شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

ئة(ا )الحلقة الخامسة واألربعون بعد الم

/ / 14

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقةئةاالخامسة واألربعون بعد الم

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين. أيها اإلخوة واألخوات، السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته، وأهال5 بكم إلى حلقة جديدة ض**من برن**امجكم ش**رح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح. مع مطلع حلقتنا يس*رنا أن ن*رحب بص*احب الفض*يلة الش*يخ

الدكتور/ عبد الكريم بن عبد هللا الخضير، فأهال5 ومرحب5ا بكم شيخنا عبد الكريم.حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

الزلنا في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، ساق المص*نف -رحم**ه هللا- ح*ديث أبي هري*رة -رض*ي »يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن، ويكثر اله**رج، قي**ل:هللا عنه-، عن النبي - صلى هللا عليه وسلم-قال:

فها كأنه يريد القتل«. يا رسول هللا، وما الهرج؟ قال: هكذا بيده فحرالحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبق الحديث عن ش/يء مم/ا يتعل/ق به/ذا الح/ديث، وم/ا ت//رجم ب/ه البخ/اري على ه/ذا الح/ديث، والمناس/بة بين ه/ذا الباب والذي قبله، وال مانع من إع/ادة بعض م//ا تق/دم ذك//ره؛ ليرتب//ط الكالم بعض//ه ببعض، فالح//ديث ت/رجم علي//ه اإلمام البخاري بقوله: باب من أجاب الفتيا بإش/ارة الي/د وال/رأس. وذك//ر قبل/ه ح/ديث ابن عب/اس أن الن/بي- علي/ه

»ذبحت قبل أن أرمي، فأومأ بيده ق**ال: وال ح**رج، ق**ال: حلقتالصالة والسالم- سئل في حجته، فقال السائل: قبل أن أذبح، فأومأ بيده وقال: ال حرج«.

واكتفى المختص//ر بح//ديث أبي هري//رة؛ لداللت//ه على المطل//وب، وه//و اإليم//اء بالي//د، وأم//ا اإليم//اء ب//الرأس، فدليل//ه »ق*ال بي*ده هك*ذا«،ح//ديث أس//ماء اآلتي بع//د ه//ذا، إن ش//اء هللا تع//الى. مناس//بة الح//ديث للب//اب ظ//اهرة؛ ألن في//ه:

»قال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل«. يع///ني أش///ار بي///ده، وأم///ا المناس///بة بين الب///ابين ه///ذا الب///اب ب///اب من أج///اب الفتي///ا بإش///ارة الي///د وال///رأس، والترجم///ةا؛ ألنهم//ا في الفتي//ا، الترجم//ة األولى بص//ريح الس//ابقة ب//اب الفتي//ا وه//و واق//ف على الداب//ة وغيره//ا، فظ//اهرة أيض// الكالم، والترجم///ة الثاني///ة باإلش///ارة، وق///د عم///ل ب///ذلك أه///ل العلم، ف///أفتوا باإليم///اء واإلش///ارة، كم///ا أن األص///ل في

ا. الفتوى صريح العبارة، وهذا عند اإلمام المتبع اإلمام أحمد بن حنبل -رحمه هللا تعالى- كثير جد اإليماء عند الحنابلة كثيرا ما يقولون في كتبهم: أومأ إليه اإلمام أحمد. أومأ إليه اإلمام أحم//د، وفي اص//طالحهم يختلف عما نحن فيه، يع/ني الق/ارئ كأنه، كي يفهم الق/ارئ ب/أن اإلم/ام أحم/د أفت/اه باإلش/ارة، كأن/ه أوم//أ بي/ده كم/ا في الترجمة عندنا اإلشارة باليد والرأس، اإليماء عند الحنابلة يفسرونه بأنه م//ا يؤخ//ذ من م//دلول كالم اإلم//ام ال من نصه، كما في مقدمة اإلنصاف وغيره، يعني يفهم من قولهم: أومأ إليه اإلمام أحمد، ما مع/نى ه//ذا؟ اإليم/اء

واإلشارة بمعنى واحد، فكأنه أفتاه باإلشارة أي بيده أو برأسه أو كذا.أحد الحضور: هل هو خاص باإلمام أحمد؟

المقدم: هل هو خاص باإلمام أحمد، يقول يا شيخ؟ا بالنسبة لإلشارة المفهمة فهذه معروفة عند أهل العلم وغيرهم. أم

المقدم: ويؤخذ بها يا شيخ هكذا على اإلطالق؟

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

يؤخذ بها إذا كانت إشارة مفهمة، يعني داللتها على المطلوب كداللة العبارة، كما جاء في الحديث. المقدم: يعني ما يمكن أن يقال: إن النبي - صلى هللا عليه وسلم- يختلف عن غيره في هذا المجال؟ وألنه**ا

أصال5 اإلشارة في بيان لفظ ذكره- عليه الصالة والسالم-، لما سئل ما الهرج بين المراد. المقص///ود أن///ه بين لهم الم///راد باإلش///ارة، وبي///ان الحكم مث///ل الحكم، الحكم ال///ذي يحت///اج إلى بي///ان بي///ان ال///واجب واجب عند أهل العلم، فالبيان مثل األص//ل، ف/إذا ك/انت اإلش/ارة مفهم/ة ق/امت مق/ام العب/ارة، ول/ذا يأخ/ذ أه/ل العلم من هذا على ما سيأتي أن األصم واألبكم وكذا الذي ال ينطق، تصح معامالتهم، وكلها باإلشارة المفهمة. أيضا اإلش//ارة المفهم//ة حكمه//ا في الص//الة بحثه//ا أه//ل العلم، كم//ا س//يأتي في ح//ديث أس//ماء ال//ذي يلي ه//ذا، إن ش//اء هللا

تعالى.ا : أي بقبض العلماء كما في حديث عب//د هللا بن عم//ر اآلتي»يقبض العلم«: قوله »أن هللا ال يقبض العلم انتزاع//

ا جه//اال فس//ئلوا ا اتخ//ذ الن//اس رؤوس// ينتزع//ه من العب//اد، ولكن يقبض العلم بقبض العلم//اء، ح//تى إذا لم يب//ق عالم// يرفع العلم»، وسيأتي هذا الحديث إن شاء هللا تعالى، وتقدم في ح///ديث أنس: فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا«

وه//و من الزم قبض العلم ورفع//ه، وتق//دم في »ينقص العلم ويظه**ر الجه**ل«، :رواي//ة مس//لم، وفي ويق**ل العلم« بإس//قاط الجه//ل، والفتن جم//ع فتن//ة،وتظهر الفتن« »وفي رواية األصيلي: »يثبت الجهل والفتن«، حديث أنس:

إدخ//ال اإلنس//انيق//ول ال//راغب: أص//ل الفتن إدخ//ال ال//ذهب في الن//ار؛ لتظه//ر جودت//ه من رداءت//ه، واس//تعمل في [ أي ع//ذابكم، وت//ارة يس//مون م//ا يحص//ل عن//ه14]س//ورة ال//ذرايات: }هم على النار يفتنون ذوقوا فتنتكم{ :فق//ال

قطوا{الع///ذاب، فيس///تعمل في///ه نح///و: ة س** }وفتناك[، وت///ارة في االختب///ار نح///و: 49 ]س///ورة التوب///ة: }أال في الفتن**[.40]سورة طه: فتون5ا{

وجعلت الفتن///ة ك///البالء في أنهم///ا يس///تعمالن فيم///ا ي///دفع إلي///ه اإلنس///ان من ش///دة ورخ///اء، وهم///ا في الش///دة أظه///ر،ر فتن*ة5{وأك//ثر اس//تعماال، وق//د ق//ال فيهم//ا: ر والخي* ا[، وق//ال في الش//دة:35 ]س//ورة األنبي//اء: }ونبلوكم بالش** }إنم*

ة{ ل{[،/// 102]س///ورة البق///رة: نحن فتن** د من القت** ة أش** ة{[،/// 191 ]س///ورة البق///رة: }والفتن** } حتى ال تك**ون فتن**ذرهم أن يفتن**وك{ [،// 192]س//ورة البق//رة: ك{[،// 49]س//ورة المائ//دة:}واح** ادوا ليفتنون** ]س//ورة اإلس//راء} وإن ك**

[؛ أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفهم إياك عما أوحي إليك.73كم{ :وقوله وا فتن**ة5{:[؛ أي أوقعتموه///ا في بلي///ة وع///ذاب، وعلى ه///ذا قوله4]س///ورة الحدي///د: }فتنتم أنفس** }واتق**

[.25]سورة األنفال: فقد سماهم هاهنا فتنة اعتبارا بما ينال اإلنسان من االختبار بهم، يعني اإلنسان يخت//بر }وأوالدكم فتنة{،:وقوله

[؛ يع//ني يخت//بر بهم، يمتحن اإلنس//ان بهم،15]س//ورة التغ//ابن: }إنما أموالكم وأوالدكم فتنة{ :ب//األموال واألوالدهل يقدم هذه األمور..

المقدم: على مرضاة هللا؟ على م///ا يرض///ي هللا- ج///ل وعال- أو يق///دم م///ا تقتض///يه المحب///ة الش///رعية، مم///ا يري///ده هللا- ج///ل وعال- على م///ا يطلب///ه ه///ؤالء؟ وبعض///هم يفس///ر الفتن///ة في مث///ل ه///ذا بفتن///ة الرج///ل في أهل///ه ومال///ه االنش///غال بهم، كم///ا ج///اء في

4 التجريد الصريح– الحلقةئةاالخامسة واألربعون بعد الم

وب///اب الفتن ب///اب في غاي///ة األهمي///ة، على »عن ص///التي«، أن تش///غلني »الخميص///ة ك///ادت أن تفتن///ني« ح///ديث:ا طلب/ة العلم؛ ول/ذا ألفت في//ه المؤلف/ات، وخصص//ت ل/ه األب/واب في كتب العلم، وق/د المسلم أن يع/نى ب/ه خصوص/ أب///دع اإلم///ام البخ///اري- رحم///ه هللا- في كت///اب الفتن من ص///حيحه، فعلى ط///الب العلم أن يع///نى ب///ه؛ ليك///ون على بص/يرة من أم/ره إذا وق/ع ش/يء منه/ا؛ ألن//ه إذا وقعت الفتن ح/ار الن/اس، ال/ذي ليس لهم معرف//ة بم/ا ورد عن هللا

وعن رسوله- عليه الصالة والسالم- في هذا الباب يحتارون، ولذا جاء في الفتن أنها تدع الحليم..المقدم: حيران.

حيران، لكن من اعتصم بالكتاب والسنة، وعرف ما كان وما يكون من خالل النصوص، ال من خالل الظن/ون والتوقع///ات واألوه///ام ال///تي يس///لكها كث///ير ممن يتص///دى له///ذه األم///ور من خالل وس///ائل اإلعالم، كث///ير منهم من

خالل القنوات ومن خالل الصحف واإلذاعات تجدها تحليالت، أشبه ما تكون بالتحليالت الصحفية.المقدم: صحيح.

مع األسف حتى بعض من ينتسب إلى العلم؛ ألنه لم يعط هذا الباب حقه من العناية، وإال لو اعت//نى به//ذا الب//ابمن خالل ما جاء عن هللا وعن رسوله لما وقع في مثل هذا.

يق///ول الكرم///اني: اله///رج بس///كون ال///راء، وه///و الفتن///ة واالختالط، وأص///له الك///ثرة في الش///يء،»ويك**ثر اله**رج« ف///إرادة القت///ل من لف///ظ اله///رج إنم///ا ه///و على طري///ق التج///وز، إرادة القت///ل من لف///ظ اله///رج إنم///ا ه///و على طري///ق التج//وز يع//ني أك//ثر أص//له االختالط والك//ثرة، لكن إرادة القت//ل من لف//ظ اله//رج إنم//ا ه//و على طري//ق التج//وز، إذ هو الزم معنى الهرج، يقول الكرماني:اللهم إال أن يثبت ورود الهرج بمعنى القتل لغ//ة ومعنى، ك//ذا ق//ال، يق/ولا علي//ه: قلت: هي غفل//ة عم//ا في البخ//اري في كت//اب الفتن، واله//رج القت//ل بلس//ان الحبش//ة، واله//رج ابن حج//ر ردره - ص//لى هللا علي//ه وس/لم- ص/راحة القتل بلسان الحبش/ة، أق/ول: وورد تفس/ير اله/رج بالقت/ل هن/ا باإلش/ارة وفس/

الكرم//اني يق//ول: اللهم إال أن يثبت يع//ني »القت**ل القت**ل«.: في كت//اب الفتن، ق//الوا: ي//ا رس//ول هللا أيم//ا ه//و؟ ق//ال ورود الهرج بمعنى القت/ل لغ//ة ومع/نى، والن//بي- علي/ه الص/الة والس/الم- فس/ره ب/ه. فلتكن حقيقت/ه الش/رعية ال/تي

جاءت على لسان الشارع: القتل، وإن كانت حقيقته في األصل الحقيقة اللغوية أنه االختالط والكثرة.:........األخ الحاضر

، وس//يأتي في كالم بعض//هم م//ا»القتل القتل«م//ا يل//زم؛ ألنه في أك//ثر من طري//ق فس//ره ص//راحة بالقت//ل، وأك//ده: ي//دل على أن//ه من بعض ال//رواة، اله//رج القت//ل بلس//ان الحبش//ة، وس//يأتي في كالم أبي موس//ى أن//ه من تفس//يره أن//ها معن/اه عن/د الع/رب ك/ذلك، بلسان الحبشة، وال يمنع أن يكون الهرج معناه القتل بلسان الحبش//ة، وأن يك/ون أيض/ ألن الن///بي- علي///ه الص///الة والس///الم- ع///ربي، كم///ا الن///بي- علي///ه الص///الة والس///الم-، ويك///ون مم///ا ت///وافقت في///ها من االختالط، اللغتان، وفي تهذيب اللغة لألزهري: قال أب/و عبي/د عن األص//معي: ه/رج الن//اس يهرج/ون هرج/

وقال الليث: الهرج: القتال واالختالط، وأنشد األصمعي قول ابن الرقيات:أم زمان من فتنة غير هرجليت شعري أول الهرج هذا

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

الليث ه//ذا ابن من؟ ه//ذا م//ر بن//ا م//رارا وكررت//ه؛ ألنه وق//ع بين ي//دي بحث في//ه كلم//ة لغوي//ة قاله//ا الليث، وت//رجمالمترجم لليث بن سعد.

األخ الحاضر:.... يع//ني مث//ل م//ا ل//و ج//اء اآلن في مث//ل ه//ذا الكالم، ق//ال أب//و ح//اتم، ف//ترجمت ألبي ح//اتم ال//رازي، أو أبي ح//اتم بن

حبان ليس بصحيح.المقدم: هذا الليث اللغوي.

نعم، م//ر بن//ا م//رارا، الليث بن المظف//ر اللغ//وي، يك//ثر عن//ه أه//ل اللغ//ة النق//ل، وأب//و ح//اتم ال//ذي ي//رد كالم//ه وينق//لكالمه في اللغة هو أبو حاتم السجستاني.المقدم: ابن المظفر له كتب هذا يا شيخ؟

ه///ذا ينق///ل عن///ه كث///يرا، ينقل///ون عن///ه بك///ثرة، العي///ني تعقب ابن حج///ر، قلن///ا: ابن حج///ر تعقب الكرم///اني، والعي///ني تعقب ابن حج///ر، قلت:- يق///ول- قلت: ه///ذا غفل///ة؛ ألن ك///ون اله///رج بمع///نى القت///ل بلس///ان الحبش///ة ال يس///تلزم أن يك///ون بمع///نى القت///ل في لغ///ة الع///رب، غ///ير أن///ه لم///ا اس///تعمل بمع///نى القت///ل واف///ق اللغ///ة الحبش///ية، وأم///ا في أص///ل الوض//ع ف//العرب م//ا اس//تعملته إال لمع//نى الفتن//ة واالختالط، واس//تعملوه بمع//نى القت//ل تج//وزا، يق//ول العي//ني: ف//إن قلت: قال صاحب المطالع: فسر الهرج في الحديث؛ بالقتل بلغة الحبش/ة، ثم ق//ال: وقول/ه بلغ/ة الحبش/ة: وهم من

بعض الرواة؛ وإال فهي عربية صحيحة، قوله بلغة الحبشة وهم من بعض الرواة؛ وإال فهي عربية..المقدم: صحيحة.

صحيحة، قلت: ال يلزم من تفسيره في الح//ديث بالقت//ل أن يك//ون معن//اه القت//ل في أص//ل الوض//ع، يق/ول ابن حج//ر في انتق//اض االع//تراض: ووج//ه الدالل//ة على الكرم//اني- يع//ني من كالم//ه- أن//ه أطل//ق قول//ه لغ//ة، فلم//ا ثبت في لس//ان الحبش//ة واس//تعملها أفص//ح الع//رب الن//بي- علي//ه الص//الة والس//الم- علم أن م//راده معناه//ا بلس//ان الحبش//ة ال أن//ه تج//وز به//ا عن معناه//ا بلس//ان الع//رب، ج//از أن يك//ون مم//ا ت//وافقت في//ه اللغت//ان، وق//د ج//زم ص//احب المط//الع بأنها عربية صحيحة، اآلن صاحب المطالع يقول: فسر اله//رج في الح//ديث بالقت//ل بلغ/ة الحبش//ة، ثم ق//ال: وقول/ه

بلغة الحبشة وهم من بعض الرواة، وإال فهي عربية صحيحة. ص//احب المط//الع )ابن قرق//ول( يق//ول: هي عربي//ة ص//حيحة اس//تنادا إلى تفس//ير الن//بي- علي//ه الص//الة والس//الم-، ورمى من ق//ال إنه//ا بمع//نى القت//ل بلغ//ة الحبش//ة بأن//ه وهم، وهم من بعض ال//رواة، لكن ال يواف//ق على ذل//ك، على م//ا س//يأتي أن ه//ذا الكالم من كالم أبي موس//ى راوي الح//ديث، راوي الح//ديث، يع//ني هي ج//اءت في ح//ديث أبي

موسى، يقول صاحب المبتكرات، مبتكرات إيش؟المقدم: نعم، في المحاكمة.

مبتك//رات الآللئ وال//درر في المحاكم//ة بين العي//ني وابن حج//ر، ق//ال ص//احب المبتك//رات: أق//ول تحص//ل أن مح//ل الخالف في ك///ون اله///رج موض///وعا لغ///ة للقت///ل أو اس///تعماله في///ه مج///از، فال//ذي يرج///ع إلي///ه في الفص///ل ه//و كتب

اللغة.

6 التجريد الصريح– الحلقةئةاالخامسة واألربعون بعد الم

اآلن ال نختلف في أن النبي- عليه الصالة والسالم- فسر الهرج بالقتل، وتكون هذه حقيقة شرعية، الهرج.المقدم: ال نختلف بناء5 على..

الص///حيح الث///ابت عن الن///بي- علي///ه الص///الة والس///الم-، لكن ه///ل مع///نى اله///رج القت///ل في أص///ل الوض///ع؟ يق///ول: فال///ذي يرج///ع إلي///ه في الفص///ل ه///و كتب اللغ///ة، ففي الق//اموس: ه///رج الن///اس يهرج///ون: وقع///وا في فتن///ة واختالط

وقتل، وفي التاج بعده تاج إيش؟المقدم: تاج العروس.

»بينتاج العروس ش/رح الق/اموس، بع/ده، يع/ني بع/د م/ا ذك/ر س/ابقا، واله/رج ش/دة القت/ل وكثرت/ه، وفي الح//ديث: أي قتال واختالط، فإذا جاء نه//ر هللا ذهب نه//ر معق//ل، ه//ذا كالم ص//احب المبتك//رات، ف//إذايدي الساعة هرج«،

جاء نهر هللا ذهب نهر معقل.المقدم: يقصد أنه لما جاءت داللة اللغة خالص؟

نعم، انتهى، انتهت االحتماالت.الحاضر:.........

أي»بين ي//دي الس//اعة ه//رج« انتهى كالم الزبي//دي، الزبي//دي أثبت أن اله//رج ش//دة القت//ل وكثرت//ه، وفي الح//ديث: قت//ال واختالط، ف//إذا فيق//ول ص//احب المبتك//رات لم//ا نقلن//ا من كتب اللغ//ة أن مع//نى اله//رج القت//ل تفي كتب اللغ//ة، ف//إذا ج//اء نه//ر هللا ذهب نه//ر معق//ل؛ ألن//ه لم//ا ك//ان اله//رج موض//وعا لم//ا ه//و أعم من القت//ل، لكن يبقى أن كتب اللغ///ة ال///تي ت///أثرت باالص///طالحات الش///رعية مثال، ه///ل تك///ون فص///ال في ه///ذا الب///اب؟ ألنن///ا ال نبحث اللفظ///ة من الناحي//ة الش//رعية، الش//رعية ثابت//ة في البخ//اري فس//ر اله//رج بالقت//ل، لكن من الناحي//ة اللغوي//ة، يع//ني ه//ل الع//رب

يعرفون الهرج بمعنى القتل؟المقدم: يعني بناء5 على كالم أصحاب قواميس اللغة يدل على هذا يا شيخ؟

لكن عندنا كتب تأثرت باالصطالحات الشرعية.المقدم: وبعضهم ينقلون عن النبي مثل هذا.

ونبهت مرارا على أن الكتب التي ت/أثرت باالص/طالحات ينبغي أن يك/ون اإلنس/ان منه//ا على ح//ذر، يع/ني مث/لزي أو غيره/ا ال/تي ج//اءت لش//رح الكلم/ات االص//طالحية، وهي المصباح المنير، أو المطلع، أو المغ/رب للمط//ر محس////وبة على كتب اللغ////ة؛ ألن مؤلفيه////ا من أه////ل اللغ////ة، ه////ذه ت////أثرت باالص////طالحات الش////رعية، ه////ذه ت////أثرت باالص///طالحات الش///رعية، ول///ذا من يفس///ر مثال اآلن ن///أتي بمث///ال، الخم///ر في االص///طالح حقيقت///ه عن///د الحنفي///ة تختلف عن حقيقته عند الجمهور، فإذا أردنا أن نرد على حنفي وفسرنا الخمر من المصباح المنير وهو يش//رح غ/ريب كت//اب ش//افعي، فه//ل يتم لن//ا ال//رد ب//ذلك؟ أو ن//رد على ش//افعي من كت//اب المغ//رب للمط//رزي؟ ال، ال يمكن ه//ذا؛ ألن ه//ذه الكتب ت//أثرت باالص//طالحات، فينبغي أن نع//نى بكتب المتق//دمين، كتب المتق//دمين هي العم//دة في ه///ذا الب///اب، أم///ا الكتب ال///تي يت///داولها المت///أخرون وتخم///رت في أذه///انهم االص///طالحات الش///رعية، الش///رع ج///اء

بلسان العرب، لكن إذا أردنا نمايز بين الحقائق ال بد أن نوقع كل حقيقة موقعها.

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

ا يا ش**يخ، األخ يق**ول يع*ني إذا أطلقن*ا ه**ذا اللف**ظ ف*إن كتب اللغ**ة المعتم*دة بالت*الي ننحيه**ا؛ ألنه**ا المقدم: عفو5كلها تأثرت بهذه المصطلحات الشرعية.

ما ننحيها، نعتمدها ونفيد منها، لكن في مواطن الخالف، اللفظ االصطالحي الذي يختلف فيه أهل العلم.المقدم: نرجع فيه إلى..

نكون منها على حذر.المقدم: ممكن نأخذ من كالم العرب األقدمين، من شعر العرب مثال5 في الجاهلية وغيره؟

ال، المؤلف///ون المتق///دمون يعن///ون به///ذا، يع///ني ل///و رجعت إلى ته///ذيب اللغ///ة، أو رجعت إلى الص///حاح، أو كت///اب العين أو غيره///ا من الكتب ال///تي ألفه///ا متق///دمون تج///د عن///ايتهم به///ذا واض///حة. وأق///ول:.. وال يؤخ///ذ الكالم على

إطالقه بأن القاموس ال يستفاد منه، أو التاج ال يستفاد منه، أو لسان العرب..، ال، ليس هذا مرادي ألبتة.المقدم: ولكن أشكل علينا عندما قلت على حذر.

أنا أقول في األلفاظ التي يختلف في حقيقتها أهل العلم ينبغي أن نكون على حذر، وندرسها بعناية.المقدم: كلمة على حذر أشكلت علينا يا شيخ.

أن//ا أق//ول مثال: إذا ك//انت اللفظ//ة مم//ا اختل//ف فيه//ا الحنابل//ة م//ع الحنفي//ة أو الش//افعية م//ع المالكي//ة، ال نعتم//د على ، وإن ك//ان مؤلف//ه لغويا، وإن ك//ان أص//ل الكت//اب لغويا، يع//ني وم//ا الم//انع أن نرج//ع فيا معيناكت//اب يخ//دم م//ذهب

مس///ألة اص///طالحية إلى المص///باح المن///ير م///ع المغ///رب ن///رى إذا ك///ان في///ه اختالف في االص///طالحات، إذا ك///ان المغرب تأثر بالحنفية، أو كان المطلع تأثر بالحنابلة، أو كان المصباح المنير تأثر بالش//افعية، يع/ني نجم//ع أك/ثر

من كتاب لنكون على بينة، إذا اتفقت هذه الكتب عرفنا أن المسألة لها أصل في اللغة. يق///ول: ف///إذا ج///اء نه///ر هللا ذهب نه///ر معق///ل؛ ألن///ه لم///ا ك///ان اله///رج موض///وعا لم///ا ه///و أعم من القت///ل، ه///ذه كلم///ة يردده/////ا أه/////ل العلم، وأظن أول من قاله/////ا اإلم/////ام مال/////ك إذا ج/////اء نه/////ر هللا بط/////ل نه/////ر معق/////ل؛ ألنه إذا وج/////دت احتم//االت، س//ئل عن مس//ألة مثال، فخ//اض الن//اس فيه//ا باالحتم//االت وباألقيس//ة ثم وق//ف فيه//ا ش//خص على نص

شرعي، نقول: كل هذه االحتماالت.المقدم: تذهب.

تذهب بال شك، فإذا جاء نهر هللا بطل نهر معقل. ألنه لم///ا ك///ان اله///رج موض///وعا لم///ا ه///و أعم من القت///ل، عين معن///اه الن///بي- ص///لى هللا علي///ه وس///لم- في كالم///ه بخص//وص القت//ل؛ ألن الحقيق//ة الش//رعية ت//أتي وال تغ//ير الحقيق//ة اللغوي//ة، ال تغيره//ا، لكن إم//ا أن تخص//ها بمع//نى أن الحقيق////ة الش////رعية ت////ذكر بعض أف////راد اللف////ظ الع////ام؛ كتفس////ير الق////وة ب////الرمي مثال، وتفس////ير المفلس بمن ي////أتي بأعم///ال وك///ذا إلى آخ///ره، ه///ذه حقيق///ة ش///رعية ج///اءت على لس///ان الن///بي - ص///لى هللا علي///ه وس///لم- ب///ذكر بعض األف//راد، ك//ون الن//بي- علي//ه الص//الة والس//الم- فس//ر اله//رج بالقت//ل إذا ق//ال ش//خص إن اله//رج معن//اه االختالط أو ك//ثرة نق//ول كالم//ه ليس بص//حيح؟ ال، نق//ول: الن//بي- علي//ه الص//الة والس//الم- فس//ر الكلم//ة ببعض مف//ردات اللف//ظ

العام، ويبقى تناول هذه الكلمة لألفراد األخرى.

8 التجريد الصريح– الحلقةئةاالخامسة واألربعون بعد الم

»ويكثر اله//رج، ق//الوا::نعم، وال يقال: إنه هنا من تفسير الراوي كما قاله العيني؛ لما في كتاب الفتن حين قالا ي//نزل فيه//ا بالتأكي//د، وفي ح//ديث بع//ده: ي//ا رس//ول هللا وأيم//ا ه//و؟ ق//ال: القت//ل القت//ل« »أن بين ي//دي الس//اعة أليام//

الجهل ويرفع العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل«ثم قال البخاري بعده: وقال أبو موسى: والهرج القتل بلسان الحبشة.

المقدم: لكن ما يفهم- أحسن هللا إليك- أن الصحابة لم يكونوا يعرفون أن الهرج ه**و القت**ل، ب**دليل س**ؤالهم،مما يدل أن العرب ال تطلق الهرج على القتل؟

بل قد يكون من العام، من اللفظ العام الذي يراد تحديده، يس//ألون عن تحدي/د المع//نى بف/رد من أف//راده، المقص//ودكثرته في آخر الزمان.

المق**دم: أحس**ن هللا إليكم ونف**ع بعلمكم، لعلن**ا نس**تكمل م**ا تبقى ب**إذن هللا من ألف**اظ ه**ذا الح**ديث في الحلق**ة القادمة. أيها اإلخوة واألخوات بهذا نصل وإياكم إلى ختام حلقتنا في برنامجكم" شرح كتاب التجريد الص**ريح ألحاديث الجامع الصحيح" نستكمل بإذن هللا في الحلق**ة القادم**ة، وأنتم على خ**ير، والس**الم عليكم ورحم**ة هللا

وبركاته.