التلفزيوين يتيح معلومات بارزة عن احلقائق والقيم والصور إووفقا هلذه النظرية ف وذلك أن الناس ،ثرة التعرض لتلك املعلومات إىل سهولة استرجاعها من الذاكرةالذهنية ،ويؤدي ك

يبنون أحكامهم وفقا للمعلومات املتاحة، ويوفر احملتوى العديد من املعلومات عن الواقع ولعل الدليل القوي عن صحة هذه النظرية مل يأيت من البحوث اليت أجراها املنظرون ،االجتماعي

ستقلة عن اثر اإلعادة والتكرار على االجتاهات والسلوكيات ،فقد أكدت العديد وإمنا من حبوث محىت وان كان بال معىن يؤدي إىل قبوله من طرف الناس –من البحوث أن التكرار البسيط للمثري

فالتلفزيون سهل االستخدام وال يتطلب هل االنترنيت مثل التلفزيون ؟،:ولكن السؤال املطروح للتعرض إليه عكس االنترنيت اليت استخدامها يتطلب نوعا من القدرة العلمية مهارات مسبقة

وحتتاج إىل تدريب مستمر ليستطيع املستخدم أن يتماشي مع التطورات احلاصلة يف هذا ،والفنية نشري إىل أن تقمص هذه األدوار يزداد بفعل الضخ اإلعالمي واإلدمان على الوسيلة و،وهذا،اال

نترنيت مما يشكل حالة استالب واستسالم لكل ما تبثه الوسيلة من مضامني دون أن وخصوصا االيتم تعرضها للنقد ،مما يشكل مزجا متناقضا يستقر يف وعي املتلقي ،هذا املزج يكون بني ثنائيات

.الرمزي /اخليال،املادي /الواقع

Page 48: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ت كوسيلة إعالمية واتصالية تما بني االنترنيحوإذا ،كخالصة هلذه النظرية أن هناك عالقة سبيه والسلوكيات عند األفراد وخاصة الشباب ،ذلك على الرغم من صعوبة اإلثبات الدقيق بني السبب

.ن األثر موجود حىت و إن كان غري مباشر إومنه ف،) cause and effet(واألثر

Page 49: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.اجتماعي-املقترب التكنو: املبحث الثاين Techno"تكنولوجيا"يف اللغة العربية يراد ا حبكم اجلزئني املكونني للكلمة التقنيةإن

Logy وتوظيف التقنية "،ذلك العلم التطبيقي الصناعي الذي يتم حتصيله بواسطة األجهزة العلميةات ألغراض االتصال يف العامل املعاصر يسلمنا دراسة طبيعة العالقة املتبادلة بني هذه التقني

ن التقنية احلديثة قد قدمت االت االتصال من األدوات والوسائل واستخداماا االتصالية ،ذلك ألوخاصة بعد ،)1("ذات الكفاءة العالية ما أتاح الفرصة للحصول على البيانات ونتائج فائقة الدقةر ال حمال من هذه مقدم االنترنيت وبداية تغلغلها يف أوساط شرائح اتمع هذا األخري الذي يتأث

. وما تقدمه من معلومات وأمناط سلوكية،التكنولوجيات فلح اتمع اإلنساين يف حتقيق طفرات واسعة جدا يف السنوات األخرية يف جمال التقدم أوقد

التكنولوجي ،مما ساعد على تغيري بل وإعادة تشكيل كثري من مظاهر احلياة على سطح األرض الت سريعة ومفاجئة قد يترتب عليها احتفاء بعض املظاهر املألوفة لعجزها عن وأحدثت حتو

.التجاوب مع تلك التطورات والتكيف معها واملشكلة اليت تواجه اإلنسان املعاصر هي كيف يستطيع التعامل مع دراما التغيري االجتماعي

تغيري وحتديد وإدراك وضعه اخلاص يف هذا و التكنولوجي وتعديل رؤيته إىل العامل اجلديد السريع الالعامل بل ويف الكون بأسره ،وذلك أهم ما مييز اتمع املعاصر وهو سيطرة التكنولوجيا ،حبيث يبدو اإلنسان كما لو كان عبدا خاضعا هلا متاما ومسلوب اإلرادة أمام سيطرا ،وليس املقصود

من املنجزات املادية اليت حققها التقدم العاملي من التكنولوجيا هنا اآلالت واألجهزة ومشاكلهااحلديث وإمنا املقصود هنا يف املقام األول هو التكنولوجيا باعتبارها أسلوب للتفكري والسلوك

وهذا ما جيعل من الشبكة بيئة اتصالية مهمة يعيد األفراد فيها بناء ،والعالقات االجتماعية .ن اجتاهام انطالقا من االحتكاك باآلخر عرب الشبكةشخصيام وصياغة سلوكيام وحىت تكوي

البشر إعادة النظر يف مسار حيام والتخطيط هلا من جديد "يفرض على إن ما سلف ذكره بشكل مستمر ،حىت ال تتجاوزهم األحداث خاصة يف هذا الزمن الذي يتميز بتدفق املعلومات

لتأثر ا حبيث تتراجع مالمح الوضع اإلنساين أمام اهلجمة الغزيرة من كل أحناء العامل ،وإمكان ا

.20،ص 1998دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، :،القاهرة لاإلعالم اإلسالمي وتكنولوجيا االتصاعبد العزيز شرف ، – )1(

Page 50: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

واملعلوماتية ،وقدرة التكنولوجيا اجلديدة واملتطورة علي توفري مسارات ومبادئ وقيم اإلعالمية . )1("مع اإلنساين عهد ا من قبلتجديدة مل يكن للمج

ت علوم اإلعالم واالتصال ،وذلك جانبا مهما يف أدبيا"التكنولوجيا–الوسيلة "ومتثل دراسة مكون أساسي ال يتم االتصال "الوسيلة" منذ أن طرحت النماذج الكالسيكية األويل لالتصال أن

دوا ،واعترب علماء االتصال أن الرسالة تتفاعل مع السيمات اخلاصة بالوسيلة يف التأثري على .وا بتأثري الوسيلة على األفراد ؤالذين تنبمن الباحثني األوائل "مارشال ماك لوهان"وكان ،املتلقي

:نظرية وسائل االتصال كامتداد للحواس -أ على الرغم من أن ماك لوهان مل يقدم حتليال للجوانب االجتماعية أو السيكولوجية "إن

نه كشف عن جوانب مهمة لتأثرياا الفسيولوجية يفأألثار هذه األوساط االليكترونية ،إال وكما اعترب كل وسائل االتصال هي امتداد للحواس البشرية ،تصور أن الشبكات ،اإلنسان

ة معلوماتية سابقة يف تو هذه لف،االليكترونية ستكون مبثابة امتداد للنظام العصيب املركزي لإلنسان ذجا تقدم منو" التشرحيية"هذه الرؤية ،عندما كانت االنترنيت على األبواب "ماك لوهان"حدس

.)2("اليت مل توجد حقيقة قبل أوائل التسعينيات Web متكامال بشكل ما لروابط وبرامج الوابعالقة :منصبا على عالقة الوسائط اإلعالمية باحلواس "ماك لوهان"وقد كان تركيز

انبا الكتاب والتلفيزيون حباسة البصر ،وعالقة املذياع حباسة السمع ،وما شابه ،لذا فقد طرح ج .اجلوانب االجتماعية إلشكالية اإلعالم ،قاصرا جهده على جوانبها النفسية

إن كل وسيلة،يف نظر ماك لوهان ،حتدث تعديال يف حميطنا النفسي وتفرض علينا منطا من جة ن اللغة املكتوبة املنتإفعلى سبيل املثال ،ف،و التفكري الذي يراقبنا بكيفية ال نكاد ندركها التصور

ومت أثنائها إنتاج املعرفة واألفكار يف اجتاه تنازيل وعلى ،مجاهرييا أصبحت حزاما ثقافيا لعدة أجيال ودفع اإلنسان بالتايل إىل التطبيع بنمط التفكري املتقطع ،مرحلة وفق ما تطلبته الوسيلة -منط مرحلة

وجها لوجه ،واملتسم وهو أمر ال يضاهي بأي حال التعقد والعين الذي مييز االتصال الشفوي .بتقدمي الكل مرة واحدة

. 34،ص 2007،جانفي 578،جملة العريب ،العدد الوضع اإلنساين يف عصر التكنولوجياامحد أبو زيد ،– )1(مركز الدراسات العربية :،بريوت اجتماعية ،حبث حتليلي يف اآللية التقنية لالنترنيت-االنترنيت واملنظومة التكنوعلي حممد رحومة ، – )2(

. 220،ص 2005، 1ط، 53العدد

Page 51: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

وقد وصف ماك لوهان اإلنسان املعاصر بأنه يف حالة صدمة غري قادر على التكيف مع التغيري السريع لألمناط االتصالية اليت أعادت حديثا صوت اإلنسان اإلذاعة وصورته التلفزيون

ويقول ماك لوهان أن احملتوى يصل ،)1(القرية العامليةوحولت عاملنا إىل ما يشبه الوحدة القبلية أو اللسان ،الطباعة –إىل الناس بواسطة وسيلة وأن هذه الوسيلة تغريت غرب التاريخ عدة مرات

وكلما تغريت الوسائل إال وكان هلا اثر كبري على اتمع –اخل ...،الصحافة ،الراديو ،التلفزة ،طع النظري على حمتوى الرسالة فالوسيلة إذا أداة كبرية للتأثري ووقعت تغيريات جذرية يف السلوك بق

فالرسالة ليست إال الوسيلة أو بعبارة أوضح ،فالوسيلة عندما تكون جديدة هي الرسالة ،هي اليت هذه األداة اليت تتويل عملية النقل والتوصيل .)2(تؤثر يف اتمع وجتعله يسلك سلوكا جديدا

. العالقات اإلنسانية وتتحكم يف حتديد وتوجيه،إىل صنفني Mediaفقد صنف ماك لوهان خمتلف وسائل االتصال ومن ناحية أخرى

ويرى أن الفرق يعتمد على درجة التفاعل ، Coolأوساط باردة،وHot أوساط ساخنة:اثنني سط من التفاعل ،بينما الو Lowإن الوسط الساخن يتطلب مستوى أدىن.املتعلقة بوسط معني

نه جيعل االنترنيت وسطا باردا أإن هذا املعيار ال شك ،والبارد يتطلب مستوى عاليا من التفاعل ذلك بطبيعتها تستدعى درجة عالية من املشاركة والتفاعل بني مستخدميها ،وخباصة تدرك ،جدا

ذات يتسع ،ومن هنا بالHypertextوسائل التفاعل بأنواعها الصوتية والبصرية والنصية املتشعبة وطبيعة االتصال ،)3("مفهوم القرية الكونية يف درجة التفاعل املتقارب بني أفراد القرية الواحدة

االنترنيت الذي يعتمد على النص والصوت والصورة ويتصف بأنه اتصال بارد يعترب معوقا كبريا تراعى القيم الثقافية ط ،واليت جيب أنلالستشارات العالجية النفسية واالجتماعية اليت تتم على اخل

.واالجتماعية واألخالقية للمناطق اجلغرافية املختلفة ماك لوهان هنا أن الوسط االتصايل هو عني الرسالة ،وبالتايل فوسط القرية يرىو

االليكترونية هو رسالتها حتديدا ،وهنا أيضا يلتقي مفهوم طريق املعلومات الفائق السرعة ،مبفهوم . الكونية ،إن االنترنيت هي القرية الكونية ذا املنظور القرية

مركز دراسات :،بريوت 68،سلسلة كتب املستقبل العريب ،العدددراسات يف نظرية االتصال ،حنو فكر إعالمي مميز عبد الرمحان عزي ، – )1(

. 36،ص 2003،ديسمرب 1الوحدة العربية،ط .78،ص 2002، 2ديوان املطبوعات اجلامعية ،ط:،اجلزائر عالم واالتصالمدخل لعلوم اإلزهري احدادن ، – )2( .221، 220علي حممد رحومة ،مرجع سبق ذكره ،ص – )3(

Page 52: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

لتشتيتها أفراد اتمعات ،فإن االنترنيت هي "الفردية" وإذا كانت الطباعة هي تكنولوجيا ،ذلك أن التقنية امتداد للنظام العصيب اإلنساين شامال الشعور واإلحساس " اجلماعية" تكنولوجيا

ومناذج اإلدراك ،دة تكوا التقنية هلا بالغ األثر يف العمليات االحساسيةأي مبعين بيئات جديالبشري ما يؤكد أن شكل الوسط االتصايل واإلعالمي للجماعات اإلنسانية هو الذي يشكل

.احملتوىيرى ماك لوهان أن استعمال التكنولوجيا بشكل يومي ،انعزايل ،ينجم عنه تزايد ضعف كما

تماعي من جراء هذه العزلة املضاعفة ،ويفرز شخصيات انعزالية يف حياة اتمعات التفاعل االج،ومن هذه الناحية ،وضع ماك لوهان أربعة غري السوي نفسيا واجتماعياوبالتايل إفراز اإلنسان

نه أن يكون امتداد لإلنسان ومن أقوانني يف شكل أسئلة حول أي اختراع تكنولوجي جديد من ش )1(:بة على هذه األسئلة ميكن تعميق فهم اإلنسان لنفسه وللمجتمع اإلنساين هي خالل اإلجا

ماذا ميدد االختراع التكنولوجي ؟ - 1 ؟)مهجورا(ماذا جيعله مهمال - 2 ماذا يسترجع ؟ - 3 ما الذي تعكسه التقنية ؟ - 4 أا منفتحة على استخدام نالى االنترنيت يف عامل اليوم ،لوجدهذه األسئلة ع و إننا لو طبقنا

ورمبا تدخل يف هذا املعين احلواس االلكترونية إن صح ،..)السمع، البصر، اللمس(احلواس البشرية ن ما ينطبق على حاسة إوبالتايل ف،) والواقع االفتراضي الوكيل الذكي(التعبري للربامج الذكية مثل

االنترنيت إضافة إىل إمكانية استخدام احلواس جمتمعة فيصبح بذلك نظام واحدة ،ينطبق علىكرب من جمرد جمموع احلواس ،فالتأثري بذلك يكون بشكل كلي أاإلحساس البشري والتفاعل

متكامل مع توتالية بيئة احمليط االلكتروين املستخدم ،شامال ذلك كل ما يتعلق بالتفكري والعقل ويتجلى ذلك يف ،رى كامنة مثل احلدس واالبتكارخدان ،بل وحواس أوالشعور واخليال والوج

خداع احلواس حىت حيس الفرد بأنه يف بيئة خمتلفة "نه أمفهوم الواقع التخيلي عندما يعرف على ليحقق ذا الفضاء السيبريي احلقيقي اندماج الفرد اندماجا كامال مع اآللة ،ولعلم النفس كالم

. 223نفس املرجع السابق ،ص – )1(

Page 53: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ثار البعيدة املدى يف الفرد عندما ينغمس يف واقع حتيلي من صنعه أو صنع يدور حول اآلأ كثري بد .)1( "غريه ليعود بعد ذلك إىل واقعه احلقيقي

أن االنترنيت والفضاء السيبريي ال تعترب فقط امتداد حلواس اإلنسان كما ا سبقويتضح مم ومن هنا تأيت فكرة الفرق ،واس بل جتاوز ذلك إىل خماطبة و خداع تلك احل" ماك لوهان"يقول

الفضاء وهذا ما جعل البعض ينظر إىل ،بني الواقع واخليال يف استعمال االنترنيتوبالتايل هو ، )2( يرلبشانه يتطور ليصبح العقل العاملي واجلهاز العصيب أعلى .....السيبريي

تقليدية مثل التلفزة والصحيفة كما أا امتدادا لوسائل اإلعالم ال،امتداد لكيان اإلنسان بشكل عام إال أا تقطع معها ،فهي إضافة وجتاوز وقطيعة أيضا ،وخباصة يف ما يتصل بالتفاعل ،والراديو

.الديناميكي االفتراضيالرسائل الصوتية (من حيث السلوك االتصايل السيكولوجي ذو البعد التفاعلي احلي و

وغريها جتعل من ،كل هذه املعطيات ...) عن بعد النص مع الصورة ،الدردشة ،واحملادثة،االنترنيت فيزيائيا أكثر مرونة يف الزمان واملكان وأكثر سهولة و جناعة يف التعامل مع قوانني الطبيعة الفيزيائية ،لذلك وجب التعامل معها تعامال خمتلف عن غريه من وسائط االتصال اجلماهريية

. )3( دا من احلريةن املرونة تعين مزيالتقليدية ،ألكامتداد للفضاء "أما اجلانب االجتماعي هلذه النظرية فيكمن يف أن االنترنيت أصبحت متثل ،

العمومي ،اال الذي يتشكل داخله النموذج التواصلي اجلديد الذي يقوم يف جوهره على إاء ها ،ويقوم النموذج التواصلي احلدود بني البث والتلقي ،أي بني إنتاج اخلطب اإلعالمية وتلقي

ومتثل ...على منطق الدميقراطية يف املشاركة يف التواصل العمومي "االنترنيت" اجلديد ممثال يفوهذا بالذات ما جعلنا ، )4( "حد أهم خصائص اإلعالم االليكتروين على الشبكةأفضاءات احلوار

. احلتمية االجتماعية ملارشال ماك لوهان نتطرق إىل االنترنيت يف بعدها التقين االجتماعي يف نظرية

مركز :،بريوت 44عريب ،العدداملستقبل ال،"العرب وثورة املعلومات" ،يف مابني التهوين والتهويل: أسامة اخلويل ،تكنولوجيا االتصال – )1(

. 16،ص 2005، 1،ط ةدراسات الوحدة العربي . 17املرجع نفسه ،ص – )2( .118، 117،مرجع سبق ذكره،ص "تالعرب وثورة املعلوما"،يف ، تساؤالت عن اإلعالم اجلديد واالنترنيتمجال رزق ، – )3(،بريوت ،مركز دراسات الوحدة 335،املستقبل العريب ،العدد منوذج تواصلي جديد إرهاصات:اال اإلعالمي العريب الصادق أحلمامي ،– )4(

. 56،ص 2007العربية ،دط ،جانفي

Page 54: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.املقترب اإلدراكي : ملبحث الثالث اليكترونية حتتوى معلومات على هيئة نصوص وصور إملا كانت شبكة االنترنيت بيئة

ن املعلومات أو املعرفة اليت تتحصل عليها خالل هذه البيئة تأيت عن طريق اإلدراك ،ولذا إوحركة ف .wwwذج اإلدراك تعد ذات أمهية تطبيقية بالنسبة لتصميم املواقع على الشبكة العامليةن مناإف

حبيث ،ألحداث احلسيةلتفسري "واإلدراك البصري ملعلومات االنترنيت هو يف احلقيقة تعطى املعلومات القادمة من هذه األحداث معىن وتنظيما ،ويف أثناء التمثيل اإلدراكي يستعني الفرد

مبعرفته املسبقة ليفسر البيانات احلسية الواردة ،ويكون استنتاجات وفروضا ويطور توقعات حول يستعني ا Proximal Stimuliوتكون احملصلة النهائية تكوين منبهات قريبة ،العامل املادي

. )1("يف متثيل املنبهات البعيدة : ق ضمن هذا املقترب نظريتني أساسيتني مها رطنتو :نظرية متثيل املعلومات - أ

العملية اليت تعمل على إضعاف االختالفات اليت توجد بني األفراد أو بني " بالتمثيل ونقصد اجلماعات، كما تعمل على زيادة مظاهر الوحدة ،وتوحيد االجتاهات والعمليات العقلية اليت تتصل

.)2("باملصاحل واألهداف املشتركة دف ه تتجه عملية التمثيل إىل تنمية اجتاهات موحدة هلا طابع عاطفي يف العادة ،وبناء علي

.إىل الوحدة أو على األقل إىل التنظيم املتماسك للفكر والعملاملعرفة : فتعرفه معظم القواميس بأنهinformation وفيما حيص مصطلح املعلومات

،و االنترنيت من أهم الوسائل نقلها أو توصيلها واحلقائق والبيانات اليت ميكن استعماهلا أو ةاالليكترونية يف الوقت احلاضر اليت تنشر املعلومات، وتنقلها يف ظرف قصري جدا متجاوز

يهتم خبصائص السلوك وتدفق "تغري مفهوم املصطلح يف العصر احلديث وأصبح وقد. اجلغرافياوكذلك أساليب التعبري ،ا وختزينها واسترجاعها املعلومات وختليق املعلومات وطرق مجعها وجتهيزه

عن املعلومات وقنوات نقلها إىل املستفيدين من األفراد سواء مت هذا النقل عن طريق اإلنسان أو

،حوليات اآلداب االجتاهات البحثية العاملية يف تأثري تكنولوجيا االتصال احلديثة على التمثيل البشري للمعلوماتهشام حممود مصباح ، – )1(

.29، 28، ص 2006،جامعة الكويت ، مارس26،احلولية 242،الرسالة والعلوم االجتماعية دار بيطاش للنشر والتوزيع :،اإلسكندرية )رؤية يف انثروبولوجيا االتصال(االتصال والسلوك اإلنساين حممد يسرى إبراهيم دعبس ، – )2(

. 122،ص 1999

Page 55: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

كما تعرف املعلومات أيضا بأا تلك اليت تؤدي إىل تغيري سلوك ، )1("نظم اآللة واإلنسان مباشرة .وفكر األفراد واختاذ القرارات

املعلومات اليت حتمل قيمة معرفية عامة يترتب عليها "فنقصد ااإلعالمية املعلوماتأما اعتبارهاوال ميكن ،ثر معريف لدى مجاهري املتلقني،خبالف املعلومات اليت حتمل قيمة معرفية خاصة أ

ي بكل أشكاهلا وبعبارة أخرى هي املادة اخلام لعملية االتصال اجلماهري،)2("معلومات إعالمية ويرى البعض أن املعلومات هي ذلك الشيء الذي يعدل أو يغري من البناء املعريف بأي "،ومستوياا

يط بنا ،والبعض مما طريقة من الطرق ،وبعض املعلومات تأيت إلينا بواسطة املالحظة املباشرة ملا حيال نكون على وعي أو يقوله اآلخرون ،والبعض من القراءة ،وهناك مصادر أخري غري ذلك قد

.)3("معرفة اوالسيما االنترنيت ،وسائل اإلعالم التقليدية واحلديثة من أهم مصادر املعلومات وتعترب

موضوع دراستنا،وجتدر املالحظة هنا أن كل املعلومات اليت تعدل أو تغري من البناء املعريف هي تنشيط لنظامنا العصيب بواسطة مصدر من خارج نتيجة عملية االتصال بعدما حتدث فينا نوع من ال

عقولنا أو إرادتنا ،والعملية هي عملية االتصال الشخصي أو اجلمعي أو اجلماهريي ،أو حىت . نترنيت و هواتف نقالة ،واملصدر هو وسيلة االتصال يف النهاية أاالتصال الفائق من

أكثر مما ترتبط بدراسات اإلعالم وخاصة متثيل املعلومات مبجال علم النفس وترتبط نظرية والذاكرة هي االسم الذي يعطيه علماء النفس للعمليات ،الدراسات املرتبطة بالذاكرة البشرية

.والتركيبات املختلفة املتضمنة يف عملية تلقي املعلومات واختزاا واستعادا من الذاكرة أنواع من الذاكرة الطويلة املدى لدى اإلنسان ومييز باحثو علم النفس املعريف بني ثالثة

،وهي اليت حيتفظ فيها الفرد مبعلوماته البيوجرافية Episodic Memory الذاكرة احلديثة والذاكرة الدالليةمثل املناسبات املميزة يف حياته وسريته الذاتية واألحداث املهمة بالنسبة له ،

Semantic Memoryردة للمفاهيم والنظريات والعالقات بني ،وهي ختتزن فيها املعاين اوختتص Procedural Memory بالذاكرة اإلجرائيةاملصطلحات ،أما النوع الثالث فيسمى

. 23ص ،1995مركز اإلسكندرية للوسائط الثقافية واملكتبات ، :كندرية ،اإلسنظم املعلومات واحلاسب االليكتروين شوقي سامل ، – )1(،ص 2005دار املعرفة اجلامعية : القاهرة،)دراسة يف األبعاد النظرية والعلمية للتكنولوجيا االتصال (تكنولوجيا االتصال حممد حمفوظ ، – )2(

14. .1271،ص 2003، 1،طدار الفجر للنشر والتوزيع،،الد السادس املوسوعة اإلعالميةحممد منري حجاب ، – )3(

Page 56: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

واسترجاعها عند احلاجة إليها مثل قيادة السيارة والطباعة ،باختزان املهارات اليت يتم اكتساا . واملهارات اليدوية وامليكانيكية األخرى

وكانت تطورات احلاسب االلكتروين منذ اخلمسينيات عامال رئيسيا يف ظهور نظرية متثيل " حيث اعتمد الباحثون على أسلوب عمل ،Information Processing املعلومات

احلاسب يف تطوير فروض النظرية ،فمعاجلة احلاسب للبيانات تتضمن جمموعة من العمليات اليت : ملها بالنظام البشري يف التعامل مع رموز البيئة احمليطة ،فهي تتضمن تبدو شبيهة يف أسلوب ع

.)1("مدخالت ومعاجل مركزي شبيه باملخ البشري وخمرجاتوقد ساعد تطور تكنولوجيا االتصال على إثراء جماالت املقارنة وتنويعها ،ففي الفترة من

باحثون فروضا متباينة حول طبيعة التفاعل بني الستينيات إىل الثمانينات من القرن العشرين اخترب الواملعلومات أو املدركات اليت تتلقاها أجهزته احلسية من خالل ،واإلدراكي للفرد ،النظام املعريف

التمثيل البشري"وسائل اإلعالم املطبوعة واالليكترونية ،هذا التفاعل يعرب عنه مبا يسمى كونه وسيلة ملعاجلة ىعل تقتصرة إيل جهاز الكمبيوتر ويف تلك الفترة كانت النظر ،"للمعلومات

" نيول"طرح قد ولكن يف هذا السياق ،"،تصالإنه وسيلة أالبيانات وحتليلها،ومل يكن مصنفا على مقارنات للتعامل مع املعلومات يف كل من 1958منذ عام Newell et Simon"سيمون"و

ميارسون نشاطهم اإلدراكي على أساس أنظمة احلاسب اآليل والذهن البشرية ،وافترضا أن البشرمتثيل املعلومات تتضمن الذاكرة اليت حتتوي على بناء للرموز وأنظمة السترجاع للمعلومات ،مع

. )2("األخذ يف االعتبار أن الذاكرة البشرية هلا قدرة ختزين غري حمدودة يل املعلومات ،وعندما يكون قدر وقد افترض الباحثون أن البشر لديهم حاجة كامنة يف متث

ليصل إىل بسلوك استطالعياملعلومات املتاحة اليت مت متثيلها ضئيال للغاية فان الفرد حياول القيام ما إذا كان الكم كبريا للغاية فهنا يقلل الفرد من مستوى املدخالت فيما أحالة التوازن املعريف ،

قدم فرصا هائلة لتمثيل أشكال فريدة تن االنترنيت يعرف باسم االنسحاب أو التجنب ،ونظرا إىل أيتكرر كثريا عند )االستكشاف أو االنسحاب (ن كال النوعني من السلوك إمن املعلومات ف

.)3(استخدام االنترنيت تبعا للنماذج الذهنية أو املنبهات القريبة اليت لدى الفرد

.342حسن عماد مكاوي ،ليلى حسني السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1( . 342نفس املرجع السابق ،ص – )2( . 28هشام حممود مصباح ،مرجع سبق ذكره ،ص – )3(

Page 57: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:املعلومات ) طلب(نظرية التماس -ب لنموذج على سلوك املرء يف طلب املعلومات ،وحياول أن يعرف العوامل اليت يركز هذا ا

ن هذا النموذج ميثل انتقاال من التركيز على القائم باالتصال ،أو إحتدد ذلك السلوك ،ومن مث ف .الرسالة لريكز على املتلقي للرسالة

قائي لألفراد جيعلهم أن التعرض االنت" وتسعى هذه النظرية إىل اختبار فرضية مؤداها دويو قد اقترح لويس و، )1(" املعلومات اليت تؤيد اجتاهام احلالية خيتارون منوذج التدفق لطلب املعلومات وجتنبها"منوذجا وأمسوه ، Donohew et alورفاقه

حتدد موقفا أو مشكلة ،تستدعي طلب اإلنسان هذا النموذج وجود منبهات ضويفتر،"ومعاجلتهات وهذه املنبهات تصل إىل انتباه األفراد الذين يقارنوها بعناصر الصورة الواقعية لديهم أي للمعلوما

مقارنتها بقيمهم ،ومعارفهم ،ورؤيتهم وذلك لتحقيق القدرة على التعامل مع املواقف ،ومع وهناك عناصر ،مستوى حاجام وقدرم على االستيعاب وأخريا طريقة تعاملهم مع املعلومات

للنموذج مثل العناصر املرتبطة باملواقف اليت تؤثر على حبث الفرد عن املعلومات مثل ضغط أخرى الوقت عليه ،ومدى توافر املعلومات عن املشكلة ،وفيما يتعلق بنوع املعلومات اليت حيصل عليها

اليت تتم "بإستراتيجية البحث اازف"ن ذلك استعمال ما أمسوه إاألفراد أو يبحثون عنها فأو باألخذ األسلوب األسهل واألكثر ،باالعتماد على مصدر للمعلومات أو عدة مصادر أساسية

ع كل ما يستطيع املرء مجعه من معلومات ،و بعد ذلك يقوم املرء بتصنيف املعلومات أمانا ،وهو مج .اليت حصل عليها

التماس املعلومات جل أتؤثر بنية اتمع بشكل واضح على استخدام وسائل االتصال من و حيث يؤثر نوع الرسائل املستخدمة يف جمتمع ما على تفضيل األفراد لوسيلة أو وسائل معينة كمصدر للمعلومات ،والحظ بعض الباحثني أن بنية اتمع تشكل عنصرا رئيسا يف السيطرة على

ل طريقة استخدام فمن خالل حتديد ظروف وسائل اإلعالم ،متيل بنية اتمع إىل تشكي،املعلومات األفراد لوسائل معينة ،وتفضيالم النسبية لبعض الوسائل على غريها ،وبالتايل يكون منط

وهذا بالضبط ما ،املعلومات املستخدمة واملتوفر لألفراد يف اتمع ما خيتلف بشدة من جمتمع آلخرثهم من خالل حتديد أن البيانات اليت مجعوها يف حبحيث Olien et alوصل إليه أولني ورفاقه

.75ص ، 1995، 1دار آرام للدراسات والنشر والتوزيع ،ط:ألردن ،ا االتصال واإلعالم يف اتمعات املعاصرةصاحل خليل أبو األصبع، – )1(

Page 58: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

أن بنية اتمع متيل إىل حتديد استعماالت األفراد "أنواع اجلرائد املتوافرة تعزز االستنتاج التايل تم بطلب املعلومات على ورفاقه "دويو"وهذا ما جيعل دراسة ".للوسائل اإلعالمية املختلفةمات من حيث االنتشار واالختيار على تنظر إىل طلب املعلو "أولني"مستوى األفراد بينما دراسة

.املستوى اتمعي

Page 59: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.املقترب االجتماعي: بحث الرابع امل

تظهر املقاربة االجتماعية يف عدة أشكال تتضمن جمموعة من العناصر ،تقوم يف جمملها وعليه فهذه ،ية اليت تعمل فيهااستعمال وسائل اإلعالم اجلماهريية يف البيئة االجتماع بإدراج و

بني التكنولوجيا ةالعالق دراسةالتحليل اجلزئي الذي يساعد على :املقاربة تركز على مستويني والبيئة من جهة ،ومستعمليها بناء على عناصر كل منها ،أي خصائص التكنولوجيا من جهة

الشروط االجتماعية وعالقة والتحليل الكلى الذي يساعد على إدماج طريف هذه العالقة يف،أخرى الوسط االجتماعي ،طبقات االنتماء ،اجلماعات (،القوة االجتماعية اليت ميكن أن تؤثر فيها

. ..)املرجعية واملهنية ونظرية وتدخل ضمن هذا املقترب جمموعة من النظريات منها نظرية الفروق املعرفية : االعتماد

:ق الفردية ونظرية الفر- أ،وخالفا لنظرية القذيفة السحرية اليت كانت ترى " نظرية فجوة املعرفة"ب وتسمى كذلك

ن نظرية الفروق الفردية ترى العكس إأن األفراد يستجيبون بطرقة متماثلة للرسائل اإلعالمية ،ف وهذا تبعا،د على وجود اختالف يف كيفية تعامل أفراد اجلمهور مع الرسائل اإلعالمية كحيث تؤ

للفروق الشخصية واالجتاه ودرجة الذكاء ،وقد استخلص الباحثون فرض فجوة املعرفة من نتائج حبوث خمتلفة كانت بداية يف األربعينيات من املاضي ،ومن بني تلك الدراسات، الدراسة اليت قام

Knowledge gabحيث قدموا فرض فجوة املعرفة وزمالؤه Tichenor تيشنور ان الفئات ذات إما زاد تدفق املعلومات من وسائل اإلعالم يف نظام اجتماعي فنه كلأ"القائل

املستوى االجتماعي االقتصادي املرتفع تكتسب املعلومات أسرع من الفئات ذات املستوي .)1("االجتماعي االقتصادي املنخفض

تقدمه البيئة وتركز نظرية الفروق الفردية على بعدين ،بعد اجتماعي بيئي قائم على ما االجتماعية اليت يعيش فيها الفرد ،من تعلم واختاذ قرارات وتكوين اجتاهات بناء على متغريات " اجتماعية ،وبعد نفسي سيكولوجي قائم على ما ورث الفرد من قدرات عقلية،وهذا مع العلم أن

.217،ص 2006، 1الدار العاملية للنشر والتوزيع ،ط:،القاهرة دراسات يف إعالم الطفلحممود امحد مزيد ،– )1(

Page 60: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

تكتسي أمهية بالغة يف هلذا السبو ،)1("الفردية ترجع إىل الوراثة أو البيئة أو إليها معا الفروقجماالت متنوعة وخمتلفة،فقد اعتمدت النظرية على ما أنتجه علم النفس يف دراسة الطبيعة البشرية

هلذا حدد ،األفراد من فوارق جسمية وعقلية ومزاجية واجتماعية بنيوالسلوك ،دون إغفال ما :ة جمموعة من املتغريات اليت تؤدي إىل ظهور الفجوة املعرفي "تيشنور"

.يؤدي تباين املهارات االتصالية إيل ظهور فجوة املعرفة حيث:املهارات االتصالية - 1 .تتباين من فرد آلخر وفقا لقدر املعرفة املختزنة لديه هي و:اخللفية املعرفيــة - 2 اركة درجة التفاعل واحلوار إىل زيادة املش وميكن من ارتفاع:التواصل االجتماعي - 3

.واالهتمام بشؤون العامة بني األفراد وتزداد الفجوة أو تتناقص وفقا لدرجة التواصل االجتماعي اليت تتمثل يف التعرض واإلدراك والتذكر االنتقائي وترتبط و :العمليات االنتقائية تأثري- 4

.هذه العمليات مبدى االهتمام باملضامني املثارة من عدمه تمثل يف استخدام األفراد لوسيلة معينة مؤشرا على قدرا تو:ة الوسيلة ونوعها طبيع- 5

.)2(على إشباع الدوافع اليت حتكم تعرضهمأن استخدام التلفزيون دون غريه من وسائل اإلعالم بني األفراد األقل "تشنور"وقد توقع

.عرفيةيق الفجوة امليتعليما يؤدي إيل ازدياد مستوى معرفتهم وتضهذه املتغريات على نانه عند إسقاطإوسيلة االنترنيت ف حول ومبا أننا نقوم بدراسة

ن االنترنيت توفر ملستخدميها أشكال متعددة إفيما خيص املهارات االتصالية ف: االنترنيت جند نتيجة االحتكاك و متنوعة من مستويات االتصال جتعل املستخدمني يكتسبون املهارات االتصالية

أما التواصل يف االنترنت يكون بدرجة عالية من التفاعل واملشاركة .باآلخرين من مجيع الثقافاتعكس الوسائل اإلعالمية األخرى ولكن هذا التواصل قد أصبح ممكنا يف عوامل ال وجود هلا يف

.الواقع ح يطلق عليه مسمى الواقع وهذا ما أصب..أصبح بوسع االنترنيت خماطبة كل احلواسقد و

هذه التكنولوجيات االتصالية اجلديدة " تساماخلائلي أو التخيلي أو الواقع االفتراضي ، وهذا إلبالتفاعل بني املستقبل واملرسل ،وإمكانية حتكم املستقبل يف العملية االتصالية ،وهذا يعطي املستقبل

1999املعرفة اجلامعية ،دار : القاهرة، هــعلم النفس العام ،دراسة يف السلوك اإلنساين وجوانبامحد حممد عبد اهللا جمدي ،– )1(

.216ص . 218حممود امحد مزيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2(

Page 61: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

كيف مع انفجار املعلومات والسيطرة عليها كرب على عملية االتصال ،مما يساعده على التأسيطرة .)1("من حيث الكم والكيف من حالل االنتقاء واالحتيار

اجلمهور إىل عزوفالطويل ملدىانه من املتوقع أن يؤدي ذلك على إونتيجة لتلك االنتقائية ف النظرية مفيدة جدا وتعد هذه.مع إدراكه أو خمالفة مليوله ورغباته ال تتفق هاعن املعلومات اليت جيد

:يف دراستنا لعدة أسباب ق فجوة املعرفة أو اتساعها بني شرائح اتمع من يتساعد يف تضيكون االنترنيت -1 ،وهلذا أصبحت تعقد املؤمترات ىرخبني الدول من جهة أو ،..) شباب ،أطفال ،شيوخ (جهة

.الدولية لدراسة هذه الظاهرة .تصل إىل قطاعات كبرية يف أماكن متباعدة تمر، وبالتايلمسيف انتشار كوا-2 .الكثرييناالنترنيت وسيلة ثرية باملعلومات وهذا جيعلها قبلت - 3 :على وسائل اإلعالم نظرية االعتماد- ب

منذ بداية العشرينيات من القرن املاضي بدأ االهتمام بدراسة تأثري وسائل اإلعالم على عريف للفرد ،وبدأت بعض الدراسات تؤكد على أن اختالف مستوى املعرفة لدى املستوى امل

األفراد ال يرجع إىل اختالف مسات اجلمهور وخصائصه فحسب ،وإمنا يرجع أساس إىل التفاعل تعتمد نظرية "و. ويرتبط بعضها اآلخر باجلمهور،بني متغريات يرتبط بعضها بطبيعة وسائل اإلعالم

ليل الوظيفي حيث تبحث الكيفية اليت ترتبط ا األجزاء من النظم االجتماعية االعتماد على التحفيما بينها ،مث حتاول تفسري سلوك األجزاء فيما يتعلق ذه العالقات ،ويكون نظام اإلعالم يف هذه

. "العالقات جزء أساسيا من النسيج االجتماعيعلى وسائل اإلعالم "روكيتش ندرا بولس"و "ملفني ديفلري"ويرى مؤسسا نظرية االعتماد

واملؤسسات األخرى يف اتمع ال تستطيع اجناز أعماال وحتقيق ، أن كال من وسائل اإلعالمأهدافها دون االعتماد على بعضها البعض الذي اصحب ملزما يف اتمع احلديث ،ويهدف منوذج

ألفراد أنفسهم لوسائل اإلعالم االعتماد على وسائل اإلعالم إىل تفسري مىت وملاذا يعرض اوتأثريات هذا التعرض على معتقدام وسلوكيام تفسريا للطرق اليت يستخدم ا اجلمهور وسائل

.333عبد الباسط حممد عبد الوهاب ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1(

Page 62: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ن حمور هذه النظرية أن اجلمهور يعتمد على إف"وعلى العموم .اإلعالم لتحقيق أهدافهم الشخصية . )1("معينة وحيصل على أهداف ،معلومات وسائل اإلعالم ليحقق حاجاته

على ثالث أمناط من التأثريات ،التأثري املعريف، التأثري السالف الذكر ويشتمل النموذج العاطفي الوجداين والتأثري السلوكي ،وتأثريات االتصال اجلماهريي يف هذه احلقول الثالثة هي

. تقدمها وسائل اإلعالم وظيفة مرتبطة إىل حد كبري بدرجة االعتماد اجلمهور على املعلومات اليتوتتحدد يف كشف الغموض ،تكوين االجتاهات ،ترتيب األوليات وتوسيع : تأثريات معرفية-

ومن اآلثار املعرفية الشائعة لألفراد الذين يعتمدون على وسائل األعالم ."دائرة املعتقدات والقيم و القضايا اجلدلية املثارة يف اتمع أم يستخدمون معلومات تلك الوسائل يف تكوين االجتاهات حن

ن سامهت وسائل األعالم يف تكوين اجتاهات األفراد حنو قضايا مثل أوقد حدث ذلك كثريا بوجيب عدم إغفال دور ....مشكالت البيئة ،وأزمات الطاقة ،والفساد السياسي ،وتنظيم األسرة :

. )2("العوامل االنتقائية يف تكوين اجتاهات األفراد .وتتحدد يف زيادة اخلوف أو القلق ،وزيادة أو ختفيض حالة االغتراب : تأثريات وجدانية-

فبالنسبة للقلق فيحدث عندما تعرض وسائل اإلعالم أحداث العنف والرعب والكوارث واالغتياالت ،فإا تثري مشاعر اخلوف لدى املتلقني ،والقلق من الوقوع ضحايا إلعمال العنف يف

ال جيد الفرد معلومات معربة عن نفسه وثقافته وانتماءاته "ما حالة االغتراب تظهر حني أ.الواقع .)3("العرقية والدينية و السياسية

وتنحصر يف سلوكيني أساسني مها التنشيط أي قيام الفرد بعمل ما نتيجة : تأثريات سلوكية- اية هي الناتج النهائي للتأثريات والتأثريات السلوكية يف النه.التعرض للوسيلة وعدم املشاركة

. املعرفية أو الوجدانية وتعد نظرية االعتماد مقاربة سوسيولوجية حتاول حتديد الشروط اليت جتعل الفرد يعتمد على

.80صاحل خليل ابو االصبع ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1( .328 حسن عماد مكاوي ،ليلي حسني السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2( .329،ص املرجع نفسه – )3(

Page 63: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ويعتمد اجلمهور على وسائل اإلعالم لتحقيق األهداف .مضامني وسائل العالم اجلماهريي )1(:التالية املعرفة من خالل التعلم ،واحلصول على اخلربات والفهم االجتماعي الذي ويشمل :الفهم -1

.يساعد على معرفة أشياء عن العامل والبيئة احمليطية وتفسريها ويتضمن التوجيه الذايت مثل اختاذ القرارات املناسبة واملشاركة السياسية ،وتوجيه :التوجيه-2

.مع املواقف اجلديدة تفاعلي تباديل على دالالت كيفية التعاملوالتسلية االجتماعية ،واالستشارة ،وهي عبارة عن التسلية املنعزلة مثل االسترخاء:التسلية -3

.مثل الصحبة االجتماعية كوسيلة للهروب من مشكالت احلياة ة لفهم املتغريات اخلاص األساس وتعترب درجة اعتماد األفراد على معلومات وسائل اإلعالم

.بزمان وتأثري الوسائل اإلعالمية واملشاعر والسلوك ومن مجاعة إىل أخرى ،بل حىت يف ،هذه األهداف ،ميكن أن ختتلف من فرد إىل آخر إن

الوحيد لبلوغ هذه األهداف ،بل هي السبيلمث إن وسائل اإلعالم اجلماهريية ليست .كيفية بلوغها جتماعية األخرى ،اليت تلعب أيضا دورا أساسيا يف حتقيق جزء أساسي وفعال من بني األنظمة اال

كما أن اعتماد األفراد ال يكون على وسيلة واحدة ،فقد تعتمد اجلماهري بشدة ،هذه األهداف مثال على الكتب أو االت للفهم االجتماعي ،أو ملعرفة الذات ،وقد يصلون إىل االعتماد على

،كما تشكل الربامج التلفزيونية قبلة هامة للذين يريدون بلوغ اإلذاعة بشكل أكثر للتوجه للعمل نه ال متثل وسيلة إعالمية واحدة من الوسائل اجلماهريية مصدرا واحدا فقط أاملهم ..هدف التسلية

حيث ،لعالقة االعتماد ،لكن االنترنيت ميكن بفضل خدماا ووظائفها أن تشتمل على كل هذا فهم من خالل املعلومات والتحاليل اليت تقدمها على خمتلف املواقع أا ميكن أن تكون مصدر للوالتوجيه من ،والتسلية من خالل األلعاب املتوفرة بكثرة على الشبكة ،وكذا الصحف االليكترونية

.واملناقشات اليت توفرها املنتديات وغريها احلية تاحلوارا خاللخلدمة أهداف هذا البحث )االنترنيت( اإلعالم وميكن توظيف نظرية االعتماد على وسائل

من خالل حماولة توظيف فروض النظرية حىت ميكن فهم العالقة بني االنترنيت واملستخدمني من .ملاذا يستخدم الطلبة االنترنيت ؟:إجابة السؤال التايل بلوغ ركز يف هذا علىنالطلبة اجلامعيني ،و

. 283، 282حممود امحد مزيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1(

Page 64: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

من خالل نالنظرية، فيمكاالتصال يف فرضيات هذه فاجلمهور عنصر فعال وحيوي يف ) الطلبة اجلامعني(الطرفني ، أي اعتماد أحدذلك فهم العالقة بني الطلبة اجلامعني وشبكة االنترنيت

.أهدافهلتحقيق ) شبكة االنترنيت (على مصادر الطرف اآلخر اعتماد الفرد على وسائل الصراعات يف اتمع يزيد من ،فإن ظهورتشري النظريةكما و

وميكن توظيف هذه الفكرة املهمة يف هذا الوقت بالذات ،اليت تزايدت فيه الصراعات يف ،اإلعالم منيا أالعراق وفلسطني واحلرب على اإلرهاب يف العامل واجلزائر على حد سواء ،وتعقب املطلوبني

هور على وسائل اإلعالم ،وبالذات تزيد من اعتماد اجلم) بناء على فكرة النظرية (فهذه األحداث .االنترنيت لسرعتها يف تعطيه احلدث ،وإمكان نشر معلومات ال تنشر يف وسائل اإلعالم التقليدية

إذ أصبح عدد من األفراد يعتمد ،ويشكل الطلبة اجلامعيني يف اجلزائر جزء مهما من هذا اجلمهور ختلفة ،كما أن اتمع اجلزائري اآلن على خطى على شبكة االنترنيت يف متابعة األحداث امل

اتمعات الغربية يف االعتماد على وسائل اإلعالم ،وذلك للظروف االجتماعية والسياسية اليت متر .ا البالد نه كلما زادت الصراعات االجتماعية واألزمات ازدادت حاجة الفرد أويف األخري نقول

كما ميكن ،ئر من الدول اليت عاشت والزالت تعيش يف جمموعة من األزمات إىل املعلومات ،واجلزاالعتماد معرفة مدى اعتماد الطلبة اجلامعني على االنترنيت للحصول على املواد امن خالل نظرية

اإلخبارية ،وتساعد االنترنيت يف هذا على زيادة املعلومات العلمية ،واإلسهام يف عمليات البحث ائها كثريا من املعلومات واملعارف املتنوعة مما جيعل اجلمهور يعتمد على االنترنيت العلمي ،الحتو .كليا أو جزئيا

:وبناء على ما تقدم سوف تستخدم الدراسة منوذج االعتماد على وسائل اإلعالم ألنه مصادر يساعد على اختبار مدى اعتماد الطلبة على االنترنيت كوسيلة إعالمية ومصدر مهم من -

.اجلارية واحلية منهااملعلومات عن األحداث تعرف على مىت؟ وملاذا ؟واىل أي حد لل ،كما يساعد تطبيق منوذج االعتماد على وسائل اإلعالم-

يعتمد الطلبة اجلامعني على االنترنيت يف احلصول على املعلومات ،وما األهداف من هذا االعتماد .عتماد وسواء كانت تأثريات معرفية أو وجدانية أو سلوكية ؟وما التأثريات الناجتة عن هذا اال

وشيوع استخدامها يواصل كل من الباحثني ،تطور وسائل اإلعالم احلديثة وهكذا و مع واملمارسني جهودهم لفهم كيف تؤثر هذه الوسائل على كل من الفرد واملؤسسات واتمع

Page 65: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

بتأثريات استخدام هذه أوتتنبونظريات تفسر ،ىل تطوير مناذج ويعىن ذلك احلاجة إ،والثقافة ككل دراسة التقنيات احلديثة لالتصال واملعلومات كمجال حبثي صارت ناضجة لتأسيس و إنالوسائل ،

وراتصقاعدة فكرية متماسكة ،ولكنها ليست ناضجة بالقدر الكايف ،مما يستدعي املزيد من الت .البحثية والتطورات

سنا ذلك عند تقدمي املقاربات اليت أصبحت غري قادرة على تفسري تأثريات االنترنيت وقد مل غلبها ركزت أو،والنماذج ظهرت يف اخلمسينيات والستينيات والسبعينيات ،غلب النظريات أن أل

على وسيلة التلفزيون ألا كانت مبثابة االنترنيت يف الوقت احلاضر مع العلم أن لكل من التلفزيون قدمنا هذه النظريات ألا ميكن أن من ذلك فإننارغم ،وعلى الاملميزة مااالنترنيت خصائصهو

االنترنيت حبد ذاا تعد حاملة للتلفزيون واإلذاعة والصحف ،حيث أن تتقارب يف بعض اجلوانبجلها النظريات واملقاربات يف اال أاليت ظهرت من األساسية واالت اليت كانت املادة

.عالمياإل

Page 66: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

انيـل الثـالفص

تنيراالنتة ـإشكالي

Page 67: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:متهيد اخترقت االنترنيت حياتنا اليومية واالجتماعية حيث أصبحت من الوسائل اليت ال ميكن

تعترب اجلسم االجتماعي والثقايف بفضل ما تقدمه من معارف وخدمات أصبحت االستغناء عنها،ومثل اجلزائر ،ملا حتمله هذه النامية حدى الرهانات الثقافية خاصة لدى اتمعاتوكوا تشكل إ

التكنولوجية اجلديدة من أمناط وسلوكيات حياتية مغايرة لنمط وسلوك وقيم جمتمعاتنا العربية .اليت ختلفها واإلسالمية ،وهلذا ارتأينا االستفسار أكثر عن اآلثار االجتماعية والسيكولوجية

يقف العامل اليوم شاهدا على التحول االجتماعي اهلائل الذي بات يلقي بظالله على حيث وتعترب االنترنيت من تكنولوجيات االتصال األكثر انتشارا كل جانب من جوانب اتمع اإلنساين ،

فة سواء واألكثر إثارة للعديد من النقاشات واحلوارات حول تأثرياا وانعكاساا وتداعياا املختلالتفاعلية :باإلجياب أو بالسلب ،ويرجع االهتمام الكبري بالشبكة إىل عدة عوامل من أمهها

واملعلومات الغزيرة ،األفكار، النصائح واإلرشادات حول العديد من املواضيع وااالت ،كما تتميز الشبكة بفرص التواصل بني مستخدميها وتوفر هلم خدمات عديدة تساعدهم يف إشباع

العديد من احتياجام كاحلصول على املعلومات واألخبار وكذلك رغبة التسلية واهلروب من وكل هذا ، ،والتطلع الدائم الكتشاف كل ما هو جديد الواقع والتفاعل االجتماعي واالسترخاء

. يكون له األثر البالغ على سلوكيات وتصرفات الشباب ألم األكثر استخداما لالنترنيت

Page 68: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.طبيعة االنترنيت:ملبحث األولاإن ثورة التكنولوجيا االليكترونية واالتصالية املعاصرة قد أحدثت تطورات هائلة يف مجيع

املناحي وأحدثت قفزات سريعة يف استخداماا خاصة يف جمال الكمبيوتر وبرجمياته ،وشبكة ملا فيها من إبداعات جديدة ،وابتكارات دقيقة ، Netاملعلومات العاملية أو ما يعرف باالنترنيت أو

واستخدامات متنوعة ومتعددة ،مما جعل من هذه الوسيلة تدخل يف شىت ميادين العلوم والثقافة واالقتصاد والتجارة وغريها،فأضحت وسيلة إعالمية ووعاء ثقايف لنقل القيم والعادات والتقاليد

يقة وسريعة للعمل االقتصادي التجاري و هلذا فقد نقدم وتغيري االجتاهات والسلوكيات ،وتقنية دق .االجتماعي الذي خيدم الدراسة يالتقين هلا وحناول أن نركز على اجلانب اإلعالم فالتعري :مفهوم االنترنيت 1-

واحدة من أبرز اخلدمات التفاعلية العامة، وهي عبارة االنترنيت تعد:املفهوم التقين-ا وعة هائلة من أجهزة احلاسوب املتصلة فيما بينها ،حبيث يتمكن مستخدموها من املشاركة عن جمم

يف العامل على اإلطالق، وهي حواسيبوالواقع أن االنترنيت متثل أكرب شبكة ،يف تبادل املعلوماتكما أن االنترنيت ليست جمرد جمموعة من " ،شبكة مفتوحة لكل من يرغب باالتصال ا

يتاحلواسيب واألسالك ،وإمنا حتتوى االنترنيت أيضا على جمموعة كبرية من الربامج الاملعلومات و .)1("مثل املعدات واحلواسيب واألسالك واملعلومات والربامج واملستخدمني أيضا –جتعلها تعمل

االنترنيت االستفادة من جمموعة كبرية جدا من اخلدمات اليت توفرها وباستطاعة مستخدم الذي هو عبارة عن نظام برجمي يعمل على شبكة االنترنيت wwwنترنيت مثل نظام الواباال

املؤلفة من كم هائل من املستندات Hypertextويتكون من جمموعة كبرية من النصوص احليةوهو نظام لتبادل الرسائل وامللفات بني األشخاص ، E-mailاملتصلة واملتشعبة والربيد االليكتروين

وهي عبارة عن ، News groups and mailing listsمن األخبار واملسارد الربيديةوجمموعة منتديات اليكترونية تعقد لتبادل املعلومات خول موضوع معني ،حيث يستطيع املستخدم إبداء رأيه اخلاص عن موضوع معني حبيث يستطيع املستخدمون اآلخرون لالنترنيت قراءته والرد عليه

وهو نظام يستخدم لنقل ،نقل وتسفري املعلومات File transfer protocol /FTPوبروتوكولحيث ميكن ملستخدمي هذا النظام التحدث بطريقة Chatاملعلومات من موقع آلخر والتخاطب

1املنظمة العربية للتنمية العربية ،ط: عمان،)حبوث ودراسات(التسويق يف عصر االنترنيت واالقتصاد الرقميبشري العالق ، – )1(

. 05،ص2005

Page 69: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الذي ميكن املستخدم من االتصال جبهاز Telnetالكتابة فيما بينهم مباشرة ،ونظام التلنات .االنترنيت حاسوب موجود يف مكان ما على شبكة

ن الشبكة باملعىن االليكتروين للكلمة، هي جمموعة من وسائل أ"حممد لعقاب ويرى الباحث جتميع لشبكات متصلة" بأا Benot Aubectكما يعرفها ،)1( "اإلعالم اآليل املرتبطة فيما بينها

من عدد كبري من الشبكات إذا االنترنيت هي مزيج .)2("كربأفيما بينها لتشكل بذلك شبكة عاملية هائلة من احلواسيب الفرعية اليت تعمل بنظام مفتوح يسمح باالتصال بني جمموعة

وفق لغة مشتركة واحدة تسمح خبلق نوع من التفاعل عن طريق تبادل املعلومات بسرعة عالية د احلل لبناء شبكة عاملية من جمموعة شبكات حملية غري جولقد و ،وبطريقة مرنة والمركزية )3(:يف فكرتني أساسيتنيInternetworking تشبيك الشبكاتمتجانسة، وهو ما يسمى

رب عالبيانات إىل رزم ميكن إرساهلا أحيث جتزPacket Switching ابتدال الرزم:المها أو وكان هذا األسلوب حتوالً عن ،مسارات مستقلة حسب احلاجة ،مث جتميعها يف نقطة الوصول

الطريقة التقليدية املتبعة يف شبكات اهلاتف ،و هي ختصيص دارة ثابتة لكل توصيلة مطلوبة ،أما حيث "end-to-end" "طرف إىل طرف "ثانية فكانت مبدأ التشبيك باستعمال مبدأ الفكرة ال

يحدد أداء الشبكة ما يوصل ا وليس بنيتها الداخلية ،وهو مفهوم يضمنه بروتوكول مت توسعت االنترنيت تدرجييا فصار بإمكاا أن تتعامل مع . )Internet Protocol )IPاالنترنيت

ء من النفاذ إىل احلواسيب عن بعد ،إىل التجارة االليكترونية إىل الفيديو تطبيقات خمتلفة ،ابتدا،كما أن الشبكة شكلت هيكال اجتماعيا ،ميكن للباحثني من املسامهة يف تطويرها ،وكذا التآثري

تطوير معارفهم حيث جيد كل واحد منهم نفسه فيها،وتنطلق حرية استخدام االنترنيت من جمانيتها ل إىل كثري من املعلومات ،كما أن استخدام الشبكة يسهل فردانية املستخدمني وجمانية الوصو

االتصال واستقالليتها مقارنة توذلك من خالل جمانية الشبكة يف خد ذاا وجمانية بروتوكوال

.40،ص 2007،يناير 1دار هومة ،ط:،اجلزائر لرقميةوسائل اإلعالم واالتصال احممد لعقاب ،– )1(

-)2( Benot Aubet.Les technologies l’information et de l’organisation.Goetan marin.Quebec.canada.1991.p124.

،ديسمرب 1يت للتقدم العلمي ،طمؤسسة الكو:،الكويت 12،جملة علوم ،العدد )دراسة مترمجة (كريشينفلد وآخران ،انترنيت األشياء - )3( . 12،ص 2004

Page 70: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

، وهذا ما جعلها جتلب العديد من املسامهني واملهتمني واملستخدمني ىبالوسائل االتصالية األخر .إعالمي لالنترنيت - ذات تأيت األمهية من تقدمي املفهوم السوسيوومن هنا بال

.إعالمي لالنترنيت-مفهوم السوسيو - بوعلى رأسها شبكه ،هناك إمجاع بني الباحثني على أن تكنولوجيا االتصال اجلديدة

النفاذ االنترنيت ستفتح عصرا جديدا من عصور االتصال بني البشر ،حيث يتاح لكل من يستطيع طلق عليها حبكم تداخل اخلطوط وتعقد الطرق وتعدد كما يWeb ، إىل الشبكة العنكبوتية

.املسالك ،أن يتصل بغريه من البشر مهما تعددت أجناسهم وتنوعت ثقافام بني Navigation وهذا ما جعل من الشبكة نافذة على العامل يستطيع كل فرد اإلحبار

وخاصة أن تكنولوجيا االنترنيت بسيطة وال تتطلب جهدا كبريا خاصة عند ، Sitesخمتلف املواقعليست جمرد أنبوب لنقل املعطيات االليكترونية ،بل هي وسيلة اتصال "فاالنترنيت إذا ،الشباب

تصاعدية أفقية، عرائضية يف قطيعة مع النمط القدمي اخلطي والعمودي لالتصال السياسي والثقايف املستحدث يتحرر جزئيا من املمر اإلجباري الذي متثله وسائل االتصال فالنمط االتصايل

اجلماهريية للعبور إىل الفضاء االجتماعي ،فالشبكة فتحت ثغرة يف الفضاء االجتماعي ولن تسد الشبكة ،)1("نه شكل جديد من االتصال وطريقة جديدة ملمارسة االتصالأهذه الثغرة بل بالعكس

وائق والقوانني والشروط اللغوية ،وإا جمانية وتدافع يف املطلق على حرية املتحررة من كل الع" .(2)"التعبري ،حىت االتصال يتم بأمساء مستعارة إذا شئنا

تفتح مساحات اتصال واسعة كانت غري متاحة من قبل واألكثر من ذلك "وذا فاالنترنيت ائيا لتاريخ املرسل يف اإلعالم، ووضعت حد حىت ال يفرض فريق ما ثقافته وإعالمه يف وقت ا

ك نن كل فرد من تأسيس بمكٌيوهكذا ينتهي تاريخ االزدواجية بني اإلنتاج واالستهالك ،ومعني ، . )3("معلومات خاص به بطريقته ووفقا ملزاجه وأوقاته ومراميه

وي الذي يهدف إىل ذلك هناك من يرى بأا نوع من الغزو الثقايف واللغ من رغمعلى ال و .خلق جمتمعات استهالكية تتأثر نفسيا واجتماعيا مبضامينها

،اجلزائر )امحد عظيمي :د(،ترمجة من الفرنسية األنظمة واتمعات العربية يف مواجهة التحدي"صدمة االتصال الشمويل فؤاد بن حالة ، – )1(

. 44، 43منشورات املؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع ، ،ص(2) –Odile Ambry .l’Internet: le réseaux en 10 question. Culture et société .RFI . 1998. P165.

. 386،ص 2005، 1مركز الدراسات العربية ،ط :،بريوت اإلعالم العريب وايار السلطات اللغويةنسيم أخلوري،– )3(

Page 71: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ا على ولقد أعطت شبكة االنترنيت بعدا آخر لالتصال ،إذ جند أن من أكرب مزاياها قدرحتطيم احلواجز الفيزيقية ،وكذا القضاء على األحكام االجتماعية املسبقة ،فأصبح االتصال من

حيث غالبا ما يعترب مستعملو الكمبيوتر جهاز الكمبيوتر بأنه امتداد "عن طريق الذهن الهلا يتم خجتاهام العقوهلم وشخصيتهم ،ويف الفضاء االليكتروين يعكسون ويعربون عن أذواقهم و

ليكتروين الواسع ن أجهزة الكمبيوتر والفضاء اإلأليل النفسي نقول حهتمامام ،ومبفردات التاو ى الفرد ونفسيته حيث تلتقي فيه نفس بأخرملنتقايل ميتد فيه عامن الفضاء االأصبحت منطا .)1("منفصلة عنها

االعتماد حيث "عصر ذهين"وهذا ما جعل البعض يتصور االنترنيت الوسيلة اليت تقودنا إىل . على التفكري والتصورات االفتراضية

ملعلوماتية اجلديدة ،اليت تبحث يف خصوصيات ولقد أصبح مفهوم االنترنيت يف الدراسات ا األثر االليكتروين الرقمي من خالل تقنيات االنترنيت على األفراد املستخدمني تتبلور حول مفهوم الوسط االتصايل الرقمي أي كوسيلة تفاعل اجتماعي ،ولذلك فاالنترنيت مبفهومها التفاعلي تكون

الفضاء ،فإن القراءة هي عن وسط االنترنيت كأداة عن هذا أ،وحىت نقر"السابري " مفهوم فضاء (2)..... )سيكولوجي ،سياسي ،واقتصادي ،وثقايف ،اجتماعي(اتصال وتفاعل بشري

الكمبيوتر ربعاالتصال بلور مفهوم ي" االنترنيت والفضاء السيبريي"خالل هذين املفهومني ومن اية اخلمسينيات كانت النظرة إىل جهاز حىت:)CMC(وعوائقه االتصال عرب الكمبيوتر-ج

نه وسيلة اتصال أالكمبيوتر قاصرة على كونه وسيلة ملعاجلة البيانات وحتليلها،ومل يكن مصنفا على " إىل أن تطورت بذور فكرة ربط أجهزة الكمبيوتر وتبادل املعلومات على يد مهندسني أمثال

) رةأالذي يغزي إليه اختراع الف" (D.Engelbart دوجالس اجنليات "و" V.Bush فانيفار" Licklider ليكاليدر"،وTaylorتايلور " كما استشرف عدد كبري من علماء النفس مثل

. (3)لاستخدام أجهزة الكمبيوتر ألغراض االتصا

.138، 137،ص 2004 ، 1الكويت ،ط 55،كتاب العريب ،العدد سيكولوجية الربيد االليكتروينامحد حممد صاحل ، – )1(

.243على حممد رحومة ،مرجع سبق ذكره ، /د (2) .13،14هشام حممود مصباح،مرجع سبق ذكره ،ص /د- (3)

Page 72: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ين أن فكرة استخدام الكمبيوتر بوصفه وسيلة اتصال تطورت من خالل عوهذا ما ي ربانات عام أمن خالل علماء االتصال ،وبعد إنشاء شبكة مهندسني وعلماء نفس وليس

.بدأ مفهوم االتصال عرب الكمبيوتر ينتشر على نطاق ضيق بني باحثي االتصال1969 :االتصال عن طريق الكمبيوتر واالنترنيت-

امللموس، وينقصه أوتفتقر إىل الوجود أو الكيان احملسوس ةهو اتصال بني أطراف جمرد رى،فهو خب اإلنساين الذي يتوافر بدرجات خمتلفة يف االعتماد على وسائل االتصال األاجلانتم فيها تبادل الرسائل واألفكار واآلراء يإىل حد كبري حىت يف احلاالت اليت )(*)الشخصاين( اتصال

بني أطراف جمهولني بعضهم لبعض ،ومثة حماوالت كبرية يبذهلا املختصون يف جماالت الذكاء اعي وعلم النفس املعريف إلضفاء ذلك اجلانب أو الطابع الشخصي على الكمبيوتر واالنترنيت الصن

حىت تبدو عمليات االتصال املتبادل من خالهلا أكثر إنسانية مما هي عليه اآلن ولكن الظاهر أن هذه .(1)احملاوالت مل حتقق كل النجاح املنشود

نه مصدر للسلطة على الصعيد أعلى : بيوتراالتصال عرب الكمفيعرف "سبريس"أما ملعلومايت واالجتماعي معا ،ويرجع هذا الطرح إىل عالقة السلطة باملعرفة حيث احلصول األمثل ا

. (2)على املعلومة يسمح مبعرفة أمثل للبيئة واالتصال باآلخرين يسمح بتوسيع دائرة تأثري الفردبط الفكرية والذهنية أو املعنوية بني مستخدمني على هو أداة الر:واالتصال عرب االنترنيت

شبكة الشبكات مبختلف تقنياا وإمكاناا ،وهي الوسيلة األكثر استعماال لتحقيق األهداف فبدون اتصال ال ميكن للمستخدمني االستفادة من خدمات االنترنيت ،املتعددة يف شىت ااالت

االجتماعي معا ،فالثقافة االتصالية الشبكية إمنا تتأطر من مبختلف أبعادها على املستويني العلمي ورب النصوص واألصوات عخالل االستخدامات االتصالية بأنواعها ،فيحدث التخاطب والتحاور

ولكن هناك العديد من الباحثني من يرى بأن االنترنيت ليست وسيلة اتصال ،(3)والرموز والصور

أن الالشخصية والتخصص تعزالن الفرد عن أقرانه وتدعم لديه مشاعر عدم األمان ،والعالقات " بونر"يعتقد :"ال شخصي أو الشخصاين (*)

ات اليت ختلو عادة من العواطف ،فتتسم بالرمسية والصورية ،وتظهر خاصة داخل املنظمات الرمسية اليت ختضع لقواعد تنظم الالشخصية هي العالقلكن الالشخصية يف االنترنيت تظهر بوجود العوائق املادية والفيزيقية انظر قاموس علم االجتماع لدكتور حممد عاطف غيث " .عالقات األفراد

. مرجع سبق ذكره

، الكويت 1ط ،2005 ،61، كتاب العريب، املعرفة وصناعة املستقبل، العدد تكنولوجيا االتصال هل تدعم الغربة واالنعزالامحد أبو زيد، -)1( (2) –Guegen Nicolas et Tobin laurance:Communication. Société. Internet. édition hamarttan paris. 1998p35.

170رجع سبق ذكره ،صحممد علي رحومة ،م - (3)

Page 73: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

هذه ،هي وسيلة االتصال " The web"باسم الوبأو ما يعرف www" الورد وايد وب" ولكناألخرية اليت تتميز خبصائص فريدة كوسيلة اتصالية وبيئية ،فهي ال تشبه وسائل االتصال التقليدية

هي بيئة افتراضية جتسد وضعا " فالواب"،ال من حيث اهليكل وال من حيث األداء ليست حماكاة لبيئة حقيقية " الواب" إنوعليه ،ف،ما بني الناس واحلواسيب Interactivityتفاعليا

وإمنا مبثابة بديل لبيئات العامل احلقيقي حيث يتعرض املستخدمون ،مبعىن العامل احلقيقي امللموس Mediatedاإلدراك باحلضور يف بيئة توسطية :Télépresenceلتجربة احلضور عن بعد

environment ة االفتراضية أيضا، يتنافس سلوكان ويف إطار هذه البيئ،وليس يف العامل احلقيقي : (1)اثنان جلذب انتباه املستخدم

مثل التجوال والتبحر يف الشبكة (Experrimental behaviourالسلوك التجرييب -1Nestsurfing.(

مثل التسوق عرب الشبكة(:behaviour Goal-directedالسلوك املوجه باهلدف -2Online shoping ( ،الكمبيوتر "ىل اعتبار ذلك نوع من دمج وهذا ما أدى بالبعض إ

ويرتكز هذا املفهوم على فكرة تكوين بيئة "اإلنسان املدمج بالكمبيوتر"أو "باإلنسانصناعية اليكترونية حتيط باإلنسان يف كل مكان ،وتتداخل مع كل أنشطته ويتفاعل معها

.نوع من الدمج بني اإلنسان وأدواته وهي بدلك بذكاء ،ذا الدمج بني اإلنسان والكمبيوتر ذا الشكل قـد ينطـوي علـى خمـاطر ه لكن"و

منها ما يتصل بـاحترام خصوصـية الفـرد وأسـراره، ومنـها مـا ، متعددة يف جانبه السليبيتصل بالتأثري على الفكر والسلوك، كذلك ما تنطوي عليـه مـن إحلـاق الضـرر بـالفرد أو

أو بـني الـربط املعنـوي بـني املسـتخدمني هـذا ،وعلى الرغم من (2)"لعمدي لها اإليذاء .يف االتصال عرب الكمبيوتر العوائقهناك جمموعة من هأن إال ،اإلنسان واآللة

. 259بشري العالق ،مرجع سبق ذكره ،ص - (1)

.143، ص 2002، يوليو 524، جملة العريب،الكويت، العدد سيناريوهات األفق الرقمينبيل غزالن، - (2)

Page 74: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:عوائق االتصال عرب الكمبيوتر-وجـود طـريف ويشري مفهـوم احلضـور االجتمـاعي إىل :غياب احلضور االجتماعي

تصـال مـواجهي هـو األسـاس لقيـام ا(املرسل واملتلقي يف احليز املكـاين نفسـه (االتصال .)عالقات اجتماعية ممتدة وقوية

أي التواجـد املكـاين أمهيـة قصـوى ،وهذا ما يوحي أن لعامل القـرب الفيزيـائي فكلما كان الفرد قريبا من الفرد الذي يتواصل معه كـان هنـاك احتمـال كـبري يف نشـوء

يأخذ معنـاه اجلغـرايف الـذي يعتـرب عالقة اجتماعية ،لكن يف االنترنيت القرب أو اجلوار ال عنصرا أساسيا يف تشكيل العالقات االجتماعيـة بـل العالقـات يف االنترنيـت تتشـكل يف

وهـذا كلـه يطـرح مشـكل "اتمع االفتراضـي "فضاء افتراضي جديد أطلق على تسميته ـ واق واقـع آخر يتعلق بالواقع ،فهل الواقع الذي يعيشه املستخدمني أثناء االتصـال هـو أم يع

.واقع افتراضي؟من املؤكد أن مثة شيئا مفقودا عندما نستخدم االتصال عرب الوسائط االليكترونية،ومن "و

ري اللفظية ،كتعبريات الوجه وحركات اجلسد ،واإلمياءات غأمثلة هذه األشياء املفقودة التلميحات يف تكنولوجيات االنترنيت يف نواحي فرغم التقدم النسيب "،(1)"اليت تساعدنا على فهم املعاين أكثر

ربها تعتمد بصورة مبدئية على النص عالصوت والصورة ،فإنه مازالت االتصاالت اليت تتم ناتج عن غياب "االتصال االنترنييت"املكتوب ،فمثال سوء التفاهم الذي حيدث من خالل

ي ،مثل االبتسامة وتقطيب اإلشارات احلسية األخرى اليت تدعم عمليات االتصال يف العامل احلقيقالوجه ،وغري ذلك من حركات اليدين ،ونظرات العينني اليت تدعم عمليات االتصال يف العامل

وبالتايل يفقد االتصال ،(2)"احلقيقي الذي يعتمد على تنوع اإلشارات يف تفسري أجوبة شخص ما نقص يف املالمح الن رغم ولك،البشري أبعاده االجتماعية والنفسية جراء تكنولوجيا االنترنيت

إشارات وعالمات تعرب عن االنفعاالت ونبتدع املستخدماالظاهرية اليت تساعد على االتصال فقد .والعواطف وأصبحوا يتعارفون عليها

هلذا بالذات يذهب بعض الباحثني إىل القول بأن اإلنسان رغم االجنازات اليت حققها يف أو الصمت ،وضمرت صاليةتلالانفسه من جراء تقنياته االتصالية يف نه أوقعأإال ،ميدان االتصال

.194،ص 2000، 1ية اللبنانية ،طاملصر الدار: القاهرة،والتحديات والتأثريات االجتماعية املخاطر:تكنولوجيا االتصال،شريف درويش اللبان - (1)

.174،ص 2001،أكتوبر 515جملة العريب ،العدد ،)االكتئاب والعزلة االجتماعية والفحش(احلياة على شاشة االنترنيت امحد حممد صاحل، - (2)

Page 75: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

تواصل يف الوقت قدراته الكالمية ،ويبس لسانه فبدت وسائل االتصال جسور اتصال وحواجزوهذا ما أدى بالباحثني إىل االهتمام ،ةاملتقدم الغربنفسه بني الناس وخصوصا يف جمتمعات

. سية لطبيعة االتصال البشري من خالل االنترنيتبدراسة األبعاد االجتماعية والنف-IIاخلصائص اإلعالمية لالنترنيت.

را كبريا واستطاعت هذه الوسيلة القد انتشر استخدام االنترنت انتش : رواج االستعمال-1ما 2004اإلعالمية أن حتقق أعلى انتشار مل حتققه وسيلة إعالمية ،حيث بلغ عدد روادها عام

أما عدد مستخدمي شبكة االنترنيت يف اجلزائر بلغ ثالثة ،"يف العامل زائر تقريبا يقارب املليارفمن يطلع على الوضع احلايل يدرك حجم االستعمال " ،(1)"2006ماليني مستخدم يف حانفي

أمهها قلة تكلفة : جموعة من املسببات مبيدعم ذلك و اليومي هلذه الشبكة والضغط اهلائل عليها ،ذلك يدعمها سهولة االستعمال ،إذ مبجرد إملام بسيط ذه التقنية يتمكن الفرد من االستخدام ،ك

زيارة معظم املواقع ،كذلك ملا تقدمه من خدمات خمتلفة تعليمية ،سياسية اجتماعية ،جتارية ترفيهية علماء خمتصون على أن األطفال بإمكام استخدام االنترنيت يف سن ولقد برهن، (2)"وعريهاالشبكة العنكبوتية،وهذا إذا حتدثنا عن األطفال أما ىلثة ويف سن الرابعة ميكنهم الولوج إالثال

. الشباب فحدث وال حرجتعرف امللتيميديا بأا إنتاج أو تقدمي خدمة باستعمال لغة اإلعالم : وسيلة متعددة الوسائط -2

صور ،نصوص، صوت :فردة يف تقدمي املعلومات مستعملة بصفة من" الرقمية اللغة"اآليل أو ،ويتميز اإلنتاج يف امللتيميديا باالفتراضية ،كما أن املستعمل (3)"رسومات وغريهاو ةتمتحركة وثاب

Multiتتألف كلمة ملتيميديا من جزأين،األول "و،خرمتحرك ويتمكن من االنتقال من موضع آلكالورق ،واألشرطة و تشري إيل الوسائط املادية احلاملة للمعلومات Mediasأي متعددة،

.(4)"واألقراص السمعية البصرية املمغنطة وغريهافهي يف اعتمادها على النصوص ،وان االنترنيت جتمع بني أكثر من وسيلة يف وقت واحد

املكتوبة تشبه الوسائل املكتوبة كما أا تسمح باالتصال ذي اجتاهني مثل التلفون ،كما أا وسيلة

. 18، ص 2007س مار 13اىل07،من 02االتصاالت واالنترنيت تنتشر بقوة يف اجلزائر ، أسبوعية اهلاتف اجلوال ،العدد - (1)

64،ص2001، 1دار وائل للنشر والتوزيع ،ط :،عمان )دراسة حتليلية(جرائم احلاسب اآليل واالنترنيت،أسامة امحد املناعسة وآخران ، - (2) (3) –François Leslé et Nicolas Macarez .le multimédia. Edition que sais-je 1ere édition paris 1998 p3.

. 411،ص 2000 ،1ط،دار املناهج:، عمانتكنولوجيا املعلومات ءعبد الرزاق الساملي ،عال- (4)

Page 76: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ل التلفزيون ،فاالنترنيت وسيلة تعتمد على الوسائل املتعددة وبالتايل جيد مستخدم بصرية مث–مسعية االنترنيت نفسه أمام فضاء إعالمي جديد مل يكن متاحا مع الوسائل التقليدية ،فالصحافة اجلماهريية تقدم النصوص املكتوبة مرفقة بالصور الثابتة ،والراديو يقدم الرسالة الصوتية ،بينما يقدم

تلفزيون الصور واألفالم وجيمع بني الصوت والصورة يف نسيج واحد ويشكل منهم مجيعا رسالة ال .ن تأثريها سيكون أعمق من تأثري الوسائل التقليديةإإعالمية متعددة الوسائط ،وبالتايل ف

ا رات اخلاصة،ممؤثومن مثة تتضح أمهية الوسائط املتعددة يف جمال عرض النصوص املدعمة بامل . ممكنة ملتلقي وبأقل تكلفةايزيد من قوة العرض ويوفر كثري من وقت

هو التعبري الوصفي ألحدث الكتابة االليكترونية "اهليربتكست Hypertext:النص الفائق -3 وهو يشكل نصا اليكترونيا يرتبط بنصوص أخرى عن طريق روابط داخل النص والكلمة

Hypertext وهي ترمجة عري معربة عن صفات ،الفائق ميكن ترمجتها حرفيا بالنصوهي عبارة عن برجمة ختيل " ،،وهلذا هناك من ترجم الكلمة بالنص املتشعب (1)"اهليربتكست

القارئ أو املتصفح ملضمون االنترنيت إىل نص آخر ،فإذا أراد املتصفح مزيدا من املعلومات فما عليه سوى الضغط على ،) اخل ......شخصية ،فكرة ،مفهوم ،قضية(خبصوص موضوع معني

وهي عادة ما تكون عبارة عن صورة ليد على كلمة أو مجلة ملونة بلون ، )Link(إشارة الرابطوختلق هذه النصوص الذكية متعة ،وهذه السمة ال تتيحها إطالقا وسائل االتصال التقليدية ،مغاير

وتوسيع األخبار واملعلومات إن ،علومات يف القراءة وهذا نتيجة إتاحته إمكانية اختيار األخبار وامل . (2)"أرادختضع الوسائل اإلعالمية يف العصر احلايل لسيطرة ونفوذ املؤسسات الكربى اليت :طابع احلرية-4

. متلك القوة واملال أو احلكومات ،وال يكاد يفلت من هذه السيطرة وهذا التحكم إال االنترنتجل أوناضلت وال تزال تناضل من ،رها هو حرية التعبري وان هاجس اإلعالم والصحافة منذ ظهو

حىت يكون هلا اال الواسع للتعبري عن أراء املتلقي وحىت آرائها،أما ،كرب من احلرية أمساحة االنترنيت فبالرغم من عامليتها وخط سريها عرب الدول والقارات مستغلة األثري واألقمار الصناعية

ة أي هيئة أو مؤسسة حكومية أو غري حكومية ،فال توجد هلا إدارة مركزية فإا ال ختضع هليمنن جمموعة البيانات واملعلومات وسائر العمليات األخرى تسرى من خالل خطوط إحمددة ،وعليه ف

. 145،ص 2002، أكتوبر 527،جملة العريب ،الكويت ،العدد اهليربتكست عصر الكلمة االليكترونيةحنا جريس ، - (1)

.56،57حممد لعقاب ،مرجع سبق ذكره ،ص /د- (2)

Page 77: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

وخط تليفون من Modem"مودم" ويكفي ملن لديه حاسب آيل مزود ب،... الشبكة مجيعها .االشتراك يف ذلك

ن البعض يعتربها إميكن لنا أن نتحدث عن حرية االستخدام ،أما عن حرية التعبري فوهنا قدرة هائلة على جتاوز وختطي احلدود اجلغرافية والسياسية "الساحة األخرية للدميقراطية حيث هلا

وين واالجتماعية والثقافية ،كما أا أداة للتعبري عن الرأي يف حرية مطلقة عن طريق الربيد االليكتروال ختضع للرقابة ،واملشاركة يف الندوات االليكترونية اليت تعقد على شبكات االتصاالت الدولية

مبا يف ذلك األوضاع والتنظيمات السياسية ،أو القيود ويتم فيها مناقشة كل املشكالت العامة .(1)"وسياسات الدول املختلفة والقوانني والتشريعات ،وأساليب وطرق احلكم

أدت إىل فتح باب احلوار واالتصال ،كما أن االنترنيت نتيجة حلريتها املطلقة والكبرية . خمتلف الثقافاتبنياإلنساين

مبا يعطيهم ،وإذا أضفنا إىل ذلك إمكانية اإلحبار عرب االنترنيت املتاحة اليوم للشباب وغريهم مشاكلهم وأحواهلم اليومية وتطلعام القدرة على حلق صداقات مع شباب العامل كله ملناقشة

باإلضافة إىل مناقشة املوضوعات السياسية احلالية دون خوف من السلطة احلاكمة كما ،املستقبلية .كان حيدث يف وسائل اإلعالم التقليدية

وتطلق هذه السمة على الدرجة اليت "وتلقب االنترنت بتقنية االتصال التفاعلية ،: التفاعلــية-6وباستطاعتهم تبادهلا ويطلق ،دوار اآلخرين أن فيها للمشاركني يف عملية االتصال تأثري على يكو

، كما أن التفاعل يف جمال االتصاالت يتيح قدرا (2)"على ممارستهم املمارسة املتبادلة أو التفاعليةهم يستطيعون كرب من حرية التعبري لكل فرد ،فلم يعد األفراد جمرد متلقني سلبيني للرسائل ولكنأ

ن يصبحوا أنفسهم مصادر إرساهلا األصلية ،وبعد أن كانت وسائل اإلعالم تنشر أالتدخل فيها ،وها بني مجهور من املتلقني السلبيني ،فقد ظهر بدال منها نظام الشبكات اليت تربط بني مجيع ئلرسا

على اإلرسال عن التسلسل اهلرمي ليصبح كل منهم قادرا املستهلكني بشكل مباشر ،بعيداً . واالستقبال

. 106،ص 2005، 61املعرفة وصناعة املستقبل ،العدد :،كتاب العريب الساحة األخرية للدميقراطية الرقمية..نترنيتاالامحد أبو زيد، - (1)

.314، ص 2000 ،1طالقاهرة تكنولوجيا املعلومات واالتصال،حسن عماد مكاوي، حممود علم الدين، - (2)

Page 78: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:)1(والتفاعلية عرب شبكة االنترنيت تنقسم إىل ثالثة أشكال املستخدم ترشد وهي اليت، Navigational interactivity: التفاعلية اإلرشادية-ا

.ريهاأو إىل صفحة االستقبال و غ ،أو العودة إىل األعلى ،أو السابقة ،بالتوجيه إىل الصفحة التاليةوهي اليت تتم عرب الربيد املباشر، أو Functional interactivity:التفاعلية الوظيفية-ب

.News Groupالروابط، أو جمموعات احلواروهي اليت متكن موقع من املواقع أن ، Adapted interactivity: التفاعلية الكيفية-ج

ن أو الزبائن بالنسبة للشركات واملؤسسات اليت تقوم يكيف نفسه مع سلوك املستخدمني أو الزائرياليت ،وومتثل التفاعلية أهم املتغريات اجلديدة لوسائط اإلعالم الكالسيكية ، باإلعالن غرب الشبكة

أعادت تشكيل العالقة العمودية واألحادية والالمتكافئة اليت كانت حتدد عالقات الباث واملتلقي الباحثون أحىت بد،رنيت للمستخدم من تفاعل جدي مع الوسيلة وهذا نظرا ملا حققته االنت

.يظهر يف الواقع االفتراضي التفاعلي أندماج مرتقب بني اإلنسان واآللة وهذا ما بدايتحدثون عن إذ تأيت بعد ،توصف االنترنيت على أا الوسيلة اإلعالمية الكونية السادسة :الكونيـــة -7

ستخداماا ال تقتصر على ا" نستخدام مصطلح العاملية أو الدولية أللو للبعض االتلفزيون وحياتمعات الصناعية املتقدمة فحسب بل ختترق كافة اتمعات يف نفس الوقت بالرغم من

.)2("تفاواية بالنسبة لالنترنيت أن املستخدم بإمكانه التعرض نوتعين التزام:ية نية والالتزامنالتزام-8

أما الالتزامية فتعين إمكانية "أي يف وقت النشر أو البث، ،خبار يف الوقت احلقيقي للمعلومات واألإرسال الرسائل واستقباهلا يف وفت مناسب للفرد املستخدم وال تتطلب من كل املشاركني أن

أكثر من مستوي وهذا بفضل ما أتاحته االنترنيت من، )3("يستخدموا النظام يف الوقت نفسهاك االتصال اللحظي الذي يوجد فيه املرسل واملتلقي بشكل متزامن كما نخدمني،فهللمست تصايلا

و فرد بآخر بشكل متزامن أحيدث يف غرف احملادثة التفاعلية ويوفر هذا النمط اتصال فرد مبجموعة اتصال فرد ،و،وهناك االتصال من فرد إىل فرد بشكل غري متزامن من خالل الربيد االليكتروين

.و مجاعة جبماعة بشكل غري متزامن أيضا من خالل مجاعات األخبار والقوائم الربيدية جبماعة أ

.58حممد لعقاب ، مرجع سبق ذكره،ص - )1( .257،ص 2001، 1دار املستقبل للنشر والتوزيع ،ط، عمان،اإلعالم الكوين وتكنولوجيا املستقبلشم اهلامشي، جممد أهلا - )2( .57، ص املرجع السابقحممد لعقاب، - )3(

Page 79: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.وظائـف االنترنيـت:يناملبحث الثاجمموعة من مكغريها من وسائل اإلعالم واالتصال التقليدية واحلديثة، تقدإن االنترنيت

املتنوعة، سواء على مستوى الفرد، حتقق بدورها جمموعة من التأثريات الوظائف ملستخدميها، واليت :اجلماعة أو اتمع وهذه الوظائف نلخصها فيما يلي وأ

ن الشبكة تقدم خدماا الشهرية يف إوفيما يتعلق بوظيفتها االتصالية ف:الوظيفة االتصالية -1 ت بفضل خدمات الدردشة وخدما ضهم البعضعهذا اال فهي متكن مستخدميها من االتصال بب

الفيديو ،فتمكنهم من تبادل اآلراء والتجارب ،ومتكنهم أيضا من خلق فرق النقاش وتبادل الربيد ن الشبكة توفر وهي يف هذا الشأن تعد من أفضل الوسائل االتصالية ،أل ،(1)االليكتروين

التصال ملستخدميها مستويات اتصالية فريدة فهناك االتصال اللحظي املتمثل يف احملادثة التفاعلية وااملتزامن أو غري املتزامن من فرد إىل آخر من خالل الربيد االليكتروين، باإلضافة إىل اتصال فرد

.جبماعة أو مجاعة جبماعة بشكل غري متزامن مثلما حيدث يف مجاعات األخبار والقوائم الربيديةالنفسية إن وظيفة الترفيه أساسية لتحقيق بعض االشباعات:الوظيفة الترفيهية -2

وإلزالة التوتر اإلنساين على مستوى األفراد واجلماعات يف أي جمتمع واالجتماعية،ن االنترنيت قد خصصت حيزا كبريا من مواقعها إ،وكغريها من وسائل اإلعالم التقليدية ،ف(2)كان

.اليت تشهد ازديادا مطردا ،للترفيه والتسلية ،بطرق وأساليب متنوعة" التخيلي" أو" الواقع اخلائلي" ل الترفيه اليت توفرها الشبكة ما يعرف بومن بني أشكا

ففي Multimedia،وهذا يتحقق مبيزة الوسائط املتعددة Virtually Reality"واالفتراضي"،ميكن ملستخدم االنترنيت Virtuality Museumsالشبكة توجد متاحف ومعارض افتراضية

وهناك ،(4)يه أو االطالع على معروضاا واستعراض تارخيها،دف التسلية والترف(3)أن يزورهاأيضا جمال كبري لتقدم كبري يف تكنولوجيا الواقع االفتراضي الذي حياول إعادة خلق عوامل غري

،كما ميكن للواقع االفتراضي أن يستخدم (5)" موجودة مبا يساعد على التدريب عن طريق احملاكاةيف عوامل من ختفيف آالمهم أو التغلب على رهام باالماك يف جمال الطب حيث ميكن املرضى

. 44،ص 1999، 1دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،ط :اجلزائر،االنترنيت وثورة املعلومات حممد لعقاب ، - (1)

.107،ص مرجع سبق ذكرهل أبو األصبع ،صاحل خلي - (2)

.45حممد لعقاب، املرجع السابق، ص - (3)

.117،ص 2000، 1دار الراتب اجلامعية ،ط :بريوت، الوظيفة اإلعالمية للشبكة االنترنيتعبد امللك ردمان الدناين ، - (4)

.143نبيل غزالن ،مرجع سبق ذكره،ص - (5)

Page 80: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

فإن املعاجلة عرب التعرض لربامج الواقع االفتراضي تساعد الناس على تغيري "يولدها احلاسوب ،هلذا . (1)"طريقة تفكريهم وتصرفام وتفسريام للمعلومات

سياحة االفتراضية اليت تسمح ملستخدم وضمن وظيفة االنترنيت الترفيهية يوجد ما يعرف بال مدن ،فنادق ،مطاعم (االنترنيت بزيارة مناطق سياحية عن بعد ،أو االطالع على أدلة السياحة

وهذا باإلضافة إىل األلعاب االليكترونية اليت تتوافر عليها ،تعرضها العديد من املؤسسات ،......)كن لعب الشطرنج مع شخص آخر يف م، فيالشبكة مستفيدة من خصائص االنترنيت كالتفاعليةكل هذا من شأنه إعطاء مزيد من الدفع "و،مكان آخر من هذا العامل الفسيخ عرب شبكة االنترنيت

لإلنتاجية وتنشيط االبتكار واإلبداع وتنمية اخلدمات وتطوير التشغيل عالوة على حتسني الربامج . (2)"يالترفيهية اليت ستزداد رفعة بصور الواقع االفتراض

هلذا يرى بعض الباحثني أن الوظائف اليت ستزدهر بوجود االنترنيت هي الوظائف اإلبداعية والترفيهية مثل الكتابة والتمثيل نتيجة ازدياد وقت الفراغ خاصة عند جيل الشباب الذي يعاين

يه الترفيه من أصبح ف ذيخاصة يف الوقت ال،مثل اجلزائر ةالدول الناميبطالة كبرية خاصة يف وهذا لكون اإلنسان ،الضروريات احليوية اليت تساعد على بناء شخصية وتقدم اإلنسان املعاصر

حباجة إىل االنتعاش والتسلية والترويح من خالل الربامج الترفيهية اليت تقدمها الوسائل اإلعالمية . رح واالسترخاءدد نشاطه وتبعث فيه املجتوهذا لكي ،بصفة عامة واالنترنيت بصفة خاصة

إن وسائل االتصال تقوم ببث األفكار واملعلومات والقيم اليت :"الوظيـفة التثقـيفيـة-3 وتساعد على تطبيع أفراده وتنشئتهم على املبادئ القومية اليت تسود يف ،حتافظ على ثقافة اتمع

.(3)"اتمع تبادل املعلومات عن طريق احلواسيب أو من وتتجلي الوظيفة التثقيفية يف االنترنيت يف

خالل الشبكة اليت أدت إىل فتح باب احلوار واالتصال اإلنساين بني البشر من خمتلف الثقافات،باإلضافة إىل سيل املعلومات املتدفق،والذي سيؤدي إىل نوع من الشفافية على مستوى

العدد اهلائل من املوسوعات والكتب العامل مل يشهده من قبل ،كما ميكن للتثقيف أن يتجلي يفمن قبل املستخدم الذي يستفيد منها على Téléchargementواملقاالت القابلة للتحميل

. 50،ص 2004ديسمرب /،أغسطس 8/9،العددان 20،جملة العلوم،مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ،الد االفتراضي املعاجلة بالواقعهوفمان ،- (1)

. 32،ص 1995،يوليو440،جملة العريب ،العدد اموعة العربية والطريق السريع للمعلوماتمصطفى مصمودي ،- (2)

.13،ص 1994ديوان املطبوعات اجلامعية ، :اجلزائر،" يف عامل االتصال"م الدور الوظيفي لوسائل اإلعالعبد اهللا بوجالل ، - (3)

Page 81: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ولكن هناك من الباحثني من يري عكس ذلك ،إذ يرون ،املستوى العلمي والتثقيفي على حد سواءباللغة حمتواها من% 80 أن وإمنا تقوم بالغزو الثقايف ،خاصة،أن االنترنيت ال تقوم بالتثقيف

. تتطابق يف غالب األحيان مع مبادئ وقيم اتمعات اإلسالميةواليت ال ، االجنليزية ذوا بذكاء ا تشكل شبكات املعلومات سالحا بالنسبة للدين حيسنون استعمال خدما

يت تزداد ضعفا بفضل حيث أن الشعوب القوية تتقارب ثقافاا ،على عكس اتمعات الضعيفة الن التكنولوجيا احلديثة يف جمتمعاتنا الزالت مستوردة أل ،الثقافة اخلارجية املفروضة عليها بقوة

ور وجينات الثقافات األجنبية وبالتايل فهي حني ذا حتمل معها بالضرورة بأو ، بالكامل .شرةبطريقة مباشرة أو غري مبا على الثقافات الوطنية نستوردها،تؤثر حتماً

، حيث أن قضية ذا الشكل تصبح بيئة ثقافية تلعب فيها اللغة دورا كبريا ومهماً نترنيتفاال ا للمكانة البارزة اليت اختيار واستخدام اللغة هي قضية ثقافية رئيسية يف أي سياسة لالتصال، نظر

جيا من حيث هي بناء متكامل فالتكنولو" ،حتتلها اللغة باعتبارها التعبري األويل والعاملي للحضارةا ما جيب أن تأخذه ذتبقي تعكس اإلطار االجتماعي والثقايف واحلضاري اليت أنشأت يف ظله،وه

.(1)"اتمعات النامية بعني االعتباركما تقوم االنترنيت على التقريب بقدر اإلمكان بني الثقافات املختلفة وتساعد بالتايل على

ن كان هذا ال خيلو من شبهة إمن خالل التعرف على تلك الثقافات املغايرة ،و نشر روح االحترامندثار بعض الثقافات الوطنية ،ومتهيد الساحة هليمنة الثقافات اليت تتمتع بقدرة احتمال اوخطورة

يساندها من تقدم علمي وتكنولوجي ومادي تفتقر إليه غالبية هائلة على االنتشار والتأثري،بفضل ماوالتكنولوجيا على ،العامل ويتجلى ذلك يف حضورها القوي واملتميز على الشبكة العنكبوتيةدول

أي حال ميكن أن تفرقنا وددنا أحيانا ،غري أا ميكن أن توحدنا أيضا ،وتشجعنا على فهم وقبول .وهذا يكون عن طريق حوار الثقافات اليت أصبحت الشبكة ميدانه الرئيسي اخلالفات بيننا

أفاقا جديدة ،كانت إىل فترة قريبة حمدودة جدا تتمثل يفتح "الواب" هذا باإلضافة إىل كون يف متكني األفراد من االلتقاء حول قضايا مشتركة ،فقد يتعلق األمر بتقاسم اهتمامات ثقافية ،أو

املرجعيات ذا الشكل يعمل على توسيع فضاء " الواب"موسيقية ،أو رياضية أو سياسية ،حيث أن الثقافية املتقامسة ،وربط أفراد ومجاعات ما كان هلم أن يلتقوا ويتحاوروا ويتفاعلوا لوال

.154،ص 1981نية للنشر والتوزيع ،طالشركة الو: اجلزائر،االتصال واتمع اليوم وغدا:أصوات متعددة وعامل واحد شبون ماكربايد وآخرون ،- (1)

Page 82: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

مع طبيعة الفضاء الئموجوده،وهو بذلك يساعد على إعادة صياغة الثقافة وحتديد مدلوالا مبا يت . االفتراضيوصف االنترنيت بأا فضاء اتصايل فعموما ميكننا :اإلعالمية ،الوظيفة اإلخبــارية-4

تتعايش فيه وسائل إعالمية خمتلفة إذ بإمكان املستمع االطالع على صحيفة أو جملة عن طريق أو االستماع إىل الراديو أو مشاهدة تليفزيونية بدون االلتجاء إىل ) املواقع يف تزايد مستمر (الشبكة

ا وسيط تقين هلا خصوصياا تتشكل داخلها وسائل االلتقاط التقليدية أو الفضائية باعتباره .ةاملضامني بطريقة معين

وتتيح االنترنيت الفرصة "واالنترنيت وسيط إعالمي كسر احلواجز بني املرسل واملستقبل ، ين أن عملناقشة ونقد ما تقدمه املصادر العديدة والرد عليها ،وتبادل اآلراء واألفكار حوهلا ،مما ي

يد مل يعد أحادي التوجيه وإمنا أصبح مفتوحا للمناقشة والتوجيه من كل األطراف اإلعالم اجلدوهذا بفضل اخلاصية التفاعلية اليت جعلت ،(1)"املعنية ،حىت وان مل تنتسب إىل الصناعة اإلعالمية

االنترنت اجلمهور يبعد عن نفسه صفة املتلقي السليب اليت عرف ا يف وسائل اإلعالم التقليدية . بح اليوم يف موقع املستخدم االجيايب الذي يناقش كل القضايا املطروحة يف مواقع االنترنيتليص

برز نتائج الثورة املعلوماتية اهلائلة دخول االنترنيت إىل أمن كان:الوظيـفة اإلعالنـية- 5 مبتكرة ليست تنامى دورها وتعاظمت أمهيتها كوسيلة اتصال تفاعلية"عاملنا من أوسع أبوابه حيث

فقط بالنسبة لألفراد وإمنا أيضا للشركات واملؤسسات على اختالف أنواعها واحلكومات وغريها .(2)"ملعلومايت واملعريف عرب هذه التقنية الراقية امن اجلهات املعنية باالتصال والتواصل

،و هو الوسيلة احلديثة اإلعالن يعترب من الوظائف األساسية لالتصال يف اتمعات احلديثة و لترويج السلعة اليت عرفت أشكاال خمتلفة منذ كانت التجارة واملقايضة ،ولقد أضحت االنترنيت اليوم ،فضاء جديدا لإلعالنات ،يف خطوة أخرى خلطف األضواء من وسائل اإلعالم التقليدية

غيري أرائهم أو تعزيزها قدميا وإذا كان اإلعالن كوسيلة لنقل األفكار واملعلومات إىل الناس دف تتعج wwwبافإنه ليس من املستغرب إطالقا أن جند شبكة الو، اإلنساين الوجود قدم

فاإلمكانات اليت يوفرها هذا اجلهاز للمعلنني بشكل خاص ،باإلعالنات على اختالف أنواعها

.142،ص 2006،الكويت ،ديسمرب 577،جملة العريب ،العدد دالتكنولوجيا الرقمية واإلعالم اجلديامحد أبو زيد ، - (1)

. 182بشري العالق،مرجع سبق ذكره ،ص - (2)

Page 83: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

رفت أسراره جتعله من أكثر وسائل الترويج جاذبية وحضورا خاصة إذا ما أحسن استخدامه وع .وآلياته وإن كان جوهر وهدف اإلعالن واحدا ،عالن االنترنيت خيتلف عن اإلعالن التقليديإف

مثل شراء سلعة أو االنتفاع (وهو التأثري يف املتلقني يف حماولة إلقناعهم باختاذ قرار أو إجراء معني ن حيث ظهوره ،وكيفية وصوله واإلعالن يف االنترنيت ذو طبيعة متميزة م،)اخل ....من خدمة

كما Webللمستخدم ،فيمكن أن يقابل املستخدم إعالنات يف مواقع يقوم بزيارا على الوابمبكن أن جيدها ضمن رسائله الربيدية ،وامليزة األهم اليت توفرها االنترنيت للمعلن هي إمكانية

.دل يف األسعارتب تعديل إعالنه يوميا مبا يتالءم مع إنزال منتجات جديدة أو معن الطبيعة التفاعلية لالنترنيت تظهر جليا يف اإلعالن ،حبيث أن اإلعالن إإضافة إىل ذلك فو

ومن املؤكد ،على شبكة االنترنيت يتيح القيام باتصاالت تفاعلية مع املشتركني على الشبكةأفكارا ونتاجات وأداء إال وسيلة إبداعية مبتكرة حتتضن وتوفر،والطبيعي أن تكون االنترنيت

وإمكانيات اتصال مبتكرة وإبداعية هي األخرى ترقي إىل مستوى القائمني عليها واملتعاملني معها واحلريصني على تطويرها ،لكن االنترنيت كوسيلة اتصال وتواصل ال ميكن أن تكون تقليدية الن

ون إليها طلبا للعون واملساعدة ؤهلا خصوصيتها وآلياا وفلسفتها اليت تنسجم مع أولئك الذين يلج .أو اللهو والتمتع

تتعدد بتعدد اهلويات وامليول والرغبات املهنية والدراسية وغريها و كما أن اإلعالنات تتنوع هذا كله يوجد يف متناول من ،من اإلصدارات اجلديدة يف امليادين االقتصادية والثقافية والعلمية

ولكن الشيء املقلق هنا هو أن هذه اإلعالنات مغايرة للثقافة العربية يستخدم شبكة االنترنيت ، . ولقواعد السلوك واألخالق السائدة يف اتمع

ها وسائل يمن الوظائف العامة والرئيسية اليت تؤد:وظيفة تكوين اآلراء واالجتاهات -6 د واجلماعات والشعوب، إذ هلا االتصال اجلماهريية وظيفة تكوين اآلراء واالجتاهات لدى األفرا

دورها العام يف تكوين الرأي العام ،وإذا كانت هذه الوظيفة ال ميكن عزهلا عن بعض الوظائف األخرى مثل وظيفة اإلخبار واإلعالم ،إال أا متتاز خبصوصية تكمن يف اهلدف من هذه الوظيفة

ة تدخل الدعاية والعالقات العامة ومن مث،عين بتشكيل اآلراء واالجتاهات لدى اجلمهور واليت تضمن هذه الوظيفة،فالدعاية واملغالطات أمور حاضرة بقوة يف جمموعات النقاش ويف صفحات

Page 84: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

هذه األخرية اليت متكن األفراد يف وقت وجهد بسيط من إشباع فضوهلم يف خمتلف Webالوابلتقارير السياسية والصحفية ااالت الفكرية والعلمية ،واألدبية والفلسفية واالطالع على آخر ا

،فكثرة املعلومات والسهولة اليت يستطيع ا أي شخص أن يضع معلومة يف متناول اجلميع وهناتطرح بعض التجاوزات ،فيمكن أن يكون بث معلومات مبتورة وخاطئة أو مت إنتاجها بطريقة عري

ثري من املستخدمني ال يثق يف إىل الدعاية أو تشويه احلقائق ،وهذا ما جيعل ك قانونية ،ووصوالً .حمتويات االنترنيت

تساهم يف تقوية الوعي بالقضايا " ولكن عكس ذلك هناك من يرى أن االنترنيت قد االجتماعية ،فقد ترفع من اإلحساس باالنتماء واإلحساس بقضايا الداخل واملشاركة السياسية

. (1)"قراطية االليكترونيةالفعالة وهو ما برز يف مسميات كثرية مثل الدمي :ويف احلقيقية كل الوظائف السابقة الذكر تؤدي إىل وظيفة أساسية يف حياة الشباب هي

حتتاج إىل إشباع وذلك عن طريق استعمال وسائل إن حاجات األفراد:إشباع للحاجات-7 (2):اإلعالم أو غريها وهذه احلاجات هي

وهي احلاجات املرتبطة بتقوية املعلومات واملعرفة وفهم بيئتنا :املعرفية احلاجات-ا وهي تستند إىل الرغبة يف فهم البيئة والسيطرة عليها وهي تشبع لدينا حب االستطالع

.واالكتشافوهي احلاجات املرتبطة بتقوية اخلربات اجلمالية، والبهجة :احلاجات العاطفية- ب ويعترب السعي للحصول على البهجة والترفيه من الدوافع العامة اليت يتم ،األفراد والعاطفة لدى

.إشباعها عن طريق وسائل اإلعالموهي احلاجات املرتبطة بتقوية شخصية األفراد من : حاجات االندماج الشخصي-ج

ذه احلاجات من رغبة حيث املصداقية ،والثقة ،واالستقرار ،ومركز الفرد االجتماعي ،وتنبع ه .الفرد يف حتقيق الذات

وهي احلاجات املرتبطة بتقوية االتصال بالعائلة : حاجات االندماج االجتماعي-د .واألصدقاء والعامل، وهي حاجات تنبع من رغبة الفرد يف االنتماء

.234،ص 2006،جوان 14،جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة باتنة ،العدد وسائل اإلعالم واالتصال وحتمية التغري السوسيو ثقايفبوحنية قوي ، - (1)

. 111أبو األصبع ،مرجع سبق ذكره ،ص صاحل خليل - (2)

Page 85: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

اهلروب، وإزالة التوتر، وهي احلاجات املرتبطة برغبة الفرد يف :احلاجات اهلروبية -ه تعترب االنترنيت وسيلة للهروب من الواقع، والبحث عن طريقة لتحقيق و ،والرغبة يف تغيري املسار

حاجات نفسية وعاطفية غري مشبعة، وذلك عن طريق مقابلة الناس وتكوين عالقات اجتماعية بياناته الشخصية وردود كما أن مستخدم االنترنيت يستطيع إخفاء"،وتبادل اآلراء مع أناس جدد

خاصة الذين حيسون –فعله أثناء استخدامه للشبكة ،وبالتايل يستغل بعض مستخدمي االنترنيت تلك امليزة يف التعبري عن أدق أسرارهم الشخصية –منهم بالوحدة وعدم اآلمان يف حيام الواقعية

.)1( "ية واأللفةورغبام املدفونة ومشاعرهم املكبوتة مما يؤدي إىل توهم احلميماليت تتيحها االنترنيت يف التعبري عن "احلرية " كما أن مستخدمي االنترنيت يأخذون

مشاعرهم اليت يكبتوا يف حيام العملية ،وأسرارهم اليت يكتموا ورغبام العميقة اليت قد تكون العالقات " ليت ال تتيحهايف معظم األحيان خملة باحلياء ولكن عندما تتضح أوجه القصور ا

بدون وجوه وجمتمعات مثل فقاعات الصابون قد ختتفي يف "كيانات"من االعتماد على "االنترنيتةأي حلظة ،وتبدأ احلاجة إىل تواجد احلب واالهتمام الذي يأيت من أناس وأشخاص حقيقيني، هنا

.ملفقط تبدأ املشكلة يف الظهور ويبدأ اإلحساس باألسى واإلحباط واألهذه األداة االتصالية اجلديدة حتمل يف تركيبتها "وهلذا بالذات ميكن أن نقول أن

وأخطرها على أداة اتصال شبابيةالتكنولوجية، والتعليمية والسيكولوجية مميزات جتعلها أفضل السليب اإلطالق ،كما أا أفضل أداة للممارسة الدميقراطية وأكثرها إمكانية لالحنراف والتطويع

.)2( "يكفي فقط أن نفهم توظيفها واستغالهلارئيس قسم اخلدمة االجتماعية باجلامعة اإلسالمية يف غزة وليد شبري: وأيد ذلك الدكتور

أن االنترنيت سالح ذو حدين فيمكن استخدامه يف أشياء هادفة ومفيدة ،أو يف أشياء سلبية "وقال املبنية على الدين واألخالق ،والتربية اجليدة ،والثقافة الواعية يف وهذا يتعلق بالتنشئة األسرية

شهواته ينعكس على ذام ،وعلى خريات استخدام االنترنيت ويرى أيضا أن انغماس الشباب يفجمتمعهم الذين يعيشون فيه مما يؤدي إىل احنرافات سلوكية ،ولذا فاملسؤولية تربوية واجتماعية

يف خمتلف مراحل الدراسة يف توعية الشباب غرب اآلباء واألمهات والتربوينيونفسية تقع على عاتق . )3( "خمتلف املؤسسات األسرية والتربوية وإشغال الشباب مبا خيدمهم وخيدم مسرية جمتمعهم

)1( -www-startimes2.com/f.aspxf=7015773 . 118مجال رزق ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2(

)3( - www.moumineen.org.ae/najm.htm :االنترنيت واالجتاهات السلوكية للفتاة

Page 86: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.ثقافة االنترنيت:املبحث الثالث ث هزة ثقافية كل اكتشاف يف االتصاالت حيد"الدكتور عزي عبد الرمحن أن يرى وجد لغة الرموز ،واكتشاف الطباعة نقل الثقافة من احلالة الشفوية إىل أ فاكتشاف الكتابة ،خاصة

بصرية ،وأخريا أدى اكتشاف -دخل ثقافة مسعيةأاملكتوب ،واكتشاف اإلذاعة والتلفزيون ان ميس شكل احلاسوب والشبكات املعلوماتية إىل بروز الثقافة التفاعلية ،هذا التجاذب ،وان ك

.(1)"نه يربز مدى التفاعل اجلدي بني الثقافة ووسائل االتصالإالثقافة وليس حمتواها بالضرورة ،فوكما هي العادة يف كل التكنولوجيات املؤثرة يف صياغة اتمع اإلنساين ينصرف احلديث

والثقافية وكان من ها االجتماعيةيف البداية إىل جوانبها الفنية ،واليت سرعان ما تتوارى لتربز جوانبقها يف نزع قناعها التقين لتكشف عن مغزاها بالطبيعي أن تكون تكنولوجيا االنترنيت أسرع من س

فالشبكة ...الثقايف بصفتها ساحة ثقافية يف املقام األول ،جبانب إىل كوا بنية حتتية لصناعة الثقافة عب دورا حيويا يف تكامل املنظومة الثقافية مع تساهم يف تشكيل وعي الفئات االجتماعية وتل

منظومات التربية واإلعالم واالقتصاد ،واألهم من ذلك كله أن هذه البنية املعلوماتية اجلديدة ورمبا . (2)بيئة مثالية حلوار الثقافات والتهجني الثقايف–ألول مرة لتعاريف للثقافة ،حيث تعد الثقافة وقبل أن خنوض يف ثقافة االنترنيت نقدم جمموعة من ا

من بني املصطلحات األكثر شيوعا واستخداما يف الدراسات السوسيولوجية واالنثروبولوجية ولعل من أقدم التعريفات وأكثرها انتشارا لقيمته التارخيية ،وكذا اهتمام معظم العلماء به واعتماده يف

الثقافة هي ذلك الكل "حيث قال "Taylorرادوارد تايلو"حبوثهم ،وهو تعريف االنثروبولوحي املعقد الذي يتضمن املعرفة ،والعقيدة ،والفن ،واألخالق ،والقانون ،والعادة ،وكل املقومات

.(3)"األخرى اليت يكسبها اإلنسان كعضو يف اتمعالعادات ويربز هذا التعريف العناصر الالمادية حلياة الناس يف اجلماعة كاألخالق والفن و

والعرف اليت تنشأ نتيجة التفاعل االجتماعي،فالثقافة الالمادية هي ثقافة ذاتية موجودة يف وعي وهي تلك العمليات اإلدراكية والقيم والصور املنهجية واالجتاهات "اإلنسان ومميزة لشخصيته

. 101عزي عبد الرمحن، مرجع سبق ذكره، ص - (1)

الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب :الكويتسلسلة عامل املعرفة ،،)رؤية ملستقبل اخلطاب الثقايف العريب(العربية وعصر املعلومات الثقافةنبيل علي ،-. 124،ص 2001،مطابع الوطن ، (2)

. 110،ص 1985 ،دار املعرفة اجلامعية : اإلسكندريةية،املرجع يف مصطلحات العلوم االجتماعحممد علي حممد وآخرون ، - (3)

Page 87: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

افة واليت متثل ومن التعاريف املوجزة للثق،(1)"واملعتقدات اليت حتدد إىل حد ما أمناط السلوك . (2)"تتألف من األفكار وأمناط السلوك "املرحلة املتأخرة يف مناقشة الثقافة الالمادية ترى أا

نسان وهي مكونة من كل والثقافة املادية هي ثقافة موضوعية هلا وجود خارج ذات اإل األشياء املصنوعة والتكنولوجيا اليت تنتجها مثل األدوات ،أماكن السكن ،أمناط املواصالت وتدخل ضمنها تكنولوجيا اإلعالم واالتصال مثل االنترنيت واحلواسيب واألقمار الصناعية

.والفضائيات، وغريها وكذا أوجه النشاط اإلنساين اليت ميكن مالحظتهاوهذا يعين أن الثقافة هي أمناط مستترة أو ظاهرة من السلوك املكتسب واملنقول عن طريق

الرموز،فضال عن االجنازات املتميزة للجماعات اإلنسانية،هذه االجنازات اليت تتمثل بصفة عامة يف بال شك -،وهذا التعريف *"تكنولوجيا االتصال"واملنجزات العلمية وبصفة خاصة التكنولوجيا

قرب تعريفات الثقافة إىل تكنولوجيا املعلومات ،حيث اللقاء املباشر بني اتصاالت املعلومات أ-نساق الرموز اليت يتم من خالهلا انتقال املعاين واخلربات من جيل إىل أونظمها والتواصل الثقايف و

.وتظهر هذه الثقافة يف سلوكيات األفراد وتصرفام اليومية،حيل ووسائل االتصال سواًء كانت تقليدية أو تلك املرتبطة بإبداعات التكنولوجية احلديثة مثل

وكيف ال، وشبكة االنترنيت تتعامل "،االنترنيت تؤدي دوراً حيوياً يف نشوء ومنو الثقافة وتطورهااعا وتعبريا أي الثقافة تراثا قوميا أو بوصفها إبد–مع مجيع عناصر املنظومة الثقافية ،سواء بوصفها

، حيث أن هذه التقنيات توسع وتزيد (3) "أو بوصفها منتجة للسلع واخلدمات واألصول الرمزية من إمكانية األفراد يف اإلبداع والنقل والتخزين،وذه الطريقة تساهم تكنولوجيا االتصال يف نقل

.ها وتأمني التواصل ضمن املرياث الثقايف املشتركيتالثقافة وحركفهذه التقنيات تنشر املعرفة والرموز ضمن الثقافة، ومع زيادة قدرة هذه التكنولوجيات يف

النقل والتخزين والنسخ وختزين البيانات، فإن معارف جيل ما لن تزول، بل تصبح هذه املعارف

. 167،ص 1991املنظمة العربية للتربية والثقافة ،دط ، : القاهرة،،اآلثار الثقافية عرب األقمار الصناعيةجهان امحد رشيت - (1)

. 52،ص 1987دار املسرية ، :،القاهرة الفلكلور ما هو ؟،دراسات يف التراث الشعيب، فوزي العنتيل- (2)

إىل التجهيزات والوسائل اليت اكتشفها أو اخترعتها البشرية جلمع وإنتاج وبث ونقل واستقبال وعرض املعلومات االتصالية " لحيشري هذا املصط(*).16انظر حممد حممود ،مرجع سبق ذكره ص ".الثقافية بني اتمعات واألفراد

.124نبيل علي، مرجع سبق ذكره، ص - (3)

Page 88: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ترف واالنترنيت باعتبارها وسيلة اتصالية قوية ال تع،واخلربات جزاء من البيئة الرمزية لألفراد .باحلدود اجلغرافية ومتميزة يف األلفية الثالثة

قد تكون أداة هيمنة ثقافية ،لذلك أصبحت هذه الوسيلة عن طريق اإلنتاج الثقايف الرقمي حيث أن املسيطر على الشبكة هو الذي يفرض قيمه وثقافته ،متجاوزاً بذلك قوانني الدول

ن الدول القوية صناعيا واقتصاديا هي اليت تتحكم يف صناعة باعتبار أ ،وثقافات الشعوب وسياداوهذا ما أدى إىل ظهور مصطلح ،ويف تطوير احملتوى يف خمتلف مواقع شبكة االنترنيت ،الكمبيوتر

لرتع اتمعات لثقافتها الوطنية وحتفيزها إلدخاهلا " نتيجة قد تكون األخرية وهذه،الثقافة الكونيةنه اإلجياب يف التحديث أالتثاقف أو املثاقفة مع التركيز على ما يظن يف ثقافة املركز باسم

واغتراا يف اآلخر ونتيجة ،واملعاصرة دون السلب املتمثل يف نزع اتمعات عن ثقافتها احمللية . (1) "لذلك مت شق الثقافات الوطنية يف معظم الدول النامية

غياب املبادرات العربية جلعل االنترنيت حتتوى على واالنترنيت تؤدي هذا الدور بامتياز يف كما أن االنترنيت تعد من وسائل االتصال ،ملعلومايت العريباربية من خالل إنتاج احملتوى عثقافة

وبالتايل فهي ال تساهم يف عملية التطبيع ،االجتماعية اليت تقدم أحزمة ثقافية حملية وافدةكما أا ال تساعد على االستفادة من الثقافة احمللية و ال ،ب االجتماعي للفرد مع حميطه القري

كالقيم والثقافة ،تساهم على حتقيق االنسجام باالنتماء إىل اتمع الذي تربطه به صفات مشتركة .واللغة والتاريخ واحلضارة

ر مما يترتب عليه الكونية نظرياً ال حدود ألصدائها االجيابية اليت تدفع إىل معرفة اآلخ الثقافة"و منطقيا انتشار ثقافة التسامح وتواري ظاهرة التعصب ،كما أن من شأا كسر احتكار الدولة

وهذه االجيابيات نفسها هي اليت خلقت سلبياا ،فالثقافة الكونية ذا املعين أصبحت ..للمعلوماتتعبري عن هويتها ،مما يدفعها إىل متثل ديدا ألساليب احلياة اليت طاملا تبنتها اجلماعات املختلفة لل

. (2) "التمسك باملوروث واالحتماء به يف مواجهة ما تواجهه من ضغوط مستجدة والثقافة الكونية هي نتاج ما يسمي مبرحليت احلداثة وما بعد احلداثة يف التاريخ املعاصر

تقاليد املوروثة يف اتمعات تدمري ال إىلوتسعي ،وهي ثقافة عاملية عابرة للقوميات واحلضارات

237،238ره ،صبوحنية قوي ،مرجع سبق ذك - (1) . 29،ص 2002،أكتوبر 527؟،جملة العريب،بريوت ،العدد الثقافة الكونية ،هل هي ديد للهوية األضعف يوسف الشاروين ، - (2)

Page 89: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ال االتقليدية أو تلك اليت وجلت باب احلداثة وما بعد احلداثة من باب استرياد العلم والتكنولوجي .(1) "من باب تصنيع ذلك اإلنتاج والتفاعل معه حمليا

املعرفة وعلى العموم تكون الثقافة الكونية حتت شعار ترسيخ الثقافة العاملية وترسيخ قيم العشوائية أو إمداد القارئ بأرشيف والبحث العلمي ،وهو ما ال يتحقق من خالل سرد املعلومات

ضخم من املعلومات املتناثرة واملعزولة عن أي سياق ثقايف الذي قد يكرس اغتراب الفرد عمليا أو حتقار الفرد العرف ويظهر هذا اجلانب من تأثري االنترنيت يف ا،بدقة أكثر تغريبه عن نفسه وجمتمعه

وعدم الثقة يف ) االنتحايب (ف عن العمل السياسيوكما يظهر يف العز،والتقاليد واألخالق الشائعة رجال السياسية واحلكم ،وهذا باإلضافة إىل عدم اهتمام األفراد بالقضايا واملواقف اليت تتصل

. لها ولية الشخصية أو حتمؤبالوطن واالنتماء و كذا عدم االعتراف باملسالذي قد يستفحل "غزو ثقايف"البعض ينظر إىل الثقافة الكونية على أا جعل وهذا ما

حبيث يؤثر سلبيا يف الثقافة ويف الشخصية الغربية ذاا عن طريق املتغريات اليت تتسلل إىل القيم السمعي البصري ر االن البشرية تعيش اليوم يف عصأخاصة و،الثقافية واالجتماعية واألخالقية

كما "والتواصل الفوري عن طريق الشبكات االليكترونية ،أي أن النمط التكنولوجي هو املهيمن ولو أننا حيال عامل أثريي يتكون من الصور واإلشارات والنصوص املرئية واملقروءة على الشاشات

،وسلوكيات األفراد وتصرفام (2)"االليكترونية دائمة البث مما يهدد منظومات القيم وطرق احلياة .وحىت اجتاهام حيال القضايا العاملية

ولقد كثر الكالم يف املاضي عن مدى تأثر املشاهد مبظاهر احلياة اليت تعكسها الربامج التليفزيونية وشدة إعجابه ا ،وتقليد الشباب بالذات أنواع السلوك اليت يشاهدها بأسلوب مشوق

سلب الشخصية الغربية ذاا وأصالتها ومقوماا وبالتايل قيمها ،وهذا وضع خطري مما يؤدي إىلالوقوف يف وجه ذلك التحدي خاصة مع انتشار االنترنيت إىل حيتاج إىل مواجهة فعالة و

والشباب يتعرض إىل غزو يف كل فرع من ،وأصبحت يف متناول الشباب واألطفال على حد سواءنقل مدخالا إىل عقول الشباب فيظهر مفعوهلا يف سلوكيام وأسلوب اليت ت"فروع الثقافة

معيشتهم ،ليس يف مرحلة الشباب فحسب ،بل أيضا يف املراحل السابقة عليها ،فمالبسهم وكثري

.60،ص 1995،ماي 437،جملة العريب ،بريوت ،العدد خصوصية الثقافة يف مواجهة الثقافة الكونية مسعود ضاهر ، - (1) . 31،ص 2002،ديسمرب 529،جملة العريب ،بريوت ،العددالقيم هل حتافظ على مكانتها ؟ضل اهللا،عبد الرءوف ف - (2)

Page 90: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

من األدوات واألجهزة اليت يستعملوا يف بيوم ،ووسائل اتصاهلم ونقلهم ،و حىت أدوات كتابتهم .(1) "يلها كلها مصنوعة يف دول أجنبية وأجهزة تصويرها وتسج

ورمبا خيتلف تأثري استخدام الكمبيوتر واالنترنيت عن التلفزيون ،ألن ألعاب وبرامج الكمبيوتر معظمها مستوردة ،وتعتمد على صور ورموز ودالالت تنتمي للثقافة الغربية ،كما

ك والروح الفردية كذلك احلال بالنسبة تفيض بالعنف وتعلى من شأن القوة ،ومن قيم االستهالملواقع االنترنيت ،واليت ينتشر فيها كثري من املواقع اإلباحية كما تقدم فيضا من املعلومات واآلراء

.واألفكار املفيدة وغري املفيدة واليت قد ال تتفق وأسس ومقومات الثقافة العربية اإلسالمية قلنا أن االنترنيت رغم أمهيتها يف حياة اإلنسان إال أا ميكن وهلذا فال جيب أن نتفاجئ إذا

،وهو ثقافة العقل ذاتيا للثقافة وجهني " ن أوخاصة وه، أن تفتك بقيمه وعاداته وأخالق،وهو جمموع العادات ،واألوضاع االجتماعية ،واآلثار الفكرية ،واألساليب الفنية وموضوعيا

قنية ،وأمناط التفكري واإلحساس والقيم الذائعة يف جمتمع معني ،أو هو واألدبية ،والطرق العلمية والت .(2)"طريقة حياة الناس وكل ما ميلكونه و يتداولونه اجتماعيا ال بيولوجيا

فقد يكون هلا األثر البالع على عقل اإلنسان ،*التكنولوجيات الذهنيةومبا أن االنترنيت من . يف قيمه وسلوكياته وأمناط تفكريه وبصفة عامة يف طريقة حياته ومبا أا وعاء ثقايف فقد تغري

كما أن االتصال االنترنييت يعطي قدرة كبرية على تغيري اهلوية ،لذلك تصبح االنترنيت غري صحية "و دون فائدة لبعض الناس حني يدخلون يف اتصاالت على اخلط يف غرف الدردشة وجمموعات

ليكترونية ،وهلا أيضا تأثرياا االجتماعية والنفسية الضارة حني يدمن النقاش وتبادل اخلطابات اال وهذا بالذات ما أكده الدكتور عزي عبد الرمحن حيث رأى أن وسائل (3) "هؤالء الناس االنترنيت

االتصال تلعب دورا سالبا بطريقة غري مقصودة يف اتمع الغين بالعادات والتقاليد والتفاعل الجتماعي ،ذلك أن وسائل االتصال تبعد أفراد اتمع عن بعضهم البعض ،ويترتب عن ذلك أن ا

تدفع وسائل االتصال اتمع الغين بالثقافة املعاشة والعالقات االجتماعية إىل الفقر يف ااالت هذا .الثقافية املذكورة ومن مثة التشابه مع اتمعات اليت تتصف باالنعزال االجتماعي وقلة الروابط

. 57سامية الساعايت ،مرجع سبق ذكره ،ص - (1)

. 6،ص 1992،ديسمرب 10،العدد 1،املستقبل العريب ،بريوت ،ط الثقافة واملثقف يف الوطن العريبرياض قاسم ،- (2)

. 132اإلعالم والتكنولوجيا احلديثة ،ص :الصادق رابح ،يف كتابه /رنيت ملا هلا من اتصال ذهين، ذكره ،دمصطلح يدل على االنت(*)

.175امحد حممد صاحل ،مرجع سبق ذكره ،ص - (3)

Page 91: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

باإلضافة إىل كون ثقافة االنترنيت تساهم يف ظهور السلوك االتكاىل الذي يعطل روح االبتكار ومنو وتطوير القدرات البحثية والعلمية والثقافية اخلاصة بالباحثني ألا تقلل من ،واإلبداع الذايت

وهذا ما ،مات واستنساخها وجتميع املعلو ،إنتاجهم الفكري و العقلي واالنشغال فقط باالطالع ".ثقافة االستنساخ "يطلق عليه اليوم

فضاء للثقافة جيمع يف دائرته إبداع الفكر البشري وأجناسا شىت من "الواب "ولقد أصبح املعلومات وأصبح احملرك اجلديد للتطور، وقد بدأ يغري عالقة اإلنسان بذاته وعالقته مبحيطه وعالقته

.باملعرفةومبا أن االنترنيت أصبحت تستثمر برجميات تطبيقية متطورة وذكية للقيام بالبحث على

معايري داللية خيتص ا الذهن البشري ،وهذا ما جعل الثقافة ليست جمرد مرجعيات تتشكل حوهلا عدته هوية اتمع واألفراد ،ولكنها أيضا مفاهيم وعدة ذهنية تتوسط العالقة بني الفرد والعامل ،أي

.يف التفكري يف العامل حىت ولو كان افتراضياليس من إمكان اليوم ألي ثقافة من الثقافات أن تظل على غري عالقة "ولكن رغم هذا

،ولعل املشكل يكمن يف طبيعة هذه cyberspace"السابريسبيس" بنسق التبادل الذي يوفره surfing"السارفة" أو"الثقافية املبحرة "،بل املضامنيفاملضمون الثقايف .العالقة اليت ال مفر منها

،أو االنترنيت ليست مضمونا متجانسا وال متناسبا مع مجيع ثقافات العامل ،فال " السابريسبيس"عرب الديانة اليت يفرضها ديانة مشتركة ،وال التصورات القيمية اليت جترى من حتتها ،تصورات ممثلة

.(1)"نساق قيم مجيع الثقافاتألنه أن أوالشبكات الكونية من ش،تؤطره الوسائط املتعددة الذيكما أن املضمون الثقايف

واألفكار ،وترويج البضائع،خيلق صورة قوية ومؤثرة وفاعلة تشجع على االنتشار السريع لألفكار ولعل هذا ما وسلعنة اإلنسان والوجود ،وهي صورة متسلطة ومشولية وعنيفة عنف مضموا ذاته ،

يفسر انتشار العنف يف العامل واستثرائه حبكم سيطرة اهليئات اإلعالمية على خيال الشباب وأذواقهم الفنية والثقافية ،وسيكون اإلعالم اجلديد ممثال أساسا يف شبكة االنترنيت حمددا رئيسيا يف

اليت ال تناسب مع اهلوية وهذا بفضل مضامينه التنشيطية ،بناء شخصية األفراد وأرائهم وسلوكيام،واالستقرار ائيا " أداة"وهلذا بالذات ال بد لنا من جتاوز فهم االنترنيت على أا،والثقافة العربية

http://www.Afkaonline.org/arabic/archives/oct-nov %202005/mahjoub.html-(1)

Page 92: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

وهلذا جيب علينا املشاركة يف هذا التواصل العاملي ،على أا عامل جديد بقيم وعادات جديدة الثقافية اليت تتناىف وعاداتنا وقيمنا وهذا للثقافات من أجل محاية أطفالنا وشبابنا من املضامني

.باإلضافة إىل األخذ بأيديهم وتوعيتهم وتوجيهم الوجهة الصحيحة

Page 93: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.اآلثار املترتبة عن استخدام االنترنيت:الرابعاملبحث تمعات املختلفة إن األمهية اليت اكتسبتها وسائل اإلعالم وتقنيات االتصال احلديثة لدى ا

وخصوصا شبكة االنترنيت جتعلنا نتساءل حول مدى متكن األفراد املستخدمني هلده التقنية من فتكنولوجيا االتصال بصفة عامة ، التحكم يف انعكاساا على املستويني االجتماعي والنفسي

الجتماعية وخمتلف واالنترنيت بصفة خاصة تتيح بدائل عديدة إلعادة صياغة املفاهيم والعالقات ا .،كما تطرح حتديات ورهانات جديدة عتماالتنظيمات يف

هلذا ظهرت دراسات تم بتأثري استعمال االنترنيت على النسق االجتماعي وعلى Social:سلوكيات األفراد ،وهو ما يدخل يف اال املعريف نسبيا والذي يعرف ب

Informatics وهي الدراسات والبحوث اليت - إن صح التعبري -الجتماعيةأو املعلوماتية ااستعمال تكنولوجيات املعلومات واالتصاالت على النسق االجتماعي و تتناول تأثري تطبيق

. (1) والتغيريات االجتماعية الناجتة عن تطبيق واستعمال تكنولوجيات املعلومات واالتصاالتفيض ودثته من ثورة يف االتصال ،وما قامت به من انسياب واالنترنيت مل يشفع هلا ما أح

وإمنا يدور اجلدل اآلن حول اجلانب "للمعلومات واآلراء اليت أصبحت متاحة مبجرد ملسة للزر،إدمان االنترنيت والعزلة عن اتمع ،واآلثار الصحية :السليب يف االستخدام ،فعلى املستوى الفردي

اجلرائم :ن اجللوس لفترات طويلة ،وعلى املستوى االجتماعي على البصر ،وتلك النامجة عاألخالقية كتجارة الرقيق األبيض ،ودعارة األطفال ،وبث األفكار املتطرفة،وجرائم غسيل األموال

.(2)" واختراق حسابات البنوكاشر ولكن يف هذه الدراسة نتكلم فقط على اآلثار االجتماعية والنفسية الرتباطها املب

.مبجال دراستنا

. 174ص امحد حممد صاحل ،مرجع سبق ذكره ، - (1) .145نبل غزالن، مرجع سبق ذكره، ص - (2)

Page 94: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

I-اآلثــار االجتمـــــاعية: جتماعية سيؤدي التعامل اليومي مع االنترنيت إىل نشوء من الناحية اال:العزلـــــة -1

ظاهرة العزلة االجتماعية هلؤالء املتعاملني مع الشبكة الدين سينسحبون من دائرة التفاعل احلي .معات االفتراضية اليت تزخر ا شبكة االنترنيت واخلالق إىل حميط التفاعل يف ات

فبعد مقدم االنترنيت وازدياد خماطر االنعزال عن اتمع وضعف روابط االتصال نتيجة " للجلوس ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر لإلحبار يف حميط الشبكة العنكبوتية بكل ما تزخر به

.(1) "وسائل للتسلية والترفيه ال حدود هلا بل و من معلومات ومصادر فكرية وثقافيةا االستعمال املكثف لالنترنيت قد كرس انعزال األفراد ،فتولدت وضعية غريبة تكمن ذفه

املستوى الشخصي جند أننا نستخدم الشبكة "يقابله انعزال شخصي ،فعلى الذي يف االنفتاح العامليكرب يف االتصال مبن يفترض أن أبعض األفراد جيدون صعوبة كرب ،ولكن يبدو أن أالعاملية بقدر

كرب أقل مع جرياننا،فإننا نتصل بقدر أعز الناس إليهم ،ورغم أننا قد نتصل بقدر أقرب وأيكونوا .(3)"باالتصال املنعزل " ومسيت هده الظاهرة،(2) "مع من هم بعيدون عنا

اليوم يف أن املرء يقابل على الدوام أناسا غرباء ويقول حد االختالفات الكبريةأل تتمثو يف احلياة االجتماعية احلديثة يتفاعل كثري من الناس معظم الوقت مع آخرين يعتربون غرباء ":جيدنز"

سكن نتيجة للتقارب يف العمل أو ال أومازالت الصدقات احلميمة تتطور ولكنها ال تنش ،بالنسبة هلمأو يف وقت الفراغ فحسب ،ولكن أيضا تنشأ نتيجة للمظاهر واملعلومات اليت توحي ا هده

.املظاهروهلذا أضحت تكنولوجيا االتصاالت مصدرا للجغرافيا الشفافة من حيث تسهيل مرور

القدرة املعلومات واالتصال ،حيث ال نشعر بالفرق الكبري بني من جياورنا ومن حياورنا ،أي من لهالسوق كل من" عن بعد"هكذا حلقت صفة و مترات ،وليعلى االتصال بنا عرب ماليني الك

.واملدرسة والصحة واحلياة عامة يف لغة عاملية واحدة أوجدا االنترنيت واملفارقة هنا هي أن تكنولوجيات االتصال اليت حتمل معين التقارب والتفاهم والترابط هي اليت

:مما أدى يف آخر األمر إىل ظهور ما يعرف باسم....ت االنعزال والتباعدتدعم نزعا

.252،ص 2001ضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ، :القاهرة ،)رؤية نقدية عربية(املعلوماتية وحضارة العوملة السيد يسني ،- (1)

.394،ص 2004، 1ط:،ابوظيب )مترمجةدراسة (،"دراسة لطبيعتها وقيمتها واستعماهلا"اثر استخدام املعلومات يف اتمع مايكل هيل ،- (2) (3) –Lazar Judith..sociologie de communication de masse .Armand collin.paris.1991.p31

Page 95: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الذي أدى بدوره إىل القضاء على إمكان االحتكاك املباشر بكل ما حيمله من "االتصال عن بعد " وتضفي عليه كثريا من املعاين اليت يفتقر إليها ،ا االحتكاك ذمؤثرات حسية تزيد من عمق ه

مبيوتر واالنترنيت اللذين جعال عملية االتصال والتواصل جمرد عملية تبادل خالل الك االتصال من .للمعلومات املكتوبة واملطبوعة واملرئية واخلالية من نبض احلياة

أما ،إننا يف بداية الدراسة حتدثنا عن االنترنيت كأداة اتصالية ذات ميزة تفاعلية كبريةو ليصل عند Wolton Dominiqueوجاء الباحث ،عزاليةنتحدث عنها كأهم وسيلة انفن اآل

:نهأوهو يرى ،Solitudes Interactives االنعزالية التفاعليةأو العزالت التفاعليةمفهوم كرب الصعوبات يف أن يدخل يف أبإمكان الفرد أن يكون مستعمال ممتازا لالنترنيت لكن لديه "

.(1)"حوار مع من جبانبه يف املقهى االليكتروين فكثرة استخدام االنترنيت تؤدي إىل اإلحساس بالعزلة وباالنسالخ الثقايف واحلضاري

حبيث أن الشباب يعيش يف عامل آخر عرب االنترنيت يكون بعيدا كل البعد عن العامل ،واالجتماعيوضعف مهارات ،ا ما يؤدي إىل نوع من االنفصامذوه،احلقيقي والواقعي الذي يعيش فيه

النسيج االجتماعي الذي يعيش فيه واالنسالخ عنالواقع عن االبتعادو،االتصال االجتماعي لعامل تا كبريا جداقفالذوبان يف اآلخر من خالل االنترنيت يؤدي إىل ختصيص و،الشباب

.االنترنيت على حساب التواصل العائلي والتواصل مع األصدقاء ومع الفضاء الطبيعي للشباب والتزاماته مع ،وكنتيجة لكل ما تقدم جند أن الشباب يتهرب من مسؤولياته االجتماعية

فاالستخدام السيئ لالنترنيت يف غياب تدخل ،عائلته وزمالئه يف اجلامعة واحلي الذي يسكن فيهي األسرة واجلامعة واتمع املدين ،ويف غياب التشريعات والقوانني والتحصني والتوجيه السليم يؤد

حيث تصبح االنترنيت وسيلة للهروب من الواقع االجتماعي ،ووسيلة للهروب ،إىل نتائج عكسية ا ما نالحظه يف ذوه،فتراضي ال وجود له أصال امن املناخ الطبيعي للشباب والبحث عن مناخ

كثرة الدردشة وجمموعات األخبار واالستعماالت املكثفة للربيد االليكتروين، فاالستخدام السليبكما يؤدي إىل تقليص احمللي ،يري من الداخلغوإدماا يعيق تطور الفرد وإقباله على الت ،لالنترنيت

حلساب العاملي كما يفرز الرتعة االستهالكية ويعززها عند الشباب ويشجع كذلك على التقليد . بدال من االبتكار

(1) –Wolton (Dominique).Internet et après .théorie critique des nouveaux medias .flammarin.paris .1999.p106.107

Page 96: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يا االتصاالت بوسائلها يرى آخرون أن تكنولوج وعلى عكس ذلك ،ومن جهة أخرى يسر متجاوزة و ،املختلفة مبا فيها االنترنيت حتقق اتصاالت بني األشخاص واجلماعات بسهولة

ويدعم التفاعل ،حدود اجلغرافيا والزمن فعن طريق الربيد االليكتروين مثال ينمو احلوار االجتماعي .على خمتلف املستويات ومن مثة بتعزز التماسك االجتماعي

ا السياق تؤكد الدراسات احلديثة أن استخدام الربيد االليكتروين يساهم يف تقليل ذويف ه دوار اجتماعية جديدة من خالل قنوات أالعزلة عن كبار السن واملعاقني ودفعهم إىل ممارسة

االتصال ،كما ساعدت املواقع املخصصة للحوار على االنترنيت فئات عديدة على حل مشكالا (1)مدمين املخدرات وأصحاب األمراض النفسية:ل مث :العالقـات االجتماعية االليكترونية -2

ضهم عأدت التكنولوجيات اجلديدة إىل استبدال عالقة اإلنسان باآللة بعالقة البشر بب" قد يف رأي -واقتضت ،وأسهمت بذلك يف تغيري النظرة إىل القيم اليت حتكم السلوك اإلنساين ،البعض

واليت ختتلف يف ،قيام قيم جديدة تراعي االجتاهات واألفكار والعالقات القائمة اآلن –الكثريين .(2)"جوانب عديدة عما كان سائدا يف املاضي غري البعيد

إذا، فتأثري تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ال يقتصر على جماالت النشاط االقتصادي أو سياسي،فهو ميتد إىل العالقات االجتماعية ،وبنية ومستقبل اتمعات والدول ،بل العلمي أو ال

واستحدث املختصون مفهوم العالقات االجتماعية االليكترونية لتعرب عن مجيع أوجه االتصال أو اتمعات ككل ،وتتم من خالل وسائل االتصال الواحد اإلنساين اليت تتم بني أبناء اتمع

فقد بات أكيدا أا تؤثر تأثريا كبريا على العالقات االجتماعية سواء على املستوى يةاالليكترونتؤدي عملية االتصال بني األفراد واجلماعات دورا رئيسيا يف منو حيث ، الفردي أو اجلماعي

.العالقات اإلنسانية وتطورها ام مهاراتنا يف االتصال كما أن نفس هده العالقات ختلق ظروفا خاصة متكننا من استخد

أو لتحقيق أهداف خاصة ،وإذا كانت العالقات االجتماعية يف صورمتا ةإلشباع حاجات معينالتقليدية املعروفة ،تتم وفقا للتواجد يف نفس البيئة أو احمليط أي احلضور الفعلي لألفراد يف نفس

. 26،ص 2001دار النهضة العربية ، :القاهرة ،حتدي الثورة املعلوماتية :العرب وتكنولوجيا االتصال ،الفيصل عبد الرمحن - (1)

.33، ص 2007مارس، 580جملة العريب، الكويت، العدد قيم جديدة لعصر جديد،امحد أبو زيد، - (2)

Page 97: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ن وسائل إف ،كة االتصاللألفراد الذين يتواصلون ضمن شب (*)التواجد الفيزيقياملكان أي حيث ،التكنولوجيا احلديثة قد عملت على تغييب هذا اجلانب أو امليزة اخلاصة بالعالقات اإلنسانية

أين جند األفراد عوض أن يلتقوا ،أن هذه الوسائل االتصالية الصاعدة ترسم جمال عالئقي جديد .عن طريق احلواسيب والشبكات فإم يتحادثون ويتبادلون املعطيات واألخبار ،بصورة فيزيقية

وتعيد تشكيل ،فإا ستفجر اتمع احلايل إن االنترنيت اآلن بسبب خصائصها املميزة، جمتمعات جديدة تتحاور وتتواصل فيما بينها بواسطة شبكاا اخلاصة، وهذا التفجري والتفتيت يراه

كما يرى بعض الباحثني أن وسائل ،مهاوخطر على قي،البعض سلبيا على اتمعات التقليدية من حيث (*)بنية اتمعاتاالتصال احلديثة بصفة عامة واالنترنيت بصفة خاصة اثرث كثريا يف

.مستوى املعيشة وحل املشكالت Philippeيرى الباحث الفرنسي والناقد للوسائل التكنولوجية ،ا السياقذويف ه

Breton "ب االليكترونية يف القيام بعملية االتصال يتجهون حنو يعملون احلواسأن غالبية الذين يست ه اجلماعة وكل ذتكوين مجاعة إنسانية شديدة االرتباط عن طريق نظام أو منط من القيم اخلاصة

ينتجون وخيلقون عالقات اجتماعية يدخل يف "ه اجلماعة ،ذنه يرى أن أعضاء هأ،كما (1)"أفرادها .(2)"لة أو اجلهاز الذي بواسطته يتواصلون اعتبارها عنصر اآل

،أن تطور التقنيات اجلديدة وانتشار مقاهي االنترنيت فاطمة املرنسيترى السوسيولوجية و وخلق مستوى جديد من احلوار ، ....يف اتمعات التقليدية ساعد على تطور العالقات اإلنسانية

لقها هذه التكنولوجيات ليست علمية وتقنية ومادية بل واالتصال ،فالواضح أن التحوالت اليت حتهي اجتماعية نفسية وحىت اثروبولوجية ،ولقد مست هذه احملاوالت كل جماالت احلياة وكل

).األسرة واملدرسة على وجه التحديد (شرائح االجتماعية داخل املؤسسات اتمعية الكربى هو األشخاصات التجاذب االجتماعي بني ورغم أن علماء النفس االجتماعي يرون أن حمدد

نه أإال Social Contactواالتصال االجتماعي Spatial Proqinquityاملكاين التقارب

(*) L’effet de Proximité ."تأثري اجلوار" يف علم النفس االجتماعي ىوهذا ما يسم

بأا جمموعة الضوابط والقوانني واألنظمة والعادات والتقاليد اليت حتفظ للمجتمع استقراره ،وتتمثل يف اللغة والدين : "بنية اتمعاتوتعرف -(*)".واهلوية الثقافية واألنظمة القانونية والسياسية واالقتصادية واألمنية وغريها

(1) –Philippe Breton.La tubue informatique.ed1.Metalie .paris 1996.p07. (2) –Ibid.p08.

Page 98: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

إال إننا نسمع عن نشوء عالقات بني ،جند رغم فقدان هاتني اخلاصتني يف االتصال عرب االنترنيت .ة وصلت إىل حد الزواجيوعالقات محيم األشخاصالتصفح الطويل لالنترنيت يؤذي نسيج العالقات االجتماعية ويسبب "ن يؤكدون أن ولك

الكثري من املشكالت االجتماعية كاعتزال الناس ،واالنطواء وفقدان التواصل ،وخسارة األصدقاء .(1)"وضعف الرقابة األسرية على األبناء

ترنيت هو أا حتولت إيل معوض بني مزايا االن"فريي أن من ال رزقمجأما األستاذ للفراغ الروحي والوجداين ،لذلك وصلت االنترنيت إىل حد التأليه والعبادة والقدسية ،ومن جهة أخرى حتولت إىل أداة للتواصل االجتماعي كمعوض لألسرة فتحولت إىل فاعل ربط صالت

ضور الديين والروحي وذلك للح ،صداقة وزواج ناجح وهذا ما ال ميكن توقعه يف الوطن العريب .(2)"املتميز رغم التغريب والتخريب الثقايف

جل العالقات أيستعملون االنترنت من الذين ولكن يف اجلزائر هناك املاليني من الشباب ون إىل ؤالعاطفية ،ويتراوح هؤالء الشباب مابني العابثني ال هدف نبيل هلم وبني الذين يلج

.الزواج االنترنيت ملساعدم على-II اآلثــار السيكــــولوجية: ا من ذوه،ن هلا تأثريا سيكولوجيا اجيابيا فيما يتعلق بتطوير اإلدراك إتتميز االنترنيت غالبا ب

نه إخالل اكتساب اإلنسان طرق مستحدثة للتفكري جتعل تفكريه متحركا ومتكامال ومرنا ،ف"قل وقت ممكن حبكم التعدد أكثريا من األمور يف ه السمات أصبح يعرفذنه أميكن القول

. (3) "الالائي ملصادر املعلومات واملعرفة يف االنترنيتكما ميكن أن تكون هلا مهمة مؤداها أن اإلنسان تتولد لديه طرق جديدة إلدراك العامل من

كما ميكن ،قع االفتراضيملعلومايت أو الوااحوله من خالل استخدامه ملفاهيم جديدة مثل الفضاء ولكن ،لالنترنيت أن تشكل كل من الوعي الكوين والوعي االجتماعي والفردي بشكل عام

:لالنترنيت تأثريات سيكولوجية سلبية نذكر منها ما يلي

.173،ص 2007،أغسطس 573، حملة العريب، العدد، األسرة العربية وهوس االنترنيتوليد امحد املصري - (1)

. 122،121مجال رزق، مرجع سبق ذكره ،ص - (2)

.245السيد يسني،مرجع سبق ذكره ،ص - (3)

Page 99: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

فالتكنولوجيا احلديثة املتقدمة "ه الذات اليت متيز كل فرد عن اآلخر ذه:القضاء على الذاتـية-1والتعديل اجليين )األجهزة املتناهية الصغر (لكمبيوتر واالنترنيت وتكنولوجيا النانو مثل تكنولوجيا ا

اليت ميكن استغالهلا وتسخريها يف تعديل وتغيري العواطف والوجدانيات واألمزجة وتوحيد إزالة االختالفات الطبيعية بني الناس بكل ما حيمله ذلك من خطورة القضاء و العمليات الذهنية

واليت يقوم عليها التنوع البشري ،ئص الفردية اليت متيز أعضاء اتمع بعضهم عن بعض على خصا .(1)"الذي يعترب يف نظر الكثريين العنصر األساسي يف إضفاء املعين على احلياة اإلنسانية

تكشف حسب (2)"ذاتا ثانية"،تعترب "C.Tarkle تاركل "شبكة االنترنيت حسب إن و واملساواة يف الوصول إىل ،ات عن كل قيمها األساسية واملتمثلة يف اجلماعية، الشفافية نفس اخلطاب

.عامليال عامالفضاء الحرية الكلمة وتقاسم واملعارف احلياة على "مؤلفة كتاب Sherry Turkle،"شري تروكلى"وهذا ما جعل الباحثة ت اليت حيدثها الكمبيوتر الشخصي واالنترنيت تؤكد أن التغريا"اهلوية يف عصر املعلومات:الشاشة

فهم من خالل فهم جهاز الكمبيوتر وشبكة االنترنيت كأداة للتفكري ،فنحن تيف عقولنا جيب أن نتعلم الراحة واملعايشة والتحدث مع آالت ذكية ،ونتعلم أيضا أن نثق يف حمكات الكمبيوتر ونتمتع

أن نقبل صورتنا عن أنفسنا كما تراها تلك ا مثل كائنات حتس وتشعر ،ونتعلم أيضا احملكات،وأصبحنا نرى أنفسنا على حنو خمالف ملا تعودنا عليه ،وأصبحنا نقبل صورتنا يف مرآة

يف املمارسة اليومية للكثري من مستعملي الكمبيوتر تصبح نوافذ :"وهي تقول يف هذا الشأن أن ،اآللة

.(3)"داد مضاعف ومتعددة للنفس البشريةقويا للتفكري فيها كامت الكمبيوتر جماالتصنع بيئة مناسبة النطالق املبادرات اخلالقة ورعايتها ال" وهلذا يرى البعض أن االنترنيت

وعلى ،وهذا ما ميكن يف املستقبل القريب أن يؤدى إىل قتل املواهب الفردية،(4)"حىت تؤتى مثارها . تسقط حتت مطارق التجاهل وعدم االهتمام قل تقدير جعل كل املبادرات الشخصية أ

وإتاحتها للجميع ،فالتقدم اهلائل يف تكنولوجيا املعلومات وغزارة تدفق هده املعلومات حتمل بني طياا إمكان وقوع اتمع اإلنساين حتت سيطرة منط واحد وموحد للتفكري واإلحساس

.140،مرجع سبق ذكره ،ص تكنولوجيا االتصال هل تدعم العربة واالنعزال ؟زيد ،أبو امحد - (1)

. 131،ص 2004، 1دار الكتاب اجلامعي ،ط :اإلمارات العربية املتحدة ، اإلعالم والتكنولوجية احلديثةالصادق رابح ،- (2)

. 175امحد حممد صاحل ،مرجع سبق ذكره ،ص - (3)

. 142،ص 2006،يوليو 571،جملة العريب،العدد أزمة العقل أملعلومايت العريبمد عيطاس ،مجال حم- (4)

Page 100: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

والتفكري ،والتنوع،أمامه متاما كل مظاهر االختالف حد حتتفي او"عقل مجعي "وبالتايل سيطرة .الشخصي االجيايب املتمايز ،واإلرادة الفردية املستقلة

ن املعلومات الكثرية ميكن أ David Lewisويف هذا الصدد يقول عامل النفس الربيطاين مشاكل أخرى إىل متاما مثل قلة وضعف املعلومات ،بل وتؤدي،أن تكون ضارة وهلا آثار خطرية

مثل شلل وعجز القدرات التحليلية لإلنسان ،والفشل يف إجياد احللول املالئمة ،وزيادة صعوبة اختاذ القرار أو عدم اختاذ القرار على أكمل وجه ،وحالة نفسية مثارة ومستنفرة جدا ،مع سيادة القلق

.وعدم الثقة بالنفستكنولوجيا االتصاالت قد أثرت تأثريا "يرى أن ولكن هناك بعض من علماء االجتماع من

بالغا على مستقبل الشباب،حيث أا تساعد على تنظيم أسلوب حيام وطريقة تفكريهم ،كما وتطور أمناط التفاعل االجتماعي من خالل تدعيم التفاعل مع كافة ،تعزز التماسك االجتماعي

دى الشباب ،واشتراكهم يف مشاريع دولية ،مما يساعدهم على حل املشكالت املتعلقة املستويات ل . (1)"باتمعات احمللية ،واملسامهة يف تطوير التراث الثقايف واإلنساين العاملي

أن هذه التقنيات علماء االجتماع بعض يرى:الفائض اإلدراكي واملعريف للمستخدم-2نوعا من املرض اخلبيث يفتك بالذكاء –على األقل –قت الراهن وخصوصا االنترنيت متثل يف الو

ملعلومايت الالحمدود واملتعدد املصادر اليت تعد قيمتها النوعية ااإلنساين ،وهذا راجع إىل التدفق ملعلومايت يقضي على القدرات الذهنية للفرد ا إن هذا الفائضو وفعاليتها موضع شك ،

.)2(ويضعفهات ثورة املعلومات يف اخلصوص على توفري معلومات كثرية تضر بالبشر فهي وكما سامه

سنة وأن 12تتيح ختمة معرفية ومعلوماتية ،كما يالحظ أن املعلومات املتاحة للبشر تتضاعف كل املعلومات العامة تتضاعف كل سنتني ونصف ،إضافة إىل تلك التخمة املعرفية املتوفرة هي أقرب

.(3)الل التجاري منها إىل املعلومات املفيدةمن الترفيه واالستغ

. 572،ص 1997، 2الدار املصرية اللبنانية ،ط: القاهرة،تكنولوجيا االتصال احلديثة يف عصر املعلوماتعماد مكاوي ،- (1)

،جوان 12،جملة حمكمة سداسية ،جامعة باتنة ،العدد لياا واآلثار املترتبة عليهامفهومها وجت:االنترنيت نور الدين بومهرة ،ماجدة حجار ،– )2( . 228،ص 2005

. 84،ص 2000،الكويت، افريل 1،ط 45،كتاب العريب، نقمة ثورة املعلوماتالسيد خبيت حممد،- (3)

Page 101: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

والتعامل الشخصي مع وسائل التكنولوجيا احلديثة ميكن أن يقلل اخلربات املشتركة بني الزوج والزوجة أو بني اآلباء واألبناء مما يؤدي إىل صعوبة التفاهم واالشتراك يف القيم ذلك أا متكنت من

.)1(غزو منازلنا بأشكال ال حصر هلا تزايد املعريف واملعلومايت مل تصاحبه مساواة اجتماعية ومعرفية سواء داخل الدولة الوحدة الف

أو بني الدول ،ولقد خلق فجوة معرفية بني الدول وبني الفئات االجتماعية ،حىت قيل أن العامل .األميون يف هذا اال ملعلومايت ،فهناك املنتفعون بقوة املعلومات وهناك امهدد بنوع من االبارتيد

وعدم ،بسبب إساءة استغالل اخلدمات اليت تقدمها االنترنيت :"فقــدان الوجـــهة -3وجود رقابة على حمتوى الربامج املتداولة من خالهلا ،فغياب القواعد االجتماعية يسمح جلميع

إشباع وات بعد أن أصبحت وسائل اإلعالم واالتصال احلديثة تسمى بأد ،الرغبات بالظهور . )2("الرغبات

وأمام هذه الوضعية كان البد أن نتساءل عن مدى متكن املستخدمني من الطلبة اجلامعني كما يرى البعض ،واىل أي حد ميكنهم توظيفها لتحقيق رغبام الذاتية ،من استيعاب هذه التقنية

بشر ،فهي تسرع من خطى احلياة أن ثورة املعلومات مل تؤد إىل حتقيق نوعية جيدة من احلياة للبشكل جيعل املرء يلهث وراءها دون جدوى حقيقية ،كما قلصت من الوقت املتوفر هلم لكي

ا ،كما تقضي على خصوصية األفراد وحقهم يف احلفاظ على حرمام وأسرارهم يستمتعوا .اخلاصةاالنترنيت ،جيد الباحث يف إذ يرى أن الفرد املعاصر ،لكن هناك من يرى عكس ذلك متاما

يتجلى ذلك يف الربيد االليكتروين و مصدره يف البحث عن إشباع رغبته يف تأكيد متايزه وفردانيته ،متنح هذه الفضاءات ومواقع اللقاء بني اجلنسني ،يف أو حىت ،وغرف الدردشة واجلماعات احلوارية

أفراد يتقامسون نفس االهتمامات ،سواء كانوا النترنتيني إمكانية التواصل والتبادل معلاالفتراضية إم و معروفني أو غري معروفني ،مع متكنهم من عدم الكشف عن هويام إذا رغبوا يف ذلك ،

هلويايت عن اآلخرين اوتأكيد متايزهم ،جيدون فيها وسيلة مثالية للتغبري عن ذوام دون إكراهات نه إته ،فيبقدر حرص الفرد على تأكيد خصوصية كينون هذا التطلع يتزامن مع بعد آخر ،وهو أنهو

.85،ص مرجع سبق ذكرهبومهرة ،ماجدة حجار ، ننور الدي - )1( .229ه،ص املرجع نفس – )2(

Page 102: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

كائنا مجاعيا ،إىل أن يكون مع اآلخرين ،أي جتمع بينه وبينهم فضاءات تبادلية باعتباره يرتع .تفاعلية

حيث إن الفرد ضمن هذا احليز التواصلي االفتراضي يتحكم بتقدمي ذاته بطريقة أفضل من لو أن . حمدود ضاء فيزيائيالتفاعل كان مباشرا وضمن ف

ويذهب البعض إىل القول أن االنترنيت بعكس ما تروجه بعض اخلطابات التهويلية تتيح هلم تكثيف عالقام والتخويفية اليت ترى فيها أداة النكفاء وانطواء األفراد على أنفسهم ،

والتجارب احلياتية ،وتقدمي ،وتبادل اخلربات ،وتوسيعها مع أفراد آخرين من فضاءات ثقافية متنوعة . *Blog"البلوغ" لآلخرين عرب استثمار إمكانيات املدونات الشخصية و الرؤية الذاتية للعامل

إن االنترنيت تتشكل وجتد قوا يف كوا حامال هلذه الرغبة اجلاحمة عند الفرد املعاصر و . التقنية اليت سبقتها كالتلفزيون وغريه يف تأكيد ذاته وخصوصيته ،مثلما يف ذلك مثل احلوامل

الذي يعرف كذلك باسم القلق و :Cyberphobia":كمبيوترفوبيا"أو " سابريفوبيا"-4ن هذا املرض يصيب إوهو اخلوف من الكمبيوتر ،ومن خالل بعض التقديرات ف ،الكمبيوتري

لغثيان والدوار والعرق والذين وصلوا إىل حاالت متقدمة من هذا املرض يعانون من ا،املراهقني .(1)"حالة نفسية تعين خوف الفرد من االقتراب من احلاسوب أو استعماله " وهو ،البارد ويرجع القلق من الكمبيوتر إىل عديد من األسباب الكامنة ،مبا فيها اخلوف من أم سوف

شخصي،والشعور بعدم حيدثون تلفا يف اجلهاز بالضغط على املفتاح اخلطأ،واخلوف من الفشل الالتحكم من قبل األشخاص الدين ال يتمتعون خبربة فنية ،عندما يواجهون نظام معقد والسيدات

يعانون بصفة خاصة من القلق ،واألفراد الذين يتمتعون مبهارات حسابية أو رياضية منخفضة ة يف جمال ولعل التدرب على أنظمة الكمبيوتر الشخصي السهلة واإلملام باخلرب ،الكمبيوتري

.الكمبيوتر قد تساعد على التغلب على هذا املرض :إدمان االنترنيت -5

االنترنيت متثل تقنية حديثة تساهم بصورة كبرية يف شيت ااالت اليت ختدم اإلنسان، وبقدر ما تتيحه تلك الشبكة العنكبوتية من خدمات على املستوى الشخصي واملهين لكل إنسان مهما

.وقصرت املسافات من خالل الربيد االليكتروين ،ختصصه بل وعربها تقام العالقاتكان

. وهو موقع شخصي لنشر األفكار واملعلومات وكتابة مقاالت وحتليالت وتعليقات:البلوغ- *

. 160 ،ص2004، 1،ط55،الكويت،العدد القادممستقبل الثورة الرقمية عند العرب والتحدي ،يف كتاب العريب، احلاسوب وأمراضهعادل ريان ،/د- (1)

Page 103: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

نه من الواضح أإال ،حد املعطيات احلضارية الفائقة يف خدماا أا كانت االنترنيت متثل ذوإ د رتيااا علمنا أن املراهق يف مراهقته يتوجه إىل ذخاصة إ،أن لكل شكل خضاري انعكاساته السلبية

حلاحات الرغبة عليه تنكشف أمامه كثري من املواقع اليت تتيح له إمكانية اإلفراغ اويف ظل ،اهول .كرب من ذلك إىل إفراغ العدوان وممارسته أهو بل تتخطي ما

يعتربها البعض تنطبق إال على مواد ففي حني ال ،"إدمان " وخيتلف العلماء يف تعريف كلمة نسان ،مث ال يقدر االستغناء عنها ،إال أن البعض يعترب هذا املفهوم ضيقا حيث يرون قد يتناوهلا اإل

طاملا ،بصرف النظر عن هذا الشيء...أن اإلدمان هو عدم القدرة على االستغناء عن شيء ما من حاجة إىل املزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حىت يشبع حاجاته ،استويف بقية شروط اإلدمان

وبصرف النظر عن التعريف واختالف العلماء يف التسمية ،فانه ال خالف على أن ،نه حني حيرم مهناك عددا كبري من مستخدمي االنترنيت يسرفون يف استخدام االنترنيت حىت يؤثر ذلك بشكل

.كبري على حيام الشخصية ،وسلوكيام االت استخدام املدمنني لالنترنيت ن أكثر جمأأفادت الدراسات اليت متت يف هذا اال ب"وفد

وقاتا طويلة أحيث يقوم الناس بالتعرف على أصدقاء جدد ،ويقضون ،هي غرف احلوارات احليةعالقة غرامية على األثري ،وقد تستغرق تلك بإقامة ،وقد يقوم الشخص فيما بينهميف الثرثرة

. (1)"العالقة شهورا : األسباب املولدة إلدمان االنترنيت -أ-5

يتضح أن شدة االرتباط بالوسيلة اإلعالمية يكون على حساب املسؤوليات األخرى ،وقد وتقدر الدراسات الغربية أن الفرد ،برز هذا االنشغال مع التلفزيون والفيديو،مث ازداد مع احلاسوب

قد ،تشري الدراسات إىل أن احلاسوب احديث.يوميا يشاهد التلفزيون ما معدله ست ساعات يتجاوز التلفزيون يف عدد الساعات املتخصصة مع هذه الوسيلة ،ويترتب عن هذا اإلدمان قلة

.(2)لتفاعل االجتماعي املباشر وما لذلك من اثر يف إضعاف الروابطا (3):وهلذا اإلدمان جمموعة من املسببات منها

(1) –www.startimes2.com/f.aspxf=7015773

.121عزي عبد الرمحن، مرجع سبق ذكره، ص - (2)

.173وليد امحد املصري، مرجع سبق ذكره، ص - (3)

Page 104: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

مارسات النفسية واالجتماعية اليت لقد أحدثت شبكة االنترنيت انقالبا جذريا يف املفاهيم وامل-1كانت مستقرة يف األذهان،فهي توفر لإلنسان إطالق رغباته الدفينة كلها والتعبري عنها بطرحها مع من يرغب عرب غرف الدردشة،هذه العرف اليت تقدم للشباب والشابات فرصة ذهبية للتخلص من

. القيود اتمعية الصارمةند العاطفي عند املراهقني جيعلهم يلهثون وراء اإلشباع الومهي واللذة االفتقاد إىل الس- 2

.املؤقتة من خالل الدردشة مع أناس وعوامل ال يعرفون شيئا عنها إن غرف الدردشة وسيلة للتفريغ االنفعايل وتفريغ شحنات الغضب والكبت - 3

لك تصبح تلك العرف املالذ اآلمن والعدوانية،فال رقيب وال حسيب وال حدود للزمن واملكان ،لذ .واملنقذ األكرب ملا يعترى النفس البشرية من مكنونات موجودة يف غياب الالشعور

كما ،ها الشبابيالتخلص من حاالت القلق النفسي وضغوطات احلياة الصعبة اليت يعان- 4 ذات ،وهي ميزات جد أن اإلدمان يقلل من حظوظ القراءة واالطالع والتدبر الفكري وحتقيق ال

.ضرورية نفسيا واجتماعيا بالنسبة للشباب لقد ازداد اهتمام علماء النفس األمريكيني بظاهرة :أعراض اإلدمان الشبكي -ب-5

اإلدمان على االنترنيت الذي أصبح مرضا جديدا فتحت له عيادات متخصصة يف الواليات املتحدة .الشخصي أو عرب االنترنيت تعاجل املصابني سواء من خالل احلضور

التابع "ماكلني"هي أول من فتح عيادة لعالج إدمان االنترنيت يف مستشفي "ماريسا"و وكانت طبيبة علم النفس حتدد سبب اجنذاب املريض إىل االنترنيت، 1996جلامعة هارفارد عام

%7أن مابني "نس براسفرا" لوكالة "ماريسا" وأكدت.حلإ.....أو اجلنس ،الوحدة ،االكتئاببمن مستخدمي االنترنيت ميكن أن يصابوا باإلدمان ،كما أكدت أن الناس الدين يأتون لزيارا

ن إه الظاهرة فذيريدون غالبا انقاد حيام الزوجية أو عملهم ،ورغم اعتراف اجلميع حبقيقة ه .(1)طبيعتها ال تزال مبهمة

: (2)ب النفسي أعراض اإلدمان الشبكي مبا يليولقد حددت اجلمعية األمريكية للط .عدم الشبع من التصفح -1 .إمهال الواجبات األسرية والوظيفية واملهنية-2

. 90،ص 2002، 1مكتبة النهضة املصرية، ،ط:،مصر أزمة اهلوية يف املراهقة واحلاجة إىل اإلرشاد النفسيابو بكر مرسي حممد مرسي ،- (1)

.173ه، ص وليد امحد املصري، مرجع سبق ذكر - (2)

Page 105: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.اللجوء إىل النوم العميق بعد تصفح جمهد وطويل -3 .بع بصورة مستمرة ظهور ارتكاسات نفسية كاالرتعاش وحتريك األصا-4

.القلق و االكتئاب -5 .تركيز التفكري حول شبكة االنترنيت إىل حد اهلوس -6 فاالنترنيت اليوم أصبحت تزخر باملواد ،ا من الناحية النفسية أما من الناحية األخالقيةذوه

ألا تؤثر بشكل بالغ على ،رنيتا وجب احلديث عن اإلباحية اجلنسية عرب االنتذاإلباحية وهل .سلوكيات الشباب واجتاهام وقيمهم

: اإلباحية اجلنسية عرب االنترنيت 6-أجهزة الكمبيوتر تعد وسيلة من وسائل االتصال، ولذلك فيجب أال نندهش إذا ما إن

نظمة تقوم ا وإا عبارة عن شكل من أشكال اجلرمية امل ،استخدمها الناس للحديث عن اجلنسشبكات حملية ،جهوية وعاملية تقدم عروضا جنسية مغرية نفسيا وماليا عرب مواقع ظاهرة ومستترة

.أو تقتحم ا بريد مستخدمي االنترنيت دون استئذان وجيد هذا النوع من اإلباحية الدعم الكامل من التشجيع العلين من طرف اجلماعات

اليت تعمل على فرض أخالقياا اإلباحية يف شيت ااالت وتوفري ،فتراضيةاملوازية واجلمعيات اال .احلماية القانونية هلا

باملائة من مستخدمي االنترنيت 60واعتربت مؤخرا بعض وسائل اإلعالم الفرنسية أن هي الكلمة .sex"جنس " ولو مرة واحدة أو أكثر على املواقع اإلباحية اجلنسية، و بأن كلمة طلعا

.(1)األكثر استعماال عرب االنترنيتوتبادل األخبار عرب شبكات املعلومات Chat sectionsومن هنا توجد أقسام للدردشة

Childعن اجلنس حبربة كاملة بني املراهقني ،ولكن أحيانا ما يتم بث صور عارية لألطفالpornography اية ،إال انه يصعب تتبع مصدره يف الوقت ،ورغم أن هدا العمل ال يتمتع بأية مح

. (2)نفسه

ملتقى جامعة منتوري ،)العوملة ،االنترنيت ،اللغة، الفقر (سلبياا ووسائل الوقاية منها ،يف التحديات املعاصرة ..االنترنيت فضيل دليو ، -

. 28،21،ص 2002،قسنطينة (1)

.183شريف درويش اللبان، مرجع سبق ذكره، ص - (2)

Page 106: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ويف األخري نقول أن االنترنيت قد غريت أساليب التفكري و الطرق اليت يتعرف ا املرء على و إدراك هويته وتقدير معايري احلكم على تصرفاته يف عامل يعاين من كثري من مظاهر التفكك ،ذاته

ضمحالل دور ووظيفة عدد من املنظمات واملؤسسات االجتماعية وانعدام التوازن و ا ،والتفسخاألساسية ،مبا فيها مؤسسة األسرة اليت ظلت تعترب إىل وقت قريب الركيزة األساسية اليت يقوم

فأفقدت الفرد طابعه الذايت كما أا أثرت و تؤثر على أخالق "عليها البناء االجتماعي بأسره ،كرب من الالزم عليه مبناظر العواطف واجلنس والعنف حينما تتعارض أألا حتدث تأثريا ،الشباب

. )1("تلك املضامني مع األخالق العامة وقد ساعد التقدم اهلائل يف وسائل وأساليب االتصال ،وخباصة بعد انتشار االنترنيت وما

على تأثر أنساق القيم ودون قيود ،بغري توقف كل أحناء العامل ترتب عنها من تدفق املعلومات منكما أن ،بأفكار واجتاهات غريبة على تراثها التقليدي مل،كثري من اتمعات على مستوى العا يف

والفراغ هي اليت تساعد معظم الشباب إىل انزالقات خطرية يف ،املشاكل االجتماعية كالبطالة .تعامالم مع االنترنيت

يكون فريسة سهلة النقياد ،جتماعي ،وفراغ وبدون عملفالشباب الذي يعاين من حرمان ا مثل ،وراء السلوكيات الالخالقية يف اتمع ،بعكس الشباب الذي ميلك هدف يسعى إىل حتقيقه

.والتنقيب عن املعلومات ،البحث من أجل الذي يستخدم االنترنيت الطالبالشعور بالوحدة أصبح دافعا الستخدام كما يشري واقع مستخدمي االنترنيت حاليا إىل أن

الشبكة ،وليس نتيجة مترتبة على هذا االستخدام ،مبعىن أن األفراد يف اتمعات احلالية بدأت شبكة عالقام يف التآكل مما جعل مشاعر الوحدة والفراغ أمرا شائعا لدى الكثريين ،وهو ما

يف عالقات تبدأ باالستكشاف من بعيد، مث يدفعهم إىل الدخول إىل الشبكة العنكبوتية ليبدؤوا ويف األخري ال بد من التأكيد دائما تتطور لتصبح صداقات ممتدة أو زواج عرب احلدود والثقافات،

على دور األسرة واتمع ومجيع دور التنشئة االجتماعية يف توجيه األفراد ودجمهم بطريقة صحية الشاشات االليكترونية ساحرة فعال،قد أحكمت وخالصة قولنا أن،وصحيحة يف عامل االنترنيت

قبضتها علينا وبدأت تغري يف سلوكيتنا،ولكن من حسن خضنا أن هذه التغريات يف السلوك والقيم .السائدة تتم تدرجييا حسب ما يقوله العلماء الذين يدرسون هذه التحوالت

. 130،ص 2007، 1دار ومكتبة اإلسراء للطبع والنشر والتوزيع ، ،ط:القاهرة، باجلماهري ونظرياتهمبادئ االتصال سعد متويل ، أمال- - )1(

Page 107: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

منطلق احلتمية التكنولوجية ومن هنا فإننا ميكن أن نقول أن التغيري السوسيولوجي من سامهت من فهم األنا ونقدها والتفتح على اآلخر وتبين الرؤية العاملية يف ،االتصالية افرز أثارا اجيابية

وإحالل مفاهيم ،التفكري ،يف الوقت الذي هشمت فيه هذه التكنولوجيا مفاهيم الوالء اجلمعيوالشك واالستالب ألجل ذلك ال ميكن ،غترابقائمة على اجلماعية الدولية وهذا ما أنتج قيم اال

.احلديث عن دور فعال هلذه التكنولوجيا عند تغييب مضامني الرسالة االتصالية املبنية على القيميواصل يف كل مرحلة من أن استطاع وعبقريته ،اإلنسان بفضل ذكائه ويف األخري نقول أن

التكنولوجية املتطورة وحتسينها وزيادة عددها لكي ،واألدواتسائل مجلة من الو وإبداعاختراع الثورة التكنولوجية إليهوصلت تشكل االنترنيت قمة ما أين ،من تقدم اآلنهو علية ما إىليصل وعمليات التعلم االجتماعي واملعايرييف جمال االتصال الذي عن طريقة تتكون وتنمو القيم ، احلديثة

.ية واجلماعيةدالتجارب الفرواكتساب خمتلف ث بشكل شبه يومي يف جمال التكنولوجيا املعلوماتدالتطور الذي حي إنو

الفريدة اليت توفرها مستخدمي الشبكة ،واملستويات االتصالية أعدادواالتصال ،والنمو السريع يف املألوفةقائمة االستخدامات إىل فشبكة االنترنيت ملستخدميها ،واالستخدامات املبتكرة اليت تضا

يتحرر من قيود الزمان واملكان والواقع أنبفضلها اإلنساناستطاع ،بشكل مستمر لالنترنيتبعد احلدود ،ومل يعد من املمكن رؤية هذا أ إىلالشبكة ذا املنظور عامل متفتح وأصبحت واخليال،

اجة حلوتنظيمها واسترجاعها وقت ا ارااإد أوخمزن للمعلومات ، أوالعامل الشبكي جمرد مصدر هي املولد أصبحتبل ،للترفيه والتسلية والتوجيه أداة أوجمرد وسيلة من وسائل االتصاالت أو،

ؤسسات التنشئة م أهم االنترنيت أصبحتوذا فقد ،للمعرفة واملوزع هلا واملعلم واملثقف .الجتاهات بني املستخدمني هلا االجتماعية اليت تساهم يف نشر القيم والسلوكيات وا

Page 108: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الفصل الثالث

السلوكيات، االتجاهات والشباب

Page 109: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:متهيد تفالسلوكيا،يقترن عادة مصطلح االجتاهات مبصطلح السلوكيات نظرا للترابط القائم بينهما

عن تعرب أيضا يوه،ته االجتماعية اهي جمموعة من الوقائع املادية اليت تصدر عن الفرد وعالق .االجتاه أي أن األقوال واألفعال ميكن أن تكون مظهرا إلخفاء االجتاه احلقيقي

ن ملوضوع االجتاهات أمهية بالغة يف العلوم االجتماعية واإلنسانية وخاصة يف العالقة إولذلك ف صر الشباب والوسط احمليط م إذ ميكن اعتبار االجتاه من العنا اجتاهاتبني السلوكيات وتغيري

ا دراسة االجتاهات والسلوكيات اليت تنتج نيأاحلقيقية لسلوكيات األفراد واجلماعات ،هلذا فإننا ارتأن هذه األداة تعد من املؤسسات العتقادناعن استخدام االنترنيت من طرف الطلبة اجلامعني

. احلديثة اليت تستطيع أن تنتج السلوكيات والتصرفات وحىت االجتاهات

Page 110: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

. ياتالسلوك: ملبحث األولا تلك احلوادث اجلارية يف حياة الفرد اليومية ،واألنشطة اليت يقوم ا إن السلوك مبدئيا هو

الفرد بتفاعله مع جمموعة من األفراد،والسلوك يف املنظومة القيمية العربية يتطلب احترام األنظمة .قيم االجتماعية املستمدة من التراث العريب اإلسالمي والقوانني وااللتزام بالدين واألخالق وال

ويف الوقت احلاضر نتيجة التطورات العلمية والتكنولوجية من أجهزة اتصال ميكن حتقيق التواصل عن بعد، و لكن يبقى التواصل مع اآلخرين عن طريق اللقاء املباشر أكثر تأثرياً يف حتقيق

. رغم سهولة وسائل االتصال وقلة كلفتها يف الوقت احلاضر )ويالس(السلوك التفاعلي االجيايبولكن رغم هذا يبقى التفاعل االجتماعي عن طريق وسائل االتصاالت املتطورة بصفة عامة

ال ميكن االستغناء عنها كوسيلة -وإذا استخدمت بالشكل الصحيح -و االنترنيت بصفة خاصةسوي وهلذا وجب علينا التطرق إىل طبيعة السلوك وأنواعه وخصائصه لتحقيق السلوك االجيايب أو ال

.حىت يتسىن لنا فهم عالقته باالنترنيت -Iطبيعة السلوك: إن السلوك هو حمصلة التفاعل بني طبيعة الفرد الذي يقوم بالسلوك وطبيعة :مفهوم السلوك -1

والتنبؤ به دف التحكم فيه ليس ن حماولة حتليل السلوك وفهمهإاملوقف الذي يوجد فيه ،لذلك فأو ضغوط من داخل الفرد فقط ،ولكن نتيجة ىويظهر السلوك ليس نتيجة لقو،باألمر السهل

.اخلارجية اليت توجد يف البيئة احمليطة به ىالداخلية والقو ىلعملية التوافق والتفاعل بني القولقابلة للمالحظة املباشرة أو غري املباشرة ،ومن كل أوجه نشاط الفرد ا" فالسلوك يقصد به

املشي والكالم والتعبريات واحلركة والضحك والكتابة :أمثلة السلوك القابل للمالحظة املباشرة أما السلوك القابل ،الفرد ىوإفراز العرق واحلركات الالإرادية وكل ما ميكن مالحظته عل

والتذكر واالنفعاالت والعواطف كاحلزن والغضب التفكري:للمالحظة غري املباشرة فمن أمثلته (1)."واحلب واملرح وميكن االستدالل علي هذا السلوك من كالم الفرد وأفعاله الظاهرة

كما يعرف بأنه االستجابات الصادرة عن عضالت الفرد أو عن الغدد املوجودة يف جسمه قاظ من النوم ،تناول اإلفطار ،قراءة الصحف حيث يتمثل يف األنشطة الظاهرة امللموسة ،كاالستي

57ص,عزالدين مجيل عطية ،مرجع سبق ذكره.- (1)

Page 111: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يف األنشطة غري الظاهرة أو غري _أيضا _،التوجه إيل العمل واجناز بعض األعمال ،ويتمثل .امللموسة ،كالتفكري والتأمل واإلدراك

لذلك يدخل حتت مفهوم السلوك ،األنشطة العقلية والفسيولوجية اليت بداخل اإلنسان .السلوك يشمل مجيع أنشطة اإلنسان الداخلية واخلارجية ذاته أي أن

نه كل األفعال والنشاطات اليت تصدر عن الفرد أوبشكل عام ،ميكننا تعريف السلوك على Johnston" " جونستون وبنبيبيكر"ظاهرة كانت أم غري ظاهرة ،وعلى وجه التحديد يعرف

et Pennypacker" زء من تفاعل الكائن احلي مع بيئته ،الذي اجل"نه ذلك أالسلوك علىميكن من خالله حتري حركة الكائن احلي أو حركة جزء منه يف املكان والزمان ،والذي ينتج عنه

.(1) "تغيري قابل للقياس من جانب واحد على األقل من جوانب بيئية من طاقة أو ضابطا يتض استثناءأن كل سلوك بال "Piaget بياجيهويف هذا السياق يرى

اقتصاديا لتأليف اجلانب الوجداين ،ولكنه يتضمن هيئة أو بناء على األصح بفعل التبادالت اليت .(2)"يثريها بينه وبني الوسط

جمموعة التصرفات والتعبريات اخلارجية اليت "نه أويف رؤية أخرى ينظر إىل السلوك على ة األقلمة والتوفيق بني مقومات وجوده الباطين والوسط ن حيقق عملييسعى عن طريقها الفرد أل (3)."االجتماعي الذي يعيش فيه

تصاليةايف البيئة ويتأثر ا أيضا ،ومبا أن االنترنيت تعترب مبثابة بيئة سلوك يؤثرالف وهكذا النترنيت متثل شبكة ا جديدة يعيد فيها األفراد بناء أنفسهم وتطوير عالقام مع اآلخرين،كما

،كامتداد للفضاء العمومي ،اال الذي يتشكل يف داخله هذا النموذج التواصلي اجلديد الذي حد أ،إذ متثل فضاءات احلوار اجلماعي ...يقوم يف جوهره على إاء ثبات احلدود بني البث والتلقي

فضاءات أهم خصائص اإلعالم االلكتروين على الشبكة ،وتأخذ هذه الفضاءات اجلماعية شكل،ويتمثل املبدأ العام الذي مييز هذه الفضاءات discussion Forum de،واحلوارChatالدردشة

يف أن أفراد جتمعهم شواغل وهواجس مشتركة ،يقررون االئتالف ضمن جمموعة افتراضية

. 20،ص 1990، 1مكتبة الصفحات الذهبية للنشر والتوزيع ،ط:الرياض،)القوانني واإلجراءات (تعديل السلوك مجال اخلطيب ، - (1)

. 134،ص 1987، 2منشورات مكتبة هالل ،ط:بريوت،"الشذوذ اجلنسي "يف سبيل موسوعة نفسية صطفى غالب ،م - (2)

. 35،دار الفكر العريب للنشر والتوزيع ،دون تاريخ ،ص مقدمة يف العلوم السلوكية حامد عبد اهللا ربيع ،- (3)

Page 112: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ويتنافسوا ويتبادلوا اآلراء حول موضوع ما ،فيشكلون ذا املعين مجاعة ليتحدثواCommunauté تواصل أعضاؤها أفقيا حيث أن كل عضو يف الوقت ذاته باث ومتلق ي.

هو فعل مقيد باألخالق ،أو هو فعل خاضع حلكم العقل ،هو حاصل أفعال كما أن السلوك الشخصية املؤلفة من النفس والقوى العقلية واالنفعاالت الظرفية والشخصية ،تتبدل وتتغري بتغيري

. )1(الظروف وتبدل األحوالفالفرد يسلك سلوكه مدفوعا مبحرك لقصد غاية معينة مرغوب فيها ،وذا املعين خيتلف

ن هذا األخري يتحرك بفعل الغريزة والشهوة من غري أن يتصور غاية معينة اإلنسان عن احليوان ،ألاملكان السلوك الذي يرتبط بالفرد و"إىل أن Sillamy Nobertهلذا يشري ،أو هدف يسعى إليه

له دائما معىن فهو يتمثل يف البحث عن حالة أو شيء قادر على تقليص الضغوطات واحلاجات .)2("لدى الفرد

هلذا فالسلوك الفردي يف موقف ما يتوقف على املضامني واملعاين اليت تربط الناس ذا مثرة هخارجي، ولكنؤثر وهكذا فالسلوك ليس رد فعل أوتوماتيكيا أو استجابة آلية مل.... املوقف

. )3(أبنية ذاتية حول النفس واآلخرين واملتطلبات االجتماعية للموقفومما تقدم يظهر أن السلوك هو نتاج العالقات الديناميكية الصادرة عن تفاعل اإلنسان مبيوله

اسة مترابطا مع ة ،ويظهر مفهوم السلوك يف هذه الدريونزعاته وحوافزه واجتاهاته مع العوامل البيئاالنترنيت و التفاعل معها استخدامالتعريف األخري حيث نقصد به السلوك الذي يظهر نتيجة

.إلشباع حاجاته ورغباته ودوافعه الشخصيةن يشري إىل أفالتعريف العلمي للسلوك جيب أن يأخذ بعني االعتبار التفاعل بني الفرد وبيئته، و"وهلذا

. )4(."اصلةأن هذا التفاعل عملية متووذا فالفرد يف تعامله مع التكنولوجيات احلديثة جيد نفسه أمام بيئتني األوىل حقيقية

.وكالمها يسهمان يف إكسابه أمناط سلوكية جديدةافتراضية،واألخرى

.149،ص 1986، 6ل ،طدار ومكتبة هال:بريوت، مبادئ علم النفسمصطفى غالب ، - )1(

-)2( Norbert Sillamy.Dictionnaire de La Psychologie .LIBRAIRIE LAROUSSE.cannada.1989.p63.

. 154حسن عماد مكاوي ،ليلي حسني السيد ،مرجع سبق ذكره،ص - )3( .20مجال اخلطيب، مرجع سبق ذكره ،ص - )4(

Page 113: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:أنواع السلوك-2 :توجد عدة حماوالت لوصف السلوك منها

Covertفبينما يعين السلوك املستتر ):املكشوف (اهر السلوك املستتر و السلوك الظ -behavourلىاآلخرين مالحظته ،وملا كان السلوك يشتمل ع ى،سلوك الفرد الذي يصعب عل

نه ميكن أن يستنتج من السلوك الظاهر لألفراد ،بينما يعين السلوك الظاهر إمشاعر وأفكار فOvert behavour تسجيله يف مقابل السلوك الكامن سلوك الفرد الذي ميكن مالحظته و

. (1)الذي يستنتج من املشاعر واألفكار والعقل واإلرادةمل :تعلم ،مثال ذلك السلوك الفطري ،وهو ال حيتاج إىل:السلوك الفطري واملكتسب -

ة كما تلعب العوامل البيئي،حد الصراخ أو البكاء أو الرضاعة ،ألنه سلوكا موروثا أيتعلم الطفل من يظهر واحمليطة باإلنسان دورا هاما يف ذيب وتطوير هذا السلوك ،حىت يكون مقبوال من اتمع

:تأثري العوامل البيئية يف مرحلتني هامتني من مراحل حياة اإلنسان حيث يقوم األب واألم بدور املوجه واملعلم للطفل لتطويع، يف مرحلة التنشئة يف األسرة:األويل

. الفطريوتعديل سلوكه يف املرحلة الدراسية ،حيث يتلقي اإلنسان املعلومات اليت تفيده يف تعديل هذا السلوك :الثانية

أما السلوك ،وذيبه سواء من حيث ضبط غرائز الطبيعة أو من حيث تعامله مع عريه من البشرظهر يف صور املكتسب ،وهو السلوك الذي يتعلمه الفرد نتيجة الحتكاكه بالبيئة احمليطة به ، وي

متعددة ،كتعلم القراءة والكتابة ،قيادة السيارات ، ركوب الدراجات ،السباحة وغري ذلك من ويتأثر هذا السلوك باالجتاهات وامليول والعقائد االجتماعية ،السياسية ،املهارات اليت يتعلمها

.،الدينية ،الثقافية وغريها اليت يؤمن ا لسلوك اللفظي هو ما يصدر عن الفرد من ألفاظ يف املواقف ا: السلوك اللفظي والفعلي -

املختلفة اليت يتعرض هلا ،بينما السلوك الفعلي هو ما يصدر عن الفرد من تصرفات فيما يتعرض له يتذكر كل منا العديد من األمثلة اليت يظهر منها التباعد الكبري بني سلوكه ،حيث من مواقف

يا أيها الذين آمنوا مل تقولون ما ال :"يتأكد ذلك يف اآلية الكرمية اللفظي وسلوكه الفعلي ،و

.83حممد يسرى إبراهيم د عبس،مرجع سبق ذكره،ص- (1)

Page 114: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يعنينا يف احلكم على أن السلوك الفردي "اهللا أن تقلوا ما ال تفعلون تفعلون ،كرب مقتا عند .،هو سلوكه الفعلي وليس اللفظي ،والذي حيتاج دائما إىل تقومي هو السلوك الفعلي

سلوك األبناء ىمن اآلباء والرؤساء والقادة ال يستطيعون التأثري عل وهلذا جند أن الكثري (1).واملرؤوسني ،لعدم التطابق بني سلوكهم اللفظي وسلوكهم الفعلي

بسط صورة للسلوك من أفالسلوك الفردي ميثل : االجتماعيالسلوك الفردي والسلوك - ت الفرد إزاء املثريات اخلارجية احمليطة به،أماحيث املثري واالستجابة لإلنسان الواحد ،مبعين تفاعال

ميثل عالقة اإلنسان بغريه من األفراد اآلخرين ،كأفراد اجلماعة اليت ينتمي إليها االجتماعيالسلوك يف املرتل ،اجلامعة ،مكان العمل ،و العالقة يف هذا النوع من السلوك تكون تبادلية ،من حيث

.التأثري والتأثر الرغم من أن التفاعل يف هذا النوع من السلوك ،حيصل بني الفرد واجلماعة ،ويكون ىوعل

متبادل بينهم ،إال أن درجة تأثري اجلماعة يف الفرد تكون عادة أقوى بكثري من تأثري الفرد يف اليت تقع فيها أو األشخاص الذين يالزمون الفاعل األحداثوقد يكون سببه البيئة أو ،اجلماعة تماعي الذي يقوم بعملية احلدث أو النشاط ،والسلوك االجتماعي سواء كان سويا أو جاحنا االج

(2):إمنا يعتمد على ثالثة شروط أساسية هي وجود شخصني أو أكثر يتفاعالن معا ويكونان السلوك أو احلدث الذي نريد دراسته يف -1

.هذا املقام .تلفة يشعلها األفراد الذين يقومون بالسلوك دوار اجتماعية متساوية أو خمأوجود -2 غري أن السلوك عند الفرد يتغري من ،وجود عالقات اجتماعية تتزامن مع عملية السلوك -3

خر تبعا لطبيعة وأمهية األدوار االجتماعية اليت تتفاعل مع دوره الوظيفي،ولكن يف الشبكة وقت آلوحىت بنية اتمع والعالقات تغريت وهلذا فسلوك الشباب العنكبوتية اختلفت األدوار االجتماعية

عن مالذي يتجسد يف كالمه وحركاته وسكناته خيتلف عن سلوكه يف عالقاته مع أشخاص يعرفه .بعد من خالل الشبكة فقط،وجمتمع ال حيكمه ال الزمان وال املكان

140ص. 2000 ،1،دون دار نشر ،ط:القاهرة)الشخصية ونظم املعلومات (تكنولوجيا االتصال املعاصرة مىن حممد إبراهيم البطل، - (1)

.25،ص1998، 1،أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية ،ط :لرياض،اتأثري الغزو الثقايف على سلوك الشباب العريبإحسان حممد احلسن ، - (2)

Page 115: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:)1(امثالثة أقس كما يقسم السلوك من حيث النتيجة واهلدف إىل وهو السلوك الذي حيقق من خالله اإلنسان هدفه،دون ) :اهلادف (القسم األول ،السلوك ازى

الغاية اليت كان ينشدها وحقق احلاجة اليت كان عوائق ،مبعين أن اإلنسان ذا السلوك وصل إىلإشباعا وحتقيقا ن فيه،أل)اهلادف (ممارسة وتكرار السلوك ازى يريدها ،ويسعي اإلنسان عادة إىل

.حلاجاته النفسية أو االجتماعية وهو أن حيول عائق بني اإلنسان وبني حتقيقه هلدفه ):احملبط(القسم الثاين ،السلوك غري اهلادف

هدفه أو وصل إليه ولكن ليس بالشكل الكايف واملرض يصل إىلملاحملدد،يعين هذا أن الفرد لوك احملبط ،ألنه ال حيقق هدفه وال يشبع حاجاته جتنب تكرار الس ويسعى اإلنسان عادة إىل

.و رغباته ،أو يشبعها ولكن ليس بالطريقة اليت يرغبها ويريدها وهو السلوك الذي ميارسه اإلنسان لكي ):احليل الالشعورية (القسم الثالث،السلوك الدفاعي

رية متعددة ميارسها يتفادى ويتجنب السلوك احملبط ،أي عبارة عن وسائل دفاعية أو حيل الشعودف محاية نفسه من التهديدات و اإلحباطات املختلفة أو _بعضا منها أو مجيعها _الفرد

هذه الوسائل أو احليل الدفاعية يف خمتلف _دون استثناء _ميارس مجيع األفراد حيث الصراعات .خمتلف مستويام التعليمية والثقافية بدرجات متفاوتة ىمراحل أعمارهم ،وعل

)2( :وقد يقسم السلوك نوعني مها يتضمن الوجدان والعقل واإلرادة وينحصر السلوك الداخلي يف نطاق الفرد دون :سلوك داخلي

أن يكون له صدى خارجي ،فقد حنب أو نكره أو نشعر بالراحة النفسية دون أن نعرب عما يعتمل .بداخلنا من مشاعر وجدانية يف صيغة سلوكية معينة

ويعد ترمجة أو تعبري عن بعض جوانب السلوك الداخلي ،فيبدو يف مالمح الوجه :سلوك خارجي وأوضاع اجلسم وحركات املرء برجليه أو بيديه ،وفيما ينطق به الفرد من أصوات أو كالم أو فيما

ت موسيقية أو ما ينتجه من فنون بالرسم أو بالنح بآلةيقوم بكتابته أو فيما يستخدمه من نغمات للفرد أو لغريه من األشخاص اسلوك اخلارجي مفيدا للفرد أو لآلخرين وقد يكون ضارال،ويكون

.42مىن إبراهيم البطل ،مرجع سبق ذكره ،ص – )1( . 84حممد يسرى إبراهيم دعبس ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2(

Page 116: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:سلوك سوي وغري سوي:كما يقسم السلوك إىل هو منط السلوك املتزن البعيد عن التوتر والذي مييز أفراده بالنجاح والتوفيق يف :والسلوك السوي

ية ويتمتعون بشخصيات جذابة ويتركون أثرا طيبا عند تعاملهم حيام العملية والعلمية واالجتماعوام وحنو ذمع اآلخرين ويشعرون بالرضا عن النفس وبالسعادة وخمتلف املشاعر االجيابية حنو

. )الشاذ(اآلخرين وعكس احلال يف حالة األفراد ذو السلوك غري السويمن األغراض الشاذة واليت تبدو يف صورة وقد ال نقصد بالفرد السوي ،ذلك الفرد اخلايل"

اخل ،بل ذلك …،أو يف صورة عجز ظاهر عن معاملة الناس أو ضبط النفس توساوس أو تومهاالفرد املتوافق ذاتيا واجتماعيا ويصمد أمام الشدائد وتكمن فيه قدرة عالية على اإلنتاج املعقول

.(1)"واملفيدات الشاذة والسلوكيات السوية عل حد سواء متعلمة ويعتقد السلوكيون أن السلوكي

،فالسلوك شاذا أم سويا خيضع للقوانني نفسها ويكتسبه اإلنسان نتيجة االشراط اإلجرائي واالشراط الكالسيكي ،وعلى وجه التحديد يعتقد السلوكيون أن السلوك الشاذ حيدث نتيجة خلل

. (2))التعلم (يف عملية االشراط االنترنيت دورا كبريا يف تكوين السلوك الشاذ لدى األفراد وهذا راجع د تلعبوق

. من جهة أخرى واملتعددة من جهة والغري مراقبة حملتوياا املتنوعةنتحدث عن االنترنيت فإن هذه األخرية تساهم حسب الباحثني يف إكساب الشباب أننا ومبا

:(3)جمموعة من السلوكيات منها .ضيع أوقات الشباب يف غري منفعة عند الغالبية ت-1 .اإلصابة باألمراض النفسية -2 .الغرق يف أوحال الدعارة والفساد -3 .التعرف على أساليب اإلرهاب والتخريب -4 . التعرض لدعوات التنصري والتهويد واملذاهب اهلدامة-5

.صية لآلخرين التجسس على األسرار الشخ -6

. 41،ص 1996دار هومة للطباعة والنشر ، :اجلزائر،يف سيكولوجية الفرد واتمع عبد الرمحن الوايف ، - (1)

. 41مجال اخلطيب مرجع سبق ذكره، ص - (2)

Htt//www.moe.gov.jo/school/hamsa/MGAINTRNT.htm. :مقاهي االنترنيت حتتضن الشباب - (3)

Page 117: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

كل هذا يؤدي إىل ايار ،التغرير ببغض الفتيات ووقوعهن يف فريسة الالعبني الالهيني -7 .اتمع بايار الشباب

بعض حماسنها تنحرف مبستخدميها أن ومع أن حماسن االنترنيت كثرية ومؤثرة ومفيدة إال لتعامل الالتربوي وغري املنضبط والالموجهة من بشكل سيئ وتظهر سلوكيات غري مرغوبة نتيجة لوتبقى لشخصية الفرد اليت هي ذلك املركب ،قبل األسرة ومؤسسات اتمع التربوية واالجتماعية

الديناميكي ذات الثبات النسيب املسألة املهمة ألا تتأثر سلبا وإجيابا مع كل املكتشفات واملنجزات .ااالتكنولوجية احلديثة وتكتسب تأثري

وهكذا جند اليوم أن شخصية اإلنسان العصري أصبحت أمام خماطر ،فال خيلو اليوم أي جمتمع كان من مظاهر سلوكية هدامة وسلبية جراء سوء استخدام أبناءه وسائل االتصال احلديثة

واقع اليت غلب أوقام مع األلعاب والربامج وتصفح وتصميم املأوالسيما االنترنيت نتيجة قضاء - ج أغلبها شركات أجنبيةتاليت تن-تتسم غالبا مبظاهر سلوكية خمربة قلما تنجو منها لعبة أو موقع

ال عالقة هلا بقيمنا وثقافتنا وهويتنا الذاتية وال يهم هذه الشركات سوى الربح السريع هده املظاهراهق وتكوين عقول وتصدير أفكار و مفاهيم معينة وموجهة مهما كانت مؤذية للطفل املر

. وشخصيات هؤالء وفق بعض الصيغ املطلوبة بوسائل اجلذب واإلار والتشويق والسرعة واملتعةميكن إمجال املظاهر السلوكية غري املرغوبة مبستخدمي االنترنيت باملظاهر وعلى العموم

(1):السلوكية اآلتية ت املنتشرة على املواقع املختلفة تعكس هذا األلعاب والربامج واملعلوما:سلوك االحتكار -

السلوك وتفضيل امللكية اخلاصة والكسب السريع والربح الوفري الذي ال يتحقق إال بضرب حقق مكسبا حيث جتد كل فرداآلخرين وعلى حسام أو االستيالء على أمواهلم و ممتلكام هذا يعد تدريب على الفرديةماديا خبسارة زميله جند تغمره الفرحة ونشوة االنتصار ،و

ذات صيغة الطموح األناين اليت تضع نفسها يف مواجهة اآلخرين وإزاحتهم بأية والفردانية ).خاصة األلعاب اليت تلعب يف الشبكة .(وسيلة كانت

.املتجسدة يف صور و األلعاب اليت تدعو إىل العنف:سلوك العنف الشديد -

.التعامل غري املوجه والسلوكيات غري املرغوبة ....احلاسوب واالنترنيت نوال إبراهيم ، ، http : www.taakhinews.org/tasearch - (1)

Page 118: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ز ذلك العداء للثوابت واملكونات الثقافية األساسية يرب:سلوك العداء للثقافات األخرى -للمجتمعات والقوميات وال سيما اتمع العريب اإلسالمي وحضارته والنظر إىل العروبة

و االنغالق والعدوانية والتعصب ،واإلسالم بأما من حملفات املاضي ووصفها بالشوفينية ناملستندة معاب والربامج و املواقع والتخلف وجتسيد ذلك بالنماذج املعروضة يف األل

.تصنيفات األحالم والثقافة والسياسة الغربية و األمريكية منها فمعظم مستخدمي االنترنيت مييلون حنو : سلوك التهور والسرعة واالنفعال الشديد -

ت األلعاب والربامج واملواقع اليت تعتمد على السرعة واملبادرة واملفاخرة والتهور سواء كانسباقات ضد الزمن أم ضد الفرد والسرعة هي املبادرة لضرب اخلصم أو جتاوزه وسبه وحتطيمه ،والنتيجة تكون معظم الشباب سريعي االنفعال مضطريب ينتام القلق والتوتر الشديد وال طاقة

.هلم على أي صرب بل إن اغلب سلوكيام تتصف بالسرعة من خالل تصفح املواقع اإلباحية واجلنسية وذلك:سلوك التلصص وجتاوز املسموح -

جل أوتصميم هذه املواقع اليت تسيء لألدب واألخالق والقيم واألعراف االجتماعية وذلك من التسلية والسخرية وكذلك سرقة الربيد االليكتروين واملعاكسة والتحرش واللصوصية ،ودخول

جلنسية املكبوتة وحبث عن الصور إىل املواقع الشخصية حبثا عن املتعة وإشباع الرغبات ا .الفاضحة املثرية لإلغراء

وتلك تعد من سلوكيات سوء استخدام االنترنيت : سلوك االتكالية والتعود واإلدمان -أيضا عندما يتخذ لتصفح املواقع واإلحبار إىل عامل املعلومات واملعرفة السيما املواضيع املطروحة

عن كل ما هو غريب وعجيب يفوق اخليال والتصور جمانا فيصبح العامل نوافذ مشرعة ويتخذها املتصفح وسيلة وغاية يستغرق فيها وقتا طويال وجيعلها بديال مفضال ومهربا سهال من احلياة االجتماعية واملعيشية وممارسة دوره فيه،والسيما الذين يعانون إحباطا نفسيا

م وعدم حتديد أدوارهم الشخصية ويعيشون حالة من الفراغ وضبابية يف أهدافهم وتوجهانتيجة لإلحباط والفشل وضغوط خمتلفة حتيط م ،فيتخذ من هذا اجلهاز وسيلة لتعويض حياة املشاركة والتواصل والتراحم والعمل اجلاد اهلادف املثمر أو تكون بديال لالمتداد مع بين

اللتزام األخالقي اجتاه اآلخرين اإلنسان ملواجهة األنانية واالنعزال أو اهلرب من املسؤولية وا،وكذلك يتصف سلوك البعض من مستخدمي االنترنيت بالرفض والتنكر للمكونات والثوابت

Page 119: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الوطنية والقومية مثل اللغة ،الدين ،الوطن ،القومية ،اجلغرافيا واملكتسبات األساسية هلويتهم .اخل....،التاريخ ،التراث العادات ،التقاليد

:نستطيع أن حندد هذه اخلصائص كاأليت :خصائص السلوك -3نه سلوك مسسب ،مبعين أن السلوك اإلنساين ال يظهر من العدم ،ولكن هناك دائما إ -

.سبب يؤدي إىل نشأته دافع معني ،ولكن Satisfactionوسلوك الفرد آيا كان يستهدف دائما إشباع-

نضج الفرد وحالته الفسيولوجية وخرباته السابقة السلوك يعتمد أيضا على عدة عوامل منها درجه .(1)وميوله واجتاهاته

(2).السلوك ليس شيئا ثابتا ولكنه يتغري، وهو ال حيدث يف فراغ وإمنا يف بيئة معينة - .كما أن السلوك والسيما سلوك اإلنسان له خاصية املرونة والقابلية للتعديل والتغيري- اإلنساين عملية مستمرة، فليس هناك فواصل قاطعة حتدد بدء كل سلوك وايته، إن سلوك -

. فكل سلوك جزء أو حلقة من سلسلة متكاملة مستمرة تندمج حلقاا باستمرارأن هذا السلوك يشمل اإلنسان ككل ،وكل نشاط يؤثر يف النشاط اآلخر نتيجة املؤثرات -

.املتعددة عليه نه يعتدل ويتبدل طبقا للظروف واملواقف املختلفة اليت تواجه أك مرن ،مبعين نه سلوإ-

اإلنسان ولكن مع األخذ يف االعتبار أن مرونة السلوك عملية نسبية ،ختتلف من شخص آلخر طبقا .(3)الختالف مقومات الشخصية اخلاصة بكل شخص والعوامل البيئة احمليطة به

. 43للطباعة والنشر والتوزيع ،دون سنة نشر ،ص دار النهضة العربية :بريوت،علم النفس العام عبد الرمحن عيسوي ،- (1)

.20مجال اخلطيب، مرجع سبق ذكره، ص - (2)

.147مىن إبراهيم البطل، مرجع سبق ذكره، ص - (3)

Page 120: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.تاالجتاها:بحث الثايناملأ االهتمام باالجتاهات يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر ،ويعترب الفيلسوف بد

أسبق الكتاب إىل استعمال مصطلح االجتاه وذلك يف H. Spencerسبنسر هربرتاالجنليزي إن وصولنا إىل أحكام صحيحة يف مسائل مثرية لكثري :"قائال 1862سنة "املبادئ األوىل "كتابه )1("اجلدل يعتمد إىل حد كبري على اجتاهنا الذهين وحنن نصغي إىل هذا اجلدل أو نشارك فيهمن

ولو متعنا يف االنترنيت لوجدناها وسيلة ريادية يف االتصال الذهين والتفكري وتفتح الباب وفرها اليت ت تعلى مصرعية لطرح القضايا والنقاش واحلوار واملشاركة يف املنتديات واحلوارا

الشبكة، وهذا يف اعتقادنا ما يطرح أمهية االجتاه يف حسم القضايا املختلفة ،وتكوين القناعات من نجهة وأمهية االنترنيت يف توفري البيئة املالئمة لتبين أو اكتساب األفكار واالجتاهات والقناعات م

لوجيات اجلديدة وعلى جهة أخرى، وهذا ما جيرنا إىل البحث يف طبيعة االجتاهات يف ظل التكنو .رأسها االنترنيت

.ومكوناا مفهوم االجتاهات-1 :مفهوم االجتاه - ا

اكتسب مفهوم االجتاه قيمة كبرية يف ميدان البحوث النفسية االجتماعية ،بوصفه وسيلة قف بعينه للتنبؤ بسلوك األفراد ،أي يتم االستعانة به للكشف مسبقا عما ميكن أن يفعلوه يف مو

ميكن القول بأن مفهوم االجتاه هو أبرز املفاهيم وأكثرها إلزاما يف علم النفس االجتماعي ،فليس ومثة اصطالح واحد يفوقه يف عدد مرات الظهور يف الدراسات التجريبية والنظرية املنشورة،ووردت

توماس و زنانييكي( كل من عدة تعار يف ملفهوم االجتاه منذ استعماالته األوىل ، حيث يعتربTomas et Znaniecki( نه حالة أ:"،من األوائل الذين استعملوا مفهوم االجتاه ،حيث عرفاه .)2("الفرد الذهنية اجتاه إحدى القيم

والذي Aptusمن األصل الالتيين شتقااألول :وترجع كلمة االجتاه تارخييا إىل أصلني H. Spencer هربرت سبنسرظهر هذا االستخدام أول مرة عند يشري إىل معىن اللياقة ،وقد

س وعلوم التربية ،رسالة ماجستري يف علم النفس العيادي ،معهد علم النف اجتاهات األسرة اجلزائرية حنو املباعدة بني الوالداتكمال عبد اهللا ،– )1(

.22،ص 1990/1991جامعة اجلزائر ، 45ص. 1965،املطبعة العمومية ، :،دمشق ،سوريا2،اجلزء )ترمجة حافظ اجلملي(،علم النفس االجتماعياوتو كلينيربغ، - )2(

Page 121: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

حتدث عن االستعداد للفعل كأمر ضروري للوصول إىل احلكم الصحيح ،وظل هذا عندمااالستخدام شائعا ،واختذ مضمونات متعددة مثل االستعداد العملي والتقليدي والنظري ،والتطبيقي

،واليت تعين وضع اجلسم عند التصوير ،وتطور Postureأما الثاين فإنه يرتبط باستخدام كلمة .)1(استخدام هذا املصطلح فأصبح يشري إىل الوضع املناسب للجسم للقيام بأعمال معينة

ومن املمكن تعريف ،أما لغويا فكلمة االجتاه من اجته، اجتاها أي قصد، توجه واختذ وجهة له وميكن القول أن االجتاه ،ة أو سلبية جتاه موضوع ما االجتاهات ببساطة على أا ردود أفعال اجيابي

االجيايب إذا يتمثل يف حب أو دفاع ،أو مشاركة ،أو تفضيل ،أو تأييد،أو موافقة على ،أو رغبة يف أما االجتاه السليب فيتمثل يف الكراهية ،والنفور ،والرفض ،أو اختيار لشخص ،أو لشيء معني

. )2(ر ،واالمشئزاز من شخص أو شيء أو موقف ماواالستنكار ،واالستبعاد ،واالحتقاستة عشر تعريفا ،وكثرة التعاريف ال متس طبيعة االجتاهات Allport لبورت أوقد نشر

ن كل باحث نظر إليها من زاوية مما يدل على خصوبة هذا املوضوع وأمهيته يف نفس ألنه حالة من االستعداد العقلي أ:"اه أشهر تعريف،حيث يعرف االجت لبورتأالوقت،ويعترب تعريف

والعصيب اليت تنضم أو تتكون خالل التجربة أو اخلربة اليت تسبب تأثريا موجها ديناميا على .)3("استجابات الفرد لكل املوضوعات اليت ترتبط ذا االجتاه

نه امليل الذي ينحو بالسلوك قريبا منأعلى ):" Bougardus(بوجاردوس ويعرفه بعض عوامل البيئة أو بعيدا عنها ،ويضفي عليها معايري موجبة أو سالبة تبعا الجنذابه هلا أو نفوره

.)4("منها االجتاه ليس استجابة ،ولكنه ميل ثابت إىل "يرى أن Newcomb T.M نيوكمببينما

.)5("حد ما لالستجابة بطريقة معينة لشيء أو موقف معني لنظر إىل االجتاهات على أا إما استعداد عقلي، أو نزعات دفينة، واليت تفرض ومن املمكن ا

بعض التأثريات العامة، واملستمرة على عدد من استجابات تقييميه، ويوجه الشخص هذه باإلضافة ،واألشخاص اآلخرين من حوله ،االستجابات يف معظم األحيان لتقيم األشياء واملواضيع

.30.حممد عاطف غيث ،مرجع سبق ذكره،ص - )1( 20،ص 1985، 01العريب ،طدار الفكر :القاهرة،تأثري وسائل االتصال فرح الكامل، - )2(

)3( –Henri Piéron, Traité de psychologie appliquée, Tome 1 ,PUF ,paris ,1960 , P 108. 50ص.1983, 07دار النهضة العربية ،ط :القاهرة، التنشئة االجتماعية للطفل يف األسرة العربيةحممد عماد الدين إمساعيل وآخرون ، - )4( 449، ص1985دار النهضة العربية ، :بريوت، اجلزء األول،علم النفس االجتماعييل، حممود أبو النب - )5(

Page 122: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

التعريف ينظر إىل االجتاهات على أا نزعات دائمة، وهي تكتسب عن طريق إىل ذلك، فان هذا .التعلم، وهي غري موجودة داخل اإلنسان من قبل

ويبقي مفهوم االجتاه غري واضح ملا له من تفسريات خمتلفة ،فهو يعين توجيه التفكري عين االجتاه املواقف واحلاالت كما ي"واالستعدادات الداخلية للفرد وغالبا ما تكون الشعورية، . )1("والسلوكيات االجتماعية، وحاالت الروح ،أمام بعض القيم

يتعامل معظم الباحثني مع موضوع االجتاه كنسق ديناميكي له مكونات :مكونات االجتاه - ب :ثالثة تتبادل التأثري فيما بينها وهي

،وهو ما يكنه الفرد من Emotional component":االنفعايل "املكون الوجداين -1 مشاعر "نعين به ىعاطفة أو شعور حنو موضوع االجتاه سوء كان اجيابيا أو سلبيا ،وبصفة أخر

الفرد اليت تنطوي على احلب أو الكراهية ملوضوع االجتاه ،وعادة ما يعرب عن هذا املكون جابات الدالة عن هذا إن االست:التفضيل أو عدم التفضيل ،ومبعين آخر ىباستجابات تنطوي عل

.)2("املكون تشري إىل االجيابية أو السلبية ملوضوع االجتاه ويشمل املكون الوجداين لالجتاه رغبات الفرد ودوافعه اليت تعد أساس التقومي االنفعايل

ملوضوع االجتاه ،ويعطي هذا املكون درجة من االستمرارية لالجتاه وحث الفرد إلصدار سلوك . )3("معني

وهناك العديد من الباحثني يف علم النفس االجتماعي يطلقون على املكون الوجداين تسمية املكون العاطفي نظرا ألمهية املشاعر والرغبات الشخصية يف التعريف ذا املكون ،وتتجلي هذه

.املشاعر يف احلب والكره والتفضيل وعدم التفضيل وغريها،أي ما يعتقد الفرد عن موضوع Informationl component : املكون املعريف-2

االجتاه بناء على املعلومات املتوفرة لديه عنه ،سواء كانت معلومات حقيقية يف الواقع أو دون ذلك ويتضمن املكون املعريف كل ما لدى الفرد من عمليات إدراكية ومعتقدات وأفكار تتعلق مبوضوع "

.)4("ه من حجج تقف وراء تقبله ملوضوع االجتاهاالجتاه ،كما يشمل ما لدي

- )1( Norbert Sillamy ,Dictionnaire encyclopédique de psychologie,édition Michel

mastrojanni,1980 ,p118 279مشال حسن،مرجع سبق ذكره ،ص حممد- )2( . 47،ص 2004، 1ايتراك للنشر والتوزيع ،ط:القاهرةاملعاصر ، علم النفس االجتماعي،عبد احلليم حممود السيد وآخران - )3( .451حممد السيد أبو النبيل، مرجع سبق ذكره، ص - )4(

Page 123: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

فاملعرفة أي معتقدات الفرد عن موضوع ما ، وأحكامه املستندة إىل وقائع أو شبه "وعموما وقائع عنه ،واملعتقدات هي أية معلومات مت تلقيها من خالل املالحظة املباشرة أو من مصادر

االجتاه روويرى منظ،،وهي ذا املعين تعد أحكاما خارجية أو كانت نتاجا لعمليات االستداللأن املعتقدات تشكل حجر األساس يف االجتاه ،الذي بدوره يعكس معتقدات الفرد عن موضوع

. )1("االجتاهيتضح املكون السلوكي لالجتاه يف ،.Behavioral component:املكون السلوكي-3

طريقة ما ،فإذا كانت لدى الفرد معتقدات سالبة حنو مجاعة االستجابة العملية حنو موضوع االجتاه بنه بالتايل إما أن يتحاشى اللقاء م أو يوجه هلم العقاب بأي صورة من الصور إمن اجلماعات ،ف

إذا كان يف إمكانه ذلك ،أما إذا كانت معتقداته اجيابية فانه يكون مستعد للتفاعل معهم أو لتقدمي .املساعدة إليهم

ن األمناط السلوكية الصادرة عن الفرد ،إذ تشري صراحة إىل موضوع االجتاه إوباختصار ف ،وهناك من يرى بان املكون السلوكي يتمثل يف مكونني فرعيني مها ،ميل الفرد حنو تصرف معني

Actionsوالتصرف الفعلي أو السلوك املتخذ ،وبصفة عامة و أدق السلوك يشتمل على أفعال ، ،وتشري البحوث إىل عالقة مرتفعة متبادلة بني املكونات الثالثةIntentions) اتني(ومقاصد

وجتدر اإلشارة إىل أن هذه املكونات الثالثة تتأثر بعوامل نفسية واجتماعية واقتصادية منها على لية االتصال سبيل االستدالل ال اخلصر ،املعارف واملعلومات والرباهني اليت يكتسبها الفرد يف عم

. ومها يكن من األمر ،فموضوع االجتاهات يبقي مرتبطا بالعوامل اليت سامهت يف نشأا وتغريها ملاذا يتبين الفرد اجتاهات حنو :قد يتبادر إىل الذهن سؤال مؤداه :وظائف االجتاهات -ج

)2(:تبنيه منهاموضوعات خمتلفة ؟إجابة ذلك تشري إىل عدد من الوظائف يؤديها االجتاه ملإن االجتاه ميكن الفرد من التكيف مع البيئة إذ جيعله قادرا على تقدير املنبهات وتقيمها يف ضوء -

أهدافه واهتماماته مما جيعله يستطيع تصنيف األفعال واملوضوعات يف البيئة مكونا ميال لالستجابة ت الفرد بنظرة عامة للعامل يري من خالهلا وهكذا متد االجتاها, املتاحة املالئمة املرتبطة ذه األشياء

.46عبد احلليم حممود السيد وآخران، مرجع سابق، ص - )1( .49نفس املرجع السابق ،ص - )2(

Page 124: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

اآلخرين و األحداث بشكل يربز تصورا طيبا عن ذاته مما يعين محاية مفهومه عن ذاته من التشويه . "الدفاع عن الذات "،لذا يطلق البعض على هذه الوظيفة

ن ممن يشكلون فالفرد يعرب عن اجتاهاته إما كي يقدم نفسه آلخري:الوظيفة الذرائعية - ال ينتمي هلا،وإما يقيم هؤالء اآلخرين وأفعاهلم اليت أو كانت_سواء كانت اليت ينتمي إليها :مجاعة

.،يف كلتا احلالتني يسعي من خالل تعبريه هذا إىل احلصول على عائد ما كنه من فاجتاهات الفرد تعرب عن مفهوم متكامل عن ذاته و تدعمه مما مي:التعبري عن القيم -

.امتالك قيم والتعبري عنها بشكل حيقق الرضاإذ متكن االجتاهات الفرد من فهم العامل احمليط به ألا متده بإطار داللة :مصدر للمعرفة-

توقعها وبالتايل يشعر بأنه أكثر ىيضفي معين على األحداث اجلارية، مما جيعله قادرا عل)مرجعي (دم دراسات حديثة الدليل علي هذه الوظائف ،وبعض هذه البحوث وتق.كفاءة عند التعامل معها

.utilitarianيدمج وظيفة االجتاه الذرائعية مع وظيفتها كمصدر للمعرفة حتت مسمي النفعية :وخصائصها أنواع االجتاهات-3

(1):كن تقسيم االجتاهات إىل عدة أنواع ،منها ما يلي مي واالجتاهات القوية هي تلك اليت تسيطر على جانب كبري من :اهات ضعيفة اجتاهات قوية واجت -

حياة اإلنسان ،وجتعله يسلك يف املواقف سلوكا حادا مثل االجتاه حنو الدين ،أما من يقف من االجتاه موقفا ضعيفا ال يستطيع مقاومته وال احتماله ،وإمنا يفعل ذلك ألنه ال يشعر بشدة

.االجتاه فالقبول يعرب عنه باالجيابية ،أما الرفض فيعرب عنه بالسلبية،فاالجتاهات :ة وسالبة اجتاهات موجب -

اليت تنحوا بالفرد خنو شيء ما تسمي اجتاهات موجبة ،واالجتاهات اليت تبعد الفرد عن شيء آخر تسمي اجتاهات موجبة ،أي أن التأييد يعرب عنه باالجيابية ،أما املعارضة فيعرب عنها

.بالسلبيةواالجتاهات العلنية هي اليت يتحدث فيها الفرد أمام الناس :اجتاهات عالنية واجتاهات سرية -

و حياول أما االجتاهات السرية ،فيجد فيها الفرد حرجا من إظهارها.بدون حرج أو خوف .ل عنها أإخفائها و االحتفاظ ا لنفسه،وينكرها أحيانا جني يس

.175، 174ص ىن حممد إبراهيم البطل، مرجع سبق ذكره،م - (1)

Page 125: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

شترك بني عدد كبري من الناس تسمي تجتاهات اليت فاال:اجتاهات مجاعية واجتاهات فردية - باالجتاهات اجلماعية، أما االجتاهات اليت متيز الفرد عن اآلخر تسمي االجتاهات فردية، فمثال

األبطال يعترب اجتاها مجاعيا، وإعجاب الشخص بصديق له يعترب اجتاها فرادألباإعجاب الناس .فرديا

جتاهات العامة هي اليت تنصب على الكليات ،أما النوعية فاال:اجتاهات عامة واجتاهات نوعية -وجود ىفهي اليت تنصب على النواحي الذاتية ،ويف هذا الصدد أجريت أحباث جتريبية دلت عل

االجتاهات العامة ،حيث أثبتت أن االجتاهات احلزبية تتسم بصفة العموم ،هذا من جهة ومن Hartshorne(هات النوعية ومنها دراسة جهة أحرى ،هناك دراسات أثبتت وجود االجتا

et may( اللذان وجدا أن األطفال قد يغشون يف املدرسة وال يغشون يف البيت ،أو يف .)1(امتحان مادة ما دون غريها ،ولذلك فان االجتاه حنو األمانة يتوقف علي نوعية املوقف

باحثني يف تصنيف االجتاهات وأخريا توصل علماء االجتماع و ال:اجتاهات مرنة واجتاهات جامدة -إىل تصنيفها إىل نوعني مها االجتاهات اللفظية أو املرنة واالجتاهات العلمية أو اجلامدة ،حيث تشري االجتاهات املرنة بان الفرد يستطيع التعبري عنها شفاهة أو كتابة ،بينما االجتاهات العلمية اجلامدة

لب تكون اقوي واصدق من االجتاهات اللفظية ،كما فهي اليت تظهر من اثر السلوك ،وهي يف الغا .)2(أن االجتاهات اجلامدة يصعب تغيريها ،ألا يف الغالب متثل جزءا من النسق ألقيمي للفرد

كما أن االجتاهات املرنة جتعل الفرد أكثر حرية ألنه يستطيع أن يعرب عن آراءه واجتاهاته دون قيود . على عكس االجتاهات اجلامدة

ومهما يكن أمر تنوع اجتاهات األفراد واجلماعات وانسجام مواقفهم وسلوكهم إزاء األحداث -تراكمت االجتاهات يف ذهن الفرد كلما زاد "واملوضوعات أو تناقضها ،إال أننا نرى انه كلما ح املوضوعات وحتليلها تقل ،وبالتايل تصب يف استرشاده ا واعتماده عليها ،فإن قدرته على البحث

.)3("تصرفاته وأمناط سلوكه متكررة

219.،ص 1981دار املعارف ، :، دراسات سيكولوجيةعبد الرمحان عيسوي ، - )1( .169،ص 1984ة املعارف ، أمنش:اإلسكندرية،علم النفس االجتماعي سعد جالل، - )2( .11،ص 1991،شتاء 5جلزائرية لالتصال،العدد ،يف الة ا مفهومه،تكوينه ،خصائصه و مظاهره وأمهيته وقياسه:الرأي العام ال ،عبد اهللا بوجلّ - )3(

Page 126: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ومن هذا املنطلق ،كانت الطبيعة البشرية والتنشئة االجتماعية والتطبيع االجتماعي ،إن صح .التعبري ،مبا حتمله من قيم واجتاهات وميول جزءا من مكونات شخصية الفرد

:خصائص االجتاهات -داإلنسان ،باعتبارها كدافع لسلوكه يف أوجه حياته تؤدي االجتاهات دورا كبريا يف حياة

املختلفة ،وارتباطها باإلنسان منذ طفولته ويف مجيع مراحل عمره ،وهذا ما جعلها تتميز عن غريها )1(:من املتغريات الذاتية ،وفيما يلي أهم هذه اخلصائص

الة االجتاهات االجتاهات مكتسبه وليست فطرية ،أي يكتسبها عن عادات ،الن يف ح-1 يكون الشخص واعيا ا ،جبانب انه من املمكن التعبري عنها بالكلمات ،وبدون أن يتحتم حتويل

.التعبري اللفظي إىل سلوك عملي وفوري االجتاهات ليست عابرة، وهي ال تتغري بسهولة أو بسرعة، وال ختضع لظروف التنبيه -2

.الشخص، تصبح مستقرة ودائمة فيه اخلارجي، فبعد أن تتكون االجتاهات لدى،فال يوجد اجتاه يف االجتاهات متثل عالقة مستمرة بني الذات وموضوعات حمددة لالجتاه-3

فراغ ،حيث يتم تعلم االجتاهات أو تكوينها جتاه موضوعات حمددة وجمسدة يف أشخاص ،أو أشياء .أو نظم معينة

يت حتكم تكوينها اجتاه موضوعات فردية، هي نفسها وتتسم االجتاهات بان املبادئ ال-4 .املبادئ اليت حتكم تكوين اجتاهات الشخص حنو موضوعات اجتماعية أو تنبيهات اجتماعية

االجتاهات ثابتة نسبيا من الصعب تغيريها أو تعديلها ألا مرتبطة باإلطار العام للشخصية -5 ية إىل حد ما ،أما اجلوانب الوجدانية و الدافعية منها فمن ،غري انه من املمكن تعديل اجلوانب املعرف

واالجتاهات ذاتية يف حمتواها غري موضوعية ،مكتسبة ومتعلمة نتيجة تفاعل . )2(الصعب تعديلها .الفرد مع اآلخرين،واالجتاه يف العموم يتضمن عالقة قوية بني الفرد واملوضوعات املتعددة

يالحظ أن قابلية االجتاه للتغري تعتمد على جمموعة من :التغريخصائص االجتاه والقابلية - : )3(اخلصائص اليت متيز االجتاه، وهذه اخلصائص ميكن تلخيصها على النحو التايل

.47عمر احلسيين ،مرجع سبق ذكره ،ص أماين - )1(، 1دار الشروق ،ط:عمان،االجتاهات الو الدية يف التنشئة االجتماعية وعالقتها مبخاوف الذات لدى األطفال فاطمة املنتصر الكيتاين ، - )2(

. 36،ص 2000 .93 ،92ص.1988، 1مكتبة إبراهيم حليب ، ط :السعودية ية،تصرفات سلوكسيد صبحي، - )3(

Page 127: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

مبعين أن االجتاهات املتطرفة تكون قابليتها للتغري اقل من قابلية االجتاهات البعيدة :التطرف-1اته املتطرفة، وأكثر ثقة ا، ومن هنا تكون هذه االجتاهات التطرف إذ الشخص أكثر متسكا باجتاه

. أكثر مقاومة للتغيريختتلف درجة قابلية االجتاه للتغيري باختالف تعدد العناصر اليت :تعدد مكونات االجتاه وتنوعها-2

يط تكون هذا االجتاه، وترن أيضا مبدى تنوع هذه العناصر، وعلى سبيل املثال فان االجتاه البس .التكوين يكون أكثر عرضة للتغيري من االجتاه املعقد

تتفاوت االجتاهات يف درجة وضوحها ،فمنها ما هو واضح املعامل :درجة وضوح االجتاه -3ومن هنا فان عدم وضوح االجتاه بالنسبة للفرد –،على جني جند من االجتاهات ما هو غامض الجتاه املنسق التكوين ذلك الذي يكون أكثر ثباتا جيعلنا من السهل أن نغريه و نعدله ،هذا عكس ا

. وأكثر مقاومة للتغري املضاد الن حمتوياته يؤيد بعضا بعضا حتدد درجة ترابط االجتاه مع غريه من االجتاهات :مدى ترابط االجتاه مع غريه من االجتاهات -4

ابلية االجتاه للتغري ،فمثال تقاوم االجتاهات اليت تربط بينها صالت وثيقة درجة سهولة أو صعوبة قيغلب عليها الطابع الو جداين التغري املضاد،حبيث ميثل هذا الترابط تدعيما لالجتاه جيعل من الصعب

. تعيريه أو تعديله نفسية نالحظ على االجتاهات اليت تشبع حاجات :مدى إشباع االجتاه للحاجات النفسية-5

ومن هنا جند اجتاهات بلغت من القوة مبلغا .متعددة تكون أكثر االجتاهات حصانة من التغيري .يؤهلها إىل االستمرار وكلما كان لالجتاه قيمة عند األفراد فانه يكتسب قوة من الصعب تغيريه

مكوناته حيث ميكن تغيري االجتاه من حالل إحداث تنافر بني :االتساق بني مكونات االجتاه -6،بان نقدم معلومات تعارض مشاعر الفرد أو مقاصده ،أو نضعه يف مواقف جتربه على التصرف

ومع تكرار ذلك حيدث التنافر بني مكونات االجتاه، فيسهل ...بشكل يعارض معتقداته أو رغباته . (1)تغيريه، أما إذا ارتفع االتساق بني تلك املكونات، صعب التغيري وفشلت حماوالته

يتم اكتساب االجتاهات االجتماعية لدى األفراد عن طريق التفاعل :عوامل تكوين االجتاهات -4الذي حيدث بني الفرد وغريه من أفراد اتمع ،واملؤسسة االجتماعية على اختالف أنواعها ،سواء

مثل األسرة ،اجلامعة ،واجلمعيات والنقابات وغري ذلك من :كانت الرمسية أو غري الرمسية

.74عبد احلليم حممود السيد وآخران، مرجع سبق ذكره،ص - (1)

Page 128: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

رى،كما تتكون االجتاهات خالل مراحل منو الفرد ،أي ال تقتصر على مرحلة خاملؤسسات األمعينة وال تتوقف عند أخرى ،ألا تتصف باالستمرارية ،كما ترتبط االجتاهات يف تكوينها باال البيئي والوسط االجتماعي واملركز االقتصادي الذي يعيش فيه الفرد ،واملكانة االجتماعية

.االقتصادية لألسرة ووعلى جانب أخر يرتبط تكوين االجتاهات االجتماعية للفرد بنشأة االجتاهات ،مبعين كيف

يكون الشخص اجتاهاته حنو األشخاص واجلماعات والنظم االجتماعية ،أي كيف يكتسب عض االجتاهات االستعداد لرؤية العامل من حوله بطريقة مميزة ،وكيف يكتسب االستعداد لتقبل ب

. واألشياء من حوله ورفض البعض اآلخر :ومنها:املؤسسات الرمسية وغري الرمسية-

تعترب األسرة أيضا من العوامل اهلامة واملؤثرة يف تكوين اجتاهات الفرد االجتماعية :األسرة- شئة االجتماعية املؤسسة األوىل اليت تكسب الفرد اجتاهات من خالل عملية التن هي ،الن األسرة

،وتشري معظم اآلراء يف هذا الشأن بان العالقة بني اجتاهات الوالدين حنو األبناء ،تكون أكثر من العالقة املوجودة بني األبناء بعضهم ببعض يف األسرة الواحدة ،ويظهر هذا بوضوح يف األسر ذات

وجيه اجتاهات األبناء من املستويات االقتصادية املنخفضة ،وهذا يرجع إىل أن األسرة تقوم بت .النواحي اللفظية والتربوية والسلوك الفعلي لآلباء ،وهذا خالل عملية التنشئة االجتماعية

كذلك تتكون االجتاهات من خالل عضوية :العالقات االجتماعية خارج نطاق األسرة- ان ،فاجلماعات اخلريية ،ومجعيات الرب واإلحسGroup Membershipبعض اجلماعات

،واألمر باملعروف والنهى عن املكر ،وحتفيظ القران ،ومجعيات الصداقة بني اتمعات ،كلها تؤثر على سلوك أعضائها ويف اجتاهام،ولذلك فليس عبثا إنشاء مثل هذه اجلمعيات ذات األهداف

ما فيتعني النافعة واخلرية ،أما اجلمعيات ذات األهداف اهلدامة كاملاسونية أو البهائية وما إليه حظرها ملنع خطرها على اجتاهات الشباب باالنضمام للجماعات املختلفة جيعل األعضاء ميثلون

Toconform 1(ملعايريها ونظمها ومبادئها( . وإمكاا أن .معيات املالذ اآلمن يف شبكة االنترنيت لضعف الرقابة عليهااجلوجتد هذه

. وهذا ما يزيد من قوا ونفوذها اء العاملتوسع من أعداد أعضائها من مجيع إحن

1992، 1الدار اجلامعية،ط:القاهرة ،،)املروري لدى الشباب دراسة ميدانية للوعي(الشباب العريب املعاصر عبد الرمحن حممد العيسوي ،– )1( .325ص

Page 129: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ويأيت دور اجلامعة بعد األسرة واملدرسة ومجاعة األصدقاء وتعد مصدرا من :اجلامعة- فالقيم واالجتاهات يف املرحلة .مصادر تنمية االجتاهات والقيم واملفاهيم االجتماعية لدى األفراد

يا مهما لقراراته ،إال من خالل معايشته اخلربات اليت األوىل من حياة الفرد ال تصبح حمكا مرجعيكتسبها الفرد أثناء دراسته ،وقد أشارت إحدى الدراسات اليت أجريت إىل أن قيم الطالب قد تغريت بني الصف األول بالكلية والصف األخري ،نتيجة ملا تعرض له الطالب أثناء هذه الفترة من

.)1(خربات اكتسبوها أثناء فترة الدراسةومن هنا تبدو أمهية اجلامعة يف إكساب الفرد الكثري من االجتاهات ،جبانب املؤسسات

.األخرى اليت تعتمد على االتصال املباشر واجلامعة من أهم املؤسسات التربوية اليت تلعب دورا كبريا يف تنمية االجتاهات االجتماعية

رض جمموعة من املعارف عاتمع وذلك من خالل حنو القضايا االجتماعية واإلنسانية يفواخلربات اليت هلا عالقة باالجتاه ،فهي تتحمل مسؤولية كبرية يف تطوير االجتاهات الفكرية االجيابية

.ويف بناء شخصيات الشباب من اجل التكيف مع التطور السريع ومستلزمات هذا العصر ليست خمربا للبحث العلمي ورقعة واسعة لإلبداع يف ودور اجلامعة ليس عمال قنيا حمضا ،فهي

خمتلف حماالت اإلبداع اإلنساين فقط ،إمنا يتجاوز دورها ذلك ألنه عمل اجتماعي سياسي يستهدف إعداد الكفاءات والكوادر املرتبطة بقضايا اتمع واملعتزة بوالئها له ثقافيا وسياسيا

بعملية تشكيل وإعداد أفراد إنسانيني يف جمتمع معني "لبة واقتصاديا ،وهو ما جيعلها مطاواجتماعيا ،يف زمان ومكان معينني ،حىت يستطيعوا أن يكسبوا املهارات والقيم واالجتاهات وأمناط السلوك املختلفة اليت تيسر هلم عملية التعامل مع البيئة االجتماعية اليت ينشئون أفرادا فيها ومع البيئة املادية

حينئذ تقوم بالتنشئة االجتماعية ضمن خلقة التطبيع االجتماعي اليت تبدأها األسرة ،إا)2("أيضا . وتكملها مؤسسات التنشئة االجتماعية األحرى

Massتلعب وسائل االتصال اجلماهريي ):االنترنيت (وسائل اإلعالم واالتصال - Mediaم من خالهلا عرض الكثري من راديو وتلفزيون دورا كبريا يف تكوين االجتاهات حيث يت

20، ص1968، 01الة االجتماعية للعلوم االجتماعية، العدد التعليم اجلامعي يف العراق وتغيري القيم،ر عبد احلميد جابر، جاب - )1( 20.ص. 1971، 4طمصرية ،-مكتبة االجنلو:القاهرة، األسس االجتماعية يف التربيةحممد لبيب النجيحي ،- )2(

Page 130: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

من احلقائق واآلراء واملعلومات عن كافة موضوعات احلياة وظروف الناس و أحواهلم واليت يترتب .)1(و هذه املوضوعاتحنعلى تعرف الفرد عليها حتقق تكوين االجتاه لديه

وسائل االتصال واالنترنيت نظرا للمزايا العديدة اليت تتمتع ا ،واليت متيزها عن غريها من اجلماهريية ،فهي تستطيع من خالل الصوت والصورة والكلمة املكتوبة التأثري مباشرة يف اجتاهات

أصبح االتصال اجلماهريي احد مالمح شبكة االنترنيت وذلك من "وهلذا األفراد داخل اتمع ،ات واليت تسمح لألشخاص ذوي االهتمام New Groupsخالل انتشار مجاعات األخبار

وتتيح شبكة االنترنيت آالفا " اعتبارية"أو " ختيلية"املختلفة أو غري احملدودة املشاركة يف حمادثات .)2("من مجاعات األخبار اليت تناقش أي موضوع أو قضية ميكن أن ختطر على البال

طبقا كما أا تستطيع أن تساهم بدور كبري يف تغيري هذه االجتاهات أو تعديلها وتوجيهها ويكون هذا عن طريق ما تقدمه من حقائق وأخبار وأفكار ،وكذلك . ملتطلبات العصر واتمع

إشباع احلاجات النفسية لدى الفرد كاحلاجة إىل املعرفة والترفيه والتسلية ،باإلضافة إىل تعزيز .املعتقدات والقيم أو تعديلها والتوافق مع املواقف اجلديدة

لتكنولوجية وخمتلف خدماا املتنوعة تساهم إىل حد كبري يف تنمية قدرات إن هذه الوسيلة ا وتطوير طاقاته وإثراء ذاكرته مبختلف املعارف واملهارات اليت يتلقاها يف شكل معلومات ،الفرد

معروضة على شبكات االنترنيت أو من خالل االتصال املباشر والتحاور ضمن الربيد االليكتروين وما ميكن أن حتققه هذه اإلمكانيات للفرد من فرص جديدة للتفاعل مع العامل أو فرق النقاش

اخلارجي واالتصال بالثقافات األخرى ،وان انفتاح الفرد على الفضاء اخلارجي يساعده كثرا على ومعارفه الشخصية مما يسمح له بتوسيع أفق تصوراته إال انه يف نفس الوقت يؤدي ،توسيع مداركهإىل إكساب األفراد اجتاهات جديدة قد تكون متناقضة مع ما تعلموه واكتسبوه يف هذا االحتكاك

. مدارس التنشئة االجتماعية األخرى

.458ص.، مرجع سبق ذكرهالجتماعيعلم النفس احممد السيد أبو النبيل، - )1( 937،ص 2003،الد الثالث ،دار الفجر للنشر والتوزيع ، ،املوسوعة اإلعالميةحممد منري حجاب - )2(

Page 131: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.الشـبـاب:املبحث الثالثوتتأثر ةاإلنسان سلسلة متصلة احللقات ،تؤثر كل مرحلة يف املراحل الالحق إن حياة

هي إال امتدادا طبيعيا ملرحلة املراهقة واليت هي بدورها امتداد باملراحل السابقة ،فمرحلة الشباب ما .طبيعي ملرحلة الطفولة وكذلك فإن مرحلة الرجولة ليست سوى امتدادا ملرحلة الشباب

فإذا كانت مراهقة الشباب مراهقة سعيدة متكيفة كان الشباب أمل إىل التمتع حبياة ن كل مرحلة تترك آثارها وبصماا على شخصية الفرد واإلنتاج وذلك أل جالتكيف واالندما

، ومن هنا كان الزما االهتمام بالفرد يف كل املراحل اليت جيتازها ةوتظل باقية يف املراحل الالحق ى،والشباب أهم هذه املراحل خاصة يف ظل تنامي التكنولوجيات احلديثة مثل االنترنيت اليت أضح

. وهذا حبكم تكوينهم النفسي و االجتماعي وحىت اجلسميالشباب من مستخدميها الرئيسني ختلف الكثري من املختصني يف حقل الشباب يف إجياد تعريف شامل إ:اب ـمفهوم الشب- 1

ملفهوم الشباب على الرغم من اتفاقهم على أن مرحله الشباب تشكل انعطافا حامسا على طريق قادرا )رجال كان أم امرأة (رحلة اليت يكون فيها اإلنسان تكوين الشخصية اإلنسانية للفرد ،وإا امل

ومستعدا على تقبل القيم واملعتقدات واألفكار واملمارسات اجلديدة اليت من خالهلا يستطيع العيش (1).يف اتمع والتفاعل مع األفراد واجلماعات

ألفراد الذين مصطلح الشباب كي يقصد به أولئك ا Keniston كينستونفيستخدم من مراحل منوهم ،تلي فترة املراهقة وتسبق فترة الرشد ،وعلى الرغم من ىيدخلون مرحلة أخر

أن سنوات الشباب ميكن حتديدها بصورة تقريبية على أا تلك الفترة اليت تقع بني سن الثامنة عشر ن فترة الشباب يف إأي الفترة اليت تسبق بلوغ سن الثالثني، ف–ومنتصف أو أواخر العشرينيات

حقيقتها متثل حالة من حاالت الذهن أو العقل ،ونظاما من نظم التفكري وإثارة التساؤالت . (2)،ومسارا من مسارات النمو النفسي جيتازها الفرد يف منوه وتطوره

و الشباب يف التفسريات النفسية و االجتماعية واالقتصادية هي مسألة طباع،وميل فكري فهذه الكلمة عند بعض علماء االجتماع كلمة مرادفة للتغري والثورة ،أي أا قوة اتمع يف وقوة ،

.التغيري اجلذري لألوضاع

.33، ص 1978الس الوطين للثقافة والفنون، :، الكويت، الشباب العريب واملشكالت اليت يواجههاعزت حجازي- (1)

. 386،ص 1989، 3مصرية ،ط-مكتبة االجنلو:القاهرة،جية املراهقة سيكولوابراهيم قشقوش،- (2)

Page 132: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الشباب مرحلة انتقال من الطفولة إىل الرشد، يتحكم ويتعلم فيها الفرد حرفة الغد، و .حلياة اجلماعةوتعترب كذلك مبثابة امتداد لألجيال السابقة وبالتايل ضمانا

نه علمي حبت، فالسن عادة هو الدليل أيف الواقع ال يوجد أي تعريف ميكن القول و صر هذه الفئة من اتمع، وهي الطريقة األكثر سهولة إلجراء حلوحيد الذي ميكن من خالله ا

بعض يف السن وال ختتلف األجيال عن بعضها ال،اإلحصائيات واألكثر قابلية التصديق أو التكذيبماهلم آفقط ،بل كذلك يف ظروفها االجتماعية والتجربة املعيشية وخصوصيات توجهام و

املستقبلية ،وهذا ما جيعل من املنطقي أن ختتلف التعاريف اليت أعطيت للمفهوم الشباب ،نظرا والسياسية من الختالف ظروفها الزمنية واملكانية باإلضافة إىل تباين الظروف الثقافية واالجتماعية

االجتماع فئة الشباب طبقة اجتماعية جديدة تطمح إىل ءوهلذا يعترب بعض علما ،فترة ألخرىالتغيري العميق للشبكات االجتماعية املختلفة ،لكن بصفة عامة جند أعداد كبرية من هذه الفئة يف

.املدارس واجلامعات ويف قطاعات التكوين والتعليم املهنينيحد أن مرحلة الشباب مرحلة من العمر معرض صاحبها للتأثريات أعلى ى حيفكما ال

الشباب "اخلارجية املختلفة ويف مقدمتها وسائل اإلعالم التقليدية واحلديثة وخاصة االنترنيت وهلذا اليوم أصبحوا يوصفون جبيل اإلام واجليل الرقمي نظرا إلقباهلم على تكنولوجيات االتصال احلديثة

.(1) "كمهم فيهاوحتو الشباب هو القوه املنتجة يف أقصي وأقوى مراحلها ولذلك هو صاحب القدرة على التغيري

وهناك تعريف آخر للشباب قد يبدو رومانسيا لكنه يعرب ،السياسي واالجتماعي واالقتصادي ت جسمانية نه التيار اإلنساين من أفكار ومشاعر وقدراأ"بصدق عن مفهوم الشباب إذ يقول

. (2)"وذهنية ويف الوقت الراهن الذي مل تعد فيه املراهقة متثل أزمة فعلية ،أو على األقل مل يعد هلا

الصدارة يف أزمات النمو ،بفضل تفتح األجيال على الدنيا ،وتوفر مقادير كبرية من إمكانات ألزمة الراهنة حتولت إىل فئة الشباب ا،حيث أن املعرفة وحرية السلوك ،وتزايد التسامح االجتماعي

.175مرجع سبق ذكره ، ، اثر وسائل اإلعالم على القيم والسلوكيات لدى الشباب،سعيد بومعيزة - (1) 83،ص 1995ة والعلوم ، ،املنظمة العربية للتربية والثقاف:،تونس )يف الثقافة والقوى البشرية(ثقافة الشباب الكنيسي ، محدي (2)

Page 133: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الذين أصبح وضعهم يقتضي النظر إليهم وتشخيصهم خاصة مع ازدياد تأثريات اإلعالم .وتكنولوجيات املعلومات على سلوكيام وحىت أخالقهم

:االجتاهات املفسرة ملرحلة الشباب -2ن من مرحلة الطفولة اليت يعتمد متثل مرحلة الشباب فترة التحول العظمي يف حياة اإلنسا

.فيها على غريه إىل مرحلة يتم فيها االعتماد على النفس، ويكتمل فيها اجلسم والوجدان والفكرو حتديدها حناليت تعددت وجهات النظر –أي مرحلة الشباب –هذه املرحلة بالذات و

يكون أمرا تقريبيا أو أن يعد ويعدو ،وحنن عند حتديدنا هلا ندرك متام اإلدراك أن هذا التحديد النسبيا يغلب عليه الطابع الذايت ألنه من الصعب جدا حتديد بدايتها وايتها حتديدا زمنيا دقيقا الن

أي عملية ترد ( كل جمتمع له خصوصيته يف حتديد بداية واية هذه املرحلة اهلامة من حياة اإلنسان ظم اتمعات إىل حتديد بداية مرحلة الشباب و ايتها ،وفقا متيل مع"،حيث )إىل اتمع لتحديدها

إىل طقوس معينة –كما كان األمر كذلك يف اتمعات التقليدية –لعدد من املعايري وقد تلجأ (1)".ينبغي على اإلنسان املرور خالهلا كي يكتسب املكانة االجتماعية اليت يتمتع ا الشباب

ة نظرهم و بالرغم هالعديد من الباحثني تقدمي تعاريف للشباب من وج وهلذا بالذات حاول اجلهود املبذولة مل يستطيعوا تقدمي مفهوم واحد ألكثر من عامل موضوعي وتارخيي وبيئي ،هلذا هناك من كرس النظرة البيولوجية ،وهناك من كرس النظرة السيكولوجية ،وهناك من مجع بني

عية حضارية يف التعامل مع الشباب ،فيمكن حتديد االجتاهات على االجتاهني مكرسا نظرة اجتما : النحو التايل

يرى أصحاب هذا االجتاه أن التعامل مع الشباب ينبغي أن يكون على :االجتاه البيولوجي - فعلماء " هلذا،(2)"سنه25اىل 15أسس عمرية حمكومة بسن معني اتفق على حتديدها بسن "

يؤكدون على ربط مرحلة الشباب باكتمال منو البناء العضوي والفيزيقي من حيث البيولوجيا فإم (3)"الطول والعرض ومن حيث منو اكتمال طاقة العطاء ذات الوظائف املعينة يف بناء جسم اإلنسان

األفراد الذين يدخلون مرحلة أخرى من ومفهوم الشباب حسب هذا االجتاه يعين بالضرورة.عد املراهقة وتسبق فترة الرشد ،وتظهر جليا خالهلا خصائص النضج االجتماعي مراحل النمو ما ب

15حممد علي حممد، مرجع سبق ذكره، ص- (1)

. 122،ص سنة نشردار املعارف ، ،دون :القاهرة،"نوابغ الفكر الغريب "جون ديوي فؤاد امحد األهواين ،- (2)

. 82امحد الكنيسي ،مرجع سبق ذكره ،ص - (3)

Page 134: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

والنفسي والبيولوجي والعقلي ،أي أا الفترة اليت تقع ما بني سن الثمانية عشر ومنتصف العشرينيات أي الفترة اليت تسبق بلوغ الثالثني ومتثل نظاما من نظم التفكري وإثارة التساؤالت

.سارات النمو النفسي ،ومسار من ميتجه أصحاب هذا االجتاه حنو اعتبار الشباب فترة زمنية تبدأ مثال من السادسة عشر حىت "و

اخلامسة والعشرين ،وهي الفترة اليت يكتمل فيها النمو اجلسمي والعقلي على حنو جيعل املرء قادرا الشباب إىل قسمني متميزين علماء نفس النمو مرحلة وقسم)1("على أداء وظائفه املختلفة

:ومتالمحني مها .18سنة حىت سن 14وتبدأ من سن : مرحلة املراهقة املبكرة-1 .سنة27سنة حىت 18ومتتد من سن :مرحلة املراهقة املتأخرة-2

وهذا اإلطار يستخدم إطارا بيولوجيا يف الغالب يعتمد أساسا على فكرة النضج اجلسمي والعقلي وحنن يف .ميثل حقيقة اجتماعية أكثر منها بيولوجية–أن الشباب - قة هامة ،ومن مثة يتجاهل حقي

. دراستنا اعتمدنا على هذا التقسيم لسهولة اختيار عينة البحث :االجتاه النفــــــسي-

يذهب أصحاب هذا االجتاه إىل أن الشباب ليس مرحلة عمرية تتحدد بسن معينة ،وإمنا ال عالقة هلا بالعمر الزمين،هلذا فعلماء النفس يربطون بداية واية مرحلة الشباب مبدى حالة نفسية

.اكتمال بناء الفرد يف هذه املرحلة حبيث يتمكن من التفاعل السوي يف اال االجتماعي :االجتاه احلضاري االجتماعي-

تكامل االجتماعي للشخصية ،ومييل أصحاب يأخذ أصحاب هذا االجتاه مبعيار النضج وال هذا املعيار إيل حتديد جمموعة من املواصفات واخلصائص اليت تطبق كمقياس على أفراد اتمع ،حبيث نستطيع أن منيز الشباب عن غريهم من الفئات بعض النظر عن املرحلة العمرية ،وهم

العضوي والفيزيقي من حيث الطول يؤكدون على ربط اية مرحلة الشباب باكتمال منو البناءحيث منو اكتمال طاقة العطاء ذات الوظائف املعنية يف بناء اجلسم، فأصحاب هذا والعرض ومن

الرأي جيمعون بني االجتاهني السابقني ،فريون أمهية الفترة الزمنية وأثرها يف حتديد مرحلة الشباب ية بالنسبة للشباب تعترب مرحلة املشكالت لكوا املرحلة اجلامعو،وضرورة االهتمام باحلالة النفسية

.25حممد على حممد ،مرجع سبق ذكره ،ص - )1(

Page 135: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

مرحلة انتقالية يعرب من خالهلا الشباب مرحلة املراهقة املليئة بالصراعات والتجارب واملواقف اجلديدة واملشكالت إىل مرحلة النضج املبكر مبا فيها من إعداد للعب دور أكثر اتزانا واستقرارا

.وقابلية من قبل الكبار ويعترب الشباب اجلامعي من أكثر الفئات االجتماعية شعورا بالتناقض بني الواقع والطموح هو كائن وما ينبغي أن يكون فبعض مطالبه ال جتد طريقا للوجود نظرا لظروفه االجتماعية وبني ما

أن أحيانا ،وبوضعيته االقتصادية أحيانا أخرى ،ويف الواقع أن التصور الدقيق عن الشباب ينبغي يأخذ بعني االعتبار هذين املعيارين يف وقت متالزم ومنه التوصل إىل األهداف املرجوة ،وهو أن الشباب ميثل فئة عمرية تتميز بعدة صفات وقدرات اجتماعية ونفسية ،وختضع بداية واية الفئة

.العمرية باختالف األوضاع االجتماعية واالقتصادية والثقافية السائدة يف اتمع وبذلك فمرحلة الشباب ال متثل مرحلة منو مفاجئ ،بل هي استمرار طبيعي لعملية التنشئة

االجتماعية اليت تبدأ مبرحلة الطفولة املبكرة ،إذا فمرحلة الشباب هي مرحلة العبور هلا دعائمها ة أو عنيفة النفسية واالجتماعية والبيولوجية والتارخيية ،بغض النظر عن كوا مرحلة عبور هادئ

وحنن منيل إيل هذا االجتاه أكثر من االجتاهني السابقني باعتباره أكثر مشولية وواقعية ،ولكونه أكثر .مرونة وانفتاحا على أساس أن الشباب مرحلة متداخلة ومتشابكة يصعب وضع حد فاصل

.لبدايتها أو ايتها ين ميثلون فئة من الشباب الذين يتلقون ننا يف هذه الدراسة نتحدث عن الطالب الذأومبا

العلم يف املعاهد املختلفة ،وهم ميثلون فئة اجتماعية وليس طبقة خاصة وذلك ألم ال يشغلون وضعا مستقال يف اإلنتاج االقتصادي وإمنا مبجموعهم هم االختصاصيون الذين سيشتغلون يف

الدولة واتمع ،وال نستبعد البطالة اليت تفاقمت اإلنتاج املادي و العلمي والتطبيقي والثقايف وإدارة .يف السنوات األخرية يف اجلزائر

)االنترنيت(العالقة والتفاعل بني الوسائل اإلعالمية املطبوعة منها واالليكترونية توملا كان اليت دف إىل وبني الطالب اجلامعي ال تزال غري معروفة متاما وحباجة دائمة إىل الكثري من األحباث

بوسيلة االنترنيت وقياس مدى االنتشار ومدى االستخدام )الطالب اجلامعي (معرفة عالقة املتلقي واالستفادة وحتقيق إشباع الرغبات وقوة التأثري وغري ذلك من العوامل اليت حتقق للوسيلة أهدافها

للشباب اجلامعي دور وللمتلقي حاجاته ورغباته وهذا ما جيعل للجانب االجتماعي واحلضاري .كبري يف حتديد هويته ومفهومه

Page 136: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ولكن لغايات حبثية حنتار االجتاه البيولوجي املنسجم أكثر من غريه مع املفهوم اإلجرائي سنة 21-18مع العلم أن املرحلة املمتدة من .سنة28-18الذي قدمناه يف بداية هذه الدراسة

يستطيع معظم الشباب يف هذه املرحلة أن يعملوا بطريقة "تعد حسب املختصني مراهقة متأخرة مستقلة رغم اهتمامهم بقضايا تتعلق برسم معامل هويتهم ،وألم يشعرون بثقة اكرب اجتاه قرارام

النصيحة من األهل ،ويأيت هذا التغيري يف التصرف مفاجأة صارة لألهل لبيعود الكثري منهم لط ال .(1)"حمتم قد ال ينتهي أبداإذ يعتقدون أن الرتاع أمر

. وهلذا تلجأ هذه الفئة إىل التكنولوجيا يف غالب األحيان لتغبري عن شعورهم وقرارام .وحاجاته الشبابخصائص -3

لعل من أهم خصائص مرحلة الشباب ،والذي جعل هلا هذه املكانة املميزة يف اتمع تعرب عن تلك الفئة اليت تتسم بأعلى درجة من النشاط و احليوية ملا هلا من والتأثري الشامل عليه ،إا

خواص ديناميكية منفردة ،كما أا تعترب أكثر فئات اتمع رغبة يف التجديد ومنطلقا إىل تقبل (2)."احلديث من األفكار و التجارب

ليست "اخلصوبة " هيفابسط مراجعة خلصائص الشباب ميكن أن تتلخص يف كلمة واحدة باملعين الضيق هلذه الكلمة،ولكن بكل املعاين الواسعة ،اليت تستوعب التفجريات اجلسدية والنفسية والعاطفية والروحية هلذه الفترة الثمينة من فترات عمر الكائن البشري ،واليت تتجلي يف حيوية

حيوية العطاء واالعتذار :باختصار الطموح واملبادرة و املغامرة وحب احلياة وقبول التحديات ،إا .(3)عليه وهو عطاء فياض لو أحس استثماره

ن أول ما إومبا أننا نتناول يف هذه الدراسة وسيلة تكنولوجية جديدة وقدرا على تغيري الشباب ف التكنولوجيابفكرة االختراع و االكتشاف، و خباصة فيما يتعلق بدور " تتصل فيما يفكر فيه،

و املخترعات احلديثة يف أحداث التغيريات تتعلق بوضع الشباب و اجتاهام، ومواقفهم يف الوطن وهنا جتدر اإلشارة إىل أن السيارة و التليفون و التليفون الالسلكي، والتليفون احملمول . العريب

. 178،ص 2002،نوفمرب 528،جملة العريب ،العدد ميالد جديد صعب.....املراهقةين معصوم حسن ،عالء الد- (1)

. 166سعد لبيب ،مرجع سبق ذكره ،ص - (2)

. 10،ص 2006، 573،جملة العريب ،العدد الشباب بني ثقافة التسلية وعنف االنفجار:الكتلة احلرجة سليمان إبراهيم العسكري ، - (3)

Page 137: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

حتدث مجيعها تأثرياا على internetو التلفزيون و الفيديو و الفضائيات و شبكة املعلومات )1(".الشباب يف الوطن العريب

وفئة الشباب قد تتجه حبكم تكوينها النفسي واالجتماعي ،حنو رفض املعايري و املستويات والتوجهات اليت ميارسها الكبار والذي قد يقع نتيجة التناقض الذي آخيانا ما حيدث بني الذات

.لواقعية يف نفس الشباب املثالية و الذات اوهذا ما ميكن أن نسميه املرجعية ،حيث مل يعد الكبار يشكلون مرجعية فعلية للجيل

الصاعد ،على صعيد املعرفة على األقل ،اجليل الصاعد يعرف أكثر من الكبار ،ويتقن التعامل مع ثللكبار حيمعها هو املرجع تقنيات املعلومات وقواعدها ،بل يعيش ا وهلا أحيانا ،لدرجة أصبح

WWWتستعصي أسرار عملياا التشغيلية ،اجليل اجلديد هو بصدد استبدال مرجعية الشبكة .COM الدوت كوممبرجعية الكبار ،حيث أصبح يستغين عنهم وميت بشكل متزايد إىل أبوة

أن اخطر "رزق اهللاعلى ضعف سلطة اآلباء ،هلذا يرى الدكتور عبد ايد اساعد هذوقد ظاهرة أخالقية يشهدها اتمع اليوم ضعف سلطة اآلباء ،وقد يكون السبب يف هذا الضعف أن اآلباء أنفسهم قد أصبحوا عاجزين عن تكوين آراء أخالقية واضحة عن اخلطأ والصواب ،أو

بد هلم من أن الفضيلة والرذيلة ،حبيث أم هم أنفسهم مل يعودوا يعرفون ما هي املقاييس اليت ال .)2("يأخذوا أبنائهم ا يف سلم القيم

وهذا ما جعل ثقافة الفرد ال جتد مرجعيتها فقط من جمموع انتماءاته العائلية أو الدينية أو املهنية ،بل تنبع وتتحدد من الفرد نفسه ،حيث أن الفرد مدعو إىل اكتشاف ذاته وتأكيدها ودفع

ايزه دون إقصاء اآلخرين بدل ردها دائما إىل التصورات اجلماعية اليت تلغي اآلخرين إىل القبول بتم ،هلذا جند الشباب يلجا إىل االنترنيت ألنه جيد فيها البيئة املناسبة لتعبري عن هويته وعن ذاته الفرد

احلامل االنترنيت ذات اتصال وثيق باجليل اجلديد ،وخباصة الشباب ألنه هو وهذا ما جعلللمستقبل، وهو الذي حيمل يف داخله تناقضات الواقع األكثر تعقيدا وربط الصلة بني الشباب واالنترنيت يعطيهم األمل يف اآللة ذات البعد االفتراضي بعد أن فشل البعد االقتصادي واالجتماعي

إىل " الرقمي اجليل" "جيل االنترنيت جيل التحديات" يف حتقيق أحالمهم وهلذا نسمع شعارات مثل

.167سامية ساعايت ،مرجع سبق ذكره ،ص - )1( . 109،ص 1987مطابع دار املعارف للطباعة والنشر ، :تونس، يف سبيل جمتمع جديد ومستقبل أفضلعبد ايد رزق اهللا ، - )2(

Page 138: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

غري ذلك من الشعارات كمداعبة جليل الشباب وهذه حماولة تعويضية عن أمل مفقود يف الواقع .اليومي املعاش ،وهذا دون أن ننسي أن طبيعة الوسيلة تتناسب مع خصائص الشباب

)1(:ميكن إجياز طبيعة الشباب يف النقاط التالية و لذات ،فهو حياول أن يكون له رأيه اخلاص وموقف متميز يف نزعة استقاللية تأكيدا ل-1

.كل قضية أو مسالة .ألنه حبكم مثاليته عادة ما ينقد الواقع قياسا ملا جيب أن يكون –دائما –ناقدا - 2 .حماولة للتخلص من الذات و الرغبة يف التحرر - 3 عالية تؤدي إىل اختالل يف عالقاته االجتماعية توتر يف شخصيته يعرضه النفجارات انف- 4

.بدءا من األسرة إىل باقي املؤسسات االجتماعية درجة عالية من احليوية تبلغ ذروا ،وكذلك من النشاط واملرونة - 5 يف التجديد والتغيري فهو أكثر قدرة علي التعامل و االستجابة للمتغريات من هترغب- 6

أسرع يف استيعاب وتقبل املستحدث ويعكس ذلك ما عنده من رغبة ملحة كي حوله وهو .يكتشف هوية نفسه وكذلك اآلخرين واتمع والعامل بأسره

يستحدث أمناط ثقافية جديدة يف اتمع كطراز امللبس الذي يرتده واألجهزة اليت - 7 احلقيقة ال نزال جنهل العديد من ،ولكننا يف. يستعملها وحىت سلوكياته املستوحاة واملقلدة

بوصفها نتيجة مباشرة للمراهقة ،ختتلف عنها و تستمد منها بعض "اخلصائص املميزة هلذه املرحلة .)2("املقومات يف آن واحد

ويعترب بعض علماء االجتماع بان فئة الشباب تشكل طبقة اجتماعية جديدة تطمح إىل التغيري اعية املختلفة ،لكن بصفة عامة جند أعداد كبرية من هذه الفئة يف املدارس العميق للشبكات االجتم

واجلامعات ويف قطاع التكوين والتدريب الصناعي ،تكون قوا العملية لتوزيع بني خمتلف .املستويات اإلنتاجية للمجتمع

. 61،ص 1998الول،تشرين ا 9،جملد 36،جملة الثقافة النفسية ،العدد مشكلة االنتماء لدى الشبابإقبال األمري السمالوطي ،- )1( .201،ص 1983، 2دار النهضة العربية ،ط:،بريوت الثقافة والشخصيةسامية الساعايت ، - )2(

Page 139: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

من الطبقات ال متتلك فئة الشباب وعيا منظما، متناسقا وموحدا، وال متلك وعيا أكثر من غريها االجتماعية اليت تعرف االستقرار النسيب نوعا ما، ويوجد بطبيعة احلال داخل نفس الطبقة

:االجتماعية مواصفات خاصة وهذا ما جيرنا إىل القول انه .طبقة الشباب ىال توجد طبقة اجتماعية تدع- والطبقات االجتماعية إن فئة الشباب هذه عبارة عن جتمع اجتماعي جتتاز خمتلف الشرائح-

.دون األخذ بعني االعتبار األصل االجتماعي بالتايل ال متلك فئة الشباب وعيا طبقيا خاصا و مستقال مثل التنظيمات ذات الطابع املهين أو -

.الثقايف أو النقايب ليس هلذه الفئة مصاحل مثل الطبقة العمالية، مع ذلك هلا تطلعات مشتركة وحاجات خاصة- .ا :حاجات الشباب-

طاقة جبارة ،وتعين مرحلة الشباب مرحلة اإلعداد السليم بإشباع كافة ميثل الشباب .رة على حتمل مسؤوليات املستقبلداحلاجات ويئة الفرص اليت حتقق هلم التنشئة االجتماعية ،والق

لص من التوتر االنفعايل وان جيد متنفسا وحيتاج الشباب إىل فرص خمتلفة للنجاح ،واىل التخ الستغالل أوقات فراغه ،كما حيتاج الشباب إىل الشعور باالنتماء إىل مجاعة والشعور بقيمتهم

وان إشباع .،والشعور باملسامهة يف حياة اتمع وان هلم دور اجيايب واضح يف تغيري اتمع وتطويره وراحتهم النفسية وجيعلهم يقبلون على العمل واإلنتاج هذه احلاجات جينبهم كل ما يعصف حبيام

عبد السالم زهرانوقد حدد الدكتور . ،ويدعوهم إىل التحمس للحياة والسلوك بطريفة اجيابية :(1)احتياجات الشباب كاأليت

وتتضمن احلاجة إىل األمن اجلسمي والصحة اجلسمية:احلاجة إىل األمن-1األمن الداخلي، واحلاجة إىل جننب اخلطر و األمل، واحلاجة إىل احلياة احلاجة إىل الشعور ب و

.األسرية اآلمنة

.33،ص 1996، 1،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،ط :اجلزائر،يف سيكولوجية الشبابعبد الرمحان الوايف ،- (1)

Page 140: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

تتضمن احلاجة إىل احلب واحملبة، واحلاجة إىل القبول :احلاجة إىل احلب والقبول-2والتقبل االجتماعي، واحلاجة إىل األصدقاء واالنتماء إىل اجلماعات، واحلاجة إىل الشعبية

.خرينواىل إسعاد اآلتتضمن احلاجة إىل االنتماء إىل مجاعة الرفاق واىل :احلاجة إىل مكانة الذات -3

املركز والقيمة ،واىل الشعور بالعدالة يف املعاملة واىل االعتراف من اآلخرين ،واحلاجة إىل .املساواة مع رفاق السن والزمالء يف املظهر وامللبس واملصاريف واملكانة االجتماعية

وتتضمن احلاجة إىل التفكري وتوسيع الفكر :إىل النمو العقلي واالبتكار احلاجة-4والسلوك واحلاجة إىل اخلربات اجلديدة والتنوع ،واىل إشباع الذات عن طريق العمل واحلاجة إىل النجاح والتقدم الدراسي واحلاجة إىل التعبري عن النفس واىل املعلومات والتعود

.على اخذ القرارات تتضمن احلاجة إىل التربية اجلنسية واىل االهتمام باجلنس :جة إىل اإلشباع اجلنسياحلا-5

اآلخر واحلاجة إىل التوافق اجلنسي الغريي، باإلضافة إىل التخلص من التوتر النفسي وهي حاجة . نفسية، واحلاجة إىل الترفيه والتسلية واحلاجة االقتصادية

اب النفسية، ومن بني تلك احلاجات اليت ميكن لوسائل اإلعالم وتتعدد حاجات الشب : (1)اإلسهام يف إشباعها

.احلاجة إىل املعلومات واملعارف والثقافة العامة واألخبار - .احلاجة إىل مثل عليا واضحة- .احلاجة إىل تنمية واستغالل االستعدادات والقدرات اخلاصة- .اغ احلاجة إىل ترفيه وترشيد وقت الفر- .احلاجة إىل التوجيه واإلرشاد -

وهلذا وجب رعاية الشباب ،هذه الرعاية اليت تتضمن كل عملية أو جمهود أو تأثري يؤثر يف مظاهر ابية يف عقله ويف جسمه ،ويف سلوكه ،وعاداته ويف عالقاته االجتماعية حياة الشباب بطريقة اجي

ويف عمله ،حىت حيقق حياة سوية ناجحة ويكتسب اخلصائص النفسية واخللقية واالجتماعية اليت .ا اتمع يستلزمه

.167سعد لبيب، مرجع سبق ذكره، ص - (1)

Page 141: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

: وتنشئته ثقافة الشبـاب- 4 تعترب ثقافة الشباب أو كما حيلو للبعض أن يسميها:ف ثقافة الشبابتعري -ا-4

جمموعة من القيم و معايري السلوك وأمناطه ذات رموز هلا داللتها ،لعدد من "الثقافة الفرعية ال فعال ملا حالفاعلني يقوم بينهم تفاعل فعال وتواجههم مشكالت توافقية مشتركة وال جيدون

. )1("الت مشتركة يصادفهم من مشكهكذا ،يطور الشباب يف كل مكان ثقافة خاصة م تعكس اهتمامام و مطاحمهم داخل و

بيئة متوافقة وتقوم بوظيفة رئيسية هي دعم املكانة االجتماعية للشباب يف اتمع يف مواجهة . املكانة اليت يشغلها الكبار

ثل يف وقتنا احلاضر مفهوما رئيسيا عند أي والواقع أن ثقافة الشباب اليت أصبحت مت مناقشة لقضايا الشباب أو اجتاهام أو مشكالم متثل استجابة للتغيريات البنائية الكربى اليت

.)2(يشهدها اتمع املعاصروترى بعض الفئات الشبابية يف وسائل اإلعالم املسموعة واملرئية أداة من أدوات اكتساب إلدراكهم حبقيقة أمهية وهذابصفة مميزة ، وتطورهاألساسية خاصة مع ظهور االنترنيت الثقافة ا

الدور الذي تلعبه االنترنيت يف جماالت متنوعة وخاصة اال التثقيفي ،ولكن هناك من الباحثني ترمي إىل "ن تساهم الوسائل اإلعالمية بصفة عامة واالنترنيت بصفة خاصة اليت أمن خيشى ب

ملداواة اإلحباط اإلشباع االفتراضيواحد وهو امتصاص هذه الطاقة الشبابية بنوع من هدف واحلرمان الواقعي وهو إشباع سرايب يوهم باحلصول على فرصة اإلحساس باملبادرة والقدرة والتفاعل واللقاء والعالقات ولو كانت افتراضية ،بدال من احلياة اهلزيلة الرتيبة اليت يسيطر عليها

.)3("واء الوجداين اخلفالشباب ميتاز بصفة الرفض لعمليات التنشئة االجتماعية وكذا عملية التثاقف حيث يلجا

دائما إىل النقد والتحليل ،وبالتايل جيد يف االنترنيت متنفسا الن كل القنوات األخرى تعد من عة احلال إىل ظهور شرخ الطابوهات خاصة عندما يكون احلديث عن الشباب وهذا ما يؤدي بطبي

كبري بني الشباب واتمع ومبعىن أصح عدم التوافق بينهما وهذا التوافق ال يتحقق إال بتدارك الفرق

. 125،ص 1990دار املعرفة اجلامعية :،اإلسكندرية صراع األجيالعبد العاطي ،السيد – )1( . 80حممد علي حممد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2( .10سليمان إبراهيم العسكري، مرجع سبق ذكره ،ص – )3(

Page 142: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

خاصة وان الشباب مرحلة انتقالية فيها عمليات نفسية كالصراع بني ،بني الشباب وجمتمعام حملتمل أو الواقعي ،وبالتناقض واالفتقار حيث سرعان ما يتزايد الوعي بالصراع ا"الذات واتمع

إىل االنسجام والتطابق بني ما يكون عليه الفرد بالفعل أي ذاتيته وقيمه وبني موارده ومتطلبات .(1) "اتمع القائم

فأسباب هذا التوتر يكمن يف الصراع القائم بني استقاللية الذات يف مرحلة الشباب وبني تماء االجتماعي من جهة ،كما حيدث الصراع بني الذات والذات يف حد ذاا من االحتواء واالن

جهة أخرى ،ومعين هذا الصراع أو الشعور بالعزلة وعدم االندماج بني العامل الشخصي والعامل وانه يولد لدى الشباب إحساسا جديدا يتمثل يف اللجوء إىل انقالب "اخلارجي االجتماعي، هلذا ، (2)"اء جمتمع جديد يؤمن مبثل وقيم جديدة تتماشي والواقع املعاش األوضاع والثورة لبن

جتمعات يلجا الشباب إىل تشكيل جتمعات خاصة م و الشبكة العنكبوتية سامهت كثريا يف حلق .تؤمن بنفس املبادئ يف مجيع املعمورة (*)افتراضيةا مع و،الذين نشؤ "الد الفضاء أملعلومايتأو" فاألجيال اجلديدة اليت يطلق عليها أحيانا اسم

االنترنيت والثورة االليكترونية يأخذون القيم االجتماعية املتوارثة واليت حتكم غالبية الناس اآلن مبادئ استاتيكية تفرض على الناس واتمع –أو على أفضل تقدير –على أا جمرد شعارات

.املستمرالسكون واجلمود يف عصر ملئ باحلركة والتغري هذه األجيال اجلديدة اليت تعرف التمرد والرفض والتغبري العلين عن الرأي ،بالرغم من كل

عوامل القهر والكبت ،مستفيدة من سهولة االتصال وتعدد وسائله يف نشر أفكارها املتباينة والثائرة االحتيار ، والرافضة ،وقد يكون يف ذلك كله إعالء لشأن الفرد واالعتراف حبقه يف

هل تصلح هذه الرتعات الفردية يف إقامة حياة اجتماعية :ولكن املشكلة اليت تواجه اجلميع هي . ؟ (3)"متماسكة ؟وما نوع اتمع الذي سوف تتجاذبه هذه الرتعات

ثقافة الشباب عادة عن الثقافات الفرعية األحرى اليت توجد بني الفئات العمرية وختتلف وعلى األخص أجيال اآلباء ،كما أن هذه الثقافة غالبا ما تكون ذات طابع راديكايل يرفض األكرب

.21عبد العاطي السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص – (1) 23املرجع نفسه،ص –(2)

..انظر يسني السيد ،مرجع سبق ذكره.منذ ظهور االنترنيت الفتراضيةالتجمعات ا اثري موضوع- (*) .34،ص 2007مارس 580،جملة العريب،الكويت ،العدد قيم جديدة لعصر جديد امحد أبو زيد ، – (3)

Page 143: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

القدمي وهي ثقافة تنهض على جمموعة من الشعارات اليت يرفعها الشباب مثل رفض التسلط .(1) "والتطلع إىل احلرية واملساواة والعدالة االجتماعية والدميقراطية

تتحول هذه الثقافة اخلاصة بالشباب إىل ثقافة مضادة له نتيجة وذا يف بعض األحيان الئم يللتفكك االجتماعي وانعدام االنتماء بني الشباب لعدم قدرم على استيعاب أبائهم كنموذج

هم مع قيم أبائهم واجدين الدعم الكامل والالمشروط من وسائل اإلعالم مسلوكيام،وصراع قي .االنترنيت ملا حتمله من قيم وأمناط للسلوك التقليدية واحلديثة وخاصة

وإذا حتدثنا عن الشباب اجلامعي يف إطار املؤسسات اجلامعية وكذا احتكاكهم اليومي وتعايشهم خالل سنوات الدراسة سوف يقلل إىل حد ما من ارتباطهم الطبقي والعائلي ،ويؤدي

ما يدعم الثقافة الفرعية ليميزها عن الثقافات إىل ما يسمي باالنعزال أو االستقالل الذايت ،وهذاوميكن القول أن هلذه الثقافات الفرعية أمهية قصوى خاصة يف .األخرى اخلاصة بفئات اتمع العامة

اتمعات املتقدمة باألخص يف العشرينيات من القرن املاضي ، ليس لكوا متد هؤالء الشباب ق يف كثري من األحيان مع معايري الكبار ،بل ألا توفر هلم مبجموعة من املعايري اليت قد ال تتف

وان أكثر مظاهر ثقافة الشباب ) أي الشباب(من العالقات االجتماعية فيما بينهمRESEAUشبكةأمهية على اإلطالق هي العالقات اليت تربط بني أعضائها أي الشبكات االجتماعية والشخصية اليت

ر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال تنتج عالقات ختيلية، افتراضية أصبحت يف العصر احلديث مع تطو .ال غري وهذا حسب اعتقادي قد يكون سببا يف اندثارها

ثقافة "ولقد تناولنا ثقافة الشباب باعتبارها ثقافة فرعية ختتلف عن الثقافات األخرى ولكل اصة بالزواج وامليالد واملوت من هذه الثقافات العديدة من األساليب السلوكية والعادات اخل

،وكذلك النظرة إىل احلياة وكل جديد فيها ،واليت ا ختتلف عن باقي الثقافات الفرعية األخرى واكتساب أمناط سلوكية .(2)"،وال شك أن هذا االختالف يلعب دورا كبريا يف تكوين االجتاه

.تتبناها الثقافة الفرعية جديدةيستخدمها الشباب يف "لغة موازية" ظهور إىلم املتكرر لالنترنيت كما أدى االستخدا

حمادثتهم عرب االنترنيت دد مصري اللغة العربية يف احلياة اليومية هلؤالء الشباب وتلقي بظالل سلبية على ثقافة وسلوك الشباب بشكل عام ،وقد اعتربت الدراسة اليت أعدها املركز القومي للبحوث

.93حممد علي حممد ،مرجع سبق ذكره ،ص – (1) . 460حممد ابو النبيل ،مرجع سبق ذكره ،ص - (2)

Page 144: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

نائية بالقاهرة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة م هو مترد على النظام االجتماعية واجل .االجتماعي ،لذلك ابتدعوا لونا جديدا من الثقافة ال أحد يستطيع فك رموزها غريهم

لكن خرباء تربويني قالوا أن استعمال الشباب لغة خاصة م ليس متردا وإمنا نوع من رض اان على الكبار احترام لغتهم اجلديدة وعدم االستهزاء ا طاملا أا ال تتعاهلروب من اتمع ،و

مع اآلداب العامة،كما فسر باحثون آخرون جلوء الشباب إىل لغة جديدة موازية بوجود شعور التمرد على النظام االجتماعي وتكوين عاملهم اخلاص م بعيدا عن إىلباالغتراب لديهم يدفعهم

.،وأم يؤلفون هذه اللغة كقناع يف مواجهة اآلخرين قيود اآلباءإذا فظهور لغة جديدة عند الشباب أمر طبيعي يتكرر بني مدة وأخرى ،ويعكس التمرد

االجتماعي وعدم تفاعلهم مع الكبار ،ويظهر عادة يف منط مميز من اللغة آو املالبس أو السلوكيات .اليومية

يت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة اإليقاع قد واكبها حماوالت لفرض عدد كما أن االنترن من املفردات السريعة واملختصرة للتعامل بني الشباب ،وهذا ما أدى إىل حتول اللغة العربية إىل

وكلمة 3id وكلمة عيد تكتب " 3" ،والعني"2"واهلمزة " 7"رموز وأرقام حيث بات احلاء وهذه املفردات املتداولة بني الشباب على مواقع " 7war"تكتب وكلمة حوار sa3idسعيدة

االنترنيت واملدونات وعرف احملادثات وكذا الربيد االليكتروين انتقلت حاليا إىل اهلاتف اخللوي تكتب على هذا النحو وبصفة أكثر غرابة من االنترنيت smsحيث أصبحت الرسائل القصرية

للشباب هي مبثابة الوجه اجلديد للثقافة الشبابية،واملرآة العاكسة لواقع وهذه اللغة اجلديدة . الشباب واهتمامام ومشكالم

إن الثقافة مبفهومها العام واخلاص تؤثر يف تشكيل شخصية :التنشئة الثقافية للشباب -ب -4اعي للفرد وللجماعة الفرد واجلماعة عن طريق املواقف الثقافية العديدة ،كما حتدد السلوك االجتم

. عن طريق عملية التنشئة االجتماعيةورغم تعدد املؤسسات اليت تساهم يف عملية التنشئة االجتماعية للفرد بصفة عامة

ا اإلنسان منذ الطفولة ه،والشباب بصفة خاصة ،فان األسرة تظل املؤسسة األوىل اليت يتعامل معومقوماته الشخصية وخاصة يف مرحلة الطفولة ملا تغرسه من ،كما تعمل على تكوين أهم معامله

.قيم وسلوكيات واجتاهات تدعم الذات االجتماعية

Page 145: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

وقبل أن خنوض يف التنشئة الثقافية للشباب جيب أن نقدم تعريف للتنشئة االجتماعية بصفة يعيش فيه حبيث يصبح التنشئة هي عملية تلقني الفرد قيم ومقاييس ومفاهيم جمتمعه الذيو:عامة

ساب الثقافة واللغة تكما أا عملية إك"متدربا على جمموعة من األدوار حتدد منط سلوكه اليومي ،واملعاين والرموز والقيم اليت حتكم سلوكيات األفراد وحتدد توقعام والتنبؤ باستجابام وضمان

.(1)"التفاعل االجيايب بينهم تماعية هي عملية مهمة لكل فرد يف اتمع،و هلا وظيفة هامة تتمثل يف وعملية التنشئة االج

صقل الثقافة وتركيبها لشخصية الفرد ،فهي بذلك عملية جد دقيقة وحساسة حتدد أهداف ومصري .جيل بأكمله ،كما هي عملية تتميز بالصريورة والتواصل

ياعل االجتماعي ،وغرضها األساسعملية تعلم وتعليم وتربية ،تستند على التف"هلذا فهي و إكساب الفرد سلوكيات ومعايري واجتاهات تتناسب مع األدوار االجتماعية احملددة له داخل مجاعته والتوافق معها ،بذلك يصبح اجتماعيا يف تعامله ،وميلك القدرة على مسايرة احلياة االجتماعية

. (2)"واالندماج فيهاتماعية دورا كبريا يف تشكيل السلوك االجتماعي لدى األفراد وهذا كما تلعب التنشئة االج

عن طريق إدخال ثقافة اتمع يف تكوينه وشخصيته وهذا عن طريق جمموعة من الوسائل ولعل وسائل اإلعالم من أفضلها وأجنعها على اإلطالق وخاصة التكنولوجيات احلديثة اليت تتميز بالتنوع

.والتفاعل واالندماج فيتم من خالهلا توجيه الفرد حنو تنمية سلوكه الفعلي إىل ما هو معتاد ومقبول اجتماعيا وفق

سواء املعايري الدينية معايري اجلماعة اليت ينتهي إليها وجتعله يتبين اجتاهات تتوافق مع معايري اجلماعة، . أو االجتماعية وحىت األخالقية

عملية تشكيل لإلنسان عن طريق التعليم والتدريب حىت "ثقافية فهي أما عن التنشئة ال يصري شخصا قابال للتكيف مع البيئة الثقافية السائدة يف جمتمعه ،وهذه العملية تتم بكيفية شعورية أحيانا،وبكيفية ال شعورية يف غالب األحيان ،ذلك أن الطفل يولد وهو خاضع خضوعا كليا

. 14،ص 2005، 1،ط،دار الغرب للنشر والتوزيع:اجلزائرية،مبادئ يف التنشئة االجتماعيز خواجة، عبد العز- (1)

. 15،ص املرجع نفسه- (2)

Page 146: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يوانية ،وعندما يبدأ يف الكرب شيئا فشيئا يتواله اتمع بتقليده وعاداته ومترينه لدوافعه الغريزية احل .)1("على القيام مبجموعة من األعمال والسلوكيات اليت تتطلبها احلياة يف اتمع

وتعد وسائل اإلعالم التقليدية واحلديثة أداة من أدوات اكتساب الثقافة األساسية ،وخاصة يت ملا تلعبه يف جمال الوظيفة التثقيفية ومبا أن الشباب اجلزائري يتميز بعدم قدرته على تثقيف االنترن

أنفسهم بشراء الكتب واالت العلمية والثقافية والفنية ومل يكتسبوا بعد ملكة االطالع والقراءة التنشئة جعيةوحىت وان توفر لديهم أسباب متلك أدوات الثقافة األساسية ،وهذا رمبا يعود للمر

للشباب ومن مت تفرد القاعدة العريضة من الشباب لوسائل اإلعالم أمهية كبرية يف جمال إمدادهم جبرعات تثقيفية سهلة أو غري مكلفة أو بديلة وتأيت االنترنيت يف طالئع وسائل اإلعالم اليت

.تستهويهم اجلزائري ثقافته اخلاصة به واملتمثلة ويف خضم هذا الفراغ أو القصور الثقايف انشأ الشباب

كما .ويعكسها يف حياته العامة يف مجيع ما يقوم به من ممارسات وسلوكيات يف مقاهي االنترنيتأن وسائل اإلعالم التقليدية واحلديثة ميكن أن تساهم يف خلق ثقافة بديلة وثقافة مضادة لدى

ن عالقات اجتماعية وقيم ومعايري اجتماعية الشباب جتعلهم يثورون ويتمردون على ما هو قائم ممييلون إىل تطوير نسق ثقايف خاص "،وخاصة أن الشباب مغروف عنهم أم يف مجيع اتمعات

عنه مفهوم ثقافة الشباب ،أي تلك العناصر الثقافية اليت انبثقت تارخييا واليت تعرب يف احملل عربم هو بتهم يف التغيري والتجديد ورفض كل مامصاحل الشباب واحتياجام ورغ ناألول ع .)2("تقليدي :ودف التنشئة الثقافية فيما يتعلق بالشباب إىل حتقيق الغايات التالية

أن يتعلم الشباب ثقافة جمتمعهم ويستوعبوا إذا ما رغبوا يف قبوهلا اجتماعيا، وألا -1 .أسلوب احلياة املتبع يف اتمع

.على احلفاظ على هوية اتمع قائمة ومستمرة –من خالل شباا –تعمل اتمعات -2 يف خلق ثقافة مضادة لدى الشباب "ووسائل اإلعالم بصفة عامة ،واالنترنيت بصفة خاصة ،تساهم

يتوقف على مدى فعالية مؤسسات التنشئة من عدمه ،ففي حال إخفاق مؤسسات التنشئة ط مقبول من طرف الشباب ،فان ثقافة الشباب ميكن أن تتحول إىل مناملختلفة يف توفري االجتماعية

.225،ص 1996، 1دار األمة ،ط :،اجلزائر هذه هي الثقافةمحد بن نعمان ،أ– )1( .30حممد علي حممد ،مرجع سبق ذكره ،ص – )2(

Page 147: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ثقافة مضادة واالنسحاب للعيش بأساليب بديلة بكل ما تنطوي عليه هذه األساليب من خماطر االنزالق اليت أصبحت عرب وطنية بفضل تطور تكنولوجيات وسائل االتصال احلديثة واالجتار

. )1("إىل ذلك من السلوكيات الشاذةباملخدرات وما فاالنترنيت حسب املختصني أصبحت بيئة خصبة للجرمية املنظمة ولقد بلغت أنشطتها

درجة عالية من اإلتقان يف السنوات األخرية ،وخباصة يف جمال املخدرات عرب العامل وأفلحت يف "لبضاعتها اليت حتمل كل وسائل التدمري غزو دول العامل الغريب املتقدم ،ووجدت فيها سوقا رائجة

وهذا باإلضافة إىل االجتار بالبشر وبوجه خاص يف النساء واألطفال ،إما بقصد ...للقوى البشرية .)2("استغالهلم يف العمل بأجور ضعيفة للغاية ،وإما يف ممارسة الدعارة

والشتم الذي جيد ضالته يف تيال وهذا باإلضافة إىل السبحوجند فيها جرائم النصب واال وانتشرت يف .احملادثة والربيد االليكتروين وهذا ما أدى إىل انتهاك خصوصيات األفراد وأعراضهم

.جمتمعاتنا سلوكيات دخيلة بعيدة كل البعد عن قيمنا العربية واإلسالميةال ريب يف عامل يتسم أن التنشئة الثقافية يف العصر احلايل مهمة صعبة ب و مما ال شك فيه هو

بتعدد الوسائط وتنوع املنافسة الثقافية وتعدد املرجعيات املشاركة يف عملية التنشئة االجتماعية والثقافية وبناء القيم عامة ،وقيم الشباب خاصة ،ذلك الن األسرة مل تعد الطرف الوحيد املؤهل

ليوم يتسم بتعدد املرجعيات املنافسة الجناز مهمة التنشئة والتحكم يف مضامينها وآلياا ،فعامل االثقافية منها واحلضارية وتنامي تأثريها يف البىن االجتماعية واألسرية والثقافية والرمزية وخاصة

.ة يالقيمنقول أن اجلزائر تعيش تغيريا مستمرا يف خمتلف املستويات وامليادين ،ومنه التغيري و يف األخري

عالمي الذي أدى إىل تغري يف كثري من املمارسات االجتماعية اليت تتجلى الثقايف واالجتماعي واإليف الغالب يف سلوكيات واجتاهات األفراد و االنترنيت كأداة وكأسلوب حضاري للممارسة

يري اجتاهات وسلوكيات غاإلعالمية واالجتماعية وكنموذج لربط العالقات تلعب دورا مهما يف تصا ويعود هذا أساسا إىل أن هذه الفئة تلعب دورا مهما يف عملية الشباب وشرحية الطلبة خصو

التغيري وهذا ملا هلا من مميزات النضج االجتماعي والنفسي، فهي شرحية اجتماعية تشعل وضعا مميزا يف اتمع ،كما أا فئة عمرية يكاد بناؤها النفسي واالجتماعي يكون مكتمال حيث ميكنها من

.184،مرجع سبق ذكره ص اثر وسائل اإلعالم على القيم والسلوكيات لدى الشباب، السعيد بومعيزة – )1( .30،ص 2006،أكتوبر 575،جملة العريب ،بريوت ،العدد اجتاهات جديدة يف اجلرمية املنظمةامحد ابو زيد ، – )2(

Page 148: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

لتفاعل واالندماج واملشاركة يف حتقيق هدف اتمع ،فلذا فمعرفة اجتاهات التكيف والتوافق وام يعترب هاما حيث ميكن اعتباره مؤشرا على مدى تقدم اتمع يف نشره وتقبله الطلبة وسلوكيا

كاألسرة واملسجد واجلماعات ( للقيم ،خاصة وان االنترنيت أصبحت تنافس املرجعيات القدمية . يف التنشئة االجتماعية والثقافية للشباب.....)ةاألولية والثانوي

Page 149: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الفصل التطبيقي

تحليـل مـادة البحـث

Page 150: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.جمتمع البحث وخصائصه :املبحث األول اليت مت تشكيلها بصفة قصديه مفردة ،و 196احملدد ب العينة إىل أن حجم جتدر اإلشارة

و تسىن لنا استرجاعها بعد 2007أنا يف توزيع االستمارات يف اية شهر ديسمرب أي سنة وقد بد 196مفردة، ولكن عند االسترجاع حتصلنا على 200أسبوع وقد إشتمل االستبيان عند التوزيع

. فقط اسة ،وترميزها، وحتقيقا لتحليل حمتوى الدر196إىل 1وبعد عملية ترقيم االستمارات من

علينا استخدام بعض املقاييس الستخراج النسب التكرارية وحساب القيم اوبياناا كان لزاماملركزية كالوسيط احلسايب ،وأخريا استخراج نسب االرتباط من أجل معرفة العالقة بني املتغريات

.spssومن أجل ذلك مت االستعانة بربنامج :تغري اجلنس يبني توزيع العينة حسب م) 1(اجلدول رقم

التكرار و

النسبة اجلنس

التكرار

النسبة

49.49 97 ذكر 50.51 99 أنثى

100 196 اموع

اناث 50.51يتضح من خالل هذا اجلدول أن توزيع أفراد العينة حسب النوع يتكون من ة العالية مقارنة بالذكور يف اتمع ذكور ،وأن الزيادة يف عدد اإلناث تربرها النسب49.49و

. وبالتايل أصبحن ميثلن األغلبية يف اجلامعات اجلزائرية .اجلزائري

Page 151: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الرسم التكراري يوضح توزيع العينة حسب اجلنس

:يبني توزيع العينة حسب فئات العمر ) 2(اجلدول رقم

التكرار و

النسبة الفئات

النسبة التكرار

18-22 103 52.55 23-27 93 47.45

100 196 اموع

أفراد العينة

ذكور اجلنس إناث

100

80

60

40

20

0

Page 152: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

27-23متثل أكثر نسبة من الفئة 22-18يتضح من خالل اجلدول السابق أن الفئة

ة املراهقة اليت يدعو تكوينها النفسي وهذا يدل على أن أكثر الفئات مل خترج بعد من فترواالجتماعي واجلسمي على التمرد على القوانني واألعراف والنظام االجتماعي واألسري ،كما أا أكثر الفئات اليت تتمتع بأحالم اليقظة ومزجها الواقع باخليال هذا األخري اليت تعد االنترنيت ميدانه

.الرئيسي على األقل يف الوقت احلايل :يبني توزيع العينة حسب متغري املستوى اجلامعي) 3(جلدول رقم ا

التكرار و

النسبة املستوى

النسبة التكرار

21.9 43 أوىل جامعي 16.3 32 الثانية جامعي 18.4 36 الثالثة جامعي 33.4 85 الرابعة جامعي

100 196 اموع

ول السابق الذكر أن أكثر الفئات هي السنة الرابعة ،حيث متثل يتضح من خالل اجلد 21.9من أفراد العينة ،ويليها أفراد السنة األوىل جامعي بنسبة تقدر 33.4مفرد أي بنسبة 85،وتفسري ذلك هو أن طلبة السنة الرابعة يف فترة خترج،هذه الفترة اليت تتطلب إعداد ةباملائ

حيث تكون حباجة ماسة إىل استخدام االنترنيت يف البحث العلمي املذكرات والرسائل والبحوث ،يف ظل غياب املراجع أو نقصها يف بعض األحيان ،باإلضافة إىل استخدامها يف التطلع إىل اكتساب عالقات باالتصال عرب االنترنيت، أما بالنسبة للسنة األويل فريجع ذلك إىل كون هذه الفئة تكون

عات مقارنة بالسنوات األخرى، كما أا الفئة األكثر ارتيادا للمجهول مع بأعداد هائلة يف اجلام .بقائها يف أغلب األحيان يف فترة املراهقة

Page 153: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:يبني توزيع العينة حسب متغري اإلقامة ) 4(اجلدول رقم

ةالتكرار والنسب اإلقامة

النسبة التكرار

39.28 77 مع األولياء 60.71 117 اإلقامة اجلامعية

100 196 اموع

من أفراد العينة يقطنون يف األحياء 60.71يتضح من خالل اجلدول السابق أن نسبة اجلامعية،وهو ما يربر أن أغلب اجلامعيني من املقيمني باألحياء اجلامعية من أكثر الفئات استخداما

ء كان هذا االتصال اجتماعيا أو اليكترونيا سوا يتتعلق باالتصال االجتماع تلالنترنيت العتباراوهذا من أجل االستفادة من األحباث اجلديدة ،والتغلب على الشعور بالقلق الذي يكون مصدرة

.البعد عن العائلة و اجلهد املبذول يف الدراسة

:يبني توزيع العينة حسب متغري احلالة املدنية ) 5(اجلدول رقم التكرار و

النسبة احلالة املدنية

النسبة التكرار

97.4 191 أعزب 2.6 5 متزوج 100 196 اموع

Page 154: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

97.4نالحظ من خالل هذا اجلدول أن أغلبية أفراد العينة هي من فئة العزاب اليت تقدرب عيني هم يف بداية تكوين حيام من أجل االنطالق يف احلياة العملية باملائة،وهذا لكون الطلبة اجلام

باملائة وهذا ما جيعل العزاب 2.6ومن مث الزواج ،لكن رغم هذا جند نسبة من املتزوجني تقدر ب .يمن أكثر الفئات استخداما لالنترنيت دف البحث عن عالقات يف الفضاء السيبري

.م االنترنيت والطلبة أمناط استخدا:احملور األول .التحليل الكمي والكيفي حملور أمناط االستخدام :املبحث الثاين

وحىت املدة اليت ،وقااأجمموعة من األسئلة املتعلقة بأماكن االستخدام وتضمن إن هذا احملور ىلتخدم إع املسفاالنترنيت باإلضافة إىل األغراض والدوافع اليت تد شبكة يقضيها املستخدم يف

يات كجل تقدمي نظرة عن نوع االستخدام وعالقته بالسلوأوهذا من ،البحث يف الشبكة العنكبوتية . والتصرفات املكتسبة

.يبني تريب الوسائل اإلعالمية حسب األمهية) 6(ول رقم اجلد

املراتب الوسائل

املرتبة األوىل

املرتبة الثانية

املرتبة الثالثة

املرتبة الرابعة

املرتبة اخلامسة

غري مصنفة

اموع ن

5 الصحف2.5

33 16.83

81 41.32

52 26.53

23 11.73

2 1.02

196 100

113 التلفزيون57.65

48 24.48

22 11.22

9 4.59

2 1.02

2 1.02

196 100

6 الراديو3.06

30 15.30

50 25.51

103 52.55

4 2.04

3 1.53

196 100

53 االنترنيت27.04

60 30.61

40 20.40

37 18.87

6 3.06

0 0

196 100

كتب،جمالت ،هاتف خلوي،

mp4 .mp3

4 2.04

7 3.57

2 1.02

10 5.10

82 41.83

91 46.42

196 100

Page 155: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

نالحظ من خالل هذا اجلدول أن التلفزيون ما يزال من اهتمامات اجلمهور ،حيث أن منازع نمن أفراد العينة رتبوه يف املرتبة األوىل،وهذا ما جيعل التلفزيون األكثر استعماال بدو 113

من طرف الطلبة ،أما االنترنيت فقد احتلت املرتبة الثانية يف اهتمامات الطلبة متفوقة على كل من نية ،وهذا ما جعل من أفراد العينة رتبوا االنترنيت يف املرتبة الثا60الراديو و الصحف ،حيث أن

االنترنيت حتتل مكانة متميزة بني الوسائل اإلعالمية األخرى ،ولو الحظنا اجلدول جيدا لرأينا 40من أفراد العينة رتبوها يف املرتبة األويل ،53االنترنيت قد رتبت يف مراتب متقدمة حيث أن

.مفردات 6فقد حظيت بيف املرتبة الرابعة ،أما املرتبة اخلامسة 37يف املرتبة الثالثة ،ومن هنا ميكن القول أن االنترنيت قد اكتسبت طابعها االجتماعي ،وبالتايل فالدراسة جتري

.يف السياق املناسب . يوضح ترتيب أفراد العينة للوسائل اإلعالمية التايل الرسم التكراري

أفراد العينة

54321

النترنيت ا الترتيب

70

60

50

40

30

20

10 0

Page 156: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.يبني مكان االستخدام ) 7(اجلدول رقم

التكرار و النسبة

مكان االستخدام

النسبة التكرار

34.2 67 يف البيتيف املقهى

االفتراضي118 60.2

25.5 50 يف اجلامعة 19.9 39 يف مراكز الشباب

أماكن أخرى ،احلي اجلامعي ،يف العمل ،عند

صدقاءاأل

13 6.6

نالحظ من خالل اجلدول السابق الذكر أن أغلبية املبحوثني من الطلبة يستخدمون االنترنيت

باملائة ،وهذا بسبب أن أغلبية أفراد العينة هم من املقيمني يف 60.2يف املقاهي االفتراضية بنسبة تصل باالنترنيت رغم التقدم احملسوس األحياء اجلامعية، وهذا باإلضافة إىل كون األسر اجلزائرية ال ت

يف ربط االنترنيت مع مشروع أسريت ،وخطوط االنترنيت اجلديدة ،وقد يفسر هذا بنمط االستخدام مثل التسلية أي األلعاب واملوسيقى،وحىت الدردشة، كما ميكن أن نضيف أن العينة من

وهذا ما يفسر أن .ة األسريةاإلناث ميكن أن يلجئن إىل املقاهي االفتراضية هروبا من الرقاب .باملائة يستعملون االنترنيت يف البيت34.2

Page 157: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.األوقات اليت تستخدم فيها االنترنيت ) 8(اجلدول رقم

التكرار و النسبة األوقات

النسبة التكرار

11.7 23 يف الصباح 18.9 37 يف منتصف النهار

57.14 112 يف املساء 50 98 يف الليل

نالحظ من خالل اجلدول السابق أن أغلبية أفراد العينة يستخدمون االنترنيت يف املساء بنسبة ،ويعود السبب يف هذا حسب رأينا أن يف هذه الفترة يكون الطلبة قد خرجوا من 57.14تقدر

تعد هذه الفترة مبثابة فترة مناسبة اجلامعات واملعاهد، أي تعترب مبثابة وقت فراغ بالنسبة هلم ،كما للتفاعل االجتماعي سواء احلقيقي أو االفتراضي الذي توفره الشبكة ،كما يالحظ من خالل اجلدول أن فترة الليل تعد من األوقات املفضلة لالستخدام من طرف الطلبة ،وهذا يعود إىل كون

ألخرى، باإلضافة إىل أن االقامات تكلفة االستخدام يف الليل تكون منخفضة مقارنة باألوقات ا .اجلامعية حتتوي على مقاهي افتراضية تفتح أبواا يف الليل ،كما أن سرعة التدفق تكون جيدة

Page 158: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

. الرسم التكراري التايل يوضح أوقات استخدام االنترنيت من طرف أفراد العينة

.

0

20

40

60

80

100

120

في الصباح في منتصفالنهار

في المساء في الليل

التكرار

التكرار

:يبني أسباب تفضيل هذه الفترة )10(اجلدول رقم

التكرار و

النسبة املدة

النسبة التكرار

91.8 180 الوقت يناسبكأسعار اخلدمة تكون منخفضة

13 6.6

أخرى،سرعة ......التدفق

3 1.1

Page 159: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

من أفراد العينة ترى يف 91.8أن هذا اجلدول يوضح حتليلنا يف اجلدول السابق حيث أن ،أما املال وسرعة التدفق تأيت ) أي وقت الفراغ(لفترة أن الوقت يناسبها أسباب اختيارها لتلك ا

. يف الدرجة الثانية من األسباب

:يبني املدة اليت خيصصها أفراد العينة لالنترنيت يوميا )11(اجلدول رقم

التكرار و النسبة

املدة

النسبة التكرار

19.38 38 من ساعة أقلمن ساعة إىل ثالث

ساعات128 65.30

أكثر من ثالث ساعات

30 15.30

100 196 اموع

نالحظ من خالل العينة أن أغلبية عينة البحث تستخدم االنترنيت من ساعة إىل ثالث ساعات تستخدم االنترنيت مفردة 30باملائة ،لكن امللفت لالنتباه هو وجود 65.30يوميا أي مايقارب

حيث أن الدراسات احلديثة اليت أجريت .ملدة تفوق ثالث ساعات ،وهذا ماجيعلها مهدد باإلدمان يف هذا اال أثبتت أن األفراد الذين يستخدمون االنترنيت أكثر من ثالث ساعات يكونون

.مهددين بالعزلة ،واألمراض النفسية األخرى اليت تتسبب فيها االنترنيت

Page 160: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:يبني املدة اليت ختصصها العينة لالنترنيت يف اية األسبوع )12(اجلدول رقم

التكرار و النسبة

املدة

النسبة التكرار

13.77 27 أقل من ساعة من ساعة إىل ثالث

ساعات 138 70.40

أكثر من ثالث ساعات

31 15.81

100 196 موعا

نالحظ من خالل اجلدول السابق أنه ال يوجد اختالف كبري يف االستخدام عند أفراد العينة يف اية األسبوع اليت تعترب أيام عطلة وفراغ عند الطلبة ،ولكن نعتقد أنه مبا أن أغلبية افرد العينة

سبوع لزيارة األهل ،واالتصال االجتماعي من املقيمني يف األحياء اجلامعية فأم يفضلون اية األ( مع األقارب واألحباب ،وبالتايل فيخصص وقت كبري من الطلبة لالتصال االجتماعي احلي

....). األسواق ،املسجد ،األهل واألقارب

Page 161: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:يبني أسباب استخدام االنترنيت ) 13(اجلدول رقم

التكرار و أسباب النسبة

داماالستخ

النسبة التكرار

83.2 163 البحث العلمي 39.3 77 الدردشة

34.2 67 إرسال الرسائل الربيدية 19.4 38 األلعاب والتسلية

44.9 88 األخبارأخرى،خلق صدقات

....،البحث عن عمل 19 9.7

نة لالنترنيت يتضح من خالل اجلدول السابق أنه هناك ثالثة أسباب يف استخدام أفراد العي

39.3باملائة ،الدردشة 44.9باملائة ،األخبار 83.2وهي على التوايل البحث العلمي باملائة،وقد تفسر النسبة األوىل بكون معظم الطلبة يستخدمون االنترنيت من أجل اجناز البحوث

الطلبة واملذكرات،أي أن الطلبة يستخدمون االنترنيت من أجل التحصيل العلمي ،أما استعمال علم باملستجدات ىاالنترنيت من أجل األخبار فهذا دليل على أن الطلبة يريدوا أن يكونوا عل

.واألخبار اليومية عن جمتمعهمأما فيما خيص الدردشة فإن الطلبة الشباب يودون إقامة عالقات افتراضية من أجل التعرف

يعانون من احلرمان قي العالقات االجتماعية ولكن هذا ال يعىن أن أفراد العينة.واكتشاف اآلخرهلم فرص االتصال والتحاور مع اآلخر دون عوائق اتصالية حاحلقيقية ،وإمنا يعىن أن االنترنيت تتي

مثل اخلجل واحلياء واخلوف ،وخاصة عند اإلناث ،هلذا أصبحت االنترنيت حسب العديد من اليت ال يستطيعون التعبري عنها يف احلياة الواقعية مالدراسات جماال رحبا لتعبري الشباب عن مكبوتا

وهذا حبكم القيود الدينية والعرفية ،ونذكر على سبيل املثال الثقافة اجلنسية اليت أصبحت من

Page 162: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

19.4املواضيع األكثر تداوال قي عرف النقاش واحملادثة الفورية ، أما الترفيه الذي كان بنسبةيلجؤون إىل األلعاب والتسلية من أجل الترويح عن أنفسهم من مشقات باملائة فيفسر بأن الطلبة

الدراسة واحلياة خاصة يف االقامات اجلامعية اليت تكثر فيها املشاكل،وهذا جيرنا إىل القول أن مستوى التعليم حيدد مستوى الوعي النوعي بأمهية تقنني االستخدامات اليومية لالنترنيت ولكنه

.دة عند املستخدم رمبا ال تكون موجودة عند املستخدم األقل تعليمايفرز احتياجات جديوهلذا نرى أن مستوى التعليم حمددا رئيسيا يف توجيه طبيعة االستخدام ،فكلما كان املستوى

التعليمي عاليا اجته االستخدام حنو البحث العلمي واملعريف واجناز البحوث واملذكرات والرسائل ا كذلك ينعكس الحمال على كل من السلوكيات واالجتاهات وحىت التصرفات اجلامعية، وهذ .اليومية للطلبة

وميكن أن نستنتج هنا أن أسباب استخدام الطلبة لالنترنيت تتركز يف البحث العلمي واألخبار والدردشة وهذا عكس ما وصلت إليه بعض الدراسات اليت رأت أن استخدامات

،واستخدامام االنترنيت "الدردشة"تتركز يف الربيد الكتروين والتسامر عن بعد تالشباب لالنترنيألغراض حبثية قليلة جدا ،ولكن حسب رأينا يعترب التعليم حمددا رئيسيا يف توجيه طبيعة االستخدام حنو البحث العلمي واملعريف واجناز الواجبات اجلامعية ،وكلما كان املستوى التعليمي منخفضا

.فا اجته االستخدام حنو الدردشة والتسامر واألفالم واأللعاب والتسلية واالتصاالت اهلاتفيةوضعي

Page 163: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.الرسم التكراري التايل يوضح أغراض استخدام االنترنيت من طرف عينة البحث

0

50

100

150

200

البحثالعلمي

الدردشة إرسالالرسائلالبريدية

األلعاب والتسلية

األخبار أخرى(الموسيقى،البحث عنعمل....).

التكرار

التكرار

:يوضح دواع استخدام االنترنيت عند عينة البحث 15اجلدول رقم

بة التكرار و النس الدافع

النسبة التكرار

64.8 127 حب االستكشاف واالطالع 27.9 54 التسلية والترفيه 17.9 35 متضية الوقت

64.3 126 التعليم والتثقيف 7.1 14 اهلروب من الواقع

6.3 7 ...أخرى ،صدقات ،االتصال باآلخرين

Page 164: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

أفراد العينة تلجأ إىل االنترنيت من أجل يالحظ من خالل اجلدول السابق أن أغلبية باملائة ،وهذا يتوافق مع خصائص عيينة البحث اليت هي 64.8االكتشاف واالطالع وذلك بنسبة

من الشباب الذي يتميز بالبحث دائما على كل ما هو جديد ومواكبة املستجدات على مجيع ل تطوير قدرام الفكرية والعلمية األصعدة ،كما أن الطلبة يريدون االطالع واالكتشاف من أج

.خاصة وأن االنترنيت تعد وسيلة مواكبة لكل جديد ،ومعلوماا تتجدد باستمراروهذا الدافع يتوافق مع سبب 64.3أما التعليم والتثقيف يأيت يف الدرجة الثانية بنسبة

لبحث العلمي ،وكما هو االستخدام يف السؤال السابق الذي متثل يف استخدام االنترنيت يف ا . معروف فإن كل من حب االستكشاف والتعليم والتثقيف تدخل يف خانة البحث العلمي

.يوضح دوافع االستخدام من طرف عينة البحثالتايل الرسم التكراري

020406080

100120140

حباالستكشاف واالستطالع

التسلية والترفيه

تمضية الوقت التعليم والتثقيف

الهروب منالواقع

أخرى(الرسائل

البريدية، ربطعالقات).

التكرار

التكرار

Page 165: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:يبني طريقة استخدام االنترنيت ) 16(اجلدول رقم

التكرار و طريقة النسبة

االستخدام

النسبة التكرار

62.75 123 دائما 15.30 30 أحيانا 21.93 43 نادرا 0 0 إطالقا 100 196 اموع

نالحظ من خالل اجلدول أن أغلبية عينة البحث تستخدم االنترنيت بصفة منفردة وذلك

ادرة تستخدم االنترنيت ترى أا يف مرات ن 21.93،كما أن نسبة تقدر ب 62.75بنسبة تقدر مع شخص آخر،وهذا السؤال يدل يف رأينا على أن االنترنيت هي بالدرجة األوىل وسيلة شخصية وإذا استخدمت بصفة غري فردية فإنه يعين لدينا أن الغرض سواء من أجل املساعدة العلمية

ي حديث الساعة ،أو بغرض محاية اخلصوصية اليت ه...) الدخول إىل املواقع ،البحث عن كتب ( . فيما خيص استخدام االنترنيت

Page 166: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:يبني تصفح أفراد العينة للمواقع اإلباحية)17(اجلدول رقم

العدد والنسبة تصفح املواقع اإلباحية

النسبة العدد

1.02 2 دائما 11.73 23 أحيانا 30.61 60 نادرا 56.63 111 إطالقا 100 196 اموع

وفيما يتعلق بعادة تصفح املواقع اإلباحية اليت يرى املختصون أا تعد من األسباب الرئيسية

17يف اكتساب السلوكيات غري سوية لدى الشباب واملراهقني وحىت األطفال،فإن اجلدول رقم يتصفحوا باملائة من أفراد العينة ال يتصفحون املواقع اإلباحية ،أما الذين 56.63يبني لنا أن

11.73باملائة ،أما املتصفحون هلذا النوع من املواقع أحيانا فقد بلغت 30.61نادرا فقد بلغت كما بني اجلدول أن اثنني من أفراد العينة الذين يتصفحون املواقع اإلباحية بصورة دائمة أي بنسبة

1.02. أن هلذه املواقع أثارها النفسية ومما سلف ذكره يظهر أن الطلبة فئة مثقفة ومتعلمة وتدرك

واالجتماعية عليهم هلذا يتجنبوا ،أما الذين يشاهدوا بصورة نادرة فيمكن أن يفسر هذا بالفضول أو البحث عن اآلخر يف الشبكة العنكبوتية ،أما الذين جييبون بأم يروا أحيانا فقد

اليت تظهر يف ءالصور املخلة باحليايفسر هذا بأم جمربون على رؤيتها من خالل اإلعالنات واملواقع االليكترونية ومواقع الدردشة ،وعلى العموم فإن الطلبة واعون باستخدامهم لالنترنت أكثر

. من غريهم

Page 167: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.التحليلي الكمي والكيفي حملور السلوكيات:املبحث الثالث منهم اإلجابة عليها حسب الطلبة وطلب مت تقدمي جمموعة من السلوكيات والتصرفات إىل

وهل كانت ،جل معرفة مدى تقبل الطلبة هلذه السلوكيات أو رفضهاأمقياس ليكرت من .السلوكيات؟مثل هذه اكتساب االنترنيت عامل مساعد يف

:يبني سلوكيات الطلبة وتصرفام ) 18(اجلدول رقم االجتاه السلوك

موافق بشدة

بشدة معارض معارض حمايد موافق

30 تضيع الوقت15.30

22 11.22

40 20.40

81 41.32

23 11.73

إمهال الفرائض الدينية

28 14.28

18 9.18

38 19.38

101 51.53

17 8.67

مصاحبة رفاق السوء

10 5.1

7 3.57

28 14.28

20 10.20

131 66.83

عدم إتقان العمل

21 10.71

12 6.12

36 18.36

111 56.63

16 8.16

اإلمهال يف العمل

9 4.59

31 15.81

31 15.81

118 60.20

7 3.57

عدم احترام األهل

7 3.57

4 2.04

21 10.71

28 14.28

136 69.38

اإلسراف والتبذير

13 6.63

50 25.51

33 16.83

57 29.08

43 21.93

التوتر الداخلي والقلق

21 10.71

17 8.67

28 14.28

79 40.30

51 26.02

عدم اإلحساس باالنتماء للوطن

22 11.22

4 2.04

27 13.77

114 58.16

29 14.79

عدم االهتمام بالدراسة

25 12.75

19 9.69

16 8.16

97 49.48

39 19.89

Page 168: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يف اكتساب إن القراءة األولية للجدول تظهر أن االنترنيت وخدماا ال تساعد الطلبة سلوكيات غري سوية حيث أن أغلبية العينة أجابوا معارض ومعارض بشدة فيما حيص السؤال

حيث " عدم احترام األهل" املطروح عليهم ،وكانت املعارضة شديدة خاصة فيما يتعلق بسلوكمصاحبة "باملائة، يليها سلوك 83.67عند مجع معارض ومعارض بشدة تصبح النسبة املعارضة

باملائة من أفراد العينة أن االنترنيت التساعدهم على اكتساب 77.04حيت يرى " السوءرفاق .مثل هذا السلوك غري السوي ،أما القيم الدنيا يف املعارضة فتجلت يف سلوك اإلسراف والتبذير

ولكن رغم هذا فيجب علينا أن نرى السلوكيات املوافق عليها من طرف الطلبة من أجل سلوك األكثر قابلية لالكتساب يف حالة توفر الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية معرفة ال

املتعلقني املساعدة وهلذا فعند رسم البيان التكراري للسلوكيات اتضح أنه باإلضافة إىل السلوكينيطن الدينية كان سلوك عدم اإلحساس بالو ضباإلسراف والتبذير وإضاعة الوقت،وكذا إمهال الفرائ

موجود عند بعض أفراد العينة،وبالتايل فعند توفر الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية فإن . هذا السلوك يكون من السلوكيات القابلة لالكتساب خاصة عند الفئات الغري متعلمة

الرسم التكراري التايل يوضح موافق وموافق بشدة

010203040506070

تضييعالوقت

إهمالالفرائضالدينية

مصاحبةرفاقالسوء

عدم اتقثانالعمل

اإلهمالفي العمل

عدماحتراماالهل

اإلسرافو التبذير

التوترالداخلي والقلق

عدماإلحساسباالنتماءللوطن

عدماالهتمامبالدراسة

موافق و موافق بشدة

موافق و موافق بشدة

Page 169: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

: يبني اجتاه الطلبة حنو سلوك العزلة االجتماعية)19(اجلدول رقم

االجتاه السلوك

معارض معارض حمايد موافق موافق بشدة بشدة

العزلة عن اتمع واألسرة

21 10.71

7 3.57

40 20.40

76 38.77

52 26.53

بحوثني أجابوا مبعارض ومعارض بشدة على السؤال نالحظ من خالل اجلدول أن الطلبة امل

باملائة أجابوا 38.77العزلة واالنعزال عن اتمع واألسرة ،حيث أن صاملطروح عليهم فيما خيباملائة أجابوا 14.28باملائة أجابوا مبعارض بشدة،لكن الشيء املالحظ أن 26.53معارض،و

،وهذه )باملائة موافق 3.57باملائة موافق بشدة ، 10.71عند مجع النسبتني (مبوافق وموافق بشدة .النسبة تقارب نوعا ما نسبة عينة الطلبة اليت تستخدم االنترنيت أكثر من ثالث ساعات

وبالتايل نرى أنه حقيقية فإن االستخدام املتكرر ولساعات طويلة يؤدي بالطلبة إىل اإلحساس مبجتمع البحث،وعلى الرغم من أن طبيعة االستخدام أو بالعزلة رغم أن هذه الفئة قليلة مقارنة

باألحرى أغراض االستخدام تلعب دورا رئيسيا يف تكريس العزلة أو جتنبها ،حيث يرى الباحثون أن الدردشة واحلوارات هي اليت تؤدي باألفراد إىل االبتعاد عن العامل احلقيقي واالنضمام إىل العامل

لسليم لالنترنيت يف جعلها وسيلة للبحث واالتصال يقلل من االنعزال االفتراضي ،أما االستخدام اوقد وجدنا يف اجلداول السابقة أن أغلبية العينة تستخدم االنترنيت للبحث العلمي واألخبار والربيد االليكتروين ،وهذا حسب رأينا يتالءم مع هذا التحليل األخري ،وهلذا قمنا بطرح سؤال آخر يتعلق

اه للتأكد من أن االنترنيت تساعد الطلبة على تطوير قدرام الفكرية والعقلية اليت تتناسب باالجت .مع االستخدام العقلي لالنترنيت

Page 170: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

يبني اجتاه الطلبة حنو االنترنيت وعالقتها بتطوير القدرات الفكرية)20(اجلدول رقم :واإلدراكية للمستخدم

االجتاه السلوك

معارض بشدة معارض حمايد موافق دةموافق بش

تطوير القدرات الفكرية للطالب

80 40.81

43 21.93

23 11.73

41 20.91

9 4.59

يرون أن االنترنيت 40.81يتضح من خالل اجلدول السابق أن أغلبية أفراد العينة أي

تستخدم االنترنيت يف ةعينتساهم يف تطوير قدرام الفكرية واإلدراكية،وهذا ما يؤكد أن ال .البحث العلمي والتحصيل الدراسي ،وهذا ما توصلنا إليه يف األسئلة السابقة

كما ميكن أن نضيف أن االستخدام املتمثل يف البحث العلمي يؤدي إىل تطوير القدرات أن الباحثني الفكرية والعلمية واإلدراكية للمستخدم وجينبه العزلة واالنعزال ألن حسب العديد من

أساسا من خالل استخدام االنترنيت ألغراض الدردشة واإلدمان جهده العزلة وهذا االغتراب ينتعليها حىت يؤدي ذلك إىل العيش يف عامل افتراضي مليء بأحالم اليقظة البعيدة كل البعد عن

. احلقيقية والقريبة جدا من اخليال

Page 171: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.و اختبار الفرضيات والكيفي الجتاهات الطلبة التحليل الكمي:املبحث الرابع نتطرق يف هذا املبحث إىل اجتاهات الطلبة حنو القضايا املطروحة عليهم ،وحناول أن حنللها

.انطالقا من الطرح النظري وربطها باالسئلة السابقة

االجتاه القضايا

معارض بشدة معارض حمايد موافق موافق بشدة

ظاهرة بالتعص

23 11.73

11 5.61

40 20.40

89 45.40

33 16.83

الغزو الثقايف الغريب

59 30.10

16 8.16

21 10.71

56 28.57

44 22.44

تغيري معتقد املستخدم

9 4.59

62 31.63

34 17.34

48 24.48

43 21.93

ضرب االنتماء العريب

44 22.45

12 6.12

38 19.38

18 24.48

84 42.85

تغيري مصداقية األسرة

ومرجعيتها

24 12.24

22 11.22

37 18.87

66 33.67

47 23.97

تكوين عالقات افتراضية

38 19.38

11 5.61

37 18.87

14 7.14

96 48.97

احنراف الطلبة

21 10.71

34 17.34

37 18.87

77 39.28

27 13.77

تطوير تفكريهم

22 11.22

45 22.95

12 6.12

79 40.30

43 21.93

Page 172: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

.بشدة فيما حيص االجتاهات قالرسم التكرار التايل يوضح إجابات موافق ومواف

01020304050607080

تجنبظاهرةالتعصب

الغزوالثقافيالغربي

تغيير معتقدالمستخدم

ضرباالنتماءالعربي

تغييرمصداقية ومرجعيةاالسرة

تكوينعالقاتافتراضيةاحسن منالعالقاتالحقيقية

انحرافالطلبة،الشباب

تطويرتفكيرالطلبة

موافق و موافق جدا

موافق و موافق جدا

الطلبة حول القضايا املطروحة عليهم كانت تنالحظ من خالل اجلدول السابق أن اجيابا

ا هناك بعض القضايا اليت كانت اجيابام متضاربة حيث هناك قضايا اعترض عليها الطلبة بينماجيابام مبوافق وموافق بشدة "الغزو الثقايف الغريب "عليها مبوافق وموافق بشدة ،وتصدرت قضيت

باملائة موافق ،كما رأت نسبة معتربة من العينة أن 8.16باملائة موافق بشدة ،و 30.10حيث بلغ .دم ودينه االنترنيت ميكن هلا أن تغري معتقد املستخ

كما وافقت أغلب العينة أن االنترنيت بفضل اإلمكانات اليت تتوفر عليها فيما حيص املعرفة والبحث ميكن أن تساهم يف تطور تفكري الطلبة وقدرام العلمية واملهاراتية وهذا بالذات ماتوصلنا

عليها الطلبة فيما خيص اجيابام أما القضية اليت اعترض.إليه يف األسئلة السابقة فيما خيص السلوك حيث يرى أغلبية أفراد العينة أن االنترنيت ال تساهم يف جتنب هذه " بظاهرة التعص"متثلت يف

الظاهرة ،وهذا منطقي خصوصا وأن أغلبية أفراد العينة من الطلبة تنظر إىل االنترنيت على أا . وسيلة غزو ثقايف، إذا مل يكن استخدامها علمي ومعريف

Page 173: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:اختبار الفرضيات - .املعاجلة اإلحصائية للفرضيات

:الفرضية األوىل

مستوى الداللة درجة احلرية األداة اإلحصائية حجم العينة 0.44 2 1.62=2كا 196

ال توجد عالقة بني استخدام االنترنيت و اكتساب سلوكيات غري سوية ،ألن مستوى الداللة غري .ةحمقق ،إذا الفرضية حمقق

:ةالفرضية الثاني

ألن مستوى الداللة غري حمقق .االجتماعية ال توجد عالقة بني استخدام االنترنيت ومشاعر العزلة .إذا الفرضية حمققة :الفرضية الثالثة

املتوسط احلسايب:م املتغريات االحنراف املعياري:ع

مستوى الداللة قيمة االرتباط :ر

1.78=م استخدام االنترنيت 0.66=ع

0.70 0.028=ر

3.51=م سوء االستخدام 0.81=ع

غري دال إحصائيا

املتوسط احلسايب:م املتغريات االحنراف املعياري:ع

مستوى الداللة قيمة االرتباط :ر

استخدام االنترنيت

1.78=م 0.66=ع

0.56 0.14=ر

مشاعر العزلة االجتماعية

3.19=م 1.40=ع

غري دال إحصائيا

Page 174: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ألن مستوى .عالقة بني مدة االستخدام و زيادة استخدامها يف األشياء غري األخالقية ال توجد .الداللة غري حمقق :الفرضية الرابعة

املتوسط احلسايب:م املتغريات

االحنراف املعياري:ع مستوى الداللة قيمة االرتباط :ر

1.51=م ةالسلوكيات املكتسب 1.33=ع

0.2 0.90=ر

4.33=م البحث العلمي 1.50=ع

غري دال إحصائيا

املكتسبة من طرف الطلبة وأمناط االستخدام املمثلة يف تال توجد عالقة ترابطية بني السلوكيا

.ألن مستوى الداللة غري حمقق.البحث العلمي املتوسط احلسايب:م املتغريات

االحنراف املعياري:ع مستوى الداللة االرتباط قيمة:ر

1.51=م سبةالسلوكيات املكت 1.33=ع

0.52 0.45=ر

1.78=م األلعاب والتسلية 1.59=ع

غري دال إحصائيا

ال توجد عالقة ترابطية بني السلوكيات املكتسبة من طرف الطلبة وأمناط االستخدام املمثلة يف .ألن مستوى الداللة غري حمقق ،وبالتايل الفرضية الرابعة حمققة .األلعاب والتسلية

:خلامسة الفرضية ا مستوى الداللة درجة احلرية األداة اإلحصائية حجم العينة

0.74 8 5.15=2كا 196=ن غري دال إحصائيا

Page 175: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ال يساهم استخدام االنترنيت يف تشكيل اجتاهات الطلبة ألن مستوى الداللة غري حمقق ، وبالتايل . فالفرضية األخرية غري حمققة

ة فئة واعية ويظهر ذلك يف أمناط استخدامها املمثلة أساسا وميكن أن نفسر ذلك بكون الطلب يف البحث العلمي واألخبار ،أما االجتاهات فمازالت حسب رأينا تتشكل من خالل التنشئة االجتماعية للطالب من خالل كل من األسرة واملدرسة واجلماعات األولية واملهنية ،باإلضافة إىل

.كل من اجلامعة واملدرسة الحظنا أن التلفزيون مازال من اهتمامات الطلبة يف الدرجة األوىل، و بالتايل فإذا كان كما

اخلاصة بالطلبة يف القضايا املتنوعة تهناك مسامهة من وسائل اإلعالم يف تشكيل االجتاهافالتلفزيون أوىل بذلك من االنترنيت اليت حسب رأينا تعد من طرف الطلبة وسيلة لنقل املعارف

ت وسيلة لالختراق الثقايف وتكوين االجتاهات والسلوكيات ،كما أا وسيلة لالتصال باآلخر وليسوليست وسيلة للتأثري يف اآلخر أو التأثر به،وبالتايل تبقى األسرة من املرجعيات األساسية للتنشئة

.االجتماعية للطالب رغم وجود االنترنيت

Page 176: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الخـاتمـة

Page 177: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

: اخلامتـةواستخداماا قد أحدثت تقدما علميا كبريا وثورة تأن شبكة االنترنيا الشك فيه مم

معلوماتية هائلة ،وتنوعا منظما يف مواقعها وبرجمياا ،وتطورا يف استخدام بريدها االليكتروين صر اليت ال ميكن وحمادثتها املقروءة والشفوية ،مما جعل استخداماا ضرورة حياتية ،ولغة الع

االستغناء عنها ،وبالرغم من ضخامة دور االنترنيت وشيوع انتشارها ،وفوائدها الكبرية إال أن الشكوى يف هذه األيام يف تزايد مستمر من سوء استخدامها، ووقوع الشباب أسرى يف مالزمة

م على التسلية والترفيه املواقع اإلباحية ،وقضاء ساعات يف الدردشة غري النافعة ،وافت الكثري منهقد أثر يف اجتاهات وسلوكيات املستخدمني ،وخاصة فيما خيص العزلة االجتماعية نتيجة الستخدام الشبكة لساعات طويلة ،كما أن هذا االستخدام من قبل الشباب قد حيدث سلوكيات غري

نفسية ترهاقامرغوبة ،وكٌون لديهم سلوكيات اجتماعية،واحنرافات جنسية، ومتاعب جسمية،و إ .ذات التأثري البالغ يف حتصيلهم الدراسي وأدائهم الوظيفي

ولكن ما الحظناه عند دراستنا لعينة من الطلبة اجلامعني أم كانوا واعون باملخاطر اليت . به اميكن أن تنجر نتيجة االستخدام السيئ هلذه الوسيلة ،فكانت النتائج معاكسة ملا تقدمن

عرض فيما يلي لنتائج الدراسة وفقا للمنطق النظري ،وما أظهرته الدراسات السابقة و نت .وميكن أن نعرض هذه النتائج حسب ترتيب األسئلة

.أمناط االستخدام عند الطلبة -1إن تلفزيون هو الوسيلة األكثر استعماال من طرف الطلبة ،وهذه النتيجة تتطابق مع النتائج -

عظم األحباث ،لكن الشيء اجلديد هو أن االنترنيت احتلت مراتب متقدمة على كل السابقة يف مفاالنترنيت من الصحف والراديو ،وبالتايل فهي وسيلة مجاهريية مثلها مثل التلفزيون ،وبالتايل

.اكتسبت طابعها االجتماعي على األقل يف األوساط اجلامعية ثرية سوءا يوميا أو يف اية األسبوع، وهذا من أجل إن الطلبة يستخدمون االنترنيت بنسب ك-

الدراسة بغرض البحث العلمي أو أن هلم القدرة العلمية واللغوية للتعامل مع هذه الوسيلة وخاصة باملائة يستخدمون 60.2فيما حيص احملادثة الفورية والربيد االليكتروين ،كما أن أغلبية الطلبة

. االنترنيت يف املقهى االليكتروين

Page 178: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

أو يف الليل ألن هذه الفترات تعد ءأن أغلبية أفراد العينة يستخدمون االنترنيت يف املسا- يمبثابة أوقات فراغ لدى الطلبة،كما أن هذه الفترة تعد كذلك فترة مناسبة لالتصال االجتماع

تصال االجتماعي بالنسبة للطلبة،وهذا ما جيعلنا نرى أن هناك تقاطع بني االتصال االليكتروين واالكما أن استخدام االنترنيت ساعد الطلبة على تطوير وتدعيم االتصال االجتماعي، وهذا خيلق فضاء للحوار من جهة ،وإجياد مواضيع علمية وترفيهية متعلقة باالنترنيت من أجل املناقشة واحلوار

ىل العزلة واالنعزال وهذا عكس ما توصلت إليه بعض الدراسات اليت تقول بأن االنترنيت تؤدي إ .عن اتمع واألسرة

ألغراض التعليم والتثقيف ،وتكون مدفوعة حبب تإن أغلبية أفراد العينة يستعملون االنترني- االستكشاف واالطالع ،وهذا ألن الشباب بصفة عامة والطلبة بصفة خاصة يتمتعون بالبحث عن

االنترنيت من أجل متضية الوقت أو اهلروب من اجلديد واكتشاف اآلخر ،كما أم ال يستخدمون يف استخدامهم لالنترنيت ،وبالتايل يكونون بعيدين عن االحنراف الواقع، وهذا ما جيعلهم اجيابيني

والعزلة خاصة وأن أغلبية العينة ال تتصفح املواقع اإلباحية العتبارات تتعلق بالدين واألخالق وعدم .األمهية

: الجتاهات عند الطلبةحمور السلوكيات وا-2تشري نتائج الدراسة التحليلية حول أثر استخدام االنترنيت على الطلبة اجلامعني واجتاهام

ع للخدمة يف سأن هناك إقبال متزايدا على الشبكة الدولية للمعلومات بني الطلبة بسب االنتشار الوا . مجيع املدن اجلزائرية البيوت واجلامعات ومقاهي االنترنيت املنتشرة يف

وقد أثبتت الدراسة أن استخدام االنترنيت من طرف الطلبة الجيعلهم يكتسبون بعض السلوكيات السلبية غري السوية، وهذا ألن الطلبة اجلامعني هم فئة واعية من اتمع تستخدم

الذي يهدف إىل االنترنيت من أجل البحث العلمي للتحصيل الدراسي، وكذا احلوار االجيايبالتعايش واملصاحلة والسلم وتقبل اآلخر كما هو،باإلضافة إىل البحث عن األخبار من اجل مسايرة

.الوقائع واألحداث احمللية والدولية كما بينت الدراسة أنه ال توجد عالقة بني مدة االستخدام لالنترنيت ومشاعر العزلة

تخدم االنترنيت يوميا ألكثر من ثالث ساعات ،وهذا عكس االجتماعية رغم أن أغلبية العينة تسما أثبتته بعض الدراسات يف دول عربية وأجنبية ،ولكن يف اجلزائر نعتقد أن االنترنيت ساعدت

Page 179: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

على تطوير االتصال االجتماعي من حيث توفري للطلبة مواضيع قابلة للنقاش عن املغامرات حبار وحىت االتصال ،كما أن االنترنيت اعتربت حسب واالجنازات احملققة يف جمال البحث واإل

الباحثني امتداد للفضاء العمومي الذي نعيش فيه ،وتكملة له، ورمبا يكون السبب يف ذلك راجع إىل كون اتمع اجلزائري هو جمتمع شفوي ال حيب العزلة واالنعزال ،وهذا عكس ما توصل له

املستخدم لالنترنيت أصبح قليل الكالم وحسر الدكتور حممد لعقاب يف دراسته حيث وجد أن .أصدقاءه وأصبح له أصدقاء يف الشبكة

كما توصلنا يف دراستا أن مدة االستخدام ليست هلا عالقة بزيادة استخدامها يف املواقع إىل ، أو املواقع املشبوهة باالستخدام اإلرهايب،وهذا راجع)املواقع اإلباحية خاصة(الغري أخالقية

يكون العينة املبحوثة من الطلبة تستخدم االنترنيت بالدرجة األوىل من أجل البحث العلموالتحصيل الدراسي واألخبار والدردشة،وبالتايل املدة حسبهم ال تؤثر عليهم يف استخدامها يف عري

ألسرة ذلك ألم جمهزين مبيكانزمات دفاع تتمثل يف الدين و األخالق والتربية السليمة من ا . ةواجلامعوهذا يف احلقيقة ما أكدته الفرضية الرابعة على أنه ال توجد عالقة ترابطية بني السلوكيات

واحملتويات ألن السلوك حسب عينة البحث يتكون انطالقا من األسرة ماملكتسبة وأمناط االستخدا،وهذا رغم ما أكده الباحثني بأن ،بعيدا عن االنترنيت وحمتوياا عو املسجد واجلامعة واتم

.البحث عن حمتوى سيئ سيؤدي حملالة إىل اكتساب سلوك سيئ أما النتيجة األخرية فتمثلت يف أن االنترنيت ال تساهم يف تشكيل اجتاهات الطلبة حول

أن أكمل وجه ،كما ىبعض القضايا ،ألن هناك مؤسسات رمسية وغري رمسية تقوم ذا الدور علالطالب اجلامعي له بعض املؤهالت اليت تساعده على احلكم على األشياء بعيدا عن األفكار اليت يتلقامها من الشبكة العنكبوتية، كما ميكن أن نضيف أن الطلبة اجلامعيني يستخدمون االنترنيت يف

أدىن حيث ةيالبحث العلمي والبحث عن املعلومات أكثر من األفراد الذين حيملون مستويات تعليم .الترفيهية واالتصاالت اهلاتفية والربيد االليكتروين والدردشة تمييلون إىل االستخداما

ونستنتج من كل ما تقدم أن الشبكة هي فضاء معلومايت مفتوح للطلبة ،وهذا الفضاء ال املستخدمني خيضع لضوابط حمددة حىت داخل األسرة الواحدة ،حيث الحظنا أن النسبة الكبرية من

يستخدمون االنترنيت يف املقاهي االفتراضية ،وهذا يدل على مدى انفتاح البيئة االتصالية اليت

Page 180: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الرئيسية لتكوين السلوكيات تجلبتها شبكة املعلومات الدولية و لكنها مل ترقي إىل احملددا .واالجتاهات وحىت القيم لدى الطلبة

ا اخلطري يف حياتنا التربوية واالجتماعية واألسرية ،وحاجتنا ودورهانطالقا من أمهية االنترنيت و العلمية واملعلوماتية وضرورة وجودها يف مجيع مرافق حياتنا ،ووسيلتنا الفعالة ملواكبة حياتنا املعاصرة وإفادتنا مما ذكرناه يف السابق من آثار سلبية قد حتدت عند استخدامنا املتكرر لالنترنيت

كياتنا واجتاهاتنا ،وإقرارا بضرورة حسن استخدام االنترنيت ،وابتعادا عن املواقع وتأثريها على سلواإلباحية وآثارها السلبية واخلطرية على السلوكيات والتصرفات وتكوين العادات السيئة بسب سوء

.االستخدام مة والطلبة ومن هنا يأيت االهتمام املشروع بالتفكري يف تعليم وتأطري الشباب بصفة عا

بصفة خاصة للتعامل االجيايب مع االنترنيت ،فكل من األسرة واملدرسة واجلامعة واملسجد مطالبني بلعب دورهم لتوجيه أبنائنا وبناتنا يف االجتاه السليم لالستفادة من هذه الوسيلة احلديثة العلمية يف

تلف ااالت وامليادين نفس الوقت واليت حتمل العلوم واملعارف واملوسوعات ومواقع يف خمواجلامعة مطالبة من جهتها بربط براجمها بالشبكة وحتديد املواقع اليت يستفيد منها الطلبة اليت هلا

.عالقة باملواد اليت يدرسوا الرمسية وغري الرمسية والدينية وخاصة املسجد ةكما أن اتمع املدين واملؤسسات االجتماعي

يف التحصني الثقايف والقيمي للطلبة ،خاصة أن هذه املؤسسات هي الدعامة مطالب بلعب دوره األساسية للتكوين االجتاهات والسلوكيات للشباب ،وهذا ما يؤدي إىل حصر اهلدف من االنترنيت يف اية املطاف إىل ضمان االستفادة املعرفية واملهاراتية يف مجيع امليادين، ومن واجب

ية األخرى أن ال تبقى مكتوفة األيدي واحلديث فقط عن الغزو الثقايف اجلزائر والدول العربوالقيمي والديين ،بل يتوجب علنا تقدمي ما حيتاجه هذا الشباب على االنترنيت، فيجب هنا

واليت ناملسامهة يف اإلنتاج العلمي واملعريف ،والتركيز على إنتاج حمتويات عربية يف مجيع امليادي .ة اإلسالمية العربية تتماشى مع الثقاف

هلذا فإن التوجيه ومراقبة املواقع اإلباحية اليت تضر بشبابنا ال يكفي، لذلك جيب أن يتعداه إىل إنشاء مواقع حتمل بصمات الثقافة واحلضارة اإلسالمية على الشبكة ،وتستجيب ملا يبحث عنه

وحىت ةوالعلوم والرياضة والسياسالشباب و الطلبة يف خمتلف جماالت اهتمامام يف املعرفة واليت ااملوسيقى الراقية،كما جيب االبتعاد عن ثقافة االستنساخ اليت أصبحت سائدة بني طلبتن

Page 181: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

بدورها تؤدي إىل قتل املبادرات واملهارات الفردية ،وجيب أن نقف هنا، ونقول أننا بصدد احلديث يل جيب أن تكون هناك سياسة و إستراتيجية باملائة من أفراد اتمع اجلزائري ، و بالتا 70عن

علمية ختص فكرهم وقيمهم ومبادئهم واجتاهام وسلوكيام ،وحىت تصورام للواقع الذي يعيشونه، وهذا لتجنب الوهم الذي سيطر على عقوهلم حبيث جيعلهم خياطرون بأنفسهم وميتهنون

احلايل أصبح حباجة ماسة إىل دراسة اهلجرة السرية اليت أصبحت هاجسهم ،وبالتايل فإن الوضع :أمهها نوافية ويتطلب ذلك اختاذ إجراءات جازمة وم

أوال جيب على املؤسسات الرمسية وغري الرمسية مثل األسرة واملدرسة واملسجد ،وحىت -1 ها النوادي الثقافية واالجتماعية املختلفة أن تلعب دورها على أحسن وجه أكثر من ذي قبل باعتبار

املؤسسات األوىل للتنشئة االجتماعية قبل االنترنيت ،وهي املسؤولة األوىل على تكوين االجتاهات .والسلوكيات والقيم واملعتقدات

ضرورة توعية الطلبة على حسن استخدام االنترنيت يف رفع مستواهم العلمي والثقايف - 2 ة مبكرة يف برامج علمية تطبيقية إلبراز الفائدة والتربوي والتحصيل العلمي والتأهيل الوظيفي بصور

.احلقيقية من استخدام االنترنيتتنظيم دورات تنظيمية يف توعية وتأهيل الشباب بصفة عامة والطلبة بصفة خاصة على - 3

حسن استخدام االنترنيت واستثمار الفوائد العلمية والثقافية واالجتماعية والدينية من خالل مواقع نترنيت املتنوعة النافعة ،وجتسيم أضرار بعض املواقع احملظورة ،وأثارها السلبية على السلوك اال

.واالضطرابات النفسية والقلق واإلدمان الضار الذي يكونه اإلفراط يف استخدام االنترنيت تشجيع املشاركة االجيابية يف االنترنيت عن طريق إنشاء حمتوى معلومايت عريب خيدم -4

الشباب والطلبة مما جيعلهم يستغنون عن املواقع اليت حتمل اجلينات واألخالقيات الغربية اليت دم كيام وقيمهم ،ويكون هذا بطبيعة احلال عن طريق التعاون بني اجلامعات العربية واملؤسسات

.العلمية والبحثية يف الوطن العريب سلوك لية عند الطلبة وحماولة معرفة أسباا، مثالنظر إىل السلوكيات واالجتاهات السلب-5

الذي كانت نسبته معتربة عند الطلبة،و عليه جيب أخذ األمور " عدم اإلحساس باالنتماء للوطن" .جبدية لتفادي االنزالقات اخلطرية للشباب والطلبة

. لالنترنيتتوفري خمتصني يف اجلامعات لتوجيه الطلبة وتأطريهم دف االستخدام االجيايب-6

Page 182: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

على نشر ةاجلامعات اجلزائرية وخمتلف املؤسسات العلمية واألكادميية والبحثيتشجيع -7 حبوثها ودراساا يف مواقع يستطيع الطلبة الشباب االطالع عليها،باإلضافة إىل تصميم مواقع تتسم

.ال ينحرف بالقيم واملبادئ العربية اإلسالمية حىت يستطيع الطالب أن يتكيف معها و

Page 183: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

المـراجـع

Page 184: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:املراجع .باللغة العربية :أوال

:الكتب -1 :كتب املنهجية واملوسوعات - ا

دار آرام :األردن، االتصال واإلعالم يف اتمعات املعاصرة ، أبو األصبع، صاحل خليل -1 .1995، 1للدراسات والنشر والتوزيع ،ط

دار النهضة :،بريوت ،اجلزء األول اعيعلم النفس االجتم أبو النبيل، حممود ، -2 .1985لعربية،ا

،وزارة اإلعالم ،املكتبة 61كتاب العريب ة، سلسلوصناعة املستقبل ةاملعرفأبو زيد، أمحد ، -3 . 2005،يوليو 1الكويتية ،الكويت ،ط

، 1،طديوان املطبوعات اجلامعية:اجلزائر ، مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال إحدادن، زهري، -42002 .

.1،1988،طدار املريخ : الرياض، مناهج البحث يف علم املعلومات واملكتبات أمحد، بدر ،-5سنة دار املعارف ،دون :القاهرة ، )نوابغ الفكر الغريب( جون ديوي،االهواين، فؤاد امحد -6 .نشر

،خمرب علم )رابح كعباش :ترمجة(،)عناصر منهجية (البحث يف االتصال فايل ،.االرامي، ب -7 .2004اجتماع االتصال ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،

)الشخصية ونظم املعلومات (تكنولوجيا االتصال املعاصرة البطل، مىن حممد إبراهيم ، -8 .2000، 1،القاهرة ،ط

1،الدار العربية للعلوم ،ط علم النفس وتطبيقاته االجتماعية والتربويةاجليسامي، عبد العلي ، -91994 .

دار املستقبل للنشر :عمان ، اإلعالم الكوين وتكنولوجيا املستقبلاهلامشي، حممد أهلاشم ، -10 .1،2001والتوزيع ،ط

دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع :اجلزائر ، يف سيكولوجية الشبابالوايف، عبد الرمحن ، -11 .1996، 1ط

Page 185: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

دار هومة للطباعة والنشر :اجلزائر ، عيف سيكولوجية الفرد واتم عبد الرمحن ، الوايف، -12 .1996، 1طاجلزائر ،

عامل الكتب :القاهرة ، الدراما التليفزيونية وأثرها يف حياة أطفالنااحلسيين، أماين عمر ، -13 .2005 1،طأكادميية نايف :الرياض ، تأثري الغزو الثقايف على الشباب العريباحلسن، إحسان حممد ، -14

.1998، 1منية ،ط العربية للعلوم األيف التنشئة االجتماعية وعالقتها مبخاوف ةاالجتاهات الوالديالكيتاين فاطمة منتصر ، -15

.2000، 1دار الشروق ،ط:عمان ، لدى أطفالنا الذات .1985، 1دار الفكر العريب ،ط:القاهرة، لتأثري وسائل االتصاالكمال، فرح ، -16املنظمة العربية :تونس ، ) الثقافة والقوى البشريةيف(ثقافة الشباب الكنيسي، محدي ، -17

.2005، 1،طللتربية والثقافة والفنون، عمان ) دراسة حتليلية(جرائم احلاسب اآليل واالنترنيت املناعسة، أسامة امحد وآخران ، -18

.2001، 1دار وائل للنشر والتوزيع ،ط: .4،1971مكتبة االجنلو مصرية، ط:القاهرة ، األسس االجتماعيةالنجيحي، حممد لبيب ، -19 .1983، 2دار النهضة العربية ،ط:بريوت ، الثقافة و الشخصيةالساعايت، سامية ، -20الدار املصرية اللبنانية :القاهرة،الشباب العريب والتغيري االجتماعي الساعايت، سامية ، - 21

2003 . وزارة :الكويت، 40العريب ،سلسلة كتاب نقمة ثورة املعلوماتالسيد خبيت، حممد ،-22

. 2000،افريل 1اإلعالم ،املكتبة الكويتية ،ط ضة مصر للطباعة :القاهرة،)رؤية نقدية عربية (املعلوماتية وحضارة العوملة ،السيد، يسني ،-23

.2001والنشر والتوزيع ، دون طبعة ،فة اجلامعية ، دون طبعة دار املعر:اإلسكندرية، صراع األجيالالسيد عبد العاطي، السيد، -24،1996.

املنظمة العربية :القاهرة، التسويق يف عصر االنترنيت واالقتصاد الرقميالعالق، بشري، -25 .2004، 1،ط) حبوث ودراسات (للتنمية اإلدارية

Page 186: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

مكتبة غريب :القاهرة، مناهج البحث يف العلوم االجتماعيةالفوال، صاحل مصطفى ، -261982.

دار :القاهرة، العرب وتكنولوجيا االتصال ،حتدي الثورة املعلوماتيةالرمحن ، الفصيل، عبد-27 .2001النهضة العربية ،

دار الكتاب :الغني ،اإلمارات العربية املتحدة ، والتكنولوجيا احلديثة ماإلعالالصادق، رابح، -28 . 2004، 1اجلامعي ،ط

.1981 ،1العربية للكتاب ،ط رالدا :ليبيا،التعلم والتعليم تنظرياالقذايف، رمضان ، -29،سلسلة كتب املستقبل العريب اإلعالم العريب وايار السلطات اللغويةأخلوري، نسيم ، -30 .2005، 1مركز الدراسات الغربية ،ط :بريوت ،لبنان،

1مكتبة مدبويل ،ط:القاهرة، املعجم الشامل للمصطلحات الفلسفيةاخلفين، عبد املنعم ، -312000.

ديوان :اجلزائر، يف عامل االتصال:الدور الوظيفي لوسائل اإلعالم بوجالل، عبد اهللا ، -32 .1994املطبوعات اجلامعية ،

صدمة االتصال الشمويل ،األنظمة واتمعات يف مواجهة التحديبن حالة، فؤاد ، -33 1ر والتوزيع ،طمنشورات املؤسسة الوطنية للنش:اجلزائر،)من العربية امحد عظيمي :ترمجة(،،2005.

.1،1996،دار األمة ،اجلزائر ،ط هذه هي الثقافةبن نعمان، امحد ، -34 .1984منشأة املعارف ،:اإلسكندرية، علم النفس االجتماعيجالل، سعد ، -35مكتبات الصفحات :الرياض ،)القوانني واإلجراءات (تعديل السلوك مجيل، اخلطيب، -36

.1990، 1،ط الذهبية للنشر والتوزيعبريوت ،)فؤاد شاهني :ترمجة(، موسوعة علم النفسدورون روالن، فرنسوا بارو ، -37

. 1991، 1عويدات للنشر والطباعة ،ط : نظريات وسائل،)كمال عبد الرءوف:ترمجة(روكيتش.،ساندرا بول . ديفلري ملفني ل -38

. 2002، 4الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،ط :القاهرة، اإلعالم

Page 187: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

ديوان املطبوعات اجلامعية :اجلزائر ، ةمقدمة يف وسائل االتصال اجلماهرييدليو، فضيل ، -39،1998.

املخاطر والتحديات والتأثريات االجتماعية:تكنولوجيا االتصال درويش، اللبان شريف، -40 .2000، 1الدار املصرية اللبنانية ،ط:القاهرة،

1أبو ظيب ،ط،)دراسة مترمجة (خدام املعلومات يف اتمع اثر است هيل، مايكل ، -41،2004.

دار :القاهرة، دور وسائل اإلعالم يف تقدمي القدوة للشباب اجلامعيوهيب، سحر حممد ، -42 . 1996، 1الفجر للنشر والتوزيع ،ط

لنشر دار الشروق ل:جدة ،السعودية، البحث العلمي ،مناهجه وتقنياتهزيان، عمر حممد ، -43 . 1983والتوزيع والطباعة ،

. 1972، 1،ط قواعد البحث العلميزيدان، عبد الباقي ،-44 تكنولوجيا االتصال التفاعلي يف عصر الفضاء االليكتروين أملعلومايتحافظ، امسا حسني ، -45

. 2005، 1،الدار العربية للنشر والتوزيع ،ط الرقميالس الوطين للثقافة :الكويت، شكالت اليت يواجههاالشباب العريب واملحجازي، عزت ، -46

.1978والفنون ،القاهرة ، وظائف االتصال اجلماهريية ،الوظيفة اإلخبارية لوسائل اإلعالممحدي، حسني ، -47

.1991دار الفكر العريب ،:دار النهضة :بريوت، معجم علم النفس والتحليل النفسيطه، فرح عبد القادر وآخرون ، -48 .1985، 1ربية للطباعة والنشر ،طالع

،اجلزء ثاين )حافظ اجلملي :ترمجة(، علم النفس االجتماعيكلينربرغ، اوتو ، -49 .1965، ،دطاملطبعة العمومية:دمشق،سوريا،

)املنظور ألنسقي االتصايل(اإلرشاد والعالج النفسي األسري ،كفايف، عالء الدين ، -50 .1999 ،1دار الفكر العريب ،ط:القاهرة،

.1999، 1دار هومة ،ط:اجلزائر، االنترنيت وعصر ثورة املعلوماتلعقاب، حممد، -51 2007،يناير 1دار هومة، ،ط :اجلزائر، وسائل اإلعالم واالتصال الرقميةلعقاب، حممد ، -52

Page 188: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

أصوات متعددة وعامل واحد ،االتصال واتمع اليوم وغداماكربايد، شبون وآخرون ، -53 .1981،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،:راجلزائدراسة يف األبعاد النظرية والعلمية لتكنولوجيا ( تكنولوجيا االتصال حمفوظ، حممد ، -54

.2005دار املعرفة اجلامعية ،:مصر،) االتصالالنظرية (اجلماهريي واتمع احلديث، االتصالحممد جابر، سامية، -55

.1998عارف اجلامعية ، دار امل:،اإلسكندرية)والتطبيق استخدام تكنولوجيا االتصال يف اإلنتاج اإلذاعيحممد عبد الوهاب، عبد الباسط ، -56

.2005املكتب اجلامعي احلديث ، :القاهرة، والتلفزيوينوزارة :الكويت،سلسلة كتاب العريب ، سيكولوجية الربيد االليكتروينحممد صاحل، امحد ، -57

.2004، 1تية ،طاإلعالم ،املكتبة الكويالدار العاملية للنشر والتوزيع :القاهرة، دراسات يف إعالم الطفلحممود امحد مزيد ،-58 .1،2006،طإتراك للنشر :القاهرة، علم النفس االجتماعي املعاصرحممود السيد، عبد احلليم وآخران ، -59

.2004، 1والتوزيع ،ط ،دار م ،دارسة يف السلوك اإلنساين وجوانبهعلم النفس العاحممد عبد اهللا حممدي امحد ، -60

.1999املعرفة اجلامعية ،الدار :القاهرة، االتصال ونظرياته املعاصرةحسني السيد ، ىمكاوي حسن، عماد ، ليل -61

.2001،مايو 2املصرية اللبنانية ،ط ،القاهرة تكنولوجيا املعلومات واالتصالمكاوي حسن، عماد ،حممود علم الدين ، -62

2000. ،الدار املصرية تكنولوجيا االتصال احلديثة يف عصر املعلوماتمكاوي حسن، عماد ، -63

.1997، 1اللبنانية ،القاهرة ،ط .2004 ،دار الفجر للنشر والتوزيع:القاهرة، املعجم اإلعالميمنري حجاب، حممد ، -64فجر للنشر والتوزيع ،دار ال ث،الد الثال املوسوعة اإلعالميةمنري حجاب، حممد ، -65،2003.

Page 189: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

. 2003،الد الرابع ،دار الفجر للنشر والتوزيع املوسوعة اإلعالميةمنري حجاب، حممد ، -66،الد السادس ،دار الفجر للنشر والتوزيع املوسوعة اإلعالميةمنري حجاب،حممد، -67،2003.

.2001، 1ر املناهج ،ط دا:عمان، تكنولوجيا املعلوماتساملي عالء، عبد الرزاق ، -68مطابع اهليئة املصرية للكتاب :اإلسكندرية، قاموس علم االجتماععاطف غيث، حممد ، -69 .1989 1،ط 2عامل الكتاب،ط:القاهرة، نظريات اإلعالم واجتاهات التأثريعبد احلميد، حممد ، -70

2000 . دار الفكر :عمان، وأساليبهالبحث العلمي ،مفهومه ،أدواته عبيدات، حممد وآخرون ، -71

.1998للطباعة والنشر والتوزيع ، رؤية يف انثروبولوجيا االتصال(االتصال والسلوك اإلنساين عبس حممد يسرى، إبراهيم، -72

.1999دار بيطاش للنشر والتوزيع ،:اإلسكندرية) . 1988دار الفكر العريب ،:القاهرة، دليل البحث العلميعويس علي، خري الدين، -73سلسلة كتب ،)حنو فكر إعالمي متميز(دراسات يف نظرية االتصال عزي، عبد الرمحن ، -74

. 2003ديسمرب/،كانون األول1مركز دراسات الوحدة العربية،ط:بريوت ،لبناناملستقبل العريب ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر :بريوت، علم النفس العامعيساوي، عبد الرمحن، -75

.سنة نشر ع ،دونوالتوزي .1981دار املعارف ،:بريوت ، الدراسات السيكولوجيةعيساوي، عبد الرمحن، -76دارسة ميدانية للوعي املروري ،مشكالت الشباب العريب املعاصرعيساوي، عبد الرمحن، -77

.1992لدى الشباب،الدار اجلامعية ،دار :اإلسكندرية، ةالجتماعياملرجع يف مصطلحات العلوم اعلي حممد، حممد وآخرون، -78

.1985املعرفة اجلامعية ،، )رؤية ملستقبل اخلطاب الثقايف العريب(العربية وعصر املعلومات ةالثقافعلي، نبيل ، -79 عالوطين للثقافة والفنون واآلداب،مطاب سال:الكويت،276عامل الفكر ةسلسل .2001ديسمرب،السياسة

Page 190: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

التنشئة االجتماعية للطفل يف األسرة العربيةوآخرون ،عماد الدين، إمساعيل حممد -80 .1983، 7دار النهضة العربية ،ط:القاهرة،

.1988، 1مكتبة إبراهيم احلليب ،ط:السعودية، تصرفات سلوكيةصبحي السيد ، -81 .1989 ،3،طمكتبة االجنلو مصرية:القاهرة، سيكولوجية املراهقةقشقوش، إبراهيم، -82الدار املصرية اللبنانية :القاهرة،الشباب العريب و التغيري االجتماعياهيم، قشقوش، إبر -83

2003. ،،دار الفكر العريب للنشر والتوزيع ،دون مقدمة يف العلوم السلوكيةربيع حامد، عبد اهللا، -84

.سنة نشرجلامعية ،دار الراتب ا الوظيفة اإلعالمية للشبكة االنترنيتردمان الدناين، عبد املالك، -85 .2000 1،طمطابع املعارف :تونس، يف سبيل جمتمع جديد ومستقبل أفضلرزق اهللا، عبد ايد، -86

.1987للطباعة والنشر ،حبث حتليلي يف اآللية التقنية ( اجتماعية- االنترنيت واملنظومة التكنورحومة، علي حممد ، -87

مركز :بريوت ،لبنان،53ات الدكتوراه ،سلسلة أطروح)لالنترنيت و منذجة منظومتها االجتماعية . 2005،يوليو 1ربية،طعدراسات الوحدة ال

املنظمة العربية للتربة :القاهرة، ،اآلثار الثقافية عرب األقمار الصناعيةرشيت، جهان أمحد -88 .1991والثقافة ،

اإلسكندرية زمرك :اإلسكندرية،املعلومات واحلاسب االليكتروين منظشوقي، سامل، -89 .1995للوسائط الثقافية واملكتبات ،

دار قباء للطباعة :القاهرة، اإلسالمي وتكنولوجيا االتصال ماإلعالشرف، عبد العزيز ، -90 .1998والنشر والتوزيع ،

.1986، 6دار ومكتبة اهلالل ،ط:بريوت، مبادئ علم النفسغالب ،مصطفى ، -91منشورات مكتبة هالل ،)ذ اجلنسيالشذو(يف سبيل موسوعة نفسية غالب، مصطفى ، -92 .1987 ،2،ط

Page 191: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

دار الغرب للنشر والتوزيع :اجلزائر،مبادئ يف التنشئة االجتماعيةخواجة، عبد احلميد ، -932005.

االت والصحف-2 .1995ماي 437العريب،العدد- .1995يوليو440العريب، العدد- .2001اكتوبر 515العريب ،العدد- .2002ر أكتوب 527العريب، العدد- .2002نوفمرب528العريب، العدد- .2002ديسمرب529العريب، العدد- .2002يوليو 524العريب، العدد- .2002 سبتمرب526العريب، العدد- .2002ديسمرب529العريب، العدد- .2006ديسمرب577، دالعريب، العد- .2006اغسطس573العريب،العدد- .2007جانفي 578العريب ،العدد- .2007مارس580، دالعريب، العد- .1996)يناير(كانون الثاين 203املستقبل العريب، العدد- .2007)يناير(كانون الثاين 335املستقبل العريب، العدد- .2004)ديسمرب(األول ن، كانو12، العدد20 دالعلوم، ال- .2004ديسمرب/، أغسطس8/9 ن، العددا20العلوم، الد- .2006، مارس26 ة، احلولي242 ةعية، الرسالحوليات اآلداب والعلوم االجتما- .2003الوسيط يف الدراسات اجلامعية ،دار هومة ،اجلزائر ،اجلزء الرابع ،- 2005،جوان 12جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جملة علمية حمكمة نصف سنوية ،العدد -

.جامعة باتنة

Page 192: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

،جوان 14مة نصف سنوية ،العدد جملة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جملة علمية حمك- .،جامعة باتنة 2006

.،جامعة بغداد 1998،تشرين األول 9،الد 36جملة الثقافة النفسية ،العدد- .،جامعة بغداد 1968، 1الة االجتماعية للعلوم االجتماعية ،العدد-عالم واالتصال ،جامعة ،معهد علوم اإل1991،شتاء 5،العدد لالة اجلزائرية لعلوم االتصا-

.اجلزائر ،معهد علوم اإلعالم واالتصال ،جامعة 1996،جويلية14الة اجلزائرية لعلوم االتصال ،العدد -

.اجلزائر .قسم علوم اإلعالم واالتصال ،جامعة اجلزائر 1993-1992، 1جملة حبوث ،العدد - :املذكرات والرسائل اجلامعية والوثائق-3،أطروحة دراسة استكشافية لالنترنتني اجلزائريني:جمتمع اإلعالم واملعلومات ،حممد لعقاب -

لنيل درجة دكتوراه دولة يف علوم اإلعالم واالتصال ،جامعة اجلزائر ،كلية اآلداب واللغات ،قسم . 2000/2001علوم اإلعالم واالتصال ،

دراسة استطالعية(ى الشباباثر وسائل اإلعالم على القيم والسلوكيات لدسعيد بومعيزة ، -،أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة يف علوم اإلعالم واالتصال ،جامعة اجلزائر )مبنطقة البليدة

. 2004/2005،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،قسم علوم اإلعالم واالتصال ، الستخدام مصادر دراسة (إتاحة واستخدام مصادر املعلومات االليكترونية بلعباس عبد احلميد ،-

،مذكرة لنيل )املعلومات من قبل طلبة الدراسات العليا باملكتبة اجلامعية حممد بوضياف ،املسيلة شهادة ماجستري يف علم املكتبات والتوثيق ،جامعة املسيلة ،قسم علم املكتبات والتوثيق

2005/2006 . ،رسالة ماجستري يف علم بني الوالداتاجتاهات األسرة اجلزائرية حنو املباعدة كمال عبد اهللا ، -

.1990/1991النفس العيادي ،معهد علم النفس وعلوم التربية ،جامعة اجلزائر ،

:اجلرائـــد-

.2007،مارس 13إىل 07،من 02أسبوعية اهلاتف اجلوال ،العدد -

Page 193: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

:ثانيا باللغة الفرنسية:الكتب

1-Bernard lamazet .Ahmed slimane .Dctionnaire encyclopédique de science de l’information et de la communication .ellipses.paris.1997.

2-Benot Aubet .les technologies de l’information et d’organisation .Goetan marin .Québec .canada.1991. 3-Francois Leslé et Nicolas Macarez.le multimédia .ed.1.que sais-je.paris.1998. 4-Guegen Nicolas et Tobin Laurance .communication .société .Internet .ed .hamarttan.paris .1998. 5-Henri piéton .Traité de psychologie appliquée. Tome 1.PUF paris .1960. 6-Norbert Sillamy .Dictionnaire de la psychologie .libraire .la rousse .canada .1989. 7-Norbert Sillamy .Dictionnaire encyclopédique de la psychologie.ed.michel mastrojanni.1980. 8-Odile Ambry .l’Internet le réseaux en10 question .culture et société.RFI.1996. 9-Philippe berton.la tubue informatique.ed 1metaline.paris.1996. 10-lazar Judith .sociologie de la communication de mass .Armand Collin .paris .1991. 11-Wolton Dominique .Internet et après .théorie des nouveaux medias .flammarin .paris.1999.

:املواقع االليكترونية htt//www.startrmes2.com. htt//www.Afkaonline.org. htt//www.moe.gov.jo. htt//www.taaklinews.org.

Page 194: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

الفهـرس

Page 195: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

هرسـالف

مقدمة 1................................................................... اإلطار املنهجي

3- 2...................................................................... اإلشكالية 3................................................................. .......الفرضيات

3............................................................ أسباب اختيار املوضوع 5-4.................................................................. أمهية الدراسة 10-5......................................................... .......املنهج وأدواته

10.............................................................................العينة 19- 11........................................................... حتديد املصطلحات 23-20.................................................. ..........الدراسات السابقة 24..................................... املقتربات النظرية لدراسة التأثري:الفصل األول

25............................................................................. متهيد 36-26...........................................لوجياملقترب السيكو:املبحث األول 41-37....................................... اجتماعي- املقترب التكنو:املبحث الثاين 46-42............................................. املقترب اإلدراكي :املبحث الثالث 53-47......................................... .....املقترب االجتماعي:املبحث الرابع 54.............................................. الية االنترنيتــإشك:الفصل الثاين

55............................................................................. متهيد 66-56...............................................طبيعة االنترنيت :املبحث األول 73- 67:.............................................. وظائف االنترنيت:املبحث الثاين 80-74................................................ ثقافة االنترنيت:املبحث الثالث 95-81............................. نترنيتاآلثار املترتبة عن استخدام اال:املبحث الرابع

Page 196: ﺔﻴﻨﺍﺩﻴﻤ ﺔﺴﺍﺭﺩbiblio.univ-alger.dz/xtf/data/pdf/1123/BOURAHLA_SLIMANE.pdfﻢﻴﻘﻟﺍﻭ ﺕﺍﺩﺎﻌﻟﺍﻭ ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺎﻫﲑﺛﺄﺗ

96.................................. والشباب اته، االجتاياتالسلوك:الفصل الثالث

97............................................................................ متهيد 107-98............................ ......................السلوكيات:املبحث األول 118-108.................................................. االجتاهات:املبحث الثاين 136-119....................................................الشباب:املبحث الثالث 137................... ...........................حتليل مادة البحث:الفصل التطبيقي

142-138.................................... جمتمع البحث وخصائصه:املبحث األول 154- 142................. التحليل الكمي والكيفي حملور ألمناط االستخدام:املبحث الثاين 158- 155... ..................تالتحليل الكمي والكيفي حملور السلوكيا:املبحث الثالث 163-159..... التحليل الكمي والكيفي حملور االجتاهات واختبار الفرضيات:املبحث الرابع

169- 165................................................................ ةــاخلامت املراجع املالحق الفهرس