یمقراطیة الشعبیةریالجمھو ة الجزائریة الدوزارة التعلیم العالي و البحث العلمي

–السانیا –جامعة وھران

قسم اللغة العربیة و آدابھاب، اللغات و الفنونیة اآلداكل

المصطلح اإلعالمي العربيالتداولیةدراسة في ضوء اللسانیات

بحث مقدم لنیل درجة الماجستیر في العلوم اللغویة و االتصال

: رافـإش: البةـ داد الطـإعكتوراألستاذ بوكلخة صوریة أحمد عزوز:الد

السنة الجامعیة2007/2008:ھـ الموافق ل1428/1429

إهـــــــــداء

إلى روح والدي الكريم..

الذي كان ينتظر بشغف تمام هذا العمل المتواضع.. ولكن قضت مشيئة هللا أن توافيه المنية قبل أن يدرك نهاية إعداده.

الحين يقين والص رحمه هللا وغفر له وجعل صحبته مع األنبياء والصدوالشهداء..

وإلى والدتي الحبيبة الغالية أطال هللا في عمرها.. ل أعمالي العلمية. أهدي أو

مـــة مـــ قــــــد

أ

مــقدمـــة

من القضايا اهلامة اليت تستقطب أنظار الباحثني ث عن املصطلح اإلعالمي العريباحلدي بات من خمتلف املشارب والتوجهات، وإن كان البحث فيه يبدو قليال بالقياس إىل ما يكتب يف غريه

صة يف جمال اللسانيات، ومن هنا من جماالت البحث األخرى نظرا لصعوبته وقلة االحتفال به، خاوء على جوانب كان توجذا املوضوع، راغبني يف أن نساهم يف إلقاء بعض الض هنا إىل االهتمام

.باللسانيات منه رأينا أن هلا عالقة وثيقةاالهتمام بالشكل أنه مل يتم بعد ئل اإلعالم العربيةاملتتبع ملا كتب حول نشاط وسا يالحظو

الكايف بقضية صناعة املصطلح يف اللغة العربية بصفة عامة، ويف جمال اإلعالم بشكل خاص، كما أنه مل يتم االنتباه بعد إىل اخلطورة اليت ميكن أن يشكلها املصطلح اإلعالمي إذا مت استخدامه أو

ميكن مالحظته من اختالف كبري بني وسائل اإلعالم تداوله بطريقة غري مدروسة، باإلضافة إىل ما قضاياه وحتدياته، بقدر ما يعبر يعبر عن الواقع العريب والعربية يف استخدام املصطلحات، والذي ال

.عن الصورة اليت يريد الغرب إعطاءها له بالشكل الذي خيدم مصاحله وأيديولوجياته فيهح من الضروري االلتفات إىل دراسة هذا املوضوع احليوي، والذي يتعلق من هنا، أصبو

جبميع جماالت احلياة، خاصة بعد التقدم التكنولوجي اهلائل الذي وصلت إليه وسائل اإلعالم واالتصال، واألهم من ذلك أن هناك حاجة ماسة لدراسة اللغة املستعملة يف جمال اإلعالم، واستجالء نقائصها من أجل استثمار طاقاا اإلجنازية وفعاليتها خالل االستعماالت املختلفة

.للخطاب اإلعالميل تتبع من هذا املنطلق كان اهتمامنا بقضية املصطلح اإلعالمي العريب، وذلك من خالو

مال الذي جيري فيه اختيار وسائل اإلعالم العربية، وخبلفيات هذا االستع كيفية استعماله يف بعضهلذه يت تترتب على االختيار غري الدقيقاملصطلحات، كما أردنا أن نوضح التداعيات ال

املصطلحات، وأن نوجه األنظار إىل النتائج املترتبة على بقاء اإلعالم العريب دائما يف مقام املتلقييستطيع أن يعبر به عن واقع األمة وقضاياها الكربى، بالرغم ما املستهلك الذي ال ينتج يف الغالب

.من أنه أصبح يعترب اليوم طرفا يف املواجهة أمام اإلعالم الغريب ومن يقف خلفه

ب

وقد كان تركيزنا على املصطلح اإلعالمي العريب السياسي بصفته أفضل جمال ميكن أن يربز .يف الدراسة اللسانية للمصطلح اإلعالمي بوضوح البعد التداويل

وألن احلديث عن املصطلح اإلعالمي يتصل مبجاالت واقعية حيوية ذات فاعلية واضحة يف خمتلف املمارسات اإلعالمية؛ فقد بدا لنا أن جنعل من نظريات اللسانيات التداولية خلفية منهجية

ض خمتلف قضاياه وإشكالياته، وذلك نظرا ألن احلاجة املاسة إىل ملدارسة هذا املوضوع، واستعرادراسة املصطلح اإلعالمي العريب يف ظل البعد التداويل تبدو أكرب من احلاجة إىل دراسته يف ظل

:مبادىء اللسانيات البنيوية، و ذلك ل خطابات خمتلفة ألن املصطلح اإلعالمي يرتبط حبدث تواصلي حمسوس، يف ظ - ، ويف ظل )...اخلطاب السياسي، اخلطاب الديين، اخلطاب الصحفي، اخلطاب الفني، وغريها (

.أغراض ومقاصد إعالمية وتوجيهية فاعلة يف حياة األفراد والشعوب - دناه ؛ةوألن املصطلح اإلعالمي العريب ال ميكن أن حيظى بدراسة لسانية خاصإذا ما جر

من فعله اإلجنازي املرتبط حبدث التواصل اإلعالمي الذي بإمكانه أن يشكل موضوعا هاما يف .ميدان اللسانيات التداولية

إليغاهلا يف دراسة اجلانب الصوري الذي يقلص اللغة –وألن الدراسة البنوية ال ميكنها - أن تستوعب مجيع تداعيات احلدث التواصلي يف - عة من القواعد النموذجية التجريديةضمن جممو

استعمال اللغة اإلعالمية اليت ترتع إىل التنوع يف إحياءاا بتنوع املقاصد واألغراض بناء على أن م السياسي واالتصال هناك خلطا مقصودا يف استعمال الكلمات والعبارات، خاصة يف جمال اإلعال

باجلماهري، حيث يتم التفنن يف تضمينها إحياءات خمالفة، وهو األمر الذي متارسه اتمعات .املتحضرة اليوم وعلى نطاق واسع بغية حتقيق مصاحلها وأغراضها غري املعلنة

على الوظيفة االجتماعية للغة اليت وألن اللسانيات التداولية بإمكاا أن تسمح باالطالع - ، خاصة وأنه ال ميكن فصل الوحدات والعبارات اللغوية عن "علم اإلعالم اللغوي"هي موضوع

ات ترتبط ارتباطا قويا السياق االجتماعي والثقايف الذي وردت فيه، حيث أن األلفاظ والعبارم، والذي يبين عالقة اللغة مبستعمليها، أي الناس واألشياء اليت الذي حييط بإنتاج الكال باملقام

. يتعاملون ا، وعليه، أصبح موضوع علم اإلعالم اللغوي هو دراسة املنفعة العلمية للغةإن التركيز على استعمال البعد التداويل من خالل حتليل وظيفة املصطلح اإلعالمي ضمن -

سائل اإلعالم املختلفة بالوطن العريب، يسمح بالكشف عن األغراض األيديولوجية واخللفيات و

ج

االجتماعية والسياسية يف ظل املقامات املختلفة الستعمال املصطلح اإلعالمي العريب وتلقيه، وهو .ما ال ميكن الوصول إليه باالعتماد على مبادىء اللسانيات البنوية

:لق إشكالية حبثنا هذا من حماولة إجابتنا عن جمموعة من األسئلة اهلامة، وهي كالتايلوتنط .ماهي احليثيات اليت ميكن أن يوصف ا واقع املصطلح اإلعالمي العريب السياسي؟ - عالمية يف وإىل أي مدى ميكن للتداولية أن تساهم يف وصف وتفسري أبعاد املمارسة اإل -

.املصطلح العريب السياسي؟ :وضمن اإلجابة عن هذين السؤالني، حناول اإلجابة عن أسئلة ضمنية أخرى مثل هل وضع املصطلح اإلعالمي العريب، هو وضع عريب أم غريب؟، وهل هو مرتبط بإنتاج -

.املعرفة؟عدد املصطلح اإلعالمي العريب مقابل املصطلح وهل تواجه اللغة اإلعالمية إشكالية ت -

.األجنيب الواحد؟هل تعدد املصطلح اإلعالمي هو تعدد ذو توجه سياسي أو أيديولوجي أو ثقايف، أم تعدد -

.؟)إخل...االشتقاق، التوليد الداليل، البالغة: تقنية لغوية (لساين مرتبط باختيارات تقنية .السبيل إىل توحيد املصطلح اإلعالمي العريب؟ كيف -

وقد آثرنا أن تكون وسيلتنا يف ذلك التركيز على وظيفة املصطلح اإلعالمي التداولية، .معتمدين على مناذج من املصطلحات األكثر استعماال وتكرارا يف وسائل اإلعالم العربية

دراسة يف ضوء اللسانيات -املصطلح اإلعالمي العريب:" واخترنا لبحثنا هذا عنوانا هو مة تناولت املقد أربعة فصول وخامتة، حيثمقدمة ومتهيد و ، وارتأينا له هيكلة تقوم على"التداولية

التعريف باملوضوع، وبينت دواعي االهتمام به، واإلشكالية اليت يطرحها، وأوضحت اخلطة .لدراستهاملنهجية املتبعة

إىل تعريف اللغة، وإىل أمهيتها يف عملية ، وفيه تعرضنا "اللغة والتواصل": بعنوان التمهيدوجاء أمهية االستعمال اللغوي وكيفية جتسيده كنشاط كالمي يسمى عملية التواصل، كما تعرضنا إىل

التلفظ باخلطاب، باعتباره من أبرز عوامل الترابط والتنشئة االجتماعية، والنشاط الرئيس الذي مينح .استعمال اللغة طابعه التداويل

:التايلتقسيمنا هلا ك فكان ؛أما فصول البحث املفاهيم األساسية يف الدراسة التداولية للمصطلح ": وجعلنا له عنوانا هو: ولالفصل األ

تعريف املصطلح بشكل عام، واملصطلح اإلعالمي بشكل خاص، ، وقد تناولنا فيه"اإلعالمي العريب

د

ملصطلح اإلعالمي، سواء من حيث البعد أهم املفاهيم اليت ميكن استثمارها يف دراسة ا باإلضافة إىلـداولية، التواصلي أو من حيث البعد التداويل، وذلك نظرا ألمهيتها يف دراسة واستنتاج وظيفته الت

عتباره منجزا لغويااكما أننا حاولنا أن نشري إىل أمهية املنهج التداويل يف دراسة املصطلح اإلعالمي ب .اصل الذي يشكل جوهر الدراسة التداوليةيف إطار التو

، وقد "عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب": فعنوانه هو ؛أما الفصل الثاين أردنا أن حندد فيه مستويات االتصال اإلعالمي وأنشطته، واليت يرتبط ا استعمال املصطلح

باإلضافة إىل حتديد عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي بوصفها اإلعالمي بشكل عام، العناصر اليت يتم من خالهلا اختيار املصطلحات وتوظيفها، ويؤدي من خالهلا املصطلح اإلعالمي

،يف دراسة املصطلح العناصر السياقية هذه وظيفته التداولية، مربزين، يف الوقت نفسه، أمهية، املرسلة )مجهور املتلقني/ املتلقي (، املرسل إليه )واضع املصطلح ومستعمله (تمثلة يف املرسل وامل .، السياق وأنواعه، التلفظ وقيوده احلركية)املصطلح اإلعالمي/ اللغة اإلعالمية (

ت املصطلح اإلعالمي من إشكاليا": فجعلنا له عنوانا هو ؛أما بالنسبة إىل الفصل الثالث ، وقد حاولنا من خالله عرض و مناقشة أهم "مناقشة حتليلية يف ضوء اللسانيات التداولية -العريب

اإلشكاليات اليت رأينا أنها ترتبط بوضع املصطلح اإلعالمي وباستعماله يف خمتلف وسائل اإلعالم العريب على مستوى الوضع، وإشكالية حتديد حيث تعرضنا إىل إشكالية املصطلح اإلعالميالعربية،

املفهوم، باإلضافة إىل مناقشة إشكالية تعدد املصطلح اإلعالمي العريب وأسبابه، وإشكالية توحيده، .كما حاولنا أن نلقي بعض الضوء على إشكال التبعية يف املصطلح اإلعالمي وأسبابه

أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية ": كالتايل هفجاء عنوان ؛الفصل الرابع أما فيه إىل ذكر قوانني اخلطاب، والقواعد واألحكام اليت ال ، وقد سعينا"اإلعالمي العريب للمصطلح

خيرج عنها النشاط الكالمي، وأن نبين أمهيتها يف أية عملية اتصال ناجحة بني شخصني، أو بني .وعة من األشخاصجمم

ابية املستعملة يف جمال اإلعالم بوجه عام دف كما تعرضنا إىل أهم اإلستراتيجيات اخلط التأثري على املتلقي، واليت يؤدي من خالهلا املصطلح وظيفته التداولية، باإلضافة إىل حماولتنا

ظائف التداولية للغة، وذلك من خالل ربطها الستنتاج كل من وظائف وسائل اإلعالم، وكذا الومبقامات االستعماالت املختلفة للمصطلح من جهة، واستنتاج الوظائف التداولية للمصطلح من

.خالل استثمار املفاهيم األساسية ألهم النظريات التداولية

ه

تدعيم البحث، وربط اجلانب وقد دعمنا عملنا هذا بأمثلة تطبيقية وخمططات توضيحية ل النظري منه باجلانب التطبيقي، وذلك من خالل طرح مناذج من واقع املصطلح اإلعالمي العريب يف

.وسائل اإلعالم العربيةوقد اتبعنا يف حبثنا هذا منهجا وصفيا اقتضته طبيعة املوضوع املطروح للدراسة، سواء يف

إىل وصف عملية وضع املصطلح واستعماله لتداويل، وضمن هذا املنهج سعيناجانبه اإلعالمي أو ا يف وسائل اإلعالم العربية، والتأثري الذي حيدثه هذا االستعمال بالنسبة إىل املتلقي العريب، وعلى

اج ومن مث استنت ،السياسية بالنظر إىل خلفيات الواضع اإليديولوجية، وأهدافه كيفية إدراكه لواقعه .داوليةوظيفة املصطلح اإلعالمي التـ

املصطلحات ومبلحق ثبت وصلنا إليه من نتائج،أينا حبثنا هذا خبامتة تضمنت خالصة ما ت مث عريب، ويضم كذلك معجما للمصطلحات اإلعالمية اليت مت حتليلها يف اجلزء التطبيقي من - فرنسي

الفرنسي، مث الفهرس و حسب الترتيب األلفبائي العريب لمراجع العربية واألجنبيةبفهرس لو البحث، .العام للبحث

وال ننكر مدى ما واجهنا من عقبات يف حماولتنا للوقوف على معامل هذا البحث، إال أننا : نفضل أن نتعرض إىل أمهها، واليت تتمثل يف

املوضوع، حيث أن جل الدراسات اليت اطلعنا عليها، واليت تناولت قضية املصطلح جدة مل تتناول مسألة املصطلح اإلعالمي كموضوع أو اللغة اإلعالمية بشكل خاص،بشكل عام،

جودة يف للبحث أو النقاش، وإنما تناولت اللغة اإلعالمية وخصائصها، ما عدا بعض النصوص املو .بعض االت

إننا لنرجو أن تكون دراستنا هذه قد سامهت يف إلقاء بعض الضوء على واحدة من و اإلشكاليات اليت تواجهها اللغة العربية بشكل عام، واإلعالم العريب بشكل خاص، وأن يساهم هذا

ملكتبة العربية، كما أننا ندرك متام اإلدراك العمل يف إفادة الطالب املقبلني على البحث، ويف إثراء اأن عملنا هذا ال خيلو من الكثري من النقائص، إال أننا نأمل أن يكون فيه من اإلجيابيات ما يشفع

وإن كان غري ذلك؛ فحسبنا أننا قنا فيه، فمن الله التوفيق،للنقص الذي اعتراه؛ فإن كنا قد وفلفت أنظار الباحثني إىل هذا املوضوع احلساس واملتعلق بواقع اللغة العربية، القتناعنا بأن حاولنا أن ن

.االهتمام باجلانب اإلجنازي للغة هو الذي ميكن أن حيل الكثري من مشاكلها الراهنة

و

ستاذي الفاضل األستاذ أ مث مبعونة وتوجيه ه أوالوقد مت إجناز هذا البحث بعون اهللا وفضل ، الذي أتقدم إليه بشكري اجلزيل وامتناين العميق على ما قدمه يل من " عزوز أمحد" الدكتور

ر،ـنصح وتقومي طيلة مراحل هذا البحث، األمر الذي جعلين أجتنب الكثري من اهلفوات والتقصي هذا املقام، أن أوجه شكري وعرفاين، حتى وصل إىل الصورة اليت بني أيديكم، وال أنسى يف

عناصر البحث، الذي كان جيلس معي لساعات طويلة ملناقشة " الطيب دبة" كذلك، إىل األستاذ ه باملزيد من املعلومات، وإىل كل من ساعدين من قريب أو بعيد يف إجناز هذا مما ساهم يف إثرائ

.ءفجازاهم الله عني خري اجلزا ؛العمل

.بوكلخة صورية: الطالبة

تـــــمــهيـــــــــد

ـــغـــة و الـــتــ�ــــواصـــل الــلــ�

.اللغة والتواصل متهيـــد

2

:اللـغة و التــواصل -1 لقد شھدت مراحل التطور اإلنساني ظاھرة االتصال بین البشر، والحظ

یختلف 1أن وجوده داخل الحشد –في صراعھ من أجل البقاء – اإلنسان البدائي عن وجوده منعزال عنھ؛ فحفاظھ على مصالحھ و طبعھ االجتماعي جعاله

تعبر عن شخصیتھ، و نمط حیاتھ، 2اال و مظاھر عدیدة من االتصالیمارس أشك .والمحیط الذي یعیش فیھ

ونتیجة لذلك أصبحت المجتمعات تقوم على التفاعل القائم بین أفرادھا على ...اختالف مستویاتھم االجتماعیة و االقتصادیة و الثقافیة

بنجاحھ كجنس یدینمنح بسخاء ملكات فردیة إن الجنس البشري الذي ین وتطویر والقدرة التي أظھرھا في تحس ،لكل من قدرتھ التنظیمیة: نلشیئیتنوع من أثر و لقد كان من اھتمامات اإلنسان األولى أن یزیدة، وبھ الفردیمواھ

سیر رسائل على تف ذي یطور فیھ قدرتھفي الوقت ال صالیةووضوح الرسائل االتفبدأ اتصالھ ؛قد سعى اإلنسان عبر التاریخ إلى تحسین ھذه القدرةن، واآلخری

باآلخرین بأبسط اإلشارات الصوتیة والحركیة، واستعان بالعدید من الوسائل غیر ،... اریة، الرسماللفظیة لنقل الرسائل كالموسیقى، الرقص، النحت، اإلشارات الن

.3ر اللغة ھو الذي جعل االتصال اإلنساني أكثر قوة لكن تطوو :أھمیة اللغة في عملیة التواصل -2 -Ferdinand De Saussure )1857 4لقد عرف فردیناند دو سوسیر

1913 ( بین بني ؛ إذ ما كان للتواصل أن یتم 1بأنھا ظاھرة اجتماعیة ) Langue(اللغة

.ھي تعتبر وسیلة االتصال األولىالبشر لوال وجودھا؛ بل

روف المعيشية الخاصة الظو يتقيد بالمنطقة الجغرافيةهذا التجمع يكون بشكل تلقائي، و تجمع لفئة قليلة من البشر، ولكن هو - 1، و عندما تحقق هذا الحشد و الحظ اإلنسان أن تجمع مجموعة من الناس في منطقة واحدة )و التي تسمح ببقاء الحياة (بها

حيث أصبح أقوى المخلوقات، و نظرا لتميزه بالعقل، أصبح اإلنسان ،ة أكبرزاده قوائية قد حقق له فائدة كبيرة وبطريقة تلق . فكيـر، و بهذا تحقق االتصال عند اإلنسان البدائي عمدي عن طريق التخطيط و الت يحاول تـشكيل عملية التجـمع بشكل

اوية ، و ذلك عن طريق الكـتب السمـبين خالقهم أيضاو بل بينهم؛ يست قائمة بين بني البشر فحسبإن ظاهرة االتصال ل -2ربه واألنبياء و الرسل الذين أرسلوا إليهم، و الدليل على ذلك هو مخاطبة الله لعباده كل بلغة قومه، كما أن اإلنسان يتصل ب

.قي العباداتيوميا عدة مرات سواء عن طريق إقامة الصالة أو الدعاء أو غيرها من باآدابها، جامعة ابن تصال، دائرة اللغة العربية ومدخل إلى علوم اال: ماهية االتصال، مقياس: محاضرة للسنة الثانية بعنوان - 3

.م1999 -1998: تيارت، السنة الجامعية -خلدونكانت ،فرنسي) بروتستانتي (صل هغنوتي هي من أمن أسرة معروفة بكثرة العلماء، وولد فرديناند دو سوسير بجنيف - 4

مذكرة في : بعنوان 1879األول سنة : اهتم بالدراسات اللغوية، أصدر كتابين ، ثمي مبدئها في الفيزياء والكيمياءدراسته فف المطلق في اللغة ابعنوان استعمال المض 1881: األوربية، والثاني سنة النظام البدائي للصوائت في اللغات الهندية

وهي محاضرات جمعت في سانياته الشهرة على يد تالميذه، إال أنه بعد وفاته كتب لل1913 :ووافته المنية سنة ،السنسكريتيةدار -يةوجدراسة تحليلية ابستمول –، مبادئ اللسانيات البنوية هالطيب دب: ينظر. "محاضرات في اللسانيات العامة"كتاب بعنوان

. 55، 54 :ص ص ،2001 :القصبة للنشر، الجزائر

.اللغة والتواصل متهيـــد

3

ل تستمد اللغة تواصوفي ظل ھذا السیاق التحدیدي لعالقة اللغة بمبدأ ال البشریة أھمیتھا؛ فقد شغلت فكر اإلنسان منذ بدایة الوعي بالواقع اللغوي، و

. العصور محور اھتمام و دراسة عبر أصبحتي یعبر عن التبادل و المشاركة ذا تمثل النظام التواصلي الوألنھ

فقد استطاعت أن تكون الوسیلة الوحیدة التي د؛الجماعیة بین أفراد الجنس الواحالحافظة للتراث البشري مما أھلھا ألن تكون مفتاح المعرفة ، و2ر عن الفكرتعب

في وال إلى كل ما یحیط بھباإلنسان وذاتھ وص ة لكل ما ھو موجود بدءاالشاملال یمكن فصل مفھومھا عن طابعھا االجتماعي الذي ،بناء علیھھذا العالم، و

. تتجلى من خاللھإن اللغة نظام خاص بكل مجتمع لغوي، و في الوقت نفسھ تمثیل و

.الذي یشترك فیھ جمیع البشر) Langage( ھو اللسان و أكبر تجسید لنظام ) : ھـ392 -ھـ 320: ( 3اللــغة عند ابن جـني -أ

ات یعبر ا حدھا؛ فإنھا أصوأم « :یقول في باب القول على اللغة و ما ھي . » 4راضھم ن أغع ومبھا كل ق

التواصلي البعدوا التعریف أنھ قد جمع بین البعد الوظیفي رى في ھذن كل قوم عن « :د، كما فرق بیـن اللغة و بین اللسان حینما ذكرللغة في آن واح

. ؛ ففیھ تخصیص الستعمال اللغة لدى كل مجتمع لغوي معین»أغراضھم ) :ھـ 808 - ھـ 732: ( 5غة عند ابن خلدونالل -ب

رة المتكلم عن اعلم أن اللغة في المتعارف ھي عبا« : ویقول في رؤیتھ للغة فال بد أن تصیر الم؛ عن القصد بإفادة الك ساني ناشئمقصوده، وتلك العبارة فعل ل

1 - Voir, Ferdinand De Saussure, Cours de linguistique générale, Édition préparé par : Tullio De Mauro, Éditions Payot – Paris : 1985, pp : 24, 25, 29 ,31 .

. مباحث الالحقة سنتطرق إلى هذه الفكرة بالتفصيل في ال - 2 Gennaius: ما كان اسمه جني تعريبا لكلمة، و ربميا، كان أبوه موال روو الفتح عثمان ابن جني الموصليهو أب -3

لألعراب ، و في أثناء ذلك يتعرض الب بمسجد الموصل، أخذ يدرس للطهـ320د له ولده عثمان حوالي سنة اليونانية، و قد ول 40أبي عبد الله الشجري الذي يتردد ذكره في الخصائص، الزم ابن جني أستاذه أبا علي الفارسي يأخذ عنهم مثل الفصحاء و

. هـ 392سنة سنة، له كتابان جليالن هما سر صناعة اإلعراب، الخصائص، يتناول فيهما نحو العربية، توفي ،02: ، طلبنان -محمد علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت :ابن جني، أبي الفتح عثمان، الخصائص، تحقـيق -4 .33: ، ص01: جهو من أصل أول من دخل األندلس من أجداده، و ابن خلدون، عبد الرحمن أبو زيد ولي الدين، اشتهر بابن خلدون نسبة إلى -5

بن حجر، ولد في تونس و نشأ و تعلم بها، و قد تولى العديد من المناصبيماني حضرمي يتصل نسبها بالصحابي الجليل وائل ،؛ و يعتبر ابن خلدون مؤسس علم االجتماعكتونس و الجزائر و مصر و المغرب تنقل في العديد من البلدان في الوطن العربيومن ي أيام العرب و العجم و البربر والمبتدأ و الخبر ففيلسوفا اجتماعيا اقتصاديا، ومؤلفاته تتمثل في كتاب العبر و ديوان و

سبعين سنة و ةتو قد توفي عن عمـر سـ ،)مقدمة ابن خلدون( األكبر وهو الذي اشتهر باسـم عاصرهم من ذوي السلطاندار الفكر للطباعة ، دةخليل شحا: د ولي الدين، المقدمة، تحقيقابن خلدون، عبد الرحمن أبو زي/ هـ 808في رمضان سنة ) بتصرف ( 6، 5، 4:ص صم، 2003/هـ1424 ،01: ط ،لبنان -بيروت، والنشر و التوزيع

.اللغة والتواصل متهيـــد

4

ة بحسب وھو في كل أم لكة متقررة في العضو الفاعل لھا، وھو اللسان،م .1 »الحاتھماصطوابن خلدون في تعریفھ ھذا للغة لم یغفل ما قد جاء في التعاریف السابقة

.D( 2د التداوليبل تعداه إلى البع ھا؛ن حیث البعد الفردي واالجتماعي لمPragmatique (عبارة المتكلم"ذي یشمل ال) " أي عملیة التلفظ: L’énonciation

م حیث أشار إلى و مقدرة اإلنسان على التكل، "قصد في إفادة الكالمال"ثم 3)و القوانین التجریدیة إلى كالم كیفیة انتقال اللغة من مجموعـة من القواعـد

العضو الفاعل فال بد أن تصیر ملكة متقررة في « : منجز بواسطة اللسان بقولھحدید ما تعتمد علیھ النظریة التداولیة وھذا ھو بالت ،» و اللسانلھا، وھ

)Pragmatique (من المتكلم؟ و إلى من : ، حیث تحاول اإلجابة على األسئلةیتكلم؟ ما ھي قیود الكالم؟ ، متى یكون الكالم مقنعا ؟ وكیف یكون الكالم مقنعا

... ؟ ) :F. De Saussure( دو سوسیر. لغة عند فال -جـ و لكن ما ھي اللغة ؟ بالنسبة لنا « : یقول دوسوسیر في تصوره للغة

فھي ال تختلط مع اللسان، صحیح أنھا لیست سوى جزء أساسي و محدد منھ، إال ، و مجموعة تواضعات نھا في الوقت ذاتھ نتاج اجتماعي لملكة اللسانأ

لتسمح بممارسة ھذه الملكة لدى ضروریة متبناة من طرف الكیان االجتماعي » 4. األفراد

في ھذا التعریف أن یوضح أھمیة ) ( De Saussureحاول دو سوسیر التمییز بین اللغة واللسان؛ فاللسان ھو المجال العام الذي تنتمي إلیھ اللغة و

ي صورتھ االجتماعیة، د اللسان فیجس الكالم معا؛ إذ تعتبر اللغة المستوى الذياللسان لھ « :و یقول الكالم المستوى الذي یجسد اللسان في صورتھ الفردیة،و

جانب فردي و جانب اجتماعي و ال نستطیع أن نتصور أحدھما دون » 5.اآلخر ) :Edward Sapir ) :1884- 1939 6اللغة عند إدوارد سابیر -د

. 565: ، ص نفسهالمرجع 1- .األول الفصل ف التداولية فيسيأتي تعري - 2 .حقة من هذا العملسنتعرض إلى تعريف هذا المصطلح في المباحث الال - 3

4-Ferdinand De Saussure, Cours de linguistique générale, p : 25. 5- Ferdinand De Saussure, Ibidem, p : 24.

ولد إدوارد سابير بألمانيا ثم هاجر إلى أمريكا و عمره خمس سنوات، يعتبر أحد أبرز اللسانيين األوائل الذين ساهموا في 6-كان له اهتمام كبير و ،1909حصل على الدكتوراه في األنثروبولوجيا سنة (...)وية األمريكية إرساء قواعد اللسانيات البن

":Le Langage" سانيات البنوية في كتابه اللغةقد وردت أهم القضايا التي تقدم بها في مجال الل، وباللغات األمريكية الهندية . 140: ص، دراسة تحليلية ابستمولوجية –البنوية ، مبادئ اللسانياتهالطيب دب: ينظر

.اللغة والتواصل متهيـــد

5

یشیر سابیر في ھذا التعریف إلى أھمیة اللغة في البناء االجتماعي بین یعتبر اللسان من دون شك وسیلة قویة للتشكیل االجتماعي « : األفراد؛ إذ یقول

األقوى على اإلطالق، من ھنا؛ فنحن ال نرید فقط القـول بأنھ إذا لم یكن اللسان ھذا ما ھو بدیھي تماما ( فلن تكون ھناك عالقات اجتماعیة حقیقیة ؛نفسھ موجودا

؛ و لكن مجرد امتالك لغة مشتركة یمثل رمزا ذا قدرة خاصة للتضامن )، وھذا ھو جانبھا » 1االجتماعي الذي یجمع األفراد المتكلمین لھذه اللغة

.االجتماعي ) : André Martinet )1908-1999 2نياللغة عند أندري مارتی -ھـ في الكالم العادي، اللسان یشیر « : یقول حول تصوره لملكة اللسان

، » 3تحدیدا إلى الملكة التي یتفاھم بھا الناس عن طریق العالمات الصوتیةمط تفكیره ل مجتمع لغة ذات نظام خاص، تعبر عن ثقافتھ و نلك یعني بذلك أنو

إلخ؛ وبالتالي فھي ال تحمل فقط معالم المجتمع األساسیة فحسب؛ ... و عن تراثھبل ھي السبیل الوحید لتحلیلھا و تمییزھا عن باقي المعالم الخاصة بالمجتمعات

. اإلنسانیة األخرى طلحات التي تمبما أن اللغة نظام من العالمات؛ فھي نسیج من المص

تعبیر عن أغراضھم التواصلیة؛ جتمع لغوي للطالح علیھا من طرف كل ماالصمن الوجھة االعتباریة ال من –العنصر اللغوي في أصل نشأتھ « وعلیھ فإن

رمز یقوم بضرب من المواضعة لینوب بحضوره عن -جھة الزمن الفیزیائينت مما یتسنى حضوره أو مما یتعذر؛ إحضار األشیاء المتحدث عنھا سواء أكا

فكأنما الذي ساق اإلنسان إلى التوسل باللغة إنما ھو نزوعھ إلى المجھود األدنى ر النفع أن یستأثر بأكب: قتصاد األدائي بحكم تركیبھ وبدافع غریزتھ التي قوامھا اال

المبدئي عرفت العالمة بأنھا بالذي یتسنى من أضعف المجھود، وعلى ھذا األس شاھد على "على حد التعبیر الحرفي، أو قل بتعبیر متأصل ھي" حضور لغیبة"

.4 »" غائبكما یغدو االستعمال اللغوي من أھم عوامل الترابط و التنشئة االجتماعیة

نون االصطالح بین األفراد عن طریق تحقیق التفاعل، وذلك تحت ظل سلطة قاوالمواضعة حیث یعد إبداع العالقات االجتماعیة من األھداف النفعیة لالستعمال

1 -Edward Sapir, Linguistique, Présentation de Jean – Elie Boltanski, Les Éditions de minuit, Paris, p : 41.

اسة الفونولوجية ، له دراسات مهمة حول مبادئ الدرؤسسين لعلم اللسانيات الحديثلساني فرنسي، يعتبر أحد الم 2-ة على قد كان من بين أهم إسهاماته في هذا المذهب اللساني الكبير مفاهيمه و نظرياته التي أسس بها اللسانيات الوظيفيو«

اللسانيات العامة في و مبـادئ ،)1970(اللسانيات اآلنية : و ذلك في العديد من مؤلفاته نذكـر منها : المستوى التركيبي للغة . 106، 105: ص ص ، مبادئ اللسانيات البنوية،الطيب دبة :») 1970(، و اللغة و الوظيفة )1960(

3 -André Martinet, Éléments de linguistique générale, Armand Coulin, p : 07. مع مقدمة في علم المصطلح، الدار العربية - عربي-سيفرنسي، فرن –عربي –عبد السالم المسدي، قاموس اللسانيات -4

. 13: ، ص1984 ،للكتاب

.اللغة والتواصل متهيـــد

6

اللغوي؛ فكثیرا ما تتبلور عالقات الناس من خالل إنجازھم ألفعالھم اللغویة؛ إذ یتقاربون و یتباعدون، ولذلك یعمد اإلنسان مثال إلى االعتذار عندما یقترف خطأ

اعر سیئة لدى اآلخرین؛ إذ ال یجد لخطاب االعتذار وسیلة أفضل من یثیر مش . 1اإلنجاز اللغوي

واحد من األسئلة األكثر إلحاحا « ویقودنا الحدیث عن استعمال اللغة إلى كم یوجد من طریقة تستعمل بھا اللغة؟ یرى فنتجشتاین : في كل فلسفة لغویة وھو

) Wettgenstein ( أنھ ال یمكننا اإلجابة على ھذا السؤال بتقدیمنا لقائمة كاملة منھناك عدد ال : كم ھو عدد أنواع الجمل الموجودة؟ والجواب : األصناف و لكن

د ال یحصى من ال یخطر ببال أحد القول بأنھ یوجد عد )... (یحصى من األنواع أنواع األنظمة االقتصادیة، أو القواعد المتعلقة بالزواج، أو أنواع األحزاب السیاسیة؛ لماذا یجب على اللغة أن تكون أكثر تمردا على التصنیف أكثر من أي

.2 »مظھر آخر من مظاھر الحیاة االجتماعیة ؟ میادین استعمالھا موضوع البحث الذي ظل وعلیھ فقد شكلت اللغة و

« إذ یمكن التأكید على أن مھیمنا على أبحاث علماء اللغة على اختالف مناھجھم؛میدان استعمال اللغة ھو الخطاب، وأنھ ال یتبلور االستعمال إال من خالل عملیة

ھو النشاط الرئیس الذي قولیة تسمى عملیة التلفظ بالخطاب؛ فالتلفظ بالخطابیمنح استعمال اللغة طابعھ التداولي، بوصفھ نقطة التحول بالممارسة الفعلیة لھا،

من مرسل و مرسل إلیھ، كما أنھ یتحدد بھ : مما یبلور عناصر السیاق في الخطاب » 3. القصد و الھدف

التي یتبناھا المتكلم أثناء استعمالھ 4یة إن مختلف االستراتیجیات الخطاب للغة ھي التي تبرز الجانب التداولي لھا، و الذي یستطیع من خاللھ ھذا المرسل أن یصرح بمقاصده أو یضمنھا في الملفوظات؛ وعلیھ فإن تداول اللغة وممارستھا

لخطاب؛ فتصبح الملفوظات ھي دوره في ا« بین األفراد ھو الذي یعطي للتلفظ ركیبیة األساس في استعمال اللغة، مع أن ھذا ال یبعد أنھا قد تتجلى من الناحیة الت

في أشكال متعددة، وال یبعد أن تكون داللة الملفوظ الحرفیة ھي الداللة المناسبة .5 » للسیاق

لبنان، -دار الكتاب الجديد، بيروت -مقاربة لغوية تداولية -ت الخطابعبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيا: ينظر - 1 . 25: م ص2004: 01: ط

2 - John R. Searle, Sens et expression - Étude de théorie des actes de langage, Les Éditions de Minuit, Collection « Le sens commun », Paris, 1982, p : 31.

.27: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص - 3تمليها مختلف الظروف التي تحيط بعملية إنتاج ستراتيجيات مختلفة يمكن للمتكلم أن يستخدمها أثناء استعماله للغة إهناك - 4

اإلستراتيجية التضامنية، اإلستراتيجية التوجيهية، : الكالم و تنوع العناصر السياقية، و يمكن ذكر هذه االستراتيجيات كالتالي .ت في الفصل الرابع من هذا العملواإلستراتيجية التلميحية، و إستراتيجية اإلقناع، و سوف نرى تفصيل هذه اإلستراتيجيا

. 28: ستراتيجيات الخطاب، صإعبد الهادي بن ظافر الشهري، - 5

ل الــفصـــل األو�

يالمفاهيــم األسـاسي�ة في دراسة المصطلـح اإلعالمي العرب

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

9

تواتر الحديث في البحوث والدراسات المعاصرة عن قضية المصطلح

ة في يته بالنسبة إلى اللغات التي تطمح المتالك المعارف والتقانات، خاص وأهمالبلدان السائرة في طريق النمو، حيث يعد المصطلح أحد أهم وسائلها لخوض

مة، إال أن المجاالت التي يستخدم فيها ول المتقد التجربة العلمية، وبلوغ مصاف الدعة؛ إذ يختص كل علم بمصطلحات تأخذ سماته ومميزاته، المصطلح عديدة ومتنو

وال يخرج تعريفها عن حدوده المتعارف عليها. فما هو تعريف المصطلح ؟ - 1

المصطلح لغة : - 1-1 0Fلفظ المصطلح

، » صلح « في اللغة العربية مشتق من الفعل الثالثي 1صلحت حال فالن، وهو على حال صالحة. وأتتني « وجاء في أساس البالغة:

و صلح األمر و أصلحته، )...(صالحة من فالن، و ال تعد صالحاته و حسناته وأصلحت الفعل، و أصلح هللا تعالى األمير، و أصلح هللا تعالى في ذريته و ماله و

و صلح فالن بعد الفساد، و صالح العدو، ووقع )... (سعى في إصالح ذات البينلح و تصالحا عليه واصطلحا، وهم لنا صلح أي مصالحون، ورأى )...(بينهما الص

اإلمام المصلحة في ذلك. ونظر في مصالح المسلمين، وهو من أهل المفاسد ال الح، من هو من أهل صالح؛ وهو لحاء، ومن أهل الص المصالح. و فالن من الص

فها هللا تعالى، قال حرب بن أمية ألبي مطر الحضرمي يوم من أسماء مكة شرالفجار:

)...( أبا مطر هلم إلى صالح فتكفيك الندامى من قريش ومن المجاز: هذا األديم يصلح للنعل، و فالن ال يصلح لصحبتك، و أصلح إلى

1F » دابته: أحسن إليها و تعهدها

2 .الصالح: ضد الفساد، صلح يصلح ويصلح « وورد في لسان العرب:

لم، وقد )...(صالحا وصلوحا لح: الس لح: تصالح القوم بينهم، و الص و الصاصطلحوا و صالحوا

الحوا.. لحوا و تصالحوا و اص 2F » و اص

3 . نرى أن هذه اللفظة تحمل معنى التالقي بعد خصومة ، من خالل هذا الشرح

دلت النصوص العربية على أن كلمات هذه المادة « أو مقاطعة أو بعد حرب، كما

في اإلنجليزية » « Termيقابل لفظ " المصطلح" في اللغة العربية مصطلح « - وهو المصدر الميمي للفعل اصطلح، و1

ويدية و لغة ويلز، في الفرنسية، Termeو في األلمانية،Term أو Terminusوالهولندية و الدنماركية و النرويجية والس. 10: محمود فهمي حجازي، األسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب للطباعة، القاهرة، ص: » في اإليطالية...Termine ومخشري 2- م له: إبراهيم قالتي، دار ) جار هللا أبي القاسم محمود بن عمر( الز ، أساس البالغة- قاموس: عربي-عربي، راجعه و قد

. )ص، ل، ح ( مادة: ،381الهدى للطباعة و النشر و التوزيع، ص: ة 517 ،516 ص: ص،02هـ، المجلد: 1300، 01 ط: بيروت- لبنان،- ابن منظور، لسان العرب، دار صادر،3 ص، (، ماد

. )ل، ح

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

10

و بين المعنيين تقارب داللي فإصالح الفساد بين القوم ال تعني- أيضا - االتفاق، 3F » يتم إال باتفاقهم

1. المصطلح اصطالحا : - 1-2

دة في التراث العربي، حيث قصد بها نجد لهذه اللفظة استخدامات متعداالتفاق عند ورودها في عدد من األحاديث النبوية الشريفة في قوله صلى هللا عليه

4Fو سلم

، » اصطلح أهل هذه البحيرة« و، » اصطلحا على أن لنوح ثلثها « : 2، » اصطلحنا نحن و أهل مكة« و» الحرب وضع اصطلحوا على« و، وفي هذه األحاديث لفظة اصطالح تحمل كلها » يصطلح الناس على رجل« و

. 5F3 معنى االتفاق استخدام المعجم الذي ألفه أيضا ومن أمثلة ذلك في تراثنا العربي اإلسالمي

وهو ،"كشاف اصطالحات الفنون" ) بعنوان: م1745هـ/1158( التهانوي . 6F4 أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة اإلسالمية

ع التخصصات – ر المعرفي الذي ونتيجة لتنو نظرا لالزدهار و التطوة العربية واإلسالمية- فقد ظهرت المعاجم عرفته هذه الفترة من تاريخ األم

ة في مختلف الحقول المعرفية تضمنت حركة التأليف المعجمي « حيث ،المختصر ة تحت تأثير التـطو في التراث العربي القديم إعداد المعاجم العلمية المختص

اللغوي وحركة الترجمة والتأليف بين القرنين الثالث و الخامس الهجريين على 7F. وجه الخصوص

5 « ويمكن القول أن بعض هذه المعاجم قد وصل إلى مستوى من النضج لم

ة الحديثة دة ،تصل إليه كثير من المعاجم المختص ة في مجاالت متعد خاصيدلة)، وهذا مثل: معاجم ،والنبات،كالطب واألدوية المفردة والمركبة (أي الص

ة: معاجم موسوعية الموضوعات سائل اللغوية، المعاجم العلمية المختص والرة : معاجم علمية محضة، مؤلفات طبية ذات طابع اصطالحية، معاجم فنية مختص

.8F6 معجمي المصطلح في العصر الحديث :-1-3

. 07- محمود فهمي حجازي، األسس اللغوية لعلم المصطلح، ص: 1◌بوية المثبتة في : و نسنك و آخرين: المعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي، بريل، ليدن 2 - أنظر مواضع ورود هذه األحاديث الن

. 08، 07ص ص: المرجع نفسه،: / عن1955 .08، 07- ينظر: المرجع نفسه، ص ص: 4 .09، ص: المرجع نفسه- ينظر : 5مجلة المجمع « ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق » المعجم العلمي المختص (المنهج و المصطلح)« - جواد حسيني سما عنة، 6

دة لوضع المصطلح)، » العلمي العربي سابقا ة بحوث ندوة ( إقرار منهجية موح ، 04، ج: 75المجلد: ، عدد خاص و فيه تتم . 966م، ص:2000هـ/ 1421

ابقالمرجع ، » المعجم العلمي المختص (المنهج و المصطلح)« جواد حسيني سما عنة، :ينظر 6- 968، 966، ص ص: الس969 .

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

11

لقد عرف المصطلح في العصر الحديث دقـة أكبر في تحديد مفهومه، إلى يته في الحقول المعرفية المختلفة حيث أصبحت صناعة المصطلح أداة ،جانب أهم

ة في البناء الحضاري ؛في يد من يملك تلك المعرفة وينتجـها فأضحى وسيلة هامومن جهة أخرى أصبح المصطلح بالنسبة لألمم التي تستهلكه عامل لهذه األمم،

واالنحطاط العلمي. من عوامل التبعيةكلمة « ومن بين التعريفات التي أعطيت للمصطلح في العصر الحديث أنه:

يوجد موروثا ،أو مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة(علمية أو تقنية...إلخ)ية أو مقترضا، و يستخدم للتعبير بدقة عن المفاهيم و ليدل على أشياء ماد

9F.محددة

1 « قد أثار هذا التعريف ثالث قضايا أساسية متعلقة بتعريف المصطلح:

هي أن يكون موروثا و ذلك ألن المفردة في حياتها تمر بأحد هذه األولى: المراحل الثالث:

ابقة التي وضعت من -1 ا أن تبقى المفردة محافظة على المعاني الس إمأجلها. ا أن يضاف إليها معان -2 ◌جديدة باإلضافة إلى المعاني السابقة وإم

ياق. والتي يستدعيها السا أن تنقرض هذه المفردة و تموت و يحل محلها مفردات أخرى -3 وإم

تتناسب مع ظروف الحياة و العصر الذي تستعمل فيه اللغة. هي أن يكون هذا المصطلح مقترضا، و في هذه الحالة يكون: الثانية:

بة و خاضعة لقوانين اللغة المستقبلة. -1 ا لفظة معر إم أو أن يكون لفظة مترجمة. -2 ا أن يكون لفظا دخيال يستعمل في اللغة المستقبلة كما هو دون -3 و إم

أي تغيير. ـالثة: ية محددة (علمية أو الثـ هي أن يدل المصطلح على أشياء ماد

.تقنية...إلخ)المصطلح لفظ، كلمة أو كلمات، تحمل مفهوما معينا « وفي تعريف آخر:

ية أو حضارية يا أو معنـويا غير مـلموس، أو هو كلمة أو كلمات ذات داللة علم ماد.يتواضع عليها المشتغلون بتلك العلوم و الفنون و المباحث 10F

2 « بالمقارنة مع التعريف السابق نجد أن :

H. Leclercq, What about the determination of the term أنظر بحث لوكليرك السابق: 1-

« term » ?in / Infoterm Series 7, p : 137 /ص: محمود فهمي حجازي، األسس اللغوية لعلم المصطلح، : عن11 .ل من بحوث ندوة: 2 - د.أحمد شفيق الخطيب، منهجية بناء المصطلحات و تطبيقها، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، القسم األو

دة لوضع المصطلح)، المجلد: .503م، ص: 2000هـ /1421، 03، ج: 75(إقرار منهجية موح

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

12

يا أو معنويا غير ملموس، وهو يختلف -1 المصطلح يحمل مفهوما مادية محددة ل الذي يرى بأن المصطلح يدل على أشياء ماد في هذا مع التعريف األو

فقط. فهو ناقل للعلم و الحضارة.؛- المصطلح له داللة علمية و حضارية2 المصطلح العلمي يتواضع عليه المشتغلون بالمجاالت المختلفة علمية -3

أو فنية...، ذلك ألن االصطالح في اللغة بشكل عام يلبي حاجة تواصلية تفرضها ا في المجاالت العلمية أو التقنية أو الفنية...إلخ فهناك ؛الحياة االجتماعية، أم

دة ، تخصيص في وصف عملية االصطالح، حيث تفرضه الحاجة العلمية المتجدوهذا يقتضي اصطالحا من طرف المشتغلين بهذه المجاالت المختلفة باعتبار أنهم

منتجون للمعرفة. ويشترك كل من التعريفين في كون المصطلح عبارة عن كلمة أو -4

مجموعة من الكلمات. ف المصطلح أو الكلمة 11F وهناك من يعر

يها، 1 انطالقا من الوظيفة التي تؤدا يتصل ف الكلمة العربية تعريفا يتصل بوظيفتها أكثر مم ام حسان يعر حيث نجد تمبتقسيمها؛ فهي بالنسبة إليه صيغة ذات وظيفة لغوية معينة في تركيب الجملة، تقوم د، أو تحذف، أو تحشى، أو يغير بدور وحدة من وحدات المعجم، و تصلح ألن تفر

ياق، و ترجع في مادتها غالبا إلى أصول موضعها، أو تستبدل بغيرها في الس12Fثالثة، وقد تلحق بها زوائد

2. ون ا التعريف الذي اتفق حوله المختص الذي أطلقه األوربيون فهو؛ أم

الكلمة االصطالحية أو « وهو: ، تعريف أعطي للمصطلحعليه؛ إذ يعتبر أفضلالعبارة االصطالحية مفهوم مفرد أو عبارة مركبة استقر معناها أو باألحرى

د في وضوح، هو تعبير خاص ضيق في داللته المتخصصة، استخدامها و حدوواضح إلى أقصى درجة ممكنة، وله ما يقابله في اللغات األخرى، ويرد دائما

بذلك وضوحه فيتحقق في سياق النظام الخاص بمصطلحات فرع محدد روري . الض 13F

3 « نرى في هذا التعريف أنه قد تم تحديد المجال المفهومي ألي مصطلح و

صة للتمييز بين كل مجال من المجاالت التي يستعمل ذلك بتضييق داللته المتخصفيها حسب سياق النظام الخاص بها، إلى جانب اإلشارة إلى أن إيجاد مقابل لكل

استعرضنا تعريفات مختلفة للكلمة، شرقية« إال أن الكلمة ليس لها تعريف ينطبق عليها في كل اللغات، حيث أننا إذا 1-

ف تعريفا ينطبق عليها في كل اللغات؛وغربية ؛ وجدنا في النهاية أن فكرة الكلمة- كبعض األفكار اللغوية األخرى- ال يمكن أن تعرة في التركيب ان، مناهج البحث في » وإنما تستقل في كل لغة بتعريف خاص، مستقى من طبيعة اللغة ووسائلها الخاص ام حس : تم

ار البيضاء . 259م، ص: 1986هـ/ 1407: - المغرباللغة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، مطبعة النجاح الجديدة، الد

ان، المرجع - ينظر: 2 ام حس ابق تم .266ص: ،الس .12، 11- محمود فهمي حجازي، األسس اللغوية لعلم المصطلح، ص ص: 3

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

13

مصطلح في اللغات األخرى هو جزء مهم من هذا التحديد، و أن المصطلح يمكنه أن يكون كلمة مفردة أو عبارة مركبة.

عت الكلمات حسب استعماالتها المختلفة؛ و لهذا فقد تعددت وقد تنوالتعاريف التي أعطيت للكلمة من طرف المحدثين الذين اختلفوا اختالفا بينا في

ف الكلمة أو ) André Martinet (ذلك؛ فمن أندري مارتيني الذي يعر14F"المورفيم" بأنها أصغر وحدة دالة في التقطيع المزدوج للغة

1 ) ( La double articulation du langage فها بأنها "أصغر وحدة « ، نجد أن ماثيسيوس يعر

15Fصوتية متتابعة ال يمكن أن ترتبط بأي وحدات أخرى"

2 « .فها جزء من ")...( بأنها ) Vachek ( فاشيك « ومن جهة أخرى يعر

الحدث الكالمي له صلة بالواقع الخارج عن اللغة، و يمكن اعتبارها وحدة غير 16F » قابلة للتقسيم، و يتغير موضعها بالنسبة لبقية الحدث الكالمي"

3 . ويقابلها باللغة الفرنسية ، »مصطلحات« على» مصطلح« وتجمع لفظة

"Terminologie "، رات أو إلى « وهي مجموعة الكلمات التي تعود إلى تصو أشياء متعلقة

.بمجال علمي محدد أو بنشاط إنساني 17F

4 « ف المصطلح عالميا بأنه شاهد على « من هذا المنطلق يتسنى أن نعر

شاهد غائب، و لعل هذه الحقيقة هي التي تعلل بصفة جوهرية صعوبة الخطاب تعبير علمي يتسلط فيه العامل اللغوي على ذاته ليؤدي ثمرة اللساني من حيث هو

ة اللغوية 18F.العقل العاقل للماد

5 « فأي تعبير علمي في أي مجال من المجاالت العلمية، و في أي تخصص من

ة به صات يحتاج إلى صياغة مصطلحات خاص إذ يتواضع أصحابه عليها ؛التخصانطالقا من اللغة نفسها بحيث يضبط مفهوم كل مصطلح فال يتعدى حدود مجال

ر إذن كيف أن كل علم يصطنع لنفسه من اللغة «ذلك التخصص، ذلك ما يفسا فلو تتبعت كشفه المصطلحي، و قارنته بالرصيد القاموسي المشترك ؛معجما خاص

لوجدت حظا وفيرا من ألفاظ العلم غير وارد ؛في اللغة التي يتحاور بها العلم ذاته و ما منه وارد فإنما ينفصل في ؛قطعا في الرصيد المتداول لدى أهل ذلك اللسان

ا هو شائع انفصاال ال يبقى معه إال التواتر في الشكل األدائي 19F.الداللة عم

6 «

1- Voir : André Martinet, Éléments de linguistique générale, Éditions Armand Colin, Paris, pp : 13, 14.

ة بن 17م، ص: 1993- حلمي خليل، الكلمة، دراسة لغوية معجمية، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، 2 / عن: ردة هللا بن رد. 278ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص:

.278/ عن: المرجع نفسه، ص: 17- حلمي خليل، الكلمة، دراسة لغوية معجمية، ص: 34- R. Galisson et D. Coste et Autres, Dictionnaire de Didactique des langues, p : 559.

.13- عبد السالم المسدي، قاموس اللسانيات، ص: 5 .12- المرجع نفسه، ص: 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

14

فإن القاعدة التي تنبني عليها صناعة المصطلح العلمي ؛ وعلى هذا األساس فـ ؛ال تختلف كثيرا عن القاعدة الطبيعية األولى التي تم فيها االصطالح اللغوي

فإن المصطلح ؛إذا كان اللفظ األدائي في اللغة صورة للمواضعة الجماعية« ل إلى ؛العلمي في سياق نفس النظام اللغوي يصبح مواضعة مضاعفة إذ يتحو

فهو إذن نظام إبالغي مزروع في حنايا النظام ؛اصطالح في صلب االصطالحل، هو بصورة تعبيرية أخرى عالمات مشتقة من جهاز عالمي التواصلي األو

اأوسع منه 20F. و أضيق دقة كم

1 « ولعل هذه الطريقة المضاعفة في وضع المصطلحات وتحديد مفاهيمها،

،وقواعد محددة ال تخرج عن نظم اللغات وخصائصها العامة تنبني على أصول وباألخص عن نظام وخصائص العربية، وهذا استعدادا لكل ما يستجد و يتمخض

ب العلوم م األبحاث، خصوصا بعد تشع ر الذي يحصل نتيجة تقد عن التطو ،والفنون، وكذا الستيعاب المفاهيم الوافدة علينا من لغات أجنبية منتجة للمعرفة

ها: االشتقاق والتوليد والترجمة « ولهذا السبب فهم يستعينون بوسائل أهموالتعريب و النحت و التدخيل، وكانت هذه الوسائل سببا◌ في اتساع العربية و

.واآلداب استيعابها للعلوم 21F

2 « - تعريـف المصطلح اإلعالمي: 2

المصطلح في اإلعالم هو تلك الكلمة أو العبارة التي يتم بثها ونشرها وإشاعتها عبر وسائل اإلعالم المختلفة، حيث يرى صالح خليل أبو أصبع أن

كل رسالة منطوقة أو مكتوبة يحتاج نشرها « الكلمة في مجال اإلعالم هي للجمهور عبر وسائل اإلعالم الجماهيرية، وهذا يشكل كل ما تنشره وسائل اإلعالم المقروءة من صحف و مجالت، وكتب، ونشرات، و غيرها، ويشمل كذلك ما يتم بثه عبر وسائل االتصال المسموعة أو المسموعة المرئية كاإلذاعة و التلفزيون و

ينما .الس 22F

3 « كما يؤكد صالح خليل أبو أصبع على وجوب توفر معنى المصداقية في الكلمة؛ وعليه فهو يصنف الكلمة إلى ثالثة أنواع و ذلك بقوله أن المصداقية

دق في التعبير عن الحقيقة، و هناك ثالثة أنواع من « تعني هنا إلتزام الكلمة بالصالكلمات التي تنقلها إلينا وسائل اإلعالم وهي:

- الكلمة اإلبداعية و الكلمة العلمية و الكلمة اإلعالمية. - الكلمة اإلبداعية مثقلة بالمشاعر والخيال.

- والكلمة العلمية هي كلمة العقل والواقع.

.13، ص: نفسهالمرجع - 1

يته « خضر عليان القرشي و حامد صادق قنيبي، 2- ، مجلة جامعة أم القرى، السنة السادسة، »المصطلح العلمي و دوره وأهم. 144هـ، ص: 1414العدد الثامن:

، دار ) دراسات في اإلعالم (- صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي: المصداقية، الحرية، التنمية والهيمنة الثقافية، 3روق : . 39م، ص: 1999الش

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

15

- والكلمة اإلعالمية هي مزيج من المشاعر والعقل، مزيج من الخيال ة 23F » والواقع، ولكل منها مصداقيتها الخاص

1 24Fهو الكلمة أو الكلمات أو العبارات إذن، فالمصطلح اإلعالمي

التي يتم 2ياسية، واالقتصادية، االتفاق على استعمالها في مجاالت اإلعالم المختلفة السياضية، أو في اإلعالنات التجارية واإلشهار...، و ذلك ألداء والثقافية، والر

ياقات المختلفة لكل مجال من هذه المجاالت، و التي مدلوالت محددة تفرضها السة بكل خطاب، وذلك عبر وسائل اإلعالم المختلفة 25Fتستدعيها االستعماالت الخاص

3. - البعدان: التواصلي والتداولي لوظيفة المصطلح اإلعالمي العربي: 3

ية الـتي يكتسيها المصطلح اإلعالمي؛ فإنه من في البداية، ونظرا لألهمروري دراسته في ظل بعدين اثنين: لهماالض هو: البعد التواصلي، الـذي يدرس أو

د العوامل الـتي يكون من كيفية حدوث التفاعل بين األطراف المتخاطبة، ويحدخاللها هذا التفاعل ممكنا، واالتصال ناجحا، باإلضافة إلى أن اإلعالم يشكل فرعا

من مجال أوسع وأكبر، أال وهو مجال االتصال. ية المنجزة، ثـانيـا : البعد التداولي: الذي يهتم باللغة في صورتها الماد

وبالظروف التي يتم في ظلها إنتاج الكالم، وبالتأثيرات الـتي يحدثها هذا الكالم على المتلقي، كما تهتم بالمتكلم والمستمع، وبأسباب إنتاج الكالم وخلفياته

ووظائفه...إلخ. وعليه، ال يمكن دراسة المصطلح اإلعالمي من دون استثمار أهم المفاهيم ة بكل من هاذين البعدين، والـتي يمكن أن نذكرها من خالل ما والمبادئ الخاص

يلي: - من حيث البعد التواصلي:3-1 ى المتكلم أثناء استعماله للغة اختيار اإلستراتيجية المناسبة التي تستطيع يتوخ

26Fأن تترجم قصده، و تحقق هدفه في أحسن األحوال

، وهذا ما يؤدي به إلى بناء 4 عملية اتصالية ناجحة.

- فما هو االتصال؟ 3-1-1 "، وهي المشتقة Communication" كلمة العربية يقابل كلمة اتصال باللغة

أي"مشـترك" أو Common ومعناها Communis الالتينية الكلمة ‹‹ من

. 40المرجع نفسه، ص: - 1 بالمفهوم التداولي، ذلك أن الملفوظ هو ما ينتجه المتكلم في الواقع، أو هو ما ) Les énoncés (- ونعني بها الملفوظات 2

نة من عبارة ؛ كما أن كثيرا من الملفوظات ال تنتسب إلى نموذج الجملة)...(نسمعه أو نقرأه مثل: فقد تكون الملفوظات مكو: » !آه، مرحبا « ، أو من وحدات ذرية ال تشكل أجزاء من الجملة مثل » !آسف « ، أو من كلمة مثل » فنجان من القهوة؟«

Herbert H. Clark, Arenas of language use, The University of Chicago Press, USA, 1992, pp: xiii, xiv. :ى بعملية التلفظ 28/ ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص (. ويقابل الملفوظ ما يسم

L’énonciation ( ئيس الذي يمنح استعمال اللغة طابعه التداولي بوصفه العامل األساسي ، و التي تعتبر بدورها ذلك النشاط الرد دور الملفوظات التداولي، و يسهم في بيان دالالتها، و في الكشف عن آلية التعامل إذ ؛اللغوي في السياقات المختلفة=الذي يحد

ابقالمرجع صالح خليل أبو أصبع، فيصبح فيصال في بيان المرجعيات: ينظر: ؛يرتبط بسياق معين . 30، 27، ص ص: الس - سواء المكتوبة أو المسموعة أو السمعية البصرية. 3- و نقصد بذلك إنجاز فعله الخطابي بعيدا عن أي تشويش. 4

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

16

وبالتالي فإن االتصال كعملية يتضمن المشاركة أو التفاهم حول شيء أو فكرة ؛ عام"" .27F1 ›› أو إحساس أو اتجاه أو سلوك أو فعل ما

االتصال لغة :أ- وصلت الشيء وصال، و الوصل ضد الهجران، « جاء في لسان العرب:

ة ـ ده: الوصل خالف الفصل، وصل الشيء بالشيء يصله وصال و صلـابن سيلنا وصـلة (...) لنـا لهم القول، أي وص وفي التنزيل العزيز: و لقد وص

ذكر األنبياء و أقاصيص من مضى بعضها ببعض، لعلهم يعتبرون، و اتصل والوصلة: ما اتصل (...) والوصلة : االتصال، ،الشيء بالشيء: لم ينقطع

بالشيء، قال الليث: كل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة، والجمع وصل .و .28F2 » .يقال: وصل فالن رحمه يصلها صلة، وبينهما وصلة أي اتصال و ذريعة.

االتصال اصطالحا :ب- إلى االلتفات إلى دراسة العربو بتدارسها عند قد أدى االهتمام باللغةل

29F حيث نجد الجاحظ،ومجاالته المختلفة االتصال

يستخدم مصطلح "البيان" 3والبيان اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع « حيث يقول:،للداللة على االتصال

مير حتى يفضي السامع إلى حقيقته و يهجم على المعنى و هتك الحجب دون الضليل. ألن مدار ،محصوله كائنا ما كان ذلك البيان ومن أي جنس كان ذلك الد

؛واإلفهام والغاية التي إليها يجري القائل والسامع إنما هو الفهم األمر فذلك هو البيان في ذلك ؛فبأي شيء بلغت األفهام و أوضحت عن المعنى

30F » الموضع

4. ا في العصر الحديث دة لالتصال؛ أم إذ يرى؛ فقد أعطيت تعاريف متعد

عملية يقوم بها الشخص بنقل رسالة تحمل « بأنه صالح خليل أبو أصبعا عن ـاعر إلى اآلخرين لهدف مـالمعلومات أو اآلراء أو االتجاهات أو المش

مـطري ا قد يعترضهـوز بغض النظـق الر ا منـر عم .31F5 »تشويش ..

/ عن حسن عماد 11، ص: 1980، ، القاهرة صالح الدين جوهر، علم االتصال: مفاهيمه، نظرياته، مجاالته، مكتبة عين شمس- 1

ار المصرية اللبنانية االتصال ونظرياته المعاصرة، مكاوي، ليلى حسين السيد، ،03م، ط:2001هـ/1422 ،02ط:، القاهرة، الد. 23 ص :،م2002هـ/1423

د بن مكرم األفريقي المصري )، لسان العرب، دار صادر، بيروت-لبنان، ط: 2 ، 01- ابن منظور ( أبي الفضل جمال الدين محمة (و، 05، ج: 11 هـ، المجلد:1300 . 727 -726، ص ص: )، لص، ماد

وتوفي م، 780هـ: 163الجاحظ: أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب، ينتسب إلى كنانة بالوالء، ولد في البصرة سنة: « - هو 3وخمسة م. من رجال االعتزال، ورأس الفرقة الجاحظية التي انتسبت إلي. ترك من الكتب مائة 869هـ: 255فيها سنة:

ها: كتاب الحيوان في أربع مجلدات، كتاب البيان و التبيين، كتاب البخالء، كتاب المحاسن واألضداد وسبعين. ومن أهم، البيان و التبيين، تح: د. درويش جويدي، المكتبة العصرية للطباعة و ) أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب(وغيرها: الجاحظ

. 07ص: ،01 ج: م،2000هـ/ 1421 ،02، صيدا- بيروت، ط:النشر. 56 ص: ، 01 ج: ،صدر نفسه- الم4

ان- األردن، ط:والتوزيع دار آرام للدراسات والنشر، صالح خليل أبو أصبع :االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة5- ،01، عم، وقد أجرى صالح خليل أبو أصبع تعديالت على هذا التعريف في نفس الكتاب و لكن في طبعته الثالثة سنة 12، ص: 1995االتصال هو عملية ديناميكية يقوم بها المتصل / المرسل – عبر وسيلة ما « لنفس دار النشر وهذا التعريف هو :12، ص: 1999

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

17

فوا االتصال في العصر الحديث من الغربيين نجد ا بالنسبة إلى من عر أم) أنه : ‹‹ التبادل الشفهي بين شخص متكلم ، Jean Dubois( جون ديبوا

الذي ينتج عبارة موجهة إلى شخص متكلم آخر ، و مخاطب الذي يسترعي 32F االستماع منه وإجابة واضحة أو ضمنية (حسب نوع العبارة ) ››

1. ها المرسل يحدث االتصال بين شخصين حيث تكون الداللة التي يضم

ها المستمع لهذه األصوات نفسها 33Fلألصوات هي نفسها التي يضم

و في تعريف ،2تحويل " الخبر" بين هو في النظرية التواصلية: آخر نجد أن االتصال ‹‹

.34F3 ›› "قناة" التي تنتقل عبر و"مرسل" و"متلقي" بواسطة "مرسلة" و ذلك من ،كيفية حدوث عملية االتصالل ا في هذا التعريف وصفونالحظ

35Fخالل وصف عناصر االتصال

التي تتكامل مع بعضها لتكون هذه العملية ناجحة 4 .تماما قال غريغوري باتسونوقد

36F

5 " Gregory Bateson " وبسطها تالميذه جملة37Fفي مدرسة بالو آلتو

6) Palo Alto(، وهي ‹‹ أوصل يعني دخل في الفرقة

موز لهدف ما، في – لنقل رسالة تحمل المعلومات أو اآلراء أو االتجاهات أو المشاعر أو الحاجات إلى اآلخرين عن طريق الر

: صالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء »ظرف ما، و بغض النظر عن المعيقات أو التشويش الذي يرافق هذه العملية . وفي هذا التعريف نالحظ أنه كان أكثر دقة في وصفه لكيفية حدوث عملية االتصال، وذلك بذكره 18 ص: ،علم االتصال المعاصر

ل فيها، أين استبدل بعض المصطلحات األكثر عمومية مثل" الشخص" بمصطلحات أكثر دقة مثل : لمختلف العوامل التي تتدخسالة ل و المتصل/ المرسل، إلى جانب ذكره للقناة التي تمر عبرها الر .الظرف الذي ترسل فيه، وهذا ما لم يذكره في تعريفه األو

1- Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, Librairie Larousse, Paris, 1973, p : 96. 2- Voir : Jean Dubois et Autres, Ibidem, p : 92. 3 -R. Galisson et D. Coste et Autres, Dictionnaire de didactique des langues, Librairie Hachette, 1976, p : 102

حفي أو 1و هذه العناصر هي: ‹‹ 4- - المتصل : وهو الشخص الذي يقوم باالتصال (المتحدث ،الكاتب، الخطيب، اإلذاعي، أو الص. مستخدم االنترنيت ... إلخ)

وتية 2 موز اللفظية أو الص سالة: وهي المعلومات أو اآلراء أو المشاعر أو االتجاهات التي يرغب المتصل في توصيلها عبر الر -الرأو اإلذاعة أو التلفزيون أو االنترنيت.

سالة،3 وقد تكون اللسان أو الكتاب أو الجريدة أو المجلة أو السينما أو اإلذاعة أو -الوسيلة: وهي األداة التي بها يتم نقل الرالتلفزيون أو االنترنيت .

سالة، سواء كان فردا أو جماعة أو مؤسسة أو جمهورا . 4 - المتلقي: وهو الذي يتم االتصال به أي من يتلقى الرة، قد تكون للتأثير على األفكار -الهدف والتأثير:5 االتصال ذو هدف ما يطمح المتصل إلى تحقيقه للتأثير على المتلقي من زوايا عد

عة للمتصل لوك أو المواقف أو غيرها. فاالتصال يقوم بوظيفة ما ويحقق إشباع حاجات متنو أو المشاعر أو االتجاهات أو الس والمتلقي.

سلبا أو إيجابا- في نجاحها. - الظرف /السياق أ وبيئة االتصال : كل عملية اتصالية لها ظرفها الخاص بها ، الذي قد يؤثر –6=سالة 7 ل يمكن أن يعترض العملية االتصالية فيؤثر على أدائها سلبا، سواء كان ذلك مرتبطا بالمرسل أو الر - التشويش: هو أي تدخ

◌صالي ››/ صالح خليل أبو أصبع ، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، دار آرام أو الوسيلة أو المتلقي أو الظرف االتان- األردنللدراسات و النشر و التوزيع . 19، ص :، عم

، وهو عالم أنثروبولوجي أمريكي من أصل بريطاني Baterson ›› "G. Baterson- في بعض الكتب باترسون: " 5د ـ و قـام بعـدة بحوث ميـدانية بصـحبة زوجـته مرغريت مي، اهتم باألنثروبولجية االجتماعية مبكـرا،)1904-1980()Margaret Mead(، ل اهتمامه نحو السبرنطيقا و إدخال المفاهيم التي أنضجتها نظريات بعد الحرب العـالمية الثانية تحو

وسائل اإلعالم و االتصال الجماهيري و المجتمع آراء ،اإلعالم و االتصال إلى مجال الطب العقلي –المترجم ››: نصر الدين لعياضي. 36ص: ،1999 ،و رؤى، دار القصبة للنشر

6 ›› -Palo Altoفكل شيء هو ؛ كاليفورنيا: مدرسة في فلسفة التعبير، ترى أن االتصال هو بمثابة الحاوي العام لكل النشاطات ى االتصال؛اتصال و ال يمكن التخلص من االتصال بتاتا والفنون حيث أن العلوم ، فكل نشاط علمي أو عادي يقع داخل غالف يسم

االتصال، بهذا المعنى يصبح هو المسيطر ألنه يشمل كل والممارسات اليومية ليست سوى قطاعات محتواة داخل الحاوي:لوك العلمي›› / المرجع لوكات بما فيها الس . 36 ص:نفسه،النشاطات واللغات و الس

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

18

38Fالموسيقية ››

39Fويشرح لنا دانيال بوغنو، 1

2) Daniel Bougnoux هذه الجملة بقوله ( ، : ‹‹ أنت لن تتواصل إذا خالفت، أو أن موسيقاك لم تتناسق مع توليفات اآلخرين

موز المعمول بها موز،والر ، دخل في الفرقة الموسيقية يعني لعب لعبة بعض الرالموجودين والشبكة، ووسائل اإلعالم،واالنضواء في عالقة منسجمة مع القنوات

‹‹ 40F3. ) في هذا التعريف بأن نجاح عملية االتصال D. Bougnoux يبين بوغنو (

مرتبط بتوفر كل الظروف التي يتحقق فيها التفاهم و االنسجام، وإذا حدث أي سالة بشكل صحيح. ؛تشويش فلن تصل هذه الر41F جورجن روش ومن ناحية أخرى، يبرز

4) Jurgen Rusch ( ية أهمالتواصل وكيفية حدوثه؛ إذ يرى بأنه يتعدى العالقات اإلنسانية إلى باقي الكائنات

الحية األخرى؛ فهي بدورها تتواصل فيما بينها عن طريق إرسال واستقبال ‹‹ العالقات اإلنسانية مرسالت ذات محتويات ومعاني محددة، حيث يقول:

تتموضع داخل حقل التواصل. كل شخص، كل نبتة، كل حيوان، و كل شيء التي تنقل رسالة إلى المتلقي عندما تكون مدركة، هذه المرسالت و ،يرسل إشارات

كما أن التغيير في موقف المتلقي يستطيع بدوره إقناع المرسل تعدل موقفه، .42F5 بطريقة يمكن أو ال يمكن إدراكها ››

43F روبير إسكاربيإن االتصال عند

6 ) Robert Escarpit يقتضي استعمال ( والمتلقي، – لغوية كانت أو غير لغوية- لتحقيق التفاهم بين المرسل العالمات

وال يتحقق هذا التفاهم إال إذا كانت هذه العالمات تمثل ما اصطلح عليه من قبل بينهما، أي أنه يجب عليهما أن يكونا مشتركين في مرجع واحد لكي يتحقق

‹‹ كل اتصال يفترض اإلرسال؛ إذ يرى بأن التفاعل بشكل إيجابي وتام واالستقبال للعالمات، أي تنويعات طاقوية لكل التنظيمات التي تشير إلى شيء

أين يكون المعنى ( بالمفهوم األوسع للكلمة ) ،وجودها الخاص آخر غير. 44F7 موضوعا لمواضعة سابقة بين المرسل و المتلقي ››

1 -Voir : Daniel Bougnoux, Introduction aux sciences de la communication ; Éditions Casbah, Alger, 2001, p : 20

ل على شهادة األستاذية في الفلسفة وأستاذ في (D. Bougnouxدانيال بوغنو ( 2- من خريجي دار المعلمين العليا، ومتحص .III) l’Université de Grenoble III/(Ibidem : ( La couverture)علوم االتصال بجامعة ستا ندال بغر ونوبل

3- Ibidem, p : 20. ,Gregory Bateson- طبيب األمراض العقلية، و قد أدخل السبرنطيقا و نظرية االتصال إلى طب األمراض العقلية: 4Jurgen Rusch, Communication et société , Préface de Paul Watzlawick ,Éditions du Seuil, 1988, (La couverture ). 5- Gregory Bateson, Jurgen Rusch, Ibidem, p : 35.

، ومن خريجي دار المعلمين ) Saint Macaire ( ) Gironde ( )جيروند( بسان ماكير 1918ولد روبير إسكاربي سنة - 6ل على شهادة األستاذية في اإلنجليزية، درس األدب المقارن ثم سوسيولوجيا األدب، وفي سنة أعطي لقب 1974العليا، متحص

/ ) Université de Bordeaux ( وكان رئيسا لجامعة بوردو )...( كتابا 65 أنتج )...(أستاذ لعلوم اإلعالم واالتصال Robert Escarpit, L’information et la communication- Théorie Générale, Hachette

supérieur, Paris, ( La couverture). 7 - Robert Escarpit, L’écrit et la communication, Éditions Bouchene, collections que sais-je ? Alger : 1993, p : 05.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

19

صال أم تـواصل ؟ -3-1-2 اتـ فقد الحظنا في ؛ ليس هناك اتفاق حول تحديد مفهوم هذين المصطلحين

ر مفهوم كلمة اتصال و كلمة ات أن هناك خلطا و اختالفا في تصو العديد من المرتواصل إلى حد أن البعض يصل إلى إعطاء اللفظة عكس المعنى الذي يعطيه لها

د توجيه رسالة من « آخر، و من هذا قول علي عجوة: إن االتصال ال يعني مجرطرف إلى آخر، وهي العملية التي يمكن أن يطلق عليها البث أو النشر أو

ا ؛اإلرسال من جانب واحد ل رد فلكي يتم االتصال ال بد أن يتلقى الطرف األوال على رسالته دود مع استمرارية توجيه ،فوريا أو مؤج و أن تستمر الر

سائل بثا أحادي دود أصبحت الر سائل، فإذا انقطعت الر .45F1 »االتجاه الرف االتصال بأنه د عبد الحميد حين يعر العملية « :و يتفق معه محم

واألفكار في رموز ، واآلراء،التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات االجتماعيةدالة بين األفراد أو الجماعات داخل المجتمع، وبين الثقافات المختلفة لتحقيـق

46F » أهداف معينة

ا بالنسبة لحسن عماد مكاوي،، 2 ؛ و ليلى حسين السيد أم فنجدهما يعطيان أيضا تعريفا لالتصال يحمل معنى التبادل في قولهما:

فهي ؛وتستخدم كلمة "االتصال" في سياقات مختلفة، وتتضمن مدلوالت عديدة«سائل والمعلومات Communicationبمعناها المفرد ،تعني تبادل األفكار والر

إلى الوسائل التي تحمل مضمون Communicationsوتشير في صيغة الجمع .47F3 »االتصالق تفريقا منهجيا بين ،من جهة أخرى، نجد و صالح خليل أبو أصبع يفر

حيث يحاول أن يعطي لكل واحد حدوده المفهومية ،مصطلح االتصال والتواصل يمكننا التفريق بين« و ذلك بقوله : ،و عالقته باآلخر لكونهما داخل مجال واحد

وبينما يعني االتصال ،االتصال و التواصل من حيث طبيعة عملية االتصالسالة إلى المتلقي إال أن ذلك ال يعني أن المتلقي سيستجيب لها . فبينما ،إرسال الر

سالة األولى رسالة اتصالية فإن األخيرة رسالة تواصلية ونطلق عليها كلمة ؛الرتواصل ألن الكلمة تحمل في طياتها معنى المشاركة و التفاعل و االستمرارية و

.48F4 »هما من سمات عملية االتصال الناجحةبينما يرى عبد الملك مرتاض بأن مصطلح "التبليغ" و" اإلبالغ" هو

"بدال من Communication واألدل للمقابلة مع المصطلح األجنبي" األدق التواصل" الذي قد يشيع في كتابات بعض النقاد العرب المعاصرين، "مصطلح

،ذلك بأن المصطلح األوربي إنما ورد في أصوله على صيغة التعدية المعنوية

/عن: حسن عماد 18، ص:1989، 01- علي عجوة و آخرون، مقدمة في وسائل االتصال، مكتبة مصباح، جدة- السعودية، ط: 1 23مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص:

د عبد الحميد، نظريات اإلعالم و اتجاهات التأثير، عالم الكتب، القاهرة، ط: 2 / عن: حسن عماد 21 ص:1997، 01- محمابق،المرجع مكاوي، ليلى حسين السيد، . 25 ص :الس

. 15- المرجع نفسه، ص: 3. 54 المرجع نفسه، ص: - 4

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

20

بل هو ؛التواصل" لم يرد في العربية بهذا المعنى"على حين أن معادله العربي محايد ال يتعدى إلى أي معنى في غيره؛ و إنما يقتصر على ما فيه من معنى في

. نفسه 49F

1 والحقيقة أن قضية تحديد المفهوم للمصطلحات في اللغة العربية قد

أصبحت من بين التعقيدات الكبرى التي ولدت أزمة المصطلح في اللغة العربية ، الدراسة. و التي هي محور هذه

أنواع االتصال: -3-1-3

اعلم- حفظك هللا - أن حكم المعاني « يقول الجاحظ حول أنواع البيان: خالف حكم األلفاظ، ألن المعاني مبسوطة إلى غير نهاية، و أسماء المعاني

مقصورة معدودة و محصلة محدودة، وجميع أصناف الدالالت على المعاني من لها اللفظ، ثم اإلشارة، ثم 50F2 لفظ و غير لفظ : خمسة أشياء ال تنقص وال تزيد: أو

الة التي تقوم مقام العقد،ثم الخط، ثم الحال، تسمى نصبة، والنصبة هي الحال الد.تلك األصناف و ال تقصر عن تلك الدالالت 51F

3 « في نوعين لالتصال يقومان 52F4 ويمكننا أن نحصر هذه األصناف الخمسة

و الذين يتمثالن في: 53F5 على أساس اللغة :Communication verbaleأ- االتصال اللفظي:

موز نوع الذي تستخدم فيه العالمات أوالوهو اللفظية المتواضع عليها الرا ، أو بين أفراد من مجتمعات لغوية مختلفة،داخل المجتمع اللغوي الواحد مم

إذا كانت اللغة في األغلب « و،يعني استخدام اللغة لتحقيق عملية االتصاللية للغة ؛ تدرس مع التواصل فذلك من أجل سبب واضح وهـو أن الوظيفة األو

54Fهي التواصل

ة بعد هذه الثورة االتصالية العظيمة التي اختصرت ، » 6 خاصمان والمكان في قرية كونية يجتمع العالم كله فيها تحت ما يسمى بالعولمة ( 55F7 الز

) La mondialisation (أين أصبحت اللغة المفتاح األساسي للدخول والمشاركة ، امتالك لغة إنسانية هو واحدة من « ألن : وكذلك؛ في هذه الظاهرة الكونية

ق األمر بالميزة التي ل الخصائص األكثر تميزا عن كل الخصائص الثقافيـة، يتع

، تجليات الحداثة، مجلة يصدرها معهد اللغة » نظرية التبليغ بين الحداثة الغربية و التراث العربي« - ينظر: عبد الملك مرتاض، 1. 13، ص: 1992، 01العربية و آدابها، جامعة وهران، العدد:

سيتم تعريفها حسب كل نوع من أنواع االتصال التي ينتمي إليها. 2- . 56، ص: 01- الجاحظ، البيان و التبيين، ج: 3لكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها وحلية مخالفة لحلية أختها وهي التي تكشف لك « - يقول الجاحظ بأن 4

ار ،عن أعيان المعاني في الجملة ها وعن طبقاتها في الس ها و عام ثم عن حقائقها في التفسير و عن أجناسها و أقدارها و عن خاصحا ا يكون منها لغوا و بهرجا و ساقطا مطر ار، و عم . 57 ص:،01 ج: نفسه،صدر: الم » و الض

، والجمعي، والشخصي،- هناك تصنيف ثان ألنواع االتصال يقوم على أساس مستويات االتصال المختلفة كاالتصال الذاتي 5 والجماهيري. ، والعام،والوسطي

6- Judith Lazar, La science de la communication, Éditions Dahlab, collection que sais-je ?, Alger, p : 80.

يها كذلك األمركة. 7- إلى جانب العولمة و الكونية هناك من يسم

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

21

ليست فقط متقاسمة بين كل البشر عالميا بمعزل عن انتمائهم الثقافي، ولكنها 56Fاإلنساني أيضا الوسيلة األكثر ذيوعا في االتصال

1 « . ل صنف من أصناف الدالالت التي حددها ويتجلى االتصال اللفظي في أو

العالمة اللسانية العرفية، « و الذي يعني به ، والمتمثل في اللفظ،الجاحظن أساسا من دال الصورة (المتواضع عليها في المجتمع اللغوي وهي تتكو

57F » ) المفهوم الذهني الذي يقترن بتلك الصورة( و مدلول)السمعية

، حيث 2وت الفيزيائي ية عن طريق الص تتجسد هذه العالمة اللسانية في صورتها الماد

فه الجاحظ على أنه الجوهر الذي يقوم به التقطيع و به يوجد التأليف. « الذي يعرولن تكون حركات اللسان لفظا وال كالما موزونا وال منثورا إال بظهور

وت، وال تكون الحروف كالما إال بالتقطيع 58F. والتأليف الص

3 « ا صالح خليل أبو أصبع ح هذا النوع من االتصال بقوله: ؛ أم وهو « فيوض

وهذا األسلوب في توصيل ،االتصال الذي يتم عن طريق استخدام اللغة المنطوقةوتية موز الص سالة يستخدم األلفاظ المنطوقة والر فعبارة ( أهال و سهال ) ؛الر

وت (...) وال يخفى علينا يمكن أن تصبح ذات مدلوالت أخرى بتغيير نبرة الصأن هذا النوع من االتصال ال يمكن أن يتم بمعزل عن طرق األداء األخرى غير

.59F4 »اللفظية مثل الحركة وقد يكون هذا النوع من االتصال قائما بين شخصين أو جماعة أو

. 60F5 جماعات، كما يمكن أن يكون قائما مع الجمهور وهو ما يعرف باالتصال العام60F

5 .إن استخدام اللغة في االتصال اللفظي بصورته المنطوقة ال يمنع من

حيث ، و هو ما يسمى بالخط عند الجاحظ،استخدام اللغة بشكلها المكتوب أيضا ليل على ما غاب من حوائج اإلنسان، وسببا موصوال بينه و بين « يقول بأنه الد

ا قد أحصاه و حفظه و أتقنه وجمعه أعوانه جعله خازنا لما ال يأمن من نسيانه مم61Fو تكلف اإلحاطة به

إذ يمكن أن تتم عملية االتصال عن طريق قراءتنا ؛ » 6أو بإرسالنا ، أو ألي نوع من أنواع الوثائق لرسالة أو كتاب أو صحيفة أو مجلة

لرسالة أو بكتابتنا لكتاب أو بحث أو مقال ... إلخ. لغة أن تحققه في العملية التواصلية و ذلك ال تستطيعويمكننا أن نلخص ما

وظيفتين متكاملتين :« في

1 - Judith Lazar, La science de la communication, p : 79.

، ص: 1999 أحمد حساني، مباحث في اللسانيات – مبحث داللي، مبحث تركيبي، مبحث صوتي- ديوان المطبوعات الجامعية: 2-146 .

.58، ص: 01- الجاحظ، البيان و التبيين، ج: 3 . 42- صالح خليل أبو أصبع ، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة ، ص: 4

.42 ينظر المرجع نفسه ، ص : 5-./ عن: حلمي خليل، دراسات في اللغة و المعاجم، دار النهضة العربية، بيروت- 46، 45، ص ص: 01- الجاحظ، الحيوان، ج: 6

.268، ص: 1998: 01لبنان، ط:

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

22

حيث تعمل اللغة كوسيط للتفاعل بين األفراد الوظيفة االتصالية: -1 .واستقبال المعلومات ولنقل

د الواقع و 2 - الوظيفة التجريدية: فاللغة وسيط لتكوين األفكار التي تجر» تختزله في شكل رموز تمكن اإلنسان من فهمه و ضبطه بدرجة أكبر 62F

1. : Communication non verbaleب- االتصال غير اللفظي: حيث يدخل ،وهو نوع من االتصال الذي ال تستخدم فيه اللغة المنطوقة

موز اللفظية فحتى ؛تحته كل أنماط االتصال التي ال تعتمد على العالمات أو الرإذا بقيت اللغة اإلنسانية وسيلة االتصال األكثر استعماال من طرف األفراد من «

63F. ينبغي التذكير بأنها ليست الوحيدة التي في متناولهم؛أجل تبادل المرسالت

2 « في هذا النوع من االتصال أن نرسل وأن نستقبل مرسالت يمكننافكذلك

)Messages في شكل عالمات غير لغوية ، حيث تكون عملية االتصال من (ة سائل ،وناجحة خاللها تام دة كتبادل الر إال أن هذه العالمات تأخذ أشكاال متعد

أو عبر حركات الجسم ، كما تكون في شكل رسومات أو ،عبر اإليماءاتد على أن مجموعة ،موسيقى أو عن طريق نظم إشارية متواضع عليها ا يؤك مم

كبيرة من التفاعالت االجتماعية تشتمل على تواصالت غير لفظية. ويلخص الجاحظ االتصال الغير لفظي في ثالثة أصناف هي:

أس وبالعين « و يقول فيها:- اإلشارة:1 ا اإلشارة فباليد وبالر فأموالمنكب إذا تباعد الشخصان، و بالثواب و بالسيف. و قد يتهدد والحاجب

رافع السوط والسيف فيكون ذلك زاجرا رادعا و يكون وعيدا و تحذيرا . و ونعم الترجمان هي عنه و ما اإلشارة و اللفظ شريكان، ونعم العون هي له 64Fأكثر ما تنوب عن اللفظ و ما تغني عن الخط

3 «! .و لوال اإلشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص الخاص « ثم يضيف قائال :

وت، هذا)...(و لجهلوا هذا الباب البتة فهذا ؛ و مبلغ اإلشارة أبعد من مبلغ الصوت .أيضا باب تتقدم فيه اإلشارة الص 65F

4 « 66F » الحساب دون اللفظ و الخط« وهو - العقد:2

إذ يرى الجاحظ أن ؛5أصال – في عقد الحساب باألصابع. حيث أن العقد داللته المحدودة تتلخص –

67F واإلشارة في كونه ذا داللة مباشرة في إيصال المعنى كاللفظ

6.

، ص ص: 1999- أميرة منصور يوسف علي، االتصال والخدمة االجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، اإلسكندرية: 1

113 ،114 .2 - Judith Lazar, La science de la communication, p : 84.

.57 ص:،01 ج: - الجاحظ، البيان و التبيين، 3 .58 ص: ،01 ج: نفسه،صدر- الجاحظ، الم 4. 59 ص: ،01 ج: ،نفسه صدر- الم 5اني، مباحث في اللسانيات، ص ص: 6 . 147، 146- ينظر: أحمد حس

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

23

الحال الناطقة بغير اللفظ و المشيرة بغير اليد. و « :و هي - النصبة:3 ، وجامد ونام ، وفي كل صامت وناطق، واألرض،ذلك ظاهر في خلق السموات

68F » وزائد وناقص،وظاعن ومقيم

1. 69Fينطبق االتصال غير اللفظي« و

Randall (كما يرى راندال هاريسون ،2Harrison ( ،إذ تشمل تعبيرات الوجه واإليماءات؛على ظاهرة ذات مدى واسع بلوماسية و العنف واألزياء قص و البروتوكوالت الد موز ، والر والر

70F »...إلخ

3. فذلك لوجود حاجة ماسة لديه من ؛ إذا احتاج اإلنسان أن يتواصل مع غيره

فتقاسيم الوجه مثال ؛أجل القيام بذلك وذلك بالتعبير عن انفعاالته لآلخرينلت بعض « فقد ؛مشتركة بين جميع البشر على اختالف أجناسهم و ثقافاتهم سج

ع قليال حسب االنتماء الثقافي ، كذلك قد بين إكمان األبحاث بأن تعبير الوجه يتنو)Ekman(71F4) 1980( السعادة،الحزن، الغضب ) وجود ستة انفعاالت قاعدية

من ثقافات والمفاجأة ) والتي تبدو ذاتها عند أشخاص ،االشمئزاز، الخوف72F » متباعدة

◌ تعبير الوجه لالنفعاالت هو تعبير فطري عند 5 د أن ا يؤك ، مملت بعض التعديالت المرتبطة بالثقافة األفراد ، حتى 73Fولو تدخ

6. ال نستطيع أن نفصل بين االتصال اللفظي واالتصال غير ،الحقيقةو وكالهما نظام تواصلي ضروري لتحقيق ، فكالهما متداخل في اآلخر؛اللفظيتعابير الوجه مثلها مثل الحركات فهي « حيث أن ،و التفاعل بين األفراد التفاهم

وإلرسال مرسالت أو حتى لتقوم مستعملة باستمرار من أجل إكمال الكالم 74F. في مقامها

7 « العالقة بين اإلعالم واالتصال: -3-1-4 و الذي يتجلى من خالل ،يعتبر االتصال ذلك النشاط الفردي و الجماعي

◌تي يمارسها اإلنسان في حياته اليومية، كما يشير كذلك إلى أنماطه المختلفة الوالمعلومات بين الناس داخل نسق اجتماعي العملية التي تنتقل بها األفكار

معين. فإنه ال ؛ وبما أن اإلعالم هو أيضا جمع و تخزين و نشر األخبار و الوقائع

◌صال أحادي الجانب، ذلك أنه كثيرا ما يخرج عن إطاره االتصالي، ولكنه ات

. 59 ص:،01 ج: - الجاحظ، البيان و التبيين، 1

امتة 2 - / صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإلعالم في المجتمعات The silent langage ويطلق عليه أحيانا اللغة الص .42المعاصرة ، ص :

. 42 المرجع نفسه، ص : 3-4- Ekman P., ( 1980), L’expression des émotions, La recherche, pp : 11, 117/ De : Judith Lazard, La science de la communication, p : 56. 5-Ibidem, p : 56. 6- Birdwhistell R. L.1970, Kinesics and context. Essays on body motion communication, Philadelphia, University of Pennsylvania press. / Voir: Ibidem, p: 56. 7 - Judith Lazard, Ibidem, p : 57.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

24

المستمع، المشاهد أو القارئ معلومات و أفكار دون أن تكون له يتلقى خالله Le ) (الفرصة في مناقشة األفكار مع مصدرها أو ما يسمى بالمرسل

Locuteur . والحقيقة أن اإلعالم يعتبر وظيفة من وظائف االتصال الذي اكتسى طابعا

و بهذا ، مؤسساتيا يستخدم في إعالم المواطنين و التأثير عليهم أو التالعب بهميعتبر االتصال أشمل من اإلعالم و أوسع مجاال منه.

عنصرا أساسيا من عناصر أي مجتمع إنساني « ولذلك فإن اإلعالم يشكلره و لذلك فإنه يدرس على أنه ظاهرة اجتماعية، غير أن ؛مهما كانت درجة تطو

اإلعالم ال يعدو أن يكون فرعا من ظاهرة أكبر و أشمل أال و هي ظاهرة 75F.االتصال

1 « ونتيجة لذلك نستطيع أن نقول بأن اإلعالم هو عملية اتصال تقوم بين فرد

و ،) أو آخرين ( يريد إيصالها إلى آخر) Message ( لديه مرسلة )أو جماعة(76F » الذي يتلقاها)أو الجماعة (بين الفرد

2 . ونحاول من خالل هذين المخططين أن نلخص الفرق بين كل من العملية

وذلك من خالل إبراز اتجاه كل ،و بين عملية االتصال اإلعالمي التواصلية نة لها: منها و كذا العناصر المكو

رجـع ـسيـاق أو م مـرسلة اتصـاليـة

المرسـل ي المتلقـ

عالمات כ ي المتلقـ

ـلالمرس

ة رجعيـة ـاليـمرسلـة اتص

) قنـاة (اتصـال

ان- األردن، ط: صالح ذياب هندي،- 1 ال مطابع التعاونية، عم أثر وسائل اإلعالم على الطفل، دار الفكر للنشر والتوزيع، جمعية عم . 29، ص: م1999، 01

,Rao, Y.V. Lakshmana, La pratique de la grande Information,UNESCO, 1972- راجع: 2pp : 13, 17.،13 ص: ،1986، 01 دار الجيل، ط: / عن: جان جبران كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

25

نن ـقانون أو س

ح هذا الشكل كيفية حدوث العملية التواصلية و مختلف العناصر ويوض

اخلة فيها ا عملية االتصال اإلعالمي، الد فتتم حسب المخطط التالي: ؛أم

)عالمات כ(مـرسلـة تقبلـ مس مرسـل

قنــاة

واعد تركيب و ـود معرفة مشتركة بقـولكن هذه العملية اإلعالمية تشترط وج

ة موز اللغوية لدى كل من المرسل و المستقبل حتى تكون تام تفكيك العالمات و الر وناجحة.

- من حيث البعد التداولي:3-2 77F لقد انطلق سوسير أثناء دراسته للغة من واقعها الداخلي

اه 1 ، أو كما سم نظام « حيث نظر إلى اللغة بأنها ،Réalité linguistiqueأتباعه بالواقع اللغوي

ة في كل دماغ 78Fنحوي موجود بالقو

فإن دراسته لهـا هي دراسة ؛وعليه ، » 2 La réalité extraصورية تجريدية تقصي كل ما له عالقة بواقع اللغة الخارجي:

linguistique 79F3 راسة البنوية التي تعتبر أن يا يتعارض مع مبدأ الد لكونه مجاال مادSubstance « 80F وليست مادة:Forme شكل: «اللغة

، إلى جانب عدم اهتمام 4وبالتالي فإن ، سوسير بدراسة الكالم باعتباره تأدية فردية خارجة عن نطاق اللغة

ل من رأى بأن للغة واقعين: واقع داخلي وواقع خارجي. سوسير هو أوا الواقع الداخلي (أتباع دوسوسير)، البنيوية فيشترك فيه كل من المدرسة ؛ أم

82Fالتي أسسها نوام تشومسكي 81F5 وليدية التحويليةت والمدرسة ال

6 Noam Chomsky

1- voir, Ferdinand De Saussure, Cours de linguistique générale,pp : 29, 40, 43. 2- Ibidem, p : 30.

بل إلى استعماله من خالل إنتاج وفهم ؛ ننعت بالواقع الخارج عن المدى اللغوي العوامل التي ال تنتمي إلى النحو بشكل خالص« - 3 Jean Dubois et autres, Dictionnaire de: » العبارات: وهذه العوامل هي ما يتصل بالمتكلم و بمقام الكالم

linguistique, Librairie Larousse, Paris, 1973, p : 204. 4- Voir : Ferdinand De Saussure, Cours de linguistique générale, p : 169.

والمتمثل في دراستها وذلك من خالل اإلطار العام لها - لقد انطلقت المدرسة التوليدية التحويلية من نفس مبادئ اللسانيات البنوية،5د «للواقع الداخلي للغة رغم االختالفـات الكبيرة التي بين المدرستين، حيث أن التـوليديون لم يكتفوا في بحث اللغة بالوصف المجر

و التصنيف النموذجي لوحدات اللغة و تحديدها داخل نظامها بل مجاوزة ذلك إلى االهتمام بكيفية حدوث اللغة منتقلة من الموجود ة (اللغة)إلى الموجود بالفعل (الكالم)، أي الكشف عن الحركية الداخلية للغة التي بإمكانها أن تفسر، ضمن عملية التبليغ اللغوي بالقو

نها في ذاكرته بكيفية سلبية د مستقبل للغة يخز : » سر الطاقة اإلبداعية الخالقة عند الفرد المتكلم الذي لم يعد لدى التوليديين، مجر. 31، مبادئ اللسانيات البنوية، ص: هالطيب دب

- نوام تشومسكي مؤسس النظرية التوليدية و التحويلية، ولد في بنسلفانيا من أصل يهودي (يهود أوربا الشرقية)، تتلمذ على يد 6ياضيـات، من كتبه "التحليـل التحولي للغة" )، و" 1955 ( والده الباحث اللساني، ومن أساتذته: هاريس، درس الفلسفة والر

.31 المرجع نفسه، ص::)، وغيرها1965)، و" أوجه النظرية النحوية"(1957البنى النحوية"(

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

26

ا الواقع الثاني)-...1928( فيتمثل في الواقع ؛ رغم االختالفات الكبيرة بينهم، و أم إذ ينطلق في مبدئه من ؛83F1 الخارجي، وهو المذهب الذي تتبناه اللسانيات التداولية

ية الملموسة للغة ية بالغة للكالم باعتباره مرتبط ،الدراسة الماد والتي تولي أهم ،بأغراض تواصلية، والذي يلغي كل ما جاءت به اللسانيات البنوية من أساسه

هه «حيث ينبغي االنتباه إلى الفرق بين نقد تشو مسكي (نقد التوليديين) الذي وجة و نقد التداوليين الذي ،إلى البنوية من داخلها محتفظا بتبنيه لكثير من مبادئها العام

84F. اتجه إلى رفض منهج البنوية اللساني من أساسه

2 « La( وهو االتجاه الذي تتبناه اللسانيات التداولية هذا االتجاه األخير-

linguistique Pragmatiqueراسة في هذا البحث، )- هو الذي يشكل محور الدوذلك من خالل مناقشة مختلف المبادئ التي تأسست عليها هذه النظرية من أجل

دراسة موضوع شائك هو أكثر ارتباطا بها دون غيرها من االتجاهات اللسانية األخرى، وهو المصطلح اإلعالمي الذي يشكل محور اهتمام كبير في هذا العصر،

85Fنظرا للنفوذ الذي تحظى به الكلمة

86Fفي مختلف وسائل اإلعالم 3

واالتصال 4المهيمنة في العالم.

ي: ـ نشـأة التفكير التداول-3-2-1 تستعمل لفظة "براجماتية" كما هي في اللغة العربية دون ترجمة، كما توظف

87Fمترجمة بلفظة "نفعية" أو "تداولية"

و ذلك الهتمامها بكيفية تداول الكالم بين ،5 .األفراد، وكذا األثر الذي يتركه فعل الكالم أثناء حدوث العملية التواصلية

فحات. 1 - فحة و ما يليها من الص سيأتي التفصيل في تعريف اللسانيات التداولية و نظرياتها خالل هذه الص

. 31، مبادئ اللسانيات البنوية، ص: ه- الطيب دب 2ن الكلمة و تكسبها معاني جديدة و تدخل إلى قاموس اللغة مفردات و مصطلحات جديدة بعضها واضح « -3 فوسائل اإلعالم تلو

صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي: المصداقية، الحـريـة، التنمية، و » /الدالالت، و البعض اآلخر يكتنفه الغموض. 70، ص:1999، دار الشروق: ) دراسات في اإلعالم(الهيمنة الثقافية

سائل، في اللحظة نفسها، وبسرعة « وهي 4- الوسائـل التي بها تتم عملية االتصال الجماهيري المتميزة بالمقـدرة على توصيل الروالقيم، واآلراء، والترفيه،،إلى جمهور عريض متباين االتجاهات والمستويات، ومع قدرتها على نقل األخبار، والمعلومات

حافة لوك غير موجودة لدى الجمهور، وهذه الوسائل هي الص ،والمقدرة على خلق رأي عام و تنمية اتجاهات و أنماط من الس قضايا ( : صالح أبو أصبع، » واإلنترنيت.، والتسجيالت المسموعة والمرئية، والكتاب، والسينما، والتلفزيون،واإلذاعة

. 45 المرجع نفسه، ص: :عن /230، ص:1988 ، دبي- اإلمارات العربية المتحدة، دار البيان،إعالمية،)ل من استخدم مصطلح " التداولية " في اللغة العربية والذي يقابل مصطلح "5- لم يحدث االتفاق حول من هو أو

Pragmatique " في اللغة الفرنسية، و " Pragmaticل من سك هذا « فهناك من يرى أن ؛" في اللغة االنجليزية أوحمن، و ذلك حسب قوله ومن جملة ما فعلت أني وضعت مصطلحات كثيرة تبناها « ... :المصطلح في البحث العربي هو طه عبد الر

فإني وضعت هذا المصطلح منذ سنة ؛زمالئي عن رضى وعن اقتناع علمي، منها المصطلح الذي نتداوله اليوم وهو التداوللوها على ) Pragmatique ( ) ...(م، في مقابل 1970 ولو أن التداوليين الغربيين علموا بوجود هذه اللفظة في العربية لفض ، لسبب واحد، هو أنها ال توفي بالمقصود من علم التداول؛ فلفظة التداول تفيد في العلم الحديث الممارسة Pragmatismeلفظة

تفيد تماما الممارسة و هي مقابل المصطلح التاريخي، و تفيد أيضا التفاعل في التخاطب- في عملية الخطاب تفيد التفاعل – ثم ) ... (ة واحدة و لفظة الداللة نفسها ، تعني أن التداول سوف يرتبط بالداللة، فإذن هذا هو التبرير العلمي باإلضافة إلى ذلك إنها من ماد

لي لمصطلح التداول ، كلية اآلداب ) أشكال وحدود (والتداوليات ، الدالليات ) ندوة (والسيميائي : أنظر: البحث اللساني » األود الخامس، باط، جامعة محم / عن: عبد الهادي بن ظافر 299 ص: ،م1984هـ/ 1405 ،01 المغرب، ط: و العلوم اإلنسانية بالر

ل من 574ستراتيجيات الخطاب، ص:إالشهري، د ،استعمله هو أحمد المتوكل=. وهناك من يرى أن أو وهو أستاذ بجامعة محمباط بالمملكة المغربية: ينظر: خولة طالب اإلبراهيمي، مبادئ في اللسانيات، دار القصبة، الجزائر: م، 2000الخامس بمدينة الر

. 176ص:

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

27

ل للمنهج التداولي، حيث اختلفت اآلراء حول تحديد من هو المؤسس األويميائي يرى البعض أن ة مع الفيلسوف والس ل مر فكرة التداولية ظهرت ألو88Fبيرس سوندرز األمريكي شارل

1 Ch. S. Pierce) ( ) 1839- 1914(لم حيث أنها ؛ كيف نجعل "عندما كتب بيرس مقاله المشهور : 1878 عام إال تظهر إلى النور

89F "واضحة أفكارنا

لكن ،"1877تثبيت المعتقد " يعتبر امتدادا لمقال« والذي ،2نت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات تعليق على طبعة ففي؛المالمح األولى لها تكو

فريزر ألعمال باركلي اعترض بيرس على رأي هذا األخير القائل بأن الطريقة الوحيدة لتقرير طبيعة المعنى المتميز ألي لفظ هي أن نسأل : هل نستطيع تعيين

؛ أية فكرة عقلية تتطابق معه ؟ و قد رأى باركلي أنه إذا لم يكن في مقدورنا ذلكأو اللفظ ال معنى له مهما كانت الفائدة التي تترتب عليه، و في Termeفإن الحد

د ال معنى له إذا لم يكن في مقابل ذلك، تمسك بيرس بأن أي حد أو لفظ مجر90F. بموجبه بطريقة مالئمة و متميزةActمقدورنا استخدامه، أو أن نقوم بفعل شيء

3 «

والحقيقة أن جوهر هذه الفكرة – فكرة التداولية- يكمن في اهتمامها بالمتكلم Le) locuteur ( ، ياق التعبيري ،(Le contexte de l’énonciation)وكذلك بالس

؛واآلثار التي يخلفها فعل الكالم بين متكلم و مستمع لديهما مرجع مشتركفاالتصال يمكنه أن يخفق بينهما رغم اشتراكهما في نفس القانون اللغوي، ألن

فإن ؛ولمعرفتها، معلن، ومعان ضمنيةالالعبارة تحمل جانبا من الكالم غير م النموذج الذي يشرح كيف أنه انطالقا من معلومات محتواة داخل التداولية تقد

ياق مها الس 91F يصدر فرضيات حول قصد المتكلم متلقي فإن ال؛القول و أخرى يقد

4 .ة االتصالية ي فإن الفعل الكالمي يحصل بعد تحقق النجاح لهذه العمل؛ وهكذا

رنا ) بيرس(يرى « وذلك ببلوغ مقصدية الباث إلى المتلقي، و،بينهما أن تصورنـلشيء م ا ـا يتألف من تصو

رنا حوله؛آلثاره العملية فالتيار ؛ فالطابع الوظيفي للشيء هو الذي يحدد تصو

مجموعة ال يعني مرور موجة غير مرئية في مادة، و إنما يعني،الكهربائي مثال أو أن تدور آلة،، أو أن يدق جرس،من الوقائع مثل: إمكان شحن مولد كهربي

هو » بيرس« هو ما تفعله، ويبقى هم نظرية » كهرباء« فمعنى لفظ؛وإذن

وفلكيا و فقد كان ريـاضيـا ؛ فيلسوف أمريكي، يعد أحد المؤسسين لعلم العالمات، كان عالما موسوعيا - شارل سوندرز بيرس1ودعا إلى أبحاث تجريبية، له كيميائيا باإلضافة إلى ولعه باللغة و األدب، و قد كان بطبعه مغامرا، حارب الدراسات المدرسية النزعة

ها: ة أهم . ) Collected letters to lady welby,1953,papers1960 (مؤلفات عدر والنش ، دار الينابيع للطباعة » مؤسس البراجمـاتية« ينظر: حامد خليل، المنطق البراجماتي عند تشارلز بيرس،2-

.198، ص: 1996والتوزيع، دمشق: 3 -Gallie(W.B.), Pierce and pragmatism (Penguin books, London, 1952 ), pp :14-5 :عن/

.198المرجع نفسه، ص: 4- Voir : Gilles Siouffi et Dan Van Raemdonck, « La pragmatique », 100 Fiches pour comprendre la linguistique, Fiche : 22, Éditions Bréal, p : 50.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

28

فال ؛ فمع أن الكهرباء غير مرئية؛إثبات المعادل المادي للشيء، حتى يتحقق معناه » بيرس« ية و لذلك رأىليمكن أن ننفي وجودها، و إنما ننظر إلى آثارها العم

رات التي ال تنتج عنها آثار ال معنى 92F. لها أن التصو

1 « ( ) M. Bakhtine ( ويعتبر البعض اآلخر أن دراسات ميخائيل باختين اها)1895-1975 في فلسفة اللغة هي أساس التداوليات، و ذلك في دراسته التي سم

نات المتمثلة في المقام « 93F2 ومنها اهتمامه بجملة ، »ما بعد اللسانيات« من المكونات ؛ وعالقات الخطاب بمنتجيه و المعنى ر أبعادا و مكو بل إننا نجد في التصو

وهذه االعتبارات و )...(أخرى لم تنل حتى اليوم حظها من العناية و البحث غيرها هي التي سمحت لتدوروف بالقول: إن باختين ودون مغاالة هو المؤسس

94F » المعاصر للتداوليات

3 .استعمال مصطلح التداولية يعود إلى الفيلسوف ويرى فريق آخر أن

انطالقا من اهتمامه ،)95F4 Charles Morris) ) ( 1901 -1979 موريس" "تشارلزيميائية، وذلك من خالل تمييزه بين ثالثة بتحديد اإلطار العام لعلم العالمات أو الس

فروع و هي: وهو: دراسة العالقة الشكلية بين ) Syntax (- النحو أو التراكيب1

العالمات بعضها البعض. و هي: دراسة عالقة العالمات باألشياء التي ) Semantic (- الداللة 2

تؤول إليها.

و وهي: دراسة عالقة العالمات بمستعمليها) Pragmatic (- التداولية 3 ليها .96F5 بمؤو

مفهوم التداولية: -3-2-2 أعطيت للتداولية تعاريف مختلفة انطالقا من كونها منهجا في التفكير، و

كذلك لكونها تشكل منهجا لسانيا جديدا يدرس اللغة من منظار يختلف عن منظار اللسانيات البنوية واللسانيات التوليدية التحويلية.

، 2001- منقور عبد الجليل، علم الداللة أصوله و مباحثه في التراث العربي – دراسة- من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق:1

. 102، 101ص ص: . 574- ينظر: المرجع نفسه، ص: 2- أنظر: محم◌◌ـد الحيرش، تداوليات التخاطب عند ميخائيــل باختين، مجلة كلية اآلداب بنطوان، جامعـة عبد الملك السعدي، 3

. 574/ عن: المرجع نفسه، ص: 161، ص: 1999، 09 العدد:والمنهج - فيلسوف أمريكي، تركزت بحوثه السيميائية- المبنية على الدراسات األمريكية المستوحاة من مباحث بيرس 4

لوكي بلومفيلد- على دراسة العالمات و تحديد تعريفاتها وعالقاتها، من مؤلفاته: أسس نظرية العالمات ، )1938 ( السلوكي M. Bertil, Les nouvelles Tendance de la: أنظر: )1949 (والعالمات واللغة والمنهج الس

linguistique, p : 188. دائرة اللغة » اللسان البشري واألنظمة السيميائية األخرى« ، محاضرة بعنوان: ه/ عن: الطيب دب ،. 16العربية و آدابها، جامعة عمار ثليجي باألغواط، ص:

5 -,1983,p : 01 Cambridge University Press Stephen C. Levinsons: ينظر: عبد الهادي بن ظافر /. 21الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص:

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

29

الجانب التداولي للغة يتعلق « أن ) Jean Dubois ( جون ديبوا يرى الحوافز النفسية للمتكلمين، ردة فعل المخاطبين، النوع ( بخصوصيات استعمالها

الخواص ( بالمقابل للجانب النحوي ) المجتمعي للخطاب، موضوع الخطابات،إلخكلية لألبنية اللسانية .97F1 » ) العالقة بين الكيانات اللسانية و العالم( و الداللي )الش

98F الوضعيون الجدد(في اصطالح المناطقة « التداوليةكما أن

بشكل 2: هي االستعمال الذي يستطيع المتخاطبون أن ينجزوا به اللغة في تفاعل )خاص

تواصلي.موز اللغوية( فالتداولية إذن تتميز عن علم التراكيب ، ) قواعد تنظيم الر

تأويل رموز اللغة من خالل وضعها في عالقة مع شيء آخر- (وعن علم الداللة موز بشكل تواضعي » تعنيه « كالواقع، أو رموز لغة أخرى..إلخ- والذي ؛ ) الر

سنضع التداولية في المستوى إننا ف؛إذ أنه عند التبسيط واإلسراف في المقارباتاه سوسير الكالم فسيرجعان إلى اللغة ؛ بينما علما التراكيب والداللة(؛ الذي سم

اتية وعالقاتها مع الدالالت 99F. الذ

3 « ( ونستنتج من خالل هذين التعريفين بأن التداولية جزء مهم في فهم التفاعل

ية التواصلي، ولعل ذكر الداللة وعلم التراكيب في مقابل التداولية لدليل على أهمكل جانب منها في دراسة اللغة وكيفية إنجازها بالفعل، وعلى عدم استغنائها على

أي من هذه األركان األساسية.

:(Roland Eluerd) مفهوم التداولية عند روالند إيليوارأ-

سوسير لم يقص من دراسته بأن Roland Eluerd) ( يرى روالند إيليوار ؛ذلك اإلقصاء الذي يبدو جليا – فهناك بالنسبة إليه أكثر من إقصاء الكالم فقط –

بل سيكون أكثر إنصافا الحديث عن ثالثة إقصاءات: قصاؤه لألفراد الناطقين العاديين، بما أنه ليس لهم مكان سوى أثناء - إ1

الكالم. ل إال وقت - 2 ياق االجتماعي العادي، بما أنه ال يتدخ إقصاؤه للس

الكالم. م - 3 إقصاؤه لالستعماالت العادية للغة، ذلك اإلقصاء الذي يجمل و يتم

ابقين 100Fاإلقصائين الس

4.

1- Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, p : 388. ، وهو يمثل فلسفة تجريبية ) Néopositivisme (- وهم أصحاب فلسفة مستوحاة من نظريات المذهب الوضعي الجديد 2

ى بالميتافيزيقا، حيث تهتم بإعادة منطقية ظهرت بعد الحرب العالمية األولى، والتي ترفض كل ما يتعلق بما وراء الطبيعة أو ما يسمبناء الفلسفة بناء على المنطق والتحليل اللغوي.

3- R. Galisson et D. Coste et Autres, Dictionnaire de didactique des langues, Librairie Hachette, 1979, p : 430. 4-Voir : Roland Eluerd, La pragmatique linguistique, Éditions Fernand Nathan, 1985, p : 09.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

30

للتداولية ينبني على هذه ) (R. Eluerd وبالتالي فتعريف روالند إيليوار تشكل مـن حيثالعوامل الثالثة، والتي يرى بأن سوسير قـد أقصاها من دراسته،

وء على الكالم، باعتباره خاللهـا التداولية ذلك اإلطار المعرفـي الذي يلقـي الضوهي: يمثل الجانب المادي الملموس من اللغة،

.)المخاطب و المخاطب (- األفراد المتكلمين 1 ياق االجتماعي للغة و الذي ينقسم حسبه إلى ثالثة أنواع2 101F- الس

1. اإلنجاز الفعلي للغة، و ذلك باستعمالها اليومي بين المتكلمين لتحقيق -3

التواصل بينهم.102F مفهوم التداولية عند دومينيك مانغونوب-

2) Dominique Maingueneau ( :

و قضية ـ المعنى ه « بأن ) D. Maingueneau (يقول دومينيك مانغونو اقية ـسي

103Fأيضا

ياق فهو يربط ا ؛ » 3 ياق هو الذي ا نطالقالمعنى بالس من اعتباره أن الس .يستدعي الكالم

التداولية « فهو يرى بأن ؛ و من هذا المنطلق،وبالتالي ال يمكن عزله عنه ة ؛هي النظام الذي يدرس كيفية وضع عبارة ما ضمن سياقهـا فهي تهتم خاص

التي تقوم بين األفراد المتخاطبين عبر عملية التعبير، و بالعمليات التي بالعالقات.يستخدمها المخاطب من أجل تعيين تفسير ما لعبارة ما داخل سياق محدد 104F

4 « ياق كذلك، يعطي منغونو .D)وحول الكشف عن عالقة المعنى بالس

Maingueneau) ره لكيفية دراسة هذه العالقة وذلك بإبرازه لبعد التداولي اتصو و تدرس « داخل العبارة وذلك بقوله:» « L’implicite لعنصر التضمين

التداولية كذلك الطريقة التي يستخرج بها المخاطب مقترحات ضمنية من خالل ما ة عندما تكون العبارة مخصصة إلطالق استدالل يقال له داخل سياق مفرد، وخاص

فحات التالية من هذا الفصل. 1- سنرى تفصيل هذه األنواع خالل الص

يجي المدرسة العليا لألساتذة 2 ز في اآلداب الحديثة، من خر ل على دكتوراه الدرجة Saint-Cloud ) (- لغوي فرنسي، مبر متحص ParisXII Val de Marne ( ، وعلى دكتوراه الدولة في اللسانيات، وهو أستاذ اللسانيات بجامعة ) 3eme cycle (الثالثة

، تتمحور أعماله CEDITEC ) ( ) مركز دراسة الخطاب، النص المكتوب، الصور، ووسائل االتصال( أين يشارك في نشاطات )حول اللسانيات الفرنسية، وتحليل الخطاب، حيث نشر حول هذا األخير العديد من الكتب، وذلك منذ تدريبه على طرق تحليل الخطاب

ة مؤلفات نذكر منها: 2002 إلى غاية إنشائه لقاموس تحليل الخطاب سنة: 1976سنة ) Syntaxe du Français، له عدHachette :1994) - 2 ،Aborder la linguistique ( Seuil : 1996)-1 contexte de l’œuvre

littéraire( Dunod :1993) Le- 4،3-Linguistique et discours littéraire Bordas :1986). ، Analyser les textes de la communication ( Dunod : 1998)-5

3- Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, Éditions du seuil, collections Mémo, Paris, 1996, p : 29. 4- Ibidem, p : 29.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

31

ا« فلو نقول مثال : ( ؛ما أنا ال أستطيع قبول « فذلك لكي نفهم؛ » أنا مشغول جد105F ) » دعوتك

1. ياق،إن تضمين العبارات بالمعاني المختلفة يقتضي ، والتي يستدعيها الس

رورة األخذ بعين االعتبار المعرفة المشتركة للغة وللمعاني المصطلح عليها ،بالضإلى كل ما يحيط بهذا الواقع اللغوي المشترك أثناء المجتمعات اللغوية لإلشارة داخل

فنحن ال نستدعي معرفتنا ؛من أجل فهم عبارة ما « ـ ف؛حصول العملية التواصليةاة موسوعية( معرفتنا للعالم نستدعي كذلك بل ؛للغة فقط فمثال لفهم ؛)معرفة مسم

» « Paulبول« و » السيارة في المستودع « العالقة بين الجملتين المتتاليتين: يجب معرفة أية عالقة يمكن أن تكون بين مقود وسيارة أو بين » قد كسر المقود

106Fمستودع و مقود مكسور داخل مجتمعنا

ن التداولي هو العامل ؛ » 2 وبالتالي فالمكوياق .107F3 الذي يعالج معنى العبارات بالوصف داخل الس

ا فرانسواز أرمينكو فتسوق بعض التعريفات ؛ Françoise Armingaud) ( أمين بها، حيث تقول بأن أقدم ؛للتداولية والتي نقلتها عن بعض اللسانيين المهتم

التداولية جزء من « الذي يرى بأن ،) (Morrisتعريف لها هو تعريف موريس يميائية، التي تعالج العالقة بين العالمات، 108Fومستعملي هذه العالمات الس

4 « ، على هذا التعريف بأنه واسع يتعدى المجال اللساني Armingaud) (وتعلق أرمينكو

يميائي، و يتعدى كذلك المجال اإلنساني إلى المجال الحيواني إلى المجال الس109Fواآللي

5. و فرانسوا ريكاناتي ،) Anne-Marie Diller ( وعند آن ماري ديير

François) Récanati ( دراسة استعمال اللغة في الخطاب، « فالتداولية هي ؛110F »شاهدة في ذلك على مقدرتها الخطابية

ل فرانسيس جاك، 6 Francis) ويفصJacques) ق إلى اللغة و كظاهرة خطابية، « في تعريفه للتداولية بأنها تتطر

111F. تواصلية، و اجتماعية معا

7 « ف التداولية دة تتعلق بعملية إنتاج ، من جهة أخرى،وتعر بناء على نواح متعد

فقد يقتصر ؛ حيث يمكن أن تعرف انطالقا من مجال اهتمام الباحث نفسه،الخطاب بل المعنى ؛الباحث على دراسة المعنى و لكن ليس المعنى بمفهومه الداللي البحت

ا يسوغ معه تسمية المعنى بمعنى المتكلم ا، وعليه يمكنه112F8 في سياق التواصل، مم

1-Ibidem, p : 29. 2- Ibidem, p : 29. 3-Voir : Dominique Maingueneau, Les termes clés de l’analyse du discours, Éditions du seuil, Collections Mémo, Paris : 1996, p : 65.

. 08- فرانسـواز أرمينكـو، المقـاربة الت◌داولية، ترجمة: د.سعيد علوش، مـركز اإلنمـاء القومي، ص: 4 . 08، ص: نفسه- ينظر: المرجع 5

. 08 المرجع نفسه، ص: 6-. 08- المرجع نفسه، ص: 7. 22، 21- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، مقاربة لغوية تداولية، ص ص: 8

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

32

بأنها دراسة المعنى التواصلي، أو معنى المرسل، في كيفية قدرته « عرفت أن 113F » على إفهام المرسل إليه بدرجة تتجاوز معنى ما قاله

1. انطالقا من اهتمامه بتحديد مراجع األلفاظ و أثرها « كما قد تعرف كذلك

، بما في ذلك طرفي الخطاب، وبيان دورهما في 114F2 في الخطاب، و منها اإلشارياتته اإلنجازية تكوين الخطاب 115F » ومعناه، وقو

3. Le) ( من وجهة نظر المرسل، من جهة أخرى، يمكنها أن تعرفكما

locuteur، » ،هه عند إنتاج الخطاب بأنها كيفية إدراك المعايير والمبادئ التي توجياق بما يكفل له بما في ذلك استعمال مختلف الجوانب اللغوية في ضوء عناصر الس

116F » وتحقيق هدفه ضمان التوفيق من لدن المرسل إليه عند تأويل قصده،

4 .علم « يذهب أصحابها إلى اعتبار أن لفظة تداولية تعني، وهناك رؤية أخرى

ع أكثر، هي استعمال العالمات ضمن ياق، و بتوس االستعمال اللساني ضمن السياق 117Fالس

ية هذا المفه » 5 بأنه ) Max Black (ك ـاكس بليـوم يرى مـ، ونظرا ألهمياقية« ةـادة تسمية التداوليـيجب إع 118F »! بالس

6 . ومن خالل هذه التعاريف المختلفة يمكن للتداولية أن تتحدد بمفهوم ،وعليه

ياق « عام لها يتمثل في كونها 119F » دراسة االتصال اللغوي في الس

7. كما يجب االنتباه كذلك إلى المشكلة المصطلحية التي يمكنها أن تعيق تحديد

Georges Eli) » جورج إليا سارفاتي« فعلى حد تعبير ؛المجال النظري للتداوليةSarfati)كثيرا ما نجد صيغا مختلفة وتسميات عديدة يمكنها أن تؤدي إلى « فإنه ؛

التداولية « ، ) Pragmatique ( » التداولية« الغموض إذا لم ننتبه لذلك كـ ( »تداولية اللغة « ، ) Pragmatique Philosophique ( »الفلسفية

Pragmatique du langage ( اللسانيات التداولية« أو أيضا « « (Pragmatique linguistique) 120F

8. ة بهذه المصطلحات نقترح التعاريف التالية: ولتحديد المفاهيم الخاص

1 -George yule : Pragmatics, Oxford University Press,1996, p : 03. ،ص: / ينظر: المرجع نفسه

22 .ى أيضا المعينات 2 أنا، ( ما يحيل على هيئة المقال وما يتصل به من زمان- مكان: « ، ويقصد بها كل ) Les Déixis (- وتسم

مائر، والظروف، وأسماء اإلشارة... وتمنح هذه المعينات مرجعية للخطاب بتصنعها لها)هنا، اآلن د » ، وبتعبير آخر هي: الض : محمار البيضاء- المغرب، ط: ) إستراتيجية التناص (مفتاح، تحليل الخطاب الشعري م، 1986، 02، المركز الثـقافي العربي، الد

. 151ص: . 22، ص: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب- 3

ابقالمرجع عبد الهادي بن ظافر الشهري، 4- .22، ص: الس . 11- فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: 5. 11- ينظر: المرجع نفسه، ص: 6

-7 Shoshana Blum-Kulka : Discourse pragmatics, in :Teun A. Van Dijk ( ed) discourse as /social interaction, sage publication, London, 1997, p: 38. ، و هذا التعريف هو ما يسمح بدراسة

ستراتيجيات إأثر السياق في بنية الخطاب، ومرجع رموزه اللغوية و معناه كما يقصد المرسل/ عن: عبد الهادي بن ظافر الشهري، . 22الخطاب، ص:

8- Georges Elia Sarfati, Précis de Pragmatique, Éditions Nathan, Paris, 2002, p : 24.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

33

يعادل مجاال « فهو؛) Pragmatique ( » التداولية« مصطلح ل- بالنسبة 1 121F » للبحث دون تخصيص لموضوع مسبق

1. ا بالنسبة 2 Pragmatique) ( » التداولية الفلسفية« عبارة:ل- أم

Philosophiqueا لكون التداولية تنحدر تاريخيا من الفلسفة، « فهي؛ تشير إما إلى مشاريع إعادة تأسيس المسائل الكبرى للفلسفة (األمر الذي يشكل إطنابا، و إم

ياسة، إلخ 122F » انطالقا من معارف الفلسفة التحليلية)المعرفة، األخالق، الس

2. ا عبارة 3 ؛) Pragmatique Linguistique ( » اللسانيات التداولية« - أم

انطالقا من دمج ،فتشير إلى مجموع النظريات المعدة ضمن إطار اللسانيات« . وإمكانيات عمل فلسفة اللغة العادية مفاهيم 123F

3 « و : « قائال ) G. E. Sarfati ( » جورج إليا سارفاتي« - ثم يضيف 4

لنشير إلى ) Pragmatique du Langage ( » تداولية اللغة« نحتفظ بعبارة مجموع النماذج ذات القالب التداولي آخذة كموضوع دراسة األوجه المختلفة للغة

ة األنظمة الثقافية باعتبارها أنظمة تواصلية ( – ممفصلة أو غير ممفصلة خاصمة 124F ) » متم

كمجموعة اتصالية « ، حيث يخلص في النهاية إلى تعريف التداولية 4 آخذة دراسة االستعماالت موضوعا لها: ) Continuum théorique (نظرية

Communication Verbale Communication Générale

االتصال العام االتصال اللفظي

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - تداولية اللغة اللسانيات التداولية

Pragmatique Linguistique Pragmatique du Langage

هذان القطبان يتوافقان مع طريقتين للنظر إلى التداولية: ياق، - األولى تكون فيها الكلمات هي التي تؤثر في السياق هو الذي يؤثر على اختيار الكلمات - 125F » والثانية التي يكون فيها الس

5 .ية المنهج التداولي:-3-2-3 أهمية المنهج التداولي انطالقا من اهتمامه بدراسة المنجز اللغوي داخل تأتي أهم

فهي ؛وليس بمعزل عنه، و ذلك ألن اللغة ال تؤدي وظائفها إال فيه إطار التواصل دة، و بما أن الكالم يحدث في سياقات اجتماعية فمن المهم ؛ليست وظائف مجر

ياقات على نظام الخطاب المنجز 126Fمعرفة تأثير هذه الس

6.

1- Ibidem, p: 24. 2- Georges Elia Sarfati, Ibidem, p : 24. 3- Ibidem, p : 24. 4- Ibidem, p : 24. 5- Ibidem, pp : 24, 25.

.23ستراتيجيات الخطاب، ص: إ- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

34

ية المنهج التداولي كذلك انطالقا من اعتبار الفلسفة البراجماتية وتأتي أهم إطارا يمكن ، المعني بشكل خاصاءالتي تطلع إليها بعض علماء اللغة و علم

ة بعدما استخدامه لتفسير المعاني اللغوية المختلفة ووظائفها في مجال الحياة العام .128F2 بشكل علمي واضح127F1 عجز معظم علماء اللغة عن تناول المعاني

فإن المنهج التداولي يعتبر حال لبعض المشكالت التي ؛ إضافة إلى ذلككلية، وذلك من وجهة نظر كل من المرسل و واجهت التحليالت اللغوية الش

فالمرسل يبحث عن أفضل طريقة لينتج خطابا يؤثر به في المرسل ؛المرسل إليهللوصول إلى مقاصد المرسل كما عن أفضل كيفية إليه، كما أن المرسل إليه يبحث

تجريدية بطريقةيريدها عند إنتاج خطابه لحظة التلفظ، و هذه اإلجراءات ال تتبلور ياق؛كما هو الحال في النحو .129F3 بل عبر تقدير ذهني عام ومحتمل وفقا لعناصر الس

دراسة اللغة المستخدمة في ل يعتبر المنهج التداولي في اللسانيات أنسب منهج في مبادئهيمكن أن تستثمر حيث -- و في اإلعالم بشكل خاص التواصل

.اإلعالمية و ومتابعة تداعياته التواصلية،تحليل وظيفة المصطلح اإلعالمي العربي المفاهيم األساسية للتداولية: -3-2-4

إن اتجاه اللسانيات التداولية ينبني في أساسه على مجموعة من المفاهيم التي ية المميزة لها عن باقي االتجاهات اللسانية األخرى، و يمكن تمثل المالمح القو

رصد هذه المفاهيم انطالقا من اإلجابة عن األسئلة التالية: من الذي يتكلم؟ و مع من وأين؟ و متى؟...إلخ. يتكلم؟ و ماذا يقول؟ وكيف؟ و لماذا؟

إلى اعتبار اللغة أفعاال منجزة تؤدي أغراضا ، طبعا ، تقودنا هذه األسئلة تختلف من حيث سياقاتها ودالالتها التي تحملها أثناء كل ،محددة في أوقات محددة

ر كيفية حدوث وانتقال هذه عملية اتصالية، وهذا يفترض وجود إطار علمي يفسوكذا مالحظة درجة الطواعية التي وآثارها بين األطراف، األفعال المنجزة

تبديها اللغة عند األفراد المتكلمين بها أثناء إنجازها. وتتمثل المفاهيم األساسية للتداولية فيما يلي:

: L’acte الفعل: أ- ؛وهو متعلق بإنجاز الكالم، باعتبار أن اللغة ال تتجلى في كونها تمثيال للعالم

بل هي نشاط عملي يسعى إلى تحويل العناصر اللغوية من إصدارات صوتية إلى الكالم بدون شك هو تبادل « فـ لها وظيفتها االجتماعية:) Actes ( أفعال

ت وفق مجموعة من ) (Actes للمعلومات، ولكنه أيضا تحقيق ألفعال مر

ا يؤيد ذلك ارتباط المرسل بالسياق الخارجي « - 1 فيغدو ؛ إذ يستجيب له عند التلفظ بخطابه من خالل التنبه إلى ما يستلزمه؛و ممم فيه اللغة بقدر ما معنى الملفوظات هو القيمة التي يكتسبها تركيب الخطاب في سياق التلفظ، أي إن المعنى كقيمة للملفوظ ال تتحك

ر أنه سيكون هناك خطاب لغوي ال يعني فيه منتجه بمرحلة التركيب م فيه مستعملوها. و هنا ال نتصو فالخطاب نسيج من اللغة ؛يتحكل رغم أن االستعمال هو ما يجعله فاعال . 23، 22، ص ص: المرجع نفسه: » في المقام األو

د سامي أنور،2 العدد: ، المجلة العربية للعلوم اإلنسانية، الكويت، » اتجاهات جديدة في دراسة المعنى اللغوي « - أنظر: محم. 575/ ينظر: المرجع نفسه، ص: 223، ص: 1986، المجلد السادس، ربيع: 22

3-Geoffrey Leech : Principles of pragmatics, Longman, London, 1983, pp:35, 36. / :عن . 24، ص: نفسهالمرجع

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

35

القواعد من شأنها تغيير وضعية المتلقي و تغيير منظومة معتقداته ووضعه لوكي، و يترتب على ذلك أن فهم قول معين يعني التعريف بمحتواه االجتماعي الس

ته الكالمية هه التداولي، أي قيمته و قو .وتوج 130F

1 « ن ي جعلت اللغوي، والحقيقة أن البحث في موضوع اللغة وعالقتها بالمجتمع

ة قوله: « ينطلقون في بحوثهم من إن اللغة في « مقوالت مالينوفسكي و بخاصبدور حلقة في سلسلة من األنشطة اإلنسانية المتآلفة استخداماتها البدائية تقوم

لوك اإلنساني فهي وسيلة من وسائل الفعل، و ليست أداة ؛باعتبارها جزءا من السل 131F » للتأم

2 «. 132Fذه الوظيفة ظهرت نظرية أفعال الكالم ـمن ه

على يد الفيلسوف وذلك 3 اإلنجليزي

133F4) John Langshow Austen ) ( 1911- 1960( 134F جون النجشو أوستين""

5. .J. L (وقد تبلورت فكرة األفعال الكالمية انطالقا من رؤية أوستين

Austen (من خالل الكالم « لدراسة المعنى و ذلك ) على مذهب فالسفة Function of speech (وبالنظر إلى الوظيفة األدائية للكالم ،)أكسفورد

performative ( 135F

، إنه بحث في إنجاز األشياء باللغة كما يوحي عنوان كتاب 6وغيره أوستين، وهذه النظرية تحمل جرثومة اجتماعية كما هي عند مالينوفسكي

كما تحمل أساسا سلوكيا كما هو الحال عند بلومفيلد، إال أنها ،من علماء االجتماعا نشأت في رحم الفلسفة أخرجت هجينا من اللغة نا هنا أن نشير إلى لم والفلسفة يهم

ما هو إال جزء من الكالم المستخدم « جانبه اللغوي المبني على أن الفعل الكالمي:

1- Catherine Kerbrat Orecchioni, Énonciation de la subjectivité dans le langage, Armand Colin, Paris, 1980, p : 185.

، سامبسونجيفري و ،172، ص: 1990 ،02 ط: القاهرة، تر: محمود عياد، عالم الكتب، - هدسون، علم اللغة االجتماعي، 2راع، تر: أحمد نعيم الكراعين، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط: ر والص ، بيروت، 01المدارس اللغوية التطو

، جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية، 01ط: / عن: ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق،234 ص: ،هـ1413مة، . 223 ص:هـ، 1424مكة المكر

إال أن ،) John Langshow Austen (- وهي النظرية التي تنسب إلى الفيلسوف اإلنجليزي جون النجشو أوستين 3ل إليها بهذا الخصوص كانت في رة كاملة ألفعال الكالم على اإلطالق، و أن أقرب نقطة توص م أية نظرية متطو أوستين نفسه لم يقد

و التي نشرت بعد وفاته بعنوان " كيف نفعل األشياء 1955 في جامعة هارفرد عام ) أوستين(محاضرات وليام جيمس التي ألقاهاة، » ) 1962 (بالكلمات" ؤون الثقافية العام / عن: جون الينز، اللغة و المعنى و السياق، تر: عباس صادق الوهاب، دار الش

.190، ص: 1987 ،01ط:، زاول دراسته ) Lancaster (ليزي، ولد بالنكستر فيلسوف انج) J. L. Austin ( ) 1911 -1960 ( ج. ل. أوستين 4-

، بعد أن عمل بسلك المخابرات البريطانية خالل فترة الحرب العالمية الثانية، عاد أوستين إلى جامعة ) Oxford (بجامعة أكسفورد أكسفورد ودرس الفلسفة بها إلى غاية وفاته، يعتبر واحدا من أعالم الفلسفة التحليلية، حيث يرى أن تحليل الكالم العادي هو نقطة

االنطالق بالنسبة إلى البحث الفلسفي، كما أنه واحد من اللسانيين البارزين في مجال اللسانيات التداولية، حيث تتمثل أبرز أعماله في -Article philosophique, 1961, 2 -1تصنيفه للقيم اإلنجازية للتلفظ ضمن نظرية أفعال الكالم، ومن أهم مؤلفاته:

Quand dire, c’est faire, 1962, 3- Le langage de la perception, 1962. . 224، 223 ص: المرجع نفسه، ص- ينظر: 5د عياد، القاهرة، عالم الكتب، ط: ينظر: - 6 ة 173ص: ،1990، 02هدسون، علم اللغة االجتماعي، تر: محم ./ عن: ردة هللا بن رد

. 225، 224بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص ص:

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

36

136Fالتعامل االجتماعي في

هناك عددا كبيرا من العبارات المنطوقة ال « ، ألن » 1يخبر و ال يعرض أي شيء وبناء على هذا فهو ليس صادقا و ال كاذبا، و لكن

.النطق بالجملة هو حدث أو جزء من حدث 137F

2 « أو الفعل ) Acte de langage (الفعل اللغوي « وعليه يمكننا القول أن

هو الفعل الذي ننجزه بقولنا لشيء ما، أو على ) (Acte illocutoire اإلنجازي .األصح هو الفعل المنجز عن طريق التلفظ بقول ما 138F

3 « ية و خطورة ما يمكن أن يحمله فعل و يظهر لنا من خالل هذا القول أهم

فاللغة ال تخدم فقط ، ال في البداية ، وال « ؛) (Acte de parole الكالم فالكالم هو أن نفعل، و بمعنى ؛ بل تخدم إنجاز أفعال؛بشكل خاص تمثيل العالم

و بمعنى غير واضح: هو مثال فعل في اآلخرين ،

؛ »فعل كالم« ظاهر – و لكنه واقعي -: تدشين معنى، و القيام على كل حال بـه مفهوم الفعل هذا نحو مفاهيم أكثر دقة و أكثر شمولية للتفاعل و إذ يوج

139Fالتسوية

ية إذا لم يكن هناك تفاعل بين األفراد ، » 4 حيث ال يكون لفعل الكالم أهم المتكلمين للغة.

: Le Contexteالسياق: ب- ياق على رأس المفاهيم التداولية ف « إذ؛ يتموضع الس غالبا ما تعر

ياق – أو السياقية ، حيث ) Contextique (التداولية على أنها العلم الخاص بالسق بين أنواعه المختلفة؛ ( أو باألحرى بين مختلف مستويات بنينة تفر

Structuration (ياق 140F.الس

5 « ياق أيضا البيئة في العملية االتصالية فكل عملية اتصالية ؛ كما يدعى الس

فذلك ؛البيئة« غير خاضعة لسياقها، ال يمكن أن تكون مفهومة. فعندما نقول ياق أو يعني الوحدات التي تسبق و التي تلي وحدة معينة، و يسمى أيضا الس

ياق اللغوي 141F.الس

6 « ة بالوحدات المعجمية ياق اللغوي يعني تلك التتابعات اللغوية الخاص والس

رفية، وبعالقاتها التركيبية؛ إذ يرتبط وتية والص ياق اللغوي بنظام « والص الس بالرصف أو ) Hallyday (اللغة وكلماتها وترتيباتها المختلفة، ودعاه هاليداي

د معنى الكلمة الدقيق الذي يتحدد من خالل Collocation ( 142F7 (التساوق ، وهو يؤك

ابق،/ عن: ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، 173 هدسون، علم اللغة االجتماعي ،ص: 1- . 225 ص: المرجع الس . 225ص: المرجع نفسه، / عن: 211- هدسون، علم اللغة االجتماعي ،ص: 2

3- Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, Éditions Armand Colin, Collection U, Paris : 1986, P : 54.

. 09- فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية،ص: 45- Georges Elia Sarfati, Précis de pragmatique, P : 25. 6- Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, P : 120.

ى بـ " المصاحبات أو اللوازم اللغوية "« -7 "، والمقصود بها أن تستلزم إحدى Collocation ومن قبيل السياق اللغوي ما يسم « ومن أمثلة ذلك ارتباط كلمة)...(الكلمتين الكلمة األخرى في االستعمال على صورة تجعل إحداهما ترتبط باألخرى ارتباطا تبادليا

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

37

معطيات االستعمال الفعلي، وورودها مع مجموعة من الكلمات والعناصر التي تقع ح كثيرا من ياق اللغوي يوض معها في سياق لغوي يقبله أبناء اللغة، وبذلك فإن الس

العالقات الداللية بين الكلمات، وهو مقياس لبيان الترادف واالشتراك واألضداد. ياق اللغوي هو حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجملة مجاوزة كلمات فالس

دا، ا يكسبها معنى خاصا بها ومحددا، فالمعجم يقدم معنى عاما، متعد أخرى، ممده ويضع له قيودا واضحة، ويعينه، ياق يحد متصفا باالحتمال، على حين أن الس

د واالشتراك والتعميم صه بسمات غير قابلة للتعد 143F » ويخص

1 .ياق عالقة بالعناصر التي تنتظم داخليا لتشكل نظام اللغة ي « إذ ؛وللس نسم

ياق العناصر التي تشترك معها داخل وحدة أكبر. » سياق« ص بعد الس إن تفحفي دراسة وحدة محددة يتوقف على هذه الوحدة: بالنسبة لفونيم ما فإنه المقطع

اللغوي أو المورفيم، و بالنسبة لمورفيم ما فإنها المجموعة التركيبية أو .الجملة 144F

2 « ياق هو تجسيد لتلك التتابعات اللغوية في شكل وبهذا المفهوم يتضح أن الس

وما بينها من ترتيب و عالقات خطاب، من وحدات صوتية وصرفية، و معجمية، .145F3 تركيبية

ة هذا التعريف الذي أعطي غم من صح وتجدر اإلشارة إلى أنه على الرياق في أحد جوانبه، إال أنه فقد ؛ال يمثل، في عمومه، إال التعريف الضيق« للس

ياق من المصطلحات الشائعة والمؤثرة في الدرس اللغوي غدا مصطلح الس146F مالينوفسكي ( الحديث، منذ ابتدعه

ياق خصوصا في ) 4 ، ليتسع مفهوم السه أساسا من أسسها المكنية. ولهذا تجاوز الباحثون الدراسات التداولية، بما أنها تعد

ياق تعرف مجموعة « فأصبحت ؛التعريف النموذجي إلى التعريف األرحب للس وتسمى هذه الظروف، )...(الظروف التي تحف حدوث فعل التلفظ بموقف الكالم

ياق .Context ( 147F5« 148F6 ( في بعض األحيان، بالس

توقع أن » القاهرة« في السجالت الفاطمية، بحيث إذا وقع القارئ للسجل الفاطمي على كلمة » القاهرة« بكلمة »المعزية

: عاطف مدكور، علم اللغة بين القديم والحديث، مديرية الكتب » سابقة عليها أو الحقة بها » المعزية« تصحبها كلمة . 214م، ص: 1987هـ/ 1407والمطبوعات الجامعية، منشورات جامعة حلب- كلية اآلداب، سوريا،

د قدور، مبادىء اللسانيات، دار الفكر، دمشق، ط: 1 / عن: أحمد عزوز، نظرية 301، 300، ص ص: 1996، 01- أحمد محمكتور: عبد الكريم بكري، المشرف المساعد: الحقول الداللية- دراسة في التأسيس و التطبيق، رسالة دكتوراه، إشراف األستاذ الد

انيا، كتور مختار حبار، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران- الس . 65، 64م،ص ص: 1999- 1998الد2- Marie-Noëlle Gary- Prieur, Les termes clés de la linguistique, Éditions du Seuil, Paris : Octobre : 1999, P : 19.

. 40- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب – مقاربة لغوية تداولية- ، ص: 3د يوسف حبلص، البحث الداللي عند األصوليين، عالم الكتب، ط: 4 ./ عن: عبد الهادي بن 30هـ ، ص: 1411 القاهرة،،01- محم

.40ص: ،السـابقالمرجع ظافر الشهري،5 -Oswald Ducrot and Tzvetan Todorov : Encyclopedic dictionary of the sciences of

language, p : 333. :41ص: ، نفسهالمرجع / عن. 6 -Oswald Ducrot and Tzvetan Todorov : Encyclopaedic dictionary of the sciences of

language, p : 333. :41، 40، ص ص: نفسهالمرجع / عن .

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

38

ئيس لتحقيق الداللة وتحقيق الفهم ياق من كونه العامل الر ية الس وتأتي أهمال يتحقق تفسير منظومة لغوية ما إال بعد وضعها « إذ؛ بين األفراد المتكلمين

الذي تخضع له جميع عالقات الكالم و تعارضاته ) (Contexteضمن سياقها - سواء في إطاره الشكلي أو في (Système) يصبح النظام الالمختلفة، و بهذا

بل البد من ربطه بسياقه الذي ؛إطاره النظري- وحده كافيا لتحقيق الداللة و فهمها.ينتمي إليه 149F

1 « ية انطالقا من كونه يساعد مع المقام ياق هذه األهم 150F ويحتل الس

2 Situation) (151 تحديد النظام و وصفه « في الوصول إلىF

، و ذلك بربط » 3غم من ،لغوية لتحقيق تفاعل تواصلي تام الغيـر العالمات اللغوية مع العالمات بالر

ياق و المقام- في كثير من األحيان 152Fااللتباس الذي يالزم كال◌ منهما- أي الس

4 .ياق (و كلمة « ويقول ستيفن أولمان : " قد استعملت Contexte " )الس

حديثا في عدة معان مختلفة. والمعنى الوحيد الذي يهم مشكلتنا في الحقيقة هو ، بأوسع معاني "النظم اللفظي للكلمة و موقعها من ذلك النظم" معناها التقليدي أي

ياق على هذا التفسير ينبغي أن يشمل – ال الكلمات و الجمل هذه العبارة ، إن السابقة والالحقة فحسب- بل كما ينبغي ؛والقطعة كلها و الكتاب كله الحقيقية الس

يتصل بالكلمة من ظروف و مالبسات، و أن يشمل- بوجه من الوجوه- كل ماالعناصر غير اللغوية المتعلقة بالمقام الذي تنطق فيه الكلمة لها هي األخرى

يتها البالغة في هذا الشأن 153F »أهم

5 .د الداللة الفعلية للغة و ذلك: ياق في أنه يجس ية الس أن الكلمة « كما تكمن أهم

ياقات اللفظية التي تقع فيها أو قد يكون لها أثر من معنى باختالف بعض الس154Fباختالف الظروف الخارجية المحيطة

اتية في الخطاب » 6 ؛ و في إبراز عنصر الذك فيه الفرد المتكلم. الخطاب إلى جانب بيان الجانب االجتماعي والثقافي الذي يتحر

ياق في عمومه يمكن أن يشمل الدالالت كافة التي وعليه، يمكن القول أن السياق اللغوي، ◌ منها ينتمي إلى الس أشار إليها المناطقة على اعتبار أن ما هو لغوي

وما هو غير لغوي من الدالالت غير اللفظية تنتمي إلى سياق الموقف، وهذان

: ه- الطيب دب 1 م لنيل شهادة الماجستير في اللغويات- إشراف ، التجليات السيميائية عند أبي حيان التوحيدي- بحث مقد

بير، جامعة الجزائر: . 116 ، ص:1998- 1997د. سعدي الزى كذلك سياق الموقف أو الحال، و سيأتي التفصيل فيه كواحد من المفاهيم األساسية للتداولية مع تبيان الفرق بينه 2- و و يسم

بين مفهوم السياق. 3- Luisse Prieto, Messages et signaux, P.V.F., 1966, PP : 47, 48.

: ينظر: إلزالة هذا االلتباس، اعتبر السياق لدى بعض السيميائيين مفهوما لسانيا داخليا، والمقام مفهوما خارجا عن اللغة « - و 4/ عن: الطيب 127، 126، ص: 1986، ربيع 03مقال: الحدود بين المدارس اللسانية، ندوة العدد، دراسات أدبية ولسانية، العدد:

م لنيل شهادة الماجستير، ص: . 116دبة، التجليات السيميائية عند أبي حيان التوحيدي، بحث مقدم له و علق عليه: د. كمال بشر، دار غريب للطباعة5- والنشر و التوزيع، ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ترجمه و قد

.68، ص:1997: 12 ط: القاهرةار التونسية للنشر، 6 د رشاد الحمزاوي، المصطلحات اللغوية الحديثة، الد .83، ص: 1987- محم

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

39

ياق وما يشمالنه من الدالالت اللغوية وغير اللغوية ) خارج النص(النوعان من الس155Fهما ما يتعاضدان أحيانا فيشكالن ما يسمى النص

1 .ا جورج إليا سارفاتي ياق في ؛) Georges Elia Sarfati ( أم فيرى أن الس

لها كما يلي: 04التداولية ينقسم إلى مستويات يفصياق الظرفي: 1« :Le contexte circonstanciel- الس

كات األساسية كـ من، الفضاء،(ويتقابل مع المحيط الفيزيائي للمحر الز. )والبنية التواصلية الطبيعة

ياق الموقفي2 156F- الس

Le contexte Situationnel / c. de: / المقام2situation:

حة ؛ويتطابق مع المحيط الثقافي للخطاب د معايير الص فة يحد فهو بهذه الصيظهر أنها غير والتي داخل ثقافة ما » الطبيعية« ـ كنوع العبارة التي توصف ب(

فهو يعمل كقالب لألنماط المرتبطة باالستعماالت التي ؛)مناسبة داخل ثقافة أخرى157F.يحددها

3 « مع مفهوم الظروف ) (Situationوفي أحيان كثيرة يتداخل مفهوم المقام

Circonstances) (ياق الظرفي ويلتبس ) Le contexte circonstanciel ( في السياق أيضا، و لكن و حقيقة، هذا المصطلح ليس له تعريف، « به، ومع مفهوم الس

ال محتوى محدد أيضا، إنه مستعمل في الداللة التعبيرية، و في التداولية، من أجل هنية، طراف أ( بالقول » ما يحيط« اإلشارة إلى كل التبادل اللفظي، حالتهم الذ

ياق الذي ، )األشياء التي تحيط به، الظروف بشتى أنواعها... في مقابل الس158F. المفروض أنه يشير إلى محيط من طبيعة لسانية

4 « ا في الدراسات العربية؛ فهو يعني كذلك ( مجموعة الظروف أم

Circonstances ( يه علماء البالغة القدماء )العرب( التي تحيط بالمتكلم، و يسمبالحال أو المقام أي ما يستلزم الحالة التي يكون فيها الخطاب، و هنالك ترجمات

مثل: موقف مثلما رأينا، ووضعية، لكنها غير وافية. Situationعربية أخرى لكلمة ياق ) Situation ( وفي أحيان كثيرة يتداخل مفهوم المقام مع مفهوم الس

Contexte) (هذا االلتباس ممتد بين زمنين و ثقافتين، فقد شاع « و، و يلتبس بهالمقام عند العرب قديما عندما استعملوه في الدراسات البالغية. في حين استعمل

ياق. وإذا نظرنا إلى كل كثير من المحدثين، خصوصا الغربيين، مصطلح الس

. 55- ينظر: ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص: 1اه جون ديبوا - 2 (أو سياق الموقف ) Contexte situationnel ( كذلك بالسياق الموقفي ) Jean Dubois (وقد سم

Contexte de situation (:Voir : Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, P : 120.

3- George Elia Sarfati, Précis de pragmatique, P : 25. 4- Marie-Noëlle Gary-Prieur, Les termes clés de la linguistique, P : 53.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

40

فإننا قد نجد فروقا بين ما كان يقصده البالغيون العرب، و ما يقصده ؛منهما.التداوليون في البحث اللغوي الحديث 159F

1 « ياق و ذلك انطالقا من فهم إال أنه يمكن الفصل بين مفهوم المقام و مفهوم الس

لكل " و "لكل مقام مقال"« حيث قالوا:،علماء البالغة العرب لمصطلح المقام فإن مقامات ؛مقتضى الحال مختلف " و:يقول القزويني. "كلمة مع صاحبها مقام

فمقام التنكير يباين مقام التعريف، ومقام اإلطالق يباين مقام التقييد، ؛الكالم متفاوتةكر يباين مقام الحذف، و مقام القصر و مقام التقديم يباين مقام التأخير، و مقام الذ

ومقام اإليجاز يباين مقام ومقام الفصل يباين مقام الوصل، يباين مقام خالفه،160F » "اإلطناب و المساواة و كذا خطاب الذكي يباين خطاب الغبي

2. ام حسان على هذه التحديدات التي وضعها البالغيون العرب ويعلق تم

لقد فهم البالغيون " المقام " أو " مقتضى الحال " فهما « لمصطلح المقام بقوله:د النحاة أصل الوضع للحرف و للكلمة دا على نحو ما جر سكونيا قالبيا نمطيا مجر

دة )... ( و للجملة وأطر عامة، و" أحوال " ساكنة فهذه المقامات نماذج مجر، و يصب في قالبها، بهذا يصبح المقام عند لوك الحي ذات مقتضيات يوزن بها الس

لوك Staticالبالغيين سكوني ألنه حال أو ك النابض بالحياة فهو الس ا المتحر أم.161F3 اليومي للفرد الذي يسعى إلى مطابقة هذه القوالب الثقافية 162F

4 « وفي تعليقه هذا إشارة واضحة إلى إخضاع " المقام " للمعيارية في كالم "

ف المقـام بقوله:؛وفي مقابل ذلك ، 163F5 القزويني " فالذي أقصده بالمقـام « فهو يعرك االجتماعي الذي يعتبر " ؛ليس إطارا و ال قالبا وإنما هو جملة الموقف المتحر

ا له اتصال المتكلم " جزءا منه، كما يعتبر السامع والكالم نفسه و غير ذلك ممد التفكير في موقف نموذجي ، Speech eventبالتكلم و ذلك أمر يتخطى مجر

والجغرافيا ليشمل كل جوانب عملية االتصال من اإلنسان و المجتمع و التاريخ .164F6 »و الغايات و المقاصد

غم من هذا الفارق بين فهمي و فهم البالغيين « ثم يضيف قائال : وعلى الرا أفهمه من المصطلح للمصطلح الواحد، أجد لفظ " المقـام " أصلح ما أعبر به عم

165F » الذي يستعمله اللسانيون المحدثونContext of situationالحديث:

7.

. 41- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 1ان، األصول- دراسة ابستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب- النحو، فقه اللغة، البالغة، أميرة للطباعة، عالم الكتب: 2 ام حس - تم

. 303 م، ص: 2000هـ/ 1420القاهرة: ففيها يرتبط كثير ؛ فهو يرى بأن الفيصل في ذلك االختالف بين مفهومي المقام و السياق هو معرفة ما تنطوي عليه الثقافة« - 3

ا يحد من إخضاع المقام للمعيارية التي تلتصق بتعريفات البالغيين العرب : عبد الهادي بن » من المواقف باالستعمال اللغوي، مم. 40ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص:

ـان، األصول، ص: 4 ام حس .303- تمه الذي سبق و أصرفه إلى المعنى « - و ذلك بقوله: 5 غم من أنني أشم في كالم القزويني هذا رائحة المعيارية أورد نص وعلى الر

. 304، ص: نفسهالمرجع » : فأعطيه دينامية لم ينسبها إليه البالغيون... ؛االجتماعي النابض بالحياةام حسان، - 6 ابقع المرجتم . 304، ص: الس. 304- المرجع نفسه، ص: 7

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

41

ام حسان تجاه مفهوم المقام عند غم من التحفظ الذي أبداه تم وعلى الرل استعماله في مقابل المصطلح األجنبي: Contexteالبالغيين العرب؛ إال أنه يفض

de situation .ياق 166F بينما يرى عبد الهادي بن ظافر الشهري بأن مصطلح الس

هو 1ام حسان، و ذلك، لداللته على الممارسة « المصطلح األنسب، للعلة التي يراها تم

د التلفظ بالخطاب، بدءا من لحظة إعمال اللغوي الذي يتجاوز المتصلة للفعل مجر.الذهن للتفكير في إنتاجه، بما يضمن تحقيق مناسبته التداولية 167F

2 « ا المستوى الثالث ياق التفاعلي: 3« فهو: ؛ أم Le context- الس

Interactionnel: أدوار ( ويميز أشكال الخطاب و أنظمة العالمات التي تصاحبها . )الكالم، الحركات، إلخ

ياق االفتراضي: 4 Le contexte épistémique ou - السprésuppositionnel:

(القيم المشتركة للمتكلمين، سواء بشكل مسبق ويعطي مجموع المعتقدات و (Préconstruit أو بعدي ) Posteriori ( . 168F

3 « ياق يجب « حيث يقول:، ثم يحصر هذه المستويات األربعة في نوعين للس

والذي يتضمن معطيات ،) Contexte restreint (الفصل بين مفهوم سياقي محدود ، و بين مفهوم سياقي ) ظروف و عناصر التفاعل( مباشرة للموقف االتصالي

قابلة للمس ال و الذي يشتمل على معطيات االتصال غير ) Contexte Étendu (واسع .169F4 » )المسبقة الموقف، االفتراضات (مسبقا

هين تداوليين يدخل في إطارهما هذين ويخلص في النهاية إلى اقتراح توجياق :170F5 و ذلك حسب الشكل التالي ،النوعين من الس

Pragmatique du langage Pragmatique linguistique

اللسانيات التداولية تداولية اللغة - - - /- - - - - - - - - -/ - - - - - - - - - - - - - - - - - /- - - - - - - - - -/ - - - -

الظروف التفاعل الموقف

المعتقدات

غم من أنه 1 فيجب على أي واحد أن يأخذ بعين االعتبار العالم االجتماعي و )...(ليس من السهل تحديد مجال السياق « - على الر

,Levinson, Stephen C : Pragmatics » :النفسي الذي يؤثر فيه مستعمل اللغة ، في أي وقت كان Cambridge University Press, 1983, p : 25.ص ستراتيجيات الخطاب، إ عبد الهادي بن ظافر الشهري، : / عن

. 42، 41ص: .41، ص: نفسه- المرجع 2

3- George Elia Sarfati, Précis de pragmatique, p : 25. 4- George Elia Sarfati, Ibidem, P : 25. 5- Ibidem, P :26.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

42

Circonstances Interaction Situation Croyances

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

سياق محدود سياق واسع Contexte Restreint Contexte Étendu

ياق اللغوي Contexte ( وعلى هذا األساس، أصبح التفريق بين السverbale (أو ) Contexte linguistique ( ياق غير Contexte) (لغوي ال و الس

non-linguistique أو) Contexte de situation ( أي سياق الموقف يقتضي ، ) Firth (هو ما أكسبته نظرية فيرث « تحديد مفهومي لكل منهما، وهذا التفريق

ياقية للدرس اللغوي حين أصبح تناول المعنى يعني تناوال لهذين أو النظرية الس171F » الجانبين

1. ياق غير ياق اللغوي والس غير ال وينعت الس ياق الص لغوي عند األسلوبيين بالس

ياق الكبير. والسغير ياق الص ا الس و يقصد به الجوار المباشر للفظ قبله ،) Micro context ( أم

172Fأو بعده

فيبرز بعضها ؛ ويعني أسلوبيا بدراسة الكيفيات التي تتفاعل بها الكلمات،2173F بعضا، و يؤثر بعضها في بعض

3. ياق الكبير : و يقصد به أحيانا ما هو أكبر من ) Macro context ( واآلخر: الس

الجوار المباشر للفظ كالجملة أو الفقرة أو الخطاب جملة، و قد يتخذ هذا المصطلح ة تتمثل في جملة المعطيات التي تحضر القارئ، وهو يتلقى أسلوبيا داللة خاص

.واالجتماعي النص بموجب مخزونه الثقافي 174F

4 « : Le réfèrent / La référenceالمرجع أو المرجعية: جـ-

175F تتحدد المرجعية

في إطار التفسير التقليدي للغة، و كذلك في إطار 5ف الداللة بأنها تمثل العالقة التي ( بين العالمات و األشياء 176F6 االفتراض الذي يعر

و من بعده معظم ) De Saussure ( ، إال أن دوسوسير )تحيل إليها في الواقع اللسانيين البنويين لم يولو أية عناية لهذه المرجعية نظرا لطبيعتها غير اللغوية، و

نات العالمة اللغوية هي ؛ في ظل المنهج البنيوي الشكلياهذا طبع وبالتالي فمكو

.52- ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص: 1ة بن 175، ص:1972 :02األسلوبية واألسلوب، الدار العربية للكتاب، تونس،، ط: - عبد السالم المسدي،2 / عن: ردة هللا بن رد

. 54، ص: السابقضيف هللا الطلحي، المرجع . 54/ عن: المرجع نفسه، ص:166 بحث ألولمان بعنوان: اتجاهات جديدة في علم األسلوب، ص: ،اتجاهات البحث األسلوبي -3 .54، ص: نفسه المرجع :./ عن175- عبد السالم المسدي، األسلوبية و األسلوب، ص: 4 ."Référence" - هناك من يستعمل مصطلح اإلحالة بدال من مصطلح المرجعية في مقابل المصطلح األجنبي: 5 - سواء كانت هذه العالقة اعتباطية أم معللة. 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

43

نات األساسية للعالمة التي نات ثنائية تقصي المرجع كطرف أساسي من المكو مكوجوع إليها 177Fتفسرها أو يمكن الر

1 .ية المرجعية في أنها تمثل الوظيفة التي تتمكن من خاللها العالمة وتكمن أهم

جوع إلى موضوع في علم غير لغوي 178F اللغوية من الر

2. وجودها يرتبط و وبناء على أن اللغة هي مجموعة من البنى واألشكال

179Fبتجربة المتخاطبين

فإن لكل متكلم طريقته في إدراك هذا العالم عن طريق ؛3ة، ة، عليه أن يكون تجربته الخاص و لكنه عند التعبير عن هذه التجربة الخاص

« باعتباره) Le Réfèrent (في نفس المرجع ) أو السامع(مشتركا مع المتلقي 180F » يشكل الموضوع الذي يحيل إليه الخطاب.

Le ( أو المحتوى الكالمي ،4contenu (نه المرسلة و تشير إليه لكي تكون فاعلة، و يعيه الملتقط الذي تتضم

أو لغة تكون مشتركة ) Code ( رموز في الوقت ذاته و تقتضي أيضا وجود نظام .181F5 معا )و الملتقط المرسل ( كليا أو جزئيا على األقل بالنسبة إلى كليهما

يرورة التواصلية بين شريكين في الخطاب إذ ؛ ويرتبط المرجع بالصلها عن طريق إرجاعها إلى « يتلقى المخاطب عالمات لغته أو لغة أخرى، يؤو

ا يقوله المتكلم عن نفسه و عن اآلخرين، و ليكون عالمها الحقيقي أي انطالقا ممقادرا على ترجمة خطابات المتكلم ينبغي أن يشاركه في الوضع، أي اللغة التي

ا ؛يتحادثان بها، وأن يملك خلفيات مسبقة عن موضوع الحديث عب جد إذ من الصئيس األمريكي المتحدث عن تاريخها و حاضرها إذا أن نفهم كمتلقين خطاب الر

182F » و التاريخية لتلك األحاديث كنا نجهل اللغة اإلنجليزية و الخلفيات الثقافية

6. ية التداولية التي تكتسيها المرجعية حيث ، وعليه يمكننا أن نستخلص األهم

د العالقة بين « تعتبر القاعدة األساس لكل اتصال و تواصل؛ فهي التي تحدالملفوظ و الموضوع الذي تحيل إليه، وتدل على سيرورة العالقة بين الملفوظ و

المرجع أي مجموع اآلليات التي تصل بعض الوحدات اللغوية ببعض الوحدات من د "ديكرو" المرجعية إال من الحقيقة غير اللغوية بمفهوم " أركيوني"، بينما ال يحد

موز L’encodageناحية الترميز الذي يقوم فيه اإلدراك Décodageو فك الرال بتوجيه المتلقي إلى نوع من المدلول الذي يتحدد األكوستيكي أو المرئي للد

ية التي La référence- اعتبرت اللسانيات التقليدية المرجع 1 غم من األهم مجاال ينبغي إبعاده من الدراسة اللغوية بالر

عة، و كون المرجعية من ؛يكتسيها في فهم الخطاب البشري تها في ذلك استحالة الجمع بين عالمات من طبيعة متنو فقد كانت حججوع إلى األشياء لتفسير العالمات اللغوية: عبد الهادي بن ظافر ؛) Extra linguistique (طبيعة غير لغوية فال مجال للر

. 92الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 2- Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, P : 414. 3- George Mounin et Autres, Dictionnaire de linguistique, P. V. F., Paris : 1974, P :284.

و النشر ، دار هومه للطباعة) اقترابات لسانية للتواصلين: الشفهي و الكتابي(- عبد الجليل مرتاض، اللغة و التواصل 4 . 42والتوزيع، الجزائر، ص:

والتوزيع، ، المبادئ واألعالم، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ) علم اللغة الحديث (- ينظر: ميشال زكريا، األلسنية 5. 53م، ص: 1983هـ / 1403: 02، ط:بيروت- لبنان

- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، منشورات مخبر تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، دار 6. 94األمل للطباعة و النشر و التوزيع، ص :

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

44

ن المتكلم في علم المفردات، والمدلول باعتباره أصغر الوحدات بفضل كفاية و تمكدة 183F. يقوم هو كذلك بتحديد المرجع المالئمSens abstraitاللغوية المجر

1 « 184F ومن بين الوظائف

يها المرسلة اللغوية الوظيفة المرجعية 2 La ( التي تؤدfonction Référentielle ( وهي الوظيفة المتعلقة بالمحتوى الذي ترمز إليه

؛ يظهر معناها) Contexte (المرسلة من خالل وجودها ضمن سياق لغوي معين تظهر هذه الوظيفة في المرسالت ذات المحتوى الذي يتناول موضوعات و « إذ

لعملية التواصل ذلك أننا نتكلم الوظيفة التبرير األساسي هذه أحداثا معينة، تشكلو تبادل اآلراء ، بهدف اإلشارة إلى محتوى معين نرغب في إيصاله إلى اآلخرين

185F » معهم حوله

3. و ذلك لكونها قاعدة كل ،وتعتبر الوظيفة المرجعية أهم الوظائف األخرى

تواصل؛ إذ ترتكز على المرجع الذي يحدد العالقة بين المرسلة و الشيء الذي إليه ممثال في مقام الملفوظ و سياقه. فهي تستعمل العالمة للتمثيل و اإلعالم حيلت

و التفسير؛ و عليه فال مندوحة من وجودها في أي عملية تواصلية إذا قيست ببقية يتها من تسمية جاكبسون لها الوظائف األخرى التي هي ثانوية. و تتأتى أهم

وتتمثل ضرورتها في أنها تظهر ،Dénotative أو التعيينية Cognitiveبالمعرفية م بها الملفوظ عالم التمثيل الخطابي في أي تواصل إخباري 186F الكيفية التي يقد

4. إذ هنالك ،كما ال تثبت المرجعية عند التداوليين على مفهوم واحد

مرجعيتان: . ) المرتبطة بداللة المعجم و الداللة العامة ( لمرجعية اللغويةا -1ة ـتجعل العالم « المرجعية في إطار المتكلم و هي مرجعية -2

« Signe » فـي بل مع العالم ؛) وهو مدلول المرجعية اللغوية(عالقة ال مع عالم األشياء الواقعية

نات األيديولوجية لثقافة ما 187F » كما يدرك داخل المكو

5. :La réalisation اإلنجاز: د-

بل هو جوهر الدراسة ؛ ويدعى أيضا التأدية، وهو من أهم المفاهيم التداوليةة فيما يتعلق بإنجاز اللغة، و تقول فرانسواز أرمينكو: ونقصد « التداولية خاص

ا بمحايثة لقدرات ياق، إم باإلنجاز طبقا للمعنى األصلي للكلمة، إنجاز الفعل في السس اللساني ) أي معرفتهم و إلمامهم بالقواعد(المتكلمين ب إدماج التمر ا بتوج ، و إم

188F » بمفهوم أكثر تفهما، كالقدرة التواصلية

6.

. 95، 94، ص ص: نفسهالمرجع -1 بين ستة وظائف تؤديها المرسلة اللغوية سنتعرض لها في الفصل األخير من هذا ) R. Jakobson (- يميز ر. جاكبسون 2

العمل.. 64، المبادئ و األعالم، ص: ) علم اللغة الحديث (- ميشال زكريا، األلسنية 3 .118الية الحوار، ص: ع- ينظر: أحمد يوسف، سيميائيات التواصل و ف 4

5- Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, P : 414. . 09- فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

45

منية للغتهم، وكذا و رورة معرفة المتكلمين الض يقتضي إنجاز اللغة بالضليست هذه المعرفة و هذه القدرة هي نفسها عند ، و طبعا بهاقدرتهم على أدائها

وبالتالي فنحن هنا أمام مفهومين أساسيين بالنسبة ؛جميع األفراد المتكلمين لها و األداء ) La) compétenceلموضوع الدراسة التداولية أال و هما: الكفاءة اللغوية

ق إلى هذين المفهومين اللساني األمريكي: ، ) La performance (الكالمي وقد تطرق كذلك إلى ، إال أننا في هذا) Noam Chomsky (نوام تشومسكي: العمل سنتطر. La compétence pragmatique ( 189F1 ( الكفاءة التداولية

: L’intention / L’intentionnalité القصـد/ القصـدية: و- فات تقف المقاصد بشكل عام وراء كل ما يقوم به اإلنسان من أفعال و تصر

يتردد اإلنسان في إطالق « فقد؛من أجل الوصول إلى أغراض أو أهداف محددة و عليه فال يسمى الفعل ؛صفة الفعل على الشيء إذا لم يكن نتيجة لقصد الفاعل

هني أو الجسدي، و ال ريب أن فعال ما لم يصحبه القصد، ينطبق هذا على الفعل الذ.كل فعل من هذه األفعال يأتي لتحقيق هدف معين 190F

2 « وعلى هذا األساس يعتبر القصد من المفاهيم األساسية للتداولية، حيث يسمى

افع الذي يبني يته انطالقا من كونه يشكل الد كذلك بالمعنى التداولي، و تأتي أهمويتحدد على أساسه نجاح هذا االتصال من عدمه، و ذلك عند عليه المرسل اتصاله

191Fومن ثم تأويله له؛ فحسب غريس بلوغ هذا القصد إلى المتلقي

3 ) Grice ( فإن ؛ » ل إلى اتصال حقيقي عن قصد المتكلم بإبالغ شيء ما إلى المستمع يتحقق ويتحو

.طريق معرفة هذا القصد من طرف المستمع 192F

4 « ياقية التي كما يقتضي الوصول إلى معرفة القصد إدراك جميع العناصر الس

يرتكز دور المقاصد، بوجه عام، على بلورة المعنى كما هو « ورد فيها، حيثياقية األخرى، و تكمن وظيفة ؛عند المرسل إذ يستلزم منه مراعاة العناصر الس

ياق بمجمله ؛اللغة هنا في تحقيق التفاعل بين طرفي الخطاب، بما يناسب الس193F.فتتضح المقاصد بمعرفة عناصره

5 «

وما بعدها.108 ص:ثاني،- ينظر: الفصل ال 1

. 188، ص: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب 2-لة ) Paul Grice (، وضع الفيلسوف ب. غريس 1969 و 1957 بين عامي « - 3 المعالم لنظرية داللية و أخرى تداولية مكم

◌س على فرضية السمة القصدية لالتصال Georges Elia Sarfati, Précis de: » لها، وكالهما مؤسpragmatique, p : 40. و يحدد غريس ، ) ( Grice مصطلح القصد بتفريقه بين ما أسماه الداللة الغير طبيعية ) La

signification non naturelle ( أو ) S.N.N. (و الداللة الطبيعية ) Signification naturelle ( حيث يقصد فالداللة على شيء ما لشخص ما ترتكز ؛ ) لفظية أو غير لفظية ( بعبارة الداللة الغير طبيعية تعيين السلوكيات اللغوية« غريس

اة طبيعية فتختلف اختالفا جوهريا مع الداللة الغير طبيعية ا الداللة المسم فهي تسند عادة إلى ؛على إقامة عالقة قصدية و محددة، أمعد الذي يكون عالمة على تقلب الجو، و تدفق الحمم يكون عالمة على ثوران بركاني، عالقات سببية تجري في الطبيعة: مثل الر

ر اإلشارة ،إلخ ف من طرف بيرس ) L’indice ( حيث يتطابق هذا الشكل من الداللة مع تصو : ) » Peirce ( المعرIbidem, p : 40 .

4 - François Récanati, « Insinuation et sous-entendu », communication 30, Paris, Le Seuil, 1979, 94-106, p : 95 / De : Ibidem, p : 40.

.180- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 5

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

46

يرى بأن القصد هو ) Algirdas Julien Greimas (ال أن أ. ج. غريماس إر و يعلل عملية االتصال (إذا أردنا فهم االتصال كفعل « حيث يقول: ،الذي يبر

Acte (فإننا ندخل عموما مفهوم القصد ؛ ) L’intention ( والذي يفترض به تعليله 194F.و تبريره

1 « و ذلك من حيث أنه ، ومن جهة أخرى فهو يرى بأن هذا المفهوم قابل للنقد

و كفعل واع في الوقت نفسه، و هو ،يجعلنا ننظر إلى االتصال حينئذ كفعل إرادي .195F2 االتصال دائما ، بالتأكيد،األمر الذي ليس عليه

ل استعمال ، وعليه من ) L’intentionnalité (مفهوم القصدية « فهو يفضأصل فينومينولوجي بال مواربة، و الذي ال يشبه ال ذلك المفهوم الخاص بالتعليل،

فهو يشمل كليهما، كما يسمح كذلك بإدراك ؛وال ذلك الخاص بالسعي وراء غاية.الفعل كشد ينضوي بين شكلين من الوجود: االفتراضية و اإلنجاز 196F

3 « وتأتي أهمية المقاصد في الخطاب انطالقا من أنها األساس الذي يبني عليه

المرسل اختيار العالمات التي يستعملها داخل تراكيب و سياقات مختلفة لكي يحقق غاية قصد المرسل هي إفهام المرسل إليه، و يشترط ليعبر « فـ؛فعله التواصلي

ل إليه أن يمتلك اللغة في مستوياتها المعروفة، ومنها المرسل عن القصد الذي يوصوكذلك ، والمدلوالت المستوى الداللي، وذلك بمعرفته بالعالقة بين الدوال

وسياقات استعمالها، وعلى اإلجمال معرفته بالمواضعات بمعرفته بقواعد تركيبها.التي تنظم إنتاج الخطاب بها 197F

4 « : L’argumentation الحجـــاج أو التحاجج: ن- الم إلى ـمن خالل توجيه الك، يسعى ) Le Locuteur ( إذا كان المرسل

لى تحقيق أفعال من شأنها أن تغير وضعيته و إ، ) Le Récepteur ( المتلقي لوكي تغير منظومة فهذا يعني أن هناك مسؤولية تقع على ؛معتقداته ووضعه الس

التأثير الالزمة، و هذه المسؤولية تتمثل عملية تحقيق عاتق هذا المرسل من أجل198Fإلستراتيجية اإلقناع في تبنيه

أي كيفية الوصول إلى إقناع المتلقي بوجهة نظر ،5فاع عنها بكل الوسائل اللغوية و غير 199Fلغوية الالمرسل و الد

المتاحة للوصول إلى 6" . L’argumentationهذا الهدف، وهو ما يسمى بالحجاج "

1 - Algirdas Julien Greimas et Joseph Courtés, Sémiotique, Dictionnaire Raisonné de la théorie du langage, Éditions Classique Hachette, Paris, p : 190. 2 - Voir : Ibidem, p : 190. 3 - Ibidem, p : 190.

. 183ستراتيجيات الخطاب، ص: إ- عبد الهادي بن ظافر الشهري، 4ابع من هذا العمل، ص: فيهذه اإلستراتيجية ينظر تعريف - 5 .231 الفصل الرهة نحو المرسل إليه. ال- و نقصد بها العالمات غير 6 لغوية التي يمكن للمرسل أن يدعم بها رسائله اللغوية الموج

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

47

بأن المقصود ( Dominique Maingueneau ) ويرى دومينيك مانغونو تحليل التقنية التي بواسطتها يعلل متكلم ما مزاعمه أمام مخاطب « بالحجاج هو

200F » و الذي يضع هذه المزاعم محل الشك ما،

1 . « وال يخرج الحجاج كمفهوم تداولي رئيس عن إطاره الوظيفي، حيث أن

Fonction" وظيفة حجاجية) Actes d’énonciation (لكل أفعال التلفظ Argumentative تؤدي إلى حمل المستمع إلى نوع من االستنتاج، وربما تحريفه "

201F » عنه، وظيفة تظهر كعالمة في بنية الجملة ذاتها

2. كما ال يمكن للوظائف الحجاجية التي يمكن أن تنجز ضمن أي إستراتيجية

202Fإقناعية أن تتم بمعزل عن سياق استعمالها، حيث نجد أوزولد ديكرو

3 ) Oswald Ducrot (:فقد قمنا بافتراض أن القيمة الحجاجية للمورفيمات هي التي « يقول ..

لة من هذه المورفيمات، وأن هذه األخيرة د قيمة الجملة المتشك ) أي الجملة (تحد والقيمة الحجاجية لهذه ،تحتم بدورها األخذ بعين االعتبار حال الخطاب

203F » الملفوظات

4. لقد استخدم مفهوم الحجاج كآلية أساسية من آليات اإلستراتيجية اإلقناعية،

راسات القديمة الغربية، يعد ؛سواء في الدراسات القديمة أو المعاصرة ففي الدكتاب الخطابة ألرسطو من أقدم الكتب التي اهتمت باإلقناع و أدواته، و قد جعله

204F. أرسطو بؤرة خطابه

5 ا في الدراسات العربية القديمة فإننا نجده يتجسد من خالل كثير من ؛ أم

النماذج الخطابية التي كانت موجودة قبل مجيء اإلسالم، وهي فترة العصر الخطابات الحماسية والحربية، والمنافرات القبلية، إلى غير ذلك من الجاهلي، مثل

الفترة. المنجزات الخطابية التي طبعت تلكا بعد نزول القرآن فقد كان الحجاج من أهم الوسائل التي ارتكزت عليها ؛ أم

فكان استخدام البراهين و الحجج و األدلة العقلية و العلمية من ؛الدعوة إلى اإلسالمأهم اإلستراتيجيات اإلقناعية التي ساعدت على نجاح هذه الدعوة و انتشارها،

ة ا يؤكد على قو ة و أن المعجزة الكبرى للقرآن الكريم كانت معجزة لغوية مم خاصالحجاج القرآني في مقابل مزاعم المشركين؛ باإلضافة إلى ورود لفظة الحجاج و

1 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, Éditions du Seuil, Collection MEMO, Paris : 1996, p : 46.

- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، منشورات مخبر تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري- تيزي وزو- دار 2. 125األمل للطباعة والنشر و التوزيع- الجزائر: ص:

ز في الفلسفة، كان عضوا باحثا في المركز الوطني للبحث العلمي 1930ولد أزوالد ديكرو سنة -3 (، وهو لساني فرنسي، مبرCNRS ( :بفرنسا، وهو يشغل حاليا منصب مدير الدراسات بدار الدراسات العليا للعلوم االجتماعية، بباريس ،) École (des

hautes études en sciences sociale :1، وله مؤلفات عديدة حول التلفظ نذكر منها- Dire et ne pas dire, Principes de sémantique linguistique, 1998, 2- Le dire et le dit, 1980, 3- Les échelles

argumentatives, 1980, 4- Les mots du discours, 1980. 4- Conférence faite a Lyon, le 25 Octobre 1980, et publiée dans L’argumentation, Presses Universitaires de Lyon, 1981, p : 09- 27/ Oswald Ducrot , Le Dire et le dit, Les Éditions de Minuit, Paris : 1984, p : 149.

. 449ستراتيجيات الخطاب، ص: إ- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، 5

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

48

د هذه « التحاجج في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ثم تنامت الخطابات التي تجسياقات، و تبلورت في كثير من دية في كثير من الس اإلستراتيجية بعد البعثة المحم

العلوم، مثل علوم الفقه و أصوله و علم الكالم والعلوم اللغوية، كما كان اإلقناع مطية أطراف الخطاب في المسامرات و عقد الندوات والنقاشات. فكانت

إستراتيجية اإلقناع بمختلف آلياتها هي السبيل األقوم إلبراز مكنونات هذه العلوم و فاع عنها، ومحاولة إحاللها في موضعها الذي تستحقه 205F » الد

1. ية البالغة التي حظيت بها الخطابة منذ بداية العهد اإلسالمي ، ونظرا لألهم

ة بعد الفتوحات اإلسالمية، ازداد الحضور البارز لنماذج استعمال هذه وخاصياسية وحتى العسكرية، فقد ينية والس ة في الخطب الد التفت « اإلستراتيجية خاص

القدماء إلى دراستها نظريا، و ذلك من وجهتين: - أوالهما: التنظير إلستراتيجية اإلقناع ذاتها.

ا األخرى ياقات التي تستعمل ؛ - أم وابط للس فهي التي عنيت بوضع الض206F » فيها هذه اإلستراتيجية

2. ا بالنسبة للوجهة األولى، فتتمثل في ما تناوله الجاحظ في كتابه البيان فأم

و ، والذي تعرض فيه للخصائص التي يجب أن تتوفر في الخطيب نفسه،والتبيينل القول فيما يخص الخطيب من صفات « حيث أنه،في اللغة التي يتكلم بها فص

جسدية وملكات ذهنية، ولم يقتصر حديثه على تعداد مميزات الخطيب اإليجابية بل فطن إلى التنبيه على ؛القبول: من حالوة القول و الحذق فيه التي تمنح خطابه

لبية التي تضعف من موقفه مثل العيوب النطقية والعي 207Fالخصائص الس

3 « . ية التي تكتسيها هيئة الخطيب العامة من طول « كما أشار كذلك إلى األهم

وحسن و دمامة، وما يجب أن يتحلى به من أخالق، وما يعاب عليه وقصر يميائية، وال غرو؛في ذلك ؛ فيلفت النظر في تناوله إلى دور العالمات الس

يميائية ذات دور مهم في اإلقناع، وقد أدرك الجاحظ ذلك الدور، فالعالمات الس فكان بذلك ؛208F4 ونصبة وأكده في حديثه عن العالمات من خط وإشارة وحال وعقد

209Fمن المؤسسين لعلم العالمات في الثقافة العربية

5 « . ا بالنسبة إلى اختيار الخطيب للغته ر ؛ أم فقد استشهد الجاحظ بما ورد عن معم

ل البالغة اجتماع آلة « األشعث في صحيفة تنتمي إلى الثقافة الهندية قائال : يأب أو قليل اللفظ، متخير ، ساكن الجوارح،البالغة، وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش

ة ة بكالم األم وقة، ويكون في قواه ،اللفظ، ال يكلم سيد األم و ال الملوك بكالم السفضل التصرف في كل طبقة. و ال يدقق المعاني كل التدقيق وال ينقح األلفاظ كل

. 447، ص: ع نفسه- المرج 1

. 448، 447 المرجع نفسه، ص ص: 2-. 448، ص: السابق- عبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع 3 .25، 24- ينظر تفصيل هذه العناصر في بداية هذا الفصل، ص ص: 4 .448- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 5

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

49

بها غاية التهذيب، وال يصفيها كل التصفية،التنقيح وال يفعل ذلك حتى ، وال يهذ210F » يصادف حكيما أو فيلسوفا عليما

1. وعليه فإن الغاية القصوى عند الجاحظ هي الخطاب اإلقناعي الشفوي، و

د األولى طبيعة ،) اللغة ( على الوسيلة ) اإلقناع (هو إقناع تقدم فيه الغاية وتحد .211F2 وشكلها حسب المقامات واألحوال الثانيةراسات العربية المعاصرة حول الحجاج و دوره في عملية ا بالنسبة إلى الد أم

فإننا نجد بعض المحاوالت منها من اهتمت بتأصيل الحجاج في التراث ؛اإلقناع ومنها من اهتمت باستثمار النظريات الغربية، أو ترجمتها. ،العربي

د الواسطيـ وممن ح و ،اولوا تأصيل الحجاج في التراث العربي نجد محم ي ـف« ذلك 212F »أساليب الحجاج في البالغة العربية« مقاله

إذ عرض استقراء لمفهوم ؛ 3الحجاج في بعض المصنفات التراثية، كما عرض لبعض األساليب مثل المذهب

مني، واالستعارة، وقد استشهد الكالمي، و حسن التعليل، والمبالغة، والتشبيه الض.و بأبيات من الشعر بآيات من القرآن الكريم 213F

4 « ومن أبرز األعمال التي حاولت المزج بين التراث العربي و النظريات

حمن في هذا المجال الغربية الحديثة نجد الدراسات التي قام بها طه عبد الرومنها كتابه " في أصول الحوار و تجديد علم الكالم " إذ يبتغي من ورائه إيجاد «

ة المنطق و سالسة اللغة، كما عه في سبك نظرية تأخذ بقو رابط منطقي لغوي ليطواه الخطاب والحجاج 214Fعقد بابا في كتابه " اللسان و الميزان " سم

واستعرض فيه ، 5بوصفه عمدة فيه أنواع الحجج و أصناف الحجاج، و ركز على السلم الحجاجي

غم من أنه عرض له في أكثر من عمل ؛في الحجاج إذ أفرد له فصال خاصا، بالرسبق عمله هذا، إال أن ما يميز عرضه له هنا هو توسيعه له مع حسن تبويبه و

وترتيب األحكام الشرعية، ولم يقف ربطه بما لدى األصوليين من قياس التمثيل ال لها ؛عند هذا الحد بل ذهب إلى دراسة االستعارة من وجهة نظر حجاجية مؤص

.كما وردت عند عبد القاهر الجرجاني 215F

6 « ( ومن الدراسات الغربية التي تناولت الحجاج، نجد أعمال شيم برلمان

Chaïm Perelman ( جدد فيها البالغة التقليدية بوجه خاص، والمتمثلة في « الذي

هـ/ 1421،: 02، البيان و التبيين، تح: د. درويش جويدي، المكتبة العصرية، ط: ) أبو عثمان عمر بن بحر (- الجاحظ 1

. 66، 65، ص ص: 01م، ج: 2000د العمري، 2- م، 1991، خريف- شتاء : 05، مجلة دراسات، ع: »المقام الخطابي والمقام الشعري في الدرس البالغي « محم

. 448 / ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 11ص: د الواسطي،3 ، » أساليب الحجاج في البالغة العربية « - محم د بن عبد هللا ، مجلة كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية، جامعة سيدي محم

. 451ص: ، المرجع السابق / عن: عبد الهادي بن ظافر الشهري،34- 21م، ص ص: 2001هـ/1421، 12فاس، المغرب، العدد: .451- المرجع نفسه، ص: 4ار البيضاء، ط: 5 حمن، اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ، المركز الثقافي العربي، الد ص ص: ، 1998، 01- طه عبد الر

. 451، ص: المرجع نفسه / عن:213، 211 .451المرجع نفسه، ص: - 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

50

Traité de l’argumentation la »: " 1958 البالغة الجديدة، بحث في الحجاج، "nouvelle Rhétorique, 1958 »البحث التقنيات الخطابية التي ، حيث يدرس هذا

تسمح بإحداث أو توسيع التحام العقول حول المواضيع التي تبدي هذه العقول 216F » قبولها

1. Stephen (إلى جانب تيار داللي آخر، و الذي يمثله ستيفن إدلسون تولمين

Edelson Toulmin ( في عمل بعنوان » ) ،1958استعماالت الحجاج ( ) The uses of argumentation, 1958. ( والذي يهدف إلى دراسة الممارسات ،

◌ذي يأخذ في االعتبار المجاالت الحجاجية في االستعمال العادي للغة، و ال217Fالعلمية أو غير العلمية التي يتم التحاجج بها

2 « . 218Fمنظور أوزولد ديكرو« ومن جهة أخرى، نجد أن

3) Oswald Ducrot ( الحجاج و اللغة، (في ) Jean- Claude Anscombre (وجون كلود أنسكومبر

1983 ( ) L’argumentation dans la langue, 1983 ( ا، حيث مختلف جد فحسبهما فإن المتكلمين ينتجون عبارات من أجل إجازة ؛أنه لساني محض

لون خطابهم نحو وجهة عبارات أخرى إلى مخاطب ما، و بهذا فهم يحو219F » محددة

4. فإن اللغات ،وفي هذه الحالة« ولبيان هذا المنظور فهو يضيف قائال :

Paul n’a ( ) بول لم يقرأ كل كتب بالتون ( فمثال القول؛الطبيعية تمتلك وسائل لهذاpas lu tous les livres de Platon (فهو إجبار المخاطب على الوصول إلى ؛

( فإن القول بأن ؛ وفي المقابل، ) "ليس كفؤا Paul بول " ( نتيجة سلبية وهي أن Paul a lu beaucoup de livres de Platon ( )بول قد قرأ كثيرا من كتب بالتون

وهذا بصرف النظر عن العدد الحقيقي يدفع إلى الوصول إلى المعنى العكسي). ) Paul (للكتب التي قرأها بول

: ) كثيرا (، أو) Ne…pas ( : ) لم ، ليس ، لن( هذه العناصر اللسانية مثل) Beaucoup ( ه الحجاجي، و مع نفس المنظور نستطيع ر للتوج هي التي تقر

وابط« أيضا دراسة كال من " ( و التي لها دورا حجاجيا عند االقتضاء مثل: » الر D’ailleurs ( ،" ومن جهة أخرى" :) Eh bien ( ،"وإذن": ) (Mais لكن":

((.. « 220F

5. إال أن مجمل ما يمكن أن يقال حول بعض هذه الدراسات على غناها إلى حد

ئيسة لإلقناع بل ؛ما، هو أنها لم تورد الحجاج و تتحدث عنه بوصفه اآللية الر

1- Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p : 46. 2- Dominique Maingueneau, Ibidem, p : 46

ى بالسلم ) O.Ducrot ( كما تعرض ديكرو 3- للحجاج عند حديثه عن الداللة المدمجة و كان من أهم نتائج عمله ما يسم. 454ستراتيجيات الخطاب، ص: إالحجاجي : ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري،

4 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p : 47. 5 - Ibidem, p : 47.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

51

ل، باستثناء عمل بيرلمان و زميله اللذين انصب بوصفه آلية داللية في المقام األوئيسة .221F1 جهدهما على توظيف الحجاج بوصفه آلية اإلقناع الر

أصنــاف الحجاج: -1ن- لقد تم تصنيف الحجاج إلى صنفين، و ذلك على أساس األخذ بعين االعتبار

للحجاج الذي يقوم به المتلقي أو ال يقوم به كرد فعل على حجاج المرسل وهما: .والحجاج التقويمي الحجاج التوجيهي

الحجاج التوجيهي: -1-1ن- نف بقصده فقط في تكوين حججه و تنظيم يكتفي المرسل في هذا الص

فال يحاول توقع اعتراض المرسل إليه و ال استباق حججه ليدحضها و ؛خطابهوكأن المرسل في هذا العمل ال يقيم وزنا كبيرا للمرسل إليه، كما يصل إلى إقناعه،

ه مقدار إسهامه في إثراء الخطاب د إيصال حججه إليه ؛ال يهم 222F إذ يكتفي بمجر

؛ 2ليل على الدعوى بالبناء « وعليه فإن المقصود بالحجاج التوجيهي هو إقامة الد

، علما بأن التوجيه هو هنا فعل إيصال على فعل التوجيه الذي يختص به المستدل وال ،ل بأقواله من حيث إلقاؤه لهاد فقد ينشغل المست؛المستدل لحجته إلى غيره

فتجده يولي أقصى ؛ينشغل بنفس المقدار بتلقي المخاطب لها و رد فعله عليهاة، غير أن قصر اهتمامه على عنايته إلى قصوده وأفعاله المصاحبة ألقواله الخاصاتية يفضي به إلى تناسي الجانب العالقي من االستدالل، هذه القصود واألفعال الذ

هذا الجانب الذي يصله بالمخاطب و يجعل هذا األخير متمتعا بحق 223Fاالعتراض

3 « . الحجـاج التقويمي: -2-2ن- نف من الحجاج ا في هذا الص فنجد أن خطاب المرسل الحجاجي ينبني ؛ أم

"متخيل"على افتراضه لوجود خطاب حجاجي " متوقع " من طرف مرسل إليه با ي اعتراضات يتوقع أن يواجه بها خطابه أل يفترض المرسل وجوده، وذلك تحس

أمرين هما: الهدف الذي يريد تحقيقه ، حيث يراعي في خطابه الحجاجيالحجاجي و التي يضعها ،224F4 إليه و هو اإلقناع، و الحجج التي يمكن أن يعارضه بها المرسل

المقصود بالحجاج التقويمي هو إثبات « فإن ؛وعليه، في الحسبان أثناء بناء خطابهد من نفسه ذاتا ثانية ينزلها منزلة الدعوى باالستناد إلى قدرة المستدل على أن يجر

المعترض على دعواه؛ فهاهنا ال يكفي المستدل بالنظر في فعل إلقاء الحجة إلى بل ؛المخاطب، واقفا عند حدود ما يوجب عليه من ضوابط وما يقتضيه من شرائط

.454ستراتيجيات الخطاب، ص: إ- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، 1. 471، 470، ص ص: المرجع السابق- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، 2حمن، اللسان والميزان أو التكوثر العقلي ، ص: 3 .470، ص: نفسه/ عن: المرجع 227- طه عبد الر .473-ينظر: المرجع نفسه، ص: 4

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

52

ل متلق لما يلقي يتعدى ذلك إلى النظر فيبني ؛في فعل التلقي باعتباره هو نفسه أوأدلته أيضا على مقتضى ما يتعين على المستدل له أن يقوم به، مستبقا استفساراته

و مستحضرا مختلف األجوبة عليها ومستكشفا إمكانات تقبلها ،و اعتراضاته فإن المستدل يتعاطى لتقويم دليله بإقامة حوار ؛واقتناع المخاطب بها. و هكذا

حقيقي بينه وبين نفسه، مراعيا فيه كل مستلزماته التخاطبية من قيود تواصلية225F»وحدود تعاملية، حتى كأنه عين المستدل له في االعتراض على نفسه

1. : L’implicite التضميــن: م- يقوم المتكلمون بتضمين رسائلهم بمعاني ظاهرة و أخرى ضمنية، وهو ما

ته اإلنجازية و قيمته التداولية، حيث تعطي التداولية ية « يعطي للخطاب قو أهم والموجود بشكل كلي في الخطاب و ذلك في ،" L’implicite "كبيرة للتضمين

226Fمسبقة شكل افتراضات

2 "Présupposés " 227وأقوال مضمرةF

3 " Sous-entendu" « 228F4.

والظاهر من القول هو المعنى المعلن في العبارة و المحتوى الداللي الذي 229Fيمكن اإلفادة به بشكل مباشر، بينما المتضمن

من القول، هو المعنى الخفي في 5العبارة والمحتوى الداللي الذي ال يمكن الوصول إليه إال بعد قيام المرسل إليه

جوع إلى كفاءته اللغوية واالستعانة بالقواعد الخطابية فال يمكن الكشف عن « ؛ بالرنات التلفظ إال بمعرفة القواعد و القوانين التي تميز الخطاب كه، متضم وتحر

مني في أي أن هناك قوانين تدخل في طريقة استعمال و توظيف المعنى الضريحة للتلفظ بها بل يسعى من ؛الخطاب، ألن المخاطب ال يلجأ إلى األقوال الص

ح به 230F توجيه المخاطب أو المستمع إلى التفكير في الشيء غير المصر

6 «. إلى أنه ال يمكن ) Dominique Maingueneau (ويضيف دومينيك مانغونو

ياق، باإلضافة للمرسل إليه أن يكشف عن األقوال المضمرة دون االستعانة بالسفبالنسبة إلى القول المضمر، فهو « حيث يقول:،إلى قواعد وقوانين الخطاب

حمن، اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، ص: 1 ابق عبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع :./ عن228- طه عبد الر ، ص: الس

473 .ح بذلك، « - 2 ◌ه إلى التلميح، أي يقول ما يرغب فيه دون أن يصر لكي يحقق الخطاب فعاليته، يعتمد المخاطب عناصر تجعله يتوج

ة ) ... (و ما على المتلقي إال إدراك مآل أقواله دون اإلفصاح بدوره ذلك أنه ليس كل ما يتلفظ به الفرد واضحا، لكنه يلتجئ إلى عديه علماء الداللة باالفتراض المسبق " ة آليات، مثل هذا المظهر يسم أساليب يجعل بها كالمه سديما يستدعي لفك سدامته عد

Présupposés مولية، تشكل المفترضات المسبقة حسب" أوركيوني " كل " ، وهو مرتبط أشد االرتباط بقانون اإلخبار و الش ففي االفتراض ؛المعلومات والمعطيات الظاهرة الواردة تلقائيا في خضم الملفوظ الذي يقوم بتعيينها مهما كانت خصوصية إطاره

.177و تداولية الخطاب، ص: : ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ » المسبق يعتقد المخاطب ما يذهب إليه و يؤكده" إلى توظيفها حسب ظروف الخطاب، يمكن Les sous-entendus يهدف المخاطب في استعانته باألقوال المضمرة" « 3-

أن نصف القول المضمر بالتأويل، و يشكل جل المعطيات التي يمكن أن يحملها الكالم، و ما على سياق التلفظ إال أن يبرز د هذا التأويل د المفاهيم (خصوصياته، و تعد . 177: المرجع نفسه، ص: » .) تعد

4 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p : 46. مني عن محتوى موجود في الملفوظات بصفة غير مباشرة، و كونه بدون دال يميزه 5 فإن محتواه مرتبط ؛- يعبر المعنى الض

ل أنه موجود ضمنيا، و لكنه غائب عن السطح: ريح الذي يتميز بداله الخاص، وبذلك يمكن اعتبار المحتوى األو .C بالمحتوى الصK. Orecchioni, L’implicite, Éditions Armand Colin, Paris, 1986, p : 15. ينظر: ذهبية حمو /

. 178الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: ابقالمرجع - ذهبية حمو الحاج، 6 . 177، ص: الس

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

53

ريح وذلك بترك العناية للمرسل إليه يسمح كذلك بالقول و لكن دون القول الصر بعض قواعد اللعبة ياق، ومن أجل ذلك، عليه أن يسخ باستخالصه ضمنيا من الس

اة: المبادئ الحوارية أو قوانين(الحوارية .231F1 » )الخطاب المسموعليه نستنتج أن األقوال المضمرة تحتوي كل األخبار القابلة ألن تكون

"، وعلى L’intention فهي تقوم على قصدية المتكلم، " ؛محمولة بواسطة الملفوظ " Les calculs interprétatifsحدس المخاطب الذي يلجأ إلى الحسابات التأويلية"

.232F2 لفك رموزهاداوليـة و نظرياته-3-2-5 ا: ـ التـ

يمكننا أن نجمل المبادئ اللسانية ألهم النظريات التداولية في ثالثة نظريات : ج. ـ لLa théorie des actes de parole » « وهي: نظرية أفعال الكالم

233F و ج. ر. سيرل) John Langshow Austin ( ل.أوستين

3 ) John Rogers Searle ( و نظرية تداوليات الحديث ، » La pragmatique de l’énonciation «

La « ونظرية تداوليات الحوارÉmile Benveniste) ( إليميل بنفينيستpragmatique conversationnel «.

: La théorie des actes de parole نظرية أفعال الكالم: أ- وجون 234F4 (J. L. Austin) ورائدا هذه النظرية هما: جون النجشو أوستين

. ) J. R. Searle ( سيرل وجرزر235F وتهتم هذه النظرية باآلثار

التي يخلفها فعل الكالم بعد إنجازه وتنطلق من 5نيا للتواصل اإلنساني ليست هي الجملة و ال أي تعبير « االعتقاد بأن الوحدة الد

236F بعض أنماط األفعال) إنجاز( بل هي استكمال ؛آخر

6 « .

1 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p :46.

. 178- ينظر: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 2 بالواليات المتحدة ) Colorado (بالكولورادو ) Denver ( بدانفر 1932- جون روجرز سيرل، فيلسوف أمريكي، ولد سنة 3

، أصبح أستاذا لفلسفة اللغة بجامعة باركلي بكاليفورنيا 1959، وفي سنة Oxford ) (األمريكية، درس الفلسفة بجامعة أكسفورد ) Californie -Berkeley ( ،وانحصرت دراساته في مجال اللسانيات التداولية على ضوء نظرية أفعال الكالم لج. ل. أوستين ،

,Les actes de langage, essai de philosophie du langage -1والتي قام بإثرائها، ومن أهم مؤلفاته: 1969, 2- L’intentionnalité, 1985, 3- sens et expression- études de théorie des actes de

langage, 1982, La redécouverte de l’esprit, 1995. كان أوستين قد ألقى محاضرات حول الموضوع ذاته لبضع سنوات خلت في جامعة أكسفورد، كما كان قد ألقى بحوثا لها « - و 4

وعليه ، و لكنه لم يترك مخطوطة منقحة يمكن نشرها للمحاضرات التي ألقاها في هارفرد، 1940صلة بالموضوع ذاته منذ عام . 191، 190ص ص: والسياق، : جون الينز، اللغة والمعنى » فال غرابة في أن ال نجد صيغة متفق عليها لنظرية أفعال الكالم

« Bertrand Russell»- يجب االنتباه إلى الخطورة التي يمكن أن يتسبب فيها إنجاز فعل الكالم حيث يقول برتراند روسل 5رات، بحكم أن إضافة أدنى عنصر يمكنه أن يتسبب في آثار خطيرة، فكروا إذن في كل تبعات تلفظ هتلر لكلمات بأن اللغة تشبه المتفج

. 60 : ينظر: فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: » »الحرب « .60- المرجع نفسه، ص: 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

54

وتي نفسه، و إنما هو والمقصود بالفعل في هذه النظرية ليس الحدث الصذلك الفعل اللغوي الذي يترك أثرا بعد إنجازه و ذلك مثل قول القاضي في

و" رفعت الجلسة "، أو مثل نطق المصلي المحكمة: " فتحت الجلسة "الة » هللا أكبر « بتكبيرة اإلحرام و التسليم عند نهايتها، أو عند بداية الص

وجية وج بلفظة الطالق عندما يريد إنهاء عالقته الز ...إلخ. 237F1 مثل نطق الز فقد أنجز القاضي فعله اللغوي بإعالنه عن افتتاح ؛ ففي الحالة األولى

الجلسة، فاالفتتاح يأتي حال تلفظه بالخطاب، كذلك األمر عند رفعه للجلسة، إال أن فعل من هذا النوع مشروط بأكثر من شرط سياقي، ليصبح باإلمكان « إنجاز

تحققه، فمن هذه الشروط: لطة موجودة خارج - أن يكون المتلفظ صاحب سلطة كالقاضي، وهذه الس

إذ تظل الجلسة مفتوحة إذا لم تتوفر ؛اللغة، فسلطة القاضي عرفية متواضع عليها فإنه لن يفلح في إنجاز فعل ؛ فلو تلفظ بهذا الخطاب أحد غير القاضي ؛في قائلهالغوي .

- و الشرط الثاني هو: أن يكون مكان التلفظ هو المكان المناسب المتعارف 238F إذ لو تلفظ به القاضي في مكان آخر لما أنجز فعال لغويا ؛عليه، مثل المحكمة

2 « . وفي الحالة الثانية: فإن تلفظ المصلي بتكبيرة اإلحرام يعني دخوله مباشرة

الة، حيث أن صالته ال تصح و ال تقبل إال بها 239Fفي الص

، و نطقه بالتسليم يعني 3الة و خروجه منها. انتهاء الص

ا في الحالة الثالثة وج صاحب ؛ أم وجية تجعل من الز فإن العصمة الزلطة موجودة أيضا خارج اللغة ل له إنجاز ؛سلطة، وهذه الس فهي سلطة شرعية تخو

ات التي فعل الطالق، ولكن اآلثار التي يتركها هذا الفعل تختلف حسب عدد المرة األولى و الثانية وج لهذا الفعل اللغوي في المر أنجز فيها، حيث أن إنجاز الز

ة الثالثة وج أن يعيد ؛يختلف عن إنجازه له في المر إذ ال يمكن في هذه الحالة للزج هذه األخيرة من زوج غيره. وجة إلى عصمته إال بعد أن تتزو الز

وج هنا أيضا عرفية أكسبها له الشرع وجة ؛ كما أن سلطة الز إذ تظل الزجة إذا لم يكن الناطق بالطالق هو زوجها نفسه فلو تلفظ بهذا اللفظ شخص ؛متزو

وج الشرعي لها فإنه ال يستطيع أن ينجز فعال لغويا . ؛آخر غير الزالئحة طويلة بهذه « ) Austin ( ) أوستين ( وقد أعطى رائد هذا االعتقاد

والتي يفهم منها بشكل جيد هو أنها تتعلق بتعريف تجريدي، وهذه األفعال

واج و الطالق، و البيع، و الوكالة، « - 1 ى في الفقه اإلسالمي بالعقود مثل: الز و ومن األعمال التي ال تنجز إال باللغة ما يسم

ها التلفظ بالشهادتين : عبد الهادي بن ظافر » بها إذ ال يعتنق الكافر اإلسالم بدون التلفظ؛الشهادة على القضايا، كما إن من أهم. 77ستراتيجيات الخطاب، ص: إالشهري،

.75، 74، ص ص: المرجع نفسه- 2ابقالمرجع عبد الهادي بن ظافر الشهري، - ينظر: 3 . 77، ص: الس

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

55

الالئحة تشمل على أكد، ووضع سؤاال، و أعطى أمرا، ووصف و اعتذر، وهدد، و ى و تحدى، ورخص 240F » ترج

1. ل أوستين إلى شرح هذه الالئحة الطويلة من األفعال ) Austin ( ولكي يتوص

، فقد حاول أن يبحث في كيفية فعل األشياء بقول بعض الكلمات؛وكيفية إنجازهايجب إعادة تفحص األسئلة التالية، و ذلك انطالقا من وجهة نظر « : حيث يقول

أكثر شمولية: بأي معنى يكون قول شيء ما هو القيام بفعله؟ بأي معنى يمكن أن و ربما أيضا، وهي حالة أخرى: بأي معنى يمكن ( نفعل شيئا ما بقولنا لشيء ما؟

.241F2 » )أن نقوم بفعل شيء ما عن طريق قولنا لشيء ما؟ في ) Austin (وقد جاءت اإلجابة على هذه المسائل الثالث بالنسبة ألوستين

ثالثة أوجه: ل، يرى أوستين أنه ل « بالنسبة للتساؤل األو من خالل الفحص المفص

د ثالثة أفعال: : ) acte phonétique (- فعل صوتي: 1لعبارة ما يمكن أن نحد acte (- فعل تركيبي: 2 ، ) إحداث أصوات معينة على نحو مخصوص (وهو

phatique (وهو : ) إنتاج بعض األلفاظ طبقا لبعض البنى التركيبية و األداءات وتية. استخدام هذه األلفاظ داخل ( : وهو ) acte rhétique (- فعل داللي: 3، )الص

ل إلى 242F3 » )معنى معين و مع إحالة محددة تقريبا ، حيث يقوده هذا التحليل المفصي الفعل الخاص" « إذ يقول :؛ما " استنتاج الفعل الخاص " بقول شيء أنا أسم

د على الفكرة، تنفيذ لفعل ، بقول شيء ما" بما تحمله هذه الكلمة من معنى و أشدActe locutoire « « 243F « تعبيري

على حيث يشتمل هذا الفعل التعبيري، 4وتي و: الثالثة األفعال التركيبي الداللي. الص

ؤال: ق أوستين إلى اإلجابة عن الس ماذا نفعل « وفي التساؤل الثاني: يتطرعند إنجازنا لفعل تعبيري؟ و اإلجابات كثيرة جدا : و أوستين يذكر: سأل أو أجاب،

مع ،أخبر، طمأن أو حذر، أعلن عن قرار ما أو عن قصد ما، نطق بحكم ما..إلخواالقتراح و األمر، الوعد الملزم و القصد اإلشارة إلى االختالف بين النصيحة

244Fالغير واضح

فعل يتعلق باألغراض التي « فإن اإلجابة تعني وجود؛ و عليه،5تصاحب النطق في موقف اتصالي معين، بحيث يمكن أن نحقق بذلك وعدا ، أو

» .تحذيرا، أو تقديرا 245F

( L’acte illocutoire ) وهو ما يسمى بالفعل اإلنجاز،6

. 60- فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: 1

2- J. L. Austin, Sense and sensibilia, Londres, Oxford University Press, 1962, p : 107 et J. L. Austin, How to do things with words, Cambridge, Mass Harvard University Press, 1962, p: 91/ De: Roland Eluerd, La pragmatique linguistique, p: 149. 3- Roland Eluerd, Ibidem, p : 149. 4 -J. L. Austin, Sense and sensibilia et How to do things with words, pp: ( 109 ( 94 ) )/ De: Ibidem, p: 149. 5- Voir: J. L. Austin, Sense and sensibilia, et How to do things with words, pp : ( 112, 113 (98, 100 ) )/ De : Ibidem, p : 149.

.230- ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص: 6

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

56

يتعلق األمر بفعل منجز بقولنا لشيء ما في مقابل الفعل « حيث يقول أوستين:246Fالخاص بقول شيء ما

والذي يعني به الفعل التعبيري. ، » 1ا اإلجابة عن التساؤل الثالث فتتعلق بالتأثيرات التي تنجم عن إنجاز فعل ؛أم

ابة على هذا ـالم، أي كيف يمكن للفعل أن يحقق تأثيرا بعد إنجازه؟ و اإلجـالكؤال تسمح بتحديد م واقع أن ـفأنجز فعال بقوله لشيء ما يمكن في ال« ا قد سبق ـالس

ل يكون فيه الفعل اإلنجازي مدرج ) L’acte illocutoire (يؤدي إلى تأويلين: األوول " الجلسة مفتوحة" هو ـ فق؛ ) L’acte locutoire (ن الفعل التعبيري ـضمائج مثل: صمت الحضور، ـو ينتج عنه طبعا بعض النت الن عن فتح الجلسة،ـاإلع

ال للفعل ـو أخذ الكلمة من طرف أحد ما، إلخ، إال أن هذه النت ائج ليست جزءا مكمالهدف و القصد أو ا بعد، غير أنه يمكن التكلم فيـالتعبيري، و إنما تحدث فيم

ي مثل هذا الفعل: بالفعل التأثيري: ) ... (إظهار هذه اآلثار نـالغاية م (ونسمL’acte perlocutoire ( « 247F

2. ،) A. Locutoire (ويعتبر أوستين أن هذه األفعال الثالثة- التعبيري

- هي ) A. perlocutoire (، و التأثيري ) A. illocutoire ( واإلنجازي نات األساسية للفعل الكالمي الواحد إذ ال يمكن الفصل ؛) A. de parole (المكو

فالعالقة بين هذه األفعال هي عالقة جوهرية أثناء عملية التلفظ بالخطاب، ؛بينهما ( » مفهمة« حيث أن هناك

Conceptualisation ( جديدة تستنتج من هذه التساؤالت في هذا المستوى من البحث تفترض أن فعال كالميا ما هو عملية معقدة تتالف من ثالثة أفعال محدودة

248Fالتعقيد

3 « . ا « كما نجد في هذه النظرية كذلك أن الفعل اإلنجازي يتعلق بالمرسل، أم

ه إليه، وقد ال تكتمل دائرة التأثير الفعل التأثيري فإنه يتعلق بالمرسل إليه، ألنه يتوج.فيه إال عند حدود ردة فعل من المرسل إليه، مثل االستجابة لألمر 249F

4 « ا بالنسبة لسيرل ر هذه النظرة الثالثية ألفعال ) J. R. Searle (أم ، فقد طو

ل الكالم، أي الفعل (وذلك إلدماجه للفعل التصويتي و التركيبي من القسم األو Utterance ( - من تقسيمات أوستين- في فعل واحد وهو الفعل التلفظي )التعبيري

act ( اه الفعل القضوي ا الفعل الداللي فقد سم ، أي الفعل ) propositional act (، أم بالنسبة للفعل ) Austin ( أوستين ) Searle (الذي يحمل قضية، كما وافق سيرل

ا الفعل التأثيري فلم يعره اهتماما ) 250F5 ) A. illocutoire الغرضي 251F، أم

1.

1- J. L. Austin, sense and sensibilia, et How to do things with words, pp: (113 (100))/ De: Roland Eluerd, La pragmatique linguistique, p: 150. 2- J. L. Austin, sense and sensibilia, et How to do things with words, pp: ( 114 ( 101)) / De: Roland Eluerd , Ibidem, p: 150. 3 - Georges Elia Sarfati, Précis de pragmatique, p : 33.

. 75- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 4 فهناك من يترجمه إلى الفعل ؛ إلى اللغة العربيةIllocutoire- و يقصد به الفعل اإلنجازي، والفرق يكمن في ترجمة مصطلح : 5

اإلنجازي، وهناك من يترجمه إلى الفعل الغرضي أو التحقيقي.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

57

: ) J. L. Austin ( تصنيف أفعال اللغة عند أوستين -1 نة للفعل ) Austin ( لقد حاول أوستين التمييز بين األفعال الثالثة المكو

ليس لهذه المستويات الثالثة « الكالمي رغم التداخل الموجود بينها، فبالنسبة لهل الفعل الكالمي الواحد نفس الوضع بالمعنى اللغوي إذ أنه سيكون ) ... (التي تشك

و الجانب ) Locutoire (هناك روابط ذات طابع اصطالحي بين الجانب التعبيري ، و في الواقع التحليل وحده هو الذي يسمح بالتمييز ) Illocutoire (اإلنجازي

د بينهما. و في المقابل ليس هناك أي رابط اصطالحي سيكون قابال ألن يحدة بالجانب اإلنجازي والجانب التأثيري ؛) Perlocutoire ( العالقات الخاص

ا الجانب التأثيري فلن يكون ) ... (فالجانب اإلنجازي سيكون معطى اصطالحيا أمد أوستين بتأن برنامج دة من أي صفة لزوم، لهذه األسباب، يحد غير نتيجة مجرالبحث لنظرية أفعال الكالم و ذلك بتحليل القطب: تعبيري/ إنجازي، مقصيا من

.La perlocution ( « 252F2 ( أفق النظرية دراسة التأثيريةل أوستين إلى أن التلفظ بالفعل الكالمي يقود وانطالقا من هذا التمييز توص

يه بالفعل اإلنجازي نف الثاني والذي يسم ، والذي ) L’acte illocutoire (إلى الصل والمتمثل في الفعل التعبيري نف األو L’acte (يعد محور النظرية، ذلك ألن الص

locutoire ( ن من مفردات لها مراجع معروفة طبقا هو التلفظ بخطاب يتكونف أساس لتركيب مقبول، أي كما تقتضي الداللة، و بهذا الشكل يعتبر هذا الص

253Fاألصناف األخرى، فال إنجاز دون تلفظ

نف الثاني- وهو 3 ية الص ، و عليه فإن أهمإن جاز هذا ) ... (إنجاز كالمي « الفعل اإلنجازي- تأتي انطالقا من أن أي

ة فعل الكالم )... (القول، هو في ذات األمر كما اصطلح على )...( أيضا إنجاز قووهكذا فبإنجازنا لفعل كالمي، سنكون سائلين أو مجيبين عن سؤالنا، قد ذلك،

254Fنتناول في خبرنا أو تحذيرنا أو طمأنتنا لآلخر غير ما طلب منا

4 « . تحت فعل قوى الكالم اإلنجازي خمسة ) Austin ( وقد صنف أوستين

أصناف تدعى بـ: Les valeurs illocutoires de القيم اإلنجازية للتلفظ: -1-1

l’énonciation: :وهي وتتعلق بما يصدر من أحكام و كذا :Verdictifs الحكمية : -1-1-1

ور التي تصدر فيها هذه األحكام سواء كانت هذه األخيرة نهائية أو تقديرية أو بالصعلى صورة رأي وذلك مثلما يفعل القاضي في المحكمة، أو حكم المباراة في

ف بموجب ما قد أعلن « حيث ،255F5 الملعب سواء بطريقة رسمية (تكمن في التصر

. 230- ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا الطلحي، داللة السياق، ص: 1

2- G. E. Sarfati, Précis de pragmatique, p : 34. .156، 155- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص ص: 3

. 156، 155، ص ص: نفسه المرجع 4-. 156، ص: نفسه - ينظر: المرجع 5

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

58

و ذلك انطالقا من أحكام أو أدلة حول موضوع خاص بقيمة أو )أو غير رسميةة بهذا بحدث بمقدار ما يمكن لهذه األخيرة أن تكون مدركة، و األمثلة الخاص

نف تتمثل فيما ، »وصف « ، »حدد « ،»فصل « ، »قام « يلي: الصخ « ، » قدر« ، » حلل« 256Fميز« ، »حكم« ، » صنف «، »أر

1 « « . سية: -1-1-2 لطة التي تسمح :Exercitifs التمر وتتمثل في ممارسة الس

عندما يوصف حكم حول سلوك ما « « بإصدار األحكام و يمكن أن نجد ذلك مثاللوك الحكم على ما يجب أن يكون « ، » بأنه مناسب أم ال، أو حول تبرير هذا الس

نف: » بدال من الحكم على ما هو كائن « ، » أمر« ، و بعض أمثلة هذا الص « ، »رجا « ، »وعظ « ، »توسل « ، »ترافع « ، »عين « ، »طلب .257F2 » »طالب « ، »نصح و هي األفعال التي تدل على تعهد : Promissifs الـوعديات: -1-1-3

الوعدي ال « ) Austin (وتكلفه بإنجاز شيء ما حيث يقول لنا أوستين المرسل يعني سوى شيء واحد: وهو إرغام الشخص الذي يتكلم إلى اعتماد سلوك معين

تكفل « ، » نذر على نفسه « ، » وعد« ، و تظهر أمثلة ذلك بوضوح: »أقسم « ، » تبنى قضية« ، » ضمن« » أبرم عقدا « ، » اتفق مع..« ، »« « 258F3.

وتستعمل هذه األفعال عند القيام :Expositifs العرضيات: -1-1-4 بالعرض لموقف ما، و العمل على إقناع الغير به سواء بطريقة الحجاج أو النقاش

وتتمثل في شرح لوجهة نظر، تأثير التحاجج، حيث أو التبرير أو البرهنة، « ،» أكد « كثيرا من األمثلة و التي من بينها: ) Austin (يعطي أوستين

ح « ، » ألح « ، » أنكر ، » قبل « ، » أرجع« ، » رد « ، »وض، » عرف« ، » صنف« ، » وصف« ، » سلم« ، » اعترض« 259F » نادى«

4. لوكيات:-1-1-5 و تختص هذه األفعال بما يبديه : Comportatifs الس

ة تفرضها الظروف و المواقف و المظاهر و الحاالت فات خاص المرسل من تصرالتي تواجهه و التي تفرض عليه- في سياقها - القيام بسلوك معين ، و المختلفة

نف و تتمثل في: يحصي أوستين مجموعة من األفعال ضمن هذا الص، » جامل« ، » تعاطف« ، » أسف« ، » شكر« ، » اعتذر« «

ب بـ« ، » هنأ« ، » بارك« ، » نقد« ، » صفق« ◌ ، » رحة أحد« ، » شرب نخن أحد« ، » لعن« 260F » » …شرب نخبا في صح

5.

1 - John R. Searle, Sens et expression, p : 47 2 - Ibidem. P : 47. 3 - Ibidem. P : 47. 4- Voir : Ibidem, p : 47. 5- John R. Searle, Ibidem, p : 48.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

59

بانتقاد هذا التصنيف، معتبرا أن ) (J. R. Searle ولقد قام ج. ر. سيرل قد اقترحه بطريقة تجريبية خالصة، تتأسس على ) Austin ( أوستين

المناقشة أكثر من كونها مجموعة من النتائج الموضوعة، حيث يرى أن تصنيف عف 261Fأوستين يحتاج إلى إعادة نظر، فهو يحمل الكثير من الض

1. عف الموجود في ) Searle ( ويحاول سيرل ح أوجه هذا الض أن يوض

262F، انطالقا من تفريقه بين الحدث اإلنجازي ) Austin ( تصنيف أوستين

2 (L’acte illocutoire) والفعل اإلنجازي ) Le verbe illocutoire ( :ل ما « ، حيث يقول أو

.A (يمكن مالحظته بخصوص هذه القوائم هو أنها ال تصنف أحداثا إنجازية Illocutoires ( و إنما تصنف أفعاال إنجازية ، ) V. illocutoires ( يظهر أن ،

قد افترض أن كل تصنيف لمختلف األفعال اإلنجازية ينشأ من ) Austin (أوستين غير مترادفين يجب أن ) Verbes (تصنيف أنواع األحداث اإلنجازية، فأي فعلين

263F » يظهرا أحداثا إنجازية منفصلة

3. ليست كلها ) Verbes ( كذلك بأن األفعال ) Searle ( كما يرى سيرل

264Fأفعاال إنجازية

بعض األفعال مثال تظهر الطريقة التي ينجز بها « : حيث يقول، 4، إذ يمكن إعالن أمر »أعلن « مثل: ) A. Illocutoire ( الحدث اإلنجازي

عيد مع »أعلن « ما، وعدا ما أو تقريرا ما، و لكن ، »أمر« ليس في نفس الص و )...( ال تشير إلى نوع الحدث اإلنجازي » أعلن« ، فـ » أعاد« ، » وعد«

لكن الطريقة التي يتحقق بها حدث إنجازي معين، فعندما نعلن، فنحن ال نقتصر د، نأمر، ) فال يقتصر األمر على اإلعالن (فقط على اإلعالن : فنحن نؤك

265F » إلخ...

5 266F ولقد أعطى سيرل تصنيفا جديدا

عف التي الحظها في 6 يعالج فيه أوجه الضكوك التي أرفعها « تصنيف أوستين حيث يقول: أعتقد في هذه األثناء بأن الش

ة ووضوح عندما أقدم تصنيفا مختلفا، ما بخصوص تصنيف أوستين ستحظى بقوواستنتاجاته الطبيعية، و اتجاه المطابقة أقترح فعله هو أخذ الهدف اإلنجازي

ا الخطوط األخرى دق المعبر عنها كقاعدة في بناء التصنيف، أم و شروط الص

1 - Voir : Ibidem, p : 47.

" بدال من لفظة " فعل" التي استخدمناها من قبل و ذلك ألننا استخدمنا Acte- لقد قمنا باستخدام لفظة "حدث" مقابل لفظة " 2 L’acte ( عند تفريقه بين الحدث اإلنجازي ) Searle ( " التي أوردها سيرل Verbeلفظة " فعل " مقابل لفظة "

illocutoire ( و الفعل اإلنجازي ،) Le verbe illocutoire ( .و الذي يصر على التفريق بينهما للتأسيس لتصنيفه الجديد ،3 - J. R. Searle, Sens et expression, p : 48.

ومجمل القول، فإن تصنيف أوستين يثير ستة مشكالت ذات مالمح مشتركة، حسب نسق متزايد « :) Searle (- يقول سيرل 4ية: هناك غموض دائم بين األفعال ليست أفعاال Verbes) (، حيث أن كل األفعال Actes ) ( واألحداث Verbes ) (األهم

، فهذه الفئات تتطابق بشكل كبير، كما أن هناك تباين كبير ضمن الفئات نفسها، فكثير من ) Verbes illocutoires (إنجازية المحصاة داخل فئة معينة، ال تستجيب للتعريف المعطى لهذه الفئة، وأخيرا ما هو أخطر من ذلك هو عدم ) Verbes (األفعال

. Ibidem, p : 51: » وجود مبدأ متماسك للتصنيف.5- J. R. Searle, Ibidem, p :48.

لها معيار االختالفات ) Searle (- وقد ارتكزت إعادة التصنيف عند سيرل 6 على عدد من المعايير بلغت اثني عشر معيارا كان أو. في الهدف من الفعل اللغوي

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

60

لطة و عالقات الخطاب..إلخ ستجد المكانة التي هي لها في هذا كدور الس267F » التصنيف

1. : ) J. R. Searle (تصنيف القيم اإلنجازية عند سيرل - 2

م ما أعتبره « يقول سيرل حول هذا التصنيف: في هذا الجزء، سوف أقدح في الطريق ما هي المالمح بمثابة الفئات القاعدية لألفعال اإلنجازية، كما سأوض

268F » والتصنيف الخاص بأوستين التي يشترك فيها تصنيفي

وهذه الفئات هي ،2 كالتالي : و تستعمل هذه األفعال عند التأكيد أو :Assertifs التأكيدية: -2-1-1

الهدف أو الغرض من « التحقيق أو اإلثبات لشيء ما من طرف المتكلم حيث أن نات القسم التأكيدي هو وضع مسؤولية المتكلم- بدرجات مختلفة- على مجموع مكو

ة الموجودة، ة القضية المعبر عنها. ويمكن أن نحكم الظروف الخاص وعلى صحنات القسم التأكيدي حسب البعد ) Assertif ( على كل مكو

واب 269Fالتحديدي الذي يحتمل معيار الخطأ و الص

3 « . إذ ؛ كما تتحدد األفعال التأكيدية بمدى توافقها مع ما هو موجود في الواقع

.270F4 » ) أكد، أثبت (تختص األفعال التأكيدية بتطابق الملفوظ مع الواقع مثل « إن الهدف من هذه األفعال يتمثل في :Directifs التوجيهية: -2-1-2

دعوة المستمع إلى فعل شيء ما ينتج عنه تغيير في سلوكه حيث يتطلب ذلك مختلفة تتيح الوصول إلى تحقيق هذا الهدف إذ أن هذه أدائية استعمال طرق

271F » )أمر، نصح..إلخ ( تهدف إلى تغيير وضعية المستمع، مثل: « األفعال

5. بواسطة هذه األفعال يقوم المتكلم :Promissifs الوعـديـة: -2-1-3

بااللتزام بأفعال معينة، إال أن القيام بها مشروط بوجود معيار اإلخالص، حيث .272F6 » ) وعد، أقسم (تهدف هذه الفئة إلى جعل الواقع يتطابق مع الكلمات مثل:

ال تهدف ال إلى مطابقة « هذه األفعال :Expressifs التعبيرية: -2-1-4 (، و ال إلى تغيير الواقع تبعا للكلمات ) وهي الحالة األولى (الكلمات مع الواقع في التعبير « ، حيث يتمثل الهدف اإلنجازي لهذه الفئة273F7 » )وهي الحالة الثانية

دق في مقابل ظروف محددة داخل عن حالة نفسية محددة ضمن توفر شرط الص274F » المحتوى الخطابي

8.

1- J. R. Searle, Sens et expression, p : 55. 2 - Ibidem, p : 51. 3 - Ibidem, p : 52. 4 - Georges Elia Sarfati, Précis de pragmatique, p : 36. 5 - Georges Elia Sarfati, Ibidem, p: 36. 6 - Ibidem, p: 36. 7 - Ibidem, p: 36. 4- J. R. Searle, Sens et expression, p :54. 5- Voir : Georges Elia Sarfati, Précis de pragmatique, p : 36.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

61

هذه الفئة من التصنيف تؤسس للواقع في :Déclaratifs اإلخبارية: -2-1-5 الوقت ذاته الذي تصفه فيه، فهدفها هو جعل الواقع يطابق الخطاب وجعل الخطاب

يطابق الواقع في الوقت نفسه، وهي بذلك تجمع بين األفعال التأكيدية و األفعال 275Fالوعـدية

1. أنـواع األفعال اإلنجازية: -3 ة اإلنجازية إلى قسمين تنقسم األفعال اللغوية من حيث داللتها على القوهما:

األفعال اللغوية المباشرة. -‌أ األفعال اللغوية الغير مباشرة. ب-

: Les actes du langage directsأ - األفعال اللغوية المباشرة: ة تفرضها يقوم المرسل أثناء إنجازه لفعل الكالم، باتباع استراتيجيات خاص

الظروف المحيطة بإنتاج الكالم و سياقه، حيث يقتضي إنجاز اإلستراتيجية المباشرة من المرسل استعمال األفعال اللغوية المباشرة.

الفعل اإلنجازي المباشر هو فعل منجز بواسطة التلفظ بعبارة ما، و « و التي تحتوي على

. تشير إلى هذا الفعل) Indication expresse (األقل على إشارة واضحة 276F

2 « ومعنى هذا الكالم أن المرسل- بتبنيه لإلستراتيجية المباشرة- يجعل المرسل

له للخطاب، فـ عندما يتلفظ « إليه يفهم قصده من خالل المعنى المباشر الذي يحم، و بتعبير آخر، » يقصد ما يقول« المرسل بعبارة ما، بالتعبير الحرفي لها، فهو

فإن المعنى الذي يستخدمه داخل الجملة يتطابق تماما مع المعنى الذي يقصد 277Fإعطاءه لها

ة اإلنجازية » 3 ، وهو بهذا يحقق أثرا إنجازيا مباشرا يتمثل في القو278Fالتي تظهرها هذه األفعال

من خالل الجانب األدائي للملفوظات حيث يتعلق األمر 4فهذه ؛ ) أمر، وعد، إلخ..( مثل: ) Verbes performatifs (األمر باألفعال األدائية

الملفوظات تحمل إشارة واضحة عن الفعل الذي يتم إنجازه عن طريق التلفظ بها 279F

5. : Les actes du langage indirectsب- األفعال اللغوية الغير مباشرة:

1- Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, p : 54. 3- J. R. Searle, Sens et expression, p : 07.

ي سيرل 4- ( عن طريق استعمال اإلستراتيجية المباشرة: بالتعبير الحرفي ) L’énonciation ( التلفظ ) Searle ( و يسمL’énonciation littérale ( أو التعبير الحقيقي ) L’énonciation sérieuse (: Voir Ibidem, p : 07

5- François Recanati, La transparence et l’énonciation, Paris, Seuil, 1979, pp : 104, 105/ Voir : Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, p : 55.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

62

يستخدم المرسل أحيانا، في تواصله مع اآلخرين إستراتيجية تلميحية الفعل اإلنجازي الغير مباشر « تقتضي استعمال األفعال اللغوية الغير مباشرة، و

هو فعل منجز عن طريق التلفظ بعبارة ما تشير إلى فعل مختلف عن ذلك المنجز هل يمكنك أن تغلق « فعال، فإذا قلت على سبيل المثال للشخص الذي أتخاطب معه:

لي تشير بوضوح بأن التلفظ بها هو »النافذة؟ ن من أداء أو ، فإن عبارتي التي تتكوال تعمل عموما » هل يمكنك أن تغلق النافذة؟ « فصيغة: ؛عبارة عن تساؤل

كتساؤل، و لكنها تعمل كأمر، فبنطقي لهذه العبارة: أنا أأمر بدال من أن 280F » أتساءل

1. ؤال يعود إلى تحقيق فعل إنجازي « ويضيف قائال : إن وضع مثل هذا الس

ن " غير مباشر، ألن هذا الملفوظ يظهر تلفظه كسؤال في حين أن هذا األخير يكو281Fفي الحقيقة" أمرا

2 « . عندما يتلفظ المرسل بجملة تكون فيها « وبهذا يصبح التعبير غير حرفيا

ة اإلنجازية أو المحتوى الداللي غير ممثلين من طرف العناصر اللسانية القو282F » المخصصة اصطالحيا للداللة عليها

3 . La pragmatique de نظرية تداوليات الحديث أو لسانيات التلفظ: ب-

l’énonciation / La linguistique de l’énonciation : 283Fورائدها هو اللغوي الفرنسي إيميل بنفنيست

4 ) Émile Benveniste (، عند إيميل ) أو التلفظ (ويتجسد جوهر هذه النظرية فيما يعنيه مصطلح الحديث

هو) L’énonciation (، حيث يقول بأن التلفظ ) É . Benveniste ( بنفنيست284F » اإلنجاز للغة من خالل فعل فردي في االستعمال « ذلك

5. اللغة كموسوعة من « وقد جاء تعريف بنفنيست للتلفظ كنتيجة لتمييزه بين:

285Fوكنظام لتنسيق هذه العالمات، و اللغة كنشاط معبر عنه في إنيات العالمات،

6 ة) Instances de discours ( الخطاب 286F » و المحددة عن طريق إشارات خاص

7

1 - Ibidem : p : 55. 2- Ibidem : pp : 55, 56. 3- J. R. Searle, Sens et expression, p : 08.

Collège، و في 1927إيميل بنفنيست: عالم فرنسي في اللسانيات، درس في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا عام: « - 4de France :تشعبت دراساته اللسانية، حيث شملت أشهر المجاالت، و لكنه عرف أكثر بدراساته في التداولية و 1937 عام ،

,Problèmes de linguistique générale, T1نظرية الحديث، حيث أعتبر أحد مؤسسي هذه األخيرة، ومن مؤلفاته: T2.عمر بلخير، تحليل » ، وهو عبارة عن مختلف المقاالت التي نشرها منذ سنوات ثم جمعها فأعاد طبعها في كتاب من جزأين :

.32، ص: 2002 الجزائر: ،01 ط: الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية، منشورات االختالف،5 - Émile Benveniste, Problèmes de linguistique générale, T2, Éditions Gallimard, Paris : 1974, p : 80.

مان و المكان « - 6 : ذهبية » )اإلطار الذي يتم فيه الحديث (إنية تمثل أنا، أنت، اآلن و هنا، فجمعها في المخاطب، المخاطب، الز. 87حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص:

7- Émile Benveniste, Problèmes de linguistique générale, T1, Éditions Gallimard, Paris : 1966, p : 257.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

63

) Indicateurs ( و هذه األدلة ) Indices ( ، حيث يتمثل دور هذه اإلشارات ل و التي يمكن تسميتها: ل في إعطاء آلية التحو . اللغة إلى خطاب287F1 تحو 288F

2 « لت الدراسة من االهتمام باللغة و حسب- كما كان من هذا المنطلق، تحو

و أتباعه- إلى االهتمام بكيفية تجسيد هذه اللغة ) Saussure (األمر عند سوسير ل كنشاط كالمي يتحقق من خالله الفعل التواصلي، األمر الذي جعل الكالم يتحو

◌ذي بني عليه تحليل من ذلك العنصر الذي ظل مهمال لمدة طويلة، إلى األساس الا أدى إلى ظهور 289Fالكالم لسانيات الخطاب، مم

في مقابل لسانيات اللغة. يقول 3 لقد انتقلنا من اللسانيات التي ال تفحص « :) Roland Eluerd (روالند إيليوار

تحليالتها سوى الل◌◌غة، إلى اللسانيات التي تأخذ مكانها في قلب التلفظ نفسه، .لفحص هذا الوضع الفعلي للغة 290F

4 « ر الجديد للظاهرة اللغوية قد غير وبإقرار وجود لسانيات للكالم يكون التصوالنظرة تجاه التواصل البشري، و أعيد النظر في التخاطب، فلم يعد الكالم عنصرا ثانويا في العملية التواصلية، وبالتالي لم يعد وسيلة و لكن أصبح غاية تشكل أساس

291F تحليل الخطاب

5. ية التي حظي ) Benveniste (وبالتالي نجد أن بنفنيست د على هذه األهم يؤك

قبل التلفظ، اللغة ليست سوى « بها الكالم في تحليالته التي قام باقتراحها بقوله:.إمكانية من اللغة 292F

6 « إال أن االهتمام بعنصر الكالم ال يعني إهمال عنصر اللغة و الخروج عن

فالفرد الذي يتكلم و يستمع ال يستعمل نظاما غامضا وغير « نظام قواعدها، ، ولكن نظاما واضحا ينسبه إلى ذاته، ذلك النظام الذي ) غير نظام لغته (شخصي

استطاعت تجربته أن تنشئه في فكره، بذلك يصبح من الوهمي جعل اللغة و الكالم من وجهة نظر واحدة، فتحتفظ بتسمية اللسانيات دون مزج بين اللسانيات التي

293F » تعالج اللغة و اللسانيات التي تعالج الكالم

7.

ل سيطلق عليه بنفنيست اسم التلفظ « - 1 ، هذه التسمية هي 1970 في مقاله الذي صدر سنة: ) L’énonciation ( هذا التحو

كلي في التلفظ « التي سيحتفظ بها بعد ذلك، حيث أعاد أخذ كل هذه النقاط تحت عنوان: : »الجهاز الش » L’appareil formel de l’énonciation « " : "ال في مجلة" اللغة "، في العدد: Langage، و الذي نشر أو

ة قصيرة في الجزء الثاني من كتابه: 17 والذي صدر ،Problèmes de linguistique générale، ثم قرأ بعد ذلك بمد. Roland Eluerd, La pragmatique linguistique,p :33: » 1974سنة:

2 - Émile Benveniste, Problèmes de linguistique générale, T1, p : 254. لت اللغة – التي تجري بين قطبي التواصل بفضل االنسجام- إلى نشاط كالمي، - 3 و عندما أصبح الكالم عنصرا أساسيا، تحو

" لتدخل ضمن لسانيات الكالم، هذه اللسانيات التي لم Théories d’énonciationفعالية لفظية، تظهر نظريات التلفظ: " ها لغويا محضا، و في هذا المقام يمكن الحديث عن علم اللغة الخاص، ه البحث اللساني توج توضع محل الدراسة و التحليل لتوج

: ينظر: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، بينما علو اللغة الكالم لم يطرق بابه إال من طرف" إيميل بنفنيست". 84ص:

4- Roland Eluerd, La pragmatique linguistique, p : 34. . 83- ينظر: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 5

6 - Émile Benveniste, Problèmes de linguistique générale, T2, p : 81. . 83- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 7

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

64

رورة إلى االهتمام بالمتكلم و كما أن االهتمام بالكالم ودراسته يؤدي بالضدوره في إنتاج العبارات التي تتجسد من خاللها اللغة، و عليه فقد حظي المتكلم

بمكانة مركزية في هذه الدراسة نظرا لكونه يشكل المصدر الذي يستمد منه التلفظ د « وبالتالي فإن وظيفته و قيمته التداولية، عالقة المتكلم باللغة هي التي تحد294F » الخصائص اللسانية للتلفظ

1. د بنفنيست على اعتبار اللغة نشاطا كالميا، إال أنه ) É. Benveniste (ويؤك

ين و هما: يجب التمييز بين أمرين مهمالفعل ذاته الذي ينتج عنه الكالم، « الذي يمثل: L’énonciation - التلفظ:

كنتيجة لذلك الفعل، فال يعدو التلفظ أو الحديث أن يمثل :L’énoncéو الملفوظ: يه المتكلم في اللحظة التي يتحدث فيها، أي تلك الممارسة النشاط الكالمي الذي يؤدالتي ينسبها لذاته متفاعال مع اآلخر. كما يتحدد اللفظ بتحديد العناصر المنتمية إلى

. 295F2 » اللغة و تتغير داللتها من كالم آلخر مثل: أنا، أنت، هنا، اآلن... L’énoncé) ( يمكن مقابلة الملفوظ « ولتوضيح العالقة بين التلفظ و الملفوظ

La ( مع السبب) Le résultat ( مثلما تقابل النتيجة ) L’énonciation (مع التلفظ cause ( ويمكن أيضا استخالص الملفوظ من الظروف المحيطة بإنتاجه

من أجل إفراده بالتحليل من وجهة ) Situation du discours ( )حالة الخطاب (296F » نظر لسانية خالصة

3. أن يجعل لسانيات التلفظ ال ) ( Oswald Ducrot ويحاول أزوالد ديكرو

عندما نتحدث عن « تعدو أن تخرج عن العناصر التي تنتمي إلى اللغة إذ يقول، فإننا نتناول هذا المصطلح بمعناه الضيق، فال ) التلفظ ( لسانيات الحديث

نأخذ المظهر الفيزيائي لبث واستقبال الكالم الذي يندرج ضمن علم النفس اللغوي الت التي تطرأ على المعنى العام للكالم بسبب عاته، و ال التحو أو أحد تفر

ع داللتها من الوضعية، و إنما المقصود هو العناصر التي تنتمي إلى اللغة وتتنوكالم آلخر مثل أنا، أنت، هنا، اآلن؛ إن الشيء الذي تحتفظ به الدراسة اللسانية هو

297F.البصمة التي تتركها عملية الحديث في الكالم

4 « ا عن التلفظ بمعناه الواسع فيمكن أن نفهمه على أنه تبادل لساني من ؛ أم

فة حال ن التلفظ بهذه الص ة، يكو خالل متكلمين محددين، وفي إطار ظروف خاصل المظهر اللساني و المتمثل ) La situation du discours ( الخطاب و التي تفع

.L’énoncé ( « 298F5في الملفوظ

1 - Émile Benveniste, Problèmes de linguistique générale, T2, p : 80.

. 77- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 23 - R. Galisson et D. Coste, Dictionnaire de didactique des langues, p : 184.

4 -Ducrot et Todorov, Dictionnaire Encyclopédique des sciences du langage, Éditions du Seuil, Paris : 1972, p :405. :87/ عن : ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص .

5 - R. Galisson et D. Coste, Dictionnaire de didactique des langues, p : 184.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

65

هذا المفهوم الواسع للتلفظ في جهاز ) É . Benveniste (وقد لخص بنفنيست وري للحديث" : L’appareil formel de"أطلق عليه اسم: "الجهاز الص

l’énonciation " نات التي تحيط بكل من المتكلم والذي يتشكل من المكومان والمكان ياق، فعودة المتكلم إلى هذا الجهاز والسامع مثل الز والس

299Fيعني أن يعلن عن نفسه كما يعلن عن شخص آخر يتحدث إليه

1. فحدوث عملية التلفظ تقتضي قيام عالقات بين كل من الملفوظ و مختلف

300Fعناصر اإلطار التلفظي

و المتمثلة في: ،2 ) المتكلم و المخـاطب (المشاركين في الخطاب - ) الظروف المحيطة بالعملية التخاطبية (سياق العملية التخاطبية -

- الظروف العامة إلنتاج و تلقي الملفوظ: طبيعة القناة، المحتوى Contraintes de "والتاريخي، قيود وعوائق العالم التخاطبي ثقافي السوسيو-

l’univers du discours "301F

3. إن هدف لسانيات التلفظ هو البحث عن كل ما يتعلق باستعمال اللغة

والظروف المحيطة بهذا االستعمال، ولكن ينبغي االنتباه إلى أن هناك إشكالية تتحدد بالبحث عن شيء آخر عدا كون اللغة « تلفظية ينبغي اإلشارة إليها والتي

، شيء آخر يتعلق باستعمالها، بتوظيف Morphologiqueصيغة نحوية وصرفية ة يؤثر على اللغة بأكملها بطريقة أو بأخرى. و لكن ينبغي جهاز عام، أو آلية عام

Énoncé etأن نميز في هذه اإلشكالية بين ما هو تلفظ و بين ما هو ملفوظ: Énonciation « 302F4.

: La pragmatique conversationnel: نظرية تداوليات الحوارجـ- إن المفهوم الجوهري في هذه النظرية هو اهتمامها بشكل من أشكال

التعبير اإلنساني المتعلق بالطبيعة التبادلية للكالم، و التي تسمى " الحوار".وا بنظرية الحوار نجد كل من ميخائيل باختين M. Bakhtine ( وممن اهتم

303F، وبول غريس)1975 -1895 ( )

5 ) P. Grice (304، و فرانسيس جاكF

6 (Francis Jacque).

. 88- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 1- وإن ميزت هذه العناصر الملفوظ الشفوي / المنطوق، و كانت أكثر جالء فكذلك المكتوب منه، فلمعالجته ينبغي كشف آثاره التي 2

بوجود المتكلم في عملية الحديث أو التلفظ، بوجود المخاطب، و بالحالة التلفظية: . Locuteur - الملفوظ المسند إلى المتكلم:

. Allocutaire - الملفوظ المسند إلى المخاطب: و المخاطب كأجزاء ، حيث يمكن اعتبار المتكلمSituation d’énonciation - الملفوظ المسند إلى الحالة التلفظية:

. 90من الحالة التلفظية: ينظر: المرجع نفسه، ص: . 90، 89، ص ص: نفسه- ينظر: المرجع 3 .90- المرجع نفسه، ص: 4 ( بإنجلترا، وتوفي بباركلي ) Birmingham (، ولد ببيرمينغهام ) 1988- 1913 (- هاربارت بول غرايس، 5

Berkeley ( أين استقر بجامعة كاليفورنيا بباركلي، تخصص في مجال فلسفة 1967، عمل في عدة مناصب إلى غاية سنة اللغة، وهو من اللسانيين البارزين في مجال اللسانيات التداولية، وفي تداوليات الحوار على وجه الخصوص.

من و - فرانسيس جاك أستاذ بجامعة رامس، و يعمل في مجاالت اإلبستومولوجيا و الفلسفة التحليلية، وفي فلسفة اللغة 6 Dialogiques- Recherches logiques sur le dialogue ( 1979) ،Différence et: ،مؤلفاته

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

66

والحوار في مبدئه هو عبارة عن تبادل أو تناوب في الحديث ليعطي صورة حديث تابع لحديث أو حديث مسبب لحديث في إطار عملية تواصلية متكاملة، حيث

Des (يمكن اعتبار الحوار بأنه عالقة كالمية تشترط وجود طرفين متخاطبين Interlocuteurs ( و أ) Coénonciateurs (اللذين لديهما « ، و

305F » نية التعبير عن شيء ما و التأثير في بعضهما بشكل متبادل

1. ل في هذه العالقة وهو المتكلم : ) Le locuteur ( ويمكن اعتبار الطرف األو

: الذي يقوم برد ) Le locutaire (الفاعل للفعل، و الطرف الثاني فيها وهو المستمع الفعل، مع أنه ال يبقى المتكلم متكلما دائما و ال المستمع مستمعا على طول العالقة الحوارية، بل إن الحوار يتيح تبادال لألدوار بين المتكلم و المستمع و ذلك في زمن

مقتضى هذه المسلمة أن ال « و مكان معينين، وهو ما يسمى بالمسلمة الحوارية و306F.كالم مفيد إال بين اثنين، لكل منهما مقامان هما مقام المتكلم و مقام المستمع

2 « و فالمتكلم يعلن عن نفسه،« وتقتضي عملية المحاورة بناء عالقة تخاطبية

يصل نفسه باآلخر عن طريق عالقة تسمح بأن يعبر عن أغراضه بدوره، و هي ميزة تجعل ما يدعى باإلطار التمثيلي للتلفظ في صورتين ضروريتين: األولى

Dialogue « 307F مصدر والثانية هدف، وهذه هي بنية الحوار:

3 . كما يتحدد نوع هذه المحاورة بتحديد نوع العالقة نفسها، ذلك ألن المجتمع ال

يخلو من عالقات بين الناس، فقد تكون عالقات اجتماعية أو وظيفية أو غيرها، و عليه، فالعالقة تتصف بأسبقيتها على إنتاج الخطاب، و لذلك فهي من عناصر ا يحفز عمل بعض القوالب، خصوصا القالب االجتماعي، ياق المؤثرة، مم الس

فينعكس ذلك على تشكيل الخطاب باختيار اإلستراتيجية المالئمة التي تعبر عن .308F4 قصد المرسل وتعكس اعتباره لهذا العنصر باعتبار نوع العالقة

فما هي الحوارية إذن كمفهوم أساسي بنيت عليه نظرية تداوليات الحوار؟ تقوم العالقة الحوارية على الشراكة في إرسال و استقبال العالمات

ه إلى المستمع عالمات من أنواع ) الذي يتحدث ( فالمتكلم « ؛المختلفة يوج، عن طريق ) Non verbale (مختلفة و هي: عالمات من طبيعة غير لفظية

(:) Para verbale (، العالمات المصاحبة للتلفظ )وضعيات جسمه، و نظراته..(ة العالمات ذات الطبيعة اللفظية ، )كاألداء، طريقة النطق، السكوت... (و خاص

Verbale ( « 309F

5.

subjectivité- Anthropologie d’un point de vue rationnel ( 1982) فرانسواز أرمينكو، المقاربة :

. 90ص: التداولية، تر: سعيد علوش، مركز اإلنماء القومي،1 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p : 05.

حمن، في أصول الحوار و تجديد علم الكالم، المركز الثقافي العربي، ط: 2 عن: عبد الهادي ./97، ص: 1987، 01- طه عبد الر .87بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص:

. 92- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص: 3. 88- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 4

5 - Dominique Maingueneau, Aborder la linguistique, p : 05.

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

67

ا بالنسبة لعالقة الحوارية بالتلفظ، فإننا نجدها تتمثل في صورتين: التلفظ فأميمثل الحوار صورة التلفظ المنطوق في أدق « والتلفظ المكتوب، حيث المنطوق

داته، بينما التلفظ المكتوب فيتجلى في صورتين: تجس الكاتب يعلن عن نفسه و عن اآلخرين... بالكتابة. -

، أي ما ) متلفظون ( - الكاتب في خضم كتاباته يضع أشخاصا يتلفظون يمكن أن نطلق عليه بالتلفظ المنطوق داخل التلفظ المكتوب، كما ينتقل الحديث من

إلى اعتبار آلية إنتاج النص، إدراج ) الحوار ( والمحادثة مفهوم اإلخبار310F.المتكلم في خضم كالمه

1 « ومن البديهي أن ممارسة الكالم تقتضي تخاطبا أو تبادال للكلمات، و هذا ة اإلنجازية التي يمكن أن تنجم عن ل الحوار و يظهر القو التبادل هو الذي يفع

ة، و ( استعمال هذا الكالم فحقيقة هناك بعض الممارسات اللغوية المكتوبة خاص تقصي كل إمكانية إلجابة فورية، و لكن حقيقي ) أيضا)أو الشفهية (لكن المنطوقة

أيضا أن الحالة األكثر شيوعا في ممارسة الكالم هي أين يكون الكالم متداوال و Le dia-logue ( 311F وهو ما يسمى حينئذ بالحوار: (متبادال

2. وتشتمل النظرية الحوارية على أطراف الحوار و هما المتكلم و المخاطب

ياق، أي يتعلق بما « ياق، بل و يتعلق بما هو خارج الس و بعالقتهما داخل السا يريدان يعرفه هذا المتخاطب عن اآلخر، وما يعرفه المتخاطبان عن المقام، و عمة المدى الذي يمكن أن يبلغاه في الخطاب، قوله أو سماعه، وهما يعرفان معرفة تامفأحد المخاطبين يمكن أن يكون خطيبا أو معلما، و اآلخر يمكن أن يكون جمهورا

ور يجب أن تكون مضبوطة حتى أو مستمعا، فالعالقات تظل هي ذاتها، و الص312F » تناسب المقام بالشكل األقرب

3. كما تشتمل النظرية الحوارية أيضا على ظروف أخرى نذكر منها: التزامنية التفاعلية، الحوارية و عملية انتظام أدوار الكالم، اختيار موضوع و أسلوب التبادل

من حيث اللغة واأللفاظ المستعملة، التفاعالت اللفظية وغير اللفظية، أنواع .التفاعالت اللفظية، القواعد الحوارية...إلخ

ما ) F. Jacque ( ويمكن أن نستنتج من خالل تحاليل الحوارية عند ف. جاك قد بينه العمل من خالل أنماط الحوار اإلحالية و هي كالتالي:

- تجاوز إطار الجملة إلى تحليل تجاوزي للجملة: فكل تلفظ يدخل في 1 إطار تخاطبي البد أن يفترض أن يظهر كجواب عن سؤال حقيقي للمخاطب،

وكسؤال ضمني يطرح عليه في اآلن نفسه.

.92، 91- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب، ص ص: 1

2- Voir : Catherine Kerbrat- Orecchioni, La conversation, Éditions du Seuil, Paris : 1996, p : 04.

حمن بو علي، مطبعة المعارف الجديدة، ط: 3 - جيرار دولودال، جوويل ريطوري، التحليل السيميوطيقي للنص الشعري، تر: عبد الر . 88/ عن: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 74، ص: 1994، 01

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

68

- وجوب تجاوز إطار المتكلم إلى العالقة التخاطبية التي عليها أن ال 2 نها عن المخاطب (تعود بآثار المعنى إلى المتكلم وحده ورة التي يكو وال إلى الص

بل إلى العالقة التخاطبية نفسها، إنها مفارقة الال - توزع لألفعال اللسانية. ؛)- ارتباط اإلحالة على العالم، و اإلحالة على الفاعلين، و بتعبير ف. جاك 3

) F. Jacque (فاإلحالة المساعدة " للعالم تتضامن مع " اإلحالة- العكسية " ؛ " للشخصيات، وفي الوقت نفسه تعد العالقة التخاطبية مساعدة- أصلية لعالقة اإلحالة

313Fعلى العالم

1. عادة ما يكون الحوار وسيلة للتواصل و التفاهم و لتقريب وجهات النظر بين المتخاطبين أو للدعوة إلى االعتقاد واالقتناع بأفكار معينة، و عليه فهو ينبني على

وعلى مراعاة شكل الخطاب و ذلك من حيث داللته تحديد العالقة التخاطبية و كذا مقام الخطاب وسياقه، وعلى مراعاة اللغة و المباشرة و غير المباشرة،

و على تجنب كل تشويش يعيق تحقيق هذا الهدف، ذلك أن المعنى و هدف الحواروينتقل إلى الحوار الحوار مستويات، يبدأ بالمشافهة من اثنين كما يقول سيبويه،«

مع الذات ومع التاريخ فيما يشبه المصالحة بعد المصارحة؛ و هكذا يمكن أن يتحقق التواصل مع التاريخ اإلنساني حتى ال يصبح من دواعي التنـافر، و كثيرا ما

راع بين البشر، و ليس أدل على ذلك من شيوع الثقافة التي هو حادث في الصفحة ال يعني نسيانها، و هي جة عبارة أن قلب الص تدعو إلى عدم النسيان مرو

جيج على معنى الحوار .314F2 »عبارة تندرج في منطق الض

. 86- ينظر: فرانسواز أرمينكو، المقاربة التداولية، ص: 1- أحمد يوسف، سيميائيات التواصل و فعالية الحوار- المفاهيم و اآلليات، منشورات مختبر السيميائيات و تحليل الخطابات، 2

.166، ص: 2004، 01، ط: جامعة وهران، الجزائر

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

69

الفصل األول المفاهيم األساسية في الدراسة التداولية للمصطلح اإلعالمي العربي.

70

الـفــصـــل الثــ�انـــي

عــنــاصـر الـمحيـــط التـــ�داولــي للمصطلـح اإلعالمـي العربــي

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

80

إذا كان اهتمام التداولية بالكالم الذي يتيح الدراسة امللموسة للغة جيعلها تم مبن يتكلم، فإن التواصل يرتبط كذلك ؛إخل...و مباذا يقول؟ و مع من؟ و ملاذا؟ و كيف؟ و أين؟ ومىت؟

عملية االتصال ) Harold Lasswell ( 1خص هارولد السويل « حيث ،بنفس االهتمامات بأية وسيلة - says what ،3: يقول ماذا -who ،2: من -1: 2بأسئلته املشهورة التالية

with what : بأي تأثريو -To who، 5: ملن -In which Channel ، 4: )قناة(effect « 3هما مرتبطان ارتباطا وثيقا، وايل نستطيع القول بأنبل إن ؛بالت » واصل موجودالت

اال منجزة تؤدي أغراضا حمددة أثناء تم باللغة من حيث هي أفعفهي ؛4 » يف قلب التداولية تداولية أن تنهض بتواصل مصممجيب على ال« عليهو كل عملية اتصالية،

و األفعال اليت يتعارف حيث جيب أن نضيف إىل محل املعلومة، لعبة األدوار ،"تسوية كمحاولة" » 5. هكذا يؤسسون جمتمعات لغوية يف عامل إنساينيتفاعل من خالهلا املتخاطبون، وو

وملعرفة احمليط التداويل للعملية اإلعالمية بشكل عام و املصطلح اإلعالمي بشكل خاص جيب أن التصال معا، ألنها تشكل العناصر األساسية و ا جنيب على األسئلة نفسها اليت تطرحها التداولية

. املكونة هلذا احمليط ولبيان هذه املعادلة اليت جتمع بني طرفيها املزاوجة بني التداولية

فإن هذا يقتضي التفصيل أوال يف طبيعة االتصال اإلعالمي و ذلك من خالل ؛االتصالوواليت حناول من مستوياته املختلفة باعتبارها املصدر األول الذي تنهل منه املصطلحات اإلعالمية،

. خالهلا دراسة اللغة اإلعالمية حسب كل مستوى دراسة تداولية

صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على الطفل، دار الفكر / وهو من أبرز العلماء الذين اهتموا بتحديد وظائف االتصال 1-

.21: م، ص1999 ،01: األردن، ط -عمان مال مطابع التعاونية،للنشر و التوزيع، جمعية ع2-Lasswel . « The structure function of communication in society » in schramm &

(Chicago: university of Illinois press, 1977), p: 84. /اإلعالم في االتصال و ،صالح خليل أبو أصبع: عن . 13: ، صاصرةالمجتمعات المع

.13: ، صالمرجع نفسه 3-4- J. Chalen, Éléments de linguistique et de pragmatique pour la compréhension automatique du langage : du signe au sens, Éditions Clips, Paris, p : 32. 5- Ibidem, p: 32.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

81

فإن له تصنيفا ؛1 كان هناك نوعني لالتصال يقومان على أساس اللغة املستخدمة إذاو العملية التأثري يف آخرا ينبين على مستويات خمتلفة تتجلى إما من خالل حجم املشاركني و درجة

.و الرسالة ألنشطة املستهدفة من حيث اجلمهوراالتصالية، و إما من خالل ا هذا التصنيف يعطي تفصيال دقيقا لكيفية حدوث التواصل بني األفراد إن

و اجلماعات، و يوضح خمتلف املستويات اليت متر عربها املعلومة وذلك بتحديد املعامل األساسية اليت تظهر طبيعتها و مميزاا ضمن كل مستوى بالنظر إىل خصائص كل نوع من األنواع اليت

.تنتمي إىل هذا التصنيف :اإلعالمي مستويات االتصال -1 و حجم املشاركني فإنه يتعلق بدرجة التأثري ؛بالنسبة إىل املستوى األول من هذا التصنيف

: يف العملية االتصالية، و ينقسم إىل ستة مستويات : La communication Intra personnel:االتصال الذايت-1-1 معرفة الكيفية اليت يتواصل ا الفرد مع ذاته، وذلك من االتصال ذا النوعهتتيح لنا دراسة

بالكشف عن العالقة اليت تربط األفكار الكامنة يف ذهنه، و اللغة اليت تعبر عنها، مع اإلشارة إىل ذاته يف يف تواصله مع –غالبا -إذ ميارسها اإلنسان ؛2أن هذه اللغة عبارة عن كيان نفسي

، كما خياطب اإلنسان ذاته أحيانا عن طريق الصوت الفيزيائي، وهذا مثال 3صورا النفسيةعندما يهيئ نفسه للقاء شخص مهم أو التفكري يف أمر حيتاج إىل اتخاذ قرار ما، أو حماسبة نفسه

تصال الذايت تقتضي إن ممارسة اال .إخل... 4نتيجة حديث قد دار بينه و بني شخص عزيزفهو يتم ،استعمال نفس العالمات و الرموز اليت نستعملها أثناء اتصالنا مع باقي األفراد، و بالتايل

تقتضيها حاجة ملحة تدفع بالفرد إىل ممارستها بشكل 5 يف ذواتنا كعملية اتصالية متكاملة . متكرر

تصال التي تقوم على أساس اللغة و التي تتمثل في االتصال اللفظي و االتصال غير لقد تناولنا في الفصل السابق أنواع اال 1-

.24، 23، 22: ص ص ،الفصل األول: اللفظي، ينظر2- voir : F. De Saussure, Cours de linguistique générale, p : 99.

و صورة سمعية ،) Concept (سي مبني على أساس اتحاد كل من تصور ذهني إن العالمة اللغوية عبارة عن كيان نف - 3Image acoustique) (، » مة النفسية لهذارف، ولكن السي، الشيء الفيزيائي الصوت المادهذه األخيرة ليست الص

ممارسة اإلنسان : ، و هذا هو المقصود من قولنا .Ibidem, p : 98/ » الصوت، و التمثل الذي تهبنا إياه شهادة حواسنا .للغة في صورتها النفسية

. 14: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص: ينظر 4- .14: المرجع نفسه، ص: ينظر - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

82

: La communication Interpersonnel 1االتصال الشخصي-1-2

مباشر ، بشكل2هو النوع الذي حيدث فيه التبادل اللغوي بني طرفني اثنني أو أكثرو ل التفاعل أن نستخدم حواسنا اخلمس، و يتيح هذا االتصا «و عليه فإنه ميكن ووجها لوجه،

» 3.للمتلقي ) Feed Back (الصدى التعرف على رجع بني هؤالء األشخاص و F. De Saussure) ( دو سوسري. ونستطيع أن منثل هلذا النوع من االتصال مبخطط ف

الذي يصف لنا كيفية مرور الرسالة بني مرسل و متلق، كما يبين كذلك رجوع هذه الرسالة يف املتلقي مرسال، كما و دوار أين يصبح املرسل متلقيا،ل يف األتيح التبادياالتجاه املعاكس حيث

و ذلك بنفس نفس اللغة،أو أكثر يشتركون يف نفس املرجع و ميكن أن حتدث املبادلة بني طرفني . اليت حيدث ا اإلرسال واالستقبال الطريقة

صال الشاالت صال بويعدف الفوري اعتبارخصي أفضل أشكال االته يوفر فرصة التعرتوجيهها حتى تصبح أكثر واملباشر على مدى تأثري رسالة الباث على املتلقي مما يسمح بتعديلها و

. 4 فاعلية وأكثر إقناعاح اليت تسمو ميزه باخلصائص التالية،لقد حظي االتصال الشخصي ذه األمهية نظرا لت

و يتطلب ذلك مجهورا اخنفاض تكلفة االتصال بالقياس إىل الوسائل األخرى، -:) أ « ( : بـ . معروفا و حمددا و غري مشتت

. إمكانية استخدام اللغة املناسبة ملستوى األفراد الذين نتحدث إليهم -:) ب ( . تقدير حجم التعرض للرسالةسهولة -: ) ج (

» 5. تلقائية االتصال اليت تظهر بوضوح يف احملادثات غري الرمسية و اللقاءات العابرة - : ) د( «

: ذلك البيفردي الذي يقابل باللغة الفرنسية مصطلحو يسمى كذلك االتصال بين األشخاص أو البيشخصي أو المواجهي، أو ك - 1

Interindividuel . إضافة إلى االتصال الشخصي، يرى حسن عماد مكاوي،و ليلى حسين السيد بأن هناك نوعا آخرا لالتصال يجمع بين - 2

اد األسرة ، زمالء الدراسة أو أفر: مثل Group communication: مجموعة من األشخاص يسمى االتصال الجمعي: ينظر/ حيث تتاح للجميع فرصة المشاركة في الموقف االتصالي ،العمل، جماعات األصدقاء لقضاء وقت الفراغ أو التحادث

. 31: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة ،ص . 14: الم في المجتمعات المعاصرة، صصالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلع 3- . 15: ، صالمرجع نفسه: رينظ - 4 .31: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

83

: Public Communication: االتصال العام-1-3 ت يضم هذا النوع من االتصال عددا كبريا من األفراد، و الذين جتمعهم اهتماما

ك للوصول إىل حتقيق األهـداف مصاحل مشتركة، حيث يتم التفاعل بينهم بشكل كبري، وذلوة، ومنثل هلذا النلقى يف خمالعامصال باحملاضرات اليت تصاتوع من االتدوات ،تلف التخصو الن، داخلي تنظيم « ات إىلختضع هذه التجمعو إخل،... 1 و عروض املسرح ،و األمسيات الثقافية

و عادة ما يتم هذا النوع من االتصال يف أماكن التجمعات أو تلك اليت و إن كان غري رمسي، » 2.تقام خصيصا هلذه األغراض

: Medio Communication: االتصال الوسطي-1-4 : االتصال نظرا لوقوعه بني نوعني من باالتصال الوسطيمسي هذا النوع من االتصال يشمل االتصال « ، و4 االتصال اجلماهريي: و ثانيهما، 3االتصال الشخصي أو املواجهي: أوهلما

،و الراديو املتحرك ،و التلكس ،الوسطي على االتصال السلكي من نقطة إىل أخرى مثل اهلاتف » 5. وغريها ،و األفالم العائلية والتلفزيونية ذات الدائرة املغلقة ،و الرادار : كما يلتقي االتصال الوسطي مع االتصال الشخصي يف املميزات التالية

و يصل يف الغالب قليل -الوسطي و الشخصي -عدد املتلقني للرسالة يف كال النوعني - . متلق واحد فقط إىل

. أن يكون املتصل على معرفة باملتلقني - . بل ذات طابع خاص ؛أال تكون الرسالة خاضعة للتعميم - . 6 أن يرتبط املشاركون باتصال شخصي و جتمعهم ثقافة مشتركة -

ا بالنصال الوسطي أمصال اجلماهرييسبة لالتهما يلتقيان كذلك يف بـعض ؛و االتفإنمجهوره غري وناين، منها أنه ميكن أن يكقاط املشتركة، حيث يتميز األول ببعض خصائص الثنال

متجانس، و ميكن أن يكون املشاركون به بعيدين يف املكان عن بعضهم البعض، حيث يستقبلون

. 31: ، صابقالسالمرجع حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، :ينظر - 1 . 31: ، صنفسهالمرجع 2- . يف بهذا النوع من االتصال في الصفحة السابقةلقد سبق التعر 3- . وهو االتصال الذي ال تتم فيه المواجهة المباشرة، و سوف نصل إلى تعريفه بالتفصيل في الصفحات الموالية - 4

. 17: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات العاصرة، ص 5- . 18: نفسه، ص المرجع: ينظر - 6

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

84

و تصل األفراد يف آن واحد الرسالة تنقل بسرعة أنباإلضافة إىل ددة،نفس الرسالة يف أماكن متع -إلكترونية( وهذا االتصال مثل االتصال اجلماهريي يتم فيه استخدام معدات فنية )... (

1. يف نقل الرسالة) ميكانيكية :Mass Communication: االتصال اجلماهريي-1-5

اإلعالم املستخدمة يعترب هذا النوع أوسع أنواع االتصال من حيث حجم اجلمهور ووسائل املستويات، و االتجاهات الرسائل إىل مجهور عريض متباين إذ يتميز بقدرته على توصيل ؛فيه

بسرعة مدهشة مع و اللحظةوألفراد غري معروفني للقائم باالتصال، حيث تصلهم الرسالة يف نفس و على تنمية اتجاهات وأمناط من السلوك غري موجودة أصال، ،عام املقدرة على خلق رأي

. 2 و املعلومات و الترفيه افة إىل املقدرة على نقل املعارفباإلضبطريقة غري مباشرة حيث يكون « إذ يتم أيضا؛ ولالتصال اجلماهريي خصائص أخرى

غالبا ما يكون هذا االتصال يف اتجاه واحد؛ يف حالة وجود استجابة يف مكان حمدد، و 3 ستقبليةامل » 4. و لكن أن تظهر بعد ذلك بفترة ال تظهر مباشرة يف أثناء االتصال،

: أمهية االتصال اجلماهريي-1-5-1 ستخدمة يف االتصال اجلماهريي يعطيه أمهية بالغة، إن حجم اجلمهور ووسائل اإلعالم امل فعن طريق وسائل اإلعالم ؛املعلوماتونحه القدرة على التوصيل السريع و السهل لألفكار ميحيث

اجلماهريية يستطيع املرسل أن يتصل بأعداد كبرية من األفراد يف وقت واحد، و ينقل إليهم التغير،وبأول، خاصة و أن اتمعات املعاصرة هي جمتمعات سريعة النمو املعلومات احلديثة أوال

. 5 و يف وقتها عليه فهي تتطلب متابعة مستمرةو : أنشطة االتصال من حيث اجلمهور و الرسالة -2 فإن هذه ؛جمع يف شكل قبائلبدأ جتمعه يف شكل حشد، مث الت إذا كان اإلنسان قدميا قد

و دول تتوزع يف و أمم، ومن مث إىل بلدان األخرية قد تفرعت إىل أعراق و أجناس مث إىل شعوب و لكن ختتلف أيضا يف كثري من ه يف كثري من اخلصائص املشتركة،مناطق كثرية من العامل، تتشاب

و السياسي، وذلك حبكم ،و االقتصادي ،قايف و احلضاريو الث ،املميزات على الصعيد االجتماعي

. 18:، ص السابقالمرجع صالح خليل أبو أصبع،:ينظر - 1 . 19: ، صنفسهالمرجع : ينظر 2- . و يقصد بها المستقبلين، لعله خطأ مطبعي - 3 . 108: أميرة منصور يوسف علي، االتصال و الخدمة االجتماعية، ص - 4 .109، 108: ، ص ص المرجع نفسه: ينظر - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

85

اختالف األيديولوجيات واملعطيات التارخيية، و كذلك من حيث االختالف اجلغرايف، إىل تباين اتمعات اإلنسانية االجتماعية إىل غري ذلك مما أدى والظروف السياسية واالقتصادية و

. اختالفهاولكن بالرغم من هذا االتساع الذي عرفه اإلنسان سواء على مستوى الرقعة اجلغرافية أو و

فإنه مل ؛إخل...و االجتماعيةة إىل اخلصوصية الثقافية على املستوى احلضاري و االقتصادي، باإلضافبط العالقات بني األمم و التفاعل و حتى التحالف ورمينع من التقارب و التحاور و االحتكاك

أو بدافع االستغالل ،عارفالتأو بدافع االكتشاف و ،الشعوب إما بدافع املصاحل املشتركةواليت بنيت أساسا على - السيطرة، و أصبح وجود هذه املظاهر ضرورة تقتضيها الطبيعة البشريةو

ظهور أنشطة اتصالية جديدة ختتلف مر الذي نتج عنهاأل –مبدأ التواصل يف ظل احلياة االجتماعية . و اليت تعول كثريا على درجة التأثري و نوعية االستجابة من حيث اجلمهور و الرسالة،

: ommunication InterculturelleLa c:عرب الثقافات االتصال-2-1 عرب العامل من أهم املعايري املعتمدة ملعرفة اخلصوصية اليت يتمتع تعد دراسة الثقافات املنتشرة

و اليت تظهر مالحمها القوية عندما تتقابل مع ا كل شعب و يتميز ا عن الشعوب األخرى،ال متنع ،خصوصية ثقافية أخرى تشبهها أو ختتلف معها أو حتى تتناقض معها، ويف الوقت نفسه

و التبادل بني أفراد اتمعات املختلفة نظرا أو االختالفات من حدوث التفاعلتناقضات هذه الاالتصال عرب » « Sitaramسيترام يعرف « لوجود احتكاك مباشر أو غري مباشر بينها، و

راوحت ضآلة أو الثقافات بأنه عبارة عن التفاعل الذي يتم بني أعضاء من ثقافات خمتلفة مهما ت صال من ثقافة ما و متلقصال به (ضخامة هذه االختالفات، وهو يشمل عادة شخصا متمن )مت

Two-way ( التصال هي عملية ذات اتجاهنيومن مث فإن عملية ا ؛ثقافة أخرىprocess ( « 1.

يات أكرب تتمثل يف األنشطة املختلفة اليت تقوم حيدث على مستو 2 وإذا كان هذا التصنيف فإنها تستخدم يف ؛على حتديد نوع الرسالة املوجهة، و على معرفة طبيعة اجلمهور املستهدف

،ألنها متثل حاجة تفرضها الظروف الثقافية أنظمة تواصلية خمتلفة ينتج عنها التبادل و التأثري،

1-H.S. Sitaram; « What is intercultural communication? In Intercultural communication (Eds) samovar and porter (Bemont.ca: wads worth publishing co; 1972 pp: 21-22/

األردن، -عمان ،سات و النشرصالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، دار آرام للدرا: عن .35: ص

.وهو التصنيف الذي ينتمي إليه االتصال عبر الثقافات -2

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

86

القول ميكننااألنشطة على أساسها، وواليت أدت إىل تسمية هذه ،التنظيميةو ،دوليةالو ،السياسيةوبأن كل نظام من هذه األنظمة التواصلية له جماله اخلاص الذي خيتلف به عن بقية األنظمة األخرى

. دون أن ننكر وجود عالقات تربط بعض هذه ااالت ببعضإذ أن املتصل ؛إن االتصال عرب الثقافات يأخذ مكانه يف مستوى الثقافةف ؛حسب سيترامو

فهما ؛ يتفاعل مع املتصل به باعتبارمها عضوين يف ثقافتني خمتلفتني أكثر من انتمائهما إىل أمة .1 يتأثران مبا تعلما من الثقافة أكثر من االنتماء القومي

هل نربط ثقافة الفرد بثقافة األمة، أم أن ثقافة األمة تتعدد : ال الذي يطرح هوولكن السؤ بتعدد ثقافات أفرادها؟

،لإلجابة على هذا السؤال سوف نتحدث أوال عن اللغة وعن بعض خصائصها اعتبارها الوسيلة اليت يستخدمها كل من ذلك باعتبارها أهم و أجنع وسيلة للتواصل، وكذلك بو حيث يتم التواصل بأي - يف إطار االتصال عرب الثقافات – رسل إليهو امل رسلامل

. » 2مستوى كان من اللغة و يوفر سبل التفاهم بينهما« دخول املئات بل اآلالف من املفردات إن اللغات و على امتداد تارخيها الطويل عرفت

فهي تعرف كذلك تبني الكثري من مفرداا من طرف لغات أخرى، ؛و يف املقابل األجنبية إليها،حيث أن هناك ثالثة مصادر رئيسية يستطيع املتكلم أن ،تسمى هذه الظاهرة باالقتراض اللغويو

االصطالحات الفنية و ،اللهجات احملليةو للغات األجنبية،ا: يستمد منها حاجته، وهذه املصادر هي » 3.أو املهنية اخلاصة

هو املفردة فاملعرب، 4 كما تنقسم الكلمات املقترضة يف اللغة العربية إىل املعرب و الدخيل ؛و قواعدها الصوتية ملقاييسهاو يستعمل بشرط أن خيضع ،األجنبية اليت تدخل إىل اللغة العربية

-1 H.S. Sitaram; « What is intercultural communication? In Intercultural

communication (Eds) samovar and porter (Bemont.ca: wads worth publishing co; 1972) pp: 20-21 /صالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، : عن

.36-35: ص ص . 36: المرجع نفسه، ص -2

،12: ط اهرة،كمال بشر، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع، الق: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، تر: ينظر 3- .167: ص

. »المولد « يوجد كذلك قسم ثالث في اللغة العربية يسمى - 4

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

87

االسم فهو ؛عليهو ،» 1تعريب االسم األعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها « فـ األعجمي املتفوه به على منهاج العرب، أي الذي خضع لتغيريات جعلته على منهاجهم يف

.2 النطق )الدخيل(يطلق « إذ ؛جنبية كما هي دون تغيري فيهافهو استعمال املفردة األ ؛أما الدخيل

، » 3على اللفظة اليت مل ختضع ملقاييس العربية و بنائها و جرسها، سواء أكانت قدمية أو حديثة يعين ذلك أن الكلمة اليت مل يطرأ عليها أية تغيريات، و استعملت على حالتها عند أصحاا،

و التغيري، و إما ا لكوا عصية على التعديلمإيت مل ختضع للنظام الصويت العريب، فهي ال ؛و عليه .4 بداعي العجلة يف االستعمال، أو بادعاء احملافظة على األصل

؛فهي حتما احلامل املادي للثقافة كذلك ؛وألن اللغة هي احلامل املادي للحضارة ل األفكار أو النظم أو األشياء من بلد أجنيب إىل آخر، فال أقل من أن يوجد يف قعندما تن« فـ

البلد اآلخر ميل شديد إىل اقتراض الوسائل التعبريية اليت تدل عليها كذلك، و لقد استوردت اللغة وهذه الكلمات متثل رواسب التأثري االجنليزية اآلالف املؤلفة من هذه الكلمات ذه الطريقة،

» 5.الثقايف الضخم الذي شكل التاريخ الربيطاينالتأثري الثقافيني نتيجة االحتكاك بني دليال ملموسا على التبادل و يعترب االقتراض اللغوي شار األديان يف مناطق جغرافية سواء عن طريق احلروب أو االستعمار، أو عن طريق انت ،اللغات

، أو حتى بواسطة التحاور الذي يقوم بني أفراد من ثقافات 6 واسعة، أو عرب التبادل السياحي ؛بقائهاو 7من أهم املصادر اليت تضمن حيوية اللغات ،من جهة أخرى ،، و يعد كذلك...خمتلفة

المعرب و الدخيل في « ممدوح محمد خسارة: عن/ عرب، و مثله في اللسان و القاموس و التاج: الجوهري، الصحاح - 1

إقرار منهجية موحدة لوضع (بدمشق، عدد خاص و فيه تتمة بحوث ندوة ، مجلة مجمع اللغة العربية » المجالت المتخصصة .920: ، ص04: ، ج75: م، المجلد2000/هـ1421 )المصطلح

.920: ، صالسابق المرجع ، » المعرب و الدخيل في المجالت المتخصصة« ممدوح محمد خسارة: ينظر 2-إبراهيم أنيس، و ، 235، 233لدخيل في العربية ، و حلمي خليل، المولد و ا 26:العراقأحمد مطلوب، حركة التعريب في 3-

. 921: عن المرجع نفسه، ص/ 149: أللفاظداللة ا . 922، 921: المرجع نفسه، ص ص: ينظر 4- .167: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص - 5توازن بين البلدان نتيجة بعض األسباب البشرية أو المادية مما يؤثر على التبادل الذي يكون في غالب األحيان غير مو - 6

. الثقافي بينهما و ذلك حسب كمية التدفق السياحي فيهاطرق فهناك من يرى في ظاهرة االقتراض اللغوي دليال على القصور، أين يلجأ المتكلم إلى أسهل ال ؛على العكس من ذلكو - 7

حينما يواجه النقص و القصور في الثروة اللفظية، حيث أنه ربما يعمد إلى اقتراض الكلمات التي يحتاجها من لغات أخرى بدال .167: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص: ينظر/ من أن يبدل أي مجهود إبداعي في الحصول على ما يريده

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

88

و جعلها قادرة على استيعاب ة على تطويرهابل ميكن اعتباره كذلك من العوامل املساعد .املستجدات العلمية و التكنولوجية

1فإن إدوارد سابري ؛ولئن كانت اللغة بكل مستوياا تستعمل يف االتصال عرب الثقافات Edward Sapir) ( تهوعادات اللغة عالقة جدلية واضحة بني« أن هناك 2 يرى يف فرضي

» 4. الوقت ذاته و تصنعها الثقافة يف، 3 اتمع الثقافية يتمثل ذلك يف كون اللغة تصنع الثقافة«

حيث ،عليه فإن تعدد اللغات يتبعه تعدد و تنوع يف الثقافات داخل اتمعات البشريةو ترافقه تعددية عميقة للمؤسسات االجتماعية « 5 أن هذا التنوع ) E. Sapir (الحظ سابري

ـالو أن اللغة متثل خاصية أساسية و ىل أن الكالم وظيفة للثقافة،قاليد الثقافية، ومن هنا خلص إت » 6.تواضعيةومتغيرة و قافية، إنها نسبية بشكل أساسيواهر الثتتقامسها مع جمموعة الظ

مميز كل لغة بشرية هي متثل رمزي« على اعتبار أن ،كذلك ،7 تنبين هذه الفرضيةكما فهذا يفترض وجود خالفات بني األمم يف تصوراا عن العامل مردها إىل االختالف ؛عن العامل

» 1.املوجود بني اللغات

.05: ص :لتمهيدي اينظر تعريفه ف - 1من وضع فرضية سميت –في ظل انتباهه إلى أثر الحركة النفسية غير الواعية عند األفراد في تطور اللغة -تمكن سابير - 2

حدد بنى اللغة توصل من خاللها إلى أن أشكال الفكر ت) » وورف -فرضية سابير « و تسمى أحيانا بـ (بالنظرية النسبية الذي قدم له تحليالت جد مناسبة لألنظمة Benyamin Lee Worfوورف . األم، و قد ساعده في ذلك تلميذه بنيامين ل

.J.P (: واللغة الصرفية و النحوية لعدد كبير من اللغات األمريكية الهندية إضافة إلى كتاباته حول العالقات بين السلوك والفكرBronckart, Théorie du langage, Pierre Mardaga, Bruxelles, 2 Édition, 1977, p : 120. ( /

. 143: ص ،-ولوجيةدراسة تحليلية ابستم -، مبادئ اللسانيات البنويةهالطيب دب: عناالنفعاالت و الرغبات من خالل نظام الرموز وسيلة نقل إنساني محض لألفكار و « إذ تعتبر اللغة صانعة للثقافة باعتبارها - 3 –ومن حيث هي تمثيل لفكر الجماعة الناطقة بها و لعاداتها االجتماعية و الثقافية، وهي مصنوعة بالثقافة من حيث إنها )... (

,Edward Sapir, Le langage (نتاج االستعمال االجتماعي الطويل األمد - ) E. Sapir (على حد تعبير سابير 1970,pp : 08/620. ( /سة الوحدة، سوريا، : عن جورج مونان، علم اللغة في القرن العشرين، ترنجيب غزاوي، مؤس

.93: ص-4 ب دب144: دراسة تحليلية ابستمولوجية، ص –، مبادئ اللسانيات البنوية هالطي. : ع الهائل الموجود بين اللغات الهندية و الذي كان على إثره بداية التأسيس لفرضيتهالتنوE.Sapir ( (لقد الحظ سابير - 5

. 143: ، صنفسهالمرجع : عن/ J.P. Bronckart, Théorie du langage, p : 121: ينظر6 - J. P. Bronckart, Théorie du langage, p : 121 /143: ، صنفسه المرجع: عن. 7 - نظرية رؤية العالم (هذه الفرضية تعود إلى نظرية ولهلم همبوليت « و الحقيقة أن( االختالفات بين «التي يرى فيها أن

اختالفات في تفسير المتكلمين اللغات ال تتوقف فقط على أصوات الكالم المختلفة التي تستعملها تلك اللغات، و لكنها تشتمل على المرجع : عن/ ) 287: روبنز، موجز تاريخ علم اللغة في الغرب، ص.هـ.ر ( » » ذي يعيشون فيهفي فهمهم للعالم الو

.144: نفسه، ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

89

عن ر ناجتاما دام اختالف التصو « أنهإىل ) E.Sapir (فقد خلص سابري ؛نتيجة هلذاو ؛بالتايليف إضفاء الطابع االجتماعي، و فهذا يدعو إىل اعتبار اللغة عامال أساسيا ؛اختالف اللغة

» 2.فهي تلعب دورا هاما يف بناء و توجيه التراكم الفكري الثقايف بني األجيال

) (E.Sapirإذ يرى سابري ؛ةللغة بوضوح يف هذه النظري لتداويلميكننا مالحظة البعد او : وظيفتنيأية لغة بشرية تقوم على حتقيقها ل « أن

إىل الواقع احملسوس وظيفة تواصلية من حيث هي حتقيق صويت ضمن اتجاه ينظر : األوىل عند مارتيين ة للغ واصليةبطريقة رمزية يقابله مفهوم الوظيفة الت) A. Martinet (3 انيةالث، و

ة اخلاصة اليت يعرفها و العقلي فسيةظيمه وفق التصورات النر و تنكل لغة إىل متثيل الفك ى فيهاتسع » 4.املتكلم عن العامل الذي يعيش فيه

ختالف يف الرأي و يف وجهات بالتايل او ،إن تباين اللغات ينتج عنه تباين يف الثقافات املواجهة و التعصب مما يؤدي إىل التنازع يف أغلب األحيان إىل التشدد و واليت تصل ،النظر

. ذلك حفاظا على املصاحل العليا لكل طرفوتتجلى من خالل فإن اللغة كذلك تتميز بوظيفة أخرى ؛فباإلضافة إىل الوظيفة التواصلية

فعالقة اللغة بالثقافة هي عالقة وظيفية نفعية، أين يشكل االتصال ؛صنعها للثقافة و متثيلها للفكروأن ،عرب الثقافات تلك القناة اليت حياول من خالهلا كل طرف أن يتعرف أكثر على الطرف اآلخر

. ملتاحة و لو كان ذلك داخل األمة الواحدةيتفهم موقفه ووجهة نظره بكل الوسائل افنقول أن ثقافة الفرد ترتبط حتما بثقافة ؛ ميكننا إذن اإلجابة على السؤال الذي طرحناهو

يتها هووإذ تعترب الثقافة من أهم املقومات اليت تؤسس لبناء األمم، و تعبر عن فكرها ؛األمة

1 - ب دب144:دراسة تحليلية ابستمولوجية، ص –، مبادئ اللسانيات البنوية هالطي. -2 ب دبابق، المرجع هالطي144: ، ص الس. تحقيق الفعل االجتماعي عن طريق إنشاء : إلى اللغة مثل ) E.Sapir (ينسبها كذلك سابير باإلضافة إلى وظائف أخرى 3-

الترابط بين أفراد المجموعة الواحدة، و اإلسهام في النمو الشخصي عند الفرد بواسطة ما يسمى الخصائص الفردية للخطاب، . 144: ، صمرجع نفسهال: عن/ ) .J.P.Bronckart, Théorie du langage, p/122: أنظر (غيرها و

ما تحويه اللغة من منطق بياني و فكري خاص يعبر به أهلها عن تجارب و تصورات خاصة في حياتهم « نعني بذلك - 4بغير ما يسمون به )ؤولة الخ (يسمون نسب األم –نظرا ألنهم أمة تفرق بين الجنسين –أن العرب : و بيئتهم، من ذلك مثال

)للعم و الخال معا ( Oncle: خالفا لبعض اللغات األخرى التي تعطي اسما واحدا، ففي الفرنسية هو )العمومة (نسب األب يقول الفرنسيون بينما » يثلج القلب « :أن العرب تقول فيما يريح القلب : ، و مثال ذلك أيضا)للعمة و الخالة معا Tante (و

تبدو أي يدفئ القلب، و لتفسير ذلك نقول إن نفسية العربي: » « réchauffer le cœur:فيما يتصل بهذا المعنى المرجع : » بحرارة البيئة الصحراوية، بينما تبدو نفسية الفرنسي متأثرة ببرودة المناخ األوربي متأثرة في هذا االصطالح

. 144: ص نفسه،

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

90

بشكل ال ، فالثقافة مثلها مثل اللغة األم اليت يكتسبها الطفل1و طابعها القومي ضاريمرياثها احلو

بعد أن يقتنع بثقافة أخرى لسبب من كن أن تتغير ثقافة الفرد األمإرادي، ولكن من جهة أخرى مياخل األمة الواحدة، النظر دفتحل حملها أو تنازعها مما يؤدي إىل اختالف وجهات ؛األسباب

أين ميكن أن ينتج عنها ،هر داخل اتمعات من انقسامات يف األفكار و اآلراءظمثال ذلك ما يوتشكيل آراء و توجهات سياسية خمتلفة أو حتى متناقضة تكون هي األساس أو اجلوهر يف تشكيل

. األحزاب السياسية داخل اتمع الواحد 2-2- ويلاالتصال الد ::Internationaleommunication La c تقتضي طبيعة التواصل بني األمم و الشعوب وجود تفاعل حيدث على املستوى الرمسي وهو

يشمل تلك « بأنه ) Richard Merrit ( يعرفه ريتشارد مرييتو ،ما يعرف باالتصال الدويلمكاا عرب احلدود القومية أو أي مكان آخر خالل عامل قومي، و لكنها التفاعالت اليت تأخذ

و يشمل هذا التعريف أحداثا متنوعة مثل ،تؤثر على البيئة اليت تتم فيها التفاعالت الدولية –مدفوعات األمة التضخم اليت تؤثر على ميزان و ،اتجاهات التجارةو ،املفاوضات الدبلوماسية

االحتالل و ن ضد العدو األجنيب املزعوم،الدولة، و احلمالت الصحفية اليت تعبئ السكا » 2. العسكريحيث تقف خلفه ،يصبح االتصال الدويل اتصاال موجها و ليس عفويا ،وعليه

. اصة بكل دولة من الدولاأليديولوجيات املختلفة و املصاحل القومية اخلبد من وجود مرسل و متلق، و يف االتصال الدويل يكون فال ؛ومادام هناك اتصال

ل تعبريات داعمة لصورة بالدهم، كالمها يستعممجهوره واعني مبصاحل بالدهم، وواملتصل « و غالبا فإن ؛دثات الدبلوماسية تعكس تلك املظاهرواحملا األجنبية عرب البحارذاعات عادة فإن اإلو

الوسائل امليكانيكية و غري الشخصية تكون أكثر استخداما يف االتصال الدويل مثل استخدام

وهو تلك السمات أو مالمح الشخصية التي ترجع إلى عضوية الفرد في قومية معينة أو ذلك النمط من الخصائص - 1

الرأي العام، : صطالحات اإلعالممأحمد زكي بدوي، معجم : السلوكية الذي يميز أبناء قومية معينة عن أبناء القوميات األخرىأحمد خليفة، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار الكتاب : ات العامة، الصحافة، الراديو، التلفزيون، السينما، تقديمقالاإلعالن، الع

. 111: م ، ص1985/ هـ1405 ،01: ط لبنان، –اللبناني، بيروت 2 - Richard Merrit, “ Transmission of values across national Boundaries” in

communication in International politics (ed) Richard Merrit, ( Chicago university of / Illinois press1972) p:12 48: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص: عن .

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

91

اآلن تفتح األقمار الصناعية األبواب واسعة الستخدام التلفزيون واإلذاعة، و ،الصحفو ،الرسائل » 1.يةكوسيلة اتصال دول

تستخدم اللغة الداعمة 2نستطيع القول بأن جممل وسائل اإلعالم هي وسائل إعالم دوليةو للموقف القومي، و يكون هذا املوقف إما مساندا لقضية ما، أو معارضا هلا، أو موقفا حمايدا،

الت الثالث بأنها إما لغة تعبر عن دفء يف احلا رسلعليه ميكننا أن نصف اللغة اليت يستخدمها املويف األوىل هلجة دبلوماسية عالية، و فتكون يف احلالة ؛العالقات و حرارا أو عن برودا و مجودها

ا معتدال ووسطيا ة مكانغالثة تأخذ اللمن كل دبلوماسية، أما يف احلالة الثالثانية هلجة حادة خالية االتصال الدويل هي يستخدمها املرسل يف غة اليتايل فإن اللبالتو ؛رف كانه امليل ألي طفي تتجنب

. و مدروسة و مباشرة لغة رمسيةودة بينه و بني روق املوجسوف نستعرض الف ،دويللكي نستشف طبيعة االتصال الو

: حيث يرى بأن ،« Sitaram» االتصال عرب الثقافات و ذلك حسب سيترام .االتصال الدويل يتضمن موقفا سياسيا أكثر من كونه موقفا ثقافيا -1

اتصال بني و عادة هو عبارة عن ،وهو اتصال على مستوى قومي، و مجهوره كبري -2 األحيان يقوم ممثلوا األمم أمم أكثر من كونه اتصال بني مجاعات صغرية أو أفراد، ويف بعض

.باالتصال للتأثري على التفكري السياسي بعضهم على البعض اآلخرفإن االتصال عرب ؛و بينما حيدث االتصال الدويل بني أفراد من شعبني أو أكثر -3

.الثقافات حيدث بني أفراد من ثقافتني أو أكثرأما االتصال عرب ،الدويل عادة هو تفاعل حيدث بني أفراد من أمتني خمتلفتنيواالتصال -4

. قد حيدث بني شخصني من نفس األمةف ؛الثقافات

ـابقالمرجع صالح خليل أبو أصبع، 1- .48: ، صالسفهي تستعمل داخل الحدود القومية، و هدفها التأثير على الرأي العام فيما يخص مجمل ؛هي وسائل إعالم محلية كذلك مثلما 2-

فغالبا ما نجد وسائل ؛فمثال حينما يكون هناك اختالف في وجهات النظر أو حتى نزاعات داخل هذه الحدود ؛القضايا القوميةبين ردود الفعل الرسمية و الموقف الشعبي حيث نالحظ أنها تحاول أن تبقي على العالقات الموجودة على اإلعالم الرسمية تفرق

،الجغرافياو ،و الدين، متحججة بالروابط المشتركة التي تجمعهما داخل اإلطار القومي كاللغة ،المستوى الشعبي بين الطرفينالقول بأنها تحاول أن تستغل هذه الروابط في محاولة منها لتجنب االنتقادات أو من أجل كسب يمكنناوالمصير المشترك، و

"صدام حسين" والثانية حينما كان الرئيس العراقي السابق ق و الكويت في حرب الخليج األولىالتأييد، وهذا ما حدث بين العراوسائل اإلعالم األخرى وتختلف وسائل اإلعالم التابعة لدول العالم الثالث عنلكويتي، يذم القيادة الكويتية و يمدح الشعب ا

والشفافية مثل الصحف والمجالت ، الديمقراطيةالحرية، و بقدر من ، حيث تتمتع هذه األخيرةالموجودة في الدول المتقدمة . إلخ...واإلذاعات القنوات الفضائية المستقلةو

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

92

إذا كانت و على احلدث السياسي ألمة أخرىفهو للتأثري ؛هدف االتصال الدويل أما -5 عامل املؤثر يف فإنها ذات طبيعة سياسية و حكومية، و سيكون ال ؛هناك حواجز ملثل هذا االتصال

ر من كونه للفروق الثقافية و العرقية ه القومي للمتصل و جلمهوره أكثو االتجامثل هذا التفاعل ه .) Ethnocentrism (العصبية / املركزية

، رسلعـادة ما يكون معروفا للماالتصال الدويل يف أغلبه رمسي، و مجهوره -6 ور شخصيا، و لكنه يعرف بالتأكيد إىل من يوجه وليس ذلك يعين أن يعرف كل واحد من اجلمه

فإنه ؛) Face to face ( رسالته، و يف حاالت االتصال الدويل اليت تتضمن تفاعال مواجها ،ارجيةو مدروس وغري واضح، ومن أمثلة ذلك اإلذاعات اخلبشكل متعمد وناتصال رمسي يك

ارجية موجهة إىل مجهور حمدد للتأثري على فاإلذاعات اخل ؛اخنة بني رؤساء الدولاخلطوط السو .1 تفكريهم السياسي

السائح فقد يقوم « ؛كما أن هدف املتصل من املرسلة هو الذي حيدد طبيعة االتصال قوم كذلك يف مناسبة حبوار عادي مع دليله السياحي عن السوق و طبيعة البالد اليت يزورها، وقد ي

عن بالده و قضاياها مع نفس الدليل، ويف احلالة األوىل يكون اتصاله اتصاال عرب أخرى باحلديث » 2. التصال الدويلو يف احلالة األخرية يدخل اتصاله يف إطار ا ،الثقافاتفهذا يعين أنه ؛إذا كانت اللغة اليت يستخدمها املرسل يف االتصال الدويل رمسية و مدروسة انا عن رسالة واضحة حيث تعبر أحي ،ينتقي املصطلحات املناسبة لكل موقف صادر عنهخيتار و

املصطلحات املستخدمة تؤدي و بالتايل فإن هذه ؛ضأحيانا أخرى عن موقف غاممباشرة، وو . أغراضا حمددة ضمن كل مرسلة مما جيعلها ذات أبعاد وظيفية تداولية داخل كل خطاب

: ommunication PolitiqueLa c: االتصال السياسي -2-3 يف يث أنه يشكل العامل الرئيسه من حفهي ترتبط ب ؛ال ميكن فصل السياسة عن االتصال

لسياسية على إذ أن جناح السياسة مرهون مبدى حتكم و سيطرة الطبقة ا ؛بنائها و استمراريتها ،حيتاج إىل السياسة بالدرجة األوىل ،كذلك ،من جهة أخرى جند أن االتصالوسائل اإلعالم ، وو املتجددة من اجلهات اليت تصنع ة و تزويد باألخبار الساخنةتغذية مستمر ألنه حيتاج دوما إىل

وجود االتصال السياسي ضرورة إعالمية أصبح ،عليهو و تشكل الواجهة يف صنع احلدث، القرار . و سياسية يف نفس الوقت تفرضها الظروف الدولية املتجددة

. 48، 47: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص ص 1- .48: ص نفسه، المرجع -2

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

93

الطريقة اليت ا تقوم الظروف « بأنه ،) (Robert Meadow يعرفه روبرت ميدوو السياسية بتشكيل نوعية االتصال و كميته من جهة، ومن جهة أخرى هو الطريقة اليت ا ميكن أن

ادل عليه فإنه ميكن أن نعزو االتصال السياسي إىل أي تبو ؛تقوم ظروف االتصال بتشكيل السياسة أو أنتجتها النظم السياسية –إىل حد ما –للرموز أو الرسائل و اليت تكون قد شكلتها

» 1. الفعالةإن األنظمة السياسية الفعالة هي اليت تصنع اهلياكل االتصالية اليت حتدد نوعية املنتوج

صال ،ها سلطة إضافية تعطيها فرصة صنع اإلعالماإلعالمي، و هذا ما ميدو هذا األمر يعطي لالتى دوليا أين يصبح معنياياسي معنلطة بني « السياسات اليت ميكن أن تؤثر يف عالقات السخبلق الس

، هذه التصورات فهو تبادل للرموز اهلامة اليت تشكل تصورات السياسة ؛الدول ذات السيادةو غري الرمسيني يف الدول ذات و تنشئ بني األعضاء الرمسيني ،بدورها حتكم اإلدراك الدويل . » 2بينها وتقوم بتوزيع السلطة ،السيادة األحداث ذات العالقة

اسي هل هناك فرق بني االتصال السي: ولكن السؤال الذي ميكننا أن نطرحه هو . االتصال السياسي الدويل؟و

حيث تتجلى وظيفته على ،يعمل االتصال السياسي على الصعيدين الداخلي و اخلارجي و احلمالت االنتخابية ،و التصرحيات الرمسية ،3 الصعيد الداخلي من خالل اخلطب السياسية

،املدين دف تعبئته لتبني فكرة معينة أو لرفضها، باإلضافة إىل اخلطب الربملانيةاملوجهة إىل اتمع املعارضة و ممثلوا األحزاب السيـاسية سواء املسـاندة أو ،ات الوزراءـو تصرحي

1- corp, Robert Meadow, Politics and communication, ( Norwood, N.J: Ablex

publishin 1980) pp: 3-4 /ـابق، المرجع صالح خليل أبو أصبع،: عن .49: صالس 2-M. Schneider Stacey, “The living theatre of International political communication”

in Intercultural and International communication. ( ed Fred L. Casmir) (Washington D.C.University Press of America, 1978), p: 542. / 49: ص ،المرجع نفسه :عن.

إذ ال يجدي غيره ؛ويرى عبد الجليل األزدي أن المنهج التداولي هو الذي استطاع أن يكشف مناورات الخطاب السياسي «-3و أدوات تعثر يضلل عبر استثمار آليات ووسائلألنه خطاب يناور و يساوم و ؛من المناهج في تحليله، و معرفة ما يقف وراءه

، » التواصل السياسيالتواصل و« : عبد الجليل األزدي: أنظر: » .النظري في مصطلح استراتيجيات الخطابعلى تجريدها عبد الهادي بن ظافر الشهري، : عن/ 117: م، ص2001:، فبراير36: مجلة فكر ونقد، المغرب، السنة الرابعة، العدد

.575: ص ،إستراتيجيات الخطاب

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

94

إذ ؛السياسية كذا املناظرات، و2 األيديولوجية ، وذلك من خالل ندوام ومحالم1 للسلطة .3 السياسية ات الصحفية و اإلذاعية لألحداثيعها يف هذا اإلطار، و يضاف إليها التغطيتدخل مج

أين حيدث ،فنعين به االتصال الذي حيدث على املستوى الدويل ؛أما على الصعيد اخلارجي . لوجيااأيديوو 4التفاعل بني خمتلف السياسات الدولية على اختالف أنظمتها

: هي 5أربعة أنواع من االتصال الدويل السياسي ) Davison (لقد حدد دافيسون اتصال املؤسسات اليت متارس نفوذا سياسيا خارج حدود بالدها مثل الوكالة - )1

جي التابعة لوزارات و هيئة االستعالمات املصرية، و إدارات اإلعالم اخلار ،األمريكية لإلعالم . اإلعالم يف الوطن العريب

أو على األقل ليس بشكل رئيسي – عينو الذي ال ي ،النوع الثاين هو االتصال الرمسي - )2 . ممارسة نفوذ سياسي يف اخلارج -أو واضح

االتصايل إحراز تأثري سياسي، النوع الثالث يشمل االتصاالت اخلاصة و اليت مقصدها -)3 أو مجاعات الباحثني الذين و يشمل هذا جهود املنظمات اليت دف إىل حتسني التفاهم الدويل،

. حياولون دراسة املشكالت السياسية و احلركات السياسية الدوليةداف سياسية، وهو أكثر األنواع النوع األخري هو االتصال اخلاص الذي ليس له أه - )4

إذ أنه ال خيضع للسيطرة السياسية، و مثاله حمادثات السياح أثناء إجازم يف بلد غري بلدهم ؛فعالية

: أن هناك مؤسسات عدة تستخدم في االتصال السياسي و هي تتمثل فيما يلي Fagen و يرى فاجن « -1

و غيرها من المنظمات )الوزارات (مثل األحزاب و االتحادات و النقابات و المؤسسات البيروقراطية مثل: المنظمات -1 و ما دون النخبة و القطاعات العريضة من المواطنين، و تكون نسبيا في مداها الجماهيرية التي تستطيع أن تربط معا النخبة

. على مستوى قومي و دائمة . وهي أقل دواما و أكثر تنظيما مثل اللجنة الدائمة لنصرة الجنوب اللبناني: الجماعات - 2 وا بعضهم إلى البعض اآلخر و كذلك إلى ربطهم بسالسل أخرى وهي قادرة على ربط النخبة ليتحدث: وسائل اإلعالم - 3

. مثل شبكات االتصال الشخصي، و المنظمات و غيرهااألحداث الخاصة التي تستخدم التجميع و التعبير عن المصالح مثل اإلضرابات و االعتصامات، و: قنوات خاصة - 4

. 50: ص م في المجتمعات المعاصرة،صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإلعال: » الخاصة في ظل ظروف خاصة .سيأتي تعريفهما خالل الصفحات الموالية -2 . 50: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص :ينظر -3 . راطيةسواء كانت هذه األنظمة جمهورية أم ملكية، دكتاتورية أم ديمق -4

5-W.Philip Davison: International political communication, (New York Frederick .10 - 9 : ,pp ) 1965 , Preger A. /49: صعالم في المجتمعات المعاصرة، صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإل: عن.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

95

و ال ،من االتصال عرب الثقافات كما أشرنا سابقاضو هذا النمط يدخل . مع مواطين ذلك البلد 1.ال الدويل السياسيميكن اعتباره جزءا من االتص

لكن أحيانا تتحول قضية سياسية داخلية بالنسبة إىل بلد ما إىل قضية عاملية يصبح العامل و األنظمة السياسية تم وث أن أغلب الدول مثل االنتخابات الرئاسية األمريكية، حي ،كله معين ا

باعتبارها تشكل أكرب قوة سياسية - اليات املتحدة األمريكيةقبل للومبعرفة من سيكون الرئيس امل ني ميارسها بعض املترشحوذلك ألن السياسة اخلارجية اليت –واقتصادية و عسكرية يف العامل

بينما هناك مترشحون، 2 تكون معروفة بالنسبة للعديد من القضايا احلساسة على املستوى الدويلتقتضي مصلحة هذه الدول فوز مترشح ما بدل مترشح ،آخرون هلم توجهات مغايرة، وبالتايل

.3آخرحيث ،بالتايل، لكي جنيب على سؤلنا نقول بأن الفرق بينهما يكاد يكون منعدماو

صال الدويل عرب ري االتبينما جي » األمة -الدولة « جيري االتصال السياسي أساسا يف إطار« فإن التفريق بينهما يكمن أساسا يف ؛، ومن هنا » 4 »األمم –الدول « ي بني أحدود الدول

.5 هدف االتصال و طبيعة اجلمهور املستهدفيل حيتاج نستطيع القول كذلك بأن كال من االتصال السياسي و االتصال السياسي الدوو

إىل اللغة لتمرير الرسائل و اخلطب إعالميا، حيث أن أجنح األنظمة السياسية هي اليت تتحكم بشكل متميز يف جهاز اإلعالم، و تصل إىل أهدافها بإتقاا لكيفية استعماهلا للغة، و معرفتها

6.أ.م.اح الرئيس احلايل للوباجلمهور الذي تستهدفه، و لعل أكرب دليل على ذلك هو جن - و لعهدة ثانية يف االنتخابات الرئاسية ) George Walker Bush (" جورج ولكر بوش "

ـابق صالح خليل أبو أصبع، - 1 . 49: ، صالمرجع الساألمر تماما في االنتخابات اإلسرائيلية حيث تهتم األنظمة السياسية العربية و الشارع العربي بنتائجها بحكم الصراع كما هو - 2

.العربي اإلسرائيليأ، خاصة الجاليات .م.على أصوات جالياتها الموجودة في الو –في مساندتها ألي طرف كان -و يمكن أن تعول هذه الدول 3-

أ، و التي تتمتع بحق .م.أو غيرها من الجنسيات التي تعيش بالو... اآلسيويةالكبرى مثل الجالية اليهودية و األوربية و . المواطنة بها

. 50: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص 4- .50: المرجع نفسه، ص: ينظر - 5 .الواليات المتحدة األمريكية: اختصار لـكلمة هذه الحروف هي - 6

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

96

، 1 خاصة بعد دخوله يف حرب مع العراق خالل عهدته األوىل معتمدا يف ذلك على حجج كاذبة احلرب على بالدهم خلفتها هذه البشرية اليتو لى حجم اخلسائر املاديةرغم تركيز خصومه عو، إال 3 م2001سبتمرب 11 :الـ 2 خاصة بعد أحداث ،على شعبهم بسبب املوقف الذي اتخذهو

للدفاع عن موقفه يف محلته ) .Bush ) G.W بوش. و. إلعالمية اليت وضعها جأن اخلطة ا . يقتنع حبججه و يؤمن مبشروعية احلرب االنتخابية، جعلت الشعب األمريكي

:ommunication OrganisationnelLa c:االتصال التنظيمي -2-4

بل إنه يكتسب ؛ميكننا القول بأن االتصال التنظيمي ال يتمتع خبصائص متيزه بشكل خاص وهدفه هو ، 4 بيئتها اختالفعلى اختالفها و أو بينها، و ذلك خصائص املؤسسات اليت يتم فيها

ذلك بنشر املعلومات بني أفراد اجلماعة اليت تعمل داخل هذه املؤسسة، أو حتقيق أهداف املؤسسة و .5 بني أفراد ينتمون إىل مؤسستني أو أكثر

ة على أساس درجة ويستخدم يف هذا النوع من االتصال خمتلف األمناط التواصلية املبني زميله ديث بني شخص وحيث تتجلى هذه األمناط إما من خالل ح ،6 التأثري و حجم املشاركني

بني اجلماعة مثل اجتماع للقسم يف الشركة، وهو منط تصاليف إدارة ما، أو مقابلة مع املدير، أو ا "ذي تم به تداوليات احلوارالو ادثة،نسمي هذا احلديث باحملاورة أو احملو؛ 7 االتصال املواجهي

La pragmatique conversationnel ".

ه دول المنطقة تتمثل هذه الحجج في تأكيده على امتالك العراق ألسلحة الدمار الشامل المحظورة دوليا، و التي تهدد في نظر - 1

إلى ... وإسبانيا ريطانيا، و أستراليا،، و قد شاركته هذه التهم دول أخرى دخلت معه في هذه الحرب مثل بو باقي دول العالم . أ.م.غيرها من الدول المتحالفة مع الو

تتمثل هذه األحداث في الهجومات التي تعرض لها برجا مركز التجارة العالمي بنيويورك، و مواقع أخرى مثل البنتاغون 2- أ .م.العدو األول للو: ما الهجوم من طرف ما يسمى بتنظيم القاعدة، والبيت األبيض أين أخفق فيه)وزارة الدفاع األمريكي ( .الدول المتحالفة معهاو

أ البداية الفعلية لحربها .م.يشكل هذا التاريخ منعطفا حاسما فيما يخص العالقات الدولية، حيث يعتبر هذا التاريخ بالنسبة للو - 3عزمها على مناهضة كل األنظمة التي تزعم أنها تمارس هذه الظاهرة أو تدعمها أو عبر العالم، و أسمته بظاهرة اإلرهابضد ما كل الدول التي ال تتحالف معه في حربه ضد اإلرهاب دوال ) G.W.Bush (فبعد هذه األحداث اعتبر الرئيس بوش ؛تمولها

. أ.م.عدوة للو . 50: أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، صصالح خليل أبو : ينظر - 4 .51، 50: ينظر المرجع نفسه، ص ص - 56 - فحات لقد تعر86، 85، 84، 83:ضنا لهذه األنماط االتصالية بالتفصيل خالل هذا الفصل في الص. . 51: اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، صصالح خليل أبو أصبع، االتصال و : ينظر - 7

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

97

و كذا ،1 )املنظمات ( داخل املؤسسات نيويتجلى االتصال الوسطي يف استخدام املوظف . 2 استخدامهم للفاكس و التلكس

فإنه ؛ملستعملةا نظر إىل األمناط االتصالية األخرىأما بالنسبة لالتصال اجلماهريي، و بال بأنه ينحصر يف أنشطة العالقات ميكن القول 3فباستثناء املؤسسات اإلعالمية ؛قليل االستخدام

العامة التابعة للمؤسسات بالدعاية للمؤسسة لتحسني صورا عند اجلمهور، أو يف اإلعالنات عن . 4 منتوجااخارجي، حيث و داخلي :5يتم نقل املعلومات يف االتصال التنظيمي عرب مستويني اثننيو

يتم انتقال املعلومات يف املستوى األول داخل املؤسسة، بينما يف املستوى الثاين فيتم نقل و تبادل . املعلومات بني مؤسستني أو أكثر

يف ،إن مفهوم اإلعالم الذي يغطي« :فيقول ) Daniel Bougnoux (أما دانيال بوغنو Heinz Von (يكون مثلما قال هانز فون فويرستر ،املعرفةو ،املعطيات، األخبار ،الوقت نفسه

Foerster ( » ريةحرباء تصو « (Caméléon conceptuel) خاص حتالة بوجه6.م « اليت هلا « عملية اإلعالم بأنها هي ) Robert Escarpit (ري إسكاريب يصف لنا روبو

» 1.قوة التأسيس موعات من املواضيع الثابتة، احملددة و املتوقعة

.51: ، صنفسهالمرجع :ينظر - 1 . و هي أجهزة اتصالية متطورة تعمل على نقل المعلومات بسرعة - 2هذه المؤسسات اإلعالمية هي التي تشكل محور اهتمامنا، و ذلك من خالل دراستنا لكيفية نقلها للمعلومات عبر مختلف - 3

.ط و المستويات االتصالية األنما .51: صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص: ينظر 4- ؛"مخرجات"و في المستوى الثاني " مدخالت" المعلومات في المستوى األول ) John Baird (و قد اعتبر جون بيرد « - 5فإن هناك وسائل معينة هي األكثر ) John Baird (مات، و كما يشير جون بيرد نظرا لطبيعة االتصال في المنظ« فـ

:استخداما في المؤسسات و هي تتمثل في الوسائل التالية، التي يتم بها الحصول على معلومات كمدخالت أو اتصال خارجي . االتصال الشخصي )-1 .لشخصي، و يتم فيها لقاء ممثلين للمؤسسة مع آخرين من البيئة التي توجد فيها المؤسسةالندوة وهي امتداد لالتصال ا)-2 .اللجان االستشارية -)3 .البريد )-4 .التقارير الميدانية عن سير عمل المؤسسة)-5 . الدراسات المسحية )-6 : الوسائل التي تستخدمها المؤسسات كمخرجات فإنها تتمثل بالوسائل التاليةأما فيما يتعلق ب. تحليل ما تقوله وسائل اإلعالم )-7الرسائل، -)5البرقيات و التلكس و الفاكس، )-4الهاتف، )- 3الهواتف ذات الصورة، )-2االتصال المواجهي ، -)1 .52، 51: ص، ص السابقالمرجع ،صالح خليل أبو أصبع: ». اإلشاعة )-6

6- Daniel Bougnoux, Introduction aux sciences de la communication, p : 78.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

98

الم، ى يف عملية اإلعإىل متلق هي من األمور اليت تراع مرسلإن كيفية نقل املرسالت من واآلراء بني ،األفكارو ،اراألخبوائق نشر احلق « :ورى أمحد زكي بدوي أن اإلعالم هحيث ي

عنها و عنوان اجلريدة 2و اخلاصة بأمساء املسئولني الم األوىل باجلريدة أو الةاجلماهري بوسائل اإلع » 3. إخل..أو الة ،معاجلة ونشر األنباءوختزين و مجع« :فهو ؛أما اإلعالم حسب تقرير اليونسكو

،و التعليقات املطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية ،اآلراءو ،الرسائلو ،و احلقائق ،الصوروالوصول إىل وضع يمكن من لتصرف جتاهها عن علم و معرفة واوالدولية و ،القوميةو ،البيئيةو

» 4.اتخاذ القرارات السليمةمتباين و يضاألخبار وبثها عرب وسائل اإلعالم إىل مجهور عرات وإن نشر املعلوم

حمددة وواضحة 5 االتجاهات دف استمالته أو التأثري عليه ينبين على قوانني و قواعد إعالميةهرة اتصالية إنسانية هو ظا« و تصنع خصوصيتها؛ فاإلعالم ،تؤسس لرسم مالمح اللعبة اإلعالمية

يتم توصيلها إىل املتلقني بوسائل االتصال اجلماهريية اليت باتت تعرف باسم وسائل اإلعالم ، وهو اتصال مؤسسي يستهدف مجهورا واسعا متعدد ) Mass Media (اجلماهريية

املؤسسات فرد و اجلماعات وف اليت ختدم الاالهتمامات و املصاحل، و حيقق جمموعة من الوظائ » 6. النظام االتصايل و اتمعو

: »اإلعالم« يف كتابه Fernand Terrou ) (يقول فرنان ترو ،ومن جهة أخرى يف صيغة مناسبة، )تعليق، رأي (أو األحكام )وقائع (اإلعالم هو نشر عناصر املعرفة «

1- Robert Escarpit, L’information et la communication- théorie générale- Éditions Hachette supérieur, Paris, p : 112.

.المسؤولين، لعله خطأ مطبعي: الصحيح 2-الرأي العام، اإلعالن، العالقات العامة، الصحافة، الراديو، التلفزيون، السينما، : أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات اإلعالم - 3

. 83، 82: ص صال، تقرير اللجنة الدولية لدراسة مشكالت االتص )أصوات متعددة و عالم واحد ( -رئيس لجنة اليونسكو -شون ماكبرايد - 4

، » و لغة اإلعالم لغة األدب « أحمد حمدي،: عن./ 52: ، ص1981الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الجزائر -اليونسكو .166:، ص 1992:سنة 7و 6: بحث ألقي في مؤتمر لألدباء العرب، المجلة الجزائرية لالتصال، العدد

لتشكل علما له أصوله و نظرياته ذات الطابع اإلنساني، التي يملك -العشرين خالل القرن - ترسخت قواعد اإلعالم« لقد - 5: » بعضها صالحية التعميم على المجتمع البشري كله، و لبعضها اآلخر خصوصياتها التي ترتبط ببيئاتها االجتماعية المحددة

.20: اصر، صصالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المع .19: ، صالمرجع نفسه 6-

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

99

و األصوات أو الصورة، ويف شكل عام بواسطة كل وسيلة اتصال ذلك بواسطة الكلمات أو . » 1باجلمهور

وهناك تعاريف عديدة أعطيت لإلعالم من طرف بعض الكتاب و الباحثني ميكن أن جنمل : أمهها فيما يلي

لصحيحة أو احلقائق تزويد اجلماهري بأكرب قدر ميسور من املعلومات ا - « اإلعالم هو . 2 الواضحة

هو تزويد الناس باألخبار الصحيحة و املعلومات السليمة و احلقائق الثابتة اليت تساعدهم - على تكوين رأي صائب يف واقعة من الوقائع أو مشكلة من املشكالت، حبيث يعبر هذا الرأي

. 3 » هري و اتجاهام و ميوهلمتعبريا موضوعيا عن عقلية اجلما يقوم على احلقائق واألرقام عملية تعبري موضوعي« هو ،كذلك ،اإلعالمو -

.4 » و يستهدف تنظيم التفاعل بني الناس من خالل وسائله العديدة ،اإلحصاءاتو : صطلح اإلعالم نوردها كاآليتباإلضافة إىل معاين و دالالت أخرى يعبر عنها م

أحيانا يطلق على علومات بعد مجعها و انتقائها، واإلعالم مبعىن نشر امل -أ« . اليت تعين إبراز األخبار و تفسريها "Information" 5االستعالمات

القرون الوسطى لفظ اإلعالم مبعىن الدعوة، وهو املعىن القدمي الذي أطلق عليه يف - ب Propaganda عوة و أيشاط اهلادف إىل نشر الداالن بشريا الت و كسب املؤمنني .

اإلعالم مبعىن الدبلوماسية املفتوحة أو الشعبية أو العمل السياسي اخلارجي، وهو - جـ القرن العشرين نتيجة اشتراك الشعوب يف تطور حدث يف مفهوم اإلعالم يف النصف الثاين من

» 6.تقدير السياسة اخلارجية املنظمة يف صورة جتعل هلا وزنا ضاغطا

-1 Terro Fernand, L’information,Collection « que sais-je »,P U F, p : 07. /جان جبران :عن

.13: ص م،1986، 01: دار الجيل، ط كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم،: عن/ 356: التربوية و اإلدارية و اإلعالمية، ص زيدان عبد الباقي، وسائل و أساليب االتصال في المجاالت االجتماعية و - 2

.17: صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على الطفل، ص . 17المرجع نفسه، : عن./ 75: عبد اللطيف حمزة، اإلعالم و الدعاية، ص - 3 . 18:المرجع نفسه، ص - 4 التزويد : باللغة الفرنسية و التي تعني كذلك" Renseignement: " يقابل لفظ االستعالمات باللغة العربية لفظة -5 .اإلفادة بالمعلومات و االستدالل بهاو

صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم : عن/ 04: صالح الدين جوهر، علم االتصال مفاهيمه و نظرياته و مجاالته، ص - 6 .17: على الطفل، ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

100

:عناصر المحیط التداولي للمصطلح اإلعالمي -3

اله إن معرفة احمليط التداويل الذي يتم فيه وضع املصطلح اإلعالمي، و جيري فيه استعم تستدعي أوال حتديد عناصر احلدث التواصلي بوصفه يشكل النواة اليت يقوم على أساسها االتصال اإلعالمي، مث الكشف عن عالقات التفاعل اليت حتدث بني هذه العناصر دف الوصول إىل خمتلف

ياقات املختلفة اخلاصة بكل ذلك ضمن السوالوظائف اليت ميكن للمصطلح اإلعالمي أن يؤديها الثقافية، اليت تقف بني واالجتماعية وة قد أوضح كالبار األدوار الوسيطة النفسي« و ،استعمال

إنما هناك تفاعل رة بني االتصال و التأثري، وو مباش فليست هناك عالقة بسيطة ؛املرسل و املستقبل » 1.بني املرسل و املستقبل نفسي و اجتماعي يف جمال ثقايف

: و ميكننا أن حنصر هذه العناصر يف . )املتكلم، رجل اإلعالم (واضع املصطلح اإلعالمي و مستعمله - 1

. )مشاهدا أو مستمعا أو قارئا (املتلقي العريب - 2 . )ــاب اخلط (املصطلح اإلعالمي - 3

. مقام االستعمال و سياقه - 4 . الغرض من االستعمال - 5

. التأويل لدى املتلقي - 6 .القناة أو الوسيلة - 7 : تظهر هذه العناصر بصورة أوضح يف املخطط التايلو

)الــفــھــم ( )الخطاب( ـلــح اإلعــالمـــيالــمـصطـ )الواضع، المستعمل ( المتلقي المرسل

)التــأویــل ( ــال و سیـــاقــــھ مــقــــام االســـتــعمـ )الــغرض ( القنــاة أو الوسیــلة

.52: ف، علم اإلعالم اللغوي، صعبد العزيز شر - 1

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

101

: )المتكلم، رجل اإلعالم (: واضع المصطلح اإلعالمي و مستعملھ -3-1

الل أي هناك تسميات عديدة وضعت للداللة على الشخص املسؤول عن توجيه الكالم خ ، كما يسمى أيضا املصدر ) Le Destinateur ( 1عملية اتصال، و غالبا ما يسمى املرسل

) La source (هف على أنعرصال، و يخص القائم باالتخص« : ، أو الشالش ) أو اجلماعة ( اء احملادثة، وهو احملرر أو هيئة التحرير الذي يصوغ املرسلة و يوجهها حنو امللتقط، هو املتكلم يف أثن

. » 2...يف الصحيفة أو اإلذاعة أو التلفزيون، وهو واضع الربنامج يف الوسائل اإلعالمية إخلهو الشخص أو جمموعة األشخاص أو اهليئة أو اجلهاز « ترى أمرية منصور بأن املصدر و

رين بشكل معين ليشاركوه يف أفكار أو اتجاهات أو خربات الذي يود أن يؤثر يف اآلخ .3 » معينةفإنه الشخص املنوط بتحرير حمتوى الرسائل ؛مبا أن املتكلم هو املبادر بعملية االتصالو

عن دراسة حمتوى دراسة القائم باالتصال ال تقل أمهية« وبالتايل فإن ؛اإلعالمية و توجيههاالرسالة اإلعالمية، و غالبا ما تتم دراسات القائم باالتصال يف إطار حتليل وسائل اإلعالم بوصفها

» 4. مؤسسات هلا وظيفة اجتماعية، و الظروف اليت تؤثر على اختيار حمتوى معينؤدي إىل حتديد املواصفات اليت يتميز ا ت )أو رجل اإلعالم (إن دراسة شخصية املتكلم

املرسل يف االتصال اإلعالمي بشكل خاص، و إىل معرفة الظروف اليت حتيط بأدائه لعمله، باإلضافة املقاصد و األهداف اليت يريد وإىل معرفة الوظيفة اليت يقوم ا و ذلك بالكشف عن األغراض

إىل مجهور املتلقني، األمر الذي يؤدي إىل الكشف عن اهلدف من حتقيقها من خالل ما يوجهه إقامته لالتصال، كما تسمح هذه الدراسة بالتطرق إىل األخطاء اليت يقع فيها رجل اإلعالم

. النتائج املترتبة عن ذلكوكريت « دراسة اليت قام ا ولعل أهم دراسة أجريت على القائم باالتصال هي ال حارس البوابة « اليت نتج عنها ما يسمى بنظرية، و) Kurt Lewin,1977 ( » 5ليوين

-1 فحةلقد سبق تعريفه كأول، كما يقابل لفظة 16 :ل عنصر من عناصر دارة الكالم التواصلية في هامش الصمن الفصل األو

.Le Destinateur, Le Locuteur, L’énonciateur: المرسل عدة مصطلحات باللغة الفرنسية منها .14: ص رم، مدخل إلى لغة اإلعالم،جان جبران ك 2- .38: ، االتصال و الخدمة االجتماعية، صيوسف علي أميرة منصور- 3 .175: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص - 4 .176: ، صنفسهالمرجع :ينظر: وهو عالم نفس نمساوي األصل و أمريكي الجنسية - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

102

يعين السيطرة على مكان "حراسة البوابة" مفهوم« و ،) Gatekeeper ( 1 » اإلعالميةذ القرار فيما سيمر من حبيث يصبح حلارس البوابة سلطة اتخا ،استراتيجي يف سلسلة االتصال

.2 » خالل بوابته، و كيف سيمر حتى يصل يف النهاية إىل اجلمهور املستهدفصال انطالقا من هذا املفهوم يتضح لنا الدور الذي يقوم به الشخص القائم على االتو

لة اليت تقطعها الرسالة اإلعالمية حتى تصل لكيفية انتقاهلا، فعلى طول الرحبالنسبة للرسالة نفسها و ؛3 خيرج ما فيها اتخاذ قرارات مبا يدخل و يتم )بوابات (توجد نقاط ،إىل اجلمهور املستهدف

الرسالة اإلعالمية متر مبراحل عديدة وهي تنتقل من املصدر حتى تصل إىل املتلقي، « و بالتايل فإن نة من عدة حلقات، أي وفقا الصطالح نظرية املعلومات، راحل السلسلة املكوو تشبه هذه امل

يف كل حلقة بطول السلسلة فردا ما يتمتع و )... (فاالتصال هو جمرد سلسلة متصلة احللقات ت التالية، أم سيزيد باحلق يف أن يقرر ما إذا كانت الرسالة اليت تلقاها سيمررها كما هي إىل احللقا

.4 »عليها أم حيذف منها أو يلغيها متاما ميكن مالحظة هذا التدرج يف السلطة على حراسة البوابة على مستوى أية مؤسسة و

حيث جند مثال أن املديرية الفرعية لألخبار بالتلفزيون ،إعالمية ذات اتصال مجاهريي واسع : مهيكلة يف شكل أربع دوائر كالتايل« 5 اجلزائري

. دائرة اجلريدة املصورة و احلصص اخلاصة -1 . دائرة الربامج االقتصادية و السياسية -2 . دائرة الرياضة -3

انطالقا من ممارسته " الرقيب" قصود بحارس البوابة الشخص القائم باالتصال أو رجل اإلعالم، و هناك من يسميهو الم - 1

دأب « :مثل صالح خليل أبو أصبع حيث يقول" المغربل" للرقابة التحريرية ، وهذا في معظم الدول العربية، و هناك من يسميهو نحن نرى أن Gatekeeperكترجمة حرفية لمصطلح " حارس البوابة" ى استخدام مصطلح بعض اإلعالميين العرب عل

و اإلعالم في المجتمعات االتصال ،صالح خليل أبو أصبع: » .استخدام المغربل أكثر دقة في التعبير من مصطلح حارس البوابة" الغربلة" ية تعني كذلك نظرية الرقابة اإلعالمية أو نظرية ، وعلى هذا فإن نظرية حارس البوابة اإلعالم 27: المعاصرة، ص

.كما سماها صالح خليل أبو أصبع .177: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص 2- .176: المرجع نفسه، ص: ينظر - 3 . 177: ، صنفسهالمرجع : عن./ 300 -294: 1978جيهان رشتى - 4 تضم مديرية التلفزيون أربع مديريات فرعية تتمثل في المديرية الفرعية لألخبار، و المديرية الفرعية للبرمجة، « و - 5: » تضم كل مديرية فرعية أربع دوائرية الفرعية للبرامج التربوية والثقافية، والمديرية الفرعية للبرامج الفنية، و المديرو، المجلة الجزائرية لالتصال، » دراسة حالة -نشرة الثامنة -عملية إنتاج األخبار في التلفزيون الجزائري« عيد بومعيزة، س .11: ص جامعة الجزائر، -الم و االتصال، معهد علوم اإلع1992، ربيع و خريف 07و 06: عددال

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

103

.1 » رشيفو األركيب الوكاالت الربقية و الفيلمية و الت:دائرة املصاحل التقنية -4

إضافة إىل أن املدير الذي يرأس هذه املديرية معين من قبل وزير اإلعالم .2مسؤول أمام وزارته خبصوص التحريرو

على مستوى دائرة اجلريدة املصورة و احلصص اخلاصة جند كذلك سلطات مسؤولة عن و رأس هذه الدائرة مسؤول له أقدمية يف العمل التلفزيوين عينه وزير اإلعالم،إذ ي ؛تسيري العمل

و لكنه على اتصال مستمر ،مسؤول أمام املدير الفرعي لألخبار خبصوص املسائل التحريريةوبب مبديرية اإلعالم بالوزارة الوصية كلما كان هناك شك خبصوص تفسري بعض األحداث أو بس

» 3.التحمس املفرط، و يقوم مقام كبري رؤساء التحريرفنجد أن األمر ؛خبصوص التعامل مع الرسائل اإلعالمية و كيفية تشكيل بنية األخبارو

جيد على مكتبه ورقة اليومية اإلخبارية، و كذلك حزمة من « الذي 4يتعلق بداية برئيس التحريراليت أحضرها رجل التلكسات، باإلضافة ) ,A.P.S A.F.P., Reuter (ت األنباءبرقيات وكاال

إىل برقيات أخرى أحضرها تقين األوروفيزيون، و أول خطوة يقوم ا رئيس التحرير هي تقدير ،ألنها عامل أساسي يف حتديد حجم األحداث الدولية املمكن اختيارها ،كثافة النشاطات الوطنية

بعد أن يكون و .و العكس بالعكس ،و لذا فكلما كثرت األحداث الوطنية قلت األحداث الدوليةرئيس التحرير فكرة حول هذه املسألة يشرع يف فرز الربقيات الدولية لكي خيتار األنباء اليت يراها

» 5.مهمةفقد يواجه ؛ال بالنسبة إىل رئيس التحريرلكن األمر ال يبقى على حاله و على نفس املنوو ا ما قد جيعل دوره يتحول كشخص قائم باالتصال إىل هيئة أخرى أعلى منه يف يدها أن ـموقف

رئيس التحرير حمترس دائما « فـ ؛تتخذ القرار الذي تراه مناسبا بالنسبة للرسالة اإلعالميةألنه كلما كان رئيس التحرير على ،ي أن ينظر منها إىل األحداث الدوليةخبصوص الزاوية اليت ينبغ

لذي قد يرجع إىل نائب املدير يرجع إىل رئيس الدائرة ا ،شك فيما يتعلق مبدى حساسية حدث ما

ـابقسعيد بومعيزة، المرجع - 1 . 12، 11: ، ص صالس . 11:ص: المرجع نفسه: ينظر - 2 . 12: المرجع نفسه، ص - 3إذ أن مقدم األخبار قد ؛ووظيفة كل صحفي ليست محددة بصفة نهائية ،إن تقسيم العمل داخل قاعة التحرير غير مستقر « - 4

قد يقدم األخبار، و كتاب القصص اإلخبارية قد يصبح نائبا لرئيس التحرير إذا لم يكن في الخدمة، و أحد رؤساء التحرير إلخ، و لهذا فالوظيفة القارة األساسية هي تقديم األخبار بسبب ما تتطلبه هذه الوظيفة من مواصفات محددة ...يقومون بالتحقيق

.14: ، صنفسهالمرجع : »كاللغة و الصوت و الهيئة و اإللقاء .21: ، صنفسهالمرجع - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

104

،لوصيةا اإلعالم أو األمني العام بالوزارة املدير العام، و هذا األخري قد حيول األمر إىل مديروئاسة، وواألمني العام قد يستشري وزير اإلعالم الذي قد يتقد تصل القضية صل باألمني العام للر

.1 » حتى إىل الرئيس مرورا بوزارة اخلارجيةعند قيامه بتحديد ما )القائم على االتصال (وال يتوقف األمر بالنسبة إىل رئيس التحرير بل يتعداه ؛أو ما ال جيب أن ينشر أو يبث عرب وسائل اإلعالم املختلفة ،أن ينشر أو يبثجيب

اليت ال تفلت بدورها من و ،و املصطلحات املوظفة فيها 2 حتى إىل نصوص القصص اإلخباريةجيدا نوع إننا أصبحنا ندرك «: املرور حتت جمهر الرقابة التحريرية، حيث يقول أحد الصحفيني

الربقيات اإلخبارية اليت تفلت من تشطيب قلم رئيس التحرير ابتداء باملصطلحات و األسلوب فأنا ؛و على هذا ،ئا مير من شأنه أن خيلق مشاكلال يترك شي فهو.. حتى عدد الكلمات و

.3 » فأراقب نفسي بنفسي.. شخصيا ال أعطيه الفرصة حيث أنها ،4 إذن حراسة البوابة أمرا مفروضا على كل املؤسسات اإلعالمية لقد أضحت

أصبحت ممارسة تأسيسية و نسقا قيميا مت استدخاله من طرف معظم الصحفيني لدرجة أنهم « كبت احلقائق وو يبدو أنهم ال يكترثون كثريا بقضايا طمس . أصبحوا يسلمون ا كأمر واقع

رأي اآلخر و خنق روح النقد، بقدر ما يرتعجون من رقابة أبسط أمور التحرير كاختيار الالكلمات و األسلوب و ترتيب أخبارهم و الوقت املعطى هلا، و كذا توزيع العمل داخل و خارج

» 5. قاعة التحرير

، المجلة الجزائرية » .دراسة حالة -نشرة الثامنة - عملية إنتاج األخبار في التلفزيون الجزائري« سعيد بومعيزة، - 1 .21: لالتصال، ص

و يعني هذا المصطلح إذاعة األخبار المختلفة أو نشرها بزمانها و مكانها و السياق الذي وردت فيه عبر مختلف وسائل - 2 .م، و الذي يقوم بكتابة هذه القصص اإلخبارية هم مجموعة من الصحفييناإلعال

، المجلة الجزائرية » دراسة حالة -نشرة الثامنة -عملية إنتاج األخبار في التلفزيون الجزائري « سعيد بومعيزة، - 3 .19: ص ،لالتصال

التحرير أو مدير التحرير، و في مجال نشر الكتب يقوم بهذه المهمة يقوم بهذه المهمة في الصحيفة أو المجلة رئيس " - 4 ،صاحب دار النشر أو مديرها، و كذلك هناك أشخاص في اإلذاعة المسموعة و المرئية يحددون لنا ما نشاهده، أو ما نستمع إليه

اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، االتصال و صالح خليل أبو أصبع، : » ما يجب أال نستمع إليه نشاهد، ووما يجب أال .28: ص ،، المجلة الجزائرية لالتصال » دراسة حالة -نشرة الثامنة -عملية إنتاج األخبار في التلفزيون الجزائري« سعيد بومعيزة، 5- .19: ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

105

:الشروط اليت جيب أن تتوفر يف رجل اإلعالم -3-1-1

مبا أن رجل اإلعالم هو املسؤول عن توجيه الرسائل اإلعالمية حنو مجهور املتلقني دف و ؛هلذا االتصال فإن هذا التأثري مرتبط حتما بوجود الغرض أو القصد من إقامته ؛التأثري فيهم

صول إىل حتقيق هذا الغرض أو القصد يقتضي توفر و بالتايل فإن جناح العملية االتصالية و الو . جمموعة من الشروط اليت جيب أن يتميز ا الشخص القائم على االتصال

:مهارات االتصال عند رجل اإلعالم -أ املعارف و ي من القائم عليه امتالك األدواتإن العمل اإلعالمي يقتض

قوة املهارات الالزمة لكي يتمكن من أداء دوره يف إقناع املتلقي و التأثري فيه بنفس الواحلجم و الضخامة اليت تتمتع ا وسيلة اإلعالم اليت يعمل فيها، ذلك ألن النجاح يف العمل و

مهرة، و على مدى التحكم يف تكنولوجيا اإلعالم و االتصال اإلعالمي يتوقف على توفر إعالميني مما جيعل املؤسسة اإلعالمية تدخل يف منافسة مع باقي وسائل اإلعالم ذات االنتشار اجلماهريي

. الواسعمخس مهارات أساسية جيب أن تتوافر للمصدر، اثنتان منها تتعلقان بوضع الفكرة وتوجد

مهارة :مهاو اثنتان متصلتان بفك الرموز و ، ...مهارة الكتابة، و مهارة التحدث: ومهايف رموز مهارة االستماع، أما املهارة اخلامسة فهي القدرة على التفكري ووزن األمور، ألن القدرة القراءة و

.1 على التفكري تساعد على حتديد اهلدفاليت يعين ا ) La compétence (ملهارات بالكفاءة اللغوية ميكننا تسمية هذه او

القدرة على إنتاج اجلمل و تفهمها، يف عملية تكلم اللغة « ) N.Chomsky (تشومسكي هي مبثابة ملكة ال شعورية جتسد العملية اآلنية اليت يؤديها متكلم اللغة دف صياغة مجله، و )...(

2. » لك طبقا لتنظيم القواعد الضمنية الذي يربط بني املعاين و األصوات اللغويةوذ، بقواعد لغته، اليت تتيح منية، ملتكلم اللغة املثايلاملعرفة الض « فالكفاءة اللغوية هي ؛عليهو

» 3.له التواصل بواسطتها

.45: معاصرة، صحسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته ال: ينظر 1- و التوزيع، ة للدراسات و النشرالمبادئ و األعالم ، المؤسسة الجامعي )علم اللغة الحديث (ميشال زكريا، األلسنية - 2 .45: م ، ص1983/ هـ1403 ،02: ط .261: المرجع نفسه، ص - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

106

االستعمال « فهو ؛عند تشومسكي ) La performance (داء الكالمي أما بالنسبة لأل و مهارة ، وهو يتمثل بالنسبة لرجل اإلعالم يف مهارة التحدث » 1اآلين للغة ضمن سياق معين

... القراءة ) Les Actes de Parole (تتجسد املهارات لدى رجل اإلعالم يف األفعال الكالمية

إن أية حماولة تبحث عن فهم ملعاين اجلمل جيب أن تأخذ « فـ ؛يت ينجزها أثناء إقامته لالتصالالواصل، و يف إجناز أفعال كالمية، ألن جانبا هاممن معاين اجلمل ابعني االعتبار دورها يف الت

» 2.تنجز أفعاال كالميةمتوقف على احتماالت االستعمال اليت تقدمها هذه املعاين حتى االتصال تتعدى الكفاءة اللغوية إىل الكفاءة التداوليةب فإن مهارات الشخص القائم وعليه

La compétence pragmatique ) (. : La compétence pragmatique :الكفاءة التداولية -ب

ني املتخاطبني، ومعرفة كيفية حدوثه، وشروط جناحه، القضية تعترب مسألة التواصل ب سبة للسانيات التوكيف يستطيع إيصال أفكاره داولية؛ فمعرفة من هو املتكلم؟اجلوهرية بالن

ومقاصده إىل األشخاص الذين يتواصل معهم؟؛ وكيف يستطيع وصف عامله وواقعه لآلخرين؟ وما وصول إليه؟؛ وبأي طريقة يصل إىل إقناعهم بأفكاره؟؛ وماهي وسائله يف هو اهلدف الذي يريد ال

...ذلك؟كل هذه األسئلة تطرح ملعرفة وضعية املرسل أثناء قيامه بالكالم، إال أن األهم من ذلك هو

ظ بالعبارات من عرب عملية التلف » « La significationاهتمام التداولية بكيفية انتقال الداللة املرسل إىل املستمع، حيث أن دراستها ملعاين اجلمل تؤدي إىل معرفة مقصدية املرسل وأهدافه

.التواصلية، وكيفية فهم وتأويل هذه املعاين من طرف املستمع (La signification transmise parوعليه جيب التفريق بني الداللة املنقولة عرب التلفظ

l’énoncé) اللة اللسانيةوبني الد ، ) (La signification linguistique ، اللةر الدحيث تتغياملنقولة عرب التلفظ بتغير السياقات اليت يوظف فيها هذا امللفوظ، بينما تبقى الداللة اللسانية ثابتة؛

1 - N. Chomsky,Review of B. F. Skinner Bihavior. In language 35, 26-58. Reprinted in J.

A. Fodor and J. D. Katz, The structure of language, 1959. Et : Aspects of the theory of syntax, Cambridge,Mass, The M.I.T. Press,trad. Fr. Ed. Seuil. Paris :1965. Et : The

logical structure of linguistic theory. New York & London : Plenum : 1975. /ميشال : عن .45: ، صالسابقالمرجع زكريا،

2 - Rodolphe Ghilione, L’homme Communiquant, Éditions Armande Colin, Collection 4, Paris : 1986, p : 66.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

107

)...(اللسانية ثابتة نقولة تتغير أيضا، فيما تبقى الداللة بتغيرينا للسياق، جند أن الداللة امل« فـ ولكن، من املهم أن نالحظ . ميكننا أن نتصور سياقات أخرى، وبالتايل تأويالت أخرى للجملة

.1 » بأنه مهما كانت الداللة املنقولة من طرف التلفظ بالعبارة؛ فإن داللته احلرفية تبقى ثابتةالداللة : مييز بني مصطلحي ) O.Ducrot (ديكرو . ومن جهة أخرى، جند أ

Signification » « واملعىن ،Le sens » « اللة باجلملةحيث يربط الد ،(Phrase) " داللة"وباختيار مصطلحي اعتباطي، أمسي « : ؛ إذ يقول(L’énoncé)واملعىن بامللفوظ Signification) ( املعىن« داللية مرتبطة باجلملة، و قيمة « Sens) ( الليةالقيمة الد ،

actes ( "األفعال اإلجنازية"ونقصد ا هنا (اخلاصة بامللفوظ، أي جمموع األفعال اللغوية

illocutoires (( 2 » اليت ينوي املتكلم حتقيقها عن طريق تلفظه به . امللفوظ و ) (Phraseكذلك بني اجلملة ) (O. Ducrotديكرو. كما يفرق أ

Énoncé) (مجلة"أنا أقصد مبصطلح « : ، انطالقا من تعريفه للجملة بقوله "( Phrase) كيانا لسانيا جتريديا، ونظريا خالصا، يف هذه األحوال، هي جمموع الكلمات املركبة حسب )...(

خارج عن كل وضعية خطابية، إذن، ما ينتجه املتكلم، وما القواعد النحوية، جمموع مأخوذ . 3 » خاص باجلملة ) (Énoncéيسمعه املخاطب هو ليس جبملة، ولكنه ملفوظ

وعليه يصبح امللفوظ كل عبارة ينتجها املتكلم داخل وضعية خطابية معينة، وسياق معين، .اليت يقصدها هذا املتكلم واضحة حيث تكون من خالله الداللة

وميكننا القول أنه للوصول إىل فهم ملفوظ معين، جيب أوال معرفة الداللة اللسانية للجملة، وذلك باالعتماد على معرفة داللة مكوناا احلرفية، مث ربط هذه الداللة بالسياق الذي وردت فيه،

املتكلم، واليت ميكن الوصول طابية اليت أنتج فيها، مث معرفة الداللة املقصودة من طرفوالوضعية اخل Les maximes «"بالقواعد احلوارية"إليها من خالل معرفة داللة امللفوظ، وربطها

conversationnelles « 4، وببعض املقاصد األخرى.

1 - Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, Éditions Armand Colin, Collection U, Paris : 1986, p : 68. 2 - Oswald Ducrot, Le dire et le dit, Les Éditions de Minuit, Paris : 1984, pp : 95,96. 3- Oswald Ducrot et Al, Les mots du discours, Les Éditions de Minuit, Collection « Le sens commun », Paris : 1980, p : 07. 4 - Jacob P., La syntaxe peut elle être logique ! Communication, 1984, p : 86. / voir : Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, p : 69.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

108

كل من املتكلم و املستمع، يف كل تفاعل تواصلي قائم وبالتايل يصبح من الضروري ل بينهما أن يكونا متقنني للغتهما ولداللة مفرداا احلرفية، وعاملني بالسياق الذي أنتج فيه امللفوظ

.ووضعيته اخلطابية، باإلضافة إىل إدراك املستمع ملقاصد املتكلم ولقوانني اخلطابكفي أن تقتصر معرفة املتخاطبني على قوانني اخلطاب فحسب؛ بل جيب أن يكونا كما ال ي

.Une compétence pragmatiqueمتمتعني بكفاءة تداولية « Laواحلديث عن الكفاءة التداولية، جيرنا إىل احلديث أوال عن الكفاءة اللغوية

compétence linguistique « فها تشومسكي ، واليت عرChomsky) N. ( هاعلى أن .1معرفة املتكلم الضمنية لقواعد لغته، واليت يتواصل بواسطتها مع اآلخرين

للكفاءة اللغوية انطالقا من تصوره الذي ) (Chomskyوقد جاء تعريف تشومسكي .ا ببنية اللغةيرى يف اللغة نظاما شكليا مستقال، يهتم أساس

ويف املقابل، جند تصورا آخرا خيتلف عنه اختالفا جذريا، والذي يرى يف اللغة نظاما تواصليا من الدرجة األوىل، حيث يهتم أساسا بوظيفة اللغة، واملتمثلة يف التواصل، ذلك أن

فإنه من املمكن ،يفة القلب يف ضخ الدم، ويف احلالتنيوظيفة اللغة هي التواصل، مثلما هي وظ« دراسة البنية مستقلة عن الوظيفة، ولكن يصبح فعل ذلك يف غري حمله، ومن دون أية فائدة، مبا أنه

. 2 » من البديهي وجود تفاعل بني البنية و الوظيفةضائعة، تتمثل يف عدم قدرة النظرية جند أن بني هذين التصورين توجد حلقة وعليه

، ) La compétence sémantique ( التشومسكية على فهم املعىن عن طريق الكفاءة الداللية انطالقا من كوا تم خاصة مبسألة معرفة كيف يتم الكالم، أي كيف ميكن إجناز أفعال

. 3كالمية لنظرية التداولية جنحت من حيث أخفقت اللسانيات ومن هذا املنطلق نقول أن ا

التشومسكية، حيث استطاعت نظرية أفعال الكالم أن تظهر معرفة حول االستعمال اللغوي . 4مبعرفتها للكفاءة الداللية

تشومسكي في هذه عند ) (Compétence/Performanceتعريف ثنائية الكفاءة اللغوية و األداء الكالمي : ينظر - 1

. الصفحة2 -Searle cité par Chomsky N., Réflexions sur le langage, Paris, Maspero, 1977, p : 71./ De : Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, p : 66. 3- Searle J., Chomsky et la révolution linguistique, la recherche, 1973, p : 242. / voir : Ibidem, p : 66. 4- Voir : Ibidem, p : 67.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

109

يع امللكات وبالتايل فإن املتكلم حيتاج إىل أكثر من الكفاءة اللغوية لكي يقوم باستثمار مج القوالب الكامنة يف ذهنه، واليت تشكل لديه مقدرة تواصلية متكنه من استعمال اللغة، وهذا ما و

مكونا فاعال ضمن تكوين اإلنسان السوي، « نسميه بالكفاءة التداولية؛ إذ تعترب هذه األخرية ة التداولية ليست نسقا بسيطا؛ بل هي أنساق متعددة متاما، كما هي كفاءته اللغوية، بيد أن الكفاء

.1 » متآلفةكما » « Van Dijk" فان ديك"وميكن حصر هذه األنساق يف مخسة ملكات يعرفها : يلي

وا يستطيع مستعمل اللغة الطبيعية أن ينتج عبارات لغوية ذات :امللكة اللغوية -1 هلا كذلك، بنيات متنوواصلية املختلفة، وأن يؤوا يف عدد كبري من املواقف التا ومعقدة جدعة جد

.حبيث يكون إنتاجه وتأويله صحيحنيبإمكان مستعمل اللغة الطبيعية، باعتباره مزودا مبعارف معينة، أن :امللكة املنطقية -2

دالل حتكمها مبادئ املنطق االستنباطي، واملنطق يشتق معارف أخرى بواسطة قواعد است . االحتمايلوا يستطيع مستعمل اللغة الطبيعية أن يكون رصيدا من املعارف : امللكة املعرفية -3

املنظمة، ويستطيع أن يشتق معارف من العبارات اللغوية، كما يستطيع أن خيتزن هذه املعارف يف .طلوب، وأن يستحضرها الستعماهلا يف تأويل العبارات اللغويةالشكل امل

يتمكن مستعمل اللغة الطبيعية من أن يدرك حميطه، وأن يشتق من : امللكة اإلدراكية -4 . إدراكه ذلك معارف، وأن يستعمل هذه املعارف يف إنتاج العبارات اللغوية وتأويلها

ال يعرف مستعمل اللغة الطبيعية ما يقوله فحسب؛ بل يعرف : الجتماعيةامللكة ا -5 كذلك كيف يقول ذلك ملخاطب معين يف موقف تواصلي معين قصد حتقيق أهداف تواصلية

.2معينة القالب : وختتص كل ملكة من هذه امللكات بقالب خاص ا، ميكن أن نصنفها يف

وي، والقالب املعريف، والقالب االجتماعي، والقالب املنطقي، والقالب اإلدراكي، حيث اللغ

.57: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص - 1، دار األمان، الرباط، )البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي(أحمد المتوكل، قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية - 2

.57: ، صالمرجع نفسه: ينظر/ 17: ، ص1995

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

110

ميثل بعضها القدرة اللغوية، يف حني متثل القوالب األخرى : إىل قسمني 1ميكن تقسيم هذه القوالب تجه املرسل يف السياق، وذلك انطالقا من كون اخلطاب يتجلى يف مادة لغوية بشكل معين، وين

. 2سياق معينإن املتكلم أثناء تلفظه بالعبارات، يقوم باستثمار تلك امللكات مجيعا مرة واحدة، حتى

يكون خطابه صحيحا من حيث تراكيبه، ومناسبا للسياق الذي ورد فيه، وقادرا على وصف مللكات هي املكونات الرئيسة للكفاءة التداولية عند مقاصده وحتقيق أهدافه، من هنا تغدو هذه ا

فالكفاءة اللغوية، ال تنهض، لوحدها، بعملية التواصل املناسب للسياق بالرغم من « الفرد املتكلم؛ كوا أساسا فيها؛ وذلك ألن الكفاءة التداولية هي اليت تستثمر تلك القوالب الكامنة يف ذهن

نسان، مبا يف ذلك كفاءته اللغوية، مبا تفرضه من قوانني حسب مظاهر السياق، وما يستحسنه اإلاملرسل؛ ففيها تتبلور مجيع املعطيات من معطيات لغوية، ومعطيات سياقية أخرى، أي تغدو هي

.3 » القوة املائزة، كما عند القرطاجني يف إحدى مراحل إنتاج اخلطابكفاءة التداولية عند الفرد املتكلم منذ بداية إدراكه للعامل احمليط به، إىل أن تصبح وتنمو ال

عند اإلنسان، بنموها منوا طبيعيا، كما تنمو كفاءته اللغوية؛ بل « معرفته به كاملة؛ فهي تتأصل نضجا للقالب اإلدراكي، إن منومها متكامل مع تفاوت يف نضج كل عنصر من عناصرها؛ إذ نتوقع

والدليل . قبل نضج القالب االجتماعي، ونضج هذا القالب األخري قبل نضج القالب املنطقي مثالعلى ذلك، ما ميتلكه الطفل من قدرة على إنتاج اخلطاب يف سياق التخاطب اليومي، مع عائلته،

بأشكاله القصرية، أكثر من قدرته على وقدرته على إنتاج اخلطاب. أكثر منه يف سياق أوسع قليالإنتاجه يف صوره الطويلة، بيد أن بعض صور اخلطاب القصرية قد جتسد هذه القدرة، بأن تفـضل

ذا التصنيف للملكات، ما يسميه القرطاجني بالقوى، وقد قسمها إلى ثالثة أقسام، وهي القوة الحافظة، ويقترب من ه« - 1

محمد الحبيب : أبي الحسن حازم القرطاجني، منهاج البلغاء و سراج األدباء، تقديم وتحقيق(: والقوة المائزة، والقوة الصانعة؛ فالقوة الحافظة هي تلك التي تعني بانتظام )43، 42: م، ص ص1981، 02: مي، بيروت، طابن الخوجة، دار الغرب اإلسال

والقوة -خياالت الفكر، وترتيبها في أقدار معينة، وتمييز بعضها من البعض اآلخر، لتهب المرسل ما يناسب سياق خطابه، . والغرض مما ال يالئم ذلك، وما يصح مما ال يصح ظم واألسلوبالموضع والن المائزة هي التي يميز بها اإلنسان ما يالئم

والقوى الصانعة هي التي تتولى العمل في ضم بعض أجزاء األلفاظ المعاني والتركيبات النظمية والمذاهب األسلوبية إلى بعض، عبد الهادي بن ظافر الشهري،: » تئم به كليات هذه الصناعةو التدرج من بعضها إلى بعض؛ وبالجملة التي تتولى جميع ما تل

.58: ، صالمرجع السابق .58، 57: المرجع نفسه، ص ص: ينظر - 2 .59: ، صالمرجع نفسه - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

111

وال يستطيع إجياز اخلطاب إال ذو كفاءة تداولية عالية، ألن . إلجيازها صور اخلطاب الطويلة، . 1 » ية الراشدةاإلجياز عالمة على كفاءته التداول

من هنا، نستطيع القول بأن كل تواصل ناجح يفترض وجود متكلم ومستمع يتمتعان . 2 بكفاءة لسانية وأخرى تداولية

:مستوى معرفة املصدر -جـ أن يكون اإلعالمي إن املواضيع اليت تناقش يف وسائل اإلعالم متعددة و خمتلفة، و تقتضي

إذا « ملما جبوانب أي موضوع يكون حمط نقاش أو عرض على وسائل اإلعالم باإلضافة إىل أنهفقد ال ينجح يف نقل املعاين املطلوبة لعدم قدرته على ؛كان املصدر متخصصا أكثر من الالزم

» 3.همهاالتبسيط، و استخدامه مصطلحات قد ال يستطيع املتلقي أن يف :اتجاهات املصدر -د

و ذلك جتاه ر بعض املواصفات يف رجل اإلعالمإن عملية اإلقناع تقتضي بالضرورة توف نفسه، و جتاه الرسالة اإلعالمية اليت يريد متريرها و جتاه املتلقي أيضا و ذلك لتحقيق ما يسمى

فالثقة بالنفس عند « ؛اقية اإلعالمية و اليت بدوا ال ميكن أن يصل إىل التأثري يف اجلمهورباملصدو إذا كان اتجاه الفرد حنو املوضوع إجيابيا .ني معه ثقة فيما يقوله أو يفعلهاملصدر تولد عند املتعامليصبح من الصعب ؛يقوله و يقتنع به أما إذا مل يؤمن املصدر بصدق ما. سيكون االتصال فعاال

؛كذلك يؤثر اتجاه املصدر حنو املتلقي يف جناح االتصال. عليه أن يقنع اآلخرين جبوانب املوضوع » 4.و يتعاطف معه يصبح أقل انتقادا لرسائله فحني يدرك املتلقي أن املصدر حيترمه

: الجتماعي و الثقايفعالقة املصدر بالنظام ا -هـ ال بد للعمل الذي يقوم به الشخص القائم باالتصال أن يكون من صميم النظام االجتماعي

و ذلك لضمان التأثري على اجلماهري اليت تعيش يف نفس هذا النظام ،و الثقايف الذي يعمل يف إطارهتتواءم ومستوى املخاطب وثقافية لغوية ؛ إذ ال بد له أن يراعي بنينةبهاالجتماعي و الثقايف و تؤمن

واجتماعيا، من حيث درجة وظيفته العملية، ومكانته االجتماعية داخل التدرج املتشكل يف ثقافيابعا لتباين ت نةالطبقات املتعددة للمجتمع الكبري، كما أن اللغة ذاا أصبحت ذات مستويات متباي

.60، 59: ، ص صالسابق المرجععبد الهادي بن ظافر الشهري، - 1

2- Voir : Rodolphe Ghiglione, L’homme communiquant, p : 69. .46: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص 3- .46، 45: ص ص نفسه،المرجع - 4

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

112

املستوى الثقايف بني املدينة والقرية، واملتعلم واألمي، واحلرفيني واملوظفني، واملدنيني والعسكريني، علينا أن نعرف أنواع النظم االجتماعية اليت ؛فلكي حندد تأثري االتصال « ؛1... واملعلم والطالب

كما أننا يف حاجة إىل )...(االجتماعي مكانته يف النظاميعمل يف إطارها القائم باالتصال، و القيم املسيطرة عليه، و أنواع السلوك املقبولة و قايف الذي يعايشه، و املعتقداتمعرفة اإلطار الث

.2 » توقعات اآلخرين عنهوغري املقبولة، و تطلعاته، و توقعاته، و :عالقة الشخص القائم باالتصال باحمليط التداويل للمصطلح اإلعالميوهذا املخطط يوضح

املــرسـل رجــل اإلعـالم

املـستعمـل الواضع

يحـفصال رئيس وزارة ماألمني العا وزير املدير مدير رئيس اجلمهورية اخلارجية للرئاسة اإلعالم العام اإلعالم ر التحري

وضع و اختيار املصطلحات و حتديد ما جيب أن ينشر أو يذاع

مهارة القدرة على التفكري مهارة مهارة مهارة ووزن األمور الكتابة التحدث القراءة االستماع

ـداولية+ يالكالمء األداوة غويالكـفاءة الل الكفاءة التـ

غــرض غــرض

.603، 608: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ص: ينظر - 1 .46: ، صابقالسالمرجع حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، - 2

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

113

:اللغة و اإلعالم - 3-2

والفكري إن اللغة هي متثيل فريد للخربة اإلنسانية، وهي احلامل املادي للموروث احلضاري اللغة « ذلك أن ،لبشرية يف ظل احلياة االجتماعيةاخلاصية اليت جتمع خمتلف األجناس االبشري، و

تلك الظاهرة االجتماعية املؤلفة من الكلمات و اجلمل ذات املفاهيم : حسب ما تعرفها املعاجم هي » 1.الدالة و اليت حتمل األفكار و املشاعر و ردود األفعال، و يتم بواسطتها التواصل

، أي جمموعة القوانني ) Contenu (حمتوى + ) Forme (اللغة أيضا عبارة عن شكل و املعاين اليت حتملها العناصر اللغوية املشكلة هلذه البنية، + اليت تشكل نظام اللغة و تكون بنيتها

.التواصلاليت تستدعيها السياقات املختلفة لتتأدى من خالهلا عملية و، حيث ) Parole (و الكالم ) Langue (على هذا األساس كان التفريق بني اللغة و

لكالم اليت او ثنائية اللغة و هي )سوسري(من الثنائية اليت أصبحت معهودة منذ )قيوم (انطلق عوض كالم ) Discours ( 2استعمال كلمة خطاب )قيوم(يفضل تكون اللسان، و

) Parole (ما ال حيويها لفظ كالم ، وذلك ليؤكد على ما يكتسبه اإلجناز اللغوي من أوجه رب . 3إخل )... (مباشرة، مثل الوجه الكتايب، احلركات اجلسدية، السياق

السابق على اخلطاب؛ يرتكز يف تصنيفه على نظرته إىل اللغة بوصفها النظام« عليه فهوو فهي موجودة بالقوة، يف حني أن اخلطاب هو ما يوجبها بالفعل، و بالتايل يفرق يف وضع العالمة

. 4 » ..مستوى اخلطاب، ألنه ميدان استعماهلااللسانية بني مستوى اللغة و

. 38: م، ص 2002: صالح بلعيد، اللغة العربية العلمية، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، الجزائر - 1

Deborah Schiffrin, Approches to: » وقد ورد مصطلح الخطاب، غالبا، و ألول مرة عند هايمز« - 2discourse, Blackwell, Oxford, UK, Cambridge, USA, 1994,p :23. ل من « ويقال أنهاريس هو أو

سعيد : إذ وسع التحليل اللساني إلى ما هو أكبر من الجملة، أنظر لذلك ؛استعمل مفهوم الخطاب في الدراسات اللسانية الحديثةعلم الداللة « ، وكذلك منذر عياشي،17: ، ص1997، 03: يقطين، تحليل الخطاب الروائي، المركز الثقافي، الدار البيضاء، ط

و لعلنا نستطيع أن نزعم « : ، و ذلك بقوله34: ،ص1993، نوفمبر 271: ، مجلة الموقف األدبي، العدد » من منظور عربي، حيث ركز تخليل الخطاب: أن من أوائل من مارس هذا التحول في العصر الحديث، و تابعه آخرون، هو هاريس، وذلك في كتابه

.578، 577، 36: ستراتيجيات الخطاب،ص صإعبد الهادي بن ظافر الشهري، : » .على الخطاب و دور الكالم فيه، المعهد ) أهم المدارس اللسانية (:عبد الحميد كمون، المدرسة النفسية النظامية، ضمن كتاب: نقلنا تعريف قيوم عن« - 3

.37:المرجع نفسه، ص: ينظر/ » .56، 55: ، ص ص1986ونس، مارس القومي لعلوم التربية، ت .37: المرجع نفسه، ص - 4

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

114

: مفهوم اخلطاب 3-2-1 مفهوم اخلطاب قد « ، إال أن للبحث لدى لسانيني كثريين وضوعالقد شكل اخلطاب م

لدراسات ناله التعدد و التنوع، و ذلك بتأثري الدراسات اليت أجراها عليه الباحثون حسب اتجاهي افق يف وهلذا؛ فهو يطلق، إمجاال، على أحد مفهومني، يت ،الدراسات التواصليةاللغوية الشكلية و

أحدمها مع ما ورد قدميا، عند العرب، أما يف املفهوم اآلخر فيتسم جبدته يف الدرس اللغوي : و هذان املفهومان مها. احلديث

.أنه ذلك امللفوظ املوجه إىل الغري، بإفهامه قصدا معينا: األول - . 1 » جاوز اجلملةالشكل اللغوي الذي يت: اآلخر -

يأيت سبب هذا التعدد من اقتران مصطلح اخلطاب مبجاالت استعماله املتعددة السياسية، و مما ينتج عنه اخلطاب السياسي، اخلطاب الثقايف، اخلطاب .. الثقافية، الدينية، االجتماعية، التارخيية

التارخيي، و لذلك ورد اخلطاب بتعريفات متنوعة يف هذه الديين، اخلطاب االجتماعي، و اخلطاب امليادين العديدة، بوصفه فعال، جيمع بني القول و العمل؛ فهذا من مساته األصلية، و ليس يف ذلك

. 2تشتت بقدر ما فيه من غىن و سعة يف التصنيف : مفهوم اخلطاب عند العرب -أ وعباد الرحمن « :يف القرآن الكرمي بصيغ خمتلفة، و ذلك يف قوله تعاىللقد ورد اخلطاب

رب « : ، وقوله » 3الذين يمشون على األرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالمامال ي نمحا الرمهنيا بم ض واألر و اتومطاباالسخ هنن مكوا عن » 4لو يف قوله تعاىل أيض ،

» 5. و شددنا ملكه و ءاتيناه الحكمة و فصل الخطاب« : سيدنا داوود عليه السالمقد « مل يغفل العلماء العرب عن االهتمام باخلطاب و بتعريفه، حيث أن لفظ اخلطاب

ثر ما ورد، عند األصوليني انطالقا من أن اخلطاب هو األرضية اليت استقامت أعماهلم ورد، أك مواضع متعددة يف )خطب(عليها؛ بل كان هو حمور حبثهم؛ فقد تردد كثري من اشتقاقات مادة

.37، 36: ستراتيجيات الخطاب، ص صإعبد الهادي بن ظافر الشهري، - 1 .34: ، صنفسهالمرجع : ينظر - 2 .63: سـورة الفـرقـان، آية رقم - 3

ــبـأ، آية رقم 4- .37: سـورة الن . 20: ص، آية رقم سـورة - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

115

السم املفعول و )مخاطب ( ة على ذلك إيرادهم السم الفاعلعندهم، ومن أبني األدل) اطبخ1.بوصفهما طريف اخلطاب )م «

للخطاب ؛ إذ أعطى تعريفا2وممن اهتموا باخلطاب يف التراث اللغوي العريب جند اآلمدي ، وهو غري مانع، فإنه يدخل فيه "هو الكالم الذي يفهم املستمع منه شيئا : " قد قيل فيه« : بقوله

يقصد املتكلم به إفهام املستمع؛ فإنه على ما ذكر من احلد وليس خطابا، واحلق الكالم الذي مل » 3. "املقصود به إفهام من هو متهيئ لفهمه اللفظ املتواضع عليه" عندي أنه

وهو ما وجه من الكالم حنو « : كما يعطي علي ابن السبكي تعريفا للخطاب يقول فيه أي ذا ( ب؛ فإذا مل يكن الكالم مفيدا، وهو ذا يشترط عنصر اإلفادة يف اخلطا4 »فادته الغري إل .، فال يعد خطابا)معىن

واخلطاب، والتكلم، الكالم،« : وجند كذلك اجلويين الذي يعطي تعريفا للخطاب بقوله أن .5 » يصري به احلي متكلما والتخاطب، والنطق، واحد يف حقيقة اللغة، وهو ما

ويظهر لنا من خالل هذه التعاريف أن اخلطاب عند األصوليني يشتمل على عناصر حتدد :معامله، ميكننا أن جنملها فيما يلي

.األلفاظ املتواضع عليها بني املرسل واملتلقي، وهو عنصر يتعلق باجلانب الصوري للغة - 1 القصد من اخلطاب، وهو ما يتعلق باملرسل باعتباره الطرف األول القائم باالتصال، - 2

.الذي يريد إيصال نواياه ومقاصده إىل املتلقي عن طريق اخلطاب .قابلية املتلقي للفهم، وتعين استعداده للتلقي والفهم - 3

محمد عبد القادر عطا، دار : محمد فخر الدين الرازي، المحصول في علم األصول، تع: أنظر على سبيل المثال ال الحصر« - 1

عبد الهادي بن ظافر الشهري، : عن/ » 404، 403: ص ص ،01: المجلد م،1999/ هـ1420، 01: الكتب العلمية، ط .36: طاب، صستراتيجيات الخإ

هـ 551هو علي بن أبي علي محمد بن سالم التغلبي الفقيه األصولي الملقب بسيف الدين المكنى بأبي الحسن، ولد سنة - 2 .هـ631اإلحكام في أصول األحكام، ومنتهى السول في األصول، توفي سنة : ديار بكر، من مؤلفاته بآمد، بلدة من

الشيخ إبراهيم العجوز، دار الكتب : ، اإلحكام في أصول األحكام، تح)ن أبو الحسن علي بن محمد سيف الدي (اآلمدي - 3 .85: ، ص01: ، ج)ت. د (، )ط.د (لبنان، - العلمية، بيروت

ين صغيري، أحمد جمال الزمزمي ونور الد: وابنه تاج الدين، اإلبهاج في شرح المنهاج، تح )علي بن عبد الكافي (السبكي - 4: ، ص02: م، ج2004/ هـ1424، 01: اإلمارات العربية المتحدة، ط - دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث، دبي

120 . / 32: م، ص1979/هـ1399فوقية حسين محمد، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، : الجويني، الكافية في الجدل، تح - 5

.36: ستراتيجيات الخطاب، صإبن ظافر الشهري، عبد الهادي: عن

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

116

لكالم ووصول معناه إىل يعين ذلك حصول الفائدة من اأن يكون اخلطاب مفيدا، و - 4 .املتلقيوذا يكون األصوليون قد توصلوا يف دراستهم للنشاط اللغوي إىل اجلمع بني اجلانب

.الصوري والتداويل يف تعريفهم للخطاب : مفهوم اخلطاب عند الغربيني -ب فقد اختلفت اآلراء حول تعريفه، و هذا االختالف نابع من تعدد مناهج أما عند الغربيني؛

الدراسات اللغوية اليت أضفت كل واحدة منها عن تعريف خاص باخلطاب ال خيرج عن إطار ذلك .املنهجتلك الوحدة األكرب من « فبالنسبة لالتجاه الشكلي؛ فنجده يعرف اخلطاب بوصفه

ملة؛ فتتجه عناية الباحث بعناصر انسجامه، و ترابطه، و تركيبه، و معرفة عالقة وحداته بعضها اجل » 1.ببعض؛ بل و مناسبة بعضها للبعض اآلخر، و ذلك على مستوى بنيته املنجزة

استعمال اللغة كما هو عند بعض « أما االتجاه الوظيفي؛ فيعرف اخلطاب بوصفه ، و ذلك بتجاوز وصف اخلطاب وصفا شكليا، و عدم االكتفاء بالوقوف عند بيان 2 الباحثني

عالقة وحدات اخلطاب ببعضها البعض و حتليلها، و الدعوة إىل ضرورة االعتناء بدور عناصر السياق، و مدى توظيفها يف إنتاج اخلطاب، و يف تأويله، مثل دور العالقة بني طريف اخلطاب،

م االجتماعية و طرقهم املعتادة يف إنتاج خطابام؛ فالتلفظ املتعدد خلطاب واحد، مثال، درجاو . 3 » االجتماعي مع املرسل إليهاملتلفظة يف تباينها الواقعي و )األنا (جيسد

الذي يسمح بإظهار أهداف املرسليربز الدور الوظيفي للخطاب، و ويف هذا التعريف .و مقاصده من خالل حتقيقه لبعض الوظائف اللغوية

ويعرف اخلطاب كذلك بوصفه ملفوظا؛ إذ ميثل هذا التعريف نقطة التقاطع بني املنهجني وقد يتخذ من اجلملة أساسا له، ولكن ليس مبفهومها العريف . السابقني، أي بني البنية و الوظيفة

ل بوصفها تلك السلسلة من الكلمات غفال عن اعتبار السياق؛ بل مبفهومها التلفظي التجريدي؛ بويغفل التعريف ذه الرؤية، مفهوم اخلطاب وفق املنهج الشكلي، أي بوصفه )... (يف السياق

يت ال سياق ما يزيد عن اجلملة، كما يعدل به عن كونه تراكما من الوحدات اللغوية الصغرى ال

.38: ، صالسابقعبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع - 1 .38: المرجع نفسه، ص: عن/ تحليل الخطاب: من هؤالء براون و بول في كتابهما 2- .38: المرجع نفسه، ص - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

117

هلا، إىل كونه جمموعة من وحدات ذات سياقات تلفظية خاصة ا، أي إن اخلطاب مكون من مجل . 1سياقية كما أن املورفيم هو أصغر وحدة لغوية دالة، والفونيم هو أصغر وحدة لغوية غري دالة يف و

André (لدى أندري مارتيين ) La double articulation du langage ( التقطيع املزدوج

Martinet ( ؛ فإن املنطوق ) Énoncé ( سبة مليشال فوكوبالن ) Michel Foucault ( هوالعنصر النهائي الغري قابل للقسمة يف اخلطاب؛ إذ علينا اآلن أن نفهم كيف طرح فوكو مسألة

، »ذرة اخلطاب « وىل، أو كما يسميها اخلطاب، و كيف سيفرض علينا العودة إىل نواته األ ) Foucault (الذي جيعله فوكو ) Énoncé ( ال تعدو أن تكون سوى ذلك املنطوقو اليت فمن الوهلة األوىل يظهر املنطوق و كأنه عنصر ائي غري قابل «… :، حيث يقول 2متفردا

مكانه أن يكون لعبة عالقات مع عناصر أخرى مشاة و بإ باإلمكان عزله يف حد ذاته،للقسمة، و .3 » فيظهر و كأنه بذرة فوق سطح نسيج حاكته بنفسها، إنها ذرة اخلطاب... له

جيب أن « يرى بأن الوصول إىل فهم اخلطاب ) Foucault (ومن هنا، جند أن فوكو تعرف على ذاته كنوع من أنواع اإلمكان أو باألحرى مير عرب تفكيك هذه الذرة؛ فاخلطاب ال ي

إال من خالل املنطوق الذي يكشف عن املوقع اخلاص للخطاب 4كحقل من اخليارات املمكنة . 5 » أكثر مما يكشف عن إنتاجاته

خطابية وذا يتوصل فوكو إىل اعتبار أن كل خطاب، منظورا إليه يف ذاته، هو ممارسة إن ما « : ، حيث يقول6منظمة قائما على شكل من أشكال املنطوقات باعتبارها جذره األصلي

أمسيه خطابا هو جمموع املنطوقات اليت تعود إىل نفس الصياغة اخلطابية، وال تكون وحدة بالغية أو وهكذا ال . اهلا داخل التاريخظهورها أو استعم... صورية متكررة بال اية، حيث نستطيع إعالن

.7 » يكون اخلطاب شكال عقليا وال ال زمانيا ذا تاريخ إضايف

.38:، صقعبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع الساب: ينظر - 1محمد علي الكبيسي، ميشال فوكو تكنولوجيا الخطاب، تكنولوجيا السلطة، تكنولوجيا السيطرة على الجسد، دار : ينظر - 2

.16:، ص1993تونس، أفريل -سراس للنشر3 - Michel Foucault, L’archéologie du savoir, Paris, Gallimard, 1969, pp :106, 107. /عن :

.17، 16: نفسه، ص ص المرجع4 - M. Foucault, op.cit-p : 88. /17: المرجع نفسه، ص: عن. .17: المرجع نفسه، ص - 5 .18: ، صنفسهالمرجع : ينظر - 67 - M. Foucault, op.cit-p : 153. /18: ، صالمرجع نفسه :عن.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

118

بأن هذه املنطوقات يتكامل تكوينها ) M. Foucault (ومن جهة أخرى، يرى فوكو هناك ، حيث أن 1داخل املمارسات غري اخلطابية، و ليس داخل املمارسات اخلطابية وحدها

ليست خارجية، علها؛ إذ تعترب خطابات موازية وإستراتيجية ال خطابية تصاحب اخلطاب و تفعل ف .2كما أنها عناصر فعالة طاملا أنها استراتيجيات نلجأ إليها لفهم عامل اخلطاب

موعة أحداث حقل مؤسسايت جم« بالتايل فهو يعرف هذه املمارسات غري اخلطابية بأنها و تسلسل سياقات اقتصادية، حيث تظهر تغيرات دميوغرافية قرارات سياسية ووممارسات و

. 3 » تقنيات مساعدة و احتياجات إىل اليد العاملة و عديد مستويات البطالةوعلى وجوب استغالل املمارسات غري اخلطابية، « ) Foucault (عليه فقد أكد فوكو و

» 4. ووجوب فهم كيفية خضوع اخلطاب هلذه األخرية اليت ينشئها و يوظفها يف نفس الوقتشفوية أو ميكن القول إمجاال بأن اخلطاب هو أسلوب كالم يستعمله املرسل لنقل رسالةو

خطاب، حتمل مضمونا غرضه التبليغ، حيث أن كل كالم يف األصل هوكتابية للمرسل إليه، و ن اخلطاب من رصيد لغويأي وجود سابق وهو )توظيف /تركيب/داللة/أصوات (كما يتكو ،

االصطالح هلذا الرصيد الذي هو ظاهرة اجتماعية حتكمها قوانني احملدثني ضمن نظام من ثرية، ادا كو أحيانا يأخذ اخلطاب أبع )... (العالمات، مترابط بشكل نسقي مع الفعل التواصلي

إىل آخر، السياقات عليه أن يتغير من توظيف أسلوب إىل آخر، ومن منهج حيث تفرض املقامات وخطابات متنوعة، بل يقع بينهما التداخل اللغوي أو االنتقال اللغوي الذي باستعمال أنظمة حنوية و

.5يفرضه املقام تتحدد حسب االستعماالت اخلاصة بكل خطاب، مستويات خمتلفة 04يتفرع عن اللغة و

:وهي

.24: المرجع نفسه، ص محمد علي الكبيسي،: ينظر - 1 .24: جع نفسه، صالمر: ينظر - 23 - M. Foucault, L’archéologie du savoir, p :205. /24: المرجع نفسه، ص: عن. .22: المرجع نفسه، ص - 4، 114: ص ص م،2002 ،صالح بلعيد، اللغة العربية العلمية، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، الجزائر: ينظر - 5

115.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

119

: مستويات اخلطاب -3-2-2 : العادي طاباخل -أ

هذا املستوى و س للتعبري عن حاجام اليومية،اللغة العامية اليت يستخدمها النا هنقصد بو لغة بسيطة يف استعماهلا ميثل د النحوية و االنضباط ا، حيث أنهاللغوي ال يراعي االلتزام بالقواع

. تسمى باللهجةوإال أنه ينبغي االنتباه إىل أن مفهوم اللهجة يف العصر احلديث خيتلف عن مفهومها يف التراث

احمللية أو Varientes 1التنوعات فاملراد باللهجات العربية القدمية« ؛ اللغوي العريب اإلسالميالقبلية باعتبارها حاالت خمصوصة يف استعمال العربية، أي أجزاء من اللسان و ليست كال ينوب

يف " أن " يف موضع " عن"يف لغة أهل احلجاز، أو مثل قول " ما " و ذلك مثل إعمال . عن اللسان » 2.لغة متيمشكل من أشكال لسان ما « هي ) Dialecte (فإن اللهجة ؛ا املحدثأما عن مفهومه

، 3لكنها مستعملة يف حميط أضيق من هذا اللسان ،هلا نفس نظامه املعجمي و النحوي و الصويتو بالتايل هي كل من حيث هي صورة كاملة عنه، يف هذه احلالة تصبح اللهجة بديال عن اللسانو » 4.يست جزءا منهلو

عدة هلجات حملية خمتلفة، و ذلك داخل نفس احلدود العامي طابضم اخليأحيانا و اجلغرافية نظرا لتعدد األعراق و األجناس ا، مثلما هو األمر بالنسبة لالتحاد السوفيايت سابقا

و اللهجات، أو كما هو األمر ألعراق و األجناسشعبا خمتلفي ا 180حيث كانت مجهورياته تضم . 5 عاميات بني أمازيغية و عربية 05يف اجلزائر اليت ا حوايل

.لعله خطأ مطبعي" Variantes :" الصحيح - 1و ينظر .07: ، ص )مخطوط (عبد الرحمن الحاج صالح، النحو العربي و البنيوية اختالفهما النظري و المنهجي : ينظر - 2

/ 11-2/10: ص ،باعة و النشر، بيروت، لبنان، دار الهدى للط)محمد علي النجار: تحقيق (ابن جني، الخصائص، : أيضا . 16: الطيب دبة، مبادئ اللسانيات البنوية، دراسة تحليلية ابستمولوجية، ص: عن

,Jean Dubois et Autres, Dictionnaire de linguistique, Librairie Larousse, Paris: ينظر - 3p :14. /16: المرجع نفسه، ص: عن.

.16: المرجع نفسه، ص - 4جات رئيسية تتوزع عبر مختلف المناطق الجزائرية و هي األمازيغية القبائلية أو البربرية، له 04تضم األمازيغية و 5-

، من األمازيغية الشاوية، األمازيغية المزابية، و أمازيغية الطوارق باإلضافة إلى العامية العربية السائدة في باقي أنحاء الوطن .شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

120

ختلفة هو جزء من كما جيب اإلشارة إىل أن اخلطاب العامي مبا فيه اللهجات و العاميات امل السمعية البصرية عرب وسائل اإلعالم المعجنده مستحيث ،)اللغة اإلعالمية (اخلطاب اإلعالمي

دف خماطبة األقليات داخل أي ا ألن ،جمتمعهذه األقليات ال تفهم لغة و الغرض من ذلك هو إم و بالتايل يصبح استخدام هذه اللهجات يف وسائل اإلعالم ضروري من أجل توصيل ( ،األغلبية

إما بغرض إثبات ، و)...و احلقائق و املعلومات ئات اتمع لألخبارو تسهيل استيعاب مجيع ف . اينلثلتحقيق ا ولوجودها داخل اتمع و فرض رأيها السياسي أو الثقايف، أو تستعني باأل

:) الفنيةأو اللغة (األديب طاباخل -ب يطور اللغة و يسمو ا إىل أعلى « و ذلك ألن األدبتسمى كذلك اللغة االنفعالية و

فن جعل اللغة تقول ما مل تتعلم أن تقوله، ما ال « :بل و كما يقول أدونيس ؛درجات اإلبداعفاألدب يعيد خلق اللغة من جديد و حيررها من عاديتها، لذلك ؛ » 1تعرف اللغة العادية أن تنقله

. » 2ن لغة األدب هي أمسى مستويات اللغةصح القول بأي لعامل األشياء من املوجودات، األحاسيس اليت تصف اجلمال املادلغة املشاعر و فهي إذن

اليت تعبر عن اجلمال املعنوي الذي يتعلق مبكنونات الروح اإلنسانية و كيفية السمو ا، ذلك أن وجمرد شكل ظاهري للمحتوى اجلمايل، إن العالقة بني اللغة و الفن قائمة يف احملتوى ليست « اللغة

فنان الكلمة، وما شابه ذلك -صاحب قلم -كاتب - ذاته، يف اجلوهر، و مرادفات كلمة أديب مليئة باملعىن العميق، و عمل الفنان يف جمال اللغة هو عمل يف جمال االتصال االجتماعي، عمل

» 3. لصاحل اتمع و ليس عمال شكليافهي لغة إحيائية بليغة حترص على التقيد بالقواعد النحوية و االنضباط ا، كما أن وبالتايل

املعاين اليت حتملها عالمات و رموز هذه اللغة تنطلق من الواقع لتترمجه إىل عامل ختيلي خاص : م اللغة األدبية فنني قوليني مهاو تض

: عن/ ، و قد عممنا قول الكاتب الذي خصصه للشعر20: ، ص1982بيروت عام -، دار العودة )زمن الشعر (أدونيس، - 1

.162: ، ص1992، 07و 06: ، المجلة الجزائرية لالتصال، العدد » لغة األدب و لغة اإلعالم « أحمد حمدي، . 163، 162: المرجع نفسه، ص ص -2: عن/ ، تعريف فؤاد مري1977: بيروت عام/ دمشق دار الفارابي/ ، دار الجماهير)االنعكاس و الفعل(ريديكر، هورست -3

.164: المرجع نفسه، ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

121

:اخلطاب الشعري -1 وهو الكالم املوزون املقفى الذي ينقل مشاعر املرسل و أحاسيسه و نظرته إىل العامل الذي

يسمى بالشعر يعيش فيه، و ذلك عرب قصائد شعرية إما عمودية خاضعة للوزن و القافية أو عرب ما .1احلر

: اخلطاب النثري -2 وهو الكالم الذي ال وزن له و ال قافية و يعرف بالنثر الفني، حيث يشتمل على أنواع

القصة : هيأغراضه اليت يعبر عنها وه وخمتلفة من الفنون األدبية لكل منها أسلوب . 3 الرسالةو ،2 املقالةو ،اخلطابةو ،و املسرحية ،وايةو الر ،األقصوصةو

حسب آراء بعض الكتاب –مستويات لغوية أخرى متتد « يندرج حتت هذين النمطنيو إىل القول بأن لكل عمل أديب لغته اخلاصة، أي لكل قصيدة لغة مستقلة عن لغة القصائد -و النقاد

» 4. ..و نفس القول ينطبق على القصة و الرواية و املسرحيةاألخرى األدب حيتوي على « ذلك أن ،تعترب اللغة الفنية جزءا ال يتجزأ من اخلطاب اإلعالميو

جانب إعالمي هام، و كذلك له توجهات إعالمية، و هذا التوجه جعل األدب يغترف من لغة رها لتصبح لغة أدباإلعالم السليل على ذلك أن أغلب ، » 5هلة و يستفيد منها و يطوو الد

هي إما أفالم أو مسلسالت أو 6 الربامج اليت يستهلكها املتلقي من خالل وسائل اإلعالمعن طريق طرق مسرحيات أو أغاين، وهي كلها حتمل رسائل إعالمية حتاول التأثري على سلوكه

أو اللغة العامية اخلاصة بأي جمتمع من 7 األحاسيس سواء باستعمال اللغة األدبيةاملشاعر وباب

عدم االلتزام بوحدة التفعيلة، التصرف في األوزان العروضية، ووهو مظهر تجديدي سمح بكسر عمود الشعر و ب 1-

.ت أكبر مظهر تجلت فيه نزعة التجديد هذه و ذلك منذ العصر العباسيكانت الموشحاوو هي تتنوع بتنوع المواضيع التي ،ظهرت المقالة كنتيجة الحتكاك األدب العربي باألدب األوربي خاصة بعد انتشار الصحافة 2-

المقالة العلمية، و لكل منها و، لمقالة األدبية، والمقالة النقديةو ا ،و المقالة االجتماعية ،المقالة السياسية: تتناولها حيث نجد . خصائص تتميز بها عن األخرى

عرف األدب العربي فن الرسالة منذ عهود قديمة، كما استخدمها الرسول صلى الله عليه و سلم كوسيلة لنشر الدين - 3هم على الدخول في اإلسالم، ثم زاد استخدامها في عهد الخلفاء الراشدين كوسيلة اإلسالمي وذلك لمخاطبة ملوك العجم بهدف حث

.اتصال هامة على امتداد الرقعة اإلسالمية .162، 161: ، ص ص07و 06: ، المجلة الجزائرية لالتصال، العدد »لغة األدب و لغة اإلعالم « أحمد حمدي، - 4 .169: المرجع نفسه، ص - 5سواء كانت وسائل إعالم سمعية كالراديو أو المسجالت كالراديو كاست، أو سمعية بصرية كالتلفزيون أو مكتوبة مثل الكتب - 6

. إلخ...و الجرائد و المجالت . غة العربية الفصحىمثل األفالم الدينية أو األغاني التي تعرض على وسائل اإلعالم السمعية و السمعية البصرية بالل - 7

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

122

اتمعات، و ميكننا أن جنمل فيما يلي بعض اخلصائص اليت ختتلف من خالهلا لغة األدب عن لغة : اإلعالم

براغماتية تم مبادة اللغة ينطلق واقع اللغة اإلعالمية من كوا لغة نفعية - 1 عندما ننظر إىل إذن الفروقات بني لغة األدب و لغة اإلعالم تتجلى ،بالظروف اخلارجية احمليطة او

اللغة الفنية حينما جتنح إىل اجلماليات و إىل اإلبداع، يف حني أننا نرى بأن لغة اإلعالم هي لغة األدب حيتوي على عنصر « مل اجلانب الداليل و اجلانب البالغي، ذلك ألن جافة رغم أنها ال

إبداعي، بينما يكون اإلعالم انعكاس لواقع اجتماعي، و يتبع ذلك أن األدب ال يكون، بالضرورة، ؛صورة عن الواقع االجتماعي، يف حني يكون اإلعالم صورة هلذا الواقع حتى من جانبه املزيف

» 1. ، إحيائيةأما األدب فيتطلب لغة فنيةو هكذا فاإلعالم يتطلب لغة تقريرية مباشرة، مصدر « إن مرسل الرسالة اإلعالمية خيتلف عن مرسل الرسالة األدبية، ذلك أن -2

اهليئة اإلعالمية اإلعالم مجاعي، حيث أنه يصدر عن حزب أو حكومة أو أي مؤسسة أخرى متتلكو بالتايل فإنها تكيف اللغة اإلعالمية هلذا املصدر ؛اخلاضعة هلا و تسيرها حسب مصاحلها اخلاصة

اجلماعي، أما مصدر األدب فهو فردي و ذايت إىل حد بعيد، و قد يتعرض كاتبه لضغط املؤسسة اشرة أو غريها، ولكن ذلك ال يؤثر بالت2أكيد على صفاء لغة الكاتب األوىلالن « .

تلتقي لغة اإلعالم مع لغة األدب يف أنها تعبري لغوي و لكنها ختتلف يف مستويات هذا -3 اإلبداعية خدمة للغايات داع يف اللغة و تفجري قدراافإذا كان األدب مييل إىل اإلب ؛التعبري

ألنه يهدف إىل تقدمي ؛يكرسهالم يستأنس للمألوف من اللغة واإلع فإن ؛األهداف املرسومةواملعلومات دون مؤثرات لغوية كثرية و يهمه بالدرجة األوىل أن تكون وسيلته التعبريية ال تثري أية

.3 إشكاليات أو تأويالت تعترب تشويشا على الرسالة اإلعالمية : العلمي طاباخل - جـ

التجريب مث ومتر عرب املالحظة و الفرضية إن أية دراسة توصف بأنها علمية جيب عليها أن للتجربة و الدقة و امللموس املعيار اخلاضع« استخالص النتيجة، و من هنا خنلص إىل أن العلم هو

» 4.املعرفة العلمية بذات الشيءو االبتكار، وهذا يأيت بعد التفكري و التروي و

. 169: ، ص07و 06: ، المجلة الجزائرية لالتصال، العدد »لغة األدب و لغة اإلعالم « أحمد حمدي، - 1 .169: ، صنفسهالمرجع - 2 .166، 165: المرجع نفسه، ص ص: ينظر - 3 .38: صالح بلعيد، اللغة العربية العلمية، ص - 4

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

123

عبر عن نتائج هذا العلم يف أي جمال من جماالته ي ذيال خلطابا والعلمي ه خلطاباو اعتماد و ،مل اخلصائص و املواصفات العلمية اليت تتمثل يف دقة التعابريحيإذ جيب عليه أن ؛املختلفة

عتمد على انتقاء و اختيار املصطلحات اخلاصة باخلطاب العلمي يكما الوصف و الشرح و الربهنة، .1و تركيبها وهو لغة املتخصصني

ذلك يف العديد من التخصصات ستخدم الرموز واإلشارات وي خطابباإلضافة إىل أنه تصرة مع االلتزام بأدىن حد عتمد على الكتابة املخيكما ،...و الكيميائية ،و الفيزيائية ،الرياضية

. ممكن من العالمات اليت ال يفهمها إال أهل االختصاصهو املوضوعية، أي جتريد الكالم من كل « 2يصبح أهم ما مييز اإلنشاء العلمي ،ذاو

ما هو دون زيادة أو حبيث تكون التسمية ملتصقة باملسمى ك ،و اخليالية ،و الذاتية ،املزالق العاطفيةنقصان، و حبيث يدل اإلشارات و الرموز يف اللغة إىل أفعال أو حركات أو أمور أو دالالت

املنطق يف شرح املعطيات و املعادالت ومعطيات الرياضيات و االستناد إىل األرقام و .حمددة » 3. و تفسريها

فإن اخلطاب اإلعالمي ال خيلو ؛علومات و األخبار و احلقائقمبا أن اإلعالم هو نشر للمو مبخاطبتها للطبقة من اللغة العلمية اليت توجهها وسائل اإلعالم حنو طبقات خمتلفة من اتمع سواء

غة أو باستخدامها لل ،االكتشافات العلميةو أجل إطالعها على آخر املستجداتاملثقفة من املتعلمة و ذلك من خالل عرضها للحصص التربوية و ،4 العلمية دف نشر التعليم عرب وسائل اإلعالم

حتى أفالم اخليال العلمي املوجهة حنو شرحية األطفال و واألفالم الوثائقية، 5 األشرطة العلميةو

.39: ، صالسابقلمرجع صالح بلعيد، ا: ينظر - 1إلى الخروج من « حيث يتجه ،باإلضافة إلى وجود اإلنشاء الفلسفي الذي يختلف عن اإلنشاء العلمي و األدبي و اإلعالمي - 2

هلم كقول جوتفريد فيل )...(نطاق المفردات و التراكيب الخاصة التي تبغي الوصول إلى حقائق األشياء و األمور في منتهاها الثابت أن لكل حمل بمعنى الكلمة أساسا في طبيعة األشياء، و حين ال يكون من« : ليبنتز متحدثا عن اإلمكان و الضرورة

محمول القضية متضمنا صراحة في الموضوع يجب أن يكون كامنا فيه، إذ أن طبيعة الجوهر الشخصي أو الموجود التام هي أن مقال « : ليبنتز: » ته تامة بحيث تكفي ألن نفهم منها و نستنبط جميع محموالت الموضوع المضافة إلى هذه الفكرةتكون فكر

. 23، 22: جان جبران كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم، ص ص: عن./ 13:الفقرة: » في ما بعد الطبيعة .22: المرجع نفسه، ص 3-و الجريدة، و خاصة شبكة ،و التلفزيون ،د، أين تستخدم فيه وسائل متعددة كالراديووهو ما يسمى بالتعليم عن بع - 4

.اإلنترنيت .و هي ما يسمى بالصحافة العلمية - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

124

ل الغالبية يف املتخلفة اليت تشكاألمية وة اخلاصة بالطبقة التثقيفيو لشباب، أو الربامج التعليميةاو .1 الثالث معظم دول العامل

:اخلطاب اإلعالمي -د إذا كان اخلطاب األديب و العلمي و الفلسفي و حتى العامي يشكل جزءا من اللغة

إن أفاد من فنون « بيا و ال فلسفيا وفإن اللغة اإلعالمية ليست خطابا علميا و ال أد ؛اإلعالمية » 2.كل واحد و من أساليبه ليكون فنونا و خصائص مميزة له

نطبق عليها تاليت و يث عن الرسالة اإلعالميةاحلد نفسه احلديث عن اخلطاب اإلعالمي هوو .ةالميالدراسة اإلع تشكل حمور حيث أنها ،اخلطاب هذا خصائص

إن املرسلة اإلعالمية هي اهلدف الذي يريد رجل اإلعالم أو املرسل أن يبلغه من خالل مبدى اعتماده « ئل اإلعالم، و جناحها مرهونإقامته لالتصال، و هي املضمون الذي حتمله وسا

مناسبته ملستوى املستقبلني و ،على احلقائق و األرقام ومسايرته لروح العصر، و الشكل الفني املالئممن اجلمهور من حيث أعمارهم و حاجام، و يتم نقد وسائل اإلعالم و تقوميها إجيابا و سلبا يف ضوء توفر هذه الشروط و املعايري، اليت إن حتققت جتعل تأثريها يف الناس أكرب، و حتوز على ثقتهم

» 3. و تفاعلهم معهاما ميكن أن تكون هذه املرسلة عبارة عن جمموعة من اإلشارات و الرموز الغري لغوية، أو ك

اليت يستمدها املرسل من خمتزن « عبارة عن صورة، أغنية أو حتى قصة، رواية أو مسرحية، و .4 » طاإلشارات و الرموز عنده، و يصوغها طبقا ألصول و قواعد حمددة لتتوجه إىل امللتق

الرموز واإلشارات « جيب أن تكون ،لكي تصل الرسالة اإلعالمية بنجاحو األصول القواعد اليت يستند إليها املرسل معروفة متاما لدى امللتقط، حبيث يسهل عليه استيعاب و

بأصول ط معرفة تامة مسبقةمبعىن آخر، جيب أن تكون لدى امللتق. املرسلة و فهم دالالا الذهنية، عند االلتقاط، مجعها يف سياقها حتى يسهل عليه شارات الواصلةاإلقواعد تركيب الرموز وو

.في الوطن العربي % 60حيث تشكل نسبة األمية - 1 .23: جان جبران كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم، ص - 2 .20: ر وسائل اإلعالم على الطفل، صصالح ذياب هندي، أث - 3

-4 « Par priorité et significativement, un message est technique. », Paul Meadow : Culture, Vol : v111, p : 104 /14: جان جبران كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم، ص :عن.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

125

ومن مث إدراك دالالا ،السليم، و تركيب جمموعاا يف أشكال متناسبة مع مقاصد املرسل األكيدة » 1.أو مضامينها انطالقا من هذه األشكال

مع اإلشارة إىل ،غويةلالجيب التفريق بني الرسالة اإلعالمية اللغوية و الرسالة اإلعالمية غري و تكون مدعومة بالصور ،و خاصة يف وسائل اإلعالم السمعية البصرية ،أن معظم الرسائل اإلعالمية

ة لوحدها يف وسائل اإلعالم أبلغ من إخل، ويف بعض األحيان تكون الصور..و اإلشارات و الرموزبل ؛أي رسالة لغوية تعبر عنها، إال أن هذا اجلانب السيميائي من الرسالة اإلعالمية ليس حمور حبثنا

.ما يهمنا هو الرسالة اللغوية فقط :ميكننا متثيل ما قلناه يف املخططني التالينيو

الــرسالة اإلعالمـية

لسـانية

مسموعة مكتـوبة

التلفزيون اهلاتف اإلنترنيت اهلاتف الراديو الفاكسف الصح الكتب االت

خطاب إعالمي مقروء و مسموع خطاب إعالمي مسموع خطاب إعالمي مقروء

مسعية مصطلحات إعالمية مصطلحات إعالمية مسموعة إعالمية مكتوبة مصطلحات بصرية

مقام االستعمال و سياقه مقام االستعمال و سياقه مقام االستعمال و سياقه

. 14: ، صالسابقالمرجع جان جبران كرم، 1-

مسعية بصرية

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

126

الـرسالة اإلعـالميـة

سيـميـائية

بصرية مسعية مكتوبة

اإلنترنيت اهلاتف التلفزيون امللصقاتاإلعالنات والصحف الكتب االت

عالمات لغوية و غري لغوية عالمات لغوية و غري لغوية صور و إشارات+ عالمات لغوية ( صور و إشارات + عالمات لغوية (

)و رموز و أيقونات )ورموز و أيقونات

مقام االستعمال و سياقه مقام االستعمال و سياقه

،فإنها تضفي على الرسالة اإلعالمية أبعادا نفسية ؛ظاهرة اجتماعيةا إذا كانت اللغة بطبعهو هي اليت و ،العروة الوثقى اليت جعلت االتصال عملية اجتماعية« ثقافية باعتبارها و ،اجتماعيةو

حتدد الكيان االجتماعي لالتصال اإلعالمي أو اضطرابه يف مواجهة املعايري اليت يفرضها اتمع يف » 1.املظهر و السلوك

م بأنها لغة الفن الصحفي و اإلعالمي، و ذلك ليس ألنها قد وصفت لغة الصحافة و اإلعالو تقوم « إنما ألنهاو ؛دف إىل مناشدة حاسة اجلمال لدى اجلمهور مثلما تفعل لغة التعبري األديب

.263: ن كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم، صجان جبرا - 1

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

127

فالفن الصحفي - ائما بذاتهعلى الوظيفة اهلادفة و الوضوح و اإلشراق، و تكاد تكون فنا تطبيقيا قلثقايف من علم النشاط ا اإلعالمي تعبري اجتماعي شامل و لغته ظاهرة مركبة خاضعة لكل مظاهرو

املوضوعات و و التجارة و االقتصاد السياسةإخل، هذا إىل جانب ...فن تشكيلي و فن وموسيقى وقي يهدف إىل االتصال العامة، و من ذلك يبني أن الفن الصحفي و اإلعالمي بوجه عام فن تطبي

» 1.و ليس فنا مجاليا لذاته بالناس و نقل املعاين و األفكار إليهم فهو أداة وظيفية ؛بل بالعكس من ذلك ؛ال يعين هذا أن لغة الفن الصحفي متيل إىل الغموض و الصعوبةو

مات، م« افهي تعترب كيانا خاصز املالمح و السي متميذوقي الفنعن اللغة مبستوييها الت ستقالاجلمايل، و العلمي النظري التجريدي، ذلك أن اللغة اإلعالمية ال دف إىل مناشدة حاسة اجلمال

» 2.و السهولة بل على العكس من ذلك تتضمن اتصاال ناجحا أساسه الوضوح ؛لدى القراء :غة اإلعالميةمسات الل -1

إذا كانت اللغة اإلعالمية ختتلف عن باقي الفنون القولية اخلاصة باللغة األدبية أو الفلسفية ال عن وا ال خترج عن قواعد اللغة وفإنها لغة تشترك مع مجيع هذه اخلطابات يف ك ؛أو العلمية

واإلجياز والوضوح وا كالبساطة يف خصائص أسلولكنها تتميز بسمات خاصة تتمثل . نظامها .3 الصحةو ،االختصارو ،اجلالءو ،األصالةو ،التأكيدو ،النفاذ املباشرو

فهي ؛إن قوة التأثري يف الرسالة اإلعالمية تكمن يف قوة املفردات اليت تستخدمها هذه اللغة و ذلك مثل أداة قق قيمة و منفعة خبصوص املعىن،متيل إىل االستغناء عن العناصر اللغوية اليت ال حت

شبت النار يف القرية مثال ، تصبح : فعبارة ؛يف بعض األحوال اللغوية 4 التعريف اليت ال لزوم هلا .شبت نار يف القرية: أقوى يف لغة اإلعالم حني تكون

حبيث .. قام بإعداد حبث: كما تستغين اللغة اإلعالمية عن األفعال اليت ال قيمة هلا مثل . أعد حبثا: تكون أقوى يف لغة اإلعالم حني نقول

دمرت السيارتان تدمريا، : وعن الصفات و ظروف الزمان و املكان و أحرف اإلضافة مثل عمارة من مثانية : دمرت السيارتان ، و من هنا تؤثر اللغة اإلعالمية كأن تقول: مو تقول لغة اإلعال

.120: عبد العزيز شرف، علم اإلعالم اللغوي، ص - 1 .263: عبد العزيز شرف، المدخل إلى وسائل اإلعالم ، ص - 2 .234: ، مدخل إلى لغة اإلعالم، صجان جبران كرم: ينظر - 3عبد العزيز شرف، المدخل إلى وسائل " : غة اإلعالمية بحال من األحوالأما أدوات التعريف الالزمة فال تستغني عنها الل " - 4

.234: اإلعالم، ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

128

بدال .. كان من الذين غادروا القطارو. ة عالية من مثانية عشر طابقابدال من عمار.. عشر طابقا . إخل..كان بني الذين غادروا القطار: من

قال يف : فهي تؤثر عند القول ؛ستغناء عن أحرف ربط الكلماتكما جتنح هذه اللغة إىل اال .1...و قد قال يف حديثه: بدال من .. حديثه :اللغة اإلعالمية و علم الداللة -2

خصوصا تلك ،لقد استفاد املنهج اإلعالمي من الدراسات اليت أجريت يف احلقل اللساين أمثرت هذه الدراسة و اتجهت يف اتجاهات عدة لبحث الداللة « حيث ،الداللةاخلاصة بعلم

الداللة القاموسية، و لعل علم الداللة هو أقرب ة الصرفية و الداللة النحوية، والصوتية والداللال الرسائل إىل اجلمهور الفروع اللغوية اتصاال مبناهج البحث اإلعالمي، حيث يفيد يف كيفية إرس

كما يفيد هذا العلم يف دراسة اللغة . حبيث تنتقل املعاين كاملة و دقيقة ،بوسائل اإلعالم املختلفةو يساعد اإلعالميني كذلك على فهم قدرة اللغة على ،اإلعالمية كقوة فاعلة تستعمل للتنويرها و جينضليل و ليأمنوا شرللاخلداع و التاس خطر الز2.و االنزالق بوا الن «

و املعاين اليت تؤديها عند ،تكمن خطورة الرسائل اإلعالمية يف األلفاظ املوظفة فيهاو أثبت علماء الداللة أن األلفاظ تؤثر على اجلهاز العصيب « فقد ؛وصوهلا إىل أذهان املتلقني ر األلفاظ هو الذي يساعد على التحكم يف اتجاهات الناس لإلنسان، كما أن اختيا

وملا كان خرباء اإلعالم يهدفون إىل تعديل االتجاهات و تكوين اآلراء لكسب التأييد . و تصرفامفإن نتائج علم ؛و تعبئة الشعور عن طريق العي و التنوير مما يؤدي إىل تصرفات اجتماعية سليمة

» 3.الداللة من أهم البحوث اليت يفيد منها هؤالء اخلرباء :قناة االتصال -3-3 املادة أو « وهي األداة أو الوسيلة اليت متر عربها املرسالت اإلعالمية، حيث أنها تعترب

التموجات الصوتية يف : رسلة من املرسل إىل امللتقطالشكل أو الوسيلة احلسية اليت تؤمن نقل املاحملادثة أو عرب األثري يف البث اإلذاعي، موجات الصورة عرب الفضاء يف البث التلفزيوين، خطوط

» 4....اهلاتف إخل

.234: ، صالسابقعبد العزيز شرف،المرجع : ينظر - 1

. 88، 87: عبد العزيز شرف، علم اإلعالم اللغوي، ص ص 2- . 88: ، صنفسهالمرجع - 3 .14: صجان جبران كرم، مدخل إلى لغة اإلعالم، - 4

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

129

ا لألمهية اليت تأيت أمهية قنوات االتصال من ارتباطها الوثيق بوسائل اإلعالم اجلماهريية نظرو تكتسيها هذه األخرية يف جمال االتصال اإلعالمي، حيث أنه بدوا ال ميكن لوسائل اإلعالم القيام

بعملها و حتقيق دورها املتمثل يف توصيل املعلومات و األخبار إىل عدد كبري من اجلماهري املنتشرة . يف مناطق جغرافية واسعة

حقائق الرسائل اإلعالمية من أخبار و نشر خمتلفالم هو بث وإذا كان اإلعو فإنه ميكننا القول بأن هذه ؛معلومات و مستجدات دف التأثري على اجلمهور و استمالتهو

الرسائل كلها ما كانت لتصل إىل املاليني من الناس لوال وجود وسائل اإلعالم متوفرة على فال ؛وجيات عالية التطور تستخدم يف إيصال الرسائل بسرعة و وضوح ودون تشويشتكنول

. رو التطو م ختتلف من حيث احلجم و القوةوجود إذن إلعالم من دون وجود وسائل إعال :Les Mass Médias :وسـائل اإلعالم -3-3-1 بني اتمعات م غائبة يوما عن حياة األفراد واجلماعات داخل والمل تكن وسائل اإلع

فلم يكن االتصال ليتحقق لوال وجود وسائل متعددة تعمل ؛البشرية املختلفة حتى البدائية منها . على حتقيقه

يف جمال االتصال را هائال تطو –خصوصا بعد الثورة الصناعية -وقد شهد التطور اإلنساين جعل العامل كله ينصهر واملكان نسان من اختصار بعدا الزمان وتبادل املعلومات، حيث متكن اإلو

؛يسيطر على وسائل اإلعالم املختلفةو السيد فيها هو الذي ميلك 1يف قرية واحدةة و مزدهرة و اليت تتجسد عرب وسائل فإن التطور التكنولوجي ولد صناعة ضخم « عليهو

الصحف، الراديو، التلفزيون، اإلعالن، السينما، هذه األخرية هي الوسائل اليت بواسطتها : اإلعالم » 2.تكتمل عملية االتصال

ن يستغرقون فبعد أن كانت الرسائل ترسل عن طريق احلمام الزاجل أو بواسطة الرسل الذي أصبح اإلنسان اليوم يرسل ماليني املرسالت اليت تصل يف اللحظة نفسها ؛أياما و أسابيع إليصاهلا

.إىل مجهور واسع و متباين االتجاهات

ففي المقاالت التي نشرها الدكتور محمد عابد الجابري مؤخرا « ) La mondialisation (و هي ما يسمى بالعولمة - 1العولمة « ، » ...و االتصال التمجال المال و التسويق و المباد « العولمة تشمل: عن العولمة نقرأ عبارات من النوع التالي

ما هي « صادق جالل العظم،/ » »و اإلعالم قها من تطور في مجال االتصالت الثورة المعلوماتية و ما يرافمن إفرازا حوار األنداد، المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم، إدارة برامج الثقافة : ، الثقافة العربية و ثقافات العالم » العولمة

. 40، 39: ، ص ص1999: تونساالتصال، و2- Judith Lazar, La science de la communication, Éditions Dahlab, Collection que sais-je ?, Alger : 1993, p : 65.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

130

أصبح العامل كله ال يستطيع أن يتدارك أنفاسه أمام هذا احلصار اإلعالمي ،ذا املفهومو Philippe ( 1عن إمرباطورية وسائل اإلعالم، حيث يقول فيليب بروتون الكبري الذي جنم

Breton (: » ننا وهي االنتقالإن ظاهرة غريبة حتدث اآلن أمام أعي و االمتصاص ألهم » 2.النشاطات اإلنسانية داخل عامل وسائل اإلعالم

باللغة األجنبية، " Mass Média: " لحيقابل مصطلح وسائل اإلعالم باللغة العربية مصطو حيث ،) es ( ة احلرفني، و ذلك بإضافMasses Média » « « 3 تكتب أحيانا « كما

Moyens de communication de: " أن هذا املصطلح هو استعمال اجنليزي يف مقابل

masse " صال اجلماهري" باللغة الفرنسية و اليت تعينباللغة العربية، إال أن مصطلح " يةوسائل االت "Mass Média " اللة اليت حيملها مصطلحهو األكثر تداوال يف اللغة الفرنسية، و حيمل نفس الد "Moyens de communication de masse "4 .

بأن وسائل ) D. Coste (كوست . و د ) R. Galisson (غاليسون . يرى رو ز عن الوسائل األخرىاالتبـ 5 صال تتمي :

صحافة، إعالن، راديو، (القدرة، القوة و التنوع يف طرق النقل املستخدمة -« ؛ )تلفزيون، سينما

املميزات اليت ميكن أن تعطيها هذه الطرق اخلاصة بالنقل للمرسالت؛ -قابل مجهور ن املؤلف مذا األخريه (العالقات بني مرسل و متلق خصوصية -

لالتساع، غري معروف، غري متجانس، و بعيد تقريبا عن مصدر اإلرسال، و الذي ليس له إمكانية العمل .6 » )على العودة الفورية حنو املرسل

مخبر سوسيولوجيا الثقافة األوربية (، وهو باحث في 1951سنة ) Philippe Breton (ولد فيليب بروتون - 1

، يدرس في ) Laboratoire de sociologie de la culture européenne à Strasbourg ( )بستراسبورغ تاريخ اإلعالم، االنفجار : ، وهو كذلك كاتب لمجموعة من اإلصدارات و هي ) Sorbonne (السور بون Paris 1جامعة

Philippe: مية، و في صورة اإلنسان، و األسرة اإلعال)) Serge Proulx (بالتعاون مع سارج برولكس (االتصالي Breton, L’utopie de la communication, ( le mythe du village planétaire), Éditions

Casbah, Alger : 2000, p :137,( La couverture). 2- Ibidem, p : 330. 3- R. Galisson et D. Coste et autres, Dictionnaire de didactique des langues, Librairie Hachette, 1979, p : 330. 4- Voir : Ibidem, p : 330.

الذي و لعل المقصود بها هو تلك الوسائل التقليدية التي كانت تستخدم قبل قيام الثورة الصناعية و التقدم التكنولوجي الهائل - 5 .وصل إليه اإلنسان اليوم

6- R. Galisson et D. Coste, Dictionnaire de didactique des langues, p : 330.

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

131

كوست . و د ) R. Galisson (غاليسون . من خالل هذه املميزات يتمكن كل من رو ) D. Coste ( من إعطاء تعريف هلا بقوهلما :

قادرة بوجه خاص على (قوية »وسائل نشر أو إعالم « وسائل اإلعالم إذن هي« » 1.زيادة على كوا وسائل اتصال حقيقية )التأثري يف مجاهري متعددة و منتشرة

الطرق اليت ميكن ا إيصال فكرة أو رأي « جند أن وسائل اإلعالم هي ،يف تعريف آخرو ،و اإلذاعة ،إىل عدد كبري من األفراد املستقبلني و املنتشرين يف أماكن بعيدة و متفرقة كالصحف

» 2.و السينما ،التلفزيونوالفنية املؤدية لالتصال و ،و العلمية ،املواد األدبية جمموعة « كما اصطلح كذلك على أنها

اجلماعي بالناس بشكل مباشر أو غري مباشر من خالل األدوات اليت تنقلها أو تعبر عنها مثل الزيارات الرمسية و ،املؤمتراتو، و املعارض ،ووكاالت األنباء ،و التلفزيون ،و اإلذاعة ،الصحافة

» 3.الرمسية غريو : و تنقسم إىل أربعة أنواع :أنواع وســائل اإلعالم -3-3-2 : Mass Média Auditifs: وسائل إعالم مسعية -أ فهي ؛هي النوع الذي ميكن للمتلقي من خالله إدراك املعلومة عن طريق حاسة السمعو على مسع اإلنسان مثل الراديو وأشرطة التسجيل ووكاالتائل اليت تعتمد الوس « :إذن

. أضف إىل ذلك اهلاتف الثابت و اهلواتف النقالة، » 4األنباء :visuels-Mass Média Audio: وسائل إعالم مسعية بصرية -ب

ة باالعتماد على حاسيت السمع خالهلا إدراك و تلقي املعلومتتمثل يف الوسائل اليت يتم من و ، باإلضافة إىل شبكة اإلنترنيت 5الفيديومثل السينما والتلفزيون و ،البصر يف آن واحدو . لصوتاهلواتف النقالة ذات الصورة و او

: Mass Média Lisibles: وسائل إعالم مقروءة -ج تعتمد على حاسة البصر، كما تعتمد كذلك على Visuel: وهي وسائل إعالم بصرية

1- R. Galisson et D. Coste, Ibidem, p : 330.

.18: أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات اإلعالم، ص - 2 . 18: صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على الطفل، ص 3- . 23: المرجع نفسه، ص 4- . 23: ، صهنفسالمرجع : ينظر 5-

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

132

. 1و امللصقات ،و النشرات ،و االت ،الكلمة املكتوبة مثل الصحف : Mass Média Immobiles: ائل إعالم ثابتةوسـ - د

و املسارح الع عليها مثل املعارضليها لالطالوسائل اليت يتوجه الناس إ« هيو » 2.املؤمترات و املتاحفو

: و ميكننا متثيلها يف املخطط التايل

لقـــنـاة ا

ثابـتة مسعية بصرية مسمـوعة )بصرية ( مرئية

األنترنت اهلاتف التلفزيون الراديو اهلاتف الكتب االت الصحف الفاكس

املتاحف املؤمترات املسارح املعارض

: خصائص وسـائل اإلعالم -3-3-3 : تتميز وسائل اإلعالم مبجموعة من اخلصائص منها ما يلي فقلما يكون هناك طريق سهل أو ؛غالبا ما تكون وسائل اإلعالم ذات اتجاه واحد - 1

أو يتلقى ،سريع للقارئ أو املشاهد أو املستمع حتى يرد أو يسأل عما يدور يف ذهنه من أسئلةيتحول اإلعالم إىل عملية اتصالية مث إىل عملية ،، ويف هذه احلالة3إيضاحات إن هو احتاج إليها

الذي حظي بفرصة طرح السؤال )املشاهد أو املستمع أو القارئ (ي فبالنسبة للمتلق ؛تواصليةراديو، تلفزيون، ( على املرسل أو االستفسار منه عن قضية معينة عن طريق إحدى وسائل اإلعالم

فهذه العملية هي عملية اتصال، نظرا لكون املتلقي يقيم اتصاال مع ؛) جريدة، جملة أو هاتف

. 23: ، صالسابقصالح ذياب هندي،المرجع : ينظر -1 . 23: المرجع نفسه ، ص -2 . 21: ، صالمرجع نفسه -3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

133

أو عن طريق إرساله لرسالة خطية أو بالربيد ،ل عن طريق اهلاتف بالراديو أو التلفزيوناملرس .االلكتروين موجهة إىل صحيفة معينة أو جملة

فهي عملية تواصلية نظرا لوجود سؤال و جواب أي تبادل مباشر ؛من جهة أخرىو . للمرسالت بني املرسل و املتلقي

إال أنه جيب التفريق بني العملية التواصلية اليت حتدث بني املتلقي و بني الشخص القائم على و بني وصوهلا إىل اجلمهور ،لطرح السؤال أو لالستفسار عن أمر ما )أو رجل اإلعالم (اإلعالم

فهذه العملية ؛كعملية إعالمية حمضة عن طريق وسائل اإلعالم )املشاهد أو املستمع أو القارئ ( . التواصلية هي عملية إعالمية بالنسبة للجمهور

فوسيلة اإلعالم ختتار اجلمهور الذي ؛تتضمن وسائل اإلعالم قسطا كبريا من االختيار -2 إىل جانب ،املرأةفهناك برامج خاصة باألطفال و أخرى ب ؛1 ختاطبه و ترغب يف الوصول إليه

. الربامج السياسية و االقتصادية و االجتماعية اليت تستهدف مجهورا خاصا اتتوجه وسائل اإلعالم يف سعيها الجتذاب أكرب عدد من الناس، باستثناء ما يوجه إىل -3

. 2 قطاعات حمدودة من الناس كاملعوقني و غريهم :مجهور اخلطاب اإلعالمي -3-4 فلوال وجوده ملا استطاعت ؛ينبين العمل اإلعالمي يف أساسه على وجود ما يسمى باملتلقي

.أية عملية إعالمية من إجناز مهمتها و ملا وجدت أية رسالة إعالمية وجهتها األخريةعالمية، و الذي يظهر بأنها عبارة عن إقامة اتصال يظهر من خالل اتجاه العملية اإلو

جاه يكون دور املرسل فيه دورا إجيابيا، بينما يكون موقف التلقي فيه موقفا سلبياأحادي االتو مع ذلك فإن املتلقي يف اإلعالم . باعتباره الطرف الذي تقع عليه أفعال الكالم من طرف املرسل

بالتايل فإن املتلقي متضمن يف و؛ الذي أقيم من أجله االتصال بغرض إقناعه و التأثري فيههو اهلدف و عليه فإن أمهية املتلقي تكمن يف كونه مشاركا يف العملية اإلعالمية و ليس ؛الرسالة اإلعالمية

عنصرا سلبيا. فإن دور املتلقي هو فك ؛) L’encodage (لية الترميز إذا كان املرسل هو من يقوم بعمو

. هذه الرموز و فهمها مث تأويلها يف حماولة منه للوصول إىل غرض املرسل من إقامته لالتصال

.21: ، صالسابقصالح ذياب هندي،المرجع : ينظر -1

.21: المرجع نفسه، ص: ينظر2-

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

134

ذلك منو قي للقيام بعملية التأويل،األلفاظ املستعملة يف الرسالة اإلعالمية هي وسيلة املتلو بالتايل فإن و ؛خالل الداللة أو املعىن الذي حيمله كل لفظ داخل السياق الذي ورد فيه

األساليب البالغية العربية جتعل املخاطب أو املتلقي يسهم يف إنتاج املعىن املقصود بواسطة عملية « إن . املعىن الذي يقصده املتكلم استداللية، ينتقل فيها من خالل اللفظ و معناه املتعارف عليه إىل

؛بل العكس ؛هذا ال يقلل من شأنه كما يتوهمو. بل هو دليل عليه ؛اللفظ هنا ال يعطي املعىنبل إنها أمارة ؛و حسب فاأللفاظ هنا ليست أداة اتصال فحسب، ليست مطية أو وعاء لألفكار

» 1.عليها و دليل إليهاو لكن السؤال الذي ،ن التأويل يولد مع ميالد الرسالة اإلعالمية مكتوبة كانت أو منطوقةإ

أن أم، و التأويل للرسالة اإلعالمية الواحدة 2هل يتفق مجهور املتلقني على نفس التفسري: يطرح هو أيديولوجية هذا املتلقي؟ و التأويل لدى املتلقي خيتلف و يتعدد حسب ثقافة و مستوى

ستهدف عبارة عن أفراد من طبقات بأن مجهورها امل ة إعالمية تدركإن أية مؤسس ، فيه النخبة املتعلمة واملثقفة جندحيث ،ختتلف نسبها داخل اتمع الواحد مستويات خمتلفةو

ـله كلعامة اتمع باإلضافة إىل ، مع اإلشارة طبقة األمينيلطبقة احملدودة التعليم و ا من الذي متثلعل هذا هو السبب الذي جيعل اللغة جلمهور املتلقني على اختالفه، و إىل املستوى االجتماعي

اإلعالمية تتنوع بني عامية وفصيحة و لغات أجنبية وذلك لوصول تأثريها إىل مجيع هذه الطبقات . تو املستويا

: ميكننا تلخيص عملية التلقي يف املخطط التايلو

1 - سة العربية للدد المبارك، استقبال النص عند العرب، المؤس212: ، ص1999 ،01: ط راسات و النشر،محم.

و قد شهدنا في الفكر الغربي الحديث من يضع التفسير أحد مراحل التأويل و كأنهما مرحلتان متعاقبتان كما فعل ابن األثير " 2 - .223: ، صنفسهالمرجع ": في السابق

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

135

ـيقــاملتـل

مجهور غري متجانس ـرد فـ

طبقة األميني امرأة فل قف طـمثـ م متعل

وحمدودي التعليم

فك الترميز فك الترميز فك الترميز فك الترميز فك الترميز رميز التك فـ

الفهم الفهم م الفه الفهم الفهم الفهم

التأويل التأويل التأويل التأويل التأويل التأويل

:السياق -3-5 مل الرئيس الذي يعد السياق من أهم العناصر احمليطة بإنتاج الكالم، ذلك أنه يشكل العا

تتحقق من خالله داللة اخلطاب، والذي تتم من خالله كذلك معرفة داللة املصطلحات، والغرض .من توظيفها يف اخلطاب، كما يتوقف عليه أيضا جناح أي تواصل

ظر متعددة ونظرا هلذه األمهية اليت يكتسيها السياق؛ فقد مت تدارسه من خالل وجهات ن .سواء يف التراث اللغوي العريب، أو يف الدرس اللغوي احلديث

:السياق يف التراث اللغوي العريب -3-5-1 لقد تعدد االهتمام بالسياق يف التراث اللغوي العريب، وذلك عند كل من اللغويني

وكان أول من « ق لفظ السياق، وقصد به السياق اللغوي، والبالغيني واألصوليني، حيث أطل

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

136

باب الصنف يبني سياقه" أمساه استخدمه ذا املعىن الشافعي، حيث عقد بابا يف الرسالة » 2. 1 "معناه

لفظ السوق بدال من لفظ السياق، حيث دخل هذا -خاصة - كما استعمل األحناف بأنه )490(يف أحد أقسام اللفظ من حيث الوضوح هو النص الذي يعرفه السرخسي « ظاللفما يزداد وضوحا بقرينة تقترن باللفظ من املتكلم ليس يف اللفظ ما يوجب ذلك ظاهرا بدون «

.4 » 3 » تلك القرينةسياق النص، : ويعين به السياق بنوعيه، )املساق(؛ فقد استعمل لفظ )790(أما الشاطيب

املساقات ختتلف باختالف األحوال واألوقات والنوازل، وهذا « : ، حيث يقول5وسياق املوقفمعلوم يف علم املعاين والبيان، والذي يكون على بال من املستمع واملتفهم االلتفات إىل أول الكالم

حلال فيها، ال ينظر يف أوهلا دون آخرها، وال يف آخرها دون وآخره حبسب القضية، وما اقتضاء اوال حميص للمتفهم عن رد آخر الكالم على أوله، وأوله على آخره، وإذ ذاك حيصل ... أوهلا

.6 » مقصود الشارع يف فهم املكلف : ول السياق فيما يليوميكن تلخيص الدراسات اليت وردت يف التراث اللغوي العريب ح اعتبار أن السياق هو الغرض، أي مقصود املتكلم من إيراد الكالم، وهو واحد من : أوال

عنها، وكان استعماهلا ذا منضبطا عند األصوليني، حتى )السوق (املفاهيم اليت عبر بلفظ السياق .فيما نقلناه عنه حرر السجلماسي مفهوم السياق نصا

أن السياق هو الظروف واملواقف واألحداث اليت ورد فيها النص أو نزل أو قيل : ثانيا .بشأا، وأوضح ما عبر به عن هذا املفهوم لفظا احلال واملقام

ردة الله بن ردة بن ضيف الله : عن/ هـ1399، 02: دار التراث، طأحمد محمد شاكر، القاهرة، : الشافعي، الرسالة، تح - 1

.62: الطلحي، داللة السياق، ص .42: المرجع نفسه، ص 2-ردة الله : عن/ 164: ، ص01: ، ج1973أبو الوفاء األفغاني، بيروت، دار المعرفة، : السرخسي، أصول السرخسي، تح - 3

.43: ، صالمرجع السابق ه الطلحي،بن ردة بن ضيف الل .43: المرجع نفسه، ص - 4 .47: المرجع نفسه، ص: ينظر - 5، 03: جلبنان، -ز، دار المعرفة، بيروتالشيخ عبد الله درا: ، الموافقات في أصول الشريعة، تح)أبو إسحاق (الشاطبي - 6

.47: المرجع نفسه، ص: عن/ 414، 413: ص ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

137

ه الكالم يف موضع النظر أو أن السياق هو ما يعرف اآلن بالسياق اللغوي الذي ميثل: ثالثا )موضع التحليل ( م ميكن أن يضيء داللة القدر منهالتحليل، ويشمل ما يسبق أو يلحق به من كال

1أو جيعل منها وجها استدالليا. :السياق يف علم اللغة احلديث -3-5-2 وذلك انطالقا من ،رس اللغوي احلديثيف الد حيزا كبريا من االهتمام السياقأخذ لقد

ا ااهتمام الكثري من اللسانيني احملدثني بقضية املعىن، وبكيفية استعمال الكلمة يف اللغة، وبعالقميكن أن جنمل االجتماعية للغة، وبالوحدات اللغوية األخرى، باإلضافة إىل تركيزهم على الوظيفة

راسات يف اتجاه البنيوي ممثال في -1: جاهني اثنني مهاهذه الدياقيةب ما يعرفاالتظرية السالن، حيث اهتم أصحاب هذه النظرية ،) J.R. Firth (2 فريث. ر.اللغوي اإلجنليزي جوزعيمها هو

.بالكلمة وبالدور الذي تؤديه يف اللغةكل ما له عالقة بالواقع اخلارج يت جتعلال ت اللسانية البنيويةالدراسامما عرف عن وبالرغم

أهم ما ميكن مالحظته يف هذا الكالم أن « ، إال أنخارج نطاق اهتمامها عن املدى اللغوياألساس املنهجي للنظرية السياقية يقوم على مواقف صورية صارمة يف تطبيقها ملبادئ التحليل

رغم أنها تلجأ إىل مفهوم ينتمي إىل الواقع اخلارج عن املدى اللغوي؛ إذ إن غرض النظرية البنوي السياقية من استدعاء السياق يف النهاية هو االستعانة مبعطيات غري لغوية ملموسة تساعد على

.3 » وحتليل داللتها بكيفية منوذجية تصنيف الوحدات اللغويةالتجاه التداويل الذي يدرس اللغة من حيث هي خطاب منجز، وعليه، فإن السياق ا -2

ما 4املفاهيم يشكل أهم5 ليت ترتكز عليها دراسا.

.51، 50: ، ص صالمرجع السابق بن ردة بن ضيف الله الطلحي،: ظرين - 1 Sounds and prosodies( 1949):اله، من أهم أعم1960لغوي وباحث صوتي انجليزي، توفي سنة - 2

The Tongues ofو ، )مقاالت في اللسانيات ( Papers in linguistics ( 1957)، و )أصوات وظواهر نغمية (men and speech ( 1964) ) عن: )ألسنة الناس والكالم :ب دبدراسة تحليلية - ه، مبادىء اللسانيات البنويةالطي

.135: م، ص2001ابستمولوجية، دار القصبة للنشر، الجزائر، .204: المرجع نفسه، ص - 3 .وما بعدها 42: الفصل األول، ص: ينظر - 4ما الفرق، إذن، بين اللسانيات التداولية والنظرية السياقية ما دام كالهما يوظف مفهومي السياق : ائال يسأل فيقوللعل س « - 5

والمقام ويعتمد عليهما في دراسة اللغة؟ لكي نجي على هذا السؤال البد من مناقشة مضمونه من منطلق ابستمولوجي يدفعنا .س المنهجية التي تقوم عليها دراسة ظاهرة اللغة في كل من هذين االتجاهينإلى النظر في األس

أما التداوليون؛ فقد كان غرضهم هو دراسة اللغة من حيث هي إنجاز فعلي يرتبط بسياق المقام في زمان معين محسوس يث هي لغة فحسب؛ بل يستهدفون ضبط القوانين المنظمة ومكان معين محسوس، أي أنهم ال يستهدفون دراسة اللغة من ح

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

138

: على مفهومني اثنني ) Contexte (قد مت إطالق لفظ السياق و : ) inguistique/ C. verbaleContexte l (: 1السياق اللغوي: أوهلما هو

له حدودا تفصله ت اللفظية يف أي خطاب، إال أنالسياق اللغوي هو الذي حيدد الدالال إن عن أنواع السياق األخرى، وحتدد معامله بالنسبة إىل العنصر اللغوي موضع التحليل؛ فإذا كان

اللفظي للكلمة، وأنه البيئة احمليطة بالعنصر اللغوي، وإذا كان هذا العنصر قد النظم« السياق هوفإن السياق ؛)النص ( الكرب حد اجلملة أو ما وراءها يتناهى يف الصغر إىل الصوت املفرد، ويبلغ يف

عنصر املطلوب حتليله أو العنصر اللغوي موضع التحليل، فإذا كان ال - يف األغلب -اللغوي حيدهوهو فنحن أمام أقل حدود السياق يف النص، ؛) Phonème ( استه هو الوحدة الصوتيةدر

، ويكون حد هذا السياق هو الكلمة مبفهومها ) Phonème contexte ( السياق الصويت . وىلالشائع، وإن تعداها، فلن يتطلب ثالثة، ألنه سيسقط الكلمة األ

فإن حدود السياق متتد ؛أو املورفيم )الكلمة (وحني يكون العنصر املطلوب حتليله هو تتحدد وجودا -يف األغلب - قليال لتصل إىل ما هو أكرب منها، وهو اجلملة، ذلك أن الكلمة

ا حني يكون العنصر املطلوب حتليله أو الوومعن؛صول إىل معناه هو اجلملةى يف إطار اجلملة، أم املتكون من عدة مجل، وقد تكون فقرة، أو عدة فقرات، وقد حدود السياق تتماد إىل النص فإن

» 2.يكون ما هو أكرب من ذلك كما قال أوملانContexte non- (: 3 )أو سياق املوقف(ثانيهما وهو السياق غري اللغوي

. de situation)linguistique/ C :

ويتعلق هذا املفهوم باجلانب اخلارجي من اخلطاب، وخيص الدالالت غري اللفظية، كل ما يتصل بالكلمة من ظروف ومالبسات، والعناصر غري -بوجه من الوجوه -يشمل « حيث

ألفعال اللغة ومقاماتها المختلفة، قوانين ليس من شأنها أن تدرس امتداد المعنى اللغوي بين الوظيفتين النحوية والداللية =

ين الوظيفتين عن طريق ربطهما بوظيفة فحسب؛ بل هي تسعى إلى أن تدرس حدث اللغة بكامل مكوناته اإلنجازية الفاعلة في هات: وعلى هذا يمكننا تلخيص الفارق المنهجي بين اللسانيات التداولية والنظرية السياقية في قولنا) ...(ثالثة هي الوظيفة التداولية

تسعى النظرية السياقية إلى تقعيد ، بينما Acte de langageإن اللسانيات التداولية تسعى إلى تقعيد قواعد ألفعال اللغة : » اعتمادها على المعطيات غير اللغوية )وكيفما كان( وهذا ما يجعلها محتفظة بانتمائها للسانيات البنوية مهما كان . اللغة

.205، 204: ص ص مبادىء اللسانيات البنوية، الطيب دبه، .41: ينظر تعريفه في الفصل األول، ص - 1 .53: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص - 2 . 44: لقد سبق تعريفه خالل الفصل األول، ص - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

139

. » 1رى أمهيتها يف البالغة يف هذا الشأناللغوية املتعلقة باملقام الذي تنطق فيه الكلمة هلا هي األخ : 2أنواع السياق -3-5-3 ، أو أقل )املورفيم (إذا كان السياق اللغوي خيص البيئة احمليطة باخلطاب، سواء بالكلمة روف ، وإذا كان سياق املوقف خيص الظ)أي اجلملة (، أو أكثر منها )أي الفونيم (منها

واملالبسات اليت حتيط بإنتاج الكالم، فإن هناك أنواعا أخرى للسياق، تتعلق إما بالنص أو مبراجع الوحدات اللغوية أو باحلاالت الذهنية والنفسية للمتخاطبني، أو باالنفعاالت والدالالت العاطفية،

:التداويل، وميكن تلخيص هذه األنواع فيما يلي وهو ما يشكل حمور اهتمام الدرس أو بالثقافة، :السياق النصي - 1 السياق النصي بتحليل الوحدات اللغوية الكربى يف اخلطاب من أجل اكتشاف داللتها يتعلق

ز النحويون، مل يتجاو« بالنسبة إىل املتلقي، ويرتبط هذا السياق بنحو النص وحتليل اخلطاب؛ إذ يف التركيب، حد اجلملة يف حتليالم، من البنيويني والتوزيعيني حتى النحو التحويلي عند

يف حني . ومن بعده، كما مل يتجاوز الباحثون حمتوى القضية يف التحليل الداليل )تشومسكي (يل الوحدات اللغوية الكربى مثل العبارة، أجزاء قدم حنو النص وحتليل اخلطاب بعض اآلليات لتحل

اخلطاب يف احملادثات، احملاورة، وكذلك النماذج احلجاجية يف بعض مناذج اخلطاب مثل اخلطاب لقد كشفوا عن عالقات تتجاوز اإلحالة بني اجلمل مثال؛ فأعادوا بناء متاسك النص؛ . السياسي

مكن املرسل إليه من اكتشاف داللة هذه الوحدات الكربى، ولكن بوصفه نظاما أكرب يف النحو؛ لييبدو أنه من الصعب تفسري التماسك النصي كصنف حنوي صرف، وعليه، فمن املهم النظر إليه

. » 3من خالل عالقته باإلجراءات االجتماعية النفسية

. 68: ص ،02: ط والتوزيع، القاهرة، كمال بشر، دار غريب للطباعة والنشر: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، تر - 1، ألن تصنيف السياق هو أيسر الطرق لتصنيف التداوليات إلى عدة أنواع؛ إذ يقسم السياق إلى أكثر ) Parret ( يعد بريت - 2

سياق القرائن : من قسم، ونتج عن ذلك خمسة أنواع من السياق، يطابقها العدد نفسه من التداوليات، وهذه األنواع هيCo-text as context) (ياق الوجودي ، وهذاى بنحو النص، السما يسم) (Existential context ياق المقاميالس

) (Situational context سياق الفعل ،) (Actional context، ياق النفسيالس ) Psychological context ( :Parret, Semiotics and pragmatics, pp :94, 98 /الشهري، إستراتيجيات الخطاب، عبد الهادي بن ظافر : عن

ومن مميزات هذا التقسيم أنه يغفل الفصل بين ما ينتسب إلى اللغة، وما ينتسب إلى العناصر التي تؤثر في « ،42: ص .42: المرجع نفسه، ص: » تشكيلها خطابيا

.42: ، صالمرجع نفسه - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

140

: السياق العاطفي -2 ل املعاين املوضوعية مع املعاين االنفعالية والعاطفية يف اخلطاب، والسياق وحده هو الذي تتقاب

ما إذا كانت الكلمة ينبغي أن « يوضح املعىن املقصود من توظيف الكلمة يف اخلطاب، ويبين لناعن العواطف التعبري -أساسا - تؤخذ على أنها تعبري موضوعي صرف، أو أنها قصد ا

ويتضح هذا بصفة خاصة يف جمموعة معينة . واالنفعاالت، وإىل إثارة هذه العواطف واالنفعاالتاألحيان مبضمونات عاطفية؛ بل اليت قد تشحن يف كثري من » حرية وعدل« من الكلمات حنو

عاطفية قوية غري متوقعة يف إن بعض الكلمات املستعملة يف احلياة اليومية العادية قد يكتسب نغمة » 1.املواقف االنفعالية

:السياق الوجودي -3 ، )أو عامل األشياء املادية (ترتبط العالمات اللغوية باملرجع الذي حتيل إليه يف الواقع

امال مهما يف فهم باإلضافة إىل حتديد هذه العالمات ضمن حيز الزمان واملكان، واليت تعترب عيدعي الفالسفة واملناطقة، على عكس البنويني مثال، « املعاين وتأويلها بالنسبة إىل املتلقي، حيث

ويتضمن هذا . أن التتابعات اللغوية أو السيميائية تكتسب معانيها من خالل عالقاا مبراجعها. واليت ترجع إليها التعبريات اللغوية )، حاالا، األحداثعامل األشياء (السياق املرجعي، بطبعه،

ويتم االنتقال من الداللة إىل التداولية حاملا يدرك أن املرسل واملرسل إليه، وكذلك موقعهم الزماين، املكاين هي مؤشرات للسياق الوجودي، وعندما توضع هذه اإلشاريات يف االعتبار؛ فإنه

» 2.كن وصف معىن التعبريات اللغوية إشاريا، مبا يقود إىل صنف إشاري للداللةمي : 3السياق املقامي -4 تعد مناسبة املقام للمقال من العوامل األساسية يف فهم معاين األلفاظ وتأويلها تأويال

يوفر، جزئيا، « لفظ، من هنا، فإن السياق املقامي صحيحا يوافق مقصدية املتكلم، وكذا سياق التبعض العوامل أو احملددات اليت تسهم يف حتديد معاين التعبريات اللغوية، واملقامات بوصفها سياقا،

حمكمة، (هي صنف متأصل يف احملددات االجتماعية؛ فقد يكون هذا السياق إطارا للمؤسسات ؛ إذ تؤطر هذه احملددات خصائص احملادثة يف )مطعم، تسوق (أو ألوضاع احلياة اليومية ،)مدرسة

. النصوص الكربى، وكذلك يف بناء اخلطاب اإلقناعي واحلجاجي من خالل قوانني وأنظمة معينة

.70: ص ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، - 1 .43، 42: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص ص - 2 .44: ويسمى كذلك بسياق الحال، ينظر تعريفه في الفصل األول، ص - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

141

ر الذي ميكن أن يلعبه االجتماعيني تصنيفا ودراسة للسياقات املؤسساتية، والدو ويقدم علماء اللغة .1 » كل من طريف اخلطاب فيها

: سياق الفعل -5 يرتبط السياق بالقوة اإلجنازية للتلفظ، والناجتة عن إجناز األفعال اللغوية، واليت تتحقق عن

امات اليت حتدد داللة طريق التلفظ بالعبارات يف ظل سياقات معينة؛ إذ ال تكاد تنحصر املق التتابعات السيميائية، ولذلك تعد األفعال اللغوية أصنافا جزئية من السياق املقامي، ويرى أوستني

) Austin ( ر عن أفعال؛ بل هي األفعال نفسها؛ فلم يعد هناك مجلسلسالت اللغوية تعبأن التيف مراحل متأخرة من نظرية كون منطوقات أدائية؛ إذ تبينت وصفية حبتة ذات معىن ثابت، دون أن

أن كل اجلمل تقال ليكون هلا قوة تسمى القوة اإلجنازية، ويلح أوستني ،Austin) (أوستني ) (Austin عاقدي، إلنتاج اللغة من طرف املرسل يفعلى دور العرف االجتماعي، أي الت

فيما بعد، مؤكدا على أن هناك شروطا العتبار اللغة Ducrot) (ديكرو اتمع، وقد وافقه . فعال، خاصة األفعال اإلجنازية، مما ميكن معه القول بأن اللغة حمكومة مبعايري حمددة

ال اللغوية باإلضافة إىل أن هناك نقطة جوهرية، من وجهة النظر التداولية، وهي أن األفع أفعال إرادية؛ إذ يقصد املرسل إجنازها، ويريد أن يدرك املرسل إليه هذا القصد، وميكن إضافة الشرط التفاعلي، لتصبح أفعال اآلخرين اللغوية اليت يشاركون ا يف السياق التواصلي هي السياق

Austin) ( التفاعلية ما ذهب إليه أوستني الدافع إلنتاج اخلطاب الالحق، وتردف وجهة النظربعدا قصديا لنظريات املعىن، وذلك من ) Grice (من أن التلفظ هو فعل، ويضيف جرايس

خالل طرحه ملبدأ التعاون يف احلوار، والتأكيد على أمهية قواعده يف االستلزام احلواري، وذا طور ؛ إذ ال حيصل التواصل أو إدراك القصد دون تفاعل Austin) (ل أوستني حمور التفاعل أكثر مما فع

ويتضح من أنواع السياق، أن إعادة بنائه بالنظريات اللغوية أيسر من غريه من . تعاوين ومنسق .2 أنواع السياق األخرى

: السياق النفسي -6 جنازه ألفعال لغوية نتيجة مته لالتصال، وبالتايل وراء إتقف مقاصد املرسل وراء إقا الفعل اللغوي قصد مشروط، يقود إىل دمج احلاالت الذهنية « ه اللغة لصاحله، ذلك أناستخدام

عن برنامج سؤولةذهنية م املقاصد والرغبات حاالتوالنفسية يف نظرية تداولية اللغة، لتصبح

.43: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 1 .44، 43: ، ص صالمرجع نفسه: ينظر - 2

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

142

عل، وهذه احلاالت هي مناط اهتمام الوصف والتفسري التداويل؛ بوصفها السياق الفعل والتفاعلى ذلك اجلزء من إلنتاج اللغة وفهمها، كما تقتضي صلتها بالتداولية من خالل االقتصار النفسي

سالت اللغوية النشاط الذي جيسد ذاته فقط من خالل األنظمة النحوية احملددة يف إنتاج التسلوفهمها؛ واجتناب احلاالت الكثرية اليت ال تنتمي إىل املنهج التداويل مثل اكتساب اللغة، واألساس

.1 » البيولوجي، وغريها : السياق الثقايف -7 ائص ختتلف الثقافات باختالف اتمعات واألعراق واألجناس، حيث تتميز كل ثقافة خبص

معينة ال تتوفر يف ثقافة اتمع اآلخر، وكل لغة حتوي ألفاظا وعبارات يستحيل ترمجتها إىل غريها من اللغات ألنها متثل خصوصية ثقافية من خصوصيات جمتمع ما دون غريه من اتمعات األخرى؛

ية، ولذا فإن حتديد الدالالت يف هذه فهي ترتبط بكل نواحي احلياة فيه سواء املادية أو املعنوإن األمثال )...(األحوال يستلزم حتديد احمليط الثقايف واالجتماعي الذي تستخدم فيه الكلمة

والعبارات اليت جتري جمرى األمثال، وكثريا من العبارات االصطالحية يستحيل ترمجتها إىل لغةالثقافية اليت تكمن وراءها ، أو بقراءة أخرى تثبيت هذه العبارات أخرى إال إذا أشرنا إىل احلقائق

يف داخل سياقها الثقايف الذي يشمل نظم اتمع وتارخيه وأفكاره وتقاليده وأدواته، وقيم الناس . 2 األخالقية واجلمالية، وغري ذلك مما يرتبط ذه األلفاظ ارتباطا وثيقا

ياقات األخرى اليت تترابط فيما بينها لتشكل الوعاء ويشمل السياق الثقايف سلسلة من الس املتكلم والظروف احمليطة بإنتاج الكالم، حيث الذي تتكون فيه معاين امللفوظات وفقا ملقصدية

ن قد وضعت لنا نظرية السياق مقاييس لشرح الكلمات وتوضيحها ع « :يقول ستيفن أوملانأي سياقات كل : احلقائق يف سلسلة من السياقات ترتيب (:طريق التمسك مبا مساه األستاذ فريث

واحد منها ينطوي حتت سياق آخر، ولكل واحد منها وظيفة بنفسه، وهو عضو يف سياق أكرب، واحلق أن هذا . )لثقافةويف كل السياقات األخرى، وله مكانه اخلاص فيما ميكن أن نسميه سياق ا

املنهج طموح إىل درجة ال نستطيع معها يف كثري من األحايني إال حتقيق جانب واحد منه فقط، .3 » ولكنه مع ذلك ميكننا من احلكم على النتائج احلقيقية حكما صحيحا

.44: ، صظافر الشهري، المرجع السابق عبد الهادي بن - 1كلية -علم اللغة بين القديم والحديث، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، منشورات جامعة حلبعاكف مدكور، : ينظر - 2

. 216، 215: م ص ص1987/ هـ1407اآلداب، سوريا، .84: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص - 3

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

143

إىل )الفونيم (ية يف اللغة من أصغر وحدة حتليل وتتدرج السياقات داخل النص، وذلك النص املكون من متوالية طويلة من اجلمل، يفضي بدوره إىل سياق الثقافة، إال أن فصل كل سياق

السياقات العون دائما من عن اآلخر يبقى فصال تعسفيا لغرض البحث، وإال فكل سياق يلتمسأو دونه يف التدرج، مبا يكشف عن ترابط السياقات فوقهاألخرى سواء أكانت تلك السياقات

.1بأشكاهلا املختلفة من جهة أخرى السياقات يف الشكل التايل وميكن أن منثل هلذا التدرج يف

اقـــالسي

السيــاق غري اللغوي السيـــاق اللغوي

السياق الثقايف سيـاق النص ) مان، املكاناملوقف،األدب، الز..(

السياق النحوي

السياق املقامي السياق الصريف سياق الفعـل السياق الصويت

السياق الوجودي

السياق العاطفي

السياق النفسي

.205: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص :ينظر - 1

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

144

: التلفظ وقيوده احلركية -3-6

تساهم احلركات اجلسمية والقيود االجتماعية املصاحبة للتلفظ يف وصول الرسالة االتصالية يف -فقط -تؤثر الرمسية ال« دون حدوث خطأ يف الفهم أو التأويل؛ إذ من املرسل إىل املتلقي

النص من حيث هو لغة؛ بل تتعدى ذلك إىل شرط موائمة احلركات اجلسمية واإلمياءات املصاحبة حيث يشتمل احلدث التواصلي، إضافة إىل عناصره )... (للكالم للمستويات املختلقة اجتماعيا

،جزءا مهما يعضد إنتاج الكالم وفهمه عرب قدر من )كالم (كلم وخماطبني ونص من متاالتصال، وعرب بعض القيود االجتماعية اليت تفرض على )أطراف (احلركات اجلسمية لطريف

.1 » املشاركني يف احلدث التواصلي

صدية املتكلم، حيث تكون أحيانا عبارة وتعد احلركات اجلسمية عامال مهما يف حتديد مق -يف كثري من األحيان - م خلطابه، كما ميكنهاعن حركات أو إشارات أو إمياءات يضمنها املتكل

واإلشارة واللفظ « :أن تنوب عن اللفظ؛ فتؤدي املعىن املقصود بنجاح تام، يقول اجلاحظان هي عنه، وما أكثر ما تنوب عن اللفظ وما تغين عن شريكان، ونعم العون هي له ونعم الترمج

.2 » ! اخلط صوتية، وتعترب حركة اليدين والعينني من أهم املعضدات اجلسمية هي لغة غريواحلركات

.3 غري اللغوية املصاحبة للكالم، بالرغم من حمدوديتها وعدم اقتصاديتهاإىل القيود االجتماعية؛ فيمكننا القول بأن احلدث التواصلي خيضع يف عمومه أما بالنسبة

: إىل ما يلي :وهي نوعان : املسافة بني املتخاطبني -1 خيضع هلا احلدث التواصلي وذلك تبعا للمستويني االجتماعي والثقايف اللذين :األوىل

ختضع املسافة أثناء الكالم ملا خيضع له الكالم « لم واملخاطب، كماينتمي إليهما كل من املتك يف املسافة بني املشاركني والثقايف، وميكن القول أن 4نفسه من اعتبارات املستوى االجتماعي

.618، 617: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ص - 1 .57: ، ص01: الجاحظ، البيان والتبيين، ج - 2 .619: ياق، صردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة الس: ينظر - 3كما يمكن القول إن المسافة بين المتخاطبين العرب ، بشكل عام، تخضع لعادات العرب في اللقاء وحميمية االتصال بينهم، « - 4

، كما تخضع لعاداتهم االجتماعية، ومدى قبول االقتراب والبعد أثناء الحديث، وخاصة حين يكون طرفا الحديث مختلفين جنسيا .618: ص ،المرجع نفسه: » كما تخضع العتبارات دينية؛ فال يقبل الحديث بين اثنين دون الثالث

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

145

احلدث التواصلي ختضع ملعيار رمسية القول من جهة، والعتبارات اجتماعية نابعة من ثقافة . » 1ختلفة وعاداااتمعات امل

ـانية وتتمثل يف املسافة املكانية اليت تفصل بني املتخاطبني، حيث أنها تؤثر يف طريقة :والث Dominique (دومينيك مانغونو يقول . من حيث القرب أو البعد 2التواصل ذاا

Maingueneau ( : »القول /موقع بالنةاحلديث أيضا يعين التوهذا 3 » سبة ألقوالنا اخلاص ،بنصه إىل اليت تكفل فيها املتلفظ كلية" الصفر" تنطلق من درجة « يعين أن املسافة ميكن أن

أقصى مسافة، حبيث يعترب املتلفظ نصه جزءا من عامل خمتلف عن ذاته، مسافة ميكن أن تعاين عن : طريق بعض العناصر

.مائر الشخصض - .األحكام - .4 » الزمان - : Les deixis: الضمائر - 1 حتيل على منتج الكالم وهي من العناصر املهمة اليت تشكل احمليط التداويل للكالم، حيث أنها

كل من الضمائر ومتلقيه، وزمن ومكان إنتاجه كذلك، وتسمى كذلك باإلشاريات؛ إذ تشمل ...هنا، اآلن،: و املكان مثل أنا، أنت، حنن، هو، هم، باإلضافة إىل ظروف الزمان: مثل

" أنت"و" أنا"بني « وتلعب الضمائر دورا مهما يف حتديد املسافة بني املتخاطبني، ذلك أنه ستعماهلا يعين احلديث عن الضمائر اليت يتشكل احلديث أو اخلطاب، وحتقيق الفاعلية يف اللغة وا

تلعب دور حتويل اللغة إىل ممارسة ونشاط فردي من خالل االستعمال، حبيث أن املتكلم حني ميلك اللغة ويتحكم فيها؛ فهو جيعلها من إمكاناته، وينصب نفسه يف مرتبة عالية ضمن العملية

.5 » ه أمامهينصب التخاطبية، وال يتحدث إال لشخص

.618: ، صردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، المرجع السابق - 1 .619: المرجع نفسه، ص: ينظر - 23 - Dominique Maingueneau, Genèse du discours, Pierre Margada éditeur, Bruxelles

Liège 1984, p : 108. /156: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: عن. .97: المرجع نفسه، ص - 4 .97: ، صالمرجع نفسه - 5

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

146

خطابه، فعندما مثال يتحدد حسب السياق الذي أنتج فيه" أنا"للضمري استخدام املرسلإن يف هذه " أنا"؛ فهو إما أنه يسند الكالم لنفسه ليعبر عن ذاته؛ فمرجع "أنا"بالضمري يتلفظ املرسل

.ههو املرسل نفس احلالة مري أممري " أنا"ا إذا كان الضر باسم اجلماعة، "حنن"يدل على الض؛ فهو يف هذه احلالة يعب

رسل واملتلقي مسافة حيددها الكالم نفسه والسياق الذي قيل وعليه، ففي احلالة األوىل يكون بني املأرضنا، « :قال املرسل على سبيل املثالفيه، بينما يف احلالة الثانية؛ فاملسافة معدومة متاما؛ فمثال لو

ال نعثر على أي مسافة بني « ، نالحظ أنه حتدث بضمري اجلمع وبذلك » إخل...شعبنا، قضيتنايف أغلب اخلطاب ذائب " أنا"فـ ؛ Degré zéro" الصفر"املتكلم وملفوظه؛ فهي يف نقطة " أنا"

إىل أن يكتسب املتلقي نفس الرؤية، ونفس منه، مما يؤدي حبيث هو جزء ال يتجزأ " حنن"يف الـ . » 1الرأي واملوقف

: Les modalités: األحكام -2 يطلق املرسل أثناء تلفظه باخلطاب أحكاما تربز اهلدف الذي يسعى إىل حتقيقه من خالل

إىل املوضوع الذي يتحدث عنه، وبالتايل فإن عالمات إقامته لالتصال، باإلضافة إىل موقعه بالنسبة الشخص يف نص معين تسمح بتحديد موقفه إزاء خطابه، ودرجة إلتزامه وكذا ذاتيته؛ إذ يدل

: " احلامل للرأي الشخصي عند قوله مثال" أنا"على الضمري كعالمة للشخص" حنن"الضمري الذي يعين اجلمع؛ فيدل على تشارك الرأي وتقامسه "حنن"ينما الضمري ، ب"بالدي" ،"بالدنا

Partage d’opinion ب واملتلقي2بني املخاط. وبالتايل، فاألحكام اليت يطلقها املرسل هي إما أحكام ذاتية تربز أيديولوجيته ومواقفه جتاه

بينه وبني املخاطب، أو أحكام مشتركة بينهما تنعدم موضوع احلديث، وتدل على بعد املسافة .عندها املسافة إىل درجة الصفر

: الزمان واملكان -3 يرتبط عنصرا الزمان واملكان باحلدث التواصلي من حيث أنهما يشكالن جزءا من حميطه

هما داخل السياق الذي أنتج فيه الكالم، كماالتداويل الذي يتجلى من خالل الكشف عن مرجعيت .أن متوقع احلدث التواصلي على حموري الزمان واملكان يساعد على معرفة الظروف احمليطة بإنتاجه

.160: ، صذهبية حمو الحاج،المرجع السابق - 1 .161: المرجع نفسه، ص: ينظر - 2

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

147

ومن أجل حتديد مرجع )...(حلظة التلفظ هي املرجع « أما بالنسبة إىل عنصر الزمان؛ فإن ية الزمانية، وتأويل اخلطاب تأويال صحيحا، يلزم املرسل إليه أن يدرك حلظة األدوات اإلشار

.1 » التلفظ؛ فيتخذها مرجعا حييل عليه، ويؤول مكونات التلفظ اللغوية بناء على معرفتها إن متوقع حدث ما على حمور األزمنة يعين كذلك احتواء اخلطاب على مجيع املبهمات

واحلاضر منه يكتسب أمهية عظمى حبيث « والقرائن اليت تدل على الزمن؛ إذ يقترن الفعل بالزمنال حيدد ضمن الزمن الطبيعي، وال ضمن الزمن الذي هذا احلدث )...(جيعل اخلطاب أكثر شرعية

.3 » 2اللغوي ولكن ضمن زمن احلديث أو الزمن التارخيي،اآلن، : وتتمثل املبهمات الزمانية يف استعمال املرسل للقرائن الدالة عليها يف كالمه مثل

إخل، ولكن حلظة احلديث تبقى هي احملور الذي ترتبط من خالله هذه ...األمس، غدا، يف املاضي .4املبهمات، وتتحدد مواقعها عن طريق مقولة البعد والقبل

ة أخرى، تأخذ اإلشاريات املكانية مكاا إىل جانب اإلشاريات الزمانية يف ومن جه باالنتساب إىل نقاط « اخلطاب، حيث تكمن أمهيتها يف حتديد مواقع األشياء املعبر عنها، وذلك

ة أن مرجعية يف احلدث الكالمي، وتقاس أمهية التحديد املكاين بشكل عام انطالقا من احلقيقة القائلوإما إما بالتسمية أو الوصف من جهة أوىل،: لإلشارة إىل األشياء مها هناك طريقتان رئيسيتان

.5 » بتحديد أماكنها من جهة أخرى

.83: لشهري، إستراتيجيات الخطاب، صعبد الهادي بن ظافر ا - 1 : لهذا العامل الالمرئي المتحرك إلى تقسيمه أقساما ثالثة معتمدا على عالقة المتكلم بالزمن" بنفنست" أفضت دراسة « - 2آلخر، يمتاز هذا الزمن يحس به اإلنسان ويدركه في حياته، يختلف انقضاؤه من بيئة ألخرى، ومن مجتمع: الزمن الطبيعي -1

.La linéaritéنهائية، والخطية بمعنى االستمرارية - عن غيره من األزمنة بالاليمثل اإلنسان جزءا ال يتجزأ من البيئة التي ينتمي إليها، وما دام كائنا حيا تنتابه مجموعة من األحداث : الزمن التاريخي -2

)...(ه من بدايتها إلى نهايتها أو العكس، وذلك عن طريق الذاكرة لتأليف ما يدعى بالسيرة الذاتية يمكنه أن يؤرخ لحيات، وهو البحث عن "تودوروف"بزمن الحديث أو زمن الخطاب حسب " بنفنست"أو ما يدعوه : الزمن اللغوي: زمن الحدث -3

يتجلى زمن الحديث في الحاضر الذي يشكل مرجعيته، أما الماضي والمستقبل؛ تمثيلية الزمن في ارتباطه مع لحظة الحديث، .106، 105: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص ص: » فمتعلقان به

.164: المرجع نفسه، ص -3 .165: ، صالمرجع نفسه -45- / Levinson Stephen C, Pragmatics, Cambridge University Press, 1983, p : 79. /عبد : عن

.84: الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

148

: وتظهر املبهمات املكانية يف اخلطاب بطريقتني من طرق التعبري اللغوي ة على املكان سواء أكانت جامدة أم مشتقة، أعين بواسطة الظروف الدال: إحدامها«

، والداللةإخل، وباملشتق اسم املكان...حيث، عند، واجلهات الست، وقبل، وبعد: باجلامدة أمثال

باملشتق تكون ألصق باحلدث؛ إذ هي مشتقة منه، والتعبري ذه الكيفية ميكن أن نسميه املكان .التركييبوميكن أن نسمي هذه الداللة .. بواسطة أمساء املواضع اجلغرافية، كمكة، واملدينة :رواآلخ

.1 »املكانية برغم مجود األمساء املطلقة عليها باملكان املعجمي ويأخذ عنصرا الزمان واملكان أمهية بالغة يف اخلطاب اإلعالمي بشكل عام، واخلطاب

حيث تتنافس وسائل اإلعالم املختلفة على تلقف األحداث من ل خاص،اإلعالمي السياسي بشك، من أجل ) En direct (البث املباشر مصادرها، ويف زمن ومكان حدوثها، وذلك عن طريق

احلصول على ما يسمى بالسبق الصحفي، وأحيانا تنقل وسيلة إعالمية ما حدثا معينا بشكل وتتفرد به حتى تصبح هي املصدر بالنسبة إىل وسائل ) En exclusivité (حصري وخاص

.اإلعالم األخرى، وذلك ألنها وصلت إىل احلدث ونقلته من مكان وحلظة حدوثهوتأخذ بعض التواريخ أبعادا هامة يف جمال اإلعالم، نظرا ألمهية األحداث اليت وقعت فيها،

ه، والنتائج املترتبة على وقوعها، وعلى هذا تشكل هذه التواريخ مرجعية هلا وللصدى الذي حتدثبنيويورك م2001سبتمرب 11، أو املرتبطة ا، مثل أحداث الـ حداث املشاة هلاوملا يليها من األ

.2 بالواليات املتحدة األمريكية، واليت متثل بداية مرحلة جديدة يف العالقات الدوليةوتظهر أمهية عنصرا الزمان واملكان يف هذه احلالة من خالل اقتران تسمية هذه األحداث

بتاريخ وقوعها ومكانه؛ فلو حدثت نفس األحداث يف منطقة أخرى من العامل ملا أخذت كل هذا الذي وقعت فيه هذه نظرا ألن املكان 3احلجم من األمهية وملا ترتبت عليه كل هذه النتائج

.األحداث ميثل رمزا ألقوى نظام اقتصادي وسياسي وعسكري يف العامل

.621، 620: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ص - 1 .من هذا الفصل 98: الصفحة: ينظر - 2دول حليفة لها، وهي : ذه األحداث هو تقسيم الواليات المتحدة األمريكية العالم إلى قسمينومن بين النتائج المترتبة على ه - 3

واعتبرتها دوال داعمة " محور الشر"الدول التي تتقاسم معها نفس األيديولوجيات، وإلى دول معادية لها وأطلقت عليها اسم ها مثل أفغانستان والعراق، وهددت من ل أنها استباقية ضد بعضومساندة لإلرهاب، وسارعت إلى توجيه ضربات عسكرية تقو

.دوال أخرى باالحتالل مثل إيران و كوريا الشمالية

.عناصر احمليط التداويل للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الثاين

149

الــفــصـــل الـثــ�الــث

من إشـكـــاليــات المصطـلح اإلعالمـي العـربـي

- مـنــاقـشــة تحلـيليـة في ضـوء اللسـاني�ـات التـ�داولية-

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

150

يرتبط الخطاب اإلعالمي باللسانيات التداولية انطالقا من كون التداولية في اللسانيات تعني المنفعة في فهم المقاصد، ومن كونها تهتم باللغة من حيث هي

راسة الملموسة لفاعلية اللغة باعتبارها أهم و أنجع ، خطاب منجز كما تتيح الدالوسائل التي تحقق وظيفة التواصل.

الوعي اللغوي للعصر الذي نعيش فيه آخذ في االزدياد يوما بعد « إال أن وإن اهتمام هذا العصر بوسائل االتصال بين الناس مشوب بشيء من الشك و يوم،

شيء من القلق أيضا، ومثل هذا الشك أمر مألوف في كل األزمات الكبرى في حافة ،الحياة اإلنسانية وإنا لنالحظ في القرن الحاضر على كل حال أن انتشار الص

نما واألساليب العصرية لفنون الدعاية و النشر- ،واإلذاعة و اإلمكانيات الحديثة للسة خطيرة لم يعهد لها مثيل هذه األشياء كلها قد منحت الكلمة المنطوقة و المكتوبة قو

P0F.من قبل

1P «

ية المصطلح اإلعالمي العربي انطالقا من القيمة التي يحظى بها وتأتي أهمبرز الطاقات التعبيرية لمختلف ي ضمن الخطابات المختلفة بوصفه مجاال تداوليا

م ،اللغات وتتجسد فيه أنماط تواصلها اللغوي باعتباره مجاال حيويا يتوسل به للتحك يوجب علينا أن ندرس وفي توجيه سياسة أمورها، األمر الذي،في إرادة الجماهير

،1F2 في مختلف وسائل اإلعالم العربية استعمالها من واقعاللغة اإلعالمية انطالقا والظروف و الحيثيات المحيطة بها.

ومن خالل دراسة البعد التداولي للمصطلح اإلعالمي العربي من حيث هو لنا مشكل قديم حديث وهو مستمر ما دام هناك فإنه يظهر ؛حدث تواصلي فاعل

سبيل لالتصال اإلنساني داخل المجتمع نفسه أو بين المجتمعات اإلنسانية ككل وهو مشكل وضع المصطلح وأثره في العملية التواصلية.

بل ؛ يبدو لنا أن أزمة المصطلح في اللغة العربية ليست لسانية فحسبعليه و إعالمية أيضا .هي

ة و المصطلح اإلعالمي ية صناعة المصطلح في اللغة العربية عام وتأتي أهمة من كونه قد غدا ضرورة علمية ال يمكن تجاهلها، و مواكبة هذا بصفة خاص

كب الحضاري تفرض أن تنضم لغتنا إل و تنفتح عليه بمصطلحات تستوعب يهالرالمصطلح بحد ذاته غاية – الغاية هي امتالك المعارف هذه المستجدات. ليس

كب الالسطحية والحضارية والمعاصرة الفعلية العلمية والتقنية الحضاري للر المنطلق حولنا بزخم متزايد- والمصطلح هو بعض وسائلنا المتالك تلك المعارف

.والتقانات 2F

3

م له وعلق عليه د. كمال بشر، دار غريب للطباعة 1 و والنشر - ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ترجمه و قد . 17 ص: ،12 ط: التوزيع، القاهرة،

. ذات االنتشار الجماهيري الواسع في الوطن العربي وسائل اإلعالم السمعية البصرية بعض- سنقتصر في بحثنا هذا على 2، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مجلة المجمع العلمي » منهجية بناء المصطلحات و تطبيقها« أحمد شفيق الخطيب، ينظر: 3-

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(العربي سابقا، عدد خاص و فيه القسم األو ، 03، ج:75، المجلد: ) إقرار منهجية موح. 505م ، ص: 2000هـ/1421

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

151

ك ؛ ونظرا لكون اإلعالم عملية اتصال فقد أصبح العمود الفقري الذي يحرقارب اإلعالم اليوم، « ، حيث هذه القرية الكونية التي أصبحت واقعا ال مفر منه

بعد ثورة االتصاالت المذهلة أن يحل محل البيت و المدرسة في التلقين والتعليم ناعية والتوجيه، وأصبح البث التلفزيوني رة المتصلة باألقمار الص وأجهزته المتطو

3F.والترفيهية األولى هو المؤسسة التثقيفية

1 « اه ليصبح اإلعالم سالحا جديدا ؛ وال يتوقف األمر عند هذا الحد بل تعد

ة مع بداية ل عليه كثيرا في إثارة الحروب النفسية خاص تكسب به الحروب و يعوأي العام ؛األلفية الثالثة فقد أصبح التركيز على اإلعالم وسيلة رئيسة لتغليط الر

ية و المحلي و العالمي، و أصبح اختيار المصطلحات اإلعالمية قضية بالغة األهمقة. تولى بكامل العناية و الد

اخلية هي التي تفرض ياسية العربية الد إذا كانت القضايا و الدوافع الساالختيار اللغوي للمصطلحات اإلعالمية في معظم وسائل اإلعالم العربية لتحقيق

أغراض القائمين والمسيطرين عليها؛ فإن كثيرا من القضايا القومية و المواقف الدولية الخارجية ما زال اإلعالم العربي عاجزا فيها على مواجهة هذا السيل من

المصطلحات األجنبية التي يسعى اإلعالم الغربي من خاللها إلى ترسيخ بعض تتحكم الدوافع « إذالمفاهيم، و نشر بعض القيم التي تخدم مصالح القائمين عليه؛

ياسية في االختيار اللغوي للمصطلح في اإلعالم للتستر على غرض سياسي السياسية محدد في وقت ما، و اإلفصاح عنه في وقت آخر حسب الدوافع واألهداف الس

ئيسية هنا هي أن البلدان المستهدفة تستمد مصطلحاتها من المبتغاة، والمشكلة الرودقة فائقتين من أجل إثبات إعالم غربي قد حاك كل عبارة و مصطلح بعناية

4F.موقف ضد البلد المستهدف أو تحرير مفهوم أو الترويج لقيمة محددة

2 « فهي نسيج من المصطلحات ؛ وبما أن اللغة عبارة عن نظام من العالمات

التي تم التواضع عليها من طرف كل مجتمع لغوي للتعبير عن أغراضهم العنصر اللغوي في أصل نشأته- من الوجهة االعتبارية « و عليه فإن ؛التواصلية

من الفيزيائي- رمز يقوم بضرب من المواضعة لينوب بحضوره ال من جهة الزا يتسنى ا يتعذر عن إحضار األشياء المتحدث عنها سواء أكانت مم ؛حضوره أو مم

ل باللغة إنما هو نزوعه إلى المجهود األدنى فكأنما الذي ساق اإلنسان إلى التوسوبدافع غريزته التي قوامها االقتصاد األدائي: أن يستأثر بأكبر بحكم تركيبه

النفع بالذي يتسنى من أضعف المجهود، و على هذا األس المبدئي عرفت العالمة

ة بحوث ندوة » اللغة العربية و اإلعالم« - عبد الكريم األشتر، 1 اللغة ( ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه تتم

. 709م، ص: 1999هـ/1420، 04، ج: 74، المجلد: )العربية و اإلعالم .548، المرجع نفسه، ص: » دور العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 2

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

152

ل هي » حضور لغيبة« بأنها على حد التعبير الحرفي، أو قل بتعبير متأص5F » »شاهد على غائب«

1. ا من خالل الحصيلة اللغوية وتستمد المصطلحات في اإلعالم العربي، إم

6Fوالتي تتمثل في التراث اللغوي العربي

دة كالقياس و 2 ، أو باالستعانة بوسائل متعدا باللجوء إلى وسائل أخرى كالتدخيل و التعريب االشتقاق والتوليد والنحت، وإمما و الترجمة من اللغات األجنبية المستخدمة في وسائل اإلعالم األكثر نفوذا و تقد

و انتشارا في العالم، والتي تعتبر المصدر من حيث إنتاج المواد اإلعالمية؛ إذ ا في التأثير في اللغة و « تلعب وسائل اإلعالم والمؤسسات الثقافية دورا مهم

دنا وسائل اإلعالم بمصطلحات جديدة، وتدخل إلى ها، واستعمالنا لها؛ إذ تزو نموقاموس حياتنا مفردات عديدة بعضها يفد إلينا من لغات أجنبية كما تدخل . 7F3 » المصطلحات إلى الحياة اليومية للمواطنين بدون أن يتحققوا من محتواها

ويعتبر اإلعالم الغربي، في األغلب، هو المصدر المنتج للمواد اإلعالمية هة لالستهالك المحلي و العالمي، نظرا لكونه المسيطر و المحتكر ألكبر و الموج

أحدث اإلمكانيات التكنولوجية في العالم بهدف تعميم نموذج الحضارة الغربية- ياسية، واالقتصادية، والثقافية ة األمريكية- وأنماطها الفكرية، والس خاص

8Fعلى العالم كله، وهو ما يسمى بالعولمة

4 La mondialisation) ( .وبذلك تصبح وسائل اإلعالم من أهم الوسائل التي تعمل على نشر و إشاعة

« المصطلح، وتعميم استعماله، و ترسيخ محتواه، ليكون متداوال بين الناس، حيثاستخدام المصطلح و تعميمه إلى وسيلة إعالمية تعمل على نشره و على يحتاج

9F » تعزيز استخدامه

5 . وهنا تكمن الخطورة في اختيار المصطلحات المستعملة في اإلعالم؛ ر و مستمر يعني ترسيخا للمفاهيم و القيم التي فتداولها بين الناس بشكل متكر

وضعت من أجلها هذه المصطلحات، وتعميقا لمحتوياتها و مدلوالتها بالشكل الذي يحقق أهداف الهيئة القائمة على هذا االختيار.

وعلى هذا األساس؛ فإن الفرق بين اإلعالم الغربي، و اإلعالم العربي، ة بوضع على العموم، يكمن في مدى النجاح في كيفية تبني إستراتيجية خاص

ار العربية للكتاب: 1 - عبد السالم المسدي، قاموس اللسانيات، عربي- فرنسي، فرنسي- عربي، مع مقدمة في علم المصطلح، الد

. 13، ص: 1984منذ مطلع القرن التاسع عشر في إيجاد و صياغة الكثير من المصطلحات المقابلة لذلك السيل العارم « - هذا التراث الذي ساعد 2

« : أحمد شفيق الخطيب، » من األلفاظ التي جوبهنا و ما نزال نجابه بها، وهذا وضع لم يتسن للكثير من الناطقين بلغات أخرى .509، ص: 03، ج: 75 ، مجل◌ة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد: » منهجية و بناء المصطلحات و تطبيقها

، ص: ) دراسات في اإلعالم (- صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي: المصداقية، الحرية، التنمية، و الهيمنة الثقافية 369 .

والبضائع، رغم أن العولمة اقتصادية في مظهرها العام، حيث تسعى إلى الهيمنة على العالم برفع القيود عن األسواق - 4والفكرية من غير اعتبار ورؤوس األموال، إال أنها في الوقت نفسه تسعى إلى إلغاء كل الخصائص االقتصادية واالجتماعية

ول األكثر ، واألجناس، والثقافات،الختالف األديان ة بالد واألعراق، و جعل العالم كله قرية صغيرة تصطبغ بصبغة واحدة، تلك الخاصة والتي تملك الثروة المعرفية والتكنولوجية. قو

. 69- صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي، ص: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

153

المصطلحات التي يتم استعمالها في مجال اإلعالم؛ فامتالك وسائل إعالم حديثة، و عم بامتالك إعالم هادف و رة ليس وحده كافيا للز م في التكنولوجيا المتطو التحك

ال، يعكس الواقع العربي ويخدم قضاياه القومية و اإلقليمية، األمر الذي يجعلنا فعنجزم بأنه ال يمكن اعتبار كل إعالم ناطق باللغة العربية بأنه إعالم عربي.

من االنتباه لخطورة التدفق الهائل للمصطلحات األجنبية على « فال بد إذنرها، و البد لغتنا عبر االهتمام بها و بدورها، و بالمخاطر الناجمة عن إهمال تطو

ة قومية وواجب وطني، و ميزة ثقافية و مهنية، و القيام من اعتبار إتقانها مهم ووضع الخطط والبرامج )...(بدراسات منهجية توفر لها الموارد و الخبرات

الكفيلة بتعزيز اإلعالم العربي بالقدرات اللغوية الالزمة وتعزيز دور اإلعالم العربي في صد المصطلحات األجنبية المغرضة ومنعها من االستقرار في الذهن

10F » العربي

1 . وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه يجب االنتباه إلى الفرق بين المصطلحات الوافدة إلى اللغة العربية - عن طريق عملية التدخيل و التعريب و الترجمة- والتي تساهم في إثرائها، و جعلها أكثر استيعابا للمفاهيم العلمية و الفكرية و الحضارية...إلخ،

وبين المصطلحات الوافدة إليها بهدف ترسيخ مفاهيم مضللة، و طمس لحقائق تتعلق بماضي و حاضر و مستقبل اإلنسان العربي و بمصيره.

ومن أمثلة هذه المصطلحات التي يضعها اإلعالم الغربي ويتداولها عبر وسائله، ويقوم اإلعالم العربي باستخدامها والمساهمة في إشاعتها و نشرها دون

حفية حول االتفاق « أن يلتفت إلى خطورتها ما تحدثت عنه األخبار والمقاالت الصاألرض، وال يخفى عليكم، وقع كلمة من%13إسرائيل عن » تخلي « عن على أذني السامع و أعين القارئ، وكأن إسرائيل أعطت للعرب شيئا » تخلي«

وعن تقديم )...(اغتصبته هو حقها و ملكها، ولم ترجع ما هو حق للعرب كانت قدفي هذا المجال أو ذاك. ولألسف فإن بعض وسائل اإلعالم » تنازالت« إسرائيل

العربية تنقل مثل هذه العبارات عن مصادرها اإلسرائيلية واألمريكية و تستخدمها 11F » بحرفيتها دون التفكير بمحاولة إيجاد البديل لها الذي يعبر عن حقيقة األمور

2. كما اخترع اإلعالم الغربي كذلك مصطلحات أخرى ال يمكن حصرها

يسعى من خاللها إلى تحقيق أهداف القائمين عليه و مصالحهم، و منها أيضا عبارة لتصف بلدان المواجهة العربية و لتزرع في الذهن صورة » دول الطوق«

قة ببلدان تهدد أمنها و سالمتها، وما لبثت هذه العبارة أن حية المطو إسرائيل الض

، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 1

ل من بحوث ندوة ، 74، المجلد: 03، ج:).11/1998/ 23 حتى 21، من )اللغة العربية و اإلعالم(خاص وفيه القسم األو. 564م، ص: 1999هـ/ 1420

ابقالمرجع ،» دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 2 ، 548، ص ص: الس549 .

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

154

حافة العربية، بينما كان من المفترض رفضها، و إيجاد البديل الذي درجت في الص12Fيظهر عدوانية إسرائيل على العرب و احتاللها ألراضيهم

1 . ومن المواضيع التي تثار في وسائل اإلعالم الغربية، ويتم التركيز عليها

معاداة « كثيرا، ما يسمى بقضية العنصرية ضد اليهود، حيث تم تداول مصطلح:امية عبر مختلف وسائل اإلعالم ) (L’anti-Sémitisme » الس

العالمية، ومنها العربية؛ إذ يريد اإلعالم الغربي من خالل وضع واستعمال هذا المصطلح، أن يرسخ فكرة إلغاء انتماء الجنس العربي إلى العرق السامي، و الذي

ه إليهم ينحدر منه كال من العرب و اليهود على حد سواء، وفي الوقت نفسه يوجتهمة العنصرية ضد اليهود، وفي المقابل، نجد أن اإلعالم العربي على العموم، يتجاهل هذه المغالطة التي يريد اإلعالم الغربي أن يزرعها في األذهان بهدف

تزوير حقائق تاريخية مرتبطة بتاريخ وجود الجنس العربي نفسه. كما نالحظ كذلك اختفاء استعمال بعض المصطلحات التي كانت تستعمل في

المشرق « و » المشرق العربي« المؤسسات اإلعالمية العربية مثل: مصطلح الشرق « وظهور مصطلحات جديدة بدال منها مثل مصطلح: » اإلسالمي

را : » الشرق األوسط الكبير« ثم » األوسط الشرق األوسط « ، ثم مؤخ13Fالجديد

». المغرب العربي« بدال من مصطلح » شمال إفريقيا« ، و » 2 وكمثال على ذلك نذكر ما جاء في برنامج: "أصدقاء العرب" الذي يعرض على قناة الجزيرة، والذي استضاف: ديتر المكا: أمين مكتبة في المعهد األلماني

ئيسي للحلقة: ديتر للدراسات الشرقية في لبنان، حيث جعلت العنوان الر، إال أنه أثناء الحلقة اختفى تماما المكا...تصحيح النظرة الغربية للمشرق اإلسالمي

ة في تعابير » الشرق األوسط« هذا المصطلح، وحل محله مصطلح ،وخاصور التاريخية عن « …ضيف الحلقة الذي يقول: ما يثير اهتمامي بشدة هو الص

، الصور األصلية، لكن بدأت في وقت الحق بالبحث عن البطاقات األوسط الشرق؛ بل أيضا حول الطريقة التي ينظر بها الشرق األوسطالبريدية ليس فقط حول

14F » األوربيين إلى الشرق األدنى، والعالمين اإلسالمي والشرقي...

3 .

.549، ص: نفسه- ينظر:المرجع 1 في التي اندلعت- وهو المصطلح الذي أطلقته وزيرة الخارجية األمريكية " كوندوليزا رايس " إبان الحرب اللبنانية-اإلسرائيلية 2

عب الذي سينتج عنه ما 12/07/2006 ، وتناقلته مختلف وسائل اإلعالم العربية و األجنبية، حيث وصفت هذه الحرب بالمخاض الص إذ تهدف اإلدارة األمريكية سا؛11:00، الساعة 19/07/2006: قناة الجزيرة، نشرة األخبار، أسمته بـ "الشرق األوسط الجديد"

ة بعد احتالل الو.م.أ. للعراق، وذلك بهدف و حليفتها إسرائيل من خالله إلى تقسيم دول المنطقة و تفتيتها إلى دويالت صغيرة، خاصها النفط، وكذلك التخلص من بعض األنظمة التي تعارض السياسة األمريكية في المنطقة وتهدد استغالل ثرواتها الطبيعية وأهم

مصالحها. - مقتطف من برنامج" أصدقاء العرب"، عنوان الحلقة: " ديتر المكا... تصحيح النظرة الغربية للمشرق اإلسالمي"، ضيف 3

. 13/01/2006الحلقة: ديتر المكا/ أمين مكتبة في المعهد األلماني للدراسات الشرقية في لبنان، تاريخ الحلقة:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

155

حافة ج لعبارات الشرق أخذت الص 15Fاألوسط، وشمال إفريقيا الغربية ترو

1 ،حافة العربية بشكل أدى إلى اختفاء تعبير المشرق العربي والمغرب وتبعتها الص

.العربي 16F

2 « الذي يطلق بدال عن » المنطقة العربية« كما قد خف استخدام مصطلح

وذلك « » الشرق األوسط« ، وتم استبداله بمصطلح » المشرق العربي« ماتها من اللغة والثقافة ألغراض مدروسة تستهدف إلغاء الهوية العربية ومقو

والتاريخ، التي تجمع بين العرب من جهة، وتسهيل اعتبار إسرائيل- وهي الغريبة 17F » جدا على الجسد العربي- جزءا من المنطقة العربية من جهة أخرى

3 ؛ فإن ) Moyen Orient ( » الشرق األوسط« فبالنسبة إلى مصطلح:

الغرض الكامن وراء وضعه هو ترسيخ و تثبيت الوجود اإلسرائيلي في قلب دول يقصي »المشرق العربي أو اإلسالمي« المشرق العربي، ذلك أن مصطلح

الوجود اإلسرائيلي من المنطقة، كما ينفي وجود ديانة أخرى غير اإلسالم- باعتبار يانة الكبرى في المنطقة. اإلسالم الد

اد يقول عند بداية تقديمه حفي سامي حد ومن جهة أخرى، نجد الص.. وإذا كانت سياسة شيراك العرب، وهي عنوان « لبرنامجه:" أكثر من رأي":

كتاب لمؤلفين فرنسيين على غرار لورانس العرب، مبنية على عالقات شخصية ياسة، ولكن بتغريبها مع زعماء عرب، فهل يحاول ساركوزي اآلن تقليد تلك الس

ل زيارات قام بها خارج االتحاد شمال إفريقياباتجاه زعماء ؟ وإال كيف تفسر أواألوربي بعد انتخابه رئيسا إلى المغرب، تونس والجزائر والجماهيرية الليبية في

18F » يوليو الماضي؟...

4 .19Fالمغرب العربي« فاستبدال مصطلح

؛ يأتي » شمال إفريقيا« بـ » 5ان بهدف نشر فكرة أن سكـان المغرب العربي ليسوا كلهم عربا، وإنما هنـاك سك

ينتمون إلى العرق البربري أو 20Fاألمازيغي

يانة الوحيدة التي يدين 1 ، و للتأكيد كذلك على أن اإلسـالم ليس هو الدبهـا هؤالء

بدأ البنك الدولي، وهيئات األمم المتحدة يستبدلون تعبير "الوطن العربي" أو" البلدان العربية" بتعبير جديد هو: الشرق « - لقد 1

" هي اختصار لتعبير ميدل إيست أند نورث MENAواختصار ذلك هو " منطقة المينا"، وكلمة المينا " األوسط و شمال إفريقيا،دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي « : بثينة شعبان، » MIDDLE EAST AND NORTH AFRICAأفريكا:

. 549، ص: 74المجلد: ،03، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ج: » في اإلعالم المقروء .549، ص: نفسه- المرجع 2 (، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء « بثينة شعبان،- 3

.549 ص: ،74، مج: 03، ج: )اللغة العربية واإلعالمم الحلقة: سامي 14/12/2007- برنامج: "أكثر من رأي"، تاريخ الحلقة: 4 ، عنوان الحلقة: سياسة ساركوزي تجاه العرب، مقد

د شرف الدين/ وزير ار/ كاتب صحفي، محم ئيس الفرنسي، سليم نص حيم دحمان/ أحد مستشاري الر اد، ضيوف الحلقة: عبد الر حد وسفير ليبي سابق، قناة الجزيرة الفضائية.

را مصطلح" المغرب اإلسالمي"، 5 حيث أذاعت قناة العربية الفضائية هذا الخبر يوم: - كما قد تداولت وسائل اإلعالم العربية مؤخ في منطقة بالمغرب اإلسالميمقتل قيادي في فرع القاعدة « سا في نشرة األخبار، ومفاده:20:18 على الساعة 15/11/2007

ى بتنظيم القاعدة على نفسه في منطقة المغرب ، وقد » القبائل في الجزائر جاء هذا المصطلح في التسمية التي أطلقها ما يسم .العربي

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

156

كان 21Fالس

2 . كما تتداول وسائل اإلعالم العربية مصطلحات أخرى مثل: "الوطن

عوب ول العربية"، و"األنظمة العربية"، و"الش العربي"، و"العالم العربي"، و"الدالوطن العربية"..وذلك في سياقات مختلفة؛ فبالنسبة إلى استعمال مصطلح "

..من ال يملك النفط يطلب « " نتناول النص التالي، يقول سامي النصف: العربيبقطع النفط، من ال يملك أرضا مجاورة إلسرائيل يطالب بالحرب، هذه أحد

22F » ...بالوطن العربيإشكاالتنا

3 .ا عن مصطلح " ..لو نتحدث عن « "، يقول فيصل القاسم: العالم العربي أم

ا كوبا فتنفق العالم العربينسبة االستثمار في البحث العلمي في ، تكاد ال تذكر، أمول العربية... 23F » أكثر من كل الد

4 . ومن المصطلحات التي يتواتر استخدامها في وسائل اإلعالم العربية

ة العربيةمصطلح: " ..إسرائيل والواليات المتحدة « "، يقول سليم عبود: األمة العربيةاألميركية تريد من أن تظل غارقة في الظالم، وغارقة في الجهل، األم

تها االقتصادية... . وهي القادرة على بناء قو 24F

5 « ول العربية وكذلك األمر بالنسبة إلى مصطلح: " عوب العربية"، و"الد "، الش

حفي: الحبيب الغريبي عند تقديمه لموضوع حلقته: تتناول الحلقة « يقول الص25F للمنطقةزيارة بوش

يارة، تفعيل لمقررات أنابوليس، أم 6 ، وما الذي تحمله الزئاسة اللبنانية، أم تعبئة ول العربيةحل ألزمة الر ضد إيران، وتأمينا إلسرائيل، للد

عوب العربيةوتناقش الحلقة موقف يارةالش 26F » من هذه الز

7 ." الذي يقصد به الحكام العرب، األنظمة العربيةباإلضافة إلى مصطلح: "

والذي نلمحه في هذا النص، حيث يقصد به المتكلم بعض األنظمة العربية وليس الموجودة في العالم العربي والتي تقع األنظمة..إن بعض « كلها، حيث يقول:

خ العالمي " حولن و- يختلف الكثير 1 األصل الذي ينحدر منه األمازيغ أو البربر الذين استوطنوا الشمال اإلفريقي، حيث أن المؤر

ام، وأن سبب نزوحهم منها كان خ للبربر الذين استوطنوا في شمال إفريقيا بأن أصلهم عربي يعود إلى بالد الش هيرودوتس" قد أراعنين"، وقد اضطهدهم أحد الفراعنة وطردهم من مصر؛الجفاف و المجاعة هوا ؛ فنزحوا إلى مصر، و أطلق عليهم اسم "الض فتوج

؛إلى الشمال اإلفريقي، وهناك قام زعيم بربري اسمه:" شيشناق " بإعداد جيش لكي ينتقم من الحاكم الفرعوني الذي اضطهدهم الجزائريون ( قيل ميالد المسيح- عليه السالم-، وبقي األمازيغ950فتحارب معه و هزمه في الثالث عشر من يناير سنة

ة، بحكم أصلهم األمازيغي يحيون هذه المناسبة كل سنة، كما شكل هذا اليوم كذلك بداية التأريخ األمازيغي، حيث توافق )بصفة عام األمازيغية. 2957الميالدية سنة: 2007 سنة

ان المغرب العربي هم من المسلمين، إال أننا نالحظ بعض المحاوالت التي تقوم بها بعض 2 - رغم أن األغلبية الساحقة من سكالحركات التنصيرية و التبشيرية بكثرة في اآلونة األخيرة.

ان بن 3 م الحلقة: غس ول العربية، مقد - مقتطف من برنامج: "حوار مفتوح"، عنوان الحلقة: " النظرة األميركية إليران وتركيا والد. 20/10/2007جدو، ضيوف الحلقة: حياة الحويك/ باحثة وكاتبة سياسية، سامي النصف/ كاتب ومحلل سياسي، تاريخ الحلقة:

م الحلقة: فيصل القاسم، ، مقتطف من برنامج "االتجاه المعاكس" - 4 عنوان الحلقة: "موقف الغرب من النهضة العربية"، مقدحفيين الكويتية، تاريخ ضيفا الحلقة: سليم عبود/ عضو اتحاد الكتاب العرب، عايد المناع/ رئيس الهيئة االستشارية بجمعية الص

. 16/10/2007الحلقة: المصدر نفسه، نفس الحلقة ونس الضيوف ونفس التاريخ. - 5- ويقصد بها منطقة الشرق األوسط. 6م الحلقة: الحبيب الغريبي، - 7 مقتطف من برنامج "منبر الجزيرة"، عنوان الحلقة: " جولة جورج بوش في الشرق األوسط"، مقد

.13/01/2008تاريخ الحلقة:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

157

تحت المظلة األميركية، هذه األنظمة ليس مسموحا لها أن تتعاون، أو أن تحقق اليوم أن تساعد ألنظمة عربية ليس مسموحا )...(نهوضها االقتصادي العربي

يموتون جوعا ومحاصرون ويقتلون، ليس مسموحا ن، الفلسطينيونالفلسطينيي27F » ألنظمة عربية بمساعدة هؤالء..

1. العالم "، و " الوطن العربيهناك من يرى أن هذه المصطلحات الثالثة: " و"، ال تشير كلها إلى شيء واحد عند وصف المنطقة العربية"، و" العربي

من هذه المصطلحات أن يبرز كل مصطلح شأن« الواقعة العربية، ذلك أنه من جانبا معينا من جوانب الواقعة المذكورة و ليس غيره عند االستخدام و االستعمال

28F » ووفقا للظروف واألحوال

2. ويذهب في قوله بأن لكل مصطلح سياق استعمال خاص به تفرضه

على سبيل المثال: في سياق « الظروف واألحوال المحيطة بالواقعة العربية؛ فـ دة للعرب، ويؤكد مشروع مستقبلهم د العوامل التاريخية واالجتماعية الموح يؤك

د نستخدم عادة مصطلح د عمق انتمائهم الواحد الموح الوطن « الوحدوي، و يؤك. 29F3 » » العربي

في سياق آخر يسيطر فيه و عليه واقع « وبالنسبة للمصطلح الثاني يقول: ور مؤسساتها خ القطرية العربية و تجذ التجزئة العربية و استمراريتها، وواقع ترس

غم من العوامل الثقافية، والتاريخية، و وأنماط حياتها و فكرها ودولها، على الرينية المشتركة كلها عربيا، نستخدم بصورة طبيعية وعفوية ومناسبة اللغوية، و الد

ا مصطلح 30F » » العالم العربي« جد

4 .ا بالنسبة إلى المصطلح الثالث؛ فيرى أن استعماله يكون في سياق ثالث « أم

د له إلى مجر ك الواقع العربي وهزاله وال فاعليته وعجزه وتحو يطغى عليه تفكة للعالم، وإلى كتلة منفعلة هاملة تفعل فيها تعبير جغرافي يحوي مواد خام مهم

غرى، نستخدم عندئذ، ول األخرى، الكبرى منها و الص مشاريع و استراتيجيات الد. 31F5 » » المنطقة العربية« بشكل عفوي و مالئم جدا أيضا، مصطلح

وهناك أمثلة كثيرة عن المصطلحات المضللة و المغرضة التي يقوم اإلعالم العربي نفسه بالمساهمة في الترويج لها، ويعمل على استقرارها في األذهان، حيث

» شمال إسرائيل « ، ومصطلح: » العبرية الدولة« نجده يستخدم مصطلـح ليصف بها من اغتصب األراضي ، » شمال فلسطين المحتلة « بدال من

هيوني هوية تاريخية وحدودا الفلسطينية عنوة، وهي مصطلحات تمنح الكيان الص

م الحلقة: فيصل القاسم، ، مقتطف من برنامج "االتجاه المعاكس" - 1 عنوان الحلقة: "موقف الغرب من النهضة العربية"، مقدحفيين الكويتية، تاريخ ضيفا الحلقة: سليم عبود/ عضو اتحاد الكتاب العرب، عايد المناع/ رئيس الهيئة االستشارية بجمعية الص

.16/10/2007الحلقة: و ، الثقافة العربية وثقافات العالم: حوار األنداد، المنظمة العربية للتربية والثقافة »ما هي العولمة « - صادق جالل العظم، 2

. 41م، ص: 1999الفنون، إدارة برامج الثقافة و االتصال، تونس، . 41، ص: نفسه- المرجع 3. 41، ص: نفسهالمرجع - 4ابقالمرجع ، »ما هي العولمة « - صادق جالل العظم، 5 . 42، 41، ص ص: الس

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

158

في دولتهم وأرضهم، وفي كثير من نجغرافية على حساب حق الفلسطينيي » جيران« الحاالت، يصف اإلعالم الغربي دول المواجهة العربية بأنها

إسرائيل وجيرانها « إسرائيل؛ فيتحدثون عن ضرورة إحالل السالم بين 32F للترويج لحالة التطبيع في الذهن العربي » العرب

1 . وال يتوقف األمر عند هذا الحد؛ فما تزال وسائل اإلعالم العربية ماضية في

استعمالها لبعض المصطلحات التي ال تعبر عن الواقع العربي، وال عن ماضيه ة العربية وال عن مستقبله، وال تخدم قضاياه، في الوقت الذي تحتاج فيه األم

اهنة و ياتها الر اإلسالمية، إلى إعالم قوي و هادف يرقى إلى مستوى تحدالمستقبلية، و يستطيع أن يواجه هذه الحمالت التي يقودها اإلعالم الغربي بشكل

مدروس و منظم. ومن جهة أخرى، يمكننا أن نالحظ ذلك التناقض الكبير الذي تقع فيه

حافة العربية في تغطياتها اإلخبارية المختلفة التي تخص المناطق العربية الصالمحتلة، واختيارها للمصطلحات التي تعبر عن واقع األحداث الميدانية، األمر

مجاهد، الذي يجعلنا نتساءل: هل تتفاوت تعريفاتنا للمصطلحات التالية: " انتحاري، استشهادي، فدائي، شهيد، قتيل، ضحية، جهاد، ثورة، انتفاضة،

دا؟، ونقصد بالقاموس، ذلك الذي تنهل منه مقاومة؟"، أم أنها تشكل قاموسا موحمختلف وسائل اإلعالم العربية مصطلحاتها؛ فكثيرا ما تصف هذه المؤسسات

، وإذا » العمليات االنتحارية« بـ » العمليات االستشهادية« اإلعالمية العربية ال عليه؛ فبعضها سقط شهيد ما؛ فإن هذه األخيرة تختلف في اختيارها للمصطلح الد

حية« وبعضها يتبنى مصطلح » الشهيد« يتبنى مصطلح ؛ وفريق ثالث » الض، بينما نجد اإلعالم الغربي يقابل جميع هذه » القتيل« يتبنى مصطلح

33F » اإلرهاب« المصطلحات بكلمة

» .العمليات اإلرهابية« و ، 2 وكمثال على ذلك هذا الخبر الذي بثته قناة العربية في نشرة األخبار

ئيسية، ثم ظهر بعد ذلك في البث الحي لشريط األخبار المكتوب على شاشة الر اثنين من الفلسطينيين، وإصابة ثالثة آخرين خالل غارة مقتل« العربي، ومفاده:

ة 34F » إسرائيلية على بيت حانون شمال غز

3 . أليس من المعروف لدى جميع العرب والمسلمين أن من تقتله القوات

اإلسرائيلية أو أي دولة استعمارية أخرى غدرا أو وهو يدافع عن وطنه، يسمى شهيدا؟ فكيف للقائم على هذه القناة أن يبث هذا الخبر بهذه الكيفية؟

مجلة مجمع اللغة العربية » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - ينظر: بثينة شعبان، 1

. 550بدمشق، ص: عوب في الدفاع عن نفسها 2 ◌فريق بين حق الش ية الت وعن - ولقد ركز السيد رئيس الجمهورية: عبد العزيز بوتفليقة على أهم

فة ضد أوطانها من االعتداءات االستعمارية، وبين عمليات اإلبادة التي تقوم بها األنظمة االستعمارية و الحركات العنصرية و المتطرعوب المستضعفة، حيث دعا إلى إعطاء تعريف دولي دقيق لظاهرة اإلرهاب في العالم، واصفا ذلك بقوله: كل يحارب « الش

عوب المستضعفة، افي إشارة منه إلى المغ » إرهابه.. لطة التي يحاول الغرب ترسيخها إلضفاء الغطاء الشرعي العتداءاتها على الشة العربية ابعة عشروذلك خالل القم .22/03/2005 ال◌تي انعقدت في الجزائر في: الس

سا، نشرة األخبار. 20:18، الساعة: 15/11/2007قناة العربية الفضائية، يوم: - 3

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

159

وهنا يطرح الموضوع بكيفية تسعى إلى دراسة مقام استعمال المصطلح اإلعالمي ال إلى دراسة المصطلح دراسة لغوية في ذاته؛ ألن الذي أدى إلى

ال على من تقتله قوات االحتالل هو اختالف هؤالء جميعا في اختيار المصطلح الدسياق الخلفية االجتماعية، والثقافة اإليديولوجية التي ينطلق منها كل فريق على

حدة، وهنا نستطيع القول بأنه ليس كل إعالم ناطق بالعربية هو إعالم عربي. ومن أمثلة هذه المصطلحات التي تم تداولها في اإلعالم العربي كذلك هو

منذ بداية العدوان األمريكي على العراق؛ فعادة » تحرير العراق« إطالق لفظة: في دولة معتدى عليها من طرف دولة أخرى، إال أن هذا "التحرير"ما يكون

المصطلح قد استعمل للداللة على تحرير العراق من رئيسه الذي انتخبه العراقيون أنفسهم، ومن الذي يقوم بهذا التحرير؟ هو الدولة الغازية للعراق نفسها، و في هذا

الشأن؛ فقد الحظنا أن وسائل اإلعالم العربية قد اختلفت حول استخدام هذا ، ومن استعمل » العدوان على العراق« المصطلح؛ فهناك من استعمل مصطلح:

الحرب في« ، وأخرى استعملت: » الحرب على العراق« مصطلح:...إلخ، وهذا االختالف في حد ذاته ال يخدم اإلعالم العربي و يضعنا » العراق

أمام مشكلة أخرى، و هي مشكلة توحيد المصطلح. وفي المقابل، نجد أن اإلعالم العربي قد استعمل مصطلحات أخرى مرتبطة

أسمالي العالمي« في مدلوالتها بظاهرة تسمى منذ زمن « ؛ فـ » االقتصاد الررات هامة- نتداولها علميا غير قصير ونحن نتداول مفاهيم و مصطلحات وتصو

أسمالية، االقتصاد العالمي، وثقافيا وسياسيا وإعالميا وحتى شارعيا مثل الرولية، النظام االقتصادي العالمي اإلمبريالية العالمية، السوق الد

35F » ..إلخ

فت هذه المصطلحات هذه الظاهرة، وبينت مدى تأثير نتائجها 1 ، حيث عر النامية منها أو الغنية. –على مختلف الدول

أسمالية« مصطلح إن استخدام االمتداد األفقي لنمط « يبرز » العالمية الرد الواقعة ذاتها أيضا . في حين أسمالي، أي المدى الذي وصل إليه تمد اإلنتاج الر

عي العنفي و الطابع اإلخضاعي يبرز مصطلح االستعمار العالمي طابع الفتح التوسالقهري لمجتمعات العالم األخرى كلها تقريبا لمصالح دول المركز و مصالح

36F » هيمنتها وسيطرتها

2 .ا بالنسبة لمصطلح فيبرز بدوره عملية « ؛ » اإلمبريالية العالمية« أم

إخضاع اقتصادات البلدان األخرى، وأساليب حياتها، وأشكال إنتاجها للثروة إلى أسمالي في المركز وحده، بحيث يصبح كل ما تبقى عالقا في مصالح التراكم الر

عة و المتضاربة والشاملة 37F » شبكة عالقاته المتنو

3.

.40، الثقافة العربية وثقافات العالم: حوار األنداد، ص: » ما هي العولمة؟« - صادق جالل العظم، 1. 42، ص: نفسه- المرجع 2. 42- المرجع نفسه، ص: 3

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

160

ولية« ومن جهة ثالثة نجد أن مصطلح وق الد يعني التأكيد على » السالجانب التبادلي والتجاري للواقعة االقتصادية العالمية الشاملة، بينما مصطلح

؛ فيعني عالقات االستغالل و التبعية التي تتصف بها » واألطراف المركز« 38Fالواقعة نفسها أيضا

1. كما تقف بعض األغراض اإليجابية لواضعي المصطلحات وراء تحقيق

بعض األهداف اإلعالمية، حيث يؤدي استعمالها في وسائل اإلعالم إلى الترويج لها بين جمهور المتلقين قصد إقناعهم بأغراض الواضع، وعادة ما تقوم هذه المؤسسات بحمالت إعالمية مركزة لنشر وإشاعة هذه المصطلحات، وإقناع

الجمهور بالمفاهيم التي تحملها، وهو ما حدث على سبيل المثال في الجزائر، حيث ساهم االختيار الدقيق و المدروس لبعض المصطلحات، والترويج لها في حل

ياسية واألمنية بها، ومن بعض المشاكل العويصة التي ظهرت منذ بداية األزمة الس، ثم » الوئام المدني« ، و » الحوار« بين هذه المصطلحات مثال : مصطلح

، والتي ظهرت نتائجها واضحة و جلية على المستويين » المصالحة الوطنية« ياسية في شخص ياسي واالجتماعي و االقتصادي ..إلخ، وذلك لتوفر اإلرادة الس الس

السيد رئيس الجمهورية باعتباره صاحب المبادرة لهذا المشروع. إن استعراض هذه النماذج من المصطلحات يقودنا إلى البحث عن أسباب هذه األزمة التي يشهدها إعالمنا اليوم، وتجعلنا نتساءل عن جوهر المشكلة التي

عف اإلعالمي العربي في مواكبة المصطلح األجنبي، أهو ضعف أدت إلى هذا الضلغوي، أم ضعف سياسي، أم ضعف في المواقف واألفكار معا؟

- كيف يمكن للغة العربية أن تنجز تعبيرا عن غرض من أغراض التواصل في الخطاب اإلعالمي؟

- هل وضع المصطلح اإلعالمي العربي، هو وضع عربي أم غربي؟، وهل هو مرتبط بإنتاج المعرفة؟.

د المصطلح اإلعالمي العربي - وهل تواجه اللغة اإلعالمية إشكالية تعدمقابل المصطلح األجنبي الواحد؟.

ه سياسي أو إيديولوجي أو د ذو توج د المصطلح اإلعالمي هو تعد - هل تعدد لساني مرتبط باختيارات تقنية تقنية لغوية: االشتقاق، التوليد (ثقافي، أم تعد

؟ )الداللي، البالغة... - كيف السبيل إلى توحيد المصطلح اإلعالمي العربي؟.

- وهل يمكن الوصول إلى كيفية إيجاد عالقة مضمون المصطلح بمضمون الوعي العربي والوعي الغربي، والتفكير العربي و التفكير الغربي؟.

- وهل يتطابق محتوى المصطلح مع هذا المضمون أم ال؟. - إشكالية المصطلح اإلعالمي على مستوى الوضع:1

. 42- ينظر: المرجع نفسه، ص: 1

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

161

ال يمكن ألحد أن ينكر غنى اللغة العربية وسعتها، وتمتعها بخصائص دة ال تتمتع بها لغات العالم المختلفة، إال أنها في الوقت نفسه، وفي مراحل متعد

ة إلى وضع تاريخها الطويل، تواجه ظروفا مختلفة تجعلها في حاجة مستمردة. مصطلحات جديدة، لكي تستوعب المفاهيم العلمية و الحضارية المتجد

د في نسيج ألفاظها كما أن أية لغة لها جذور وتاريخ تحتاج إلى أن تجدحسب ما يطرأ عليها من أحداث و مقتضيات سياسية، واقتصادية،

واجتماعية...إلخ. ية "الوضع" داخل اللغة بعد أن اختلفت ومن المنطقي أن نتساءل عن أهم

اآلراء حول الكيفية التي يتم بها، بين من يرى بوجوب اعتماده في اللغة كضرورة تقتضيها مستجدات كل عصر، ومن يرى بوجوب نقاء اللغة وصفائها من أية

شوائب أجنبية يمكن أن تهدد وجود اللغة ككل باعتبارها كيانا يحمل هوية وحضارة عوب الناطقة بها. الش

فما الحاجة إذن، إلى هذا الوضع، إذا لم يكن من أجل أن يغطي حاجة تواصلية لم تستطع مفردات اللغة نفسها أن تفي بها، سواء كان ذلك في المجال

دة. العلمي، أو في مجاالت أخرى متعدإال أن ما يمكن االتفاق عليه، هو التركيز على دراسة آلية وضع المصطلح؛

هات، من « فقد تكون آلية وضع المصطلح، وما تستند إليه من ثوابت وموج، وقد يختلف الناس وتتباين آراؤهم القضايا المركزية التي تحتاج إلى درس وتأن

هات، أو تتعثر هذه المناهج لينبث عنها مصطلح كان من الممكن أن في تلكم الموجأي في الموازنة بين مصطلحات يوضع ما هو أفضل منه، وقد يختلف ذوو الر

39F » تكاثرت على مدلول واحد، أنها أنسب وأفضل

1 . وهناك من يرى أن هذا االختالف وهذا التعثر، أفضل من االستسالم إلى

كل أولئك من القضايا « استيراد المصطلحات األجنبية و إدخالها إلى اللغة؛ فـ ، في العربية، و سيرورة المصطلح فيها، وعلى الجوهرية المؤثرة، دونما شك

ائم من تلكم المزالق؛ فإن مخرجاتها تظل أفضل من انتكاسنا منا الد غم من تبر الرلنركن إلى استيراد المصطلحات األجنبية؛ فمصطلح عربي ذو جودة فيها خالف،

40F » خير من مصطلح يفرض علينا أو نفرضه على أنفسنا كما نشأ لدى أهله

2 .غم من الجهود المبذولة من طرف المجامع اللغوية العربية، إال وعلى الر

أنها تبقى غير كافية، ذلك أن ما قد تم وضعه من مصطلحات لحل أزمة اللغة العربية، ظل أغلبه محصورا على هذه المجامع والهيئات وفي المعاجم و المجالت

صة؛ إذ بقيت هذه المصطلحات بعيدة عن االستعمال في جميع المجاالت المتخص

د جواد النوري، 1 ة » المؤثرات في إشاعة المصطلحات العربية« - محم ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه تتمدة لوضع المصطلح(بحوث ندوة ، 75، مج:04مطابع دار البعث، ج:، )28/11/1999 حتى 25من ( )إقرار منهجية موح

. 827م، ص: 2000هـ/أكتوبر1421رجب. 827- المرجع نفسه، ص: 2

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

162

الحيوية، وبقيت الساحة خالية أمام استخدام المصطلح األجنبي، دون االنتباه إلى ظل أبناء العربية، « الخطورة الناجمة عن هذا االستعمال غير المدروس، حيث

ؤال الذي كما يتراءى، لنا مأخوذين بميل جانح إلى المصطلحات األجنبية، والسيطرح: ما األسباب التي تدفع بأبناء العربية إلى االستكانة إلى المصطلحات

ؤال: ما األسباب التي تدفع بهم إلى نبذ ما يوضع من األجنبية؟ ويتجاذب مع هذا السمصطلحات عربية؟ وما األسباب التي تحول دون غلبة ما نضع من مصطلحات

41F » لما يرد علينا من مصطلحات أجنبية؟

1 . والحقيقة، ال يمكن الوصول إلى إيجاد حلول لهذه األزمة إذا لم يتم البحث في

يبدو لبعض أن يبقي هذه « هذه األسباب بشكل جدي و في جميع المستويات؛ فقد س ذلك في جنبات المجامع المسألة في سياقها اللغوي الخالص؛ فينكفئ إلى تلم

اللغوية و هيئات التعريب، وأن األمر ال يتجاوز غياب التنسيق، أو ما يحدث من خلل أو تعقيد في وضع بعض المصطلحات، وفي اعتقادي أن ذلك قد يكون شيئا

يسرا من عوامل متشابكة تلتئم فيها أسباب إجرائية وما يتصل بها من الوسائل اجتماعية نفسية وما يولدها من واقع المعينة على بث المصطلح وإشاعته، وأسباب

هو بتقليد الغالب، وأسباب لغوية تتأتى من وجود حضاري مغلوب، مأخوذ بالزقوادح في المصطلحات التي توضع، أو تنافرها بسبب تراكمها على مسمى واحد،

42F » وتعثر التنسيق بين الواضعين

2. وعليه، يجب تدارس هذه العوامل الكثيرة التي تقف وراء كل سبب من أسباب هذه األزمة من أجل الوصول إلى حلول حاسمة إلشكاليات المصطلح

دة، ووضع استراتيجيات مشتركة تنطلق من واقع هذه األزمة ومسبباتها، المتعدوالتي يمكن أن نلخصها فيما يلي:

- األسبــاب اإلجرائية:1-1 والتي تتمثل في العوامل التي تؤدي إلى موت أغلب المصطلحات

الموضوعة وشيوع المصطلحات األجنبية دون أن تمر عبر التمحيص والتمييز؛ فجلها يدخل إلى ألسنة الناس دون أن يوضع له مقابال، وما إن نتوافق على حياكة

مصطلح عربي مقابل، يكون ذاك الدخيل قد استقر في ألسنة الناس، وتمكن وأصبح شائعا مستساغا باإللف وكثرة االستعمال.

ز بمؤثر سلبي آخر يتمثل وهذا التباطؤ في وضع المصطلح العربي، يتعزا يجعل في غياب الترويج الفاعل له، وتواني وسائل اإلعالم عن بثه وإشاعته، مممن هذين السببين من أكثر األسباب فاعلية في موت هذه المصطلحات وارتدادها

إلى التدارس في أروقة المجامع و المؤسسات المعنية، وما إن يموت هذا الذي ز ذاك الوافد ويصبح مفروضا سائرا بين الناس، ويصعب، بعد ذلك، نضع، يتعز

. 828، ص: نفسه- المرجع 1د جواد النوري، 2 ابق،المرجع » المؤثرات في إشاعة المصطلحات العربية« - محم . 828، ص: الس

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

163

ويتأبى علينا أن نتمكن من امتالك األمر أو تداركه، وهكذا نظل نلهث، نطارد ت، ونجد أنفسنا أمام إشكال مزدوج، بعد أن كان مفردا مصطلحات دخلت واستقر

43Fمحصورا في وضع المصطلح العربي وإشاعته

1 . - األسباب االجتماعية و النفسية:1-2

إن مشكلة العربية اليوم تتمثل في أنها كانت اللغة التي حملت لواء الحضارة لعدة قرون، وكانت اللغة التي أخذ منها العالم في زمن انحطاطه المفاهيم العلمية في جميع المجاالت المختلفة، إال أنها اليوم تواجه تقهقرا حضاريا مستمرا؛ فاللغة العربية بقيت هي نفسها، بكل ما تتمتع به من غنى وسعة و قدرة على االستيعاب ة التي كانت تنتج العلم و المعرفة لجميع المفاهيم الحضارية والعلمية، إال أن األم

ة العربية يجعل أبناءها « باألمس، لم تعد موجودة اليوم؛ فهذا الواقع المتردي لألمفي

اهرة، ائم؛ بل المتلقي المعجب، المأخوذ بالحضارات العالمية الز موقع المتلقي الده التلقائي يمثل مقاومة غير واعية )...(المستكين إليها وفضال على أن هذا التوج

44Fللمصطلحات العربية الموضوعة

؛ فإنه يمثل أيضا عنصر استمرار لمشكل 2تنا في ذاك الدرك من سلم الحضارة، وتأسيسا على ذلك؛ فال المصطلح، ما دامت أم

سبيل، اآلن، إلى التخلص من هذا التحدي، ذلك لو افترضنا جدال أننا تمكنا من معالجة ما هو قائم إلى لحظتنا هذه؛ فلن يكون ذلك إال اختفاء مؤقتا لهذا المشكل،

الذي سيعود يتخلق بعد مدة وجيزة، ذلك أن العلم و أشياء الحضارة ال ينتجان لدينا، 45F » وال تزال مؤسساتنا التعليمية متقاعسة عن تعريب العلوم

3 . - األسبــاب اللغوية: 1-3

وتتعلق هذه األسباب بكل من: الواضع نفسه، ثم بكيفية الوضع، ثم باستعمال ما تم وضعه من مصطلحات. ولنبدأ بالواضع:

- من هو الــواضع؟1-3-1 ال يمكن ألحد أن ينكر المستوى الذي آل إليه تدريس اللغة العربية في

عف الكبير الذي المدارس، والمعاهد، والجامعات، وال يمكن ألحد أن ينكر الضداءة اللغوية التي أصابت جل اإلطارات من ج، والر يكون عليه طلبتنا عند التخر

. 829، ص: المرجع نفسه- ينظر: 1و التطبيقية أن الكالم في قضية المصطلح متصل بواقعنا العربي كله: إذ تدهمنا الحياة، كما نعلم، بكشوفها العلمية« - ذلك 2

ع العلوم الوافدة علينا، وتكثر فيها المصطلحات ة تستهلك الحضارة وال تشارك في (المتسارعة من كل طرف، وتتفر بوصفنا أمويحار كتابنا ومفكرونا وإعالميونا وعلماؤنا في اختيار ما يقابلها في العربية عن طريق التعريب الفردي أحيانا، .)صنعها، لألسف

وعن طريق إيراد ما يرادف معناه أو وظيفته، أحيانا، وربما أعجزنا توحيد المصطلح في القطر العربي الواحد، فضال عن العجز عن إذ ليس لنا فيه ؛)واختلف رسم اسم مؤلف الكتاب الذي يرد فيه أيضا (تعميمه في الساحة العربية كلها، وربما اختلف رسمه أيضا

اللغة العربية واإلعالم المرئي و المسموع- مقترحات في سبل العالج و « : عبد الكريم األشتر، » مرجع علمي عربي واحد.ة بحوث ندوة » التنمية حتى 21من ( )و اإلعالم اللغة العربية(، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص و فيه تتم

. 708، ص: 74، مج:04م، ج: 1999هـ/ أكتوبر1420، جمادى اآلخرة )23/11/1998د جواد النوري، 3 ة » المؤثرات في إشاعة المصطلحات العربية« - محم ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص و فيه تتم

دة لوضع المصطلح(بحوث ندوة . 831، ص: )إقرار منهجية موح

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

164

المتعلمين وحاملي الشهادات، وحتى أكبر المسؤولين في الدولة، إلى درجة أنه . باإلعاقة اللغويةيمكن تسمية هذه الظاهرة

46F ونجد كثيرا من الباحثين في تعليمية اللغات

1 ) La didactique des langues ( يشتكون من صعوبة تدريس اللغة العربية واللغات األجنبية، على

ة عن األسباب و المعوقات ويقترحون السواء، إلى الطالب، ويبحثون في كل مرالحلول عن طريق طرحهم لطرق ومناهج مختلفة، يتفقون حول بعضها أحيانا،

ويختلفون في أغلب األحيان. وفي ظل هذا الوضع المزري، و المستوى المتدني الغالب في المجتمع

العربي ككل، يحق لنا أن نتساءل: كيف يكون هذا الواضع واضعا للمصطلح، ولغته العربية بائسة، وال يعلم من مصادرها إال النزر اليسير؟.

- كيف يكون هذا المترجم الذي ال يتقن اللغة األجنبية، وليس عارفا بأصولها وبوسائل وضع المصطلحات فيها، مترجما، و يقوم بترجمة الكتب األجنبية

!العلمية، ويضع المقابالت العربية للمصطلحات األجنبية؟ ا تتحدد « يقول أحمد شفيق الخطيب: إن مهنة المصطلحي، كما تعلمون، لم

معالمها في العالم العربي؛ فليس هناك برامج متعارفة وال طرق تأهيل محددة و صين في المصطلح و الشؤون المصطلحية. ومعظم، أو مرسومة، إلعداد المتخص

صين الذين أعرفهم، تعلموا المهنة بجهودهم وإمكاناتهم ربما كل المتخصالشخصية، ولم يدرسوها كعلم؛ إنما توافرت لهم خلفيات دراسية تثقيفية علمية و

47F » لغوية ساعدت في هذا التأهيل

2. يجب أن يكون متقنا للغته « غير أن هذا ال يعد كافيا؛ فواضع المصطلح

العربية، ومتقنا الختصاصه العلمي ولغته األجنبية؛ فأنى لك به وأنت ترى أن نهم من الترجمة الجامعات امتألت بكثير ممن لم يتقنوا لغتهم العربية إتقانا يمك

إليها، ولم يعرفوا أكثر الكتب القديمة والحديثة المؤلفة في علمهم الذي ينتسبون 48F » إليه، والتي كان علمهم أحد أغراضها

3 . يجب على كل باحث علمي أو مجمعي، أو عضو في هيئة تعريب أن يتجنب

د العمل الفردي، والمبادرات العشوائية في عملية الوضع، والتي تؤدي إلى التعدا يشيع اللبس في المفاهيم، ويوقع في الخلط بينها؛ لبي للمصطلح، مم فال يشك « الس

أن صعوبة بعض ما يوضع من مصطلحات أو كثرته وتضاربه أحيانا قد يؤدي 49F » إلى العودة إلى األصل األجنبي

4.

◌ بطرق و مناهج تعليم اللغات. 1 - وهو حقل من الحقول اللسانية، يهتم، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه القسم » منهجية بناء المصطلحات وتطبيقها« - أحمد شفيق الخطيب، 2

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(األو . 538، ص: 75، مج: 03، ج:)إقرار منهجية موحالي، 3 د أحمد الد د- « - محم ، » واضع المصطلح، وأساليب وضعه، ووسائل توحيده في الطريق إلى مصطلح علمي عربي موح

. 723المرجع نفسه، ص: د جواد النوري، 4- .832ص: ،75، مج: 04، المرجع نفسه، ج: » المؤثرات في إشاعة المصطلحات العربية « محم

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

165

بل الكفيلة بتطوير لغتنا وعليه البد من توحيد جميع الجهود من أجل إيجاد السوامتالك المعارف المختلفة من خاللها.

- أساليب وضع المصطلح:1-3-2 ا عن كيفية وضع المصطلح؛ فهناك طرق علمية محددة، ووسائل معروفة أم

يتم بواسطتها توليد المصطلحات أو نقلها و إدخالها إلى اللغة إلى اللغة العربية. إال أننا نستطيع القول بأن الوضع وضعان: وضع من الدرجة األولى،

ل؛ فيخص التسمية التي يتم إطالقها ا الوضع األو ووضع من الدرجة الثانية؛ فأمل- أو الواضع المنتج للمعرفة- من ل إليه الواضع األو ة على ما توص ل مر ألو

جديد، بينما الوضع الثاني؛ فيخص التسمية التي يطلقها الواضع الثاني من لغته ل في لغة أخرى، حيث أن ترقي « على ما قد تم تسميته من قبل الواضع األو

اإلنسان في درجات العلم يوصله إلى ما لم يكن له به من عهد سابق، وأن هذا ل- الجديد يفرض عليه أن يضع له ما يناسبه من التسمية. وهكذا يضع الواضع األوا من يضع التسمية بعد الواضع وهو من يصل إلى الجديد- التسمية من لغته هو، أمل، في لغة أخرى، فهو الواضع الثاني. وهنا يلزم أن يجد الواضع الثاني تسمية األو

ل؛ فإن تعذر عليه األمر اضطر إلى اقتراض من لغته ال من لغة الواضع األول، وإدخالها في متن لغته، بمقتضى لوازم االقتراض اللغوي تسمية الواضع األو

50F » وشرائطه

1. وعليه يمكن تلخيص أساليب الوضع فيما يلي:

أ- التوليد اللغوي أو االشتقاق: ن من مادة هي أصلها الذي تعود إن الكلمة العربية كما هو معروف، تتكو

إليه، وتشترك فيه مع قريناتها األخرى، ومن هيئة تركيب أو صيغة أو بناء تركب فيه مادتها، وهذه هي الطريقة التي تولد بها العربية ألفاظا جديدة لتفي بالحاجات

الجديدة، وتعبر عن المعاني المستحدثة. من العوامل التي اعتمدها السلف إلثراء اللغة العربية من « وكان التوليد

داخلها؛ فبحثوا في العوامل التوليدية التي تختص بها العربية، وقسموها حسب يتها مجاراة لكالم العرب؛ فالعرب تكثر من القياس و االشتقاق؛ فبحثوا كثيرا أهمفي هذا المجال حتى وصلنا كم هائل غير مرتب من المشتقات، والذي ال يستعمل إال عشره، وتبقى معظم المشتقات ال وظيفة لها؛ بل لالستئناس بها في األوزان.

يته، اوية أعادت المجامع العلمية النظر في باب االشتقاق ألهم ومن هذه الزولحاجتنا إليه في هذا العصر نظرا لكثرة المصطلحات التي تحدث في سوق

االستعمال، وال تجد أسماء عربية في الوقت الذي تعرف العربية باشتقاقاتها الكثيرة

ادي، 1 د ضاري حم ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه » وسائل وضع المصطلح العلمي في العربية« - محم

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(القسم األو . 571، ص: 75، مج: 03، ج: )إقرار منهجية موح

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

166

51F » والمرنة

يغة، والثاني: توليد ،1 ل: توليد في الص وللتوليد اللغوي وجهان: األو في الداللة.

يغة ا التوليد في الص 52F فأم

ا 2 بالوضع أو النحت، ونعني « ؛ فقد يكون إم53Fبالوضع ابتكار كلمة جديدة من أصل عربي بطريق االشتقاق

54F أو القياس 3

وما 455Fإلى ذلك من ضروب التوليد اللفظي؛ فإن لم يسعفنا الحال لجأنا إلى النحت

، وهو 5.منهج مأخوذ به في اللغة العربية منذ أقدم عصورها 56F

6 « ا التوليد في الداللة أو التوليد الداللي؛ فهو إبداع لدالالت معجمية و « أم

تراكيب داللية جديدة، أي أنه يرتبط بظهور معنى جديد أو قيمة جديدة بالنسبة لوحدة معجمية موجودة أصال في معجم اللغة؛ فيسمح لها ذلك بالظهور في سياقات

57F.جديدة لم تتحقق فيها من قبل

7 « وعليه، يكون التوليد في الداللة بتوظيف كلمات قديمة في معنى جديد، وذلك

ع في داللته على ضرب من المجاز؛ فالتوليد يعني اختراع كلمة جديدة أو بالتوس58Fتوظيف كلمة قديمة في معنى جديد

8 .59Fب- االقتراض اللغوي

9: يقتضي االحتكاك و التفاعل بين المجتمعات اللغوية، حدوث تواصل لغوي

بينها، ينتج عنه أخذ و عطاء لمفردات مختلفة، حيث تسمى هذه الظاهرة 60F"باالقتراض اللغوي"

1 .

اهنة، ديوان المطبوعات الجامعية، جوان: 1 . 68، ص: 1995- صالح بلعيد، اللغة العربية آلياتها األساسية و قضاياها الروري، حيث يقول: 2 د غاليم بالتوليد الص يه محم وري الذي يرتبط عموما « - ويسم وبذلك يتميز التوليد الداللي من التوليد الص

بظهور متوالية صواتية جديدة بمعنى معجمي جديد، كما يحصل في المولدات الناتجة عن عمليات االشتقاق أو التعريب أو االقتراض د غاليم، التوليد الداللي في البالغة و المعجم، دار توبقال للنشر، ط: » أو النحت . 05، ص: 1987، 01: محم

ة األصلية على ترتيب أصواتها، 1- واالشتقاق أنواع، وهي : 3 غير، وهو ال◌ذي تتوالد عن طريقه األلفاظ من الماد - االشتقاق الصمع زيادات من أجل توجيه المعنى، مثل الكلمات العربية: كتاب، ومكتبة، ومكتب، وكاتب، وكتب.

- االشتقاق الكبير: وهو وسيلة لتوليد الكلمات عن طريق تقليب حروف الكلمة الواحدة، مثل مادة: "جبر" التي ينشأ عنها:" 2ة والعظمة: ينظر: أحمد شامية، خصائص العربية واإلعجاز القرآني في (جرب، برج، ربج، رجب"، وكلها تعود إلى معنى القو

.62، ص: 1995، ) سلسلة المعرفة(، ديوان المطبوعات الجامعية،)نظرية عبد القاهر الجرجاني اللغويةوتي الموجود بينها، ساء في 3 - االشتقاق األكبر: وبه يتم توليد الكلمات عن طريق إبدال الحروف ببعضها على أساس التقارب الص

اد " كالهما حرف صفير"، والهمزة أخت اي أخت الص فة، مثل: "صهل، زأر" ،و لهما معنى مشترك، ألن الز المخرج أو في الصاء أخت الالم، ألنهما من أحرف الذالقة: ينظر: المرجع نفسه، ص ص: . 581، 580الهاء، " كالهما من األحرف الحلقية" ، والر

وأوصى المجمع أن - وألن اللغة العربية لغة اشتقاقية؛ فقد حاول علماؤها استقراء أقيستها من أجل توليد مصطلحات جديدة، 4ادي، حركة التصحيح » ألن السماع إذا ورد يبطل القياس« يكون األخذ بالقياس في غياب السماع، د ضاري حم : ينظر: محم

شيد- بوزارة الثقافة واإلعالم، بغداد: د ضاري . / عن:275م، ص: 1980هـ/ 1400اللغوي في العصر الحديث، دار الر محمادي، ل من » وسائل وضع المصطلح العلمي في العربية« حم ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه القسم األو

دة لوضع المصطلح(بحوث ندوة 576، ص: 75، مج: 03، ج: ) إقرار منهجية موحى أيضا باالشتقاق الكبار، وهو توليد كلمة من كلمتين أو أكثر بهدف االقتصاد، مثل الحمدلة، والبسملة، والحوقلة، يعد 5 « - ويسم

رت اللغات الهندوأوربية، كما اعتمده العرب قديما بدافع إيجاد المختصرات لبعض الكلمات، والجمل التي الوسيلة المثلى التي طوامية، لذا قللوا من شأنه فاعتمدوا يكثر دورانها في االستعمال، ولم يولوه االهتمام الخاص كونه من خصائص اللغات غير الس

اهنة، ص: » االشتقاق . 79: صالح بلعيد، اللغة العربية آلياتها األساسية وقضاياها الر، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه » المبادئ األساسية في وضع المصطلح و توليده« - محمود أحمد السيد، 6

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(القسم األو .637، ص: 75، مج: 03، ج:) إقرار منهجية موحد غاليم، التوليد الداللي في البالغة و المعجم، ص: 7 .05- محم، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص » المبادئ األساسية في وضع المصطلح و توليده« - ينظر: محمود أحمد السيد، 8

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(وفيه القسم األو .637، ص: 75، مج: 03، ج:) إقرار منهجية موح. 86- ينظر: الفصل الثاني، ص: 9

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

167

جـ - الترجمة: يظهر أن المصطلحات المتولدة في اللغة العربية تأخذ اتجاهين اثنين:

وري وما يشتمل أحدهما داخلي يتمثل في أنواع التوليد اللغوي- سواء التوليد الص عليه، أو عن طريق التوليد الداللي- والثاني: خارجي يتمثل في الترجمة

والتعريب و التدخيل. ا عن قضية هذا بالنسبة إلى مسألة الوضع بشكل عام في اللغة العربية، أم

وضع المصطلح اإلعالمي العربي بشكل خاص و كيفية استعماله في المجال ياسي تحديدا؛ فنجد أنفسنا أمام معطيات أخرى تختلف عن معطيات الوضع الس

دة. بالنسبة للمصطلح في المجاالت األخرى المتعد

- المصطلح اإلعالمي العربي و إشكالية تحديد المفهوم: 2 راسة منذ أقدم لقد شكل البحث في العالقة بين اللفظ ومعناه موضوعا للد

العصور، بداية من العهد اليوناني وصوال إلى العصر الحديث، وعليه، يمكن القول العالقة المتبادلة بين اللفظ و المدلول، وللفظ معنيان، معنى « بأن المعنى هو تلك

الكلمة، وقد تتبدل أو تتغير، ويحدث قد تثبت صورة معنى أساسي و معنى سياقي،.التغيير في المعنى كلما حدث تغيير في العالقة بين اللفظ والمدلول 61F

2 « ال بمدلوله أو اللفظ بمعناه، ال إال أن هذا المفهوم أو المعنى الذي يربط الديكون واضحا في جميع االستعماالت؛ إذ يمكن أن يكون موظفا بشكل غامض

وغير مباشر؛ فيصبح الوصول إلى فهمه، وفك تشفيره من طرف جمهور المتلقين ر للجميع، ذلك أنه يوجد را وغير متيس رورة عالقة بين المفهوم « أمرا متعذ بالض

) Concept ( والتعبير عنه ) Expression ( ال ، ) Signifié ( ، وبين الد، ودون هذه المطابقة؛ فإن المخاطبين أو جماعتي ) Signifiant (والمدلول

ال والمدلول مطبوعة نوعا ما، المخاطبين ال يمكن أن يتفاهما. لكن العالقة بين الدياضية ومبهمة نوعا ما حسب القطاعات التي تطبق فيها، كما أن المفردات الر

ياسية. أال يمكن القول أن تلغي كل التباس وازدواجية، وهذا غير حال المفردات السياسة في إخفاء تفكيرهم؟ 62F » الكلمة تساعد رجال الس

3.

د رشاد الحمزاوي " باالستعارة اللغوية" معلال ذلك بقوله: 1 يه محم إننا ال نقصد باالستعارة اللغوية االستعارة البالغية « -ويسمالمعروفة؛ بل نعني بذلك ما شهر بالمعرب و الدخيل وهو كل ما تستعيره لغة معينة من لغة أخرى، مجاورة أو مباعدة أو وراثة، في

رف و النحو واألساليب، سعيا وراء تحقيق توازن نظامها الذي خلى من مقوالت لغوية لم توفرها بوسائلها مستوى األلفاظ و الصاتية، وذلك ألسباب حضارية وثقافية. ولقد اخترنا أن نستعمل مصطلح "االستعارة اللغوية" عوضا عن المصطلحات المتعارفة الذ

وذلك لسببين مترابطين: - معناه العام الذي يعبر تعبيرا شامال عن هذا المظهر من التوليد اللغوي دون أن يكون فيه لبس.

راته عند العرب القدامى والمحدثين ومعرفة مدى إدراكهم لمعناه نظريا وتطبيقيا باالعتماد على ما أطلقوا - متابعة مختلف تصود رشاد الحمزاوي، العربية و الحداثة » على االستعارة اللغوية من مصطلحات مختلفة وهي عديدة ال تأمن اللبس واالضطراب : محم

لة ومزيدة، 02أو الفصاحة فصاحات، دار الغرب اإلسالمي، بيروت-لبنان، ط: . 157، ص: 1986 معد، مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية، سلسلة ) دراسة تطبيقية(- عبد الواحد حسن الشيخ، العالقات الداللية و التراث البالغي العربي 2

. 27م، ص: 1999هـ/ 1419: 01اللغة العربية، اإلسكندرية ط: ، تر: الطاهر بن خرف هللا، المجلة الجزائرية لالتصال، » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى« - جون ماري كوتري، 3

. 193م، ص: 1992، سنة: 07 و 06العدد:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

168

ة وعليه فإن قضية المضمون وتحديد المفهوم يقتضي اهتماما خاصا، خاصياسية و المصطلحات الموظفة فيها؛ ففي ياسة، كما « في تحليل الخطابات الس الس

ة كبيرة أكثر فأكثر بين الكلمة و مفهومها؛ في اإلشهار، التقارب العرضي و الهود (فالمفهوم قد ابتلع من قبل الكلمة، ومحتوى المفهوم يصبح هكذا معمم وموح

Standarisé ( ؛ فالكلمة ال تعكس المفهوم؛ فهي تجلب رد فعل، سلوك مقولب في63F » غالب األحيان

1. من هنا تأتي خطورة عدم االنتباه إلى المصطلحات التي يستعملها اإلعالم

العربي، والتي يضعها له اإلعالم الغربي ويحيكها بدقة متناهية بهدف خدمة 64Fمصالحه العليا، حيث يتم اقتراضها منه أو ترجمتها

عنه، من دون أية دراسة أو 2اهنة، وإنما يشكل ة العربية وقضاياها الر رقابة لمضامينها، األمر الذي ال يخدم األمتزييفا صارخا للحقائق؛ فإذا كان البد من االقتراض و الترجمة؛ فالبد من االهتمام ة في ميدان اإلعالم، ألن المترجم في بالواضع و بالمترجم وبمصطلحاتهما، وخاصهذا الميدان هو أكثر تأثيرا على الجماهير من مجامع اللغة، وألن ما يقوله المترجم يسمعه الماليين، بينما ما يقوله المجمع ال يسمعه إال القليل منهم، ويكون بعد مضي

65Fوقت

3. إن استخدام المصطلحات في اإلعالم مرتبط دائما باآلثار التي يخلفها هذا

اتحاد « االستخدام على ذهنية المتلقي وسلوكه، باعتباره مستهدفا، وعليه؛ فإن الكلمات وتآلفها مهم بقدر اآلثار التي يحدثها، وليس بالمفاهيم التي يرجع إليها،

ياسة، مجاال يجب العمل فيه 66F » ويبقى تحليل قوانين تآلف الكلمات، في الس

4 ،ياسة هو اهتمام باآلثار التي تنجم عن الممارسة ة وأن اهتمام اإلعالم بالس خاصياسية في حد ذاتها، مهما اختلفت أوجه هذه الممارسة أو تناقضت، وهو ما الس

ة، المهم هو « أكدته صحفية في قناة دبي الفضائية بقولها: ياسة هي المهم ليست السياسية 67F » النتيجة الس

5 .ياق الذي تستعمل فيه هذه ولذلك، ال يستطيع المتلقي الذي يجهل الس

المفردات « المصطلحات أن يفهم مدلوالتها أو األبعاد التي دعت إلى استعمالها؛ فـ ياق الذي قيلت فيه تبقى غير مفهومة، أو تعطي تأويال ياسية المفصولة عن الس الس

.186-المرجع نفسه، ص: 1- ما نالحظه اليوم في وسائلنا اإلعالمية من تراجع يدل على أن الترجمة لم تتمكن من أداء وظيفتها؛ فهي وسيلة ضرورية في 2

ل إلى تقليد ترجمي يؤدي عملية الوضع، إال أنها، وبهذه الممارسة العشوائية التي ال تراعي ما يجب ترجمته وما ال يجب، تتحووظيفة سلبية وغير مؤسسة، نتج عنها إضعاف اإلعالم العربي، وعجزه على أن يكون إعالما منتجا وهادفا في أغلب األحيان.

اهنة، ص: 3- . 62 ينظر: صالح بلعيد، اللغة العربية آلياتها األساسية وقضاياها الر، تر: الطاهر بن خرف هللا، المجلة الجزائرية لالتصال، ص: » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى« -جون ماري كوتري، 4

186 . سا، إشهار خاص باألخبار. 23:50، الساعة: 07/11/2006- قناة دبي الفضائية، يوم: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

169

مرتبط بشروط، إلى درجة أن Auditeurكاذبا خطيرا، والحقيقة، أن المستمع 68F » الشخص المحايد سياسيا ال يستطيع قط أن يفهم شيئا

1 . وبما أن اإلعالم هو اتصال في اتجاه واحد فقط؛ فإن المتلقي العربي ال يمكنه

د على استعمال هذه المصطلحات المغرضة، أو مناقشة محتوياتها أو الرياسية تثير« االعتراض عليها؛ فـ ردود أفعال دون أن تقيم ) تسبب(المفردات الس

69Fموضوعا للتفكير و المناقشة. ويقول ماركوز

دد: " لالقتراحات شكل من 2 بهذا الصم ا تبين، ومجمل االتصال يكتسي ميزة منو نوع إيعازي، تستدعي أكثر مم

مغناطيسي". ونصل هكذا إلى نتيجة أخيرة: اللغة المغلوقة ال تبحث عن إقامة اتصال حقيقي؛ فهي تعلن و تبلغ القرار وتفرضه، باختصار نحن أمام لغة

Langage دة 70F » هي لغة الفكر الواحد البعد)التي( توظيفية، موجزة، موح

3 .د على مضمون هذه المصطلحات و على مصدرها ولذلك؛ فالمنوط به الر

هو اإلعالم العربي نفسه وليس المتلقي، باعتبار أنه موجود من أجل خدمة القضايا فاع عنها. ة بهذا المتلقي وتمثيلها، والد الخاص

وترتبط عوامل وضع المصطلحات في اإلعالم بزمان ومكان وطبيعة الحدث، حيث يحتاج هذا الوضع إلى إعداد لغوي خاص يهدف إلى تحميل

المصطلحات لمضامين غامضة ال يمكن الوصول إليها إال بتحليل هذا الخطاب، فاإلعداد اللغوي" يستعمل الوسائل « وهو ما يسمى بالمحتوى الكامن أو المستتر؛

فهية ليعطي لها معاني غير المعاني المألوفة" 71Fالش

، وعن طريق هذا اإلجراء 4ياسة؛ فإن مضمون االتصال يستلزم البحث أكثر في عمق الغالي لدى رجال الس

72F » )الغامض(الخطاب، كما يقتضي اكتشاف المغزى المحجوب

5 . Les) وينتمي هذا النوع من المصطلحات إلى األفعال اللغوية غير المباشرة

actes du langage indirects) 73F

د، وذلك ضمن تصنيف :جون ريتشار6 للقيم اإلنجازية للتلفظ، وهي جزء من اإلستراتيجية (John Rogers Searle)سيرل

ياسي في الغالب. التلميحية التي ينبني عليها الخطاب السياسي ال يخلو أحيانا من مصطلحات ظاهرة المحتوى أو إال أن الخطاب الس

، أين يستعمل المتكلم ألفاظا واضحة؛ فيختار كلماته مثل: االشتراكية، )المضمون(أسمالية الفاسدة...إلخ، عن طريق يات الجمهورية، الر يمقراطية، الحر الفعل « الد

، تر: الطاهر بن خرف هللا، المجلة الجزائرية لالتصال، » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى« - جون ماري كوتري، 1

.186ص:2 -H. Marcus, l’Homme unidimensionnel :187/ عن: جون ماري كوتري، المرجع السابق، ص . .187- المرجع نفسه، ص: 34 -On se reportera avec intérêt aux distinctions de Frédéric François dans le langage,

Encyclopédie de la pléiade, p : 18. :188/ عن: المرجع نفسه، ص . .188- المرجع نفسه، ص: 5ل من هذا العمل، ص: 6 . 72- ينظر: تعريفها في الفصل األو

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

170

خم ، حيث ال يبحث المتكلم عن إخفاء أو ستر » الفعل المعبر« أو » الض74Fمضمون تفكيره

1 . وتنتمي هذه المصطلحات إلى التقسيم الثاني للقيم اإلنجازية عند سيرل، وهي

. 75F2 (Les actes de langage directs)األفعال اللغوية المباشرة وبهذا يصبح استعمال المصطلحات في مجال اإلعالم أداة لفعل األشياء بواسطة الكلمات، حيث ال تخرج هذه المصطلحات عن كونها أفعاال تتألف من

نات أساسية وهي: األفعال ، واألفعال (A. Locutoires)التعبيرية ثالثة مكو. A. Perlocutoires ( 76F3 (، واألفعال التأثيرية (A. Illocutoires)اإلنجازية

كما ال تخرج المصطلحات في اإلعالم عن كونها تشكل تمثيال واضحا .John L) (للفئات القاعدية لألفعال اإلنجازية التي قدمها: جون النجشو أوستين

Austin وجون ريتشارد سيرل ،) (John R. Searleفي نظريتهما ألفعال الكالم ، 77F

4 .ل هذه المصطلحات إلى أفعال (: تأكيدية des actes) ( وبهذا تتحو

(Assertives توجيهية ،) (Directives وعدية ،) (Promessives تعبيرية ،) (Expressives وإخبارية ،) (Déclaratives 78F

ياقية 5 ، مع مراعاة العناصر السالتي أنجزت فيها، وبهذا يصبح مجال اإلعالم مجاال تداوليا من الدرجة األولى.

د المصطلح في اإلعالم: 2-1 - إشكالية تعدد المعاني: 2-1-1 - تعد

د ظاهرة تشترك فيها جميع اللغات، وهو دليل على حيويتها وقدرتها إن التعدعلى التوليد؛ فاستعمال اللغة في سياقات مختلفة يكسب األلفاظ معاني جديدة،

وكالزمة لهذا، تكون للكلمات التي تعلمها الشخص لمدة طويلة أوفر الحظ في أن « د تلتقط معاني جديدة في سياقات جديدة، لما هنالك من عالقة بين االستعمال وتعد

ج أكثر تلتبس ع فيها، وهذا يضيء كون الكلمات التي ترو المعاني والتوس79F » أكثر

6. ال أن نعلم أن ألفاظ د وأصنافه، يجب علينا أو وقبل الخوض في تعريف التعد

اللغة من حيث دالالتها تنقسم إلى ثالثة أنواع وهي: أ- المتباين: وهو أكثر اللغة، وذلك أن يدل اللفظ الواحد على معنى واحد. «

ب- المشترك اللفظي: وهو أن يدل اللفظ الواحد على أكثر من معنى.

،تر: الطاهر بن خرف هللا، المجلة الجزائرية » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى « - ينظر: جون ماري كوتري، 1. 188لالتصال، ص:

ل من هذا العمل، ص ص: 2 . 72، 71- ينظر الفصل األول، ص : 3 . 65- ينظر: الفصل األو. 61- ينظر: المرجع نفسه، ص: 4◌صنيف الخاص بأوستين Searle) (- هذا بالنسبة إلى تصنيف سيرل 5 ة Austin) (، وينظر كذلك: الت ، و التعريفات الخاص

ل من هذا العمل ، ص ص: . 69 إلى غاية: 65بكل تصنيف في الفصل األو، 02- عبد القادر الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية وداللية، منشورات عويدات، بيروت-لبنان، ط: 6

. 374، ص: 1986

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

171

80F » ج- المترادف: وهو أن يدل أكثر من لفظ على معنى واحد

1. ل من هذا التقسيم؛ فنجد أنه ممثل بجزء مهم من فبالنسبة إلى القسم األو

أحادية « مفردات اللغة، إال أنه ال يمكن تعميمه على جميع مفردات اللغة، ذلك أن المعنى ال يمكن أن تقوم إال بتحجير اللغة والقضاء على حركتها، أي قتلها، وعلما

ائم ع الد ضان اللفظ للتوس ياق يعر 81F » كذلك بأن المجاز و الس

2 .؛ فإنها واحدة و المدلول بها واحد، ولذا )هللا ( ومن أمثلة هذا القسم نذكر لفظة

ي باللفظ المفرد، أين نجد اللفظ متحدا مع معناه؛ فينفرد اللفظ بمعناه، وتكون سم82Fالداللة واحدة، ويكون مدلولها واحد أيضا .

3 ا بالنسبة إلى القسم الثاني والثالث؛ فقد تم تفصيل القول فيهما، من حيث وأم

د المعنى، حيث تم التعبير عن األلفاظ المترادفة بأنها: أنهما يدخالن في باب تعددة لمدلول واحد، وهي ألفاظ متحدة المعنى وقابلة للتبادل فيما بينها في « ألفاظ متعد

غم من عدم استحالته- نادر الوقوع إلى درجة أي سياق، والترادف التام- على الركبيرة؛ فهو نوع من الكماليات التي ال تستطيع اللغة أن تجود بها في سهولة ويسر

وسرعان ما تظهر بالتدريج فروق معنوية دقيقة بين األلفاظ المترادفة، بحيث )...(يصبح كل لفظ منها مناسبا ومالئما للتعبير عن جانب واحد فقط من الجوانب

المختلفة للمدلول الواحد، كما أننا سنالحظ في الوقت نفسه أن ما يرتبط بهذه األلفاظ ة سوف تأخذ في الظهور و النمو من عناصر عاطفية وتعبيرية وإيحائية خاص

83F » ممتدة في خطوط متباعدة

4. د ) Ullman (وإذا كان أولمان قد اعتبر بأن الترادف يدخل في باب تعد

The (المعنى؛ فإننا نجد أن هذا الموضوع قد أثير في كتاب "معنى المعنى" Meaning of Meaning ( ألوجدن وريتشاردز ) Ogden et Richardz ( وذلك ،

مز « من خالل طرح تعريفين للمعنى وهما: ، وإلى )أ(إذا رمزنا إلى اللفظ بالرمز هنية بالر ورة الذ )ب(، أو هو )ب( و)أ(؛ فهل المعنى هو العالقة بين )ب(الص

84F » نفسها ؟ رأيان

5 .د المعنى ل يدخل ظاهرة الترادف في باب تعد ألن المعنى « فالتعريف األو

د العالقة بين اللفظ د له بتعد ورة، ويتحقق التعد مز و الص هو العالقة بين الرد في د طرفيها، فإن كان التعد د العالقة يتحقق بتعد ورة، وتعد كان من )أ(والص

د في 85F » كان من المشترك اللفظي)ب(المترادف، وإن كان التعد

6.

.145، ص: 05- أحمد مختار عمر، علم الداللة، عالم الكتب، القاهرة، ط: 1. 374- عبد القادر الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية وداللية، ص: 2 .37، ص: ) دراسة تطبيقية(- ينظر: عبد الواحد حسن الشيخ، العالقات الداللية والتراث البالغي العربي 3. 120، 119- ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص ص: 4 .145- أحمد مختار عمر، علم الداللة، ص: 5

. 146، 145 المرجع نفسه، ص ص: 6-

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

172

د المعنى، ألن ا التعريف الثاني؛ فينفي دخول المترادف في تعد المعنى « أمورة فلم هنية واحدة في المترادف فلم تتعدد الص ورة الذ هنية، والص ورة الذ هو الص

86F » يتعدد المعنى

1 .، الذي يعني مدلوالت Homonymes ) ( بقي الحديث عن المشترك اللفظي

دة دة للفظ واحد، ذلك أن قدرة الكلمة الواحدة على التعبير عن مدلوالت متعد متعدة من الخواص األساسية للكالم اإلنساني، وإن نظرة واحدة في أي إنما هي خاص

معجم من معجمات اللغة لتعطينا فكرة عن كثرة ورود هذه الظاهرة، كما وقد تعيش المدلوالت القديمة جنبا إلى جنب مع المدلوالت الجديدة، وهذه ظاهرة ينفرد بها

87Fالمعنى

2 .، وبين ما يسمى ) Homonymes ( إال أنه يجب التفريق بين المشترك اللفظي

د المعنى د الداللي، والفرق يكمن في وجود حالتين ) Polysémie (بتعد ، أو التعدجرت البحوث « يمكن رصدهما في اللفظ الواحد الذي له مدلوالت عدة؛ فقد

د المعنى (الكثيرة التي تعرضت لهذا الموضوع على استعمال المصطلح ) تعدPolysemy ا للداللة على الحاالت التي تتعدد فيها مدلوالت الكلمة الواحدة، أم

)المشترك اللفظي(بالنسبة للحالة األخرى؛ فسوف نحتفظ بالمصطلح Homonymy،يغة دة المعنى المتحدة الص . ونطلقه على الكلمات المتعد 88F

3 « د المعنى باالستعماالت المختلفة لالستعارة د الداللي أو تعد ويرتبط التعد

اللغويون منذ القديم أن إحدى « والكناية باستخدام الوحدات المعجمية، حيث الحظد الداللي تتجلى في خضوع الوحدات المعجمية ئيسية المنتجة للتعد العمليات الرعات استعارية أو نقول كنائية، وهي عمليات يصبح معها التأويل المجازي لتوس

ة « الناتج ممعجما في قراءة مستقلة. واألمثلة على ذلك كثيرة في ما سمي خاص، نحو: فم، رجل، عين...إلخ، التي توسع من استعمالها في » باالستعارات الميتة

جاجة، رجل » مشابهة« األعضاء إلى استعمالها في أشياء أخرى ، مثل، فم الزد الداللي على إسنادنا مدخلين ) ( ...الطاولة، عين اإلبرة... إلخ وبذلك يبنى التعد

دة الداللة، إذا، معجميين متماثلين صواتيا، متمايزين دالليا إلى وحدة معجمية متعد ألن هذه األخيرة بحكم تعريفها –وفقط إذا، كانا متعالقين عن طريق قاعدة عالقية

ا المدخالن المعجميان المتماثالن صواتيا، المتمايزان دالليا وغير تورد مبعدا، أم89F » المتعالقين عن طريق قاعدة عالقية فهما مشترك لفظي

4 .د المصطلح اإلعالمي: 1-2 - أسباب تعد

ة بالمصطلحات المستعملة في اإلعالم، ونالحظ من خالل النماذج الخاصد المصطلحات للواقعة والتي عرضنا لها خالل هذا الفصل، شيوع ظاهرة تعد

.146- المرجع نفسه، ص: 1. 135، 134- ينظر: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص ص: 2 .134- ستيفن أولمان، المرجع السابق، ص: 3د غاليم، التوليد الداللي في البالغة و المعجم، ص ص: 4 . 170، 169- محم

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

173

المنطقة العربية، الوطن العربي، العالم « ذاتها، ومن أمثلتها نذكر مصطلحات: الشرق « ، ومصطلحات: » العربي، والبلدان العربية، واألقطار العربية.

األوسط، المشرق العربي، المشرق اإلسالمي، الشرق األوسط الجديد، الشرق المغرب العربي، شمال إفريقيا، المغرب « ، ومصطلحات: » األوسط الكبير

حية واالنتحاري، « ، ومصطلحات أخرى مثل: » اإلسالمي الشهيد و القتيل والض90F » العملية االستشهادية، والعملية االنتحارية

...إلخ. 1 نرى من خالل هذه النماذج أنه قد تم التعبير في كل فئة عن مدلول واحد

ياق: هل تعود ؤال الذي يطرح في هذا الس دة، ولكن الس بواسطة مصطلحات متعدد المصطلح اإلعالمي العربي إلى أسباب تقنية لغوية مثل ظاهرة أسباب تعد

الترادف ..إلخ؟ أم يعود إلى أسباب أخرى؟ معظم المترادفات ليست إال أنصاف أو أشباه مترادفات، وأنه ال « فإذا كانت

ياق الواحد، أو األسلوب الواحد دون تمييز بينها، كما يمكن استعمالها في السسيتضح لنا أن مدلوالت هذه المترادفات متشابكة ومتداخلة بعضها في بعض، وفي

نهاية المطاف سوف يتأكد لنا أن هذه األلفاظ ال يمكن التبادل بينها إال في حدود 91F » ضيقة فقط

2 . وإذا كان هناك من ضرورة لوضع المصطلح بشكل عام؛ فذلك يكون بسبب ا بالنسبة إلى دواعي وضع ر العلم، وظهور اكتشافات جديدة، أم نمو الفكر وتطو

ياسي؛ فذلك لتدعيم فكر ة في الميدان الس المصطلح في مجال اإلعالم، وخاصكل ذلك من « سياسي معين، أو للتعبير عن إيديولوجية معينة، وتدعيم موقفها،

أهل العلم، ولكن حقيقة ال يختلف فيها دواعي انبثاق مصطلحات جديدة، تلكالخالف يكمن عندهم في قبول هذا المصطلح أو رفضه، فلسائل أن يتساءل إذن:

92F » متى يكون المصطلح جديرا بالقبول؟

3 . وهناك من يرى أن ذلك مرتبط بتوفر شرطين اثنين وهما:

ل: تمثيل كل مفهوم أو شيء بمصطلح مستقل. « األو93F » واآلخر: عدم تمثيل المفهوم أو الشيء الواحد بأكثر من مصطلح واحد

4 . إال أنه ال يمكن تحقيق هاذان الشرطان في جميع المصطلحات، نظرا لوجود

ظاهرة المشترك اللفظي و الترادف في جميع اللغات، وبالتالي، يمكن أن يكون هناك مصطلح واحد للداللة على معاني عدة، كما يوجد عدة مصطلحات للداللة

على معنى واحد.

. 160، 159- لقد تم تعريف هذه المصطلحات، والحديث عن مضامينها خالل هذا الفصل، ينظر: ص ص: 1. 121- ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص: 2د ويس، 3 د المصطلح« - أحمد محم ، 25، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، مج: » االنزياح وتعد

. 57، ص: 1997، الكويت: يناير/ مارس: 03العدد: . 57./ عن: المرجع نفسه، ص: 68، ص: 1985- علي القاسمي، مقدمة في علم المصطلح، بغداد: 4

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

174

وتتفق اللسانيات الحديثة على تعريف العالمة اللسانية بأنها وحدة ثنائية ال ن من وجهين ال يمكن فصلهما، وهما: الد ، ) Signifiant (المبنى، تتكو

، حيث تم االصطالح على أن يكون لكل دال مدلول واحد، ) Signifié (والمدلولخ عناصر اللغة إلى تفاعل ولكل مدلول دال واحد، غير أن جدلية االستعمال ترضعضوي بموجبه تنزاح األلفاظ عن معانيها الوضعية تبعا لسياقاتها في االستعمال، ا تدخله القنوات البالغية من مجازات ليست هي في منظور اللغوي إال فضال عم

انحرافات عن المعاني الوضعية األولى، وجملة ما ينتج عن ذلك أن أي دال في لغة ما البد أن تتعدد مدلوالته من سياق إلى آخر، وكذلك أي صورة ذهنية مدلول عليها

94Fالبد أنها واجدة أكثر من دال في نسيج اللغة المعنية

1. - ظاهرة االنزياح في المصطلح اإلعالمي: 2-2-1

95F واالنزياح

2 ) l’Ecard (انحراف الكالم عن نسقه المألوف، وهو « : هوحدث لغوي

96F » يظهر في تشكيل الكالم وصياغته

3 .ويمكن تعريف االنزياح من خالل وجهات نظر مختلفة: فلسفية و سيميائية

وأسلوبية، وهو بهذا يتخذ عدة مفاهيم: : وهو من حيث ) La déviation Sémantique (- االنزياح الداللي: 1

دها المجتمع أو التي « مفهومه الفلسفي العام يعني: عدم مسايرة المعايير التي يحد97F » تتحدد بثقافته السائدة

4. ا من خالل المنظور األسلوبي؛ فهو يشكل خرقا للمعيار النحوي، من 2 - أم

98Fجهة، وتقييد لهذا المعيار باالستعانة بالقواعد اإلضافية من جهة ثانية

؛ وعليه 5مة األسلوبية يأخذ مظهره الوظيفي ضمن مستويات انزياحية مختلفة، فهو بهذه الس

يتمثل أحدها- وذلك على مستوى العالمة- في انزياح المعنى عن داللته األصلية 99Fاألولى

6 .

1 -Pierre Guiraud, La stylistique, 7eme Édition, collection « Que sais-je ? », N :646,

P.U.F., Paris : 1972, p :58 د، األسلوبية وتحليل الخطاب، دراسة في النقد العربي الحديث (/ عن: نور الدين الس. 180، ص: 01، دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع، الجزائر، ج: )األسلوبية واألسلوب

- وهناك طائفة من المصطلحات تترادف مع مصطلح االنزياح نذكرها فيما يلي مع إيراد أصلها الفرنسي وصاحبه وهي: التجاوز: 2l’Abus :لفاليري، االنحراف La déviation :لسبيترز، االختالل La distorsion :لويلك ووارين، اإلطاحة La

subversion :لباتيار، المخالفة L’infraction :لتيري، الشناعة Le scandale :لبارت، االنتهاك Le viol ،لكوهن آلراجون، التحريف: La transgression لتودوروف، العصيان: La violation des normesخرق السنن:

L’altérationص 1993، 04: عبد السالم المسدي، األسلوبية واألسلوب، دار سعاد الصباح، القاهرة، ط: » لجماعة مو ،د ويس، 101، 100ص: د المصطلح« / عن: أحمد محم . 58، مجلة عالم الفكر، ص: » االنزياح وتعد

د، األسلوبية و تحليل الخطاب، ج: 3 .179، ص: 01- نور الدين السار البيضاء، 4 / عن: الطيب 269، ص: 1986-إديث كيزويل، عصر البنيوية من ليفي شتراوس إلى فوكو، تر: ج. عصفور، الد

بير، معهد م لنيل درجة الماجستير في اللغويات، إشراف: د. سعدي الز دبه، التجليات السيميائية عند أبي حيان التوحيدي، بحث مقد. 158، ص: 1998- 1997اللغة العربي و آدابها، جامعة الجزائر:

د العمري، منشورات دراسات سال، ط: 5 / ينظر: المرجع 36، ص: 1989، 01- هنريش بليث، البالغة واألسلوبية، تر: محم .158نفسه، ص:

. 158- ينظر: المرجع نفسه، ص: 6

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

175

يميائية؛ فيتخذ مستويات مختلفة يمكن ا االنزياح من وجهة النظر الس أم ) . العالقة بين العالمة والواقع (- انزياح في الداللة 1 « تصنيفها كالتالي:

. ) العالقة بين العالمات (- انزياح في التركيب 2 » ) العالقة بين العالمات والمرسل و المتلقي (- انزياح في التداول 3

100F

1 .ياقية وإذا كان وضع المصطلح اإلعالمي واستعماله مرتبط بالعناصر الس

مان والمكان، التي استدعت استخدامه ومنها الواضع أو المرسل، المتلقي، الزد هذا المصطلح عبر والحدث الذي يعبر عنه هذا المصطلح...إلخ؛ فإن تعد

د ناتج عن حدوث انزياح تداولي االستعماالت المختلفة في وسائل اإلعالم هو تعدياقية األخرى. فيكون ترتبط فيه العالمات بالمرسل و المتلقي وباقي العناصر الس

الغرض هو العنصر الكامن وراء كل استعمال، وبالتالي وراء كل انزياح. 101F » الوطن العربي« ومن ذلك مثال مصطلح:

◌ذي 2 ، وهو المصطلح ال (حدث فيه انزياح باعتباره المصطلح الجدير باالستعمال والقبول، ولنرمز له بـ:

: )1م التأكيد على عمق 1غرض 1استعمال )1م( » الوطن العربي«

االنتماءد .1سياق العربي الواحد الموح

1انزياح

التعبير عن واقع 2غرض 2استعمال )2م( » العالم العربي « التجزئة

خ القطرية العربية العربية واستمراريتها وواقع ترس. 2سياق 2انزياح

ك 3غرض 3استعمال )3م » (المنطقة العربية« التعبير عن تفك الواقع

له إلى العربي وهزاله وال فاعليته، وعجزه وضعفه وتحود مجر

. 158./ عن: المرجع نفسه، ص: 41- ينظر: هنريش بليث، البالغة واألسلوبية، ص: 1. 158 إلى غاية: 155 ينظر النصوص التي وردت فيها هذه المصطلحات خالل هذا الفصل، ص ص: - 2

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

176

تعبير جغرافي يحوي مواد خام يتكالب عليها العالم .3سياق

ا االنزياح في الداللة، والذي يخص العالقة بين العالمة والواقع، هو أم

انزياح يحدث على مستوى الداللة الوضعية أو االصطالحية، وتحديدا على مفهوم اللفظ « مستوى المفهوم، حيث أن

ه مات التي تدخل في حد 102F » الكلي هو مجموع المقو

1 . إن استعمال هذه المصطلحات هو استعمال مؤسس ومقصود ومبني على أساس سياق الخلفية االجتماعية، والثقافة اإليديولوجية التي ينطلق منها واضع نه كل مصطلح. ج للمحتوى الذي يتضم المصطلح، أو مستعمله؛ فكالهما يرو

د المصطلح اإلعالمي العربي يعود إلى عدة وعليه نستطيع القول بأن تعدأسباب نحاول تلخيصها فيما يلي:

ه سياسي أو إيديولوجي أو ثقافي: 2-2-2 د ذو توج - تعدد يقتضي البحث في المضامين التي تحتويها إن البحث في أسباب التعدياسي و اإليديولوجي ه الس المصطلحات اإلعالمية المستعملة، ومعرفة التوج

للواضع، وثقافته، ومن ثم اإلشارة إلى حجم التأثير الذي يقع على المتلقي، مع تحديد طبيعة الجمهور المستهدف.

تحليل « إن البحث في العالقة بين هذه العناصر أمر جوهري، ذلك أن ال إلى البنيات المجتمعية ليتسلح بمعطياتها في وصف المضمون ينظر أو

103F » المحتويات الناتجة عنها وسائطيا

2 . والحقيقة أن تحليل المضامين في اإلعالم ال يفتقد ال إلى الدراسة، وال إلى

ا التنظير، ولكن اإلشكالية اإلعالمية العربية ال تعدو أن تخرج عن أمرين اثنين: إما لعدم قدرة اإلعالم العربي على بناء مصطلحات إعالمية، وجهله بكيفية البناء، وإملعدم وجود اإلرادة في البناء، واالكتفاء باستهالك المصطلحات األجنبية عن طريق الترجمة واالقتراض بما تحتويه هذه المصطلحات من مضامين ودالالت مغرضة،

سائل اإلعالمية « كما يميل التحليل المضموني إلى بناء المقوالت اإلحالية للرالجماهيرية على المستوى االجتماعي، واستشكاال، ال يستجيب البناء اإلحالي إال حافي وأهدافه وآثاره، لتظل مسألة كيفية للتساؤل عن أسباب إنتاج المضمون الص

البناء شبه مهملة، وعليه، قام تحليل المضمون بتبئير الدالالت الوسائطية من حيث 104F » مواقع إنتاجها ومواقفها اإليديولوجية، وجمهورها المستهدف

3 .

- عادل فاخوري، علم الداللة عند العرب، دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، ط: 1

. 43، ص: 1985، مايو: 01ار البيضاء- المغرب، ط: 2 لطة، دار الثقافة، مطبعة النجاح الجديدة، الد حافي- من اللغة إلى الس - أحمد العاقد، تحليل الخطاب الص

. 100، ص: 2002، 01 .100- المرجع نفسه، ص: 3

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

177

ياسية وتأثيرها على وضع واستعمال المصطلح في مجال هات الس أ- التوج اإلعالم:

ول و األنظمة المختلفة تتأسس العالقات التي تربط الحاكم بالمحكوم، أو الدياسة؛ إذ تعتبر ياسة من « ببعضها البعض على ما اصطلح على تسميته بالس الس

األمور التي خضعت لها المجتمعات منذ أقدم العصور لتنظيم حياتها، وواقعها؛ فال ر مجتمع يفتقد لهذا اإلطار الذي يجعل القضايا على اختالف طبيعتها يمكن تصو

105F » في نصابها

1. ولهذا السبب يحتاج الساسة إلى وسائل اإلعالم لتمرير خطاباتهم، وخططهم

اخلي أو الخارجي- حيث عيد الد ومواقفهم من مختلف القضايا- سواء على الصة في السيطرة على اإلعالم ووسائله لتمرير رت هذه الحاجة إلى رغبة ملح تطو

لة بالمواقف واآلراء لتحقيق أهداف قريبة أو بعيدة المدى. سائل المحم مختلف الرياسي على التأثير على المتلقي وتغيير سلوكه، وعليه يرتكز اهتمام الس

ونظام معتقداته، وذلك بجعل اآلخرين يشاركونه في آرائه، وطريقة تفكيره في ة إليهم. وبقول شامل جعلهم يتعاطفون شيء ما، وكذلك إيصال عواطفه الخاص

في أذهانهم ) المخاطب(معه، نتيجة يجب أن يصل إليها بغرس أفكاره لي ة تنصرف عن اتجاهها األو ة تجعل أفكارهم الخاص بواسطة الكلمات، وذلك بقو

106Fلتتبع أفكاره وأغراضه

2 .ياسي إال عن طريق وسائل اإلعالم المختلفة، )مخاطبا ( وال يكون الس

ياسة، )متلقي(والتخاطب يقتضي وجود مخاطب أو ياسي بالس ؛ فحينما يتحدث الساالستماع إليها ما دامت تهم األفراد والجماعات، ألنها تتناول « يعني ذلك

بالمعالجة مواضيع ثقافية، وسياسية محضة... مرتبطة بالمستمع، وتتعلق ببناء ه بكالمه إلى جمهوره يستميله، يتفاعل م بها إلى األمام؛ فالمخاطب يتوج الدولة للتقد

وفي هذا ربط للكالم بالحدث، والمفاعلة تعني )...(معه في أمر من األمور107F » المشاركة في القضية المطروحة

3 .ياسي والمصطلحات إال أن اإلشكالية المطروحة تكمن في الخطاب الس

الموظفة فيه؛ إذ يظهر لنا هذا الخطاب في عمقه ككل شامل ومتجانس، وهو في ن من عدة عناصر للجمل المؤسسة على د المستويات، ومكو الحقيقة ليس إال متعد

108Fاألحكام وأصحابها، وعلى االفتراضات المسبقة واألقوال المضمرة

4 .

- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، منشورات تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، دار األمل 1

. 144للطباعة والنشر و التوزيع،ص: . 145، 144- ينظر: المرجع نفسه، ص ص: 2. 145- المرجع نفسه، ص: 3. 151- ينظر: ذهبية حمو الحاج، المرجع السابق، ص: 4

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

178

ياسية المنقولة بشكل مباشر عبر وسائل اإلعالم المختلفة، ففي الخطابات السياسي 109Fيكون الس

هو المخاطب المصدر، إال أن رجل اإلعالم هو الذي يقوم بشرح 1مضامين الخطاب وتحليلها إلى المشاهد، وهو بهذا الشكل يساهم في نشر

المصطلحات والترويج لها. وعليه نستطيع القول أن وضع المصطلحات واستعمالها، يكون وفق سياق

ياسية للواضع، حيث تمثل هذه األخيرة واحدة من شروط إنتاجه. الخلفية الس110F كما يمكن أن يكون واضع المصطلح هو رجل اإلعالم نفسه

وليس ، 2ياسي، ولكن رورة أن يكون رجال سياسيا أو مشاركا في صنع القرار الس بالض

ياسي نفسه. يكفي أن تكون لديه خلفية مشتركة تتفق مع خلفية السه إيديولوجي أو ثقافي: د مرتبط بتوج ب - تعدد سياستها تتبنى مختلف المؤسسات اإلعالمية إليديولوجيات مختلفة تحد

ة والعامة، حيث تتضح هذه اإليديولوجيات من خالل اإلستراتيجية وأهدافها الخاصالتي تسير عليها كل مؤسسة.

هات اإليديولوجية للمؤسسات اإلعالمية خاضعة وغالبا ما تكون التوجل هذه يا◌؛ فتتحو لة لها ماد إليديولوجية الجهة المسيطرة عليها، أو الممو

المؤسسات إلى منابر للتأثير على المتلقي، وتوجيه سلوكه، وإقناعه بأفكار المرسل. 111F وتسمى اإليديولوجيا

ناتج عملية « كذلك، بنسق األفكار والمعتقدات، وهي 3ر الطبيعة والمجتمع والفرد ويطبق عليها بصفة دائمة. تكوين نسق فكري عام يفس

112F » وتشكل إيديولوجية كل جماعة بيئتها الجغرافية واالجتماعية ونواحي نشاطها

4 .مات ن الس نات التي تتالحم لتكو وتنطلق معرفة اإليديولوجيا من جملة المكو

ة لثقافة ما، أو لمجتمع معين؛ ففي تعريف آخر هي ر العالم الذي « العام تصوم نشاطا فكريا (يشمل جانبا نظريا ، وجانبا )بوصفه يقوم بعملية معرفة، ويقد

، » اعتقاد« و » إيمان« تطبيقيا لكونه إطارا للنشاط يتجسد كـ 113F » وتترجمه عيانيا مواقف وممارسات ونشاطات ملموسة

5. فها على أنها جملة المعتقدات والمواقف المنتظمة في « وهناك من يعر

114F » النسق االجتماعي المشترك لجماعة، ثقافة أو مجتمع

6 .ا فان ديك فها على أنهاVan Dijk) ( أم آلة معرفية وبرنامج قاعدي « ؛ فيعر

115F. يولد المواقف الجماعية التي تتحكم في عالقات الهيمنة والتبعية

1 «

- سواء كان رئيس دولة، أو رئيس حزب، أو رئيس جمعية سياسية...إلخ. 1ل للقناة أو للجريدة، أو غيرها 2 - ورجل اإلعالم هذا يمكن أن يكون صحفيا، أو رئيس تحرير، أو مدير قناة فضائية، أو يكون الممو

من وسائل اإلعالم المختلفة. ". Idéologie- ويقابلها في اللغة الفرنسية مصطلح " 3اديو- التلفزيون- السينما، 4 حافة- الر ة، الص أى العام، اإلعالن، العالقات العام - أحمد زكي بدوي، معجم مصطلحات اإلعالم: الر

. 81م، ص: 1985هـ/ 1405، 01تقديم: أحمد خليفة، دار الكتاب المصري- القاهرة- دار الكتاب اللبناني- بيروت، ط: / عن: عمار بلحسن، األدب 103، ص: 1978- ميشال سيمون، أفهم اإليديولوجيا، دار الوقائع االجتماعية، باريس: 5

عبية، ص: .19واإليديولوجيا، المؤسسة الوطنية للكتاب، المكتبة الشلطة، ص: 6 حافي- من اللغة إلى الس .84- أحمد العاقد، تحليل الخطاب الص

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

179

ع في مفهوم اإليديولوجيا؛ فيذهب إلى جعلها فلسفة إال أن هناك من يوس116Fوأخالقية

فها غرامشي بأنها 2 ، تمثلها مجموعة من المعايير والقيم، حيث يعرر للعالم يتجلى ضمنيا في الفن والقانون، والنشاط االقتصادي، وفي جميع « تصو

117F » تظاهرات الحياة الفردية والجماعية

3 . وعليه تصبح اإليديولوجية فعال ممارسا من طرف األفراد الذين ينتمون إلى

ة بكل رات الخاص المجتمع، حيث تتحدد هذه األخيرة حسب المعتقدات والتصووبهذا المعنى « فيها مجموعة من األشخاص العالم، والتي يشترك شخص عن

لمختلف العالقات التي واالنعكاس الممارس تصبح اإليديولوجيا المعنى المعاش،يقيمها اإلنسان مع سائر الناس ومع الطبيعة: فكل سلوك ونشاط بني البشر يحمل

را للعالم، ويتجسد في تقييم معايير و سلوكات ومواقف بشأن الحياة والمجتمع تصووالوجود، إنها العنصر الذي يؤطر وينتج ويفرز كلية الممارسات التاريخية للبشر

ياسية أو االقتصادية..إلخ 118F » سواء كانت في األشكال األدبية أو القانونية أو الس

4 . وإذا كانت اإليديولوجيا فعال ممارسا من طرف األفراد؛ فذلك ال يعني أنهم

باختالف طبقات ايشتركون في إيديولوجية واحدة، حيث تختلف هذه اإليديولوجيالمجتمع، ومستويات األفراد االجتماعية والثقافية والعقائدية؛ إذ تتصارع كل منها

لفرض هيمنتها على األخرى، إال أن مشكلة اإليديولوجيا تتعلق أساسا بالنظام ياسي، وبمبدأ الهيمنة. الس

كمشكلة مرتبطة مع كل التشكيلة « ومن هذا المنطلق تم النظر إليهاالت والتغيرات التي تعمل داخلها، االجتماعية، وصراع الطبقات، وجملة التحو

بل حتى )... (واألشكال والمضامين التي تكتسبها في كل لحظة تاريخية اجتماعية نفسه ) المفهوم النظري(، أو نظريا ) كالكاثوليكية مثال (وجود اإليديولوجيا واقعيا

ال يمكن أم يحلل ويحدد إال داخل وفي إطار العالقة مع الطبقات االجتماعية راع الذي يجمع بينها،ودور المثقفين كـ للكتلة » أسمنت« وبنيتها، والص

نها تلك الطبقات 119F » التاريخية التي نكو

5 . وتسعى المؤسسات اإلعالمية- سواء التابعة للحكومة أو المؤسسات

هاتها عبر وسائلها اإلعالمية من ة- إلى إنتاج وإذاعة ونشر أفكارها وتوج الخاص الجماهير على اعتناق هذه األفكار، واتباعها لتحقيق » إجماع« أجل تحقيق

المصالح العليا لهذه الجهات، ولتحقيق ذلك يتم التركيز على نوعية المادة اإلعالمية لها االعتناء بمفردات المتكلم، حيث يؤدي هذا االهتمام هة إلى المتلقي، وأو الموج

1 -Van Dijk, T. A. “ Racism and the Press: Critical Studies in Racism and Migration”,

Routledge, London, 1991. :84/ عن: المرجع نفسه، ص .. 19- ينظر: عمار بلحسن، األدب واإليديولوجيا، ص: 2، 01- نص لغرامشي مشار إليه في : جان ماري بيوتي، فكر غرامشي السياسي، تر: ج. طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، ط: 3

.19./ عن: المرجع نفسه، ص: 182، ص: 1975. 20، 19- المرجع نفسه، ص ص: 4. 18- عمار بلحسن، المرجع السابق، ص: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

180

ها وتوسيع استخدامها بين الجماهير، وبهذا الشكل إلى التأثير في اللغة، وعلى نموها « ا في التأثير في اللغة ونمو تلعب وسائل اإلعالم والمؤسسات الثقافية دورا مهم

دنا وسائل اإلعالم بمصطلحات جديدة، وتدخل إلى قاموس واستعمالنا لها. إذ تزومن لغات أجنبية، كما تدخل المصطلحات حياتنا مفردات عديدة، بعضها يفد إلينا

120F » إلى الحياة اليومية للمواطنين بدون أن يتحققوا من محتواها

1 .خول العشوائي للمصطلحات في عدم وفي كثير من األحيان، يتسبب هذا الدفهم الجمهور أو أغلب أفراده لهذه المصطلحات، وعدم استيعابه لها، ويمكن القول

الفجوة الموجودة بين مفردات المتكلم ومفردات المستمع، غالبا ما تكون « أن معتبرة. إن المستمع ذي الماليين العديدة من األشخاص يتطلب أن يكون مقودا ، سالة، حيث وجدت مجموعة من التقنيات بهدف تكييف ما فيه، حتى تفهم الر متحك

سالة تفهم أكثر 121F » مفردات المتكلم مع مفردات المستمع، ثم جعل الر

2 . إن االعتناء بمفردات المتكلم، وبالمضامين التي تحتويها هذه المصطلحات

وفقا إليديولوجية الواضع، من شأنه أن يحدث التأثير المرغوب فيه على المستمع، ج(وأن تكييف المتكلم بالمستمع 122F )المتفر

يمكن أن يحدث عن طريق مجموعة 3ياسية" ، ح الفجوة بين" المفردات األساسية" و"المفردات الس إجراءات تصح

سائل )اإلعالم(وترفع المعلومة نها الر 123F التي تتضم

4. د الوسائل التي تعمل على ياسية، وتعد د اإليديولوجيات و المواقف الس إن تعد

الترويج لها ولمبادئها المختلفة يؤدي إلى التأثير في وعي المتلقي، وذلك بخلق ور النمطية ور التي تنطبع « صور نمطية وزرع قيم جديدة، والص هي تلك الص

في األذهان عن أشخاص أو شعوب حاملة معها سمات موضوعة في قالب ذهني ورة ر هؤالء األشخاص أو الشعب بصورة مخالفة للص يحد من التفكير في تصو

ور المنطبعة في الذهن، وتقوم وسائل اإلعالم بدور مهم في صنع هذه الصالنمطية، من خالل عرض صورة لشخصية ما كالمعلم، الشيخ، الشرطي، الفنان،

ور تحمل سمات يتم تكرارها في وسائل االتصال العامل، الفالح..إلخ، وهذه الصا يؤدي إلى رسوخ هذه عن تلك الشخصيات، وكذلك يتم صنع السمات المختلفة، مم

ية، التنمية والهيمنة الثقافية 1 ، ص: ) دراسات في اإلعالم(- صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي: المصداقية، الحر

69 .. 192، تر: الطاهر بن خرف هللا، ص: » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى« - جون ماري كوتري، 2ة التلفزيون، نظرا للخصائص 3 - ذلك أن تأثير الوسائل السمعية البصرية يكون أكثر من غيره من وسائل اإلعالم األخرى، وخاص

ائي وبصره، ألنه يركز التي يتميز بها مثل االستحواذ على المشاهدين، وهذه صفة تمليها طبيعته المادية؛ فهو يسيطر على سمع الرائي جهدا، بل يخدمه كيفما أحب إلى حد كة ناطقة متغيرة محصورة في إطار صغير محدود، وال يكلف الر انتباهه على صورة متحر

ورة والحركة واللون، والقدرة على االلتقاء بالجماهير، والتكرار، وربط التأثير وصعوبة كبير، باإلضافة إلى تميزه الفني بالصتحديده، وخصائص أخرى مثل نسبة الواقع إلى الخيال، وتحديد االختيار...: ينظر: صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على

ان- األردن، ط: ال المطابع التعاونية، عم ، وعليه، فإن 29، ص: 1990، 01الطفل، دار الفكر للنشر والتوزيع، جمعية عموتية والمرئية المتحركة، ورؤية األحداث في شكلها المباشر ورة وكيفية عرضها، والمؤثرات الص م بالص استعمال المفردات يتدع

ج أكثر من التأثير الذي تحدثه عليه وسائل اإلعالم المسموعة أو المكتوبة. يترك آثارا على نفسية المستمع المتفر. 193، ص: » االتصال السياسي) مضمون(في محتوى« - ينظر: جون ماري كوتري، 4

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

181

ورة التي رسمها اإلعالم الغربي عن ور النمطية عن الشوب مثل الص الص124F » كإرهابييننالفلسطينيي

1 . وبهذا الشكل؛ فإن المتلقي يخضع يوميا إلى عملية غسيل المخ، حيث يتم

تعبئته إعالميا ليكون جاهزا للتشيع آلراء ومذاهب المرسل، حتى وإن كان الخبر ه إليه غير صحيح وكاذب ومفبرك. الموج

إن التشيعات لآلراء والمذاهب بالنسبة إلى المتلقي تأخذ وجهتين: فإذا كان المتلقي على حال االعتدال في قبول الخبر أعطاه حقه من التمحيص والنظر حتى يتبين صدقه من كذبه، وإذا خامره تشيع لرأي أو نحلة قبل ما يوافقها من األخبار

ل وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها االنتقاد ألو125Fوالتمحيص؛ فتقع في قبول الكذب ونقله

2. ق إلى الكذب في الخبر، ومنها توهم « وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى التطر

دق وهو كثير، وإنما يجيء في األكثر من جهة الثقة بالناقلين، ومنها الجهل الصبتطبيق األحوال على الوقائع ألجل ما يداخلها من التلبيس والتصنيع؛ فينقلها

126F » المخبر كما رآها وهي بالتصنع على غير الحق في نفسه

3 . ومنها كذلك جهل رجال اإلعالم بالمقاصد التي تقف وراء بث الخبر، نظرا

127Fبالناقلين، وتحميص« لثقتهم

هول عن 4 ذلك يرجع إلى التعديل والتجريح، ومنها الذالمقاصد، فكثير من الناقلين ال يعرف القصد بما عاين أو سمع، وينقل الخبر على

128F » ما في ظنه وتخمينه، فيقع في الكذب

5. د وعليه تتعدد الوسائل التعبيرية المستخدمة في الخطابات المختلفة، بتعد

الوسائل اإلعالمية التي تقوم بوضعها واستعمالها ونشرها والترويج لها. د مرتبط بإنتاج المعرفة: 2-2-3 - تعد

غالبا ما يحدث اقتراض أو ترجمة المصطلحات التي تعجز بعض اللغات عن وضعها في المجال العلمي أو التقني أو التكنولوجي...إلخ، هذه المجاالت

تزدهر فيها بعض البلدان، وتتخلف فيها بلدان أخرى، ولذلك يكون االقتراض عادة نا من العلم والمعرفة، والتي تعرف بأنها ما و تمك في اتجاه لغات البلدان األكثر تقد

منتجة للمعرفة، بينما تعد البلدان األخرى بلدانا مستهلكة للمعرفة وغير مشاركة في صنعها.

ؤال الذي يطرح هنا هو: هل يضاف مجال اإلعالم إلى قائمة ولكن السالمجاالت العلمية والمعرفية األخرى التي يمكن أن تتخلف فيها اللغات المستهلكة

ية، التنمية والهيمنة الثقافية، 1 ، ص ) دراسات في اإلعالم(- صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم العربي، المصداقية، الحر

. 71، 70ص: ان- األردن، ص: 2 - ينظر: صالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، دار آرام للدراسات والنشر/ عم

259 .. 260- المرجع نفسه، ص: 3- والمقصود بها: تمحيص، لعله خطأ مطبعي. 4 .259- صالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في علم االتصال المعاصر، ص: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

182

تشارك في صنعها؟ هل تعجز هذه اللغات على أن تستطيع أن للمعرفة، والتي التضع مصطلحات إعالمية وفق نموذجها الفكري والحضاري و اإليديولوجي

الخاص بها؟، وهل يمكن أن نعد اإلعالم مجاال من مجاالت المعرفة التي يصبح من خاللها اقتراض المصطلحات من اإلعالم الغربي، وبالمفاهيم الغربية ضرورة

حتمية ؟، أم أن األمر مرتبط بعولمة لغوية وفكرية ناتجة عن أحادية قطبية تفرض عف اإلعالمي العربي ناتج عن خضوع إرادي أم ة ؟، وهل الض إيديولوجيتها بالقو

غير إرادي أم مصلحي لهذه اإليديولوجية؟. أسئلة كثيرة تثار في هذا المجال، ولكن اإلجابة عليها تبقى مرتبطة بواقع

د. ة العربية المتفكك والمتصادم وغير الموح األم لقد أصبح واضحا اآلن بأن جل المصطلحات الموضوعة في مجال اإلعالم، تعود إلى وضع غربي خالص، أو إلى وضع عربي ينتمي إلى إيديولوجية غربية-

بما أن مضامينها تعبر عن فكر غربي، وتهدف إلى خدمة مصالحه- وبالتالي ل دور اإلعالم العربي إلى كونه إعالما تابعا فقط، يساهم في نشر هذه يتحو

المصطلحات، واألفكار التي تحملها، بهدف التأثير على ذهنية المتلقي العربي؛ وبالتالي فإن الوضع في اإلعالم ال يعود إلى إنتاج المعرفة بشكل خالص بقدر ما

يا ومعنويا على تكنولوجيا لطة التي تملكها الجهات المسيطرة ماد يعود إلى الساإلعالم واالتصال في العالم.

- المصطلح اإلعالمي ونظرية الحقول الداللية: 3 129Fيقابل مصطلح الحقل الداللي

Champ باللغة العربية مصطلح: "1sémantique مجموعة من الكلمات ترتبط داللتها، وتوضع عادة « "، وهو يعني

تحت لفظ عام يجمعها، مثال ذلك كلمات األلوان في اللغة العربية، فهي تقع تحت المصطلح العام "لون"، وتضم ألفاظا مثل: أحمر، أزرق، أصفر، أخضر،

130F » أبيض..إلخ

2 . إن الهدف من نظرية الحقول الداللية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقال

معينا، حيث يتم الكشف عن صالتها الواحد منها باآلخر، ومن ثم الكشف عن 131Fصالتها بالمصطلح العام

3 . إن االهتمام بالعالقة بين الكلمات يعود، في الحقيقة، إلى ما جاء به رائد

، وذلك في آخر الفصل (F.De Saussure)اللسانيات البنوية فرديناند دوسوسير ة ، فيما يخص العالقة (.C.L.G)الخامس من كتابه محاضرات في اللسانيات العام

اه بالعالقات بين الوحدات اللسانية، وذلك ضمن إشارته إلى نمط من العالقات سمالترابطية، والذي ترتبط فيه الوحدات بعضها ببعض- رأسيا - على مستوى المحور

ى أيضا بالحقل المعجمي - 1 . 79: ينظر: أحمد مختار عمر، علم الداللة، ص: Lexical Fieldويسم .79المرجع نفسه، ص: - 23 - Voir : G. Berry Rogghe, Semantic field and lexical structure, A. Lehrer, Amsterdam-

London, 1974, p : 01 :80/ عن: المرجع نفسه، ص .

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

183

لها الترابط الذهني لمستخدمي اللغة، وتنشأ االستبدالي في صورة مجموعات يشكوتية، أو في الداللة. هذه العالقات من مبدأ التشابه القائم بين الوحدات في البنية الص

132F ومن األمثلة التي ساقها دوسوسير

عن الوحدات المتشابهة صوتيا مايلي: 1enseigner و enseignons و enseignement ؛ إذ يوجد فيها عنصر مشترك

وتية وهو الجذر، ومن أمثلته عن الوحدات المتشابهة دالليا : في البنية الصenseignement و instruction و apprentissage و éducation ؛ فهي

133F ) مترادفات(متشابهة في المدلول

2 .134F وعليه، يعتبر الحقل الداللي نظاما دالليا مغلقا

ن من مجموعة من 3 ، يتكوالكلمات التي تحمل معان متقاربة، والتي تتميز بوجود عناصر أو مالمح داللية

مشتركة، وبذلك تكتسب الكلمة معناها في عالقاتها بالكلمات األخرى، ألن الكلمة ال معنى لها بمفردها؛ بل إن معناها يتحدد ببحثها مع أقرب الكلمات إليها في إطار

135Fمجموعة واحدة

4 .ولكي نسمي مجاال ما بأنه نظام داللي مغلق، يجب أن يتوفر فيه مجموعة

روط، وهي تجتمع فيه مجموعة من الوحدات تشترك في سمات أن« من الشمات المشتركة تتميز كل وحدة عن بقية 136F5 ) معانم(معنوية معينة، وضمن هذه الس

الوحدات بسمة تقابلية أو أكثر، ويمكننا أن نمثل لذلك بحقل القرابة األسرية في اللسان العربي، والذي نختار منه الوحدات التالية: األب، األم، الجد، الجدة، األخ،

، العم، الخال، )أو األخت(، ابنة األخ )أو األخت(األخت، الحفيد، الحفيدة، ابن األخ ، ابنة الخال ) أو العمة(، ابنة العم )أو الخالة(، ابن الخال )أو العمة(ابن العم

. 137F6 » )أو الخالة( على نوعين من األنظمة الداللية المغلقة؛ فهو (Champ) ويطلق لفظ حقل

ا أن يكون معجميا أو دالليا . إما بالنسبة إلى الحقل المعجمي؛ فينقسم إلى ثالثة أصناف: أم

ل:1 نف األو ويعنى بتجميع كل المفردات التي تأتي على صيغة - الصرفية في اللغة العربية، كأن نقول عن الكلمات التالية: واحدة، مثل األوزان الصمفاتيح، مناشير، مقادير، مصابيح، معاليق، أنها من حقل معجمي واحد بحيث

يجمعها جميعا الوزن: "مفاعيل".

1 - F. De Saussure, Cours de linguistique générale, ENAG ? 2 edt, 1994,pp : 201, 202 /

. 205عن: الطيب دبه، مبادىء اللسانيات البنوية، ص: .205الطيب دبه، المرجع السابق، ص: - 2. 205ينظر: المرجع نفسه، ص: - 3/ عن: 294، ص: 1985، القاهرة، 02ينظر: زكي كريم حسام الدين، أصول تراثية في علم اللغة، مكتبة األنجلو المصرية، ط: - 4

. 12، ص: 2002أحمد عزوز، أصول تراثية في نظرية الحقول الداللية- دراسة- منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، المعانم: هي ما يمكن أن يحمله مدلول وحدة ما من معان جزئية كأن نقول إن وحدة: "التمر" تحوي المعانم التالية: من « - 5

حراء، تتخذ حباته شكل عنقود..إلخ : الطيب دبه، مبادىء اللسانيات البنوية، ص: » الثمار الشجرية، له نواة، ينبت في الص197 .

.206المرجع نفسه، ص: - 6

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

184

نف الثاني:2 ويعنى بتجميع كل الكلمات التي تشترك في سمة شكلية - الص مثل الكلمات ) Mot de baseتسمى عادة سابقة أو الحقة، أو جذر(واحدة

التالية:كتب، يكتب، كاتب، مكتوب، مكتب، مكتبة، كتابة، التي يجمعها صيغة ، التي écrire و écriture و écrivainشكلية واحدة هي الجذر: كتب، والكلمات:

تشترك في جذر واحد. نف الثالث: 3 ، Champs notionnel) ( ويسمى بالحقول المفهومية - الص

وتعنى هذه الحقول بتجميع الوحدات التي تتصل مفهوميا بدال ما، بحيث يعتبر نة Corpusأساسيا بالنسبة إليها؛ فهي مجاالت داللية مادتها هي أشبه ما تكون بمدو

صغرى ترتبط فيها جميع الوحدات المتعلقة بفكرة ما، أو بمفهوم ما في كلمة يها بعض اللسانيين بالكلمة- الشاهد ، بحيث تنبني حولها جميع Mot-temoinيسم

138Fالكلمات التي تسمح بتمييز مجتمع ما في مرحلة زمنية من تاريخه

، وبالتالي 1تشهد عليه، ومثال ذلك مفهوم كلمة "فتاة" في اللسان العربي في عهد الجاهلية

139F

2 .ا الحقول الداللية ؛ فتصنف حسب الطروحات Champs sémantiques أم

المختلفة لعلماء الداللة البنوية- إلى مستويات تختلف باختالف طبيعة العالقة التي يراد بحثها، منها أن تكون العالقة بين مجموعة من الدوال ذات سمات معنوية مشتركة، مثل حقل القرابة األسرية، ومنها أن تكون بين مدلوالت مختلفة لدال

واحد تشكل، بالنسبة له، تلك المدلوالت حقال مغلقا، ويعود اختالف هذه المدلوالت ال، نالحظ ذلك، مثال في الفعل: ياقية للد إلى اختالف االستعماالت المفهومية أو الس

المختلفة ما يلي: ضربته على يده )أو مدلوالته("ضرب " الذي نجد من معانيه ، ضربت له موعدا يوم ) اتفقت معه على بيع أو مثله(، ضربت على يده )عاقبته(

...إلخ. 140F3 )أعطيته موعدا (كذا وتنقسم الداللة من حيث المفهوم إلى ثالثة أقسام هي:

داللة اللفظ الكلي على مجموع هذه « وهي تعنيأ- داللة المطابقة: مات التي تؤلف الذات أو الكنه 141F» المقو

4 .ن: ة لها، ب- داللة التضم وهي تعني داللة الكلمة على جزء من الداللة العام

مات ال كلها، فهكذا، كلمة « حيث تتجسد في داللة اللفظ على بعض هذه المقون على الجسم مثال أو على "إنسان"، تدل بالمطابقة على الحيوان الناطق، وبالتضم

142F » الناطق، أو على الحي إلخ...

5 .

1 - Enrico Arcaini, Principe de linguistique appliquée, Payot, Paris : 1972, p : 177 :عن /

. 209الطيب دبه، المرجع السابق، ص: . 209المرجع نفسه، ص: - 2. 209 ينظر: المرجع نفسه، ص: - 3 .43عادل فاخوري، علم الداللة عند العرب، دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة، ص: - 4. 43- المرجع نفسه، ص: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

185

مات التي يختص بها مفهوم ما بشكل جـ - داللة االلتزام: وهي تدل على السداللة لفظ ما على الزم مفهومها غير « الزم؛ فهي بالمفهوم الحصري لها تعني

المقوم له، أعني الالزم الذي ينتج منطقيا استنادا إلى قواعد معينة، أو إلى مبادئ 143F » علم ما

1 .ع العالقات بين الكلمات داخل الحقل الداللي المراد دراسته، حيث « وتتنويحصر أصحاب نظرية الحقول الداللية هذه العالقات في األنواع التالية،

روري "الترادف"، االشتمال، عالقة الجزء بالكل، التضاد، التنافر، وليس من الضأن يكون كل حقل مشتمال عليها جميعا؛ ألنه قد تضم بعض الحقول كثيرا منها،

144F » على حين تقل بعض منها في حقول أخرى

2 .ابقة 145F وإذا أخذنا المصطلحات الس

كنموذج لنظام مغلق يشكل حقال مفهوميا، 3ئيسي لها، حاولنا أن نجمع فيه ما أمكننا جمعه من وحدات لغوية تتصل بالمفهوم الر

والذي يعتبر الكلمة- الشاهد، والذي تتصل به بقية الوحدات مفهوميا، وهو "، وذلك في الشكل التالي: الوطن العربيمصطلح: "

المشرق العربي ة العربية العالم العربي األم

ول العربية المشرق اإلسالمي الد األنظمة العربية الشعب

العربي عوب المغرب اإلسالمي الوطن العربي الش

العربية

شمال إفريقيا المنطقة العربية الشرق األوسط األنظمة العربية

المغرب العربي

. 43- المرجع نفسه، ص: 1د قدور، مبادىء اللسانيات، دار الفكر، دمشق، ط: - 2 / عن: أحمد عزوز، 305، ص: 1986، بيروت، 01ينظر: أحمد محم

. 14نصوص تراثية في نظرية الحقول الداللية، ص: ول العربية، والعالم - 3 وهي: المصطلحات المستعملة في وسائل اإلعالم والتي تدل علة الوطن العربي: مثل: األنظمة العربية، والد

العربي..، ينظر النصوص التي وردت فيها خالل هذا الفصل، ص ص: .

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

186

وفيما يلي نمثل لهذا الحقل المفهومي الذي يخص أهم المصطلحات

المستعملة في مجال اإلعالم، والتي تشير إلى " الوطن العربي" في مجال اإلعالم ياسي بغرض تصنيف وتحديد المعاني الجزئية التي يحملها مدلول كل الس

مصطلح، وذلك بمقابلة الوحدات بالمعانم، وذلك كما يلي في الجدول التالي:

رىأخ

ق عرا

أ

بيعر

الرق

الع

ت ا مي

قو أخ

ة مي

قوال

يةرب

الع

ن ي لد

امي

سالاإل

رى

أخت

انا دي

رىأخ

ت لغا

يةرب

العة

للغ ا

ود حد

الية

ربالع

ة

ظمأن

يةور

مه ج

يةملك

ة ظم

أن

يرص

المدة

وح

قلةست

مول

د

تلةمح

ل دو

خ

ريتا

ركشت

مية

رقمش

ل دو

يةرب

مغل

دو

نمعا

الم

الوطن - - + + + + + + - + - + + + - + -

العربي

األمة - - + + + + + + - + - + + + - + - العربية

العالم + + + + + + + + + + - + + + - + - العربي

ول + + + + + + + + + + - + + + - + - الد العربية

األنظمة + + + + - + + - + - العربية

الشعب - - + + + + - + - + + + - + - العربي

الشعوب + + + + - + - + + + - + - العربية

المشرق - + + + + + + + + + - + + + - + - العربي

الوحدات

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

187

المغرب + - + + + + + + + + - + + + - + - العربي

المشرق - + + + + + + + + + - + + - + - اإلسالمي

المغرب + - + + + + + + + + - + + - + - اإلسالمي

الشرق - + + + + + + + + + + + + + األوسط

شمال + - + + + + + + + + + + + + + + + إفريقيا

جة الداللة، والتي تكون فيها « وينتمي هذا الحقل إلى صنف الحقول المتدر

جة بين الكلمات؛ فقد ترد من األعلى إلى األسفل، أو العكس، أو تربط العالقة متدرأ و ينقسم إلى مفاهيم (بين بناها قرابة داللية؛ فجسم اإلنسان كمفهوم عام يتجز

أ فلية"، ثم يتجز در، البطن، األطراف العلوية، األطراف الس أس، الص صغيرة" الرسغ، "كل منها إلى مفاهيم صغرى؛ فأصغر األطراف العلوية مثال : اليد، الر

اح، األصابع"، واليد: "الساعد، العضد 146F، وهكذا..."الكف، الر

1 « .جة بين ج في الداللة في هذا الحقل من خالل العالقة المتدر ويظهر التدر

ة 2- الوطن العربي، 1المصطلحات التالية، وذلك من األعلى إلى األسفل: - األمول العربية، 4- العالم العربي، 3العربية، - 6- األنظمة العربية، 5- الد

عوب العربية، - المغرب العربي. 8- المشرق العربي، 7الشج مصطلح: ج هذه المصطلحات إلى معاني صغرى، فمثال يتدر كما تتدر

المشرق العربي إلى: بالد الشام: وتجمع كل من سوريا ولبنان وفلسطين، ودول الخليج، ودول عربية أخرى مثل العراق.

ج هذه الفئة إلى فئة أصغر، مثل أسماء بعض المدن كما يمكن أن تتدرالتابعة إلى واحدة من هذه الدول، مثل: حلب أو الكوفة، ...إلخ.

لطة في الخطاب: 4 - مفهوم السلطة التي تتيح ته اإلنجازية من الس يستمد الخطاب قيمته، وفعاليته، وقو

ا في إنتاج الخطاب لطة دورا مهم للمرسل إنجاز األشياء بالكلمات، حيث تلعب السوفهمه، وتأويله، كما تشكل عامال رئيسا في اختيار اإلستراتيجية المناسبة له،

147Fفهناك من يرى أن الخطاب نفسه سلطة « ولذلك

دا 2 ، ويتجلى دورها بوصفها محدف رئيسا في ترجيح استراتيجيات معينة دون استراتيجيات أخرى، ومن أجل التعر

على دورها بالتفصيل وفعاليتها في إنتاج الخطاب؛ فإنه البد من تحديد مفهوم

ان، األلسنية العربية، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط: - 1 /عن: أحمد عزوز، 97، 96، ص ص: 1981، 02ينظر: ريمون طح .18أصول تراثية في نظرية الحقول الداللية، ص:

، ص: 101، 100، العدد: 1993، مجلة الفكر العربي المعاصر، » تأصيل الخطاب في الثقافة العربية « - المختار الفجاري، 2. 220 / عن: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب- مقاربة لغوية تداولية، ص: 31

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

188

لطة، وبيان مصادرها وأدواتها وآلياتها اللغوية، وكيفية تجاوز صورتها السالتقليدية إلى حدود أبعد منها، وكذلك معرفة أثرها في اختيار إستراتيجية الخطاب

148F » المناسبة

1 .لطة: 4-1 - مفهوم الس

لطة عادة مع مفهوم الهيمنة أو السيطرة؛ فهي تقتضي يترادف مفهوم السلطة بمعناها العام هي « مهيمنا ومهيمنا عليه، أو مسيطرا ومسيطرا عليه؛ فالس

ومأمورا وأمرا، آمرا له الحق في إصدار أمر فهي تستلزم آمرا الحق في األمر،ه إليه 149F » إلى المأمور، ومأمورا عليه واجب الطاعة لآلمر، بتنفيذ األمر الموج

2. لطة تأثيرا في لطة بمفهوم الخطاب، يصبح للس إال أنه عندما يرتبط مفهوم الس

لطة على أنها معطى سابق فقط، إذ « إنتاجه وتأويله؛ إذ ال يمكن النظر إلى السد التلفظ بالخطاب 150F » يمكن أن يمتلكها اإلنسان بمجر

3 .لطة في الخطاب تكون حاضرة بالقدر الذي يستطيع به المرسل تغيير والس

في ) M. Foucault (سلوك ومعتقدات المتلقي، ولذلك يحصرها ميشال فوكواهتم بعالقات المنطوقات واستراتيجياتها من حيث هي « عالقات القوى، حيث

كذلك، ولم يهتم بطبيعة المعنى الذي تحيل إليه؛ بل اهتم بطريقة أدائها وانحناءات العبارات والتواءاتها وتخفياتها، وتمفصالتها، وتموضع المنطوقات وتبعثرها

ياسي والفلسفي لطة مغايرا لذلك الذي اعتاد الفكر الس ليضاجعها؛ فولد مفهوما للس151F » أن يراها من خالله، حاصرا إياه في عالقات القوى

4 .ياق والمرسل هو المنوط به اختيار اإلستراتيجية المناسبة التي توافق السا بتفعيلها وإظهارها فيه، أو الذي يرد فيه خطابه، ووفقا لما تقتضيه سلطته، إم

الطبيب/ (بالتنازل عنها، على أن مفهوم المرسل ليس مقصورا على األفراد كـ ؛ بل يمكن أن يكون مرسال اعتباريا : )المريض، المعلم/ الطالب، الوالد/ الولد

وزارة التجارة/ الغرفة التجارية، هيئة المواصفات والمقاييس/ (مؤسسة أو هيئة، ألن المؤسسات تتكئ في إبراز سلطتها على أشخاص )إدارة الجودة والنوعية

لطة فيها، وينتجون الخطاب اقتضاء لها 152Fمعينين، يمتلكون زمام الس

5 .لطة، وتتجسد مالمحها فيها إال أن أهم وأخطر هيئة يمكن أن تمارس فيها السة، هي المؤسسات اإلعالمية بجميع وسائلها، المكتوبة، والمسموعة، و السمعية بقو

ة وأشد تأثيرا، نظرا لحجم الجمهور البصرية، أين تصبح سلطة المرسل أكثر قوالمتلقي.

. 220- المرجع نفسه، ص: 1لطة- مدخل إلى فلسفة األمر، ط: 2 ار، منطق الس / عن: عبد الهادي بن 07، ص: 1995، دار أمواج، بيروت: 01- ناصيف نص

. 221ظافر الشهري، المرجع السابق، ص: . 221- المرجع نفسه، ص: 3لطة، تكنولوجيا السيطرة على الجسد، دار سيراس للنشر، 4 د علي الكبسي، ميشال فوكو تكنولوجيا الخطاب، تكنولوجيا الس - محم

. 46، ص: 1993تونس: . 222- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 5

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

189

ولهذا كانت العناية بالخطاب اإلعالمي، وبالمصطلحات المستعملة فيه ة للتأثير في المتلقي وتغيير منظومة معتقداته تتطلب وضع استراتيجيات خاص

لصالح المرسل. لطة في الخطاب نفسه، وذلك من خالل د هذه الس كما نستطيع أن نحد

ياقية، والمتمثلة في المتكلم والمخاطب، وزمان ومكان التخاطب، عناصره السفكما أن الخطاب ال يخرج عن منطوقاته « ونوع اإلستراتيجية المختارة.

لطة كذلك و"ال تقوم خارج واستراتيجياته دون أن يتموضع في ذات؛ ال تخرج السأنواع من العالقات ألنها محايثة لها"، وال تقوم على هيكل محدد أوجها ألنها "

ة يتمتع بها البعض: إنها االسم الذي ليست مؤسسة وال هيكال، وليست شيئا من القو153F » تسمى به إستراتيجية معقدة في مجتمع معين"

1 .لطة بالخطاب من خالل تصوير حركة الخطاب في وعليه تتحدد عالقة الس

ياق الذي أنتج فيه. وهكذا تقفز الممارسة الفوكوية من الحديث عن « محيط السلطة من خالل تصوير حركة الخطاب الخطاب إلى تصوير ميكانيزمات الس

وعالمه، واستراتيجياته وتعقده وانزياحه، ليقول فوكو بوضوح:" إنه لمن الخطاب ر الخطاب على أنه سلسلة من لطة والمعرفة، وللسبب عينه يجب تصو تتمفصل الس

154Fالقطع المتقطعة ال تكون وظيفتها متشابهة وال ثابتة"

2 « 155F

3 .لطة في الخطاب: 4-2 - مصادر الس

إذا كان الخطاب يقتضي وجود طرفين متخاطبين، لكل منهما سلطة تسمى بسلطة المرسل وسلطة المتلقي؛ فيصبح بذلك للخطاب سلطة ولطرفي الخطاب

لطة وماهو الفرق بينها؟. كذلك سلطة؛ فما هي مصادر الس- سلطة المرسل: 4-2-1

لطة من خالل أمرين اثنين، فهو: يتحدد موقف المرسل بالنسبة إلى السا مالك لها مسبقا قبل التلفظ بالخطاب، أو « - إم

156F » - أنه ال يمتلكها، ولكنه يسعى إلى إيجادها بالخطاب

4. يمارس المرسل كل مهاراته االتصالية عند إنتاج الخطاب بغية التأثير في

المتلقي، وتغيير سلوكه، وبالتالي، يقع على هذا المرسل مسؤولية اإلفهام، بتلفظه بخطاب واضح ومفهوم، األمر الذي يحدد عالقته بالخطاب، وبالمرسل إليه عن

طريق اإلفصاح عن مقاصده بشكل مباشر؛ فيختار لذلك إستراتيجية مباشرة، أو أنه تلميحية غير يستعمل التعبير غير المباشر إلظهار مقاصده؛ فيتبنى إستراتيجية

لطة وامتالكه لها. مباشرة؛ فاستخدامه لإلستراتيجية المباشرة يعني ممارسته للس

1 - Michel Foucault, La volonté du savoir, Éditions Gallimard, 1980, p : 123. د / عن: محم

لطة، تكنولوجيا السيطرة على الجسد، ص ص: . 47، 46علي الكبسي، تكنولوجيا الخطاب، تكنولوجيا الس2 -M. Foucault, La volonté du savoir, p : 133. ،47 / عن: المرجع نفسه .. 47- المرجع نفسه، ص: 3. 223- عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: 4

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

190

ا في الحالة الثانية؛ فتتمثل سلطة المرسل في استعمال اإلستراتيجية أما أثر عدم ، وذلك لوحد من سببين هما: ا أثر وجود، وإم التلميحية، ويكون أثرها إملطة، ولكنه يتنازل عن ممارستها في الخطاب، حيث يرى أنه - أنه يمتلك الس

ليس بحاجة إلى إبرازها فهذا هو أثر الوجود، ل له إبراز قصده مباشرة، وهذا لطة الكفيلة التي تخو - أو أنه ال يمتلك السهو أثر العدم. إذ يتنازل المرسل عن سلطته لثقته في أن قصده واضح في كل ما

يصدر عنه من خطابات، اتكاء على معرف المرسل إليه بسلطته؛ ولهذا فإن د التلميح في سياقات كثيرة بمثابة أوامر، أو تأكيدات، أو المرسل إليه يعتبر مجر

- سوف نتخذ اإلجراءات تهديدات، وكأنها تصدر عن المرسل صراحة مثل: الكفيلة بوقف أعمال العنف.

ح بذلك، بيد أن فالمرسل ينجز فعل التهديد في خطابه، رغم كونه لم يصرتهديده ال يخفى على المرسل إليه، الذي يدرك أن المرسل يعمد إلى إستراتيجية

ج ياق فرصة للتدر التلميح دون الحاجة إلى التصريح معتبرا استعمالها في هذا السمنها إلى خطابات أخرى أكثر تصريحا، إذا لزم األمر، لتحقيق هدف الخطاب الذي

له تنفيذ إرادته حسب ما هو القضاء على العنف، وذلك لما يمتلكه من سلطة تخو157Fيراه

1 . أ- سلطة المرسل في الخطاب:

لطة في لطة في الخطاب إذا كان المرسل ال يمتلكها، والس ال يمكن تجسيد السن المرسل من إنجاز أفعال لغوية كاألمر، أو النهي، أو الوعد، الخطاب تعني تمك

لطة يفقد أو القسم، أو غيرها من األفعال اللغوية المختلفة؛ فمن دون هذه السمعظم « المرسل مصداقيته كمتكلم، كما يبوء فعله اللغوي بالفشل، ذلك ألن

روط التي ينبغي أن تتوفر كي يعمل اإلنجاز الكالمي عمله تنحصر في مدى الشالتالؤم بين المتكلم أو وظيفته االجتماعية، وبين ما يصدر عنه من خطاب. إن أي

أداء للكالم سيكون عرضة للفشل إذا لم يكن صادرا عن شخص يملك سلطة ه ل له أن يتفو لطة التي تخو الكالم...، وبعبارة موجزة، إذا لم يتوفر المتكلم على الس

158F » بالكلمات التي ينطق بها

2. لطة بالنسبة ألفعال الكالم ية الس ؛ فقد (Les actes de parole)ونظرا ألهم

في تصنيفه للقيم اإلنجازية للتلفظ قسما خاصا باألفعال (Austin)أفرد أوستين سية لطة وتسمح بإصدار A. Exersitives) (التمر والتي تتمثل في ممارسة الس159Fاألحكام

3 .

ابق، ص ص: 1 . 240، 239- ينظر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع السار البيضاء، ط: 2 لطة، تر: عبد السالم بنعيد العالي، دار توبقال للنشر، الد مز والس ، ص ص: 1990، 02- بيير بورديو، الر

. 233 / عن: المرجع نفسه، ص: 66، 65ل من هذا العمل، ص: 3 .66- ينظر: الفصل األو

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

191

فلو أصدر « كما يرتبط إنجاز األفعال اللغوية بمكانة المرسل في الخطاب؛ضابط برتبة فريق خطابا للجندي بتنظيف أرض الغرفة؛ فإنه قد أنجز فعال طلبيا

ه الجندي بالخطاب ذاته إلى الفريق؛ ) األمر(في هذا الخطاب هو فعل ا لو توج . أملطة فإن هذا لن يكون فعل أمر، بل فعال طلبيا، أو اقتراحا، أو عرضا، وبهذا؛ فالس

160F » تؤثر في القصد

1 . ب - سلطة المرسل بالخطاب:

ا من عناصر لطة بالخطاب عندما يحذف عنصرا مهم يمتلك المرسل الس161Fالخبر، وذلك باستعماله آلليات وأدوات لغوية مختلفة

؛ فال يصل الخبر كامال إلى 2المتلقي؛ فال يزال هذا الخير يتوق إلى معرفة ما بقي غامضا من الخبر إلى أن

ر هذا المرسل إطالق جميع عناصره، عندها يكون هذا المتلقي خاضعا لسلطة يقر للخطاب، ذلك أن أي خطاب يتوفر )األنا(المرسل بالخطاب، إلى أن تتضح معالم

ا في بنية الخطاب الظاهرة، أو في بنيته العميقة، ورغم « على أنا المرسل، إمصدق ذلك إال أنه ال يعني أنه يتوفر لكل إنسان سلطة معينة يوظفها في خطابه.

دة من لطة ال يحرم المرسل امتالكها من خالل التلفظ بأنواع متعد ولكن غياب السلطة لم تعد تكمن في المرسل، بقدر ما تكمن في إنتاج » أنا« الخطابات؛ فالس

للخطاب، وذلك بتفعيل عدد من المهارات، واستثمار عدد من الخصائص )األنا(ياقات المناسبة لها، وبالتالي؛ فإن التلفظ بالخطاب يصبح هو الذي اللغوية في الس

لطة، ال العكس)األنا(يكسب 162F » الس

3 . وسلطة المرسل في الخطاب هي سلطة ال تنفصل عن الذات؛ فهي تعبر

ياسي، هه اإليديولوجي، وموقفه الس دائما عن أفكاره، وآرائه بشكل عام، وعن توجلطة، « خطابا سياسيا؛ فـ إذا كان خطابه طالما أنه ليس هناك تفكير خارج الس

تحتكرها؛ فالخطاب ليس شكال صوريا وليس هناك سلطة خارج المنطوقات التيياضية، ألنه ال يوجد قول منفصل عن صاحبه؛ يستعمل كما تستعمل العلوم الر

لطة ال تنفصل عن الذات 163F » فكذلك الس

4 .ياسية كما يركز على ولهذا يركز اإلعالم عادة على األحداث و القرارات الس

الشخصيات التي تصدر هذه القرارات، أو التي تساهم في وقوع األحداث، وعلى انتماءاتهم وخلفياتهم اإليديولوجية.

- سلطة المرسل إليه: 4-2-2

. 233- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 1لطة إلى 2 - وتتمثل هذه اآلليات واألدوات اللغوية في: تغييب المرجع، حذف المرجع أو إرجاؤه، تداولية الداللة، االنتقال من الس

لطة وتغييب المرجع، االستغراق بالغة أو بالذات، األسئلة، التقمص...، ومن أمثلة ذلك قول المرسل:" ترقبوا المرجع، تهميش السشيئا "، أو "انتظروا شيئا"، فحذف المفعول به هو ما يجعل المرسل إليه يتوق لمعرفة هذا" الشيء" المحذوف من الخطاب، ماهو؟

ويظل تساؤله متواصال حتى يكشف له المرسل عنه، وبالتالي يستطيع المرسل بهذه اآللية "الحذف" أن يؤسس سلطته؛ بل مني الذي يريده: ينظر: المرجع نفسه، ص ص: . 247، 245، 244ويستطيع أن يمنحها االمتداد الز

. 244-المرجع نفسه، ص: 3لطة، تكنولوجيا السيطرة على الجسد، ص: 4 د علي الكبسي، ميشال فوكو تكنولوجيا الخطاب، تكنولوجيا الس . 60- محم

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

192

إذا كان المرسل يملك سلطة على المتلقي؛ فإن هذا األخير، يمتلك بدوره تتضح سلطته عندما يكون في مرتبة « سلطة يمارسها على المرسل نفسه، حيث

أعلى من المرسل، وإن كان هذا ليس هو القيد الوحيد؛ فقد تتضح سلطة المرسل إليه حتى في الخطاب الذي ينشأ بين طرفين ال توجد بينهما عالقة تراتبية أصال .

عندها يختار المرسل إستراتيجية الخطاب المناسبة التي يستطيع بها أن يحقق 164Fهدفه، ويعبر عن قصده، واستعمال األلقاب

في الخطابات المكتوبة أو المنطوقة 1165F » من أكثر المظاهر التي تجلي هذه الحقيقة

2 . كما تظهر سلطة المرسل إليه كذلك عندما يطلب المرسل استشارته في شيء

فعندما يخير المرسل المرسل إليه في شيء ما؛ فقد « ما، أو تخييره في أمر ما؛ لطة، حتى وإن كانت تؤول في بداية التفاعل الخطابي إلى المرسل 166F » منحه الس

3 .ياقية: 4-2-3 - سلطة العناصر الس

لطة، في بناء الخطاب، على المرسل أو المرسل إليه فحسب؛ ال تقتصر السفهما لم يعودا المؤثرين الوحيدين في بناء واختيار اإلستراتيجية المناسبة له؛ بل

ياقية األخرى في تحديد هذه اإلستراتيجية، حيث يتمتع كل ل العناصر الس تتدخة؛ فبعض هذه األبعاد سابق « عنصر منها بسلطة خاص

167Fعلى إنتاج الخطاب، مثل سلطة اللغة

168Fوسلطة المجتمع ، 4

بما في ذلك مكان ،5169F » المرسل، وزمان التلفظ بالخطاب

6. - المتلقي ووسائل اإلعالم: 5

منذ أن وجدت البشرية، وجد التواصل بين أفراد المجتمع اإلنساني؛ فكان ابط الذي تحقق من خالله اإلرسال واالستقبال للعالمات بجميع أنواعها هو الر

الطابع االجتماعي لبني اإلنسان. لقد ساهمت هذه الخبرة البشرية المتواصلة في تنمية قدراته وملكاته الفردية ا في اإلرسال واالستقبال؛ فكان اإلنسان مرسال ومستقبال من الدرجة األولى. ومم

ع وسائل اإلعالم واالتصال، التي استطاعت أن ر وتنو زاد في هذه الخبرة هو تطو

ئيس، معالي الوزير، صاحب الجاللة، صاحب المعالي، أستاذي الفاضل...إلخ. 1 ئيس، فخامة الر - ومن ذلك مثال : سيدي الر .228- عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 2. 230- المرجع نفسه، ص: 3ة؛ 4 - يستطيع المرسل أن يتواصل مع غيره بطرق عدة: تتمثل في االتصال غير الل◌فظي، ولكن يبقى للتواصل اللفظي سلطة خاصغم من أنه يستطيع استعمال كثير من األدوات، إال أن بعضا من األفعال ال ينجزها إال باستعمال اللغة، بوصفها أداته « فعلى الر

ئيسة، واألهم في التفاعل مع المرسل إليه، وهذا أحد أقوى األدلة على سلطتها، وذلك من خالل إنجاز بعض األفعال اللغوية التي الر: عبد الهادي بن ظافر الشهري، المرجع » تستغني فيها اللغة بنفسها عن العالمات السيميائية األخرى، مثل سن القوانين وتفسيرها

. 224السابق، ص: لطة في السماح باستعمال بعض المصطلحات داخل المجتمع، وعدم السماح باستعمال مصطلحات أخرى مثل 5 - وتتمثل هذه الس

األلفاظ" الالمساس" بالنسبة للمجتمع العربي. هري، إستراتيجيات الخطاب،- 6 . 224 الخطاب، ص: ت إستراتيجياعبد الهادي بن ظافر الش

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

193

ا « تمحو الحدود بين البلدان، وأزالت المسافة بين مختلف األجناس البشرية. و ممال ريب فيه أن االجتماع المعاصر الذي تميز بطغيان وسائل اإلعالم على المدنية والمجتمعات البشرية، قد نمى لدى اإلنسان بالغة التلقي، والقدرة على فك المادة

170F » الخطابية واإلعالمية بوجهيها المنطوق والمسكوت عنه

1. 171F والمتلقي في العملية اإلعالمية يختلف عن المتلقي في العملية التواصلية

2 ،د مضمون؛ سائل مع المرسل؛ فيصبح حقه في الر ذلك أن هذا األخير يتبادل الر

ل بذلك دوره من المتلقي تارة إلى المرسل تارة أخرى، كما يكون التأثير بين فيتحوالطرفين متبادال بسبب حدوث الحوار بينهما؛ إذ يمكن للمرسل أن يؤثر في المتلقي

ويغير بذلك معتقداته، أو يحدث العكس؛ فيصبح المتلقي هو الفاعل األكبر في التأثير على المرسل، لكن هذا األخير في عملية اإلعالم بشكل عام وفي الخطاب

ياسي بشكل خاص يظل دائما مرسال ، وافتراض التواصل يعني تواصال «الس، المتلقي ال يتحاور مع المرسل؛ فهو ليس )على المستوى اللغوي(أحادي االتجاه

nonمرسال، ودوره غير مباشر، لتتجلى إجاباته في عالمات غير لغوية Linguistique أس، تقطيب الحاجبين، زم فتين... وهي ما يصطلح ، كهش الر الش

Les gestuelles et mimiques « 172Fعليه بمصطلحات اإلشارية، أو اإليمائية:

3 .ر المتلقي أذنا تتلقف المادة اإلعالمية بكفاءة وسرعة تعادل سرعة لقد طو

ورود الخبر في وسائل اإلعالم، ذلك ألن االتصال أصبح مركوزا على بعد واحد هو بعد التلقي، وهو ما استحال معه اإلنسان المعاصر فاعلية سمعية، أو أذنا تتلقف

تها الخبرية ليس من محافل بشرية تزدهر فيها أنواع الخطب كما كان يحدث مادقديما في المجالس األسرية، واألندية والنوادي العاجة، و الساحات الحاشدة؛ فواقع

اإلنسان كان على هذا النحو في مرحلة ما قبل عصر السمعي البصري، ولكن اإلنسان بات في عصر االتصال واإلعالم السمعي البصري يجد اآللة أنيسه

ثه، يتلقى عنه ويأخذ منه، ) تلفاز، مذياع، أنترنات،... (وجهاز البث جليسه ومحدويستمع إليه، ويستفتيه ويتعلم منه، ويروي عنه، وكل ذلك شحذ في اإلنسان 173Fالمعاصر ملكة التلقي و السماع، وأخمل كثيرا قدرة المحاورة وتبادل القول

4. إن اهتمام المرسل بالمتلقي في اإلعالم، هو عناية بالمادة اإلعالمية التي ة، ذلك هها لالستهالك، والتي يسعى من خاللها إلى خدمة مصلحته الخاص « يوج

أن المتكلم في معظم األحيان يقف موقفا خاصا من السامع، ويتضح هذا الموقف في اختيار الكلمات وترتيبها، والبالغة العربية منذ نشأتها تحاول استقصاء هذا

يه االهتمام التلقائي بالسامع؛ بل تسعى إلى ما يشبه الموقف. وال تكتفي بما قد نسم

- سليمان عشراتي، الخطاب السياسي والخطاب اإلعالمي في الجزائر- مدارسة لسيمونتيك القول والفعل والحال، دار الغرب للنشر 1

. 84والتوزيع، وهران، ص: . - رغم أن اإلعالم هو عملية اتصالية بالدرجة األولى 2. 150- ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: 3. 84- ينظر: سليمان عشراتي، الخطاب السياسي والخطاب اإلعالمي في الجزائر، ص: 4

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

194

كما نعرف- بوجوه من –العمد واالحتفاء بمواقف معينة. وقد احتفت البالغة ياء المقبول وغير المقبول، وال تزال فكرة السامع محتاجة إلى المزيد الخداع والر

ر ما قاله المتقدمون 174F » من البذل إذا أردنا أن نحسن تصو

1 .175F إن هذا العمد في تهميش

المتلقي أصبح واضحا وظاهرا في اإلعالم موقف2بات ال سبيل له إلى رد ما ينتهي « المعاصر حتى أن دوره أصبح دورا سلبيا؛ إذ

إليه من األثير؛ فهو وإن امتلك - ظاهرا - الخيار في انتقاء ما يتلقى، لكن ال بد له ها مصلحة ة التي تهيأ له بإشراف وخبرة دوائر ال تهم في تغيير أو تحوير الماد

ها مصلحتها هي بالذات، األمر الذي وطن في المتلقي المتلقي، بقدر ما يهمالمعاصر روح الميل إلى األسطورة، نتيجة دوام تعاطيه المادة اإلعالمية بواسطة

.176F3 »ماركوتينغ عجائبيقا كما أن هناك إشكالية أخرى تطرح، حينما يكون هذا المتلقي العربي ممز

بين وسائل إعالم مختلفة تتجاذب سمعه وحواسه، ولكل وسيلة من هذه الوسائل ياسي الذي يناقض تماما إيديولوجيات هها الس ة بها، وتوج إيديولوجيتها الخاص

الوسائل األخرى؛ فيقع في التناقض، وال يفهم سبب هذا االختالف؛ فال يدري أي وسيلة يشاهد، وبأي رأي يقتنع؛ فهو باحث دائم عن الحقيقة بين وسائل إعالم

ين والتاريخ والمصير المشترك، ولكنها ال تعرف كيف عربية تجمعها اللغة والدة العربية وثقافتها وواقعها تجمع جماهيرها على إيديولوجية واحدة تمثل فكر األم

وما تصبو إليه في المستقبل. - إشكالية توحيد المصطلح اإلعالمي العربي: 6

إن جوهر اإلشكالية اإلعالمية العربية على العموم، يكمن في عدم كونها مصطلحات اإلعالم المقروء « المصدر من حيث إنتاج المصطلح، حيث أصبحت

المصدر عبر اإلعالم المرئي اليوم من الغرب إلى الوطن العربي وسيلة أساسية م بالمصير لتصدير مفاهيم ومواقف سياسية لفرض هيمنة ثقافية تستهدف التحك

ة العربي من خالل تشويه وتقزيم الحقائق وقلب الوقائع، وتجاهل حقوق هذه األموطموحاتها المستقبلية. والبد للرد على هذه الهجمة المدروسة والخطيرة من وعي كل كلمة ومصطلح مستورد، وتوفير األبحاث الجادة والمتأنية التي تنتقي عبارات

ومصطلحات بديلة تثبت الحق العربي، وتقاوم محاوالت التطبيع عبر تحويل العدو إلى جار مثال، ومحاوالت فرض هيمنة استعمارية من نوع جديد تحتاج إلى جهود

قة ومكثفة لمقاومتها وإحباطها 177F » معم

4 .

هـ/ 1415- مصطفى ناصف، اللغة والتفسير والتواصل، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الكويت: رجب: 1 .11م، ص: 1995يناير:

ي قدرات المتلقي بشكل إيجابي، والتي تشكل متنفسا له من 2 - هذا ال ينفي وجود بعض البرامج التثقيفية و العلمية التي يمكن أن تنم، إال أن هذه البرامج تبقى قاصرة عن إعطاءه دورا أكثر إيجابية ر ويومي غط المتواصل الذي تمارسه وسائل اإلعالم بشكل متكر الض

في المشاركة في تحسين العمل اإلعالمي . . 85- سليمان عشراتي، الخطاب السياسي والخطاب اإلعالمي في الجزائر، ص: 3، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 4

ل من بحوث ندوة . 552، ص: 74، مج: 03، ج: )اللغة العربية واإلعالم(خاص وفيه القسم األو

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

195

ا يساهم في بقاء هذه األزمة مستفحلة في إعالمنا العربي هو استمرار ومماإلعالم العربي الذي « أخذه للمصطلحات الموضوعة في الغرب في الغالب؛ فـ

يقوم بإعادة إنتاج المادة اإلعالمية من الغرب، بكل ما تحتويه من مفاهيم مقصودة تتصل باألسماء والدالالت يجعلها مألوفة لدى القارئ العربي رغم ما تحتويه من

ية العربية هة ضد الحق العربي والوجود العربي والهو . 178F1 »سموم موج وعليه فإن الحل لهذه األزمة ال يبدأ و ينتهي عند التعميم والتوحيد فحسب؛

وإنما يبدأ من الوضع ذاته، ومن االقتراض واالستمداد، والحدود التي ينتهي عندها، ومن دراسة محتويات المصطلحات ومضامينها الظاهرة والكامنة معا،

وجه االتفاق على « وبالتالي تصبح قضية التوحيد بشكل عام لها وجهان:المصطلح في ذاته، من حيث هو قضية علمية بحت متصلة بطبيعة اللغة

وخصائصها، وبالواقع الحضاري العام، ووجه توحيده في أنحاء الوطن العربي ة، ترتفع فوق هوى األفراد وهوى كله، من حيث هو قضية لغوية قومية عام

ياسية على السواء 179F » الكيانات الس

2. ولعل من بين اإلشكاليات التي تتسبب في حدوث واستمرار هذه األزمة هي:

هات اإليديولوجية لمختلف ياسية، والتوج د الخلفيات واآلراء الس - تعد180Fالمؤسسات اإلعالمية العربية

األمر الذي يجعل كل مؤسسة تستخدم ، 3هها اإليديولوجي للتأثير به على ياسي، وتوج المصطلحات التي توافق موقفها الس

المتلقي. ا - عدم توفر إرادة سياسية عربية مشتركة ترمي إلى النزعة التوحيدية مم

أثر على الطموحات اللغوية التي تهدف إلى تعميم وتوحيد اإلعالم العربي بشكل أة، في « عام، ومصطلحاته بشكل خاص؛ فاللغة العربية اليوم هي ة مجز لغة أم

أكثر من عشرين كيانا سياسيا، نمت في كل منها، إغراءات إقليمية مختلفة األلوان 181F مهما حاولنا تزويق الحقائق واالستعالء عليها- بينها–باعدت

، حتى أن األمر » 4ر إلى نزاعات عربية على أكثر من صعيد. قد تطو

ة العربية عن تاريخها وعن تراثها المشرق، وانبهارها بكل ما - انفصال األميأتي من الغرب دون تمحيص أو تمييز.

- غياب التنسيق بين المؤسسات اإلعالمية، وهيئات التعريب و المجامع اللغوية المتخصصة.

. 552- بثينة شعبان،المرجع السابق، ص: 1، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه » توحيد المصطلح وتعميمه- المقاصد واألبعاد « - عبد الكريم األشتر، 2

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(القسم األو . 691، ص: 75، مج: 03، ج: ) إقرار منهجية موحة القنوات الفضائية العربية التي أصبحت ال تعد وال تحصى؛ فهي تشكل نموذجا 3 عها في الوطن العربي، وخاص - على كثرتها وتنو

دت ية، إذا توح ع إلى ظاهرة صح د والتنو ل هذا التعد حيا على هذا االختالف العربي والتشرذم الذي يعاني منه، ولكن يمكن أن يتحوة وأنها تتمتع بأحدث التقنيات العلمية الح العربي وقضاياه المصيرية، خاص هذه الوسائل في المنهج والهدف، وأصبحت تعمل للص

رة التي تملكها وسائل اإلعالم واالتصال في الغرب. والتكنولوجية المتطو◌غة العربية بدمشق، ج: » توحيد المصطلح وتعميمه- المقاصد واألبعاد« - عبد الكريم األشتر، 4 ، مج: 03، مجلة مجمع الل

.691، ص: 75

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

196

عف اللغوي الذي - ارتكاب األخطاء اللغوية في لغة اإلعالم بسبب الضيعاني منه القائمون عليها، باإلضافة إلى محاولة لغة اإلعالم مسايرة مستويات

182Fجمهور المتلقين

ا أدى إلى انخفاض وتدني مستواها. 1 ، مم - إسناد أمر الترجمة والتوليد لغير المتخصصين، باإلضافة إلى األعمال

الفردية التي يقوم بها بعض المترجمين بشكل عشوائي، ومحاولة كل واحد استعمال المصطلحات التي قام هو بترجمتها، متجاهال الجهود المبذولة في

المؤسسات المتخصصة. ة إلى بناء عالقة جديدة مع اللغة و األدب « وعليه فنحن في حاجة ملح

والتاريخ والتراث تعتمد على البحث والدراسة والوعي، وأخذ دور الفاعل في راته، بدال من حياكة المفاهيم والعبارات التي يتطلبها العصر وإنجازاته وتطو

لبي الذي ينقل عن اآلخرين دون تمحيص لخطورة ما االكتفاء بدور المتلقي الس. ينقله على هويته ومصيره ومستقبله 183F

2 « إال أن بناء هذه العالقة يتطلب أيضا توحيد المناهج المختلفة، حيث تتأثر

مسألة التطبيق في مرحلة التعميم بمشكل اختالف المناهج، بكل تناقضاته، وارتباكاته الكثيرة وفوضاه، وتضارب االجتهادات في اختيار المصطلح؛ فيفعل

184Fفعله في مرحلة التعميم

3 . إن التنسيق بين المعاهد، والهيئات، والمجامع العربية، والمؤسسات

اإلعالمية أصبح أمرا غير كاف في وضع واستعمال المصطلحات ونشرها؛ بل رورة بمكان افتتاح معهد عربي استراتيجي للدراسات اإلعالمية « أصبح من الض

يعنى بمتابعة أجهزة اإلعالم العالمية سياسيا وفكريا ولغويا، ويدرس التعابير د اإلعالم العربي والمصطلحات التي يصدرها لنا اإلعالم الغربي، ويزو

بالمصطلحات والتعابير المناسبة، ويقوم بمبادراته اللغوية من أجل الحفاظ على الحق العربي، والشخصية العربية، والثقافة العربية بشكل مدروس من قبل فقهاء

185F » اللغة العربية

4. ادرة بشأن المصطلح والتي تخرج بها المجامع كما أن تفعيل القرارات الصصة، يحتاج إلى قرار سياسي يتحقق به االلتزام والهيئات اللغوية والعلمية المتخص

ارم باستعماله ونشره، والترويج له عند جمهور المتلقين، ذلك أن القرار الصية في قضية الترجمة والتعريب، حيث ياسي مسألة على قدر كبير من األهم الس

موز؛ فإن لغة « - 1 إذا كانت لغة اإلعالم المكتوب تتطلب، بالتأكيد، جمهورا متعلما إلى حد ما، ويمتلك خبرات معينة في فك الر

ية ليست مشكلة بالنسبة لها ها ذلك، واألم ، المجلة الجزائرية » لغة األدب ولغة اإلعالم « : أحمد حمدي، » اإلعالم المسموع ال يهم. 168، ص: 1992، سنة: 7 و6لالتصال، العدد

، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 2ل من بحوث ندوة . 552، ص: 74، مج: 03، ج: )اللغة العربية واإلعالم(خاص وفيه القسم األو

◌غة العربية بدمشق، ج: » توحيد المصطلح وتعميمه- المقاصد واألبعاد « - ينظر: عبد الكريم األشتر، 3 ، 03، مجلة مجمع الل . 693، 692، ص ص: 75مج:

، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« - بثينة شعبان، 4ل من بحوث ندوة . 553، 552، ص ص: 74، مج: 03، ج: )اللغة العربية واإلعالم(خاص وفيه القسم األو

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

197

يتوقف عليه نجاح أو فشل دور المؤسسات العلمية والجامعات في توحيد وشيوع المصطلح العلمي، ألن ذلك يبنى على إرادة الحاكم قبل هذه المؤسسات.

وهذا ما يعرقل وضع توصيات مؤتمرات التعريب موضع التنفيذ؛ فقد ل في الجزائر إلى دورة )1964 (أوصت هذه المؤتمرات منذ مؤتمر التعريب األو

حول التعريب الشامل للمصطلحات الطبية، إلى مؤتمر الكتابة )1988(دمشق ، أوصت )1990 (العلمية باللغة العربية، الذي عقد في جامعة العرب الطبية عام

باط بتحديد عقد جميعها بتوحيد المصطلح العلمي العربي، وكما أوصى مؤتمر الر لتوحيد المصطلحات العربية؛ فهل تحقق شيء من ذلك؟ )1986- 1976 (زمني

ياسي 186Fطبعا ال، والسبب في ذلك هو القرار الس

1. إن استصدار قرارات سياسية بشأن المصطلح، يجب أن يكون في اتجاه

دعم ما وصل إليه العلماء واللغويون، والمجامع والجامعيون من نتائج، وتطبيق « عيد العربي، إنها د على الص ق ولكن بشكل موح ذلك ليس بشكل مبعثر ومتفر

ب علينا العمل على تنفيذها، والسعي الحثيث الخطوة األساسية األولى التي يتوجياسي من خالل الجامعة العربية . 187F2 » الستصدار مثل هذا القرار الس

ومن أهم وسائل نشر وإشاعة وتوحيد المصطلح بعد وسائل اإلعالم، تأتي الجامعة ودورها كمركز للبحث العلمي واألكاديمي، وفيها يجتمع الطالب الذين

لون المستقبل الذي ينتظره المجتمع، واألساتذة الذين يقومون بالتدريس يشكوالتأليف والبحث، لتكون الجامعة أنسب مكان لتطبيق وتنفيذ المصطلحات التي يتم

االتفاق عليها في المجامع اللغوية العربية، أو مكتب تنسيق التعريب؛ فهي بذلك الحقل الذي تنبت فيه بذرة المصطلح العلمي، حيث يبدأ دور الجامعة من وضع

المصطلح العلمي على المحك من خالل المحاضرات التي تلقى على الطالب في رة على هذه الجامعة، وذلك باستعمالها من قبل األساتذة في تدريس المواد المقر

ة العلمية من ناحية، ومدى الطالب واختيار تفاعل هذه المصطلحات مع الماداستساغة الطالب واستقبالهم واستيعابهم لهذه المصطلحات.

ثم يقوم هؤالء األساتذة المتخصصون بدراسة هذه المصطلحات في أقسامهم أي فيها. العلمية دراسة مبنية على التجربة و إبداء الر

كما تلعب الجامعة دورا مهما في شيوع ونشر المصطلح العلمي العربي، ها األساتذة من بحوث وذلك من خالل منبر آخر هو األعمال العلمية التي يعد

. 188F3 ومقاالت علمية وكتب مؤلفة أو مترجمة يتم نشرها عن طريق الجامعة- إشكال التبعية في المصطلح اإلعالمي العربي: 7

د بوشعالة، 1 ، مجلة مجمع اللغة » توحيد المصطلح العلمي العربي وشيوعه من خالل التجربة الليبية« - ينظر: مصطفى محم

ة بحوث ندوة دة لوضع المصطلح(العربية بدمشق، عدد خاص وفيه تتم .945، ص: 75، مج: 04، ج: )إقرار منهجية موححوة العلمية الحديثة، مكتبة ابن سينا، مصر: 2 / عن: المرجع نفسه، 113، ص: 1995- كارم السيد غنيم، اللغة العربية والص

. 945ص: د بوشعالة 3 ابق، ص ،، » توحيد المصطلح العلمي العربي وشيوعه من خالل التجربة الليبية« - ينظر: مصطفى محم المرجع الس

. 950، 949ص:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

198

إن مشكلة اإلعالم العربي اليوم ال تقتصر فقط على أزمة المصطلح فيها وحسب، وإنما هي مشكلة مرتبطة بغياب فلسفة إعالمية عربية، وإن وجدت فهي

غير واضحة المعالم، باإلضافة إلى عدم قدرة اإلعالم العربي على تكوين نه من الوقوف ندا للند مع اإلعالم الغربي؛ فما هو إستراتيجية إعالمية قوية تمك

اإلعالم العربي على العموم سوى تابع لإلعالم الغربي ومقلد له في جميع األصعدة، وعليه؛ فاإلستراتيجية في اإلعالم تبنى على ثالثة أسس:

وجود فلسفة إعالمية واضحة. -1اهنة. -2 وجود تخطيط إعالمي يتوافق مع المعطيات الر وجود سياسات إعالمية تتوافق مع المخططات الموضوعة. -3

هة لالستهالك الجماهيري، هي التي يتحدد على إن المادة اإلعالمية الموجضوئها اإلطار التنظيمي للمؤسسة اإلعالمية المنتجة لهذه المادة، وبالتالي يتحدد

ل؟ وما هو حجم على إثر ذلك: من يملك هذه الوسيلة؟ ومن يديرها؟ كيف تموالتأثير الذي تحدثه؟ ولماذا؟ ومن هو المتلقي؟ ماهي إيديولوجية المالك؟ وما هو

ياسي؟...إلخ. موقفه الس وعليه، نستطيع القول بأن هذا اإلطار التنظيمي للمؤسسة يتحدد على ضوء

فلسفة اإلعالم.

- فماذا نقصد بفلسفة اإلعالم؟ 7-1

ترتبط فلسفة اإلعالم بالمجتمع وبخصائصه وأطيافه الثقافية وطبقاته محاولة النظر في جوهر اإلعالم وتحليله « الشعبية؛ ولذلك فإن البحث فيها هو

واستقصاء أبعاده المختلفة. وهو النظر إلى المشكلة اإلعالمية نظرة فلسفية، نظرة د المشكلة اإلعالمية وتفسرها، وتربط ما بين جوانبها من عالقات 189F » تحد

1 . وإذا كانت فلسفة اإلعالم تبحث في جوهر اإلعالم، وماهيته، ومشاكله؛ فهي ة كذلك لرجل اإلعالم نفسه، ذلك أن ال وجود لإلعالم من دون رجال اإلعالم، مهموارتباطه بها مرهون بمدى معرفته بالفلسفة اإلعالمية في مجتمعه، وبمدى النجاح ئيسية من دراسة الذي يمكنه تحقيقه في مجال عمله، ويمكننا أن نوجز األهداف الر

فلسفة اإلعالم في أربعة أهداف هي: - تحديد هدف النشاط اإلعالمي في المجتمع، وذلك بإبراز الفلسفة 1

اإلعالمية التي تناسب المجتمع وقيمه وواقعه، حيث نجد أن المجتمعات التي تتضح فيها الفلسفة اإلعالمية بشكل صحيح شرقا أو غربا هي التي يبدو اإلعالم فيها

د، المسؤولية اإلعالمية في اإلسالم، ط: 1 د سيد محم ، المؤسسة الوطنية للكتاب، طبع المؤسسة الوطنية للفنون 02- محم

. 207، ص: 1986المطبعية، الرغاية- الجزائر:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

199

ا في المجتمعات التي تغيب فيها هذه الفلسفة أو تضطرب وتتذبذب ويبدو عمالقا، أم190Fفيها اإلعالم قزما

1. ة تأثيره؛ فوضوح الفلسفة 2 - زيادة فاعلية اإلعالم في المجتمع وقو

اإلعالمية لمجتمع ما، واقتناع رجل اإلعالم بها يشكل دافعا وحافزا قويا إلقناع الناس بما يقدم لهم.

- تجنب الخلط أو التناقض أو التضارب في النشاط اإلعالمي؛ إذ يجب 3 على اإلعالمي أن يعبر على ما هو حقيقي ونابع من حاجة المجتمع ومعتقداته

ومصالحه، وفلسفة اإلعالم هي الميزان الذي نزن به ما يجوز وما ال يجوز في النشاط اإلعالمي، وأن حدود فلسفة اإلعالم تشبه أنوار المرور، تبين لنا متى

نتوقف وكيف؟ ومتى ننطلق وكيف؟ ومتى نتريث وكيف؟ . 191F- وضع اإلطار التنظيمي للمؤسسات اإلعالمية في المجتمع 4

2 . - التخطيط اإلعالمي: 7-2

ى من وراءه النجاح؛ فإنه الشك في أن أي عمل يقوم به اإلنسان، ويتوخيتطلب منه القيام بتخطيط على المستويين القريب و البعيد؛ فيفكر في معطيات

الموضوع الذي يبحث فيه أو يريد القيام به، وفي المشاكل التي تواجهه، ومن ثم في الحلول، وعلى قدر المجهود الذي بذله يكون مستوى النجاح الذي يصل إليه.

في علوم االقتصاد « إال أن المفكرون اختلفوا حول تحديد مفهوم للتخطيطياسة، اإلدارة واالجتماع وفق موضوع المعالجة، وأيديولوجية المفكر، والس

ة يعبر عن تعبئة وتنسيق وطبيعة العصر، ولكن مصطلح التخطيط بصفة عامية والمالية المتاحة وتوجيه الموارد، والطاقات، والقوى البشرية والمعنوية والمادللمجتمع- حاضرا ومستقبال - لتحقيق أهداف اقتصادية، واجتماعية، وثقافية متفق عليها، مترابطة ومحددة ومرسومة في إطار سياسي ارتضاه المجتمع، وفي فترة

192F » أو فترات زمنية محددة

3. وعليه فإن التخطيط هو اتخاذ طريقة معينة ودقيقة يتم من خاللها مراعاة

جميع األطر التي تحف بالعمل، وبالتالي يتضح لنا أن التخطيط هو وضع إستراتيجية محددة المعالم، ومدروسة األبعاد، كما يمكن أن نقول كذلك بأن هذه

ل للوصول إلى الغرض المنشود، وبما « اإلستراتيجية هي خطة في المقام األولهما: البعد التخطيطي وهذا البعد يتحقق أنها كذلك، أي خطة؛ فهي ذات بعدين، أود اإلستراتيجية لتتبلور فيه في المستوى الذهني، وثانيهما: البعد المادي الذي يجس

ياق، ئيس؛ فهو يحلل الس فعال، ويرتكز العمل في كال البعدين على الفاعل الر

. 208، 207- ينظر: المرجع نفسه، ص ص: 1. 209، 208، 207- ينظر: المرجع نفسه، ص ص: 2

د، المرجع السابق، ص:- 3 د سيد محم .60محم

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

200

ويخطط لفعله، ليختار من اإلمكانات ما يفي بما يريد فعله حقا، ويضمن له تحقيق 193F » أهدافه

1 . - فما هو التخطيط في المجال اإلعالمي؟ 7-2-1

د الوسائل وواسع االنتشار، يحتاج إلى وضع واإلعالم جهاز حساس، متعدة، ومع الجمهور الذي يستهلك مخططات إستراتيجية تتوافق مع إيديولوجيته الخاص

دولة ما هو حصر القوى اإلعالمية فيها، « مادته، وعليه؛ فالتخطيط اإلعالمي فيمن طاقات بشرية، وأجهزة إعالمية، ومعدات ومؤسسات بدءا من النشرات

حفية، إلى اإلذاعة والتلفزيون، إلى مصلحة غيرة إلى المؤسسات الص الصينمائي االستعالمات، إلى دور الثقافة واالستماع والمشاهدة، إلى دور العرض الس

بابة، واالستوديوهات والمسارح، وفرق الفنون الشعبية، حتى خيال الظل، وشاعر الروتعبئة وتوجيه هذه القوى لتحقيق أهداف المجتمع، ومن بينها أهداف خطة التنمية، ومن بينها

194F » األهداف التفصيلية لخطة اإلعالم ذاتها

2 . والتخطيط في اإلعالم كغيره من المجاالت األخرى، يشتمل على أربعة

عناصر هي: فهم الواقع، ثم تحديد األهداف، ثم اختيار أنسب الوسائل، ثم المتابعة والتقييم؛ فقبل أن نضع خطة لإلعالم أو نباشر العمل اإلعالمي البد أن نفهم الواقع

فهما موضوعيا، وأن نعرف الساحة التي يستعمل فيها حتى ال نكون غرباء عن 195Fالواقع الذي نريد العمل فيه، أو نريد تغييره

3. - سياسات اإلعالم: 7-3 تنبني الخطة أو اإلستراتيجية اإلعالمية على المعطيات الممكنة و الموجودة

في الواقع؛ فال يمكن بناء إستراتيجية وفق معطيات غير ممكنة، ولكن، وفي الوقت د في أوجه هذه اإلستراتيجية، نفسه، يمكن أن تتعدد المعطيات؛ فينتج عنها تعد

تستعمل كلمة إستراتيجية عادة بثالث معان : « حيث ال : للتدليل على اختيار الوسائل المستخدمة للوصول إلى غاية معينة، أو

والمقصود بذلك هو العقالنية المستخدمة لبلوغ هدف ما. ركاء، في لعبة معينة، ثانيا : للتدليل على الطريقة التي يتصرف بها أحد الش

رون ف اآلخرين، ولما يخال أن اآلخرين سيتصو تبعا لما يعتقد أنه سيكون تصرفه هو، باختصار، الطريقة التي نحاول التأثير بها على الغير. أنه تصر

أخيرا : للتدليل على مجمل األساليب المستخدمة في مجابهة ما لحرمان الخصم من وسائله القتالية، وإرغامه على االستسالم...، وعليه، تتحدد

ابحة 196F » اإلستراتيجية باختيار الحلول الر

4.

.53- عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: 1د، المسؤولية اإلعالمية في اإلسالم، ص: 2 د سيد محم . 60- محمد، المرجع السابق، ص: 3 د سيد محم .61- ينظر: محم، تر: جورج أبي صالح، مرا، وشر: مطاع صفدي، مركز اإلنماء ) مسيرة فلسفية(- أوبيير دريفوس وبول رابينوف، ميشيل فوكو 4

. 55./ عن: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص: 200القومي- بيروت، ص:

الفصل الثالث من إشكاليات المصطلح اإلعالمي العربي- مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التداولية-

201

ة وعليه؛ فحتى وإن اختلفت أوجه مفهوم اإلستراتيجية أو التخطيط- خاصاالختيارات التي على ضوئها « في المجال اإلعالمي- فإن سياسات اإلعالم هي

تعتمد خطط اإلعالم، وفي نفس الوقت جزء من خطط اإلعالم، يتعلق أشد التعلق ياسة هي فن الممكن؛ فإن سياسات اإلعالم هي باألهداف وتحقيقها. وإذا كانت الس

أهداف معينة، بالوسائل المتاحة، وقد أفضل الممكن في مجتمع معين، لتحقيقجرى العرف في لغة اإلعالم على استخدام تعبير سياسات للداللة على االختيارات

197F » أو األسس التي يتم على ضوئها االختيار

1 .

د، المسؤولية اإلعالمية في اإلسالم، ص: 1 د سيد محم . 210- محم

ابـــع الـفــصـــل الــر�

لمصطلـح ل والوظـائف التـ�داولية الخطابية اإلستــراتـيـجيــاتأهم� اإلعالمي العـربــي

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

210

ترتكز اإلستراتيجية اإلعالمية، يف جمملها، على قضية التأثري على املتلقي، وذلك باستخدام كل الطرق و الكيفيات اخلطابية املمكنة، ويعترب النشاط اللغوي أهم هذه الطرق، وذلك انطالقا من

.التأثريات اليت ميكن لفعل الكالم أن يتركها على املتلقي ولذلك فإن تقدير جناح املتكلم يف بناء عالقته االتصالية بشكل عام يتوقف على

اإلستراتيجية اخلطابية اليت يتبناها من أجل حتقيق هدفه االتصايل، وتفسري مقصديته اليت يريد أن جل أن نبلغ هدفا، هذا أننا نتكلم يف العادة من أ« يكشف عنها يف شكل غرض أو حاجة، ذلك

ومنذ وقت قدمي لوحظ أن تقدير جناح املتكلم )...(اهلدف يؤثر ال حمالة يف القول الذي نقول .1 » يوجب علينا أن نتصور ما حياوله

وإذا كان املتكلم قادرا على إنتاج عدد ال متناه من اجلمل والعبارات ليعبر ا عن أفكاره مقاصده، وحيقق ا أهدافه ومراميه االتصالية؛ فإنه ذا يكون السيد يف اختيار الكلمات والعبارات اليت يراها مناسبة ألدائها، األمر الذي جيعل ذاتية هذا املتكلم واضحة يف الكالم، بعكس و

فراد الناطقني ا، واملوجودة بالقوة يف اللغة اليت يشترك يف امتالك قواعدها وقوانينها مجيع األ . أدمغتهم

يصبح املتكلم صاحب السلطة و القرار يف اخلطاب، الذي ميلك حق األمر، والنهي، وعليه .إخل، وهو اجلانب الذي اهتم به املنهج التداويل يف دراسته للكالم...والطلب، والتحذير،

أن هذه السلطة تبقى مرهونة مبدى خضوع هذا املتكلم للقواعد و القوانني االجتماعية إال التداولية كمنهج جديد لتحليل اخلطاب ليس إال « اليت يمارس يف ظلها النشاط الكالمي؛ فـ

د حلريته يف املمارسة اتجاه يف دراسة اللغة، وربط اللغة باملؤسسة االجتماعية يعين فقدان الفرالكالمية؛ إذ هو حمكوم بقواعد وقوانني اجتماعية صارمة ال خيرج عنها يف أغلب األحيان رغم

. 2 » ذاتيتهإن خضوع الكالم للقواعد والقوانني االجتماعية يعين مقدرة املتلقي على فك رموز املرسلة

ىن ويف نفس السياق الذي قام املرسل بتشفريها فيه بنفس املع ) Décodage (االتصالية وتأويلها ) Encodage ( ث إىلية املطلقة يف الكالم حينما يتحدع باحلرايل؛ فإن املرسل ال يتمتوبالت ،

تفهم ما أن حريته مقيدة باملدى الذي ميكن يف حدوده للجماعة« املخاطب، حيث أن

رجب : مصطفى ناصف، اللغة والتفسير والتواصل، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الكويت - 1 .12: ، ص1995: يناير/ هـ1415

.181: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

211

«Principe de:2مببدأ التعاون ) » (P. Griceغرايس« ، وهو ما يسميه 1 » يقول

coopération « ،خاطبوهو ميثل واحدا من بني ثالثة مبادئ تتشكل على أساسها قواعد الت ،، حيث تؤدي هذه املبادئ إىل 3وهي باإلضافة إىل مبدأ التعاون، يوجد مبدأ التأدب، ومبدأ الوجه

.بني طريف اخلطابحتديد معيار العالقة ، ذلك أن 4 وكما أن للمرسل سلطة يف اخلطاب، وباخلطاب؛ فإن للمتلقي أيضا سلطة فيه

أي تبادل لفظي يقتضي وجود طرفني متفاعلني، حيث ختتلف درجة هذا التفاعل باختالف اضع لآلخر؛ فاملرسل خاضع اخلطابات املتبادلة بينهما، وعليه، نستطيع القول بأن كال منهما خ

للمتلقي ألنه يريد حتقيق هدف اتصايل معه، واملتلقي خاضع للمرسل ألنه من يقع عليه تأثري الفعل .الكالمي

وانطالقا من مبدأ اخلضوع هذا، ميكن أن نستنتج القواعد واألحكام اليت ال خيرج عنها عملي شاط الكالمي يف أيصالية ناجحةالنة ات.

:Les lois du discours: قوانني اخلطاب -1 لقد تعددت التسميات اليت أطلقت على هذه القواعد، واليت يشتمل عليها مبدأ التعاون عند

: ) Dominique Maingueneau ("دومينيك مانغونو"، يقول ) » (P. Griceغرايس« Principe général de (احلقيقة، أن خنص املبدأ العام للتعاون ميكن، يف«

coopération ( يها يسمغرايس"، الذي يرتكز عليه كل تفاعل لفظي، بامتداد هو أقل ضيقا مم ") (Grice القواعد احلوارية « بـ « Maximes conversationnelles» « ، وما

، وما » « Postulats de conversation » مات احلوارمسل« يسميه آخرون بـ »قوانني اخلطاب« على اخلصوص بـ (O. Ducrot)" ديكرو. أ"يسميه آخرون، ومن بينهم

/ 24: ص ،1954: مصرية، مصر- عبد الرحمن أيوب، مكتبة األنجلو: لغة بين الفرد و المجتمع، ترأوتو جسبرسن، ال - 1

.167: ذهبية حمو الحاج، المرجع السابق، ص: عنويقصد به ذلك المبدأ الذي يرتكز عليه المرسل للتعبير عن قصده، مع ضمانه قدرة المرسل إليه على تأويله وفهمه، « - 2

ليكن إسهامك في الحوار بالقدر الذي يتطلبه سياق الحوار، وبما يتوافق مع الغرض المتعارف عليه، : لى النحو التاليوصاغه عقاعدة -قاعدة النوع، -قاعدة الكم، -: وقد فرع عنه عددا من القواعد الرئيسة، وهي. أو االتجاه الذي يجري فيه ذلك الحوار

، ثم أدرج تحت كل قاعدة من هذه القواعد عددا من التوصيات، واتباع هذه التوصيات )الطريقة (عدة الكيف قا -المناسبة،وقواعدها الرئيسة أو خرقها، كفيل، من وجهة نظره، بنقل المعنى وتسيير المحادثة نحو اإلفهام وتحقيق الهدف المشترك، تعويال

.96: عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب، ص : » على التعاون بين طرفي الخطاب . سنرى تفصيل هذه المبادئ في الصفحات الموالية من هذا الفصل - 3 .وما بعدها 193: الفصل الثالث، ص: ينظر - 4

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

212

« Les lois du discours » ، كل رضفتواليت ي ،عة ثقافياوهي جمموعة القواعد املتنو .1 » التبادل اللفظي » يلعبون لعبة« ا عندما شريك أن الطرف الثاين حيترمه

كما تتجسد هذه القوانني يف شكل شروط جيب أن تتوفر يف أي خطاب يتوجه به يشكالن موضوع " القوانني"تعريف وإحصاء هذه « املخاطب إىل مجهور املستقبلني، حيث أن

، واليت اقترحت Catherine Kerbrat Orecchioni " 3" 2 "أوركيوين. كاترين ك"حبث لـ . 4 » » قوانني خطاب أكثر خصوصية « ، وبني » مبادئ خطابية عامة« ني بالتمييز

:وميكن حصر هذه املبادئ و القوانني فيما يلي مبدأ ، Principe de coopération: مبدأ التعاون: وتتمثل يف : املبادئ العامة -1

؛ فالتكلم Principe de sincérité: ، ومبدأ الصدقPrincipe de pertinence: املالئمة .5حسب هذه املبادئ يعين النية يف الصدق، واالخنراط يف القول، والقدرة على تقدمي الضمانات

( .C.kركيوينوأل أما فيما خيص قوانني اخلطاب األكثر خصوصية؛ فنجد أنها بالنسبة

Orecchioni ( تنقسم إىل قسمني : Lois plus spécifiques de caractère:لقوانني ذات السمة اللسانيةا -أ

linguistique : :وتشتمل يف جمملها على ثالثة قوانني هي

لقي مبا مل إخبار املتويتمثل هذا القانون يف: Loi d’informativité: قانون اإلخبار -1 أال يتكلم من أجل أن ال يقول شيئا، وأن ال يتكلم « جيب على املرسل يكن يعلمه من قبل؛ إذ

. 6 » إخل...بشيء يعلمه املخاطب من قبل

1- Dominique Maingueneau, Les termes clés de l’analyse du discours, Éditions du seuil, collection Mémo, Paris : Février 1996, p : 54.

لغوية فرنسية، من خريجي المدرسة العليا لألساتذة، مبرزة في النحو، ومتحصلة على دكتوراه الدولة، تدرس العلوم - 2 La: لخصوص، لها مؤلفات عديدة، نذكر منها على وجه ا) Lumière Lyon-II (اللغوية، وأستاذة بجامعة connotation ( PUL)و ،L’Énonciation ( A. Colin) ،L’implicite ( A. Colin) ،Les interactions

verbales ( 3vol., A. Colin) :Catherine Kerbrat Orecchioni, La conversation, Les Éditions du Seuil, collection Mémo, Paris, 1996, ( La couverture).

3- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, Éditions Armand Colin, Paris, p : 196 / De : Ibidem, p : 54. 4- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, p : 196. /De : Ibidem, p : 54. 5- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, p : 196. / Voir : Ibidem, p : 54. 6- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, p : 196. /De : Ibidem, p : 54.

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

213

ويعين االبتعاد عن الغموض أثناء : Loi d’exhaustivité: قانون الدقة و الوضوح -2 توفري املعلومة القصوى املالئمة ملقام االستعمال، والقادرة على إثارة « اب؛ إذ ينبغي التلفظ باخلط

.1 » اهتمام املخاطب يف حلظة معينةواضحا «وفيه، جيب على املتكلم أن يكون : Loi de modalité: قانون النوعية -3

. 2 » ومقتصدا يف صياغاته : ؛ فهي « C. K. Orecchioni »"أركيوين"ة إىل قوانني القسم الثاين من تقسيم أما بالنسب

: Portant sur un code de convenances: احملمولة على قانون التناسبات -ب وهو ما يعرف كذلك بقانون اإلفادة، وفيه يكون املخاطب مضطرا ألن يكون خطابه

بوصفه سلوكا - التفاعل اللفظي « ، ذلك أن ) 3مبوضوع اخلطاب(ما يعرف مناسبا للمقام أو خاضع ملعايري مضاعفة، و اليت تتنوع يف الزمان و املكان، يتعلق األمر بالقواعد املوجهة - اجتماعيا

اعد حتدد سلوك إىل عدم ديد املظهر اإلجيايب أو السليب للشريك؛ فمن ناحية جند أن هناك قو حبيث ال يكون عنيفا، مستهزئا، متهكما، مبالغا يف التصنع (املتكلم بالنسبة إىل املستمع إليه،

، ومن ناحية أخرى، هناك قواعد تفرض على املتكلم بأن ال )...املداهنة، وغري حمتكر للكالمومن الالزم، أو بالعكس، أن ال يكون متكلفا بأن ال يكون موقرا أكثر (يضع مظهره يف خطر،

. 4» )...أكثر من الالزم كما يعترب قانون اإلفادة من أهم القوانني اخلطابية؛ إذ يشكل املركز الذي تدور حوله

القوانني األخرى، باعتبار أن اخلطاب يتوقف على مدى استفادة املتلقي من كالم املخاطب،انطالقا من أن اخلطاب املفيد هو ذلك الذي ينجر عنه نتائج علمية يستفيد منها املتلقي، وهذا ما

. 5 يستنتج من هذا القانونأما بالنسبة إىل قانون اإلخبار والشمول؛ فيتوخى من خالهلما املتكلم البيان عن القصد من

ن األسس اليت يتجسد بواسطتها الفكر، وينتقل إىل املتلقي؛ فاملخاطب إقامة التواصل، كما يشكال

1- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, p : 196. /De : Catherine Kerbrat Orecchioni, Ibidem, p : 54. 2- Catherine Kerbrat Orecchioni, L’implicite, p : 196. /De : Ibidem, p : 54.

.173: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: ينظر - 34- Dominique Maingueneau, Les termes clés de l’analyse de discours, p : 54.

.174: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

214

وعامة، ضمن هذا األساس يعمد إىل إعطاء عدد من املعلومات من الضروري أن تكون شاملة

.1مبعىن عدم احتكار املعلومات إلخبار املتلقي وتزويده باملعارف اليت مل يسبق له االطالع عليها ومن ناحية أخرى يشكل مبدأ الصدق عامال مهما يف وصف اخلطاب، حيث يوصف

ويتمثل الصدق يف قول احلقيقة كما « اخلطاب الذي ال يعتمد مبدأ الصدق، باخلطاب الكاذب، و عرفا هي موجودة يف الواقع، وكما يعتقدها املتكلم يف إدراكه للواقع، وتعترب هذه الصفة أصال

إنه يبقى على السياق الكشف عن ميزة الصدق، وتبيان ذلك عن طريق أفعال )... (يف اخلطاب دالة على التوكيد، اإلقرار، اإلثبات، القسم، واخلطاب السياسي ضمن هذه امليزات من النصوص

.2 » ألمور املستبعدةاليت ال حتتاج إىل عالمات دالة على الصدق، ألن ذلك من اكما جتدر اإلشارة إىل أن هذه القوانني ال ختص جمال احلوار و احملادثة فقط، وإنما تتعلق

فاملتكلم يف أثر أديب ميكن أن يهني قارئه، أو أن يتجاهله، « جبميع أنواع اخلطاب دون ختصيص؛ . 3 » ...، إخلكما ميكن خلطيب ما أن يستأثر باحتكاره للكالم

: Les modalités: األحـكــام -2 إذا كان للمتكلم عالقة باملخاطب تفسر قيامه بعملية االتصال؛ فإن له كذلك عالقة

باخلطاب الذي يقوم بإنتاجه، حيث تتجسد هذه العالقة يف موقف املتكلم إزاء ما يقول، هذا سمح مبعرفة كيف ينشىء املتكلم املوضوع نفسه، موقعه إزاء املوضوع، هدف ي« املوقف الذي

. 4 » )امللفوظ(اخلطاب وإذا كانت األقوال تعين القيام بأفعال كالمية؛ فإن هذه األفعال تتعدد بتعدد اخلطابات

طالقه ألحكام ختتلف باختالف األقوال، املستعملة من طرف املتكلم، وبالتايل؛ فإن إجنازه هلا يعين إ .M: يف النص من أحكام تعبريية« مما يعطي للخطاب قوته اإلجنازية، وتتراوح هذه األحكام

Expressives ضح وجودها من خالل املفردات، ومن خالل / إىل أحكام تقديريةتقييمية، يت .Intonation «5: ظاهرة التنغيم

قيقة، إن حتقيق املتكلم ألفعال لغوية عن طريق تلفظه باخلطاب، يعين جناحه يف إظهار واحل خالهلا هدفه من اليت حيملها ملفوظه؛إذ يتحدد من La force illocutionnaireالقوة اإلجنازية

.176، 175: ، ص صابقالمرجع الس ذهبية حمو الحاج، - 1

.175: المرجع نفسه، ص 2-3 - Dominique Maingueneau, Les termes clés de l’analyse du discours, p : 55.

.161: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 4 .161: ، صالمرجع نفسه - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

215

من " سوف يهجمالثور : "؛ إذا قال متكلم ما) (Austinيف اصطالح أوستني « فمثال . اخلطابالقوة " وإمجاال، . اخلاصة بالتحذير »القوة « أجل حتذير املستمع؛ فإنه يتلفظ ذه اجلملة مع

: مللفوظ ما، هي القصد الذي يبديه املتكلم عن طريق تلفظه هلذا الفعل اإلجنازي أو ذاك" اإلجنازيةاملتكلم ينوي إعطاء أمر للمستمع من خالل قيامه بالتلفظ، إذ يكون لعبارة ما قوة األمر؛ إذا كان

. 1 » أو ليعطي اقتراحا؛ إذا كان يقصد من خالل ما يقول أن يوحي إليه بشيء ما، إخلإخل، وقد مت تصنيفها ...وتتنوع األحكام يف اخلطاب من استفهامية إىل تعجبية، إىل طلبية : إىل

ام اخلاصة باجلمل اإلثباتية، االستفهامية، التعجبية، والطلبية، واليت تفرض فكرة األحك -1« .Implicite: ضمنيةيتضح وجودها من خالل املفردات، : M. Appréciatives :األحكام التقديرية -2

. Intonation: واملعبر عنها بواسطة ظروف اجلملة، وكذا التنغيمتضم كل الظواهر اليت تعني نظام املفردات : M. Expressives: األحكام التعبريية -3

. La syntaxe d’expressivitéبنظمية التعبري » غيوم« وانسجامها، وتنهض عما يدعوه د، مثل ، مثل أحكام االحتمال، والتأكيExpliciteاألحكام اليت حتمل فكرة صرحية -4 . 2 » "أكيد أن حممدا ذاهب إىل املستشفى"

وعليه؛ فإن املتكلم يستطيع أن يوظف هذه األحكام يف مجيع أنواع اإلستراتيجيات اليت يراها مناسبة ألداء مقاصده، سواء يف اإلستراتيجية التوجيهية، أو التلميحية، أو التضامنية، أو يف

.، وبالتايل؛ فإن األحكام ترتبط ارتباطا وثيقا بقضية املعىن...اإلقناع إستراتيجية ) (Austin" أوستني"لقد شكلت قضية املعىن نقطة خالف بني التداوليني؛ فبالرغم من أن

فرانسوا "ما عرفها قد حدد القوة اإلجنازية يف التلفظ، مث ربطها بكيفية إجناز األفعال الكالمية، كعلى أنها القصد الذي يبديه املتكلم عن طريق تلفظه بأحد األفعال ) (F. Recanati" ريكانايت

بني معىن امللفوظ ) (Austinاإلجنازية، إال أن نقطة االختالف بينهما تكمن يف تفريق أوستني Le sens de l’énoncé) (ة الرورة يف قوتلفظ ، وليس بالضLa force d’énonciation) ( ،

املعىن يكمن يف القوة اإلجنازية للتلفظ، ويف أي يف القوة اإلجنازية للتلفظ، بينما يرى الثاين بأن

1- François Recanati, Les énoncés performatifs, Les Éditions de Minuit, Paris : 1981, p : 20.

.116: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

216

القيمة االصطالحية اليت يريد املتكلم أن يعرفها للمستمع من خالل ملفوظه، حيث يرى أوستني Austin) ( هما أن يكون واضحا بإثارة« بأن ه ميكن مللفوظديد ما، أو بإطالق حتذير؛ فإن

جدا، ومفهوما لدى املستمع، حتى إذا مل تكن قوته اإلجنازية حمددة بشكل واضح؛ فغالبا ما نفهم ، كنصيحة مثال، أو » كيف ميكن أن يؤخذ هذا القول« ما يقال لنا دون أن نعلم أكثر

معىن بني(Austin ) و كتحذير، وعليه؛ فإن التمييز املتباين الذي يقوم به أوستني كتهديد، أإن داللة اجلملة وسياق التلفظ، حيددان معا معىن امللفوظ، أي : يوحي مبا يلي امللفوظ وقوة التلفظ،

اق التلفظي بتحديد قوته واقع األشياء الذي يصوره هذا امللفوظ، ومن جهة أخرى، يقوم السي . 1 » اإلجنازيةحول هذا ) (Austinال يتفق مع أوستني ) (F. Recanatiإال أن فرانسوا ريكانايت

ه جيب أن يل يف نقطتنيالطرح، حيث يرى أنعد : ل من طرف امللفوظ، حيث ال ال ميكننا أن حندد داللة اجلملة، وواقع األشياء املمث: أوال«

ها صحيحة أو خاطئة يف سياق تلفظيم على أنتوجد مجلة متثل واقعا لألشياء، وغري قابلة ألن تقي .)شروط الصدق(ما، إال نسبيا، ويف حاالت نادرة

له التلفظ، ، الذي حيم) (Le sens pragmatique 2" للمعىن التداويل"ال ميكن : ثانيا احملدد بداللة اجلملة والسياق معا، أن يكون معرفا بالعواطف لذي يضاف إىل معىن امللفوظ، ووا

إن املعىن التداويل للتلفظ يكمن، على األقل، يف . واألفكار املعبر عنها، أو اليت أثار ظهورها التلفظطالحية اليت ربطها به املتكلم، واليت ينتجها لكي يعرفها قوته اإلجنازية، أي يف القيمة االص

.3 » للمستمعتساهم األحكام يف إظهار املعىن إىل املتلقي عن طريق األقوال املوظفة فيها، ومن مث يصبح

ام جناح املتكلم أو فشله يف بلوغ هدفه متوقف كذلك على مدى جناحه يف توظيف هذه األحكبالشكل الذي حيقق به القوة اإلجنازية مللفوظاته؛ فبإطالقها، يمكن املرسل املستمع من تكوين رأي

1- François Recanati, Les énoncés performatifs, p : 21.

2 - »اللة اللسانية لجملةر التقليدي، الدنوع -في التصوPhrase-type » « ي داللة وصفية خالصة، والمعنى التداولي، همرتبطا -هو المعنى اإلضافي الذي يمكن أن تحمله وحدة لسانية في جملة نوع؛ إذن فالمعنى التداولي ليس معنى اصطالحيا

في نفس »داللي « بشكل لساني على وجه خاص، ولكنه معنى ال اصطالحي، وال لساني مرتبط بالتلفظ، والمنظور إليه كفعلوعلى خالف هذا التصور، قد رأينا أن لبعض العبارات معنى تداوليا . على تألمه »تدل « المستوى، مثال، مع دموع طفل والتي

ذي يضاف إلى معناها األنواع التي تظهر فيها هذه العبارات تحمل معنى تداوليا اصطالحيا في ذاتها، وال -اصطالحيا، وأن الجمل François Recanati, Ibidem, p : 27. : » الوصفي من أجل تكوين الداللة اللسانية العامة للجملة

3- Ibidem, p : 21.

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

217

خبصوص ما يقول، حيث يقوم بتصديقه أو بتكذيبه، بإجابته أو باالمتثال ألوامره، أو اخلوف من . إخل..لنفس القناعات ديداته، بإعطائه ثقته، أو مبشاركته له الرأي، أو بتقامسه معه

فأما بالنسبة إىل األحكام اخلاصة باجلمل اإلثباتية؛ فنجد أنها تتمحور حول فعل اإلثبات (L’assertion) ل حضوره يف « الذييفترض شخصا متلفظا جيعل كالمه سليما حبيث يسج

إىل ما Préfixes verbauxق األفعال عالمات الشخص والزمن وصيغة الفعل، كما تشري سواب، وتتعلق أساسا )أن تكون له وجهة نظر (...يلتزم به املتكلم إزاء قوله، ألنه يعتقد، يأمل

، وبني )...يعتقد أنه(باألشخاص الذين يشاركون يف الكالم أو احلديث، فيكفي أن نقارن بني " Berrendonnerبروندونر "الباحثني أمثال عند بعض Assertion؛ فاإلثبات )...أثبت أنه(

هو أن نضع القول حمل الصدق أو الكذب، وال يعين إيصال حمتوى حقيقة معينة، ولكن . 1 » ضماا؛ فإنها تربز Modalités appréciatives: التقييمية/ أما بالنسبة إىل األحكام التقديرية

يقول، خاصة إذا كانت أقواله تعبر عما حيس به أو ما يشعر به؛ فيصبح موقف املخاطب إزاء ما .من غري املمكن أن خترج عن احلكم قصد التقدير والتقومي

؛ فإن املتكلم ال حيكم على أقواله من وجهة نظر Appréciation: ففي حالة التقدير / السيئ، املدح/ احلسن: ثلومبوقعها إزاء جمموعات متقابلة مواحدة، ولكنه يستعني بأحكام قيمية

.2م الذ ،Universellesمعايري ليست بالضرورة عاملية « باإلضافة إىل أن أحكام القيمة تفترض

لة؛ فأنواع الشم املتخية بعاملهم، وجمموعاا انطالقا من فهاريس خاصصيغوتم ألن املتكلمني ي . 3 » ختتلف باختالف اموعات االجتماعية

وتأيت أمهية األحكام بالنسبة إىل التلفظ باخلطاب، انطالقا من كوا دليل على إجناز املتكلم فلو . ألفعال لغوية، وبالتايل حتقيقه للقوة اإلجنازية اليت تؤدي إىل معرفة قصده وهدفه من اخلطاب

لى سبيل املثال العالمات اليت تدل على الشخص يف اخلطاب؛ فنجد أنها تسمح بتحديد أخذنا ع كعالمة" حنن" إىل الضمري موقف املتكلم إزاء خطابه، ودرجة التزامه، وكذا ذاتيته، باإلضافة

.116: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 1

2 - Dominique Maingueneau, L’analyse de discours( Introduction aux lettres de l’archives), Hachette, Paris : 1991, p : 118. /117: ، صلمرجع نفسها :ينظر.

.117: المرجع نفسه، ص - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

218

املة للرأي احل" أنا " للشخص يربز و يخفي يف ذات الوقت ذلك املظهر الذايت؛ إذ يدل على ".بالدي"، أو "بالدنا: "الشخصي يف قول املتكلم مثال

Partage بصيغة اجلمع؛ فيدل على تشارك الرأي وتقامسه "حنن"ولكن الضمري

d’opinion خاطيبلوك التب و املتلقي، مثلما تشري أحكام السبني املخاطModalités de

comportement discursifs إىل مدى انتماء املتلفظ إىل خطابه، ونوع اخلطاب الذي يرغبيف معاجلته؛ ففي هذه احلالة يتعلق األمر مبعرفة، ومن خالل أحكام الكالم، ما قيل، والطريقة اليت

.Ce qui est dit, et la manière de le dire 1. قيل اتماد املتكلم على كل الطرق اخلطابية املمكنة اليت يراها تقتضي أية عملية تواصلية اع

مناسبة ألداء مقاصده وحتقيق أهدافه، وذلك بالتأثري على املخاطب، وتغيري سلوكه ونظام معتقداته، وهو ما يسمى بإستراتيجية التأثري على املخاطب اليت تنبين عليها كل عملية تفاعلية بني طرفني

.بنيمتخاطإال أن السياقات املختلفة اليت يوظف فيها املتكلم خطاباته تفرض عليه اختيار االستراتيجية

املناسبة ألدائها، وعليه، ميكننا القول بأن اإلستراتيجية ختتلف باختالف املقاصد والسياقات التلفظية . اليت يقتضيها املوقف االتصايل

: استراتيجيات اخلطاب -3 يف البداية، جتدر اإلشارة إىل أن اإلنسان ميكنه أن يتواصل مع الناس بعدة طرق خطابية،

فالتواصل بني الناس ال يتوقف على اللغة الطبيعية وحدها، بالرغم « لغوية كانت أم غري لغوية،ستعماهلا يف الفعل التواصلي مع اآلخرين، سواء أكان هذا من أن اإلنسان ال يستغين، بذلك، عن ا

. 2 » االستعمال مكتوبا أم شفاهةواإلستراتيجية يف اخلطاب تعين التخطيط له من طرف املتكلم، بطريقة يستخدم فيها ذكاءه

3 .من أجل الوصول إىل بلوغ اهلدف بأقل تكلفةتراتيجية على اخلطاب فقط، وإنما هي طريقة مستخدمة يف كل وال يقتصر مفهوم اإلس

إخل، حيث يأخذ مستخدمها بعني ...السياسية، واالقتصادية، واالجتماعية: جماالت احلياة املختلفة .االعتبار املعطيات املتوفرة، ويراعي سياقاته املختلفة

.162، 161: المرجع السابق، ص ص ذهبية حمو الحاج،: ينظر - 1 .56: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص- 2 .A. Martinet: مبدأ االقتصاد في اللغة الذي جاء به أندري مارتيني ونعني بذلك - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

219

.1ر إىل مفهوم االستراتيجية العام أما عن مفهوم اخلطاب؛ فهو مفهوم خاص بالنظ وميكن التعرف على نوع اإلستراتيجية اليت يتبناها املتكلم يف خطابه، وذلك من خالل

جمموعة من املعايري و املعطيات اليت يتأسس عليها فعله التواصلي، حيث تصنف وفقها إستراتيجيات . عايري و املعطيات؟فما هي هذه امل. اخلطاب املختلفة

: معايري تصنيف استراتيجيات اخلطاب -3-1 : معيار العالقة بني طريف اخلطاب -أ تقتضي العملية التواصلية وجود عالقة تربط بني طرفني أو أكثر للخطاب، حيث جتمع بني

، كما ) L’auditeur ( نصر املستمع، وع) Le locuteur (عنصر املتكلم : عنصرين مهمني مهابأسبقيتها « تشكل هذه العالقة أهم العناصر السياقية يف العملية التخاطبية، باعتبار أنها تتصف

على إنتاج اخلطاب ذاته؛ ولذلك فهي من عناصر السياق املؤثرة، مما حيفز عمل بعض القوالب، ينعكس ذلك على تشكيل اخلطاب، باختيار اإلستراتيجية املالئمة خصوصا القالب االجتماعي؛ ف

اليت تعبر عن قصد املرسل، وتعكس اعتباره هلذا العنصر، باعتبار نوع العالقة من العناصر . » 2املؤثرة

كما تساهم معرفة طبيعة العالقة بني املشتركني يف اخلطاب يف اختيار اإلستراتيجية نوع العالقة القائمة بينهم، هل هي رمسية أم « ة املناسبة، حيث تتمثل عند هاليداي يفاالتصالي

.3 » وحنو ذلك.. غري رمسية، عارضة أم غري عارضةوتنبين العالقة التخاطبية على معرفة املتكلم اجليدة باملخاطب، وعلى معرفتهما املشتركة مبقام

، يف قسط منها، هي نتيجة من نتائج تلك العالقة، مما يقتضي اضطالعها الكالم؛ فاملعرفة املشتركةبدور مهم يف افتراضات املرسل املسبقة، حيث تعترب املعرفة املشتركة، واالفتراضات املسبقة من العناصر اليت تسهم يف اختيار إستراتيجية اخلطاب؛ فعلى هذين العنصرين، وعلى غريمها، ينبين مزيد

. لعالقة اليت تؤثر يف املرسل النتقاء إستراتيجيات اخلطابمن اوإذا مل تكن العالقة بني طريف اخلطاب موجودة سلفا؛ فإن املرسل يسعى إىل إجيادها

وهذا ما يربر . من اخلطاب خبطابه؛ فقد تكون إقامة عالقة بني طريف اخلطاب، هي اهلدف الرئيس

.52: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: ينظر - 1 .88: ، صالمرجع نفسه - 2

/ 32: هـ، ص1410، 01 :التوزيع، مكة المكرمة، طلترجمة، دار الثقة للنشر ويوسف نور عوض، علم النص ونظرية ا 3-سلسلة - هـ، معهد البحوث العلمية1424: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، جامعة أم القرى: عن

.568: ، مكة المكرمة، ص01: ، ط) 33 (الرسائل العلمية الموصى بطبعها

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

220

ويتم ذلك باستعمال إستراتيجيات معينة يف اخلطاب، ليقوم بوظيفته الهتمام، إعطاءه كثريا من ا .1املتوافقة مع ما يتطلبه السياق الذي يؤطر إنتاج اخلطاب، مما يسهم يف إبراز دور اللغة التفاعلي

مكونات احلدث كما يرى نايف خرما وعلي حجاج أن العالقة التواصلية هي جزء من أعمار املشاركني وأجناسهم ذكورا كانوا أم إناثا، أم خليطا « التواصلي، آخذين بعني االعتبار

من االثنني، وانتماءام العرقية، وأوضاعهم االجتماعية، وعالقام ببعضهم عليها تستقر، وهو أحد احملاور اليت2إخل، وهو ما يسمى مبحور العالقة األفقية » ...البعض

. 3العالقة املسبقة بني طريف اخلطاب ومن جهة ثانية، هناك حمور آخر تتأسس عليه العالقة التخاطبية كذلك وهو حمور العالقة

من حيث املستوى « والذي يأخذ بعني االعتبار األطراف املشاركة يف احلدث اللغوي ، 4العمودية .5 » ، وعالقة كل منهم باملتكلم أو السامع، أو باحلدث يف إمجالهاالجتماعي، والثقايف

باإلضافة إىل ذلك؛ فإن نوع العالقة يفرض على املتكلم االعتماد على قوانني وقواعد د، يف اخلطاب، واليت تعد عامال من عوامل اختيار اإلستراتيجية اخلطابية املالئمة؛ إذ أن املرسل يعتم

العالقة نفسها، وذلك بناء على بناء عالقته التخاطبية، على قواعد وقوانني اخلطاب اليت تقتضيها مدى معرفة املتكلم باملستمع، وعلى االفتراضات املسبقة املوجودة لديه حول املستمع؛ فيصبح

.88: ات الخطاب، صعبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجي: ينظر - 1الذكورة أو (، خصائص الجنس )مسلم، مسيحي (خصائص الدين: تتبلور العالقة األفقية في أكثر من خصيصة، من ذلك « و - 2

، خصائص عرقية )أساتذة، طالب، ضباط، أفراد، عمال(، خصائص المهنة )صغار، كبار، شيوخ (، خصائص السن)األنوثةعزاب، متزوجون، (، خصائص الحالة االجتماعية، ومنها حالة المعيشة)سعودي، سوري، خليجي (سية، خصيصة الجن)عرب(

وتندرج العالقات العاطفية تحت هذا الصنف؛ فتكون مثال عالقة ود، أو عالقة صد، عالقة قرب أو بعد، . )أيتام، فقراء، أغنياء .89: ، صالمرجع نفسه: » ا لهاوبهذا يكون الخطاب عالمة على هذه العالقات ومؤشر

.89: المرجع نفسه، ص: ينظر - 3وهي تلك التي تتبلور في مراتب تصاعدية للناس داخل بنى المجتمع، مما يجعلهم ينتمون إلى سلم تراتبي، إذ يقع كل « - 4

بل ؛ما وظيفيا، وهذا ما يحتاج المرسل إلى إدراكهطرف من طرفي الخطاب في إحدى درجاته؛ سواء أكان سلما اجتماعيا، أم سلبل يمتزجان معا، ؛وال يقوم هذا التصنيف بمعزل عن التصنيف األفقي )... (واستحضاره؛ فيترتب على ذلك كثير من األمور

ود العالقة األفقية بين طرفي الخطاب، ال فبالنظر في أي إطار من األطر السابقة، بغض النظر عن التصنيف داخله، يتضح أن وج .90، 89: المرجع نفسه، ص ص: » ينافي انتماءاتهما إلى عالقة سلمية تراتبية

.570: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

221

.إستراتيجية يف حد ذاا، 3الوجه أو مبدأ ، 2، أو مبدأ التأدب 1اعتماده مثال على مبدأ التعاون : معيار شكل اخلطاب –ب ميكن التعرف على نوع اإلستراتيجية اليت يتبناها املتكلم يف خطابه من خالل مالحظة

ة التراكيب اللغوية اليت يستعملها و املصطلحات اليت يوظفها، باإلضافة إىل األساليب البالغيوالدالالت الصوتية، وكذا احلركات واإلمياءات اجلسدية املصاحبة خلطابه، حيث يتمثل شكل

قصد املرسل الذي ينوي التعبري عنه يف ملفوظه، والذي يتضح : أوال: اخلطاب يف الربط بني أمرينللغوي الذي حيمل املعىن ويدل من خالل القوة اإلجنازية للملفوظ يف سياق معين، وبني الشكل ا

نظام اجلملة، البناء للمجهول ( نظام التركيب« عليه؛ فاملرسل يستخدم مستويات لغوية مثل ، نظام املعجم، نظام الصرف، نظام األساليب )نغمة التلفظ(نظام التصويت ،)مقابل البناء للمعلوم

؛ فقد ينتج املرسل خطابه بتوظيفه )باشر لسياق النهياألمر املباشر لسياق األمر، والنهي امل(إلحدى هذه الدرجات، وقد خيرج عن مقتضاها، بدرجة انزياح متفاوتة عن الدرجة األصل، وذلك حسب مقتضى السياق، مثل اخلروج مبعىن اخلطاب عن املعىن احلريف للملفوظ، ليجسد نوعا

.4 » ثالمن العالقة بينه وبني املرسل إليه م

. يشكل نقطة االنطالق والتأسيس للمبادئ األخرىينظر تعريفه خالل الصفحات األولى من هذا الفصل، وهو المبدأ الذي - 1وينبني هذا المبدأ على التعامل األخالقي، وعلى مراعاة مراتب طرفي الخطاب باستعمال لغة التأدب مثال وبلورتها من خالل - 2

افر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، عبد الهادي بن ظ: ينظر: انتفاء إستراتيجية خطابية تبرز مبدأ التعامل األخالقي في الخطابإذ يتلفظ المرسل ؛ثالث قواعد عن مبدأ التأدب سمتها قواعد تهذيب الخطاب ) Lakoff ( )الكوف (وقد فرعت . 97: ص

ظا، وال وتعني أال تفرض نفسك على المرسل إليه، أي لتبق متحف: قاعدة التعفف -: بخطابه وفقا لواحد منها، أو أكثر وهيقاعدة - قاعدة التخيير، وهي بأن تجعل المخاطب يتخذ قراراته بنفسه، ودع خياراته مفتوحة، -تتطفل على شؤون اآلخرين،

Robin Lakoff, Papers from the ninthregional: التودد، وهي بأن تظهر الود للمرسل إليه، أي كن صادقاmeeting, Chicago linguistic society, 1973, pp : 292- 305 /100: ، صالمرجع نفسه: ينظر.

أساسا، في عملهما التداولي، والذي أرادا من خالله أن يصوغا بعض القواعد )براون وليفنسون (وهو مبدأ استعمله كل من - 3قيمة الوجه االجتماعية؛ إذ يجب -1: الكلية لضبط ظاهرة التأدب بين طرفي الخطاب، حيث ارتكز هذا المبدأ على عاملين هما

على المرسل أن يصون وجه غيره كعالمة على االحترام المتبادل، بوصف الوجه هو رغبات اإلنسان األساس، وينقسم هذا وهو رغبة كل: الوجه الجالب -ووهو رغبة اإلنسان في أال يعترض اآلخرون على أفعاله، : الوجه الدافع -: العامل إلى قسمين

.واحد في أن تكون إرادته محترمة على األقل من البعض اآلخرويبتغي الباحثان تصنيف عدد من إستراتيجيات التخاطب لضمان االحترام المتبادل مما لزم عنه تصنيفا : نسبة تهديد الوجه -2

Pénélope Brown et Stephen Levinsen, Universal in:لألفعال التي تهدد الوجه، وتحديد أثر كل منهماlanguage usage : Politeness phenomena, in easter, goody questions and politness,

Cambridge University press, New York, 1978, pp : 56- 289. بيد أنهما ينسبان هذا االستعمال ، .104، 103: المرجع نفسه، ص ص: ينظر/ )قوفمان (المجازي إلى

.69، 68: ، ص صلمرجع نفسها - 4

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

222

ولعل هذا هو املقصود مبفهوم البالغة، عندما يستطيع املتكلم أن يطابق كالمه مع املوقف حيث يقودنا االتصايل، أين يصل يف النهاية إىل فهم السامع بتوظيفه لكفاءته اللغوية والتداولية،

ني كانت جتعل الكالم البليغ هو الكالم املطابق إىل القول برباعة النظرية البالغية العربية ح « هذاملقتضى احلال، وهي موائمة بني املوقف والنص، باعتبار أحدمها يبعث على اآلخر، أو حييل عليه ويفسره، ولذلك يشيع يف البالغة، وخباصة عند عبد القاهر البحث يف أغراض األساليب

والتأخري، واحلذف، أو حتى الفروق األسلوبية بني قول وقول التنوعات اللغوية كالتقدميوإخل، مما يعين أن ما يقال يف موقف قد ال يصلح أن يقال يف ..كالفروق اخلربية وفروق االستفهام

غريه من الناحية اللغوية واملقامية، لعدم إفضاء أحدمها إىل اآلخر، ولربما كان يف هذا التوجه ما كننا من دراسة املواقف املختلفة، وحصرها وتبويبها انطالقا من اللغة، ال اتكاال على اتمع، هذا مي

.1 » من جهة، ومن جهة أخرى يفسر هذا أوجه التعدد الداليل الوظيفي واملعجمي يف اللغةاإلستراتيجية للتعبري عن قصد ونالحظ من خالل هذا املعيار تدخل عامل السلطة يف اختيار

املرسل؛ ففي فعل الطلب مثال، قد يستعمل املرسل ذو الرتبة العليا اإلستراتيجية املباشرة، يف حني يستعمل املرسل ذو الدرجة الدنيا اإلستراتيجية التلميحية، كما يتبلور هذا، أيضا، يف اإلستراتيجية

قد يصرح به األعلى درجة، خبطاب مباشر وموجز، أما ذو الدرجة املستعملة عند رفض الطلب؛ فالدنيا؛ فإنه يلمح ويناور كثريا ليعبر عن قصده من ناحية، ويراعي درجة السلطة من ناحية أخرى

. 2مما يدعوه إىل اإلطناب واستنفاذ الوقت : معيار هدف اخلطاب - جـ أن تكون هناك حاجة تواصلية وراء قيام الفرد املتكلم باالتصال، حيث تتضح من البديهي

هذه احلاجة لدى املستمع من خالل فهمه لقصد املرسل، ومن مث إظهار رد فعله عليه، وبالتايل، مع، يكون اهلدف الذي يقصد املتكلم حتقيقه من وراء هذا االتصال متوقف على رد فعل املست

ا أو سلبياسواء كان إجيابي. القصد واهلدف، ألنه قد خيلط « :إال أنه جيب التفريق بني مفهومني يف اخلطاب، ومها

: مفهوم اهلدف مبفهوم القصد؛ فالقصد له جانبان مها .حصول اإلرادة بالتلفظ عند املرسل؛ فال يكون كالمه غفال أو سهوا -

.597، 596: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ص - 1 .239: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

223

؛معىن اخلطاب كما يريده املرسل، ال كما هو يف الداللة املنطقية فحسب، أما اهلدف - ، وما هذه األفعال إال األفعال اللغوية اليت جيسدها املرسل » 1ما نسعى إىل حتقيقه بأفعالنا« فهو

. » 2يف اخلطابناك من يقصد باهلدف الغرض من اخلطاب، وذا، يصبح لكل خطاب هدف خاص به، وه

األمور املتعلقة باملتكلم أو السامع اليت حتدد الغرض من « حيث يعرفه عبد الرمحن أيوب بأنه تلككالمه كأن يكون املخاطب أبا، أو خادما، أو زميال مما جيعل احلديث يف صورة الرجاء، أو األمر،

. 3 » اونأو حماولة للتعكما يتعلق القصد واهلدف بالطرف األول يف العملية التخاطبية، وهو املتكلم، أما الطرف

الثاين، وهو املستمع؛ فيقع عليه الفهم والتأويل، مث إبداء رد فعل عليه، ذا يصبح الفهم واحدا من ج اخلطاب، وله بذلك دور التأثري على املرسل وتوجيهه يف اليت تسبق إنتا « العناصر السياقية

. 4 » اختيار اإلستراتيجيات اخلطابية من حيث أدواا وآلياا اللغوية املناسبة اليت تكفل حتقيقهذا، يصبح للهدف دور وظيفي يشكل وظيفة احلدث الذي يدور حوله التواصل،

احلدث بكليته، والوظائف املختلفة ألجزائه من األقوال املختلفة اليت يشمل الغرض من « حيث .5 » تصدر عن املتحدثني

وإذا كان اهلدف هو الفعل املنجز من خالل اخلطاب؛ فهذا ال يعين أن املرسل يستطيع أن اال لغوية دون أن ينجح يف حيققه يف كل عملية اتصالية يقوم ا؛ إذ ميكن للمرسل أن ميارس أفع

نفعي، وكلي؛ فاملستوى النفعي يقع خارج « :ذلك أن اهلدف يتكون من مستويني. حتقيق هدفهحتقيق األهداف االجتماعية، : اخلطاب، وهو الغاية الفعلية اليت يريد املرسل أن حيققها؛ مثل

تنمية قدرات الطالب، أو األهداف كاملصاحلة بني متخاصمني، أو األهداف التعليمية مثلاألهداف العسكرية مثل استسالم االقتصادية، مثل جلب رؤوس األموال لإلسهام يف التنمية، أو

.العدو، أو األهداف السياسية مثل البدء يف التبادل الدبلوماسي بني بلدين

1 - B. J. Haslett. Communication « Strategic action in context », LEA, New Jersey, 1987, p : 122 /ابق، ص عبد الهادي بن ظافر الشهري،: عن149: المرجع الس.

.149: المرجع نفسه، ص - 2 ، مقال في المجلة العربية للعلوم اإلنسانية، جامعة الكويت، » التحليل الداللي للجملة العربية « عبد الرحمن أيوب، - 3

.569: ن ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، صع/ 120: ، ص1983، 03: ، مج10: العدد .149: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 4 م، 1988: نايف خرما وعلي حجاج، اللغات األجنبية تعليمها تعلمها، المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب، الكويت - 5

.570: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص: عن/ 47، 46: ص ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

224

لذي ميارسه املرسل من خالل عملية التلفظ أما املستوى الكلي؛ فيتجسد يف الفعل اللغوي ا وهو اخلطوة الضرورية اليت . باخلطاب، بغض النظر عما إذا جنح يف حتقيق اهلدف النفعي، أم ال

يف صلب اخلطاب اللغوي، ناهلدف الكام هبوصف )...(يتوصل ا املرسل إىل حتقيق اهلدف األول .1 » )اإلستراتيجيات(مفرداته وتراكيبه، مما جيعله معيارا يف تصنيف بأصواته وأبنيته و

ويعد اهلدف معيارا من معايري اختيار وتصنيف اإلستراتيجيات املختلفة، وذلك نظرا لعدة : أسباب، نذكر منها أنه

نفعي، وهذا ما جيعل منه يتصف بالعمومية، فقد حيقق به املرسل أكثر من هدف : أوال معيارا لتسمية اإلستراتيجية بامسه، حيث يستعملها املرسل يف خطابه، سواء أكان خطابه هذا اجتماعيا، أم سياسيا، أم غريه، وذا يصبح تصنيف اخلطاب حسب إستراتيجيته، بدال من تصنيفه

ة التربير، أو إستراتيجية االعتذار، أو حسب حقله، ولذلك ميكن أن نسمي اإلستراتيجية بإستراتيجيإستراتيجية اإلقناع؛ إذ ميكن أن يستعمل املرسل أيا منها حسب هدفه يف خطابه، بغض النظر عن

.حقلهألن املرسل يعد استعمال اإلستراتيجية حسب هدف اخلطاب من باب املمكن؛ فهو : ثانيا

ابه؛ ولذلك فإنه يوظف اللغة جاهدا حسب ما يتناسب مع يبتغي حتقيق ذلك اهلدف يف خطالسياق، بالرغم من أنه ال ميلك حتقيق اهلدف النفعي؛ فليس يف قدرة املعلم أن حيشو ذهن الطالب

)...(باملعلومات، وال ميكن للمرشح أن ميسك بأيدي الناخبني لتدون امسه على بطاقات الترشيح ذلك يبقى املرسل هو املسؤول عن حتقيق الغايات بنجاحه يف حتقيق هدف اخلطاب بوصفه ومع

أفضل اخليارات املطروحة أمامه، إن مل يكن أفضلها على اإلطالق، ورغم هذا التفاوت يف . الغايات، إال أن كل واحد من هؤالء ميكن أن يعتمد على اإلستراتيجية نفسها

ن املرسل ال يصرح دف اخلطاب الذي يريد حتقيقه، إال فيما ندر؛ فهو ينجزه عرب أل: ثالثا إستراتيجية تتكامل فيها آليات كثرية يسعى املرسل إىل توظيفها بواسطة كفاءته التداولية اليت

إىل ذلك إذا مل ولكنه قد يلجأ ) ...(تستثمرها؛ فال يتلفظ بفعل لغوي يصرح فيه دف اخلطاب عندها للتصريح باهلدف يتنبه املرسل إليه إىل اهلدف احلقيقي من اخلطاب؛ فيكون جلوء املرسل

ألن اختيار اإلستراتيجية حسب اهلدف، والعمل ا دون التلفظ )...(اضطرارا ال اختيارا ومن األمثلة على )...(لك مبضموا صراحة قد حيقق هدف املرسل دون أن يشعر املرسل إليه بذ

.149: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 1

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

225

ذلك اخلطاب الذي يهدف املرسل فيه لتوجيه الناس إىل اعتناق أيديولوجيا معينة؛ إذ يستعمل والعمل وفق مبادئها، إال أن إستراتيجية اإلقناع، أو إستراتيجية التربير، لدفع الناس إىل اإلميان ا

ة عليهم من خالل السيطرة على أذهام، وعليه ميكن وصف اهلدف النفعي هلذا اخلطاب هو اهليمن .1هذا اخلطاب بأنه خطاب أيديولوجي، ويكون هدفه ذا طبيعة اجتماعية

ونستنتج من هذا القول أن املرسل يف ممارسته إلستراتيجية اإلقناع، ميتلك سلطة يف اخلطاب وبذلك اإلقناع جيسد السلطة، وهذه عملية تتحقق ميكن تسميتها بسلطة اإلقناع، « على املستمع

بكثري من اآلليات اللغوية، ويعد احلجاج من أبرزها، ألنه عمل عقلي يف ممارسته، لكنه يعتمد على ن يف اللغة يف متثيله مما يسهم يف استثمار قاليب املنطق واللغة بالدرجة األوىل، ومها القالبان األساسيا

ة لغوية، ويف ذلك ما يرتع إىل تغيري املعتقدات؛ بل وتوجيه الذهن صوب وجهةكل عملي .، وذا، تصبح السلطة عامال مهما يف اختيار اإلستراتيجية اخلطابية املناسبة2 » حمددة

ا نستنتج أن املقاصد لدى أما بالنسبة إىل القصد؛ فإنه املعىن اخلاص بامللفوظ، مما جيعلن املرسل ترتبط بالفهم والتأويل عند املتلقي، وكذلك بالسياق الذي ورد فيه اخلطاب، حيث يؤدي بنا التأويل إىل معرفة القصد من اخلطاب، سواء كان هذا القصد صرحيا يف الكالم أو كامنا يف

سبة إلينا عدم الفهم، أو الفهم اخلاطئ، وإنما نقصد به التأويل ال يعين بالن « ثناياه، ذلك أناجلهاز القارئ الذي نتوسل به للتفاعل مع بنية النص؛ ولذلك فإنه فهم قابل للنقاش؛ إذ ال نقف

. 3 » من خالله إال على جزء من هذا الذي يستتر خلف النص ويكمن داخلهيرتبط بالسياق الذي يرد فيه التخاطب؛ فإن على املستمع أن يستجمع وإذا كان التأويل

النصوص تتراسل مع سياقاا، « معارفه السابقة ويستحضرها فيما يتالءم مع مقاصد املرسل ألنصية، إنا النرة، وال نريد بذلك تقييد دالالما وهي تزداد ثراء بتفاعلها مع سياقات ثقافية متغي

نسعى إىل منحها املعاين املتجددة واملواكبة للسياقات املتغيرة اليت تأخذ أشكاال خمتلفة يف الزمان .4 » واملكان

.151، 150: المرجع السابق، ص ص عبد الهادي بن ظافر الشهري،: ينظر - 1 .242: المرجع نفسه، ص - 2مطبعة ضايا التلقي والتأويل،، من ق » من التركيب البالغي إلى المجال التصوري عند عبد الله راجع « إدريس بلمليح، - 3

، جامعة 36: سلسلة ندوات ومناظرات رقم -النجاح الجديدة بالدار البيضاء، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بالرباط .89: ، ص1995 :01: ط ،محمد الخامس، المملكة المغربية

لبنان، -بحث في تأويل الظاهرة األدبية، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت -عبد الله إبراهيم، التلقي والسياقات الثقافية - 4 .99: م، ص2000، 01: ليبيا، ط -دار أويا للنشر والتوزيع، طرابلس

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

226

: أنواع اإلستراتيجيات اخلطابية -4 اخلطاب، ويف يعد اختيار اإلستراتيجية اخلطابية عامال مهما يف حتديد العالقة بني طريف

وصول املرسل إىل حتقيق غايته وأهدافه، حيث تتنوع اإلستراتيجيات اليت يتبناها هذا املرسل وذلك . على حسب العالقة اليت تربطه باملرسل إليه، واهلدف الذي يريد حتقيقه من وراء التلفظ باخلطاب

: يار نوع اإلستراتيجية ومهاوعليه، يوجد عامالن مهمان يؤثران على اخت العالقة السابقة بينه وبني املرسل إليه اليت قد تندرج من احلميمية إىل االنعدام التام، - 1

.ويسعى املرسل، يف هذه احلالة، إىل تعويضها من خالل إجيادها باخلطابآلخر، عندما يعلو اآلخر السلطة؛ فقد ميتلكها أحد طريف اخلطاب على الطرف ا -2

.1 درجة، وقد ال ميتلكها أي منهما عندما تتساوى درجاما، أو عندما ال يربطهما أي عالقة : وعلى أساس هذان العامالن نستعرض أهم أنواع هذه اإلستراتيجيات، حيث نذكر منها : اإلستراتيجية التضامنية -4-1 ؛ فهي إما )املتكلم واملستمع (سا على العالقة اليت تربط بني طريف اخلطاب وهي تقوم أسا

ميكن « عالقة تضامن موجودة من قبل، أو أن املرسل يسعى إىل إقامتها مع املتلقي، وبالتايلعها، وأن احلدس مبفهوم اإلستراتيجية اليت حياول املرسل أن جيسد ا درجة عالقته باملرسل إليه ونو

يعبر عن مدى احترامه هلا، ورغبته يف احملافظة عليها، أو تطويرها بإزالة معامل الفروق بينهما، . » 2وإمجاال هي حماولة التقرب من املرسل إليه، وتقريبه

ويف هذا النوع من اإلستراتيجية، قد يقبل املرسل أن يتضامن مع املرسل إليه كما قد فقد يفضل أن يتعامل مع املرسل إليه خبطاب « ذلك على حسب سلطته يف اخلطاب؛يرفض، و

وبرغم هذا؛ فإن هذه الرغبة ليست على . رمسي يؤكد على رغبته يف إبقاء الفرق بينهما كما هو إطالقها؛ فقد يرغب املرسل، رغم سلطته، يف التضامن، وتتجسد اإلستراتيجية التضامنية من خالل

التضامن مع املرسل إليه، مما جيعله يستنتج أن املرسل عالمات لغوية معينة، تشري إىل رغبة املرسل يف .3 » قدم تنازالت عن سلطته اليت يتمتع ا

وتستدعي اإلستراتيجية التضامنية توفر بعض العناصر من أجل حدوث التضامن بني املرسل : حيث ميكن أن نذكر منها ما يليواملتلقي،

.256: إستراتيجيات الخطاب، صعبد الهادي بن ظافر الشهري، : ينظر- 1 .257: المرجع نفسه، ص - 2 .257: ، صالمرجع نفسه- 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

227

.مدى التشابه أو االختالف االجتماعي - 1 .مدى تكرار االتصال - 2 .مدى امتداد املعرفة الشخصية - 3 .درجة التآلف، أو كيفية معرفة طريف اخلطاب لكل منهم - 4 1مدى الشعور بتطابق املزاج أو اهلدف أو التفكري - 5 2األثر اإلجيايب أو السليب - 6

ومن بني األهداف اليت يتوخاها املتكلم من خالل تبنيه لإلستراتيجية التضامنية، أنها منكنه : من

حتسني صورته أمام اآلخرين، خاصة إذا كان معروفا بالتشدد يف آرائه، أو التسلط يف -1 .تعامله، أو أن خطابه يتميز بالرمسية واجلفاء

أنها تكسبه والء الناس، خاصة إذا كان املتكلم رجال سياسيا، مما جيعلهم يؤمنون -2 . 3مببادئه وأفكاره، ويعتقدون بصواب قراراته

أنها أسهل طريق جيعله يعزز الصداقة واحلميمية مع اآلخرين، ويربز استعداده خلدمة -3 .4اآلخرين

كما ميكن استثمار هذه اإلستراتيجية يف إجراء التحقيقات مثال، من أجل إراحة املتهم -4 .وتطمينه، وزرع الثقة يف نفسه، مما ينعكس أثره إجيابيا على نتيجة التحقيق

يف تفعيل التضامن يف حياة الناس، مبا ينعكس على التفاعل اخلطايب، وتطوير حقهم -5 . 5ممارسة احلياة حبرية مع تقليص دور السلطة

ويمكن مالحظة هذه العناصر مثال من خالل العالقة التي تربط بعض الرؤساء بشعوبهم، حيث يؤدي االتفاق في وجهات - 1

عبد العزيز : "بيل المثال عالقة الرئيس الجزائري السيدالنظر، ووحدة الرؤية بينهما إلى حدوث تضامن واسع، ونذكر على سعالقة التشابه وامتداد المعرفة الشخصية، حيث -خاصة -مع أغلبية الشعب الجزائري أنها عالقة تضامنية يتوفر فيها" بوتفليقة

ئيس بالشعب، وتواصله معهم بشكل مباشر أدد الرتكرار اتصال السي ى إلى حدوث تآلف كبير، وتعميق معرفة كل منهما أن .باآلخر، مما أدى إلى شعور عميق بتطابق المزاج والهدف والتفكير

.259: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: ينظر - 2-3 John Wilson, Politically speaking, basil backwell Itd, Cambridge,

massachusetts,USA, 1990, p : 50. /262: المرجع نفسه، ص: ينظر. 4- Carmen Garcia, Making a request and responding to it, a case study of peruvian

spanish speakers, Journal of pragmatics, vol : 19, N : 02, February, 1993, p : 130. /ينظر : .262: ، صالمرجع نفسه

.262، 261: المرجع نفسه، ص ص: ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

228

: اإلستراتيجية التوجيهية -4-2 تقوم هذه اإلستراتيجية كذلك على أساس العالقة بني طريف اخلطاب، حيث تشكل هذه

ويوجهه حسب العالقة معيارا اجتماعيا؛ فاملرسل يف هذه اإلستراتيجية هو الذي يتلفظ باخلطابما تقتضيه سلطته، واليت ال يتنازل عنها؛ فال يراعي بذلك عالقته احلسنة باملرسل إليه، ويغفل اعتبار

إن وجدت، فال يكترث ا يف خطابه، كما قد ال يكون مهه هو تأسيسها؛ فيتلفظ « وجودها )...(ا باإلستراتيجية التوجيهية وفقا ملا تقتضيه إحدى اإلستراتيجيات األخرى، وهي ما نسميه هن

ومن هذا املنطلق؛ فإن اخلطاب ذا اإلستراتيجية التوجيهية يعد ضغطا وتدخال، ولو بدرجات لتهذيب وهذا هو سبب جتاوز املرسل. مستقبلي معين متفاوتة على املرسل إليه، وتوجيهه لفعل

وات اللغوية اليت ال تتضمن بطبيعتها ذلك؛ اخلطاب من خالل استعمال بعض األساليب واألد . 1» فتهذيب اخلطاب يأيت لديه يف املقام التايل، يف حني يتقدمه مرتبة تبليغ احملتوى

وإذا كان التوجيه يقتضي أن يكون املتكلم قادرا على التأثري يف املخاطب؛ فإن ذلك ز أفعال تأثريية تعمل على إقناع املتلقي عن طريق التقرير والتوكيد يفترض أن يكون قادرا على إجنا

واإلثبات والشرح؛ إذ ميكننا االستدالل الدقيق على األفعال اإلنشائية التأثريية واإلجيابية مبا يسميه ة يف األمر، ، واليت تتجسد غايتها اإلنشائي) Directifs (بأفعال التوجيه ) Searle (" سريل"

فكثريا ما جند املخاطب يطرح أسئلة واستفهامات خمتلفة، مث جييب )...(الطلب، واالستفهام عليها باسم املتلقي، ليعود بعد ذلك إىل ما قاله يف البداية، وعليه؛ فإن أفعال التوجيه ترتبط ببناء

.2اخلطاب قصد اإلقناع تبنيه لإلستراتيجية التوجيهية إىل حتقيق إرادته باخلطاب عن طريق يسعى املتكلم من خالل

إىل ) Bach ( "باخ"ال التوجيه، حيث صنفها األفعال اللغوية اليت يأيت ا، واليت تسمى بأفع : عدة أصناف نذكر منها

السؤال، التوسل، التضرع، (:منهاالطلبات، وتتخذ عند اإلجناز أشكاال لغوية خمتلفة -1 ويتم التعبري عن صنف . )املناشدة، اإلحلاح، الدعوة، الطلب، احلث، االستدعاء، االبتهال، احلجاج

رغبته بأن يعمل املرسل إليه عمال ما، وأن يكون قصد : الطلبات إذا كان خطاب املرسل يعبر عن .العمل ولو جزئيا املرسل هو الباعث على تنفيذ ذلك

.323، 322: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص ص - 1 .169، 168: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

229

السؤال، االستعالم، (: األسئلة، وتتخذ عند اإلجناز أشكاال لغوية خمتلفة، منها -2 ، حيث يتم التعبري بواسطة هذا الصنف عن رغبة املرسل يف أن خيربه املتلقي )االستجواب، التشكك

.عن القضية سواء باإلجياب أو السلباملنع، اخلطر، التحرمي، ( املتطلبات، واليت تأخذ أشكاال لغوية خمتلفة عند اإلجناز، منها -3 ، ويتحقق فعل التحرمي إذا عبر املرسل عن اعتقاده بأن خطابه، حبكم سلطته، ميثل سببا )التقييد

ل إليه عن فعله نتيجة لتلفظه بذلك كافيا ملنع املرسل إليه من فعله، وأن يقصد أن يكون كف املرس .اخلطاب

احلث، النصح، (:أفعال النصح، وتأخذ أشكاال لغوية خمتلفة عند اإلجناز، ومنها -4 يف املرسل، و تتحقق أفعال النصح، إذا عبر.)التحذير، اإلشارة، العرض، التوصية، االقتراح، اإلنذار

هناك مربرا كافيا للتأثري على املرسل إليه ليعمل مبا يراه، والقصد بأن يأخذ خطابه، عن اعتقاده بأن . 1املتلقي اعتقاد املرسل سببا كافيا من أجل الفعل

وإذا كان املرسل يف اإلستراتيجية التوجيهية هو صاحب السلطة الذي ال يراعي يف خطابه طه باملرسل إليه، حتى وإن كانت موجودة؛ فإن املرسل إليه يف اإلستراتيجية العالقة احلسنة اليت ترب

املرسل إليه املتخيل، مبا له من صورة منطية معينة يف : األول « :التوجيهية هو واحد من اثننيرسل إليه السياق، مما يؤكد عدم حضوره العيين عند إنتاج اخلطاب، أما الصنف اآلخر؛ فهو امل

احلاضر حلظة التلفظ باخلطاب؛ فيكون معروفا عند املرسل معرفة جيدة، وعليه، يتراوح استعمال األدوات واآلليات اللغوية بني تلك اليت توجه املرسل إليه املتخيل، وبني تلك اليت توجه املرسل إليه

.2 » املعاين : ةاإلستراتيجية التلميحي -4-3 تنبين إستراتيجية التلميح على معيار شكل اخلطاب اللغوي للداللة على قصد املتكلم، حيث

الذي –ويف اخلطاب السياسي حتديدا -جند أنها كثرية االستعمال خاصة يف اخلطاب اإلعالمي، ميكن أن نعرف اإلستراتيجية يعتمد على التلميح بالقصد وتضمينه يف ثنايا القول، وبالتايل

اإلستراتيجية اليت يعبر ا املرسل عن القصد مبا يغاير معىن اخلطاب احلريف، « التلميحية بأنها

1 - Kent Bach : Linguistic communication and speech acts, The MIT Press,

Cambridge, Massachusetts, USA, 1979, pp : 47- 49. /عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات : ينظر .338، 337: الخطاب، ص ص

.323: المرجع نفسه، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

230

لينجز ا أكثر مما يقوله؛ إذ يتجاوز قصده جمرد املعىن احلريف خلطابه؛ فيعبر عنه بغري ما يقف عنده .1 » ناصر السياقاللفظ مستثمرا يف ذلك ع

وتعتمد هذه اإلستراتيجية على استخدام األقوال املضمرة والضمنية يف اخلطاب، واليت حتتاج إىل تأويلها من طرف املتلقي، وذلك باعتماده على السياق، واالفتراضات املسبقة اليت يعلمها

ل املضمر ينبغي االعتماد على السياق، للتعرف على القو « كل طرف يف اخلطاب، ذلك أنه؛ فإن الشيء الذي يتدخل يف التأويل أو اإلضمار "سرفوين"وباالستعانة بقوانني اخلطاب؛ فحسب

إذن " ملاذا يقول ما يقوله يف سياق معين؟ " ، لكن السؤال "ماذا يقول املتحدث؟ " ليس السؤال أويل جيري على السؤال الذي يطرح حول التلفظ، وليس على امللفوظ ذاتهالت.

كما أنه ال ميكن ألي خطاب االستغناء عن االفتراض املسبق، ذلك أنه باحتوائه على معطيات يعرفها كل من املتكلم واملخاطب ال يعين إلغاء أمهيته، أو نفيه، ولكن يعترب القاعدة

.2 » ز عليها اخلطاب يف متاسكه العضوياألساس اليت يرتكوتقتضي هذه اإلستراتيجية معرفة كاملة باللغة، وبأساليب إنتاج اخلطاب فيها، وهي ما

، إال أن هذه اإلستراتيجية تستلزم ) La compétence linguistique (يسمى بالكفاءة اللغوية إىل معرفة بعض األبعاد األخرى اليت تتعلق بالسياق، وهذه « ةمعرفة أخرى تتجاوز الكفاءة اللغوي

: املعرفة هي جزء من مكونات الكفاءة التداولية يف قوالبها املتنوعة، ومن هذه الشروط امتالك مهارة العمليات الذهنية يف الكفاءة التداولية إلنتاج اخلطاب املناسب للسياق ملا -

يف ذلك من متثل العناصر السياقية، وبلورا يف اخلطاب اللغوي، لريتبط فيه اللفظ بقصد املرسل، بشكل من أشكال اخلطاب املتعددة، أو بآلية من آلياته الكثرية، مما ينتج عنه عدد غري حمدود من

بة مثل الكتابة، فالكفاءة التداولية تستقر اخلطابات باستعمال اآللية الواحدة من آليات التلميح املقار . 3 » يف منطقة التجريد يف ذهن اإلنسان

إن املقام التواصلي هو الذي يفرض على املتكلم اختيار اإلستراتيجية املناسبة ألداء خطابه، سباب كثرية متنع املخاطب من وبالتايل؛ فإن اللجوء إىل استخدام األقوال املضمرة قد يرجع إىل أ

كما )...(التصريح، وقد تكون حمددة يف مقام التواصل ووظيفة العالقة اليت تربطه باملخاطب إىل اجتناب الشرح لغايات معينة ختص املقام أو طبيعة العالقة ) L’implicite (يؤدي الضمين

.370: ، صالمرجع السابقعبد الهادي بن ظافر الشهري، - 1 .179 :ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 2 .378: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

231

، والتواصل يصبح متعذرا يف حالة عدم افتراض أن املتلقي )هوراجلم (اليت تربط املخاطب باملتلقي . 1قد اكتسب عددا معينا من األخبار واملعلومات

يكتسي كل من االفتراض املسبق والقول املضمر أمهية كبرية يف اإلستراتيجية التلميحية ؛ فالقول املضمر Valeurs déductivesالستنتاجية يتفقان يف استخدام القيم ا« وذلك ألنهما

Sous- entendu يغ الكالمية إىلاستفهام، مث نفي؛ فهو يستنتج من القول ذاته بتحويل الصمتعلق بالبىن التركيبية، بينما يتعلق األمر أثناء االفتراض املسبق بامللكة البالغية والذكاء لدى

» 2.املشاركني يف اخلطاب : إستراتيجية اإلقناع -4-4

إذا كان املتكلم يسعى من خالل إقامته لالتصال إىل التأثري يف املتلقي وتغيري سلوكه إىل إقناعه مبا ومنظومة معتقداته؛ فإنه يعتمد يف هذه احلالة على إستراتيجية اإلقناع، ذلك أنه يرمي

تراتيجية فعال تداوليا خالصا، يقوم يف أساسه على معيار هدف يراه، وبذلك تصبح هذه اإلستستعمل إستراتيجية اإلقناع من أجل حتقيق أهداف املرسل النفعية، بالرغم من « اخلطاب، حيث

تفاوا تبعا لتفاوت جماالت اخلطاب أو حقوله؛ فقد يستعملها التاجر لبيع بضاعته، وقد يستعملها سة الدولة أو املؤسسة حلمل الناخبني على انتخابه، وقد ميارسها الطفل مع أحد والديه املرشح لرئا

.3 » من أجل احلصول على قطعة من احللوى، أو السماح له باللعب، وهكذا، حيث يعدL’argumentation ( (إن القيام بعملية اإلقناع يعتمد أساسا على احلجاج

ج شرطا تداوليا يف أنه عملية اتصالية تتبنى إستراتيجية اإلقناع، وذلك يقتضي أن يكون احلجاعندما يطالب غريه « املرسل قادرا على خوض غمار الكالم احلامل لشرط اإلقناعية؛ فهو

إنما مبشاركته اعتقاداته؛ فإن مطالبته ال تكتسي صبغة اإلكراه، وال تدرج على منهاج القمع، وتتبع يف حتصيل غرضها سبال استداللية متنوعة جتر الغري جرا إىل االقتناع برأي احملاور، وقد تزدوج أساليب اإلقناع بأساليب اإلمتاع؛ فتكون، إذ ذاك، أقدر على التأثري يف اعتقاد املخاطب، وتوجيه

، ونفوذ يف إشهادها للمخاطب كأنه سلوكه ملا يهبها هذا اإلمتاع من قوة يف استحضار األشياء .4 » يراها رأي العني

.179: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: ينظر - 1 .180، 179: المرجع نفسه، ص ص - 2 .445: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 3المرجع : عن./ 38: م، ص2000: ، المركز الثقافي العربي02: ل الحوار وتجديد علم الكالم، ططه عبد الرحمن، في أصو - 4

.446: نفسه، ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

232

ألن يف « وإذا كان اإلقناع يعتمد على احلجاج، فإن احملاجة ال تقف عند حد اإلقناع، لقد ربطت . )اكتسابه (ذلك حماولة املخاطب يف لعب دور املمثل حتى جيعل مجهوره واثقا فيه

، ومادامت اللغة احملتج ا )التركيب (، وبالصيغ اللغوية)السياق(عوامل الوضعية التبليغية احملاجة بال؛ فال شك أنها عملية استنتاجية ذهنية متوقفة على ما يصدر )"سوسري"مفهوم (كامنة يف األذهان

، وكذلك من مالمح )احية اللغويةمن الن(من املتكلم من مقدمات وحتليالت، وربما افتراضات . 1 » )الوجه والتصرفات الناحية غري اللغوية

تستعمل اإلستراتيجية اإلقناعية يف مجيع األنشطة التواصلية، حيث متارس على مجيع ة، األصعدة؛ فنجدها مستخدمة من طرف احلاكم والفالح الصغري، وكبري القوم، والطفل، واملرأ

وذلك بوعي منهم، مما جيعلها تنتمي إىل الكفاءة التداولية اليت ميتلكها اإلنسان السوي بوصفها .2دليال على مهارته اخلطابية

اخلطاب كما أنها تعد دليال قويا على سلطة املرسل الذي يصل إىل إقناع الطرف الثاين يف يتحقق عندما ميكن املرسل من حتقيق هدفه يف 3ستطيع القول أن اإلقناعبأفكاره، وبالتايل، ن

فاإلقناع سلطة عند املرسل يف خطابه، ولكنها سلطة مقبولة إذا استطاعت أن تقنع « اخلطاب؛ال، وما املرسل إليه؛ إذ ال حتقق إستراتيجية اإلقناع جناحها إال عند التسليم مبقتضاها، إما قوال أو فع

جعل اإلقناع سلطة مقبولة، هو كون احلجاج هو األداة العامة من بني ما يتوسل به املرسل من . 4 » أدوات أو آليات لغوية

وتعد إستراتيجية اإلقناع من أهم أنواع اإلستراتيجيات املستخدمة يف اخلطاب اإلعالمي؛ ر وأيديولوجيات املرسل يف جمال اإلعالم هو من أوىل األولويات، فالوصول إىل إقناع املتلقي بأفكا

حيث يبذل القائم باالتصال أقصى اهودات من أجل أن حيقق أهدافه السياسية واأليديولوجية، وتوجهاته االقتصادية والثقافية املختلفة، حيث يسخر لذلك كل الطاقات البشرية واملادية

.125: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 1 .446: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص: ينظر - 2كسب عقول "يعرف البالغة بأنها " أفالطون" ؛ فقد كانPersuasionة عادة بالقدرة على اإلقناع يرتبط محتوى الرسال « - 3

: » يرى البالغة على أنها القدرة على كشف جميع السبل الممكنة لإلقناع في كل حالة بعينها" أرسطو"، وكان "الناس بالكلماتار المصرية اللبنانيةصال ونظرياته المعاصرةد، االتحسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيم، 2001/هـ1422: ،02: ط، ، الد

.187: م، ص2002/ هـ1423: 03:طالقاهرة، .446: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص - 4

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

233

ر والتر اهلائل لوسائل اإلعالم املختلفة، وما خلفه هذا التطوة يف ظل التطوكنولوجية املمكنة، خاص .من روح تنافسية انعكست على نوعية املنتوجات اإلعالمية وعلى املضامني اليت تعاجلها

املتلقي، هذا احملتوى الذي كما يرتبط اإلقناع يف جمال اإلعالم مبحتوى الرسالة املوجهة إىل حتديد األدلة « يتعلق بالقرارات اليت يتخذها املتكلم خبصوص متضمنات هذه الرسالة، واملتمثلة يف

اليت سوف يستخدمها وتلك اليت سوف يستبعدها، واحلجج اليت يسهب يف وصفها، وتلك اليت ؛ فكل رسالة إقناعية هي ..تماالت اليت يستخدمها، ومدى قواجيب أن خيتصرها، ونوعية االس

نتاج للعديد من القرارات بالنسبة لشكلها وحمتواها، وأغلب تلك القرارات ال ميليها اهلدف .1 » اإلقناعي فقط، ولكن متليها أيضا خصائص املتلقي، ومهارات القائم باالتصال

رسل يف تبنيه إلستراتيجية اإلقناع يتوخى إتباع الضوابط اليت تتعلق بالتداول ولذلك؛ فإن امل : احلجاجي، وأن يلتزم ا يف خطابه، ومنها

أن تكون داللة األلفاظ حمددة، واملرجع الذي حييل عليه اخلطاب حمدد كذلك، لكي ال - الدميقراطية، الشفافية، : ة يف تأويل املصطلحات اليت من قبيلينشأ عن عدم التحديد الدقيق مشكل

. الضبابية مثالأال يقع املرسل يف التناقض بقوله أو بفعله، كمن يدعي مثال أنه عضو يف جلنة الدفاع عن -

ب مع املرسل إليه؛ ألنه حقوق اإلنسان، مث يستعمل يف ادعائه حججا واهية، أو بأن يسيء األد .بذلك يناقض نفسه يف اللحظة اليت يتلفظ فيها خبطابه

.موافقة احلجاج ملا يقبله العقل، وإال بدا زيف اخلطاب ووهن احلجة - توفر املعارف املشتركة بني طريف اخلطاب، مما يسوغ قبول املرسل إليه حلجج املرسل، أو -

.مكانية مناقشتها أو تفنيدها، وإال انقطع احلجاج بينهما، وتوقفت عملية الفهم واإلفهامإمناسبة اخلطاب احلجاجي للسياق العام؛ ألنه هو الكفيل بتسويغ احلجج الواردة يف -

اسب للسياق؛ اخلطاب من عدمها؛ فقد يكون احلجاج صحيحا من الناحية النظرية، ولكنه غري منإذ ميثل مهربا للمرسل من املسؤولية، عندها يتحول احلجاج إىل جدال يهتم فيه املرسل بذاته دون

.اهتمامه باملرسل إليه

: عن/ 462، 461: ، ص ص1978: جيهان رشتى أحمد، األسس العلمية لنظريات اإلعالم، دار الفكر العربي، القاهرة - 1

.187: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال ونظرياته المعاصرة، ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

234

امتالك املرسل لثقافة واسعة، خاصة فيما يتعلق باال الذي يدور ضمنه احلجاج، مثل - ؛ ألنه بدون ذلك الرصيد املعريف لن يستطيع إجياد دعوى أو تبني اعتراض اال الديين أو السياسي

. 1معين؛ فتعوزه احليلة للدفاع عما يراه، كما تعوزه احليلة يف بناء خطابه واختيار حججه اك آليات وباإلضافة إىل تقيد املتكلم بضوابط التداول احلجاجي عند تلفظه خبطابه؛ فإن هن

: وأساليب إقناعية جيب عليه اعتمادها يف رسائله اإلقناعية، نذكر منها : االستماالت املستخدمة يف الرسالة اإلقناعية، وهي ثالثة أنواع: أوال :االستماالت العاطفية -1 تستهدف « رائه ومواقفه، حيث وهي آلية تركز على إثارة انفعاالت املتلقي للتأثري على آ

االستماالت العاطفية التأثري يف وجدان املتلقي وانفعاالته، وإثارة حاجاته النفسية، واالجتماعية، .2 » وخماطبة حواسه مبا حيقق أهداف القائم باالتصال

: االستماالت العقالنية -2 خاطبة املتلقي باستعمال األدلة والرباهني، وبالتايل؛ وفيها يكون خطاب املرسل موجها مل

تعتمد على خماطبة عقل املتلقي، وتقدمي احلجج والشواهد املنطقية، وتفنيد اآلراء « فهي آلية : املضادة بعد مناقشتها، وإظهار جوانبها املختلفة، وتستخدم يف ذلك

.االستشهاد باملعلومات واألحداث الواقعية - 1 .قدمي األرقام واإلحصاءاتت - 2 .بناء النتائج على مقدمات - 3 .3 » تفنيد وجهة النظر األخرى - 4

:استماالت التخويف -3 أما هذه اآللية؛ فيلجأ إليها املتكلم عند إحساسه بعدم اقتناع املتلقي بأفكاره وآرائه؛ فيلجأ

إثارة خوف : تنشيط اإلثارة العاطفية لدى املتلقي مثل« لىإىل استماالت التخويف اليت تعمل عالناس من احلرب لتربير زيادة االعتمادات اخلاصة بالتسليح، وحتذير الناس من األمراض اخلطرية

.468، 467، 466، 465: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص ص: ينظر - 1 .188: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال ونظرياته المعاصرة، ص - 2دراسة تحليلية لعينة من األخبار والبرامج اإلخبارية الموجهة -نجالء العمري، الدعاية اإلسرائيلية في راديو صوت إسرائيل - 3

، المرجع نفسه: عن/ 241 -224: ، ص ص1987: باللغة العربية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية اإلعالم، القاهرة .190: ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

235

حتى يسارعوا إىل الكشف الطبي الدوري، وتؤدي استمالة التخويف إىل جعل املتلقي يستجيب : يف حالتنيللرسالة

.شدة اإلثارة العاطفية شكل حافزا لدى املتلقي لالستجابة حملتوى الرسالة - 1توقعات الفرد بإمكان جتنب األخطار، وبالتايل، تقليل التوتر العاطفي عند - 2

. 1 » االستجابة حملتوى الرسالةموعة من اإلستراتيجيات اليت تعمل على بناء رسـالة كما ينبغي اإلقناع على تظافر جم

ساندرا " و"ملفني ديفلري" إعالمية موجهة إىل املتلقي دف إقناعه، حيث عرض : وهي، 2ثالث إستراتيجيات نظرية لإلقناع " بول روكيش

.اإلستراتيجية السيكودينامية - 1 . اإلستراتيجية االجتماعية الثقافية - 2 .بناء املعىن إستراتيجية - 3

حيث تعىن األوىل باستخدام رسالة إعالمية فعالة هلا القدرة على تغيري الوظائف النفسية لألفراد لكي يستجيبوا هلدف املرسل؛ إذ يكمن مفتاح اإلقناع يف تعلم جديد، من خالل معلومات

فسي الدر البناء النمها املرسل لكي تغياالحتياجات، املخاوف، " ملستهدف اخلي للفرد ايقد . 3مما يؤدي إىل السلوك العلين املرغوب فيه " التصرفات

أما اإلستراتيجية االجتماعية الثقافية؛ فتتطلب أن حتدد رسائل اإلقناع القواعد اخلاصة حيكم األنشطة اليت حياول رجل بالسلوك االجتماعي، أو املتطلبات الثقافية للعمل الذي سوف

.4اإلعالم حتقيقها وأما الثالثة؛ فهي تعىن ببناء املعاين أو الصور الذهنية، من خالل مصادر غري حمدودة

للمعلومات املتنافسة، اليت تصوغ أو تعدل املعاين اليت خربها الناس عن كل شيء من املنتجات . 5الشؤون السياسية التجارية إىل

.191: ، صالمرجع السابق كاوي، ليلى حسين السيد،حسن عماد م - 1 .199: المرجع نفسه، ص: ينظر - 2 .202: ، صالمرجع نفسه: ينظر - 3 .205: المرجع نفسه، ص: ينظر - 4 .206: المرجع نفسه، ص: ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

236

: فعالية وسائل اإلعالم يف إستراتيجيات اخلطاب -5 املتلقي، تيجيات اخلطابية إىل التأثري يفيسعى املتكلم من خالل استخدامه ملختلف اإلسترا

ذا التأثري ختتلف باختالف الوسيلة ، إال أن درجة فعالية ه1وذلك بتغيري سلوكه ومنظومة معتقداته اإلعالمية اليت يتخذها املرسل كوسيط بينه وبني املتلقي، سواء كانت مسعية أو مقروءة أو مسعية

.بصريةإال أن أكثر الوسائل جناعة يف التأثري هي اليت تتفاعل مع درجة مصداقية املصدر يف حتديد

املتلقني، وعند استخدام التلفزيون تكون الثقة باملصادر أكثر فعالية يف تغيري تغيري اتجاهاتاالتجاهات من استخدام الراديو أو الطباعة، وعدم الثقة باملصادر تكون أكثر فعالية عند استخدام

تفاعله مع الراديو، ويتفاعل مع الراديو أو املواد املطبوعة؛ إذ يتفاعل املتلقي مع التلفزيون أكثر من . 2الراديو أكثر من املواد املطبوعة

ال شك إذن أن درجة التأثري ختتلف من وسيلة إعالمية إىل أخرى، وهذا عائد إىل ميتلك التلفزيون من اخلصائص ما جيعله « اخلصائص اإلعالمية اليت تتمتع ا كل وسيلة، حيث

ا عن الوسائل اإلعالمية األخرى؛ فقد لقي من الباحثني عناية خاصة؛ ألنه أصبح أحد منفرد . 3 » األدوات املعاونة يف التنشئة االجتماعية؛ بل أصبح يزاحم دور األسرة واملدرسة فيها

: ومن بني اخلصائص اليت يتمتع ا التلفزيون جند من أبرز الصفات اليت متليها الطبيعة املادية للتلفزيون؛ فهو يسيطر وهو : االستحواذ -1

على مسع الرائي وبصره؛ ألنه يركز انتباهه على صورة متحركة ناطقة متغيرة حمصورة يف إطار .4صغري حمدود، وال يكلف الرائي جهدا؛ بل خيدمه كيفما أحب وإىل حد كبري

ويعد عامال مهما من عوامل التأثري، يعين ترسيخ األفكار واملفاهيم يف : التكرار -2 األذهان عرب إعادة بثها، يعين التكرير إعادة الرسالة أكثر من مرة، وذلك للتأكد من استقباهلا

أنواع االتصال، وفهمها والتقليل من خطر التشويش، وهذا األسلوب متبع باستمرار يف مجيع

من صنع وسائل اإلعالم -إلى حد ما –ال شك أنه في ظل المجتمعات اإلعالمية المعاصرة أصبحت شخصية الفرد هي « - 1

صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة، دار آرام للدراسات : » باإلضافة إلى األسرة و المدرسة .128: ، ص1995: 01: ، طاألردن -والنشر و التوزيع، عمان

.59: االتصال ونظرياته المعاصرة، صحسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، : ينظر - 2 .128: صالح خليل أبو أصبع، االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص - 3 صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على الطفل، دار الفكر للنشر و التوزيع، جمعية عمال المطابع التعاونية، : ينظر - 4

.29: ، ص1990 ،01: ط ،األردن -عمان

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

237

حيث أن التكرار يعطي الفرصة ألن تصل الرسالة إىل مجهور أوسع، وخاصة أولئك الذين حالت .1أسباب التشويش دون متابعتهم هلا

القدرة على االلتقاء بأكرب عدد ممكن من املتلقني؛ فهو الوسيلة اجلماهريية األوىل؛ فقد -3 تلفزيون كل بيت، وخاطب كل بعيد وقريب باللغة اليت يفهمها، وبالطريقة اليت دخل جهاز ال

إنه خياطب أكرب عدد من األفراد واجلماعات يف كل أمة وشعب على . تقربه إىل الواقع املعاش، وجيعلهم اختالف أعمارهم ومستويام وأجناسهم؛ فينقل إليهم األخبار حني حدوثها ويف وقتها

. 2يستعملون حاستني مها، حاسة السمع والبصراحلركة واللون، زه الفني بالصورة ووهي خاصية يتمتع ا التلفزيون نظرا لتمي: االنتباه -4

ألحجام مما يؤدي إىل جذب االنتباه، وزيادة االهتمام و التشويق كنتيجة التصافه باحلركة وتنوع ا . 3واأللوان واألصوات

:النصوص السمعية البصرية -6 ا على املتلقي، أكثر من أيلفزيون تترك تأثريا خاصصوص اليت تبث عن طريق التإن الن

ر متتاز النصوص السمعية البصرية خبضوعها لسنن خطابية متعددة تؤط« وسيلة أخرى، حيثاحلجاجية مبدى بنيات اخلربية قيمتها الفنية وومن مثة، تكتسي ال. توليد السرد، والتصوير والتصويت

واملقصود بالتزامن، التوازي املنطقي بني املقاطع السردية . تقيدها مببدأ التزامن واحترامها لهات احلكاية ومدلوالا من جهة، وتوايل واللقطات التصويرية، حبيث يقع االنسجام بني مستوي

وإن دققنا األمر، قلنا إن التزامن يتعمق حبيز التطابق بني وجهات . اللقطات ونوعيتها من جهة ثانية . 4 » النظر السردية ووجهات النظر التصويرية

صالح خليل أبو أصبع، نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، دار آرام للدراسات و النشر، عمان األردن، : ينظر - 1

.35: دار مجدالوي للنشر والتوزيع، صي تعليم اللغة العربية لألجانب خاصة، المؤسسة محمد وطاس، أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعلم عامة، وف: ينظر - 2

.109: ، ص1988: الوطنية للكتاب، الجزائر، 1999 :اإلسكندرية - أميرة منصور يوسف علي، االتصال والخدمة االجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، األزاريطة: ينظر - 3

.130: ص المغرب، -الدار البيضاء - مطبعة النجاح الجديدة -اللغة إلى السلطة، دار الثقافةمن - أحمد العاقد، تحليل الخطاب الصحافي - 4 .158: ص ،01: ط

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

238

، 1إستراتيجية السيميائيات الوسائطيةتتأسس النصوص السمعية البصرية على ما يسمى ب يضمن النص اخلربي يف الوسائط « واليت تم بكيفية عرض النص كحدث متكامل، حيثوإضافة إىل ذلك، ينطبق مبدأ التزامن . السمعية البصرية توليدا متوازيا لألدلة اللفظية وغري اللفظية

. ؤثرات الصوتية اليت يتم توضيبها زمن تشكيل النص اخلربيعلى ترابط بنية الصورة، واملوبناء على ما سلف، تنهض السيميائيات الوسائطية يف حتليل اخلطاب اخلربي بالقبض على

السنن املتعددة، إن على صعيد العبارة أو على صعيد املضمون، وهكذا، تعىن بوصف مسارات ي، وترمي إىل ضبط معمار الصورة، مبا يف ذلك من مقاييس فضائية وأشكال السرد اللفظ

. 2 » هندسية :وظائف وسائل اإلعالم -7 نقلها لألخبارب وذلك ،الدور الذي تقوم به خالل تأيت أمهية وسائل اإلعالم من

ة اليت حيصل األفراد من ل تكون إحدى العمليات املركزيملا كانت وسائل االتصا« املعلومات، ووفإن هذه العملية تظل موضوعا للبحث غري حمدد بوقت ؛للواقع االجتماعي خالهلا على فهم ذايت

و مع تزايد استخدام هذه الوسائل يف حياة األفراد يصبح الدور الذي تلعبه يف بناء الواقع . معين . » 3تماعي أكثر أمهيةاالج

إال أنه جيب االنتباه كذلك إىل خطورة هذا الدور حينما تكون وسائل اإلعالم املختلفة فتصبح ؛تعمل على تسريب أفكار و أيديولوجيات معينة دف تبديل احلقائق و تزييف الوقائع

والترويج وسائل اإلعالم لبسط نفوذها مسخرة خلدمة أغراض دنيئة ألطراف معينة تستغل . ألفكارها

أولها، العنصر اللساني : إن إستراتيجية السيميائيات الوسائطية تكمن أساسا في الجمع بين ثالثة عناصر متفاعلة « - 1

أما العنصر اللساني الموازي؛ فيشمل كل . نصي، وثالثها، العنصر السيميائي اإلنجازيالموازي، وثانيها، العنصر اللساني ال السمات المالزمة للعملية التلفظية من تنظيم وتقطيع صوتي ونبر وغيرها، إنه عنصر لتثبيت المقاصد الداللية؛ إذ كلما كان

أن ثمة مقصد تضميني مسكوت عنه، ويتناسق ذلك مع العنصر اللساني النصي الذي التركيز على وحدة تعيينية، كلما أدركنا وأما العنصر السيميائي اإلنجازي؛ . ليس إال مكونات البناء الفردي بما في ذلك األحداث وكيفية صياغتها، وتفعيل مقاطعها

زاوية الكاميرا، عمق الصورة، تأطير الفضاء، الحركات : الشريطية فيتضمن محفزات التواصل غير اللفظي، وسمات البنيةوهكذا، تشكل سيرورة تعالقات العناصر معطيات تجسيدية لسيميائيات حركية، تحاول تسطير . الجسدية، السحنات وغيرها

، 158: المرجع السابق، ص ص، أحمد العاقد: » الخطابي نسقهالمكونات البنيوية والوظيفية للنص السمعي البصري، ول159.

.158: ص المرجع نفسه، - 2 .16: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

239

يالحظ املتابع للدراسات اإلعالمية خالل القرن العشرين أنه ال يوجد « وهلذه األسباب بل كثريا ما حيدث اخللط بني الوظائف ؛اتفاق أساسي حول وظائف وسائل اإلعالم يف اتمع

جند أن التأثريات عبارة ؛تم الوظائف بالدور العام الذي تؤديه وسائل االتصالفبينما . التأثرياتو . » 1عن نتائج و حتديد هلذه األدوار العامة

بالتايل فإن وظائف وسائل اإلعالم ترتبط ارتباطا وثيقا بالتأثريات اليت ميكن أن حتدثها على و ، و ما يترتب على ذلك من وظائف متفرعة عنها و اليت ميكن أن جنملها فيما الفرد و على اتمع

:يلي :وظائف وسائل اإلعالم يف اتمع -أ ففي العصر ؛ال أحد ميكنه أن ينكر العالقة املوجودة بني وسائل اإلعالم و بني اتمع

تستطيع االستغناء عن وسائل اإلعالم املختلفة، خاصة احلديث أصبحت اتمعات اإلنسانية ال أيهما السبب و أيهما األثر، « وهي ذا احلجم و ذا التطور، حتى أصبح من الصعب معرفة

هذه النقطة اجلدلية ائل اإلعالم احلديثة أم العكس؟ ومبعىن هل اتمع احلديث يؤدي إىل وجود وسإنما املهم هو أن نفهم كيف خيدم كل منهما اآلخر؟ و ما هي الوظائف اليت ليست مهمة، و

.2 »يقدمها كالمها لآلخر؟حيث يرى هارولد ،وجند اآلراء تتعدد و ختتلف حول مفهوم و ماهية الوظائف اتمعية انطالقا من اعتقاده لوجودها يف بأن هناك ثالثة وظائف حددها ) Harold Lasswell (السويل

: مجيع اتمعات و هي : وظيفة مراقبة البيئة -1 ونقصد بالبيئة احمليط الداخلي و اخلارجي اخلاص بأي جمتمع، حيث تتم وظيفة املراقبة يف

، » 3العناصر املكونة هلابكشف ما يهدد قيم اجلماعة و يؤثر عليها، و على « هذين املستوينيجتميع املعلومات وتوزيعها سواء أكان داخل اتمع أم خارجه، حتى يتمكن « باإلضافة إىل

اتمع من التكيف مع الظروف املتغيرة، و تستخدم مراقبة البيئة كتحذير مبكر للنظام لتوفري املراسل اخلارجي التابع لوسيلة اإلعالم مراقبا مهما ملا املعرفة الالزمة التخاذ القرارات، و يعترب

. 16: ، صالسابق المرجعحسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، 1- .70: ، صنفسهالمرجع 2- .104: صالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

240

قائد الرأي على اخلارجية، يف حني يعمل املندوب ويقوم به الدبلوماسيون و اخلرباء بشأن البيئة » 1. مراقبة البيئة الداخلية

الرقيب « ابة أوكما يسمي صاحل خليل أبو أصبع هذه الوظيفة باسم وظيفة الرق ،متثل أحد الدروع األساسية حلماية اتمع و صيانته من الفساد« ، و هي يف رأيه »العمومي

» 2. و لذا فقد أطلق على الصحافة اسم السلطة الرابعة ؛و إساءة استخدام السلطة ،املخالفاتوالفعالة اليت ميكن لوسائل اإلعالم أن تقوم ا إىل يف املسامهة أمهية هذه الوظيفة تكمنو

جانب املؤسسات احلكومية، واليت تتمثل يف التحسيس بأمهية نشر الوعي بني أفراد اتمع، وغرس يتم فيها –اإلشراف على البيئة اليت و وظيفة الرقابة« روح املسؤولية بني اجلماهري، ذلك أن

ألنها متثل عونا هلا يف ؛هي من الوظائف اليت جيب أن تسعى احلكومات إلجيادها –االتصال ذا تلعب وسائل اإلعالم دورا مساندا للحكومة يف و اليت ميكن أن حتدث، كشف أشكال الفساد

» 3.تأدية دورها على أكمل وجه، كما تلعب دورا أساسيا للدفاع عن مصاحل الناس :وظيفة ترابط اتمع يف االستجابة للبيئة -2

ترابط بنية « تتجلى هذه الوظيفة من خالل املسامهة الفعالة لوسائل اإلعالم يف حتقيق تمع ومتاسكه، حيث يقوم االتبط بني احلاكمااحملكوم، و بني اجلماعات و صال مبسؤولية الر

الحم بني فئات تال حدوث مما ينتج عنها ، » 4ءم مع مصاحلها املشتركةاملختلفة يف اتمع مبا يتالاحمليطة مما يؤدي إىل تطور اتمع املختلفة و ظهور ردود أفعال من طرف هذه الفئات جتاه البيئة

رابط فال بد أن يوجد نوع من الت ؛الرأي العام و الذي بدونه لن تستطيع احلكومة أن تقوم بدورها .بني أجزاء اتمع حول القضايا األساسية

ايا كما يتم توحيد الرأي العام يف اتمعات الدميقراطية من خالل تسليط الضوء على القض أن خري من يقوم ذه الوظيفة هم احملررون ) Lasswell (» السويل «اليت م اتمع، و يرى

.5 و املتحدثون يف وسائل اإلعالمو الصحفيون، فريى بأن حتقيق التماسك االجتماعي يكون من ؛ Mcwell ) ( »ماكويل « أما و املعلومات، مث تدعيم الضبط ،و األحداث ،و التعليق على األفكار ،و التفسري ،الشرح « خالل

. 71: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص - 1 .107: اإلعالم في المجتمعات المعاصرة، ص وصالح خليل أبو أصبع، االتصال - 2

.107: ، صنفسهالمرجع 3- .105، 104: المرجع نفسه، ص ص - 4

. 71: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص: ينظر 5-

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

241

ك التنشئة االجتماعية، ودعم اإلمجاع حول القضايا االجتماعي و املعايري اخلاصة به، وكذلإذن نستطيع القول بأن جوهر هذه الوظيفة يتمثل يف لعب دور الوسيط ، » 1املواقف املختلفةو

. بني القاعدة االجتماعية املشتركة و السلطة : لوظيفة نقل التراث االجتماعي عرب األجيا -3 رث عرب األجيال عن طريق ممارستها هلا بشكل متكرر، مما التقاليد و تودات وتقل العاتن

الثقايف معا، األمر و ليد بعدها احلضاريجيعل هذه املمارسة هي اليت تعطي هلذه العادات و التقاوما أساسيا و معلما بارزا و سلطة نافذة، يصبح من خالهلا مق الذي مينح للتراث االجتماعي قيمة

من معامل اهلوية املشتركة، سواء داخل الوطن الواحد أو على املستوى القومي، و من بني الوسائل اليت يستعان ا للحفاظ على هذا املوروث احلضاري و الثقايف هو وجود وسائل اإلعالم املختلفة،

.2 » ادات و التقاليد، و نقل اللغة إىل أفراد اتمعالقيم و الع نقل« :اليت تؤدي وظيفة : وظيفة التخدير -4 ؛ إذ يصبح املتلقي غري إن التعرض املستمر لوسائل اإلعالم يسبب نوعا من اإلدمان عليها

إىل أن تصبح املضامني اليت تروج هلا هذه قادر عن االستغناء عنها؛ فيزداد تأثريها عليه أكثر فأكثر ية الوسائل قادرة على تغيري أيديولوجيته وسلوكه ونظام معتقداته دون أن يبدي مقابل ذلك أ

روبرت « و ) Paul Lazarsfeld ( »بول الزرسفيلد « أن عاملا االتصال كمامقاومة،قد أدركوا أن ) Lasswell ( »السويل« و من قبلهما ،) ( Robert Mirton »مريتون

ميكن أن تسبب خلال وظيفيا، أي حتدث آثارا غري مرغوب فيها للمجتمع،« وسائل اإلعالم ، و حيدث ذلك » التخدير« لكنهما أكدا على نوع خمتلف من اخللل الوظيفي و هو ما أمسوه و

حيث يتسبب طوفان املعلومات ألعداد كبرية من ؛من خالل زيادة مستوى املعلومات للجمهورو يؤدي ذلك إىل الناس إىل جرعات من املعلومات اليت تحول معرفة الناس إىل معرفة سلبية،

و بالتايل توجد الالمباالة احليلولة دون أن تصبح نشاطات البشر ذات مشاركة فعالة نشيطة،"Apathy "اس باملعلومات بدال من أن توقظ اجلمهور ألن وسائل اإلعالوهو (م تغمر الن

» 3. فإنها تؤدي يف النهاية إىل ختدير اجلمهور ؛)املقصود

.74: ، صالسابقالمرجع حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، 1- .105: جتمعات المعاصرة، صصالح خليل أبو أصبع، االتصال و اإلعالم في الم - 2 .73: حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، االتصال و نظرياته المعاصرة، ص - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

242

: دور وسائل اإلعالم يف خدمة النظام السياسي -5 ور انطالقا من العالقة املوجودة بني اإلعالم و السياسة، حيث تقوم وسائل يأيت هذا الد

، ذلك أن هذه األخرية ال ميكنها مترير الرسائل السياسية خالل اإلعالم بتأدية وظائف خمتلفة منوميكن أن نذكر من بني هذه ،من دون وجود الوسائل حتقيق أغراضها املختلفة الوصول إىل

: الوظائف ما يليكم ادفة إىل التأثري على الشعوب و السيطرة على مواقع احلمترير اخلطابات السياسية اهل -1

اإلعالن عن القرارات احلكومية فيها، كاحلمالت االنتخابية، واخلطابات احلزبية و . إخل...التشريعاتو

احلكومات األخرى ملنرب األنسب ملخاطبة الشعوب وجعل وسائل اإلعالم ا -2 ر عن ذلك بوضوح، ) 1990 (و لعل حرب اخلليج الثانية « اوحماوربني العراق و الكويت تعب

حيث مت تبادل الرسائل السياسية بني الرئيس األمريكي جورج بوش و الرئيس العراقي صدام . » 1حسني عرب وسائل اإلعالم الدولية

اعي و ذلك بإبراز وسائل اإلعالم لألمور اليت يشترك احملافظة على التماسك االجتم -3 فيها مجيع أفراد اتمع و التركيز عليها دف تقليل الصدام و الصراع داخله خاصة أثناء األزمات

وعليه يتشكل ما يسمى إذ تقوم بتوحيد األفكار وجعل اجلميع تابع للحكومة ؛احلادة و احلروب .2 امبالرأي الع

إبراز اهلوية املشتركة للمجتمع، ذلك أن اكتشاف قيم ومعتقدات جمتمع ما يكون عن -4 طريق دراسة أنواع الترفيه الشعبية السائدة فيه، حيث أن كوميديا املواقف الشعبية،

الوعي الشعيب ألنها تعكس واملسلسالت، والقصص، واألغاين، وأفالم السينما، أصبحت تعبر عن .3 هذه القيم و املعتقدات اخلاصة باتمع

5- رويج، و اليت تعترب من أهمظام االقتصادي عن طريق تأديتها لوظيفة التخدمة الن الوظائف اليت تؤديها وسائل اإلعالم، حيث ميكنها أن تسخر خمتلف إنتاجها اإلعالمي لترسيخ

.76: ص السابق،حسن عماد مكاوي، ليلى حسين السيد، المرجع 1-

.77: ص ،نفسهالمرجع :ينظر - 2 .78: ، صنفسهالمرجع :نظري - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

243

األوضاع االقتصادية القائمة سواء عن طريق اإلعالنات أو اإلشهار، أو من خالل عروض الدراما، .1 و املنوعاتخبارية و احلكايات و املواقف الكوميدية، و الربامج الوثائقية و اإل

: وظائف وسائل اإلعالم للفرد -ب : تؤديها وسائل اإلعالم بالنسبة للفرد فيما يليميكن أن نلخص أهم الوظائف اليت 1 - و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ه سلوكه ؛إخل...توجيه سلوك الفرد سياسيافهي توج

السياسي مثال عن طريق إرشاده إىل ممارسة عملية التصويت االنتخايب، اليت تزيد أو تقلل من .2 أي مترشح سياسياحتماالت فوز

وتوجه سلوكه االقتصادي عن طريق توجيه رغباته الشرائية، حيث يتعرف على من؟ يبيع باإلضافة إىل ذلك فإن وسائل اإلعالم تتيح ؛3 ماذا؟ و أين؟ و حدود األسعار للسلع و اخلدمات

وجات املعروضة للبيع، و ذلك عن طريق توفريها و املنت ،للفرد إجراء عملية املفاضلة بني السلع . لإلعالنات و اإلشهار اخلاصة بذلك

املعلومات اليت حنصل عليها من وسائل اإلعالم توجه سلوكنا يف العديد من « كما أن –لتعليم ا –املدرسة –املرتل : األمور العامة، نشاهد كيف يتصرف الناس يف املواقف املختلفة

فمن خالل ما نتعرض إليه يف وسائل اإلعالم يتكون لدينا خمزون ؛أماكن الترفيه –أماكن العمل . » 4من البناء املعلومايت الذي نستعني به عند مواجهة مواقف مشاة

؛فيه تطوير مفاهيمنا عن الذات و ذلك جبعل األفراد يستكشفون الواقع الذي يعيشون - 2 خمتلفة من حياة فعن طريق وسائل اإلعالم يتمكن الفرد من قراءة أو مشاهدة أو االستماع ملواقف

مما جيعله يكتسب خربة جديدة يف كل مرة انطالقا من ،5 الناس سواء كانت حقيقية أو خيالية . جتارب مل ميارسها يف الواقع

رر العاطفي لدى األفراد، وهو ما يسمى باخلربة العاطفية لتحلحتقيق وسائل اإلعالم - 3 فما نبحث عنه يف كل هذه احلاالت هو التغيري ؛إطالق العنان لالنفعاالت« و

"Change " عادةو الس ، "Pleasure "فحني نستخدم وسائل اإلعالم عادة ما نلمس ؛

.78: ، صالسابق،حسين السيد، المرجع حسن عماد مكاوي، ليلى : ينظر - 1 .81: ، صنفسهالمرجع :ينظر - 2 . 81: ، صنفسه المرجع :ينظر - 3 .81: ، صنفسهالمرجع - 4 .82: ، صنفسهالمرجع :ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

244

ميتعنا يف املحتوى حناول أن نستمتع بالوسيلة نفسها، و يف كثري من 1 د شيءالتغيري، وحني ال جن .2 » احلاالت ترتبط متعة احملتوى مبتعة الوسيلة نفسها

وأحيانا تكون وسائل اإلعالم أداة فعالة المتصاص غضب اجلماهري، حيث تساعد على وهو ما حيدث على سبيل املثال عند تنظيم . بنياستخراج و إطالق املكبوتات لدى األفراد الغاض

و للشعارات واملطالب فعرض وسائل اإلعالم هلا ؛املسريات الكربى و املظاهرات الشعبية السلميةنقلها للمشاكل اليت يعبر عنها خمتلف األطراف يف اتمع الواحد تساهم يف ختفيف و ،فيها املرفوعة

اءة اليت تقوم ا عند تغطيتها ملثل هذه األحداث تساهم بقدر كبري يف االحتقان احلاصل؛ فالقرامتصاص االنفعاالت اليت بإمكاا إحداث انفجار داخل اتمع، مما يبعث نوعا من االرتياح بعد

. هالة من الغضب العارمدوار اليت تقوم ا داخل من األ هذه األمهية الكبرية انطالقا اكتسبت وسائل اإلعالم لقد

بصماا على كل ما حييط « تركت حيث -سواء كانت إجيابية أم سلبية - اتمعات أو خارجهاا من أفراد و شعوب، و بقدر ما قربت بني الشعوب مكنت بعضها من السيطرة على البعض

أثاآلخر، ويف نفس الوقت سهبادل و التعوبلت عمليات التحيث انعكس ، » 3ري بني هذه الشال و 4 هذا التأثري على سلوك األفراد و طرق تفكريهم، و مل تسلم من ذلك بالطبع لغام و آدام

شك يف أن هذا التأثري قد طال اللغة العربية خاصة يف جمال اإلعالم باعتباره انعكاسا للواقع اوح بني السلب و اإلجياب ميكن حتديده حسب درجات التبادل االجتماعي و لكنه تأثري يتر

.ونوعيته و حجمهبل إن التكنولوجيا اليت وصلت إليها وسائل اإلعالم ؛وال يتوقف األمر عند هذا احلد

ذي األمر ال ،مكنت العمل اإلعالمي من الوصول إىل خماطبة أغلب حواس اإلنسان يف وقت واحد . على وسائل تواصلية سيميائية أخرى خمتلفة –إىل جانب اللغة –جعله يعتمد

: أهداف وسـائل اإلعالم -جـ قد ) Harold Lasswell ( "هارولد السويل"بأن ،5الثاين قد رأينا يف بداية الفصل

ل؟ ماذا؟ ملن؟ و بأية وسيلة؟ و بأي تأثري؟ من يقو: خلص عملية االتصال يف عبارته املشهورة

.، لعله خطأ مطبعي"و حين ال نجد شيئا يمتعنا " :الصحيح - 1 .84: المرجع نفسه، ص 2-

.169: ، ص 7و 6: ، العددائرية لالتصال، المجلة الجز » لغة األدب و لغة اإلعالم « ،أحمد حمدي - 3 . 169: ، صنفسهالمرجع :ينظر 4-

.80: الفصل الثاني، ص: ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

245

) Lasswell ( ات السويلحيث أكد على عنصر التأثري يف عملية االتصال، و كانت دراسمتصلة بتأثري الدعاية على الرأي العام، كما ارتبطت بتحليل املضمون لوسائل اإلعالم، و لكن

و أضاف شيئا جديدا يتصل "السويل"عدل عبارة ) Raymond Nixon ( "رميوند نيكسون"من : فأصبحت العبارة على النحو التايل ؛باملوقف العام لالتصال، وهو اهلدف من العملية االتصالية

يقول؟ ماذا؟ ملن؟ و ما هو تأثري ما يقال؟ ويف أية ظروف؟ و ألي هدف؟ و من ذلك احلني .1 عالم اليت خالصتها التأثري الفعلي يف سلوك الفرد و اجلماعةتبلورت أهداف وسائل اإل

إذن السؤال الذي يطرح هنا هو كيف ميكن لوسائل اإلعالم من أن حتقق هذا التأثري يف سلوك األفراد و اجلماعات؟ و أين يكمن هذا التأثري عند األفراد املستهلكني ملختلف املواد

.؟اإلعالميةإن استهالك املواد اإلعالمية نابع من حاجة الفرد إىل معرفة اجلديد من األخبار

واملعلومات واحلقائق، و من رغبته يف اكتشاف العوامل اليت ال يستطيع بلوغها أو الوصول إليها ستحضر لوعيه، وهنا يأيت دور وعليه فهو يتابع هذه املستجدات و الوقائع و هو م ؛بشكل مباشر

.وسائل اإلعالم للتأثري يف وعيه خبلق صور منطية و زرع قيم جديدةحاملة تلك الصور اليت تنطبع يف األذهان عن أشخاص أو شعوب « والصور النمطية هي

األشخاص أو الشعب بصورة ذهين حيد من التفكري يف تصور هؤالء معها مسات موضوعة يف قالبخمالفة للصورة املنطبعة يف الذهن، و تقوم وسائل اإلعالم بدور مهم يف صنع هذه الصور النمطية

وهذه ،من خالل عرض صورة لشخصية ما كاملعلم، الشيخ، الشرطي، الفنان، العامل، الفالح إخلالسمات هذه املختلفة مما يؤدي إىل رسوخ وسائل االتصال الصور حتمل مسات يتم تكرارها يف

مثل الصورة اليت رمسها ،وبعكذلك يتم صنع الصور النمطية عن الشعن تلك الشخصيات، و .2 » اإلعالم الغريب عن الفلسطينيني كإرهابيني

على الدور الذي لعبته وسائل اإلعالم كمثال على ذلك ميكننا إلقاء نظرة فاحصةو و التلفزيون ميكن ة إليه يف السينما و املسرح اجلماهريي يف خلق صورة منطية عن املدرس واإلساء

واليت » مدرسة املشاغبني« أن تشرح لنا جانبا من هذه املسألة على سبيل املثال مسرحية

. 22: صالح ذياب هندي، أثر وسائل اإلعالم على الطفل، ص: ينظر 1- ، )دراسات في اإلعالم (المصداقية، الحرية، التنمية، و الهيمنة الثقافية : العربي صالح خليل أبو أصبع، تحديات اإلعالم 2-

.71، 70: ص ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

246

أصبحت يف متناول اجلمهور و ،، و مت استنساخ أشرطة فيديو عنهانقلتها تلفزيونات الوطن العريب .1 فقد أثرت تأثريا سلبيا يف نظرة اجلمهور إىل املعلم ؛و شاهدها ماليني األطفال العرب

ويعطي لنا هذا النموذج، من بني ماليني النماذج اليت نشاهدها و نسمعها و نقرؤها يوميا، دليال واضحا على اخلطورة اليت ميكن أن تشكلها وسائل اإلعالم خاصة يف اتمعات غري

التعرض املستمر لتحريف الواقع الذي تقدمه وسائل اإلعالم عرب الكلمة « حيث أن ،تحضرةامليقوم زيفة غري واقعية، وومعتقدات م ينمو الناس مع قيم و اتجاهاتالصورة سيؤدي إىل أن و

السياسية يف التحكم بالوسائل - املعلن كمصدر دخل و عامل السيطرة –العامل االقتصادي ورسائلها املزيفة من أجل حتقيق منافع أولئك املتحكمني بوسائل اإلعالم اقتصاديا ،اإلعالمية

. » 2سياسياولوسائل اإلعالم داخل اتمعات املختلفة ميكنه أن يخلف آثارا إجيابية إن التعرض املستمر

وبالتايل فإن إخضاع هذه الوسائل للدراسة أضحى ؛و سلبية على تفكري أفرادها و على سلوكهم نهاإذ جيب أن تنطلق من مبدأ التفريق بني اإلجيابيات اليت تنجم ع ؛ضرورة ملحة داخل كل جمتمع

بني ما تعكسه هذه الوسائل من آثار سلبية ميكنها أن تشكل خطورة كبرية على أو حتققها، و . املقومات اخلاصة هلذه اتمعات

: دراسة وسائل اإلعالم م يف الوقت نفسه « وميكننا القول إذن بأن - ختلف أنواع املرسالت؛ اللسانيات، اليت حتلل خصوصية م

اآلثار اليت ختلفها هذه األنواع من املرسالت -: علم النفس االجتماعي، الذي يفحص - ، دور التعليالت يف تفكيك الرموز )التغيريات يف الرأي، إخل (على تصرف الفرد و اجلماعة

؛ )اإلعالن، اإلشهار، إخل ( علم االجتماع، الذي يصف وظيفتها، سريها، و تبعاا داخل اتمع؛ -

التفاعل احلاصل بني اإلعالم املدرسي -: تعليمية اللغات، اليت تتساءل خبصوص - ، )وسط اجتماعي عائلي، وسائل اإلعالم (اإلعالم املجاوز للمدرسة و )التعليم (دروس متلفزة يف اللغة باتجاه (إمكانيات استعمال وسائل اإلعالم كوسائل تعليم مجاهريية -

.71: ، صالسابقالمرجع صالح خليل أبو أصبع، : ينظر 1- .71: ، صنفسهالمرجع - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

247

نصوص : أو كممولني ملواد لسانية ختتلف عن املواد اللسانية املستعملة عادة )آالف التالميذ .1 » اإلعالن، نشرة ناطقة، إخل

بنص من امللحق اخلاص مبشروع امليثاق من أجل 2اإلقناعية إلستراتيجيةل وميكن التمثيل السلم واملصاحلة الوطنية، والذي يتضمن استدعاء هيئة الناخبني اجلزائريني لالستفتاء املتعلق

: ، حيث سنتناول مقتطفات منه فيما يلي29/09/2005 :باملصاحلة الوطنية بتاريخاجلزائر سلسلة من النضاالت املتعاقبة اليت خاضها شعبها ذودا عن حريته تاريخ «

والرصيد هذا، املتكون على مر احلقب والعصور جعل من اجلزائر أرضا ترعى فيها . وكرامته . قيم التسامح والسالم واحلوار واحلضارة

وحدته واعتصم مبا يؤمن به من القيم الروحية وإذا استمد الشعب اجلزائري قوته من واألخالقية العريقة، استطاع التغلب على أشد احملن قساوة وإضافة اجلديد من الصفحات

ملا كان الشعب اجلزائري يأىب الضيم واالستعباد؛ فإنه عرف .املشرقة إىل تارخيه احلافل باألجمادد، ويستمر يف التصدي واملقاومة رغم ما يتعرض له من أشنع كيف يعتصم حببل الصرب واجلل

مث جاءت ثورة . احملاوالت لتجريده من ثقافته وإبادته طيلة قرن ونيف من االحتالل االستيطاينكالفلق الذي ينبلج يف الليلة الظلماء، لتبلور تطلعات الشعب ايدة، 1954أول نوفمرب

وطيلة أكثر من عقد من )...(اجلزائري وتنري درب كفاحه من أجل انتزاع حريته واستقالله الزمن حصل االحنراف مبسار اجلزائر عن جادته الصحيحة بفعل اعتداء إجرامي ال سابق له

ا استهدفه من أغراض آمثة مقيتة حمو املكاسب اليت غنمها الشعب مقابل استهدف من بني موالشعب )...(بل وأدهى من ذلك تقويض أركان الدولة الوطنية ذاا ؛تضحيات جسام

اجلزائري مدين بالعرفان، إىل األبد، ألرواح أولئك الذين استشهدوا من أجل بقاء اجلمهورية إنه سيظل إىل جانب أسر شهداء الواجب الوطين، وأسر ضحايا . قراطية الشعبيةاجلزائية الدمي

والدولة لن تدخر جهدا معنويا . اإلرهاب، وذلك ألن تضحيام نابعة من قيم اتمع اجلزائرياعتبارها وتقديرها ودعمها لتلك األسر وذوي احلقوق لقاء الت ا كي يستمريضحيات أو ماد

يف الفتنة هذه مت تسخري الدين احلنيف وعدد من اجلزائريني ألغراض منافية )...(املبذولة للهوية الوطنية، كان على مر فاإلسالم من حيث هو مكون من املكونات األساسية . للوطنية

1- R. Galisson et D. Coste et autres, Dictionnaire de didactique des langues, pp : 330, 331.

.وقد اخترنا أن نمثل لهذه اإلستراتيجية بالذات ألنها تعتبر أهم اإلستراتيجيات الخطابية المعتمدة في مجال اإلعالم - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

248

جالون، العروة الوثقى اليت تشدعيه هؤالء الداريخ، خالفا ملا يدالت مل واملصدر الذي يشعالش .منه النور والسلم واحلرية والتسامح

إن هذا اإلرهاب اهلمجي الذي ابتلى الشعب اجلزائري، وأصابه يف مقاتله طيلة عقد من ولقد تيقن )...(الزمن يتناىف مع قيم اإلسالم احلق ومثل السلم والتسامح والتضامن اإلسالمية

اجلزائريون واجلزائريات كل اليقني من أنه، من دون عودة السلم واألمن، لن يثمر أي مسعى ؛ وإذ أنهم طاملا من مساعي التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية بالثمار اليت يتوخوا منه

قدهم يلم وهذا األمن؛ فإنسبة لكل افتقدوا هذا السرون بكل وعي ما هلما من أمهية ليس بالنوحتى يتسنى ائيا تعزيز السلم واألمن، ال .واحد منهم فحسب؛ بل وبالنسبة لألمة مجعاء

مناص من أن خنوض، اليوم، مسعى جديدا قصد حتقيق املصاحلة الوطنية ألنه ال سبيل إىل إن املصاحلة الوطنية غاية . فتها املأساة الوطنية من دون املصاحلة الوطنيةاندمال اجلروح اليت خل

ينشدها الشعب اجلزائري حقا وصدقا، ذلك أنها مطلب غري قابل للتأجيل نظرا ملا تواجهه الوطنية إن الشعب اجلزائري يعلم علم اليقني أن املصاحلة. اجلزائر من حتديات التنمية العديدة

اجلمهورية من مكاسب مبا اجلزائر الدميقراطية و تعد بكل خري، وأنها كفيلة بتعزيز ما يف يدبسياسة إفاضة السلم واملصاحلة ستستكمل اجلهود املبذولة من قبل )... (خيدم مجيع مواطنيها

عب مدعو اليوم إىل وهاهو ذا الش .مجيع مكونات الشعب اجلزائري من أجل بقاء اجلزائرإن الشعب )...( اإلدالء بكلمته حول بنود هذا امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية

اجلزائري يصادق على هذا امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية، ويفوض لرئيس .1 » اجلمهورية اتخاذ مجيع اإلجراءات قصد جتسيد ما جاء يف بنوده

من منظور نظرية التلفظ، ونظرية أفعال الكالم، وقد وقع 2وحناول أن حنلل هذا النص : اختيارنا عليه كنموذج للتحليل جلملة من األسباب نوجزها فيما يلي

1426رجب عام 09مؤرخ في 278-05مشروع الميثاق من أجل السلم و المصالحة الوطنية، مرسوم رئاسي رقم - 1

29، يتضمن استدعاء هيئة الناخبين لالستفتاء المتعلق بالمصالحة الوطنية يوم الخميس 2005 غشت سنة 14الموافق لـ .)مخطوط(، 09، 08، 07، 06، 05، 04: ، ص ص2005سبتمبر سنة

أو ملفوظا أكبر من الجملة، أي مجموعة من الجمل، تصورات تقترب كثيرا من Énoncéإن الخطاب يرادف الملفوظ - 2، Texteويصبح الخطاب ضمن الممارسة اللغوية وسيلة للمعرفة، وبالتالي يتحول إلى نص . مفهوم النص إن لم تكن مرادفة له

النص هو كل مادة لغوية قابلة للدرس، ويشكل مع مفهوم " هلمسليف " إن كثيرا من اللغات ال تفرق بين النص والخطاب؛ فعند .140: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: ينظر: فرضية قابلة للتحليل والدراسةالخطاب

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

249

ألنه خطاب إقناعي جنح املرسل من خالله يف التوفيق بني فئتني من اتمع اجلزائري من - 1 .الصعب اجلمع بينهما نظرا لألحداث اخلطرية اليت مرت ا اجلزائر خالل عقد كامل من الزمن

ألن جناح املرسل يف حتقيق هدف اخلطاب ناتج عن متتعه بكفاءة لغوية و تداولية متميزة - 2 ل توفقه يف اختيار املصطلحات واليت تظهر بوضوح من خال - نظرا خلربته وحنكته السياسية –

.املناسبة للظروف املقامية اليت أنتج فيها اخلطاب، وتوظيفها فيه التوظيف الصحيحعن طريق املوظفة يف اخلطاب اإلعالمي السياسي املصطلحات وللوقوف على دراسة

: ف أوال علىالتحليل اللساين وفق منظور عملية التلفظ، جيب الوقو، والتعرف على عناصر مهمة مثل املتكلم، الطريقة Repérage: عملية االستعالم -1 «

، واهلدف من )الزمان واملكان(، التعرف على السياق )الضمائر(اليت يسجل ا حضوره يف خطابه دث لشخص معين سواء كان حقيقيا أو احلديث، واملخاطب املستفيد من اخلطاب؛ فاإلنسان يتح

.خياليا، وعن طريق خطاب منطوق أو مكتوب . 1 » صريح أو ضامن يف اخلطاب: التعرف على نوع التلفظ -2 هذا بالنسبة إىل حتليل ملفوظ ما حسب نظرية التلفظ، أما عن حتليل اخلطاب السياسي وفق

: يات التلفظ؛ فإن ذلك يستدعي الوقوف علىمنظور لسان .)...التأثري أيديولوجيا، سياسيا، (البصمات اليت يتركها املخاطب يف خطابه - «

. )بدونه يفقد اخلطاب مصداقيته ( )املخاطب (حتديد املتلقي - . )ملتحدد من خالل ما يرمي إليه املخاطبدراسة العنصر املرجعي ا (اهلدف من اخلطاب -

.Distance /(Adhésionاملسافة التلفظية/ التماسك (موقف املتكلم إزاء خطابه - (Implicites etلألفكار الضمنية املفترضة )احلقيقي واخليايل (الوقوف عند مفهوم -

Présupposées ( ياسية واإليديولوجية ، حبيث يسمح لنا حتديدمواقعها تعيني املواقف الس .2» للمخاطب، واملكانة اليت جيعلها للمخاطب يف خطابه... واالجتماعية

:يل هذا اخلطاب فيما يليالكشف عن هذه العناصر من خالل حتلوميكن .راطية الشعبيةالسيد رئيس اجلمهورية اجلزائرية الدميق :)باملخاط(املرسل -1 باإلضافة إىل كونه رئيسا للجمهورية؛ فهو شخصية بارزة ومؤثرة يف أوساط الشعب وهو

اجلزائري، ورجل يتمتع حبنكة سياسية وخربة متميزة يف العمل الدبلوماسي، كما أنه يعترب من كبار

.143: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص - 1 .144: المرجع نفسه، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

250

رط يف العمل الثوري ضد االستعمار الفرنسي ااهدين يف صفوف جيش التحرير الوطين، حيث اخن .وهو يف سن مبكرة

وباإلضافة إىل ذلك؛ فهو صاحب مشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية، والذي .مهد له مبشروع الوئام املدين مباشرة بعد اعتالئه هرم السلطة يف اجلزائر

الشعب اجلزائري جبميع أطيافه السياسية واالجتماعية، واملرسل إليه هنا : املرسل إليه -2 : ينقسم إىل ثالثة فئات

الفئة املتضررة خالل الفترة اليت عانت فيها اجلزائر املشكلة األمنية، وقد أطلق على هذه -أ ائل اإلعالم ملدة طويلة، مث ، حيث مت تداول هذا املصطلح يف وس"ضحايا اإلرهاب: " الفئة مصطلح

، متهيدا لتجسيد مشروع "ضحايا املأساة الوطنية: " استبدله السيد رئيس اجلمهورية مبصطلح .املصاحلة الوطنية

: وتنقسم بدورها إىل فئتني: الفئة اليت مسيت بالضالة -ب .مل تستجب لنداء الوئام املدين، واملصاحلة الوطنية ، واليت)املغرر ا(الفئة الضالة أو -1 واليت عادت إىل أحضان اتمع، وحتاول االندماج فيه من : الفئة اليت مسيت بالتائبة -2 .جديد

يا، وتتمثل يف بقية الشعب اجلزائري، بصفته معرضا لدفع املزيد من الضحا: الفئة الثالثة -3 .إذا مل يوافق على هذا املشروع

.نص املشروع اخلاص مبيثاق السلم واملصاحلة الوطنية: املرسلة -3 موعد انتخايب يستفىت فيه الشعب اجلزائري حول مشروع هذا امليثاق، سواء : احلدث -4

.بالقبول أو الرفضاملشكلة األمنية اخلطرية اليت عانت منها اجلزائر : تاج النصالظروف املقامية احمليطة بإن -5

.طيلة عقد من الزمنموافقة الشعب اجلزائري باإلمجاع على مشروع امليثاق من أجل السلم : الغرض -6

.واملصاحلة الوطنية

تتباب األمن جذور الفتنة بني أفراد الشعب اجلزائري، واسالقضاء على : اهلدف -7 .للخروج بالبالد من أزمتها األمنية واالقتصادية، واالجتماعية ائيا

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

251

إن خطاب املرسل هو خطاب مباشر، حياول من خالله أن يصف ما هو موجود يف الواقع حلل األزمة املستفحلة؛ فواقع - نظره-من مشاكل، وحماولته تقدمي احللول األكثر جناعة يف

يف اخلطاب السياسي –اث حيتم على املرسل استخدام اإلستراتيجية املباشرة، ويتوقف ذلك األحدعلى مدى قوة املخاطب على إيصال رسالته، شخصيته، مستواه الثقايف « -على وجه اخلصوص

تلميح يف مواقع أخرى، ، التأثري على املتلقي دون املساس حبقه، التصريح يف مواقع، وال...والتعليمياالستعانة مبجموعة االفتراضات املسبقة اليت من الضروري أن يتقامسها كل من املخاطب واملتلقي، الذي يلجأ إىل التأويل وتفسري أقوال مخاطبه وفق ما ميتلكه من قدرات على فهم الصيغ اللغوية،

.1 » ...خاطب من إحلاح، إثبات، توكيدوكشف املآل احلقيقي لكل أساليب املوحتتل اللغة يف اخلطاب اإلقناعي الصدارة نظرا لكوا تشكل مركز القوة والفاعلية بالنسبة

أي –إىل املرسل؛ فهي أفضل وسيلة حجاجية على اإلطالق، وذلك يف ماهيتها احلقيقية من املرسل واملتلقي، إىل جانب حال احلديث ضمن ظاهرة أين تتحدد هوية كل -االستعمال

. Interaction 2، والتفاعلية Continuitéاالستمرارية : La distance: 3املسافة -8 أن نرصد املسافة يف النص من خالل رصد عالقة املرسل باملتلقي، ومبا أن املتلقي ميكن

.دة أطراف؛ فإننا نالحظ أن املسافة تتراوح بني درجة الصفر و إىل غاية أقصى درجةينقسم إىل عمنذ بداية اخلطاب إىل ايته، حبيث أنه )املتلقي (إن املرسل يتحدث عن الشعب اجلزائري

درجة الصفر عندما يكون جعله حمور كالمه، وعليه، جند أن املسافة تنعدم بينه وبني املتلقي إىل عب اجلزائرياهد واملسلم "املخاطب هو الشمنهما مسلم، ، "ا وهنا تنعدم املسافة ألن كال

وإذا استمد الشعب ..« : وكالمها شارك يف الثورة التحريرية أو احتضنها، ونلمح ذلك يف قوله ن به من القيم الروحية واألخالقية العريقة، استطاعاجلزائري قوته من وحدته، واعتصم مبا يؤم

التغلب على أشد احملن قساوة، وإضافة اجلديد من الصفحات املشرقة إىل تارخيه احلافل ». ...باألجماد

الشعب (كما يظهر انعدام املسافة بوضوح عندما يربط املرسل ذاتيته بذاتية املتلقي ، الذي يتحدد حمتواه املرجعي من خالل وظيفته داخل السياق، حيث "حنن ": بالضمري )اجلزائري

.131: المرجع السابق، ص ذهبية حمو الحاج، - 1 .130: المرجع نفسه، ص - 2 . 144: الفصل الثاني، ص: ينظر - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

252

يشري إىل رغبة املرسل يف أن يقامسه الشعب اجلزائري نفس الرأي، ويشاركه نفس التوجهات من ، ال مناص من يتسنى ائيا تعزيز السلم واألمن وحتى« ..: أجل حتقيق اهلدف، وذلك يف قوله

اليوم مسعى جديدا قصد حتقيق املصاحلة الوطنية، ألنه ال سبيل إىل اندمال اجلروح خنوضأن … ». اليت خلفتها املأساة الوطنية من دون املصاحلة الوطنية

أنت+ أنا

هو+ أنا أنا -ال+ أنا = الضمري حنن 1فيصبح مدلول .هو+ أنت + أنا

.هو الفئة التائبة+ أنت الشعب اجلزائري + أنا املرسل : يعين" حنن" وعليه، فالضمري إال أن املسافة تبدأ يف االتساع إىل أن تصل إىل أقصى درجة يف النص حينما يتحدث

ان اتمع، أو من يقف املرسل عن املسببني للمأساة الوطنية، والذين يرفضون العودة إىل أحضاإلرهاب اهلمجي الذي ابتلى إن..« : وراءهم ويضلل سبيلهم، ونالحظ ذلك من خالل قوله

الشعب اجلزائري، وأصابه يف مقاتله طيلة عقد من الزمن يتناىف مع قيم اإلسالم احلق، ومثل ». ...السلم والتسامح والتضامن اإلسالمية

: Les modalités: 2األحكام -9 سامهت عالمات الشخص داخل النص يف إبراز موقف املرسل جتاه مخاطبه، وجتاه لقد

خطابه، كما بينت درجة التزامه وعزمه على إقناع املتلقي دفه؛ فاملرسل استعمل اللغة لصاحله، يف هذا داللة واضحة على إصداره ألحكام قيمية ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه ووجهة نظره، و

تضمني ذاتية، وتعترب هذه احلكام من أقوى الوسائل احلجاجية يف اخلطاب اإلقناعي، ذلك أنالوجدانية االنفعالية، -الصفات االنفعالية يف أحكام القيمة يشكل ما يدعى باألحكام التقديرية

خرى حبيث حتمل قوة إنشائية ميكن أن تؤثر على اخلطاب، إىل واليت ختتلف عن الوحدات األ .3جانب رد فعل املتلقي

.157: ذھبیة حمو الحاج، لسانیات التلفظ وتداولیة الخطاب، ص - 1 .146: ينظر تعريفها في الفصل الثاني، ص - 2 .163: ذهبية حمو الحاج، لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ص: ينظر - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

253

إن الكشف عن األحكام يف اخلطاب يؤدي إىل الكشف عن ذاتية املرسل، هذه األخرية اليت اق املشكلة األمنية اليت تظهر أيديولوجيته، وهي يف هذا النص إيديولوجية سياسية تتوغل يف أعم

مباضيه، )الشعب اجلزائري(عاىن منها الشعب اجلزائري، وتظهر يف النص من خالل ربطه للمتلقي واملتمثل يف الثورة التحريرية، وتارخيه احلافل بالبطوالت واألجماد، وبدينه احلنيف

ة، والذي تدين به األغلبية الساحقة من الشعب اجلزائري؛ فاملرسل باعتباره دينا للدول -اإلسالم –متشرب من مبادىء ثورة التحرير ايدة، ومن القيم اإلسالمية السمحاء، ويظهر ذلك من خالل

تاريخ اجلزائر سلسلة من النضاالت املتعاقبة اليت خاضها شعبها ذودا عن حريته ..« : قولهملا كان الشعب اجلزائري يأىب الضيم واالستعباد؛ فإنه عرف كيف يعتصم حببل )...( تهوكرام

الصرب واجللد، ويستمر يف التصدي واملقاومة رغم ما تعرض له من أشنع احملاوالت لتجريده من ايدة، 1954 ثقافته، وإبادته طيلة قرن ونيف من االحتالل االستيطاين ، مث جاءت ثورة نوفمرب

كالفلق الذي ينبلج يف الليلة الظلماء، لتبلور تطلعات الشعب اجلزائري، وتنري درب كفاحه من ». ...أجل انتزاع حريته واستقالله

يف الفتنة هذه مت تسخري الدين احلنيف وعدد من اجلزائريني .. « : وكذلك يف قوله للهوية الوطنية، فاإلسالم من حيث هو مكون من املكونات األساسية . ة للوطنيةألغراض منافي

كان على مر التاريخ، خالفا ملا يدعيه هؤالء الدجالون، العروة الوثقى اليت تشد الشمل ». ...واملصدر الذي يشع منه النور والسلم واحلرية والتسامح

وعليه، فإن أيديولوجية املرسل معروفة بالنسبة إىل املتلقي، والعكس، فاملرسل يعرف متاما ليس هلا نفس - 1 إىل من يتحدث بالرغم من أن هذا املتلقي منقسم أيديولوجيا إىل عدة فئات

مع مشل اجلزائريني حول نبذ إال أنه حياول أن جي -املبادئ واألفكار، وال نفس املواقف السياسيةالفتنة، وحماولة غرس فكرة قبول اآلخر مهما اختلفت اآلراء والتوجهات واملذاهب الفكرية

.والسياسية : الزمان واملكان - 10 ، ويواكب هذا التاريخ حدثا انتخابيا يشكل 2005سبتمرب 29اخلميس : الزمان -أ

منعطفا هام من الذي يرتبط به إنتاج اخلطاب، الذي يرتبط بأزمنةا يف تاريخ اجلزائر، وهو الز

من حيث األيديولوجيات والمواقف السياسية والفكرية؛ فهناك فئة تحمل فكرا علمانيا، يضم المجتمع الجزائري فئات مختلفة - 1

.إلخ...وفئة تحمل فكرا الئكيا، وأخرى فكرا شيوعيا، ورابعة تحمل فكرا إسالميا

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

254

، أو زمن احلديث، وهو زمن مرتبط باحلاضر باعتباره يشكل 1أخرى أمهها الزمن اللغوي .مرجعيته، باإلضافة إىل ارتباط أزمنة أخرى به، وهي املاضي واملستقبل

على حمور األزمنة، ل الزمن املاضي يف النص من خالل نقطتني زمنيتني متباعدتنيويتمث . 2وتدخالن فيما يسمى بالزمن التارخيي

تاريخ اجلزائر سلسلة من النضاالت « : فاألوىل، وهي األكثر بعدا، وتتمثل يف قوله والرصيد هذا، املتكون على مر احلقب . ريته وكرامتهاملتعاقبة اليت خاضها شعبها ذودا عن ح

». ...والعصور جعل من اجلزائر أرضا ترعى فيها قيم التسامح والسالم واحلوار واحلضارةأما الثانية؛ فتتعلق بفترة الثورة التحريرية وما قبلها وصوال إىل تاريخ االستقالل، وقد عبر

ملا كان الشعب اجلزائري يأىب الضيم واالستعباد؛ فإنه عرف كيف يعتصم ..« : نها بقولهعحببل الصرب واجللد، ويستمر يف التصدي واملقاومة رغم ما تعرض له من أشنع احملاوالت

نوفمرب لتجريده من ثقافته، وإبادته طيلة قرن ونيف من االحتالل االستيطاين ، مث جاءت ثورةايدة، كالفلق الذي ينبلج يف الليلة الظلماء، لتبلور تطلعات الشعب اجلزائري، وتنري 1954

». ...درب كفاحه من أجل انتزاع حريته واستقاللهواليت تعرض مث تأيت الفترة الزمنية اليت شكلت حمور اخلطاب، وهي فترة العشرية الزمنية،

: فيها الشعب اجلزائري ألزمة أمنية خطرية أثرت على مجيع األصعدة فيها، وقد أشار إليها بقولهوطيلة أكثر من عقد من الزمن حصل االحنراف مبسار اجلزائر عن جادته الصحيحة بفعل ..«

اض آمثة مقيتة حمو املكاسب اعتداء إجرامي ال سابق له استهدف من بني ما استهدفه من أغر ». ...اليت غنمها الشعب مقابل تضحيات جسام

: وميكن التمثيل هلذه الفترات الزمنية يف الشكل التايل

. 147: ينظر تعريفه في الفصل الثاني، ص - 1 .147: ينظر تعريفه في الفصل الثاني، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

255

اخلطاباريخ االحتالل الثورة التحريرية تاريخ االستقالل العشرية السوداء تاريخ إنتاج ت

ةالزمن التارخيي حمور األزمن

ن اللغوي الزمن اللغوي الزمن اللغوي الزمن اللغوي الزمن اللغوي الزم زمن احلديث 02 03 04 05

01

بسياسة إفاضة السلم واملصاحلة ستستكمل اجلهود .. « : أما املستقبل فأشار إليه بقوله ». ...املبذولة من قبل مجيع مكونات الشعب اجلزائري من أجل بقاء اجلزائر

يتعلق خطاب املرسل بقضية من القضايا اليت ختص اجلزائر، واجلزائر متثل : املكان -ب كال من املرسل واملتلقي، وتتعلق به هويتهما، وهو املكان الذي يريد املكان الذي ينتمي إليه

.املرسل أن يتحقق من أجله هدف اخلطابأما بالنسبة إىل املصطلحات اليت وظفها املرسل يف النص؛ فإنها تناسب متاما اخلطاب

ظائف اليت تقتضيها الظروف املقامية اليت أنتج فيها احلجاجي أو اإلقناعي، ويؤدي بشكل دقيق الو .النص

فاملرسل وظف مصطلحات تعبر عن أيديولوجيته وفكره، وعن أيديولوجية املتلقي يف النور، والسلم، واحلرية، واألمن، والتسامح، : " الوقت نفسه؛ فنجده يستخدم مصطلحات مثل

بشكل متكرر يف النص، وذلك يعين حرصه على نبذ " واحلوار، والتضامن، واحلضارة والسالم،العنف، ومل مشل اجلزائريني، ودعوته جلميع األطراف إىل التوحد واملصاحلة، وإىل قبول كل جانب

لتمرير خطابه، لآلخر مهما كانت أفكاره معتمدا على األيديولوجية املشتركة بينه وبني املتلقي ".الوطنية واإلسالم" وهي

اليت جتمع " بالعروة الوثقى"كما استند املرسل إىل القرآن الكرمي حينما وصف اإلسالم املسلمني على اختالف أجناسهم وألوام، وذلك رغبة منه يف مجع مشل اجلزائريني حتت لواء

.لفتنة، ورفع الشكوك، اإلسالم احلق من جديد، وتوعيتهم من أجل دحض ا

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

256

ويف املقابل، جنده يوظف مصطلحات أخرى ليصف األزمة اليت أصابت اجلزائر، ومسببيها ، وذلك لإلشارة إىل الوضع "..املأساة الوطنية، اإلرهاب اهلمجي، الدجالون، الفتنة، احملنة: " مثل

لتعود اجلزائر إىل سابق عهدها، ولتستطيع بناء الغريب الذي عاشته اجلزائر، وإىل ضرورة تغيريه .مستقبلها املشرق

ومن اآلليات اإلقناعية احلجاجية اليت اعتمد عليها املرسل يف خطابه استخدامه لعدد من : اإلقناعية دف التأثري على املتلقي، وميكن أن جنملها فيما يلي 1االستماالت

استخدم املرسل استماالت عاطفية ليظهر تعاطفه جتاه أسر : الت العاطفيةاالستما -1 الضحايا، وشهداء الواجب الوطين كما مساهم، حيث يمثالن الفئة األكثر تضررا خالل فترة األزمة، وقد اعتمد املرسل هذه اآللية إلقناع هذه الفئة بالذات بانتهاج درب املساحمة والعفو، ومنمث درب املصاحلة الوطنية؛ فإذا قبلت هاتان الفئتان بالذات مبشروع املصاحلة، سيكون إقناع الشعب اجلزائري بأكمله أمرا ميسورا؛ ألنها الفئة املعنية بالدرجة األوىل، ومن مث الشعب

.اجلزائريعب اجلزائري مدين بالعرفان، إىل والش..« : ونلمح هذا النوع من االستماالت يف قوله

. األبد، ألرواح أولئك الذين استشهدوا من أجل بقاء اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبيةإنه سيظل إىل جانب أسر شهداء الواجب الوطين، وأسر ضحايا اإلرهاب، وذلك ألن

ة لن تدخر جهدا معنويا أو ماديا كي يستمر والدول. تضحيام نابعة من قيم اتمع اجلزائري ». ...اعتبارها وتقديرها ودعمها لتلك األسر وذوي احلقوق لقاء التضحيات املبذولة

إن االستماالت العقالنية ضرورية يف أي خطاب إقناعي، ذلك : االستماالت العقالنية -2 ن املرسل تدعيم خطابه باألدلة والرباهني، والوصول إىل مخاطبة عقل أن إقناع املتلقي يتطلب م

.املتلقي بطريقة منطقية، واستمالته حنو وجهة نظرهوأول خطوة قام ا املرسل يف خطابه هي استشهاده مبعلومات وأحداث من واقع الشعب

والت واألجماد، واملتمثل يف ثورة نوفمرب ايدة، اجلزائري، تتعلق مباضيه املشرف، احلافل بالبطوالثمن الباهض الذي دفعه هذا الشعب لقاء انتزاعه حلريته واستقالله، ولكي حيافظ على كرامته

.وهويته اليت لطاملا حاول االستعمار الفرنسي طمسهما وحمومها، والدوس عليهما

.234: ينظر تعريفها خالل هذا الفصل، ص - 1

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

257

على مقدمات، حيث وصف مسببات األزمة واألوقات العصيبة اليت مر بناؤه للنتائج: ثانيا ا الشعب اجلزائري، مث قدم خيار املصاحلة الوطنية كنتيجة حتمية للخروج من األزمة، ونلمح

، إن الشعب اجلزائري يعلم علم اليقني أن املصاحلة الوطنية تعد بكل خري..« : ذلك يف قولهاجلمهورية من مكاسب مبا خيدم مجيع اجلزائر الدميقراطية و وأنها كفيلة بتعزيز ما يف يد

». ...مواطنيهاقيامه بتفنيد وجهات النظر األخرى، وذلك بتصحيحه لبعض املفاهيم اليت أدت إىل : ثالثا

ا من أن ما يدعونه ليس له أي عالقة بتعاليم حدوث فتنة بني اجلزائريني، كمخاطبته للفئة املغرر إن هذا اإلرهاب اهلمجي الذي ابتلى الشعب اجلزائري، ..« :اإلسالم السمحاء، هذا مثل

وأصابه يف مقاتله طيلة عقد من الزمن يتناىف مع قيم اإلسالم احلق ومثل السلم والتسامح ». ...والتضامن اإلسالمية

لكي ال يترك أية فرصة تؤدي إىل جلأ املرسل إىل تبني هذه اآللية، :استماالت التخويف عدم اقتناع املتلقي، حيث تعمل هذه اآللية على إثارة خوف الناس من مغبة استمرار األزمة،

استماالت التخويف وحتذيرهم من نتائجها الوخيمة على مستقبلهم، ومستقبل بالدهم، وتعملعلى تنشيط اإلثارة العاطفية لدى املتلقي، حيث تعترب من أهم الطرق احلجاجية املعتمدة يف اخلطاب اإلقناعي لتحقيق االستجابة املرجوة عند املتلقي، ونلمح استخدام املرسل هلذه اآللية يف

اليقني من أنه، من دون عودة السلم ولقد تيقن اجلزائريون واجلزائريات كل ..« : قولهواألمن، لن يثمر أي مسعى من مساعي التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية بالثمار اليت

؛ وإذ أنهم طاملا افتقدوا هذا السلم وهذا األمن؛ فإنهم يقدرون بكل وعي ما هلما يتوخوا منهة مجعاءمن أمهية ليس بالنسبة لألممنهم فحسب؛ بل وبالن سبة لكل واحد... .«

، واألهم 1باملتلقي من خالل عدم خروجه عن قواعد وقوانني اخلطاب وتظهر عالقة املرسل من ذلك هو مراعاته ملعيار العالقة اليت تربطه باملخاطب، وهي عالقة احلاكم باحملكوم، حيث

نوع من اإلستراتيجيات حتديد هذه العالقة من أجل الوصول إىل حتقيق هدف يفرض هذا ال .اخلطاب

. وما بعدها 211: ينظر تعريفها خالل هذا الفصل، ص - 1

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

258

: حتليل النص يف ضوء نظرية أفعال الكالم -2 Un acte (األفعال الثالثة اليت يتكون منها الفعل الكالمي ) Austin (لقد حدد أوستني

de parole (عبرييالفعل ا: ، وهيلت "A.Locutoire "والفعل اإلجنازي ، "A. Illocutoire " ،، حيث أنه توصل إىل أن التلفظ بالفعل الكالمي يقود إىل " A. Perlocutoire" والفعل التأثريي، والذي يعد حمور نظرية أفعال الكالم، حيث صنف أوستني )أي الفعل اإلجنازي (الصنف الثاين

) Austin ( تدعى بالقيم اإلجنازية للتلفظ حتت فعل قوى الكالم اإلجنازي، مخسة أصناف : "Les valeurs illocutoires de l’énonciation "فها إىلاألفعال -1: ، حيث صن

، A. Promissifs: الوعدية - A. Exercitifs ،3: التمرسية -A. Verdictifs ،2: احلكمية

.A. Comportatifs 1: السلوكية -A. Expositifs ،5: العرضية - 4تتوزع داخل النص، وتتنوع 2وقد متكن املرسل يف هذا اخلطاب من إجناز أفعال لغوية

: حسب توظيفه هلا، وميكن إمجاهلا فيما يلي : Expositifs: األفعال العرضية -1 اول املرسل عرض موقفه جتاه ما حدث منذ بداية األزمة األمنية، وتظهر يف النص عندما حي

،اه باالعتداء اإلجراميعب اجلزائري واصفا إيموقفه املتمثل يف اعتراضه وإنكاره ملا أصاب الشوعمله على إقناع املتلقي باستخدام مجيع الطرق املتاحة مثل احلجاج والربهنة، جبعله املصاحلة

ال سبيل إىل اندمال اجلروح اليت خلفتها املأساة الوطنية من « : خيارا ال بديل عنه، بقوله الوطنية ». دون املصاحلة الوطنية

: Promissifs: األفعال الوعدية -2 يضع األفعال اليت تدل على الوعد، وعلى تعهد املرسل وتكفله بإجناز شيء ما، حيث وهي

املرسل موافقة املتلقي على مشروعه مقابل ضمانه لعودة السلم واألمن؛ بل وربط عودة السلم إن الشعب اجلزائري يعلم علم اليقني أن ..« : بالتنمية االقتصادية، واالجتماعية، وذلك بقوله

زائر الدميقراطية واجلمهورية من بتعزيز ما يف يد اجل كفيلةبكل خري، وأنها تعداملصاحلة الوطنية ومما يدل على هذا النوع من األفعال يف خطاب املرسل، ، » ...مكاسب مبا خيدم مجيع مواطنيها

. ، وكفلوعد: للفعلني توظيفه

.67، 66، 65: الفصل األول، ص ص: ينظر - 1 .وما بعدها 61: الفصل األول، ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

259

: Verdictifs: احلكمية -3 اليت تصدر فيها هذه األحكام، وتتعلق هذه األفعال مبا يصدر من أحكام، وكذا بالصور

سواء كانت هذه األحكام ائية أو تقديرية، أو على صورة رأي، واملرسل بتبنيه ملشروع امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية قد عبر عن رأيه واملتمثل يف القبول خبيار املصاحلة الوطنية كحل

.وحيد : portatifsCom: السلوكية -4 وحيدد هذا النوع من األفعال التصرفات اخلاصة اليت يبديها املرسل، واليت تفرضها عليه

- يف سياقها - الظروف، واملواقف، واملظاهر، واحلاالت املختلفة اليت تواجهه، واليت تفرض عليهردا من أفراد الشعب اجلزائري، فرضت عليه القيام بسلوك معين، واملرسل يف هذا النص بوصفه ف

املأساة اليت تعرض هلا الشعب اجلزائري أن يبدي أسفه وتعاطفه مع عائالت الضحايا وشهداء .1الواجب الوطين

:Exercitifs: التمرسية -5 وذلك من خالل منصبه ومن خالهلا ميارس املرسل سلطته اليت تسمح له بإصدار األحكام،

كرئيس للجمهورية، وتظهر هذه األفعال يف النص عندما حياول أن يبلغ مخاطبه بأن سلطته تبدأ إن الشعب اجلزائري .. « :على مشروعه، وذلك يف قوله )أي موافقة املتلقي (بعد موافقته

ويفوض لرئيس اجلمهورية اتخاذ يصادق على هذا امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية، . ».. مجيع اإلجراءات قصد جتسيد ما جاء يف بنوده

: Directifs: 2التوجيهية -6 وتتمثل هذه األفعال يف دعوة املتلقي إىل فعل شيء ما ينتج عنه تغيري يف سلوكه، ولتحقيق

بني إقناع وختويف وتطلع إىل املستقبل، أتاحت له الوصول ذلك، تبنى املرسل طرقا أدائية خمتلفة وها هو ذا الشعب مدعو اليوم إىل ..« : إىل حتقيق هدف اخلطاب، وتتمثل دعوة املرسل يف قوله

». ..اإلدالء بكلمته حول بنود هذا امليثاق من أجل السلم واملصاحلة الوطنية

. 69: ينظر أمثلة هذه األفعال في الفصل األول، ص - 1والذي يرى ) Austin (الذي أتى به بدال من تصنيف أوستين ) Searle (لتوجيهية إلى تصنيف سيرل تنتمي األفعال ا - 2

.أنه قاصر

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

260

، " Force illocutionnaire" األفعال اللغوية حيمل قوة إجنازية إن كل فعل من هذه واحلقيقة أن املرسل إذا استطاع الوصول إىل حتقيق هدفه من اخلطاب، وهو إقناع املتلقي برأيه،

.1وباحللول اليت أتى ا؛ فذلك يعين جناحه يف إظهار القوة اإلجنازية اليت حيملها ملفوظه :مفهـوم وظـائف اللغة -8

ا، وذلك نظرا لألمهية اليت توقف منذ أن بدأ وعيه ياهتمام اإلنسان بدراسة اللغة مل إن .حتتلها هذه اللغة، والدور الذي تلعبه يف حياة األفراد واجلماعات يف خمتلف اتمعات اللغوية

ـة واملـتمثل يف وظيفـة اللغةكننا أن جنمميو ،ل أمهية هذا الدور يف مصطلح أكثر دقل ولعل التساؤ« واليت تؤديها أثناء استعماهلا لتحقيق الفهم ألنواع املعاين يف العملية االتصالية،

خمتلف جوانب فالناس ميارسون اللغة يف ؛عن وظيفة اللغة قد يبدو ألول وهلة مشكلة غريبةوقد جرت العادة على .حيام دون أن يشغلوا أنفسهم بتجديد الوظائف اليت تؤديها اللغة هلم

» 2. القول إن وظيفة اللغة عند األطفال و الكبار هي نقل أفكار الفرد إىل اآلخرين؟ أم تتعدى ذلك إىل يف نقل األفكار إىل اآلخرين لكن، هل وظيفة اللغة تنحصر فقطو

. وظائف أخرى ؟إن اللغة هي الوسيلة األساسية للتواصل البشري، الذي يعترب يف حد ذاته تفاعال بني األفراد

أن وبالتايل فإنه يقتضي التبادل عن االنفعال حيث ؛على اختالف مستويام و ثقافاما اعتبار انفعايل، و موقف من اآلخرين، و إن كان هذا كله ل اإلنساين حيكمهاألفكار يف اا«

» 3.ال ميحو صفتها العامة من حيث هي صنف من األفكاروإذا كانت وظيفة اللغة تنبين على الطابع االنفعايل، وعلى اتخاذ موقف من اآلخرين؛

تكلم قادرا على توجيه تفكري اآلخرين، وتصرفهم فإنها تستطيع كذلك أن جتعل الفرد امل .4 يضبطهااخلارجي، يف الوقت نفسه الذي يوجه فيه خطوات تفكريه، و

. 216: الفصل الرابع، ص: ينظر - 1 ، 1993 ،01: ط ،تونس ،التوزيعأبو وجدان للطبع و النشر و فلسفة اللغة و اللسانيات، مؤسسة نور الدين النيفر، - 2

. 149: ص، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و اآلداب، 193مصطفى ناصف، اللغة والتفسير و التواصل، سلسلة عالم المعرفة - 3

. 21: م، الكويت، ص1995/هـ1415 /16: صم، 1939/ هـ1358: لقاهرة، ا01: محمد خلف الله أحمد، الطفل من المهد إلى الرشد، المطبعة الرحمانية، ط - 4

دار النهضة العربية للطباعة و النشر، بيروت، لبنان، -دراسة في ضوء علم اللغة النفسي -حلمي خليل، اللغة و الطفل: ينظر . 50: ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

261

األول، وهو اجلانب الشكلي، الذي تعرف فيه على أنها ذلك الكيان : كما أن للغة وجهان ي يف شكل ثنائية جتمع بني التصورات الذهنية والصور النفسي الذي يتمثل فيه الواقع اخلارج

. السمعية، وهو ما شكل حمور الدراسات البنيويةأما الثاين؛ فهو جانبها املادي، حيث تتجسد من خالله اللغة يف شكل عبارات منجزة يف

لية؛ وذا يصبح للغة وظيفتان أساسيتان، سياقات خمتلفة، وهو ما يشكل جوهر الدراسات التداو ف من رموز تعبريية وظيفتها النفسانية أن تكون آلة للتحليل نظام اصطالحي مؤل« ذلك أنها

» 1. ووظيفتها العملية أن تكون أداة للتخاطب بني األفراد التركيب التصوريني،وعن طى لوظيفـة اللغة جانبان ال يقل أحدمها أمهيةه أعأن من خالل هذا القول منفه . اجلانب الفكري، و اجلانب العملي أو النفعي: ومها ،اآلخر

ه مبحث هام من مباحث علم اللغة ـو اجلانب الذي انبثق عنفه ؛أما عن اجلانب الفكري ، ذلك أن 3واضحا الفسي و العقلي متثلنأين يتمثل اجلانب ا ،2وهو عالقة اللغة بالفكر

ستطاع يف الوقت نفسه أن ا ،ا استطاع أن يبتكر الرموز اللغوية و يستخدمهااإلنسان حينم« فكري عنده استقالال عحيقق لعمليية التموز ممثلـة يف أصبحت ه حبيث ،ن العامل املادذه الر

ا، و بذلب فكريالكلمات، هي موضوع التو األوىل حن طا اإلنسان خطواتهك خدال من األشياء ذا » 4. التفكري ارد

وهو الذي نتج عنه ما يعرف اليوم باسم علم اللغة االجتماعي ،ا اجلانب العملي عندهأمsociolinguistiques ، فعي للغل يف اجلانب النحديث و الذي انبثق من التأم ة، وهو فرع

.La linguistique Appliqué5 نسبيا من فروع علم اللغة التطبيقي

. 50: ص ،السابق المرجعحلمي خليل، :عن/ 17 ،16: ص ،الطفل من المهد إلى الرشد محمد خلف الله، :نظري - 1إن الحاجة الماسة إلى دراسة اللغة تنبع من أنها المفتاح لفهم الكثير من السلوك البشري الخاص باألفراد، أو التفاعل « - 2

ية أخرى؛ فإن تحليل وألن اللغة والتفكير مرتبطان؛ فإن أي دراسة للغة تصبح إسهاما في فهمنا للعقل البشري، ومن ناح. بينهمف إلى بنية العالقات العمليف إلى فكرهم فحسب؛ وإنما يتيح لنا التعرخول إلى ثقافتهم والتعرة التي لغة قوم ال يعطينا وسيلة للد

غوية التي يستعملها، ومن يقيمون عليها مجتمعهم؛ ألن اإلنسان يدرك عالقته بالعلم ومناهج عمله، وهدفه فيه بناء على البنية اللهنا، فإن البشر يرون الحقائق الموضوعية نفسها بطرائق مختلفة، ويعبرون عن إدراكاتهم بصور لغوية مختلفة تماما؛ فاللغة

.160: نور الدين النيفر، فلسفة اللغة واللسانيات، ص: » تصنع الفكر بقدر ما يصنعها . 52: ص للغة والطفل،حلمي خليل، ا: ينظر - 3 . 52: ، صنفسهالمرجع - 4 .53: ، صنفسهالمرجع : ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

262

دراسة اجلانب العملي من اللغة أو «مث يضيف قائال بأن علم اللغة االجتماعي يتناول و كالم ، Formal speachمن كالم رمسي ،اجلانب النفعي من الكالم و مستوياته املختلفة

يستخدم اليتاملختلفة Contextesات مراعيا يف ذلك السياق ،Informal speach رمسي غريأو ،طبيقيةأو الت ،أو االجتماعية ،واء من النواحي السياسيةسـ ،ذا الكالم أو ذاكفيها هـ

. » 1أو غري ذلك ،املهنية :ميةالوظائف اللغوية للمرسلة اإلعال -8-1 و ذلك حسب استعمال املتكلم و استقبال املستمع هلا، ،إن اللغة تؤدي وظائف خمتلفة

واليت حددها رومان ،2 هذه الوظائف داخل دارة الكالم التواصليةأداء الظروف احمليطة بو :يف ستة وظائف) Roman Jackobson( 3 جاكبسون

: F. Émotive : الوظيفة التعبريية أو االنفعالية -1 وتظهر هذه الوظيفة يف الرسائل اليت تصدر عن املرسل، حيث تشري إىل موقفه من خمتلف

تكلم مبحيطه ، ومبا أن التواصل حيدث نتيجة انفعال امل4القضايا اليت يتحدث عنها بشكل مباشر ترتع إىل تقدمي « الذي يعيش فيه، واألشخاص الذين يتواصل معهم؛ فإن الوظيفة التعبريية

انطباع عن انفعال معين صادق أو خادع، ومتثل صيغ التعجب يف اللغة، الطبقة االنفعالية آن واحد بواسطة تشكيلها اخلالصة، وتبتعد صيغ التعجب عن وسائل اللغة املرجعية يف

.5 » الصويت

. 53: ، صالسابقالمرجع حلمي خليل، 1-

، المرسلة؛ فبقدر ما يقوم تركيزنا على عامل )نظام الرموز (والمتكونة من المرسل، المرسل إليه، المرجع، القناة، اللغة - 2من هذه الزاوية، يميز . ذه العوامل الست المكونة لعملية التواصل، بقدر ما يكون للمرسلة الكالمية وظيفة مختلفةمعين من هبين ست وظائف تؤديها المرسلة اللغوية، لترتبط كل وظيفة، بصورة وثيقة، بعامل من عوامل ) Jackobson (جاكبسون

، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، األعالمالمبادئ و )علم اللغة الحديث (ا، األلسنيةميشال زكري: ينظر: التواصل .54، 53: م، ص ص1983/ هـ1403 ،02: ط ،لبنان -بيروت

في ، وجامعة موسكو في القواعد المقارنة، تخصص في ...) ،1896(في ( R. Jackobson ) ولد رومان جاكبسون - 3، وهو أحد اللسانيين الفارين من روسيا و المؤسسين 1915: قه اللغة السالفية، شارك في تأسيس نادي موسكو األلسني سنةف

/ نقد الشكالني و بعض المفاهيم في ال) مدرسة هارفارد(لحلقة براغ، له الكثير من األعمال منها نظريته في التحليل الفونولوجي 47: ، مبادئ اللسانيات البنوية، صهالطيب دب.

.54: المبادئ واألعالم، ص )علم اللغة الحديث (ميشال زكريا، األلسنية - 4، 1988 ،01: ط :الدار البيضاءتوبقال للنشر، محمد الولي ومبارك حنون، دار : رومان جاكبسون، القضايا الشعرية، تر - 5

. 549: ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ردة الله بن: عن/ 28: ص

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

263

: F. Conative:الوظيفة الندائية أو اإلفهامية -2 املرسالت اليت تتوجه إىل امللتقط إلثارة انتباهه، أو للطلب « وهي الوظيفة اليت تظهر يف

.الندائية وتدخل اجلمل األمرية ضمن هذه الوظيفة. إليه القيام بعمل معين : F. Référentielle: الوظيفة املرجعية -3

. تظهر هذه الوظيفة يف املرسالت ذات احملتوى الذي يتناول موضوعات وأحداث معينة تشكل هذه الوظيفة التربير األساسي لعملية التواصل، ذلك أننا نتكلم دف اإلشارة إىل حمتوى

. يف إيصاله إىل اآلخرين، وتبادل اآلراء معهم حوله معين نرغب : F. Phatique :وظيفة إقامة االتصال -4 تظهر هذه الوظيفة يف املرسالت اليت تراعي إقامة االتصال، وتأمني استمراره، وتقوم هذه

.الوظيفة على تعابري تتيح للمرسل إقامة االتصال أو قطعه : F. Métalinguistique :وظيفة تعدي اللغة -5 تظهر هذه الوظيفة يف املرسالت اليت تتمحور على اللغة نفسها، وتتناول بالوصف اللغة

.ذاا، وتشمل هذه الوظيفة تسمية عناصر البنية اللغوية، وتعريف املفردات : F. Poétique :الوظيفة الشعرية -6

تظهر هذه الوظيفة يف املرسالت اليت تتمحور على املرسلة نفسها، كعنصر قائم بذاته، .1 » ككلداه لتشمل املرسالت الكالمية وال تنحصر هذه الوظيفة بالشعر فقط؛ بل تتع

منوذجا ؛ فقد قدم) Buhler (هذا بالنسبة إىل وظائف اللغة عند جاكبسون، أما بوهلر الوظيفة االنفعالية، والوظيفة الندائية، : لوظائف اللغة يقتصر على ثالث وظائف فقط هي

أي ( والوظيفة املرجعية، ويقابل هذا النموذج مثلث الزوايا، املتكلم، واملخاطب، والغائب " اليدايه"باإلضافة إىل حماولة . )الشخص أو احلدث أو الشيء الذي نتحدث عنه

) Hallyday ( وظائف اللغة ميكن إدراج كل األطروحات ضمنه 2تقدمي حصر عام ألهم ، : حيث عد سبعة وظائف

. 54: المبادئ واألعالم، ص )علم اللغة الحديث (ميشال زكريا، األلسنية - 1 .150: نور الدين النيفر، فلسفة اللغة واللسانيات، ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

264

وهي الوظيفة اليت تؤدي إىل حتوير البيئة، وإحداث أشياء معينة؛ : الوظيفة النفعية -1 هلا وظيفة نفعية؛ فهي أفعال ... )الزم مكانك ( و )وجدتك هذه احملكمة مذنبا (فاجلمل مثل

.اتصالية حتدث ظروفا معينةوهي الوظيفة اليت تقنن األحداث، مع أنه يصعب التفريق بينها : الوظيفة التقنينية -2

)...(م باألحداث وبني الوظيفة النفعية؛ فالوظيفة التقنينية ليست األداة اليت حتافظ على التحكفتقنني قواعد املقابالت بني الناس، وتقنني املوافقة، والرفض، وضبط السلوك، ووضع القوانني،

.كلها متثل مزايا تقنينية للغةوتستعمل هذه الوظيفة إلصدار اجلمل اخلربية، وإيصال :الوظيفة الداللية للغة -3

الشمس (فسري أو تقرير أي حقيقة كما نراها أو ندركها؛ فاجلمل كـ احلقائق و املعرفة، وت .، تؤدي وظيفة داللية...)ألقى الرئيس كلمة يف الليلة املاضية (، و)حارة وهي تؤدي وظيفة التواصل االجتماعي بني أفراد اتمع، وخيدمه، :الوظيفة التفاعلية -4

عملية استمرارية االتصال بني األفراد، وإبقاء قنوات االتصال مفتوحة، كما يرى مالينوفسكي،وهذا ميثل الوظيفة التفاعلية للغة، ويتطلب االتصال التفاعلي معرفة بالكلمات الدارجة،

التعامل ، واملعايري الثقافية، وأساليبرواللهجات املهنية واخلاصة، وأساليب املرح، والفولكلو .املهذب والرمسي، وغريها من أساليب التواصل االجتماعي

وتسمح هذه الوظيفة للمتحدث بالتعبري عن مشاعره وعواطفه : الوظيفة الشخصية -5 وشخصيته، وانعكاسات مستوى تفكريه، وتتميز الشخصية الفردية إلنسان ما باستخدامه

يف االتصال، وتتفاعل الطبيعة الشخصية للغة، واإلدراك، والوجدان، والثقافة للوظيفة الشخصية .بطرق مل يكشف عنها حتى اآلن

وتتجلى هذه الوظيفة يف استخدام اللغة من أجل :الوظيفة االستكشافية للغة -6 وجيد االستكشافية بشكل منتظماكتشاف املعرفة، وملعرفة البيئة من حولنا، ويعبر عن الوظائف

للسؤال عن األشياء اليت جيهلوا عن البيئة من حوهلم، والبحث ماهو إال طريقة استكشافية .للحصول على متثيل للحقيقة من اآلخرين

وتؤدي هذه الوظيفة إىل إجياد نظم وأفكار إبداعية، ومن : الوظيفة اإلبداعية للغة -7 أليف القصص اخليالية أو املسلية، وكتابة الرواية هي استعماالت إبداعية للغة، ومن األمثلة ذلك ت

حيث ،.. استعمال اللغة يف الشعر، والتالعب باأللفاظ، والتورية: على الوظائف اإلبداعية جند

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

265

ل إىل مستويات عالية من نستطيع من خالل األبعاد اإلبداعية للغة أن نتعدى العامل الواقعي لنص .1لنا هلا أحالما مستحيلة كما حيلومجال اللغة ذاا، لنكون من خال

يصحبه عمليات بشكل عام، ويف جمال اإلعالم بشكل خاص، إن قيام اللغة بوظيفتها : فيزيولوجية و نفسية تتمثل فيما يلي

مة اليت تقوم ا جمموعة من األعصاب اليت تصحب احلركات العضلية املنظ: إحداها« .النطق باألصوات

واليت توجه ،ن وظيفة اللغةل اجلانب القابل أو التأثري مية اليت متثالعمليات احلس: والثانية ة، و يف والسمع واحلرك م عادة ذه الوظيفة حواس البصرويقو حركات األعصاب و تنظمها،

.حالة العمي و الصم يقوم اللمس مقام احلاستني األولينيوهي ترمجة الكلمات املسموعة أو الرموز املنظورة إىل معان ،العملية التأويلية: والثالثة

» 2.مفيدة : اإلعالمي معامل البعد التداويل لوظيفة املصطلح -9 ل الكالم بني طرفني متخاطبني، أو بني جمموعة من األطراف، تأديتهم ينتج عن تداو

وقد حاولنا أن بإنتاج هذا الكالم، ب الظروف املقامية احمليطةموعة من الوظائف، تتحدد حسنستنتج هذه الوظائف من خالل املفاهيم اليت أتت ا أهم النظريات التداولية، ومن خالل حتليلنا

ى بنا إىل تصنيفها كما يليللنا أدص وفقها مم : : الوظائف التداولية للغة حسب نظرية أفعال الكالم -9-1 التلفظ بالفعل الكالمي يقود إىل الصنف الثاين من األفعال أن) Austin (يرى أوستني

انطالقا من أن أي إجناز كالميL’acte illocutoire (، ( "الفعل اإلجنازي"املكونة له، وهو فإن الوظيفة التداولية األساسية للغة، حسب نظرية أفعال ، وبالتايل3هو إجناز لقوة فعل الكالم

ن حمسوس، ومكانمعي الكالم، هي الوظيفة اإلجنازية، واليت تعين اإلجناز الفعلي للغة يف زمانس، وينتج عن هذه الوظيفة جمموعة من الوظائف ميكن استخالصها من خالل تقسيم معين حمسو

بن حمد القعيد وزميله، الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج إبراهيم: دوجالس براون، مبادىء تعلم وتعليم اللغة، تر - 1

.558، 557، 556: ردة الله بن ردة بن ضيف الله الطلحي، داللة السياق، ص ص: ينظر/ هـ1414العربية، . 54: ص ،حلمي خليل، اللغة و الطفل - 2 .65: الفصل األول، ص: ينظر - 3

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

266

للقيم اإلجنازية للتلفظ، واليت ميكن ) Searle (من بعده سريل و ) Austin (كل من أوستني : أن نلخصها حسب كل تصنيف كما يلي

للقيم اإلجنازية الوظائف التداولية للمصطلح حسب تصنيف أوستني -9-1-1 : للتلفظ : Fonction verdictive: الوظيفة احلكمية-1 وتتجلى هذه الوظيفة يف اخلطاب من خالل ما يعلنه املرسل من آراء وأحكام عن طريق

تلفظه بالكالم، وقد تكون هذه األحكام ائية أو تقديرية حول حدث ما، وميكن أن نستدل : يف اخلطاب من خالل توظيف املرسل لألفعال الكالمية اليت ختص إطالق األحكام، مثل عليها

.إخل...حدد، وصف، حلل، قدر، أرخ، حكم، صنف، ميز، :F. Exercitive: الوظيفة التمرسية -2

اخلطاب، واليت يصدر وختتص هذه الوظيفة بإظهار السلطة اليت ميارسها املرسل يف مبوجبها أحكاما حول سلوك املتلقي، إن كان مناسبا أم ال، أو احلكم على ما جيب أن يكون بدال من احلكم على ما هو كائن، ومن األفعال الكالمية اليت يصدرها املرسل أثناء إطالقه

.إخل ...أمر، طلب، عين، ترافع، توسل، وعظ، نصح، طالب،: لألحكام : F. Promissive: الوظيفة الوعدية -3 وتظهر هذه الوظيفة عندما يظهر املرسل التزامه بالقيام بأفعال معينة شرط توفر عنصر

وعد، أقسم، تكفل، اتفق مع، : اإلخالص، ومما يدل على هذه الوظيفة يف اخلطاب، أفعال مثل .إخل...بنى قضية، أبرم عقدانذر على نفسه، ضمن، وت

:F. Expositive: الوظيفة العرضية -4 وتربز هذه الوظيفة يف اخلطاب من خالل ما يبديه املرسل من سلوكات تفرضها عليه

الظروف واملظاهر واملواقف اليت يتعرض هلا، ويعبر عنها يف سياقات خمتلفة، مثل إبداء التعاطف ، ومن األفعال ..األسف، أو االعتذار، أو الشكر، أو التهنئة، أو الترحيب، أو اللعن، أو النقد أو

، صفق، تعاطف، اعتذر، شكر، هنأ، رحب بـ، أسف، جامل: اليت تدل عليها يف اخلطاب .إخل...بارك، لعن، نقد ،

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

267

للقيم ) Searle (صنيف سريل حسب ت الوظائف التداولية للمصطلح 9-1-2 :اإلجنازية للتلفظ

:F. Assertive: الوظيفة التأكيدية - 1 وتظهر هذه الوظيفة عند تأكيد املرسل أو حتقيقه أو إثباته لشيء ما عن طريق التلفظ، اخلاصة على جمموع الظروف - بدرجات متفاوتة –هذه الوظيفة وضع مسؤولية املتكلم وتعين

املوجودة، وعلى صحة وصدق القضية املعبر عنها، وعلى مدى تطابقها مع الواقع، وميكن ..أكد، أثبت: الكشف عن هذه الوظيفة يف اخلطاب بالكشف عن أفعال التأكيد مثل

F. Directive: :الوظيفة التوجيهية - 2 ه تغيري يف سلوك لمتلقي وجعله يفعل شيئا ما، ينتج عنهتعىن هذه الوظيفة بتوجيه املرسل ل و

يف ذلك سلطته لتبليغ حمتوى مستعمال ،لسلوكه ، وجعلها مطابقةنظومة معتقداتهوم، ووضعيتهب وكثرية، ذيب اخلطاباخلطاب، ومتجاوزا لقواعد التأد وذلك عن طريق يف أحيان

.إخل...صح، أمر، ن: التوجيه مثلاستخدامه ألفعال :F. Promissive: 1 الوظيفة الوعدية -3 : F. Expressive: الوظيفة التعبريية -4 وتتعلق هذه الوظيفة بقيام املرسل بالتعبري عن مقاصده ضمن سياق حمدد، ليشكل حمتوى

الظروف املقامية، لينتج عنها حتقيقه هلدفه خطابيا ذا داللة مع توفر شرط الصدق، واملالئمة مع .اإلجنازي

: F. Déclarative: الوظيفة اإلخبارية -5 يقوم املرسل بالتلفظ خبطاب يهدف من ورائه وتسمى كذلك بالوظيفة اإلعالمية، وفيها

ا للواقع، يكون قد أدى وظيفة إخبار املتلقي بأخبار ومعلومات جتعل من كالمه مفيدا ومطابق .2 إخباريةجند أنهما (Searle)وسريل ) Austin ( وإذا قارنا بني تصنيف كل من أوستني

، وبالتايل فالوظائف كذلك تتقاطع يف الوظيفة "A. Promissifs" يتقاطعان يف األفعال الوعدية :كل التايل، ومنثل لذلك يف الشF. Promissive ""الوعدية

ريف هذه الوظيفة في تصنيف أوستين خالل الصفحة السابقة، حيث أن سيرل أبقى على األفعال الوعدية في تصنيفه ينظر تع - 1

.للقيم اإلنجازية للتلفظ .وما بعدها 65: كل من تصنيف أوستين وسيرل للقيم اإلنجازية للتلفظ في الفصل األول، ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

268

الوظائف التداولية للغة حسب تصنيف أوستني للقيم اإلجنازية للتلفظ

وظيفة حكمية وظيفة تأكيدية وظيفة توجيهية وظيفة مترسية

وظيفة وعدية وظيفة عرضية وظيفة تعبريية وظيفة إخبارية وظيفة سلوكية

.سريل للقيم اإلجنازية للتلفظ الوظائف التداولية للغة حسب تصنيف

: مها 1وتصنف نظرية أفعال الكالم األفعال اإلجنازية إىل صنفني

. Les actes du langage directes: األفعال اللغوية املباشرة -1 .Les actes du langage indirectes: األفعال اللغوية غري املباشرة -2

: وباستخدام املرسل هلذين النوعني من األفعال؛ فهو يؤدي وظيفتني تداوليتني خمتلفتني : )أو التأثريية (الوظيفة اإلقناعية -1 حيتاج اخلطاب اإلقناعي إىل توظيف أفعال لغوية مباشرة يتطابق معناها متاما مع مقصدية

املرسل، وهو ما يسمى باملعىن احلريف للعبارة؛ فاملرسل يصرح مبقاصده وال يضمنها يف اخلطاب؛ األقل على وظفة فيه حتتوي علىفيكون املعىن الذي حيمله اخلطاب معنى مباشرا، واألفعال امل

.إخل..ضحة تشري إليه، ومثال هذه األفعال، أمر، وعدإشارة وا : الوظيفة التلميحية -2 وعلى العكس من الوظيفة اإلقناعية؛ فالوظيفة التلميحية تتعلق بتوظيف املرسل ألفعال

ل يكون متضمنا فيه، حيث لغوية غري مباشرة يف خطابه، ال تعبر عن املعىن احلريف للكالم؛ ب، ويعتمد املرسل يف إستراتيجية يصبح املعىن غري ممثل من طرف العناصر اللسانية املكونة للعبارات

إليه سيتمكن من تأويل اخلطاب التأويل التلميح على تفعيل مبدأ التعاون والثقة يف أن املرسل .وظيفة التلميحية بالوظيفة التأويليةوذا ترتبط ال، 2املناسب للسياق

.70، 69: ص الفصل األول، ص: ينظر - 1 .369، 368: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص ص: ينظر - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

269

: الوظائف التداولية للغة وفق نظرية تداولية احلوار -9-2 تتأسس نظرية تداولية احلوار على مبدأ التفاعل الذي يقتضي بناء عالقة ختاطبية بني طرفني

ل فيها باثا لرسالةى هذا أو أكثر، يكون الطرف األوى داليل واضح، ويسمذات حمتو صاليةاتالطرف بالباث أو املصدر، أما الطرف الثاين، وهو املتلقي، يعترب الوجهة اليت تنتهي إليها الرسالة االتصالية، ويسمى حينئذ اهلدف، إال أن طريف التخاطب ميكنهما تبادل األدوار حبيث يصبح

." La conversation" 1ي مرسال، واملرسل متلقيا، وهذا ما يسمى باحملادثة املتلق :وينتج عن التواصل احلواري جمموعة من الوظائف ميكن حصرها فيما يلي

: Fonction interactionnelle: 2الوظيفة التفاعلية -1 ن املرسل واملتلقي عن طريق بناء عالقة ختاطبية، وأيا يف التواصل احلواري يرتبط كل م

كانت طبيعة هذه العالقة اليت تربطهما؛ فإن احلوار يفتح باب التواصل االجتماعي واستمراره، وهذا ما ميكن تسميته بالوظيفة التفاعلية للغة؛ إذ تعترب من أهم الوظائف التداولية، وهي تقتضي

.ة معرفة كل من طريف اخلطاب لبعضهما، وللظروف احمليطة بعملية احملادثةبالضرور 3إطار احملادثة أن ال خيرج احلوار عن قوانني اخلطابكما تقتضي العالقة التخاطبية يف

وأحكامه، ومن بني الوظائف اليت ميكن استنتاجها من خالل خضوع احملادثة هلذه القوانني : ا يليواألحكام م

، تعين هذه الوظيفة جناح 4وهي وظيفة مستمدة من قانون اإلخبار : وظيفة اإلخبار -1 مقاصده وأفكاره إىل املتلقي، وذلك عن طريق إعطائه موعة من املعلومات املرسل يف إيصال

ي االطالع عليها، الشاملة للمتلقي دون تشويش، وعدم احتكاره للمعارف اليت مل يسبق للمتلق .وأن يتسم خطابه مببدأ الصدق

وهذه الوظيفة مستمدة من قانون اإلفادة، واحملمول على قانون : وظيفة اإلفادة -2 ، وتعين هذه الوظيفة أن يكون خطاب املرسل مناسبا للمقام، كما تظهر هذه الوظيفة 5التناسبات

.74: الفصل األول، ص: ينظر - 1 .264: ينظر تعريف الوظيفة التفاعلية في الوظائف التي أتى بها هاليداي خالل هذا الفصل، ص - 2 .211: ينظر تعريفها خالل هذا الفصل، ص - 3 .213: المرجع نفسه، ص: ينظر - 4 .213: المرجع نفسه، ص: ينظر - 5

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

270

ينتج عن خطابه من نتائج علمية املرسل، وذلك من خالل ما مدى استفادة املتلقي من كالم .يستفيد منها املتلقي

:الوظائف التداولية للغة حسب نظرية التلفظ -9-3 الوظيفة -1: تشترك نظرية التلفظ مع نظرية أفعال الكالم يف وظائف متعددة مثل

الوظيفة - 5الوظيفة التوجيهية، -4الوظيفة اإلقناعية، -3ة، الوظيفة اإلخباري -2التعبريية، : التلميحية، باإلضافة إىل وظائف أخرى نذكر منها

وهي الوظيفة اليت حياول من خالهلا املرسل أن يتضامن مع : الوظيفة التضامنية -6 ، وختتلف هذه الوظيفة عن الوظيفة املتلقي، ويربز رغبته يف اإلبقاء على هذا التضامن واحترامه

السلوكية ألنها، باإلضافة إىل اشتماهلا على أفعال التعاطف، واألسف، واالعتذار، والشكر، . 1إخل ...النقد، والرفض، واللعن: والتهنئة؛ فهي تشتمل أيضا على أفعال مثل

ترمجته ملعاين األلفاظ فة املتلقي، وهي تعينص هذه الوظيوخت : الوظيفة التأويلية -7 . والعبارات املوجة إليه من طرف املرسل، واليت حتمل مقاصده الصرحية أو الضمنية

اليت تعكس انفعاالت، ومشاعر، الوظيفة وهي : الوظيفة التخيلية أو االنفعالية -8 للفرد بالتحرر نسبيا من « حالواقع؛ فهي تسم وأحاسيس املرسل جتاه األشياء املوجودة يف

ضغوط الواقع عن طريق وسيلة من صنعه هو، وتتمثل يف ما ينتجه من أشعار وفنون وإبداع يف قوالب لغوية تعكس انفعاالته وجتاربه وأحاسيسه، كما يستخدمها اإلنسان للترويج أو لشحذ

ء روح اجلماعة، كما هو األمر يف األغاين واألهازيج اهلمة والتغلب على صعوبة العمل، وإضفااليت يرددها األفراد يف األعمال اجلماعية أو عند الترته، وميكن رصد خصوصيات لكل خيال

.2 » لغوي، حيث تساهم يف نشر العلم واملعرفة تربويةتواصلية وهي وظيفة :الوظيفة التعليمية -9

يف إمكانية وصوهلا إىل أكرب ة وتعليمية وتثقيفية، وتكمن أمهية هذه الوظيفةمن خالل برامج تربوي .عدد ممكن من املتلقني، على اختالف مستويام

أن نظرية أفعال الكالم تتقاطع مع نظرية التلفظ يف كثري من الوظائف ومما أمكننا مالحظته :ميكن أن منثل هلا يف الشكل التايل

.ينظر تعريف الوظيفة السلوكية في الصفحات السابقة - 1 .154: نور الدين النيفر، فلسفة اللغة واللسانيات، ص - 2

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

271

الوظائف التداولية للغة حسب نظرية التلفظ

تضامنية وظيفة توجيهية وظيفة وعدية وظيفة وظيفة حكمية وظيفة تأويلية وظيفة تعبريية

وظيفة تعليمية وظيفة إخبارية وظيفة مترسية وظيفة ختيلية وظيفة إقناعية وظيفة سلوكية

فة تروجيية وظيفة تلميحية وظيفة تأكيديةوظي

.حسب نظرية أفعال الكالم وظائف التداولية للغةال

يت تؤديها اللغة بشكل عام ، واملصطلح أهم الوظائف التداولية الوتعترب هذه الوظائف من خاص، إال أن هناك بعض الوظائف اليت تغلب على بقية الوظائف األخرى يف جمال بشكل

ا، هذا اال وحلجم مجهوره، ووسائله املتعددة، واخلصائص اليت يتميز ، نظرا لطبيعة1اإلعالم لإلقناع هامة ، يشكل املصطلح اإلعالمي أداة يكتسيها هذا االاليت هذه األمهيةوانطالقا من

، وللتعبري عن األفكار واأليديولوجيات والترويج هلا، وعدم االهتمام به وبكيفية وضعه والتوجيه . واستعماله، يشكل عائقا من العوائق الكبرية اليت تواجه اللغة واإلعالم يف الوقت نفسه

تبليغ األخبار والمعلومات والخبرات إلى جمهور التي تعنى ب الوظيفة اإلخبارية أو اإلعالمية -1: وأهم هذه الوظائف - 1

.اصة بعد الثورة التكنولوجية الهائلةالمتلقين، وذلك في أجزاء متفرقة من الكرة األرضية، خلعة الوظيفة اإلقناعية أو التأثيرية، وهي التي تهدف إلى إقناع المتلقي بفكرة ما، أو بحث الجمهور على اإلقبال على س -2

معينة، أو الدول على نمط سلوكي غير محبذ اجتماعيا، ويستخدم في ذلك األلفاظ المحملة وجدانيا، وأنماط من األسلوبية اإلقناع ، ألن تأثيروالبالغة وتقنيات الصورة، كما تعتمد على تقديم الحجج الدامغة، والتقيد بضوابط التداول، وعدم الخروج عنها

المتلقي هدف خطابي ي المتلقي أقوى، وديمومته أبقى، نظرا لشموليته؛ إذ يمارس على جميع األصعدة، باإلضافة إلى أن إقناع ف، 445: عبد الهادي بن ظافر الشهري، إستراتيجيات الخطاب، ص ص: ينظر: يسعى المرسل أو القائم على االتصال إلى تحقيقه

.لوظيفة التوجيهية، والتلميحية، والوظيفة التضامنية، والترويجية والتعليميةباإلضافة إلى ا .446

.أهم اإلستراتيجيات اخلطابية والوظائف التداولية للمصطلح اإلعالمي العريب الفصل الرابع

272

273

الــــــــــخــــاتــمــــــــة

274

ةخــاتـمـلإلعالم من خالل هذه الدراسة منوذجا للتوجهات املختلفة واأليديولوجيات املتعددة، رأينا

لواقع العريب املفكك، كما برهن على عدم السياسي العريب، حيث قدم هذا األخري صورة عن اإىل جمموعة من النتائج وتوصلنا الوعي السياسي بالقضايا العربية الراهنة، وحتدياا املستقبلية، نضج

اهلامة، هي حصيلة ما ميكن تسجيله من مالحظات حول املصطلح اإلعالمي ووظيفته يف اال :جمموع هذه االستنتاجات فيما يلي السياسي، وجنمل

اخللفيات واآلراء السياسية، والتوجهات اإليديولوجية ملختلف املؤسسات يدضرورة توح - .القضايا العربية مبا خيدم ،اإلعالمية العربية

الطموحات ، وتشجيعتوفر إرادة سياسية عربية مشتركة ترمي إىل النزعة التوحيدية - بشكل عام، ويف اإلعالم العريبيف صطلحاتامل استعمال اللغوية اليت دف إىل تعميم وتوحيد

.كخطوة أوىل للوحدة العربية يف كل ااالت األخرى اإلعالم السياسي بشكل خاص،القضاء على مشكل التبعية يف جمال اإلعالم، والكف عن اعتبار اإلعالم الغريب هو -

يث املصطلحات واملضامني اليت يستخدمها، املصدر من حيث الوصول إىل األخبار، أو من حخاصة بعدما أثبتت بعض وسائل اإلعالم العربية جدارا من حيث تغطيتها لألحداث، ووصوهلا

.إىل مصادر األخبار أينما كانت العمل على وضع مصطلحات إعالمية تتناسب مع ما يطرأ من أحداث سياسية -

اعاة أن تكون احملتويات واملضامني اليت حتملها هذه املصطلحات مطابقة واجتماعية وثقافية، مع مر فكري العريب، ذلك أن اللغة واإلعالم معا يشكالن أهمة العربية، والتملضمون الفكر العريب واهلوي

يف داخل سفري للفكر واحلضارة العربية واإلسالمية يف اخلارج، بغض النظر عن دورمها الفعال .الوطن العريب

.التنسيق بني املؤسسات اإلعالمية، وهيئات التعريب و اامع اللغوية املتخصصةتفعيل - لغة اإلعالم للقضاء على اخنفاض مستواها وتدنيه، ارتكاب األخطاء اللغوية يفاجتناب -

الذي للقضاء على الضعفستواهم اللغوي واألدائي ، والرفع من مكفاءاتالوالعمل على تكوين .يعاين منه القائمون عليه

275

األعمال الفردية اليت مراقبة املتخصصني، باإلضافة إىل ة والتوليد إىلإسناد أمر الترمج - .م للمصطلحات املناسبةاستعماهل توحيد بشكل عشوائي، وضرورة يقوم ا بعض املترمجني

اللغة و األدب والتاريخ والتراث تعتمد على البحث والدراسة بناء عالقة جديدة مع - والوعي، وأخذ دور الفاعل يف حياكة املفاهيم والعبارات اليت يتطلبها العصر وإجنازاته وتطوراته،

ن دون متحيص خلطورة ما ينقله على بدال من االكتفاء بدور املتلقي السليب الذي ينقل عن اآلخري .هويته ومصريه ومستقبله

. حتضارب االجتهادات يف اختيار املصطللكي ال تاملناهج املختلفة، توحيد - لغويا، معهد عريب استراتيجي للدراسات اإلعالمية يعىن مبتابعة أجهزة اإلعالم العاملية فتح -

وسياسيا، وفكريا، عابري واملصطلحات اليت يد اإلعالم ويدرس الترها لنا اإلعالم الغريب، ويزوصدعاهد واهليئات واامع العربية بني امل ؛ إذ يبقى التنسيقالعريب باملصطلحات والتعابري املناسبة

، غري كاف، وحيتاج إىل جهاز يف وضع واستعمال املصطلحات ونشرها ،ات اإلعالميةاملؤسسوويقوم مببادراته اللغوية من أجل ، أكرب يعمل من أجل دراسة وتوحيد هذا االستعمال، وتوجيهه

املتخصصني من احلفاظ على احلق العريب والشخصية العربية والثقافة العربية بشكل مدروس من قبل .فقهاء اللغة العربية

حيتاج ونشره، والترويج له عند مجهور املتلقني، زام باستعمال املصطلح املوحد،إن االلت - واليت خترج ا اامع ، الصادرة بشأن املصطلح السياسية يف تفعيل القرارات القرارات مسامهةإىل

در كبري من األمهية يف ذلك أن القرار السياسي مسألة على ق ،املتخصصةواهليئات اللغوية والعلمية قضية الترمجة والتعريب، حيث يتوقف عليه جناح أو فشل دور املؤسسات العلمية واجلامعات يف

ساتتوحيد وشيوع املصطلح العلمي، ألن ذلك يبىن على إرادة احلاكم قبل هذه املؤس. دعم ما وصل يف اتجاه حاستصدار قرارات سياسية بشأن املصطل كما جيب أن يكون -

إليه العلماء واللغويون، واامع واجلامعيون من نتائج، وتطبيق ذلك ليس بشكل مبعثر ومتفرق لى األوىل اليت يتوجب علينا العمل ع اخلطوة د العريب، وهيولكن بشكل موحد على الصعي

.اسي من خالل اجلامعة العربيةصدار مثل هذا القرار السيتنفيذها، والسعي احلثيث إلاملعنية اكزرامليف نشر وإشاعة وتوحيد املصطلح، وذلك باعتبارها اتتفعيل دور اجلامع -

لبحث العلمي واألكادميي، باإلضافة إىل كوا أنسب مكان لتطبيق وتنفيذ املصطلحات اليت يتم با

276

أو مكتب تنسيق التعريب، حيث تعمل على نشرها من االتفاق عليها يف اامع اللغوية العربية .بخالل احملاضرات اليت تلقى على الطال

يف نفس من الوقوف كن اإلعالم العريباالتفاق على فلسفة إعالمية عربية مشتركة مت - .االهتمام ا هي أهم الوسائل اليت جيب، واللغة مع اإلعالم الغريب واجهةاملستوى من امل

.يتوافق مع املعطيات الراهنة عريب ختطيط إعالمي العمل على بناء - .سياسات إعالمية تتوافق مع املخططات املوضوعة تدعيم هذا العمل بوجود -

ذل الكثري وعي خاص بواقع اإلعالم العريب اليوم، وإىل ب تطبيق هذه احللول حيتاج إىل إن حتى يعود له دوره الفاعل واهلادف، خاصة يف ظل هذه الظروف احلرجة وحزم، إرادةب من اجلهود

خلدمة اليت تعاين منها أمتنا العربية، ويف ظل هذه السلطة اليت ميارسها اإلعالم الغريب بشكل عام .األمة العربية قاطبة أغراضه الدنيئة جتاه

كما نرجو من خالل حبثنا، أن نكون قد أسهمنا يف لفت االنتباه إىل هذه املشكلة اخلطرية، .لتأخذ مكاا ضمن اهتمامات الباحثني يف اللغة ويف اإلعالم

والله املوفق واملستعان .والسالم

ثـبــت المـصـطلحـــــات

277

ثبت المصطلحات فرنسي-عربي ......................................................................... Acteفعل/ حدث

........................................................... Acte de langageفعل لغوي .............................................. Acte de langage directفعل لغوي مباشر ......................................... Acte de langageفعل لغوي غير مباشر

indirect ......................................................... Acte d’énonciationفعل تلفظي

.............................................................. Acte de paroleفعل كالمي............................................................. Acte illocutoireفعل إنجازي.............................................................. Acte locutoireفعل تعبيري

........................................................... Acte perlocutoireفعل تأثيري............................................................... Acte phatiqueفعل تركيبي

............................................................ Acte phonétiqueفعل صوتي................................................................. Acte rhétiqueفعل داللي

........................................................... Actes assertifsأفعال تأكيدية..................................................... Actes Comportatifsأفعال سلوكية

......................................................... Actes déclaratifsأفعال إخبارية........................................................... Actes directifsأفعال توجيهية........................................................... سية Actes Exercitifsأفعال تمر.......................................................... Actes Expositifsأفعال عرضية.......................................................... Actes Expressifsأفعال تعبيرية.......................................................... Actes Promissifsأفعال وعدية.......................................................... Actes Verdictifsأفعال حكمية

..................................................................... Appréciationتقدير......................................................... Argumentationحجاج/ تحاجج

......................................................................... Auditeurمستمع................................................................................ Canalقناة

.................................................................. Circonstancesظروف............................................................... Codeنظام رموز/قانون/سنن

............................................................ Collocationالرصف/ التساوق................................................................. Communicationاتصال

.............................................. Communication de groupeاتصال جمعي........................................... Communication de masseاتصال جماهيري................................................. Communication généraleاتصال عام

278

Communicationاتصال عبر الثقافات...................................interculturelle

.......................................... Communication internationaleاتصال دولي Communicationاتصال شخصي/ بيفردي...........interpersonnel/interindividuel

....................................... Communication intra personnelleاتصال ذاتي........................................ Communication non verbaleاتصال غير لفظي

Communication organisationnelleاتصال تنظيمي................................................................................. Communication politiqueاتصال سياسي

................................................. Communication verbaleاتصال لفظي................................................................ Compétenceكفاءة لغوية

.............................................. Compétence pragmatiqueكفاءة تداولية................................................ Compétence sémantiqueكفاءة داللية

..................................................................... ر ذهني Conceptتصو.............................................................. Conceptualisationمفهمة

......................................................................... Cognitiveمعرفية.......................................................................... Contenuمحتوى

.......................................................................... Contexteسياق.................................................. Contexte circonstancielسياق ظرفي....................................... Contexte de l’énonciationسياق تعبيري/ تلفظي

/Contexte épistémiqueسياق افتراضي..........................présuppositionnel

........................................................... Contexte étenduسياق واسع................................................. Contexte interactionnelسياق تفاعلي

............................................ Contexte linguistique/ verbalسياق لغوي......................................................... Contexte restreintسياق محدود

/Contexte situationnel/ de situationسياق موقفي/ مقامي/ سياق الموقف........non linguistique

...................................................................... Contextiqueسياقية............................................ Continuumمجموعة اتصالية نظرية

théorique .................................................................. Convenancesتناسبات

.............................................................. Conversationمحادثة/ حوار

..................................................................... Croyancesمعتقدات................................................................... Décodageفك الترميز

................................................................... Deixisمبهمات/ ضمائر

279

........................................................................ Dénotativeتعيينية.................................................................. Destinataireمرسل إليه...................................................................... Destinateurمرسل

.................................................... Déviation sémantiqueانزياح داللي.......................................................................... Dialogueحوار

................................................... Dimension pragmatiqueبعد تداولي........................................................................ Discoursخطاب.......................................................................... Distanceمسافة

.................................................................... Émetteurباث/ مرسل......................................................................... Encodageترميز

................................................................... Énonciataireمخاطب............................................................ Énonciateurمتلفظ/ مخاطب

...................................................................... Énonciationتلفظ........................................................ Énonciation littéraleتعبير حرفي

..................................................... Énonciation sérieuseتعبير حقيقي............................................................ Énoncéملفوظ/ منطوق/ عبارة

................................................................. Expressionتعبير/ عبارة.............................................. Fonction argumentativeوظيفة حجاجية

...................................................... Fonction assertiveوظيفة تأكيدية................................................. Fonction comportativeوظيفة سلوكية

................................................. Fonction conativeوظيفة ندائية/ إفهامية.................................................... Fonction déclarativeوظيفة إخبارية

...................................................... Fonction directiveوظيفة توجيهية................................................ Fonction émotiveوظيفة تعبيرية/ انفعالية

...................................................... سية Fonction Exercitiveوظيفة تمر..................................................... Fonction Expositiveوظيفة عرضية..................................................... Fonction expressiveوظيفة تعبيرية

......................................... Fonction métalinguistiqueوظيفة تعدي اللغة Fonction performative de la paroleوظيفة أدائية للكالم..............................

................................................. Fonction phatiqueوظيفة إقامة االتصال........................................................ Fonction poétiqueوظيفة شعرية

..................................................... Fonction Promissiveوظيفة وعدية

................................................... Fonction référentielleوظيفة مرجعية

..................................................... Fonction verdictiveوظيفة حكمية........................................................ ة التلفظ Force d’énonciationقو

280

............................................................ ة إنجازية Force illocutoireقو............................................................................. Formeشكل

............................................................... Homonymeمشترك لفظي..................................................................... Idéologieإيديولوجيا

......................................................... Image acoustiqueصورة سمعية......................................................................... Impliciteتضمين

......................................................................... Indicateursأدلة..................................................... Indication expresseإشارة واضحة

............................................................................. Indiceإشارة........................................................... Informationsأخبار/ معلومات

.................................................. Instances de discoursإنيات الخطاب........................................................................... Intentionقصد

.................................................................. Intentionnalitéقصدية....................................................................... Interactionتفاعل......................................................... Interlocuteursأطراف التخاطب......................................................................... Intonationتنغيم

........................................................................... Langageلسان.............................................................................. Langueلغة

......................................................................... Locutaireمتلقي......................................................................... Locuteurمتكلم

........................................................... Loi de modalitéقانون النوعية................................................ قة والوضوح Loi d’exhaustivitéقانون الد

....................................................... Loi d’informativitéقانون اإلخبار......................................................... Loi du discoursقوانين الخطاب............................................................ Macro contexte سياق كبير

Mass Medias/ Moyens de communication deوسائل اإلعالم.............masse

-Mass Medias Audioوسائل إعالم سمعية بصرية.................................visuels

.............................................. Mass Medias Auditifsوسائل إعالم سمعية............................................ Mass Medias Immobilesوسائل إعالم ثابتة

............................................. Mass Medias Lisiblesوسائل إعالم مقروءة.......................................... Maximes conversationnellesقواعد حوارية

.......................................................................... Messageمرسلة............................................................. Micro contexteسياق صغير

281

........................................................................ Mimiquesإيماءات........................................................................ Modalitésأحكام

............................................... Modalités appréciativesأحكام تقديريةلوك التخاطبي...................... Modalités de comportementأحكام الس

discursif .................................................. Modalités Expressivesأحكام تعبيرية

.............................................................................. Paroleكالم................................................................ Performanceأداء كالمي

............................................................ Phonèmeفونيم/ وحدة صوتية........................................................ Phonème contexteسياق صوتي

.............................................................................. Phraseجملة.................................................................... د المعنى Polysémieتعد

......................................................................... Posterioriبعدي........................................... Postulats de conversationمسلمات الحوار

.................................................................... Pragmatiqueتداولية................................................. Pragmatique du langageتداولية اللغة............................................ Pragmatique linguistiqueلسانيات تداولية

........................................... Pragmatique philosophiqueتداولية فلسفية...................................................................... Préconstruitمسبق

........................................................ Préfixes verbauxسوابق األفعال.......................................................... Présupposésافتراضات مسبقة

................................................. Principe de coopérationمبدأ التعاون.................................................. Principes de pertinenceمبدأ المالئمة

...................................................... دق Principe de sincéritéمبدأ الص...................................................................... Propagandeدعاية

........................................................................ Réalisationإنجاز.......................................... Réalité extra linguistiqueواقع اللغة الخارجي

......................................................... Réalité linguistiqueواقع لغوي....................................................................... Récepteurمستقبل

....................................................................... Référenceمرجعية.......................................................................... Référentمرجع....................................................................... Repérageاستعالم

............................................................. Renseignementاستعالمات................................................................. Sémantique.علم الداللة

................................................................................ Sensمعنى

282

.............................................................................. Signeعالمة............................................. Signes para verbalعالمات مصاحبة للتلفظ

........................................................................... Signifiantدال...................................................................... Significationداللة

................................................ Signification linguistiqueداللة لسانية........................................................................... Signifiéمدلول................................................................... Situationموقف/ مقام

................................................... Situation du discoursحال الخطاب............................................................................ Sourceمصدر

............................................................. Sous-entenduأقوال مضمرة...................................................................... Structurationبنينة

......................................................................... Substanceمادة........................................................................... Systèmeنظام

........................................................................... Termeمصطلح.................................... Théorie des actes du langageنظرية أفعال الكالم

.................................................... Théorie pragmatiqueنظرية تداولية Théorie pragmatique de laنظرية تداولية الحوار.......................

conversation Théorie pragmatique deنظرية تداولية الحديث........................

l’énonciation ...................................................... Valeurs déductivesقيم استنتاجية

....................................................................... عات Variantesتنو

المحللة في البحث معجم المصطلحات اإلعالمية

................................................................... Assassiné/ Mortقتيل...................................................................... Civilisationحضارة

.......................................................... Combattant/ Guerrierمجاهد

........................................................... Commando/ Partisanفدائي.......................................................................... Dialogueحوار

........................................................ Émeute/ Désordre publicفتنة............................................................................. Épreuveمحنة

..................................................................... Imposteursدجالون...................................................................... Kamikazeانتحاري

.......................................... ة العربية La nation Arabe/ CommunautéاألمArabe

283

....................................................... Le Maghreb Arabeالمغرب العربي............................................... Le Maghreb Islamiqueالمغرب اإلسالمي

........................................................ Le Moyen Orientالشرق األوسط........................................................... Le monde Arabeالعالم العربي

................................................... Le monde Islamiqueالعالم اإلسالمي............................................................. Le pays Arabeالوطن العربي

......................................................... Le peuple Arabeالشعب العربي........................................................... ول العربية Les pays Arabeالد

................................................... عوب العربية Les peuples Arabesالش Les Systèmes Arabes/ Régimesاألنظمة العربية............................

Arabes ............................................................................. ية Libertéحر

.......................................... L’Orient Arabe/ Levantالمشرق العربيArabe

.................................................... L’Orient Islamiqueالمشرق اإلسالمي............................................................................. Lumièreنور

............................................................................. Martyrشهيد............................................................... Nord Africainشمال إفريقيا

.......................................................................... Paixسلم/ سالم......................................................................... Résistantمقاوم

................................................................... Révolutionnaireثائر................................................................... Sécurité/ Sûretéأمن

........................................................................ Solidaritéتضامن...................................................................... Terrorismeإرهاب

........................................................................ Toléranceتسامح.......................................................................... Tragédieمأساة

........................................................................... Victimeضحية

فـــهــــرس الــمـصـــــادر والــمــراجـــع

287

المـــراجع والمصـــادر العربية

القرآن الكريمرواية اإلمام ورش بقراءة اإلمام نافع من طريق أبي يعقوب األزرق تأسيسا - 1

ار الشامية برواية حفص لقراءة اإلمام عاصم، على نسخة مأذونة أصوال من الد، 11دار ابن كثير، دمشق- سوريا، دار الفجر اإلسالمي، دمشق- سوريا، ط:

. م2003هـ/ 1424د (اآلمدي ين أبو الحسن علي بن محم ) سيف الد

اإلحكام في أصول األحكام، تح: الشيخ إبراهيم العجوز، دار الكتب العلمية، - 2. ) د. ت(، ) د.ط(بيروت- لبنان، إبراهيم عبد هللا

ياقات الثقافية- بحث في تأويل الظاهرة األدبية، دار الكتاب الجديد - 3 التلقي والس. م2000، 01المتحدة، بيروت- لبنان، دار أويا للنشر والتوزيع، طرابلس- ليبيا، ط:

أبو أصبع صالح خليل االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة، دار آرام للدراسات والنشر -4

. م1995، 01والتوزيع، عمان- األردن، ط: ية، التنمية، والهيمنة الثقافية -5 يات اإلعالم العربي: المصداقية، الحر ( تحد

روق، )دراسات في اإلعالم .م1999، دار الش نصوص تراثية في ضوء علم االتصال المعاصر، دار آرام للدراسات والنشر -6

والتوزيع، عمان- األردن. أرمينكو فرانسواز

المقاربة التداولية، ترجمة: سعيد علوش، مركز اإلنماء القومي. -7 أولمان ستيفن دور الكلمة في اللغة، ترجمه وقدم له وعلق عليه: د.كمال بشر، دار غريب - 8

. 12للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط: بدوي أحمد زكي حافة، - 9 ة، الص أي العام، اإلعالن، العالقات العام معجم مصطلحات اإلعالم: الر

ينما، تقديم: أحمد خليفة، دار الكتاب المصري، القاهرة، دار اديو، التلفزيون، الس الر .م1985هـ/ 1405، 01الكتاب اللبناني، بيروت، ط:

ار بلحسن عم األدب واأليديولوجيا، المؤسسة الوطنية للكتاب، المكتبة الشعبية. -10

بلخير عمر

288

منشورات االختالف، تحليل الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية،- 11 . م2002، 01الجزائر، ط:

بلعيد صالح اهنة، ديوان المطبوعات - 12 اللغة العربية آلياتها األساسية وقضاياها الر

.م1995الجامعية، جوان: . م2002 اللغة العربية العلمية، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، -13

الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البيان والتبيين، تحقيق: درويش جويدي، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، -14

. 03، 02، 01، ج: م2000هـ/ 1421، 02صيدا- بيروت، ط: ابن جني أبي الفتح عثمان

د علي النجار، دار الهدى للطباعة والنشر، - 15 الخصائص، تحقيق: محم. 02بيروت- لبنان، ط:

حجازي محمود فهمي األسس اللغوية لعلم المصطلح، دار غريب للطباعة، القاهرة. - 16

ام حسان تماألصول- دراسة ابستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب- النحو، فقه اللغة، - 17

. م2000هـ/ 1420البالغة، أميرة للطباعة، عالم الكتب، القاهرة، مناهج البحث في اللغة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، مطبعة النجاح الجديدة، -18

ار البيضاء، .م1986هـ/ 1407الد اني أحمد حسمباحث في اللسانيات- مبحث داللي، مبحث تركيبي، مبحث صوتي- ديوان - 19

. 1999المطبوعات الجامعية، د رشاد الحمزاوي محم

العربية والحداثة أو الفصاحة فصاحات، دار الغرب اإلسالمي، بيروت- -20 لة ومزيدة، 02لبنان، ط: . 1986 معد

ار التونسية للنشر، -21 . م1987 المصطلحات اللغوية الحديثة، الدحمو الحاج ذهبية

لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع، - 22 منشورات مخبر تحليل الخطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو- الجزائر.

حمن أبو زيد ولي الدين ابن خلدون عبد الرمة، تحقيق: خليل شحادة، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت- - 23 المقد

. م2003هـ/ 1424، 01لبنان، ط: خليل حامد

289

، دار » مؤسس البراجماتية« المنطق البراجماتي عند تشارلز بيرس - 24 . م1996الينابيع للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق،

خليل حلمي ، 01دراسات في اللغة والمعاجم، دار النهضة العربية، بيروت- لبنان، ط: - 25

. م1998 اللغة والطفل- دراسة في ضوء علم اللغة النفسي، دار النهضة العربية -26

للطباعة والنشر، بيروت- لبنان.دبه الطيب

يميائية عند أبي حيان التوحيدي- بحث مقدم لنيل شهادة - 27 التجليات السبير، جامعة الجزائر، م1998، 1997الماجستير في اللغويات، إشراف: د. سعدي الز

. ) مخطوط ( مبادىء اللسانيات البنوية- دراسة تحليلية ابستمولوجية، دار القصبة للنشر، -28

. م2001الجزائر،

زكريا ميشال المبادئ واألعالم، المؤسسة الجامعية )علم اللغة الحديث (األلسنية - 29

. م1983، 02للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت- لبنان، ط: مخشري جار هللا أبي القاسم محمود بن عمر الز

أساس البالغة، قاموس عربي- عربي، راجعه وقدم له: إبراهيم قالتي، دار - 30 الهدى للطباعة والنشر والتوزيع.

وابنه تاج الدين ) علي بن عبد الكافي (السبكي مزمي ونور الدين صغيري، - 31 اإلبهاج في شرح المنهاج، تح: أحمد جمال الز

دار البحوث للدراسات اإلسالمية وإحياء التراث، دبي- اإلمارات العربية المتحدة، م. 2004هـ/ 1424، 01ط:

السد نور الدين األسلوبية (األسلوبية وتحليل الخطاب، دراسة في النقد العربي الحديث - 32

، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر. )واألسلوبشامية أحمد

في نظرية عبد القاهر الجرجاني (خصائص العربية واإلعجاز القرآني - 33 . 1995، ) سلسلة المعرفة(، ديوان المطبوعات الجامعية )اللغوية

شرف عبد العزيز علم اإلعالم اللغوي، طبع في دار ندبار للطباعة، الشركة المصرية العالمية - 34

. 01، القاهرة، ط: 2000للنشر- لونجمان ينما، -35 حافة، اإلذاعة، التلفزيون، الس المدخل إلى وسائل اإلعالم- الص

المسرح، أقمار االتصاالت، دار الكتاب المصري للطباعة والنشر والتوزيع-

290

هـ/ 1409، 02القاهرة، دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع- لبنان، ط: . م1989

الشهري عبد الهادي بن ظافر إستراتيجيات الخطاب- مقاربة لغوية تداولية، دار الكتاب الجديد، بيروت- - 36

. م2004، 01لبنان، ط:

الشيخ عبد الواحد حسن مكتبة ومطبعة ،) دراسة تطبيقية(العالقات الداللية والتراث البالغي العربي - 37

. م1999هـ/ 1419، 01اإلشعاع الفنية، سلسلة اللغة العربية، اإلسكندرية، ط: طالب اإلبراهيمي خولة

. م2000 مبادىء في اللسانيات، دار القصبة، الجزائر، -38 الطلحي ردة هللا بن ردة بن ضيف هللا

مة، ط: - 39 ياق، معهد البحوث العلمية، جامعة أم القرى، مكة المكر ، 01داللة الس .هـ1424

العاقد أحمد لطة، دار الثقافة، مطبعة النجاح - 40 حافي- من اللغة إلى الس تحليل الخطاب الص

ار البيضاء- المغرب، ط: . م2002، 01الجديدة، الدعزوز أحمد

أصول تراثية في نظرية الحقول الداللية- دراسة- منشورات اتحاد الكتاب -41 . 2002العرب، دمشق،

نظرية الحقول الداللية- دراسة في التأسيس والتطبيق، أطروحة مقدمة لنيل - 42 شهادة دكتوراه الدولة، إشراف: د. عبد الكريم بكري، المشرف المساعد: د. مختار

انيا، ( م1999- 1998حبار، معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران- الس. )مخطوط

عشراتي سليمان ياسي والخطاب اإلعالمي في الجزائر، مدارسة لسيمونتيك - 43 الخطاب الس

القول والفعل والحال، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران- الجزائر.علي أميرة منصور يوسف

. 1999 االتصال والخدمة االجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، اإلسكندرية: -44 عمر أحمد مختار

. 05 علم الداللة، عالم الكتب، القاهرة، ط: -45 د غاليم محم

. م1987، 01التوليد الداللي في البالغة والمعجم، دار توبقال للنشر، ط: - 46

فاخوري عادل

291

يمياء الحديثة، دار الطليعة - 47 علم الداللة عند العرب، دراسة مقارنة مع الس .م1985، مايو: 01للطباعة والنشر، بيروت- لبنان، ط:

الفهري عبد القادر الفاسي اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية وداللية، منشورات عويدات، - 48

. م1986، 02بيروت- لبنان، ط: جان جبران كرم

. م1986، 01مدخل إلى لغة اإلعالم، دار الجيل، ط: - 49 د علي الكبيسي محم

لطة، تكنولوجيا السيطرة - 50 ميشال فوكو تكنولوجيا الخطاب، تكنولوجيا الس .م1993على الجسد، دار سراس للنشر، تونس، أفريل

الينز جون ياق، ترجمة: عباس صادق الوهاب، دار الشؤون الثقافية - 51 اللغة والمعنى والس

ة، ط: . م1987، 01العاملعياضي نصر الدين

وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيري والمجتمع آراء ورؤى، دار القصبة - 52 .م1999للنشر،

د المبارك محم، 01استقبال النص عند العرب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط: - 53

.م1999د سيد د محم محم

المسؤولية اإلعالمية في اإلسالم، طبع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، - 54 . م1986، 02المؤسسة الوطنية للكتاب، الرغاية- الجزائر، ط:

مرتاض عبد الجليل ، دار هومة ) اقترابات لسانية للتواصلين: الشفهي والكتابي(اللغة والتواصل - 55

للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر.

- مدكور عاطف 56علم اللغة بين القديم والحديث، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، منشورات

م. 1987هـ/ 1407جامعة حلب- كلية اآلداب، سوريا: المسدي عبد السالم

مة في علم - 57 قاموس اللسانيات، عربي- فرنسي، فرنسي- عربي، مع مقدار العربية للكتاب، . م1984المصطلح، الد

د مفتاح محم

292

، المركز الثـقافي العربي، ) إستراتيجية التناص(تحليل الخطاب الشعري - 58 ار البيضاء- المغرب، ط: . م1986، 02الد

مكاوي حسن عماد، السيد ليلى حسين ار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط: - 59 ، 02االتصال ونظرياته المعاصرة، الد

. م2002هـ/ 1423، 03، ط: م2001 هـ/1422د بن مكرم األفريقي المصري ابن منظور أبي الفضل جمال الدين محم

. هـ1300، 01لسان العرب، دار صادر، بيروت- لبنان ط: - 60 منقور عبد الجليل

علم الداللة- أصوله ومباحثه في التراث العربي- دراسة- من منشورات - 61 .م2001اتحاد الكتاب العرب، دمشق،

مونان جورج علم اللغة في القرن العشرين، ترجمة: نجيب غزاوي، مؤسسة الوحدة، - 62

سوريا.ناصف مصطفى

اللغة والتفسير والتواصل، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون - 63 . م1995/ يناير: هـ1415واآلداب، الكويت، رجب:

النيفر نور الدين فلسفة اللغة واللسانيات، مؤسسة أبو وجدان للطبع والنشر والتوزيع، تونس، - 64

. م1993، 01ط:

هندي صالح ذياب ال - 65 أثر وسائل اإلعالم على الطفل، دار الفكر للنشر والتوزيع، جمعية عم

. م1999، 01مطابع التعاونية، عمان- األردن، ط: د وطاس محم

ة، وفي تعليم اللغة العربية - 66 ية الوسائل التعليمية في عملية التعلم عام أهمة، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، . م1988لألجانب خاص

يوسف أحمد سيميائيات التواصل وفعالية الحوار- المفاهيم واآلليات، منشورات مختبر - 67

يميائيات وتحليل الخطابات، جامعة وهران- الجزائر. الس

- -الدوريات والمجالتاألشتر عبد الكريم

، مجلة مجمع اللغة » توحيد المصطلح وتعميمه- المقاصد واألبعاد« - 68 ل من بحوث ندوة إقرار منهجية (العربية بدمشق عدد خاص وفيه القسم األو

دة لوضع المصطلح . )موح

293

اللغة العربية واإلعالم المرئي والمسموع- مقترحات في سبل العالج « -69 ة بحوث ندوة » والتنمية ، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه تتم

. م1999هـ/1420، )اللغة العربية واإلعالم(بلمليح إدريس

ري عند عبد هللا راجع« - 70 ، من » من التركيب البالغي إلى المجال التصوار البيضاء، منشورات كلية قضايا التلقي والتأويل، مطبعة النجاح الجديدة بالد

باط- سلسلة ندوات ومناظرات رقم: د 36اآلداب والعلوم اإلنسانية بالر ، جامعة محمم. 1995، 01الخامس، المملكة المغربية، ط:

د بوشعالة مصطفى محم، » توحيد المصطلح العلمي العربي وشيوعه من خالل التجربة الليبية« - 71

ة بحوث ندوة إقرار (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه تتمدة لوضع المصطلح ، مطابع دار البعث، 28/11/1999 حتى 25، من )منهجية موح

. م2000/ أكتوبر: هـ1421رجب: بومعيزة سعيد

عملية إنتاج األخبار في التلفزيون الجزائري، نشرة الثامنة- دراسة « -72 ، المجلة الجزائرية لالتصال، معهد علوم اإلعالم واالتصال، جامعة » حالة

.07 و06، العدد 1992الجزائر، ربيع وخريف حمدي أحمد

، بحث ألقي في مؤتمر لألدباء العرب، المجلة » لغة األدب ولغة اإلعالم « -73 . 7 و6، العدد: م1992الجزائرية لالتصال، سنة:

د ضاري ادي محم حم، مجلة مجمع اللغة العربية » وسائل وضع المصطلح العلمي في العربية« - 74

ل من بحوث ندوة دة (بدمشق، عدد خاص وفيه القسم األو إقرار منهجية موح. )لوضع المصطلح

د خسارة ممدوح محمب والدخيل في المجالت المتخصصة« - 75 ، مجلة مجمع اللغة العربية » المعر

ة بحوث ندوة دة لوضع (بدمشق، عدد خاص وفيه تتم إقرار منهجية موح/ أكتوبر: هـ1421، مطابع دار البعث، رجب: 28/11/1999 حتى 25، من )المصطلح

. م2000الخطيب أحمد شفيق

، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، » منهجية بناء المصطلحات وتطبيقها« -76ل من بحوث ندوة (مجلة المجمع العلمي العربي سابقا، عدد خاص وفيه القسم األو

دة لوضع المصطلح .م2000هـ/ 1421، )إقرار منهجية موحد أحمد الدالي محم

294

د- واضع المصطلح، وأساليب « -77 في الطريق إلى مصطلح علمي عربي موح، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه » وضعه، ووسائل توحيده

ل من بحوث ندوة دة لوضع المصطلح (القسم األو ، المجلد: ) إقرار منهجية موح. 03، ج: 75

سماعنة جواد حسيني ، مجلة مجمع اللغة ) » المنهج والمصطلح(المعجم العلمي المختص « - 78

ة بحوث العربية بدمشق، مجلة المجمع العلمي العربي سابقا، عدد خاص وفيه تتمدة لوضع المصطلح(ندوة . م2000هـ/ 1421، ) إقرار منهجية موح

السيد محمود أحمد ، مجلة مجمع اللغة » المبادئ األساسية في وضع المصطلح وتوليده« -79

ل من بحوث ندوة إقرار منهجية (العربية بدمشق، عدد خاص وفيه القسم األودة لوضع المصطلح .)موح

شعبان بثينة ، » دور اللغة العربية في مواكبة المصطلح األجنبي في اإلعالم المقروء« -80

ل من بحوث ندوة مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، عدد خاص وفيه القسم األو. م1999هـ/ 1420، 1998/ 11/ 23 حتى 21، من )اللغة العربية واإلعالم(

العظم صادق جالل ، الثقافة العربية ثقافات العالم: حوار األنداد، المنظمة » ما هي العولمة« -81

. م1999العربية للتربية والثقافة والفنون، إدارة برامج الثقافة واالتصال، تونس، القرشي خضر عليان، قنيبي حامد صادق

يته« -82 ، مجلة جامعة أم القرى، السنة » المصطلح العلمي ودوره وأهم، العدد الثامن. هـ1414السادسة،

كوتري جون ماري ياسي)مضمون(في محتوى 83- « ، ترجمة: الطاهر بن خرف » االتصال الس

، المجلة الجزائرية لالتصال، سنة: . 07 و06، العدد: م1992هللامرتاض عبد الملك

، تجليات الحداثة، » نظرية التبليغ بين الحداثة الغربية والتراث العربي« -84. 01، العدد: 1992مجلة يصدرها معهد اللغة العربية وآدابها، جامعة وهران،

د جواد النوري محم، مجلة مجمع اللغة العربية » المؤثرات في إشاعة المصطلحات العربية« -85

ة بحوث ندوة دة لوضع (بدمشق، عدد خاص وفيه تتم إقرار منهجية موح/ أكتوبر: هـ1421، مطابع دار البعث، رجب: 28/11/1999 حتى 25، من )المصطلح

. م2000د ويس أحمد محم

295

د المصطلح« - 86 ، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة » االنزياح وتعد. 03، العدد: 25، المجلد: 1997والفنون واآلداب، الكويت: يناير/ مارس:

أخــــــــرى: دبه الطيب

يميائية األخرى« محاضرة بعنوان: - 87 ، دائرة » اللسان البشري واألنظمة السار ثليجي باألغواط. اللغة العربية وآدابها، جامعة عم

، مقياس: مدخل إلى » ماهية االتصال« محاضرة للسنة الثانية بعنوان: - 88 علوم االتصال، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة ابن خلدون، تيارت، السنة

. م1999، 1998الجامعية: لم والمصالحة الوطنية، مرسوم رئاسي رقم: - 89 مشروع الميثاق من اجل الس

خ في 05-278 ، يتضمن 2005 غشت سنة 14 الموافق لـ هـ1426 رجب عام 09مؤر 29استدعاء هيئة الناخبين لالستفتاء المتعلق بالمصالحة الوطنية يوم الخميس

. 2005سبتمبر سنة

القـنــوات الفـضـــائية

قناة الجزيرة الفضائية. -90 قناة دبي الفضائية. -91 قناة العربية الفضائية. -92

المراجع باللغة الفرنسية

Bougnoux Daniel

296

93- Introduction aux sciences de la communication, Éditions Casbah, Alger 2001. Benveniste Émile 94- Problèmes de linguistique générale, T1, Éditions Gallimard, Paris : 1966 95- Problèmes de linguistique générale, T2, Éditions Gallimard, Paris : 1974. Bateson Grégory, Rusch Jurgen 96- Communication et société, Préface de Paul Watzlawick, Éditions du Seuil, 1988. Breton Philippe 97- L’utopie de la communication (Le mythe du village planétaire), Éditions Casbah, Alger : 2000. Chalen J. 98- Éléments de linguistique et de pragmatique pour la compréhension automatique du langage : du signe au sens, Éditions Clips, Paris. De Saussure Ferdinand 99- Cours de linguistique générale, Éditions préparé par : Tullio De Mauro, Éditions Payot – Paris, 1985. Dubois Jean et Autres 100- Dictionnaire de linguistique, Librairie Larousse, Paris. Ducrot Oswald 101- Le Dire et le dit, Les Éditions de Minuit, Paris : 1984. Ducrot Oswald et Al 102- Les mots du discours, Les Éditions de Minuit, Collection « Le sens commun », Paris : 1980. Escarpit Robert 103- L’information et la communication – théorie générale, Hachette supérieur, Paris. 104- L’écrit et la communication, Éditions Bouchene, Alger : 1993, collections que sais-je ? Eluerd Roland 105- La pragmatique linguistique, Éditions Fernand Nathan : 1985. Greimas Algirdas Julien et Courtés Joseph 106- Sémiotique, Dictionnaire Raisonné de la théorie du langage, Éditions Classique Hachette, Paris. Gary- Prieur Marie-Noëlle 107- Les termes clés de la linguistique, Éditions du Seuil, Paris : Octobre : 1999. Ghiglione Rodolphe

297

108- L’homme communiquant, Éditions Armand Colin – Collection U, Paris : 1986. Galisson R. et Coste D. et Autres 109- Dictionnaire de didactique des langues, Librairie Hachette, 1976. Lazar Judith 110- La science de la communication, Éditions Dahlab Alger, collection que sais-je ? Martinet André 111- Éléments de linguistique générale, Armand Coulin, Paris. Maingueneau Dominique 112-Aborder la linguistique, Éditions du seuil, collections Mémo, Paris. 113- Les termes clés de l’analyse du discours, Éditions du seuil, Collections Mémo, Paris, 1996. Mounin George et Autres 114-Dictionnaire de linguistique, P.V.F., Paris, 1974. Orecchioni Catherine Kerbrat 115- Énonciation de la subjectivité dans le langage, Armand Colin, Paris, 1980 116- La conversation, Éditions du Seuil, Paris : 1996. Prieto Luisse 117- Messages et signaux, P.V.F., 1966. Recanati François 118-Les énoncés performatifs, Les Éditions de Minuit, Paris : 1981. Sapir Edward 119- Linguistique, Présentation de Jean – Elie Boltanski, Les Éditions de minuit, Paris. Sarfati Georges Elia 120- Précis de Pragmatique, Éditions Nathan, 2002. Searle John Richard 121- Sens et expression -Étude de théorie des actes de langage, Les Éditions de Minuit, Collection " ◌Le sens commun" Paris : 1982. Siouffi Gilles et Van Dan Raemdonck 122- « La pragmatique », 100 Fiches pour comprendre la linguistique, Fiche : 22, Éditions Bréal.

298

الـمــلحـــــــــق

301

يمقراطية الشعبية يستدعي الناخبون إن السيد رئيس الجمهورية الجزائرية الدالجزائريين، والناخبات الجزائريات لإلدالء برأيهم عن طريق االستفتاء، يوم الخميس

، وفيما يلي مقتطف من نص الملحق: 2005 سبتمبر 29لم والمصالحة الوطنية. مشروع الميثاق من أجل الس

حيم حمن الر بسم هللا الرديبـاجة

تاريخ الجزائر سلسلة من النضاالت المتعاقبة التي خاضها شعبها ذودا عن « ن على مر الحقب والعصور جعل من الجزائر يته وكرامته. والرصيد هذا، المتكو حر

أرضا ترعى فيها قيم التسامح والسالم والحوار والحضارة. ته من وحدته واعتصم بما يؤمن به من القيم وإذا استمد الشعب الجزائري قو

وحية واألخالقية العريقة، استطاع التغلب على أشد المحن قساوة وإضافة الجديد من الريم ا كان الشعب الجزائري يأبى الض فحات المشرقة إلى تاريخه الحافل باألمجاد.لم الص

بر والجلد، ويستمر في التصدي واالستعباد؛ فإنه عرف كيف يعتصم بحبل الصوالمقاومة رغم ما يتعرض له من أشنع المحاوالت لتجريده من ثقافته وإبادته طيلة قرن

ل نوفمبر المجيدة، كالفلق الذي 1954ونيف من االحتالل االستيطاني. ثم جاءت ثورة أوينبلج في الليلة الظلماء، لتبلور تطلعات الشعب الجزائري وتنير درب كفاحه من أجل

يته واستقالله من حصل االنحراف بمسار )...(انتزاع حر وطيلة أكثر من عقد من الزحيحة بفعل اعتداء إجرامي ال سابق له استهدف من بين ما الجزائر عن جادته الصاستهدفه من أغراض آثمة مقيتة محو المكاسب التي غنمها الشعب مقابل تضحيات

والشعب الجزائري )...(جسام؛ بل وأدهى من ذلك تقويض أركان الدولة الوطنية ذاتهامدين بالعرفان، إلى األبد، ألرواح أولئك الذين استشهدوا من أجل بقاء الجمهورية

يمقراطية الشعبية. إنه سيظل إلى جانب أسر شهداء الواجب الوطني، وأسر الجزائية الدضحايا اإلرهاب، وذلك ألن تضحياتهم نابعة من قيم المجتمع الجزائري. والدولة لن يا كي يستمر اعتبارها وتقديرها ودعمها لتلك األسر وذوي تدخر جهدا معنويا أو ماد

ين الحنيف وعدد من )...(الحقوق لقاء التضحيات المبذولة في الفتنة هذه تم تسخير الدنات ن من المكو الجزائريين ألغراض منافية للوطنية. فاإلسالم من حيث هو مكو

ية الوطنية، كان على مر التاريخ، خالفا لما يدعيه هؤالء الدجالون، األساسية للهوية لم والحر العروة الوثقى التي تشد الشمل والمصدر الذي يشع منه النور والس

والتسامح. إن هذا اإلرهاب الهمجي الذي ابتلى الشعب الجزائري، وأصابه في مقاتله طيلة لم والتسامح والتضامن اإلسالمية من يتنافى مع قيم اإلسالم الحق ومثل الس عقد من الز

لم )...( ولقد تيقن الجزائريون والجزائريات كل اليقين من أنه، من دون عودة السياسية واالقتصادية واالجتماعية واألمن، لن يثمر أي مسعى من مساعي التنمية الس

لم وهذا األمن؛ فإنهم يقدرون بالثمار التي يتوخونها منه ؛ وإذ أنهم طالما افتقدوا هذا السة ية ليس بالنسبة لكل واحد منهم فحسب؛ بل وبالنسبة لألم بكل وعي ما لهما من أهملم واألمن، ال مناص من أن نخوض، اليوم، جمعاء. وحتى يتسنى نهائيا تعزيز الس

مسعى جديدا قصد تحقيق المصالحة الوطنية ألنه ال سبيل إلى اندمال الجروح التي

302

خلفتها المأساة الوطنية من دون المصالحة الوطنية. إن المصالحة الوطنية غاية ينشدها الشعب الجزائري حقا وصدقا، ذلك أنها مطلب غير قابل للتأجيل نظرا لما تواجهه

يات التنمية العديدة. إن الشعب الجزائري يعلم علم اليقين أن المصالحة الجزائر من تحديمقراطية والجمهورية الوطنية تعد بكل خير، وأنها كفيلة بتعزيز ما في يد الجزائر الد

لم والمصالحة ستستكمل )... (من مكاسب بما يخدم جميع مواطنيها بسياسة إفاضة السنات الشعب الجزائري من أجل بقاء الجزائر. وهاهو الجهود المبذولة من قبل جميع مكو

لم ذا الشعب مدعو اليوم إلى اإلدالء بكلمته حول بنود هذا الميثاق من أجل السلم )...(والمصالحة الوطنية إن الشعب الجزائري يصادق على هذا الميثاق من أجل الس

ض لرئيس الجمهورية اتخاذ جميع اإلجراءات قصد تجسيد والمصالحة الوطنية، ويفو0F » ما جاء في بنوده

1 .

خ في 278-05مرسوم رئاسي رقم - 1 ن استدعاء هيئة الناخبين 2005 غشت سنة 14 الموافق 1426 رجب عام 9 مؤر ، يتضم

. )مخطوط(، 2005 سبتمبر سنة 29لالستفتاء المتعلق بالمصالحة الوطنية يوم الخميس

فـــهــرس الـمــوضــوعــات

304

الصـفحة

مـقــدمــة

07-02 ............................................................تـمهـيـــد: اللغة والتواصلل: من المفاهيم األساسية في دراسة المصطلح اإلعالمي العربي.................. الـفصــل األو

09-78 1- .............................................................................. 09 تعريف المصطلح

2- ..................................................................... 15 تعريف المصطلح اإلعالمي البعدان: التواصلي والتداولي لوظيفة المصطلح اإلعالمي -3

.................................... 16العربي 3-1- ................................................................ 16 من حيث البعد التواصلي

3-1-1 - ................................................................... 16تعريف االتصال 3-1-3- .................................................................... 22 أنواع االتصال

3-1-4- ....................................................... 26 العالقة بين اإلعالم واالتصال 3-2- .................................................................. 28 من حيث البعد التداولي

3-2-1- .............................................................. 29 نشأة التفكير التداولي 3-2-2- .................................................................... 32 مفهوم التداولية

3-2-3- ............................................................... ية المنهج التداولي 37 أهم 3-2-4- ......................................................... 38 المفاهيم األساسية للتداولية 3-2-5- ................................................................. 60 التداولية ونظرياتها

....................................................................... أ- 61 نظرية أفعال الكالم.................................................... ب- 71 نظرية تداولية الحديث/ لسانيات التلفظ

.................................................................... ج- 74 نظرية تداوليات الحوارالفــصل الثـاني: عنـاصر المحيط التداولي للمصطلح اإلعالمي العربي......................

80-148 1- ................................................................... 81 مستويات االتصال اإلعالمي2- .................................................... سالة أنشطة االتصال من حيث الجمهور والر

84 عناصر المحيط التـداولي للمصطلح اإلعالمي - 3

............................................ 100العربي المتكلم/ رجل ( واضع المصطلح اإلعالمي ومستعمله -3-1

101............................. )اإلعالم 3-1-1- ....................................... الشروط التي يجب أن تتوفر في رجل اإلعالم

105 3-2 - ......................................................................... 113اللغة واإلعالم

3-2-1- .................................................................. 114 مفهوم الخطاب 3-2-2 - ............................................................... 119مستويات الخطاب 3-3- .......................................................................... 128 قناة االتصال

3-4 - .............................................................. 133جمهور الخطاب اإلعالمي

305

3-5 - ........................................................................... يــاق 135الس 3-6- ................................................................. 144 التلفظ وقيوده الحركية

الفـصــل الثـالث: من إشكاليـات المصطلح اإلعالمي العربي -150 - مناقشة تحليلية في ضوء اللسانيات التـداولية-.............................

208 إشكالية المصطلح اإلعالمي العربي على مستوى -1

......................................... 162الوضع المصطلح اإلعالمي العربي وإشكالية تحديد -2

.............................................. 170المفهوم 2-1- ........................................................ د المصطلح اإلعالمي 173 إشكالية تعد

2-1-1- ..................................................................... د المعاني 173 تعد 2-1-2 - ................................................... د المصطلح اإلعالمي 176أسباب تعد3 - ..................................................... المصطلح اإلعالمي ونظرية الحقول الداللية

187 4 - ........................................................................ 193السـلطة في الخطاب5- ...................................................................... 199 المتلقي ووسائل اإلعالم

6 - ............................................................ 201إشكالية توحيد المصطلح اإلعالمي7 - .......................................................... إشكال التبعية في المصطلح اإلعالمي

205 7-1 - ......................................................................... 206فلسفة اإلعالم 7-2- .................................................................... 206 التخطيط اإلعالمي

7-3- ...................................................................... 208 سياسات اإلعالمابع: أهم اإلستراتيجيات و الوظائف التداولية للخطاب في المصطلح اإلعالمي الفصـل الر

.................................................................................... 271-210العربي1- .............................................................................. 211 قوانين الخطاب

2- .................................................................................... 214 األحكام3- ....................................................................... 218 إستراتيجيات الخطاب 3-1 - .................................................... معايير تصنيف إستراتيجيات الخطاب

219 4- ................................................................ 226 أنواع اإلستراتيجيات الخطابية

5 - ................................................ فعالية وسائل اإلعالم في إستراتيجيات الخطاب236

6 - ................................................................... 237النصوص السمعية البصرية7 - ...................................................................... 238وظائف وسائل اإلعالم8- ......................................................................... 260 مفهوم وظائف اللغة

8-1 - ..................................................... 262الوظائف اللغوية للمرسلة اإلعالمية9 - ................................................. معالم البعد التداولي لوظيفة المصطلح اإلعالمي

265 9-1 - ......................................... الوظائف التداولية للغة حسب نظرية أفعال الكالم

265

306

الوظائف التداولية للمصطلح حسب تصنيف أوستين للقيم اإلنجازية - 9-1-1 266للتلفظ...............

الوظائف التداولية للمصطلح حسب تصنيف سيرل للقيم اإلنجازية - 9-1-2 267للتلفظ................

9-2- ........................................... الوظائف التداولية للغة وفق نظرية تداولية الحوار269

9-3 - ................................................ الوظائف التداولية للغة حسب نظرية التلفظ270

273................................................................................... الخــاتمـة.......................................................................... 285-277ثبت المصطلحات

299-287............................................................... فهرس المصــادر والمراجع 287............................................................................ قائمة المراجع العربية

294........................................................................ قائمة المجالت والدوريات 298........................................................................... قائمة المراجع األجنبية

.......................................................................................... 301الملحق 306-304............................................................... فهرس المـوضـوعــات